المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 26 ذار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.march26.8.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أُدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق: لأَنَّهُ وَاسِعٌ البَاب ورَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذي يُؤَدِّي إِلى الهَلاك

نُوصِيكُم، بِٱسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ سُلُوكًا مُقْلِقًا ، مُخَالِفًا لِلتَّقْليدِ الَّذي تَلَقَّيْتُمُوهُ مِنَّا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الأب جورج مسوح إلى بيت أبيه السماوي

الياس بجاني/ألف تحية للشريف والسيادي اللواء اشرف ريفي

الياس بجاني/غالبية الطبقة السياسية ترقص على أوتار وإيقاع حزب الله

الياس بجاني/منافقون 14 آذاريون وأوراق توت وعورات ودنائة نفوس

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين

الياس بجاني/أحد الشعانين: المعاني والعبر

الياس بجاني/لائحة “القرار عنا”: أُعلنت من بيت فريد هيكل الخازن وأعضائها جالسون على نفس الكنبة التي يجلس عليها عادة السفير السوري

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ليت سعد الحريري وسمير جعجع  يتواضعان قليلاً/ايلي الحاج

الياس الزغبي: المنطق السياسي السليم يقضي بعدم التحالف مع لوائح الوصاية التي يشكلها بشار وحزب الله

ريفي من فرنسا: حصر تهمة الإرهاب بدينٍ محدد تزوير للحقائق

حزب الله ينفي استهداف إسرائيل لمواقعه على حدود سوريا

سماع دوي انفجار قوي عند الحدود اللبنانية السورية

شمال إسرائيل ليس مستعداً للحرب

وفاة الأب جورج مسوح... وهذا ما كتبه عن الموت!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 25/3/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية
وهاب مطلقا لائحة الوحدة الوطنية: آن الأوان لإقفال مزاريب التنفيعة في الدولة، آن الأوان لقيام دولة

الحسيني يعلن سحب ترشيحه: هذه ليست إنتخابات!

الحريري يصوّب على «حزب الله» في معركته الانتخابية وشكّل لوائح من دون تحالفات في المدن الرئيسية

الشكاوى تتفاقم من تجاوز حدود السلطة عشية الانتخابات

الصوت التفضيلي يُعرّي الطبقة السياسية ويُبرز مساوئها

المجنّسون الفلسطينيون في معركة صيدا جزين؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الدفاع الجوي السعودي يعترض بنجاح صاروخا على الرياض

هل حاول بولتون إقناع إسرائيل بضرب إيران؟

قصف إسرائيلي يستهدف موقعاً لـ«حماس» في غزة

مخاوف في إيران من خطة أميركية لإطاحة النظام

يديعوت: بولتون أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب منشأت إيران النووية

خدم بالعراق وتزوج قبل وفاته بساعات... ما نعرفه عن الضابط الشجاع أرنو بلترام وفرنسا تعتزم تكريمه رسمياً بعدما ضحى بحياته خلال عملية احتجاز رهائن

ولي العهد السعودي يشرف في بوسطن على {وجهة المستقبل}

انفجار قرب مسجد غرب أفغانستان... و«داعش» يتبنى

المعارضة السورية تغادر ثلاث بلدات بالغوطة... والغموض يخيم على دوما

أحمدي نجاد يتهم الحرس الثوري بالعمل على اتهامه بالتجسس وقال رداً على خامنئي إن القضاء لا يحترم حرية التعبير

تركيا تعلن بدء عملية عسكرية بقضاء سنجار في العراق

 قتلى بانفجار سيارة مفخخة قرب البرلمان الصومالي

توقيف الرئيس الانفصالي السابق لإقليم كاتالونيا عند دخوله إلى ألمانيا

رئيس لوبي إيراني بواشنطن يقترح حكومة عسكرية لمواجهة ترامب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تحالفات تُبدِّل المعادلات في البترون والشمال/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

تحالفات «التيار الوطني الحر»: هلا بـ«الإخوان»/كلير شكر/جريدة الجمهورية

غدر وانتهازية... وغابة غرائزية/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

قانونٌ غيرُ صالحٍ للإنتِخاب/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

إنتخابات 2018: سقوط الأحزاب/جوني منير/جريدة الجمهورية

النقطة الأبرز في برنامج «حزب الله» الإنتخابي/شارل جبور/جريدة الجمهورية

أين العرب من غزو العجم/الشيخ حسن مشيمش/جنوبية

الإنتخابات النيابية... والمخاطر المالية/الهام فريحة/الأنوار

معركة كسروان - جبيل الأقسى.. وستتجاوز كلّ التوقعات/فادي عيد/الديار

هل يجوز تكفير "داعش"/الأب جورج مسوح /النهار

على الطريقة اللبنانية... انتخاب أي شيء ولا شيء/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

حرب غير وشيكة/حازم الامين/الحياة

بعد عفرين لا مفرّ من صفقة بين أنقرة وواشنطن/جورج سمعان/الحياة

أول مرة/خالد القشطيني/الشرق الأوسط

طبيب العيون الأعمى/مشعل السديري/الشرق الأوسط

مذكرات/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

القذافي وساركوزي والكيد السياسي/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

أكلات الدمار الشامل/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

استغلال "العلمانية" وقضية المرأة للتغطية على الاستبداد: سورية نموذجا/ منى فياض/الحرة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ريفي: حصر الإرهاب في دين محدد تزوير للحقائق فكما كانت المسيحية بريئة من الإرهاب النازي كذلك الإسلام بريء من إرهاب الاصوليين

نواف الموسوي: انحدروا بخطابهم وسلوكهم إلى ما تشمئز منه النفوس

الراعي في قداس الشعانين: اشركنا الله بملوكيته بواسطة سري المعمودية والميرون لكي نبني مجتمعاتنا العائلية والاجتماعية والوطنية على التواضع والمحبة والسلام

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

أُدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق: لأَنَّهُ وَاسِعٌ البَاب ورَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذي يُؤَدِّي إِلى الهَلاك

إنجيل القدّيس متّى07/13حتى27/قالَ الربُّ يَسوع: «أُدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق: لأَنَّهُ وَاسِعٌ البَاب ورَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذي يُؤَدِّي إِلى الهَلاك، وكَثِيرُون هُمُ الَّذينَ يَدْخُلُون مِنْهُ؛ ومَا أَضْيَقَ البَابَ وأَحْرَجَ الطَّرِيقَ الَّذي يُؤَدِّي إِلى الحَيَاة، وقَلِيلُونَ هُمُ الَّذينَ يَجِدُونَهُ. إِحْذَرُوا الأَنْبِيَاءَ الكَذَبةَ الَّذينَ يَأْتُونَكُم بِلِبَاسِ الحُمْلان، وهُمْ في بَاطنِهِم ذِئَابٌ خَاطِفَة. مِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم: هَلْ يُجْنَى مِنَ الشَّوْكِ عِنَب، أَو مِنَ العَوْسَجِ تِين؟ هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ صَالِحَةٍ تُثْمِرُ ثِمَارًا جَيِّدَة. أَمَّا الشَّجَرَةُ الفَاسِدَةُ فَتُثْمِرُ ثِمَارًا رَدِيئَة. لا تَقْدِرُ شَجَرَةٌ صَالِحَةٌ أَنْ تُثْمِرَ ثِمَارًا رَدِيئَة، ولا شَجَرَةٌ فَاسِدَةٌ أَنْ تُثْمِرَ ثِمَارًا جَيِّدَة. كُلُّ شَجَرَةٍ لا تُثْمِرُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وتُلْقَى في النَّار. فَمِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم. لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لي: يَا رَبّ، يَا رَبّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوات، بَلْ مَنْ يَعْمَلُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات. كَثِيرُون سَيَقُولُونَ لي في ذلِكَ اليَوْم: يَا رَبّ، يَا رَبّ! أَمَا بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنا الشَّيَاطِين، وبِٱسْمِكَ عَمِلْنَا كَثيرًا مِنَ الأَعْمَالِ القَدِيرَة؟ فَحِينَئِذٍ أُعْلِنُ لَهُم: مَا عَرَفْتُكُمُ البَتَّة. إِبْتَعِدُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْم! فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالي هذِهِ، ويَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلاً حَكِيْمًا بَنَى بَيْتَهُ عَلى الصَّخْرَة. وهَطَلَتِ الأَمْطَار، وفَاضَتِ الأَنْهَار، وعَصَفَتِ الرِّيَاح، وصَدَمَتْ ذلِكَ البَيْت، فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّ أَسَاسَهُ بُنِيَ عَلى الصَّخْرَة. وكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالي هذِهِ، ولا يَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلاً جَاهِلاً بَنَى بَيْتَهُ عَلى الرَّمْل.وهَطَلَتِ الأَمْطَار، وجَرَتِ الأَنْهَار، وعَصَفَتِ الرِّيَاح، وصَدَمَتْ ذلِكَ البَيْت، فَسَقَط، وكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيْمًا.»

 

نُوصِيكُم، بِٱسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ سُلُوكًا مُقْلِقًا ، مُخَالِفًا لِلتَّقْليدِ الَّذي تَلَقَّيْتُمُوهُ مِنَّا

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل تسالونيقي03/من06حتى14/يا إخوَتِي، نُوصِيكُم، بِٱسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ سُلُوكًا مُقْلِقًا ، مُخَالِفًا لِلتَّقْليدِ الَّذي تَلَقَّيْتُمُوهُ مِنَّا. فَأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تَقْتَدُوا بِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَكُنْ بيْنَكُم مُقْلِقِين، ولا أَكَلْنَا الخُبْزَ مَجَّانًا مِنْ أَحَد، بَلْ كُنَّا نَعْمَلُ بِتَعَبٍ وكَدّ، لَيْلَ نَهَار، لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلى أَحدٍ مِنْكُم، لا لأَنَّهُ لَيْسَ لنا سُلْطَان، بَلْ لِكَي نُعْطِيَكُم أَنْفُسَنَا مِثَالاً لِتَقْتَدُوا بِنَا. فإِنَّنَا، لَمَّا كُنَّا عِنْدَكُم، كُنَّا نُوصِيكُم بِهذَا: إِذا كَانَ أَحدٌ لا يُرِيدُ أَنْ يَعْمَل، فعَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ لا يَأْكُل! وقَدْ سَمِعْنَا أَنَّ بَعضًا مِنُكم يَسْلُكُونَ سُلُوكًا مُقْلِقًا، ولا يَعْمَلُونَ شَيئًا، لكِنَّهُم يَعْمَلُونَ مَا لا يَعْنِيهِم. فَنُوصِي أَمثَالَ هؤُلاء، ونُنَاشِدُهُم في الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ يَعْمَلُوا بِهُدُوءٍ ويَأْكُلُوا خُبْزَهُم. أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا تَمَلُّوا عَمَلَ الخَير. وإِنْ كانَ أَحَدٌ لا يُطِيعُ كَلِمَتَنَا في هذهِ الرِّسَالة، فلاحِظُوهُ ولا تُخَالِطُوه، لَعَلَّهُ يَخْجَل!

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الأب جورج مسوح إلى بيت أبيه السماوي

الياس بجاني/25 آذار/18

إن الموت الجسدي في مفهومنا المسيحي هو انتقال من الموت إلى الحياة..فهنيئاً للأب الفاضل جورج مسوح الذي انتقل بروحه الطاهرة اليوم إلي منازل ابيه السماوية إلى جانب البررة والقديسين والأتقياء وذلك بعد أن استرد الخالق منه وديعة الحياة..انتقل إلى حيث لا ألم ولا صراعات ولا أحقاد..بل سعادة دائمة وسلام أزلي وترانيم فرح متواصلة.. الرحمة لنفس الفقيد الغالي والعزاء لعائلته ومحبيه

 

ألف تحية للشريف والسيادي اللواء اشرف ريفي

الياس بجاني/25 آذار/18

خطاب الرئيس الحريري اليوم من طرابلس ولادي بامتياز ومهين بمحتواه ونبرته لعقول وذكاء اللبنانيين. الرئيس الحريري هو من نام في سرير الأسد وتحالف مع حزب الله ومع حلفاؤه وتلحف بالثلاثية الملالوية المدمرة ونكث بكل عوده ولحسها وليس اللواء اشرف ريفي.. ألف تحية للواء ريفي السيادي بامتياز وكفى استخفافا بعقول الناس وكفى تزويراً للحقائق!

 

غالبية الطبقة السياسية ترقص على أوتار وإيقاع حزب الله

الياس بجاني/25 آذار/18

طبقة سياسية وحزبية لبنانية رضخت لإرهاب حزب الله ولإحتلاله (ما عدا قلة) وتمارس السياسة والانتخابات غب شروطه وعلى ايقاعه حفاظاً على منافها وأدوارها..ومن يتعمن بالتحالفات الانتخابية الغريبة والعجيبة يرى تعاسة ونذالة وحقارة هذه الطبقة المصلحية والنفعية والأكروباتية..

 

طاقم سياسي وحزبي لبناني بسواده الأعظم تاجر فاجر ووقح وبامتياز

الياس بجاني/24 آذار/18

السياسة في لبنان تجارة وبيع وشراء وحسابات شخصية ومصلحية و99,9 من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب الدكتاتورية التعتير فالج لا تعالج

 

منافقون 14 آذاريون وأوراق توت وعورات ودنائة نفوس

الياس بجاني/24 آذار/18

ادعوا معارضة الصفقة والحكم وحزب الله ووعدوا بعدم تحالفهم مع كل هؤلاء وفجأة اغوتهم الأبواب الواسعة واسقطوا عن عوراتهم أوراق التوت في كسروان وغيرها وتحالفوا بوقاحة مع كل من ادعوا معارضتهم.. هؤلاء أوباش لا أكثر ولا أقل...

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين

http://eliasbejjaninews.com/archives/38308

الياس بجاني/بالصوتMP3/فورمات/تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين/25 آذار/18/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias chanien.mp3

الياس بجاني/بالصوتWMA/فورمات/تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين/25 آذار/18/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio wma15/elias chaanien.wma

 

أحد الشعانين: المعاني والعبر

الياس بجاني/25 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/38308

“هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل” (المزمور 118/26)

في ختام الصوم الكبير، تحتفل الكنيسة المارونية بدخول السيد المسيح إلى أورشليم، وإعلانه ملكاً بعفوية الشعب والأطفال. من خلال هذا الاحتفال تبيّنت ملامح ملوكيته في جوهرها التي أشركنا فيها بالمعمودية ومسحة الميرون. في مسيرة الصوم والصلاة والتوبة والتصدّق يفترض بنا أن نكون قد جددنا رسالتنا الملوكية القائمة على إحلال الحقيقة والمحبة والحرية والعدالة. وبلغنا إلى الميناء، لندخل مع المسيح إلى عالم متجدد هو العائلة والرعية، المجتمع والوطن.

يسوع يدخل أورشليم لآخر مرة ليشارك في عيد الفصح اليهودي، وكان مدركاً اقتراب ساعة آلامه وموته. وخلافاً لكل المرات، لم يمنع الشعب من إعلانه ملكاً، وارتضى دخول المدينة بهتافهم: “أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي” (متى9:21)”. دخل أورشليم ليموت فيها ملكاً فادياً البشر أجمعين، وليقوم من بين الأموات ملكاً إلى الأبد من اجل بعث الحياة فيهم. هذا يعني انه اسلم نفسه للموت بإرادته الحرّة.

نذهب إلى الكنائس يوم أحد الشعانين برفقة أولادنا وأحفادنا وهم يحملون الشموع المزيّنة بالزنابق والورود، كما نحمل سعف النخل وأغصان الزيتون، ونسير كباراً وصغاراً مع جموع المؤمنين رافعين الصلاة والترانيم في رتبة زياح الشعانين التي تتميز بالفرح والتواضع والمحبة.

دخول يسوع إلى أورشليم مدون في الأناجيل الأربعة، (متى21/1-17)، و(لوقا 19/29-40)، و(يوحنا 12/12-19)، و(مرقص 11/01-11) . في إنجيل القديس يوحنا وردت الواقعة على النحو التالي (12/12-19): وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت إلى العيد أن يسوع قادم إلى أورشليم. فحملوا أغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك ملك إسرائيل! ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب: “لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم إليك، راكبا على جحش ابن أتان”. وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله. ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، أن هذه الآية وردت لتخبر عنه، وأن الجموع عملوا هذا من أجله. وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، يشهدون له بذلك. وخرجت الجماهير لاستقباله لأنها سمعت أنه صنع تلك الآية. فقال الفريسيون بعضهم لبعض: “أرأيتم كيف أنكم لا تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه”.

نسمي يوم دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس “أحد الشعانين” وهو بداية أسبوع الآلام المقدس والأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح المجيد أي عيد القيامة.

كما يسمى هذا الأحد أيضاً “أحد السعف” والسعف في اللغة العربية هي أغصان النخيل وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بما يعرف “بيوم السباسب” وهو كما يذكر بعض المؤرخين كان عيدا للمسيحيين يعرف باسم عيد الشعانين.‏

“هوشعنا مبارَك الآتي باسم الربّ ملك إسرائيل”. هذا ما هتف به أهل أورشليم عندما دخل الرب يسوع إلى مدينتهم برفقة تلاميذه وأتباعه راكباً على ظهر جحش ابن أتان. دخل بمحبة ووداعة دون سلاح ومسلحين، ودون أبهة وجاه ومرافقين، ودون حراس ومراسيم. دخل بتواضع مبشراً بالسلام والتوبة والرجاء. ما دخل المدينة ليحارب وينتقم ويحكم ويحاكم، بل ليقدم ذاته فداءً عن الإنسان حتى يغفر له خطيئته الأصلية.

الفاتحون والعظماء والحكام كانوا في الأيام الغابرة يدخلون إلى المدن بكبرياء وتعالي واستكبار ممتطين الأحصنة أو واقفين على عربات تجرها الأحصنة، لأن الحصان في مفهوم العالم القديم كان يجسد معاني الحرب والعنف والقتل والاستكبار. أمّا يسوع فدخل بوداعة وتواضع وفرح. وقبل أن يدخل أورشليم توقّف في بيت عنيا حيث كان يسكن لعازر الذي أقامه من القبر مع شقيقتيه مريم ومرتا.، “بيت عنيا”، تعني بالعبرية “بيت الفقير، ودخول يسوع إليها قبل أورشليم هو علامة لقبوله الفقر وإفراغ الذات. فهو الفقير الذي افتقر لأجلنا وجاء ليقيم بين الفقراء، وليقيم الفقراء ويدخلهم ملكوته. لذا أضحت بيت عنيا الفقراء بشارة تذيع بالغنى الإلهي الذي حلّ فيها. ثمّ من بيت عنيا بالذات، كما في إنجيل لوقا، صعد الربّ إلى السماء حاملاً الفقراء ليجلس بهم عن يمين الله الآب.

بعد استراحة بيت عنيا دخل يسوع إلى أورشليم ليتمِّم كل النبوءات وكل عمل الرب أبيه منذ فجر التاريخ وكلّ مقاصده. كل هذه المقاصد اكتملت باستقرار الربّ يسوع لا على العرش السماوي، بل على عرش الحبّ المتمثِّل بالصليب. من هناك، من على الصليب، إذ كان على أهبة أن يسلم الروح قال: قد تمّ! قصد الله تمّ واكتمل. ثمّ أحنى رأسه وأسلم الروح.

سار الناس وراء يسوع عند دخوله أورشليم لتتم إحدى نبوات العهد القديم الواردة في سفر زكريا القائلة: “ابتهجي جداً يا صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان” (زكريا 9:9) . تبعته الجموع لأغراض كثيرة، بعضهم استمع إلى تعاليمه وآمن به، والبعض الآخر تبعه لغاية الشفاء وسد الاحتياج، لاسيما بعد أن سمعوا عن قدرته على صنع العجائب. فكان في نظرهم الشخص المناسب لسد احتياجاتهم المادية. والبعض الآخر اعتقد بأن المسيح سيأتي ملكاً أرضياً يخلّص الناس من حكم الرومان، ويجعل النصرة للأمة اليهودية، ولكن خاب ظن هؤلاء عندما قال لهم يسوع إن مملكته ليست من هذا العالم.

دخل المسيح إلى أورشليم لكي يموت فيها، وكان أعلن: “ينبغي ألاّ يهلك نبي خارج أورشليم” ( لو13/33)، لأنها العاصمة الدينية والسياسية للشعب اليهودي، ولان فيها قُتل جميع الأنبياء، بسبب تسييس الدين المترجم بالنظام السياسي التيوقراطي. وقد انذرها بقوله: “أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن اجمع بنيكِ، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. فاني أقول لكم: لا ترونني بعد اليوم حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب” (متى23/37-39)

يسأل البعض لماذا هتفت الجموع، “أوصنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب” والجواب لأن المسيح هو من نسل داود، لذلك يُشار إليه بابن داود. وأما معنى كلمة أوصنا في الأعالي فهو: “لتصرخ الملائكة في العلاء منادية لله، خلّصنا الآن”، وهي دعوة شعب متضايق يطلب من ملكه أو إلهه أن يهرع إلى خلاصه. ومعنى كلمة أوصنا بحد ذاتها هو خلصنا الآن، وهي مقتبسة من المزمور 118: “آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ” (مزمور25:118). أما معنى بقية التحية، “مبارك الآتي باسم الرب”، فهي أيضاً اقتباس من المزمور 118 “مبارك الرب الذي يأتي إلى أورشليم” (مزمور26:11)

أما فرش الثياب وأغصان الأشجار في الطريق أمام المسيح فكان طقس تقليد في العهد القديم يشير إلى المحبة والطاعة والولاء. ويذكر الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني أن الجموع فرشوا ثيابهم وأغصان الشجر وسعف النخل أمام “ياهو” أحد رجال العهد القديم عندما نصّب نفسه ملكاً (2ملوك13:9). وأيضاً عندما دخل سمعان المكابي وهو قائد ثورة المكابيين إلى أورشليم بعد انتصاراته على الحاكم (انتيخوس أبيفانوس) الذي نجّس الهيكل وذبح الخنازير على المذبح وجعل أروقته مواخير للدعارة، وكان ذلك سنة 175 قبل الميلاد.

في عيد الشعانين نجدد الثقة بالفادي الإلهي “يسوع المسيح سلامنا” (افسس 2/14)، ونلتمس منه السلام الآتي من العلى. إننا نلتزم بان نكون فاعلي السلام، ومدافعين عن كرامة الشخص البشري وحقوقه الأساسية، ومساهمين في تعزيز انسنة حقيقية شاملة للإنسان والمجتمع. وهكذا ندرك أن “الشخص البشري هو قلب السلام” (البابا بندكتوس السادس عشر).

لما أسلم الروح أكد أنّ الله محبّة، وأنّ الله نور، وأنّ الظلمة لم تدركه.

لما أسلم الروح نفخ الروحَ القدس في العالم فانشقّ حجاب الهيكل ومنذ تلك اللحظة لم يعد هناك ما يفصل الإنسان عن الله. لذا قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة 08: “إنّي متيقّن أنّه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوّات ولا أمور حاضرة ولا مستقبَلة ولا علْو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبّة الله التي في المسيح يسوع ربِّنا”. الحجاب انشق وروح الله انسكب على العالَمين وبات بإمكان أيّ كان أن يصعد إلى ملكوت السموات بإيمان ابن الله، الذي هو الربّ يسوع إيّاه.

رموز أحد الشعانين

كلمة الشعانين: “هو شعنا”، أو “أوصنا” كلمة عبرية تعني، الله هو الذي أنارنا والذي لا يتركنا وهي هتاف شعبي يقول، “إن مجيء المسيح هو خلاص للعالم”.

اغصان (السعف) النخل وأغصان الزيتون: كان الناس يلوحون بأغصان النخل علامة للفرح، وقد اختلط النخل بأغصان الزيتون وكأن روح النصر قد امتزجت بروح السلام. سعف النخيل هي شعار للمدح وتعني الإنتصار. فقد كان الرب قادماً للانتصار على الموت بالموت، وأغصان الزيتون تشير إلى نبوات العهد القديم التي تفرش لنا طريق دخول المخلص إلى قلبنا، وشجرة الزيتون هي شجرة السلام في حين أن زيتها في العهد القديم اعتبره مقدساً وكان يمسح به الملوك علامة للخلود والأبدية.

تبارك ملك إسرائيل: لأنه هو في الحقيقة ملك سلام دون أي طمع أرضي ومملكته ليست من هذا العالم. بقيامته من بين الأموات نصّبه الآب ملكاً على جميع البشر.

أما تسميته “ملك إسرائيل” فهي ترمز إلى الملوكية عند اليهود. فاليهود ينتظرون يهوه ليملك العالم ورجاؤهم من هذا كان التحرير من الاحتلال الروماني. على كل حال مملكة الله ليست مكاناً ولكنها علاقة مميزة بين الله والبشر وبنوع خاص الفقراء.

صهيون: هي تلة في أورشليم، أما “بنت صهيون” فهو تعبير مرادف لأورشليم “الفردوس” في بعدها الديني والتي ترمز إلى السماء..

جحش ابن أتان: الحمار حيوان غبي وضعيف ودنيء ومثقل بالأحمال. هكذا كان البشر قبل مجيء المسيح إذ تلوثوا بكل شهوة وعدم تعقل وكانوا مثقلين بالأحمال يئنون تحت ثقل ظلمة الوثنية وخرافاتها. الأتان الأكبر سناً ترمز لمجمع اليهود إذ صار بهيمياً. لم يعطى للناموس اهتماماً إلا القليل، أما الجحش الذي لم يكن بعد قد استخدم للركوب فيمثل الشعب الجديد الحديث الولادة من الأمم.

مشهد الشعانين: يرمز بكلّيته إلى الدينونة الأخيرة وهو استباق لها، ففي الأيقونات خاصةً البيزنطية نشاهد السيد المسيح على جحش لكنه جالس بالمواجهة يتكلم مع المشاهد كأنه على عرش للمحاكمة ونرى التلاميذ على يمينه والفريسيين عن يساره.

أيها الرب يسوع، أعطنا اليقين إننا: عندما نكون في الضيق، نشعر بأننا أقرب إليك؛ عندما يسخر منا الناس، أنت تشرّفنا؛ عندما يحتقرنا الناس، أنت ستمجدنا؛ عندما ينسوننا، نشعر بأنك تتذكرنا؛ عندما يهملوننا، نشعر بأنك تقرّبنا إليك. وأنت يا مريم، إياك نعظّم، لأنك قدّمتِ بين يديك للعالم الكلمة النور والهداية للعقول، واليوم تقدمينه للعالم قربان فداء وخبزاً للحياة الجديدة. للثالوث المجيد الذي اختارك كل مجد وشكر إلى الأبد آمين”.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

لائحة “القرار عنا”: أُعلنت من بيت فريد هيكل الخازن وأعضائها جالسون على نفس الكنبة التي يجلس عليها عادة السفير السوري

الياس بجاني/23 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63372

ادعوا الوطنية وحملوا رايات السيادة، وتلحفوا بعباءات مقاومة الاحتلال..

قالوا للبنانيين أنهم ضد الدويلة وضد سلاحها وضد مشروعها الملالوي وضد الأحزاب والسياسيين الذين شاركوا بالتسوية..

تعهدوا من خلال إطلالات إعلامية كثيرة وعبر بيانات واستعراضات وعراضات إعلامية لا تعد ولا تحصى بعدم تحالفهم انتخابياً مع أهل السلطة أو مع جماعة وأحزاب التسوية..

ولكن عندما جاءت ساعة الحقيقة غلبوا أجنداتهم المصلحية والسلطوية على كل ما عداها ولحسوا كل وعودهم وعهودهم واسقطوا الأقنعة وأعلنوا عن لائحة “القرار عنا الكسروانية”..

أعلنوها من منزل النائب السابق فريد هيكل الخازن ومن صالونه الذي اعتاد استضافة السفير السوري “ومش غيره”.

تحالفوا مع فريد الخازن وهو الذي كان ولا يزال مؤيداً للنظام السوري في لبنان ومسوقاً له وحالياً من المؤيدين لسلاح حزب الله ولمشروعه…

تحالفوا مع نواب اثنين حاليين من عتاة مؤيدي حزب الله وسلاحه وغزواته وثلاثيته الماسية وهما من رفض التيار الوطني الحر ترشيحهما..

اللائحة العتيدة تشكلت من كل من فريد هيكل الخازن، شاكر سلامة، يوسف خليل، جيلبيرت زوين، يولاند خوري، فارس سعيد، جان حواط، مصطفى الحسيني.

مبروك وألف مبروك مفهوم التجارة، ومبروكة وألف مبروكة ثقافة التلون والأكروباتية..

ومرحبا سيادة وألف مرحبة وعود وعهود

إنه فعلاً زمن بؤس ومحل.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ليت سعد الحريري وسمير جعجع  يتواضعان قليلاً

ايلي الحاج/25 آذار/18

ليت سعد الحريري وسمير جعجع  يتواضعان قليلاً ويشرحان لناس بسطاء أمثالي كيف سيتصديان ل"حزب الله" وقد سلما إليه رئاسة الجمهورية في غفلة من الزمن وقانوناً للانتخابات يعطيه غالبية برلمانية مضمونة.

بكل حسن نية أطلب من كل منهما تبريراً لمن أيدوهما وصدّقوا سابقاً كلامهما كما صدّقت لندرك على أي أساس يطلبان بعد الخذلان تجديد الثقة بقراراتهما.

 

الياس الزغبي: المنطق السياسي السليم يقضي بعدم التحالف مع لوائح الوصاية التي يشكلها بشار وحزب الله

الأحد 25 آذار 2018 /وطنية - قال عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح: "إن غاية تيار المستقبل مواجهة لوائح الوصاية التي يشكلها بشار وحزب الله كما أعلن الرئيس الحريري من عكار، فهذا المنطق السياسي والوطني السليم يقضي بعدم التحالف مع هذه اللوائح في زحلة وبيروت الأولى والشمال الثالثة...إنها 3 خروق لهذا المنطق، فعسى يتم استدراكها في اللحظات الأخيرة".

 

ريفي من فرنسا: حصر تهمة الإرهاب بدينٍ محدد تزوير للحقائق

لبنان الجديد/25 آذار/18 /شارك اللواء أشرف ريفي في ندوة أُقيمت في مجلس الشيوخ الفرنسي حول "مكافحة الإرهاب"، شدد فيها على أن "حصر تهمة الإرهاب في دين محدّد هو تزوير للحقائق التاريخية، فكما كانت المسيحية بريئة من الإرهاب النازي، كذلك الإسلام بريء من إرهاب الاصوليين الذين اختطفوا الإسلام وهدفوا لتحويل مضمونه فيما هو دين أرسله الله للعالم أجمع". ولفت الى أن "فرنسا هي البلد الذي تربطه بلبنان أعمق روابط الصداقة والمصالح المبنية على الاحترام المتبادل، لا بل أشعر أن فرنسا من أبرز الدول التي وقفت وتقف إلى جانب لبنان وتدافع عنه"، مشيرا الى أنه "من لبنان الذي عاش تجربة العنف والحرب والإرهاب، يمكن إستخلاص السلام كمنهج حياة للأفراد والجماعات، وكمانع لما يُسمّى صراع الحضارات. لقد عانت الإنسانية من مرارة الحروب التي ارتُكبت باسم الوطنية حيناً، وباسم الدين حيناً أخر، ونتج عن ذلك ولا يزال، مسلسل لا ينتهي من الدماء والدمار وضياع الآمال، واليوم نجد أنفسنا مسؤولين عن إعادة صناعة الأمل خصوصاً في منطقتنا التي تمرّ بمرحلة إنتقالية صعبة في سعيها إلى مواجهة سبل الإستبداد والتطرف الديني". وأوضح أنّ "الأكثرية الساحقة في هذه المنطقة تنشد الإستقرار والسلام، وتريد أن تكون جزءاً من هذا العالم، أن تبني لا أن تهدم، تريد الحرية والعيش بكرامة كما أراد الاعلان العالمي لحقوق الإنسان، تريد لأبنائها أن يدخلوا المدارس والجامعات لا أن يكونوا وقوداً للعنف والإرهاب والتطرف، أو ان يزجّوا في السجن الكبير بتهمة المطالبة بالحرية". وأضاف: "أنا آت إلى هنا لأصارحكم ولأعبّر عن رؤيتي إنطلاقاً من خبرتي الأمنية وقناعاتي التي استخلصتها من تجربة طويلة كبيرة في لبنان والمنطقة. إنّ حصر تهمة الإرهاب في دين محدّد هو تزوير للحقائق التاريخية، فكما كانت المسيحية بريئة من الارهاب النازي، كذلك الاسلام بريء من إرهاب الأصوليين الذين اختطفوا الاسلام لتحوير مضمونه، فيما هو دين أرسله الله للعالم أجمع، لذلك المطلوب رسم خط واضح بين المفهومين""، مذكرا "أننا عشنا في لبنان تجربة العنف وهي تجربة لم تقتصر على المواجهة بين الجماعات الدينية فقط، بل امتدت إلى داخل الطوائف ولا تزال المنطقة اليوم تعاني من هذا الإقتتال المستمر الذي يلبس في كثير من الأحيان لباس الصراع الديني، فيما الأديان كلها تدعو إلى الرحمة والمحبة". واعتبر أن "إلصاق تهمة الإرهاب بمجتمع أو دين أو جماعة يفاقم المشكلة ويعطي للإرهابيين الفرصة لإمساك المبادرة واستخدام الدين كسلاح"، داعيا الى "حوار جدّي وعميق حول أساس المشكلة، هذا الحوار الذي يفترض أن يؤدي الى تعزيز القيم المشتركة التي نؤمن بها، وهي قيم السلام وحقوق الإنسان وإحترام كرامة الفرد وحريته وصيانتها بالقانون والممارسة، وكنا نعرف أن على العالم الاسلامي والعربي إتخاذ موقف شجاع في محاربة الفكر الارهابي من جذوره، كذلك نأمل وندعو الغرب الى أن يكون شريكا حقيقيا في هذه المسؤولية الحضارية".

 

حزب الله ينفي استهداف إسرائيل لمواقعه على حدود سوريا

الأحد 9 رجب 1439هـ - 25 مارس 2018م/العربية.نت/نفى حزب الله استهداف أحد مواقعه على الحدود اللبنانية السورية بغارة إسرائيلية، بعدما كان سُمع دوي انفجارات مساء اليوم الأحد في تلك المنطقة وفي مدينة #بعلبك (شرق لبنان). وأكدت مراسلة قناتي "العربية" و"الحدث" أن الصوت ناجم على ما يبدو عن اختراق مقاتلة إسرائيلية لجدار الصوت فوق الحدود اللبنانية السورية. وشن الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات استهدفت حزب الله وفصائل أخرى في سوريا خلال السنوات الخمس الماضية.

 

سماع دوي انفجار قوي عند الحدود اللبنانية السورية

وكالات/25 آذار/18/أفاد مراسل "النشرة" في البقاع عن سماع دوي انفجار قوي عند الحدود اللبنانية السورية عند السلسلة الشرقية ، مع ترجيح أن يكون هذا الصوت ناتجا عن غارة اسرائيلية على المنطقة. من جهتها اشارت قناة الميادين نقلا عن مصادر موثوقة أن لا صحة للأبناء التي تتحدث عن قصف اسرائيلي لمراكز عسكرية للحزب في السلسلة الحدودية اللبنانية السورية. وأفاد الإعلام الحربي ان "لا غارات اسرائيلية على أي نقاط للحزب أو مواقع للجيش السوري في بعلبك أو على الحدود اللبنانية السورية".

 

شمال إسرائيل ليس مستعداً للحرب

القدس – الأناضول/25 آذار/18 /أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية، في المنطقة الشمالية القريبة من لبنان وسورية، ليست مستعدة للحرب. وأشار ليبرمان، في مؤتمر نظمته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إلى أن الجبهة الجنوبية القريبة من قطاع غزة، أكثر استعدادا وقدرةً، لتحمل أي مواجهة وحرب، على عكس الجبهة الشمالية التي تشهد وضعا ليس مثاليا. وذكرت “يديعوت أحرنوت”، أن ليبرمان تطرق للملف النووي الإيراني، مؤكدا ضرورة ألا تسمح إسرائيل بأن تصبح إيران دولة نووية، وأن تضغط باتجاه إلغاء الاتفاق النووي. وأضاف أنه “يجب أن يفهم الجميع أن إسرائيل مصممة على منع الإيرانيين من الحصول على أسلحة نووية وهذا ليس مجرد شعار أو مجرد كلمات”.

 

وفاة الأب جورج مسوح... وهذا ما كتبه عن الموت!

النهار/25 آذار 2018 /

توفي الأب جورج مسوح بعد صراع مع المرض. ومعروف عن الأب مسوح فكره الانفتاحي وأفكاره في التسامح والمحبة، وكتاباته عن بناء الدولة والمؤسسات والعلاقات بين الأديان، وهو مدير مركز الدراسات المسيحيّة الإسلاميّة وأستاذ في جامعة البلمند. ومتخصص بالدراسات الإسلاميّة والعلاقات المسيحيّة ــــ الإسلاميّة.

وجاء في بيان الأمانة العامة لحركة الشبيبة الارثوذكسية: "مع اندلاع فجر البشارة بتجسّد الربّ، غيّب الموت أحد أعمدة الفكر المُستَنير في كنيسة أنطاكية، وحركتها، الأب جورج مسّوح، بعد مواجهةٍ طويلةٍ ، بشجاعة المؤمن، مع المرض .

بسطَ الأب جورج مواقف الانجيل في واحات الشرق. حاكى الانسان و الحدث فيه بضياء الله وغسل ظلمة أوطانه بنور الانجيل. تحلّى بجرأة الأبنـاء الذين ينشدون الصلب ولا يشخصون الى غير يمين السيّد على الجلجلة. رعى، علّم، ربّى، صرخَ بيسوع الحقّ في وجه الدجل، ورسخَ، حتى يومه الأخير في الأرض، والأولّ في السماء، في نبوّته المُستقاة من نبوّة ٍ سُحِر بها في معلّم الجبل. إن الأمانة العامة لحركة الشبيبة الأرثوذكسية، إذ آلمهـا رحيل هذا الكبير، وهي تفيضُ بالرجاء القياميّ، تدعو جميع أبناء الحركـة في الكرسيّ الأنطاكي الى رفع الصلوات لتستقرّ نفسه في الضياء الالهي.

 "ولكن لا مشيئتي، بل مشيئتك"

ليسَ ملكوتُ اللهِ طعاماً وشراباً بل برّاً وقداسةً وأنتَ. رتِّبْ سعفَ حبٍّ أبشرْتَه على الأرضِ. يا عطاءَ أولادِ أورشليمَ، أيها المعلمُ الكبيرُ. إستبَقْتَ العيدَ يا من كنتَه دوماً. إستفقْنا على بشرى رقادِك في هذه البشارةِ السارةِ. نلقاك في أورشليمَ العلويةِ داخلاً إلى فرحِ ربِّك".

وكانت "النهار" منبراً لمقالاته

وتطرق في إحدى مقالاته إلى الموت، وكتب: "مَن يحبّ الله يحبّ الحياة ولا يطلب الموت لنفسه ولا يستعجله. لكن لا بدّ من قبول الموت يومًا لأنّ الإنسان لا يسعه أن يحيا إلى الأبد. يصبح الموت لديه انتقالاً من الحياة إلى الحياة. تصبح الحياة على الأرض عبورًا إلى حيث الحياة الحقّ. تصبح الحياة على الأرض زمنًا وجيزًا يكون فيه الإنسان مستعدًا في كلّ حين لمواجهة مصيره الحتميّ. وأفضل استعداد يكون في التوبة ومحبّة القريب التي من دونها لا يمكن أن يكون الإنسان محبًّا لله"، المقالة كاملة: الحبّ أقوى من الموت

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 25/3/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ضجيج الانتخابات يعلو شيئا فشيئا، والمواقف تزداد حدة هنا وهناك، ومنتصف ليل الغد تنتهي مهلة تسجيل اللوائح، وقد اكتملت معظم التحالفات في مختلف الدوائر الانتخابية، فيما برز إعلان الرئيس حسين الحسيني انسحابه من الترشح للانتخابات، والضجيج نجم عن مواقف في اتجاهين: الاول من "المستقبل" إلى "حزب الله". والثاني من الحريري إلى ميقاتي وريفي، والعكس بالعكس من ميقاتي وريفي إلى الحريري.

فالرئيس الحريري أكد من طرابس ان زمن الاستيلاء على قرار الشمال لن يعود. واذ توجه بالتحية للوزير الصفدي الذي تبرأ من حكومة الصفر بالمئة، وتحدث عن بطل العالم بالتقارير والتخوين والمؤامرات، أكد ان الناس ستقول كلمة الصدق وكلمة الوفاء في السادس من أيار.

الرئيس ميقاتي رد على الحريري عبر التوتير، مؤكدا ان ذاكرة اللبنانيين عموما وأبناء طرابلس خصوصا، ليست ضعيفة ولا تزال في بالهم وقائع 19 كانون الأول 2009 التي شهدت احتضان الوصاية. فيما رد ريفي عليه بدعوته إلى سحب أزلام النظام السوري من لوائحه، وطالب الحريري ان يتعهد بأن يكون خطابه الانتخابي الذي يقوله من طرابلس وعكار، خطابا سياسيا في بيروت في مواجهة مشروع "حزب الله".

بعيدا من الشأن الانتخابي، إحتفالات بأحد الشعانين عمت المناطق اللبنانية، وسط تشديد على معاني المناسبة ودعوات لأن يعم السلام والفرح العالم، وان يكون المتسابقون إلى خدمة الشعب والوطن يدا واحدة لانقاذ لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

العمل بالتوقيت الصيفي دفع الزمن اللبناني ساعة إلى الأمام. وإلى ارتفاع دفع العمل بالتوقيت الانتخابي، وتيرة التحضير لمعركة السادس من أيار.

حمى تشكيل ما تبقى من لوائح، إنما هي مرتبطة بالنسبة لبعضها بمهلة التسجيل في وزارة الداخلية، والتي تنتهي منتصف ليل غد، بحيث يسقط ترشيح كل مرشح لا يستلحق نفسه بالإنضواء ضمن لائحة.

وثمة لوائح مستأخرة ولادتها بسبب التعثر الذي يضربها. وهناك لوائح جاهزة مبكرا لكنها أعلنت اليوم رسميا، هذه الفئة تنطبق على "لائحة الأمل والوفاء" في دائرة الجنوب الثالثة التي تضم النبطية وحاصبيا ومرجعيون وبنت جبيل. بلسان واحد لأعضائها الأحد عشر تحدثت اللائحة المتنوعة، عن التحالف الاستراتيجي، داعية إلى تحويل يوم الانتخاب لمعمودية وفاء والتزام.

أعضاء "الأمل والوفاء" عاهدوا جمهورهم العريض على مواصلة مسيرة المقاومة والتنمية والتمسك بأهداب الثلاثية الماسية، وشددوا على تطبيق كامل بنود الدستور من دون استنساب، وعلى مكافحة الهدر والفساد.

وانسجاما مع تمني الرئيس نبيه بري لو أن السياسيين يقاربون الاستحقاق بروح رياضية بعيدا من انحدار الخطاب السياسي، أكدت "الأمل والوفاء" أن ألسنة مرشحيها ستبقى نظيفة، مبدية الحرص على عدم تجاوز حدود اللياقات التي اعتادها بعض متزعمي اللوائح.

المشهد الانتخابي اليوم، حمل موقفا للرئيس حسين الحسيني الذي انسحب من سباق الانتخابات، معتبرا أنها ليست انتخابات ولا نيابية إلا في ظاهر الأمر.

أما في الشمال، فشهدت طرابلس جولة جديدية من الاشتباكات، ولكن السياسية هذه المرة، وعلى عدة محاور. الرئيس سعد الحريري الذي أعلن عن "لائحة المستقبل للشمال"، فتح النار السياسية على خصومه من رئيس حكومة الصفر بالمئة، إلى بطل العالم في قلة الوفاء وكتابة التقارير والتخوين والمؤامرات، على حد وصفه.

ومن دون أن يقول لجمهوره أول حرف من إسم كل منهما، رد الرئيس نجيب ميقاتي على الحريري، منعشا ذاكرة اللبنانيين بليلة إحتضان الوصاية في التاسع عشر من كانون الأول 2009.

أما الوزير السابق أشرف ريفي فدعا بدوره الحريري إلى الانسجام مع مواقفه، وأن يستقيل مما وصفها بحكومة "حزب الله" ويسحب من وصفهم بأزلام النظام السوري من لوائحه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

البلاد على صفيح ساخن، تحضيرات واصطفافات انتخابية باتت على قاب قوسين أو أدنى من الاكتمال. فمنتصف ليل غد الاثنين، يقفل باب تسجيل اللوائح الانتخابية رسميا في وزارة الداخلية، فتطلق الصفارة نحو المنازلة الانتخابية الكبرى في استحقاق السادس من ايار.

واليوم ومن عاصمة الشمال، وبحضور الالاف من أهالي طرابلس والمنية والضنية وشخصيات سياسية وفاعليات شمالية، من بينهم رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين، أطلق رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لائحة "المستقبل" لطرابلس، مؤكدا ان زمن الاستيلاء على قرار الشمال لن يعود، وزمن الفتن لن يعود، وزمن الإستقواء بالمخابرات وبالسلاح، لن يعود.

وقال ان مشروع تيار "المستقبل" حماية البلد والشمال، بالعمل وليس بالكلام، بالاعتدال وليس بالتطرف، بصلابة الموقف والحكمة، وليس بالصراخ والحروب الوهمية. وخاطب الرئيس الحريري من قالوا ان طرابلس ترفض الوصاية على قرارها، مؤكدا انهم هم خبراء وصاية وشركاء وصاية، وممثلي وصاية.

وتوجه الرئيس الحريري إلى من أسماه بطل العالم الذي يغرقنا ليل نهار تقارير وتخوين ومؤامرات، ويقول بانه يحارب "حزب الله"، سائلا إذا كنت إلى هذه الدرجة ضد "حزب الله"، لماذا كل لوائحك، تخوض الانتخابات في مواجهة لوائح "المستقبل"، وتحديدا، بمواجهة مرشحي "المستقبل" الذين يواجهون "حزب الله"؟.

الرئيس الحريري أكد ان تيار "المستقبل" هو من قلب المعادلة، ودفع الجميع للاعتراف بأن حماية لبنان تكون بوقف التدخل بشؤون الأشقاء العرب ومنع الحريق السوري من الانتقال لبلدنا. وقال: نحن قلبنا المعادلة، وقلنا إن السنة في لبنان ليسوا حرفا ناقصا أبدا، وان دورهم بالمعادلة الوطنية أقوى من أي سلاح ومن كل سياسات الممانعة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

يقف لبنان على شفا مرحلة انتخابية وخطابية حساسة، تحتاج إلى ما تحتاج اليه من الحكمة والوعي، حفاظا على الصفة الوطنية للاستحقاق الذي أجمع اللبنانيون على ضروراته.

وبكثير من الثقة والشفافية والوضوح، تخاطب المقاومة جمهورها الذي أجزل العطاء فثبت المعادلات وحقق الانجازات ونقل كل الوطن من حال إلى حال، بشهادة من عايش التحرير والانتصارات على العدوين الصهيوني والتكفيري.

ومن تحت قوس العمل الصالح ولدت اليوم "لائحة الأمل والوفاء" في دائرة الجنوب الثالثة، باحد عشر مرشحا خبروا العمل البرلماني، في صف كتل وطنية حملت الدفاع عن لبنان مشروعا وحيدا صونا لوحدته وتكريسا لحقوقه وثرواته.

وفي القادم من الأيام، يكون الاقتداء بالبرنامج الشامل الذي أعلنه الامين العام ل"حزب الله"، مكاشفا فيه القريب والبعيد بروح من الاستنفار للعمل من دون كلل، وللرقابة والمحاسبة بمعايير النزاهة والقانون.

وفي القواعد الثابتة، فإن المقاومة التي حصنت لبنان من الأخطار لا يصعب عليها تحصين مؤسساته بقوة الحق والعدالة والانصاف، مع حلفائها وأصدقائها والشرفاء.

شرفاء المنطقة ومقاوموها قوة تفرض نفسها، وغزة التي خبرت تهديدات العدو تأهبت اليوم وأرسلت ما لديها من تحذيرات تجاه أي مساس بمسيرات يوم الارض التي ستؤكد حق العودة والتمسك بالارض والمقدسات.

وفي سوريا، الأرض حق مقدس لأبنائها، خالية من الارهاب الظلامي الخارج مطأطئا رأسه من الغوطة الشرقية إلى ادلب ومجهولها.

وفي اليمن، صمود اسطوري يدخل عاما ثالثا بثبات قل نظيره، بوجه عدوان اجرامي دموي يتفنن قادته وممولوه بأساليب القتل والاستهدافات الممنهجة. والجديد بالمقابل المفاجآت التي أعلن عنها قائد "أنصار الله" السيد الحوثي قبل قليل، وتوعده قوى العدوان بقدرات تسليحية متطورة كبيرة في العام الرابع للعدوان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

24 ساعة وتنتهي مهلة تسجيل اللوائح، هذه المحطة هي الأخيرة قبل السادس من أيار. وبالمناسبة لا بد من استعراض حال القوى السياسية، بعدما خبرت ما زرعته من فخاخ في قانون الانتخاب الجديد، في ظل الصوت التفضيلي المقتصر على القضاء على اسم واحد في اللائحة، وأمام الزامية حفظ حصص الطوائف والمذاهب من المقاعد.

في ظل كل هذا ضربت روحية النسبية، وعجز الطباخون عن تشكيل لوائح، فاضطر معظمهم إلى تشكيل لوائح هجينة لا يجمع بين مكوناتها غير كسب المقاعد، وإذ بها تتفكك وتتحول حلبات للاقتتال بين أفرادها.

هذه الفوضى أعفت المرشحين من صياغة برامج علمية تقيدهم. وللتعويض استرخص معظمهم شتم الخصوم واتهامهم بالفساد أو العمالة، علما بأن لوائح قليلة جدا خلت من المصابين بهذه التشوهات.

وفي انتظار التقرير الثاني عن حال المجلس النيابي، وكيف سيحكم لبنان بعد السادس من أيار في هدي ما انجبه القانون الجديد، يسجل تعثر على خط المجتمع المدني، كما يسجل عجز عن تشكيل اللوائح على خط القوى المتوسطة والصغيرة، ما أدى إلى بروز عدد كبير من اللوائح غير المكتملة حشر فيها مرشحون مغمورون كتكملة عدد رضي أصحابها بشرف الصورة وبشرف تدوين أسمائهم في سجلات المستنوبين.

في يوميات الانتخابات بعد تسونامي اعلان اللوائح أمس، لم يسجل اليوم سوى اعلان لائحة الوزير السابق وئام وهاب في الشوف عاليه، واعلان الحريري من عاصمة الشمال لائحة "المستقبل" في طرابلس المنية الضنية، فهاجم بعنف من وصفهم بقليلي الوفاء وأولئك الذين يتهمون المستقبل بالغريب عن الشمال الذي يريد وضع اليد عليه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بدءا من الغد، واحد وأربعون يوما يفصلوننا عن الانتخابات النيابية. وعند منتصف ليل الاثنين- الثلثاء، تنتهي مهلة تسجيل اللوائح، ليسقط مع هذا الموعد ترشيح كل من لا ينجح في الانخراط في اللوائح، التي ستنشط في حركتها وحشدها وشدها للعصب، في وتيرة، ينتظر أن تكون متصاعدة مع الاقتراب من السادس من أيار.

أمس، ستة وثمانون مرشحا حزبيا وحليفا ل"التيار الوطني الحر" أعلنوا في 12 دائرة من أصل 15. علما ان الدوائر الثلاث التي لم يسم فيها التيار أي مرشح وهي طرابلس -المنية -الضنية، والبقاع الغربي- راشيا، وصور ا- لزهراني، تنتظر وفق معلومات ال otv انتهاء المشاورات بين المعنيين لحسم الاسماء فيها في الساعات المقبلة.

أما على صعيد موازنة العام 2018، فالأسبوع الطالع يفترض ان يكون حاسما على هذا الصعيد، مع المهلة التي حددتها لجنة المال والموازنة لاقرار مواد القانون ورفع التقرير إلى رئيس المجلس النيابي، الذي وفور تسلمه لهذا التقرير، سيبادر إلى الدعوة لجلسة لمناقشة واقرار المشروع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

"بروفا المواجهة " بين الرئيس الحريري واللواء ريفي، وبين الرئيس الحريري والرئيس ميقاتي، سجلت اليوم في طرابلس. ففي مناسبة إعلان لائحة طرابلس المنية الضنيه، فَتح الرئيس الحريري النار على كل من اللواء ريفي من دون أن يسميه، فوصفه بأنه يغرقنا ليل نهار بتقارير وتخوين ومؤامرات. ريفي عاجله بالرد فخاطبه بالقول: "إسحب أزلام النظام السوري من لوائحك".

وفي هجومه على الرئيس ميقاتي قال الرئيس الحريري: لم نكن في رئاسة الحكومة وتفرجنا على عشرين جولة قتال في طرابلس دون ان نفعل شيئا. جاء الرد قاسيا من الرئيس ميقاتي فغرد قائلا: "ذاكرة اللبنانيين عموما وابناء طرابلس خصوصا ليست ضعيفة، ولا تزال في بالهم وقائع ليلة 19 كانون الاول 2009 التي شهدت احتضان الوصاية". بهذه التغريدة يذكر الرئيس ميقاتي بزيارة الرئيس الحريري لسوريا، وتمضيته ليلة في قصر الشعب في العام 2009، وبالتالي من لبى دعوة الرئيس الأسد، كيف يتحدث عن وصاية؟.

غدا تنتهي مهلة تسجيل اللوائح لينطلق سباق الأربعين يوما، في أجواء حامية وتزداد حماوة في كل المناطق. وفيما لم يبق من تسجيل اللوائح البارزة سوى لوائحِ اللواء الريفي، فإنه يمكن القول إن الجهوزية قد اكتملت، وبحسب ما تم تسجيله من لوائح فإنه يمكن القول إن كل الدوائر الخمس عشرة ستشهد "أمهات المعارك"، ويبدو أن التعبئة الكلامية سواء خطابيا او على مواقع التواصل الإجتماعي، ستجعل من هذه الإنتخابات غير مسبوقة في ظل سلطة تدير العملية الإنتخابية لكنها غير محايدة، مع وجود رئيس حكومة وستة عشر وزيرا مرشحين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

نلفت عناية المشاهدين على كافة الأراضي اللبنانية، إلى ان ما ستسمعونه وتتابعونه أدناه هو من لزوم الحواصل الانتخابية، وعدة شغل السادس من أيار التي تحتاج إلى بوليصة تأمين طائفية وشعبوية، وإلى رعاية مالية واستنهاض همم مناطقية.

ومن المفيد الاشارة أيضا إلى ان الزيارات، المباغتة منها والمنظمة، مفتعلة لجذب الاستثمار ورفع معدلات النمو السياسي، فلا تستغربن صبحيات الفطور المتكررة أو تفقد المناطق المتروكة لسنوات، أو وعد الناس المنسيين بحلول لقضاياهم وبينها ملفُ الاسلاميين المسجونين.

ولعل الاشارة التي تستوجب تداركها تحوطا، فهي تلك التي انتشرت كالوباء على كل اللوائح، وتعهدت مكافحة الفساد. فإذا انطلقنا من قاعدة تقدير الزمن الانتخابي وظروفه ومصطلحاته و"تتبيلة" أدواته، تصبح المعركة عادية، والشحن الانتخابي فيها ما هو إلا وقود لا تصلح لحروب وتنتهي مفاعيلها في السابع من أيار، وبموجبها تفرز طائرة مروحية لرئيس الحكومة، حماه الله ورعاه، للانتقال إلى الشمال. ويصبح وزير الداخلية متخما من "الترويقة" البيروتية المتواصلة مع طلعة كل صباح.

يضحي خالد الضاهر بنفسه ويهدي ايمانه إلى الحريري، تنغيصا بأشرف ريفي. يحصد الحريري تضحية النبي الخالد، وقبله الوزير المتصوف عن النيابة محمد الصفدي، ويضرب بها عدوه من قلب طرابلس. وفي خطابه الموجه إلى ريفي، على سبيل قلة الوفاء، قال رئيس الحكومة: لا نستطيع أن ننسى بطل العالم الذي يغرقنا ليل نهار تقارير وتخوين ومؤامرات، وماذا يقول؟ إنه يحارب "حزب الله".

وبعملية حسابية بين الحريري، الحاصل السياسي لريفي، وفق المعادلة التالية: إذا كنت أنا أواجه "حزب الله"، و"حزب الله" "بيقوص علي"، وأنت ليس لديك "لا شغلة ولا عملة إلا تقوص علي". ماذا تكون؟، إن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم.

وإذ انتقد الحريري عودة رموز الوصاية السورية إلى طرابلس، عاجله الرئيس نجيب ميقاتي برد من العيار "الحميم" مستوحى من ليلة بكى فيها القمر. وغرد ميقاتي قائلا "ان ذاكرة اللبنانيين عموما وأبناء طرابلس خصوصا ليست ضعيفة، ولا تزال في بالهم وقائع ليلة 19 كانون الاول 2009 التي شهدت احتضان الوصاية". وما عناه ميقاتي هو لقاء الحريري بالرئيس بشار الاسد في ذاك التاريخ، واعلانه في تاريخه عن كسر الجليد وفتح صفحة تاريخية في دمشق توجت بان أمضى رئيس الحكومة ليلته في قصر تشرين الرئاسي.

وبصفحة جبيلية جديدة، قامت في أحد الشعنينة لائحة الشيخ حسين زعيتر، والتي تحالفت مع الفدائي جان لوي قرداحي، بعد أن عز التحالف مع الحلفاء الذين لم يبادلوا "حزب الله" الوفاء، لكن زعيتر خفف من روع الازمة، وقال ل"الجديد" إننا وصلنا مع التيار إلى فراق حبي، لكننا معهم على المصالح الوطنية والقومية والاستراتجية التي لها علاقة بلبنان ومحيطه، وهذا الفراق لن يعرض التفاهم لأي اهتزاز.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

وهاب مطلقا لائحة الوحدة الوطنية: آن الأوان لإقفال مزاريب التنفيعة في الدولة، آن الأوان لقيام دولة

وكالات/25 آذار/18/أطلق رئيس "حزب التوحيد العربي" وئام وهاب، في مهرجان شعبي حاشد، لائحة "الوحدة الوطنية" برئاسته عن المقعد الدرزي في الشوف: اعبد السلام البراج عن المقعد السني في الشوف، زياد انطوان الشويري عن المقعد الماروني في الشوف، زاهر انور الخطيب عن المقعد السني في الشوف، سليمان محفوظ ابو رجيلي عن المقعد الكاثوليكي واسعد ادمون ابو جوده عن المقعد الماروني في الشوف. وفي عاليه: سهيل خليل بجاني عن المقعد الماروني، شفيق سلامة رضوان عن المقعد الدرزي، خالد عارف خداج عن المقعد الدرزي ووليد انيس خيرالله عن المقعد الأرثوذكسي.

وألقى وهاب كلمة قال فيها: "سنظل كما كنا، صدى لصوتكم، ورفقتي معكم ليست رفقة إنتخابات بل رفقة عمر إنشاء الله".

أضاف: "لكي يبقى صوتكم لكم، أعطونا إياه، ونعدكم أن نكون نحن صوتكم دائما". وأكد "اننا لن نتهم الآخرين بشيء ولن نرمي وعودا فارغة ينتهي مفعولها في 7 أيار، لأن أصحاب الوعود تعودوا على استغباء الناس. نحن لم نعدكم بشيء ثم كذبنا، وكل ما أستطيع أن أقوله لكم هو انني في خدمتكم وسأظل هكذا، لا أملك عصا سحرية للتغيير ولا مشاريع سخيفة لا تتنفذ، والتغيير لا يتحقق إلا إذا قاد كل واحد منكم مسيرة التغيير وصوت بشكل صحيح. أنتم فقط بإمكانكم أن تغيروا، حين تتغيرون. وحين تتغيرون أنتم، يتغيرون هم، وعندما تحاسبونهم يحاسبون نفسهم. وأنتم تعرفون أن وعودهم تعودوا أن يرموها أو يحرقوها بمعامل الموت التي أقاموها". ورأى أن "أسهل شيء أن تكون مرشحا بمواجهة رجال هذه السلطة التي ترونها، انا اخترت أناسا أترافق واياهم، يشبهونني، ويشبهونكم، لذلك قطعت كل الإتصالات باكرا ومنذ إجتماعنا الأول منذ 6 أشهر قلت لكم ان خيارنا أن نشكل نحن اللائحة لأننا لا نقبل أن يضع أحد شروطا علينا أو أن يطلب منا التراجع عن إتهامات، نحن مصرون على كل الإتهامات التي قلناها سابقا، ولن نفعل مثل أفرقاء السلطة الذين يتنافسون أمام الناس اليوم بشكل مضحك، لن نفعل مثل الكذابين الذين يتهمون بعضهم البعض وهم يجلسون مع بعضهم البعض على الطاولة نفسها ويتقاسمون مالكم. ولكن لا نستطيع أن نلوم أحدا إذا كان قادرا أن يظل 30 عاما نائبا ويكذب على الناس، نحن نلوم الناس إذا عادوا وصدقوه، هو يعمل ما يناسب مصلحته وصحتين ع قلبو، المهم أن يعمل الناس مصلحتهم ومصلحة بلدهم".

ووعد بأن يكون "صوت الحق" وبأن يظل يقوم بما يقوم به "منذ سنين، وسأبقى صوت الناس. وعلى الناس أن يضعوا الصح بالمكان الصح، فهذه فرصة يمكن أن لا تتكرر، فاذا ربحوا سيعودون الى قانون المحادل، وسيحكمكم أحفادهم، وستظلون أنتم تنجبون لهم الأولاد وتعلمونهم وسيكونون أشطر من أولادهم، ولكن سيضطرون الى الوقوف على أبوابهم ليستجدوا الوظائف". واعتبر أنه "لا يمكننا أن نقوم بالكثير، ولا نملك فانوسا سحريا، وهم الغلط ونحن الصح، فاذا كنتم أنتم الصح، يمكنكم أن تجعلونا نكون الصح، فأنتم من يجب أن يراقب ولا نريد بلدا يكون مزرعة لهؤلاء النواب. طموحي بسيط وصعب، طموحي أن لا يقف أحد على باب مستشفى، طموحي مساعدة أي أحد يريد أن يتعلم ووالداه لا يستطيعان تعليمه، طموحي ليس فقط الاستمرار بالبحث عن وظائف للناس، بل أن يصبح هذا الجبل مكانا جيدا للإستثمار فلا يعود هناك عاطلون عن العمل. طموحي أن نترافق واياكم، ونترافق مع من لديهم إمكانات للائحتنا، كدعم مشروع إسكاني شعبي يكون قادرا على استيعاب أصحاب الدخل المحدود، لأن هذا موضوع فشلنا في تحقيقه بالتعاون مع من يملكون بعض الأوقاف، فلنحققه إذا استطعنا بمبادرات فردية". وقال: "وعودي ليست كبيرة، ولست طامحا لتغيير الكون كما أسمع في كل إعلانات اللوائح، ولكن لا نريد ترك الساحة ليبقى اللصوص يصولون ويجولون فيها، أعتقد أن بطونكم امتلأت من أموال هؤلاء الناس، والمليارات التي أخذوها تكفي، الدين بحسب ما يقولون 70 مليارا، هم كذابون لأن الدين 100 مليار". وسأل "هل يصدق أحد منكم أن موازنة الدولة فيها 8% فقط للإنماء وللتطوير ولإدارة الدولة والباقي 38% رواتب 32 % خدمة دين و12 % خسائر كهرباء؟ لا نريد اليوم التكلم عن الكهرباء، تحدثنا عنها قبل الإنتخابات وبعد الإنتخابات لنا جولات كبيرة معكم، وسنقول كل الكلام وكل ما نعرفه، لا نهدد أحدا ولكن أنتم تعرفون أن هذا الإتفاق يقوم على تقاسم الجبنة ولن نسمح بأن يمر حتى لو لم نترشح للإنتخابات".وختم وهاب: "سنكمل معركتنا، في الإنتخابات وبعدها، آن الأوان لإقفال مزاريب التنفيعة في الدولة، آن الأوان لقيام دولة 

 

الحسيني يعلن سحب ترشيحه: هذه ليست إنتخابات!

أعلن الرئيس حسين الحسيني سحب ترشيحه للإنتخابات النيابيّة.

وأبرز ما جاء في البيان الذي أصدره والمرفق بالخبر: "إنني إذ أعلن عدم المشاركة في هذه الإنتخابات النيابية التي ليست بانتخابات ولا نيابية إلا في ظاهر الأمر وليس في واقع الحال، أدعو كلّ من شاركني في هذه المحاولة إلى إعادة النظر وفق هذا المعيار.. فالأصل هو المواجهة، لا المشاركة أو المقاطعة، المبادرة لا الاستكانة".

 

الحريري يصوّب على «حزب الله» في معركته الانتخابية وشكّل لوائح من دون تحالفات في المدن الرئيسية

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/25 آذار/18/قبل نحو شهر على موعد الانتخابات النيابية في لبنان، نجح رئيس الحكومة ورئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري باستنهاض جمهوره من خلال استعادة خطاب يصوّب فيه على «حزب الله»، مخيّرا الناخبين بين خطين ومسارين. وبعد إعلان اللائحة التي هو جزء منها وسيخوض فيها المعركة الانتخابية في دائرة بيروت الثانية يوم أول من أمس (الجمعة)، أعلن لائحة «المستقبل» في دائرة عكار يوم أمس السبت على أن يسدل الستار على اللائحة التي سيواجه بها منافسيه على الساحة السنية في معركة هي الأبرز في دائرة طرابلس - المنية - الضنية. وقد ارتأى الحريري أن تكون هذه اللوائح الثلاث «مستقبلية» بامتياز، خرقها ضم مرشح وحيد لحزب «القوات» في عكار. وبعدما كانت كل الإحصاءات ما قبل شهر نوفمبر (تشرين الثاني) تفيد بتراجع كبير لشعبية الحريري لمصلحة خصومه على الساحة السنية، وأبرزهم اللواء المتقاعد أشرف ريفي، انقلبت المعطيات على مشارف الاستحقاق النيابي، وهو ما ظهر جليا بتخبط منافسيه بتشكيل لوائحهم. وقال الخبير الانتخابي عبدو سعد إن «شعبية الحريري تدنت قبل نوفمبر الماضي نحو 40 في المائة، لكنها عادت وارتفعت بعد المستجدات الأخيرة من دون أن تصل إلى ما كانت عليه في الأعوام 2005 و2009، فالظروف حينها كانت استثنائية والأرجح لا يمكن أن تتكرر». وأضاف سعد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن معركة طرابلس تبقى المعركة الأبرز بالنسبة للحريري، بحيث إنها تثبت حضوره في المنطقة حيث أكبر كتلة سنية ناخبة، مع ترجيح تراجع عدد نواب (المستقبل) من 34 إلى ما بين 20 و22».

وبعكس ما كان يتوقع حلفاء الحريري المسيحيون، وأبرزهم «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية»، لم يسر بتحالف انتخابي شامل معهما، بل فضّل إتمام تفاهمات انتخابية «على القطعة». فتحالف مع «القوات» في عكار وبعلبك - الهرمل والشوف - عاليه، فيما تحالف مع «الوطني الحر» في زحلة، بعدما تبين له أن من مصلحته خوض معظم المعارك الانتخابية وحيدا، لأن خلاف ذلك سيعني تقاسم المقاعد مع أحزاب وتيارات أخرى غير قادرة أن تضيف إلى رصيده. وخلال إعلان لائحة «المستقبل لعكار» يوم أمس التي ضمت النائب هادي حبيش إلى محمد سليمان ووهبي قاطيشا ووليد البعريني وجان موسى وطارق المرعبي وخضر حبيب، أشار الحريري إلى أن معركة «المستقبل» الانتخابية ستكون «ضد الوصاية السورية وحلفائها». وقال: «لن نسمح بتسليم قرار مناطقنا لهم وبمدّ يدهم من جديد على عكار وطرابلس والشمال وكل لبنان». وتوجه الحريري للناخبين العكاريين قائلا: «اختياركم في هذه الانتخابات سيكون إما الاستقرار والأمان وحركة اقتصادية وفرص عمل وإما لا سمح الله الخراب وكوابيس اقتصادية واجتماعية». وكان الحريري قد استبق إعلان اللائحة في عكار، بلقاء عقده في مدينة طرابلس، قال خلاله إن «هناك خطين ومسارين يتوجب الاختيار بينهما. المسار الذي نمضي به نحن والذي ينادي بالسيادة والحرية والاستقلال وحرية الرأي والتعبير، ومسار آخر يقوده الفريق الذي يريد أن يضع يده على لبنان ويعود ليدخل بتسمية لوائح كما نرى في عكار وكل لبنان». وأضاف: «صحيح أننا نفتح حوارا مع (حزب الله)، ولكننا نربط الاشتباك معه، فهناك مشكلة في البلد، ولكن هذه المشكلة يجب ألا تتطور لتعطل حياة المواطن، لذا اتفقنا في مكان ما في مجلس الوزراء على أن ندير الأمور للأحسن من أجل مصلحة البلد، ولكن لم نتفق على الأمور الاستراتيجية». وقال: «اليوم في هذه الانتخابات، تكمن الأمور الاستراتيجية، هنا يمكن أن نغير منحى البلد، هذا هو الأمر الاستراتيجي، الانتخابات النيابية». وكان الحريري نبّه الناخبين خلال إعلان لائحة «المستقبل لبيروت» في دائرة بيروت الثانية من أن أي شخص يقرر أن يبقى في منزله في السادس من مايو (أيار) يعطي بذلك صوتا لـ«حزب الله»، وليس لأي أحد آخر. وقال: «كما أن أي صوت نزل واقترع للائحة غير لائحتكم، (المستقبل لبيروت)، اللائحة الزرقاء، هو صوت في النهاية يصب لمصلحة (حزب الله)». وضمت لائحة «المستقبل لبيروت» إلى جانب الحريري كلا من: النواب تمام سلام، ونهاد المشنوق، وباسم الشاب، وغازي يوسف، إضافة إلى نزيه نجم، وعلي الشاعر، ورولا طبش الجارودي، وفيصل الصايغ، وربيع حسونة، وزاهر عيدو.

 

الشكاوى تتفاقم من تجاوز حدود السلطة عشية الانتخابات

ناصر زيدان/الأنباء الكويتية/25 آذار 2018

تكررت في المدة الأخيرة الشكاوى من تداخل في صلاحيات بعض السلطات المستقلة.  ومن تجاوز لحدود السلطة في بعض المرافق العامة. وقد خرجت الاعتراضات الى العلن، وكادت ان تحدث أزمة لها طابع دستوري، بعد الصرخة التي اطلقها مجلس القضاء الأعلى، والتي رد فيها على كتاب وزير العدل سليم جريصاتي، الموجه الى المجلس.  وهناك اعتراضات متعددة من بعض المؤسسات العامة والبلديات على ما اطلقوا عليه «تجاوز حد السلطة» او اعتداء على صلاحيات، أعطتها القوانين للسلطات البلدية المستقلة، أو للمؤسسات العامة التي تتمتع بالاستقلالية المالية والادارية. والاتهام موجه في هذا السياق الى مرجعيات دستورية، أو رئاسية، وأحيانا أخرى موجه الى وزارات مختلفة، لاسيما منها «الوزارات السيادية» ويشمل الاتهام بعض المؤسسات العامة الكبرى، والأجهزة، والمجالس والصناديق، على خلفية الدعم السياسي وغير السياسي الذي تحظى به هذه الوحدات. تحدثت مقدمة الدستور عن فصل السلطات وتعاونها في الدولة، وتحديدا بين السلطة التشريعية المناطة بمجلس النواب، والسلطة التنفيذية المناطة بمجلس الوزراء، والسلطة القضائية التي يمثلها مجلس القضاء الاعلى، حتى ان القضاة كأفراد لهم حيثياتهم الخاصة التي لا تخضعهم للتسلسل الرئاسي، ولكل منهم كيانيته المستقلة، لأنه يصدر بمفرده - او عبر هيئة المحكمة - الاحكام باسم الشعب اللبناني، وليس باسم الدولة أو باسم أي وزارة فيها. وعلى الجهة المقابلة، فإن شكاوى البلديات متعددة عن طغيان السلطة التنفيذية بوزاراتها المختلفة - خصوصا دوائر وزارة الداخلية - على صلاحيات هذه البلديات التي أعطاها القانون رقم 118/77 صلاحيات محلية واسعة، واعتبرها هيئات محلية منتخبة، وتتمتع بالاستقلالية. ومن القضايا التي تعترض عليها هذه البلديات، معاملتها كأنها أجهزة تابعة لدوائر وزارة الداخلية، ومنحها مهام بموجب تعاميم أو قرارات، أو سحب صلاحيات منها بموجب مذكرات ادارية، علما ان القانون يحدد صلاحياتها بالكامل، ولا يجوز توقيف مفاعيل القوانين بموجب مذكرات إدارية. والأمثلة على مثل هذه الحالات كثيرة - كما يقول رئيس بلدية مخضرم، رفض الإفصاح عن اسمه خوفا من تعرضه للمضايقة. ومما يقوله عدد من المتابعين لهذه المقاربات التي تضج بها الاوساط الشعبية والسياسية، ان بعض المجالس والصناديق، تتجاوز صلاحيات مؤسسات أخرى وبلديات، في تنفيذ بعض المشاريع من دون التنسيق معها وفقا لما ينص عليه القانون، خصوصا في مشاريع تتعلق بالنفايات والصرف الصحي والمياه والطرق، وفي مجال البناء والإعلانات. والأمثل على هذه التجاوزات كثيرة، منها مذكرات وبرقيات وتعاميم تتعلق بالبناء الذي ينظم عمله قانون خاص، ومنها قرارات بحسم مبالغ مالية طائلة من مخصصات هذه البلديات من الصندوق البلدي المستقل، لصالح مجالس وشركات مختلفة، دون موافقتها.

 

الصوت التفضيلي يُعرّي الطبقة السياسية ويُبرز مساوئها

د. أحمد خواجة/ لبنان الجديد/25 آذار 2018

 يحافظ القانون على صيغته الطائفية في توزيع المقاعد مع الاجتهاد الكافي

 لطالما تاق اللبنانيون الوصول إلى انتخابات برلمانية تُعبّر عن طموحاتهم في التغيير والبناء والإصلاح، وإذ طالما وضعوا نُصب أعينهم إنجاز قانون انتخابي عصري يُمهّد لقيام دولة مؤسسات وقانون، دولة محاسبة وشفافية، حتى جاءهم القانون الحالي الذي بموجبه سيمثلون أمام صناديق الاقتراع في السادس من شهر أيار القادم، وإذ به يحمل في طياته خيبات أملٍ عدة يمكن حصرها بما يلي:

أولاً: النسبية فاقدة المعنى

وُصم القانون الانتخابي الجديد بالنسبية، إلاّ أنّه أفقد صفته معظم معانيها، فلم يعتمد لبنان دائرة واحدة، بل أعاد تقسيم البلد الصغير إلى خمسة عشر دائرة فُصّلت على مقاس الفئات السياسية التي أشرفت على صياغته وإخراجه.

ثانياً: القانون المقيد بالاسوار الطائفية

يحافظ القانون على صيغته الطائفية في توزيع المقاعد مع الاجتهاد الكافي في الحفاظ على الغيتوات الطائفية المغلقة.

إقرأ أيضًا: معركة بعلبك-الهرمل الانتخابية ... إنّها الأمارة على قول معاوية

ثالثاً: القانون الأرثوذكسي بصيغة الصوت التفضيلي

أثناء احتدام النقاشات حول القانون طُرح ما سُمّي بالقانون الأرثوذكسي، أي أن تُفرز البلاد إلى دوائر طائفية صافية، بحيث ينتخب المسيحيون النواب المسيحيين، وكذلك بالنسبة للمسلمين، وسقط هذا المشروع "الجهنّمي" المتخلف، إلاّ أنّ البعض أراد له أن يبصر النور بصيغة الصوت التفضيلي، هذا الذي يُسبّب هذه الأيام الحُمّى الانتخابية التي تعصف بالجميع، وتهوي بالقوى السياسية في نزاعاتها وخلافاتها ومنافساتها إلى الحضيض، وتساهم في هتك النسيج الاجتماعي نتيجة التّخبط والضياع وانحدار القيم وفقدان المبادئ، وفي مقدمها المبادئ الوطنية، والتي على أساسها تُبنى الأوطان، وتُصان المؤسسات ويُحافظ على الكيان. للأسف، قانون جديد اليوم لعودة نواب الأمس. ومكانك تُحمدي أو تستريحي.

 

المجنّسون الفلسطينيون في معركة صيدا جزين؟

علي داود /لبنان الجديد/24 آذار 2018

تؤكّد المعطيات الانتخابية حتى الساعة على مستوى دائرة الجنوب الأولى التي تضمّ صيدا- جزين أنّ الأمور تتّجه الى معركةِ كسرِ عظم بين أقطابٍ سياسيّين فرقتهم الأحجام وجعلتهم يبتعدون عن بعضهم في هذه الدائرة التي تظهّرت صورُ لوائحها لغاية الآن أنها 3 لوائح، الأولى لـ»المستقبل» وحلفائه والثانية تجمع «التيار الوطني الحر» و»الجماعة الاسلامية» والثالثة تجمع تحالف النائب ابراهيم اسامة سعد والمرشح ابراهيم عازار وتردّدت معلومات انّ «التيار الوطني الحر» مارس ضغوطاً كبيرة على العميد صلاح جبران ما ادّى الى سحب ترشيحه، بعدما كان ينوي خوض الانتخابات ضمن لائحة النائب بهية الحريري التي تضمّ المحامي حسن شمس الدين والدكتور روبير خوري وأمين ادمون رزق. وأكدت مصادر معنيّة بالشأن الانتخابي لـ»الجمهورية» انّ الامور تُنذر بمفاجأت على صعيد نتائج الانتخابات، فكل طرف يستخدم «عدة الانتخابات ولوازمها»، وهو يحبس أنفاسه وشرعت الماكينات للوائح والاقطاب باحتساب الصوت التفضيلي كيف يصبّ ليؤدّي غايته، وهناك توجّه نحو الفلسطينين المجنّسين في المدينة والقاطنين في محيط مخيم عين الحلوة وتشدّد الاطراف المتنافسة على كثافة التصويت لرفع الحاصل الانتخابي في حصد الاصوات التي قد تبدّل شيئاً ما في النتيجة. وكشفت المصادر انّ «الجماعة الإسلاميّة أبلغت «التيّار الوطني» معارضتها ضمّ المرشّح عن المقعد الكاثوليكي في جزين سليم الخوري الى اللائحة التي ستجمع «التيّار» و»الجماعة» وعبد الرحمن البزري في دائرة صيدا جزين، الأمر الذي سيهدّد هذا التحالف، أو سيدفع «الوطني الحر» الى اعتماد مرشّح آخر. واشارت الى انّ البزري يردّد امام مناصريه انّ موضوع الجماعة وانضمامها الى اللائحة غير دقيق ومَن يقرّر هذا الامر هو رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، ويشير انه تعهّد خطّياً الانضمام الى تكتل «الاصلاح والتغيير» في حال فاز بالانتخابات والاستمرار معه في حال لم يحالفه الحظ.

وتبقى الامور مرهونة بخواتيمها ولكن رغم بروز اللوائح الثلاثة رُبَّ مَن يسأل عن «القوات اللبنانية» والكتائب اللبنانية فهل يشكلان لائحة قبل اللحظات الاخيرة لتسجيل اللوائح في وزارة الداخلية التي تنتهي في 26 الجاري؟.

وبرزت في صيدا اللوائح الثلاث وهي لائحة «المستقبل»: وستضمّ كلّاً من «النائب بهية الحريري وحسن شمس الزين» عن المقعدَين السنّيَين في صيدا، وقائد الدرك السابق العميد صلاح جبران وامين رزق عن المقعدَين المارونيّين في جزين، وروبير خوري عن المقعد الكاثوليكي في جزين بعد انسحاب المرشح وليد مزهر عن المقعد نفسه. لائحة التحالف الثلاثي: «التيار الوطني الحر – تيار البزري – الجماعة»: وهي قيد الصيغة النهاية وستكون مكتملة ومؤلّفة من الدكتور عبد الرحمن البزري والدكتور بسام حمود عن المقعدَين السنّيَين في صيدا، النائبَين زياد الاسود وأمل ابو زيد عن المقعدَين المارونيّين في جزين، الدكتور سليم خوري عن المقعد الكاثوليكي في جزين. لائحة «سعد - عازار» وستعلن من جزين ولونها أحمر وهي مدعومة من حركة «أمل» وحزب الله»، وستكون غير مكتملة وستضمّ الأمين العام لـ»التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور اسامة سعد وعبد القادر البساط عن المقعدَين السنّيَين في صيدا، ابراهيم عازار عن المقعد الماروني في جزين ويوسف سكاف عن المقعد الكاثوليكي في جزين. وعلى صعيد التحالف بين حركة «أمل» و»حزب الله» سُجّلت في وزارة الداخلية اللائحة الاولى في دائرة الجنوب الثانية «الأمل والوفاء» والتي تضمّ قضاءَي الزهراني وصور وهي برئاسة الرئيس نبيه بري وتضمّ اليه 7 مرشحين فيما انتهت الاستعدادات والتحضيرات التي يتولّاها «أمل» و«حزب الله» لإعلان لائحة الأمل والوفاء في دائرة الجنوب الثالثة على أن تعلن من النبطية برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وتضمّ اليه 11 مرشحاً من أقضية النبطية وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا، واللافت انّ المرشحين الآخرين المنافسين للحركة والحزب لم يعلنوا ايّ لائحة في دائرتي الجنوب الثانية والثالثة.

وأصدر للتنظيم الشعبي الناصري بياناً جاء فيه انطلاقاً من التوافق المنجز قبل مدة بين سعد وعازار، والمرتكز على الثوابت الوطنية والسياسية والاجتماعية المشتركة، جرى تسجيل لائحة «لكل الناس» في دائرة صيدا - جزين. وقد اعتمدت اللائحة اللون الأحمر، وتألّفت من المرشحين: - أسامة معروف سعد المصري، وعبد القادر نزيه البساط، عن دائرة مدينة صيدا. إبراهيم سمير عازار، ويوسف حنا السكاف، عن قضاء جزين. يُذكر أنّ لائحة «لكل الناس» هي اللائحة الأولى في دائرة صيدا- جزين التي يتمّ تسجيلها رسمياً، وسوف تحتلّ بالتالي الموقع الأول في ورقة الاقتراع. من جهة ثانية، تقرّر أن تقيم لائحة «لكل الناس» مهرجاناً في مدينة جزين اليوم، وذلك قبل حلول موعد الاعياد المجيدة الأسبوع المقبل. كما تقرّر أن تقيم اللائحة مهرجاناً في مدينة صيدا يوم الخميس المقبل الواقع فيه 29 آذار الجاري. كما يُذكر أنّ النشاط الانتخابي لمرشّحي اللائحة قد بدأ قبل فترة، وهو يتواصل بشكل فعّال في صيدا وجزين، بهدف تحقيق الفوز والتعبير عن مصالح كل الناس.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الدفاع الجوي السعودي يعترض بنجاح صاروخا على الرياض

الاثنين 10 رجب 1439هـ - 26 مارس 2018م/العربية.نت/أفاد مراسل العربية بأن الدفاع الجوي السعودي اعترض بنجاح صاروخا باليستيا شمال شرق الرياض، وقد تمكنت قوات الدفاع الجوي السعودية من تدمير الصاروخ قبل وقوعه.

 

هل حاول بولتون إقناع إسرائيل بضرب إيران؟

الأحد 9 رجب 1439هـ - 25 مارس 2018م/دبي ـ العربية.نت/قال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، شاؤول موفاز، الأحد، إن جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد، سبق أن حاول إقناعه بمهاجمة إيران إبّان توليه منصب مندوب بلاده لدى الأمم المتحدة. وأكد موفاز الذي تولى وزارة الدفاع بين عامي 2002 و2006، في مؤتمر نظمته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية في تل_أبيب: أعرف جون بولتون منذ كان مندوباً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة. ونقل الموقع الإلكتروني للصحيفة عن موفاز قوله: لقد حاول أن يقنعني بأن إسرائيل بحاجة إلى مهاجمة إيران. وأوضح موفاز أن بولتون مارس هذه الضغوط عندما كانت سفيراً في الأمم المتحدة، خلال تولي الرئيس جورج بوش الابن الحكم. وعمل بولتون سفيراً لواشنطن لدى الأمم المتحدة في الفترة بين آب/أغسطس 2005 وكانون الأول/ديسمبر 2006. ويتبنى بولتون موقفاً صارماً ضد إيران، ويعارض الاتفاق الذي أبرمته القوى الكبرى مع إيران عام 2015، ويدعو إلى استهداف منشآتها النووية.وفي 2015، كتب بولتون مقال رأي في صحيفة "نيويورك تايمز" عنونه بـ"لإيقاف قنبلة إيران، اقصفوا يران بالقنابل"، وقد استبدل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، مستشار الأمن القومي هربرت مكماستر، وعين محله بولتون.

 

قصف إسرائيلي يستهدف موقعاً لـ«حماس» في غزة

تل أبيب – غزة/الشرق الأوسط/25 آذار/18/أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الأحد)، أن طائراته قصفت موقعا في مجمع عسكري لحركة حماس في قطاع غزة الليلة الماضية، ردا على ما وصفه بأنه هجوم شنه فلسطينيون عبر الحدود على جنوب إسرائيل. وقال الجيش في بيان إن «طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قصفت هدفا إرهابيا في مجمع عسكري لمنظمة حماس في رفح جنوب قطاع غزة». وأكد مصدر أمني فلسطيني في غزة أن طائرة حربية إسرائيلية من طراز «إف - 16» أطلقت فجر أمس (السبت) أربعة صواريخ على موقع لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس في غرب رفح، موضحا أن القصف «أسفر عن أضرار كبيرة في الموقع لكن لم تسجل أي إصابات». ونقلت صحيفة هآرتس عن الجيش أن الغارة على حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة جاءت بعدما قام فلسطينيون أربعة «يحملون زجاجات ممتلئة بمواد قابلة للاشتعال»، باختراق السياج الحدودي مساء السبت بالقرب من القرية التعاونية (كيبوتز) كيسوفيم.

وصرحت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية أنهم حاولوا إحراق آلية ثقيلة تستخدم لإشغال عند الحاجز الحدودي. وأضافت أن الآلية احترقت وفر المهاجمون إلى غزة. ولم تسجل أي إصابات.وقال المصدر الأمني الفلسطيني إن هذه الغارة «تأتي ضمن الاعتداءت المتواصلة على قطاع غزة تحت ذرائع لا قيمة لها»، مبينا أن «الاحتلال استغل تسلل أربعة شبان مدنيين للأسلاك الشائكة (على الحدود) شرق دير البلح (جنوب) ومحاولة إحراق حفار لينفذ هذه الغارة العدوانية». وقال بيان الجيش الإسرائيلي إن هذه «الحادثة التي وقعت أمس (السبت) تعد واحدة من أخطر الحوادث التي جرت في منطقة السياج الأمني

وتحاصر إسرائيل القطاع منذ عام 2006، وشددت حصارها عليه بعد سيطرة حماس. ومنذ عام 2008، شنت إسرائيل ثلاث حروب على قطاع غزة الذي يعيش فيه أكثر من مليوني شخص.

 

مخاوف في إيران من خطة أميركية لإطاحة النظام

طهران– «الحياة»، أ ب/26 آذار/18/اعتبر النائب حسين نقوي حسيني، الناطق باسم لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى إلى إطاحة النظام الإيراني، من خلال تعيين شخصيات متشددة في إدارته. ورأى ان خطة لإطاحة النظام الإيراني لا تزال على جدول أعمال الإدارة الأميركية. أما سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني فاعتبر ان «الإجراءات والقرارات التي يتخذها الرئيس الأميركي تتناسب مع سلوكه وطابعه الصبياني». وتحدث عن «سياسة ثابتة (تنتهجها) الإدارات الأميركية المتعاقبة، في اتباع استراتيجية إضعاف إيران». وتابع: «المخجل بالنسبة الى دولة كبرى هو أن يتسلّم مستشار الأمن القومي فيها مبالغ من زمرة إرهابية قتلت 17 ألف مواطن بريء في إيران»، في إشارة الى حضور بولتون عام 2017 تجمّعاً لـ «مجاهدين خلق»، أبرز تنظيم مناهض للنظام الإيراني في المنفى. الى ذلك رأى إسحق جهانكيري، النائب الأول للرئيس الإيراني حسن روحاني، ان «أفراداً مثل ترامب لا يمكنهم ان يشكّلوا تهديداً لإيران ويمنعوا تقدّمها». وأقرّ بـ «إمكان أن يعرقل بعضهم (تطوّر) النشاطات التنموية في شكل جيد»، مستدركاً أن «إيران تمكّنت طيلة قرون من تجاوز الأخطار والصعاب». وتابع: «لو تحدّث بعضهم مع الإيرانيين بأدب، فهم أصحاب للحوار».

 

يديعوت: بولتون أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب منشأت إيران النووية

وكالات//25 آذار/18/ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلى الأسبق شأوول موفاز، كشف أن مستشار الأمن القومى الأميركي الذى عينه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، جون بولتون أعطى الضوء الأخضر إلى إسرائيل بضرب المنشأت النووية الإيرانية، بغطاء دولي تدعمه واشنطن. ووضحت الصحيفة أن موفاز قال هذه التصريحات خلال مؤتمر أمن إسرائيل بحضور 4 من رؤساء الأركان الإسرائيليين السابقين، حيث قال إنه يعرف بولتون منذ أن كان سفيرا للولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة، وفي أحد المرات التي التقى به، قال بولتون: "يمكن لدولة إسرائيل أن تشن هجوما على المنشأت النووية الإيرانية وسنسمح بذلك". وأكد موفاز أن "إيران تمثل خطرا كبيرا على أمن دولة إسرائيل"، موضحا أن "الخطر الإيراني يقترب أكثر وأكثر نحو الحدود الإسرائيلية من خلال سيطرة إيران على لبنان وسوريا"، مشيرا الى أنه "لا يمكن ضمان أمن واستقرار إسرائيل في ظل وجود أسلحة نووية في حوزة طهران".

 

خدم بالعراق وتزوج قبل وفاته بساعات... ما نعرفه عن الضابط الشجاع أرنو بلترام وفرنسا تعتزم تكريمه رسمياً بعدما ضحى بحياته خلال عملية احتجاز رهائن

الشرق الأوسط/25 آذار/18/أصبح أرنو بلترام ضابط الدرك الوطني الفرنسي، بطلاً قومياً حقيقياً في فرنسا وحديث وسائل الإعلام خارجها، وذلك بعدما دفع حياته لإنقاذ رهائن احتجزهم «داعشي» فرنسي من أصل مغربي، الجمعة الماضي، في مدينة كركاسون جنوب فرنسا، فيما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن تكريماً وطنياً سيقام له. وقُتل المهاجم، وهو فرنسي من أصل مغربي يدعى رضوان لقديم (25 عاماً)، الذي حمل مسدساً وسكيناً وعبوات ناسفة، بحسب مصدر قريب من التحقيق، برصاص قوات الأمن بعد هجوم دامٍ بدأ في كركاسون، وانتهى داخل سوبرماركت في تريب البلدة القريبة، حيث احتجز عدة أشخاص رهائن.

وخلال عملية احتجاز الرهائن، تطوع اللفتنانت كولونيل أرنو بلترام (45 عاماَ) ليحل محل امرأة كان المهاجم يحتجزها، بحسب مصدر قريب من التحقيق. وقرابة الساعة 14.20 فتح لقديم، الذي بقي بمفرده مع الدركي، النار على هذا الأخير ما شكل إشارة انطلاق هجوم قوات الأمن الذي انتهى بمقتل المهاجم.

وتوفي بلترام الذي أصيب إصابة خطيرة، السبت، متأثراً بجروحه ما أثار موجة تأثر عارمة في البلاد. وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه «يستحق أن يحظى باحترام الأمة ومحبتها». وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس (السبت)، إن الإعلان عن تكريم وطني للضابط الذي «مات بطلاً» تم في أعقاب اجتماع لمجلس الدفاع في الإليزيه، لكن دون تحديد موعد له. كما طلب ماكرون استدعاء مسؤولي الهيئات المكلفة متابعة المتطرفين (استخبارات وشرطة ودرك ونيابة وإدارة السجون). وأوضحت وزارة الداخلية أن مثل هذا النوع من الاجتماع «يهدف إلى التذكير بإرشادات التيقظ بعد حادث مماثل». ووجه مسجد باريس الكبير تحية لـ«شجاعة وقيم والتزام» الضابط. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن بلترام الذي تعرض لأربع رصاصات بالنصف الأعلى من جسده، قد تزوج من خطيبته ماريل وهو على فراش الموت بأحد مستشفيات كراكسون، بينما كان مقرراً أن يتزوجا خلال العام الحالي. وأصيب في الهجوم ثلاثة أشخاص، أحدهم كان لا يزال السبت بين الحياة والموت. وقال سيدريك شقيق بلترام لإذاعة «آر تي إل» إن الضابط «كان يعرف أن لا أمل فعلياً» له، لكنه «لم يتردد لحظة». وتخرج بلترام من الأكاديمية العسكرية بمدينة سان سير عام 1999، وبعد أربع سنوات تم اختياره للالتحاق بمجموعة النخبة للاستجابة الأمنية بالدرك الوطني الفرنسي. وفي عام 2005 خدم في العراق، وتم تكريمه لاحقاً على عمله ضمن قوات حفظ السلام. وحينما عاد إلى فرنسا، التحق بالحرس الجمهوري الفرنسي، وتم تكليفه بحماية قصر الرئاسة، بحسب «بي بي سي». والعام الماضي، تم تعيينه نائباً لرئيس الدرك في إقليم أود الفرنسي الذي يضم بلدة كراكسون التي شهدت الهجوم الجمعة. وبلترام هو سابع عنصر من قوات الأمن الفرنسية الذي يلقى حتفه في هجمات إرهابية مماثلة منذ 2012.من جانبها، أشادت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بـ«شجاعة وتضحية» ضابط الشرطة الفرنسي، وأنها لن تُنسى. ودعت ماري كلير كاستيل التي أتت حاملة باقة من الورود البيضاء كتب عليها «شكراً» إلى «تكريم وطني» للضابط، قائلة: «إنه بطل... لقد أنقذ أرواحاً». وفي كركاسون، عبر السكان عن صدمتهم وحزنهم، وقالت خديجة (52 عاماً) بصوت مرتعش «كنا نقول: إن مثل هذه الأمور لا تحدث إلا في المدن الكبيرة».

 

ولي العهد السعودي يشرف في بوسطن على {وجهة المستقبل}

نيويورك: علي بردى - واشنطن: معاذ العمري/الشرق الأوسط/25 آذار/18/أشرف الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، على توقيع مجموعة من اتفاقيات الشراكة بين مؤسسات اقتصادية وتعليمية وبحثية أميركية وسعودية، في مجالات التكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية وغيرها، خلال زيارته إلى مدينة بوسطن أمس. وبعد 5 أيام من المباحثات مع أركان الإدارة الأميركية في واشنطن، زار ولي العهد السعودي مؤسسات بحثية تعمل على تطوير استخدامات الذكاء الصناعي والتكنولوجيا، أبرزها «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» (إم آي تي) المصنف الجامعة الأولى على مستوى العالم. ورعى محمد بن سلمان توقيع اتفاقيات تعاون علمي وتكنولوجي، على هامش منتدى «الابتكار من أجل التأثير» الذي عقد في «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا»، أبرزها شراكة بين المعهد الرائد و«جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية»، للتعاون في مشروع «نيوم» السعودي الجديد، بعنوان «وجهة المستقبل». وتتضمن الشراكة مشاريع مشتركة في الأبحاث وتبادل الطلاب وريادة الأعمال. وقبل مغادرته واشنطن إلى بوسطن، استعرض الأمير محمد بن سلمان «رؤية السعودية 2030» ومبادراتها الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والإصلاحات التي تشملها لتنويع الاقتصاد السعودي وزيادة الاستثمار في التقنية والموارد البشرية، خلال لقاءين منفصلين أمس، مع مديرة «صندوق النقد الدولي» كريستين لاغارد، ورئيس «البنك الدولي» جيم يونغ كيم. كما التقى ولي العهد السعودي عدداً من المسؤولين الأميركيين السابقين.

 

انفجار قرب مسجد غرب أفغانستان... و«داعش» يتبنى

الشرق الأوسط/25 آذار/18/قالت الشرطة الأفغانية اليوم (الأحد)، إن انتحاريين فجرا نفسيهما قرب مسجد بمدينة هرات في غرب البلاد، ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة سبعة. وأعلن تنظيم داعش، عبر وكالته «أعماق»، مسؤوليته عن الهجوم الذي جاء بعد انفجار وقع الأسبوع الماضي في كابل، وأعلن التنظيم المسؤولية عنه أيضاً. وقتل هجوم، الأسبوع الماضي، نحو 30 شخصاً قرب مزار ديني أثناء احتفالات بعيد النوروز أو السنة الفارسية الجديدة. وقال أمين الله أمين نائب قائد الشرطة إن مهاجمين حاولا دخول المسجد، لكنهما فجرا نفسيهما عندما تصدى لهما حراس الموقع وفتحوا عليهما النار. وأكد مسؤولو الصحة أن شخصاً واحداً قتل وأصيب ثمانية، فيما أشاروا إلى أن العدد النهائي قد يتغير. وشهدت هرات، وهي واحدة من أكثر المدن رخاءً في أفغانستان، موجات متفرقة من أعمال العنف، لكنها لم تشهد نفس معدل الهجمات في كابل. وتزامنت أعمال العنف مع تدهور الأمن، فيما يقاتل متشددو «طالبان» القوات الحكومية في أغلب البلاد مما يودي بحياة آلاف المدنيين كل عام.

 

المعارضة السورية تغادر ثلاث بلدات بالغوطة... والغموض يخيم على دوما

الشرق الأوسط/25 آذار/18/غادرت حافلات تقل مسلحي المعارضة السورية بلدات كانت تسيطر عليها في الغوطة الشرقية اليوم (الأحد)، وفقا لاتفاق بين النظام السوري و«فيلق الرحمن»، جماعة المعارضة المسلحة الرئيسية في المنطقة. وفي ساعة مبكرة قبل فجر اليوم، غادرت قافلة مكونة من 17 حافلة، تقل 981 شخصا، الغوطة الشرقية. وكان من المفترض بدء مغادرة مسلحي المعارضة وأسرهم وغيرهم من السكان من بلدات زملكا وعربين وعين ترما، صباح السبت، لكن الحافلات وصلت في ساعة متأخرة من النهار. وستستمر عمليات الانسحاب، ومن المتوقع أن يغادر المنطقة نحو 7 آلاف شخص، وفقا للاتفاق.

وعرض تلفزيون النظام السوري مواقع مصورة لقوات النظام وهي تدخل البلدات التي غادرها المسلحون. كما عرض صورة أسرى أطلقت المعارضة المسلحة سراحهم وهم يستقلون حافلات. وبذلك تكون جماعة «فيلق الرحمن»، أحدث جماعات المعارضة التي تغادر الغوطة الشرقية بعد أن سبقها إلى ذلك مقاتلو «أحرار الشام» الذين انسحبوا من حرستا. وبموجب الاتفاق سينقل مسلحو المعارضة إلى مناطق في إدلب. في المقابل وردت تقارير عن استمرار المفاوضات بين روسيا وجماعة «جيش الإسلام» بشأن استسلام مدينة دوما التي لا يزال مصيرها غير معروف. وتقع الغوطة الشرقية في ريف دمشق، على مشارف العاصمة، مما مكن المعارضة المسلحة من شن هجمات بمدافع الهاون على مناطق وسط العاصمة. وشنت قوات النظام السوري، مدعومة بالجيش الروسي، عملية عسكرية، في 18 فبراير (شباط) الماضي، على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، مما أسفر عن مقتل المئات وسيطرت القوات النظامية على معظم مناطق الغوطة الشرقية. يذكر أن الغوطة الشرقية هي المعقل الأخير للمعارضة المسلحة على مشارف دمشق. ولم يبق تحت سيطرة مسلحي المعارضة إلا نحو 10 في المائة فقط من أراضيها.

 

أحمدي نجاد يتهم الحرس الثوري بالعمل على اتهامه بالتجسس وقال رداً على خامنئي إن القضاء لا يحترم حرية التعبير

لندن/الشرق الأوسط/25 آذار/18/وجه الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، في رسالة جديدة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، تهماً إلى مخابرات «الحرس الثوري» والحكومة والقضاء والبرلمان بالعمل على «مشروع» اتهامه بالتجسس، عبر ممارسة ضغوط على مساعديه، مشيراً إلى أنه «أحبط المشروع». كما دخل على خط الجدل الدائر بين الإيرانيين حول مزاعم المرشد وجود حرية تعبير في إيران، من دون معتقلين بسبب آرائهم السياسة، مطالباً إياه بإلزام القضاء باحترام حرية التعبير. وقال أحمدي نجاد إن مساعده التنفيذي حميد بقايي «تعرض لضغوط في مخابرات الحرس الثوري لفترة شهرين، بهدف توجيه اتهام التجسس ضده وضد زملاء، بمن فيهم أنا»، مضيفاً أن «مخابرات الحرس الثوري سلمت بقايي لوزارة المخابرات لتوجيه التهم نفسها، لكن هذه الخطوة غير القانونية وغير الثورية أحبطت». واتهم نجاد السلطة القضائية، بدعم من الحكومة الحالية ومخابرات الحرس الثوري وأجهزة تابعة للبرلمان، بالعمل على تلفيق تهم ضده وضد فريق إدارته. وأهم مطالب أحمدي نجاد من خامنئي لضمان حرية التعبير إقامة محاكمات علنية، وفق ما ينص عليه الدستور، وإعلان مرجع رسمي يحقق في تجاوزات الجهاز القضائي. ورد نجاد على دفاع خامنئي عن أوضاع حرية التعبير في إيران برسالة جديدة، طالبه فيها بإلزام القضاء الإيراني باحترام حق حرية التعبير، معرباً عن اعتقاده أن الجهاز القضائي لا يتوافق مع خامنئي حول ذلك. وهذه أول رسالة يكشف عنها موقع «دولت بهار»، التابع لأحمدي نجاد، بعد اعتقال رئيس مكتبه إسفنديار رحيم مشائي، وقبل ذلك مساعده التنفيذي حميد بقايي. وهي الرسالة الثالثة التي يوجهها أحمدي نجاد إلى خامنئي منذ 19 فبراير (شباط) الماضي. وتضمنت الرسائل الثلاث انتقادات حادة إلى أركان النظام، واستهدفت أغلبها رئيس القضاء صادق لاريجاني. وفي رسالته الأولى، حمل أحمدي نجاد خامنئي ضمناً مسؤولية المشكلات التي وردت في خطاباته، وطالبه باتخاذ خطوات عملية وعدم الاكتفاء بالأقوال، نظراً لصلاحياته الدستورية.

وقال خامنئي، الأربعاء، في خطاب بمدينة مشهد، إنه «توجد في إيران حرية الرأي والتعبير؛ لا أحد يتعرض للاعتقال أو الضغط بسبب معارضته سياسة النظام. ومن يدعي ذلك كاذب».

ورداً على هذه الجزء من خطاب خامنئي، قال أحمدي نجاد إن «عدداً من الشباب والناس، من نساء ورجال، معتقلون حالياً لهذه الأسباب، والبعض بسبب تعليق في شبكات الإنترنت!»، لافتاً إلى أن تعامل الجهاز القضائي «ينتهك ليس القانون الأساسي فحسب، بل ينتهك القوانين العادية»، وأضاف أن القوانين «كتبت لصالح القضاء بدلاً من الناس». وأشار أحمدي نجاد إلى تصريحات قال فيها خامنئي إنه «لا يلاحق ولا يسجن أي شخص بسبب الاحتجاج ضد النظام أو عقائد المعارضة لرجال الحكم»، وقال مخاطباً خامنئي: «أحيطكم علماً، على ما يبدو الجهاز القضائي لا يقبل تصريحاتكم هذه».

واعتبر أحمدي نجاد اعتقال بقائي ومشايي «نماذج على تسييس القضاء الإيراني، وانتهاك حرية التعبير»، وخاطب خامنئي بالقول: «أنتم على اطلاع كامل بقضية حميد بقايي، وهو من كبار المسؤولين في الحكومتين التاسعة والعاشرة». وتابع نجاد في هذا السياق أن «مشايي اعتقل نتيجة احتجاجه على التجاوزات والظلم البين للقضاء، وتعرض لاستجواب مشدد من دون حضور المحامي». وفي منتصف مارس (آذار) الحالي، وجه أحمدي نجاد رسالة إلى قائد «فيلق القدس»، قاسم سليماني، مطالباً إياه بإعلان موقفه من اتهام مساعده حميد بقايي باختلاس نحو 4 ملايين من أموال «فيلق القدس»، كانت مخصصة لتقديمها كهدايا لقادة أفريقيين، وفقاً لأحمدي نجاد. وأصدر القضاء الإيراني حكماً بتوقيف بقايي ونقله إلى سجن أفين الشهر الماضي، بعدما أدين بالسجن 15 عاماً، وإعادة 43 مليار دولار بتهمة اختلاس أموال حكومية، وأخرى للحرس الثوري. من جهة ثانية، أدانت إيران، أمس، العقوبات الأميركية الجديدة على عشر من رعاياها، وشركة إيرانية اتهمتها واشنطن بحملة سرقة معلوماتية كبيرة طالت جامعات ومؤسسات في العالم. وقال بهرام قاسمي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، كما أفاد بذلك الموقع الرسمي للوزارة، إن «إيران تدين التحركات الاستفزازية غير القانونية وغير المبررة للولايات المتحدة، التي تعد مؤشراً جديداً على عداء المسؤولين الأميركيين وكراهيتهم للشعب الإيراني»، ووصف بـ«الاتهامات المغلوطة» التأكيدات الأميركية، موضحا ًأن هذه التدابير «لن تمنع التطور العلمي للشعب الإيراني». وذكرت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، أن الأشخاص العشرة مرتبطون بمؤسسة «مبنا» الإيرانية، وهم متهمون بـ«سرقة الملكية الفكرية وبيانات مهمة لمئات الجامعات في الولايات المتحدة ودول أخرى، وكذلك شركة إعلامية، بهدف تحقيق مكاسب مالية شخصية». وتم تجميد موجودات الأفراد والشركة، وحظر تعامل المواطنين الأميركيين معهم. وأوضح مساعد وزير العدل، رود روزنشتاين، في البيان: «سرق المواطنون الإيرانيون أكثر من 31 تيرابايت من الوثائق والمعطيات من أكثر من 140 جامعة أميركية، و30 شركة أميركية، و5 هيئات حكومية أميركية، وأكثر من 176 جامعة في 21 بلداً»، وأضاف أن المتهمين فعلوا ذلك لحساب الحكومة الإيرانية والحرس الثوري.

 

 تركيا تعلن بدء عملية عسكرية بقضاء سنجار في العراق

انقرة/الشرق الأوسط/25 آذار/18/نقلت وسائل إعلام تركية، اليوم (الأحد)، عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إعلانه اليوم، أن بلاده أطلقت عملية عسكرية في قضاء سنجار شمال العراق ضد مسلحي "حزب العمال الكردستاني". وحسب المصادر، فأن أردوغان قال ايضا "أكدنا أننا سوف ندخل سنجار أيضا والآن بدأت العمليات العسكرية هناك". مشيرا الى أن تركيا "تحارب الإرهابيين في الداخل والخارج"، فيما شدد: "اننا لسنا دولة احتلال وهمنا الأكبر هو مكافحة الإرهابيين". وجاءت تصريحات إردوغان خلال خطاب ألقاه اليوم في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم، متوعدا بمحاربة مقاتلي حزب العمال الكردستاني إذا لم يبادروا بالخروج من إقليم كردستان، حيث قال "في حال عدم انسحاب الإرهابيين من شمال العراق فسنقوم نحن بما يلزم ضدهم"، وذلك حسبما نقلت وسائل الاعلام العراقية. وكان حزب العمال الكردستاني التركي، قد اعلن أول من أمس (الجمعة) انسحابه من سنجار قائلا "بعد هزيمة داعش في المنطقة، زال الخطر إلى حد كبير جداً عن الإزيديين". وكان الرئيس التركي قد قال يوم الاثنين الماضي "من الممكن أن ندخل سنجار على حين غرة ونطهرها من عناصر بي كا كا". من جانبها، دانت وزارة الخارجية العراقية، يوم الخميس الماضي العمليات العسكرية التركية داخل الاراضي العراقية، وأكدت "موقفها الرافض لوجود أي قوات على الأراضي العراقية أو محاولة القيام بعمليات عسكرية من قبل أي دولة من دول الجوار".

 

 قتلى بانفجار سيارة مفخخة قرب البرلمان الصومالي

الشرق الأوسط/25 آذار/18/قتل شخصان على الأقل بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري بالقرب من مقر البرلمان الصومالي في العاصمة مقديشو اليوم (الأحد)، حسبما أفادت الشرطة. وشوهدت سحابة دخانية هائلة فوق المنطقة التي تشهد تشديدات أمنية على طول الطريق المؤدية إلى القصر الرئاسي. ويأتي الانفجار بعد أيام من مقتل 14 شخصا وإصابة 10 آخرين بتفجير سيارة مفخخة قرب أحد الفنادق بالعاصمة الصومالية. وتشهد مقديشو بصفة متكررة هجمات تشنها حركة الشباب المتشددة. وأدى تفجير شاحنة مفخخة في مقديشو إلى مقتل 512 شخصا في أعنف هجوم في تاريخ البلاد.

 

توقيف الرئيس الانفصالي السابق لإقليم كاتالونيا عند دخوله إلى ألمانيا

الشرق الأوسط/25 آذار/18/قال محامي الرئيس الانفصالي لكاتالونيا كارليس بوتشيمون، إن الشرطة الألمانية اعتقلت موكله اليوم (الأحد)، بناءً على مذكرة اعتقال دولية بحقه استصدرتها إسبانيا. ودخل بوتشيمون إلى ألمانيا من الدنمارك، بعد أن غادر فنلندا يوم الجمعة عندما بدا أن الشرطة هناك ستعتقله، وتبدأ في عملية ترحيله، بناءً على طلب مدريد. ولم يذكر المحامي مكان احتجازه في ألمانيا. ويواجه بوتشيمون عقوبة قد تصل إلى السجن 25 عاماً في إسبانيا، إذا أدين باتهامات التمرد والعصيان الموجهة إليه فيما يتعلق بإجراء استفتاء غير قانوني على استقلال كاتالونيا أدى لإعلان الانفصال عن إسبانيا من جانب واحد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

 

رئيس لوبي إيراني بواشنطن يقترح حكومة عسكرية لمواجهة ترامب

واشنطن – وكالات/25 آذار/18/اقترح رئيس المجلس الإيراني – الأميركي هوشنغ أمير أحمدي تشكيل حكومة عسكرية في إيران بواسطة “الحرس الثوري”، لمواجهة ما وصفها بتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المحدقة، عقب تعيين صقور معادين لطهران في إدارته. وعلل أحمدي، الأستاذ في جامعة “راتغرز” الأميركية رئيس المجلس الإيراني – الأميركي، وهو من أبرز اللوبيات الإيرانية المتنفذة في الولايات المتحدة، اقتراحه بأن “حكومة الرئيس حسن روحاني لا تستطيع مجابهة التهديدات الأميركية، كما أن الأوروبيين لا يأخذون حكومة روحاني على محمل الجد، ويعتبرونها حكومة ضعيفة”. وقال إن “تعيين جون بولتون مستشاراً ومديراً لمجلس الأمن القومي الأميركي يعزز احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران”، مضيفاً أن “حكومة روحاني لا تستطيع القيام بالمواجهة السياسية والديبلوماسية لإدارة ترامب، ولذا يجب أن يتم استبعادها”. وعبر عن قلقه من احتمال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي قائلاً، إن “بولتون يريد من ترامب الخروج من الاتفاق ثم فرض عقوبات شديدة وحصار على المجالين البحري والجوي الإيرانيين، ومن ثم وقف برنامج الصواريخ الإيراني، وكذلك إنهاء تدخلات الحرس الثوري في المنطقة، خصوصاً في لبنان وسورية والعراق واليمن”.

وأضاف إن “هذه الستراتيجية هي المرحلة الثانية من نزع سلاح إيران وإنهاء نفوذها في المنطقة”، مشيراً إلى أنه “في نهاية المطاف يريد كل من بولتون ووزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو إسقاط النظام الإيراني، ولهذا الغرض سيفعلون أي شيء”. من جهة أخرى، أعلن قائد خفر السواحل في مدينة بندرلنكة بمحافظة هرمزكان الإيرانية محمد ثابت أمس، احتجاز زورق إماراتي، زاعماً أنه يحمل وقوداً مهرباً. وقال إن “الزورق المزود بأجهزة ضخ وتخزين كان يحمل 250 ألف لتر من زيت الغاز المهرب، وتم توقيفه في إطار عمليات خاصة من قبل خفر السواحل في بندرلنكة”.

وأضاف إن طاقم الزورق يضم أربعة أفراد يحملون الجنسية الهندية، وتم تسليمهم للسلطات القضائية المختصة. من ناحية ثانية، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز أمس، إن مستشار الأمن القومي الجديد للرئيس الأميركي جون بولتون “حاول إقناعي بأن إسرائيل يجب أن تهاجم إيران”، عندما كان يشغل منصب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تحالفات تُبدِّل المعادلات في البترون والشمال

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 26 آذار 2018

بعد مفاوضاتٍ عسيرة دامت أسابيعَ عدة، خرج حزبا «الكتائب اللبنانية» و«القوات اللبناينة» باتّفاقٍ إنتخابي في دائرة الشمال الثالثة، ما رسم صورةً جديدة في المشهد الانتخابي لهذه الدائرة.

لم تكن مفاوضات الأيام الأخيرة سهلة، إذ شهدت شدّ حبال وأخذاً وردّاً بين الحزبين إنتهت بإعلان التفاهم الإنتخابي بينهما. وقضى التحالف بقسمة المقاعد العشرة في أقضية البترون والكورة وبشري وزغرتا مناصفةً بين الحزبين والحلفاء.

ظلّ النائب سامر سعادة حتى الساعات الأخيرة متمسّكاً بطرحه القاضي بانسحاب المرشح «القواتي» فادي سعد من البترون لمصلحته، لكنّ «القوات» رفضت هذا المبدأ وأصرّت على خوض الإنتخابات مع «الكتائب» جنباً الى جنب، وكلٌ بمرشحيه الذين يختارهم، في حين أنّ النائب السابق قيصر معوض سبق الكتائب الى التفاوض مع «القوات» على رغم أنه محسوب على لائحة تحالف «الكتائب» و»اليسار الديموقراطي» و»المجتمع المدني» التي كانت في طور التأليف.

وبعد وصول الإتصالات الى خواتيمها، إتّفق الحزبان على أن يأخذ كل منهما خمس مقاعد، وبالتالي تُرشّح «القوات» كلاً من النائب ستريدا جعجع والنقيب جوزف إسحاق في بشري، النائب فادي كرم في الكورة، النقيب ماريوس البعيني في زغرتا، وفادي سعد في البترون.

بدوره، يرشّح حزب «الكتائب» و«اليسار الديموقراطي» والحلفاء كلاً من النائب سامر سعادة في البترون، المرشّح الكتائبي ألبير اندراوس ومرشّح «اليسار الديموقراطي» جورج منصور في الكورة، قيصر معوّض وميشال الدويهي في زغرتا، فيما أعلن كلّ من المرشّح في البترون الدكتور شفيق نعمة والمرشّح في بشرّي رياض طوق انسحابهما من المعركة. في المقابل، فإنّ لائحة تحالف «التيار الوطني الحر» وحركة «الإستقلال» وتيار «المستقبل» باتت تضمّ كلاً من الوزير جبران باسيل ونعمة إبراهيم في البترون، النائب نقولا غصن وجورج عطالله وغريتا صعب في الكورة، سعيد طوق وجورج بطرس في بشري، رئيس حركة «الإستقلال» ميشال معوض والوزير بيار رفّول والنائب السابق جواد بولس في زغرتا. أما اللائحة الثالثة الأساسية في هذه الدائرة، فتضمّ تحالف تيار «المردة» والحزب «السوري القومي الإجتماعي» والنائب بطرس حرب، والتي كان رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية أعلن عن أبرز مرشحيها، وهم: طوني فرنجية، النائبان إسطفان الدويهي وسليم كرم في زغرتا، حرب في البترون، النائبان السابقان فايز غصن وسليم سعادة في الكورة، ووليم جبران طوق في بشري.

إذاً، ترك التحالف «القواتي»- «الكتائبي» تردّداته في دائرة الشمال الثالثة عموماً، وفي البترون خصوصاً، لأنّ المعركة الأساسية كانت تتركّز بشكل أساسي في هذا القضاء، وكان معظم المتابعين يعتبرون أنّ الفائزين في البترون محسومون وابرزهم باسيل وحرب. لكنّ هذا التحالف الجديد ترك إرتياحاً لدى القواعد الكتائبية و«القواتية» في منطقة يُعتبر هواها السياسي الأساسي هو «اليمين المسيحي». ويساهم تحالف «القوات» و«الكتائب» في خلق جوٍّ مؤاتٍ لخوض المعركة، بحيث يصبح الوصول الى حاصل رابع أمراً سهلاً لأنّ التحالف لا يشمل فقط البترون، بل الأقضية المسيحية الثلاثة الأخرى.

وعلى رغم أنّ أحداً من المرشحين لم ينسحب للآخر، إلّا أنّ الفوز بمقعد البترون بات غيرَ مستبعد، فلو انسحب المرشّح الكتائبي لــ«القواتي» أو العكس، فإنّ تململاً كان سيسود قواعد الحزب المنسحب، لكنّ نزولهما الى المعركة معاً سيدفع كل مرشّح الى تكثيف نشاطه من أجل الحصول على أعلى نسبة من الأصوات التفضيليّة، وبالتالي سيرتفع حاصل اللائحة حكماً، في حين أنّ تفوّقَ مرشّح «القومي» في الكورة وفرنجية والنائب اسطفان الدويهي في زغرتا على حرب بنسبة الأصوات التفضيلية سيجعل فوز الأخير صعباً.

ومن جهة أخرى، فإضافة الى الجوّ الإيجابي الذي خلقه تحالف «القوات» والكتائب بين قواعدهما، فإنّ عدداً من المعترضين على الحال التي وصلت إليها قوى «14 آذار» والذين يميلون الى خطّ «اليمين المسيحي» سيجذبهم هذا التحالف مجدداً، بعدما كان قسم كبير منهم معتكفاً، ويرفض التصويت للوائح لا تمثّل توجهاته السياسية والسياديّة. ويبقى التأثير الأكبر للكتلة الناخبة في تنورين، حيث يملك النائب حرب رقماً كبيراً من اصوات الناخبين، في حين أنّ عدداً لا يُستهان به من أبناء البلدة سيصوّت للوائح «التيار الوطني الحرّ» وتحالف «القوات» و«الكتائب».

 

تحالفات «التيار الوطني الحر»: هلا بـ«الإخوان»!

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الاثنين 26 آذار 2018

وكأنّ حزباً جديداً وقف رئيسُه على مسرح "البيال" السبتَ الماضي يعرّف عن نفسه، واستطراداً عن تحالفاته ومرشّحيه وخطابه الانتخابي. لا يمتّ لـ"التيار الوطني الحر" في صلة إلّا في عنوانه. هذا ليس تاريخه، ولا سلوكه ولا قواعده في التفاهمات ولا انسجامه مع مبادئه أو ذاته.

خلطة تحالفات متناقضة، متشابكة، متعرّجة، لا شيءَ يجمعها إلّا المصلحة الانتخابية. وإذا ما افترضنا أنه قرّر مجاراة "الدارج" في الواقعية المطلقة، فما معنى إذاً أن ينزّهَ نفسَه عن كل الموبقات التي رمى بها خصومه، وهم إما شركاؤه في بعض المطارح، وإما شركاء شركائه، وإما حلفاء الأمس؟

إستعراضيٌّ بامتياز كان الاحتفال بإعلان اللوائح. "فلش" العونيون "مفاتنهم" و"عضلاتهم" وصفّوا مرشحيهم على طول المسرح قبل أن يعتليه "نجمُ" الاستحقاق: جبران باسيل.

ومع ذلك، الستة والثمانون مرشحاً في كفّة، وكلمة رئيس الحزب في كفّة أخرى. من الضروري تفنيد الخطاب بتفاصيله ورسائله، خصوصاً إذا قرّر "التيار" اعتمادَه كعنوان لمعاركه الانتخابية التي يخوضها في كل لبنان تقريباً.

وفق خريطة التحالفات التي حاكها باسيل لحزبه، يتبيّن أنّ "التيار" متحالفٌ مع كل القوى السياسية، باستثناء الأحزاب المسيحية، أي "القوات" و"الكتائب" و"المردة" وبعض الشخصيات المستقلّة كنائب رئيس مجلس الوزراء النائب ميشال المر ورئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف... أما غيرهم فـ"هلا بكم" في "جنّة" "اللوائح البرتقالية". حتى حركة "أمل" لها حصتها في لائحتي بعبدا والدائرة الثانية في بيروت، وبالتالي هي شريكة وليست خصماً أبداً.

وعليه، يجوز السؤال: لمَن توّجه باسيل بخطابه الهجومي؟ مَن قصد بأنهم "يريدون أن يحاصرونا ويصغّروا كتلتنا"؟ مَن هم "شركاء الصفقات والفساد"؟ مَن هم "الذين خافوا القانون وألغوا البطاقة الممغنطة".

فعلياً، سها عن بال "التيار" أنّ مَن قصدهم رئيسه في انتقاداته هم شركاء معه في بعض اللوائح وأنّ ليس في استطاعته تعميم هذا الخطاب على كل الدوائر الانتخابية، هذا إذا افترضنا أنّه قرّر الخروج على مبدأ الشمولية ولجأ الى مدرسة "لكلِّ مقامٍ مقال"!

وإذا ما اعتبرنا أنّه قرّر في زمن المتغيرات السياسية التي حوّلت الخصومة مع تيار "المستقبل" تفاهمَ "السرّاء والضراء"، العودة الى المربّع الأول، أي نزاع "القط والفأر" مع "القوات"، فقد نسي أنّ معراب كانت شريكة أساسية في "إعلان النوايا" الذي أوصل العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية.

الأرجح أنّ باسيل لم يرِد لنفسه هذه السلّة من التحالفات المتناقضة. لا بل كان مكرَهاً لا بطلاً. في الأساس هو كان يخطط ليكون شريكَ رئيس الحكومة سعد الحريري في كل لبنان. عينُه على فائض "الأصوات الزرقاء" في دوائر الإلتقاء التي في إمكانها رفع حاصله من دون أن يبذل أيَّ مجهود، مع العلم أنّ النظامَ الانتخابي النسبي يقوم في جوهره على تظهير قدرات كل فريق، فيعطي ما "لقيصر لقيصر"، بلا "منّة" من أحد أو دعمه.

لكنّ رئيس "التيار الوطني الحر" قرّر تجاوزَ هذه الخصوصية ليشكل لوائح ملوّنة، حتى ولو صارت هجينة. لكنّ المفاجأة كانت في "تخلّي" الحريري عنه في كثير من الدوائر التي يحتاج "التيار" اليه فيها، مفضّلاً الشراكة مع "القوات" لاعتبارات إقليمية، فكسبت معراب التعاونَ في عكار وفي الشوف - عاليه وفي بعلبك - الهرمل... هذه المعادلة المستجدّة تركت للتيار العوني "فتات" الأصوات "الزرقاء" وخلفها بعض المرشحين "الودائع" في اللوائح البرتقالية، ما اضطُر "التيار" الى البحث عن شريكٍ سنّي جديد حيث وقع الخيار على "الجماعة الإسلامية"، وتحديداً في دائرتي صيدا- جزين وعكار، ما أثار نقمة شريحة من الجمهور العوني الذي اتّهم قيادتَه بالتحالف مع "الإخوان المسلمين" في اعتبار أنّ "الجماعة" تعَدّ فرعاً من "الإخوان" في العالم. وهؤلاء بالتحديد سبق لـ"التيار" أن قاد حملةً ضدهم حين قال رئيس حزب "القوات" سمير جعجع يوماً "فليحكم الإخوان".

أما التحالف "على القطعة" مع "حزب الله" فله قصة أخرى، حيث أخذ "التيار الوطني الحر" من الحزب حيث يحتاجه، ومنها الدائرة الثانية في بيروت مثلاً، في اعتبار أنّ الحاجة متبادَلة بينهما في دائرة بعبدا، بينما أدار "التيار" ظهرَه للضاحية الجنوبية حيث تحتاج إليه، مثل كسروان - جبيل. وفي المقابل اختار "التيار" أن يقود معركةً في دائرة بعلبك - الهرمل مع خصوم "حزب الله" حيث أعلن الأمين العام السيد حسن نصر الله أنه سينزل "بثقله" لمنع تحقيق أيّ إختراق في "اللائحة الصفراء"!

 

غدر وانتهازية... وغابة غرائزية

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 26 آذار 2018

لعلّ أصدق توصيف للمرحلة التحضيرية للانتخابات النيابية، ما قاله أحد الظرفاء: «الكذب الانتخابي فاق الدين العام». صار الصدق تهمة، والوفاء رذيلة، والغدر فضيلة، والطعن في الظهر أمانة، ونكران الجميل وصية سماوية، وقلة الاخلاق السياسية وغير السياسية نزاهة وشفافية، ومنطق الجمع بين اللبنانيين حراماً، ومنطق التفريق بينهم حلالاً، والشحن الطائفي والوطني واجباً وطنياً، والوطنية من الموبقات»! فماذا بقي من القانون الانتخابي؟ وأيّ انتخابات ستحصل في هذا الجو؟ وأيّ أمل سيُرجى منها؟

قيل مع إعداد القانون إنه «إنجاز»، سينقل الحياة النيابية في لبنان من زمن أكثري قام على محادل وجرّافات طائفية ومذهبية، الى زمن نسبي ولو بصورة جزئية، سيمتِّن حبال الوصل والتواصل بين اللبنانيين، وسيؤدي الى خلطة وطنية متوازنة بتمثيل عادل وصحيح ومتوازن لكل المكونات.

لكنّ هذا الكلام النظري الجميل، سرعان ما ضاع في غابة غرائزية مقيتة، يحكمها أداء مريب لبعض القوى السياسية، قفزت فيه فوق ضوابط القانون وأحكامه ومبادئه. وبدل أن تسلم بالتنافس الشريف الذي يفترض ان يحكم انتخابات 6 ايار، راحت الى الحديث عن حسم وبطولات وانتصارات خرافية، وذهبت نحو خطاب غرائزي ومزيد من التمذهب والتطييف، والهدف جباية مقعد هنا ومقعد هناك، ومن دون النظر الى الأضرار الجانبية الخطيرة التي سبّبها ويسبّبها هذا المنحى، وما يؤسّس له مخاطر في المستقبل.

هذه الفئة من السياسيين تبرّر أداءها ومغادرتها مبادئها و»لَحسها» شعاراتها، بأنّ ذلك تكتيكي وآني، لزوم المعركة الانتخابية، وبعد 6 ايار يوم آخر ويمكن لملمة الوضع فيه، ولدينا قيادات قادرة على إعادة الجمع والانطلاق في مرحلة جديدة بسلام ووئام!

هذا المنطق يستبطن استخفافاً بعقول الناس، لكنّ الناس في نهاية الامر مشاعر، وأحاسيس، وعقل، وإدراك، وتفكير، لا تصدق لغة الاستسهال ولا يخدعها التبسيط، كل فصول المسرحية مكشوفة أمامها، وترى فيها ما يجعلها تقلق على مستقبلها، من قوى سياسية تؤسس بأدائها الى فتنة ما بعد الانتخابات؛ فكيف يمكن لملمة وضع صار «مفسّخاً» بالكامل؟

هل بالقول عفا الله عمّا مضى ونقطة على السطر، وتطوى الصفحة وكان الله يحبّ المحسنين؟ وكيف يمكن إعادة ترميم التهتّك السياسي والمذهبي والطائفي الكبير الذي ضرب كل المفاصل الشعبية وبات حجمه أكبر من ان يُحتَوى بسهولة؟

تبعاً لذلك، ليس من القوى السياسية من يقول بتغيير جذري في الصورة السياسية بعد 6 ايار، بل أقصى ما يمكن ان يحصل هو تغيير طفيف، يعدّل جزئياً باعداد الكتل من دون ان يعدّل في ميزان القوى.

ومع ذلك، تجد بعض السياسيين يتخفّفون من ايّ خطاب يراعي مشاعر الشعب اللبناني، ويقدمون خطاباً محقوناً بأقصى انواع التحريض، بالتوازي مع ابتداع أساليب جديدة في هذا المجال لم تكن مألوفة في السابق إسمها تسريب التسجيلات، بدءاً من تسجيل جبران باسيل وصولاً بالأمس الى تسجيل نهاد المشنوق. وهذا الوضع مفتوح على كثير من الحالات من هذا النوع من الآن وحتى يوم الانتخاب.

بديهي القول هنا، انّ من حق الناس ان تقلق، لأنّها خسرت رهانها على قانون انتخابي افترضت انه يلبّي بعضاً ممّا تطمح اليه، ولأنها ستجد نفسها أمام واقع سياسي تفرزه انتخابات 6 ايار، يعيد إنتاج التركيبة السياسية والسلطوية ذاتها؛ بتبعياتها السياسية، وارتكاباتها ومحاصصاتها وصفقاتها وعمولاتها وسمسراتها وعجزها وفشلها في إدارة الدولة.

المناخ الشعبي ينبض بخيبة كبرى من التحالفات الهجينة، التي أشعرت الناس بأنها مخدوعة من قوى سياسية ركبت فوق ظهرها وتسلّقت فوق ثوابتها ومشاعرها وطموحاتها، فإذا بها تَلحس تاريخها من اجل مقعد نيابي. وكذلك من تبرير هذه التحالفات بإلقاء المسؤولية على القانون الانتخابي بأنه يُبيح ما سمّاه السياسيون تحالفات موضعية انتخابية لا سياسية، والتي استغلّت لابتداع نوع آخر من المحادل والجرافات، وقطعوا الطريق على شرائح واسعة من اللبنانيين، ومنعوها من الوصول الى مجلس النواب.

وأمّا الخيبة الكبرى فهي من العقليات التي صاغت تلك التحالفات:

- عقلية لم تستفد من تجارب الماضي، فتجترّ شعارات ووعود اقتصادية مُهترئة، وتستحضر شعارات سياسية تستبطن عزفاً متعمّداً على وتر التحريض الطائفي والمذهبي كمَن يحاول إحراق البلد لإشعال سيجارة.

- عقلية أنانية، أرادت ان تأخذ كل شيء.

- عقلية إنتهازية، بلعت شعاراتها ومبادئها وقيمها، وأباحت لنفسها ما حرّمته على غيها، لتحقيق مكسب هنا وربح هناك.

- عقلية غادرة شوّهت معنى الوفاء وما عادت تمتهن سوى الطعن في الظهر. ويشهد لها تنكّرها لمَن له فضل عليها، ويشهد لها ايضاً شربها من البئر، وعندما ترتوي ترمي فيها حجراً.

- عقلية استئثارية إقصائية وإلغائية للآخر، قدّمت نفسها كحوت كبير يهدّد بابتلاع الآخرين، والهدف كسر الحرم وإغلاق بيوتات سياسية مسيحية تحديداً، لها تاريخ وحضور عريق على مستوى السياسة والخدمات والتواصل مع الناس، وعلى رأسها ظاهرة الرئيس ميشال المر في المتن، التي لا يستطيع ايّ مراقب أن ينكر حضوره ورمزيته وما له من بصمات في السياسة في أهم وأدقّ المراحل التي مرّ بها لبنان، وما له ايضاً من أياد بيضاء طالت شرائح واسعة ليس في المتن فقط بل مسيحياً ووطنياً أيضاً، ويبدو هنا انّ استهدافه في مرحلة إعداد اللوائح لم يهدف فقط الى التصفية السياسية، بل الى محاولة ابتلاع الواقع الأرثوذكسي وتطويعه والتحكّم به.

 

قانونٌ غيرُ صالحٍ للإنتِخاب

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 26 آذار 2018

من حقِّ الشعبِ أنْ يَشمئزَّ من نوعيّةِ التحالفاتِ الانتخابيّة. فاللوائحُ نوعان: نوعٌ مُـنزَلٌ على الناسِ في المجتمعِ الشيعيّ، وآخَرُ مُشَتِّتٌ الناسَ في المجتمعاتِ المسيحيّةِ والسُنيّةِ والدُرزيّة. في المجتمعِ الأوّلِ اتّفقوا مِن فَوق فأَخضَعوا مَن هم تحت، وفي المجتمعاتِ الأُخرى اختلفوا مِن فوقُ فَفرّقوا بينَ مَن هُم تحت. في المجتمعِ الأوّل اتّفقوا على المبادئِ والمشروعِ الشيعيِّ فأمَّنوا المصالحَ، وفي المجتمعاتِ الأُخرى اختَلفوا على المصالحِ والمقاعدِ على حسابِ المشروعِ الوطنيّ. التحالفاتُ الانتخابيّةُ المفْجِعةُ في المجتمعَين المسيحيِّ والسُنّيِ، وبدرجةٍ أقلَّ في المجتمعِ الدُرزي، هي نتيجةُ سقوطِ التحالفاتِ السياسيّةِ الكبيرة (المستقبل و14 آذار، الكتائبُ والقوّات، القوَاتُ والتيّار، والتيّارُ والمرَدة). والدليلُ، أنَّ اللوائحَ النيابيّةَ في المجتمعِ الشيعيِّ حافظَت على تَجانُسِها لأنَّ التحالفَ السياسيَّ بين «أمل وحزب الله» لا يزالُ قائمًا. هكذا، بَدَت القياداتُ الشيعيّةُ حريصةً على وِحدتِها ومجتمعِها وناسِها وشهدائِها أكثرَ من قياداتِ الطوائفِ الأُخرى.

وعِوضَ أنْ تَـقتنِصَ الوجوهُ التغييريّةُ الفرصةَ الذهبيّةَ المتاحَةَ وتُقدِّمَ نفسَها خِيارًا بديلاً عن هذا التَخبُّط، تَبعثَرت في ما بينهَا من جِهةٍ، وانسَلَّ بعضُها إلى لوائحِ التقليديّين «سَدَّ حاصِلٍ» من جِهةٍ أخرى. فأضاعَت هذه الوجوهُ فرصتَها وصِدقِـيَّتها كما أَجْهضَت مشروعَ التغييرِ الوطنيّ، فإذا بجريمتِها لا تَقِلُّ أذًى عن جريمةِ الطبقةِ السياسيّة.

وقِمّةُ الغَرابةِ، أنَّ القِوى المرشَّحةَ، أكانت تقليديّةً أم حزبيّةً أم جديدة، قَــدَّمت ــ مُتفرِّقةً ــ برامجَ انتخابيّةً وكأنّها في الدولِ الإسكندنافيّة، فيما ــ مجتمِعةً ــ في المجلسِ النيابيِّ والحكومةِ والحكمِ طَوالَ ثلاثينَ سنةً، لم تُؤمِّن الماءَ والكهرباءَ والطُرقاتِ ورفعَ النفايات. مِـمَّنْ تَسخَرون؟ وعلى مَن تَضحَكون؟ وأصلاً لم يُصدِّقْــكُم الشعبُ.

تجاهَ سقوطِ التحالفِ الوطنيِّ الجامِع، ضاعَت المعاييرُ السياسيّةُ ــ والأخلاقيّةُ أوّلاً ــ وصارَ كلُّ مرشَّحٍ يحاولُ إنقاذَ نفسِه وحَصْرَ الضررِ والبحثَ عن مَلجأِ طوارِئ. بعدَ الثورةِ الفرنسيّةِ (1789)، مرّت فرنسا بمرحلةِ تَقلّباتٍ دستوريّةٍ بين انتهاءِ المَلَكيّةِ وتَبعثُرِ الثورةِ وسقوطِ الإمبراطوريّةِ، فتَمايَلت مرّاتٍ بين مَلَكـيّةٍ عائدةٍ وجُمهوريّةٍ ناشئةٍ، فضاع السياسيّون والعسكرُ والنبلاءُ والبورجوازيّونَ والإكليروس والنخبُ والطبقاتُ الشعبيّةُ، وسَعى كلُّ طرفٍ إلى أنْ يَحميَ رأسَه.

سادت الفوضى: مَن كان مَلكـيًّــا صباحًا تحوَّلَ جُمهوريًّا ظُهرًا وأَمْسى ثورويًّــا مساءً؛ فنشأت عبارةُ «دَوَّارِي الهواء» (les girouettes)، ونَظَّم الشعبُ سهَراتٍ راقصةً باسمِ «le bal des girouettes». وسنةَ 2005 أصدرَ المؤرِّخُ الفرنسيُ «بيار سيرنا» Pierre Serna كتابًا عن تلك المرحلةِ بعنوان: «جُمهوريّةُ دوّاري الهواء» (La république des girouettes 1789-1815 et au-delà). لكنَّ سقوطَ التحالفاتِ السياسيّةِ في لبنان لا يُحلِّلُ إنكارَ الذاتِ والتخلّي عن القيمِ والتنكّرَ للمبادئِ وخيانةَ المصيرِ الوطنيّ، فنحن لسنا في زمنِ الثورةِ الفرنسيّةِ وقطعِ الرؤوسِ على المِقصَلة. أسَمعتُم أنَّ مرشّحًا تَـلقّى تهديدًا؟ نَسمعُ أنَّ مواطنينَ يَتلقَّونَ أموالاً، ومرشحين يَتسوَّلون مقاعدَ في لائحةٍ، ولوائحَ تَستجدي أشباهَ مرشَّحين ومرشَّحات.

على سبيلِ المِثال: هل خُروجي من حزبِ الكتائب يُبرِّرُ تحالفي مع مرشَّحِي الحزبِ السوريّ القوميِّ وحزبِ البَعثِ وحزبِ الله؟ فالحزبُ القوميُّ، علاوةً عن مسؤوليّتِه في اغتيالِ الرئيس بشير الجميل، ينادي بــ«سوريا الكبرى»، وأنا أنادي بــ«لبنانَ الكبير». وحزبُ البعثِ يَعتبر لبنانَ قُطرًا سوريًّا، وأنا أعتبرُ العالمَ كلَّه قُطرًا لبنانيًّا. وحزبُ الله يؤمن بازدواجيّةِ السلاحِ، وأنا أؤمِنُ بسلاحِ الجيشِ اللبنانيّ فقط. أحرارٌ بِما يؤمِنون، لكنَّ «لهم لائحتَهم ولي لائحتي».

وبالتالي، لا انتخبُ لائحةً تَـمُتُّ بصلةِ القُربى المباشَرةِ أو التحالفيّةِ إلى أيِّ طرفٍ يَحمِلُ مشروعًا يُخالِفُ مبادئي الوطنيّةَ ولو ضَمَّت أصدقاءَ أَتمنّى انتخابَهم. وحبّذا لو يَلتزمُ كلُّ مواطنٍ مبادِئَه معيارًا قبلَ أنْ يُـقرِّرَ الانتخاب. لقد حَشروا الشعبَ في الزاويةِ، بحيث لم يَعد أمامَه سوى مقاطعةِ الانتخابِ أو تأنيبِ الضمير.

لكنَّ الواقعيّةَ تَقضي الإشارةَ إلى أنَّ سببَ واقعِ الحالِ الانتخابيِّ يعودُ إلى أربعةِ أسبابٍ أساسيّة: قانونُ الانتخاباتِ الجديد، التسويةُ الرئاسيّةُ، طبيعةُ الحياةِ السياسيّة اللبنانيّة، وهُوّيةُ الطبقةِ السياسيّةِ القائمة.

1- وُضِعَ قانونُ الانتخابِ الجديدُ على أساسِ تحسينِ عدالةِ التمثيلِ المسيحيّ، فإذا به يُضعِفُ التمثيلَ المسيحيَّ ويُشرذِمُه ويُـؤسِّسُ لتكتّلاتٍ نيابيّةٍ لاحقةٍ قابلةٍ للتفكّك. فالقانونُ الجديدُ «يُقسِّمُ المقَسَّم»، يُحوّلُ الحليفَ خصمًا، يَضرِبُ مفهومَ اللائحةِ، يَقضي على التجانسِ السياسيِّ، ويُعطِّلُ قيامَ نظامٍ حزبيٍّ يؤمِّنُ تداولَ السلطةِ بين أكثريّةٍ ومعارضَة.

2- التسويةُ الرئاسيّةُ أدَّت إلى انهيارِ التحالفاتِ الشفّافةِ التي قامت سنةَ 2005 من دونِ ولادةِ تحالفاتٍ طبيعيّةٍ أُخرى سنةَ 2018. أَسقطَت التسويةُ مرجِعيّةَ المبادئِ الوطنيّةِ المتجانسَةِ لمصلحةِ عَلاقاتٍ متنافِرة. ولا أدري إذا كان الّذين خَانوا مبادئَ 14 آذار، يُدركون مدى الضَررِ الذي أَلحقوه بلبنان، وبأنفسِهم قريبًا.

3- طبيعةُ الحياةِ السياسيّةِ اللبنانيّةِ، بحدِّ ذاتِها، لا تخلو من التقلُّبِ تاريخيًّا، لكنَّ الفارقَ هو أنَّ الخلافاتِ السياسيّةَ القديمةَ كانت تحتَ سقفِ الدستورِ والميثاق فسامَحت المتنقّلينَ ضِمنَ هذه المساحَة، فيما الخلافاتُ اليومَ خارجَهُما، لا بل خارجَ مفهومِ فكرةِ لبنانَ وسيادتِه وخصوصيّتِه، وبالتالي لا تُعطي المتقلِّبينَ أسبابًا تخفيفيّة.

4- الطبقةُ السياسيّةُ الحاليّةُ في لبنان ليست خِريجةً مدرسةِ السيادةِ والاستقلالِ والكرامةِ لتَشعُرَ بالذنبِ والخجَلِ جرّاءَ الانتقالِ من ضِفّةٍ إلى أخرى. إنها منِ رواسب حِقْبةِ الاحتلالِ والوصاية. فما عَدا بعضِ الأحزابِ والشخصيّاتِ الوطنيّة، كان الآخَرون طَوالَ ثلاثينَ سنةٍ مُياومينَ في عَنجر والبوريفاج. وها هُمُ يعودون إلى «رابطةِ القدامى»، إلى «بلدِ المَنشَأ» بعدَ نقاهةٍ في «المَطْهرِ الوطنيّ». وبالتالي لا يَشعُرون بالغُربةِ في تَموضُعِهم الجديدِ ــ القديم.

ما يَـحُــزُّ في القلبِ هو إهمالُ المواطنينَ اللبنانيّين الناقمين اللقاءَ التاريخيَّ مع التغيير، إذ لا يزالون يَنظرون إلى الاستحقاقِ الانتخابيّ من زاويةٍ ضيّقةٍ لا تَبلُغُ حدودَ الشعورِ الوطنيّ، وتَحُـزُّ في القلبِ أيضًا هو لامبالاةُ القادةِ اللبنانيّين بالواقعِ الصعبِ الذي بَلغَهُ لبنان، إذ لا يزالون يَعتبرون الاستحقاقَ الانتخابيَّ مناسَبةً لتجديدِ عمرِهم لا عمرِ الوطن. متى اليقَظَة؟

 

إنتخابات 2018: سقوط الأحزاب

جوني منير/جريدة الجمهورية/الاثنين 26 آذار 2018

إنه زمن الانتخابات وزمنُ الحملات الإعلامية، حيث إنّ كلّ فريق يَحشد إلى الحدّ الأقصى ويمارس لعبة التجييش بلا سقف، ويثير الغرائزَ بلا ضوابط، ويُغدق الوعود، وهو العارف أنّها صفحة ستُطوى مع إقفال صناديق الاقتراع.

هي اللعبة نفسها يجري تكرارها بلا ملل لدعوة «الجماهير» بغية الاستيلاء على ثقتها، وهنالك من يراهن على ضعف ذاكرتها أو عجزها عن استخلاص دروس الاستحقاقات والوعود والحملات السابقة.

إلّا أنّ ثمّة أشياء جديدة في استحقاق 2018، هنالك القانون الذي يبقى في جوانب كثيرة منه مبهماً ومجهولاً لتبيان حقيقته الكاملة. وليس سرّاً أنّ معظم الأفرقاء يتعاطون مع القانون الجديد بذهنية «قانون الستّين»، كما أنه بات معلوماً أنّ عدداً، لا بل كثيراً من النواب الذين صوّتوا لمصلحة هذا القانون ركضوا عند دنُوِّ موعد الانتخابات إلى الخبراء لاكتشاف القانون الذي أصدروه. كما أنّ هنالك من طرح إدخالَ تعديلات عليه بُعَيد إقراره بساعات. هي حقائق صعبة التصديق، لكنّها الحقيقة.

وفي انتظار الدروس التي ستعطيها نتيجة الاقتراع، ثمّة نتيجة ظهرَت مبكراً وترافقت مع ولادة اللوائح الانتخابية ومفادُها سقوط الأحزاب.

صحيح أن لا وجود فعلياً للأحزاب في لبنان وفق التحديد العِلمي للكلمة، كما نصَّ عليها الفيلسوف موريس دوفيرجي في كتابه الشهير «الأحزاب السياسية»، أو كما هي الأحزاب قائمة في المجتمعات الديموقراطية الغربية حيث المؤسسات الحزبية ونزاع الأفكار والأجنحة وإنتاج الكوادر وتطوير البرامج السياسية وتداوُل السلطة داخل الحزب لتدريب العقول الحزبية على الديموقراطية الصحيحة والتنافس بدلَ الاستسلام لنظرية «القائد الخالد» أو نظرية التوريث المتّبَعة في الأنظمة التوتاليتارية والشمولية، وبالتالي نشر ثقافةِ «نفِّذ ولا تُناقش».

كلّ ذلك صحيح على رغم أنّه ظهرَت في المراحل الماضية، وتحديداً خلال مرحلة الانتخابات البلدية الأخيرة، خطابات سياسية تدعو إلى تجاوزِ البيوت السياسية أو الحالات المناطقية لمصلحة الأحزاب السياسية، وتحديداً لتحالف «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» الذي كان قائماً يومها وتمّ التداول بنسبة 86% في اعتبار أنّها تمثّل الحجمَ الحزبي الفعلي لهذا الثنائي.

وهذه النقطة شكّلت الملاحظة الأولى لسقوط الأحزاب في الانتخابات النيابية الحالية، إذ إنّ اللوائح الحزبية تسابَقت على استمالة الشخصيات المناطقية لضمِّها إلى لوائحها، فإذا كان التمثيل الحزبي هو فعلاً الأوسع على الإطلاق، فلماذا كانت هذه اللوائح تقتصر على حزبيٍّ واحد مقابل عددٍ مِن المرشّحين المناطقيين أو «المستقلّين»؟

أمّا الملاحظة الثانية فكانت غياب البرامج والأفكار السياسية على الرغم من أنّ الانتخابات النيابية من المفترض أن تكون استحقاقاً سياسياً يعطي الشعبُ بموجبه تفويضَه للنواب، وحيث يشكّل المجلس النيابي البنية التحتية الصلبة للنظام السياسي اللبناني للسنوات الأربع المقبلة.

وخلال الانتخابات البلدية الماضية كانت المساحة السياسية أوسع بكثير، فيما بدت العناوين الاجتماعية والحياتية هي الطاغية الآن. وقد يكون لذلك الأمرِ تبريرُه المنطقي، حيث إنّ التقلّبات الحادة في المواقف والمواقع السياسية لعبَت دورَها في منعِ القيادات السياسية والحزبية من استخدام خطابها المتناقض.

فمثلاً حاوَل تيار «المستقبل» استعادةَ خطاب 7 أيار و النزاع مع «حزب الله» والتدخّل السوري في لبنان، بهدف سدِّ هذه الفجوة وشدِّ العصب، ولكنّ الفجوات كبيرة هنا، ذلك أنّ تيار «المستقبل» متمسّك بالشراكة الحكومية مع «حزب الله» ومتفاهم معه في الغرف الجانبية والمغلقة إلى درجة أنّ هذه المسألة شكّلت أحد أبرزِ نقاط الخلاف مع القيادة السعودية. كما أنّ تيار «المستقبل» يقيم شراكةً في السلطة مع الحليف الاستراتيجي لـ»حزب الله».

أمّا خطاب الوزير جبران باسيل حول تطويق الجميع لـ»التيار الوطني الحر» ومحاصرتِه، وهو ما كان يشكّل سابقاً أساسَ الحملات الانتخابية، فتدحضُه التحالفات داخل اللوائح، حيث تحالفَ «التيار» مع جميع القوى السياسية من اقصى اليسار إلى أقصى اليمين وفقاً لحاجة الاقتراع التي كان يراها ملائمة له في هذه الدائرة أو تلك. ما يعني أنّ هنالك «تخمة» في التحالفات السياسية، وليس أبداً تطويقاً أو استهدافاً أو عزلاً.

أمّا إعلان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن النجاح الباهر لنواب «القوات» فيناقضه استبدالُ معظمِ هؤلاء في اللوائح الجديدة، فوفق أيِّ معيار حصَل التبديل؟

أمّا الملاحظة الثالثة التي شكّلت إحدى أبرز النقاط السلبية فهي هذا التهافت على ضمّ المتموّلين إلى اللوائح «الحزبية». ويُروى كثيراً من القصص حول «جيش المتموّلين» وهو ما رفعَ مِن درجة الإحباط لدى القاعدة الحزبية. ففي الأحزاب السياسية هنالك التدرّج الداخلي والتأهيل على أساس الكفاية السياسية وهو ما يرعاه عمل المؤسسات الحزبية الداخلية.

أمّا في اللوائح الانتخابية فاختيار المتموّلين هو الطاغي، وكأنّ القيادات الحزبية تقِرّ بأنّها تفتقر إلى الكفايات وأنّ الطريق الأسرع والأسهل للوصول إلى المجلس النيابي هو تكوين ثروةٍ ولو أنّ صاحبَها يفتقر إلى الثقافة السياسية أو النضال السياسي والحزبي، وهو ما يؤدّي إلى إحباطٍ حزبيّ داخلي مِن جهة، وإلى ايجادِ فئةٍ مِن النواب يَرتكز فكرُهاعلى مبدأ الصفقات والتجارة السياسية من جهة ثانية.

وهذا ما يُعتبَر الخطرَ الأكبر للمجلس النيابي المقبل. أي «شراء» المقعد النيابي مرّةً داخل اللائحة النيابية، ومرّةً أخرى مع شراء الأصوات، ووفق منطق التجارة فإنّ المبادلة أو المكسب سيكون في ذهن هؤلاء في العمل النيابي.

كذلك فإنّ اعتماد هذه الأحزاب لاستعادة وجوهٍ خاضت تجربتَها وفشلت فيها، هو تكرارٌ للفشل وإقرارٌ بأنّ المطلوب هو التبَعية وليس الولاء، وشتّان ما بينهما.

والسَقطة الرابعة للّوائح الحزبية هي تناتُش الوجوه المطروحة والتي تكون غالباً من المتموّلين، فبَعد أن يجري إدراج هذا المرشّح مبدئياً على هذه اللائحة الحزبية والترويجُ له بأنّه لطالما كان من أنصار الحزب وحليفاً له ولمبادئه، إذ به ينتقل فجأةً إلى اللائحة الحزبية المقابلة مع حملةٍ حزبية تُصوّره بأنّه حامل مبادئ الحزب الثاني.

وبالتأكيد ليس في المسألة مخالفةٌ قانونية أو انتخابية، لكن ثمّة مخالفة فاضحة للمعايير «العقائدية» الحزبية، فكيف يمكن أن تتبدّل خلالها ساعات «القناعات» السياسية والعقائدية لهذا المرشح أو ذاك. أوَليس الانضمام إلى هذه اللائحة أو تلك من المفترض أن يعتمد على برنامج سياسي ومفهوم واضح، فكيف إذاً يمكن الجمعُ بين تناقضَين خلال ساعات معدودة.

هو غيضٌ مِن فيضِ السقطات التي نعيشها في انتخاباتٍ من المفترض أن تكون للمحاسبة السياسية قبل منحِ تفويضٍ جديد للسنوات الأربع المقبلة.

ومعه، لا بدّ من العودة تسعَ سنوات إلى الوراء واستذكارِ الوعود الكثيرة التي أغدِقت والشعاراتِ السياسية الرنّانة التي ألهبَت الصدور والاتّهاماتِ والوعودِ بالمحاسبة والتي لم نرَ منها شيئاً، لا بل على العكس.

في هذه الانتخابات يُمنَع على رئيس البلدية أن يترشح إلّا إذا تقدَّم باستقالته قبل ستة أشهر، منعاً لاستغلال نفوذِه وتوظيفه لمصلحة حملته الانتخابية، وهذا منطق صحيح في دولة كلبنان. لكن يحقّ للوزير صاحب القدرة الواسعة والسلطة المفتوحة و»الخدمات» غيرِ المحدّدة أن يرشّح نفسَه وهو على رأس وزارته من دون وجود أيّ عائق قانوني يَحول دون ذلك.

 

النقطة الأبرز في برنامج «حزب الله» الإنتخابي

شارل جبور/جريدة الجمهورية/الاثنين 26 آذار 2018

تختلف القراءات في برنامج «حزب الله» الانتخابي بين من لمسَ تطوّراً في خطاب الحزب، وبين مَن وضَعه في السياق الانتخابي الذي ينتهي مفعوله مع انتهاء الانتخابات، وبين من رفضَ حتى التوقّف عنده من منطلق أنه لا يحقّ لطرف موجود في السلطة منذ ٢٦ عاماً التكلّم عن مكافحة الفساد.

قدّم «حزب الله» رؤيةً اقتصادية متكاملة، وقد تكون الأولى من نوعها ببُعدٍ اقتصادي وإداري ومؤسساتي ومالي واجتماعي، وقد يكون من السهولة بمكان نسفُ كلّ برنامج الحزب من دون حتى قراءته من منطلق أنّ أولوية «حزب الله» المتعلّقة بالمقاومة لن تتبدّل، وقد لا يكون الحزب متورّطاً مباشرةً بالفساد، إنّما سيغضّ النظرَ بالتأكيد عن قوى حليفة له وربّما بعيدة عنه متورّطة بالفساد حتى أخمصِ قدميها، في حال أيّدت أو غضَّت النظر عن مقاومته وسلاحه.

وقد تكون نيّات «حزب الله» في مكافحة الفساد سليمة وجدّية، ولكنّ المشكلة ليست على مستوى النيّات، إنّما على مستوى قدرته على ترجمة نيّاته، فهو، وللأمانة، تقاطعَ مع «القوات اللبنانية» في أكثر من ملفّ لا تكتمل فيها المواصفات القانونية المطلوبة للموافقة عليها وتقطيعها، إلّا أنّ السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيتمكّن «حزب الله» من أن يتحوّل إلى رأس حربة في مكافحة الفساد؟

بالتأكيد كلّا، والسبب البسيط والأساس أنّ مكافحة الفساد تستدعي غيابَ الغرَضية السياسية، وما ينطبق على «حزب الله» ينسحب على غيره، حيث لا يستطيع أيّ طرف سياسي له غرضية أو مصلحة معيّنة القيامَ بمسؤولياته على الوجه المطلوب، والمقصود بالغرَضية هو أنّ المعركة الأساسية للحزب ليست قيامَ دولة فعلية على طريقة «القوات اللبنانية»، إنّما الحفاظ على مقاومته، وبالتالي هو بحاجة لتقديم تنازلات لهذا الطرف ومسايرةِ طرفٍ آخر من أجل تغطية سلاحِه وتأييده، لأنه يَخشى في حال قرّر الذهابَ في المواجهة حتى النهاية أن يخسر تأييد تلك القوى لسلاحه.

ولا يجب الاستهانة بالقوى الفاسدة التي مِن تلقاء نفسِها تُقايض «حزب الله» وتفسِّر له على الناعم بأنّ موافقتها على دوره مشروطة بموافقته على دورها، فتأييدُ معظمِ القوى التي تتقاطع مع الحزب للسلاح ليس متأتّياً من اعتبارات عقائدية وأيديولوجية، إنّما من اعتبارات مصلحية، وبالتالي السؤال الأساس هو: هل «حزب الله» على استعداد لخسارة هذا الحليف أو ذاك المؤيّدِ لسلاحه مقابل تطبيق برنامجه الإصلاحي الجديد؟ والجواب قطعاً كلّا، لأنّ علّة وجوده، ويا للأسف، مرتبطة بسلاحه ودوره ومشروعه، وبالتالي ستبقى أولويته للسلاح وليس للدولة أو لبنان.

ولا يملك «حزب الله» أساساً ترَف استبعادِ هذا الطرف أو مخاصمة ذاك بسبب الفساد، باعتباره يخوض مواجهةً مع المجتمعين الدولي والعربي ومعظمِ الشعب اللبناني من أجل الحفاظ على هذا السلاح، وبالتالي يحتاج لحلفاء «من غيمة» كما يُقال في العامية، ولذلك يستحيل على طرفٍ أولويتُه سلاحه أن يتحوّل إلى رأس حربة في مشروع بناءِ الدولة.

والسؤال الآخر الذي يطرح نفسَه: هل يستطيع «حزب الله» المزاوجة بين سلاحه ومكافحة الفساد؟ سيحاول ذلك، وسيسعى إلى ذلك، ولكنّه سيفشل في اللحظة التي تصطدم فيها «أولوية» الإصلاح بأولوية السلاح، حيث إنّ الغلبة دائماً للسلاح الذي يعلو ولا يُعلى عليه، ولذلك سيقدِّم بعد الانتخابات مقاربةً مختلفة وممارسة مختلفة، ولكنّها ستبقى محكومة باعتباراته الاستراتيجية.

وما ينطبق على القوى السياسية التي يغضّ «حزب الله» النظر عن ممارساتها لانتزاع تأييدها لسلاحه ينسحب بشكل أو بآخر أيضاً على بيئته التي يتجنّب الاصطدامَ بها وتحديداً بالشريحة التي تضع نفسَها فوق القانون وبحقّها مئات مذكّرات التوقيف، وهي ليست قليلة بالمناسبة، وكلامُه عن إعطاء الدولة الضوءَ الأخضر لملاحقتها يبقى في إطار الكلام للكلام، وأمّا السبب الفعلي لتجنّبِه الصدامَ معها فهو حاجته لتأييدها لسلاحه، بل المقايضة نفسها التي يجريها أو تجريها معه القوى السياسية تنسحب على الجماعات الخارجة عن القانون داخل بيئته، فيغضّ النظر عن مخالفاتها للقانون وتجاوزاتها وارتكاباتها مقابل تأييدها الأعمى لسلاحه ومقاومته.

فلكلّ ما تقدَّم من أسباب لن ينجح «حزب الله» بتطبيق برنامجه الطموح ولا الالتزام بضمونه، ولكن أهمّ ما في هذا البرنامج اصطدام أولوية الحزب الأيديولوجية بأولوية الناس الحياتية، ولمسُه لمسَ اليدِ أنّ المقاومة لا تطعِم خبزاً، قد تطعم بعضَ الناس ولكن لا يمكنها إطعام كلّ الناس، وبالتالي وجَد الحزبُ أنه لم يعد باستطاعته الهروب من مقاربة ملفّات الناس من دون الانخراط في الدولة، ما يعني أنّ دويلتَه لا تُجسّد تطلّعات الناس، ولا دورته الاقتصادية قادرة على إرضاء كلّ الناس، فضلاً عن أنّ المساهمة في بناء الدولة تتناقض مع مشروع الدويلة، خصوصاً أنّ شريحة واسعة من بيئته تقف معه بسبب عدمِ ثقتِها بالدولة، ومجرّد أن تستعيد ثقتَها تتخلّى تلقائياً عن المشاريع البديلة.

فإذا كان انخراط «حزب الله» في الحياة السياسية هو نقطة التحوّلِ الأولى في مسيرته من ثورةٍ رفضية للنظام اللبناني بتكوينه ودوره، فإنّ برنامجه الانتخابي هو نقطة تحوّلِه الثانية التي فرضَتها الوقائع والحاجة، وهذا جزء من مسار لبنَنةٍ قد يصلُ بعد سنوات أو عقود وربّما لا يصل، ولكن الأكيد أنّ الحزب يشهد تحوّلاً بطيئاً لمزيد من الاندماج بالواقع اللبناني الذي أثبتَ أنّه أقوى من الحزب الذي ستبقى المواجهة السيادية معه مستمرّة إلى حين تسليمِ سلاحه للدولة، والتحدّي الأساس أمام الحزب الالتزام ببرنامجه الانتخابي من أجل تقاطعٍ أكيد تحت سقفِ الحكومة والبرلمان لمواجهة الفاسدين والمفسدين.

 

أين العرب من غزو العجم؟

الشيخ حسن مشيمش/جنوبية/25 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63440

من أصل 250 مليون شيعي موزعين بين إيران، والعراق، والبحرين ، والكويت، والسعودية، ولبنان، وأفغانستان، وباكستان، والهند، باليقين والقطع أكثر من/ 60/ بالمئة منهم لا يؤمنون بولاية الفقيه، ولا يؤمنون بشرعية سلطة الولي السفيه الخامنئي، أكثرية الشيعة في إيران تحديداً لا يؤمنون بشرعية فكرة ولاية الفقيه ولا بشرعية سلطة خامنئي الولي السفيه، ومن يراقب مسار وسير الإنتخابات النيابية والرئاسية والبلدية في إيران يدرك ذلك بوضوح، وأكثرية الشيعة في دول العالم مع الدولة المدنية لا دولة الفقيه ولا دولة الفقهاء ولا دولة الفقه الشيعي ويعلم ذلك كل متابع مُحَقِّق مُدقق في أحوال الشيعة في جميع أنحاء العالم.

س – ولماذا يظهر لكم خلاف هذه الصورة؟

ج – إن ثروات دولة إيران تصادرها جماعة ولاية الفقيه الحاكمة بوسائل الإكراه والقمع والبطش والإستبداد وأية جماعة تملك المال هي بالتأكيد ستكون أقوى إعلاميا من الجماعة التي لا تملك المال.

فجماعات ولاية الفقيه السفيه وأحزابها وعملائها في دول العالم وبخاصة في لبنان يملكون وسائل إعلامية متعددة ينفقون عليها مئات الملايين من الدولارات سنويا ، يملكون تلفزيونات + راديوهات + مجلات + جرائد + مواقع الكترونية + مساجد + حوزات + قاعات + حسينيات + مستوصفات و ، و، و، إلخ ويملكون جيشا من رجال الدين مُسْتَأجرين ومأجورين برواتب شهرية ثابتة قاموا بتسخير الدين وأدبيات مذهب آل محمد (ص) لصالح مشروع سياسي فارسي عجمي صفوي يؤمن بشرعية الإستبداد في سبيل الله ?!

يوجد رجال دين شيعة لبنانيون وعرب هنا في أوروبا وبلدان الغرب اشتروا مراكز واسعة المساحة بملايين الدولارات دفعها لهم الولي السفيه خامنئي من أموال الشعب الإيراني الجائع، وحَوَّلوها إلى مساجد وقاعات حسينية لشحن الشيعة اللبنانيين والعرب المقيمين على أرض أوروبا شحنا مذهبيا ذميما ؛ وطائفيا خبيثا، لا غاية له سوى التحريض على المسلمين السُّنة وتوصيفهم بداعش وبأنهم من نسل قتلة أهل بيت رسول الله (ص) وبهذه الخلفية تراهم يُبيحون ويستسهلون ويتلذذون وينتشون فرحاً بسفك دماء أطفال الشعب السوري المظلوم ونسائه وشيوخه في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين للديكتاتور بشار أسد ومن دون أن يرف لهم جفن ؟!

بينما نحن الشيعة اللبنانيين المعارضين لحزب ولاية الفقيه الطاغوت ولعقيدة ولاية الفقيه الشريرة في لبنان ، وأوروبا ، وأفريقيا، نحن لا نملك قدرة مالية لبناء مسجد، أو قاعة إجتماعات، أو نادٍ رياضي أو ثقافي، لتكون منابر نور وتسامح واعتدال ومحبة وتكامل بين السنة والشيعة، وبين المسلمين والمسيحيين واليهود وغير المسلمين، لتنوير الرأي العام الشيعي اللبناني والعربي على مخاطر نظرية ولاية الفقيه السفيه سياسيا وعقائديا وأمنيا.

إن السفارات الإيرانية الفارسية في جميع أنحاء العالم تعرض الأموال الطائلة على كل عالم دين شيعي لبناني أو عربي يتبنَّى عقيدة ولاية الفقيه وينشرها بين الشيعة اللبنانيين والعرب المقيمين على أرض أوروبا والغرب لاحتواء شباب الشيعة وتدجينهم في خدمة مشروع ولاية الفقيه الصفوي الفارسي المستبد المتاجر بدين الله ومذهب آل محمد الأطهار الأبرياء من سيرته الإجرامية بحق شعوب بلدان العرب وعلى رأسها الشعب السوري المظلوم.

 

الإنتخابات النيابية... والمخاطر المالية

الهام فريحة/الأنوار/26 آذار/18

منتصف هذه الليلة تُطوى آخر مهلة في آلية المهل في قانون الإنتخابات. عند الثانية عشرة منتصف الليل، تُغلق أبواب وزارة الداخلية على تسجيل اللوائح الإنتخابية في كل الدوائر الخمس عشرة في لبنان، واعتبارًا من صباح غدٍ الثلاثاء ينطلق السباق في اتجاه السادس من أيار حيث ستجري الانتخابات النيابية في يوم واحد، ليستفيق لبنان فجر السابع من أيار على مجلس النواب الجديد، مجلس الـ2018، الذي سيتولى السلطة التشريعية حتى أيار من العام 2022، أي قبل خمسة أشهر من موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

الإستحقاق الإنتخابي بدأ يأخذ طابعًا استراتيجيًا في الخطاب السياسي، فرئيس الحكومة سعد الحريري الذي تتوزع لوائحه في كل لبنان، قال كلامًا كبيرًا في عكار عند اعلان لائحة تيار المستقبل، فرفع سقف الخطاب من خلال القول: "صحيح أننا نقيم حوارًا مع "حزب الله" لكن هناك ربط نزاع معه. هناك مشكلة في البلد، وهذه المشكلة يجب ألا تتطور بما يعطل حياة المواطن اللبناني. اتفقنا في مجلس الوزراء على أن ندير الأمور نحو الأفضل من أجل مصلحة البلد، لكننا لم نتفق على الامور الاستراتيجية التي تغيّر منحى البلد في الانتخابات النيابية". وفي ما يشبه إعادة التذكير بالثوابت، قال: "تاريخ تيار المستقبل والمدرسة الحريرية معروف، فنحن نريد أن نبني ونعلم وأن يكون هناك إنماء في كل المناطق. نحن مدرسة تؤمن بالحوار وبأن هناك رأيًا آخر في البلد، وترفض السلاح أيًا كان. نحن مدرسة ترفض أخذ لبنان الى أي مكان آخر غير العروبة. رأينا ما يحصل في المنطقة، ولولا ان مدرسة رفيق الحريري كانت دائمًا المبادِرة لما كنت أنا بادرت. ما يجهله الآخرون انه مَن اغتال رفيق الحريري وضع رفيق الحريري في قلوب كل الناس".  بالتوازي، كان التيار الوطني الحر يُعلن أكبر مروحة ترشيحات: ستة وثمانون مرشحًا حزبيًا وحليفا في 12 دائرة من أصل 15. ويبدو ان الرقم 86 لم يأتِ من عبث أو مصادفة، انه رقم أكثرية الثلثين في مجلس النواب.

والى تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، كرّت سبحة اللوائح في معظم المناطق اللبنانية لتبدأ أشرس معركة انتخابية لم يشهد لبنان مثيلاً لها منذ تواريخه الانتخابية. لكن مع الإنشغال بالإنتخابات، فإن كلامًا قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حين التقاه يوم الجمعة، وفيه ان "البلد مفلس"، أهمية هذا الكلام انه صادر عن رئيس الجمهورية، وانه يأتي قبل أقل من اسبوعين على مؤتمر "سيدر واحد"، وانه لم يعقبه أي نفي بل توضيح أشار الى ان "كلام رئيس الجمهورية للبطريرك الماروني عن أن البلد مفلس لم يكن توصيفًا لواقع قائم إنما تحذير من أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي بالبلاد الى وضع صعب". حتى التوضيح لم يخلُ من التنبيه، وهذا يعني ان الإهتمام بالإنتخابات لا يجوز أن يجعل البلد يكون في مواجهة مع مخاطر الإفلاس.

 

معركة كسروان - جبيل الأقسى.. وستتجاوز كلّ التوقعات

فادي عيد/الديار/25 آذار/18

يوماً بعد يوم يرتفع ضجيج المعركة الانتخابية في دائرة كسروان - جبيل، وإن كان الصوت الأقوى اليوم في كسروان نظراً لحماوة المنافسة والتي تبدأ بالشعارات المرفوعة في الشوارع والساحات، وصولاً إلى الصالونات السياسية والبيوت الكسروانية التاريخية، إذ ان السباق الانتخابي في قرى وبلدات هذا القضاء يرتدي طابعاً خاصاً، كونه الدائرة الانتخابية الأساسية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والساحة البارزة التي سينزل فيها "التيار الوطني الحر" كل أدوات المواجهة السياسية والإنمائية والاجتماعية. وفي خضم المشهد الساخن الذي يسابق إعلان لوائح الدائرة الثلاث، شدّدت أوساط نيابية كسروانية على أن المعركة الانتخابية ستكون الأقسى، وستتجاوز كل  التوقّعات، حيث ان كل لائحة هي عرضة للاختراق وليس من لائحة أقوى من الأخرى بشكل كامل، وبالتالي، فإن المعيار السياسي لا يحتل الأولوية من حيث خيارات ومزاج الناخب الكسرواني الذي يضع أمامه هدف تحقيق الإنماء لمنطقته في الدرجة الأولى، ثم يتطلّع إلى العناوين السياسية، ولو كانت قليلة، كما يلتفت للتاريخ وللعائلات الكبيرة في الدائرة، والتي تملك تأثيراً هو الأكبر في هذه الانتخابات انطلاقاً من القانون الانتخابي الذي أعطى الكثير للمواطن لكي يصبح صوته مسموعاً، وخصوصاً أن الصوت التفضيلي يحتل الأولوية في المنافسة بين المرشحين في كل اللوائح وداخل صفوفها، وهو الأمر الذي دفع بالمرشحين إلى البحث عن الأصوات بطريقة منفصلة عن اللوائح، وإلى إطلاق الحملات الإعلامية والإعلانية بشكل منفرد يركّز على التسويق الشخصي في الدرجة الأولى. ومع استقرار الترشيحات كما اللوائح، قالت الأوساط النيابية نفسها، ان الفوز هو القاسم المشترك لدى كل المرشحين، وإن الساحة الكسروانية مرشحة لأن تشهد تفاعلاً انتخابياً لافتاً وحرب شائعات وحملات قاسية بين اللوائح الثلاث، كما أضافت الأوساط ذاتها، والتي قالت ان الاعتقاد السائد لدى القوى الأساسية في كسروان بأن المعركة محسومة لجهة النتائج ليس في محله، ذلك أن الأرقام التي يتم التداول بها في هذه المنطقة لا تسلّم بها كل الأطراف، وخصوصاً أن الفارق ليس كبيراً بين لائحة وأخرى، وعلى الرغم من التوقعات بنسب المشاركة التي تتجاوز الخمسين بالمئة وفق إحصاءات الماكينات الانتخابية التابعة للأحزاب الكبرى في كسروان. ومع افتراض أن التحالفات قد أثمرت واقعاً تضيق فيه الخيارات لدى الناخبين لجهة الاقتراع للمرشحين الأكثر تمثيلاً للقرى والبلدات الكسروانية، فقد توقّعت الأوساط النيابية، أن لا تزيد نسبة المقترعين في الانتخابات المقبلة عن النسبة المسجّلة في العام 2009، وأكدت أن هذا الواقع يستدعي استنفاراً لم يسجّل بعد في صفوف القوى السياسية المتحالفة رغم تناقضاتها، وذلك بهدف تجييش الشارع واستنهاض الناخبين، وذلك على الرغم من غياب العناوين اللافتة في الشعارات المرفوعة. وأمام هذه المعطيات، قالت الأوساط النيابية عينها، أن الجميع في وضع حرج، والكل مدرك أنه من الصعب فوز لائحة بكاملها وأن الخروقات حتمية، ولذلك، فالمنافسة تتّجه إلى الاحتدام، وإن كانت طبول المعركة لم تقرع بعد بقوة، ولكنها في إطار الاستعداد لرفع الصوت عالياً لتحصيل أكبر عدد ممكن من الأصوات التفضيلية للمرشحين المتنافسين على دخول النادي النيابي، أو على البقاء والاستمرار فيه لأعوام أخرى.

 

هل يجوز تكفير "داعش"؟

الأب جورج مسوح /النهار/2 كانون الأول 2017

 في مقالة ممتازة لهالة حمصي في صحيفة "النهار" (29 تشرين الثاني 2017) استعادت فيها آراء الأزهر الشريف والإمام أحمد الطيّب شيخ الأزهر. عنوان المقالة يتضمّن الرأي الثابت: "الأزهر لا يكفّر داعش ... الحلّ الوحيد قتالهم وقتلهم". أمّا موقف شيخ الأزهر من مسألة تكفير داعش فيوضحه صاحب الشأن عام 2015: "حتّى لو ارتكب داعش كلّ الفظائع،هل أستطيع أن أحكم عليه بالكفر؟؟ لا، لا أستطيع. بل أحكم عليه بالفسق والخروج، بمعنى أنّه من المفسدين بالأرض... الأزهر لا يحكم بالكفر على شخص طالما يؤمن بالله واليوم الآخر، حتّى لو ارتكب كل الفظائع". ويوضح إبراهيم الهدهد الرئيس السابق لجامعة الأزهر: "لا حاجة لنا إلى أن نقول كفّارًا أو غير كفّار. لكنّ الأمر الأساسيّ هو هل يجوز للدولة أن تقاتل هؤلاء وتقتلهم، لأنّهم اعتدوا على آمنين في بيت من بيوت الله، وهم مفسدون في الأرض".

 ونزيد على هذا الكلام ما أورده موقع "العربيّة" (2 كانون الأوّل 2015) في شأن موقف شيخ الأزهر بعدم جواز تكفير داعش. أمّا الحجّة في ذلك: "لكي تكفّر شخصًا يجب أن يخرج من الإيمان وينكر الإيمان بالملائكة وكتب الله من التوراة والإنجيل والقرآن. ويقولون: لا يخرجكم من الإيمان إلاّ إنكار ما أدخلت به". ثمّ يتساءل: ما حكم شخص يؤمن بتلك الأمور ويرتكب إحدى الكبائر، هل يصبح كافرًا؟ هناك بعض المذاهب تقول إنّ مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان، بل هو مؤمن عاصٍ، فلو أنّه مات وهو مصرّ على كبيرته لا تستطيع أن تحكم عليه أنّه من أهل النار، فأمره مفوّض لربه".

 الواضح أنّ موقف الأزهر وعلمائه من مسألة تكفير داعش أو سواه من الجماعات التكفيريّة له جذور راسخة في التراث الإسلاميّ. لو كان العكس هو الصحيح لما استهاب الأزهر تكفير أيّ من هذه الجماعات. لكنّ الأزهر وضع الدولة أمام مسؤوليّتها في قتال داعش وقتلهم لأنّهم مفسدون في الأرض. هذا الكلام وضع الأمور في نصابها، حيث الدولة هي المسؤولة عن أمان البلاد واطمئنان العباد، هي المسؤولة عن فرض الأمن، وبالقوّة، وبسطه على كامل أرض الوطن. التكفير المتبادل قد يصوّر المسألة بكونها نزاعًا إسلاميًّا ما بين مسلمين، ما يعفي الدولة من قيامها بمهامّها الأساسيّة. لذلك التكفير المتبادل قد لا يجدي في هذه الفتنة بل قد يزيد سكب الزيت على النار.لذلك، قد تكون فتوى الأزهر بجواز قيام الدولة بقتال داعش وقتلهم، أجدى بكثير.

 لكن يبقى صحيحًا التأكيد على كون الإسلام بريئًا من جرائم "داعش" وأفعاله الشنيعة، غير أنّ تعميم ثقافة الكراهية ونبذ الآخر الدينيّ أو المذهبيّ فمسؤولة عنه المؤسّسات الدينيّة التي لم تقم بواجبها في تعميم ثقافة الاحترام المتبادل والمساواة التامّة ليس بين المسيحيّين والمسلمين وحسب، بل بين المذاهب الإسلامية أيضًا.فتلك المؤسّسات نفسها مسؤولة عن تعميم ثقافة الكراهيّة بين المذاهب الإسلاميّة، إذ إنّها لم تقم بما يكفي لتعميم ثقافة قبول الآخر، لإزالة أسباب الانقسامات والخلافات الدينيّة ما بين المسلمين أنفسهم.

 

على الطريقة اللبنانية... انتخاب أي شيء ولا شيء!

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/25 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63428

من المقولات التي ما زال بعض اللبنانيين يتذكّرونها عن رئيس الوزراء الأسبق الدكتور سليم الحص قوله: «في لبنان كثير من الحرية... وقليل من الديمقراطية». وفي موسم يصفه الساسة والإعلام بـ«موسم انتخابات» تبدو هذه الكلمات صادقة إلى حد كبير.

نعم. هناك كثير من الحرية. ربما أكثر من اللزوم. أما الديمقراطية، بغض النظر عن أي قانون انتخابي معتمد، فيفترض بها أنها التجسيد الحي للحرية الواعية والمسؤولة.

في لبنان، ما عادت ثمة معايير للترشّح وإطلاق الوعود باسم شعب لا يبالي أو يكترث. وبطبيعة الحال، يستحيل أن يبقى للديمقراطية معنى في غياب الاكتراث، وتجاهل التفاصيل، وتناسي التعامل مع فكرة الانتخابات بنضج ومسؤولية... وأخيراً، إغفال كون المحاسبة جزءاً أساسياً من الممارسة السياسية في بيئة تصف نفسها بأنها حرة وسيدة.

قد يقول قائل إن عدة محطات زمنية في تاريخ «لبنان المستقل» (عام 1943) أثبتت عبثية العمل لإبقاء نظام تقليدي عشائري وطائفي يعيد استيلاد نفسه. وهذا صحيح. في غير محطة تهاوى هذا النظام وحصل الطلاق بين نخبه المثقفة وبيئاته التقليدية، غير أن العوامل الإقليمية تارة، والاعتبارات الدولية تارة أخرى، أعادت ترتيب الأوضاع لإنعاش النظام المتهاوي، ومن ثم، إنقاذه.

صحيح أن كثرة من المثقفين رفضوا منذ زمن غير قصير آفات الزبائنية والمحسوبية والاستقواء بالطائفة والإقطاع السياسي. غير أن هؤلاء إما ارتاحوا للبقاء في «مثالية» أبراجهم العاجية أو سقطوا عند أول اختبار حقيقي مع الواقع... وبالتالي، بعضهم اختار التعايش وقبول اللعبة بشروط قوى الأمر الواقع فصار جزءاً من النظام، أو يئس فابتعد، بل، وهاجر.

في المقابل، أيضاً، تغيّرت طبيعة الحياة الحزبية المأمول منها أن تكون الرافعة الفكرية والتنظيمية للتغيير.

منذ البداية كانت هناك أحزاب طائفية - مسيحية وإسلامية - صريحة، كما كانت هناك أحزاب طائفية الجوهر لكنها ليبرالية الشعارات ونخبوية الاستهداف. وعلى مسافة منها، ظهرت أحزاب عقائدية علمانية أو شبه علمانية مخترقة للطوائف. ولكن بمرور الزمن والتجارب، تمكّنت بعض الأحزاب الطائفية من إعادة بلوَرة طروحاتها لتتأقلم مع مجتمع غدا بعد 1920 أكثر تعقيداً من سياسات جبل لبنان عام 1860. وفي المقابل، سقطت البدائل العقائدية المخترقة للطوائف مع تراجع مفاهيم «القومية الاجتماعية» السورية (بعد محاولة انقلاب 1960 - 1961) والقومية العربية (بعد نكسة 1967، ثم كامب ديفيد 1978)، واليسار العالمي (مع انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991).

أكثر من هذا، برهنت تجربة المقاومة الفلسطينية، التي اخترقتها الأنظمة العربية وأسس كل منها فصائل تابعة له فيها، أن حتى أنبل الغايات تعجز عن الصمود أمام الضغوط الإقليمية، ترغيباً أو ترهيباً، تمويلاً أو فرضاً. الشيء نفسه حدث في لبنان، عندما غدا كثير من بدائل النظام التقليدي العشائري، فصائلَ وتنظيمات، ترتزق من أنظمة الجوار وتلتزم بمواقفها، بل وتنزلق إلى صراعاتها. ومن ذلك - مثلاً - صراع «البعثين» السوري والعراقي الذي تحوّل من خلاف تنظيمي بين القيادتين؛ «القومية» في العراق و«القطرية» في سوريا... إلى ولاء لنظامين عائليين؛ «تكريتي» في بغداد و«أسدي» في دمشق.

بعد ذلك، مع اشتداد الحرب اللبنانية التي كادت تنسف آخر الدعائم التي ناءت بحمل النظام المتهاوي، اتخذ القرار الدولي بتكليف «شرطي» إقليمي بإنقاذه والإجهاز على العامل المسهّل لسقوطه، أي المقاومة الفلسطينية. وهذا بالضبط ما حصل بعد دخول القوات السورية إلى لبنان، و«احتلاله» بمباركة دولية وإسرائيلية. ومع أن البداية كانت مموّهة بغلالة عربية رقيقة اسمها «قوات الردع العربية»، سرعان ما تحوّل النظام السوري إلى «قوة انتداب» باشرت إعادة بناء لبنان وفق أهوائها. وحيث خالفت المصالح الأوسع أولويات دمشق، مثل إقرار «اتفاق الطائف» عام 1989، عملت دمشق للقضاء على جوهر الاتفاق... وحقاً، تصفية رئيس الجمهورية الذي أنتجه، وعطلت تنفيذ كل ما خالف مصالحها فيه.

«اتفاق الطائف» الذي وُقّع عليه بعد عشر سنوات من الثورة الخمينية في إيران، كان محاولة جدية داخلية - إقليمية - لترميم النظام اللبناني من الداخل وتحصينه في ظل التغيرات الديموغرافية التي عاشها البلد منذ الاستقلال. لكن الجانب الخفي من التآمر على الاتفاق كان العلاقات التي أخذت تتعزّز وتتعمّق بين دمشق وطهران. لا سيما أن النظام السوري كان النظام العربي الوحيد الذي وقف مع إيران في الحرب العراقية - الإيرانية.

كثيرون توهّموا لفترة طويلة أن دمشق كانت القوة التي تتحكم بالملف اللبناني، وبالذات، بعد التفويض الدولي لها به، في أعقاب مشاركة حافظ الأسد في حرب تحرير الكويت 1990 - 1991. غير أن غياب الأسد الأب، الذي خلفه ابنه بشار، كان المؤشر المبكر إلى أن طهران باتت اللاعب الأساسي، أما دمشق فلم تعد سوى «جسر» إيراني إلى لبنان و«خادم» لمشروعها الإقليمي في المنطقة العربية.

ولم يطل الوقت حتى تأكد ذلك بعد انسحاب القوات السورية من لبنان إثر اغتيال رفيق الحريري ورفاقه عام 2005. وهذه جريمة كان لا بد من تنفيذها للمضي قدماً في المشروع الإيراني المتمدد في العراق واليمن، ضمن سياق الحسابات السياسية الاستراتيجية الإيرانية ضد «السنّية السياسية».

اليوم، بينما ترتسم خريطة سوريا الجديدة، برعاية إيران وروسيا وبرضا ضمني إسرائيلي - غربي، وتهجير أكثر من 20 مليون مسلم سنّي عربي من قوس الصحراء الممتد من الفلوجة إلى درعا... اتضح الدور الموكل لحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق بكل أبعاده. وهذا واقع، أزعم أن معظم اللبنانيين يدركونه جيداً.

مع ذلك، لدى مقاربة «الانتخابات» المقرّرة يوم 6 مايو (أيار) المقبل في لبنان، يتصرف اللبنانيون كأنهم أمام فرصة اعتراض. مظاهرة تسير وتهتف ثم يعود كل متظاهر إلى بيته.

لا يريد أحد أن يفكر في عبثية انتخابات تجري في ظل السلاح، وبموجب قانون انتخاب مُبهم ومشوّه وسيئ الغايات.

الحقيقة إنها انتخاب «شرعنة» الأمر الواقع، دستورياً، باسم استقرار مصطنَع واعتدال وهميّ.

 

حرب غير وشيكة

حازم الامين/الحياة/26 آذار/18

لا يبدو أن حرباً إسرائيلية أميركية على النفوذ الإيراني في كل من سورية ولبنان ستسبق الاستحقاقات السياسية والعسكرية في كل من البلدين، أي قضم النظام السوري وحلفائه مزيداً من المناطق من يد الفصائل التي تقاتله في ريف دمشق، والانتخابات النيابية اللبنانية المقررة في السادس من أيار (مايو) المقبل.

في الآونة الأخيرة كثرت التكهنات حول احتمال حصول هذه الحرب، ولاحت مؤشرات ترجحها. الإسرائيليون يراقبون الوقائع في ريف دمشق ويقولون إن إيران تقترب. الإدارة الأميركية تضم إلى صفوفها مزيداً من الصقور الذين يعتقدون أن المواجهة مع إيران ضرورة، وآخر هؤلاء جون بولتون طبعاً. عمّان تسرب أخباراً عن مخاوفها من وقوع مواجهة إقليمية كبرى بالقرب من حدودها، أي في جنوب سورية. لكن، في مقابل كل هذه المؤشرات، ثمة مؤشرات أخرى تقول إن المواجهة ليست وشيكة على رغم أنها واقعة لا محالة. إذ لا يبدو أن حال الـ «ستاتيكو» على جبهات المواجهة المحتملة، أي جنوب سورية وجنوب لبنان، قد حان موعد إطاحته. إيران ترقص في سورية على حدود ما يسمح به هذا الـ «ستاتيكو»، وهي، إذ تتجاوزه أحياناً، تتلقى الصفعة الإسرائيلية راضية بما تتيحه هذه اللعبة من احتمالات يمكن استيعابها. وفي جنوب لبنان ليس من مصلحة أحد حتى الآن إطاحة الهدنة المنعقدة هناك منذ 12 عاماً.

الحماسة الأميركية لضرب إيران في سورية لا تكفي، خصوصاً أن ليس لدى واشنطن أذرع عسكرية مباشرة. الحرب ستكون إسرائيلية إيرانية بالدرجة الأولى، وتل أبيب ليست خادماً لغير مصالحها. فهي قد تستثمر في رغبة واشنطن في الحد من نفوذ طهران الإقليمي، إلا أنها حين تقرر الانخراط في حرب بحجم المواجهة مع طهران، تقدم حساباتها على كل الحسابات. للمرء أن يعتقد أن المواجهة حاصلة لا محالة. طهران تتوسع في سورية وتقترب من الحدود مع إسرائيل، وتل أبيب لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تقبل بمزيد من النفوذ الإيراني على حدودها. لكن شرط المواجهة هو استنفاد ما قبلها من مراحل. ففي جنوب سورية توازنات لم يطحها أحد حتى الآن على رغم أن طهران ترقص على ضفافها. وصفقة الحرب لا تقتصر حساباتها على جغرافيا المنطقة. الثمن الذي تريده تل أبيب يشمل القدس أيضاً، ذاك أن توجيه ضربة لطهران سواء في سورية أم في لبنان سيخدم أطرافاً غير موجودة على مسرح المواجهة المباشرة هذه، وتل أبيب لا تعمل مجاناً، ولا تفوت فرصة طلب أثمان. الـ «ستاتيكو» اليوم قائم على معادلة الضربات الصامتة، وهي ضربات مؤلمة لطهران وحلفائها، إلا أنها توفر للضارب والمضروب سبلاً لتصريف المصالح والحاجات. إسرائيل تحد عبر هذه الضربات من أخطار بناء ترسانة إيرانية بالقرب من حدودها، وإيران تمتص الضربات وتواصل وظيفتها المتمثلة في إعلان نفسها لاعباً في معادلة حدود، هي ليست حدودها. حتى الآن لا تبدو الرغبة الأميركية في هذه الحرب كافية لكي تشتعل الجبهات. واشنطن ابتعدت كثيراً في السنوات الفائتة، وتحولت إلى لاعب من خارج الجغرافيا. حضورها العسكري المباشر في سورية رمزي، ومعظمه في الشمال وفي الغرب، وهي إذ اقتربت أخيراً من الصحراء غير البعيدة عن الجبهة الجنوبية، وتحديداً في منطقة الركبان، بقيت خطوتها رمزية ولا دلالات ميدانية كبرى لها.

الحروب تحتاج إلى أكثر من رسائل رمزية، وتل أبيب لن تقبل بخوض الحرب وحدها. جاهزية واشنطن سياسية وليست ميدانية حتى الآن، وثمة لاعب لا يجب الاستخفاف بموقعه هو موسكو. ووفق هذا المشهد، لا يبدو أن المواجهة وشيكة، على رغم أن لا أفق غيرها في المدى المتوسط.

 

بعد عفرين لا مفرّ من صفقة بين أنقرة وواشنطن

 جورج سمعان/الحياة/26 آذار/18

حجزت تركيا «حصتها» في الخريطة السورية. دخول قواتها مدينة عفرين ونواحيها بدد حلم الكرد في «الفيديرالية الديموقراطية لشمال سورية». وتباهى رئيس الوزراء بن علي يلدريم بأن المناطق الواقعة غرب الفرات «باتت شبه مطهرة من التنظيمات الإرهابية». والهدف المقبل كما حدده رئيسه رجب طيب أردوغان هو القضاء على «التهديد الإرهابي» في منبج وشرق النهر من عين العرب وتل أبيض ومحافظة الحسكة وحتى القامشلي و... شمال العراق. لن توقف أنقرة عملياتها حتى طرد «وحدات حماية الشعب» من الحدود الجنوبية إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة على خطة لإخراج هذه «الوحدات» من منبج. إنها ذروة شعور أنقرة بفائض القوة. إنها خلاصة ابتعاد الرئيس أردوغان في السنتين الأخيرتين عن شعارات «الثورة السورية». لم يعد يعنيه سوى الحرب على حزب العمال الكردستاني و «فرعه» في بلاد الشام، «حزب الاتحاد الديموقراطي». وكان بدل سياسته في الداخل والخارج جذرياً. اقترب من روسيا وابتعد lن حلفائه التقليديين. تخلى عن فترة السلام التي عمت بلاده بعد التفاهمات مع عبدالله أوجلان زعيم الحزب في معتقله. واغتنم فرصة فشل الانقلاب صيف 2016 ليجدد حربه على الحركة الكردية. ودغدغ مشاعر الحركة القومية المتشددة، فوقفت إلى جانبه في معاركه لتصفية مراكز القوى في صفوف حزبه «العدالة والتنمية»، ولتصفية خصومه من قوى إسلامية أخرى، خصوصاً حركة الداعية فتح الله غولن، وقوى وأحزاب ليبرالية وعلمانية. وأحكم قبضته على القضاء والمؤسسة العسكرية والإعلام... إلى أن عدل الدستور الذي منح سلطات واسعة لمنصب رئيس الجمهورية.

بعد دخول عفرين، لم يقض أردوغان فقط على حلم الكرد في ربط «إدارتهم» لهذه الناحية أو هذا «الإقليم» بـ «إدارتي» إقليمي الجزيرة والفرات، في إطار «الفيديرالية» التي ينشدونها. بل خطا للمرة الأولى من سبع سنوات على انفجار الأزمة في سورية، نحو تنفيذ وعيده. كان قبل ذلك أغرق الساحة الإعلامية بتصريحات وتهديدات وزعها شمالاً ويميناً. لكن الوضع بدأ يتبدل منذ نحو سنتين، بعد تقدم قواته نحو الباب وجرابلس وعفرين أخيراً. لم يعد الغموض والارتباك يلفان مواقفه السياسية. أمسك بمقاليد السلطة في الداخل، وتحول رقماً صعباً تحتاج إليه موسكو، وواشنطن أيضاً. من هنا، يجب الأخذ على محمل الجد إعلانه في ذروة «نصره» الأخير أن قواته ستواصل حربها حتى إخراج «وحدات حماية الشعب» من منبج وصولاً إلى القامشلي و... سنجار في العراق! علماً أن مثل هذا «المشروع» دونه عقبات لم تعترض حربه على عفرين. لقد أفاد في عملية «غصن الزيتون» من سكوت الأميركيين الذين أبلغوا حلفاءهم الكرد أنهم ليسوا موجودين غرب النهر وليسوا معنيين تالياً بالدفاع عن هذه المنطقة. مثلما أفاد أيضاً من غطاء روسيا التي وظفت مقعده إلى جانبها في آستانة لترسيخ مشروعها في بلاد الشام. وأبرمت معه «صفقات» مقايضة لم تكن حلب أولها ولا إدلب أو الغوطة الشرقية لدمشق آخرها، في مقابل إطلاق يده ضد «الوحدات» الكردية شمال سورية. وليس من باب المصادفة أن تدور معركتا الغوطة وعفرين في توقيت واحد! وأفاد أيضاً وأيضاً من تفاهمه مع إيران التي لا ترغب في تنامي الشعور الاستقلالي للكرد. ويقلقها قيام «إدارات» مستقلة عن دمشق ونظامها الذي بذلت الكثير في سبيل بقائه واستمراره... فيما هي منشغلة أكثر فأكثر في صراعاتها الداخلية.

يدرك الرئيس التركي جيداً أن خريطة «تقاسم» سورية باتت واضحة المعالم: غرب البلاد ودمشق والمدن الرئيسة وساحلها للنظام ومن خلفه روسيا وإيران. والشمال لتركيا. والشرق والشمال الشرقي للكرد ومن خلفهم الولايات المتحدة. والجنوب للأردن وإسرائيل. ويعرف المتصارعون حدود نفوذهم ولا مجال لارتكاب أخطاء تدفع هؤلاء «الكبار» إلى التصادم المباشر لتعديل هذه الحدود. وحتى موسكو التي تخوض معركة سياسية قاسية مع واشنطن وتصرح كل يوم بأن القوات الأميركية قوات احتلال، عبرت بوضوح أنها ليست معنية بقتال هذه القوات. بل جل ما تبغي هو استمرار التنسيق تفادياً لأي حادث غير مقصود. ومهما بلغت حدة الأزمة السياسية بين الرئيس أردوغان وإدارة الرئيس ترامب بسبب موقفها الداعم لـ «قوات سورية الديموقراطية»، لا يمكن الزعيم التركي أن ينظر إلى تدخل أميركا «احتلالاً» وغير قانوني، في حين يتناسى أن تدخله أيضاً في الشمال السوري تعده دمشق احتلالاً وغير قانوني. كما هي حال قواته في قاعدة بعشيقة شمال العراق الذي تنادي حكومته يومياً بخروجه منها!

من هنا، لا يمكن الرئيس أردوغان دفع قواته نحو منبج وما بعدها من دون التفاهم أو الاتفاق مع واشنطن. صحيح أن الدولتين الكبريين، روسيا والولايات المتحدة، تحتاجان إلى بلاده وموقعها وقوتها وعلاقاتها في الميدان السوري، لكنه لا يمكنه أن يواصل نهج سياسة متوازنة بين هاتين الدولتين، خصوصاً في حمأة تصادمهما المتصاعد يومياً. ولعل الظروف التي رافقت حربه على عفرين توفر مساحة لحوار جدي مع إدارة الرئيس ترامب التي لم تغلق باب التفاهم على تسوية للوضع في منبج. ثمة مصلحة مشتركة لإبرام اتفاق واسع بين الطرفين. تدرك أنقرة جيداً أن حضور الأميركيين باق في مناطق شمال شرقي سورية وشمال العراق عسكرياً وديبلوماسياً. وإن إدارتهم التي يحتل المتشددون مواقعها تدريجاً بعد مايك بومبيو وجون بولتون ستزداد تمسكاً بالقواعد العسكرية في هذين البلدين، خصوصاً أنها لن تترك المنطقة ساحة للرئيس فلاديمير بوتين. بل ستحتفظ بأفضل أراضي سورية مياهاً وزراعة ونفطاً. وستظل تطل على نفط العراق والخليج، خصوصاً أيضاً أنها تصعّد يومياً مواجهتها مع إيران. ولا تزال تصر على قطع الجسر القائم من طهران إلى شاطئ المتوسط عبر الحدود بين العراق وسورية. مثلما تدفع بأوروبا من أجل تعديل الاتفاق النووي وتطويق تمدد الجمهورية الإسلامية في الشرق الأوسط ووقف برنامجها الصاروخي.

ولا شك في أن تقليص نفوذ الجمهورية الإسلامية في المنطقة، يخدم مصلحة تركيا مثلما يخدم مصلحة أميركا وحلفائها التقليديين في المنطقة العربية. ويمكن واشنطن أن تقدم ضمانات فعلية إلى أنقرة في شأن مستقبل الحركة الكردية والحد من طموحاتها الاستقلالية. وليس أدل على ذلك من موقفها المعارض الاستفتاءَ في كردستان واستقلال الإقليم. ويمكنها بالتعاون مع قادة الإقليم العمل على ضبط انتشار حزب العمال من سنجار إلى شرق سورية. هذه المعطيات تمثل فرصة لفتح باب الصفقة بين واشنطن وأنقرة توفر على الرئيس أردوغان خوض معركة طويلة ومكلفة أياً كانت قدرات جيشه. ذلك أن مواصلته الحرب ستثير مشاعر الكرد في الداخل التركي وخارجه. وقد بعث متظاهرون في ديار بكر احتفالاً بعيد النوروز قبل أيام، بتحذيرات إلى أنقرة بأنها تجازف بإثارة العنف في الداخل إذا واصلت هجومها في سورية. وتوفر الصفقة على أردوغان أيضاً الخروج من «أسر التحالف الثلاثي» مع موسكو وطهران وقواعده وإملاءاته، فلا يظل يحتاج إلى رضا «شريكي الضرورة» في كل خطوة باتجاه سورية.

حتى الآن، نجح أردوغان في إطلاق يد الجيش في الحرب على حزب العمال وعلى «وحدات حماية الشعب»، ولم يقصر في ضرب رموز القوة السياسية الكردية، حزب الشعوب الديموقراطي الذي دخل البرلمان في انتخابات 2015. لكن حزب أوجلان لم يتردد في التمدد وربط الجبهة الشرقية (التركية) بمناطق انتشار الكرد شمال شرقي سورية، عبر دخول مناطق سنجار ونواحيها بداعي الدفاع عن الإيزيديين في هذه المنطقة بعد انتشار «داعش» فيها وارتكابه الفظائع في هذه الأقلية الدينية. ولا شك في أن الرئيس التركي يدرك خطورة الطوق الذي ضربه حزب العمال وشمل الحدود الجنوبية لبلاده. لذلك، لم يتوانَ عن التهديد بنقل المعركة إلى سنجار أيضاً. وهو ما رفضته بغداد التي عبرت عن معارضتها التدخل العسكري التركي في سنجار حيث تعتقد أن نحو أربعة آلاف من «العمال» ينتشرون في هذه المنطقة. ولا تخفي «وحدات حماية الشعب» مشاركة عناصر كردية تركية في حربها على «داعش». إن نقل المواجهة بين أردوغان وحزب أوجلان خارج تركيا خطوة خففت عن كاهل الطرفين بعض أعباء المواجهة في مسرح العمليات الداخلي. لكن هذا الوضع لن يدوم بعد حرب عفرين. ومن مصلحة أنقرة، في عز نشوتها بفائض القوة، أن تبحث عن صفقة سياسية مع واشنطن يتحمل بموجبها الطرفان مسؤولية الحفاظ على مناطق انتشار قواتهما بعيداً من عودة النظام السوري وحلفائه إليها. ومن دون هذه الصفقة التي لا تبدو مستحيلة، لن يكون سهلاً على الرئيس أردوغان دفع «غصن الزيتون» نحو منبج التي تجوبها الآليات الأميركية إلى جانب «قوات سورية الديموقراطية».

 

أول مرة

خالد القشطيني/الشرق الأوسط/25 آذار/18

إذا كنا نلاحظ في هذه الأيام روح الرجعية والأصولية والطائفية تسيطر وتسود الساحة، فإن أياماً مضت قبلها ميّزت المنطقة بروح الوثوب والتعطش إلى الجديد والتجديد. ما أن خرجت المنطقة من ظلمات العهد العثماني حتى فتحت أبوابها للتطور والعصرنة وكل شيء جديد. راحت تتردد على ألسن المؤرخين كلمة «لأول مرة». لكن ذلك لم يقع من دون مقاومة. رووا فقالوا إن الناس رأوا لأول مرة قوالب الثلج الصناعي. كان الباعة يقطعونه بالمنشار ويبيعون قطعاً قطعاً. كان الناس يشترون القطعة ويضعونها في الزير ليشربوا منه ماء مثلجاً. لكنهم سرعان ما اعتبروا ذلك تأخراً وشيئاً بدائياً.

أخذوا يصنعون صناديق الثلج الخشبية المبطنة بالصفيح. يضعون قطعة الثلج فيها مع الفواكه وقناني الماء والشربات. فيشربون ويأكلون كل شيء مبرداً. وحفر العمال قنوات مدوا فيها أنابيب الماء الصافي لتزويد البيوت بالماء. قضوا بذلك على مهنة السقاة الذين كانوا يزودون البيوت بقرب الماء من النهر والترعة. راح السقاة يحاولون مقاومة إسالة الماء فيقولون إن ماءها يجذب الأمراض ويقضي على رجولة الرجال. لم تنفع إشاعاتهم. وأصبحت الحنفيات وأنابيب الماء لأول مرة جزءاً من حياتنا. لكن السقاة تحولوا إلى باعة وموزعين لقوالب الثلج.

بعد برهة وجيزة من الزمن، أصبح صندوق الثلج مظهراً من مظاهر التخلف. لأول مرة رأينا الثلاجات الكهربائية تدخل البيوت والمقاهي. ويقال إن الحاج عبد الرزاق الدوري كان أول من أدخل الثلاجة في بيته في بغداد، وراح يفرج الجيران عليها. خير! خير من الله! قولوا معي يا سبحان الله! سمعت والدتي رحمها الله تقول. ولأول مرة راح صناع الفوانيس يتوقفون عن صنع الفوانيس واللمبات ويغلقون دكاكينهم، وكله رغم حملتهم في ترويج الإشاعات ضد الكهرباء في أن كل من يمسها يموت في الحال وستخرب مكائن القوة الكهربائية. لكنهم سرعان ما تأقلموا مع الظروف الجديدة، بعد أن أيقنوا بأنهم يخوضون معركة خاسرة ضد هذه البدعة الرهيبة، القوة الكهربائية. بدلاً من صناع الفوانيس واللمبات، ظهرت فئة عمال الكهرباء. إذا كانت الكهرباء قد انتشرت بسرعة وأنارت الشوارع ودخلت حتى المساجد والجوامع، فإن تلك الشعبية لم تصحب استعمال التليفون واضطرت الدولة إلى تشجيعه بمنحه مجاناً لكثير من موظفيها. وكان أول من تسلم هذه المنحة في العراق السيد هاشم العلوي. زودوا بيته بالهاتف بصفته مدير شرطة على اعتبار حاجته مهنياً إلى الهاتف. ثم راحت الشركة تعطي 750 فلساً لكل من يأتيها بمشترك جديد، فما أن أطل عام 1930 حتى كان التليفون بلونه الأسود قد دخل لأول مرة 1100 بيت.

غير أن التطور الرهيب جاء في ميدان المواصلات ووسائط النقل. شهد المواطنون لأول مرة القطار والسيارات وأخيراً الطائرات. وأثارت هذه البدع قرائح الشعراء والمطربين فانبرى معروف الرصافي في قصيدة طويلة وصف فيها القطار بهذه الكلمات:

وقاطرة ترمي الفضا بدخانها

وتملأ صدر الأرض في سيرها رعباً!

لها منخر يبدي الشواظ تنفساً

وجوف به صار البخار لها قلباً!

 

طبيب العيون الأعمى

مشعل السديري/الشرق الأوسط/25 آذار/18

سوريا دخلت العام السابع وهي لا تزال تتقلب على فوهة بركان: تهدمت مدن، وأحرقت مزارع، وقتل مئات الآلاف، وشرّد وهجّر الملايين؛ كل هذا حصل لعيون طبيب العيون السابق بشار، ابن صاحب الانقلاب السابق حافظ الذي جثم على صدر سوريا ما يقارب من 40 عاماً، ثم ورّثها باردة مبرّدة لابنه، على أمل أن يكمل المشوار بأن يجثم كذلك 40 عاماً آخر. مشكلة هؤلاء الانقلابيين العرب أنهم يتحدثون عن (الاشتراكية) وهم أبعد ما يكونون عنها في حياتهم الخاصة، ويتحدثون عن (الديمقراطية) وهم لا يحكمون إلاّ بالحديد والنار، ويهاجمون (التوريث) وسرعان ما يلحسون كلامهم وكأنهم يلحسون العسل.

الذي أثار أساي أكثر من حنقي هو ما قرأته عن زواج بشرى ابنة اللواء بسام مرهج حسن، المستشار الأمني لبشار، من خالد ابن رجل الأعمال القريب من النظام، نعيم الجراح.

وأقيم حفل الزفاف الأسطوري بمباركة بشار، وعقد القران مفتي سوريا غير المنافق أحمد بدر الدين الحسون، وشهد المنتجع السياحي (أب تاون)، الذي تعود ملكيته لوالد العريس، الحفل الباذخ الذي استمر بين بسط وهز وسط وموائد عامرة إلى طلوع الفجر، وانتهى بهدية من فخامة الرئيس للعروس: طقم معتبر من الماس، ومرسيدس متواضعة للعريس، قيمتها 150 ألف دولار فقط. كل هذا كان يجري والطائرات لا تتوقف عن القذف بقنابلها وبراميلها المتفجرة على كل من هب ودب، مطبقة المثل الشامي المعروف: «أنا ضرّاب سيوف، أنا أعمى ما بشوف». ومع هذا، لا تزال مرتفعات الجولان تغط في سبات عميق.

ومن نتائج أفعال ذلك الضرّاب الأعمى: الصورة التي هزت العالم للطفل عمران، بعد أن خرج من تحت الأنقاض إثر غارة جوية دون أن تسقط منه دمعة واحدة وهو ينظر لكل من حوله بذهول. وصورة أخرى للطفل السوري إيلان، بعد أن وجدته القوات البحرية التركية غريقاً على أحد الشواطئ، وانتشرت الصورة بسرعة البرق حول العالم، ولكن دون أي رد فعل جاد تجاه ما يعانيه أطفال سوريا. وفي واقعة أخرى مليئة بالخوف والرهبة، عندما رفعت طفلة سورية بريئة، تبلغ من العمر 4 سنوات، يديها استسلاماً لمصور تركي في مخيم للاجئين، حيث ظنت أن الكاميرا بندقية. المحزن أنه بعد أن فقد أطفال سوريا الأمل، قال أحدهم، وهو البالغ من العمر 3 سنوات، عندما كان جريحاً من جراء القصف؛ قال لمن حوله فور وصوله للمستشفى: «سأخبر الله بكل شيء»، وما هي إلاّ دقائق حتى لفظ أنفاسه.

 

مذكرات

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 آذار/18

كنت كلما التقيت الراحل العزيز غازي القصيبي، ولو بين جمهور، يطرح سؤاله في صوت مرتفع، مازجاً التشجيع بالتأنيب. وكنت أكرر جواباً واحداً: أي أدوار قمت بها لكي أكتب مذكراتي عنها؟ وكان يكرر ويصرّ: المذكرات ليس أدواراً فقط، وبعض التجارب الصحافية أهم من الأدوار.

لم أفكر حتى في الأمر. والذي اعتاد الكتابة منذ حداثته كل يوم يجد نفسه فوراً أمام جدار عالٍ عندما يقرر أن يكتب عن نفسه: زلة من الكبرياء وينتهي، وقفزة عالية في التواضع ويصعب عليه أن يقوم. طُرح عليَّ السؤال غير مرة من أكثر من فئة من الناس ولم أغيّر مشاعري. قبل حين أقنعتني دار نشر عربية أن أفضل ما أفعله من عمل أدبي هو تدوين التجربة في كتاب، سواء سميناه مذكرات أو تذكارات، أو سنوات، أو ما شئت. وبعكس قناعتي الماضية، شعرت بأنني قد أقدم حقاً على عمل مختلف عن المؤلفات السابقة. بل شعرت أنه قد يكون عمل العمر. لكن ماذا يكون حجمه؟ جزء واحد أم أكثر؟ ماذا يجب أن أهمل؟ أو بالأحرى هل يجوز إغفال لحظات الضعف وأيام المرارة؟ هل هي أثقال على القارئ أم متعة؟ تبين لي أن المذكرات نوع أدبي آخر. وأخذت أقرأ، أو أعيد قراءة مجموعة من العناوين. ووجدت أن بعضها، وهو كثير، مثل حكايات البيوت، أو المكاتب، بالعربية أو بالإنجليزية، لا يستحق الكتابة ولا النشر ولا القراءة. والبعض الآخر ذهبي. وكنت قد قرأت بعض المذكرات الفرنسية مرات عدة منذ سنوات، فعدت إلى قراءتها. واستعنت بمكتبة الجامعة الأميركية، فوجدت فيها كنوزاً، لا علاقة لها بالمذكرات، لكن لا ضرورة لذلك. وشجعني وجودي على مقربة من الجامعة على المضي في المغامرة.

وعدت طبعاً إلى مكتبتي الشخصية. والقسم الأكبر من المؤلفات العربية موجود في منزل القرية، من أجل القراءة في الهدوء. بالأحرى، ما بعد الهدوء، لأنه محسوس لدرجة تسمع معها صوته أو نداءه أو دعاءه. أنزلت كل ما هو مذكرات عن رفوفه، وعدت إلى العناوين والأسماء. وإنني أكتب كل هذه المقدمة ليس بسبب مذكرات قد أكتبها وقد أخفق. لقد اكتشفت، مرة أخرى، مَن قد يكون أهم وزير ثقافة عربي. ولقد كتبت عنه قبل سنوات في هذه الزاوية، والآن أزداد تأكداً من القيمة الثقافية النادرة، عضو مجموعة «الضباط الأحرار»، ثروت عكاشة. «مذكراتي في السياسة والثقافة» (دار الشروق)، ألف صفحة من الفكر والثقافة والصدق والذوق والاجتهاد والدقة. لا أعرف كم وزير ثقافة، بهذه المرتبة، عرف العالم العربي. ولم تكن معرفته بالسياسة أقل شأناً. أو بالشؤون العسكرية. أو باللغات. وقد تصدى لأهم الترجمات. درس صعب في كتابات المذكرات وتدوين ما يستحق العودة إليه.

 

القذافي وساركوزي والكيد السياسي

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/25 آذار/18

هل هي لعنة القذافي، كما يردد أتباع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، التي أطاحت بالرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي؟ أم هي محاولات اتهام وانتقام والكيد للرجل، لكونه اتخذ موقفاً واضحاً ضد نظام القذافي واندفع نحو مناصرة حراك فبراير (شباط) 2011 في ليبيا؟

فمنذ أيام وجه القضاء الفرنسي اتهامات إلى ساركوزي بشأن قضية تمويل ليبي لحملته الانتخابية، فيما عرف بـ«التمويل غير القانوني لحملته الانتخابية» و«إخفاء أموال عامة ليبية»، وهي القضية التي تفاعلت بعد نشر موقع «ميديا بارت» وثيقة لم يتم التأكد منها تحمل توقيع موسى كوسا المسؤول الأمني للقذافي، الذي يتهم بكونه عميلاً سابقاً ومزدوجاً مع «MI6»، وانشق عن القذافي في فبراير 2011، وفر هارباً إلى قطر حيث يقيم الآن. تشير تلك الوثيقة إلى الموافقة على منح حملة ساركوزي خمسين مليون يورو، بينما ينفي ساركوزي ما جاء فيها قائلاً إن هذا التشهير حوّل حياته إلى جحيم لا يطاق منذ 11 مارس (آذار) 2011، وقال إنه اتُهم دون أي دليل مادي، وفقط بناء على تصريحات العقيد القذافي، كما ذكرت صحيفة «لوفيغارو»، بينما نشرت صحيفة «لوباريزيان» تحت عنوان «هدية من القذافي بعد رحيله»، وذلك في اليوم الثاني لتوقيف ساركوزي الاحترازي لاستكمال التحقيقات معه بمقر مكتب مكافحة الفساد بالقرب من باريس، قبل الإفراج عنه. ادعاء القذافي بتمويل حملة ساركوزي ظهرت بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي الأسبق تدخله في الأزمة الليبية ومناصرة «الثوار» الليبيين المعارضين للقذافي ونظامه في بنغازي، وتبني فرنسا ساركوزي موقفاً حازماً للإطاحة بنظام القذافي في تغير مفاجئ من ساركوزي صديق القذافي الذي استضافه في قصر الإليزيه رغم معارضة مناصريه، وتبادل الزيارة بجلوس ساركوزي في خيمة القذافي في طرابلس. انقلاب ساركوزي على القذافي لا يمكن تفسيره بسذاجة على أنه مناصرة «للثوار» الليبيين والديمقراطية المفقودة في ليبيا، لأنها ببساطة كانت ولا تزال مفقودة، ولا يمكن قراءة تبدُّل موقف ساركوزي الصديق السابق للقذافي إلى مناصرة معارضيه من خلال الزعم بشعور ساركوزي بالحاجة الماسة إلى حماية المدنيين من تقدم قوات القذافي لقمع «الثوار» في مدينة بنغازي، فالواقع والحقيقة ومنطق السياسة لا يمكن أن يقبل هذا التفسير الساذج، إذن ما السر الحقيقي وراء هذا التغير المفاجئ؟

بيد أن المرء لا يعرف الدوافع التي كان ساركوزي يهدف إليها من جراء إرسال زوجته السابقة، سيسيليا، إلى ليبيا رغم أن الدافع المباشر كان قضية الممرضات البلغاريات المتهمات بحقن أطفال ليبيين بفيروس الإيدز، وإمكانية الإفراج عنهن. سيسيليا استطاعت إقناع القذافي بالإفراج عن الممرضات البلغاريات على الرغم من أنه حتى نيلسون مانديلا أو القس جاكسون حاولا التدخل لإطلاق سراح الممرضات، ولم يتمكنا من إقناع القذافي بالإفراج عنهن، مما يطرح تفسيرات كثيرة حول سبب عداء ساركوزي المفاجئ للقذافي بعد زيارة سيسيليا له، التي بينت في مذكراتها تفاصيل رحلتها إلى طرابلس، إذ ذكرت كيف دخلت مقر العقيد القذافي في باب العزيزية في طرابلس، وكيف أغلق الحارس الباب وراءها بالمفتاح وكيف تملكها الخوف. التنافس على أفريقيا والسيطرة عليها هي الدافع الأول وراء انقلاب موقف ساركوزي تجاه القذافي، واتهامات العقيد الليبي، وزعمه بتمويل حملة ساركوزي... كل ذلك كان ضمن حزمة العداء المتبادل بين الرجلين، والرغبة في الانتقام والثأر. قضية التمويل لا أدلة ثابتة تؤيدها حتى هذه اللحظة أو يمكن الركون جدياً إليها، مما يؤكد أن الأمر لا يخرج حتى اللحظة عن الكيد السياسي والرغبة في الانتقام، وقد تطيح بساركوزي سياسياً، ولكن ليس قضائياً لافتقار الأدلة الجادة.

 

أكلات الدمار الشامل

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/25 آذار/18

الصراع العربي الإسرائيلي مستمر، وله مشاهد مختلفة منها ما هو فجّ وصريح مثل الاعتداء الصارخ على الأرواح والأراضي، ونزع الملكيات من أصحابها بالقوة على أيدي قوة الاحتلال وعصابات المستوطنين الإرهابيين ضد أصحاب الأرض الفلسطينيين، ومنها ما هو خبيث وخادع كالاعتداء على الثقافات والفنون والأطعمة. خبر جديد قديم يطل علينا أن إسرائيل تحاول تسجيل الفلافل والحمص والتبولة على أنها كلها أكلات إسرائيلية، ومن التراث الخاص بهم. والحقيقة لن تكون هذه الحالة الأولى من نوعها في التراث العالمي الإنساني، ولكن الوقاحة الإسرائيلية أكثر جرأة فهم يحاولون تسجيلها كجزء من التراث الخاص بهم. فالرحالة الإيطالي الشهير «ماركو بولو» عاد من الصين «بالنودلز» وهي التي تحولت بعد ذلك إلى «السباغيتي»، وكانت بداية ولادة الباستا والمعجنات الإيطالية.

و«الفرانكفورتر» كان نتاجا ألمانيا من مدينة فرانكفورت حتى وصل إلى أميركا مع المهاجرين، فأصبح «الهوت دوغ» وكذلك «الهامبروغر» الذي ولد في مدينة هامبورغ بألمانيا وفي أميركا نال مجده وشهرته. هناك أطباق تبقى محل «صراع» على هويتها، فالمطبخ السوري الشهير تعود الكثير من أطباقه إلى المطبخ العثماني، والمطبخ المصري إلى الحقبة الفاطمية. ولعل أشهر روايتين عن أصول بعض الأطباق في مصر هي قصة «الكشري»، التي يروج لها اليهود أن أصل الطبق واسمه الحقيقي هي «كوشر» أي الأكل الجائز أكله بحسب تعاليم الديانة اليهودية، والثاني طبق «أم علي» والذي ينسبه البريطانيون لهم، لأنه شبيهه بالبودنيغ الذي يقدم عندهم، وأن الذي اخترعته مربية من إنجلترا تقيم في مصر اسمها «أومالي». وفي العالم العربي تم «استيراد» العديد من الأطباق العالمية والآسيوية تحديداً وتطويرها، فالبرياني الهندي والتميس الأفغاني والرز البخاري والرز الكابلي (من كابل) والسمبوسك الهندية تملأ البيوت، وأصبحت جزءاً من المائدة الخليجية. وبشهادة شخصية فإن أفضل سمبوسك أكلتها في حياتي كانت في مقهى المتحف الوطني بالبحرين. والصراع لا يزال قائماً بين اليهود والأرمن على البسطرمة واللحوم الباردة كالنقانق والسجق. وأميركا كان لها دور كبير في «تغيير» بعض الأطباق والمطابخ العالمية بعد هجرة أهالي هذه البلدان منهم إليها. فعلى سبيل المثال، المطبخ الصيني لا يعرف طبق «الشاومين» لأنه طبق ابتدعه صينيو أميركا، وأنواع البيتزا في أميركا مختلفة عن إيطاليا، وكذلك الأصناف الموجودة في أميركا من المطبخ المكسيكي غير الموجودة في المكسيك نفسها، وأطباق السوشي في اليابان لم تعرف أصناف «الماكي»، إلا بعد اختراعه في مدينة فانكوفر الكندية. وفي المطبخ الحجازي لا يمكن إغفال أثر المطبخ الصيني من أكلات اليغمش والمنتو لأصولها التي تعود إلى طبق «ألوان تون» الصيني الشهير، والمطبق في واقع الأمر هو امتداد للكريب الفرنسي الشهير، مما يجعلني أستفسر عن حجم «العنف» الموجود في المطبخ العربي، بعد التعرف على أسماء أشهر الأكلات مثل «المطبق» و«مهروسة» و«مقلوبة»، «هريسة»، «مفروكة»، «منسف»، «كبسة»، «مكبوس»، «باشا بعساكره»، و«الكسرة» وغيرها من الأطباق الملغمة التي هي أقرب لأسلحة الدمار الشامل، وما هي أصول هذه الأكلات. هويات البشر من الممكن أن تعرفها من مطابخ الشعوب ولا شك، والمطبخ المقدم هو انعكاس لثراء حضارة وتنوع ثقافة هذه الأمم وعدم انغلاقها على نفسها. في أوروبا وتحديداً فرنسا يعتبر المطبخ من الثقافة، ومن أهم الفنون، ومن مصادر التعرف على الهوية. فِكر مختلفة.

 

استغلال "العلمانية" وقضية المرأة للتغطية على الاستبداد: سورية نموذجا

بقلم منى فياض/الحرة/25 آذار/18

إذا كان هدفنا تحقيق الديموقراطية؛ فدعونا نتفق بداية على أن العلمانية لا تؤدي بالضرورة إلى الديموقراطية، فالنازية مثلا كانت علمانية، مثلها مثل الاتحاد السوفياتي.

ذلك أن حدود النزعة العلمانية تتفاوت بين النظرية والتطبيق تفاوتا كبيرا بحيث يمكن أن يكون حدها التطبيقي الأول علمنة الدولة وحدها، كما في الولايات المتحدة الأميركية للحؤول دون سيطرة أية كنيسة أو طائفة دينية معينة عليها، وقد يكون حدها التطبيقي الآخر علمنة المواطن نفسه للحؤول دون سيطرة أية عقيدة دينية عليه، كما حصل في الاتحاد السوفياتي. ذلك أن النظرية الماركسية لم تفرق بين الدين والأيديولوجيا، لكنها استثنت نفسها ولم تعتبر نفسها أيديولوجية. فجوهر الصراع هنا عقائدي أو أيديولوجي، يعد شكلا من أشكال الصراع الديني.

لكن العلمانية في الحقيقة تنطوي على مفهوم فلسفي يتعلق باستقلال العقل وحرية الضمير. من هنا لا يمكن أن نفصل بين العلمانية والديموقراطية. وهذا يتطلب أيضا تحديد معنى ومكونات الديموقراطية وشرعية التمثيل الديموقراطي كشرط ضروري لنجاح العلمانية.

شكلت المجزرة المروعة التي نفذها الجيش السوري في مدينة حماه محطة في سيرورة الاستبداد السوري

فالأنظمة العربية مثلا تعتمد على الانتخابات ونتائجها كي تبرهن شرعيتها وديمقراطيتها. لكن لا يمكن حصر الديموقراطية بالانتخابات فمحمد مرسي و"حماس" وصلا للحكم بالانتخابات فهل يعني هذا أنهما ديمقراطيان؟ البابا منتخب وهذه ليست ديموقراطية وهو لا يقدم نفسه على أنه ديموقراطي. أما نظام الأسد فلا يزال "شرعيا" بنظر داعميه وتواطئ الغرب، بعد تدميره معظم سورية وبعد تهجير الملايين من شعبه، فقط لأنه أجرى انتخابات.

الأهم من كل ذلك هو المسار الديموقراطي ككل وكيفية ممارسة السلطة وممارسة وظائف البرلمان الأساسية: أي التشاور والتقويم والتدقيق والوقاية.

العلمانية تعني فصل الدين عن الدولة أو بالأحرى تحييد الدولة، كشرط للديموقراطية. إنها تعني موقفا محايدا من الدولة تجاه الدين واستقلالهما عن بعض. فالدولة لا يمكنها أن تكون ديموقراطية دون حريه المعتقد. والمساواة تكون بين مواطنين وليس بين كفار أو بين مؤمنين يتسامحون مع وجود الكفار.

الاستبداد السوري "العلماني"

شكلت المجزرة المروعة التي نفذها الجيش السوري في مدينة حماه محطة في سيرورة الاستبداد السوري؛ فلقد قامت كل دعاية النظام على أنه علماني وغير مذهبي ولاطائفي ويحارب التطرف. تبنى الغرب سردية النظام لتبرير مجزرة حماه في أنها "مجرد عملية جراحية لا بد منها" ضد معقل أصولي في سورية، ما جعل الدولة السورية تبدو في حينه "دولة علمانية تعمل للحداثة في مواجهة معارضة دينية ظلامية" تمثلت بالإخوان المسلمين. ولا تزال بالنسبة لمن يريد أن يتغافل.

وبذريعة محاربة الإخوان المسلمين اضطهدت جميع مكونات المجتمع المدني والأحزاب خارج حزب البعث. وعلى مدار أعوام عديدة تم الزج بآلاف النشطاء من مختلف الفئات حيث استخدمت أجهزة الأمن التعذيب والاعتقال التعسفي غير القانوني وتصفية الأفراد وزجهم في السجون أو إعدامهم. وأدارت الحكومات الغربية وجهها عن انتهاكات حقوق الإنسان وإجراءات الطوارئ التي استخدمتها الحكومة.

استخدام الدين أيضا

لجأ النظام السوري مرارا إلى استخدام مجلس الإفتاء الأعلى في سورية لجعل السوريين يقومون بالواجب الشرعي في الدفاع عن الوطن ووحدته. وسمح لرجال الدين بالعمل بحرية في المساجد لاستقبال طلاب من بلدان عربية مختلفة ليتخرجوا بعدها "أصوليين" و"جهاديين"، ثم يعود فيغلق الجامع ويمنع دروس الدين للأجانب لأن ذلك يمس تاريخه العلماني.

سمح النظام للشيخ محمد سعيد رمضان البوطي بساعة أو ساعتين أسبوعيا، ليطل من الشاشة الصغيرة ليهدي الناس ويعلمهم أصول الدين بلغة تحذيرية قاتمة، كما أعطاه ترخيصا لمحطة دينية، بعد أيام قليلة على بدء الثورة السورية. في حين يمنع أي معارض أو مثقف علماني من أن يطأ عتبة مبنى الإذاعة والتلفزيون أو يمنع مجموعة من الأصدقاء من تأسيس جمعية تدعم "العلمانية"، بحجة أن الأحزاب ممنوعة.

وسبق للنظام العلماني أن أمر بتسريح نحو 1200 معلمة منقبة من السلك التربوي للحفاظ على العمل "العلماني الممنهج" ثم تراجع عن قراره بعد أسابيع قليلة. كما دعم حركة "القبيسيات" السرية مع العلم أن العمل السري ممنوع.

استغلال مشاركة المرأة

مشاركة المرأة هي أحد الشروط الضرورية لتحقيق الحرية الإنسانية. الأمر لا يتعلق فقط بضرورة تحسين وضعية المرأة وحقها في نيل وممارسة كافة حقوقها، بل أيضا بكيفية التوصل إلى النهوض بالمجتمع ككل.

العلمانية تعني فصل الدين عن الدولة أو بالأحرى تحييد الدولة، كشرط للديموقراطية

هناك إجماع على الاعتراف بحقوق المرأة وبالمساواة بينها وبين الرجل في أكثرية دساتير البلدان العربية. غير أن مجرد وجود ضمانات دستورية تكفل حق المرأة لا يتجسد بالضرورة واقعا تحقق فيه المرأة كامل حقوقها المدنية والقانونية والسياسية.

إن انخفاض نسبة تمثيل المرأة انخفاضا شديدا في أوساط اتخاذ القرار في كثير من البلدان العربية، قد جعل من حقوق المرأة الدستورية حبرا على ورق ومبادئ غير فعالة لتأمين مشاركتها في الحياة السياسية. قبل الثورات العربية والثورة السورية، بلغ أعلى تمثيل للنساء العربيات في المجالس البرلمانية في كل من سورية مع 30 نائبة بلغت نسبتهن 12 في المئة على مستوى التمثيل البرلماني، تونس مع نسبة 11.5 في المئة (21 نائبة)، والسودان مع 35 نائبة بلغت نسبتهن 9.7 في المئة.

ومع أن الأمر شديد التعقيد، إلا أنه تجدر الإشارة منذ البداية إلى وجوب عدم الخلط بين مشاركة المرأة في السياسة وبين الديموقراطية؛ فهما أمران منفصلان. كما أن نسبة مشاركة المرأة في المجالس البرلمانية في البلدان الديموقراطية لا تزال غير مرضية على المستوى العالمي ولم تغير من مشاركتها في النظام السياسي.

من الملاحظ أن الدول العربية والإسلامية ذات الكثافة السكانية العالية لا تزال في أسفل قائمة الدول فيما يخص التمثيل السياسي للنساء.

وقد يتم اختيار امرأة وزيرة أو مستشارة أو نائبة وزير أو مديرة، في هذه البلاد، وهو ما حصل مرارا في سورية. لكن يبدو الأمر وكأنه هدية شخصية أو هبة من قبل الحاكم تجاه امرأة معينة يراد تكريمها؛ أو من أجل إظهار الوجه الحسن للنظام السياسي. إذ إن ذلك يسهل عملية الحصول على مساعدات وهبات مالية من جهات دولية، نظرا لأن هذا الأمر بات من متطلبات برامج التنمية للأمم المتحدة. لكن عند التدقيق نجد أن المرأة بعيدة كل البعد عن مجمل مراكز القرار الفعلية.

إنها مظاهر تجميلية قليلة الكلفة تنفذها هذه الأنظمة؛ مجرد إدخال بعض النساء إلى الندوة البرلمانية من دون أن تخسر أي من سلطاتها.

الكثير من الحكومات العربية تغير في وضعية المرأة القانونية من دون صعوبة بقرار مركزي. وبما أنه لا يمكن اعتبار أي نظام عربي كديموقراطي، وهذا ما أكده تقرير التنمية الإنسانية الذي أشار إلى "براعة بعض الأنظمة العربية التي تتمثل في محاولة تبرئة النفس على الساحة الدولية بالانخراط في المنظومة التشريعية الدولية لحقوق الإنسان وتوقيع الاتفاقيات الدولية المعنية للتغطية على انتهاكاتها لحقوق مواطنيها" (تقرير التنمية الانسانية العربية، الامم المتحدة، 2004، ص 101).

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ريفي: حصر الإرهاب في دين محدد تزوير للحقائق فكما كانت المسيحية بريئة من الإرهاب النازي كذلك الإسلام بريء من إرهاب الاصوليين

الأحد 25 آذار 2018/وطنية - شارك اللواء أشرف ريفي في ندوة اقيمت في مجلس الشيوخ الفرنسي حول "مكافحة الإرهاب"، حضرها أعضاء في المجلس وسفراء وباحثون وصحافيون مخضرمون وشخصيات، وألقى محاضرة شدد فيها على أن "حصر تهمة الإرهاب في دين محدد هو تزوير للحقائق التاريخية، فكما كانت المسيحية بريئة من الإرهاب النازي، كذلك الإسلام بريء من إرهاب الاصوليين الذين اختطفوا الإسلام وهدفوا لتحويل مضمونه، فيما هو دين أرسله الله للعالم أجمع".

استهل اللواء ريفي كلامه بتقديم التعازي للدولة الفرنسية وأهالي الجندي الذي سقط في الإعتداء الأخير قائلا: "أقدم عزائي للدركي الفرنسي والسلطات الفرنسية وأهل الشهيد الذي إفتدى بروحه كل ضابط وإمرأة كانت معرضة للاغتيال والقتل".

بعد ذلك، توجه إلى الحاضرين قائلا: "شرفتموني بالدعوة لإلقاء محاضرة في مجلسكم الكريم عن الإرهاب، فشكرا لهذه الدعوة التي سعدت بتلبيتها إذ أشعر دائما كما كل لبناني، أن فرنسا هي البلد الذي تربطه بلبنان أعمق روابط الصداقة والمصالح المبنية على الاحترام المتبادل، لا بل أشعر أن فرنسا من أبرز الدول التي وقفت وتقف إلى جانب لبنان وتدافع عنه. وهنا لا يسعني هنا إلا أن أتذكر المحطة المهمة في تاريخنا وهي اغتيال رئيس حكومة لبنان الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعلى وجه التحديد زيارة الرئيس السابق جاك شيراك الى بيروت التي أعطت للبنانيين أملا لمحاسبة القتلة وإنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان".

أضاف: "من لبنان الذي عاش تجربة العنف والحرب والإرهاب، يمكن إستخلاص السلام كمنهج حياة للأفراد والجماعات، وكمانع لما يسمى صراع الحضارات. لقد عانت الإنسانية من مرارة الحروب التي ارتكبت باسم الوطنية حينا، وباسم الدين حينا أخر، ونتج عن ذلك ولا يزال، مسلسل لا ينتهي من الدماء والدمار وضياع الآمال، واليوم نجد أنفسنا مسؤولين عن إعادة صناعة الأمل خصوصا في منطقتنا التي تمر بمرحلة إنتقالية صعبة في سعيها إلى مواجهة سبل الإستبداد والتطرف الديني".

ولفت إلى أن "الأكثرية الساحقة في هذه المنطقة تنشد الإستقرار والسلام، وتريد أن تكون جزءا من هذا العالم، أن تبني لا أن تهدم، تريد الحرية والعيش بكرامة كما أراد الاعلان العالمي لحقوق الإنسان، تريد لأبنائها أن يدخلوا المدارس والجامعات لا أن يكونوا وقودا للعنف والإرهاب والتطرف، أو ان يزجوا في السجن الكبير بتهمة المطالبة بالحرية".

وقال ريفي: "أنا آت إلى هنا لأصارحكم ولأعبر عن رؤيتي إنطلاقا من خبرتي الأمنية وقناعاتي التي استخلصتها من تجربة طويلة كبيرة في لبنان والمنطقة. إن حصر تهمة الإرهاب في دين محدد هو تزوير للحقائق التاريخية، فكما كانت المسيحية بريئة من الارهاب النازي، كذلك الاسلام بريء من إرهاب الأصوليين الذين اختطفوا الاسلام لتحوير مضمونه، فيما هو دين أرسله الله للعالم أجمع، لذلك المطلوب رسم خط واضح بين المفهومين".

وتحدث ريفي عن تجربة لبنان مع الإرهاب قائلا: "نحن عشنا في لبنان تجربة العنف وهي تجربة لم تقتصر على المواجهة بين الجماعات الدينية فقط، بل امتدت إلى داخل الطوائف ولا تزال المنطقة اليوم تعاني من هذا الإقتتال المستمر الذي يلبس في كثير من الأحيان لباس الصراع الديني، فيما الأديان كلها تدعو إلى الرحمة والمحبة".

وأشار إلى أن "إلصاق تهمة الإرهاب بمجتمع أو دين أو جماعة يفاقم المشكلة ويعطي للارهابيين الفرصة لإمساك المبادرة واستخدام الدين كسلاح. إننا ندعو الى حوار جدي وعميق حول أساس المشكلة، هذا الحوار الذي يفترض أن يؤدي الى تعزيز القيم المشتركة التي نؤمن بها، وهي قيم السلام وحقوق الإنسان وإحترام كرامة الفرد وحريته وصيانتها بالقانون والممارسة، وكنا نعرف أن على العالم الاسلامي والعربي إتخاذ موقف شجاع في محاربة الفكر الارهابي من جذوره، كذلك نأمل وندعو الغرب الى أن يكون شريكا حقيقيا في هذه المسؤولية الحضارية".

وتابع ريفي: "لقد شاهد العالم الفاجعة والجرائم الكبرى التي تتعرض لها فرنسا جراء العمليات الإرهابية التي ينفذها مجرمون يدعون ارتكاب الجرائم باسم الإسلام، هذه الجرائم الوحشية يجب أن تدفعنا جميعا للتعاون كي نقضي على آفة الإرهاب الذي فتك بالمسلمين بنسب أكبر بكثير مما فتك بأبناء الطوائف الأخرى، وإذا كان الإرهاب قد أصبح جريمة معولمة، فإن طرفا واحدا لا يكفي لمكافحته، نعم نحتاج الى جهد موحد، نحتاج للقضاء على الارهاب وآثاره، وعلينا أن نكون في مواجهة واحدة مع الإرهاب والموجات العنصرية التي تغلغلت بين المسلمين في أوروبا، والذين لا ذنب لهم بما يرتكبه الأشرار، نحتاج إلى مواجهة الإسلاموفوبيا".

وذكر بحادثة الباحث الفرنسي الذي اختطف واغتيل على يد مجرمين، لافتا إلى أن "استعادة جثمان ميشال سورا جاءت بعد محاولات مضنية قام بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث أعاد الخاطفون سورا في نعش مبرد بعدمت حفظوا جثته لفترة طويلة". ولفت الى أن "ذاك الاختطاف كان بداية لمسلسل خطف الأجانب في لبنان لكنه في الحقيقة كان اختطافا للبنان بأكمله".

وتابع ريفي: "ان تنظيم داعش لم يكن حركة الإرهاب الاولى في العالم والوحيدة في الشرق الأوسط، وأخشى كخبير أمني ألا تكون الحركة الإرهابية الأخيرة التي نشهدها في عالمنا الحاضر، في العصر الحديث والذي بدأ مع منتصف القرن الماضي، شهدت المنطقة أول بداية عنف اثر سقوط دولة فلسطين، لقد كان العنف يومها عقائديا ولم يكن دينيا، وطال هذا العنف أغلب دول المنطقة ومعظم دول العالم، وبعد عشرات السنين تحول العنف العقائدي الى عنف ديني، ولا يخفى على الخبراء ان العنف الثاني كان أشد ضراوة ووحشية من العنف الأول، وفي هذه الحقبة شهدنا القاعدة. ولمعلوماتكم فإن القاعدة هي ثكنة العسكر أو المعسكر الذي يتجمع فيه المقاتلون".

أضاف: "لا أدخل في خلفية تطور القاعدة في أفغانستان والمهام التي اتت بها، إنما أرى أنه من الضروري الإشارة كمسؤول أمني إلى ما سمي بظاهرة الأفغان العرب، وهم المقاتلون الذين أنهوا مهمتهم في أفغانستان وعادوا الى بلادهم وتسببوا بكثير من الصراعات والعنف. هذه الإشارة تدعونا الى ان نعي مخاطر ما يمكن أن نشهده في أيامنا القادمة من مزيد لهذه الظاهرة، ولنسمها الدواعش السابقين ونحذر الدول الغربية من هذه الظاهرة التي ستكون أشد خطورة على الأمن والسلم العالمي، نحن أمام مسؤولية مشتركة كبيرة، لقد سقط تنظيم داعش في العراق كما حدد العنوان، لكن لم تسقط أخوات داعش، أي المقاتلون الإيرانيون ما زالوا على أراضينا".

وختم ريفي: "منذ عشرات السنين دخلت إيران إلى بعض الدول العربية فأضافت للعنف عنفا أشد شراسة، إذ أثارت صراعات مذهبية كانت موؤودة لعشرات السنين كما حركت مشاعر قومية كانت موؤودة أيضا لعشرات السنين. إن مسؤولية العالم أن تعرف هذه الآفة الكبيرة، ولا شك أن عددا من الدول قد بذلت جهودا جبارة في هذا المجال، سواء اكان على مستوى النتائج او الأسباب".

 

نواف الموسوي: انحدروا بخطابهم وسلوكهم إلى ما تشمئز منه النفوس

الأحد 25 آذار 2018 /وطنية - أسف عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن "يكون البعض حول الانتخابات النيابية إلى حلبة مصارعة بعيدة كل البعد عن الأخلاق الحميدة، في حين أردناها أن تكون فرصة لتنافس شريف من أجل تمثيل إرادة الناس على تنوعهم واختلافهم".

وقال خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" في حسينية بلدة ديركيفا الجنوبية: "انحدروا بخطابهم وسلوكهم إلى ما تشمئز منه النفوس، وما يهين صاحب القول لا المقول في شأنه. أردناها طريقا إلى ندوة نيابية تحتوي الحياة السياسية فتخرجها من شارع التوتر إلى برلمان الحوار والتفاهم والتسوية من أجل بناء الدولة في لحظة تتداعى فيها الدولة، لا سيما بعدما استشرى فيها الفساد السياسي والإداري والمالي بأشكاله كافة".

أضاف: "البعض أعلنوها حربا على المقاومة وحربا على حزب الله بالإسم. نحن لم نهرب من قتال ولا من حرب، فقد واجهنا أعتى الهجمات علينا بالاستناد إلى الله سبحانه وتعالى أولا، وإلى بطولات أبنائنا وتضحياتهم، وإلى احتضان أهلنا وقرارهم بانتهاج هذا الدرب الذي اسمه المقاومة، وبالتالي نحن على ثقة بأن أهلنا الذين وهبونا بتضحياتهم هذه المقاومة، سيكونون في معركة وحرب الانتخابات أحرص على المقاومة حتى منا، لذلك نحن لا يساورنا شك ولا قلق وحذر من موقف أهلنا الأعزاء في هذه المنطقة في ما يتعلق بنتائج الانتخابات المقبلة. ما يقلق حقيقة هو الحال التي وصلت إليها الدولة، اذ بدأت تتسرب من هنا وهناك كلمات عن الوضع الدقيق للاقتصاد وخطورته، وعليه لا نريد أن نواجه هذه التحديات الاقتصادية بروح الهلع والفزع، فهذه ليست طريقتنا بل لطالما واجهنا التحديات بثبات الجنان والقوة، وبالتالي هذه الدولة الآن هي في وضع اقتصادي دقيق، لذلك لا ندري كيف أن دولة كالدولة اللبنانية هي تحت خط الفقر ويتصرف مسؤولوها على أنها دولة أثرياء، فلا زال بعض المسؤولين في الدولة يعيشون حال مفارقة الوعي، فضلا عن انفصام بين الحقيقة وخيالهم، وبكل سلوكياتهم ذاهنون عن أننا دولة تحت خط الفقر. ليس هناك مواطنون تحت خط الفقر أو مواطنون فقراء، فالدولة كلها تحت خط الفقر، وبالتالي إلى متى يتصرف بعض المسؤولين فيها من غير وعي بحقيقتها التي تبدو بارزة للعيان؟"

وتابع: "بات لزاما على الجميع أن يتحمل مسؤولياته لمنع هذه الدولة من الإنهيار. هناك برنامج طويل تحدث عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وتناول مسألة الفساد ومكافحته، بحيث رفعه إلى مستوى مقاومة العدوان التكفيري والصهيوني، وأخذ قرارا بإنقاذ هذه الدولة من براثن الفساد الذي يفتك بها حد القضاء عليها. في هذا الإطار، نسجل أن الدولة اللبنانية لا تجيد التعامل مع الدول الأوروبية والحكومات الغربية، ولا زالت تقدم مواقف مجانية لا سيما في مسألة النازحين السوريين، من دون أن تسعى إلى تحميل الحكومات الغربية مسؤولياتها المالية والاقتصادية حيال أزمة 1.7 مليون لاجئ إلى لبنان، لجأوا بسبب السياسات الغربية التي اعتدت على الدولة والشعب في سوريا، وعليه، الدولة لا تتصرف بحنكة وحذاقة وجرأة حتى وهي تذهب إلى مؤتمر باريس، إذ تقف أمام ما يسمى المانحين الدوليين والعرب لتحملهم مسؤولياتهم تجاه لبنان الذي تحمل صنوفا من الأعداء بسبب أزمات النزوح إليه، فلا تقف أمام هؤلاء لتحملهم مسؤولية تصويب وتصحيح ما جرى، بل تقف لتتحدث عن قروض من هنا وهناك".

وقال: "نحن لا نعرف كيف تتمكن الحكومة التركية في أقل من سنة من إخضاع الاتحاد الأوروبي وتدفعه 7 مليارات يورو، بينما تقف الحكومة اللبنانية عاجزة عن دفع الأوروبيين إلى تحمل مسؤولياتهم، مع العلم أن لبنان يقوم بوظيفة حائط السد الذي يحول دون تدفق طوفان النازحين إلى السواحل الأوروبية. لماذا لا تتحركون بهذا الاتجاه وتحملون الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي مسؤوليات، في الوقت الذي بتنا فيه نتحمل عبء 1,7 مليون لاجئ سوري وغيرهم من اللاجئين واللبنانيين الطامحين إلى الهجرة؟ لماذا لا تتصرف الحكومة اللبنانية بحنكة وذكاء وتتوقف عن إعطاء مواقف مجانية وتسلم سلفا أن هؤلاء اللاجئين موجودون عندنا، فبالأمس كان منسق أنشطة الأمم المتحدة يقول لي إنهم يدفعون 1.5 مليار دولار في السنة للاجئين، وإذا حسبنا هذا المبلغ وقسمناه على عدد اللاجئين في لبنان، فإن الحاصل يعني أنه وفق هذا المبلغ لا يعطى اللاجئ في الشهر الواحد مئة دولار، في حين أن كهرباءه ومياهه ومياه الصرف الصحي والتنقلات والتعليم والاستشفاء تتحملهم الدولة اللبنانية، لذلك ندعو الحكومة إلى أن تبتعد عن المواقف المجانية في مسألة النازحين السوريين، وتطالب المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته تجاه هذه الأزمة، ويبادر إلى دفع الموجبات التي تقع على عاتقه تجاه هذه المسألة".

وسأل: "لماذا لا يتوقف بعض المسؤولين اللبنانيين عن أن يتصرفوا كأثرياء، فبكل بساطة نرى أن وفدا أوروبيا يسافر من هنا بالدرجة الاقتصادية، بينما البعض يقومون بحجز طائرة بالدرجة الأولى لقبيلة مسافرة، لذلك في نقاش الموازنة تحدثنا عن كثير من جوانب الهدر والإنفاق الذي لا مبرر له، من أثاث الدولة وغيره، فضلا عن الصفقات التي لا نرتضي أن تعقد بالتراضي بل ينبغي أن تحال إلى إدارة المناقصات. هناك الكثير من الخيارات السياسية التي يمكن أن تأخذها الدولة، وأحد هذه الخيارات ما يتوافق مع ما أشار إليه السيد نصرالله بأننا ملتزمون العمل على تقوية الجيش اللبناني وتسليحه ليتحمل واجباته الدفاعية في مواجهة التهديدات، ولا سيما العدوان الصهيوني على لبنان، ولكن إذا لم تكن الموازنة قادرة على تسليح الجيش، يكون الخيار الآخر عادة، أن تذهب الحكومة اللبنانية إلى الدول الغربية من الولايات المتحدة الاميركية والحكومات الأوروبية، لتكون النتيجة أننا نتلقى سلاحا غير كاف ولا يمكن الجيش من مواجهة التحديات، ويعطى هذا السلاح بشكل شحيح ومقطر. فمثلا في معركة فجر الجرود أعطي الجيش عدد الطلقات التي يحتاجها في المعركة فقط وليس أكثر، لذلك نسأل أما آن الأوان لأن تتوقف الحكومة عن اللهاث وراء حكومات غربية بخيلة وشحيحة، إلا على العدو الصهيوني الذي تنفق عليه بسخاء؟ لماذا لا نتجه عوضا عن ذلك شرقا باتجاه روسيا والصين، ونذهب لجلب السلاح من هاتين الدولتين العظمتين اللتين تمتلكان قدرات تسليحية أثبتت كفاءتها في ساحة المعركة، ولماذا حتى الآن تمتنع الحكومة عن إبرام اتفاق تعاون استراتيجي مع الاتحاد الروسي؟ سوريا لديها علاقة مع الاتحاد الروسي، لماذا لا نشمل لبنان بالتغطية الجوية الروسية؟ وإن كان الاتحاد الروسي بحاجة إلى قواعد عسكرية ومطارات، فالأميركي يستخدم مطاري رياق وبيروت، فلماذا لا يمكن أن يستخدمها الروسي، وهذا السلاح الذي تمتلكه المقاومة هو انتاج روسي من الكورنيت وغيره؟".

وختم: "على الحكومة أن تتوقف عن دق أبواب شحيحة العطاء ولا تفتح، لتذهب إلى أبواب مفتوحة وتبرم معها اتفاقات. نعتقد أن الحكومة إذا بدأت ببحث اتفاق تعاون استراتيجي مع الاتحاد الروسي، ستحدث تحولا استراتيجيا في المنطقة وفي لبنان، من شأنه أن يخرجنا من كثير من الأزمات بما فيها الأزمة الاقتصادية التي باتكالنا على حكومات غربية، لا نراها إلا تتعمق وتزداد تأزما".

 

الراعي في قداس الشعانين: اشركنا الله بملوكيته بواسطة سري المعمودية والميرون لكي نبني مجتمعاتنا العائلية والاجتماعية والوطنية على التواضع والمحبة والسلام

الأحد 25 آذار 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس أحد الشعانين على مذبح الباحة الخارجية للصرح البطريركي "كابيلا القيامة" عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران حنا علوان، الآباء: بول مطر، توفيق ابو هادير وبول كرم، في حضور قائد القوى السيارة في قوى الامن الداخلي العميد فؤاد خوري، رئيس مكتب الامن العام في كسروان الرائد رامي رومانوس، عضو المؤسسة المارونية للانتشار بيار مسعد، رئيس مؤسسة "مواطنون جدد" المحامي انطوان صفير وحشد من الفعاليات والمؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "خرجوا الى لقائه حاملين اغصان النخل والزيتون" (يو12: 13)، تناول فيها معاني الشعانين، وقال: "1.ها نحن اليوم خرجنا من بيوتنا مع اطفالنا وشبيبتنا، كما في كل الارض، حاملين شموع ايماننا المستنير، واغصان النخل والزيتون، لنستقبل ملكنا السماوي يسوع المسيح، ملك التواضع والمحبة والسلام، مرددين الهتاف الذي اُطلق منذ الفي سنة، وتردد عبر الاجيال: "هوشعنا، مبارك ملكنا الآتي باسم الرب" (يو12: 13).

2. يسعدني ان احييكم جميعا، واقدم لكم اطيب التهاني بعيد الشعانيين، واهنىء بخاصة الاطفال، فهو عيدهم، وقد علت اصواتهم في استقبال يسوع داخلا الى اورشليم، حتى اغتاظ منهم الفريسيون ومعلموا الشريعة ورؤساء الكهنة، وطلبوا من يسوع ان يُسكتهم. اما هو فأجاب: "ان سكت هؤلاء، نطقت الحجارة، إذ تتم فيهم النبوئة:" من فم الاطفال والصغار اخرجت لكم مجدا" راجع(متى 21: 15-16).

3. بدخول يسوع الى اورشليم واستقباله العفوي باغصان النخل، كانت العلامة انه ملك، كما هي السعادة في استقبال الملوك، وباغصان الزيتون للدلالة انه ملك السلام والمحبة، وبدخوله راكبا جحشا لا فرسا علامة انه ملك التواضع الذي صار مثل البشر، لكي يرفعهم الى ملوكية الالوهة. ولقد اشركنا بملوكيته بواسطة سري المعمودية والميرون، لكي نبني مجتمعاتنا: العائلية والاجتماعية والوطنية، على التواضع والمحبة والسلام، بهذا النهج اعطى الرب يسوع للسلطة في الكنيسة والمجتمع والدولة مفهومها ونهجها وغايتها.

4. لقد وصلنا الى هذا اليوم، عيد البهجة باستقبال الرب يسوع ملكا على قلوبنا وعقولنا، وملكا على عائلاتنا وكنيستنا ووطننا، بعد مسيرة ستة اسابيع من الصوم والصلاة واعمال المحبة والرحمة وتوبة القلب. هذا الوصول تشبهه الكنيسة بوصول السفينة الى ميناء الامان. السفينة هي الكنيسة، وميناء الامان هو يسوع المسيح. ولذا، تقام في مساء هذا اليوم، في جميع كنائس الرعايا والاديار والمؤسسات "صلاة الوصول الى الميناء".

5. وندخل مع الرب في مسيرة الاسبوع العظيم المقدس: اسبوع آلامه وموته وقيامته، وتأسيس سري الكهنوت والقربان من اجل استمرارية ذبيحة الفداء ووليمة جسده ودمه لحياة العالم، واستمرارية حضوره حيا في الكنيسة من اجل تقديسنا بثمار الفداء بمجبة الآب وبفعل الروح القدس.

اننا ما نتمناه لكم اسبوعا غنيا بالنعم، يصل بنا جميعا الى الفصح الحقيقي، فصح عبورنا بنعمة المسيح الى انسان جديد وحياة جديدة. نمجد بها ونسبح الثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس الآن والى الابد، آمين".

ثم، بارك أغصان الزيتون وأقيم زياح الشعانين في الباحة الخارجية للصرح حيث حمل الأطفال الشموع وأغصان الزيتون مرددين "هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب".