LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 شباط/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february01.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَحْتَقِرُوا أَحَدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكتَهُم في السَّمَاوَاتِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رحيل الفنانة الراقية مجدلا

الياس بجاني/نيالنا نحن الموارنة..قادتنا ملتحقين بمحور المقاومة الفظيع

الياس بجاني/الراعي الرجل الغلط في المكان الغلط

الياس بجاني/تعليقاً على المؤتمر الصحفي القواتي-الجعجعي الباسيلي التصويب

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/اين هي صواريخ حزب الله

الياس بجاني/كفى تجارة ومتاجرة بالقضية الفلسطينية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

النتائج جاءت عكس ما تصرّحان به/موقع المقاومة اللبنانية

اردوغان التاجر والمنافق والإخونجي على خط صفقة العصر/الياس بجاني

قضاء دويلة "حزب الله" الذي لا يعترف بكل سلطة قضاء الدولة اللبنانية

موقع الحرة/حزب الله يعاقب صاحبة "المرجوحة" بسبب قاسم سليماني

الموقف الرسمي اللبناني الرافض لصفقة القرن، سيلقى صدا" سلبيا" جدا" عند الإدارة الأمريكية،

سفارة فرنسا تنفي توجيه تحذيرات الى رعاياها في لبنان

حزب الله شيع أحد عناصره في الهرمل

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 31/1/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 31 كانون الثاني 2020

العقوبات «تخنق» حزب الله صحياً.. وآخر الدواء في سوريا!

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

هيئة تنسيق الثورة طالبت بحكومة مستقلين أكفياء وباستقلال القضاء واستعادة الاموال المنهوبية وانتخابات نيابية مبكرة وفق النسبية ودولة مدنية

خلف رسالة بري... معطيات وقراءات دقيقة

العفو العام خارج البيان الوزاري؟

الحريري إلى السعودية... سياسياً

تطورات جديدة في قضية الناشط ربيع الزين

واشنطن تتراجع عن دعم لبنان.. وهذا ما كشفته التقارير

هذه حقيقة المقاطع الصوتية التي تحذر من تفجيرات!

عن ملايين دولارات ....المطارنة

زياد اسود يهاجم جنبلاط: الأساس أنتم خونة و سارقين و نحن صرف لبنانيين

ملف “سلوم” يرميه في أحضان حزب الله: حبيش التقى وفيق صفا سرّاً!

انكفاء الغرب فرصة أمام روسيا لتعزيز نفوذها في لبنان/ارتباط حكومة حسان دياب بحزب الله يكرس عزلة لبنان عن محيطه العربي.

الأحرار: لا لتوطين أي لاجىء او نازح مهما كثرت الضغوط وكبرت المغريات

مجلس كنائس الشرق : فلسطين قضية حق ولا سلام من دون عدل وعدالة

هل تضع صفقة القرن لبنان أمام التطبيع مع دمشق

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

فيتو إيران ونوري المالكي يطيحان بترشيح محمد علاوي لرئاسة وزراء العراق وحزب الله اللبناني يستلم إدارة الملف العراقي بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني

كوشنر: مرونة أميركية إذا شارك الفلسطينيون في المفاوضات

ماكرون: السلام يحتاج إلى طرفين ودولتين سياديتين

كارتر: خطة ترمب للشرق الأوسط «تنتهك القانون الدولي»

العراق: السيستاني يدعو إلى تأليف حكومة جديرة بالثقة وانتخابات مبكرة

إردوغان يلوّح بعملية عسكرية في إدلب

حملة أميركية على أوروبا لتبني «ضغط أقصى» على دمشق ولندن استضافت سلسلة اجتماعات لتنسيق المواقف وفرض عقوبات اقتصادية

إسرائيل تشن غارات على قطاع غزة

الاحتجاجات تعم المناطق الفلسطينية رفضاً لخطة السلام الأميركية

أبو الغيط التقى عباس في القاهرة وانتقد خطة السلام الأميركية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 بعد التوتر مع أبو صعب والصراف ... هكذا كان لقاء قائد الجيش مع وزيرة الدفاع/يارا الهندي/الكلمة اونلاين

لبنان الكبير" على مشارف الهجرة والمجاعة/هيام القصيفي/الأخبار

إلى "17 تشرين": دعوة إلى الانتظام البنيويّ الفوريّ في قوامٍ سياسيٍّ وطنيّ تغييريّ/عقل العويط/النهار

صراع على تقاسم لبنان في صفقة القرن الروسية- الأميركية/منير الربيع/المدن

سليماني ودعاء "دامَ رعبُكُم" في لبنان حسن نصرالله/محمد أبي سمرا/المدن

واشنطن: الحكومة تحت الاختبار/مهند الحاج علي

الهيلا هو و17 تشرين: السلميّة والشغب وتقصير البنطلون! (2)/منى مرعي/المدن

إلى المعركة: الإجراءات المصرفية الجديدة ستسرق ثلث ودائعكم/عزة الحاج حسن/المدن

«صفقة القرن».. جعجع يكسر «حصرية» حزب الله!/أحمد الحسن/جنوبية

تفاصيل سرية تنشر للمرة الأولى: هكذا أنهت الديبلوماسية الفرنسية «عناقيد الغضب»/أحمد ياسين/جنوبية

ثوّار بعلبك وبريتال يفنّدون تحرّكهم.. «لأجل الدولة»/فكتوريا موسى (البقاع.كوم)/جنوبية

"حزب الله" وحلفاؤه... مخيّم بخيام كثيرة/نجم الهاشم/نداء الوطن

توافق دولي على منح حكومة دياب مئة يوم... وترسيم الحدود البحرية يُحدِّد البوصلة/رلى موفّق/اللواء

هل تنتهي “الحريرية السياسية” على يد أبنائها أم تُولد من جديد؟/أحمد الأيوبي/صحيفة اللواء

قصّتي مع الأمل… كثير من فقدانه/إليسا/النهار

لا علاقة لأزمة البنوك الحالية بمستوى الدَّين الحكومي/دليل الانتفاضة عن حقيقة الانهيار المصرفي/توفيق كسبار/نداء الوطن

يُبشّرون بإجراءات مُوجعة ونبشّرهم بانتفاضة غير سلميّة؟!/فؤاد ابو زيد/الديار

حلقة دراسية فيديو/الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا ولبنان ما بعد سليماني/مايكل نايتس, فيليب سميث, وحنين غدار/معهد واشنطن

صَفعة... القرن!/مخيفة "صفقة القرن". هي لم تطرح لتطبّق، بل لتكشف مأساة شعوب يقتلها دوي الشعارات... الفارغة/فارس خشّان/الحرة

تنسيق تحت الطاولة بين شركاء 2016/طوني عيسى/الجمهورية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض مع شريم إقفال ملف المهجرين ومع نصري خوري تصريف الانتاج

دياب ترأس الاجتماع السابع للجنة صوغ البيان الوزاري

دياب استقبل وزير الخارجية القبرصي والسفير الياباني ووفدا من المجلس الاقتصادي والاجتماعي

دياب استقبل الهيئات الرقابية ورؤساء المجالس القضائية وشدد على اهمية مكافحة الفساد

حتي ونظيره القبرصي أعلنا عن التحضير لقمة ثلاثية تضم لبنان وقبرص واليونان:عسى أن تنعكس الثروات الطبيعية إزدهارا لا مصدرا لعدم الاستقرار

لازاريني من بكركي: بحثنا في سبل مواجهة حال الطوارىء الوطنية في لبنان

جعجع بعد اجتماع التكتل: المساس بودائع الناس في المصارف غير مقبول وحملتنا على الفساد ستستمر

جعجع اتصل بعباس متضامنا: صفقة القرن ولدت ميتة

الراعي: صفقة القرن علامة حرب وحقد ودمار ولا يمكن لترامب أن يلغي تاريخ الأرض المقدسة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وجَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ ويَشْرَبُ فَقَالُوا: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وشِرِّيبُ خَمْر، صَدِيقُ العَشَّارِينَ والخَطَأَة! ولكِنَّ الحِكْمَةَ تُبَرِّرُها أَعْمَالُهَا

إنجيل متى11/من11حتى19/قالَ الربُّ يَسوعُ (لليهود): «بِمَنْ أُشَبِّهُ هذَا الجِيل؟ إِنَّهُ يُشْبِهُ صِبْيَانًا جَالِسِينَ في السَّاحَاتِ يَصيحُونَ بِأَصْحَابِهِم قَائِلين: زَمَّرْنا لَكُم فَلَمْ تَرْقُصُوا، ونَدَبْنا لَكُم فَلَمْ تَنْتَحِبُوا. جَاءَ يُوحَنَّا لا يَأْكُلُ ولا يَشْرَبُ فَقَالُوا: فِيهِ شَيْطان! وجَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ ويَشْرَبُ فَقَالُوا: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وشِرِّيبُ خَمْر، صَدِيقُ العَشَّارِينَ والخَطَأَة! ولكِنَّ الحِكْمَةَ تُبَرِّرُها أَعْمَالُهَا!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

رحيل الفنانة الراقية مجدلا

الياس بجاني/31 كانون الثاني/2020

رحلت الفنانة الراقية والمبدعة بنت بلدة الكحاله السيدة مجدلا ولكن ذكراها باقية.

الرب أعطا والرب أخد فليكن اسمه مباركاً..نصلي من أجل راحة نفسها في المساكن السماوية إلى جانب البررة والقديسين والعزاء لعائلتها والكحاله ومحبيها.

 

رحيل الفنانة الراقية مجدلا

رحلة الفنانة المبدعة السيدة “مجدلا”/من الأرشيف..هذه هي سيرة مجدلا وقصتها في الحياة ومع المهرجانات والفن والغناء/

اضغط هنا أو على الرابط في اسفل لقراءة المقابلة وهي من أرشيف مجلة المسيرة لعام 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/82816/%d8%b1%d8%ad%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%86%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a8%d8%af%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%85%d8%ac%d8%af%d9%84%d8%a7-%d9%85%d9%86/

 

نيالنا نحن الموارنة..قادتنا ملتحقين بمحور المقاومة الفظيع

الياس بجاني/31 كانون الثاني/2020

مبروك لمحور المقاومة التحاق جعجع والراعي به. الراعي فقع بيان حربي غير شكل وجعجع استنفر واتصل بعباس.. وخبز راح ناكل نحنا الموارنة

 

الراعي الرجل الغلط في المكان الغلط

الياس بجاني/ 30كانون الثاني/2020

حدا بيعرف الراعي مع مين؟ أكيد لا مع الكنيسة ولا مع لبنان ولا مع الفقراء..والباقي تفاصيل..كلن يعني كان ومنون الراعي

 

تعليقاً على المؤتمر الصحفي القواتي-الجعجعي الباسيلي التصويب

الياس بجاني/ 30كانون الثاني/2020

حدا يفهم جعجع وباقي التجار بأن مشكلة لبنان هي حزب الله وليس باسيل أو عون وأن هؤلاء هم مجرد أدوات والتركيز عليهما فقط خطيئة.

شركة سمير جعجع هي أخطر على لبنان من الإحتلال الإيراني لأن جعجع مهووس وموهوم ويعيش في عالم منسلخ عن الواقع ولا يرى لا هو ولا زوجته سوى الكرسي في بعبدا. رؤية صفر وقادة صفر وصنمية 100%. ..وصدق تحت الصفر وسلم أولويات شي تعتير

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

30 كانون الثاني/2020

اين هي صواريخ حزب الله/الياس بجاني/30 كانون الثاني/2020/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%8a%d9%86-%d9%87%d9%8a-%d8%b5%d9%88%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%9f/

 

كفى تجارة ومتاجرة بالقضية الفلسطينية

الياس بجاني/29 كانون الثاني/2020

كل رفض أو استنكار لصفقة العصر دون بدائل عملية وقابلة للتطبيق هو تجارة ونفاق وزجل وشعبوية وجهل وعداء فاضح لمصير الشعب الفلسطيني

 

حزب الله، حزب دجل ونفاق المقاومة والتحرير رد على صفقة القرن ببيان

الياس بجاني/29 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82707/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87%d8%8c-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%af%d8%ac%d9%84-%d9%88%d9%86%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%85/

نسأل أين هي صواريخ حزب الله التي ستنهمر على تل أبيب وعلى ما بعد بعد تل أبيب؟

ونسأل أين هي تهديدات قادة إيران وملاليهم بتدمير إسرائيل خلال سبعة دقائق وإزالتها من الوجود؟

وأكيد لا حياة على من ننادي، ولا جواب من الذين نسألهم لأن هؤلاء همهم الأول هو مساعدة إسرائيل وأضعاف الدول العربية وشعوبها، والإبقاء على احتلال لبنان وتدميره وتشريد شعبه وإفقاره، وليس لا محاربة ولا تدمير إسرائيل، وكل الوقائع العملية ومنذ سنين تؤكد هذه الحقيقة الساطعة كالشمس والتي للأسف يتعامى كثر من اللبنانيين عن رؤيتها والاعتراف بها.

وعلى سبيل المثال لا الحصر فإيران وحزب الله وجيش بشار الأسد هم من دمر مخيم اليرموك الفلسطيني في سوريا وقتل وشرد وأذل وجوع سكانه من اللاجئين الفلسطينيين، وليس إسرائيل، وهذا غيض من فيض مكارم إيران واذرعنها والنظام الأسدي على فلسطين والفلسطينيين.

حزب الله باختصار هو فزاعة إيرانية يحتل لبنان خدمة لإيران ولمشروعها التوسعي والمذهبي ويخدم حكام إسرائيل في الاستمرار بتخويف الإسرائيليين به ومن خطر أسلحته عليهم.

حزب الله وراعيته إيران لم ولن يحاربوا إسرائيل، ولكنهم حاربوا ويحاربون تقريباً كل الدول العربية ويدمرون مجتمعاتها ويزرعون بين شعوبها كل ما هو إرهاب وحقد وفرقة وكراهية ومذهبية.

اليوم وبعد إعلان ترامب عن ما يسمى صفقة القرن أي خطة السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل نسأل أين هو حزب الله وأين هي صواريخه؟ وأين هي إيران وأين هي تهديداته؟

ولأن كل عنتريات وتهديدات إيران واذرعنها وفي مقدمهم حزب الله ضد دولة إسرائيل هي مسرحيات وكذب ودجل ونفاق واستغباء للشعوب،

ولأن كل شعارات التحرير والمقاومة ورمي إسرائيل بالبحر التي ترفعها إيران هي عدة شغل تستعمل لتوسيع انتشارها الإحتلالي والتوسعي والإرهابي والملالوي فلا هي ولا حزبها الإرهابي في لبنان سيقومان بأي عمل عسكري ضد إسرائيل ولا من قريب ولا من بعيد، وها هو الرد الصاروخي جاء من حزب الله ببيان فارغ من أي محتوى جدي ومن أي عمل عسكري…بيان ببغائي ونفاقي بامتياز.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

النتائج جاءت عكس ما تصرّحان به

موقع المقاومة اللبنانية/31 كانون الثاني/2020

في الرابع من نيسان من العام ١٩٩٠ وبعد مرور حوالي الشهرين على إندلاع" حرب الإخوة"(في مثل هذا اليوم ٣١ كانون الثاني من العام ١٩٩٠) ، عقد مجلس الأساقفة الموارنة إجتماعاً برئاسة البطريرك صفير الذي أوفد المطران رولان أبو جودة والمطران بطرس الجميّل إلى العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، ناقلين إلى كلّ منهما رسالة من مجلس المطارنة، هذا نصّها:

"أمام الحالة التي وصلت إليها المناطق الشرقية وقد بلغت الذروة في المأسويّة وحيال ما حلّ بها من تدمير وتهجير وما أصابها من شلل على كلّ صعيد من جراء حرب الشهرين، وشعوراً منّا بواجبنا كرعاة للكنيسة المارونية التي تنتميان إليها، وبمسؤوليتنا الرعوية تجاهكما وتجاه أبنائنا الروحيّين الذين نكبتهم هذه الحرب وهدمت بيوتهم ومصادر أرزاقهم وشرّدتهم على الطرقات والعالم، فهاموا على وجوههم يتآكلهم اليأس ويهاجرون بالمئات كل يوم، مما سيُفرغ هذه المناطق من سكانها ويُهدّد بالتالي مصير المسيحيين في لبنان والشرق، ويقيناً منّا أنكما لم تبغيا من محاربة احدكما الآخر، سوى رأي يزعم صاحبه أنه يهدف إلى المحافظة على حقوق المسيحيين في وطن يتساوون فيه مع سواهم من المواطنين في جوّ من الحرّية والسيادة والإستقلال الناجز التام، لكن النتائج جاءت عكس ما تُصرّحان به.

ونظراً إلى أن حرب المواقع والإستنزاف لا يمكنها أن تستمرّ من دون أن تقضي على الوجود المسيحي، على الأقلّ في المناطق التي اتّخذت ساحة لها، ونظراً إلى أن التذرّع بالشرعية من جهة، والدفاع عن النفس من جهة ثانية، لا يثبت بوجه من الوجوه عندما تبيد الشرعيّة أبناءها، ويسحق حقّ الدفاع الابرياء الذين لا دخل لهم في حرب يسقطون معها ضحايا بالمئات، نرى أنه من واجب الصراحة يقضي علينا أن نقول لكما، بوصفنا مسؤولين روحيّين عن مصير أبنائنا، وأنتما منهم، أن واجبكما الضميري يُملي عليكما:

أوّلا، الكفّ عن التراشق بالتهم عبر وسائل الإعلام.

ثانياً، وقف إطلاق النار وسحب الجيش وعناصر القوات إلى الثكنات.

ثالثاً، فتح الطرقات أمام المواطنين ليعملوا على تأمين معاشهم ومعاش عيالهم، وأمام الطلّاب للعودة إلى مدارسهم.

رابعاً، الإفراج عن المعتقلين.

خامساً، الإتفاق مع أصحاب الرأي على مشروع سياسي يضمن للمسيحيّين ما تريدان الحفاظ عليه مما لهم من حقوق.

وإذا كنتما تعجزان عن الإتفاق، فإن واجبنا الضميري أيضاً يُملي علينا أن نقول لكما بمحبّة وإخلاص، أن إستمراركما في تحمّل المسؤولية هو إستمرار لتهديم الوجود المسيحي في لبنان وعمره ألفا سنة وبالتالي تهديم الكيان اللبناني"

(من كتاب سيرة البطريك صفير للكاتب أنطوان سعد- ص ٣٠٢)

 

اردوغان التاجر والمنافق والإخونجي على خط صفقة العصر

الياس بجاني/31 كانون الثاني/2020

اردوغان تاجر جديد منافق وانتهازي واخونجي وقح يدخل على خط القضية الفلسطينية ليزاحم نفاق ودجل ايران وحزب الله الإرهابي. نذكر ان تركيا معترفة بإسرائيل منذ قيامها وبين الدولتين عشرات الإتفاقيات ومن ضمنها اتفاقيات عسكرية.. المهم أن لا يدخل لبنان في سوق المتاجرين وأن يتعامل مع طرح ترامب بواقعية واضعاً مصلحة لبنان فوق كل مصالح الآخرين. في اسفل فيديو لخطاب المنافق والإخونجي اردوغان الذي يعلن من خلاله موقف بلاده من صفقة القرن ومن الحرب في كل من ليبيا وسوريا وهو في مقارباته قمة في الدجل والنفاق والإنتهازية.

أردوغان: لا يمكن القبول بالخطة الأمريكية الجديدة وبعض الدول العربية قبلتها وهذه خيانة/اضغط على الرابط في أسفل لمشاهدة اردوغان يخطب ويعلن مواقفه

https://www.youtube.com/watch?v=YZyGi_T6Fc0

 

قضاء دويلة "حزب الله" الذي لا يعترف بكل سلطة قضاء الدولة اللبنانية

موقع الحرة/حزب الله يعاقب صاحبة "المرجوحة" بسبب قاسم سليماني/اضغط هنا لقراءة التقرير

السلطات القضائية في حزب الله تصدر قرارًا بتاريخ 7/1/2020 بحق الحجة إيمان زوجة مسؤول وحدة النقل في “حزب الله" ج. قصير وهي صاحبة مطعم “مرجوحة”بفرعيه الحدث وصور، بمنع عناصر التنظيم ومسؤوليه ومؤسساته من التعامل مع المطعم، وذلك بسبب رفضها الاحتكام الى قضاء الحزب ولجوئها الى قضاء الدولة… "حزب الله" لا يعترف بقضاء الدولة

 

الموقف الرسمي اللبناني الرافض لصفقة القرن، سيلقى صدا" سلبيا" جدا" عند الإدارة الأمريكية

نقلاً عن صفحة المرصد

31 كانون الثاني 2020

الموقف الرسمي اللبناني الرافض لصفقة القرن، سيلقى صدا" سلبيا" جدا" عند الإدارة الأمريكية، مما سيؤدي الى مضاعفة العقوبات الاقتصادية وفرملت المساعدات المالية للبنان.

الكارثة الإقتصادية حتمية، حيث ستصبح الطبقة المتوسطة فقيرة والطبقة الفقيرة أكثر فقرا". للأسف الشديد يتجه لبنان تدريجيا إلى نموذج غزة.

الأجدر بالسلطة أن تتفاعل وتتناغم مع المواقف العربية التي سوف تعبر عنها قرارات الجامعة العربية الصادرة عن إجتماعها يوم السبت، إلتزاما" منها بسياسة لبنان العربية التي كانت دوما" تنأى بنفسها عن الدخول في صراعات المحاور العربية والتي كانت تسعى إلى تقريب وجهات النظر فيما بين العرب.

المهم تجنيب لبنان أي تداعيات إقتصادية سلبية في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة جيدا"، بدل الإسترسال بسياسة المزايدات التي لا تأخذ بعين الإعتبار مصلحة لبنان العليا.

 

سفارة فرنسا تنفي توجيه تحذيرات الى رعاياها في لبنان

الوكالة الوطنية للإعلام/31 كانون الثاني 2020

 نفت سفارة فرنسا في لبنان والقنصلية العامة الفرنسية في بيروت، المعلومات التي يتم تداولها عبر تسجيلات صوتية على تطبيق "واتساب" ومواقع التواصل الاجتماعي حول تحذيرات تم إرسالها إلى أعضاء الجالية الفرنسية في لبنان.

وأكدت في بيان عدم صحة هذه المعلومات.

 

حزب الله شيع أحد عناصره في الهرمل

وطنية - الجمعة 31 كانون الثاني 2020

شيع "حزب الله" أحد عناصره عباس يونس جعفر بمراسم تكريمية خاصة في ملعب نادي التضامن الرياضي في الهرمل، في حضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب إيهاب حمادة. انطلق موكب التشييع باتجاه بلدة الميدان - قلد السبع، تقدمته الفرقة الموسيقية التابعة لـ"كشافة الإمام المهدي"، واخترقت شارع البلدة الرئيسي. وأم الشيخ محمد جعفر الصلاة على الجثمان. والقى نائب مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" السيد فيصل شكر كلمة حيا فيها "الشهداء الذين صنعوا مجد الأمة"، منددا ب"صفقة القرن وبمن وقع عليها وأيدها"، معتبرا أنها "وحدت الأمة حول محور المقاومة لتحرير القدس وفلسطين".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 31/1/2020

الجمعة 31 كانون الثاني 2020

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

بعيدا عن الأخذ بنظرية المؤامرة المزعومة الغربية وتحديدا الأميركية في انتشار جرثومة كورونا فقد بدا المشهد بعد قرابة الشهر على انتشاره أن الفيروس في الصين واللقاح في روسيا فيما لم يعرف مضمون المساعدة الأميركية التي عرضها ترامب على نظيره الصيني لمواجهة كورونا.

وسط كل ذلك كابوس كورونا يسيطر على العالم إذ باتت اثنتان وعشرون دولة تحت رحمته وإجراءات إغلاق الحدود لا تحد.. بل تزيد من انتشاره بحسب منظمة الصحة العالمية.

هذا في الخارج أما في لبنان فالسؤال هو: هل السلطات المعنية جاهزة لمواجهة إصابات محتملة لا قدر الله؟.

وفي لبنان ومع استمرار الازمة الاقتصادية يستمر خوف اللبنانيين على مدخراتهم ويبرز تأكيد حاكم المصرف المركزي أن المودعين لن يخسروا ودائعهم ليتبعه تأكيد من جمعية المصارف أن الودائع موجودة في المصارف وستبقى موجودة.

وفي هذا الاطار اجتماعات مكثفة في السراي للبحث عن مخارج واللجنة الوزارية عقدت جلسة لها هذا المساء لاستكمال صياغة البيان الوزاري.. فهل تنهي اللجنة مهمتها الليلة وما هي المعطيات؟ .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون nbn

على قدر القضية لا بد أن تكون الهبة الشعبية والرسمية في مواجهة محاولة التصفية لفلسطين عبر مسمى صفقة القرن.

على العرب ومعهم كل مسلم ومسيحي وحر ولمرة واحدة أن يشهروا سلاح الموقف الموحد حفاظا على قدسهم وقيامتهم ... عليهم أن يقولوا (لا) فالمجد كل المجد لمن يقول لا لصفقة تبيع القضية بثلاثين من الفضة.

بعد جمعة غضب ترجمت في عدة شوارع وعواصم عربية وغربية وزراء الخارجية العرب مدعوون في إجتماعهم الطارئ السبت إلى إتخاذ الموقف الحاسم غير القابل للتأجيل أو التأويل والأهم من كل ذلك غير القابل للتفاوض بقبول الصفقة فهل يفعلون؟.

ولأن البرلمانات هي نبض الشعوب فإن الترجمة العملية ستكون الأسبوع المقبل في إجتماع طارئ على مستوى رفيع في ماليزيا تحت عنوان برلمانيون لأجل القدس لإتخاذ موقف حازم بإسم كل الشعوب الرافضة لصفقة القرن.

بين صفقة القرن وتطورات الداخل اللبناني بقيت رسالة رئيس مجلس النواب نبيه بري في توقيتها ومضمونها تلقى أصداء بتشخيصها الداء الفتنوي وتوصيفها للدواء المتمثل بالوحدة.

ووفي انتظار أن تنجز الحكومة بيانها الوزاري هذا الأسبوع عبر الرئيس حسان دياب عن أمله في أن تستطيع حكومته تحقيق إنجاز يؤدي إلى الخروج من الأزمة التي يعيشها لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

وعاد الهدهد ثانية الى قدسه بنبأ عظيم، أن لها في سبأ واخواتها رجالا اولي بأس شديد، وقفوا على رؤوس الاشهاد، افترشوا الساحات ورفعوا الحراب والقبضات، لم يهابوا صفقة قرن ولا شياطينها، كما لم يهابوا قرن الشيطان الذي مرغوه بوحول اليمن الابي...

وكتابهم اليوم باسم الله وباسم المجاهدين، أن متى أرادت القدس واهلها فلها في يمن الايمان الرجال الرجال، الجاهزون لنصرة فلسطين ومقاومتها يوم عز الناصر وكثر المتخاذلون...

رجال جعلوا أهل العدوان السعودي في خذلان كبير، نشروا هزيمته امام عدسات الكاميرات، من نهم حتى مأرب، والآتي اعظم كما وعد المجاهدون وصدقت السماء...

هزيمة عسكرية ومعنوية كبيرة مني بها اهل العدوان ومرتزقتهم امام الجيش اليمني واللجان، الذين وثقوا انتصاراتهم بمشاهد لساعات، عرض بعض منها في مؤتمر صحافي، وكان تأكيد يمني لدول العدوان أن عليهم الاستعداد للمزيد من الهزائم، ولينتظروا المزيد من الصواريخ البالستية القادرة على الوصول الى كل دولهم...

هؤلاء الرجال المنتصرون على العدوان رغم مده بكل انواع السلاح والدعم الاميركي والغربي، هم انفسهم المنتصرون رغم الحصار المطبق عليهم ورغم المجازر التي يرتكبها العدوان بحق اهلهم...

هؤلاء الرجال هم انفسهم الذين نابوا عن الامة اليوم بقبضاتهم المليونية من صعدة الى صنعاء والحديدة، نصرة لفلسطين ورفضا لصفقة القرن الاميركية الصهيونية المكتوبة بالمال العربي وما تبقى من ماء وجه بعض الزعماء العرب، والتي سيدوسها اطفال فلسطين واهلها ومعهم كل احرار العالم...

فصفقة القرن باطلة، ولا خيار لاسقاطها سوى المقاومة كما قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ووضع حد للوجود الاميركي في منطقتنا...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

ماراتون لجنة صوغ البيان الوزاري لم يصل إلى خط النهاية بعد... إجتماع هذا المساء، واجتماع غدا السبت، وفي حال تم الإنتهاء غدا، يصار إلى الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل لمناقشة البيان وإقراره تمهيدا لأحالته إلى مجلس النواب لمناقشته وإعطاء الحكومة الثقة على أساسه...

هذا على جبهة السلطة التنفيذية، فماذا على جبهة الثورة؟ الثورة بين الإعداد لتحرك الأحد، وبين رصد لجلسة الثقة في مجلس النواب، وترقب ما ستؤول إليه الملفات القضائية لبعض الموقوفين والتي بدأت تأخذ أبعادا لم تشهدها ما سبقها من توقيفات منذ 17 تشرين الأول، فهل بدأ توجيه الرسائل؟

بين كل هذه التساؤلات والهواجس، تبرز حركة نشطة على خط معالجة الأوضاع المالية والنقدية... محور هذه الحركة والمتابعة في قصر بعبدا والسرايا ووزارة المال ومصرف لبنان وجمعية المصارف:

مصادر مطلعة كشفت أن رئيس الجمهورية يريد معرفة هوية الذين حولوا أموالا إلى الخارج والأسباب التي حتمت قيامهم بهذا العمل، علما أن هناك شكوكا في أن قسما من هذه الأموال قد تكون عائدة لسياسيين تحوم حولهم شبهات فساد أو أن هناك دعاوى بحقهم، أو لوزراء تولوا وزارات سادتها وتسودها إشكالات مالية.

على مستوى مصرف لبنان والمصارف، ووزارة المال، يجري التشاور في توحيد الإجراءات تحت سقف عدد من التعاميم، علما ان هناك قانون النقد والتسليف الذي يفترض ان تكون مفاعيله أقوى من التعاميم.

وفي موازاة محاولات توحيد الإجراءات، يبقى سوق الصيارفة خارج الإنضباط: السوق على غاربه، والتسعير على هوى بعض الصرافين، اما الإجراءات القضاية فخجولة مقابل حجم الخروقات والفوضى، علما ان الهيئات المصرفية ولاسيما مصرف لبنان، قادر على اتخاذ إجراءات رادعة بحق المخالفين، والأمر عينه بالنسبة إلى القضاء.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

على المستوى الخارجي، ثبات في الموقف، ورفض لأي إملاء، وعناد في الحق باستعادة الأرض ورفض التوطين...

فمع إعلان "صفقة القرن"، لبنان والمنطقة في عصرٍ جديد، واللبنانيون معنيون بتأكيد تمسكهم بالسلام العادل والشامل الذي يضمن حق الشعب الفلسطيني بدولته، وعودة اللاجئين إلى أرضهم، والتصدي لأي فكرة أو محاولة او مشروع لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

أما على المستوى الداخلي، فترقب وأمل:

ترقب أولا لإقرار البيان الوزاري ‏لمعرفة الإجراءات التي ستلتزم الحكومة اتخاذها لتصحيح المسار المالي والاقتصادي، وثانيا لإمكان استعادة الثقة الشعبية بعد ثقة البرلمان، وثالثا لمدى لجدية في مكافحة الفساد واستعادة الأموال المهربة والمنهوبة.

أما الأمل، فأولا بمصارحة الناس إزاء المخاطر الكيانية والسياسية والاقتصادية، وثانيا بتشجيعهم على المقاومة والتشبث بالأرض، وثالثا بتقديم الحلول العملية، سواء عبر الحكومة أو من خلال المؤسسات والمبادرات... وفي الإطار الإيجابي، تأكيد من رئيس جمعية المصارف سليم صفير بعد لقاء وزير المال غازي وزني اليوم أن "التدابير التي اتخذت في المصارف مؤقتة وأن الأوضاع ستتحسن بعد نيل الحكومة الثقة وأن الأمور إيجابية".

وفي السياق عينه، تأكيد من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمس في حوار مع "فرانس 24" أن المودعين "لن يخسروا ودائعهم وأن سعر صرف الليرة سيبقى بحدود 1500 ليرة"، مع التشديد على أن الفروقات الحالية مؤقتة، فحين تصبح الأجواء أفضل يعود سوق الصيارفة يندرج تدريجيا ليصبح قريبا من سعر الصرف الرسمي". وجزم سلامة ألا haircut لا الآن ولا لاحقا...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

على نقيض النفس المنقطع لاهثا وهاربا من التقاط مرض كورونا العالمي الانتشار نجحت هذه المرة وصفة النأي بالنفس والنفس وضخ وزير الصحة حمد حسن جرعات من الطمأنية إلى خلو لبنان حتى الساعة من هذا الفيروس وخلال اجتماعه بالأطباء المراقبين أبدى الوزير حسن... ارتياحه إلى حسن إجراءات الحجر الصحي المتخذة في الصين، والوقاية المتبعة في مختلف الموانئ العالمية وذلك في الوقت الذي توغل فيه كورونا على خريطة العالم واحتل مساحة ثلاثة وعشرين بلدا. والعدو الجديد وحد العالم لكنه أقفل الحدود بين الدول في إجراء أعلنت منظمة الصحة العالمية عدم جدواه وحذرت من أن إغلاق الحدود لوقف انتقال عدوى الفيروس المستجد، قد لا يكون إجراء فعالا، بل قد يسرع انتشاره وعلى درهم وقاية اقتصادية مالية إدارية كانت حكومة الرئيس حسان دياب تطور علاج اللقاحات ضد فيروس الفساد ووفق النيات المنقولة بلسان وزيرة العدل فإن رئيس الحكومة شجع الهيئات الرقابية على المضي في عملها لمكافحة آفة الفساد وعدم التوقف أبدا.

وخلال لقائه الهيئات الاقتصادية قال دياب إن علينا التحمل قليلا على أمل أن تستطيع الحكومة تحقيق إنجاز يؤدي إلى الخروج من الأزمة وبدا أن الحكومة التي ضمنت ثقة مجلس النواب في الأسبوع المقبل تعمل في اجتماعات مكثقة لضمان ثقة الشارع لاسيما إذا أثبتت جديتها في تأمين مصالح الناس وودائعهم ومكافحة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة.

وعلى ضفة الودائع ضخت جمعية المصارف اليوم في اجتماعها بوزير المال غازي وزني مجموعة عوامل تحمل علامات إيجابية فأكد وزني أمامها عدم المس بالودائع وحض الجمعية على خفض معدلات الفوائد في المرحلة المقبلة لتخفيف الأعباء عن المالية العامة ووفق تصريحات الجمعية لا حديث في دمج المصارف، لا ودائع محجوزة، ولا هير كات والتدابير المتخذة في المصارف موقتة والأمور سوف تتحسن بعد نيل الحكومة الثقة.

وهذه الملاءة في المواقف كان قد عززها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بإعلانه أن المودعين لن يخسروا ودائعهم وأن سعر صرف الليرة سيبقى بحدود الالف والخمسمئة ليرة للدولار وعلى خط سير التصريحات الباعثة على وقف الهلع فإن الاحتكام الى الهدوء أصاب في الخارج فسجل ارتفاع الفوائد على السندات الدولارية في اليومين الماضين وإذا ما أضيفت هذه الهدنة إلى مواقف السياسيين فإنها قد تؤدي الى ارتفاع الفوائد في نبذ الطائفية والمذهبية...

وبين هذه المواقف ما سجله رئيس مجلس النواب نبيه بري من خطاب "كظم الغيظ" ودعوة الحركيين إلى الهدوء وترك الشارع والاحتكام الى الآية الكريمة "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب".

وكل هذه العلاجات التي تطال الدين والدين .. تواكبها ثورة لا تزال ترفع شعلتها .. لم تنطفىء ولن تفعل .. وهي سيف يحز رقاب الفاسدين الى ان يقضي الله على فاسد كان فاعلا وما زال مفعولا.

وهي الشعلة التي يستقوي بها الرئيس حسان دياب اليوم .. فتشكل حصانة لحكومته.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

هل نحن في مرحلة عودة الدولة البوليسية؟ وهل ما نشهده حاليا فصل من فصول استعادة النظام الأمني أنفاسه؟ من راقب أداء السلطة في الاسبوعين الفائتين، وتابع الوقائع على الارض يمكنه التوصل الى هذا الاستنتاج. فالقوى الامنية اضحت اكثر تشددا مع المنتفضين، وقد وصل بها التشدد الى مرحلة العنف احيانا. كما ان القوى الامنية حاولت انتهاك حرمة الساحة الرئيسية للانتفاضة، من خلال الهجوم الصباحي المباغت على ساحة الشهداء.

الهجوم تصدى له المنتفضون وفشلوه ، لكنه كشف عن نية مضمرة في انهاء الانتفاضة والقضاء عليها نهائيا . لكن الحل الامني ليس الوحيد الذي تلجأ اليه السلطة اذ برزت في اليومين الاخيرين نية واضحة لديها في "جرجرة" المنتفضين امام القضاء، في محاولة لاخضاعهم وتركيعهم. وفي هذا الاطار تخطىء السلطة كثيرا.

فالانتفاضة لم تبدأ لتنتهي كأن شيئا لم يكن. الانتفاضة هي تعبير عن وجع وقهر وفقر. هي تجسيد لرفض فئة واسعة من اللبنانيين السرقة الموصوفة التي تعرضت لها بلادهم منذ ثلاثين عاما حتى اليوم ،على يد سلطة سياسية فاسدة في معظمها. وبالتالي فان الحل الامني - القضائي يجب ان يطبق على السياسيين الفاسدين، لا على المنتفضين، والانتفاضة لن تنتهي قبل اجتثاث السلطة التي سرقت مستقبل اللبنانيين، وقبل القضاء على حكم الفاسدين.

في العملي، رئيس الحكومة لا يزال يواصل اجتماعاته الاقتصادية في السراي الحكومي، كما لا يزال يشيع اجواء تفاؤلية . فهو أعلن امام وفد الهيئات الاقتصادية اليوم ان الحلول ليست صعبة ، وان على الجميع ان يتحمل قليلا على امل ان تتمكن الحكومة من تحقيق انجاز يؤدي الى الخروج من الازمة.

طبعا اشاعة الاجواء الايجابية هي من واجبات كل مسؤول، خصوصا في ظل ازمة كالتي نعاني تداعياتها في المرحلة الراهنة . لكن السؤال يبقى : كيف ستتمكن حكومة حسان دياب من تحقيق انجاز اذا لم تعالج اصل المشكلة؟ والاصل هنا يتعلق بسياسة لبنان وموقعه وموقفه في الصراع الاستراتيجي الطاحن الذي يضرب المنطقة.

فحتى الان ليس هناك اي رد فعل ايجابي من دول الخليج ومن الدول العربية عموما تجاه التطورات السياسية الاخيرة في لبنان. كما ان اوروبا واميركا لا يبديان حماسة كبيرة تجاه الحكومة الجديدة ، وهما ينتظران البيان الوزاري ليبنى على الشيء مقتضاه . وهذا يعني ان المساعدات التي يعد بها لبنان نفسه بها للخروج من الازمة ، ستبقى معلقة حتى اشعار آخر . ان النأي بالنفس في الصراع الاستراتيجي هو المدخل الى الحل السياسي والاقتصادي والمالي. فكيف ستتمكن حكومة اللون الواحد لدياب من تحقيق ما عجزت عنه حكومة الوحدة الوطنية للحريري؟.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 31 كانون الثاني 2020

وطنية/الجمعة 31 كانون الثاني 2020

النهار

على رغم نفي المصارف والصرّافين التواطؤ على التلاعب بالدولار إلّا أن أكثر من مصدر يُشكّك في الأمر ويسأل عن مصدر الدولارات المُتداولة.

تبيّن أن مركز المعلوماتيّة القانونيّة يُنجز إصدار الجريدة الرسميّة مجاناً في مقابل عمل مماثل تدفع الدولة لقاءه 3 ملايين دولار تحقيقاً لمنافع خاصة.

لوحظ أن زيارة وفد الرابطة المارونيّة إلى بعبدا غاب عنه نصف أعضاء المجلس من دون تحديد الأسباب.

الجمهورية

نُقل عن مرجع قضائي إستعداده للضرب بيد من حديد إذا ما تلقى طلباً بلجم تصرّفات تسود قطاعاً حيوياً يقض مضاجع اللبنانيين وجعلهم لقمة سائغة للطمع والجشع.

يتردّد في الأروقة السياسية أن حزباً فاعلاً لم يُوفق هذه المرة بالوزراء الذين سماهم للحكومة الجديدة والشائعات حول سِيَرهِم الذاتية كثيرة.

تبلغ بعض المرشحين سابقاً لتعيينات الفئة الاولى من المعنيّين بأنه تمّ صرف النظر عن الموضوع نهائياً

اللواء

لا يزال الحذر يلف مواقف غالبية السفراء الغربيين إزاء مستقبل الوضع، والقدرة على تجاوز الأزمة!

لم يحسم الجانب اللبناني بعد طريقة الاتفاق مع الصناديق الدولية، ليطلب رسمياً قروضاً أو مساعدات.

لم يحدث تقارب بين طرفين حليفين، على الرغم من التغيير الذي حصل، على خلفية أن الجرَّة انكسرت بينهما.

نداء الوطن

يُبدي رئيس الحكومة حسّان دياب ارتياحه للتعامل مع الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، ويركن إليه في الكثير من المسائل الإدارية.

أبقى وزير خدماتي بارز على المستشارين الذين كانوا في الوزارة خصوصاً وأنّ الوزير الجديد تمّت تسميته من الجهة الحزبية التي كانت تتولى هذه الحقيبة.

أثار لقاء جمع وزير الداخلية محمد فهمي مع نواب حزبيين من منطقة نائية، تساؤلات حول علاقة هؤلاء النواب مع الوزير خصوصاً وأن اللقاء تعرّض للانتقادات من جانب بعض المحازبين الحلفاء.

الأنباء

رغم الموقف السلبي بوجه الحكومة في شارع الطائفة التي ينتمي اليها رئيسها؛ تم تسجيل زيارة لافتة لنواب الكتلة الأكبر في الطائفة الى وزير الداخلية الجديد المعروفة خلفيته السياسية.

يواجه عدد من الإعلاميين مشاكل بعدم الحصول على أحاديث أو معلومات من غالبية الوزراء الجدد لرفض هؤلاء التصريح أو لقلة خبرتهم في التعامل مع وسائل الإعلام.

البناء

قالت مصادر مصرفية إن تحسّن العلاقة بين مصرف لبنان وجمعية المصارف بتدخّل من رئيس الحكومة ساهم بالسيطرة على ثغرات ماليّة ترتّب عليها تحسّن سعر الفائدة على السندات اللبنانية بالعملات الأجنبية. وقالت المصادر إن تحسناً على سعر الصرف سيظهر بنتيجة مزيد من التعاون بين الفريقين.

قالت مصادر دبلوماسية غربية إن عدم الثقة التي صارت ترتبط بها سمعة الرئيس التركي تجعله رهينة أحادية للعلاقة بروسيا رغم ما قد يتعرّض له من ضغوط في التخلي عن بعض طموحاته لأن لا أوراق قوة بيد تركيا بوجه روسيا رغم حيويّة خط الغاز.

 

العقوبات «تخنق» حزب الله صحياً.. وآخر الدواء في سوريا!

جنوبية/31 كانون الثاني/2020

العقوبات الاميركية على "حزب الله" تتفاقم نتائجها، وتطال منذ اشهر القطاع الصحي والاستشفائي والرعائي في الحزب. ومع شعوره ان قطاعه الصحي يفلس، يفتش الحزب عن بديل للدواء من سوريا لتغطية النقض الحاصل والشح بالمال. يؤكد اكثر من مورد للدواء الاجنبي وأكثر من شركة ادوية معروفة في لبنان، ان مؤسسات “حزب الله” الصحية في حالة موت سريري منذ اشهر عدة قد تتجاوز الستة اشهر. ويقول هؤلاء ان على سبيل المثال “مؤسسة الشهيد” لم تدفع ولا فلساً واحداً ثمناً للادوية التي تشتريها وتقدمها بدورها مجاناً لعوائل الشهداء وامهاتهم واراملهم واولادهم.  وهذا الجانب الصحي معروف انه “حساس” عند “حزب الله”، ولا يُمكن ان يتخلى عن هذا الدور ابداً لما له من اهمية معنوية، وان “حزب الله” لا يترك الشهداء حتى بعد موتهم ويهتم بطبابة وتعليم اولادهم ايضاً. المشكلة المالية ليست وحدها مرتبطة بقطاع الدواء، اذ تشير معلومات مستندة لشهادات مقاتلين سابقين في صفوف “حزب الله”، وهم اليوم إما جرحى او معوقين وبالتالي هم خارج “الخدمة” الفعلية في الحزب.

هناك حالة من الغليان في اوساط بيئة “حزب الله” ومؤيديه ومن المرجح ان ترتفع حالة الاستياء وتخرج الى العلن مع تعذر السبل امام هؤلاء وعددهم بالالاف الى الاتكال على تقديمات صحية اخرى شبه مجانية  ويقول بعض هؤلاء المقاتلين وخصوصاً من الذين شاركوا في معارك سوريا في السنوات الخمس الماضية، ان جرت العادة ان جريح “المقاومة” ووفق حالته الصحية: اي من يخسر عيناً او طرفاً او يداً او رجلاً او الاثنين معاً، اي فقد كامل النظر وكلتا اليدين او الرجلين، وبالتالي لم يعد قادراً على أداء اي عمل في صفوف الحزب. كان يتلقى راتباً شهرياً بين 300 و400 دولاراً شهرياً قبل ازمة الحزب المالية بالاضافة الى تلقيه العلاج والرعاية الصحية. وبعد الازمة المالية الحادة وتعاظمت الى درجة الاختناق منذ 6 اشهر، توقفت رواتب معظم معوقي الحرب السورية في صفوف الحزب، ومنهم من تقلصت رواتبه الى النصف، كما تقلصت التقديمات الاجتماعية من المساهمة في دفع ايجار المساكن وكذلك الطبابة والتعليم. اما في حالة الجرحى ومن يمكنهم العمل فهؤلاء تعرضوا لنكسة كبيرة، اذ استغنى الحزب عن معظمهم وتم تسريحهم الى البيوت ومن دون بدلات مادية او تقديمات شهرية، لدرجة ان معظمهم فقد مسكنه المستاجر او من كان الحزب يقدمه له المسكن كمزايا مع “الوظيفة”

تراجع التقديمات الصحية

هذه الحالات وغيرها من تراجع التقديمات الصحية والداوئية لـ”حزب الله” وخصوصاً للجرحى وامهات وزوجات الشهداء واولادهم، باتت تشكل عبئاً كبيراً على هذه الفئة وممن خسروا معيلهم ومن كان يعوض عليهم هذه الخسارة. وبالتالي هناك حالة من الغليان في اوساط بيئة “حزب الله” ومؤيديه، ومن المرجح ان ترتفع حالة الاستياء وتخرج الى العلن مع تعذر السبل امام هؤلاء وعددهم بالالاف، الى الاتكال على تقديمات صحية اخرى شبه مجانية. ويتردد هنا ان “حزب الله” يحاول ايجاد صيغة صحية في بعض المستشفيات الخاصة، عبر نظام “كارت التعاضد” او دفع فرق الوزارة لكنها تقديمات صحية بسيطة، ولا تشمل الدواء اي ان المشكلة مستمرة. توقفت رواتب معظم معوقي الحرب السورية في صفوف الحزب ومنهم من تقلصت رواتبه الى النصف كما تقلصت التقديمات الاجتماعية من المساهمة في دفع ايجار المساكن وكذلك الطبابة والتعليم اما بالنسبة للدواء فيتردد ان الجهاز الامني في “حزب الله”، بدأ ينفذ خطة لإدخال الدواء السوري عبر المصنع عن طريقة “الخط العسكري” لسد النقص الحاد في الادوية الذي تعانيه مؤسسات ومستشفيات الحزب. ولكن وفق المعلومات هذه ليست الا غيض من فيض الازمة المالية، التي يعيشها الحزب بفعل العقوبات الاميركية، وهي أكبر واضخم مما يتصوره البعض، ولو خرج قادته وامينه العام للمكابرة والتبجح بالاستمرار بدفع الرواتب وبالدولارات لان هذا الامر غير صحيح ابداً وللازمة تتمات ستظهر قريباً!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

هيئة تنسيق الثورة طالبت بحكومة مستقلين أكفياء وباستقلال القضاء واستعادة الاموال المنهوبية وانتخابات نيابية مبكرة وفق النسبية ودولة مدنية

وطنية - الجمعة 31 كانون الثاني 2020

عقدت "هيئة تنسيق الثورة" مؤتمرا صحافيا في فندق "سمول فيل" تناول الاوضاع السياسية والاقتصادية والموقف من الحكومة الجديدة، وتلا منح حمادة ولينا حمدان بيانا لفت الى ان "الثورة أنجزت انتصارها الأول بإسقاط حكومة المحاصصة السابقة، الطائفية والمذهبية، وقد كان إسقاطا لكل عهود الهدر والفساد المتعاقبة منذ انطلاق جمهورية الطائف". ورأى ان "ثورة 17 تشرين الاول اللبنانية ما زالت متحفزة لبناء نظام حكم يؤسس لمئوية جديدة تليق باللبنانيين، ولإقامة الدولة المدنية الديموقراطية العادلة والقادرة، على أنقاض دويلات المزارع الطائفية المتداعية".

وشدد البيان على ان "هيئة تنسيق الثورة، إذ تجدد تمسكها بمضامين بيانها التأسيسي المعلن في 22/10/2019، ووثيقتها التي أطلقت في مؤتمرها الصحافي في 08/12/2019، وهما الوثيقتان اللتان تضمنتا مطالبها الأساسية، تعلن قرارها القاضي ب:

- الدعوة الى حجب الثقة عن هذه الحكومة، والتمسك بمطلب حكومة من مستقلين أكفياء فعلا، تشكل فريق عمل متجانسا وتمنح صلاحيات تشريعية استثنائية، لتحرير قرارها من قبضة المنظومة الحاكمة وكتلها النيابية.

- رفض الموازنة التي أقرت في جلسة نيابية ملتبسة دستوريا، ومبنية على أرقام ومداخيل وهمية، فضلا عن سياسات اقتصادية واهية ومفاقمة لمعاناة المواطنين.

- شجب الاستخدام المفرط للعنف والقوة ضد المواطنين المتظاهرين (...)، والتنديد بالممارسات المشبوهة الطارئة على الثورة والتي تسيء إلى أمن البلاد والثورة سواء بسواء.

- إعطاء الأولوية القصوى لمواجهة انتهاكات حقوق اللبنانيين المصرفية والتهديدات المحيطة بأمنهم المعيشي وكرامتهم، ووقف الأخطار المالية والاقتصادية والاجتماعية التي يرزح تحت وطأتها اللبنانيون".

وأعادت "هيئة تنسيق الثورة"، التأكيد، للبنانيات واللبنانيين، تمسكها بمطالبها الأساسية الثابتة:

- إقرار قانون استقلال القضاء، وتعزيز السلطة القضائية ودعم مواردها، ورفع الحصانات الدستورية والقانونية عن كل شخصية سياسية كانت، أم إدارية أم مصرفية، معنية بشبهة فساد، وتحصين الهيئات الرقابية وتوسيع دورها، عملا ببيان نادي قضاة لبنان ذي الصلة، الصادر في 18/10/2019؛

- إلقاء الحجز الاحتياطي على ثروات جميع الذين تبوأوا مناصب عليا في الدولة والإدارة وأصحاب المصارف ومتعهدي الأعمال في القطاع العام وجميع أصولهم وفروعهم، ورفع الحصانة عنهم ومنعهم من السفر، تمهيدا لمحاكمة المرتكبين من بينهم، واستعادة الأموال المنهوبة خلال ثلاثة عقود، وفق آلية قانونية.

- تعزيز دور أجهزة الرقابة والمحاسبة، ومباشرة الإصلاحات الهيكلية والادارية اللازمة لوقف الهدر في الإدارات والمؤسسات العامة، ورفض النهج المالي والنقدي السائد منذ 30 عاما والقائم على الاستدانة من الخارج والإنفاق غير المسؤول.

- تحويل قروض جميع المواطنين الممنوحة بالعملة الأجنبية إلى قروض بالليرة اللبنانية، استنادا إلى سعر الصرف الرسمي المعتمد لدى مصرف لبنان في نهاية سنة 2019.

- رفض اعتماد الخصخصة في القطاعات الأساسية في ظل المنظومة الحاكمة الراهنة (...) ولاسيما في قطاعات الكهرباء والاتصالات والمياه والغاز والنفط؛

- اتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان الإنقاذ المالي والاقتصادي، والبدء بإصلاح مؤسسات الدولة وترشيقها وتفعيلها، بالتوازي مع توجيه الإنفاق نحو التنمية ودعم القطاعات الانتاجية، وخصوصا: الصناعة والزراعة والاتصالات ومشروعات اقتصاد المعرفة، وتوفير مستلزمات الحماية الاجتماعية لعموم اللبنانيين، ووقف التعامل بالدولار وإلزام المؤسسات والمصارف تداول الليرة اللبنانية في كل ما يتعلق بالسلع والخدمات المحلية.

- إجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون انتخاب جديد قائم على مبدأ النسبية وعلى أحكام الدستور في المادتين 22 و95 منه، مع خفض سن الاقتراع إلى 18 عاما.

- استحداث الأطر والتشريعات اللازمة لحماية الثروة النفطية الموعودة من محاذير النهب والتبديد خلال مراحل التلزيم والتنقيب والاستخراج وتوقيع العقود وحتى التسويق، بما في ذلك إعادة النظر في ما سبق إقراره من تشريعات وعقود ضبابية وارتباطات مشبوهة.

- تنمية قدرات الجامعة اللبنانية وتعزيز استقلالها، وتدعيم التعليم الرسمي وتطوير مناهجه، وكذلك تعزيز أوضاع المستشفيات الحكومية بحيث تصبح قادرة على تلبية حاجات المواطنين، وشمول جميع اللبنانيين بالتغطية الصحية وبضمان الشيخوخة.

- إقرار قانون مدني للأحوال الشخصية".

وحيا البيان اللبنانيات واللبنانيين، وخاطبهم : "أنتم حماة الثورة، التي لا هدف لها سوى بناء الدولة المدنية الديموقراطية والعادلة لجميع أبنائكم وبناتكم. ساعدوا ثورتكم بكل ما أوتيتم من قدرات فكرية ومادية ومعنوية(...).

وجودكم في الساحات العامة هو نبض استمرار الثورة.

فلتكن رسالتكم أن لا تراجع حتى تحقيق مطالب الثورة، بقيام دولة العدالة والنزاهة والمساواة".

وختم: "إن الثورة التي يتصدرها شابات لبنان وشبانه منتصرة لا محالة، وهي مستمرة حتى تكون لنا في لبنان دولة مدنية سيدة حرة ديموقراطية عادلة وقادرة".

 

خلف رسالة بري... معطيات وقراءات دقيقة

المركزية/31 كانون الثاني/2020

الرسالة التي وجهها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى محازبي حركة "امل" خصوصا واللبنانيين عموماً يحذرهم فيها من فتنة في لبنان يعمل بعض مستغلي الشارع على وأدها ودعوته تاليا "الحركيين" الى الخروج من الساحات لتجنب الوقوع في فخ الصراع المذهبي، هذه الرسالة ومنذ لحظة توزيعها من عين التينة بعد ظهر امس هي موضع عناية ودراسة من قبل الاندية السياسية والديبوماسية على حد سواء لمعرفة خلفياتها وابعادها. نائب حركة "امل" عن الدائرة الثانية في البقاع محمد نصرالله يقول لـ "المركزية" ان كلام الرئيس بري وما تضمنته الرسالة التي وجهها الى اللبنانيين ليست للتخويف، انما ترتكز الى قراءات دقيقة ومعطيات قد تكون توافرت لدى رئيس المجلس، وله وحده ان يكشف عنها، ولكن اسمح لنفسي هنا ان اقول ان تداعيات "صفقة القرن" التي لن تكون دول المنطقة في منأى عنها وبالطبع منها لبنان كونه ساحة مفتوحة لكل ما يجري في المنطقة ولديه على ارضه من الفلسطينيين المسلحين الذين من البديهي ان يتحركوا رفضاً لهذه الصفقة مع ما تتضمنه من مؤشرات واضحة لتوطين فلسطينيي الشتات في الدول التي يتواجدون فيها، كل ذلك يستدعي التحسب واتخاذ الخطوات اللازمة لتجاوز مفاعيل هذه "الصفقة" - الصفعة، مع الأخذ بالاعتبار ان غالبية اللبنانيين يرفضون التوطين ولهم مع الفلسطينيين المسلحين تجارب مريرة.

وهل من تخوف من فتنة سنية - شيعية انطلاقا من المناوشات التي تجري على الارض وفي ساحات الحراك يقول نصرالله ان هذا الموضوع تم تجاوزه منذ زمن، ولم يعد في الحسبان لدى الجانبين وذلك بفضل قياداتهما الواعية لهذه الاخطار، وتالياً فإن الخطر الامني الوحيد قد ينتج عن مفاعيل صفقة القرن، وما قد يرافقها من تدخلات خارجية بغية فرضها كأمر واقع. النائب عن دائرة البقاع الاولى في كتلة المستقبل عاصم عراجي يقول: هناك شرخ بل صراع سني - شيعي في المنطقة. واعتقد اننا في لبنان ومن خلال الاجتماعات الدورية التي كانت تعقد في عين التينة برعاية الرئيس بري بين حزب الله وتيار المستقبل تجاوزنا هذا الموضوع واصبح وراءنا. كما ان الرئيسين بري والحريري كانا تطرقا في اكثر من لقاء بينهما الى هذا الامر، وهما حريصان على منعه بكل الوسائل المتاحة وفي مقدمها الحوار الذي كان استباقياً وجاء تحصيناً لمواجهة مفاعيله سواء أتت من الشارع او عبر اي جهة اخرى.

اضاف: اما بالنسبة الى ما تخلفه صفقة القرن من تداعيات اعتقد ان غالبية اللبنانيين رافضة لهذه الصفقة وعلى استعداد لمواجهتها والحؤول دون تطبيقها كما الفلسطينيين المتواجدين في لبنان على ما اكدت قياداتهم منذ زمن رفضها للتوطين واصرارها على حق العودة.

الناشط في الحراك العميد المتقاعد جورج نادر يقول ان الثورة كما يعرف الجميع وعلى ما تدل الوقائع سلمية الطابع، والخوف الوحيد من حرفها في اتجاه الشغب هو من تدخل العناصر الحزبية والاندساس فيها. لذلك على الرئيس بري الاقدام على سحب محازبيه من الشارع، كما على سائر الاحزاب الاخرى.

وتابع: ان ابناء الثورة كما اهلها والمؤيدون لها يحرصون على المحافظة على طابعها السلمي كونهم هم سلميين ويسعون الى بناء الدولة العادلة والقادرة البعيدة عن المفهوم الطائفي والحزبي.

كذلك ادعو السلطة الى وقف سعيها لتطييف المتظاهرين وان تنظر اليهم بعين واحدة. وهنا اسأل اذا ما كانت الاجهزة أوقفت من اقدم على ضرب المتظاهرين بالعصي والسلاح امام مجلسي النواب والجنوب. وهل سلّم بري المرتكبين الى الاجهزة الامنية والقضائية؟

 

العفو العام خارج البيان الوزاري؟

المركزية/31 كانون الثاني/2020

لم تجرِ رياح اللجنة الوزارية المُخصصة مناقشة البيان الوزاري كما تشتهي سفن رئيس الحكومة حسان دياب الذي يدفع في اتّجاه وضع بند العفو العام في متنه. فساكن السراي الحكومي وضع منذ دخوله نادي رؤساء الحكومات العفو العام نصب عينيه كبطاقة مرور الى الشارع السنّي الذي ينتمي اليه العدد الاكبر من الموقوفين الذين قد يشملهم العفو، من اجل كسب تأييده ومَن وراءه دار الفتوى بعدما انتفض ضد طريقة تكليفه التي اعتبرها انتقاصاً من صلاحيات الرئاسة الثالثة. ومع ان زوّار الرئيس دياب كانوا نقلوا عنه منذ تشكيل الحكومة نيّته نفض الغبار عن هذا الملف تمهيداً لوضعه على السكّة ليُصبح قانوناً نافذاً، الا ان ما رشح عن الذين زاروا السراي اخيراً يشير الى ان الامور ليست بهذه السهولة على طريقة "روما من فوق غير روما من تحت" وان ما قبل الدخول في الحياة السياسية ليس كما بعدها لا بالافكار والخطط ولا بالمشاريع وبرامج العمل. وعلى الخط، تؤكد اوساط سياسية عبر "المركزية" ان "موضوع العفو لم يجد له مكاناً في اللجنة الوزارية المُخصصة لصياغة البيان الوزاري كما وعد الرئيس دياب من راجعه به بعد تشكيل الحكومة". وتبيّن نتيجة المشاورات واللقاءات التي عقدها مع قوى سياسية عدة ان اقتراح العفو العام لا يحظى بالاجماع ولا يزال عرضة للتجاذب المناطقي والمذهبي من دون ان يتم الاتّفاق على قواسم مشتركة.

ويتناول مشروع قانون العفو، نحو 48 الف مذكرة توقيف من ابناء الطائفة الشيعية واغلبهم من البقاع، وملف 5000 هارب إلى فلسطين المحتلة، بينما عدد الموقوفين الإسلاميين الذين يُحاكمون تحت قانون إرهاب 549/201، لا يتجاوز 1500 موقوف، وهو الأقل بين كل من سيُعفى عنهم. هذا التباين في الارقام عزّز الاختلاف في وجهات النظر بين المكوّنات السياسية وقسّمها الى فئتين: واحدة تريد الاستفادة من القانون لاخراج جماعتها من السجن، خصوصاً ان بعض شعارات الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في 17 تشرين كانت موجّهة مباشرةً اليها والى ادائها في الحكم، وبأنها لم تفِ بوعودها "الانتخابية" بتحويل الاقتراح الى قانون نافذ من قبل الهيئة العامة لمجلس النواب. اما الفئة الثانية من القوى السياسية فترفض اقرار اقتراح العفو كما هو وانما تطالب في المقابل بتسريع المحاكمات، لان برأيها هناك موقوفون ممن سيشملهم العفو متورطون بجرائم ارهابية واعتدوا على الجيش والقوى الامنية وعلى دور العبادة وعملوا على ضرب السلم الاهلي، لاسيما في الشمال اضافةً الى جرائم اخرى. وهؤلاء لا يجوز ان يشملهم العفو بل ان يُحاكموا بمستوى الجرائم التي ارتكبوها. وبين هذين الرأيين، لم يستطع اعضاء اللجنة الوزارية المخصصة لمناقشة البيان الوزاري كما تقول الاوساط السياسية "التوصّل الى صيغة مشتركة لقانون العفو العام بسبب عدم الاتّفاق على معايير ومقاييس واحدة يُبنى عليها لوضع صيغة للعفو العام". لذلك، ارتأى الوزراء كما تشير الاوساط، "تأجيل دراسته مع ترحيل الملف الى مجلس النواب لمناقشته داخل اللجان المشتركة حيث القوى السياسية كافة ممثلة فيها، فتتحمّل جماعياً مسؤولية اقراره، لان وضعه في البيان الوزاري قد تكون له تداعيات على المساعدات المالية الموعودة بعد نيل الحكومة الثقة وعلى الوضع الاقتصادي بشكل عام".

 

الحريري إلى السعودية... سياسياً

 الكلمة أون لاين/31 كانون الثاني/2020

ذكرت معلومات لموقعنا ان الرئيس سعد الحريري قد يتوجه نهاية الاسبوع الى السعودية لعقد لقاءات سياسية، وهي زيارة لا تحمل أي طابع عائلي لكون عائلة الحريري متواجدة معه في باريس. واشارت المعلومات الى ان ثمة توجها لدى القيادة السعودية لبداية تحرك من أجل لمّ الشمل بين حلفائها على الساحة اللبنانية.

 

تطورات جديدة في قضية الناشط ربيع الزين

LBCI/31 كانون الثاني/2020

رد القاضي بسام الحاج طلبات إخلاء السبيل للموقوفين ربيع الزين وجورج قزي ومحمد سرور، وحدد الإثنين موعداً لإستكمال التحقيقات وطلب الإستماع لشهادة ش. ق وع. ع بحسب معلومات للـLBCI . وكانت جلسة مواجهة اقيمت في قصر عدل بعبدا بين الموقوفين الثلاثة على خلفية قضية احراق الصراف الآلي لأحد المصارف في الزوق والقاء قنبلة مولوتوف على مكتب التيار الوطني الحر في جونية. واثر الجلسة، أشار وكيل ربيع الزين الى أنه تم سوقه الى قصر العدل في بعبدا بطريقة مهينة وكأنه ارهابي، لافتا الى أن جورج قزي ومحمد سرور نفيا معرفتهما بربيع. وكان وكيل الزين أشار قبيل الجلسة الى أنه تم التهجم على ربيع أمس من قبل موقوفين في سجن رومية، مشيرا الى أن افادة جورج قزي عن ربيع تغيرت عند القاضي عما كانت عليه عند استخبارات الجيش.

 

واشنطن تتراجع عن دعم لبنان.. وهذا ما كشفته التقارير

العرب اللندنية/31 كانون الثاني/2020

تقول أوساط سياسية لبنانية إن انكفاء الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة عن دعم لبنان، يشكّل فرصة ثمينة لروسيا للاستثمار في هذا البلد، خاصة وأنها تطمح لتعزيز نفوذها في المنطقة، وهي تضع نصب عينها الثروة الطاقية التي يزخر بها لبنان.

وترتبط روسيا بعلاقات جيدة مع القوى السياسية في لبنان بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم، بيد أنها ومنذ اندلاع الحراك الاحتجاجي في الـ9 من أكتوبر أبدت اهتماما متزايدا، وأوحت بعض المواقف التي صدرت عن مسؤوليها ميلا لتحالف 8 آذار الذي يتزعمه حزب الله، والذي يتولى حاليا قيادة دفة البلاد من خلال حكومة حسان دياب والبرلمان التي يمتلك فيه هذا التحالف الأغلبية. وكشفت تقارير إعلامية مؤخرا عن استعداد موسكو لتقديم قروض مالية ميسرة ووضع وديعة مليارية في المصرف المركزي اللبناني، في رغبة منها على ما يبدو لإنعاش اقتصاد لبنان الذي يمر بأزمة غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الأهلية، تعمّقه الاحتجاجات المستمرة الرافضة لحكومة دياب. ويأتي الحديث عن رغبة روسية في دعم الاقتصاد اللبناني في وقت لا تُبدي فيه واشنطن أو حلفاؤها أيّ حماسة في دعم لبنان، لجهة قناعة بأن الحكومة المشكلة حاليا ليست سوى واجهة لحزب الله وخطه السياسي.

 

هذه حقيقة المقاطع الصوتية التي تحذر من تفجيرات!

الكلمة أون لاين/31 كانون الثاني/2020

أوضحت قوى الأمن الداخلي، عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أنه "يتم تداول عبر تطبيق الواتس اب 3 مقاطع صوتية تعود إلى عدة سنوات، حول تحذير من تفجيرات محتملة".

وطلبت من المواطنين "عدم الإنجرار وراء هذه الشائعات وعدم إعادة نشر المقاطع الصوتية التي ترد اليكم لأنها تؤدي إلى إثارة الخوف والقلق لدى المواطنين".

 

عن ملايين دولارات ....المطارنة

الكلمة أون لاين/31 كانون الثاني/2020

قال عضو في احدى المؤسسات المسيحية، بأن ملايين الدولات الموجودة في حسابات خاصة لمطارنة حاليين ومتقاعدين قادرة على تأمين مساعدات اجتماعية لعدد من العائلات الفقيرة حتى اجتياز هذه الأزمة.

 

زياد اسود يهاجم جنبلاط: الأساس أنتم خونة و سارقين و نحن صرف لبنانيين

مواقع الكترونية/31 كانون الثاني/2020

هاجم النائب زياد أسود النائب السابق وليد جنبلاط وذلك في تغريد على حسابه على تويتر: يا بيك بعبدا لم تسقط في خيارين لا في ١٩٩٠ و لا اليوم .سقطتم بخياراتكم بتسليم لبنان للاحتلالات و اليوم تتهربون من افعالكم برمي جرائمكم على بعبدا .الأساس أنتم خونة و سارقين و نحن صرف لبنانيين .البحث في مقارنة الخيارات الوطنية و صحتها لا يكون عبر نموذجكم التافه الفاسد و العميل

 

ملف “سلوم” يرميه في أحضان حزب الله: حبيش التقى وفيق صفا سرّاً!

بيروت أوبزرفر/31 كانون الثاني/2020

لطالما شكلت الايديولوجية المكيافيلية مسار جدل بين رجال الحكم والسياسة، فنظرية الغاية تبرر الوسيلة، إستخدمها كثر للوصول الى غاياتهم بغض النظر عن الأساليب، بهدف الحفاظ على الحكم والتمتع بثمراته، وليس بهدف خدمة مصالح الشعب عن طريق الالتزام بمصالح جماعة معينة منه.

عادة ما يعمد رجل السياسة الى اصطناع التفسيرات والتبريرات المناسبة له، ولا يخشى التناقض، والتظاهر، والعمل بخلاف القول، والنفي العلني لما يقوم به.

ولعل نائب المستقبل هادي حبيش يعد الرقم الأول في تطبيق أقوال مكيافيلي. فصاحب “الدبكة الشهيرة” على حاجز المخابرات السورية لا يمكنه أن ينكر تاريخه في التزلم لدى السوريين يوم كان والده يعدّه لدخول المعترك السياسي، قبل أن يركب موجة التيار الأزرق محاولاً إستغلال السلطة وتسخيرها لخدمة مصالحه.

مئات المخالفات مدونة في سجل حبيش السياسي، بدءاً من السمسرة في ملف استقدام النفايات الى محافظة عكار وتوزيع الرشاوى على السياسيين والبلديات وملف تلزيمات هيئة ادارة السير لخدماتها لشركة “انكريبت” وما يحكى عن شراكة لكل من حبيش والمشنوق مع هشام عيتاني بجني مغانمها، وتورطه بملفات الفساد القضائي وتقاضيه مبالغ طائلة لقاء تغطيته لمشبوهين بملفات كبيرة، مروراً باستحصاله على مرسوم جمهوري رقم 8880 بهدف “تخطيط طريق في منطقة القبيات العقارية” في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان وشق الطريق في مشاع الدولة على حساب وزارة الأشغال، وارتكابه مجزرة بيئية عبر قطع 4500 شجرة لشقّ طريق فرعية إلى قصره على نفقة الدولة بكلفة نحو مليون دولار، والفضائح تتوالى مع ارتباط اسمه بسماسرة المقالع والكسارات، وصولاً إلى المشاركة في صفقات الميكانيك والـparkmeter ولوحات السيارات المميزة، ورخص الفوميه والترخيص لسماسرة في النافعة التي ترأسها هدى سلوم.

حاول حبيش مراراً تبرير أقواله وأفعاله، ولو استدعى ذلك انتاج معجم جديد للغة العربية حيث تبيّن معه أن “الكرخانة” هي “بيت الحرير”!

ارتكب حبيش خطأ فادحاً يوم إقتحم قصر عدل بعبدا مهدداً وشاتماً النائب العام الاستئنافي القاضية غادة عون، لم يجد من يسانده في خطئه، بعد أن كان الرئيس سعد الحريري قد أعلن صراحة خلال أحد الاجتماعات الضيقة للنواب والوزراء أنه غير مستعد لتغطية فساد أياً منهم وعلى كل شخص تحمل مسؤولية أفعاله.

وبما أن الغاية تبرر الوسيلة، وأي وسيلة مباحة أمام صاحب النهج المكيافيلي لذلك لم يخجل حبيش في الاستدارة 360 درجة، إذ كشفت مصادر خاصة لبيروت أوبزرفر أنه التقى سراً مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، بعد سنوات على كيل الشتائم والاتهامات لحزب الله منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ثم حضر حبيش على طاولة الرئيس نبيه بري في لقاء الأربعاء المعتاد في مشهد غير مألوف، الأمر الذي أثار إستغراب الجميع، وجعل أوساطاً اعلامية تؤكد سعي حبيش لتأمين غطاء سياسي يقيه شر التوقيف وعدم تمدد ملف هدى سلوم ليشمله هو بنفسه بعدما تردد أخيراً عن ورود اسمه في محاضر التحقيق. المكيافيلية الحبيشية لا تستسلم ولن تترك وسيلة للوصول الى الغاية المنشودة، فماذا بعد يا هادي!

 

انكفاء الغرب فرصة أمام روسيا لتعزيز نفوذها في لبنان/ارتباط حكومة حسان دياب بحزب الله يكرس عزلة لبنان عن محيطه العربي.

العرب/31 كانون الثاني/2020

حديث متواتر عن دعم روسي في الطريق لحكومة حسان دياب بيد أن البعض يعتبر أن مثل هذه التسريبات والإيحاءات محاولة للضغط على القوى الغربية والعربية لتغيير مواقفها المتحفظة على الحكومة. بيروت - تقول أوساط سياسية لبنانية إن انكفاء الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة عن دعم لبنان، يشكّل فرصة ثمينة لروسيا للاستثمار في هذا البلد، خاصة وأنها تطمح لتعزيز نفوذها في المنطقة، وهي تضع نصب عينها الثروة الطاقية التي يزخر بها لبنان. وترتبط روسيا بعلاقات جيدة مع القوى السياسية في لبنان بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم، بيد أنها ومنذ اندلاع الحراك الاحتجاجي في الـ9 من أكتوبر أبدت اهتماما متزايدا، وأوحت بعض المواقف التي صدرت عن مسؤوليها ميلا لتحالف 8 آذار الذي يتزعمه حزب الله، والذي يتولى حاليا قيادة دفة البلاد من خلال حكومة حسان دياب والبرلمان التي يمتلك فيه هذا التحالف الأغلبية. وكشفت تقارير إعلامية مؤخرا عن استعداد موسكو لتقديم قروض مالية ميسرة ووضع وديعة مليارية في المصرف المركزي اللبناني، في رغبة منها على ما يبدو لإنعاش اقتصاد لبنان الذي يمر بأزمة غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الأهلية، تعمّقه الاحتجاجات المستمرة الرافضة لحكومة دياب. ويأتي الحديث عن رغبة روسية في دعم الاقتصاد اللبناني في وقت لا تُبدي فيه واشنطن أو حلفاؤها أيّ حماسة في دعم لبنان، لجهة قناعة بأن الحكومة المشكلة حاليا ليست سوى واجهة لحزب الله وخطه السياسي. واستبعدت مصادر لبنانية مطلعة ما ذكره رئيس الحكومة حسان دياب عن تلقيه إشارات دولية تعد بدعم لبنان وحكومته للخروج من مأزق البلاد الاقتصادي الراهن. ورأت أن دياب يسعى إلى شراء الوقت للتسويق لقدرة حكومته على تذليل العقبات وإطلاق البرامج الآيلة إلى إنقاذ لبنان من أكثر أزماته خطورة منذ الاستقلال حتى الآن. دول الخليج المانحة، لاسيما السعودية، لا تمتلك أي معطيات مبشرة عن الحكومة الجديدة على نحو يعد بإمكانية تقديم الدعم العاجل للبنان

وأكدت المصادر أن كافة المعطيات الدبلوماسية لا تدعو للتفاؤل طالما بقي موقف الولايات المتحدة غير ودي مع حكومة دياب. ورأت المصادر أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن العناوين الأساسية لخطة بلاده للسلام في الشرق الأوسط المعروفة باسم “صفقة القرن” يحمل تعقيدات إضافية بالنسبة للبنان قد تزيد من موقف واشنطن السلبي حيال بيروت، خصوصا وأن هذه الخطة تتطلب موقفا من بيروت يتعلق باللاجئين الفلسطينيين على أراضيه كما بمسألة ترسيم الحدود الجنوبية مع إسرائيل. ويشكك كثيرون في قدرة الحكومة الجديدة بتركيبتها الحالية وبانتماءاتها السياسية على إحداث قطيعة مع السياسات السابقة التي نحت صوب تبنّي أجندة إيران، خاصة في ظل الهيمنة التي يمارسها حزب الله، وأنه بالتالي من المستبعد جداً، في ذروة الحملة التي تخوضها الولايات المتحدة ضد إيران وأذرعها والتي تلتقي مع تحوّل في المواقف الأوروبية أن تسهّل إدارة ترامب فرص توجيه دعم دولي إلى لبنان.

وتقول مصادر دبلوماسية في بيروت إن دول الخليج المانحة، لاسيما السعودية والإمارات، لا تمتلك أي معطيات مبشرة عن الحكومة الجديدة على نحو يعد بإمكانية تقديم الدعم العاجل للبنان. وتضيف المصادر أن حكومة دياب تعاني من عزلة عربية حقيقية بحيث لم يقم أي من السفراء العرب في بيروت بلقاء دياب، وهو أمر لافت، ويعبر بشكل مباشر عن موقف شديد السلبية من العهد برئاسة ميشال عون ومما آل إليه العمل الحكومي بعد خروج التيارات السياسية اللبنانية الصديقة للعرب، وخصوصا لدول الخليج، من التشكيل الوزاري الحاكم.

وتؤكد المصادر أن المزاج الخليجي لن يزايد على التوجه الأميركي في شأن التعامل مع حكومة دياب. وتجزم هذه المصادر أن دول الخليج التي لم يلتق سفراؤها في بيروت برئيس الحكومة الجديد ليس لديها خطط لتحديد مواعيد لزيارات كان دياب قد وعد أن يقوم بها.

ولا تزال على ما يبدو حكومة دياب والقوى التي تقف خلفها تأمل في أن تتغير مواقف الدول الغربية والعربية، وقد يكون تسريب مسالة الدعم الروسي محاولة للضغط على تلك الدول، ولكن على المدى المتوسط وفي حال استمر هذا العزوف قد تجد نفسها مضطرة لفتح أبواب لبنان أمام موسكو. وتعترف مراجع مصرفية في لبنان أن التدابير التي يعد دياب باتخاذها بالتعاون مع المؤسسات المالية والمصارف في البلد، ووفق اقتراحات سيتقدم بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لن تستطيع إنعاش الآمال بخلاص ما للأزمة الحالية. وترى أن لبنان بات يعاني من أزمة ثقة بنيوية في نظامه المصرفي كما في قدرته على انتهاج نمط اقتصادي شفاف. وتخلص إلى أن لدى الاقتصاديين شكوكا في قدرة “المعجزة اللبنانية” التي أثمرتها سلوكيات مالية تخترق المعايير الدول في الانتقال إلى منظومة شفافة مكافحة للهدر والفساد. وقللت المراجع من أهمية ما صدر عن مسؤولين إيرانيين من استعداد لدعم لبنان وحكومته، حيث أن العقوبات الاقتصادية الأميركية أفقدت طهران أي قدرة حقيقية على تقديم هكذا دعم. وحذرت من ارتماء لبنان بشكل مفرط داخل تحالف إيران وقطر وتركيا لما في ذلك من تداعيات مضرّة مباشرة لصورة البلد في الخارج، معتبرة أن احتمال أن تقدّم قطر عونا ماليا، أو وضع وديعة مالية ضخمة لها في المصرف المركزي لن يغيّر شيئا من واقع حاجة لبنان الكبرى لوصل شرايينه بالاقتصاد العالمي العام الذي يمثّل مؤتمر سيدر ووعوده المالية أبرز واجهاته.

 

الأحرار: لا لتوطين أي لاجىء او نازح مهما كثرت الضغوط وكبرت المغريات

وطنية - الجمعة 31 كانون الثاني 2020

سأل المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة دوري شمعون: "ألا يكفي لبنان ما جنت عليه السلطات الحاكمة، على مدى الثلاثين عاما المنصرمة، من ويلات وانهيارات سياسية ومالية واقتصادية بسبب فسادهم ومحاصصاتهم وانصياعهم لسلطة الوصاية السورية سابقا، ولوصاية الأمر الواقع المسلح حاليا، لتأتي صفقة القرن برعاية اميركية لتزيد على مشاكل لبنان مشكلة التوطين؟". وقال: "لطالما أعلن الحزب موقفه الثابت والنهائي المطالب بحق العودة الى ديارهم وفق مبادرات عربية ودولية تحفظ حقوقهم المشروعة. ونكرر رفضنا القاطع توطين أي لاجىء او نازح موجود على ارض لبنان مهما كثرت الضغوط او كبرت المغريات المعروضة. وكان الحزب حذر في بياناته السابقة اهل السلطة من مغبة الاستمرار في طعن الدستور والانزلاق اكثر نحو سياسة الانكار والانعزال خلف جدران فسادهم خوفا من شعبهم، فإذ بنا نراهم في مسرحية تهريب موازنة العام 2020 يرتكبون فصلا جديدا من مهزلة فسادهم، واستفزازا للشعب المنتفض الرافض لممارساتهم". وختم: "هلا ارتدعتم يا اهل الحكم وعدتم الى رشدكم الوطني، لتنفذوا مطالب المنتفضين في قيام حكم عادل نزيه ومقتدر يخرج الشعب من أزماته ويلتف حوله الجميع؟ ففي زمن الصفقات الكبرى وحده التلاحم الوطني حول مصالح لبنان العليا ومصلحة ابنائه هو الدرع الآمن لحماية وطننا من العواصف العاتية المنتظرة".

 

مجلس كنائس الشرق : فلسطين قضية حق ولا سلام من دون عدل وعدالة

وطنية - الجمعة 31 كانون الثاني 2020

اكدت الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتورة ثريا بشعلاني في موقف من اعلان "صفقة القرن"، "أن فلسطين قضية حق ومن غير المقبول التعامل مع هذه القضية بطروحات المقايضات والمساومات التي تغتال جوهر نضال الشعب الفلسطيني لإقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية وتمتع لاجئيه في الشتات بحق العودة". أضافت بشعلاني: "منذ العام 1948 والشعب الفلسطيني ينزف والشرق الأوسط متوتر بالحروب والصراعات، وقد آن الأوان لتحقيق سلام لكن ذاك المبني على العدل والعدالة، بعيدا من التسويات الآحادية التي تضرب عرض الحائط بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".

وختمت بشعلاني: "إن مجلس كنائس الشرق الأوسط إذ ينحاز كما دوما الى دعم نضال الشعب الفلسطيني، يدعو المجتمع الدولي الى صحوة ضمير تنهي الظلم وتعيد الحقوق لأصحابها، ويشدد على انتهاج مبادرات بناءة واستمرار الصلاة حتى تحقيق سلام العدل المنشود".

 

هل تضع صفقة القرن لبنان أمام التطبيع مع دمشق

العرب/01 شباط/2020

الأزمة الاقتصادية تنهك مناعة لبنان وقدرته على مقاومة ضغوط "الصفقة".

قرأت مراجع سياسية لبنانية إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطته للسلام في الشرق الأوسط بصفته استحقاقا جديدا وجب التعامل معه، فيما يشير مراقبون إلى أن المعطى الجديد قد يدفع بيروت إلى تطبيع علاقاتها مع النظام في دمشق.

بيروت - يدفع الإعلان عن صفقة القرن القيادة السياسية اللبنانية إلى الاستعداد لاتخاذ موقف مشترك يتجاوز السجال بين الشارع المنتفض والحكومة الجديدة، كما يفرض على التيارات السياسية، المتوزعة داخل المعسكرات السياسية التقليدية الموالية لـ”محور الممانعة” أو المعارضة له، وضع استراتيجية مشتركة لمواجهة تداعيات صفقة القرن على مستقبل لبنان. وفيما وضع اتفاق الطائف عام 1989 مسألة رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بندا مستقلا داخل الدستور اللبناني، يتساءل مراقبون حول قدرة لبنان على مقاومة الضغوط الدولية، الأميركية خصوصا، السياسية والاقتصادية، لإجبار بيروت على التعامل مع الحالة الفلسطينية كأمر واقع لا بدّ منه، كما دفع كافة القوى السياسية إلى مراجعة أدبياتها العقائدية في هذا الصدد. ويعتبر المراقبون أن مسألة توطين الفلسطينيين في الأردن وبقية دول الشتات العربي لم تعد أمرا محرما لا بالنسبة إلى الدول المعنية كما إلى اللاجئين أنفسهم، وأن أمر الاستخفاف بالأمر لم يعد مجديا. وتؤكد مصادر دبلوماسية في بيروت أن الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يتعرض لها لبنان قد أوهنت مناعة البلد على مقاومة ما قد تحمله صفقة القرن من ضغوط لإجباره على تنفيذ قسطه من خطة ترامب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وترى المصادر أن على لبنان تطوير نظرته إلى مسألة اللاجئين بشكل ذاتي وداخل حوار لبناني لبناني، خصوصا أن ما أنجزته لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني وعملية تعداد الفلسطينيين في لبنان، والتي جرت تحت إشراف الأمم المتحدة، تمهد الطريق نحو نظرة واقعية للوجود الفلسطيني في البلد ثبت بالأرقام أنه أقل بكثير مما علق في الوعي الجماعي اللبناني منذ عقود. وتقول المصادر إنه لا طائل من تعويل لبنان على فشل صفقة القرن وعلى رفض فلسطيني لها، معتبرين أن مسألة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ستبقى بندا أساسيا داخل أي تسوية سياسية فلسطينية إسرائيلية، وأن كافة مشاريع الحل السابقة واللاحقة تسقط حق العودة للاجئين الفلسطينيين أو تجعل هذا الحق محدودا ونسبيا، بحيث أن مسألة توطين الفلسطينيين في لبنان هي مسألة حتمية لن تتجاوزها أيّ تسويات.

مصالح روسيا في سوريا مرتبطة مباشرة ببيروت لذلك ستكون موسكو مضطرة للاعتماد على نفوذ حزب الله لتحقيق اختراق

ويشير مراقبون إلى أن لبنان غير قادر على التعاطي مع صفقة القرن إلا تعاطيا سلبيا رافضا بحكم هيمنة حزب الله وحاجة إيران وميليشياتها في لبنان إلى استخدام العامل الفلسطيني من جديد لخدمة أجندة ترتبط هذه الأيام بالصراع بين واشنطن وطهران.

ويقول هؤلاء إنه في ظل هذه الظروف، فمن المستحيل تصور أن تسهّل طهران نقاشا لبنانيا لبنانيا في هذا الشأن بشكل مجاني، وأن قضية شائكة بهذا الحجم لا بد أن تكون جزءا من أي طاولة مفاوضات مقبلة بين إيران والولايات المتحدة.

وتتوقع بعض المصادر أن تصطدم حكومة حسان دياب الجديدة بواقع جديد بسبب صفقة القرن يتجاوز الدعوات الدولية من الحكومة اللبنانية إلى تقديم خطة ناجعة لإصلاح الهيكل الاقتصادي اللبناني يسيطر بها على الهدر ويتم من خلال مكافحة الفساد.

وتقول المصادر إن الكثير من الضغوط الأميركية، ولاسيما في ما صدر عن المسؤولين في واشنطن من مراقبة لأداء الحكومة وقراءة لبيانها الوزاري المرتقب قبل إصدار أيّ حكم، قد ينطوي في الثنايا على ما هو مطلوب من لبنان للإفراج عن المساعدات الدولية المالية العاجلة.

وترى ذات المصادر أنه سيجري ربط الموقف الأميركي بمدى استعداد بيروت، والثنائية الشيعية خصوصا، للتحلي بالبراغماتية والمرونة في ما يتعلق بترسيم الحدود، البحرية والبرية، بين لبنان وإسرائيل، بما يتيح تنظيم أعمال التنقيب عن الهيدروكاربونات في المنطقة الاقتصادية الخالصة خصوصا في المناطق البحرية على حدود البلدين. وتعتبر المصادر ذاتها أن واشنطن ستجد في مناسبة الإعلان عن صفقة السلام عذرا جديدا لمقاربة الأزمة الاقتصادية اللبنانية وفق رؤية تتعلق بالمنطقة برمتها، وبمستقبل خطة السلم في المنطقة. ويستبعد محللون حصول أي تحول لافت في هذه المسألة، ليس فقط بسبب موقف إيران المهيمن على القرار اللبناني، بل أيضا بسبب ضغوط قد تمارسها روسيا هذه المرة، التي باتت، بحكم مصالحها في سوريا معنية مباشرة بالشأن اللبناني وموقعه وموقفه من تحديات الشرق الأوسط. ويقول هؤلاء إن ما تردد أخيرا عن ذهاب حكومة دياب بعد نيلها ثقة مجلس النواب إلى العمل على تطبيع علاقات لبنان مع النظام السوري يصب في هذا الاتجاه. ويجزم مراقبون أن موسكو بدأت فعلا الدخول بقوة على الخط اللبناني رغم محاولة القيادة الروسية التعاطي مع الأمر بحذر شديد. ويلفت هؤلاء إلى أن موسكو، التي قد تتنافس مع طهران على بسط النفوذ في سوريا، ستكون مضطرة إلى الاستناد على نفوذ حزب الله في لبنان لدفع النفوذ الروسي في سوريا لاختراق الحدود مع لبنان. ويعتبر هؤلاء أن موقف موسكو من صفقة القرن ولاسيما في شقها اللبناني بات حاجة لبنانية لمواجهة الموقف الأميركي، لكنهم يلفتون إلى أن الولايات المتحدة قد تصبح بحاجة إلى روسيا في إعانتها على تسويق تداعيات خطتها على لبنان واستخدام الخدمات الروسية لإحداث تحوّل استراتيجي في موقف لبنان.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

فيتو إيران ونوري المالكي يطيحان بترشيح محمد علاوي لرئاسة وزراء العراق وحزب الله اللبناني يستلم إدارة الملف العراقي بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.

العرب/31 كانون الثاني/2020

بغداد - أحبط نوري المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون، خطة وشيكة التنفيذ لتكليف الوزير السابق محمد علاوي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، متسببا في القضاء على تفاهمات سياسية معقدة، جرى التوصل إليها بعد مفاوضات ماراثونية استغرقت عددا من الأسابيع، ودخل على خط هذه التفاهمات حزب الله اللبناني الذي تدور تسريبات عن استلامه مهمة إدارة الملف العراقي بعد مقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني. وفجر الخميس، بدا أن أزمة اختيار خليفة لرئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي في طريقها إلى الحل، عندما تسرّب إلى وسائل الإعلام أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تخلى عن موقفه الداعم لترشيح رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي، لصالح دعم علاوي، بعد وساطة لبنانية. وقالت مصادر مطلعة في بغداد إن مسؤول الملف العراقي في حزب الله اللبناني، محمد كوثراني، أقنع الصدر بأن علاوي هو المرشح المناسب لقيادة الحكومة العراقية في المرحلة الانتقالية المقبلة، التي يفترض أن تشهد حلّ البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة. وعندما تدخل كوثراني كانت أسهم الكاظمي مرتفعة جدا للحصول على تكليف تشكيل الحكومة الجديدة، بسبب دعمه من قبل الصدر وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم وزعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي ومعظم الأحزاب السنية وجميع الأحزاب الكردية. لكنه واجه اعتراضا إيرانيا شديدا. وتقول المصادر إن كوثراني راهن على فك التفاهم الشيعي السني الكردي بشأن ترشيح الكاظمي من خلال إخراج الصدر منه، وهو ما حدث فعلا، إذ بمجرد تغيير موقف الصدر خرج الكاظمي من المنافسة كليا، وجرى الاتفاق على دعم علاوي. وتضيف المصادر أن زعيم تحالف الفتح المقرّب من إيران هادي العامري، بادر إلى الاتصال بالقيادات السياسية العراقية، لإبلاغهم بالاتفاق الذي حدث مع الصدر بشأن اختيار علاوي، لكنه فوجئ باعتراض كبير أبداه المالكي. وتشير المصادر إلى أن المالكي غضب كثيرا من هذا الاتفاق، لأنه يمسّه بشكل مباشر، إذ أن علاوي أحد أشرس خصومه السابقين.

محمد كوثراني راهن على فك التفاهم الشيعي السني الكردي بشأن ترشيح الكاظميمحمد كوثراني راهن على فك التفاهم الشيعي السني الكردي بشأن ترشيح الكاظمي

وعمل علاوي وزيرا للاتصالات في الحكومتين اللتين شكلهما المالكي بين 2006 و2014، لكنه لم يكمل ولايته في أيّ منهما، إذ استقال في الأولى ولوحق قضائيا في الثانية. وعلى الدوام كانت الخلافات بين علاوي والمالكي في الحكومتين تتعلق بفلسفة إدارة الدولة وكيفية مجابهة الفساد المستشري في مؤسساتها، إذ وجّه وزير الاتصالات انتقادات حادة لرئيس مجلس الوزراء آنذاك بشأن إحالة عقود بمليارات الدولارات إلى مقرّبين أو شركات غير كفؤة. وفي حكومة المالكي الثانية حرك رئيس الوزراء، القضاء ضد وزيره، متهما إياه بالتسبب في هدر المال العام، وذلك بعدما شارك في اجتماعات احتضنتها أربيل لسحب الثقة من الحكومة. وتقول المصادر إن عدم تحمّس الإيرانيين لترشيح علاوي يعود إلى علاقته المتوترة بالمالكي، الذي ينظر إليه بوصفه حليف طهران الموثوق به ورجلها الأمين في العراق. ولا تستبعد المصادر أن تتم تسوية الخلاف، في حال أصرّ كوثراني على ذلك، في ظل الأدوار الكبيرة التي كان يلعبها مؤخرا. ويقول مراقبون في بغداد إن الملف العراقي عاد إلى سلطة حزب الله اللبناني بعد مقتل زعيم فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية قرب مطار بغداد مطلع العام الجاري. وهذه ليست المرة الأولى التي يشرف فيها اللبنانيون على الملف العراقي، إذ تعود صلتهم به إلى المرحلة الممتدة بين 2006 و2008، عندما كانت تحت الإدارة المباشرة لعماد مغنية. ومغنية هو قيادي بارز في حزب الله اللبناني قتل في دمشق بانفجار سيارة مفخخة العام 2008، اتهمت إسرائيل بتدبيره. ومنذ 2008، أصبح الملف العراقي تحت سلطة الحرس الثوري الإيراني، قبل أن يعود إلى اللبنانيين مع مقتل سليماني. وكان الرئيس العراقي برهم صالح حذر مساء الأربعاء من أنه سيختار رئيسا مؤقتا للوزراء إذا لم تتمكن الأحزاب السياسية من اختيار بديل لعادل عبدالمهدي بحلول يوم السبت. واستقال عبدالمهدي من منصبه في نوفمبر تحت ضغط احتجاجات شعبية لكنه استمر في أداء مهامه بصفة مؤقتة. ويشهد العراق احتجاجات حاشدة منذ الأول من أكتوبر الماضي ويطالب المحتجون، وأغلبهم من الشبان، بإصلاح نظام يعتبرونه فاسدا إلى حد كبير كونه جعل معظم العراقيين يعانون من الفقر. وقال صالح “إذا لم تتمكن الكتل المعنية من حسم أمر الترشيح في موعد أقصاه السبت المقبل أرى لزاماً عليّ ممارسة صلاحياتي الدستورية من خلال تكليف من أجده الأكثر مقبولية نيابياً وشعبياً، وفي إطار مخرجات المشاورات التي أجريتها خلال الفترة الماضية مع القوى السياسية والفعاليات الشعبية”. ودعا صالح الفصائل السياسية المتنافسة إلى استئناف المحادثات والاتفاق على مرشح. وقال “أدعو الكتل النيابية المعنية بترشيح رئيس مجلس الوزراء إلى استئناف الحوار السياسي البنّاء والجاد من أجل الاتفاق على مرشح جديد لرئاسة مجلس الوزراء يحظى برضى شعبيّ ورفعه إلى رئاسة الجمهورية من أجل إصدار أمر التكليف”. وتعد المهلة التي حددها الرئيس العراقي أحدث دلالة على أن الأحزاب السياسية الشيعية التي تهيمن على البرلمان العراقي فشلت حتى الآن في التغلب على خلافاتها واختيار رئيس جديد للوزراء يقبله المحتجون.

 

كوشنر: مرونة أميركية إذا شارك الفلسطينيون في المفاوضات

لندن/الشرق الأوسط/01 شباط/2020

وصف جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جوانب خطة السلام التي أعلنها البيت الأبيض لتسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي بأنها «خطوة مذهلة لكسر الجمود» في العلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية. وقال كوشنر في تصريحات عبر الهاتف للزميل مصطفى الدسوقي في الشقيقة مجلة «المجلة»: «لقد وحدنا إسرائيل حول مقترح جاد» -في إشارة إلى موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه في الانتخابات بيني غانتس على الخطة-، موضحاً أن نتنياهو وغانتس اتفقا على «التفاوض على أساس خطة، وكذلك على وضع خريطة، وهو ما لم يحدث قط في تاريخ هذا النزاع». وبشأن الاحتجاجات الفلسطينية عقب الإعلان عن الخطة ذكر كوشنر أن الشعب الفلسطيني «تعرض للخداع لفترة طويلة وتلقى وعوداً كاذبة»، منوهاً بأن أقدم مشكلة لاجئين في التاريخ تضاءلت في القرن الحادي والعشرين؛ إذ «لدينا الآن 70 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم». وبالنسبة للقيادة الفلسطينية، أكد أنه «سيكون من الصعب عليهم المضي قُدماً في لعب دور الضحية والاستمرار في جمع الأموال... عندما يكون أمامهم عرض حقيقي على الطاولة». وأضاف كبير مستشاري الرئيس الأميركي أنه بينما «يحظى الرئيس ترمب بثقة كبيرة لدى شعب إسرائيل وقياداتها»، لا يعني ذلك أن رد الولايات المتحدة لن يكون مرحباً بمشاركة سياسية فلسطينية، مبيناً أنه «إذا جاء الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات فستتحلى أميركا بالمرونة في بعض الأمور». وأشار إلى أن المصالح الأميركية والعربية في إنهاء الجمود الإسرائيلي - الفلسطيني «متشابهة إلى حد كبير»؛ حيث إن «هذا الصراع يُستخدم في التطرف... وهذا الاتفاق، أو حتى مجرد عرضه، سيُبطل حجج الجهاديين؛ نظراً لأن الشعب الفلسطيني لديه فرصة إقامة دولة»، بما تشمله من «عاصمة في القدس الشرقية» وفرص تنمية اقتصادية. وأعطى كوشنر أهمية خاصة لدعوة الخطة إلى تحقيق حرية دولية لتنظيم رحلات دينية لزيارة جميع الأماكن المقدسة في القدس، وأبرزها المسجد الأقصى.

 

ماكرون: السلام يحتاج إلى طرفين ودولتين سياديتين

باريس/الشرق الأوسط/01 شباط/2020

أثار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الشكوك، اليوم (الخميس)، في احتمال حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين وفي نجاح خطة السلام التي كشفتها الولايات المتحدة هذا الأسبوع. وردا على سؤال لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية عما إذا كان يؤمن بحل الدولتين، قال ماكرون إنه «يؤمن بدولتين سياديتين»، ولم يوضح ما يقصده، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء. وقال ماكرون أيضا إنه لن يقدم خطته الخاصة، لكنه أشار إلى أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد تحتاج إلى جهود مضنية من أجل الانطلاق. وردا على سؤال عن الخطة، قال: «نحتاج إلى الطرفين لصنع السلام، لا يمكن تحقيق ذلك في وجود طرف واحد».

 

كارتر: خطة ترمب للشرق الأوسط «تنتهك القانون الدولي»

واشنطن/الشرق الأوسط/01 شباط/2020

اعتبر الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، أمس (الخميس)، أن خطة الرئيس دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط، «تنتهك القانون الدولي، وحض الأمم المتحدة على منع إسرائيل من ضم أراضٍ فلسطينية». وقال الرئيس الأميركي الأسبق، في بيان، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، إن «الخطة الأميركية الجديدة تقوض فرص سلام عادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين». وكارتر كان أحد رعاة اتفاقات «كامب ديفيد» التاريخية عام 1978 للسلام بين إسرائيل ومصر. وأضاف: «في حال تطبيقها ستقضي الخطة على الحل الوحيد القابل للتطبيق لهذا النزاع الطويل، حل الدولتين». وحض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على «الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي، ورفض أي تطبيق إسرائيلي أحادي الجانب للمقترح، بانتزاع مزيد من الأراضي الفلسطينية». وأعلن مكتبه، في بيان، أن خطة ترمب التي كشف عنها الثلاثاء، «تنتهك القانون الدولي المتعلق بتقرير المصير وحيازة أراض بالقوة وضم مناطق محتلة». وقال المكتب: «بتسمية إسرائيل (الدولة القومية للشعب اليهودي)، فإن الخطة تشجع أيضاً على إنكار الحقوق المتساوية للفلسطينيين في إسرائيل». وكشف ترمب خطته، الثلاثاء، وكان يقف إلى جانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حليفه المقرب، الذي قال بعد وقت قصير على ذلك إنه سيسعى لضم جزء كبير من الضفة الغربية. وتمنح خطة ترمب السيادة الإسرائيلية على معظم مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن، مع الإشارة إلى أن القدس «عاصمة لا تقسم» لإسرائيل. وتدعم أيضاً دولة فلسطينية مع عاصمة على مشارف القدس، لكن تقول إن على القيادة الفلسطينية أن تعترف بإسرائيل دولة لليهود، وأن توافق على دولة منزوعة من السلاح. وكارتر البالغ من العمر 95 عاماً، هو الرئيس الأكبر سناً على قيد الحياة في تاريخ الولايات المتحدة، وأدلى بالعديد من المواقف العلنية منذ خسارته معركة إعادة انتخابه في 1980 وحاز جائزة «نوبل للسلام» تقديراً لعمله الإنساني. وفي السنوات الأخيرة، واجه مراراً انتقادات من أنصار لإسرائيل لآرائه بشأن النزاع.

 

العراق: السيستاني يدعو إلى تأليف حكومة جديرة بالثقة وانتخابات مبكرة

بغداد/الشرق الأوسط/01 شباط/2020

طالب المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، اليوم (الجمعة)، بالتعجيل في تأليف حكومة جديدة تكون جديرة بثقة الشعب وتجري انتخابات نيابية مبكرة. وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، باسم السيستاني، في خطبة صلاة الجمعة في كربلاء: «لقد مضت 4 أشهر على بدء الحراك الشعبي المطالِب بالإصلاح وتخليص البلد من براثن الفساد والفشل التي عمّت مختلف مؤسسات الدولة ودوائرها، وفي خلال هذه المدة سال كثير من الدماء البريئة وجرح وأصيب آلاف من المواطنين، ولا يزال يقع هنا وهناك بعض الاصطدامات التي تسفر عن مزيد من الضحايا الأبرياء». وأضاف أن «المرجعية الدينية تؤكد مرة أخرى إدانتها لاستعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين، وما حصل من عمليات الاغتيال والخطف لبعض منهم، ورفضها القاطع لمحاولة فضّ التجمعات والاعتصامات السلمية باستخدام العنف والقوة، لكنها في الوقت نفسه ترفض ما يقوم به البعض من الاعتداء على القوات الأمنية والأجهزة الحكومية وما يمارَس من أعمال التخريب والتهديد ضد بعض المؤسسات التعليمية والخدمية وكل ما يخلّ بأمن المواطنين ويضّر بمصالحهم. وتنبّه إلى أن هذه الأعمال التي لا مسوّغ لها لن تصلح بديلاً عن الحضور الجماهيري الحاشد للضغط باتجاه الاستجابة للمطالب الإصلاحية، بل على العكس من ذلك تؤدي إلى انحسار التضامن مع الحركة الاحتجاجية والمشاركين فيها». ورأى الكربلائي، وفق وكالة الأنباء الألمانية، أن «استمرار الأزمة الراهنة وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني ليسا في مصلحة البلد ومستقبل أبنائه، ولا بد من التمهيد للخروج منها بالإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة التي يتعين أن تكون حكومة جديرة بثقة الشعب وقادرة على تهدئة الأوضاع واستعادة هيبة الدولة والقيام بالخطوات الضرورية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في أقرب فرصة ممكنة». وأكد أن «الرجوع إلى صناديق الاقتراع لتحديد ما يرتئيه الشعب هو الخيار المناسب في الوضع الحاضر». وقال باسم السيستاني إن «المرجعية الدينية تدين بشدة الخطة الظالمة التي كُشف عنها لإضفاء (الشرعية) على احتلال مزيد من الأراضي الفلسطينية المغتصبة، وهي تؤكد وقوفها مع الشعب الفلسطيني المظلوم، في تمسكه بحقه في استعادة أراضيه المحتلة وإقامة دولته المستقلة، وتدعو العرب والمسلمين وجميع أحرار العالم إلى مساندته في ذلك».

 

إردوغان يلوّح بعملية عسكرية في إدلب

أنقرة - موسكو/الشرق الأوسط/01 شباط/2020

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الجمعة)، أن تركيا قد تشن عملية عسكرية جديدة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا إذا لم يجر التوصل إلى حل للوضع في المنطقة فوراً. وأكد، في أنقرة، أن بلاده لا تستطيع التعامل مع تدفق جديد للاجئين، وفق وكالة رويترز. ويأتي كلام إردوغان فيما يتزايد القلق من تدفق موجة لاجئين جديدة على تركيا وسط هجمات قوات النظام السوري المدعومة من روسيا في المحافظة التي تنتشر فيهاا فصائل معارضة مسلحة ويقيم فيها حوالى ثلاثة ملايين سوري. وكان إردوغان قد قال الأربعاء إن صبر تركيا إزاء الهجمات بدأ ينفد واتهم روسيا بخرق الاتفاقات التي تهدف إلى تهدئة الصراع في المنطقة. وفي موسكو، أصدر الكرملين بياناً أكد فيه أن روسيا تفي تماماً بالتزاماتها في إدلب، لكنها تشعر بقلق بالغ من هجمات المسلحين في المنطقة.

 

حملة أميركية على أوروبا لتبني «ضغط أقصى» على دمشق ولندن استضافت سلسلة اجتماعات لتنسيق المواقف وفرض عقوبات اقتصادية

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/01 شباط/2020

شهدت لندن في الأيام الماضية سلسلة اجتماعات أميركية وأوروبية غير معلنة لبحث تنسيق الجهود من اقتراح واشنطن تبني سياسة «الضغط الأقصى» وفرض «أشد الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية» على دمشق لانتزاع تنازلات من موسكو في الملف السوري.

وموضوع التنسيق الأميركي - الأوروبي، أحد ملفات محادثات وزير الخارجية مايك بومبيو في العاصمة البريطانية أمس، بالتوازي مع اجتماعات المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري مع مسؤولين أوروبيين في بروكسل، حيث اصطحب الأخير معه خبراء في العقوبات الاقتصادية لإقناع الاتحاد الأوروبي بمواكبة حملة الإجراءات الأميركية التي ستفرض بموجب «قانون قيصر» الذي أقره الرئيس دونالد ترمب بعد موافقة الكونغرس. وتضمنت اجتماعات لندن يومي الاثنين والثلاثاء: مشاورات أميركية قادها جيفري ونائبه جويل روبرن، ومشاورات أوروبية شارك فيها مبعوثو الدول الأعضاء إلى سوريا، ومشاورات أميركية - أوروبية، قبل انعقاد اجتماع «المجموعة الصغيرة» بمشاركة أميركا، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، والسعودية، والأردن، ومصر، ومشاركة رئيس «هيئة التفاوض السورية» المعارضة نصر الحريري في جانب منها. حسب المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط»، تريد واشنطن الدفع لتوحيد الموقف الأوروبي للمضي وراء موقفها في فرض «أشد الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية» ضد دمشق لتوفير أدوات ضغط على روسيا للجلوس على الطاولة حول المستقبل السياسي لسوريا والدور الإيراني. وتشمل سلة الإجراءات «فرض عقوبات اقتصادية ضد رجال أعمال وكيانات في دمشق»؛ ذلك أن الجانب الأميركي يرى أن «قانون قيصر» سهّل عملية فرض العقوبات داخل المؤسسات الأميركية؛ إذ إن واشنطن بصدد إصدار قائمة جديدة لفرض عقوبات على رجال أعمال سوريين «استفادوا من الحرب».

واستبقت بروكسل وصول المبعوث الأميركي، بإقرار ممثلي الدول الأوروبية الاثنين الماضي مسودة قائمة ضمت ثمانية أسماء من رجال الأعمال وكيانين في دمشق، على أن يصدرها وزراء الخارجية الأوروبيون خلال اجتماعهم المقبل. وبعد نقاش بين ممثلي الدول جرى حذف اسم كان ورد في مسودة سابقة، باعتباره أحد المشاركين في وفد الحكومة لاجتماعات اللجنة الدستورية. وإذ إن الدول الثلاث الكبرى، بريطانيا وألمانيا وفرنسا، لا تزال تقود الموقف الأوروبي بالملف السوري، فإن شقوقاً برزت في الأيام الأخيرة، ذلك أن هنغاريا فتحت سفارتها في دمشق بالتوازي مع قرب قبرص من القيام بالأمر نفسه. وقال دبلوماسي، إن قبرص قايضت موافقة دمشق على توقيع اتفاق لرسم الحدود البحرية رداً على اتفاق أنقرة مع حكومة الوفاق الليبية برئاسة فائز السراج، بالإقدام على استئناف العلاقات الدبلوماسية والخروج عن الإجماع الأوروبي. لكن إيطاليا حسمت أمرها بتأجيل فتح سفارتها إلى «ظروف سياسية أخرى».

وترى واشنطن بضرورة وحدة الموقف الأوروبي في «عدم التطبيع» وعدم فتح السفارات في دمشق والمساهمة في إعمار سوريا و«عدم التخلي المجاني عن هذه الأوراق، بل ضرورة التزام خط واحد بالضغط على دمشق». لكن عدداً من الدول الأوروبية تردد في المضي قدماً في الاقتراحات الأميركية لتبني سياسة «الضغط الأقصى» باعتبار أنها ترى أن موضوع «الصبر الاستراتيجي مكلف لأوروبا بسبب مخاوفها من الهجرة والإرهاب واللااستقرار في سوريا والأوضاع الداخلية لكل دولة أوروبية. أميركا تستطيع الانتظار، لكن تكلفة الانتظار عالية في أوروبا». وأشار دبلوماسي إلى أن التباين بين أميركا وأوروبا إزاء سوريا يشابه انقسامهما إزاء الملف الإيراني، مستطرداً أنه «لا يمكن للدول الأوروبية، كمجموعة أو دول، الاستغناء عن أميركا. ونحن في حاجة لبعضنا بعضاً؛ ما يتطلب الكثير من التنسيق». لذلك؛ فإن زيارتي بومبيو إلى لندن وجيفري إلى بروكسل ترميان إلى «جلب الدول الأوروبية إلى الموقف الأميركي وتناغم موقف الطرفين». وكان بومبيو قال في بيان: «الأعمال المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها روسيا والنظام الإيراني و(حزب الله) والنظام تمنع بشكل مباشر وقف إطلاق النار في شمال سوريا، بحسب ما تم النص عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2254، وتحول دون العودة الآمنة لمئات الآلاف من النازحين في شمال سوريا إلى منازلهم». وتابع: «الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ أقوى الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية ضد نظام الأسد وأي دولة أو فرد يدعم أعماله الوحشية». ينسحب التباين الأميركي - الأوروبي أيضاً على ملف المشاركة في الحرب ضد «داعش»؛ إذ حث جيفري خلال مشاركته في اجتماع التحالف الدولي في كوبنهاغن الدول الأوروبية على تعزيز مساهمتها في الحرب ضد «داعش» في سوريا والعراق والمشاركة في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) في العراق بسبب انشغال القوات الأميركية بالدفاع عن نفسها ومطالب عراقية لها بإعادة الانتشار بعد اغتيال قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» قاسم سليماني. وأوضح دبلوماسي: «هناك إدراك للضغوط العراقية لإعادة الانتشار - الانسحاب من العراق؛ ما يعني تأثير ذلك على الوجود الأميركي شرق سوريا، الذي حسم أمر بقائه الرئيس ترمب بداية العام».

 

إسرائيل تشن غارات على قطاع غزة

غزة/الشرق الأوسط/01 شباط/2020

شنت طائرات حربية إسرائيلية عدة غارات اليوم (الجمعة)، على قطاع غزة، حسب ما أعلنته مصادر فلسطينية، وفقاً لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية. وذكرت المصادر أن الغارات استهدفت فجر اليوم مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، وتسببت بانقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من المدينة، دون أن تبلغ عن وقوع إصابات. وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارات طالت سلسلة أهداف لحركة «حماس» في جنوب القطاع، منها منشأة تحت أرضية لإنتاج وسائل قتالية. وذكر الجيش أن الغارات جاءت رداً على إطلاق ثلاث قذائف صاروخية من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية، حيث اعترضت منظومة القبة الحديدية اثنتين منها. وأضاف أنه أطلقت كذلك من غزة أمس (الخميس) العشرات من البالونات الحارقة، حيث انفجر عدد منها في مناطق مأهولة دون وقوع إصابات. ويستمر التصعيد في غزة، منذ عدة أيام، على خلفية استئناف فصائل مسلحة إطلاق بالونات حارقة وقذائف صاروخية على إسرائيل التي ترد بغارات جوية.

يأتي ذلك في ظل موجة احتجاجات فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على إعلان خطة أميركية للسلام مع إسرائيل، يرفض الفلسطينيون التعاطي معها.

 

الاحتجاجات تعم المناطق الفلسطينية رفضاً لخطة السلام الأميركية

تل أبيب - غزة - رام الله/الشرق الأوسط/01 شباط/2020

خرج عشرات ألوف الفلسطينيين، أمس (الجمعة)، في مظاهرات ومسيرات سلمية تذكّر ببدايات الانتفاضة الأولى، وذلك رفضاً للخطة الأميركية للسلام المعروفة بـ«صفقة القرن». وشملت الاحتجاجات جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة وقطاع غزة، وسُجّل وقوع عشرات الإصابات في مواجهات مع قوات الاحتلال، التي حاولت قمع المسيرات السلمية للفلسطينيين. وبدأت الصدامات، في ساعات الفجر، إذ اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات الحرم القدسي الشريف، بدعوى وصول معلومات تفيد بأن آلاف المصلين ينوون الخروج في مظاهرات عنيفة في المسجد الأقصى وقبة الصخرة ومصلى باب الرحمة، فانتشرت قوات الاحتلال في الباحات وحتى بين المصلين، بقيادة قائد الشرطة في منطقة القدس، دورون يديد. وحاولت منع العديد من الوصول إلى الحرم، كما أوقفت حافلات تقل المصلين المسلمين من إسرائيل «فلسطينيي 48»، وراحت تدقق في بطاقات هوياتهم، كما نصبت حواجز في الطريق إلى البلدة القديمة وفي الطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى. واعتقلت مصلين بعد الاعتداء عليهم، ولاحقت مصلين آخرين وصلوا إلى المسجدين، وعملت القوات على إخراجهم من هناك بالقوة، ثم هجمت على عدد منهم لاعتقالهم، وبينهم أمين سر حركة «فتح» في المدينة، شادي المطور، الذي سلمته أمراً يقضي بإبعاده عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة لمدة أسبوع، ثم اقتادته إلى أحد مراكزها، وأبلغته بإبعاده ستة شهور، واعتقلت عدداً آخر من شبان «فتح». وراح المصلون يكبرون ويهتفون بـ«الروح بالدم نفديك يا أقصى»، فأطلقت الشرطة الرصاص المطاطي، ما تسبب بإصابة 10 أشخاص على الأقل. ومع انتشار خبر الاعتداء في الأقصى، خرج المئات من سكان بلدة الرام شمال القدس، في مظاهرات. فأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيلة للدموع بكثافة. وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة، شهدت منطقة غور الأردن الشمالية، مظاهرات جماهيرية ضد «صفقة القرن» التي تنص على ضم المنطقة لإسرائيل. وجرت مسيرة تحت عنوان «حماية الأغوار» في قرية عاطوف شرق طوباس، رفع المشاركون فيها شعاراً أساسياً: «الأغوار فلسطينية، لا أميركية ولا إسرائيلية». فقمعتها قوات الاحتلال، وأصيب مواطن بقنبلة غاز في كتفه، إضافة إلى إصابة العشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع. واحتجزت قوات الاحتلال، في الصباح، 4 حافلات مقبلة من مختلف محافظات الوطن للمشاركة في هذه المسيرة. وفي رام الله والبيرة، أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، مسيرة رافضة لخطة السلام الأميركية في قرية بدرس غرب رام الله، اتجهت نحو جدار الفصل الذي يلتهم أجزاء كبيرة من أراضي القرية. كذلك أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في قرية بلعين غرب رام الله. وفي قرية النبي صالح شمال غربي رام الله، اندلعت مواجهات بين أهالي القرية وقوات الاحتلال. كما اندلعت مواجهات بين عشرات الشبان وجنود الاحتلال على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة.

وفي مخيم العروب شمال الخليل، أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق، جراء قمع قوات الاحتلال مسيرة سلمية خرجت تنديداً بالصفقة الأميركية. كما اقتحمت قوات الاحتلال منطقة «عصيدة» المحاذية لمستوطنة «كرمي تسور» المقامة على أراضي بلدة بيت أمر شمال الخليل، ومحيط باب الزاوية وسط مدينة الخليل، وشرعت بإطلاق الرصاص المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع صوب المواطنين المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة الناشط الإعلامي محمد عوض برصاصة مطاطية في قدمه، والعشرات بالاختناق. وأصيب عشرات المواطنين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 16 عاماً. وشارك أبناء قطاع غزة، أمس، بالفعاليات الجماهيرية الشعبية المنددة بالخطة الأميركية. ففي مدينة غزة نفسها، انطلقت عقب صلاة الجمعة من المسجد العمري الكبير وسط المدينة مسيرة جماهيرية حاشدة دعت إليها لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية. وحمل المتظاهرون العلم الفلسطيني واليافطات المنددة بـ«الصفقة»، ورددوا هتافات غاضبة رافضة لها، وتدعو إلى استمرار المظاهرات والفعاليات الشعبية لإجهاضها وإلى زيادة التلاحم ووحدة الصف الفلسطيني، لمواجهة «المؤامرات والصفقات التصفوية».

وفي بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، انطلقت بعد صلاة الجمعة مسيرة جماهيرية شبيهة، دعا المتظاهرون فيها المجتمع الدولي و«جميع الأحرار وأصحاب الضمائر الحية في العالم» إلى التحرك العاجل للوقوف ضد هذه الصفقة والعمل على إعادة الحقوق الفلسطينية. وقد أصيب مواطنان إثر إطلاق قوات الاحتلال النار على الشبان، وصفت جراح أحدهما بالخطيرة. وفي سياق متصل، أطلقت مدفعية الجيش الإسرائيلي قذيفة واحدة صوب موقع لـ«حماس» شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. وجاء القصف الإسرائيلي بزعم الرد على انطلاق ثلاث قذائف صاروخية من غزة صوب مستوطنات الغلاف.

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الفتى علاء هاني حمادة العباسي البالغ من العمر 15 عاماً توفي متأثراً بإصابته قبل عدة شهور في «مسيرات العودة» شرق مدينة خانيونس.

 

أبو الغيط التقى عباس في القاهرة وانتقد خطة السلام الأميركية

القاهرة: سوسن أبو حسين/الشرق الأوسط/01 شباط/2020

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن «الأمة العربية وشعب فلسطين سينجحان في الرد على الخطة الأميركية» التي أعلنها الرئيس دونالد ترمب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ووصف أبو الغيط، عقب استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن له في مقر إقامته بالقاهرة، أمس، الخطة الأميركية بأنها «ليست بخطة، ولكنها طلب للاستسلام». وأوضح أمين عام الجامعة: «لدينا اجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب للاستماع إلى بيان رئيسي وتاريخي من الرئيس محمود عباس، كما سنستمع لكلمات من وزراء الخارجية العرب، وسيصدر عقب هذا الاجتماع قرار يعبّر عن الموقف العربي». ومن المقرر أن يلقى الرئيس أبو مازن خطاباً وصف بأنه «تاريخي» أمام اجتماع مجلس الجامعة العربية في دورته غير العادية على مستوى وزراء الخارجية العرب اليوم (السبت)، حيث يطرح فيه الرؤية الفلسطينية فيما يتعلق بالخطة الأميركية للسلام والمسماة «صفقة القرن».

وقال الأمين العام للجامعة: «أثق في أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يستسلم، وأمتنا العربية أمة حية قادرة على الصمود والمقاومة، وسترفض هذا المقترح، لأنه لا يستجيب إلى الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية التاريخية»، مؤكداً أن «مبادرة السلام العربية لم تسحب وما زالت مطروحة منذ عام 2002 وحتى تاريخه، فالعرب أصحاب سلام ويطالبون بالسلام وضرورة تحقيق الحقوق الفلسطينية المشروعة وحق إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس». ونوّهت مصادر دبلوماسية عربية بأهمية اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ، وقالت إنه يأتي في وقت يتطلب «موقفاً عربياً موحداً» للرد على الخطة الأميركية.

في السياق ذاته، أعلن سفير دولة فلسطين بالقاهرة مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، دياب اللوح، أن الرئيس الفلسطيني سيلتقي اليوم (السبت) الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك قبيل انعقاد اجتماع مجلس جامعة الدول العربية. وقال السفير اللوح إن «القمة هدفها التشاور العميق بين الرئيسين والقيادتين الفلسطينية والمصرية حول ما يسمى (صفقة القرن) الأميركية - الإسرائيلية»، مشيراً إلى أن «الرئيس أبو مازن يؤكد دائماً أن ما نريده من الأشقاء العرب هو تأكيد الموقف العربي الذي يقول: نقبل ما يقبله الفلسطينيون، ونرفض ما يرفضه الفلسطينيون، ونحن أصحاب الحق الشرعي والأصيل في فلسطين»، مؤكداً أن «أبو مازن هو رمز الوطنية والشرعية الفلسطينية، ولم يفوّض أحداً نيابة عن الشعب الفلسطيني، ولم يفوض أحداً أن يوقع نيابة عن شعبنا». ولفت إلى أن الرئيس الفلسطيني «قال إننا نرفض هذه الخطة كونها تفرط بمدينة القدس عاصمة لدولة فلسطين، ولن نقبل بأي خطة تمس قضايا الحل النهائي كالقدس، واللاجئين، والمستوطنات، والمياه، والأمن، والأسرى». وتابع السفير اللوح بأن «هدف مشاركة الرئيس محمود عباس في اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ (اليوم) هو صياغة موقف عربي واحد فيما يتعلق بصفقة القرن؛ حيث سيستمع وزراء الخارجية إلى كلمة منه جامعة شاملة تؤكد الموقف الفلسطيني الرافض لهذه الصفقة»، مؤكداً «ضرورة التسلح بموقف عربي رافض للصفقة جملة وتفصيلاً، ومن ثم البدء في التحرك السياسي والدبلوماسي القانوني على المستوى الإسلامي والدولي، لحشد موقف رافض لتلك الصفقة المشبوهة، والتي تتناقض مع اتفاق أوسلو الموقع بين منظمة التحرير والحكومة الإسرائيلية عام 1993». وعشية اجتماع الجامعة العربية، أُعلن في أنقرة أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تحدث هاتفياً مع الرئيس عباس في خصوص خطة السلام الأميركية، ووجه انتقادات شديدة لها، قائلاً إن «تركيا لا تعترف بهذه الخطة التي تقضي على فلسطين وتسطو على القدس ولن تقبل بها»، مؤكداً أن «القدس خط أحمر بالنسبة إلينا».

وفي تونس، قال الرئيس التونسي قيس سعيد، أول من أمس (الخميس)، إن خطة الرئيس دونالد ترمب للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل هي «مظلمة القرن»، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز». وتستعد تونس لأن تحصل على مقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي هذا العام.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 بعد التوتر مع أبو صعب والصراف ... هكذا كان لقاء قائد الجيش مع وزيرة الدفاع!

يارا الهندي/الكلمة اونلاين/31 كانون الثاني/2020

يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد انفراجًا في العلاقة بين وزارة الدفاع وبين قيادة الجيش اللبناني، وبنوعٍ خاصٍ تعاونًا بين وزيرة الدفاع ونائب رئيس الحكومة السيدة زينا عكر عدرا، وبين قائد الجيش العماد جوزاف عون على ضوء ما رُشح من معطيات ايجابية عن اللقاءات التي انعقدت بين عدرا وبين عون.

اذ تقول المعطيات على ما علم موقعنا، بأن وزيرة الدفاع أبلغت قائد الجيش بأنها ستوقع على كل القرارات والمعاملات التي كانت رفعتها قيادة الجيش وكانت عالقة في وزارة الدفاع، متمنية على عون لثقتها به كرئيس المؤسسة العسكرية بالا تحمل أي ثغرات لأن ثقتها بالمؤسسة كبيرة ولا تشك بنزاهتها، بحيث تكون هي كوزيرة دفاع حامية سياسيًا المؤسسة وتشكل غطاءً مدافعا عنها. وتأتي هذه العلاقة التي قد تطغى على التواصل بين عدرا وعون، بعد معاناة قيادة الجيش اللبناني من الوزراء السابقين اليأس ابو صعب ويعقوب الصراف لأكثر من اعتبار نتيجة ارتباطات سياسية تهدف الى التضييق على قائد الجيش اللبناني. في حين ان عدرا حسب ما يُرشح من محيطها، لن تتأثر بأي ضغوطات تهدف الى التضييق على قائد الجيش والمؤسسة سيما ان الجيش اللبناني حامي الوطن وأبنائه. ومن خلفيات هذا المناخ الجديد الذي سيطغى على العلاقة بين عدرا وعون، هو أن وزيرة الدفاع التي أصرّت على تولّي منصب نائب رئيس الحكومة، كانت تعلم مدى العلاقة وحدودها بين وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني. ولذلك تمسكت بالموقع الخامس في منظومة الحكم لاعتبارها أنها ستترأس لجانا وزارية من أجل تحقيق انتاج على أكثر من صعيد في هذه المرحلة.

وفي المقابل يتوقع مراقبون علاقة جيدة بين رئيس الجمهورية ميشال عون وبين العماد جوزيف عون بعد مرحلة متشنجة التي تبعت انطلاقة الثورة واعتماد قيادة الجيش ومديرية المخابرات قرارا باستيعاب هذا التحرك وحمايته، حيث راح بعضهم يومها يعطي هذه الخطوة العسكرية – الامنية اعتبارات وحسابات بعيدة المدى في حين بينت صوابيتها اليوم من خلال النتيجة التي ظهرت على الارض حيث لم يُطبّق على لبنان الاسلوب العراقي ولم يسقط أي قتيل وان تخلل الامر في بعض المحطات صداما حادا بين المواطنين وافرادا من المؤسسات الامنية، نتيجة الارهاق والتوتر يتبعه في ما بعد تحقيقات داخلية لكون القيادة ،أبلغت بضرورة عدم اعتماد هذا الامر مع المواطنين لكن بعد الذي حققه الجيش والقوى الامنية الاخرى من مكسب في هذا الحقل، بات أن عدة مسؤولين سياسيين على أكثر من مستوى يظهرون حرصهم على المتظاهرين على حساب القوى الامنية والعسكرية بعدما كانوا من أوائل المحرضين على الثوار.

وتضع الاوساط السياسية العلاقة الجيدة الحالية بين الرئيس عون والعماد جوزيف عون، منذ أن انتقل النائب جبران باسيل الى منزله الخاص بعد أن كان اتخذ من قصر بعبدا مقرا له ولعائلته منذ اندلاع الثورة. في مقابل التنسيق المشترك بينه وبين النائب الياس بو صعب الذي تولى وزارة الدفاع وشهدت العلاقة بينه وبين قائد الجيش توترًا حاول محيها في عملية التسلم والتسليم عندما استرسل في الاشادة به. الى ذلك، تتوقع الاوساط السياسية أن تتم معالجة ملفي المدرسة الحربية وكذلك ترقية الضباط بعد نيل الحكومة الثقة حيث ستوقع وزيرة الدفاع على متطوعي المدرسة الحربية مع رغبتها ، بأن تترك كوزيرة أثرا ايجابيا في المؤسسة العسكرية على ما قالت للعماد عون بأنها تود "أن يتحقق شيء ما للجيش اللبناني"، ويوضع في رصيد قائد الجيش باعتباره قائد هذه المؤسسة.

 

"لبنان الكبير" على مشارف الهجرة والمجاعة

هيام القصيفي/الأخبار/31 كانون الثاني/2020

الوقائع السياسية المتعلقة بالحكومة وبصفقة القرن لا تشغل اللبنانيين عن متابعة أوضاعهم الاجتماعية، لأن ما ينذر به مسح أوّلي لتداعيات الأزمة لا يبشّر اللبنانيين إلا بمزيد من الأزمات، على عكس تطمينات السياسيين

كان يفترض أن يحتفل لبنان هذه السنة بمرور مئة عام على إنشاء دولة لبنان الكبير. بدلاً من ذلك، وبعد مرور أكثر من مئة يوم على انتفاضة شعبية لم يشهدها سابقاً لا اعتراضاً على ممارسات ميليشيوية خلال الحرب الطويلة أو سلطوية محلية أو خارجية، يعيش لبنان على وقع حالة اقتصادية واجتماعية لم يسبق أن شهدها في تاريخه الحديث. وبعيداً عن الأرقام «المأسوية» التي يتحدث بها الاختصاصيون في المجالَين النقدي والاقتصادي، يختصر أحد السياسيين ــــ الاقتصاديين، مقاربته للوضع المالي والاجتماعي الذي يقبل عليه لبنان بأن «اللبنانيين قرأوا عن مجاعة 1914، لكن الخشية الكبرى أنهم سيعيشونها اليوم في ذكرى المئة عام على قيام دولة لبنان الكبير». ليست هذه العبارة تهويلاً ولا مقارعة للعهد أو الحكومة الحالية والسابقة من باب النكد السياسي. بل هي تعبير عن واقع جدّي يتلمّسه معنيّون بالشأن الاقتصادي بعد معاينة ميدانية ومسح أوّلي لواقع المؤسسات الصحية والاستشفائية والمدارس والجامعات الخاصة والمؤسسات التجارية الصغيرة والمتوسطة التي تقفل في عدد من المناطق ويسرّح عمالها، يمكن البناء عليها لتوجيه تحذيرات لافتة. وإذا كان لا يمكن فصل الاقتصاد عن السياسة، يصبح السؤال بعد نحو أربعة أشهر على انفجار الأزمة المعيشية، هل العهد وحده مسؤول عما وصلت إليه حال الأوضاع الاقتصادية، أم واقع التضييق الدولي والعربي على حزب الله، أم التركيبة السياسية التي حكمت لبنان منذ 1990 حتى اليوم، أم منظومة متكاملة من إدارات عامة وخاصة وقطاعات خاصة والمصارف واحد منها؟ ولا يكمن تحديد المسؤوليات في الإشارة فقط الى منبع الأزمة، بل في مواجهة فعلية للواقع وعدم التعمية عليه وغشّ الناس وتخديرهم، ولا سيما أن القوى السياسية تتهرب من معاينة الوقائع الاجتماعية الملموسة، ومن مقاربة مستوى الانهيار الحاصل، منصرفة الى سجالات سياسية بحت وفتح ملفات الصراعات الداخلية، من دون أي اعتبار للحالة الاجتماعية المتفاقمة.

صحيح أن العقوبات الأميركية فاعلة وتضيّق على لبنان، وأن حزب الله مشارك في الحرب في سوريا، إضافة إلى صراعه مع الولايات المتحدة، وأن الرئيس سعد الحريري تخلّى عن أبسط واجباته، وأن العهد والوزير السابق جبران باسيل مسؤول تماماً كشريك في تسوية مالية ومصرفية منذ ثلاث سنوات، لكن ذلك لا يعني أن حجم معالجة الانهيار كما يظهر حتى الآن يوازي حجم الخطر الحقيقي. لأن الأزمة لم تبدأ حين باشرت المصارف حملتها ضد المودعين، بل مع الكلام قبل أشهر من 17 تشرين الأول عن ضرائب جديدة وتعديل الضريبة على القيمة المضافة وعلى السلع التي اعتبرتها مجموعة من منظّري الحكومة السابقة والعهد على السواء أنها كماليات. ولا يمكن تبعاً لذلك إغفال التوجه الاقتصادي الذي كان قائماً عشية إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، ولا يبدو أنه في طور التبدّل، واستكمل مع الإجراءات المصرفية التي انكشفت عوراتها في لحظة مفصلية، والانهيار التدريجي لسعر الليرة، ليضاف الى سنوات التسعينيات التي حفلت بسوء الممارسة الاقتصادية والمالية التي واجهتها مجموعة من النواب والقوى السياسية آنذاك، في المجلس النيابي وخارجه. كل ذلك في كفة، والنتائج الاجتماعية في كفة أخرى، وهي التي لا تجد فعلياً لدى القوى السياسية المنصرفة الى تصفية حساباتها مع المتظاهرين أو مع بعضها البعض، أو في استعادة نفوذها، أيّ متابعة جدية، أو حتى قراءة لما يكتب يومياً عن انعكاس الأزمة على الناس ومتطلباتهم اليومية.

فمنذ بداية العام، بدأت تنكشف أمام معنيين وقائع عن أزمات معيشية تبلورت أكثر فأكثر في ارتفاع مستوى الطلب على مساعدات غذائية لم يسجّل مثيل لها في عزّ حقبات التهجير والحرب، إضافة الى إحصاءات عن حالات الفقر المرتفعة والتقشّف وتوقّف عائلات عن شراء سلع غذائية أساسية. رغم ذلك، ظلت معاينة التدهور الاجتماعي محكومة بانتظار مزيد من الوقائع، ولا سيما مع تراجع إيرادات العائلات والرواتب المقتطعة وانخفاض قيمتها. وقد بدأ يظهر بعضها تدريجاً، ومنها ما كشف في الأيام الأخيرة عن تقويم أجرته مؤسسة تعليمية كبرى لمستقبل السنة الدراسية المقبلة.

المؤسسة معروفة بأقساطها المرتفعة وبأن أبوابها مفتوحة لطبقة من ذوي الدخل غير المحدود. وتبيّن نتيجة المسح أن نسبة تلامس 70 في المئة من العائلات لن تتمكن من تسديد أقساط السنة المقبلة، قياساً بالوضع الراهن. تعكس هذه النتيجة الاستباقية، في مكان يفترض أن يكون في منأى عن الانهيار الذي يصيب ذوي الدخل المحدود، نموذجاً لما قد تشهده الجوانب الحياتية الأخرى، فضلاً عن حالات مماثلة في مؤسسات تربوية مدرسية وجامعية خاصة بعد تكاثر أعدادها وتأثير ذلك على واقع جهازها التعليمي. يضاف الى ذلك ما تكشفه وقائع المؤسسات الاجتماعية المعنية بالمساعدات وتمكين العائلات من البقاء في مكان إقامتها من انهيار تدريجي من صعوبات تنبئ بأن مستقبلاً قاتماً في انتظار اللبنانيين الذين يعيشون على وقع وعود سياسية ومصرفية غير قابلة للتطبيق العملي. وخطورة هذا التدهور الحاد، أنه بدأ يترك أثره في شكل أولي وسريع في ارتفاع نسبة المهاجرين وتقديم طلبات الهجرة، في شكل لم يشهد مثله لبنان في فترة زمنية قصيرة، وقد تكون أقسى من موجتَي هجرة ما بعد المجاعة والتسعينيات. إضافة الى الاحتمالات الأمنية التي تتوقعها الأجهزة الأمنية كردة فعل تلقائياً في ظروف مماثلة. هذا كله لا يجد ترجمة عملية له، إلا لدى مجموعات المتظاهرين الذين يسعون الى إبقاء تحركاتهم حية، بقدر ما يمكن أن يصمدوا بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر، في مواجهة سلطتين سياسية وأمنية تريد تطويعهم. ما عدا هذه الفئة، فإن تعامل القوى السياسية والحزبية مع التدهور الاجتماعي لا يزال غائباً عن قراءة ظروف ومتطلبات مجتمعاتها، تماماً كما الكنيسة المتخلّية عن أبسط واجباتها تجاه مجتمعها منحازة الى الطبقة الحاكمة في شكل كامل.

 

إلى "17 تشرين": دعوة إلى الانتظام البنيويّ الفوريّ في قوامٍ سياسيٍّ وطنيّ تغييريّ

عقل العويط/النهار/31 كانون الثاني/2020

هذه رسالةٌ مفتوحةٌ إلى الناس والناشطين والثوّار، الذين صنعوا "17 تشرين"، نساءً ورجالًا، شابّاتٍ وشبّانًا، وأحلام تغيير.

ما أنجزته "17 تشرين الأوّل 2019"، أعمق من أنْ تُحصى فعائله ومترتّباته ونتائجه.

هو "شيءٌ" قد لا يتكرّر في الوقت، وفي الشكل، وفي النوع، إنّما يُبنى عليه، ويُعتَدّ به، باعتباره حدثًا تاريخيًّا مرموقًا يطاول في أبعاده الحياةَ الوطنيّة اللبنانيّة برمّتها. وفي مقدّم هذه الأبعاد، منطق العلاقة بين السلطة (الطبقة السياسيّة) والناس، بصفتهم أفرادًا ومواطنين وقوّة اعتراضٍ نوعيّة غير مسبوقة.

قد يمرّ وقتٌ عميقٌ جدًّا، قبل أنْ يتبلور منطق هذه العلاقة، ويترسّخ في الأذهان وفي الضمير الجمعيّ، ويتجلّى، ويتجسّد في وقائع وحوادث.

إلّا أنّ هذا المنطق الجديد في العلاقة بين السلطة والناس، بات فاعليّةً مرهوبة الجانب لا يستطيع حكمٌ، ولا عهدٌ، ولا ميزان قوى، أنْ يمحوها، أو يغفلها، أو يتغاضى عنها، أو يقفز فوقها.

أيًّا تكن الظروف التي انتهت إليها "17 تشرين" – وهي لم تستقرّ على حال ولن تستقرّ في المدى المنظور على حال -، فإنّ مؤسّسات السلطة القائمة، وخصوصًا منها الحكومة الجديدة، ستكون مضطرّة، في ضوء الوقائع والمعطيات المضافة، إلى تبديل أسلوبها في التعاطي مع الناس، بصفتهم أفرادًا ومواطنين وقوّة اعتراضٍ غير مسبوقة.

السلطة تدرك ذلك جيّدًا في نظرتها إلى المعادلات الداخليّة.

العالم الخارجيّ، بما هو قوى فاعلةٌ ومؤثّرةٌ ومتراكبةٌ ومتدخّلةٌ في الشأن الداخليّ، بات مضطرًّا هو الآخر إلى أنْ يأخذ في الاعتبار، هذه الحقيقة الوطنيّة الداخليّة المستجدّة، أكان في نظرته إلى الوضع اللبنانيّ برمّته، أو في علاقته مع السلطة القائمة.

خلاصة أولى:

- واقعيًّا وعمليًّا، لا رجوع بعد الآن عن "17 تشرين".

- واقعيًّا وعمليًّا، لا قدرة لأحد، لأيّ طرفٍ في الداخل والخارج، على أنْ لا يتعامل مع هذه الحقيقة، باعتبار 17 تشرين طرفًا جوهريًّا في المعادلة الوطنيّة.

خلاصة ثانية:

ستتمكّن السلطة، بعد تأليف الحكومة الجديدة، من أنْ تأخذ جرعة حياةٍ مكينة، ومن أنْ تؤمّن للنظام فرصة عيشِ قد تكون طويلة.

ما العمل الآن؟

لا تستطيع "17 تشرين" أن تكتفي بما فعلته، ولا أنْ تتوقّف عنده. لئلّا ترتدّ السلطة ومكوّناتها على هذا الإنجاز التاريخيّ، وتستوعبه، وتتلاعب به، وتميّعه، وتنتزع "براثن" ثوريّته التغييريّة.

"17 تشرين" مدعوّة إلى تحمّل مسؤولياتها، باعتبارها صارت جزءًا نوعيًّا غير مسبوق في مكوّنات المعادلة الداخليّة.

"17 تشرين" لا تستطيع أنْ تستكمل مسيرتها، بحيث تؤتي ثمارها التغييريّة المرجوّة، إلّا إذا انتظمت في "قوامٍ" بنيويٍّ، سياسيٍّ، إطارُهُ وجوهرُهُ عملٌ تنظيميٌّ، مختلفٌ تمام الاختلاف، شكلًا ونوعًا، عن مكوّنات السلطة، والبنى والتنظيمات والأحزاب والتيّارات التي تتألّف منها الطبقة السياسيّة اللبنانيّة القائمة منذ عهودٍ وعقود.

لا غنى لـ"17 تشرين" عن مواجهة هذا "الاستحقاق"، أي الانتظام في "قوامٍ" بنيويّ – تنظيميّ – سياسيّ – وطنيّ، والصدور بـ"مانيفست" يختصر رؤيته الفلسفيّة – الفكريّة – الوطنيّة - السياسيّة (الحزبيّة)، لإنجاز الانتقال والتحوّل من قوّة اعتراضٍ إلى قوّة تغييرٍ وطنيّة.

خلاصة: كلّ إرجاءٍ لتظهير هذا الاستحقاق، وإخراجه بنيويًّا وتنظيميًّا (ونطريًّا) إلى العلن، من شأنه أنْ ترتدّ نتائجه السلبيّة على حركة التغيير نفسها، وعلى قواها الديناميّة والشبابيّة الفاعلة والمحوِّلة، كما من شأنه أنْ يعيد تحكّم قوى الطغيان والفساد والتخلّف والزبائنيّة بحياتنا السياسيّة والوطنيّة.

 

صراع على تقاسم لبنان في صفقة القرن الروسية- الأميركية

منير الربيع/المدن/01 شباط/2020

لن يكون لبنان بعيداً من تداعيات صفقة القرن. النقاش هنا، لا يتعلّق بتمرير الصفقة أم بسقوطها. فهي لن تعبر حتماً. لكن الملفات اللبنانية كلها أصبحت مرتبطة بها. من يرعى الصفقة دولتان كبيرتان، ورثتا الدور البريطاني والفرنسي الذي رسم منطقة الشرق الأوسط وقسّمها إلى مناطق نفوذ خاضعة لها قبل مئة. الدور اليوم للولايات المتحدة الأميركية وروسيا. تحضير الأرضية أمام "صفقة القرن" استغرق سنوات من الدمار والفوضى. كان الدور الروسي فيها يتكامل مع الأميركي، بما تجلّى في سوريا. وتقاسم النفوذ في سوريا سيشمل لبنان. وكانت إشاراته قد انطلقت من تدخل روسيا بقوة في الملف اللبناني، عبر الفوز بمناقصة ترميم خزانات النفط في الشمال واستثمارها، والدور الذي ستلعبه في ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، في مقابل الدور الأميركي بعملية ترسيم الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.

تقاسم النفوذ

تحت هذا العنوان، تقدّم روسيا أكثر من مقترح للاستثمار في لبنان، وتعزيز نفوذها فيه. منذ الإعلان عن الاستعداد لتسليح الجيش اللبناني والقوى الأمنية، إلى اقتراح العديد من المشاريع، من بينها مبادرة إعادة اللاجئين السوريين، وصولاً إلى حدّ إعداد ورقة تحوي مقترحات لمساعدة لبنان مالياً واقتصادياً. وهي تتعلق بتمدد النفوذ الروسي من سوريا إلى لبنان. وعلى هذا، ينقسم اللبنانيون إلى فريقين. فريق يفضل الروس ومعهم الإيرانيين، وفريق ينحازللإرتباط بالدور الأميركي. سيكون لبنان دولة يتجاذبها النفوذان الروسي والأميركي. وأي من المشروعين، لن يكون مستقلاً عن ملفات المنطقة. بمعنى أن لا مساعدات ستأتي من أي من الجهتين، إلا وستكون مرتبطة بتطورات الوضع في المنطقة. الأميركيون يربطون المساعدات للبنان، أو التدخل لإنقاذه من الانهيار، بملف ترسيم الحدود والتنقيب عن النفط وصواريخ حزب الله. والروس يربطونها بتكامل دورهم بين الساحتين اللبنانية والسورية، والتي ترتبط بترسيم الحدود والنفط في المناطق الشمالية.

ستة مليارات

كان مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمشرف الأساسي على صفقة القرن جاريد كوشنير، قد وعد المسؤولين اللبنانيين بمنحهم ستة مليارات دولار كمساعدة، مقابل ترسيم الحدود وضمان أمن اسرائيل. وهذه المليارات هي الدفعة الضرورية والسريعة التي يحتاجها لبنان لتسديد مستحقاته، وتكبح الانهيار السريع. حينها حاول كوشنير مع الرئيس سعد الحريري تمرير ترسيم الحدود، من دون أن يتحقق. فاستمر الضغط الاقتصادي على لبنان. وبالمقابل، تمسك حزب الله بملف ترسيم الحدود الجنوبية، موكلاً إياه للرئيس نبيه بري. وهو يرتبط بسياق المفاوضات الإيرانية الأميركية.

لن يحصل لبنان على أي من المساعدات، قبل الوصول إلى تفاهمات دولية وإقليمية. صحيح أن هناك اهتماماً أوروبياً في مساعدة لبنان وإنقاذه، مع شروط الإصلاحات، إلا أن الدور الأوروبي يبدو ثانوياً وغير مؤثر هنا، في ظل التكامل الروسي الأميركي، والإلتقاء على هذه النقطة المركزية، على الرغم من وجود خلافات روسية أميركية على ترسيم وتحديد مناطق النفوذ.

فرنسا، "توتال"، عون

هنا تحاول فرنسا لعب دور مركزي في لبنان، لكنها تبدو عاجزة، في ظل رغبة إيرانية بمفاوضة الأميركي مباشرة وعدم الاتكال على الوسيط الفرنسي، وطالما أن واشنطن تريد إضعاف التأثير الفرنسي في المنطقة، وطالما أن دول الخليج أيضاً تقف في صف واشنطن وتفضلها على الأوروبيين، ستبقى الحركة الفرنسية في لبنان تستند إلى عامل أساسي هو تأمين كل الحماية لرئيس الجمهورية ميشال عون وعهده، للحفاظ بموطئ قدم سياسية واقتصادية عبر شركة توتال، ومن خلال حرصها على العلاقة بحزب الله. فيراهن حلف رئيس الجمهورية وحزب الله، على أدوار كل من روسيا، فرنسا وإيران. بينما خصومهم ليس لديهم غير الأميركيين، الذين يبدون مستعدين لمفاوضة إيران في مرحلة لاحقة.

يمتلك عون ورقة قوة اسمها المسيحيين وحمايتهم في الشرق. يلتقي مع الروس والفرنسيين والأميركيين على مبدأ محاربة الإرهاب السنّي. هذا الإرهاب نفسه الذي تراهن عليه إيران لحفظ تلاقيها مع هذه الدول. وهي اضطلعت بدور عراقي وسوري ولبناني في مواجهته. فبذريعة محاربة هذا الإرهاب، قاتلت إيران في العراق ضد داعش إلى جانب الأميركيين، وهو المبدأ نفسه الذي تغلغت عبره في سوريا، ودخل حزب الله إليها أيضاً تحت العنوان ذاته، وصولاً إلى مبدأ السيطرة على مناطق واسعة وتغيير الحدود. ودخول التنظيمات الإرهابية إلى عرسال وجوارها، كانت عملية منظمة لتبرير مسح الحدود ومحوها بين لبنان وسوريا، وإمساك إيران وحزب الله بالمناطق الأساسية جنوباً وشرقاً. الإلتقاء على محاربة الإرهاب السني مع إيران أعلن عنه ترامب بعد اغتيال قاسم سليماني.

لبنان والعرب

المشكلة الأكبر، أن الإعلان عن صفقة القرن، يأتي بتوقيت تدعي فيه إيران بلوغها أعتى مراحل القوة في المنطقة، مقابل الضعف العربي. فلو لم يكن هناك دور إيراني عسكري كارثي نجح في تغيير ديموغرافية الدول العربية وإسقاطها سياسياً، لما كان بالإمكان الإعلان عن هذه الصفقة، التي سيكون لها تداعيات ومندرجات لبنانية، عبر تعزيز خطاب العنصرية والطائفية، وهو المبدأ "المشرقي" الذي يسير عليه رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحرّ، بالتحالف مع حزب الله، تحت مظلّة موسكو كـ"راعية للأقليات في الشرق"، وفق تعبير عون أمام فلاديمير بوتين في الكرملين.

مشكلة لبنان الحالية، ليست اقتصادية، وليست وفق ما هو معلن عنها بأنها أزمة الفساد والهدر أو أزمة مالية بحتة. هي بحقيقتها أزمة سياسية ترتبط بأزمات المنطقة. ولن يكون لبنان قادراً على الخروج منها من دون تفاهم دولي. وبما أن هذا التفاهم يرتبط حصراً بصفقة القرن، ونتاجها التغيير الديمغرافي في سوريا وفلسطين، والتغيير السياسي في العراق.. فلبنان الذي يمثل التنوع لن يستمر كما هو وفق السياسة الدولية، فالضغوط تهدف إلى إسقاط هذا النظام الذي يتناقض كلياً مع تنامي العنصريات في المنطقة والعالم، وتصغير حدود الدول إلى دويلات، طائفية أو عرقية، تتقاسم النفوذ فيها روسيا وأميركا، وبهما يكون أمن إسرائيل مضموناً، مع تحديد واعتراف بدور إيراني وتركي مضبوط، فيما الدور العربي يضمحل بالتبعية والإلحاق. ولذا، يبدو الدور العربي (وتحديداً الخليجي) الغائب أو الضعيف عن لبنان فاضحاً، تماماً كما حدث من قبل في سوريا.

 

سليماني ودعاء "دامَ رعبُكُم" في لبنان حسن نصرالله

محمد أبي سمرا/المدن/01 شباط/2020

من آخر مبتكرات حزب تقديس الحرب والمنايا، استنساخه في مختبره لكولاج الصور وتذييلها بعبارات مستلّةٍ من عالمه القاتم والقاسي، صورةٌ مشتركة لقتلة وقتلى ثلاثة من أرفع أعلامه، قادته ونجومه، وصناع مسيرته البطولية المحمومة الهاذية: قاسم سليماني متوسطاً أبو مهدي المهندس وعماد مغنية. والصورة مذيّلةٌ بعبارة "دام رعبكم" المنحولة عن عبارة "دام عزّكم" التي تناظر في إيقاعها اللفظي وزمنها اللغوي والثقافي عبارة "السلام عليكم والموت لعدوكم".

والحق أن صورة المرعبين الثلاثة، والمهلِّلة للرعب ودوامه حتى قيام الساعة على الأرجح، فاجأتني لحظة أبصرتها منصوبة على جدار خلف محطة الضناوي للمحروقات، في الشارع المنحدر من كركول الدروز نحو طرف البسطا السفلي. وإلى جانب الصورة هذه نُصِبت صورة كبيرة لقاتل وقتيل رابع من أمثال المرعبين الثلاثة: مصطفى بدر الدين. وبنصبه صورة "أسياد قافلة الوجود" الأربعة الكبار هؤلاء في المكان الذي نصبها فيه، يريد الحزب الشيعي المسلح مضاعفة الشِّقاق الأهلي بين سنّة الحي البيروتي وشيعته، وحقنه بـ "الرعب" الذي حمل الشيعة على اعتباره مذهبهم في العيش وحيازة القوة والسلطان على سواهم من مساكينهم السنّة، وإشعارهم بالذل والمهانة والهوان. قبل انتباهي إلى موضع نصب الصور هذه، وإلى طلبها بعث الشِّقاق الأهلي المذهبي، فاجأتني فيها تلك المقدرة الصماء الصَّلِفة على طلب الرعب وتمجيده، والحض على اعتناقه في العلانية العامة، كأنه من آيات الله وحِكَمه الحسنى. وقد يكون حزب الرعب حسب أن ما يمجّده ويحضُّ عليه، لا يفاجئ ولا يصدم سوى ضِعاف القلوب من أهل المسالمة والإمساك عن العداوة والضغينة والحرب. أولئك الذين يعتبرهم أقرب في طباعهم إلى النساء منهم الرجال. رجال الإقدام على صناعة الموت الذي، حتى المتنبي قال فيه: "إذَا مَا تَأَمَّلْتَ الزَّمَانَ وَصَرْفَهُ /تَيَقَّنْتَ أَنَّ الْمَوْتَ ضَرْبٌ مِنَ الْقَتْلِ".

ولربما ما يريد الحزب إياه قولَه في نجومه الأربعة: كان رعبكم مالِئَ الدنيا وشاغل ناسها، حتى قُتِلتم. وكان قتلُكم دليلاً على بعثِكم الرّعب الذي نريد استمراره بعد مقتلكم، لنستثمره من بعدكم في مسيرتنا التي صنعتموها رجلاً رجلاً، وقتيلاً تلو قتيلٍ، على طريق كربلاء وثورتها المستمرة منذ 1500 عام، وحتى قيام الساعة، لتمتلئ الأرضُ عدلاً، بعدما مُلئت جوراً.

لكن أمير طاهري كان قد كتب في واحدة من مقالاته الأسبوعية في صحيفة عربية، أن ملصقاتٍ وقمصانٍ ظهرت وشاعت في إحياء أربعين مقتل قاسم سليماني في طهران، ودوِّن عليها شعار: "مات لتحيا إيران". وذكر طاهري أن اللغة الأدبية الفارسية يكثر فيها الإيهام والتورية وازدواج القصد. ويَحتمِل الشعار أن يكون مقصده: كان ضرورياً موت سليماني لتحيا إيران، ولو لم يمتْ لما كان لها أن تستمر في الحياة. والاحتمال هذا يؤكده كون سليماني - حسب طاهري - "فتى الاستراتيجية الإيرانية للعيش على حافة الهاوية، على الصعيدين الداخلي والخارجي".

وشاع في ديارنا اللبنانية تمجيدُ اتباع حافظ الأسد مذهب سياسة حافة الهاوية في سوريا التي ألحقها كزائدةٍ باسمه، وجعلها مع لبنان وفلسطين من ملاعبه الخلفية في سوق سياساته الإقليمية والدولية. وهو في ذلك حوّل البلدان الثلاثة وشعوبها إلى ما آلت إليه من خراب، فورَّثَها بشّارَهُ من بعده، كما ورَّثَ صدام حسين العراق، إلى إيران الخميني والخامنئي، لتنعم مع اليمن الحوثية بموجة جديدة من الخراب والرعب. ويجيز وجهٌ من وجوه شعار أربعين سليماني، اعتبار موته نجاةً لإيران من عيشها على حافة الهاوية التي دفعها إليها الخميني ومؤسس "فيلق القدس". وقد يحملها غياب سليماني على أن تحيا حياة بلدٍ عاديٍّ، فلا تصّدر الموت إلى جيرانها في المشرق، ولا تملأ أخبارها الدنيا وتشغل الناس، صبيحة كل نهار وعند مغيب شمسه. فلا يهدد العالم بقنبلتها النووية، وبكلٍ من حسن نصرالله لبنان، وعبد الملك الحوثي اليمن، وأمثال أبو مهدي المهندس العراق، واسماعيل هنية وأمثاله من حماس غزة، وسواهم من عبدة الخامنئي بلا منازع.

أما شعار "دام رعبكم" في لبنان حسن نصرالله، درة تاج الخمينية والخامنئية، فلا يحتمل التأويل، مثل ذاك الإيراني. فهو لا يعني سوى أن إيران والعراق واليمن وسوريا ولبنان ما زالوا منذورين لرعب حافة الهاوية الموعودين ببلوغ قعرها المروع. لكن لا بد من القول أخيراً: أعان الله سكان محيط محطة الضناوي والعابرين في ذلك الشارع بين كركول الدروز والبسطا، على الرعب الذي عليهم مكابدته كلما أبصروا صور المرعبين الأربعة في مرورهم هناك.

 

واشنطن: الحكومة تحت الاختبار

مهند الحاج علي/المدن/01 شباط/2020

تواصل الإدارة الأميركية سياستها المزدوجة حيال لبنان: المزيد من العقوبات، والاستمرار في دعم مؤسسات الدولة، ولو بتردد كما حصل مع المساعدات العسكرية التي تأجلت قبل شهور. إلا أن هذه السياسة ليست ثابتة، بل تعتريها متغيرات كثيرة مثل القرارات المتسرعة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأيضاً الرد على التصعيد الإيراني. من المتغيرات أن جذر السياسة الأميركية يخضع للتجاذب الداخلي. لا يخفى كثيراً في واشنطن الجدل الدائر في الخارجية الأميركية حيال الملف اللبناني، بين الداعين لمزيد من التشدد مع السلطة، وإلى اتساع دائرة العقوبات، من جهة، وبين الحذرين حيال المساس بتوازنات البلاد، من جهة ثانية. أصحاب الرأي الثاني هم الدبلوماسيون التقليديون في الخارجية، ممن لهم باع طويل في التعامل مع ملفات المنطقة، في إطار استراتيجية طويلة الأمد ترسو على دعم الدولة واحتواء نفوذ إيران من خلال الحلفاء وبناء المؤسسات.

لكن هذا الرأي إلى انحسار، مع حظوة مؤدلجي الإدارة على اليمين الأميركي، وتقدم مواجهة إيران، أو "العدسة الإيرانية" في التعاطي مع الملف اللبناني، على غيرها من الأولويات في السياسة الخارجية. يخف الاهتمام الأميركي بدعم الإستقرار، في مقابل مراكمة العقوبات، وهي قرارات مصدرها واشنطن، ولا تُستشار فيها سفارة أو خبراء السياسة اللبنانية في المؤسسات الأميركية.

وهناك أيضاً عامل التسرع أو التهور في اتخاذ القرار على المستوى الرئاسي. من كان يتوقع التصعيد الأخير مع الجانب الايراني؟ كان الاعتقاد السائد هو أن الرئيس دونالد ترامب لن يخوض مغامرات قبل شهور من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. فاجأت الضربة الكثيرين كونها خطوة تصعيدية خارج سياق سياسة الادارة الحالية. غياب الاستقرار في الادارة نفسها، يزيد من هذا التهور. خلال 3 سنوات فقط من رئاسة ترامب، شهدت الإدارة تبدلات سريعة في مواقع حساسة على ارتباط بصناعة السياسة الخارجية، مثل مستشار الأمن القومي (4 مستشارين خلال 3 سنوات) ووزير الخارجية (اثنان) والدفاع (اثنان). من الصعب وضع استراتيجيات في ظل هذا التقلب في المواقع الحساسة والأزمات الداخلية المتواصلة.

لكن وعلى الجانب الآخر، يُحاول "حزب الله" تحييد الساحة اللبنانية، ولو مرحلياً على الأقل، إذ يرغب في معالجة الأزمة الاقتصادية. بذل التنظيم جهداً ظاهراً في سبيل توفير حكومة مقبولة للخارج، وقادرة على جذب المساعدات، لذا خرج منها جبران باسيل ودخل فيها وزير خارجية مقبول نسبياً. ولهذا السبب أيضاً، لم يُشارك عضو بالحزب في الحكومة، للمرة الأولى منذ دخوله معترك العمل الوزاري عام 2005. أليس غريباً أن تُشكل مثل هذه الحكومة، وبعدد غير صغير من حملة الجنسية الأميركية، وبعد أيام على اغتيال قائد فرقة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني؟

هناك محاولة صريحة لتحييد لبنان قدر الامكان عن التصعيد المرتقب اقليمياً. الأمين العام للحزب حسن نصر الله يُركز على العراق في خطاباته بعد الاغتيال، وهناك ما يؤشر إلى دور إضافي للتنظيم هناك، سيما أن نعيم قاسم نائب الأمين العام تحدث مطلع الشهر عن "مسؤوليات جديدة" يُرتبها رحيل سليماني على "حزب الله". لكن تحييد لبنان كساحة ليس جديداً. التنظيم كان عمل على تحييد لبنان كساحة أمنية أو عسكرية عن المواجهات في سوريا. وحقيقة أن لديه مسؤوليات جديدة، تمنحه حرية حركة في محوره، بما قد يتيح تحييد لبنان والارتقاء به من مرتبة "الساحة" (لتصفية الحسابات وتعزيز النفوذ) الى "قاعدة" للتلاعب بساحات أخرى والعمل فيها. يبقى السؤال مرتبطاً بالتعاطي الأميركي مع هذه الحكومة. يشار الى أن السفيرة اليزابيث ريتشاردز ستزور رئيس الوزراء حسان دياب بعد نيل حكومته الثقة. وحقيقة أنها انتظرت الثقة، على عكس نظرائها الأوروبيين الذين زاروه قبلها، تدل على أن واشنطن ستتعامل مع الحكومة "بالقطعة"، بانتظار الإصلاحات والأداء السياسي.

 

الهيلا هو و17 تشرين: السلميّة والشغب وتقصير البنطلون! (2)

منى مرعي/المدن/01 شباط/2020

ملاحظة قبل البدء بقراءة السطور التالية: لا يعد ما كتب أدناه تحريضاً على ارتكاب العنف ولا تشجيعاً له، انما هو قراءة تحليلية ذاتية منحازة لمسارات الأمور. أنا مواطنة أيضاً! (وينصح في كل الأحوال قراءة الجزء الأول).

عيونٌ على العنف/عنفٌ على العيون

في الموجة الثانية من انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 اللبنانية، أحزن كُثراً مشهدُ شجرةٍ يقتلعها متظاهرون ليجابهوا بها قوى الأمن، الذين منعوهم من الوصول إلى مجلس النواب لتعطيل جلسته المقررة. والحزانى أنفسهم استشاطوا غيظاً من استخدام المتظاهرين مستوعبات نفايات وإشارات سير دروعاً وحاملات حجارة. وهم نفروا من تحطيم زجاج بعض المصارف، تحفظوا واستنكروا. لكن أياً من المستنكرين لم ينتبه إلى أن من سموهم "مرتزقة"، كانوا عراة إلا من شجاعتهم في مجابهتهم عناصر قوى الأمن، الذين قُدموا أضاحي لأركان السلطة. بشجرة هزيلة، بمستوعب نفايات، بمفرقعات نارية، وبمضرب تنيس، كان أولئك المتظاهرون يواجهون العنف الأمني الرسمي . لم يحملوا من بيوتهم سكاكين، ولم تكن لديهم أسلحة متطورة ولا ذخيرة مخزّنة من أيام حروب لبنان الأهلية، ولا تلقوا تدريبات دورية في معسكرات صحاري البلاد المجاورة، ولا حصلوا على تمويل خارجي، ولا أنشأوا وسائل إعلام تتكفل ببث سموم الحرب. أتوا لا يملكون سوى عيونٍ ونظراتٍ شاخصة إلى مجلس النواب، مصدر السلطة التشريعية. لكن لم يكن مناسباً أن تشخص العيون إلى أي من مقرات السلطة. لذا وجب إطلاق النار على العيون. حاول أركان السلطة اللبنانية استنساخ النموذج المصري للعام 2011، حينما خُصِّص قناص لاصطياد عيون المنتفضين. لكن النظام الديموقراطي الليبرالي اللبناني لا يحتاج إلى التلطي خلف كائن يختبئ في ركن ما، في مبنى ما. فجعل المواجهة بين عيون عناصر قوى الأمن وعيون المتظاهرين. الرصاص المطاطي الذي يطلق في ظروف وشروط محددة، يطلق في لبنان على الجزء الأعلى من الجسم، ومن مسافة قريبة جداً: على العيون، على الصدور، على الأكتاف. المسافة قصيرة، لدرجة أن الجريح الذي تصيبه رصاصة مطاطية، قد يتلقى ضربة من قاذفها المعدني. فبلغ عدد الإصابات ما يزيد عن 400 جريح في الأيام القليلة المنصرمة من العام 2020، إلى جانب اعتقال أكثر من 120 شخصاً.  أربعة فقدوا عيونهم. قبل ذلك كان استشهد رجل عنده أولاد وأحفاد. وفقد شاب رجليه. وتلميذ جامعي آخر لم يعد قادراً على المشي. وهنالك من رأى إصبع أحدهم يطير في الهواء. رأس شاب يصرخ بين أجسام عشرين من عناصر مكافحة الشغب. هل تتذكرون هذه الصورة؟ عن أي عنف نتحدث؟

عن الاعتقالات التعسفية؟ الترهيب في غرف التحقيق؟ تهديد فتيات بالإغتصاب؟ ما ينصف المتظاهرين "المندسين"، "الزعران"، هو أدواتهم: إشارات السير التي استُخدم بعضها دروعاً تحاكي غياب مثيلاتها في مناطق أقل حظوةً. مضارب التنيس تخرج عن وظيفتها "النبيلة"، "الأرستقراطية"، لتكون عنصر شغب يغازل الآر بي جي والغاز المسيل للدموع. مستوعبات النفايات التي استخدمها "المرتزقة"، تصير قريباً أداة جمع نفايات المحارق وصفقاتها التي يجهد الوزراء دائماً وأبداً لتمريرها. الشجرة المقتلعة تخجلها المليون شجرة الموعودة بالاقتلاع في مشروع بسري - الصفقة.

نسي معظم الممتعضين من هذه المشاهد - وهم من المتظاهرين ودعاة الثورة السلمية - أن الناس تتظاهر منذ ثلاثة أشهر احتجاجاً على أعوام البطش والوقاحة،  وتشهد على ارتفاع سعر الدولار، وعلى سقوط الحد الأدنى من الخدمات الأساسية إلى الحضيض. ولم يخجل أحد من تناطح أهل السلطة على الحصص الوزارية!

ثورة ديليفري

الناس تخاف. من الحرب، من التوظيف السياسي، من الطوابير الخامسة والسادسة والسابعة، ومن "حرف مسار الثورة"، الخ. بعد ساعات على أحداث 18 كانون الثاني 2020،  قدم رؤساء الأجهزة الأمنية تقارير عما جرى ليلتي السبت والأحد. فشاع خبر عن "دور حزب مدني حديث الولادة ومسؤوليته عن تحريضِ من قاموا بأعمالِ الشغبِ وتمويلهم ودعمهم". وجرى الحديث عن "تخوف كبير من الانتقال إلى أعمال أمنية من شأنها القضاء التام على الاستقرار المُتبقي في البلد". حسناً. قد تكون هذه الفرضية صحيحة. وقد نكون غير واقعيين إذا افترضنا أن حركة احتجاحية ضخمة واستثنائية بحجم ثورة تشرين، تظل نقيّة من أي تدخل أو استغلال أو محاولات حرفها عن مسارها. وشاع خبر شبيه عندما هوجم مصرف لبنان في شارع الحمراء. فاتهم البعض أن هنالك مصلحة لحزب الله في اسقاط حاكم المصرف. وتساءل كثر لمَ التركيز على رياض سلامة. لكن مراكمة الثورة في كل يوم اتهاماً جديداً يجمع الأطراف السياسية المتناحرة، فهذا يُعدّ نقطة في حسابها وليس عليها!  هذا مع العلم أن لا مسار واضحاً ومحدداً مسبقاً لما تأتيه الثورة في أيامها، ليصح الكلام على حرفها عن مسارها. لم يأتِ متداولو هذه الأقوال بأي جديد. ويظهر من أبدى تحفظه وانسحب من الثورة، على أساس هذه الأقوال أو ما يماثلها، كمن يريد الانضمام إلى ثورة "فاست فود" أو "ديليفيري" موضبة في أكياس ورقية تحوي عبوات بلاستيكية وكفوف ومنظف لليدين، وحبة نعناع لتجنب الروائح الكريهة. وجبة سريعة خفيفة، بسعرات حرارية ضئيلة.

ثورة سلمية؟

ما نحن بصدده يا أصدقائي مخاض. مخاض ولادة شعب 17 تشرين في وقتٍ متأخرٍ من عمر وطن. وطن من الألم والمخاطر والخسارات. والخوف تتسع  رقعته كلما انتشر المخاض في الشوارع والساحات. الخوف حقٌ مشروع، والخروج منه خيار. من يصرّ على التمسك بالخوف من انحرافات الثورة، لا يتحمل مسؤولية حمايتها. ينسحب بكل بساطة. يتمسك بسلمية تستطيع السلطة تذويبها واحتواءها بسهولة، ويخوّن كل من يتبنى سلوكاً أكثر راديكالية، بتسميات كـ"الأزعر" و"المندس" وسواها، وبتوزيع فحوص بنوّة، فيما هو ينقضّ على الثورة.

يتناسى صاحب/ة هذه المقولة أن ما جرى حتى اليوم، سلمي مع قدر مشروع من الشغب الودود وغير الودود -  كالشتيمة - وحبذا لو يتجاوران دائماً. أما العنف فعلينا البحث عنه في مكان آخر: عند من يضع حراساً لحماية المصارف، ولا يضع حراساً لإجبار الصيارفة على صرف الليرة بسعرها الرسمي. وعند من يسمح بخروج مليارات الدولارات من البلاد، فيما المصارف مقفلة. وعند من يحرم أمثال حنين الأحمر من حقها في سحب ألفي دولار من حسابها لدفع كلفة دوائها الشهري. 

ماذا علينا أن نتوقع نحن من ننادي بثورة سلمية؟ أن تجبر السلمية النظام السياسي على الاستقالة، وإجراء انتخابات مبكرة؟

لنتخيل بعض السيناريوهات السلمية. ولنضع المئة يوم ويومين جانباً، واستنفاذ السبل السلمية: من غناء، وإقفال طرق، وتوزيع ورود، وتنظيف شوارع بعد التظاهرات، وإنشاء أعمال فنية من بقايا الخيم المحروقة. لنضع هذا كله جانباً ولنسترجع بعضاً من الحراكات السلمية الناجحة، وسجلها التاريخ المعاصر:

عام 1986 استقال الرئيس الفيليبيني بعد أربعة أيام من احتجاجات ضمت مليوني متظاهر من أصل 55 مليون نسمة. في لبنان تظاهر ما يقارب نصف الشعب اللبناني أو ثلثه، ما يزيد عن الشهر في المناطق اللبنانية.

وعام 2003 قدم رئيس جمهورية جورجيا  إدوارد شفيرنادزة استقالته مجبراً، بعد ما عُرف بثورة الورود التي اقتحم محتجوها البرلمان، بعد عشرين يوماً من الاحتجاجات على نتائج الانتخابات التي جرى التلاعب بها.

كم مرة تلاعبوا بالانتخابات اللبنانية؟ لو اقتحم اللبنانيون المجلس النيابي حاملين وروداً، هل يستقيل رئيس مجلس النواب شبه الأبدي؟ هل يستقيل رئيس الجمهورية الذي لم يصدق وصوله إلى القصر؟

لن أجيب.

ربما يجب أن أترك الإجابة لأهل النبطية وجل الديب وطرابلس، الذين تناقلوا الهتافات في ما بينهم، وأشهرها تلك التي هتف بها تميم عبدو من طرابلس: "معلّمي معلمي معلمي، إنت حرومي (حرامي باللهجة الطرابلسية) على علمي".

نظريات وحيرة

قالت حنة آرندت في كتابها عن العنف: "السلطة والعنف نقيضان: حين تحكم الأولى بشكل مطلق يغيب العنف، الذي يظهر حين تصبح السلطة في خطر". ورغم اعترافها بمشروعية العنف في أماكن كثيرة، انتقدت آرندت سارتر حين أبدى سعادته بجملة فرانز فانون الشهيرة، في كتابه "المعذبون في الأرض": "العنف، كحربة أخيل، قادر على شفاء الجروح التي تسبب بها". وتتجلى جملته هذه أكثر فأكثر في قوله: "الرجل المستعمَر يجد حريته في العنف". بعيداً عن تفاصيل الجدل الحاصل بين موقف فانون وآرندت ونظريات العنف الكثيرة التي وضعها كل من آرندت ووالتر بنيامين وتأثر بها فانون - فبتنا نميز بين عنف أدواتي ((instrumental violence وعنف جذري، وعنف إلهي، وعنف أسطوري، وعنف مضاد للإستعمار (أنتي - كولونيالي) -  يفرض واقع الأحداث وراهنيتها تعاملاً مغايراً، يبتعد قليلاً عن النظريات ويعود اليها بخفة، بين حين وآخر.

لنقل إنّ هنالك موقفين: موقف يحذر حذر آرندت من العنف، رغم تأييدها بعض حالاته، معتبرة أنه غير مضمون النتائج. ورأي آخر يمجِّده كضرورة. لكن علينا دائماً أن نتساءل: عن أي عنف نتحدث، وأين، وفي أي وقت؟ (يتبع)

 

إلى المعركة: الإجراءات المصرفية الجديدة ستسرق ثلث ودائعكم

عزة الحاج حسن/المدن/01 شباط/2020

يسعى مصرف لبنان إلى قوننة إجراءات مصرفية، من شأنها الإطاحة بأي أمل لدى المودعين باستعادة أموالهم في المدى المنظور. كما ترسخ آلية السحب النقدي بـ"القطارة" لأصحاب الحسابات، بمن فيهم الموظفين الذين يصطفون أسبوعياً بالطوابير ليتقاضون رواتبهم. والأخطر من هذا وذاك، أن بين الإجراءات التي "تناضل" السلطة المصرفية لقوننتها، حصر السحوبات بالليرة لأصحاب الحسابات الدولارية، لتقتطع بذلك من كل صاحب حساب بالدولار ما لا يقل عن 33 في المئة من قيمة أموالهم، بسبب فارق سعر صرف الدولار بين المصارف وسوق الصرافين الموازية. فما هي تفاصيل تلك الإجراءات؟ ما هي ثغراتها؟ وكيف يمكن مواجهتها والتصدي لها؟

ستة إجراءات مصرفية وردت في محضر الجلسة الأخيرة لجمعية المصارف مع حاكم مصرف لبنان ورئيس اللجنة على المصارف (راجع "المدن") شكّلت محور طلب سلامة من السلطات السياسية تغطيتها، بإصدار تعميم رسمي أو مرسوم حكومي أو قانون عن مجلس النواب، ما يعني أن السلطات المصرفية لم تعد مستعدة لتحمّل مسؤولية الإجراءات القائمة حالياً، والقيود غير القانونية على عاتقها، فاتجهت إلى السلطة السياسية لتُسنِد إليها "الجريمة" التي ترتكبها يومياً بحق المودعين.

حسم المعركة الأولى

هروب المصارف ومصرف لبنان من المسؤولية وطلبهم من السلطة السياسية تأمين تغطية قانونية للإجراءات المصرفية، لا يمكن قراءتها وفق المحامي والمدير التنفيذي للمفكرة القانونية، نزار صاغية، سوى بخضوع السلطة المصرفية لضغط الشارع، الذي أسقط عنها القناع وفضح تواطؤها مع السلطة بممارسات مُجحفة وتمييزية بحق المواطنين. كل ما يحصل اليوم في المصارف مخالف للقانون ويمثّل اعتداءً واضحاً على الناس بالتواطؤ فيما بينها بشكل علني، ولذلك مفاعيل قانونية لا يمكن تغطيتها.. ومعركة الشارع هدفها الأساسي استعادة دولة القانون، لذلك مواجهة المصارف وانتهاكاتها للقانون هو صلب المعركة.

فمنذ بداية الأزمة والمصارف تمارس، وفق حديث صاغية لـ"المدن"، سياسة "السلبطة" على المودعين والمتعاملين معها، في حين لم تحرّك السلطة السياسية إزاء ذلك ساكناً. فتركوا للمصارف حرية التنكيل بأموال المودعين، لكن يبدو أن ضغط الشارع ومواجهة المصارف بالدعاوى القضائية حسم أول معركة. وهي وضع حد لسلبطة المصارف والتعامل باستنسابية مع المواطنين.

الإجراءات وثغراتها

الإجراءات المطلوب إيجاد تغطية قانونية لها تشوبها العديد من الإلتباسات، أضف إلى أنها جائرة بحق صغار المودعين، وتُحمّلهم حِملاً موازياً لكبار المودعين وتتلخّص الإجراءات بالآتي:

1- حرية استعمال "الأموال الجديدة" الواردة من الخارج بعد تاريخ 17 تشرين الأول 2019.

2- يقتصر التحويل إلى الخارج (خارج الأموال الجديدة) بالنفقات الشخصية الملحة، ضمن سقف 50 ألف دولار سنوياً، ولتمويل استيراد المواد الأولية للزراعة والصناعة ضمن سقف 0.5 في المئة من الودائع سنوياً.

3- تبقى العمليات بالعملات الأجنبية داخل لبنان بما فيها التحاويل أو الشيكات أو البطاقات غير خاضعة لأي قيود.

4- يتحدّد السحب النقدي بالليرة بسقف شهري بقيمة 25 مليون ليرة للمودع الواحد، مع تطبيق إجراءات مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.

5- يخضع استعمال البطاقات خارج لبنان للحدود المفروضة عليها.

6- دفع الشيكات بالليرة أو بالدولار بالحساب وليس نقدأ على شبابيك المصارف.

كثيرة هي الثغرات والملاحظات التي تشوب هذه الإجراءات، أهمها تحديد السحب النقدي بالليرة اللبنانية وبسقف محدّد، ما يعني أن السحوبات بالدولار ستتوقف نهائياً، تزامناً مع إصدار تعميم او مرسوم أو قانون بالإجراءات المذكورة أعلاه. وتالياً، يعني خسارة أصحاب الودائع المعنونة بالدولار وأصحاب الرواتب الدولارية أكثر من ثلث أموالهم، بسبب فارق سعر صرف الدولار. فالمصارف ستُلزم المودعين بالسحوبات بالليرة اللبنانية على أساس سعر الصرف الرسمي 1507 ليرات، في حين أن سعر الصرف المعمول به لدى الصرافين وفي عموم البلد يتراوح حالياً بين 2100 و2300، ومرشّح للارتفاع قطعاً مع تراجع مستوى عرض الدولار.

وفيما خص استعمال البطاقات المصرفية خارج البلد، وربطها بالحدود المفروضة عليها، فإنها تخفي نية المصارف الإستمرار بالتعامل باستنسابية بين المودعين كما تفعل اليوم. ثم أن من الذي يحدّد ماهية النفقات الشخصية الملحّة في البند المتعلّق بحصر التحويل إلى الخارج ضمن سقف 50 ألف دولار سنوياً.

أما بما يتعلّق بتمويل استيراد المواد الأولية للزراعة والصناعة ضمن سقف 0.5 في المئة من الودائع سنوياً، فهو بند غير واضح بالنسبة إلى رئيس جمعية الصناعيين، فادي الجميّل، الذي أوضح في حديثه إلى "المدن"، أن هذا الإجراء غير مقبول مهما كان تفسيره. إذ أن المبلغ المقصود لا يمكن أن يلبي حاجات الصناعيين. فالصناعيون يحتاجون، وفق الجميّل، إلى 3 مليارات دولار سنوياً لاستيراد المواد الأولية، ليؤمّنوا إنتاج بقيمة 13 مليار دولار منها 3 مليارات للاستهلاك المحلي و10 مليارات للتصدير.

المعركة الأخطر

بعد حسم المعركة الأولى، وفضح تواطؤ السلطتين المصرفية والسياسية، وإلزام الأولى باللجوء إلى قوننة ممارساتها، تبدأ المعركة الثانية. وهي وفق نزار صاغية، الأخطر. فالمعركة اليوم تتركّز على دستورية التغطية القانونية للإجراءات المصرفية، سواء كانت مرسوماً أو قانوناً، ومدى إنصافها لصغار المودعين والمتعاملين مع المصارف. فالقانون أو المرسوم المُنتظر يجب أن يعيد توزيع الخسائر قدر الإمكان، بما يُحمّل كبار المودعين والمستفيدين من الفوائد المرتفعة، الثمن الأكبر، في مقابل تجنيب صغار المودعين خسائر كبيرة. فالمعركة انتقلت من معركة ضد مصارف تنتهك القانون بشكل مباشر، إلى معركة شكل الغطاء القانوني وتوزيع الأعباء العامة والخسائر بشكل عادل. من هنا، يرى صاغية أن على الناس تركيز الضغط اليوم في الشارع وفي المحاكم على السواء، وتكثيف الدعاوى المرفوعة في وجه المصارف، إلى حين حسم المعركة الثانية.

 

«صفقة القرن».. جعجع يكسر «حصرية» حزب الله!

أحمد الحسن/جنوبية/31 كانون الثاني/2020

ومن جملة الذين عانوا ويعانون من تداعيات هذه المنهجية رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، فمنذ وجد حزب القوات اللبنانية ، ومنذ انخرط رئيسه الحالي في العمل السياسي في فترة ما بعد وجود حزب الله على الساحة السياسية اللبنانية، فمنذ ذلك الحين وليومك هذا كان وما زال حزب الله يطلق حملات التخوين لرئيس حزب القوات اللبنانية ، سيما في البعد الإسرائيلي ! واليوم يأتي موقف الدكتور سمير جعجع من صفقة القرن ليدحض مزاعم حزب الله في العقود الماضية، والتي لم يألُ فيها حزب الله جهداً في تخوينه فيها، وفي ربط وجود حزب القوات اللبنانية بالمشروع الإسرائيلي في المنطقة منذ أيامها الأولى، والوقائع الميدانية قد تثبت خلاف ذلك .

وقد عبَّر الدكتور سمير جعجع باتصاله اليوم برئيس السلطة الفلسطينية في فلسطين المحتلة الرئيس محمود عباس، ليظهر له في هذا الاتصال موقفه الرافض لصفقة القرن الأمريكية الإسرائيلية وإصراره على حل الدولتين وعودة الفلسطينيين إلى ديارهم ، وعبَّر الدكتور جعجع بموقفه هذا عن حرية رأي حزب القوات اللبنانية وموقفه المبدأي الوطني الرافض لتوطين اللاجئين الفلسطينيين وبقائهم في استضافة الدولة اللبنانية ، هذه الاستضافة التي دامت أكثر من سبعين سنة، وقد تجلى بموقف الدكتور جعجع هذا عدم انخراطه في أي من المشاريع الإسرائيلية في المنطقة ، خلافاً لما أمعن حزب الله في الترويج له في العقود الماضية، وإن كانت تحالفات حزب الله وحزب القوات اللبنانية في الانتخابات النيابية في أكثر من نقطة ومحطة في العقود الثلاثة الماضية ومع حملات التخوين التي يطلقها حزب الله ضد القوات ورئيسها تضع حزب الله نفسه في قفص الاتهام ، فكيف يمكن أن تجتمع حملات التخوين مع التحالفات الانتخابية ؟ ثم لو كانت القوات ورئيسها ينسجمون مع المشروع الإسرائيلي – ولسنا في مقام الدفاع عن أحد بل في مقام تحليل الأحداث وقراءة الوقائع – لكانوا استغلوا صفقة القرن لتوجيه الضربة القاضية في مشروعهم،  والذي لن يكون إلا على حساب الدولة اللبنانية واللبنانيين عموماً والمسيحيين في لبنان على وجه الخصوص . ولو كانت القوات ورئيسها تريد التماهي مع المشروع الإسرائيلي والصهيوني – بحسب النظرة التحليلية – لما أصرَّت على عودة اللاجئين الفلسطينيين منذ انطلاقتها الأولى ، بل كان الهدف من وجودها الأوَّلي هو إخراج المنظمات الفلسطينية المسلحة من لبنان هذه المنظمات التي كانت قد ألغت كيان الدولة اللبنانية مدة من الزمن، وكل ذلك مع الأخذ بعين الاعتبار بأن المشروع الإسرائيلي يرفض عودة اللاجئين الفلسطينيين  ويعمل على بقائهم في دول الشتات . فهل ستتغير منهجية التخوين العشوائي في سياسة حزب الله ضد من يخالفهم الرأي السياسي، أم ستحتاج القضية كل مرة لتتكشَّف الحقائق عن صفقة قرن جديدة ؟

 

تفاصيل سرية تنشر للمرة الأولى: هكذا أنهت الديبلوماسية الفرنسية «عناقيد الغضب»!

أحمد ياسين/جنوبية/31 كانون الثاني/2020

العملية العسكرية الواسعة، التي شنَّها الجيش الإسرائيلي، ضد حزب الله في جنوب لبنان، في العاشر من نيسان عام 1996، بإعطائها إسم “عملية عناقيد الغضب”، حقَّق رئيس الدبلوماسيّة الفرنسية – في ذلك الوقت – “إرفي دو شاريت”، نجاحاً لافتاً في إنهائها.

قصة تستحق اهتماماً خاصاً

وشاريت يروي التفاصيل السرية لقصّة هذا النجاح، في كتابه الذي صدر حديثاً باللغة العربية عن “دار الفارابي” في بيروت، تحت عنوان: “عملية عناقيد الغضب (التاريخ السّرّي لنجاح ديبلوماسيّ فرنسيّ)”. (في طبعة أولى 2017). وهذا الكتاب (الذي ترجمه إلى العربيّة فارس غصوب)، قدَّم له برتران بادي.ومما يقوله بادي في نصّ التقديم: تستحق هذه القصة أن تولى اهتماماً خاصاً. فهي لا تشبه العديد من الروايات التي تراكمت على مرّ أحد أطول النزاعات في التاريخ العالمي المعاصر. إنها تسجل، في الدبلوماسية الفرنسية، لحظة قوية يبدو أنه قد تم نسيانها، أو عدم تقدير تميزها وسط تسلسل الأحداث التاريخية المتراكمة بإفراط. إنها خاصة، علامة نادرة جداً، علامة إرادة دبلوماسية واستبسال كان يبدو خيالياً وقد وصل مع ذلك إلى مبتغاه، بفضل عناد رجل، هو مؤلف هذا العمل، وفريقه. إنه برهان عملي على أن الإرادة هي أيضاً أداة للدبلوماسي، شرط أن يرغب باستخدامها ويحسن استعمالها.

يروي هذا الكتاب قصّة الوساطة الفرنسية في إنهاء “عملية عناقيد الغضب” ضدّ حزب الله

دبلوماسية غير مسبوقة

ومما يقوله المؤلِّف في مقدمة الكتاب: شنّ الجيش الإسرائيلي، في العاشر من نيسان 1996، عملية عسكرية واسعة ضد ميليشيا حزب الله اللبنانية ومجمل بلد الأرز. لم يكن هناك تدخل عسكري بري، لكن رمايات مدفعية وعمليات قصف بري وبحري واسعة النطاق. إسم الرمز: “عناقيد الغضب” على إسم الرواية الشهيرة للكاتب جون شتاينبك الصادرة عام 1939. انتهت العملية الإسرائيلية في السادس والعشرين من شهر نيسان/ إبريل بفضل جهود الوساطة لكل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، ومساهمة سوريا وإيران.تعهدت أن أروي في هذا الكتاب الصغير قصة الوساطة الفرنسية. كان جاك شيراك رئيساً للجمهورية، وألان جوبي الوزير الأول وكنت أنا وزيراً للشؤون الخارجية. وصلنا في الخامس عشر من نيسان صباحاً وبقيت حتى اليوم الثاني من وقف إطلاق النار الذي تم في السادس والعشرين من نيسان، على أثر دبلوماسية مكوكية بين بيروت وتل أبيب ودمشق والقاهرة. لم يتم اختبار هذه الطريقة سابقاً في تاريخ الدبلوماسية الفرنسية. هذه الممارسة التي اختبرت مرات عديدة من قبل الولايات المتحدة بين إسرائيل وجيرانها، لم يكن لها سابقة في فرنسا.

من بعد عشرين عاماً

لكن لماذا نعود إلى تفصيل هذه الأحداث بعد مرور عشرين عاماً على حصولها؟ أخذاً في الاعتبار أهميتها، التي جرى التقليل أحياناً من شأنها، كان يجب بادئ ذي بدء إنصاف كل الذين شاركوا فيها وساهموا، بطريقة أو بأخرى، في الخروج من الأزمة. إنها شهادة للتاريخ بأنني بذلت كامل جهدي لإبرازها بصورتها الأكثر حيوية، كما عشناها، بمخاوفنا وحماستنا، وأحياناً شكوكنا، ولكن خصوصاً إرادتنا في أن نحقق الهدف، أي أن نحصل على وقف سريع ودائم لإطلاق النار فارضين الاعتراف بفرنسا وبمكانتها. من جهة أخرى، كان يجب تحليل هذه الأحداث من منظار موشور الأزمنة الحالية من أجل أن نتبين عناصر الاستمرارية.من أجل ذلك، لجأت إلى مؤازرة عدد من السياسيين الذين رافقوني في العام 1996: دنيز بوشار (Denis Bouchard) المكلف بدائرة شؤون إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط، واستيفان غومبيرتز (Stιphane Gumpertz)، نائب مدير مصر والمشرق في الإدارة نفسها، وإيف دوتريو (Yves Doutriaux)، الناطق الرسمي المساعد في الكيه دورسيه. فقد لعبت أعمالهم التحضيرية ومساهماتهم دوراً كبيراً في صدور هذا الكتاب. فضلاً عن ذلك، فقد حصل دنيز بوشار على الإذن بالاطلاع على المحفوظات السياسية في ألكيه دورسيه، عمل هائل وضروري للنجاح في إنجاز هذا العمل.

تقريب الحقيقة التاريخية

يتألف الكتاب من ستة عشر فصلاً صغيراً، أو قد يجدر أن أقول ست عشرة لوحة، جرى تصميم كل واحدة منها لتصف لحظة هامة، حدثاً حاسماً، ولتحليل جانب من جوانب الأزمة وإيجاد الحلول لها، أو لـ”تسليط” الضوء على واحد من الفاعلين الأساسيين في المأساة التي وقعت يومذاك. وهكذا آمل أن أكون قد تمكنت من أن أقرّب كثيراً الحقيقة التاريخية لما سيبقى، بخاصة للفاعلين الذين ساهموا فيها من قريب أو بعيد، ولتسليط الضوء على الدبلوماسية الفرنسية. كانوا سيغرفون منها، مثلي، بالتأكيد، بعض المعلومات التي لا تزال صالحة اليوم في منطقة البحر المتوسط.

ملخّص مضمون الكتاب

هذا وقوام محورية هذا الكتاب تنهض على الملخص الآتي: في العاشر من نيسان 1996 شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة ضد حزب الله في جنوب لبنان. لم يحصل تدخل عسكري أرضي إنما قصف جوي وبحري واسع النطاق، شمل، تحديداً، معسكراً للأمم المتحدة حيث لجأ عديد من السكان المدنيين من ضمنهم أطفال. الإسم الرمز للعملية “عناقيد الغضب”.

شاريت: هذه شهادتي للتاريخ وجهدت لإبرازها بصورتها الأكثر حيويّة

في السادس والعشرين من العام نفسه أُعلن عن وقف لإطلاق النار بفضل وساطة قامت بها فرنسا على يد وزير الخارجية إرفي دو شاريت الذي حضر إلى المكان في الخامس عشر من نيسان مصطحباً فريقاً من الدبلوماسيين ذوي الخبرة، قام طوال 13 يوماً بمفاوضات دبلوماسية مكوكية بين بيروت وتل أبيب ودمشق والقاهرة. اقرأ أيضاً: العلاَّمة العاملي «يوثّق» قواعد إصلاحيّة لقوانين المؤسسات الشيعية الدينية ولم تشهد الدبلوماسية الفرنسية طريقة مثيلة لها، كان هنري كيسينجر قد أطلق عليها إسم دبلوماسية مكوكية.من خلال 16 لوحة حيّة صممت كل واحدة منها لتوصيف لحظة حاسمة أو تحليل وجه من وجوه الأزمة، قام إرفي دو شاريت بإعطاء رواية لهذا النجاح الدبلوماسي الفرنسي يجدر ان يغرف المرء منه بعض التعاليم تخدم حاضراً ومستقبلاً.شهادات تاريخية وعرض لصور رجال مصممين، ودرس للطلاب في العلاقات الدولية، وانموذج برسم دبلوماسيي الغد: هذه الرواية هي أكثر من سيرة تضاف إلى كثيرات غيرها حول النزاع الشرق الأوسطي. إنها البرهان على أن فرنسا تستطيع لعب دور حاسم في الحفاظ على السلام، على الرغم من لامبالاة المجتمع الدولي، لا لسبب إلا لأن ثمة رجالاً لديهم الاستعداد للتحلي بالشجاعة والإرادة.

 

ثوّار بعلبك وبريتال يفنّدون تحرّكهم.. «لأجل الدولة»!

فكتوريا موسى (البقاع.كوم)/جنوبية/31 كانون الثاني/2020

مع مرور أكثر من مئة يوم على ثورة 17 تشرين المطلبية، شكّل حراك بعلبك-بريتال وحراك المناطق الجنوبية، ثورة فريدة لا مثيل لها منذ عشرات السنوات، بإنتفاضتها على الظلم والفقر والتجويع والأهم من ذلك، الثورة على الخوف والترهيب والتخوين، وسط بيئة تسيطر عليها الأحزاب الشمولية الرافضة للرأي الآخر

في هذا الإطار، أشار موقع (البقاع.كوم) أن “لحراك بعلبك خطوط العريضة وأهمها: بسط سلطة الدولة والسلاح الشرعي على مجمل الأراضي اللبنانية وعلى رأسها محافظة بعلبك الهرمل، فضلا عن استقلالية وتفعيل دور القضاء، واقرار قانون عفو عادل، وانتخابات على اساس لبنان دائرة واحدة، فضلا عن تغليب هموم المنطقة المعيشية.بعض الثوار لم يمانعوا اعطاء أسمائهم رغم الضغوط التي يتعرضون لها وهم من كل الطوائف والأعمار: ومنهم سلوى الشمالي… راتب العفي، ازدهار الخرفان، ومن بريتال تحدثنا مع ابو جعفر مظلوم .. وجواد المصري.. وفضل مظلوم”.

الضغوط

وفقاً للموقع عينه يروي الثوّار أن “الأمر ليس مجرّد نزهة الى الخيمة: “الخوف يسيطر على اهالي بعلبك. عندما ننظم لقاء او حدثا، يصل عدد المشاركين الى 2000. ولكننا نتعرض لضغوط كثيرة.. تطاردنا سيارات.. نتلقى تهديدات شخصية على هواتفنا… فضلا عن تعرضنا أحيانا لعنف جسدي.. وآخره منذ اسبوع عندما رمى شباب مسلحون يحملون بطاقات حزبية، البنزين على الخيمة، وكان داخلها عدد من النساء والرجال وأرادوا حرقنا، ثم ما لبث ان تطور المشهد الى تعارك وانهال الحزبيون علينا بالضرب فأصابوا بعضنا برضوض…… الجيش اعتقل اربعة منهم، وما لبث ان اطلقهم. ويقال انه تم استبدال المحتجزين الاربعة بشخصين لم يتواجدا في مكان الحادث….ولا نعرف حتى اليوم ماذا كُتب في محضر التحقيق.. ولكن الجيش ابلغنا شفويا ان الفريق الآخر تعهد بعدم التعرض لنا مجددا.. علما انها ليست المرة الاولى التي يتم فيه مثل هذا التعهد.. حتى ان الاعلام تعرض بدوره لمضايقات، وبعض المصورين اضطر للتوقف عن تغطية نشاطاتنا أو تغطية بعضها بشكل مجتزأ ومبتور وغير موضوعي. يضيف الثوار: “غني عن القول ان هناك تمييزا كبيرا في تعاطي القوى الامنية.. .. حاولنا مرة اغلاق مسرب واحد على الطريق وبطريقة سلمية فاعتقل الجيش شخصا وحتى الآن لم يفرج عنه”.

السلاح

وعن ماذا يطلبون على صعيد بعلبك-الهرمل أجابوا: نريد دعم الزراعة والسدود والمياه والصحة والأهم من كل ذلك الأمن.. فالأحزاب التي تغطي الشغب تتحمل مسؤولية ما يحصل ضد الثوار، وتغطي الفاسدين الذين يمرون أمام الحواجز الأمنية في الشراونة وخارجها بسلاحهم عندما يبرزون البطاقات الحزبية وبسياراتهم ذات الزجاج الداكن وبلا ارقام..أما السلاح فبمعظمه من دون رخص وحتى الرخص فهي سهلة المنال، وفقاً لموقع (البقاع.كوم). أضافوا: نريد ضبط السلاح كليا. ووضع حد لمن يحمل سلاحا ويتلطى بالمقاومة.. كلنا مقاومة لاسرائيل والمقاومة سابقة عمّن يتغنى بها اليوم.. ولكن نحن لا نحمل السلاح في شوارع بعلبك. لا نتهجم على المقاومة ولا نريد ذلك، انما سلاحها يجب ان يكون حماية للبنان وصواريخا ضد العدو وليس كلاشينكوف في شوارع بعلبك. وهنا نشدد على ان الحزبيين المنتسبين في المدينة لا يبلغون أكثر من 20 في المئة، وربما أقل يتسلطون على غالبية السكان. لذلك نطالب ان لا يكون هناك سلاح الا في يد الجيش وقوى الأمن.. ومطالبنا معيشية ولن تتحقق إلا عبر تعميم منطق الدولة التي تحمي شعبها وتعزز الإنماء في كل المناطق وعلى رأسها الأطراف. فهل يلطّخون سمعتنا ويخوّنوننا لاننا نطالب بذلك؟؟. وردّ الثوار على من يروّج ان الخارجين عن القانون هم مجرد عناصر غير منضبطة بالقول: “اذا كانت غير منضبطة لم يحمونها؟؟ نريد دولة مواطنة مدنية لا نشعر معها اننا بحاجة للاتصال باي جهة او حزب لنحصل على أبسط حقوقنا في الصحة والتعليم والعيش..وللتوضيح، لو خدمت الأحزاب الناس حقا، لما كان هناك ثورة.. معظم الوعود كانت كاذبة اطلقت قبل الانتخابات لأسباب معروفة واليوم نوابنا غائبون”

المطالب المعيشية

من أهم المطالب الشعبية لبعلبك الهرمل إقرار قانون العفو خصوصا مع وجود اكثر من 46 الف مطلوب من المنطقة. وردا على سؤال عن موقف الثوار من القانون، أوضحوا ان هناك علامات استفهام كثيرة عليه كما طرح مؤخرا، ولكن من ابسط حقوق الموقوفين تسريع المحاكمات.. فمن يزرع حشيشة ليس كمن يقتل… ولا يمكن ان نشبّه من يسجن بسبب مخالفة بناء مثلا لمجرمي العصابات.. فنحن في حاجة لقانون عفو عادل وليس عام.. وهنا نطالب باهمية استقلالية القضاء الذي يجب ان يحاكم الكبير والصغير… معطوفا على تفعيل دوره وكف يد السياسيين عنه واعطائه سلطة تتخطى الحصانات… مسألة اخرى يطالب الثوار بمعالجتها على صعيد بعلبك، تتمثل بالضم والفرز… فالى الآن لا قانون يرعى هذه الأزمة المتفاقمة..وكذلك ملفا الزراعة والصناعة… يقول الشباب: لدينا ثروات ضائعة.. اسعار الأراضي زهيدة واليد العاملة رخيصة وشبكة المواصلات موجودة وبيوتنا مفتوحة للجميع. تبقى معالجة مشكلة المياه والأهم من كل ذلك الأمن … كيف سيأتي من يستثمر في الزراعة والصناعة اذا علم انه سيتلقى تهديدات ويخضع لابتزازات متواصلة.. وعلى الصعيد الصحي وماذا يطلبون من وزير الصحة حمد حسن ابن بعلبك، يقول أحدهم: ليس لدينا أمل فيه. وبكل الأحوال ..هو يعلم وضع المنطقة.. نحن في حاجة لدعم المستشفى الحكومي في راس العين وتفعيلها. فهي تعاني نقصا في المعدات.. احيانا لا نستطيع معالجة جروح غير خطيرة بسبب النقص في الشاش وادوات التطهير…انها أشبه بالمستوصف منها بالمستشفى.. من غير ان نتحدث عن افضلية الحصول على سرير، وفيها 16 سريرا فقط مقابل 250 موظفا!! وتابع: هناك خمس مستشفيات خاصة في بعلبك ولكن لسنا مقتدرين لدخولها..كما أن سقف التغطية الذي توفره وزارة الصحة محدود وعدد المرضى كبير.. وهناك مستشفيات لا تلتزم دائما بالفرق في الفواتير الذي تعترف به الوزارة.. من جهة ثانية، ثمن الأدوية باهظ، وكثير منها غير متوفر في المنطقة.. علينا ان نقصد مدنا اخرى او ننتظر الى حين استطاعة الصيدليات تأمين الدواء عبر شركات الادوية. على الصعيد العام، يسأل الثوار: ماذا نتأمل من حكومة اللون الواحد؟! انها ليست حكومة تكنوقراط ولا مستقلين بل فيها اسماء مستفزة كوزير الصحة مثلا الذي تبوأ سابقا مسؤوليات هنا في المنطقة ولم نر انجازات باهرة. لا نرفض حكومة دياب لمجرد الرفض.. لقد اعطيناها الفرصة الأولى، ولكن النتيجة كانت مهزلة وخير دليل على ذلك تبنيها موازنة حكومة النهب السابقة. وطنيا ايضا، معظم الثوار مع انتخابات على اساس لبنان دائرة واحدة خارج القيد الطائفي مع تعزيز دور الرقابة منعا للتزوير.. فضلا عن محاربة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة وباقي المطالب..

ثوّار بريتال: لسنا سارقين!

ووفقاً للموقع نفسه، يقول الثائران ابو جعفر مظلوم وجواد المصري (من ثوّار بريتال): كنا في بريتال اول من انفجر في ثورة الجياع عام 1997 …وما زلنا ندفع الثمن الى اليوم وكان الإطباق علينا محكما ووقع شهداء كثر منعا للنهضة الحقيقية ولللحؤول دون إحياء حركة المحرومين وما يستتبعها من اصلاحات. وما زلنا نتعرض لاعتقالات عشوائية من دون مذكرات توقيف.. فنحن في منطقة شبه عسكرية.. لذلك بتنا نفضل اليوم المشاركة في نشاطات ساحة الشهداء في وسط بيروت، اكثر من ساحة خليل مطران في بعلبك… فليس من السهل على مستوى الطائفة ان نعبّر ببساطة عن رأينا في الفساد مثلا بوجود الثنائي الشيعي.. لقد صادروا رأي الناس في الانتخابات وخارجها. وحاسبوهم على لقمة عيشهم، واشتروا العسس برخصة Fume ،، لذلك نفهم الأسباب الرئيسية وراء تراجع الظاهرة الثورية.. فبمجرد رفع صوتنا، كلنا مهددون بخسارة وظائفنا او تلطيخ سمعتنا…او وقف الطبابة والخدمات عن عائلاتنا”

 

"حزب الله" وحلفاؤه... مخيّم بخيام كثيرة

نجم الهاشم/نداء الوطن/31 كانون الثاني/2020

منذ رحيل قوات النظام السوري من لبنان في نيسان 2005 تولى "حزب الله" رعاية مصالح حلفائه وجمعهم ضمن ما يسميه محور الممانعة. كان مسؤولا الإستخبارات السورية غازي كنعان ثم رستم غزالة يديران المنظومة السياسية والأمنية التابعة لهم من عنجر والرملة البيضاء فصارت هذه المجموعة تدار من حارة حريك. "حزب الله" غير مرتاح لأداء هؤلاء ولكنه لا يجد مفرّاً من هذه المهمة التي لم تكن مريحة في تجربة تشكيل الحكومة وتقاسم الحصص. لا شك في أن "حزب الله" عانى من حالة فقدان للتوازن بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 ثم بعد انتفاضة 14 آذار. كان يعتقد أن الإغتيال سيزيل رجلاً وحالة شعبية ويعيد تكريس دوره ودور النظام السوري في لبنان إلى مرحلة جديدة لا حدود لها، ولكن النتائج لم تكن كما خطط لها نتيجة التدخل الدولي المباشر على خط الأزمة، وإرسال لجنة تقصي الحقائق لكشف من يقف وراء جريمة الإغتيال. قبل أن تأتي هذه اللجنة كانت عائلة الرئيس الحريري الغارقة في الحزن تطلب من الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله إذا كان من الممكن أن يساعد في التحقيق.

وراثة دور الاسد

على رغم قرار رئيس النظام السوري بشار الأسد في 5 آذار 2005 الإنسحاب من لبنان والإنصياع لتهديدات الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن، حاول السيد نصرالله أن يؤخر هذا الإستحقاق. في 8 آذار لم تكن لديه مخاوف أمنية كبرى من النزول إلى ساحة رياض الصلح مع سائر الحلفاء ليقولوا "شكرا سوريا"، ولكن هذا الشكر لم يمنع الأسد من الرحيل. كان أدرك مرغماً أن ساعة ترك لبنان قد حانت وأنه لم يعد باستطاعته أن يقف في مواجهة مسار التاريخ، وأن ما كان منذ كانون الأول 1975 قد انتهى. الرد على 8 آذار كان في 14 آذار. البعض يعتبر أنه لو لم يكن يوم الشكر لسوريا لما كانت تلك الثورة. لقد ساهم "حزب الله" بولادتها من دون أن يقصد. التخبط الذي دخله "الحزب" حاول أن يتداركه ولكن من دون جدوى. استقال الرئيس عمر كرامي. حاول بكل قوة أن يعيد تسميته فلم تنجح المحاولة. إرتضى أن يكون الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً لحكومة انتقالية تؤمن الإنتخابات في موعدها ربيع العام 2005، وبقبوله هذا لم يكن باستطاعة رئيس الجمهورية إميل لحود أن يمانع، فقد كان "الحزب" يمون عليه أيضاً باعتبار أنه من ضمن عدة شغل عهد الوصاية. ومن ضمن هذه التسوية المرحلية ارتضى "الحزب" أيضاً أن يدخل في تسوية انتخابية خصوصاً أنه كان في موقع ضعف نتيجة التحولات الشعبية، وهذا ما ظهر بوضوح في انتخابات دائرة بعبدا حيث لم يجد السيد حسن نصرالله حرجاً في تبني شعار الـ10452 كلم مربع. كان قبوله اضطراراً لا خياراً. كان يعرف أنه يدخل إلى انتخابات أعطت قوى 14 آذار الأكثرية وشكلت انقلاباً على عهد الوصاية وعليه، ولذلك كان عليه أن يسعى لاحتواء هذا التحول.

"الخط" زائد "التيار"

في ظل هذه الظروف ذهب في 6 شباط 2006 إلى تفاهم مار مخايل مع "التيار الوطني الحر" ورئيسه العماد ميشال عون الذي عاد في 7 أيار 2005 إلى بيروت معتقداً أن هذه العودة ستحمله حكماً إلى قصر بعبدا. كان هذا التفاهم في بدايته زواج مصلحة ولكنه تحول إلى تحالف لم يعد من مصلحة أي من طرفيه الخروج منه. ولكن مرتبة التفاهم بين الطرفين ظلت أرفع من علاقة "الحزب" بباقي أعضاء فريق الممانعة. على مدى 15 عاماً تفاوتت العلاقة بين هؤلاء الحلفاء ولكنها بقيت ثابتة على ثابتة وحيدة هي مونة "الحزب" عليهم جميعاً وهو كان يتولى تحديد حصصهم وأدوارهم. ولكنهم في توزيع الحصص في تشكيل الحكومة الحالية أتعبوه مع تسجيل فوارق في العلاقة مع طرفين أساسيين من الحلفاء النائب أسامة سعد و"الحزب الشيوعي".

صحيح أن النائب طلال أرسلان يقيم في خيمة "التيار الوطني الحر" ولكن مقره الأساس هو في مخيم "الحزب". وهو لا يستطيع أن يرفض طلباً له. هو الذي يحدد له متى يكون في الحكومات ومتى لا يكون، وأي حقائب يتولاها مع الأخذ بالإعتبار طبيعة العلاقة مع "الحزب التقدمي الإشتراكي" ورئيسه وليد جنبلاط.

جهد "الحزب" لاختراق التثميل النيابي السني في الإنتخابات النيابية الأخيرة على حساب "تيار المستقبل". لم يكتف بذلك بل أراد أن يفرض على الرئيس سعد الحريري تسمية وزير يمثل ما سماه "اللقاء التشاوري"، الذي ضم النواب السنة الستة الذين يدعمهم. لم يستطع الحريري أن يمانع ولذلك صار حسن مراد وزيراً. ولكن مع تشكيل الحكومة الحالية سجل النائب جهاد الصمد معارضة وأعلن أنه لن يمنح هذه الحكومة الثقة مع أنها ضمت وزيراً يمثل هذا اللقاء. منذ الإنتخابات لم يلتق نواب هذا اللقاء إلا تحت خيمة "الحزب" وحتى لو اختلفوا مع بعضهم فيظل "الحزب" يجمعهم.

رئيس تيار المردة سليمان فرنجية حالة مختلفة. هو في الأساس ينطلق من حيثية شعبية ومناطقية، لا يحتاج إلى دعم "الحزب" على الأرض بل في السياسة. دائماً يعتبر أنه في "الخط" ولا يمكن أن يخرج منه ولكن هذا الأمر لا يحول دون بناء علاقات مع الجميع، ولذلك يقول أنه يلقى قبولاً من الجميع. وعلى هذا الأساس كانت المصالحة مع "القوات اللبنانية" ولقاء رئيسها سمير جعجع في بكركي. وعلى هذا الأساس أيضاً لا يجد حرجاً في لقاء الديبلوماسيين الغربيين ومن بينهم السفراء الأميركيون. منذ اتفق فرنجية مع الرئيس سعد الحريري على أن يكون مرشحاً لرئاسة الجمهورية، انخدشت علاقته مع "الحزب" ولكن هذا الأمر لم يمنعه من عدم الخروج عن كلمة السيد حسن نصرالله، بالنسبة إلى التسليم بأحقية ترشيح العماد عون والإمتناع عن النزول إلى مجلس النواب، حتى عندما كان يمكن أن يتم انتخابه رئيساً. وهو في مباحثات التشكيلة الحكومية أتعب "الحزب" بمعارضته لما يمكن أن تكون عليه حصة الوزير جبران باسيل وبما يريده هو من حصة، وبحكم ثبات موقعه السياسي في الضفة المسيحية أعطي الحصة التي أرادها ليشارك على قاعدة أنه لا تتشكل حكومة من دونه.

الأمر لم يكن على هذا المقياس مع "الحزب السوري القومي الإجتماعي". من أجل أن تولد الحكومة لم يتم التمسك بتمثيله فيها. ثمة أجواء سلبية داخل القاعدة الحزبية تجاه "حزب الله" وإن كانت بمستوى أقل مما هي عليه تجاه "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل. ولكن على رغم ذلك لا يخرج "الحزب القومي" من تحت عباءة "حزب الله" لأنه يبقى جزءاً من مخيمه.

تصدّ محدود

ثمة تصدع في لائحة الحلف الممانع برزت في مواقف النائب أسامة سعد. فهو لم ينضم إلى اللقاء التشاوري ولم يشارك في بازارات التوزير. أكثر من ذلك هو مشارك في ثورة 17 تشرين وفي خيمة الحراك في صيدا، وهو لم يسمّ الدكتور حسان دياب لرئاسة الحكومة وقد لا يمنح الحكومة الثقة. إنه معارض على طريقته وهذا الإختلاف مع "حزب الله" لم يحسن علاقته بالطرف الآخر خصوصاً "تيار المستقبل" مثلاً، ولا هو خرج من مخيم الممانعة إلى 14 آذار مثلاً. إنه مرتاح في الخيمة التي نصبها في صيدا وهو باق فيها، يعرف أنه يمكن أن يكون نائباً في المرة المقبلة ولا يمكن أن يكون وزيراً ولا مرشحاً لرئاسة الحكومة.

"الحزب الشيوعي" بدوره يبتعد عن "حزب الله". لم يضع "الحزب"، مرة، شرطاً بأنه لا يمكن أن تتشكل حكومة مثلاً من دون أن يتمثل فيها "الشيوعي". ولم يرتضِ أيضاً الحزب، مرة، أن يرشح شيوعياً أو شخصاً يرشحه "الشيوعي" على لوائحه أو على لوائح "أمل". "الشيوعي" الذي يبحث عن هوية سياسية جديدة وعن تموضع وعن إرث مفقود، يبقى في عزلته الخاصة مشاركاً في ثورة 17 تشرين على طريقته وفي خيم كثيرة وتحت مسميات عديدة، ولكنه في الإجمال لا ينتقل إلى مخيم آخر. مع "التيار الوطني الحر" مرت علاقة "حزب الله" بطلعات ونزلات ولكنها لم تقع. أكثر ما اهتزت في مرحلة الإنتخابات الأخيرة خصوصاً في دائرتي جبيل والبقاع الشمالي. حاجة كل من الطرفين إلى الآخر تجعلهما يقفزان دائما فوق الإعتبارات الأخرى. أيّ منهما من دون الآخر سيكون ضعيفاً. غطاء "حزب الله" لـ"التيار" كبير وهو الذي أمّن له دائماً الحضور الوزاري. وتغطية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس "التيار" لـ"الحزب" كبيرة أيضاً. لأنه من دون ذلك يصبح خارج أكثرية السنة والمسيحيين والدروز. وهذا يعتبر انتحاراً له باعتبار أنه يفقد أي فرصة في الحصول على الأكثرية النيابية أو على الثلث المعطل في مجلس النواب. وهو من دون شك يقيس كل فترة نسبة التراجع في شعبية "التيار".

مع الرئيس نبيه بري المسألة مختلفة. الثنائي الشيعي يدرك أنه لا يمكن أن ينقسم في هذه المرحلة. لم يكونا معاً ولكن الأمر الواقع يجعلهما معاً، حكماً. التحديات التي خاضها "الحزب" جعلت مصير معظم التركيبة الشيعية في دائرة الخطر. التحالف مع "الحزب" دخول أعمى في الخطر. والخلاف معه انتحار. ولذلك يتحمل "الحزب" الرئيس نبيه بري و"الحركة" ويحاول أن يستوعب خلافاتهما مع الحلفاء الآخرين، ولكنه في النهاية لا يترك أي مجال لتفضيل العلاقة مع من تختلف معه "الحركة" والرئيس بري.

يدرك "الحزب" أنه يدخل مرحلة خطيرة ومصيرية. وفي الوقت نفسه يراجع ما كان من علاقات متباعدة بين الحلفاء المفترضين، معتبراً أنهم لم يكونوا بالمستوى نفسه تجاه تقدير حجم المخاطر، بحيث أنهم ذهبوا إلى التمسك بمصالحهم الخاصة أكثر من تمسكهم بمصلحة تيار الممانعة. هذا الأمر يزيد من حدة ارتياب "الحزب" تجاه ما يمكن أن يذهب إليه حلفاؤه في حال كبرت حدة المواجهة وتعرض لضغوط أكثر. وبالتالي هو يحسب ما يمكن أن يأخذوه من مواقف في حال خفت قدرته على الضبط. لأنه لن يكون باستطاعته أن يمون عليهم في كل وقت وأن يرضيهم في كل وقت.

 

توافق دولي على منح حكومة دياب مئة يوم... وترسيم الحدود البحرية يُحدِّد البوصلة

رلى موفّق/اللواء/31 كانون الثاني/2020

العين الأميركية على التزام «حزب الله» بـ«قواعد الاشتباك» مع إسرائيل بعد اغتيال سليماني وإعلان خطة السلام

سيناريوهات في الكواليس السياسية عن مرحلة ما بعد الانهيار تبدأ بحكومة عسكرية ولكن لا يُعرف بما تنتهي!

تتّجه الأنظار إلى البيان الوزاري لحكومة حسان دياب وما سيتضمنه من خطة لا بد أن تكون واضحة المعالم ومحددة الخيوط لكيفية التعامل مع الأزمة الاقتصادية - المالية من أجل تأخير الانهيار الكلي الذي يتهدد لبنان. فالخناق الذي يزداد، يضغط على الوقت ويغيب ترفه أمام الحكومة التي ستجد نفسها سريعاً في عنق الزجاجة إذا لم تبدأ العمل في غضون أسبوعين. المناخات حتى الآن تشي بوجود اختلافات في الرؤى على صوغ البيان الوزاري. وهذه من المرات النادرة التي لا تسبق الخلافات نقاشات اللجنة. وربما يعود الفضل إلى خطورة الوضع أكثر منه إلى تجانس فريق عمل حكومة «اللون الواحد» أو حكومة الأكثرية النيابية.

ما هو ظاهر بقوة أن ثلاث جهات تبدي رغبة حقيقية في تقديم الدعم للحكومة للخروج ببرنامج عملي يضع البلاد على السكة الصحيحة لبدء مسار المعالجات الناجعة. ويبدو جلياً أن تلك الجهات المتمثلة بمجموعة العمل الدولية الداعمة للبنان، فرنسا، والمؤسسات المالية الدولية تواكب رئيس الحكومة واللجنة الوزارية، ذلك أن البيان الوزاري يشكل الامتحان الأول لمدى جدية هذا الفريق الحكومي وقدرته ودرايته وعزيمته لمقاربة جريئة للمأزق وسبل النفاذ من السقوط الحتمي. فعلى دقائق هذا البيان يتوقف الانطباع سواء في الداخل أو الخارج. فتبني رئيس الحكومة لمشروع موازنة 2020 أثناء مناقشته في مجلس النواب بدل طلب الانتظار إلى ما بعد نيل الثقة لسحبه وإعادة دراسته في ضوء تحولات 17 تشرين، صبّ في خانة النظرة السلبية لدياب ووزارته. وبات الرهان على البيان الوزاري لتعويض ارتجاج الصورة.

كلام كثير في أروقة منظري «حزب الله» بأن «الحزب» سيكون كثير المرونة في ما خص الشق السياسي للبيان، لا سيما المتعلق بثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» التي كان يشترطها على الدوام في الحكومات التوافقية. البعض يعزو مرونته إلى إداركه أن وظيفة الحكومة هي العمل على إنقاذ الوضع الاقتصادي - المالي، وهناك حاجة ماسة لمدّها بمقومات نحاجها في هذه الأولوية. لكن البعض الآخر يرى أن الحكومة برمتها تخرج من رحم «الحزب»، وهي حكومته وهو رافعتها وصاحب القرار الفعلي فيها، ويريدها أن تحقق ما جاءت من أجله، فضلاً عن أنه لم يتوقف يوماً عند رأي الحكومات ولا شاورها في قرار السلم والحرب، ما يعني أن وجودها من عدمها لا يُغيّر في المعادلة لديه. الأمر نفسه ينطبق على سياسة النأي بالنفس، فحتى لو تمّ تضمينها في البيان الوزاري، فلا يعني ذلك قراراً بالالتزام بها، فتجربة الحكومات السابقة التي كانت نظرياً تحتوي على نوع من التوازن السياسي شهدت إخفاقاً كبيراً في القدرة على البقاء بمنأى عن صراعات المنطقة. ويُستبعد راهناً أن يجري التزام «سياسة النأي بالنفس» في حكومة اللون الواحد التي تجنح نحو تكريس انحراف لبنان في اتجاه محور إيران وحلفائها. وقد بدأت التسريبات حول ضرورة إعادة العلاقات السياسية إلى سابق عهدها بين بيروت ودمشق تحت ذرائع عدة تبدأ من موضوع اللاجئين السوريين ولا تنتهي عند فتح الحدود أمام الصادرات اللبنانية عبر سوريا إلى الدول العربية.

على أن المخاوف من فشل حكومة دياب تنطلق من أسئلة مشروعة تتناول ماهية الرهانات التي تستند عليها كي تحظى بالمساعدة الدولية، فتلجم الانهيار؟ وهل هي قادرة فعلاً على القيام بما هو مطلوب منها من إجراءات وتدابير تندرج في خانة الإصلاحات؟ وكيف سيكون شكل الإجراءات التقشفية وتخفيض العجز؟ هل سيقبل «حزب الله» أن يُوضع لبنان تحت وصاية صندوق النقد الدولي؟ وماذا عن الشروط التي سيفرضها «الصندوق» على لبنان والتي تتعلق بالمواضيع الاقتصادية المالية والنقدية كافة؟

ما رشح من معطيات أن هناك توجهاً دولياً بأن تُعطى الحكومة مئة يوم قبل إصدار الحكم النهائي عليها، وليس الأميركيون بعيدين عن هذا التوجه، لا بل إن مطلعين يؤكدون وقوف واشنطن وراء منح فترة السماح تلك. في الظاهر، يكون على الحكومة المباشرة في اتخاذ إجراءات بناء الثقة المطلوبة، ولكن في باطن الأمور، فإن العين الدولية، ولا سيما الأميركية، ستكون على «حزب الله» لجهة ما إذا كان سيبقى ملتزماً بقواعد الاشتباك مع إسرائيل بعد اغتيال القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني أم سيخرج عنها على غرار ما فعلته أذرع إيران في العراق واليمن، وما سيكون ردّ فعله بعد إعلان دونالد ترامب خطته للسلام في المنطقة. ووفق هؤلاء المتابعين، فإن أولى الإشارات التي قد ترسم المنحى الذي ستتجه إليه الأمور يكمن في موضوع ترسيم الحدود البحرية وكيفية التعامل معه تسهيلاً أو تعقيداً. هذا الواقع سيجعل لبنان تحت مرمى اشتداد الضغوط الاقتصادية - المالية عليه بعدما أضحى مطوَّقاً بشكل كبير، في ظل إمعان «التيار الوطني الحر» - «الثنائي الشيعي» في الإخلال بالتوازنات السياسية التي كان ممكناً أن تُشكّل نوعاً من الحماية للبنان. فوفق المعلومات المتوافرة، فإن حكومة دياب لن تجد يداً ممدودة لها من دول الخليج العربي. فحتى لو استقبلت رئيس الحكومة الذي قال إنه سيزورها أولاً، فإنه سيسمع كلاماً مشابهاً لما تقوله مجموعة الدعم والجهات الممولة لـ«مؤتمر سيدر» عن ضرورة الإصلاح و«سياسة النأي بالنفس»، وستقف دول الخليج وراء أطروحات صندوق النقد الدولي، حتى إن موقف قطر، التي كان يُعوَّل عليها لن يشذ عن هذه القاعدة. اللافت أن «سيناريوهات» بدأ الحديث عنها، في كواليس سياسية، عن مرحلة ما بعد حكومة دياب، وهي سيناريوهات يتمّ التعامل معها على أنها ستصبح أمراً مطلوباً وربما جامعاً في لحظة الانهيار، تبدأ بحكومة عسكرية ولكن لا يُعرف بما تنتهي!.

 

هل تنتهي “الحريرية السياسية” على يد أبنائها أم تُولد من جديد؟

أحمد الأيوبي/صحيفة اللواء/31 كانون الثاني/2020

ليس المقصود من فتح هذا الملف التدخل في الشؤون الشخصية لآل الحريري، ولا التشهير أو الإنتقاص، ولا البناء على السلبيات في المقاربة، بل المقصود تقديم مادةٍ سياسية وإعلامية شفافة وموضوعية، حول قضية تعني اللبنانيين والسُنة، لأن تيار المستقبل ليس شركة خاصة، بل هو مؤسسة سياسية تمثل شريحة واسعة من الشعب، وهؤلاء معنيون بمسارها ومصيرها. بدا لافتاً أن رئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل أطلق نقاشاً حاداً حول حقيقة الأوضاع داخل تيار صديقه الرئيس سعد الحريري عندما وصف تيار المستقبل بأنه «كمركب صغير يتخبط في المياه ولا يعرف الى أين ستقذفه المياه». وقد جاء هذا التوصيف في توقيتٍ غير متوقـّع في السياق السياسي العام، لكنه في الواقع يأتي بالتوازي مع تعاظم الأسئلة عن صحة التيار الأزرق وعن الوعود القديمة الجديدة بإطلاق ورشة إصلاحٍ داخلية توقف التدهور المتسارع وتضع قواعد السلوك السياسي في مرحلة ما بعد الخروج من السلطة.

وبغضّ النظر عن الردّ السريع للنائب رلى الطبش التي غرفت من معين تبييض الصفحات ولجأت إلى عبارات الإطناب والمديح في وصف قيادة التيار بأنها «قيادة حكيمة اعتادت على مواجهة الأعاصير وتخطيها بسلام»، إلاّ أن هذا التغليف الدعائي لا يلغي إدراك العارفين بشؤون التيار أنه يعاني محنةً مفصليّة تضعه على قارعة طرُق التحوّلات وتصيبه مقتلاً تحت وطأة الصراعات التي بلغت أعلى الهرم بحيث كُسرت الجِرار وأحرق أطراف الأزمة سفنهم وباتوا في وضعية المواجهة المحتومة. في المقابل، بدا باسيل في كلامه وكأنه على علمٍ وتواصل حول هذا الملف، وكمن يريد استدراج النقاش حول أوضاع تيار المستقبل الداخلية، ربما لتحريك الركود، وهو الذي يحتاج إلى إعادة إحياء أيّ شكلٍ من أشكال التعاون مع تيار المستقبل في هذه المرحلة الصعبة من التطورات المحلية والإقليمية.. خاصة بعد أن شاهد اللبنانيون أن التيار وكتلته النيابية شهدا سلوكاً متصدّعاً ومتناقضاً لدرجةٍ أصابت أكثر العارفين به بالحيرة والدهشة، وخاصة في ما يتعلّق بالمشاركة في جلسة مناقشة الموازنة، والتي بدا فيها النواب الزرق وكأنهم فعلاً في مركبٍ بلا رُبـّان.

مؤشرات التصدّع

الإشارة الأوضح جاءت من النائب سمير الجسر الذي انسحب من جلسة مناقشة موازنة 2020 لإعتباره بأنها غير دستورية، قائلاً إنه «بقي فقط ليستمع إلى ما قاله زميله هادي حبيش وأن باقي أعضاء كتلة المستقبل هم يقررون ما هي خطواتهم». لم ينتبه الكثيرون إلى العبارة الأخيرة لأن الانشغال الأكبر كان بما يجري في مجلس النواب وبحضور رئيس الحكومة حسان دياب إلى المجلس بدون وزرائه، وبدستورية الجلسة أو عدم دستوريتها، وعن حقيقة أسباب مشاركة نواب المستقبل فيها، لكن الواضح أن الجسر كان يرسل ما يشبه صرخة الإنذار بأن السفينة ليس فيها قبطان، بدليل قوله أن باقي أعضاء الكتلة هم «يقرّرون ما هي خطواتهم»، وكأنه ليس هناك قرارٌ مركزي ولا رؤية محدّدة للموقف، وأن النواب متروكون لقراراتهم الفردية والخاصة.

الأزمة الممتدة.. والتخلي عن الحريري

ولا تقتصر المؤشرات السلبية على «حادثة» مجلس النواب، بل إن المتصارعين في تيار المستقبل يجمعون على أنه يعاني من حالة جمود وتكلّس مزمن، ومن عجز عن المبادرة السياسية والإجتماعية، بحيث عجز التيار عن استثمار وجوده في الدولة خلال ولايتي الحكومتين الأخيرتين اللتين ترأسهما سعد الحريري، واعترفت الوزيرة ريا الحسن بلجوئها إلى الاستنساب في التعاطي مع الجمعيات، فضاعت فرصةٌ جديّة لاستعادة التوازن، بسبب الصراعات الداخلية من جهة، والتنازلات المفرطة أمام «الصديق جبران» وبقية الأفرقاء من جهة ثانية. كان لافتاً أنه منذ الإنتخابات النيابية الأخيرة كانت حركة نواب تيار المستقبل شبه معدومة، وزاد الغيابُ وطأةً مع تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، إلى أن حصل «تبخـّر سياسي» لمعظم هؤلاء النواب مع اندلاع الثورة.. وطوال فترة أزمة استقالة الحريري الأخيرة، كان هناك غيابٌ شبه تام للنواب ولمنسقي المناطق الذين أصابهم بدورهم «الخرس السياسي» حتى في الدفاع عن رئيسهم المستقيل، وهذا يطرح علامات استفهام كبرى حول مواقع القرار في التيار، وكيف يمكن لحزبٍ أن يترك رئيسه وحيداً في مواجهةٍ مصيرية مثل تلك التي واجهها الحريري بعد استقالته الأخيرة من دون الذّود عنه في الشارع وفي السياسة.. ما الذي يمنع النواب والمنسّقين من التحرك دفاعاً عن سعد الحريري؟ هل هو العجز وقلّة الحيلة.. أم أنها الصراعات والحسابات الداخلية؟؟

خلاف يكبر.. من المسؤول؟

الإشكالية المضمرة المعلنة في الوضع القيادي لتيار المستقبل، هي الخلاف المندلع على أشدّه بين الرئيس سعد الحريري والأمين العام لتياره، ابن عمته أحمد الحريري. وقد تدرّج هذا الخلاف منذ الإنتخابات النيابية ثم الفرعية، وما تلاها من استحقاقات، كان الرئيس الحريري يراكم خلالها معطياتٍ سلبية عن أداء أحمد وعن صرف الأموال الإنتخابية مقابل نتائج هزيلة في طرابلس والكورة والبقاع وغيرها من المناطق، في حين يرى الطرف الآخر أن المسؤولية تقع أيضاً على الأداء السياسي في الحكم وغياب الخطاب السياسي والإستقطابي، والعجز عن استثمار الوجود في الدولة، وهذه من مسؤوليات الرئيس.

مصالحة مع بهاء

تشغل السيدة بهية موقع رئيسة كتلة نواب تيار المستقبل. لكنها في الجلسة النيابية لمناقشة الموازنة كانت حاضرة، ومع ذلك قال النائب سمير الجسر إنه «بقي فقط ليستمع إلى ما قاله زميله هادي حبيش وأن باقي أعضاء كتلة المستقبل هم يقررون ما هي خطواتهم»، وكأن رئيسة الكتلة لم تكن موجودة، بل وكأن النواب باتوا بلا مرجعية. أما التنظيم السياسي للتيار الأزرق، فإنه بات في آخر الأولويات، وربما اتضح الآن سبب البطء في خطوات المحاسبة والتجديد الداخلية. وفي خطوةٍ عملية تستهدف تحصين وضعها، أعادت السيدة بهية التواصل مع السيد بهاء الحريري بعد انقطاعٍ طويل، بالتوازي مع نشر بهاء صورة على حساب زوجته على تطبيق «أنستغرام» متضامناً مع الثوار بعد تعرضهم لحملة استهداف لعيونهم من قبل قوّة مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي.

التداعيات المحلية والخارجية

لن يطول الوقت حتى تدرك القوى السياسية المحلية والدولية عمق الأزمة في تيار المستقبل، وهذا سيكون له تداعياته على التحالفات والتوجهات، مع تعاظم الأسئلة عن مصير كتلة النواب وكيف سيتصرّف أعضاؤها، في ظل التجربة الأخيرة في جلسة الموازنة، وهل غياب الرئيس الحريري الطويل في الخارج هو أحد أشكال الأزمة الراهنة داخل التيار والعائلة؟

 

قصّتي مع الأمل… كثير من فقدانه

إليسا/النهار/31 كانون الثاني/2020

“وقالوا سعيدة في حياتها”… يوم غنّيتُ “عكس اللي شايفينها”، لامني كثرٌ كما لو أنّ الفنان أو الشخصية العامة لا يعيش ألماً أو انكساراً، ولا يجلس وحيداً، ولا يشعر بأنّ الحياة تقسو عليه. خلال فترة تصويري الكليب، لم أكن على علم بأنّني سأواجه مرض السرطان بعده بأشهر، لكنَّ العوارض كانت ترهقني من دون أن أدرك. كنتُ قد خضعت قبل ذلك لبعض الفحوص والإجراءات الطبية، سببها ارتفاع كبير في التوتّر والقلق، نتيجة تراكمات حياتية يومية وبعض المشكلات في المحيط. تبيّن في النتيجة أنّ هذا الارتفاع الكبير في التوتّر ترافق مع تراجع في صحتي، ليثبت أن المرض الجسديّ له عوامل نفسية كثيرة ومتشعّبة.

مضت هذه الفترة بهدوء، قبل أن أجري الفحص الروتينيّ للكشف على سرطان الثدي، ويطلب الطبيب فحوصاً إضافية. النتيجة معلومة من الجميع، برغم قسوتها. “أنتِ مصابة بالسرطان”… لمتُ الطبيب كثيراً على هذه القسوة والنبرة المزعجة التي أبلغني الخبر بها، كأنه لا يعير أي اهتمام للمشاعر أو لما يدور في بال الشخص الذي يتلقى الخبر كالصاعقة. عندها، فكّرت كثيراً بكل ما يمكن أن يخطر في بال أي إنسان. هل أقول لأمي؟ ماذا سيحلّ بأخوتي وأخواتي؟ هل أخبر الناس؟ ماذا أفعل بألبومي؟ ماذا أفعل بعملي؟ هل لا يزال هناك سببٌ لاستكمال العمل؟

هذه هي خلاصة اليأس. أن تجول في فكرك كلّ الأفكار والعوامل الخارجية والداخلية، من دون أن يكون لديك أي جواب عن أي منها، كما لو أنك فقدت الاتصال بكلّ ما يربطك بالحياة.

بعد أشهر من الانتصار والتغلُّب على المرض، أصبحت روايتي احتفالية. أخبرتُ الجميع وشكرت “كل اللي بيحبوني”، مدركة أنّها قد لا تكون آخر المعارك الصعبة، لكن متيقّنة من أنني بانتصاري عليها، انتصرتُ سلفاً على الأصعب. العبرة من هذه القصة ببساطة هي أنَّ اليأس هو الذي أتى بالمرض إليّ، والأمل هو الذي أخذه وعالجني. أتدركون الآن أهمية عبارة “ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل” التي كنا مرغمين على حفظها في المدرسة، واستخدامها في التعبير الكتابيّ، من دون أن نفهم معناها؟ إنها الحياة التي تعلمنا ذلك. لا أخفي أنّه كان من الصعب تخطّي هذا الموضوع، وهذا أمرٌ طبيعي جداً. مشاكلنا الصغيرة في الحياة اليومية لا يمكن تخطّيها، فكيف بالمشكلات الأكبر والأكثر تشعباً؟ أتوجّه هنا إلى جميع الذين شاركوا رواياتهم في هذا العدد من “النهار”، لأنهم خطّوا الخطوة الأولى باتّجاه إراحة أنفسهم واستعادة الأمل، أي البوح. لا تدعم المنظمات الدولية حقّ الإنسان بالعلاج النفسي عن عبث، فهي تدرك أهمية أن يتحدث أي شخص عن معاناته ليرتاح منها بالعلاج والكلام. عندما نُشارك، نقسم الحمل اثنين، وعندما نقسمه لا نحمله وحدنا، من دون أن نُتعب الآخرين أيضاً. حان الوقت لنخلع هذه الأفكار الموروثة عن الطب النفسيّ الذي يحصره المجتمع بـ”المجانين”، وحان الوقت لنوقف تعييب الكلام والدمع على الرجل أو الشخص صاحب المنصب. هذا العدد مع “النهار” هو بداية الأمل لكل مَن شارك قصته. ما تعيشه عاشه كثيرون قبلك. ربما عاشوا أسوأ وتخطّوه، فما حجّتك أنتَ لتضعف بهذا الشكل؟ تستحق حياةً أفضل في كلّ الحالات، وهذا ما عليكم جميعاً أخذ القرارات به اليوم.

هذا العدد من “النهار”، الذي يحمل عنوان “نقطة ضوء”، إنسانيّ، استثنائيّ، حقيقيّ، مجبول بصدق كلماتكم. يستحقّ أن نقرأه جميعاً ونتعلّم منه ونحتفظ به في المكتبات الشخصية، لأن تجاربكم تعطينا دروساً في الأمل.

أوقّع اسمي اليوم مع “النهار” المرموقة التي مرّت عليها تسعة عقود من الصحافة والحرية ونسيم الاستقلال المتكرّر في لبنان، والتي أسّسها وبناها واستمر فيها أهم من عاش في الصحافة والسياسة في لبنان والمشرق العربي. تحية إلى جبران وغسان وجبران تويني، وكل الاحترام لنايلة تويني وكل أسرة المؤسسة. أوقّع اسمي إلى جانبكم بخجل اليوم، وأشكركم على إعادة الأمل في هذه الأزمنة السوداء، فنحن شعب لا يعيش إلا على أمل…

 

لا علاقة لأزمة البنوك الحالية بمستوى الدَّين الحكومي/دليل الانتفاضة عن حقيقة الانهيار المصرفي

توفيق كسبار/نداء الوطن/31 كانون الثاني/2020

نعيش حالياً أخطر صدمة منذ إنشاء دولة لبنان الكبير، وهذه الصدمة لا تكمن في هَرَيان السلطة السياسية أو في انهيار سعر صرف الليرة بل في تزعزع الجهاز المصرفي الذي يضع لأول مرة في تاريخه قيوداً صارمة على سحب الودائع أو على تحويلها إلى الخارج، ويجمّد بشكل شبه كامل عمليات الإقراض. إن تزعزع الجهاز المصرفي، أي مصرف لبنان والمصارف التجارية، هو حدث بالغ الخطورة لأن المصارف في أساس كل المبادلات التجارية ومع الخارج، وبالأخص في اقتصاد صغير ومنفتح كالاقتصاد اللبناني. صحيح أن الجهاز المصرفي نجح بالإكراه في تقنين خروج العملات الأجنبية من لبنان، إلا أنه وفي المقابل أصبح دخول الرساميل شحيحاً جداً مما يضع الاقتصاد بكل قطاعاته على مسار انتحاري. لذلك فإن إنقاذ الجهاز المصرفي يجب أن يكون من دون منازع الهدف الأول الذي على السلطة السياسية أن تحقّقه سريعاً. إنقاذ المصارف في هذه الحالة يعني أن تعود إلى مسار شبه طبيعي بحيث يزداد مع الوقت حجم السحوبات من الودائع المسموح بها، أو على الأقل لا يتناقص، والتفعيل التدريجي للتسهيلات المصرفية للمؤسسات التجارية بحيث تنتعش تدريجياً الحركة الإنتاجية والاقتصادية عامة.

كيف وصلنا إلى هنا؟

لكي نفهم أسباب الكارثة علينا في البداية أن نميّز بين الحدثين، انهيار الليرة وانهيار المصارف، لأن الأسباب مختلفة تماماً وليس من المحتّم أن يترافق انهيار سعر النقد مع انهيار مصرفي كما هي الحال الآن. وبالفعل، فانهيار الليرة في ثمانينات القرن الماضي تزامن مع وضع مالي قوي جداً للمصارف استمر خلال فترة الحرب اللبنانية كلها. فإذا رجعنا إلى السنتين 1986-1987، وهي فترة الانهيار القوي في سعر صرف الليرة، فقد انخفضت الليرة آنذاك تجاه الدولار من 16 إلى 225 ليرة! لكن المفارقة هي أنه، في الوقت نفسه وخلال كل الحرب التي كانت دائرة منذ عام 1975، لم توضع أي قيود على أي سحوبات أو تحاويل أو أي عملية مصرفية، مهما كانت قيمتها وعملتها. أما سبب تلك المفارقة فبسيط وواضح: خلال تلك الفترة كانت نسبة السيولة بالدولار لدى المصارف المحلية، أي أموالها بالدولار المودعة في المصارف الأجنبية الكبرى نسبة إلى مجمل الودائع لديها بالدولار، كانت هذه النسبة حوالى 90%، وبقيت على حالها خلال كل زمن الحرب تقريباً. وهذه نسبة ليست استثنائية بقوتها فحسب بل غير مسبوقة في أي بلد. أما قبيل الانهيار الأخير في صيف 2019، فكانت نسبة السيولة هذه تقريباً 7% فقط (سيولة 9 مليارات دولار مقابل 120 مليار دولار ودائع بالدولار)، علماً أن نسبة سيولة المصارف كانت تنحدر بتواصل منذ 2010 على الأقل، حين كانت في آخره تناهز 23%. وهنا يكمن السبب الأول والرئيس للانهيار المصرفي القائم، وأرقامنا كلها تستند إلى مصادر رسمية. لذلك فلا علاقة على الإطلاق للانهيار المصرفي الحالي بمستوى الدَين الحكومي، وهذه لازمة تُكرّر باستمرار لحرف الأنظار عن مسؤولية وكلفة السياسة النقدية، التي لا نزال ندفع ثمنها الباهظ. فارتفاع قيمة الدَين الحكومي باستمرار، خصوصاً لتمويل النفقات الجارية بدل النفقات الاستثمارية، له دور مباشر في هبوط سعر صرف الليرة ولكن ليس في الانهيار المصرفي.

كيف وصلت المصارف إلى هذا الوضع؟ لقد بدأ مسار الانهيار المصرفي مع ما يُسمّى الهندسات المالية لمصرف لبنان، والتي تعني عملياً دفع مصرف لبنان للمصارف فوائد باهظة لحثّها على تحويل سيولتها بالدولار من المصارف الأجنبية لإيداعها في مصرف لبنان، والتي تقدّر بأكثر من 85 مليار دولار، حيث لم تعد "سيولة" فعلية. فهوامش أسعار الفائدة نسبة إلى الفوائد في الأسواق العالمية التي دفعها مصرف لبنان في البدء كانت حوالى 5% وتجاوزت 9% في الأشهر الماضية، بدلاً من أن يدفع هامشاً لا يتعدّى جزءاً من 1% فقط كما هو نمط الاستدانة بين المصارف. علاوة على ذلك، لم يحقق مصرف لبنان أياً من الأهداف المعلنة لهندساته المالية، بل على العكس تراجع احتياطي العملات الأجنبية لديه وبات ميزان المدفوعات يسجّل عجزاً متواصلاً، وتدهور الوضع المالي للمصارف وللجهاز المصرفي برمته.

لذلك فالمسؤولية الأولى والمباشرة عن الكارثة التي حلّت بكل الجهاز المصرفي، الذي استغرق بناؤه قرناً من الزمن، تقع على سياسات مصرف لبنان المتهوّرة وعلى المصارف التي فشلت في حماية ودائعها كما فعلت في الماضي وفي ظروف أصعب بكثير. والسؤال البديهي في هذا السياق هو: خلال كل ذلك المسار الانهياري المصرفي الواضح منذ سنوات، أين كان مجلس الوزراء لمساءلة مصرف لبنان؟ أين كان مجلس النواب لمساءلة مصرف لبنان كما كان يفعل في الماضي حتى خلال سنوات الحرب؟ أين كانت لجنة الرقابة على المصارف؟ وبالأخص أين كانت وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة المأخوذة بتبخير حاكم مصرف لبنان بشكل مستمر ومستغرب؟ وبالفعل، فالسلطة النقدية في لبنان لم تواجه أي سؤال أو تخضع لأي مساءلة من أي جهة منذ تعيينها في عام 1993!

من التصحيح السريع إلى الإصلاح الجذري

نقترح ثلاثة إجراءات سريعة لوضع المسار المصرفي والنقدي، وقاعدة النشاط الاقتصادي عامة، على مسار التحسّن التدريجي بدل الإفلاس التدريجي. وهذه الإجراءات تعتمد على قراراتنا وقوانا الذاتية، حيث أن أي مساعدة خارجية تكون بمثابة دعم وتسريع للنشاط الإصلاحي.

أولًا، على السلطة أن تنجز سريعاً موازنة عامة للسنوات الثلاث 2020-22 تلحظ تناقصاً تدريجياً للعجز يقارب تحقيق التوازن، مما يدعم ثقة الأسواق والحكومات الأجنبية بجدّية المسار الإصلاحي. هذا إنجاز ممكن إذا أرادت السلطة أن تكون فعلياً سلطة إصلاحية. فعلى سبيل المثال، يمكن عودة العمل بنظام حساب الخزينة الموحّد الذي يقضي بإعادة الودائع النقدية لجميع المؤسسات العامة من المصارف إلى حساب وزارة المالية في مصرف لبنان. لقد بلغ متوسط هذه الودائع في المصارف خلال عام 2019 ما يعادل 4.7 مليارات دولار، ويمكن تالياً تمويل عجز الموازنة داخلياً من هذه الودائع بوفر كبير من دون الحاجة إلى الاقتراض من الأسواق المالية.

ثانياً، يجب تحرير سعر صرف الليرة مما يعزّز دخول الرساميل من جديد، علماً أن للسعر الرسمي الثابت المعتمد تأثيراً محدوداً لا بل ذا ضرر أكبر بكثير من أية منفعة. أخيراً، مع تحسّن الوضع المصرفي بعد تلك الإجراءات، على المصارف زيادة رساميلها بأكثر من اﻟ 20% الملزمة، وإعادة تفعيل التسهيلات المصرفية، الصناعية منها خاصة، والزيادة التدريجية في سقف السحوبات من الودائع. وباستطاعة السلطة التفاوض مع المصارف بخصوص هذه الالتزامات المصرفية مقابل إضفاء غطاء قانوني على القيود المصرفية القائمة يطمئن المصارف من ناحية تعرّضها لدعاوى أمام المحاكم في لبنان والخارج. أما بخصوص الإصلاح الجذري فعلينا أولاً الإقرار بأن لبنان لا يزال تحت الاحتلال منذ نصف قرن بالتمام، تحديداً منذ اتفاق القاهرة عام 1969. لقد انتقلنا من احتلال فلسطيني إلى احتلال سوري ثم إلى احتلال إيراني، إنما هذا الأخير بواسطة لبنانية هي "حزب الله"، وهنا المشكلة. والاحتلال يبطل حكماً نظام المحاسبة والنظام الديموقراطي برمّته، كما هي الحال في لبنان. إن الربط العضوي لسياسة لبنان الخارجية وسياسته الأمنية بمحور إيران المعادي للدول العربية، التي هي المحيط والمتنفس الاقتصادي الطبيعي والتاريخي للبنان، كما للعالم الغربي أدّى وسوف يؤدّي حتماً لمزيد من الانهيار والبؤس. وللتذكير، ورغم كل ما يُقال عن فساد السلطة اللبنانية منذ الاستقلال، إلا أن تلك السلطة أنتجت دَيناً على الدولة يوازي صفراً حتى بدء الحرب اللبنانية في عام 1975، ومن ثم من أدنى الديون العامة في العالم عند انتهاء تلك الحرب، وهذا وفق إحصاءات البنك الدولي.

لم أقرأ أبداً أو أسمع باحتلال جيّد. ومن المستحيل أن يولّد الاحتلال، أي احتلال، استقراراً أو ازدهاراً. إن انطلاقة الاستقرار والازدهار لن تكون، ولا يمكن أن تكون، إلا بدءاً باستعادة السيادة. وأملنا الوحيد المتبقي هو في هذه الانتفاضة الرائعة والتاريخية الواعدة، بنسائها ورجالها، على أن يأتي يوم يكون فيه عيد الاستقلال يوم 17 تشرين الأول.

 

يُبشّرون بإجراءات مُوجعة ونبشّرهم بانتفاضة غير سلميّة؟!

فؤاد ابو زيد/الديار/31 كانون الثاني 2020

نقل عن رئيس الجمهورية ميشال عون قوله، «نحن أمام اجراءات موجعة لا بدّ منها». مستغرب جداً ان يصدر هكذا موقف من رئيس البلاد - اذا كان صحيحاً - الى شعب، جزء كبير منه جائع، وجزء آخر عاطل عن العمل، وجزء عند خط الفقر، وجزء محروم من امواله، وجزء هاجر الى غير رجعة، وتبعاً للمؤسسة الدولية للمعلومات والاحصاءات هناك 62 الف لبناني هاجروا سنة 2019، مقابل 42 الفاً هاجروا سنة 2018 و«الخير لقدام». كيف يمكن لشعب هذه هي حالته، أن يسمع من رئيس جمهوريته، أن اجراءات موجعة تنتظره، بدلاً من أن يسمع بأن الدولة ستستعيد الاموال المسروقة وقيمتها بمئات مليارات الدولارات، وسوف تملأ خزينة الدولة من أموال مرفأ بيروت ومطار رفيق الحريري الدولي، والتهرّب الضريبي، والبضائع المهرّبة عبر الحدود الفلتانة، ومن صفقات المشاريع الفضائحية مثل فضيحة سدّ المسيلحة، ومرج بسري ومحطات التكرير في طرابلس وبيروت، ومصانع توليد الكهرباء العاطلة هي ايضاً عن العمل، والاملاك العامة والخاصة التي تم وضع اليد عليها من قبل نافذين ومسلحين. هل نترك كل هذه الموارد التي تبيض ذهباً للمحظيين، والموازنات التي تشبه الدلو المثقوب الذي يصبّ امواله في جيوب طبقة سياسية فاسدة، ونركض وراء الشعب لننزع عنه حتى «بنطلونه المثقوب».

أي تدبير موجع، يعني ضريبة جديدة ستطول الفقراء قبل الاغنياء، وهذا أمر لن يتحمّله الشعب ولن يقبله، والانتفاضة السلمية التي اعطت املاً للشباب بأن يبقوا في وطنهم، لن تبقى سلمية، علماً بأن ما نقل عن الرئيس عون، يتناقض تماماً مع الاجواء «غير السوداوية» التي تسرّبت من اجتماع رئيس الحكومة حسّان دياب والفاعليات المالية والاقتصادية اول امس في السراي، والتي قيل انها تتضمن حلحلة مالية وتسهيلات مصرفية، وأن بيان الحكومة لجلسة الثقة سيتضمن خطة مالية واقتصادية ستكون الابرز في البيان. لا يمكن لبلد اقفلت فيه ألوف المحال التجارية والمصانع، واهتزت عملته الوطنية، والمستشفيات والمدارس، حتى ان محطات التلفزة في طريقها الى «التشفير» المالي وصرف الموظفين، مثلها مثل وسائل الاعلام الورقية والالكترونية، يمكن ان يتحمّل شعبه أي عبء وهو الذي ينوء تحت اعباء كثيرة لا ترحم.

المواطن الفقير ليس مطيّة للغني او للمسؤول او للطبقة السياسية الفاسدة، ونقطة على السطر.

 

حلقة دراسية فيديو/الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا ولبنان ما بعد سليماني

مايكل نايتس, فيليب سميث, وحنين غدار/معهد واشنطن/31 كانون الثاني/2020

https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/shia-militias-in-iraq-syria-and-lebanon-post-soleimani

"في 28 كانون الثاني/يناير، خاطب مايكل نايتس، فيليب سميث وحنين غدار منتدى سياسي في معهد واشنطن. ونايتس هو زميل أقدم في المعهد، وكان قد أجرى أبحاث ميدانية على مدار عقدين من الزمن في العراق إلى جانب قوات الأمن والوزارات الحكومية. وسميث هو زميل "سوريف" في المعهد ومؤسس "المشروع التفاعلي لإعداد خرائط بمواقع انتشار الميليشيات الشيعية" الخاص بالمعهد. وغدار، هي زميلة "فريدمان" في المعهد، وعملت كمديرة تحرير وصحفية في العديد من وسائل الإعلام اللبنانية. وفيما يلي ملخص المقررة لملاحظاتهم".

مايكل نايتس

اضطلع قائد «فيلق القدس» الراحل قاسم سليماني بدور خاص ضمن المؤسسة الإيرانية التي تتمتع بنفوذ [كبير]. وكان مقرباً بشكل فريد من المرشد الأعلى علي خامنئي وتمتع بالذكاء والإبداع والدعم السياسي من أجل تصميم وتنفيذ سياسة النظام المعقدة القائمة على بناء وتولي قيادة شبكة من الجماعات المسلحة الوكيلة. وكانت بعض جهات الاتصال الميليشياوية الأقرب إليه تتواجد في العراق، حيث قام برعاية أبو مهدي المهندس المخلص والقادر، وهو ضحية أخرى في الضربة الأمريكية التي قتلت سليماني في الثالث من كانون الثاني/يناير. وتحمل تلك الضربة تداعيات خطيرة على المدى الطويل بالنسبة للعراق. فبحلول أيلول/سبتمبر الماضي، بلغ «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني ذروة نفوذه في الدولة المجاورة، حيث ارتقى من حرب غير تقليدية إلى مهام "دفاعية داخلية في الخارج". وبعد أن حقق هذه السيطرة الكبيرة في العراق، يحتاج «الحرس الثوري» الآن إلى الحفاظ عليها.

ولكن «الحرس الثوري» الإيراني و«قوات الحشد الشعبي» العراقية أصبحا يعتمدان بشكل مفرط على سليماني والمهندس. وقد ساهمت الضربة الأمريكية في وقف زخم «الحرس الثوري» وفتحت مجالاً سياسياً في العراق، مما قد يؤدي إلى تعيين رئيس وزراء أفضل قريباً جداً. كما أربكت مشروع توحيد «قوات الحشد الشعبي» وأطلقت المزيد من المنافسة في أوساط الميليشيات. وسابقاً، كان المهندس قد حثّ «كتائب حزب الله» التي يرأسها للاضطلاع بدور قيادي في هذا التوحيد. لكن المجال أصبح الآن متاحاً أمام الجماعة الميليشياوية بأكملها للعمل بطريقة مختلفة، وقد يضعف موقف «كتائب حزب الله».

وساهمت الضربة الأمريكية أيضاً حتى في جعل الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر جهة سياسية فاعلة أكثر قوة، ومن المرجح أن يكون له تأثير في اختيار رئيس الوزراء المقبل. لكن حتى بعد أن اكتسب شهرة وأظهر نفوذه من خلال "المسيرة المليونية" التي نُظمت في 24 كانون الثاني/يناير، لا يزال يواجه معارضة من عناصر في حركته المنقسمة والتي يصعب السيطرة عليها. فقد يندفع بعض الصدريين إلى المعسكر الإيراني، في حين قد يركب آخرون الموجة المستمرة من حركة الاحتجاج المدني. أما بالنسبة لـ «فيلق القدس»، فمن غير المرجح أن يعتمد على زعيمين إلى المدى الذي عوّل فيه على سليماني والمهندس. وبدلاً من ذلك، من المرجح أن يعيد توزيع القوى بين العديد من القادة الصغار، مما يؤسس طريقة عمل أكثر أماناً وتنوعاً. وخلال الفترة القادمة، يتعين على الحكومة الأمريكية اتخاذ ثلاث خطوات لتحسين سياستها تجاه العراق. أولاً، يجب أن تحدد الجهات الفاعلة الصديقة وتدعمها. ويشمل ذلك الدفاع عن المتظاهرين، والإصغاء إلى الجيل القادم من قادة البلاد، وإعداد عراقيين مختارين من الشباب لحوارات "المسار الثاني" في المستقبل. ثانياً، عليها فرض تهديدات وعقوبات مؤكدة ضد الشخصيات العراقية التي تستحقها. ثالثاً، يتعين عليها التفاوض مع بغداد حول إطار تعاون أمني مستدام.   

ومن خلال الاضطلاع بدور عسكري أكثر أماناً وأقل حركة في العراق، قد تتلاءم سياسة الولايات المتحدة حتى مع أهداف الصدر. وللحفاظ على شرعيته، على الصدر الضغط علناً من أجل انسحاب القوات الأجنبية، ولكن هذا الأمر لا يتطلب انسحاباً أمريكياً شاملاً، بل قد يعني تغيير في الرؤية والعمليات القتالية. لقد فتح موت سليماني المجال أمام إمكانية إجراء محادثة مهذبة - بعد فترة انقطاع - حول إطار تعاون أمني جديد. وسيمثل الصدريون جزءاً مهماً من هذه المحادثة. أما بالنسبة لاحتمال تحسين العلاقات الأمريكية مع طهران، فقد يتعين الانتظار حتى عام 2021، أي بعد الانتخابات الأمريكية والإيرانية.  

فيليب سميث

تبنّى سليماني مقاربة عملية للغاية في القيادة. فقد كان ماهراً في تفويض المهام وتحريض الجماعات ضدّ بعضها البعض. وفي ظل قيادته، مثّلت سوريا المركز الأكبر للتدخل الإيراني في الخارج، ولا تزال كذلك حتى بعد مقتله. وقد تم أساساً ترسيخ آلية الوكالة الخاصة بطهران هناك ومن غير المرجح أن يتم التخلي عنها في أي وقت قريب. ولا يملك بشار الأسد القوة لطرد إيران حتى لو أراد ذلك - وليس هناك دليل على رغبته في القيام بذلك. وعلى الرغم من أنه لا يزال يتعين على طهران التنافس مع النفوذ الروسي والتركي على الأرض، إلّا أن سوريا تمثل جائزتها الاستراتيجية الكبرى. فقد كانت تُقيم قواعد لها هناك من أجل توجيه الصواريخ إلى إسرائيل وتعزيز سيطرتها على أراضيها. وفي غضون ذلك، تدفع بسردية "المقاومة" التي تنتهجها قدماً بشكل مطرد، داعمةً أهدافها الإيديولوجية من خلال إنشاء مراكز ثقافية وإعداد جماعات شيعية محلية. وفي أعقاب مقتل سليماني، قد توسّع طهران رقعة النموذج الذي أتّقنته في سوريا: أي تعزيز تشكيل عدة جماعات أصغر حجماً، ووضعها تحت مظلة إيرانية عامة لضمان فعاليتها، وتحريضها الواحدة ضد الأخرى من أجل إبقائها تحت السيطرة. وحالياً، تتداخل الكثير من الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة مثل هذه الجماعات، ولا سيما حول الحدود مع العراق. وتضمّ هذه المناطق عدداً كبيراً من القواعد، ومراكز لاعتناق المذهب الشيعي، كما تشهد جهوداً للتجنيد. ونظراً لأنها تشكل جزءاً رئيسياً من "الجسر البري" الإيراني إلى الحدود اللبنانية مع إسرائيل، فهي مهمة جداً من الناحية الجغرافية-الاستراتيجية.

وإذا شنت الولايات المتحدة المزيد من العمليات العسكرية رداً على عدوان إيراني أو آخر من قبل وكلاء إيران، فسيكون من الأفضل القيام به في سوريا، لأن ذلك سيخدم الهدفين المزدوجين المتمثلين بتجنب المزيد من أعمال التصعيد في العراق واستهداف مركز إيراني مهم. وكان اغتيال سليماني والمهندس على الأراضي العراقية قد مكّن مقتدى الصدر من استغلال الغضب المحلي لتحقيق أغراضه الخاصة. كما من شأن استهداف جماعات وكيلة في سوريا أن يبعث برسالة مفادها أن واشنطن تهدف إلى وضع حدّ لمشروع طهران العابر للحدود. وقد تكون العمليات داخل سوريا أكثر صعوبة بعد أن أصبح لدى الولايات المتحدة عدد أقل من الحلفاء، إلا أن أي إجراءات تتخذها هناك قد تكون أكثر علنية. أخيراً، يتعين على المسؤولين الأمريكيين التحقق من كيفية ترابط الجماعات الشيعية المختلفة في سوريا وغيرها من الدول، مع أخذ هذا التداخل في الاعتبار عند وضع العقوبات المستقبلية.     

حنين غدار

لا يزال «حزب الله» اللبناني أكثر الوكلاء الإيرانيين ترسخاً من الناحية المؤسسية. غير أن مقتل سليماني سيشكل تحديات أكثر مما سيقدّم فرصاً لهذا الحزب.

يُذكر أنه في المرة الأخيرة التي وصلت فيها العلاقة بين «حزب الله» وإيران إلى مفترق طرق كانت في عام 2011. وحتى تلك المرحلة، كان أمام الحزب مجال أكبر للمناورة كما كان لقادته نفاذ مباشر للنظام الإيراني الذي غالباً ما تشاور معهم في مسائل مرتبطة بلبنان وباقي دول العالم العربي. غير أنه بعد عام 2011، أدّى التدخل في سوريا وتحكّم سليماني المتزايد إلى التقليل تدريجياً من قدرة الحزب على المناورة من الناحيتين العسكرية والسياسية. والآن بعد زوال سيطرة سليماني، يعتقد «حزب الله» على ما يبدو أنه قادر على استعادة بعض من الاستقلالية التي كان يتمتع بها قبل عام 2011. لكنه يدرك في الوقت نفسه صعوبة موقفه في الوقت الراهن. فقد كان الحزب يعاني من انخفاض الموارد والأفراد، خاصةٍ بعد تعرضه لعقوبات أكثر تشدداً، وخسارته العديد من قادة النخبة في سوريا، واعتماده المفرط على سليماني كقائد عسكري. وعلى هذا النحو، فإن الحزب منتشر حالياً بصورة متسعة بحيث يتعذر عليه الاضطلاع بدور أكبر في العراق أو باقي دول الهلال الشيعي. وأدّت الاحتجاجات المحلية الأخيرة إلى تفاقم هذه المشاكل. وخلافاً لما يحصل في العراق، يتحدى المحتجون في لبنان الميليشيا الشيعية المحلية بشكل غير مباشر - فهم يتظاهرون ضدّ الفساد، علماً بأن «حزب الله» يحمي النظام الفاسد. ويتمثل ردّ «حزب الله» على هذه التحديات في توطيد سيطرته المحلية. وللمرة الأولى على الإطلاق، شكّل حكومة مؤلفة بالكامل من حلفائه. ورغم أنه سيواصل العمل على قدرات الصواريخ الدقيقة بمساعدة إيران، إلا أنه لا يستطيع تحمّل تكلفة إشعال فتيل حرب مع إسرائيل قبل أن يكون مستعداً للقيام بذلك، لذا يتمثل هدفه المؤقت في السيطرة على جميع المناصب العسكرية والأمنية داخل الحكومة. كما يستعد لانهيار الاقتصاد والدولة في لبنان وذلك من خلال تخزين المواد الغذائية والسلع، معتقداً أن بإمكانه استعادة السيطرة من خلال تقديم هذه المواد والسلع كإغاثة وسط الأزمة المتفاقمة. وفي غضون ذلك، غمر «حزب الله» السوق المحلي بالسلع الإيرانية من خلال مواصلة عمليات التهريب، واستغل نقص الدولار في لبنان من خلال تخزينه الدولارات الأمريكية من العراق. ولتعزيز نهج واشنطن الحالي القائم على العقوبات، على المسؤولين الأمريكيين اللجوء إلى "قانون ماغنيتسكي الدولي" لاستهداف حلفاء «حزب الله» السياسيين الفاسدين. ومن شأن هذه الخطوة الإضرار بالحزب وفي الوقت نفسه دعم مطالب المحتجين بإنهاء الفساد. وهناك طريقة أخرى لمواجهة «حزب الله» وهي الامتناع عن إنقاذ الحكومة اللبنانية الحالية مالياً. فقادة الحزب بارعون في التلاعب برغبة المجتمع الدولي في الاستقرار في لبنان. وتحت هذه الذريعة، طرحوا حكومة يسيطر عليها «حزب الله» لن تنفذ أي إصلاحات جوهرية. إن إنقاذ هذه الإدارة لن يضفي إلا الشرعية على سيطرة الحزب على السياسة اللبنانية. ويقيناً، من المرجح أن ينهار الاقتصاد والحكومة معاً في ظل غياب خطة إنقاذ، الأمر الذي سيترتب عنه تداعيات إنسانية خطيرة. ومع ذلك، فإن الشعب اللبناني مستعد لقبول دولة فاشلة إذ كان الوصول إلى الحضيض سيمنحه فرصة حقيقية لإعادة بناء النظام.

*عدت هذا الملخص إليز بور. أمكن تنفيذ سلسلة برامج منتدى السياسات بفضل سخاء "عائلة فلورنس وروبرت كوفمان".

 

صَفعة... القرن!/مخيفة "صفقة القرن". هي لم تطرح لتطبّق، بل لتكشف مأساة شعوب يقتلها دوي الشعارات... الفارغة

فارس خشّان/الحرة/31 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82800/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d9%91%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%ae%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d8%b5%d9%81%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d9%86-%d9%87%d9%8a-%d9%84%d9%85-%d8%aa%d8%b7%d8%b1%d8%ad/

على الأرجح ستسقط "فرصة القرن" كما يسميها الإسرائيليون أو "صفقة القرن" كما يسميها الفلسطينيون.

الأسباب التي ترجّح السقوط كثيرة أهمها أن القيادات الفلسطينية ـ وهي منقسمة ومتناحرة ومتقاتلة ـ أضعف من السير بأي اتجاه "تسووي"، فيما الدول المعنية بفلسطين نوعان، أولهما "استغلالي"، أي أنه يتخذ من المواقف الجذرية المتصلة بفلسطين وإسرائيل، غطاء لبسط هيمنته على الدول العربية التي يتسلّل إليها، وثانيهما، "خائف"، أي أنه يفضّل أن يبعد عنه شبح التماهي مع الموقف الأميركي، بما يتصل بالملف الفلسطيني، حتى لا يوقظ "الخلايا" التي يمكن أن تقض عروشه.

إذن، التصور الأميركي لحل الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، سيبقى، وفق المعطيات الحالية مجرد تصوّر، فيما سيعتلي "الغارقون في غرام فلسطين" منابر المزايدة والتحدّي والتهديد.

ولكن "جبهة الصمود والتحدي" هذه ستحاول أن تمنع البصيرة من أن تُمعِن النظر في معاني إقدام الإدارة الأميركية على طرح هذا التصوّر الذي تصفه بأنه تصفية للقضية الفلسطينية.

لن تصل فلسطين إلى ضفة آمنة إن لم يقو فيها التيار الذي يرفع عاليا لواء "فلسطين أولا"

في الأدبيات الأميركية أن هذا التصوّر، الذي قدمه الرئيس دونالد ترامب، هو تصوّر "واقعي" يستند إلى "موازين القوى"، أي أن الأقوى يأخذ والأضعف يؤخذ منه.

أمام هذا المعطى، تبرز أسئلة كثيرة عن مصير الشعارات الرنّانة التي لا يتوقف "محور الممانعة" عن تردادها، لجهة تأكيد امتلاكه القدرة اللازمة على "محو إسرائيل" التي هي "أوهن من بيت العنكبوت"، إذ كيف يُعقل، والحالة هذه، أن تقدم واشنطن التي تخشى على إسرائيل، على اعتماد تصوّر "ظالم" من شأنه أن يثير غضب "الغارقين في عشق فلسطين" الذين لديهم "فيلق القدس" بفروعه اللبنانية والسورية والعراقية، خصوصا وأن هذا "الفيلق" ينتظر الفرصة السانحة للرد المزلزل على اغتيال قائده الجنرال قاسم سليماني؟

إن لبنان، من خلال اللاجئين الفلسطينيين، معني بـ"صفقة العصر" التي يمكنها أن تكون أحد أوسع الأبواب للتوطين المحظور دستوريا.

ومن الطبيعي أن يكون لبنان، في هذه الحالة، في مقدّم الدول الرافضة للمقاربة الأميركية "السلمية".

ومن البديهي أن يكون لبنان الذي أمضى عقودا من الزمن يحذّر من "مؤامرة التوطين" قد استعد لمواجهة اللحظات الحاسمة.

وفي سياق هذا الاستعداد، لم يترك لبنان وسيلة إلا واعتمدها لتحصين نفسه ومؤسساته وشعبه.

وفي هذا الإطار، قام المسؤولون اللبنانيون، بكل ما يلزم حتى يكون صوتهم مسموعا ومحترما، في المنتديات العالمية وفي المنظمات الدولية.

وعلى هذا الأساس، جرى تحصين الدولة فانتهت الدويلات، وعمّ الإصلاح مؤسساته فاقتلع الفساد، وجرى تفعيل صوت الناس فتصلّبت ديموقراطيته، وسهر الجميع على صيانة وظائفه الرائدة، فازدهرت مصارفه وتألّقت سياحته، وحرّر نفسه من الحاجة إلى أي مساعدة خارجية، فلم تعد أي دولة، مهما كانت عظيمة، تملك القدرة على أن تضغط عليه، وتصدّر الاهتمام بالوحدة الوطنية كل الأجندات، فخسر "المتآمرون" فرصة التسلل إليه من خلال التصدّعات.

الدول المعنية بفلسطين نوعان، أولهما "استغلالي"، وثانيهما "خائف"

ولهذا، فإن لبنان الذي انتقل من العصر السوري الذهبي إلى العصر الإيراني الألماسي، قادر على المواجهة، فهو محصّن إقليميا، وهو محترم دوليا، وهو يملك ما يكفي من الموارد الذاتية التي تحميه من ويلات "لعبة الأمم".

ويكفي أن يلقي المراقبون نظرة سريعة على مواقف مسؤوليه المحصنين بثقة المواطنين، وعلى تغريدات "ممانعيه" المتألقين بإنجازات قلّ نظيرها، وعلى ما يقال من على منابره المحمية بصدقية عالية حيث تتواءم الأقوال مع الأفعال، حتى يدرك هؤلاء المراقبون أن أحدا لا يستطيع أن يُلوي يد "بلاد الأرز" ويمرر "مؤامراته الشيطانية" على شعب مطمئن لغده وراض بحاضره.

وما يصح على لبنان، يصح على كل دول الممانعة، بدءا بسوريا التي استفادت من ديكتاتورية مزمنة حتى ترسي نظام البحبوحة والعدل والتطور، مرورا بالعراق الذي استفاد من إمكاناته المذهلة حتى يلحق بركاب العمالقة، وصولا إلى إيران التي كانت، ومن أجل فلسطين، قد تخلّت عن أحلام الطغيان على الإقليم، من أجل أن يحين يوم التصدي والتحرير.

مسكينة فلسطين.

قضيتها تخسر ميدانيا كل يوم، على الرغم من محاولات نصرتها.

حاولت كل شيء: الحرب من جبهات بديلة. الحرب من جبهات داخلية. تفخيخ شبابها وشاباتها. مؤتمرات سلام. مبادرات سلام. غصن الزيتون في يد والبندقية في يد أخرى.

كل شيء لم يوصل إلى نتيجة. دائما كان هناك من يدخل على الخط لينتزع منها المبادرة. المزايدات أضعفتها ورمتها ضحية على قارعة صراعات السلطة وصراعات النفوذ وصراعات الهيمنة.

لن تصل فلسطين إلى ضفة آمنة إن لم يقو فيها التيار الذي يرفع عاليا لواء "فلسطين أولا".

هي الضحية الأولى والدول الأخرى ضحايا لحقتها بسبب النهج نفسه. لبنان، سوريا، اليمن والعراق، لم تعد أفضل من فلسطين.

مخيفة "صفقة القرن". هي لم تطرح لتطبّق، بل لتكشف مأساة شعوب يقتلها دوي الشعارات... الفارغة.

في العمق هي "صفعة القرن".

 

تنسيق تحت الطاولة بين شركاء 2016

طوني عيسى/الجمهورية/31 كانون الثاني/2020

في اللحظات الأولى، ساد انطباع أنّ أركان صفقة 2016 قد تفرَّقوا، وأنّ الانقسام عاد كما كان: 8 و14. وفي عبارة أخرى، كان الظنّ أنّ السلطة عادت إلى 8، وأنّها ستنتقم من 14 التي تراهن على ضغط الشارع والمجتمع الدولي. ولكن... سرعان ما ظهر أنّ هذه الصورة متسرِّعة، وأنّ الشركاء في صفقة 2016 حريصون عليها. إنّها «صَفقة القرن» بالنسبة إليهم. إنّه «قَرنُهم الوطني» وهذه «صَفقةُ قَرنِهم» فكيف يفرِّطون بهِ وبها؟ على الأرجح، برودة الرئيس حسّان دياب تجاه المسائل الساخنة لا تعبِّر فقط عن مزاجه الشخصي، بل أيضاً عن اقتناع بأنّ هناك سقوفاً لا يستطيع هو تجاوزها ولن يفعل، وسقوفاً لا يستطيع الآخرون تجاوزها ولن يفعلوا. فَلِمَ «الحَرْبَصة»؟ في البداية، بدا أمراً مثيراً للجدل إصدار رئيس الجمهورية ميشال عون مرسوم تكليف دياب تأليف الحكومة، على رغم الاعتراض السنّي. لكن المثير أيضاً هو أنّ دار الفتوى نفسها لم تعترض على دياب كما اعترضت على الذين سبقوه، ولم تعلن أنّ الرئيس سعد الحريري هو مرشحها الوحيد لرئاسة الحكومة. وهذا ما دفع البعض إلى السؤال: إذاً، هل يمكن أن تكون هناك «قبّة باط» من الحريري نفسه في هذا التكليف؟

بعد ذلك، اندلعت احتجاجات حادّة في الشارع السنّي ضد تكليف دياب. لكن العارفين جزموا يومذاك أن لا علاقة للحريري بها، وأنّه على العكس أوعز إلى قواعد «المستقبل» بالتزام الهدوء وتجنُّب أي صدام مع القوى الأمنية، وأنّه لا يريد أن يتحمَّل المسؤولية عن تهديد الأمن وخلق مناخ متوتر بين البيئة السنّية والقوى الأمنية والعسكرية. عملياً، ظهر الحريري محيِّداً نفسه عن المشهد على مدى الأسابيع الخمسة، منذ تكليف دياب. بل هو أمضى أكثر من نصف هذه الفترة في باريس، رافعاً شعار: «دبِّروا راسكن». ورفض ممارسة صلاحياته الطبيعية بتصريف الأعمال في الحدّ الأدنى. هذا السلوك دفع كثيرين إلى الاعتقاد أنّ الرجل يراهن على فشل التأليف ليعود على حصان أبيض فارضاً شروطه. لكن ما جرى في جلسة إقرار الموازنة سلّط الضوء على معطيات جديدة. لقد تصرَّف الحريري في الجلسة بنحو مثير للجدل. فغاب شخصياً عنها، فيما حضرت كتلته بمعظمها وأهدت «الثنائي الشيعي» وعون ودياب نصاباً ثميناً. ومثله فعل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. وبعد النصاب، باتت مسألة التصويت على الموازنة إيجاباً أو سلباً مجرد تفصيل. وأما الفصل التالي، فبالتأكيد سيكون في جلسة الثقة.

بالنسبة إلى البعض، هذه الإشارات كافية لتظهير بعض الألغاز السياسية التي كانت عالقة في المشهد. فمن الواضح أنّ هناك خيطاً رفيعاً لم ينقطع بين الحريري وشركائه الأقوياء في صفقة 2016، وهو لم ينقطع. وكذلك هو الأمر مع جنبلاط. وحدها «القوات اللبنانية» خرجت من تلك التركيبة جدّياً ولم تُبْقِ خيطاً موصولاً، وسبقها حزب الكتائب. هذا السلوك الحريريّ ردّ عليه الشركاء الشيعة وعون بنحوٍ واضح من خلال الإعلان أن لا تغييرات ستطرأ على المواقع الأساسية التي تُعتبر حصوناً لتيار «المستقبل» أو للمتعاطفين معه، أو الذين تماهوا على مدى ربع قرنٍ مع الحريرية السياسية. لا في قيادات القوى الأمنية ولا الإدارات العامة البارزة ولا الأجهزة، وهي كثيرة ومعروفة. حتى إنّ دياب يستعين بكل العدّة السابقة للمعالجة المالية والاقتصادية، من دون تغيير. ويَظهر ذلك في الورشة المفتوحة حالياً. وحتى الموازنة جرت استعارتها من حكومة الحريري وتبنّيها بلا تعديل، و»على علّاتها».

إطمأن الحريري إلى أنّ «ذراعه» في المؤسسات ما زالت فاعلة، ومعها المصالح التي تحميها، داخل الدولة وخارجها، وأنّها لن تتعرّض للاستهداف والتنكيل تحت أي ظرف. وقيل إنّ الشركاء الذين دعموا حكومة دياب وضعوا الحريري بين خيارين:

إما أن يحافظ على درجة من التنسيق معهم فيقابلونه بالتعاون، وإما أن يفتح عليهم الحرب. وحينذاك ستُعلَن الحرب على الحريريين في الدولة وستُفتَح الملفات يميناً ويساراً.

طبعاً، فضّل الحريري الخيار الآمن، ومِثلَه جنبلاط. وعلى الأرجح ستتمّ ترجمة هذا الخيار في الاستحقاقات الآتية… إلى أن تنتهي موجة الضغوط الدولية والعربية التي فرضت على الحريري أن يخرج من حكومة السياسيين التي اعتاد عليها، إلى حكومة التكنوقراط المستقلين، أي حكومة الإصلاح والنأي بالنفس. وعندئذٍ، تعود المياه إلى مجاريها. من هنا، ينبغي التفكير في دوافع الحملة العنيفة التي بدأت تشنّها «القوات»، في هذه اللحظة، على الهدر في وزارتي الطاقة والاتصالات معاً، ودعوتها القضاء إلى القيام بدوره.

في اعتقاد البعض أنّ التنسيق سيستمرّ بين الحريري وشركائه (السابقين) في صفقة 2016، تحت الطاولة، طوال عهد الحكومة الحالية.

لكن المياه لا تمرّ من تحت أقدام دياب. فهو يعرف ذلك ويعترف به، ويدرك حدوده وحجمه والدور الذي يستطيع الاضطلاع به، والمدّة التي يستغرقها. يكفيه تسجيل دخوله نادي رؤساء الحكومات وخروجه. ففي السياسة، لا شيء لديه ليخسره.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض مع شريم إقفال ملف المهجرين ومع نصري خوري تصريف الانتاج

وطنية - الجمعة 31 كانون الثاني 2020

واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم لقاءاته في قصر بعبدا في اطار متابعته لعمل الوزارات والخطط الموضوعة لتفعيلها. فاستقبل وزيرة شؤون المهجرين غادة شريم وبحث معها في أوضاع الوزارة والبرنامج المعد لاقفال هذا الملف بعد دفع التعويضات للمستحقين.

وأوضحت الوزيرة شريم أن "العمل مستمر في الوزارة كما في الصندوق المركزي للمهجرين، من أجل الإسراع في إقفال هذا الملف الانساني تمهيدا لإلغاء الوزارة".

خوري

والتقى الرئيس عون الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري الدكتور نصري خوري وعرض معه عمل المجلس وخصوصا في ما يتعلق بالتنسيق لتأمين انسياب أفضل وأسهل للانتاج اللبناني عبر الحدود اللبنانية - السورية. كما تطرق البحث الى عدد من المواضيع المتصلة بعمل المجلس.

الشدياق

وفي قصر بعبدا، النقيب السابق للمحامين في بيروت الاستاذ اندره الشدياق.

 

دياب ترأس الاجتماع السابع للجنة صوغ البيان الوزاري

وطنية - الجمعة 31 كانون الثاني 2020

ترأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب مساء اليوم، في السرايا الحكومية الاجتماع السابع للجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري في حضور اعضاء اللجنة، نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينه عكر والوزراء: دميانوس قطار، ناصيف حتي، غازي وزني، راوول نعمة، عماد حب الله، رمزي مشرفية، طلال حواط، ماري كلود نجم، منال عبد الصمد، فارتينيه أوهانيان، والامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، ومستشار رئيس الحكومة خضر طالب.

 

دياب استقبل وزير الخارجية القبرصي والسفير الياباني ووفدا من المجلس الاقتصادي والاجتماعي

وطنية - الجمعة 31 كانون الثاني 2020

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، بعد ظهر اليوم، في السراي الحكومي، وزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليدويس والوفد المرافق، وتم عرض العلاقات الثنائية بين البلدين والعمل على تعزيزها على المستويات كافة.

عربيد

كما استقبل الرئيس دياب وفد المجلس الاقتصادي والاجتماعي برئاسة شارل عربيد، وعرض معه "الدور الذي يقوم به المجلس والإنجازات التي قام بها في الفترة الماضية، وخطة تفعيل المجلس لمواكبة الورشة الاصلاحية التي ستنفذها الحكومة بعد نيلها الثقة".

اوكوبو

واستقبل السفير الياباني تاكيشي اوكوبو، مهنئا بتشكيل الحكومة، وعارضا "سبل تعزيز العلاقات بين لبنان واليابان وتطويرها".

 

دياب استقبل الهيئات الرقابية ورؤساء المجالس القضائية وشدد على اهمية مكافحة الفساد

وطنية - الجمعة 31 كانون الثاني 2020

شدد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب خلال لقائه الهيئات الرقابية على "أهمية مكافحة الفساد".

وكان الرئيس دياب اجتمع مع وفد من رؤساء المجالس القضائية بحضور وزيرة العدل الدكتورة ماري كلود نجم، ضم: النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، رئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي فادي الياس، كما حضر الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية. ثم اجتمع الرئيس دياب برؤساء الهيئات الرقابية في حضور الوزيرة نجم، وضم الوفد: رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، رئيسة مجلس الخدمة المدنية القاضية فاطمة الصايغ، رئيسة الهيئة العليا للتأديب القاضية ريتا غنطوس ورئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران والقاضي مكية. وبعد الاجتماع اوضحت الوزيرة نجم في دردشة مع الصحافيين انه "كان لقاء عمل مثمر زودنا خلاله الرئيس دياب بتوجيهاته، مشددا على ان يقوم القضاء بواجباته ومتابعة كل الملفات لا سيما تلك المتعلقة بالفساد".

 

حتي ونظيره القبرصي أعلنا عن التحضير لقمة ثلاثية تضم لبنان وقبرص واليونان:عسى أن تنعكس الثروات الطبيعية إزدهارا لا مصدرا لعدم الاستقرار

وطنية - الجمعة 31 كانون الثاني 2020

استقبل وزير الخارجية والمغتربين الدكتور ناصيف حتي نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليديس والوفد المرافق.

ثم عقد الوزيران خلوة استغرقت 10 دقائق تلاها مؤتمر صحافي مشترك استهله الوزير حتي بالقول: "هذه فرصة طيبة وكبيرة أن أستقبل معالي وزير خارجية قبرص، الدولة الصديقة للبنان، وزيارته تحمل وتعني الكثير لنا كزيارة أولى لبلد صديق. إن العلاقات اللبنانية- القبرصية متميزة، فقبرص هي الدولة الأقرب الى لبنان ليست فقط في الجغرافيا اذ نقترب من بعضنا البعض في كثير من الأمور، ويجمع في ما بيننا البحر المتوسط، ونتشارك الكثير من العادات والتقاليد. ولا أنسى ولا ينسى اللبنانيون كيف أن قبرص فتحت أبوابها للبنانيين في أوقات الأزمات الشديدة التي مر بها وطننا الحبيب لبنان، وشارك اللبنانيون في ازدهار قبرص. واليوم يطل قطاع النفط والغاز على البلدين، ويبشر بمستقبل واعد لنا، عسى أن تنعكس الثروات الطبيعية إزدهارا وتطورا وأمنا، وألا تكون الثروات مصدرا لعدم الاستقرار إذ قد يحاول البعض استغلالها". وأضاف: "بحثنا اليوم في سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين لبنان وقبرص، والدور الذي يمكن أن تؤديه قبرص في مساعدة لبنان على النهوض مجددا ماليا واقتصاديا، وهذا أيضا هدف استراتيجي يتخطى البلدين، أي أن استقرار لبنان هو حاجة إقليمية ودولية أيضا، وكيف يمكن أن يتكامل الاقتصاد اللبناني مع الاقتصاد القبرصي بشكل أفضل وأكثر فاعلية عبر اقامة شراكات بين القطاعين الخاصين في مجالات السياحة والزراعة والصناعة ومجالات أخرى، كما في إمكان إجراء دمج أيضا على الصعيد المالي في كثير من الحالات مع المصارف القبرصية". وتابع: "عرضنا العلاقات السياسية، وأكدنا وحدة الجزيرة، وموقفنا واضح مبني على قرارات الشرعية الدولية، وضرورة تطبيق هذه القرارات ذات الصلة. ونحن في الشرق الأوسط نعاني فقرا مدقعا في تطبيق القرارات الدولية، لا بل هناك "تصحر" في تطبيقها. وبحثنا في وجوب عقد القمة الثلاثية المنتظرة بين لبنان وقبرص واليونان لتعزيز العمل المشترك بين الدول الثلاث، وهذه خطوة أساسية في الاتجاه الصحيح للمضي قدما ولمواجهة التحديات المشتركة".

وقال: " كما ناقشنا ما يسمى اليوم "صفقة العصر" وتداعياتها على المنطقة وعلى استقرارها، وأكدنا للوزير الصديق موقف لبنان المبدئي المتشبث بمفهوم السلام الشامل والعادل والدائم، فلن يكون السلام عادلا إذا لم يكن دائما وشاملا، هذا شيء أساسي. إن موقفنا مبني على مبادرة السلام العربية التي اعتمدت في القمة العربية في بيروت في العام 2002، وهي تستند كليا الى قرارات مجلس الأمن وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة، وتحديدا قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة، وليس أقل من ذلك، وعاصمتها القدس".

وأضاف: "تطرقنا أيضا الى الوضع في سوريا وضرورة المضي قدما بالحل السياسي. وصراعات المنطقة كافة لن تحل الا بالحل السياسي، وأهل البلد هم الأدرى بطريقة إيجاده ومشاركة الجميع في الحالات النزاعية كافة، والمطلوب من المجتمع الدولي والاقليمي توفير الدعم والإحاطة والاحتضان لهذا الامر. وناقشنا ايضا أزمة النزوح السوري التي أثقلت كاهل الاقتصاد اللبناني بأعباء تجاوزت الثلاثين مليار دولار، وشددنا على ضرورة عودة النازحين السوريين الى المناطق المستقرة والآمنة في سوريا، في عودة لن نرتضيها إلا آمنة وكريمة".

وختم: " أرحب مرة جديدة بالزميل القبرصي الذي أبى إلا أن يكون الضيف الاول للحكومة اللبنانية الجديدة برسالة دعم واضحة من قبرص

كلمة الوزير القبرصي

من جهته شدد الوزير القبرصي على "الروابط الثقافية التاريخية بين البلدين"، شاكرا للوزير حتي "حسن الاستقبال"، معلنا ان المحادثات التي اجراه معه "اتسمت بالايجابية والانفتاح"، معربا عن سعادته لكونه "اول وزير خارجية يزور بيروت بعد تأليف الحكومة الجديدة التي نرحب بها في هذا الوقت الدقيق بحيث ان لبنان على مفترق طرق وامامه تحديات كبيرة".

وأضاف: "ابلغني الوزير حتي ان الحكومة جادة في المضي قدما في اجراء الاصلاحات الضرورية تماشيا مع تطلعات الشعب اللبناني وتوقعاته". ولفت الى ان قبرص "واحدة من اقرب الشركاء للبنان، قررت المجيء الى بيروت لكي التقي الوزير حتي واجدد له تأكيد التزامنا القوي دفع العلاقات الممتازة نحو مزيد من التعاون بين البلدين". وتابع: "بناء على محادثاتنا اليوم اصبحت مقتنعا بان مستقبل العلاقات الثنائية واعد للغاية ما يساهم ايجابا في تثبيت الاستقرار والتعاون والامن والسلام في المنطقة.

وستكون قبرص الداعم القوي لاستقرار لبنان وسيادته وامنه وازدهاره، وما وجودي اليوم بينكم الا دليل على صدق ارادتنا في توفير الدعم للبنان والعمل معا بكل الوسائل الممكنة".

وقال: "بحثنا خلال محادثاتنا في كل النواحي المتعلقة بعلاقاتنا الثنائية وسبل تفعيل التعاون وتوسعته ليشمل مجالات جديدة لما فيه مصلحة الشعبين والمنطقة عموما.

في هذا الاطار، ان التعاون في مجال الطاقة بين لبنان وقبرص يتصف بالأهمية

وخصوصا ان التقارب الجغرافي بين البلدين والالتزام المشترك للقانون الدولي واتفاق الامم المتحدة حول قانون البحار الذي وقعه بلدانا عليها، والاتفاق على تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة الموقعة بين لبنان وقبرص، ولكون بعض الشركات النفطية الكبرى تعمل في كلا المنطقتين البحريتين التابعتين للبنان وقبرص، كل هذا يوفر اساسا متينا لتعزيز التعاون بيننا في مجال الطاقة من خلال تضافرنا لما فيه مصلحة دولتينا وشعبينا.

ولقد كانت لي الفرصة ان ابحث مع وزير الطاقة ريمون غجر في سبل تجسيد مثل هذا التعاون".

اضاف: "هذا الجزء من العالم الذي يعرف التحديات وعدم الاستقرار في ضوء التطورات السريعة التي حصلت في الاسابيع القليلة الماضية اصبح من الضروري الحوار والتعاون ووضع أجندة عمل ايجابية. وتناولنا في محادثاتنا المستجدات الاقليمية في ضوء الخبرة الكبيرة للوزير حتي في مجال السياسة والتوازنات في المنطقة. واشكره على افكاره التي أغنت جلسة محادثاتنا".

وتابع: "في شهر نيسان الماضي، في زيارتي السابقة لبيروت، عقدنا وزراء خارجية لبنان واليونان وقبرص الاجتماع الثلاثي الوزاري الاول، واليوم اعلن عن بدء التحضيرات لعقد القمة الثلاثية الاولى في نيقوسيا بين قادة بلداننا الثلاثة في الربيع المقبل. واؤكد اصرارنا على العمل من اجل بناء مسار من الاحترام والتعاون بين دول الجوار، وهذا مختلف عما هو سائد في المنطقة. ومثل هذه الآلية للتعاون بصيغة مصغرة ستؤسس لانشاء منصة اقليمية من شأنها تحسين ظروف العيش لشعوب المنطقة وستسمح لدول المنطقة بالعمل معا لجبه التحديات واستغلال كل الإمكانات المتاحة".

وقال: "في اطار علاقات لبنان مع الاتحاد الاوروبي، اشدد على ان الاتحاد مصممم على مواصلة العمل في اتجاه تقوية العلاقة مع لبنان وتعزيزها لما فيه المصلحة المشتركة، وستبقى قبرص المدافع الاول عن لبنان وشعبه في اطار الاتحاد الاوروبي".

وختم: "ان القاسم المشترك بين لبنان وقبرص هو المرونة التي نظهرها في وجه الصعوبات، وعلينا تجاوز التحديات التي نواجهها حاليا".

لازاريني

من جهة ثانية، استقبل الوزير حتي المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الانسانية في لبنان فيليب لازاريني في زيارة بروتوكولية.

 

لازاريني من بكركي: بحثنا في سبل مواجهة حال الطوارىء الوطنية في لبنان

وطنية - الجمعة 31 كانون الثاني 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، المنسق المقيم للامم المتحدة في لبنان ومنسق الشؤون الإنسانية فيليب لازاريني، وكان عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة ولدور الأمم المتحدة وأجهزتها في هذه المرحلة الدقيقة من حياة لبنان وشعبه. بعد اللقاء، قال لازاريني: "لقد بحثت مع غبطة البطريرك في آخر التطورات في البلاد وفي تأثير الوضع الاقتصادي على الوضع المعيشي في لبنان. كما عرضنا للقلق والإحباط اللذين يعاني منهما الأشخاص الذين يلمسون يوميا تدهور الاوضاع. ناقشنا معا كل هذه الأمور، وتداولنا في الوسائل والسبل التي يمكن اعتمادها لمواجهة حال الطوارىء الوطنية التي يشهدها لبنان اليوم".

 

جعجع بعد اجتماع التكتل: المساس بودائع الناس في المصارف غير مقبول وحملتنا على الفساد ستستمر

وطنية - الجمعة 31 كانون الثاني 2020

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "المساس بودائع الناس في المصارف غير مقبول، وتكتل "الجمهورية القوية" ضده جملة وتفصيلا"، وقال: "إننا لن نطرح الآن أي رأي تقني نهائي في موضوع سداد لبنان لديونه الخارجية إلا أننا نريد أن ننوه بأن هذا الموضوع بالإضافة إلى موضوع مال الناس في المصارف، لهما علاقة بخطة كاملة شاملة يجب أن تضعها الحكومة الجديدة، أي أنه عندما يصبح هناك سلة متكاملة من التدابير الإصلاحية المنتظرة منذ زمن بعيد والتي لم تقدم عليها الحكومات السابقة ومن المفترض أن تقوم بها هذه الحكومة، عندها يمكننا البحث والتفكير في موضوع سداد لبنان لديونه الخارجية. إلا أن المطلوب في الوقت الحاضر كي لا تكون المسألة مطروحة بشكل سؤال آحادي جانبي، أن يكون هناك سلة متكاملة لمعالجة الوضع المالي ككل على ضوئها يمكن أن نرى ماذا يمكن أن نفعل. لكننا نكرر بأن المهم في هذه المسألة برمتها هو أنه أيا كان قرار الحكومة الحالية فنحن مع الحفاظ على ودائع الناس في المصارف". كلام جعجع جاء في تصريح عقب انتهاء اجتماع تكتل "الجمهورية القوية" الذي عقد برئاسته في المقر العام لحزب "القوات اللبنانية" في معراب، بحضور نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني، نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، بيار بو عاصي، جورج عقيص، عماد واكيم، وهبي قاطيشا، فادي سعد، أنطوان حبشي، شوقي الدكاش، جوزيف اسحق، ماجد إدي ابي اللمع، زياد حواط، أنيس نصار وجان طالوزيان، الوزراء السابقين: مي الشدياق، كميل أبو سليمان، ريشار قيومجيان، طوني كرم وجو سركيس، النواب السابقين: فادي كرم، طوني زهرا، إيلي كيروز وأنطوان أبو خاطر، رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور وعضو الهيئة التنفيذية إيلي براغيد. وكان جعجع استهل تصريحه بالقول: "هناك الكثير من المواضيع المطروحة على بساط البحث إن كان في السياسة الدولية أو الإقليمية أو المحلية وخصوصا موضوع "صفقة القرن"، إلا أنني بكل صراحة، لن أتطرق لأي من هذه المواضيع ولن أتطرق لـ"صفقة القرن" وإنما لـ"مشكلة القرن" الحاصلة في لبنان وللصعوبات الكبيرة التي يعانيها المواطن اللبناني. كما أنني لن أتطرق أيضا لمواضيع دستورية وتشريعية وسنترك كل هذه المواضيع إلى وقتها، لكنني سأتناول في تصريحي اليوم، موضوعا حساسا جدا ومهما ومطروحا على بساط البحث بإلحاح منذ أسابيع، وسيبقى على هذه الحال في الأسابيع المقبلة، وفضلت أن يكون رأي تكتل "الجمهورية القوية" واضحا منه ومنذ البداية، هذا الموضوع هو ودائع الناس في المصارف". أضاف: "لقد سمعنا الكثير من الكلام في الأسابيع المنصرمة عن نية أو طروحات لدى البعض من اجل محاولة الخروج من الأزمة المالية التي نمر بها عبر الإختذال من ودائع الناس في المصارف أو الحسم منها بأشكال مباشرة أو أشكال غير مباشرة عبر تحويل الودائع إلى الليرة اللبنانية تبعا لسعر صرف ليس بحقيقي أو واقعي، لذا نحن ضد هذا الموضوع جملة وتفصيلا".

وتابع: "من يملكون الودائع في المصارف إما حصلوا على تعويضاتهم من الدولة وأودعوها كضمانة لآخرتهم، أو أنهم عملوا بعرق جبينهم وتمكنوا من إدخار مبلغ من المال أودعوه في المصرف من أجل إعالة عوائلهم، وكل هؤلاء لا علاقة لهم بما حصل في لبنان وبالتالي ليس هم من يتحملون مسؤولية إخراج البلاد من الأزمة التي تمر بها إلا أن من يتحمل المسؤولية هو من أوصل الأوضاع إلى ما وصلت إليه، بالإضافة إلى أنه وبخلاف كل ما يشاع فالدولة اللبنانية وبالحد الأدنى من الإدارة الفعلية لديها من المقدرات ما يكفي لإعادة السيولة إلى السوق اللبناني إلا أن هذه المسألة تتطلب إدارة جيدة وحسن معرفة وخصوصا استقامة ونظافة كف، ونحن نأمل أن تكون هذه الصفات موجودة في هذه المرحلة التي آمل أن تكون جديدة". وتطرق جعجع إلى مسألة استرداد الأموال المنهوبة، فقال: "إننا في تكتل "الجمهورية القوية" بحثنا في هذا البند مطولا وأقر الرأي على تقديم بعض التعديلات على قانون مكافحة الفساد من جهة، وعلى قانون تبييض الأموال من جهة أخرى، من أجل أن يصبح تطبيقهما ممكنا ليس كما هو الحال في الوقت الراهن، ليصبح عندها شعار "إسترداد الأموال المنهوبة" حقيقة واقعية من الممكن ان نصل إليها في أي وقت من الأوقات". وختم: "إن الحملة التي بدأها تكتل "الجمهورية القوية" من خلال رفيقنا أنطوان حبشي عبر الدل بالإصبع وبالوثائق والأدلة الدامغة على الفساد في الدولة ستستمر، وهي قد بدأت في الوقت الراهن في قطاعي الكهرباء والإتصالات نظرا لفداحة الوضع فيهما إلا أنها ستكمل على قطاعات أخرى إن شاء الله".

 

جعجع اتصل بعباس متضامنا: صفقة القرن ولدت ميتة

وطنية - الخميس 30 كانون الثاني 2020

اتصل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع هاتفيا مساء أمس، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤكدا له دعمه للقيادة الفلسطينية برئاسته وأعرب له عن تضامنه "وتضامن الحزب معه ومع الأخوة الفلسطينيين في موقفهم من صفقة القرن". وقال جعجع لعباس: "لا مكان في التاريخ لخطط أو اقتراحات أو أمور غير منطقية. لقد اعتبرنا منذ البداية أن صفقة القرن ولدت ميتة والآن تأكدنا من ذلك". وشدد على "ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس". من جهته، شكر الرئيس عباس لجعجع اتصاله وتعاطفه، وقال: "إن الشعب الفلسطيني باق على موقفه لأنه صاحب حق ولن تثنيه عن عزمه لا صعوبات ولا مشقات ولا ضغوطات". كما شكر الرئيس عباس اللبنانيين جميعا على تعاطفهم الشامل مع الشعب الفلسطيني.

 

الراعي: صفقة القرن علامة حرب وحقد ودمار ولا يمكن لترامب أن يلغي تاريخ الأرض المقدسة

وطنية - الخميس 30 كانون الثاني 2020

اسف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لما سمي "بصفقة القرن" واصفا اياها ب"علامة الحرب والحقد والقهر"، وقال خلال التأمل الروحي في بداية ساعة السجود امام القربان المقدس على نية لبنان، مساء اليوم في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي: "إن سجودنا أمام القربان هو فعل إيمان بحضور الرب بيننا، وفعل شكر لله على حضوره معنا وإنقاذنا من كل الأزمات والأنفاق المظلمة التي يمر بها لبنان، ولو كنا ما زلنا نعيش ظلمات على المستوى السياسي والاقتصادي والمعيشي، الا أننا نضع مساء اليوم كل هذه الهموم بين يدي الرب يسوع، ونجدد إيماننا بوجوده معنا، ونعترف أنه في الفترة الأخيرة قد جنبنا مخاطر كثيرة، ونطلب منه أن يواصل إهتمامه بنا ويجعلنا جميعا ننظر للأمور بواقعية ونضع خير وإزدهار لبنان هدفنا الوحيد من أجل الشعب الذي ما زال يعاني من الفقر والجوع والحرمان". اضاف: "كما نذكر اليوم في صلاتنا، تابع غبطته، واقع الأرض المقدسة، هذه الأرض التي ولد فيها المخلص يسوع المسيح، وعليها تجلى الثالوث القدوس، وتم فيها فعل الخلاص والفداء وتأسست الكنيسة، ومنها إنطلق الانجيل المقدس الى العالم. لا يمكننا ان نقبل بأن تصبح هذه الأرض أرض الحديد والنار". وعن "صفقة القرن" قال: "نحن نأسف على ما يسمى "صفقة القرن"، التي هي علامة حرب وحقد ودمار وبغض وقهر اضافي للناس، وهذا ما لن نقبله ونتحمله. لا يمكننا التسليم بمشيئة انسان قرر أن يضع جانبا كل التاريخ، وحقيقة وجود المسيحيين والمسلمين واليهود، وقد عاشوا معا على أرض مقدسة واحدة كما أراد الله، وهذه الأرض لا يمكن ان تحمل هذا القرار السياسي الذي أتخذته الادارة الأميركية او الرئيس الأميركي".

وختم الراعي: "نصلي اليوم كي يجنبنا الله مزيدا من الشرور بسبب هذا المشروع وهذا القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي، ومن اجل الشعوب المتألمة والمعذبة. فلا سلام إذا لم يُحترم الانسان بحقوقه وبكرامته، ولا سلام بالظلم والقوة. نسأل رب السلام وسيده، وقد أُعلن السلام من تلك الارض يوم ميلاده، ان يفتح كل القلوب ويمنحها ان تحمل بمسؤولية بناء السلام على الارض، الي ارادها بسر تدبيره، ارض سلام، كي يعم السلام في العالم أجمع".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  31 كانون الثاني -01 شباط/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

فيديو ونص: مايكل نايتس وفيليب سميث وحنين غدار من معهد واشنطن/الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا ولبنان ما بعد سليماني/31 كانون الثاني/2020

Video & Text: Michael Knights, Phillip Smyth,& Hanin Ghaddar/The Washington Institute: Shia Militias in Iraq, Syria, and Lebanon Post-Soleimani

http://eliasbejjaninews.com/archives/82803/%d9%85%d8%a7%d9%8a%d9%83%d9%84-%d9%86%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3-%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a8-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%ab-%d9%88%d8%ad%d9%86%d9%8a%d9%86-%d8%ba%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%b9%d9%87/

 

حنين غدار/خيارات إيران في مواجهة أميركا محدودة
Iran’s Limited Options against the US
/ Hanin Ghaddar/Al Arabiya English/January 31/2020
  
http://eliasbejjaninews.com/archives/82785/82785/

 

صَفعة... القرن!

مخيفة "صفقة القرن". هي لم تطرح لتطبّق، بل لتكشف مأساة شعوب يقتلها دوي الشعارات... الفارغة

فارس خشّان/الحرة/31 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82800/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d9%91%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%ae%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d8%b5%d9%81%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d9%86-%d9%87%d9%8a-%d9%84%d9%85-%d8%aa%d8%b7%d8%b1%d8%ad/

 

 

موقع الحرة/حزب الله يعاقب صاحبة "المرجوحة" بسبب قاسم سليماني/اضغط هنا لقراءة التقرير

https://www.alhurra.com/a/%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%B9%D8%A7%D9%82%D8%A8-%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AC%D9%88%D8%AD%D8%A9-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%85-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A/531860.html