المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 كانون الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january05.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/إرهاب وقمع لا يليق بأي لبناني

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/كذب المنجمون ولو صدقوا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة تثقيفية ووطنية مهمة من تلفزيون المر مع الأب البروفسور جورج حبيقة: لبنان هو وريث حضارة اثينا العظيمة التي تجسد ثقافة التعايش وقبول الآخر والحريات والديموقراطية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: قضية_المسيحيّين

رلى الطبش لم تخطيء/محمد مشنوق

نوفل ضو مغردا: المشكلة في غياب الدولة حتى بوجود حكومة

من السودان الى لبنان وظيفة «السلاح»واحدة/علي الامين/جنوبية

تعليق مستقبلي على زيارة باسيل المحتملة الى سورية/أحمد شنطف/جنوبية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 04/01/2019

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 4 كانون الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

فيصل كرامي: عدنا الى المربع الأول

دعوى ضد عدد من المصارف اللبنانية... وجمعية المصارف توضح

التنظيمات السريانية طالبت قادة العالم بحماية الاشوريين السريان في منطقة شمال شرقي سوريا

الاحرار أيد تشكيل حكومة مصغرة من اختصاصيين: عدم تشكيلها يوازي جريمة ترتكب في حق الوطن

باسيل في دمشق.. والأسد يسأله عن لوحة الجلاء!/كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز

ابو كسم للطبش: نحن لا نعبد الحجر

ألفرد رياشي: المفتي دريان والنائب طبش مطالبين بالاعتذار من الشعب المسيحي

عون: النهوض بالاقتصاد أولوية الحكومة الجديدة

مباحثات تشكيل الحكومة مجمدة وبري ضد حصول أي فريق على ثلث معطل ووزير المال يحذر من عدم توفر أموال للوزارات مع استمرار التأخير

وزير الاقتصاد اللبناني: نحن بلد مدين والحلول المقترحة لن تكون مريحة والواقع الاقتصادي صعب نتيجة تراكمات 25 عاماً

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الصين اعتقلت 13 كندياً منذ القبض على مديرة «هواوي»

بلجيكا: وزير شؤون الهجرة والأجانب يتلقى طرداً به مسحوق غامض بعد تهديدات بالقتل وصدرت تشريعات في عهده لإبعاد المتورطين في قضايا التطرف والإرهاب

واشنطن تخشى قتل الأتراك للأكراد بعد انسحابها من سوريا

اتساع دائرة المعارك شمال سوريا بين «هيئة تحرير الشام» والمعارضة وعشرات القتلى والجرحى والأسرى في أرياف حلب وإدلب وحماة

تشكيك تركي بجدية أميركا في الخروج من سوريا وأنباء متضاربة حول انسحاب «الوحدات» الكردية من منبج

بيلوسي تدعو ترمب لإلقاء خطاب حالة الاتحاد نهاية يناير

الكونغرس الأكثر تنوعاً يباشر مهامه وسط شلل حكومي والبيت الأبيض والديمقراطيون يبحثون سبل إنهاء الإغلاق

بومبيو يتوقع قمة قريبة بين ترمب وكيم ويستبعد اتفاقاً نهائياً

الرئيس البرازيلي يؤكد عزمه على نقل السفارة إلى القدس

معارك بين «طالبان» والقوات الحكومية تودي بحياة عشرات وترمب مصمم على سحب قوات بلاده من أفغانستان

استقالات في حلقة المستشارين المقربين من ماكرون وقصر الإليزيه «بيت أبيض» صغير

النيجر تعلن مصرع أكثر من 280 من مقاتلي «بوكو حرام»بعد عمليات برية وجوية

تقرير أميركي: إرهاب 2019 من روسيا وجنوب آسيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» يدخل المواجهة المصيرية الأولى منذ تأسيسه/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

لا أعادَهُ الله علينا/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

روسيا «تتدخل» حكومياً/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

2019 بلا... ربيع/فارس خشّان/الحرة

بين البطش والطبش/بسام أبو زيد

ورقة الشارع والفوضى بوجه "التآمر" على الشيعية السياسية/منير الربيع/المدن

إضراب عام .. كأنه خبر وهمي/وليد حسين/المدن

ترامب يربك إسرائيل: أسلحة جديدة للجيش اللبناني/سامي خليفة/المدن

اللبنانيون بين الخيبة والريبة/عديد نصار/العرب

بمرارة شديدة أنعى إليكم نفسي/أحمد الغز/اللواء

الفصام الإيراني المثير للجدل/أمير طاهري/الشرق الأوسط

السودان وتكرار سيناريو الفوضى/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

إيران 2019: منعطف الانتقال من الثورة إلى الدولة/د. خطار أبودياب/العرب

كيف يعمل المثقفون العرب في زمن الانسدادات/رضوان السيد/الشرق الأوسط

أسر الهويات/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تسلم من فهد تقريرا عن القضاء العدلي وتسلم من شبيب ومدير المعهد الانطوني فسيفساء العلم: خلافات في الخيارات السياسية تعرقل تشكيل الحكومة

بري استقبل صليبا ورابطة القضاة القدامى وهاب: الحكومة قاب قوسين او ادنى من التشكيل

باسيل بعد لقائه الراعي: ربط موضوع تشكيل الحكومة بأي أمر آخر غير مفيد ولتأليفها علينا احترام التمثيل على اساس القانون النسبي

المشنوق من بكركي: فتح الملف الرئاسي يعطل تأليف الحكومة لبنان من اكثر الدول الآمنة في العالم

الراعي ترأس اجتماعا لدرس اقتراحات لايجاد حل للقانون 46 المشنوق: فتح الملف الرئاسي يعطل التأليف وهناك صراع خفي وجدي وعميق حوله

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي

إنجيل القدّيس يوحنّا15/من15حتى21/“قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي. لَمْ تَخْتَارُونِي أَنْتُم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، وأَقَمْتُكُم لِتَذْهَبُوا وتَحْمِلُوا ثَمَرًا، ويَدُومَ ثَمَرُكُم، فَيُعطيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي. بِهذَا أُوصِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. إِنْ يُبْغِضْكُمُ العَالَم، فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُم. لَوْ كُنْتُم مِنَ العَالَمِ لَكَانَ العَالَمُ يُحِبُّ مَا هُوَ لَهُ. ولكِنْ، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ العَالَم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم مِنَ العَالَم، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ العَالَم. تَذَكَّرُوا الكَلِمَةَ الَّتِي قُلْتُهَا لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَوْفَ يَضْطَهِدُونَكُم أَيْضًا. وإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلِمَتِي فَسَوْفَ يَحْفَظُونَ كَلِمَتَكُم أَيْضًا. غَيرَ أَنَّهُم سَيَفْعَلُونَ بِكُم هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، لأَنَّهُم لا يَعْرِفُونَ الَّذي أَرْسَلَنِي.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

إرهاب وقمع لا يليق بأي لبناني

الياس بجاني/02 كانون الثاني/19

ما تعرضت له النائبة الطبش هو عمل ارهاب وقمع 100% وكل من طبل وزمر اعتراضاً على وجودها في الكنيسة هو الإرهاب والتقوقع والإنعزال

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

كذب المنجمون ولو صدقوا/الياس بجاني/03 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d9%83%d8%b0%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%ac%d9%85%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%84%d9%88-%d8%b5%d8%af%d9%82%d9%88%d8%a7/

 

كذب المنجمون ولو صدقوا

هل حل ميشال حايك وليلى عبد اللطيف وباقي الممتهنين أعمال التنجيم والنبوءات والكذب والنفاق مكان الله سبحانه تعالى وأصبحوا قادرين على قراءة المستقبل ومعرفة كل هو في الغيب؟

الياس بجاني/02 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70666/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%83%d8%b0%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%ac%d9%85%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%84%d9%88-%d8%b5%d8%af%d9%82%d9%88%d8%a7/

“لا يكن فيما بينكم من يحرق ابنه أو ابنته ذبيحة في النار، ولا من يتعاطى العرافة، ولا الشذوذ، ولا الفأل ولا السحر، ولا من يرقي رقية، ولا من يسأل جانا أو تابعة، ولا من يستشير أرواح الموتى، هذه كلها رجس عند الرب إلهكم وبسببها سيطرد أولئك الأمم من أمامكم. كونوا كاملين عند الرب إلهكم. فأولئك الأمم الذين تمتلكون أرضهم يسمعون للمشعوذين والعرافين، وأما أنتم فلا يجيز لكم الرب إلهكم مثل ذلك”. (سفر التثنية من العهد القديم 18/09-14).

مما لا شك فيه أن بعض أصحاب الإذاعات والتلفزيونات في لبنان لا يخافون الله ولا ساعة حسابه الأخير لأنهم بوقاحة يروجون للكفر وللخزعبلات والأكاذيب عبر برامج قمة في الإنحطاط الإيماني يدعي أصحابها أنهم يعرفون المستقبل فيما هم حقيقة جماعة من النصابين والمنافقين المحترفين، كما أن بعضهم مرتبط بمجوعات مخابراتية إقليمية ومحلية تسوّق من خلال أضاليلهم لمؤامرات مختلفة. من هنا فإنه فعلاً معيب ومحزن ومقزز ومخيف وهدام الحال الهرطقي بامتياز الذي غرقت في أوحاله وتجاربه بعض المؤسسات الإعلامية اللبنانية من تلفزيونات وإذاعات.

نسأل القيمين على الوسائل الإعلامية هذه التي تسوّق لخزعبلات وأكاذيب وتفاهات مهرطقين يمتهنون أعمال السحر والتنجيم وقراءة الأبراج والنبوءات، نسأل هل يخافون الله ويؤمنون بالكتب المقدسة ويعرفون مصير من يمارس أعمال مثل أعمالهم التي تحرّمها كل الكتب السماوية المسيحية واليهودية والإسلامية؟

ونسأل المرجعيات الدينية اللبنانية كافة لماذا لا يقاضون كل وسيلة إعلامية تسوّق للكفر والأبلسة من خلال برامج التوقعات والنبوءات ومعرفة الغيب التي تستخف بكل الشرائع السماوية وتكفر بها؟

ونسأل النواب والوزراء وكل المسؤولين في الدولة لماذا لا يتحركون ويصدرون القوانين التي تمنع هذه الهرطقات التي تكفرها وتحرمها كل الأديان السماوية؟

فمن يتابع من أهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار الهرطقات التي تروج لها معظم وسائل الإعلام اللبنانية في مجال النبوءات للسنة الجديدة لا بد وأنه سوف يستذكر بحزن وقرف وغضب حقبة سادوم وعامورة وزمن نوح وعنتريات واستكبار نمرود.

ترى هل حل ميشال حايك وليلى عبد اللطيف وباقي الممتهنين أعمال التنجيم والنبوءات والكذب والنفاق مكان الله سبحانه تعالى وأصبحوا قادرين على قراءة المستقبل ومعرفة كل هو في الغيب؟

ألا يعي رجال الدين والسياسيين والإعلاميين والمهرطقين جميعاً أن الله سبحانه وتعالى هو وحده من يعرف المستقبل وهو جل جلاله لم يعطِ هذه النعمة حتى للرسل والأنبياء؟

تعلمنا كتب الأديان السماوية التي تؤمن بالإله الواحد وجوب إدانة ورفض ونبذ كل أعمال تحضير الأرواح، والوساطة، والشعوذة، والعرافة، والرقي، والأبراج، والتنجيم وقراءة الحظ والكف والمستقبل وتعتبرها كلها ممارسات إبليسيه وتطالب المؤمنين أن يبتعدوا عنها ويتجنبوا كل من يقوم بها لأنها التجاء لأشياء وقوى أخرى غير الله من أرواح وغيرها.

في الإسلام التنجيم وكل باقي أشكال قراءة المستقبل محرمة وقد قيل، “كذب المنجمون ولو صدقوا، وقد جاء في حديث نبوي نقلاً عن صحيح مسلم: “من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة”. فإذا كان الذي يسأل العراف لا تقبل صلاته أربعين يوماً فما بالكم بالعراف نفسه؟

في المسيحية واليهودية وطبقاً للكتاب المقدس في العهدين القديم والجديد فإن الشيطان يتظاهر بأنه طيب وخدوم فيقوم بإعطاء العرافين والمنجمين والسحرة وكل المشعوذين الكفرة بعض المعلومات عن أشخاص معينين لكي يقع هؤلاء في فخاخ التجربة ويبتعدوا عن الله ويقتنعوا بخدعة وشعوذة تحضير الأرواح وقراءة المستقبل مما لا يتفق مع تعاليم الكتب المقدسة.

في كثير من الأحيان يكون المنجم أو العراف ومدعي قراءة المستقبل هو نفسه مخدوعاً وواقعاً في التجربة فيسكنه الشيطان ويعمل شروره من خلاله دون أن يدرك ما يقوم به من أعمال كفر وشعوذة لا ترضي الله. من المهم في مكان أن يعرف الإنسان أن الله وهو أبيه السماوي لا يقبل له أن يلجأ لأي نوع من أنواع العرافة والشعوذة والتنجيم لأننا كبشر مخلوقين على صورته ومثاله ولا يمكننا أن ندرك ونعي إرادته في حياتنا بغير الصلاة والخضوع لمشيئته والتقيد بتعاليمه.

يبقى إن كل من يصدق ما يقوله منافق ودجال تحت مسمى نبوءات هو خارج عن مفاهيم كل الأديان ويرتكب خطيئة مميتة لأن الله وحده هو من يعرف المستقبل وليس سواه ولا حتى الأنبياء والرسول.

وهل نستغرب بعد أن وطننا يمر بمحن وصعاب ومشقات؟ لا والله لأنه إذا كان هذا حالنا وقد أصبحنا في زمن لا يختلف عن زمن سادوم وعامورة فقليل حتى الآن ما نراه من غضب الله علينا.

في الخلاصة إن كل الذين يمارسون أعمال التنجيم والعرافة والرقي وقراءة المستقبل بكل أشكالها وتفرعاتها هم يخالفون تعاليم الأديان السماوية ويتحدون إرادة الله ويرضون أن يكونوا أداة للشيطان وعبيداَ لإرادة الخطيئة والكفر والجحود، كما أن من يصدق هؤلاء ويسوّق لإعمالهم الشيطانية فهو شريك لهم ومعهم في كفرهم وارتكاباتهم والذنوب.

نختم بما جاء في سفر اللاّويّين من العهد القديم 20/27: “أي رجل أو امرأة كان مستحضر أرواح أو عرافا، فليقتل قتلا؛ وليرجموا بالحجارة”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

عنوان موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة تثقيفية ووطنية مهمة من تلفزيون المر مع الأب البروفسور جورج حبيقة: لبنان هو وريث حضارة اثينا العظيمة التي تجسد ثقافة التعايش وقبول الآخر والحريات والديموقراطية

http://eliasbejjaninews.com/archives/70708/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%aa%d8%ab%d9%82%d9%8a%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%87%d9%85%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84/

مقابلة مهمة جداً تبين عملياً وعلمياً لاوتاريخياً أهمية المفهوم التعايشي اللبناني والنظام الإنفتاحي والحضاري والسلمي الذي يجسده بمواجهة ثقافة ونظام اسبرطيا العسكري والإنصهاري الظالم

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة

https://www.youtube.com/watch?v=fdK8U4bRDeg&feature=youtu.be&fbclid=IwAR0fDv_X8uFqnIuA51Y9IeH6BhybSd-HBKzix8LNjKIVDjxomYPfKH76j0Q

 

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: قضية_المسيحيّين

(يُلاحٓظْ أن تعريف"القضية" أو "قضية المسيحيين" تتفاوت بين مقاوم وآخر، أو بين مقاوم وبين منتسب إلى حزب من الأحزاب التي خاضت المقاومة العسكرية سابقاً والسلميّة لاحقاً، وأيضاً بين المنتسبين إلى نفس الحزب. تحقيق الهدف يستوجب توحيد المنطٓلٓق وتوحيد المفاهيم، لذلك تتمنّى "صفحة المقاومة اللبنانية" على كل لبناني وخاصة كل لبناني مسيحي يقرأ التعريف الوارد أدناه لقضية المسيحيين ويوافق عليه، أن يتبنّاه ويعمل بموجبه، ويساهم في نشر هذا التعريف بإستخدام كافة الوسائل، في اللقاآت المباشرة أو من خلال وسائل التواصل الإجتماعي. ومن الممكن المباشرة فوراً بنقل هذا التعريف إلى الصفحة الخاصة لكل من يقتنع بهذا التعريف). قضية المسيحيين،  اصلاً وأساساً وفي الجوهر، هي أن تُصان حرّياتهم، في أعماقها وأبعادها، ويتأمّن أمنهُم،  وتقوم مساواةٌ سياسية وقانونية فعلية حقيقية كاملة بينهم وبين مواطنيهم، أيًّا يكن عددُ هؤلاء وأولئك،  وأن يبقوا بعيدين كلّ البعد من أي لون تتوسّله الذميّة مخرجاً إحتيالياً تنقضُّ عليهم بواسطته.

 

رلى الطبش لم تخطيء

محمد مشنوق/تويتر/04 كانون الثاني/19

لا ادري اذا كان البعض يدرك انه عندما يزورنا المتروبوليت الياس عودة لتناول الإفطار في منزلنا في رمضان اننا نقول له بعد الاذآن: بارك يا سيد. اننا نشارك في القداديس والجنازات ونقف احتراماً للطقوس. هذه عاداتنا واخواننا المسيحيون يفعلون الشيء نفسه. رلى الطبش لم تخطيء..!

 

نوفل ضو مغردا: المشكلة في غياب الدولة حتى بوجود حكومة

الجمعة 04 كانون الثاني 2019 /وطنية - غرد منسق "التجمع من اجل السيادة" نوفل ضو على حسابه على تويتر قائلا:"اذا أراد الداعون الى الاضراب والتظاهر فعلا لايجاد حلول حقيقية للمشاكل التي يعاني منها لبنان، فالبداية تكون بالمطالبة بقيام دولة، لا بتشكيل حكومة وحسب، فالمشكلة هي في غياب الدولة حتى بوجود حكومة.حكومة يتنازل اركانها عن دور الدولة السيادي لحزب مسلح هي مشكلة اضافية ولا يمكن ان تكون حلا". وقال في تغريدة اخرى:"‏إعلان النائبين في كتلة "لبنان القوي"  شامل روكز ونعمة فرام التابعين لميشال عون وجبران باسيل تضامنهما مع"تحركات ومطالب الناس"محاولة لغش اللبنانيين وخداعهم.فالتيار الوطني الحر ورئيسه ورئيس الجمهورية ووصوليتهم سبب اساسي لمعاناة اللبنانيين وازماتهم.إستقيلا اذا كنتما صادقين أو استترا!

 

 

من السودان الى لبنان وظيفة «السلاح»واحدة

علي الامين/جنوبية/04 كانون الثاني/19      

الصراع العربي الإسرائيلي عنوان لم يزل وسيلة فضلى لجلد الشعوب من قبل العديد من نظم الاستبداد، عمر البشير الرئيس السوداني الذي يواجه انتفاضة شعبية وسياسية اليوم، أحال ما يجري من حراك ضد نظامه في السودان، الى رفضه التطبيع مع إسرائيل، ولأن حكامنا لا يريدون الاعتراف بأنهم فشلوا في بناء الدولة، أو توفير الحدّ الأدنى من العدالة الاجتماعية، يذهبون الى مواجهة أصوات الاحتجاج في بلادهم، بإحالة الفشل في الحكم الى مؤامرات خارجية. بعد ثلاثين عاما من الحكم عمر حسن البشير يتهم إسرائيل. بعد كل ما فعله من فساد وافساد في الإدارة العامة ومن افقار شعبه.

البشير كما أقرانه في المشرق العربي، يفترض أن هذه الوسيلة لم تزل نافعة، وها هو يرفع زوراً في وجه معارضيه الخطر والمؤامرة الإسرائيلية كمسبب لما يعيشه السودان اليوم من بؤس، كما حالنا اليوم في لبنان، الذي تحول فيه السلاح باسم مقاومة إسرائيل الى كل الجبهات باستثناء الجبهة مع إسرائيل، السلاح لم يعد وسيلة لتحرير مزارع شبعا التي غابت حتى عن خطابات اشاوس مقارعة اسرائيل، ولا لاستعادة ارض ومياه ونفط، الصمت سيد الموقف حول كل ذلك اليوم، كما فوهات البنادق، فيما زخم السلاح وناره في اتجاه تطويع الداخل اللبناني والسوري. مزارع شبعا لم تعد أولوية في خطاب حملة السلاح باسم المقاومة، ولا حتى الاختراقات الإسرائيلية للحدود البرية والبحرية والجوية. ورقة مواجهة إسرائيل وتحرير الأرض لم تعد الاّ لقمع الداخل واضعاف الدولة. من السودان الى لبنان المشهد واحد قادة إسرائيل يقهقهون، وحملة شعار قتالها يرسخون سلطاتهم ويتفنون في قمع شعوبهم واسقاط دولهم. المقاومة الفعلية في مكان آخر ووحيد اليوم، بناء الدولة وسوى ذلك هو ترسيخ للاحتلال بمفهومه الحقيقي أي الظلم والقمع وتغييب الدستور والقانون، وغياب التنمية، وتعميم البطالة والبؤس…

 

تعليق مستقبلي على زيارة باسيل المحتملة الى سورية

أحمد شنطف/جنوبية/ 4 يناير، 2019

يعود التداول مجدداً في الأيام الأخيرة بالإضافة الى البحث في تشكيل الحكومة، في البحث بدعوة سورية الى القمة الإقتصادية العربية المزمع عقدها في بيروت في 19 و20 من الشهر الجاري. وتوقعت أوساط مطلعة أن يقوم وزير الخارجية جبران باسيل بزيارة سوريا لتوجيه الدعوة لحضور القمة.

ولم يستبعد حزب الله “ان يتوجّه باسيل قريباً الى دمشق لتوجيه الدعوة الى القيادة السورية، باعتبار ان رئيس الدبلوماسية في البلد المُضيف هو من يوجّه الدعوات لرؤساء الدول المشاركة في القمة”. ورجّحت مصادر الحزب ان تتم دعوة سوريا الى القمة، باعتبار ان الجزء الاكبر من جدول الاعمال سيُخصص لمناقشة المشاريع الاقتصادية لاعادة اعمار سوريا بعدما استعادت عافيتها من الحرب التي استمرت حوالي سبع سنوات”. وتعليقاً على موضوع الزيارة المرتقبة، أوضح عضو تكتل” لبنان القوي “النائب سليم عون في حديث إذاعي أن “المعلومات عن زيارة باسيل الى دمشق قبل القمة الاقتصادية في بيروت غير دقيقة”. وأضاف أنّه “في حال اتخذت جامعة الدول العربية قرارًا بالعودة عن تعليق عضوية سوريا عندها من واجب باسيل زيارة دمشق للدعوة الى القمة كما دعا كل الدول العربية “.

تعليق قواتي

اعتبر أمين سر تكتل «الجمهورية القوية» النائب السابق فادي كرم أن الكلام عن زيارة مرتقبة لباسيل الى سوريا، يعود الى الحكومة وليس الى الوزير، لافتاً إلى أن “الحدود تبقى مفتوحة بين البلدين بناء على الاتفاقيات الثنائية والدولية التي لم تسقط وعلى الطرفين الالتزام بها، فالمصلحة المشتركة تتطلب ذلك، وكذلك الأمر بالنسبة الى العلاقات الديبلوماسية”. وشدد على “أننا لن نقول أن يستعمل أي طرف العلاقات الاقتصادية كشماعة للضغط بهدف التطبيع السياسي، فلا علاقة لهاتين المسألتين ببعضهما”.

موقف المستقبل

وصفت اوساط قريبة من السراي الحكومي الأمر بالبالغ الحساسية، سائلة عن الجهة التي تعمدت رمي المعلومات في سوق التداول، واعتبرت ان الزيارة ترتبط بثلاثة عوامل اساسية: قرار الجامعة العربية في شأن سوريا الذي يلتزمه لبنان، فك الحظر المفروض على النظام والتوافق اللبناني الداخلي.

وفي حديث لجنوبية، علّق عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش على موضوع الزيارة قائلاً: “إذا زار باسيل سوريا فستكون الزيارة بصفة شخصية، فبإمكانه الذهاب ب”كزدورة” كما يفعل وزراء حزب الله”. وأضاف: “دعوة سورية من قبل لبنان تحتاج لقرار حكومي باجتماع مجلس الوزراء، وإذا قررت الجامعة العربية دعوة بشار الأسد حينها سيتخذ لبنان قراراً إما بتوجيه دعوة أو بإلغاء القمة في بيروت”. وعن ربط تشكيل الحكومة قبيل القمة بحضور الأسد قال علوش: “ليس هناك أي علاقة بين الأمرين، ولا معلومات تتحدث عن ذلك”.وعن تعامل المستقبل مع مزيد من الإنفتاح العربي على سورية، أكد على أن موقف التيار لن يتغير من نظام بشار الأسد، والرئيس سعد الحريري واضح بموقفه حيال ذلك.

الوفاء للمقاومة.. ولسورية

رأت كتلة الوفاء للمقاومة أن لبنان معنيّ بدعوة سوريا للمشاركة في القمة الاقتصادية العربية المنعقدة على أرضه لما في ذلك من قوة للبنان ومصلحة استراتيجية له لا سيما ان هناك مناخا عربيا ايجابيا ودولا عربية تتسارع للعودة إلى سوريا فيما لبنان الجار الاقرب وصاحب المصلحة الأكبر يجدر به أن يكون في طليعة المبادرين.

وعلقت مصادر مستقبلية لجنوبية على البيان قائلة أن التحليل بهذه المسألة سابق لأوانه، وليس هناك أي مؤشر عربي ومحلي يدعو الى وجوب دعوة سورية الى القمة، والبت بالدعوة وشكلها لم يحسم بعد.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 04/01/2019

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون لبنان"

إضراب المنازل شمل العديد من الإدارات والمؤسسات غير أن عددا من الأسواق الكبيرة ظل على يوميات البيع والشراء.

وبين الإقفال والفتح ارتفع سؤال كبير: هل تحقق الهدف؟

ومعه سؤال آخر متى الحكومة؟

المسار الحكومي على حاله والعقدة الوحيدة مستمرة والجميع ينتظر ورئيس الحزب التقدمي جنبلاط يقول: لم يأت الضوء الأخضر بعد.

وثمة من يعتبر أن مصير إنعقاد القمة العربية الإقتصادية رهن ولادة حكومة أصيلة.

والى الهدر الإقتصادي في يوم الإضراب عطلة نهاية الأسبوع ثمة عطلة عيد الميلاد عند الطوائف الأرمنية ليكون يوم الثلاثاء المقبل يوم عمل سياسي مع رئيس مجلس النواب في غينيا بيساو الذي يصل الى بيروت ليل الاحد الاثنين.

وتبقى دعوة رئيس البرلمان نبيه بري الى جلسة لحكومة تصريف الأعمال لإقرار مشروع الموازنة غير محسومة ربما بإنتظار الحكومة الأصيلة لكن متى؟

قام عدد من المسلحين بخطف شخص في محلة سان تريز في الحدث وأظهرت الصور المتداولة إطلاق النار في الهواء من قبل عدد من المسلحين وبدأت مخابرات الجيش بالتحقيق بالحادث واكدت معلومات خاصة لتلفزيون لبنان ان التحقيقات متقدمة لتوقيف الخاطفين الذين ما زال المخطوف بحوزتهم مشيرة الى خلافات مالية بين الخاطفين والمخطوف وبينها شيكات مصرفية دون رصيد .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

قبل ان تتحول قلة الرزق والعمل الى نياحة بعد انتظار دام اكثر من مئتين وخمسة وعشرين يوما لتشكيل حكومة قارب الدخول الشهر التاسع على التكليف من دون ان تبصر النور بمتابعة مطالب الناس وحاجاتهم. كان اضراب خال من التظاهر اليوم كمبادرة هدفت الى ايصال رسالة احتجاجية وليس ايذاء الاقتصاد عبر لحس المبرد.

رئيس الجمهورية ميشال عون يوصف ما يجري حكوميا بانه خلافات في الخيارات السياسية داعيا جميع الجهات المعنية الى تحمل مسؤولياتها الوطنية وتسهيل عملية التشكيل.

اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فيرى ان عملية التشكيل ليست في نقطة الصفر بل مركبة اريار الى ما قبل الصفر مكررا ان الحل للعقدة الراهنة على المدى القصير هو بالتنازل للقاء التشاوري عن الوزير السني ليمثله وينطق باسمه ويلتزم بقراره، اما الحل المستدام فهو بالذهاب الى الدولة المدنية.

على اي حال فان زوار عين التينة يلمسون عمق قناعته لهذا الطرح لتطوير النظام السياسي بشكل حقيقي والتجارب اثبتت ذلك.

اما زوار بكركي فكان ابرزهم وزيرا الداخلية والخارجية الذين تساجلا على نحو غير مباشر. الوزير نهاد المشنوق الذي قال انه ليس متابعا لتفاصيل التأليف الحكومي اعتبر ان فتح الملف الرئاسي هو الذي يعطل بشكل او باخر ومن اكثر من طرف واضاف ان هناك صراعا خفيا لكن عميقا منذ شهور حول المسألة الرئاسية وهذا ما فتح الباب واخرج العفاريت السياسية دفعة واحدة. وفيما يبدو انه رد على هذا الكلام قال الوزير جبران باسيل ان ربط تشكيل الحكومة بالاستحقاق الرئاسي عيب في حق ذكاء اللبنانيين متسائلا كيف نعرقل الافكار التي نقدمها.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

في يوم الإضراب العام الذي تبنى الدعوة إليه مشكورا رئيس الاتحاد العمالي العام بشاره الأسمر، انتظر اللبنانيون جوابا على ما طرحه وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري قبل مدة في حلقة تلفزيونية شهيرة، حول عدم التزام الأسمر دوام العمل في الإهراءات، فأتهاهم الرد التزاما باهتا بالمشاركة في الإضراب، وحركة شبه اعتيادية في المناطق والأسواق، ليس رفضا للإسراع في تشكيل الحكومة طبعا، وفق عنوان الإضراب، وهذا مطلب لبناني جامع، بل كمؤشر لا لبس فيه إلى أمر من اثنين:

فإما غياب الصدقية لدى الجهة الداعية في اوساط الرأي العام، بفعل اللون السياسي الفاقع للدعوة وأصحابها، وإما اللامبالاة النافرة تجاه ما تمر به البلاد من أزمة، وهذا هو الأخطر، ويأتي كنتيجة حتمية لنهج التيئيس المنظم بهدف تصوير العهد الذي حقق في سنتين ونيف ما لم تحققه عهود في عقود، على أنه فاشل.

لكن، مهما يكن من أمر السياسة والتحركات المسيسة، يبقى أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ضرورة وطنية، ارتفع منسوب ضرورتها مع اقتراب موعد انعقاد القمة الاقتصادية العربية على أرض لبنان، وهي قمة ينبغي تحويلها فرصة جديدة تساهم في جعل لبنان شريكا في إعادة الإعمار والنهوض، كما في سوريا كذلك في المشرق، تماما كما كان شريكا في الانتصار المحقق على الإرهاب في المنطقة بأسرها.

فرصة، لن يقف لبنان إزاءها، في موضوع المشاركة السورية بالتحديد، موقف المتفرج، ولا الرافض فقط، بل سيكون مبادرا في العمل إلى لم شمل العائلة العربية، تحقيقا في الدرجة الأولى لمصلحة لبنان واللبنانيين.

وفي غضون ذلك، العمل لتجاوز ما تبقى من مطبات أمام تشكيل الحكومة لن يتوقف، لا في السر ولا في العلن، والخلاصة، أن الخلاص الحكومي آت لا محال، فرفض كل الأفكار التي تطرح، وآخرها طروحات باسيل الخمسة، أمر فعلا من المحال.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

مرت الرسالة العمالية، ولم تسمعها الطبقة السياسية، وصرخة "شكلوا الحكومة" لم تصل بشكلها المرجو الى المعنيين، فمضى اليوم وسيمضي امثاله، والحال على ما هو عليه..

انه لبنان، قد يكون البلد الوحيد في العالم الذي يتظاهر عماله مطالبين بتشكيل حكومة، فيما العرف ان الاضرابات والتظاهرات لاسقاط الحكومات. هو البلد الوحيد الذي يضرب فيه العمال واصحاب رؤوس الاموال معا، والعنوان شكلوا حكومة. فيما السياسيون يناقشون باصل شكل الحكومة وعدد وزرائها، وكل مقترحاتها معلقة عند الرئيس المكلف، الذي وان اظهر هدوءا فانه يعرف ان الوقت بات مكلفا جدا .

هي ازمة خيارات سياسية التي لا تزال تعرقل تشكيل الحكومة قال الرئيس العماد ميشال عون، بل هي مناطحة سياسية ابعد من الحكومة قال الوزير جبران باسيل من بكركي، ونحن لسنا بسبق سياسي لنربط هذا الاستحقاق باستحقاق آخر كما اضاف.اضافة، لم تكن سوى رد ومن منبر بكركي نفسه على وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي اعتبر ان المشكلة الحكومية تكمن بفتح الملف الرئاسي .

ملفات تعيق، وملفات كثيرة اخرى تنتظر، فيما الاستحقاقات تحاصر الجميع، والجديد القمة الاقتصادية العربية المزمع عقدها الشهر الجاري في بيروت.

وفي بيروت كما في طرابلس ومرافئها استعدادات للعب دور اقتصادي كبير على طريق سوريا تقول صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية، فميناء طرابلس يسعى الى أن يكون مركزا محوريا للاستثمارات الصينية في مجال إعادة بناء سوريا قالت الصحيفة. ولبنان يسعى للحصول على حصة من الأموال التي ستضخ في عملية إعادة البناء السورية التي قد تصل تكاليفها إلى مئتين مليار دولار بحسب الصحيفة. فاين الدولة اللبنانية من ذلك؟.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

بين المساعي لتذليل آخر العقبات من أمام تأليف الحكومة، والتحركات النقابية الاحتجاجية على ما آلت اليه الاوضاع العامة في البلاد، توزع المشهد السياسي.

صورة تختصر حال الاضطراب والقلق الذي يعيشه اللبناني، فلبنان شهد اليوم اضرابا دعي لان يكون عاما، لكن نسبة المشاركة تفاوتت بين القطاعات والهيئات والنقابات، كما بين مختلف المناطق، ما جعل التحرك خجولا في الشكل والمضمون، وسط تأكيد رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر ان التحرك ليس سياسيا بل هو بداية ضغط لتشكيل حكومة نظيفة وقادرة.

التحركات المطلبية تلك، لم تحجب الاضواء عن ملف تشكيل الحكومة، حيث تواصلت المشاورات المعلنة وغير المعلنة لحلحلة العقدة الاخيرة وتسهيل ولادتها، في وقت كان رئيس الجمهورية ميشال عون يؤكد ان خلافات في الخيارات السياسية لا تزال تعرقل التشكيل.

موقف تقاطع مع ما أعلنه وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل من بكركي حيث تحدث عن وجود تناطح سياسي أبعد من تأليف الحكومة، ما دفع المراقبين للسؤال عن الجهات أو الاطراف المقصودة من تلك المواقف، وعن توقيت اطلاقها.

وبين هذا التحرك، وذاك الموقف كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يغرد محللا، ويقول: يبدو إن ابواب تشكيل الوزارة مقفلة او ان الضوء الاخضر لم يأت بعد.

وعلى الرغم من ضبابية المشهد السياسي، فإن آمال اللبنانيين معلقة على مشاركة منتخب بلادهم لكرة القدم في نهائيات كأس بطولة اسيا في الامارات العربية المتحدة.

وعشية مغادرة اعضاء البعثة دعا الرئيس سعد الحريري افراد المنتخب الذي فاجأهم بزيارة دعم خلال تمرينهم الاخير ليكونوا يدا واحدة لرفع اسم لبنان عاليا، متمنيا لهم التوفيق والنجاح.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

إنتهى النهار إلى فشل جديد وفشل متماد .

الفشل الجديد أن الإضراب لم ينجح، فدعوة الناس إلى ملازمة منازلها لم تستجب، بل على العكس، استمر الازدحام على الطرق.

أما الأسباب فمردها أن اللبناني بات مقتنعا أن تعثر تشكيل الحكومة لا تعالجه ملازمة الناس منازلها، بل ربما ملازمة السياسيين منازلهم.

ففي يوم الإضراب استمر الكباش على عملية التشكيل، ليتخذ أبعادا تتجاوز مسألة الحصص .

منصة بكركي شهدت اليوم سجالا غير مباشر بين وزير الداخلية الذي زار الصرح نهارا، ووزير الخارجية الذي زار الصرح عصرا: الوزير المشنوق فجر قنبلة، فذهب بعيدا في خلفيات التعطيل من خلال قوله: "ان فتح الملف الرئاسي هو الذي يعطل بشكل أو بآخر، ومن اكثر من طرف، عملية التاليف".

الوزير باسيل رد بقنبلة سياسية من العيار ذاته فقال: "هناك اليوم تناطح سياسي ابعد من تأليف الحكومة وهو ليس مرتبطا بالنسبة الينا بالاستحقاق الرئاسي لأن عندنا رئيس جمهورية نفتخر به وهو استثنائي ولن يتكرر."

ليق بنا؟

هذا السجال السياسي عالي السقف، معناه في السياسة أن عملية تشكيل الحكومة دخلت مجددا المأزق، ويبدو ان المسألة أبعد من توزيع الحقائب، وهذا ما ألمح إليه رئيس الجمهورية اليوم من خلال إشارته إلى ان "خلافات في الخيارات السياسية لا تزال تعرقل تشكيل الحكومة الجديدة".

وبين الإضراب الفاشل والتشكيل المتعثر، فلتان لا يطابق ما يحكى عن هيبة أمن.

مسلحون لا يهابون أمنا، أقدموا على عملية خطف في وضح النهار بقطع الطريق لاعتراض المخطوف، وإطلاق النار في الهواء لأشاعة جو الترهيب لأنجاز العملية.

إبتسم، أنت في دولة تخدش الهيبة فيها على يد ترهيبيين معروفين.

 مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

إضراب اليوم من أفشل الاضرابات، فمع أن شعار الاسراع في تشكيل حكومة جذاب، ومع ان الناس يريدون حكومة جديدة ويطالبون بها كل يوم، لكنهم لم يتحمسوا للتوقف عن العمل ولا للنزول الى الشارع للمطالبة بتشكيل الحكومة، هكذا بدا اليوم وكأنه يوم عمل عادي وبدا الاضراب وكأنه اضراب رمزي لا أكثر ولا أقل، السبب المباشر للفشل المدوي الحزب الداعي والمنظم في الأساس، أي حزب سبعة، فهذا الحزب أثبت فشله في استقطاب الجماهير وفي اقناعها بالسير وراءه في حركته المطلبية، وانطلاقا من إدراكه الأمر حاول الاستنجاد في اللحظات الأخيرة بالاتحاد العمالي العام وبأحزاب أخرى لتعويض ضعفه، لكن ما كتب قد كتب، وتأكد الجميع أن الاضراب لم يكن أكثر من زوبعة في فنجان.

حكوميا الحراك كثير علنا وسرا، لكن النتائج قليلة إن لم نقل معدومة، الوزير جبران باسيل يستكمل اتصالاته وجولاته المكوكية، وآخر محطاته اليوم بكركي، وهو في جولاته يحمل أكثر من طرح وأكثر من حل، في المقابل هناك اكثر من طرف سياسي يسعى بشكل أو بآخر الى إحداث خرق ما في الجدار الحكومي المسدود، لكن كل الطروحات والحلول المطروحة لم تزل حلولا وطروحات نظرية لأنه لم يتم التوافق على أي منها بين الأطراف السياسية المكون للحكومة، فالعقدة الأساسية اللتي أجهضت ولادة الحكومة قبل عيد الميلاد لم تزل إياها، إذ كيف سيصوت وزير اللقاء التشاوري وفق طروحات للقاء أم وفق توجه كتلة رئيس الجمهورية؟

ولأن لا جواب بعد عن هذا السؤال فإن الضوء الأخضر للحكومة لم يأت بعد كما قال وليد جنبلاط، وبالتوازي مع الفضيحة الحكومية المتمادية تكشف ال mtv فضيحة فساد مدوية مسرحها مرفأ بيروت وموضوعها تزوير وسرقة بالمليارات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

خمس أفكار " بورقتها " نزلت إلى الاسواق اللبنانية بتوقيع مؤلفها وزير الخارجية جبران باسيل هي كلمات بعضها مستوحى من تأمل الشرفات وتحديدا لدى بزوغ شمس اللقلوق ذات أول عام ومضمون الأفكار الخمس وضعت في تصرف رئيس الحكومة المكلف وعلم أن مندرجاتها تتضمن حكومة الثلاثين وحكومة الاثنين والثلاثين المرفوضة سابقا من الحريري.

وقد صعد باسيل إلى أعالي حريصا ليطلق عناوين أفكاره بعد لقائه البطريرك الماروني الذي لاحظ أن رئيس التيار القوي " بيحب دايما يمشي بقلب العاصفة" رد باسيل على الراعي قائلا "مشكلتك يا سيدنا إننا ببلد عايش دايما بالعاصفة".

لكن الرياح التي هبت من قلب اقتراحات وزير الخارجية تنذر بسيول وانجرافات في التربة السياسية إذ إن المقترحات تدور وتعود إلى ضمان الثلث الضامن للتيار ومن بينها حكومة بأربعة وعشرين وزيرا يطلب منها باسيل تسعة وزراء ووفقا لمعطيات الجديد فإن الافكار الخمس معظمها ساقط ومرفوض لأن هدفها حفظ حقوق التيار لا حل العقدة بتمثيل اللقاء التشاوري.

ومن هنا استبق رئيس مجلس النواب نبيه بري الحلول بإعلانه رفض منح الثلث المعطل في الحكومة لأي من الفرقاء متسمكا بصيغة (الثلاث عشرات) التي بنيت عليها المبادرات السابقة بري يريدها " بثلاث عشرات " وجبران " بتلات دقات " تضبط على عقارب القصر الجمهوري بعد حين وتضمن ثلثا قويا مقررا.

أما الحلول المقترحة اليوم فكلها لا ينتج حكومات ويبدو أن حدس وليد جنبلاط في مكانه عندما تراءى له أن أبواب تأليف الوزارة مقفلة أو أن الضوء الأخضر لم يأت بعد والحل أسهل من أن تلتف حوله أفكار خمس وحلول بعيدة وتمثيل بالمواربة فهو يختصر بأن يتنازل رئيس الجمهورية عن وزير من حصة لم يضمنها الدستور أصلا وتعد حصة منزلة ومفروضة على التأليف. لكن التنازل هذا اتخذ شكل التخفي والخدع والمصادرة ولم يأت على صورة كان قد قدمها الرئيس بري في حكومات سابقة عندما منح الوزير فيصل كرامي حصة واضحة لا لبس فيها ولم يختطفه يومذاك ليضمه الى كتلة التنمية والتحرير أو إلى صفوف حركة أمل. تنازلوا وحسب من دون عمليات احتيال أو " قوطبة " أو " طلاء " الوزير التشاوري " بالصباغ الأرجواني" وتواضعوا قبل أن تفقدوا البلد وهو الواقف على عتبات الانهيار واليوم انطلقت الإشارة الأولى إلى بدء عصيان مدني قد يكون أوسع في المدى القريب.

وإضراب الساعة في القطاعات الحيوية والمستفيشات وبعض المرافق قد يصبح إضرابا لساعات في الأيام المنظورة اليوم بشارة الأسمر وغدا نقابات أخرى وحراك وأحزاب من دون أن " تستحي " السلطة على فراغها وسوء تصريفها وإدارتها السئية لأزمة بحجم وزير واحد. ولا حرج لديها في انعقاد قمة عربية اقتصادية على أرضها ومسؤولوها في وضعية تصريف الأعمال، رجال غير مقررين، وكما قال الراعي لباسيل اليوم : فتنا عم نضحك حتى ما نبكي سلطة " منتفخة " وتتهم الاخرين بالتضخم تشحذ الأموال من سيدر وليس في مقدورها إعطاء أمر الصرف لأن الأموال محتجزة رهينة التأليف سوريا جارتنا تشاركنا في ناسها وليس في مقدورنا دعوتها الى قمة بيروت لأننا لسنا من يقرر

الكل يريد الحل ولا أحد يبرمه يطلبون الوساطات ثم يجري الالتفاف عليها وهذا ما يحدث مع اللواء عباس ابراهيم وبنات أفكار جبران باسيل التي طوقت حركة الملاحة السياسية للمدير العام للامن العام. وربما وجب التوقف عند كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق اليوم الذي تحدث عن صراع خفي حول المسألة الرئاسية فتح الباب لاخراج كل العفاريت السياسية التي تعطل تشكيل الحكومة

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 4 كانون الثاني 2019

النهار

لا امكان للجبهة

تبيّن أن هناك استحالة لتشكيل جبهة درزيّة معارضة للمختارة من قيادات درزيّة حليفة للنظام السوري، نظراً إلى التباينات السياسيّة التي لا تزال قائمة في ما بينها.

تناغم مع برّي

لوحظ أن نوّاب "اللقاء الديموقراطي" يشاركون بكثافة في "لقاء الأربعاء" النيابي في عين التينة وذلك مردّه إلى متانة العلاقة مع الرئيس نبيه برّي والتناغم الدائم بينه وبين النائب السابق جنبلاط.

مرجع مع الإضراب ؟

تلمّح جهة سياسيّة إلى مرجع نيابي يُشجّع على الإضراب والتحرّك لحشر شريكيه في السلطة دفعاً إلى الإسراع في تأليف الحكومة.

حجوزات كويتية

الحجوزات المرافقة للعيد الوطني الكويتي إلى بيروت في شباط المقبل بلغت حدّاً كبيراً ما سيؤدّي إلى زيادة الرحلات إلى العاصمة اللبنانيّة.

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية أن زيارة وفد من حزب بارز إلى مرجعية وطنية لم تكن فقط للتهنئة بالأعياد إنما لمحاولة نزع صفة تعطيلية رافقت هذا الحزب في ملف حساس جداً.

سُئل أحد الأحزاب عن المبادرات التي يقوم بها أحد الوزراء وإمكانية التوصل إلى حلّ فأجاب "إن كل ما يقوم به هذا الوزير هو على قياسه".

قالت أوساط سياسية إن الإتصاالت التي جرت بين لبنان ودولة آسيوية في شأن شخصية لبنانية أحدثت ضجة أخيراً أثرت سلباً على برامج المساعدات.

البناء

كواليس

توقعت مصادر في الحزب الديمقراطي الأميركي أن يكون الاختيار المناسب لمنافس ديمقراطي يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من حظ امرأة تستطيع جذب تصويت النساء الغاضبات من أسلوب ترامب العدائي للمرأة، وأن يدور النقاش حول أفضل الخيارات بين رئيسة البرلمان الجديدة نانسي بيلوسي والإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري، وفيما رجحت بعض المصادر حظوظ بيلوسي لمكانتها الحزبية وخبرتها السياسية رجح آخرون حظ أوبرا لجاذبيتها الإعلامية…

اللواء

غمز

التزم رئيس حزب وسطي بتعهد قطعه بالنأي بنفسه عن محور على خلاف استراتيجي معه.

همس

توقعت مصادر دبلوماسية أن يجري تقاسم نفوذ «داعش» بين دولتين كبريين، مع إعطاء بقايا لدول إقليمية ثلاث غير عربية.

لغز

تتحضر روابط المتقاعدين إلى النزول إلى الشارع، منعاً لأية محاولات استهداف النسب المئوية، في حال أصّر معتمدو مؤتمر «سيدر» على مطالبهم المالية من لبنان؟!

المستقبل

يقال

إن ديبلوماسيين يتوقّعون أن لا تواجه "الأونروا" أي مشكلة في التمويل لهذه السنة وهناك أجواء إيجابية تفيد بأن الدول المعنية ستموّل وتزيد مساهماتها لتغطية المساهمة الأميركية المتوقفة منذ العام الماضي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فيصل كرامي: عدنا الى المربع الأول

جريدة الجمهورية/الجمعة 04 كانون الثاني 2019/رأى رئيس "تيار الكرامة" عضو اللقاء التشاوري النائب فيصل كرامي ان "كل ما يجري حول تشكيل الحكومة من دون ان يمر عبر اللقاء التشاوري المعني الاول بالعقدة الوحيدة المتبقية لتشكيل هذه الحكومة هو "طبخة بحص".

وأضاف كرامي: "ان موقفي الشخصي هو ان الذي اباح لكل الاطراف المعنية بتشكيل الحكومة تهميش اللقاء التشاوري انما يتعلق بتنازلهم الاساسي عن حقهم في ان يتمثلوا بوزير من النواب الستة حصرا وفقا لمبادرة رئاسية كاملة متكاملة، واليوم نسمع من المعنيين بالمبادرة ان هناك خمسة طروحات لحل العقدة ما يعني سقوط المبادرة الاولى ومعها يسقط تنازلنا، وبالتالي فانا اعيد المسألة الى المربع الاول وهي المطالبة بحق التمثل بوزير من النواب الستة مع حقيبة، هذا هو كل ما يعنينا". وتابع: "اما فيما يتعلق بعلاقة الوزير جبران باسيل في موضوع تشكيل الحكومة، قال كرامي: "اما مشاكل وطموحات وهواجس وغايات الوزير جيران باسيل فهي خارج اهتمامنا اطلاقا، فليجد حلولا لها بذكائه وشطارته وليس عبر حقوق اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين، خصوصاً ان باسيل قد فاز بالعهد وبالحكومة معا ومن المستغرب ان "يضع عينه" على وزيرنا الوحيد".

 

دعوى ضد عدد من المصارف اللبنانية... وجمعية المصارف توضح

جريدة الجمهورية/الجمعة 04 كانون الثاني 2019/أوضحت جمعية مصارف لبنان في بيان، أن "بعض وسائل الإعلام تناقلت موضوع دعوى مدنية ضد عدد من المصارف اللبنانية أمام القضاء الأميركي من قبل متضررين مزعومين في العراق، ونسب التسبب بالضرر جزئيا إلى "حزب الله"، كما لحقتها دعوى ثانية مماثلة عائدة إلى حرب تموز 2006. وللعلم، فقد سبق أن أقيمت دعوى مماثلة عام 2007 ضد 5  مصارف لبنانية ورفضتها المحاكم الأميركية المعنية في نيويورك".وأكدت الجمعية أن يقينها "ثابت بعدم صحة وجدية هكذا دعاوى وبعدالة القضاء الأميركي كما أثبته سابقا". ورأت أنه "ليس لهاتين الدعويين أية أسس واقعية وقانونية، وستتخذ المصارف مع محاميها الخطوات اللازمة لمتابعة هذا الموضوع".

 

التنظيمات السريانية طالبت قادة العالم بحماية الاشوريين السريان في منطقة شمال شرقي سوريا

الجمعة 04 كانون الثاني 2019 /وطنية - طالب كل من حزب "الإتحاد السرياني" و"المجلس السرياني الوطني السوري" و"المجلس العسكري السرياني" و"الإتحاد السرياني الأميركي"، في بيان اليوم، "قادة العالم والمسيحيين خصوصا في جميع الدول، بدعم المسيحيين الكلدان الاشوريين السريان المقيمين في منطقة شمال شرقي سوريا بصفتهم الشعب الأصلي للشرق الأوسط"، مؤكدين "الحاجة الماسة للحماية من تهديدات تركيا وبعض الجماعات المتطرفة المسلحة التابعة لها بغزو و"تطهير" أراضينا من المسيحية والحرية الدينية والديموقراطية"، معتبرين أن "القرار المفاجئ الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب القوات الأميركية، يجعلنا عاجزين وعرضة للتدمير من قبل تركيا أو من أنظمة أخرى تتدافع لرؤية سقوطنا في الفراغ الذي سيسببه هكذا قرار". واعتبرت هذه التنظميات "ان السماح لتركيا باستبدال القوات الأميركية بجيشها وبجماعاتها المسلحة، يدل على أن تركيا ستسحق ديموقراطية تعدد الديانات التي تحققت في شمال وشرق سوريا، حيث ان هذه المنطقة هي وحدها حاضنة الحريات الدينية والثقافية الإثنية والديموقراطية وتطالب باللامركزية الإدارية والتي هي الأمل الوحيد لبقائنا على المدى الطويل كمسيحيين من الشرق الأوسط". واعلنت انه "منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا حتى الآن، عملنا نحن المسيحيين كجسر بين المجتمعات في شمال وشرق سوريا من أجل التعددية والقيم الديموقراطية في التحالفات التي روجنا لها سياسيا، ومن خلال الدفاع عن جميع سكان شمال وشرق سوريا. لقد لعبنا نحن المسيحيين دورا هاما في الحكم المحلي ونتمتع بحريات لم نختبرها لقرون في سوريا"، مشيرة الى انها كانت تأمل "بعد كل ما قدمناه أننا سنلقى الدعم لحماية مؤسساتنا الديموقراطية في مفاوضات ما بعد الحرب". ودعت هذه التنظيمات "العالم الحر بلعب دوره في مطالبة التحالف الدولي بتقديم الحماية والضمانات لشعوب شمال وشرق سوريا".

 

الاحرار أيد تشكيل حكومة مصغرة من اختصاصيين: عدم تشكيلها يوازي جريمة ترتكب في حق الوطن

الجمعة 04 كانون الثاني 2019 /وطنية - اعتبر "حزب الوطنيين الأحرار"، في بيان اصدره اثر الاجتماع الاسبوعي لمجلسه السياسي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء، ان "عدم تشكيل الحكومة أصبح يوازي جريمة ترتكب بحق الوطن، ولم تعد هنالك اية اعتبارات يعتد بها لتبريره". واعلن انه "اليوم ونحن على بعد أيام قليلة من موعد انعقاد القمة الاقتصادية نسأل: ألم يحن الوقت بعد لتأليف الحكومة، إذ ان المراوحة في الفراغ قد تؤدي الى التأجيل أو الى تمثيل رمزي للدول المشاركة. ونسأل خصوصا عن الحس الوطني لدى المعرقلين علما انه كان لكل الأطراف من الشروط التي أدت تلبيتها الى التأخير. هذا ما دفع البعض للمطالبة بتفعيل حكومة تصريف الأعمال مع التذكير بالمعنى الضيق لمفهوم تصريف الأعمال". وتوقف الحزب "خصوصا عند رفض مبدأ الحكومة المصغرة المكونة من اختصاصيين حياديين بإسم الوحدة الوطنية التي تتجلى في الحكومة، فعن أي وحدة وطنية يتكلمون"، مشيرا الى انه "يمكن تصور ترجمة هذه الوحدة في التجاذبات داخل مجلس الوزراء مما يفرغها من مضمونها". وأعلن تأييده "تشكيل حكومة مصغرة من اختصاصيين بعيدا من المحاصصة والانتماءات السياسية لمواجهة التحديات والأخطار المحدقة بالوطن من دون مزيد من هدر الوقت". كما توقف الحزب "أمام الدعوات التي أطلقت للتظاهر يوم الجمعة، والتي يراد لها ان تكون جامعة لكل المطالب دفعة واحدة. وعليه نؤكد حق التظاهر للمطالبة برفع الإجحاف اللاحق بالمتظاهرين وللحصول على الحقوق المشروعة. إلا اننا نعتقد ان الأولوية يجب ان تعطى لإنجاز تشكيل الحكومة العتيدة، إذ ان التظاهرة تحصل في ظل حكومة تصريف الأعمال التي لا طائل لها لحسم ما يطرح من مشاكل. وفي المحصلة لن تعدو كونها خسارة نهار عمل وعرقلة أمور المواطنين. وننتهز هذه المناسبة للتشديد على ضرورة التشبث بالوحدة الوطنية الحقيقية التي تتجلى في التفاني بالقيام بالواجبات وفي تقديم المصلحة الوطنية على كل المصالح الخاصة". وتابع البيان: "يكاد لا يمر يوم من دون إثارة التعديات على البيئة في وسائل الإعلام وخصوا المرئي والمسموع منها. ويحتل وضع نهر الليطاني رأس هذه التعديات. ونشير هنا الى الجرائم البيئية التي ترتكب على أكثر من صعيد ما يدفعنا الى المطالبة بوضع حد نهائي لها، مع العلم ان ذلك يمكن ان يحصل من خلال حكومة تصريف الأعمال. إلا اننا ندعو الى إجراء مسح شامل للتعديات على مجاري الأنهر والكسارات والمقالع وان توضع روزنامة بالمعالجات للحد من الأضرار ولإعادة الأمور الى طبيعتها. كما نطالب بان تحتل المعالجة مكانة الصدارة في الأولويات ومن دون أن ننسى معضلة النفايات التي تهدد بالإنفجار في كل وقت".

 

باسيل في دمشق.. والأسد يسأله عن لوحة الجلاء!

كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز/الجمعة 04 كانون الثاني 2019 

تتسارع الخطى نحو القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقرّر عقدها في ٢٠ الجاري في بيروت، وقد أحرج الدولة اللبنانية الانفتاح العربي السريع على سوريا والذي تجلّى في الأسبوعين الماضيين

بإعادة فتح سفارة دولة الإمارات العربية المتّحدة في دمشق، ورغبة البحرين بفتح سفارتها، كما تحدّثت معلومات عن نيّة مصر والسعودية إعادة علاقاتهما الدبلوماسية والسياسية مع سوريا وكذلك العراق الذي ينوي رئيسه زيارة دمشق.

ففي ظلّ تسارع الأحداث والتطورات السياسية والعسكرية بدءاً من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قواته من سوريا، يواجه لبنان معضلة إنجاح القمة العربية الاقتصادية في بيروت. وأبرز العقد المطروحة والمطلوب حلّها سريعا هي،بت دعوة الرئيس السوري بشار الأسد سلباً ام ايجاباً. فإضافة إلى الوضع الداخلي المنقسم حيال هذا الأمر بين مؤيد ومطالب وضاغط لدعوته، وبين مُحرج ورافض ومتريّث يعيش الوسط السياسي اللبناني حلقة صراع وتجاذب. وإذا تقرّر دعوة الرئيس السوري إلى القمة فحتماً سيقوم وزير الخارجية جبران باسيل بزيارة دمشق وتوجيه الدعوة للأسد باسم رئيس الجمهورية اللبنانية كما فعل مع باقي رؤساء وزعماء الدول العربية.

فما الذي سيحصل خلال اجتماع الأسد بباسيل؟

هل سيُعاتب الرئيس السوري الوزير اللبناني على إعلانه إقامة لوحة جلاء للقوات السورية على صخور نهر الكلب؟

بماذا سيجيبه الوزير باسيل؟ وهل سيقول له إن سوريا كانت دولة محتلّة؟ وكيف سيكون ردّ الأسد؟

هل سيطلب باسيل من الأسد تثبيت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وترسيم الحدود؟

هل سيطلب باسيل معرفة مصير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية؟

هل سيطلب منه حلاً جذرياً لأزمة النازحين التي حمل الوزير اللبناني لواءها؟ وماذا سيطلب الأسد في المقابل من الحكومة والدولة اللبنانية؟

هل سيشارك الرئيس السوري شخصياً في القمّة أم سيرسل من يمثّله؟

بالإضافة إلى أسئلة وقضايا أخرى لها علاقة بالأمن والمعارضة السورية وبحلفاء سوريا في لبنان وبالحكومة.. ستكون موضع بحث بين الأسد وباسيل إذا حصلت الزيارة.

لكن الأكيد أن دعوة الأسد إلى قمة بيروت ستشكّل محطة صراع وتشنّج في الداخل اللبناني هو بغنى عنها. ففيما يتخوّف البعض من أن تكون زيارة الأسد باباً لعودة تدخّل سوريا في الشؤون الداخلية اللبنانية وتعويماً ليس لسوريا بل لأنصارها وحلفائها في لبنان، يرى البعض الآخر أن مصلحة لبنان هي بالانفتاح على جارته الأقرب وقيام علاقات دبلوماسية وسياسية وأمنيّة..معها. وبين هذين الخطين يدفع لبنان من مناعته واستقلاله وسيادته اثمانا مضاعفة الى متى سيبقى قادراً على تحملها؟

                                                                                                                            

ابو كسم للطبش: نحن لا نعبد الحجر

"ليبانون ديبايت"/الجمعة 04 كانون الثاني 2019/لم تُقنع تبريرات النائبة رولا الطبش حول ما حصل معها في قداس المحبة والسلام في كنيسة مار الياس في انطلياس أبناء "طائفتها" الذين اعتبروا خطوة تقدمها الى الكاهن لكي تتناول القربان من الطقوس المسيحية التي لا يسمح الدين "الحنيف" بها. أصدرت الطبش بيانا أوضحت في خلاله ما حصل معها، ودافعت عن قناعتها بهذه الخطوة "وأستغربت كيف أن البعض من يدعي العيش المشترك ينتقده حين تسمح له الفرصة ضاربا بعرض الحائط كل اساس لبنان". كلام حرض الكثيرين من اللبنانيين للمدافعة عن الطبش لاسيما اؤلئك الذي يعلمون رسالة الأديان وروحيتها بعيدا عن المزايدات السياسية والطائفية. ولكن الطبش لم تسلم من تلك المزايدات ولم تتأخر بزيارة دار الفتوى طالبة السماح والغفران. كل ذلك كان "مقبولا" من نائبة الامة، الى أن جاء بيانها بعد لقائها المفتي دريان ليصب الزيت على نار الطائفية، فعوض أن "تكحلها.. عمتها"، وذهب بها المطاف الى حدود الاعتذار من الله على "فعلتها" في الكنيسة. لاقت عبارة الاعتذار من الله هجوما عنيفا من قبل رواد التواصل الاجتماعي، وتواصل ليبانون ديبايت مع المركز الكاثوليكي للاعلام للوقوف عند رأيه بكلام الطبش فرفض رئيس المركز الاب عبدو أبو كسم كلامها لافتا الى انه كان بامكان الطبش الاعتذار من دينها لا من الله، ولكن كلامها في هذا السياق اعتذرت من أبناء طائفتها وجمهورها مقابل اهانتها للمسيحيين وكرامتهم لأنهم يعبدون الله لا الحجر، وبالتالي يأمل ابو كسم، أن توضح كلامها وما قصدته بالاعتذار من الله. الاب أبو كسم يذكر ببيان الطبش والذي قالت فيه انها قامت بهذه الخطوة من باب المجاملة لأن الدين المسيحي هو دين المحبة، سائلا في السياق: هل من احد يجامل على خطأ؟، مشيرا الى ان أحدا لم يلزم الطبش الاقدام على خطوتها لتناول القربان. وتفهم الاب أبو كسم كلام الطبش في الشق المتعلق بالنطق في الشهادتين، ولكن ليس على حساب المسيحيين وكأنهم ملحيدين وهذا أمر مرفوض بالمطلق فالدين المسيحي هو دين الله.

 

ألفرد رياشي: المفتي دريان والنائب طبش مطالبين بالاعتذار من الشعب المسيحي

الكلمة اولاين/04 كانون الثاني/19

إستنكر الامين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي ما صدر من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والنائبة رولا الطبش لناحية اعتبار "المشاركة في قداس في الكنيسة" كفرا، بحيث وصل الأمر بالطبش بعد زيارة المفتي إلى طلب السماح من الله بحسب تعبيرها وهي التي أصدرت بيانا سابقا اعتبرت فيه أنها ليست أول مسلم يدخل الكنيسة ولن تكون الأخيرة حيث تمنينا وقوفها على مبداء واحد. وطالب رياشي المفتي دريان والنائبة الطبش بالإعتذار الفوري من الشعب المسيحي في لبنان، متفهما في الوقت عينه العقائد الاسلامية.

وتمنى رياشي في هذا الإطار ان يأتي يوم يعاد فيه النظر بالآيات التي تعتبر المسيحيين مشركين. وحض القيمين على الدين الاسلامي إلى المبادرة بهذا الإتجاه بهدف التأسيس لمرحلة الإعتراف الحقيقي بالمكونات جميعا والتفاعل الإيجابي بينها.

 

عون: النهوض بالاقتصاد أولوية الحكومة الجديدة

بيروت: «الشرق الأوسط»/الجمعة 04 كانون الثاني 2019/أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أن «النهوض بالاقتصاد الوطني سيشكل أولوية الحكومة الجديدة التي ستواكب كل الإجراءات الهادفة لتحقيق هذا الهدف»، مشدداً من جهة أخرى على «أهمية تجاوب كل المؤسسات الصناعية وغير الصناعية والأفراد مع الإجراءات المتخذة لمنع التلوث عموماً، وتلوث الأنهار والمجاري المائية خصوصاً، وتطبيق العدالة في أي إجراء يتخذ لحماية البيئة». كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله وفد مجلس جمعية الصناعيين اللبنانيين، وقال: إن «لبنان يتجه لاعتماد الاقتصاد المنتج بدلاً من الريعي»، مشيراً إلى «أهمية خطة (ماكينزي) في هذا السياق الهادفة إلى مساعدة كل القطاعات للنهوض بالاقتصاد»، لافتاً من جهة ثانية إلى أن تقريرها «أصبح جاهزاً، وكان يجب البدء بتنفيذه بعد إجراء الانتخابات النيابية، إلا أن الوضعين السياسي الداخلي والخارجي أثرا على ذلك، ولا سيما في ظل عدم تشكيل حكومة جديدة». ولفت عون إلى أن «الشعب اللبناني هو الداعم الدائم للدولة ولخططها وقراراتها، خصوصاً فيما يتعلق بالقضايا المصيرية وعلى جمعية الصناعيين التحرك أيضاً للمساعدة في الإضاءة على أضرار عدم تشكيل الحكومة على الاقتصاد والحض على إيجاد الحلول المناسبة»، مؤكداً من جهة ثانية «أهمية فتح معبر نصيب ومردوده الإيجابي على الاقتصاد اللبناني». وركز الرئيس عون على أن «المحافظة على البيئة أمر أساسي»، مشدداً على «أهمية تجاوب كل المؤسسات الصناعية وغير الصناعية والأفراد مع الإجراءات المتخذة لمنع التلوث عموماً، وتلوث الأنهار والمجاري المائية خصوصاً»، لافتاً إلى «أهمية تطبيق العدالة في أي إجراء يتخذ حماية للبيئة وعدم التمييز بين قطاع وآخر أو مؤسسة وأخرى».

 

مباحثات تشكيل الحكومة مجمدة وبري ضد حصول أي فريق على ثلث معطل ووزير المال يحذر من عدم توفر أموال للوزارات مع استمرار التأخير

بيروت: ثائر عباس/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19/تراوح المباحثات لتشكيل الحكومة مكانها، من غير أن يطرأ أي تطور جديد على الملف، رغم الاتصالات التي تفعلت بعد عطلة الأعياد، ولم تُفضِ حتى الآن إلى أي مبادرات جديدة، وسط تحذيرات من وزير المال بأنه «إذا تأخر تشكيل الحكومة شهراً إضافياً، فقد لا تتوفر الأموال لوزارات كثيرة، وعندها سنكون مضطرين لإيجاد سبل لتأمينها». وعرض وزير المال علي حسن خليل مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري آخر المستجدات السياسية، وقال خليل: «إن فكرة انعقاد مجلس وزراء لمناقشة وإقرار الموازنة ليست تحدياً لأحد»، مشدداً على «أننا لسنا على خلاف مع الرئيس الحريري حول هذا الموضوع، ولكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدرس والمشاورات، رغم أننا نعتبر أن هذا الأمر دستوري، إذ إن مفهوم تصريف الأعمال للحكومة المستقيلة بالمعنى الضيق يجوز لشهر أو شهرين، ولكن عندما تطول مهلة تشكيل الحكومة وتتأخر، فهناك سابقة مع حكومة الرئيس رشيد كرامي يمكن الاستناد إليها، لأنه إذا تأخر تشكيل الحكومة شهراً إضافياً، فقد لا تتوفر الأموال لوزارات كثيرة، وعندها سنكون مضطرين لإيجاد سبل لتأمينها».

وفي موضوع تأليف الحكومة، قال خليل: «لديّ انطباع بأن الأمور يجب ألا تطول أكثر ولكن علينا أن نكون حذرين بهذا الشأن». غير أن مساعي التأليف الحكومي لا تزال تراوح عند عقدة تمثيل «النواب السنة المستقلين». ونفت مصادر مقربة من «تيار المستقبل» بشدة أن يكون الوزير جبران باسيل طرح على الحريري صيغة حكومة مؤلفة من 36 وزيراً خلال لقائهما الأخير، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحريري «رفض صيغة الـ32 وزيراً التي كان عرضها اللواء إبراهيم، ولا يقبل بأي صيغة تتضمن حكومة فوق 30 وزيراً».

وأكدت المصادر أن الحريري منفتح لسماع المبادرات من كل الأطراف، ولكن العقدة موجودة عند الآخرين وليس عنده، مشددة على أنه «لا مبادرات واضحة حتى الآن، وكانت آخر مبادرة عرضت عليه هي مبادرة الـ32 وزيراً التي حملها اللواء إبراهيم ورفضها الحريري». من جهة أخرى، لم تُعرض على «اللقاء التشاوري» للنواب السنة «المستقلين» أي مبادرة جديدة حتى الآن، رغم أن «بعض الأوساط طرح اسم الدكتور سامي منقارة كمخرج للأزمة، لكن الطرح لم يتبلور بعد». وإصراراً على موقفه السابق، لا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري يرفض منح الثلث المعطل في الحكومة لأي من الفرقاء، كما قال أحد النواب الذين زاروه، مشدداً لـ«الشرق الأوسط» على أن بري «متمسك بصيغة (الـثلاث عشرات) التي بنيت عليها المبادرات السابقة». وقال نائب رئيس المجلس إيلي الفرزلي بعد لقائه الرئيس بري: «كانت هناك جولة في موضوع المشاورات التي تتعلق بالحكومة، وكان الرأي متفقاً مع إصرار دولته المستمر على ضرورة تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، نظراً لأن تأليفها هو الممر الإلزامي للبدء بمسيرة الخروج من المحنة التي يتخبط بها البلد، ولمواجهة كل المتغيرات والمعطيات التي طرأت على المنطقة، والتي هي مرشحة لأن تتطور». وحول ما إذا كانت هناك معطيات جديدة حول الحكومة، قال الفرزلي: «قلتها منذ مدة من على هذا المنبر بالتحديد، عندما ناشدت الوزير باسيل أن يتحرك، وقد تحرك فعلاً وأعلن أن تحركه بدأ من هنا من عند دولة الرئيس بري، وهذا أمر في غاية الأهمية. لماذا؟ لأن الحراك الذي قام به أدى إلى ما سمي بالمبادرة الرئاسية. ما هي المبادرة الرئاسية؟ المبادرة هي التنازلات التي قدمها الجميع». وأوضح الفرزلي أن «رئيس الحكومة قَبِل أن يتمثل (اللقاء التشاوري) بوزير من خارجه، ورئيس البلاد قبل أيضاً أن يكون الوزير من حصته، وهذا الذي كان دائماً ما يتمناه دولة الرئيس بري بالتحديد. هذه المبادرة الرئاسية لا مفر منها، وهذا كان أيضاً بسبب الجهد الذي قام به الوزير باسيل». ورداً على سؤال عن المبادرة الرئاسية وموقف «اللقاء التشاوري» المؤكد على أن يكون الوزير ممثلاً حصراً لـ«اللقاء»، قال: «المبادرة الرئاسية لم تتطرق إلى هذا التفصيل، وهي تحدثت أن الوزير سيكون من حصة الرئيس، وأعتقد أن رئيس الجمهورية قام بأكثر من المطلوب، وبالتالي هذا الموضوع هو موضع نقاش، ونأمل أن ينال تجاوباً من جميع الأطراف، وسنرى ماذا سيحدث». في غضون ذلك، جدد الحزب التقدمي الاشتراكي دعوته مختلف القوى السياسية للإسراع في تأليف الحكومة لمواجهة كل التحديات وعلى كل المستويات، بعيداً عن أي مزايدات شعبوية، إذ تقتضي المرحلة مسؤولية سياسية ووطنية لمقاربة كل التحديات التي تواجه اللبنانيين.

 

وزير الاقتصاد اللبناني: نحن بلد مدين والحلول المقترحة لن تكون مريحة والواقع الاقتصادي صعب نتيجة تراكمات 25 عاماً

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19/بدأ المسؤولون اللبنانيون يمهِّدون لاتخاذهم إجراءات تقشفية وخطوات «غير شعبية»، بعد تشكيل الحكومة الجديدة لمواجهة الانهيار الاقتصادي، الذي تعاني منه البلاد، والذي بلغ، بحسب خبراء، مستويات غير مسبوقة.

فبعد أن كشف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، منتصف الشهر الماضي، عن توجه لبنان لخفض دعم الوقود 600 مليون دولار في عام 2019، توالت المواقف والتصريحات التي توحي بتفاهم بين القوى السياسية على السير بسياسة تقشفية ستزيد بلا شك النقمة الشعبية المتعاظمة، التي أدّت أخيراً لخروج عشرات المواطنين في مظاهرات احتجاجية. ويُدرك وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري تماماً أن التدابير التي ستُتخذ فور تشكيل الحكومة الجديدة لن تحظى بترحيب شعبي، لكنه يشدد على أن لبنان يرزح تحت واقع اقتصادي صعب نتيجة تراكمات 25 عاماً، ويتوجب أن نتكيف مع الإجراءات الجديدة التي ستتخذ لمنع انفجاره، مذكراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن لبنان بلد مدين وغير منتج بشكل عام، وبالتالي الحلول المقترحة لن تكون مريحة، وهي بمعظمها تلحظ التقشف على قاعدة «على قد بساطك مد اجريك»، وهو مثل لبناني يعني أنه يتوجب تحقيق توازن معين بين المدخول والمصروف.

ويشير خوري إلى وجوب أن تتركز أي خطة اقتصادية مقبلة على 3 قطاعات: أولاً، وقف التوظيفات في القطاع العام ومحاولة التخفيف من عدد الموظفين الموجودين ومن رواتبهم. ثانياً، زيادة الرسوم الجمركية على كل البضائع المستوردة، باعتبار أننا نستورد ما قيمته 18 مليار دولار ولا نصدّر إلا نحو مليارين، وبالتالي إذا رفعنا الرسوم نكون قد شجعنا الصناعة المحلية واستهلاك البضائع المنتجة داخل لبنان وفي الوقت عينه خففنا العجز بما يصب لمصلحة الاقتصاد وخزينة الدولة. ويضيف: «كما أن القطاع الأهم الذي يتوجب أن تلحظه الخطة هو قطاع الكهرباء الذي يؤدي إلى نزف كبير، بحيث يؤدي لخسارتنا ملياري دولار كل سنة». ويوضح خوري أن زيادة الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة ستطال بلا شك مادة البنزين، لكن انخفاض سعر النفط العالمي سيساعدنا في هذا المجال كي لا يشعر المواطنون بأنهم يتكبدون الكثير من الأعباء، لافتاً إلى أن كل ما سبق يندرج بإطار «إجراءات قصيرة الأمد كي نتمكن من الوقوف مجدداً لكن الحل النهائي يكون بتبني سياسات اقتصادية تلحظ بشكل أساسي زيادة الإنتاج، وخلق جو مناسب للمستثمرين، وإلا نكن كمن ينتهج سياسة لحس المبرد».

ويعتبر الخبير المالي والاقتصادي وليد أبو سليمان أن الإجراءات والخطوات التقشّفية لا بدّ من اللجوء إليها لوضع حد للتدهور الاقتصادي، وأهمها رفع الدعم عن الوقود ووقف التوظيف في القطاع العام، وتطبيق مبدأ المحاسبة، حتى لو اضطرت السلطات المعنية إلى تسريح الموظفين غير المنتجين، وإعادة النظر بكلفة استئجار المباني الرسمية والمؤسسات التابعة لها، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن كلّ توصيات «سيدر» و«ماكينزي» تهدف إلى تخفيض نسبة العجز، الأمر الذي لن يحصل إلّا من خلال رفع الإيرادات وعصر النفقات، وبالتالي فإن عصر النفقات يستوجب القيام بإجراءات تقشفية قاسية، وقد لمّح رئيس الحكومة سعد الحريري إلى احتمال رفع الدعم عن الوقود فيما هناك كلام عن احتمال إعادة النظر بسلسلة الرتب والرواتب.

ويوضح أبو سليمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن سياسة زيادة الضرائب لا تدخل ضمن الخطة التقشفية، خصوصاً أنّ التجربة أثبتت أن سياسة زيادة الضرائب التي اعتمدت في موازنة عام 2017 لم تكن مجدية في ظل النمو الخجول للاقتصاد الوطني لأنها أسهمت في أسر الاقتصاد، مشدداً على أن الحل الوحيد لرفع الإيرادات هو من خلال وضع الإصبع على جرح مثلث النزف المتمثل بخدمة الدين العام وعجز مؤسسة «كهرباء لبنان»، وتكلفة الرواتب والتعويضات في القطاع العام. وقد بدأ الحزب «التقدمي الاشتراكي»، الشهر الماضي، جولة على المسؤولين لإطلاعهم على خطة اقتصادية أعدّها تلحظ أكثر من إجراء تقشفي، إلا أن هذه الإجراءات، بحسب مفوض الإعلام في الحزب، رامي الريس، لا تطال الشرائح الفقيرة، بحيث تلحظ بشكل أساسي خفض رواتب وتعويضات النواب والوزراء، وإلغاء بدلات السفر التي تُخصّص للمسؤولين، وخفض عدد السفارات اللبنانية في الخارج، خصوصاً في الدول التي لا توجد فيها جاليات لبنانية كبيرة، وبناء تجمُّع للوزارات لخفض التكاليف السنوية للإيجارات. ويشير الريس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن فلسفة الإصلاح المطلوبة يُفترض أن ترتكز أولا على إقفال مزاريب الهدر ومكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في المناقصات العامة والصفقات الكبرى، قبل مجرد التفكير بفرض المزيد من الضرائب على الفقراء ومحدودي الدخل. وقال البنك الدولي، في تقريره الاقتصادي، في خريف 2018، إن إطار المخاطر الخاص بلبنان يرتفع «بشكل حاد»، مرجحاً تسجيل ارتفاع تدرّجي على المدى المتوسّط، في مستوى العجز المالي نسبة إلى الناتج المحلّي الإجمالي، في ضوء ارتفاع معدّل خدمة الديون.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الصين اعتقلت 13 كندياً منذ القبض على مديرة «هواوي»

أوتاوا/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19/قالت كندا، أمس (الخميس)، إن 13 من مواطنيها تم اعتقالهم في الصين منذ إلقاء القبض على المديرة المالية لشركة «هواوي تكنولوجيز»، منغ وان تشو، الشهر الماضي، في فانكوفر بطلب من الولايات المتحدة. وقال بيان للحكومة الكندية إن 8 «على الأقل» من أولئك الثلاثة عشر أطلق سراحهم منذ ذلك الحين. ولم يكشف البيان ما هي الاتهامات التي قد تكون وجّهت لأي منهم. وقبل بيان يوم الخميس، لم يُعلن سوى عن اعتقال 3 كنديين. وتصاعدت التوترات الدبلوماسية بين كندا والصين، منذ إلقاء القبض على منغ في الأول من ديسمبر (كانون الأول). وقالت الحكومة الكندية عدة مرات إنها لا ترى أي رابط صريح بين القبض على منغ، وهي ابنة مؤسس شركة «هواوي»، واعتقالات المواطنين الكنديين. لكن دبلوماسيين غربيين في بكين ودبلوماسيين كنديين سابقين يقولون إنهم يعتقدون أن الاعتقالات خطوة انتقامية من الصين. وأُفرج عن منغ بكفالة 10 ملايين دولار كندي (7.4 مليون دولار أميركي) يوم 11 ديسمبر (كانون الأول)، وهي تقيم الآن في أحد منزليها في فانكوفر، بينما تحاول مقاومة تسليمها للولايات المتحدة. ويتحتم على المسؤولة البالغة 46 عاماً ارتداء جهاز مراقبة في الكاحل والبقاء في المنزل من الساعة 11 مساء حتى السادسة صباحاً.

 

بلجيكا: وزير شؤون الهجرة والأجانب يتلقى طرداً به مسحوق غامض بعد تهديدات بالقتل وصدرت تشريعات في عهده لإبعاد المتورطين في قضايا التطرف والإرهاب

بروكسل: عبد الله مصطفى/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19/قال وزير شؤون الأجانب البلجيكي السابق ثيو فرانكين، إنه سبق أن تلقى تهديدات بالقتل أثناء وجوده في منصبه، إلى جانب تهديدات أخرى، مثل الإبلاغ عن وجود متفجرات أو مسحوق مشبوه في ظرف بريدي: «ولكن أن يأتي التهديد إلى المنزل ويهدد أفراد عائلتي، فبالطبع هذا الأمر مختلف». وأعرب الوزير السابق في تصريحات له عقب أداء اليمين القانونية، بعد أن عاد إلى عمله السابق عمدة بلدية لوبيك في الجزء الفلاماني شمال البلاد، أنه يأمل أن يتوصل رجال الشرطة إلى تحديد هوية من قام بإرسال الطرد البريدي الذي كان يوجد به المسحوق المشبوه، الذي تبين فيما بعد أنه عبارة عن دقيق ومواد بلاستيكية. وكان الوزير السابق قد تلقى تهديداً تمثل في إرسال مسحوق غامض داخل مظروف، مما استدعى إخلاء منزله والقيام بعملية فحص للمسحوق وتكثيف التحريات للكشف عن هوية من وقف وراء هذا التهديد ضد الوزير الذي استقال من منصبه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد أن عرفت البلاد في فترة توليه المنصب صدور تشريعات وقوانين استهدفت المدانين في قضايا التطرف والإرهاب.

وأعطت تلك القوانين الحق للسلطات بإبعاد هؤلاء خارج البلاد، وصدرت قرارات حكومية بالفعل بطرد عدد ممن اعتبرتهم السلطات خطراً على الأمن والمجتمع، سواء عبر خطاب الكراهية أو خطاب التشدُّد أو التورُّط في أعمال إرهابية، خصوصاً في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له بلجيكا في مارس (آذار) من عام 2016، واستهدف مطاراً ومحطة للقطارات الداخلية في العاصمة بروكسل، وأسفر عن مقتل 32 شخصاً، وإصابة 300 آخرين، فقد جرى الإعلان في العاصمة البلجيكية، بروكسل، عن انتهاء فترة الحجر الصحي التي فُرِضت على منزل وزير الهجرة وشؤون الأجانب ثيو فرانكين بعد أسبوعين فقط من ترك منصبه، إثر أزمة حكومية عرفتها البلاد، وأصبح فرانكين الآن عمدة بلدية لوبيك. وجاء قرار السلطات بفرض الحجر الصحي، وإخلاء المنزل، عقب العثور على مسحوق مشبوه داخل ظرف مغلق وصل إلى منزل الوزير السابق ليلة رأس السنة، وتم إخراج ثيو فرانكين وعائلته من المنزل، بعد أن أخذ فريق الحماية المدنية المغلَّف الذي يحتوي على مسحوق مشبوه، وبعد أن قام الوزير السابق بفتح الظرف. وقال قائد الشرطة المحلية في لوبيك إنه لم يُصب أيّ فرد من أفراد الأسرة بسوء، وقد خضع أفراد عائلة فرانكين واثنان من المتعاونين في الموقع لفحص طبي أثناء إرسال الحماية المدنية على الفور. وقال قائد الشرطة: «أخذت الحماية المدنية المغلف والمسحوق إلى المختبر حيث تم تحليل كل شيء»، مضيفاً أنه لم يُصب أحد، مما يشير إلى أن المسحوق غير ضار، وأكد قائلاً: «في غضون ذلك، نحاول العثور على الشخص الذي أرسل الرسالة». وفي أبريل (نيسان) الماضي، قال وزير الدولة البلجيكي ثيو فرانكين، إنه منذ بدء تنفيذ القوانين الجديدة الخاصة بإبعاد الأجانب الذين يشكلون خطراً على الأمن العام، وبالتحديد منذ أبريل 2017، جرى سحب أوراق الإقامة القانونية في البلد من 112 شخصاً تورَّطوا في قضايا لها صلة بالإرهاب وجرائم أخرى، ومنها الاغتصاب والسطو المسلح وغيرهما، وهي قوانين اعتمدها البرلمان، وتعطي السلطات الحق في إلغاء أوراق الإقامة للأجانب الذين وُلِدوا على التراب البلجيكي، أو جاءوا إلى البلاد، وهم أطفال أقل من 12 عاماً، وذلك بعد أن يتورطوا في جرائم تشكل خطراً على المجتمع والأمن العام. وأثارت تلك القوانين جدلاً كبيراً أثناء مناقشتها في البرلمان، وهي فترة وصفها الوزير فرانكين بأنها كانت صعبة.

 

واشنطن تخشى قتل الأتراك للأكراد بعد انسحابها من سوريا

واشنطن/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19/كشف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم أمس (الخميس)، عن مخاوف أميركية من قتل الأتراك للأكراد بعد انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، مشيراً إلى أن واشنطن تسعى لضمان عدم حدوث ذلك بعد انسحاب القوات الأميركية من شمال البلد الغارق في الحرب. وقال بومبيو لموقع "نيوزماكس" الإخباري الأميركي المعروف بقربه من المحافظين، إنّ "الأهمية هي لضمان ألّا يقتل الأتراك الأكراد، ولحماية الأقليّات الدينية في سوريا. كلّ هذه الأمور لا تزال جزءاً من المهمّة الأميركية". ورفض وزير الخارجية الأميركي الإعلان عن الجدول الزمني المقرّر لسحب الجنود الأميركيين من شمال سوريا، وذلك كي "لا يعرف خصوم" الولايات المتحدة "متى سينسحب الجنود الأميركيون من الأراضي السورية.

 

اتساع دائرة المعارك شمال سوريا بين «هيئة تحرير الشام» والمعارضة وعشرات القتلى والجرحى والأسرى في أرياف حلب وإدلب وحماة

دمشق - لندن/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19/اتسعت أمس دائرة المعارك العنيفة بين فصائل المعارضة السورية وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) في محافظات شمال وغرب سوريا. وقال قيادي في الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش السوري الحر الخميس لوكالة الأنباء الألمانية إن: «مقاتلي الجبهة يخوضون أعنف الاشتباكات ضد عناصر هيئة تحرير الشام في محافظات ريف حلب وإدلب وريف حماة، وأن 15 عنصراً من الهيئة قتلوا في كمين محكم نفذه مقاتلو الجبهة الوطنية للتحرير في محيط بلدة بلنتا في ريف حلب الغربي». وأكد القائد العسكري أن «الجبهة الوطنية للتحرير سيطرت على بلدة الجينة كفر ناصح بريف حلب الغربي بعد معارك ضد تحرير الشام»، مشيراً إلى أن «الجبهة الوطنية تستعيد السيطرة على قرية ترملا بريف حماة بعد سيطرة تحرير الشام عليها صباحا». وأضاف أن «الاشتباكات لا تزال مستمرة في المنطقة، كما تجري اشتباكات عنيفة بالرشاشات الثقيلة بين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام التابعة للجبهة الوطنية للتحرير في قرى المستريحة وميدان غزال بجبل شحشبو غرب حماة». وقال القائد العسكري إن «مقاتلي حركة نور الدين الزنكي التابعة للجبهة الوطنية للتحرير يخوضون منذ فجر الخميس معارك على أطراف بلدة دارة عزة لاستعادة السيطرة على البلدة التي دخلتها هيئة تحرير الشام منذ يومين». من جانبه، قال مصدر في المعارضة السورية إن «هيئة تحرير الشام سيطرت على قرى شولين وقرة جرن شهرناز والديرونة وميدان غزال وشير مغار وحواحز الجبهة الوطنية المخصصة لحماية النقطة التركية داخل قرية شير مغار في جبل شحشبو بريف حماة الغربي بعد اشتباكات مع الجبهة الوطنية للتحرير». وأضاف المصدر: «دفعت حركة أحرار الشام بتعزيزات جديدة إلى محاور الاشتباك في قرية ترملا كما فرضت هيئة تحرير الشام سيطرتها على بلدتي أرينبة وسفوهن وقرية شورلين بريف إدلب الجنوبي بعد توجيه أرتالها العسكرية فجر اليوم (أمس)، وتشهد المنطقة معارك عنيفة مع الجبهة الوطنية للتحرير».

وأمام سيطرة هيئة تحرير الشام على مناطق واسعة كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة أعلنت الجبهة الوطنية للتحرير ليل الأربعاء- الخميس النفير العام لـ«صد عدوان هيئة تحرير الشام» في الشمال السوري عبر بيان أصدرته. وقالت الجبهة إنها «اتخذت هذه الخطوة بعد سلسلة الاعتداءات الأخيرة التي قامت بها هيئة تحرير الشام والتي تدل على استخفافها بدماء الثوار واستنكافها عن الاحتكام للشرع ومقامرتها بالمصالح العليا للثورة السورية». ولفتت الجبهة إلى أن «هذا الإعلان جاء للتصدي لاعتداءات الهيئة وردع الظالم واسترداد كافة المناطق التي اغتصبها». من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» لاحقا أن «الاقتتال الدامي بين كبرى فصائل الشمال السوري امتد من محافظتي حلب وإدلب إلى محافظة حماة، حيث رصدنا هجوماً تنفذه حركة أحرار الشام الإسلامية المنضوية تحت راية الجبهة الوطنية للتحرير على مواقع هيئة تحرير الشام في منطقة قسطون بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، في حين لا تزال المعارك العنيفة متواصلة على محاور عدة ضمن جبل شحشبو في الريف الإدلبي، بين الجبهة الوطنية للتحرير من طرف، وهيئة تحرير الشام من طرف آخر».

ولاحظ «المرصد» هجمات معاكسة تنفذها الوطنية للتحرير لاستعادة ما خسرته لصالح تحرير الشام منذ صباح الخميس، إذ تمكنت من استعادة كل من ميدان غزال وشهرناز والديرونة وشير مغار ومزرعة الجاسم وجب سليمان وشولين، فيما تبقى ارينبة وكرسعا والفقيع، لا تزال تسيطر عليها تحرير الشام بعد هجمات الخميس، أما في القطاع الغربي من ريف حلب، فتستمر الاشتباكات بين حركة نور الدين الزنكي، وبين هيئة تحرير الشام، بوتيرة عنيفة على محاور بلنتا والجينة ومحاور أخرى في المنطقة، تترافق مع عمليات استهدافات بالقذائف والرشاشات، في حين خلف الاقتتال المتواصل في يومه الثالث مزيداً من الخسائر البشرية. وأشار «المرصد» إلى أنه «ارتفع إلى 41 على الأقل تعداد صرعى هيئة تحرير الشام، فيما ارتفع إلى 34 عدد العناصر الذين لقوا مصرعهم من مقاتلي حركة نور الدين الزنكي، في حين كان المرصد السوري وثق 6 مدنيين بينهم ممرض وطفلان، استشهدوا في الاقتتال الجاري في القطاع الغربي من ريف حلب، فيما تسببت الاشتباكات بين كل من الجبهة الوطنية للتحرير من جهة، وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى، بجرح وأسر عدد كبير من مقاتلي الطرفين».

 

تشكيك تركي بجدية أميركا في الخروج من سوريا وأنباء متضاربة حول انسحاب «الوحدات» الكردية من منبج

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19/سيطر التضارب على أنباء الانسحابات من منبج، سواء بالنسبة للفصائل المسلحة الموالية لتركيا أم مسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية في منبج، بعد أن أعلن جيش النظام السوري انسحاب 400 منهم أول من أمس دون توضيح الأسباب. كانت تقارير إعلامية ذكرت مساء أول من أمس أن الفصائل المسلحة السورية المدعومة من أنقرة والتي انتشرت مؤخراً في محيط منطقة منبج، شمال غربي سوريا، انسحبت إلى حدود لواء إسكندرون (هاتاي)، الفاصلة بين تركيا وسوريا. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن عملية سحب «المؤازرات» التي جاءت مؤخراً إلى محيط منطقة منبج، تمت عبر نقل المقاتلين إلى ثكنات بمحيط ريف منبج، في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، وجرى تأمينهم في ثكنات هي عبارة عن مدارس تم تحويلها لمقرات عسكرية تابعة لما يسمى بـ«الجيش الوطني» الموالي لتركيا والمدعوم منها. وأشار المرصد إلى أن الأوضاع على خطوط التماس بين القوات التركية والفصائل المدعومة من أنقرة، وقوات «مجلس منبج العسكري» و«جيش الثوار»، عادت لما كانت عليه قبل إعلان الاستنفار في تركيا لعملية عسكرية في منبج. لكن تقارير مناقضة أشارت أمس إلى استمرار تمركز مقاتلي الجيش الوطني بطول خط المواجهة مع مقاتلي مجلس منبج العسكري. وأكد الجيش الوطني ما أعلنه جيش النظام السوري بشأن انسحاب جانب من مقاتلي «وحدات الشعب الكردية» التي تقود «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، من مدينة منبج، لكنه أرجع الانسحاب إلى تنفيذ بنود اتفاق خريطة الطريق في منبج، الموقع بين تركيا والولايات المتحدة في 4 يونيو (حزيران) الماضي. وقال الرائد يوسف حمود، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، إن نحو 300 عنصر من الوحدات الكردية انسحبوا من منبج باتجاه شرق الفرات، لكن هذا لا يعني بطبيعة الحال أن المدينة أخليت من الوحدات الكردية بشكل كامل. وأوضح حمود، في تصريحات أمس، أن الانسحاب يأتي ضمن خريطة الطريق، المتفق عليها بين أنقرة وواشنطن حول منبج، التي يحيط بها الجيش الوطني، ويتركز على أطرافها، مشيراً إلى أن النظام يحاول أن يستغل الانسحاب إعلامياً، وربطه باتفاقات بينه وبين الوحدات الكردية.

وشدد على أن موضوع منبج يعود إلى قرار من واشنطن بشكل خاص، وجدول انسحاب الوحدات الكردية من المدينة يعود لخريطة الطريق بين أميركا وتركيا. ولفت أن قوات النظام توجد بريف منبج في قرية التايهة، الواقعة جنوب المدينة بـ16 كم، وفي بلدة العريمة على طريق منبج - الباب، وقرية جب مخزوم جنوب منبج. وفي السياق ذاته، نفت مصادر محلية انسحاب مسلحي الحماية الكردية من منبج، مشيرة إلى أن الرتل الذي انسحب تابع لـ«جيش الثوار»، أحد فصائل تحالف «قسد». في السياق ذاته، شككت صحيفة «يني شفق» التركية القريبة من الحكومة، في جدية واشنطن في سحب قواتها من سوريا، قائلة إنها توصلت إلى معلومات حول المقرّات العسكرية التابعة للوحدات الكردية في منبج، وإن المقر الرئيسي الذي أنشأته الولايات المتحدة شرق منبج، بهدف دعم الميليشيات الكردية، يشير إلى عدم جدية قرار ترمب الأخير حول انسحاب القوات الأميركية من سوريا. وأضافت الصحيفة أن قرية «الحية» الواقعة شرق منبج تضم مقراً عسكرياً، يجتمع فيه قياديّو الوحدات الكردية كل يوم بشكل دوري، ويحضر الاجتماع قادة من حزب العمال الكردستاني، بعضهم قدم من قنديل شمال العراق، التي تعتبر المعقل الرئيسي لقيادات الحزب، وعلى رأسهم القيادي جميل مظلوم. وبحسب الصحيفة، فإن ضباطاً من القوات الأميركية في منبج، يزورون المقر المذكور بشكل منتظم، ويجتمعون من وقت لآخر مع قياديّي «العمال الكردستاني» في قنديل. وأشارت الصحيفة إلى أن مقراً عسكرياً منعزلاً يقع في قرية تشرين، جنوب منبج، يجتمع فيه مقاتلو الوحدات الكردية الذين تلقوا تدريبات في جبال قنديل، شمال العراق، وأن الاجتماع محظور على أي أحد لم يتلقَّ تدريبات خاصة في قنديل.

 

بيلوسي تدعو ترمب لإلقاء خطاب حالة الاتحاد نهاية يناير

واشنطن/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19/دعت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أمس (الخميس)، الرئيس دونالد ترمب إلى إلقاء الخطاب التقليدي عن حال الاتحاد أمام الكونغرس بكامل أعضائه، في 29 يناير (كانون الثاني) الحالي. وكتبت بيلوسي، في تغريدة على «تويتر»: «دعوت دونالد ترمب إلى إلقاء خطابه عن حال الاتحاد أمام دورة مشتركة للكونغرس في 29 يناير 2019». ونشرت صورة للدعوة التي وجّهتها إلى رئيس الولايات المتحدة. وتقليدياً، يدعو رئيس مجلس النواب سيد البيت الأبيض إلى إلقاء هذا الخطاب السنوي أمام مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس. وعادت الديمقراطية نانسي بيلوسي، التي أصبحت رئيسة لمجلس النواب، الخميس، لتشغل ثالث منصب في هرم السلطة السياسية الأميركية، وكانت شغلت المنصب نفسه من 2007 إلى مطلع 2011. والرئيس ملزم بإلقاء خطابه السنوي عن حال الاتحاد، الذي يوضح فيه سياسته للشعب الأميركي وممثليه في بداية السنة. وكان جورج واشنطن ألقى أول خطاب عن حال الاتحاد في 8 يناير 1790

 

الكونغرس الأكثر تنوعاً يباشر مهامه وسط شلل حكومي والبيت الأبيض والديمقراطيون يبحثون سبل إنهاء الإغلاق

واشنطن/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19/بدأ الكونغرس الأميركي الأكثر تنوعاً في تاريخ الولايات المتحدة، أمس، عمله على وقع إغلاق حكومي جزئي دخل أسبوعه الثاني، وانقسامات عميقة بين الجمهوريين والديمقراطيين حول قضايا جوهرية تشمل الصحة والهجرة والاقتصاد والسياسات الخارجية. ويضم الكونغرس الـ116 في تاريخ البلاد، رقماً قياسياً من النساء والأقليات، واستهل مهامه ظهر أمس بـ435 عضواً جديداً في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، فيما يبقى مجلس الشيوخ المؤلف من 100 سيناتور تحت سيطرة الجمهوريين. وكان لافتاً أن الكونغرس الجديد سمح للمرة الأولى لنائبة بارتداء الحجاب في مقرّه، وذلك بمبادرة من إلهان عمر، واحدة من مسلمتين اثنتين صنعتا التاريخ بالفوز بمقعدين. وشاركت عمر، اللاجئة الصومالية سابقاً في صياغة التعديل الذي يحظر منذ 181 سنة أي غطاء للرأس داخل الكونغرس. وستسمح النسخة الجديدة باستثناءات لأسباب دينية، وتطبق على الحجاب للمسلمين والقلنسوة لليهود والعمامة للسيخ. واعتمد القانون السابق المتعلق بغطاء الرأس في عام 1837 من طرف مشرّعين أميركيين، سعوا للابتعاد عن تقليد القبعات في البرلمان البريطاني.

إلى ذلك، تسلّمت الديمقراطية نانسي بيلوسي (78 عاماً) رئاسة مجلس النواب، مسجلةً بذلك عودةً لافتة إلى الساحة السياسية الأميركية على رأس ثالث سلطة في الولايات المتحدة بعد الرئيس ونائبه مايك بنس، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وأُعيد انتخاب بيلوسي في المنصب الذي سبق لها أن شغلته كأول امرأة في تاريخ البلاد، بين عامي 2007 و2010. وتبدأ بيلوسي المعارضة لغالبية سياسات ترمب الداخلية، يومها الأول في المنصب الجديد بتحدّي الرئيس، إذ خطط الديمقراطيون لأن يطرحوا على التصويت تدابير مالية مؤقتة تسمح بفكّ إغلاق الإدارات الأميركية المشلولة جزئياً منذ 22 ديسمبر (كانون الأول) بسبب عدم الاتفاق على موازنة.

لكن البيت الأبيض سبق أن رفض تلك الطروحات، لأنها لا تضمن مبلغ خمسة مليارات دولار الذي يطالب به ترمب بهدف تمويل الجدار الذي يرغب ببنائه على الحدود مع المكسيك، للتصدّي للهجرة غير القانونية.

أما في مجلس الشيوخ، فلن يكون لتلك الاقتراحات أي صدى، إذ وعد رئيس الأغلبية الجمهورية بأنه لن يُخضع للتصويت سوى الحل الذي سيحظى بموافقة الديمقراطيين وتوقيع دونالد ترمب. ويملك الجمهوريون الأغلبية في مجلس الشيوخ (53 مقعداً من أصل 100)، لكن ذلك لا يمنحهم القدرة على تجاوز الديمقراطيين، فإقرار القوانين المالية يحتاج لأغلبية 60 صوتاً. وفي اليوم الثالث عشر للإغلاق، لا تزال مسألة إيجاد مخرج للأزمة تبدو صعبة. وتمسك ترمب، أول من أمس (الأربعاء)، خلال اجتماع مع الديمقراطيين بموقفه من الجدار الحدودي، قائلاً إن «ذلك قد يدوم لوقت طويل»، قبل أن يدعو مسؤولين من كلا الطرفين للقاء جديد اليوم. وكرّر الديمقراطيون موقفهم المؤيد لأمن «متين» على الحدود، مع استمرار معارضة الجدار الذي يرون أنه «مكلِّف» و«غير مجدٍ». وقد تؤشر هذه المواجهة لبداية معركة شرسة مقبلة، مرفقةً بوعود بتحقيقات برلمانية عدة تطال دونالد ترمب ومحيطه. وأول هذه التحقيقات تلك المتعلّقة بشكوك التعاون بين فريق ترمب الانتخابي وموسكو في حملة الرئاسة عام 2016، علماً بأن هذه القضية سمّمت العهد الجمهوري منذ بدايته مع تحقيقات المدعي العام الخاص بالقضية روبرت مولر. ومع سيطرتهم على مجلس النواب، نال الديمقراطيون رئاسة اللجان البرلمانية ذات السلطات القوية في مجال التحقيقات، تحديداً تلك المتعلقة بتحديد الشهود وتنسيق تقديم الوثائق المرتبطة بالتحقيق. ووعد الديمقراطيون بأنهم سيطلبون من الرئيس تقديم إعلان ضريبي عن مداخيله. وسبق لترمب أن رفض القيام بذلك خلال الحملة الرئاسية. ويمكن على خلفية كل ذلك، أن ترتسم بوضوح أكثر إمكانية طرح «إجراء إقالة الرئيس». وحتى اللحظة، استبعدت نانسي بيلوسي هذا السيناريو، مؤكدةً أنها تريد انتظار نتائج التحقيقات أولاً. وقالت بيلوسي لمجلّة «إيل» بنسختها الأميركية: «إذا توجب علينا القيام بذلك، فسنتحمّل مسؤولياتنا. لكنني لن أدفع بذلك الاتجاه». وعلى بيلوسي أن تُخضع مسألة الإقالة للاختبار، وتحقيق توازن بين المنتخبين حديثي العهد الذين يدعون إلى «مقاومة» ترمب من جهة، وأولئك الأكثر اعتدالاً الذين انتخبوا في دوائر انتخابية مؤيدة لترمب، من جهةٍ ثانية.

وفي الوقت الحالي، لا يبدو أن محاولات عزل الرئيس الـ45 للولايات المتحدة ستذهب بعيداً؛ فحتى إذا نجح الديمقراطيون بالتصويت على توجيه الاتهام له في مجلس النوب، يعود لمجلس الشيوخ أن يقرّر في شأن محاكمته.

 

بومبيو يتوقع قمة قريبة بين ترمب وكيم ويستبعد اتفاقاً نهائياً

واشنطن/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19/أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس (الخميس)، عن تفاؤله بشأن إمكانية عقد قمة ثانية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في وقت قريب، إلا أنه استبعد أن تثمر عن توقيع اتفاق تاريخي. والثلاثاء، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي عقد قمة تاريخية مع نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون في سنغافورة في يونيو (حزيران)، أنه تلقى «رسالة رائعة» من الأخير. وأوضح بومبيو لشبكة «فوكس نيوز» أنه «لا يزال هناك كثير من العمل الذي يجب أن يتم إنجازه، لكنني واثق من أنه ستكون هناك فرصة لإجراء لقاء مجدداً بين الرئيس ترمب والزعيم كيم في الفترة القصيرة المقبلة». وأفاد بأن القمة ستعمل على «جعل أميركا أفضل وأكثر أماناً، مع تخفيف خطر انتشار الأسلحة النووية وليس فقط خطر تعرضنا إلى اعتداء بالأسلحة النووية». ولدى سؤاله إن كانت القمة المقبلة ستؤدي إلى اتفاق طويل الأمد، أجاب بومبيو: «سأتفاجأ لو تمكنا من إنجاز كل شيء في هذا الاجتماع، رغم أن القيام بذلك سيكون أمراً رائعاً». وفي أول قمة بينهما، اتفق ترمب وكيم على العمل باتجاه نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، لكن ذلك جاء في اتفاقية مبهمة لم تتطرق إلى التفاصيل. وتضغط الولايات المتحدة على كوريا الشمالية لنزع أسلحتها النووية قبل أي تخفيف للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. بدوره، يطالب كيم، الذي حكمت عائلته كوريا الشمالية على مدى 70 عاماً، بالحصول على امتيازات اقتصادية فوراً وإنهاء الحرب بين الكوريتين التي دارت بين العامين 1950 و1953 رسمياً.

 

الرئيس البرازيلي يؤكد عزمه على نقل السفارة إلى القدس

برازيليا/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19/أكّد الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو في مقابلة تلفزيونية مساء أمس (الخميس)، عزمه على نقل سفارة بلاده في إسرائيل من تلّ أبيب إلى القدس. وقال بولسونارو في مقابلة مع شبكة «اس بي تي» التلفزيونية هي الأولى له منذ تولّيه مهامه الرئاسية الثلاثاء، إنّه اتفّق على نقل السفارة إلى القدس خلال مباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي زار البرازيل خصيصاً للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس اليميني المتشدّد. وصرّح بولسونارو «كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي فالقرار اتّخذ ولم يبق إلاّ تحديد متى سيتمّ تنفيذه». وكان نتانياهو أعلن الأحد، خلال زيارة إلى ريو دي جانيرو، أنّ البرازيل ستنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس، ولم يتبقّ على تنفيذ هذا القرار سوى تحديد موعد لتنفيذه. ونقل موقع «يو أو إل» الإخباري البرازيلي عن نتنياهو قوله لعدد من أبناء الطائفة اليهودية في ريو دي جانيرو إنّ نقل السفارة البرازيلية إلى القدس «ليس مسألة (إذا) بل مسألة (متى)». وفي مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) قال بولسونارو إنه يعتزم أن يحذو حذو الرئيس الأميركي دونالد ترمب وينقل سفارة بلاده إلى القدس، لكنّه عاد عن ذلك لاحقاً وقال إنّه «لم يتمّ اتّخاذ قرار بهذا الشأن بعد». وسبق وأن أبدى بولسونارو رغبته بتوثيق العلاقات مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو ما يمثل تغييرا بالنسبة لبرازيليا التي حكمتها على مدى عقود حكومات من يسار الوسط ويمين الوسط التزمت بالتوافق الدولي حيال المسائل المرتبطة بالنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي ووضع مدينة القدس المتنازع عليها بين الجانبين.

 

معارك بين «طالبان» والقوات الحكومية تودي بحياة عشرات وترمب مصمم على سحب قوات بلاده من أفغانستان

كابل: جمال إسماعيل/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19/وسط جمود في عملية السلام في أفغانستان، ورفض «طالبان» أي إمكانية لتوقيع اتفاق سلام دون سحب القوات الأجنبية كافة من أفغانستان، بدأت الحكومة الأفغانية بالتعاون مع الإدارة الأميركية إعادة الحسابات من أجل إشراك عدد من الدول والقوى المحلية والإقليمية في منع «طالبان» من الوصول إلى السلطة، وباتت مسألة سحب القوات الأميركية تدريجياً من أفغانستان مسألة وقت، قد يبدأ خلال الأسابيع المقبلة. فقد كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، عن أن البنتاغون يعتزم خفض وجوده العسكري في أفغانستان إلى النصف، لكنه سيبقي على مجموعات من القوات الخاصة لشنّ غارات ضد قوات «طالبان» في أفغانستان. وحسب وسائل إعلام أميركية، فإن الجنرال سكوت ميلر، قائد قوات الناتو في أفغانستان، يعتزم سحب نحو سبعة آلاف جندي من أفغانستان خلال عام، والإبقاء على القوات الخاصة هناك لضرب مسلحي «طالبان» وتنظيم الدولة. وقال ممثل مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض، غاريت ماركس: إن الرئيس دونالد ترمب لم يتخذ بعد قراره بتقليص الوجود العسكري الأميركي أو سحب القوات من أفغانستان. إلا أن الجنرال سكوت ميلر، قائد القوات الأميركية في أفغانستان أبلغ ضباطه وجنوده في حفل بمناسبة بدء السنة الجديدة، بأن عليهم الاستعداد لأي أمر، بما في ذلك العودة إلى البلاد، حسبما جاء في كلمة له بهذه المناسبة. وذكرت شبكة «سي إن إن» عن مصدر في البيت الأبيض، أن عدد العسكريين الأميركان في أفغانستان سينخفض بنحو النصف إلى سبعة آلاف جندي. ويأتي الجدل الأميركي حول سحب قوات أميركية من أفغانستان وسط احتدام للمعارك في عدد من الولايات الأفغانية بين قوات «طالبان» والقوات الحكومية الأفغانية.

فقد ذكرت وكالة «خاما بريس» الأفغانية نقلت عن «فيلق شاهين» التابع للجيش في شمال أفغانستان، قوله: إن أحد عشر من مسلحي «طالبان» لقوا مصرعهم وأصيب سبعة آخرون في مواجهات وغارة جوية شنتها القوات الحكومية على مواقع «طالبان» في ولاية فارياب الشمالية. وقال بيان الجيش: إن مواجهات اندلعت بين قوات أمنية وعناصر من «طالبان» في أركليك بمنطقة قيصار ليل الأربعاء، حيث لقي ثمانية مسلحين مصرعهم وأصيب سبعة آخرون، في حين قتل ثلاثة مسلحين آخرين في غارة جوية شنتها مقاتلات أفغانية على منطقة جارزيوان في الإقليم نفسه. وحسب بيان الجيش الأفغاني، فإن قواته دمرت عدداً من مواقع وتحصينات «طالبان» في الولاية. ونقلت وكالة «خاما بريس» عن مسؤولين في ولاية بغلان شمال العاصمة كابل، أن مواجهات عنيفة وقعت بين قوات الحكومة وقوات «طالبان» في مدينة بولي خمري مركز الولاية.

وأكد مسؤولون محليون في الولاية، أن الاشتباكات وقعت حين هاجمت قوات «طالبان» عدداً من المراكز الأمنية ليل الأربعاء موقِعة خسائر فادحة في قوات الحكومة. وقال حاكم الولاية عبد الحي نعمتي: إن ما لا يقل عن عشرة من القوات الحكومية لقوا مصرعهم في الاشتباكات، مضيفاً أن قوات «طالبان» تعرضت كذلك لخسائر بشرية، لكنه لم يستطع تحديدها. ونقلت الوكالة عن الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد قوله: إن عشرين من القوات الحكومية لقوا مصرعهم في الاشتباكات، وأن قوات «طالبان» دمرت عشرين نقطة مراقبة وتفتيش حكومية، في حين أكد حاكم الولاية، أن نقطتين أمنيتين فقط تم تدميرهما من قبل «طالبان». وقالت مصادر أمنية: إن أحد عشر من رجال الشرطة على الأقل لقوا مصرعهم في الاشتباكات التي وقعت ليلة أول من أمس. من ناحيتها، أصدرت «طالبان» عدداً من البيانات عن عمليات قواتها في عدد من الولايات الأفغانية، وجاء في أحد البيانات: إن اثنين من القوات الأجنبية قتلوا، إضافة إلى خمسة من القوات الحكومية في حادثة إطلاق نار تعرضوا لها من قبل شرطي أفغاني في قاعدة عسكرية في هيرات. وجاء في بيان «طالبان»: إن الحادث وقع في قاعدة عسكرية بين مدينة هيرات وبلدة إسلام قلعة على الحدود مع إيران، حيث تعرضت دبابة للقوات الأجنبية إلى إطلاق نار وتم تدميرها وقتل اثنين من القوات الأجنبية، إضافة إلى إصابة خمسة آخرين بجراح خطيرة، في حين تمكنت القوات الحكومية من قتل مطلق النار.

وفي بيان آخر، قالت «طالبان»: إن خمسة وثلاثين قتلوا أو جرحوا في قصف قامت به قواتها على أحد المراكز العسكرية في ولاية قندهار جنوب أفغانستان. وحسب بيان الحركة، فإن قواتها تمكنت من تدمير القاعدة العسكرية في منطقة مندوزو في مديرية مايواند في ولاية قندهار ليلة أول من أمس. وأضاف البيان: إن القاعدة كان فيها أربعون جندياً حكومياً، قُتل وجرح منهم خمسة وثلاثون، وتم تدمير خمس عربات مصفحة وناقلة عسكرية محملة بالذخيرة. وجاء في بيان «طالبان»: إن القوات الحكومية أرسلت المروحيات لنقل الجنود القتلى والجرحى. وكانت ولاية زابل المجاورة لولاية قندهار من الشمال الشرقي شهدت اشتباكات بين قوات «طالبان» والقوات الحكومية في منطقة سرخ سانغ ومنطقة زيارت، حيث ذكرت «طالبان» أن قواتها تمكنت من تدمير مركزين أمنيين للقوات الحكومية، وإجبار أفراد هذه القوات على الفرار من المنطقة.

ونشرت «طالبان» شريطاً مصوراً عن عمليات لها في العام الماضي أسمته «انهيار استراتيجية ترمب»، حيث وثقت «طالبان» الكثير من عملياتها في شريط مدته 17 دقيقة، وتقدم قوات «طالبان» في عدد من الولايات الأفغانية.

سياسياً، فقد توجه مستشار الرئيس الأفغاني للأمن الوطني حمد الله محب إلى دلهي في زيارة رسمية يلتقي خلالها نظيره الهندي أجيت دوفال لبحث الدعم الهندي للحكومة الأفغانية في ظل إمكانية انسحاب القوات الأميركية جزئياً أو كلياً من أفغانستان، حسب مصادر القصر الرئاسي الأفغاني.

وتلعب الهند دوراً رئيسياً في دعم الحكومة الأفغانية، حيث قدمت لها ما يزيد على ملياري دولار من الاستثمارات الهندية في أفغانستان في مجالات البنية التحتية وعدد من مشروعات بناء السدود في أفغانستان. كما أعلنت الهند عزمها تقديم مليار دولار منحةً للحكومة الأفغانية. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب طالب كلاً من الهند، وروسيا، وباكستان بالقتال ضد «طالبان» الأفغانية، وجاءت أقوال ترمب أثناء اجتماع لوزراء حكومته في البيت الأبيض، وأشار ترمب في كلمته التي انتقد فيها الجنرالات الأميركان ودورهم في أفغانستان إلى قرب باكستان والهند وروسيا أكثر من الولايات المتحدة من أفغانستان، وعليهم التواجد هناك وقتال «طالبان»، وأن إدارته مهتمة بتنمية وتقوية أميركا وليس القتال بديلا عن أحد في مناطق بعيدة. وقال ترمب في رده على سؤال حول دور مستقبلي للهند في الأمن في أفغانستان: «إن من الأفضل إشراك الهند في عملية السلام في أفغانستان، نحن ندعم الدور الهندي في أفغانستان».

 

استقالات في حلقة المستشارين المقربين من ماكرون وقصر الإليزيه «بيت أبيض» صغير

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19/في كلمته إلى الفرنسيين ليل الحادي والثلاثين من الشهر الماضي، سعى الرئيس الفرنسي إلى قلب صفحة «السترات الصفراء» نهائيا والتركيز على برنامجه الإصلاحي وعزمه على السير به رغم الصعوبات. لكن الرغبة الرئاسية شيء، والواقع شيء آخر. فلا الكلمة الرئاسية التي تميزت بالتشدد والتركيز على احترام القوانين واللعبة الديمقراطية أعادت «السترات الصفراء» إلى بيوتهم، ولا قلبت صفحة الصعوبات التي أضعفت إيمانويل ماكرون الذي هبطت شعبيته إلى الحضيض.

ومع اقتراب استحقاق الانتخابات الأوروبية في شهر مارس (آذار) المقبل، تتكاثر الأسئلة حول استراتيجية الحكم من أجل استعادة المبادرة سياسيا واجتماعيا وهو يراهن على جولات «الحوار الوطني»، التي أعلن عنها في عز الاحتجاجات الأخيرة التي ستتناول محاور أربعة: النقلة البيئوية، والنظام الضريبي، وتنظيم بنى الدولة، وأخيرا الديمقراطية والمواطنة. بيد أن توق ماكرون لانطلاقة جديدة عادت لتُكدّرها ترجيعات الأشهر الماضية. فبعد أن اختفت عن التداول ما اصطلح على تسميته «فضيحة ألكسندر بنعالا»، عادت الأشواك تبطئ الحركة الرئاسية مع انكشاف فصول جديدة منها، وأهمها أن بنعالا الذي أزيح من الإليزيه، حيث كان مسؤولا عمليا عن أمن الرئيس وعائلته بداية أغسطس (آب) الماضي، بقي محتفظا بجوازي سفر دبلوماسيين رغم أنه لم يعد يتمتع منذ خمسة أشهر بأي صفة رسمية. والأسوأ من ذلك، أن ماكرون نفسه اعترف أنه بقي على تواصل معه على الأقل مرتين بعد أن هدد بنعالا ضمنيا بكشف القرائن التي بحوزته، والتي تثبت ذلك.

وفي سياق مواز، ما زالت الحركة الاحتجاجية التي انطلقت مع رفع رسوم المحروقات حية رغم مرور فترة الأعياد، وخصوصا رغم تدابير التهدئة المالية التي ستكلف ميزانية الحكومة ما لا يقل عن عشرة مليارات يورو. وأوقفت السلطات الفرنسية مساء الأربعاء، إريك درويه أحد قادة مظاهرات «السترات الصفراء» لتنظيمه مظاهرة لم تأذن بها السلطات في باريس. وخرج بعد ظهر أمس من الحجز الاحتياطي، وقال للصحافيين أمام مركز الشرطة حيث كان موقوفا: «كل ما يحصل هنا له طابع سياسي، الطريقة التي تتم بها الأمور مسيّسة».

للرئيس الأسبق جاك شيراك قول مأثور مفاده أن «المصائب لا تأتي فرادى»، الأمر الذي ينطبق على ماكرون. فما إن خرج الأخير من أزمة استقالة أهم وزيرين في حكومته، وزيري البيئة والداخلية، حتى انفجرت فضيحة بنعالا. وما إن هدأ ضجيجها قليلا حتى انطلقت الحركة الاحتجاجية في باريس وبقية المدن الرئيسية والتي دارت صورها العنيفة بما فيها صور جادة الشانزليزيه ومحيطها متحولة إلى ساحة معارك بين رجال الأمن والمحتجين على قنوات التلفزة عبر العالم. وها هي اليوم هزة جديدة تضرب أبواب القصر الرئاسي، المتمثلة باستقالات جديدة في فريق الإليزيه.

أبرز الاستقالات «الجديدة» تلك التي أعلن عنها أمس مستشار ماكرون الإعلامي، وكاتب خطبه سيلفان فور. وهذا الرجل البالغ من العمر 46 عاما كان يشغل موقعا رئيسيا في الفريق الرئاسي، والأهم من ذلك أنه كان شديد القرب من الرئيس. وقد التحق به عندما كان مرشحا رئاسيا العام الماضي. ولم يتسرب شيء عن وجود خلافات بين الرجلين، لكن توقيت الإعلان عن الاستقالة يثير أكثر من سؤال. وجل ما صدر عن المستشار المستقيل أنه يريد التفرغ لمشروعات مهنية ولعائلته، وهي حجة كلاسيكية يلجأ إليها كل مستقيل لا يريد الإفصاح عن الأسباب الحقيقية لاستقالته. وستصبح استقالة سيلفان فور الذي لا يعرفه الجمهور لأنه «رجل الظل»، نهاية الشهر الحالي.

وفي بيان قديم أعطي لوكالة الصحافة الفرنسية، أشاد فور بالرئيس ماكرون وبحسه «كرجل دولة والتزامه المطلق بخدمة فرنسا»، مؤكدا أنه يشعر بـ«الفخر» لأنه عمل من أجله. وحتى مساء أمس لم تتسرب عن الرئاسة أي معلومة بخصوص خلفه في المنصب الذي يرتدي اليوم أهمية خاصة بسبب «الطلاق» القائم بين ماكرون والرأي العام وحاجة الرئيس لوصل ما انقطع مع منتخبيه قبل ثلاثة أشهر فقط من الاستحقاق الانتخابي القادم، «الانتخابات الأوروبية».

وقبل يومين، صدر في الجريدة الرسمية خبران: الأول يتناول رحيل مستشارة ماكرون للصحافة الدولية بربارا فروجيه التي كانت إلى جانبه عندما كان وزيرا للاقتصاد ومرشحا رئاسيا ودخلت معه إلى الإليزيه. والثاني خروج مستشارة الرئيس لشؤون العالم العربي والشرق الأوسط إلهام الغربي ذات الأصول التونسية. وفي الحالتين، لم يعط الإليزيه أي مؤشرات لأسباب الرحيل.

قد يرى البعض فيما يحصل في باريس نسخة باهتة عما يعرفه البيت الأبيض. لكن ثمة فارق أساسي هو أن ماكرون لا يأتي على هذه المناقلات في تصريحاته العلنية أبدا. لكن الأمور لا تتوقف عند هذا الحد بل ثمة إشاعات أن موجة الاستقالات قد تطال أقرب شخصين للرئيس ماكرون، وهما أمين عام الرئاسة ألكسيس كوهلر وإسماعيل أميليان، مستشاره الخاص والسياسي. ويؤخذ على الأخير أنه كان على علاقة بألكسندر بنعالا وأنه ارتكب خطأ سلوكيا بحصوله على صور فيديو من الشرطة تبين لجوء بنعالا إلى استخدام العنف ضد متظاهرين بمناسبة عيد العمال، رغم أنه لا صفة رسمية له تؤهله لذلك. وتمنع القوانين المعمول بها تسريب شرائط لجهات أخرى غير المخولة بالتحقيق الرسمي. تبقى حالة ألكسيس كوهلر الذي يقول عنه ماكرون إنه الشخص الوحيد الذي قد يتفوق عليه ذكاء. ومشكلة كوهلر أن اسمه ذكر في الأشهر الماضية في ملف قديم، له علاقة بشركة نقل يمتلكها أقارب له لجهة والدته. ويزعم أنه حبذ حصولها على عقود مع شركة بناء السفن قائمة في مدينة سان نازير «غرب فرنسا»، عندما كان مسؤولا في وزارة الاقتصاد. ولاكتمال المشهد، تجدر الإشارة لاستقالة مستشار آخر لماكرون، هو ستيفان سيجورنيه الذي ترك وظيفته مستشارا في القصر الرئاسي ليهتم بحملة الانتخابات الأوروبية للحزب الرئاسي. هكذا تبدو حالة ماكرون مع انطلاقة عام 2019 الذي يريد توظيفه لإعادة إطلاق مبادراته الإصلاحية الصعبة، ومنها الضمان الاجتماعي والتقاعد والإصلاحات الدستورية وكلها ملفات متفجرة.

ثم هناك تحديات دولية تواجه الرئيس الفرنسي الذي تترأس بلاده مجموعة السبع لهذا العام، فضلا عن رغبته في العودة لمشروع إعادة إطلاق الاتحاد الأوروبي الذي يعاني من الانقسامات ومن تبعات خروج بريطانيا منه.

 

النيجر تعلن مصرع أكثر من 280 من مقاتلي «بوكو حرام»بعد عمليات برية وجوية

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19/أعلنت السلطات في النيجر، أمس، عن مصرع 287 مسلحاً ينتمون إلى جماعة بوكو حرام «الإرهابية». وقالت وزارة الدفاع بالنيجر، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس، إن «قوات وضربات جوية قتلت مسلحي جماعة (بوكو حرام) المتشددة منذ بدأت الحكومة عملية ضد الجماعة الأسبوع الماضي»، مشيرةً في بيان لها أن الجيش بدأ، الجمعة الماضي، عملية واسعة ضد أعضاء الميليشيا المسلحة في منطقة ديفا الواقعة على امتداد نهر كومادوجو جنوب شرقي البلاد والذي يفصل النيجر عن نيجيريا.

وأضافت الوزارة، أن «أكثر من 200 مسلح تم تحييدهم، بضربات جوية وقتلت قوات النيجر على الأرض 87 مسلحاً». وقالت الوزارة في بيان أذاعه التلفزيون المحلي، إن «الإجراءات المشتركة للقوات البرية والجوية أسفرت حتى أمس عن الحصيلة الإجمالية المؤقتة التالية في صفوف العدوّ، وأدّت الغارات الجويّة إلى مقتل أكثر من 200 إرهابي، بينما قضت القوات على الأرض على 87 آخرين». وأكدت الوزارة في بيانها أن قواتها «لم تتكبد أي خسارة لا في الأرواح ولا في العتاد»، وأضافت أن «الجهاديين تكبدوا أيضاً خسائر في العتاد شملت ثمانية زوارق وثلاث عربات». وحسب البيان، فقد صادر الجيش أسلحة وذخيرة بينها مدفعان رشاشان وقاذفان للقذائف الصاروخية المضادة للدروع (آر بي جي) ورشّاشات وألفا خرطوشة من عيارات مختلفة وهواتف محمولة.

وأوضحت أن عملية التمشيط الواسعة النطاق هذه، التي أُطلقت خلال الأسبوع الماضي تركّزت على طول نهر كومادوغو (الذي يشكّل خط الحدود الطبيعية بين النيجر ونيجيريا)، و«على جزر بحيرة تشاد»، مشيرةً إلى أن المناطق التي جرت فيها العمليات العسكرية هي بغالبيتها مستنقعات يختبئ فيها مقاتلو «بوكو حرام». وكان المسلحون يخططون لشن العديد من الهجمات هناك، حسب ما أعلنه أمس، وزير الدفاع، كالا موتاري. وفي يونيو (حزيران) 2016، لقي أكثر من 30 من جنود النيجر حتفهم خلال هجوم نفّذته «بوكو حرام» على بلدة بوسو، مما دفع تشاد إلى إرسال ألفي جندي لمساعدة جارتها في التصدي للمسلحين، لكنّ هذه القوات انسحبت في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2017، مما أثار مخاوف أمنية في إقليم ديفا. وتنشط «بوكو حرام» بصورة رئيسية في شمال شرقي نيجيريا، إذ قتلت أكثر من 20 ألف شخص منذ عام 2009، حيث يواصل الأصوليون الإسلاميون شن هجمات في المناطق المجاورة بالنيجر والكاميرون وتشاد. وتأتي هذه العمليات بعد أقلّ من شهر من تعبير وزير الدفاع النيجري كالا موتاري، عن تخوّفه من شنّ جماعة بوكو حرام هجمات ضد قوات بلاده. وقال الوزير مطلع الشهر الماضي، إنّ مقاتلي «(بوكو حرام) حصلوا على معدّات جديدة واستعادوا نشاطهم»، معرباً عن «تخوّفه» من هجمات قد يشنّها الجهاديون ضد النيجر «اعتباراً من هذا الشهر، الفترة التي يبدأ فيها انحسار مياه نهر كومادوغو» ويسهل بالتالي تسلّل المتمرّدين النيجيريين إلى أراضي النيجر.

 

تقرير أميركي: إرهاب 2019 من روسيا وجنوب آسيا

واشنطن: محمد علي صالح/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19/قال تقرير أميركي صدر مع بداية العام الجديد، عن توقعات النشاطات الإرهابية خلال العام، إن الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة «بالغت» في تصوير خطر الإرهاب القادم من الشرق الأوسط، وإن العام الجديد، وأعواما أخرى بعده، ستشهد نشاطات إرهابية أكثر من القادمين من جمهوريات روسيا، ومن مسلمي دول جنوب آسيا، مثل بنغلاديش، ومسلمي الروهينغا. وقال التقرير، الذي نشرته دورية «فورين بوليسي» يوم الأربعاء، إن «الطريقة التي ينظر بها الغربيون إلى الإرهاب، قد عفا عليها الزمن بشكل خطير. على مدى عقود، ركز المسؤولون في الحكومات الغربية على الهجمات التي أطلقها الشرق أوسطيون. لكن اليوم، يأتي التهديد الحقيقي بشكل متزايد من شرق آخر، من جمهوريات وسط آسيا الإسلامية، ومن مسلمي جنوب آسيا». وأضاف التقرير أن «التهديد الذي يشكله إرهابيو الشرق الأوسط ظل ينخفض لبعض الوقت. حتى خلال الحرب ضد الدولة الإسلامية، كان مسلمون روس شاركوا في الهجمات الكبيرة في الغرب». وأشار التقرير إلى هجمات مهاجرين من الشيشان في بوسطن، في الولايات المتحدة. وإلى هجوم أوزباكستاني أميركي بشاحنة، عام 2017 في نيويورك. وهجوم في السويد، في العام نفسه، قام به مهاجرون من وسط آسيا. والتفجير الانتحاري في مطار إسطنبول، عام 2016، الذي قام به مسلم روسي. والهجوم عام 2017 على ملهى ليلي في المدينة نفسها، بقيادة مسلم من أوزبكستان. وقال التقرير: «توجد أسباب كثيرة للزيادة في الإرهاب المناهض للغرب القادم من عالم ما بعد السوفيات. خلال السنوات الأخيرة، كان المتطرفون في الشرق الأوسط مشغولين كثيرا بالصراعات المحلية في العراق وسوريا واليمن. في غضون ذلك، تلاشت قوة تنظيم داعش بعد هزيمته شبه الكاملة في العراق وسوريا». وأضاف التقرير: «في الوقت نفسه، حولت الحروب في الشرق الأوسط المتشددين من المناطق الناطقة بالروسية، الذين كانوا يركزون في السابق على محاربة الحكومات القمعية في الداخل، إلى إرهابيين عالميين». وأشار التقرير إلى أنه، مع حلول عام 2017، توافد ما لا يقل عن 8.500 مقاتل من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة إلى سوريا والعراق للانضمام إلى «داعش». وأن تلك التجربة «وفرت لكثير من هؤلاء المتطرفين فرصتهم الأولى لمواجهة قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. وأيضا، جعلتهم يبحثون عن الانتقام، مقتنعين بأن العمليات المستقبلية يجب أن تستهدف الغرب، وذلك على ضوء عقود من عداء روسي مستميت ضد الدول الغربية». وأشار التقرير إلى التطورات في مجالات مثل الاتصالات والمواصلات، التي جعلت «الجهاديين الذين كانوا قاتلوا الأنظمة الروسية المركزية لأن يسافروا بسهولة أكثر حول العالم، أكثر بكثير من العرب الذين يحملون جوازات سفر عراقية أو سورية أو يمنية، ينظر إليها العالم في شكوك». وأشار التقرير إلى تزايد اضطهاد المسلمين في مناطق آسيوية، مثل غرب الصين، وجنوب آسيا، وأن تقارير إخبارية نقلت، في العام الماضي، وصول مسلمين من بلاد القوقاز إلى معسكرات اللاجئين المسلمين الروهينغا في بنغلاديش، الذين كانوا هربوا من ميانمار (بورما). ونقلت تقارير إخبارية من سوريا أن أحد زعماء المجموعة الناطقة بالروسية التابعة للمتشددين في سوريا، قال إنه يعتزم إرسال بعض من أبناء شعبه إلى بنغلاديش، لمساعدة المتطرفين هناك، وأيضا لاجئي الروهينغا. وأن هذا يمكن أن يعزز قدرات «الجهاديين» المحليين الذين يقومون بعمليات مناهضة للغرب في المنطقة، بما في ذلك الذين هجموا على مخبز في دكا في عام 2016. وقال التقرير: «في السنوات القادمة، سيزيد التهديد الإرهابي القادم من روسيا. عندما سقطت (داعش)، كان الإرهابيون الناطقون بالروسية قادرين على الفرار من العراق وسوريا بسهولة أكثر من المقاتلين الأجانب في الشرق الأوسط. الآن، عادوا، وصاروا مختبئين في مناطق روسية، أو في جمهوريات إسلامية، أو في دول أوروبية». وأضاف التقرير: «خلق إهمال الحكومات، وقمع المسلمين المتدينين في كازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان، أهدافا جذابة للمتطرفين الذين يبحثون عن مجندين جدد».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» يدخل المواجهة المصيرية الأولى منذ تأسيسه

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 04 كانون الثاني 2019

مع انطلاقة 2019، يقترب الشرق الأوسط من تحوُّلات جذرية بدأت ملامحها تتظهَّر في التطوُّرات المفاجئة والمتسارعة في سوريا. وهناك توقُّعات بمفاجآت أو صدمات أخرى. ولذلك، باشر عدد من اللاعبين الكبار مراجعةً متأنّية للحسابات. ودخلت إيران، ومعها «حزب الله»، في خطةِ مواجهة على كل الجبهات لتجنّب الخسائر، أو على الأقل للحدّ منها.

ليس مستغرَباً أن يرفع «حزب الله» سقفَ المواجهة إلى الحدود الأعلى في عملية تأليف الحكومة. وهو، إذ كان مستعداً في الأشهر الأولى من المفاوضات للقبول بتسوية متوازنة، فإنه اليوم- بالتأكيد- لن يتراجع، وقد يحاول فرض شروط جديدة إذا تمّ حلّ مشكلة الوزير السنّي السادس.

الهدف الذي يسعى إليه «الحزب» هو أن يكرّس مقداراً وافياً من النفوذ في هيكليات السلطة، يكون ضماناً له في مرحلة يُتوقع أن تشهد ضغوطاً على إيران تهدِّد حضورها في سوريا، وقد تؤدي إلى انقطاع الجسر الذي تقيمه حالياً من بغداد إلى دمشق فبيروت. التحدّي الذي تخوضه إيران اليوم هو: هل تستطيع الاحتفاظ بنفوذها في دمشق، وتالياً في سوريا كلها؟ أم إنّ الصفقات الإقليمية - الدولية الآتية ستؤدّي إلى فكّ ارتباط إيران بنظام الرئيس بشّار الأسد؟

هناك مؤشرات عدّة توحي بأنّ إيران ستحصل في سوريا على جائزة ترضية، كأيّ قوة إقليمية أخرى، لكنها لن تحافظ على النفوذ العسكري والسياسي الحالي، على رغم أنه تقلّص في السنوات الثلاث الأخيرة مع دخول روسيا بكل قواها في اللعبة، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.

يقول خبراء إنّ من السذاجة وصف قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا بأنه متسرِّع أو أنه يعبِّر عن إرباك أو فشل. كذلك يصعب الاقتناع بأنّ واشنطن «باعت» الأكراد لتركيا وتركت الأسد يتقدَّم ويتسلّم منبج.

في رأي هؤلاء أنّ سلسلة صفقات متكاملة تتقاطع اليوم في سوريا. فالأسد لم يعد يمثّل نفوذاً إيرانياً صافياً كما كان في المرحلة السابقة، بل صار يمثّل أساساً نفوذ موسكو. واللاعب الروسي هو الوسيط الذي يحظى برعاية وتغطية شاملة: أميركية وأوروبية وتركية وإيرانية وإسرائيلية وعربية. وبناءً على هذا الدور، تمّ تكليف موسكو إخراج مجموعة من التفاهمات حول سوريا: تفاهمات مع تركيا وإسرئيل وإيران حول دور كل منها، تفاهمات بين القوى الثلاث لالتزام كل منها ضوابطه، ورسم حدود للنفوذ بين كل منها ونظام الأسد، وطبعاً ضبط العلاقة بين القوى العربية وهذا النظام. وكل ذلك يتمّ في ظلّ تغطية أميركية كاملة، وضمن مسارٍ محدَّد تسلكه أزماتُ الشرق الأوسط كافة، بدءاً من اليمن.

لذلك، ما زالت إسرائيل تواصل ضرب «فائض القوة» الإيراني في سوريا، بتغطية ضمنية شاملة. وسبق أن رعى الروس إبعاد إيران أكثر من 100 كيلومتر عن الحدود في الجولان. كما أنّ الأسد حصل على تغطية واضحة للسيطرة على منبج. وخلافاً لما يخشاه البعض، ستكون حماية الأكراد مضمونة، ولن تُطلِق تركيا يدها في المنطقة الكردية انتقاماً وتعسّفاً.

فواشنطن لم تقرّر سحبَ قواتها من المنطقة إلّا باتفاق بين ترامب والرئيس التركي رجب طيّب أردوغان يضمن مرحلة ما بعد الانسحاب. وفي أيّ حال، لا يريد ترامب الانسحاب من سوريا على طريقة سلفه باراك أوباما، أي بإخلاء الساحة للقوى الإقليمية، بل هو يريد استمرار السيطرة الأميركية على الملف السوري بـ«الريموت كونترول»، بحيث لا يدفع ثمن الانخراط المباشر في المواجهات على الأرض.

الواضح أنّ القوى الإقليمية الموجودة في سوريا ستحظى بجوائز ترضية: الأتراك سيضمنون عدم ولادة كيان كردي على حدودهم، وسيكون لهم نفوذهم في الشمال السوري. والإسرائيليون سيكون لهم نفوذهم في الجنوب وضمان استقرارهم الكامل، كما كان دائماً في الجولان.

وأما الإيرانيون فيتوقع عدد من الخبراء أن يكون لهم حضورهم الاقتصادي والسياسي في سوريا. وأما الحضور العسكري الذي يدعم اليوم نظام الأسد، من خلال «فيلق القدس» والتنظيمات الرديفة ومنها «حزب الله»، فسينحسر عند التسوية السياسية لأنّ دور إيران في منع إسقاط النظام يكون قد انتهى، وستكون موسكو هي الضمان الثابت لاستقراره. ويتوقع هؤلاء أن يتمّ إرضاءُ إيران بنفوذ في العراق، لا في سوريا. وفي هذه الحال، بديهي أن ينقطع الجسر الإيراني عبر دمشق إلى بيروت. وفي ذلك إحباط لمشروع دفّع الإيرانيين وحلفاءهم ثمناً غالياً بالمال والرجال، على مدى سنوات، وفي مقدمهم «حزب الله».

لذلك، يعمل الإيرانيون وحلفاؤهم اليوم على مواجهة هذا الاتّجاه، من خلال تحصين أنفسهم في المفاوضات الجارية حول سوريا، وعقد صفقات مع القوى المؤثّرة. فالأسد بات في الجيب الروسي لا الإيراني، سواءٌ كان يفضّل هو نفسه هذا الخيار أم لا. ولا يعني ذلك أنّ الأسد سيتنكّر لعلاقة عضوية تعمّدت بالدم مع الإيرانيين، إلّا أنه مضطر إلى حصر هذه العلاقة ضمن حدود معيّنة، وبموافقة إقليمية ودولية.

وهنا يبدو مُهمّاً النظر بدقّة إلى عودة دمشق الأسد إلى الحضن العربي أو عودة العرب إلى حضنها. فلو لم تكن هناك عملية ضبط للعلاقات بين إيران والأسد لما سارعت القوى الخليجية إلى استعادة الجسور المقطوعة مع دمشق. وهذا ما سيظهر أكثر فأكثر تباعاً. فالأسد الروسي هو الذي يرمّم العرب علاقاتهم به، لا الأسد الإيراني.

وأما في لبنان، فيسعى «حزب الله» إلى تعويض الخسائر المتوقعة في سوريا، من خلال الإمساك بأكبر مقدار من السلطة. ولذلك، هو لا يريد أن يمتلك أيُّ طرف سواه ورقة التحكّم بالحكومة. وفي هذا الشأن، يعمل «الحزب» على انتزاع الثلث المعطِّل من يد رئيس الجمهورية.

وطبعاً هو يريد انتزاع القدرة على التحكّم بالحكومة ومصيرها من يد الرئيس سعد الحريري أيضاً، لكنه يصطدم بالواقع الدستوري. فرئيس الحكومة يستطيع تلقائياً إسقاطها بمجرد الاستقالة.

والمشكلة أنّ «الحزب» لا يريد طرح رئيس آخر للحكومة في هذه المرحلة، لأنّ مجيءَ شخصية أخرى محسوبة مباشرة على «الحزب» سيوقعه في مأزق فقدان التغطية، وسيزيد من عزلة السلطة اللبنانية و»الحزب» معاً، على المستوى الدولي، في ظل ارتفاع حرارة المواجهة بين واشنطن وطهران.

ولكن، ثمّة مَن يرى أنّ «الحزب» قد يجد نفسَه مضطراً إلى الاستغناء عن الغطاء الذي يوفّره الحريري، إذا استنتج أنّ المخاطر أو الخسائر المتوقعة من ترؤسه الحكومة باتت أكبر من المكاسب.

ويتردّد أحياناً أنّ «الحزب» ربما يفكّر جدّياً في تحضير شخصية سنّية يرتاح إليها لتولّي المهمّة. ولكن، هناك صعوبة كبيرة في دفع الحريري إلى الاعتذار، وقد لا يكون هناك مجال حالياً لتكرار نموذج 7 أيار 2008.

ويجري التداول في أنّ أهمية الحكومة العتيدة لا تكمن فقط في أنها ستعيش طوال السنوات الأربع المتبقية من العهد، وأنها ستشارك في اتخاذ قرار في شأن قانون الانتخاب وانتخابات 2022 النيابية، بل تكمن أيضاً في احتمال حصول أزمة انتخابات رئاسية في خريف 2022، على غرار أزمة فراغ العامين ونصف العام بين 2014 و2016، ما يجعل من هذه الحكومة الحاكمَ الفعلي للبلد على مدى فترة قد تطول.

أعمق من ذلك، إنّ انقطاع «الجسر» الإيراني في حلقته السورية سيجعل «حزب الله» في وضعٍ لم يمرّ به منذ تأسيسه في 1982. فما مِن مرّة واجه «الحزب» أزمة مصيرية، حتى خلال الاجتياحات والحروب الإسرائيلية، وحتى عند خروج القوات السورية من لبنان في 2005.

وغالباً ما يخوض «الحزب» معاركه السياسية بتكتيك المعارك العسكرية، أي بحفر الخنادق والتمويه والمناورة وتوجيه الضربات غير المتوقعة. فهل ستسمح له المعطيات بأن ينتصر في معركته المصيرية؟

 

لا أعادَهُ الله علينا

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 04 كانون الثاني 2019

منذ ما يقارب الخمسين عاماً، منذ سنة 1975... ونحن مع بداية كل عام نتبادل التهانيء التقليدية والتمنيات ... أعاده الله عليكم وكلُّ عامٍ وأنتم بألف خيـر.وكان الله يتقبّل دعاءنا، بفعل ما نتحلّى به من فضائل «البِـرِّ والتقوى»، فيعيده علينا عاماً بعد عـام بأسوا ما يحمله العـام الذي يسبق من مصائب ومصاعب...

وبدل أن نكون في كلِّ عام بألفِ خيـر، نصبح بألـف شـرّ، ولم يصدق في أيامنا قول بولس الرسول: «عندما يكثُـر الشـرّ يتدفّق الخيـر ...» بل عندما يكثر عندنا الشرّ يتدفّق الشرّ. نتيجة جهلنا الثقافي والأدبي لم نعرف كيف نتصدّى لشرور السنين «عيدٌ بأيـةِ حالٍ عُـدْتَ يا عيدُ».

ونتيجة ما تراكم فينا من شكٍّ وطني، أصبحنا شعباً نفتّش عن الوطن، والوطن يفتّش عن الشعب، وأصبح الشعب شعوباً، والشعوب مذاهب ، ولكلِّ مذهبٍ نبـيٌّ ووَثَـن. ونتيجة ما تداخل في إيماننا مِنْ إزدواجية بين روحانية السماء ومادّيةِ الأرض ، أصبحنا لا نعرف كيف نفـرِّق بين وثَنـيٍّ يعبد أصناماً من الحجر ، ووثَـنيٍّ يعبد أصناماً من اللحم. الزمن في ناموس الروزنامة الكونية ينطلق مع السنين نهوضاً نحو الأمام ولا يتقهقر تخاذُلاً الى الخلف. الزمن يصنعه كبار الرجال في الأمم، ويروّضه القادة التاريخيون ويحرّكون به التاريخ. والرجال الصغار يديرون وجوههم الى الماضي، وظهورهم الى المستقبل، فتقذفنا الحياة معهم الى خارج التاريخ، ويدور الزمن فيـنا على نفسه فنجهل ما إذا كنَّـا نعيش في الحاضر أو في الماضي، وما إذا كان أمامنا ما يقال لَـهُ مستقبل. والزمن في متغيراته يحمل أيضاً هويةً كونية في بُعْدِها الحضاري والديني، هوية الزمن في الغرب تختلف عن الهوية الشرقية والهوية العربية، فهي لا تزال تُـطوِّر نفسها مدنياً وحضارياً، فيما الشرق لا يزال يعيش في القرون الوسطى، ومع أننا في القرن الواحد والعشرين لا يزال العرب الرُحّل يحملون كهوفهم معهم حتى ولو سكنوا في ناطحات السحاب، وبين كهوف القرون الوسطى وناطحات السحاب في القرن الواحد والعشرين لم يتغيَّر في الإنسان العربي شيء، حتى النطاح بالقرون.

يقول الأب ميشال حايك في إحدى عِظات الصوم: «يُعابُ على الشرق منذ ألف عام أنـه لم يُنْجب سوى الجحافل البربرية من تـتَرٍ ومغولٍ وسلاجقة وتركمان يتقدمهم الموت ويخلفهم الدمار... أما الغرب حتى في أزمنة استعماره لنا، فإنه منذ الإسكندر حتى الرومان قد حمل إلينا الفكر والشرع والفن والمعرفة التي لا تزال معالمها عندنا قائمة...». ولكن... لم يذكر الأب ميشال حايك أن الإسكندر المقدوني عندما استولى على المتوسط وآسيا ومصر وبلاد العجم كانت أوروبا لا تزال متوحِّشة، وفيما أخذتْ أوروبا المتوحشة تنهض في مراقي التطور المدني ومراتب الإزدهار، راح الشرق ينكفيء بفعل التعصُّب والجهل الى عصور التوحُّش.

ولم يذكر الأب حايك ، أنّ لبنان الذي كان سويسرا الشرق «ودرّة الشرقَيْن» قد عاد بـهِ التَـتَرُ والمغولُ الى بربرية الشرق. هذا يفسّر كيف أن القادة والحكام يصنعون الزمن أعياداً لشعوبهم، فلا يكون العيد عندهم ناقوس جنازة بل بشارة حياة.

 

روسيا «تتدخل» حكومياً

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الجمعة 04 كانون الثاني 2019

تقول أوساط ديبلوماسية رفيعة المستوى لـ«الجمهورية» انّ روسيا تحرص راهناً الى أهمية الاستقرارين الأمني والسياسي في لبنان، وبالتالي أدركت أهمية تشكيل الحكومة اللبنانية للحفاظ عليهما لأسباب عدة، ولذلك قررت الدخول على الخط اللبناني، لافتة الى الدور الذي تؤديه روسيا اليَوم لدعم استقرار لبنان من خلال إلغاء اي دوافع خارجية للتعطيل الحكومي ومنع قلب التوازنات في لبنان. تعتبر روسيا، حسب هذه الاوساط الديبلوماسية، انّ قرار بقائها في سوريا لفترة طويلة يتطلب استقراراً داخلياً لبنانياً، وعلى هذا الاساس تعمل اليوم على تعزيز الاستقرار في لبنان لأنّ أي تأزيم لبناني داخلي سينعكس على سوريا وتباعاً على وضعها في ظلّ انتشار الجيش الروسي على الشواطئ السورية. وتوضح الاوساط نفسها «أنّ فقدان التوازن السياسي الداخلي في لبنان سيؤدي الى أزمة ستنعكس حكماً على سوريا وروسيا أيضاً».

وتشير الى «انّ روسيا تدرك تماماً خطورة سيطرة أي تيار على الحكم في لبنان وعلى سلطة القرار وخصوصاً «محورالممانعة»، بما معناه انّ اميركا او اسرائيل لن يسمحا بذلك ما سيؤدي الى تصعيد واحتمال اندلاع حرب في المنطقة، فإذا كان لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مصلحة في الحرب فلا مصلحة لروسيا بها، ولذا فإنها لا تريد اي تصعيد في الداخل اللبناني لعدم اعطاء اميركا واسرائيل مبرراً لشنّ حرب على لبنان، ولأنّ أي حرب ستنشأ في لبنان إبّان تمركز الجيش الروسي على الحدود السورية وقرب الشواطئ ستشكّل للروس إرباكاً ومشكلة جدية، ومن هذا المنطلق يسعون الى دعم الاستقرار اللبناني، والأهم أنهم يطلبون أن يكون هناك توازن في الحكم والحكومة.

ووفق الاوساط الديبلوماسية المعنية بالملف اللبناني ـ الروسي تعتبر روسيا أنّ الغلبة لها وحدها في سوريا، وانها المنتصرة وتقيّم دورها على أنّه الأهم وهو الذي حقق النصر لسوريا ولم يحققه أي فريق آخر. كذلك تعتبر انّ سوريا كانت ستسقط بالضربة القاضية وستخسر الحرب لولا التدخل الروسي في اللحظات الحاسمة.

وتقيّم روسيا الوضع في سوريا قبل تدخلها العسكري خصوصاً قبل عام 2015 بالضعيف، وأنه كان سيصمد لأسبوعين فقط لو لم تتدخل روسيا جوّاً وتقلب المقاييس، وهو الواقع الذي كرّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الحديث عنه مرات، إذ قال حرفياً: «لولا تدخّلنا لَما بقيت سوريا على الخريطة».

وانطلاقاً من هذا الواقع يعتبر الروسي أنّ له الحق في استنباط الحل الاساسي للملف السوري ولا يسمح أحد غيره اعتبار نفسه منتصراً في سوريا، وبالتالي لن يسمح لأحد غيره بترجمة هذا النصر في دول الجوار.

من هذا المنطلق فإنّ خطاب روسيا اليوم هو، حسب الاوساط الديبلوماسية، «أنا انتصرتُ وأنا لعبت الدور الاساسي وسأترجم انتصاري في لبنان أيضاً». ووفق هذا المعيار قررت روسيا التدخل في لبنان لإحداث «التوازن» في الداخل، لأنها أدركت أنه يشكل مصلحة وضرورة لوضعها ولتموضعها الحالي في سوريا.

في المقابل تلفت الاوساط الديبلوماسية إيّاها، الى عدم تدخل روسيا في تشكيل حكومة العراق بينما نشهد العكس في لبنان، مردّه الى انها أدركت مصلحتها الحيوية في التدخل لبنانياً، لذلك يهمها إفهام اللبنانيين انّ الاستقرار في بلدهم يلزمه توازن في السلطة». وتكشف الاوساط أنّ الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري كان له بعد اجتماعه الاخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فرنسا، لقاء مع لافروف استمر ساعة «شهدنا بعده تحركاً وتواصلاً روسيّاً مع سوريا وإيران تركّز البحث خلاله على موضوع استقرار لبنان، وضرورة إرساء التوازن الحكومي في السلطة، والاسراع في تشكيل الحكومة وعدم استعمال هذا البلد منصّة لحل قضايا إقليمية». وانطلاقاً من مصلحتها تنظر روسيا الى مصلحة لبنان، وترى انّ اي غلبة لفريق على آخر فيه لن يكون لمصلحتها حالياً لأنّ «حزب الله» اذا كان الغالب في سوريا، وفق تعبير الاوساط الديبلوماسية، لن يعمل لمصلحة روسيا بل لمصلحة إيران. ولذا، فإنّ التوازن في السلطة هو هدف روسيا الحالي. والاستقرار، في رأيها، هو أن لا تكون هناك غلبة لأيّ فريق في الحكومة.

وفي هذا السياق تلفت المصادر الديبلوماسية الى الدور المهم الذي أدته روسيا وما زالت تؤديه في تشكيل الحكومة، لكنها في الوقت نفسه لا تنفي وجود أدوار أُخرى ربما لأفرقاء آخرين يتحكّمون، وفق قدراتهم، بتأخير تأليف الحكومة.

في وقت تكشف المصادر نفسها، انّ روسيا تواصلت مع اسرائيل لمنع التصعيد خصوصاً في لبنان، لكنها في المقابل سمحت لإسرائيل بضرب ايران في سوريا وليس في لبنان. المؤشر العملي الى هذه المعادلة برز بعد اجتماع بوتين مع نتنياهو بعدما كانت تستغرق رحلة الطيران الروسي الـ«Aeroflot» القادمة الى بيروت مدة 3 ساعات وثلث الساعة للوصول، فيما اصبحت بعد اجتماع بوتين ـ نتنياهو تستغرق 4 ساعات وثلث الساعة بعدما أُبعِد مسارها عن الشواطئ السورية نحو 300 كيلومتر، الأمر الذي يعني انهم يعلمون بإمكانية حصول الضربات الاسرائيلية واحتمال الرد عليها.

وتبقى الإِشارة إلى أنّ ابرز الاسباب التي تدفع روسيا الى العمل على إرساء الاستقرار والتوازن اللبناني هو وجود الغاز في المنطقة في لبنان كما في اسرائيل أو مصر أو سوريا، فهي حريصة على أن يكون تصديره تحت إشرافها إذ أنها تتخوّف من تصدير الغاز غير الروسي الى الخارج، وتحديداً الى اوروبا، لأنّ الاقتصاد الروسي يرتكز بنحو اساسي على تصدير الغاز الى اوروبا بنسبة تتجاوز الـ50%، وأي منافس آخر «يخربط» هذه المعادلة سيهزّ اقتصاد روسيا... ومن هنا فإنّ موسكو تدرك أهمية وجودها في المنطقة لمراقبة التطورات وفرض التوازن اللبناني الداخلي بكل ما أوتيت من قوة، متمسّكة بشعار انها «الغالبة في سوريا ويحق لها فرض شروطها لإنقاذ مصلحتها والحفاظ على مكتسباتها». وقد فازت روسيا في مناقصة للتنقيب عن الغاز في لبنان ضمن المناقصات الخارجية التي أجراها لبنان، وهي ستتقدّم بعروض في مناقصات أخرى للتنقيب في مناطق لبنانية أخرى، علماً انّ الوجود العسكري الروسي في المنطقة سيجعل تصدير الغاز اللبناني الى مطلق أي دولة تحت الاشراف الروسي مستقبلاً.

ملف النازحين

وتشير المصادر الديبلوماية الى التطوّر الجديد في ملف النازحين السوريين الذي تعتبره روسيا أساسيّاً أيضاً بالنسبة إليها، لأنّ عودة هؤلاء النازحين الى بلادهم هي، في نظرها، ليست مرتبطة بالاستقرار في سوريا، بل بالاستقرار في لبنان، بمعنى انه اذا لم يكن هناك استقرار في لبنان فلا عودة للنازحين الى سوريا.

وتلفت الى «أنّ روسيا مُدركة أن لا مصلحة لإيران بعودة النازحين السوريين الى بلادهم ومغادرة لبنان». وتؤكد أن «لا نية لروسيا بالتراجع عن متابعة ملف عودة النازحين، وهي في طور استكمال المفاوضات والمشاورات الجدية مع المفوضية العليا للاجئين، وقد حققت هذه المفاوضات تقدماً سيُعلن عنه بعد تشكيل الحكومة اللبنانية، وسيتظَهّر علناً بالتحرّك العملي في موضوع «العودة».وبحسب معلومات «الجمهورية» يمكن القول انّ هناك بشائر حل لموضوع تمويل مشروع العودة.

 

2019 بلا... ربيع!

فارس خشّان/الحرة/04 كانون الثاني/19

في جلسة "وجدانية" مع سياسي لبناني معروف بقراءاته الاستراتيجية، توقع الأسوأ للعام 2019، إذ اعتبر أن عملية إعادة تأهيل رئيس النظام السوري بشار الأسد تتواصل، بوتيرة عالية، وأن لبنان سوف يكون ملحقا بـسوريا "الأسدية ـ الإيرانية"، فيما الأكراد الذين تركوا لمصيرهم، بعد القرار الأميركي بالانسحاب من "سوريتهم"، سوف يفضّلون الالتحاق بنظام الأسد على أن يكونوا تحت رحمة تركيا، أمّا إسرائيل فلها، على الرغم من الاختلافات الظاهرة، ما يكفي من آذان في روسيا المعنية بتنسيق الخصومات في المنطقة التي باتت تسيطر عليها.

ويعترض أحد الموجودين في هذه الجلسة على "سوداوية" التوقعات، إذ يعتقد بأن مواطني الدول المعنية ممّن تكبدوا أغلى التضحيات لمواجهة الواقع الذي كان قائما، لن يستكينوا لهذا المصير، فيرد هذا السياسي المخضرم: "سيواجه الناس ما هو أكثر إلحاحا من خيباتهم وعواطفهم، أعني الجوع. أمام الجوع تصغر كل المشاكل الأخرى. أنا أشك في أن يعيد الأسد ملايين النازحين إلى وطنهم، ولن يستقبل إلا من يوالونه منهم ويوافقون على التكوين الديموغرافي الجديد الذي تشهده دمشق وضواحيها كما حلب وغيرها".

ويسأله الشخص نفسه عن إمكان أن يقبل اللبناني بهذا المصير، فيجيب: "اللبنانيون المعاندون مبدئيا لهذا المصير، بكل عائلاتهم الروحية التي تتشكل منها قواهم السياسية، منقسمون، وهذا يعني أن هناك سنّة ومسيحيين ودروزا بالإضافة إلى الشيعة طبعا، مع هذا التوجه الأسود. وهنا دعوني أعود إلى الجوع، لأسجل ملاحظة مهمة، بأن التحركات الاعتراضية الشعبية الأخيرة، بدأت من الجنوب (حيث السيطرة الكاملة لـ"حزب الله" وحليفته "حركة أمل")، أي أن إرادة تقديم الهاجس المعيشي ليطغى على أي موضوع آخر، انطلقت".

وعلى جري العادة، قبل ختام كل نقاش من هذا النوع، يطرح أحدنا السؤال الكلاسيكي: "وما هو الحل؟"

يجيب "نجم الجلسة" رافعا كلتا يديه الى الأعلى: "سوف نحاول أن نصمد، ولكن ما العمل إذا كانت هناك دول عربية عادت إلى الكذبة القديمة لتعويم الأسد ومخططاته، وأعني كذبة العمل على فصل سوريا عن إيران. نظرية دفعنا ثمنها سابقا، ويريدون أن ندفع ثمنها، مجددا".

لا يتعارض ما قاله هذا السياسي اللبناني مع واقع الحال، كما ظهر على امتداد العام 2018 عموما، وفي الشهر الأخير من العام 2018 خصوصا:

الولايات المتحدة الأميركية، تؤكد، أكثر فأكثر، عزمها على الخروج من مشاكل الشرق الأوسط.

الاتحاد الأوروبي يفقد كل قدرة على المبادرة، ولذلك، ومن أجل حفظ دور، ولو ثانوي، ينتظم خلف روسيا ويتوسطها، ويعادي، من دون تحقيق أي نفوذ، التوجهات العقابية لإدارة الرئيس دونالد ترامب ضد إيران.

المملكة العربية السعودية انقلبت أولوياتها بعد اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، وباتت أهدافها عبئا على الحلفاء، مما أفقدها، أقلّه حتى تاريخه، القدرة على المبادرة.

في العالم، أنجزت تنظيمات العنف الديني كل أهداف من زعمت محاربتهم، ولا سيّما في سوريا، فقضت على الثوار ورسخت الطغاة.

في لبنان، ضعفت مناعة القوى المعادية للحلف الإيراني ـ السوري، الأمر الذي تجلّى في نتائج الانتخابات النيابية، وتكرّس في نوعية العراقيل التي حالت، حتى الآن، على الرغم من كل العهود والوعود، دون تشكيل الحكومة.

وفي الإقليم، انطلقت عملية تطبيع العلاقات العربية مع الأسد.

ولكن، في المقابل، فإن البقع البيضاء لا تبارح هذه الصورة السوداء، فالوقائع السورية، مثلا، قبل ثورة آذار/مارس 2011 كانت مثلها مثل الوقائع اللبنانية قبل ثورة آذار/مارس 2005 في لبنان، شديدة الظلمة وعظيمة التيئيس، ومع ذلك جرى اختراقها، وتحقق ما كان يعتبر مستحيلا؛ فإنهاء الاحتلال السوري للبنان كان يصنّف في خانة العجائب، وكذلك كان إمكان اندلاع الثورة في سوريا.

وفي ذاك الزمن الحالك، كانت وسائل الإعلام، مهما تمردت، ممسوكة، إما بالترغيب أو الترهيب، ولا تنشر إلا "المرضى عنه"، فيما الوضع الراهن، وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي، مختلف جذريا.

حاليا، الروح الثوروية ونتائجها متوافرة، ولذلك، فإن قليلا من الصمود والعناد في الحق، إذا تأمّن، يمكن أن يقلب الصورة رأسا على عقب، بمجرد توافر ظرف ملائم على قاعدة "البجعة السوداء"، وهذا درس مستوحى من كل الثورات التي شهدها العالم وأحدثها، على الإطلاق، "ثورة نيكول باشينيان" في أرمينيا.

 

بين البطش والطبش

بسام أبو زيد/MLebanon Team/04 كانون الثاني/19

ليس العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين أن يتواجدوا في بلد واحد أو مدينة واحدة أو حي واحد، وليس العيش المشترك أن نتشارك مع بعضنا البعض موائد الطعام والشراب والسهرات، وليس العيش المشترك أن نتبادل ونعيش تقاليد وتقديم التهاني بعضنا لبعضنا الآخر في الأعياد. وليس العيش المشترك أن نمدح ببعضنا البعض وبالمحبة التي تجمعنا وان يدخل المسلم إلى الكنيسة والمسيحي إلى المسجد. العيش المشترك هو أن لا يسعى المسلم لإلغاء المسيحي والمسيحي لإلغاء المسلم عن الخريطة السياسية لهذا البلد وعن مركز القرار الذي يجب أن يكون، في دولة مدنية علمانية حقيقة لا شعارا يُرَدد للهروب إلى الأمام. العيش المشترك هو أن نعترف جميعا بأن لبنان هو وطن للبنانيين مسيحيين ومسلمين وليس جزءاً لا من سوريا ولا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولا من دول الغرب، وأن تكون القناعة بالإنتماء إلى هذا الوطن ناتجة عن شعور فعلي بالوطنية وليس مسايرة أو إكراها أو وسيلة لتحيّن الفرص للإنقضاض على البلد والعودة به إلى الوراء. العيش المشترك هو أن نعترف بالفعل بوجود الآخر وأن نحترم خياراته السياسية والاجتماعية والدينية، لا أن تكون المسألة كناية عن شعارات فارغة تسقط مع أول تجربة تطال بعض مظاهر أو شعائر الدين التي لا تمس الجوهر، فتتصاعد وتيرة التكفير وتحليل الدماء وصولا إلى حد نكران وجود الدين الآخر والاعتراف به، وكأن الله لفئة من دون الأخرى، وكأن لا دين ولا معتقد سوى ما يؤمن كل طرف منا به حصراً.

العيش المشترك هو ألا نثير الرعب لدى أي شخص أو مجموعة من ديننا تتناغم مع دين  آخر، فيشعر هؤلاء بأنهم مهانون مذنبون يحتاجون إلى براءة ذمة من رجال الدين ومن يحيط بهم والرعاع في كل مكان ومن أي طائفة أو مذهب.

العيش المشترك، إن كنا نريده، ليس شعاراً فارغاً ولا يتناسب مع سياسة البطش التي عاشت بعض فصولها النائبة رولا الطبش وكأنها في مكان ما نكرت النبي محمد وفي مكان آخر صلبت يسوع المسيح.

 

ورقة الشارع والفوضى بوجه "التآمر" على الشيعية السياسية

منير الربيع/المدن/السبت 05/01/2019

في أعقاب التهليل اللبناني لمؤتمرات الدعم الدولية، التي عقدت لمساعدة لبنان. كان هناك من يقرأ المشهد بصورة مغايرة. ويعتبر أن ما يجري هو عبارة عن التحضير لوصاية جديدة على البلد، على قدر من التجميل، أو مرتدية قفازات حريرية، تمويهاً يبعدها عن أي علاقة بالسياسة.

تحول كبير في التحالفات؟ هكذا، عمل لبنان بحماسة لإنجاح مؤتمر روما (لدعم الجيش والقوى الأمنية الرسمية)، ومؤتمر بروكسيل لدعمه بملف اللاجئين (وتوفير المساعدات المطلوبة لتمكينه من تحمّل أعباء استضافة اللاجئين)، وصولاً إلى مؤتمر سيدر، الذي يتضمن خططاً ومشاريع في مختلف المجالات.

وفي الوقت الذي سعى فيه بعض أطراف السلطة إلى الاستثمار السياسي داخلياً، لهذه المؤتمرات، كان هناك من يعتبر أن لبنان سيكون مقبلاً على تحول جديد في وجهته السياسية. وأحد أشكال هذه الوجهة الجديدة، بدأت تبرز في الشارع، من خلال التحرّك الأول الذي دعا إليه المجتمع المدني، متأثراً بالحراك الفرنسي (السترات الصفر)، وما تخلله من شغب في بعض شوارع بيروت. ليأتي الإضراب الشامل الذي دعا إليه الإتحاد العمالي العام، كمقدمة للصفحة التي يقبل لبنان على فتحها.

قراءة المعطيات، إستناداً إلى بعض الهمس الدائر في الكواليس السياسية، يشير إلى أن الحراك الأول والثاني، لن يقفا عند هذا الحدّ. ما يجري هو عبارة عن مقدّمة لمرحلة جديدة سيدخلها لبنان، لن تكون بعيدة عن الصراع السياسي، بل في صلبه، إنسجاماً مع المعادلات الإقليمية. ووفق ما تشير قراءة بعض المطلّعين، هناك من يعتقد أن ثمة إعادة خلط للأوراق في لبنان على صعيد التحالفات الكبيرة، وما يجري في الشارع يعبّر عن هذه المتغيرات. إذ أن الرسائل من وراء التحركات موجهة مباشرة إلى ثنائية الحريري - عون، تحذيراً لهما مما يعتبره هؤلاء اتفاقات سرية بين الطرفين، يجسدها الحريري - باسيل. اتفاقات تنسجم مع التزامات خارجية تجاه بعض الدول، لا سيما الولايات المتحدة. فالأميركيون يحضّرون لمرحلة جديدة في لبنان، تبدأ بتعزيز هذه الثنائية، ولا تنتهي بالعقوبات المفروضة على حزب الله.

هذا ما يجب مواجهته، بالنسبة إلى الحزب وحلفائه.

ضد باسيل - الحريري

مشهد التحركات في الشارع، وصولاً إلى اضراب الاتحاد العمّالي العام، يأتي (وفق القراءة آنفاً) منسّقاً مع رئيس مجلس النواب، والحزب التقدمي الإشتراكي، وبعض الحلفاء، يشير إلى إنقسام سياسي جديد في لبنان، بين هذه القوى الداعمة للإضراب، والقوى المتحالفة في السلطة الساعية إلى تحقيق ما تريده بناء على اتفاقها الثنائي. أي هو تحرك بوجه التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل، أو بمواجهة ثنائية الحريري باسيل. هذه الثنائية التي تعرّضت للكثير من الانتقادات، ومن المواقف العلنية التي خرجت رافضة العودة إلى حكم لبنان وفق منطق الثنائيات. منطق يتضرر منه كل من حركة أمل والحزب التقدمي الإشتراكي وحتى حزب الله.

المجتمع الدولي أو الوهم

ليس الإنسجام الكامل بين باسيل والحريري في موضوع تشكيل الحكومة، أمر بعيد عن كل ما يجري. وعلى الرغم من بعض الاختلاف التكتيكي، على حصة من هنا أو مقعد من هناك.. فعلى ما يبدو أن ثنائية باسيل الحريري عصية على أي كسر أو تفكيك، ولو اقتضى الأمر تنازل الحريري عن جزء من صلاحياته أو حقوقه لصالح باسيل أو رئيس الجمهورية، على اعتبار أن ما يجمع بينهما أبعد من هذه "التفاصيل". استعادة زخم العلاقة وشد أواصرها، يأتي كنتيجة طبيعية لإعادة إحياء الثنائية (المارونية - السنّية) وتجديد العلاقة وترميمها بعد تعرّضها لنكسات في الفترة السابقة.

ويجتمع الرجلان على مبدأين أساسيين، طموح باسيل الرئاسي، وتمسك الحريري بأن يبقى رئيساً للحكومة. ولذلك، يلعب الرجلان على حبال متنوّعة، جميعها تبقى تحت سقف لا يخفيه الحريري، حين يعتبر أنه مدعوم من قبل المجتمع الدولي، ويقف إلى جانبه. وبالإستناد إلى هذا الدعم الدولي، يعتبر نفسه حاجة للجميع، لما يمثّله من مظلّة دولية للبلد. وهذا ما يعتبره أفرقاء آخرون أنه مبني على وهم، وينطلق من وهم. هناك من يعتبر في لبنان، أن الحريري وعون وباسيل ضمناً، ينطلقون من توصيف أطلقوه على التسوية التي أبرموها، وتشبيهها بميثاق العام 1943 بين بشارة الخوري ورياض الصلح، وبالتالي هم المخولون باستعادة هذه الثنائية وتثبيتها في آلية الحكم بلبنان. الأمر الذي ينظر إليه الآخرون على أنه سيؤدي إلى المزيد من الفوضى والضعف. وليس مشهد التحركات الشعبية إلا مقدّمة لذلك (للتذكير: بدأت 7 أيار 2008، تحت غطاء الحراك النقابي).

ورقة الفوضىولا شك أن الحلقة الأضعف في كل ما يحدث، سيكون الحريري نفسه، لأن نهاية هذا الوجه الجديد من النزاع في البلد، ستكون مسؤوليتها على عاتق الحريرية السياسية. وهناك من سيتعمّد تفجيرها بوجه الرئيس سعد الحريري، سواء عبر استعادة مشابهة لـ"الإبراء المستحيل"، أو عبر استعادة نغمة التصويب على سوليدير، وما يرتبط بها اقتصادياً ومالياً واجتماعياً. كلها سيتحمّل مسؤوليتها الحريري. وبلا شك أن ورقة الفوضى في لبنان، يجري استخدامها واستثمارها في مواجهة كل من يريد تغيير المعادلة. وبمعنى أوضح، لا يمكن الدخول في أي تركيبة سياسية للحكم، بمعزل عن حزب الله. وأي تهديد داخلي أو خارجي للحزب، سيؤدي إلى المزيد من المخاطر والتوتر بالشارع.

عندما تذهب الأمور إلى إحتجاجات مطلبية ورفع شعارات محاربة الفساد، غالباً ما يكون حزب الله بمنأى عن تداعياتها، وإن قُذفت بوجه الآخرين. ومن الواضح أن التحركات التي بدأت مع العدوى اللبنانية للسترات الصفر الفرنسية، سيكون لها وظائف عديدة، لاحقاً. وهي ستكون جاهزة لمواجهة أي محاولة لتهميش دور حزب الله، تحت أي مسمى من المسميات، ومهما كان الشعار المرفوع، كمتوجبات دولية، أو الحرص على مصالح لبنان الخارجية وما إلى هنالك. ولذلك، هناك من يعتبر أن الهدف البعيد المدى من المؤتمرات الدولية والاقتصادية الداعمة للبنان، هو تطويق حزب الله، أو وضعه تحت سقف المراقبة والتكبيل.

وهذه بالتأكيد لن تمرّ مرور الكرام عند الحزب، الذي يريد من الآخرين أن يشكلوا حصناً منيعاً في الدفاع عنه، وليس طعنه في ظهره. وأحد أوجه تكريس هذا المبدأ ليس فقط التحالفات السياسية التي يبرمها، أو حاجة الأطراف إلى غطائه، لتحقيق ما تسعى إليه في تركيبة السلطة. بل أيضاً، يعزز موقعه هذا من خلال الإمساك بكل المفاصل الأساسية في البلد، سياسياً ومطلبياً، ومن خلال استباق التحركات في الشارع. وبذلك سيكون حزب الله على رأس السلطة وعلى رأس المعارضة في الوقت نفسه، من دون أن يكون في الواجهة. يختار هو من سيكون في السلطة، ممن يلتزمون تقديم حسن الأداء والسلوك إليه، كما يختار هو من سيكون في المعارضة.. لتأديب من هم في السلطة.

 

إضراب عام .. كأنه خبر وهمي

وليد حسين/المدن/السبت 05/01/2019

من منطقة السوديكو صعوداً باتجاه ساحة ساسين في الأشرفية، نزولاً إلى مستشفى الروم، ثم إلى شارع الحمراء فالمنارة، ثم صعوداً في شارع عبد العزيز، ومروراً بالشوارع التجارية لفردان وكورنيش المزرعة ومنطقة الطريق الجديدة، فالضاحية الجنوبية كلها وصولاً إلى حيّ السلم، ثم طريق المطار وحتى الوسط التجاري، مروراً برأس النبع، ثم إلى مستديرة الدورة، فسن الفيل وفرن الشبّاك، لم نعثر حتى على مؤسسة تجارية واحدة، أو حتى مخزن واحد مقفل. كما لو أنّ الإضراب العام، الذي اعتقد اللبنانيون أنه سيؤدي إلى إقفال البلاد، لم يجد له آذاناً صاغية. لكن الحق يقال، في تلك الجولة التي شملت بيروت وضواحيها، تصادفك محلّات تجارية عديدة مقفلة نهائياً وباتت "برسم الإيجار"، كما كُتب على اللافتات الكبيرة على أبوابها. ما يدلّ على أنّ الأزمة الاقتصادية، التي يعاني منها البلد فعلت فعلها، قبل سماع أصحاب تلك المؤسسات بالإضراب.

حركة اعتيادية

حركة السير، بزحمتها الخانقة، وزمامير سياراتها، عاديّة و"طبيعية". المحلّات والمؤسسات والمقاهي فتحت أبوابها لاستقبال الزبائن. والمواطنون يروحون ويجيئون في الطرقات، في حالة تعبّر عن عدم اكتراثهم للإضراب العام، الذي دعا إليه الاتحاد العمالي العام، ومعه جملة نقابات، وبعض الأحزاب، وكثير من هيئات المجتمع المدني. كما لو أنّ التجّار والمواطنين لم يسمعوا حتى بذاك الإضراب، الذي أريد له أن يكون حاشداً. أو كما لو أنّ المواطنين رفضوا إضراباً أراده جزء من قوى السلطة لمواجهة الجزء الآخر منها، للحث على تسريع عملية تشكيل الحكومة.

الدعوة إلى لإضراب

بدأت القصة بظهور مفاجئ لشريط مصوّر في نهاية السنة الفائتة، يدعو إلى الإضراب العام يوم الجمعة في الرابع من كانون الثاني. شريط لا يُظهر الجهة أو الجهات الداعية للإضراب بهدف الضغط لتشكيل الحكومة. تزامنت الدعوة هذه مع دعوات كثيرة من قبل أحزاب وناشطين في المجتمع المدني، للاعتصام والتظاهر في الأسبوعين الأولين من السنة الحالية. نبحث عن متبنٍّ لذاك الشريط المصوّر، فلا نجد له أباً أو أماً. يوضع الشريط على الصفحة الرسمية لحزب سبعة، بعد أن تمّ تداوله عبر منصّة واتسآب، لكن الحزب ينفي وقوفه خلف إنتاجه، متبنّياً أهدافه، أي تحريك الرأي العام في سبيل الإسراع بتشكيل الحكومة. هذا رغم تشابه تفاصيل ذاك "الفيديو" الداعي للإضراب العام، إلى حدّ التطابق، مع الشرائط الدعائية التي ينتجها الحزب، والشبيهة أيضاً "بإبداعات" الجمعيات المدنية في الترويج لأنشطتها وبرامجها المختلفة.

فتشوا عن "سبعة"

يتلقف الاتحاد العمالي العام الدعوة للإضراب ويسير بها، ليتبيّن لاحقاً، أنّ حزب "سبعة" أنتج الشريط المصوّر، وعرضه على رئيس الاتحاد بشارة الأسمر، وعلى رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير. فالحزب يعمل منذ مدّة على التحرك في الشارع للضغط من أجل تشكيل الحكومة. بالتالي رأى أن الإضراب، الذي يؤدي إلى إقفال البلاد كلها، أنجع من محاولات إقفال المؤسسات العامة عنوةّ، كما حاول مرّات عديدة في نهاية العام المنصرم. وكما أكّد رئيس الحزب جاد داغر لـ"المدن"، وافق الأسمر على الفكرة مباشرة، بينما رفضها شقير منذ البداية، معتبراً أنّ الأسباب التي تحول دون تشكيل الحكومة هي أسباب خارجية، وسيُفهم من الإضراب أنّ معرقلي التشكيل هم القوى السياسية اللبنانية.

تأييد حزبي ورفض شعبي

تتلقف بعض الأحزاب السياسية الدعوة للإضراب، مثل الحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب اللبنانية، وتتوالى البيانات المؤيّدة لمختلف النقابات، من الجنوب وصولاً إلى الشمال. حتى رئيس المجلس النيابي أيّد الإضراب، رافضاً التظاهر والنزول إلى الشارع. لكن الجولة الميدانية في العاصمة بيروت وضواحيها، تُظهر بما لا يدع الشكّ، أن الإضراب لم يمرّ حتى مرور الكرام في شوارعها. فلا التجّار اكترثوا للإضراب، لما سيلحقه بهم من خسائر مادية، ولا العمّال تلقّفوا دعوة الإتحاد العمالي للإضراب من أجل تشكيل الحكومة، عوضاً من تسكير البلاد من أجل تحصيل حقوقهم الاقتصادية، كالمطالبة برفع الحدّ الأدنى للأجور، إسوة بموظفي القطاع العام، في ظل تآكل الأجور، جرّاء الأزمة الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية.

الضاحية تتحدى "أمل"

وإذا كانت المناطق "السنّية"، بدت غير معنيّة بالإضراب، ورفضته الهيئات الاقتصادية، المقرّب رئيسها شقير من الرئيس سعد الحريري، فشوارع المناطق "المسيحية"، بحركة سيرها، ومواطنيها، ومؤسساتها التجارية، كشفت عن عدم اكتراث الناس لإضراب أراده البعض أن يكون بوجه رئيس الجمهورية وتيّاره السياسي، المتهم الأول بعرقلة تشكيل الحكومة. لكن ألاّ تلتزم أي مؤسسة تجارية، أو حتى أي محل تجاري بسيط، في الضاحية الجنوبية، فهذا دليل على أنّ دعوات الإتحاد العمالي العام، لم تلقَ صدىً في الشارع الشيعي. فرغم كون "الإتحاد" خاضع عملياً لحركة أمل، بفعل سيطرتها على المجلس التنفيذي للاتحاد، عبر الاتحادات المنضوية فيه، لم تلتزم الضاحية الجنوبية بالإضراب. فمن مستديرة شاتيلا نزولاً إلى بئر العبد وحارة حريك، وصولاً إلى موقف حي السلم، ثم صعوداً إلى الكفاءات وأوتوستراد هادي نصرالله، ثم نزولاً إلى طريق المطار، جميع المؤسسات فتحت أبوابها ومخازنها. كما لو أن سكّان الضاحية لم يسمعوا حتى بدعوات الاتحاد للإضراب. أو كما لو أن حزب الله لم يجارِ شريكه الآخر في الثنائية الشيعية، مفضّلاً الحفاظ على "شعرة معاوية" مع التيار الوطني الحرّ، الذي يعتبر أن لعبة الشارع هدفها النيل من العهد.

 

ترامب يربك إسرائيل: أسلحة جديدة للجيش اللبناني

سامي خليفة/المدن/السبت 05/01/2019

على الرغم من الدعم الذي تبديه إدارة ترامب لإسرائيل وأمنها القومي، أثارت القرارات الأخيرة المتعلقة بالإنسحاب من سوريا، والإبقاء على تسليح الجيش اللبناني، قلق الدولة العبرية، التي باتت تشعر بأنها وحيدة في محيطٍ من الأعداء.

تسليح الجيش اللبناني

لطالما سعت القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية لمنع تسليح الجيش اللبناني، بحجة الخوف من استيلاء حزب الله على الأسلحة الأميركية. لكن، كل ذلك لم يؤتِ ثماره حتى الآن. وحسب موقع "المونيتور" الأميركي، ستزود إدارة دونالد ترامب الجيش اللبناني بالأسلحة والمروحيات الهجومية، بقيمة تفوق 100 مليون دولار، في أحدث جهد أميركي "لوقف نفوذ حزب الله". وتشمل المساعدات الجديدة، حسب الموقع، تدريب الطيارين وطاقم الصيانة، على طائرات الهليكوبتر الهجومية MD-530G، التي قدمها البنتاغون العام الماضي، وكذلك صواريخ موجهة بالليزر. وسيستلم لبنان المعدات من خلال برنامج قسم 333 التابع لوزارة الدفاع الأميركية، والذي يساعد شركاء أميركا على بناء مخزونهم العسكري، لمحاربة الإرهاب والتعامل مع أمن الحدود. وأشارت المتحدثة باسم البنتاغون، ريبيكا ريباريتش، لموقع "المونيتور" في بيان، أن "هذه المساعدة ستعزز من قوة القوات المسلحة اللبنانية، فالمصالح الأميركية في الشرق الأوسط لا تشمل فقط مواجهة انتشار التطرف العنيف، بل وأيضاً الحد من تأثير إيران وحزب الله". وفي حين أبدى بعض الخبراء استغرابهم من استمرار تسليح الجيش اللبناني، في بلد يسيطر عليه حزب الله، بشكل شبه كامل، قال البعض الآخر للموقع أن المساعدة الأميركية ذات أهمية عسكرية محدودة، إذ أنها تساعد فقط في مهمة مكافحة الإرهاب. فالهدف الأساسي للولايات المتحدة، هو كسب بعض النفوذ على طاولة المفاوضات، لأنه النفوذ الوحيد الذي ما زالت تمتلكه الولايات المتحدة على مؤسسات الدولة اللبنانية.

الإنسحاب الأميركي

أما في ما يتعلق بسحب القوات الأميركية من سوريا، فيرى الكثير من الخبراء في تل أبيب، أن قرار ترامب وجه ضربة لإسرائيل. ففي تحقيق نشره موقع "فوكس" الأميركي عن احتمال نشوب الحرب بين إسرائيل وحزب الله، يبدو من الواضح، بالنسبة للكثيرين، أن سياسة ترامب التي يتعين فيها على حلفاء أميركا خوض معاركهم الخاصة، قد تُبقي إسرائيل وحيدة في حربها ضد حزب الله في لبنان أو ضد إيران. ويشير الموقع إلى أنه من المحتمل أن تلجأ أميركا لتصرفات سرية ضد إيران. كما أن إسرائيل ستواصل تحدي إيران والحزب، من خلال القنوات الدبلوماسية في الوقت الراهن. ومن أجل جعل انسحاب القوات الأميركية أكثر جاذبية، ربما أعطى ترامب لإسرائيل الضوء الأخضر، للقيام بضربات غير محدودة على غرب سوريا، وهو الجزء من البلاد الذي تتواجد فيها قوات لإيران والحزب.

تحديات الأمن القومي

وعلى صعيدٍ متصل، كتب مدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط، بمعهد سياسات الشرق الأدنى، في واشنطن، ديفيد ماكوفسكي، ومساعد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، دينيس روس، في صحيفة يديعوت أحرونوت، عن الدور الأميركي المتضائل في منطقة الشرق الأوسط، ووجوب التعامل مع بروز موسكو الإقليمي، والانتقادات الجديدة للأعمال الإسرائيلية في سوريا ولبنان. فبينما كان دعم إدارة ترامب لإسرائيل مهماً على الصعيد الدبلوماسي، إلا أنه ترك إسرائيل إلى حد كبير، كما يشير كل ماكوفسكي وروس، وحيدة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع تحديات إيران في سوريا ولبنان، وإدارة الروس. فتاريخياً، كان هناك تفاهم بين الولايات المتحدة وإسرائيل. تتعامل إسرائيل بموجبه مع التهديدات التي تواجهها في المنطقة، والولايات المتحدة مع التهديدات من القوى الخارجية. ويبدو أن هذا لم يعد ينطبق على إدارة ترامب، لذا يتعين على قادة إسرائيل، وفق ماكوفسكي وروس، أن يتعاملوا مع واقع جديد في المنطقة، تنوي فيه الولايات المتحدة أن تلعب دوراً متقلصاً، حتى في الوقت الذي تصبح فيه روسيا أكثر حزماً في ملء الفراغ. كل ما يجري، ساهم في تعقيد الأمور على الدولة العبرية، إذ يرى ماكوفسكي وروس، أن الروس يدعون بأن الضربة الإسرائيلية الأخيرة في سوريا استفزازية، والتحليقات الإسرائيلية في لبنان انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، على الرغم من كشف إسرائيل عن نفق حزب الله الخامس الذي تم حفره في أراضيها. لذا فإن العلاقة مع بوتين تبدو أكثر إشكالية، والرغبة الروسية في ممارسة نفوذها أكبر الآن، خصوصاً وأنها لا تقلق بشأن الولايات المتحدة. 

عدم وضوح الرؤية

أسئلة كثيرة تُطرح في إسرائيل حول كيفية التعامل مع قرار الإنسحاب الأميركي المفاجئ، وتحديات الأمن القومي التي يجب معالجتها. وهذه الأسئلة، التي يعبر عنها الرأي العام الإسرائيلي، لا تزال من دون أجوبة واضحة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومنافسيه في الانتخابات التشريعية المقررة في 9 نيسان 2019، رئيس حزب العمل آفي غباي، وبيني غانتس، ويائير لابيد، وآخرين في يسار الوسط. امتنعت إسرائيل طيلة العام الماضي عن مهاجمة ما زعمت أنه منشآت للصواريخ الموجهة بدقة في لبنان، واكتفت بضرب أهدافٍ محدودة داخل سوريا، إلا أن الإرباك الذي سببته الصدمة الأميركية، قد يدفع بالتصعيد لمستويات أعلى، خصوصاً وأن لا أحد من منافسي نتنياهو لديه أجوبة عن كيفية المواجهة اليوم، ما قد يحاول الأخير الإستفادة منه، للظهور بمظهر القوي.

 

اللبنانيون بين الخيبة والريبة

عديد نصار/العرب/05 كانون الثاني/19

ودّع اللبنانيون سنة 2018 بمشاعر الخيبة وهم يستقبلون العام 2019 بالكثير من الريبة. فالتوتر الاجتماعي يتفاقم والوضع السياسي منفصل تماما عن هموم الناس وانشغالاتهم المعيشية الحيوية.

وعلى الصعيد الحكومي، يستقبل لبنان العام الجديد بلا حكومة، إذ ينحدر التعاطي السياسي مع تشكيل حكومة جديدة بعد مرور ثمانية أشهر على الانتخابات الأخيرة، إلى مستوى أخلاقي غير مسبوق، في وقت تنحدر أحوال الناس المعيشية نحو حضيض لا قاع له.

مؤخرا، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بمنشورات لناشطين لبنانيين تناولوا كل من موقعه خبر توقيف رجل في مدينة طرابلس اللبنانية اتهم بسرقة ربطتي خبز وزجاجة بيبسي كولا. وكان عدد من وسائل الإعلام أورد الخبر على النحو التالي: “أوقفت القوى الأمنية شابا سرق ربطتي خُبز وزجاجة بيبسي في طرابلس. وبعدما أصدر قاضي التحقيق قرارا بتغريمه مبلغ 300 ألف ليرة لإطلاق سراحه، فوجئ بسيدة مع أطفالها الأربعة تحاول دخول مكتبه تبين أنها زوجة الموقوف. وقصدت القاضي لترجوه إطلاق زوجها، بعدما لم تتمكن سوى من جمع 200 ألف ليرة من الكفالة. وبعدما سمع القاضي السيدة تقول له «زوجي موقوف لديك وقد سرق ليُطعمنا»، طلب منها الانتظار خارجا، ثم أرسل لها مع رئيس القلم مبلغ 100 ألف ليرة لاستكمال مبلغ الكفالة”.

وكانت أخبار من مدينة صور في الجنوب قد تحدثت عن حادث مشابه لم يصل إلى القضاء حيث أن أحد المتواجدين كان قد دفع ثمن ربطة الخبز نيابة عمّن سرقها. ومهما قيل لاحقا في دقة هذه الأخبار وسواها، إلا أنه وبالملموس اليومي يسهل تقصي الواقع المأساوي الذي تعيشه شرائح ومناطق وأعداد متزايدة من اللبنانيين الذين باتت لقمة العيش بعيدة عن متناولهم.

في غمرة كل هذا، تتصاعد الدعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى النزول إلى الشارع والتظاهر والاعتصام في مواجهة قوى السلطة المسؤولة عمّا وصلت إليه البلاد من تردّ على جميع المستويات، بينما تحاول هذه الأخيرة الالتفاف على حراك الشارع الذي لم يتوقف، من خلال المشاركة بالدعوة إلى التظاهر حينا ومن خلال استدعاء الاتحاد العمالي العام الملتحق بها للتحرك حينا آخر. فقد أعلن هذا الاتحاد الإضراب العام أمس الجمعة (4 – 1 – 2019) “إضراب عام ليس موجها ضد أحد ولا مع أحد”، ومطلبه الوحيد تشكيل الحكومة، حسب تعبير رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر.

وهكذا يصبح أقصى طموحات البعض، وعلى رأسهم اتحاد عمالي عام مدجن، حث القوى المسيطرة للإسراع في تشكيل حكومتها، بينما أقصى طموحات كثير من اللبنانيين الحصول على لقمة خبز!

هكذا يصبح موقف البطريرك الراعي أكثر جذرية من مطلب الاتحاد العمالي العام! البطريرك الذي طالب بتشكيل حكومة مصغرة من اختصاصيين كي تتمكن من معالجة أوضاع الناس المعيشية ومواجهة الاستحقاقات الاقتصادية والمالية وتصحيح واقع المؤسسات الحكومية والخدمية، بينما يتصارع أطراف في السلطة على مغانم مؤتمر سيدر1 الذي سويرتب على الدولة مزيدا من الديون.

بعض قوى السلطة يتنافس على وزارات الخدمات والصفقات، والبعض الآخر يناور كي يهيمن على الحكومة الجديدة ظنا منه أنها ستفتح له الطريق إلى رئاسة الجمهورية، أما حزب الله فيريد حكومة مطواعة تؤدي فروض الطاعة لنظام الولي الفقيه في طهران وتفتح الباب لإعادة علاقة التبعية مع نظام دمشق وأجهزته الأمنية. من هنا جاءت عقدة سنة الثامن من آذار ومن هنا تستمر المراوحة في مفاوضات تأليف الحكومة. وهكذا يتجلى الانفصال التام بين مشاغل ومشاكل الناس وبين مشاغل القوى السياسية المسيطرة. هذا الانفصال الذي بدأت بوادره تنعكس في حركة الشارع في الأسابيع الأخيرة من العام الماضي، فهل يقود هذا الانفصال إلى صدام في الشارع في العام الجديد؟

 

بمرارة شديدة أنعى إليكم نفسي

أحمد الغز/اللواء/05 كانون الثاني 2019

  بمرارة شديدة أنعى إليكم وطني النهائي والوحيد لبنان، وأنعى إليكم القادة الفاشلين المدعين المرتكبين العاجزين الخاضعين المتواطئين على ابنائهم وأحفادهم، وأنعى إليكم مهاراتهم وشطاراتهم وأفخاخهم التي نصبوها لأهلهم ولأنفسهم ووطنهم الحزين لبنان، وبمرارة شديدة أنعى إليكم المدن والشطآن والأرياف والسهول والجبال والمدارس والجامعات، وأنعى إليكم كل ما كان نقي ونظيف ومتألق ومشرق في لبنان، وأنعى إليكم الاحزاب والجمعيات والإرساليات والسفارات والصحف والإذاعات والتلفزيونات وسعة الاطلاع والاحتراف، وأنعى إليكم الإنجازات والاحلام والبطولات والانتصارات والشعارات والاصطفافات و كل ما كان وما كان سيكون في لبنان. بمرارة شديدة أنعى إليكم ذاكرتنا الوطنية القريبة والبعيدة وما اختزنت من مشاهدات وتألقات قبل النزاع وبعد النزاع من عقول كبيرة وإبداعات وكتاب ومبادرات، وأنعى إليكم ذكاء اليمين واليسار والمسرح والغناء وأرصفة القلق والابتكار والحرية والتحرير والأحرار والتنوع والتجدد والانصهار والمقاهي والشوارع والساحات والتقدم والعمران، وأنعى إليكم طيور الحمام واليمام والسكينة والامان بعد ان هيمن الحقد والكراهية وتحكمت العدمية والرعونة بالمكان والزمان والإنسان في لبنان.

بمرارة شديدة أنعى إليكم روّاد لبنان، مشرّعين ومجتهدين ومجددين ومتمدنين ومتمدنات، وأنعى إليكم كل قيمنا الجامعة من المحبة الى الوداعة والأمومة والأبوة والطيبة والبساطة والتواضع والانسياب، وأنعى إليكم زمن المخبرين والمخابرات اللبنانية والعربية والاقليمية والدولية بعد ان استفحل الخواء والغباء واصبح لبنان كل ما فيه ادعاء بادعاء وكذب ورياء، وبمرارة شديدة اكتب هذه الكلمات لأخفي ما لا يكتب وما لا يقال عن إدمان الفشل والعجز والضياع، وأنعى إليكم المسؤولية والمسؤولين والسلطة وأدواتها العصبية والقبلية والطائفية والمذهبية التي استخدمت أسوأ استخدام، وأنعى إليكم الخجل والعيب والحرام في بلاد استباح ساستها كل المحرمات. بمرارة شديدة أنعى إليكم الوطنية والعروبة والقومية والأممية والتقدمية والرجعية والمشرقية والمناضلين والشهداء وكل المؤمنين بلبنان وطن الحرية والإنسان، وأنعى إليكم الإنماء والاعمار والمتعلمين والعلماء والروائيين والشعراء، وأنعى إليكم الاغتراب والمغتربين والعتابا والميجانا والزجل والأصوات الممتلئة بالحب والحنان، وأنعى إليكم لبنان التألق والنجاح والانجاز والاحتراف الذي قتله هواة الفشل والغرور والتطير والجنون. بمرارة شديدة أنعى إليكم دولة الأوهام في لبنان ورجالاتها فرسان طواحين الهواء، وأنعى المؤسسات والنواب والوزراء والماضي والمستقبل والديموقراطية والانتخابات، وأنعى إليكم الإصلاح ومحاربة الفساد، وأنعى إليكم المظاهرات والإضرابات والثورات والخطابات والشعارات والسترات الصفراء وغير الصفراء، وأنعى إليكم السياسة والسياسيين والوضوح والثبات واوهام التحرر من استبداد الاذكياء والأغبياء، وأنعى إليكم مجتمع التنوع والانفتاح وجسر التواصل بين الثقافات والحضارات، وبمرارة شديدة أنعى إليكم الكذب فقيد كل لبنان.

بمرارة شديدة أنعى إليكم نفسي، لأني لا أستطيع ان اسمي الأشياء بأسمائها ولا أستطيع ان اكتب ما أعرفه حق المعرفة، ولا أستطيع ان اصدق ما اسمعه او ان اصف ما أراه، ولا أستطيع التمييز بين الأفراح والاحزان وبين الخطأ والصواب ولا بين الضحية والجلاد، لأني لبناني اشعر بالقهر والمهانة والاحتقار ليل نهار في وطني النهائي والوحيد لبنان.

 

الفصام الإيراني المثير للجدل

أمير طاهري/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70735/amir-taheri-irans-schizophrenia-heats-up-the-debate-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%B7%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86/

مع استعدادات القيادة في طهران للاحتفال بالذكرى الأربعين للثورة الخمينية، يتساءل عدد متزايد من المواطنين الإيرانيين عما إذا كان الوقت قد حان كي تُغلق بلادهم هذا الفصل من تاريخها وتستأنف المسار كدولة قومية طبيعية.

وكانت الدعوة إلى أن تتجاوز إيران فصل الثورة الخمينية من تاريخها المعاصر، هي «التيمة» الغالبة على موضوع ندوة الشهر الماضي في جامعة وستمنستر في لندن، حيث سُلطت الأضواء على عودة إيران كدولة قومية، باعتبارها حاجة ملحة ومهمة لاعتبارات السلام والاستقرار الإقليميين. كما لوحظ أيضاً، أنه بالمقارنة مع الثورات الأخرى التي اندلعت خلال القرن العشرين، اتسمت الثورة الخمينية الإيرانية بالفشل المزري في جميع المجالات وعلى الأصعدة والمستويات كافة.

وبعد 40 عاماً من اندلاع الثورة البلشفية في روسيا، تحولت البلاد من دولة لا صناعية ومتخلفة إلى إحدى القوى العظمى العالمية، وأول دولة ترسل البشر إلى الفضاء الخارجي. وكان ذلك بعد هزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وفي هذه الأثناء، نجح النظام السوفياتي في «تصدير» آيديولوجيته ونظامه الاجتماعي والسياسي إلى أكثر من 12 دولة حول العالم، تلك التي تمثل ثلث تعداد سكان الأرض، على نحو تقريبي.

كما تمكنت الثورة الماوية في الصين من إحراز نجاحات كبيرة خلال العقود الأربعة الأولى من عمر الثورة. وبحلول عام 1990، أعادت الصين إطلاق ذاتها قوة صناعية ضخمة، واتخذت مساراً خاصاً لتصبح قوة اقتصادية هائلة بحلول عام 2020. ولكن على النقيض من الثورتين الروسية والصينية، فإن الثورة الخمينية في إيران قد أخفقت تماماً في «تصدير» نموذجها الثوري إلى أي دولة في أي مكان، في حين صارت الدولة الإيرانية أكثر فقراً مما كانت عليه في عهد الشاه.

والسبب الرئيسي في ذلك أن الثورة الخمينية قد فشلت فعلاً في إنشاء بنية دولة جديدة ذات مؤسسات حاكمة تحظى بالفعالية والكفاءة والموثوقية. وإثر عجزهم التام عن تدمير الدولة الإيرانية حال تطورها المستمر خلال 5 قرون كاملة، حاول الملالي الخمينيون الجدد تكرار ذلك النموذج الفارسي القديم، من خلال محاولة إنشاء أجهزة حكم موازية يفرضون منها السلطات على البلاد والعباد.

وتختلف أهداف ومصالح هذه الأجهزة الموازية، ناهيكم عن أساليب عملها الغامضة، بشكل صارخ عن أهداف الدولة الإيرانية، الأمر الذي أفضى إلى استمرار التوترات بين الهيكلين، الرسمي وشبه الرسمي.

أما الحجة التي تجد صدى متنامياً في إيران في الآونة الراهنة، فهي أن الوقت قد حان لتفكيك الأجهزة الحاكمة الموازية وإتاحة الفرصة لأجهزة الدولة الرسمية لاستعادة سلطاتها وصلاحياتها الكاملة كوسيلة من وسائل تحقيق المصالح والطموحات القومية في مواجهة المصالح والتطلعات الآيديولوجية. يقول الصحافي نادر صديقي: «طالما أنه لإيران سلطات موازية وأجهزة حكم، وصناع قرارات، ومنفذون للسياسات الموازية، فلا يمكن بحال مساءلة أو محاسبة أحد على أي شيء في البلاد». والنتيجة الطبيعية أن أولئك الذين يملكون السلطات والصلاحيات لا يتحملون أي مسؤولية، في حين أن الذين يتحملون المسؤولية الفعلية لا سلطات حقيقية لهم. ومن أبرز الشخصيات الإصلاحية الأخرى، هناك عباس عبدي، الذي يحذر أقرانه الخمينيين من أن نظامهم الحاكم يعاني من أزمة خانقة وعميقة، وربما بلغ حافة الانهيار السياسي بالفعل. ومرة أخرى، فإن الحل المقترح من جانبه يتمثل في إغلاق ذلك الفصل الثوري من تاريخ البلاد المعاصر والسماح لإيران بإعادة تنظيم الذات كدولة قومية طبيعية. ويقف المؤرخون الإيرانيون الكلاسيكيون عند 5 مراحل محددة، تتعلق بظهور الدولة الجديدة في البلاد التي شهدت اضطرابات سياسية واجتماعية واقتصادية لا حصر لها عبر تاريخها الطويل. المرحلة الأولى هي الغزو، ويتمثل في القوة الجديدة، وهي في الغالب عبارة عن قبيلة من المحاربين، تتمكن من الاستيلاء على قطعة من أراضي البلاد أو على كامل الأراضي.

وتلي ذلك المرحلة الثانية، وهم يطلقون عليها «مرحلة الهيمنة»، وهي عندما تنجح قوة القهر الجديدة في ترسيخ نفسها كقاعدة رئيسية في البلاد. والمرحلة الثالثة تُعرف باسم «مرحلة السيطرة»، وتتميز بالاعتراف بالقوة الجديدة كحاكم بأمره في أي صراع ينشأ على السلطة، الأمر الذي يفضي إلى المرحلة الرابعة، المعروفة باسم «مرحلة الحكم»، وفيها تعمل القوة الجديدة كحاكم نهائي في شؤون الحياة الوطنية. وفي المرحلة الخامسة والأخيرة، تخلق القوة الجديدة «الدولة» من تلقاء ذاتها مع مؤسسات الحكم المطلوبة لضمان استمرارها وتعزيز مصالحها وطموحاتها على المدى البعيد.

واستناداً إلى نموذج التحليل المشار إليه، فإن الثورة الخمينية، باعتبارها القوة الجديدة، قد توقفت تماماً عند المرحلة الرابعة «مرحلة الحكم»، الأمر الذي يعني أنها قد فشلت في القضاء على الدولة القديمة وخلق الدولة الجديدة القادرة على تطوير مزيج خاص من المصالح والطموحات القومية والثورية. وكانت النتيجة الطبيعية هي حالة الفصام السياسي التي أشرنا إليها، والتي تمنح الانطباع بأن المرء يتعامل مع دولتين، كل منهما تسمى «إيران»؛ إحداهما هي إيران الدولة، والثانية هي إيران الثورة. كما تؤثر حالة الفصام السياسية الإيرانية كذلك على معارضي النظام الخميني. وبشكل مُدرك أو غير مُدرك، فإن أغلب المعارضين يسلكون سلوك القوى الثورية، وإن كان ذلك في مواجهة النظام، وليس سلوك الحركات السياسية القادرة على إدارة دولة قومية طبيعية، والعمل على حل المشكلات التي تواجه المجتمع الإيراني المعقد، في محاولة للخروج من 40 عاماً كاملة من الأزمة الممتدة. والأنباء السارة في ذلك هي أنه، وربما من واقع الصيرورة الحتمية، هناك ثقافة سياسية جديدة باتت تتشكل داخل المجتمع الإيراني، وهي الثقافة التي ترتبط بصورة غريزية بالسياسات العامة وبالقضايا راسخة الصلة بواقع أوضاع البلاد، بدلاً من الأفكار المجردة المرتبطة وهماً بالطوباوية الثورية.

وعلى مدار العامين الماضيين، شهدت إيران أكثر من 100 حالة احتجاج شعبية من جميع مناحي المجتمع والحياة هناك. كما تعرضت البلاد أيضاً لهزتين كبيرتين تمثلتا في الاحتجاجات العارمة الكبيرة على الصعيد الوطني، التي اشتملت على ملايين المواطنين المتظاهرين في طول البلاد وعرضها.والنقطة المهمة في هذا السياق هي أن كل هذه الاضطرابات والمظاهرتين الكبيرتين كانت مدفوعة جميعها بمطالب لا يمكن أن تستوعبها أو تلتزم بها إلا دولة قومية عادية، وليست جماعة ثورية في عباءة دولة. ولذلك، وعلى أدنى تقدير، فإن مطالب الملايين من المواطنين الإيرانيين تتمثل في استعادة سلطة دولتهم، التي تطالب بدورها بإغلاق الفصل الثوري من تاريخ البلاد. يقول علي رضا شجاعي زند، المحلل الإيراني من طهران: «تواجه البلدان الأخرى أنواعاً من المشكلات مثل التي نعاني منها في إيران. لكن ذلك لا يفرض الشرعية أبداً على النظام القائم أو يفضي إلى انفجاره». وما فات السيد شجاعي زند في طرحه هو أن البلدان الأخرى المشار إليها لا تعاني من حالة الفصام السياسي العميق، التي تعاني منها إيران. فهم عبارة عن دول قومية طبيعية، وعلى هذا المنوال يمكنها حشد وتخصيص الموارد اللازمة لحل مشكلات الحياة الحقيقية، في حين أن الجمهورية الإسلامية في إيران تسعى فقط إلى تحقيق خيالاتها السياسية الزائفة بغزو العالم أجمع تحت مسميات الآيديولوجيا الغريبة الغامضة، المجهولة المعالم.

 

السودان وتكرار سيناريو الفوضى

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19

السودان الذي لم يُشفَ من مؤامرة التقسيم بعد، يواجه تكرار سيناريو الفوضى بنكهة ما يُسمى «الربيع العربي»، من خلال مظاهرات عمّت عموم برّ السودان وحتى بحره ونيليه الأزرق والأبيض، وتزامنت مع عودة زعيم المعارضة الصادق المهدي، ودعوته لانتقال ديمقراطي في ما تبقى من السودان بعد التقسيم، في تقاطع مع مطالبة حزب المؤتمر السوداني برحيل النظام. الأزمة قد تكون لها جذور اقتصادية، بعد أن وصل سعر الرغيف إلى ثلاثة أضعاف، مع ندرة دقيق الخبز والسيولة النقدية، ظروف تكررت حتى في ليبيا، التي تطفو على بحيرة نفط، فما بالك ببلد فقير بالنفط والغاز مثل السودان بعد التقسيم، ما أدى إلى فقدانه ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي، وإن كان غنياً بالماء والتربة الخصبة للزراعة، وفي الوقت نفسه يعاني من الفقر؟!

الرئيس البشير وقف خطيباً وسط رجال شرطته، مطالباً إياهم بضرب المتظاهرين بيد من حديد، ما تسبب بأزمة أخرى تضاف لأزمات السودان التي يعاني منها، وذلك رغم الوعود بالقيام بإصلاحات اقتصادية، وبتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول استخدام الشرطة للقوة المفرطة، الأمر الذي تسبب بمقتل العشرات، واتساع رقعة الاحتجاجات في أنحاء السودان، حتى بلغت مطالبة الشعب بإسقاط النظام، وتقدمت أحزاب كثيرة ببيانات ومطالب بتنحية البشير، إذ وقّع 22 حزباً سودانياً عريضة تطالب بحل الحكومة.

البشير الذي لم يجفَّ عرقه من سفرته إلى دمشق، يجد نفسه مطالباً بسداد فاتورة الزيارة، حتى اجتاحت البلاد احتجاجات، ظاهرها اقتصادية، وإن كانت الأزمة الاقتصادية ليست بالجديدة على السودان الغارق في الفقر، إذ إن 46 في المائة من الشعب السوداني تحت خط الفقر، وفق تقارير الأمم المتحدة، ولكن خلفية الاحتجاجات ومن يقف وراءها مختلفة، فالبشير، الصديق المقرّب من تنظيم جماعة «الإخوان»، تسببت زيارته لدمشق بخلاف غير معلن مع التنظيم، وإن كان ظاهراً في إعلان قيادات إخوانية دعمها لاحتجاجات السودان، بعد أن أكدت جماعة «الإخوان» في السودان أنها تقف صفاً واحداً مع المتظاهرين، ودعتهم ليعبروا عن غضبهم «بصورة حضارية»، على لسان مراقبها العام علي جاويش، والملاحظ أنه ليس للجماعة سوى مرشد واحد ومراقبين في بلدان شتى، ما يؤكد ارتباط فروع الجماعة بعضها بعضاً، وأنها تنظيم سياسي بشعار ديني عابر للحدود، ولا يؤمن بالدولة الوطنية ولا بجغرافيا الوطن. الدعوة للتظاهر والتعبير بالصورة «الحضارية» التي دعا إليها جاويش هي بالتأكيد كتلك التي عبرت بها باقي فروع التنظيم في بلدان «الربيع العربي»، عبر إحراق مراكز الشرطة، وسجلات النفوس، والسجلات العقارية، ونهب الممتلكات العامة وتدميرها، فلا يمكن تجاهل استغلال الجماعة للأزمة الاقتصادية المحلية في السودان لمعاقبة البشير، الذي غرَّد خارج سرب التنظيم، بعد أن كان متساهلاً معهم، في زمن انتهت المصلحة منه. الأزمة السودانية لها جذور ومسببات محلية بالدرجة الأولى، وإن تكالب الأكلة على قصعة السودان، فهذا وزير الصحة المنتمي إلى حزب الأمة المشارك في الحكومة أعلن استقالته «تضامناً مع المد الشعبي المطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي»، هذا الوزير الذي قال إن قراره يتناغم مع قرار حزبه، بسبب انفراد البشير بالسلطة وأنه لم يفِ بالتعهدات الإصلاحية، والحال هذه فلن يفيد اتهام الموساد الإسرائيلي بتجنيد عناصر لإثارة الفوضى في السودان، فالمظاهرات التي انطلقت هي مظاهرات ونيران شعبية مشتعلة أياً كانت حجارة الفحم التي تتلقفها لتزداد اشتعالاً، و«شماعة» المؤامرة لن تعالج الأزمة، وإن كنت لا أنفيها بالمطلق، خصوصاً أن «الربيع العربي» في عمومه بدأ بمؤامرة تسببت بشلل العقل العربي الجمعي، فمكّن ذلك أنصار الفوضى من استكمال مشروعهم التخريبي لصالح دولة «الخلافة» المزعومة، كيف لا، والفكر الإخواني مبني على العصيان المدني والاحتجاج والتظاهر، كما قال مرشدهم السابق محمد عاكف: «إن الجماعة لن تتوانى عن إعلان إضراب عام وعصيان مدني ما دام سيحقق المصلحة»؟!

 

إيران 2019: منعطف الانتقال من الثورة إلى الدولة

د. خطار أبودياب/العرب/05 كانون الثاني/18

مع اقتراب الذكرى الأربعين للثورة الخمينية، في فبراير 2019، ومع الآثار الملموسة لسلاح العقوبات الأميركية منذ مايو 2018، وبالإضافة إلى الاحتجاجات الداخلية الواسعة منذ ديسمبر 2017، تزداد التساؤلات حول إمكانية دخول إيران في هذا العام فصلا جديدا من تاريخها السياسي إن كان ذلك لناحية إنهاء هيمنة منطق الثورة على الدولة في الداخل، أو لجهة بدء العد العكسي لنهاية “الحقبة الإيرانية في الشرق الأوسط”. وتبقى الأجوبة غير حاسمة نظرا إلى ضبابية نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتحول العالم إلى ما يشبه الغابة وسط الحروب التجارية واستسهال ضم الأراضي بالقوة أو استرجاع حقوق مفترضة مثلما حصل مع روسيا في القرم وكما تهدد الصين تايوان وكما تطمح الإمبراطوريات المستيقظة في الشرق الأوسط من تركيا إلى إيران.

اللافت للنظر في مقاربة تطور إيران في العقود الأربعة الأخيرة التناقض الصارخ بين الفشل في بناء دولة قومية طبيعية تؤمن مصالح شعوبها ودورها الإقليمي الإيجابي، وبين النجاحات في التوسع الخارجي ليس فقط بسبب الإمكانات المرصودة والغطاء الأيديولوجي والديني فحسب، بل بسبب الاستفادة من “هدايا” إسقاط واشنطن لأعداء إيران اللدودين في كابول وبغداد، ومن استخدام طهران ودورها إن في العراق ما بعد صدام حسين أو في الحرب ضد الإرهاب والفتنة السنية – الشيعية.

هكذا بعد فشل في زخم تصدير الثورة خلال الحرب العراقية – الإيرانية (1980-1988) إبان وجود الخميني، نجحت طهران في مرحلة ما بعد 2003 في تدشين تمددها الإقليمي وبدء “الحقبة الإيرانية” خاصة بعد نهاية ولايتي رئاسة محمد خاتمي (1997-2005) وبدء عهد محمود أحمدي نجاد (2005-2013) وكل ذلك تحت العين الساهرة للمرشد علي خامنئي بمساعدة الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي توفي أوائل 2017 في ظروف غامضة.

وبالفعل استفادت طهران مليا من خيارات إدارة باراك أوباما (تحت غطاء الصفقة النووية التاريخية) في تدعيم الصعود الإيراني من ضفاف الخليج والبحر الأحمر حتى ضفاف البحر المتوسط، وذلك في موازاة الرهان الأوبامي على شراكة مع طهران من دون أخذ تحالفات واشنطن العربية بعين الاعتبار.

لكن مراقبة مسارات التاريخ المتعرجة في الشرق الأوسط تبين لنا أن صعود الأدوار الإقليمية وهبوطها ينتجان في الأساس عن توازنات إقليمية أو دولية ويعبران عن مراحل بعينها. في ظل إمكانية التقلبات السياسية والاقتصادية ووزنهما في تغيير وجه التاريخ المتحرك، يبقى للجغرافيا كل وزنها في تقرير السياسات وهي إلى جانب الاقتصاد من يحرك الطموحات والحروب. إن تأثير صعود قوى إقليمية على شكل المنطقة خلال فترات تاريخية مختلفة ترك بصماته على ذاكرة الشرق الأوسط وهذا يوضح نسبيا ما تمارسه إيران بالضبط في الإقليم خلال العقود الماضية.

لقد كانت المشكلة عند الدول الرئيسية والأساسية أنها تربط “الأدوار الإقليمية” بتصور تغيير الأوضاع بشكل حاسم لصالحها أو تغليب الهيمنة من دون الدفع نحو اتجاهات تعاون أو اندماج إقليمي أو تقديم نماذج إصلاحية (كما حصل في أماكن أخرى من العالم) والأدهى أن الوسائل والأساليب المستخدمة كانت تدفع بالوضع إلى ما هو أسوأ ممـا كان قائما بالفعل. لقد كانت سنوات الخمسينات والستينات تمثل الحـقبة المصرية، وصعود المد القومي العربي، وانفجار الحروب النظامية (والخاسرة غالبا) مع إسرائيل، وسياسات المواجهة مع الغرب في محاكاة غير مدروسة لزمن الحرب الباردة. وبعد حرب أكتوبر 1973، بدأت “الحقبة السعودية” مع صعود تأثير العامل النفطي على العلاقات الإقليمية وبدايات انتشار البدائل الإسلامية في الشرق الأوسط إثر هزيمة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان في صيف 1982 ودخول المنطقة حالة ركود في الثمانينات، مع تأثيرات إسرائيلية بعد اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو. وبعد ومضة زمن لحقبة عراقية بين 1988 و1990، دخلت المنطقة “عصر الهيمنة الأميركية الأحادية”. لكن سقوط “النظام العربي الإقليمي”، والفراغ الاستراتيجي بعد سقوط العراق أديا إلى تصعيد قوى إقليمية كبرى ثلاث وهي تركيا وإسرائيل وإيران. مما لا شك فيه أن طهران أصبحت الأكثر استفادة من هذا التحول بفضل “التفهم الأميركي” منذ أيام التعاون في العراق (حوار بول بريمر – قاسم سليماني بدأ في 2004) والحماس الأوبامي بين 2013 و2017.

لم تكن حصيلة “الحقبة الإيرانية” باهرة على الصعيدين الداخلي والخارجي: يتأكد على مر السنين الفشل في إنشاء بنية دولة جديدة ذات مؤسسات حاكمة تحظى بالفعالية والكفاءة. ويتساءل المراقب كيف أن الجهاز الديني المسيطر وذراعه في الحرس الثوري نجحا في القبض على دولة عمرها خمسة قرون من خلال تركيب أجهزة حكم موازية تحت عناوين ثورية وإسلامية. من الواضح أن أهداف “الدولة الموازية” (دولة الثورة) وأساليبها ومصالحها تجعلها على خلاف مستمر مع الهيكل الرسمي العتيق الذي أخذ يتلاشى. وتأتي المفارقة الكبرى إزاء مطالب الناس في أن أولئك الذين يملكون ظاهريا السلطات والصلاحيات (الرئاسة والحكومة) لا يمتلكون ناصية القرار، في حين أن الذين يتحملون المسؤولية الفعلية من محيط المرشد أو تحت عباءته يحكمون فعلا ولا تطالهم المحاسبة والمساءلة.

من هنا أتت مؤخرا استقالة وزير الصحة، قاضي هاشمي اعتراضا على خفض ميزانية الوزارة، في وقت تتجه فيه البلاد إلى التقشف لمواجهة الأوضاع الاقتصادية المتردية. وسبق أن أعلنت إيران عن ميزانية العام المالي الذي سيبدأ في 21 مارس القادم، بقيمة إجمالية قدرها 47.5 مليار دولار، والتي تقل عن 50 بالمئة من موازنة العام الماضي، التي بلغت 104 مليارات دولار. وتأتي الموازنة الإيرانية للعام الجديد وسط مصاعب بسبب العقوبات الأميركية، حيث خسر الريال أكثر من 60 بالمئة من قيمته أمام الدولار، بسبب العقوبات التي طالت العديد من القطاعات أبرزها البنوك، والتحويلات الدولارية، وقطاع النفط. وتتوقع طهران تمويل 35 بالمئة من الموازنة من عائدات النفط، بناء على سعر متوقع للنفط بين 50-54 دولارا للبرميل، وصادرات من مليون إلى 1.5 مليون برميل يوميا.

ويتوقع تزايد المصاعب مع انسحاب الصين من مشروع باريس الضخم للغاز وانسحاب مجموعة روسنفت الروسية من إيران وفشل الاتحاد الأوروبي في اعتماد آلية بديلة للالتفاف على عقوبات واشنطن.

ومن أبرز أسباب التأزم سيطرة الحرس الثوري المتزايدة على القطاعات الاقتصادية والميزانيات العسكرية الباهظة في موازاة انهيار البيئة وتدمير موارد المياه وبالفعل تم إنفاق المليارات من الدولارات على البرنامج النووي والبرامج العسكرية والتوسع الخارجي من اليمن وغزة إلى العراق وسوريا ولبنان وغيرها بدل الاستثمار في التنمية والبنية التحتية لصالح الشعوب الإيرانية. على الصعيد الخارجي ورغم نجاحات المشروع الإمبراطوري من جبال اليمن إلى سوريا وجنوب لبنان، تمّ إلاجهاز على توازنات وتدمير دول وتقويض بنياتها وضرب العلاقات التاريخية بين شعوب المنطقة.

حصل ذلك لأن نظام ولاية الفقيه له برنامجه الأيديولوجي المفصول عن مصالح الدولة الإيرانية بحد ذاتها وهدفه الأساسي قيادة العالم الإسلامي وتصور نفسه قوة كبرى يصعب قهرها مع اتخاذ شعارات العداء لأميركا وإسرائيل غطاء لتمرير أجندته وتركيب محوره الإقليمي واللعب على حالة التخبط الدولي بين واشنطن وبكين وموسكو والأوروبيين مع الاستفادة من عمق عراقي وتفاهم مع أردوغان وباكستان لتسهيل تجاوز العقوبات.

لكن لعبة النظام في إيران أصبحت مكشوفة ورقصة على حافة الهاوية. على مدار الأشهر الماضية، شهدت إيران حالات احتجاج شعبية طالت جميع نواحي المجتمع والحياة وحشدت الاحتجاجات العارمة الكبيرة على الصعيد الوطني الملايين من المواطنين المتظاهرين في طول البلاد وعرضها. ومن الواضح أن مطالب المواطنين الإيرانيين تتمثل في استعادة دولتهم القومية التاريخية وإغلاق صفحة “نظام ولاية الفقيه” التي ربما شكل رحيل آية الله شاهرودي إشارة إلى عدم القدرة على تجديدها في مرحلة أشبه بمرحلة “ريف المرشد” قبل ولوج زمن أفول “الحقبة الإيرانية” داخليا وخارجيا.

*د. خطار أبودياب/أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك - باريس

 

كيف يعمل المثقفون العرب في زمن الانسدادات؟

رضوان السيد/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19

تعاني ثقافة الرأي والاستشراق والتنوير (= الثقافة العامة) من فقرٍ مُدْقعٍ في عالم الفضائيات ووسائل الاتصال. ولا يختلف الأمر في العالم العربي الذي سيطرت فيه على الأيدي والعقول ثرثرات التسلية والجيوش الإلكترونية وكشوف ومزاعم سيئي الأخلاق والفصامات. أما ذوو الثقافة المكتوبة وقد صاروا قلة، فإنهم يغرقون في الحزبيات التي تلبس لَبوسَ السياسة والاهتمام بالشأن العام، لكنها تعبر في الحقيقة عن إصاباتٍ نفسية وعقلية. وإذا قارنّا الزمن الحالي بزمن الآيديولوجيا الذي مررنا به حتى تسعينات القرن الماضي؛ نجده أفضل بكثيرٍ من حيث نوعية المعلومات، والآفاق التي كان المثقفون (المتحزبون أيضاً) يحاولون فتحها أو الدعوة إليها.

في زمن الآيديولوجيا (بين الخمسينات والتسعينات من القرن الماضي) سيطرت على المثقفين كما على السياسيين راديكاليات التغيير الجذري باعتباره جوهر ثقافة التحرر والتحرير. كان رجال العمل العام يدخلون بنشاطٍ في صراعات الحرب الباردة، بينما كان المثقفون وهم يساريون في معظمهم يعملون على ثلاث شُعَب: شُعْبة معاداة الولايات المتحدة والمعسكر الغربي والرأسمالية المستغلّة قرينة الإمبريالية. والشعبة الثانية، شعبة إدانة مفهوم الحريات السياسية أو حقوق المواطنة، باعتبار أنها أوهام وأكاذيب، والمهم الحريات الاقتصادية والاجتماعية التي تُحرر الناس من رِقّ الحاجة، وثقافة التبعية والاستهلاك. والشعبة الثالثة، شعبة الحملة على الموروث الثقافي والفكري (والديني) باعتباره حائلاً دون الدخول في زمن الحداثة المستنير والمتحرر. وما كانت الحصيلة كبيرة، وكذلك النجاحات. وليس لأنّ «شموليات» التحرر والتحرير لا تشكّل أو لا تصنعُ آمالاً كبرى فقط؛ بل ولأنّ البدائل المطروحة في الحاضر، سواء في المجال العام أو ثقافة العقول التسطيحية والمستوية في التصوير، إذ تُغري بالاندفاع بسبب السهولة الظاهرة، تُسيء إلى إنسانية الإنسان، وتضرب ذاكرته وحسَّه السليم بالقيم وبالمصالح. أما الفائدة التي تحدثتُ عنها فقصدْتُ بها أنها أثارت نقاشاتٍ كبرى وهائلة بشأن كل شيء؛ وبخاصة أنها كانت تأبى الحلول الوسط، وأنّ تلك الأطروحات والمنظومات انتشرت في أوساط طلاب الجامعات، حيث كانت الثقافة المكتوبة لا تزال هي السائدة. كما كانت فئة الطلاب هي الأكثر حيوية وإحساساً بمسؤوليات الحاضر والمستقبل. فعندما كان محمد عابد الجابري يتناول الموروثات الفكرية والدينية والثقافية بالنقد أو إعادة التأويل تحت اسم: نقد العقل العربي، كان يعرّف طلابه بنشاطٍ وسعة اطّلاع على عشرات كتب التراث، ويدعوهم إلى الانتصار لعقلانية وبرهانية ابن رشد. وعندما كان محمد أركون على سبيل المثال يناضل من أجل نهوضٍ ثقافي وديني باسم: نقد العقل الإسلامي، كان يضع في متناول قرائه الشباب عشرات المؤلفات الصادرة في فرنسا في التاريخ وفلسفة الدين وفلسفة الأخلاق و«تغيير الذهنيات» كما كان يسميها، فيتسابق أنصار الجابري على قراءة الكتب التي أدانها أو أثنى عليها، ويتسابق أنصار أركون على اقتناء كتب الحداثة الذهنية الساحرة التي استعرضها، والتي يريد العقل الإسلامي أن ينفتح عليها. والواقع أنّ جيل ما قبل الجابري وأركون وحنفي؛ وهو جيل غير آيديولوجي تماماً، مثل العقاد وطه حسين وأحمد أمين، كان جيل قراءة أيضاً، وهو جيل محافظة ليبرالية؛ بينما صار الجيل اللاحق جيل صرامة آيديولوجية. لكنّ ذاك الجيل يحمل في حقائبه مجموعة من الكتب، تمثّل مجموعة من الأطروحات والأفكار، وجيل أساتذتنا الآيديولوجيين يحمل مجموعة أُخرى، ويختلط لدى الجيلين التفكير بالاستعراض، ويأتي الرأي ثالثاً؛ لكنه صارمٌ لدى الآيديولوجيين، وهادئٌ واثقٌ لدى المحافظين الليبراليين. لماذا هذا الاستطراد كلّه؟ لأنّ القحط السائد في زماننا، أو الذي أعتقده كذلك، كان يقتضي المقارنة بين زمنين وجيلين. ولكي يكون الأمر دقيقاً ومفهوماً رأيت أن تكون المقارنة محلية وليست عالمية. مع أنّ الزمن العربي والإسلامي المنقضي لا يخرج عن أن يكون بشكلٍ من الأشكال ردّة فعلٍ على العالمي أو شديد التأثر به. وكذلك الزمن الحالي، هو ردّة فعلٍ مباشرة أكثر من الزمن أو الزمنين السابقين.

هناك تغيراتٌ جذرية عالمية بالفعل. فقد تراجعت الثقافة المكتوبة التي يقودها أفرادٌ أو تياراتٌ فكرية. وتوشك أن تحلَّ محلَّها ثقافة وسائل الاتصال، وأُسميها «ثقافة» وليست ثقافة مكتوبة، لأنها لا تعتمد المقالة أو الكتاب أو حتى البرنامج التلفزيوني، بل تمضي عبر الكلمات القليلة على وسائل الاتصال لعرْض طرائف ومفارقات توحي بتذرُّرٍ لا نهاية له. والغربيون أنفسهم الذين يقدّسون الفردية منذ أكثر من قرنين، شديدو التحير بشأن هذا الانجراف، الذي ترددوا طويلاً في تسميته «ثقافة»، ثم اندفعوا لاعتباره «زمن ما بعد الحداثة». وهو الزمنُ الذي تنغمسُ خلاله القلة الكاتبة الباقية من الإعلاميين وفلاسفة الدين والتأويليين والمحللين الاقتصاديين في تحديد معالمه، أو هل له معالم، في الوقت الذي يعترفون فيه بأنهم إنما يقرأون نتائجه الظاهرة في شتى مناحي الحياة، والتغيرات الذهنية التي تُحدثُها ظواهره. هم يقولون إنه ممعِنٌ في نقض زمن العقلانية والآيديولوجيا، وأنه منهمكٌ حتى الآن في التفكيك الذهني والاجتماعي ومفاهيم العلائق بين الجنسين، والقيم والمبادئ التي صنعت العالم الحديث.

في المجال العربي والإسلامي، سيطرت وسائل الاتصال وخواطرها وخطراتها. كما أنّ الثقافة المكتوبة كتباً ومقالاتٍ وآليات اطلاع واطّلاعاً فقدت جمهورها. ثم إنّ إسهامها في قراءة ونقد «ذهنيات ما بعد الحداثة» لا تتّسم بالعمق والتأمل أو التحليل الهادئ. إنها شكلٌ آخر من أشكال الآيديولوجيا التي سادت لدى العرب والمسلمين في الزمن السابق. فهي ثقافة أو مثاقفة سوداوية لا تملك أفقاً كما لا تدعو إلى فتح آفقٍ من أي نوع. ولستُ أزعُمُ أنها مثاقفة خيالية، بل إنها إجابة أو ردّة فعلٍ على الواقع الراهن المجالي والعالمي. وفي اعتبار أصحابها (من التحرريين والإسلاميين) أنهم إنما يستجيبون لمهمة المثقف التقليدية في المجال الفرنسي: رفض الواقع والتنديد به. لكنْ حتى مفهوم الإنتلجنسيا في المجال الفرنسي يملك جانبين: جانب الرفض أو الاعتراض، وجانب الدعوة للبدائل التي يعتبرها المثقف أحرى بالاعتبار أو الإحلال. هناك انسداداتٌ فعلية في الواقع العربي - الإسلامي: منها توقُفُ عمليات إعادة البناء والأنسنة في المجال العام، بعد هزّة عام 2011، وما تلاها من تخريبٍ وإرهاب. ومنها الفصامات في قلب الإسلام التي أحدثتها «القاعدة» ومتفرعاتها ومنها «داعش» وإخوته وأخواته. ومنها تصدع قيم وممارسات التعلم والتعليم وأخلاق العمل والكسب دونما نظرٍ في آفاقٍ أو أخلاقٍ أُخرى للتفكير والعمل. ومنها القصور والفقر في دراسات وقراءات مراحل التحول في ديارنا وفي العالم.

إنّ الذي يسود في المكتوبات المتضائلة الكمية والنوعية هو النزوع إلى إدانة الواقع السائد، والنزوع إلى اعتبار العالم المعاصر أو الغربي مسؤولاً عن هذا الخراب. ويترتب على ذلك لدى المثقفين منزعان: منزع نضالي يتوجه على استحياء من جديد إلى «الجهاديات» التي أسهمت في تخريب الدول والمجتمعات - أو تفويض إيران وتنظيماتها المسلَّحة في بلداننا بمصارعة الولايات المتحدة، والأنظمة الباقية. ومنزع تأصيلي - إذا صحَّ التعبير - والذي يشارك فيه التحرريون وأهل الإسلام السياسي، وهو يَعتبر أنّ الغرب شرٌّ مطلقٌ منذ كان. ولذلك لا أمل في الصلاح والإصلاح إلاّ إذا تزلزل الغرب كله ودولته الحديثة وعلمانيته، بأي أُسلوبٍ كان! المثقفون العرب الذين تضاءلت أعدادهم، وتضاءل تأثيرهم، يعتقدون أنهم بهذه الطريقة يكونون صادقين، ويخرجون من تياري التسويغ والاستعباد. لكنهم في الحقيقة، إنما ينشرون صرخاتٍ للانتقام على طريقة دون كيخوتي، وليس ذاك من شأن أهل بناء البدائل، ولا حتى من شأن أهل المسؤولية من الاحتجاجيين.

 

أسر الهويات

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19

أضعت قبل سنوات جواز سفري البريطاني وأنا في باريس، فتمكنت من العودة إلى بيروت بالجواز اللبناني. وبعدها، قف. فيما جلست أنتظر صدور بدل عن ضائع من السفارة البريطانية، اكتشفت أنني أصبحت أسيراً. ذهبت أطلب تأشيرة من القنصلية الفرنسية فقيل لي، تعالَ بعد شهر. وحاولت السفر إلى غير بلد عربي فقيل لي «ألا تحمل جوازاً أجنبياً»؟ وتبين لي أن أفضل الحلول بدل الانتظار على أبواب القنصليات هو انتظار وصول الجواز الذي منحتني إياه الملكة إليزابيث الثانية منذ 35 عاماً على وجه الضبط.

ارتعدنا جميعاً في المنزل قبل أيام عندما دعتني «MBC» إلى التسجيل في دبي مع الزميل ياسر عمرو في برنامجه «بالمختصر». تفقدت جوازي البريطاني ولم أجده. وقلبنا المنزل ولم نجده. وأنا لا أدخل مكاناً في البيت سوى زاويتي على الشرفة وغرفة النوم. ومع ذلك فتشنا كل الغرف والمطبخ والوسادات. سألتُ «MBC» إن كان في الإمكان إرسال تأشيرة برقية، على الجواز اللبناني، فأُجبتُ أنها مسألة طويلة ومربكة. وعدت أفتش كل حقيبة استخدمتها في السنوات الماضية بحثاً عن جواز له غلاف أحمر لا أزرق. فيلم! واستسلمت لفكرة الاعتذار عن عدم الحضور رغم رغبتي الشديدة في السفر إلى دبي. وفكرت في اللاجئين الذين يعيشون في هذا العالم إلا من ورقة إثبات يحصلون عليها في صعوبة وتوسل.

قبل الحرب العالمية الأولى كان في إمكان أي إنسان أن يتنقل حول العالم ومعه «وثيقة» من دون صورة. ثم قلبت الحرب جميع البشر إلى أعداء وغرباء ولاجئين. وأصبح على كبار الشخصيات والأدباء والفنانين أن يقفوا في الطوابير أذلاّء مهانين في انتظار إشارة من موظف عادي.

تقول صحف ألمانيا إن عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين يعودون إلى ديارهم بسبب حالة الغربة التي يشعرون بها. ورغم المعاملة المستقيمة يشعرون بالذل. وغربة اللغة وغربة المناخ وغربة العادات. ولا يعرف أحد عدد العرب الذين يطلبون جوازات وجنسيات حول العالم. ليس من أميركا وبريطانيا وفرنسا، بل من دول صغيرة في الكاريبي، يبدو جوازها مضحكاً، إضافة إلى كونه مريباً. وفي كل الحالات، مذلاً. كان المسافر يشعر بالإهانة عندما تطلب منه بصمته. الآن يَطلب منه مأمور الجوازات الإبهام زائداً أربعة أصابع أخرى، وعندما تنتهي هذه المذلة يطلب منك الوقوف أمام كاميرا. وبعد كل ذلك يُشعرك الموظف أنه سمح لك بالدخول رغماً عنه. فكل مسافر لم يعد مشروع ضيف، بل مشروع إرهابي. ونحن نعمل من أجلكم. وإضافة إلى الأصابع والصورة، عليك الآن أن تدخل تفتيش الحقائب. اخلع سترتك وحذاءك وسير سروالك. كم يضحك الذين يرون سروالك تدلى فيما تحاول استعادة الحزام والهاتف والحقيبة والحذاء وكرامتك. والخاتمة أننا عثرنا على الجواز البريطاني في أحد جيوب حقيبة اليد. وهو لا ينفع في مرحلة التفتيش.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون تسلم من فهد تقريرا عن القضاء العدلي وتسلم من شبيب ومدير المعهد الانطوني فسيفساء العلم: خلافات في الخيارات السياسية تعرقل تشكيل الحكومة

الجمعة 04 كانون الثاني 2019 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خلال استقباله قبل ظهر اليوم مجلس القضاء الاعلى برئاسة القاضي جان فهد، ان "خلافات في الخيارات السياسية لا تزال تعرقل تشكيل الحكومة الجديدة"، داعيا جميع الاطراف المعنيين الى "تحمل مسؤولياتهم الوطنية وتسهيل عملية التشكيل"، وقال: "لقد حافظنا على الامان والاستقرار في لبنان في زمن الحروب الحارة، فمن غير الجائز اضاعة ما تحقق من خلال الحروب الداخلية الباردة". ولفت الرئيس عون الى ان "نسبة الجرائم قد تدنت خلال العام 2018 بشكل ملحوظ قياسا بالاعوام السابقة ما يؤكد نجاح الجيش والقوى الامنية في تحقيق الامن في البلاد، ولاستكمال ذلك لا بد من تعاون بين القضاء والاجهزة الامنية بحيث لا تؤدي القرارات القضائية على انواعها الى الحد من فاعلية الاجراءات المتخذة"، مشددا على "الاسراع في اصدار الاحكام"، معتبرا ان "قانون العقوبات يحتاج الى تعديلات اساسية ستكون موضع بحث في المؤتمر الذي سيدعو اليه رئيس الجمهورية بعد تشكيل الحكومة ونيلها الثقة، ويضم جميع المعنيين بالقضاء من قضاة ومحامين ورجال قانون". ودعا الرئيس عون الى "تصنيف الجرائم التي يحاكم المتهمون بها امام محكمة المطبوعات للتمييز بين ما تنطبق عليه قواعد الحرية من نقد سياسي بناء في اطار الحرية المصانة بالدستور، وبين الشتيمة والسباب والتجريح وانتهاك الاعراض والحرمات والكرامات والتي لا علاقة لها بالحرية". وجدد دعوته الى "الجسم القضائي للمحافظة على المناقبية والتجرد والحياد والتي يفترض ان تتوافر بالقاضي في مختلف المجالات التي يعمل فيها"، مشيرا الى ان "الاهتمام بقصور العدل والسجون سيكون من اولويات عمل الحكومة المقبلة". وكان القاضي فهد استهل اللقاء، ناقلا تهاني الجسم القضائي الى رئيس الجمهورية لمناسبة الاعياد، شاكرا الاهتمام الذي يوليه بحاجات القضاة على اختلاف درجاتهم وتنوع مسؤولياتهم.

فهد

وسلم رئيس مجلس القضاء الاعلى رئيس الجمهورية تقريرا موجزا عن وضع القضاء العدلي وعمل القضاة العدليين البالغ عددهم 524 قاضيا، لافتا الى ان "حركة العمل في المحاكم اظهرت ان فصل الدوائر المدنية والجزائية على انواعها للدعاوى والشكاوى الواردة اليها في العام القضائي 2017-2018 اي منذ الاول من ايلول 2017 ولغاية 31 آب 2018 بلغ 85.77 بالمئة. كما وردت اليها 198863 دعوى وشكوى، وتمت معالجة 170572 منها، ومن المفيد الاشارة الى ان العام المنصرم شهد ورود 48512 دعوى وشكوى زيادة عن العام القضائي 2016-2017 حين بلغ الورود 150351 دعوى وشكوى، وقد بلغ الورود 157588 دعوى وشكوى في العام القضائي 2015-2016". واشار الى ان "مجلس القضاء الاعلى شكل في العام 2018 لجنة خاصة لدراسة احصاءات المحاكم بغية تحديد مكامن اي خلل يمكن ان يعتري سير العمل في اي دائرة قضائية واقتراح الحلول لمعالجته كما تعميم اي تطبيقات عملية فضلى تؤدي الى تسريع العمل في الدوائر القضائية".

قرطباوي

على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون الوزير السابق شكيب قرطباوي واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة والمستجدات الحكومية.

فسيفساء العلم اللبناني

واستقبل الرئيس عون، في حضور اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون، محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب ومدير المعهد الفني الانطوني الاب شربل راجي بو عبود مع وفد من المعهد، حيث تسلم الرئيس عون فسيفساء العلم اللبناني الذي تم رصف حجارته في ساحة الشهداء لمناسبة الذكرى الـ 75 للاستقلال.

وقد وضع الرئيس عون واللبنانية الاولى آخر حجرين في مجسم العلم المرصوف على لوحة فسيفساء قياس 240x 138 سنتم. وكان من بين الحضور الطفلة هافن جان الجاويش التي كانت اول من وضع حجرة في الفسيفساء.

شبيب

وتحدث المحافظ شبيب في بداية اللقاء، شاكرا الرئيس عون على استقباله الوفد لتقديم "هذا العمل الفني التراثي التاريخي الى فخامة الرئيس، وهو لوحة تمثل العلم اللبناني المصنوع من حجارة الفسيفساء"، مؤكدا أن "هذا الفن العريق هو متواجد ومتجذر في كل لبنان ولا سيما في بيروت"، مشيرا الى أن "هذه اللوحة صنعت في وسط العاصمة وفي محيطها، وقد تم بالتعاون مع المعهد الفني الانطوني إعادة إحياء هذا التراث وتسليط الضوء عليه". وقال: "إن الفسيفساء هي احدى صفات لبنان، حيث يوصف المجتمع اللبناني بالموزاييك، فعندما يتألف من حجارة مبعثرة ومتباعدة لا قيمة لها، ولكن حين تجمع في لوحة فنية كهذه تصبح على شبه هذا العلم اللبناني الذي نفتخر به لأنه رمزنا وشعار وحدتنا الوطنية". وتوجه شبيب الى الرئيس عون بالقول: "أنتم يا فخامة الرئيس، كما يقول الدستور، رئيس الدولة، ورمز وحدة الوطن وانتم بالتالي كهذا العلم، شعار نضعه فوق رؤوسنا وقد جسدتم هذا الامر بالواقع وتطابق الواقع مع نص الدستور لذلك من الطبيعي أن نضع هذا العلم اللبناني المكون من حجارة الفسيفساء بين أيديكم في مكانه الطبيعي لكي تتفضلوا مع السيدة الاولى بوضع الحجرين الاخيرين ليكون بين أيديكم كحاميين وحارسين للدستور ولوحدتنا الوطنية".

بوعبود

والقى الاب شربل بو عبود كلمة، فقال: "ليست الاحجار هي التي نسجت علم بلادي بل دم شهدائي وصلابة ايماني وارز لبناني وصولجان الاستقامة وعزة جيشي وبسالة شعبي المنقوشون منذ الازل في قلب الله. صاحب الفخامة، لم نحمل اليكم اليوم حجارة، لا صوت لها ولا حس وانما جئناكم بقلوب اللبنانيين الذين رصفوا حجارة هذا العلم حجرا حجرا في ساحة الشرف، ساحة الشهداء ولا يكتمل العمل الا بوضعكم الى جانب السيدة الاولى دعامة ايمانكم بالوطن وبارزه، الا وهو الحجر الاخير، ليبقى العلم مرفرفا ابد الدهور". اضاف:" فخامة الرئيس، انتم حجر الزاوية، بكم يتراصف الوطن فأنتم الاوفياء في زمن الضعفاء والانانيين، ان عيون اللبنانيين لشاخصة اليكم اذ ترى في قيادتكم الحكيمة خلاص لبنان من مؤامرات شتى تحاك له ومن ذئاب خاطفة تنهش لحمه. اتيناكم اليوم اطفالا وشبانا وشابات وشيوخا لنؤكد معكم على تماسكنا حولكم ومعكم لصمود لبنان في هذه المحنة وثباته حتى انبلاج النور الذي ننتظره ونعول عليه بوجودكم في سدة الرئاسة. هنا كانت ولادة الحرية في قصر الشعب، وهنا ستبقى، ومن هنا تنطلق لتعم لبنان باكمله، لذا نصلي من اجلكم من اجل لبنان ليبقى وطنا معافى تقودونه الى بر الامان والسلام، فلكم منا التحية والوفاء".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون شاكرا للوفد مبادرته، وقال: "هي هدية ثمينة وعزيزة على قلبي، ورمز كل الوطن وكل لبناني. فهذا العمل الفني الرائع يجسد الشعب اللبناني الذي يشبهونه بالموزاييك كونه متعدد الطوائف، إضافة الى الاعداد المختلفة للشعوب التي سكنته".

ورأى ان "لبنان بحاجة الى أن يكون كلوحة الفسيفساء الجامعة لمختلف الحجارة الملتصقة ببضعها البعض التي تمثل كل مكونات الشعب اللبناني". واشار الى أن "العلم اللبناني رموزه عديدة ولا يمكن أن تحصى، من دم الشهداء مرورا بالامل بأرزته الخضراء الى ثلجه الناصع".

ثم اعطى الرئيس عون توجيهاته بوضع فسيفساء العلم اللبناني في القصر الجمهوري.

تهنئة بالاعياد

وتلقى رئيس الجمهورية برقيات تهنئة بالاعياد من رئيس دولة الامارات العربية المتحدة خليفة بن زايد آل نهيان، ونظيريه التونسي الباج قايد السبسي والاذربيجاني الهام علييف.

 

بري استقبل صليبا ورابطة القضاة القدامى وهاب: الحكومة قاب قوسين او ادنى من التشكيل

الجمعة 04 كانون الثاني /2019/وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، الوزير السابق وئام وهاب، وعرض معه الوضع الراهن.

وقال وهاب بعد الزيارة: "اطلعت دولته على الاجواء التي حصلت الشهر الماضي، وبحثنا امورا عديدة ومنها موضوع الحكومة. ويبدو ان الحكومة على قاب قوسين او ادنى من التشكيل، ولا استطيع ان اقول انها ستشكل غدا، فكان يجب ان تشكل بالامس، والتأخير لم يعد مبررا خصوصا ان الناس تنتظر ليس فقط تشكيل الحكومة بل تنتظر ماذا ستفعل هذه الحكومة، وهذا هو المهم. التشكيل يحدث صدمة ايجابية تستمر لأيام ولكن الصدمة الايجابية المطلوبة هي ماذا ستفعل هذه الحكومة وماذا ستنفذ وكيف ستحل المشاكل القائمة؟ ولكن انا رأيي ان الامر الاساسي والاستراتيجي الذي يطرحه اليوم الرئيس بري، هو اهم من موضوع الحكومة واهم من كل هذه التفاصيل، وهو الدولة المدنية. ويبدو ان دولته كما نحن جميعا يعتبر أن النظام القائم غير قادر على الاستمرار، وقد اثبتت التجربة فعلا بعد 2005 أن هذا النظام لا يستطيع ادارة نفسه، وبتقديري ان الرئيس بري بطرحه هذا انتقل الى مرحلة متقدمة جدا وهو قادر ان يجمع فيها الكثير من القوى اللبنانية، القوى السياسية، قوى المجتمع المدني، وقوى التغيير، وهذا امر استراتيجي ومهم. ولقد فوجئت بعمق القناعة الموجودة عند دولة الرئيس بري بهذا الامر. هذا نظام سياسي لا يستطيع ان يستمر، وهو بحاجة الى تطوير حقيقي. وللرئيس بري تصور شامل وكامل حول هذا الموضوع وكيف نقوم بتشكيل المجلسين معا، مجلس النواب ومجلس الشيوخ. مجلس الشيوخ يكون ضامنا لحقوق الطوائف، ومجلس النواب يكون مناصفة بين المسيحيين والمسلمين حتى لا يقول احد ان هناك غلبة في هذا المجلس النيابي الوطني، ولكن داخل المذاهب يجب الا ندخل في التفاصيل. فالانتخابات حتما تفرز عادة توازنا. لذلك يهمني ان يكون دولة الرئيس بري مبادرا باتجاه كل القوى الحية والتغييرية بهذا الطرح الاستراتيجي. الترقيع سيؤدي الى فرط البلد، هذا بلد لم يعد يتحمل، فقد تدخل الرئيس بري الشهر الماضي بقوة لتأمين الرواتب، وهذا ليس سرا والكل يعرف ذلك، وهو لا يستطيع ان يتدخل كل شهر لتأمين الرواتب. هناك مشكلة حقيقية سببها الاساسي النظام السياسي حتى لا نتلهى بالتفاصيل الاخرى".

سئل: قلتم ان الحكومة على قاب قوسين او ادنى من التشكيل، هل هذا موقف الرئيس بري؟

اجاب: "لا، ليس موقف الرئيس بري، ولكن موقف دولته من الحكومة هو انه كان يجب ان تتشكل منذ اربعة اشهر، وهو يتساءل لماذا تأخرت كل هذا الوقت، ومعه حق في ذلك. كل القصة تدور حول مسألة لا تستأهل، مسألة اصبحت اقرب الى العناد السياسي مما هو الى المنطق السياسي، لذلك الحكومة كان يحب ان تكون اليوم موجودة، وبرأيي تفاءلوا، فخلال الايام المقبلة ان شاءالله سيكون لدينا حكومة".

وكان بري استقبل ظهر اليوم رابطة قدامى القضاة برئاسة رئيسها القاضي انطوني عيسى الخوري وعضوية القضاة: كمال القاضي، فوزي داغر، انطوان راهب، انطوان شمالي وعزب الايوبي، وكانت مناسبة لمعايدته بالعام الجديد، وتطرق الحديث الى سؤون قضائية ومطالب القضاة المتقاعدين.

كذلك استقبل بري المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا ونائبه العميد سمير سنان للتهنئة بالعام الجديد، وتطرق الحديث الى الوضع الامني.

 

باسيل بعد لقائه الراعي: ربط موضوع تشكيل الحكومة بأي أمر آخر غير مفيد ولتأليفها علينا احترام التمثيل على اساس القانون النسبي

الجمعة 04 كانون الثاني /2019/وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال المهندس جبران باسيل، الذي قال بعد اللقاء: "من واجبنا تقديم المعايدة إلى سيدنا البطريرك بعيدي الميلاد ورأس السنة، وهذا عرف نحن نتمسك به، ومن المؤكد أننا هنا اليوم للاستماع الى نصائحه وأفكاره. وبدورنا، أطلعناه على رأينا حول قضايا وطنية عدة، على رأسها موضوع تأليف الحكومة الذي هو من أولى اهتماماتنا".

أضاف: "أنتم تعلمون نحن كنيسة وديانة الامل والرجاء، ونحن لا نعترف باليأس، وسنظل نرى الامل سواء من نافذة او من طاقة او من اي ثقب يظهر منه النور سوف نستمد منه النور والطاقة والامل، ولن نستسلم لليأس ولا للقدر المحتوم بالفشل. ولذلك، سنظل نعمل في كل القضايا الوطنية وفي موضوع الحكومة تحديدا للوصول الى نتيجة، ولن نقبل بالفشل. وأخيرا، النجاح يكون لكل اللبنانيين، فليس من فريق يؤلف الحكومة، هناك من يقدم اقتراحات. وكما قلنا لدينا الكثير من الافكار والحلول لنقدمها، ولكننا لسنا من يصنع الحل. الحل يصنعه من يوافق عليه وفي اطار الدور الذي يلعبونه سواء من ناحية اخراجه او اقتراحه او الموافقة عليه فيكونون شركاء في هذا الحل". وتابع: "إن حكومة الوحدة الوطنية هي صنيعة كل الاطراف المشاركة فيها، فنحن لسنا في سباق لإيجاد الحل او صنع المبادرات، ولسنا في سباق سياسي آخر لربط هذا الإستحقاق باي استحقاق آخر. هذا الإستحقاق مرتبط فقط بتأليف حكومة عليها ان تكون منتجة وفاعلة لتقدم نتائج إلى اللبنانيين، وربط موضوع تشكيلها بأي أمر آخر غير مفيد، لأن الأهم في تشكيل الحكومة هو ماذا ينتظر الناس منها". وأردف: "أفهم أن في كل استحقاق سياسي ودستوري، الناس يودون تثبيت حقهم ودورههم. أنا أعرف أن هناك معادلات جديدة بعد قانون الإنتخاب، لكن ما لا يمكننا فهمه هو ان تكون اليوم هذه لحظة تسجيل مكتسبات سياسية معينة او تغيير في النظام، لا اعتقد ان هذا هو الوقت لا من ناحية التوقيت ولا من ناحية المناسبة السياسية. إذا، الأفكار كثيرة، والمهم ان تكون النوايا جيدة".

وقال: "أجدد قولي، وهنا لا أتمنى، وإنما أستند الى واقع حقيقي، وهو أنه لا يمكن رفض كل هذه الافكار، ولا يمكن رفض كل هذه الحلول القائمة على المعايير وعدالة التمثيل وأيضا قائمة على فكرة اساسية وهي ان الربح للجميع. وإن كانت هناك من خسارة فهي موزعة على الجميع، وأي تنازل هو ايضا موزع على الجميع وليس على طرف واحد فقط، في وقت هناك الكثير من الافكار التي لا يخرج احد بها بخسارة، وبها نحترم معايير التمثيل والعدالة، المهم ألا نؤلف حكومة قائمة على زغل ونكد سياسي لا تتمكن من الإنتاج".

أضاف: "لقد بات معروفا أنني قدمت وفكرت واقترحت 5 أفكار جديدة وكلها قائمة على هذه المبادئ. طبعا، نحن نقوم بالإتصالات اللازمة، بعيدا عن الإعلام، ونحن بانتظار الأجوبة اللازمة لكي نتمكن من الوصول الى نتيجة، وكلي امل بالوصول الى نتيجة".

وتابع: "لبنان امام استحقاق، وهو القمة التنموية العربية على ارضه، والأفضل له ولصورته وضع هذا الهدف امامنا لاستقبال ضيوفنا بحكومة وحدة وطنية لأننا نملك افكارا يمكننا تقديمها مرتبطة بالوضع العربي والوضع في سوريا وبورشة اعادة الإعمار في سوريا، فليس من الطبيعي ان يدفع لبنان 8 سنوات ثمن الأزمة في سوريا، وايضا ان يدفع ثمن الإعمار في سوريا بدل ان يكون شريكا في الإعمار كما كان شريكا في الإنتصار على الإرهاب وقدم الكثير في هذه المسألة. كذلك عليه ان يكون شريكا في النهوض الإقتصادي والعمراني، وهذا دور اللبنانيين في الدول البعيدة في افريقيا واميركا، فكيف مع دولة جارة كسوريا. استعدادنا واجب في هذا الموضوع ان تكون لدينا حكومة تقوم بالأمر". وردا على سؤال عن رأيه في "أن "حزب الله هو من يؤخر تشكيل الحكومة بهدف منع اعطاء رئيس الجمهورية الثلث المعطل"، قال: " كلا، اعتقد ان حزب الله عبر عن رأيه مباشرة وكذلك السيد حسن نصرالله في الإعلام، وكرره مسؤولون ايضا، وسمعنا تأكيدات والصيغ التي يوافق عليها حزب الله بشكل واضح تؤكد ان ما من مشكلة لديه بالنسبة إلى هذا الموضوع المختلق ايضا. كذلك مختلق هو القول إن استحقاق تأليف الحكومة مرتبط بالانتخابات الرئاسية بعد 4 سنوات. من المعيب ربط هذا الأمر بهذا الشكل احتراما لذكاء اللبنانيين. نحن نتحمل، ولكن تصوروا أن احدا يعرقل نفسه ونود اقناع الناس بأننا نعرقل المبادرات التي نقوم بها والأفكار التي نطرحها. الحكومة من الطبيعي ان نكون مستعجلين عليها. أعتقد أن هذا اتهام، وموافقتهم على أفكار عدة طرحناها تؤكد أن ما من مشكلة لديهم في هذا الشق، الذي نؤكد انه ليس الهدف، وانما هو نتيجة حصة لرئيس الجمهورية، وهو حق وحصة لتكتل لبنان القوي، وهو حق لا بل اقل من حقنا، ونحن قبلنا وتنازلنا، وهذه هي النتيجة".

وعن ربط الوزير المشنوق موضوع تأليف الحكومة بمعركة رئاسة الجمهورية قال باسيل: "في الحقيقة انا اضحك. اذا فشل هذا العهد تعتقد انه سيبقى هناك رئاسة تليق بنا. الهدف اليوم هو نجاح العهد والعهد هو رئيس جمهورية وحكومة ومجلس نواب ومؤسسات والدولة، اي كلنا هل من احد يفشل نفسه؟ القليل من المنطق بين بعضنا البعض. لا نغش بعضنا، اليوم يوجد وللاسف مناطحة سياسية ابعد من تأليف الحكومة. من المؤكد بالنسبة لنا انها غير مرتبطة بالإنتخابات الرئاسية لانه عندنا رئيس نفتخر به وهو استثنائي ولن يتكرر وعلينا الإستفادة في هذه السنوات الست لتحقيق اكبر قدر للبنان وللبنانيين. ولكن اذا كان هنالك من لديه غير هذا المشروع ويود ان يلقيه على غيره من حقه ان يكون عنده هذا التفكير ولكن لا يرميه على غيره. المشكلة الأساسية مرتبطة بتأليف الحكومة، هذه الحكومة لا تنتخب الرئيس وانما تقيم انتخابات نيابية وبعدها تكون انتخابات رئاسة الجمهورية، فلنبق في حد ادنى من المنطق ومن تسلسل الأمور. قانون الإنتخاب الماضي وضع على اساس رئاسة الجمهورية بعد 6 سنوات ولكن هناك عملية تأليف حكومة على اسس وقواعد، برأينا لتأليف حكومة وحدة وطنية علينا احترام التمثيل الذي ظهر بعد الإنتخابات على اساس القانون النسبي هذه هي كل المشكلة فليحترمها الجميع، عندها تتألف الحكومة بدقيقتين".

وعن تحمل لبنان تبعات دعوة الرئيس بشار الأسد او عدم دعوته لحضور القمة الإقتصادية في لبنان اوضح باسيل: "اعتقد اننا نقوم منذ زمن بكل ما يلزم نتيجة لقناعاتنا ومواقفنا وما حصل في سوريا هو انه يجب ان تكون في قلب الحضن العربي والجامعة العربية ووضعها ان تكون خارج الجامعة هو غير سليم. لبنان لا يوجه الدعوة وانما يمكنه المبادرة والعمل لكي تكون سوريا في الجامعة العربية قد يكون متفرجا او رافضا او مبادرا".

وقال: "رأينا كفريق سياسي وكخارجية لبنانية معروف نحن لم نقطع العلاقة مع سوريا، عندنا سفارة في الشام ولسوريا سفارة في لبنان وهناك علاقة ديبلوماسية بين البلدين ووضعنا سليم معها ومع صدور قرار تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية لبنان كان من الرافضين للقرار. ومصلحة لبنان تهمني. وبرأيي مصلحة لبنان بغض النظر عن اي امر آخر هي ان تكون سوريا في جامعة الدول العربية وان تكون علاقات لبنان المميزة مع سوريا قائمة لأنه بموجب هذه العلاقات المميزة تحمل لبنان الكثير من تبعات الحرب في سوريا من باب الأخوة والجيرة واليوم من الطبيعي ان يشارك لبنان في نهوض سوريا وليس ان يقاصص او ان يقاصص نفسه".

وردا على سؤال حول مشكلة تأليف الحكومة: "يورد الإعلام الكثير من الأخبار غير الصحيحة واليوم اردنا معايدة غبطته والتوضيح ان الأمل الذي نعطيه يستند الى عمل نقوم به علينا جميعنا ان نتشارك بهذا العمل فهو ليس من مسؤوليتنا وحدنا نحن نبادر عندما يطلب منا المبادرة ونعمل عندما يطلب منا العمل لا نود اخذ مكان احد، على العكس نتمنى ان يأتي الحل وعلينا الموافقة على ما يتعلق بنا وانما اذا اردنا المساعدة والتحرك بطلب وتكليف من اكثر من فريق نقوم بهذا الأمر". وعن تحديد المشكلة ومن هو المعرقل اكد باسيل: "انا لا اتهم احدا وليس من الضروري ان يكون هناك احد يعرقل. فالبحث ايضا عن ثقافة العرقلة وان هناك فريقا واحدا مرتبطا بأحد من الخارج هو عرقلة. يمكننا القول ان نظامنا وتركيبتنا للاسف صعبة ومعقدة ولاول مرة نؤلف حكومة بعد انتخابات نيابية وفق قانون النسبية. هناك وضع جديد لم يعتد الناس عليه سواء لناحية الاحجام الكبيرة او الصغيرة ونتيجة لهذا الواقع السياسي الجديد على الناس ان تضع نفسها في هذا الإطار ضمن حكومة وحدة وطنية كبيرة ام صغيرة النتيجة هي نفسها. الكبر بالنسبة للعدد ليس مرغوبا وبقدر ما تصغر الحكومة بقدر ما يكون الامر افضل ولكن كبر الحكومة يكون لتتسع للناس اكثر وفق معيار العدالة التمثيلية فقط. كل القصة انها يجب ان تتسع لكل الناس ضمن هذا الحجم وكل وفق حجمه التمثيلي. وعندما ينفخ احدهم حجمه على حساب غيره عندها تقع المشكلة وبكل بساطة. وكثر هم من توزعوا هذا الدور لذلك تنقلت المشكلة وكان لها عدة اسماء". وقال: "من يحب السياسة ويود تسميتها تسمية جديدة يمكنه القيام بهذا، ولكن النتيجة ان اللبناني تعب من هذا الوضع ومن حقه القول "قرفتونا" ولا يهمه حجم الحكومة لانه يريد حكومة تعمل وتقدم نتيجة واقتصادا وتعطيه حقوقه، هذا هو حق اللبناني، لذلك تحدثنا مع سيدنا البطريرك ان يكون هناك اختصاصيون يفهمون ملفاتهم وينتجون في وزاراتهم، نريد وضعا استثنائيا وعملا استثنائيا وانتاجية استثنائية وهذا هو التحدي الأصعب في تأليف الحكومة".

وعن تأليف الحكومة قبل القمة الإقتصادية ختم باسيل:"ان شاء الله خير".

زوار

وكان الراعي استقبل ممثلي الدوائر البطريركية برئاسة المطران رفيق الورشا حيث تم عرض لأبرز النشاطات التي تقوم بها هذه الدوائر في مختلف القطاعات الإجتماعية. واثنى الراعي على "الجهود التي يبذلونها في سبيل تقديم المساعدة والتوعية للعائلات وللشباب وللمرأة كل بحب دائرته"، متمنيا لهم "التوفيق في مهامهم المرتكزة على مبادئ وتعاليم الكنيسة".

كما التقى مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن انطوان منصور ورئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد الركن كليمان سعد، في زيارة تهنئة بالأعياد.

 

المشنوق من بكركي: فتح الملف الرئاسي يعطل تأليف الحكومة لبنان من اكثر الدول الآمنة في العالم

الجمعة 04 كانون الثاني 2019/وطنية - بكركي - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق يرافقه المدير العام للأحوال الشخصية العميد الياس الخوري ومستشار الوزير ماهر ابو الخدود. المشنوق الذي قدم الى البطريرك الراعي كتابا عنوانه "الكتاب السنوي للديموغرافيا الدولية الدينية 2018" باللغة الانكليزية، قال بعد اللقاء الذي استمر 45 دقيقة: "الزيارة للتهنئة بالأعياد المجيدة، والاهم لنوجه اليه التحية على مواقفه الوطنية المسؤولة في موضوع تشكيل الحكومة والحرص على مصلحة البلاد والعباد قبل الحرص على مصالح السياسيين من هذا الحزب او ذاك. هذا الصوت العالي من بكركي هو دائما صوت الحق والمستمر مع سيدنا البطريرك وهو يصل الى كل اللبنانيين، مقيمين ومنتشرين، هذه المسؤولية الوطنية مقيمة في هذا الصرح ومستمرة ودائمة، وهذا يشكل حماية للبنان ولسيادته واستقراره وسلمه الاهلي". اضاف: "تشاورنا مع غبطته في الازمة الحكومية التي يعلمها الجميع وغبطته لديه رأي في هذا الموضوع من خلال عظاته الاسبوعية، انما اخذنا منه التفاؤل الدائم الذي يحمله وعدم اليأس لأنه يجب الا نيأس والا نقبل بأن يصيبنا اليأس، والاستمرار الى حين الوصول الى شاطئ الامان وخصوصا الامان السياسي من خلال تشكيل الحكومة وعبر القيام بواجباتها الكبيرة والكثيرة المقبلين عليها. وسمعنا من غبطته تهنئته لكل القوى الامنية على الجهد الذي قامت به في فترة الاعياد والجهود الاستثنائية في تحقيق الامن لكل اللبنانيين التي نطلق عليها عنوان "لبنان الآمن للسنة الرابعة على التوالي مما يجعله من اكثر الدول الآمنة ليس فقط في المنطقة انما في العالم".

سئل: التفاؤل الذي ينادي به غبطته هل هو موجود لديك حكوميا بتشكيل الحكومة قريبا؟

اجاب: "لست متابعا لتفاصيل التأليف ورأيي قلته عمليا منذ اشهر ان هناك صراعا خفيا ولكن جدي جدا وعميق حول المسألة الرئاسية، وهذا ما فتح الباب واخرج العفاريت السياسية دفعة واحدة، والامر الاساسي الدائر حول النقاش هو التفاصيل، حقيبة من هنا او هناك او اكثر او اقل. واعتقد ان فتح الملف الرئاسي هو الذي يعطل بشكل أو بآخر ومن اكثر من طرف، وانا اتكلم على هو متوقع وحاصل، ولكن لا احد يتحدث عنه".

سئل: هل تؤيد طرح غبطته بتشكيل حكومة مصغره؟

اجاب: انا اؤيد غبطته في الكلام الذي يقوله، وهذه المسألة تعني السياسيين والأحزاب السياسية، ولكن اعتقد ان الحكومة المصغرة لا تتسع لأحلامهم وطموحاتهم".

وعن امكان دعوة الرئيس السوري بشار الاسعد الى القمة الاقتصادية التي ستعقد في بيروت اكد المشنوق ان "لبنان ليس هو الذي يقرر في الدعوات، انما الداعي الى هذه القمة هو الجامعة العربية ولبنان ينقل دعوات الجامعة العربية، واذا لم تأت دعوة من هذه الجامعة فليس لدى لبنان شيء لينقله".

سئل: هل برأيك توجه هذه الدعوة؟

اجاب: "اعتقد انها لم ولن تحصل قبل ان تتخذ الجامعة القرار بعودة سوريا الى الجامعة، وانا لا ارى ان هذا الامر سيحصل في وقت قريب، وأنا أصف طبيعة الدعوة ولكن ليس كجهة سياسية.

سئل: هل تعود وزيرا للداخلية في الحكومة المقبلة كما قال بعض المنجمين؟

اجاب: "هناك قرار من كتلتنا بالفصل بين النيابة والوزارة".

 

الراعي ترأس اجتماعا لدرس اقتراحات لايجاد حل للقانون 46 المشنوق: فتح الملف الرئاسي يعطل التأليف وهناك صراع خفي وجدي وعميق حوله

الجمعة 04 كانون الثاني 2019 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، الاجتماع الذي دعا اليه مكتبا الرؤساء العامين والرئيسات العامات لدرس اقتراحات لإيجاد حل للقانون 46 استكمالا للإجتماعات السابقة والمشاورات التي حصلت في هذا الشأن، في حضور ممثلي الكتل النيابية، ممثلين لمكتبي الرؤساء العامين والرئيسات العامات، ممثلين لاتحاد المدارس الخاصة، رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية والأعضاء. وادار مناقشات الإجتماع الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم.

وتوقف المشاركون عند "الازمة التي نشأت بسبب اقرار القانون 46 بين الأسرة التربوية من مدارس خاصة وأهال وطلاب وجسم تعليمي ولا سيما في المدارس المجانية حيث تلكؤ الدولة في سداد متوجباتها منذ اكثر من 4 أعوام حتى اليوم".

وشدد المجتمعون على ضرورة اجراء "دراسة معمقة لهذا القانون وازالة ثغراته وتصحيح ما ورد فيه من اخطاء، والنظر الى بنوده المختلف عليها من اجل الأمان التربوي ومصلحة جميع افراد الأسرة التربوية ولا سيما ان هذا القانون سبب مشكلة اجتماعية وتربوية لا تزال المؤسسات التربوية تعانينها".

واتفق المجتمعون على "وجوب درس مشاريع مستقبلية تؤمن مصلحة الاسرة التربوية كاملة وتأمين استمرار عملها وخصوصا ان التعليم الرسمي لا يمكنه استيعاب العدد الكافي من التلامذة"

من جهتهم، وعد ممثلو الكتل النيابية "بدرس الإقتراحات التي قدمت كحلول من اجل صوغ حل لمصلحة الجميع."

المشنوق

ثم استقبل الراعي وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق الذي قال بعد اللقاء: "لقد اتيت ولو متأخرا لتقديم المعايدة الى صاحب الغبطة في مناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، ولكن الاهم هو انني اتيت لأحيي غبطته على مواقفه الوطنية المسؤولة في مسألة تشكيل الحكومة والحرص على مصلحة البلاد والعباد قبل الحرص على مصالح السياسيين لهذا الحزب او لذاك. وهذا الصوت العالي من بكركي هو دائما صوت الحق، المستمر دائما مع سيدنا البطريرك والذي يصل الى كل اللبنانيين، مقيمين ومنتشرين. هذه المسؤولية الوطنية مقيمة في هذا الصرح ومستمرة ودائمة وهي حماية للبنان ولسيادته ولإستقلاله ولسلمه الاهلي". واضاف: "لقد تشاورنا مع غبطته في الازمة الحكومية، ولغبطته رأي محدد في هذا الامر يعلنه في كل عظاته الاسبوعية، ولكننا اخذنا منه ما يوحي به دائما وهو التفاؤل وعدم اليأس لأنه يجب ألا نيأس او ان نقبل بان يصيبنا اليأس بل يجب ان نستمر لغاية الوصول الى شاطئ الامان اي الامان السياسي، من خلال تشكيل الحكومة وعبر قيامها بواجباتها الكبيرة والكثيرة المقبلين عليها. وسمعنا من غبطته تهنئته لكل القوى الامنية على الجهد الذي قامت به في فترة الاعياد، وهو جهد استثنائي حقق الامن لكل اللبنانيين وانا اطلق عليه عنوان "لبنان الآمن للسنة الرابعة على التوالي وهو يجعل لبنان من أكثر الدول امنا ليس في المنطقة فقط وانما في العالم ايضا". وعن تفاؤله بتشكيل حكومة قريبا، قال:" بصراحة، رأيي من اشهر، وانا غير متابع لتفاصيل التأليف، ان هناك صراعا خفيا ولكنه جدي وعميق حول المسألة الرئاسية وهذا الامر فتح الباب واخرج جميع العفاريت دفعة واحدة، عفاريت السياسة. قد تفسر بحقيبة او أكثر او اقل هذا الأمر اصبح تفصيلا. الإستراتيجية الأساسية التي يقوم عليها النقاش هي فتح الملف الرئاسي وهو الذي يعطل بشكل او بآخر مسألة تشكيل الحكومة من قبل اكثر من طرف وليس من طرف واحد. وانا هنا اتحدث عما هو متوقع وما هو حاصل وما من احد يتحدث عنه".

وردا على سؤال عن تأييده لدعوة البطريرك الى تأليف حكومة مصغرة، قال: "انا اؤيد ما يقوله غبطته. ولكنني اعتقد ان الحكومة المصغرة لا تتسع لأحلامهم ولطموحاتهم".

وعن امكان دعوة الرئيس السوري بشار الأسد الى حضور القمة الإقتصادية في لبنان، قال: "ليس لبنان هو من يقرر الدعوة بل الداعي الى القمة في لبنان وهي الجامعة العربية. لبنان ينقل الدعوات من الجامعة واذا لم يكن هناك دعوة من جامعة الدول العربية لا يكون عند لبنان ما ينقله. اعتقد انه لن يكون هناك دعوة قبل اتخاذ قرار بعودة سوريا الى الجامعة العربية، وانا لا ارى ان هذا الأمر سيتم في وقت قريب. وانا هنا اصف طبيعة الدعوة ولا اتحدث كجهة سياسية".

وعن امكان توزيره في الحكومة المقبلة، قال: "نحن متفقون على الفصل بين النيابة والوزارة".

الخازن وسعيد

ومن زوار بكركي النائب السابق الدكتور فارس سعيد، ثم النائب فريد هيكل الخازن الذي شدد على "ضرورة تشكيل حكومة في أسرع ما يمكن والخروج من الحسابات الضيقة التي لا تخدم احدا".

 

 

**بعض جديد موقعي الألكتروني ل 04 و05 كانون الثاني/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

 

الفصام الإيراني المثير للجدل/Iran’s Schizophrenia Heats Up the Debate

أمير طاهري/الشرق الأوسط/04 كانون الثاني/19/ Amir Taheri/Asharq Al Awsat/January 04/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70735/amir-taheri-irans-schizophrenia-heats-up-the-debate-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%B7%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86/

 

Iran’s Schizophrenia Heats Up the Debate

Amir Taheri/Asharq Al Awsat/January 04/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70735/amir-taheri-irans-schizophrenia-heats-up-the-debate-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%B7%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86/