المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 كانون الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january20.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

في الدَّهْرِ الآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّة.كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ذكرى مجزرة الدامور الوحشية

الياس بجاني/الحريري وجنبلاط وجعجع وكل ربع الصفقة الخطيئة سلموا لبنان دون مقاومة لحزب الله

الياس بجاني/ذكرى اتفاق معراب: شرود وتخلي وخراب

الياس بجاني/قيادات مارونية غير شكل

الياس بجاني/قراءة في البيان الختامي للقاء بكركي: تجاهل لمرض الاحتلال واستفاضة في توصيف أعراضه

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة: البيان الختامي للقاء بكركي

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: إستكمال_بناء_القوات_اللبنانية

لتجمع من أجل لبنان”: الحكم “لاجئ سياسي” عند “حزب الله”

امير قطر يشارك في القمة غداً 

غياب القادة العرب عن قمة بيروت ضربة موجعة لعون وعهده واستياء من تجاهل لبنان للنصائح بعدم الارتماء في الحضن الإيراني

قمة بيروت تطلق السوق المشتركة للكهرباء وستراتيجية إنهاء الفقر

نواكشوط تستضيف القمة المقبلة 2023... ووزراء الخارجية أكدوا المسؤولية العربية والإسلامية تجاه القدس

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 19/1/2019

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 19 كانون الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قمة استفزاز العرب بالبنود "السورية"/منير الربيع/المدن

أمير قطر يفكّ الحصار عن قمة بيروت/منير الربيع/المدن

عون أقنع بعض الدول برفع مستوى وفودها وأمير قطر يستجيب

دمشق استعرضت قدرتها على العودة إلى لبنان لكنها منزعجة من التظاهرة العربية فيه بغيابها/وليد شقير/الحياة

قنبلتان وبطارية وأسلاك كهربائية داخل كيس في منطقة المصنع

لاجئون سوريون في لبنان يختبرون {أسوأ شتاء}

النائب ياسين جابر: الحكومة في علم الغيب ولا خوف من انهيار مالي/قال لـ«الشرق الأوسط» إن مطالبة بري بتأجيل القمة الاقتصادية كانت بسبب غياب سوريا

 مصر تؤكد ثقتها بقدرة المؤسسات اللبنانية على تشكيل الحكومة

عون: نقدر دور القاهرة في ترسيخ دعائم السلام والاستقرار

أوروبا إذ تمنع إنتحار لبنان/مهند الحاج علي/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجامعة العربية: التوافق غير متوافر حالياً لعودة دمشق/وفدان أردني وعراقي في العاصمة السورية

 تفاهمات روسية ـ إسرائيلية لـ«تصحيح التعاون» في سوريا وتل أبيب قلقة من النشاط الإيراني في العراق

إردوغان يبحث مع بوتين الأربعاء «المنطقة العازلة»

6 «عقد» أمام «المنطقة العازلة»... والحلول تتطلب «ترتيبات ثلاثية»

الأمم المتحدة تؤكد استخدام النفط الإيراني لتمويل حرب الحوثيين في اليمن

واشنطن إكزامينر”: تركيا دولة راعية للإرهاب فضيحة بطلها حزب أردوغان في الانتخابات البلدية

السيسي وماكرون يبحثان في مكافحة الإرهاب وتأجيل محاكمة 213 إرهابيا من "أنصار بيت المقدس"

معارض إيراني: النظام سيسقط بيد الشعب ومقاومة الداخل والوضع متفجِّر والملالي يفقدون السيطرة تدريجيا"

إنذار أوروبي لإيران: صبرنا ينفد ولن نستطيع تحمُّل السلوك العدائي وطهران أقرَّت بمواجهة صعوبات في تصدير النفط... وواشنطن تقلِّص عدد الدول المستثناة من عقوباتها

محتجو البصرة يستغيثون بترامب: أنقذنا من عصابات النفط الإيرانية

الأمم المتحدة: عائدات النفط الإيراني تموّل الحوثيين في اليمن والحكومة تتعهد إزالة عراقيل الجهود الإغاثية

نائب إيراني: نصف طائراتنا المدنية مهترئة

مولر يرفض تقريراً أفاد بأن ترمب أمر محاميه بالكذب على الكونغرس

قمة ثانية بين ترمب وكيم الشهر المقبل.. وسيول ترحب

ماي تبحث مع قادة الاتحاد الأوروبي الخطوات المقبلة لـ«بريكست»

برلسكوني يعود إلى المشهد السياسي الإيطالي ويخوض الانتخابات الأوروبية... ويعد بعودة اليمين المعتدل وإسقاط التحالف الشعبوي

 

 إدانة «داعشية» كندية حاولت السفر إلى سوريا بعد الحكم بالسجن 40 عاماً لمتهم بالتخطيط لتفجيراتعناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لهذه الأسباب غاب العرب عن «قمّة العرب»/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

التصعيد الأميركي والتأليف: العين على «الصحة» و«المال»/كلير شكر/جريدة الجمهورية

جمّلوا القمة... فصفَعتهم/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

باسيل: نفتّش عن جواد عدرا آخر/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

خطة «ماكنزي» لإقتصاد لبنان: ما لها وما عليها/بروفسور غريتا صعب/جريدة الجمهورية

قمة الخفة والندم/أحمد الغز/اللواء

إفشال قمة بيروت: انتصر قاسم سليماني وغاب العرب/منير الربيع/المدن/المدن

باسيل يلعب دور ممثل النظام السوري في قمة بيروت/منير الربيع/المدن

مروان حمادة مفكك الملفات اللبنانية الصعبة/صلاح تقي الدين/صحيفة العرب

تعويم الحكومة بين رفض عون وتشجيع هيل/نقولا ناصيف/ الاخبار

ضوء في خضم العتمة/رياض شيّا/(استاذ جامعي/ عميد ركن متقاعد) – اللواء

نبيه برّي: لولا الهاء في اسمه/يوسف بزي/المدن

 سوريا غاضبة من إصرار عون على استضافة القمة الاقتصادية/خلاف يضاف إلى قضايا عالقة مع الأسد إثر إحجام الرئيس اللبناني عن زيارة دمشق/محمد شقير/الشرق الأوسط

البوارج جاهزة: كيف ستردّ واشنطن على «منبج»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

القمة البولندية... ومواجهة الأوهام الإيرانية/إميل أمين/الشرق الأوسط

نظام بشار والحضن العربي/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

الاختلاف على الخلاف مع إيران/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

هنا قصر الكتاب/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

صراعات طويلة الأمد وإرادة مخطوفة/محمد العرابي/الشرق الأوسط

حزب الله والحرس الثوري.. الانطلاقة كانت من معسكرات منظمة التحرير في لبنان، وعرفات اعتقد أنه يستطيع ركوب حصانين في آن وتحقيق التوازن بين إيران والعرب/تقرير من اعداد طوني بدران/جريدة العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل نظيره الموريتاني في المطار

الحريري التقى مسؤولين في مؤسسة التمويل الدولية

باسيل بحث ونظرائه العرب العلاقات وعودة سوريا للجامعة العربية  

المرعبي وجّه رسالة لأبو الغيط حول ملف النزوح السوري 

بزي لقائد اليونيفيل: لبنان لن يتنازل عن حقه السيادي في ملف حدوده البرية والبحرية

جنبلاط: لبنان أضعف نفسه في حسابات ضيقة وفرص ضائعة حول حصص وهمية

نواف الموسوي:الحريص على تقوية الجيش يعطيه رادارات لمواجهة خروقات العدو وسلاحا يؤمن له التوازن الدفاعي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

في الدَّهْرِ الآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّة.كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين

إنجيل القدّيس مرقس10/من28حتى31/”بَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَيَسُوع: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعْنَاك!». قالَ يَسُوع: أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: ما مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ، مِنْ أَجْلِي ومِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، بَيْتًا، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ أَخَوَاتٍ، أَوْ أُمًّا، أَوْ أَبًا، أَوْ أَوْلادًا، أَوْ حُقُولاً، إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ، الآنَ في هذَا الزَّمَان، بُيُوتًا، وَإِخْوَةً، وَأَخَوَاتٍ، وأُمَّهَاتٍ، وأَوْلادًا، وحُقُولاً، مَعَ ٱضْطِهَادَات، وفي الدَّهْرِ الآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّة.كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين»

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ذكرى مجزرة الدامور الوحشية

الياس بجاني/20 كانون الثاني/19

لم ولن تغيب عن الذاكرة اللبنانية والمسيحية الوجدانية والوطنية والإيمانية واقعة مجزرة الدامور الوحشية التي ارتكبها النظام السوري ألأسدي، والإرهاب الفلسطيني، وجماعات اليسار والعروبيين والجهاديين يوم 20 كانون الثاني من سنة 1976.

هي ذكرى مؤلمة لحقبة وحشية ودموية من تاريخ لبنان ومن نضال وصمود الوجود المسيحي الحر فيه.

هي ذكرى لحقبة مريرة وجحودية تحالف فيها بعض خونة ومرتزقة الداخل مع الإرهاب الفلسطيني والعروبي واليساري والجهادي حيث قامواً معاً بتنفيذ مجازر وحشية وبربرية ضد أبناء الدامور المسالمين، وضد كل سكان ساحل الشوف المسيحيين، وصولا إلى حصار الرئيس كميل شمعون في بلدة السعديات.

هي ذكرى سوداء وبشعة ودموية من تاريخ محاولات اقتلاع المسيحيين من لبنان وتدمير لبنان الكيان والتعايش والرسالة والهوية والحضارة.

هي ذكرى بربرية موصوفة قام خلالها أعداء لبنان والحضارة والإنسانية ولبنان الرسالة بتدمير منازل وكنائس بلدة الدامور والبلدات الساحلية المجاورة لها وإحراق الحقول وتهجر أهلها من المسيحيين.

لقد قدر عدد الضحايا الأبرار لمجزرة الدامور ب 684 فرداً بين أطفال ونساء وشيوخ ومقاتلين.

لن ننسى تلك المجزرة، ولن ننسى من خطط لها وقام بها..

ولن ننسى أهدافها الشيطانية الهادفة لاقتلاع المسيحيين وتهجيرهم من لبنان.

تلك الأهداف والمرامي الإبليسية التي لا تزال تمارس حالياً بحق المسيحيين وغيرهم من الشرائح اللبنانية السيادية والاستقلالية، وإن كانت بأنماط وطرق وأساليب مختلفة، وذلك عن طريق جماعات محلية وإقليمية ودولية قد تكون هويتها مختلفة، ولكن تحت نفس المفاهيم العدائية والمذهبية المغلفة بالحقد والهمجية  والمذهبية وكل وأنواع الإرهاب.

اليوم يقوم النظام الإيراني الملالوي عن طرق ذراعه المسماة حزب الله، وبالتكافل والتضامن مع نظلم الأسد الإبن، وبعض مرتزقة الداخل من اليساريين والجهاديين وتجار المقاومة والتحرير بإكمال فصول جريمة مجزرة الدامور، ولكن على نطاق أوسع يشمل كل مساحة لبنان، وشرائحه المجتمعية كافة، حيث يسعى نظام الملالي بالقوة والإرهاب بكل أشكاله وأنواعه ليس على فقط اقتلاع المسيحيين من لبنان وقتلهم وتهجيرهم، بل على تدمير الكيان اللبناني، وإسقاط نظامه التعايشي والحضاري، واستبداله بجمهورية ملالوية ملحقة بحكام طهران تكون قاعدة ومنطلق لإسقاط كل الأنظمة العربية وإقامة الإمبراطورية الفارسية.

في هذه الذكرى الموجعة فإن كل الشرائح اللبنانية السيادية والاستقلالية والسلمية، وفي مقدمها المسيحيين لن ينسوا بطولة أهلنا الأبرار والشرفاء والأبطال الذين وقفوا في وجه الغزاة والمرتزقة وقدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطنهم المقدس والغالي.

لا، لن ننسى الشهداء الأبرار، ولن ننسى تضحياتهم.

اليوم نرفع الصلاة خاشعين من أجل أن تستريح نفوسهم في جنات الخلد.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الحريري وجنبلاط وجعجع وكل ربع الصفقة الخطيئة سلموا لبنان دون مقاومة لحزب الله

الياس بجاني/19 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71256/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%B7-%D9%88%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D9%88%D9%83%D9%84/

احقاقاً للحق وشهادة له نؤكد وعملاً بكل الوقائع والحقائق المعاشة على الأرض فقراً وإرهاباً وبؤساً وتعاسة وفوضى وتسيب وضياع بأن العماد عون وجبران باسيل هما على حالهما الملالوي واللاهي منذ توقيع “ورقة تفاهم مار مخايل الطروادية” مع حزب الله ..

وهما لم يبدلان حرفاً واحداً من خطابهما وتحالفاتهما وطروحاتهما اللاسيادية واللا لبنانية المسورنة واللاهية…

وبالتالي لا يمكن تحميلها وحدهما مسؤولية حال وطن الأرز الحالي الدركي على كافة المستويات وفي جميع المجالات… ومنها بالطبع هزالة الحضور في المؤتمر العربي الاقتصادي المنعقد في بيروت.

أما المسؤول حقيقة عن وضع لبنان الحالي بنسبة 90% هو الفريق الذي كان يسمى زوراً سيادياً واستقلالياً.

ذالك الفريق عينه الذي تخلى عن ثورة الأرز، والتحق بباسيل وعون، وساوم المحتل الذي هو حزب الله، وأرتضى مساكنته دون مقاومة مع سلاحه ودويلاته وإرهابه وحروبه ومشروعه الفارسي التوسعي والإستعماري.

من هنا فإن المسؤول بالكامل عن تسليم لبنان لحزب الله وضمه لمحور إيران، وجره للوضع الحالي الدركي هو من فرط 14 آذار، وداكش الكراسي بالسيادة، وتلحف بهرطقة الواقعية النفاقية والتمويهية، وهلل لخطيئة “اتفاق معراب” المبني على تقاسم المغانم والحصص، وقفز فوق دماء الشهداء وساوم على تضحياتهم، ودخل الصفقة الخطيئة الرئاسية والوزارية والنيابية والسلطوية على خلفية الفجع السلطوي، وقلة الإيمان، وخور الرجاء، وعشق الأبواب الواسعة.

عملياً وواقعاً فإن المسؤول هو كل من رضخ لمشيئة حزب الله ولمشاريع أسياده في دمشق وطهران عن غباء وتشاطر مرضي، وأنانية مقززة متسلحاً بنوايا جشع رئاسية ووافق على القانون الانتخابي الهجين الذي أعطى إيران ونظام الأسد ومرتزقتهما المحليين في المجلس النيابي اللبناني أكثرية عددية مريحة حذت بإعلان قاسم سليماني بوقاحة بأن طهران حصلت على 74 مقعداً نيابياً في لبنان.

إن ما يشهده لبنان اليوم من فجور وهرطقات وغياب للدولة وللقانون وأخطار انهيار مالي واقتصادي إضافة إلى مشهدية حال المؤتمر الاقتصادي العربي المحزن، هو ليس من مسؤولية لا عون ولا باسيل ولا حزب الله ولا نظام الأسد ولا إيران وحدهم، بل وبكل صراحة هو من مسؤولية الثلاثي جنبلاط وجعجع والحريري ورعاتهم من الدول العربية والدولية الذين لا يجيدون غير الشعارات البالية والغرق في الهزائم ومن ثم البكاء على الأطلال.

من هنا، فإن المطلوب اليوم محاسبة كل من تخلى عن ثورة الأرز من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب والتحق مباشرة أو مواربة بمحور الشر السوري-الإيراني مقابل مصالح خاصة وأوهام سلطوية ورزم من مكونات الحقد والجهل والغباء والتشاطر والباطنية وعمى البصر والبصيرة.

المطلوب قيادات جديدة من غير خامة وثقافة أولئك الساقطين عن سابق تصور وتصميم في كل تجارب إبليس، والسائرين فرحين وبجحود وبنرسيسية على خطى الإسخريوتي والطروادي وقرينهما الملجمي.

*عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

ذكرى اتفاق معراب: شرود وتخلي وخراب

الياس بجاني/19 كانون الثاني/19

الذكرى 3 لإتفاق معراب: ذكرى قلة إيمان وخور رجاء وتخلي وابواب واسعة وتقاسم مغانم وتسليم لبنان لحزب الله ومداكشة للكراسي بالسيادة وقفز فوق دماء الشهداء..تنذكر وما تنعاد.

 

قيادات مارونية غير شكل

الياس بجاني/18 كانون الثاني/19

مقابلتي هنري صفير أمس وفريد هيكل الخازن اليوم ع الMTV يعطيان صورة مشوهة وعاطلة وذمية ونرسيسية عن واقع قادتنا الموارنة التعتير..هنري ضد أميركا والمحكمة الدولية وفريد مسورين وملالوي..وقمح بدها تاكل حني.

 

قراءة في البيان الختامي للقاء بكركي: تجاهل لمرض الاحتلال واستفاضة في توصيف أعراضه

الياس بجاني/16 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71143/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84/

كما كان معلوماً ومتوقعاً فقد جاء بيان لقاء بكركي الماروني التشاوري الختامي منمقاً ورمادياً وانشائياً ودون جدوى عملية حيث استفاض واضعوه في شرح أعراض المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان وبشعبه وبدستوره وبمؤسساته وبهويته وبتاريخه وبرسالته وبالقرارات الدولية الخاصة به وبأمنه وبدوره وبلقمة عيش بنيه... لكنهم للأسف قد تعاموا عن سابق تصور وتصميم ذميين عن تسمية المرض الذي هو "الاحتلال الملالوي" ودون الإشارة إليه بشجاعة وعلنية دون خوف أو تردد، والأهم دون ذمية وتقية، وكذلك دون خلفيات نرسيسية لحسابات سلطوية ونفعية وأرباح شخصية وغير وطنية.

لم يأتي البيان لا من قريب ولا من بعيد، ولا مباشرة ولا حتى مواربة أو تلميحاً، على ذكر كارثة احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي للبنان، والذي هو واقعاً معاشاً على الأرض "المرض السرطاني" المسبب الأساسي وربما الوحيد حالياً لكل الأعراض التي ذكرها البيان وتفنن في جردها بمفردات رمادية ومموهة...

أليس هذا التعامي المتعمد هو ما تعنيه الآية الإنجيلية: "مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا المَطْلُوبُ وَاحِد" (لوقا10/38حتى42)؟!!.

عملياً ما معنى قول البيان بأن على لبنان أن يلتزم بالشرعتين الدولية والعربية دون أن يوضح ما يعنيه تحديداً، ودون التطرق بجرأة ودون لف ودوران "لاتفاقية الهدنة الدولية بين لبنان وإسرائيل"، وللقرارين الدوليين رقم 1559 و1701، اللذين يطالبان ببنود واضحة ومحددة بتجريد سلاح كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها (وحزب الله ميليشيا) وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية؟

وعملياً ما فائدة وجدوى المطالبة بضرورة سرعة تشكيل الحكومة وبالبكاء على الوحدة الوطنية، والعويل على الوضع الاقتصادي الدركي، ما لم يُسمى جهاراً من يقف وراء كل هذه العراقيل والذي هو الاحتلال الإيراني الإرهابي؟

وما جدوى ونفع تشكيل لجنة متابعة من نواب قرار بعضهم ليس ملكهم وهم ينفذون ولا يقررون، ووطنياً لا يجمع بينهم أي رابط فكري أو سيادي أو استقلالي أو دستوري أو أية رؤيا إستراتجية واحدة، في حين أن بعضهم يقدس سلاح المحتل ويشكل غطاءً له؟

وأليس هذا التصرف الإستعمائي هو قمة في التناقض وينطبق عليه قول رسول الأمم، بولس: "لا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ولا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين". (رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس10/من10حتى24)؟

وهل ما جاء في البند الثامن من البيان مصداقية حيث تم التنديد بالانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لسيادة لبنان دون التطرق لدور حزب الله الذي يسبب هذه الانتهاكات؟

وهل المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية دون القول "القرارات الخاصة بلبنان" وذكر هذه القرارات وأرقامها أي معنى عملي؟

وهل المطالبة بدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية للقيام بواجبهم في الدفاع عن لبنان وحفظ أمنه وسيادته بوجود دويلة وجيش احتلال رديف يشارك نيابة عن إيران في كل الحروب الإقليمية وينفذ عمليات إرهابية في العديد من الدول؟

وهل الوجدان الماروني الذي طالب البيان الالتزام به يسمح ويقر ويبرر المواقف الرمادية التي جاءت في البيان ؟

وهل واضعو البيان على معرفة بالآية الإنجيلية القائلة: "لأنك لست ساخناً ولا بارداً، بل فاتراً سوف أبصقك من فمي". (الرؤيا03/15و16)

يبقى أن اللقاء كان مشهديه مسرحية ليس إلا ولن يكون له عملياً أية نتائج سيادية أو استقلالية كما أن مفاعيله حقيقة انتهت مع انفضاضه.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

البيان الختامي للقاء بكركي/الياس بجاني/18 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D8%A8%D9%83%D8%B1%D9%83%D9%8A/

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي

العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي/الياس بجاني/16 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%B9%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: إستكمال_بناء_القوات_اللبنانية

( القيادة الموحدة للقوات اللبنانية -الإطار العسكري- أُنشأت بقرار من المكتب السياسي الكتائبي بتاريخ ٢٥ آب ١٩٧٦ تحت الرقم ٣٥٤٠.

وعملاً بتوصية صادرة عن اللجنة المُلحقة بالمكتب السياسي المصغّر الذي يحتوي على أربعة عشر بنداً بتاريخ ١٠-١٠-١٩٨٠، صدر عن المكتب السياسي بنفس التاريخ، قرار رقم ٥٢٠١ وقّعه الأمين العام جوزيف سعادة والشيخ بيار الجميّل تمّ بموجبه إلحاق الوحدات المنصوص عنها في القرار رقم ٣٩٢٩، أي المدرعات- المدفعية- البحرية- وكذلك وحدات المغاوير وجميع الوحدات المقاتلة المركزية بالقوات اللبنانية، على أن توضع عند الإلتحاق محاضر وجردات رسمية تفصيلية بالعتاد الذي يبقى ملكاً للحزب.

وعملاً بالبند الرابع من محضر اللجنة المُلحقة بالمكتب السياسي القاضي بأن يلتحق الكتائبيون بالقوات اللبنانية "على اساس مجموعات منتظمة وليس كأفراد وبقرار من المكتب السياسي، أما في حال إضطرار القوات اللبنانية إلى الإستعانة بأحد العناصر الكتائبية لتأمين بعض الخدمات الإضافية فيقتضي أخذ موافقة رئيس مصلحة بيروت أو الإقليم التابع له هذا العنصر".

تم إصدار مذكرة بتاريخ ١٧-٤-١٩٨١ تحت الرقم ٨١/١٢ من الأمين العام لحزب الكتائب)

نصّ المذكرة:

من الأمين العام إلى رئيس إقليم جبيل-كسروان-بعبدا-المتن-الشوف-عاليه-البترون-زحلة-البقاع الغربي-زغرتا-طرابلس-بشرّي-عكار-الكورة ورئيس مصلحة بيروت.

تحية كتائبية،

 عطفاً على المادة الثالثة من قرار المكتب السياسي رقم ٥٢٠١ تاريخ ١٠-١٠-١٩٨٠ الذي حدّد الوحدات والأسلحة الستراتجية الواجب إلحاقها بالقوات اللبنانية.

وعطفاً على الإجتماعات التي عُقدت بينكم وبين رئيس مجلس الأمن الكتائبي حيث رفعتم أسماء العناصر الكتائبية التي تمّ الإتفاق على إلحاقها بمجلس الأمن بغية ضمّها إلى الوحدات المركزية.

بناء عليه، وعلى طلب مجلس الأمن رقم ٦٣٨/أس. تاريخ ١٥-٤-١٩٨١.

فإني أطلب إليكم وضع العناصر المشار إليها فوراً بتصرٌف مجلس الأمن الكتائبي بغية إلحاقها بالوحدات المركزية على أن يتحمّل مجلس الأمن جميع النفقات الناتجة عن هذا التدبير وذلك من تاريخ إلتحاقهم. وعلى مجلس الأمن أن يباشر بتنظيم هذه العناصر وتدريبها وتوزيعها وفقاً للستراتيجية الموضوعة من قبل القيادة العسكرية(المقصود بها القوات اللبنانية).

الإمضاء: الأمين العام جوزف سعاده

 ملاحظة: جرى تحديد النفقات الناتجة عن عملية الإلتحاق هذه عملاً بالبند السابع من محضر اللجنة المُلحقة بالمكتب السياسي:"يقتضي العمل على رفع عدد القوات اللبنانية بحيث تبلغ الألفين مقاتل على المدى القصير العاجل وتأمين التمويل والتجهيز اللازمين من قبل حزب الكتائب".

 

التجمع من أجل لبنان”: الحكم “لاجئ سياسي” عند “حزب الله”

بيروت ـ “السياسة” /19 كانون الثاني/19/رأى منسق “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو عبر “تويتر”، أن “رمي مسؤولية مقاطعة القادة العرب قمة بيروت على رفض بري حضور ليبيا واعتداء أنصاره على أعلامها تزوير لحقيقة ضعف الحكم وعجزه، فلو فرض الحكم هيبته لما تجرأ أحد على مخالفة القانون”. وتابع: “أما وأن الحكم لاجئ سياسي عند حزب الله فطبيعي أن يفرض الحزب وشريكه اجندتهما الإقليمية على اللاجئين”عندهما، معتبراً “تقزيم أسباب مقاطعة القادة العرب قمة بيروت الى ممارسات ميليشياوية تحويل للأنظار عن الحقيقة”. وأضاف “فلقد سبق لقادة عرب كبار ان زاروا عواصم خرجت فيها تظاهرات للاعتراض على حضورهم، أما المقاطعة فقرار سياسي ستراتيجي في مواجهة تبني الحكم في لبنان الاستراتيجية الايرانية المهددة للأمن العربي!” ونشرت الإعلامية مي شدياق على صفحتها، عبر “تويتر”، مقطع فيديو من حلقة “صار الوقت” ليل الخميس، يظهر فيه أحد المشاركين وهو يتحدث عن جرائم “الشقيقة سورية” في لبنان، وكتبت معلقةً: “يحضرني هنا ايضا كلام غبطة البطريرك صفير: ليس لسورية الأسد حلفاء في لبنان إنما عملاء”.

 

امير قطر يشارك في القمة غداً 

وكالات/19 كانون الثاني/19/اعلن الناطق الرسمي باسم القمة العربية الاقتصادية والتنموية رفيق شلالا ان “الرئاسة اللبنانية تبلغت ان امير قطر الشيخ تميم بن خليفة ال ثاني سيصل الى لينان غداً للمشاركة في القمة”. وكانت “وكالة الأنباء القطرية” اعلنت ان الأمير القطري تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الجمهورية ميشال عون، جرى خلاله استعراض ابرز الموضوعات المدرجة على جدول اعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية

 

غياب القادة العرب عن قمة بيروت ضربة موجعة لعون وعهده واستياء من تجاهل لبنان للنصائح بعدم الارتماء في الحضن الإيراني

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة 19 كانون الثاني/19/في سابقة تعكس انعدام الثقة العربية بالحكم ومؤسساته، وتعتبر ضربة موجعة للعهد وسيده رئيس الجمهورية ميشال عون، تستضيف بيروت، اليوم، اجتماع مؤتمر القمة الاقتصادية التنموية العربية الرابعة التي سيتسلم الرئيس اللبناني رئاستها من رئيس وفد السعودية، على وقع الصدمة التي لا تزال ترخي بثقلها على جميع المسؤولين، والمتمثّلة بغياب القادة والزعماء العرب باستثناء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد عن أعمال القمة التي سبق وأعلنوا عزمهم المشاركة بها، “في موقف واضح الدلالات ولا يحتاج إلى عناء تفسير”، على ما أكدته لـ”السياسة”، أوساط سياسية رفيعة، من خلال إشارتها إلى أن “المسؤولين اللبنانيين يتحملون وحدهم مسؤولية الفشل الذريع الذي لحق بالقمة قبل أن تعقد، إذا كيف للقادة العرب أن يشاركوا في هكذا قمة، في ظل الانقسام العمودي في مواقف القيادات الرسمية وغياب أدني تنسيق فيما بينهم، ما أظهر لبنان في أدنى درجات التفكك والتشرذم، ناهيك عن غياب الأسباب الموضوعية التي توفر للمشاركين من القادة العرب الضمانات الأمنية المطلوبة، بعد إقدام مناصري حركة “أمل” التي يترأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري على حرق العلم الليبي، والقيام بعراضات ميليشياوية أساءت كثيراً إلى سمعة لبنان، وأثارت الكثير من المخاوف على أمن وحياة المشاركين في القمة”. وكشفت الأوساط أن هذه “الرسالة العربية الحازمة التي تلقاها لبنان، تحمل في طياتها الكثير من الاستياء العربي من مواقف البلد المرتمي في الحضن الإيراني والذي يسلم قراره السياسي والأمني لما يسمى ب”قوى الممانعة” التي تعمل على قطع صلات لبنان بمحيطه العربي، لجعله أسير الأجندة الإيرانية التي يحاول “حزب الله” فرضها عليه”، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن “طهران ستحاول الإبقاء أكثر فأكثر على احتجاز الحكومة اللبنانية، لأنها ما كانت مسرورة أبداً باستضافة لبنان لقمة عربية، باعتبار أنها تعمل جاهدة على سلخه عن أشقائه العرب وإبقائه تحت سيطرتها”.

وأشارت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة” من مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت، أن “ضعف التمثيل العربي في القمة كان متوقعاً، سيما وأن بيروت تجاهلت على مدى نحو سنتين الدعوات العربية للكف عن السير بركب المشروع الإيراني المعادي للعرب”. وفيما روجت أوساط الرئاسة اللبنانية الأولى معلومات عن إمكانية حضور بعض الزعماء العرب في آخر لحظة، لرفع مستوى المشاركة، أعلن الناطق الرسمي باسم القمة العربية الاقتصادية والتنموية رفيق شلالا ان الرئاسة اللبنانية تبلغت ان امير قطر الشيخ تميم بن حمد سيصل الى لبنان اليوم للمشاركة في القمة.

وقد ردّ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على أسباب ضعف التمثيل العربي في القمة، فرأى ان “المهم أن القمة حصلت وأي وفد حاضر يمثل دولته”، وتوقّع أن “تحقق القمة نتائج إيجابية وانعقادها في لبنان أمر جيد جداً”.

إلى ذلك، لفت الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الى أن “سعينا إلى تفعيل دور المرأة العربية يأتي في إطار الوعي بالتحديات المتنوعة التي تواجهها نتيجة لعدّة أسباب منها النزاعات المسلحة التي شهدتها المنطقة”.

وبالتزامن مع انعقاد القمة وتسجيل عدد من الاعتذارات، نشر رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، عبر “تويتر” صورة عبارة عن رأس ثور معلقاً على دراجة، أرفقها بعبارة “لبنان بعد القمة الاسكندر ذو القرنين”، في وقت يتوقع تنظيم تظاهرات في بيروت وعدد من المناطق، رفضاً للانهيار الحاصل على مختلف المستويات . من جهته، رأى نائب رئيس المجلس النواب النائب ايلي الفرزلي، “ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري لم يقاطع القمة، بل اعترض على حضور الوفد الليبي للمشاركة وقال رأيه بأن مستوى التمثيل سيكون منخفضا بسبب عدم وجود حكومة فيما الوضع العربي مشرذم من تونس الى ليبيا الى سورية الى اليمن، ويحتاج الى قمة لمعالجة مشاكل العرب بين بعضهم ما أثر على مستوى التمثيل في القمة بشكل اساسي”. في المقابل، وفي موقف يعكس استياء فريق رئيس الجمهورية، كتب النائب سيمون ابي رميا على “تويتر، قائلا: “الأمور واضحة مثل “عين الشمس”: “مع العرب ما في نوى”… وهل فهم اللبنانيون انو “ما في نوى الا سوا”؟ وغرد عضو تكتل “لبنان القوي” النائب زياد أسود فكتب “طار العهد، حل العهر”، واعتبر رئيس “حركة التغيير” ايلي محفوض، ان “هناك من يستفحل بتقديم أوراق اعتماده أمام النظام السوري معتمدًا أسلوب التملّق إرضاء لنظام رئيسه بشار الأسد، ذاك الذي أنزل بلبنان الويلات والدمار والاحتلال والمجازر والنهب، وهذا أسلوب شاهدناه وشهدنا عليه بزمن حافظ الاسد أيضا ومن موارنة تذممّوا بدورهم من أجل كرسي وهذه فئة لا تمثلنا”.

 

قمة بيروت تطلق السوق المشتركة للكهرباء وستراتيجية إنهاء الفقر

نواكشوط تستضيف القمة المقبلة 2023... ووزراء الخارجية أكدوا المسؤولية العربية والإسلامية تجاه القدس

بيروت – وكالات/السياسة 19 كانون الثاني/19/ بارك القادة العرب في قمتهم التنموية الاقتصادية والاجتماعية بدورتها الرابعة، التي تعقد اليوم ببيروت برئاسة الرئيس اللبناني ميشال عون، الجهود التي يقوم بها المجلس العربي للكهرباء لإنشاء السوق العربية المشتركة للكهرباء، ورحبوا بتوقيع الدول العربية الأعضاء على مذكرة التفاهم ودعوتها إلى السعي لتنفيذ ما جاء بها. وقرر القادة العرب في مشاريع قراراتهم التي يقرونها اليوم خلال قمتهم، تكليف المجلس الوزاري العربي للكهرباء باستكمال وثائق حوكمة السوق العربية المشتركة للكهرباء، بينما سجل الوفد الجزائري خلال اجتماع وزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، تحفظه على القرار، وقال إن عملية دراسة ومناقشة اتفاقية السوق سابق لأوانه في الوقت الحالي، مقترحا تأجيلها إلى حين الانتهاء من مناقشة الاتفاقية العامة والموافقة عليها من طرف الدول الأعضاء قبل الشروع في دراسة الوثائق الخاصة المنبثقه عنها “وثائق الحوكمة”. وأكدت القمة على المسؤولية العربية والإسلامية الجماعية تجاه القدس، ودعوة جميع الدول والمنظمات العربية والإسلامية، والصناديق العربية، ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، إلى توفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات الواردة في الخطة الستراتيجية للتنمية القطاعية في القدس الشرقية بالتنسيق مع دولة فلسطين. كما تقرر الطلب من الدول الأعضاء الالتزام بتنفيذ قرار قمة عمان بتاريخ 29 مارس 2017 بشأن زيادة موارد صندوقي الأقصى والقدس بقيمة 500 مليون دولار، والذي أكدت عليه قمة القدس بمدينة (الظهران) بموجب القرار 711 بتاريخ 15 أبريل 2018 ودعوة الدول التي لم تف بالتزاماتها في هذا الشأن بسرعة الوفاء بها. كما تم التأكيد على أن مقاطعة منظومة الاحتلال الإسرائيلي هي احدى الوسائل الناجعة والمشروعة لمقاومته وإنهائه، ودعوة جميع الدول والمؤسسات والشركات والأفراد إلى الالتزام بوقف جميع أشكال التعامل مع منظومة الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي ومستوطناته المخالفة للقانون الدولي، ودعوة البرازيل إلى عدم اتخاذ أي مواقف تُخل بالمكانة القانونية لمدينة القدس الشريف. وتقرر الإحاطة علما بالتطورات الخاصة بتنفيذ مبادرة رئيس السودان بشأن الأمن الغذائي العربي، والتأكيد على أهمية تنفيذ كل المشروعات الواردة فيها، والترحيب بالاستمرار في تنفيذ الخطة الإطارية للبرنامج الطارىء للأمن الغذائي العربي 2017 – 2021. كما تقرر الاحاطة بتطورات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى واستكمال متطلبات إقامة الاتحاد الجمركي العربي، والترحيب بما تم التوصل إليه بشأن وضع آليتي الشفافية والتزام الدول العربية بقرارات المجلس الاقتصادي والاجتماعي المتعلقة بمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، ودعوة الدول العربية للالتزام بأحكامها.

ودعوا إلى الإسراع في استكمال المتطلبات اللازمة لإقامة الاتحاد الجمركي العربي، ودعوة الدول العربية إلى التوافق على فئات التعريفة الجمركية العربية الموحدة، كأحد المتطلبات الأساسية لإقامة الاتحاد.

ووافقوا على الميثاق العربي الاسترشادي لتطوير قطاع المؤسسات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، واعتماد الستراتيجية العربية للطاقة المستدامة 2030، ودعوة الدول العربية للاسترشاد بها.

ووافق القادة العرب على مبادرة “التكامل بين السياحه والتراث الحضاري والثقافي بين الدول العربية، وتكليف مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شئون البيئة بوضع ستراتيجية إطارية لإدارة النفايات الصلبة في الدول العربية. ودعا القادة لإزالة المعوقات التي تواجه مشروعات التكامل الاقتصادي العربي، وتقديم مشروعات التكامل العربى في قائمة سلم أولوياتها وتقديمها لمؤسسات التمويل العربية لتوفير التمويل لها. وثمنت القمة العربية الدور الذى تقوم به الصناديق العربية في تمويل مشروعات التنمية العربية، وتوجيه الشكر للصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعى لتمويل دراسات الجدوى لمشروعات التكامل الاقتصادي العربي ولإبداء استعداده والصناديق الأخرى لتمويل هذه المشروعات. وأكدت القمة على جميع قرارات القمم العربية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والمجالس الوزارية الخاصة بالأعباء الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على استضافة اللاجئين السوريين وأثرها على الدول العربية المستضيفة، داعية المجتمع الدولى لدعم الدول العربية المستضيفة للاجئين السوريين، وتكليف الأمانة العامة بمتابعة الطلبات المقدمة للجهات الدولية المانحة والمنظمات المتخصصة والصناديق العربية لتأمين التمويل اللازم لتمويل المشاريع التي تقدمت بها الأردن ومصر وتلك التي ستتقدم بها الدول العربية الأخرى. كما دعت المجتمع الدولى والهيئات الدولية المختصة لتشجيع العودة الآمنة والكريمة والممرحلة للاجئين السوريين إلى المناطق التي توقف فيها القتال، وهي الفقرة التي حدث بشأنها خلاف في وجهات النظر من جانب أطراف مختلفة خلال مناقشات وزراء الخارجية. وبشأن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين “الأونروا”، أكدت القمة على حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطنيين وذريتهم وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ورفض أية محاولات أو قرارات لإنهاء أو تقليص دور وولاية “الاونروا” وتوفير الدعم التنموي والمعنوي والمالي اللازم لبرامجها. ووافقت القمة من حيث المبدأ على دراسة وضع رؤية عربية مشتركة في مجال الاقتصاد الرقمى، ودعت إلى دعم اليمن يسهم في إعادة الإعمار والتعافي وتقديم الدعم للصومال. واعتمدت القمة الإطار الستراتيجي العربي للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد 2020 /‏ 2030 كإطار يعزز من الجهود العربية الرامية لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية. واعتمدت وثيقة منهاج العمل للأسرة وتبني مبادرة الأمانة العامة للجامعة العربية بعنوان “المحفظة الوردية” كمبادرة إقليمية لصحة المرأة، والستراتيجية العربية لحماية الأطفال في وضع اللجوء وبرنامج إدماج النساء والفتيات في مسيرة التنمية. ورحبت القمة باستضافة لبنان للدورة الرابعة عشر للالعاب الرياضية العربية 2021، ودعوة الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم الطوعى للبنان لتنظيم هذه الدورة، كما رحبت القمة بدعوة موريتانيا باستضافة الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية المقرر انعقادها عام 2023.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 19/1/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عقد القمة مضمون بغض النظر عن مستويات التمثيل، والافتتاح عند العاشرة قبل ظهر غد، وأمير قطر سيشارك شخصيا، وممثلو رؤساء الدول مزودون بتوجيهات بإنجاح صدور البيان الختامي والمقررات الاقتصادية والاجتماعية تحت العنوان الانمائي، وكلمة رئيس القمة الرئيس ميشال عون محبوكة على الخير.

وفي أجواء القمة في البقعة الأمنية وعلى الطرق اللبنانية، تحضيرات من "الحزب الشيوعي" لتظاهرة في البربير في بيروت، واتصالات لانضمام الاساتذة المتعاقدين وغيرهم، وكأن لبنان لا يكفيه تعثر مستوى الحضور العربي الملكي والرئاسي في القمة، والسمعة اللاحقة به من جراء عرقلة تشكيل الحكومة، والمخاوف من ذهاب مقررات مؤتمر "سيدر" أدراج الرياح.

وبعد القمة، يعتزم الرئيس نبيه بري الضغط باتجاه عقد استثنائي للبرلمان، لدرسِ وإقرار الموازنة العامة، فيما تضغط واشنطن لتعويم حكومة تصريف الأعمال اللبنانية.

وفي رأي أوساط سياسية أن الاجواء التي عرقلت الحكومة، نصفها محلي ونصفها الآخر خارجي. وهو الأمر نفسه الذي أدى إلى فرملة حضور الملوك والرؤساء العرب. وقالت هذه الأوساط إن الرئيس سعد الحريري سيكثف بعد القمة، تحركه باتجاه حل الأمور المحلية العالقة، وقد ألغى مشاركته في مؤتمر دافوس الثلاثاء المقبل لهذه الغاية.

إذن رؤساء الوفود العربية وصلوا إلى بيروت، على أن يصل غدا أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. في وقت لم تستبعد مصادر عليمة، إمكان تعديل بعض الزعماء قراراتهم، ليأتوا إلى بيروت قبيل افتتاح القمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أسهم بورصة المشاركة في القمة، لا زالت مؤشراتها تنحو هبوطا، مع الحفاظ على استقرار عدد القادة المشاركين فيها: الرئيس الموريتاني وأمير قطر الذي تم الإعلان أنه سيحضر شخصيا لترؤس وفد بلاده غدا، إثر اتصال تلقاه من رئيس الجمهورية ميشال عون، وفق وكالة الأنباء القطرية.

وليس من قبيل التنمر، بل من باب التندر، حتى الرئيس الصومالي إعتذر عن حضور القمة الاقتصادية العربية، وفق ما علمت الـ NBN.

المشاركة الهزيلة في القمة طرحت أكثر من علامة استفهام على المستويين الداخلي أو العربي- العربي، في ظل حالة التخبط التي تعيشها العلاقات العربية- العربية.

لبنانيا، غرد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي"، معلقا على القمة، بصورة لرأس ثور معلق على دراجة هوائية وكتب: لبنان بعد القمة الإسكندر ذو القرنين، لافتا إلى أن لبنان أضعف نفسه بنفسه في حسابات ضيقة وفي فرص ضائعة حول حصص وهمية، كاشفا عن أمر عمليات بالتعطيل عندما لاحت في الأفق بوادر إنفراج لتشكيل الحكومة.

في المقابل، بقيت قضية استبعاد سوريا عن القمة، حاضرة بقوة في الاجتماعات التحضيرية، أو في تلك التي أجراها المسؤولون العرب على هامش القمة مع القيادات اللبنانية. وفي هذا الإطار، كان لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري مع وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم، حيث تم التأكيد على ضرورة عودة سوريا إلى المجموعة العربية بشكل سلس، لما يشكله هذا الأمر للعرب وللبنان والعراق.

فيما "دبكت" بين وزيري الدولة لشؤون النازحين والخارجية، على خلفية طرح ملف النزوح السوري في القمة، حيث صنف معين المرعبي كل ما يصدر عن جبران باسيل في ما خص الأزمة السورية، ضمن خانة القرار الفردي والشخصي، الذي لا يمثل سياسة الدولة ولا يلزمها. وكان لافتا أن الرئيس سعد الحريري أعلن انه غير موافق على كلام وزير تياره الأزرق.

ولاحقا، تحدثت معلومات عن إشكالية حول الفقرة المتعلقة بملف النزوح الواردة ضمن جدول أعمال القمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

من أراد زرع العراقيل للحؤول دون انعقاد القمة العربية التنموية في بيروت، لم يحصد سوى الخيبة. فالاجتماعات الوزارية والتشاورية تمهيدا لانعقادها، والتي تمت على مدى اليومين الماضيين، اكتملت. فيما توافد رؤساء الوفود الى بيروت يتواصل.

وفي هذا السياق، ينتظر وصول أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني غدا للمشاركة في أعمال القمة، بعد تشاور هاتفي مع رئيس الجمهورية ميشال عون، تم خلاله استعراض أبرز الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة. فيما ستشدد كلمة رئيس الجمهورية على أهمية العمل العربي المشترك، وعلى الصعوبات والمشاكل التي واجهت بعض الدول العربية، كذلك سيتطرق إلى الواقع الاقتصادي العربي.

واليوم استمر وصول رؤساء الوفود إلى بيروت، حيث كان في استقبالهم رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف سعد الحريري الذي كان قد أكد أنه وبغض النظر عن الحضور في القمة، فإن النجاح هو في عقد القمة لأن الهدف كان عدم عقدها.

وبانتظار الانتهاء من أعمال القمة، فإن جهود الرئيس المكلف ستنصب، وفق مصادر متابعة وعليمة، وبالتنسيق مع رئيس الجمهورية، لايجاد السبل الممكنة للخروج من دوامة الجمود الحكومي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لأنه لبنان، يستقبل زائريه بحسن الضيافة، بعيدا عن المناصب والمواقع التي ستمثل بلادها في قمة العرب لأجل الاقتصاد.

وعلى مرمى ساعات من القمة، أتم لبنان التحضير وخفت المناكفات والسجالات، ولم يسجل اليوم سوى تصريح للوزير النازح عن موقف رئيس حزبه معين المرعبي، مهاجما موقف الوزير جبران باسيل من عودة النازحين. فتبرأ الرئيس سعد الحريري من وزيره، قبل كلامه، وأخذ اليوم يعاون رئيس الجمهورية باستقبال الوفود العربية لعقد القمة على نية البنود التي قدمها وزراء الخارجية في جلستهم التمهيدية، والنازحون أبرز البنود.

سوريا البند الصاخب، ومعها ستكون مبادرة رئاسية لدعم الدول التي شهدت نزاعات خلال السنوات الثماني الماضية، كما كشف وزير الاقتصاد رائد خوري ل"المنار"، عن مضمون كلمة الرئيس ميشال عون.

فلسطين الملف الحاضر الغائب في كل القمم، ستحضر ببند دعمها كما منظمة الأونروا، أما ما تعيشه غزة اليوم فلا يحتاج إلى بيان دعم، وإنما لاعلان حال طوارئ عربية، فآخر مستشفيات الأطفال في غزة تحتضر مع مرضاها بسبب شح الكهرباء، وبكاء الأطفال والخدج الواقفين بين الحياة والموت، برسم المجتمعين غدا، مع علم هؤلاء ومعهم كل أهل غزة وكل فلسطين، أن الآذان التي صمت عن أوجاعهم لن يحركها شيء، أما الأمل الوحيد بأن تثار قضيتهم بكل جدية، فلأن القمة في بيروت، التي يعرف أهلها جيدا الوجع الفلسطيني ويقدرونه، وعلى خطى نصرته يعملون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في النهاية، فشلت كل محاولات التعطيل وسقطت كل مساعي التأجيل، والقمة العربية الاقتصادية التنموية عقدت على أرض بيروت. أما المقررات التي ستصدر عنها، فهي معيار النجاح والفشل، علما أن اللبنانيين جميعا واثقون من النجاح، في ملف النزوح السوري، كما في سائر القضايا المطروحة للبحث والنقاش.

هذا مع الإشارة إلى أن وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري، نفى ما نسب إليه عبر بعض وسائل الإعلام، حول سحب الفقرة المتعلقة بالنزوح السوري من البيان الختامي، إذ قال: لا علاقة لي بالمفاوضات الجارية في شأن الفقرة المتعلقة بعودة النازحين.

وإذا كانت مفاجأة اليوم، إعلان أمير دولة قطر المشاركة في القمة، فمفاجأة الغد ستكون في الكلمة المرتقبة لرئيس الجمهورية، حيث سيطلق مبادرة ستميز قمة بيروت، إذ درجت العادة، في أن تكون هناك مبادرات من رؤساء القمم الاقتصادية والتنموية التي تنعقد تباعا.

غير أن انعقاد القمة وبيانها الختامي وكل ما يرافقها على أهميته، لن يحجب السؤال الكبير الذي يطرحه الجميع: ماذا بعد القمة؟.

هل سيمعن البعض المعروف، في محاولة ضرب هيبة الدولة، عبر سياسات لم تثبت جدواها في السابق، وممارسات لن تنفع، لا اليوم ولا في أي يوم؟، وهل في اقتراح القانون الذي قدم قبل أيام، والذي لفت معارضوه إلى أنه يضرب مقتضيات الوفاق الوطني التي تحدثت عنها المادة الخامسة والتسعون من الدستور، ما يؤشر إلى ذلك؟.

هل يلتقط رئيس الحكومة المكلف إشارة معين المرعبي اليوم، فيتلقف المبادرة ليقوم بما يلزم حتى تتشكل الحكومة في أسرع وقت، بعد كل هذا التأخير؟، أم سيترك الأمور على حالها، لتتكرر تجربة أشرف ريفي مع المرعبي وربما سواه؟. وهل من المقبول أن يخرج وزير من الحكومة، ومن تيار رئيس الحكومة بالذات، وفي موازاة قمة عربية، ويعبر بصراحة عن رفض توجه وافق عليه سعد رفيق الحريري بالذات، في موضوع النازحين؟.

وختاما، وعلى خلفية مساعي ضرب القمة، التي تابعوا تفاصيلها، هل يدرك المشككون من اللبنانيين أخيرا، الفرق بين منطق الدولة، ومنطق الخارج على الدولة؟، أم أنهم سيبقون أسرى الانتماء إلى كل ما هو دون الوطن، من زعامات وقوى؟.

أسئلة كبيرة، ستكون الإجابات مطلوبة عليها بكل وضوح، اعتبارا من الإثنين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعدما بلغ مستوى التمثيل في القمة الأسفل، بما شكل صفعة كبرى للطقم السياسي وللبنان الدولة، اشتغلت الوساطات والاتصالات ببعض القادة العرب، وأدى دخول الرئيس ميشال عون على الخط، إلى موافقة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد على المشاركة في القمة شخصيا، ما أنقذ القمة وأعاد إليها بعضا من ألقها المفقود، فاستحق من القادة اللبنانيين التعبير الشهير الذي استحقه والده في العام 2006 "شكرا قطر".

تفيد المعلومات بأن خطوة الأمير تميم والاتصالات المتواصلة بالقادة العرب، قد تفتحان الباب أمام مشاركة عدد من الرؤساء.

تعثر القمة، مهما سيق من أعذار، لا يعفي أهل السلطة من تبعات الجرم الذي ارتكبوه بحق لبنان الدولة، وقد رأوا بأم عيونهم قباحة ما أوصلوا لبنان إليه، وقد حولوه إلى الكبش الأسود في الأسرة العربية.

التحسن المأمول للتمثيل في القمة، لا يعني أن الأزمات التي تتخبط فيها انتهت، وأول هذه الأزمات وأخطرها، الخلاف بين الرئيس الحريري والوزير باسيل حول استعادة سوريا إلى الحضن العربي، وبين باسيل ووزير شؤون النازحين معين المرعبي حول مسألة النازحين السوريين.

هذه المآسي لن تثني الرئيس ميشال عون عن القاء كلمة لبنان الأحد، والتي ستتضمن مبادرة اقتصادية تنموية متقدمة، ستحمل اسم لبنان، تماما كما حملت مبادرة السلام العربية عام 2002 اسم بيروت.

سكرة قمة بيروت تنتهي الأحد، لتعودة الفكرة المرة إلى أزمة الأزمات المتمثلة في التشكيل المستعصي للحكومة، وقد دخل الحمل الصعب شهره التاسع. أي مقاربة للحل سيعتمدها الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية: قيصرية في حمى الدستور، أم سيواصلان إشرافهما مكتوفي الأيدي على الموت الرحيم لثلاثية الحكومة والدولة والشعب؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

أمام من حضر إلى بيروت، سيقف رئيس جمهورية كل لبنان غدا، ليوجه إلى كل العرب مبادرة ورسالة هي بيان سياسي، تتعلق بلبنان أولا وبالعرب ثانيا.

الحرب السورية، ونزفها المستمر المتمثل بملف النازحين، سيشكلان أساس البيان اللبناني، الذي يعتبر القاؤه حقا اختياريا مرتبطا بالظروف المحيطة بالأمة العربية.

حاول وزير شؤون النازحين معين المرعبي، المحسوب على تيار "المستقبل"، تفخيخ البيان والمادة التي أدخلها لبنان إلى مقررات الجامعة في موضوع النزوح، حتى قبل صدورهما، ليأتيه الجواب عبر اتصال الرئيس المكلف سعد الحريري بالوزير جبران باسيل: موافقون على البيان المعتمد من قبل لبنان.

متكئا إذا، على تضامن رسمي، سيجدد لبنان غدا موقفه: نعم لعودة النازحين الآمنة والكريمة، ولا للعودة الطوعية.

كلمة "الطوعية" هذه، وبحسب مصادر في الخارجية اللبنانية أسقطت من البيان الختامي للقمة، والمحادثات الحاصلة طوال اليوم، يسعى من خلالها إلى ايجاد صيغة مشتركة في موضوع عودة النازحين.

وفيما ستكون كلمة الرئيس حاسمة في هذا الموضوع غدا، مع تشديدها على ضرورة إعطاء النازحين السوريين الحوافز متى استقروا في بلدهم الأم، وليس حيث ينتشرون اليوم، برزت مشاركة أمير قطر في القمة غدا.

مشاركة يعتبرها محللون سياسيون قطريون، ردا مدويا على المقاطعة العربية لقمة بيروت، ورسالة إلى كل من لا يريد المقاومة لا في لبنان ولا في غزة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

... وآخر الغيث أيضا قطر، الدولة الآتية من بين حصار ومقاطعة، قررت أن تفك عزلة لبنان العربية الخليجية، وتشارك في القمة الاقتصادية على مستوى أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ف"شكرا قطر" وحدها لم تعد تكفي، لأن عملية الإنقاذ السريعة التي قامت بها الدولة القطرية تمكنت من انتشال لبنان من بين ركام قرره العرب، بعد خراب من صنع اليد اللبنانية.

فقمة بيروت غدا، بعلامة قطرية فارقة، وبتمثيل أميري آثر بحضوره أن يرمم فجوة غياب العرب، وأن تتحول الدولة الخليجية المحاصرة إلى دوحة من الحريات في بيروت. ليس غريبا على قطر التي تعتمد "لخويا" شعارا سياسيا، أمنيا، اجتماعيا لها، أن تكون أخت لبنان وأمه وأباه، في زمن قرر فيه العرب أن يجعلونا أيتاما سياسيين، وأن يعزلوا هذا البلد لأنه أساء التصرف.

ولبنان الذي ولد ذات اتفاق في الدوحة قبل أحد عشر عاما، يولد مرة ثانية بسبب الدوحة التي "عومتنا" عربيا، وأخذ بيد بلد صدرت بحقه أوامر مقاطعة "ومين متلنا بيجي لعنا". وإذا كانت قطر قد صنعت اتفاق الدوحة سياسيا عام 2008، فإنها شريك نصر تموز عام 2006 أمنيا، وتتمكن بدبلوماسيتها العابرة للدول، أن تكسر حصارا دوليا ضد لبنان، وتساعد في رفع هذا الوطن الجريح إلى قمة الدول المحتفية بالانتصار.

وإذا كانت قطر هي الدولة الخليجية الكاسرة للحصار على لبنان، فإن بيروت "تندم" على ساعة قللت فيها من أهمية دولة موريتانيا، وكلنا يذكر "الدلال" اللبناني الذي راح يتدلى غنجا على قمة "الأمل" الموريتانية في نواكشوط عام 2016، عندما شكت الوفود "فقدان الرفاهية"، وبحثت عن إقامة أكثر ترفيها في المغرب. عذرا اليوم يا موريتانيا، فقد أسأنا الفهم السياسي، ومزجنا بين الإقامة و"القامة" التي تمثلينها الآن، رفيعة بين الدول.

وغدا قد يفي الرئيس اللبناني ميشال عون، الدول المشاركة على مستوى الرؤساء والأمراء حقها، ويعلن مبادرة عربية تترك مفاجآتها لحينه. ولأن القمة أصبحت واقعا وفرض عين، فإن لبنان على المستوى الرسمي لن يألو جهدا لإنجاح هذا الحدث، إن على مستوى التنظيم أو الضيافة أو على مقام البيان الختامي، حتى وإن اضطر إلى أن يعاكس نفسه وتصريحات وزرائه، فالرئيس سعد الحريري كان اليوم على تواصل دائم مع وزير الخارجية جبران باسيل، نائيا بنفسه عن تصريحات ومواقف وزير شؤون النازحين معين المرعبي الذي "فتح على حسابه"، من دون أن يطلع على سجلات ولادات النازحين في لبنان التي تكاد توازي ولادات اللبنانيين.

وعلم أن التواصل المستمر اليوم بين الحريري وباسيل، أفضى الى مبايعة من رئيس الحكومة لوزير الخارجية، والذي أتى بالأمس بلوحة جلاء جديدة في الموقف من سوريا، ولأننا "إن ما سهرنا ببيروت بنسهر بالشام"، وأن قرقعة العاصمة هنا تسمع في دمشق، فلم يبق على الرئيس ميشال عون، ومع انفضاض القمة غدا، سوى أن يعلن أنه سوف يستبق زيارة الرئيس الموريتاني لدمشق فيكون أول الواصلين.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 19 كانون الثاني 2019

النهار

سؤال حول الحراك؟

يؤكد مرجع سياسي في مجالسه أن الحراك المطلبي الذي يدعو اليه حزب عقائدي عريق إنما يأتي بالتنسيق مع حزب بارز منذ فترة في سياق العودة الى ما يشبه صيغة قوى الثامن من آذار وتفعيلها في هذه المرحلة.

خلفيات معلومة مجهولة

عُلِم أن موقف أحد الوزراء الحاد من النقل التلفزيوني لمباراة منتخب لبنان في الامارات العربية، إنما جاء على خلفية الخلاف والرسائل المتبادلة بين من يمثل وإحدى محطات التلفزيون اللبنانية الفضائية.

من يقبض عليهم؟

نشر شريط فيديو لاطلاق نار بين متنفذين في شوارع بيروتية معروفي الأسماء والأشكال من دون أن يعلن عن توقيف احدهم.

الجمهورية

ينتقد أركان أحد الأحزاب سياسات رئيس تيار ويحمله مسؤولية تعطيل البلد.

قيل إن كالماً لافتاً قاله مرجع بارز خلال مناسبة دينية، سبق أن ردده أمامه زواره.

لوحظ في الآونة الأخيرة غياب مطول وغير مبرّر لأمين عام أحد الأحزاب اللبنانية البارزة عن الساحة الإعلامية.

البناء

قالت مصادر دبلوماسية مطلعة إنّ الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي صار أبرز حاكم عربي يشارك في القمة الاقتصادية في بيروت يوم غد الأحد ويتوقع أن يزور سورية قبل وصوله إلى بيروت يتعرّض لضغوط لإلغاء مشاركته في قمة بيروت وتأجيل زيارته إلى دمشق، وفي الحالتين قالت المصادر فإنّ زيارة الرئيس الموريتاني لسورية قبل القمة تؤكد أنّ مشاركته في القمة تتمّ من خارج حسابات السرب العربي الرسمي المقاطع لسورية والذي قاطع قمة بيروت.

اللواء

غمز

جرى اتصال حزبي بزعيم شمالي، تخلله عتب حول زج اسم حزب في الكشف عن عناصر تعطيل تأليف الحكومة.

همس

حُجزت غرف أو طوابق إضافية لوفود كان من المرجَّح أن تأتي إلى بيروت، لكن المفاجأة كانت في قرارات الاعتذار المتتالية!

لغز

وفقاً لكادر تنظيمي، فإن معظم التفاهمات التي حصلت، بعد الـ2005، لم تكن على مستوى الآمال التي علّقت عليها!

المستقبل

يقال

إنّ ديبلوماسياً عربياً مشاركاً في قمة بيروت الإقتصادية لفت في دردشة مع الصحافيين إلى أنّ مجرّد انعقاد القمة في موعدها "أبلغ رسالة الى كل من يريد عزل لبنان عن بيئته العربية".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قمة استفزاز العرب بالبنود "السورية"

منير الربيع/المدن/الأحد 20/01/2019

في البحث عن أسباب الدول العربية لخفض تمثيلها، في القمة الاقتصادية التنموية في بيروت، يمكن الاستناد إلى المداولات التي تخللتها الجلسات غير العلنية، التي بدأت يوم الجمعة، بعد الجلسة الافتتاحية لوزراء الخارجية العرب. فإلى جانب التجاذب الإقليمي حول لبنان والوضع في المنطقة، ثمة أسباب أخرى أكثر لبنانية، قد تكون مسبباً رئيسياً في خفض مستوى التمثيل، خصوصاً أن لبنان كان يسعى إلى فرض بنود ومقررات على القادة العرب الذين سيحضرون إلى قمّة بيروت، على قاعدة وضعهم تحت الأمر الواقع، في مناقشة ملفات غير مطروحة على جدول أعمال القمّة، وهناك اختلاف حول تفسيراتها إذا ما كانت اقتصادية أم سياسية.

تهريج علني

كان لبنان يستعدّ لطرح جملة ملفات، بشكل علني، أي أثناء الاجتماعات العلنية، لحشر الزعماء العرب وإحراجهم، للبحث في موضوعات ليست مدرجة على جدول الأعمال. هذا الأسلوب في طرح أو فرض المواضيع معهود لبنانياً، ولطالما شهده اللبنانيون والعرب، الذين يتابعون جلسات مجلس النواب والوزراء في بيروت. فيعمد طرف سياسي إلى انتظار جاهزية وسائل الإعلام للنقل المباشر، ويثير موضوعاً ما أو يفجر موقفاً شعبوياً. هذا الأسلوب ثمّة من أراد "التهريج" فيه خلال انعقاد القمة الاقتصادية. هذا ما قُرأت إشاراته في كلمة وزير الخارجية جبران باسيل الافتتاحية لأعمال القمّة. ركّز الوزير على بندين أساسيين، هما ملف اللاجئين وبخاصة السوريين وفرض عودتهم إلى سوريا، وملف إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية. العنوانان سياسيان. ومنهما استشفّ البعض المنحى الذي يريد لبنان أخذ الأمور إليه في القمّة. وهذه توضح الأسباب التي قد تكون دفعت الزعماء العرب إلى الغياب عن القمّة، طالما أن البنود التي يستعدّ لبنان لطرحها، هي من خارج جدول أعمال أو اهتمامات هذا النوع من القمم.

عون والتهرّب العربي

منذ إطلاق التحضيرات للقمة، وقبل ورود الاعتذارات من قبل الزعماء العرب، كان لبنان يعمل على تسريب أجواء بأن الرئيس ميشال عون سيطرح مبادرة مناسِبة. ومن بين هذه التسريبات، أن عون سيركز في كلمته على وجوب العمل على إعادة اللاجئين، وانتزاع موقف عربي في القمّة، يؤيد رغبة لبنان في تأمين عودة اللاجئين، بمعزل عن الحلّ السياسي في سوريا، بالإضافة إلى طرح مشروع إعادة الإعمار بسوريا، أيضاً بمعزل عن القرار السياسي والتوافق الدولي، ولو عبر كلمات منمقة عن تحسين الاقتصادات العربية بعيداً عن الحسابات السياسية. وهذا أيضاً ما ورد في كلام باسيل حول إعادة الإعمار لمواجهة الدمار، وعدم الإنصياع لرغبات الدول الخارجية، التي لا تسمح بإطلاق عملية إعادة الإعمار في سوريا. لو حضر الزعماء العرب واتخذت قمّتهم هذا المنحى، حينها سيوضعون أمام خيار من إثنين، إما القبول بالطروحات اللبنانية، أو رفضها. وفي الحالتين، سيكونون قد وضعوا في موقف حرج، خصوصاً أنهم أصحاب قرار، وبالتالي لا بد لهم من التبني أو الرفض. تفادياً لهكذا فخ، كان الاكتفاء بإرسال وفود ممثلة للدول العربية. فلا تكون هذه الوفود قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة. وبالتالي، سيكون متاحاً أمامها طلب تأجيل البحث في هذه المواضيع، بانتظار مراجعة سلطاتها العليا. وهذا ما جرى تماماً لدى مناقشة ملفّ اللاجئين السوريين وتوفير العودة الآمنة لهم. البند طرحه وزير الخارجية جبران باسيل في المداولات المغلقة، فردّ عليه عدد من ممثلي الدول بأن هذا البند غير مطروح على جدول الأعمال، وهو يرتبط بالوضع السياسي والعسكري، خصوصاً أن هناك حرباً تشهدها سوريا، وهذا يجب أن يكون متروكاً لاجتماعات مخصصة. لكن باسيل أصرّ على المضي في طرح الموضوع، معتبراً أنه يجب تأمين عودة اللاجئين خارج سياق الحلّ السياسي.

باسيل أيضاً وأيضاً

اعتبرت بعض الوفود العربية أن ملف اللاجئين يمثّل طرحاً سياسياً، يجب أن يأخذ بعداً آخر في النقاش، وإذا ما أصر لبنان على طرح هذا الملف، فلا بد من طرح الأسباب التي أدت إلى تهجير اللاجئين، وبالتالي أخذ القمّة إلى الجانب السياسي، الذي قد يصل إلى إدانة النظام السوري ومن خلفه إيران وعملياتها العسكرية في سوريا، التي أنتجت هذا التهجير والتغيير الديمغرافي. وهذا بالطبع لا يمكن للبنان احتماله. وحين أصر باسيل على مبدأ العودة الآمنة، طالبت بعض الوفود بإضافة كلمة طوعية إلى جانبها، الأمر الذي أدخل المداولات في نقاشات خلافية أخرى، ما أدى إلى تأجيل البحث في هذا البند، الذي طالبت بعض الوفود بتجنّبه لأنه طرح سياسي. وأيضاً من بين الخلافات في المداولات، التي تجلّت خلال المناقشات، كيفية إيصال المساعدات للدول المضيفة للاجئين، فأصر لبنان أن تصل هذه المساعدات إلى الدولة اللبنانية، وليس إلى اللاجئين بشكل مباشر. وفي جانب مرتبط بملف اللاجئين، أثار الإصرار اللبناني على طرح بند إعادة سوريا إلى الجامعة العربية علامات استفهام. هذا الإصرار استمرّ بعد فشل محاولات لبنانية عديدة، قادها باسيل ما قبل القمة مع عدد من الدول العربية، للضغط على الجامعة بغية إقرار إعادة سوريا إليها، وتوجيه الدعوة لها لحضور قمة بيروت. وعلى الرغم من فشل هذا المسعى، أصر لبنان على طرح بند إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، من خلال كلمة باسيل، ومن خلال تضمين هذه النقطة في المبادرة التي سيطلقها عون في خطابه، وهذه أيضاً من بين الأسباب التي دفعت الدول العربية إلى خفض مستوى تمثيلها، خصوصاً أن هذه النقطة تمثّل خلافاً سياسياً، وظروف عودة سوريا إلى الجامعة لم تنضج بعد، على حدّ تعبير أمين عام الجامعة أحمد أبو الغيط.

 

أمير قطر يفكّ الحصار عن قمة بيروت

منير الربيع/المدن/الأحد 20/01/2019

أنقذ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لبنان والقمة الإقتصادية والجامعة العربية، في قراره المشاركة في القمة الإقتصادية التنموية في بيروت. بعد الإعتذارات التي توالت، وأظهرت لبنان وكأنه يتعرّض لحصار، بادرت قطر لفك الحصار العربي والخليجي الذي تعرّض له لبنان من بوابة القمّة. لا شك أن رسائل الاعتذار وتخفيض التمثيل، تنطوي على أبعاد متعددة، ومن شأنها إحراج رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة المكلّف، الذي انزعج كثيراً مما يحدث، فكان لا بد من اللجوء إلى جهة تغيّر المشهد وتعيد بعضاً من الرمزية للقمّة، فكانت قطر هي التي أبلغت دوائر القصر الجمهوري بقرار الأمير تميم الحضور إلى بيروت، لترؤس وفد بلاده إلى القمّة.

عون متصلاً

حسب ما تكشف بعض المعلومات، فإن قرار أمير قطر جاء تلبية لاتصالات لبنانية عديدة حاولت الاستنجاد. وتشير المعطيات إلى اتصال أجراه رئيس الجمهورية ميشال عون بالأمير تمام، جرى خلاله التداول بمختلف الأوضاع والتطورات في المنطقة وعلى الساحة العربية. واعتبر عون أن القمة فرصة للتعاون بين الدول العربية، والبحث في المشاكل العربية المشتركة، خصوصاً أن تخفيض التمثيل يشبه حالة فرض حصار على لبنان. فتجاوب الأمير القطري مع مناشدة عون وقرر الحضور إلى القمّة. وهذا ما أكدته وكالة الأنباء القطرية، التي نشرت خبراً موجزاً بأن الأمير تميم تلقى اتصالاً من الرئيس عون، جرى خلاله استعراض أبرز الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة العربية التنموية الإقتصادية والإجتماعية، التي تعقد في بيروت.

الانفتاح والتواصل

لا شك أن الحضور القطري ينطوي على أكثر من إشارة و إيحاءات رمزية. فأولاً، قطر اختبرت الحصار والمقاطعة. ولم يكن بإمكانها الموافقة على ما يجري. وثانياً، السياسية القطرية تقوم على قدر من البراغماتية السياسية، والتفكير بفنّ الممكن، على قاعدة الانفتاح والتواصل بدلاً من المواجهة. إذ قد تمثّل هذه القمة، باباً جديداً لمشاريع تنموية وتشاركية بين الدول العربية. وهذا ما قد يضفيه حضور أمير قطر على قمّة بيروت، لجهة الخروج من السجالات الإجرائية العقيمة التي تخللتها، لصالح التقدّم باقتراحات لمشاريع اقتصادية وتنموية في عدد من الدول العربية.

لعبت قطر، سابقاً، دورأً محورياً في لحظة إنسداد الأفق اللبناني أمام أي حلّ سياسي. وقد نجحت في ترتيب إبرام اتفاق بين الأفرقاء اللبنانيين في أيار 2008، بعد اجتياح بيروت من قبل حزب الله. يومها، استفادت من دورها وعلاقاتها مع مختلف القوى. اليوم سيعود الحضور القطري إلى لبنان والذي مثّل إنقاذاً للجمهورية اللبنانية من فشل القمّة، ليمهد ربما لاستعادة التواصل والتوسط حول عدد من القضايا الداخلية الحساسة، التي تشغل لبنان، ومنها مسألة اللاجئين السوريين.

تعويضاً عن "الخليج"

يمثّل الحضور القطري في قمة بيروت الإقتصادية، جانباً من التعويض عن الغياب الخليجي والعربي. خصوصاً أن ثمة قراءات لبنانية متعددة ومتداولة منذ سنوات، بأن تحقيق إيران لتقدّمها في لبنان وصولاً إلى ما يشبه السيطرة عليه، يأتي بسبب الغياب العربي، وممارسة سياسة غير واضحة تجاه لبنان، ولا تجاه الحريري، الذي كان خارج البلاد لفترة طويلة، كما كان مجرّداً من أي دعم سياسي ومالي. هذا النوع من الفراغات هو الذي يدفع بقوة أخرى للدخول إلى الساحة اللبنانية، واليوم يمثّل الوجود القطري برمزيته في القمة، وخطف الأضواء فيها سيكون عامل تعويض عن ذلك الغياب، وعدم ترك لبنان.

سيكون بإمكان بعض الأفرقاء اللبنانيين الاستفادة من الخطوة القطرية، في مجالات متعددة، أولها، ملف اللاجئين السوريين، خصوصاً أن قطر قد استبقت القمّة بتقديم مساعدات للاجئين بقيمة 50 مليون دولار. وهذا ما قد يتطور خلال القمّة، أو خلال المشاورات الجانبية بين آل ثاني وعون. وهذا ما قد يسحب فتيل سجال عقيم، بلا أفق، جرى في مداولات القمّة. كما ستتمكن بعض القوى الرافضة للتطبيع مع النظام السوري، من الإحتماء خلف الموقف القطري، والذي يتلاقى مع تركيا أيضاً، في رفض إعادة العلاقات مع النظام، بانتظار حصول تطورات مناسبة، وإيجاد مخرج لهذه المعضلة.

 

عون أقنع بعض الدول برفع مستوى وفودها وأمير قطر يستجيب

دمشق استعرضت قدرتها على العودة إلى لبنان لكنها منزعجة من التظاهرة العربية فيه بغيابها

وليد شقير/الحياة/19 كانون الثاني/19

أدت اتصالات أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أول من أمس إلى رفع مستوى تمثيل بعض الوفود في القمة العربية التنموية، الاقتصادية والاجتماعية التي تنعقد اليوم في بيروت، وقرر بعض هذه الدول إيفاد رؤساء وزرائها بدل اقتصار تمثيلها على وفد وزاري، فيما يصل صباح اليوم أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني قبيل جلسة الافتتاح.

وبينما انصرف الجانب اللبناني أمس إلى تنظيم استقبال رؤساء الوفود في المطار، جرت مشاورات جانبية بين عدد من وزراء الخارجية حول القرارات التي ستصدر عنها، ولمعالجة التباين بين اقتراح وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إدراج بند عودة النازحين واللاجئين السوريين إلى بلدهم بصياغة مغايرة للنص الذي كانت دوائر الجامعة العربية حضرته مع وفود عربية أخرى والذي ينص على العودة الآمنة والطوعية. إذ أن باسيل اقترح نصا لا يشير إلى كلمة "طوعية"، في وقت قالت مصادر ديبلوماسية عربية أن صوغ القرارات تأخذ في الاعتبار ما ينص عليه القانون الدولي، الذي يلزم المنظمات الدولية والدول المعنية بطوعية العودة الآمنة. أما المشروع اللبناني فينص على مناشدة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية العمل إعادة النازحين لأن في سورية مناطق باتت آمنة وعلى عدم ربطها بالحل السياسي.

وقالت مصارد ديبلوماسية عربية ل"الحياة" أن الجانب اللبناني يطرح النص الذي يصر عليه لتضمينه في البيان الختامي (إعلان بيروت) بدلا من أن تنص عليه المقررات. وترددت معلومات أنه سيسحب هذا النص من المقررات والبيان الختامي إذا لا موافقة عربية عليه ليضمنه المبادرة التي ينوي الرئيس عون طرحها اليوم في كلمته.

ومثلما كان انخفاض التمثيل في القمة مدار سجال لبناني داخلي بين من اعتبر القمة فاشلة بلا مشاركة سورية فيها، وبين من رأى أن مجرد انعقادها على رغم الضغوط الداخلية التي شملت الشارع لتأجيلها نجاح للسلطات اللبنانية، فإن الوفود العربية المشاركة في القمة هي الأخرى سعت إلى مقاربة أسباب حملة سورية عبر حلفائها ضد انعقادها.

وتعددت المقاربات كالآتي:

- أن أوساطا لبنانية رأت أن دمشق أرادت توجيه رسالة عبر حلفائها في فريق 8 آذار، بأن لا قمة عربية من دون مشاركتها، وأن في قدرتها إفشالها حتى لو انعقدت عبر التسبب بخفض مستوى التمثيل فيها. وتقول هذه الأوساط ل"الحياة" إن الرسالة هي أيضا أن الحكم اللبناني الذي لا يأخذ في الاعتبار موقف دمشق لن يتمكن من تنظيم قمة في دولة تعمل على إعادتها إلى فلك نفوذها. وبعض هذه الأوساط أوضح ل"الحياة" أن الجانب السوري أراد التأكيد على قدرته على العودة إلى لبنان وممارسة نفوذه على وضعه الداخلي، لأن لديه حنين إلى السابق، كورقة يأمل استخدامها في العودة إلى الجامعة العربية من موقع قوة، مقابل اعتقاد بعض العرب أنه يعود ضعيفا إليها، قياسا إلى ما أصاب سورية من ويلات بفعل الحرب الداخلية التي عصفت بها والتدخلات الخارجية على أرضها التي أضعفت الحكم ودوره الإقليمي. وفي تقدير أصحاب هذه المقاربة أن حلفاء إيران اللبنانيين ساندوا الهدف السوري.

- تتلاقى مقاربة بعض الأوساط الديبلوماسية العربية مع القراءة اللبنانية القائلة بأن دمشق أرادت التأكيد أن لا قمة ناجحة من دونها، أو أنها الممر الإجباري للدور العربي. وتضيف على ذلك بأن دمشق تتصرف حيال لبنان، والعرب فيه بذهنية "انتقامية"، باعتبار أن النظام انتصر على خصومه في سورية وبالتالي على من وقفوا ضده من العرب واللبنانيين. لكن الأوساط نفسها تقول إنه سيمضي وقت كي يكتشف النظام السوري أن انتصاره على شعبه لا يعني تفوقه على الدول العربية، على رغم الواقع الميداني الجديد في الداخل السوري، والذي لعبت فيه روسيا وإيران دورا رئيسا.

- أن بعض الأوساط الديبلوماسية العربية أبلغت "الحياة" أن دمشق تدرك جيدا أن إلغاء القمة أو تأجيلها غير ممكن وأن الضغط على الرئيس عون لتحقيق ذلك لن يصل لنتيجة، لأن للتأجيل أو الإلغاء آلياته في الجامعة العربية، ويتعذر على الرئيس اللبناني وحده عدم استقبال القمة، نظرا لانعكاسات ذلك السلبية على البلد. والجامعة العربية لم تكن بوارد تشجيع لبنان على التأجيل.

وتلخص الأوساط الديبلوماسية العربية قراءتها للنتائج بأن القيادة السورية قد تكون منزعجة من أن القمة كتظاهرة عربية انعقدت على رغم ضغوطها لتأجيلها، وراضية في الوقت نفسه لأن ضغوطها أنتجت خفض التمثيل، وبالتالي أوصلت الرسالة عن قدرتها على التأثير في البلد. وفي هذا السياق لا تستبعد المصادر أن تكون أجهزة أمنية في بعض الدول العربية نصحت رؤساءها أو قياداتها العليا بعدم المشاركة نظرا إلى تصنيفها لبنان دولة بإمكان جهات لديها أذرع أمنية أن تفتعل حوادث أمنية أثناء القمة، ما خفض حماسة بعض كبار المسؤولين للمجيء إلى بيروت، لا سيما بعد الذي حصل في الشارع ضد دعوة ليبيا إلى القمة. وتقول الأوساط الديبلوماسية نفسها أن بعض هذه الأجهزة الأمنية العربية يتعاطى مع لبنان على أن السيطرة الأمنية فيه هي ل"حزب الله"، وهي تبني حسابات الأمن فيه على هذا الأساس، فضلا عن عدم الارتياح السياسي المعروف عند بعض العواصم إزاء دور الحزب . ولعل الأزمة السياسية التي يمر فيها لبنان والتي حالت إلى الآن دون تأليف الحكومة تساهم في إضفاء أجواء الحذر حيال احتمالات الوضع الأمني ولو كان مبالغا به.

شلالا ومبادرة عون

وكان الناطق الرسمي باسم القمة مدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا قال إن "لقاءات ثنائية تحصل في فندق "فينيسيا" بين أعضاء الوفود، حول صوغ البنود التي تحتاج لتطويرها او تعديلها، ولا سيما البند المتعلق بالنازحين السوريين، وهي لقاءات تساعد على تأمين المناخ الذي يؤدي إلى ان يكون البيان الختامي شاملا ومتفقا عليه بين كل الاعضاء". وأكد "تبلغ لبنان صباحا مشاركة امير قطر في القمة معتبرا ان هذه المشاركة مهمة وتعطي اضافة الى القمة".

وعن مشاركة المزيد من الرؤساء، قال:" لا استطيع تأكيد ذلك، فالتغيير يحصل تباعا وهذا أمر سيادي لكل دولة. ولبنان يسعد في ان يستقبل اكبر عدد من القادة. مع أن اهمية القمة تكمن في القرارات التي ستصدر عنها".

وأوضح أن "كلمة الرئيس عون تتناول أهمية العمل العربي المشترك ، وواقع أمتنا العربية، الصعوبات والمشاكل التي واجهت بعض الدول العربية. وسيتطرق الى الواقع الاقتصادي العربي وفي نهاية كلمته سيطلق مبادرة ستميز قمة بيروت كما درجت العادة في، أن تكون هناك مبادرات من رؤساء القمم الاقتصادية".

واستقبل الرئيس عون ظهر أمس في مطار بيروت الممثل الخاص والشخصي لسلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد الى القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية نائب رئيس الوزراء للعلاقات والتعاون الدولي العماني اسعد بن طارق بن سعيد، ثم الرئيس الموريتاني

محمد ولد عبد العزيز بحضورالامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط، فيما وصل تباعا رؤساء الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله، والأردنية عمر الرزاز، الوفد السوداني برئاسة النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق أول الركن بكري حسن صالح، ممثل رئيس الجزائر رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت صباح خالد الحمد الصباح، ووزراء خارجية تونس خميس الجهناوي، البحرين الشيخ خالد بن محمد آل خليفة ممثلاً ملك البحرين، المغرب ناصر بو ربطه ووزير المالية السعودية محمد بن عبدالله الجدعان.

 

قنبلتان وبطارية وأسلاك كهربائية داخل كيس في منطقة المصنع

وكالات/19 كانون الثاني/19/عثر في ساحة الشاحنات الخاصة في منطقة المصنع، على كيس بداخله قنلبتان يدويتان مع بطارية وأسلاك كهربائية. وقد حضرت إلى المكان قوة من الجيش اللبناني، وخبير عسكري للكشف على محتويات الكيس، وسط تطويق للمنطقة ومنع الاقتراب منها. هذا وتبين فيما بعد أن لا خطر من الكيس وليس فيه متفجرات معدة للتفجير.

 

لاجئون سوريون في لبنان يختبرون {أسوأ شتاء}

الدلهمية (لبنان) - لندن/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19/حوّلت عواصف ثلجية وأسابيع من الأحوال الجوية السيئة، وادي البقاع اللبناني، إلى مستنقع غير قابل للعيش بالنسبة لعشرات آلاف اللاجئين السوريين، ذلك حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من الدلهمية. وأغرق نهر الليطاني الكثير من الحقول الممتدة عبر سلسلتي جبال تحيط بالبقاع، بعدما ضربت ثاني عاصفة كبيرة لهذا العام المنطقة الأربعاء. وما كادت بعض العائلات تنهي إصلاح خيامها، حتى تسبب أقسى شتاء يمر عليها حتى الآن في ليلة أخرى من الثلوج والرياح والفيضانات التي عادت لتدمر الخيام. وقال ثائر إبراهيم الأحمد، الذي لف رأسه بكوفية باللونين الأحمر والأبيض، «دخلت المياه إلى المنزل. قضينا الليل بطوله ونحن نسحبها إلى الخارج، وهي تتدفق مجدداً»، مضيفاً: «هذا أسوأ شتاء» يمر على اللاجئين في المنطقة. وأكد اللاجئ الحلبي الذي يعيش في لبنان منذ خمسة أعوام: «تساقط الثلج قبل نحو 3 سنوات كذلك، لكن هذه السنة دخلت المياه (إلى الخيام) بشكل أكبر». واستغل الأطفال أشعة الشمس بعد الظهر، وارتدوا أحذية مطاطية وساروا في أزقة المخيم التي امتلأت بالمياه والوحل ليلعبوا بالثلج. ونصبت الخيام في «مخيم 040» الواقع على أطراف قرية الدهلمية بالطريقة ذاتها، وهي واحدة من عدة مخيمات عشوائية في البقاع. وأقيمت هذه الملاجئ على ألواح خرسانية، بينما استخدمت إطارات قديمة لتثبيت أسقفها. ولا توفر جدرانها المصنوعة من المشمع الكثير من الحماية من الرياح العاتية ودرجات الحرارة المتجمدة. ورغم أن مظهر المخيم يوحي بأنه أقيم قبل أسابيع فقط، لكن الواقع هو أن الكثير من سكانه يقيمون فيه منذ عام 2012 عندما تصاعدت حدة النزاع السوري. أكد أبو أحمد، المتحدر من مدينة حمص السورية ويعيش في لبنان منذ 7 سنوات، أن المساعدات غير كافية. وقال وهو يقف على صخرة وضعت في المكان ليتمكن الناس من استخدامها للعبور وسط مستنقع موحل «هطلت الكثير من الأمطار هذه السنة، والمنظمات (الإنسانية) تخفف دعمها لنا». وأضاف: «ها أنتم ترون. هل هذه شوادر تكفي وتغطي وتمنع المياه؟ لم يوزعوا علينا خشباً، ولم نحصل منهم على شيء». من جهتها، تصر منظمات الإغاثة على أنها تبذل كل ما في وسعها لتوزيع المعونات العاجلة على اللاجئين الأكثر حاجة إليها من نحو 340 ألف لاجئ يعيشون في وادي البقاع. وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن نحو 24 ألف شخص تأثروا بالظروف الجوية السيئة. وتضررت بعض الخيام جراء العواصف التي تسببت في مناطق أخرى من لبنان بانقطاع الطريق الرئيسية المؤدية إلى سوريا عدة مرات، بينما أدت إلى فيضان في الطريق السريعة شمال بيروت، وأجبرت المدارس على إغلاق أبوابها. ونقلت منظمات الإغاثة العائلات التي تشردت، مرة أخرى، وسط ارتفاع منسوب الثلج الذي بلغ عدة أمتار. وقال اللاجئ أنور محمد أحمد، «المياه تتسرب إلينا من الطريق. نضع قطع قماش (...) طوال الليل ونحن ندخل ونخرج» لإفراغ المياه. واضطرت فاطمة التي تتحدر من مدينة حلب في شمال سوريا إلى مغادرة خيمتها برفقة عائلتها، لكنهم اختاروا المكوث مع جيرانهم في خيمتهم المكتظة. وقالت: «منذ بدأ هطول المطر والمياه تتدفق إلى الداخل. لقد أدى ذلك إلى امتلاء البيت بالمياه. لا يمكننا البقاء فيه. حملنا أغراضنا وغادرنا. ماذا يمكننا أن نفعل؟».

 

النائب ياسين جابر: الحكومة في علم الغيب ولا خوف من انهيار مالي/قال لـ«الشرق الأوسط» إن مطالبة بري بتأجيل القمة الاقتصادية كانت بسبب غياب سوريا

بيروت: يوسف دياب /الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19/رأى عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ياسين جابر، أن «موعد ولادة الحكومة بات في علم الغيب، وهو ما يضع اللبنانيين في ضياع تام». وشدد على أن «خلاص لبنان يبدأ بحكومة توحي بالثقة، وتشرع بتطبيق برنامج إصلاحي شامل يعيد هيكلة مؤسسات الدولة». ورغم تحذيره من صعوبة الوضع الاقتصادي، قلل جابر من «المخاوف التي يثيرها البعض من انهيار مالي وشيك، خصوصاً أن لبنان ملتزم باستحقاقاته المالية، وسداد ديونه بسندات اليوروبوند للعامين الحالي والمقبل». وإذ أشار إلى أهمية انعقاد القمة العربية الاقتصادية في بيروت، أوضح أن مطالبة رئيس مجلس النواب نبيه بري بتأجيلها كانت مبررة، بسبب غياب الحكومة، وتغييب سوريا عن هذه القمة، في وقت نشهد فيه انفتاحاً عربياً على دمشق، لافتاً إلى أن «الاعتراض على مشاركة ليبيا في القمّة، يعود إلى تعاطيها السلبي مع لبنان في قضية الإمام موسى الصدر».

وأكد جابر في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة «كانت على وشك التأليف عندما جرى اختيار جواد عدرة ليمثل (اللقاء التشاوري) في الحكومة (نواب سنّة 8 آذار)، وكان حلاً مقبولاً، لكن للأسف برزت تعقيدات لم تكن في الحسبان، عبر الإصرار على ضمّه إلى فريق رئيس الجمهورية الوزاري والتيار الوطني الحرّ». وقال: «البلاد باتت بحاجة ماسّة لسلطة القرار، خصوصاً أنه بعد اتفاق الطائف، باتت سلطة القرار بيد مجلس الوزراء مجتمعاً»، مذكراً بأن القرارات التي تتخذها الحكومة ليست كلّها كبيرة ومصيرية، بل أكثرها مرتبط بحياة الناس اليومية، وهذا ما يؤدي إلى شلل كبير في البلد، مبدياً أسفه لأن «الحكومة العتيدة باتت في علم الغيب، والتكهن بموعد تأليفها بات مثل الصرب بالمندل (التبصير)»، وحذر من أن «الوضع اللبناني مفتوح على مخاطر كثيرة، سياسية واقتصادية وأمنية، إضافة إلى التحديات القائمة في المنطقة، والحلول التي تطبخ في الخارج، والتي لا يمكن مواجهتها بغياب الحكومة».

وعن الأسباب التي حملت رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي إلى المطالبة بتأجيل القمّة العربية، ما أدى إلى توتير العلاقة مع رئيس الجمهورية ميشال عون، أعلن النائب جابر (عضو الكتلة النيابية التي يرأسها برّي) أن رئيس المجلس «لم يكن يوماً ضدّ القمة، لكنه اقترح تأجيلها لشهرين، لأن لبنان ليس مؤهلاً لاستضافتها بسبب غياب الحكومة». ورأى أنه «كان من الأفضل تأجيلها لشهرين حتى ينضج الموقف العربي تجاه سوريا، وتصبح في لبنان حكومة، وعندها تصبح فرصة نجاح القمة أكبر من الآن، لكن بالمبدأ لا أحد في لبنان ضدّ هذه القمة أو يريد استهدافها».

وعن الجدل الذي قام بسبب مشاركة ليبيا في أعمال القمة الاقتصادية، أوضح جابر أنه «منذ بدأ توجيه الدعوات إلى القادة العرب، أرسل الرئيس بري الوزير علي حسن خليل إلى رئيس الجمهورية، وأبلغه رسالة اعتراض على دعوة ليبيا إلى القمة بسبب عدم تعاونها بقضية الإمام الصدر»، داعياً اللبنانيين إلى «احترام حساسيات بعضهم، والتعاون فيما بينهم عندما تكون القضية على هذا القدر من الخطورة». وفيما ترتفع يوماً بعد يوم مخاطر الأزمة الاقتصادية الناجمة عن حجم الدين العام وتراجع النمو والاستثمارات وغيرها، يؤكد النائب جابر أن لبنان «يعاني جموداً اقتصادياً قاتلاً»، ويرى أن الأسباب كثيرة، لكن أهمها «غياب الحكومة والعجز عن إعداد الموازنة والشروع بالإصلاحات المالية والاقتصادية وضبط الهدر وترشيد الإنفاق». وقال: «المؤتمرات الدولية الثلاثة التي انعقدت في أوروبا لدعم لبنان، لا سيما مؤتمر سيدر أقرت تحت عنوان أساسي، وهو تنفيذ برنامج إصلاحي شامل وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة».

ورغم المؤشرات السلبية عن الوضع المالي، وما قد يترتب على لبنان من مخاطر بعد خفض تصنيفه الائتماني، وتخفيض قيمة سندات اليورو بوند، طمأن جابر أن «لبنان ملتزم بالاستحقاقات المالية، لا سيما أن استحقاقات سداد ديونه بسندات اليورو بوند مؤمنة لعامي 2019 و2020، كما أن أكثر من 70 في المائة من موجودات البلد تسعّر بالعملة الصعبة وهي أكبر من الدين العام بكثير»، لافتاً إلى أن «قطاع الاتصالات وحده يؤمن ملياري دولار سنوياً للخزينة».

ولا يجد النائب جابر وهو وزير سابق للاقتصاد، مبرراً للخوف من انهيار اقتصادي أو مالي وشيك رغم أهمية السرعة بمعالجة الوضع القائم، وقال: «مفتاح التغيير يبدأ بتأليف حكومة توحي بالثقة، وأن تنطلق هذه الحكومة ببرنامج إصلاحي يثبت القدرة على تغيير الواقع في أول 100 يوم من عمر الحكومة الجديدة»، داعياً إلى «طمأنة الأسواق المالية بأن لبنان ليس في وارد التخلّف عن تسديد ديونه الخارجية باليوروبوند، وهو يحترم الاستحقاقات ولديه ملاءة مالية تكفل التزامه بتعهداته». وعن المخاطر الأمنية في الجنوب بعد استئناف إسرائيل بناء الجدار الفاصل مع لبنان، وما قد ينتج عنه من تلاعب بالخطّ الأزرق، أشار جابر إلى أن «نسبة اندلاع حرب في جنوب لبنان ليست مرتفعة، لأن إسرائيل ذاهبة إلى انتخابات، وقد يحاول بنيامين نتنياهو توتير الوضع لاستخدامها بالانتخابات، وإشعار الإسرائيليين بوجود خطر على الحدود الشمالية»، ولفت إلى أن «الاستقرار الذي ينعم به جنوب لبنان منذ عام 2006، هو دليل على أن لبنان لم يكن دولة معتدية، بل دائماً كان الضحية، ونحن متمسكون بقوات (اليونيفيل) ودورها بحفظ السلام وتطبيق القرار 1701، ووقف كل التعديات الإسرائيلية على السيادة اللبنانية».

 

 مصر تؤكد ثقتها بقدرة المؤسسات اللبنانية على تشكيل الحكومة

عون: نقدر دور القاهرة في ترسيخ دعائم السلام والاستقرار

بيروت /الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19/حمل الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، وزير الخارجية المصري سامح شكري، رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي، تتضمن تمنياته لمصر قيادة وشعباً بدوام الرخاء والاستقرار، مثمناً العلاقات المتميزة والأخوية بين البلدين، ومعرباً عن تقدير بلاده للدور المهم الذي تضطلع به مصر في ترسيخ دعائم السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة. واستقبل عون أمس، وزير الخارجية المصرية في مستهل زيارته لبيروت، للمشاركة في أعمال الدورة الرابعة للقمة الاقتصادية. وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن «الوزير شكري حرص في بداية اللقاء على نقل تحيات الرئيس السيسي، إلى أخيه الرئيس ميشال عون»، مؤكداً «اعتزاز مصر الكامل بالروابط الوثيقة والمتميزة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، والتي تُعد امتداداً للعلاقات التاريخية وقيم التآخي التي دائماً ما جمعت بينهما»، لافتاً إلى حرص مصر الكامل على تعزيز كل أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، وتطوير قنوات التواصُل والتشاور في شأن قضايا المنطقة تدعيماً لمسار التضامن والعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات المختلفة التي تشهدها المنطقة. وأضاف المتحدث الرسمي للخارجية أن شكري أكد خلال اللقاء التزام مصر الكامل بدعم ومساندة لبنان الشقيق ومؤسسات الدولة بها، وذلك على النحو الذي يُسهم في استقرار الأوضاع بالبلاد، مشيراً في هذا الصدد إلى ثقة مصر في قدرة مؤسسات الدولة اللبنانيّة على النجاح في تشكيل حكومة وطنية تمثل كل أطياف الشعب اللبناني في الوقت القريب.

 

أوروبا إذ تمنع إنتحار لبنان

مهند الحاج علي/المدن/الجمعة 18/01/2019

لم يكن لبنان خلال الشهور الماضية على الرادار الأوروبي. ليس لأن هذه "الدولة الفاشلة"، كما يُوصف تقنياً في النقاشات الأوروبية، غير مهمة، بل نتيجة تراكم أزمات داخلية أوروبية مثل خروج بريطانيا من الاتحاد والاحتجاجات الفرنسية، وتحديات اقليمية من قبيل انقاذ الاتفاق النووي، ووقف حرب اليمن واغتيال الصحافي جمال خاشقجي. لكن التطورات الأخيرة في لبنان، مالياً أو سياسياً، أعادت أزمة هذا البلد إلى طاولة صنع القرار، وفقاً لمسؤول أوروبي زار بيروت أخيراً. سياسياً، يبدو العقم الحكومي عصياً على الحل. بل أكثر من ذلك. المفاجأة أن لبنان ازداد ضعفاً ووهناً بمجرد تعافي النظام السوري جزئياً، وكأن هناك رابطاً مباشراً بين الاثنين: قوة سوريا وضعف لبنان. على سبيل المثال، بدا من عواصم القرار الأوروبي أن القمة الاقتصادية العربية المنتظرة في بيروت تعرقلت نتيجة غياب سوريا عنها. هل كان سيجرؤ أحد على مهاجمة ليبيا وإضعاف الحضور العربي في القمة المرتقبة، لو تمثّل "النظام السوري" فيها؟ الإجابة عن هذا السؤال مُهينة بعض الشيء. في ظل هذا العقم السياسي، يزداد الضغط المالي والاقتصادي على لبنان بما يُهدد بخلق بؤرة بؤس جديدة قرب القارة الأوروبية. قوارب اللاجئين ما زالت تؤرق الجانب الأوروبي، لكنها ليست وحدها مثار قلق، بل ربما فقدت بعض وميضها نتيجة "الابتزاز" اللبناني المتواصل. لكن هناك تفهماً أوروبياً صريحاً للموقف اللبناني. بكل صراحة، لو كان الأوروبيون مكان اللبنانيين، للجأوا إلى الأسلوب نفسه في مخاطبة أوروبا، من بوابة التلويح بأزمة لجوء جديدة (ربما مع فارق أن الأوروبيين لن يُفرطوا بأمنهم واقتصادهم ومصالحهم الوطنية مقابل حسابات ضيقة، كما يفعل المسؤولون اللبنانيون اليوم).

ما زال القلق الأوروبي حيال اللاجئين قائماً، لكن، في المقابل، تطل روسيا برأسها من هنا. لم تقرأ أوروبا المبادرة الروسية لحل قضية اللاجئين العام الماضي، سوى أنها محاولة لابتزاز دول الاتحاد، وتهديدها. ربما من الصعب علينا في لبنان أن نرى المبادرة من هذا المنظار، لكن هناك شبه اجماع أوروبي حيال هذه القراءة، ذلك أنهم يضعون المبادرة في اطار أوسع يشمل التحرك الروسي في سوريا وليبيا. بإمكان موسكو، لو أرست نفوذها في تلك البلدان، فتح أبواب الجحيم أمام السواحل الأوروبية متى شاءت. وهذا خط أحمر.

كيف ستتحرك أوروبا؟ بداية، في حال استكمال اجراءاتها لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني ومواجهة العقوبات الأميركية، سنشهد مبادرة أوروبية جدية لتشكيل الحكومة. عند اكتمالها، ستشمل أوراق الضغط الأوروبية أكثر من طرف. أولاً، العلاقة قوية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأكثر من طرف لبناني، على رأسهم رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري. لكن باريس لن تضغط على حلفائها للتنازل لمصلحة الآخرين. ثانياً، الآلية الخاصة ومقرها فرنسا ستُوفر عند جهوزيتها ورقة ضغط على إيران. ذاك أن الآلية مرحلية، وستبدأ بالسلع الإنسانية وتتسع لاحقاً لأداء وظائف مالية للسماح لإيران بتحويل مبالغ في صفقات دولية. المشكلة الوحيدة هي التفاصيل التقنية المُعقدة، ومحاولات العرقلة الأميركية. يأمل الأوروبيون بأن تتيح الأزمات الداخلية الأميركية مجالاً لتأسيس الآلية بعيداً عن نفوذ واشنطن وهيمنتها على النظام المالي العالمي. عندها سيكون للأوروبيين قدرة على التدخل لتشكيل الحكومة اللبنانية، بمنأى عن الروس ودميتهم الجديدة المعروفة أيضاً بإسم "النظام السوري". لكن في حال عدم اكتمال الإجراءات الأوروبية، ما العمل؟ حينها، ستفك أوروبا أسر مؤتمر "سيدر" لتُدار المشاريع من خلال حكومة تصريف الأعمال. لبنان مثل فتى غير ناضج يسير باتجاه حتفه، لكن في الوقت الحالي، لا يُمكن أن نسمح له بالإنتحار قربنا.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجامعة العربية: التوافق غير متوافر حالياً لعودة دمشق/وفدان أردني وعراقي في العاصمة السورية

بيروت - لندن/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19/أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، في مؤتمر صحافي، الجمعة، أن دمشق لم تُطرد من جامعة الدول العربية، وعودتها حتمية، وما حدث هو تعليق مشاركة الوفود السورية في الجامعة العربية، وإنهاء تعليق المشاركة يتم بالتوافق. وقال زكي، رداً على سؤال أحد الصحافيين، عن عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية، «إننا قلنا في السابق إن عودة سوريا حتمية، وهذه الجملة واضحة لا لبس فيها، لأن ما حدث عام 2011 هو تعليق مشاركة الوفود السورية بالجامعة العربية، بالتالي نقول إن العودة طبيعية، لأن سوريا لم تُطرد من الجامعة، بل حصل لها تعليق، والتعليق تم بالتوافق وإنهاؤه يتم بالتوافق». وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، قال الخميس، إن عودة دمشق إلى مقعدها بالجامعة مشروطة بحدوث توافق عربي. وقال أبو الغيط بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشيل عون في بيروت، «إن للمسألة السورية جوانب مختلفة، كما لها حساسية، ويجب الاعتراف أن سوريا هي دولة عربية مؤسسة للجامعة العربية». وأضاف: «عندما يتم توافق عربي، ونتأكد أنه لا توجد اعتراضات من هذا الطرف أو ذاك، فما أسهل أن يطرح الأمر كبند على جدول أعمال مجلس وزاري في أي لحظة، مع التحضير الجيد له».

وتابع: «إذا توافقت الدول العربية على دعوة سوريا من أجل شغل مقعدها، فمن جانبنا كأمانة عامة وكأمين عام نحن في خدمة الدول العربية، فالأمين العام هو الذي يسعى للحفاظ على المصالح العربية، ونحن سننفذ فوراً قراراً كهذا ومن دون تأخير». وأشار أبو الغيط إلى عدم وجود توافق عربي بعد على عودة سوريا، قائلاً: «هذه حقيقة، وأنا تحدثت بذلك، وإلا ما أسهل أن يتوصل الأمين العام إلى خلاصة ويقول: هذه هي الخلاصة، وحتى الآن لم أتبين أن هناك حسماً نهائياً في أي من الاتجاهين». ومؤخراً، التقى الرئيس السوداني عمر البشير، الرئيس السوري بشار الأسد، في دمشق، في أول زيارة لرئيس عربي منذ اندلاع الثورة السورية، وتلتها إعادة الإمارات فتح سفارتها في سوريا، وتأكيد البحرين استمرار عمل سفارتها هناك أيضاً. وفي تصريحات سابقة، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن بلاده باتجاه إعادة العلاقات مع دمشق «كما كانت من قبل». وقررت الجامعة العربية في نهاية 2011 تجميد مقعد سوريا، على خلفية لجوء الرئيس بشار الأسد إلى الخيار العسكري لإخماد الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكمه. وفي مارس (آذار) 2012، سحبت الدول العربية سفراءها من دمشق. إلى ذلك، بحث رئيس مجلس الشعب (البرلمان) السوري حمودة صباغ، مع وفد يمثل نقابة المقاولين الأردنيين التعاون بين نقابات البلدين في مرحلة إعادة الإعمار في البلاد. وأكد صباغ للوفد الأردني، حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية، أهمية دور وفود النقابات والأحزاب والمنظمات العربية التي تزور سوريا في توضيح حقيقة الموقف. وعبَّر صباغ عن أمله في تعزيز التعاون بين النقابات السورية والأردنية في مرحلة إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن سوريا باتت أقرب من أي وقت مضى من «إعلان الانتصار النهائي». من جانبه، أكد نقيب المقاولين الأردنيين أحمد اليعقوب، أن الأردن وسوريا جسد واحد، معرباً عن أمله بعودة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها. وقال وزير النقل السوري علي حمود، إن ربط سوريا والعراق وإيران بسكك الحديد يعتبر ضمن الأولويات التي تعمل عليها وزارته، وفي رؤيتها الاستراتيجية لتطوير العلاقات. وأوضح الوزير السوري خلال استقباله رئيس وأعضاء إدارة الشركة السورية - العراقية، الذي يزور سوريا هذه الأيام، أن عملية الربط ستتم عبر منطقة شلمجة الحدودية، مشيراً إلى ضرورة إنشاء 32 كيلومتراً من سكك الحديد في الأراضي العراقية للاتصال بخط سكك البصرة المرتبطة مع بغداد وكربلاء والكاظمية وشمال العراق.

 

 تفاهمات روسية ـ إسرائيلية لـ«تصحيح التعاون» في سوريا وتل أبيب قلقة من النشاط الإيراني في العراق

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19/مع التأكيد أن إسرائيل نجحت في تقليص الوجود الإيراني في سوريا وأعادت التنسيق مع الجيش الروسي لمنع الاحتكاك بينهما على أراضي الشام وأجوائها، أعلنت مصادر في تل أبيب، أمس، أن الإيرانيين نقلوا نشاطهم إلى العراق ونصبوا بطاريات صواريخ حديثة موجهة إلى جميع دول المنطقة العربية، وكذلك ضد إسرائيل. ووجهت رسالة إلى طهران مفادها بأنها لن تتردد في قصف هذ الصواريخ أيضا. وأكدت المصادر أن قادة الجيش الإسرائيلي طرحوا موقفهم في كل هذه القضايا أمام نظرائهم الروس، الذين بحثوا في تل أبيب، خلال الأيام الثلاثة الماضية، إعادة التنسيق الأمني بينهما. وقبل أن يغادر الوفد الروسي تل أبيب، أمس، أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الوفدين الروسي والإسرائيلي توصلا إلى تفاهمات جديدة تصحح المسار السابق وتعيد التنسيق الأمني إلى درجة عالية تمنع الاحتكاك بينهما. وكان الوفد الروسي قد أجرى سلسلة «لقاءات عمل» في تل أبيب، مع وفد من كبار الضباط الروس، اختتمت مساء أول من أمس. وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي، فإن «اللقاءات جرت في أجواء جيدة ومهنية وشملت مباحثات حول دفع نظام عدم الاحتكاك بين الجيشين في الجبهة الشمالية وعمليات الجيش الإسرائيلي ضد التموضع الإيراني وتسلح حزب الله في سوريا». وأضاف البيان الرسمي أنه «تم التوصل إلى تفاهمات بين الجانبين وجرى الاتفاق على استمرار العمل المشترك». ولخصت مصادر إسرائيلية هذه اللقاءات بالقول إن بالإمكان الحديث الآن عن انتهاء الأزمة في العلاقات الروسية – الإسرائيلية، التي نجمت منذ إسقاط طائرة التجسس الروسية في الأجواء السورية ومقتل ركابها الـ15، في سبتمبر (أيلول) الماضي، بصواريخ سورية ضالة، أطلقت بعد غارة إسرائيلية في سوريا وأصابت الطائرة الروسية بالخطأ. وقد حملت روسيا إسرائيل مسؤولية إسقاط الطائرة في حينه وعبرت عن غضبها بعدة تصريحات وممارسات، بينها التراجع عن التنسيق الأمني. وفي الشهر الماضي أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتفق خلالها على طي صفحة الخلاف والعودة إلى التنسيق. وعزت هذه المصادر موافقة بوتين إلى إعلان نتنياهو أن حكومته تؤيد الجهود الروسية للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الروسية وأنه لن يشوش على هذه الجهود. وبالمقابل أبدى بوتين «مرونة» في التعاطي مع القصف الإسرائيلي في سوريا. ولم يستنكر الغارات الأخيرة. وفي السياق ذاته، أكدت المصادر الإسرائيلية، أن «إيران، ورغم تصريحات قادتها التي اتسمت بالعربدة وزعمت أن أي إيراني لم يغادر سوريا في السنوات الأخيرة، فإن إسرائيل سجلت أمامها أن الجيش الإيراني سحب معظم قواته وأبقى على ميليشيات شيعية أجنبية قادمة من أفغانستان وباكستان وغيرهما، وقوامها 11 ألف عنصر، إضافة إلى 9 آلاف مقاتل من حزب الله اللبناني». لكن هذا لم يبعث على الارتياح في إسرائيل لأن الإيرانيين وجدوا البديل في حشد قوات كبيرة لهم في العراق توجه أسلحتها إلى إسرائيل.

وقال ألكس فيشمان، المحرر العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن هذا التصرف كان عبارة عن «خطوة خبيثة»، لأن «إطلاق نار من الأراضي العراقية لن يوفر لإسرائيل ذريعة لمهاجمة سوريا أو لبنان وكان سيضعها أمام معضلة. فمثل هذا الهجوم على العراق يستوجب تنسيقا مع الولايات المتحدة، وهذه كانت قد أبلغت إسرائيل بأن أي عملية عسكرية في العراق ستشكل خطرا على الجنود الأميركيين الذين يدافعون عن النظام في بغداد ويتطلب تنسيقا مع دول مجاورة من أجل أن تسمح للطائرات الإسرائيلية بالعبور في سمائها. وواضح أن هذه الدول لن تتعاون مع إسرائيل لمهاجمة دولة عربية». وقال فيشمان بأن محاولة التموضع الإيراني في سوريا تم لجمه في هذه الأثناء، لكن «هجوما إيرانيا ضد إسرائيل من الأراضي العراقية ما زال سيناريو واقعيا. ولكن إسرائيل تجري حسابات حول هذا التطور لم تبت به بعد». يذكر أن إسرائيل سبق وقصفت العراق ودمرت مفاعلا نوويا فيه سنة 1990. بالتنسيق مع الولايات المتحدة. ورد الجيش العراقي يومها بقصف صاروخي فاق 40 هدفا قويا في إسرائيل. فأعد الجيش خطة حربية إسرائيلية ضد العراق، لكن الأميركيين كفوا يدها. واستعرض قائد سلاح الجو الإسرائيلي في حينه، أبيهو بن نون، خطة هجومية خلال هذه المداولات، وقال «إنني أوصي بأن نأخذ حيا في مدينة الرمادي، الواقعة غربي بغداد، ومحوه بواسطة 80 طنا من القنابل»، فيما أوصى قائد سلاح البحرية، ميخا رام، «بإغراق أربع سفن تجارية عراقية». وقال الضابط في سلاح الجو، أمير ناحومي، إنه «إذا لم ترد إسرائيل، سيحاول العراقيون إطلاق سلاح كيماوي». وطرح قائد الفيلق الشمالي في الجيش الإسرائيلي يورام يائير، «خطة درج» تقضي بقصف سدّين على نهر دجلة وتدميرهما، والتسبب بفيضانات وإلحاق أضرار بالغة بمناطق سكانية عراقية. لكن بن نون تحفظ من هذا المخطط وأسقطه. إلا أن هذا المخطط الهجومي تم بحثه قبل ذلك بثلاثة أشهر، بطلب من وزير الأمن في حينه، موشيه أرنس، وقضى المخطط بتدمير سدود على نهري دجلة والفرات وتديرها. واعتبر فيشمان أن حرب الخليج الأولى هي «سابقة سيئة»، خاصة بالنسبة للأحداث والتطورات الحالية، وأن هناك عدة دروس منها. وبحسبه، فإنه «عندما يجهز رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، أفيف كوخافي، الجيش لفترة ما بعد الحرب الأهلية في سوريا، عليه أن يأخذ بالحسبان أن إسرائيل تخضع لضغوط سياسية تمنع حرية عمليها، سواء كان هؤلاء الأميركيون في إيران أو الروس في سوريا». وأضاف أن الدرس الثاني من حرب الخليج هو أن «الجيش الإسرائيلي لم يكن جاهزا لتغيير التهديدات الإقليمية. وتبلورت الخطط العسكرية خلال الحرب، والجيش نفسه لم يكن مقتنعا أنها ناضجة. ومن أجل الوقوف ضد الضغوط ينبغي على المستوى السياسي أن يكون واثقا من أن لديه جيشا يملك قدرات حقيقية، وإلا فإن الصراع السياسي خاسر». والدرس الثالث متعلق بالدول المجاورة بالأساس: «خلال حرب الخليج أعدت إسرائيل خططا عقابية شديدة للغاية. ولم تنفذها لأنها لم تكن مستعدة لذلك من الناحية السياسية والعسكرية والاستخبارية. لكن جهوزيتها لضرب سكان مدنيين، من خلال التسبب بضرر هائل لدولة عدو، متوفرة اليوم أيضا. كما أن القدرات الاستخباراتية والعملانية في المسافات البعيدة متوفرة. وعلى العدو أن يعلم أن الأمر الوحيد الذي سيمنع في المستقبل إسرائيل من مهاجمة مدن كبيرة ردا على مهاجمة أهداف مدنية في أراضيها، هو جهوزية المستوى السياسي لذلك».

 

إردوغان يبحث مع بوتين الأربعاء «المنطقة العازلة»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19/يعتزم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بحث سبل إعلان منطقة آمنة شمال شرقي سوريا، على غرار المنطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب، خلال مباحثات يجريها مع الرئيس فلاديمير بوتين في 23 يناير (كانون الثاني) الحالي بموسكو. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أكصوي في مؤتمر صحافي أمس: «قمنا في السابق بطرح وتبرير الحاجة لتشكيل منطقة آمنة في سوريا لضمان سلامة اللاجئين، لكن لم يتم قبول اقتراحنا لفترة طويلة. سنواصل المفاوضات مع الزملاء الروس وبحث هذه القضية، التي سيبحثها الرئيسان الروسي والتركي في موسكو في 23 يناير الحالي». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن، الأربعاء الماضي، رفض بلاده مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإقامة منطقة آمنة بعمق 20 ميلاً (32 كيلومتراً) شمال سوريا على حدود تركيا قالت أنقرة إنها ستنشئها إذا توفر التمويل اللازم، وستكون تحت إشرافها، مشدداً على أن الجيش السوري هو مَن يجب أن يسيطر على شمال البلاد. وقال لافروف: «نحن على قناعة بأن الحل الوحيد والأمثل هو نقل هذه المناطق لسيطرة الحكومة السورية وقوات الأمن السورية والهياكل الإدارية». في السياق ذاته، أكد أكصوي أن أنقرة لن تسمح للاستفزازات بزعزعة التفاهم القائم مع روسيا بشأن المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، التي أُنشئت بموجب اتفاق وُقّع بين إردوغان وبوتين في مدينة سوتشي الروسية في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأكد المتحدث التركي أن بلاده تعمل من أجل إدامة وقف إطلاق النار عبر «تفاهم سوتشي»، لافتاً إلى أن النظام السوري قام ببعض الاستفزازات خلال الفترة الأخيرة. وقال: «لن نسمح للاستفزازات بزعزعة تفاهم إدلب». وأضاف أن «اتفاق إدلب» جنّب المنطقة كارثة إنسانية كبيرة، ونال تقدير المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن نظام الأسد يسعى وراء نصر عسكري «لكن الحل السياسي هو الممكن في سوريا». وذكر أكصوي أنه تم التوصل إلى مراحل معينة في تشكيل لجنة صياغة دستور لسوريا.

من ناحية أخرى، شدد أكصوي على أن تركيا حازمة في مسألة تطبيق اتفاقية خريطة الطريق في منبج مع الولايات المتحدة، والانتقال إلى شرق الفرات، معتبراً أن «الحزم التركي دفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى اتخاذ قرار الانسحاب من سوريا». وقال إن «تطهير منبج من عناصر الوحدات الكردية مسألة أمن قومي بالنسبة إلينا، وقد وقع هجوم إرهابي في منبج، وهذا أظهر أهمية تطبيق اتفاق خريطة طريق منبج بشكل كامل، وتطهير المنطقة من التنظيمات الإرهابية». وتابع أن هناك مقاومة من قبل موظفين أمنيين بارزين في الولايات المتحدة حيال قرار ترمب بالانسحاب، مؤكداً أهمية الحوار والتنسيق في تنفيذ القرار. وقال أكصوي إنه «ينبغي ألا يخدم الانسحاب الأميركي من سوريا الأجندة الانفصالية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب الكردية)، ويجب ألا يحدث فرض أمر واقع على الأرض، ولقد أبلغنا هذا لنظرائنا بشكل حازم».

وذكر أن وفداً تركياً يترأسه نائب وزير الخارجية سادات أونال سيتوجه إلى واشنطن في 5 فبراير (شباط) المقبل لإجراء محادثات مع الجانب الأميركي، كما سيشارك وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، في اجتماع وزراء خارجية دول التحالف الدولي للحرب على «داعش». في سياق متصل، قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، إن بلاده لن تتوقف لحين تجفيف ما سماه «مستنقع الإرهاب» قرب حدودها شمال سوريا. وقال ألتون، أمس، إن الإرهابيين أزهقوا أرواح أكثر من ألفي إنسان بريء في تركيا منذ عام 2015، وغالبية الهجمات الإرهابية التي شهدتها تركيا خطط لها في شمال سوريا، مضيفاً: «لن نتوقف لحين تحقيق العدالة، ولحين تجفيف مستنقع الإرهاب بجانب حدودنا».

 

6 «عقد» أمام «المنطقة العازلة»... والحلول تتطلب «ترتيبات ثلاثية»

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19/قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب قواته من سوريا، أعاد إلى مائدة التفاوض مشروعاً عمره أربع سنوات طرحته أنقرة لإقامة «منطقة آمنة» في شريط شمال سوريا في محاذاة حدود تركيا، وأطلق مفاوضات أميركية - تركية من جهة، وروسية - تركية من جهة ثانية، وبين الأكراد ودمشق وموسكو من جهة ثالثة، للوصول إلى ترتيبات عسكرية وإدارية شمال شرقي سوريا.

- خلفية المشروع

في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 كان وزير الخارجية التركي السابق أحمد داود أوغلو أول من اقترح إقامة «منطقة عازلة» شمال سوريا، الأمر الذي دعمته المعارضة وقتذاك مستلهمة التجربة الليبية لإسقاط نظام الرئيس معمر القذافي. وقال رجب طيب إردوغان عندما كان رئيساً للوزراء في نهاية يوليو (تموز) 2012 إن إقامة «منطقة آمنة، منطقة عازلة، يشكل جزءاً من الخيارات التي لدينا». وإذ تراجعت قوات الحكومة السورية في يوليو 2012 من بعض المناطق الكردية شمال البلاد وشمالها الشرقي، طلب داود أوغلو في 30 أغسطس (آب) من مجلس الأمن الدولي، إقامة مخيمات داخل الأراضي السورية لإيواء اللاجئين.

وفي 9 أكتوبر (تشرين الأول) 2014، طالب وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو، بإنشاء «منطقة آمنة، منطقة حظر جوي». وقال «إنها ضرورية لأسباب إنسانية ومن أجل نجاح العملية» ضد تنظيم داعش. وردت موسكو بأن إنشاء «منطقة عازلة» يتطلب الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي.

وبعد أسبوعين من التدخل العسكري الروسي المباشر في سبتمبر (أيلول) 2015، حض إردوغان على تأييد اقتراحه إقامة «منطقة آمنة». وكرر في 13 فبراير (شباط) 2017 أن «هدفنا هو (إقامة) منطقة مساحتها أربعة أو خمسة آلاف كلم مربع خالية من الإرهابيين».

وكانت مناقشة إنشاء مثل هذه المناطق قد جرت تحت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لكن الجيش الأميركي شدد على أن تنفيذ الأمر يتطلب وسائل عسكرية كبيرة للغاية وحظراً جوياً زادت تعقيداته بعد تدخل روسيا العسكري نهاية 2015، وفي 25 يناير (كانون الثاني) 2017 قال ترمب إن الحكومة الأميركية ستنشئ مناطق آمنة لاستيعاب النازحين السوريين. وأعلن ترمب في شكل مفاجئ، 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نيته سحب نحو ألفي جندي أميركي، ثم دعا إلى إقامة «منطقة آمنة» عرضها 32 كلم في سوريا على طول الحدود التركية، وأعلن إردوغان أنّ قواته ستتولى إقامة هذه المنطقة بين الحدود التركية ومواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تدعمها واشنطن. وسارعت موسكو، في 16 يناير، إلى رفض إقامة هذا الاقتراح. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف «نحن على قناعة بأن الحل الوحيد والأمثل هو نقل هذه المناطق لسيطرة الحكومة السورية وقوات الأمن السورية».

- عقد

منذ إعلان ترمب الانسحاب، انطلقت محادثات بين أنقرة وواشنطن؛ تضمنت اتصالات بين ترمب وإردوغان ومحادثات بين رئيسي الأركان التركي يشار غولار والأميركي جوزيف دانفورد في بروكسل، قبل أيام بعد محادثات مستشار الأمن القومي جون بولتون ودانفورد في أنقرة.

ويواصل جاويش أوغلو المحادثات بلقائه نظيره الأميركي مايك بومبيو في السادس من الشهر المقبل، بعد محادثات كبار الموظفين في البلدين بواشنطن في الخامس من الشهر المقبل. كما يطلع إردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، الأربعاء المقبل، على نتائج المحادثات مع الجانب الأميركي.

وحسب المعلومات، فإن المحادثات الثلاثية تتناول العُقد الآتية:

أولاً، عمق المنطقة: تريد أنقرة أن يمتد عمق «الشريط الأمني» إلى 32 كيلومتراً شمال سوريا بطول 460 كيلومتراً من جرابلس إلى كردستان العراق (طول الحدود السورية - التركية يبلغ 900 كلم)، فيما وافقت واشنطن مبدئياً على 10 كيلومترات. واقترحت موسكو أن يكون العمق بين 5 و10 كيلومترات، فيما طالب قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية سيبان حمو بأن تكون المنطقة في الطرف التركي من الحدود. وتريد أنقرة أن تمتلك قواتها المسلحة الحق بالدخول حتى عمق 32 كيلومتراً، أي أكثر مما سمح به «اتفاق أضنا» بين دمشق وأنقرة في منتصف عام 1998.

ثانياً، حماية المنطقة واسمها: تريد تركيا أن تكون المنطقة «آمنة»، أي تتضمن حظراً جوياً. لكن موسكو تقبل «منطقة عازلة» من دون حظر جوي، فيما طالب الأكراد بـ«حظر جوي» لحمايتهم من تركيا. ووعد الفرنسيون بالبقاء شرق سوريا بعد انسحاب أميركا، لكن هناك صعوبة بذلك ما لم يحافظ التحالف الدولي على الحظر الجوي وقاعدة التنف واتفاق «منع الاحتكاك» مع روسيا.

ثالثاً، وجود الدولة السورية: تتمسك أنقرة برفض أي وجود لقوات الحكومة السورية. ويقول مسؤولون: «إذا وجدت قوات الحكومة فإنها ستتعاون مع الأكراد، وتتكرر هجمات (حزب العمال) الكردستاني ضد جنوب شرقي تركيا». وتقترح أنقرة انتشار قوات «بيشمركة» من كردستان العراق، فيما تقترح موسكو انتشار قوات الحكومة على الحدود ضمن مبدأ السيادة السورية. كما قال أكثر من مسؤول روسي إن «الحكومة يجب أن تنتشر مكان القوات الأميركية». من جهتهم، قدم الأكراد وثائق إلى موسكو ودمشق تقترح انتشار الجيش السوري على الحدود وتعاوناً مشتركاً ضد أنقرة.

رابعاً، الأكراد: في 23 من الشهر الماضي، اتصل ترمب بإردوغان لضمان «حماية الأكراد» بعد انسحاب أميركا. كما أن بولتون حذر من الهجوم على الأكراد، الأمر الذي أغضب إردوغان. وتقول أنقرة إن «وحدات حماية الشعب» لا تمثل كل الأكراد، فيما تتمسك موسكو بالوصول إلى ترتيبات تتضمن مصالح وحماية الطرفين: تركيا والأكراد. وتتخوف «الوحدات» من أن المنطقة الآمنة ستجعل مناطق ذات غالبية كردية مثل عين العرب (كوباني) ورأس العين (سري كانيه) ضمن النفوذ التركي. وتقترح أنقرة أن تكون المنطقة خالية «من أي وجود إرهابي»، ثم تشكيل قوى للأمن الداخلي لضمان الاستقرار بتنسيق مع الجيش التركي.

خامساً، إدارة المناطق: تقترح أنقرة تشكيل مجالس محلية تضم أشخاصاً لا علاقة لهم بـ«الوحدات». وتوافق موسكو على تشكيل مجالس محلية بحيث تكون الغالبية العرقية في كل منطقة ممثلة في مجلسها المحلي، فيما يقول الأكراد إن المجالس الموجودة شرق الفرات منتخبة من محليين.

سادساً، علاقة المناطق بالمركز: تريد أنقرة إجراءات وترتيبات تبعد هذه المناطق عن سلطة الدولة المباشرة، فيما تتمسك موسكو تأييداً لدمشق بعودة كاملة لسلطة الحكومة على هذه المناطق. ويقترح الأكراد الاعتراف بـ«الإدارة الذاتية» وتشاركية في الثروات الطبيعية وبرنامج لإدماج «الوحدات» و«قوات سوريا الديمقراطية» في الجيش الوطني.

- ترتيبات

ويعتقد أن التفاهمات الممكنة بين موسكو وأنقرة ستكون حاسمة في مستقبل «الشريط العازل» وشرق الفرات. وبموجب تفاهماتهما السابقة، حصلت تركيا على إقامة منطقة «درع الفرات» بين غرابلس والباب شمال حلب في نهاية 2016 وعلى السيطرة على عفرين بداية 2018 وعلى خفض التصعيد في إدلب في سبتمبر (أيلول) 2018، ما شكل «شريطاً عازلاً» شمال سوريا يمتد من غرابلس إلى اللاذقية. كما انتشرت 12 نقطة مراقبة تركية في ريف إدلب وصلت إلى نقطة قريبة من شمال حماة في عمق سوريا.

وفي حال أنجزت ترتيبات ثلاثية أميركية - روسية - تركية، ستحصل أنقرة على «شريط عازل» يمتد من كسب على البحر المتوسط إلى فش خابور شرق سوريا، ما سيجعلها تشكل منطقة نفوذ، وتقطع أوصال الكيان الكردي، وتعزل أكراد شمال سوريا عن أكراد جنوب تركيا، بعدما نجحت أنقرة في عزل الأكراد في شرق الفرات، ومنعت أي ممر لهم إلى البحر المتوسط.

 

الأمم المتحدة تؤكد استخدام النفط الإيراني لتمويل حرب الحوثيين في اليمن

نيويورك/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19/أكد تقرير للجنة خبراء في الأمم المتحدة أنّ عائدات وقود مشحون من موانئ في إيران تساهم في تمويل حرب الحوثيين في اليمن ضد الحكومة الشرعية. ومن المتوقع أن تثير نتائج التقرير الذي اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية مرة أخرى تساؤلات حول دعم إيران للميليشيات الحوثية ودورها في الحرب التي دفعت اليمن إلى حافة كارثة إنسانية. وفي تقريرها النهائي للعام 2018، قالت اللجنة إنها "حددت عدداً من الشركات، سواء داخل اليمن أو خارجه، تعمل كشركات في الواجهة" من خلال استخدام وثائق مزيفة لإخفاء التبرعات النفطية.

وأضاف التقرير أنّ النفط كان "لفائدة فرد مدرج" على لائحة الأمم المتحدة للعقوبات. وقال التقرير المؤلف من 85 صفحة والذي تم إرساله إلى مجلس الأمن: "العائد من بيع هذا الوقود استخدم في تمويل حرب الحوثيين". وتوصلت اللجنة إلى أن "الوقود تم شحنه من موانئ في إيران بموجب وثائق مزيفة" لتجنب تفتيش الأمم المتحدة للبضائع. وأشار الخبراء في تقارير سابقة إلى صلة إيران بالصواريخ التي أطلقها الحوثيون صوب أهداف في السعودية، وذلك بعد أن زاروا الرياض لتفقد بقايا الصواريخ. وفي تقرير سابق للجنة، قال الخبراء إنهم يحققون في تبرعات وقود إيرانية شهرية بقيمة 30 مليون دولار.

 

واشنطن إكزامينر”: تركيا دولة راعية للإرهاب فضيحة بطلها حزب أردوغان في الانتخابات البلدية

عواصم – وكالات/19 كانون الثاني/19/ كشفت صحيفة أميركية أمس، عن تورط تركيا في دعم أحد أفراد تنظيم “القاعدة” في سورية، بعدما كان كذلك حلقة الوصل بين أنقرة وحركة “الشباب” الصومالية الإرهابية، التي هاجمت أخيراً، فندقاً في العاصمة الكينية، قتل خلاله 21 شخصاً. وذكرت صحيفة “واشنطن إكزامينر” نقلاً عن رئيس مكتب أنقرة السابق في صحيفة “زمان توداي” عبدالله بوزكورت قوله، إن “إبراهيم سن، المعتقل حاليا في باكستان لانتمائه للقاعدة، كان يعمل جنباً إلى جنب مع مسؤولين في الاستخبارات التركية للإشراف على مجموعات إرهابية مسلحة في سورية”. وأضاف إن “سن نقل أيضاً 600 ألف دولار إلى حركة الشباب الصومالية العام 2012، وحاولت السلطات التركية التستر على عمله لصالحها في سورية، بعد أن سربت حركة فتح الله غولن معلومات عن علاقات سرية بين القاعدة وأنقرة”. وخلصت إلى إن تقرير بوزكورت، الذي يؤكد دعم تركيا لأعضاء من “القاعدة” في سورية، ربما دعم مساندة الولايات المتحدة للقوات الكردية هناك لمواجهة تنظيم “داعش”، بعد أن أيقنت واشنطن أن شراكة تركيا المستمرة مع الجماعات المتطرفة في سورية ستشكل تحدياً أمنياً دائماً للمنطقة. وربطت بين دعم أنقرة لـ”القاعدة” في سورية، وضبط السلطات الليبية شحنة من الأسلحة داخل إحدى الحاويات على متن باخرة كانت آتية من تركيا.

من ناحية ثانية، اتهمت المعارضة التركية أمس، سلطات البلاد بتضخيم قوائم الناخبين في الانتخابات البلدية، مؤكدة أنه جرى تسجيل ناخبين في مناطق لا يقيمون فيها، ضمن سلسلة من الخروق وأعمال التزوير الانتخابي. وأشارت إلى وجود نحو ألف ناخب مسجلين في شقة واحدة، كما تضم إحدى القوائم ناخبًا يدلي بصوته للمرة الأولى، رغم بلوغه 165 عاماً. وأوضحت أن التزوير يجري في مناطق خسر فيها حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في فترات سابقة بهامش بسيط. وقال برلمانيون معارضون من حزب “الشعب الجمهوري” وحزب “الشعوب الديمقراطي” والحزب “الصالح” إنهم قدموا آلاف الشكاوى والاعتراضات على سجلات الناخبين. وأشار النائب عن “الشعب الجمهوري” أونورسال أديجوزال إنه تم تحديد أسماء 6389 شخصاً تفوق أعمارهم المئة مسجلين في قوائم الناخبين، وإن الحزب طلب من اللجنة الانتخابية العليا التحقيق في الأمر. وستجري الانتخابات البلدية في تركيا في 31 مارس المقبل، ومن المتوقع حسب بعض المراقبين أن يخسر الحزب الحاكم بعض مواقعه في مدن كبرى مثل أنقرة. في سياق متصل، أدت عملية خداع والتفاق كبرى بطلها حزب “العدالة والتنمية”، إلى تشكك أحزاب تركية معارضة في صحة قوائم الناخبين في الانتخابات البلدية المقرر إجراؤها في مارس. في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أمس، أن 53099 سورياً حصلوا على الجنسية التركية يمكنهم التصويت في الانتخابات المحلية.

 

السيسي وماكرون يبحثان في مكافحة الإرهاب وتأجيل محاكمة 213 إرهابيا من "أنصار بيت المقدس"

القاهرة – وكالات/19 كانون الثاني/19/كشف الإعلام المصري أمس، إن قمة مرتقبة تجمع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في القاهرة نهاية يناير الجاري. وذكرت صحيفة “أخبار اليوم” المملوكة للدولة، إنه من المقرر أن يبحث السيسي وماكرون عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها استقرار منطقة الشرق الأوسط وسبل مواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، بجانب العديد من الملفات الثنائية الخاصة بالعلاقات المشتركة بين البلدين خاصة الاقتصادية. ونقلت الصحيفة عن المستشار بوزارة الدفاع الفرنسية رولان جاكارد، قوله إن البلدين تجمعهما مصالح مشتركة ترتكز على مكافحة الإرهاب التي تمثل أولوية قصوى للرئيسين. من جانبها، ذكرت سفارة فرنسا بالقاهرة في بيان، إن وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لومير سيصل إلى القاهرة اليوم للإعداد لزيارة ماكرون، مضيفة أن لومير سيبحث تدعيم وتنويع التعاون الاقتصادي القائم بين البلدين. قضائيا، أجلت محكمة النقض نظر الطعن المقدم من رئيس حزب “مصر القوية” والمرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبوالفتوح و8 آخرين، والصادر من محكمة الجنايات بالوضع على قوائم الكيانات الإرهابية لجلسة 6 أبريل المقبل. من جانبها، أجلت محكمة استئناف القاهرة أولى جلسات محاكمة رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الغذائية السابق و8 آخرين في القضية المعروفة إعلاميا بـ “رشوة وزارة التموين” لجلسة 18 مارس القادم. بدورها، أجلت محكمة جنايات القاهرة محاكمة 213 متهمًا من أخطر عناصر تنظيم “أنصار بيت المقدس” الإرهابي، إلى جلسة 26 يناير الجاري، في قضية اتهامهم بارتكاب نحو 54 جريمة إرهابية. من ناحيتها، أجلت محكمة جنايات الجيزة إعادة محاكمة ثلاثة متهمين، في قضية أحداث العنف وإضرام النيران والشغب التي وقعت في محيط مباني مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى والمجمع العلمي، والتي عرفت إعلامياً بـ “أحداث مجلس الوزراء”، وذلك لجلسة 9 فبراير المقبل. كما أجلت إعادة محاكمة متهم صادر بحقه حكم غيابي بالإعدام شنقا في القضية المعروفة إعلامياً بـ “خلية دمياط الإرهابية”، لجلسة 16 فبراير المقبل. من جهتها، طالبت النيابة العامة بمصادرة الأموال المتحفظ عليها في قبرص، المتعلقة بقضية التلاعب في أوراق البورصة، المتهم فيها نجلا الرئيس الأسبق علاء وجمال مبارك وسبعة متهمين آخرين.

 

معارض إيراني: النظام سيسقط بيد الشعب ومقاومة الداخل والوضع متفجِّر والملالي يفقدون السيطرة تدريجيا"

عواصم – وكالات/19 كانون الثاني/19/ وصف رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية سنابرق زاهدي الوضع الداخلي في إيران بأنه “متفجّر”، مستحضرا ما جاء في تقارير من معاقل الانتفاضة من داخل إيران، بأن نحو 529 حركة احتجاجية وقعت خلال شهر ديسمبر الماضي في نحو 103 مدن من قبل مختلف شرائح الشعب، وهو ما يعادل 17 حركة احتجاجية يوميا ضد النظام. وقال زاهدي: إن الأموال الهائلة التي حصل عليها نظام الملالي عقب الاتفاق النووي مع الغرب لم تحسّن شيئا في المستوى المعيشي لأبناء الشعب الإيراني، بل بالعكس بلغ عدد المواطنين تحت خط الفقر نحو 40 مليون شخص، أي نصف سكّان إيران، وارتفعت نسبة البطالة والأسعار بشكل جنوني، والسبب أن الأموال التي حصل عليها النظام صرفها في تصدير الحروب إلى سورية واليمن والعراق وأعطاها لـ “حزب الله” والحوثيين، أو أنفقها لتوسيع مشاريعه الصاروخية والنووية، أو ذهبت إلى حسابات الملالي وقادة “الحرس الثوري”. وأكد أن ما تشهده إيران من احتجاجات تثبت أن النظام يفقد السيطرة تدريجيا، والاحتجاجات الأخيرة تأتي لتكون ذروة احتجاجات سابقة، مستحضرا ما حدث في يوم عاشوراء من العام 2009 عندما نزل الملايين من أهالي طهران إلى الشوارع واستولوا على مناطق مختلفة من العاصمة، كاد النظام يفقد السيطرة على العاصمة، مشددا على أن العقوبات لا علاقة لها بالشعب الإيراني الذي يعيش أحلك أيام تاريخه، ولا يبحث عن التخلص من مشاكله من خلال رفع العقوبات أو غير ذلك، بل من خلال التخلص من النظام بكامله.

 

إنذار أوروبي لإيران: صبرنا ينفد ولن نستطيع تحمُّل السلوك العدائي وطهران أقرَّت بمواجهة صعوبات في تصدير النفط... وواشنطن تقلِّص عدد الدول المستثناة من عقوباتها

بروكسل، طهران، عواصم – وكالات/19 كانون الثاني/19/شدد ديبلوماسيون أوروبيون على عدم قدرة أوروبا على تحمّل خروقات إيران وسلوكها العدائي، من خلال برنامجها الصاروخي وزعزعة استقرار عدد من الدول الأوروبية ومحاولات الاغتيال التي كُشفت مؤخراً، محذّرين من توجّه عدد من الدول الأوروبية إلى اتخاذ سياسة شبيهة بتلك التي اعتمدتها واشنطن تجاه طهران. ونقلت مصادر عن ديبلوماسيين أوروبيين أنهم أبلغوا الإيرانيين في اجتماع عُقد أوائل هذا الشهر، أن أوروبا لم تعد قادرة على تحمل تجارب الصواريخ الباليستية ومؤامرات الاغتيال في أوروبا، الأمر الذي لم يعجب الإيرانيين. وبعد أيام من الاجتماع، فرض الاتحاد الأوروبي أول عقوبات على إيران منذ الاتفاق النووي، وقال الدبلوماسيون إن العقوبات الجديدة قد تشمل تجميد أصول وحظر سفر على أفراد في “الحرس الثوري” الإيراني، إضافة إلى إيرانيين يشاركون أو يطورون برنامج الصواريخ الباليستية. وعلى الرغم من رمزية العقوبات إلا أن ذلك فسره مراقبون على أنه تغير غير متوقع في الديبلوماسية الأوروبية تجاه إيران، خاصة بعد ظهور دعوات بريطانية وفرنسية انضمت إليهما دول صغيرة تطالب بإعادة النظر في فرض عقوبات اقتصادية جديدة على طهران. وحذر مسؤولون أوروبيون أيضاً من حدوث انقسام في أوروبا بين شرقها وغربها، بعد المؤتمر الذي دعا له وزير خارجية أميركا مايك بومبيو في بولندا، والذي من المقرر أن يتناول التهديدات الإيرانية للمنطقة. وبرغم وجود وجهات نظر متباينة في أوروبا، إلا أن هذا التحول سيكون له عواقب وخيمة على حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، خاصة أن هناك عواصم أوروبية تسعى لإنقاذ الاتفاق النووي. في غضون ذلك، أقر رئيس منظمة الخطة والموازنة الإيرانية محمد باقر نوبخت، بأن الحكومة الإيرانية تواجه صعوبات شديدة ومتزايدة في تصدير النفط، وأن الفارق كبير جداً بين ما كان متوقعاً عند وضع الميزانية العامة للدولة، وما هو حادث فعلاً على أرض الواقع، وهو ما يسفر عن أزمة حقيقية. وأشار نوبخت إلى أن هذه المشكلات المتصلة بصادرات النفط هي ضمن المشكلات التي نجمت عن العقوبات الأميركية، وأن الموازنة العامة لإيران هذا العام تم وضعها على أساس تصدير مليونين و410 آلاف برميل في اليوم، لكن ما يتم الآن أقل بكثير من هذا الرقم، ويكاد يكون نصفه وهو ما يعني تفاقم عجز الموازنة العامة. من جانبهم، قال محللون إن الولايات المتحدة ستمدد على الارجح الاستثناءات من العقوبات على واردات النفط من ايران في مايو، لكنها ستخفض عدد الدول المستثناة لاسترضاء المشترين الكبيرين الصين والهند والحد من فرص ارتفاع أسعار الخام. وقال محللون في “أوراسيا جروب” التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا، إن الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتركيا ستحصل على الارجح على استثناءات جديدة بعد انتهاء أجل الاستثناءات الحالية في مايو، فيما سيتم شطب ايطاليا واليونان وتايوان من قائمة الاستثناءات الحالية. على صعيد آخر، أكد أمر صادر عن محكمة اتحادية أميركية أن مذيعة محطة “برس” التلفزيونية الايرانية الناطقة بالانجليزية مرضية هاشمي، احتجزت كشاهدة في تحقيق اتحادي، ويحق لها الاستعانة بمحام لكنها “غير متهمة بارتكاب أي جريمة”. ويقول الامر ان هاشمي مثلت أمام المحكمة مرتين، وتتوقع الحكومة الاميركية اطلاق سراحها بعدما تنتهي من الادلاء بشهادتها.

 

محتجو البصرة يستغيثون بترامب: أنقذنا من عصابات النفط الإيرانية

بغداد، عواصم – وكالات/19 كانون الثاني/19/ وجه ناشطون في محافظة البصرة نداء استغاثة الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب لتوجيه الجيش الاميركي بالتدخل والقضاء على ما اسموها “العصابات المسلحة التي تسرق نفط المحافظة”. وقال الناشطون في رسالتهم باللغتين العربية والانكليزية الى ترامب: “إن ابناء محافظة البصرة يطالبونك بانقاذ محافظتنا من العصابات المسلحة التي تسرق نفطنا منذ 2003 والى يومنا هذا ويرسلونه الى ايران والى الجهات الارهابية التي تمولهم بالاسلحة، لقد قمنا بالتظاهرات الكبيرة ضد هذه العصابات ولكن كان القمع والتعذيب والقتل والاغتيالات هو الرد علينا”. وكان أهالي البصرة عادوا الى الخروج في تظاهرة حاشدة بمشاركة العشرات من أبنائها أمام مبنى الحكومة المحلية، أول من أمس، احتجاجاً على استمرار تراجع الواقع الخدمي والمعيشي وانتشار البطالة، وتفشي الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة. وتأتي مظاهرات الجمعة بعد يوم من حملة اعتقالات بحق ناشطين من المحافظة من قبل القوات الأمنية، بتهمة التحريض ضد أمن المحافظة والدعوة للتظاهرات الغاضبة. وأضرم المتظاهرون الغاضبون النيران في نقطة أمنية قرب الحكومة المحلية، مسفرة عن إصابة أحد عناصر القوى الأمن نتيجة رمي حجارة، خلال المواجهات الذي استخدمت فيه الأخيرة الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وبحسب مصدر محلي فإن قوات الأمن اعتقلت 17 شاباً من منطقة الهوير شمال محافظة البصرة، موضحا أن القوات الأمنية اعتمدت على صور المعتقلين من خلال حساباتهم في “فايسبوك”. في سياق اخر، اثارت استقالة وزير الشباب والرياضة السابق عبدالحسين عبطان، من عضوية مجلس النواب عن تيار الحكمة الذي يتزعمه عمار الحكيم، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية البغدادية، بعد تكهنات حول توليه منصب أمين العاصمة بغداد، الذي يعيّن مباشرة من قبل رئيس الوزراء بحسب القانون. ووفقاً للمصادر فإن هناك اتفاقا سياسيا بين الكتل والأحزاب على تولي عبطان منصب أمين بغداد، الا ان قيادي في كتلة “صادقون” الجناح السياسي لميليشيا “عصائب أهل الحق”، دعا الرئاسات الثلاث إلى تسليم منصب أمين بغداد إلى شخصية من المكون السني من البغداديين الأصليين. من جانبه، أعلن مركز الإعلام الأمني العراقي، امس، القبض على خلية تابعة لتنظيم “داعش”، مكونة من أربعة متهمين في محافظة كركوك.

 

الأمم المتحدة: عائدات النفط الإيراني تموّل الحوثيين في اليمن والحكومة تتعهد إزالة عراقيل الجهود الإغاثية

عواصم – وكالات/19 كانون الثاني/19/كشفت الأمم المتحدة أمس، أن عائدات وقود مشحون من موانئ في إيران تساهم في تمويل جهود المتمردين الحوثيين في اليمن ضد الحكومة الشرعية. وذكرت لجنة خبراء في الأمم المتحدة في تقريرها للعام 2018، الذي أرسلته إلى مجلس الأمن، أنها حددت عدداً صغيرا من الشركات، سواء داخل اليمن أو خارجه، تعمل كشركات في الواجهة من خلال استخدام وثائق مزيفة لإخفاء التبرعات النفطية، مشيرة إلى أن النفط كان لفائدة فرد مدرج على لائحة الأمم المتحدة للعقوبات. وأضافت إن العائد من بيع هذا الوقود استخدم في تمويل حرب الحوثيين، مشيرة إلى أن الوقود تم شحنه من موانئ في إيران بموجب وثائق مزيفة، لتجنب تفتيش الأمم المتحدة للبضائع. وكان الحوثيون زعموا في وقت لاحق، الحكومة الشرعية والتحالف العربي بعرقلة العمل على حل ملف مطار صنعاء الدولي. على صعيد آخر، ذكر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن الحوثيين استغلوا فترة وقف إطلاق النار لزيادة تحصيناتهم العسكرية بشكل كبير في مدينة الحديدة، مضيفاً إنه “إذا أثبت الحوثيون أنهم غير مستعدين لمغادرة الموانئ والمدينة بحلول نهاية يناير الجاري، فيجب على الولايات المتحدة أن تعلن أنها لن تكبح بعد الآن تحرير هذه الأراضي بالقوة”. ونقل المعهد عن مصدر يمني قوله، إن “خروقات الحوثيين تضمنت تحصينات محظورة وواسعة النطاق للمناطق الحضرية، وعدم الوفاء بمواعيد الانسحاب النهائية التي حددتها الأمم المتحدة”. من ناحية ثانية، طالب وزير الخارجية اليمني خالد اليماني خلال لقائه مع المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن ليز غراندي، بضرورة التزام جميع المنظمات الدولية بالتشاور والتنسيق مع الحكومة اليمنية، حول جميع الخطط والبرامج والآليات الخاصة بخطة الاستجابة الإنسانية ومشاريع التعافي الاقتصادي. وقال إن حكومة بلاده “ملتزمة بتقديم كل التسهيلات وإزالة أي عقبات أو عراقيل قد تعيق المنظمات عن أداء مهامها”، مشدداً على ضرورة كشف عمليات النهب الممنهج للمساعدات الإنسانية من قبل الحوثيين وأهمية مراجعة آليات التوزيع المحلية بما يضمن وصول المعونات إلى المحتاجين الحقيقيين. في غضون ذلك، أعلنت الأمم المحدة أن نحو مليون شخص نزحوا من محافظة الحديدة منذ اندلاع الحرب في يونيو العام 2018. ميدانياً، لقي تسعة من الحوثيين مصرعهم في غارة للتحالف العربي جنوب غرب محافظة تعز . وفي صعدة، شن الجيش اليمني أمس، هجوماً على مواقع تتمركز فيها عناصر لميليشيا الحوثي بمديرية باقم، أسفر عن مقتل ثمانية من الميليشيات، بينهم القيادي الميداني المدعو أبوملصي. وفي الجوف، أعلن الجيش اليمني أنه حقق أول من أمس، تقدماً ميدانياً في مواجهات مع الحوثيين بالمحافظة، وتقدمت قواته إثر الهجوم ثلاثة كيلو مترات باتجاه مواقع المليشيا في محافظة صعدة، مضيفاً إن “الهجوم أسفر عن مقتل ثمانية وأسر آخرين”. في غضون ذلك، أعلنت التحالف العربي في بيان، أمس، بدء إعادة تسعة أطفال، جندهم الحوثيون كمقاتلين في محافظة شرورة، موضحاً أنه تم تسليم الأطفال المجندين للحكومة الشرعية.

 

نائب إيراني: نصف طائراتنا المدنية مهترئة

طهران – وكالات/19 كانون الثاني/19/أكد عضو لجنة التنمية والإعمار بالبرلمان الإيراني مجيد كيان بور أن 50 في المئة من طائرات الركاب المدنية في البلاد “مهترئة”، وأنها لا تصلح للرحلات الداخلية فضلاً عن الخارجية. وقال في حديث لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا”، إنه “يتعين علينا شراء طائرات جديدة من شركات التصنيع، لكن مع العقوبات الأميركية، لا تملك شركات الطيران (إيرباص وبوينغ) القدرة على بيع هذه الطائرات”. وأضاف أنه “بموجب شروط العقوبات، من الممكن شراء طائرات من روسيا وأوكرانيا”، موضحا أنه “في هذه الحالة، فإن أفضل خيار لتزويد الطائرات هو شراء الطائرات التي عمرها أقل من 10 سنوات، حتى نتمكن من مساعدة قطاع الطيران”. ويعاني قطاع الطيران في إيران من نقص حاد في قطع غيار الطائرات وعدم القدرة على شراء طائرات جديدة. ونشرت وزارة الخزانة الأميركية نحو 700 من أسماء الأشخاص والمؤسسات والطائرات والسفن لحظرها ضمن الحزمة الثانية من العقوبات ضد إيران، التي دخلت حيز التنفيذ مطلع نوفمبر الماضي.

 

مولر يرفض تقريراً أفاد بأن ترمب أمر محاميه بالكذب على الكونغرس

واشنطن/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19/في إعلان نادر جداً، رفض المحقق الخاص روبرت مولر المكلف التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات، معلومات نشرها موقع إخباري تفيد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب طلب من محاميه السابق الكذب أمام الكونغرس، ووصفها بأنها «غير دقيقة». وكان موقع «بازفيد نيوز» الأميركي قد ذكر، مساء (الخميس)، نقلاً عن مصدرين بالشرطة الفيدرالية لم يكشفهما، أن ترمب طلب من محاميه السابق مايكل كوهين أن يكذب في جلسة الاستماع أمام الكونغرس في 2017 بشأن محادثات متعلقة بمشروع عقاري في روسيا. وقال الناطق باسم مولر إن «وصف (بازفيد) لتصريحات محددة تم الإدلاء بها لمكتب المدعي الخاص، وسمات الوثائق والشهادة التي حصل عليها هذا المكتب بشأن شهادة مايكل كوهين أمام الكونغرس غير دقيق». ونقل ترمب على الفور في تغريدة لقطة لشاشة تلفزيون «فوكس نيوز» خلال بثّ توضيحات مولر. وبعد ذلك رحّب الرئيس الأميركي بإعلان فريق مولر. وبعد تغريدات انتقد فيها الموقع الإخباري، كتب: «يوم حزين للصحافة لكنه يوم عظيم لبلدنا». من جهته، قال رئيس تحرير «بازفيد نيوز» بن سميث في تغريدة على «تويتر»: «نؤكد ثقتنا في تحقيقنا وفي المصادر التي غذّته، وندعو المدعي الخاص إلى توضيح ما يعترض عليه».

وكتب الموقع الإلكتروني أن هذا الاتهام خطير، لأنه يشكل أولَ مثالٍ على طلب فيها تراب من شخص يعمل تحت إمرته أن يكذب مباشرة بشأن علاقاته مع روسيا. أما كوهين الذي يؤكد أو ينفي عادة على «تويتر» المعلومات الصحافية المتعلقة به، فلم يصدر أي رد فعل هذه المرة. وقال محاميه لاني ديفيس إنه لن يرد على أي سؤال في هذا الشأن. وكان البيت الأبيض ورودي جولياني محامي ترمب دافعا بقوة، أمس (الجمعة)، عن الرئيس الأميركي في مواجهة هذه الاتهامات التي اعتبرتها المعارضة الديمقراطية «الأخطر» حتى الآن. وقال جولياني إن تقرير بازفيد «خاطئ قطعاً».

 

قمة ثانية بين ترمب وكيم الشهر المقبل.. وسيول ترحب

واشنطن/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19/أعلن البيت الأبيض يوم أمس (الجمعة)، أنّ القمّة المقبلة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، ستُعقد "أواخر فبراير (شباط)"، من دون أن يحدّد مكانها، في مؤشّر إلى احتمال تحقيق تقدّم في ملف نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز، بعد اجتماع استمرّ 90 دقيقة في البيت الأبيض بين ترمب والجنرال كيم يونغ شول، الذراع اليمنى للزعيم الكوري الشمالي، إنّ "الرئيس ترمب يتطلّع إلى لقاء الرئيس كيم في مكان سيعلن عنه في وقت لاحق"، محذرة من أنّ الولايات المتحدة ستُبقي "الضغط والعقوبات على كوريا الشماليّة حتى نزع السلاح النووي منها بشكل كامل ويُمكن التحقّق منه". وعقد الجنرال الكوري الشمالي محادثات مع القيادة الأميركيّة، بعد أكثر من عام على تهديدات أطلقها ترمب ضدّ كوريا الشماليّة. وكانت ساندرز صرّحت في وقت سابق أنّ ترامب وكيم يونغ شول "سيُناقشان العلاقات بين البلدين والمضيّ قدماً باتّجاه نزع السلاح النووي بشكل نهائي وتامّ ويُمكن التحقّق منه". وقبل ذلك، التقى كيم يونغ شول وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو، ووصف الأخير اللقاء بأنّه كان إيجابياً. وكيم يونغ شول هو أوّل مسؤول كوري شمال يمضي ليلةً في العاصمة الأميركية منذ حوالى عقدين. من جهتها، رحّبت سيول بالإعلان عن عقد قمّة ثانية بين ترمب وكيم جونغ أون، بحسب ما أعلنت الرئاسة الكوريّة الجنوبيّة اليوم (السبت). وأضافت الرئاسة في بيان، أنّ سيول تأمل بأن يُشكّل هذا اللقاء بين الزعيمَين "تحوّلاً" لصالح السّلام في شبه الجزيرة الكوريّة.

وبعدما تراجعت حدّة التوتّر، عقد كيم وترمب أوّل لقاء في سنغافورة في يونيو (حزيران) العام الماضي، حيث وقّعا وثيقة تعهّد فيها كيم "نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكوريّة"، إلا أنه لم يُسجّل منذ ذلك الوقت أيّ تقدّم حول ما يَعنيه "نزع السلاح النووي"، نظراً إلى وجود تباينٍ في تفسير ذلك بين بيونغ يانغ وواشنطن التي تنشر 28500 جندي في كوريا الجنوبيّة. وعبّر ترامب مراراً عن رغبته في لقاء كيم مجدداً، قائلاً إنّه وكيم "وقَعا في الحبّ" بعد قمة سنغافورة، الأولى بين قائدين من البلدين منذ نهاية الحرب الكورية (1950-1953).

وكشف مصدر حكومي فيتنامي في وقت سابق لوكالة الصحافة الفرنسية، عن "استعدادات لوجستيّة" تجري لاستضافة القمّة الجديدة التي يُرجّح انعقادها في هانوي أو مدينة دانانغ الساحليّة، إلا أنّ أيّ قرار لم يُتّخذ بعد.

وصرح رئيس وزراء فيتنام نغوين شوان فوك أنّ بلاده مستعدة لاستقبال الزعيمين، مشيراً إلى أن هانوي تقيم علاقات متطورة مع الولايات المتحدة رغم ذكريات الحرب. وأكد في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: "نحن لا نعرف القرار النهائي. لكن إذا حدثت القمّة هنا، سنبذل كلّ ما في وسعنا لتسهيل الاجتماع". ويأمل كيم المدعوم من حليفته الصين، بتخفيف العقوبات الدوليّة المفروضة على بلاده. لكنّ الولايات المتّحدة تصرّ على ممارسة أقصى درجات الضغوط حتّى تحقّق بيونغ يانغ تقدّما في مسألة التخلّي عن أسلحتها النوويّة. وتعهّد كيم في سنغافورة "الالتزام الثابت بالنزع التامّ للأسلحة النوويّة في شبه الجزيرة الكوريّة". لكن يبدو أنّ لدى الطرفَين تفسيرات متباينة لذلك، إذ تتوقّع الولايات المتّحدة من كوريا الشماليّة التخلّي عن أسلحتها النوويّة التي عملت على مدى عقود لتجميعها، بينما تسعى بيونغ يانغ إلى دفع الولايات المتّحدة لإنهاء ما تعتبره تهديدات لها.

 

ماي تبحث مع قادة الاتحاد الأوروبي الخطوات المقبلة لـ«بريكست»

لندن/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19/أجرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اليوم (الجمعة)، مباحثات هاتفية مع المسؤولَين الأوروبيين جان كلود يونكر ودونالد توسك، لمناقشة "الخطوات المقبلة" المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وكانت ماي على تواصل مع قادة بروكسل عبر الرسائل النصية منذ الثلاثاء حين رفض البرلمان البريطاني اتفاق بريكست الموقع مع بروكسل في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وكتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على حسابه في "تويتر": "ناقشت مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي الخطوات المقبلة على الجانب البريطاني ". كما تحدثت ماي بشكل منفصل مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بطلب منها. وقالت متحدثة باسم يونكر: "كان هناك تبادل للمعلومات من الجانبين. اتفق الاثنان على أن يستمرّا في التواصل". وكان يونكر رأى الثلاثاء أن رفض البرلمان البريطاني للاتفاق الذي تم التوصل إليه حول بريكست يعزز خطر حدوث انفصال بلا اتفاق. وقال: "أدعو بريطانيا إلى توضيح نواياها في أسرع وقت ممكن، انتهى الوقت تقريباً". واستبعد قادة الاتحاد الأوروبي حتى الآن إعادة التفاوض بشأن الاتفاق لكنهم أشاروا إلى أنهم قد يؤجلون الانسحاب إذا قدمت ماي خطة.

 

برلسكوني يعود إلى المشهد السياسي الإيطالي ويخوض الانتخابات الأوروبية... ويعد بعودة اليمين المعتدل وإسقاط التحالف الشعبوي

روما: شوقي الريّس/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19/أعلن «الفارس» الإيطالي الثمانيني سيلفيو برلسكوني عودته إلى الميدان السياسي، رغم أنه لم يغب عنه منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، عندما أوقع هزيمة تاريخية باليسار، وتولّى رئاسة الحكومة ثلاث مرات متتالية.

وفي بلد ليس مألوفاً فيه أن يموت السياسيّون بشكل كامل، وبعد شهر واحد من انقضاء عقوبة حرمانه من الحقوق السياسية لأربع سنوات، إثر إدانته بالتزوير المالي عبر شركته الإعلامية الضخمة «ميدياست»، أعلن مؤسس حزب «فورزا إيطاليا» عزمه على الترشّح لانتخابات البرلمان الأوروبي التي ستُجرى أواخر شهر مايو (أيار) المقبل، مؤكداً أنه الوحيد القادر على وقف صعود الشعبويين في إيطاليا، وإسقاط الائتلاف الحكومي بين حركة «النجوم الخمس» و«رابطة الشمال». وقد اختار برلسكوني جزيرة سردينيا، التي كانت له فيها جولات وصولات في مساره السياسي، ليعلن أنه سيرأس لائحة اليمين في الانتخابات الأوروبية التي يُنتظر أن تغيّر المشهد السياسي في الاتحاد الأوروبي، ولكي «أضع حدّاً لهذه الحكومة التي تدفع بالبلاد نحو المجهول كما فعلت في عام 1994، عندما وضعت حدّاً للشيوعيين وحلفائهم». وأضاف: «ستشهد الأيام المقبلة كيف ستعود القوى اليمينية المعتدلة إلى الالتحام، لأن هذا التحالف بين (النجوم الخمس) و(الرابطة) مناقض لطبيعة السياسة الإيطالية، وأصبحت أيامه معدودةً. وحدها السلطة هي التي دفعت هاتين القوّتين المتناقضتين إلى التحالف». وكان برلسكوني قد «شارك» في الانتخابات العامة الأخيرة مطلع مارس (آذار) الماضي، حيث تمكّن من نشر صوره واسمه على قسائم الاقتراع، رغم الحظر القضائي الذي كان خاضعاً له. وخاض حزبه الانتخابات متحالفاً مع رابطة الشمال اليمينية المتطرفة وحزب «إخوان إيطاليا» الذي يُعتبر وريث الفاشيين، لكنه فشل في تحقيق النتائج التي توقّعتها استطلاعات الرأي، مما دفع بزعيم الرابطة ماتيو سالفيني إلى كسر التحالف الانتخابي معه وتوقيع اتفاق مع حركة «النجوم الخمس»، أثمر الحكومة الراهنة، التي سرعان ما حوّلها التحالف إلى واجهة انتخابية بامتياز استعداداً لانتخابات البرلمان الأوروبي، التي يعتزم برلسكوني خوضها متحالفاً مع مجموعة واسعة من الأحزاب والقوى اليمينية المتطرفة في أوروبا. ويشكّك المراقبون في إمكانية عودة زعيم الرابطة ووزير الداخلية الحالي سالفيني إلى التحالف الانتخابي السابق مع برلسكوني، خصوصاً أن كل الاستطلاعات تتوقع فوزه في حال إجراء انتخابات مسبقة بنسبة تضاعف النسبة التي حصل عليها في الانتخابات العامة الأخيرة حيث نال 17 في المائة من الأصوات، أي نصف النسبة التي حصلت عليها حركة «النجوم الخمس».

وكان برلسكوني، وهو صاحب أكبر ثروة في إيطاليا، ومتهم بأن المافيا قد ساعدته على تحصيلها، قد بدأ نشاطه السياسي منذ خمسة وعشرين عاماً عندما أسّس حزب «فورزا إيطاليا» وفاز في الانتخابات العامة على منافسه اليساري رومانو برودي، الذي كان يتمتّع بشعبية واسعة وتولّى رئاسة المفوضية الأوروبية بعد هزيمته أمام برلسكوني.

وقد شهدت الفترات الثلاث التي رأس خلالها برلسكوني الحكومة الإيطالية توتراً سياسيّاً شديداً بسبب الملاحقات القضائية الكثيرة التي تعرّض لها، ولهشاشة الكتلة البرلمانية التي كانت ترتكز عليها حكوماته.

وحاول برلسكوني، الذي يلقّبه الإيطاليون بـ«الفارس»، أكثر من مرّة، أن يدفع بزعيم جديد لقيادة القوى اليمينية المعتدلة، لكنه فشل، كما اعترف أخيراً، عندما قال إن كل الذين دعمهم لخلافته كانوا دون المستوى.

وكانت محاولته الأخيرة مع الرئيس الحالي للبرلمان الإيطالي أنطونيو تادجاني، الذي قضت الانتخابات الأخيرة على حظوظه في خلافة «الفارس». وقد تعرّض برلسكوني لذبحة قلبيّة في عام 2016، خضع إثرها لعملية جراحية معقّدة، بينما كانت شعبيته تتراجع بشكل ملحوظ على وقع الفضائح والملاحقات القضائية، والسقوط المدّوي لحكومته الأخيرة في عام 2011 تاركاً الاقتصاد الإيطالي في غرفة العناية الفائقة. وكانت إيطاليا خلال السنوات العشر التي قادها برلسكوني قد تراجع دخل الفرد فيها بنسبة 3.1 في المائة، وفقاً لصندوق النقد الدولي، بينما تراجع معدّل الاستهلاك بنسبة 8 في المائة، والإنفاق الغذائي بنسبة 36 في المائة. وفيما ارتفع الضغط الضريبي بنسبة 1.6 في المائة، انخفض الإنفاق الرسمي على التعليم بنسبة 11 في المائة، وارتفع الإنفاق العسكري بنسبة 35 في المائة.

ويرى مراقبون أن المشهد السياسي الإيطالي حالياً يناسب أسلوب برلسكوني الذي اعتاد تركيز حملاته الانتخابية على خصم واحد يمعن في انتقاده ومهاجمته، وعلى تسويق سيرته الشخصية كرجل أعمال وإداري ناجح، معتمداً على قنواته التلفزيونية الثلاث ومجموعة من الصحف والمجلات الوطنية والإقليمية. ويؤكد برلسكوني، الذي ينتمي حزبه إلى الحزب الشعبي الأوروبي الذي يسيطر على أغلبية المقاعد في البرلمان الأوروبي حالياً، أنه يمثّل اليوم «المثل الليبرالية التي ينبغي الدفاع عنها في السياسة الإيطالية والأوروبية والدولية، خصوصاً بعد صعود القوى الجديدة وفي مقدمتها الصين». ويضيف: «قررت الترشّح في الانتخابات الأوروبية دفاعاً عن التغيير الذي يحتاج إليه الاتحاد الأوروبي ليكون كتلةً متراصّةً لها منظومتها الدفاعية الموّحدة وقادرة على محاكاة القوى العسكرية الأخرى وإسماع صوتها على الساحة الدولية».

 

 إدانة «داعشية» كندية حاولت السفر إلى سوريا بعد الحكم بالسجن 40 عاماً لمتهم بالتخطيط لتفجيرات

واشنطن: محمد علي صالح/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19/بعد شهر من صدور حكم بالسجن 40 عاماً على الكندي عبد الرحمن البهنساوي (20 عاماً)، لأنه خطط لتفجيرات في نيويورك، أدانت محكمة في كندا الكندية رحاب دغموش (34 عاماً) بعد أن كانت اعتقلت وهي تحاول السفر إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش، ويتوقع أن يحكم عليها بالسجن لفترة لا تقل عن 10 أعوام. وقالت صحيفة «أدمنتون صن» الكندية، أمس الجمعة، إن دغموش أدينت بتهم ارتكاب جرائم إرهابية لمحاولتها الالتحاق بتنظيم داعش، ولمهاجمتها، باسم التنظيم، موظفين في أحد متاجر تورونتو عام 2017. وكانت دغموش اعتقلت في بداية ذلك العام، وكان عمرها 32 عاماً، بسبب أربع تهم هي: مغادرة البلاد بهدف الالتحاق بمنظمة إرهابية، والقيام بهجومين: واحد بواسطة مضرب غولف، والثاني بسكين قصّاب، بالإضافة إلى حيازة قوس نشاب. قبل ذلك بعام، كانت دغموش حاولت السفر إلى سوريا عن طريق تركيا. وعندما فشلت في مسعاها عادت إلى كندا، وخططت لتلك الهجمات في مركز تجاري في تورونتو، ولهجمات أخرى. وحسب صحيفة «أدمنتون صن»، كانت شرطة تركيا منعتها من دخول سوريا بعد أن أبلغ عنها شقيقها. في ذلك الوقت، ادعت أنها كانت تريد زيارة عائلها في سوريا. لكنّ، بعد اعتقالها، اعترفت أنها كانت تنوي السفر للالتحاق بتنظيم داعش. وحسب وثائق المحكمة، في اليوم الذي اعتقلت فيه، كانت قد ملأت حقيبة بأسلحة بيضاء، منها: مطرقة، وأسياخ شواء، وعصي فيها مسامير، ومجرفة حولّتها إلى كماشة. وأيضاً، أخفت سكيناً تحت ثوبها. لكن، عندما خرجت من شقّتها في ذلك اليوم، صادفت زوجها السابق الذي انتزع منها الحقيبة، ولم يكن يعرف خطة زوجته السابقة. وفي الشهر الماضي، حكمت محكمة كندية بالسجن 40 عاماً على الكندي عبد الرحمن البهنساوي (20 عاماً)، لأنه خطط، قبل 4 سنوات، لتفجيرات في نيويورك. لكن، قال محاميه: «سيقضي هذا الشاب أربعين عاماً في السجن، رغم أننا أمضينا قدراً كبيراً من الوقت في إثبات إصاباته بأمراض عقلية. إنه يعاني من نوبات ذهنية، ومدمن على المخدرات منذ سن الرابعة عشرة، وفشل في اختبارات كثير في عيادات إعادة التأهيل». وحسب وثائق تلك المحكمة، كان عمر البهنساوي 17 عاماً عندما اعتقل، بعد اتصالات في الإنترنت مع عميل سري من شرطة مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي)، اعتقد البهنساوي أنه من «المجاهدين». في الوقت ذلك، كان البهنساوي يعيش في منزل عائلته في مسيسوغا، في ولاية أونتاريو في كندا. واتهم المحامي «إف بي آي» بأنها أوقعت البهنساوي في شرك الإرهاب، وشجعته على الاشتراك في مخطط لتفجير قنابل في نيويورك، خصوصاً في ميدان «تايمز سكوير» وفي أنفاق تحت الأرض.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لهذه الأسباب غاب العرب عن «قمّة العرب»  

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 19 كانون الثاني 2019

تتخطّى الرواية الرسمية لأسباب المستوى التمثيلي المخفوض في القمة العربية الذي لم تبلغه أيّ قمة عربية اقتصادية أو عادية كل ملابسات ما حصل بين الرئاستين الأولى والثانية، من إشتباك «فَضَح» لبنان أمام العرب والعالم.

فهذا الاشتباك الذي أدّى الى إلغاء القمة عملياً بامتناع معظم الدول العربية الفاعلة عن المشاركة على مستوى الرؤساء والملوك والأمراء، سبّب نتائج كارثية للبنان وللموقع الرئاسي وللسياسة الخارجية، اذ أعاد معظم القادة العرب النظر في مشاركتهم الشخصية، ولا سيما منهم الذين كانوا اكدوا هذه المشاركة، والأبرز مصر وتونس وقطر وفلسطين، وهؤلاء غير منخرطين في اشتباك علني مع إيران وحلفائها في المنطقة ولبنان.

القمة العربية من دون العرب تعيدها الرواية الرسمية الى سببين اساسيَّين يتجاوزان ما حصل بين بعبدا وعين التينة، لا بل يتجاوزان ما حُكِي عن ضغوط أميركية مورست على بعض الدول العربية لخفض تمثيلها في القمة، وهما مرتبطان بجدول الأعمال الذي أراد الرئيس ميشال عون أن يحقق من خلاله ما يميّز هذه القمة، لكي لا تتحوّلَ منتدىً عربياً لا يستفيد منه لبنان.

وأبرز ما هدف عون الى تحقيقه هو الآتي:

- أولاً، وضع بند على جدول أعمال القمة يتعلق بالمساعدة العربية للاجئين السوريين لمساعدة لبنان على تخفيف خسائره، وفي هذا شرط إلزامي بأن تمرّ المساعدات عبر الدولة حصراً وليس «من المنتج الى المستهلك»، أي أن تقونن المساعدات لتحقيق هدف عودة اللاجئين وليس لإغرائهم بالبقاء، والاموال إذا صُرِفت عبر الدولة حصراً يمكن أن تؤمّن هذا الهدف، لكن إذا استمرت المساعدات في الوصول مباشرة الى هؤلاء فقد يؤدي ذلك الى تحقيق نتائج معاكسة تماماً لما يريده لبنان. وتشير الرواية الرسمية الى أنّ الدول العربية تحفّظت عن هذا البند وكان ذلك احد اسباب تخفيض التمثيل لكي لا يلتزم الرؤساء والملوك في اعتبار انّ الوفود المخفوضة التمثيل لا تستطيع الرفض أو الموافقة من دون العودة الى مرجعياتها، وهذا سبب للتملّص من إلزام تقديم المساعدات عبر الدولة ومن إحراج الرفض.

- ثانياً، وضَع عون بنداً على جدول الاعمال لمناقشة عودة سوريا الى الجامعة العربية بعضويّتها الكاملة وحضورها، وهذا البند خلافي ايضاً في اعتبار أنّ سوريا لم تُدع الى القمة، وأنّ الموقف العربي لا يزال على رفضه استعادة عضويتها في الجامعة، وايضاً وتفادياً للإحراج امتنع عدد من الرؤساء والزعماء عن المشاركة بعدما كانوا قد اكدوا مشاركتهم، وبذلك يُفهَم أنّ قرار عودة سوريا الى الجامعة لم ينضج بعد.

- ثالثاً، تؤكد الرواية الرسمية أنّ كل ما قيل عن طلب اميركي بخفّض التمثيل في القمة لا اساس له، فالموفد الاميركي ديفيد هيل وفي لقاءاته الرسمية مع المسؤولين اللبنانيين ومنها ما جمعه مع عون والوزير جبران باسيل، مرّ بنحوٍ عابر على القمة واستفسر عنها من بعيد، سائلاً عما يتوقعه لبنان منها، وما طرحه تمحور حول «حزب الله» وايران، ووجودها في سوريا، حيث تسعى الولايات المتحدة الاميركية الى معرفة موقف لبنان الرسمي في حال نجحت في بلورة موقف دولي مطالب بخروج ايران من سوريا، وهي على الأرجح قطعت شوطاً كبيراً في الحصول على موقف روسي مؤيّد لهذا الانسحاب، بالاضافة الى موقف تركي هو في الاساس مطالب بإنسحاب ايران التي تعارض هذا التوجّه وتحتسب له. وفي ما يعني لبنان، ارادت الديبلوماسية الاميركية معرفة الموقف من وجود «حزب الله» العسكري في سوريا، كذلك أرادت معرفة موقف لبنان من الأنفاق وخرق القرار1701 وتجاوز هذا القرار في اكثر من نقطة حدودية، ولم تتوقف عند قمة بيروت بل تركت الامر لأصدقائها العرب ليقرّروا طريقة التعامل مع هذه القمة.

 

التصعيد الأميركي والتأليف: العين على «الصحة» و«المال»!  

كلير شكر/جريدة الجمهورية/السبت 19 كانون الثاني 2019

أقل من أربع وعشرين ساعة فقط، فصلت بين ضفّتي «المواجهة الكلامية» بين الدبلوماسيَّين الضيفين، الأميركي والإيراني والتي حصلت وقائعُها على «عتبة» بيت الوسط.

مشهدٌ إستثنائي، حجبته حقبة «ربط النزاع» التي قادها رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري منذ أن قرّر المشاركة طوعاً في «حكومة «حزب الله» برئاسة تمام سلام، ومن ثم حياكته تفاهماً ثنائياً مع «التيار الوطني الحر» حمل العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا، واستطراداً، الحريري إلى رئاسة الحكومة.

مشهدٌ لا يمكن أن يمرَّ مرور الكرام، لا في الحسابات الداخلية، ولا في تلك العابرة للاشتباك الإقليمي المتنقل بين مربّعات «الاقتتال» بـ«الواسطة»، بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.

أن يقول مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل على باب «بيت الوسط» - الذي هو اليوم عنوان الرئاسة الثالثة صاحبة صلاحية تأليف الحكومة - ما حرفيّته «لا يجوز أن يكون في لبنان ميليشيا خارج سيطرة الدولة تحفر الأنفاق عند الحدود وتقوم بجمع ترسانة من الصواريخ»، و«إنّ المجتمع الدولي يراقب الوضع الحكومي، وإنّ تشكيل الحكومة يعود للبنان ولكنّ نوع هذه الحكومة هو المهم للجميع». واضح أنّ هذا الكلام ليس كلاماً عابراً.

في موازاة كلام هيل، سرعان ما يأتي الردُّ الإيراني مزودجاً، أولاً من خلال بيان للسفارة في بيروت اعتبرت فيه أنّ مواقف هيل الأخيرة لا تندرج إلّا في إطار «التدخل السافر في شؤون الغير». وثانياً من خلال زيارة قام بها السفير محمد جلال فيروزنيا إلى «بيت الوسط» ليشدّد بعد لقائه الحريري على «أننا ندعم كل الجهود الرامية لتشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري ولا ربط بينها وبين التطورات في الخارج». فهو دليل إضافي على سخونة الخطوط الثنائية.

الحريري نفسه لا يمكن له أن يتغاضى عن هذه المشهديّة إذا ما استعاد معها شريط أحداث «أزمة الرابع من تشرين الثاني» 2017، والتي لربما صودف حصولُها في أعقاب لقاء الحريري بمستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي في بيت الوسط، الذي أعلن يومها أنّ «إيران تدعم وتحمي دائماً استقلالَ لبنان وحكومته».

بهذا المعنى يعرف رئيس الحكومة جيداً أنّ التحذيرات التي سمعها من ضيفه الأميركي قبل أيام، كما سمعها أيضاً رئيس الجمهورية، لا تقرَّش في القاموس اللبناني تسهيلاً لمهمّته في تأليف الحكومة التي تقترب من إنهاء شهرها الثامن. لا بل هي النقيض تماماً.

يقول أحد المواكبين لمسار التأليف إنّ «الاشتباك» الأميركي- الإيراني في «الأجواء الحكومية» سيصعّب المهمة على الحريري، بعدما رفعت واشنطن سقفَ مواقفها، ربطاً بالتصعيد الحاصل في المنطقة، ما يعني بحسب هذه الشخصية، عودة الساحة اللبنانية إلى رقعة شطرنج المواجهة بين الخصمين، بعد مرحلة «تحييد»، تمكّن خلالها لبنان من انتخاب عون رئيساً للجمهورية.

ويقول المواكبون إنّه لا يمكن تجاوز تحذيرات الدبلوماسي الأميركي، التي فرضت نفسها على أجندة العوامل المؤثرة في مسار التأليف، حتى لو بلغ هذا المسار الأمتارَ الأخيرة، المرتبطة بالعقدة السنية فقط.

وبالتالي، فإنّ الحريري، كما يرى هؤلاء، سيكون أمام تحدي الوقائع المستجدّة، التي يبدو أنها فرضت تبديلاً في قواعد التأليف، نتيجة التصعيد الأميركي والذي ستظهر ترجمتُه في المرحلة المقبلة، لا سيما وأنّ هيل لم يتردّد في نقل تهديدات إدارته في توسيع دائرة العقوبات لتشمل حلفاء لـ«حزب الله» فيما لو أتى شكل الحكومة غير متناسب مع معايير الإدارة الأميركية.

ولكن كيف يمكن ترجمة هذه المعايير؟

في اعتقاد المطّلعين أنّ واشنطن تريد من حكومة لبنان أن تكون «متوازنة» بمعنى ألّا تكون اليد الطولى فيها لـ«حزب الله»، أو «يهمين» عليها وفق التوصيف الأميركي. وهذا توصيف قد يتفرّع في تفسيراته، لينطويَ مثلاً على رفض توسيع حصة الحزب في الحكومة من خلال ممثل عن «اللقاء التشاوري»، مع العلم أنّ «حزب الله» يرفض تماماً البحث في هذه المسألة، وها هو رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية يذكر أنّ «الحزب» متمسّك بتمثيل حلفائه، ونقطة على السطر. الأهم من ذلك، هو الهَمس الجاري حول عودة النبرة الأميركية الاعتراضية على تسمية وزير حزبي لحقيبة الصحة، فيما سمحت «الزلّة» الكلامية لوزير المال حول إعادة هيكلة الدين العام، بضمّ علي حسن خليل إلى قائمة الأسماء الوزارية المرشّحة لإعادة النقاش من باب الدعوة لتسمية وزير غير حزبي أيضاً.

 

جمّلوا القمة... فصفَعتهم!  

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/السبت 19 كانون الثاني 2019

سؤال على باب القمة الاقتصادية العربية: «أليس من الأفضل للبنان أن يوفّر على خزينته شبه المفلسة، المليارات الـ15 او الـ 20 التي رصدها لتنظيمها ويستثمرها في ما يعود بفائدة عليه وعلى شعبه؟

المبلغ متواضع بالنسبة الى دولة، ولكن في دولة محتاجة كلبنان، فمن شأنه أن يسدّ واحدة، ولو كانت صغيرة جداً، من ثغرات الازمة الاقتصادية والمالية التي يعيشها. فالمليارات المرصودة ذاهبة هباءً في تنظيم قمة، أصدق توصيف لها انها قمة «اللاشكل واللامضمون»، قمة فاشلة سلفاً، والتعويل على خروجها بنتائج، ليس فقط ضرباً من الجهل والمراهنة على حصان أعرج، بل هو ضرب من الحماقة.

التحضيرات المرتبطة بهذا الاجتماع العربي، معطوفة على تعاطي أهل القمة معها تؤكد:

- أنها ملتبسة، لجهة توقيتها الذي أفقدها معناها، خصوصاً انها تأتي قبل شهر وبضعة ايام من انعقاد القمة العربية العادية في تونس في آذار المقبل. أحد السفراء العرب يَتندّر على الغياب العربي بقوله: «القادة العرب، معروف عنهم، انهم لا يسافرون مرّتين، مرة الى بيروت ومرة الى تونس»!

- أنها فارغة من أي قيمة معنوية، يفترض ان تستحقها أي قمة، وذلك ربطاً بالمستوى التمثيلي الفاقع في هزالته وتدنّيه للقادة العرب. بحيث سيكون المستوى الرئاسي الحاضر فيها محصوراً بالرئيس ميشال عون والى جانبه رئيس او رئيسان، هذا اذا لم يعتذرا قبل انعقادها.

- انها فارغة من أيّ محتوي جدّي، يعكس عنوانها الاقتصادي، الذي يفترض أن يشمل الاقتصاديات العربية بهدف رسم خريطة طريق اعادة إنعاشها وبث النمو فيها، فيما هي اقتصاديات مهترئة لا تحسد على وضعها، وقد أنهكتها الأزمات والصراعات داخل كل دولة، والانفاق الضخم على الحروب والاشتباكات بين بعضها البعض.

ماذا يُنتظر من قمة من هذا النوع؟

المشهد عبثي: قمة بلا حضور. واذا كان المحضّرون للقمة يحاولون القفز فوق هذا المشهد، بالقول انّ مقرراتها ستعوّض الخلل الشكلي، خصوصاً انها صيغت منذ ايلول الماضي، وتم الاتفاق عليها بين القادة، فإنّ هذا الامر تنفيه النتائج الحقيقية للقمة، التي صدرت قبل انعقادها، وبيانها الختامي صاغَه إحجام القادة العرب في غالبيتهم الساحقة عن المشاركة، والاكتفاء بانتداب ممثلين عنهم، بعضهم دون المستوى الوزاري. وهو إحجام يأتي كإعلان مسبق بفشل القمة، ويعكس إقراراً صريحاً، من قبل القادة، بأنها قمة لا لزوم لها، ولا تقدّم ولا تؤخّر، وجلّ ما قد ينتج عنها، هو مضيعة للوقت، وتكبّد عناء السفر الى بيروت لا أكثر ولا أقل! مستوى الحضور صار موضع تندّر، البعض يرى ان من الضروري تغيير اسمها من «قمة» الى «اجتماع عربي يحضره رؤساء ووزراء وموظفون». المسؤولون في الجامعة العربية «كمَن على رؤوسهم الطير» وهم عاجزون عن التبرير، والمتحمّسون لهذه القمة من اللبنانيين معنوياتهم مكسورة، لا يعرفون كيف يحفظون ماء الوجه، ومع ذلك يهربون الى الامام بالقول: «السبب الاساس في عدم حضور القادة العرب هو الاشتباك السياسي الذي حصل في لبنان قبل ايام»؟ في اشارة واضحة الى اعتراض حركة «أمل» على دعوة ليبيا الى القمة.

مشكلة المتحمسين في الداخل، أنهم كبّروا الحجر كثيراً، وكأنهم يعيشون في عالم آخر غريبين عن الوقائع العربية؛ قاربوا القمة بوصفها مسألة عائلية، او حدثاً حزبياً يعني طرفاً لبنانياً معيّناً، وتلبّستهم نظرة سطحية الى هذا الحدث، ومبالغة فاقعة في بَهرجة الامور، كانوا مأخوذين في «الشكل» فقط لجهة انعقاد القمة في بيروت، وليس في الجوهر. فتعاطوا معها كعاطل عن العمل عثر «بعد جهد جهيد» على وظيفة، فأخذته الفرحة ولم يعد يعرف ماذا يفعل. إحتاروا، تلبّكوا، وأفرطوا في تجميل الصورة، وتسويق القمة كحدث تاريخي في عهد الرئيس ميشال عون - لبنان سيترأس القمة، هنا تكمن الاهمية الكبرى- ومحطة استثنائية تعيد إحياء ثقة العرب بلبنان، عبر اختياره مركزاً ومنبراً للقمة الاقتصادية، بما يعكس الاعتراف بدوره الفاعل وموقعه على الخريطة العربية!

ولكن في موازاة هذا الجهد المبذول، ينبري سؤال بسيط: هذا الغياب العربي عن القمة، ماذا أبقى من الحدث التاريخي؟ وأين هو دور لبنان؟ وأين تجديد الثقة بلبنان؟ القادة العرب، وعلى وجه الخصوص قادة الدول العربية الكبرى الفاعلة والمؤثرة سياسياً واقتصادياً، صوّتوا مسبقاً على هذه الثقة، بغيابهم عن القمة؟! اضافة الى انّ جدول اعمال هذه القمة الذي يقال ان ليس من بين بنوده أيّ بند يتصل بإنعاش الوضع الاقتصادي المهترىء في لبنان! ومن هنا دخلوا في جبهات اشتباك داخلية متعددة!

ثمة نصيحة أطلقها الرئيس نبيه بري قبل ايام، ودعا فيها الى تأجيل القمة حتى لا يصطدم لبنان بقمة هزيلة، وناقصة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، ترتدّ سلباً عليه سياسياً ومعنوياً وعلى مستوى هيبته كدولة، فلبنان ليس في حاجة الى «مجرّد صورة»، خصوصاً انّ انعقاد القمة الاقتصادية العربية يسبق انعقاد القمة العربية العادية بشهر وبضعة ايام، وعلى الاقل حتى ذلك الحين، يمكن أن نعيد ترتيب البيت الحكومي، وساعتئذ يمكن ان يدخل لبنان الى قمة تونس بكامل معنوياته ومواصفاته السياسية والرئاسية والحكومية، وليس كما هو الحال اليوم، حيث يدخل القمة بمواصفات ناقصة، وحكومة تبدو من دون مستوى تصريف الاعمال. دعوة بري هذه، ساقَها كمخرج، على الاقل لحفظ ماء الوجه اللبناني، ولكي لا يسجّل في تاريخ لبنان انعقاد قمة فاشلة على أرضه. لكنّ المثير في الامر، هو انّ فريق المتحمسين أدرج دعوة بري في خانة استهداف رئيس الجمهورية. فلماذا أدرجها بهذه الصيغة؟ لا احد يعرف! ولماذا اقترن هذا الادراج فجأة بافتعال اشتباك حول دعوة ليبيا الى القمة؟ لا أحد يعرف ايضاً!

ربما كان ذلك ناجماً عن تسرّع، او قراءة خاطئة لمشهد القمة، ذلك انّ الوقائع المرتبطة بها أثبتت انّ ما حذّر بري منه قد حصل لناحية هزالة الحضور، وتأكّد ذلك بمسلسل اعتذارات القادة العرب عن المشاركة فيها، بحيث أصبح تمثيلها من وزن الريشة السياسية بدل ان يكون من الوزن الثقيل، فهل يمكن إدراج هذه الاعتذارات في خانة استهداف رئيس الجمهورية ايضاً؟ لعل أهل القمة يتوسّلون الآن الزمن لتمضي القمة بأقل أضرار، وامّا لبنان الذي تلقّى صفعة موجعة في معنوياته، فمُدرك انه لن يستطيع ان يمحو هذه القمة الفاشلة من ذاكرته، فما سيحققه منها، هو اللاشيء على الاطلاق. بل على العكس، حصد وحده نتيجة مسبقة ارتدّت عليه بسلبيات تسببت بسوء تفاهم رئاسي ما يزال قائماً، وباشتباك داخلي عنيف حول دعوة سوريا، واشتباك أعنف حول دعوة ليبيا، اضافة الى انه لن ينال ما يمكن ان يرد له «رِسمال» التعطيل التربوي والجامعي، والاستنفار الامني الكامل والمكلف والشلل الاقتصادي الذي طال المؤسسات المنحوسة الواقعة ضمن نطاق انعقاد القمة. خلاصة ذلك انّ لبنان بعد القمة ليس كما كان قبلها، إذ انه يدخل اليها مأزوماً، وسيخرج منها مأزوماً أكثر!

 

باسيل: نفتّش عن جواد عدرا آخر!

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/السبت 19 كانون الثاني 2019

لم يشذّ «لقاء بكركي» الماروني عن القاعدة. حتّى في مشهد التقاء قيادات الطائفة حُمِّل الوزير جبران باسيل مسؤولية «التحريض» على الدعوة اليه ووضع جدول أعماله والدفع في اتجاه صدور بيان داعم لسياسات العهد، ومن بين السطور، «البَصم» على كل ما يُنجزه باسيل في معركة الصلاحيات. في كل ما يفعله يُحمّل الرجل «أوزاناً ثقيلة»: في تركيب التحالفات، وتأليف الحكومات، وبصفته «ولي العهد»، و»الاستيلاء» على «الثلث المعطل» والتحضير لمعركة رئاسية باكراً جداً..

حَمَلت كلمة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الافتتاحية ما رأى كثيرون أنّه «جدول أعمال باسيلي» للّقاء، حيث حضرت مفردة «الثلث المعطل»، للمرّة الأولى في تاريخ لقاءات الصرح البطريركي على مستوى القادة، و»الائتلاف الحكومي وارتباطه بقانون الانتخابات»، مَكمن «العطب» الحالي في توليد الحكومة، مع إقتباس أمين لما سبق لرئيس الجمهورية ميشال عون شخصياً أن حذّر منه عن «دخول أعراف وممارسات مخالفة لـ«اتفاق الطائف» والدستور»...

أصابع الاتهام التي وجّهت الى باسيل والغبار الكثيف الذي أحاط بظروف الدعوة الى «اللقاء التشاوري» الماروني قوبلا بخطة دفاع على مستويين: كلمة باسيل داخل اللقاء، واستنفار الإعلام البرتقالي لإعادة التذكير بما أنجزه عون وفريقه السياسي حتى الآن للمسيحيين، في موازاة فتح مواجهة مباشرة مع زعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية الذي «يُحارب، في رأيهم، مشروع استعادة المسيحيين لحقوقهم بالزند الشيعي»، واستُكملت بـ «تويت» عالي اللهجة لباسيل تحدث فيه عن «طعن ضهر وخواصر، مش بس فينا، بالعالم وحقوقهم»!

لكن في موازاة «لقاء بكركي» الذي تمخّض بياناً بدا كـ «المياه الفاترة»، بعد النقاش العاصف حول الحكومة و«ثلثها الضامن»، و«لجنة المتابعة» التي تحتاج الى «متابعة» لالتئامها مجدداً، يقول باسيل أنّه «بغض النظر عن التحضيرات للقمة الاقتصادية العربية في بيروت والإشكالات التي رافقتها، فإنّ الاتصالات في شأن الحكومة لم تتوقف، فنحن مصرّون على ولادة الحكومة وهناك مقترحات لدى الحريري، على أن نبقى محافظين على حقنا في التمثيل ونجد حلاً يساهم فيه الجميع»، مؤكّداً أنّ التأليف على «همّة رئيس الحكومة المكلّف وأنا أساعده».

أما بالنسبة الى «حزب الله»، يضيف باسيل، «فهو يطالب للفريق السنّي المعارض بأن يتمثل، وهمّ أصحاب حق. هناك مشكلة في الشكل كان يُفترض أن يعالجوها ولم يفعلوا»، مؤكّداً أنّه «يتمّ العمل على حلّ، لكن شرط أن يتمثل أحد النواب السنّة الستة لن يتحقق أبداً»، جازماً «نحن نفتش عن جواد عدرا آخر. لقد حصل اتفاق والتزمنا به، وليس نحن من دعا الى مؤتمر صحافي وأعلن سحب إسم جواد عدرا».

لكن أحد ألغام الحكومة حضر بقوة في كلمة باسيل في بكركي. ينفي باسيل التهمة الأولى «ليس لي علاقة بالدعوة لا من قريب أو بعيد، ولم أكن أرغب بالحضور أصلاً، وقد كنت حريصاً على ان لا تعقد بكركي اجتماعات فولكلورية، وكان من الطبيعي أن أسأل ما النتيجة التي يريد المجتمعون الوصول اليها، مع محاذرة إبراز وجود خلاف مسيحي».

وحين ظهرت النية بتوسيع «اللقاء»، رأى باسيل أن لا جدوى من الحضور. لكن إصرار بكركي دفعه الى المشاركة، خصوصاً انّ رسالة واضحة وصلت من الصرح مفادها: «إذا لم يحضر باسيل لن يحصل الاجتماع». وقد إضطر المنظمون الى الانتظار 24 ساعة لإعطاء باسيل موافقته النهائية على الحضور.

وبناءً على توصيات الراعي، أرسل باسيل أفكاراً للنقاش لم تتضمّن، بتأكيده، بند «الثلث المعطل». أما داخل الصالون المُغلق، فتوجّه باسيل الى الحضور قائلاً: «هل طلبت من أحد دعمي في هذا الموضوع؟ هل يا سيَدنا فاتحتك في الموضوع؟»، فردّ البطريرك سلباً.

وتابع باسيل كلامه قائلاً: «قلنا دوماً، ليس هدفنا «الثلث الضامن»، بل حصلنا عليه نتيجة الانتخابات. وبمعزل عن «إتفاق الطائف» الذي أقرّ للمسيحيين، وفق محاضره، الثلث الضامن تعويضاً عن الصلاحيات التي أُخذت منهم، وهو الأمر الذي سوّقت له «الكتائب» و»القوات» من ضمن حسنات «إتفاق الطائف» آنذاك، فإن فريقنا لم يستعمل هذا الحق في حكومة عون الأولى. لكن في هذه الحكومة تبيّن أن حجم كتلتنا مع حصّة رئيس الجمهورية تعطينا 11 أو 12 وزيراً، إضافة الى أنّ فكرة الرئيس الميثاقي الاساسية هي أن نضيف الى صلاحياته قوة الكتلة التي تخصّه، وهذا تماماً الفارق بين عون من جهة وميشال سليمان والياس الهراوي وغيرهما من جهة أخرى».

وأضاف باسيل: «نحن لن نتنازل عن حصّتنا ولا عون سيتنازل. حصّة رئيس الجمهورية بعد «الطائف» تُرجمت، وفي كل الحكومات، من خلال 4 او 5 وزراء. نحن حصّتنا اليوم 6 او 7 وزراء، لذلك كيفما رست الأمور فإنّ حصّة كتلتنا 11 او 12 وزيراً»، حاملاً على من يحوّل «المشكل السنّي-السنّي أو السنّي - الشيعي الى مشكلة معنا، فنحن غير معنيين به»، موجّها كلامه مباشرة الى فرنجية «الذي يحمّلنا مسؤولية التعطيل والفجع ويدعونا الى التنازل عمّا هو حق لنا».

تماهي موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري مع فرنجية في تقديم «وصفة» الحلّ الحكومي بتوزير «اللقاء التشاوري» من حصّة رئيس الجمهورية، يدفع باسيل الى إعادة تأكيد «الثوابت»: «الشيعة يتسلّحون بالميثاقية ورئيس الحكومة لديه صلاحياته المعروفة، فلماذا نحرم المسيحيين حقاً هو مكسب لهم».

وحين يُسأل باسيل عن الضمان في تكريس هذه الحقوق للمسيحيين في كل العهود يقول: «حين طالب الفريق الشيعي بوزارة المال ألم يتكرّس هذا الواقع اليوم؟ وبمعزل عن هذه المقاربة هل تكريس «الثلث الضامن» يأخذ من درب «القوات» أو فرنجية. نحن لا نأخذ منهم، بل نعطيهم. إذا كانوا يرفضون المشاركة في المعركة، أقلّه عليهم أن لا يحاربوننا».  في مجالسه يفرز باسيل القوى السياسية بين صنفين: هناك فريق دأب منذ عام 1990 على التنازل حتى وصلنا الى حكومة 2005، التي عاد فيها المسيحيون الى السلطة، وكان لديهم 3 وزراء فقط. نحن عملنا بكد منذ 2005 الى اليوم حتى أصبح للمسيحيين 15 وزيراً. «هناك ناس جابونا من فوق لتحت ونحن جبنا العالم من تحت لفوق»!  وأضاف باسيل: «القوات» يحق لها 3 وزراء مسيحيين فقط. أتى الحريري وقال لنا أنكم تطالبون بأربعة. قلنا لا مانع طالما لا تأخذ من حصّتنا بل من حصّتهم. وفي النهاية ما نحصّله هو لنا جميعاً، لكن لماذا «تقشيط بعضنا».

وقد صارح باسيل في لقاء بكركي الحاضرين بهذه الوقائع، متوجّهاً الى ممثلي «القوات» و»الكتائب» وصولاً حتى الى النائب ميشال معوض قائلاً لهم: «أنظروا الى كتلكم. أين كنتم في 2005 و2009 وأين أصبحتم؟ هذه نتيجة تحققت، لكن أقلّه لا تقاتلوننا».  وتطرّق باسيل الى الربط القائم بين إستحقاق رئاسة الجمهورية وتأليف الحكومة و»الثلث الضامن»، وسأل عن الترابط بينهما، طالباً الجواب عن هذا السؤال»، فردّ الراعي ممازحاً: «ما في حدن بيقدر يقلّك، هيدي بدها جلسة لوحدها».

 

خطة «ماكنزي» لإقتصاد لبنان: ما لها وما عليها  

بروفسور غريتا صعب/جريدة الجمهورية/السبت 19 كانون الثاني 2019

إستطاعت ماكنزي خلال 92 عاماً تحقيق سمعة كبيرة في عالم الاستشارات، حتى أصبحت ظاهرة عملاقة مع 127 مكتباً حول العالم وأكثر من 27 ألف موظف، وايرادات سنوية تبلغ أكثر من 10 مليارات دولار.

للعلم، انّ أفضل الطلاب وفي أهم المدارس حول العالم يتنافسون على شرف الانضمام الى هذه الشركة، على اعتبار انها فرصة تمكّنهم من اضافة إسم ماكنزي على سيرتهم الذاتية. والواقع انّ ماكنزي لها شهرة عالمية وخبراؤها الاستشاريون استطاعوا مساعدة العديد من الحكومات لوضع سياسات تخلق فرص العمل وتخفّف وطأة الفقر. لكن هنالك الكثير من الامور التي لم تذكر حول ماكنزي وسوء المشورة التي قدمتها في سجلات الأعمال، وعلى سبيل المثال لا الحصر استشارة شركة Enron وtime warner واندماجها مع AOL وشركة General Motors وسوء المشورة تجاه صنّاع السيارات في اليابان. وفي العام 1980 قالت ماكنزي لـAT&T إنها تتوقع ان تبلغ سوق الهواتف المحمولة في الولايات المتحدة في العام 2000 ما عدده 900 الف، وتبيّن انّ العدد مغاير للواقع. ونكتفي بالقليل، الّا انه اذا تَمعنّا بسيرة ماكنزي نرى انها اخفقت في مجالات كثيرة، والقائمة تطول وتطول.

إذا ما تطلعنا الى كتاب Duff Mcdonalds الذي يؤرّخ سيرة ماكنزي، نرى انه يستكشف الانفصام الواقع بين مشورة ماكنزي والنتائج النهائية.

وفي تناقض صارخ مع هذا السجل من الانجازات، برز مؤخراً في «نيويورك تايمز» مقالات تركز على الجانب المظلم من ماكنزي العالمية والدور البارز الذي تؤديه في دول مثل الصين واوكرانيا والمملكة العربية السعودية وتركيا. وقد شاركت الشركة في 600 مشروع بين العامين 2011 و2018، وآخرها كان بيان تعقّبت به على شبكات التواصل الاجتماعي النقّاد الذين يعززون وجهات النظر السلبية تجاه السلطات، الأمر الذي أدّى الى إلقاء القبض على هؤلاء الاشخاص ما أثار حفيظة ماكنزي وقولها انّ التقدير أُسيء استعماله.

وحسب مجلة Times تعاملت MC Kinsey دائماً مع الزعيم الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، كما عملت مع رجال اعمال مثل Rinat Akhmetov والذي كان اسمه بارزاً على لائحة العقوبات الغربية.

قد يكون استدعاء ماكنزي، وفي كثير من الاحيان لتقديم المشورة والدراسة، ليس سوى عذر تقوم به الشركات لإجراء تغييرات مهمة، وقد لا تلقى استحساناً من قبل الموظفين. هذا الوضع ينطبق على لبنان، لاسيما انّ استشارة ماكنزي جاءت مغايرة لِما يتمناه الكثيرون، وخصوصاً من ناحية الخصخصة وتخفيض معاشات القطاع العام وزيادة الضريبة على القيمة المضافة. وهي أمور قد تأتي بظروف غير مؤاتية وفي ظل تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية، وفي غياب اي تباشير على انها سوف تحلّ قريباً.

وقد يبدو للعامّة انها امور بديهية، وأنّ تحقيقها قد يثير ازمة، الّا انه ومن المؤكد انّ هذه الامور لن تجري بدون تحليلها وتحليل تبعاتها على الاقتصاد.

لذلك، هذه المشورة قد نلتزم بقسم منها ونترك القسم الباقي، كون الامور لا تسير بالواقع كما على الورق. وأخيراً، نحن الذين سوف نطبّق دراسة ماكنزي.

واذا كانت الامور معارضة لوضعيتها فقد نرفضها ولا نلتزم بها، وقد يكون الامر الاهم من هذه الدراسة هو وقف الهدر وإغلاق منافذه قبل الولوج الى أيّ عملية إصلاحية تدعو اليها ماكنزي. وقد تكون دراسة ماكنزي كما غيرها من الدراسات التي قام بها صندوق النقد الدولي في دول تعاني نفس المشاكل، لاسيما اليونان، دراسة تقشفية بعض الشيء قد لا تنجح، لاسيما انّ مثيلاتها وفي اليونان بالتحديد جاءت مغايرة للنتائج، وبالأخَص تقليل معاشات القطاع العام، الأمر الذي دفع اليونانيين الى تهريب اموالهم وعدم الافصاح عنها. كما انّ عدة امور اخرى، ابرزها التقشف، قد لا يساهم في حل المشاكل. اضف الى ذلك الخصخصة في قطاعات غير منتجة او التي تشكّل نزفاً في الاقتصاد، كقطاع الكهرباء. وقد يكون الافضل في هذا المجال إشراك القطاع الخاص مع القطاع العام، والذي جاء بنتائج افضل في معظم الدول التي تَبعته.

وقد يكون الامر المهم والذي يجب ان نسلّط الضوء عليه، هو ما إذا كانت ماكنزي من خلال دراستها استطاعت الإضاءة على الميزات التفاضلية للبنان، لاسيما أنها ضرورية في اي خطة تصبو الى تعزيز الاقتصاد والتصدير والصناعة الوطنية، وإذا ما كان دخول لبنان في منظمة التجارة العالمية له فوائد، وهما أمران ضروريان ويجب الإضاءة عليهما. لا يجوز في دراسة كلّفت الخزينة أكثر من مليون دولار ان لا تكون هاتان النقطتان مذكورتان فيها.

امّا من الناحية الاقتصادية فخطة ماكنزي فيها بعض الامور التي تستلزم الدراسة المعمقة، لاسيما أجور القطاع العام وخبرات الدول مع تراجع هذه الاجور، والتي لم تثبت شيئاً البتة، بل كانت عملية إفقار مُمنهج لشعوب عاثَ الفساد فيها وكثر، وكانت هذه هي الطريقة الوحيدة لملء خزينة الدولة. وكما سبق وذكرنا هي وصفة جميلة يتبعها صندوق النقد الدولي في جميع تحليلاته، ولم تعط نتائج تُذكر.

وللذين يعترضون على ماكنزي ويقولون بعدم جدواها، وانها لم تعط شيئاً لا نعرفه، نقول انّ جميع الدول، لاسيما الدول التي أصبحت صناعية إضافة الى دول كبرى اقتصادياً، اعتمدت دراسة قامت بها ماكنزي ونجحت. وهذا لا يعني اننا سنتبع الخطة حرفاً حرفاً، بل نأخذ منها ما يلزم اقتصادنا وحاجاتنا ونترك ما يسبّب الفوضى ويُفقر الشعب. لذلك، قد تكون الفكرة الأساسية والتي تنطبق على جميع الدول المديونة في العالم وحيث الهدر والفساد سيّد الموقف، هو ان نستطيع السير بعملية إصلاحية لوقف الهدر، وتدلّ على الفساد، وتسعى لِمَحوه، ثم نتطلّع الى الامور التي أشارت اليها ماكنزي.

 

قمة الخفة والندم

أحمد الغز/اللواء/19 كانون الثاني/19

١٩ و٢٠ كانون الثاني عام ٢٠٠٩ استقبلت الكويت القمة الاقتصادية الاجتماعية الاولى، والتي تأسست بمبادرة مصرية كويتية في قمة الرياض العادية ٢٠٠٧، وتهدف الى الشراكة العربية في عملية التنمية والنهوض والتقدم في الوطن العربي. واليوم تنعقد القمة الرابعة في بيروت بعد شرم الشيخ ٢٠١١والرياض ٢٠١٣، والتي تعطلت دوريتها بسبب ما تشهده المنطقة العربية من تطورات وانهيارات وخراب ودمار. حضر قمة الكويت في ١٩ و٢٠ كانون الثاني ٢٠٠٩ ثمانية عشر من الملوك والرؤساء ايام الوعود والأحلام الوردية، وقمة بيروت في ١٩ و٢٠ كانون الثاني ٢٠١٩ يحضرها قلة من الرؤساء ايام التحديات والكوابيس المرعبة.

إن ما حدث خلال السنوات العشر الماضية في المجتمعات العربية قد تجاوز نكبة فلسطين واحتلال العراق، وأصبح التفكك المجتمعي العربي يهدد المنطقة والعالم بالانفجار، إذ بلغ مستوى النزوح العربي بسبب النزاع ما يفوق الستين بالمئة من النزوح العالمي، وكان من البديهي ان يبادر منظمو القمة الى دعوة علماء الاجتماع اللبنانيين والعرب والدوليين لإنتاج وثيقة البيان الاجتماعي العربي، على غرار البيان الاجتماعي الأوروبي في ٢٠١٧ واميركا اللاتينية في ٢٠٠٤الذي يحدد التحولات الاجتماعية والمخاطر ويقترح الحلول والمعالجات هذابالإضافة الى الخفة بدعوة القمة الاهتمام بعودة النازحين، لان هذه القضية يجب ان تكون من بديهيات وظيفة الجامعة والاهتمام بسلامتهم وبمصيرهم واستقرارهم حتى بعد عودتهم إلى بلادهم.

لا يجوز أن تختبئ جامعة الدول العربية خلف إهمال الدول وتقليص ميزانياتها وعدم قدرتها على تعزيز بعثاتها الدبلوماسية من اجل استعادة ثقة العالم بنا،انها لحظة مأساويةوحرجة ونحن بأمس الحاجة فيها الى استعادة الثقة بأنفسنا وفي ما بيننا وبجامعتنا العربية وقدرتها على اعادة تجديد هويتنا وميثاقها، والجامعة اليوم أمام تحد ثقافي ووجداني عميق، ومسؤولة عن الثروة البشرية الثقافية العربية العظيمة ومن المحيط إلى الخليج، بالإضافة إلى الطاقات العربية والعقول الخلاقة المنتشرة في العالم ولا تحتاج الجامعة إلى اكثر من مئة دولار إنترنت أو احدى الفضائيات من اجل ان تطلب مشاركة أهل الرأي والخبرة، وأنا على يقين وعن سابق تجربة بأن تلك النخب العربية ستضع امكانياتها وطاقاتها وخبراتها بتصرف جامعة الدول العربية.

سيندم اللبنانيون الذين أساءوا التحضير للقمة واحتموا بالتصريحات والخطابات والشطارات، وسيندم اللبنانيون الذين اعترضوا وحاولوا التعطيل، لان كل من الفريقين تعامل بخفة مع قدرة لبنان على لم شمل اشقائه العرب، وما قدمه منذ توقيع بروتوكول الاسكندرية المؤسس لجامعة الدول في ٧ اكتوبر/تشرين الاول ١٩٤٤، بعد اقل من عام على قيام دولة الاستقلال الى حرب فلسطين عام ١٩٤٨ وشهداء جيش الإنقاذ واستقبال الإخوة الفلسطينيين النازحين وتحمله اعباء النزاع العربي الإسرائيلي عسكريا واجتماعياً واقتصاديا واحتضان القضية الفلسطينية واتفاق القاهرة ١٩٦٩ حتى الان، والذي ادى الى احتلال وتدمير لبنان وخسارة عشرين عاماً من التقدم والاستقرار ومئة وخمسين الف قتيل.

ستندم الدول العربية التي استخفت بدعوة لبنان إلى القمة، لأنها تجاهلت كل ما يحتاجه العرب في مواجهة تحديات اعادة الانتظام في دول النزاع وهو النموذج اللبناني وقصة النجاح العربية الوحيدة في تخطي النزاع، هذا الشعب الذي استطاع إنتاج وثيقة وفاقه الوطني، واستعاد وحدته الوطنية وأعاد بناء ما تهدم من عمران ومؤسسات، واستطاع ان يتحول إلى اعجوبة لسنوات في اعادة النهوض والبناء والانتاج، واستضاف القمة العربية ٢٠٠٢ ثم كان ما كان، وستندم جامعة الدول العربية على عدم اعتماد تجربة لبنان في الانتظام بعد النزاع كمشروع للبيان الختامي لقمة الخفة والندم اللبناني والعربي.

 

إفشال قمة بيروت: انتصر قاسم سليماني وغاب العرب

منير الربيع/المدن//المدن/19 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71217/%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A5%D9%81%D8%B4%D8%A7%D9%84-%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%85/

جملة من التناقضات السياسية تفرض نفسها، لتفسير أسباب بهوت القمّة الاقتصادية في بيروت. وهي لا تدلّ عن موقف واضح أو موحد، يعلل مسببات تخفيض التمثيل إلى هذا المستوى، والذي تدحرج بشكل دراماتيكي بعد تأكيد حضور سبعة رؤساء دول، لينتهي العدد إلى إثنين. لا أحد يمتلك رؤية واضحة تقف خلف أسباب إفشال القمّة. العرب يصرّون على عقدها في بيروت، لتمسكهم ببيروت العربية لا الإيرانية، لكن هذا التمسك لا يقودهم لغير إظهار موقف عقابي ربما، عبر إرسال وفود منخفضة المستوى. كأن القمة منعقدة من باب رفع العتب، وإثبات أن بيروت حاضرة عربياً، والعرب حاضرون فيها. لكنهم أيضاً يظهرونها هزيلة، على نحو يفسح المجال أمام القوى المعارضة لعقد القمّة، إلى إظهار دورها وقوتها في إفشالها. وكأنه ممنوع على العرب إثبات وجودهم في بيروت إلا شكلياً، تماماً كما هو حال القمّة.

طريق المطار.. طريق دمشق

قبل الدخول في القراءة السياسية لما تصوّره القمّة من تجاذب على لبنان. ثمة سؤال لا بد من طرحه. ماذا لو لم يعتذر الرؤساء والقادة العرب عن الحضور إلى بيروت، فهل كانت الأمور ستقف عند هذا الحد، أم ثمة مؤشرات مشابهة لما تعرّضت له ليبيا في الشارع، كانت ستحدث ربما على طريق المطار، تؤدي إلى إحجامهم عن المجيء في اللحظة الأخيرة؟ خصوصاً أن ثمة لافتات رفعت على طريق المطار، تدين بعض الدول العربية وقادتها، بمعزل عن أحقية الشعارات من عدمها، لكنها بالغة الوضوح في مصدرها وفي من تستهدف.

هذا السؤال يقود إلى خلاصة واحدة، وهي أن ثمة أطرافاً متعددة لا تريد للقمة أن تنجح، ولا أن يكون لها دويّ عربي، خصوصاً أن أي مفاعيل جدية لها سُحبت قبل لحظة الإعتذارات والإعتكافات، فخرجت الجامعة العربية مؤكدة أن قمة بيروت لن تبحث ملف إعادة الإعمار في سوريا، ولا مشاريع اقتصادية تتعلق بها. كما أنها أكدت عدم طرح مسألة إعادة سوريا إلى الجامعة العربية. وبالتالي من كان يسعى إلى التعويض عن عدم دعوة سوريا إلى القمّة، فقد سبباً لإفساح المجال أمام إنجاحها، طالما أنها لن تخرج بقرار رمزي في اجتماع وزراء الخارجية العرب ببيروت، لإعلان عودة دمشق إلى الجامعة العربية.

مطبات لبنانية

لا شك أن ملفات متعددة، مرتبطة بدمشق، هي التي فرضت مسار التعاطي العربي مع القمّة. الغريب هو ما أكده السفير السوري في لبنان عن تلقيه دعوة من رئاسة الجمهورية لحضور القمّة، لكنه اعتذر عن المشاركة، بينما سوريا لم تعد إلى الجامعة العربية. وهذا أول مطبّ واجهه لبنان. إذ اعتبر بعض العرب أن هناك تجاوزاً لما يرتضونه. المطب الثاني، هو المساعي الحثيثة التي بذلها وزير الخارجية، جبران باسيل، من أجل إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، تمهيداً لتوجيه الدعوة إليها. وهذا أيضاً يؤكد ارتباط سوريا بإنجاح القمة أو بفشلها. هذه المساعي اصطدمت بلحظة إحجام عربي عن الإندفاعة تجاه دمشق، وبضغط أميركي لوقف اندفاعة التطبيع مع النظام السوري. بينما باسيل استمر بمحاولة فرض رغبته، فكان لا بد من مواجهته بحزم من قبل الدول العربية، التي لا يمكنها السير وفق ما يريده وزير خارجية لبنان. بل وترى الجامعة بداهة وجوب التزام لبنان التوجه العربي.

في تناقضات التفسير اللبناني لإفشال القمّة، انعكاس للتناقضات العربية كذلك. يتهم فريق ما النظام السوري بتعطيل القمّة، طالما أن سوريا لم تدع. لكن الردّ العربي أتى ملائماً لما يريده المعطّلون، طالما أحجم الزعماء العرب عن الحضور، وبالتالي أسهموا في إفشال القمّة. وهو المشهد الذي يمنح النظام السوري انتصاراً وفق مقولة: القمّة معطّلة لأنه ليس موجوداً. ويثبت مجدداً فعالية قوته على الساحة اللبنانية. إثبات آخر على ارتباط دمشق بتعطيل القمّة، هو موقف حركة أمل برئاسة رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، الذي كان يعترض على حضور ليبيا. لكن، وعلى الرغم من مقاطعتها، أعلن الرجل عدم حضوره القمّة، تاركاً حرية الخيار لنواب كتلته في المشاركة من عدمها. وهذا يعني أن التصعيد بوجه ليبيا وتقديم استعراض إحتجاجي في الشارع، كان هدفه أبعد من إستبعاد الوفد الليبي، ويرتبط بإفشال القمّة كرمى لعيون النظام السوري، أو من أجل فتح باب تحسين علاقته مع هذا النظام. موقف برّي يقابله موقف لصديقه "اللدود" وليد جنبلاط الذي اعتبر أن القوى الظلامية عطّلت القمّة.

أسوأ من حال اليمن

لا يمكن للفعالية السورية في إفشال القمّة، أن تكون مستقلّة بذاتها. بلا شك، هي تستند إلى قوة رافدة، ترفض عقد القمّة أيضاً، وثمة من يشير إلى أن إيران أرادت إيصال رسائل أساسية إلى العرب، بأنهم لا يدخلون بيروت إلا بإذنها، خصوصاً أن بيروت مدرجة بين العواصم العربية الأربع التي تبجّح مسؤولو "الثورة الإسلامية" بأنها خاضعة لسيطرتهم. فلا يمكن التساهل مع "استباحة" العرب لها، وفق المنظور الإيراني. وبينما أصرّ لبنان على عقد القمّة، لم تأت التلبية العربية على قدر المتوقع من آمال. لتظهر طهران مجدداً وكأنها حققت هدفها.

قد تكون الإجراءات العربية في خفض مستوى التمثيل، ترتبط بوقف مبدئي من لبنان، الذي أصبح محسوباً على المحور السوري الإيراني، وفيه نوع من العقاب على مواقف اتخذها المسؤولون اللبنانيون، كانت تصب في خانة طهران. هذا الموقف يرتبط أيضاً بحسابات أمنية وسياسية تضع المسؤولين اللبنانيين أمام حصاد ما زرعوه. لا تقتصر الرسالة العربية على رئاسة الجمهورية، فرئاسة الحكومة من بين المستهدفين بالسهام أيضاً، خصوصاً أن العرب يجدون أنفسهم مجدداً بين نارين في لبنان. فالحضور إليه بلا اعتراض فيه تسليم بتسيّد الإيراني عليه، وغيابهم عنه يفسح المجال أمام إيران لملئ الفراغ أكثر.

في الوقت الذي يحتفل فيه البعض بعقد القمّة، والبعض الآخر بإيصال رسالة إلى لبنان بتخفيض التمثيل. ثمّة من يحتفل لأسباب موجبة أكثر، وهي إفشال القمّة واستدراج العرب إلى المشاركة في إفشالها، تحقيقاً لمصالح قاسم سليماني، الذي أعلن عن تحقيق انتصار في بيروت. يتجلى ذلك في جعل لبنان دولة مارقة، لا يمكن اتخاذ قرار فيها إلا بفرض أمر واقع في الشارع، بحيث تكون بيروت الآمنة، عاجزة عن استقبال وفود عربية، في مشهد لا يمكن أن يحصل في اليمن مثلاً، لو تقرر عقد قمة عربية فيه. 

 

باسيل يلعب دور ممثل النظام السوري في قمة بيروت

منير الربيع/المدن/19 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71217/%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A5%D9%81%D8%B4%D8%A7%D9%84-%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%85/

لم تخرج مواقف الوزراء الممثلين للدول العربية عن السياقات الروتينية، للمواقف المعتادة في هكذا قمم. في القمة الاقتصادية التنموية، تضاف جملة عبارات من قبيل السوق العربية المشتركة، وبناء اقتصاد تشاركي، وإزالة الحدود والفواصل. تبقى الشعارات متلازمة مع هذه القمّة منذ ستينيات القرن الماضي. وجانب من المتكلمين ينحو إلى الكلام في السياسة، بينما البرنامج في هذه القمم غالباً ما يتقدّم بعناوين كثيرة وبرّاقة، لا تجد طريقاً أو خطّة إلى التطبيق.

عروبة باسيل!

في معرض الكلام المنمّق، والذي لا يجد طريقه منذ سنوات إلى أي صيغة عملية أو فاعلة، يتغلّب الملل على المجتمعين، خصوصاً مع بدء إغداق التشكرات على حسن التنظيم والإستضافة. أو في المطولات الكلامية التي ينتهز فيها بعض المشاركين الفرصة لتبادل أطراف الحديث وشوشةً، أو للغرق في هواتفهم أو نومهم.

فيما اختصر رئيس جلسة وزراء الخارجية العرب، وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، المسألة، بالإنقسام العربي وعدم وجود رؤية مشتركة تقوم على التعاون، وفي ظل التضارب بين المصالح، وعالم المؤامرات التي يكيدها العرب إلى بعضهم البعض، أفرغ هذا النوع من القمم من مضمونها. في بعض كلام باسيل وضع للإصبع على الجرح. وقد عرف كيفية توجيه كلماته التي تحاكي كل الشباب العرب، لكن باسيل يعلم أن لا أفق لكلامه، سوى في بعض النوستالجيا الشبابية، التي كانت تختصر سابقاً بعبارة "إن ما سهرنا ببيروت منسهر بالشام" أو المستلهمة من موروثات شعر محمود درويش، كإسقاط جواز السفر، لتبقى كل قلوب العرب جنسية الشباب العربي، في محاكاة لطموح إزالة الحدود والرسوم.

لكن كلام باسيل العاطفي، لا يتلاقى مع موقفه الثابت من اللاجئين، والذي لطالما يغلّفه بمبدأ منمّق كإعادة المهجرين إلى أراضيهم، فيما هدفه مواجهة وساوس الخلل الديمغرافي. هذا يرتبط بطروحاته المتعددة، المناقضة لمضمون خطابه، كحال اقتراحاته المتكررة لإعطاء المرأة اللبنانية جنسيتها لزوجها وأطفالها، باستثناء السوريين والفلسطينيين والمصريين. حتى في الدعوة إلى رفع التمييز، كان يقابلها تمييزاً في كلام باسيل كما في كلام غيره من الوزراء العرب، تماماً كما هو الحال في توصيف الإرهاب والجهة المرتكبة له، فيوسم طرف بالإرهابي، من دون الإشارة إلى الطرف الآخر.

لغو "إعادة اللاجئين"

صوّب باسيل سهامه على بعض الدول العربية التي تقاتلت فيما بينها، بينما لم يشر إلى أي جهة اخرى، ولم يأت على ذكر النظام السوري وما حصل في سوريا، متجاهلاً أن فيها حرباً، مركّزاً فقط على إعادة الإعمار واللاجئين، من دون بحث حقيقي في المسبب بالدمار والتهجير. فيما أسف باسيل باسم لبنان لغياب رؤساء بعض الدول، كانت الرسالة العربية أبلغ في نسبة عدد الوزراء المتكلمين في الجلسة الإفتتاحية لوزراء الخارجية العرب، بحيث بدا وكأن هناك موقفاً جامعاً يستكمل حالة اعتذار الرؤساء، تجسّد في عدم طلب الكلام من قبل أي من الدول الخليجية ومصر مثلاً، مقابل اقتصار الكلام على أمين عام جامعة الدول العربية، وممثلي فلسطين، الأردن، العراق، جيبوتي، اليمن، موريتانيا، والصومال.

ركز باسيل الذي ترأس القمّة، متسلماً إياها من وزير الدولة السعودي للشؤون الأفريقية، على توجيه إنتقادات للدول العربية ومواقفها، التي تسببت في تفاقم مشاكل الشعب العربي وتهجيره، وعدم احتضانه في بيئته، والتي ارتكزت على تقديم الكلام الجميل مقابل أعمال غير جميلة. اعتبر باسيل أن العرب لا يجيدون المحافظة على بعضهم البعض، بل يجيدون الإبتعاد عن بعضهم. ومن هنا أراد باسيل لعب دور صوت النظام السوري في القمّة.

دافع عن إعادة الإعمار، في غمزة منه إلى النظام السوري، الذي تتم معاقبته دولياً وإقليمياً في وقف عملية إعادة الإعمار أو منعها. داعياً إلى تأسيس رؤية اقتصادية مشتركة، وخلق مساحة اقتصادية مشرقية تبدأ بإعادة إعمار سوريا والعراق، وإعادة النهوض بلبنان، من دون إغفال مشاريع سكك الحديد والنفط والغاز والكهرباء. مركزاً على وجوب ربط المتوسط بموانئ بالعراق، والبحر الأحمر بسوريا. وصولاً إلى فتح الحدود من دون حصار أو رسوم.

ملف اللاجئين لم يغب عن كلمة باسيل، الذي ركز على وجوب إعادتهم بمعزل عن رغبة من هجّرهم، مشدداً على وجوب تطبيق العودة الآمنة والكريمة، وتحويل النقمة المذهبية إلى نعمة المواطنة. أكثر من مرّة جاء باسيل على ذكر سوريا، التي اعتبر أنها فجوة كبرى في الجسد العربي وهناك شعور بثقل غيابها، معتبراً أنها يجب أن تعود إلى الجامعة العربية، وأن تكون في "حضننا بدلاً من تركها في حضن الإرهاب" بمعزل عن الضغوط الخارجية التي تمنع إعادتها، ويجب عدم تسجيل عار إبقائها خارج العرب بسبب الضغط الخارجي، وإعادتها حين يسمح الإذن الخارجي.

مزايدات محلية

لعب باسيل في القمة لعبة المزايدة في الممانعة. كمن يقاتل من موقعها، ولهذا أهداف محلية وخارجية. في لبنان لديه خصوم يهدف إلى تصفية الحسابات معهم، وإذا كان هناك من يسعى إلى تطيير القمّة في الشارع كرمى لعيون سوريا، يشير باسيل إلى أنه الأقدر على نقل الهوم السورية إلى المحافل العربية الرسمية، فيطلب من أمين العام للجامعة العربية إعادة سوريا، ويوجه دعوة للسفير السوري لحضور القمة، ويتحدث باسمها في الجلسة الإفتتاحية. مزايدة باسيل لا تنفصل، عن واقع الضغوط التي يتعرّض لها من قبل الأميركيين، والتي أراد من خلالها تسليف السوريين والإيرانيين مواقف لطمأنتهم بأنه لن ينجرّ إلى اللعبة الأميركية، طالما أنه متيقّن بأن واشنطن غير مهتمة بتفاصيل المواقف والإعلانات في الزواريب اللبنانية والسورية، بقدر ما تنظر إلى الواقع على الأرض، على قاعدة التعامل مع ملفات المنطقة ككل كسلّة واحدة بعيداً عن تسجيل النقاط الداخلية التي يجد باسيل التلاعب في ميدانه، لمواجهة كل محاولات الحصار التي يتعرّض لها، فاللعب بالورقة السورية غير مكلف دولياً وإقليمياً، إنما يفيد تكتيكياً في الداخل.

 

مروان حمادة مفكك الملفات اللبنانية الصعبة

صلاح تقي الدين/صحيفة العرب/20 كانون الثاني/19

سياسي متشدد يرفض أن يكون شعبويا

لم يكتم الوزير والنائب اللبناني مروان حمادة تخوفه من أن يكون فشل القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي تعقد في لبنان انتصارا للرئيس السوري بشار الأسد وهزيمة للبنان. حمادة يرد الوضع المالي الكارثي في البلاد إلى تراكمات طويلة، معتبرا أن ما يحصل هو تسريع للتدهور جرى في السنوات الماضية خلال فترة الفراغ الرئاسي. حمادة حصد ثمار أمانته في الأدوار التي أداها في حياته السياسية منذ اتفاق الطائف، ورغم الضغوط الكثيرة التي تعرّض لها رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط قبل الإعلان عن “لائحة المصالحة” التي ترأسها نجله تيمور في الانتخابات النيابية الأخيرة بغية التخلي عن حمادة، إلا أن جنبلاط أصرّ على ترشيح حمادة، وأوعز إلى المسؤولين عن الحملة الانتخابية ببذل أقصى ما يمكن من إمكانيات لمنح الأصوات التفضيلية “من حساب” تيمور لضمان نجاح حمادة في الانتخابات. وكان يمكن لحمادة أن ينضمّ إلى قافلة الشخصيات السياسية الوطنية التي اتهم النظام السوري و”حزب الله” باغتيالها في لبنان، لكن القدر أنقذه من تفجير سيارته ليكون شاهدا حيا على السياسة التي اتبعها نظام الوصاية السوري الأمني للبنان، واستطرادا وقوفه إلى جانب من تبقى من رفاقه في “ثورة الأرز” في وجه مشروع الهيمنة الإيرانية على لبنان.

سنوات النار

لم تكن محاولة اغتياله في الأول من أكتوبر من العام 2004 سببا يدفعه إلى السكينة والمهادنة في وجه من كان يقف وراءها. لا بل أظهر المسار الذي استكمله بعد تعافيه وعودته إلى العمل السياسي أنه لا يزال خصما لدودا وشرسا في وجه المخابرات السورية وممارساتها في لبنان، ولم يتوان عن رفع الصوت في وجهها وتسمية الأشياء بأسمائها، خصوصا بعد أن أعلن مناصرته لثورة الشعب السوري وسعيه إلى التخلّص من هذا النظام والفوز بالحرية والديمقراطية التي دفع هو نفسه ثمنا غاليا لممارستها. حياة حمادة الذي ولد في العام 1939 في بعقلين، المدينة الشوفية الدرزية العريقة، لم تكن سهلة نسبيا، فهو سليل عائلة درزية لعبت أدوارا دينية واجتماعية في مراحل مختلفة من التاريخ اللبناني. والولد البكر للدبلوماسي العريق محمد علي حمادة، تنقّل معه في مطلع حياته بين عواصم ومدن أوروبية عديدة قبل أن يستقرّ في لبنان ليتابع دراسته الجامعية في كلية القديس يوسف وينال منها إجازة في الحقوق في العام 1963 ثم يستكمل دراسته ليحصل على إجازة في العلوم الاقتصادية. فمعاناة حمادة الشخصية بدأت مع وفاة شقيقته الشاعرة ناديا زوجة الصحافي والدبلوماسي والسياسي الشهير غسان تويني، صاحب جريدة “النهار” العريقة، وكان قبلها قد ودّع معهما ابنتهما الوحيدة نائلة التي توفيت بسبب مرض عضال، ثم شقيقها مكرم الذي قتل بحادث سير في العاصمة الفرنسية باريس، قبل أن يشهد على اغتيال ابنهما النائب والصحافي جبران.

مروان حمادة لم يكتم تخوفه من أن يكون فشل القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي تعقد في لبنان انتصارا للرئيس السوري بشار الأسد وهزيمة للبنان

بدأ حمادة حياته العملية صحافيا في جريدة “لوريان لوجور” في ذروة ازدهار الصحافة الورقية في لبنان، ثم راسل مجلة “لوبوان الفرنسية” قبل أن يساهم في تأسيس مجلة “النهار العربي والدولي” في باريس والتي تولى لاحقا جبران تويني رئاسة تحريرها وبدأ بتكوين شخصيته السياسية من خلال مقالاته فيها.

تأثر حمادة كثيرا بشخصية المعلم كمال جنبلاط الذي شكّل ظاهرة فريدة في الحياة السياسية اللبنانية، من خلال معارضته للنظام وتمسّكه بالحرية والديمقراطية، وأصبح صديقا مقربا من نجله وليد الذي انضم إلى فريق “النهار” في مطلع شبابه عقب تخرجه من الجامعة الأميركية في بيروت.

وفي مطلع الثمانينات تولى حمادة رئاسة مجلس إدارة مجموعة “النهار”، وأصبح مديرا عاما لها، وتمكن من خلال موقعه الإشراف على حراك سياسي كان يدور في طوابق الجريدة العليا حيث كانت شخصيات سياسية مختلفة تجتمع وتناقش الوضع السياسي المهترئ والذي زاد اهتراء بسبب الحرب الأهلية التي كانت قد استعرت، وكانت المؤشرات تنبئ بتحولها إلى حرب طائفية، وهو ما كان حمادة يرفضه بشكل مطلق.

علاقات دولية وعربية

موقع حمادة كصديق وفيّ وكاتم أسرار ورسول أمين إلى الجهات العربية والدولية، لم يتخل عنه يوما. وكثيرا ما كان يتدخل لتخفيف وقع التصريحات النارية بحق هذه الجهة أو تلك، وهذا المسؤول أو ذاك

ظل حمادة وفيا للخط السياسي الصعب الذي اختاره إلى جانب جنبلاط والحركة الوطنية اللبنانية، وهو رغم عدم انتمائه إلى “الحزب التقدمي الاشتراكي”، إلا أن التزامه الواضح والصريح بالنهج السياسي الذي كان جنبلاط قد قرّره، دفع الأخير إلى تسمية حمادة ليكون وزيرا للسياحة في حكومة الرئيس شفيق الوزان في عهد الرئيس إلياس سركيس. ومع الاجتياح الإسرائيلي واندلاع حرب الجبل، كان حمادة لصيقا بجنبلاط فانتقل معه إلى العاصمة السورية حيث كان يتولى متابعة الأمور السياسية، بينما كان جنبلاط يتابع التطورات العسكرية والشؤون الاجتماعية والحياتية لأبناء الجبل. وفي تلك المرحلة تحديدا، وطّد حمادة علاقاته العربية والدولية فتعرّف إلى معظم الشخصيات المؤثرة والنافذة والتي لعبت لاحقا أدورا هامة في الحياة السياسية وعلى سبيل المثال منها وليس الحصر، الرئيس الراحل رفيق الحريري. وشارك حمادة إلى جانب جنبلاط في مؤتمري جنيف ولوزان اللذين دعا إليهما الرئيس اللبناني آنذاك أمين الجميل في محاولة للتفاهم على وقف الحرب الأهلية وإيجاد حل للأزمة اللبنانية التي كانت تزداد تعقيدا ويدفع اللبنانيون ثمنا لها، كما شارك معه في المحادثات التي أدّت إلى توقيع الاتفاق الثلاثي الشهير بين جنبلاط ورئيس “حركة أمل” الرئيس نبيه بري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” آنذاك إيلي حبيقة.

لم يترك حمادة موقعه يوما، وهو كان الصديق الوفي وكاتم الأسرار والرسول الأمين إلى الجهات العربية والدولية وكثيرا ما كان يتدخل لتخفيف وقع التصريحات النارية التي كان يطلقها جنبلاط في حق هذه الجهة أو تلك، وهذا المسؤول أو ذاك، لكنه كان دائما لسان حال جنبلاط في المواقف السياسية الرئيسية ولم يدع للشك أو اللبس مكانا حيال موقعه خلف جنبلاط ومعه.

حمادة ونصرالله

غير أن حمادة الذي نسج علاقة متينة مع الحريري تعرّض لاحراج في مرات عديدة بسبب تضارب المواقف بين جنبلاط والحريري في عدد من المحطات السياسية، فكنت تراه يغيب عن الظهور أو الحديث في الإعلام تجنبا لإطلاق مواقف قد تحسب عليه إذا كان في ذلك الموقف انحياز إلى جانب جنبلاط ضد الحريري أو العكس. يحافظ حمادة اليوم على موقفه كمعارض شرس، منذ وقوفه في وجه سياسات الرئيس السابق أميل لحود الذي كان يعتبره “صنيعة” النظام السوري، وهو الذي واجهه مرات عديدة أثناء توليه الوزارة في عهده، ولا ينسى اللبنانيون مقطع الفيديو الشهير الذي يتوجه فيه لحود بكلمات نابية بحق حمادة وكيف يرد الأخير “التحية” بمثلها، وهو انضم لاحقا إلى “لائحة الشرف” وهي التسمية التي أطلقها جنبلاط على النواب الذين صوتوا ضد التمديد للحود بناء على طلب الأسد شخصيا ومباشرة، ولعلّ محاولة اغتياله كانت ردّا على موقفه ذاك. نهجه الرافض للنفوذ الإيراني و”حزب الله” نهج مستمر، لم يخفف منه يوما واحدا لا قبل محاولة الاغتيال ولا بعدها، وكان قد طالب بمحاكمة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ونزع سلاح الحزب. ومنذ اللحظة التي استعاد فيها وعيه بعد عمليات جراحية أجريت عليه لإنقاذ جسده وجمجمته، تابع حمادة نقد النظام السوري بكل وسيلة أتيحت له، وكان موقفه حاسما ضدّ “حزب الله” وتدخّله في الشأن السوري إلى جانب الأسد، في حين أن جنبلاط انتهج سياسة “تنظيم الخلاف” مع الحزب في هذا الشأن.

عواصف التربية وهيكل الأصنام

حمادة يتنقل دوماً ما بين شخصيتي المثقف والسياسي، موظفاً هذه لصالح تلك. مستحضراً فكر كمال جنبلاط  وخاصة قوله "إن الصراع في سبيل الحق هو انتصار في كلتا الحالتين"

ومع تولي حمادة وزارة التربية، واجهته مشاكل عديدة تتعلق بالإرث الثقيل الذي خلفه وزير التربية السابق المحسوب على “العهد” إلياس أبوصعب الذي “زرع” أنصاره في مختلف مديريات الوزارة، وكانت قراراته شعبوية نالت رضا الطلاب وخصوصا تلك المتعلقة منها بأيام التعطيل أثناء الظروف المناخية القاسية.

وفي الواقع، فإن قرارا اتخذه حمادة يتعلق بنقل إحدى “المديرات” في الوزارة والمحسوبة على أبوصعب، تسبب في موجة “انتقامات” طالت مسؤولين في إدارات رسمية مختلفة محسوبين على جنبلاط، وذلك “انتقاما” من حمادة وقراره، كما أعلن بوضوح وزير البيئة طارق الخطيب المحسوب على “التيار الوطني الحر”، وقيل حينها إن القرار الذي اتخذه حمادة كان بناء على رغبة من الرئيس سعد الحريري.

ولكي يزيد الطين بلة، تعرّض لبنان في الأسبوع الماضي إلى عاصفة ثلجية قاسية جاءت على أبواب انتهاء العطلة الرسمية بسبب الأعياد، تردّد حمادة كثيرا في إصدار قرار بتعطيل المدارس الرسمية بسبب العاصفة، ما خلف موجة من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقده وتطالبه بأن يكون “إنسانيا” كما سلفه الذي هو أيضا شارك في التغريد على موقع “تويتر” متوجها إلى حمادة بالقول “حمّلني الكثير من التلامذة رسالة إلى معالي وزير التربية ورسالتهم محقة فالإقفال يوم الثلاثاء، وربما أكثر، قرار صائب إذا أخذنا بعين الاعتبار سلامة وصحة التلامذة والأساتذة معا. فأمامنا أسبوع عاصف وبارد، وهكذا تدبير احتياطي يتخذ في معظم دول العالم بهدف السلامة العامة”. ولأن العاصفة كانت قد ضربت معظم المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 700 متر عن سطح البحر، اتخذ حمادة قرارا تسوويا بتمديد العطلة ليوم واحد فقط بالنسبة للمدارس الكائنة على ارتفاع 700 متر عن سطح البحر وما فوق. ولم ينكسر، عندما ترك القرار للكائنين دون هذا الارتفاع باتخاذ المناسب. وربما من سوء طالع حمادة الذي لا يسعى إلى أن يكون وزيرا “شعبويا”، أن العاصفة الجديدة التي تضرب لبنان، قد تضعه مجددا أمام موقف مماثل للموقف الذي واجهه مؤخرا، فهل سيتخذ قرارا “شعبويا” أم يظل على موقفه المتشدد الذي ينم عن العناد في شخصيته خصوصا في الملمات؟ وأخيرا يبقى مروان حمادة يتنقل ما بين شخصيتي المثقف والسياسي، يعرف كيف يوظف هذه لصالح تلك. فتجده في استحضاره للذكرى المئوية لكمال جنبلاط يخاطبه قائلا “أستذكر قولك: إن الصراع في سبيل الحق هو انتصار في كلتا الحالتين، أكانت نتيجته على السواء الاستشهاد المضيء أم النصر الساحق. أستذكر صلابتك، رويتك ورؤيويتك في الملمات. أستذكر نصحك الدائم أن نبقى شاخصين إلى المستقبل نافذة أمل وإشراقة حياة، وألا نبقى أسرى ماض، مهما حمل من أسى ودماء. فأنت القائل يوما: خطيئتنا الكبرى هي أننا نتطلع دائما إلى الماضي الذي جعلنا منه صنما في هيكل الأصنام الذي نتعبد”.

 

تعويم الحكومة بين رفض عون وتشجيع هيل

نقولا ناصيف/ الاخبار/19 كانون الثاني 2019

ليس كافياً انقطاع التواصل والحوار بين الأفرقاء المعنيين، على أبواب ولوج الشهر التاسع، كي يتوقف أي خوض في تأليف الحكومة. أتى موقف السفير دافيد هيل كي يدعم وجهة النظر هذه، ويحمل الجميع على الاستدارة والسير إلى الوراء: بعث الروح في حكومة ميتة.

ترك موقف وكيل وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية السفير دافيد هيل، الاثنين الفائت (14 كانون الثاني)، عن الحكومة الجديدة كما عن حكومة تصريف الأعمال أكثر من علامة استفهام، خصوصاً أنه أطلقه بعد مقابلته الرئيس المكلف سعد الحريري، وتلاه في بيان معدّ سلفاً.

فُسِّر أولاً موقفه ذاك على أنه يضع ما يشبه المواصفات الأميركية للحكومة الجديدة. فُسِّر ثانياً على أنه يرسل إشارة سلبية إلى الجهود الحالية للتأليف، خصوصاً مأزقها الأخير الذي يعزوه الأميركيون إلى حزب الله، كأن السفير الزائر لا يحبذها، فاختار التحدّث عن تشجيعه حكومة تصريف الأعمال على «المضي قدماً حيث يمكنها» في اجتماعاتها. فسِّر ثالثاً على أنه يطلب استبعاد حزب الله عنها وعن حقيبة أساسية فيها هي الصحة، عندما لمّح إلى أن لإدارته رقابة لاحقة على «الحكومة المختارة» بعد تأليفها، كي تحكم على تعاونها معها، أو مناوأتها لها.

أقرن هيل عباراته المنتقاة تلك - في الغالب من صنع السفارة في بيروت على رغم معرفته المخضرمة بمستقبليه اللبنانيين - بإبراز عدم رغبة إدارته في التدخّل في الشؤون اللبنانية الداخلية، بقوله إن اللبنانيين هم الذين يختارون حكومتهم. مع ذلك فسَّر البعض كذلك ما قال على أنه يدق جرس عودة حكومة تصريف الأعمال إلى مجلس الوزراء والفسح في المجال أمام إطالة أمد تأليف الحكومة الجديدة.

في جانب من المناقشات التي خاضها مع أفرقاء لبنانيين أصدقاء له، بعيداً من المسؤولين الرسميين، إثارته تساؤلات رمت إلى التحقق من استنتاجات مسبقة تتصل بالواقع الحالي لحزب الله داخل السلطات الرسمية. في بعض ما قاله لهم إن بلاده لن تأتي إلى لبنان لمحاربة حزب الله، لكنها لا تريد في أي حال تعزيز دوره في السلطة. قال إن عقوبات إدارته على إيران والحزب أظهرت جدواها وفاعليتها عليهما معاً وتأثرهما المباشر بها، ما سيحملها على مضاعفتها كمّاً، في وقت لن تحتاج كي تؤكد أنها لن تتخلى عن أصدقائها في المنطقة كالمعارضة السورية والأكراد وحلفائها اللبنانيين، شأن مسؤوليتها عن الأنظمة الحليفة والصديقة.

بعض مخاوفه المرتبطة بالحذر حيال مساعي تأليف الحكومة، وربما عدم استعجاله، أن الانتخابات النيابية الأخيرة أعطت الحزب وحلفاءه غالبية مرجحة في البرلمان، ما يفضي إلى الاعتقاد أن في وسعه إلقاء ظله على الحكومة الجديدة والتأثير في قراراتها. عزّز قلقه ما سمعه أيضاً ممّن التقى بهم أن حزب الله نجح في التمدّد إلى الطوائف اللبنانية كلها، فبات له حلفاء مسيحيون ودروز في الحكم، وأخيراً يقود معركة تكريس حلفائه السنّة في معادلة الحكومة بعد مجلس النواب.

المعنيون المباشرون بما قاله هيل من بيت الوسط يقدّمون بدورهم تفسيراً رسمياً كالآتي:

«1 - ما دامت حكومة تصريف الأعمال موجودة، فمن المحبذ اتخاذها الخطوات التي يسمح بها الدستور والقوانين اللبنانية من أجل جبه التحديات والمشكلات التي يواجهها لبنان، من بينها الأوضاع الاقتصادية كي لا تذهب الأزمات إلى ما هو أصعب.

2 - لا يوافق الأميركيون على أن تحل حكومة تصريف الأعمال محل الحكومة الجديدة أو تمنع تأليفها.

3 - ما أورده هيل لا يعدو كونه تمنياً، وللبنانيين أن يقرّروا ما يفعلون».

ما تحدّث عنه الديبلوماسي الأميركي تجنّبت السفيرة في بيروت إليزابيت ريتشارد الخوض فيه منذ بدء الأزمة الحكومية، قبل أكثر من ثمانية أشهر ونصف شهر. على الأقل في مواقفها المعلنة أمام المسؤولين اللبنانيين. وهي تحاول على الدوام الظهور في مظهر الذي يبذل جهوداً لتفادي التدخّل في الشأن الداخلي. في المقابل، على رغم الحماسة الأميركية لتعويم حكومة تصريف الأعمال، إلا أن جانباً من العقبات المحلية أضحت أكثر إرباكاً:

- رئيس مجلس النواب نبيه برّي يؤيد عودة الحكومة إلى الاجتماع مرة واحدة فحسب لإقرار الموازنة العامة، بعدما باتت خارج كل مهلها الدستورية التي تفترض بعد إقرارها في الحكومة في أيلول، التصويت عليها في مجلس النواب في كانون الأول وفي حد أقصى في نهاية كانون الثاني من ضمن عقد استثنائي. كلاهما لم يحصل. أكثر من مرة طلب برّي التئام الحكومة لهذا الغرض حصراً، مع تأكيده عدم تعميم التئام انعقاد مجلس الوزراء على صورة صلاحيات البرلمان في التشريع وإن في ظل حكومة مستقيلة. ما يقوله أمام زواره أن من المفترض صدور مرسوم عقد استثنائي كي يلتئم المجلس ويشرّع، ولا ينتظر موعد العقد العادي الأول في منتصف آذار. لم يطلبه ولم يؤتَ إليه به. ثم يعقّب: «لي رأي عملاً بالمادة 69 من الدستور. ما دامت الحكومة مستقيلة وفي طور تصريف الأعمال، للمجلس أن يجتمع ويعدّ نفسه في عقد، لا هو عادي ولا استثنائي تبعاً لمواعيدهما، بل هو انعقاد دائم إلى حين تأليف الحكومة ونيلها الثقة. مع ذلك، لم أدعُ المجلس إلى الانعقاد، ولا أطلب عقداً استثنائياً، بل أنتظر الآخرين».

- وفق ما أخطره الحريري إلى رئيس المجلس أنه يؤيد عقد جلسة لمجلس الوزراء لإقرار الموازنة، وهو مستعد لها، إلا أن عائق انعقادها هو رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يرفض الموافقة على عقد جلسة كهذه، وإن يتيمة للموازنة العامة.

- بدوره رئيس الجمهورية يرفض سابقة تعويم الحكومة لا يسمح بها الدستور، شأن حال مرحلة ما قبل اتفاق الطائف، ويحجم عن تسهيل أي خطوة يُستشم منها التشجيع على استمرار التباطؤ في تأليف الحكومة الذي هو الأولوية التي لا تتقدّم سواها.

ليس كافياً انقطاع التواصل والحوار بين الأفرقاء المعنيين، على أبواب ولوج الشهر التاسع، كي يتوقف أي خوض في تأليف الحكومة. أتى موقف السفير دافيد هيل كي يدعم وجهة النظر هذه، ويحمل الجميع على الاستدارة والسير إلى الوراء: بعث الروح في حكومة ميتة.

ترك موقف وكيل وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية السفير دافيد هيل، الاثنين الفائت (14 كانون الثاني)، عن الحكومة الجديدة كما عن حكومة تصريف الأعمال أكثر من علامة استفهام، خصوصاً أنه أطلقه بعد مقابلته الرئيس المكلف سعد الحريري، وتلاه في بيان معدّ سلفاً.

فُسِّر أولاً موقفه ذاك على أنه يضع ما يشبه المواصفات الأميركية للحكومة الجديدة. فُسِّر ثانياً على أنه يرسل إشارة سلبية إلى الجهود الحالية للتأليف، خصوصاً مأزقها الأخير الذي يعزوه الأميركيون إلى حزب الله، كأن السفير الزائر لا يحبذها، فاختار التحدّث عن تشجيعه حكومة تصريف الأعمال على «المضي قدماً حيث يمكنها» في اجتماعاتها. فسِّر ثالثاً على أنه يطلب استبعاد حزب الله عنها وعن حقيبة أساسية فيها هي الصحة، عندما لمّح إلى أن لإدارته رقابة لاحقة على «الحكومة المختارة» بعد تأليفها، كي تحكم على تعاونها معها، أو مناوأتها لها.

أقرن هيل عباراته المنتقاة تلك - في الغالب من صنع السفارة في بيروت على رغم معرفته المخضرمة بمستقبليه اللبنانيين - بإبراز عدم رغبة إدارته في التدخّل في الشؤون اللبنانية الداخلية، بقوله إن اللبنانيين هم الذين يختارون حكومتهم. مع ذلك فسَّر البعض كذلك ما قال على أنه يدق جرس عودة حكومة تصريف الأعمال إلى مجلس الوزراء والفسح في المجال أمام إطالة أمد تأليف الحكومة الجديدة.

في جانب من المناقشات التي خاضها مع أفرقاء لبنانيين أصدقاء له، بعيداً من المسؤولين الرسميين، إثارته تساؤلات رمت إلى التحقق من استنتاجات مسبقة تتصل بالواقع الحالي لحزب الله داخل السلطات الرسمية. في بعض ما قاله لهم إن بلاده لن تأتي إلى لبنان لمحاربة حزب الله، لكنها لا تريد في أي حال تعزيز دوره في السلطة. قال إن عقوبات إدارته على إيران والحزب أظهرت جدواها وفاعليتها عليهما معاً وتأثرهما المباشر بها، ما سيحملها على مضاعفتها كمّاً، في وقت لن تحتاج كي تؤكد أنها لن تتخلى عن أصدقائها في المنطقة كالمعارضة السورية والأكراد وحلفائها اللبنانيين، شأن مسؤوليتها عن الأنظمة الحليفة والصديقة.

بعض مخاوفه المرتبطة بالحذر حيال مساعي تأليف الحكومة، وربما عدم استعجاله، أن الانتخابات النيابية الأخيرة أعطت الحزب وحلفاءه غالبية مرجحة في البرلمان، ما يفضي إلى الاعتقاد أن في وسعه إلقاء ظله على الحكومة الجديدة والتأثير في قراراتها. عزّز قلقه ما سمعه أيضاً ممّن التقى بهم أن حزب الله نجح في التمدّد إلى الطوائف اللبنانية كلها، فبات له حلفاء مسيحيون ودروز في الحكم، وأخيراً يقود معركة تكريس حلفائه السنّة في معادلة الحكومة بعد مجلس النواب.

المعنيون المباشرون بما قاله هيل من بيت الوسط يقدّمون بدورهم تفسيراً رسمياً كالآتي:

«1 - ما دامت حكومة تصريف الأعمال موجودة، فمن المحبذ اتخاذها الخطوات التي يسمح بها الدستور والقوانين اللبنانية من أجل جبه التحديات والمشكلات التي يواجهها لبنان، من بينها الأوضاع الاقتصادية كي لا تذهب الأزمات إلى ما هو أصعب.

2 - لا يوافق الأميركيون على أن تحل حكومة تصريف الأعمال محل الحكومة الجديدة أو تمنع تأليفها.

3 - ما أورده هيل لا يعدو كونه تمنياً، وللبنانيين أن يقرّروا ما يفعلون».

ما تحدّث عنه الديبلوماسي الأميركي تجنّبت السفيرة في بيروت إليزابيت ريتشارد الخوض فيه منذ بدء الأزمة الحكومية، قبل أكثر من ثمانية أشهر ونصف شهر. على الأقل في مواقفها المعلنة أمام المسؤولين اللبنانيين. وهي تحاول على الدوام الظهور في مظهر الذي يبذل جهوداً لتفادي التدخّل في الشأن الداخلي. في المقابل، على رغم الحماسة الأميركية لتعويم حكومة تصريف الأعمال، إلا أن جانباً من العقبات المحلية أضحت أكثر إرباكاً:

- رئيس مجلس النواب نبيه برّي يؤيد عودة الحكومة إلى الاجتماع مرة واحدة فحسب لإقرار الموازنة العامة، بعدما باتت خارج كل مهلها الدستورية التي تفترض بعد إقرارها في الحكومة في أيلول، التصويت عليها في مجلس النواب في كانون الأول وفي حد أقصى في نهاية كانون الثاني من ضمن عقد استثنائي. كلاهما لم يحصل. أكثر من مرة طلب برّي التئام الحكومة لهذا الغرض حصراً، مع تأكيده عدم تعميم التئام انعقاد مجلس الوزراء على صورة صلاحيات البرلمان في التشريع وإن في ظل حكومة مستقيلة. ما يقوله أمام زواره أن من المفترض صدور مرسوم عقد استثنائي كي يلتئم المجلس ويشرّع، ولا ينتظر موعد العقد العادي الأول في منتصف آذار. لم يطلبه ولم يؤتَ إليه به. ثم يعقّب: «لي رأي عملاً بالمادة 69 من الدستور. ما دامت الحكومة مستقيلة وفي طور تصريف الأعمال، للمجلس أن يجتمع ويعدّ نفسه في عقد، لا هو عادي ولا استثنائي تبعاً لمواعيدهما، بل هو انعقاد دائم إلى حين تأليف الحكومة ونيلها الثقة. مع ذلك، لم أدعُ المجلس إلى الانعقاد، ولا أطلب عقداً استثنائياً، بل أنتظر الآخرين».

- وفق ما أخطره الحريري إلى رئيس المجلس أنه يؤيد عقد جلسة لمجلس الوزراء لإقرار الموازنة، وهو مستعد لها، إلا أن عائق انعقادها هو رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يرفض الموافقة على عقد جلسة كهذه، وإن يتيمة للموازنة العامة.

- بدوره رئيس الجمهورية يرفض سابقة تعويم الحكومة لا يسمح بها الدستور، شأن حال مرحلة ما قبل اتفاق الطائف، ويحجم عن تسهيل أي خطوة يُستشم منها التشجيع على استمرار التباطؤ في تأليف الحكومة الذي هو الأولوية التي لا تتقدّم سواها.

 

ضوء في خضم العتمة

رياض شيّا/(استاذ جامعي/ عميد ركن متقاعد) – اللواء/19 كانون الثاني 2019

قد يكون من سوء طالع اللبنانيين أن يبتلوا بكمٍّ هائل من الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية، باتت تطاول مختلف شؤون حياتهم اليومية بشكل مخيف. فكيفما نظرتَ لا تقع إلا على واقعٍ مأزوم تفوح منه روائح الفساد، كما لو أنّه قَدَرٌ محتوم لا انفكاك منه. وإذا كانت هذه الأزمات ليست وليدة اليوم أو البارحة، ويمكن العودة بها عشرات السنين منذ الحرب الأهلية في العام 1975 وما تبعها من وصاية استمرت حتى العام 2005 ، إلاّ أنها قد تفاقمت في السنوات الأخيرة الى مستويات قياسية قاربت الانهيار الشامل. وما يلفت انتباه كل من ينظر الى ما آلت اليه أحوال لبنان واللبنانيين، هو المسؤولية المباشرة للطبقة السياسية الحالية التي تمسك بنواصي الحياة السياسية وما يطغى عليها من تفلت من أبسط قواعد المواطنة. فقد فشلت هذه الطبقة، بكل مكوّناتها وتجمّعاتها وشخصيّاتها المعنية، فشلت في إدارة الشأن العام وتسيير المرافق العامة لخدمة المواطنين وحفظ كراماتهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم. فلم يكن ديدب هؤلاء سوى مراكمة الثروات ونهب المال العام، وبناء زعامات ترتكز على انتهاكات مفضوحة للقوانين وتسخير الإدارات والمرافق العامة لخدمة مصالحهم الخاصة؛ والأدهى من ذلك استخدامهم المستمر للمرض المزمن الذي أصيب به اللبنانيون، عنيت به مرض الطائفية، بحيث تلجأ اليه الطبقة السياسية لتغطية ارتكاباتها بحق الوطن والمواطنين. حتى أنّ هؤلاء السياسيين لم يكتفوا بخرقهم القوانين المرعية الإجراء، بل تنازل بعضهم عن وطنيتهم وإخلاصهم لوطنهم بأن سمحوا لأنفسهم الارتباط بسياسات ومصالح خارجية لا تعني لبنان لا من قريب ولا بعيد، بل لم تجلب له سوى الكثير من العداوات ناهيك عما تكلفه من أعباء اقتصادية وسياسية وتفسخ في النسيج الوطني. أمام هذا المشهد الكئيب للوطن، وهذه الصورة القاتمة التي تبدو بها الحالة العامة، وأمام عجز غالبية اللبنانيين الواقعين تحت عبء هذه الأوضاع، حيث باتوا مسلوبي الإرادة، لا حول ولا قوة لهم، وقفت ثلة منهم أبت الاستسلام والرضوخ لهذا المصير الذي اقتيد اليه الوطن، وآلوا على أنفسهم أن لا يكونوا شهود زورٍ على ذبحه ونهب ثرواته وخيراته وتدمير اقتصاده وضرب التعايش بين أبنائه وإفقارهم والسكوت عن فساد الطبقة السياسية وموبقاتها. هذه المجموعة من الوطنيين المخلصين بقيادة الرئيس ميشال سليمان التي التفّت حوله في «لقاء الجمهورية» منذ ثلاث سنوات ولا تزال، قد عقدت العزم لتكون في طليعة الملتزمين بقضايا الوطن والمواطنين. فبهديٍّ من تجربة الرئيس العماد ميشال سليمان الطويلة، في قيادته للجيش أولاً ورئاسته للجمهورية تالياً، وعلى امتداد السنوات الثلاث منذ تأسيسه، كان «لقاء الجمهورية» العين الساهرة على الوطن بدستوره ومؤسساته، وعلى قضايا المواطنين بكل أطيافهم، يرفع الصوت بوجه الجلادين واللصوص الذين عاثوا الوطن فساداً، وينبّه الى ما يحاك للبنان واللبنانيين من دسائس ومؤامرات تطيح بهذا الوطن وابنائه. فكان «اللقاء» حارساً للدستور وتقاليده الراسخة يوم عزّ الدفاع عنه ممن أوكلوا بذلك، وكان كذلك في دفاعه عن المؤسسات الدستورية والمؤسسات العامة والمصالح الوطنية لا يثنيه في ذلك قوة أو تهيب؛ فمبادئ اللقاء التي كرسها ميثاقه ارتكزت على الدستور اللبناني وعلى قواعد العقد الاجتماعي الذي ارتضاه اللبنانيون. والرئيس سليمان الذي خبر ما يتعرض له الوطن، وخبر هذه الطبقة السياسية وما تبديه من مقاومة للإصلاح، كان مدركاً ما تقود اليه ممارسات بعض القوى اللبنانية من مصادرة لدور الدولة اللبنانية داخلاً وخارجاً، وما قد تؤول اليه، فتمكن على طاولة الحوار وبموافقة جميع الفرقاء من تبني وثيقة تاريخية أصبحت لاحقاً مرجعاً دولياً تُعتمد مبادئه في أية معالجة لأوضاع لبنان، عنيت بها «إعلان بعبدا» الذي أقر في العام 2012. وعلى الرغم من تنصل بعض الفرقاء من هذا الإعلان، ونظراً لأهميته في الحفاظ على الكيان اللبناني بإبعاده عن كل الصراعات الإقليمية خلا الصراع العربي - الإسرائيلي، اعتبر اللقاء أن تطبيق إعلان بعبدا هو المدخل لإعادة بناء الدولة. يضاف الى ذلك أنّ اللقاء، بتوجيه من الرئيس سليمان، تبنى خريطة طريق تمكن البلاد من الخروج من أزماتها الحالية وتضعها على قوام السبيل. تعتمد هذه الخريطة النقاط التالية بالتسلسل والتي تؤدي بنهايتها الى استقرار الأوضاع واستعادة الحياة الطبيعية:

1- تحييد لبنان (تطبيق إعلان بعبدا)؛ 2- إقرار الاستراتيجية الدفاعية؛ 3- إصلاح قانون الانتخابات الحالي (إلغاء الصوت التفضيلي وتعديلات أخرى)؛ 4- تطبيق اللامركزية الإدارية؛ 5- تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية (التي ينص عليها الدستور).

وإلى الانجازات العديدة للرئيس سليمان، إضافة الى إعلان بعبدا، فقد بذل ما استطاع له سبيلاً يوم رئاسته للجمهورية، إلاّ أن ارتباط بعض القوى السياسية بأجندات خارجية عطّلت إمكانات الإصلاح التي كان موعوداً لبنان بها، وأفسدت الأمل الذي راود اللبنانيين بأن يكون عهده شبيهاً بعهد الرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب. ولقاء الجمهورية برئاسة الرئيس العماد ميشال سليمان سيبقى أميناً على الدستور وعلى الديمقراطية والحريات، ويحرص على التصدي لكل ما تعانيه الحياة السياسية في لبنان، وما أدّل على ذلك سوى بياناته الأسبوعية التي تشير وباستمرار الى مكامن الخلل في تسيير أمور البلاد ومقدار معاناة المواطنين من جرّاء السياسات الخاطئة والفساد المستشري.

فهنيئاً للقاء الجمهورية عيد تأسيسه الثالث وليبق بقعة مضيئة وسط العتمة الشاملة التي تخيّم على لبنان.

 

نبيه برّي: لولا الهاء في اسمه

يوسف بزي/المدن/السبت 19/01/2019

".. يومها قمت بقيادة تظاهرات وأقفلت المدرسة. نزلت إلى الشارع، أنا والطلاب زملائي في المدرسة، فخربنا ما طالت أيدينا من حواجز وإشارات سير".

هذه هي بدايات "العمل السياسي" لنبيه برّي عام 1957، شاباً يافعاً متحمساً للثورة الجزائرية، متضامناً مع المعتقلة جميلة بوحيرد. وهي، على كل حال، ليست بداية فريدة من نوعها بين أقرانه من الشبان اللبنانيين المسلمين، الذين أقبلوا على المدارس الحديثة والجامعات، وتتلمذوا على أيدي أساتذة يغلب عليهم الهوى العروبي، الناصري والبعثي، مأخوذين بـ"حركات التحرر الوطني" في العالم الثالث. والشاب المشاغب، الذي كابد طفولة مضطربة الإقامة والغربة بين سيراليون وتبنين وبيروت، محروماً من حضن الأمومة حتى سن العاشرة، وإن في عائلة مقتدرة مالاً وتجارة، الشغوف بعوالم القرية ورموزها على مثال دعاوى الأصالة والبراءة والماضي التليد، المصاب بالحنين إلى العرزال، واظب على حيرة السكن والإقامة والمدارس الكثيرة التي ارتادها. ومن شأن هذا الاضطراب، أن يفعل فعله في النفس، فيغمرها بمشاعر الحرمان المضنية، وباختلاجات العاطفة الجريحة، التواقة أبداً إلى الاستقرار والطمأنينة المستعصيين.

وهذا، تعويضه على الأغلب، يكون في الإقبال على الانضواء بجماعة وهوية سياسيتين، يتآلف فيها من يشترك بمشاعر اليتم واضطراب المكانة وألم تحولات العالم وضياع "البراءة". ولذا، يسع نبيه برّي نفسه أن يقول بلوعة حتى يومنا هذا: "إن خيمة التين عندي تعادل ناطحة سحاب…".

والحق يقال، أن أبناء "الأمة القلقة" (على ما يقول وضاح شرارة)، يشاركون برّي مقولة "خيمة التين" هذه، وعياً وخطابة وتربية، كما يشاركونه في الوقت نفسه اندفاعهم المحموم نحو بناء ناطحات السحاب، بما تعنيه، حداثةً وعملاً وثروة وسلطة وشقاء الغربة. وتلك هي النفس المبتورة من دون شفاء.

وقدر صاحب هكذا سيرة ووعي، أن يجد في السياسة سبيلاً لمقارعة العالم وأحواله. هو الذي اختبر باكراً كطالب بكالوريا النظام السياسي اللبناني، مراسلاً رئيس الجمهورية آنذاك كميل شمعون، شاكياً رسوبه في الامتحان الرسمي، فاستدعى الرئيس الماروني الطالب الشيعي إلى قصره، ليهاتف بحضوره وزارة التربية شاتماً وساخطاً لأن مدير عام الوزارة رفض الانصياع لرغبة الرئيس بإنجاح تلميذ تبنين. ما يوحي بفضائل "الديموقراطية" اللبنانية، على علّاتها.

واختباره الثاني، حدث هناك في الجنوب بأواخر الخمسينات، حين كان شاباً يقود سيارة فورد على الطرقات الضيقة للقرى، عندما وقع خلاف على أفضلية المرور بينه وبين موكب أحمد بيك الأسعد المؤلف من 16 سيارة. فرفض برّي الرضوخ لطلب مرافقي الأسعد الرجوع. ولمّا علم "الإقطاعي" الكبير أن ذاك العنيد من آل بري (بما يعنيه من حسابات انتخابية) أمر مواكبه بالتراجع: "عندما رأيتهم يتراجعون أحسست بنوع من الخجل. عندها قررت الرجوع قليلاً. وعندما مرّت سيارة أحمد بيك الأسعد بموازاة سيارتي تبادلنا النظرات بإمعان سوياً، مع هزة رأس من الطرفين. وبعدها مضينا".

ويعجب واحدنا الآن، كيف يمكن تسويغ نقمة وخصومة حيال هكذا "سلطة" و"نظام" سياسيين، بالنظر إلى مآلات الراهن (في سياسة "الواسطة" أو في أفضلية المرور). لكن، العجب يتبدد بالنظر إلى صعود طبقة شيعية شابة، متعلمة وطموحة، ترفدها "برجوازية" ناشئة من عمل التجارة والأعمال والمهن الحرة الحديثة، التي بدأت تناكف وتناقض "ارستقراطية" (إقطاعية) قائمة على الملكيات العقارية الموروثة وحسب، كما بدأت تتحسس مظلومية في مكانتها المتدنية ضمن الصيغة الطوائفية اللبنانية. وفي الحالين، كان نبيه برّي هو الشاب المتعلم والبرجوازي في آن واحد.

و"الأستاذ" (أو Maître بالفرنسية، صفة المحامي، خريج السوربون)، الذي انطلق بحياته الجامعية ناشطاً سياسياً موالياً لـ"البعث"، رئيساً لاتحاد الطلبة، سرعان ما يتحول إلى قريب لصيق من "الإمام" الشاب السيد موسى الصدر في مطالع الستينات. إذ وعن نباهة وقوة حدس (ميزتان أصليتان في "السياسي" على عكس "العقائدي")، يجد في رجل الدين هذا، الشجاع والإصلاحي المخالف سلوكاً ولغة وأفكاراً لمشايخ جبل عامل التقليديين، ضالته، التي فيها ترجمة لذاك التوق الناشب في الجماعة الشيعية الحديثة العلم والكفاية، المتشوقة لـ"الدخول" في التجربة اللبنانية بندية وجدارة مكتسبتين حديثاً.

هكذا، لا غرابة أن سيرة برّي هي ذاتها سيرة كوادر"حركة أمل" وصفوة جمهورها (أو حركة المحرومين - أفواج المقاومة اللبنانية)، وخلاصتها الصافية، والتي ستجد في الحروب اللبنانية دربها، الدموي والمكلف، إلى السلطة وغنائمها، كما إلى منازعتها الطوائف الأخرى، على تدبير معنى الكيان اللبناني وهويته.

ولا يُخفى هنا، ذاك المنعطف المصيري في أواخر الثمانينات، والصدام العنيف مع "الخمينية" وحزبها. إذ استشعرت "أمل" بفداحة ما كان يقترحه "حزب الله" آنذاك، بوصفه انقلاباً عدمياً على الصيغة اللبنانية، في اللحظة التي أوشكت فيها الطائفة على قطف ثمار نهايات الحرب، وتوطد الشيعية السياسية كفة راجحة وغالبة في قلب "الوفاق الوطني" الجديد. وإذا كان نبيه برّي قد ارتضى أن يكون "الزعيم الرسمي" للشيعية السياسية، وحسن نصرالله "الزعيم" الكلي القدرة (فوق الدولة وخارجها)، إلا أن الدور "المدني" هذا لرئيس مجلس النواب، ظل دوماً ملتبساً عمداً بـ"السلاح زينة الرجال".

وكما في كل رواية، "عظيمة" كانت أم ركيكة، ندرك بغتة أثناء القراءة أننا في الصفحات التي أوشكنا بها على الخاتمة الدرامية.

و"الأستاذ" الشاعر، الأقل جودة من "شعراء الجنوب"، والذي يردد الكثير من محبيه عبارة "لولا الهاء" في إسمه، يتحسس اقتراب تلك الصفحات الكئيبة. فالرجل وقع بما يتجنبه أي سياسي على الإطلاق: الحصار والعزلة والشيخوخة في وقت واحد. حصار ومزاحمة متوسعة من حزب الله، وعزلة متعاظمة عن "الحليف" السوري وعن زعماء الطوائف الآخرين (لا تكفيه صداقة وليد جنبلاط).

 

 سوريا غاضبة من إصرار عون على استضافة القمة الاقتصادية/خلاف يضاف إلى قضايا عالقة مع الأسد إثر إحجام الرئيس اللبناني عن زيارة دمشق

محمد شقير/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71214/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B4%D9%82%D9%8A%D8%B1-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%BA%D8%A7%D8%B6%D8%A8%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A5%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89/

لا يعني بالضرورة أن خفض مستوى التمثيل العربي في القمة الاقتصادية التي يفتتحها غداً الرئيس اللبناني ميشال عون يشكل انتصاراً للنظام في سوريا، على خلفية أن لا قمة عربية مكتملة النصاب من دون مشاركته، بمقدار ما إن انعقادها لا يلقى ارتياحاً لديه من زاوية أنه كان يحكم لبنان قبل خروج جيشه منه في أعقاب اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.

فالنظام في سوريا كان يتصرف في السابق، كما تقول مصادر وزارية لبنانية لـ«الشرق الأوسط»، انطلاقاً من أنه يحتفظ بالورقة اللبنانية بلا منازع، وأنه الأقدر على المجيء ببرلمان يتناغم مع طموحه في السيطرة على السلطة في لبنان، وأنه وحده الآمر الناهي في تشكيل الحكومة.

أما اليوم، فقد اختلفت الأمور، وبدأ الأسد يكتشف أن الرئيس عون ليس كرئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود. وبالتالي، بات يفتقد إلى أدوات اللعبة في الداخل اللبناني التي كانت تعطيه حق الإمرة في القضايا ذات الشأنين الإقليمي والدولي، أو النطق بالنيابة عن لبنان في المحافل الدولية.

بكلام آخر، فإن النظام في سوريا لم يرق له إصرار الجامعة العربية على أن يستضيف لبنان، وفي ظل غياب سوريا، القمة الاقتصادية العربية، وأن يبادر الرئيس عون إلى إعطاء الضوء الأخضر للبدء في التحضير اللوجيستي والإداري لانعقادها.

وفي هذا السياق، تقول المصادر الوزارية اللبنانية إن النظام السوري كان يراهن على مبادرة عون، بدعم من حلفائه، بطلب تأجيل انعقاد القمة، لأن تأجيلها يشكّل انتصاراً له، لكنه سرعان ما اكتشف أن رهانه لم يكن في محله، وأن إدارته للشأن اللبناني بكل تفاصيله من دمشق أصبحت من الماضي. وتؤكد المصادر أن الرئيس عون الذي ينظر إليه «التيار الوطني الحر» على أنه «الرئيس القوي» لن يفرّط باستضافته للقمة الاقتصادية العربية، باعتبارها تشكل أول منبر عربي له منذ انتخابه رئيساً للجمهورية، يتوجّه من خلاله لمخاطبة أشقائه العرب.

وتلفت المصادر ذاتها إلى أن تصرف محازبي حركة «أمل»، ولو من دون قرار مركزي، برفض دعوة ليبيا لحضور القمة قبل أن تعلق اعتذارها عن الحضور، أدى إلى استحضار إشكالية بين الرئيس عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ما زالت تداعياتها تتفاعل بصمت، وهذا ما يتناقله عدد من النواب المنتمين إلى «التيار الوطني»، بقولهم إن عون لم يكن مرتاحاً إلى أسلوب التعبير الذي قام به هؤلاء في رفضهم حضور ليبيا القمة.

وتضيف المصادر أن قضية إخفاء السيد موسى الصدر هي قضية وطنية بامتياز، وكان من الأفضل أن يبادر من يعترض على حضور ليبيا إلى تنظيم اعتصام في أثناء انعقاد القمة، يتخلله إعداد مذكّرة تتعلق بهذه القضية، وتُسلّم إلى الرئيس عون.

وتلفت المصادر إلى أنها لا تؤيد الرأي القائل، في مجال تبرير تأجيل انعقاد القمة، إنه من غير الجائز للبنان أن يستضيفها وحكومته مستقيلة، وتعتبر أن هناك مبالغة في تقديم موقف النظام في سوريا من انعقادها على أنه انتصر، وتعزو السبب إلى أنه لا قيمة لأي انتصار معنوي لدمشق، ما دام أن القمة انعقدت في ظل غيابها.

وترى أن بعض حلفاء سوريا أخطأوا عندما راهنوا على أن عون ليس ضد أن «يبيع» سوريا موقفاً خارجياً يمكنه «تقريشه»، أي أن يقبض ثمنه في الداخل، خصوصاً في تشكيل الحكومة الجديدة التي يصعب عليها أن ترى النور في المدى المنظور، إلا إذا حصلت معجزة سياسية. فالرئيس عون أظهر حتى الآن أنه ضد مقايضة أي أمر يتعلق بسياسة لبنان الخارجية بمواضيع داخلية يمكن أن ترتد عليه إيجابياً في مسألة تشكيل الحكومة التي ما زالت عالقة، ولا شيء يوحي بأن هناك قدرة في التغلب على التعقيدات التي تعيق ولادتها.

لذلك، يقف لبنان أمام مشهد سياسي جديد جراء الأجواء غير المريحة بين رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، مع أن الرئيس عون لا يتحمّل تبعات خفض التمثيل في القمة الاقتصادية، إضافة إلى ضرورة التريُّث لمراقبة المسار الذي يحكم علاقته بالنظام السوري.

وعليه، فإن مجرد استضافة لبنان للقمة الاقتصادية سيضيف بنداً على ملف الأمور العالقة بين الرئيس عون والرئيس بشار الأسد الذي يأخذ عليه امتناعه حتى الآن عن القيام بزيارة دمشق، في سياق جولته التي قام بها إلى عدد من الدول العربية فور انتخابه رئيساً للجمهورية.

وتتوافق طهران مع دمشق في عدم رضاها عن الرئيس اللبناني الذي لم يشملها حتى الآن في جولاته على دول عربية وغربية.

ويبقى السؤال، هل ما زالت الفرصة قائمة أمام إعادة ترتيب علاقة الرئيس عون بنظيره السوري؟ لأن السياسة في لبنان علمتنا أن لا شيء يمنع الوصول إلى تسوية لتفادي الوقوع في المحظور، وأن هناك من يحاول، استباقاً لانعقاد القمة، الدخول على خط التواصل بين الرئيسين، وهو على ثقة بأنه سينجح في تنقية الأجواء، وتبديد الشوائب التي أحدثها الخلاف حول القمة بغياب سوريا عنها.

كما أنه من السابق لأوانه التعاطي مع التباين الطارئ بين عون والأسد على أنه بداية لتبدل جذري في العلاقة، وأن لبنان يتجه للسير في لعبة الأحلاف الخارجية، وهو أول من اتخذ قراره بأن ينأى بنفسه عن حضور لقاء وارسو، بدعوة من الولايات المتحدة التي تنتظر منه المشاركة في تشكيل أكبر حشد عربي ودولي لمواجهة الأنشطة الإيرانية التي تزعزع الاستقرار في المنطقة، لأن وضعه الداخلي لا يسمح له بالانضمام إلى هذا الحلف أو ذاك، لما يترتب عليه من تهديد للاستقرار من جهة، وتغطيته لتكاليف ثمن فاتورة سياسية وأمنية هو في غنى عن تحمل كلفتها الباهظة.

 

البوارج جاهزة: كيف ستردّ واشنطن على «منبج»؟  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 19 كانون الثاني 2019

منذ انتشارها في سوريا لم تتعرّض القواتُ الأميركية لضربةٍ موجعة كالتي استهدفتها في منبج الأربعاء الماضي، وأوقعت قتلى وجرحى من العسكريين. وهي التي دفعت الى عقد اجتماع على مستوى رؤساء الأركان والقيادة الأميركية الوسطى، بقي أعضاؤه على اتّصال بالرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر الدائرة المقفلة للبحث في ردّ الفعل. فما هو المتوقع في ظلّ استعداد ترامب لعملية عسكرية واليدُ على الزناد؟

توقفت مراجع عسكرية وديبلوماسية عند رد الفعل الأميركي الإستثنائي فور وقوع العملية التي استهدفت مطعماً يرتاده العسكريون الأميركيون والمتعاقدون معهم في مدينة منبج الكردية السورية، وذلك على مستوى القيادة الأميركية المركزية في واشنطن وقيادة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والتي تتّخذ من بغداد مقرّاً لها. فهي المرة الأولى التي تُستهدف فيها هذه القوات في منبج التي تعيش في مرحلة استثنائية سياسياً وعسكرياً فهي قبلة مختلف الأطراف الطامعة بالسيطرة عليها فور الإنسحاب الأميركي منها.

وعليه فقد أُعطيت العملية أبعاداً عسكرية وامنية وديبلوماسية يمكن الإشارة اليها بالملاحظات الآتية:

- عدا عن كونها المرة الأولى التي تُستهدف فيها القوات الأميركية مباشرة في مدينة تقع في منطقة حساسة تتوزع فيها السيطرة ما بين الأكراد في إدارتها المدنية والمحلية وتحت سيطرة القوة المشتركة الأميركية - التركية عقب التفاهم الذي قاد الى إنهاء عملية «درع الفرات» التركية والذي جعل المدينة في وضع استثنائي جداً كونها ما زالت خارج السيطرة التركية على رغم وقوعها غرب نهر الفرات.

- وقع الإنفجار بعد أيام قليلة من قرار الرئيس الأميركي بالإنسحاب من سوريا وبداية الحديث عن القوة البديلة التي ستغطّي الإنسحاب من منبج ومحيطها، بعد التفاهمات التي بدأت واشنطن بنسجها مع الأطراف التي تنشر قواتها في محيط هذه المدينة في ظلّ وجود شرط اميركي وحيد هو إبعاد قوات الجيش السوري النظامي من المنطقة ومنعها الدخول الى المدينة رغم مساعي «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) التي تفاوض مع النظام السوري لتسليمه أمن المدينة من الخارج، على أن تبقى لها السيطرة الإدارية اليومية الداخلية عليها.

- تريّث القيادة الأميركية في توجيه الإتهام الى الجهة المنفّذة للعملية. فإلى عدم الأخذ نهائياً بمضمون إعلان تنظيم «داعش» مسؤوليته عن العملية في انتظار التحقيقات الجارية، فقد رفضت ما اورده بعض وسائل الإعلام الأميركية من اتّهام مباشر للمخابرات التركية بالوقوف خلف العملية منذ اللحظة الأولى على خلفية الموقف التركي المتصلّب من ضرورة السيطرة على المدينة بكاملها تحقيقاً للفصل الأخير من عملية «درع الفرات» التي توقفت عند حدودها. كذلك على خلفية الرفض التركي لمضمون «الإنذار التويتري» الذي وجّهه ترامب الى نظيره التركي رجب الطيب اردوغان إن تجرّأ الإعتداء على المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية وتحظى بحماية اميركية بمعزل عن إبقاء واشنطن قواتها في المنطقة أو سحبها منها.

- بروز معلومات تفيد أنّ الإدارة الأميركية تُحمّل النظام السوري مسؤولية العملية بعد اكتشاف مجموعات تدين بالولاء له تسلّلت الى المدينة قبل ايام من الانتشار الذي نفّذته قوات الجيش السوري في محيط منبج من الجانبين الجنوبي والغربي للمدينة، إثر إعلان ترامب النية بسحب القوات الأميركية منها، وهو ما أعلنته قيادة الجيش السوري في بلاغ عسكري قالت فيه إنها دخلت منبج ورفعت العلم السوري في وسطها، وهذا ما نفته القوات الأميركية والجانب التركي بعد ساعات من هذا البلاغ.

والى هذه الملاحظات التي أشارت اليها تقارير امنية وعسكرية استخبارية فقد كشفت تقارير أخرى أنّ القيادة الأميركية قرأت التفجير في منبج منذ لحظة وقوعه على أنه اعتداء مباشر من «داعش» أو النظام السوري ولا خيار ثالثاً امامها. وعلى هذا الأساس تبلّغت البوارج الأميركية المنتشرة في البحر المتوسط والخليج العربي أمراً بالإستنفار استعداداً لعملية عسكرية محتملة في مناطق يسيطر عليها النظام السوري، وتردّد في حينه أنّ دمشق ستكون المستهدَفة.

وعليه لا تستبعد المراجع العليمة بكثير ممّا يجري في سوريا والمنطقة أن تبادر القوات الأميركية الى ردّ وُصف بأنه سيكون «صاعقاً وقاسياً» بالإستناد الى توصيفها العملية التي قالت إنها «قوية ومدوية»، وهو ما يضع المنطقة امام استحقاق من نوع آخر. فهل تنفّذ القوات الأميركية عمليةً من هذا النوع؟ وماذا سيكون ردّ فعل الروسي عليها وهو الذي أبلغ الجانبين الإسرائيلي والأميركي أنّ القوات السورية النظامية هي المؤهّلة للانتشار بدل القوات الأميركية في المناطق التي ستُخليها. بالإضافة الى انّ كل العمليات التي تقوم بها قوات الطرفين وطائراتهما لها ما يبرّرها إلّا تلك التي يمكن أن تطاول القوات الروسية والسورية النظامية فلها من موسكو كل الرعاية أيّاً كانت الأثمان العسكرية والسياسية والدبلوماسية.

عند هذه التوقعات تستطرد المراجع العسكرية والديبلوماسية في القول «إنّ عملية منبج لن تمرّ كبقية العمليات التقليدية التي تتوقعها الجيوش التقليدية، فهي عملية قاسية وموجعة في شكلها ومضمونها وتوقيتها وبكل المعايير الأميركية. فالرئيس الأميركي تنتظره استحقاقات داخلية باهظة الثمن يحاول تجاوزُها بتوجهاته الجديدة في سوريا والمنطقة والعالم للتغلب عليها واستعادة ما فقده من ثقة الأميركيين الداخلية بعد النهضة الإقتصادية التي حققها وتراجع معدل البطالىة الى 3%».

وتختم المراجع أنّ ما أراده ترامب سيتحقق من خلال العقوبات الاقتصادية والمالية الدولية التي فرضها على ايران وحلفائها والصين وكوريا الشمالية وتلك التي طاولت عدداً من الدول الحليفة لواشنطن كألمانيا وكندا ودول أخرى، وكذلك من خلال قراراته الإقتصادية والمالية الداخلية وقراراته العسكرية في سوريا، ما يشكّل دعوةً واضحةً الى ترقّب الآتي من الإجراءات الأميركية الرادعة التي لن يطول انتظارُها للكشف عنها.

 

القمة البولندية... ومواجهة الأوهام الإيرانية

إميل أمين/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19

هل بلغ اليقين الأميركي مداه تجاه عدم جدوى العقوبات الاقتصادية في التأثير على نظام الملالي في طهران، ولهذا طفا الحديث عن القمة البولندية لإعادة ترتيب الأوراق في مواجهة إيران المنفلتة؟

منذ البداية كان توجه الرئيس ترمب واضحاً، ويسعى في ثلاثة مسارات؛ معاقبة إيران اقتصادياً، ومنعها من حيازة أسلحة نووية، ومعالجة تمدد برنامجها الصاروخي.

والشاهد أنه على الرغم من السياسات الأميركية المتشددة تجاه نظام آيات الله، فإن واقع الحال يشير إلى عدم إبداء طهران أي استجابة أو إبدائها مخاوف من العقوبات الحالية، فقد رفعت من حجم تمويلها لفيالق الحرس الثوري ضمن ميزانية العام الجديد 2019 بما يؤشر إلى عدم تراجعها عن دعم مجموعات عسكرية عاقبتها الحكومة الأميركية بسبب دعمها للإرهاب.

على أن هناك حدثين قائمين بذاتيهما يدلان على أن الغي الإيراني السادر ماض قُدماً، وبصورة غير مسبوقة.

بداية وفي الأسبوعين المنصرمين كانت إيران وعلى لسان قائد عسكري رفيع تعلن عن إرسالها سفناً حربية لغرب المحيط الأطلسي بدءا من مارس (آذار) المقبل، وهذا ما أكده تورج حسني، نائب قائد البحرية الإيرانية الذي أشار إلى أن مهمة المدمرة «سهند» الحاملة للمروحيات، والمرافقة بعدد من قطع البحرية الإيرانية، قد تستمر لخمسة أشهر، والهدف كما يقول هو «الحفاظ على مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المياه البعيدة، إلى جانب الإشراف الاستخباراتي وتوفير أمن الملاحة البحرية».

أي أوهام إيرانية تسكن عقل الملالي، وعن أي مصالح يتحدثون، سيما في ضوء التصريحات المتتالية الصادرة من طهران، وتشير إلى سعي الحرس الثوري بنوع خاص، لمد نطاق عمل قواته البحرية، بحيث يصبح على مقربة من الولايات المتحدة.

يبدو أن الشطط الإيراني قد خيّل للقائمين على الأمر هناك أن وجود حاملات طائرات أميركية على مقربة من مياه إيران الإقليمية، لا بد له من ردود، تسعى من خلالها لإظهار حضورها، وإبراز العلم الإيراني بالقرب من المياه الإقليمية الأميركية، وعلى الرغم من أن المقاربة لا تجوز بين الدولة الأولى عسكرياً حتى الساعة على مستوى العالم وقدراتها القتالية، وبين قطع بحرية إيرانية دعائية لم تعرف التحديث أو الصيانة ومجموعة مروحيات تعود إلى سبعينات القرن الماضي، إلا أن حماة الأمن القومي الأميركي، قد انتفضوا في مواجهة تلك الأخبار، وكان لا بد من الرد الحاسم والحازم على طهران.

الحدث الثاني الذي استدعى انتباه العالم وانزعاجه دفعة واحدة، تمثل في إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن طهران ستطلق صواريخ تحمل أقماراً صناعية إلى مدار الأرض، في غضون الأسابيع المقبلة، في تحد لتحذير أميركي من انتهاك القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن... ماذا يعني هذا الحديث؟

باختصار غير مخلّ يفيد بأن إيران تدخل مرحلة جديدة من مراحل برنامجها الصاروخي، مرحلة تتجاوز فيها المسموح لها أُممياً وبما يفوق حاجاتها الدفاعية، كما تحاجج دوماً، فقد رصدت الأقمار الصناعية الأميركية نشاطاً إيرانياً بموقع صاروخي تابع للحرس الثوري تستخدمه وكالة الفضاء الإيرانية، وحال قيام الإيرانيين بإطلاق الصواريخ الجديدة ستكون هذه هي المرة الثانية، بعد تجربتها لإطلاق صاروخ «سميرغ» الباليستي القادر على حمل أقمار صناعية في يوليو (تموز) الماضي.

لم تلتفت إيران إلى العقوبات الأميركية ولم تعر انتباهاً يذكر للتحذيرات الأوروبية رغم أملها في تلقي العون الاقتصادي من دول الاتحاد الأوروبي التي رفضت انسحاب الجانب الأميركي من الاتفاقية النووية، وها هي تمضي في طريق الاستفزار، حتى وإن كان برنامجها الصاروخي الفضائي محكوماً عليه بالفشل.

لم يكن الفضاء بعيداً عن غرور إيران وأوهامها منذ أن أطلقوا قمرهم الصناعي الأول على صواريخ روسية سنة 2005. ولاحقاً في 2009 أطلقوا صاروخهم الأول، الأمر الذي أدى إلى حالة من حالات «القلق العظيم» في الداخل الأميركي، سيما أن الصواريخ الإيرانية توالت تجاربها وإطلاقها تباعاً، ومن دون أي اعتبار للتحذيرات الدولية، مع متابعة البرنامج النووي في الخفاء، سيما أنه هو الهدف الرئيسي الذي تحاول إيران أبداً ودوماً إنجازه، وإن تطلب الأمر المرور بقنوات ومسارب علنية من باب الخديعة والتمويه.

أحد الأسئلة الجوهرية والمثيرة من أين لطهران رغم العقوبات الاقتصادية المكثفة أن تجد تمويلاً لمثل تلك الأوهام؟

الثابت أن هناك مسارب واضحة لأموال قذرة كثيرة تدخل في سياق غسل الأموال في داخل البلاد، الأمر الذي اعترف به علناً وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في لقاء مع تلفزيون الدولة، وفيه أن «تبييض الأموال حقيقة في بلادنا... أعرف أشخاصاً حصلوا على ربح بقيمة 30 تريليون تومان (7 مليارات دولار)، في صفقة واحدة».

أما وزير الداخلية الإيراني رحماني فضلي فقد أكد أن الأموال القذرة باتت تدخل في السياسة والانتخابات ونقل السلطة السياسية في البلاد... فكم حجم تلك الأموال وهو الفريق الأول المستفيد منها؟

يبدو أنها فلكية، ففيما يعتبر بيدرام سلطاني نائب رئيس الغرفة التجارية أنها تبلغ 35 مليار دولار، تصرح مصادر أخرى بأنها تصل إلى 42 مليار دولار.

وحال معرفة أن الحرس الثوري الإيراني هو المهيمن الأول والأكبر بل الأشرس على كافة أنشطة الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد، يضحى من الطبيعي أن يبقى هذا الفصيل هو المستفيد الأول وربما الأخير.

قمة بولندا كما تراها واشنطن استدعتها الحاجة الماسة لمواجهة دولة تعد الراعي الأول والأكبر للإرهاب عالمياً، ولم يعد وكلاؤها يعملون في البر، سواء في اليمن والعراق وسوريا ولبنان أو غزة، لكنهم اليوم يحلمون بركوب البحار وتسلق الفضاء، ومصادر أموالهم من الداخل، ومن عمليات مشابهة بعض منها في أوروبا، وآخر في أميركا اللاتينية، وثالث بين أفغانستان وباكستان من مخدرات وأسلحة وبشر وإرهاب. غير أن السؤال الذي يحتاج إلى تفسيرات وإضافات كبيرة من قبل واشنطن «ما ملامح ومعالم قمة بولندا؟».

الهدف بلا شك واضح وجلي، أي مواجهة إيران، بما يتجاوز العقوبات الاقتصادية التي لا تجدي، فهل قمة بولندا بداية التحرك العسكري الأميركي تجاه طهران، وإن كان ذلك كذلك، فكيف لها أن تفعل وهي تسحب جنودها الألفين من سوريا، وأن تواجه حضوراً عسكرياً إيرانياً مكثفاً برياً على الأقل؟

تحتاج قمة بولندا قراءة عربية - عربية، بعين براغماتية نرجسية مستنيرة، بالضبط كما يحاول الرئيس ترمب أن يفعل. نعم للتعاون الأميركي - العربي الخلّاق والبنّاء والإيجابي، ولا لحروب الوكالة، فالدم العربي ليس رخيصاً.

الخلاصة: الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها يأخذها.

 

نظام بشار والحضن العربي

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19

الحلف الاستراتيجي بين سوريا وإيران الذي ساعد على إنقاذ بشار الأسد منذ بدايات الثورة السورية هو الحلف الذي يتخوف كثيرون من أن يكون قد تحول إلى عقبة أمام فرص عودة سوريا إلى الحضن العربي. التصعيد الأميركي ضد توسع النفوذ الإيراني في سوريا والمنطقة لا يجعل احتضاناً كهذا عملية سهلة على كل حال. وإذا كان هناك من ينظر إلى هذه العودة السورية من منظار مصلحة سوريا ومصلحة العرب، فإن أسئلة كثيرة ترافق هذه العودة: أي سوريا ستعود إلى العرب؟ وهل يرافق هذا الحرص العربي حرص مقابل من جانب النظام السوري على توفير الشروط التي تسهل عودته إلى حضن العرب؟ وأهم هذه الشروط النظر بحرص إلى الضرر الذي يسببه حلف دمشق - طهران على علاقات الأولى مع محيطها العربي.

إذا كان بقاء النظام السوري قد أصبح أمراً واقعاً، فمن الواقعي أن يعترف الجميع، بمن فيهم النظام، أنه ليس باقياً بقواه الذاتية، بل بالدعم الذي وفرته ولا تزال توفره إيران وحلفاؤها، ومن بعد ذلك الدور الحاسم الذي لعبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقواته. من هنا الوصاية المفروضة على هذا النظام تجعل قراراته محكومة بالمصلحة الإيرانية بالدرجة الأولى، وبالمساومات الروسية مع القوى الكبرى، وخصوصاً الولايات المتحدة بالدرجة الثانية.

كل الوقائع تشير الآن، بعد أكثر من سبع سنوات من عمر الثورة السورية، إلى أن سوريا بوضعها الحالي لم تعد سوريا الأسد، ولا حتى «سوريا الروسية»، رغم الجهد الذي بذلته الدبلوماسية الروسية والسلاح الروسي لحماية نظام بشار الأسد وإنقاذه. فالنفوذ الذي أصبحت تملكه إيران في سوريا، عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، أصبح نفوذاً طاغياً تصعب الاستهانة به. من الخطأ أيضاً عدم التنبه إلى أن حجم الاستثمار الذي يراهن عليه النظام الإيراني في سوريا ليس استثماراً قصير الأمد، ولا هو استثماراً صالحاً للاستبدال. نظام بشار الأسد بالنسبة إلى الإيرانيين صار مسألة تتعلق ببقاء الثورة الإسلامية نفسها. فهو الطريق إلى لبنان و«حزب الله»، وهو النظام المقيم عند حدود القوات الأميركية في كل من سوريا والعراق، وهو النظام المتماهي بشكل كامل مع الهوية المذهبية للنظام الإيراني. لهذا كان تقييم القيادة الإيرانية مع انطلاق الثورة السورية أن خسارة سوريا ستجعل من الصعب الحفاظ على النظام في طهران. لقد اعتبر المسؤولون الإيرانيون أن بقاء النظام السوري انتصار لهم في معركتهم الإقليمية. في هذا الإطار يجب فهم الاتفاقات طويلة الأمد بين العسكريين في البلدين لإعادة بناء الصناعات العسكرية السورية. هذه الاتفاقات هي التي تعطي «الحرس الثوري» و«فيلق القدس» الغطاء والأعذار للبقاء على الأرض السورية وتوسيع قواعدهما فيها والانخراط أكثر في نشاط أجهزة الاستخبارات السورية. لهذا يجاهر قائد «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال محمد علي جعفري بالحقيقة عندما يؤكد أن «الجمهورية الإسلامية ستبقي مستشاريها العسكريين وقواتها الثورية وكل الأجهزة والمعدات في سوريا لتدريب وتنمية قدرات المقاومة ودعم الشعب السوري».

كان انطلاق الثورة السورية وأسلوب القمع الدموي الذي اختار نظام بشار الأسد أن يواجه به مواطنيه فرصة ذهبية لـ«الحرس الثوري» للتدخل في سوريا. كان النظر إلى الثورة على أنها «مؤامرة ضد محور الممانعة» بهدف إسقاط نظام بشار الأسد، باعتباره أحد أركان هذا المحور. وهي الصورة التي لم تتغير إلى اليوم. طغت على «محور الممانعة» هذا هوية مذهبية شيعية منذ البداية. وفيما حاولت قوى سنية كانت محسوبة على النظام «الممانع»، مثل حركة «حماس» التي كان خالد مشعل رئيس مكتبها السياسي في ذلك الحين، إقناع بشار الأسد بفتح حوار مع أطراف المعارضة بدل اللجوء إلى القمع، فقد عجزت عن ذلك ومالت الكفة لمصلحة القوى التي كانت خطتها هي المواجهة بالنار، والتي كان «الحرس الثوري» و«حزب الله» أداتها الأساسية.

النظام السوري هو في نظر إيران جزء أساسي من مشروعها في المنطقة. يدل على ذلك حجم الإنفاق الإيراني على دعم النظام السوري. في تقرير لوزارة الخارجية الأميركية نشر في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي جاء أن إيران أنفقت منذ عام 2012 نحو 16 مليار دولار على نشاطاتها في عدد من دول المنطقة، أهمها سوريا ولبنان والعراق واليمن. وبالطبع، لا علاقة لهذا الإنفاق بما تزعمه طهران من استعداد للمواجهة مع إسرائيل، فالقوات الإيرانية كانت في حالة غياب كامل عن الرد على كل الهجمات التي شنتها إسرائيل على مواقع الجيش السوري ومخازن الأسلحة الإيرانية على الأراضي السورية.

مسألة الوجود الإيراني في سوريا لا تعوق فقط جهود عودة سوريا إلى الحضن العربي. الأرجح أنها ستكون أيضاً عائقاً أمام إعادة الإعمار. وفي الأسبوع الماضي حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من أن سوريا لن تحصل على أموال أميركية لإعادة الإعمار طالما أن القوات الإيرانية موجودة فيها. وبالطبع يؤثر قرار إدارة الرئيس ترمب على الشركات الأميركية. فالنفوذ السياسي والعسكري لإيران في سوريا يجعل فرص الاستثمار فيها أكثر صعوبة بالنظر إلى تأثير هذا النفوذ على الاستقرار الأمني واحتمالات المواجهة المفتوحة مع إسرائيل.

وخلال الزيارة الأخيرة التي قام بها وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل لبيروت سمع المسؤولون اللبنانيون كلاماً تحذيرياً مماثلاً للشركات اللبنانية التي تنوي دخول سوق إعادة الإعمار في سوريا، مع استمرار النفوذ الإيراني فيها. وبلغ التحذير حد التهديد بتعرض هذه الشركات لعقوبات أميركية إذا خالفت قرار واشنطن. إذا كان الرهان العربي على استعادة العلاقات مع سوريا هو لقيام حالة من التوازن مع النفوذ الإيراني، فإن السؤال الذي يحتاج إلى جواب هو: هل يرغب النظام السوري في قيام هذا التوازن؟ وهل يملك القدرة على إقامة مثل هذا التوازن، حتى لو أراد؟

 

الاختلاف على الخلاف مع إيران!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19

على الفضائيات الدولية، وفي بعض المقالات التحليلية، يتبرع بعض الإخوة المعلقين من العرب، خصوصاً على الفضائيات التابعة لدول أجنبية، التي تملأ الساحة الإعلامية اليوم، بالقول بنبرة جازمة حول العلاقات العربية - الإيرانية بشكل عام، ومن جهة خاصة العلاقات الخليجية - الإيرانية. خلاصة قولهم في هذا الملف إن «الأفضل والأكثر حكمة، وربما توفيراً في الجهد والمال» أن يتوافق الخليجيون مع إيران! وهذا القول بأشكال مختلفة وبعبارات متغيرة ينقله أيضاً بعض المحللين الخليجيين، على الأقل في الندوات المغلقة. لا أريد ولا أرغب ولا أسمح لنفسي بالدخول في مناقشة النيات، فذلك علمه عند الله، ولكن أريد أن أناقش الموضوع من زاوية تحكيم المنطق العقلي. أعرف مسبقاً أن البعض لن يروقه هذه التحليل، فنحن كعرب اليوم منقسمون في كثير من القضايا، والناس تنقسم في الآراء بسبب خلفيتها السياسية أو تحيزها المسبق، أو بسبب معلومات ناقصة أو غير متوفرة، أو في بعض الأحيان من أجل المناكفة والنكاية لا غير. كل ذلك وارد وممكن، فطبيعة الاختلاف ربما هي الطبيعة الثانية للبشر. نعود إلى القول إن الأفضل أن يكون هناك «وفاق» خليجي مع إيران، يجنّب المنطقة الكثير من الشر الذي يختفي خلف أقنعة كثيرة، يبدو القول على كلياته قريباً إلى القبول!

ولكن كما يقال دائماً «الشيطان في التفاصيل». فأولاً إن أيَّ «وفاق» يحتاج إلى أن يكون أطرافه قابلة على الدخول في «عملية الوفاق» بشكل متكافئ، من أجل الوصول إلى الهدف النهائي. فعلى أي واقع أو مستند أو أقوال يقرر الإخوة الداعون إلى وفاق مع إيران أن الطرف الإيراني يقبل بأن يدخل في حوار يسير نحو الوفاق، أو يدخل في نقاش دبلوماسي، أو حتى قنوات خلفية، لبدء مثل هذه العملية؟ جُرّب ذلك جزئياً مع مرحلة رفسنجاني ومن بعده خاتمي، إلا أن التشدُّد هو الذي تفوّق في النهاية!

الطرف العربي الخليجي واضح جداً في حدود ما يرغب فيه من إيران، نقاط الرغبة تأتي من معلومات وليس تكهنات. إن موقفه بسيط واضح، يتلخّص في أن تكف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها العرب، وأن تتصرف كدولة مسؤولة مقيدة بالقوانين الدولية التي تفرضها المعاهدات الدولية. هذا الأمر على إطلاقه غير متوفر لدى الدولة الإيرانية، على الرغم من بعض الرسائل الإعلامية. إن هناك «دولتين» في إيران؛ واحدة «معتدلة» ترغب في الحوار، وأخرى «ثورية» ترغب في نشر رؤيتها في الحكم والإدارة على الآخرين وحتى بالقوة، الأخيرة في الغالب هي الأكثر تمكناً في النظام الإيراني القائم، وهي غير قابلة للحوار، ولا تفرق مع الأسف بين فقاعات الأماني، وصخور الحقائق. ثانياً تلك الثورية لها مرجعية تعبوية سياسية مغلقة ومغلفة بالكثير من الغطاء «المذهبي»، فأساس المشكلة مع إيران، على عكس ما يتصور البعض، سياسي، أكثر بكثير من كونه «مذهبياً»، هو نوع من الآيديولوجيا التوسعية، مغموسة في وعاء مذهبي.. فكرة يقينية ذات نزعة تبشيرية واستعلائية.

الخلاف المذهبي في الحالة الإسلامية أقل بكثير من الفروق المذهبية والثقافية في الديانة المسيحية على سبيل المثال، وقد مرّت تلك الثقافة بصراعات مذهبية دموية دامت عقوداً، وخرجت أوروبا في النهاية بدرس ثمنه الكثير من الدماء. إن الخلاف المذهبي والثقافي لا «يفسد الود»، إن نُقّي من المصالح التوسعية وشهوات الهيمنة، بل هو إضافة، إن فُهم في حدوده الاجتهادية ووُظّف بشكل حضاري وإيجابي. الفرق أن هناك افتراضاً لدى القابضين على السلطة في إيران بأنهم يمثلون «ثقافة المغلوبين»، ولديهم مشروع سياسي «لتمكين هؤلاء المغلوبين» أو حسب التعبير الثوري الإيراني، «المستضعفين»، وأن من واجبهم، حسب ذلك الافتراض، «تحرير المستضعفين» في الجوار العربي! بما فيه «تحرير فلسطين»! هو افتراض في حده الأدنى سوء فهم، وربما ينطوي على سوء نية! وهذه الثقافة أصبحت فلكلورية، أقرب من كونها عملية أو مقنعة، لأنها لم تعطِ أيّ نتائج في إيران نفسها، فلا العمل توفّر لكثير من الشباب الإيراني، ولا الاقتصاد انتعش، ولا الحريات ازدهرت، وقد برز الاجتماعي السياسي في إيران، وتوسع بين المكونات الإيرانية نفسها. إذن الافتراض بأن «المشروع» يمكن أن يكون قابلاً للتصدير في الجوار هو متابعة للوهم أكثر منه احتمالاً واقعاً. ثالثاً، ومن جانب آخر، فإن شعار الوقوف مع المستضعفين فُرّغ من محتواه للعقلاء على الأقل. فوقوف إيران مع نظام ديكتاتوري فظّ غليظ اليد في سوريا قتل مئات الآلاف من شعبه المستضعف، وخرّب مدناً وطرد ملايين من المستضعفين خارج أرضهم، هذا الوقوف بالسلاح وبالرجال وبالمال، فرغ ذلك الشعار من مضمونه، وأصبح شعاراً ذا طبيعة انفعالية لا أكثر. طبعاً هذا بجانب ما تقوم به إيران في العراق، وهي تتدخل هناك دون أن تقرأ تاريخ الشعب العراقي، حتى الحديث منه، كمثال جلب صدام حسين عدداً من العرب (غير العراقيين) إلى العراق من أجل تأييده، وأغدق عليهم الامتيازات، مما أوغر قلوب العراقيين، ولما توفرت الصدع المناسبة، قام الشعب العراقي بالتخلص منهم، كما ذكر لنا المرحوم فالح عبد الجبار في كتابه المهم «العمامة والأفندي». إن العراقيين أطلقوا النار من الخلف على بعض ذلك الفيلق العربي، بمجرد أن تقدمت القوات الأميركية عام 2003 باتجاه بغداد! ليس كرهاً في العرب، ولكن كرهاً في مناصرتهم لنظام تسلطي في العراق، هذا يعني أن الوطنية العراقية، مهما ظهر أنها قد «تسامحت» مع الوجود والنفوذ الإيراني، تخزّن «مقاومة» حقيقية لهذا التدخل، والدليل أمامنا اليوم في «تململ» بعض القوى السياسية العراقية من ذلك التدخل. كما تقوم إيران بأشكال أخرى في اليمن وفي لبنان بتدخُّل غير مرحب به من غالبية الشعبين اليمني واللبناني، وهي عناوين لا تحتاج للعودة إلى شرحها، وأما الوقوف مع الفلسطينيين، فذلك شعار لا يهضمه اليوم إلا البسطاء، فلا شبر تحرر، وليس بالوارد قيام صدام إسرائيلي - إيراني في خيال متخِذ القرار في طهران! إذن رابعاً فإن الوصول إلى سن الرشد الإيراني قد يتأخر، وقد يسبّب ذلك التأخرُ الكثيرَ من العناء والألم للشعب الإيراني أولاً بكل مكوناته، وسوف يستمر الشحن العاطفي من جهة، والمقاومة من جهة أخرى لدى قطاع واسع من الإيرانيين، حتى الوصول ربما إلى مرحلة «التفجر»! خامساً بالنسبة للبعض الذي يرى أن «الخليجيين العرب» هم من يقفون ضد وفاق ما مع إيران، فإن أقوالهم تسير في اتجاه الريح التي تقوم اليوم بشيطنة الخليجيين، وهي تحيُّزات يصدقها المستمع والقارئ «الضرير» الذي يرى ولكن لا يبصر الحقائق، أما من يعرف الواقع فهو يشاهد هذا التدخل غير المبرر وغير المؤدي إلى نتائج ملموسة من الإيرانيين في الشأن العربي، كل ما أنتج هو خراب ودماء، فمشروع إيران السياسي خير ما يوصف به أن له مظهراً من مظاهر «المغالطات المنطقية»، مشروع كهذا كيف يمكن خلق قنوات للحوار معه؟!

آخر الكلام: إذا لم تكن قادراً على التحكم في سرعة الريح العاتية، فعلى الأقل عليك أن تتأكد من قوة أوتاد خيمتك!

 

هنا قصر الكتاب

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19

من الأخبار الذهبية، أو الماسية النادرة في لبنان، إعادة افتتاح المكتبة الوطنية التي انتهى العمل في ترميمها منذ شهر. وكانت تقوم في المبنى قبل الحرب كلية الحقوق. وقبلها كان مقر المدرسة الرسمية المهنية، التي عُرفت باسم مدرسة الصنائع، على اسم المنطقة.

يا للروعة! أقام هذا المبنى عام 1904 السلطان عبد الحميد. وقد ترك الأتراك لنا ذكريات مريرة ومشانق، لكنهم تركوا أيضاً بعض آيات العمران في السراي الحكومي والمسجد العمري وحديقة الصنائع، وقبالتها ما هو اليوم مبنى وزارة الداخلية وتوأمه، المكتبة الوطنية. يا للروعة!

تحت السقوف العالية، وفي الممرات الوسيعة، وخلف الشرفات المطرزة والنوافذ المشرقة، أُعيد توزيع ثروة لبنان الكبرى: 400 ألف كتاب جمعت منذ القرن التاسع عشر. وكان مكانها في الماضي في قلب مبنى البرلمان، وسط المدينة، أما الآن، فقد استقلت بحدائقها وأعمدتها الرخامية وحجارتها الرملية الشهباء.

شرفني وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري، بأن افتتح موسم المحاضرات في المكتبة الخميس الماضي، ولم يكن اختيار الموضوع صعباً. الصعوبة كانت في وضع مطالعة تليق بالكتاب، وبهذا المقام الذي أفسح له. ولا مبالغة إطلاقاً بالقول إن في هذه الدار شيئاً من أبَّهة المكتبات الوطنية في فرنسا وبريطانيا. وليس هذا ما يدهش. الدهشة الكبرى عندما تتذكر أن لبنان، في أيام دولته، جعل هذه التحفة العمرانية، مدرسة مهنية، ومن ثم جعلها مقراً لكلية الحقوق في الجامعة اللبنانية. فلما وزعت الحرب خرابها على معالمه الحضارية والثقافية، ثمة من تنبه في إعادة الإعمار إلى أن هذا المكان لا يليق به إلا عطر العبقريات وعبق التاريخ.

رويتُ للحضور كيف كانت المكتبة الوطنية تضمنا أيام شبابنا. وكيف كان الفرق بين رفوفها مثل نزهة يومية في رواق كبار الأدباء وأكثرهم إمتاعاً ومؤانسة، على ما قال أبو حيان التوحيدي. وكان أمينها آنذاك، الشاعر محمد يوسف حمود، الغزير المعرفة، وموزع الرعايات على رواد الصرح.

ولم يهوِ الصرح إلا وقام من جديد. منع الأتراك في ولاياتهم الطباعة والكتب، لكنهم تركوا لنا الهياكل الجميلة نملأها. أما الفرنسيون فبعد عام واحد على وصولهم (1921) أعلنوا إنشاء دار الكتب من أجل أن تحفظ نتاج المؤلفين اللبنانيين. وسواهم.

 

صراعات طويلة الأمد وإرادة مخطوفة

محمد العرابي/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/19

تبدو محاولة الإطلال على الأوضاع الاستراتيجية في المنطقة العربية، وخصوصاً في مستهل عام جديد، ضرورة ملحة ولا غنى عنها، فالمنطقة محاطة بوجود إقليمي غير عربي على صلة وتماس بما جرى ويجري في شؤوننا الداخلية، فضلاً عن نفوذ لقوى دولية لها مصالح تحميها بأدوات سياسية وعسكرية.

وعند التصدي لاستشراف ما هو قادم يجب التحلي بالصراحة والموضوعية للتوصل إلى تقديرات حقيقية بشأن المستقبل، ولتكن البداية من تقييم وضع الكيانات الإرهابية باعتبارها أكبر مخاطر العام الماضي، وكيف سيكون شكلها في عامٍ جديد؟

إن الإرهاب الذي استشرى في المنطقة وأصبح عابراً للحدود بهدف التقليل من قيمة الدولة المركزية وإضعاف الجيوش التقليدية، يمكن القول إن كياناته التي خُلقت واستقرت على الأرض ستظل باقية، رغم ما جرى من إضعاف لقدراتها وإمكانياتها بشكل مؤثر، فيُمكن القول إن سمة «إطالة أمد الصراع» ستظل مسيطرة إلى حد كبير على مشكلة الإرهاب وغيرها من أزمات المنطقة. وتمتاز الجماعات الإرهابية بطبيعة تكوينها - مع الأسف - بالسرعة مقارنة بالحكومات، وذلك من حيث امتلاك الأدوات، وإعادة التجمع والتمركز في مناطق جديدة مثل دول مالي، والنيجر، وتشاد.

وعلى المنوال نفسه، يمكن التقدير أن مشكلات المنطقة تم اختطافها من الإرادة العربية، إلى حد أن المبعوثين الأمميين إلى المنطقة، كلهم من جنسيات غير عربية باستثناء غسان سلامة الموكل بالمهمة في ليبيا، ويصل بنا ذلك إلى ملاحظة استمرار ضعف تأثير المنظمات الإقليمية في مشاكل المنطقة.

ويكفي التذكير أن دولة عربية مثل سوريا، ولأول مرة في تاريخ المنطقة تنشط بها 8 جيوش لدول مختلفة، بخلاف الجماعات المسلحة. ليس التدخل العسكري المباشر وحده هو المعضلة في الوضع الاستراتيجي بالمنطقة، فهناك شهية مفتوحة ومتزايدة للكيانات الإقليمية مثل إيران، وتركيا، وإسرائيل، وإثيوبيا، للتدخل في شؤوننا. وللتدليل على ما سبق يمكن النظر للحالة التركية، التي تحولت من التدخل الناعم إلى الحضور الخشن، وتوجد قوات تركية في العراق وسوريا وقطر، وتعمل الآن بالوكالة عن قطر في ليبيا.

وعلى جانب آخر، فهناك تزايد واضح في عدد القواعد العسكرية بالمنطقة، وخاصة منطقة القرن الأفريقي، إلى الحد الذي يمكن القول معه إن المنطقة تخوض حرب استنزاف، فقد غرقت في نفقات الأمن، وضعفت إمكانيات تنمية الشعوب.

وعلى مستوى التحالفات الاستراتيجية، فقد ظهرت تحالفات جديدة لم تكن متوقعة؛ منها تحالف روسيا، وإيران، وتركيا، وتزامن مع ذلك بروز تحالفات على المستوى التكتيكي لم تكن متوقعة أيضاً، وتحالفات قوى متنافرة لتأمين ممرات آمنة لخروج تكفيريين بأسلحتهم وعائلاتهم.

إن الوجود العسكري الروسي غير المسبوق بقوات مقاتلة على أراضٍ عربية، يجب النظر له بعناية فائقة لما له من انعكاسات على خرائط النفوذ في العام الجديد.

ويبدو أن المتغيرات المحيطة بالمنطقة، ستطور مفهوم الأمن القومي لدول المنطقة باعتباره يبدأ من خارج الحدود.

الوضع الاستراتيجي للقضية الفلسطينية، ورغم التردي الحاصل منذ عقود بشأنه، يبدو أنه ومع الأسف سيواكبه كذلك تراجع في الاهتمام بها، والذي يمكن القول معه إن إسرائيل باتت في «راحة استراتيجية» غير مسبوقة.

ورغم صعوبة توقع السياسة الأميركية أو التنبؤ بها، فإنها لا تزال تمتلك ناصية التخطيط للمنطقة مثل ما يطلق عليه صفقة القرن، وتحالف منطقة الشرق الأوسط، ويتواكب ذلك مع تزايد وتيرة التسليح.

* وزير خارجية مصر الأسبق

 

Arafat and the Ayatollahs/عرفات والملالي

حزب الله والحرس الثوري.. الانطلاقة كانت من معسكرات منظمة التحرير في لبنان، وعرفات اعتقد أنه يستطيع ركوب حصانين في آن وتحقيق التوازن بين إيران والعرب.

تقرير من اعداد طوني بدران/جريدة العرب/الأحد 2019/01/20

http://eliasbejjaninews.com/archives/71171/tony-badran-tablet-arafat-and-the-ayatollahs-%D8%B7%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%8A/

حزب الله والحرس الثوري.. الانطلاقة كانت من معسكرات منظمة التحرير في لبنان، وعرفات اعتقد أنه يستطيع ركوب حصانين في آن وتحقيق التوازن بين إيران والعرب.

قبلات مجانية

واشنطن – عند الحديث عن علاقة إيران بالقضية الفلسطينية، يطرح مباشرة ملف تبعية حركة حماس لإيران. لكن، لعلاقة اليوم جانب آخر منسي تأثيراته مازالت ماثلة بعد أربعين عاما من قيام الجمهورية الإسلامية في إيران التي كان لمنظمة التحرير الفلسطينية دور في تطور نظامها ودعم مؤسسها آية الله الخميني، وفي تشكيل الحرس الثوري الإيراني، كما في ترسيخ الدور الإيراني في لبنان منذ الحرب الأهلية.

يكشف عن البعض من هذه التفاصيل، التي ضاعت بين سطور الأجندة الإيرانية في المنطقة وما تتسبّب فيه من صراعات ومشاكل وفوضى، الباحث اللبناني طوني بدران في تحليل نشرته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ضمن سلسلة لتغطية الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، وما أحيط بهذا الحدث المفصلي.

يركز التحليل على علاقة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالخميني، ويروي معلومات حول دعم حركة فتح للثورة الإيرانية، ودورها في تسليح الشيعة، وكيف أن حركة أمل وبعض قيادات حزب الله والحرس الثوري الإيراني هم “من خريجي” معسكرات التدريب التابعة لحركة فتح.

عندما وصل ياسر عرفات إلى طهران في 17 فبراير 1979، كأول “زعيم أجنبي” دُعي لزيارة إيران بعد أيام قليلة من انتصار الثورة الإسلامية. وصف عرفات هذه الزيارة بأنها بمثابة زيارة “بيته”. كان عرفات يضمر شيئا من وراء كلماته المنمّقة. فبعد أن أمضى عقدا في تطوير وتعزيز العلاقات مع جميع القوى الكبرى في ذلك الوقت، من الماركسيين إلى الإسلاميين، الذين أطاحوا بالشاه، أصبح لديه سبب وجيه للشعور بأن له دورا في انتصار الثورة.

خلال الأيام العصيبة التي شهدتها إيران بين سنة 1967 و1979، كان الفلسطينيون حاضرين. وكانوا جزءا من الثورة وساهموا في تشكيل نظام الخميني. بالنسبة لياسر عرفات، مثّل النظام الثوري في إيران فرصة لحصول الفلسطينيين على حليف قوي جديد.

بالإضافة إلى ذلك، رأى عرفات فرصة للعب دور الوسيط بين إيران والعرب، وتشجيعهما على تجنّب الصراع مع بعضهما البعض، والعمل لصالح دعم كفاح الفلسطينيين ضد إسرائيل. ومع ذلك، سرعان ما أصبح من الواضح أن طموح عرفات غير قابل للتحقيق، وأنه سيصبح في الواقع خطرا على القضية الفلسطينية.

بدأت العلاقة بين الفصائل الثورية الإيرانية والفلسطينيين في أواخر الستينات بالتوازي مع صعود عرفات في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية. في سنة 1963، وبعد حملة القمع التي شنتها الحكومة الإيرانية ضد المعارضة، قررت هذه الأخيرة اعتماد أساليب حرب العصابات ضد الشاه.

ومع نهاية العقد، تواصلت فصائل المعارضة الإيرانية مع ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في دول إقليمية بما فيها قطر وحتى العراق حيث كان آية الله الخميني يعيش منذ 1965. سرعان ما وجدت التنظيمات الماركسية الإيرانية طريقها إلى معسكرات منظمة التحرير الفلسطينية في الأردن وجنوب اليمن. بعد هزيمة الجيوش العربية في حرب 1967، جعلت سلسلة من عمليات منظمة التحرير الفلسطينية من عرفات نجما إعلاميا.

كانت ليبيا مصدرا مهما لتمويل الخميني ولحركة مجاهدي خلق. ثم أصبحت حليفا فاعلا مع اندلاع الحرب بين الجمهورية الإسلامية المولودة حديثا وصدام حسين، والذي قدم نفسه على أنه سيف العرب ضد الفرس، وسعى إلى سحق جارته الثورية

وعانت منظمة التحرير من هزيمة عسكرية وسياسية كبيرة في 1970، عندما تصادمت مع الجيش الأردني في الأردن. ثم طردت المنظمات العسكرية الفلسطينية، في ما أصبح يعرف باسم “أيلول الأسود”.

كان لبنان البلد الوحيد الذي قدم للفلسطينيين المهزومين القدرة على العمل بحرية تحت غطاء عربي، وتم ذلك من خلال اتفاق القاهرة سنة 1969. ولأن موقف منظمة التحرير الفلسطينية في هذا البلد الصغير لم يكن له مثيل في أي مكان آخر في العالم العربي خلال السبعينات، فقد أصبح لبنان الموقع الذي وقع فيه الجزء الأكبر من لقاءات الثوريين الإيرانيين مع الفلسطينيين.

حتى قبل انهيار نظام لبنان، واندلاع الحرب الأهلية، والتي تمت تغذيتها في جزء منها بالأسلحة والطموحات الفلسطينية، أصبحت البلاد ساحة تدريب للثوار من جميع أنحاء العالم، ومغناطيسا للكوادر من الفصائل الثورية الإيرانية، من الماركسيين إلى الثيوقراطيين وغيرهم.

عملت الجماعات اليسارية الفلسطينية، مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع الفصائل الإيرانية اليسارية، مثل الفدائيين الماركسيين، من أمثال منظمة فدائيي خلق الإيرانية المسلحة، وأيضا تعاملت مع جماعات شيوعية صغيرة أخرى.

في المقابل، عملت حركة فتح مع الجميع. كان خليل الوزير، المعروف أيضا باسمه الحركي أبوجهاد، منسق هذه الأنشطة، وكان اليد اليمنى لياسر عرفات والقائد العسكري الرئيسي لحركة فتح.

لبنان همزة الوصل

لم يكن عدد المقاتلين الذين تدرّبوا في لبنان مع الفلسطينيين كبيرا. لكن الكوادر الإيرانية في لبنان تعلّمت مهارات مفيدة واشترت أسلحة ومعدات وهرّبتها إلى إيران. وأشار تقييم استخباراتي أميركي سنة 1977 إلى “كمية الأسلحة المتطورة المتاحة للإرهابيين”، والتي تضمنت “بنادق هجومية، وصواريخ خفيفة خارقة للدروع (أر.بي.جي)، وربما قذائف هاون، الأمر الذي يتيح لهم مرونة كبيرة في تكتيكاتهم”.

لكن تكتيكات حرب العصابات التي نفذتها الجماعات اليسارية الإيرانية لم يكن لها نجاح يذكر في النضال الثوري داخل إيران. لكن هذه التكتيكات ستلعب دورا في الفترة الانتقالية في أعقاب انهيار نظام الشاه رضا بهلوي.

كانت فصائل المعارضة الإيرانية الرئيسية الثلاثة العاملة في لبنان هي: حركة حرية إيران، التي غالبا ما توصف بأنها حداثية إسلامية؛ وحركة مجاهدي خلق الإيرانية؛ والإسلاميون المنقادون لآية الله الخميني. لكن عمل منظمة التحرير الفلسطينية مع جميعها لا يعني أن ياسر عرفات صنفها على نفس المستوى. لم تطور منظمة التحرير الفلسطينية أي علاقة جديّة مع حركة حرية إيران، حليفة الزعيم الديني الشيعي الإيراني-اللبناني موسى الصدر.

أقامت منظمة التحرير الفلسطينية علاقات عمل وثيقة مع الخميني. وكانت أهم ثلاث شخصيات نشطة في لبنان في تعاملها مع منظمة التحرير الفلسطينية هي محمد صالح الحسيني، الذي كان ناشطا في العراق حيث اتصل مع فتح قبل مجيئه إلى لبنان في 1970، وجلال الدين فارسي، وهو ناشط إسلامي ترشح للرئاسة في 1980 ضمن التيار التقليدي (قبل أن يستبعد بسبب أصله الأفغاني)، ومحمد منتظري، ابن رجل الدين البارز آية الله حسين علي منتظري، الذي كان له دور قيادي في تطوير فكرة إنشاء الحرس الثوري الإسلامي.

وقدم العضو في حركة التحرير الفلسطينية أنيس نقاش، الذي قام بالتنسيق مع هؤلاء الثوريين الإيرانيين الثلاثة، سردا لهذه العلاقة. وتحدث عن خوف حلفائه الخمينيين من انقلاب بعد فوزهم، كقوة دافعة لتأسيس فيلق الحرس الثوري. وقد تبنى الفكرة. وادّعى نقاش أن جلال الدين فارسي اتصل به، وطلب منه صياغة الخطة لتشكيل الدعامة الأساسية للنظام الخميني.

طوني بدران: من خلال إقامة علاقات مع الخمينيين، ساعد عرفات على تحقيق عكس حلمه. حوّلت إيران الفصائل الفلسطينية إلى وكلاء لها وحصرت منظمة التحرير في الهامش الإقليميطوني بدران: من خلال إقامة علاقات مع الخمينيين، ساعد عرفات على تحقيق عكس حلمه. حوّلت إيران الفصائل الفلسطينية إلى وكلاء لها وحصرت منظمة التحرير في الهامش الإقليمي

قد يكون تشكيل الحرس الثوري الإيراني أكبر مساهمة منفردة قدمتها منظمة التحرير الفلسطينية إلى الثورة الإيرانية. بعد الثورة، طلب منتظري من عرفات إرسال مقاتلي فتح إلى إيران لتدريب المجندين الجدد في الحرس الثوري، لكن ذلك لم يحدث بسبب معارضة أفراد من الحكومة المؤقتة.

بدت التقارير التي تشير إلى وجود فلسطيني كبير في إيران مبالغا فيها. في الوقت الذي قد يتخيل فيه الفلسطينيون، وأعداؤهم، نفوذا كبيرا لمنظمة التحرير الفلسطينية داخل إيران، لا يوجد دليل على حقيقة ذلك.

كان لبنان ساحة القتال الرئيسية التي التقى فيها الفلسطينيون والإيرانيون. كان النّشطاء الخمينيون في لبنان معادين لحركة حرية إيران وحليفهم موسى الصدر، الذي تحولت علاقته مع الفلسطينيين إلى عداوة. أدى العداء المتبادل بين الخمينيين والفلسطينيين مع الصدر في سنة 1978 إلى “مقتل” رجل الدين الشيعي اللبناني في ليبيا، وهي الدولة التي أقام الخمينيون علاقات مع زعيمها في ذلك الوقت معمر القذافي، بمساعدة من الأطراف الفلسطينية.

وأوضح مساعد عرفات علي حسن سلامة لضابط وكالة المخابرات المركزية روبرت أيمس، أنه كان من المفترض أن يلتقي الصدر مع آية الله محمد بهشتي، أحد كبار مساعدي الخميني، لتسوية الخلافات تحت رعاية القذافي في طرابلس. وصل الصدر، لكن بهشتي لم يأتِ. ووفقا لسلامة، طلب بهشتي من القذافي أن يحتجز الصدر، الذي وصفه بأنه عميل غربي و”تهديد للخميني”.

في لبنان، وجهت دوائر الصدر أصابع الاتهام إلى حلفاء عرفات، جلال الدين فارسي ومحمد صالح الحسيني. وفقا لهذه الدوائر، قال حسيني لمسؤول من حركة أمل “صديقك لن يعود”.

بالإضافة إلى دورها في تصفية الصدر، كانت ليبيا مصدرا مهما لتمويل الخميني ولحركة مجاهدي خلق في نفس الوقت. ثم أصبحت حليفا فاعلا مع اندلاع الحرب بين الجمهورية الإسلامية المولودة حديثا وصدّام حسين، والذي قدم نفسه على أنه سيف العرب ضد الفرس، وسعى إلى سحق جارته الثورية.

أدّت جملة التحالفات والتّنافسات القاتلة التي تشابكت في لبنان إلى نشوء صراع على السلطة في فترة انتقالية دامت سنتين بعد انتصار الثورة، حيث تحرك الخمينيون لتعزيز قبضتهم على السلطة.

فهم ياسر عرفات أن للخمينيين قدرة على التعبئة الشعبية بين القوى الثورية داخل إيران. لكنه كان يتطلع إلى إبقاء قنوات متعددة مفتوحة، أثناء محاولته الاستفادة من العلاقات المتناقضة. بعد الثورة نفسها، حافظ على صلاته مع حركة مجاهدي خلق، التي كانت تخوض معركة عنيفة مع فصائل الخميني بين 1979 و1981. وتجمّع ذلك في الحزب الجمهوري الإسلامي، الذي أطلق على نفسه اسم حزب الله.

وأوضح هاني فحص، وهو رجل دين شيعي لبناني عمل مع حركة فتح كحلقة وصل بينها وبين الإيرانيين، أن ياسر عرفات واصل علاقته مع مجاهدي خلق كوسيلة لـ“وخز” النظام الإيراني الجديد إذا أراد شيئا ما أو إذا كان مستاء منهم. كان هزّ الدول العربية أسلوبا راسخا عند ياسر عرفات، واعتقد أنه يمكن أن يتكرّر مع إيران.

قمع النظام الإيراني الجديد التمرّد الكردي في سنة 1980، ولاحظ وزير الدفاع آنذاك، مصطفى تشمران، الذي قضى بعض الوقت في لبنان وكان حليفا مقربا من موسى الصدر، أن نفس أساليب حرب العصابات التي استخدمها الفلسطينيون وحلفاؤهم ضد ميليشيا أمل في لبنان كانت حاضرة في مواجهة الأكراد.

ومع ذلك، فإن تواصل العلاقات بين ياسر عرفات ومجاهدي خلق في الوقت الذي يخوضون فيه معركة دامية مع الحزب الجمهوري الإسلامي، ومحاولاته التدخل في الشؤون الإيرانية الداخلية، لم يعجب الخميني الذي لم يكن راضيا على تصرفات الزعيم الفلسطيني ورأى فيها نوعا من التهديد. وسرعان ما تمّ صد محاولات منظمة التحرير الفلسطينية للتدخل في المجال السياسي الإيراني، بطرق واضحة.

ممنوع التدخل

يروي هاني فحص طرفة حول المرّة التي قدم فيها رأيه، خلال محادثة بين محمد صالح الحسيني وجلال الدين فارسي عن الشؤون الخارجية الإيرانية، مشيرا إلى أن الحسيني رد عليه بأن المسائل الإيرانية لا تعنيه.

لم تكن حادثة فحص استثناء. امتد هذا الموقف لعرفات وآخرين. وأشارت مذكرة وكالة الاستخبارات المركزية، سنة 1980، إلى عمليات مراقبة مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في إيران. لم يسمح النظام الجديد لعرفات وجماعته بأن يتدخلوا في الشؤون الإيرانية.

لم تكن محاولة عرفات لممارسة السياسة داخل إيران الوحيدة التي أفسدت علاقته مع الخميني. منذ البداية، حاول عرفات الاستفادة من علاقاته مع النظام الجديد بمحاولة التوسط في أزمة رهائن السفارة الأميركية في إيران التي دامت 444 يوما.

أغضب تدخل عرفات الخميني، وزاد من شكوكه في الزعيم الفلسطيني. وعندما أرسل عرفات أحد كبار مساعديه، أبوالوليد (سعد صايل)، إلى طهران للتوسّط بناء على طلب الأميركيين، رفض الخميني استقباله.

عمّقت الحرب العراقية-الإيرانية مأزق رئيس منظمة التحرير الفلسطينية. لم يستطع عرفات الوقوف مع إيران وإدانة العراق. فقد كان من شأن ذلك أن يفقده دعم العرب، وخاصة دول الخليج الغنية التي دعمت صدّام حسين.

مرة أخرى، حاول عرفات التوسط. لم يكلف الخميني، المشغول بخوض حرب قتل فيها نصف مليون جندي معظمهم من الإيرانيين، نفسه عناء التعامل معه. إذا كان عرفات يعتقد أنه يستطيع ركوب حصانين في آن واحد، وتحقيق التوازن بين إيران والعرب، فسرعان ما تم تخليصه من هذه الفكرة.

عملت الجماعات اليسارية الفلسطينية مع الفصائل الإيرانية اليسارية، ومع جماعات شيوعية صغيرة أخرى. في المقابل، عملت حركة فتح مع الجميع. كان خليل الوزير، المعروف أيضا باسمه الحركي أبوجهاد، منسق هذه الأنشطة

في نهاية 1981، كان عرفات قد فقد مكانته في طهران. وزاد اغتيال اثنين من أقرب حلفائه الإيرانيين هما محمد منتظري ومحمد صالح الحسيني، تلك السنة من سوء وضعه.

داخل لبنان، كان حزب الله بدأ في دمج نفسه، واستخدم بعض الأطراف، مثل الحسيني علاقاتهم مع حركة فتح لتجنيد كوادر جديدة من الشباب الشيعي اللبناني (من بينهم عماد مغنية). تلقى المجندون تدريبا عسكريا في معسكرات فتح، لكنهم أصبحوا جزءا من تشكيل خمينيّ منفصل، سمّي على اسم سلفه الإيراني.

في سنة 1982، طرد الجيش الإسرائيلي منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان. وتحولت قيادتها إلى تونس. وبحلول ذلك الوقت، أقام الإيرانيون بنية بديلة داخل لبنان، وهي المعروفة اليوم باسم حزب الله.

بعد انطلاق الانتفاضة الثانية، تواصل ياسر عرفات مع إيران بحثا عن الأسلحة. قام بشراء ناقلة “كارين أي”، في لبنان، وقام الإيرانيون بتحميلها بـ50 طنا من الأسلحة، ولعب عماد مغنية دورا أساسيا في العملية. ثم اعترض جيش الدفاع الإسرائيلي السفينة في يناير 2002.

إنّ فكرة عرفات بموازنة الإيرانيين والعرب في معسكر كبير معاد للإسرائيليين في الدول الإقليمية لم تلقَ نجاحا على أرض الواقع. ومع ذلك، فإن رغبته في رؤية إيران تدعم الكفاح المسلح الفلسطيني أصبحت حقيقة، حيث أصبحت طهران فعليا الراعي الرئيسي، إن لم يكن الوحيد، للخيار العسكري الفلسطيني من خلال دعمها المباشر لحركة الجهاد الإسلامي وعلاقاتها الاستراتيجية مع حركة حماس.

من خلال إقامة علاقات مع الخمينيين، فقد ساعد عرفات على تحقيق عكس حلمه. حوّلت إيران الفصائل الفلسطينية إلى وكلاء لها، وحصرت منظمة التحرير الفلسطينية في الهامش الإقليمي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل نظيره الموريتاني في المطار

السبت 19 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت عند الساعة الخامسة من بعد الظهر، الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز على رأس وفد رسمي للمشاركة في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، في حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير وقائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط. وبعد مصافحة عون للضيف على أرض المطار، انتقلا بين صفين من الرماحة إلى المكان المخصص، حيث تم عزف النشيدين اللبناني والموريتاني، قبل ان يصافح الضيف أعضاء الوفد اللبناني. ثم توجه الرئيسان اللبناني والموريتاني إلى قاعة كبار الزوار في المطار لاستراحة قصيرة، في حضور أعضاء الوفدين، قبل أن ينتقل الرئيس الضيف إلى مقر الإقامة في فندق "فينيسيا".

 

الحريري التقى مسؤولين في مؤسسة التمويل الدولية

السبت 19 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قبل ظهر اليوم في "بيت الوسط" المديرة التنفيذية للعمليات في مؤسسة التمويل الدولية ستيفاني فون فريدبورغ على رأس وفد، وتم خلال اللقاء بحث سبل التعاون بين الحكومة اللبنانية ومؤسسة التمويل الدولية في العديد من المجالات ومساعدة المؤسسات اللبنانية لاطلاق مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

 

باسيل بحث ونظرائه العرب العلاقات وعودة سوريا للجامعة العربية  

الوكالة الوطنية السبت 19 كانون الثاني 2019/كثف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، عشية انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في بيروت، اجتماعاته مع وزراء الخارجية العرب، فالتقى وزير خارجية تونس خميس الجهيناوي الذي سلمه رسالة من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي موجهة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يشرح فيها أسباب تغيبه عن القمة، ويأسف لحصول ذلك بسبب الإضرابات العامة في بلاده. وإضافة إلى عرض العلاقات الثنائية، بحث باسيل مع الجهيناوي موضوع مشاركة لبنان في القمة العربية التي ستعقد في تونس في آذار المقبل. ثم عرض باسيل مع وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي، العلاقات الثنائية، وموضوع النازحين السوريين حيث جرى البحث في فكرة إنشاء صندوق عربي دولي لتمويل عودتهم النازحين، بالتنسيق مع الأمم المتحدة. كما تناول البحث موضوع عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وتوفير أفضل الظروف التوافقية والمناخ الإيجابي لتحقيق ذلك. بعدها التقى باسيل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية الكويت صباح الخالد الحمد الصباح، وبحث معه العلاقات الثنائية، وتنسيق المواقف اللبنانية- الكويتية من المواضيع التي ستطرحها القمم العربية والإسلامية المقبلة، إلى جانب بحث موضوع عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وتوفير أفضل المناخات لتحقيق ذلك بما يخدم المصلحة العربية المشتركة. وبالنسبة إلى التمثيل الجزائري، أفاد المكتب الاعلامي في وزارة الخارجية والمغتربين، ان لبنان نجح في اتصالاته من إقناع الجزائر برفع مستوى التمثيل إلى الشخصية الثانية في الدولة الجزائرية، أي رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح. هذا وأقام باسيل عشاء تكريميا على شرف ضيوفه، ولبى الدعوة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وزير المملكة العربية السعودية للشؤون الأفريقية، ووزراء خارجية: فلسطين، العراق، الصومال، تونس، الكويت، الإمارات، قطر والأردن، والوزيران في حكومة تصريف الأعمال: الاقتصاد رائد خوري والشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي.

 

المرعبي وجّه رسالة لأبو الغيط حول ملف النزوح السوري 

الوكالة الوطنية السبت 19 كانون الثاني 2019/أعلن المكتب الاعلامي لوزارة الدولة لشؤون النازحين، في بيان، أن وزير الدولة لشؤون النازحين في حكومة تصريف الأعمال معين المرعبي، "سلم مذكرة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عبر سفير الجامعة في بيروت عبد الرحمن الصلح، عقب المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم في مقر الوزارة، تعقيبا على ما طرح على جدول أعمال القمة التنموية العربية في بيروت في ما خص ملف النزوح السوري".

 

بزي لقائد اليونيفيل: لبنان لن يتنازل عن حقه السيادي في ملف حدوده البرية والبحرية

السبت 19 كانون الثاني 2019 /وطنية - أثار عضو كتلة "التنمية والتحرير" النيابية عضو المكتب السياسي في "حركة امل" النائب علي بزي، مع قائد قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان الجنرال ستيفانو ديل كول، موضوع الانتهاكات الاسرائيلية المتمادية للسيادة اللبنانية، مؤكدا له ان لبنان "لن يتنازل عن حقه السيادي في ملف حدوده البرية والبحرية"، مضيفا أن "الحل الذي يكفل هذا الحق يكون من خلال وضع كامل هذا الملف على الطاولة وليس بشكل مجتزأ، وما يتم التفاهم عليه يجري تنفيذه"، مشددا على ان "السيادة الوطنية اللبنانية لا تتجزأ". جاء ذلك خلال لقاء بزي وديل كول على هامش غداء عمل أقامه رئيس اتحاد بلديات القلعة نبيل فواز، في منزله في تبنين، على شرف قائد اليونيفيل، في حضور نواب قضاء بنت جبيل، رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، قائمقام بنت جبيل شربل العلم، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، المسؤول التنظيمي لحركة "أمل" في اقليم جبل عامل علي اسماعيل، عدد من رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، وفاعليات دينية وعسكرية وأمنية. إلى ذلك نبه بزي خلال استقباله وفودا شعبية وفاعليات بلدية واختيارية واقتصادية من قرى قضاء بنت جبيل، إلى ان الوضع الاقتصادي "بات في المنطقة الخطرة، مما يستدعي بداية أهمية وإلزامية تطبيق القوانين كمؤشر أساسي لمكافحة الفساد". وأكد على "وجوب الإسراع في بت مسألة قروض الإسكان، وتنفيذ القانون الذي تم إقراره لهذه الغاية".

 

جنبلاط: لبنان أضعف نفسه في حسابات ضيقة وفرص ضائعة حول حصص وهمية

السبت 19 كانون الثاني 2019 /وطنية - غرد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط عبر حسابه على "تويتر" بالقول: "‏وللتوضيح فإن الاسكندر ذي القرنين قادم من الشرق خلافا للتاريخ ومعه حلفاؤه واحقادهم وتاراتهم.اما لبنان فقد أضعف نفسه بنفسه مع الاسف في حسابات ضيقة وفي فرص ضائعة حول حصص وهمية، وعندما لاحت في الافق بوادر انفراج لتشكيل الوزارة اتى امر العمليات بالتعطيل".

 

نواف الموسوي:الحريص على تقوية الجيش يعطيه رادارات لمواجهة خروقات العدو وسلاحا يؤمن له التوازن الدفاعي

السبت 19 كانون الثاني 2019 /وطنية - أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي بحسب تقرير أوردته جريدة "الأخبار" حول جلسة اللجان النيابية المشتركة التي كان على جدول أعمالها طلب الموافقة على عدد من الاتفاقيات الدولية لا سيما التي تتعلق في المجال العسكري، أننا نحن أول من دعا إلى تقوية الجيش اللبناني، وأن تقوية الجيش لا يمكن أن تتم كما يقول البعض عبر الاعتماد على دولة واحدة ألا وهي أميركا، أو على عدد محدود من الدول، فالحريص على تقوية الجيش، يعطيه على الأقل رادارات لمواجهة الخروقات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، وسلاحا يؤمن له التوازن الدفاعي مع العدو".

ولفت الى "أن الاتحاد الروسي أبدى استعداده أكثر من مرة لتقديم المعونة العسكرية والتسليح اللازم للجيش اللبناني، وكذلك الصين وإيران القادرتان على تزويد لبنان بأسلحة حديثة وبأسعار أرخص، أو حتى بهبات". وتوجه الموسوي للمشاركين في الجلسة، بالقول: "إذا كنتم تريدون حقا تقوية قدرات الجيش، فلماذا هذه الحمية للدفاع عن أميركا التي تعتبر دولة معتدية"، معتبرا "أن الذين يرفضون تنويع مصادر التسليح، لديهم نقص في المناعة الوطنية". وختم النائب الموسوي مذكرا أنه "عندما دخلت 8 آذار في معركة ضد الاتفاقية الأمنية مع أميركا، وكانت التوازنات مختلفة، لم يأخذوا برأينا".

وفد فلسطيني

وفي سياق آخر، استقبل النائب الموسوي في مكتبه بمدينة صور، وفدا من الفصائل الفلسطينية حيث تم البحث في شؤون المخيمات بشكل عام، والصعوبات التي يعانيها الفلسطينيون.

وقد سلم الوفد مذكرة للنائب الموسوي جاء فيها: "يسرنا في مخيم برج الشمالي أن نوجه لكم كل التحية والتقدير، لما لكم من دور أساسي وريادي على مستوى الوطن والقضية، وهذا شرف كبير تمثله المقاومة في زمن تراجع الكثير عن مسؤولياته ومبادئه التي يجب أن يتحلى بها في سبيل إرضاء الله سبحانه وتعالى، وفي سبيل الحق والعدالة خدمة للمجتمع، وإن المبادئ التي آمنا بها جميعا تملي علينا أن نبني المجتمع السليم والمعافى حتى يتمكن من استكمال المسيرة النضالية والجهادية، نصرة للقضايا الأساسية التي تجمعنا سويا في خندق واحد أمام عدو واحد.

ولذا، فإننا نتوجه إليكم آملين مساعدتنا في التخفيف عن كاهل المجتمع، حتى نتمكن من الصمود والثبات، ومن أجل أن نحصن مجتمعنا لكي يتمكن من المواجهة، وأن ترك المجتمع تتقاذفه الأمواج والرياح من كل الاتجاهات، ولا نأبه لما يتعرض له، سوف يشكل عنصر قوة لإعداء الأمة، وبناء على كل ذلك، نضع بعض النقاط التي يعاني منها الأهالي، وهي ممكنة التحقيق لو تم الأخذ بها بعين الاعتبار، وهي ليست مستحيلة التحقيق، بل هي مقدور عليها بإذن الله تعالى:

1 - باب العيش أغلق من خلال منع مواد البناء والإعمار من دخول المخيم، أغلق علينا وعلى أهلنا من حولنا فرص العمل، وأبسطها المعاناة الدائمة بإدخال مواد بناء للمقبرة.

2 - نعيش بضيق لا يحتمل من خلال الزيادة السكانية الطبيعية وعلى نفس قطعة الأرض التي بدأت حياتنا عليها حين أنشأ المخيم، ولا يوجد إلا مدخل واحد نأمل مساعدتنا بإيجاد مدخل آخر للمخيم، لكي يخفف من زحمة السير التي أصبحت تشكل إشكالات يومية بين الشباب على أفضلية المرور.

3 - نحتاج إلى مساكن شعبية تساعد الشباب والأجيال لتوفير حياة كريمة لهم.

4 - ملف القرى السبع، حيث حصل البعض من الأهالي على الجنسية اللبنانية، ولكن بقي الكثير منهم حاز الأب أو الأخ على الجنسية، بينما بقي إخوة وأبناء لهم حرموا منها.

5 - الكثير من الأبناء عرضة للضياع بسبب الصعوبات التعليمية وهم عرضة للاستغلال بكافة المجالات التي تشكل مخاطر فعلية على استقرار المخيم ومحيطه، لذا نأمل منكم التكرم علينا بقطعة أرض لكي نبني عليها مدرسة لهذا الغرض.

6 - قضايا المطلوبين الذين يتعرضون للمضايقات، وكلها تحت عنوان إطلاق نار، غالبا ما تكون هذه الدعاوى غير دقيقة وتفتقد للدقة، وهي تحتاج إلى المعالجة.

7 - كيفية محاربة تجار المخدرات بكل أشكالها، وما لها من آثار مدمرة على الشباب.

8 - المقبرة أصبحت شبه مغلقة، وهناك عقارات مشاع عدة بمحيط المخيم، ونأمل مساعدتنا لتوفير قطعة أرض لهذا الغرض، علما أن دولة الرئيس نبيه بري كان قد كلف الحاج شريف وهبي بتوفير قطعة أرض لهذا الغرض.

9 - إيجاد ملعب رياضي لتنشيط الحركة الرياضية، ولتوجيه الشباب نحو الرياضة من أجل حمايتهم من المخاطر، وكذلك حديقة عامة متنفس للأهالي لعدم تمكنهم نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب من الخروج إلى أماكن خارج المخيم".

كما استقبل في مكتبه المحقق والباحث الشيخ احمد ابو زيد العاملي الذي قدم للموسوي نسخة من مؤلفاته المعنونة "السيرة والمسيرة في حقائب ووثائق، محاضرات تأسيسية، ومضات اهل البيت".

 

جديد موقعي الألكتروني ل 19 و20 كانون الثاني/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

How Pressing Is Lebanon’s Financial Challenge?
 
تقرير من وكالة رويترز: كم هي ضاغطة التحديات المالية في لبنان
 Reuters/January 19/19
Citibank warns of Lebanon's "unsustainable long-term fiscal path"on one hand, and the lopsidedness of its imports and exports.
Georgi Azar /Annahar/January 19/19

 http://eliasbejjaninews.com/archives/71262/reuters-how-pressing-is-lebanons-financial-challenge-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d9%88%d9%83%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%b1%d9%88%d9%8a%d8%aa%d8%b1%d8%b2-%d9%83%d9%85-%d9%87/

 

الحريري وجنبلاط وجعجع وكل ربع الصفقة الخطيئة سلموا لبنان دون مقاومة لحزب الله

الياس بجاني/19 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71256/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%B7-%D9%88%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D9%88%D9%83%D9%84/

 

Arafat and the Ayatollahs/عرفات والملالي

حزب الله والحرس الثوري.. الانطلاقة كانت من معسكرات منظمة التحرير في لبنان، وعرفات اعتقد أنه يستطيع ركوب حصانين في آن وتحقيق التوازن بين إيران والعرب.

تقرير من اعداد طوني بدران/جريدة العرب/الأحد 2019/01/20

http://eliasbejjaninews.com/archives/71171/tony-badran-tablet-arafat-and-the-ayatollahs-%D8%B7%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%8A/

 

How Pressing Is Lebanon’s Financial Challenge?
 
تقرير من وكالة رويترز: كم هي ضاغطة التحديات المالية في لبنان
 Reuters/January 19/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71262/reuters-how-pressing-is-lebanons-financial-challenge-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d9%88%d9%83%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%b1%d9%88%d9%8a%d8%aa%d8%b1%d8%b2-%d9%83%d9%85-%d9%87/

 

Citibank warns of Lebanon's "unsustainable long-term fiscal path"on one hand, and the lopsidedness of its imports and exports.
 
Georgi Azar /Annahar/January 19/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71262/reuters-how-pressing-is-lebanons-financial-challenge-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d9%88%d9%83%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%b1%d9%88%d9%8a%d8%aa%d8%b1%d8%b2-%d9%83%d9%85-%d9%87/


 

Analysis/Biggest Challenge Facing New Israeli Army Chief: A Wild Card Thousands of Miles Away
 
عاموس هاريل من الهآرتس: التحدي الأكبر الذي يواجه رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد هو وضغ شاذ على بعُد ألآلاف الأميال من بلاده
 /
أكبر تحدٍ يواجه قائد الجيش الإسرائيلي الجديد: بطاقة بريّة آلاف الأميال
 Amos Harel/Haaretz/January 19/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71249/amos-harel-haaretz-biggest-challenge-facing-new-israeli-army-chief-a-wild-card-thousands-of-miles-away-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%88%D8%B3-%D9%87%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87/

 

 

Analysis/ At anti-Iran Conference, Trump Will Try to Form an 'Arab NATO' – and Likely Fail
 
زفي بارئيل من الهآرتس: سوف يحاول ترامب في المؤتمر الخاص بمواجهة إيران أن يقيم تحالف عسكري عربي كالنيتو الغربي لكنه بالغالب سيفشل
 Zvi Bar'el/Haaretz/January 19/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71252/zvi-barel-haaretz-at-anti-iran-conference-trump-will-try-to-form-an-arab-nato-and-likely-fail-%D8%B2%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87/