المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 شباط/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february17.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فيا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ ومَعْرِفَتِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الإِدْرَاك، وطُرُقَهُ عَنِ الٱسْتِقصَاء! فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبّ؟ أَو مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/برسم الحريري وجعجع وباقي جماعة الصفقة الخطيئة: هذا هو مفهوم نصرالله للنأي بالنفس

الياس بجاني/كل أصحاب شركات أحزاب لبنان هو كوارث وطنية

الياس بجاني/برافو للنائب محمد رعد..

الياس بجاني/خوففه ع منافع الصفقة الخطيئة ومش من حرب أهلية

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/ نواب لبنان يتعامون عن الاحتلال الإيراني

الياس بجاني/كلمة الحريري العالية السقوف لفظياً هي للرعية مش للخورية

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/د. سمير جعجع قائد جيش الكتروني

الياس بجاني/نواب لبنان يتعامون عن واقع سرطان الإحتلال الإيراني ويتلهون بأعراضه

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة من  قناة الحدث للكاتب الصحافي حنا صالح تتناول شح تمويل إيران لحزب الله ودور الحزب في حكومة الحريري الذي هو هندسها

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 16/2/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 16 شباط 2019

لقمان سليم لاذاعة الشرق مشروع وحيد يهيمن في لبنان ويتوسع ، هو مشروع حزب الله

نوفل ضو لاذاعة الشرق صورة نتنياهو لم تكسر لا الاجتماع الاوروبي، ولا الاجتماع العربي حول القضية الفلسطينية

هناك اعتذارات ثلاثة مطلوبة/الياس الزغبي

فالسيف أصدق إنباءً من الكتبِ/الياس الزغبي

اليمن يدعو لبنان لوقف تدخلات حزب الله

أدرعي لم يتأخر في الردّ على نصرالله

مواقف مرتفعة السقف لنديم الجميّل في مؤتمر الكتائب العام!

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ريا الحسن: المطار ضمن أولوياتي/منظمة الطيران المدني أنهت تقييمها لمعاييره الأمنية ووزير الأشغال مرتاح

لبنان يترقب فورة سياحية مع قرار السعودية رفع تحذير السفر لمواطنيها

وزير السياحة اللبناني لـ «الشرق الأوسط»: اتخذنا إجراءات لوقف استغلال السائح

التحقيق بحادثة الجاهلية: مرافق وهاب لم يقتل برصاص القوى الأمنية/توقيف 10 مدنيين بإطلاق النار على عناصر الدورية وتهديدهم بالقتل

الكتلة الوطنية: العنف في الخطاب السياسي مرفوض

انتخابات الكتائب غدا: عودة "رئاسية" لسامي الجميل و29 مرشحا لملء 16 مقعدا في المكتب السياسي

اعتذار "حزب الله".. تصفيق سياسي وامتعاض شعبي/رين قزي/المدن

النائب مروان حمادة لـ”السياسة”: لا ثقة لي بالكثيرين من أعضاء الحكومة

حكومة الحريري تجتمع الثلاثاء ورئيسها أمام أسلوب جديد في التعامل وإجماع على حل معضلة الكهرباء والبدء بالإصلاحات الاقتصادية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تهدد السعودية والإمارات وباكستان… وبنس: تخطط لـ”هولوكوست”

ظريف: "أيد أميركية" قد تكون وراء فشل إطلاقاتنا الصاروخية... وأي عمل عسكري ضدنا انتحار

«سوريا الديمقراطية» تسيطر على آخر جيب لـ«داعش» وتوقعت إعلان القضاء على التنظيم المتطرف «خلال أيام»

وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت: الأسد باق في المدى المنظور... وعلى روسيا تقديم حلّ صالح للسوريين

وزير الخارجية البريطاني حذر في حديث لـ «الشرق الأوسط» من عودة «داعش»... وحض ايران على تنفيذ وعودها باليمن

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله: وحده لا شريك له في لبنان/علي الأمين/جنوبية

جمهور رفيق الحريري يبايع جعجع حكيماً لهم/منير الربيع/المدن

أنا مشرقي حزين من لبنان/أحمد الغز/اللواء

السعودية: أهل بيروت أدرى بشعابها/أسعد بشارة/الجمهورية

«سوتشي» تقرأ في «وارسو»: إنتهت رواية الإنسحاب الأميركي/جورج شاهين/الجمهورية

مفاجأة الجولة الأخيرة: «حزب الله» يعتذر ويستعجل «الاستراتيجية الدفاعية»/مرلين وهبة/الجمهورية

فضيحة الكهرباء: نعم للفيول لا للمازوت/ايفا ابي حيدر/الجمهورية

برّي: لم أعد أميزّ بين الموالي والمعارض/نقولا ناصيف/الأخبار

إيران.. من غزو المغول إلى غزو الملالي/البحرين/عادل محمد/الشفّاف

تزوير القانون أفقد الدولة كامل حقوق الملكية على البترول والغاز/د. نقولا سركيس/الأنباء

ما أفسده اجتماع غوادلوب يصلحه عطار وارسو بإسقاط نظام الملالي/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

مؤتمر وارسو امتحان آخر لواشنطن/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

وهاب: بعض القضاء العسكري يعمل لدى الإعلام بعد تسريب التحقيقات في ملف أبو ذياب

بو صعب التقى في ميونيخ عددا من نظرائه ومسؤولين عربا وأجانب: أي وجود عسكري على الأراضي السورية دون موافقة دمشق يعتبر بمثابة احتلال

السفير الايراني من تول: نؤكد دعمنا للمقاومة والوحدة بين اللبنانيين حمدان: لا نتعاطى مع ايران لا من باب شيعي ولا من باب مصلحي انما عن قناعة

نص كلمة نصر الله في مهرجان هداة الدرب: نحرص على أجواء الحوار الداخلي والتعاون والابتعاد عن النكايات والسجالات

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ. وَالمُؤْمِنُ بِي فَلْيَشْرَبْ

إنجيل القدّيس يوحنّا07/من37حتى44/إ“في آخِرِ أَيَّامِ العِيدِ وأَعْظَمِهَا (عيد المظال!)، وَقَفَ يَسُوعُ وهَتَفَ قَائِلاً: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ. وَالمُؤْمِنُ بِي فَلْيَشْرَبْ، كَمَا قَالَ الكِتَاب: مِنْ جَوْفِهِ تَتَدَفَّقُ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيّ». َالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ المُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوه. فَٱلرُّوحُ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ أُعْطِيَ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ مُجِّد. وسَمِعَ أُنَاسٌ مِنَ الجَمْعِ كَلامَهُ هذَا، فَأَخَذُوا يَقُولُون: «حَقًّا، هذَا هُوَ النَّبِيّ». آخَرُونَ كَانُوا يَقُولُون: «هذَا هُوَ المَسِيح». لكِنَّ بَعْضَهُم كَانَ يَقُول: «وهَلْ يَأْتِي المَسِيحُ مِنَ الجَلِيل؟ أَمَا قَالَ الكِتَاب: يَأْتِي المَسِيحُ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، ومِنْ بَيْتَ لَحْمَ قَرْيَةِ دَاوُد؟». َحَدَثَ شِقَاقٌ في الجَمْعِ بِسَبَبِهِ. وكَانَ بَعْضٌ مِنْهُم يُريدُ القَبْضَ عَلَيْه، ولكِنَّ أَحَدًا لَمْ يُلْقِ عَلَيْهِ يَدًا”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

برسم الحريري وجعجع وباقي جماعة الصفقة الخطيئة: هذا هو مفهوم نصرالله للنأي بالنفس

الياس بجاني/16 شباط/19

خطاب نصرالله اليوم الشتم والإتهامات والعنتريات ضد العرب وأميركا هو قمة في النأي بالنفس التي وعدنا بها بيان الحريري الحكومي.عجبي

 

كل أصحاب شركات أحزاب لبنان هو كوارث وطنية

الياس بجاني/16 شباط/19

 كل أحزاب لبنان ودون استثناء واحد هي شركات يملكها أفراد أو عائلات أو وكلاء لجماعات أو دول خارجية.. ولكن الكارثة تكمن في من يقبل من أهلنا أن يكون حزبياً أي تابعاً وهوبرجي..واقع مؤلم لكنه واقعنا للأسف.

 

برافو للنائب محمد رعد..

الياس بجاني/15 شباط/19

برافو للنائب محمد رعد..اعتذاره عن كلام مرفوض لنواف الموسوي بادرة مقدرة وتنم عن تفهم ولو لفظي لمبدأ التعايش اللبناني وقواعده

*قدم النائب محمد رعد من مجلس النواب وباسم حزب الله اعتذاره عن الكلام الذي كان النائب نواف الموسوي قاله بحق الرئيس الشهيد بشير الجميل.

 

خوفه ع منافع الصفقة الخطيئة ومش من حرب أهلية

الياس بجاني/15 شباط/19

خوف صاحب شركة حزب القوات على منافع الصفقة الخطيئة ومش خوف من حرب أهلية. المقاوم عن جد ما بيخاف وهو مفروض يخوّف .. وكل الأحزاب شركات. ويلي مش قادر يقوم بواجبه يزيح ويخلي غيرو يجي محله..بيكفى نفاق

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

نواب لبنان يتعامون عن الاحتلال الإيراني/الياس بجاني/14 شباط/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7/

 

كلمة الحريري العالية السقوف لفظياً هي للرعية مش للخورية

الياس بجاني/13 شباط/19

كلمة الحريري بسقوفها هي نقيض بيان حكومته فيما يخص المحكمة الدولية وهيمنة حزب الله وهرطقة المقاومة والتخلي عن ثورة الأرز و14 آذار.

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

د. سمير جعجع قائد جيش الكتروني/الياس بجاني/13 شباط/19/اضغط هنا أو على الربط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%82%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a5%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a/

 

نواب لبنان يتعامون عن واقع سرطان الإحتلال الإيراني ويتلهون بأعراضه

الياس بجاني/13 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72141/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%a8-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%b9/

من المحزن أن السواد الأعظم من نواب المجلس النيابي اللبناني في وطن الأرز المحتل وفي مداخلاتهم المسرحية والهزلية أمس واليوم خلال مناقشة ما سُمي نفاقاً وتمويهاً “بيان وزاري” قد أجادوا وتفننوا في وصف أعراض المرض ولكنهم للأسف مثلهم مثل 99% من أفراد الطاقم السياسي والحزبي والرسمي والديني تعاموا وعلى خلفيات الذمية والأنانية والمصالح الخاصة ومسح الجوخ، تعاموا وعن سابق تصور وتصميم عن المرض السرطاني الأساس الذي هو حزب الله واحتلاله ومشروع أسياده الملالوي التوسعي والإرهابي والمذهبي.

هؤلاء النواب الفاقدين لحريتهم ولقرارهم هم عملياً يضرون بالقضية اللبنانية السيادية والاستقلالية ولا يفيدونها بشيء كونهم ذميون بامتياز ومخصيون وطنياً وقابلون بوضعية “الزقيفة والهوبرجية والزلم” .

هؤلاء هم مداحين وتابعين للمحتل وراضين بذل أن يلعبوا أدوار أدوات الدمى الطيعة في خدمة مشروع أسياد ورعاة حزب الله الملالي..

هؤلاء هم كارثة وطنية وأخلاقية، لا بل رزم من المصائب، ومن هنا لا لبنان ولا اللبنانيين الأحرار والسياديين هم بحاجة لهم لأن فاقد الشيء لا يعطيه.. ويصح فيهم القول، “حضورهم غياب وغيابهم نعمة.

ما نحن بحاجة إليه هو طاقم سياسي وحزبي وديني وإعلامي يجاهر بتسمية المرض ولا يخاف مواجهته ويعمل جاداً وبصدق وشفافية على علاجه.

باختصار فإنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال، وليس هناك أي إمكانية لإصلاح أي شواذ في لبنان أكان صغيراً أو كبيراً طالما الإيراني الفارسي يحتل البلد وذراعه الإرهابية المحلية المسماة كفراً “حزب الله” تعيث فيه فساداً وإفساداً وكفراً وقتلاً واغتيالات وإرهاباً وفوضى وتدميراً لكل مؤسسات البلد وتشريع حدوده وإفقار وتهجير وقهر أهله.

يبقى أن الطبقة السياسة الحالية بمعظمها تعمل “أجيرة” طيعة لخدمة المحتل الإيراني ومشروعه.

وبالتالي فإن الحكومة اللبنانية الجديدة هي حكومة حزب الله بأكثر من امتياز وكل الذين يشاركون فيها هم إما تابعين كلياً للمحتل الملالوي الفارسي، أو مستسلمين وراكعين له عن سابق تصور وتصميم مقابل منافع سلطوية ومالية ذاتية وغرائز جوع وفجع بشعة، وذلك على خلفية الركوع والإستسلام والتلحف بنفاق ما سموه “واقعية” ومبررات جبانة وغير سيادية من مثل العجز والخوف من حرب أهلية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة من  قناة الحدث للكاتب الصحافي حنا صالح تتناول شح تمويل إيران لحزب الله ودور الحزب في حكومة الحريري الذي هو هندسها/16 شباط/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.youtube.com/watch?v=yr9gEXaDV9w&t=204s

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 16/2/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أعلن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الحرب على الفساد، غداة نيل الحكومة الثقة النيابية العالية، وقبيل انطلاقتها في عملها. وبدا السيد نصرالله داعما لبرنامج عمل الحكومة، لكنه شدد على الامتعاض من عدم تقبل أشكال الدعم الايراني المقدمة في الكهرباء والدواء والسير.

وينتظر ان يبدأ رأس الحكومة بالانطلاق في برنامج العمل، من خلال ترؤسه اجتماعا لممثلي الصناديق العربية والدولية قبل ظهر الاثنين في السراي الحكومي.

كذلك يرتقب أن تنشط الوزارات في عملها، وأيضا اللجان النيابية، في سياق التعاون من أجل وقف الهدر والشروع في الإصلاحات التي تتطلبها تقديمات مؤتمر "سيدر".

وعلى خط آخر، من المقرر أن يصار إلى اتصالات بين بيروت والرياض، لتثمير عمل اللجنة اللبنانية- السعودية المشتركة.

وفي المنطقة، أجواء ناجمة عن مؤتمر "وارسو" الذي ركز على ثلاثة محاور: إنهاء الصراع العربي- الاسرائيلي. إنهاء أزمتي سوريا واليمن. مواجهة إيران وأذرعها.

وبموازاة هذه المحاور، أكد السيد نصرالله على أن محور المقاومة سيواجه المخططات الأميركية. وانتقد بشدة جلوس وزراء خارجية بعض الدول العربية في مؤتمر "وارسو" مع نتنياهو، مشيرا إلى أن هدف ذلك إخراج العلاقات العربية- الإسرائيلية إلى العلن وبداية التطبيع العربي- الإسرائيلي.

وعن الوضع الداخلي والحرب على الفساد، كانت للسيد نصرالله مواقف عدة، مذكرا بأن إيران اقترحت تقديم الكهرباء إلى لبنان منذ العام 2006، ولو أخذ بهذا الاقتراح حينها لوفرنا مليارات الدولارات على الخزينة اللبنانية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أما وقد تسلحت "حكومة إلى العمل" بثقة نيابية وازنة، مقدارها مئة وعشرة أصوات، فإن ساعة العمل قد أزفت، ولا سيما أن استحقاقات كثيرة متراكمة، في السياسة والاقتصاد وما بينهما من ملفات معيشية.

ولقد أصاب الرئيس نبيه بري، عندما لفت إلى أن الحكومة اليوم أمام فرصة للعمل ولا يجوز أبدا إضاعة الوقت. فهل يتم تلقف هذه النصيحة؟.

على أي حال ينتظر أن تتم الأسبوع المقبل، الدعوة إلى أول جلسة عملية لمجلس الوزراء، علما بأن رئيسه سعد الحريري كان قد تحدث عن احتمال عقد جلستين أو ثلاث أسبوعيا، معطيا الأولوية لموازنة 2019 والكهرباء و"سيدر" والإصلاحات.

الرئيس الحريري كان قد قال في ختام الجلسة النيابية: أنا والحكومة بدنا الشغل ثم الشغل ثم الشغل.

بالإنتظار قيم الرئيس بري الجلسة إيجابا، وقال إنها أثبتت حيوية المجلس واستعداده لأن يواكب عمل الحكومة، ويقوم بالدور التشريعي والرقابي المناط به. الرئيس بري شدد أمام زواره على ضرورة عدم الإكتفاء بالإعلان عن مكافحة الفساد، داعيا إلى العمل الجدي والمسؤول من قبل الجميع على إنهاء هذه الآفة بشكل قاطع ونهائي.

وقال إن كلا من الرقابة والمحاسبة قائمة وستكون، محذرا من أنه يمكن نزع الثقة بالوزير المخالف، ومشيرا إلى أن المشكلة الفعلية تكمن في عدم تنفيذ الوزراء قوانين صادق عليها مجلس النواب.

من هذه القوانين تسعة وثلاثون أقرها البرلمان ولم تطبق، وهي كفيلة لوحدها بأن تنهي تسعين بالمئة من حال الفساد لا بل تقضي عليه تماما.

الفساد، أمر شدد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله اليوم، على جدية الحزب في مكافحته، لكنه رفض التشهير بأسماء المتهمين قبل أن يتم التحقيق معهم في القضاء.

السيد نصرالله دعا الحكومة الجديدة إلى العمل، مؤكدا الحرص على أجواء الحوار الداخلي والتعاون والإبتعاد عن النكايات والسجالات. كما طالب رافضي الحل الإيراني لمعضلة الكهرباء بتقديم البديل عبر أصدقائهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

بثقة مئة واحد عشر نائبا، تعبر حكومة الرئيس سعد الحريري إلى حيز العمل بدءا من الأسبوع المقبل. وفي انطلاقتها الميدانية، اجتماع تشاوري برئاسة الرئيس الحريري في السراي الكبير الاثنين، وبمشاركة ممثلين عن الصناديق العربية والأوروبية والدولية والمؤسسات المالية التي التزمت بمساعدة لبنان في مؤتمر "سيدر".

الانطلاقة هذه، تواكبها جلسة لمجلس الوزراء لن يغيب عنها الوضع الاقتصادي وانجاز موازنة العام 2019. في وقت تستمر الأنظار مشدودة إلى العناوين الاصلاحية التي طرحتها الحكومة.

أما الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وبعد منح كتلة نواب الحزب الثقة للحكومة، أكد الحرص على أجواء الحوار الداخلي، مؤكدا أن المعركة الحقيقية اليوم هي ضد الفساد المالي والهدر.

واليوم، تفاعلت نتائج تحقيقات القضاء العسكري في حادثة الجاهلية، لتسقط معها مزاعم وئام وهاب، في ضوء التأكيد أن الضحية محمد أبو دياب لم يقتل برصاص القوى الأمنية.

إقليميا، وفيما تترقب الأوساط السياسية الإعلان الذي سيصدره الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن الوضع السوري، احتلت ممارسات ايران وتدخلاتها في المنطقة، صدارة اجتماعات مؤتمر ميونيخ للامن، وكان الهجوم الأعنف من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الذي اتهمها بأنها أكبر خطر على السلام، داعيا الأوروبيين إلى التوقف عن عرقلتهم للعقوبات الأميركية، والانسحاب من الاتفاق النووي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بهديهم مشينا الدرب، وبقناعتهم هزأنا من الاحتلال، فاستيقظ الشعب على جرأة راغب وشجاعة العباس وبأس الرضوان. ما صافحنا اعترافا، بل حفظنا الوصية الأساس- المقاومة التي صنعت التاريخ وغيرت المعادلات- وبروح قائد الانتصارين سار الآلاف المحترفون صنع المعجزات، فإلى القدس تشخص الأعين والأفئدة، ونراه قريبا مع زمن الانتصارات الذي يقوده سيد المقاومة السيد حسن نصرالله.

من صدقه المعهود، أطل السيد بذكرى القادة الشهداء، مذكرا العدو الصهيوني بدوام المعادلات، وبالمقاومة التي يقول الإسرائيلي انه يعرف عنها الكثير، وهو ما يجب أن يكون رادعا إضافيا له، بحسب السيد نصرالله.

من المقاومة ومحورها الذي حرر المنطقة ودفع عنها المشروع الظلامي الداعشي، لا المنافق الأميركي، إلى مؤتمر "وارسو" الهزيل والهش والذي لا يخيفنا، انتقل الأمين العام ل"حزب الله"، والوصية لشعوب المنطقة مواجهة التطبيع، وحماية المستهدف الأول من "وارسو": فلسطين.

حماية المال العام ومنعه عن اللصوص والناهبين والجشعين، عنوان معركة "حزب الله" التي بدأ اولى خطواتها ضد الفساد في لبنان، سنذهب إلى الملفات الكبرى، قال السيد نصرالله، وسيلتنا القانون لسد أبواب الهدر والفساد، فلنذهب إلى دائرة المناقصات لوقف التلزيمات بالتراضي، وإلى مجلس الخدمة المدنية لمنع التوظيف العشوائي.

أما الكهرباء التي حرمها النكد السياسي عن اللبنانيين، يوم تبرع بها الايرانيون من العام 2006، فلا زالت مشكلة نجدد طرح العرض الايراني لها، وإن بقي هذا النكد أو الجبن من المعنيين، فليأتوا بالكهرباء من أصدقائهم وسنكون لها قابلين، قال السيد نصرالله، فالمهم لدينا أن يكون لدينا كهرباء.

أما الاحد عشر مليار دولار، والتي هي من أموال الشعب اللبناني، فنريد أن نعرف اين هي، وسوف نتابع الأمر إلى الأخير، وعد السيد نصر الله.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بثقة نيابية كبيرة، وتوافق وطني عام، تستعد الحكومة الجديدة لتخطو أولى خطواتها اعتبارا من الاثنين المقبل، حيث يترأس رئيس الحكومة سعد الحريري اجتماعا تشاوريا موسعا في السراي الحكومي، يشارك فيه ممثلون عن الصناديق العربية والأوروبية والدولية والمؤسسات المالية التي التزمت مساعدة لبنان في مؤتمر "سيدر"، ويخصص للبحث في الخطوات المستقبلية.

وفي اطار التواصل اللبناني مع المجتمع الدولي، برزت مشاركة وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث كانت له لقاءات ثنائية مع عدد من وزراء الخارجية والدفاع ومسؤولين آخرين.

وفي هذا السياق، وفيما طرح ملف مفقودي الحرب مع رئيس الصليب الأحمر الدولي في ضوء ما قام به الجيش اللبناني، طرح بو صعب مع وزير الدفاع التركي المساعدة والتعاون من أجل كشف مصير المطرانين المخطوفين على الحدود التركية- السورية، فوعد وزير الدفاع التركي بالطلب من مديرية المخابرات التركية تزويده بكامل المعلومات حول القضية تمهيدا لإرسالها لوزير الدفاع اللبناني، ليبنى على الشيء مقتضاه. وتخلل اللقاء نقاش في موضوع إنشاء منطقة آمنة بين سوريا وتركيا، حيث أبدى بو صعب تحفظا على هذا الموضوع، لأن المنطقة الآمنة ستشكل ملاذا آمنا للإرهابيين، معتبرا أن الوجود التركي في الأراضي السورية من دون موافقة الدولة السورية سيكون وجودا غير شرعي ويعتبر بمثابة الإحتلال.

أما خلال لقائه بوزير الخارجية الإيرانية، فسمع وزير الدفاع اللبناني تفهما إيرانيا للوضع السياسي الداخلي اللبناني، حيث أكد محمد جواد ظريف أن ليس في نية طهران ممارسة أي ضغط على الحكومة اللبنانية.

وعلى مستوى النفط والغاز، قد شدد بو صعب، خلال لقاء مع وزير الخارجية القبرصية، على ضرورة عدم تمرير خط الأنابيب المزمع إنشاؤه بين اسرائيل وقبرص واليونان في المنطقة المتنازع عليها، فتلقَّف الوزير القبرصي الأمر بإيجابية.

أما البارز سياسيا اليوم على الساحة الداخلية، فكلام السيد حسن نصرالله في ذكرى القادة الشهداء، والعنوان المحلي الأبرز للكلمة أن "حزب الله" جهز ملفاته لخوض معركة مكافحة الفساد وهدر المال العام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

مبروك ل"حكومة إلى العمل"، لكن بهجة اللبنانيين مشوبة بكثير من الحذر، فحصول رئيس الحكومة على 110 أصوات أو 124 صوتا في المجلس النيابي، كما حصل ذات انتخابات، لا يعني أن الحكومة كفلت كل أسباب النجاح لمهمتها. فالتسويات السياسية التي تحصل في مثل هذه الظروف، تحصل بين يائسين أجبرتهم الظروف على التعاضد والتآزر لانقاذ أنفسهم، وليس لإنقاذ الجمهورية أو لإنجاح حكومة. من هنا الخشية من انقضاضهم على التسويات.

ولنا في هذا السياق أكثر من مثل سيء ونقطة سوداء. لكن هذه المرة فإن المطلعين يتركون بصيص أمل بانجازات قد تحققها الحكومة، ليس لوعي وطني شامل أضاء العقول وأيقظ الضمائر، بل لأن أنوف الجميع صارت تحت الماء، ولأن الجميع بات مضطرا لتعويم مركب الدولة، إن لم يكن حبا بالدولة، فللافادة مجددا من خيراتها إذ لا خير يرتجى من ميت.

وفي انتظار الأيام التي ستبين أيا من الرهانات سيصيب، الرئيس الحريري يشغل محركات الحكومة بدءا من الأثنين، وسط كلام عن تكثيف لوتيرة اجتماعات مجلس الوزراء، وعن وضع جدول أولويات للتصدي أولا بأول للمشكلات الأكثر خطورة على الوضعين المالي والأقتصادي، وقطاع الكهرباء يأتي في المقدمة، فهو الثقب الأسود الذي يبتلع ربع الموازنة، ويشكل نصف المديونية العامة.

ولا بد في هذا السياق، من الاعتراف بأن الإرادة الصادقة لإيجاد الحلول، تصطدم بواقع غياب المشروع الموحد أو الرؤية الحكومية الواحدة لكيفية حل هذه الأزمة. وهذا قد يكون لغما يهدد بتفجير مجلس الوزراء، كما فعل في الحكومات السابقة. وقد عبر عن ذلك اليوم السيد حسن نصرالله ورئيس "التقدمي" وليد جنبلاط.

إقليميا، وفي انتظار تداعيات مؤتمر "وارسو" على المنطقة ولبنان، يتابع المراقبون الخلفيات التي دفعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى التعجيل في ضرب موعد قريب جدا لاعلان القضاء على آخر جنود "داعش" شرق سوريا، وسط انتقاد أوروبي شديد لخطوة أميركا المتسرعة التي ستؤدي إلى انسحاب من سوريا يخلي الساحة واسعة لروسيا وايران.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

من أهل البيت، انتزعت "حكومة إلى العمل" الثقة، أما الثقة بينها وبين مواطنيها، فعليها إعادة ترميمها.

ما يريده اللبنانيون من حكومة العهد الأولى، ليس فقط عودة الدورة الاقتصادية وعبرها العمل، إنما الشفافية، التي تفرض الإدارة السليمة لموارد الدولة ومصاريفها، وقيودها وديونها؛ الإدارة التي ترتكز إلى نظام واضح، يطبق الأسس العلمية والدقة، فيحول الخطابات المالية الارتجالية، والبيانات الوزارية المتكررة إلى برامج عمل واضحة، يمكن مراقبة حسن تنفيذها.

اليوم، وقبل أن تدير حكومة إلى العمل محركاتها، فتح الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمامها معركة الفساد، فحدد نقطتين لها: كشف حسابات الدولة. وقرض ال400 مليون دولار الذي تشوبه فضائح من الحجم الثقيل.

في ملف الحسابات المالية، الذي فجره النائب حسن فضل الله في خلال جلسات الثقة، فهو سيسلم إلى مجلس النواب عبر وزارة المالية نهاية الشهر الحالي، أي على الأكثر بعد اثني عشر يوما، ولكن الأخطر في هذا الملف، ما علمته الLBCI، من أن حسابات الدولة تفتقد إلى كميات كبيرة من المستندات، وأن كل هذه الحسابات فيها أخطاء أقل ما يقال فيها أنها كبيرة جدا.

أما في ملف قرض ال400 مليون، فكثرت الأحاديث عن توزيعها العشوائي، ما دفع ببعض المسؤولين إلى إعادة درسها لمعرفة جدوى اقتراضها.

العد العكسي للاثني عشر يوما بدأ، والعد العكسي لانتاجية الحكومة كذلك، فهل يغلب منطق الدولة على منطق الحماية، لا سيما أن الكل أجمع على ضرب الفساد لأن الهيكل إن سقط هذه المرة فسيسقط على رأس الجميع، أم تسقط الدولة مجددا، فينهار ما تبقى من ثقة بينها وبين مواطنيها؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

في خطاب "أكل العنب"، ليس واضحا بعد ما إذا كنا سنحتاج إلى قتل الناطور، لاسيما بعدما يتيقن السيد حسن نصرالله أن محاربة الفساد ستكون أصعب من معاركه الشرسة في ميادين القتال. واليوم أطلق الأمين العام ل"حزب الله" إشارة المعركة بعناوين كبيرة، وقال إننا جادون فيها لمواجهة الهدر المالي.

وتندرج الحرب هذه المرة تحت مسمى "عملية كشف الحساب"، التي يهدف "حزب الله" من ورائها إلى إجراء مسح شامل لفواتير الدولة سابقا ولاحقا، بما فيها الأحد عشر مليار دولار، الذائعة الصيت المختفية المضمون.

وعلى قاعدة "نحن قوم لا ننسى أموالنا"، أعلنها نصرالله حربا لحماية المال العام، ومنع اللصوصية والجشع والناهبين، وأولئك الذين لا حد لطمعهم "وعجيبين والله عجيبين". وتحت مندرجات المعركة، فإن "حزب الله" سيؤدي دور الجندي والخادم للمال العام، وعلى كل الشعب اللبناني أن يشارك، فيما يتولى القضاء مهمة المحاسبة.

وكان لافتا أن نصرالله فعل خطوط فضل الله، ورفد بالدعم عناوين بدأ بها نائب "حزب الله"، تحت سقف جلسة الثقة، من ضياع فواتير الدولة إلى قرض الأربعمئة مليون الذي سماه العجيبة. ومن شأن كلام الأمين العام تعزيز الحرب الاستباقية التي شنها أمينه العام لشؤون الفساد، عبر الدفع باستحضار الفواتير المالية الضائعة لتفنيدها في اللجان النيابية المشتركة والجلسة العامة لاحقا، وتبيان وجهة صرفها.

وعلى ثقل المعركة في الداخل، كان سلاح "حزب الله" يأخذ ثقله في رسائل إلى الخارج، فأعلن نصرالله تعاظم قدرته العسكرية عن زمن عام 2000، وقال إن المقاومة قادرة على دخول الجليل، لكن الجيش الإسرائيلي غير واثق بقدرته على دخول لبنان، وهذا تحول كبير. غير أن الحزب الذي له تأثيره إقليميا، "ليس لديه أي فرع آخر"، ولا وجود له في فنزويلا ولا في أميركا الجنوبية، لكن الاتهام "صيت غنى".

وحول نصرالله العرض الكهربائي الإيراني المرفوض من لبنان، إلى طاقة إيجابية، مرجحا أن تكون فوائد رفضه هي تشجيع الآخرين على المجيء بعروضهم البديلة، وقال: أتينا بأصدقائنا فرفضتم هاتونا بأصدقائكم، "بدنا ناكل عنب، مين ما كان يكون".

وعلى مستوى الزحف الإقليمي والهبوط العربي في "وارسو"، فإن هذا المؤتمر لم يكن له محل من الإعراب عند الأمين العام ل"حزب الله"، فهو مؤتمر فاشل اسودت فيه وجوه وزراء الخارجية الهاربين من أسئلة الصحافيين. وفيما خجل "الوارسيون" من إصدار بيان ختامي لمؤتمرهم المدبر أميركيا، فإن الولايات المتحدة ستصدر في الساعات المقبلة بيان إنجاز مهمة يعلنه الرئيس دونالد ترامب، ويدعي فيه "نهاية داعش"، علما أن أميركا مع حلفها الدولي، ظلت تضرب أكثر من سنتين في أراضي "الدولة الإسلامية" الممتدة من العراق إلى سوريا، وتتقصد "تحييد" المراكز الأساسية ل"داعش" ومعسكراتها والآبار التي تسيطر عليها، لا بل وتحمي قيادات التنظيم من أي أذى.

وإذا كان ترامب سيدعي النصر المزعوم في الساعات المقبلة، فإن من يكذبه هو من أهل بيته العسكري، فقائد القوات الخاصة الأميركية الجنرال ريموند توماس، وخلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، سئل عن ماهية الانتصار في سوريا، فأجاب "أنا لا أستسهل استخدام عبارة نصر محل عبارة هدف". وتلك عبارات تصلح لأن تترجم بجملة واحدة: رئيسي رجل منافق.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 16 شباط 2019

النهار

أعاد وزير سابق التذكير بملف السنترالات غير الشرعية في الضاحية الجنوبية والتي استمرّت إلى الأمس القريب مع تنفيذ الخطّة الأمنية في الضاحية العام 2015.

سجّل على هامش مناسبة تعزية تجاهل وزير سابق حضور وزير آخر تسلّم حقيبته من بعده وسار بنهج مخالف تماماً ولم يصافحا بعضهما البعض.

على رغم قانونيّة القرار إلّا أن نقل موظّف من وزارة الصحة إلى مصلحة السكك الحديد يبدو مستغرباً ولا ينسجم مع توجّه حزب "القوات" إلى الإصلاح.

لم تصدر قرارات المجلس الدستوري في الطعن بالانتخابات النيابية رغم ما صدر عن دنو الموعد قبل مدّة.

اللواء

خرج وزير "إقليمي" من لقاء مسؤول كبير بانطباع فوري، ان لا مجال للتعاون في أي مجال من المجالات التي طرحها. بدأت طلائع مغتربين وأجانب بالتوافد إلى بيروت، في محاولة لاستطلاع فرصة الاستثمار بعد انطلاق مشاريع "سيدر". تتحدث أوساط مسيحية عن إرباك في الشارع المسيحي، قبل تسوية التوتر الأخير في إحدى الجلسات النيابية؟!

الجمهورية

نجحت الإتصالات في رأب الصدع بين قوّتين وقع خصام بينهما وذلك لتمرير ذكرى وطنية بلا إشتباكات كلامية.

سُئل سفير دولة كبرى إذا كان مرتاحاً لتأليف الحكومة فقال إنه مرتاح لوجودها وليس لخلافاتها.

يحاول بعض الأطراف إستغلال الإعتذار الذي قدّمه رئيس كتلة نيابية بارزة في حين إن الذي لعب الدور الأساسي في التسوية لم يكشف عن دوره.

 

لقمان سليم لاذاعة الشرق مشروع وحيد يهيمن في لبنان ويتوسع ، هو مشروع حزب الله

السبت 16 شباط 2019" مشروع وحيد يهيمن في لبنان ويتوسع ، هو مشروع حزب الله ، واخرون يحاولون ان ينجوا بمصالحم ، والاغراق في الكلام عن حلول اقتصادية، فيه مندوحة من التهويمات ، ومن خطابات تتصارع ، والمطلو ب اولا ترميم البند السيادي على الاجندة اللبنانية ، اذ ان الحدود اللبنانية الفلسطينيية مفتاحها في طهران وليس في بيروت ، والحدود الشرقية مع سوريا مفتوحة على لجوء النازحيين ،، الذي يتحول الى لجوء مستدام .. ، ولا ينفع القفز فوق الحقائق"

 

نوفل ضو لاذاعة الشرق صورة نتنياهو لم تكسر لا الاجتماع الاوروبي، ولا الاجتماع العربي حول القضية الفلسطينية

السبت 16 شباط 2019نوفل ضو لاذاعة الشرق: "ات من وارسو وشاركت لايام في ورش سبقت المؤتمر، وعاينت مباشرة وجهات نظر متباينة اميركية لم تستقر على وضوح، وفي حالة ضياع، نتيجة التخبط داخل الادارة السياسية الاميركية نفسها ادارة البيت الابيض، وخلاف اكثر من تصدعات مع الحلفاء الاوروبيين، والنتيجة ظهرت في نتائج المؤتمر، وعلى ما هي عليه، ومن ان المؤتمر عبارة مسار طويل نسبيا، وستليه مؤتمرات عدة. ولاحظنا الضياع على مستوى المقاربة الاميركية في الرؤى المطروحة سواء لجهة كون ايران كما ورد في تعبير بنس انها "الخطر الاكبر في المنطقة"، او لجهة ملامح صفقة القرن وحل الصراع الفلسطيني - الاسرائلي، وليس صحيحا ان صورة نتنياهو في المؤتمر احدثت خرقا، هذا مؤتمر دولي بحضور 60 دولة، على غرار اجتماعات المؤسسة القانونية الدولية في الامم المتحدة. صورة نتنياهو لم تكسر لا الاجتماع الاوروبي، ولا الاجتماع العربي حول القضية الفلسطينية."

 

هناك اعتذارات ثلاثة مطلوبة

الياس الزغبي/16 شباط/2019

اعتذار "حزب الله" عن الكلام القميء الذي ورد على لسان الموسوي جيّد، شجاع... وناقص.

فهناك اعتذارات ثلاثة مطلوبة:

- من اللبنانيين عن تنغيص أيامهم وحبّهم الحياة،

- من الدولة عن مصادرة حقها في قرار الحرب والسلم،

- ومن الجيش عن خرق حصريته في حمل السلاح الشرعي السيادي.

إذذاك فقط، ينوجد لبنان.

 

فالسيف أصدق إنباءً من الكتبِ

الياس الزغبي/16 شباط/2019

القول بأن عون أتى بعملية سياسية وليس بالسلاح، تنقصه الواقعية والصدقية.

تفريغ الرئاسة سنتين ونصفاً، ومنع نصاب جلسات الانتخاب، لم يكونا بنهج الديمقراطية، بل بوهج السلاح.

فيكفي الاختباء وراء الأصابع والكلام التمويهي، ف"السيف أصدق إنباءً من الكتبِ"!

 

اليمن يدعو لبنان لوقف تدخلات حزب الله

االمركزية/16 شباط/19/ دعا وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الحكومة اللبنانية الجديدة إلى "وقف تدخلات "حزب الله" في الشأن اليمني وسحب خبرائه ومقاتليه من اليمن". ونشر الإرياني أمس على حسابه في "تويتر" فيديو للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، يعترف فيه بوجود عناصر من الحزب في اليمن، وعلق كاتباً "التدخل الصارخ في الشأن اليمني والدعم المباشر الذي يقدمه "حزب الله" اللبناني لميليشيا الحوثية واضح، ليس في مثل هذه التصريحات فقط، بل من خلال تواجد خبراء تطوير الصواريخ وصناعة الألغام والعبوات الناسفة والمدربين".وأضاف في تغريدة أخرى "ندعو الحكومة اللبنانية لوقف تدخلات "حزب الله" في الشأن اليمني وسحب خبرائه ومقاتليه من اليمن، ووقف كل أشكال الدعم الذي يقدمه لميليشيا الحوثية، بما فيها إيقاف قنوات التحريض والفتنة باعتبارها أنشطة عدائية ضد اليمن عن مبدأ النأي بالنفس الذي أعلنه لبنان إزاء أزمات المنطقة".

 

أدرعي لم يتأخر في الردّ على نصرالله

المركزية/16 شباط/19/ لم يتأخر ردّ المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، حيث غرّد عبر حسابه على موقع تويتر وقال: "نصرالله انت تعي تمامًا قدرات جيش الدفاع (التي مازلت تشعر ببصماتها منذ ٢٠٠٦) فمنذ ذلك الحين قمنا بالتدرب وتحسن وشراء والاستعداد أكثر من أي وقت مضى للحرب. أظهرنا لك جزءًا مما نعرفه بـ"أنفاقك السرية". يا نصرالله لا تخطئ التقدير في الحديث الديمقراطي في إسرائيل الذي يسمح لكل واحد ابداء رأيه عن جاهزية الجيش فَلَو كنت بالفعل خبيرًا في الشأن الاسرائيلي فتعلم انه في وقت الحرب ستواجه جيشًا قويًا ومنتصرًا لا يوجد أي شك حول جاهزيته.

 

بالفيديو- مواقف مرتفعة السقف لنديم الجميّل في مؤتمر الكتائب العام!

الكلمة اونلاين/16 شباط/19/

http://www.alkalimaonline.com/newsdet.aspx?id=366344&fbclid=IwAR1n8HaQ8LXv1N83BjQUzNcpT_jkEm1FHxSStv-8SZbPRVMcxXTGFgY2gbM#

أبرز ما حصل في مداولات اليوم الأوّل من مؤتمر حزب الكتائب كان كلمة النائب نديم الجميّل الذي كان نجم المؤتمر الكتائبي العام.

ويمكن تلخيص كلمة النائب نديم الجميّل بأمرين:

الأمر الأوّل: سؤاله عن مصدر الأموال التي يحصل عليها الحزب وكيفية صرفها. والأمر الثاني هو دعوته لانتخاب رئيسٍ للكتائب مباشرة من الكتائبيين.

أبرز ما جاء في كلمة النائب نديم الجميّل: هيدا المؤتمر قابل للطعن أمام الهيئات الحزبية، وأمام القضاء إذا لزم الأمر. وبالتالي أنا من اليوم بعلن الطعن بكلّ التوصيات والقرارات والانتخابات والتعيينات يللي بدا تصدر عنّو. مين مسؤول عن الهزائم والنكسات والفشل؟ الملائكة؟ الطليان؟ إنتو اليوم يللي عم تجدّدو لحالكن مسؤولين عن الحالة يللي بلغها الحزب. كيف مندعي الدولة إلى الإصلاح ونحنا ما منصلح بالحزب؟ كيف مندعي الدولة تكون ديمقراطية ونحنا منخنق الديمقراطية بالحزب؟ كيف مندعي للمحاسبة بالحكومة ومنرفض المحاسبة بالحزب؟ هل بتظنّو إنو الأمور راح تسلم معكم على طول؟ معاشات 5 رفاق لإلنا بالبيت المركزي، بتساوي موازنات ثلاث أقاليم أساسية، أو بتساوي موازنات إقليم الشمال والجنوب مجموعين مع بعضهم… وعن أي تقرير مالي جايين تحكونا اليوم…. وأساسًا من وين مصدر المال؟؟؟؟ بجاوبونا من متبرعين… أي متبرعين؟؟؟ لبنانيي؟ أجانب؟ أفراد؟ شركات؟ جمعيات؟ دول؟ شو الغاية من إنو هالناس عم بيتبرعوا؟ ما في جواب… بس… في تقرير مالي غير شفاف… ليش سألت عن الموازنه كمان ؟؟؟؟ لأن بيوت الكتائب مسكّرة وما فيها حياة. ونحنا من مهرجان لمهرجان… إضاءة وصوت وأجارات وديكور وفذلكات فنّية. المهمّ الاستعراض وعلى الأرض ما في شي... trompe l’oeil. وين الناس وين القواعد وين الأنصار والأصدقاء... وصلت لانه نعمل مهراجانات انتخابية بلا ما نسمح للمرشّحين يطلعوا على المسرح قبل الانتخابات الأخيرة والرفاق متروكين بلا رعايه وبلا خدمات وبلا مساعدات شو صار دور الكتائب اليوم؟؟ مركز رصد الفساد والكوميسيونات؟؟ أم جمعيّة بيئية؟؟؟ هذا شغل رائع بس هيدا شغل المصالح مش شغل حزب عمره 83 سنة… وعندو 10 ألاف شهيد. هيدا مش حزب بيار وبشير الجميّل. مش حزب المؤسّسين والمناضلين والأجيال الكتائبية. هيدا دور جمعيات المجتمع المدني. لا يا رفاق، الكتائب غير هيك... الكتائب المدافعه عن نشوء لبنان، عن الصيغة، عن الميثاق، عن نموذج التعايش المسيحي الإسلامي، عن السيادة والاستقلال عن اللامركزية ما فينا نختصر دوره بمعركة النفايات.

وإذا كنا ككتائبيين منحترم شرعية الحزب، فالغالبية الساحقة من الكتائبيين غير موافقة على سياسة الحزب. شو عم تعمل لنحلّ مشكلة النزوح أو لنضغط على الدولة لتردن على بلدهم؟؟؟؟؟ نحن حزب وحدة المسيحيين نحن مش شغلتنا نعلق مع كلّ القيادات رموز المسيحية. مع مين بدنا نتفق؟؟؟

حزب الـ100 ألف بطاقه بلا ما خبركم قديش صرنا. يلي عم بيصير هو تبديد لإرث عريق... هو أنو ناس بلا خبرة حزبية وسياسية دايرين صرح مقدّس كان يعبّر عن الوجدان المسيحي والقضية اللبنانية، بصفوفنا في مئات الكفاءات العظيمة، لكن ممنوع يتقدّموا. كلّ شيء محصور بـ4 أو خمس أشخاص من دون خبرة سياسية وحزبية. أنا كتائبي ونقطة ع السطر ومش كلّ مرّة منحكي عن إصلاح الحزب وتقدّمو ونهضتو بيصير تخوين وتشكيك. هالعادة بدكن تغيّروها وما خلق يلّلي بدو يشكّك بكتائبية نديم الجميّل.

الجدير بالذكر أن المؤتمر الكتائبي العام يُكمل مداولاته اليوم السبت 16 شباط 2019، على أن يختتم المؤتمر أعماله غدًا الأحد بانتخاب رئيسٍ للحزب.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ريا الحسن: المطار ضمن أولوياتي/منظمة الطيران المدني أنهت تقييمها لمعاييره الأمنية ووزير الأشغال مرتاح

بيروت/الشرق الأوسط/16 شباط/19/أنهت منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) تقييمها للمعايير الأمنية في مطار رفيق الحريري الدولي على أن تصدر تقريرها النهائي خلال الأسابيع المقبلة. وفي هذا الإطار، أكدت وزيرة الداخلية ريا الحسن أنها تضع ملف المطار ضمن أولوياتها، فيما أعلن وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس في مؤتمر صحافي مشترك، بعد الاجتماع مع مسؤولين في المنظمة، عن رضاه عن النتيجة، مؤكدا أن الإجراءات المتخذة في المطار أثبتت فاعليتها. وقال فنيانوس: «أطمئن اللبنانيين أننا نسير على الطريق الصحيح والإجراءات في المطار أثبتت فاعلية وهي تحتاج للمتابعة»، مؤكدا أنه «راض عن النتيجة التي وصلنا إليها اليوم».وقالت وزيرة الداخلية: «أضع ملف المطار في صلب أولوياتي ولن نتهاون فيما يتعلق بأي استثناءات تعطى وتطرح علامات استفهام حول أمن المطار وسأتشدد في هذا الموضوع»، مضيفة: «ندخل إلى زمن جديد وسنغير الصورة، ونريد إعطاء ثقة أكبر بالأجهزة التابعة لنا، كما نريد إعادة ثقة المواطن بالأجهزة الرقابية».

 

لبنان يترقب فورة سياحية مع قرار السعودية رفع تحذير السفر لمواطنيها

وزير السياحة اللبناني لـ «الشرق الأوسط»: اتخذنا إجراءات لوقف استغلال السائح

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/16 شباط/19/يترقب اللبنانيون فورة في القطاع السياحي، الذي يشكل ركيزة الاقتصاد المحلي، مع قرار المملكة العربية السعودية مؤخراً رفع التحذيرات لمواطنيها من السفر إلى لبنان، التي كانت قد عممتها في عام 2010 لأسباب أمنية. وقد ترافق الإعلان السعودي مع تأكيد وزارة السياحة اللبنانية «القيام بكل الترتيبات والخطوات من أجل تشجيع السائح السعودي على العودة إلى لبنان». وقال وزير السياحة أفيديس كيدانيان إن «لبنان ليس بحاجة للترويج لدى السائح السعودي، والخليجي عموماً، فهو أكثر من يعرف المناطق اللبنانية. لذلك فإن العمل يتركز اليوم على وضع حد لكل ما كان يزعج السياح الخليجيين، خصوصاً لجهة قيام بعض المؤسسات السياحية باستغلالهم من خلال رفع فواتيرهم». وشدد كيدانيان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أنه «تم اتخاذ الإجراءات والتدابير كافة لوقف هذا الاستغلال، وقد قمنا منذ عام 2017 بتخصيص خط ساخن للسياح للإبلاغ عن أي خلل».

ويُعد عام 2010 الأفضل على الإطلاق منذ عشرات السنوات للسياحة اللبنانية، إذ سُجل بحينها زيارة مليونين و168 ألف سائح إلى لبنان. وانخفضت الأعداد طوال السنوات الماضية، خصوصاً مع اندلاع الأزمة في سوريا في عام 2011، وما رافقها من تداعيات أمنية سلبية. وقد تم العام الماضي تسجيل دخول مليون و965 ألف سائح، مما شكل ارتفاعاً كبيراً، مقارنة بالسنوات ما بين 2011 و2017. وأعلنت نقابة أصحاب المقاهي والملاهي أن 7 آلاف و750 سعودياً زاروا لبنان خلال فترة الأعياد نهاية عام 2018. ورجح الوزير كيدانيان أن يكون للقرار السعودي الأخير «وقع إيجابي جداً على القطاع السياحي، وعلى الاقتصاد اللبناني ككل، خصوصاً أن السائح الخليجي بشكل عام، والسعودي بشكل خاص، يشكل العمود الفقري للسياحة اللبنانية»، وتحدث عن «فورة كبيرة» مرتقبة، خصوصاً أن بوادر القرار السعودي كانت قد بدأت مع نمو لافت بأعداد السياح السعوديين تم تسجيله خلال فترة الأعياد نهاية العام الماضي، وأضاف: «الانعكاسات الإيجابية لعودة السياحة في لبنان إلى سابق عهدها لا تنحصر بقطاعي الفنادق أو المطاعم، إنما تطال كل القطاعات، مما سيعطي دفعة للدورة الاقتصادية، علماً بأن دخل الدولة من السياحة في عام 2010 بلغ نحو 8 مليارات دولار أميركي، ونتوقع أن نحقق أفضل من هذا الرقم في السنوات المقبلة مع المستجدات الأخيرة، خصوصاً تشكيل الحكومة، وقرار المملكة رفع الحظر عن سفر مواطنيها إلى لبنان». وفي الوقت ذاته، توقع نقيب أصحاب الفنادق في لبنان، بيار الأشقر، أن يؤدي القرار السعودي الأخير إلى «عودة السياحة في لبنان إلى طبيعتها، ومعها عودة دوران عجلة الاقتصاد اللبناني ككل»، لافتاً إلى أن «النهضة في القطاع تتحقق بأن يعود السياح الأقرب إلينا، أي الخليجيين، فهم الأقرب جغرافياً، وكذلك لجهة اللغة والتقاليد، هذا عدا أن هناك تاريخاً طويلاً من العلاقات والسياحة مع لبنان». وأشار الأشقر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «ما يميز السائح الخليجي هو أنه سائح ومستثمر في آن، من دون أن ننسى أن هناك نحو 450 ألف لبناني يعملون في دول الخليج»، وقال: «والسياح الخليجيون يمتلكون أكبر إمكانية للإنفاق، كما أن مدة إقامتهم في الفنادق هي الأطول، مقارنة بسياح دول أوروبا أو أميركا، خصوصاً خلال موسم الاصطياف». وقد انتعشت مؤخراً السياحة الشتوية في لبنان، مع عودة الثلوج إلى الجبال اللبنانية بعد سنوات من انحسارها. وأشار الأشقر إلى أنه «تم تسجيل وصول عدد من السياح الخليجيين إلى المناطق، حيث مراكز التزلج، لكن الأرقام يمكن أن تكون أكبر من ذلك بكثير، وقد تتبلور أكثر في الأسابيع المقبلة».

 

التحقيق بحادثة الجاهلية: مرافق وهاب لم يقتل برصاص القوى الأمنية/توقيف 10 مدنيين بإطلاق النار على عناصر الدورية وتهديدهم بالقتل

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/16 شباط/19/اختتم القضاء العسكري في لبنان مرحلة التحقيقات الأولية، التي أجراها في حادثة بلدة الجاهلية (جبل لبنان) التي أسفرت عن مقتل محمد أبو دياب مرافق الوزير الأسبق وئام وهّاب الموالي للنظام السوري، وتوصلت التحقيقات إلى نتيجة حاسمة تفيد بأن أبو دياب لم يُقتل برصاص عناصر القوة الأمنية، فيما أمر القضاء بتوقيف عشرة مدنيين من مرافقي وهّاب، وبدأ ملاحقتهم بجرم إطلاق النار على عناصر الدورية وتهديدهم بالقتل، وقطع الطرقات العامة. وكانت قوة من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي توجهت من بيروت إلى بلدة الجاهلية ليل الأول من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لتنفيذ مذكرة قضائية صادرة عن النائب العام التمييزي سمير حمود، تقضي بإحضار وئام وهّاب إلى التحقيق لاستجوابه بدعوى مقامة ضده، بجرائم «إثارة النعرات الطائفية والمذهبية، وتعريض السلم الأهلي للخطر»، على خلفية مواقف وتصريحات أدلى بها للإعلام وفي لقاءات خاصة، تتضمن تهجماً على رئيس الحكومة سعد الحريري، ووالده الراحل الرئيس رفيق الحريري، ما أدى إلى إطلاق نار متبادل بين الدورية الأمنية وعشرات المسلحين من مرافقي وهاب ومناصريه، ما أسفر عن مقتل مرافقه الشخصي. وكشف مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، أنهى تحقيقاته الأولية في أحداث الجاهلية التي وقعت في الأول من (ديسمبر) 2018، والتي توفي نتيجتها المواطن محمد أبو دياب، مؤكداً أن القاضي عقيقي أعلن أنه «بنتيجة المقارنة المجهرية والفنية على المقذوف (الرصاصة) المستخرج من جثة الضحية أبو دياب وهو من عيار 5.56 ملم، وبنتيجة الكشف أيضاً على المظاريف المضبوطة في مسرح الجريمة في بلدة الجاهلية، وعلى البنادق التي كانت بتصرُّف القوة الأمنية التابعة لفرع الحماية والتدخل في شعبة المعلومات، ووفقاً لبيان المهمة الصادر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، جاءت نتيجتها سلبية، أي أن المقذوف المضبوط (الرصاصة التي أصابت مرافق وهّاب وأدت إلى مقتله)، لم يُطلق من أي من هذه البنادق».

وأفاد المصدر القضائي بأن القاضي عقيقي «وبنتيجة التحقيقات، أمر بتوقيف عشرة أشخاص مدنيين (من مرافقي ومناصري وهاب)، وأحالهم على قاضي التحقيق العسكري الأول، بعد الادعاء عليهم وعلى كل من يظهره التحقيق، بجرائم مقاومة عناصر أمنية بالعنف، وإطلاق النار تهديداً في الهواء، وتهديدهم بالقتل بواسطة أسلحة حربية مرخصة وغير مرخصة وشتمهم وتحقيرهم وقطع الطرقات»، مشيراً إلى أن مفوض الحكومة المعاون القاضي فادي عقيقي «ادعى أيضاً على مجهول لم يتوصل التحقيق لكشف هويته، بالتسبب بمقتل أبو دياب، وأحال الملف مع الموقوفين على قاضي التحقيق العسكري، وطلب إصدار مذكرات توقيف بحقهم سنداً للجرائم المسندة اليهم». وكان وهاب اتهم عناصر الدورية الأمنية بقتل مرافقه، زاعماً أن الرصاصة التي أصابت محمد أبو دياب أُطلِقت من بندقية قناصة، وكانت تستهدفه (وهّاب)، لأنه كان على بعد أمتار قليلة من الضحية، محملاً النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان مسؤولية الحادث، وأنهما أصدرا أمراً باغتياله. وقالت مصادر معنية بملف حادثة الجاهلية لـ«الشرق الأوسط» إن وهّاب «رفض التعاون مع المحققين، ما أدى إلى تأخر نتائج التحقيق الأولي لأكثر من شهرين، بدليل أنه لم يسلِّمهم تسجيلات كاميرات المراقبة المثبتة في محيط منزله وفي باحته الداخلية، والتي كانت كفيلة بتحديد هوية الأشخاص الذين بادروا إلى إطلاق النار لدى وصول القوة الأمنية إلى الجاهلية، ومن تسبب بمقتل أبو دياب». وأوضحت أن وهاب سلّم القائمين على التحقيق الأولي، جهاز «DVR» يعود لعام 2013 وليس لتاريخ الحادثة، بعد أن أبلغهم (المحققين) بأن الكاميرات الموجودة لديه معطلة. يذكر أن القضاء جمد مفعول مذكرة الإحضار التي صدرت بحق وهاب بعد مقتل مرافق الأخير، وهو يسعى (وهّاب) إلى إلغاء هذه المذكرة، وإحالة الدعوى المقامة ضده على محكمة المطبوعات بدلاً من الادعاء عليه بجرائم جنائية، التي تستوجب محاكمته أمام محكمة الاستئناف الناظرة بالجرائم الجزائية.

 

الكتلة الوطنية: العنف في الخطاب السياسي مرفوض

المركزية/16 شباط/19/ أعلن حزب "الكتلة الوطنية اللبنانية" رفضه المطلق "استخدام العنف في الخطاب السياسي وأي رد فعل مماثل عليه على غرار الذي جرى في المجلس النيابي أخيرا وتداعياته في الشارع"، مشددا على أن "فقدان الثقة بين اللبنانيين هو العلة وراء ذلك"، ومنبها من "منطق الاستقواء بالسلاح واقتناع حامله بأنه وحده صاحب الحقيقة". واعتبر في بيان أن "الخطاب السياسي العنيف والمتشنج هدفه إلهاء المواطنين عن محاسبة السلطة على فشلها في معالجة قضاياهم الحياتية، ويثير الغرائز ويختصر الحياة السياسية بالعنف بعد أن اكتفى اللبنانيون من ذلك، ما يعيدنا إلى الاصطفافات التي لم تعد موجودة". وشدد على أن "استعادة هكذا خطاب تحت قبة المجلس النيابي لا تليق بممثلي الشعب والمؤتمنين عليه، وتذكر بضرورة السعي إلى المصالحة الوطنية الحقيقية والمصارحة وتطهير النفوس لتخطي الضغينة ومنع إعادة تكوين مسببات الاقتتال الداخلي، علما أن من أساسيات تحقيق ذلك ترسيخ هوية المواطنة".

 

انتخابات الكتائب غدا: عودة "رئاسية" لسامي الجميل و29 مرشحا لملء 16 مقعدا في المكتب السياسي

المركزية/16 شباط/19/ كثيرة كانت الأثمان التي دفعها حزب الكتائب بفعل مضيه في الخيار المعارض للنهج السياسي  السائد في البلد، ليس أقلها تراجع عدد أعضاء كتلة نواب الحزب من 5 إلى 3. وإذا كان رئيس الحزب النائب سامي الجميل قد قفز، في خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح المؤتمر العام للحزب فوق الانتقادات التي وجهت إلى الصيفي بفعل معارضتها، فإن البعض لا يخفي خشيته من تردد صدى هذه الانتقادات في الانتخابات الداخلية التي يخوضها الحزب غدا، في ختام المؤتمر العام. ذلك أن هذا الاستحقاق يأتي في وقت كثر فيه الكلام عن "معارضات" داخلية تعصف رياحها في أروقة المكتب السياسي الكتائبي. وفي هذا الاطار، يتبادر إلى أذهان بعض المتابعين الزوبعة التي أحدثها النائب نديم الجميل بقراره الانسحاب من جلسة المكتب السياسي المنعقدة في 26 تشرين الثاني الفائت، احتجاجا على ما اعتبره تحالفا نسجته الكتائب مع الحزب السوري القومي الاجتماعي في انتخابات نقابة الصيادلة، علما أن الحزب سارع إلى نفي هذه الخطوة، مجددا تأكيد احترام شهادة الرئيس بشير الجميل. إلى هذه الصورة، تضيف بعض الأوساط المتابعة عبر "المركزية" النداء الشهير الذي وجهه النائب نديم الجميل عبر "تويتر" لـ "انقاذ الكتائب من الانهيار"، على حد قوله، معطوفا على الاستقالة الثلاثية من المكتب السياسي التي قدمها كل من أسعد عميرة وعبدالله ريشا وشادي معربس احتجاجا على غياب "المحاسبة" عما انتهت إليه الانتخابات النيابية، في غير مصلحة الكتائب. غير أن مصادر عليمة تنفي عبر "المركزية" أي تأثير لهذه الأحداث على المناخ الانتخابي، مؤكدة "أن لا خلاف شخصيا بين رئيس الكتائب وابن عمه، بل اختلاف في مقاربة بعض الملفات الداخلية والاستحقاقات الحزبية"، مشددة على أن المؤتمر العام ليس إلا مناسبة حزبية بحتة يقتنصها الحزب لتقويم أوضاعه الاقتصادية والادارية والقيام بمراجعة نقدية لخياراته السياسية لوضع النقاط على الحروف. أما في ما يخص الاستحقاق الانتخابي، فقد علمت "المركزية" أن النائب سامي الجميل تفرد في الترشح إلى منصب رئيس الحزب، تماما كما لم يترشح سوى القيادي العتيق جوزف أبو خليل والوزير السابق سليم الصايغ لمركزي نائبي الرئيس الأول والثاني. وهذا يعني عمليا أن مهمة 402 مندوبا انتخبوا  في كانون الثاني، من المفترض أن تنحصر بالتصويت لانتخاب 16 عضوا جديدا في المكتب السياسي. وعلم أن 29 مرشحا بينهم 4 نساء يخوضون غمار المنازلات، مع الاشارة إلى أن النظام الداخلي للحزب يفرض كوتا نسائية من 4 سيدات على الأقل في المكتب السياسي.

 

اعتذار "حزب الله".. تصفيق سياسي وامتعاض شعبي

رين قزي/المدن/السبت 16/02/2019

اعتذار "حزب الله".. تصفيق سياسي وامتعاض شعبي ما قاله الموسوي هو خلاصة أدبيات "حزب الله"

لا يحسب "حزب الله" حساباً للرأي الشعبي الذي عبّر عنه جمهور حلفائه امتعاضاً ورفضاً لاعتذار رئيس كتلة "حزب الله" النيابية، النائب محمد رعد، عما صدر عن زميله النائب نواف الموسوي قبل أيام. فما يهمه، هو رأس الهرم من حلفائه الذين صفقوا له بحرارة، وخصومه الذين أيدوه في الخارج، مطالبين بالمزيد.

فالحزب، الذي بدأ مسار التموضع في الداخل، ونقل الملفات الاشكالية والصراعات الى خارج البقعة الجغرافية اللبنانية لتكريس حضوره السياسي في المشهد السياسي اللبناني، أدخل الى ممارسته ثقافتين، خلافاً لكل تجارب الماضي. تتمثل الأولى في التبرؤ والنأي بالنفس من جمهور "يوجع الرأس"، كما هو حال المنشد علي بركات وبعض مؤيديه والناشطين الالكترونيين والاعلاميين في الصفوفه. والثاني يتمثل في "الاعتذار"، وهي الحادثة الأولى له على المستوى الرسمي في مجلس النواب، حيث أطاحت ماء وجه رأس الحرب الدعائية، النائب الموسوي، وهو الأكثر إثارة للجدل منذ ما قبل الانتخابات النيابية الاخيرة.

ما قاله الموسوي في الواقع، هو خلاصة أدبيات حزب الله السياسية المعتادة، لجهة إدانة تجربة الرئيس بشير الجميل الأولى، أو الذهاب الى ثقافة الاستقواء على الآخرين بقوة السلاح، فاستفز حلفاء آخرين للحزب، وتحديداً وزير الخارجية جبران باسيل، ما دفع الحزب للاعتذار.

ورغم الامتعاض الذي عبّر عنه مناصرو الموسوي في مواقع التواصل، وجمهور حلفائه الرافضين للاعتذار، فإن الحزب اكتفى بالتصفيق الذي ضجت به قاعة مجلس النواب عقب إعلان رعد الاعتذار. بذلك، احتوى جدلاً يسعى الحزب إلى تطويقه منذ اعلان وثيقته السياسية قبل عشر سنوات، والتي أهّلته للدخول في 2019 الى "الدولة"، وانتزع في مقابله ما يريده من البيانات الوزارية المتعاقبة، وعزز حضوره في المشهد السياسي الداخلي مدعوماً من الحلفاء، ومن الخصوم، وممن تجمعه معهم حسابات سياسية أفضت أخيراً الى منح الثقة للحكومة التي يشارك الحزب فيها بثلاثة وزراء، أبرزهم وزير الصحة.

لكن التصفيق السياسي، من قبل الحلفاء والخصوم، لا يستوي مع ما كتبه جمهورهما في مواقع التواصل. ورغم أن النائب السابق فارس سعيد قال: "إعتذار حزب الله بعد شتيمة الرئيس بشير الجميّل، عملٌ شجاع، ويبقى أن هذا الإعتذار لن يجعلنا صامتين حول سلاحه وانتهاكه للدولة وتنصيب نفسه فوق الآخرين وأنه صانع الرؤساء و القوانين والحكومات"، إلا أنه استتبعها بتغريدة ثانية قال فيها: "ترك اعتذار حزب الله أثراً جيّداً عند الناس وهم يطالبون حزب الله بالمزيد، وهو الاعتذار من الرئيس عون والقول أن المسيحيين أوصلوه، والاعتذار من الجيش و تسليمه السلاح".

على ان الناشطين المعارضين له، كانوا أكثر حدة. فكتبت القيادية السورية المعارضة، عليا منصور: "اعتذار حزب الله ليس إلا ممارسة لفن التقية.. معقول في ناس لسا ما بتعرف مين يعني حزب الله، وكيف يفكر؟؟"

أما الزميلة ديانا مقلد، فقالت: "اعتذار محمد رعد هو استيعاب للاحراج الذي سببته عنجهية الموسوي لحلفاء حزب الله المسيحيين. المضحك هم الجحافل التي أثنت بالأمس على كلام الموسوي وتبارت اليوم على الإشادة باعتذار رعد. أبشع ما في الأحزاب والأنظمة الإيديولوجية والاستبدادية أنها تنشر ثقافة التبعية العمياء، وتهمّش العقل النقدي". بدورها، كتبت الإعلامية ريما عساف: "اعتذار حزب الله عن الإساءة لبشير الجميل، لم يكن ليحصل الا لإرضاء جمهور التيار الوطني الحر... وبشير يعني الكثير بالنسبة لشريحة مهمة من مناصري التيار..".

 

النائب مروان حمادة لـ”السياسة”: لا ثقة لي بالكثيرين من أعضاء الحكومة

بيروت ـ “السياسة” /16 شباط/19/أعرب عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة عن ثقته الكبيرة برئيس الحكومة سعد الحريري، لكنه قال لـ”السياسة”، إن “هذه الثقة لا تشمل الكثيرين من أعضاء الحكومة ولا الصيغة التي بنيت عليها التسويات في لبنان منذ سنوات والتي ترتكز إلى مغالطة أساسية وهي وجود دولتين على أرض واحدة”، مشدداً على أنه “إذا كانت حكومة سعد الحريري ستحكم نستطيع أن نتفاءل، أما إذا كانت حكومة المكونات التي تفرض واقعها اللاشرعي على لبنان هي التي ستحكم، فبشر بإن لا كهرباء ولا إعمار ولا إصلاح في المرحلة المقبلة”. وقال “إننا أمام مرحلة فاصلة وكل يوم سيمر سيعطينا دليلاً على وجهة الحكومة، فإما أن تستمر في تغطية المد الفاشي للتيار الوطني الحر والواقع العسكري ل”حزب الله”، وإما أن تنقلنا إلى خطة دفاعية حقيقية تحمي لبنان”. ولفت، إلى أن “العالم كله يتعامل مع الملف السوري على أنه ملف موبوء لحكم قاتل وساقط لا يريد عودة النازحين ولا يستطيع إجراء الإصلاحات السياسية، ولن يحصل على قرش لإعادة الإعمار، وأقول لكل الذين يدعون في بيروت غير ذلك ويعملون على الانبطاح أمام حاكم سوري متهاو: مهلاً أيها السادة.. مهلاً يا معالي الوزراء، فاحترموا على الأقل بيانكم الوزاري الذي يتحدث عن عودة آمنة، فأين الأمن؟ وعن عودة تحت رعاية المواثيق الدولية، ما يعني العودة الطوعية وليست القصرية”. وأشار حمادة، إلى أن “ما يجمع بين بيت الوسط والمختارة أكبر وأوسع وأقدم من التفاصيل التي تفرق، فلا مجال لقطيعة وبالتالي لا تفاؤل أو تشاؤم حول عمق العلاقة”، مشدداً على أن “الجو السعودي تجاه لبنان قديم وجديد، أي أنه جو العلاقة الإيجابية الأخوية المنفتحة على لبنان دون قيد أو شرط، سوى أن يبقى لبنان هو لبنان، وأن تبقى عروبته صافية، فلا يتورط في حروب الآخرين عنده وفي الإقليم”، معتبراً أن “إيجابية الموقف والكلام والتدابير السعودية لم تنتف منذ استقلال لبنان، وكل مراحل إعادة إعماره”.

 

حكومة الحريري تجتمع الثلاثاء ورئيسها أمام أسلوب جديد في التعامل وإجماع على حل معضلة الكهرباء والبدء بالإصلاحات الاقتصادية

بيروت ـ “السياسة” /16 شباط/19/بعد نيلها ثقة 111 نائباً مقابل ستة حجبوها من أصل 128، ينتظر أن تبدأ “حكومة إلى العمل” أولى خطواتها الفعلية، بجلسة يرجح عقدها بعد غد الثلاثاء، في القصر الجمهوري، من دون تحديد جدول الأعمال بانتظار التشاور في هذا الأمر بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وسط إجماع غالبية الوزراء على أن المرحلة المقبلة ستشهد زخماً في عمل الحكومة بعد توافق مكوناتها السياسية على ترك الأفعال تتحدث عن نفسها، لأن المرحلة للعمل وليس للكلام. وأكدت في هذا الإطار أوساط وزارية لـ”السياسة”، أنه سيصار إلى عقد جلسات مكثفة للحكومة في المستقبل من أجل الإسراع في بت الكثير من الملفات العالقة التي تحتاج إلى معالجة سريعة، مشيرة إلى أن هناك إجماعاً على وضع حد نهائي لمعضلة الكهرباء، سيما أن عون والحريري عازمان على حسم مسألة الكهرباء مهما كلف الأمر، رحمة بالاقتصاد تخفيفاً لخسائر هذا القطاع. وكشفت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، من مصادر نيابية في “تيار المستقبل”، أن طريقة تعامل الحريري مع الملفات الحكومية ستكون مختلفة عن السابق، أي أنه لن يقبل بأي محاولة من المكونات الوزارية للعرقلة أو المماطلة، وسيكون بالمرصاد لمن يسعون للتعطيل لأن مصير البلد على المحك، ولا يجوز تأجيل الملفات التي ما عادت تحتمل التأخير، حيث إن الإصلاحات التي التزم بها لبنان في مؤتمر “سيدر” ستشكل أولوية لدى الحكومة. إلى ذلك، يترأس الحريري غداً الاثنين، في السراي الحكومي، اجتماعاً تشاورياً موسعاً، يشارك فيه ممثلون عن الصناديق العربية والأوروبية والدولية والمؤسسات المالية التي التزمت بمساعدة لبنان في مؤتمر “سيدر” ويخصص للبحث في الخطوات المستقبلية. وكان الحريري اعتبر ان “لبنان أمام فرصة حقيقية”، وقال إنه “لدينا برنامج عمل واضح يشارك فيه الجميع من أجل تحويل الأقوال إلى أفعال”، مؤكداً أن “العام الجاري هو عام ايجاد حل جدي للكهرباء”، مضيفاً “ان لم يحصل ذلك فنكون فشلنا جميعنا حكومة ومجلساً وعهداً”. وأعلن أن “الفوائد يقررها السوق وليس الحكومة”، مشدداً على أن “القطاع المصرفي كان وما زال يلعب دوراً ايجابياً في المساهمة في الحلول”. واعتبر أنه “من الطبيعي تراجع ايرادات الاتصالات فنحن نستثمر ونصلح في هذا القطاع”. وأضاف “قراري وقرار الحكومة هو العمل ثم العمل ثم العمل”. وفي تداعيات الإشكال بين الحريري ونواب “المستقبل” من جهة، والنائب جميل السيد من جهة ثانية، غرد النائب السابق مصطفى علوش مهاجماً السيد قائلاً، إن “‏زمن الرويبضة عندما يتحدث التافه في الشأن العام، زمن الرويبضة حالياً عندما تحصن تافه خبيث من خريجي أقبية المخابرات بحصانته النيابية ليشتم الأوادم”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تهدد السعودية والإمارات وباكستان… وبنس: تخطط لـ”هولوكوست”

ظريف: "أيد أميركية" قد تكون وراء فشل إطلاقاتنا الصاروخية... وأي عمل عسكري ضدنا انتحار

ميونيخ، طهران، عواصم/16 شباط/19/وكالات: دعا نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الحلفاء الأوروبيين مجددا أمس، إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، واتهم طهران بأنها تخطط لمحرقة نازية “هولوكوست” جديدة. وقال بنس أمام مؤتمر ميونخ الدولي للأمن: “حان الوقت بالنسبة لشركائنا الأوروبيين أن يقفوا إلى جانبنا”، مضيفا أن “النظام الإيراني يؤيد محرقة النازية (الهولوكوست) ويحاول تنفيذها مجددا… معاداة السامية ليست مجرد خطأ، بل شر”. وكان بنس استبق حضوره المؤتمر بزيارة إلى معسكر الاعتقال النازي في أوشفيتز في بولندا، مؤكدا أن زيارته زادت من تصميمه على مواجهة طهران. وقال بنس للصحافيين على متن طائرته قبل أن يصل إلى ميونيخ: “لدينا نظام في طهران يتنفس تهديدات قاتلة بنفس الكراهية المعادية للسامية التي حركت النازيين في أوروبا”. في المقابل، دافعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن الاتفاق النووي مع إيران في وجه الانتقادات الأميركية، قائلة في خطابها الذي سبق خطاب بنس بالمؤتمر، إنه “صحيح أننا متفقون مع الأميركان على هدف وضع إيران تحت ضغط، لكن هناك خلافا في وسائل التنفيذ، داعية إلى الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران الذي يحول دون تصنيع طهران قنبلة نووية، مؤكدة ضرورة استغلال هذه “المرساة الصغيرة” حتى يمكن الضغط على مناطق أخرى. في غضون ذلك، حضت إيران جارتها باكستان على ملاحقة منفذي الهجوم الذي أودى بحياة 27 عنصرا من “الحرس الثوري” قرب الحدود، وإلا شنت طهران عملا عسكريا لمعاقبة الارهابيين، كما حذر قائد “الحرس الثوري” محمد علي جعفري السعودية والامارات من احتمال تعرضهما لاجراءات انتقامية، زاعما أنهما تدعمان الجماعات السنية المتشددة. وقال جعفري إنه “إذا لم تضطلع باكستان بمسؤولياتها فإن إيران تحتفظ بالحق في مواجهة التهديدات على حدودها… استنادا الى القانون الدولي وسترد لمعاقبة الارهابيين”، مضيفا أن “المهاجمين مدعومون من دول رجعية في المنطقة السعوديون والاماراتيون، وبأوامر من الاسرائيليين والاميركيين… وسنتخذ بالتأكيد اجراءات انتقامية”. من جانبه، عرض التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات لنائب وزير الصحة وهو يزور جرحى الهجوم من أفراد “الحرس الثوري” الايراني في المستشفى، فيما تجمعت حشود كبيرة أول من أمس في أصفهان لتشييع جثامين القتلى. بدورهم، دان أعضاء مجلس الأمن “الهجوم الإرهابي الشنيع والجبان”، مؤكدين في بيان أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، ومشددين على ضرورة مساءلة مرتكبي أعمال الإرهاب هذه ومنظميها ومموليها ورعاتها وتقديمهم للعدالة. إلى ذلك، اعترف وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بفشل محاولتين إيرانيتين لإطلاق قمر اصطناعي خلال الشهرين الماضيين، مشيرا إلى احتمال ضلوع واشنطن في ذلك. وفي إشارة إلى تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، يفيد بأن الولايات المتحدة كثفت جهودها السرية في التخريب على المشروع الصاروخي الإيراني، قال ظريف لشبكة “إن بي سي” الأميركية: “هذا محتمل جدا، وعلينا النظر في هذا بعناية فائقة”.وحذر من أن “أي عمل عسكري ضد بلاده سيكون بمثابة انتحار”

 

«سوريا الديمقراطية» تسيطر على آخر جيب لـ«داعش» وتوقعت إعلان القضاء على التنظيم المتطرف «خلال أيام»

بيروت/الشرق الأوسط/16 شباط/19/قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة سيطرت على آخر جيب لتنظيم «داعش» شرق سوريا اليوم (السبت)، بعد استسلام المتطرفين الذين كانوا في المنطقة. يأتي ذلك غداة تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن إعلاناً مهماً بشأن «القضاء على (داعش)» سيصدر في غضون 24 ساعة. وذكر المرصد الذي يقع مقره في بريطانيا أن المئات من عناصر التنظيم كانوا في المنطقة واستسلموا لقوات سوريا الديمقراطية خلال اليومين الماضيين. وأضاف أن بعض العناصر ربما ما زالوا مختبئين في أنفاق. وأعلنت «قوات سوريا الديموقراطية» أن تنظيم «داعش» بات محاصراً داخل مساحة تقدر بنصف كيلومتر مربع في شرق سوريا، مؤكدة أن بلدة الباغوز حيث يتواجد المتطرفون باتت بحكم «الساقطة نارياً».وقال القائد العام لحملة قوات سوريا الديموقراطية جيا فرات خلال مؤتمر صحافي عقده في حقل العمر النفطي إن «الباغوز ساقطة نارياً ومحاصرة تماماً في مساحة جغرافية» تقدر بنصف كيلومتر مربع، مؤكداً أنها باتت «تحت الرمايات النارية لمقاتلينا ووجود المدنيين يشكل التحدي أمامنا». وحاربت «قوات سوريا الديمقراطية» التي تتألف من قوات كردية وعربية وتدعمها ضربات جوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، لهزيمة «داعش» في جيب الباغوز الذي يقع شرق نهر الفرات قرب الحدود العراقية. وأكدت «قوات سوريا الديمقراطية» أن «أعداداً كبيرة» من المدنيين لا تزال موجودة في البقعة الأخيرة الأخير تحت سيطرة التنظيم المتطرف. وقال المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديمقراطية في محافظة دير الزور عدنان عفرين لوكالة الصحافة الفرنسية: «المدنيون ما زالوا موجودين في الداخل بأعداد كبيرة (...) من عائلات «داعش» في الأقبية تحت الأرض وفي الأنفاق (...) وكانت هذه مفاجأة لنا».

 

وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت: الأسد باق في المدى المنظور... وعلى روسيا تقديم حلّ صالح للسوريين

وزير الخارجية البريطاني حذر في حديث لـ «الشرق الأوسط» من عودة «داعش»... وحض ايران على تنفيذ وعودها باليمن

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/16 شباط/19/قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن روسيا تظهر اهتماماً بالشرق الأوسط بطريقة غير مسبوقة، وإن الرئيس بشار الأسد «موجود في الحكم بسبب التدخل الروسي». وأضاف أن الأسد «سيبقى في المدى القصير والأبعد منه»، وأنه «على روسيا أن ترينا كيف ستقدم حلا صالحا للسوريين وكيف ستجلب السلام والاستقرار إلى سوريا». وأكد عدم وجود خطة لدى لندن بفتح سفارتها في دمشق. وقال هنت إن الاتصالات بين واشنطن ولندن مستمرة بشأن الانسحاب من شرق سوريا، مؤكدا ضرورة ألا يحصل الانسحاب «بطريقة تؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة إلى داعش وحلفائنا في قوات سوريا الديمقراطية، الذين قاتلوا بشجاعة معنا في التحالف لسنوات عدة ضد داعش». وأضاف: «ليس هناك أفق كي تذهب قوات بريطانية لتحل محل الأميركيين». وعن موضوع اليمن، أكد وزير الخارجية البريطانية أهمية تحقيق «حل شامل» يتضمن «ألا تستعمل إيران اليمن كقاعدة لزعزعة استقرار الدول المجاورة لليمن». وأكد ضرورة أن تحول طهران وعودها إلى أفعال. وقال: «الآن نريد ترجمة (التزامات طهران) بأن يقوم الحوثيون بمغادرة ميناء الحديدة. كلنا يعرف إذا لم يحصل هذا عاجلا، فإن العمليات القتالية ستستأنف». ولاحظ هنت أن المرحلة الحالية تشهد إعادة صوغ التحالف في الشرق الأوسط وأن العام 2019 سيكون حاسما بالنسبة إلى النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. وقال إن بريطانيا «لن تدير ظهرها إلى الشرق الأوسط» بعد «بريكسيت» والخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث ستبقى العلاقات مع العالم العربي «أكثر من أي وقت».

وهنا نص الحديث الذي أجرته «الشرق الأوسط» في مكتب هنت في البرلمان الخميس، فور عودته من مؤتمر وارسو للمشاركة في نقاش برلماني حول «بريكسيت»:

> عدت للتو من مؤتمر وارسو وكنت ونظيرك الإيطالي الوحيدين من الدول الأوروبية الكبرى اللذين شاركا في المؤتمر. كيف وجدت المؤتمر؟ هل سيؤدي بالفعل إلى احتواء إيران؟

- نعم كنت مع نظيري الإيطالي. المؤتمر تناول أمورا أكثر من إيران وفي الواقع شارك في المؤتمر رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) ووزراء عرب والعالم. وكان ذا مغزى جدا بهذا المعنى ولم يحصل سابقا. ما نراه اليوم، هو إعادة صياغة التحالفات في الشرق الأوسط. الكثير يحصل في هذا المجال.

وأجريت اجتماعا بناء جدا حول اليمن بحضور الوزير الأميركي مايك بومبيو ووزير الدولة السعودي عادل الجبير ونظيره الإماراتي عبد الله بن زايد. أمضينا وقتا كثيرا للحديث حول تحقيق السلام في اليمن. اللقاء كان مهما جدا.

وما يستحق الملاحظة، أنه يجب أن ننظر إلى العام الحالي، حيث ستتغير الأمور إزاء حل الأمور بالنسبة لإسرائيل وفلسطين. هناك أقنية تواصل لم تحصل سابقاً أبدا.

> ترأست مع الوزير بومبيو الاجتماع حول اليمن. كيف يمكن تحقيق سلام شامل باليمن؟

- تشكيل حكومة وحدة وطنية، حيث للحوثيين دور في توفير الأمن لجميع المكونات في اليمن. وألا تستعمل إيران اليمن كقاعدة لزعزعة استقرار الدول المجاورة لليمن، إضافة إلى إنهاء الأزمة الإنسانية التي هي أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً.

المشكلة ليست الحل النهائي لأن جميع الأطراف تتفق على ذلك، بل حول كيف نصل إلى هذا وكيف نبني الثقة، خصوصاً ما يتعلق بالأهمية القصوى لتنفيذ اتفاق استوكهولم والانسحاب من مدينة الحديدة وميناء البحر الأحمر والوصول إلى مطاحن الحبوب (التي تتضمن مخازن تابعة للأمم المتحدة) والطريق لصنعاء وإيصال المساعدات الإنسانية عبر برنامج الغذاء العالمي لإنهاء المجاعة التي تؤثر على ربع مليون شخص.

> الحكومة تلوم الحوثيين وتقول إنها ملتزمة الاتفاق؟

- لا أريد لوم أي طرف. حقيقة الأمر، أن الطرفين احترما وقف النار. قبل شهرين، قليل من الناس اعتقد أن هذا ممكن. إذن، حققنا تقدما، لكن الأمر الجوهري هو فتح ميناء الحديدة لإيصال المساعدات إلى شمال البلاد. هذا لم يحصل بعد. وصلنا إلى النقطة حيث إن الفرصة الأخيرة للتأكد من أن اتفاق استوكهولوم يكون أساساً للنجاح في المستقبل. الطرفان عليهما أن يعرفا أن الوضع الراهن كما هو عليه لن يستمر إلى الأبد. لدينا وقف النار أساس كي تكون الحديدة خالية وأن يفتح الميناء. هذا ما يجب أن يحصل.

> أنتم الدولة الوحيدة في المجموعة الرباعية لديكم أقنية من طهران، هل نقلت ذلك إلى إيران؟

- تحدثت مطولا مع الوزير محمد جواد ظريف حول اليمن. ناقشنا الوضع الإنساني في اليمن. ما قاله لي إن إيران لعبت دورا في تحقيق حل في اليمن. وأخذنا هذه الالتزامات والآن نريد ترجمة ذلك (إلى أفعال) بأن يقوم الحوثيون بمغادرة ميناء الحديدة. كلنا يعرف إذا لم يحصل هذا عاجلا، فإن العمليات القتالية ستستأنف. هذا سيكون سيئا لشعب اليمن.

يجب القيام بالعمل والأفعال وأن نظهر للعالم أن كل من شارك في اجتماعات استوكهولم جدي وملتزم بتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه لأن التنفيذ أخذ أكثر من التوقعات وبدأ الناس يسألون ما إذا كان ذلك فقط كلاما أم عنوا ما قالوا. لذلك يجب عدم التساهل أبدا بمسألة تنفيذ اتفاق استوكهولم.

> الخميس كانت هناك صورتان: الأولى، مؤتمر وارسو بمشاركة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ودول كثيرة. الثانية، القمة الروسية - التركية - الإيرانية في سوتشي. كيف تقرأ بصفتك وزير خارجية بريطانياً هاتين الصورتين؟

- حسنا، هذا يعني أن روسيا تظهر اهتماما بالشرق الأوسط بطريقة لم تظهرها لوقت طويل. يعني أيضا، أن هناك إمكانية لإعادة التموضع في التحالفات لمعسكرات مختلفة. ليس هذا بالضرورة سلبيا. عملية آستانة نجحت في تجنب حمام دم في إدلب. هذا أمر إيجابي ونريد ذلك أن يستمر. علينا أن نجد حالياً اتفاقاً بين جميع الدول المعنية لضمان أمن سوريا وحدودها وأن نتأكد أن الصراع في سوريا ينتهي بطريقة لا تؤدي إلى كارثة إنسانية. لا أرى أن هناك معسكرين متخاصمين (وارسو وسوتشي). أريد كل طرف أن يلعب دوره للوصول إلى الاستقرار وإنهاء الصراعات.

> هل تتحدث لندن مع موسكو حول سوريا لتحقيق ذلك؟

- دعنا نكن صريحين. لأن الروس قرروا التدخل في سوريا فإن الأسد موجود. روسيا اتخذت هذا الخيار. لذلك، فإن لروسيا مسؤولية للتأكد من نهاية القصة التي غيرت مسارها. أي الوصول إلى حل صالح للسوريين، لذلك يجب أن ترينا روسيا كيف ستقوم بذلك، لأنه لسنوات طويلة اعتقدنا أنه من المستحيل لسوريا أن تحصل على مستقبل زاهر تحت حكم الأسد. إنه رجل استعمل الغاز ضد شعبه بطريقة تعارض المعايير الدولية. والروس اختاروا دعمه، على روسيا أن ترينا كيف ستجلب السلام والاستقرار إلى سوريا.

> قلت قبل أسابيع إن الرئيس بشار الأسد باق في الحكم لفترة، ماذا تقصد؟ سنوات أم عقودا؟

- هل أعتقد أن الاستقرار سيتحقق بالمدى الطويل تحت حكم الأسد؟ أكيد، لا. إنه شخص فظيع، لم يتردد في قتل شعبه للبقاء في الحكم. أي مستقبل أمام دولة مع رجل كهذا. لكن، الواقع أنه بسبب الدعم الروسي، موجود. ومن المحتمل أنه سيبقى في المدى القصير أو أكثر. وعلى روسيا أن تجلب الحل لأنها قررت التدخل بهذه الطريقة.

> بعض الدول العربية فتحت سفاراتها في دمشق، هل تنوي لندن فتح سفارتها في دمشق؟

- لكل دولة الخيار في اتخاذ قرار كهذا. نفهم هذا، لكن ليس لدينا خطط لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.

> هل طلبتم من دول عربية وقف التطبيع مع دمشق؟

- الدول تتخذ خياراتها وقراراتها بهذه المسألة.

> أميركا قررت الانسحاب من سوريا وأعلنت أن «داعش» هزم، هل توافق على ذلك؟

- حسنا، أولا، بالنسبة إلى «داعش»، الهزيمة الجغرافية ليست هزيمة كاملة. إن عمل التحالف الدولي الذي قلص حجم الخلافة إلى جيب صغير في بضعة كيلومترات، هو إنجاز كبير، لكن لم نتخلص بعد من مسببات تنظيم داعش الشيطانية والمدمرة. ولايزال هناك كثير من العمل الذي يجب القيام عليه. إنه أمر مهم جدا، إلا أن يعلن التحالف الدولي ويقول علنا إننا أنجزنا المهمة، لأنه لو قمنا بذلك فهناك فرصة كبيرة أن يعود «داعش». هناك أدلة أنه في بعض أجزاء العراق يجمع «داعش» نفسه ويستجمع قواه.

نفهم التفكير الاستراتيجي الأميركي بالنسبة للانسحاب من سوريا. انظر إلى ما حصل في العراق وليبيا وأفغانستان وسوريا، يمكن ملاحظة أن الجنود الغربيين على الأرض نادرا ما يكونون حلا طويل الأمد لمشكلات الشرق الأوسط. ويجب علينا ألا نقوم (الانسحاب الأميركي من سوريا) بطريقة تؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة إلى «داعش» وحلفائنا في «قوات سوريا الديمقراطية» الذين قاتلوا بشجاعة معنا في التحالف لسنوات عدة ضد «داعش».

> كيف سيكون دور بريطانيا بعد الانسحاب الأميركي؟

- ليس هناك أفق كي تذهب قوات بريطانية لتحل محل الأميركيين. بالطبع لدينا محادثات مستمرة مع الأميركيين، كما أنني كنت في واشنطن قبل أسابيع وبحثنا كيفية تحقيق الاستقرار في سوريا.

> هل ستلعب بريطانيا دورا في «المنطقة الأمنية» التي تعمل أميركا وتركيا على إقامتها؟

- دائما ننظر إلى الخطط الأميركية بكل التفاصيل باعتبارهم حلفائنا. وسندعمهم بأقصى حد ممكن.

> كيف ترى العلاقة بين بريطانيا والعالم العربي بعد «بريكست» وخروج لندن من الاتحاد الأوروبي سياسيا واقتصاديا؟

- بريطانيا كانت لديها روابط تاريخية مع الشرق الأوسط ومع كل دول الشرق الأوسط. إنها أكبر منطقة فيها مشكلات في العالم. لا تستطيع إدارة الظهر للشرق الأوسط، لأن الشرق الأوسط لا يدير ظهره لك. بريطانيا لديها مسؤولية كي تكون عامل استقرار في الشرق الأوسط وسنواصل لاستخدام كل الأقنية لحل القضايا الكبرى سواء الاستقرار والأمن في أفغانستان وليبيا وشرق سوريا والنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي ومحاربة التأثير المزعزع للاستقرار لإيران.

> سيبقى الدور البريطاني بعد «بريكست»؟

- لن ندير ظهرنا إلى الشرق الأوسط. بالطبع، أكثر من أي وقت.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله: وحده لا شريك له في لبنان

علي الأمين/جنوبية/ 16 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72235/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%AD%D8%AF%D9%87-%D9%84%D8%A7-%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%83-%D9%84%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D9%84/

ربما لم يقصد النائب محمد رعد من كلامه أنّ لحزب الله موقفا مغايراً عما قاله زميله النائب نواف الموسوي بشأن الرئيس بشير الجميل، فرعد قال بالحرف: "...تجاوز الحدود المرسومة للغتنا المعهودة في التخطاب والتعبير عن الموقف". وبالتالي فإن المشكلة برأي حزب الله في كلام الموسوي تكمن في الشكل وليس في المضمون. ولأنّ القضية هي في الشكل فهذا أيضا ليس جديداً على صعيد اللغة نفسها، التي سبق أن اعتمدها بعض نواب حزب الله في جلسات نيابية مشابهة خلال السنوات السابقة، من دون أن يعتبر ذلك خروجاً على اللغة الحزباللاهية في ذلك الحين.. وربما يذكر كثيرون ما صدر عن لسان النائب علي عمار او حتى السيد نواف الموسوي، محل الانتقاد اليوم من قبل قيادته في الكتلة النيابية.

لذا فما قاله النائب رعد لا يندرج ضمن اطار أخلاقي أو في سياق الاعتراض على خروج زميله عن ثوابت وطنية لا يقبل حزب الله بتجاوزها، بل هو اعتراض على اعتماد أسلوب ليس من حاجة لاعتماده.

فرعد، ومن خلفه قيادة الحزب، لا يجد ما يبرر افتعال معارك ثانوية وهامشية، طالما أن حزب الله يسيطر على الاطار السياسي والاستراتيجي للبلد، وطالما أن القوى التي كانت تواجه حزب الله، ولا سيما ما يسمى القوى السيادية، قد دانت له ولم تعد تنازعه على سلاحه ولا على امتداداته الإقليمية والدولية، بل لا تخفي الوّد واللطف تجاهه.. لكن السيد النائب الموسوي لا يرضى وتأخذه الغيرة على العرض الوطني والسيادي، او “تأخذه العزة …” لينطبق عليه قول الشاعر: “..يرضى القتيل وليس يرضى القاتل”.

وحزب الله لديه من القوة المادية الأمنية والعسكرية والمالية والإعلامية، ما يغنيه عن القول في كثير من الأحيان، اذ لا شك أن البيانات التي تصدر عن حزب الله أو مسؤوليه، تبقى عدديا أقل من البيانات التي تصدر عن حزب التوحيد العربي او على لسان رئيسه وئام وهاب، فهو ليس بحاجة لأن يعبر عن موقفه بالكلام، بل لديه من الوسائل المعلنة والمكتومة، من التي يعرفها الجميع، ما يكفيه شرّ التورط في السجال والنقاش. الأهم من ذلك كله أنّ المنطق الذي ينطوي عليه كلام الموسوي، واعتذار النائب رعد عن “لغة التخاطب”، يشيران الى أنّ كل ما لدى اللبنانيين هو من حزب الله. وبالطبع فإنّ الأنفاس التي يعدّونها هي بفضل إنجازاته، وتشكيل الحكومة وقبلها الانتخابات النيابية، وحتى الانتخابات الرئاسية، لا بدّ أنها من بركات البندقية التي يحملها. ذلك أن حزب الله الذي قال بوضوح عبر امينه العام أن “كل ما لدينا هو من ايران”، ينتظر من اللبنانيين أن يقولوا ومن دون تردد أو خجل، إن كل ما لديهم هو من حزب الله.

هذه هي المنهجية التي يتبعها حزب الله حيال لبنان. ورغم أناشيد نوابه وقادته عن ان أحدا لا يستطيع في لبنان أن يلغي الآخر، كما أنشد النائب علي عمار في مجلس النواب يوم أمس، فإن هذا الحزب نفسه يدرك أن فكرة الشراكة نقيض لوجوده، لذا فأي شراكة يدّعيها مع أحد هي في جوهرها تُحكم من قبله في نهاية المطاف. هكذا يتعامل مع من يدعي انهم شركاء، لذا قال إنّ بندقية المقاومة هي التي جاءت بميشال عون إلى بعبدا، وبندقية المقاومة ليست الا بندقية حزب الله التي لا يشاركه بها أحد. ولن يمرّ وقت طويل قبل أن نسمع أحد نواب الحزب أو مسؤوليه يقول إنه لولا حزب الله ما كان سعد الحريري رئيسا للحكومة، ولا نبيه بري كان يمكن أن يكون رئيسا لمجلس النواب، ولا وليد جنبلاط أو سمير جعجع وكل من يحاول اختبار الشراكة الحقيقية مع حزب الله. حزب الله وحده لا شريك له حين يتصل الأمر بالسيادة والأمن بادعاء انه هو من حمى اللبنانيين ويحميهم من الشيطان الرجيم.

 

جمهور رفيق الحريري يبايع جعجع حكيماً لهم

منير الربيع/المدن/السبت 16/02/2019

للذين صعقتهم أو أبهرتهم صور هذا "العناق" العاطفي والحارق بين جمهور مهرجان 14 شباط ورئيس حزب القوات اللبنانية، عليهم أن يعوا تماماً ما الذي حدث. أن يدركوا "الذكاء" في التعبير السياسي لدى الناس. أن يتوقفوا ملياَ أمام "حيلة" الجمهور في التعبير عن موقفه السياسي التلقائي والعفوي، بلا "تكتيك" ولا احتساب.

التصدي للإحباط

هذا اللقاء العاصف والمشحون بالإعجاب والافتتان، بين مواطنين مسلمين جاؤوا من أرياف عكار والبقاع وطرابلس، وقائد سياسي ماروني، لم يكن الأول، إن تذكرنا المناسبات الكبرى في ساحة الشهداء. لكنه بالغ الاستثنائية في معانيه اليوم. ببساطة: جمهور رفيق الحريري، محازبو "تيار المستقبل"، أهل السنّة (بلا تحفظ) يبايعون جعجع، لا كمنافس أو نقيض أو بديل لسعد الحريري، لكن كمكلّف بما لا طاقة للحريري عليه: التصدي للإحباط.  وأصل هذه الفتنة "السنّية" بجعجع، مردها تلك الصلابة التي يظهرها، حين يحل الضعف بزعاماتهم، عدا عن لومهم العميق لافتراءات "تيار الوطني الحرّ" ومحاولات شيطنتهم على مدى سنوات. أصل الفتنة أيضاً مبتدئ في الانتخابات، على مثال وقوف الحريري عشية الاقتراع في البترون داعياً جمهوره للتصويت إلى "صديقي جبران". وها هم اليوم يقولون له بأن عنوان تصويتهم معروف. أصل "العلاقة" الخاصة بين سنّة لبنان و"الحكيم"، والمرشحة للمزيد من التواشج السياسي، يعود إلى حقبة من المعاشرة والتجربة. لا هو وليد انتخابات ولا مجرد رد فعل على خيارات سياسية لسعد الحريري، ولا هو نكاية موقتة أو انفعال عابر.

الأساس الوجداني

بالأساس، لا تُنتسى جملة سمير جعجع، الأكثر استجابة للهفة مليونيّ لبناني (على الأقل)، حين قال أنه لو خُيّر بين "حزب القوات اللبنانية" و"حركة 14 آذار" فإنه سيختار 14 آذار. هذا بالضبط ما أخرجه من أسار حزبه وأنصاره، وجعله غير مقيد بمنطقة أو طائفة، حاملاً خطاباً سياسياً، جاذباً لغير "القواتيين"، ويخاطب في غير المسيحيين ميولهم ومصالحهم، وطموحهم في لبنان - الفكرة، لبنان المتخيل دوماً. وإذا كان رفيق الحريري قد تبنى ذاك اللبنان تحديداً، وقام عليه كل مشروعه، أي حسب تلك الصيغة التاريخية التي حملها الموارنة تحديداً، وعمل على إحيائها مجدداً: لبنان التعدد والتنوع والتوازن والميثاق، بنظام ديموقراطي واقتصاد حر وانحياز واضح للحداثة الغربية، ولقيم ليبرالية، والإعلاء من شأن التعليم والمبادرة الفردية والحريات العامة.. فهذا، هو الأساس الوجداني والسياسي، الذي وضع جمهور السنّة عموماً، وجمهور "تيار المستقبل" خصوصاً في الجوار اللصيق بسمير جعجع. وعلى عكس الأغلبية الساحقة من سنّة الشرق الأوسط والمشرق العربي، فإن سنّة لبنان اختاروا تمثيلهم السياسي، في حركة مدنية ليبرالية. ورغم كل "الخبث" والدعايات الماكرة والادعاءات الدنيئة، بل ورغم كل محاولات الدفع المتعمد، تحريضاً واستفزازاً وصدامات إلى حد استخدام العنف، من أجل أن ينقلب سنّة لبنان إلى "داعش" أو "القاعدة" أو أي مظهر تطرف.. جميعها باءت بالفشل. وإذا كان جعجع قد قال مرة أن فؤاد السنيورة السنّي يمثلني أكثر من رئيس ماروني كإميل لحود، فإن السنيورة قال عن هويته: أن أهل الأشرفية أقرب إلي بكثير ممن يرفع راية ولاية الفقيه، أو الخليفة الحاكم في الموصل وفي الرقة.

تعبيرات "الطائف"

وقبل كل هذا، سمير جعجع هو الذي دفع في "حرب الإلغاء"، ومعه البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، ثمن الوقوف إلى جانب اتفاق الطائف. ولم يتزحزح عن موقفه هذا. بل، ومن أجل الطائف، وضد إرادة الوصاية السورية رفض المشاركة في الحكومة الأولى بعد الحرب. في المقلب الآخر، كان المفتي الشيخ حسن خالد، يدفع حياته ثمناً، لملاقاة مطلب التحرر من الاحتلال السوري وتجاوز الحرب الأهلية وتحقيق الوفاق الوطني. كل الزعامات السنّية في لبنان، من صائب سلام إلى شفيق الوزان وتقي الدين الصلح..وغيرهم من شخصيات دينية وثقافية، كان مصيرهم بسبب ذاك الموقف "الاستقلالي" والوفاقي، إما المنفى أو الانزواء والانطفاء.

من هذه الإرادة المشتركة، المسيحية والإسلامية، كان "الطائف" الإنجاز، الذي لرفيق الحريري السهم الأكبر في تدبيره، حين لاحت الفرصة الإقليمية والدولية. وبعده، مساء 14 شباط 2005، في قصر قريطم، حقق رفيق الحريري بدمه واحدة من أصعب مهماته على الإطلاق: القطيعة الفعلية مع انقسامات الحرب. كان دوام "الوصاية"، وشاغلها الأول، إبقاء تلك الانقسامات وتربيتها. ففي ذاك المساء، في قلب "بيروت الغربية" اشتعلت شرارة انتفاضة الاستقلال. الحلم "المسيحي" الذي كانوا يظنونه مستحيلاً: أن يهب المسلمون معهم ضد "الاحتلال السوري"، تحقق في تلك الليلة الفجائعية. أبعد من ذلك، شجاعة جعجع الأخلاقية التي تجسدت بالوقوف من غير تردد إلى جانب الشعب السوري في ثورته، وحض جمهوره على ترك ثقافة شعبية مليئة برواسب اليمين العنصري، كما في تنبيه جمهوره إلى تجاوز كل الحساسيات التاريخية وذاكرة الحرب، أتاحت له حضوراً بين الجمهور السوري والعربي. هذا أيضاً لعب دوراً مؤثراً في وجدان السنّة اللبنانيين خصوصاً.

الصورة المشتهاة

ما بين 2005 و2019، ظل سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، أكثرهم عناداً وانحيازاً لساحة 14 آذار ومنطلقاتها. ولتلك الساحة شعب كامل. شعب يروح ويجيء، ينقص ويزيد، يضيع ويهتدي، يصيبه الشك والإحباط، تأخذه مصالح عابرة، توهنه لحظات التعب، تلاعبه أهواء انتخابات وأحزاب، تحيره معاركات السياسة.. لكن، من عاش ذاك اليوم، انتمى إلى مشترك وجداني، سيظل هو أصل هويته السياسية. على هذا الأصل، يقيم سمير جعجع ويستمر. ربما ليس من "السياسة" بشيء الإقامة في الماضي، الجمود في ذاك اليوم الربيعي قبل 14 عاماً، ولا في المناسبات الشبيهة التي تلتها. لكن، ما لا يمكن إنكاره، أن الرغبة اليومية عند مئات الألوف من اللبنانيين، هي بقاء صورة وليد جنبلاط وسعد الحريري وسمير جعجع وأمين الجميل وداني شمعون.. معاً، بل وصورة ميشال عون عائداً من المنفى، واقفاً عند ضريح رفيق الحريري. هي الصورة التي تجعل لبنان استثناء عربياً وإسلامياً، يشبه ما تمناه "السينودوس" من أجل لبنان، ورسالة بابا الفاتيكان المطوّب يوحنا بولس الثاني.

 

أنا مشرقي حزين من لبنان

أحمد الغز/اللواء/16 شباط 2019

 إنها ساعة للحزن على المشرق الذدعربي وليست ساعة للمكابرة والادعاء، مشرق الحرية والرؤى والأحلام، مشرق التنوع والتفتح والإبداع والعقائد والأحزاب، المشرق الذي أمسى أكوام ركام وحطاماً ورماداً ودماءً، وأنا مشرقي حزين على بيروت ودمشق وبغداد عواصم المأساة والنكبات في كل تفاصيل الحياة حيث يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، ويعم الضياع والارتجال وينتفي الخجل والحياء، أنا مشرقي حزين حيث يعم الخواء وينعدم التمييز بين ما نسمعه وما نراه ، وتتلاشى معايير الخطأ والصواب والقبح والجمال، ويختبئ الأقوياء خلف الضعفاء والعقلاء خلف الأغبياء ، والأحرار خلف الجبناء والثوار خلف الطغاة.

أنا مشرقي حزين فلم يعد لدينا ما يكتب أو يقال، أضعنا في النزاع و البيع والشراء انفسنا وأجيالنا ومجتمعاتنا ودولنا وارضنا وسيادتنا وتراثنا وثقافتنا ولغتنا وإبداعاتنا، ومزقنا نازك والسياب ونزار ودرويش وإدوارد، أنا مشرقي حزين ولن اركب قطار بيروت حيفا العريش لأبارك للأشقاء بعودة الحق الذي ضاع، أنا مشرقي حزين على تلاشي روح الحداثة والمعاصرة التي كانت شديدة التألق والخفقان في قلوب شعوب مشرقنا الذي ضاع، وأنا مشرقي حزين على انفراط عقد تكوناتنا الوطنية والقومية والأممية ذات اليمين وذات اليسار بعيدا عن الطوائف والمذاهب والأقليات والأكثريات.

أنا مشرقي حزين على بيروت شارع الحمراء ، حيث تقاسمنا الرغيف والمنبر والجامعة والمطبعة والكتاب، واختلفنا حول الاشتراكية والليبرالية والثورات، والتجارب الغربية والحروب العالمية، وحول الصين وفيتنام، يوم كانت كلمة مشرقي تعني أني إنسان، وكان لبنان بوابة هذا المشرق وشاطئه ومنارته، وفي شارع الحمراء المسرح السياسي والإبداع والبيكادللي والمسرح الغنائي مع الرحابنة وبداهة الاستشراف ودور السينما للمعرفة والاطلاع والموسيقى والغناء وحرية الصحافة والاحتراف، يوم كانت بيروت تستيقظ مع بغداد وتصافح دمشق وعمان وتكتب عن فلسطين في صحف الصباح واخبار المساء وتسأل الفيتوري عن محجوب والسودان.

أنا مشرقي حزين لأني فقدت بهجة الاحتفال بتأميم القناة وأغاني الوحدة والسد العالي في أسوان وثورة الجزائر وبن بلا وجميلة بوحريد وبشهيد العمال في تونس فرحات حشاد ومغرب محمد الخامس وثورة الاستقلال، أنا مشرقي حزين وعاجز عن البكاء والنواح كي لا يخاف الطغاة الهواة من بقايا العزيمة والكبرياء في مشرق الشتات ومخيمات النزوح والضياع، حيث تسبى النساء ليل نهار وتدنس طهارة الأطفال البؤساء من اجل حفنة حقيرة من الدولارات، وتقدم اوطاننا كأطباق المقبلات على موائد الدول والتجمعات.

أنا مشرقي حزين من لبنان سلبتُ حرية الاختيار والسكينة والأمان بقوة السلاح على أيدي المرتزقة الصغار، وخسرت المواطنية بانهيار الدولة تقاسم المؤسسات بين هذا الفريق وذاك وبين الطوائف والمذاهب والزعامات، وسقطت عاصمة وحدتنا ومدينتي بيروت بين السواتر الترابية وحواجز القتل على الهوية اللبنانية والفلسطينية، أنا مشرقي حزين من لبنان اقتلعت من حقولي وجرودي ومنعوا عني زرقة السماء ونجوم الليل في لبنان، وأُخذتُ رهينة كسواي إلى معتقلات طائفتي يوم تبادلت الطوائف والمذاهب اسرى النزاعات في لبنان، أنا مشرقي حزين من لبنان محطم مكسور الخاطر والوجدان ممزق العزيمة بفعل الغدر والاغتيال فوق الاغتيال، أنا مشرقي عربي حزين على بيروت ودمشق وبغداد.

 

السعودية: أهل بيروت أدرى بشعابها

أسعد بشارة/الجمهورية/السبت 16 شباط 2019

بإيفاد المملكة العربية السعودية المستشار الملكي نزار العلولا، الى بيروت، تكون المملكة قد أرست نمطاً جديداً من العلاقة مع لبنان، عنوانه: «أهل بيروت أدرى بشعابها».

فالمستشار العلولا الذي وصل الى لبنان خلال مناقشة إقرار البيان الوزاري، إنما تقصّد أن يأتي على وقع تشكيل الحكومة، ليبارك بالولادة القسرية التي رافقتها آلام الانتظار لتسعة أشهر، كانت كافية لرسم صورة واضحة عن لبنان، في مرحلة ما بعد تبدّل الاكثرية النيابية والموازين.

تشير مصادر مطلعة على الزيارة ونتائجها الى جملة ثوابت حرص العلولا على نقلها بما يتعلق بالعلاقة السعودية ـ اللبنانية، وبنظرة السعودية إلى علاقتها بالاطراف اللبنانيين خصوماً وحلفاء، أبرزها:

أولاً: تتعاطى السعودية مع الملف السني في لبنان من خلال علاقة شبه حصرية مع الرئيس سعد الحريري، الذي تحرص على دعمه بالمقدار الذي تراه مناسباً، لكي يقوم بمهمته من دون أيِّ تشويش قد ينتج عن العلاقة مع شخصيات سنية أخرى، وهذه سياسة معتمَدة منذ ما بعد الاستقالة والعودة عنها، وهي تراعي كل ما يطلبه الحريري، الذي يبدي حساسية على أيّ انفتاح سعودي آخر، وقد بدا في اللقاء الذي نظمته السفارة السعودية في الفينيسيا أنّ المدعوّين تمّ اختيارهم بعناية، تحقيقاً لهذا الهدف.

ثانياً: تتعاطى السعودية مع حلفائها المشاركين في الحكومة، على قاعدة لمّ الشمل، ففي العلاقة بين «القوات اللبنانية» والرئيس سعد الحريري، يحضر المسعى السعودي عند الضرورة لترميم أيِّ خلاف ولو كان بسيطاً، كما تحضر السعودية على خطّ إعادة الحرارة الى علاقة الحريري وجنبلاط، ولهذا استُقبل الوزير وائل ابو فاعور من قبل أعلى مستوى امني في الرياض، بعد اشتباك جنبلاط الحريري، كما أنّ العلولا، حرص بنفسه بعد عشاء الفينيسيا، على زيارة جنبلاط، بعد أن كان العشاء شهد خلافاً بينه وبين الحريري في موضوع الخصخصة غادر على أثره جنبلاط ممتعضاً.

ثالثاً: تتعاطى السعودية مع المعارضين للتسوية بمنطق الودّ لكنها ترسم حدوداً منعاً لاستدراجها الى التورط في دعم أيِّ توجّه معارض للتسوية، وتقول أهل بيروت أدرى بشعابها، وذلك يعود لأسباب عدة اولها انها تضع الطابة عند حلفائها المشاركين في الحكم ولا تريد أن تتحمّل مسؤولية عرقلتهم، لكي لا يكون هناك عذر في حقيبة أحد يخرجه عند الضرورة ليقول: أنتم أفشلتموني. وثانيها أنها لا ترى في هذه المرحلة إمكانية لخلق هذه المعارضة، فيما جزء من حلفائها مشارك في التسوية والجزء الآخر معارض لها. وقد كان استقبال العلولا لشخصيات معارضة للتسوية كالدكتور فارس سعيد وغيره من شخصيات لم تعلن عن اجتماعها به، تعبيراً عن كسر حصار تعرّضت له هذه الشخصيات، التي تشكو ايضاً من أنّ ضغوطاً تمارَس لاحتكار العلاقة مع المملكة.

رابعاً: إختصاراً لكل هذه المعطيات تعتمد المملكة مع لبنان سياسة التحفّظ البنّاء، وانتظار ما سيفعله اللبنانيون، الذين إن رضوا بواقعهم رضيت به، وإن عارضوا نظرت في دعمهم، فالكلام الذي قاله العلولا في المطار عن أنّ اللبنانيين مهيَّؤون لقيادة المنطقة، فُسِّر على أنه نصف كلام، يقصد من النصف الآخر منه الذي لم يقل، إنّ السعودية تريد أن ترى اللبنانيين يقودون ولا يقادون، والمقصود هنا النفوذ الايراني الذي بات أكبر من قدرة لبنان على التحمّل وأكبر من طاقة الدول العربية على التعامل مع أمر واقع لا يقاومه مَن يعانون منه، ولم يكتم العلولا ابتسامة عندما صارحه أحد زوّاره بمعنى ما قصد قوله في المطار، كل ذلك فيما العلولا وغيره من الديبلوماسيين العرب كانوا يشاهدون كلام نائب «حزب الله» يقول في المجلس النيابي إنّ بندقية الحزب هي التي أتت بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. كان هذا الكلام دليلاً على أنّ شاهداً من أهله أكّد المؤكد.

 

«سوتشي» تقرأ في «وارسو»: إنتهت رواية الإنسحاب الأميركي

جورج شاهين/الجمهورية/السبت 16 شباط 2019

تزامناً مع اعتبار مؤتمر وارسو الدولي إيران أنها «أكبر تهديد للسلام والأمن في الشرق الأوسط»، ودعوته الى «اتفاقية عالمية» لمواجهتها، شكّكت «قمة سوتشي» الرئاسية الثلاثية بنيّة واشنطن سحب قواتها من سوريا، بعد تقارير تثبت نقل وحدات أميركية من العراق الى سوريا. وهو ما قاد الى القول انّ «قمة سوتشي» قرأت جيداً في كتاب «مؤتمر وارسو».كان من الواضح بالنسبة الى عدد من المراجع العسكرية والديبلوماسية انّ المواجهة ستقع حتماً بين «قمة سوتشي» الثلاثية بين رؤساء روسيا فلاديمير بوتين وايران حسن روحاني وتركيا رجب الطيب اردوغان و«مؤتمر وارسو»، الذي دعت اليه واشنطن وحضرته 60 دولة عربية، خليجية، أوروبية، أميركية وآسيوية بما فيها اسرائيل. ولم يلتقيا عند النقاط الجامعة التي عبّرت عنها تفاهمات سابقة روسية ـ اميركية. وبمعزل عن خصوصيات المناسبتين وبفارق يتعدى الهموم المشتركة بين مجموعتي الدول التي شاركت في هذين الحدثين، ليس من الصعب على أي من المراقبين أن يكتشف ما ستؤول اليه التطورات على الساحتين الإيرانية والسورية تحديداً. وفي مقارنة بسيطة بين النتائج التي أسفر عنها الحدثان، فإنّ حجم الخلاف الاستراتيجي يظهر بينهما. ولذلك لن يكون من السهل التوصّل الى توافق على مسار ثابت، سواء بقي عسكرياً او اتجه الى المسار السلمي الذي يدّعي الطرفان السعي إليه.

فبعد ساعات قليلة على إعلان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أنّ المشاركين في «مؤتمر وارسو» اتفقوا على أنّ إيران تشكّل «أكبر تهديد» في الشرق الأوسط، وانّ النظام الإيراني «أكبر مموّل للإرهاب في العالم»، ويمثّل «أكبر تهديد للسلم والأمن في الشرق الأوسط»، كان البيان الختامي لـ«قمة سوتشي» يعبّر عن رفض القادة الثلاثة للسياسة الأميركية في المنطقة والهادفة الى «فرض حقائق جديدة على الأرض في سوريا تحت غطاء محاربة الإرهاب». كذلك اتفقوا، بمعزل عن رأي المجموعة الدولية التي نشأت في مؤتمر وارسو، على مواصلة العمل لتحقيق «التسوية السياسية» في سوريا، وفق مقررات قمم أستانة بعيداً من الثوابت الأخرى التي تأسست على تفاهمات قمم جنيف. وفي الوقت الذي عبّر مؤتمر وارسو عن استحالة قبول مشاركة ايران في اي من الجهود المبذولة لحل الأزمة السورية، شددت «قمة سوتشي» على ضرورة استمرار التنسيق بين القادة الثلاثة والتفاهم مبدئياً على قمة جديدة بصيغة أستانا بين أواخر آذار وبداية نيسان المقبلين. وتزامناً مع توجّه قمة سوتشي الى إطلاق أعمال اللجنة الدستورية المشتركة لوضع الدستور السوري الجديد في أقرب وقت، على رغم رفض ايران والنظام السوري الخطوة حتى الآن. قال مؤتمر وارسو انّ «التحديات تتجه الى أوروبا والغرب». وهدّدت واشنطن من مؤتمر وارسو بفرض مزيد من العقوبات على طهران بسبب «استمرارها في توريد الأسلحة الى سوريا، وإعاقة الانتقال الى الحلول الدستورية والسياسية».

وفي مقابل إصرار الرئيس الإيراني من سوتشي على القيام بدور «الوسيط» بين أنقرة ودمشق، طلبَ بنس من دول مؤتمر وارسو، ولا سيما دول أوروبا، سحب الاعتراف بالتفاهم النووي مع ايران. وهو ما سيؤدي حتماً الى تعزيز الحصار عليها للحؤول دون قيامها بأي مهمة خارج أراضيها.

وفي ظل التشكيك الذي عبّرت عنه قمة سوتشي بانسحاب القوات الأميركية من سوريا على رغم وعد الرئيس دونالد ترامب بتنفيذ الخطوة في حملته الإنتخابية الرئاسية، فقد برز خلاف قوي بين أطرافها الثلاثة حول الخطوة والقدرة على تنفيذها. وهو ما عَبّرت عنه مواقفهم المتناقضة، فبوتين يصرّ على أن يملأ الجيش السوري الفراغ وإعطاء الحق للأكراد بحصّة كبيرة في السلطة، فيما أكد اردوغان انّ المنطقة تقع تحت نفوذه وحده وانه قادر على إدارتها لمنع إعطاء اي دور لـ«الإرهابيين» الأكراد فيها، أمّا روحاني فاكتفى بعرض الوساطة بين أنقرة ودمشق.

وأمام هذا الجدول من المفارقات، بين ما آلت إليه قمة سوتشي ومؤتمر وارسو، يبدو انّ هناك ما هو ثابت يتجلّى بأحقية المخاوف التي عبّرت عنها القمة لجهة عدم وجود النية بالانسحاب الأميركي من سوريا. وهو ما أثبتته التقارير الأمنية والعسكرية التي صدرت من العراق وشمال سوريا وجنوبها بفارق ساعات قليلة تساوي الوقت الفاصل الذي تحتاجه عملية انتقال الآليّات من العراق الى سوريا. وهو ما تحدثت عنه حكومة محافظة «الأنبار العراقية» التي أكدت انّ القوافل الأميركية عبرت قبل أيام قليلة الحدود عبر «منفذ طربيل» ومنه الى «قاعدة التنف» في جنوب شرق سوريا، تزامناً مع انتقال أرتال أخرى من الآليات الثقيلة والمدرعات المتنوعة من «مدينة الطَبَقة» في اتجاه «محافظة الرقة» شمال - شرق سوريا. وأمام هذه الوقائع، لا تتردد المراجع العسكرية والديبلوماسية عن التأكيد أنّ الحديث عن الانسحاب الأميركي من سوريا قد تحوّل ربما الى مشروع سابق في ظل الحاجة إليه الى وقت غير محدد على وقع المعارضة الأميركية القوية التي يلقاها ترامب في مختلف الأجهزة العسكرية والاستخبارية، والتي ستدفعه الى التراجع عن قراره قريباً. ولذلك، قد تظهر سيناريوهات أخرى لم يرصدها أحد بعد على رغم وضوح مسارها.

 

مفاجأة الجولة الأخيرة: «حزب الله» يعتذر ويستعجل «الاستراتيجية الدفاعية»

مرلين وهبة/الجمهورية/السبت 16 شباط 2019

توافد النواب الى ساحة النجمة للمشاركة في الجولة الأخيرة لجلسة الثقة بهدف اعتلاء المنابر وليس لمنح الثقة وفق تعبير بعض الزملاء، فيما أصرّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على التصويت على الثقة مساء بعد الإنتهاء من الكلمات، فحصدت حكومة الرئيس سعد الحريري 111 صوتاً من أصل 117 حضروا.

لم يستمتع الحريري والنائب نديم الجميّل بالاعتذار الذي فاجأ به النائب محمد رعد النواب في مستهلّ الجلسة، وتحديداً بعد كلمة النائب ماريو عون الذي كان ثاني المتحدثين، فقال «عن السجال غير المرغوب به، والذي انطوى على كلام مرفوض صدر عن انفعال شخصي من الإخوان في الكتلة تجاوَز الحدود المرسومة للغة الحزب في التخاطب والتعبير عن المواقف»، متوجّهاً الى بري بالقول «أستمحيكم عذراً»، طالباً شطب ذلك الكلام من المحضر. وفي العودة الى مجريات الجولة الثالثة، أجمعَ النواب على عرض فصول الفساد تماماً كما فعلوا في الجلسات السابقة. كذلك تشابهت الكلمات في عدم تحديد هوية الفاسدين، فيما طالب النائب فريد البستاني الذي كان أوّل المتحدّثين في الجولة الثالثة، بإنشاء المجلس الأعلى لمحاربة الفساد والفاسدين برئاسة الرئيس نبيه برّي، كما أعلن الاستمرار بعمله في المساءلة والمحاسبة، لكنّ الأمر لم يمنعه من إعطاء ثقته للحكومة.

بدوره، أعرب النائب ماريو عون عن أمله بوزير الصحة حسن جبق الذي سيعطي، بحسب رأيه، الحقوق الإستشفائية لجميع المناطق اللبنانية، وتحديداً الشوف.

النائب علي عمار الذي بحّ صوته من شدة الانفعال، شكّلت كلمته أيضاً مفاجأتين في الجولة الثالثة. إذ انه في الأولى اعتذر أيضاً، لأنه وفق تعبيره استطلع رأي النواب خارج القاعة كاشفاً عن انّ مجلس النواب يضمّ نوعان من الرجال: نوع يتكلّم بما يحبّه الناس والجمهور، ونوع يتحدث باللغة التي يجب ان يسمعها الناس ولو كانت قاسية. امّا المفاجأة الثانية فكانت استعجاله الدولة لوَضع «الاستراتيجية الدفاعية على أن تُنصف المقاومة بعد تصدّيها للمؤامرات والمخططات الخارجية...»، معلناً «اننا لسنا هواة قتال ونطالبكم باستراتيجية دفاعية سريعة».

الجلسة التي غاب عنها رئيس الحكومة في نصفها الاول، حضرها وزير الخارجية جبران باسيل الذي كان أوّل الواصلين، ولم يجلس على المنصة الوزارية بل الى جانب النواب في كتلة «لبنان القوي».

وفي معلومات لـ»الجمهورية» انّ النائب نديم الجميّل ارتأى عدم الكلام بعدما أدرج اسمه على لائحة النواب طالبي الكلام، مُكتفياً بالتغريد ردّاً على اعتذار «حزب الله» قائلاً: «اذا كان الاعتذار عن الخطأ فضيلة فالاعتراف بشهداء بعضنا البعض وطنية...». مضيفاً «بعد اليوم ما لازم نختلف على الحقيقة. بشير حلم شعب وشهيد الجمهورية». فيما علمت «الجمهورية» أنّ الإتصالات تكثّفت صباحاً، وعملت عليها أطراف سياسية متعددة بهدف الإستحصال على طلب اعتذار من قبل «حزب الله» في جلسة المساء، وتكللت مساعيهم بالنجاح. فيما أوحت مؤشرات عدة بعدم رغبة حزبي «القوات اللبنانية» و»الكتائب» فتح مواجهة مع «حزب الله»، وهما يفضّلان تجنّبها. والدليل عدم استجابة الأخير (حزب الكتائب) الى تلبية وتغطية الإعتصام الذي دعت اليه «كتائب الأشرفية» بعد سجال «الجميّل - الموسوي».

أمّا النائب الان عون فلم تخل لهجته من الحدية، وتطرّق في كلمته الى ضرورة تجّنب المَس بالشهداء والمقدسات، لأنه يعيد الإصطفافات في الشوارع ويُحيي الغرائز وليس العقائد السياسية. مؤكداً انّ الرئيس الشهيد بشير الجميّل في نظر البيئة المسيحية رمز وطني لن تقبل المساس به. في المقابل أشاد بموقف «حزب الله» بعد الاعتذار في جلسة الأمس، داعياً الى عدم الرجوع الى هذه اللغة في التخاطب لأنّ الغرائزية في لبنان تتغلّب على الوطنية. كذلك علّق على الكلام الذي تحدّث به الزميل الموسوي «عن حسن نيّة» وهو وصول العماد عون الى الرئاسة بفضل بندقية المقاومة»، الأمر الذي فتح جدلية وحرباً على مواقع التواصل الإجتماعي، لافتاً الى انّ الأمر قابَله استغلال من قبل أطراف كثيرة، في وقت لا يُنكر التيار فضل «حزب الله» في وصول عون الى بعبدا، بينما في الحقيقة انّ الرئيس وصلَ من خلال عملية صرف سياسية لم يكن فيها أيّ دور لأيّ سلاح او بندقية، ولقد وصلَ الى سدّة الرئاسة بإرادة شعبه وبيئته وبدعم «حزب الله» وحلفاء آخرين. ودعا عون الى مكافحة الفساد. عون أقرّ بسقوط شعار الحكومة السابقة «استعادة الثقة»، لكنه منحها لحكومة الحريري.

أمّا النائب ‏طوني فرنجية فاعتبر أنّ البيان الوزاري يتضمن إصلاحات غير شعبوية وجريئة، ‏متسائلاً عن ماهية هذه الإصلاحات، ‏متمنياً الّا تتطلّب فرض ضرائب جديدة ورفع الـtva، لكنه في المقابل اعتبر الحكومة أفضل من الفراغ إلّا أنه رفض دفع الضرائب من جيوب الناس.

ودعا إلى «خلق فرص عمل داخل القطاعات وفي قطاع السياحة»، وقال: «إنّ نسبة البطالة في لبنان هي 46 بالمئة، فلو وظّفنا هؤلاء الناس في فرص عمل يكون الامر افضل، فهذا الكلام يطول وشرحه يطول. وعندما تصدر الموازنة، نتحدث ايضاً. لقد وعدتنا وزارة المالية بأنها ستُرفق الموازنة بقطع الحساب».

وتحدث عن «موضوع النازحين السوريين، وأصرّ أن لا حل الّا بعودتهم الآمنة إلى بلادهم»، متسائلاً: «من يحدد ما هي العودة وإجراءاتها العملية؟» متمنياً «أن تكون هناك خطوات جريئة».

وفي الملف السياسي، تحدث عن «إعادة العلاقة مع سوريا، التي أصبحت أمراً واقعاً، وليست كما كانت قبل 5 سنوات»، لافتاً إلى أنّ «الجميع متحمّس لإعادة إعمار سوريا».

بدوره، ‏دعا النائب عراجي إلى تشجيع الصناعة الوطنية، وخاصة في ما يتعلق بصناعة الدواء، داعياً إلى التخفيف من استيراد الأدوية من الخارج. بدوره، ثمّن النائب ابراهيم كنعان ما قام به الزميل محمد رعد، واعتبر انه دليل على انّ التواصل في ما بين نواب الأمة والكتل أساسي مهما كانت الخلافات، وما حصل ترك ارتياحاً في أوساط الناس والمعارضة. امّا عن موضوع الفساد، فقد كشف كنعان انها ليست قصة راجح، موضحاً انّ ٦٤٠ ملياراً تبلغ قيمة العطاءات السنوية للجمعيات والمطلوب إجراء تدقيق في الجمعيات، وانّ البطاقة الصحية المالية للدولة اللبنانية تظهر دقة الوضع، وانّ دين الدولة وصل الى ٨٣ ملياراً والنمو ١٪، الأمر الذي يحفّزنا على ممارسة الرقابة الفعلية واحترام الموازنة عند إقرارها.

الكلمة الختامية قبل «خطبة» الجمعة التي ألقاها نائب رئيس مجلس النواب إيلي فرزلي، كانت للرئيس نجيب ميقاتي الذي اعتبر انّ البيان الوزاري جيّد، متمنّياً تحقيق الوعود الذي تعهّد بها هذا البيان ووضعها بمكانها الصحيح. كما طالبَ ميقاتي الحكومة ان تكون أكثر تشدداً في الشفافية وفي المراقبة، لافتاً الى انّ المشكلة ليست في تطبيق البيانات إنما في تطبيق الدستور اللبناني الذي هو الاساس، اذ انّ الدستور هو الذي ينظّم كل شيء في البلد، لكنّ المشكلة انّ المادة 27 من الدستور لا يتم تنفيذها. ميقاتي الذي منح الحكومة الثقة بالقول إنه ممنوع عليها ان تفشل، لم ينس الغمز من قناة رئيس الجمهورية عندما أشار الى انّ حصته لا يختصرها بعض النواب إنما الحكومة بكاملها، كما لم ينس تهنئة طرابلس بتعيين وزيرة الداخلية ريّا الحسن متأمّلاً من ابنة المدينة أن تعطي طرابلس حقها.

وبعد مداخلة الوزير يوسف فنيانوس، كانت كلمة لوزير المالية علي حسن خليل، الذي أوضح ان لا أرقام مخفية في وزارة المالية والارقام منشورة على الموقع الالكتروني للوزارة، ونحن جاهزون لإعطاء اي نائب أرقام موازنة المالية العامة.

وأضاف: لم ينفق أي قرش خارج الاصول التي أقرّها المجلس والحكومة، وانا المسؤول عن اي كلام مخالف. وقال انّ الوضع المالي دقيق محذّراً من زيادة الإنفاق في الوزارات خوفاً من زيادة العجز الى ٤ بالمئة بعد ان كان 1 في المئة.

من جهته، قال الحريري في رَدّه: «اذا كان البعض «عينهم ضَيّقة» وانّ برنامج سيدر سيوظّف بعض اليد العاملة السورية، فسيدر برنامج واضح لا علاقة له بالتوطين»، موضحاً «اننا متفاهمون بإيجابية ومتفقون على انّ البلد سيفرط اذا لم نتوافق، ومع الأسف هناك من يرى برنامج سيدر رشوة للقبول بالتوطين».

وأكد أنّ «سيدر برنامج لبناني مئة بالمئة، وليس هناك أي شروط وضعها أحد على لبنان، ونحن أخذنا الاصلاحات التي طالب بها القطاع الخاص اللبناني».

وأضاف: «في موضوع النازحين موقفي معروف ونريد لهم العودة بالأمس قبل اليوم، ولكن اذا أردنا وضع كل مشاكلنا في النازحين فهذا الامر غير صحيح والمشكلة هي لدينا». ولفت الى أنه «في العام 2010 كان النمو 8 بالمئة، ولو لم نختلف كقوى محلية لكان الناتج المحلي 75 ملياراً، وما زاد الطين بلّة هو الحرب في سوريا وتداعيات الحرب علينا... أمّا بالنسبة الى القطاع المصرفي فهو كان وما زال يلعب دوراً ايجابياً في الحلول». وأشار الى أنّ «الهدر في الكهرباء هو أمّ المصائب، وهذا الامر معروف وهناك العديد من المبالغات والبلد دفع كلفة حروب وعدم الاستقرار، وكلفة تغليب مطالب الطوائف على حساب الدولة».

وأكد أنّ «سنة 2019 هي سنة إيجاد حل جدي للكهرباء، واذا لم يحصل ذلك نكون قد فشلنا جميعاً». وفي نهاية الجلسة تمّ التصويت على الثقة، فنالت الحكومة 111 صوتاً مقابل 6 حجبوا الثقة عنها.

 

فضيحة الكهرباء: نعم للفيول لا للمازوت

ايفا ابي حيدر/الجمهورية/السبت 16 شباط 2019

تدفع الدولة اللبنانية يومياً بين 20 و30 الف دولار جزية لكل باخرة فيول أو مازوت تنتظر في المياه الإقليمية لإفراغ حمولتها. ولدينا حالياً أربع بواخر راسية قبالة الشواطئ ما يعني أنّ الخزينة تتكلّف بين 80 و120 ألف دولار يومياً جزية تأخير.

في غياب أيّ حلّ حتى الآن لأزمة الكهرباء، ومع تدنّي الطاقة الانتاجية الى 900 ميغاوات، وقّع وزير المال علي حسن خليل على مرسوم يقضي بفتح اعتمادين بقيمة 400 مليار ليرة لإفراغ باخرتي فيول أويل فقط من اصل 6 بواخر ترسو قبالة الشواطئ اللبنانية.

ويأتي هذا التوقيع بعد تأخير 20 يوماً تكبّدت خلاله خزينة الدولة عن كل يوم تأخير ما بين 20 الى 30 الف دولار كجزاء للبواخر وذلك وفق حجمها، أي ما يقدّر بمليون ونصف المليون دولار، كان الأجدى صرفها لشراء المزيد من الفيول وتأمين استدامة في ساعات التغذية لفترة أطول طالما أن لا حلّ لهذه الأزمة في الأفق. والملاحَظ أنّ فتح الاعتماد يطاول باخرتين من أصل ست لا تزال ترسو قبالة الشواطئ اللبنانية، أي أنّ الخزينة لا تزال تتكبّد دفعَ جزاء عن البواخر المتبقّية وعددها 4.

وفي جديد ملف الكهرباء، أوضح مصدر مطلع لـ»الجمهورية» أنّ البواخر التي ترسو قبالة الشواطئ اللبنانية منوَّعة ما بين بواخر محمَّلة بالفيول أويل وأخرى بالمازوت، إلّا أنّ فتح الاعتماد لم يشمل سفن المازوت لزوم معملي دير عمار والزهراني، ما يعني أنّ إنتاجَ هذين المعملين سيلحظ المزيد من الانخفاض في الأيام المقبلة، ليتوقفا كلياً يوم الاثنين المقبل. ومن المتوقع أن تبدأ البواخر بإفراغ حمولتها اعتباراً من يوم الاثنين إذا ما سمح موج البحر بذلك، وعليه من المتوقع أن تعود الطاقة الإنتاجية الى الارتفاع من 900 ميغاوات حالياً (اي 10 ساعات يومياً) الى 1200 ميغاوات، أما في حال لم يتم التوقيع على اعتماد استخدام المازوت فستنخفض القدرة الإنتاجية للمعامل، إذ مع اطفاء معملي الزهراني ودير عمار تتدنّى هذه الطاقة الى 700 ميغاوات (أي 6 ساعات). ووفق المصدر، من المتوقع أن تكفي سلفة الـ 400 مليار ليرة حتى منتصف شهر آذار المقبل، أما اذا توقف معملا دير عمار والزهراني كلياً فإنّ هذه السلفة تدوم لوقت أطول، لكنّ وزارة المال مجبرة عاجلاً أم آجلاً على التوقيع على اعتماد المازوت لأنّ بواخر المازوت ترسو قرب الشاطئ، وبالتالي فإنّ الوزارة تدفع جزاءً عن كل يوم تأخير ما بين 20 الى 30 ألف دولار عن كل باخرة، وفق حجمها.

 

برّي: لم أعد أميزّ بين الموالي والمعارض

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 16 شباط 2019

اتفاق الطائف ضيف كل مناسبة. هذا العام سنته الثلاثون. اتى البيان الوزاري على ذكره، كذلك ذكرى الرئيس رفيق الحريري كما في سني ذكراه المنصرمة، قبل تأليف الحكومة الحالية في عز الاحتدام الداخلي، وابانها في ذروة الكلام على الاعراف والمعايير والصلاحيات

ليس ثمة فريق إلا يؤكد تعلقه باتفاق الطائف والتزامه. حلفاء رئيس الحكومة سعد الحريري وخصومه. لا بديل منه، لكن احداً لا يريد تطبيقه. خلال الحقبة السورية بدءاً من عام 1990 طبّقته دمشق على طريقتها، مشوّهاً تبعاً لملاءمة إحكامها القبضة على السلطات اللبنانية برمتها. بعد خروج جيشها من لبنان عام 2005 لا يزال يطبّق بالطريقة نفسها. المفارقة ان افرقاء الحقبة السورية لا يزالون اياهم، زيد عليهما افرقاء مسيحيون. الاولون ترعرعوا على تطبيق اتفاق الطائف وفق ما شاءته سوريا وافادوا منه ومنها. الجدد الذين لم يخبروه من الداخل حينذاك، إما لم يعرفوا من تطبيقه سوى تلك، وإما ليس في وسعهم وحدهم تطبيقه على نحوه السليم.

الخميس الفائت قال رئيس الحكومة في ذكرى اغتيال والده، كما من قبل، «نحن حراس الطائف»، ولن يتنازل عنه ولن يقبل بخرقه. الرئيس نبيه برّي يتمسّك به. حزب الله لا يريد سواه، ويفصل بينه وبين سلاحه. النائب السابق وليد جنبلاط يخشى عليه. اثنان دفعا ثمنه باكراً: الرئيس ميشال عون حينما رفضه، الا انه انتخب رئيساً للجمهورية في ظله بعد اكثر من ربع قرن، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اراد الشق المسيحي فيه على قياسه فقاده اعتراضه الى وراء القضبان.

بانقضاء ثلاثة عقود على هذا الاتفاق، بعد ثمانية اشهر، ماذا يتبقى من اتفاق الطائف كي يصرّ عليه هؤلاء: يريدونه من غير ان يطبّقونه؟

منذ عام 1990 أُدمجت الاصلاحات السياسية في «وثيقة الوفاق الوطني» في متن الدستور، فخرجت من اتفاق الطائف الذي بالكاد لبث منه بعض البنود غير المطبّقة بعد. ابوابه الرئيسية الثلاثة طُبقت نهائياً. بعضها ارادياً كاقرار الاصلاحات السياسية، وبعضها الآخر بالارغام كشقّي العلاقات اللبنانية - السورية (بداية بخروج الجيش السوري من لبنان ثم بالحرب في سوريا نفسها التي جرفت معها المعاهدة والاتفاقات وإن من دون إلغائها حتى)، وكتحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي (عام 2000). مقدمة الاتفاق نفسها أُدخلت في الدستور واضحت مقدمته في جلسة التصويت على اقرار الاصلاحات في آب 1990.

بذلك، ما خلا بضعة بنود بعضها جزء من النظام السياسي (اللامركزية الادارية والغاء الطائفية السياسية واستقلال القضاء واقفال ملف المهجرين والمراسيم التطبيقية وقانون الانتخاب) وبعضها الآخر في صلب السيادة الوطنية (حل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية)، لم يعد ثمة اتفاق طائف سوى في مسألة واحدة ذات مغزى، انه انهى الحرب اللبنانية عام 1989. يكاد يكون رفض العودة الى الحرب والاقتتال عنوانه الوحيد - والأخير حتى - لما بات يرمز اليه اتفاق الطائف، وكان عامذاك واحداً من عناوين شتى اخرى عندما اجتمع عليه البرلمانيون اللبنانيون في المملكة: انهاء الشغور الرئاسي واعادة بناء المؤسسات الدستورية (وكانت رئاسة البرلمان شغرت منذ تشرين الاول 1988 بعد شغور رئاسة الجمهورية في ايلول، ناهيك بالانقسام بين حكومتين وتفكك - والاصح تفكيك - الجيش)، إلى تحقيق المشاركة في الحكم وتنظيم السلطات والصلاحيات والعلاقات المميزة مع سوريا والاحتلال الاسرائيلي.

من اجل ذلك يصح ان يقال لم يعد، سوى في الذاكرة وعلى الورق وفي ارادة عودة العودة الى الحرب الاهلية، ثمة اتفاق الطائف.

اما ادارة السلطة والحكم، منذ عام 2005، ثم منذ منذ اتفاق الدوحة عام 2008، وصولاً الى اليوم، فليس فيها ما يشبه «وثيقة الوفاق الوطني». بل الصواب انه بات فيها الكثير الذي يتناقض مع الدستور. من القليل في هذا الكثير:

1 - صار قانون الانتخاب هو الذي يضع معايير تأليف الحكومات من خلال تحديد احجام الكتل النيابية المؤهلة للتوزير. من ثم إحداث سابقة ربط تأليف حكومات تلي انتخابات نيابية بنتائج هذه الانتخابات، كي تكون السلطة الاجرائية صورة مصغرة عن السلطة الاشتراعية. ناهيك بأن اتفاق الطائف حدّد مواصفات قانون انتخاب لا يمت بصلة الى قانون انتخابات 2018.

2 - كل حكومة بات يقتضي ان تكون ثلاثينية، باسم حكومة الوحدة الوطنية، ما ألغى المبدأ الدستوري المنصوص عليه في مقدمة الدستور بالفصل بين السلطات، تالياً إلغاء فحوى المبدأ الدستوري الآخر المكمل وهو تعاونها، اذ يصبح كل البرلمان تقريباً ممثلاً في السلطة الاجرائية، ما يسقط قاعدة المراقبة والمحاسبة وطرح الثقة حتى. بحسب رئيس المجلس نبيه برّي: «الرقابة والمحاسبة قائمة وستكون. يمكن نزع الثقة بالوزير المخالف. المشكلة الفعلية تكمن في عدم تنفيذ الوزراء قوانين صادق عليها مجلس النواب».

يضيف: «مع ذلك، لم أتمكن في الجلسة من معرفة أياً من النواب الذين تكلموا هو موالٍ وأياً منهم هو معارض. كلهم يتكلمون بلغة واحدة».

رئيس المجلس: مشكلتنا في وزراء لا يطبّقون قوانين اقرها مجلس النواب

3 - رغم ان التكليف يتبع الآلية الدستورية، الا ان تأليف الحكومة اضحى ثمرة قيادة جماعية، لكل مَن فيها إما فيتو مذهبي او فيتو سياسي لا يمكن كسره. من دون موافقة الافرقاء الرئيسيين الذين يمثلون الكتل الكبرى على حصصهم وحقائبهم، يتعذر تأليف حكومة. ذلك ما حصل مع الحريري طوال 8 اشهر و6 ايام، ومن قبله الرئيس تمام سلام طوال 10 اشهر و8 ايام، وقبله الرئيس نجيب ميقاتي طوال 139 يوماً، صعوداً الى اولى حكومات ما بعد اتفاق الدوحة. مع ان اتفاق الطائف لم يقل بحكومة «اتحاد وطني» سوى لمرة واحدة، تسبق اقرار الاصلاحات السياسية في الدستور.

4 - مع ان الدستور ينص في المادة 65 على آلية التوافق في اتخاذ القرارات، حتى اذا تعثر يذهب مجلس الوزراء الى التصويت، الا ان الاجتهاد المستجد على المادة قضى بأن تحصر الحكومات المتعاقبة - منذ آخر تصويت مكلِف في 5 أيار 2008 - اقرار القرارات بالتوافق فقط. عند تعذره يعاد القرار المختلف عليه الى الادراج، ولا يخرج منها الا بعد ان يتحقق التوافق. لم يصدر في اي من حكومتي سلام (2014) والحريري (2016) على الاقل قرار بالتصويت.

5 - منذ اتفاق الدوحة يُنظر الى الثلث+1 على انه احد ابرز مقومات تأليف الحكومات، بغية ارساء توازن في الصلاحيات من جهة، واتاحة المجال امام تغليب فريق على آخر - في معزل عن رئيس مجلس الوزراء - ما يتيح له التحكم بنصاب التئام المجلس.

 

إيران.. من غزو المغول إلى غزو الملالي

البحرين/عادل محمد/الشفّاف/السبت 16 شباط 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72228/%d8%b9%d8%a7%d8%af%d9%84-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%ba%d8%b2%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d9%88%d9%84-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%ba%d8%b2%d9%88-%d8%a7/

تعرضت إيران لغزوات عديدة عبر التاريخ. من أشهر هذه الغزوات كان غزو المغول بقيادة جنكيز خان عام 1219م. والذي أسفر عن هذا الغزو دمار مدن كثيرة وقُتل مئات الآلاف من الإيرانيين بسبب جهل ملك إيران “سلطان محمد خوارزمشاه” (خارزمشاه) وقلة خبرته في الأمور السياسية، وحماقة وعنجهية وزيره. لقد قام جنكيز خان بإرسال وفد تجاري تكون من 450 تاجراً من أجل التبادل التجاري مع إيران، لكن الوزير ألقى القبض عليهم وأودعهم السجن، وثم بعث برسالة إلى الملك الذي كان في رحلة استجمام في إحدى المدن البعيدة، وكتب في رسالته بأن جنكيز خان بعث مجموعة من الجواسيس إلى إيران على أنهم وفد تجاري، لكنه استطاع القبض عليهم وأدخلهم السجن. فأمر الملك بقتلهم، وبعد تنفيذ أوامر الملك وإعدام جميع أفراد الوفد والاستيلاء على أموالهم وممتلكاتهم، استخبر جنكيز خان وقام بغزو إيران وقتل مئات الآلاف ونهب الثروات ودمر وأحرق المدن والمكتبات والمراكز الثقافية والعلمية.

هناك أوجه التشابه بين غزو المغول بقيادة جنكيز خان الذي بدأ في 1219 وانتهى مع هولاكو خان في 1253، وغزو الملالي لإيران بواسطة شاه إسماعيل الصفوي (بعد نحو قرنين ونصف من غزو المغول)، وثم تكرر بواسطة الخميني عام 1979.

مراحل غزوات الملالي لإيران:

غزو الملالي الأول لإيران كان بواسطة الصفويين بقيادة شاه إسماعيل بن حيدر الصفوي عام 1501، حتى بسط سيطرته على بلاد فارس (إيران) سنة 1507. كانت الشعوب الإيرانية سنية المذهب وكانت الأقلية الشيعية يسكنون في مدن قُم وكاشان والري. وبعد المجازر ضد السنة فرض إسماعيل الصفوي المذهب الشيعي وجعله المذهب الرسمي للدولة على الرغم من اعتراض علماء الدين الشيعة واعتراض سكان تبريز السُنة. لكن الشاه إسماعيل تمادى في موقفه وتجاهل الاعتراضات وردود الفعل وأمر الخطباء والمؤذنين أن يقولوا في الأذان أشهد أن علياً ولي الله وحي على خير العمل، وأمر بإنشاء مدارس لتدريس المذهب الشيعي ونشره بين الناس.

دور علماء الدين الشيعة في تعطيل الحركة الإصلاحية في إيران:-

في بداية الثورة الدستورية الإيرانية عام 1906 ضد السلطان محمد علي شاه (قاجار)، جميع علماء الدين الشيعة أيدوا الثورة، لكن بعد فترة معظم شيوخ الدين الشيعة بقيادة الشيخ الرجعي “آية الله فضل الله نوري” غيروا اتجاههم ووقفوا ضد الثورة الدستورية بحجة أنها لا تتطابق مع الشريعة الإسلامية.

كانت الثورة الدستورية الفارسية هي الحدث الأول من نوعه في آسيا. حيث فتحت الثورة الطريق للتغيير الجذري في إيران، مبشرة بالعصر الحديث. و شهدت فترة من الجدل غير المسبوق في الصحافة المزدهرة آنذاك. فقد خلقت الثورة فرصًا جديدة وفتحت أفاقًا لا حدود لها على ما يبدو لمستقبل إيران. وكان الشيخ فضل الله نوري كبير العلماء المعارضين للثورة الدستورية،قد حرّض السلطان محمد علي شاه على تدمير البرلمان واعتقال المناضلين الأحرار وقادة الثورة الدستورية. بعد انتصار مجاهدين الثورة على السلطان محمد علي شاه، وأعدم الشيخ فضل الله نوري في يوليو 1909. والمثير أن نجل الشيخ الذي كان من الدستوريين البارزين عرّب عن سروره بإعدام والده.

لقد تم إنشاء نظام ملكي دستوري بمرسوم من “مظفر الدين شاه قاجار” والذي نشأ في إيران نتيجة للثورة وانتهى في نهاية المطاف في 1925 مع حل أسرة قاجار وصعود رضا شاه بهلوي على العرش.

يعتبر غزو الملالي الشيعي لإيران الأكثر تدميراً من غزو المغول، حيث غزو المغول بدأ بواسطة جنكيز خان عام 1219، وانتهى بعد هزيمة هولاكو خان عام 1253، في حين غزو الملالي بدأ في عام 1501 بواسطة شاه إسماعيل الصفوي واستمر حتى سقوط شاه عباس الثالث الصفوي عام 1736 على يد نادر شاه مؤسس الدولة الأفشارية. وبعد نحو سبعة عقود من هزيمة الصفويين، جاء الغزو الملالي الثاني لإيران في منتصف 1979 بقيادة “آية الله روح الله الخميني” ليطيح بعائلة بهلوي التي حكمت إيران نحو 55 عام، معلنة بداية جمهورية إيران الإسلامية؟!.

ذكرنا بأن غزو الملالي لإيران كان الأكثر تدميراً من غزو المغول. فبعد المجازر التي ارتكبها شاه إسماعيل الصفوي ضد سنة إيران من أجل بسط سيطرته ونشر مذهب الشيعة، حلّت على إيران كارثة في منتصف عام 1979 بظهور الدجال الخميني مع ثورته المدمرة. لقد استطاع الخميني أن يخدع ملايين من الشعب الإيراني وملايين من الأحرار الشرفاء في العالم بخطبه وشعاراته الرنانة قبل نفيه من إيران، وثم في مقابلاته مع الإعلام في منفاه بفرنسا، بوعوده الكاذبة حيث صرح مراراً بأن في جمهوريته الإسلامية سينعم الشعب بالرفاهية والديمقراطية، وحرية الجمعيات والأحزاب السياسية وحتى الأحزاب اليسارية والشيوعية، كما أكد بأن حجاب النساء لن يكون إجبارياً.

بعد عودته إلى إيران في 1 فبراير 1979، وقبل نزوله من الطائرة سأله مرافقه ومشاوره “صادق قطب زاده” الذي كان يجلس بجواره، كيف سيكون إحساسك حينما تلامس قدماك أرض إيران؟” فرد الخميني بالفارسية قائلاً: “هيچي!!” أي لاشيء، بمعنى أن الخميني ما كان لديه أي إحساس تجاه إيران. ثم توجه موكبه إلى مقبرة “بهشت زهراء”، وقام الخميني بإلقاء خطابه التاريخي، وبجانب أقواله التي طارت إلى الهواء مثل فقاعات الصابون، وعد الشعب الإيراني بتوفير الغذاء فوق موائدهم، وبمجانية السكن والماء والكهرباء والمواصلات. هنا يجب التذكير بأن الدجال الخميني كان يقول بأنه يعتبر “صادق قطب زاده” مثل إبنه. لكنه أمر بإعدام قطب زاده بتهمة المشاركة في قلب نظام حكم الملالي. علماً بأن قطب زاده كان مترجم ومشاور الخميني في المنفى، وبعد الثورة أصبح وزير خارجية إيران، وثم مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون في الجمهورية الإسلامية!!.

آية الله خميني.. والوعود التي تبخّرت

من كان الخميني؟

 أول من لقب الخميني بالإمام كان الرئيس الإيراني حسن روحاني في بداية الثورة الخمينية. روح الله الخميني هو حفيد “سيد أحمد هندي” الذي سافر من ولاية كشمير الهندية إلى إيران بمساعدة الاستعمار البريطاني قبل نحو 180 عام، من أجل قيادة العمليات الانفصالية في إيران حسب الخطط التي وضعوها آنذاك البريطانيون الذين كانوا يستهدفون إلى تجزئة إيران إلى دويلات لتسهيل السيطرة على بعض أجزائها. وفي نهاية المطاف استطاعوا تحقيق حلمهم الكبير عام 1979.

مؤامرة الولايات المتحدة والدول الغربية لتغيير النظام الملكي في إيران

 في 5 يناير 1979 اجتمعت قادة الدول الغربية في جزيرة غواديلوب، المستعمرة الفرنسية في البحر الكاريبي، وكان الاجتماع يضم الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان، والرئيس الأميركي جيمي كارتر، والمستشار الألماني هلموت اشميت ورئيس الوزراء البريطاني جيمس كالاهان. وكان هدف الاجتماع هو استغلال الثورة الإيرانية لتغيير النظام الملكي إلى نظام إسلامي ومحاصرة الاتحاد السوفيتي بحزام أخضر يتكوّن من الدول الإسلامية، خشية من المد الشيوعي واستيلاء الحركات الوطنية واليسارية على الحكم في الدول المجاورة للاتحاد السوفيتي.

الغزو الملالي الثاني بقيادة الخميني

 بعد جلوس الخميني على عرش السلطة ضرب وعوده وتصريحاته بعرض الحائط وعمل عكس وعوده وأقواله، حيث أصدر أوامر بإعدام الوزراء والقادة العسكريين في عهد الشاه، وخوّل هذه المهمة إلى جلاد السجون وقاضي القضاة “صادق خلخالي” الذي كان يقول بأنني فخور بتنفيذ أوامر سيّدي الخميني. وبعد المحاكم الصورية والسريعة وإعدام الوزراء والعسكريين، توجه خلخالي مع مجموعة من أفراد الحرس الثوري بالإضافة إلى محمود احمدي نجاد الذي كان جندياً في الحرس الثوري، إلى منطقة كردستان عام 1980 لينتقم من المناضلين الأكراد الذين وقفوا في وجه الخميني وعصاباته المجرمة وعارضوا ثورته الكاذبة والدموية. وفي عام 1981 مجموعة من قوات الحرس الثوري والبسيج بقيادة “ملاّ حسني” وبمعاونة “معبودي” اقتحمت منطقة كردستان وقامت بقصف المدن والقرى بالطائرات. لقد انتقم الخميني من الأكراد السنة بقتل مئات من المناضلين والأطفال والنساء.

بعد تجرّع الخميني سم الهزيمة وموافقته على وقف الحرب مع العراق عام 1988، وجّه أسلحته نحو السجناء السياسيين المعارضين. حيث أمر الخميني رجال الدين وقضاة المحاكم الثورية بتنفيذ عقوبة الإعدام ضد هؤلاء المعارضين الأبرياء. لقد أعدم عام 1988 نحو 20 ألف سجين بعد محاكم سريعة وثم تم دفنهم في مقابر جماعية.

حسب شهادات بعض رجال الدين وآيات الله، “علي خامنئي” ليس فقيهاً مجتهداً ولا يملك أية رسالة دينية معتبرة. لقد وصل علي خامنئي إلى مقام ولاية الفقيه وجلس على عرش السلطة في ليلة وضحاها وذلك بمساعدة هاشمي رفسنجاني. حيث بعد وفاة الخميني اجتمع أعضاء مجلس الخبراء من أجل انتخاب خليفة للخميني، فتحدث رفسنجاني وقال بأنه في أحد الأيام سمع من الخميني بأن علي خامنئي رجل مناسب لمنصب القيادة. بعد ذلك قام رفسنجاني وبمساعدة خامنئي بتعديلات في الدستور حتى ينطبق مع مؤهلات خامنئي. على سبيل المثال قاما بحذف شروط مرجعية القائد من الدستور. وبعد أن أصبح خامنئي قائداً للنظام، كافأ رفسنجاني بتنصيبه في رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام.

غزو الملالي الثاني واستمرار القضاء على السياسيين والأدباء والفنانين المعارضينبعد إعدام وإبادة السجناء السياسيين المعارضين، ابتكرت قيادة القتل والإجرام أسلوب جديد للتخلص من السياسيين والأدباء والفنانين المعارضين، فقامت بإرسال عناصر من قوات الأمن والاستخبارات إلى الدول الحليفة وخصوصاً كوريا الشمالية، من أجل تدريبهم على أساليب القتل والاغتيال. في عهد رئاسة هاشمي رفسنجاني (1989 و1997) وفترة وزارة “علي فلاّحيان” للاستخبارات، تم تشكيل فرق الاغتيالات للقضاء على المعارضين داخل وخارج إيران. كانت الخطوة الأولى إصدار الفتاوى من آيات الله إلى قضاة المحاكم الثورية لصدور أحكام اغتيال المعارضين خارج أو داخل السجون، حيث وكلوا مهمة القتل في سجن إفين إلى مسؤول السجن “سعيد إمامي” الذي قام بتعذيب وقتل الأديب والباحث والكاتب “علي أكبر سعيدي سيرجاني” وذلك بدس مادة سامة (الزرنيخ) في طعامه. ثم تأمر “علي فلاّحيان“على مسؤول السجن سعيد إمامي نفسه ووضعه في السجن وقتله بنفس طريقة التي قتل الكاتب سعيدي سيرجاني حتى يخفي أسرار جرائم القتل التي كان يحملها سعيد إمامي!!.

القنصل الإيراني المنشق “عادل اسدي نيا (الأسدي)” كشف أسرار خطيرة عن الخلايا الإرهابية النائمة في الخليج، وعن جمعيات هلال الأحمر وسفارات نظام الملالي التي تحولت إلى أوكار الأعمال التجسسية والتخريبية. حيث كشف عادل الأسدي عن أسرار وزير خارجية إيران السابق “منوشهر متّكي” وقال بأن عندما كان متكي سفيرا لإيران في تركيا عام 1985، كان يأمر باختطاف المعارضين الإيرانيين اللاجئين في تركيا ويضعهم في الصندوق الخلفي لسيارات السفارة وثم ينقلهم إلى إيران.

إبان رئاسة هاشمي رفسنجاني تم اغتيال عشرات السياسيين والأدباء والفنانين داخل وخارج إيران، بالإضافة إلى”أكبر محمدي” طيار هاشمي رفسنجاني الخاص الهارب الذي اُغتيل في هامبورغ بألمانيا. معظم تلك الاغتيالات تمت بتنفيذ وزير الاستخبارات السابق علي فلاّحيان. وكما ذكرنا سلفاً سفارات نظام الملالي في أوروبا كانت لها الدور الرئيسي في ترتيب عمليات الاغتيال، حيث فرق الاغتيال كانت تسافر من إيران إلى الدول الأوروبية بواسطة طائرات “إيران أير” ومن ثم تنتقل إلى الفندق بالتنسيق مع السفارة، وبعد تنفيذ العملية ترد إلى إيران من دون إعاقة. علماً بأن كانت هناك اتفاقية سرية مسبقة بين الاستخبارات الإيرانية والاستخبارات الأوربية بدفع ملايين الدولارات للسلطات الأمنية في الدول الأوروبية مقابل تنفيذ تلك الجرائم.

تدمير النظام التعليمي تحت ذريعة أسلمة الجامعات

 في أحد خطبه قال الخميني: “سوف نقوم بأسلمة الجامعات”. وفي مارس 1980 بدأت “الثورة الثقافية”، أغلقت الجامعات. هنا يجب التذكير بأن خامنئي تعامل مع الانتفاضة الطلابية في يوليو 1999 بوسائل الغدر والقمع الوحشي. ففي عهد الرئيس محمد خاتمي وبعد اقتحام بلطجية حزب الله الإيراني مسكن طلبة جامعة طهران عند منتصف الليل، وقيامهم بضرب وشتم الطلاب وحتى إلقائهم من فوق أسطح المباني، كما قاموا بتخريب وتدمير ممتلكات الضحايا. بعد هذا العمل الإجرامي ألقى المرشد خامنئي خطاباً عاطفياً وطالب من قوى الأمن إلى وقف قمع احتجاجات الطلاب، وكان يذرف دموع التماسيح ويقول بأنه يعتبر الطلاب أبنائه. لكن بعد مدة قصيرة عاودت القوى الأمنية مطاردة أعضاء الحركة الطلابية والتي أدت إلى مقتل عدد من الطلبة واعتقال قادة هذه الحركة وزجهم في السجون.

أربعون عاماً من الفساد ونهب المال العام!

بجانب جرائمه في قمع واضطهاد الشعب الإيراني، يسيطر المرشد علي خامنئي على إمبراطورية مالية ضخمة تتحكم في العقارات المصادرة وتقدر قيمة أصولها بنحو 95 مليار دولار على الأقل. حسب التحقيقات التي نشرته وكالة أنباء “رويترز” أن كبار مسؤولي إيران طالما تغنوا بـ”زهدهم” وبـ”خدمتهم الشعب”، على عكس الشاه الذي يعتبرون أنه بنى ثروته الطائلة من أموال الشعب. وأضافت “رويترز” أن إمبراطورية خامنئي المالية اسمها “ستاد أجرايي فرمان حضرت إمام” أي “هيئة تنفيذ أوامر الإمام”، وتحولت الهيئة الإمبراطورية خلال السنوات القليلة الماضية إلى كيان تجاري عملاق يملك حصصاً في كل قطاعات الاقتصاد الإيراني تقريباً، هنا يجب التذكير بأن ثروة علي خامنئي الشخصية تقدر بنحو 40 مليار دولار.

خامنئي.. البكاء والكوفية الفلسطينية فقدت بريقها

في عهد أحمدي نجاد الذي كان شعاره الانتخابي محاربة الفساد، حصل أكبر عملية اختلاس في تاريخ إيران. حيث اختلس علي رضا خاوري المدير التنفيذي لبنك ملّي إيران نحو 3 مليار دولار وهرب إلى كندا عام 2011، وفي سياق آخر رجل الأعمال الإيراني “أمير منصور خسروي” الذي كانت أملاكه لا تزيد عن مصنع للمياه المعدنية قبل عدة سنوات، أصبح مليارديرا!.

ويقول هؤلاء إن المسؤولين المقربين من الحكومة هرّبوا مليارات الدولارات للتجارة أو الاستثمار إلى ماليزيا وتركيا والبرازيل حيث اشتروا الفنادق والأراضي وفتحوا حسابات في البنوك.

وأشارت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في 20 سبتمبر 2011 إلى أن تقرير منظمة الشفافية الدولية يضع إيران بين أكثر الدول فسادا في العالم.

لقد أوصل غزو الملالي إيران إلى حالة يرثى لها، حيث أن أكثر من 50% من الشعب الإيراني يعيش تحت خط الفقر، والتضخم المالي وصل إلى نحو 40%، والشعب الإيراني يعاني من البطالة والفقر، وانتشار المخدرات والإدمان، بحيث تقوم السلطات بنشر المخدرات بين طلاب المدارس، وبسبب الفقر أطفال بعمر الزهور يتركون المدرسة ويعملون من أجل إعانة عائلاتهم، وينامون في الكراتين عندما يبتعدون عن عائلاتهم. وهروب الفتيات بسبب ارتفاع معدل الطلاق والتفكك الأسري الذي ساعد في انتشار الدعارة. وسنويا عشرات الآلافً من خريجي الجامعات يهربون من الجنة الخمينية التي تحولت إلى جحيم، ويهجرون إلى الولايات المتحدة وكندا وأوروبا من أجل العمل والحياة الكريمة، بحيث وصل عدد الإيرانيين في البلدان الأوروبية وأميركا إلى حوالي خمسة ملايين إيراني.

قوات الأمن الإيرانية تمارس أبشع أساليب البطش والقمع ضد المواطنين الذين يناضلون من أجل الحرية وحقوقهم المدنية والسياسية، وفي السجون يواجهون الإهانة والتعذيب النفسي والجسدي وحتى الاغتصاب. في إيران يوجد بين السجناء الكاتب والشاعر والمدوّن والصحفي والأستاذ والطالب الجامعي، والطبيب والفنان والمخرج السينمائي والناشط المدني والسياسي والعامل والنقابي والمحامي، و الصوفي والدرويش وحتى رجل دين (آية الله سيد حسين بروجردي نموذجاً)، مع ارتفاع عدد الإعدامات بحيث أن إيران تقع في المرتبة الثانية في العالم من حيث الإعدامات. (الصين في المرتبة الأولى).

عصابات المافيا التي تحكم إيران تواصل تبذير الأموال العامة وسرقة ثروات الشعب الإيراني وتصرفها على ترسانتها العسكرية، والحرس الثوري وقوات التعبئة (البسيج)، والاستخبارات والمحاكم الثورية، من أجل الحفاظ على أركان نظام الملالي الفاسد والمستبد. وتملأ خزائن علي خامنئي وعصاباته وعملاء النظام. وتواصل التدخل في شؤون الدول، وتتحالف مع تنظيم القاعدة من أجل المصالح المشتركة والقيام بالعمليات التخريبية في الدول المجاورة. علماً بأن بجانب تهريب المخدرات من أفغانستان إلى مدينة زاهدان الإيرانية التي تقع قرب الحدود الباكستانية، قوات الحرس الثوري تساعد قادة تنظيم القاعدة على العبور من أفغانستان وباكستان عبر مدينة زاهدان إلى العراق والدول العربية الأخرى. على سبيل المثال الإرهابي مصعب الزرقاوي عبر من خلال هذه المدينة وانتقل إلى العراق بواسطة السيارة الخاصة لـ”محمد باقر ذوالقدر” أحد قادة الحرس الثوري السابقين.

تصريحات وأكاذيب قادة الدكتاتورية الإسلامية

بعد وعود خميني الكاذبة وأقواله الغريبة، يمارس خامنئي وأعوانه الكذب والتصريحات المتناقضة والتحدث نيابة عن الشعب الإيراني!.

حسب وكالات الأنباء، الأزمة الخانقة تخرج خامنئي عن طوره

تصريحات تعكس عمق الأزمة التي يتخبط بها النظام الإيراني من جراء أنشطته المزعزعة للاستقرار في المنطقة، شن المرشد الإيراني، علي خامنئي، هجوما حادا على مسؤولين أميركيين، قبل أن يعترف بأن عقوبات الولايات المتحدة تضغط على بلاده.

اعترف بقوة العقوبات

اعترف مرشد النظام الإيراني في الخطاب نفسه بتأثير العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس ترامب على البلاد وعلى الشعب عام 2018، بعد انسحابها من الاتفاق النووي.

وأبدى النظام الإيراني مكابرة إزاء العقوبات مع بداية فرضها، قائلا إنها لم تؤثر عليه، إلا أنه سرعان ما بدأ يعترف شيئا فشيئا بتداعيات هذه العقوبات التي تحرمه من عائدات كثيرة يستخدمها في دعم الميليشيات الإرهابية في المنطقة.

وخلافاً لتصريحات وتهديدات خامنئي وقادة الحرس الثوري بمحو إسرائيل من الوجود، صرح وزير الخارجية ظريف قبل أيام بأن إيران لا تهدد أي دولة!؟.

 

تزوير القانون أفقد الدولة كامل حقوق الملكية على البترول والغاز!

د. نقولا سركيس/الأنباء/ 16 شباط 2019

بعد تأليف الحكومة الجديدة يأتي موضوع استثمار الثروة البترولية الموعودة في طليعة التساؤلات حول مصير ما تم خلال دورة التراخيص الأولى، من جهة، وحول الشروط المزمع تطبيقها على تلزيم بلوكات أخرى، من جهة ثانية. وما يزيد في ضرورة الإجابة باسرع ما يمكن عن هذه التساؤلات أنه، على الرغم من كونها مجرد حكومة تصريف أعمال طوال أكثر من ثمانية أشهر، لم تتردد الحكومة الراحلة في الشروع باتخاد التدابير الرامية لمنح حقوق استكشاف وإنتاج في أربع من أصل الثماني رقع الباقية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، بما في ذلك استدراج عروض، والتأهيل المسبق للشركات الأجنبية المعنية، وتحديد آخرعام 2019 كموعد لإبرام الاتفاقيات اللازمة. هذا كله وكأن إلزام لبنان باتفاقيات بترولية بهذه الأهمية، تمتد على ما لا يقل عن أربعين عاماً، يمكن إدراجه في إطار صلاحيات حكومة تصريف أعمال. أضف إلى  ذلك أن  هذا التسرع في الإعلان عن دورة تراخيص ثانية قد حصل على الرغم من أن  النقاش ما زال دائراً في المجلس النيابي حول أربعة مشاريع قوانين بترولية، بما فيها خاصة قانون إنشاء شركة نفط وطنية يمكنها تمثيل الدولة في اتفاقيات الاستكشاف والإنتاج المقبلة مع الشركات الأجنبية، خلافاً لما حدث في الاتفاقيتين اللتين تم توقيعهما في مطلع العام الماضي لاستثمار الرقعتين 4 و9. وما يزيد هذا الوضع خطورة أن  الجهات المسؤولة قد سارت خلال الأشهر الطويلة الماضية، وكأن شيئاً لم يكن، على نفس النهج الذي اتبعته في دورة التراخيص الأولى، بما في ذلك التزوير الصارخ للقانون البترولي وشل دور الدولة في الأنشطة البترولية، ونظام استثمار ينطوي على شروط مالية ورقابية من الأسوأ في العالم. ما يطرح السؤال حول التدابير التي لا بد منها والمفترض أن  تتخذها الحكومة الجديدة لتصحيح الانحرافات التي حصلت حتى الآن.

سير بعكس القانون وتجاهل للأعراف السائدة في العالم

معظم هذه الانحرافات انطلقت من التزوير المذهل لقانون الموارد البترولية في المياه البحرية رقم 132/2010، الذي يتضمن عدة بنود تبرز بكل وضوح أهمية ومختلف أوجه صلاحيات الدولة ودورها المحوري في استثمار ثروة النفط والغاز الموعودة. في طليعة هذه البنود المادة 3 التي تؤكد أن  هدف القانون هو "تمكين الدولة من إدارة الموارد البترولية في المياه البحرية"، والمادة 4 ونصها "تعود ملكية الموارد البترولية والحق في إدارتها حصراً للدولة"، تليها المادة 6 الخاصة بمشاركة الدولة الفعلية والمباشرة في الأنشطة البترولية. ثم توضح المادة 44 تحت عنوان "تقاسم الإنتاج" أن  احتساب وتوزيع حصص الإنتاج بين ما يسمى بترول الكلفة وبترول الربح بين الدولة والمتعهد الأجنبي تتم وفق الشروط التي يتفق عليها الطرفان.

هذه الأحكام الأساسية التي قام عليها أول قانون بترولي في لبنان تعني باختصار أن  الخيار الذي واجهه المشرع اللبناني قبل حوالي تسع سنوات لتحديد نظام استثمار النفط والغاز، هو نفس الخيار الذي واجهته عشرات الدول الأخرى من الدول النامية أو المستعمرة سابقاً. الجواب على هذا الخيار كان في بعض الحالات تبني نظام الاستثمار المباشر عن طريق شركة أو عدة شركات وطنية تقوم بكل العمليات البترولية دون منح أي حق ملكية على البترول المكتشف لشريك أجنبي. هذا ما فعلته بعض الدول المصدرة التي كانت تملك إمكانيات تمويل كافية وشركات وطنية سبق واكتسبت القدرات البشرية والتقنية اللازمة.

أما الخيار الثاني الذي تبنته معظم الدول النامية التي لا تملك لا الرساميل ولا التجربة ولا الكفاءات البشرية الضرورية، كما عليه الوضع في لبنان، فهو نظام تقاسم الإنتاج (Production Sharing Agreement) الذي تنص على ذلك بكل وضوح بنود القانون المشار إليها أعلاه. ويقوم هذا النظام على عقد بين الدولة ومتعهد أجنبي قادر على تنفيذ وتمويل العمليات اللازمة، شرط: أولاً أن  يتحمل المتعهد وحده كامل المخاطر الفنية والأعباء المالية خلال فترة التنقيب، وثانياً أن  تحتفظ الدولة بحق الدخول كشريك بنسبة قد تتراوح بين 40% و70-80% في حال التوصل إلى  اكتشاف تجاري. في هذه الحالة يسدد الطرف الوطني تدريجياً للمتعهد الأجنبي حصته المسماة "محمولة" ( Carried interest) من نفقات التنقيب، ثم في تكاليف الإنتاج، ويصبح شريكاً بكل معنى الكلمة ويتصرف كما يشاء بحصته من الإنتاج، شأنه في ذلك شأن الشريك الأجنبي الذي يدفع للدولة ما يترتب عليه من إتاوة وضريبة دخل ورسوم أخرى على حصته.

الفرق الأهم والأساسي بين نظام تقاسم الإنتاج هذا ونظام الامتيازات القديمة الذي كان سائداً حتى السبعينيات من القرن الماضي هو أنه أعاد للدولة كامل حقوق التصرف والسيادة، بما في ذلك حقوق الملكية على ثرواتها البترولية، في حين أن  هذه الملكية كانت تعود حصراً للشركات الأجنبية في ظل الامتيازت القديمة. أما سبب الانتشار السريع لنظام تقاسم الإنتاج في مئات الاتفاقيات السارية المفعول في أكثر من 70 بلداً، فيعود لتلاقي المصالح بين الأطراف المعنية أي، من جهة، مصالح البلد المضيف الذي يضمن تطوير ثروته النفطية تزامناً مع تطوير كوادره الوطنية بواسطة شركات وطنية تكتسب بعد فترة المقدرة اللازمة للسيطرة على استثمار هذه الثروة والاستغناء عن أي شريك أجنبي، ومن جهة ثانية، مصالح الشريك الأجنبي الذي يؤمن لنفسه مصدر تموين خاصاً به، مع ما يترتب على ذلك من أرباح على حصته من الإنتاج. ما يعني بتعبير آخر أن  الدولة تقبل بالتنازل للمتعهد الأجنبي عن حق الملكية على حصته من الإنتاج، لقاء التزام هذا المتعهد بتحمل كامل نفقات ومخاطر التنقيب. 

 تحايل صبياني لتجيير الملكية لمصالح خاصة

إنطلاقاً من هذه المبادئ الأساسية التي تبناها المشرع بكل وضوح في القانون 132/2010، كان بإمكان اللبنانيين أن  يأملوا أن  استثمار ثروتهم البترولية الموعودة سيتم وفق أفضل الشروط المتعارف عليها عالمياً والمطبقة في عشرات الدول الأخرى ذات الظروف المماثلة للبنان. إلا أن  المفاجأة الكبرى جاءت في الخفاء عندما بدأ المسؤولون عن وضع القانون البترولي موضع التنفيذ بصياغة "مراسيم تطبيقية" كان من المفترض فيها، كما يدل على ذلك إسمها، أن  تقتصر على ما يلزم من التفاصيل التوضيحية أو الشكلية لتطبيق القانون. لكن الواقع كان أبعد ما يكون عن ذلك، خاصة في ما يتعلق بواحد من أهم هذه المراسيم، وهو المرسوم الخاص بمسودة الاتفاقيات المزمع عقدها مع الشركات الأجنببة للقيام بعمليات التنقيب والإنتاج في المياه البحرية، بما في ذلك الشروط التقنية والمالية والاقتصادية والبيئية الخ…

أما المفاجأة، أو بتعبير أصح المفاجآت والإنحرافات التي انطوى عليها المرسوم المذكور، فلم تقتصر على تجاهل المسؤولين لأحكام بغاية الأهمية من القانون البترولي، بل تعدت ذلك إلى  تزوير صارخ للبنود الأساسية المشار اليها أعلاه، خاصة منها ما يتعلق بحقوق ملكية الدولة الحصرية للثروة البترولية، وضرورة إدارتها في إطار نظام عقود تقاسم الإنتاج مع متعهدين أجانب. هذه الضرورة وهذه المبادئ سمح بعض الموظفين لأنفسهم الضرب بها عرض الحائط عبر بضع كلمات فقط تضمنتها المادة 5 من المرسوم 43/2017 تقضي حرفياً بأنه "لن يكون للدولة مشاركة في دورة التراخيص الأولى"!...

هكذا، وبمنتهى البساطة، قرر بعض المسؤولين عن تنفيذ القانون، وفي ثماني كلمات لا غير، إفراغ هذا القانون من محتواه الجوهري المتعلق بمشاركة الدولة المباشرة والفعلية في إدارة وتنفيذ الأنشطة البترولية، مع كل ما يستتبعه ذلك من تدريب الكوادر الوطنية ومراقبة عمليات وحسابات الشريك الأجنبي، وتطوير شركة أو عدة شركات وطنية يمكنها اكتساب الخبرة اللازمة والسيطرة بشكل تدريجي على مختلف مراحل هذه الصناعة، كما حصل منذ سنوات طويلة في المكسيك وأندونيسيا والجزائر ومصر والعراق والمملكة السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وإيران وعشرات الدول الأخرى.

بعد أن  سمح هؤلاء المسؤولون لأنفسهم بطرد الدولة من المشاركة في الأنشطة البترولية، لم يخجلوا من التكرم عليها بـ"حق تعيين" مجرد مراقب يسمح له بحضور "بعض" اجتماعات لجنة إدارة المتعهد الأجنبي (المادة 16 من نفس المرسوم). ولسد الفراغ الذي أحدثه تغييب الدولة التي تمثلها عادة شركة نفط وطنية، تضمن المرسوم 2013/10289 في مادته رقم 8 ، كما تضمنت المادة 6 من المرسوم 43/2017 نصاً عجيباً مفاده أن  حقوق الاستكشاف والإنتاج لا تمنح الا إلى  "شراكة تجارية غير مندمجة" مؤلفة من ثلاثة أصحاب حقوق (أي شركات مؤهلة مسبقاً) على الأقل، منهم شركة مشغلة (Operator) بحصة 35% كحد أدنى، وشركتان غير مشغلتان على الأقل بحصة 10% كحد أدنى لكل شركة.

ما يعني أن  الشركة المشغلة التي لا بد منها، أي القادرة على الحفر والإنتاج على أعماق تفوق 4000 متر تحت سطح البحر، تصبح ملزمة بالتحالف مع شركتين غير مشغلتين على الأقل، من أصل حوالي 40 شركة غير مشغلة تم تأهيلها مسبقاً على الرغم من عدم قدرتها على تنفيذ الأشغال المطلوبة. هذه الشركات المصنفة "غير عاملة" تضم شركات مارقة ملاحقة قضائياً في عدد من الدول المجاورة، وشركات وهمية لا وجود لها إلا على الورق، منها واحدة سجلها في هونغ كونغ رجل أعمال ورئيس أكبر غرفة تجارية في لبنان برأسمال لا يتجاوز 1290 دولاراً امييركياً، وأخرى شركات تنتمي إلى بلدان لم تنضم إلى  الاتفاقيات المبرمة بين الدول الصناعية الكبرى بهدف تأمين الشفافية ومكافحة الرشى والفساد.

ولم يعد من الصعب بعد ذلك استعمال اثنتين أو أكثر من هذه الشركات غير العاملة كغطاء يخفي، في كل اتفافية، مصالح خاصة تنضم إلى  شركة كبرى عاملة في إطار "شراكة تجارية غير مندمجة" تمنح حقوق الاستكشاف والإنتاج. وهكذا تكون هذه الهندسة الصبيانية قد اكتملت وأصبح بالإمكان تجيير ملكية قسم من البترول أو الغاز المكتشف إلى  مصالح خاصة ممثلة بواحدة أو أكثر من الشركات الوهمية أو المارقة أو تلك التي تستحيل مراقبة حساباتها.

 خسائر مالية تقدر بمليارات الدولارات

هذا التخلي المطلق ودون أي مقابل عن المشاركة ونظام تقاسم الإنتاج يعني عملياً قفزة أكثر من نصف قرن إلى  الوراء والعودة إلى  نظام الامتيازات القديم التي تم تأميم آخرها في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، كما يعني التخلي المجاني عن حصة الدولة وعن كامل حقوق ملكيتها على كل ما يمكن اكتشافه من النفط والغاز. علاوة على فقدان التحكم باستثمار هذه الثروة وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية، ينطوي هذا التخلي المذهل عن حقوق الملكية على خسائر مالية تقدر بمليارات الدولارات. فإذا اعتبرنا مثلاً أن  القيمة السوقية للبترول والغاز المكتشف في أي من الرقع العشر في المياه البحرية تساوي خمسين مليار دولار، وأن عدم مشاركة الدولة بنسبة 40% في الاتفاقية المبرمة مع المتعهد الأجنبي، فهذا يترجم عملياً وتلقائياً بخسارة ملكية كمية من البترول والغاز قيمتها 20 مليار دولار. هذا مع العلم أن  بإمكان الدولة، في حال الاحتفاظ بملكية هذه الحصة في إطار نظام تقاسم الإنتاج، أن  تبيعها متى تشاء وتتقاضى كامل قيمتها وفق ما يعرف باتفاق farm in/out agreement.

اللافت أنه لم يتجرأ حتى الآن أحد من المسؤولين على تبرير أو تفسير سبب ما نصت عليه المادة 5 من المرسوم 43/2017 بخصوص عدم المشاركة وما ترتب على ذلك من تزوير للقانون وخسائر فادحة لم تتم بعد مساءلة ومحاسبة أي من المسؤولين عنها. كما يبدو من الغرابة بمكان أن  يقبل بعض موظفي الدولة بتحمل مسؤولية بهذه الضخامة، خاصة وأن المرء لا يحتاج إلى شهادات جامعية عالية ليعرف أنه لا يمكن بشكل من الأشكال تعديل قانون بواسطة مرسوم مهما كان نوعه. فكيف ولماذا يا ترى تعامت هيئة إدارة قطاع البترول ودائرتها القانونية هذا التمييز بين المرسوم والقاتون وعن هذا التزويز الصارخ للقانون البترولي؟

علاوة على الخسائر الناجمة عن التنازل عن حصة الدولة من الإنتاج، يتكبد لبنان خسائر ضخمة أخرى جراء تدني كل عناصر ما يعود له من أرباح الشركات العاملة. هذه العناصر التي حددها المرسوم 43/2017 والقانون الخاص بالأحكام الضريبية الخاصة بالأنشطة البترولية تتكون من "رسوم مساحة" تكاد تكون رمزية، وإتاوة (Royalty) تتراوح بين 5% و12% على البترول حسب مستويات الإنتاج، و4% فقط لا غير على الغاز، مقابل مؤشر تقليدي عالمي لا يقل عن 12,5%، وسقف استرداد التفقات  (Cost stop) بمستوى 65% سنوياً، مقابل حد أقصى لا يتجاوز 50% في العالم. كما أن  المرسوم لا يأتي على ذكر أي من العلاوات (Bonus) المتعارف عليها والتي تدفعها عادة الشركات العاملة عند توقيع العقد أو عند بلوغ الإنتاج مستويات معينة. تضاف أخيراً لهذه العناصر ضريبة دخل 20% على أرباح الشركات العاملة.

نتيجة لهذه العناصر، يتبين أن  مجموع حصة الدولة من أرباح الشركات العاملة لا يتجاوز 47% في أفضل الحالات، مقابل معدل 65-85% تحصل عليها البلدان المنتجة التي تبنت نظام تقاسم الإنتاج. مع الإشارة إلى  أن  حصة 47% التي يمكن أن  يحصل عليها لبنان هي أفضل ما يمكن مبدئياً، أي شرط أن  تكون مطابقة للأرقام الحقيقية التي لا يعرفها سوى الشركات العاملة التي تتحكم بكل التدفقات المالية جراء إقصاء الدولة عن الأنشطة البترولية، ما يجعل منها أقرب ما يكون إلى  "الأطرش في الزفة".

 تجاوزات أخرى فريدة من نوعها إضافة إلى  تزوير القانون والخسائر الفادحة الناجمة عن التنازل عن حقوق ملكية الدولة على كامل ما يمكن اكتشافه من البترول والغاز، تمتاز مسيرة البترول والغاز في لبنان بانحرافات وتجاوزات أخرى لا تقل عنها غرابة، يمكن إيجاز اهمها في النقاط الآتية:

أولاً: التجاهل التام لمرحلة "الاستطلاع” التي نصت عليها المادة 11 من القانون البترولي وحددتها بثلاث سنوات، والمفترض أن  يغطيها إتفاق مستقل خاص يسبق اتفاقية التتقبب والإنتاج، كما يقضي بذلك المنطق وكما تنطوي على ذلك الأعراف السارية في كل بلدان العالم. والهدف من مرحلة الاستطلاع هذه هو تمكين الدولة والمتعهد الأجنبي من جمع ما أمكن من المعطيات اللازمة قبل الدخول في اتفاقية تنقيب وإنتاج طويلة المدى. أما في لبنان فقد تم القفز فوق القانون وفوق هذه المرحلة ودمج كل مراحل الاستكشاف والتنقيب والإنتاج في اتفاقية واحدة تمتد على أربعين عاماً. والخاسر الوحيد في تجاهل مرحلة الاستطلاع هوالدولة لأن شركات البترول العالمية تملك أضعاف ما تملكه البلدان النامية من معطيات حول امكانيات تركيباتها الجيولوجية، وتتمتع من ثمة بقدرة تفاوضية مضاعفة في معرفة وتحديد شروط اتفاقية الإنتاج، في حين أن  تجاهل هذه المرحلة يشكل إلى  حد كبير قفزة في المجهول بالنسبة إلى الطرف الوطني.

ثانياً: تقسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة إلى  عشر رقع فقط معدل مساحة كل منها  1790 كيلومتراً مربعاً، مقابل 69 رقعة في إسرائيل المساحة القصوى لكل منها 400 كيلومتر مربع لمنطقة اقتصادية تضاهي مثيلتها في لبنان، ومقابل رقع في القسم النرويجي من بحر الشمال لا تتجاوز مساحة الواحدة منها 500 كيلومتر مربع. مع العلم أن  مساحة المنطقة الخالصة في النرويج تبلغ 2,140,000  كيلومتر مربع، أي ما يفوق مئة مرة مجموع المنطقة الخالصة في لبنان. وفي حال استمر الإسراع في تلزيم الثماني رقع الباقية، فالخطر هو تقييد لبنان خلال بضع سنوات باتفاقيات تمتد على أربعة عقود وتغطي كامل المياه البحرية، وذلك بشروط من الأسوأ في العالم، وقبل معرفة نتائج عمليات الحفر الأولى.

ثالثاً : الوزير وصلاحيات التسويق: نتيجة لغياب شركة وطنية، نص المرسوم 43/2017 على أن  بترول وغاز الإتاوة، وكذلك الأمر بالنسبة لحصة الدولة من الربح والتي يتم تقاضيها عيناً، يمكن للوزير أن  يكلف الشركة الأجنبية العاملة بتسويقها لحساب الدولة. فهل هذه يا ترى أفضل وأضمن وسيلة لذلك، عوضاً عن شركة وطنية تعمل تحت إشراف السلطات التنفيذية والتشريعية المختصة، كما هي الحال في سائر الدول المنتجة؟

رابعاً: حل االنزاعات. بدلاً من أن  يكتفي بالتحكيم الدولي لحل النزاعات الممكنة مع المتعهد الأجنبي، فتح المرسوم المذكور نافذة غريبة من نوعها لحل هذه النزاعات عن طريق "خبير منفرد" (المادة 39) على الرغم مما ينطوي عليه تدبير كهذا من مخاطر انعدام الشفافية والرشوة في نزاعات قد تدور على مبالغ طائلة.

خامساً: التضليل عبر الادعاء بتطبيق "النموذج البترولي النروجي"

منذ أكثر من 12 عاماً والمسؤلون عن قطاع البترول يكررون أن  سياستهم مستوحاة من “النموذج البترولي النروجي"، في إطار تعاون فني تتوالى بموجبه دورات التدريب لموظفين لبنانيين في النرويج وزيارات خبراء نروجيين إلى  لبنان. إلا أن  المقارنة بين البلدين تدل بوضوح على أن  التدابير المتخذة في لبنان لاستثمار الثروة البترولية الموعودة لا علاقة لها، ولا تشبه حتى من البعيد وأبعد من البعيد، ما قامت به النرويج منذ الإعلان عام 1971 عن "الوصايا العشر" التي وضعها مجلسها النيابي والتي كانت وما تزال ركائز سياستها البترولية. وفي طليعتها الشفافية وإنشاء شركة نفط وطنية (ستاتويل) مارست منذ البداية المشاركة الفعلية في الأنشطة البترولبة، وطبقت نظام تقاسم الإنتاج لتدريب الكوادر النرويجية إلى  أن  أصبحت تسيطر على كل مراحل الصناعة البترولية والغازية.

أما في لبنان فما حصل هو عكس ذلك تماماً. فلماذا يا ترى لم يسأل المسؤولون اللبنانيون أنفسهم عما إذا كان موظفو وزارة الطاقة في النروج قد عدلوا حرفاً واحداً من التشريع البترولي الذي وضعه المجلس النيابي، أو عارضوا إنشاء ستاتويل ومشاركتها في العمليات الصناعية، أو ربما فكروا بقبول التأهيل المسبق لشركة سجلها في هونغ كونغ رئيس غرفة تجارة اوسلو للحصول على حق استملاك 10% على الأقل من البترول أو الغاز المكتشف في بحر الشمال؟..

على ضوء كل ما سبق يمكن القول إن  ما يسمى سياسة بترولية في لبنان ليس في الواقع، ومن ألفه إلى  يائه، سوى عملية تضليل واحتيال غايتها تجريد الدولة من حقوق الملكية على البترول والغاز وشل دورها في الأنشطة البترولية، واطلاق يد بعض المصالح الخاصة لنهب ثروة وحقوق وآمال اللبنانيين. 

 

ما أفسده اجتماع غوادلوب يصلحه عطار وارسو بإسقاط نظام الملالي

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/16 شباط/19

تبلغ المسافة بين جزيرة غوادلوب في البحر الكاريبي والعاصمة البولندية وارسو نحو ثمانية آلاف كيلومتر، فيما المسافة الزمنية بين المؤتمر الرباعي الذي حسم مصير الشاه قبل شهر من إعلان سقوطه وبين المؤتمر الذي ضم 60 دولة لوضع الخطوط العريضة لمحاربة إرهاب إيران هي 40 سنة.

في ذاك الاجتماع كان همّ الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا الغربية حينذاك هو سعر النفط، الذي أعلن الشاه محمد رضا بهلوي قبلها بأشهر أنه يسعى إلى رفع أسعاره “إلى 80 دولارا لتتناسب مع حاجات الشعب والتنمية وقيمة ما ينتج عن النفط”، كما قال في آخر حديث الى “السياسة” قبل أن يذهب إلى منفاه. يومها كانت لا تزال ماثلة في الأذهان الغربية والأوروبية قضية قطع النفط عام 1973 في اطار حرب اكتوبر العربية- الإسرائيلية، والخوف من عودة البطالة والركود إلى تلك الدول، ولهذا اتخذ القرار بذلك الاجتماع بالتخلي عن الشاه، وأن يترك مصيره لشعبه، وجرت الاتصالات الأميركية والفرنسية مع آية الله الخميني في منفاه الباريسي، والتعهدات التي قدمها الاخير الى الرئيس كارتر في ما يتعلق بـ”عدم الخوف على المصالح الأميركية في إيران، ويجب ألّا يكون هناك أي خوف بشأن النفط، اذ ليس صحيحًا أننا لن نبيع النفط للولايات المتحدة”.

كانت هذه الرسالة السرية واحدة من تعهدات عدة قدمها الخميني، ما دفع واشنطن الى تسهيل خروج الشاه إلى المنفى وعودة الخميني، بمعنى آخر كانت السبب الرئيس في تغيير جذري في بنية نظام استمر 2500 سنة، لكن أسقطه سوء تقدير أميركي- أوروبي مشترك، كما سيتضح لاحقا بعدما أعلن الخميني مشروعه الكامل للمنطقة والعالم، القائم على “تصدير الثورة” و”تشييع الإقليم”.

في تلك المرحلة لم تكن لدى الشاه ميليشيات إرهابية تعيث خرابا في العالم العربي، والمحيط الحيوي للمصالح الأميركية والغربية عموما، فيما الخميني ومنذ اليوم الاول في السلطة عمد الى استغلال بعض القوى السياسية العربية المنسجمة عقائديا مع ثقافته الدينية، لبناء قوى مسلحة، استغلها جيدا أثناء الحرب الايرانية- العراقية، في سلسلة من التفجيرات ومحاولات اغتيال في الكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين والامارات، وصلت الى حد إنشاء دويلة إرهابية متمثلة بـ”حزب الله” في لبنان ضمن الدولة.

فيما انتشر الارهاب الايراني لاحقا في العالم كله، بدءا من المنطقة العربية وصولا الى أميركا اللاتينية وأوروبا وافريقيا، تحولت سفارات نظام الملالي أوكار مخابرات، تخطف المعارضين وتغتالهم، وتمارس كل أنواع التخريب، وهو ما جعل المجتمع الدولي حذرا في البداية من التعامل مع هذا النظام، ليتطور الأمر لاحقا إلى مقاطعته وحصاره، خصوصا في ظل استمرار برامجه العسكرية، سواء في المجال النووي، أو الصواريخ البالستية، وتهديداته المستمرة بإغلاق مضيق هرمز، ولاحقا بعد إنشاء ميليشيا الحوثي في اليمن، اعلانه الصريح عن سعيه الى اقفال مضيق باب المندب في وجه التجارة العالمية.

كل هذا جعل المعالجات السياسية للأزمة مع نظام الملالي سرابا لا يمكن الرهان عليها، لاسيما بعد الاتفاق النووي مع الدول الكبرى الست، وتوظيفه الأموال التي حصل عليها من تلك الدول في مشروعه التوسعي الموهوم غير القابل للتحقيق في الظروف الدولية التي استجدت بعد الحرب العالمية الثانية، ولاحقا زوال الاتحاد السوفياتي. اليوم، بعد 40 عاماً على ذلك الاجتماع الرباعي التاريخي لجأ المجتمع الدولي إلى خيار السعي لحماية الشعب الإيراني أولا من القمع الممنهج الذي يمارسه نظام الملالي، والتجويع المستمرحتى لا تنزلق الأوضاع الى حرب أهلية تنتج عنها ازمة لاجئين أين منها أزمة سورية والعراق، إضافة الى معالجة آفة الارهاب التي تسبب بها هذا النظام من خلال إثارته النعرات والفتن الطائفية. أيقن العالم بعد موجة الاضطرابات والحروب الأهلية التي عمت بعض الدول العربية انه لا يمكن القضاء على الارهاب من دون معالجة أسبابه، وأحدها هو السياسة الايرانية المستمرة منذ العام 1979، خصوصا ان الدور الإيراني داخل كثير من الصراعات في الشرق الأوسط أصبح عاملا معيقاً لأي توجه للقضاء على المجموعات الإرهابية، بعدما بدأت تلك التابعة له تعمل على تفكيك الدول والمجتمعات، خصوصا في العراق وسورية واليمن ولبنان، وذلك من بين الأسباب الرئيسية للتوترات المستمرة والنزاعات في جميع أنحاء المنطقة.

على هذا الأساس بات وجود التحالف الدولي الذي نشأ عن مؤتمر وارسو هو الحل الأمثل لوقف كل هذا العبث الارهابي المدمر الذي يمارسه نظام الملالي في العالم. رغم بعد المسافة زمنيا وجغرافياً بين جزيرة غوادلوب والعاصمة البولندية وارسو، إلا ان المجتمع الدولي يبدو انه بدأ العمل جديا على إصلاح خطأ ستراتيجي وقع فيه زعماء الدول الاربع قبل 40 عاما، لكن هذه المرة بإرادة جامعة وعزم 60 دولة على التخلص من نظام لم يعد هناك شك بأنه مصدر شر مطلق للعالم.

 

مؤتمر وارسو امتحان آخر لواشنطن

خيرالله خيرالله/العرب/17 شباط/19

ليس مؤتمر وارسو الذي دعت إليه الولايات المتحدة وبولندا حدثا عاديا. إنّه مساهمة في عزل إيران أكثر وتأكيد وجود نيّة لحملها على تغيير سلوكها. لعلّ أهمّ ما في هذا المؤتمر الذي شاركت فيه ما يزيد على ستين دولة أنه سيسمح مرّة أخرى بمعرفة ما إذا كانت إدارة دونالد ترامب جدّية فعلا في الذهاب إلى النهاية في المواجهة مع النظام الإيراني… أم أن كلّ ما في الأمر خطبا نارية لا ترجمة لها على أرض الواقع، على الرغم من تمزيق الرئيس دونالد ترامب الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني. يمكن اعتبار مؤتمر وارسو، الذي تخللته دعوة موجهة إلى دول أوروبا من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس كي تحذو حذو الولايات المتحدة بالنسبة إلى الملف النووي الإيراني، حلقة جديدة تضاف إلى سلسلة طويلة من المواقف الأميركية. بدأت هذه المواقف بخطاب لترامب ألقاه بعيد دخوله البيت الأبيض، قبل ما يزيد على عامين، حدّد فيه بوضوح ليس بعده وضوح المآخذ الأميركية على السلوك الإيراني.

بدأ الرئيس الأميركي بسرد للأحداث التي ترافقت مع قيام “الجمهورية الإسلامية” في إيران مباشرة بعد سقوط نظام الشاه في شباط – فبراير من العام 1979. لم يترك أي حدث كبير يعتبره “إرهابا” إلاّ وأتى على ذكره. توقف عند احتجاز الدبلوماسيين الأميركيين في طهران 444 يوما في تشرين الثاني – نوفمبر 1979.

لم يفته الدور الإيراني في نسف السفارة الأميركية في بيروت في نيسان – أبريل 1983 ثمّ مقر المارينز قرب مطار العاصمة اللبنانية في تشرين الأوّل – أكتوبر من السنة نفسها ولا خطف مواطنين أميركيين في لبنان في منتصف ثمانينات القرن الماضي.

كشف ترامب أنّ إدارته تعرف إيران بدقّة شديدة مؤكّدا أنّها ستكون مختلفة عن الإدارات السابقة. لعلّ أهم ما في كلّ خطب الرئيس الأميركي وتصريحاته هو تلك الحملة على سلوك إدارة باراك أوباما التي اختزلت كل أزمات الشرق الأوسط في الملفّ النووي الإيراني.

رفضت تلك الإدارة بذل أي جهد يسمح لها باستيعاب أن المشكلة مع إيران ليست في الملفّ النووي فقط. المشكلة أوسع من ذلك بكثير. هذه المشكلة هي مع المشروع التوسّعي الإيراني الذي يستثمر في الغرائز المذهبية من أجل تدمير المجتمعات العربية وجعلها تحت سطوة الميليشيات التابعة لـ”الحرس الثوري”. بهذه الطريقة، استُهدف العراق واستُهدفت سوريا ولبنان واستُهدف اليمن الذي باتت عاصمته رهينة لدى “أنصارالله”.

اتسم مؤتمر وارسو بلهجة حازمة. رأى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في افتتاح المؤتمر أن “إيران وحزب الله وتفشي الإرهاب أخطار تهدّد الشرق الأوسط”. أعرب عن رغبة واشنطن في فرض مزيد من العقوبات على النظام الإيراني لوقف “عدوان” الرئيس الإيراني حسن روحاني وقائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الجنرال قاسم سليماني على الشرق الأوسط. هناك باختصار تأكيد آخر لوجود توجه أميركي جديد وإلى تسمية الأشياء بأسمائها والتعاطي مع المسؤولين الإيرانيين بطريقة مختلفة أكثر هجومية من الماضي.

لم يكن وزير الخارجية البولندي أقلّ وضوحا من بومبيو في مؤتمر وارسو، المخصص للبحث في الوضع في الشرق الأوسط، وبرنامج إيران النووي والحد من انتشار أسلحة الدمار.

أبدى ياتسيك تشابوتوفيتش، قلقه حيال برنامج إيران النووي. وقال “بلادنا معنية باتخاذ إجراءات تعزز السلام” في الشرق الأوسط. وأضاف “الوضع في الشرق الأوسط يتطلب منا اهتماما خاصا”. زايد عليه بومبيو بقوله “إن إيران تشكل أخطر تهديد في الشرق الأوسط. لا يستطيع العالم تحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط من دون مواجهة إيران.” بعيدا عن التصعيد الكلامي، كان لا بدّ من ملاحظة أن ثمّة تغييرا في الموقف العربي عموما من إسرائيل. جلس وزير الخارجية اليمني بين وزير الخارجية الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي كان لديه لقاء مع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان يوسف بن علوي. تصرّف بن علوي بشكل لائق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي جاء يشكر الوزير العماني على الدعوة التي وجّهها إليه السلطان قابوس العام الماضي لزيارة مسقط. رأى في زيارته لمسقط “تحوّلا كبيرا” على الصعيد الإقليمي.

بدا واضحا أن هناك أجواء جديدة في المنطقة خلقتها زيارة نتانياهو لسلطنة عُمان التي ترتبط بعلاقات خاصة ومميّزة مع إيران، بغض النظر عن طبيعة النظام فيها. لا فارق في مسقط بين الشاه والخميني أو بين الشاه والذين خلفوا الخميني. لم يكن التصرّف العُماني، الذي يشير إلى وجود جسر بين إيران وإسرائيل، سوى جانب من الصورة التي تغيّرت في المنطقة بعدما اكتشف معظم العرب مدى خطورة إيران… ما لا بدّ من ملاحظته أيضا هو ذلك الانقسام الأوروبي تجاه إيران. لا وجود لموقف أوروبي موحّد من “الجمهورية الإسلامية”. بولندا، على سبيل المثال، متشدّدة. تبدو أكثر تشدّدا من الولايات المتحدة في حين تعتمد دولة مثل فرنسا موقفا حائرا. يقوم هذا الموقف على رفض تطوير إيران للصواريخ الباليستية والتمسك في الوقت ذاته بالاتفاق في شأن ملفّها النووي.

هناك ما يمكن وصفه بضمور الدور للأوروبي على الصعيد العالمي. فقد الاتحاد الأوروبي الكثير من وزنه. بريطانيا غارقة في أزمتها الداخلية التي تسبب بها الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) وفرنسا تعاني من اضطرابات اجتماعية يصعب أن تخرج منها قريبا. أمّا ألمانيا، فهي في مرحلة ترقّب لعهد ما بعد المستشارة أنجيلا ميركل. فقدت أوروبا الكثير من ثقلها في وقت تبيّن أن الصين ليست على استعداد للذهاب بعيدا في أي مواجهة مع الولايات المتحدة، خصوصا بعدما تبيّن أن اقتصادها لا يتحمّل مثل هذه المواجهة على الرغم من حجمه الكبير.

تبقى روسيا التي كشفتها القمة الثلاثية في سوتشي بين الرئيس فلاديمير بوتين وحسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. لا تستطيع روسيا إيجاد تفاهم بينها وبين تركيا في شأن شمال سوريا، فيما لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية في تأمين غطاء للوجود الإيراني في سوريا.

عين روسيا على صفقة تريد عقدها مع أميركا في سوريا. ثمّة من يعتبر أن هذه الصفقة تمّت وأنّ الانسحاب العسكري الأميركي من شرق الفرات جزء من هذه الصفقة. إضافة إلى ذلك، ظهر بوضوح أنّ روسيا لا يمكنها إلاّ أن تأخذ في الاعتبار مصالح إسرائيل وأن العلاقة الروسية – الإسرائيلية في غاية الأهمّية بالنسبة إلى المقيم في الكرملين. يعكس مؤتمر وارسو التغيّرات التي يشهدها العالم والشرق الأوسط والتوازنات الجديدة فيهما. عاجلا أم آجلا سيكون هناك جواب عن السؤال الذي لا يزال مطروحا منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. هل أميركا جدّية في وضع حدّ للخطر الإيراني وهل من ترجمة للكلام الناري الذي يصدر عن كبار المسؤولين في الإدارة التي تريد أن تكون مختلفة عن إدارة باراك أوباما؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

وهاب: بعض القضاء العسكري يعمل لدى الإعلام بعد تسريب التحقيقات في ملف أبو ذياب

السبت 16 شباط 2019 /وطنية - شدد رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب على أن "الاستفراد بالتعيينات داخل الطائفة الدرزية موضوع منته الى الابد"، مباركا للحكومة حصولها على الثقة، ومتمنيا على رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري "الذي تحدث عن محاربة الفساد، الإلتزام بما تعهد به".

وأشاد وهاب في مؤتمر صحافي، عقده ظهر اليوم في دارته في الجاهلية، ب"قرار مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس، الذي قرر احالة أي أخبار كاذبة عبر وسائل الاعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي الى محكمة المطبوعات". وحول أحداث الجاهلية، ذكر "أننا أكدنا أننا لن نتدخل في التحقيق وحرصت على عدم الاتصال بأصدقائي بالمحكمة العسكرية، حتى لا يتم اتهامنا بأننا نمارس ضغوطات"، مشددا على أنه "لدينا ثقة بالقضاء رغم بعض الشوائب". ولفت وهاب الى "أننا تفاجأنا امس بأنه لا يمكننا مراجعة التحقيق العسكري، وأن بعض القضاء العسكري يعمل لدى وسائل الاعلام وتم تسريب التحقيقات في ملف محمد أبو ذياب لوسائل الاعلام"، مشيرا الى أنه "إذا مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي هو الذي سربها من دون اذن مجلس القضاء ووزير العدل، نطالب بمحاسبته واحالته للتفتيش وإنزال أشد العقوبات فيه، واناشد وزير العدل الذي اعلن أنه سيحارب الفساد، وأقول له هذا هو الفساد بعينه أن يسرب قرار". وأضاف: "إذا عقيقي هو الذي كشف المعطيات وخرق السرية، على القاضي جرمانوس والتفتيش القضائي استدعاءه واتخاذ التدابير المناسبة بحقه، وإذا لم يكن هو من سربها بل أحد موظفيه دون علمه، فيجب التحقيق".

وردا على سؤال عن تقرير الطبيب الشرعي أجاب وهاب: "الطبيب الشرعي ليس من واجبه تحديد نوع الرصاصة والقاضي حدد ذلك، وهي تستخدم بالسلاح الأميري"، لافتا الى "أن القاضي عقيقي لم يستدع الشهود الذين شاهدوا إطلاق النار". وختم وهاب: "إن دماء محمد أثمرت حكومة، وحربا لا هوادة فيها ضد الفساد"، مؤكدا "أن فخامة الرئيس العماد ميشال عون لن يوفر جهدا في مواجهة هذا الفساد"، مضيفا "أن العلاقة مع الأمير النائب طلال إرسلان علاقة استراتيجية كانت وستبقى وستستمر"، لافتا الى "أن الحوار في مجلس النواب حول محاربة الفساد نحن بدأناه ما يؤكد بأننا على حق".

من جهته، هنأ وكيل وهاب المحامي سعد الأسعد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس "على جرأته بإحالة أي جرائم في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الى محكمة المطبوعات حصرا، وهذا قرار ليس فقط بجريء بل قرار قانوني بامتياز ويحسم الجدل الأساسي في قضيتنا".

ولفت الى "أنه منذ البداية قلنا أننا لن نتدخل بأي طريقة من الطرق بالتحقيق، وتجاوبنا الى أقصى حد مع التحقيق"، مؤكدا أنه "لا يمكن أبدا لأي معاون لمفوض حكومي أن يصدر بيانا لأن هناك عواقب قانونية يجب الوقوف عندها والتحقيق واجب في حال تسريبه بشكل أو بآخر، ومعرفة من سرب هذا التحقيق والدافع لذلك، ونحن لم نكن لنتطرق الى هذا الموضوع لو لم يصبح التقرير علنيا"، مضيفا "هناك شخص إرتكب جرما ما بتسريب مضمون التحقيقات"، مطالبا المفوض العسكري ب"إجراء التحقيق حول ذلك". ولفت الى أنه "لم يسطر محضر رسمي باستشهاد المغدور محمد أبوذياب إلا بعد 48 ساعة من إصابته، هذا التراخي بالتحرك من الممكن أن يؤدي الى التلاعب بالأدلة الموجودة"، مؤكدا "كل الثقة بالقضاء العسكري"، ولافتا الى أنه "لا يمكن التعامل مع القوي الأمنية من موقع أنها ضابطة أمنية بل من موقع المشتبه به"، مؤكدا "أن من يستطيع أن يصدر بيانين مختلفين حول الحادثة يستطيع أن يغير في مجرى التحقيق"، مؤكدا "أن الرصاصة التي قتلت الشهيد محمد أطلقت من قناص محترف يستطيع التصويب عن مسافة 300 الى 320 مترا". ولفت الى "ان هناك غايتين للبيان: الأولى إعلامية تكمن في شراء براءة ذمة مؤقتة للقاتل، والغاية الثانية استدراج معالي الوزير وهاب للتصادم مع القضاء العسكري بشكل خاص والقضاء العام والقوى الأمنية بشكل عام"، مؤكدا "أن هذا لن يحصل لأننا تحت سقف القانون وندافع عن القانون ولدينا ثقة بالقضاء الذي سيعطينا حقنا". وأوضح الأسعد "أن الشهيد محمد أبوذياب تصاوب بموجب إشارة قضائية وإن كانت إحضارا أو تبليغا إذا كان لها وجود"، مؤكدا أنه "بالبيان الصادر هم من أفشلوا التحقيق، فليتحملوا النتيجة ودم محمد سنأخذه بالقانون".

 

بو صعب التقى في ميونيخ عددا من نظرائه ومسؤولين عربا وأجانب: أي وجود عسكري على الأراضي السورية دون موافقة دمشق يعتبر بمثابة احتلال

السبت 16 شباط 2019

وطنية - شارك وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، في مؤتمر ميونخ للأمن الذي بدأ أمس ويستمر لغاية يوم غد، وكانت له على هامش المؤتمر لقاءات ثنائية مع عدد من وزراء الخارجية والدفاع والفاعليات السياسية.

البريطاني

والتقى بو صعب وزير الدفاع البريطاني Gavin Williamson، وعرض معه موضوع دعم الجيش عن طريق الدعم الإعلاني والخطة الإعلامية للجيش، والاستعانة بخبرات الجيش البريطاني للمساهمة في تطوير قدرات الجيش اللبناني. وتبادل الطرفان دعوات رسمية لزيارة لبنان وبريطانيا.

التركي

كما اجتمع بو صعب مع نظيره التركي Hulusi Akar، وطالبه بالمساعدة والتعاون من أجل كشف مصير المطرانين المخطوفين على الحدود التركية- السورية، وقد وعده أكار بمتابعة الموضوع عبر الطلب من مديرية المخابرات التركية بتزويده بكامل المعلومات حول القضية، تمهيدا لارسالها للوزير بو صعب. وتطرق النقاش أيضا خلال اللقاء إلى إنشاء منطقة آمنة بين سوريا وتركيا، فأبدى بو صعب تحفظا على هذا الموضوع "لأن المنطقة الآمنة، لن تكون الحل المطلوب، بل ستشكل ملاذا آمنا للإرهابيين"، معتبرا أن "أي وجود تركي على الأراضي السورية دون موافقة الدولة السورية غير مرحب به وغير شرعي ويعتبر بمثابة احتلال".

وبحث بو صعب مع نظيره التركي أيضا إمكانية توقيع اتفاقية تعاون عسكري جديد بين البلدين. وتلقى دعوة لحضور معرض الصناعات الدفاعية الذي سينعقد في تركيا.

القبرصي

كذلك تداول بو صعب مع وزير الخارجية القبرصية Nikos Christodoulides في موضوع الحدود البحرية، والمنطقة المتنازع عليها مع العدو الاسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية. وشدد على "ضرورة عدم تمرير خط الأنابيب المزمع إنشاؤه بين اسرائيل وقبرص واليونان في المنطقة المتنازع عليها"، فتلقَّف الوزير القبرصي الأمر بإيجابية. كما وتمت إثارة موضوع تهريب النازحين من لبنان إلى قبرص، حيث أشار بو صعب إلى أن الجيش اللبناني قد اتخذ الإجراءات اللازمة لمعالجة هذه المسألة ولوضع حد لمثل هذه العمليات.

الصليب الأحمر الدولي

وموضوع سوريا والنازحين، حضر أيضا في لقاء بين بو صعب ورئيس منظمة الصليب الأحمر الدولي El Hadj Assy، حديث تداولا في الأوضاع السائدة في المنطقة عموما وفي سوريا خصوصا، وشدد بو صعب على "ضرورة عودة النازحين السوريين إلى وطنهم لا سيما وأن الحرب السورية قد شارفت على نهايتها.

كما ناقشا موضوع التعاون مع منظمة الصليب الأحمر الدولي لتحسين وضع السجون في لبنان. وتطرق البحث إلى قضية المفقودين خلال الحرب اللبنانية وسبل التوصل إلى تحديد مصيرهم، حيث أشار بو صعب إلى أن الجيش اللبناني قد قام بإجراء فحوصات الحمض النووي اللازمة للمساعدة على تسهيل هذه المهمة. فأبدى رئيس المنظمة اهتماما كبيرا في هذه القضية.

لقاءات أخرى

وكان للوزير بو صعب لقاء ثنائي مع وزير الدفاع اليوناني Evangelos Apostolakis، وتم البحث في موضوع تبادل الخبرات بين الجيشين وإقامة دورات تدريبية عسكرية ضمن إطار اتفاقية التعاون الموقعة بين البلدين. واجتماع آخر مع وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الذي ابدى استعداد بلاده لمساعدة لبنان في المجالات كافة، مؤكدا أن إيران تتفهم الوضع السياسي الداخلي اللبناني وليس في نيتها ممارسة أي ضغط على الحكومة اللبنانية.

كذلك التقى بو صعب وزير الدولة للشؤون الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، ولبَّى دعوة وزيرة الدفاع الألمانية الدكتورة Ursula von der Leyen إلى الغداء.

 

السفير الايراني من تول: نؤكد دعمنا للمقاومة والوحدة بين اللبنانيين حمدان: لا نتعاطى مع ايران لا من باب شيعي ولا من باب مصلحي انما عن قناعة

السبت 16 شباط 2019 /وطنية - أحيت حركة "أمل"، الذكرى الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران باحتفال أقامته في ثانوية الشهيد بلال فحص في تول، حضره السفير الايراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا، ممثل النائب هاني قبيسي محمد قانصو، ممثل النائب ياسين جابر جهاد جابر، رئيس المكتب السياسي للحركة جميل حايك، عضو هيئة الرئاسة خليل حمدان، قائد جهاز أمن السفارات في بيروت العميد وليد جوهر ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، قائد سرية درك النبطية العقيد توفيق نصرالله، المدير الاقليمي لامن الدولة في النبطية الرائد طالب فرحات، رئيس جهاز أمن السفارات في قوى الامن الداخلي في النبطية النقيب عباس عنيسي، ممثل حركة أمل في ايران صلاح فحص، رئيس اتحاد بلديات الشقيف محمد جميل جابر، رئيس اتحاد بلديات الزهراني علي مطر، رئيس مجلس الادارة المدير العام لمستشفى نبيه بري الحكومي الجامعي حسن وزني، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.

قرآن كريم والنشيد الوطني ونشيد الجمهورية الاسلامية في ايران ونشيد حركة أمل عزفتهم الفرقة الموسيقية المركزية لكشافة الرسالة الاسلامية وترحيب من الاعلامي علي عطوي وعرض مصور يحكي دور حركة "أمل" في انتصار الثورة الاسلامية في ايران.

فيروزنيا

وألقى السفير الايراني كلمة توجه في مستهلها بالشكر والتقدير لقيادة الحركة وفي طليعتهم رئيس مجلس النواب رئيس حركة المحرومين "أفواج المقاومة اللبنانية - أمل " الاستاذ نبيه بري على "إتاحتهم هذه الفرصة الطيبة للقاء بكم ايها الاحبة بمناسبة الذكرى الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية المباركة في ايران".

واضاف: "لا شك ان الشرارة الاولى للثورة الاسلامية في ايران قد أطلقها سماحة الامام الخميني، في اوائل الستينات من القرن المنصرم، اي الفترة الزمنية عينها التي كان سماحة الامام موسى الصدر أعاده الله مع رفيقيه سالما غانما قد أتى فيها الى لبنان قادما من قم المقدسة كي يبدأ نهضته الشاملة التي أحيت الامل في نفوس المحرومين والمظلومين في لبنان، وما حضور الامام الصدر في لبنان الا دليل ورمز للصلات التاريخية والثقافية العميقة والممتدة بين الشعبين الايراني واللبناني ولمعاني المودة والصداقة التي جمعتهما على مر الايام".

وأردف: "وأنا على المستوى الشخصي، كنت منذ السنوات التي سبقت انتصار الثورة الاسلامية من مقلدي الامام الخميني واتباعه من جهة ومن محبي الامام الصدر من جهة أخرى، وحيث ان مدينة قم هي اساسا مسقط رأسي، فقد أتيحت لي الفرصة منذ البدايات، اي مرحلة ما قبل الثورة، أن أتعرف على تجربة الامام الصدر ونشاطاته التي كانت تملأ الساحة اللبنانية، هذه التجربة الرائدة التي حازت منذ اللحظة الاولى على اعجاب الشعبين الشقيقين اللبناني والايراني وكانت مبعث فخرهما واعتزازهما".

وتابع: "كما تعرفون تحتفل ايران اليوم بكل فخر واعتزاز بالذكرى السنوية الاربعين لانتصار ثورتها الاسلامية المباركة والعظيمة، والشعب الايراني ظل وفيا لها، ان في حضور الشهيد مصطفى شمران في جنوب لبنان بمعية الامام موسى الصدر قبل انتصار الثورة الاسلامية ومن ثم عودته الى ايران بعد انتصارها واستشهاده مجاهدا وقائدا في جبهات الحرب المفروضة دلائل واضحة على مدى الترابط العضوي بين هاتين الحركتين ومدى جذرية وعمق العلاقة الوثيقة التي تربطهما".

وأردف: "اليوم نرى ان لبنان الشقيق يعيش حالة من الامن والامان وسط عواصف هوجاء تضرب المنطقة، من خلال وحدته وتماسكه وتلاحمه وارادته الحرة، ومن خلال المعادلة الذهبية المتمثلة في الجيش والشعب والمقاومة وهنا لا بد لي من التنويه بالدور الوطني الكبير الذي يقوم به دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري وسماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في تعزيز التلاحم الوطني والدفاع عن سيادة لبنان وأمنه واستقراره".

وختم السفير فيروزنيا قائلا: "اننا في الجمهورية الاسلامية الايرانية نؤكد على سياستنا القائمة على دعم المقاومة والوحدة الوطنية في لبنان وعلى التواصل البناء مع كل الاطراف السياسية والعائلات الروحية الموجودة في ربوعه وعلى التعاون الرسمي مع الحكومة اللبنانية الذي نأمل ان يتعزز في الفترة القادمة خاصة اننا أعلنا خلال زيارة معالي وزير الخارجية الايرانية الدكتور محمد جواد ظريف عن استعدادنا لتطوير التعاون الثنائي مع لبنان في شتى المجالات الاقتصادية والتجارية والعمرانية والانمائية والعلمية والدفاعية".

حمدان

وكانت كلمة لحمدان قال فيها: "اننا نحتفل بانتصار الثورة الاسلامية الايرانية لاننا معنيون بها تماما، معنيون بما قدمت حركة أمل من الشهداء الابرار وحضور السيد أحمد الخميني والذي حمل بندقية أمل عام 1977، كذلك لحركة أمل العديد من الشهداء في ايران وعلى رأسهم الشهيد علي عباس والعديد من الاخوة الذين قاتلوا في الجمهورية الاسلامية الايرانية ولاحقتهم المخابرات العراقية واغتالتهم في لبنان ومنهم الشهيد صادر كفل والشهيد طه حسين وسواهم من المناضلين والمجاهدين والكرام".

وقال: "ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تشكل بارقة أمل ليس فقط للشيعة ولا لحركة أمل في لبنان انما تشكل بارقة أمل لكل الذين يبحثون عن الحرية وعن التحرر في هذا العالم، نحن الآن امام نماذج تتآمر على الجمهورية الاسلامية الايرانية لا لسبب على الاطلاق الا لان هذه الجمهورية الاسلامية الايرانية تقف بجانب الحق الفلسطيني وتشهر هذا الحق في المحافل العربية والدولية وفي كل مكان".

وأردف: "الآن الكل يعادي هذه الجمهورية ويقف بوجهها، هل سمعتم ما قاله أحد وزراء الخارجية العرب في وارسو، سمعتم ماذا قال، قال: ان مواجهة ايران أهم من القضية الفلسطينية، لماذا لان المقدسات لا تعنيهم اطلاقا وانهم لا يعتبرون في الاصل ان اسرائيل هي العدو ولان العقل الاسرائيلي هو قد يكون من احدى صناعاتهم ومن احدى صياغاتهم، ما ضمروه بالامس اعلنوه اليوم ولذلك جاء المؤتمر بدعم اميركي، وهنا نوجه التحية لكل المنظمات الفلسطينية التي لم تحضر هذا المؤتمر ووقفت بوجه هذا المؤتمر".

وتابع: "كل من عجز عن التحرير ليس عليه ان يتحمل مسؤولية عمل التحرير، ولكن يسأل عن سبب التنازل، انت لا تلام لعدم استطاعتك ان تحرر الارض ولكن تلام اذا تنازلت عن هذه القضية وعن هذا الحق وعن هذه الارض ايضا وعن المقدسات، هناك اجيال ستأتي باستطاعتها ان تكمل هذه المسيرة وتؤدي الدور الكبير الذي تتطلع اليه، نحن لا نتعاطى مع الجمهورية الاسلامية الايرانية لا من باب شيعي ولا من باب مصلحي انما هي القناعة التي رسخها الشهداء الابرار وحركة أمل معنية بالاستمرار في نهج حفظها المقدسات والقضايا المقدسة، حركة أمل التي قدمت الشهداء بالمئات والالاف في اطار مواجهة المشروع الاسرائيلي وأذناب المشروع الاسرائيلي وادوات المشروع الاسرائيلي، حركة أمل وضعت مداميك أساسية لهذه المقاومة وكانت عمادها في الماضي والحاضر وستبقى على نهج مؤسسها سماحة الامام القائد السيد موسى الصدر".

وقال حمدان: "علينا ان نذكر الامام المغيب السيد موسى الصدر الذي عمل للثورة الاسلامية في ايران منذ قدومه الى هذا البلد ونذكر الشهيد القائد مصطفى شمران الذي ايضا اعطى للبنان وللجمهورية الاسلامية الايرانية الكثير الكثير، حكاية حركة أمل مع الجمهورية الاسلامية الايرانية هي حكاية ضاربة في الارض كمثل الكلمة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، الامام الصدر لم يعمل للثورة الاسلامية عام 1977 او عام 1978 بل منذ ان وطأت قدماه ارض لبنان كان يعمل لهذه الثورة الاسلامية الايرانية، وفي روما تحرك الامام الصدر مع كبار القادة وكان يتحدث عن ظلم شاه ايران الذي يعتدي على علماء الدين".

وهنأ ايران بانتصار الثورة الاسلامية الايرانية باسم حركة أمل وقيادتها ورئيسها الرئيس نبيه بري.

بعدها تولى حمدان وحايك ورئيس جمعية شمران ومدير ثانوية الشهيد بلال فحص وحطيط تقديم الدروع والهدايا التذكارية للسفير الايراني.

 

نص كلمة نصر الله في مهرجان هداة الدرب: نحرص على أجواء الحوار الداخلي والتعاون والابتعاد عن النكايات والسجالات

السبت 16 شباط 2019

وطنية - أحيا "حزب الله" عصر اليوم، ذكرى شهدائه القادة: الأمين العام السيد عباس الموسوي، الشيخ راغب حرب والقيادي عماد مغنية، بمهرجان بعنوان "هداة الدرب"، أقيم في الوقت نفسه في بلدات جبشيت، النبي شيت، طير دبا ومعلم مليتا السياحي، وتحدث خلاله الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وحضرته شخصيات سياسية وحزبية وفلسطينية ودينية ومؤيدون.بدأ المهرجان بآي من الذكر الحكيم، فالنشيد الوطني، تبعه نشيد "حزب الله"، ثم أزاح رئيس المجلس التنفيذي ل"حزب الله" السيد هاشم صفي الدين الستار عن مجسم للشهيد السيد عباس الموسوي، يرافقه نجله ياسر الموسوي، تلاه عرض فيلم وثائقي من وحي المناسبة.

نصرالله

ثم أطل نصرالله عبر الشاشة، ملقيا كلمة حيا في مستهلها "المحتشدين والمجتمعين في النبي شيت، في جبشيت، وطير دبا، في معلم مليتا، والذين يشاركوننا حفلنا هذا ومناسبتنا العزيزة هذه، في أي مكان في لبنان، أو المنطقة والعالم"، وخص بالذكر المشاركين في مناطق تشهد طقسا عاصفا.

ثم جدد التحية "لأرواح شهدائنا، قادتنا الشهداء، وكل الشهداء"، متوجها "بالتحية والتقدير إلى عائلات الشهداء القادة. إلى عائلة الشهيد القائد سيد شهداء المقاومة الإسلامية الأمين العام السيد عباس الموسوي، وإلى عائلة الشهيدة العزيزة، العالمة الفاضلة السيدة أم ياسر السيدة سهام الموسوي، هم كلهم عائلة علي الأصغر، علي أصغرنا الشهيد حسين عباس الموسوي. أيضا إلى عائلة شيخ شهداء المقاومة الشهيد القائد الشيخ راغب حرب رضوان الله تعالى عليه. وإلى عائلة الشهيد القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية رضوان الله عليه".

وقال: "اليوم، في ذكرى قادتنا الشهداء نحضر بين أيديهم، أمام ذكراهم العطرة وأرواحهم الحاضرة نتعلم. نستهدي، نتزود، بما نواصل به طريقنا نحو المستقبل".

وقسم خطابه إلى 3 محاور، الأول يتعلق بالمناسبة، والثاني عن بعض المستجدات في المنطقة، والثالث عن الوضع الداخلي اللبناني.

في ما يتعلق بالقسم الأول، قال: "دائما في مثل هذه المناسبة، في السنوات الماضية، عندما نقف بين يدي القادة الشهداء، كنت دائما أقول إن بين هؤلاء الشهداء القادة، هؤلاء الثلاثة بالتحديد، توجد الكثير من الصفات المشتركة، تحدثت عنها طويلا في السنوات الماضية. الكثير من الصفات المشتركة في الجانب الأخلاقي مثلا في التواضع، في محبة الناس، في حسن الخلق، في حسن العشرة مع الآخرين، في الإلفة، خصوصا إلى المستضعفين والفقراء والناس الطيبين والعاديين، في روح الجانب الجهادي، العنفوان، والحضور، والقوة، والشجاعة إلخ. في الجانب الديني، التقوى والورع والبعد عن بهارج الدنيا وزخارف الدنيا وما شاكل. في المسار ووضوح الرؤية والبصيرة".

أضاف: "اليوم أريد أن أتحدث عن واحدة من هذه الصفات المشتركة، التي بالتأكيد يتمتع بها أيضا جمهور المقاومة، أهل المقاومة، المقاومون، وهي من أهم عناصر القوة في مسيرتنا، التي يجب أن نحافظ عليها، ونعمل على تعزيزها في كل ما يواجنا من تحديات. هذه الصفة المشتركة هي صفة الأمل، الأمل بالمستقبل، التفاؤل، المعنويات العالية، وكل هذا ينطلق من التوكل على الله عز وجل. روح التوكل على الله عز وجل، والثقة بوعد الله سبحانه وتعالى، والاستعانة الدائمة به. هذا كان أيضا من الصفات المشتركة بين هؤلاء القادة الأعزاء، يقول الله تعالى: "ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا". هذه الكلمات كان قادتنا الشهداء، يؤمنون بها إيمانا عميقا وقويا، وانطلاقا من هذا الإيمان، كان هذا الأمل وهذا التفاؤل وهذه المعنويات العالية. ولذلك نحن نعرفهم عن قرب، كانوا راسخين ثابتين، أقوياء، صابرين، لا يتزلزلون، ولا يهتزون، ولا يجبنون، ولا يضعفون، وهذه من أهم المواصفات، التي يجب أن يتمتع بها بالدرجة الأولى القادة الذين يخاطبون الناس ويتقدمون الصفوف ويدفعون بالناس إلى المواجهة الأمامية. هذه كانت من الصفات الأساسية لهؤلاء القادة".

وتابع: "عندما نعود إلى شيخ الشهداء الشيخ راغب رضوان الله تعالى عليه، عندما نستمع إليه، فيما يعاد أيضا على شاشات التلفزة وبالمناسبات، كنا نراه كيف يهزأ بجيش الاحتلال، كيف يهزأ بالقوات المتعددة الجنسيات، كيف يهزأ بالأساطيل الأميركية والغربية، التي كانت تملأ البحر الأبيض المتوسط"، مستدركا "يجب أن ألفت نظر الأجيال الحاضرة من الشباب والصبايا، الذين يتابعون هذه المرحلة في مسيرتنا، لا تقيسوا هذه الكلمات على ظروفنا الحالية اليوم. الشيخ راغب عندما كان يتكلم بهذه الكلمات كان يحتل لبنان، كان الجيش الصهيوني يحتل لبنان، مئة ألف ضابط وجندي في الجنوب وبيروت والضواحي وفي الجبل وفي البقاع الغربي وراشيا، وصولا إلى ضهر البيدر. عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين والغربيين. الأساطيل الضخمة، الجيش الإسرائيلي أقوى جيش في المنطقة وآلاف العملاء في ميليشيات وغير ميليشيات.

وكان الشيخ راغب الأعزل، الذي لا يملك سلاحا يقاتل به، كان يملك سلاح الموقف والكلمة الشجاعة والقامة الشامخة والقلب، الذي لا يتسلل إليه خوف، والعزم الذي لا ينال منه وهن، فلا يخاف الموت ولا السجون ولا التعذيب ولا التهديد، في تلك الظروف كان الشيخ راغب، كان يقول هذه الكلمات ويعبر عن هذا الموقف".

وأردف: "في تلك الظروف التي كان المجاهدون قليلي العدد والعدة والإمكانات، في تلك الظروف التي كان الكثير من الناس في لبنان وفي المنطقة، يظنون أنهم دخلوا العصر الإسرائيلي، وأنه لا يمكن للعين أن تقاوم المخرز، ولا يمكن الوقوف في وجه هذه العواصف التي هبت على منطقتنا، في مثل هذا المناخ كان الشيخ راغب، يقف بصلابة، يرفض أن يصافح حتى جندي على الحاجز من جنود الاحتلال، وفي الوقت نفسه كان يعبر عن أمله، هذا الاستهزاء بهذه الجيوش وبهذه الأساطيل. هذا الإيمان بالله وبهذا الشعب وبهؤلاء الأهل الكرام وبهؤلاء المجاهدين الأبطال، كان يعتبر أنه "فشرت" إسرائيل أن تهزمنا، أو تبقى في أرضنا.

الشيخ راغب كان من الأسابيع الأولى يرى اليوم، الذي ستغادر فيه هذه الجحافل المحتلة أرضنا، ستخرج بقوة المقاومة والجهاد ودماء الشهداء والتضحيات، وبذل وهوان، وهذا الذي حصل، وهذا ما كان يتوقعه الشيخ راغب".

وقال: "سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي، أيضا تعرفونه، تعرفون شجاعته وثباته وصلابته، وتعرفون أيضا مدى أمله وتفاؤله الدائم على طول المعركة، منذ الأيام الأولى في بعلبك في معسكرات التدريب في جنتا، عندما كان المناخ الحاكم هو مناخ اليأس والاستسلام والشعور بالهزيمة وبانسداد الأفق، كان السيد عباس يتحدث عن الانتصار الآتي، الآتي قريبا"، مؤكدا "لم تغادر لغة الوعد بالانتصار شفاه ولسان السيد عباس لحظة واحدة على الإطلاق. أيضا انطلاقا من هذا الإيمان، السيد عباس الذي كان دائما يتحدث عن سقوط إسرائيل في لبنان، عن هزيمة إسرائيل في لبنان، وكان يتوقع ذلك وإن لم يشهده عام 2000، ولكن كان يؤمن به بقوة، وكان يؤمن بما يتجاوز أيضا الانتصار في لبنان وخروج قوات الاحتلال من لبنان، كان يتطلع إلى القدس، كما كان ينظر إليها القائد الشهيد الحاج عماد مغنية في قلب الميدان، وفي تفاصيل الميدان المتعبة والمرهقة أحيانا".

أضاف: "الشهيد الحاج عماد مغنية، هذا الشهيد القائد المجاهد، كان دائما صاحب المعنويات العالية، الذي يبث روح القوة والتفاؤل والأمل والمستقبل والثقة بالله سبحانه وتعالى، في أصعب الظروف، وفي أحلك اللحظات، وأشد المواجهات التي كنا نمر بها بين المجاهدين ومن حوله ومن معه. وأيضا كان يتطلع ليس إلى الحدود، الحاج عماد كان يعتبر أن تحرير بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا وجزين وراشيا بعد 1985، كان يعتبر هذا تحصيل حاصل، هذا بالجيب، هذه قصة وقت، أن العيون يجب أن تكون شاخصة بقوة إلى القدس، إلى بيت المقدس، إلى الهدف البعيد، إلى الهدف الأساس، الذي هو هدف كل هذه الأمة، وكل شعوب هذه المنطقة".

وتابع: "إذا من قادتنا الشهداء، كما قلت، الذين كانت تجمعهم صفات كبيرة وعظيمة، إلى جانب الذكاء إلى جانب الفهم، إلى جانب العقل الكبير والصبر الجميل والصدر الواسع، كان هذا الأمل، وهذه المعنويات وهذا التفاؤل. هذا اليوم أيضا وبعد كل هذه السنين التي مضت على شهادة قادتنا هو ما تتمتع به مقاومتنا، كادرها، مجاهدوها، ناسها، بيئتها، جمهورها، من يؤيدها، من يحتضنها، يحملون نفس هذه المعاني وهنا عنصر القوة، هنا سر القوة".

وأردف: "اليوم عندما يتحدثون، وهذا ما بعد قليل سأدخل إليه. عندما يتحدثون عن تزايد قوة المقاومة في لبنان، وعن قوة حزب الله بالتحديد، ويقيسونها إلى الماضي، نعم هذه الحركة الجهادية، هذه المقاومة الشريفة، كانت دائما تزداد قوة عاما بعد عام، من ال82 نحن الآن 2019، مثلما يقال ببعض الأدبيات الخط البياني، كان دائما خطا تصاعديا. ما كان في عودة إلى الوراء، ما في سقوط، ما في تراجع، ما في ضعف، ما في وهن، ما في هبوط في مرحلة، دائما الخط البياني كان خطا تصاعديا، وصولا إلى ما هي عليه المقاومة اليوم. ولكن هذا أيضا، هذا الخط البياني التصاعدي، هذه القوة الصاعدة والمتصاعدة والمتنامية، هي لم تأت في ظل ظروف ومناخات مساعدة ومعينة وهادئة، وإنما منذ 1982 هي تتعرض للحصار وللعقوبات، وللتشويه، ولتهم الإرهاب وللاغتيال، وللقتل، وللحروب التي فرضت عليها، وآخرها وليست آخرها حرب تموز والحرب المفروضة من قبل أميركا من خلال التكفيريين في المنطقة".

واستطرد: "الشيخ راغب والسيد عباس والحاج عماد، هؤلاء القادة الشهداء هم شهود، وهم شاهدون على حجم التضحيات، هم رموز لهذه التضحيات التي قدمتها هذه المسيرة على طول الخط. آلاف الشهداء آلاف الجرحى آلاف عوائل الشهداء، آلاف الأرمال والأيتام والتضحيات الجسام في كل الحروب، التي واجهناها على مستوى الأرزاق، والبيوت، والحقول، البنية التحتية، إضافة إلى الحرب النفسية الضاغطة منذ ذلك الحين إلى اليوم. كل شيء تستطيع أن تفعله أميركا للقضاء على هذه المقاومة، كل شيء تستطيع أن تفعله إسرائيل وعملائهم وأدواتهم في المنطقة فعلوه، على مدى كل هذه العقود على مدى كل هذه السنين. ومن قلب الصراع والمعركة والدخان والدمار والدماء والدموع والآلام والأحزان والأخطار، كانت هذه المقاومة تكبر وتتعاظم وتزداد قوة وعنفوانا وحضورا وتأثيرا في لبنان وفي المنطقة، وتصنع المعادلات وتدخل، وتدخل معها المنطقة وشعوب المنطقة زمن الانتصارات وتغلق خلفها بوابة زمن الهزائم".

وأكد "اليوم أيضا عندما يستمرون في مواجهة هذه المقاومة، وفي التآمر على هذه المقاومة، هم يخطئون، لأنهم يجهلون سر قوتها، هم لا يعرفون طبيعة هذه المقاومة، ليس فقط في لبنان، في لبنان، في فلسطين، في المنطقة، كل حركات المقاومة وكل ظواهر المقاومة، التي نشأت وكل ما يجري في المنطقة هو مقاومة في مواجهة الهيمنة الأميركية والمشروع الصهيوني".

واعتبر أن "التكفيريين والإرهابيين والتحالف السعودي الإماراتي ووو، هؤلاء أدوات في المشروع الأميركي، الذين يعتدون على شعب اليمن، والذين يحتلون البحرين، والذين يدعمون الإرهابيين في سوريا، ودعموا داعش في العراق، ويتآمرون على إيران، ويطبعون مع إسرائيل ويجلسون إلى جانبها في وارسو، ويجاملون رئيس حكومتها. هؤلاء كلهم أدوات، هذه كلها معركة واحدة في مواجهة عدو واحد، في مواجهة مشروع واحد، هم يتصورون أن سر القوة هو في السلاح، فنمنع عنهم السلاح، أو في المال، فنفرض عليهم عقوبات اقتصادية. ونمنع وصول المال عنهم أو حصولهم على المال، أو في التجهيزات والإمكانات، هم مشتبهون".

وإذ سأل "الشيخ راغب عندما كان يأخذ كل هذه المواقف، السيد عباس عندما كان يقود كل هذا الميدان ماذا كانت إمكاناتنا؟ ماذا كان لدينا سلاح؟ ماذا كان لدينا مال؟ ماذا كان لدينا إمكانات؟ كم كان عددنا؟ ما كانت تجهيزاتنا؟ لفت إلى أنه "في اللقاءات الداخلية، أنا كنت أقول ذلك، واليوم أقولها علنا، نحن اليوم لدينا، مثلا، نحن بحسب تقسيماتنا لأي مرحلة حرب في الإدارة العسكرية، نحن لدينا ما يقارب مثلا 35 إلى 40 ما نسميه محورا، منطقه جغرافية نسميها محورا، اليوم أي محور من محاورنا الأربعين، يمتلك من العديد ومن السلاح ومن التجهيزات ومن الإمكانات. إسمعوني جيدا أكثر مما كانت تملكه كل المقاومة الإسلامية في كل لبنان، عشيه 25 أيار 2000".

وقال: "ماذا كنا نملك نحن عندما كان يتحدث الشيخ راغب بهذه اللغة والسيد عباس بهذه اللغة والحاج عماد بهذه اللغة؟ سر قوتنا الذي لا يفهمها هؤلاء، ولذلك يخطئون ويتعبون أنفسهم ويستهلكون السنين، ويفشلون في نهاية المطاف، هو في هذا الإيمان، في هذه الروحية السارية في المقاومة وبيئة المقاومة وجمهور المقاومة"، طارحا جملة من الأسئلة: "هل المال والسلاح هو الذي يدفع الأمهات إلى التنافس لإرسال فلذات أكبادهن إلى جبهات القتال، سواء في مواجهة الصهاينة، أو في مواجهه التكفيريين؟ هل السلاح والمال والإغراء المالي هو الذي يدفع الآباء والأمهات، الذين لا يملكون إلا ولدا واحدا لإرسال ولدهم الوحيد إلى جبهات القتال، ويتمنون ويتوسلون لإرسال ولدهم إلى تلك الجبهات؟ هل المال والسلاح والعدد والعدة، هو الذي أوجد هذا الحب، هذه الثقة، هذه اللهفة، هذا الإيثار في أي مكان في العالم؟ هم في الجيش الأميركي، في الجيش الإسرائيلي، في الإدارة الأميركية، هل يوجد أحد مستعد أن يفدي شخصا آخر زميلا له؟".

وأكد "نحن نقول يفدي أخاه ورفيق دربه هو حاضر أن يفديه بروحه، أن يفديه بنفسه، أن يتقدم إلى الأمام ليدافع عنه، أن يقتل هو، ليبقى أخوه على قيد الحياة، هذه حالة المقاومة، هذا حال جمهور المقاومة، هذه قوة لبنان، هنا هذه قوة فلسطين، هنا هذه قوة أهل غزة، هنا هذه قوة اليمن، هنا هذه قوة شعب البحرين. اليوم هنا في هذه الروح قاتل الذين قاتلوا في سوريا وفي العراق وفي كل مكان، ولذلك أنتم لا تستطيعون أن تلحقوا الهزيمة بهذه الثقافة، بهذا الإيمان بهذه الروح. نعم نحن أقوياء ولا ضير أن نقول هذا، لكن طبعا أقوياء يجب أن نحافظ على تواضعنا مع الناس، خصوصا مع المستضعفين، مع المظلومين، مع المحبين، مع الذين يعلقون علينا الكثير من الآمال، نعم مع العتاة، مع المفسدين، مع الطغاة، مع اللصوص، يجب أن يكون الموقع الأخلاقي مختلفا، نحن أقوياء، لكن هذا يجب أن لا نخطئ التقدير فيه، لأنه تبنى عليه كل الحسابات في الوضع الداخلي في الوضع المحلي في وضع المنطقة".

وقال: "من هنا أدخل، عندما يقول وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية بومبيو، قبل أيام، إن حزب الله أصبح أقوى من أي وقت مضى، خصوصا في السنوات القليلة الماضية، غير صحيح، هو يقول ذلك من موقع الإدانة والاستهجان والغيظ والحقد، لكن هذا التقييم صحيح، جيد، والفضل ما شهدت به الأعداء، لكن طبعا هم أحيانا يبالغون في الحديث عن هذه القوة. أبدأ من هنا، بالمناسبة لأنفي ما قاله الأميركيون في ما يتعلق بفنزويلا، أبدأ من بعيد، نحن طبعا نتضامن مع القيادة السياسية ومع الدولة في فنزويلا، في مواجهة العدوان الأميركي والتآمر الأميركي والأطماع الأميركية في نفط فنزويلا وذهبها ومعادنها وخيراتها. أما مسألة أن هناك نفوذا لحزب الله في فنزويلا، "صيت الغنى جيد، صيت القوة جيد" لكن هذا لا أساس له من الصحة، أن هناك خلايا لحزب الله في فنزويلا، ليس على حد علمي أنه يوجد خلايا هناك، ونحن لم نرسل أحدا، وهم لم يطلبوا أحدا، أين نحن وأين فنزويلا؟".

أضاف: "يا جماعة هذا ليس له أي أساس من الصحة، كذلك الحديث عن نفوذ حزب الله في أميركا اللاتينية، وعن خلايا حزب الله في أميركا اللاتينية ويبدأ يعد، دول البرازيل الأرجنتين ولا أدري أين...هذا كله ليس له أساس من الصحة، نعم يفرح المرء عندما يقال عنه أنه قوي ولديه حضور دولي وعالمي، بعد قليل سيقولون إننا قوة عالمية، نحن بتواضع أوقات نقول عندما يقولون لنا إننا قوة إقليمية، كلا ليس هكذا، عندنا تأثيرنا الإقليمي نعم، لكن بعد قليل حتى أميركا ستقدمنا كأننا نحن قوة عالمية، ودائما أميركا عندما تتكلم، تتكلم بروسيا والصين وإيران وحزب الله، نحن لسنا هكذا، لا بأميركا اللاتينية، ليس فقط في فنزويلا، نحن أود أن أؤكد اليوم، ليس لدينا أي خلايا، وليس لدينا أي مجموعات، وليس لدينا أساسا تنظيم تابع لحزب الله في أميركا اللاتينية، بل ليس لدينا تنظيم في الخارج.

نحن في الخارج منذ زمن، نعم يوجد لبنانيون يحبون المقاومة، يؤيدون المقاومة، يلتقون معنا في الخط والموقف، لكن نحن منذ زمن وتقديرا للظروف الأمنية والسياسية والضغوط والعقوبات والتهديدات، قلنا حتى لمن يؤيدوننا في الخارج، أنتم اعملوا مستقلين واطلقوا مبادرات، وشكلوا أنتم وأهل الجاليات جمعيا ومراكز ثقافية مستقلة أو منفصلة، وقوموا بإدارة أوضاعكم، وأبقونا نحن بعيدين، حتى لا يتخذن أحد هذه العلاقة التنظيمية بيننا وبينكم، حجة وذريعة لإلحاق الأذى بكم، لذلك نحن لا في فنزويلا لدينا خلايا ولسنا موجودين، ولا في أميركا اللاتينية لدينا خلايا، وليس لدينا تنظيم".

وتابع: "أعود للموضوع الأساسي، نعم في مواجهة إسرائيل نحن أقوياء، نحن قوة وازددنا قوة، ومن الجيد أن يحكي عدونا هكذا، وعدونا يعرف ذلك، بعض الأوقات يقول الإسرائيليون نحن نعلم عنكم الكثير ويخاطبونني أنا، يقولون يا فلان، لو أنت تعرف ما نعرفه نحن عنكم لا تنامون الليل، جميل جدا، بالعكس هذا يطمئنني، إذا كنتم تعرفون وكانت معلوماتكم صحيحة، فهذا يعني أنكم ستزدادون مردوعية، إذا كانت لديكم المعلومات الكافية والصحيحة عنا، وعما نملك، وعما لدينا، هذا بالعكس يزيدنا ثقة، هذا لا يقلقنا ولا يخيفنا. نعم في مواجهة إسرائيل نحن أقوياء. أنا لا أريد اليوم، أن أتحدث كثيرا بالملف الإسرائيلي، لأنه في مقابلة الميادين وفي الأسابيع الماضية تكلمنا كثيرا، فقط أريد أن أضيف من وحي المستجد".

وأردف: "اليوم حتى في كيان العدو، كان هناك بدايات نقاش من مسؤولين كبار داخل جيش العدو يتكلم عن عدم جاهزية جيش العدو لأي حرب مقبلة، هذا لماذا مهم التذكير به؟ لأنه دائما هناك "تهبيط حيطان" وتهويل وتهديد وإسرائيل تريد أن تشن حربا وجاهزة للحرب وذاهبة للحرب، على مهل على العالم، وهم كبار القادة في الجيش الإسرائيلي وكبار المطلعين على حقائق الأمور في الجيش الإسرائيلي يقولون أن هذا الجيش غير مهيأ، وخصوصا الذراع البري أو القوة البرية في الجيش الإسرائيلي، لا القوة البرية واثقة من نفسها، لا الضباط واثقون من أنفسهم، ولا الجنود واثقون من أنفسهم ولا قيادة الجيش واثقة بهم ولا الحكومة واثقة بهم، هذا ليس كلامي، هذا الكلام خلال الأسبوع الماضي انضم إليه مسؤولون كبار وعارفون كبار داخل الجيش الإسرائيلي، وقالوا نعم، هذه الحقيقة، وبالتالي غير معلوم هل هذا الجيش هو قادر على أن يذهب إلى جنوب لبنان، أم هو قادر على أن يذهب إلى داخل غزة، هذا تهويل أن يدخل على غزة ويجتاح غزة أو يدخل إلى جنوب لبنان ويحتل جنوب لبنان، هذا كلام فارغ".

واستطرد: "اليوم، هم لا يثقون بجيشهم، ولكن نحن نثق بمقاومتنا، ونثق بمجاهدينا، وهم واثقون بأن مجاهدينا قادرون على الدخول إلى الجليل، وليسوا واثقين أن جيشهم البري قادر على الدخول إلى جنوب لبنان، هذه نتيجة مهمة جدا، هذا تحول كبير، لم يكن الوضع هكذا في الماضي، متى كان الوضع على الحدود في جنوب لبنان مع فلسطين المحتلة تحكمه معادلة من هذا النوع؟ الجنوب ليس قلقا، وليس خائفا، ولكن الشمال الفلسطيني، المستوطنون هناك، هم القلقون والخائفون. هذه حالة الردع. متى كان الإسرائيلي يحمل هم أن لبنان أو من في لبنان سيقتحمون قلاعه ومستعمراته والأرض التي يحتلها، وهو الذي كان دائما يهدد باجتياح الجنوب والوصول إلى بيروت والوصول إلى العاصمة؟ لا يوجد شك أنه وضع جديد وعلى مستوى عال من الأهمية".

وأشار إلى أنه "عندما ينظر الأميركي ومعه الإسرائيلي، الذين هم أصحاب المشروع الحقيقي في المنطقة، الهيمنة الأميركية والاحتلال الإسرائيلي، والباقي للأسف هم مجرد أدوات والآن أصبح واضحا أكثر من أي وقت مضى أنهم مجرد أدوات، أدوات مطيعة، أدوات طيعة، أدوات منفذة، أدوات منصاعة. من الطبيعي أن يكونوا منزعجين وقلقين من كل هذا الوضع، الذي استجد في المنطقة سواء في ما يتعلق بالجمهورية الإسلامية وصمودها وتنامي قوتها، سواء من انتصار العراق، من انتصار سوريا، من الوضع الذي تقوى فيه المقاومة في لبنان، من الثبات في فلسطين، من الثبات في البحرين، من الصمود الأسطوري في اليمن، من كل التحولات التي تجري في المنطقة، ولذلك ذهبوا من جديد في محاولة لحشد العالم في مواجهة محور المقاومة".

ولفت إلى أن "مؤتمر وارسو، بعد فشل الحروب السابقة، الحرب على لبنان في عام 2006، الحرب على غزة في عام 2014- طبعا بالمناسبة التقارير الجديدة التي صدرت وكانت تتحدث عن هذا العجز والفشل واليأس والضعف والوهن في روح الجيش الإسرائيلي في القوات البرية- تقول إن هذا بدأ - هذا جديد - هذا بدأ من نتائج عدوان 2006 وصمود المقاومة في لبنان، ومن نتائج الحرب على غزة 2014، لأنه في عام 2006 و2014 في جنوب لبنان وفي غزة، تلقت القوات البرية سواء نخبها ودباباتها وميركافاتها وضباطها وجنودها خسائر هائلة وفادحة، ليس المهم العدد، المهم أن هذا زلزل القوة البرية خلال 2006 وخلال 2014 في جنوب لبنان وفي غزة. اليوم هم جاءوا ليحشدوا بعد فشل الحروب، وأيضا بعد فشل القتال من خلال التكفيريين في المنطقة، هذا استنفذ - سنعود له بعد قليل - هذا استنفذ وانتهى، داعش وغير داعش وأخوات داعش، فلذلك أميركا بحاجة إلى مرحلة جديدة، إلى خطوة جديدة، فجاءت تدعو العالم إلى مؤتمر وارسو، لكن ماذا كانت النتيجة؟ أيضا هذا مهم".

ورأى أنه "في مقارنة بسيطة، عام 2011 من أجل إسقاط النظام في سوريا، الذي كان مشروعا أميركيا - إسرائيليا، وكان الآخرون فيه مجرد أدوات ومقاتلين وممولين وعناصر فتنة، أميركا جمعت 140 دولة في مؤتمر أصدقاء سوريا، إذا تذكرتم، 140 دولة، بينها دول كبيرة ومهمة، وحضر فيها رؤساء ورؤساء وزراء ووزراء خارجية ووزراء دفاع، يعني مستوى التمثيل أيضا كان عاليا. قبل ذلك، ليس في مواجهة سوريا، في مواجهة حركات المقاومة، الذين أصدروا في ذلك الوقت بيانا بالاسم في عام 1996، قالوا حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي، ثلاثة أسماء، اجتمع ليس 140 دولة، اجتمع العالم كله في شرم الشيخ، تتذكرون؟ اللبنانيون لا ينسون هذا الموقف، وجاء رؤساء، اجتماع قمة، ليس وزراء خارجية وسفراء ومندوبين، كان كلينتون وكان يلتسن وكان رئيس الصين - لا أتذكر اسمه - وكل أغلب الدول العربية كانت، أغلب أوروبا كانت، رؤساء فرنسا وألمانيا وبريطانيا وو.. أغلب الدول العربية كانت، غابت سوريا وغاب معها لبنان، يمكن غابت الجزائر على ما أذكر، بعض الدول غابت، عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، طبعا إيران لم تدع لأنها كانت مستهدفة".

وقال: "العالم اجتمع كله في قمة، في شرم الشيخ، ليستهدف ثلاث حركات مقاومة، في وقتها، كانت النتيجة في عام 1996. اجتمع العالم ليدعم شيمون بيريز، فسقط شيمون بيريز بعد ستة أشهر، بفضل العمليات الاستشهادية الفلسطينية في فلسطين، وصمود المقاومة في مواجهة عناقيد الغضب في نيسان 1996، ولم ينفعه كل العالم، الذي اجتمع في شرم الشيخ. والآن يجمعون العالم، يحاولون أن يجمعوا العالم في وارسو من أجل عيون نتنياهو وأيضا من أجل محاصرة إيران واستهداف محور المقاومة، كم جمعوا؟ 60 دولة، 70 دولة؟ وأغلب هذه الدول لم يسمع بها أحد وليس لها تأثير إقليمي، وليس لها تأثير بمنطقتنا، وليس لها تأثير في العالم، والكثير منهم شاركوا بسفراء ومندوبين، وفي نهاية المطاف لم يستطيعوا أن يخرجوا ببيان، وكل التصريحات التي سمعناها، كانت كلاما معادا ومكررا وفارغا ومرتبكا أيضا، ويعبر في بعض جوانبه عن العتب، كما سمعنا نائب الرئيس الأميركي وهو يعتب على الأوروبيين في مسألة إيران".

أضاف: "حسنا، هذا وارسو، هذا بالتأكيد لا يخيفنا، اليوم يجب أن نعلق على وارسو ونقول، في مدرسة السيد عباس، الشيخ راغب الحرب، الحاج عماد، الشهداء والقادة، هذا لا يخيف هؤلاء، في شرم الشيخ كان الحشد أعظم وأكبر، وكنا أقل عددا وأضعف عدة وظروفنا أصعب، ومع ذلك، في ذلك اليوم، لم نخف ولم نرتعب ولم يقدم ولم يؤخر، بالعكس قلنا كما كنا نقول دائما حسبنا الله ونعم الوكيل، هذا كان شعارنا. اليوم نفس الشيء، الظروف بالعكس أفضل بكثير وأحسن بكثير. هذا كان في الحقيقة مؤتمر هزيل وهش"، مؤكدا "نعم، الاستهداف - فقط نقف كلمة سريعة بالاستهداف - الاستهداف هو أولا كان القضية الفلسطينية، إذا لاحظتم في هذا المؤتمر رغم وجود، قالوا عشرة دول عربية، وبعض وزراء خارجية الدول العربية، كلمة فلسطين لا يوجد، قضية فلسطينية، شعب فلسطيني، غزة المحاصرة، مليونا إنسان محاصر في غزة، آلاف المعتقلين في السجون الإسرائيلية، قتل يومي للرجال والنساء والأطفال في فلسطين، مصادرة للأراضي، هتك للمسجد الأقصى وحرمة المسجد الأقصى والمقدسات، الكيان الصهيوني، الكيان الإجرامي، العنصري، الإرهابي، الذي هو سبب الحروب في المنطقة منذ أكثر من 70 عاما، فلا أحد يقترب صوبه، لا أحد يأتي على ذكر إسرائيل ولا أحد يأتي على ذكر فلسطين"، سائلا: "وما هو موضوع المؤتمر؟"، شارحا: "محاربة الإرهاب والبحث عن الإطمئنان والسلام والأمان في المنطقة، ورأس الإرهاب في المنطقة هو إسرائيل، والإجرام رأسها، إسرائيل والإخلال بالأمن والتهديد بالحروب هي إسرائيل، لم يبق هناك شيء".

وأكد أن "الهدف الحقيقي، أحد الأهداف الحقيقية هو هذا التطبيع الذي شاهدناه، إخراج العلاقات، بعض العلاقات الخليجية من السر إلى العلن، العماني خرج إلى العلن من مدة، الإماراتي خرج إلى العلن من مدة، البحريني خرج إلى العلن من مدة، لكن الذي خرج إلى العلن بشكل أوضح ومن موقع رسمي هو السعودي، وزير خارجية السعودية جالس على الطاولة مع نتنياهو. المؤتمر أحد أهدافه الحقيقية، الدافع نحو التطبيع وأن ينسى العالم، لا يوجد شيء اسمه فلسطين، مؤتمر دولي يتحدث عن الشرق الأوسط، لا يوجد فيه كلمة فلسطين ولا شعب فلسطين، هناك إيران وغير إيران، هناك محور المقاومة، هناك تهديدات بالمنطقة ولكن لا يوجد شيء اسمه فلسطين".

وقال: "الثاني هو إيران، محاولة حشد العالم في مواجهة إيران، ومعها محور المقاومة من دول ومن شعوب ومن حركات، لكن هذا لم يؤد إلى نتيجة. أما إيران، إيران التي هي مركز الاستهداف الأساسي في كل ما تفعله أميركا اليوم، وفي كل ما تفعله إسرائيل، هذه إيران وضعها وضع مختلف، إيران اليوم هي إيران قوية - تكلمنا عنها ساعة ونصف قبل أيام فلا أعيد وأطلنا على الناس وأعتذر منهم مجددا - لكن الجمهورية الإسلامية أقوى من أن يستهدفها أحد بحرب، نتانياهو كتب تغريدة ولاحقا صحح الموضوع، نتانياهو قال، زل لسانه وقال ما في قلبه، إنه يعمل من أجل حشد دولي وإقليمي لشن حرب على إيران".

أضاف: "طبعا هو يظن أن العالم يعمل عنده والأميركيون يعملون عنده، أصلا نتنياهو هو الذي يعمل عند الأميركيين، وهؤلاء الذي يعول عليهم كلهم يعملون عند الأميركيين، السؤال الحقيقي أن الأميركيين يريدون شن حرب على إيران أم لا؟ هم حتى الآن 40 سنة شنوا حروبا بالواسطة، والآن أكثر من أي وقت مضى أصعب على أميركا من أن تشن حربا على إيران، الأمور ليست بهذه البساطة، ولذلك الرهان دائما على العقوبات وعلى الحرب الناعمة وعلى الحرب النفسية وعلى الوضع الاقتصادي وعلى الوضع الداخلي والصراعات الداخلية والخلافات الداخلية"، معتبرا أن "هذا هو الذي كان يراهن عليه ترامب والذي كان يتكلم عنه، لكن الرد الإيراني جاء قويا وسريعا وفي مناسبة طبيعية، في مناسبة الأربعين ربيعا من عمر الثورة الإسلامية في إيران".

وإذ سأل: "ماذا شاهد العالم في شوارع إيران؟"، قال: "الملايين عشرات الملايين من الرجال والنساء والأطفال ومختلف التيارات السياسية ومختلف الأعمار ومختلف الانتماءات العرقية والدينية في شوارع المدن الإيرانية، ألف مدينة إيرانية تظاهرت وعشرة آلاف بلدة إيرانية، وتحت الثلج والبرد والصقيع والماء، رأيتم الصور هذا كان رد الشعب الإيراني بعد أربعين سنة من الحروب والعقوبات ومحاولات التيئيس والإحباط والرهان على الموضوع الداخلي والاقتصادي والعقوبات و... و... و...، خرج ملايين الإيرانيين إلى الشارع ليوجهوا رسالة واضحة إلى كل العالم، طبعا بعض وسائل الإعلام غطت هذا الأمر، وبعض وسائل الإعلام تجاهلت بالكامل، يعني مثلا الإعلام الممول خليجيا، سعوديا وإماراتيا، ولا كلمة سكتوا وبلعوا ألسنتهم وبهتوا، بينما من قبل كم شهر إذا تتذكرون عندما نزلت مظاهرات صغيرة من عدة مئات، يا خيي من عدة آلاف، في طهران وفي مشهد، تلفزيون العربية والتلفزيونات الأخرى، فتحوا الهواء أربع وعشرين ساعة وطلعوا محللين، وهذا النظام في إيران يتم إسقاطه، وبدأوا يحتلفون بسقوط النظام في إيران".

أضاف: "أنظروا كم هم سخفاء "معليش" أنا أضرب هذا المثل لأقول سخافة وتفاهة، أنا لا أحب أسب لكن هذه التعبيرات "معليش" يظلوا مؤدبين، الجهل والوهم والعيش في السراب وفي الخيال وفي أضغاث الأحلام، أما عندما نزل ملايين الإيرانيين وتحت الثلج ولساعات ومشوا لساعات، كل وسائل الإعلام الممولة خليجيا سكتت، وأخفت الصورة وأخفت المشهد، لأن هذا دليل على جهلهم وكذبهم وتضليلهم وضحكهم على الناس خلال كل الأشهر الماضية".

وأشار إلى أن "إيران بعثت إلى أميركا ولكل أعدائها في المنطقة رسالة قوية جدا، أن إيران حاضرة وأن نظامها قوي وأن شعبها حاضر في الميدان، وأن أجيالها تتوارث حمل الأمانة والحفاظ على الأمانة والتضحية من أجل أمانة الثورة، التي صنعها الإمام الخميني ومئات آلاف الشهداء قبل أربعين عاما، هي رسالة إلى العدو وهي أيضا رسالة إلى كل الأصدقاء، رسالة إلى كل محور المقاومة، إلى كل دول وشعوب وحركات المقاومة، إلى كل المستضعفين والمعذبين والمظلومين في منطقتنا، أنه ما زال لهم في المنطقة، أنه ما زال هناك سند قوي ومتين وراسخ، يعتمد ويثق بالله ويستند إلى قدرة الملايين من شعبه الأبي والوفي والمؤمن والصامد والصابر، الذي يدفع بلاده إلى التطور ويبقى دائما في طليعة مواجهة الهيمنة الأميركية والمشروع الإسرائيلي".

وقال: "نعم القلق هو على فلسطين وعلى القضية الفلسطينية، ومن هنا أهمية أن نعود مجددا لنذكر شعوبنا العربية والإسلامية، وكل الذبن يؤيدون فلسطين في معركة مواجهة التطبيع، هدف المؤتمر كان التطبيع، على كل حال هو له فوائد كثيرة، صحيح هذا يدعو إلى القلق، لكن ماذا توجد فيه من إيجابيات؟ واحدة من إيجابياته: أنه عندما يقعد ما يسمى بوزير خارجية حكومة عبد ربه منصور هادي، يقعد على شماله بحسب الصورة، التي في التلفزيون، قاعد على شمال نتنياهو ويجامله ويقدم له لا أعرف ماذا، هذا يبين لكم حقيقة المعركة في اليمن، وقاعد في وجهه أقطاب العدوان السعودي الإماراتي على شعب اليمن، من أجل أن تعرفوا حقيقة المعركة في اليمن، أنها لم تكن في يوم من الأيام كما قال إمام الحرم المكي في بداية الحرب أنها حرب السنة والشيعة، أبدا.

هذه حرب أميركا على اليمن وعلى شعب اليمن، وعلى القوة الكامنة العظيمة في اليمن، هذه حرب أميركا وهذه حرب إسرائيل، تنفذها السعودية والإمارات وعبد ربه منصور هادي والمرتزقة الموجودين معهم، هذا كشف المستور، هذا مهم جدا من أجل الوعي ومن أجل البصيرة ومن أجل أولئك، الذين ما زالوا يقفون في تلك الجبهة أو يقفون على الحياد في مسألة اليمن".

أضاف: "كذلك عندما يقعد على يمينه أيضا، بحسب الصورة في التلفزيون، يقعد على يمينه وزير خارجية البحرين، وهذا كذلك يدل على أن المعركة في البحرين، صحيح أن عنوانها الحريات وسيادة الشعب والإصلاح ومحاربة الفساد ومواجهة الديكتاتورية، لكن في العمق، هذا النظام اليوم، الحاكم في البحرين، هو جزء من التركيبة الأميركية الإسرائيلية في المنطقة، وهذا هو وزير خارجيته، الذي يجاهر في موضوع العلاقة مع إسرائيل والتطبيع مع إسرائيل، وهكذ".

وتابع: "هذه هي واحدة من الفوائد، أن نذهب إلى مواجهة التطبيع، هذه مسؤولية اليوم، نجدد الدعوة إلى كل الشعوب العربية والإسلامية في الحد الأدنى مسؤوليتهم، يا خيي ليس عندك صاروخ، ولست قادرا أن تفتح حرب، ولست قادرا على أن تذهب إلى جبهة، لا توجد مشكلة، لست قادرا على دفع المال، لا توجد مشكلة، لكن أليس لديك لسان؟ أليس لديك قلم؟ لست قادرا أن تتكلم كلمة ولست قادرا أن تواجه، يجب أن يتوجه الملايين من شعوبنا العربية والإسلامية ليعبروا عن رفضهم للتطبيع وعن غضبهم وعن سخطهم، هذا أقل الواجب على كل شعوب منطقتنا، وعلى شعوبنا العربية والإسلامية، أقل الواجب".

وأردف: "الشعب الفلسطيني كل يوم يقدم الدماء، هذه مسيرات العودة كل أسبوع، يوجد فيها شهداء وجرحى، وكذلك في موضوع الموقف على الشاطئ البحري، وكل يوم في الضفة وفي القطاع يوجد شهداء، الشعب الفلسطيني يرفض الاستسلام ويرفض التوقيع ويرفض التخلي عن المقدسات، المطلوب في الحد الأدنى من الشعوب العربية والإسلامية موقف رافض للتطبيع، وقطعا هذا مؤثر، أنتم رأيتم "خلقته" عندما طلعوا من المؤتمر وهجم الصحافيون على عادل الجبير، أرأيتم كيف اسودت "خلقته"، لم يقدر أن يتكلم بكلمة، ولم يكن قادرا على الدفاع، لأنه ليس لديه منطق، ولأنه ذليل ولأنه جبان، لأنه يعرف أن ما يفعله لا يمت إلى هذه الأمة ولا إلى حضارتها ولا إلى دينها ولا إلى مقدساتها ولا حتى إلى مصالحها بصلة، والوجه الكالح والأسود الثاني، كان وجه وزير خارجية البحرين عندما خرج، لم يتكلموا حتى بكلمة، والصحافيون يسألونهم "ويتحركشون" بهم، هذا يدل على أنهم حتى وهم ذاهبون إلى التطبيع، يعرفون أن ما يقومون به هو أمر مبغوض ومكروه ومرفوض ومدان في وجدان هذه الأمة، وعند شعوب هذه الأمة، لكن ما هو في وجداننا يجب أن نعبر عنه بلساننا في الحد الأدنى".

واستطرد: "يوجد حول الوضع الإقليمي كلمة، في موضوع ما يجري الآن كحدث مهم جدا وهو الانتهاء من داعش في سوريا، الآن ونحن نخطب يوجد خبران: يوجد خبر يقول خلص خلصت داعش في هذه البلدة التي اسمها الباغوز، ويوجد خبر ثاني يقول كلا، ما زالوا موجودين في عدة أمتار ومحاصرين ويقومون بالاستسلام، لكن خلص الموضوع انتهى، خلال ساعات إذا ليس اليوم فغدا، لقد انتهى، وبالتالي يكون الوجود العسكري لداعش في سوريا قد انتهى، وقد سبق ذلك، حسم المعركة عسكريا مع داعش في العراق، بفضل تضحيات الشعب العراقي والجيش العراقي والحشد الشعبي والموقف العراقي الوطني الجامع، سنة وشيعة وعرب وكرد وتركمان، ويظلله موقف المرجعية الدينية الشريفة في النجف الأشرف".

وقال: "أيضا في لبنان، موضوع داعش أيضا كان انتهى، للأسف الشديد يوجد أناس "بعدهم"، منذ أيام قرأت عن أحدهم يقول إن حزب الله فشل سلاحه في إلحاق الهزيمة بداعش في جرود عرسال، أنظروا إلى هذه العقلية، على كل، إن حزب الله كان جزءا من المعركة الكبرى من شرق حمص إلى شرق حماه وإلى شمال حلب وإلى البادية السورية وصولا إلى أبو كمال، هذا لا يوجد شك أنه تطور مهم جدا، أنه يأتي وقت اليوم لنقول لا وجود عسكريا لداعش في العراق، توجد خلايا وتوجد بقايا، ولا وجود عسكريا لداعش في سوريا، يظل توجد خلايا وتوجد بقايا في الصحراء، وربما في بعض المناطق، ولا وجود عسكري لداعش في لبنان، طبعا هذا هو انتصار عظيم، هذا انتصار عظيم".

أضاف: "أنا أريد فقط أن أعلق على النفاق الأميركي في هذا الموضوع، للأسف الشديد من يريد أن يطلع الليلة أو غدا، ليعلن النصر التاريخي والحاسم على داعش؟ من؟ المنافق الأكبر في الكرة الأرضية الرئيس الأميركي ترامب. هذا أمر مؤسف وهذا أمر محزن، أنظروا إلى النفاق والوقاحة أن تصل إلى هذا الحد وإلى هذا المستوى، لماذا؟ ما هو الدليل الذي لدي؟ الدليل الذي لي هو أنه في لبنان، أميركا ليس لديها علاقة بمعركة داعش، بل ذكرت لكم سابقا أنها كانت تمنع من هذه المعركة وتضغط على الدولة اللبنانية".

وتابع: "في العراق، أميركا هي التي أوجدت داعش، باعتراف ترامب نفسه، وبقي سنة ليس مرة واثنتين وثلاثة، عشرات المرات من التصريحات والخطابات، أن الذي صنع داعش، صنع داعش، الآن يوجد أناس يقولون: السيد ينقل غلطا عن ترامب، كلا لا أنقل غلطا، أنه والله قصده أوباما وكلينتون هيأوا الأرضية فوجدت داعش، كلا هو ليس قصده هذا، بل هو يتكلم بكل صراحة، وتوجد شهادات لكبار جنرالات أميركيين ومسؤولين كبار في "سي أي إي" أن الإدارة الأميركية في زمن أوباما وكلينتون، هي التي أوجدوا داعش، أوجدوها وأخرجوا قادتها من السجون وطلبوا من السعودية والإمارات ودول خليجية أخرى، أن تقدم لها المال، وطلبوا من تركيا ودول أخرى، أن تفتح لها الحدود ويعطوها تسهيلات".

وأردف: "أميركا هي التي صنعت داعش في العراق وامتدت إلى سوريا، وكان مشروعهم أن تسيطر داعش على العراق، وأن يتخذوا من داعش ذريعة للعودة إلى احتلال العراق، ولكن العراقيين عطلوا هذه المؤامرة بصمودهم وبقوتهم وبدماء شهدائهم، ثم أتى فيما بعد الأميركي المنافق ليقول أنا لدي سهم، لأنني أقوم بالقصف من الجو وبتقديم المعلومات وأقوم بالتدريب ولدي مستشارون، وكل الشواهد حتى من الساحة العراقية تؤكد أن الأميركيين كانوا عامل تأخير أيها الإخوة والأخوات وأيها الناس، في معركة العراق الأميركيون كانوا عامل تأخير لحسم المعركة مع داعش، وكانوا يريدون لهذه المعركة أن تستمر لعشر سنوات و لخمس عشرة سنة، من أجل أن ينهبوا أموال العراق وثروات العراق ويبتزوا العراق ويبنوا قواعد عسكرية في العراق، ولكن إرادة المرجعية وإرادة الحكومة العراقية وإرادة الشعب العراقي والجيش العراقي والحشد الشعبي وفصائل المقاومة، هي التي فرضت حسما سريعا للمعركة مع داعش".

وقال: "أما في سوريا، أنتم أيها الأمريكان أين قاتلتم داعش؟ قليلا في شرق الفرات؟ من شمال حلب إلى شرق حلب وإلى جنوب حلب، أنا حافظهم بصم ومتابعهم أنا باليوم وبالساعة كنت، إلى شرق حماه وشمال حماه إلى شرق حمص وإلى مخيم اليرموك وإلى تدمر وإلى البادية السورية، التي مساحتها خمسين ألف كيلومتر مربع، كي لا أغلط في الأرقام، لكن الذي أنا أحفظه وقتها أتى الشباب وقالوا لي يا سيد، خمسين ألف كيلو متر مربع، قالوا لي حررنا مساحة تعادل خمس مرات من مساحة لبنان في البادية، إلى السويداء وإلى بادية السويداء وصولا إلى أبو كمال ودير الزور، المساحة الأطول والأضخم والمعارك الأهم في مواجهة داعش خاضها في سوريا الجيش السوري والقوات السورية القوات الشعبية بتشكيلاتها وألوانها المختلفة، وإلى جانبهم الحلفاء من الإخوة الإيرانيين وفصائل المقاومة العراقية وألوية زينبيون وفاطميون، وصولا إلى إخوانكم وأبنائكم في حزب الله في المقاومة الإسلامية، طبعا وبمساندة من الحليف الروسي".

أضاف: "الميدان كله كان بيد هؤلاء، والأميركان كانوا يعطلون ويعيقون، وعندما وصلت القوات إلى نهر الفرات، إلى النهر الفاصل، وحرروا أبو كمال ودير الزور، وهربت كل داعش إلى حيث كانت تتواجد في شرق الفرات، وكان النصر في ذلك الوقت في 9/11/2017، يعني قبل 15 شهرا تقريبا، كانت القوات تريد أن تتقدم لتقضي على داعش وتصل إلى الحدود العراقية، من الذي منعها؟ الأميركيون، ترامب، الذي يريد أن يطلع اليوم ليقول أنا قضيت على داعش، أنت يا سيد ترامب منعت القضاء على داعش وحسم المعركة مع داعش بعد تحرير أبو كمال ودير الزور، وأنت طولت عمر داعش 15 شهرا لأنك كنت تريد توظيف داعش في شرق الفرات، مجددا ضد سوريا وضد العراق، ولم تستطيع لأن الناس بقيت منتبهة في البوكمال وفي الميادين وفي دير الزور، وبقيت منتبهة في الأنبار، وعلى طول الحدود العراقية السورية، والتعاون العراقي السوري كان على أعلى مستوى عسكري وأمني، هذا المنافق سيعلن اليوم القضاء على داعش، وهم كما صنعوا القاعدة هم أعلنوا القضاء على القاعدة، وكما مولوا صدام حسين وأعطوه أسلحة الدمار الشامل ليقتل بالسلاح الكيميائي شعبه، والأكراد من شعبه والإيرانيين، هم قضوا عليه بحجة سلاح الدمار الشامل، وهذا ما يعلنونه اليوم وغدا، فيما يتعلق بداعش.

إسمحوا لي أن أقول: الذي حرر المنطقة ودفع خطر داعش الإرهابي الإجرامي الوحشي ومشروعها الظلامي الأسود على المنطقة هو محور المقاومة، دول المقاومة، جيوش المقاومة، حركات المقاومة، وليس هذا المنافق الأميركي الذي جاء في آخر الخط ليصنع لنفسه موقعا للشراكة في الانتصار، ويقول إنه يحارب الإرهاب وإنه قضى على داعش، بدل أن تحاكم أميركا على جريمتها في صنع داعش وتتحمل كل المسؤولية على الجرائم، التي ارتكبتها داعش في منطقتنا".

وعن الوضع الداخلي اللبناني، قال: "الحكومة نالت الثقة في الأمس، الحمد لله رب العالمين، حسنا، إلى العمل، تفضلوا الى العمل، أود أن أؤكد من جديد على أهمية الحفاظ أو الحرص على أجواء الحوار الداخلي والتواصل والتداخل والتعاون والابتعاد عن السجالات وعن النكايات وعن المخاوف، وإلى الانفتاح في معالجة ومناقشة كل الملفات وكل الخيارات. بالنسبة لنا في الموضوع الداخلي، نحن نطرح خيارات في ما يعني الأزمات الموجودة والملفات القائمة، نيتنا هي حقيقية ونقول للبنانيين هي نية صافية، مثل صفاء الشيخ راغب ومثل نقاء السيد عباس ومثل طهارة الحاج عماد، هذه هي نيتنا".

أضاف: "نحن من أول الطريق، نحن طالما داخلين على ملفات داخلية بقوة، من أول الطريق ليس لدينا شركات كي نأخذ لها تلزيمات، ولا نريد أموالا من الدولة، لأننا نؤمن بأن هذا المال محترم، وحرام شرعا نهبه أو سرقته أو اختلاسه، أو حتى إنفاقه خارج دائرة القانون، وليس لدينا شيء، نحن حقيقة جزء من هذا الشعب اللبناني، ليس الآن نشعر بآلامه، بل منذ البداية نشعر بآلامه واحتياجاته وأزماته، لكن كان لدينا أولويات ومعارك كبرى، كنا نحاول أن نقوم بشيء خلال كل السنوات الماضية، ليس أننا لم نقم بشيء، وهذا خطأ شائع، إن حزب الله كان خارج الوضع الداخلي والآن دخل عليه، كلا، نحن لم نغادر نحن موجودون، لكن محكومين بأولويات كبرى ومعارك كبرى".

وتابع: "اليوم نحن داخلون أقوى من أي وقت مضى، نحمل مسؤولية أكبر من أي زمن مضى، لكن حقيقة لا نريد أي شيء وحاسبونا، نحن ما نريده بكل صدق أن تحل مشاكل الناس وأن تعالج. أنا عندما تحدثت عن موضوع الكهرباء، لأن هذه أزمة حقيقية، هذه المشكلة ليست مشكلة بعلبك الهرمل، ولا مشكلة عكار، إنها المناطق الأشد حرمانا في لبنان، أو مشكلة الجنوب أو أي منطقة في لبنان، هذه مشكلة كل بيت في لبنان، وكل منطقة في لبنان، وكل ضيعة في لبنان، هذه مشكلة وطنية جامعة، حسنا، أنا عندما أتي وأقول للبنانيين يا أخي هناك من هو قادر على مساعدتنا، أنا لا أقول إن إيران تريد أن تقدم هبة، هي ممكن أن تقدم هبة، لكن بالنهاية أنا الذي بدأت به بوضوح، أن إيران قادرة أن تمد يد المساعدة، يمكن بقرض ميسر، وبإمكاناتها وقدراتها وتجربتها، هم لديهم طاقة كهربائية عظيمة جدا في إيران وفي دول الجوار".

وأردف: "سابقا كانوا الجماعة جاهزون لكي يساعدونا، أنا أقدم محاولة للمساعدة ليس أكثر ولا أقل، أنظروا، أنا أشرت بالخطاب السابق بال2006 عندما كان أخونا الحاج محمد فنيش وزيرا للطاقة، وضعت خطة وما زالت هذه الخطة هي أساس الخطط التي جاءت لاحقا، وأخذنا الخطة إلى إيران مثلما تكلمت، ولكن أريد أن أكمل من حيث قطعت الكلام هناك، أخذنا الخطة إلى إيران، والإخوان في إيران قالوا إنها بسيطة وسهلة وإنهم قادرون وهذا موضوع سهل، حتى ضحكوا، هم قالوا لنا هذا سهل وكم يحتاج! فجئنا إلى لبنان وقلنا للحكومة اللبنانية في ذلك الحين. أتذكرون من كان وقتها رئيس الحكومة، قلنا لهم يا أخي، هذا وزير الكهرباء وهذه هي خطته تفضلوا لدينا هذه الإمكانات، قالوا لنا أبدا أبدا، إيران! أعوذ بالله، إيران ممنوع، لماذا؟ السبب سياسي، إنهم الأميركيون والضغط الأميركي ونخاف من الأميركيين والسعودية أيضا، ليس فقط الأميركيون، يغضب علينا السعوديون أيضا، يعني، ماذا تفعلون، أتأتون بإيران لكي تحل لنا مشكلة الكهرباء في لبنان؟".

واستطرد: "طبعا الذي يحل مشكلة الكهرباء في لبنان، يحقق مكسبا بالدرجة الأولى، معنويا وإنسانيا وأخلاقيا، لأن الشعب اللبناني سيضرب له التحية، كل الشعب اللبناني، لأن هذه مشكلة كل بيت ومعاناة كل بيت، والمعاناة جزء كبير من الوضع الاقتصادي، الدكاكين والمحلات والسوبرماركت والمستشفيات والخ، لم يقولوا، حسنا. سؤال، لو تجاوزوا الاعتبار السياسي، لأنه لم يكن ليرتب عليهم شيئا، لو تجاوزوا الاعتبار السياسي، أنظروا ماذا كان ليحصل، كان منذ الـ2006 في لبنان كهرباء 24/24، يعني منذ الـ2006 إلى الـ2019 تم حرمان الشعب اللبناني من كهرباء 24/24 نتيجة النكد السياسي، أو نتيجة الانصياع السياسي، أو نتيجة الجبن السياسي، ليقول أحدهم غير هذا الكلام، نحن نتحدث بالحجة والمنطق والدليل".

وقال: "ثانيا، كم ترتب دين على الميزانية العامة في لبنان بسبب الكهرباء من وقتها إلى اليوم، اليوم السبب الأساسي في عجز الموازنة هو الكهرباء، تقريبا مليار و500 مليون أو مليار و800 مليون دولار سنويا، ليس فقط أنه ليس فقط لا يوجد كهرباء في بيوتنا كلبنانيين، سنويا الشعب اللبناني يريد أن يدفع ضرائب لكي يغطي مليارا و800 مليون دولار، لماذا؟! فقط لأن بالـ2006 النكد السياسي، الكيد السياسي، منع فرصة أن نحصل على كهرباء 24/24، حسنا، الآن نفس الشيء، الآن من آخرها لا إيران آتية و"مستقتلة" ولديها أموال ولا تعرف أين تصرفها، الموضوع ليس هكذا أبدا، نحن يجب أن نذهب إلى إيران لنقول لهم يا إخوان نريد أن تساعدونا، نحن جاهزون، من آخرها، لأنه من يوم الخطاب الأخير إلى اليوم، لم يبق أحد إلا خرج لأن هذا طبعا حشر الجميع، أنا أتكلم منطقا، أنا لا أتكلم شعارات، حشر الجميع ولا نستطيع ان نأخذ من إيران والمجتمع الدولي والعقوبات والبنوك والمصارف وأميركا وأوروبا والسعودية وووو".

أضاف: "الخيل لتلاقي الخيل، أوف أوف أوف أوف حسنا أخي على مهلك، نحن قدمنا عرضا ومنعتم، أئتونا بعروض من أصدقائكم، أتينا بأصدقائنا فرفضتم، أئتونا بأصدقائكم ولن نرفض، وأي كان من أصدقائكم، وأنا أفترض بأن الإسرائيلي ليس من أصدقائكم، حتى لا أستثني، ولو قلنا الإسرائيلي ستقولون إنه قصدت أن إسرائيل صديقتنا؟ لندع الإسرائيلي جانبا، الأميركي، الأوروبيون، السعوديون، أليس لديك أصدقاء في العالم؟ أليس أنتم من يخاف أن يقطع هؤلاء أموالهم ومساعداتهم وأن يغضبوا عليكم، حسنا يا أخي نحن وقفنا، فلتريحوا أعصابكم، ويمكن أن يكون من فوائد أن تأتي إيران ويغضب من يغضب، يمكن يكون من الفوائد أن نشجع الآخرين على المجيء".

وتابع: "نحن أيها الناس نريد أن نأكل عنبا، نحن نريد أن نرى كهرباء في بيوت اللبنانيين، نريد أن نرى الدواء في بيوت اللبنانيين، ونريد أن نرى سيارات اللبنانيين تسير على الأوتوسترادات والأنفاق، كائنا من كان الذي سيأتي بالكهرباء أو الدواء، أن يحل مشكلة السير، أو أن يعالج أزمة النفايات، ليس لدينا مشكلة. نحن أناس نريد أن نأكل عنبا، من أكبر ما يدعو إلى السخرية هو القول إن هذا من أجل أن تسيطر إيران على لبنان، ومن أجل أن يكون لإيران نفوذ في لبنان، ما هذا الكلام؟! حقيقة هناك أناس سخيفون، إسمحوا لي أن أقول اليوم سخفاء وتافهون لأن الأمور هي هكذا. الآن إيران التي تتهمونها بأنها مسيطرة على لبنان، وأن حزب الله حاكم لبنان، وحكومة حزب الله وجمهورية المرشد والولي الفقيه للبنان، أنه إيران محتاجة أن تأتي بقروض وبأموال وشركات لكي تساعدنا في الكهرباء، لكي يصبح لديها نفوذ في لبنان، هذه تفاهة حقيقة، هذه سخافة حقيقة".

وأردف: "كذلك عندما نذهب إلى الملفات الأخرى، اليوم أريد أن نقول لهم "أنلزموكموها وأنتم لها كارهون"، لا والله، نحن لم نأت لكي نجبركم ولم نأت لكي نلزمكم، ولا لنفرض عليكم ولا حتى لكي نقاتل أي أحد، تقبلون ذلك لنتكل على الله، لا تقبلوا ذلك، لا يقلق أحد، لن نضغط على أحد، لن نخرج بمظاهرات ولن نقيم القيامة ولن نضرب على الطاولة في مجلس الوزراء ولا شيء، بكل هدوء وعقلانية يا إخوان أيها الشعب اللبناني أعيد، يوجد دولة صديقة مقتدرة لديها علم وتكنولوجيا وتطور، جاهزة لكي تساعدنا في الكهرباء وفي غير الكهرباء أتريدون ذلك نحن جاهزون لكي نكون خدما لهذا الشعب ووسطاء خير، لا تريدون ذلك، خير إن شاء الله، دعونا في العتمة، لنرى، هل يريدون أن يحلوا مشكلة الكهرباء، أم أنهم لا يريدون أن يحلوها".

واستدرك: "وهنا نحن منفتحون على أي حل، على أي ملف، على أي خيار، لا ندير ظهرنا، كلا، حسنا، اليوم كل اللبنانيين سمعوا خلال الأشهر الماضية أن الخوف من الانهيار المالي والانهيار الاقتصادي والبلد على حافة الانهيار وعلى حافة الافلاس، حسنا، الآن بمعزل إن كان يوجد مبالغة في هذا أو لا يوجد مبالغة فيه، لكن هذا تحدي حقيقي وكبير موجود في البلد، نحن كلنا معنيون بأن نواجهه، يعني الأدبيات المستخدمة اليوم، كلنا في قارب واحد صحيح، إذا انهار الوضع الاقتصادي ستنهار كل المناطق، وكل الطوائف ستنهار، نحن وضعنا الاقتصادي والمالي والنقدي والليرة اللبنانية مقابل الدولار، مثل الكهرباء تعني كل لبناني، مثل الدواء تعني كل لبناني، لا يوجد شيء يعني منطقة دون منطقة، وطائفة دون طائفة وجهة سياسية دون جهة سياسية، لذلك نحن اليوم أمام المعركة الحقيقية، التي هي مواجهة الفساد والهدر المالي".

وقال: "أن نذهب كي نأتي بقروض إضافية مثلما يعملون، هذا لا يحل الموضوع، الحل هو في معالجة موضوع الإنفاق وترشيد الإنفاق، وهذا يعني الدخول في معركة مواجهة الفساد المالي والهدر المالي والفساد الإدراي".

أضاف: "نحن أعلنا عن هذه المعركة في الانتخابات النيابية، ونحن جديون فيها، قلنا سنبدأ مع تشكيل الحكومة، في الفاصل الزمني ما بين الانتخابات وتشكيل الحكومة، وقد جهزنا ملفاتنا ومعلوماتنا ودراساتنا، ورأيتم أمس وأول أمس في جلسات الثقة في الحكومة ومناقشة البيان الوزاري في البرلمان، أستطيع أن اقول لكم بدأت الخطوات الأولى في معركة حزب الله في مواجهة الفساد والهدر المالي، وتقدمنا علنا وبشكل واضح من خلال الأخوة النواب وبالخصوص من خلال الأخ النائب مسؤول الملف، ملفين بالدرجة الأولى، ملف له علاقة 11 مليار دولار، لا يعرف اللبنانيون كيف أنفق وأين أنفق وحساباته ومصاريفه وفواتيره ودهاليزه. حسنا كله أصبح جاهزا في وزارة المال، تفضلوا هذا ملف ضخم، 11 مليار دولار أيها الناس من أموال الشعب اللبناني، كيف صرفت وأين ذهبت؟ ومن صرفهم؟ تفضل يا مجلس النواب، تفضل يا قضاء ضع يدك على الملف، هذا سنتابعه للآخر".

وتابع: "الملف الثاني الأعجوبة، أن هناك مفاوضات من قبل المسؤولين اللبنانيين مع الجهات الدولية للحصول على قرض ب 400 مليون دولار لصرف ال 400 مليون دولار على عناوين ليس لها جدوى. أخونا السيد حسن النائب في البرلمان، قال بعض الشواهد أمس، أيضا هناك أناس اتصلوا فينا بالأمس، وقالوا يا أخي مجددا عرض علينا من حسابات هذا القرض لوزارتنا ومؤسستنا كمية من المال وقلنا والله نحن لا نحتاجها. هذه معركة أيضا بدأنا بخوضها سنخوضها للأخير".

وأردف: "لكن اسمحوا لي طالما دخلنا في معركة مكافحة الفساد أن أقول عناوينها العريضة:

- أولا، نحن نخوض معركة حماية المال العام الذي هو مال الشعب اللبناني، هذا ليس مال المسؤولين، المسؤولون الرسميون هم مؤتمنون على هذا المال، فإما أن يكونوا أهلا للأمانة أو يخونوا الأمانة، أما نحن وأنتم يجب أن نحمي مال الشعب اللبناني وندافع عن مال الشعب اللبناني ونمنع اللصوص والفاسدين والسارقين والناهبين والجشعين، واسمعوني هناك أناس في لبنان لا حد لطمعهم، لا حدود لنهمهم وجشعهم، عجيبين والله عجيبين.

هذه معركتنا ومعركتكم وكلنا، هذه ليست معركة حزب، أو كتلة نواب، هذه اتفقنا الرؤساء، القوى السياسية، الكتل النيابية، كل الشعب اللبناني يجب أن يشارك في هذه المعركة. وأنا أقول لكم في هذه المعركة نحن حاضرون أن نكون جنودا، نحن نتقدم، لكن فليتقدم غيرنا ونحن حاضرون أن نكون جنودا عنده، نحن لا نريد لا سبقا صحفيا ولا مكسبا إعلاميا ولا نريد أن نعمل انتصارات ولا نريد أن نعلق نجوما على أكتافنا، نحن أيضا بمكافحة الفساد نريد أن نأكل العنب، نريد المال المسروق أن يعود ونريد ألا يسرق المال الموجود، ولا يهمنا من يحمل الراية ومن يأخذ الواجهة ويكون العنوان، ونحن جاهزون أن نكون إلى جانبه وخلفه، ويريدنا أن نكون أمامه جاهزون أن نكون أمامه، هذه روحيتنا في هذه المعركة.

- ثانيا، هذه المعركة سنذهب فيها إلى الملفات الكبيرة والمهمة، الآن بعض الناس يتوقعون - لأنه جاءنا الكثير من المعلومات - شكوى على موظف، شكوى على رئيس مصلحة، شكوى على مدير، هذه تفاصيل، هذه تعالج مع الوقت، بالطريق، الأولوية هي للملفات الكبيرة، عندما تتلكم عن فساد بمئات ملايين الدولارات أو بمليارات الدولارات أو هدر مالي بمئات ملايين الدولارات هذا الذي يجب أن تعمل عليه، هذه أموال الناس التي يتم هدرها أو سرقتها أو نهبها أو تضييعها، أو غدا عندما تأتي هذه القروض إن لم تصرف في مشاريع لها جدوى حقيقية، يا أخي هذه قروض وليست هبات، يعني الشعب اللبناني سيسد القروض من جيبه وسيدفع فائدة عليها، ولذلك يجب أن يكون هناك دقة، أن هذا القرض حبيبي أين ستصرفه؟ فيه جدوى أو ليس هناك جدوى؟ فيه خدمة للناس؟ هذه أموال الناس، الناس سيحملون العبء. إذا الأولوية للملفات الكبيرة والمهمة.

بالوسائل، سنذهب للقانون، لأن القانون يمكن أن يفتح أبواب الفساد والهدر، من خلال القانون يمكننا أن نسد أبواب الفساد والهدر، وضربت مثلا سابقا مثل موضوع التلزيم بالتراضي، نأخذ كل شيء على المناقصات، لا أقول هذا يمنع 100% ولكن يمنع 95%، مع القليل من التفتيش المالي ومع ديوان محاسبة والقليل من الدقة والشفافية، نصل إلى 100% بالفساد الإداري والتوظيف والمحسوبيات، نذهب للقانون، موضوع الخدمة المدنية والبوابة، نذهب للقوانين.

أيضا النقطة الثانية نجمع معلومات بكل إمكاناتنا، نحن سنسخر كل إمكانات حزب الله وصداقاته واتصالاته لجمع المعلومات ودراستها والتدقيق بها وتحليلها، ثم نذهب إلى القضاء، طبعا أنا أريد أيضا أن أكون صادقا معكم، نحن تحدثنا مع كثيرين، والله افترضنا هناك ملف يعود إلى فلان نعم نحن سنذهب عند مرجعيته السياسية ونقول له: يا حضرة المرجعية السياسية لهذا الفلان يوجد هذا الملف، ماذا ستفعلون؟ نريد أن نأكل العنب، عندما أقول نريد أن نأكل العنب حتى لما يأتي السؤال لماذا لا تقولون أسماء، يعني من يومين ثلاثة يا نواب تتكلمون لماذا لا تقولون أسماء؟ هل يجوز لنا أن نشهر بالناس؟ بالأول يجب أن نذهب إلى القضاء، بالأول يجب أن نذهب إلى التحقيق، لا يكفي أنني أجريت تحقيقا، وأنا تحقيقي قد لا يكون مكتملا، لأنه أنا لا أستطيع أن أستدعي هذا الوزير وهذا المدير وهذا الموظف وأجري معه تحقيقا.

لا يجب أن نشهر بالناس مهما كان، حتى لو كان خصما سياسيا لي، أيجوز لي أن أشهر به وأتهمه بالفساد وبالسرقة والنهب، قبل أن أذهب إلى القضاء، أو إلى جهة بالحد الأدنى فيها تدقيق وفيها تفتيش وفيها معطيات حقيقية؟ لاحقا إذا أخذنا الملف إلى القضاء والقضاء توانى نذهب إلى الإعلام ونكمل بالسياسة وننزل إلى الشارع، هذا كله وارد ومفتوح.

لكن نحن أولا سنعمل على موضوع القوانين، وثانيا، سنكمل جمع الملفات وفتح الملفات، ثالثا سنأخذ الناس والملفات إلى القضاء، والقضاء يجب أن يتحمل المسؤولية والأجهزة الأمنية، يجب أن تتحمل المسؤولية بجمع المعلومات وبالتحقيق، لأن البلد كله يجب أن يكافح الفساد والهدر وإلا البلد كله سينهار".

وأكد "هذه هي طريقتنا، وهذا كله بوقت واحد، عندما قلت أنا عن القانون هناك أناس قالوا إن هذا ناقص، أنا لم أقل إننا لن نفعل الأمورالأخرى، سنعمل على ملفات الفساد السابقة والقديمة والقائمة، وسنعمل على سد أبواب الفساد ووقف الهدر، الذي سيأتي أو الذي يمكن أن يحصل، كلا المعركتين يجب أن تخاض بحضور وبقوة وبفعالية وبانفتاح. وهدفنا أعيد وأقول أن نأكل عنبا، وليس هدفنا أن نقتل الناطور. أيضا، بنفس شجاعة وثبات وإقدام الشيخ راغب والسيد عباس والحاج عماد، مثل ما قلت، بنفس صفائهم ونقائهم وطهارتهم، لأن هذا الملف يحتاج لشجاعة ويحتاج لثبات ويحتاج لحضور ويحتاج لتحمل المسؤولية، نحن أيضا سنتحمل هذه المسؤولية".

وقال: "في ذكرى هداة دربنا، الشيخ راغب والسيد عباس والحاج عماد وكل الشهداء، في ذكراهم العزيزة نحن سنواصل دربهم، الذي دلونا عليه واستشهدوا فيه وعلقوا عليه الكثير من الآمال، سنحفظ الوصية يا سيد عباس وسنحمل السلاح ليبقى موقفا يا شيخ راغب وجحافلك، التي حضرتها وجهزتها يا حاج عماد، سوف تبقى حاضرة دائما لتقتحم التلال والجبال وسلاسل الجبال وتنصب الأعلام في أعلى القمم".

وختم "دائما مع أملنا بالمستقبل وثقتنا بالله وتوكلنا على الله سبحانه وتعالى، نمضي نحن وإياكم مستندين إلى هذا الإرث المعنوي الهائل، الذي يمثله أنبياؤنا، أولياؤنا، أئمتنا، شهداؤنا، علماؤنا، قادتنا وجمهورنا الطاهر والمبارك والمضحي والصبور".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 16 و 17 شباط/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

برسم الحريري وجعجع وباقي جماعة الصفقة الخطيئة: هذا هو مفهوم نصرالله للنأي بالنفس

الياس بجاني/16 شباط/19

خطاب نصرالله اليوم الشتم والإتهامات والعنتريات ضد العرب وأميركا هو قمة في النأي بالنفس التي وعدنا بها بيان الحريري الحكومي.عجبي

 

كل أصحاب شركات أحزاب لبنان هو كوارث وطنية

الياس بجاني/16 شباط/19

 كل أحزاب لبنان ودون استثناء واحد هي شركات يملكها أفراد أو عائلات أو وكلاء لجماعات أو دول خارجية.. ولكن الكارثة تكمن في من يقبل من أهلنا أن يكون حزبياً أي تابعاً وهوبرجي..واقع مؤلم لكنه واقعنا للأسف.

 

فيديو مداخلة من  قناة الحدث للكاتب الصحافي حنا صالح تتناول شح تمويل إيران لحزب الله ودور الحزب في حكومة الحريري الذي هو هندسها/16 شباط/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.youtube.com/watch?v=yr9gEXaDV9w&t=204s

 

حزب الله: وحده لا شريك له في لبنان

علي الأمين/جنوبية/ 16 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72235/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%AD%D8%AF%D9%87-%D9%84%D8%A7-%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%83-%D9%84%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D9%84/

 

إيران.. من غزو المغول إلى غزو الملالي

البحرين/عادل محمد/الشفّاف/السبت 16 شباط 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72228/%d8%b9%d8%a7%d8%af%d9%84-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%ba%d8%b2%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d9%88%d9%84-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%ba%d8%b2%d9%88-%d8%a7/

 

 

 

The Iranian-Hizballah crash program for converting 14,000 medium-range Zelzal 2s into precision-guided missiles is struggling. But 250 are still a threat.
 
تعثر برنامج إيران-حزب الله لتحويل 14 ألف صاروخ من نوع زلزلة 2 إلى صواريخ موجهة بدقة ولكن تهديد 250 منهم لا يزال قائماً
 DEBKAfile/February 16/19

 http://eliasbejjaninews.com/archives/72244/debkafile-the-iranian-hizballah-crash-program-for-converting-14000-medium-range-zelzal-2s-into-precision-guided-missiles-is-struggling-but-250-are-still-a-threat-%D8%AA%D8%B9%D8%AB%D8%B1-%D8%A8/

 

 

Is Lebanon next geopolitical battleground between US and Russia?
 
تارنس جي منتر/يداعوت احرونوت: هل لبنان هو ساحة التالية لمعركة جيوسياسية بين الولايات المتحدة وروسيا؟
 Terrance J. Mintner/The Media Line/Ynetnews/February 17/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/72241/is-lebanon-next-geopolitical-battleground-between-us-and-russia-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%B3-%D8%AC%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%B1-%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D8%AD%D8%B1%D9%88/


 
Warsaw: A Step to Deter Iran
 
أمير طاهري: مؤتمر ةارسو هو خطوة بإتجاه ردع إيران
 Amir Taheri/Asharq Al Awsat/February 16/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/72231/amir-taheri-warsaw-a-step-to-deter-iran-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d9%85%d8%a4%d8%aa%d9%85%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%b3%d9%88-%d9%87%d9%88-%d8%ae%d8%b7%d9%88%d8%a9/

 

Yemen's War Is a Mercenary Heaven. Are Israelis Reaping the Profits?
 
زفي هارئيل من الهآرتس: حرب اليمن هي جنة للمرتزقة فهل الإسرائيليون يجنون الفوائد منها
 Zvi Bar'el/Haaretz/Februar 16/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/72225/zvi-barel-haaretz-yemens-war-is-a-mercenary-heaven-are-israelis-reaping-the-profits-%d8%b2%d9%81%d9%8a-%d9%87%d8%a7%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa/