المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 كانون الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january09.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أنَّنَا خُدَّامُ ٱلله، بِثَبَاتِنا العَظِيمِ في الضِّيقَاتِ والشَّدَائِدِ والمَشَقَّات، في الضَّرَبَات، والسُّجُون، والفِتَن، والتَّعَب، والسَّهَر، والصَّوْم، وبِالنَّزَاهَة، والمَعْرِفَة، والأَنَاة، واللُّطْف

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/عبودية المال والسلطة ولعنة الجحود

بالصوت والنص/الياس بجاني/تأملات إيمانية في ذكرى عيد "الغطاس".. دايم دايم وليكن سرورُكم واغتباطاً دائماً

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: . أنطوان جان ابي راشد من الجنود_المجهولين

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: وسام_الكرامة

عائلة نزار زكا: خاطفوه بثوا تقريرا مفبركا لتبرير استمرار اعتقاله أمام الرأي العام الإيراني

بناء الأوطان ورشة عظيمة تستأهل طول البال والصمود في وجه الأعاصير وعدم التأثر بالإنهزاميين ونبذ الإنتهازيين/خليل حلو/فايسبوك

نوفل ضو يطالب بإلزام الأسد دفع تعويضات

بيتي هندي مستشارة عون السابقة تتهمه بالفساد والسرقة والتآمر على حزب الله!

ليست العاصفة بل الجريمة الأصلية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 08/01/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 8 كانون الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نهاد المشنوق: الملاكم/يوسف بزي/المدن

تداعيات "نورما" تتوسع: لبنان عائم والثلوج علــى 500 متر

اتصالات التشكيل معطّلة وبكركي تحاول كسر الجليد بدعوة القادة

بومبيو يبدأ جولته العربية وزيارة بولتون لتركيـا توتّر العلاقات

تردي علاقة «القوات» مع «التيار الوطني الحر» بعد هدنة أرساها حل «العقدة المسيحية»

تحرك ثلاثي» لتسريع عودة دمشق إلى الجامعة العربية وتنسيق بين لبنان والعراق والأردن في اجتماع المندوبين غداً

الأمن اللبناني: تراجع خطر الخلايا الإرهابية

انسداد يواجه مشاورات تأليف الحكومة/مصدر في «8 آذار»: باسيل أطاح بمبادرة مدير الأمن العام

موسكو على خط الاتصالات للإفراج عن هنيبعل القذافي بطلب من سيف الإسلام واستكمالاً للضغوط السورية على لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

زعيم المعارضة الإسرائيلية زار أبوظبي سراً الشهر الماضي

الاتحاد الأوروبي يقر عقوبات على المخابرات الإيرانية

كنائس للبيع في العراق

أردوغان يستعجل خلافة الأميركيين شرق الفرات

«صقر» جديد من المنتقدين لإيران ينضم إلى مجلس الأمن القومي الأميركي

بولتون يصل أنقرة وسط توتر أميركي ـ تركي وانتقادات إعلامية لتصريحات حول «حماية الأكراد»

رئيس الكنيست الإسرائيلي: حلّ الدولتين انتهى

الجيش الإسرائيلي يعتقل فلسطينياً بتهمة قتل اثنين من جنوده

سلسلة «إجراءات قاسية» لتقويض «حماس» في غزة وعباس بصدد وقف تمويل القطاع بعد سحب عناصر السلطة من رفح

الفلسطينيون يتهمون بولتون بدعم الاحتلال ونتنياهو يدعوه للاعتراف بـ«السيادة» الإسرائيلية على الجولان

السعودي لدى اليمن: لن نسمح بتحول الحوثيين إلى «حزب الله»

زيارات مزعومة لوفود عراقية إلى إسرائيل تثير جدلاً واسعاً والبرلمان طالب بالتحقيق ويعتزم استجواب وزير الخارجية غداً

تواضروس الثاني: مصر بلد مسالم عبر التاريخ وتتمتع بالأمان وحفاوة دولية واسعة بافتتاح مسجد وكاتدرائية العاصمة الجديدة

مصر: الإعلان عن بث الأذان الموحد يُعيد الجدل

استياء مصري من «سي بي إس» الأميركية: تلاعبت سياسياً بحوار السيسي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ما بين "بريستول" جديد و"قرنة شهوان" أخرى/منير الربيع/المدن

روسيا "الناعمة" في لبنان بصحبة حزب الله/منير الربيع/المدن

اللهُ يَرُدُّ اعتذارَكِ بالشَكل/سجعان قزي/الجمهورية

إشهار الدولة المدنية/الأب البروفسور فادي ضو/الجمهورية

هل يُشكِّك "حزب الله" في تحالف عون استراتيجياً/طوني عيسى/الجمهورية

خريطة «الإنقسامات» الداخلية والخارجــية من القمّة الإقتصادية/جورج شاهين/الجمهورية

«حزب الله» ضمان في الإتّجاهين/شارل جبور/الجمهورية

يجوز شرعا أن تكون مسلماً علمانياً ديمقراطياً/الشيخ حسن سعيد مشيمش

إيران والربيع الحار/أسعد حيدر/المستقبل

دار الفتوى و"طبش" الحريرية السياسية/جنى الدهيبي/المدن

جيروزاليم بوست": علاقات بين حزب الله والنازيين الجدد/سامي خليفة/المدن

دعوة سوريا الى القمّة أم تسكّع على طريق بيروت دمشق/العميد الركن خالد حماده/اللواء

عودة الأميركيين إلى سوريا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الدولار إن حكى/نديم قطيش/الشرق الأوسط

العسكر يغادرون إدارة ترمب... وبومبيو يتوجه للمنطقة/مينا العريبي/الشرق الأوسط

سوريا: حالة العسكرة وغياب الحل السياسي/يوسف الديني/الشرق الأوسط

المدن والأوبئة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

تقاسم سوريا ونهبها/فايز سارة/الشرق الأوسط

أميركا و«أوراقها الفيدرالية»/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل رئيس مجلس نواب غينيا بيساو وأشاد بدور المنتشرين في تعزيز العلاقات مع لبنان كاساما: نلتقي في الدفاع عن قضايانا المشتركة

الحريري عرض مع رئيس مجلس نواب غينيا بيساو ضرورة تطوير العلاقات وتقويتها

الحريري استقبل ريتشارد والطبش ونقيب المحامين في بيروت

بري استقبل رئيس مجلس نواب غينيا بيساو: الحكومة لا تزال في خبر كان

كتلة المستقبل: اقتراح تفعيل حكومة تصريف الاعمال سيكون محل متابعة للتوصل الى قرار يتلاءم مع مقتضيات الدستور

التيار المستقل: لحكومة مصغرة من متخصصين وإقرار نهج سياسي حيادي

الراعي استقبل ابراهيم فنيانوس: على الناس التواضع لتأليف الحكومة معوض: البطريرك اقترح اجتماعا للقادة الموارنة للضغط في اتجاه تأليفها

الراعي استقبل البخاري وابراهيم وترأس اجتماعا لمركز الأبحاث رينار: نطلع على ظروف النازحين لنقل الصور خلال لقاء سيعقد في نيسان بأميركا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أنَّنَا خُدَّامُ ٱلله، بِثَبَاتِنا العَظِيمِ في الضِّيقَاتِ والشَّدَائِدِ والمَشَقَّات، في الضَّرَبَات، والسُّجُون، والفِتَن، والتَّعَب، والسَّهَر، والصَّوْم، وبِالنَّزَاهَة، والمَعْرِفَة، والأَنَاة، واللُّطْف

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس05/من21حتى22/06/من01حتى07/"يا إخوَتِي، نَحْنُ سُفَرَاءُ ٱلمَسِيح، وكَأَنَّ ٱللهَ نَفْسَهُ يَدْعُوكُم بِوَاسِطَتِنَا. فَنَسْأَلُكُم بِٱسْمِ المَسِيح: تَصَالَحُوا مَعَ ٱلله! إِنَّ الَّذي مَا عَرَفَ الخَطِيئَة، جَعَلَهُ ٱللهُ خَطِيئَةً مِنْ أَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ فِيهِ بِرَّ ٱلله. وَبِمَا أَنَّنا مُعَاوِنُونَ لله، نُنَاشِدُكُم أَلاَّ يَكُونَ قَبُولُكُم لِنِعْمَةِ ٱللهِ بِغَيْرِ فَائِدَة؛ لأَنَّهُ يَقُول: «في وَقْتِ الرِّضَى ٱسْتَجَبْتُكَ، وفي يَوْمِ الخَلاصِ أَعَنْتُكَ». فَهَا هُوَ الآنَ وَقْتُ الرِّضَى، وهَا هُوَ الآنَ يَوْمُ ٱلخَلاص. فإِنَّنَا لا نَجْعَلُ لأَحَدٍ سَبَبَ زَلَّة، لِئَلاَّ يَلْحَقَ خِدْمَتَنَا أَيُّ لَوْم. بَلْ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا في كُلِّ شَيءٍ أَنَّنَا خُدَّامُ ٱلله، بِثَبَاتِنا العَظِيمِ في الضِّيقَاتِ والشَّدَائِدِ والمَشَقَّات، في الضَّرَبَات، والسُّجُون، والفِتَن، والتَّعَب، والسَّهَر، والصَّوْم، وبِالنَّزَاهَة، والمَعْرِفَة، والأَنَاة، واللُّطْف، والرُّوحِ القُدُس، والمَحَبَّةِ بِلا رِيَاء، في كَلِمَةِ الحَقّ، وقُوَّةِ ٱلله، بِسِلاحِ البِرِّ في اليَدَيْنِ اليُمْنَى واليُسْرَى".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

عبودية المال والسلطة ولعنة الجحود/الياس بجاني/07 كانون الثاني/19/اضغط  هنا أوعلى الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%ad%d9%88%d8%af/

 

عبودية المال والسلطة ولعنة الجحود

الياس بجاني/07 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70816/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%b9%d9%86/

"أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه: إِمَّا عَبيدًا لِلخَطِيئَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى الـمَوت، وإِمَّا لِلطَّاعَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى البِرّ(رومية06/من12حتى23)

في الصلاة الربانية "الأبانا" علمنا السيد يسوع المسيح وهو الإله المتجسد أن نقول " وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي التَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ"..

أراد الرب المتجسد أن يحذرنا من أنفسنا لأنه وهو الخالق جل جلاله يعرف طبيعتنا الترابية والغرائزية الهشة والمعرضة باستمرار للغرق في إغراءات ونزوات الاستكبار وعشق الأبواب الواسعة التي تقودنا للعودة إلى مفهوم وطبيعة الإنسان العتيق واقتراف الخطيئة.

ترى، من منا نحن البشر لا تستهويه مغريات المال والسلطة والنزوات، وكذلك سهولة الطرق السهلة والمغرية التي تؤدي إلى الأبواب الواسعة؟

بالطبع لا أحد، وكلنا معرض للوقوع في التجربة.

ولكن الفارق الكبير والأساسي في هذا المضمار هو أن هناك من يخاف الله ويوم حسابه الأخير، وضميره الذي هو صوت الله حي بداخله، وقد اختار عن إيمان وقناعة تحمل الصعاب والشهادة للحق ومناصرة الحقيقة والتواضع وحب العطاء والأبواب الضيقة رغم صعوبة الدخول منها..

في حين أن البعض الآخر ولقلة الإيمان وخور الرجاء والأنانية الفاقعة قد قتلوا ضمائرهم أي اسكتوا صوت الله بدواخلهم، وعبدوا تراب الأرض الذي هو المال والسلطة والشهوات الغرائزية، واختاروا على خلفية المصالح والأرباح الخاصة والجشع الدخول من الأبواب الواسعة متعامين عن حتمية عواقب حساب اليوم الأخير حيث لا زوادة تنفع غير الزوادة الإيمانية.

في هذا السياق من الجحود ونكران المعروف والانسلاخ عن كل هو ثوابت ومعايير قيمية عندنا أخ وصديق حالياً هو في غربة عن ذاته النقية والوجدانية التي كانت تعطيه لونه الأخلاقي والإنساني والشفاف المتميز، كما أنه بات يخجل من أصحابه القدامى ويتجنبهم بعد أن اعتلى موقعاً ما مرموقاً وأمسى من الأثرياء وأصحاب السلطة والنفوذ.

ولأن البشر كلهم إخوة وأخوات والرب هو الأب الكلي له نقول مع سيدنا المسيح: "فكل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضا به قدام أبي الذي في السماوات، ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السماوات" (متى10/32و33)

نحك ذاكرة صديقنا هذا لعلى في التذكير لنلفته إلى أنه هو مثل كل البشر من التراب جبل وإليه سيعود ليكون طعاماً لدود الأرض مهما ارتفع شئناً ومهما زاد ثراءً.

نذكر الصديق نفسه أن كل ما يمتلكه الآن من مال وسلطة وعزوة هو من تراب الأرض، وكله عليها سوف يبقى عندما يسترد الله منه وديعة الحياة، حيث في تلك اللحظة لن يتمكن من أن يأخذ معه من ثروات الأرض الفانية أي شيء إلى العالم الآخر غير أعماله.

قد يسأل هذا الصديق الشارد عن طرق الوفاء من نكون نحن وما هي إمكانياتنا "وشو بيطلع منا" ومقارنا باستكبار مقزز وضعيته المستجدة مع وضعيتنا المتواضعة..

وكيف لا، وهو المتوهم بقوته وبأهميته الفائقة حيث التلذذ في عطايا التبجيل والتكريم من كل من هم حوله الآن من الجماعات والأفراد الانتهازيين والوصوليين وماسحي الجوخ؟

مسكين هذا الصديق فهو في غيبوبة جهل وتخدر وجدانية، وفي حالة نشوة غرائزية كاذبة.. وفي وضعية إنكار وتنكر مدمرة!!

مؤسف أمره فقد أغرق نفسه في أوحال المال والسلطة، وفقد ذاته النقية والطيبة، وقفز بجحود فوق حقبة عمل ونضال ومبادئ صادقة وجميلة.

لقد تنكر لكل من أحبه بصدق وسانده ووقف إلى جانبه في أوقات الشدائد، ودخل في نفق غربة عن الوفاء والصدق والعرفان بالجميل.

يبقى أنه بالغالب لن يقرأ هذه الرسالة، وحتى وإن صادف وقرأها، أو لفته أحدهم إليها فإنه سوف يسخر بها ولن يعيرها أي اهتمام لأنه واقع في التجربة ويعيش في عالم آخر وهمي وترابي هو على الأكيد عالم إلى زوال حتمي..

يا أيها الأخ والصديق نحن حقا لا نحسدك على ما أنت فيه، لا، بل نشفق عليك ونصلي من أجل شفائك وخروجك من هذه الغيبوبة وعودتك إلى ذاتك التي عرفناه وأحببنا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

عنوان موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/تأملات إيمانية في ذكرى عيد "الغطاس".. دايم دايم وليكن سرورُكم واغتباطاً دائماً

http://eliasbejjaninews.com/archives/70751/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae%d9%8a%d8%a9/

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية وتاريخية في عيد الغطاس/06 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio wma15/elias bapitism06.01.15.wma

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية وتاريخية في عيد الغطاس/06 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias bapitism06.01.15.mp3

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: . أنطوان جان ابي راشد من الجنود_المجهولين

(يقاومون من دون ضجّة، ومن دون طبل ولا زمر، يساهمون في بقاء المجتمع حرٌاً ويسعون إلى ديمومة نقاءه، حريصون على إصلاح ما إعوجّ في السلوكيات وعلى تطهير الذهن مما علق به من شوائب، يحفرون عميقاٍ ليكون بنائهم على صخر، ويرحلون بصمت. أنطوان جان ابي راشد

 من هؤلاء المقاومين المجهولين، وفي مناسبة مرور أربعون يوماً على رحيله وزّع رفاقه نبذة عن حياته) ابصر النور في 23 شباط سنة 1943 في قرية وادي شحرور . ترعرع في كنف عائلة ملتزمة سياسيا وروحياً رسخت في نفسه حب لبنان وفضائل الإيمان بالله والإنسان .

تابع دراسته في مدرسة سيدة الجمهور و إنخرط منذ مطلع شبابه ، في الحركات الطالبية والإجتماعية ،مناضلاً في ساحات الشأن العام ، حاملاً في عقله وقلبه ، دون تكليف من احد ، هموم مجتمعه وشجونه .

تميز بنٓفٓسٍ رسولي وبفكرٍ إصلاحي نهضوي مقاوِم ، قوامُه التجدّد والعودة الى الينابيع في السلوكيات المجتمعية والسياسية. إنكبّ بشغف الحبساء وصمتهم على نفض الغبار عن اعمال اهل الفكر الرؤيويين وآباء الحداثة في المعرفة والعلم ، مُظْهِراً من جديد مسالك النهضة والترقي ، خدمةً للبنان.

وعلى صورة المعمدان ، كان صوتاً صارخاً في برية لبنان تصدى بشراسة للإنحلال الأخلاقي وانفلاش الأنانيات وصراعات المال والسلطة على مساحة الوطن ، رافعاً صوت العقل والضمير لوقف انهيار الوطن الشامل .

وُلِد سنة 1943 ، سنة استقلال لبنان وغاب بصمت الأبرار في 21 تشرين الثاني 2018 ، عشية ذكرى استقلاله.

 

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: وسام_الكرامة

(احيت «رابطة سيدة ايليج» العام ٢٠١٢ انتصارات المقاومة اللبنانية عبر تكريم مقاوميها، في حفل اقيم برعاية الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وحضوره، في قصر المؤتمرات في ضبيه، في حضور النواب دوري شمعون على رأس وفد من المجلس المركزي لـ«حزب الوطنيين الاحرار»، نديم الجميل، غسان مخيبر وسامر سعادة، والنواب والوزراء السابقون ادمون رزق وسليم الصايغ ووفد من المكتب السياسي لحزب الكتائب، السيدة جويس امين الجميل، قائد الجيش السابق العماد ابراهيم طنوس، رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، ممثلين عن احزاب التنظيم وحراس الارز والاتحاد السرياني والرابطة المارونية وحركة الاستقلال ولبنان الكيان وجبهة الحرية وحركة لبنان الرسالة، وعدد من السياسيين والفعاليات ومسؤولين من احزاب المقاومة اللبنانية خلال الحرب.)

المقاوم_إليانور_فضّول

 ولد في ٢١ شباط ١٩٤٧، وتوفّاه الله في ٩ آذار ٢٠٠٧.

إليانور فضّول كان من القلّة القليلة الذين ضحّوا بكل شيء إلتزموا كل مراحل المقاومة.

بدأ إليانور فضول المقاومة منذ البداية حتى الرصاصة الأخيرة،  وحارب في بيروت والكورة وشكّا،  وواجه السوريين الذين دمّروا منزله في بلّا وفي بريسات وقنات شمال لبنان... درّب أجيالاً من المقاومة، وبقي يساند المقاومين ويعطيهم الدعم والمعنويات...إثر إنتهاء الحرب، قرّر إليانور تأسيس عائلة،  وعندما إصبح أباً لثلاثة أطفال،  خذله قلبه الذي لم يضعف مرّة أمام الشدائد...فرحل تاركاً أثراً طيّباً لعائلته،  ويبقى علامة لكلّ المقاومين وللأجيال الآتية.

 

عائلة نزار زكا: خاطفوه بثوا تقريرا مفبركا لتبرير استمرار اعتقاله أمام الرأي العام الإيراني

الثلاثاء 08 كانون الثاني 2019

وطنية - صدر عن عائلة نزار زكا البيان الآتي: "في وقت لا يزال إبننا نزار منقطعا عن العالم منذ 3 أسابيع في أحد السجون الخاصة بالحرس الثوري، عمد التلفزيون الإيراني الى بث تقرير يتناول اعتقاله التعسفي، مبني على مجموعة متكاملة من الأكاذيب والاستخلاصات المفبركة، وأورد فيه مشاهد عن خطفه في أيلول 2015، وهو في طريقه الى مطار طهران عائدا الى بيروت.

يهم العائلة أن توضح الآتي: " -إن التقرير التلفزيوني ذا الطابع الأمني، الذي يبدأ بمشاهد من احداث 11 أيلول ليمر على صورة فوتوغرافية لنزار مع الرئيس سعد الحريري، له غرض داخلي واحد أوحد. إذ أراد معدوه، وهم الخاطفون أنفسهم، أن يتوجهوا الى الرأي العام الإيراني في محاولة لتبرير استمرار اعتقال نزار تعسفيا، بعدما سبق للرئاسة الإيرانية أن دعت الى تحرير نزار، ودانت علنا ورسميا هذا الإعتقال وإعتبرته خطأ كبيرا، وأنه جاء بآثار سلبية على إيران سياسيا وإقتصاديا.

- إن التقرير يفيض بالأكاذيب والتركيبات الأمنية، وهو يستند الى مجموعة من اللقطات التلفزيونية والفوتوغرافية لنزار في مؤتمرات عالمية شارك فيها بصفته الأمين العام للمنظمة العربية للمعلوماتية والإتصالات (إجمع)، محاضرا في أهمية الحفاظ على الحريات العامة عموما وحرية الإنترنت على وجه الخصوص، ليزعم التقرير من خلالها أن علاقات تربطه بدول وأجهزة إستخبارات، وخصوصا الولايات المتحدة والمخابرات المركزية. وتاليا، من الواضح أن الخاطفين يرمون الى تبرئة صفحتهم أمام الرأي العام الإيراني، معتمدين على فبركات مفضوحة وممجوجة، مثل الزعم أن نزار عميل أميركي.

- تأكد لنا أن الضغط الذي مورس على نزار في الآونة الاخيرة ومن ثم إحتجازه في أحد السجون الخاصة بالحرس حيث لا يزال يخضع لتعذيب ممنهج، كان الغرض منه أن يدلي باعترافات مفبركة وغب الطلب، بغية زجها في التقرير التلفزيوني - الاستخباري، وهو ما رفضه نزار رفضا قاطعا، مفضلا تحمل التعذيب على أن يدلي بما يخالف قناعته وضميره ويبرر للخاطفين جريمتهم.

- كان أجدى بالخاطفين أن ينهوا التقرير التلفزيوني - الأمني بصورة لنزار في قبره حيث يقضي أيامه ولياليه بين الحياة والموت، بدل أن يعرضوا لقطات لهم أثناء خطفه في طريقه الى مطار طهران، ومن ثم استجوابه والعصبة السوداء على رأسه عن هاتفيه الـiPhone6 والبلاكبيري وعن جواز سفره الديبلوماسي اللبناني، وهو الذي كان يزور إيران بدعوة رسمية من الرئاسة الإيرانية ليتشارك مع أهل البلد خبرته الدولية وحرفيته العالية".

 

بناء الأوطان ورشة عظيمة تستأهل طول البال والصمود في وجه الأعاصير وعدم التأثر بالإنهزاميين ونبذ الإنتهازيين

خليل حلو/فايسبوك/08 كانون الولثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70852/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%84%D9%88-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%B1%D8%B4%D8%A9-%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%A3%D9%87/

لا عجب من معرقلي تأليف الحكومة في الخارج، فالنظام السوري الذي فرض نفسه على الساحة السورية بفضل موسكو وطهران يحن إلى ما قبل العام 2005 ولو ان قدراته الحالية لا تسمح له بالعودة إلى ما قبل الـ2005، لا عجب أن يفرض شروطاً تعجيزية للتأليف ويضع سعد الحريري على لائحة الإرهاب (في دمشق طبعاً). الرسالة واضحة: النظام السوري يريد وزراء له في الحكومة المقبلة ولا يريد سعد الحريري رئيساً للوزراء. بالنسبة لطهران التي تعرقل أيضاً فهي تريد الحريري رئيساً ولكن بشروطها، وبعد إنهاء كافة الحالات السياسية المعارضة للهيمنة الإيرانية عن طريق الترويض والترغيب والترهيب. موسكو وطهران ودمشق لها حساباتها وهي تعمل لمصالحها المختلفة وهذا شيء طبيعي. أما اللبنانيين وزعمائهم فهم كالآتي:

حلفاء سوريا يستعينون بها ليعودوا إلى مراكز القرار وهي تستعين بهم لإعادة نفوذها السابق إلى لبنان

حلفاء إيران يستفيدون من الدعم الإيراني المادي والمعنوي لإبقاء سيطرتهم المستمرة على القرارات المصيرية اللبنانية منذ 13 سنة

التيار الوطني الحر تحالف مع إيران ودمشق بهدف أن يسيطر على القرار الوطني وهذا ما لم يحصل فدمشق وطهران تفضلان حلفائهما الأساسيين عليه ويريدونه غطاءً مع محدودية القرار فحلفاء دمشق وطهران معروفون ولهم الأولوية ولا سيما: حزب الله - حركة أمل - المرابطون الجدد - الحزب السوري القومي الإجتماعي - حزب التوحيد - والشخصيات المسقلة مثل عبد الرحيم مراد وجميل السيد وغيرهم. التيار الوطني الحر هو الطرف الأضعف في هذا التحالف.

تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي قررا مهادنة طهران ولكنهما لا يهادنان دمشق وهي لا تريد مهادنتهما وهما في مأزق كبير نتيجة لخياراتهما

القوات اللبنانية قررت المهادنة مع الجميع وفي المقابل كانت مكاسبها ضئيلة جداً في المشاركة في القرار الوطني

المستقلون الذين يرفعون الصوت لمواجهة طهران ودمشق سيبقى فعلهم محدوداً إذا لم ينضك إليهم قسم من الرأي العام والأطراف الأساسية من شعب 14 آذار

الرأي العام: قسم منه يحمل يافطة الحراك المدني (وهو بالواقع تعددي ولم يتسم بالجدية وتصرف بعدم واقعية وبقلة خبرة) لا يرى إلا الأمور المعيشية ولا يريد أن يرى صلب الأزمة التي تتسبب بالأزمة المعيشية، ألا وهي الهيمنة الخارجية، وقسم آخر من الرأي العام لا يرى الأزمة الحقيقية بل يرى الزعيم وخصوم الزعيم ويمشي خلف الزعيم أينما ذهب سواءً مع موسكو أو طهران أو دمشق أو واشنطن أو الرياض أو كينشاسا، ويركض خلف الزعيم خصوصاً عندما يحين موعد الإنتخابات وخاصة ضد خصوم الزعيم

القسم الأخير من الرأي العام وهو أقلية أفتخر أنني انتمي إليها وهي حرّة الضمير وتنتمي إلى لبنان الذي درسناه في المدارس وفي الجامعات، إلى لبنان الجميل الحر السيد والمستقل والخالي من السلاح الميليشوي غير الشرعي والذي يحكمه الدستور والقانون والذي ليس فيه دويلات والذي يعتمد الحياد في صراعات المنطقة والذي يحميه الجيش اللبناني والقوى الشرعية اللبنانية حصراً... هذا هو اللبنان الذي أنتمي إليه وأعمل له وأدعو الجميع إلى عدم فقدان الثقة به بالرغم من كل شيء. بناء الأوطان ورشة عظيمة تستأهل طول البال والصمود في وجه الأعاصير وعدم التأثر بالإنهزاميين ونبذ الإنتهازيين.

عاش لبنان

 

نوفل ضو يطالب بإلزام الأسد دفع تعويضات

بيروت ـ "السياسة"/08 يناير، 2019/ شدد الرئيس ميشال سليمان على ضرورة السير في سياسات تخدم الاقتصاد اللبناني أو على الأقل لا تُلحق به الأضرار الفادحة المتكررة جراء تعطيل المؤسسات الدستورية وإحباط آمال اللبنانيين بإصلاحات جذرية ومكافحة فساد وتسمية متورطين بالهدر وإيقاف كل ما يعيق النمو. وأكد خلال استقباله، أمس، رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه، أن أكثر ما يخدم الاقتصاد اللبناني هو العمل على تشكيل فريق عمل وزاري مصغر من أصحاب الاختصاص وذوي الخبرات وإطلاق يده في عملية الإصلاح، سعياً للوصول إلى "الحوكمة الرشيدة". كما استعرض الجانبان الأوضاع…

 

بيتي هندي مستشارة عون السابقة تتهمه بالفساد والسرقة والتآمر على حزب الله!

أحمد شنطف/جنوبية/08 يناير، 2019/أثار المؤتمر الصحفي الذي أقامته رئيسة مؤسسة "بيت لبنان العالم" بيتي هندي، الجدل حول ما تضمنه من إتهامات بالفساد تطال رئيس الجمهورية ميشال عون و"حاشيته" على حد وصفها. وعلى إثر ما ذكر في المؤتمر، تحرك وزير العدل في الحكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي وطالب مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود بإجراء المقتضى القانوني بحق هندي. وقال جريصاتي في بيان: “ان ما ورد في المؤتمر الصحفي يشجع على قطع التواصل بين اللبناني المغترب واللبناني المقيم، كما يمس بهيبة الرئاسة وكرامتها واولويات حراكها، وهي من عناصر جرم التحقير، وعملا بالمادة /14/ من قانون أصول المحاكمات الجزائية، نطلب منكم الاطلاع عليه وعلى ما ورد من كلام ضمنه واجراء التحقيقات والتعقبات واتخاذ ما ترونه مناسبا من تدابير “. وفي تفاصيل تصريحات هندي، التي عملت كمستشارة للرئيس عون في “الشؤون المالية للإغتراب” سابقاً، إتهمت عون و”حاشيته” بالفساد وعدم صدقهم في السعي الى التغيير والاصلاح، واضافت ان لديها معلومات مثيرة حول أداء عون ووثائق تناقض قراره بمحاربة الفساد ومعاقبة الفاسدين. وطلبت من عون رفع السرية المصرفية قائلة: “لشوف ها الفساد اللي عم يحكوا عنو وين هوي منو!” وأضافت: “هناك أموال أختفت من جوارير الجنرال عون، كانت مخصصة لدعم الإغتراب بهدف إنشاء خمسة جمعيات تدعم القضية”. وأفادت هندي أن عون قام برشوة بعض الصحافيين بأموال ضخمة لايصال رسائل إلى الكونغرس الأميركي مفادها: “أوصلوني إلى رئاسة الجمهورية وأنا الكفيل بالقضاء على حزب الله”. مضيفة باتهامه بالكذب والخداع لأنه في الفترة الذي كان يوجه فيها هذه الرسائل للكونغرس كان يفاوض حزب الله على ما سمي تفاهم مار مخايل بينه وبين أمين عام حزب الله حسن نصرالله الذي يكفل حماية سلاحه مقابل الوصول إلى الرئاسة.كلام هندي اذا ما تم إثباته كما تدعي، سيكون له تداعيات كبيرة على العهد، لا سيما على العلاقة مع حزب الله المتوترة أساساً على خلفية الموضوع الحكومي، بالإضافة لمصداقية شعار الإصلاح والتغيير الذي ينادي به التيار العوني، ولكن يبقى السؤال هل سيتعامل القضاء مع ما تدعيه هندي بشفافية ويقوم بالإطلاع على ما تملكه؟ أم أن الملف سيغلق سريعاً، ويعتبر قضية “قدح وذم” يدين من أفصحت وتكلّمت في الوقت غير المناسب؟!

 

ليست العاصفة بل الجريمة الأصلية

المدن - لبنان | الثلاثاء 08/01/2019/ليست الطبيعة مَن أصاب اللاجئين السوريين. ليست العاصفة مَن ضربهم. ليست الأمطار مَن أغرقهم. ليست الرياح مَن اقتلعهم. ليس البرد مَن أذاهم. ليس الشتاء مَن شرّدهم.

عودوا إلى أصل العلة، إلى "الفاعل" المعلوم. عودوا إلى مسرح الجريمة، إلى البلاد الشاسعة، هناك في سوريا، حين قرر الديكتاتور أن يتخلص من السكان، أن يعاقب شعباً - طوال سنوات - بالدبابات والمدافع والصواريخ والبراميل المتفجّرة والغازات السامة، حتى لا يبقى بشر ولا حجر. لا تلوموا المياه والثلج والهواء.. ولا التراب والطين. ليس المناخ معتدياً. وما من شيء اسمه "لعنة إلهية". انظروا جيداً إلى هؤلاء البشر، وتذكروا من أين أتوا، ولماذا جاؤوا، ولما ارتضوا أن يسكنوا هذا العراء بقليل من الكرتون والبلاستيك.. تذكروا كل يوم بيومه منذ آذار 2011 إلى الآن، منذ بداية القسوة والقتل والمجازر والتهجير. هؤلاء الملايين الذين سلّط عليهم بشار الأسد آلته الوحشية، واستقوى عليهم بمرتزقة الضغائن المذهبية من لبنانيين وعراقيين وإيرانيين وأفغان، وخيّرهم بين الموت أو الهرب. هؤلاء الذين خسروا قراهم وأرضهم وسهولهم ومزارعهم وجبالهم ووديانهم وبيوتهم وأبنائهم وأحبتهم، ليسوا مجرد "لاجئين". هؤلاء شهود على خسة دول عربية، شهود على أنظمة لا تقوم إلا على عار الجريمة. بل هم شهود على السقوط الأخلاقي الذي يميز عالم ترامب وبوتين وخامنئي والصغار من أتباعهم. سوريو سهل البقاع هم الآن آخر الأدلة على جريمة ذبح ثورات الحرية من ليبيا إلى مصر واليمن والبحرين.. هم آخر "الضحايا" الأحياء، غير المنظورين في "خطط" إعادة الإعمار وسياسات "التطبيع". هؤلاء غير المرغوب فيهم ببنود الصفقات ولا في خرائط الاستراتيجيات. فلسطينيو الأمس (حتى الآن) وسوريو اليوم، عالقون في صفة "اللاجئ" وفي إقامة "المخيم".. وفي كل الأحوال، في البؤس وفي المستقبل الموقوف، في الحياة المعطلة، المسلوبة الكرامة. وعلى الدوام، هم "ورقة" لاستخدامات "الممانعة" كما لاستثمارات "المبايعة". ليست الأمطار ولا السيول. هي حكومات وعصابات وأنذال سياسة وجيوش ديكتاتوريين التي تقتل وتشرد وتنهب، وترمي شعوباً في عراء الصقيع.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 08/01/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

الثلج يلامس الخمسمائة متر والموج يرتفع الى خمسة عشر مترا، وطريق ضهر البيدر أقفل من القوى الامنية احترازا، ونفق شكا ايضا من الناحية الشمالية، والانهيارات كثيرة في الجبال وعلى الطرق المرتفعة ومياه الامطار حولت طرقا عدة ودولية منها الى بحيرات فيما المدارس مقفلة غدا ايضا.

رغم هذه الحال المواطن لا يكترث ويبقى متجولا والمشهد المضحك استعمال زورق مطاطي على طريق رئيسة أما ما تقرأه العين وتسمعه الأذن باستغراب فهو قطع مياه الشرب عن البيوت لأن الينابيع فاضت.

كان الأجدى بالسلطات المعنية إعلان حال طوارئ غير ان ذلك يستلزم انعقاد مجلس وزراء في ظل حكومة تصريف أعمال وحكومة متعثرة الولادة بسبب المراوحة في طرح الافكار والاوراق وثمة من يقول إن لا كلام قبل انعقاد القمة العربية الاقتصادية في بيروت بعد اسبوعين وثمة ايضا من يقول إن لا كلام عن الحكومة قبل انعقاد القمة العربية في آذار.

في بعض المحافل السياسية يروج الكلام على أن لا دافع خارجيا لعرقلة الحكومة وتقول محافل أخرى على الفور: ما دام هذا الواقع صحيحا فلماذا لا تشكل الحكومة بحل داخلي؟.

وتضيف: هل حقا إن هناك مانعا ان لا يكون للعهد وفريقه الثلث الضامن؟. وهل حقا أن الثلاث عشرات ممنوعة ايضا؟.

ونقول: أهكذا يبنى البلد؟.

في أي حال حكومة تصريف الاعمال تحركت مع الجيش والقوى الأمنية وأجهزة الدفاع المدني والصليب الاحمر والعديد من المؤسسات لمواجهة خطر العاصفة نورما.

العاصفة تنحسر إعتبارا من الغد لكن تردي حال الطقس لن يتوقف قبل أيام.

العاصفة نورما ضربت بقوة والاوتوسترادات تحولت الى بحيرات

اوتوستراد ضبيه غرق بالمياه المواطنون علقوا لساعات واستخدمت القوارب في عمليات الانقاذ

كيف هي حال الاوتوستراد في هذه الاثناء كل التفاصيل مباشرة من هناك مع الزميل بيار البايع.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

يوم ثالث للبنان في مهب نورما الهوجاء المجنونة العاصفة امتدت من السماء الى الارض وبدت بوجهين متناقضين، خيرات وفيرة هطلت امطارا غزيرة وثلوجا نقية فاثلجت صدور وقلوب ونفوس الناس لكن الارض لم تكن بناها التحتية على القدر المطلوب فتحولت النعمة الى نقمة في غير مكان على

امتداد لبنان.

نورما بلغت ذروتها اليوم حيث تتساقط الثلوج على ارتفاع 500 متر في بعض المناطق وتستمر على هذا النحو حتى صباح غد الاربعاء حين تبدأ العاصفة في الانحسار تدريجيا.

اما تلامذة المدارس والثانويات والمهنيات كافة فقد اغضقت عليهم وزارة التربية نعمة عطلة جديدة تمتد حتى مساء غد الاربعاء، كذلك قررت وزارة الصحة اقفال الحضانات غدا.

المنخض الجوي انسحب منخفضا سياسيا وبرودة قاسية تفتك بالملف الحكومي على وجه الخصوص واذا كان موعد انفراج الطقس معلوما فان موعد الانشراح الحكومي في عالم الغيب. من هنا جاء اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "الحكومة بعدا بخبر كان" وذلك بعد توديع ضيفه رئيس مجلس النواب في غينيا بيساو.

وقبل ذلك أكد رئيس المجلس عدم وجود ايجابيات حكومية مشيرا الى وجوب اعطاء الاولوية لاقرار موازنة العام 2019 وأكد ان لا عذر امام لبنان في عدم توجيه دعوة الى سوريا لحضور القمة الاقتصادية العربية في بيروت مشيرا الى عودة دول عربية مثل الامارات والبحرين والسودان الى دمشق من دون قرار من الجامعة العربية. وجزم الرئيس بري بان اي اجتماع للاتحاد البرلماني العربي لا تكون سوريا حاضرة فيه لا يحضره. الى ذلك اعتبر تكتل لبنان القوي ان دعوة سوريا الى القمة الاقتصادية من مسؤولية الجامعة العربية.

على المستوى الحكومي استغرب النائب فيصل كرامي البدعة الجديدة مبديا اسفه لتعاطي الرئيس المكلف مع ما يجري حوله وقال اضحى هناك رئيس مكلف ووزير مؤلف وتسائل اين الغيار على موقع رئاسة الحكومة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

"طرقات وأنفاق غرقت بالمياه، جسور ترشح أنهارا، مجار طافت في الشوارع، جدران دعم إنهارت، وطرقات خسفت. ومليارات الدولارات أنفقتها الدولة على البنى التحتية. يقولون عاصفة؟ هي ليست أكثر من مطر غزير هنا وثلوج هناك. هي شهادة فساد وإفلاس الدولة ومجلس الإنماء والإعمار ووزارة الأشغال وغيرها".

مصدر هذا الكلام ليس على الإطلاق خصما سياسيا لوزير الأشغال العامة والنقل، ولا للجهة السياسية التي يمثل، بل على العكس. فما أورده اللواء جميل السيد في تغريدته هذه،انما يختصر بكلمات معدودة مأساة وطن، يتناحر بعض سياسييه على القشور، فيما القلب في خطر.

واذا كان مشهد المياه المهدورة من جهة، وعشرات السدود قيد الانجاز من جهة اخرى، يكرس بوضوح تام صورة المشروعين المتناقضين على الساحة اللبنانية، فالتعويل يبقى كما العادة على الجيش والقوى الامنية والدفاع المدني والصليب الاحمر، وسائر الاجهزة المعنية بإنقاذ الناس، ليس من العاصفة، بل من اهمال طبقة سياسية شبه كاملة، يجسدها في هذه الأزمة وزير الاشغال، الذي وللمفارقة كان تحدث صباحا من بكركي، بما يوحي بأنه مسؤول عن وزارة أخرى.

هذا في موضوع الطقس، اما في موضوع الحكومة، فالبرودة أكبر، والصقيع سيد الساحة، ولعل في كلام الرئيس نبيه بري اليوم عن أن التشكيل في خبر كان المؤشر الابرز.

لكن في المقابل، لفت تلويح لبنان القوي بخطوات محتملة في حال استمرار المراوحة بلا سقف، مع تجديد الدعوة الى التعامل بإيجابية مع المبادرة الرئاسية وافكار الوزير جبران باسيل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

تكمل نورما مسيرها كاسرة حدود السبعمائة متر وما فوق.

وفوق التوقعات اضافت من خيرات السماء ما عجزت عنه الارض اللبنانية الضيقة اصلا بكل مسالكها وبناها التحتية، فكيف اذا ما اضيف اليها طبيعة الصفقات وسوء التلزيمات؟

ثلوج وعواصف نشطت من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال، وجبال عزلها المارد الابيض، وامطار احالت بعض الشوارع بركا مائية، واخرى مرائب للسيارات، وعلى سير التوقعات، فان الليلة ستكون الاقصى من حيث البرودة وشدة الرياح وارتفاع الامواج.

المدارس مقفلة غدا بقرار نورما التي لم تترك لوزارة التربية تقدير الوضع، والامل بأن يحمي القدر اللبنانيين من صعوبة الاحوال.

احوال كانون المناخية على كل محاذيرها هي افضل من تلك السياسية، فالتجمد يصيب مختلف العروق السياسية، والحكومة ما زالت في خبر كان بحسب الرئيس نبيه بري.

في الاقليم اشتباك مصالح اميركية تركية عند الخطوط الكردية في الشمال السوري، وزيارة مستشار

الامن القومي الاميركي جون بولتن الى انقرة لم تكتمل بلقاء رجب طيب اردوغان.

ومن نيودلهي الهندية أكمل وزير الخارجية الايرانية رسائله الاوروبية، فأوضح ظريف ان الأوروبيين حاولوا، لكنْ لم يتمكنوا من التقدم إلى المدى المتوقع منهم حول الآلية المالية الخاصة مع ايران، مؤكدا ان بلاده ستعمل مع شركائها التقليديين مثل الهند وروسيا والصين لمصلحة الشعب الايراني .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

لبنان الممزق سياسيا بفعل عواصف التعطيل، منذ الصيف الماضي، جاءت العاصفة نورما لتقطع أوصاله أكثر وأكثر، ولتكشف عورات بنيته التحتية المهلهلة، وقدراته المتآكلة، على مواجهة الكوارث.

ولئن كانت الازمة الاقتصادية والمالية قاب قوسين أو أدنى، فإن كوارث المناخ أكثر قدرة على الإقناع. لكن الكارثة الأقسى تقترب، ومن يعش سيرى، أن لبنان بلا حكومة فاعلة، وبلا تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر"، قد يذهب نحو اوضاع صعبة جدا، أين منها الااضرار التي تركتها نورما.

الرئيس المكلف سعد الحريري ومنذ لحظة تكليفه عقد عشرات الاجتماعات منها المعلن ومنها غير المعلن مع جميع الكتل النيابية ومختلف القوى السياسية. كذلك قاد سلسلة اتصالات وأطلق جملة مبادرات لتسهيل ولادة حكومة وفاق وطني لمواجهة ما ينتظر لبنان من تحديات. لكن لا تندهوا ما في حدا.

الثلوج لامست الخمسمئة متر اليوم، وغدا لا مدارس ولا ثانويات ستفتح أبوابها.

مخيمات النازحين الهاربين من جنرال الموت، تقبع تحت سطوة الجنرال الأبيض، واللبنانيون مدعوون لملازمة منازلهم ما أمكنهم إلى ذلك سبيلا، خلال الساعات المقبلة.

وغدا ظهرا يذوب ثلج العاصفة ويبان مرج الأضرار والمآسي التي خلفتها. لكن المأساة الحكومية مستمرة. وقد ذكرت كتلة المستقبل بالفرصة التي أتيحت لولادة الحكومة عشية عيد الاستقلال قبل الإطاحة بالصيغة المقترحة وكذلك بالفرصة الثانية قبيل حلول العام المنصرم، وأكدت أن المحاولات المتجددة لرمي المسؤولية على الرئيس المكلف وتحميله تبعات التأخير في تشكيل الحكومة لن تنفع. ورأت فيها محاولة لحرف الانظار عن المكامن الحقيقية للازمة الحكومية، بهدف نقل الاشتباك من معسكر سياسي الى آخر، وتسويق اقتراحات يدرك اصحابها سلفا انها منتهية الصلاحية منذ الأيام الأولى للتكليف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

في الصيف يبنون، بالإسمنت،الفاصل على الأوتوستراد، في الشتاء يهدمونه.

حين يبنونه لا يحسبون حساب أمطار الشتاء،التي ستتجمع وتتحول إلى بحيرات لتغرق فيها السيارات، كما حصل اليوم في ضبيه، فيعمدون إلى هدم الفاصل لتصريف المياه، ثم يعود الصيف فيبنونها مجددا ليهدمونها في الشتاء المقبل. هكذا تتصرف الإدارات والوزارات المختصة: بناء في الصيف، هدم في الشتاء، فمجددا بناء في الصيف. وهكذا دواليك...

في الصيف، لا ينظفون مجاري الانهر وضفافها، يأتي الشتاء فتفيض على الطرقات وتدخل المنازل، ولا يعود المواطن يعرف إلى من يوجه شتائمه.

شر البلية ما يضحك ... "وحدة الإنقاذ البحري" في الدفاع المدني، إسمها يدل عليها: متخصصة في الإنقاذ البحري، لكن حين يتحول الاوتوستراد إلى بحر، فإن هذه الوحدة تستخدم زوارقها على الاوتوستراد، تماما كما حصل هذا المساء على أوتوستراد الضبيه، فيصير إسمها "وحدة الإنقاذ البري".

إنها "دولة" بين مزدوجين لأنها ليست دولة بالمعنى الحقيقي، فالبنى التحتية شبه معدومة، وإذا توافرت فإن فيها من العيوب أكثر مما فيها من الأمان، والبنى الفوقية إما مشلولة وإما غير مكتملة، فحكومة تصريف الأعمال مشلولة، والحكومة المنتظرة غير موجودة، فلمن تكون الشكوى ؟

مسكينة نورما، حين وصلت إلى لبنان، كان يجب ان تبدل إسمها فتصير:"نهرالغدير"أو"فاصل الضبيه"، أما من يتحمل المسؤولية فليس مهما، فتحمل المسؤولية في لبنان "عادة سيئة": من تحمل مسؤولية مجرور "الإيدن باي " في شتوة ماضية؟ من تحمل مسؤولية تحول أوتوستراد الضبيه إلى بحيرة في السنوات الماضية، المواطن ينسى والدولة غفورة، أما لماذا هي غفورة، فلأن التقصير يتحمله الجميع من دون استثناء: مجلس الإنماء والإعمار،الوزارات المعنية،البلديات المتعهدون.

أما بعد انحسار العاصفة، فإليكم ماذا سيحدث: ستلتئم لجنة الأشغال النيابية في اجتماع استثنائي تدعو إليه الوزراء المختصين ورئيس مجلس الإنماء والإعمار والمحافظ والقائمقامين ورؤساء ورئيس الهيئة العليا للإغاثة، وسيخرجون إلى الرأي، عبر الشاشات طبعا، ليعدوا باتخاذ الإجراءات " وإذا مش التنين الخميس " ...

بحر الضبية اليوم يختصر كل المعاناة. حين انفجر مجرور الأيدن باي، كتبنا: هذه دولة لا تحترم نفسها، لأنها لا تحترم شعبها...

اليوم نكررالقول: "هذه دولة لا تحترم نفسها لأنها لا تحترم شعبها ".

أما إذااعتبرالبعض أن هذا الكلام فيه مغالاة وتضخيم، فليأخذ آراءالذين سبحوا هذاالمساء في بحر الضبيه. وإذا لم يشف غليله، فليسمع ما قاله وزير المال علي حسن خليل منذ قليل من حي السلم ، إذ قال حرفيا: هذه الدولة عاجزة عن القيام بواجباتها. حين يقول وزير في الدولة هذا الكلام، فماذا يبقى للمواطن أن يقوله ؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

وفي اليوم الثالث أظهرت نورما وجهها الحقيقي العاصف ولم تعد ثورتها بيضاء، مناطق كثيرة ضربتها العتمة، أوتسترادات غرقت تحت المياه، والوحول والسيول حلت مكان السيارات على عدة طرقات، والرياح العاصفة زرعت الرعب في قلوب المواطنين، الكارثة الكبرى تجلت بين ضبية ونهر الكلب، حتى اعتقد العالقون على الطريق أن مغارة جعيتا المائية انتقلت من مكانها وحطت رحالها على الأوتستراد والطرق الجانبية، لكن رغم كل الأضرار التي طالت الحجر فإن الأضرار على البشر ظلت محدودة، فباستثناء جرف نورما طفلة سورية في شمال لبنان، فإن أي حادثة أخرى لم تسجل، ما يثبت أن التدابير الاحترازية للناس ساهمت في اقتصار الأضرار على الماديات.

في النتيجة نورما أثبتت مرة جديدة أن البنى التحتية في لبنان فاشلة تماما كالدولة، كما كشفت كل التوقعات والتنفيعات، في الشأن الحكومي المنخفض السياسي الذي يضرب الأجواء لا يزال مسيطرا.

في اليوم الأول لعودة النشاط الرسمي بعد العطلة لم يسجل حراك يذكر باستثناء الزيارة التي قام بها اللواء عباس ابراهيم الى بكركي، وفي حين نقل عن البطريرك الماروني أنه يسعى الى عقد قمة مسيحية للضغط من أجل تشكيل الحكومة، أكد الرئيس نبيه بري من عين التينة أن الحكومة لا تزال في خبر كان، هكذا يبدو أن نورما فعلت فعلها ووضعت الحكومة المنتظرة في ثلاجة الانتظار الى ما بعد القمة العربية في العشرين من الجاري، فإلى اللقاء في موعد افتراضي جديد.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

في المسافة من صيدا الى بيروت تختصر حافلة الركاب هذه حال ركاب البلد وكل من يركب نفسه زعيما على أكتاف الناس

والمفارقة التي بات يدركها الجميع:أننا ننتخبهم ثم ننتحب نعينهم في بوسطة الوطن ثم نصعدالباص السياسي معهم " كمعاونين "

اليوم تهديكم الطبيعة نتاج الزرع السياسي فهذه البنى التحتية التي دفعت عليها الملايين هذه جسورناالواقفة على شفير هاوية تلك طرقاتنا السابحة في خير الشتاء، هو ليس غضب الطبيعة بل هي طبيعة متعهدين لا تكشف الشمس فسادهم وترفع نورما عنهم الغطاء اليوم يتراكم الثلج فيظهر المرج.

واللافت أن السلطات تتحرك فقط على وقع هبوب العاصفة فيما يحقق القضاء على وقع المشاهد الواردة على شاشات التلفزة وهذا ما حرك النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم الذي بنى على الشاشة مقتضاها علما أن الملفات متراكمة في مكتبه ولن يحتاج الى مؤثرات صوتية ليتحرك.

الدولة تحصي الأضرار، العاصفة تشتد غدا،التلامذة في منازلهم ليوم الأربعاء، والمتعهدون يتذكرون العمل في عز المطر، غزارة المطر يقابلها جفاف التأليف وتصحر الحلول وعدم اتضاح الرؤية السياسية لا في المقترحات ولا في التصريحات، وأبرز غموضها ما جاء في بيان تكتل لبنان القوي.

ففيما انتظرنا إعلان جبران تلا علينا بيانه كنعان ولم يقرن أمين سر التكتل تصريحه بملحق مترجم إلى اللغة السياسية لكنه وعد بموقف اذا استمر الموضوع الحكومي بلا سقف قائلا إننا لن نتفرج على أخذنا الى مصير مجهول بات معلوما لدى البعض.

وبمصير اكثر غموضا انعقدت كتلة المستقبل النيابية فاستأنست باقتراح تفعيل حكومة تصريف الأعمال والحاجة الى إعداد مشروع الموازنة وإحالته الى المجلس النيابي" وأكدت أن "هذا الاقتراح سيكون محل دراسة ومتابعة للتوصل إلى القرار ويؤشر رضى المستقبل هذا الى عمر مديد في التصريف حيث يبدو أن الحريري " مرتاح ع وضعو " تاركا التأليف الى "الصدف " وقد برز كلام للنائب فيصل كرامي اليوم يشير فيه الى رئيس مكلف ووزير مؤلف، من دون أن يثير هذا الوضع الغيارى على موقع رئاسة الحكومة، من رؤساء حكومات سابقين ودار فتوى ومشايخ، الذين رفعوا الصوت عاليا إزاء مطالبة النواب السنة بأحقية التمثيل في الحكومة حكومة تتنفس تحت الماء والشعب إما يغرق وإما أنه يلعب في المياه العكرة مستخدما مهارته في تحويل الكارثة الى سخرية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 8 كانون الثاني 2019

النهار

بدا أنّ الرهان على صفقة القرن تراجع إلى حدٍّ كبير واضطرّت معه دول إلى إجراء تغييرات في المواقع لتقارب ‏الملفّات بطريقة مختلفة.

يتبادل نائبان من الطائفة نفسها التّهم عبر وسائل الإعلام والتواصل من دون توضيح سبب خلافهما وتباعدهما.

نشط أحد الشخصيّات المرشّحة للحكومة الجديدة في تحرّكات ونشاطات وتغريدات لإظهار كيانه المستقلّ وتأكيد ‏حضوره الفاعل.

لوحظ تراجع المطالبة بخفض رواتب الوزراء والنوّاب الحاليّين والسابقين في عزّ الحمأة الحكوميّة.

البناء

قالت مصادر أممية متابعة لملف اليمن وتسوية الحديدة إن لا قلق على تفاهمات السويد من انتكاسة تعيد الحرب، ‏لأنّ هناك قراراً كبيراً يعرفه التحالف الذي تقوده السعودية بوقف الحرب وعدم العودة إليها، وتهديد جماعة حكومة ‏عدن بالعودة للحسم العسكري مجرد ضغط لتحسين شروط التطبيق، لأنّ هناك إحباطاً في أوساط مؤيديها لأنّ ‏الاتفاق لم يحقق الوعود المعلنة لحكومة عدن لكن دون العمل العسكري العجز الذي ظهر في المعارك الأخيرة ‏والذي زادت أسبابه مع الضغوط الدولية

اللواء

اتفق مرجعان روحيان على طي صفحة الاشكال الذي حصل مع شخصية نيابية في بيروت، وطلبا من مساعديهما ‏عدم الخوض الإعلامي في هذا الموضوع!

أقفل كلام حاكم البنك المركزي عن إدارة طيران الشرق الأوسط وإنجازات محمّد الحوت كل الأبواب أمام ‏محاولات وضع اليد من جهة سياسية على مقدرات هذه الشركة الوطنية!

تجددت الحملة السياسية على مدير عام مؤسسة خدماتية لأسباب سياسية بعد رفض المدير العام التجاوب مع ‏مطالب أصحاب الحملة التوظيفية!

الجمهورية

لم تنجح الوساطات في مصالحة موظفين كبيرين في مؤسسة واحدة، تدور بينهما إشتباكات شبه يومية ارتدت سلباً ‏على المؤسسة وأحدثت إرباكاً واضحاً في بعض قطاعاتها.

علّق أحد المسؤولين على الحراك الجاري لتشكيل الحكومة بقوله: إنتقلنا من تحت "دلفة" الحقائب لتحت "مزراب" ‏الأفكار.

لوحظ أنّ مسؤولَين من تيارين غير متحالفين يُشاهدان باستمرار في جلسات ثنائية في بعض المطاعم.

المستقبل

يقال إنَّ 17 دولة عربية أكّدت حتى الأمس المُشاركة في قمة بيروت العربية الاقتصادية، حيث تبلّغ الجانب ‏اللبناني، على مستوى القادة العرب، حضور كلٌّ من أمير الكويت وأمير قطر والرؤساء المصري والتونسي ‏والفلسطيني.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموج

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نهاد المشنوق: الملاكم

يوسف بزي/المدن/ 08 كانون الثاني/19

في تشرين الثاني عام 2017، وقف النائب والوزير نهاد المشنوق على منصة "دار الفتوى"، في عائشة بكّار، ببيروت، ليقول "نحن لسنا قطيع غنم". حينها كان واحداً من أركان غرفة عمليات "إنقاذ سعد الحريري" من احتجازه القسري في السعودية. ورغم صوابية المشنوق وجرأته هنا، إلا أن "القطيعية" للأسف، غالباً ما تصح في رهط كبير من سياسيينا، بقدر ما تصح بجماهير(نا). وعلى الأرجح، فإن زملاء المشنوق ورفاقه أصابتهم رعدة الخوف من كلامه، في تلك اللحظة العصيبة التي كادت تمزّق "تيار المستقبل".

صنع الصورة

والحال أن وزير الداخلية، المحب للترف، يتمتع بفن شخصي هو "الإتيكيت الاستفزاز". يمكنه هنا استخدام طبقات صوته العميق والجهير، لغته التي تبدو هجينةَ لهجاتٍ وأساليب كتابة، وجهه الدسم أو حتى سيجاره الثخين والكبير. الكبرياء ولو على شبهة العنجهية، تضعه في مواجهة دائمة مع أنداده، هو الذي يتسلح بجسد ضخم ورأس كبير، ليبدو كملاكم بيدين هائلتين أشبه بمطرقة، وعلى استعداد لتوجيه اللكمات الغادرة في أي لحظة. ويضيف إلى هذه الترسانة تلك المبالغة في الأناقة، القائمة على ذوق يميل إلى الإفراط: ساعة يد عملاقة، ربطة عنق بارزة وعريضة، بدلات مسرفة بالفخامة، "هوت كوتور" رجولي، إذا صح التعبير.

وعلى الأرجح، يتحمل نهاد المشنوق أكثر من رفيق الحريري مسؤولية صنع وإشاعة صورة "الحريريين" منذ بداية التسعينات، حين تكوّن نادي الإعلاميين، والسياسيين الجدد، ورجال الأعمال الصاعدين، وتلك الفئة حديثة الولادة المسماة "المستشارين"، وبعض المثقفين، والمناضلين الحزبيين السابقين، الذين بدأوا بالتجمع في المقر الموقت لرئاسة الحكومة بالصنائع، ليمروا أولاً على المكتب الصغير للمستشار نهاد المشنوق، قبل الدخول على الرئيس الملياردير رفيق الحريري. حينها كان مظهره وسلوكه ودرايته في التأنق والترف عاملاً حاسماً في صوغ تلك "الموضة" في الملبس، في حمل السيجار وتدخينه، في اختيار المطاعم، في الخروج إلى مقهى محدد، في إعادة تأثيث المنزل، في انتقاء طراز السيارة، في معرفة العقدة الجديدة لربطة العنق، في اقتناء الأعمال الفنية، في ارتياد الحفلات المهمة.. والأهم في اتقان لغة الجسد ما بين التشاوف والاعتزاز والرفاهية.

البحبوحة والاضطهاد

وينتمي المشنوق أصلاً إلى رتبة من الصحافيين اللبنانيين، الذين تنعموا، ما بين أواخر الستينات ومنتصف الثمانينات، بامتيازات صحف ومجلات ومطبوعات انهالت عليها خيرات الفورة النفطية، فضلاً عن تنافس الأنظمة العربية في "دعم" واسترضاء أو استتباع تلك المنابر البيروتية وأقلامها. وترتب على هذه البحبوحة اكتساب أولئك الصحافيين عادات إنفاق وبذخ وترف، حفظها المشنوق وواظب عليها ليكون مثالها الأبرز. في موازاة ذلك، كانت السمة الثابتة في معظم هؤلاء الصحافيين هي الخصومة مع النظام السوري تحديداً. فواحدة من شروط السياسة السورية النشطة في لبنان، كانت إما التخلص من الصحافة اللبنانية أو التدجين التام لها، فكان اغتيال نقيبها رياض طه، ثم زميل المشنوق واستاذه في مجلة "الحوادث" سليم اللوزي. لذا، ورغم قدرته على المهادنة والمحاورة، وحرصه على حفظ "شعرة معاوية"، إلا أن سيرة المشنوق كلها تضعه ولو قسراً في خانة المعارضين للنظام السوري. ربما عامل الكبرياء الشخصي، والاعتداد بالنفس على نحو ظاهر واستعراضي، لا يتواءمان بالمرة مع تلك الوضاعة التي يحبذها النظام بمريديه وأتباعه. هكذا، تورط المشنوق، في عز "العودة" السورية إلى لبنان عام 1983، في ما سمي "اللقاء الإسلامي"، الذي عبّر لأول مرة منذ اندلاع الحرب عام 1975، عن مزاج الأغلبية المدنية السنّية في لبنان، بنبذ الحرب ورفض الهيمنة السورية. بالطبع، لهذا السبب كان مقتل المفتي حسن خالد والنائب ناظم القادري ونفي الرئيس تقي الدين الصلح وهروب المشنوق تالياً، نافذاً بجلده، إلى باريس. وتكررت التجربة المريرة مع "المخابرات" السورية، بعد عودته إلى لبنان تحت جناح رفيق الحريري، حين ابتدأت تتوضح نزعة الحريري الاستقلالية (تماماً كما المفتي المغدور حسن خالد)، وكان المشنوق هو "المتهم" الأول في تشجيع الحريري على تمرده، وفي قيادة معركة إعلامية ضد "الوجود السوري" (هو الذي يدير شبكة من الصحافيين المقربين والموزعين على كبريات المؤسسات الإعلامية حينها)، فكان المنفى الباريسي مرة أخرى.

المعاشرة الخطرة

وغرابة وزير الداخلية هي جمعه صفتين نادراً ما تجتمعان في شخص واحد: أن يكون صحافياً حقاً ثم يكون رجل أمن فعلاً. لكن ما يبدد الغرابة بعض الشيء، أن سيرته الصحافية انطوت على فطنة وحنكة في نسج علاقات قوية مع رجال الكواليس في الدولة المصرية، وفي جهاز الدولة السعودية، كما في "صداقته" المعروفة مع قادة منظمة التحرير الفلسطينية المؤثرين، مثل صلاح خلف (أبو أياد). تلك المعاشرة الخطرة، إن جاز القول، مكّنت الصحافي من مصادر ومعلومات ودراية واطلاع على أسرار، وأكسبت الوزير خبرة وفهماً لعقلية الأمن وذهنية العاملين في أجهزته. فيسعه أن "يتفاهم" مثلاً مع وفيق صفا في الوقت الذي يعرف فيه أن المتهم الأول باغتيال رفيق الحريري كما باغتيال وسام الحسن هو حزب الله. المقدار الهائل هنا في كبت العواطف، في خنق أي انفعال، ليسا من شيم الصحافي ولا بالضرورة من سمات السياسي المدني. هي صفات الذين يتحرقون لـ"النجاح".. فالمشنوق، الذي تشي ملامحه بالشبق والرغبات المادية والشهوة الحسية وحب ملذات الحياة، هو أيضاً شبيه عسكري منضبط، يغامر بحياته من أجل النصر. اليوم، وإذ بات مؤكداً عدم تسميته في الحكومة الموعودة، بسبب "إتيكيت الاستفزاز" الذي مارسه داخل بيت الحريرية وخارجه، كما صار مؤكداً "العودة" السورية إلى الميدان اللبناني، يبدو أن هذا الملاكم لن يجد روحاً رياضية عند خصومه.

 

تداعيات "نورما" تتوسع: لبنان عائم والثلوج علــى 500 متر

اتصالات التشكيل معطّلة وبكركي تحاول كسر الجليد بدعوة القادة

بومبيو يبدأ جولته العربية وزيارة بولتون لتركيـا توتّر العلاقات

المركزية/08 كانون الثاني/19/احتلت العاصفة العاتية "نورما" صدارة اهتمامات اللبنانيين، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لتنظيم حياتهم على إيقاع امطارها ورياحها وثلوجها وصقيعها. وإذا كانت "نورما" حملت معها دفق خيرات السماء ، إلا أن خير الطبيعة  في دولة كلبنان يتحول مصيبة. انقطاع في الكهرباء التي لطالما تحل ضيفة على اللبنانيين، الا عبر المولدات وعداداتها، إغلاق للجامعات والمدارس غير المجهزة للبرد والصقيع، أضرار في الممتلكات وفيضان للانهار.

اما للطرقات، فقصة اخرى مع الشتاء في لبنان، سيول وبحيرات  وتجمعات للمياه  تغرق فيها السيارات ويعوم المارّة بفعل التقصير المزمن في الصيانة، على رغم الدعوات المتكررة لتنظيف المجاري قبل حلول الشتاء، لكن "على من تقرأ مزاميرك يا داوود".

الاتصالات مشلولة: وفي وقت ستقفل العاصفة التي تشتد عصرا لتلامس ثلوجها الـ500 متر، ابواب كل المدارس والحضانات والجامعات غدا بقرار وزاري، يبدو ان برودتها شلّت أيضا الحركة السياسية في البلاد عموما وعلى خط التأليف خصوصا.

الحكومة في خبر كان: وفي دليل الى غياب اي تقدّم على هذا الصعيد، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري بعيد استقباله رئيس مجلس النواب الغيني بيساو سيبريانو كاساما في عين التينة، إن الحكومة لا تزال في خبر كان.

في الموازاة، اسف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، خلال استقباله في بكركي المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. "لأن الدستور قد وضع جانبا".

بكركي تبادر؟ لكن، يبدو ان بكركي لن تقف مكتوفة الايدي امام التعثر الحاصل. اذ كشف رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض من الصرح اليوم، عن اتجاه لدى البطريرك بدعوة القيادات المسيحية المارونية الى الاجتماع في بكركي للضغط من أجل تشكيل الحكومة. وعلمت "المركزية" "ان البطريرك سيبدأ قريباً بإجراء اتصالات مع القادة الموارنة لدعوتهم الى طاولة الحوار في بكركي لمناقشة جدول اعمال من بند وحيد: كيفية الخروج من مأزق الحكومة والذهاب نحو تأليف سريع، لان البلد لم يعد يحتمل ترف التأخير والشروط والمطالب التعجيزية. ويُرجّح بحسب المعلومات ان يُعقد الاجتماع قبل توجّه البطريرك الى الولايات المتحدة الاميركية في 21 الجاري، في زيارة ببعدين راعوي وسياسي ستكون حافلة بجدول لقاءات روحية وسياسية مع مسؤولين في الادارة الاميركية.

بيان مهم: وفي السياق، اشارت المعلومات الى "ان بيانا  مهما جدا سيصدر بعد اجتماع مجلس المطارنة الموارنة غداً، بحيث سيُكمل بلجهة "العتب" نفسها التي بدأها الراعي تجاه المعنيين بالتشكيل منذ وصول المشاورات الى مكان غير مقبول، لا سياسياً ولا اقتصادياً وحتى امنياً، اذ ان الراعي وانطلاقاً من نتائج لقاءاته واتّصالاته يستشعر بالخطر الداهم الاتي على البلد اذا ما استمر "الدلع" الحكومي.

فنيانوس: وكان الراعي استقبل ايضا وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس الذي جزم من الصرح "بأن الموضوع الحكومي داخليّ فقط وعلى الناس التواضع من أجل تأليفها والجميع يعرف عند أي نقطة تقف الحكومة". واثر لقائه البطريرك الماروني، قال "عملي الان منصب على الطرقات وسلامة الناس اما من يؤلّف الحكومة فمعروف".

ليسمِ الحريري احدنا: في غضون ذلك، عَلق عضو اللقاء التشاوري السني النائب عبد الرحيم مراد، على ما قاله نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي عن "أن الحل اليوم هو أن يكون الوزير السني للقاء التشاوري ضمن مكونه وبكنف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، وأن الوزير المسيحي يعود إلى رئيس الجمهورية، معربا عن "اعتقاده أن ما يطرحه الفرزلي هو أكثر إقتراح موضوعي". وعما إذا كان هذا الطرح قابلا للتطبيق، شدد مراد على ضرورة أن يقتنع به الرئيس المكلف سعد الحريري، فهذا مطلبنا منذ البداية". وأضاف: "ليتفضل الرئيس المكلف ويسم أي أحد منا، وبذلك نكون قد تمثلنا جميعا وينتهي الموضوع". وتساءل مراد: "لماذا يفتشون عن تسمية الوزير الذي يمثل اللقاء التشاوري من قبل رئيس الجمهورية أو الوزير جبران باسيل، فليسمه الرئيس المكلف ويكون من حصة اللقاء التشاوري لا من حصة أحد، المهم أن يعترفوا بوجود قوة ثانية خارج تيار المستقبل".

غصن في المحكمة: على صعيد آخر، دافع رئيس مجلس إدارة "رينو" والرئيس السابق لشركة " نيسان موتور كومباني ليمتد" كارلوس غصن عن نفسه ضد مزاعم بسوء السلوك المالي، وأصرّ على براءته، مؤكدا انه "اتُّهم خطأ واحتُجز ظلما". وخلال مثوله للمرة الأولى أمام القضاء في طوكيو في جلسة علنية، أدلى بما لديه خلال توقيت لا يتعدّى الدقائق العشر ، بعدما تم توقيفه في 19 تشرين الثاني 2018 بتهمة التهرب الضريبي. وقال غصن الذي بدا نحيلا عند دخوله الى المحكمة،  وكان مقيد اليدين بالاصفاد ويوجد حبل حول خصره ، ومرتديا بزّة داكنة من دون ربطة عنق، لمحكمة طوكيو الجزائية في بيان بالإنكليزية: "لقد اتهمت بشكل خاطئ واعتقلت بطريقة غير عادلة بناء على اتهامات لا أساس لها". أضاف:"خلافا للاتهامات التي وجهها الي ممثلو الادعاء، لم أتلق أي تعويض من شركة نيسان لم يتم الكشف عنه، ولم أدخل في أي عقد ملزم مع "نيسان" ليتم دفع مبلغ ثابت لي لم يتم الكشف عنه". وتابع "لقد تصرّفت بنزاهة، ووفقاً للقانون وبعِلم مسؤولي مجموعة نيسان وموافقتهم". من جهته، أعلن قاضي محكمة طوكيو، أنّ غصن الذي أوقف بشبهة التهرّب الضريبي، لا يزال موقوفاً بسبب وجود خطر بفراره. وأنّ من أسباب عدم موافقته على الإفراج بكفالة عن رجل الأعمال اللبناني-الفرنسي-البرازيلي، هو إمكانية أن يؤدي ذلك إلى العبث بالأدلّة.

جولة بومبيو: اقليميا، يصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الى العاصمة الأردنية عمان في مستهل جولة عربية ستقوده إلى ثماني دول عربية لإجراء محادثات تركز بشكل خاص على ملفات اليمن وسوريا وإيران. واعلن بيان صادر عن وزارة الخارجية الاردنية ان "وزير الخارجية أيمن الصفدي ونظيره الاميركي سيعقدان مؤتمرا صحفيا بعد ظهر اليوم في مقر الوزارة في عمان". ومن المفترض أن يستقبل العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بومبيو عصر اليوم بحسب برنامج الزيارة.

توتر اميركي- تركي: من جهة أخرى، وغداة مباحثات أجراها مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في المجمع الرئاسي في أنقرة، حيث التقى إبراهيم كالين، المستشار الأقدم للرئيس التركي، شن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هجوما على بولتون حيث أعلن أن تركيا لا يمكنها قبول تصريحاته بأن على أنقرة الموافقة على حماية الأكراد في سوريا. ولفت أردوغان، الذي كان يتحدث أمام أعضاء حزبه العدالة والتنمية في البرلمان، الى أن بولتون ارتكب "خطأ فادحا" بالمطالبة بشرط جديد للانسحاب الأميركي من سوريا موضحاً أن تركيا لا يمكن أن تتنازل في قضية وحدات حماية الشعب الكردية السورية. واعتبر الرئيس التركي أن قتال وحدات الشعب السورية الكردية لتنظيم الدولة الإسلامية ليس سوى "كذبة كبيرة".

عقوبات على ايران: اوروبيا، أعلن وزير الخارجية الدنمركي أندرسن سامويلسن أن الاتحاد الأوروبي أقر عقوبات على جهاز الاستخبارات الإيراني لتخطيطه لاغتيالات في أوروبا. وقال سامويلسن على تويتر : "اتفق الاتحاد الأوروبي لتوه على فرض عقوبات على جهاز الاستخبارات الإيراني لتخطيطه لاغتيالات على الأراضي الأوروبية. هذه إشارة قوية من الاتحاد الأوروبي إلى أننا لن نقبل مثل هذا السلوك في أوروبا".

 

تردي علاقة «القوات» مع «التيار الوطني الحر» بعد هدنة أرساها حل «العقدة المسيحية»

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/عاد الخلاف بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»؛ الحزبين الأكثر بروزاً على الساحة المسيحية في لبنان، ليتفاقم مجدداً بعد مرحلة من الهدنة أرساها التوصل لحل ما عُرفت بـ«العقدة المسيحية» أو تمثيل «القوات» في الحكومة الجديدة. ومع استمرار المراوحة على صعيد عملية التشكيل، حمّل مسؤولون ونواب قوّاتيون رئيس «التيار» جبران باسيل مسؤولية التأخير، مع إصرارهم على فصل علاقتهم وموقفهم من باسيل عن العلاقة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وبلغ الاشتباك السياسي بين الحزبين الصيف الماضي مستويات غير مسبوقة، خصوصا مع إعلان «القوات» انقلاب «الوطني الحر» في عملية تشكيل الحكومة على الاتفاق الذي وقعه الطرفان في عام 2016 وعُرف بـ«اتفاق معراب»، كما بعد مطالبة «القوات» بإعطاء حصة وزارية واحدة مشتركة لرئيس الجمهورية ولتكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه باسيل. وكان قد سبقت هذا الاشتباك خلافات متعددة داخل مجلس الوزراء على أكثر من ملف، مما أدى عمليا لتجميد الاتفاق السياسي الموقع بين الحزبين.

وبعد فترة من وقف السجالات وتبادل الاتهامات؛ وبالتحديد بعيد بروز ما عُرفت بـ«العقدة السنية» واعتبار الطرفين أن الخلاف محصور في «البيت السني»، أدى توجيه نواب ومسؤولين قوّاتيين أصابع الاتهام باتجاه باسيل في تأخير عملية تشكيل الحكومة، إلى اهتزاز العلاقة بين الفريقين مجددا؛ إذ عدّ النائب في حزب «القوات» وهبة قاطيشا الأسبوع الماضي أن «جشع وجوع السلطة لدى الوزير باسيل يؤخران تشكيل الحكومة ويعرقلان العهد»، فيما رأى رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات» شارل جبور أن «العقدة الحكومية موجودة عند الوزير جبران باسيل والشعب اللبناني يعلم ذلك».

ويرفض عضو كتلة «القوات» جورج عقيص توجيه الاتهامات لحزبه بافتعال مشكل جديد مع «الوطني الحر»، لافتا إلى أن «ما يحصل مجرد توصيف لما يجري على صعيد عملية تشكيل الحكومة، فكيف نفسر أن يكون الوزير باسيل يقوم بالمهام التي أوكلها الدستور لرئيس الحكومة المكلف، فهو اليوم من يحمل المبادرات ويطرحها على الرئيس الحريري بدل أن يقوم الأخير بدوره في هذا المجال من خلال التواصل مع كل الفرقاء لإيجاد المخارج المناسبة للأزمة». وقال عقيص لـ«الشرق الأوسط»: «لقد قلبوا الأدوار 180 درجة من دون حرج أو حياء، فبات باسيل يطرح والحريري يوافق أو يرفض، وهذا بمثابة انقلاب من باسيل على الأعراف وعلى نص الدستور». ويقر عقيص بأن العلاقة بين المحازبين القوّاتيين والعونيين «متوترة، ونحن لا شك لا نرى مصلحة بذلك لا للبنان ولا للمجتمع المسيحي»، لافتا إلى أن «(اتفاقية معراب) هي الإطار الصالح لرعاية العلاقة بين الحزبين، لكن للأسف فإن (التيار) لم يلتزم بمضمون الاتفاقية، ما اضطرنا إلى نشر بنودها»، معربا عن أمله في عودة قنوات الاتصال بين الحزبين وإن كانا في السياسة في مواقع مختلفة.

وتستغرب مصادر نيابية في «التيار الوطني الحر» الحملة «القوّاتية» المستجدة بعد مرحلة من الهدنة، مشددة على وجوب «ترقب ما الجديد الذي يحملونه وما هو بالتحديد المطلوب منهم». وتشير المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «حزب (القوات) لطالما كان رأس الحربة في مواجهة (التيار)؛ سواء داخل مجلس الوزراء أو مؤخرا في عملية تشكيل الحكومة حين سعوا لتحجيمنا، وبخاصة عندما طالبوا بحصولنا ورئيس الجمهورية على حصة وزارية واحدة». وتضيف المصادر: «هم لم يكونوا يوما إيجابيين معنا، وبخاصة مع الوزير باسيل، وهم وسواهم يخافون أن ينجح عهد الرئيس عون وأن ننجح كفريق سياسي، لأن ذلك سيعزز تلقائيا حظوظ الوزير باسيل برئاسة الجمهورية المقبلة، وهذا ما يتصدون له بكل الوسائل». وشكلت المصالحة بين عون وجعجع في عام 2016 إحدى أبرز المحطات في تاريخ لبنان الحديث، باعتبار أن الرجلين خاضا حربا ضارية في عام 1990 أدت لمقتل وجرح المئات، وانتهت إلى نفي عون إلى باريس وسجن جعجع طوال 11 عاما. ولم يقتصر التقارب العوني - القوّاتي على المصالحة؛ إذ وقع الطرفان في العام نفسه اتفاقا سياسيا تبنى على أساسه جعجع ترشيح عون للرئاسة. إلا إن هذا الاتفاق سقط مؤخرا بعد اختلاف الفريقين على ترجمة باقي بنوده بعد رفض «الوطني الحر» تقاسم المقاعد الوزارية المسيحية مناصفة مع «القوات». ولعل أبرز ما حققته هذه المصالحة نجاح عون في تبوؤ سدة الرئاسة، فيما أمنت لجعجع أرضية صلبة ليطالب بعد 4 سنوات بخلافة عون.

 

تحرك ثلاثي» لتسريع عودة دمشق إلى الجامعة العربية وتنسيق بين لبنان والعراق والأردن في اجتماع المندوبين غداً

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/أكَّد رئيس الجمهورية ميشال عون، أن القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، ستعقد في موعدها في بيروت في 19 يناير (كانون الثاني) الحالي، في وقت يعمل فيه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، على مبادرة يسعى من خلالها لدعوة سوريا إليها، بهدف الدفع لتكون قمّة بيروت «قمّة مصالحة مع سوريا» بحسب ما قالت مصادر متابعة لحراك باسيل، لـ«الشرق الأوسط». وأوضحت المصادر أن مبادرة باسيل تقضي بتقديم اقتراح ثلاثي «لبناني عراقي أردني» يلقى دعماً مصرياً، لتقديمه يوم غد الأربعاء، في اجتماع التنسيق العربي على مستوى المندوبين الدائمين الذي سيعقد في القاهرة. وفيما لم تستبعد المصادر إمكانية نجاح مبادرة باسيل، لفتت إلى أنّ وزير الخارجية يهدف من هذه المبادرة إلى جعل القمة الاقتصادية التي ستعقد في بيروت في عهد رئيس الجمهورية «قمة المصالحة مع دمشق».

وفي ظل الخلاف اللبناني حول دعوة سوريا التي يدفع باتجاهها «حزب الله» وباسيل، ويرفضها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، تؤكد المصادر أن لبنان يستضيف القمة ولا يدعو إليها، وبالتالي فإن دعوة دمشق أو عدمها تعود إلى القرار الذي سيصدر عن مجلس وزراء الخارجية العرب. ورغم تأكيد باسيل هذا الأمر فإنه سبق له أن لمح إلى نيّة لبنان الدفع باتجاه هذه الدعوة، وقال: «ليس لبنان من يدعو؛ بل يتقيد بقرار الجامعة العربية؛ لكن لبنان يستطيع أن يبادر ويعمل لعودة سوريا إلى الجامعة، ونحن رأينا معروف كفريق سياسي وخارجية لبنانية».

وأمس، أكد رئيس الجمهورية أنه لا تغيير على موعد القمة، وأوضح: «وجود الحكومة في مرحلة تصريف الأعمال ليس سبباً لتأجيل القمة؛ لأن الحكم استمرارية والحكومة الحالية تمارس صلاحياتها وفقاً للأصول والقواعد الدستورية المعتمدة». وأعلن عون أن «كل الترتيبات المتعلقة بتنظيم القمة أنجزت، ولبنان جاهز لاستقبال القادة العرب لمناقشة المواضيع الواعدة على جدول أعمال القمة». وجاء كلام عون خلال استقباله قبل ظهر أمس، الممثل الشخصي للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الوزير العميد الأزهر القروي الشابي، الذي سلمه رسالة خطية من الرئيس التونسي يدعوه فيها إلى المشاركة في القمة العربية، التي سوف تنعقد في تونس في 31 مارس (آذار) المقبل. كما أكد الوزير الشابي أن الرئيس السبسي سوف يحضر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في بيروت. ورد الرئيس عون شاكراً الرئيس التونسي على دعوته، مؤكداً ترؤسه الوفد اللبناني إلى تونس، معرباً عن سعادته لاستقبال الرئيس السبسي في بيروت الأسبوع المقبل، لدى حضوره القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية. وتم خلال اللقاء، الذي حضره السفير التونسي في بيروت، السفير كريم بودالي، التداول في عدد من المواضيع الراهنة والأوضاع في المنطقة، وأهمية العمل العربي المشترك في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها الدول العربية. وبعد اللقاء، قال الوزير التونسي: «نعلق على قمة بيروت أملاً كبيراً، ونعتبرها مؤشراً لنجاح قمة تونس. ونتمنى أن تعود هذه القمم بالفائدة، وبمزيد من الرقي والتقدم على الأمة العربية».

 

الأمن اللبناني: تراجع خطر الخلايا الإرهابية

بيروت/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/أكد مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم أن خطر الخلايا الإرهابية تراجع في لبنان معلناً أن أنفاق حزب الله التي أعلنت عنها إسرائيل موجودة منذ سنوات، ومعلناً الجهوزية للحرب في حال وقعت. وفي حوار مع مجلة «الأمن العام» الصادرة عن المديرية، لفت إبراهيم إلى «تراجع خطر الخلايا الإرهابية إلى حدود كبيرة، لكنه احتمال موجود»، وقال: «نحن لا نفرق بين الإرهاب التكفيري والإرهاب الإسرائيلي الذي هو في أي حال إلى انحسار كما باقي الخلايا»، مشيراً إلى «أن الأمن والاستقرار في لبنان لا يصنعه إلا اللبنانيون»، مشدداً على «أن الرعاية الدولية ما زالت قائمة». وجزم إبراهيم «بأن الأنفاق التي زعمت إسرائيل أنها لحزب الله قديمة وموجودة منذ سنوات أثارها الجانب الإسرائيلي في هذا التوقيت سعياً إلى انتصار وهمي»، قائلاً: «الأنفاق جاهزة غب الطلب، وإسرائيل لا تبحث عنها» مضيفاً: «نستبعد وقوع الحرب، نحن لا نريدها لكننا مستعدون لها، بينما إسرائيل إن أرادتها فهي غير مستعدة لها». وفي ملف عودة النازحين السوريين، أكد مدير الأمن العام، على «مضي روسيا في خطتها إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، بعد إزالة بعض العقبات بالتعاون مع المجتمع الدولي».

 

انسداد يواجه مشاورات تأليف الحكومة/مصدر في «8 آذار»: باسيل أطاح بمبادرة مدير الأمن العام

بيروت/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/دخلت المشاورات الحكومية في مرحلة الجمود مجددا مع وصول المبادرات الأخيرة إلى حائط مسدود وانشغال لبنان بالتحضير لفاعليات القمة الاقتصادية بعد نحو أسبوعين. ويبدو هذا الأمر واضحا من خلال المواقف السياسية التي لا تتعدّى الدعوات للإسراع بالتأليف، بعدما كان أكثر من طرف قد أعلن عن إمكانية حلّ الأزمة قبل موعد القمة. ويحمّل مصدر في «فريق 8 آذار» وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، مسؤولية عودة الأمور إلى نقطة الصفر، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التفاؤل الذي عبّر عنه المعنيون الأسبوع الماضي كان ينطلق من عودة السير بمبادرة مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم التي كانت تقضي بتسمية «اللقاء التشاوري» الذي يجمع «سنة 8 آذار»، شخصية لتوزيرها من حصّة رئيس الجمهورية بدلا من جواد عدرا الذي سقط اسمه نتيجة مطالبة باسيل أن يكون ضمن «تكتل لبنان القوي». لكن مرّة جديدة عاد باسيل محاولا تصدّر المشهد عبر مبادرات أخرى، مرّة عبر إعادة طرحه حكومة من 32 وزيرا، وهو ما سبق أن رفضه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ومرّة عبر تشكيل حكومة من 36، وهو الأمر الذي لم يرق لمختلف الأطراف، وكانت النتيجة فشل مبادرة باسيل وإطاحته بمبادرة إبراهيم. من هنا، يطلق المصدر موعدا جديدا لاستئناف الحراك الحكومي، إلى ما بعد القمة الاقتصادية، بعدما دخل لبنان مرحلة الانشغال بالتحضير لها. وفي هذا الإطار، أمل نائب رئيس الحكومة وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني أن يشهد العام الجديد تشكيل حكومة قادرة على اتخاذ القرارات الجريئة من الناحية الاقتصادية والمالية والسياسية بشكل عام، لأن تأليفها الحكومة خطوة إيجابية ويجب أن يحصل بأسرع وقت للمضي إلى الأمام من الوضع الذي نحن فيه». وعن رأيه بطرح الراعي الذي التقاه أمس، في حكومة مصغّرة، قال حاصباني: «طالبنا سابقا بحكومات مصغرة... لكن لا يكفي أن تكون هناك حكومة، أكانت حكومة وحدة وطنية أو غيرها، إذا لم تكن هذه الحكومة قادرة على اتخاذ القرارات الجريئة مع دعم لها من مجلس النواب من خلال التشريعات المطلوبة لكي ننهض بالاقتصاد وبالحال الاجتماعية بشكل إيجابي». بدوره، جدّد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بعد لقائه الراعي المطالبة بحكومة مصغّرة، وقال: «في ظل فشل تشكيل حكومة، نكرر موقفنا المشترك مع البطريرك، وهو الدعوة إلى تشكيل حكومة اختصاصيين مصغرة نختار فيها أفضل الشخصيات ونتركهم ليديروا البلاد ويخرجوها من الواقع المرير التي وصلت إليه». ودعا الجميل إلى «فتح حوار عميق بين جميع الأفرقاء تحت قبة مجلس النواب للبحث في مختلف المواضيع السياسية الخلافية لمعالجتها، ولكن ليس على حساب تشكيل الحكومة». وبعدما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد طالب الأسبوع الماضي الحريري بعقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال للبحث في الموازنة، وهو ما وضعه البعض في خانة التأكيد على غياب أي إيجابية لتشكيل الحكومة في وقت قريب، أكد النائب في «كتلة التنمية والتحرير» أنور الخليل، أن «دعوة رئيس البرلمان لعقد جلسة استثنائية لإقرار الموازنة، اقتراح يذهب إلى عمق الواقع الحياتي والمعيشي والاجتماعي الذي نعيشه، وهو أبعد من مشاكل التأليف». وشدد في حديث إذاعي على أن اقتراح بري لا يمس بمبدأ أن تشكيل الحكومة من مهمّة رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، معتبرا أن «فك رهن التشكيلة الحكومية يحتاج إلى الإرادة الحسنة لدى الجميع والاتفاق على أهمية ملاقاة الناس في حاجاتهم».

 

موسكو على خط الاتصالات للإفراج عن هنيبعل القذافي بطلب من سيف الإسلام واستكمالاً للضغوط السورية على لبنان

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/دخلت روسيا، للمرة الأولى، على خط الاتصالات في ملف هنيبعل معمر القذافي، الذي يضغط النظام في سوريا للإفراج عنه، بعد أكثر من ثلاث سنوات من توقيفه احتياطياً في لبنان، بتهمة إخفاء معلومات عن اختفاء مؤسس «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» الإمام موسى الصدر، أثناء زيارته لليبيا في أغسطس (آب) 1978، بدعوة من القذافي الأب. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مواكبة لملف توقيف القذافي الابن، أن موسكو قررت التحرك بناء على طلب من سيف الإسلام القذافي شقيق هنيبعل، الذي يقيم حالياً في منطقة جبلية في ليبيا، بحماية مجموعات من القبائل المؤيدة له. وكشفت المصادر أن سيف الإسلام الذي «يقيم علاقة جيدة، ولو بالمراسلة، مع موسكو»، أوفد ممثلين عنه إلى العاصمة الروسية، طلبوا من المسؤولين فيها التدخّل للإفراج عن شقيقه الموقوف في لبنان؛ خصوصاً أنه أوقف بتهمة كتم المعلومات التي يعاقب عليها القانون بالسجن 3 سنوات كحد أقصى، فيما المدة التي قضاها موقوفاً لدى «شعبة المعلومات» التابعة لقوى الأمن الداخلي، تجاوزت فترة العقوبة القصوى. ويتلازم التحرك الروسي مع الضغط الذي يمارسه النظام في سوريا للإفراج عن القذافي الابن. وقالت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط»، إن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، كان قد نقل رسالة في هذا الخصوص إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إضافة إلى أن إبراهيم التقى هنيبعل القذافي في مقر توقيفه، في سجن «شعبة المعلومات». ويتابع اللواء إبراهيم تحرّكه بعيداً عن الأضواء، فيما تحدثت مصادر سياسية إلى «الشرق الأوسط»، عن أن الجهود تكثّفت لإيجاد مخرج يدفع باتجاه الإفراج عن القذافي الابن، للحاق بعائلته (زوجته اللبنانية إلين سكاف وأولاده الثلاثة) التي كانت تقيم معه في دمشق يوم اختُطف منذ أكثر من 3 سنوات من سوريا إلى لبنان، ولم تتمكن حتى الساعة من مقابلته؛ لكنها تتواصل معه من حين إلى آخر.

ولفتت المصادر إلى أن مسؤولين لبنانيين استجابوا لرغبة موسكو «وأجروا اتصالات بقيت طي الكتمان، للاستفسار عن الأسباب الكامنة وراء استمرار توقيف القذافي الابن، الذي طلب من محاميه الذين تناوبوا للدفاع عنه، التنحّي»، وهم يعتقدون كما قال أحدهم لـ«الشرق الأوسط» أن قضيته «سياسية بامتياز»؛ خصوصاً أن المحقق العدلي في جريمة إخفاء الصدر لم يحقق معه منذ أكثر من سنة، وبالتالي لم يصدر قراره الظني، مع أن القاضي كان قد ادعى عليه بتحقير القضاء وأُحيل ملفه إلى قاضٍ بادر إلى ردّه، وبعدها أُحيل ثانية إلى محكمة الاستئناف في جزاء بيروت، التي حكمت عليه فيها قاضية في حينه بالسجن، إضافة إلى حكم صدر عن قاضية أخرى بالسجن أيضاً، بجرم خطف اللبناني حسين حبيش في طرابلس، بغية الضغط على القضاء للإفراج عنه. وكان النائب السابق حسن يعقوب، ابن الشيخ محمد يعقوب، الذي اختفى مع الإمام الصدر، والصحافي عباس بدر الدين، وراء استدراج هنيبعل القذافي من دمشق إلى لبنان، تمهيداً لخطفه، ما أغضب دمشق؛ لأن هنيبعل بضيافتها، وكان قد وصلها مع أفراد عائلته من الجزائر طالباً منحه اللجوء السياسي. وأُوقف يعقوب بناء على إشارة من القضاء اللبناني وخضع وعدد من مرافقيه وأقاربه للتحقيق على يد «شعبة المعلومات»، ثم أُفرج عنه بعد سبعة أشهر بسند كفالة.

ويؤكد فريق الدفاع عن القذافي الابن، أنه «لم يثبت عليه أي جرم يُدرج على خانة كتم معلومات، باعتبار أن عمره كان أقل من عامين» عندما ارتكب القذافي الأب جريمة إخفاء الصدر. وأشار محامٍ من الفريق إلى أن هنيبعل «علم للمرة الأولى بالجريمة عام 1997 عندما كان يمضي إجازته في المغرب، إضافة إلى أنه لم يكن يبحث في الشأن السياسي مع والده، رغم أنه كان يلتقيه باستمرار». لكن رغم الدخول الروسي على خط الاتصالات في هذا الملف، فإن رئيس البرلمان نبيه بري الذي يعتبر «حامل الأمانة»، ويقود شخصياً حملة الكشف عن مصير الصدر ومعه عائلته «لا يستطيع التدخل للإفراج عن هنيبعل، أو أن يعطي الضوء الأخضر لتركه طليقاً ولو بالواسطة، لما لهذه الجريمة من حضور شعبي كبير في الوجدان الشيعي، وأيضاً لدى السواد الأعظم من الطوائف اللبنانية الأخرى، وبالتالي ينأى بنفسه عن التدخّل ويترك الأمر بيد القضاء، لعل الاتصالات الجارية تتوصل إلى قناعة بأن لا علاقة مباشرة أو غير مباشرة للقذافي الابن بجريمة إخفاء الصدر، على يد نظام كان يتزعّمه والده»، بحسب مصادر لبنانية. يعني هذا أن على القذافي الابن الانتظار، آملاً في إنهاء توقيفه الاحتياطي وعودته إلى عائلته «وهو في حالة نفسية سيئة»، بحسب محامٍ من محاميه السابقين، كشف عن أنه حاول التواصل مع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون «من خلال تسطير رسالة له يشرح فيها الوضع الذي هو فيه؛ لكن تعذّر ذلك حتى الساعة، مع أنه كان قد تعرّف عليه عندما زاره في منفاه في هوت ميزون، في ضاحية باريس، يوم أُبعد إليها من لبنان».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

زعيم المعارضة الإسرائيلية زار أبوظبي سراً الشهر الماضي

كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية عن أن زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب العمل آفي غباي، زار العاصمة الاماراتية أبوظبي سرا في الثاني من ديسمبر الماضي. وذكرت أن غباي التقى كبار المسؤولين في الحكومة الإماراتية، وتناولت اجتماعاته الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وخطة السلام التي يعمل عليها طاقم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والوضع السياسي في إسرائيل.وأضافت أن غباي توجه إلى أبو ظبي على متن رحلة من مطار الملكة علياء في العاصمة الأردنية عمّان. وكانت هيئة البث الإسرائيلية (مكان) نقلت على موقعها الإلكتروني أن رئيس لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) مورت فريدمان، كشف عن زيارة قام بها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت إلى الإمارات سرا، ولمرتين خلال نوفمبر الماضي.

 

الاتحاد الأوروبي يقر عقوبات على المخابرات الإيرانية

كوبنهاغن/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/أفاد وزير الخارجية الدنماركي أندرسن سامويلسن اليوم (الثلاثاء)، بأن الاتحاد الأوروبي أقر عقوبات على جهاز المخابرات الإيراني لتخطيطه لاغتيالات في أوروبا. وأضاف على «تويتر»: «اتفق الاتحاد الأوروبي لتوه على فرض عقوبات على جهاز المخابرات الإيراني لتخطيطه لاغتيالات على الأراضي الأوروبية. هذه إشارة قوية من الاتحاد الأوروبي إلى أننا لن نقبل مثل هذا السلوك في أوروبا».

 

كنائس للبيع في العراق

بغداد – وكالات/08 كانون الثاني/18/عرضت كنائس ودور عبادة مسيحية للاستثمار من أجل تحويلها إلى محال تجارية، وذلك في خطوة وصفت بأنها تدمير لحضارة بلاد وادي الرافدين. وقال النائب السابق الممثل عن المكون المسيحي جوزيف صليوا إن الوقف المسيحي ورجال الدين المسيحيين متواطئون في عمليات بيع الكنائس وهدمها في العراق. وأشار إلى أن الكنيسة السريانية وافقت على تحويل كنيسة السريان الكاثوليك في منطقة الشورجة ببغداد إلى موقع تجاري بعد بيعها، “وهذا مخالف لقانون الوقف المسيحي الذي ينص على أن عقارات الوقف، إما يتم تأجيرها أو استبدالها بعقار آخر وليس بيعها”. وأضاف إن “هناك عقارات مسيحية كثيرة تابعة للوقف المسيحي، تم بيعها لكن لا أحد يعرف أين ذهبت أموالها، وهذا يؤشر على فساد وتواطؤ الوقف ورجال دين مسيحيين كبار”.وأوضح أن هناك عقارات وكنائس في محافظات البصرة وأربيل وبابل تم بيعها، مضيفاً إن أغلب الكنائس المباعة تابعة للكاثوليك، سواء الكنائس اللاتينية أو الكلدانية أو الأرمنية، منتقداً صمت الجهات الحكومية عن الأمر.

 

أردوغان يستعجل خلافة الأميركيين شرق الفرات

جريدة العرب/09 كانون الثاني/19

أنقرة - لا يخفي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رغبته في أن تتولى واشنطن تسليمه مهمة إدارة المناطق السورية الواقعة تحت نفوذ الحركات الكردية المدعومة أميركيا، لكن طلب الوكالة التركي يلقى معارضة كبرى من دوائر أميركية ذات نفوذ بدأت بالالتفاف على قرار الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا وتبحث عن إبطائه ووضع الشروط أمامه. وتأتي هذه الرغبة في أجواء من التوتر التركي ـ الأميركي ظهرت بشكل جلي في تصريحات جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي الذي زار أنقرة، الثلاثاء، وكذلك في تصريحات إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية، والتي رفع فيها كل طرف من منسوب الغضب تجاه الطرف الآخر في ما يتعلق بالمواقف من سوريا.

ورفض الرئيس التركي مقابلة بولتون، بعد أن قال إن بولتون أخطأ بالقول إن القوات الأميركية لن تنسحب من شمال شرق سوريا إلى أن توافق تركيا على عدم مهاجمة القوات الكردية السورية، التي قاتلت إلى جانب الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش. وقال بولتون “لا نعتقد أن على الأتراك القيام بعمل عسكري دون تنسيق كامل وموافقة الولايات المتحدة عليه عند الحدّ الأدنى.. كي لا يعرضوا جنودنا للخطر، ولكن أيضا حتى يلبوا طلبات الرئيس بأن قوى المعارضة السورية التي حاربت معنا ليست معرضة للخطر”. وردا على سؤال بشأن ما إذا كان الانسحاب الأميركي من سوريا لن يحدث إلى أن تضمن تركيا سلامة المقاتلين الأكراد، قال بولتون “هذا صحيح بشكل أساسي”.

وقال الرئيس التركي، في مقال بصحيفة نيويورك تايمز نشر، الاثنين، إن التخطيط للانسحاب الأميركي من سوريا يجب أن يتم بعناية ومع الشركاء المناسبين، وإن تركيا هي البلد الوحيد الذي يملك “القوة والالتزام لأداء هذه المهمة”.

وقدم مقاربة تفصيلية لكيفية إدارة المناطق الكردية عسكريا وسياسيا، ووضع حلفاء لأنقرة على رأس مجالس محلية، وكأن الإقليم أصبح منفصلا بشكل كامل عن سوريا، ما يكشف عن استمرار تركيا في مساعيها لإقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا. جوليان بورغر: مستشار الأمن القومي الأميركي أجرى محادثات متوترة مع الأتراكجوليان بورغر: مستشار الأمن القومي الأميركي أجرى محادثات متوترة مع الأتراك

وعرض أردوغان إقامة “قوة استقرار تضم محاربين من كافة أطياف المجتمع السوري”، على أن يجمع الكيان الجديد “بين كافة الأطياف”، ويمكنه “تحقيق الأمن والنظام” طبعا بعد التخلص من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية والمجموعات التي تصنفها أنقرة إرهابية. كما قال إن ثمة أولوية أخرى لتركيا في سوريا، “تتمثل في تحقيق التمثيل السياسي الكافي لكل الأطياف”، وذلك عبر مجالس محلية منتخبة و”تحت رقابة تركية”، واعدا بأن يقدم “المسؤولون الأتراك من ذوي الخبرة”، الاستشارات اللازمة لهذه المجالس في العديد من المجالات مثل شؤون البلديات والتعليم والصحة وخدمات الطوارئ. وسيكون هذا العرض بمثابة الانتداب الذي يتيح لتركيا إدارة تلك المناطق عبر انتخابات صورية وبوجود قوات محلية تأتمر بأوامر أنقرة وقياداتها العسكرية. ولم يشر الرئيس التركي إلى أي علاقة بين الإقليم والسلطة المركزية في سوريا، وهل أن الأمر يتعلق بمرحلة انتقالية أم بحكم ذاتي دائم تحت الوصاية التركية.

ووصف المحلل السياسي جوليان بورغر مهمة مستشار الأمن القومي الأميركي بالصعبة في أنقرة لأنه أجرى محادثات متوترة مع المسؤولين الأتراك بشأن سوريا بعد أن وضع شروطا بشأن الانسحاب.

وأثار بولتون غضب أردوغان الذي برّر عدم برمجة لقاء مع مستشار الأمن القومي الأميركي بكونه ليس من مستواه، وأن المتحدث باسم الرئاسة كالين هو نظير بولتون.

واعتبر أردوغان أن مستشار الأمن القومي الأميركي ارتكب خطأ جسيما في تصريحاته بشأن سوريا، وأن بلاده لن تستطيع تقديم تنازلات في مجال “مكافحة الإرهاب” كردّ على شرط حماية الأكراد.

ويتناقض الغضب التركي من تصريحات بولتون عن اطمئنان الحلفاء من الأكراد مع تطمينات يحملها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الحلفاء في المنطقة. وحاول المتحدث باسم الرئاسة التركية تهدئة التوتر بعد أن قال إنه ناقش خلال الاجتماع مع الوفد الأميركي كيفية الانسحاب والهيكلية التي سيخلفها ومصير الأسلحة الثقيلة التي وزعتها أميركا وقواعدها العسكرية ومراكزها اللوجستية في سوريا. وقال كالين في مؤتمر صحافي بعد لقائه بولتون “ما نتوقعه، هو استرداد كل الأسلحة التي تم تسليمها”.

وأضاف “لقد قالوا لنا إنهم يعملون على ذلك، لكن التفاصيل ستتضح أكثر في الأيام المقبلة”، مشيرا إلى أنه ليس هناك بالنسبة لتركيا “أي بديل مقبول” من استرداد هذه الأسلحة.

وقال سنان أولجن، الدبلوماسي التركي السابق والباحث الزائر في مركز أبحاث كارنيجي، “هناك خيبة أمل كبيرة في أنقرة مع الإدارة الأميركية، والآن يحاول صناع السياسة التركية تقييم ما إذا كان هذا تغييرا في السياسة أم أنه مجرد تصريحات تعبر عن رأي أشخاص وليس قرار إدارة كاملة”.

ويتركز الغضب التركي على بولتون لكونه واجهة لفريق الصقور الذي يرفض تقديم تنازلات لأي قوة إقليمية يمكن أن تهدّد المصالح الاستراتيجية الأميركية، مثل تركيا وإيران. ويعارض هذا الفريق بشكل واضح خطة ترامب لانسحاب غير مؤمّن لا يضرّ فقط بمصالح واشنطن ولكن بمصالح حلفائها في المنطقة بشكل يقلّص الثقة مستقبلا في دورها. وبمجرد إعلان واشنطن قرارها بالانسحاب بادر الأكراد إلى فتح قنوات التواصل مع نظام بشار الأسد في دمشق، كما أنهم عرضوا على روسيا أن تتولى رعاية هذا التقارب مع دمشق، ما يعني أن حلفاء واشنطن قفزوا بسرعة إلى الضفة المقابلة بحثا عن حماية بمواجهة التهديدات التركية، وهو ما قد يعرض مصداقية الولايات المتحدة بين حلفائها الإقليميين الآخرين إلى الضرر. وعبر نيكولاس هيراس، الزميل في مركز الأمن الأميركي الجديد، عن اعتقاده بوجود معركة داخلية تجري داخل الإدارة الأميركية من قبل الفريق السياسي الذي يتولى الملف السوري، في محاولة لإصلاح الأضرار التي أحدثها إعلان الرئيس ترامب الانسحاب من سوريا.

 

«صقر» جديد من المنتقدين لإيران ينضم إلى مجلس الأمن القومي الأميركي

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/أكدت مصادر عدة في واشنطن، أمس، انضمام ريتشارد غولدبيرغ، وهو أحد خبراء السياسة الخارجية ومن أبرز «الصقور» المنتقدين للاتفاق النووي الإيراني، إلى مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، في منصب مدير مكافحة أسلحة الدمار الشامل الإيرانية. وسيعمل المسؤول الجديد في هذا المنصب بشكل وثيق مع برايان هوك منسق الشؤون الإيرانية في الخارجية الأميركية. ويُعد غولدبيرغ من أبرز المحللين في «معهد الدفاع عن الديمقراطيات»، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن يرأسها مارك دوبويتز. وله كتابات كثيرة دعا فيها إلى شن حملة ضغط قصوى على إيران، وروّج في شكل كبير لإعلان الرئيس دونالد ترمب الخروج من الاتفاق النووي الإيراني. وفي كتاباته أيضاً، دعا غولدبيرغ إلى فصل طهران عن شبكة المعاملات المالية الدولية مثل «سويفت»، ودعا إدارة الرئيس ترمب إلى رفض أي استثناءات للعقوبات على الشركات الأجنبية العاملة في إيران. ويملك غولدبيرغ خبرة في مجال العمل التشريعي. فقد شغل في الفترة من 2004 إلى 2014 منصب مستشار السياسة الخارجية للسيناتور الجمهوري مارك كيرك، وفي ذلك الوقت قاد مشروعات قوانين تشريعية مساندة لإسرائيل، وأيضاً نقاشات حول العقوبات على إيران. ومن 2015 إلى 2017 شغل منصب رئيس موظفي الشؤون التشريعية لحاكم ولاية إيلينوي بروس راونر. ولعب في عام 2013 دوراً قيادياً في الحملة الجمهورية في الكونغرس لمعارضة ترشيح الرئيس باراك أوباما للسيناتور الجمهوري تشاك هيغل في منصب وزير الدفاع. ويملك غولدبيرغ صداقة قوية مع مارك دوبويتز المدير التنفيذي لـ«معهد الدفاع عن الديمقراطيات»، وقد عملا سوياً على مدى السنوات الماضية على تشجيع العقوبات التي تستهدف البنك المركزي الإيراني وفرض عقوبات على قطاعات كاملة من الاقتصاد الإيراني. وقاد غولدبيرغ خلال عمله في منصب كبير موظفي مكتب السيناتور مارك كيرك، جهداً كبيراً لعزل إيران عن نظام «سويفت». وعارضت إدارة أوباما في ذلك الوقت طرد طهران من هذا النظام المالي، لكن الكونغرس أقر بالإجماع تشريعاً عام 2012 لطرد إيران منه، وبحلول عام 2013 تم تفعيل ذلك الإجراء.

واشتهر غولدبيرغ منذ انضمامه إلى «معهد الدفاع عن الديمقراطيات»، عام 2017، كمدافع صريح عن فكرة قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد إيران، وفي فبراير (شباط) عام 2018 حث غولدبيرغ إدارة الرئيس ترمب على مهاجمة أهداف إيرانية بعد أن أسقطت إسرائيل طائرة إيرانية من دون طيار اقتحمت المجال الجوي الإسرائيلي. وكتب غولدبيرغ آنذاك: «لقد حان الوقت الآن للرئيس ترمب ليعيد إرساء قوة عسكرية رادعة وقوية تجاه التوسع الإيراني بالتعاون مع الحلفاء الإقليميين. وقد أعلنت إدارته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن (الحرس الثوري الإيراني) هو منظمة إرهابية، لذا يجب استهداف قواعد (الحرس الثوري) وأسلحته في سوريا، ويمكن لهذا النهج أن يساعد في منع حدوث صراع واسع النطاق». وفي إحدى الكتابات، دعا غولدبيرغ إلى فرص عقوبات على وسائل الإعلام الإيرانية التي تسيطر عليها الحكومة، مشيراً إلى أن الإعلام الحكومي الإيراني جزء لا يتجزأ من دائرة المرشد علي خامنئي.

واستشهد غولدبيرغ مراراً بانتهاكات حقوق الإنسان في إيران، ورفض ما روجته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما من أن توقيع الاتفاق النووي الإيراني يساعد في تحقيق الأمن. وكتب مع زميله، غاسمي نياد، موضوعات عدة تؤكد وجود أدلة على أن إيران تنتهك الاتفاق النووي الإيراني. وتتوافق تلك الآراء والمواقف لغولدبيرغ مع مواقف وآراء كبار «الصقور» الجمهوريين في الإدارة الأميركية، كما تتقارب مع رؤية مستشار الأمن القومي جون بولتون في التعامل مع إيران وخطرها النووي. وتتوافق أيضاً رؤية غولدبيرغ للصراع العربي - الإسرائيلي مع رؤية تيار قوي في الإدارة الأميركية، فهو يعد من الناشطين الآيديولوجيين المدافعين عن إسرائيل في «معهد الدفاع عن الديمقراطيات». ويُشار، في هذا الإطار، إلى أنه طالب في كتاباته الرئيس ترمب بحصر تعريف اللاجئين الفلسطينيين بأولئك الذين شردوا في عام 1948.

 

بولتون يصل أنقرة وسط توتر أميركي ـ تركي وانتقادات إعلامية لتصريحات حول «حماية الأكراد»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/يجري وفد أميركي برئاسة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، وعضوية المبعوث الخاص إلى سوريا والتحالف الدولي للحرب على «داعش» جيمس جيفري، ورئيس الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دانفورد، مباحثات في أنقرة اليوم، لبحث مسألة التنسيق بشأن الانسحاب من الأراضي السورية. وتركز المباحثات بين الوفد الأميركي والمسؤولين الأتراك، وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب إردوغان، على 3 ملفات رئيسية؛ هي تنسيق الانسحاب، والدور التركي فيما بعد اكتماله لمنع عودة ظهور تنظيم داعش الإرهابي، والموقف الأميركي من وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيسي في تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، الحليف لواشنطن في الحرب على «داعش» وإخراجه من منبج، بموجب اتفاق خريطة الطريق بين أنقرة والولايات المتحدة، واستعادة الأسلحة المقدمة إليها، ودعم العملية العسكرية التركية المحتملة في شرق الفرات، إضافة إلى مكافحة الأنشطة الإيرانية في المنطقة التي يصفها بولتون بـ«الخبيثة». وتأتي زيارة الوفد الأميركي، الذي سيتطرق إلى موضوعات أخرى خاصة بالعلاقات التركية الأميركية، في أجواء متوترة، على خلفية تصريحات أميركية بشأن ضرورة تقديم أنقرة ضمانات لحماية «الحلفاء الأكراد» في سوريا، الذين تسعى أنقرة للقضاء على وجودهم في شمال وشمال شرقي سوريا، وضرورة التنسيق مع واشنطن بشأن أي عملية عسكرية في شمال سوريا وفي شرق الفرات. وأبدت أنقرة غضبها من تصريحات بولتون، التي أدلى بها الأحد في إسرائيل، ورهن فيها الانسحاب الأميركي من سوريا بالتوصل إلى اتفاق مع تركيا، لحماية الأكراد وعدم قيامها بأي عملية عسكرية في شمال سوريا، دون تنسيق مع الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، في بيان صدر عقب تصريحات بولتون، إن الاتهامات الأميركية بشأن استهداف أنقرة للأكراد في سوريا، وضرورة ضمان حمايتهم قبل الانسحاب الأميركي «أمر لا يتقبله العقل».

والأسبوع الماضي، تحدث بولتون عن «حماية الحلفاء الأكراد» في سوريا. وعبّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن الموقف ذاته، لافتاً إلى مخاوف أميركية من تعرض الأكراد في سوريا للقتل على يد الأتراك، ما تسبب في غضب أنقرة التي أعلنت على لسان المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أكصوي، عن رفضها لوصف وحدات حماية الشعب الكردية بالحليف، ووصف تصريحات بومبيو بـ«المزعجة والمرفوضة من حيث الأسلوب والمحتوى».

من جانبه، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن نضال الجيش التركي منذ قرون في هذه المنطقة موجه ضد «الإرهابيين». وقال أكار، في تصريح أمس، إن «نضالنا ليس موجهاً ضد الإخوة الأكراد الذين نتقاسم معهم الأرض والزاد». وأشار إلى أن كفاح الجيش التركي موجه ضد تنظيمي «داعش» و«الوحدات الكردية» (الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور)، اللذين قال إنهما «منظمتان إرهابيتان» تشكلان تهديداً لإخوتنا الأكراد والعرب والتركمان، وكل الأقليات الدينية والعرقية. وتعرض بولتون لهجوم إعلامي من الصحف القريبة من الحكومة التركية، بسبب تصريحاته بشأن الأكراد، بالإضافة إلى التشكيك في نوايا أميركا بشأن الانسحاب من سوريا. وهاجم الكاتب في صحيفة «صباح»، محمد بارلاص، تصريحات المسؤولين الأميركيين، قائلا: «نحن الأتراك نقيم في هذه المنطقة منذ قديم الزمان. نعيش مع الأكراد والعرب واليهود وشعوب من قوميات وأديان لا تحصى».

وانتقد تصريح بومبيو، قائلاً إنه عبر عن مخاوف من قيام تركيا بذبح الأكراد، متسائلاً: «قبل أن تعرب واشنطن عن قلقها على أمن أعضاء التنظيمات الإرهابية في سوريا، أليس من الأصح أن تُحاسب نفسها على إلقائها قنبلتين نوويتين على اليابان؟ أو عن تقسيم العراق ومقتل الملايين فيه؟». وأضاف: «لا أدري إن كانت الولايات المتحدة سوف تحصل على الأوسكار لدورها في حماية الأكراد؛ لكني أعتقد أن ترمب سيطرد الحمقى من أمثال بولتون وبومبيو من مناصبهم». من ناحية أخرى، تمكنت قوات الأمن التركية، أمس الاثنين، من ضبط 191 كيلوغراماً من المتفجرات بالقرب من الحدود السورية. وأضاف بيان لولاية ماردين أن المتفجرات جرى ضبطها في منطقة «شنيورت» التابعة لولاية ماردين، المتاخمة للحدود مع سوريا، وجرى إعدادها للاستخدام في هجمات إرهابية. وأكد البيان أن ضبط المتفجرات جاء نتيجة تتبع مديرية الأمن لأنشطة «العمال الكردستاني» والوحدات الكردية، وتعاون السكان المحليين في الكشف عن الأمر.

 

رئيس الكنيست الإسرائيلي: حلّ الدولتين انتهى

تل أبيب: /الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/أكد رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي إدلشتاين ممثل حزب الليكود الحاكم، أن مصطلح "حل الدولتين" لم يعد صالحاً ولا يلائم الواقع السياسي الحالي. وأضاف: "علينا أن نحارب الإرهاب بكل أشكاله، شمالا وجنوبا، تزامنا مع عملنا على التعايش والتعاون". وقال إدلشتاين في لقاء صحافي: "كل هذه التصريحات حول دولتين لشعبين، وأن الحل الوحيد هو حل الدولتين، هي بكل بساطة غير صالحة". وأضاف: "لا أعتقد أن أي شخص بوسعه أن يرسم على الخريطة حدود الدولتين بشكل صحيح للحصول على وضع مثالي". وكرّر أن إسرائيل "لن تتسامح مع أي وجود إيراني في سوريا"، مؤكداً مواصلة الاستمرار في محاربة حماس في غزة وبذل "الجهد الممكن لحماية الإسرائيليين في الجنوب"، وقال: "لكن في الوقت نفسه، لا أعتقد أننا نواجه مليوني إرهابي في غزة. إننا نواجه سكاناً مدنيين، وعلينا التأكد من أن بوسعهم هم على الأقل أن يُبقوا رؤوسهم فوق الماء". واستطرد أنه لا يزال "يؤمن بإمكان التعايش الحقيقي بين اليهود والعرب في إسرائيل". وشن إدلشتاين هجوماً على حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" العربي، الذي ينضوي في ائتلاف "القائمة المشتركة" التي تمثّل الأحزاب العربية في إسرائيل، وقال إن "الحزب لا يساهم بأي شيء في الكنيست، بل على العكس إنه يضر بالجمهور الإسرائيلي بأكمله"، مُستثنيا بعض أعضاء الكنيست العرب من هذا الكلام. ورأى رئيس الكنيست أنه لا يجب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يستقيل إذا اتُّهم في ملفات فساد، بل "علينا أن ندع ماندلبليت (المستشار القضائي للحكومة) أن يحسم وحده هذا القرار".

 

الجيش الإسرائيلي يعتقل فلسطينياً بتهمة قتل اثنين من جنوده

الضفة الغربية/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الثلاثاء)، أنه اعتقل فلسطينياً يتهمه بالمسؤولية عن قتل اثنين من جنوده الشهر الماضي بالقرب من رام الله، خلال مداهمته قرية أبو شيخدم في الضفة الغربية. وكشف الجيش أن المعتقل هو عاصم البرغوثي الذي أمضى في السجون الإسرائيلية 11 عاماً، قبل الإفراج عنه قبل أقل من عام. وأوضحت القوات الإسرائيلية الشهر الماضي أنها قتلت صالح البرغوثي شقيق عاصم، بحجة مشاركته في عملية إطلاق نار أدت إلى إصابة 7 مستوطنين عند مستوطنة عوفرا شمال شرقي مدينة رام الله في الضفة الغربية. ونشر الجيش الإسرائيلي فيديو قال إنه لعملية اعتقال البرغوثي من أحد المنازل في قرية أبو شيخدم، القريبة من قرية كوبر التي يسكن فيها عاصم وعائلته. وقتل فلسطيني أشارت إسرائيل لاحقاً إلى أنه عاصم البرغوثي، جنديين إسرائيليين في مستوطنة جفعات أساف القريبة من رام الله في شهر ديسمبر (كانون الأول)، وذلك بعدما قتلت القوات الإسرائيلية عضوين مطلوبين من حركة حماس. وتعتقل إسرائيل عمر البرغوثي (66 عاماً) والد عاصم، وهو قيادي في حركة «حماس» أمضى ما مجموعه 28 عاماً في السجون الإسرائيلية منذ مقتل الجنديين بالقرب من رام الله.

 

سلسلة «إجراءات قاسية» لتقويض «حماس» في غزة وعباس بصدد وقف تمويل القطاع بعد سحب عناصر السلطة من رفح

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/كشفت مصادر فلسطينية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن الرئيس محمود عباس بصدد اتخاذ «سلسلة من الإجراءات القاسية» ضد حركة «حماس» في قطاع غزة، سعياً إلى تقويض سلطتها هناك أو إجبارها على تسليم القطاع.

ونقلت المصادر عن الرئيس قوله إن «اللعبة انتهت». وأضافت أنه أبلغ نظيره المصري عبد الفتاح السيسي بقراراته، «بما في ذلك نيته سحب عناصر السلطة من معبر رفح الحدودي». وأشارت إلى أن عباس «قرر أن ينتقل إلى مرحلة التنفيذ تحت شعار كل شيء أو لا شيء». وأوضحت أن «سحب السلطة من معبر رفح جاء في سياق إلغاء أي اتفاقات جانبية. إما تسليم غزة أو لا». وكانت السلطة الفلسطينية أمرت موظفيها بالانسحاب من معبر رفح الحدودي مع مصر، ما يعني عملياً إعادة إغلاق المعبر الذي يعد المنفذ الرئيسي لسكان القطاع. ومنذ تسلمت السلطة معبر رفح بعد اتفاق 2017 في القاهرة، دأبت مصر على فتح المعبر بشكل منتظم، لكن انسحاب السلطة الآن يثير شكوكاً حول إمكانية فتحه من جديد. وأشارت السلطة إلى أن قرار الانسحاب من المعبر كان رداً على تقويض «حماس» عملياتها واحتجاز بعض موظفيها. وقالت الهيئة العامة للشؤون المدنية إنه «أمام إصرار حماس على تكريس الانقسام، وآخره ما طال الطواقم من استدعاءات واعتقالات والتنكيل بموظفينا، وبعد وصولنا لقناعة بعدم جدوى وجودهم هناك وإعاقة حركة حماس لعملهم ومهامهم، قررنا سحب موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية كافة والعاملين على معبر رفح». وبدأ سريان القرار أمس، إذ غادر الموظفون مكاتبهم، وعاد موظفو وزارة الداخلية التابعة لحركة «حماس» لتسلم المعبر الحدودي. وقال مسؤول في «حماس» إن «موظفي المعبر عادوا بقرار سياسي وتسلموا المكاتب والإدارات كافة في معبر رفح لخدمة أبناء شعبنا وحتى لا يصبح هناك أي فراغ». وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم في بيان: «نؤكد أننا سنحافظ على مقدرات شعبنا ومكتسباته، وستبقى الوزارة أمينة وحريصة على مصالح شعبنا»، مشيراً إلى أن وزارته أبلغت مساء الأحد من رئيس هيئة المعابر والحدود في السلطة الفلسطينية نظمي مهنا «بسحب موظفي الهيئة العاملين في معبر رفح ابتداء من صباح الاثنين». وعلمت «الشرق الأوسط» أن «حماس» أجرت اتصالات مكثفة مع مصر من أجل الضغط على السلطة للتراجع عن قرارها، أو في أسوأ الظروف قبول مصر بالتعاون مع «حماس» في فتح المعبر مجدداً، لكن لم تتلق الحركة تطمينات. وقال مسؤول في رام الله لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر لا تتعاطى مع حماس على أنها جهة شرعية». وأضاف أن «الرئيس السيسي أبدى دعماً كبيراً لشرعية الرئيس عباس، وأكد أن مصر لا تتعامل إلا مع القيادة الفلسطينية كجهة شرعية وممثلة للفلسطينيين، وأن كل ما مضى لم يعدُ كونه مجرد تفاهمات ميدانية لتجنيب القطاع حرباً والفلسطينيين مزيداً من التفسخ». وأضاف أن «ثمة قرارات مرتقبة تتعلق بوقف تمويل الانقلاب وإجراء انتخابات، وربما قرارات سياسية ذات مغزى إذا لم تستجب حماس». وكان عباس التقى السيسي في القاهرة ضمن زيارة استمرت 4 أيام. وتلقى عباس أثناء مغادرته القاهرة اتصالاً هاتفياً من السيسي، ثمن فيه حضوره لمصر ومشاركته في افتتاح مسجد «الفتاح العليم» وكاتدرائية «ميلاد السيد المسيح» في العاصمة الإدارية الجديدة، فيما أكد عباس «عمق العلاقة الأخوية بين الشعبين الفلسطيني والمصري، وأهمية مواصلة التنسيق والتواصل الدائم بين القيادتين».

ورعت مصر هدنة بين إسرائيل و«حماس» كانت سبباً في توترات بين السلطة والقاهرة قبل أن تبرد زيارة عباس إلى مصر الأجواء. ورفضت السلطة إعطاء «حماس» أي دور شرعي في غزة، وقالت إن إسرائيل تحاول تقوية الحركة في غزة من أجل تحويل الانقسام إلى انفصال.

واتهمت السلطة «حماس» مراراً برفض تطبيق المصالحة، وساءت العلاقة بينهما الأسبوع الماضي بشكل أكبر، مع منع الحركة التي تسيطر على غزة حركة «فتح» من الاحتفال بالذكرى الرابعة والخمسين لتأسيسها. ووصف عباس قادة «حماس» بـ«الجواسيس». وتعرض مئات من عناصر «فتح» للاعتقال والتهديد والضرب في غزة إثر إصراراهم على إقامة مهرجان ذكرى الانطلاقة الذي ألغي أمس «حقناً للدم». كما تعرض «تلفزيون فلسطين» التابع للسلطة إلى التحطيم في غزة في أجواء أعادت إلى الأذهان فترة الاقتتال الداخلي قبل أكثر من 10 أعوام. واتهمت «فتح» أجهزة أمن «حماس» بشنّ حملة اعتقالات واستدعاءات طالت 500 من عناصرها في قطاع غزة. وقالت الحركة في بيان أمس إن «ميليشيا حماس اعتقلت أكثر من 500 من قادتها وأبنائها في غزة منذ مساء الأحد بسبب إصرارهم على إحياء فعاليات الانطلاقة الرابعة والخمسين».وتحدث الناطق باسم «فتح» عاطف أبو سيف عن «عمليات اختطاف من الشوارع، ومداهمات للبيوت وتفتيشها واستدعاءات». وأضاف: «يتعرض أبناؤنا لمعاملة سيئة وتعذيب لا يليق بشعبنا. الاعتقالات تطال الأطر التنظيمية كافة، كما تتم مصادرة المواد الإعلامية والدعائية الخاصة بالانطلاقة، وهذا لن يثني فتح عن المضي في برنامج فعاليات الانطلاقة». واعتبر محافظ غزة إبراهيم أبو النجا أن ما تقوم به «حماس» ضد خصومها «ليس مستغربا على ممارستها». وقال إن «قمع حماس لحركة فتح لن يزيد أبناءها إلا صموداً وقوة وعزيمة على إفشال مشروع انفصال قطاع غزة عن الضفة». ووصف أمين سر المجلس الثوري لحركة «فتح» ماجد الفتياني تصرفات «حماس» بأنها «سلوك مجموعات من العصابات وقطّاع الطرق وليس عملاً وطنياً ولا ينم عن أي مسؤولية وطنية». ووجه رسالة إلى قيادة «حماس» قال فيها: «مهما اعتقلتم وطاردتم وخططتم مع الاحتلال ووكلائه لن تفلحوا ولن تصلوا حتى إلى الأوهام التي في رؤوسكم، إذ أثبتت الأيام الماضية أن قطاع غزة بكل أبنائه هو جمهور هذه الثورة التي تعظم شهداءها وتتمسك بفكرتها وتسعى لحماية ثوابت هذا الشعب وحقوقه». واتهم «حماس» بـ«العمل على تدمير المشروع الوطني وتأجير ما تبقى من قيم لدى بعض قادتها للاحتلال وأعوانه». وأضاف أن «حماس وعصاباتها لا يعتقدون كما نحن نعتقد بأن فلسطين هي وطننا بكل تفاصيله، بدولته المستقلة وعاصمتها القدس، فيما لا يزالون يعتقدون بوهم الإمارة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، بل تخدم أهداف الاحتلال وتطيل مداه وتفتح المجال أمام الغول الاستيطاني». وأكد أن «القيادة بصدد بحث الإجراءات التي يمكن اتخاذها بحق هذه العصابات التي خرجت على كل القيم الوطنية». واستنكر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير منسق القوى والفصائل واصل أبو يوسف «اختطاف واعتقال المئات من قياديي وكوادر حركة فتح من قبل أجهزة حركة حماس»، وقال إنه «أمر مرفوض». وطالب بـ«تغليب المصلحة الوطنية العليا لشعبنا والحفاظ على مقدراته... وليس ترسيخ الانقسام والانفصال ومنع إقامة الدولة الفلسطينية وضرب المشروع الوطني الفلسطيني». ورأى أنه «لا بد من عزل هذه الفئة الضالة التي تحاول تكريس هذا الانقسام».

 

الفلسطينيون يتهمون بولتون بدعم الاحتلال ونتنياهو يدعوه للاعتراف بـ«السيادة» الإسرائيلية على الجولان

رام الله/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/هاجمت السلطة الفلسطينية مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بعد جولة قام بها في القدس الشرقية، بما في ذلك حائط البراق الذي يسميه اليهود حائط المبكى. وأدان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بأشد العبارات قيام بولتون يرافقه سفير أميركا لدى إسرائيل ديفيد فريدمان «بانتهاك القانون الدولي والشرعية الدولية والتجول برفقة مسؤولين من سلطة الاحتلال في البلدة القديمة لمدينة القدس الشرقية المحتلة». وقال عريقات إن «هذه الممارسات تقود فقط إلى الفوضى والعنف وانعدام القانون، ولا تخلق حقاً ولا تنشئ التزاماً، ولن تغير من حقيقة التاريخ والحاضر والمستقبل بأن القدس ببلدتها القديمة والحرم القدسي الشريف، وكنيسة القيامة، والأسوار التي لا تهرم، ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، والحتمية الأخرى أن الاحتلال الإسرائيلي إلى زوال». واتهم بولتون بـ«تأييد الاستيطان بشكل أعمى». وقال إن «المسألة هنا ليست ما إذا كنت مع إسرائيل أو مع فلسطين. المسألة هي ما إذا كنت مع السلام أو ضده، وقد اختارت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن تكون ضد السلام وضد هؤلاء الذين يسعون إلى تحقيقه». وأضاف: «لقد اختارت إدارة الرئيس ترمب أن تكون على الجانب الخطأ من التاريخ والقيم الإنسانية الحضارية، وأن تدفع منطقة الشرق الأوسط بسرعة كبيرة إلى أتون العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء، ولم يعد مفهوماً بعد ذلك عن أي شيء يريدون النقاش مع أصحاب القرار في الدول العربية والإسلامية وعن أي مقايضات؟ المطلوب الآن منا كعرب ومسلمين الصحوة والبحث عن أسس وأماكن ونقاط ارتكاز مصالحنا». وكان بولتون الذي وصل إلى إسرائيل السبت الماضي زار حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى، وقام بجولة في البلدة القديمة شرق القدس. وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود في بيان إن «نزول بولتون تحت المسجد الأقصى وتجوله في البلدة القديمة جزء من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، ومحاكاة لاقتحامات المستوطنين واعتداءاتهم». ورأى أن المسؤول الأميركي «أراد من اقتحامه أن يقدم دعماً للاحتلال والعدوان على القدس والمسجد الأقصى، وعلى الشعب العربي الفلسطيني وقيادته». واعتبر أن هذه التحركات «لا تترك أي أثر سوى أنها تزيد الصورة وضوحاً بوجود الاحتلال وعدوانه، وتذكّر باستباحته أراضي الغير والتسلط على الشعوب، وإثارة الفوضى والتوتر والعنف». وطالب بإدانة دولية لجولة بولتون «وتطبيق القوانين الدولية التي تقضي بإزالة الاحتلال الإسرائيلي عن بلادنا، وترسيخ أسس السلام الشامل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العربية المحتلة على حدود عام 1967».

ووصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف جولة بولتون في شرق القدس بأنها «ضرب لكل قرارات الشرعية الدولية والقوانين الدولية». وقال للإذاعة الفلسطينية الرسمية إن الجولة «تأتي في إطار الدعم الأميركي لإسرائيل للمضي في عدوانها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني وأرضه».

وكان بولتون التقى بعد الزيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في مقر إقامته بالقدس. ويفترض أن يكون نتنياهو وبولتون زارا هضبة الجولان أمس أو اليوم «إذا سمحت أحوال الطقس بذلك». ودعا نتنياهو بولتون إلى اعتراف أميركي بـ«سيادة إسرائيل على الجولان». وقال إن «الجولان مهم جداً لأمننا، وعندما ستكون هناك، ستستطيع أن تفهم جيداً لماذا لن ننسحب من الجولان، ولماذا من المهم أن تعترف جميع الدول بالسيادة الإسرائيلية عليه». واحتلت إسرائيل هضبة الجولان من سوريا في عام 1967، وضمّتها إليها في عام 1981، في خطوة لم تحظ باعتراف المجتمع الدولي، ومن ضمنه الولايات المتحدة، تماماً كما هو حال القدس الشرقية التي احتلت من الأردن. لكن ترمب اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى هناك. وتطمع إسرائيل في أن يعترف بالجولان كذلك، مُستغلة الأزمة السورية التي اندلعت في عام 2011. وأكد نتنياهو أنه تحدث عن هذا الموضوع مع ترمب، وأعرب عن أمله بأن تُتاح له الفرصة «لإظهار ذلك» لبولتون في إطار الزيارة. وبعد أن رحّب بالمسؤول الأميركي، وشكره على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها، قال نتنياهو مخاطبا بولتون: «أنتم تدعمون إسرائيل في الأمم المتحدة بشكل لا لبس فيه. هذا يحظى بتقدير من قبل جميع المواطنين الإسرائيليين، وجميع أصدقاء إسرائيل في كل أنحاء العالم... أنتم تدعمون حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ونحن نمارس هذا الحق باستمرار. من المهم بالنسبة إلينا أن نعلم أننا نتمتع بدعم صديقتنا وحليفتنا الكبرى الولايات المتحدة».

 

السعودي لدى اليمن: لن نسمح بتحول الحوثيين إلى «حزب الله»

الرياض: عبد الهادي حبتور/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/أكد محمد آل جابر السفير السعودي لدى اليمن، أن الميليشيات الحوثية الانقلابية أمام اختبار حقيقي، وهو تطبيق اتفاق استكهولوم الذي رعته الأمم المتحدة الشهر الماضي، مشدداً على أن الجميع ينتظر انسحاب الميليشيات من ميناء ومدينة الحديدة قريباً. وأوضح آل جابر أن السعودية تؤيد الحل السياسي في اليمن، وتدعم ذلك منذ عام 2011 عندما قدمت المبادرة الخليجية لتسليم السلطة سلمياً، ثم الحوار الوطني الشامل، في الوقت نفسه حذر السفير السعودي من أن المملكة لن تسمح باستنساخ «حزب الله» على حدودها الجنوبية، أو أن يتحول اليمن إلى صومال جديدة. وقال على هامش ندوة عقدت البارحة ضمن «حوار الجنادرية» تحت عنوان «مستقبل اليمن، الإنسان والتنمية»، «نأمل أن تنجح المسارات السياسية، ونؤمن أن العملية السياسية هي الحل، عندما ينصاع الحوثي للحديث مع الأطراف اليمنية نحن ندعم السلام، يجب أن تكون هناك دولة، ولن نسمح بوجود حوثي على غرار (حزب الله)، ولن نسمح بتحول اليمن إلى صومال». وبشأن تنصل الحوثيين من اتفاق استكهولوم والمماطلة في تطبيقه، أشار محمد آل جابر إلى أن «الحوثيين معروفون بانقلابهم على كل الاتفاقيات، وهناك أكثر من 70 اتفاقاً وقعوها ولم ينفذوها. نحن أمام عصابة وجماعة إرهابية. هناك ضغوط عسكرية تمت وضغوط مورست على الانقلابيين للعودة إلى الحوار السياسي، (...) الحوثي الآن أمام اختبار حقيقي عليه الانسحاب وتسليم الموانئ والحديدة وعودة الأمور لسلطة الشرعية، وهذا ما ننتظره ونرجو أن يكون قريباً». وتابع: «الميليشيات الحوثية دمرت الآمال والدولة والنسيج الاجتماعي اليمني والمنظومة العسكرية والأمنية. (عاصفة الحزم) ستنتهي بيمن آمن ومستقر يعمل بمساعدة من أشقائه في المملكة والخليج والمجتمع الدولي، وهذا يحتاج حلاً سياسياً بين جميع الأطراف ينهي الأزمة الحالية ويعيد الحياة للشعب، وسيكون برنامج التنمية وإعادة الإعمار أحد البرامج الرئيسية». وأكد آل جابر أن «الإنسان اليمني سيكون محور التنمية وهدفها في الفترة المقبلة، ورغم الظروف الصعبة التي تواجه اليمن إلا أنه بجهود الشرعية وأبناء اليمن والمجتمع الدولي لإعمار اليمن، السعودية ستكون أكبر المانحين». واتهم السفير السعودي، الميليشيات الحوثية، بتدمير اليمن ومؤسسات الدولة تنفيذاً لأجندات خارجية من النظام الإيراني، وذلك للسيطرة على البحر الأحمر وباب المندب، وقال: «بعد أن سيطرت الميليشيات على صنعاء لم تتجه إلى مأرب القريبة، التي تحوي منشآت النفط والغاز، بل توجهت مباشرة إلى عدن البعيدة، وذلك بأوامر إيرانية للسيطرة على باب المندب الاستراتيجي، ثم بدأ تدفق (الحرس الثوري) عبر (طيران ماهان)، وتم إجراء مناورات عسكرية على الحدود السعودية». بدوره، تحدث العقيد ركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف العربي، بأن الأوضاع في اليمن تأثرت بثلاثة عوامل تاريخية؛ الأول هو النظام العالمي، ثم وجود دول تدعم الإرهاب، والعامل الثالث هو الداخل اليمني والوضع السياسي والاقتصادي. وشدد المالكي على أن استقرار اليمن أمنياً وعسكرياً هو استقرار للسعودية والخليج والنظام العالمي، وأضاف: «الهدف الاستراتيجي هو إعادة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً. لا يوجد في التاريخ العسكري جماعة إرهابية حصلت على قدرات باليستية». وفي تعليقه على بعض التقارير الصحافية التي تحدثت عن تجنيد التحالف للأطفال، رفض العقيد المالكي تلك التقارير جملة وتفصيلاً، وقال: «نرفض تلك الادعاءات والمزاعم، التحالف لديه سياسة ثابتة منذ بداية العمليات العسكرية عبر تطبيق القانون الدولي والإنساني (...) لا يوجد أي مجند في القوات السودانية أو أعضاء التحالف أو أي مشاركة أقل من 18 سنة».

إلى ذلك، أوضح الدكتور نجيب غلاب وكيل وزارة الإعلام اليمنية، أن اليمن كان نقطة لكل من يريد استهداف السعودية والخليج، وأن المملكة ركزت على دعم الدولة اليمنية الأمني والتنموي ودعم تكتلات اجتماعية على أن تكون منضوية تحت الدولة اليمنية.

 

زيارات مزعومة لوفود عراقية إلى إسرائيل تثير جدلاً واسعاً والبرلمان طالب بالتحقيق ويعتزم استجواب وزير الخارجية غداً

بغداد: فاضل النشمي رام الله: كفاح زيون/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/أثار الكشف عن قيام مسؤولين بزيارة إسرائيل ضجة كبيرة في العراق، ما دعا النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي، حسن الكعبي، إلى فتح تحقيق مع هؤلاء، الذين اعتبر أنهم تجاوزوا «الخط الأحمر». وجاء الإعلان عن الزيارة على حساب وزارة الخارجية الإسرائيلية على «تويتر»، كما تناقلته تقارير صحافية إسرائيلية بعدها، ومفاده أن ثلاثة وفود عراقية زارت إسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية. وجاء في تقارير إسرائيلية أنه شارك في هذه الزيارات نحو 15 شخصية ورد أنها «شيعية وسنية نافذة». وزار العراقيون، من ضمن مواقع أخرى، مؤسسة «ياد فاشيم» التي تحكي عن «الهولوكوست»، كما زاروا مركز تراث اليهود المهاجرين من العراق، وذلك في مدينة أور يهودا، كما التقوا أكاديميين إسرائيليين. وقالت مصادر سياسية إن الهدف من هذه الزيارات هو إنشاء أساس مستقبلي لعلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن هناك في العراق توجهاً إيجابياً بالنسبة لإسرائيل. وفيما أكدت تغريدة لوزارة الخارجية الإسرائيلية أن الزوار الـ15 «اجتمعوا بأكاديميين ومسؤولين إسرائيليين»، قال المتحدث باسم متحف «ياد فاشيم» إن «مجموعة من عشرة عراقيين قاموا بزيارة المتحف في نهاية ديسمبر (كانون الأول)». وأضاف أنه «غير قادر على كشف هويات ومناصب هؤلاء العراقيين». ووصفت قناة التلفزيون الإسرائيلية الخاصة «حداشوت»، العراقيين الذين زاروا إسرائيل، بأنهم من «المسؤولين المحليين»، مؤكدة «أنهم شددوا على أن زيارتهم ليست رسمية، ولا بد أن تبقى سرية لتجنب غضب في العراق، وكذلك في إيران».

ويطالب اليهود العراقيون المقيمون في إسرائيل بشكل متكرر بتطبيع العلاقات بين العراق والدولة العبرية، لكن موضوع التطبيع بين البلدين لا يزال في غاية الحساسية، خصوصاً أن إسرائيل كانت الدولة الوحيدة التي دعمت إجراء الاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان العراق في عام 2017، في حين أن الحكومة المركزية في بغداد كانت ضده تماماً. وأكد التقرير أن الزوار العراقيين ليسوا من كردستان العراق، بل من «العراق ذاته». والعراق في حالة حرب مع إسرائيل وتدعم بشدة مقاطعة الجامعة العربية لإسرائيل. وجوازات السفر العراقية لا تصلح للسفر إلى إسرائيل. وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الزيارات كانت في جانب آخر «اجتماعية» كذلك، وشملت أيضاً لقاءات مع منظمات تتعامل مع الإرث اليهودي العراقي. وقال تقرير إن هدفها كان «بناء بنية تحتية لعلاقات مستقبلية» بين العراق وإسرائيل، وإن المبعوثين عادوا إلى العراق «كسفراء مستقبليين» لإسرائيل هناك. وفي شهر مايو (أيار) الأخير، أطلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية صفحة «فيسبوك» مخصصة لبناء العلاقات مع العراق. وقال دبلوماسيون في تل أبيب إن الصفحة العربية بمثابة «سفارة رقمية» في العراق. وقد عززت إسرائيل في الأشهر الأخيرة مبادراتها للتواصل مع البلد، مدعية أن العراقيين معنيون بإقامة علاقات مع الدولة اليهودية. ويقول الإسرائيليون إن المجتمع اليهودي العراقي هو أقدم مجتمع يهودي خارج إسرائيل، ويعود إلى زمن النبي إبراهيم، الذي عاش في أور، بجنوب العراق. وفي أعوام 1950 - 1952، انتقل ما يتراوح بين 120 ألفاً إلى 130 ألف يهودي إلى إسرائيل، ما ترك نحو عشرة آلاف في العراق. واليوم، يعتقد أن هذا العدد تقلص إلى بضعة أشخاص.

إلى ذلك، أطلق المحلل السياسي الإسرائيلي إيدي كوهين، تغريدة عبر «تويتر» أكد فيها حدوث الزيارة، وذكر أسماء النواب الذين كانوا أعضاء في الوفد الزائر، لكن كوهين عاد وحذف تغريدته بذريعة أن متحدثاً باسم الخارجية الإسرائيلية «وبخه وطلب منه فوراً حذف التغريدة لأنها تسببت بفضح النواب»، على حد زعمه. وذكر كوهين اسم نائبة عن ائتلاف «دولة القانون» وأربعة نواب وشخصيات سياسية من محافظة نينوى كانوا ضمن أحد الوفود إلى جانب النائب عن محافظة كركوك خالد المفرجي، ونفى الأخير الموضوع جملةً وتفصيلاً، وغرد المفرجي عبر «تويتر» قائلاً: «لا أستغرب الكذب من الذين اغتصبوا أرض فلسطين وشردوا شعبها، لكنني أستغرب الذين يصدقون الكاذبين بهذه السهولة». ولم يسبق لأي مسؤول عراقي أن قام بزيارة إسرائيل في العلن باستثناء النائب السابق مثال الألوسي الذي زارها مطلع أكتوبر (تشرين الأول) عام 2004، وطرد على أثرها من عضوية حزب «المؤتمر الوطني» الذي كان يتزعمه السياسي الراحل أحمد الجلبي. بدوره، طالب نائب رئيس البرلمان حسن الكعبي، أمس، وزارة الخارجية، بالتحقيق في هذه المزاعم، ووجه لجنة العلاقات الخارجية النيابية بالأمر ذاته. وقال الكعبي في بيان إن «على وزارة الخارجية التحقيق بما ورد في وسائل إعلام غربية وصهيونية بشأن زيارة 3 وفود عراقية إلى الكيان الإسرائيلي». وأضاف أن «قضية الذهاب لأرض محتلة خط أحمر ومسألة حساسة للغاية بالنسبة للمسلمين في أقصى مشارق الأرض حتى مغاربها». ورجّحت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، أمس، أن تكون هذه المزاعم «جزءاً من لعبة هدفها خلق فتنة داخل العراق»، معتبرة أن الموضوع من اختصاص جهازي المخابرات والأمن الوطني، وهما المعنيان بتوضيح حقيقة تلك الادعاءات أو نفيها. وكشف عضو اللجنة، فرات التميمي، في تصريحات، عن أن اللجنة ستستضيف الأربعاء وزير الخارجية محمد علي الحكيم لسؤاله عن موضوع الزيارة و«ما تم تداوله من تصريحات نسبت للوزير حول موقفه من حل الدولتين للقضية الفلسطينية».

وكانت تصريحات سابقة لوزير الخارجية العراقي أطلقها الأسبوع الماضي، حول تأييد العراق لحل الدولتين بالنسبة للقضية الفلسطينية، أثارت هي الأخرى ضجة بين الأوساط السياسية وصلت حد المطالبة بإقالة الوزير، ثم عادت وزارة الخارجية وأصدرت بياناً قالت فيه: «تؤكد وزارة الخارجية موقف العراق التاريخي والمبدئي من القضية الفلسطينية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني في تحرير الأرض والإنسان وإقامة دولة مستقِلة وعاصمتها القدس، كما يدعم العراق مبادرات السلام العربية، والدولية، ومنها مبادرة السلام العربية التي سبق أن طرحت في قمة بيروت 2002، وأصبحت بنداً دائماً على جدول أعمال القمم العربية اللاحقة».

وفيما يقول هشام الركابي مدير المكتب الإعلامي لرئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، إن موضوع الزيارة «نكتة وأكاذيب إسرائيلية اعتدنا عليها». ويتفق رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي حول «طبيعة البربوغندا الدعائية» التي يعمد الإسرائيليون إلى إطلاقها بين الحين والآخر لجس النبض من مسألة التطبيع. ولا يستبعد الهاشمي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، سعي «بعض الدوائر الإقليمية والدولية إلى إثارة مشكلات إضافية في العراق بين الفرقاء السياسيين عبر التلويح بأن هذه الجهة أو تلك مع فكرة التطبيع مع إسرائيل». ويضيف: «لا أستطيع تفسير الأهداف التي دعت محللاً إسرائيلياً إلى ذكر أسماء صريحة لبعض النواب والقول إنهم زاروا إسرائيل}.

 

تواضروس الثاني: مصر بلد مسالم عبر التاريخ وتتمتع بالأمان وحفاوة دولية واسعة بافتتاح مسجد وكاتدرائية العاصمة الجديدة

القاهرة: محمد عبده حسنين/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أمس، إن مصر «بلد مسالم عبر التاريخ وتتمتع بالأمان والسلام»، مؤكداً أن «عيد الميلاد هذا العام له فرحة خاصة»، في إشارة إلى افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، كأكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط. وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء أول من أمس، مسجد «الفتاح العليم» وكنيسة «ميلاد المسيح»، في العاصمة الإدارية الجديدة، عشية احتفال الأقباط الأرثوذكس بعيد الميلاد في رسالة رمزية للتسامح في البلد الذي يشكّل المسلمون أغلبية سكانه، بنحو 90%. وتتسع كاتدرائية ميلاد المسيح المزينة بأيقونات قبطية لأكثر من ثمانية آلاف مصلٍّ، في حين يتسع مسجد «الفتاح العليم» لنحو ضعف هذا العدد. وشيدت الحكومة المسجد والكاتدرائية في العاصمة الإدارية الجديدة التي تقع على بُعد 45 كيلومتراً إلى الشرق من القاهرة. وقال البابا تواضروس، في تصريحات بثها التلفزيون المصري، أمس: «العلاقات الموجودة على أرض مصر لم يصنعها إنسان، لكن الله أراد من خلال نهر النيل أن يتعايش جميع المصريين حول النهر متلاصقين ومتجاورين، فنهر النيل والأرض ومن حوله يجمعان كل المصريين معاً في وحدة ودون فرقة».

وأضاف البابا تواضروس: «نتذكر في الأعياد أبناءنا الشهداء وتضحياتهم، ونعلم جيداً أننا نعيش على الأرض ونتمتع بالحياة التي وهبها الله لنا، ووهبتها التضحيات التي قدمها هؤلاء الشهداء بدمائهم»، موجهاً خالص التعازي إلى أسرهم.

وخلال استقباله المهنئين بعيد الميلاد بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أكد البابا أمس، أن «احتفال مصر بافتتاح كاتدرائية (ميلاد المسيح) ومسجد (الفتاح العليم) أمر لم تشهده أي دولة على مستوى العالم»، مشيراً إلى أن «الرئيس السيسي وعد وأوفى في الموعد المحدد بافتتاح الكاتدرائية»، منوهاً إلى أن «مصر تملأها أجواء من السعادة والمحبة والتآخي». وأضاف: «إن ما يزيد فرحتنا بافتتاح المسجد والكاتدرائية هو أن إصدار قرار إنشائهما كان قبل عامين تحديداً، وتم افتتاحهما معاً في يوم واحد».

وشهدت مراسم الافتتاح حضور لشخصيات عربية ودولية رفيعة، وسط حفاوة واسعة. وقال أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، إن تزامن افتتاح مسجد «الفتاح العليم» وكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة أمر سيذكره التاريخ في مصر، مؤكداً أن «هذا التزامن يعد رسالة لكل العالم على وحدة وترابط المصريين»، وأشار إلى أنه «يحرص دائماً على تقديم التهنئة للبابا تواضروس الثاني تقديراً لدوره الوطني والديني الكبير، فضلاً عن روابط المحبة والاحترام التي تربطهما معاً». كما شاركت المملكة العربية السعودية، في حفل الافتتاح، حيث حضر وزير الدولة للشؤون الأفريقية أحمد بن عبد العزيز قطان، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية أسامة بن أحمد نقلي. من جهته، أشاد مبعوث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، المستشار بالديوان الأميري الدكتور عبد الله المعتوق، أمس، بحرص مصر على ترسيخ قيم التسامح والمودة والتعايش بين المسلمين والأقباط.

وقال قبيل مغادرته القاهرة، بعد مشاركته في حفل الافتتاح إن «افتتاح هذين الصرحين الكبيرين من صروح العبادة في وقت واحد وفي مدة زمنية قصيرة، يمثل إنجازاً استثنائياً كبيراً على مدى تاريخ الإسلام والمسيحية»، موضحاً أن «هذه الرمزية تهدف إلى تجسيد مشاعر الأخوة بين المسلمين والأقباط، والتعايش جنباً إلى جنب، من دون فتن أو قلاقل أو توترات». وكان الرئيس السيسي قد أكد خلال افتتاحه الكاتدرائية مساء أول من أمس (الأحد)، أن الافتتاح المتزامن لمسجد «الفتاح العليم» وكاتدرائية «ميلاد المسيح» يجسد لحظة مهمة للغاية في التاريخ المصري.

وأضاف أن الفتن لن تنتهي، مطالباً بضرورة التحلي باليقظة والوعي من أجل الحفاظ على أمن واستقرار مصر. ووجه السيسي التحية إلى أرواح شهداء كل المصريين من الجيش والشرطة والمدنيين، مسلمين ومسيحيين، الذين سقطوا، مضيفاً: «نحن نقوم بالبناء والحفاظ على الوطن، حيث نبني 14 مدينة جديدة بها المساجد والكنائس». وفي السياق نفسه، شدد الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في كلمته، على أن المسلمين مكلّفون بحماية الكنائس. وقال إن مسجداً وكنيسة بُنيا في وقت واحد وانتهيا في وقت واحد بقصد تجسيد مشاعر الأخوة والمودة المتبادلة بين المسلمين والمسيحيين. وتابع: «هذان الصرحان بالغا القدر من حيث العمارة التي يحق لمصر أن تفخر بها ويحق لعاصمتها أن تزهو على سائر الأمصار».

 

مصر: الإعلان عن بث الأذان الموحد يُعيد الجدل

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/في محاولة من وزارة الأوقاف المصرية لتوحيد الأذان حتى تقضي على الأصوات غير المقبولة التي تصدر من بعض المؤذنين في المساجد، أعلنت الوزارة أنه سيتم نهاية يناير (كانون الثاني) الحالي بث تجريبي للأذان الموحد بصوت مميز وشرعي، وذلك بعد تسوية المشكلات الفنية لنظام الأذان الموحد, لتعيد بذلك الجدل من جديد حول التجربة التي تم تطبيقها في مساجد بالقاهرة عام 2011؛ لكنها لم تستمر. وأكد مصدر في الأوقاف، أن «الفكرة تهدف إلى تقليل الأخطاء في المساجد، وإنهاء الخلل في التوقيت بين المساجد بعضها البعض، وتوفير صوت جيد يسمعه كل المصريين في وقت واحد». وتعد تجربة وزارة الأوقاف في الأذان الموحد هي الثانية، بعد عدم نجاح التجربة الأولى في 2011، والتي واجهت هجوماً كبيراً من جماعات الإسلام السياسي حينها. وفي يناير عام 2018 وبعد مطالبات كثيرة بضرورة إكمال التجربة، أعلن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، «إطلاق البث التجريبي للأذان الموحد، وراهن على نجاح التجربة دون خلل، عبر اختيار أصوات متميزة لرفع شعيرة الأذان الموحد»؛ لكن لم يتم التطبيق حتى الآن دون ذكر الأسباب - بحسب المراقبين. وانتقد حينها عدد من نواب البرلمان المصري فكرة الأذان الموحد، واعتبروها تتنافى مع مسألة روحانيات المؤذن والأذان، خاصة وأن كل منطقة اعتادت على صوت معين، وكل أهل إقليم وكل مسجد رواده تعودا على صوت، فلا يجوز إجبارهم على أذان موحد تحت أي مبرر من المبررات. وقال النواب حينها إن «تطبيق الأذان الموحد يصلح لمدينة القاهرة فقط، ولا يصلح لباقي محافظات مصر».

إلا أن الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أكد في تصريحات له أن «الفكرة سوف تقدم مزيداً من الضبط والارتقاء في العمل الدعوى، وتعظم قيمة الشعائر الدينية والمساجد في نفوس الناس، وتحقق مزيداً من الوحدة تحت مظلة نداء واحد للصلاة، لتلبية نداء الحق بصوت يثير الجلال في النفوس والخشوع في القلوب». ورجح المصدر في الأوقاف نفسه، أن يبدأ تطبيق الأذان هذه المرة في مسجد «الإمام الحسين» بوسط العاصمة القاهرة، بمشاركة 3 جهات هي «الأوقاف، والهيئة العربية للتصنيع، وإذاعة القاهرة الكبرى». وأقرت وزارة الأوقاف المصرية فكرة «الأذان الموحد» داخل القاهرة عام 2011، وطبق حينها في عدد من مساجد أحياء مصر الجديدة ومدينة نصر (شرق القاهرة) خلال شهر رمضان؛ لكن الفكرة لم يتم تعميمها، وعانت من مشكلات كثيرة في تطبيقها، واضطرت وزارة الأوقاف إلى وقفها، بعد أن ظل وزير الأوقاف الأسبق الدكتور محمود حمدي زقزوق يحارب داخل البرلمان للانتصار لفكرة الأذان الموحد. وأكد مراقبون أن «توقف بعض أجهزة الاستقبال، وفقدان شفرة البث لدى بعض الأجهزة، وحدوث أخطاء فنية وتقنية في أماكن متعددة نتيجة ارتفاع الكتل العمرانية، حالت دون تنفيذ الفكرة وقتها». من جهته، قال المصدر في الأوقاف لـ«الشرق الأوسط» إن «الأذان الموحد تم تنفيذه في القاهرة الكبرى عام 2011، وعندما ظهرت بعض الأصوات التي تعارض هذه الفكرة من جماعات الإسلام السياسي، صدرت فتوى من دار الإفتاء المصرية تؤكد شرعية توحيد الآذان، وكان يرفع من إذاعة القاهرة الكبرى بصوت مؤذن من الوزارة، وكان هناك جهاز في كل مسجد يستقبل الأذان». موضحاً أن الأذان لم يكن مسجلاً؛ لكن كان يتم عبر مؤذن من الوزارة يوجد في إذاعة القاهرة الكبرى، وكان يتم تخصيص مؤذن أساسي وآخر بديلاً له في حال غيابه، لافتاً أن «السلبيات كانت من الناحية الهندسية، وكانت الأعطال كثيرة؛ لكن الأحياء الراقية كانت أكثر تقبلاً للفكرة».

 

استياء مصري من «سي بي إس» الأميركية: تلاعبت سياسياً بحوار السيسي

القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18/أبدى برلمانيون مصريون استياءهم مما وصفوه بـ«تلاعب سياسي» أقدمت عليه شبكة «سي بي إس» الأميركية بحق حوارها مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي تم بثه عبر برنامج «60 دقيقة»، مساء أول من أمس، وعدّوا أن «المقابلة لم تتضمن ما يُشين لتطلب مصر عدم إذاعتها». وقبيل إذاعة الحوار، قالت القناة الأميركية: إن «الحكومة المصرية طلبت عدم بث اللقاء مع السيسي»، وعنونت قصتها التمهيدية بشأن كواليسه بـ«كيف حاولت مصر وأد مقابلة 60 دقيقة؟».

وخلال اللقاء، وجّه مقدم البرنامج، سؤالاً للسيسي، عما إذا كان التعاون الجاري بين مصر وإسرائيل هو الأعمق والأقرب؟... فأجاب الرئيس: «هذا صحيح»، وزاد: إن «القوات الجوية في بعض الأحيان تحتاج إلى العبور إلى الجانب الإسرائيلي؛ ولذلك لدينا تنسيق موسع مع الإسرائيليين».

وزير الخارجية المصري الأسبق، وعضو مجلس النواب، محمد العرابي، قال لـ«الشرق الأوسط»: إن «لقاء الرئيس في المحطة الأميركية لم يخرج عن النقاط الأساسية التي يتم إثارتها في وسائل الإعلام الغربية منذ عام 2013، التي تدور حول فض اعتصام رابعة، فضلاً عن الحديث عن السجناء، وهي أمور كلها ليست جديدة فيما يتعلق بإثارتها بحق مصر وردت عليها مؤسسات رسمية مختلفة في محافل عدة، وهذا يؤكد أن الحكومة المصرية لم تكن في حاجة إلى طلب عدم إذاعة الحوار». ورأى العرابي، أن القناة مارست «تلاعباً سياسياً للترويج للقاء، ومحاولة جذب اهتمام قطاع أكبر من المشاهدين له، والإيحاء بأنه تضمن ما يمكن أن يكون محرجاً للسيسي، غير أن المقابلة الكاملة أظهرت أن إجابات الرئيس المصري، جاءت موفقة ومتماسكة وتتسق مع سابق تصريحاته بشأن القضايا ذاتها في أكثر من ظهور علني أو لقاء صحافي». والمقابلة التي أثارت الجدل، كان السيسي أجراها في سبتمبر (أيلول) الماضي، على هامش زيارته إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، طارق الخولي، قال لـ«الشرق الأوسط»: إن «محاولة إضفاء حالة من الاهتمام بالحوار من قِبل (سي بي إس)، والترويج بأنه لقاء طلبت مصر عدم إذاعته أوحى بأنه سيتضمن ما يُشين»، وأوضح أنه وبعد متابعته للقاء وردود الفعل بشأنه في مستويات مختلفة يعتقد أن «الحالة انقلبت إلى العكس، وباتت القناة مادة للسخرية من قبل المتخصصين؛ إذ لم يتضمن شيئاً جديداً». وزاد الخولي: إن «ما تصور البعض أنه سيكون أسئلة محرجة للرئيس أو إجابات غير موفقة، كما روّجت بعض وسائل الإعلام الداعمة لجماعة الإخوان، تحقق عكسه تماماً على ما ظهر في رد السيسي على سؤال بشأن أسباب تأخر مصر في القضاء على الإرهابيين في سيناء رغم تلقي مليار دولار من المعونة العسكرية الأميركية سنوياً؟... فجاء رد الرئيس بسؤال مضاد: ولماذا لم تستطع أميركا القضاء على الإرهاب في أفغانستان بعد 17 سنة وإنفاق مليار دولار؟».

وبحسب ما أفاد رئيس تحرير صحيفة «الدستور» اليومية المصرية الخاصة، محمد الباز، في تقرير نشره بشأن المقابلة، أمس، نقلاً عن من وصفه بـ«مسؤول مصري كبير»، فإن «مصر حاولت بالفعل عدم إذاعة الحوار (...) فقد رأينا (المسؤول) أنه ليس من اللائق أن تسجل القناة حواراً مع رئيس الجمهورية وتتأخر إذاعته لما يقرب من أربعة شهور، وبخاصة أنهم لم يقدموا سبباً مقنعاً للتأخير». وشرح الباز نقلاً عن مصدره، أن القناة «طلبت من السفير المصري في واشنطن ياسر رضا، ترتيب مقابلة مع الرئيس المصري، تذيعه القناة بمناسبة 50 عاماً على إذاعة أولى حلقات برنامج (60 دقيقة) فقد بدأ في سبتمبر 1968... لكن المفاجأة أن الحوار تأخرت إذاعته ما يقرب من أربعة أشهر، دون أن تبدي القناة أسباباً مهنية، أو حتى سياسية لذلك».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ما بين "بريستول" جديد و"قرنة شهوان" أخرى

منير الربيع/المدن/الأربعاء 09/01/2019

منذ التأزم الذي أصاب عملية تشكيل الحكومة، بدأت مجموعات سياسية متعددة، تنشط تحت عناوين متعددة، القاسم المشترك بينها كان عنوانها إما "حماية الطائف" أو "حماية المناصفة". بعض الشخصيات المؤيدة لطروحات 14 آذار، تلتقي بين فترة وأخرى في اجتماعات تباحث ونقاش، لبلورة لقاء سياسي جديد في البلد، يرفع لواء الدفاع عن الدستور واتفاق الطائف. من بين هذه الشخصيات، الرئيس فؤاد السنيورة، والنائب السابق فارس سعيد. وقد بدأ تفعيل اجتماعات هذه الشخصيات، بعد لقاء رؤساء الحكومات السابقين برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لحماية صلاحياته، في ضوء ما يعتبرونه اعتداء على الصلاحيات.

"العهد" والعجز

ومع إستمرار الأزمة الحكومية، تزداد الآراء الرافضة لإبتداع أعراف جديدة في عملية تشكيل الحكومات. وهذه جملة استخدمها رئيس الجمهورية ميشال عون، واستهدفت يومها حزب الله بشكل غير مباشر. بالتأكيد، لا يريد عون الدخول في خلاف مع الحزب، لكنه أيضاً حريص على عهده. ولا يريد أن يستمر التعطيل. وكان كلام رئيس الجمهورية ملاقياً لكلام لافت أطلقه البطريرك الماروني بشارة الراعي، في قداس عيد الميلاد، داعياً إلى الحفاظ على المناصفة واتفاق الطائف. وحسب ما تكشف مصادر مطّلعة على القرار المسيحي، ففي بعض دوائر القرار الكبرى، ثمة تعبير هامس عن العجز عن الإقدام على أي خطوة، أو إحداث أي تغيير، يخرج البلاد من دوامة الأزمة التي تدور فيها. هي تعبير عن مزاج مسيحي عام، على مستوى القيادات، بالعجز الذي يصيب الجميع، ولا يمكّن أي طرف من إنجاز أي تغيير، أو تحسين، أو إصلاح في البلد، خصوصاً أن مسيرة العهد تتآكل، في ظل الصراع على الحصص والمصالح. وتعبّر بعض الأوساط  المسيحية، ومن بينهم المقربون من رئيس الجمهورية، عن امتعاض من تصرفات حزب الله، ويعتبرون أن أهدافه السياسية المرتبطة بالخارج، تتقدّم على أي اعتبارات داخلية، أو تحالفات استراتيجية، حتى ولو كان ذلك مع رئيس البلاد.

لقاء مسيحي موسع!

ويتمدد التعبير عن الشعور بالسخط، بوصف حال العجز إزاء محتوى العلاقة مع حزب الله، والتي تكبّل الجميع. وأكثر من ذلك، هناك من يريد التفكير في بلورة أفكار، أو وضع ورقة سياسية للتحضير للمرحلة المقبلة، سواء لإنقاذ العهد، او لحفظ الصورة العامة للعهد. وهم يبحثون عن القيام بأي خطوة لحماية بنية الدولة، التي يتخوفون من انهيارها. وانطلاقاً من وجهة النظر هذه، تأتي مساعي البطريرك الراعي لعقد لقاء يجمع مختلف القادة المسيحيين في الصرح البطريركي، للتباحث في آخر ما آلت إليه الأوضاع في لبنان، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وسيحاول اللقاء الضغط لتشكيل الحكومة. فالاستمرار في المأزق الحكومي، سيشرّع الأبواب على نقاش دستوري، قد يؤدي إلى ما لا يريده أحد من المسيحيين.

الخيبة من حزب الله

لا شك أن هناك تخوفاً مسيحياً أصبح ظاهراً للعيان، على المناصفة، واتفاق الطائف ضمناً، لكن الراعي ينطلق من قرار دولي موجود لحماية الطائف. وهذا القرار لا يزال قائماً. وبالتالي، لا يمكن تعديله من دون حدوث تغيير في المعطيات الدولية التي تحميه. هناك من يقول للمسيحيين دائماً بأنه عليهم السير بالأمر الواقع، كي لا يضطروا يوماً للرضوخ إلى أطروحة المثالثة. ولهم بالمقابل ما يريدونه من مطالب سلطوية، من رئاسة الجمهورية إلى تعزيز الحضور في بنية الدولة إدارياً وسياسياً. لكن، بشرط التنازل عن جوهر الموقف السياسي والتوجهات السياسية. الآن، بعد وصول "الرئيس القوي" إلى بعبدا لم يعد بإمكان المسيحيين التنحي جانباً عن الوجهة السياسية الأساسية للبنان. ولذلك، تصطدم آمالهم بطريقة إدارة حزب الله للبلد، وفق ما يقولونه. وهي تهدد "الوجود" بالمعنى السياسي، وليس بالمعنى المادي. ولذلك هناك نوع من الشعور، بأن العلاقة مرتبكة، بعد استشعار صعوبة استكمال الحال التي نجمت عن التحالف الأبدي مع حزب الله، والتي تنتج أثماناً كبرى.

ربما ما يدور في الكواليس هو تعبير عن الخيبة من الرهان على الحزب، أو على نظرية حلف الأقليات.  تتعالى بعض الأصوات المسيحية مطالبة بوجوب وقف الخضوع، لما يعتبرونه منطق الإبتزاز. وهم الذين كانوا يعتبرون أن مشكلة الدولة هي مشكلة إختلال التوازن على مستوى التمثيل والإدارة. ولكن وبعدما تمّت معالجة ذلك بوصول عون إلى بعبدا، وبقانون الإنتخاب فيما بعد، اكتشف المسيحيون أن كل هذه المطالب لم تحلّ لهم مشكلتهم مع الدولة، التي تعطّلت في ظل تبوئهم لمراكز القرار. إذ، لم يتمكنوا من استعادة حضورهم في البلد، بالمعنى الفعلي، بغض النظر عن المعنى الشكلي. بينما يبقى هناك جملة أسئلة مطروحة، تتعلّق جميعها بلعبة الرئاسة بالنسبة إلى المسيحيين. وهي لطالما أفقدتهم قدرتهم على بلورة موقف واضح تجاه ما يجري، خصوصاً أن أي طامح للرئاسة لن يكون قادراً على مجابهة الحزب ومواجهته. وهذه مهمة صعبة تعترض الدور التاريخي المطلوب من المسيحيين لعبه.

 

روسيا "الناعمة" في لبنان بصحبة حزب الله

منير الربيع/المدن/08 كتمزن الثاني/19

في ذكرى مئة عام على إعلان الهدنة بالحرب العالمية الأولى، في 11 تشرين الثاني الماضي، التقى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لعشر دقائق، وقوفاً. بعد هذه المحادثة، شاعت أجواء في لبنان عن قرب تأليف الحكومة، وإنهاء العقبات بما يرضي رغبة الحريري. وجرى الحديث عندها عن مسعى روسي لدى إيران والنظام السوري، لفك أسر الحكومة اللبنانية. ويوم وُجدت صيغة لتمثيل نواب سنة 8 آذار بطرح إسم جواد عدرا، تكرر الكلام باستفاضة عن أن المساعي الروسية أتت ثمارها، وأدت إلى إنهاء الأزمة الحكومية. ساعات قليلة، وفشل المسعى. وعادت الأمور إلى ما تحت الصفر.

الخفة السياسية

في المشهد بعض من السوريالية. رئيس لبناني يقنع رئيس روسيا بعشر دقائق، بانتهاج مسار سياسي، فتتدخل الدولة العظمى لدى دول إقليمية لإقناعها بتغيير سياستها، واتخاذ قرارات مغايرة لما كانت ترسمه. لكن، بأقل من أربع وعشرين ساعة، تتبدّل المعطيات، وتنقلب الدول "الصغيرة" على الدولة العظمى، فتتعرقل عملية تشكيل الحكومة. لأن إيران وسوريا تمسكتا بموقفهما من تشكيل الحكومة اللبنانية، الذي يتعارض مع الموقف الروسي. في هذا المثل، تعبير عن خفّة سياسية، وقراءة سطحية لحقيقة الأمور. كمثل رهان الحريري الدائم على صداقته مع بوتين، واستثمارها في السياسة وفي توفير الحماية من النظام السوري، أو حتى في تعبيد طريق لبنان إلى إعادة إعمار سوريا. وكان الحريري في العام 2017، قد أجرى زيارة إلى موسكو، تركز البحث فيها على سبل تأمين موسكو الدورَ اللبناني في إعادة الإعمار، في ظل العلاقة السيئة بين الحريري وبشار الأسد. هذه مؤشر على جانب آخر من الخفة اللبنانية في التعاطي مع الملفات الدولية. على غرار تعاطي الحريري، ولبنان عموماً، مع المبادرة الروسية لإعادة اللاجئين، والتي لم تصل إلى أي مكان. لكن الإندفاعة اللبنانية كانت مرتبطة بمنطق المقايضة يومها، نسير بمبادرة موسكو، مقابل أن تفتح لنا أبواب إعادة الإعمار في سوريا.

معادلة السراب

وما يعانيه الحريري، يعانيه العرب مجتمعين في رهانهم على دور روسي، لتحجيم نفوذ إيران في سوريا. المعادلة لا تتعدى كونها سراباً، لا تُبنى على أي أفق واقعي. وليس تبنّيها سوى تعبير عن العجز والتسليم بما يرسم، والتلكؤ عن وضع فكرة، ولو كانت بسيطة، لتوفير حضور عربي على الساحات العربية. فتارة يكون الرهان على روسيا، وتارة أخرى على أميركا، وأطواراً على الوضع الداخلي في إيران. ولأن الأيام تمثّل خير محكمة، فلا يطول مرورها إلا وتبرز مواقف، تبدد كل الأوهام التي يرتكز إليها بعض اللبنانيين، وبعض العرب. تماماً كما حصل في تدبيجة جواد عدرا، التي أطاحت بجبل من الأوهام حول الضغط الروسي على سوريا وإيران، لتشكيل حكومة كما يريد سعد الحريري.

الموقف الروسي

موقف السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين قبل يومين، حمل مؤشراً لافتاً حول آلية تعاطي موسكو مع الملفات المطروحة على الساحة. قال: "يزعمون أن حزب الله يعقد تشكيل الحكومة، وهذا غير صحيح على الإطلاق. هذه دعاية سخيفة جداً، ولا أعتقد ذلك على الإطلاق".

كان بإمكان زاسبيكين، أن يلجأ إلى الإجابة الديبلوماسية، بأن مسألة تشكيل الحكومة هي شأن داخلي لبناني، وموسكو لا تتدخّل فيه. لكن الجواب الذي جاء على لسانه، يؤشر إلى تعمّد في إطلاقه. ويوضح رغبة روسية في لعب دور على الساحة اللبنانية. وبالتالي، لا يمكن لروسيا أن تلعب دوراً في لبنان من دون اتخاذ أي موقف معلن. وهو يجب أن يكون إلى جانب حزب الله كقوة مسيطرة، للاضطلاع بالدور المراد لعبه لبنانياً. لبنان أصبح واقعاً في يد حزب الله وإيران. وأي قراءة أخرى هي قراءة خاطئة. الدليل على ذلك، هو أن الزخم العربي على قلّته، غائب كلياً عن لبنان، ولا وجود لأي استراتيجية أو خطة عمل عربية في لبنان، وهذا يعكس مدى التراجع في موازين القوى. "استقالة" الحريري من الرياض، كانت محاولة لبلورة دور معين، لكنها تُرجمت خطأ ونُفذت برداءة. بعدها، جاء التراجع الكامل لأي مشروع عربي في الساحة اللبنانية. الأمر نفسه ينسحب على الساحة السورية. إذ يتبدّى المشهد وكأن العرب هم خارجه كلياً، ويستندون إلى تنفيذ مشروعات روسية أو أميركية، من دون وجود سياسة عربية واضحة. يمثّل العرب فقط مظلة لنفوذ الدول، تارة النفوذ الروسي، وطوراً النفوذ أميركي.

التدخل الناعم

قد لا يكون الموقف الروسي منحازاً لحزب الله على حساب المشروع الآخر، لان ليس هناك مشروع آخر. وبالتالي فإن التدخل الروسي إذا ما أريد له أن يكون فاعلاً، يجب أن يرتكز على قوة وفعالية حزب الله في لبنان. وهذا يقتضي تماهياً بين الطرفين، بمعزل عما إذا حصل اختلاف في مرحلة لاحقة.. خصوصاً أن الغطاء الدولي والإقليمي لنفوذ حزب الله في لبنان متوفر. والدليل على ذلك، لو لم يكن هناك تسليم بدور حزب الله، لكان شهد لبنان ممارسات وإجراءات دولية وإقليمية تهزّ هذا الواقع القائم، سواء اقتصادياً ومالياً، أو سياسياً وأمنياً. حقيقة هذا التعايش مع نفوذ حزب الله تتلاقى مع مناخ واسع وشامل في لجم إسرائيل عن القيام بتوجيه أي ضربة داخل الأراضي اللبنانية، واقتصار حملاتها الإعلامية على تظهير حزب الله قوة قاهرة، بمقابل (أو بشرط) تأمين الحدود وحمايتها، والالتزام بالتوازنات الدولية المفروضة، لإبقاء الهدوء مسيطراً. وهذه لا يوفرها إلا حزب الله، الذي يحصل مقابلها على التسليم بدوره المطلق في لبنان.

وإذا كان الدخول الروسي خشناً في سوريا، فربما يشهد لبنان دخولاً روسياً ناعماً، يرتكز على جملة ملفات، قادرة موسكو على مواكبتها، من ملف اللاجئين، إلى ملف الحدود والنفط، وإعادة إعمار سوريا. في كل هذه الملفات، لا تقف روسيا عند رغبة الأفرقاء اللبنانية، بل عند ما يتوافق مع مصلحتها، وتقاطعها مع قوى فاعلة على الأرض، إسرائيلية وإيرانية، تحت مظلّة أميركية، يتسرّب من تحتها الهواء على العرب.  

 

اللهُ يَرُدُّ اعتذارَكِ بالشَكل  

سجعان قزي/الجمهورية/الثلاثاء 08 كانون الثاني 2019

التهاني للوزيرَين السابقَين، رشيد درباس ومحمد المشنوق. لقد عَـوّضا بنُبلٍ ووطنيّةٍ وحقٍّ عن صمتِ القياداتِ السُنيّة؛ فهرَعا مع شخصيّاتٍ لبنانيّةٍ أُخرى، مسيحيّةٍ وشيعيّةٍ، إلى الدفاع عن نائب بيروت، السيدة رولا الطبش جارودي، عِلمًا أنّها أصلًا في موقعِ الهجومِ لا الدفاع. التضامنُ مع رولا هو إنقاذٌ لِما بَقي من «لبنانَ الرسالة». ألا يَخجَل الّذين ألزَموها إصدارَ بيانِ اعتذارٍ وإشهارَ إسلامِها من جديد؟ وماذا لو أَلزَم هؤلاءِ الرئيسَ المِصريَّ، عبد الفتّاح السيسي، إشهارَ إسلامِه تكرارًا بعدما افتَتح أمسَ الأوّل كاتدرائيّةَ يسوعَ المسيحِ في القاهرة وخَطَب مِن على مَذبحِها؟

إذا كان مِعيارُ الانتماءِ إلى الإسلامِ عمومًا أنْ تُتْلى الشَهادتان: «لا إلَهَ إلّا الله» و «محمّدُ رسولُ الله»، ومعيارُ الانتماءِ إلى الإسلامِ الشيعيّ أن تُضافَ شَهادةٌ ثالثةٌ: «وعلِيٌّ وَليُّ الله»، هناك شَهادةٌ موازيةٌ يَجدُر بكلِّ مسيحيٍّ ومُسلمٍ لبنانيٍّ أنْ يَتلوها وهي: شَهادةُ المسلمِ للمسيحيّةِ وشَهادةُ المسيحيِّ للإسلام. وهذا ما شَهِدت عليه نائبُ بيروت في الكنيسة. أفي الأمرِ جريمةٌ؟ هل أَشْركَت وكَفَرت وتَستحِقُّ الجَلدَ والرَجْم؟ نَصحوها بأنْ تَعتذِرَ إلى الله على «عَمْلتِها»، لكنَّ اللهَ ردَّ اعتذارَها بالشَكلِ وأَوْصاها بأنْ تَعتذِرَ عن اعتذارِها إذ لا أحد يَعتذر عن محبّةِ الله (مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، متّى 10:33).

أتدري هذه المرجِعيّاتُ أنَّ ألوفَ العائلاتِ المسلمةِ يزورن سيدةَ حريصا ومار شربل والقديسةَ رَفْقا ويَركعون ويَتَضرَّعون من أجلِ شفاءِ مَرضاهم؟

حَدَثَ أن شاركْتُ في جنازات مسلمين ودَخلتُ الجامعَ حافيَ القَدمَين وصَلّيتُ لراحةِ أنفسِهم وتَمتَمتُ آياتِ القرآن، أَكنتُ أتَنكّرُ لمسيحيّتي فَوَجَبَ عليَّ تجديدُ مَعموديَّتي وتلاوةُ فعلِ الندامةِ والاعتذارُ من يسوع المسيح، ألله الحقيقي؟ لا السيدةُ طبش جارودي اعتنقَت المسيحيّةَ ولا أنا اتّبعْتُ الإسلام، لكنْ كِلانا شَهِدَ لله وللبنان.

أنحنُ في «الرَقّة» مع «داعش» أم في «طورابورا» مع «طالبان» أم في «قنداهار» مع «القاعدة»؟ حَسْبي أنّنا في لبنان أرضِ التعايشِ بين الأديان، وظنّي أننا أصبحنا في عصر «سوليدير» و«صيفي ڤيلِدْج» و«بيروت سي سايد» والـ«بيال» و«زيتونة باي» (خليج مار جريس). لو انَّ في الأمرِ «خطأً طقسيًّا»، لكانَ أوْلى بالمسيحيّين أنْ يَنتقدوا الكاهنَ الذي وَضعَ الكأسَ المقدَّسَةَ على رأسِ غيرِ مسيحيّة. هذه كأسٌ تَحتضِنُ ــ حَسْبَ الإيمانِ المسيحي ــ جسدَ المسيحِ ودمَه. لكنَّ المسيحيّةَ تُشجِّعُ على «ارتكابِ» هذه «الأخطاءِ النبيلة»، فهي دينُ الإنسانِ.

إن التفاعلَ الروحيَّ بين المسلمين والمسيحيّين دشَّنه النبيُّ محمد حين سمحَ لنصارى نَجران (بَني الحارث) بإقامةِ الذبيحةِ الإلهيّة في مسجِدِه الخاصّ سنةَ 631م. وحين ضَمّنَ القرآنَ الكريم الخمسَ عشرةَ سورةً في ثلاثٍ وتسعين آيةً عن المسيح ومريم. وحين استأنَس بحديثِ وفكرِ ونُسكِ القِسِّ «ورقة بن نوفل»، ابنِ عَمِّ السيدةِ خديجة زوجتِه. وحين اقترَن بمريمَ الـقُبطيّةِ أيضًا وقد أعطَته ابنَه إبراهيم. وحين وجدَ ملاذاً من ظلمِ أهلِ مَكّة، لدى النَجاشِي سيّـد أكسوم (ملِكِ الحبَشَة المسيحيّ)، وأعلن النبيُّ الحِدادَ عليه لدى موتِه وصَلّى عليه «صلاةَ الغائب»، وكان أولَ حِدادٍ في تاريخِ الإسلام.

بمنأى عن الإرهابِ التكفيريّ، نَشهَد اليومَ تفاعُلًا روحيًّا بين أبناءِ الديانتين في مختلَفِ أنحاءِ العالم:

في كنيسةِ «سانت جون» في واشنطن قُربَ «البيتِ الأبيض» يَرتفع صوتُ الأَذانِ لصلاةِ الجمعة.

في مدينة «أبردين» (سكوتلاند) لبّى المسلمون دعوةَ أُسقفِ كنيسة القديس يوحنّا إلى الصلاةِ وتناولِ الإفطارِ الجماعيِّ والسُّحور داخلَ الكنيسةِ.

في فرنسا، تَوجّه مُسلمون إلى الكنائسِ للمشاركةِ في قُدّاسِ الأحد بعد اعتداءِ إسلاميّيَن على كنيسةِ «سانت اتيان دي روفريه» شمالِ غربِ البلاد (02/08/2016).

في بلجيكا لجأ مسلمون الى كنيسةِ «سان لومبير» لأداءِ صلاةِ الجمعـة، وسمحَ لهم الخوري باستبدالِ الكراسي بالسَجّادِ وإخفاء مظاهر العِبادة الكاثوليكيّةِ كالتماثيل بقُطَعِ القِماش (زادَهَا الخوري).

في مدينة «فاريتزي»، شمالي إيطاليا، خَصَّصت كنيسةُ «القديس نازاريو» مكانًا ليقيمَ المسلمون صلواتِهم وصلاةَ «التراويح» خلالَ شهرِ رمضان.

في إمْبابة، شرقي القاهرة، أدّى عشراتُ المصلّين صلاةَ الجمعة أمام كنيسةِ العذراءِ مريم (13/04/2013) تعبيرًا عن الوِحدة الوطنيّةِ المصرية.

في فِلسطين، أمام المسجِدِ الأقصى، وَقفَ الشابُّ المسيحيُّ نضال عبود يَقرأُ الإنجيلَ ومَن حولَه يَتلونَ القرآنَ.

في بغداد، شارك شبابٌ مسلمون عراقيّون المسيحيّين في قُدّاس رأسِ السنة (2019) في كنيسةِ مار يوسف ورتّلوا معهم ورَكَعوا أمامَ المذبح.

وفي أنطلياس، عندَنا، حضرَ إلى كنيسةِ مار الياس وفدٌ مُسلِمٌ ضَمَّ نحو خمسينَ شابًا وشابّةً وصلّوا الـ«أَبانا»، رافعين أياديهم، وتَلَت صبيّةٌ منهم صلاةً فرديّةً أثناءَ «الطلْبات» باسمِ جميعِ المشاركين مسيحيّين ومسلِمين، وكثيرون تَلَوْا «الفاتحة» (29/01/2002)، إلخ...

حَصل كلُّ ذلك من دونِ أنْ يَتغيّرَ شيءٌ في الإنجيل والقرآن، لكنَّ الأُخوّةَ بين المسيحيّين والمسلمين نَالت جُرعةَ تفاؤلٍ في زمنِ التطرّفِ والتكفير والخوفِ من الشارع. لكنَّ الحمَلاتِ على السيدةِ الطبش جارودي أعادتنا إلى زمنٍ حَسِبْناه مضى (لا تَدينوا لئلّا تُدانوا، إنجيل متى: 1:7).

ردّاتُ الفعلِ على لقاءِ نائبِ بيروت بيسوع (للتذكير هي نائبٌ عن مُسلمي ومسيحيّي بيروت)، زادت الشكوكَ بمناعةِ الشراكةِ الوطنيّةِ وهي أصلًا في طورِ الاحتِضار. ما هذا التعايشُ الذي لا يَتحمّلُ أن تَتقدَّمَ سيدةٌ مُسلِمةٌ من مذبحِ كنيسةٍ في إطارِ تَصرّفٍ عفويٍّ نبيلٍ لا بِنيّةِ ارتدادٍ ديني.

وما آلمني أكثر أنَّ ردّةَ الفعلِ لم تأتِ، هذه المرّةُ، من أطرافٍ سُنيّةٍ متطرّفةٍ وتكفيريّة، بل من مرجِعيّاتٍ نتوسَّمُ فيها الاعتدالَ والانفتاحَ والحكمةَ، ونَتطلّعُ إلى أنْ تكونَ هي راعيةَ إنقاذِ الشَراكةِ وتجديدِها. وما آلمني أيضًا أنَّ ردّةَ الفعلِ لم تَحدُث في دولةٍ مسلمةٍ صِرْفة، بل في لبنان، الشاهِدِ الأخير على الشراكةِ المسيحيّة ـــ الإسلامية في هذا الشرق. رجاءً لا نُحوِّلَنَّ لبنانَ الشاهِد شهيدًا.

 

إشهار الدولة المدنية 

الأب البروفسور فادي ضو/الجمهورية/الثلاثاء 08 كانون الثاني 2019

فيما يُقلق تغيير الأعراف السياسية في تشكيل الحكومات بعض المسؤولين، ويرتاب آخرون من محاولات غير مباشرة لتغيير النظام اللبناني برمّته والدخول في دولة ما بعد الطائف وتوازناتها الطائفية الجديدة، يبدو الجميع غافلاً أو متواطئاً مع ما هو برأيي أخطر من ذلك بكثير، أعني تراجع مفهوم الدولة المدنية وتنامي الممارسات السياسية التي تضرب أساساتها. فإذا كان تعديل الأعراف والتوازنات السياسية تغيير في الصيغة اللبنانية للحكم، فإنّ التعرّض لمدنية الدولة هو ضرب للميثاق وللعقد الاجتماعي الجامع للبنانيين.

تستمدّ الدولة المدنية مشروعيّتها من الشعب مجتمعاً، الذي هو مصدر السلطات وصاحب السيادة التي يمارسها عبر المؤسسات الدستورية («الفقرة - د» من مقدمة الدستور). بينما تستمدّ الدولة الدينية مشروعيتها من المرجعية الدينية التي تستند إليها وإلى نصوصها. فبينما تهدف الدولة المدنية إلى تحقيق مصلحة الشعب على مختلف انتماءاته، عبر خياراته الديمقراطية، تهدف الدولة الدينية إلى تطبيق شريعة دينية خاصة، التي بذاتها تُعتبر الخير الأسمى للناس وفق معتقد البعض بأنها وحي إلهي، وتفسيرها من قبل المؤتمنين عليها. لهذا السبب إنّ أيَّ دولة دينيّة هي حكماً فئوية وعاجزة عن تحقيق المساواة بين المواطنين. بينما تحقّق الدولة المدنيّة اجتماع المواطنين على خيرهم المشترك، وتعزّز التضامن فيما بينهم.وضع الدستور اللبناني الصادر عام 1926 أسس الدولة المدنية في لبنان، دون أن يستكمل إنجاز هذا البناء بشكل كامل. فأبقى على مسألتين عالقتين هما توزيع السلطة السياسية على أساس الكوتا الطائفية، وقانون الأحوال الشخصية. فاعتبرت المادة 95 من دستور 1926، المعدّلة في 1943 ثمّ في 1990، بأنّ تدبير توزيع السلطة بين الطوائف التماساً للعدل والوفاق، هو موقّت.

وأكّد اتفاق الطائف على ذلك بتضمينه للمادة 95 الآلية المطلوبة لإلغاء الطائفية السياسية. أما المادة 9 من الدستور فاعتبرت نظام الأحوال الشخصية جزءاً من حرية المعتقد المطلقة التي تحترمها الدولة وتكفل تحقيقها. لكن ذلك يقتضي أن يأتي منسجماً مع المادة 7 التي تؤكد على مساواة كل اللبنانيين أمام القانون، و»الفقرة ب» من مقدمة الدستور التي تعلن التزام لبنان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. فاعتراف الدولة بأنّ حرية المعتقد تمتد إلى نظام الزواج والعائلة والإرث وإمكانية تحقّق ذلك بشكل متعدّد وفقاً للطوائف، لا يعفيها من مسؤوليتها وضع قانون مدني جامع وموحّد يضمن من ناحية انسجام هذه الممارسات مع مبادئ حقوق الإنسان، ويؤمّن من ناحية أخرى العدالة والمساواة بين المواطنين، إن انتموا أو لم ينتموا إلى إحدى الطوائف المعترف بها قانوناً.

لقد ترك المفوّض السامي في قراره رقم 60 عام 1936 حول «نظام الطوائف الدينية» الباب مفتوحاً أمام المشرّع اللبناني لاستكمال عمله في هذا المجال، عبر كلامه عن النظام الشخصي للطوائف وعن القانون العادي (العام) للأحوال الشخصية.

لم ينجح السياسيون في استكمال بناء الدولة المدنية، لا بل أنتجوا عبر ممارساتهم المنحرفة دولة المحاصصة الطائفية، التي أصبحت اليوم تُهدد الكيان الوطني. والدولة المدنية لا تعني انصهار جميع المواطنين والمكوّنات الاجتماعية قسراً بثقافة آحادية تُهمّش انتماءاتهم الخاصة. فالتعددية الدينية والثقافية سمة أساسية في المجتمع اللبناني، لا بل هي ثروته وميزته الحضارية.

ودولة المواطنة وميثاق العيش المشترك يُفترض أن يكونا الإطار الحاضن لهذا التنوّع والمحفّز للتفاعل الخلّاق بين مكوّناته. أما اليوم فنحن أمام مشهد خطير، أنزل قيمة الميثاقية إلى مستوى التنافس على الحصص، واستبدل العيش المشترك الصادق بين المواطنين بعصبيّات مذهبيّة جماعويّة ائتمنت الأشد تعصّباً فيها على تحديد شكل هوياتها المتصارعة. إنّ أسوأ ما جرى أخيراً مع النائبة رولا الطبش جارودي بعد مشاركتها في الاحتفال الكنسي باليوم العالمي للسلام هو رضوخ التكتّل السياسي الذي تنتمي إليه إلى صوت «الشارع الافتراضي» وإلى ما أشبه «بمحاكم التفتيش الدينية»، ما جعلها تعتذر لله عن هذا الأمر وتعيد إشهار إسلامها، بينما كان رئيس العراق المسلم يحتفل في الكنيسة بعيد الميلاد مع المسيحيين، وبابا الأقباط تواضرس يلقي كلمة من داخل مسجد الفتاح العليم في مصر لمناسبة افتتاحه.

لقد انقضّت في لبنان الطائفية على الميثاقية، وها هي تُفقدنا ثقافة العيش المشترك وقيَمه، ولم يتبقَّ لنا سوى إعلان حال طوارئ وطنية لاستكمال بناء الدولة المدنية على أساس المواطنة الحاضنة للتنوّع، كرهان غير مضمون لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان.

 

هل يُشكِّك "حزب الله" في تحالف عون استراتيجياً؟ 

طوني عيسى/الجمهورية/الثلاثاء 08 كانون الثاني 2019

هل يجوز الكلام على خلاف أو اختلاف، على المستوى الاستراتيجي، يمكن أن يقع بين "حزب الله" والرئيس ميشال عون وفريقه السياسي، في يوم ما؟ وهل يكون النزاع الدائر على الحكومة العتيدة من المؤشرات الأولية لتباعدٍ معيَّن بين الحليفين؟

يعتقد البعض أنّ "حزب الله" لن يتيح تأليف حكومة جديدة في هذه المرحلة، أيّاً كانت التسويات المطروحة، لأنّ هناك ضرورات إقليمية تتعلق بإيران أو بسوريا تقتضي ذلك. ويقول هؤلاء: "إذا حُلَّت عقدة الوزير السنّي فسيقوم "الحزب" أو حلفاؤه بخلق عقدة جديدة تؤدي إلى تأخير جديد. وهذا ما جرى قبل اليوم مرتين على الأقل، وفي كل مرّة كان يعتقد الجميع أنّ العُقد قد حُلَّت وأنّ الحكومة باتت على وشك الولادة". إلّا أنّ بعض المتابعين ينظر إلى العقدة الحكومية من زاوية مختلفة. ويقول هؤلاء: "الكلام على خلفيات إقليمية لقرار "حزب الله" تأخير ولادة الحكومة يبدو واقعياً. ولكن ما يستدعي التدقيق هو حيثيات هذا القرار. فـ"الحزب" لا يريد تأخير الحكومة في المطلق، بل هو يريد ممارسة أقصى الضغوط ليستولد الحكومة التي توفِّر له ولإيران أوسع نفوذ ممكن".

وفي رأي هؤلاء أنّ "حزب الله" لن يسمح بولادة الحكومة إلّا إذا كانت تحت سيطرته، مع حلفائه المسيحيين والسنّة والدروز طبعاً. والسبب أنه يتوقّع متغيّرات استراتيجية في الشرق الأوسط ربما تؤدي إلى إضعاف دور إيران في سوريا، وتالياً إضعاف دوره في سوريا ولبنان.

وهنا يبرز السؤال الذي يشغل كثيرين: ولكن، لماذا يتنازع "الحزب" وفريق رئيس الجمهورية على "الثلث المعطِّل" وهو أبرز حلفائه المسيحيين؟ وما الذي يخشاه "الحزب" عندما يعترض على حكومةٍ يكون فيها 18 وزيراً لـ8 آذار، يُفترَض أنهم موالون له في المعنى الاستراتيجي، مقابل 12 وزيراً لـ14 آذار ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط؟ ما يثير هؤلاء هو أنّ "الحزب" يخوض "معركة أهلية" في داخل "بلوك" الـ18 وزيراً الموالي له، ولا يبدو أنّ هاجسه هو نسف الثلث الـ14 آذاري المعطّل (إذا تمّ احتساب وزيرَي جنبلاط ضمنه، والوزير المحسوب على الرئيس نجيب ميقاتي).

وهذا ما يدفع إلى السؤال: هل هناك فعلاً، لدى "حزب الله"، شكوك حول التزام عون وفريقه السياسي "الولاء" للخط الاستراتيجي الذي ينتمي إليه "الحزب"؟ أم انّ الشكوك لا تتجاوز المستوى السياسي التكتيكي؟

أساساً، جاء عون إلى "الحزب" عام 2006 من محور استراتيجي مقابل. و"الحزب" نفسه ليس مخدوعاً بذلك، كما أنّ عون لم يخدع حليفه الجديد، يومذاك. فكل الأمور كانت واضحة للطرفين. وما حصل هو أنّ عون قدَّم إلى "حزب الله" "ولاءً" للخط الاستراتيجي، فرَدّ "الحزب" له "الجميل" في الحياة السياسية والسلطة: المجلس النيابي، الحكومة، التعيينات ثم رئاسة الجمهورية.

لم يحصل "غشّ" من الجانبين على مدى 13 عاماً. واليوم، ما زال فريق رئيس الجمهورية يدافع عن المقاومة والعلاقة مع سوريا على أحسن ما يرام. وما قام به الوزير جبران باسيل في الأشهر الأخيرة كان كافياً، منذ أزمة "مصانع الصواريخ" المزعومة قرب المطار إلى الوساطة بين العرب لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية. وفي المقابل، لم يسعَ "الحزب" إلى إضعاف فريق الرئيس على رغم الخلافات المريرة بين الطرفين على طاولة مجلس الوزراء في الحكومة المستقيلة، وعلى رغم التنافر في التحالفات خلال الانتخابات النيابية الأخيرة، وعلى رغم التأزّم الحاصل بين الطرفين في ملف الرئاسة.

يعتقد البعض أنّ "حزب الله" مطمئنّ إلى عون وفريقه تماماً على مستوى الخيارات الاستراتيجية، وأنه لا يرغب في استهدافه تحديداً بانتزاع الثلث المعطّل من يده، وإنما هو يريد انتزاع أي ثلث معطّل، من يد أي طرف آخر في الحكومة. وبناء على ذلك، يعرف "الحزب" أنّ قوى 14 آذار لن تتمكّن من تحصيل "الثلث المعطّل" عملياً، لأنّ جنبلاط "عند الحَشْرة" يعرف حدوده ولن يجرؤ على الوقوف في صفّ الحريري و"القوات اللبنانية" ضده.

ولكن، خصوصاً في الفترة الأخيرة، بدأ المتابعون يطرحون فرضيات جديدة حول مستقبل العلاقات بين "الحزب" وعون وفريقه السياسي، على مستوى الخيارات الاستراتيجية. وثمة مَن يرى أنّ المعطيات الجديدة التي بدأت تلوح في أفق الشرق الأوسط، في الأشهر الأخيرة، تدفع "حزب الله" إلى الحذر من أيّ تحوّل سياسي مُحتمل على الساحة الداخلية، ولو لم يصل إلى حدّ التعارض معه. ويفترض هؤلاء أنّ الاتجاه الذي تشهده الخريطة السورية سيترك تأثيرات في لبنان أيضاً. فإذا نَما نفوذ الرئيس السوري بشّار الأسد، بقوة روسيا لا إيران، ومباركة إقليمية ودولية، وتطبيعٍ للعلاقات مع العرب، فإنّ نفوذ إيران سيتراجع في لبنان وسوريا، ضمن حدود، بحيث لا يمكن الكلام بعد ذلك عن فائض للقوة الإيرانية في هذين البلدين. في هذه الحال، سيكون موقع الأسد حسّاساً جداً لجهة إقامة توازن بين روسيا وإيران والاعتبارات العربية الإقليمية والدولية الأخرى. وهذا أمر منطقي. واستتباعاً، سيكون حلفاء الأسد أمام تحدّي الالتزام نفسه على المستوى الاستراتيجي. وهنا، يمكن التفكير في الاعتبارات التي ستقود عون وفريقه ورئيس "المردة" سليمان فرنجية وقوى أخرى حليفة للخط الإيراني - السوري اليوم، ومن طوائف مختلفة. يتحسّب "حزب الله" لكل الاحتمالات. وما مِن قوة لبنانية - في المرحلة الراهنة - أكثر دقّة منه في إقامة الحسابات أو مراجعة الحسابات. وربما هو يفكّر في احتمال تكاثف الضغوط على حلفائه الحاليين جميعاً، بمن فيهم عون، واحتمال أن يتغيَّر المناخ - ولو قليلاً- في داخل المعسكر الإيراني ـ السوري. وفي هذه الحال، سيتغيّر كثير من الأمور على الساحة اللبنانية.

 

خريطة «الإنقسامات» الداخلية والخارجــية من القمّة الإقتصادية  

جورج شاهين/الجمهورية/الثلاثاء 08 كانون الثاني 2019

على غرار الإنقسام الداخلي حول موضوع دعوة الرئيس السوري بشار الأسد الى المشاركة في القمّة الاقتصادية العربية في بيروت، ظهر انقسام عربي مماثل، رغم عدم وجود اي رابط او سبب مشترك لهذين الإنقسامين. فالجميع يُدرك انّ جامعة الدول العربية هي التي تحسم الموقف من الدعوة او عدمها. ولذلك طُرح السؤال، كيف فُرزت المواقف العربية من القضية؟ يصرّ لبنان المنظّم للقمّة الاقتصادية العربية المقررة في 19 و20 من الشهر الجاري في مجمع «بيال» وسط بيروت، على استكمال تحضيراته لها، كي تنعقد في افضل الظروف التي يمكن ان تتجاوز بما هو مقرّر من خطوات وإجراءات في شأنها، القمم المشابهة التي استضافتها دول عربية أخرى، من خلال إثبات القدرة اللبنانية على تنظيم مثل هذه التظاهرة العربية الكبرى وما يرافقها من حضور دولي، من ضيوف ومراقبين، لتبقى حاضرة في أذهان المشاركين فيها الى حين انعقاد القمة التي تليها في السنة المقبلة.

وفي ظل الظروف الضاغطة التي تعمل فيها اللجنة المُنظمة للقمّة على مختلف المستويات التنظيمية والإقتصادية والإدارية، يناقش المشرفون عليها يومياً التقارير الواردة من الأمانة العامة للجامعة العربية ومعظم العواصم العربية التي ستشارك فيها، ترقباً لحجم المشاركة فيها، من دون الإطلاع حتى الآن على اي تقرير يتحدث عن تأجيلها. فالإهتمام الذي ابدته 17 دولة عربية، من خلال بعثاتها الديبلوماسية، وسلسلة الأسئلة التي وجّهتها بلدانها الى المراجع المعنية، تثبت ان لا تعديل في الموعد ولا نية لأحد بالتغيّب او المقاطعة، في انتظار البت بموضوع واحد ما زال يلقى اهتماماً بالغاً في بيروت وبعض العواصم، وهو يتصل بالدعوة التي يمكن توجيهها الى سوريا للمشاركة في القمة والمعلّقة عضويتها في الجامعة منذ العام 2011.

وعلى رغم الإنقسام اللبناني الذي عكسه «الجدل البيزنطي» الذي تتقنه بعض المرجعيات السياسية والحزبية اللبنانية، يبرز الحديث الذي لا يخلو من تهديد ووعيد للبنان بالقول «ان لا قمة من دون سوريا». فالجميع يدرك - ومنهم اصحاب هذه الأقوال ومثيلاتها - انّ القرار بالدعوة الى هذه المشاركة لا يملكه اي لبناني في أي موقع كان. فلبنان وجّه الدعوات اليها باسم الجامعة العربية، ولو كان الوضع غير ذلك لكانت الأمور سلكت مسارات اخرى، كما عبّر عن ذلك وزير الخارجية نفسه الذي حمل اكثرية الدعوات الى العواصم العربية.

وقياساً الى حجم الإنقسام اللبناني الذي لم ولن يغيّر شيئاً في مسار التحضيرات للقمة، ترصد المراجع اللبنانية كمّاً من المساعي العربية لإشراك سوريا في القمة. فالى الموقف اللبناني الذي تفرّد به وزير الخارجية جبران باسيل، وحديثه جهاراً انّه لو كان القرار بيده لوجّه الدعوة الى دمشق للمشاركة في القمة، متجاوزاً بذلك موقف رئيس الحكومة سعد الحريري، المُعارض أي خطوة خارج إطار مؤسسات الجامعة العربية، فإن دولاً عربية أخرى تجهد لهذه الغاية، على رغم من أنّها لم تعبّر بعد عن اي موقف علني واضح.

وفي المعلومات، انّ نواة الحراك الذي اطلقه وزراء خارجية لبنان والأردن والعراق والجزائر قبل اي دول أخرى، بغية اعادة سوريا الى الجامعة عبر قمة بيروت، إنضمت اليه الكويت لاحقاً، في مسعى ديبلوماسي ما زال يجهد لهذه الغاية بلا جدوى. وعلى هامش الحراك يتحرّك الجانب المصري من دون اي موقف مُسبق تجاريه السعودية بصمت بالغ حتى الآن.

وتزامناً، وعلى رغم إعادة فتح سفارتها في دمشق، لم يُرصد أي حراك لدولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الإتجاه، في ظل صمت مماثل للبحرين. فيما سُجّل غياب تام لموقف واضح من سلطنة عمان، التي اعتادت ان تقود المبادرات الجامعة، ومعها قطر التي ما زالت غائبة عن مساعي إعادة سوريا، في وقت يتردد انّها تسعى الى العكس بقوة من خلال الكواليس الديبلوماسية، وتعتبر انّ سوريا ما زالت بعيدة من استعادة موقعها في العالم العربي قبل بلوغ مرحلة الحل السياسي.

والى جانب المساعي العربية التي لم تصل الى اي نتيجة، ادّت الخلافات الى تطيير إجتماع الجامعة على مستوى المندوبين امس في القاهرة، حيث أُرجىء الى غد الأربعاء للبحث في جدول اعمال اوسع من دعوة سوريا الى قمة بيروت، بحيث يشمل محطتين عربيتين أُخريين. فبالإضافة الى الجدول المقرّر سيتناول البحث موضوع «القمة العربية - الأوروبية» المقرّرة في شرم الشيخ في 24 و25 شباط المقبل، والقمة العربية السنوية الدورية المقرّرة في الأسبوع الأخير من آذار المقبل.

والى ان ينجلي غبار المواجهة بين رافضي إعادة سوريا الى الجامعة ومؤيّديها، يبقى من الأجدر إنتظار لقاءات الغد، وسط اعتقاد بصعوبة البت بقرار إعادة سوريا سريعاً. فالمواقف المبدئية لا توحي بتفاهم عربي شامل، في ظل رفض سعودي كبير وتردّد مصري اكبر وتريث دول الخليج العربي، وهو ما يوحي بأن لا قرار بدعوة دمشق الى قمة بيروت. اما بقية القمم المنتظرة في الشهرين المقبلين فهي شأن آخر، إذ هناك الكثير من الظروف الإقليمية التي لم تتضح بعد. ولربما انتهى النقاش الى إعادة البعثات الديبلوماسية الى سوريا لمن يرغب، في انتظار البت بمصير مشاركتها في القمم العربية المقبلة.

وقبل بلوغ المرحلة الحاسمة من عودة سوريا او عدمها، لا يرى المسؤولون اللبنانيون اي علاقة بين عقد القمة ووجود حكومة مكتملة الاوصاف الدستورية. فرئيس الجمهورية موجود، وكذلك رئيس الحكومة، وما هو مطلوب من لبنان متوافر بكل المقومات الدستورية. ولذلك، فانّ الهمّ اللبناني محصور الآن بحجم التمثيل الذي يمكن ان تقرّره بعض الدول على مستوى رؤساء الوفود. فهل يحضر الملوك والرؤساء العرب؟ ام ينحدر مستوى التمثيل الى ما هو ادنى؟ فالقمة التي بلغت كلفة التحضير لها نحو 22 مليار ليرة لبنانية، لا يمكن إلّا وان تأتي بثمارها. وانّ التجييش من الداخل اللبناني، يبقى هو الأسوأ من كل المواقف الخارجية الأخرى. فهل يُعقل ان يكون هناك في لبنان اليوم من يرغب بإحباط بلده في إدارة اعمال القمة وتنظيمها؟ انه سؤال بلا جواب في ظل الإنقسام اللبناني الذي لا علاقة له شكلاً أو مضموناً بالإنقسامات العربية الأخرى.

 

«حزب الله» ضمان في الإتّجاهين!  

شارل جبور/الجمهورية/الثلاثاء 08 كانون الثاني 2019

دعت شخصية قريبة من «حزب الله» إلى التمييز بين النزاع الداخلي الذي تراجعت حدّتُه في الآونة الأخيرة بين الحزب وخصومه الاستراتيجيين، وبين دوره في منع عودة النفوذ السوري إلى لبنان.

وقالت هذه الشخصية إنّ النزاع بين لبنان وسوريا لم يبدأ مع نظام البعث ولن ينتهي بعده، بل بدأ مع نيل البلدين استقلالهما وسيستمر إلى حين تبدُّل النظرة السورية حيال لبنان، الأيديولوجية أولاً بأنّ لبنان جزءٌ من سوريا، والسياسية ثانياً بأنّ بيروت ساحةُ نفوذ لدمشق.

وعلى رغم العلاقة الاستراتيجية التي جمعت النظامين السوري والإيراني إلّا انها مرّت في ثلاث مراحل أساسية: مرحلة النفوذ السوري الكامل على حركة «حزب الله» في لبنان، مرحلة التنسيق بين الطرفين بعد خروج الجيش السوري من لبنان، ومرحلة نفوذ الحزب داخل سوريا على أثر الحرب السورية ودخوله للدفاع عن النظام ليس فقط كحليفٍ استراتيجيٍّ لطهران، إنما في ظلّ الخشية من تحويل سوريا الجديدة إلى عراق قديم بوقف المدّ الإيراني عند أسوارها.

وفي موازاة كسر الحرب السورية شوكة النظام، حوّلت المسرح السوري قاعدة نفوذ دولية وإقليمية، ومن الصعوبة في مكان إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحرب، ولكن ذلك لا يمنع النظام الحالي او غيره من محاولة استعادة دور سياسي في لبنان، خصوصاً انّ تربته خصبة للتدخلات الخارجية، وهناك فئات لبنانية ما زالت ترى في سوريا العمق الطبيعي لنظرتها، ولن تتردّد في استجلاب تدخلات لمصلحة تزكية دورها في لبنان.

وأيُّ عودة سورية محتمَلة الى الوضع اللبناني ستبدأ بتزكية النزاعات داخله وهزّ استقراره، لأن لا عودة ممكنة على قواعد توافقية في لبنان، وهنا بالذات تبرز الحاجة إلى «حزب الله»، ودائماً وفق الشخصية القريبة منه، وذلك في اتجاه أوّل مزدوج:

ـ الشق الأول بتشكيله المرجعية للشخصيات التي تدور في فلكه والفلك السوري، وترسيمه حدود علاقتها مع النظام السوري، وإفهامها أنّ قرارَها أو مرجعيّتها في حارة حريك لا في دمشق، وأيّ شخصية ستخالف هذا التوجّه ستفقد دورها في لبنان، فالحزب لن يسمح بمنافسته داخل خطه ونفوذه، ولن يسمح بتقوية النفوذ السوري على حسابه ويتحوّل مع الوقت منافساً له، وبالتالي سيقطع الطريق من أولها على هذا التوجه.

ـ الشق الثاني بترسيمه حدود علاقة النظام السوري مع لبنان، فهو نظام حليف ضمن محور الممانعة، والتنسيق يتمّ على مستوى مصلحة هذا المحور ومكوّناته، ولكنّ حدود نفوذه تقف عند الحدود اللبنانية، فلا عودة إلى زمن الوصاية على لبنان ولا حتى إلى المرحلة التي تلتها، وأيّ نفوذ أو بالأحرى تزكية شخصية في موقع أو منصب تتمّ من خلال الحزب وبالتشاور والتنسيق معه، وليس من خلف ظهره أو بإعادة تعزيز النفوذ السوري مباشرة، فلا تدخّلاً سورياً مباشراً في لبنان، وأيّ تدخل لاعتبار معيّن عليه أن يطرق باب «حزب الله» أولاً وأخيراً.

وقالت الشخصية نفسها إنّ «حزب الله» لن يسمح بعودة القديم إلى قدمه، وهذا لا يعني أنه سيبدّل في سياسته او في وارد تسليم سلاحه، أو أنه يقوم بذلك تحت العنوان السيادي وفقاً لنظرة خصومه، إنما يقوم بذلك وفق نظرته وأولوياته وأجندته، خصوصاً انّ الحزب يدرك تماماً أنّ الاتفاق الاستراتيجي بين مكوّنات الممانعة لا يمنع أن يكون لكل مكوِّنٍ تكتيكاته المختلفة وهوامشه وأسلوبه، ويعتبر انّ المصلحة السورية في لبنان قد تتناقض مع مصلحته، وتجنّباً لأيِّ صدام محتمل ولأيِّ خلاف تكتي يمكن أن يتحوّل استراتيجياً يعتبر أنّ المساحة اللبنانية تشكل جزءاً لا يتجزّأ من مسؤوليته واختصاصه ويُمنع على النظام السوري التدخّل في لبنان وشؤونه، فما مضى قد مضى والمعطيات اللبنانية الحالية تختلف عن المعطيات السابقة.

وأضافت الشخصية القريبة من الحزب: أما الضمان الثاني الذي سيشكله «حزب الله» فهو أنه في حال أُعيد ترتيب البيت السوري على قاعدة تغليب الدور السنّي، فلن يَسمح بجعل لبنان ممرّاً لاستهدافه أولاً، وللتدخّلات السورية ثانياً، ولو بأشكال مختلفة، خصوصاً في ظلّ خشيته من وجود مخطط لجعل القرار في سوريا استناداً إلى ديموغرافيتها في موقع النقيض لمحور الممانعة والحزب تحديداً، وبالتالي سيحوِّل وجوده الحدودي حاجزاً وسدّاً لمنع ايّ تسلّل أو تدخّل في الشأن اللبناني، خصوصاً انّ محاولات من هذا النوع ستطيح الاستقرار اللبناني.

ولدى وصف مقاربة الشخصية القريبة من «حزب الله» بالمقاربة التجميلية لدور الحزب وتحويله قوة سيادية والعزف على وتيرة الحساسية ضد التدخلات السورية تجميلاً لهذا الدور، فيما جوهر دور الحزب يكمن في مواصلته الانتقاص من سيادة لبنان واستقلاله ومرجعية الدولة داخله، أردفت قائلة: «لا نيّة لتجميل دور الحزب الذي يتحرّك وفق أولوياته، ولكن لا يمكن إنكار لبنانيّته، وان اختلاف أجندته عن أجندة قوى لبنانية أخرى شيء، فيما تدخّل سوريا في الشأن اللبناني بمعزل عن طبيعة نظامها شيء آخر مختلف تماماً، ففي نهاية المطاف من آخر هموم أيّ نظام سوري إستقرار لبنان، بينما من مصلحة الحزب توفير الاستقرار لبيئته وأهله وناسه، ويجب التوقف أمام التطوّر الذي أدخله الى نظرته ومقاربته للحيّز اللبناني والذي سيرتفع منسوبُه تدريجاً، لا العكس، وأقوى دليل مواقفه وممارسته منذ التسوية الرئاسية إلى اليوم.

وتنتهي هذه الشخصية الى القول إنه «لا يمكن تشبيه «حزب الله» بمنظمة التحرير ولا بالجيش السوري، وعلى اللبنانيين التوصل إلى مساحات مشتركة لاختلافاتهم، ولكنّ أهم شيء هو استبعاد التدخلات الخارجية من خلال إقفال الأبواب والنوافذ وترك اللبنانيين يتدبّرون أمورهم وشؤونهم وشجونهم».

 

يجوز شرعا أن تكون مسلماً علمانياً ديمقراطياً

الشيخ حسن سعيد مشيمش/08 كانون الثاني/19

رغم أنف الجماجم المتخشبة والعقول المتحجرة كالخميني والخامنئي وحسن نصر الله والزرقاوي والجولاني والظواهري وأبي بكر البغدادي يجوز للمسلم أن يكون علمانيا وديمقراطيا مناضلا في سبيل إقامة الدولة العلمانية الديمقراطية لأن مدرسة التجربة وهي أعظم مدرسة بالوجود فرضت علينا أن نعتقد ببصيرة بأن العدالة لها جناحان تُحَلِّق بهما فوق الدولة والشعب ، جناح الديمقراطية ، وجناح العلمانية ، والعدالة يُحبها الله رب العدل والعدالة حباً عظيماً من أيِّ رَحِمٍ وُلِدَتْ، إن العدالة أو العدل لا دين له ولا مذهب ولا فلسفة كذلك الأمر إن الظلم لا دين له ولا مذهب ولا فلسفة ، ومعتوه مختل ذلك المسلم الذي يعتقد بأن العدالة لا تولد إلا من رَحِمِ الدين. سنة 1998 استبصرت بفضل الله تعالى واهتديت إلى نور الإعتقاد بعظمة الدولة العلمانية الديمقراطية لصالح كرامة الإنسان وحقه في العيش الكريم، وفي هذه السنة أيقنت بأنه حينما نستخدم أفكار الدين ومعادلاته وفتاواه في المنافسة السياسية والصراع السياسي بيننا وبين خصومنا من أبناء الوطن يُصْبِح الصراع صراعا بين المؤمنين والكافرين ، أو بين المؤمنين والفاسقين، وهذا أخطر نوع من أنواع الصراعات بالأرض حيث يدمر كل شيء فلا يبقى معه ( دين ) ولا دنيا، ومع تحييد الدين عن السياسة ، وإزاحته عن الدولة ، يُصْبِح الصراع صراعاً بين المظلومين والظالمين، وبين الأمناء والناهبين ثروات الدولة والشعب وهكذا يكون الصراع صراعاً طبيعياً ، ولذلك أنا من أشد الناس عداوة للأحزاب الدينية السياسية ، ولفقهاء الدين السياسيين ، وإنني منحاز انحيازاً كاملاً إلى المظلوم ولو كان كافراً، وضد الظالم ولو كان مؤمناً قِدِّيساً، وإنني لا أؤمن بوجود حاكم عادل ولو كان من أعبد البشر وأطهرهم وأنظفهم وأزهدهم إنْ لم يكن ديمقراطيا من جهة وعلمانيا من جهة أخرى لأن الحاكم العلماني أو الحزب العلماني إن لم يكن ديمقراطيا فهو كالحاكم الديني طاعون وسرطان وأفيون. فإن لم ننجح بتحييد الدين، وفقهاء الدين، وأحزاب الدين عن الدولة وعن السياسة فلن ننجح في إيقاف مسيرة الجهل والتخلف في مجتمعات المسلمين

وستبقى هي الرائدة في البؤس بين الأمم والشعوب والدول. فلا مدخل إلى عالم التنمية والعمران والحداثة والتقدم والقيم الإنسانية إلا بتحييد الدين وفقهائه وأحزابه عن الدولة وعن السياسة ، وهذه قناعتي وهذه عقيدتي بعد تحقيق وتجربة استغرقت 40 عاما قراءة ونقاشات وحوارات وتحقيقات أنفقت بها كامل طاقاتي .

 

إيران والربيع الحار

أسعد حيدر/المستقبل/08 كانون الثاني/19

التأكيد في معرض النفي، فن سياسي يُتقنه الايرانيون ببراعة. الأميرال شمخاني رئيس "مجلس الأمن القومي"، زار أفغانستان حيث التقى بكل براءة مبعوثَين أميركيَّين، وانه رفض عرضاً منهما للتفاوض باسم بلاده لأن "أميركا غير جديرة بالثقة". في هذا النفي تأكيد للّقاء مع الاميركيين، وأنه دار حديث جدّي حول التفاوض وليس كما يقال بأنه لا توجد مفاوضات. الأساس إذاً يدور حول ما عرض ويعرض والضمانات للتوصل الى نتيجة إيجابية. الأهم أن من يقبل بلقاء على هذا المستوى، أي مع شمخاني الذي هو جزء أساسي في النظام وفي "الحرس الثوري"، مستعد للقاءات أخرى ولمفاوضات فعلية وعلى مستويات مختلفة وفي مواقع أخرى مثل سلطنة عمان دون قلق حول سريتها، من الطبيعي انه جرى خلالها وبشكل مكثف كل تفاصيل العرض والطلب، خصوصاً ان التجارب الناجحة والثقة الكاملة السابقة تشكل اكبر إثبات وبرهان على إمكانية نجاح التفاوض.

لم يعد الايرانيون يخشون من التأكيد بأنهم يتفاوضون مع "الطالبان "، بالعكس فهم يتفاخرون بالمفاوضات معهم وأنهم بذلك أصبحوا على علاقة مع كامل المكونات الأفغانية، بعد أن بقوا لفترة طويلة على علاقة عضوية مع "الهزارة" الشيعة فقط والذين أصبحوا رأس الحربة لهم في أفغانستان وصولاً الى انخراطهم في الحرب في سوريا قبل خمس سنوات في تكوين الميليشيا الشيعية المسمّاة لواء "الفاطميّون" الى جانب الباكستانيين الشيعة الذين يشكلون لواء "الزينبيون". واستناداً الى أحد قادة "الفاطميّون" فإن خسائرهم بلغت في سوريا وحدها ألفي قتيل وثمانية آلاف جريح.

كل هذا العرض مهم جدا لمعرفة كيف يفاوض الايرانيون ويقايضون في الحرب وفي السلام "من كيس غيرهم"، لذلك يمكنهم المفاخرة بانهم لم يرسلوا جنوداً الى الخارج للقتال حتى يطلب منهم الانسحاب. بينما الأميركيون "وبعد ١٧ سنة من المواجهات في أفغانستان يتحدثون اليوم عن الخروج". من الواضح أن طهران تعمل للعرض على الأميركيين خروجاً هادئاً وان تعمل بالتكافل والتضامن مع القوى الأفغانية ضمان الأمن والاستقرار...

في هذه الأثناء تتابع طهران العمل على الالتفاف على محاولات الحد من تسلحها الصاروخي. أبرز هذه المحاولات لتوسيع مدى سلاحها الصاروخي العمل على إطلاق أقمار صناعية بواسطة صواريخ باليستية. وتؤكد طهران أنها في هذه التجارب العلمية لا تنتهك القرار ٢٢٣١، في حين قال مارك بومبيو وزير الخارجية الأميركية ان بلاده "لن تقف مكتوفة الايدي امام هذه السياسة التي تضع الاستقرار والأمن الدوليين في خطر"، عادة تتم معالجة مثل هذه القضية المعقدة ضمن سلة المفاوضات والمقايضات...

إذن معاناة ايران في العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية تبقى محدودة طالما أنها بقيت خارج أي اشتباك مسلح. خصوصاً وأن واشنطن لا تريد الحرب وطهران غير قادرة عليها رغم كل العروض حول تسلحها الواسع الذي مهما انفلت يبقى محدوداً أمام القوة المسلحة الأميركية. المعاناة الحقيقية لإيران هي في الداخل أساساً، وهي على صعيدين: الاقتصادي وفي بنية النظام نفسه.

* يبدو العام الايراني القادم الذي يبدأ في العشرين من آذار القادم برأي اقتصاديين ايرانيين "عاماً شاقاً ومحفوفاً بالمخاطر...ذلك أن مؤسسة التأمين الاجتماعي وصناديق التقاعد مفلسة تماماً والحكومة تؤجل الدفع لها الى جانب ذلك ركود متزايد للمصانع وقلق جدي بأن يصل سعر الدولار إلى ثمانية آلاف تومان والمزيد من انكماش عميق في الصحة والتعليم (من علاماته استقالة وزير الصحة) "يكفي أن السلطة أبدت قلقها من أغنية لمغني البوب مهدي رباحي من خوزستان بعد انتشارها في البلاد لأنه يقول فيها "أنا آخر شهيد في هذه القبيلة... قبيلتي التي لا تملك لا خبزاً ولا ماء"...

* ان قرارات سريعة تجري لترتيب بيت السلطة الداخلي بحيث تتم عملية دقيقة في تعيينات تبدو عادية لكن في هذا الوقت تتضمن عملية الاستعداد لنقل السلطة لاحقاً بهدوء، من ذلك الكلام عن تعيين صادق لاريجاني رئيساً لمجلس تشخيص مصلحة النظام وإبراهيم رئيسي رئيساً للقضاء. ولا يمكن تقدير عمق وتوجهات التغيرات والتسميات حتى تتبلور مع تعيينات جديدة في "الحرس الثوري".

في طهران تصاغ الحلقة الاساسية في عملية بناء منطقة الشرق الأوسط ويبدو أن الربيع القادم سيكون حارّاً وغنياً بالاحداث وبالمفاجات ...السؤال الطبيعي، أين سيكون حارّاً؟ في الداخل أم في الخارج... وأين؟

 

دار الفتوى و"طبش" الحريرية السياسية

جنى الدهيبي/المدن/الثلاثاء 08/01/2019

ثمّة ما هو أبعد من "النكسة" التي أصيبت بها النائبة رولى الطبش، بعد أن تعرضت لنوعٍ من "التأديب" الديني، إثر إقترافها "ذنب" القبول بوضع الكاهن الكأس المقدسة على رأسها. وإذا كان ما حصل مع الطبش في مثولها في دار الفتوى، وهي تضع شالًا على رأسها، لإعلان توبتها بنطقها الشهادتين واعتذارها من الله، وأخذ درسٍ في الشريعة الإسلامية، هو جزءٌ من مسار سطو الخطاب الطائفي في لبنان، إلّا أنّ ذلك يبدو بوادر لمنعطفٍ مفصلي في أداء دار الفتوى وتيّار المستقبل معًا.

الهشاشة والخضوع

ليس مبالغة الذهاب بحادثة الطبش إلى ما وراء "التوبة"، لما تُخبئه من تحولٍ طارئ على الأداء السياسي للطائفة السنيّة في السلطة. وما رافق هذه التوبة، من حملةٍ شرسة على تيار المستقبل، الذي لم ينتفض لكرامة نائبته، يغدو كونه مبررًا ومنطقيًا بحقِّ تيارٍ بدا خجولًا لدرجة الهروب من استغلال الموقف واللحظة، من أجل المجاهرة بهويته الليبرالية التي بنى أمجاده على أطلالها. غير أنّ الأمر لا يقتصر عند هذا الحدّ. وما هو أبعد من مشهدٍ بدت فيه نائبة بيروت "السنية" عن التيار "العابر للطوائف"، مسلوبة الإرادة في خضوعها لفروض بيت الطاعة الديني (أيّ دار الفتوى)، يرسم علامات الاستفهام على "هشاشة" الاعتدال الذي أرساه السّنة في السلطتين الدينية والسياسية. لعلّ موقف مفتي الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دريان، من الطبش، بدا غريبًا عنه، حين ظهر في استقباله لها بسطوة من يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر. وما يؤكد غرابة هذا الموقف، عدم انسجامه مع المسار الذي كرّسه دريان في رؤيته منذ انتخابه مفتيًا في آب 2014.

صوت الاعتدال!

تاريخيًا ورسميًا، دار الفتوى الذي أنشئ كمؤسسة حكومية في العام 1922، أُسندت إليه مهام محدّدة، تشمل إصدار الأحكام الشرعية الخاصة بالطائفة السنيّة، إلى جانب إدارة المدارس الدينية والإشراف على المساجد وأئمتها، ضمن إطار تولّي كلّ طائفة في النظام اللبناني إدارة شؤونها الداخلية بنفسها. لكنّ انتخاب دريان خلفًا للمفتي السابق محمد رشيد قباني، جاء في لحظة حساسة، محليًا وإقليميًا، تضيع فيها أو ربما تغيب الزعامة السنيّة، فيما كان لبنان يشهد على نموّ التطرف الإسلامي والجماعات السنيّة المتشددة. هذا الواقع، جعل مجيء المفتي دريان مقرونًا بصوت الاعتدال، وهو ما كرّسه في خطاب تنصيبه، إذ تعهد محاربة التطرف والإرهاب، وتعزيز أكبر قدرٍ من التواصل في العلاقات الإسلامية - الإسلامية والإسلامية - المسيحية، لبلوغ "فكر إصلاحي ومبادرات إصلاحية كبرى". أمّا مساعي دريان في صناعة دورٍ بارزٍ ومتميّز، انطلاقًا من قدرة دار الفتوى وموقعه فيه، بعيدًا عن كونه موظفًا حكوميًا لامعًا، فقد كرّسها في كثيرٍ من مبادراته. بدءًا من عقده لقاء الأديان في قمّة مسيحية – إسلامية، بعد أشهرٍ تلت انتخابه، إلى تواصله مع مختلف المرجعيات اللبنانية الروحية والسياسية، ولقائه عددًا من الشخصيات الشيعية بما فيهم وفد من حزب الله، تحت شعار تعزيز الوحدة الإسلامية ونبذ التوترات المذهبية.

سلطة دينية - سياسية

الشيخ دريان، الذي تلقى تعاليمه بالمدرسة الأزهرية، ومن ثمّ في الجامعة الإسلامية في السعودية، كان ولا يزال يكرر على أنّ الطائفة السنية في لبنان، هي "ضمانة للاعتدال والوطنية والولاء للدولة". ورغم أنّه لا يحظى بإجماع التيارات الإسلامية – السنية، تحديدًا الجماعة الإسلامية والسلفيين ورجال دين آخرين يهاجمونه، استطاع أن يستفيد من المساعي السعودية والمصرية لتوطيد دور المؤسسات الدينية السنية في لبنان، من خلال الترويج لرجال دين مرنين سياسيًا، مقابل تهميش الإسلاميين المسيسيين ضدّهم. فماذا يحلّ بهذه المرونة؟ خطورة ما حدث مع النائبة الناطقة بالشهادتين، يطرح تساؤلات عدّة حول "مستقبل" تيار المستقبل، والحريرية السياسية، التي أرساها الرئيس الراحل رفيق الحريري، بمفهومها الأصلي، تحديدًا بعد اتفاق الطائف. فهذه الحريرية العابرة للطوائف التي أنشأها الحريري الأب قولًا وفعلًا، عبر احتضانه لنواب ووزراء مسيحيين أعطوه رافعة في الشارع المسيحي، وسعيه لاستقطاب شخصيات شيعية، في ظلّ الغياب الكلّي لأيّ خطاب طائفي أو مذهبي لدى تيار المستقبل، لم يعطِ  فيها مجالًا لدار الفتوى لعب دورٍ بديلٍ عنه في السلطة السياسية. إلّا أنّ حادثة الطبش، تكشف تدهورًا غير مسبوقٍ في "مرونة" دار الفتوى، وفي مبادئ الحريرية السياسية؛ وأنّ أيّ سلطة دينية حين يتسنّى لها لعب دور سياسي تحت غطاءٍ أخلاقي وعقائدي، لن تفوّت الفرصة، حتّى لو كانت مناقضةً لشعاراتها.

وجه الهزيمة

ما يبدو أكيدًا، هو أنّ تجاهل التيار الأزرق لما حدث مع الطبش، قد يكون إنذارًا لانتقاله إلى مكان آخر. أو ربما، قد يكون ثمنًا يدفعه مقابل خسارته بالقانون النسبي في انتخابات أيار 2018، الذي كرّس مفهوم "كلّ حزب قوي بطائفته". لكن انجرار المستقبل مع رئيسه "بيّ السنة" إلى هذا المكان، جاء على هيئة "الهزيمة" بعد انعدام الخيارات، خلافًا لوضع التيارات والأحزاب الأخرى مع طوائفها، التي تظهر قويّة بها، بمكتسباتها وليس بهزيمتها. في الواقع، يبدو ارتداء الحريرية السياسية للثوب الطائفي، فضفاضًا عليها ولا يشبهها، لا سيما أنّ التيار ينصاع لأهواء شارعه، بدل أن يتولى مهمة قيادته، ربما لأنّه عاجز على فعل ذلك. فهذا الشارع السني، المهزوم بصلاحيات رئيس حكومته داخليًا، والذي يتفرج على هزائم محوره إقليميًا، وعلى طابور العائدين إلى حضن الأسد، قد لا يجد ضيرًا في افتعال عصبيةٍ سنيّةٍ، كردِّ فعلٍ ثأري وهزيل في آن معاً، على كلّ هذه الهزائم في السلطة والنفوذ. أمّا ما يفعله تيار المستقبل ودار الفتوى معًا، بعد أن كان الأخير متهمًا بالرضوخ لإملاءات رجالات السياسة، فقد يبدو أقرب للانجرار خلف عصبية الشارع السّني الغاضب، احتواءً واندماجًا. وذلك، كخيارٍ لا بديل عنه، حتّى لا ينقلب السحر على الساحر. هكذا، أصبح خطاب الاعتدال لحنًا يتردد عند الحاجة، يصعب عيشه وممارسته، كلما اكتشفوا أنّه فارغ المضمون والمعنى.

 

جيروزاليم بوست": علاقات بين حزب الله والنازيين الجدد

سامي خليفة/المدن/الأربعاء 09/01/2019

في إطار تسليط الضوء على تحويلات حزب الله المالية، و"الخطر المقبل من الشمال"، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" معلوماتٍ جديدة عن ملف الأنفاق، وما زعمت أنه علاقة مشبوهة تربط الحزب بالنازيين الجدد في ألمانيا.

العلاقة مع "الطريق الثالث"

بعد أن كشفت سلسلة من مقالات "الجيروزاليم بوست" عن روابط بين الحزب و"الطريق الثالث"، وهو حزب نازي جديد في ألمانيا، أغلقت السلطات الأميركية، في تقرير حصري نشرته الصحيفة، حساب "باي بال" ( موقع تجاري يسمح للمستخدم بتحويل المال عبر الإنترنت والبريد الإلكتروني)، الخاص بالمجموعة النازية، بشبهة استغلال الحزب، والرئيس السوري بشار الأسد، لهذا الحساب، لتحويل الأموال والإلتفاف على العقوبات. تشير الصحيفة الإسرائيلية بأن موقع "الطريق الثالث" نشر تقريراً في نيسان 2018 عن زيارة قام بها أعضاؤه إلى لبنان لدعم حرب حزب الله ضد إسرائيل. وحسب الصحيفة، يمكن مشاهدة أعضاء المجموعة النازية على موقعهم على الإنترنت، يزورون متحف الدعاية التابع لحزب الله، في قرية مليتا جنوب لبنان. حتى إنهم وصفوا على موقعهم الإلكتروني إسرائيل بأنها "دولة إرهابية". العلاقة المتينة بين الحزب و"الطريق الثالث"، التي تتحدث الصحيفة عنها، لم تقف عند حدود زيارة لبنان. فقد كتب مسؤولو الاستخبارات الألمانية في ولاية بادن فورتمبرغ في تقرير عام 2018، وفق ما تزعم البوست، أن الدعاية من "الطريق الثالث"، شددت على مقاطعة المنتجات الإسرائيلية ونشر الكراهية ضد اليهود الألمان وكل ما له علاقة بالدولة العبرية.

معلومات غير دقيقة

وبالعودة إلى ملف أنفاق حزب الله، كشفت "الجيروزاليم بوست" بأن التصريحات التي أدلت بها مصادر عسكرية إسرائيلية حول عدد أنفاق الحزب ليست دقيقة، فخلال حرب غزة عام 2014، قال الجيش الإسرائيلي، في البداية، أنه يمكن إزالة الأنفاق في غضون أيام، وتمددت في نهاية الأمر المدة لحوالى 50 يوماً للتخلص منها.

وحول مدى دقة تصريحات القيادات العسكرية الإسرائيلية، قالت دافني ريتشموند باراك، وهي أستاذة في مركز هرتسليا، وخبيرة في حرب الأنفاق، للصحيفة، أنه يمكن بالتأكيد أن يكون هناك المزيد من الأنفاق. وحقيقة تدمير خمسة أنفاق فقط، تشير إلى أن هذه الأنفاق قد تكون حديثة.. وأن الجيش الإسرائيلي لم يستطع تحديد مواقع الأنفاق القديمة. فإذا كانت تكنولوجيا الجيش الإسرائيلي لا يمكنها إلا اكتشاف الاهتزازات، فإن أي شيء تم حفره بالفعل قبل نشر هذه التكنولوجيا في الأشهر الستة إلى الاثني عشر الأخيرة سيكون من الصعب اكتشافه.

التكتيكات الإسرائيلية

بينما لا تستطيع حماس حفر أنفاق أعمق في محاولة لتجنب الكشف الإسرائيلي، بسبب قرب غزة من البحر. تشير"جيروزاليم بوست" أن حزب الله يستطيع أن يتعمق في الحفر. ووسط التقارير التي تُفيد بأن أنفاق الحزب يبلغ عمقها حوالى 25 متراً، فإنه من الممكن أن يعمق الحزب الحفر لمسافة مئة متر. فهذا الأمر من الناحية الهندسية ليس مستحيلاً، لكنه سيكون عملية طويلة للغاية وأكثر تعقيداً. وفي هذا السياق تشير ريتشموند باراك بما أن تكنولوجيا الكشف الإسرائيلية قد تبحث عن اهتزازات، فإن حزب الله قد يحاول استخدام آلة لجعل إسرائيل "تكتشف اهتزازات كاذبة" لإخفاء أماكن الأنفاق الحقيقية. مضيفةً إن العديد من الأطراف في الحرب العالمية الأولى استخدمت مثل هذه الأساليب، ضد بعضها البعض، في الحرب تحت أرضية.

الضغط على ألمانيا

بصرف النظر عن صحة المعلومات الإسرائيلية عن العلاقة بين الحزب و"الطريق الثالث"، وتلميح "جيروزاليم بوست" إلى التحويلات المالية المشبوهة، عبر حساب "باي بال"، نستطيع أن ندرج هذه المعلومات الجديدة في خانة الضغط على ألمانيا، غير متعاونة بموضوع الحزب، من وجهة نظر الدولة العبرية.

وكانت الصحيفة نفسها قد نشرت في عام 2018، تقارير عن ارتفاع عدد أعضاء حزب الله في ولاية شمال الراين- وستفاليا الألمانية. وعن مراكز الحزب والتحويلات المالية الضخمة إلى لبنان. وهذا ما يعني وفق الرؤية الإسرائيلية، أن ألمانيا تعمل ضد مصالح تل أبيب. فنظرة برلين المهادنة للحزب، والتمييز بين الجناحين العسكري والسياسي، تهدد أمن إسرائيل وتدفع العلاقة بين الدولتين إلى مزيد من التأزم.

 

دعوة سوريا الى القمّة أم تسكّع على طريق بيروت دمشق

العميد الركن خالد حماده/اللواء/08 كانون الثاني/19

لم يقتصر الإرباك الذي أحدثته تصريحات الرئيس دونالد ترامب المتواترة والمتضاربة حول الانسحاب من سوريا الدول المعسكّرة على أرضها، بل انتقلت عدوى الارتباك الى لبنان. الجهة المعنيّة ههنا ليست حزب الله بالتأكيد الذي لا يمكن أن يخرج موقفه مما يجري في سوريا عما تريده طهران - وهي لم تعلّق على الموضوع - برغم التأكيدات الأميركية والإيحاءات الروسية بأنّ وجود الميليشيات الإيرانية في سوريا لم يعدّ له ما يبرره. تصريحات الرئيس ترامب التي أعقبتها تحركات عسكرية تركية في شمال شرق سوريا، وإعلان دولة الإمارات العربية المتّحدة ومملكة البحرين إعادة فتح سفارتيهما في دمشق، تلقفها وزير خارجيتنا جبران ياسيل ووضعها في الاستخدام السياسي كورقة معبّرة عن فرادته السياسية في قراءة المتغيّرات وفي استباق نتائجها. خاطبت المتغيّرات السورية كالعادة لدى الوزير باسيل شراهة سياسية دفينة وحذاقة مدّعاة لطالما أطلت برأسها مع كل مبادرة من مبادراته الرتيبة التي أطلقها لتشكيل الحكومة أو في زياراته الاغترابية التي حاول من خلالها إيهام الجمهور اللبناني أنّه مكتشف المغتربات في المقلب الآخر من الكرة الأرضية. ترجم الوزير باسيل المتغيّرات في سوريا تنصّلاً من الموقف اللبناني الرسمي فنأى بموقف الخارجية عن الموقف الحكومي موحيّاً بضرورة إسقاط الذرائع المرتبطة به مضيفاً الى سيرته الذاتية موقفاً قد يخدم ملفه الرئاسي.

يقامر الوزير باسيل بورقة التين المتبقيّة التي تخفي عورة التسوية الرئاسية القائمة على نأيٍ بالنفس لم يحترمه حزب الله ولم يتقيّد به رئيس الجمهورية، وعلى تعليق النشاط الرسمي والحكومي مع النظام في دمشق انسجاماً مع الموقف العربي. هذا في الوقت الذي لم تبدِ فيه الجامعة العربية أي اهتمام باستعادة سوريا عضويتها بالرغم من الضجيج الإعلامي الذي تحاول إثارته بعض الجهات الإقليمية.

أي سوريا هي تلك التي يريد الوزير باسيل دعوتها للقمّة الاقتصادية العربية؟ هل تلك التي قال عنها ترامب أنّها «رمل وموت» وأنه لن ينسحب منها قبل أن تتعهد تركيا بحماية الأكراد، أم سوريا التي تُنتهك سيادتها وتتعرض بشكل دائم للقصف الإسرائيلي تحت عنوان تدمير القواعد الإيرانية، أم سوريا التي قال رئيس وزراء العدو الإسرائيلي أنّه يطّمئن لجيشها لحماية حدود إسرائيل الشمالية، أم سوريا التي يريد رئيسها محاكمة سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع بتهم دعم الإرهاب، أم سوريا التي يقبع أحد إرهابييها، الوزير السابق ميشال سماحة، في السجن بتهمة نقل وحيازة متفجرات مكلّفاً من مسؤول أمنها القومي علي المملوك المطلوب أمام القضاء اللبناني، أم سوريا التي اتّهم رئيسها مراراً وتكراراً أصدقاء لبنان من الرؤساء والملوك العرب ونعتهم بالعمالة والإرهاب، أم سوريا التي تمنّعت عن ترسيم الحدود مع لبنان وعن إعطاء لبنان ما يثبت لبنانيّة مزارع شبعا؟

إنّ الدول العربية التي عزمت على إعادة افتتاح سفارتها في دمشق لم تفعل ذلك من قبيل الاعتذار من النظام السوري عن مواقف سابقة، بل إنّ ذلك  يأتي ضمن إعادة رسم خريطة النفوذ الإقليمي والدولي في عدد من الدول العربية من الخليج العربي حتى البحر المتوسط مروراً بسوريا، مع ما يستتبع ذلك من  تطوير للعلاقات العربية – العربية وفقاً لتبدّل الأدوار والمصالح، وإنّ ما سيحكم علاقات الدول العربية المستقبليّة مع سوريا الجديدة هو مدى رحابة الفضاء العربي الذي ستتيحه موازين القوى الجديدة في الداخل السوري، ومدى المصداقية التي تحتاجها سوريا لترميم علاقاتها مع الدول العربية.

دعوة سوريا للمشاركة في القمّة الاقتصادية العربية ليست حتميّة جغرافية بقدر ما هي حتميّة سياسية واقتصادية وأمنية تبنى على الاحترام والاعتراف المتبادل والعلاقات النديّة، وبغير ذلك  لن يضيف إعلان الرغبة في دعوة سوريا سوى زيادة عدد الراغبين في التسكّع على قارعة طريق بيروت دمشق.

* مدير المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات

 

عودة الأميركيين إلى سوريا

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18

تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن الانسحاب من سوريا، نتيجة طبيعية لفشل القوى الإقليمية في النظر إليه كمشروع سلام هناك؛ بل تعاملت معه على أنه انسحاب المهزوم. فالعراق حليف واشنطن أظهر ارتباكاً وتراجع أمام ضغوط طهران. وتركيا سارعت لتقديم تنازلات لروسيا وإيران، وكذلك ميليشيا الكرد السورية (قسد) المحسوبة على واشنطن، مالت لدمشق وإيران، في وقت زادت طهران فيه شحناتها العسكرية إلى أرض المعركة. دبلوماسياً، اعتبرتها دول إقليمية مرحلة جديدة تتسيدها إيران وتركيا، وبدأت خطوات إقامة حلف إيراني تركي عراقي قطري! دول المنطقة والجامعة العربية سعت لإعادة العلاقة مع النظام في دمشق، دون أن يقدم النظام مقابل ذلك أي بادرة حسن نية لملايين السوريين المهجرين واللاجئين؛ بل زادت الملاحقة والانتقامات منهم. كل ذلك بُني على تغريدة للرئيس ترمب، على حسابه على «تويتر»، أعلن فيها عن عزمه على سحب قواته من سوريا، بدعوى أن الحرب على «داعش» انتهت، وأنه انتفى غرض الوجود على التراب السوري. النتيجة جاءت عكسية وكارثية، لهذا تراجع، وتبنى ترمب سياسة الانسحاب البطيء، والأرجح أنه سيكون إعادة تموضع. المعارك في سوريا؛ لكن الحرب الحقيقية مع إيران، التي جعلت من دمشق حجر الرحى في سياستها، تحكم من خلالها لبنان والعراق، وتهدد الأردن وإسرائيل، وبذلك تفرض ميزان قوى جديداً وخطيراً في المنطقة. والمفاجئ أن وزراء ترمب اعتمدوا لغة قوية للتعويض عن لغة الانسحاب الانهزامية السابقة. جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي، حذر الأتراك بأنه لا انسحاب لقوات بلاده من سوريا، إلا إذا تعهدت تركيا بعدم القيام بأي خطوة في سوريا من دون إذن واشنطن، وحذرها من استهداف المقاتلين الأكراد. لغة أميركية اعتبرتها أنقرة فيها عجرفة؛ لكنها لم تجرؤ على تحديها. وإذا خضع الأتراك وتعهدوا بعدم مهاجمة الأكراد، فماذا ستفعل واشنطن بالميليشيات التي جاء بها الإيرانيون لفرض معادلة الضغط على إسرائيل؟

هذا ما يجعلني أتشكك في رغبة واشنطن الخروج من سوريا، من دون أن تتبنى سياسة مختلفة تجاه تركيا وإيران. باختصار، لم يحن السلام بعد في سوريا. ونظام دمشق لا يستطيع، مهما وعد، التخلص من إيران. من أجل الاعتراف به سيعد بأنهم سيخرجون خلال عام أو عامين، وسيطلب منها ذلك؛ لكنها عهود لا قيمة لها. فقوات النظام الإيراني ستخرج فقط عندما تشعر بأن الثمن غالٍ جداً عليها في سوريا والمنطقة. وهذا يعني فقط تصعيد المواجهات مع إيران، وليس الهروب العسكري الأميركي من سوريا، وفتح السفارات العربية هناك. وجود إيران العسكري في سوريا قضية تهديد محورية للمنطقة. لو خرجت من هناك فإن نفوذ طهران على حكومة بغداد سيتقلص، ولو خرجت من سوريا فسيعود التوازن السياسي في لبنان، ولو انتهى نفوذ خامنئي في سوريا فإن ذلك سيضعف نفوذه في داخل طهران. ورغم الوعود فإن حكومة دمشق لن تستطيع إبعاد إيران، لا اليوم ولا بعد عشر سنوات مقبلة، إلا بالمواجهة العسكرية والضغط عليها في أكثر من منطقة.

 

الدولار إن حكى

نديم قطيش/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18

من يحتاج الدبابات والصواريخ والطائرات حيث تنتشر الطلائع المتقدمة للدولار؟ من يحتاج لاحتلالات عسكرية مكلفة إذا كانت العملة الأميركية، حتى إشعار آخر، هي «الحاكم المدني» الفعلي في الجزء الأكبر من عواصم العالم؟ الحرب التي يواجهها الإرهاب الدولي، لا سيما ذاك المرعي إيرانياً عبر ميليشيات غاية في التعقيد والخطورة كـ«حزب الله»، جديدة ومقعدة. ليست الحكومة الأميركية وحدها من تقود هذه الحرب. المجتمع المدني بكل ألوان طيفه، وفي أحيان بعيداً عن المصالح المباشرة التي تقررها الإدارات الأميركية، يستثمر في بنية قانونية معقدة تطورت خلال العقد الفائت، جعلت من العقوبات الاقتصادية واحدة من أقوى أذرع السياسة الخارجية الأميركية. جديد هذه الحرب دعوى مدنية رفعتها ثلاث شركات محاماة أميركية، بوكالتها عن عائلات ضحايا سقطوا أو أصيبوا في العراق أو خلال حرب يوليو (تموز) 2006، ضد 11 مصرفاً لبنانياً تتهمها بتقديم خدمات مالية لـ«حزب الله». أما الرابط بين الأمرين فهو إتاحة القانون الأميركي لضحايا الإرهاب الدولي مقاضاة أي طرف ساعد مرتكبي الأفعال الإرهابية، مبقياً باب الاجتهاد مفتوحاً بشكل واسع لتحديد مفهوم «المساعدة» وتقدير حدودها المباشرة وغير المباشرة. ولئن كانت المصارف اللبنانية، بخطابها العلني، تطمئن نفسها إلى أن دعوى مماثلة رفعت عام 2007 ضد خمسة مصارف لبنانية ورفضتها المحاكم الأميركية المعنية في نيويورك، إلا أن ذاكرة المصرفيين تحفظ تجربة البنك العربي، الذي في دعوى مشابهة اضطر لعقد تسوية سرية مع ممثلي نحو 500 مواطن أميركي قالوا إنهم أو أعضاء من عائلاتهم كانوا ضحايا لهجمات «حماس». وقد كشفت تقارير إعلامية مرموقة، في حينها، أن التسوية فاقت المليار دولار، إلا أن البنك العربي اكتفى بالتعليق عليها يومها بأنها «غير دقيقة». الركون إلى الطبيعة المدنية للدعوى المرفوعة على المصارف اللبنانية، لا يلغي المخاطر الحقيقية لتبعاتها في حال قبولها من القضاء الأميركي. القبول بها يتيح للمدعي مطالبة المصارف المراسلة والحكومات بتوفير خريطة هائلة من المعلومات عن المتهمين وروابطهم والعلاقات بين حساباتهم وحسابات آخرين وحركة أموالهم وأنماط الإنفاق ومواقعها... كما أن قبول الدعوى سيشجع دعاوى أخرى متفرعة عنها، تقوم بها هذه المرة شركات محاماة متخصصة في «صيد الديون والتعويضات» كما حصل في الأرجنتين بعد أزمة ديونها.

ما نحن أمامه ليس سوى حلقة جديدة من حلقات المواجهة مع الإرهاب الدولي، ومحاولة دؤوبة لتعطيل قدرته على تطويع مؤسسات وآليات وحكومات لخدمة حركته. وهي معركة طويلة شهدت تطورات مهمة في أعقاب جريمة الحادي عشر من سبتمبر واجتياح العراق والمواجهة مع إيران لحرمانها من عائداتها النفطية وضبط تهرب الدول المارقة من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

بعض من قصة هذه الحرب يرويها كتاب «هاربوون» للمحامية نيتسانا دارشان ليتنر والصحافي صامويل كاتز، لا سيما أن شركة المحاماة التابعة للمؤلفة دارشان ليتنر عملت عن قرب على دعاوى مشابهة للدعاوى المرفوعة الآن ضد المصارف اللبنانية وسابقاً ضد البنك العربي، ونجحت في تحصيل أكثر من ملياري دولار لموكليها. كما أنه يشّرح خريطة الحروب المالية أبعد من هذه الدعاوى ومثيلاتها، ليلقي الضوء على مجالات أخرى في الحرب نفسها، بناء على معلومات رُفعت عنها السرية في إسرائيل. هاربوون هو اسم وحدة استخبارات قادها مئير داغان قبل أن يصبح رئيساً للموساد الإسرائيلي، وتهدف لضرب البنية المالية لـ«حزب الله» و«حماس» ومنظمات أخرى، عبر عملية معقدة من جمع المعلومات المالية وداتا الاتصالات وداتا السفر.

ويضع الكتاب اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح في هذا السياق، واصفاً إياه بأنه أحد كبار القادة الماليين لـ«حماس». كما يكشف الكتاب معلومات مثيرة عن كيفية خداع إسرائيل لصلاح عز الدين، الذي يصفه الكتاب بأنه أحد القادة الماليين لـ«حزب الله»، وتوريطه في استثمارات مصممة سلفاً لأن تؤدي إلى إفلاسه وحرمان «حزب الله» من الأصول والأموال التي كان يديرها عز الدين.

كما يروي الكتاب حكاية اختراق إسرائيل للبنك اللبناني الكندي، عبر أحد الموظفين فيه، وتكوين ملف مشابه للدعاوى المرفوعة الآن وسابقاً على مصارف لبنانية وعربية ودولية بتهمة تقديم خدمات مالية لـ«حزب الله»، ما أدى لتذويب البنك عبر عملية دمج مع مصرف سوسيتيه جنرال وتسوية مالية ضخمة. هي حكاية هذا التداخل بين القطاعين العام والخاص وبين المدني والسياسي وبين أميركا كدولة مستقلة وبين أميركا وعملتها كمركز أعصاب النظام المالي والتجاري العالمي، ما ضاعف بما لا يقاس أثر العقوبات المالية والاقتصادية على الإرهاب والدول الراعية له، وجعل من حقل المال مجالاً خصباً لحرب ضروس تدور بأعنف من حرب الصاروخ والطائرة. إنه عالم جديد تلعب فيه شركات المحاماة دوراً غير مسبوق في جر حكومات ودول ومؤسسات دولية إلى هذه الحرب، حتى حين تكون حسابات هؤلاء السياسية غير منسجمة بالضرورة مع حسابات هذه المكاتب ومن تمثلهم ومن يراهنون على نتائج أعمالهم. هي حرب لا يملك فيها الإرهاب ورعاته أية ورقة.

 

العسكر يغادرون إدارة ترمب... وبومبيو يتوجه للمنطقة

مينا العريبي/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18

يستهل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عامه الجديد بجولة مفصلة إلى المنطقة؛ حيث يبدأ اليوم الثلاثاء جولة تضم 8 عواصم عربية، من المرتقب أن تشكل فصلاً جديداً في المساعي الأميركية لبلورة استراتيجية أكثر وضوحاً للمرحلة المقبلة. تأتي زيارة بومبيو تزامناً مع مغادرة كل من الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس منصب وزير الدفاع الأميركي، والجنرال المتقاعد جون كيلي منصب كبير موظفي البيت الأبيض. وبعد أن كان ماتيس وكيلي من أبرز الوجوه التي يمكن الاعتماد عليها لترويض سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، باتت الإدارة الأميركية خالية من كبار الشخصيات العسكرية المتقاعدة. بعد عامين من توليه مقاليد الحكم، لم يعد ترمب الرئيس المدعوم من قبل العسكر، فكل من الجنرال إتش آر ماكماستر والجنرال كيلي والجنرال ماتيس، الذين تبوأوا مناصب رفيعة في إدارة ترمب، وكانوا يعدّون صمام الأمان في إدارته، غادروا الإدارة. يصل بومبيو إلى المنطقة وأسئلة كثيرة تحوم حول سياسات ترمب الخارجية، خصوصاً استراتيجيته العسكرية؛ فقد جاءت استقالة ماتيس من منصبه الشهر الماضي بعد إعلان ترمب المفاجئ سحب القوات الأميركية من سوريا، لتليها بعد أيام تسريبات بأن ترمب ينوي سحب الآلاف من القوات الأميركية من أفغانستان. كما أن ترمب اقترح أن تتولى تركيا مسؤولية محاربة «داعش»، وعبّر عن دعمه الغزو السوفياتي لأفغانستان، قائلاً إنه يمكن لكل من روسيا وباكستان والهند لعب دور هناك. لا شك في أن هذه التصريحات تدل على نية ترمب سحب قوات بلاده ودعم دول أخرى لملء الفراغ. ولكن في الوقت نفسه، يسعى دبلوماسيون ومسؤولون أميركيون إلى طمأنة الحلفاء والإدلاء بتصريحات بأن الولايات المتحدة لن تنعزل عن العالم. وفي اتصال مع عدد من الصحافيين لشرح خلفية جولة وزير الخارجية الأميركي في المنطقة، قال مسؤول أميركي إن هناك رسالتين أساسيتين وراء زيارة بومبيو؛ «أولا، أن الولايات المتحدة لن تترك الشرق الأوسط»، و«ثانياً، النظام الإيراني يشكل خطراً على المنطقة» وأن بلاده ستعمل مع دول المنطقة لمواجهة طهران. كلتا الرسالتين كررها مسؤولون أميركيون خلال الأشهر السابقة مراراً. ولكن ما لم يعد واضحاً ما السياسات التي تنوي الولايات المتحدة تطبيقها لتحقيق هذه الأهداف؛ فبينما يطلق ترمب تصريحاته المثيرة للجدل، يقوم دبلوماسيون مخضرمون بجهود دبلوماسية لتهدئة الأوضاع وإنهاء صراعات قائمة، مثل السفير السابق جيم جيفري الذي تولى ملفي سوريا ومكافحة «داعش»، وزلماي خليل زاد الذي بدأ عملية معقدة للتفاوض مع حركة «طالبان» في أفغانستان، بالتشاور مع كل من الرياض وأبوظبي.

إذا كان الهدف مواجهة «داعش» وإيران في المنطقة، بإعلان ترمب المفاجئ الانسحاب من سوريا، فلقد تلقت كل جهة متطرفة في سوريا دعماً جديداً، فباتت المسألة مسألة وقت. الوجود الأميركي العسكري في سوريا ليس كبيراً، ولكنه يدل على التزام ولو جزئياً من الولايات المتحدة بهذا الملف. وكلما كانت واشنطن موجودة عسكرياً في بلد ما، يبقى انتباهها السياسي مرتبطاً بذلك الوجود. ولكن الانسحاب، وبطريقة مفاجئة، يأتي ليتوج عاماً من التحرك الأميركي للتراجع عن الموقف ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وإذا كانت إيران تخشى مواجهة داخل سوريا، فقد أصبحت اليوم في موقف انتظار الانسحاب الأميركي كلياً.

ومن غير المعلن ما إذا كان بومبيو ينوي زيارة العراق؛ بعد أن زاره رئيسه نهاية العام الماضي من دون لقاء أي مسؤول عراقي. ومن التقليدي أن تبقى زيارات المسؤولين الغربيين إلى العراق غير معلنة؛ فمن الصعب التكهن باحتمال زيارة وزير الخارجية إلى البلاد في هذه الجولة المهمة. ولكن إذا كانت واشنطن حقاً جادة في مواجهة إيران وإثبات وجودها في المنطقة، فلا يمكن لها تجاهل العراق وقيادته.

أما الملف اليمني، فبعد الانفراج الأولي في السويد الشهر الماضي والتوصل إلى اتفاق مبدئي على تحرير الحديدة وإيصال المساعدات للشعب اليمني عبر مينائها، تراجعت الآمال هذا الأسبوع مع التعنت الحوثي. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن بومبيو سيبحث الملف اليمني في السعودية والإمارات، بما في ذلك سبل دعم المبعوث الأممي مارتن غريفيث. وبالطبع؛ الجهود الأميركية لمواجهة إيران تعني الانتباه إلى الحرب في اليمن. ولكن يأتي بومبيو إلى المنطقة وحكومته مكبلة الأيدي بعد قرار الكونغرس الأميركي وقف الدعم العسكري في اليمن. وهنا مرة أخرى تثار أسئلة حول الاستراتيجية العسكرية الأميركية بينما منصب وزير الدفاع شاغر. ومن المتوقع أن تثار القضية الفلسطينية مع بومبيو خلال جولته، خصوصاً في الأردن، وأيضاً من قبل المسؤولين العمانيين الذين عبروا عن رغبتهم في المساعدة بملف المفاوضات. ولكن منذ تولي ترمب الرئاسة، بقي الملف الفلسطيني في البيت الأبيض. وأكثر من مرة أكد بومبيو أنه لن يتدخل فيه، ومن المتوقع أن يعبر عن الموقف نفسه خلال جولته هذه. واستبق بومبيو إلى المنطقة مستشار الأمن القومي جون بولتون الذي زار إسرائيل وتركيا هذا الأسبوع. وفي إسرائيل، عبر بولتون، المعروف بمواقفه المتشددة، عن الدعم المطلق لإسرائيل، بينما سربت مصادر إسرائيلية طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بولتون إعلان واشنطن الاعتراف بالجولان المحتل جزءاً من إسرائيل ضمن الصفقة المرتقبة في سوريا. المواقف الأميركية المعلنة حول المنطقة بشكل عام مبنية على 4 أسس بغض النظر عمّن يشغل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض: مواجهة التطرف، والعمل على مواجهة إيران، والعمل على خفض أسعار النفط، والدفاع عن إسرائيل. ولكن خلال الأشهر المقبلة، سيكون على ترمب توضيح كيف سيحمي تلك المصالح ويبقي على وعوده الانتخابية بسحب القوات الأميركية ووضع «أميركا أولاً» داخلياً. فمع بداية هذا العام بدأ العد التنازلي لانتخابات الرئاسة الأميركية، وسيكون انتباه ترمب مركزاً على الفوز بتلك الانتخابات قبل أي اعتبار آخر.

 

سوريا: حالة العسكرة وغياب الحل السياسي

يوسف الديني/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18

ربما كانت الفرصة الأخيرة للشعب السوري المغلوب على أمره، الذي لا يزال يدفع الثمن باهظاً إزاء تبلّد المجتمع الدولي، أن تسعى المعارضة السياسية في الخارج، مدعومة بالإنجازات على الأرض، إلى إغراء المناخ السياسي الدولي بأنها «البديل» المؤهل لقيادة البلاد، بعد أن اكتسب «النظام الأسدي»، ويا للأسف، شرعية الخيار الأسوأ في دوائر كثيرة الآن تتحدث عن قلقها من رحيله، في سابقة سياسية ستكون لها آثارها في المنطقة؛ فالاحتفاظ بشرعية نظام نكّل بشعبه وقتل منهم ما يقترب من حدود المائة ألف، فصل جديد في طبيعة علاقة الدولة القُطرية بالقوى الدولية، عدا أنه، وعلى مرأى ومسمع الجميع، اجترّ «لبنان» عبر حليفه ميليشيا «حزب الله» إلى تفكيك منطق بنية الدولة اللبنانية، عبر دخول مكوّن سياسي عسكري كـ«حزب الله» للقتال في سوريا، ولاحقاً تأديب اللبنانيين المعترضين على ذلك أمام السفارة الإيرانية، وقتل أحد المتظاهرين على طريقة العقاب المباشر، الذي يبعث بأكثر من رسالة للداخل والخارج.

المعارضة السورية تفتقر إلى وجود قيادة سياسية مقنعة؛ فحتى مع مجيء الائتلاف الوطني ممثلاً للمجالس المدنية والقوى المسلحة في الداخل، فإنه لا يؤثر عليها في صناعة القرار أو حتى توجيه دفّة المعركة لتتبع التوجه السياسي، وبالتالي، لم يقدم الائتلاف أكثر مما قدمه المجلس الوطني السوري سابقاً.

أزمة المعارضة السياسية في التجارب العربية هي أزمة رؤية موحدة، فالتنافس الشديد على ملء الفراغ السياسي والاستقطاب ومحاولة البحث عن فرصة لابتلاع الحالة السياسية بين الفصائل المكونة للمعارضة جعلها تبدو هشة وضعيفة ومن دون رؤية جمعية، فضلاً عن تأثيرها الضعيف على المقاتلين في تسوية النزاعات وحتى في فرض شكل القيادة البديلة في المناطق المحررة على مستوى اتّخاذ القرارات السياسية الاستراتيجية؛ فالمجتمع الدولي الذي لم يقدم حتى الآن أي شيء يُذكر لدعم القضية السورية يترقب سلوك المجموعات المقاتلة على الأرض، خوفاً من تكرار تجارب وأخطاء المجموعات المقاتلة، وهي فرض رؤيتها المتطرفة الخاصة على المناطق المحررة. مما لا شك فيه أن جل منطقة الشرق الأوسط الآن فقدت منطقها، وأصبحت مسرحاً للعبث واللامعقول من الأفكار والمواقف السياسية التي ستأخذ آثارها سنوات طويلة تفوق من حيث الحجم والتأثير سنوات النكبة والنكسة وحربي الخليج، وحتى ارتدادات الحادي عشر من سبتمبر، هذا ليس تشاؤماً بقدر أنه استشراف لواقع مؤلم بدت مقدماته بالظهور تباعاً.

ما حدث في سوريا هو تثبيت حالة العسكرة في البلاد بعد غياب أي حل سياسي، والأكيد أن المستفيد الأول من هذه «العسكرة» للحالة السورية هو النظام نفسه الذي بات يستخدمها كفزاعة لتثبيت حكمه وإفراغ الثورة من وقودها السلمي وتعبئتها بفوضى التسليح، مما أسهم في سهولة حشد رأي مضاد عالمي روسي صيني، وحتى لبعض دول أميركا اللاتينية التي ترى فيما يحدث اقتتالاً مسلحاً أقرب إلى الافتئات على النظام المدني العلماني، وهي أكذوبة على سذاجتها تم تمريرها بسهولة على دول كان لديها تحفظ على التدخل في المنطقة تحت شعار «الديمقراطية»، وهي الخطيئة الأميركية التي أصابتها بالفوبيا وعقدة الذنب.

عسكرة الواقع السوري كانت هدف النظام الأسدي، لكن هدفه الأساسي لتدمير الداخل هو اللعب على الوتر الطائفي الذي كان في البداية أقرب للمزحة، إذا ما أخذنا في الاعتبار رد الفعل العنيف من قبل أطياف الثورة السورية على الخطاب الطائفي الذي صدر من بعض الدعاة السوريين في الخارج، لكن هذه اللعبة الآن هي وقود تأجيج الصراع في الداخل السوري، لأنها تضمن تدفق مقاتلين لـ«النصرة»، كما تؤدي إلى سهولة تمرير فصائل إيرانية مسلحة وأفراد لـ«حزب الله» على قاعدة إنقاذ الأقليتين العلوية والمسيحية، وبالطبع هذه النغمة المحببة للدوائر الغربية تم نقلها بامتياز عبر حلفاء النظام السوري هناك من إعلاميين وسياسيين، والذين لا يتوانون عن التذكير بتجربة الحرب الأهلية اللبنانية. على المستوى السياسي ينشط الآن تجار الأزمات وحالة اللااستقرار، الذين ترتفع حناجرهم الآن حيث يضغطون على دول الخليج المستقرة، بينما يتعامون عن قول أي كلمة فيما يحدث في تركيا قبلة النموذج السياسي للإسلام السياسي، والأكثر عبثية يصرّون على منح كامل الشرعية والتأييد لموجات العنف الدموي من قبل تنظيمات الإرهاب كـ«داعش» و«القاعدة» وأخواتها بدعوى أنهم ردة فعل لسلوك الأنظمة.

 

المدن والأوبئة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18

تبذل السلطات حول العالم كل ما تستطيع من أجل المحافظة على الأجزاء القديمة من المدن والعواصم. فهي صورة هويتها وتاريخها وهندساتها الجمالية القديمة. وما يسمى الآن «وسط البلد»، هو نوع من الكنوز المختلفة التي لا وجود لها في التوسع العمراني، الذي نشأ بصورة تلقائية مع الهجرة العظيمة من الأرياف، وتمدُّد المناطق السكنية بحيث أصبحت، في حد ذاتها، مدناً لا علاقة لها بكل ما سبق. غير أن ما نراه اليوم متحفاً قديماً من المباني والحجارة، لم يكن كذلك في الأصول والنشوء. فالأروقة الضيقة والبيوت المتلاصقة والشوارع المتعاكسة كانت أيضاً مخصباً للأمراض والأوبئة. فهي تفتقر بالدرجة الأولى إلى العنصر الصحي الأساسي، أي أشعة الشمس الشافية. وقديماً قيل: البيت الذي تدخله الشمس لا يدخله طبيب. وعندما جاء نابليون في حملته على مصر، كان عدوه الأول الطاعون، وليس الإنجليز. وأدرك ذلك سريعاً، فانسحب. ومرض هو، وخلفه نابليون الثالث، على أن تكون شوارع باريس وجاداتها على العرض والسعة. وتعلم أيضاً ما تعلمه سواه وهو أن شبكات الصرف الصحي أكثر أهمية من الأدوية والعلاج في محاربة الأمراض والجراثيم.

أما الحداثة المعمارية في المدن العربية فقد قلصت المدينة القديمة. وازدادت هذه الظاهرة منذ القرن الثامن عشر. وراحت الأجيال تندمج في مجتمعات جديدة، فلم يعد القروي ينقل معه قريته وعاداتها وتقاليدها، بل أصبح جزءاً من نهج حياتي جديد ذابت فيه الأرياف، ولم يبقَ من معالمها سوى التندر والحكايات والطرائف، كما هو حال الصعايدة في حواضر مصر. يأخذنا الدكتور خالد زيادة في «المدينة العربية والحداثة» (دار رياض الريس للكتب والنشر)، في جولة ممتعة بين نشوء المدن وقيام الحداثة. ولعلّه أفاد كثيراً في هذه الدراسة من السنوات التي أمضاها في القاهرة سفيراً للبنان. فقد أخذ معه إلى هناك هوايته ومهنته الأصيلة كمؤرخ. وانصرف بالمعاينة وعلى الطبيعة إلى البحث في كبرى مدن العرب. يقول خالد زيادة وهو يقارن بين مدن اليوم وعمار الأمس: «ماذا تبقّى من الماضي المديني وتقاليده وعاداته؟ وما هي حال حداثتنا المدينية والعمرانية؟

لو قيّض لابن خلدون أن يعود إلى القاهرة التي أقام فيها، فلن يتعرف عليها، ولن يلمح تلك العظمة التي جعلتها أكبر مدن العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر. ولن تكون دهشة محمد كرد علي أقل لو تجوّل اليوم في شوارع دمشق التي كتب خططها في أوائل القرن العشرين. وكذلك حال علي الوردي مع بغداد بعدما كتب صفحات من تاريخ العراق الاجتماعي. المدن القديمة توارت وتغيرت معالمها وتلاشت، وتزايد عدد سكانها أضعافاً مضاعفة بفعل الحداثة. وأدى التحديث إلى قيام مدينة جديدة إلى جوار القديمة التي هجرها سكانها، وهُجّر الوسط التجاري الحديث، ونشأت على أطرافها الضواحي الكبيرة المزدحمة التي لا أثر فيها للتراث العمراني، وتعبّر عن «أزمات الحداثة».

 

تقاسم سوريا ونهبها

فايز سارة/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18

أشار تقرير صحافي نشر قبل أيام إلى تقاسم ثلاث من الدول لثروات رئيسية في سوريا، حيث أكد التقرير أن «الفوسفات لروسيا والنفط لأميركا والزيتون لتركيا». وعدا صحة المحتوى، فإن التقرير يصلح ليكون إشارة إلى ما صارت إليه الحالة السورية من تقاسم للبلاد ونهب قدراتها المادية، واستغلال إمكانياتها البشرية، وقد أصبحت مشاعاً لقوى الأمر الواقع من دول وجماعات، تدخلت في القضية السورية خلال السنوات الماضية. وإذا أدت سنوات الصراع الماضية في سوريا وحولها إلى تغييرات مستمرة في خرائط الواقع، فإن الخريطة الحالية، تجعل سوريا موزعة إلى 4 كيانات؛ أولها وأكبرها مساحة، كيان مشترك لتحالف نظام الأسد مع الإيرانيين والروس، ويمتد ما بين الساحل ووسط البلاد من حلب في الشمال إلى أقصى الجنوب في درعا والسويداء مع جزر سيطرة محدودة في الشرق والشمال الشرقي موزعة ما بين الحسكة ودير الزور، فيما تفرض الولايات المتحدة سيطرتها في الكيان الثاني على امتداد القسم الأكبر من الجزيرة السورية وصولاً إلى محيط دير الزور شرقاً وحلب في الشمال، وتدير المنطقة بواسطة حلفائها في مجلس سوريا الديمقراطية الذي يشكل أكراد حزب الاتحاد الديمقراطي نواته الصلبة. ويوجد في منطقة تماس النظام مع مجلس سوريا الديمقراطية في محيط دير الزور وجزء من البادية السورية الكيان الثالث الواقع تحت سيطرة ما تبقى من تنظيم داعش، حيث لم تنجز الحرب الأخيرة ضد التنظيم مهمة القضاء عليه. ويمتد الكيان الرابع والأخير في إدلب وجوارها ذاهباً باتجاه أجزاء من أرياف حلب وحماة واللاذقية، ويعتبر هذا الكيان دائرة للنفوذ والسيطرة التركية، رغم ما يظهر فيه من قوى محلية مسلحة، تتوزع بين مؤيد وداعم للوجود التركي ومناهض له.

وكما هو واضح، فإن ما أشار إليه التقرير من تقاسم لبعض ثروات سوريا مرتبط بواقع الكيانات الحالية، والتي لا تستأثر، وتضع يدها على الثروات الرئيسية، بل على كل الموارد والإمكانيات المتاحة، وهو السلوك الذي مارسته سلطات الأمر الواقع مع بدء التسلح والعسكرة، وما أسسته من تنظيمات مسلحة، وأخرى استدعاها نظام الأسد، أو قبل بوجودها بما يعنيه من تعزيز للفوضى، ومن ترسيخ لمقولاته عن الإرهاب والتدخلات الدولية والحرب الكونية ضده.

وإذ وضعت التشكيلات المسلحة يدها على الإمكانيات والموارد في أماكن سيطرتها، وكررته في معظم الأماكن والأوقات، تحت حجج ومبررات متعددة، وجدت بعض التنظيمات في الاستيلاء على الممتلكات العامة غنائم باعتبارها كانت مملوكة للنظام، وأخرى رأت في وضع اليد على مخازن الحبوب في الشمال السوري، إجراء مطلوباً لـتأمين الخبز، وبعض آخر رأى في الاستيلاء على مناطق إنتاج النفط في الحسكة ودير الزور فرصة لتمويل التشكيلات المسلحة، وتأمين احتياجات السكان الذين خسروا قدراتهم وإمكانياتهم في حرب النظام عليهم، والبعض استثمر رسوم المعابر لتمويل تشكيلات مسلحة، ولا يحتاج إلى تأكيد قول. إن هذا النمط من إجراءات التشكيلات المسلحة مستمر في إدلب وجوارها وسط سكوت أو بموافقة تركية على نحو ما هي عليه رسوم المعابر، التي تساهم في تمويل تشكيلات موالية لتركيا.

غير أن هذا النمط من الاستيلاء على الموارد في الظروف السورية، لا يمثل الخطر الأكبر، لأنه في الغالب استيلاء مؤقت ومحدود في الزمان والمكان، وهذا ما أثبتته تجربة جماعات مسلحة في السنوات الماضية، وانتهى أغلبها بما فيها جماعات إرهابية متطرفة، وتراجع وجود بعضها ونفوذها بصورة ملموسة.

وإذ كان من إطار توضع فيه اتفاقات وإجراءات تقاسم الإمكانيات ونهبها، فإن الأقل خطراً، ما يتم في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام بما فيها مناطق سيطرة مجلس سوريا الديمقراطية تحت الرعاية الأميركية، ومناطق سيطرة التشكيلات المسلحة في منطقة النفوذ والسيطرة التركية، لأن كل الإجراءات هناك محكومة بالحماية الأميركية والتركية، من المسلم أنها لن تبقى، وهي إجراءات مؤقتة، سواء كانت مستمرة حتى انتقال تلك المناطق لسيطرة أطراف أخرى (وقد انتقلت الرقة منذ عام 2014 من تحت سيطرة النظام إلى «الجيش الحر» ثم إلى «النصرة»، وبعدها إلى «داعش» قبل أن تستعيدها قوات سوريا الديمقراطية) أو بانتظار التوصل إلى تسوية كاملة للقضية السورية. إن أهم ما تم القيام به من جانب سوريا الديمقراطية في مناطق سيطرتها، هو الاستيلاء على مراكز إنتاج النفط والغاز، وفرض رسوم مرور على الأشخاص والمركبات والسلع مع الجوار، وضرائب على السكان والأعمال، ولعل الأهم فيما يتم من إجراءات هناك أمران؛ أولهما الاستيلاء على ممتلكات الغائبين من السكان ومنع حتى الأقربين من أهاليهم التصرف بها، والثاني فرض التجنيد الإلزامي على السوريين، ودفعهم للقتال ضد الآخرين، ويتماثل الإجراءان مع ما يقوم به نظام الأسد في أماكن سيطرته.

وتبلغ إجراءات تقاسم الموارد ونهبها ذروتها، فيما يقوم به نظام الأسد مع شركائه الإيرانيين والروس الذين ربطت غالبية موارد وقدرات سوريا بهما. فقد وقع النظام مع الطرفين مئات الاتفاقات المديدة، التي تناولت مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية ومنها اتفاقات تتعلق بإنتاج النفط والغاز والفوسفات والسياحة، تمت مع روسيا، التي سجلت في عام 2018 وحده دخول 80 شركة روسية لاستطلاع آفاق العمل في سوريا، وكله يضاف إلى الاتفاق الاستراتيجي بين روسيا ونظام الأسد الذي ينظم الوجود الروسي العسكري في سوريا وتدخل موسكو عام 2015 لدعم نظام الأسد وحمايته من السقوط.

ومن الطبيعي، حصول إيران على مكانة مميزة في اتفاقاتها مع نظام الأسد، وقد شملت مجالات الزراعة والنفط والصناعة والثروة الحيوانية والموانئ، إضافة إلى رفع صادراتها، التي تم إعفاؤها من الضرائب في عام 2012، ومما يعزز قيمة الاتفاقات مع النظام، إجراءات تتابعها إيران في التمدد داخل المجتمع ومؤسسات النظام الحاكم، لتعزيز نشاطها في التشيع ونشر ثقافته، وإنشاء المزيد من الحسينيات، وشراء المزيد من عقارات سكنية وتجارية على طريق إحداث تغييرات ديموغرافية وخصوصاً في دمشق ومحيطها.

 

أميركا و«أوراقها الفيدرالية»

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/18

هناك اعتقاد جدي ومتزايد أن معركة خلافة دونالد ترمب قد انطلقت. أعلنت السيناتور إليزابيث وارن، مؤخراً ترشحها للانتخابات الرئاسية الأميركية، فاتحة المجال لسباق من الأسماء المهمة والمؤثرة جداً. ولن يكون السباق الرئاسي مغرياً بالنسبة للساسة من الحزب الديمقراطي، ولكنه مغرٍ أيضاً لرجال الأعمال من الحزب نفسه. دونالد ترمب الذي هزم التوقعات كافة، وخالف الأعراف السياسية، فاز بالمنصب بعد أن صرف مبالغ طائلة من حسابه الشخصي، معتمداً على ثروته في تمويل حملته الانتخابية في سباق رئاسي كان الأغلى في التاريخ. والآن هناك رجال أعمال بجيوب عميقة للغاية يستعدون للدخول إلى سباق الرئاسة، لعل أهمهم رجل الأعمال الشهير مايكل بلومبيرغ، الذي رصد مائة مليون دولار لحملة الرئاسة، وأعلن استعداده للخروج من مؤسسته الإعلامية وبيعها، وهي المسألة التي تسببت باستقالة عدد كبير من المحررين الرئيسيين لمؤسسته الإعلامية. وبلومبيرغ معروف بتوجهاته الليبرالية على صعيد السياسات الاجتماعية والمحافظة على صعيد السياسات المالية. وهناك أيضاً رجل الأعمال المعروف توم ستاير، الذي يحضّر نفسه وفريقه للدخول في السباق الرئاسي بميزانية قياسية هو أيضاً. وهناك طبعاً الأسماء اللافتة التي يتم ترديدها كجو بايدن، نائب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وأوبرا وينفري، الإعلامية المؤثرة، وهيلاري كلينتون، وأكثر من عشرين اسماً آخر. السباق سيكون شرساً مع قراءة متوقعة للسنتين المتبقيتين من فترة ترمب الأولى، والتي بحسب التقديرات ستكون مليئة بالاتهامات والتحقيقات والملاحقات القضائية، والكثير من التهم بدأت تتشكل وسط أدلة متزايدة عن وجود «مخالفات جسيمة» يستعد للإعلان عنها المحقق الفيدرالي روبرت مولر بعد أن يستكمل إجراءاته، وهو الذي يفسر «فرار» كبار الموظفين التنفيذيين المحترمين من إدارة ترمب باستقالاتهم المتتالية في مشهد صوره البعض كالفارين من السفينة التي تستعد للغرق.

وبحسب التكهنات يتوقع أن تكون الفترة المقبلة عصيبة جداً على إدارة الرئيس ترمب في مواجهة مجلس نواب ذي أغلبية ديمقراطية يسن لها الأنياب لتقليص طموحاته والتحقيق في تجاوزاته، وهذا سيعطل الرجل ويحد من إمكانية تحقيق طموحاته، وبالتالي سيكون الرهان عليه ضعيفاً جداً. وهناك أيضاً من يشتم رائحة الدم حتى في الحزب الجمهوري نفسه ويفكر في الترشح إذا ساءت أمور ترمب إلى حد اللاعودة، مثل السيناتور ميت رومني، وحاكم ولاية إنديانا السابق والمسيحي الأصولي المحافظ جون كاسيش، بل هناك إمكانية أن يرشح نائب ترمب الحالي مايكل بنس نفسه للمنصب، إذ لديه طموحات وأجندة محافظة ودينية يسعى لإنجازها. ولكنّ المدافعين عن ترمب لديهم رأي آخر، فهم يقولون إنه أول رئيس غير تقليدي يصل للمنصب، والاقتصاد الأميركي يشهد صحوة غير مسبوقة، والدولار أقوى العملات، أسعار الطاقة مستقرة، والاستثمارات تتدفق إلى أميركا من كل صوب، والصين تحسب حساباً جديداً لأميركا، والاتحاد الأوروبي يدفع حصته التجارية، وكندا والمكسيك تعيدان توقيع اتفاق تجاري أكثر عدالة لأميركا. أيضاً الجنود الأميركيون لا يدخلون حروباً جديدة يتحملها دافع الضرائب ولا يعودون في توابيت جماعية محزنة، والبطالة في أدنى مستوياتها منذ أكثر من أربعة عقود، وبالتالي يستحق دونالد ترمب إعادة انتخابه.

لكن ما يحصل اليوم من «صراع قطبي» في أميركا بين أقصى اليمين وأقصى اليسار هو التحدي الأساسي الذي حذر منه الآباء المؤسسون للدستور الأميركي في كتابهم الشهير «الأوراق الفيدرالية»، الذي تطرق إلى وجهات النظر بين جون آدامز وتوماس جيفرسون وألكسندر هاميلتون، ووجهات نظرهم عن معالجة الحد من طغيان الناس والشعب، والحذر من الانجرار وراء الرغبات الشعبوية، ولقد كان خوفهم من طغيان القطيع أكثر من طغيان الحاكم، وعليه تم التأسيس لنظام انتخابي عكس النظام البرلماني البريطاني، وهذا هو الامتحان الحقيقي الذي سيتم مواجهته في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

هي انتخابات لاختبار الدستور الأميركي نفسه ورؤية الآباء المؤسسين له.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون استقبل رئيس مجلس نواب غينيا بيساو وأشاد بدور المنتشرين في تعزيز العلاقات مع لبنان كاساما: نلتقي في الدفاع عن قضايانا المشتركة

الثلاثاء 08 كانون الثاني 2019 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "ان اللبنانيين المنتشرين في العالم عموما، وفي الدول الافريقية خصوصا، يضطلعون بدور رائد في تعزيز العلاقات اللبنانية- الافريقية ويؤكدون مرة اخرى على الحضور اللبناني المميز في الخارج والذي بات نموذجا يحتذى".

وقال الرئيس عون خلال استقباله قبل ظهر اليوم رئيس مجلس نواب غينيا بيساو الرئيس سيبريانوكاساما في حضور النائب ميشال موسى والوفد المرافق، ان "لبنان يقدر عاليا وقوف جمهورية غينيا بيساو الى جانبه في المحافل والمنظمات الدولية"، منوها خصوصا "بالعلاقات الممتازة التي تجمع ابناء الجالية اللبنانية في غينيا بيساو بالسلطات والمواطنين، لاسيما من خلال مساهمتهم في الحياة الاقتصادية والمشاريع الاستثمارية". وبعدما حمل الرئيس عون الرئيس كاساما تحياته الى رئيس غينيا بيساو السيد جوزيه ماريو فاز، اعرب عن حرصه على زيادة مجالات التعاون لاسيما في الشق الاقتصادي، اضافة الى التنسيق في المنظمة الفرانكوفونية. وكان الرئيس كاساما نقل الى الرئيس عون في مستهل اللقاء تحيات رئيس غينيا بيساو، منوها بأهمية التعاون القائم بين البلدين، مقدرا خصوصا بالدور المتقدم الذي يقوم به رجال الاعمال اللبنانيين في غينيا بيساو ومنهم من بات يحمل جنسية الدولة الى جانب جنسيته اللبنانية، ومنهم ايضا نواب ورجال اعمال وصناعيون وكبار التجار. واشاد الرئيس كاساما بعمل القنصل الفخري اللبناني في غينيا بيساو فوزي الاعور، وبالجهود التي يبذلها قنصل غينيا بيساو في لبنان السيد امين سليمان، الذي كان في عداد الوفد المرافق الذي ضم ايضا النواب سوزي كارلا باربوسا، كونستانتينوكامالا، وكاراموكامارا.

رئيس مجلس نواب غينيا بيساو

وبعد اللقاء، تحدث الرئيس كاساما إلى الصحافيين فقال: "اود ان اشكر فخامة رئيس الجمهورية، الذي استقبلني والوفد المرافق برغم انشغالاته، وتسنت لي الفرصة لأطلعه على بعض اهتمامات المجلس النيابي والوضع السياسي في غينيا بيساو، حيث تسير الامور نحو الاستقرار التام والمصالحة. كما أطلعته على وجود جالية لبنانية كبيرة في بلادي اندمجت في مجتمعنا وحصل الكثير من اعضائها على الجنسية، ووصل بعضهم الى الندوة البرلمانية".

وأضاف: "نحن نعتبر غينيا بيساو بلدا شقيقا للشعب اللبناني وللبنان في كل المجالات الدولية، والسلطات المختلفة في بلدنا كانت دائما الى جانب لبنان في الامم المتحدة، حيث ايدنا كل المقترحات التي تدعم القضية اللبنانية. وفي خلال اللقاء شعرت ان الرئيس عون يعرف جيدا غينيا بيساو، وقد شجعنا على المضي قدما في تحقيق السلام والاستقرار والتطور لبلادنا. واعتقد ان غينيا بيساو ولبنان سيلتقيان دائما في الدفاع عن قضاياهما المشتركة".

سفيرة كندا في لبنان

الى ذلك، كانت للرئيس عون سلسلة لقاءات ديبلوماسية استهلها باستقبال سفيرة كندا في لبنان ايمانويل لامورو التي عرضت مع رئيس الجمهورية العلاقات اللبنانية-الكندية وسبل تطويرها في المجالات كافة. واشارت لامورو الى انها عرضت ايضا للاوضاع السياسية الراهنة ومسار تشكيل الحكومة الجديدة، والقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي ستعقد في لبنان في 20 كانون الثاني الجاري، والاجتماعات الوزارية التي ستسبقها.

كما تناول البحث المؤتمر الذي يعقد في بيروت في 6 و7 شباط المقبل حول المرأة في منطقة الشرق الاوسط. كذلك تطرق الحديث الى المشروع الذي اعده لبنان لانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" والتي تبدي الحكومة الكندية اهتماما بها.

سفير لبنان في بريطانيا

ديبلوماسيا ايضا، استقبل الرئيس عون سفير لبنان في بريطانيا السفير رامي مرتضى الذي اطلعه على نتائج المنتدى الاقتصادي اللبناني- البريطاني الذي عقد الشهر الماضي في لندن. كما تناول البحث العلاقات اللبنانية- البريطانية.

سفير لبنان في ايران

كذلك استقبل الرئيس عون سفير لبنان لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية السفير حسن عباس، الذي عرض مع رئيس الجمهورية العلاقات الثنائية بين البلدين.

عائلة المحامي المرحوم سليم عثمان

وفي قصر بعبدا، المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء عثمان عثمان والمدير العام السابق لرئاسة الجمهورية المهندس محمود عثمان والسيد سليم عثمان عثمان، الذين شكروا رئيس الجمهورية على مواساة العائلة في غياب المحامي سليم خزاعي عثمان.

 

الحريري عرض مع رئيس مجلس نواب غينيا بيساو ضرورة تطوير العلاقات وتقويتها

الثلاثاء 08 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، مساء اليوم، في "بيت الوسط"، رئيس مجلس نواب غينيا بيساو سيبريانو كاساما على رأس الوفد المرافق، بحضور وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جمال الجراح، والنواب: بهية الحريري، ميشال موسى، ديما جمالي ونزيه نجم. خلال اللقاء، تم البحث في العلاقات الجيدة التي تربط بين البلدين، والدور الإيجابي والبناء الذي تلعبه الجالية اللبنانية في غينيا بيساو ومساهمتها الفعالة في نهوض البلد. كذلك، تناول البحث ضرورة تطوير العلاقات الثنائية وتقويتها، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين. وفي ختام اللقاء، تم تبادل الهدايا التذكارية بين الرئيس الحريري وضيفه، ثم دون الرئيس كاساما كلمة في سجل الشرف.

 

الحريري استقبل ريتشارد والطبش ونقيب المحامين في بيروت

الثلاثاء 08 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ظهر اليوم في "بيت الوسط" سفيرة الولايات المتحدة الاميركية اليزابيت ريتشارد، وعرض معها المستجدات والعلاقات الثنائية بين البلدين.

نقيب المحامين

والتقى أيضا نقيب المحامين في بيروت اندريه شدياق الذي قال بعد اللقاء: "وجهت دعوة الى الرئيس الحريري لحضور الاحتفال الذي سيقام لمناسبة مئوية النقابة في السادس من شباط المقبل في قصر العدل".

الطبش

استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط" النائب رولا الطبش وعرض معها الاوضاع العامة وشؤونا مطلبية.

وخلال اللقاء أبدى الحريري ثقته بالطبش التي وصفها "بالناشطة والعضو الفاعل في كتلة المستقبل من أجل المرأة والشباب ولبنان والعيش الواحد بين جميع أبنائه".

 

بري استقبل رئيس مجلس نواب غينيا بيساو: الحكومة لا تزال في خبر كان

الثلاثاء 08 كانون الثاني 2019 /وطنية - أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال استقباله رئيس مجلس نواب غينيا بيساو سيبريانو كاساما ظهر اليوم في عين التينة، متانة العلاقات اللبنانية-الافريقية، والصداقة مع غينيا بيساو.

وقد أجرى بري وكاساما محاثات تناولت تطوير التعاون بين البلدين ودور الجالية اللبنانية الفاعل هناك. واستقبل رئيس المجلس الرئيس الضيف عند مدخل مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، واستعرضا ثلة من شرطة المجلس، ثم عقدا اجتماعا موسعا في حضور الوفد المرافق لرئيس مجلس نواب غينيا بيساو والنائب ميشال موسى والقنصلين امين سليمان وموسى احمد والامين العام للشؤون الخارجية في المجلس بلال شراره.

وعقد بري وكاساما خلوة تركزت على العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها.

ثم عقدا مؤتمرا صحافيا قال فيه بري: "أرحب برئيس مجلس النواب السيد كاساما الذي هو صديق كبير للبنان وللبنانيين في غينيا-بيساو، البلد الصديق في كل الانحاء والمحافل الدولية، أكان على صعيد الحكومات أم على صعيد البرلمانات. وقد جرى التنسيق في مناسبات عدة كانت مفصلية، وأثبتنا هذه الصداقة الدائمة. وأتوجه بالشكر الى القنصل اللبناني هناك والذي يقوم برعاية الجالية اللبنانية التي لها دور اساسي وإنمائي كبير جدا في هذا البلد الصديق والعزيز مع سائر اشقائه الافريقيين في انحاء المعمورة".

وبعدما ودع ضيفه، سئل بري عن الوضع في لبنان فاجأب: "هي مناسبة للقاء رئيس مجلس النواب في غينيا بيساو، هذا البلد الذي تحدثنا عن التطور والحداثة فيه، ونتمنى ان يسير لبنان على هذا المنوال".

سئل: اين اصبحت الحكومة؟

اجاب: "لا تزال في خبر كان".

وقال كاساما: "جئت للقاء اخ وصديق كبير لغينيا بيساو، واود كما عبرت لرئيس الجمهورية ان اشكر دولته ايضا على كل ما فعله للبرلمانات الافريقية، وهو رجل يحظى بإجماع وتقدير على المستوى الدولي، وقد ساعد غينيا بيساو والبرلمانات الافريقية.

شكرا جزيلا لهذه الدعوة، وهي مناسبة لإطلاع الرئيس بري على دور الجالية اللبنانية في غينيا بيساو، فهي جالية مهمة جدا، واكثر من تسعين في المئة منها لديهم الجنسية الغينية ومنخرطون في كل المجالات. وعندما كنت وزيرا للداخلية قمت بذلك واعطيناهم الجنسية وحمينا مصالحهم، وكان لدينا ثلاثة نواب لبنانيين في السلطة التشريعية، وسيكون لدينا أيضا مرشحون لبنانيون لمقاعد نيابية في الانتخابات المقبلة".

وأضاف: "ناقشت مع اخي الكبير الرئيس بري تعزيز التعاون بين البلدين وسبل تطوير العلاقات الثنائية. وكما تعلمون فإن الرئيس بري له مكانة كبيرة ليس فقط على المستوى البرلماني بل ايضا على مستوى العالم، فهو رجل موضع تقدير ونعتقد ان بامكانه مساعدتنا. وأتمنى ان يكون لغينيا بيساو وللبنان مجالات كثيرة للتعاون، وقد ابلغت دولته أنني التقيت بالامس مع رجال اعمال لبنانيين ودعوناهم الى زيارة غينيا بيساو قبل آذار المقبل".

وكان رئيس مجلس النواب في غينيا بيساو التقى امس الامين العام للاتحاد البرلماني العربي فايز الشوابكة وعرض معه للتعاون البرلماني العربي -الافريقي.

وكان بري استقبل الرئيس فؤاد السنيورة وعرض معه الاوضاع العامة.

واستقبل بعد الظهر وفدا من حركة "حماس" الفلسطينية برئاسة مسؤول العلاقات العربية والاسلامية عزت الرشق الذي قال: "يسرنا دائما التواصل والتشاور مع دولة الرئيس في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتطوراتها. وناقشنا التطورات المتعلقة بهذه القضية والتحديات التي تفرضها علينا ادارة اميركية منحازة لاسرائيل وبوجود حكومة اسرائيلية متطرفة. وتداولنا ايضا موضوع الحصار على غزة، وكذلك بحثنا عنوان المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية والعلاقة بيننا وبين اخواننا في حركة فتح خصوصا في ظل التطورات المؤسفة التي حصلت خلال الايام الماضية. وأوضحنا لدولته حرصنا على المصالحة واننا قدمنا كل ما نستطيع في سبيل ذلك مع الاخوة المصريين الذين يرعوا هذا الملف. واكدنا اننا سنبقى متجاوبين مع الجهود المصرية، ونعمل لتجاوز هذه المرحلة. وتكلمنا ايضا عن وضع الفلسطينيين في لبنان واعطائهم حقوقا مدنية أكثر، فلبنان هو الملاذ وبيت العرب، ولا ننتظر منه إلا الخير. والرئيس بري مواقفه مشهودة في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني. وقلنا إننا نؤكد أمن لبنان واستقراره والعلاقات اللبنانية-الفلسطينية المتينة".

ثم استقبل بري نائب حاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري وعضو لجنة الرقابة على المصارف احمد صفا.

واستقبل بعد الظهر سفير كوبا الجديد الكسندر بيليسر موراغا في زيارة تعارف، وكانت مناسبة لعرض العلاقات بين البلدين.

 

كتلة المستقبل: اقتراح تفعيل حكومة تصريف الاعمال سيكون محل متابعة للتوصل الى قرار يتلاءم مع مقتضيات الدستور

الثلاثاء 08 كانون الثاني 2019 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعا في "بيت الوسط" برئاسة النائبة بهية الحريري، تداولت خلاله المستجدات السياسية والأوضاع العامة، وأصدرت في نهايته بيانا تلته النائبة رولا الطبش، التي أشارت الى أن "الكتلة ناقشت مستجدات الوضع الحكومي وخلصت الى أن الرئيس المكلف سعد الحريري تحمل كامل مسؤولياته الدستورية والسياسية في سبيل التوصل الى حكومة وفاق وطني، اتيحت الفرصة للاعلان عن ولادتها عشية عيد الاستقلال في تشرين الثاني الماضي، قبل ان تتم اطاحة الصيغة المقترحة ورهن المشاركة فيها بتوزير مجموعة النواب الستة، كما اتيحت الفرصة مجددا قبيل حلول السنة الجديدة بعد التوصل الى حل الاشكالية المتعلقة بتمثيل النواب الستة، وكان بعد ذلك ما كان من العودة بمسار التأليف الى مربع التجاذبات التي باتت تفاصيلها في متناول جميع اللبنانيين، ولن تنفع معها المحاولات المتجددة لرمي المسؤولية على الرئيس المكلف وتحميله تبعات التأخير في تشكيل الحكومة". ورأت في "التصريحات التي صدرت في هذا الشأن محاولة مكشوفة لحرف الانظار عن المكامن الحقيقية للازمة الحكومية، بهدف نقل الاشتباك من معسكر سياسي الى آخر، وتسويق اقتراحات يدرك اصحابها سلفا انها منتهية الصلاحية منذ الايام الاولى للتكليف".

وأكدت الكتلة "المسؤولية الدستورية المشتركة بين فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة المكلف في اصدار مراسيم تشكيل الحكومة، واي أعراف يعمل على إسقاطها خلاف ذلك تقع في خانة البدع السياسية التي لا وظيفة لها سوى مخالفة الدستور وتعطيل المسار الطبيعي للحياة السياسية والآليات المحددة في اتفاق الطائف". وتوقفت عند "الاقتراح الرامي الى تفعيل حكومة تصريف الاعمال والحاجة لاعداد مشروع الموازنة واحالته الى المجلس النيابي"، واكدت ان "هذا الاقتراح سيكون محل دراسة ومتابعة للتوصل الى القرار الذي يتلاءم مع مقتضيات الدستور والمصلحة العامة، لاسيما مع رئيس حكومة تصريف الاعمال المعني بتحديد وجهة القرار قي هذا الشأن". وتابعت الكتلة وقائع الأضرار التي نتجت من العاصفة في مختلف المناطق اللبنانية، وباركت "مبادرة فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة المكلف الطلب من الهيئة العليا للاغاثة ببذل أقصى الجهود في معالجة آثارها وأثنت على خطوات حكومة تصريف الأعمال وتفاني أجهزة الدولة في هذا الصدد". وعرضت الكتلة عمل اللجان النيابية ومختلف مشاريع القوانين الجاري مناقشتها ودراستها أمامها.

 

التيار المستقل: لحكومة مصغرة من متخصصين وإقرار نهج سياسي حيادي

الثلاثاء 08 كانون الثاني 2019 /وطنية - عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الدوري في مقره في بعبدا برئاسة الرئيس عصام ابو جمرة، وأصدر البيان التالي: "رغم كل المماطلات والألاعيب السياسية الوصولية والانتهازية لإثبات وجود البعض وتحقيق طموحات البعض الاخر (دون تسمية) من خلال تدخلهم في تأليف الحكومة خلافا للدستور، باستنباط الحلول بالمحاصصات النسبية وفقا لأحجام الاحزاب، وبالمعايير العددية وفقا للاحجام المذهبية وباقتراح الاسماء وفقا لارتباط أصحابها برؤساء الكتل ما عرقل التأليف وآخره سبعة شهور "والخير لقدام" دون توصل الرئيس المكلف بالتأليف حتى تاريخه الى نتيجة ترضي طموحاته بحكومة وحدة وطنية يتوافق عليها مع رئيس الجمهورية وترضي رغبات رؤساء الكتل والاحزاب المتناقضة عقائديا وسياسيا داخليا وخارجيا، رغم وصول العدد المقترح لهذه الحكومة الى 36 وزيرا وعلى زود... ودون اتفاق؟".

أضاف: "في الواقع اللبناني وتماشيا مع دستور نظامه البرلماني، والواقع الاقليمي وما يجري في دول محيطه وما بينها من خلافات وبارتباط بعض الاحزاب مع هذه الدول، واضح انه كلما كبرت الحكومة عدديا قل انتاجها، وكبر مصروفها، وزادت الخلافات بين وزراء كتلها لأسباب داخلية وخارجية، ما يحتم انتفاء صفة الوحدة الوطنية المعطاة لها من قبل الرئيس المكلف. وتابع البيان:" لذلك، نكرر ما اقترحناه منذ بدء التأليف وننصح بحكومة مصغرة دون ال18 وزيرا، من شخصيات متخصصة، ذات خبرة، قادرة على ادارة الوزارات التي توكل اليها والمشاركة في وضع واقرار نهج سياسي لبناني حيادي وتنفيذه بكل صدق وامانة.

انه امر ضروري خصوصا بالنسبة لما يجري في سوريا والتعقيدات الدولية التي ترافق محاولات الحل: من انسحاب اميركا ومشكلة الاكراد والاتراك، الى بقاء روسيا ومشكلة النظام السوري مع عودة كل النازحين، والتوافق مع ايران على الانسحاب وحلحلة خلافها مع السعودية، اضافة الى وقف تحرشات اسرائيل بهجماتها الجوية عبر لبنان على سوريا". وختم البيان :" نعم لبنان بهذا الجو المعقد بحاجة الى حكومة حياد ايجابي تستطيع التوافق على المساهمة بانجاح الحلول: للسلام والعودة واعادة الاعمار. نعم لبنان بحاجة الى حكومة محايدة للانصراف ايضا الى تتبع جمال عواصف الطبيعة ومعه معالجة ما ينتج عنها من اضرار جديدة اضافة الى الامور الداخلية المتروكة على حالها حتى يفرجها الله: الزبالة والكهرباء والمجارير والليطاني والعاصي والجسور التي فضحتها الامطار والطرقات المليئة بالجور والمطبات التي تكسر السيارات الخ... كما وتبقى مشاكل استخراج النفط التي ما زالت بعيدة عن الاضواء ومن يدري ما وراء اكمتها؟".

 

الراعي استقبل ابراهيم فنيانوس: على الناس التواضع لتأليف الحكومة معوض: البطريرك اقترح اجتماعا للقادة الموارنة للضغط في اتجاه تأليفها

الثلاثاء 08 كانون الثاني 2019 /وطنية - بكركي - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال يوسف فنيانوس يرافقه المدير العام للوزارة طانيوس بولس ومدير مكتبه شكيب خوري.

وقال فنيانوس بعد اللقاء: "لا يكتمل العيد الا بزيارة غبطة البطريرك لالتماس بركته ولتقديم التهاني بالميلاد المجيد والسنة الجديدة التي نأمل ان تكون سنة خير على جميع اللبنانيين. وتكلمنا فقط في شؤون المواطنين في ظل هذه العاصفة، واخذنا بتوجيهات غبطته لان هناك الكثير من المواطنين يقصدون البطريركية لطلب بعض الخدمات، ونأمل تلبية هذه المطالب. وكالعادة نقول ان وزارة الاشغال وفي ظل هذا الظرف أي العاصفة "نورما" التي نتمنى لها التوفيق، ولكن آن الاوان لتتركنا، زارت البلد ويجب ان تغادرنا والتوقعات ان العاصفة ستستمر لغاية غد، بحسب مصلحة الارصاد الجوية، وهي ستشتد في الساعات المقبلة. ونشكر الله انه حتى الساعة الامور مقبولة الى حد كبير جدا وليست لدينا مشاكل جسيمة باستثناء بعض الانهيارات وسقوط بعض الأعمدة الكهربائية، وانما الطرق الدولية سالكة كلها".

اضاف: "نأمل ان نستمر في هذه الجهود من اجل ابقاء الامور مضبوطة، ولا بد من توجيه الشكر الى جميع الذين يعملون ليل نهار من أجل تسيير المواطنين. واشكر ايضا جميع القوى الامنية وكل من يقوم بواجباته. نحن على تواصل دائم ومباشر مع كل الناس والمسؤولين لحظة بلحظة كي لا تحصل أي هفوة".

سئل: هل تؤيدون طرح البطريرك تشكيل حكومة مصغرة من حياديين؟

اجاب: "رحم الله امرأ عرف حده فوقف عنده"، والذين يؤلفون الحكومات في لبنان معروفون وناشطون في هذا المجال الله يقويهم. انا عملي الان تأمين سلامة الناس على الطرق وألا تحتجزهم الثلوج والعاصفة ليصلوا الى منازلهم لئلا نضطر الى نقاذهم، اعرف حدودي واليوم أعمل على الطرقات لسلامة الناس".

وردا على سؤال عن الكلام الموجه اليه عن "سوء ادارة" في هذه العاصفة في محاولة لابعاد "تيار المرده" عن وزارة الاشغال في الحكومة العتيدة، قال: "التهجمات على شخص الوزير فينانوس في وزارة الاشغال بدأت منذ تولينا هذه الوزارة، في الحقيقة انا اتابع يوميا، هناك فريق يتابع أيضا بشكل حثيث أي مشكلة لدينا لحلها. وانا لا ألمس ان هناك هجوما بكل صراحة، رأيت بعض المشاهد عبر وسائل الاعلام ولا يخلو الامر من بعض الانهيارات من هنا او هناك، واختصاص وزارة الاشغال هو الطرق الدولية والرئيسية، انما اذا حصل في بعض القرى أي خلل فهذا يكون من شأن الهيئة العليا للاغاثة او جهة اخرى في البلدة تتابع هذا الموضوع. بالامس تابعنا موضوعا تم اعلامنا به مع احتمال ان يكون على طريق دولية، وعلى الشعب اللبناني ان يعلم ان هذا العام افضل من السنوات الماضية بالرغم من هول هذه العاصفة".

سئل:على من تقع تحديدا مسؤولية تعطيل الحكومة؟

اجاب: "اعتقد جازما ان الموضوع داخلي فقط، وعلى الناس ان تتواضع من اجل تأليف هذه الحكومة، وعندما تتواضع الناس برأيي ستشكل الحكومة اليوم قبل غد، وهناك الكثير من الاشاعات والتهم تذهب في هذا الاتجاه او ذاك، والمطلعون على موضوع تأليف الحكومة يعلمون جديا كما الجميع يعلم اين الحكومة متوقفة".

وعن موضوع توسيع اوتوستراد نهر الكلب - جونيه، قال: "هذا الموضوع يقوم به مجلس الانماء والاعمار وهو مقسم ثلاثة اجزاء والجميع تكلم عليها، وهذا الموضوع ليس تابعا لوزارة الاشغال والرئيس جان فهد لكونه رئيس اللجنة الاولى للاستملاك اصدر قرارات الاستملاك جميعها ونحن اليوم في انتظار التنفيذ".

ابراهيم

ثم استقبل البطريرك الراعي المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في زيارة للتهنئة بالاعياد، وكانت مناسبة لعرض التطورات الراهنة.

معوض

والتقى البطريرك الماروني رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض الذي قال بعد اللقاء: "الزيارة اليوم لغبطته هي تقليدية لتقديم التهاني بالسنة الجديدة لكي نبدأ عامنا تحت مظلة هذا الصرح الوطني الكبير وبركته، والذي يرمز الى مجد لبنان ويذكرنا كم ان اباءنا واجدادنا ناضلوا وضحوا كي يصبح لنا وطن ديموقراطي وتعددي وحر. وهذا يجب ألا ننساه لأنه امانة في اعناقنا لنحافظ على لبنان، وكانت مناسبة لمناقشة الاوضاع مع سيدنا. واليوم نضم صوتنا الى صوت غبطته بضرورة تشكيل حكومة في اسرع وقت، وهذا يتطلب اولا عودة الجميع الى لبنان لان اقتناعي يقول إنه بغض النظر عن الابعاد الداخلية لهذه الازمة والاشكال التي تتخذها اكان صراعا من هنا او تحميل مسؤوليات من هناك ولقاءات مفتعلة من هنا، عمليا من الواضح ان هناك ارادة من بعض القوى الاقليمية لتعطيل هذه الحكومة، لكن ليس قدرنا ان نستورد المشاكل دائما من الخارج، لم يعد لدينا الترف والدخول في الصراعات الاقليمية التي ستدمرنا وتدمر بلدنا. الوضع الاقتصادي لا يحتمل وكلك المعيشي والمالي ووجع الناس ايضا لا يحتمل، وكل الناس على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم الحزبية، اذا ما انهار الهيكل على الجميع فسينهار على كل فرد وعلى كل عائلة. من هذا المنطلق لا نستطيع الاستمرار في التفرج. يجب ان تؤلف الحكومة ويجب ان ندفع في اتجاه تأليفها. وناقشنا مع سيدنا واقترح علينا عقد اجتماع برعاية هذا الصرح للقيادات المسيحية المارونية، وانا اكيد بتصرف سيدنا في هذا الموضوع، وبرأيي ان هذا الموضوع ضروري وان نجتمع قدر المستطاع للضغط في اتجاه تأليف حكومة. مهما كانت الخلافات والاراء المتعددة يجب ان نجتمع على تأليف حكومة لانها المدخل للاصلاحات، والمطلوب ليس حكومة تعطيل انما حكومة اصلاحات تستطيع ان تأخذ زمام المبادرة وتعالج هذا الوضع الاقتصادي الذي يهدد اليوم بتدمير كل شيء بما فيه هوية لبنان".

صحناوي وجرمانوس

ومن زوار بكركي ايضا للتهنئة: رئيس منظمة فرسان مالطا مروان صحناوي، ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس.

اجتماع المطارنة غدا

على صعيد آخر، يترأس البطريرك الراعي صباح غد الاربعاء الاجتماع الدوري الشهري لمجلس المطارنة الموارنة وعلى جدول أعماله شؤون كنيسة ووطنية.

 

الراعي استقبل البخاري وابراهيم وترأس اجتماعا لمركز الأبحاث رينار: نطلع على ظروف النازحين لنقل الصور خلال لقاء سيعقد في نيسان بأميركا

الثلاثاء 08 كانون الثاني 2019/وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وكان عرض لأبرز "المحطات والمبادرات التي واكبت ولا تزال عملية تأليف الحكومة والعقبات التي تواجهها، وتشديد على ضرورة ايجاد حل سريع لها لان التأخير في التشكيل سيؤدي الى تفاقم الأزمات على مختلف الأصعدة".

رينار

والتقى الراعي، بعد الظهر، السيناتور الفرنسي داميان رينار، الذي استمع إلى قراءة موجزة من الراعي عن وضع المسيحيين في الشرق.

وشدد رينار على "أهمية وضرورة العمل من أجل إيجاد حل للنازحين العراقيين والسوريين ومساعدتهم على العودة إلى أرضهم وبلادهم"، مثنيا على "استضافة لبنان للعدد اللافت من النازحين السوريين، الذين لا بد من عودتهم الى بلادهم ووطنهم الأم"، وقال: "نحن هنا اليوم للاطلاع على تفاصيل وجود النازحين في لبنان وظروفهم من المرجعيات الروحية والسياسية، وذلك لتقديم صورة واضحة عن هذا الوضع خلال اللقاء الذي سيعقد في نيسان المقبل في الولايات المتحدة الأميركية، حيث سيتم التركيز على وضع الأقليات المسيحية في الشرق، لا سيما في سوريا ولبنان ومصر والعراق وكيفية دعمهم للبقاء في ارضهم"؟

البخاري

كما استقبل الراعي السفير السعودي وليد البخاري الذي هنأه بالأعياد، متمنيا "الاستقرار والسلام للبنان، بدءا من تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن كي تعمل على النهوض الإقتصادي والإجتماعي،"مؤكدا "وقوف المملكة العربية السعودية الدائم بجانب لبنان".

مركز الأبحاث

بعدها، ترأس الراعي اجتماعا لمركز الأبحاث والتوثيق الماروني بحضور المطران سمير مظلوم للبحث في شؤون تنظيمية وادارية.

صحناوي

كذلك، استقبل الراعي رئيس منظمة فرسان مالطا مروان صحناوي.

جرمانوس

كما استقبل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس.

 

**بعض جديد موقعي الألكتروني ل 07 و08 كانون الثاني/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

 

بناء الأوطان ورشة عظيمة تستأهل طول البال والصمود في وجه الأعاصير وعدم التأثر بالإنهزاميين ونبذ الإنتهازيين

خليل حلو/فايسبوك/08 كانون الولثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70852/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%84%D9%88-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%B1%D8%B4%D8%A9-%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%A3%D9%87/