المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 04 ذار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.march04.8.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الأحد الرابع من الصوم الكبير/مثال توبة الولد الشاطر

أَيُّهَا الإِخْوَة، إِفْرَحُوا، وَٱسْعَوا إِلى الكَمَال، وتَشَجَّعُوا، وكُونُوا عَلى رَأْيٍ وَاحِد، وعِيشُوا في سَلام، وإِلهُ المَحَبَّةِ والسَّلامِ يَكُونُ مَعَكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

بالصوت والنص(من الأرشيف): الياس بجاني: تاملات إيمانية في مثال عودة وتوبة الولد الشاطر

الياس بجاني/قراءة في معاني أحد الابن الشاطر

الياس بجاني/الحربائيون والملجميون والإسخريوتيون لا يجب أن يصلوا إلى مجلس النواب

الياس بجاني/الأمير مجيد أرسلان: بطل من أبطال الإستقلال

الياس بجاني/ثلاثية الظلم والإفتراء والفبركة التي قد يكون تعرض لها زياد عيتاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة مع الناشط السياسي اللبناني فاروق يعقوب من قناة العربية تتناول قضية زياد عيتاني

فيديو مداخلة مع الكاتب الصحافي حنا صالح من قناة الحدث تتناول قضية زياد عيتاني

فيديو مداخلة مع الكاتب الصحافي أسعد بشارة ضيف من قناة العربية تتناول قضية زياد عيتاني

فيديو تقرير من تلفزيون الجديد تلقي الضوء على العقوبات التي قد تطال المقدم سوزان الحاج على خلفية قضية زياد عيتاني

محمد بن سلمان يبحث مع الحريري بالرياض مستجدات المنطقة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 3/3/2018

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 3 آذار 2018

حزب الله يتعاون مع المخابرات الأوروبية/الشيخ حسن مشيمش/لبنان الجديد

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تداعيات براءة عيتاني..جوزيف أبو فاضل ينفث السموم الطائفية على الجديد/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

المرجع الشيعي علي الأمين لـCNN: حزب الله وإيران لا يمثلان المذهب الشيعي

إسرائيل تنشر حرس الحدود في الضفة الغربية تحسباً لحرب قادمة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الأمم المتحدة تتحدث عن «جرائم الحرب» في الغوطة

 5 ساعات من التحقيق مع نتنياهو وزوجته تعزز الشبهات ضدهما وعشرات الإسرائيليين تظاهروا أمام بيته وطالبوا باعتقاله واستقالته فوراً

بوتين يتحدى الغرب بقدرات عسكرية «لا مثيل لها» وهدد برد «فوري وشامل» إذا تعرضت روسيا أو حلفاؤها لهجوم

أعلى محكمة مصرية تقرر سعودية "تيران وصنافير"/أحمد حافظ/العرب

مبعوثان أميركيان إلى الخليج: وساطة لا تستوعب تعقيدات الأزمة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

زياد عيتاني نجا... لبنان يحتضر/حسام عيتاني/موقع DARAJ

انتخابات، ليست على الأبواب/الدكتورة رندا ماروني

 قصة التآمر على زياد عيتاني/منير الربيع /المدن

الحريري ــ الرياض: اشتكى الحلفاء فحضر موفد ملكي/نقولا ناصيف/ الأخبار

سيناريو اجتياح إسرائيلي مدمّر وسريع حتى بيروت/هشام ملحم/النهار

أفيون بوتين/خيرالله خيرالله/العرب

طوكيو تحترق/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

إذا عرف السبب بطل العجب/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

كايسيد» والأديان... رؤية لخير الإنسان/إميل أمين/الشرق الأوسط

الغوطة بين سوتشي وجنيف/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

لماذا استعجال نقل السفارة الأميركية إلى القدس/راجح الخوري/الشرق الأوسط

بوتين يرغب في الأسلحة الحديثة وليس روسيا الحديثة/ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون: لالتزام سرية التحقيق وإبعاد الملفات من أي استغلال

المكتب الاعلامي للحريري: لسحب قضية زياد عيتاني من التجاذب السياسي والاعلامي

حبيش: لسحب قضية زياد عيتاني من التداول الإعلامي ونحن تحت سلطة القانون ونحتكم أولا وأخيرا لعدالة القضاء

الراعي في قداس اختتام سنة الشهادة والشهداء: على المسؤولين ان يبادروا إلى استئصال الفساد وإيقاف الرشوة وسرقة المال العام وهدره وفرض الخوات

باسيل من مزيارة: نريد اللبنانيين جميعا ضمن مشروع الدولة وضمن الانتماء للبنان قبل الانتماء لأي مشروع آخر

قاسم: حزب الله والناس توأمان لا ينفصلان وتجربتنا تجربة الجسد الواحد

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

الأحد الرابع من الصوم الكبير/مثال توبة الولد الشاطر

إنجيل القدّيس لوقا 15/11-32/:”وَقَالَ يَسُوع: «كانَ لِرَجُلٍ ٱبْنَان. فَقالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيه: يَا أَبي، أَعْطِنِي حِصَّتِي مِنَ المِيرَاث. فَقَسَمَ لَهُمَا ثَرْوَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَة، جَمَعَ الٱبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ حِصَّتِهِ، وسَافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعِيد. وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَالَهُ في حَيَاةِ الطَّيْش. وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيء، حَدَثَتْ في ذلِكَ البَلَدِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَة، فَبَدَأَ يُحِسُّ بِالعَوَز. فَذَهَبَ وَلَجَأَ إِلى وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ البَلَد، فَأَرْسَلَهُ إِلى حُقُولِهِ لِيَرْعَى الخَنَازِير. وَكانَ يَشْتَهي أَنْ يَمْلأَ جَوْفَهُ مِنَ الخَرُّوبِ الَّذي كَانَتِ الخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، وَلا يُعْطِيهِ مِنْهُ أَحَد. فَرَجَعَ إِلى نَفْسِهِ وَقَال: كَمْ مِنَ الأُجَرَاءِ عِنْدَ أَبي، يَفْضُلُ الخُبْزُ عَنْهُم، وَأَنا ههُنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَمْضي إِلى أَبي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا. فَٱجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ! فَقَامَ وَجَاءَ إِلى أَبِيه. وفِيمَا كَانَ لا يَزَالُ بَعِيدًا، رَآهُ أَبُوه، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَأَسْرَعَ فَأَلْقَى بِنَفْسِهِ عَلى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ طَوِيلاً. فَقالَ لَهُ ٱبْنُهُ: يَا أَبي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا… فَقالَ الأَبُ لِعَبيدِهِ: أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا الحُلَّةَ الفَاخِرَةَ وَأَلْبِسُوه، وٱجْعَلُوا في يَدِهِ خَاتَمًا، وفي رِجْلَيْهِ حِذَاء، وَأْتُوا بِالعِجْلِ المُسَمَّنِ وٱذْبَحُوه، وَلْنَأْكُلْ وَنَتَنَعَّمْ! لأَنَّ ٱبْنِيَ هذَا كَانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد. وَبَدَأُوا يَتَنَعَّمُون. وكانَ ٱبْنُهُ الأَكْبَرُ في الحَقْل. فَلَمَّا جَاءَ وٱقْتَرَبَ مِنَ البَيْت، سَمِعَ غِنَاءً وَرَقْصًا. فَدَعا وَاحِدًا مِنَ الغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ فَقالَ لَهُ: جَاءَ أَخُوك، فَذَبَحَ أَبُوكَ العِجْلَ المُسَمَّن، لأَنَّهُ لَقِيَهُ سَالِمًا. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُل. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه. فَأَجَابَ وقَالَ لأَبِيه: هَا أَنا أَخْدُمُكَ كُلَّ هذِهِ السِّنِين، وَلَمْ أُخَالِفْ لَكَ يَوْمًا أَمْرًا، وَلَمْ تُعْطِنِي مَرَّةً جَدْيًا، لأَتَنَعَّمَ مَعَ أَصْدِقَائِي. ولكِنْ لَمَّا جَاءَ ٱبْنُكَ هذَا الَّذي أَكَلَ ثَرْوَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ العِجْلَ المُسَمَّن! فَقالَ لَهُ أَبُوه: يَا وَلَدِي، أَنْتَ مَعِي في كُلِّ حِين، وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ. ولكِنْ كانَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَنَعَّمَ وَنَفْرَح، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد».

 

أَيُّهَا الإِخْوَة، إِفْرَحُوا، وَٱسْعَوا إِلى الكَمَال، وتَشَجَّعُوا، وكُونُوا عَلى رَأْيٍ وَاحِد، وعِيشُوا في سَلام، وإِلهُ المَحَبَّةِ والسَّلامِ يَكُونُ مَعَكُم

“رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس13/من05حتى13/:”يا إخوَتِي، إِخْتَبِرُوا أَنْفُسَكُم، هَلْ أَنْتُم رَاسِخُونَ في الإِيْمَان. إِمْتَحِنُوا أَنْفُسَكُم. أَلا تَعْرِفُونَ أَنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ فِيكُم؟ إِلاَّ إِذَا كُنْتُم مَرْفُوضِين! أَرْجُو أَنْ تَعْرِفُوا أَنَّنا نَحْنُ لَسْنا مَرْفُوضِين! ونُصَلِّي إِلى ٱللهِ كَيْ لا تَفْعَلُوا أَيَّ شَرّ، لا لِنَظْهَرَ نَحْنُ مَقْبُولِين، بَلْ لِكَي تَفْعَلُوا أَنْتُمُ الخَيْر، ونَكُونَ نَحْنُ كَأَنَّنا مَرْفُوضُون! فَإِنَّنا لا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَفْعَلَ شَيْئًا ضِدَّ الحَقّ، بَلْ لأَجْلِ الحَقّ! َجَلْ، إِنَّنا نَفْرَحُ عِنْدَما نَكُونُ نَحْنُ ضُعَفَاء، وتَكُونُونَ أَنْتُم أَقْوِيَاء. مِنْ أَجْلِ هذَا أَيْضًا نُصَلِّي لِكَي تَكُونُوا كَامِلِين. أَكْتُبُ هذَا وأَنا غَائِب، لِئَلاَّ أُعَامِلَكُم بِقَسَاوَةٍ وأَنا حَاضِر، بِالسُّلْطَانِ الَّذي أَعْطَانِي إِيَّاهُ الرَّبّ، لِبُنْيَانِكُم لا لِهَدْمِكُم.وبَعْدُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، إِفْرَحُوا، وَٱسْعَوا إِلى الكَمَال، وتَشَجَّعُوا، وكُونُوا عَلى رَأْيٍ وَاحِد، وعِيشُوا في سَلام، وإِلهُ المَحَبَّةِ والسَّلامِ يَكُونُ مَعَكُم! سَلِّمُوا بَعْضُكُم عَلى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَة. جَمِيعُ القِدِّيسِينَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْكُم. نِعْمَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، ومَحَبَّةُ ٱلله، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ القُدُسِ مَعَكُم أَجْمَعِين”! 

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص(من الأرشيف): الياس بجاني: تاملات إيمانية في مثال عودة وتوبة الولد الشاطر

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع لتاملات إيمانية في مثال عودة وتوبة الولد الشاطر/04 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/37360

 

قراءة في معاني أحد الابن الشاطر

أعداد وجمع/الياس بجاني

الصوم هو زمن التغيير والولادة الجديدة والرجوع إلى الجذور الإيمانية ومراجعة الذات والأفعال والتوبة وطلب المغفرة وعمل الكفارات. أن الله الذي هو أب رحوم وغفور ومحب قادر على تحويل كل شيء وتبديله فهو الذي حول الماء إلى خمر وهو إن طلبنا منه التوبة قادر على أن يحول عقولنا وضمائرنا من مسالك الخطيئة إلى الخير والمحبة والتقوى،  وهو وقادر في الوقت عينه أن يمنحنا رؤية جديدة بقلب متجدد ينبض بالمحبة والحنان والإرادة الخيرة. هذا الأب الذي تجسد وقبل الصلب والعذاب من اجل خلاصنا حول الأبرص صاحب الجسد المشوه إلى حالة السلامة والعافية وطهره ونقاه، وهو كذلك قادر أن يخلص وينقي النفوس الملطخة بالخطيئة إن طلبت التوبة بصدق وإيمان وثقة. بقدرته ومحبته أوقف نزف المرأة النازفة التي هي رمز كل نزيف أخلاقي وقيمي وروحي واجتماعي نعاني منه جميعاً أفراداً وجماعات وهو دائماً مستعد لقبول توبتنا ولاستقبالنا في بيته السماوي حيث لكل واحد منا منزل لم تشده أيدي إنسان وحيث لا حزن ولا تعب ولا خطيئة. تعلمنا الأناجيل أن الخلاص من الخطيئة والتفلت من براثنها لا يتم بغير التوبة والصلاة وعمل الكفارات وبالعودة إلى الله الذي هو محبة ونور. في الأحد الرابع من آحاد الصوم تحدثنا الكنيسة عن واقعة الولد الشاطر/الضال أو المبذر/الذي شطر أي اقتسم حصته من ميراث أبيه ومن ثم وقع في التجربة وغرق في أعمال السوء والملذات حتى أضاع كل شيء. وعندما أقفلت كل الأبواب في وجهه وعرف معنى الجوع والذل والغربة عاد إلى أبيه طالباً السماح والغفران. من هذه الواقعة الإنجيلية نستخلص مفاهيم ومعاني الخطيئة والتجربة والضياع الأخلاقي والإيماني وكذلك التوبة والمصالحة وثمارها.

 

الحربائيون والملجميون والإسخريوتيون لا يجب أن يصلوا إلى مجلس النواب

الياس بجاني/03 آذار/18

من المحزن فعلاً أن غالبية اللاهثين للترشح للنيابة هم حربائيون ومنافقون وتجار بامتياز وثقافتهم عمادها المثل العثماني القائل: يلي بياخد أمي هو عمي"...العمى بهيك مخلوقات

 

الأمير مجيد أرسلان: بطل من أبطال الإستقلال

الياس بجاني/02 آذار/18

رفع اليوم الستار عن تمثال للأمير مجيد أرسلان. نتذكر ونذكر بفخر هذا السياسي اللبناني السيادي والإستقلالي والكياني والتعايشي بامتياز.

 

ثلاثية الظلم والإفتراء والفبركة التي قد يكون تعرض لها زياد عيتاني

الياس بجاني/03 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62937

لا بد وأن يصاب بالذهول والحيرة والحزن والغضب كل لبنان يقيم في كندا كما هو حالنا، أو في أي بلد غربي ديمقراطي يحترم حقوق المواطنين، والقضاء فيه حر، مؤسساته غير مسيسة .. لا بد وان هذا اللبناني قد صعق عندما اطلع على ما يشاع في وسائل إعلام بلدنا الأم لبنان عن ثلاثية الظلم والافتراء والفبركة التي تعرض لها ولا يزال الفنان المسرحي زياد عيتاني.

الرجل كان اتهم السنة الماضية بالعمالة ونشرت وأذيعت الروايات والمعلقات المطولة عن ما ارتكبه، وضجت كل المحافل اللبنانية والعربية بالأمر كون ما نشر عن مجريات التحقيق كان تناول أدق التفاصيل.

ويقال بأنه تعرض للتعذيب وأن الاعترافات التي أدلى بها لم تكن طوعية غير أن هذه الأقاويل لم تؤكد قضائياً.

شوهت سمعة الرجل وعانت عائلته الأمرين في حين كان البعض يشكك بكل رواية العمالة هذه ويؤكد بأن الرجل في طبيعة شخصيته وثقافته ومحبته للبنان لا يمكن أن يكون وتحت أي ظرف قد تورط بما هو متهم به.

اللواء أشرف ريفي كان أول المشككين بصحة اتهامات العمالة وكان مؤخراً أثار القضية هذه خلال مقابلة تلفزيونية معه وطالب بأن يعتبر كلامه إخباراً للقضاء.

أمس وفجأة ودون أي قرار قضائي رسمي غرد وزير الداخلية نهاد المشنوق قائلاً: “كلّ اللبنانيين يعتذرون من زياد عيتاني والبراءة ليست كافية. الفخرُ به وبوطنيته هو الحقيقةُ الثابتة والوحيدة. والويلُ للحاقدين، الأغبياء، الطائفيين، الذين لم يجدوا غير هذا الهدف الشريف، البيروتي الأصيل، العروبي الذي لم يتخلّ عن عروبته وبيروتيته يوماً واحداً”.

وفي نفس السياق أفادت وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) 2 آذار 2018) أن “السلطات الأمنية اللبنانية أوقفت ضابطة كبيرة للاشتباه في تورّطها بتلفيق تهمة التعامل مع إسرائيل للممثل زياد عيتاني، الذي أثار توقيفه قبل أشهر صدمة كبيرة بين اللبنانيين”. ووفق ما نقلت الوكالة عن مصدر مطلع على التحقيق والذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن “المقدّم سوزان الحاج، التي كانت تشغل سابقا منصب مديرة مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي أوقفت على ذمّة التحقيق بعد ظهر اليوم الجمعة بناء على إشارة قضائية للاشتباه في أنها استعانت بقرصان معلوماتية لتلفيق تهمة التواصل مع فتاة إسرائيلية للممثل زياد عيتاني الذي ما زال قيد التوقيف”. وكتب وزير الداخلية نهاد المشنوق في تغريدة ليل الجمعة “كل اللبنانيين يعتذرون من زياد عيتاني..البراءة ليست كافية، الفخر به وبوطنيته هو الحقيقة الثابتة الوحيدة” واصفا عيتاني بانه “البيروتي الأصيل العربي الذي لم يتخل عن عروبته وبيروتيته يوما واحدا”. وكان جهاز أمن الدولة أوقف في 23 تشرين الثاني الفائت الممثل المسرحي للاشتباه في أنه قام بـ”التخابر والتواصل والتعامل” مع إسرائيل.)

وعقب تغريدة الوزير المشنوق صدر البيان التالي عن المديرية العامة لأمن الدولة – قسم الإعلام والتوجيه والعلاقات العامة: “نشر بعض الوسائل والمواقع الإلكترونية، أخبارا مغلوطة عن توقيف المدعى عليه زياد عيتاني بتاريخ 23/11/2017، وحاولت الأقلام المأجورة التشكيك بصدقية التحقيقات التي أجرتها المديرية مع الموقوف، قبل إحالته إلى القضاء العسكري بتاريخ 28/11/2017. يهم المديرية العامة لأمن الدولة أن توضح في ما يلي:

أولا: يؤسفنا أن تبلغ السجالات الإعلامية حدا متدنيا من المناقبيات التي تخالف ميثاق الشرف الإعلامي، وأن تروج لتبرئة من ثبت عليهم جرم التواصل والتخابر مع العدو بهدف التطبيع، خصوصا أن القانون اللبناني يجرم العميل، ويحاسب من يتستر عنه.

ثانيا: نذكر بأن التحقيقات التي أجريت مع المدعى عليه تمت بإشراف القضاء، وفي حضور مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، الذي قام شخصيا بإستجوابه، قبل الإدعاء عليه، إستناداً إلى اعترافاته الموثقة بالصوت والصورة.

ثالثا: نؤكد أن المدعى عليه لم يتعرض خلال التحقيق لأي نوع من التعذيب الجسدي أو النفسي، خلافا لما يشاع على لسان محاميه، لأن المديرية لا تعتمد أساليب غير إنسانية للضغط على الموقوفين، وهي ملتزمة أخلاقيا وقانونيا بالبنود والأحكام التي تنص عليها الاتفاقات الدولية لحقوق الإنسان.

رابعا: لا يخفى على أحد أن إثارة قضية عيتاني من جديد، في هذا التوقيت المتزامن مع إقتراب الاستحقاقات النيابية، هي خدمة كبرى لإسرائيل يسديها لها أطراف وجهات مشكوك بإنتمائها الوطني وبثقتهم بالمديريات الأمنية.

خامسا: تحتفظ المديرية العامة لأمن الدولة بحقها القانوني في الإدعاء على كل من تسول له نفسه تلفيق أخبار مغلوطة وموجهة، أو نشرها في الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، حول قضية المدعى عليه زياد عيتاني.)

في حال كان زياد عيتاني فعلاً بريء ومظلوم وملف تهمة “العمالة” الذي اتهم به هو مفبرك المطلوب قانونياً وحقوقياً وقضائياً وانسانياً التالي:

إعلان براءة الرجل قضائياً وبحكم رسمي وبأسرع وقت ممكن.

رد الاعتبار له والاعتذار منه من قبل كل المؤسسات الأمنية والقضائية والمسؤولين عنها ومحاكمتهم لمعرفة كل الحقيقة دون نقصان أو تدخلات.

التعويض المالي حسبما تفرضه القوانين الدولية الخاصة بهكذا قضايا.

يبقى أن يتوجب على القضاء اللبناني والقيمين عليه على كافة المستويات تنفيذ كل مهامهم عملاً بالقوانين المرعية الشأن وتبيان الحقيقة وإنصاف زياد عيتاتي إن كان بريئاً.

في الخلاصة، إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته وزياد عيتاني هو حتى اليوم بريء إلى أن يثبت القضاء بعدل وإنصاف وتجرد وأدلة العكس. وحقيقة من يجب أن يعتذر من الرجل في حال كان بريئاً هي الدولة ومن هو معني بقضيته من المسؤولين فيها، وليس الشعب اللبناني كما جاء في تغريدة الوزير المشنوق.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة مع الناشط السياسي اللبناني فاروق يعقوب من قناة العربية تتناول قضية زياد عيتاني/03 آذار/18/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=uMy54pZWtho

 

فيديو مداخلة مع الكاتب الصحافي حنا صالح من قناة الحدث تتناول قضية زياد عيتاني/03 آذار/18/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=FgfaWsixluY&t=192s

 

فيديو مداخلة مع الكاتب الصحافي أسعد بشارة ضيف من قناة العربية تتناول قضية زياد عيتاني/03 آذار/18/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=Ll8A3e-aGGg

 

فيديو تقرير من تلفزيون الجديد تلقي الضوء على العقوبات التي قد تطال المقدم سوزان الحاج على خلفية قضية زياد عيتاني/03 آذار/18/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=xAYHgeQ5-io

 

محمد بن سلمان يبحث مع الحريري بالرياض مستجدات المنطقة

السبت 16 جمادي الثاني 1439هـ - 3 مارس 2018م/العربية.نت/استقبل الأمير_محمد_بن_سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، أمس الجمعة في الرياض، رئيس الوزراء اللبناني سعد_الحريري. وبحسب ما جاء على وكالة الأنباء السعودية "واس"، جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث مستجدات الأحداث في المنطقة. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قد استقبل الحريري، الأربعاء في مكتبه بالرياض، حيث استعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين ومستجدات الأحداث على الساحة اللبنانية. وكان الحريري غادر بيروت مساء الثلاثاء، ووصل الرياض فجر الأربعاء، حيث استقبله في المطار وفد برئاسة المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا؛ والوزير المفوض، وليد البخاري، وذلك في أول زيارة إلى العاصمة السعودية منذ إعلان استقالته من هناك في الرابع من نوفمبر الماضي. وأتت الزيارة استجابة لدعوة نقلها المبعوث السعودي نزار العلولا، الذي التقى معه يوم الاثنين في بيروت، بحسب ما أعلن المكتب الإعلامي للحريري.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 3/3/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ترقب المحافل السياسية عودة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من الرياض، ليبنى على نتائج محادثاته الكثير من المعادلات الانتخابية النيابية، خصوصا أن تلك المحادثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان شارك فيها السفير السعودي في واشنطن.

وفي بيروت، ضجت المحافل بقضية الموقوف زياد عيتاني التي اختلطت مع قضية توقيف المقدم سوزان الحاج حبيش. وقد تدخل رئيس الجمهورية بالدعوة إلى ترك القضاء يعالج المسألة. كذلك دعا الرئيس الحريري إلى سحب قضية زياد عيتاني من التجاذب السياسي والاعلامي.

وبعيدا عن كل هذه الأجواء، "بحبك يا لبنان"، مهرجانات في وسط بيروت اليوم وغدا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بيروت فوق الشجرة.

إنتظر اللبنانيون الحدث من السعودية على شكل لقاء، فجاء لبنانيا يوضع برسم قضاء.

إلى الأضواء ومن خارج الحبكة، عادت مجددا قضية الفنان زياد عيتاني، لتتقاسم خشبة المتابعة مناصفة مع سيلفي الرئيس سعد الحريري بولي العهد السعودي.

لقاء الحريري- بن سلمان أعاد المياه إلى مجاريها وفق ما رشح، بانتظار أن يعيد القضاء وضع الأمور في نصابها الحقيقي في قضية عيتاني- الحاج، لا سيما بعدما تسرب من معلومات عن التحقيق مع المقدم سوزان الحاج بشبهة فبركة سيناريو ملف عيتاني، على خلفية ما اعتبرته تسببا من شخص يحمل نفس الاسم في نقلها من مركزها في قوى الأمن عبر الاستعانة بأحد القراصنة الألكترونيين.

هذه القضية تفاعلت على مدى الساعات الماضية على المستويين السياسي والشعبي، فيما سجلت دعوة من رئيس الجمهورية ميشال عون للالتزام بسرية التحقيق وعدم توزيع المعلومات قبل اكتمال الإجراءات.

دعوة عون سبقتها أخرى مشابهة من الحريري الذي شدد على ضرورة سحب القضية من التجاذب السياسي والاعلامي، والتزام حدود الثقة بالقضاء اللبناني وأجهزة الدولة، فهل هناك من يسمع في زمن الإنتخابات فيلتزم بهذه الدعوات؟. هي "شحمة على فطيرة" لن يتوانى الجميع من الاستثمار فيها سلبا أو إيجابا.

ومن المسرح اللبناني المبدع إلى الفيلم الأميركي الطويل الساعي الى الدفع بلبنان نحو السير بطرح واشنطن في ملف النفط البحري، حيث كشف الرئيس نبيه بري في هذا الإطار أن السفراء الذي التقاهم مؤخرا عزفوا جميعا على هذا الوتر، مجددا التأكيد على الموقف الرافض للمس بسيادة لبنان والانتقاص من حقوقه في ثرواته البحرية.

أما إنتخابيا، فالموقف حاسم ونهائي بالنسبة للرئيس بري: لا توجد قوة في الدنيا تستطيع إيقاف أو تعطيل الاستحقاق، معتبرا أن خطورة عدم إجراء الانتخابات تصل إلى خراب البلد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

المستجدات في قضية الفنان زياد عيتاني، موضوع تحقيقات تجريها شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، وسط تكتم شديد بعدما تم تحويل الملف إليها.

رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري دعا إلى سحب القضية من التجاذب السياسي والإعلامي، والتوقف عن استغلالها لأغراض تسيء إلى دور القضاء والأجهزة الأمنية المختصة.

كذلك، دعا الرئيس ميشال عون إلى التزام سرية التحقيق، وإبقاء الملفات التي وضع القضاء يده عليها بعيدة عن اي استغلال لأي هدف كان.

الرئيس الحريري كان عقد، ليل أمس، اجتماعا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تم خلاله استعراض مستجدات الأحداث في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وبانتظار عودة الرئيس الحريري إلى لبنان، يومان بقيا أمام الراغبين في الترشح، قبل أن تنتهي مهلة تقديم الطلبات ليل الثلاثاء- الأربعاء، وسط توقعات بارتفاع عدد المرشحين إلى رقم قياسي خلال الساعات الأخيرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إنه الفايروس الانتخابي الذي فاق القرصنة المعلوماتية، فأصاب الدولة بأمنها وقضائها ومصداقيتها أمام مواطنيها بأخطر الملفات التي تطال الأمن القومي: العمالة مع العدو.

من حق اللبنانيين معرفة ما يجري من تناقض أمني وقضائي وسياسي في ملف الممثل زياد عيتاني، وكيف لوزارة الداخلية ان تعلن للبنانيين على مدى أربعة اشهر انها خلصتهم من أحد اخطر أبواب العمالة التي كانت تستهدف الوطن، بل وزير الداخلية نفسه، لتعود اليوم حاملة قميص البراءة للمدعى عليه زياد عيتاني؟.

فماذا جرى؟، ماذا عن اعترافات زياد التي سربت عبر الاعلام، ويحتفظ أمن الدولة بادلتها المسجلة؟، ماذا عن الضابط الاسرائيلي كوليت التي التقاها عيتاني في تركيا بحسب اعترافاته؟، وان كان الموقع الذي تواصل معه وهميا، فهل الشخص الذي التقاه وهميا؟.

ثم كيف لضابط مؤتمن على أمن المعلومات ان يقدم على مثل ارتكابات كهذه إن صحت الادعاءات؟. وهل الدولة مخترقة إلى هذا الحد بضباطها وقضاتها؟، وهل من قضايا ملفقة في ملفات أخرى؟.

وان كان قد بان في التحقيق ما يغير مساره، فلماذا التسابق إلى الاعلام في ملف قضائي حساس؟، وأين التنسيق بين الأجهزة الأمنية لما فيه مصلحة تبيان الحقيقة؟.

بعيدا عن زياد، فإن أخطر ما يستخلص من هذه القضية ضرب الأجهزة الأمنية والقضائية، بل ضرب الدولة بما تبقى من أجهزة قد يراها اللبناني سوية. فاعتذروا يا أهل السلطة من هذه الفضيحة الأمنية والقضائية واستقيلوا، قال النائب وليد جنبلاط. فأخطر ما اقترفتموه أنكم خلقتم مناخا من التشكيك في الأجهزة سيستفيد منه الاسرائيلي إلى أقصى حد، وبالتالي عرضتم الأمن الوطني بجهلكم للخطر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

اهتزاز أمن الدولة لا يأتي بالضرورة دائما من خطر اسرائيلي داهم، وإن كان لسيناريو قضية الممثل زياد عيتاني ارتباطات اسرائيلية مفترضة، بل يهتز أمن الدولة عندما لا تحسن الدولة وأجهزتها التعاطي الشفاف مع هذا الملف، فتظهر وكأن وراء توقيفه كيدية ما، ووراء تبرئته كيدية ما.

من هنا مسارعة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إلى وضع القضية بين يدي القضاء، إما يثبت التهمة على سوزان الحاج أو يبرئها، أو يثبت التهمة على عيتاني أو يبرئه. إذ من غير المقبول ان يحاكم الرجل في الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ويبرأ في الشارع وفي هذه الوسائل.

القاضي سمير حمود الذي استشعر هول الفوضى، قال ل"الانتشار": القضاء وحده يعلن براءة عيتاني من عدمها.

في أي حال، وطالما صار الركون إلى القضاء، أي إلى العدالة فهذه القضية يجب ان لا تمر من دون محاسبة قاسية للمهملين والمتورطين مهما علا شأنهم، لأن كرامات الناس يجب ان لا تظل حقل اختبار لأمزجة هذا او ذاك من المسؤولين وغير المسؤولين، لا أمام الله ولا أمام القانون، وإلا سقطت الدولة.

في الانتظار، لبنان السياسي المشدود إلى زيارة الرئيس الحريري إلى السعودية، لم يرو عطشه إلى معرفة ما آلت اليه لقاءات العمل التي حصلت والتي ستحصل مع ولي العهد محمد بن سلمان، خصوصا انها ترتدي أكثر من وجه، الحريري رئيس الحكومة، والحريري رئيس "المستقبل"، والحريري رجل الأعمال، ومن هذه الوجوه كلها سيخرج أقنوم حريريّ واحد به سيقود الرجل الانتخابات ويعقد التحالفات ويدير الدولة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في الوقت الذي يتابع اللبنانيون ملهاة زياد عيتاني ومأساة الكهرباء ولا مبالاة النفايات، يعلن الاليزيه عن ارجاء زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى العراق ولبنان في النصف الأول من نيسان المقبل، مع تثبيت موعد مؤتمر سيدر في 6 نيسان في العاصمة الفرنسية.

وفي حمأة التجاذبات والسجالات والتصريحات المتبادلة بين الأجهزة داخليا، برزت إلى الواجهة عقبات انعقاد مؤتمر روما الخاص بدعم الجيش اللبناني، ومنها ما يتعلق بالدولة المضيفة وأعذار الدول المشاركة، والأهم موقف اسرائيل التي تنشط باتجاه واشنطن لتعطيل المؤتمر، أو جعله يفرض قيودا قاسية على تسليح الجيش، ونوعية ما سيزود به من عتاد ومعدات وأسلحة. في وقت يسوق الاعلام الاسرائيلي ان الادارة الأميركية الراغبة في مساعدة لبنان وتشجيع المانحين الدوليين على ذلك، لا تبدو واثقة من قدرة الدولة اللبنانية على اقرار المشاريع الممولة في ظل هشاشة التماسك السياسي الداخلي اللبناني، كما يزعم ويسوق اعلام العدو.

في هذا الوقت، يحاول اللبنانيون ومنذ البارحة الاجابة على حزورة الأسبوع: زياد مدان أم مهان؟. جهاز يقول انه بريء وجهاز يؤكد انه متهم. تارة عميل وتارة بطل. تلفيق ادانة أم تلفيق براءة؟. دخلت السياسة خرج القضاء أو احراج للاخراج. ومن المستفيد من أزمة الثقة المفتعلة بالمؤسسات السياسية والأمنية والقضائية، في وقت يتحضر لبنان لثلاثة مؤتمرات دولية ولانتخابات نيابية يقفل باب الترشيحات اليها الأسبوع الطالع؟.

وإلى بيروت ينتظر اللبنانيون عودة الرئيس سعد الحريري من الرياض، بأية حال يعود من زيارة عاجلة ونتائج آجلة: متناغما مع السعودية ومتصادما مع "حزب الله"، أم يعود متسلحا بتفهم سعودي لأجندته ولسياسة المهادنة والتهدئة التي اتبعها ويتبعها مع "حزب الله" منذ التسوية الرئاسية في 2016 وما بعد الاستقالة الحكومية في 2017؟.

نأي بالنفس وربط نزاع وتثبيت تحالفات وترميم أخرى. والأهم عدم التضحية بما تحقق حتى الان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في الثامن والعشرين من تشرين الثاني الفائت، كان الممثل المسرحي زياد عيتاني عميلا اسرائيليا بالصوت والصورة، دمغت تهمته بتوقيع القضاء العسكري الذي ادعى عليه.

في الثالث من آذار 2018، أصبح زياد عيتاني بريئا بتغريدة قيل إنها عاطفية غير رسمية لوزير الداخلية نهاد المشنوق، دعا من خلالها اللبنانيين جميعا، للاعتذار من عيتاني.

أصاب المشنوق عندما طالب بالاعتذار، لكنه اخطأ في هوية من يجب ان يعتذر وممن يجب ان يعتذر. فالذي يجب ان يعتذر، هو جسم سياسي، أمني قضائي هش، متداخل ومترهل، أما ممن يجب ان يعتذر فحكما من كل اللبنانييين.

هؤلاء اللبنانيون، يريدون ان يعرفوا أين الحقيقة؟، هل زياد عيتاني عميل أم بريء؟، هل المقدم سوزان حبيش متورطة بتلفيق التهمة لعيتاني أم بريئة؟، من نصدق: جهاز أمن الدولة أم فرع المعلومات؟، القضاء العسكري أم المدعي العام التمييزي؟.

ما سر تدفق البيانات التي خرجت من كل صوب وهي تدعو للملمة الموضوع، وإعادة وضعه في عهدة القضاء، بعيدا من أي استغلال؟. استغلال من ولماذا؟، وأين اللبنانيون من هكذا تهمة؟.

فالجسم السياسي، الأمني، القضائي، هو من يستغل ثغرات بعضه البعض، وهو من يعرف أصلا تركيبات بعضه البعض، ما يجعل لملمة الموضوع اكثر من ضرورية اليوم لديه، تحاشيا لسقوط الهيكل على رؤوس الجميع.

أما اللبنانيون المصدومون، فهم أبعد ما يمكن عن استغلال ما حدث، الا ان ثقتهم اهتزت مجددا اليوم، بالأجهزة الأمنية المفترض ان تحميهم، وبالأجهزة القضائية المفترض ان تنصفهم وتعدل بينهم، وبالأجهزة السياسية المفترض ان تعمل لمصلحتهم.

اللبنانيون لا يريدون لملمة الموضوع، بل يحلمون بمن يتجرأ على كشف الحقيقة الضائعة. فملف عيتاني، أصبح ملف كل اللبنانيين، لأنه فضيحة مدوية، تسقط رؤوسا كبيرة في ديموقراطيات فعلية، أما في لبنان، فالفضيحة غالبا ما يطويها الزمن والمصالح السياسية في بلد ضائع بين الدولة واللادولة.

فعذرا، لن يقبل اللبنانيون بعد اليوم بلملمة الموضوع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أهلا بكم في الدولة الأمنية، في كنف شبكة ألياف استخدمت بصيرتها للإيقاع بناسها. أهلا بكم على متن رحلة المحاضر المشغولة على زمن "الدكتيلو"، والشعبة الثانية، وفاعلي الخير، والمخبرين المكلفين، أحفاد "أبو كلبشه"، يتوارثون المهنة، يمتلكون مفاتيح البلاد التي تؤهلهم التجسس على العباد.

ومن الآن فصاعدا: كلنا عرضة للخرق والانتهاك والتهكير وتعكير صفو الخصوصية. فما شهدته قضية زياد عيتاني معطوفة على سوزان الحاج حبيش، تكون ملفا جرميا ضد السلطة برمتها التي لا يليق بها إلا الإقامة في "حبيش" كعقوبة أولى. فمن يدير هذه الدولة؟، وأي صراع أجهزة يحكمنا؟، من يفتري على المواطنين والإعلاميين معا؟، ومن يرد الاعتبار إلى مواطنين اغتيلت سمعتهم؟.

لقد أصبح الاتهام شربة ماء، وفبركة الإجرام شطارة مخبر يحميه جهاز دولة، فنقع جميعا مواطنين وصحافيين، ضحايا تقارير وبيانات اخترقت الموساد وسخرته وحولته إلى صندوق بريد لتوجيه الضربات الداخلية.

هي أكبر عملية سقوط للدولة، ولن يحق لأحد التبرؤ من المسؤولية التي تتوزع بين الجميع، من الأجهزة إلى السياسيين فالقضاء. واليوم فإن أقل تدبير هو كلمة "يستحوا على حالن"، وعلى كل من أخطأ بحق متهم أن يقدم استقالته الفورية، بدلا من "التفلسف" على الناس وتفجير مواهبه في النصائح المتأخرة. والأهم أن المواطنين لليوم لم يقبضوا على الحقيقة: زياد عيتاني بريء؟، سوزان الحاج هي "ناديا الجندي اللبنانية"؟، هي المرأة الجبروت القادرة على أن تنتقم؟، وممن؟، أي "تار" سدده اللواء عماد عثمان؟ وكيف تكرر سيناريو ميلاد كفوري مع المقرصن إيلي "غين"؟، وعلى الساحة كيف ظهر قبل شهر من اليوم زياد عيتاني الثاني، ومتى ينتهي فيلم "جعلوني مجرما" السيئ الإخراج والتوليف والتمثيل؟.

لا يحق لنا التنظير بدورنا، فرب هناك من لائم للإعلام، لكن الصحافة قدمت وقائع حرفية دونها جهاز أمن الدولة وأشرف عليها القضاء، وتحديدا مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس الذي يمثل السلطتين السياسية والقضائية، حتى إن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استقبل المدير العام لأمن الدولة طوني صليبا وهنأه بالإنجاز، فيما راح وزير الداخلية نهاد المشنوق يتقبل التهاني بسلامته من مخطط اغتيال مفترض. هذا ما استندت إليه الصحافة التي تثبتت من وقائعها، ولن تدعي بطولات اليوم، وبعضها يضع نفسه أمام المواجهة بكل حرف نشر وبث، لكن ماذا عن الذين أصبحوا أبطالا اليوم؟، من يحاسبهم؟، هي السلطة عينها التي سجنت ضباطا أربعة أربع سنوات ظلما، ولم تقدم الى أحد منهم كلمة اعتذار. هي السلطة عينها التي حكمت سياسيا في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وخربت البلد على دليل اتصالات، وهي اليوم عينها تخرج بمظهر البطل، وعلينا كلبنانين أن نقدم اعتذارنا إليها.

وأبسط قرار يتخذ في مثل هذه الحال، وفي أي دولة تحترم شعبها، هو أن يستقيل كل من تورط في هذا الملف، سواء كان زياد عيتاني بريئا أم قليل الجرأة أم مذنبا، وسواء أكانت سوزان الحاج المرأة الجبروت أم الضابط الذي أصبح اكبر من مديريته ومن لوائه، ومصائر الناس لن تكون صوتا تفضيليا لأحد، فارفعوا أمنكم عن الدولة وعن المواطنين، وبيعوا في سوق انتخابي آخر مع هاشتاغ #دولتنا_بهدلتنا.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 3 آذار 2018

النهار

سُجّل نشاط لافت للاتحاد العمّالي العام برئاسة بشارة الأسمر بعد سبات طويل مرّ فيه الاتحاد من دون أن يُحرّك ساكناً تجاه القضايا الحياتيّة. يلوذ أحد المرشّحين المحتملين في كسروان بالصمت فيما يؤكّد أقاربه أنه حسم أمره وسيخوض الانتخابات مع لائحة روكز. لوحظ أن قصر بعبدا يتعمّد بث نشاطات "مباشرة" للرئيس عون بعد ساعات من حدوثها لأسباب أمنية كما حصل أمس في ازاحة الستار عن نصب الأمير مجيد أرسلان. عودة الموفد السعودي نزار العلولا لن تكون مباشرة مع عودة الرئيس الحريري بل بعد أسبوعين أو ثلاثة.

الجمهورية

تلقّى مسؤول حزبي بارز لوماً مباشراً من قيادته بسبب أسلوب تعبيره خلال لقاء مع فاعليات إنتخابية.

برزت ردود فعل منتقدة لترشيح حزب بارز شخصية غير معروفة في إحدى الدوائر الجنوبية.

رشّح أحد الأحزاب في دائرة بقاعية إلى جانب مرشحه الماروني مرشحاً كاثوليكياً للفوز بأحد المقاعد المسيحية في مواجهة حزب له تأثير كبير في المنطقة.

اللواء

ينتقي قطب وسطي كلماته في معرض تناول وضعيته الحالية، من الناحيتين الإقليمية والإنتخابية.

يتوقع وزير سيادي أن يحتدم استخدام الأوراق على كافة الأصعدة (فساد، خدمات، مراسيم، قرارات) في غضون الأسابيع الفاصلة عن الانتخابات.

ترصد سفارات غربية بالتفاصيل المخاض المتعلّق باستحقاق 6 أيار، من زاوية المزاج الشعبي، الذي لم يعد يتأثر بالحملات الدعائية.

المستقبل

إن ديبلوماسيين غربيين كشفوا النقاب في مجلس خاص عن اجتماعات مكثفة يعقدها مسؤولون أميركيون وفرنسيون وألمان تتمحور حول تحديد خارطة تعاط دولية جديدة إزاء الملف السوري .

الشرق

وجه رئيس حزب سياسي رسالة الى احد ابرز مرشحي دائرة البقاع الاول - زحلة عن المقعد الكاثوليكي يحذر فيها من مخاطر عدم دعم احد المرشحين عن الطائفة الارثوذكسية حيث سينقلب "الحلفاء" الى خصوم؟!.

استغربت اوساط سياسية وحزبية الاشعات عن امكانية ترشح رئيس سابق للحزب القومي في المتن، "وقد بلغ من العمر عتيا" متجاهلا قرار حزبه (الذي لم يصدر رسميا بعد) بترشيح فادي عبود.

يتحدث نافذون في عائلات بيروتية عن الرغبة في لقاء مرجعية بارزة قبل البت بالترشيحات المعلنة التي اظهرت تجاهلا لافتا لابرز العائلات البروتية.…

 

حزب الله يتعاون مع المخابرات الأوروبية؟!

 الشيخ حسن مشيمش/لبنان الجديد/ 03 آذار/18

هل يختلف حزب ولاية الفقيه في لبنان بشيء عن سائر الأحزاب العلمانية - ( غير الديمقراطية ) - التي تتجاوز كل شعاراتها وتبلع كل مبادئها وثوابتها الفكرية والسياسية والفلسفية حينما تمارس السياسة للوصول إلى السلطة؟

أعتقد بأن حزب السيد حسن نصر الله لا يختلف عنها بشيء مطلقا لقد ابتلع كل أدبياته الدينية وشعاراته وثوابته ومبادئه بحجة أن الضرورات تبيح المحظورات والمحرمات والممنوعات وذلك حينما صافح وقَبَّلَ السيد حسن نصر الله إيلي حبيقة جزار مجزرة صبرا وشاتيلا التي قًتِلَ فيها أكثر من 4000 آلاف فلسطيني ولبناني خلال 4 ساعات بدعم من الغزو الإسرائيلي سنة 1982 لبيروت وأكثر من ذلك لقد قام السيد حسن نصر الله بتكليف جمهور حزبه بانتخاب ايلي حبيقة نائبا عن دائرة بعبدا ولقد انتخبه مرتين وفاز في دورتين فكان نائبا في البرلمان اللبناني.

لأجل ماذا؟

يزعم بأنه كل ذلك لأجل القدس وفلسطين ولبنان ومصلحة الإسلام العليا وتحديدا لمصلحة التشيع الأصيل الذي هو جوهر الإسلام المحمدي الأصيل وفق تعبيراته ومصطلحاته وشعاراته.

أعظم درس تعلمته على مدار 18 عاما من سنة 1980 إلى سنة 1998 كنت ناشطا فيها دينيا واجتماعيا وسياسيا في مشارق الأرض ومغاربها تحت راية الحالة الإسلامية الخمينية وحزب ولاية الفقيه هو:

لا يبقى دين ولا عدل ولا رحمة ولا قانون ولا دستور ولا ضوابط ولا قيم إنسانية مطلقا عند حزب ولاية الفقيه في ايران ولبنان والعراق وسوريا حينما يمارسون السياسة وغاية غايتهم الوصول إلى السلطة!

وهم مهيؤن فقهيا وعقائديا وثقافيا لكي يبرورن كل تعاون يجري من وراء الكواليس

مع اميركا

مع روسيا

مع الصين

مع أوروبا

مع اسرائيل

مع ابليس

مع الماسونية

مع داعش

مع القاعدة

مع الجن الأزرق

والعفريت الأحمر

حينما يتوقف وصولهم إلى السلطة على ذلك أو للحفاظ على سلطتهم ونفوذهم؟!

لا يوجد في المطبخ الأمني والمطبخ السياسي عند حزب ولاية الفقيه أنبياء وأولياء وملائكة ولا في بيت الخميني ولا الخامنئي ولا حسن نصر الله كما كنا نتوهم بغباء وحمق عظيمين.

فزنازين حزب ولاية الفقيه في لبنان والعراق وايران وسوريا كزنازين حافظ وبشار الأسد بفنون التعذيب الوحشي والتنكيل الإجرامي وبأساليب الإغتيالات وامتهان الكرامات ولا صلة لهم مطلقا بقيم الإمام علي ( ع) التي قال بها للمسلمين

{ أطعموا قاتلي السجين من طعامي؟!

واسقوه من شرابي؟!

ولا تمثلوا به أي لا تعذبوه جسديا؟!

فإنني سمعت حبيبي رسول الله (ص) يقول

{ لا تُمَثِّلوا ولو بالكلب العقور }

ليتكم تعلمون نوعية التعذيب الوحشي في زنازين ولاية الفقيه في ايران والعراق وسوريا ولبنان؟

وفي الضاحية الجنوبية قلعة حزب ولاية الفقيه ؟.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تداعيات براءة عيتاني..جوزيف أبو فاضل ينفث السموم الطائفية على الجديد

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/03 آذار 2018

سيسيل حبرٌ غزير حول قضية عيتاني في الأيام القليلة القادمة، وسيكون لتداعياتها نتائج هامة

 منذ إفشاء خبر براءة الفنان زياد عيتاني من تهمة العمالة لإسرائيل، وما تركه هذا الخبر من اضطرابٍ داخل الأجهزة الأمنية، وما تبع ذلك من بلبلة سياسية افتتحها وزير الداخلية بالطلب من اللبنانيّين الاعتذار من المتهم المظلوم عيتاني، وردّ الوزير وليد جنبلاط عليه، ودخول رئيس الحكومة ووزير العدل في مجريات الحدث، وطلب رئيس الجمهورية اليوم من الجميع انتظار قرار القضاء دون التدخل فيه، وأنا في غاية التردد في التعليق حول هذا الموضوع، وذلك عائد لميلٍ فطري عندي بتصديق كل ما يمكن أن يصدر عن الأجهزة الأمنية، باعتبارها مؤسسات بيروقراطية مُحكمة الإتقان، ومُزوّدة بتقنياتٍ حديثة لا تُخطئ، ومسؤولين أمنيّين يتحلّون بالكفاءة والذكاء والحيادية، ومؤتمنين على سلامة المواطنين وكرامتهم، ومن وراء ذلك سلامة المجتمع واستقراره، حتى استمعتُ اليوم، وهذا ربما من سوء الطالع، إلى السياسي الناشط جوزف أبو فاضل،الإعلامي الذي لا يغيب نجمه، وقد استضافته قناة الجديد مع الإعلامية الخلوقة والرقيقة نانسي السبع، لينفث سموماً طائفية تمسُّ جوهر الصيغة اللبنانية، فهو لا يأبه إلاّ لما هو مسيحي، وعليه لا يُفترض برئيس جهاز أمن الدولة أن يستقيل، لأنّه مسيحي، وممنوع المسّ بالمسيحيّين من الآن وصاعداً، أمّا المقدم سوزان الحاج حبيش،  لو أنّها درزية أو سُنّية أو شيعية، لما كانت استُدعيت إلى التحقيق. ولم يُوفّر  أبو فاضل "صرمايته" في التّعرض للكرامات، ولا الألفاظ النابية (كالكرخنة وأمثالها)، فضلاً عن النّيل من هيبة الدولة وأجهزتها ورجالاتها، ما خلا جهاز أمن الدولة، المتهم اليوم بالتّجني على عيتاني في قضية خطرة وحسّاسة هي التعامل مع العدو الإسرائيلي.

سيسيل حبرٌ غزير حول قضية عيتاني في الأيام القليلة القادمة، وسيكون لتداعياتها نتائج هامة، وقد بدأت طلائعها اليوم في بثّ السموم والاحقاد الطائفية على لسان الناشط أبو فاضل بلغة صريحة تُهدّد الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وتهتُك النسيج الاجتماعي الرّث أصلاً، ممّا يستدعي تدخّل القضاء أُسوةً بحالاتٍ عديدة ومماثلة وفي مقدمتها قضية الإعلامي مارسال غانم وسواها، وذلك كي يكون عبرةً لمن اعتبر، إن كان قد بقي ثمّة من يهتمّ لذلك.

 

المرجع الشيعي علي الأمين لـCNN: حزب الله وإيران لا يمثلان المذهب الشيعي

هديل غبون، عمان، الأردن(CNN) /03 آذار/18

فيينا، النمسا (CNN)-- جدد المرجع الشيعي اللبناني البارز علي الأمين، دعوته إلى حزب الله اللبناني الانسحاب الفوري من سوريا وأن "على النظام السوري كنظام وكمعارضة" أن يدركا أنه لا توجد فرصة من أن يتغلب أحد على الآخر ، فيما أطلق دعوة لتأسيس معاهد مشتركة لدراسات الأديان لتدريس الشريعة الاسلامية واللاهوت. وقال الأمين في حديثه لموقع CNN بالعربية إن حاضنة "الشيعة العرب" يجب ألا تكون على حساب أوطانهم، مؤكدا على أن حزب الله اللبناني وإيران لا يمثلان "المذهب الشيعي."

وأضاف الأمين: "لا نقبل أن يتم اختزال الشيعة العرب في أحزاب تابعة لإيران، الشيعة العرب يجب أن يكون ولاؤهم لأوطانهم، نعم هناك روابط بين الشيعة العرب والشيعة العجم، لكن الروابط لا يجوز أن تكون على حساب الأوطان ولا أن تكون روابط للدول العابرة في مشاريعها العابرة للحدود والاوطان."

وفي هذا السياق دعا الأمين الدول العربية إلى ما وصفه "بإظهار صوت الشيعة العرب" في المنطقة، ضمن الحاضنة العربية، وقال: "على العرب أن يظهروا صوت الشيعة العرب وإذا كانت إيران قادرة على إظهار صوت التطرف والولاء لها، فعلى العرب أن يظهروا صوت الاعتدال والولاء للوطن وهو موجود."

وبين الأمين أنه منذ بداية مشاركة حزب الله في الحرب في سوريا، أكد عدم شرعية هذه المشاركة، وأضاف الأمين للموقع قائلا حول مستقبل لبنان السياسي والحرب في سوريا: "كنا نود أن يكون لبنان بعيدا عن التأثر بالحرب في سوريا، ورفضنا تدخل حزب الله في سوريا وقلنا لا توجد شرعية دينية في المشاركة بالحرب على الاراضي السورية ".

وأشار الأمين إلى أن "الأحزاب الدينية" في المنطقة العربية هي أقل حجما من "طوائفها"، واضاف: "قلت في بعض المناسبات في الدول التي تعمل مذهبيا أو الأحزاب المذهبية لا تمثل كل المذهب وامتلاكها لوسائل القدرة هو ما يجعلها ترفع صوتها، مثلا جماعة الإخوان المسلمين في مصر كانوا من أكبر من الاحزاب الاسلامية لكنها لا تمثل المذهب السني، وحزب الله وإنا كان ينتمي للمذهب الشيعي هو لا يمثل المذهب الشيعي وكذلك إيران."

ورأى الأمين أن على جميع التنظيمات المسلحة في سوريا الخروج منها للوصول إلى حل سياسي، وأن على حزب الله وغيره من التنظيمات المسلحة الخروج من سوريا وأن يسعى المجتمع الدولي لوقف هذا النزيف ولوقف سفك الدماء هناك. وقال: "آن أن تدرك سوريا كنظام وكمعارضة أنه لا توجد فرصة من أن يتغلب أحد على الآخر." وكان الأمين قد دعا خلال مشاركته لمؤتمر الحوار بين أتباع الديانات الذي أقيم في العاصمة النمساوية بتنظيم مركز المركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار في 26 فبراير/شباط المنصرم، بإنشاء معاهد عليا مشتركة لتدريس الشريعة واللاهوت.

وعن جدوى تطبيق الفكرة على أرض الواقع في ظل الصراعات في المنطقة، قال: "الحوار بين أتباع الديانات كفكرة، لا بد أن تخرج عن إطار الحوار النظري، تتحول إلى مدرسة وقانون فاعل في أوطاننا، نحتاج إلى معهد ديني للدراسات الدينية المشتركة من مختلف الاديان والمذاهب على مقاعد الدراسة، لينتشر الحوار أكثر." وعبّر الأمين عن أمله من توجه السعودية نجو مزيد من الانفتاح في الحوار بين أتباع الديانات على ضوء مؤتمر المركز الذي حضرته قيادات دينية سعودية بارزة.

 

إسرائيل تنشر حرس الحدود في الضفة الغربية تحسباً لحرب قادمة

الشرق الأوسط/03 آذار/18/بعد ساعات قليلة من إعلان قائد القوات البرية في الجيش الإسرائيلي أن الحرب باتت أقرب من أي وقت مضى، والتهديد باغتيال رئيس «حزب الله» حسن نصر الله، كشف النقاب في إسرائيل عن خطة بدأ العمل فيها، تتضمن نشر قوات كبيرة من حرس الحدود في الضفة الغربية، بهدف «ملء الفراغ الذي يمكن أن يحدثه تقليص عدد أفراد الجيش الإسرائيلي في الضفة، ونقل هذه القوات للجبهة خلال الحرب المقبلة». وقالت مصادر عسكرية إن الجيش الإسرائيلي بدأ التنسيق مع الشرطة، التي يتبع لها حرس الحدود، لترتيب نشر عدد كبير من هؤلاء الجنود، علما بأن قوات «حرس الحدود» مدربة بشكل خاص على قمع المظاهرات، وقد درج الجيش على استخدامها في المواجهات مع الفلسطينيين. وتتضمن الخطة نشر تسع وحدات احتياط من حرس الحدود، بينها وحدة من القوات الخاصة، التي يعتبرونها «قوة استراتيجية وقت الطوارئ للتعامل مع المهام الأمنية في الضفة الغربية». وأوضحت المصادر ذاتها أن الخطة تستهدف تعزيز قوات الجيش بشكل كبير في حالة الطوارئ، وسيطرتها على جميع القطاعات بالضفة الغربية في حال حدوث «سيناريوهات متطرفة، مثل الحرب». وقال مصدر عسكري، إن مهمة هذه القوات ستتمثل في «ملء الفراغ الذي سيتركه الجيش وقت اندلاع الحرب، وربما تسيطر على كل الضفة الغربية وقت الطوارئ والحالات المتطرفة»، مضيفا أن وحدتين من قوات الاحتياط في حرس الحدود هي «أشكول» و«بركان»، أنهتا تدريباتهما قبل أيام، ودخلتا أمس الخدمة في الضفة الغربية. كما أشار المصدر ذاته إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها وحدات احتياط من حرس الحدود بشكل كامل في الضفة الغربية، وليس كجزء من العمليات الخاصة، مشيرا إلى أن قوام القوة الجديدة يبلغ 700 جندي احتياط، وأنها عملت خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف 2014. وفي شرق القدس المحتلة خلال موجة العمليات الفلسطينية الأخيرة، وحتى داخل البلدات العربية في إسرائيل (فلسطينو 48). وكان اللواء كوبي باراك، قائد الذراع البرية في الجيش الإسرائيلي، قد صرح بأن خطر اندلاع حرب تضاعف هذا العام، رغم أن جميع الأطراف غير معنية بذلك، كما كان الوضع عشية اندلاع حرب لبنان الثانية عام 2006، موضحا أن «العملية البرية في الحرب القادمة ستبدأ في مرحلة مبكرة، وستكون واسعة وسريعة ومدمرة أكثر من الماضي. وستنتهي باغتيال (نصر الله)... وإذا نجحنا في الحرب المقبلة بقتل حسن نصر الله، فإن هذا سيعني الحسم، في رأيي». وجاءت تصريحات براك، أول من أمس، خلال محادثة مع الصحافيين، قال فيها أيضا «إننا نعتقد أنه في الحرب المقبلة سيتم تفعيل المناورة البرية بشكل أسرع وأوسع وأعمق. وأن السبب في ذلك هو التهديد المتزايد على الجبهة الإسرائيلية، والحاجة إلى شن حرب متعددة الأطراف تشكل فيها المناورة جزءا مهما، وربما حاسما، من أجل إزالة التهديد الموجه إلى الجبهة الداخلية في إسرائيل». ووفقا للتقييم الإسرائيلي، فإنه بفضل الخبرة التي اكتسبها «حزب الله» في الحرب الأهلية السورية، والتدريب الإيراني الذي تلقاه، أصبح اليوم أكثر مهنية وخطورة مقارنة بالسنوات الأخيرة.  وخلال المواجهات في الشمال، يتوقع أن تجري الحرب على جبهتين على الأقل: على الحدود السورية وعلى الحدود اللبنانية، فضلا عن إمكانية حدوث تصعيد مع «حماس» في غزة. كما يفترض الجيش الإسرائيلي أن «حزب الله»، مثل «حماس»، قام أيضا بحفر أنفاق، ولكن الأنفاق في الشمال لن تستخدم للتسلل إلى إسرائيل، بل لإخفاء المقاتلين والأسلحة خلال هجوم إسرائيلي، حسب رأيه.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الأمم المتحدة تتحدث عن «جرائم الحرب» في الغوطة

الشرق الأوسط/03 آذار/18/أكدت الأمم المتحدة، أمس، أن الضربات الجوية التي تستهدف الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا وقصف مقاتلي المعارضة «يشكلان على الأرجح جرائم حرب ينبغي إحالتها للمحكمة»، في ظل استمرار القصف والعمليات القتالية التي أسفرت عن تقدم النظام في المنطقة. وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، أمس (الجمعة): إنه «ينبغي لمرتكبي هذه الجرائم في سوريا أن يعلموا أنه يجري العمل على تحديد هوياتهم، وأن ملفات تعد بهدف محاكمتهم جنائياً في المستقبل». وفي واحدة من أعنف الهجمات في الحرب السورية، أسفر 12 يوماً من القصف والضربات الجوية الحكومية على الغوطة عن مقتل مئات. ويتألف جيب الغوطة الذي تحاصره الحكومة من بلدات وقرى عدة، ويقطنه نحو 400 ألف نسمة، وهو آخر منطقة كبيرة خاضعة للمعارضة قرب العاصمة. ودعا مجلس الأمن الدولي يوم 24 فبراير (شباط) إلى هدنة مدتها 30 يوماً في الغوطة. وقال الأمير زيد أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف خلال مناقشة عاجلة بشأن الغوطة الشرقية بطلب من بريطانيا: «رغم هذا المثال النادر على الإجماع، فقد أبلغ المدنيون في الغوطة الشرقية عن استمرار الضربات الجوية والقصف». وتابع: «مرة أخرى، يجب أن أؤكد أن ما نراه في الغوطة الشرقية وأماكن أخرى في سوريا، هي جرائم حرب على الأرجح وربما جرائم ضد الإنسانية. يتم قصف المدنيين إما للخضوع أو الموت»، مشيراً إلى أنه «ينبغي أن تحال سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية»، معتبراً أن «محاولة عرقلة سير العدالة وحماية المجرمين أمر مشين». وقال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة في جنيف، حسام آلا: إن الأمير زيد انتقائي ومتحيز، وأضاف: إن المناقشة يتم استغلالها لأغراض سياسية. وأكد أن الجيش السوري «اتخذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية لمرور المدنيين من أجل فصلهم عن (الإرهابيين)» في إشارة إلى المسلحين في الغوطة الشرقية.

في هذا الوقت، قال قيادي موال للحكومة السورية، الجمعة: إن القوات الحكومية تسعى للتقدم في منطقة الغوطة الشرقية بالتدرج. وهاجمت قوات النظام مسلحي المعارضة في منطقة المرج بالغوطة لأيام عدة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنها سيطرت على قريتي حوش زريقة وحوش الضواهرة، إضافة إلى تلال ومزارع. وقال القيادي في التحالف العسكري الذي يدعم الأسد: إن قوات الحكومة سيطرت على قرى في منطقة المرج، مشيراً إلى أن «قوات الحكومة حققت أيضاً مكاسب ملحوظة على الطرف الغربي لجيب حرستا الخاضع لسيطرة المعارضة». وقال «المرصد»: إن قوات الحكومة سيطرت على مبانٍ في تلك المنطقة. وقال القيادي لـ«رويترز»: إن ما يحدث حالياً هو «استعادة الأراضي قطعة قطعة، إضافة إلى قرى من الجانب الشرقي». لكن المعارضة نفت تلك الأنباء. أعلنت غرفة عمليات «بأنهم ظلموا» عن تمكنها من صد محاولة لقوات النظام التقدم على جبهة المشافي في الغوطة الشرقية، بعدما أعلن النظام شن هجوم على جبهة المشافي بالقرب من طريق دمشق حمص الدولي في محاولة منه للسيطرة على المنطقة. ونقلت «الدرر الشامية» عن غرفة عمليات «بأنهم ظلموا»، إعلانها عبر قناتها على «تلغرام»: أن الثوار شنوا هجوماً معاكساً على نقاط قوات الأسد التي تحاول التقدم على جبهة المشافي بالقرب من طرق دمشق حمص الدولي. وتعرضت مدن وبلدات الغوطة الشرقية لقصف ومدفعي وصاروخي عنيف جداً، بينها صواريخ الفيل والبراميل المتفجرة، التي أدت إلى وقوع مجزرة في مدينة دوما راح ضحيتها 6 قتلى وعدد من الجرحى، كما سقط الكثير من الجرحى في حرستا زملكا وكفربطنا والشيفونية وعين ترما ومنطقة المرج.

 

 5 ساعات من التحقيق مع نتنياهو وزوجته تعزز الشبهات ضدهما وعشرات الإسرائيليين تظاهروا أمام بيته وطالبوا باعتقاله واستقالته فوراً

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/03 آذار/18/بعد تحقيق دام 5 ساعات متواصلة أمس في وحدة «لاهاف 433» لمكافحة الفساد، تعززت أكثر الشبهات بتورط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته سارة في القضية المعروفة باسم «الملف 4000»، التي طلب بموجبها الزوجان نشر مقالات وأخبار مؤيدة لهما في موقع «واللا» الإخباري، وفي مقابل ذلك سعى نتنياهو لإصدار قرارات حكومية تزيد من أرباح صاحب الموقع، قدرتها الشرطة بربع مليار دولار. وجرى التحقيق مع نتنياهو على وقع أصوات عشرات المتظاهرين أمام بيته، صرخوا في وجه الشرطة بعبارات غاضبة من قبيل «اعتقلوه... اعتقلوه»، و«أيها الفاسدون مللناكم»، و«أيها الفاسدون اذهبوا إلى البيت»، و«استقل... استقل»، وغيرها من العبارات المليئة بمشاعر الغضب والتذمر، التي تطالبه بالاستقالة فوراً. وطال التحقيق أمس مع نتنياهو أكثر من المخطط له، لذلك لم يتبقَ ما يكفي لفتح تحقيق معه حول قضية الفساد في صفقة الغواصات الألمانية، المعروفة باسم «الملف 3000»، رغم أن لدى الشرطة أسئلة كثيرة وصعبة، من شأنها أن تغير وضعية نتنياهو من شاهد إلى مشبوه، حسب مصادر مقربة. ولوحظ أن الشرطة اتبعت أمس أسلوباً مغايراً في التحقيق مع نتنياهو في «الملف 4000»، يشبه أسلوبها في التحقيق مع كبار عصابات الإجرام، حتى تمنع تنسيق الادعاءات بين المشبوهين، حيث أقامت غرفة قيادة في مقر الوحدة المذكورة، وفي الوقت نفسه أجرت 4 جلسات تحقيق في 4 مواقع مختلفة مع نتنياهو داخل مقر إقامته في القدس الغربية، ومع زوجته في مقر الوحدة في بيتح تكفا، ومع نير حيفتس المستشار الإعلامي والاستراتيجي الأسبق في مكتب نتنياهو، وأيضاً مع صاحب موقع «واللا» الإخباري شاؤول إلوفيتش. وراح المحققون في غرفة القيادة ينقلون المعلومات إلى طواقم التحقيق الأربعة، ويوجهون الأسئلة بما يتلاءم من أجوبة المحقق معهم. وكانت الشرطة قد أبلغت نتنياهو وحيفتس وإلوفيتش بأنهم مشبوهون، وأن التحقيق معهم يجري تحت التحذير. وبناء على أجوبة زوجة نتنياهو، تم إبلاغها أن التحقيق، الذي حمل صفة «تحقيق مفتوح» تحول إلى تحقيق تحت التحذير، أي أنها أصبحت مشبوهة. وخلال التحقيق، فاجأت الشرطة بالإعلان عن اعتقال مسؤول سابق في وزارة الاتصالات للتحقيق معه في الشبهات بالملف نفسه. ويعتبر هذا المسؤول من المقربين من نتنياهو، وكان قد عينه مسؤولاً كبيراً في وزارة الاتصالات، كما أراد تعيينه مديراً عاماً للوزارة، لكن الشبهات ضده تفيد بأنه دفع باتجاه المصادقة على صفقة «بيزك - يس»، التي يجري التحقيق بشأنها كصفقة فساد كبرى. وبهذا بلغ عدد المشبوهين في هذا الملف 11 شخصاً.

فبالإضافة إلى الزوجين نتنياهو، هناك صاحب الموقع الإخباري وزوجته وابنه، والمديرة العامة للموقع، و5 مساعدين كبار لنتنياهو. وقد بدأت الشرطة تنسج آخر الخيوط في هذا الملف قبل تلخيصه. ويقدر المطلعون عليه أن الشرطة ستنهيه بتوصية إلى النيابة بتقديم لائحة اتهام ثالثة ضد نتنياهو، ستكون أشد خطورة من لائحتي الاتهام، التي أوصت بهما قبل أسبوعين في «الملف 1000» و«الملف 2000». فهنا توجد إفادة متهم تحول إلى شاهد ملك ضد نتنياهو.

 

بوتين يتحدى الغرب بقدرات عسكرية «لا مثيل لها» وهدد برد «فوري وشامل» إذا تعرضت روسيا أو حلفاؤها لهجوم

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/03 آذار/18/لوَّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقبضة صاروخية - نووية متحدياً الغرب، ووصفه بأنه «فشل في ردع روسيا». وقال إن بلاده غدت الأولى عالمياً في قدراتها الدفاعية، بعدما أنتجت طرازات من الأسلحة المتفوقة، مشدداً على أن موسكو «لن تبادر بالهجوم على طرف، لكنها لن تتردد في توجيه ضربة شاملة وفورية إذا تعرضت لاعتداء». وألقى بوتين، أمس، خطاباً نارياً غير مسبوق أمام الهيئة الاشتراعية في البلاد. وعلى الرغم من أن العادة جرت على أن يتضمن الخطاب السنوي أبرز توجهات السياسية الداخلية والداخلية، ويحدد المهام المطروحة أمام البلاد خلال عام مقبل، لكن التغيير الذي حملته رسالة بوتين هذا العام اتخَذ بعداً جديداً لجهة الشكل ومضمون الحديث.وخلافاً للمرات السابقة ألقى بوتين خطابه ليس في الكرملين بل في قاعة مؤتمرات ضخمة مجهزة بتقنيات عرض ومؤثرات بصرية وسمعية حديثة، ما عكس رغبة لدى الكرملين في ألا يكون الخطاب موجهاً إلى أعضاء البرلمان وهيئات السلطة المختلفة وحسب، بل وإلى المواطنين الروس والعالم، خصوصا أنه يأتي قبل 17 يوماً فقط على استحقاق الانتخابات الرئاسية المقرَّرة في 18 مارس (آذار).

ما جعله يتحول إلى عنصر أساسي في الحملة الانتخابية الرئاسية، رغم اعتراض أوساط في روسيا رأت أن الكرملين تجاوز بذلك قوانين الدعاية الانتخابية، عبر استخدام منصب الرئاسة للترويج الانتخابي. واستغرق خطاب بوتين نحو ساعتين كان نصفه الأول مكرساً للأوضاع الداخلية، وتحدث بوتين خلاله عن إنجازات كبرى حققتها روسيا تحت قيادته، وأجرى مقارنات بين الوضع الحالي وأحوال روسيا، عندما وصل إلى السلطة للمرة الأولى في عام 2000. ومزج بين الإنجازات السابقة مع خطط كبرى للتطوير على كل المستويات خلال السنوات الست المقبلة.

وقال إن روسيا نجحت في تجاوز كارثة ديموغرافية من خلال تحسين الوضع الصحي في البلاد، وتراجع معدلات الوفيات، وتعهَّد بأن يصل متوسط العمر إلى أكثر من 80 عاماً، مع نهاية عشرينات القرن. وأشار إلى خطط لزيادة الرفاهية، وقال إن روسيا نجحت في ضمان موقعها ضمن أكبر خمسة اقتصادات عالمياً، مشيراً إلى خطط لزيادة الناتج الداخلي الإجمالي لكل فرد 1.5 مرة في منتصف العقد المقبل.

وتحدث عن مضاعفة النفقات على الرعاية الصحية في الفترة حتى عام 2024، لتصل إلى 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. ولفت إلى خطط للارتقاء نحو مستوى جديد نوعيّاً في مجال الأبحاث العلمية، وجعل البنية التحتية للأبحاث من بين الأقوى والأكثر فاعلية في العالم، مشيراً إلى أهمية تحقيق نمو إنتاجية العمل بوتائر لا تقل عن 5 في المائة في السنة لتصل روسيا إلى مستوى الاقتصادات الرائدة في العالم.

وتطرق إلى الخطط الاقتصادية المستقبلية لافتاً إلى توجه لجذب نحو 1.5 تريليون روبل (26.8 مليار دولار) من الاستثمارات الخاصة لتحديث قطاع الطاقة الكهربائية خلال السنوات الست المقبلة. كما تعهد بمضاعفة حجم الصادرات الروسية من غير الخامات خلال السنوات الست لتصل قيمتها الإجمالية إلى 250 مليار دولار. وحملت رسائل بوتين الداخلية تشديداً على بدء الانتقال إلى مرحلة جديدة على الصعيد الاقتصادي - المعيشي وقال إن روسيا ستحارب الفساد والفقر متعهدا بتراجع معدلات الفقر في البلاد إلى نصف معدلاتها الحالية مع حلول عام 2026، وهو موعد انتهاء ولايته الرئاسية الجديدة.

وبدا أن الرئيس الذي يبدو واثقاً من فوزه في الانتخابات المقبلة أراد توجيه رسالة داخلية تقوم على أن سياسات «شد الأحزمة» قد انتهت، وأن الروس يقفون على أبواب عصر نهضة جديدة في المجالات المختلفة.

وكان لافتاً الربط بين ذلك والنصف الثاني من الخطاب الذي كان مكرساً لعرض إمكانات روسيا العسكرية في مواجهة التحديات الخارجية، إذ لمح بوتين إلى أن روسيا لم تكن تهمل الأحوال الصعبة اقتصاديّاً ومعيشياً، لكنها كانت منشغلة «بتحقيق إنجازات كبرى لمواجهة التحديات التي فرضها الغرب علينا».

واستهل الرئيس الروسي حديثه عن الإنجازات العسكرية بعرض لمحاولات موسكو على مدى سنوات إقناع الغرب بضرورة أخذ مصالحها بعين الاعتبار، والتعاون معها في مجالات الدفاع الاستراتيجي والأمن الدولي وقال إن «صوتنا لم يكن مسموعاً، والآن سوف يسمعوننا».

ولفت إلى أن استمرار الغرب في تطوير قدرات عسكرية هدفت إلى تطويق روسيا، دفعها إلى الانشغال بتطوير رد متكافئ يحمي مصالحها، خصوصاً بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الدفاع الصاروخي في 2010، والبدء في نشر أنظمة الدفاع الصاروخي داخل الولايات المتحدة، وفي أوروبا، وفي المياه بالقرب من السواحل الروسية، بالإضافة إلى خططها لنشر صواريخ في اليابان وكوريا الجنوبية.

وقال إن روسيا كادت تصل إلى وضع تغدو معه قدراتها النووية «لا قيمة لها» في ظل نشر وتطوير القدرات الغربية حولها، مضيفاً أن روسيا «عملت في كل تلك السنوات على مواجهة هذا الوضع وصنعت أسلحة جديدة من طرازات مختلفة لا مثيل لها في الغرب، تتميز بأنها قليلة التكلفة وذات إمكانات تقنية فائقة».

وتحدث عن جيل جديد من الصواريخ بقدرات غير مسبوقة باتت روسيا تملكها، بعدما عملت وزارة الدفاع بالتعاون مع هيئة الفضاء الروسية على تطويرها لسنوات.

وفي عرض تميز للمرة الأولى خلال خطابات بوتين باستخدام مؤثرات «غرافيك»، ولقطات فيديو رافقته على شاشة خلفية عملاقة، لتوضيح بعض تفاصيله، قدم بوتين أبرز ست إنجازات عسكرية قال إنها شكَّلت نقلة نوعية في قدرات روسيا العسكرية، مشيراً إلى أن بلاده بدأت باختبار جيل جديد من الصواريخ، الثقيلة العابرة للقارات تحمل اسم «سارامات»، وقامت بتصميم كتلة طاقة نووية فائقة القوة لتزويد الصواريخ المجنحة بها، ما يجعلها قادرة على تجاوز كل أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، سواء الموجودة حالياً لدى الغرب أو التي يمكن تتطور لاحقاً.

وقال إن الصاروخ الجديد الذي يزيد مداه على 11 ألف كيلومتر «لا تمكن مواجهته بأي تقنيات». وتحدث عن تصميم أسلحة استراتيجية لا تتبع مساراً باليستيّاً، ما يجعلها قادرة على اختراق جميع أنظمة الدفاع الصاروخي، مشيراً إلى صاروخ مجنح نووي روسي جديد متعدد الرؤوس وصفه بأنه فوق مستوى اختراق الصوت بأكثر من عشر مرات، ما يمنح روسيا تفوقاً جدياً لا مثيل له في الغرب. وأشار بوتين إلى تطوير غواصات مسيرة سريعة، قادرة على الغوص إلى أعماق كبيرة ولمسافات قارية، وبسرعة تزيد بأضعاف عن سرعة جميع الغواصات أو الطوربيدات البحرية أو السفن التي توصل إليها العالم حتى اليوم.

ولفت بوتين إلى أن الصاروخ المجنح والغواصة المسيرة لم يحصلا على اسميهما بعد، وعرض على المواطنين الروس الاتصال بوزارة الدفاع لطرح اقتراحات بهذا الخصوص.

كما أكد بوتين امتلاك روسيا منظومة «كينجال» (الخنجر) الصاروخية وصفها بأنها سلاح خارق للصوت يمثل قوة ضاربة شديدة التدمير، بسرعته التي تجعله في مأمن من الدفاعات الصاروخية والجوية المعاصرة.

وأضاف أن السرعة التي تتجاوز حاجز الصوت عشرين مرة تجعل السلاح الجديد متفوقاً بقوة على التقنيات المتوافرة حالياً لدى الغرب.

وذكر بوتين أن المجمَّع الصناعي الحربي الروسي فتح خط إنتاج لنوع آخر من الأسلحة الاستراتيجية، وهو صاروخ ذاتي وحر التحليق أطلق عليه اسم «أفانغارد».

وأشار بوتين إلى أن الجيش الروسي بدأ يتسلح منذ العام الماضي بأحدث أنواع أسلحة الليزر. ووجه بوتين بعد عرض الأسلحة الحديثة رسائل واضحة إلى الغرب بأن عليه أن يجلس مع روسيا إلى طاولة حوار لبحث ملفات الأمن الاستراتيجي.

وشدَّد على أن روسيا لا تهدد أحداً بأسلحتها، وإنما صنعتها لتحمي بها مصالحها، وستواصل تطوير قدراتها الدفاعية التي اعتبرها «ضماناً للسلام في العالم»، مضيفاً أن الغرب عمل طويلاً لردع قدرات روسيا و«أقول لكم الآن إنكم فشلتم في ردعنا»، مضيفاً أن «كل المحاولات بما في ذلك فرض العقوبات غير الشرعية ومحاولات تطويقنا وإضعافنا لم تشكل عائقاً أمام تطوير قدراتنا». وزاد أن روسيا تطوِّر ترسانتها النووية من أجل حثّ الشركاء الغربيين على التفاوض والإصغاء إلى التحذيرات الروسية بشأن عدم جواز الإخلال بميزان القوى الاستراتيجي في العالم. كما أشار إلى روسيا باتت تمتلك قدرات إنذار مبكر لا مثيل لها، منتشرة على كل الحدود الروسية، وأوضح أن الاتحاد السوفياتي السابق كانت لديه ثغرة مهمة في مجال الإنذار المبكر و«نحن حالياً تمكنّا من تطوير قدراتنا وتجاوزنا كل الثغرات»، مشيراً إلى أن مستوى التطوير الذي نجحت روسيا في تحقيقه خلال السنوات الماضية رغم كل الظروف التي واجهتها «تحتاج بلدان أخرى إلى قرون لإنجازه». ولفت بوتين إلى بلاده اضطرت للعمل بشكل جاد على تطوير قدراتها النووية، وباتت قادرة الآن على مواجهة أي عدوان. وحذر الغرب من أن «أي استخدام للسلاح النووي مهما كانت طبيعته أو حجمه كبيراً أو متوسطاً أو صغيراً سوف يواجه برد فوري وشامل».

وزاد أنه «لا يجب أن تكون لديكم أي شكوك في ذلك سنواجه أي اعتداء علينا أو على حلفائنا برد فوري». وشدد على أنه «هذه المعطيات التي أقدمها اليوم ليست مزاعم بل هي حقائق، وستقوم وزارتا الدفاع والخارجية بإبلاغ الشركاء الغربيين ببعض تفاصيلها تماشياً مع التزاماتنا الدولية».

 

أعلى محكمة مصرية تقرر سعودية "تيران وصنافير"

أحمد حافظ/العرب/04 آذار/18

المحكمة الدستورية العليا للمرة الأولى في تاريخ القضاء المصري تقرر عدم الاعتداد بجميع الأحكام السابقة في قضية تيران وصنافير.

إنصاف قضائي للسيسي

القاهرة - قضت المحكمة الدستورية العليا (أعلى محكمة في البلاد) السبت، بسريان اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وعدم الاعتداد بكل الأحكام الصادرة التي أبطلت الاتفاقية من قبل. وقالت المحكمة الدستورية في حكمها “إن اتفاقية تعيين الحدود البحرية من أعمال السيادة، وأن محكمة القضاء الإداري التي حكمت ببطلانها من قبل قد اعتدت على اختصاص السلطة التشريعية في البلاد”. وجاء الحكم بأحقية السعودية في جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين في البحر الأحمر، قبل يوم واحد من زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة الأحد، والتي تتواصل على مدى ثلاث أيام.

وكان الأمير محمد بن سلمان هو ممثل المملكة السعودية عندما تم التوقيع مع شريف إسماعيل رئيس الوزراء المصري على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين البلدين في 8 أبريل عام 2016. وتخشى دوائر حكومية سياسية من أن يتسبب استيفاء الاتفاقية لكافة الاشتراطات التشريعية والدستورية بعد الحكم في إثارة حفيظة السودان واستثمار الأمر ذريعة جديدة لافتعال أزمة مع مصر، بعد أن هدأت الأمور سياسيا وتقرر عودة السفير السوداني للقاهرة الاثنين. ودفعت الخرطوم بأن هذا الاتفاق يمسّ حقوق السودان السيادية والتاريخية والقانونية في منطقتي حلايب وشلاتين المتنازع عليهما مع مصر. وقالت الخارجية السودانية في بيان سابق إن قرار مصر بأحقية السعودية في جزيرتي تيران وصنافير، عند مدخل خليج العقبة شمال شرقي مصر، جاء في إطار اتفاق أوسع لإعادة ترسيم الحدود البحرية المصرية السعودية والتي تمر في جزء منها بشواطئ منطقة حلايب وشلاتين. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ القضاء المصري التي تقدم فيها المحكمة الدستورية العليا بعدم الاعتداد بجميع الأحكام السابقة في قضية تيران وصنافير، وكانت في كل مرة تغلّب أحد الحكمين على الآخر إما المؤيد للاتفاقية وإما المعارض لها. وقالت تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية سابقا، إن عدم الاعتداد بكل ما سبق من أحكام خاصة بالاتفاقية هو رسالة من المحكمة الدستورية بأنها “مستقلة” ولا تميل لصالح حكم مؤيد ولا معارض للاتفاقية وكي ترسخ مبدأ قضائيا بأن أعمال السيادة والسياسة ليست تحت رقابة القضاء. وأضافت الجبالي لـ”العرب” أن “حكم المحكمة الدستورية يعني أن ملف القضية قد أغلق تماما، ولا يجوز لأي محكمة مصرية أخرى أن تناقشه مرة ثانية، وكل ما صدر من أحكام سابقة أصبحت هي والعدم سواء”. عدم الاعتداد بكل ما سبق من أحكام خاصة بالاتفاقية رسالة من المحكمة الدستورية بأنها مستقلة، ولترسخ مبدأ قضائيا بأن أعمال السيادة والسياسة ليست تحت رقابة القضاء وسبق وقضت محكمة القضاء الإداري ببطلان الاتفاقية فيما أيدتها المحكمة الإدارية العليا وقابلت هذا المسار أحكام قضائية لمسار قضائي مواز، تمثل في حكم محكمة الأمور المستعجلة الذي أكد صحة الاتفاقية وأيدها في ذلك حكم محكمة مستأنف الأمور المستعجلة. ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ بعد إقرار برلماني البلدين لها، إذ صدق عليها البرلمان السعودي في يونيو 2016، ثم لحقه مجلس النواب المصري بإقرارها في 14 يونيو 2017 وقام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالمصادقة عليها بعد البرلمان بثلاثة أيام. وأثارت الاتفاقية ردود فعل معارضة للحكومة وجدلا واسعا في الشارع المصري وكانت تمثل صداعا مزمنا لها، حيث نظم نشطاء وقوى سياسية وحزبية تظاهرات عديدة رافضة لها ما تسبب في حبس العشرات وإطلاق سراح آخرين بغرامات مالية. وقال عبدالمنعم سعيد، الخبير في الشؤون الإقليمية لـ”العرب”، إن حكم الدستورية بصحة توقيع الحكومة على الاتفاقية شكل صدمة للأحزاب والتيارات والشخصيات المعارضة للنظام لأن غالبية المناوئين تمنوا أن تكون الجولة الأخيرة في القضية لصالحهم. وأضاف سعيد أن “الحكم أيضا إنصاف قضائي للرئيس السيسي أمام أنصاره بالتزامن مع قرب الانتخابات الرئاسية وترشحه لولاية ثانية، وانتصار مهم أمام المعارضة التي طالما لعبت على هذا الوتر” واستثمرت الجدل حول الأحكام القضائية الصادرة بشأن تيران وصنافير كورقة ضغط على النظام. ويخوض السيسي الانتخابات الرئاسية المحسومة لصالحه مبكرا أمام المرشح  موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد الخوض الانتخابات التي كانت المعارضة تخطط لإحراج السيسي وتحويلها إلى استفتاء. وكان ملف قضية تيران وصنافير ثغرة في شعبية النظام المصري استثمرتها المعارضة للدعاية السلبية ضد النظام بأنه باع الأرض، وهي النغمة التي لعب عليها الفريق سامي العنان رئيس أركان الجيش السابق في خطاب ترشحه لانتخابات الرئاسة لاستقطاب رافضي الاتفاقية قبل أن يتم توقيفه بتهم تتعلق بعدم الانضباط العسكري.

 

مبعوثان أميركيان إلى الخليج: وساطة لا تستوعب تعقيدات الأزمة

العرب/04 آذار/18/الدول الأربع المقاطعة لقطر لا تتحمس لتعدد الوسطاء في الأزمة وتعتبره جزءا من خطة الدوحة للهروب إلى الأمام.

وساطة لا تبحث عن حل

الرياض - اعتبرت أوساط خليجية أن مقاربة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للأزمة القطرية تتسم بالارتجال والغموض، ما يضع العراقيل أمام جهودها للوساطة بين قطر والرباعي المقاطع.

وأشارت الأوساط الخليجية إلى أن إرسال البيت الأبيض لمبعوثين إلى دول المنطقة مرة أخرى لن يحل الأزمة، ذلك أن المشكلة ليست في غياب الوسطاء لمعرفة مواقف مختلف الأطراف، فهذا ما حصل في بداية الأزمة، بل في إصرار الدوحة على عدم تطبيق ما التزمت به في 2013 و2014 بقطع صلاتها بالجماعات المصنفة إرهابية في المنطقة، ووقف حملاتها الإعلامية ضد جيرانها وضد مصر، والالتزام بموقف مجلس التعاون الخليجي الرافض لأي وجود أجنبي على أراضي دوله الست، فيما تستقبل قطر قوات تركية على أراضيها وتقيم علاقات مثيرة للجدل مع إيران بما يتناقض مع الأمن الإقليمي لجيرانها.

وذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس أن إدارة ترامب سترسل خلال أيام كلا من تيم ليندركينج، وهو أكبر مسؤول بوزارة الخارجية متخصص بالشأن الخليجي، والجنرال المتقاعد أنطوني زيني، إلى المنطقة للقاء مسؤولين من الدول المعنية بالأزمة القطرية.

وأضافت أن البيت الأبيض لا يرى أي فائدة في عقد قمة خليجية بكامب ديفيد في مايو المقبل لحل أزمة الخليج الحالية إذا لم تحقق الدول المعنية تقدما نحو حل النزاع. ولم يكن واضحا ما هي الخطوات التي يمكن أن تتخذها هذه الدول والتي من شأنها أن تحرز تقدما كافيا لإبقاء القمة مستمرة.

وسبق أن أكد ليندركينج أن الرئيس الأميركي يريد إنهاء الخلاف الخليجي، ويتطلّع إلى تعاون الشركاء الخليجيين مع إدارته لحل الأزمة خلال الأشهر المقبلة، مشددا على أن ذلك لا يصبّ إلا في مصلحة إيران، ويؤثر في تعاون الولايات المتحدة مع حلفائها في مواجهة تحديات المنطقة. ونقلت صحيفة واشنطن بوست، الخميس، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن مخاوف من المضي في عقد القمة في حين أن الأزمة لا تزال مستعرة وهو ما يمكن أن ينعكس بشكل سيء على جهود ترامب. مراجع خليجية تشير إلى غياب رؤية واضحة لإدارة ترامب، فضلا عن تعدد جهات القرار داخلها، جعل من الصعب على الرباعي المقاطع أن يراهن على الدور الأميركي كمساعد في الحل

ووصفت مراجع خليجية واشنطن بوضع العراقيل أمام وساطتها من خلال اقتراح فتح فجوة في المقاطعة والسماح للطائرات القطرية باستعمال أجواء تابعة للسعودية أو الإمارات دون أن تضغط على الدوحة لتقديم تنازلات تظهر من خلالها رغبتها في الخروج من الأزمة الخانقة التي تعيشها.

وأشارت المراجع إلى أن غياب رؤية واضحة لإدارة ترامب، فضلا عن تعدد جهات القرار داخلها، جعل من الصعب على الرباعي المقاطع أن يراهن على الدور الأميركي كمساعد في الحل، فضلا عن القبول بعقد قمة خليجية في الولايات المتحدة دون أن تصارح الولايات المتحدة الفرقاء برؤيتها للأزمة والمقاربة التي تعرضها للتوصل إلى حل. وأكدت أنه من الصعب أن يقبل المسؤولون في الدول الأربع حضور قمة لا هدف منها سوى تجميع الفرقاء، وتسليط الأضواء على دور الرئيس الأميركي في ترتيب “الاجتماع المستحيل”، لافتة إلى أن مجلس التعاون يبقى هو الفضاء الأفضل لحل الخلافات بشكل دائم، بدل اجتماعات المجاملة التي لن تزيد سوى في تأزيم الوضع وإطالة الأزمة كونها تساعد قطر على المزيد من المكابرة والاحتماء بالوساطات بدل الجلوس إلى طاولة التفاوض.

ولا تتحمس الدول الأربع المقاطعة لتعدد الوسطاء في الأزمة وتعتبره جزءا من خطة قطر للهروب إلى الأمام وتدعو صراحة إلى الاكتفاء بوساطة كويتية هي الأقرب لفهم طبيعة الأزمة وسبل الخروج منها.

ويرى الرباعي المقاطع أن الأزمة خليجية ـ خليجية ولا بد أن يتم حلها داخل مجلس التعاون وليس خارجه، وأن أي اتفاق لا بد أن يتم في السعودية التي شهدت توقيع قطر على اتفاق الرياض في 2013 والاتفاق التكميلي في 2014. وجدد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، تأكيده على أن السعودية هي القطب الإقليمي المهم، وأن خروج قطر من أزمتها حلّه خليجي وبوابته الرياض. وقال أنور قرقاش، على حسابه في تويتر “يتضح مجددا أن خروج قطر من أزمتها حلّه خليجي وبوابته الرياض، (وأن) تكلفة سياسة قطر الحالية عالية للغاية، وبعيدا عن التحركات اليائسة والتطبيل المدفوع له، تبقى الخيارات واضحة، كفوا عن الأذى أو تقبلوا العزلة”. وكان الرئيس الأميركي أجرى اتصالات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بهدف جسر الهوة مع حلفائه الخليجيين خاصة بعد تسريبات أطلقها مسؤولون أميركيون عن رغبة إدارة ترامب في استضافة قمة خليجية في منتجع كامب ديفيد دون أن تتواصل مع الدول المعنية بالأزمة، أو تقدم رؤية واضحة للوساطة. وقال مسؤولون أميركيون إن قادة السعودية والإمارات وقطر سيلتقون بالرئيس الأميركي في الشهرين المقبلين وسط جهود واشنطن لحل خلاف بين الجيران في الخليج، وأن جدول الأعمال سيشمل قمة لدول مجلس التعاون الخليجي تتطلع واشنطن لعقدها بحلول فصل الصيف. وتعتقد المراجع الخليجية أن الدول المقاطعة لقطر لن تقفل الباب أمام جهود أميركية جديدة، كما أنها لن تمانع اللقاء بمسؤولين أميركيين في واشنطن أو في أي مكان آخر، لكنها ستظل متمسكة بمقاربتها لحل الأزمة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

زياد عيتاني نجا... لبنان يحتضر

حسام عيتاني/موقع DARAJ /03آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62953

في أقل من ست ساعات من يوم 24 تشرين الثاني (نوفمبر)، أصدرت محكمة الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي و"الحشد الإعلامي الشعبي" الحكم بإدانة الممثل المسرحي اللبناني زياد عيتاني، استناداً إلى بيان باهت أصدره جهاز أمني وتضمن اتهاماتٍ بالتخطيط لاغتيالات وتجنيد مثقفين للتطبيع مع اسرائيل.

بالأمس، وفي أقل من ست ساعات، بعد إصدار الجهاز ذاته بياناً شديد اللهجة، محذراً، "الأقلام المأجورة" من التشكيك بما فعله من توقيف للممثل والصاق الاتهامات به بل اعتباره  أن "إثارة قضية عيتاني من جديد، في هذا التوقيت المتزامن مع اقتراب الإستحقاقات النيابية، هي خدمة كبرى لإسرائيل، يسديها إليها أطراف وجهات مشكوك في انتمائهم الوطني وبثقتهم بالمديريات الأمنية"، بدأت التباريك والتهاني تنهال على زياد مهللة له ولبراءته، التي أكدها وزير الداخلية، المسؤول عن الجهاز الذي اوقف زياد والأرجح أنه عذبه وهدده، واستخدم ضده ما لا تقبل به أي دولة تضع للقانون قيمة ما في عملها.

المُشهِّرون والشامتون ومفبركو الاكاذيب، ومن بين هؤلاء مثقفون واساتذة جامعيون (احدهم مختص في القانون الدستوري!!)، هم ذاتهم سارعوا الى التهنئة والتبريك. فئة "ارقى" قليلاً اعتذرت من زياد وعائلته، وأقرت أنها أصيبت بالشلل والخوف، جراء رفع بطاقة العمالة لاسرائيل في وجه الرجل، خصوصاً أننا في دولة حزب الله، وهذه تهمة تودي الى التهلكة.

لا يهم. يعاني بلدنا من دمار متعدد المستويات، ليس أقلها خطراً دمار منظومة القيم والتضامن الاجتماعي والمهني، في وجه سلطة رعناء. الحشد الإعلامي الذي اندفع للتشهير بزياد يوم اعتقاله، يمثل تمثيلاً دقيقاً وضع الصحف ومحطات التلفزة المرتهنة ماليا وسياسيا والتي، وإن حاضرت بالكرامة، إلا أنها لا تعرف لهذه من معنى. ذلك أن الانقضاض على هدف سهل وغير محمي سياسياً مثل زياد عيتاني، واختراع لائحة طويلة من الاتهامات التي لا يصدقها عاقل، من صلب ممارسات هذه الصحف ووسائل الاعلام. من التشهير بأبرياء، الى دعم أنظمة الاستبداد والإبادة الكيماوية، خط واحد ونهج متصل يربط التشهير الرخيص برجل لم يكن بعد قد مضى على اعتقاله ساعات، وتأييد إبادة الأطفال بغازات السارين والكلورين. لا يمكن فهم قضية زياد عيتاني إلا بردّها الى جذرها الاجتماعي- السياسي. الرئيسة السابقة لمكتب مكافحة جرائم المعلوماتية التي أُوقفت ظهر الجمعة، والتي يقال أنها فبركت التهمة لعيتاني، ممثلة ثانوية في هذه المأساة- الملهاة. الممثلون الرئيسيون هم الفرقاء السياسيون، سواء الذين أسسوا لغة القوة والتهديد والوعيد واقتحام الشوارع لتصفية الحسابات، أو اولئك القادمون الجدد إلى ساحات السلطة التي استمرأوا طعمها، والتذوا بها لذة سادية بعدما مسهم بعض من جورها.

تكشف سرعة الانقلاب من الادانة غير المبنية على أي دليل، إلى الاحتفال بالبراءة، هشاشة ما يجتمع اللبنانيون حوله. لقد نجحت أعوام من التهويل والتهديد وفشل محاولات بناء دولة تستحق هذا الاسم، الى جعلنا كماً غير مدركٍ أو واعٍ من البشر، تُحركهم الشائعات والاقاويل، وزمرة تافهة من المسيطرين على السياسة والصحافة. والأهم أنها تكشف كمية الكذب المنتشر في الفضاء العام اللبناني، حيث لا تصمد أي معلومة أو خبر أمام أبسط سؤال. فليس لدى الحكومة ما تفسر به اي شيء، من أزمة النفايات المستمرة منذ أعوام، ومن التدهور المستمر في مؤشرات الفساد، وازدياد الفقر وتلوث البيئة، وصولا الى قانون الانتخابات شديد الطائفية المختبئ وراء غلالة النسبية. 

من البديهي أن يتعمم هذا المناخ الموبوء ويصل الى قطاعات واسعة من المواطنين الذين يراقبون عاجزين سيادة لغة القوة وانهيار القانون وغياب أي نوع من "التوزان والرقابة" المتبادلة بين السلطات، وهذا من أسس الحكم الرشيد. فالسلطات كلها وقعت في يد "عائلة" واحدة تتبادل المنافع حينا، وتقدم الاضاحي حينا آخر. نجا زياد عيتاني من تهمة العمالة لاسرائيل، بعدما تبرع مواطنوه والمسؤولون عن أمنه وكرامته في تدميره والاساءة الى سمعته وسمعة عائلته الصغيرة. التعويض ملح ليعود زياد الى ما أمكن من حياة طبيعية. بيد أن ذلك لا يرفع عنا كابوس احتضار وطننا احتضاراً مؤلما وبطيئا.

 

انتخابات، ليست على الأبواب؟

الدكتورة رندا ماروني/03 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62951

ليست كما كل مرة جرت فيها الإنتخابات النيابية في لبنان من قبل، فالقانون جديد والحسابات معطلة والخسائر متوقعة من قبل جميع الأحزاب المشاركة ما عدا حزب الله وحركة أمل المنتظرين بلهفة تغيير المعادلات والتركيبة السياسية داخل المجلس النيابي الأمر الذي سينعكس على التركيبة الوزارية المستقبلية كما على موقع رئاسة الجمهورية، ومن يجيد حسابات الربح والخسارة يدرك أن التأكيد المستمر للرئيس نبيه بري بإن الإنتخابات ستجري في موعدها يتضمن خوفا ضمنيا من عرقلة ما قد تؤدي الى عدم حدوثها في الوقت المحدد لها، لإدراكه التام بأن هذه الإنتخابات ستكرس صيغة الغالب والمغلوب ولا بد لهذه الصيغة بأن تلقى مقاومة فجأة من مكان ما.

ولقد وصل إلى مسامع الرئيس بري بأن همسا مستمرا في بعض الأوساط الداخلية تشكك بإجراء الإنتخابات وإمكانية حصولها في موعدها المحدد في أيار المقبل وهو الأمر الذي إعتبره رئيس مجلس النواب غير واقعي، وشبهه أمام زواره بما جرى في الإنتخابات النيابية في العام 1992 حيث توالت يومها التقارير الأمنية وغير الأمنية التي تشكك بإجراء الإنتخابات، حتى أن هذا التشكيك إستمر مع كل مرحلة من مراحل الإنتخابات في تلك الفترة حيث كانت تجري إنتخابات كل محافظة على حدة، ومع ذلك جرت الإنتخابات ولم يحصل شيء، كما إعتبر الرئيس بري بأن من يشككون على ما يبدو لا يقرأون الواقع والوقائع جيدا، أقول بشكل حاسم ونهائي، الإنتخابات ستجري ولا توجد قوة في الدنيا لتوقفها وتعطلها، ليضيف بأن خطورة عدم إجراء الإنتخابات أنه يخرب البلد، وما حدا بيعود يحكي مع حدا، ولا أحد في الخارج يحكي معنا، يعني نصبح دولة مهترئة وهذا ما لن نسمح بحصوله، وبالتالي الإنتخابات في موعدها.

لقد غفل الرئيس بري فيما أكده بأنه حاصل، بأن توقعات ووشوشات العام 1992 بعيدة ومختلفة عن معطيات اليوم، فخفايا القانون الجديد قد تحوي بين ثناياه مسببات لتفجيره في أي مفترق جديد، قد يحدث فرقا في أصول اللعبة السياسية. أما بالنسبة لقناعته بأن عدم إجراء الإنتخابات "يخرب البلد وما بيعود حدا يحكي معنا"، فهذا بالفعل هو واقع حالنا اليوم بإنتخابات جارية في موعدها أم من دونها، فالبلد على شفير الهاوية مثقل بالديون والفساد بالإضافة إلى عزلة عربية ورفع غطاء دولي عن لبنان في حال تعرضه لأي إعتداء حذرت منه الأمم المتحدة بسبب تجاهله لتطبيق القرارات الدولية 1559 و1701.

ما يؤكده الرئيس بري بأنه حاصل علنا قد يؤرقه حدثين مؤثرين

يأتي الأول في إطار زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى المملكة العربية السعودية وما قد ينتج عن هذه الزيارة من إعادة خلط أوراق، حيث لا بد لهذه الزيارة أن تتناول ملفات أساسية يأتي في طليعتها الملف الإيراني في لبنان وما ستؤول إليه الإنتخابات النيابية بحسب القانون الجديد من إضعاف للدور السني وتأثيره في المعادلة اللبنانية ومن إختراق حزب الله للتمثيل السني بنسبة تقارب الثلث ومن تشكيل حكومات مختلة التوازن، ولقد لاقت هذه الزيارة المفاجئة هجمة إعلامية منظمة من الصحف الموالية لحزب لله وسيل من الإتهامات موجهة للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ومعهم إسرائيل بأنهم قد أعدوا العدة للتدخل في التفاصيل الإنتخابية النيابية اللبنانية ولم يمنع هذا الإتهام الجماعي مصطفى حمدان في حديث للنشرة من الإعلان بأن أي تمويل أو دعم سعودي معين في الإنتخابات يجب أن يكون موضوع شكوى إلى المحكمة الدولية، هذه المحكمة نفسها التي أوصت بإعتقال مصطفى حمدان مع مفارقة الثقة في هذه المحكمة بين الأمس واليوم.

إذا ما أكده الرئيس بري شكك به حزب الله كما شكك به رئيس الجمهورية حين تمنى على السفير الفرنسي منذ يومين عدم تأجيل أي من المؤتمرات الدولية بشأن لبنان وعدم الربط بينها وبين مصير الإنتخابات النيابية، فالكل في إنتظار عودة الرئيس سعد الحريري ليبني على الشيء مقتضاه قبل مقاربة الاستحقاقات الانتخابية والاقتصادية، فإذا حصل ما في الحسبان من تبدل في المواقف سندخل مرحلة جديدة تتضمن مقاربات جديدة طارئة على سير العملية السياسية.

وإذا كان الحدث الأول أتى في إطار زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى المملكة، فإن الحدث الثاني يأتي في إطار التهديدات المستمرة والمتكررة في الآونة الأخيرة التي يتلقاها لبنان من إسرائيل حول إحتمال حدوث حرب قريبة إذا لم يلتزم لبنان بتنفيذ القرارات الدولية وهذا ما أكده السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير من أن الزيارات الأميركية الأخيرة إلى لبنان لم تكن بهدف التفاوض حول ملف النفط إنما أتت في المقام الأول بطلب واضح من الحكومة اللبنانية الا وهو نزع السلاح الغير شرعي وتطبيق القرارين الدولين وإلا الحرب لا محالة ولقد كان للأمين العام للأمم المتحدة تحذيرات متكررة في هذا الإطار، وإذا صح التهديد قبل الموعد المحدد للانتخابات النيابية سيكون سبب حاسم في تأجيلها إلى أجل غير مسمى، أحداث قد تطرأ نتيجة لصيغة الغالب والمغلوب ونتيجة الابتعاد عن الشرعية الدولية، قد تدفع بالإنتخابات بأن لا تكون على الأبواب.

غالب ومغلوب

وشرعية مفقودة

وانتخابات تنتظر

والأبواب موصودة

بأقفال مهترئة

والمفاتيح معقودة

وأماني متعالية

بأحلامها موعودة

بعصر جديد

وأهداف مقصودة

ومشاريع غريبة

بدمائها معمودة

تتلي صلاتها

بشهادة مشهودة

لتحقيق نصر

وتغريد أغرودة

سائرة إلى حتفها

ولموتها مرصودة

تنسف كيانها

بصلابة مقصودة

تهيم تائهة

كشاردة مطرودة

أماني متعالية

بأحلامها موعودة

غالب ومغلوب

وشرعية مفقودة

والانتخابات تنتظر

والأبواب موصودة.

 

قصة التآمر على زياد عيتاني

منير الربيع /المدن/03 آذار 2018

 http://eliasbejjaninews.com/archives/62942

في الأسبوع المقبل، يُتوقّع أن يصبح زياد عيتاني حرّاً. أيام قليلة ويستعيد إبن بيروت حياته التي خرجت عن طبيعتها، في ظل حسابات شخصية وسياسية. منذ أشهر أوقف ابن طريق الجديدة بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي. اتُهم وصدر الحكم قبل التحقيق وإحالته على القضاء. منع القضاء من قول كلمته في حينها، فأطلقت الأجهزة الأمنية أحكامها المبرمة التي أسندت إلى تسريبات صحافية، قبل إحالة ملف عيتاني إلى السلطة الثالثة. كأن المطلوب كان محاكمة عيتاني قبل السماح بالتفكير أو النقد.

اختصر عيتاني دور الضحية على مذبح المناورات السياسية وتصفية الحسابات الشخصية، فاستعجل التسريب في ملفه لإسقاط حكم بحقه، يحرم عارفيه الإنتقاد وتصويب الرأي. كانت الخطوة أبرز تجليات ممارسة العهد الجديد لقوته وسطوته. الرسالة واضحة، ممنوع نكران التهم، وعلى المتهمين قبول ما يُسند إليهم حتى ولو كان زوراً. كان الهدف أبعد من عيتاني، وأكثر شمولاً. ثمة من أراد تأديب المجتمع بعيتاني. لم تقتصر المشكلة على الاتهام بالعمالة، بل طاولت منع أي شخص من تقديم فكرة، أو طرح يخالف ما هو سائد. ولاستكمال اللعبة الامنية، سوّقت بحق عيتاني تهم تتعلق بالتحضير لمحاولات اغتيال، أعيت حماقتها من سعى لمداواتها.

ما خلصت إليه التحقيقات، التي ستُعيد جزءاً من الاعتبار لعيتاني، تفيد بأنه كان ضحية مجتمع قاسٍ ومستقيل. مجتمع لم يتقن سوى التلقّي، وتسويقه، مقابل نكران أي حسّ نقدي أو اعتراضي. منذ اللحظة الأولى، كان ملف عيتاني يحوي في طياته جملة أخطاء قاتلة، ولو طاولت مجتمعاً صحيّاً، لأصابته بمقتل.

في تفاصيل الملف، فإن عيتاني كان ضحية حسابات شخصية مقسومة إلى قسمين. وفي كل قسم كان توّرط لجهاز أمني. في القسم الأول، حسابات شخصية تتعلق بعيتاني، وطلاقه عن زوجته الأولى. تشير المعلومات إلى أن طليقة الرجل كانت على علاقة بضابط في أحد الأجهزة الأمنية. استشعار فائض القوة لدى أبناء السلك العسكري في لبنان، سمح بالتعمد لاسكات عيتاني. والقسم الثاني، يتعلق في حسابات الجهل، لضابط في جهاز أمني آخر. أخطأت الرائد سوزان الحاج حبيش التقدير، والتبست عليها هوية عيتاني، الذي وثّق إعادة تغريدها لموقف المخرج شربل خليل المنتقص من كرامة المرأة السعودية، فاستبدلت زياد الفنان بزياد الصحافي المقرب من اللواء أشرف ريفي، الذي يحمل الاسم نفسه، وأرادت الانتقام.

أرادت الحاج حبيش الانتقام من عيتاني، على ما تعتبره السبب في نقلها من وظيفتها، كانت تهدف إلى الانتقام من الصحافي زياد عيتاني، لكنها أخطأت الهدف وأصابت عيتاني الممثل. تقول المعلومات إن الحاج حبيش كانت تعد نفسها بموقع أرفع في جهاز أمن الدولة. وبناء على مساعيها، وجدت طريقها إلى تحقيق الإنجاز لهذا الجهاز، على طريق الوصول إلى الموقع المرتجى. فالتقى القسمان ضد عيتاني، وامتهاناً لكرامته، ولكرامة عائلته، وتدميراً لهما.

كل الاعترافات التي نسبت إلى عيتاني، الممثل، كانت عبارة عن أقوال انتزعت تحت التعذيب. ملفه كان جاهزاً، والفبركة سبّاقة. اختارت الضابط الانتقام وفق طريقة هوليودية. وظفت أناساً لاختراق حساباته على وسائل التواصل، وفبركت اتصالات بينه وبين من قيل إنهم عملاء جنّدوه لتنفيذ عمليات وتعميم التطبيع في المجتمع اللبناني. استبق جهاز أمن الدولة عمل القضاء، أبرم حكمه بحق عيتاني، الذي غير إفادته لدى التحقيق معه بعيداً عن السياط. تدخّل كثيرون في قضيته، ما دفع رئيس الحكومة سعد الحريري إلى التدخل ونقل الملف إلى شعبة المعلومات، التي توسعت في التحقيق. وفي التدقيق بملفات عيتاني وبيانات اتصالاته، تبيّن أنه لم يجر أي اتصال بأي جهة خارجية، ولا وجود للضابط في الموساد الإسرائيلي كوليت فيانفي، ولا وجود لأي حديث عن عملية اغتيال. ما اكشتفته شعبة المعلومات أن حسابات عيتاني تعرّضت للخرق عبر "هاكر" فبرك كل هذه الادعاءات. وموظف الهاكر كان الرائد الحاج حبيش، التي استُدعيت للتحقيق الذي يستمر بالتوسع لاكتشاف كامل الضالعين في محاولة القضاء على حياة فنان شق طريقه حديثاً وتدمير مستقبله ومستقبل عائلته. فيما المعلومات تشير إلى أن هناك مساع أمنية أخرى، للايقاع بآخرين، ولا يزال التحقيق مستمراً لكشف مزيد من المتورطين.

اعتذر أركان الدولة على ما لحق بعيتاني. لكن السؤال الأبرز يبقى، هل يكفي الاعتذار لردّ الاعتبار؟ وهل يمكن عبره انتشال لبنان من لعبة الانتقام الأمنية، ويبعد شبح توظيف الأجهزة لحسابات المتمركزين في مواقعها؟ هل يمكن للنظام القضائي في لبنان استعادة قيمته بعد التهميش الذي لحقه عمداً من أجهزة أرادت التهام أدوار السلطات الأخرى؟ لم تكشف قضية عيتاني تعاطي الأجهزة الأمنية بإنزال الأحكام العرفية في هذه القضية فحسب. تفتح الفضيحة الباب أمام كثير من القضايا الأخرى، تبدأ بـ"الإرهاب" ولا تنتهي بتشويه السمعات. لم يكن زياد عيتاني وحيداً داخل زنزانته. مجتمع بأسره أصبح أسير تلك الزنزانة، بمختلف فروعها، الأمنية والصحافية. لم تبدأ المشكلة بعيتاني ولن تنتهي به، ولن يقتصر الذنب على الحاج. الفبركة ليست سوى استثمار بمن يجد نفسه حظي بسلطة استثنائية لمحاسبة الناس، دون خضوعه لأدنى شروط المحاسبة. والأخطر أن ما يفضحه عيتاني ببراءته، يبدد الثقة ببعض الأجهزة، وكيفية استخدامها صلاحيتها أو سلطاتها.

 

الحريري ــ الرياض: اشتكى الحلفاء فحضر موفد ملكي

نقولا ناصيف/ الأخبار/03 آذار/18

صورة نشرها الحريري أمس تُظهره مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والسفير السعودي في واشنطن خالد بن سلمان (عن صفحة الحريري على «تويتر»)

تتساوى زيارتا الموفد السعودي لبيروت، والرئيس سعد الحريري للرياض، في الفائدة التي تتوخيانها: حاجة السعودية الى تصويب علاقتها مع لبنان لئلا يفلت من أصابعها، مقدار حاجة لبنان ــ والحريري خصوصاً ــ الى استعادة ما شاع أنه امتياز في المملكة

بَانَ من زيارة الموفد السعودي نزار العلولا لبيروت ظهر 26 شباط انها تريد اعادة فتح الابواب، ومن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري للرياض ليل 27 شباط فحوى التفاهم والتفاوض.

وكي لا يتكرّر خطأ «الاستدعاء» في 3 تشرين الثاني 2017، أتى صواب «الدعوة العاجلة»، وإن بدا انها لا تخلو قليلاً من الاستدعاء اذ سارع رئيس الحكومة الى تلبيتها بعد 24 ساعة على تلقيها.

في الظاهر، كلا الطرفين يتصرّف على انه نسي ما حدث في 18 يوماً ما بين التوقيف الغامض ــ الى حد الاحتجاز ــ في الرياض والعودة الآمنة الى بيروت في 22 تشرين الثاني. بيد ان بضعة معطيات مرتبطة بزيارة العلولا ومواعيده في بيروت، ومن ثم ذهاب الحريري الى حيث كان يُدعى هناك «ابننا»، تتحدّث عن الآتي:

أوّلها، جولة الموفد السعودي استطلاعية بحتة، توخت الاستماع الى آراء الافرقاء المعنيين مباشرة بها، وبالرسائل والايحاءات المنطوية عليها، كالحريري وقيادات 14 آذار الذين التقى بهم العلولا.

مع الرئيس ميشال عون كان الاجتماع بروتوكولياً محضاً، ومع الرئيس نبيه برّي ودّياً حمل حسن نيات دونما الخوض في الانتخابات النيابية ــ الاستحقاق الاهم والاقرب ــ كي لا يُساء تفسير مغزى الحضور. لذا حرص العلولا على ابراز التواصل الرسمي بين الدولتين وتوجيه الدعوة الرسمية الى الحريري. لكن الشق الآخر من المواعيد مختلف تماماً، من دون ان يكون واحداً بالضرورة مع كل مَن اجتمع بهم.

ثانيها، مهّد للزيارة ــ وقد يكون اوجبها واستعجلها ــ تذمّرٌ ذهب من بيروت الى المملكة من بعض الحلفاء اللصيقين بها، وشكوى من حال فوضى وتفكك تدبّ في هذا الفريق يضعفان قدراته على خوض انتخابات ايار، في مقابل تماسك الفريق الآخر وخصوصاً حزب الله. وصلت الشكوى ايضاً الى السفارتين الاميركية والفرنسية في بيروت، اللتين تحللان الواقع الذي يقبل عليه افرقاء 14 آذار متفرّقين، وبعضهم في مواجهة البعض الآخر، بازاء استحقاق ليس عادياً هذه المرة، وهو ذو فحوى استراتيجي اكثر منه محلياً.

ثالثها، تضخيم الصورة التي عليها حزب الله، والخشية من خروجه من الانتخابات ممسكاً مع حلفائه بالاكثرية المطلقة في البرلمان المنتخب (النصف + 1). خطورة هذه القوة انها المرة الاولى يحوز فيها هذا النصاب بعد انتخابات 2005 و2009، وكان بين ايدي قوى 14 آذار قبل انهيارها غداة انتخابات 2009. كمنت الخشية ايضاً في ان نصاب النصف +1 في المجلس ينعكس سيطرة على اولى حكومات ما بعد الانتخابات، وإن برئاسة الحريري نفسه. ومن المرجّح ان يمكّنه هذا الفوز من وضع اليد على معظم قرارات الحكومة، المرتبطة بنصاب الاكثرية المطلقة.

رابعها، ان رئيس الحكومة يندفع بحماسة غير مسبوقة الى تحالف سياسي مع رئيس الجمهورية، وتحالف انتخابي مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل. كلاهما يفضيان في نهاية المطاف الى تعزيز سيطرة حزب الله على الدولة اللبنانية ومؤسساتها وقراراتها، وليس في الانتخابات النيابية فحسب.

من قاعدة مختلفة هذه المرة، انطلقت فكرة زيارة العلولا لبيروت واستعادة العلاقة المباشرة مع الحريري، المجمّدة منذ محنته في الرياض الى حدّ تعذّر عليه مذذاك اللقاء بعائلته المقيمة في الرياض سوى في باريس ولندن. اختارت المملكة الآن اسلوباً مغايراً لما ادار به الوزير السعودي ثابر السبهان علاقتها بلبنان وطبقته السياسية، وتسليطه سيف التخويف والتهويل والتهديد، بآخر اكثر مرونة واظهاراً للاستيعاب. في صراع الشهرين اللذين سبقا ازمة 4 تشرين الثاني الماضي، كان محور الضغوط على الحريري لابعاده عن عون ووضعه في مواجهة مباشرة مع حزب الله، حمله على الاستقالة بالقوة بفرضها عليه. وهو ما ابصره العالم في ذلك اليوم. على ابواب انتخابات 2018 باتت الحاجة ــ في سبيل الوصول الى الهدف نفسه وهو رئيس الجمهورية وحزب الله ــ الى التعويل على إقناع بالحسنى وليس بالاقتصاص.

تدرّجت الخطوات: ردّ الاعتبار الى لبنان اولاً بزيارة موفد ملكي الى بيروت وإن بقصر المقابلة على رئيس الجمهورية على عشر دقائق، ثم ردّ الاعتبار الى الحريري بزيارته في السرايا اقراراً بالرجل رئيساً لحكومة لبنان بعدما حاولت المملكة تجريده منها، ثم دعوته الى مقابلة الملك سلمان، ثم استقباله هناك بالحفاوة التي كشفت عنها وسائل الاعلام السعودية.

مع ارسال موفدها الى بيروت، كانت المملكة ألمت بالمعطيات التي ارسلها اليها اصدقاؤها اللبنانيون، مؤكدين لها ان الكيان الاستراتيجي لقوى 14 آذار في مرمى الخطر الحقيقي، وليس فحسب خسارة مقاعد في البرلمان المقبل، ما يقتضي توفير ظروف نجاح المواجهة الجديدة من قلب الانتخابات النيابية. لم يعد في الامكان التعويل ــ كالتجربة مع السبهان ــ على اسقاط الحكومة وقد بات رهاناً مفلساً ادى الى تداعيات معاكسة اضرت بالمملكة، ومدّت رئيس الحكومة بجرعة دعم شعبية كما لو انها هبطت من السماء في مرحلة اقلقه ضمورها، فضلاً عن أن ما حدث قاده الى ابعد من ذلك: الالتصاق برئيس الجمهورية الذي وقف الى جانبه، والى توطيد مزيد من التحالف السياسي والانتخابي مع حزبه التيار الوطني الحر.

بلغ التحوّل السعودي الى الحريري قبل وصول الموفد الملكي. الا انه كان تلقى، قبل اقل من شهر، اشارة سلبية مصدرها الاميركيون، مفادها عدم رضاهم عن اندفاعه في التعاون مع رئيس الجمهورية ووزير الخارجية، وتخليه عن بعض حلفائه السابقين في قوى 14 آذار. اقترنت الاشارة بنصيحة اقرب الى تنبيه: خذ حذرك.

تحت وطأة ما في الامكان توقّعه من المملكة، وتقليل عناصر القلق التي يغلّبها حلفاء الخارج على موقفهم منه، تريّث الحريري ــ ولا يزال ــ في اعلان لوائحه في كل الدوائر، رغم تأكيد البعض انها ناجزة. بسبب التريّث نفسه، احجم عن الافصاح عن تحالفاته الانتخابية، وإن بدا في الظاهر بعضها معلوماً، كالتحالف مع التيار الوطني الحرّ في عدد من الدوائر اذ يعود الى اكثر من شهرين خليا. تريّثه هذا حمل العدوى ايضاً الى مَن يروم التعاون والتحالف معه كرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ومَن لا ينتظره كرئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، وشخصيات اخرى مستقلة محسوبة على الائتلاف الراقد، كي يستمهلوا هم الآخرون.

 

سيناريو اجتياح إسرائيلي مدمّر وسريع حتى بيروت!

واشنطن/هشام ملحم/النهار/01 آذار 2018

التحالفات غير الرسمية التي فرضتها الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) على الولايات المتحدة وحلفائها (بما فيهم اسرائيل) من جهة، وعلى روسيا وايران وحلفائهما (بما فيهم "حزب الله") من جهة أخرى، بدأت بالتفكك فور هزيمة التنظيم كقوة قتالية منظمة. غياب العدو المشترك، والاشتباكات العسكرية في العاشر من الشهر الجاري والتي أدت الى سقوط مقاتلة اسرائيلية من طراز "اف-١٦"، وطائرة ايرانية من دون طيار "درون"، وتدمير اسرائيل جزءاً مهماً من الدفاعات الجوية السورية ، واستمرار ايران و"حزب الله" في تطوير وتعزيز وجودهما العسكري في جنوب سوريا، كلها مؤشرات تبين ان المواجهة العسكرية بين اسرائيل و"حزب الله" باتت مسألة وقت فقط، وفي ظل أي ظرف. وينقل مسؤول اميركي سابق تولى مناصب بارزة عن مسؤولين اسرائيليين يتولون مناصب سياسية استخبارية حساسة ان اسرائيل تخطط للحرب وكأنها واقعة غداً وسوف تشمل جبهة تمتد من مياه البحر المتوسط الى الحدود السورية - الاردنية. ولن يفرق الاسرائيليون في الحرب المقبلة بين "حزب الله" والدولة اللبنانية وجميع مؤسساتها بما فيها العسكرية والامنية. وفي هذا السياق، يحمّل المسؤولون الاسرائيليون الرئيس ميشال عون مسؤولية الدمار الذي سيتعرض له لبنان لأنه وفر لـ"حزب الله" الغطاء الرسمي للدولة، الى الغطاء المسيحي، ويرى الاسرائيليون ان الغطاء المسيحي على رغم انه جزئي، سوف يحصن اسرائيل ضد الانتقادات أو الادانات الغربية لاجتياحها للبنان كما كان يجري في السابق.

وخلال الازمة اللبنانية - السعودية التى أدت الى الاستقالة الغريبة لرئيس الوزراء سعد الحريري من الرياض، أعرب مسؤول اسرائيلي بارز للمصدر الاميركي عن ارتياحه الى ما وصفه، قبل عودة الحريري عن استقالته، بغياب العامل السنّي عن الاعتبارات الاسرائيلية.

وقال المسؤول الاميركي السابق إن الاسرائيليين يخططون لعملية عسكرية ضخمة تشمل اجتياحاً خاطفاً للاراضي اللبنانية حتى محيط بيروت، وتقدم اسرائيلي في شرق لبنان على الحدود اللبنانية - السورية لعزل قوات "حزب الله" المنتشرة في جنوب سوريا. وشدد على أن الاجتياح سيكون مدمراً وسريعاً يترك وراءه أرضاً محروقة حتى بيروت. وفي العام الماضي، ركز المسؤولون الاسرائيليون في تصريحاتهم العلنية على انهم لن يسمحوا لايران ولـ"حزب الله" ان يكون لهما وجود عسكري دائم في سوريا، ولن يسمحوا لايران ان تزود "حزب الله" قدرات تقنية أو قطع غيار للصواريخ تسمح له بالحفاظ على ترسانته في حال تعذر تزويده معدات جديدة عبر الاراضي السورية. وأوضح المسؤول الاميركي أن المسؤولين الاسرائيليين ألزموا انفسهم علناً هذه التهديدات، خصوصاً ان الوجود العسكري لايران و"حزب الله" في سوريا بات حقيقة وواقعاً لا يمكن انكارهما، وجاءت اشتباكات العاشر من شباط لتعزز هذا الاقتناع لدى المسؤولين الاسرائيليين.

ويؤكد الاسرائيليون أنهم تعلموا دروس آخر حرب مع "حزب الله" في ٢٠٠٦. ما هو واضح وبصرف النظر عن الخسائر التي ستتعرض لها اسرائيل، أن الثمن الضخم الذي سيدفعه لبنان، اقتصادياً واجتماعياً مع احتمال تدمير بنيته التحتية، وحصول شروخات عميقة في المجتمع بين مكوناته الطائفية عقب حرب شرسة، سيكون تاريخياً فعلاً مع ما يعنيه ذلك لمستقبل لبنان كدولة كما نعهدها الان.

الحرب "تقترب أكثر فأكثر"

وحذر عضوان في مجلس الشيوخ الاميركي بعد عودتهما من زيارة للمنطقة من أن الحرب الشاملة بين اسرائيل و"حزب الله" "تقترب أكثر فاكثر". وصرح السناتور الجمهوري ليندزي غراهام بأن ما سمعه من المسؤولين الاسرائيليين هو طلبهم الملح الحصول على الذخيرة والمزيد من الذخيرة "وهذا ليس أمراً جيداً". وأضاف في لقاء والصحافيين: "هذه كانت الزيارة الاكثر إثارة للقلق قمت بها" للمنطقة. وقال السناتور الديموقراطي كريس كونز: "وتيرة ازدياد حدة النزاع في سوريا ارتفعت اكثر". ورأى، في اشارة الى تحذير زميله غراهام، انه "ينبغي وضع كلامه في سياق ديناميات المنطقة حيث تزداد الضغوط التقنية والعسكرية والديبلوماسية على اسرائيل زيادة مطردة اي مقياس يمكن استخدامه". وربط غراهام وكونز الغليان الراهن بالأزمة السورية، وألقيا اللوم على الرئيس الاميركي دونالد ترامب والحلفاء الاوروبيين لاخفاقهم في تطوير استراتيجية لتقويض المكاسب الروسية والايرانية في سوريا.

ولاحظ غراهام ان الرئيس ترامب استهدف "داعش" في سوريا وتجاهل المسألة الجيوسياسية الاوسع في المنطقة و"لا أرى اي خطة متكاملة". وذكر كونز ان المسؤولين الاسرائيليين يقولون ان الادارة الاميركية "لا تقوم بما فيه الكفاية للتصدي لايران بالتحديد في سوريا وفي المنطقة ككل... نحن نواجه سؤالاً استراتيجيا بالغ الصعوبة وهو: مع اقتراب هزيمة الدولة الاسلامية على الارض في سوريا، ما هو دورنا المستقبلي في سوريا؟".

تهديد اسرائيلي لنصرالله

في غضون ذلك (الوكالات)، هدد قائد القوات البرية في الجيش الإسرائيلي الميجر جنرال كوبي باراك، بتصفية الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في حال نشوب حرب على الجبهة الشمالية. ونقلت عنه الاذاعة الإسرائيلية الرسمية أنه "في حال نشوب حرب على الجبهة الشمالية، فإن أحد أهدافها سيكون تصفية حسن نصر الله". وقال خلال جولة نظمها الجيش الإسرائيلي لمراسلي الشؤون العسكرية في الصحف الإسرائيلية، إن "خطر نشوب حرب ازداد هذه السنة، على رغم أن الأطراف كافة غير معنيين بذلك، كما كان الوضع عشية حرب لبنان الثانية عام 2006".

قاعدة ايرانية في سوريا

وبثت قناة "فوكس نيوز" الأميركية للتلفزيون الثلثاء أن إيران شيدت قاعدة عسكرية في سوريا، تضم مستودعين لتخزين صواريخ ومعدات عسكرية أخرى. وأوردت القناة صوراً قالت إنها إن الأقمار الاصطناعية التقطها، تظهر أن القاعدة الإيرانية تقع على مسافة 12 كيلومتراً شمال غرب دمشق. وتحدثت عن وجود مستودعين تبلغ مساحتهما نحو 500 متر مربع لكل منهما، مشيرة الى أنهما يستخدمان لتخزين صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى. وأفادت أن هذه الصواريخ قد تطاول أنحاء إسرائيل، وأن "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني يدير هذه القاعدة. ويذكر أن وسائل إعلام إسرائيلية أعلنت في كانون الاول الماضي، أن القوات الإسرائيلية كشفت ودمرت بصواريخ أرض - أرض قاعدة عسكرية إيرانية في منطقة الكسوة بريف دمشق.

 

أفيون بوتين

خيرالله خيرالله/العرب/04 آذار/18

في كلّ ما يفعله بوتين في سوريا ما يذكّر بسياسة شرق أوسطية فاشلة لم تجرّ سوى الخراب على دول المنطقة.

العيش على وهم البارحة

كان من الأفضل لو لم يهدّد الرئيس فلاديمير بوتين الولايات المتحدة والعالم بصاروخ جديد بعيد المدى قادر على بلوغ أي نقطة في العالم… وبالخبرات التي اكتسبها الجيش الروسي من خلال تجربة أسلحته في سوريا. يبدو كلّ الكلام الصادر عن بوتين للاستهلاك الداخلي الروسي عشية خوضه انتخابات رئاسية ليس لديه ما يقدمه فيها لمواطنيه سوى إثارة المشاعر الوطنية بالفخر والاعتزاز والقوّة.بكلام أوضح يراهن بوتين، الذي يعرف تماما طبيعة المواطن الروسي، على أنّ استعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي وروسيا القيصرية تجعل الأكثرية الساحقة تلتفّ حوله. لا يزال الشعور الوطني الروسي والحماسة التي يثيرها من أهمّ عوامل القوّة لدى بوتين الذي انتخب رئيسا للمرّة الأولى في العام 2000. لماذا من الأفضل لبوتين، الذي يحكم روسيا فعليا منذ ثمانية عشر عاما، الابتعاد عن التهديدات الفارغة التي تستهوي المواطن الروسي الباحث دائما عمّن يثير لديه غريزة الانتماء إلى أمّة قويّة متفوّقة لا تقهر؟

قبل كلّ شيء، لا يريد الرئيس الروسي الذي سيفوز بسهولة في الثامن عشر من الشهر الجاري بولاية رئاسية جديدة، الاستفادة من تجارب الماضي القريب. لعلّ التجربة الأولى التي يرفض الاعتراف بأنّها موجودة أصلا هي تجربة الاتحاد السوفييتي.

لم يسقط الاتحاد السوفييتي لأنّه لم يكن يمتلك أسلحة متطورة وترسانة نووية وصواريخ عابرة للقارات. سقط بسبب الاقتصاد أوّلا وأخيرا. لا يستطيع أي بلد، مهما امتلك من أسلحة، أن يعتبر نفسه قويّا وأن يلعب دور القوّة العظمى على الصعيد العالمي من دون اقتصاد يقوم على قواعد صلبة.

تدلّ كلّ الأرقام على أن روسيا، من داخل، ليست على ما يرام. المجتمع الروسي نفسه ليس مجتمعا سليما. روسيا من البلدان القليلة في العالم التي يتناقص فيها عدد السكان فيما يزداد عدد المواطنين الذين هم في مرحلة الشيخوخة.

هناك لائحة طويلة من الوقائع التي تستند إلى أرقام تؤكد أن العزف على وتر الشعور الوطني ليس كافيا لاستعادة روسيا أمجادها وتحولّها مجددا بين ليلة وضحاها إلى قوّة عظمى. سيعود فلاديمير رئيسا لروسيا بعد أيّام. يفترض أن تكون هذه ولايته الأخيرة. سيكون الرئيس الروسي أكثر عدوانية في ظلّ الضياع الأميركي بعد نجاحه في إيجاد أفيون جديد للروس يساعد في تأجيج شعورهم الوطني والقومي ويغنيهم عن الغوص في الأسباب التي جعلت حجم اقتصاد بلدهم لا يتجاوز نسبة 1.8 في المئة من الاقتصاد العالمي

لن يكون في استطاعة روسيا العودة بالعالم إلى أيّام الحرب الباردة، على الرغم من التجاذبات الدائرة في داخل واشنطن بين أركان إدارة دونالد ترامب، وهذه تجاذبات جعلت من الرئيس الأميركي شخصا عاجزا عن اتخاذ أي قرار كبير على صعيد السياسة الخارجية عندما يتعلّق الأمر بإيران أو كوريا الشمالية أو سوريا.

هناك تحرّش أميركي بين وقت وآخر بروسيا التي تعاني من العقوبات الأوروبية والأميركية، كما حدث أخيرا عندما قرّرت واشنطن بيع أوكرانيا كمية من الصواريخ المضادة للدبابات. عاجلا أم آجلا، ستكشف سوريا روسيا. ستكشف أنّ البقاء في السلطة شيء وممارسة دور القوّة العظمى، من دون امتلاك الموارد التي تسمح بذلك، شيء آخر. يستطيع بوتين لعب دور الدكتاتور الروسي، لكنّه لا يستطيع ممارسة أحلام الدكتاتور. تبقى الأحلام أحلاما في نهاية المطاف. ويبقى زعيم الكرملين يردّد، كبدل عن ضائع من القدرة على نقل الحلم إلى حقيقة، أغنية شهيرة لفرقة “البيتلز” عنوانها “البارحة” (yesterday). هذه الأغنية هي المفضلة لدى الرئيس الروسي الذي يتقن الإنكليزية بشهادة مصور عالمي كبير التقاه من أجل أخذ صور شخصية له. سأل ذلك المصوّر الذي أجرت معه “هيئة الإذاعة البريطانية” حديثا عن الحوار الذي دار بينه وبين بوتين. كان الجواب أنّه قال إن أغنيته المفضّلة هي “البارحة”. وراح يرددها أمام المصوّر بحنين واضح إلى الماضي، أيّام كان الاتحاد السوفييتي قوّة عظمى. الأهمّ من ذلك كلّه أن بوتين، الذي يريد ممارسة سياسة تليق بدولة عظمى، عاجز عن فهم ما هي سوريا. يستطيع تجربة كلّ الأسلحة التي لديه وتطويرها، لكنّه سيجد نفسه عاجزا عن تحقيق أي انتصار من أيّ نوع كان. هذا عائد إلى سبب في غاية البساطة، وهو أن النظام الذي يدعمه الكرملين لا يمتلك أيّ شرعية من أيّ نوع. لو كان هذا النظام قادرا على هزيمة الشعب السوري، على الرغم من كلّ الدعم الإيراني والروسي، لما كانت سوريا تعاني مما تعاني منه بعد سبعة أعوام كاملة على انطلاق الثورة الشعبية، وهي ثورة حقيقية عميقة الجذور، في آذار – مارس من العام 2011.

قبل الكلام عن صواريخ وأسلحة تنتمي إلى جيل جديد لا تكشفه الرادارات، من الأجدى برجل مثل فلاديمير بوتين يتمتع بذكاء حاد، التفكير بطريقة مختلفة. يفترض به الخروج بأسئلة بدل إعطاء أجوبة تدغدغ أحاسيس المواطن الروسي العادي.

من بين هذه الأسئلة هل توفّر هذه الأسلحة الطعام للروسي الفقير وحتّى للمواطن العادي الذي بدأ يعاني من العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا؟ في الإمكان الانتقال إلى أسئلة من مستوى آخر مثل لماذا لم يبق شيء من الإمبراطورية السوفييتية ولماذا عجزت هذه الإمبراطورية عن تقديم أيّ نموذج يحتذى به أكان ذلك لبولندا أو هنغاريا أو تشيكوسلوفاكيا، التي صارت دولتين، أو ألمانيا الشرقية أو بلغاريا… أو رومانيا؟ في كلّ ما يفعله بوتين في سوريا ما يذكّر بسياسة شرق أوسطية فاشلة لم تجرّ سوى الخراب على دول المنطقة. حسنا، يمكن التباهي ببناء الاتحاد السوفييتي للسدّ العالي في مصر. إذا وضعنا ذلك جانبا، لا يمكن بأي شكل تجاهل الدور الذي لعبته موسكو في إيصال العرب إلى هزيمة 1967. لا داعي للعودة إلى كارثة اليمن الجنوبية وعدن بالذات التي تسبب بها الاتحاد السوفييتي الذي أراد إيجاد موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية. ولا داعي بالطبع لاستعادة الأوهام التي عاش في ظلها الفلسطينيون الذين كانوا يعتقدون أن السلاح السوفييتي سيعيد لهم حقوقهم. كانت النتيجة أن المسلّحين الفلسطينيين لعبوا في سبعينات القرن الماضي الدور المطلوب منهم في تدمير بيروت ومؤسسات الدولة اللبنانية. لبّوا عمليا طموحات رجل مريض اسمه حافظ الأسد كان حلمه الدائم وضع اليد على لبنان وعلى منظمة التحرير الفلسطينية من منطلق أن “القرار الفلسطيني المستقلّ مجرّد بدعة”. ليس الكلام عن السلاح الروسي المتطور هذه الأيّام سوى أفيون يوزعه فلاديمير بوتين على أبناء شعبه. أمّا في خارج روسيا، صار هذا السلاح في خدمة النظام الإيراني الذي يسعى إلى إبقاء بشّار الأسد في دمشق من أجل الإمعان في تفتيت سوريا أكثر…

سيعود فلاديمير رئيسا لروسيا بعد أيّام. هناك ولاية جديدة تنتظره. يُفترض أن تكون هذه ولايته الأخيرة. سيكون الرئيس الروسي أكثر عدوانية في ظلّ الضياع الأميركي بعد نجاحه في إيجاد أفيون جديد للروس يساعد في تأجيج شعورهم الوطني والقومي ويغنيهم عن الغوص في الأسباب التي جعلت حجم اقتصاد بلدهم لا يتجاوز نسبة 1.8  في المئة من الاقتصاد العالمي، أي أقلّ من حجم الاقتصاد الإيطالي، في حين يصل حجم الاقتصاد الأميركي إلى نحو ربع الاقتصاد العالمي.

 

طوكيو تحترق

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/03 آذار/18

كان بيل أورايلي الوجه التلفزيوني الأكثر شهرة على قناة «فوكس نيوز» إلى أن أُرغم على الاستقالة بتهمة التحرش قبل عامين. استغل شهرته الواسعة في وضع سلسلة من المؤلفات تحت عنوان واحد: «قتل... فلان» بمساعدة الكاتب مارتن دغارد، ضمت أشهر حوادث القتل السياسي، مثل أبراهام لنكولن وجون كيندي. في كتابه الأخير «قَتل الشمس الساطعة» يروي كيف حسمت أميركا الحرب مع اليابان. وعندما يقال لك، يخيل إلينا جميعاً أننا نتحدث عن القنبلتين الذريتين اللتين ضربتا هيروشيما وناغازاكي. لكن «قتل الشمس الساطعة» يروي لحظة فلحظة أقسى عملية قصف في التاريخ: طوكيو 10 مارس (آذار)، 1945.

من خلال قراءاتي الماضية حول الحرب العالمية الثانية، كنت أعتقد - وأكتب - أن مدينة درسدن الألمانية هي التي تعرضت لأشد قصف عرفته مدينة. لكن قراءة تفاصيل قصف طوكيو، تظهر أن درسدن، وحتى هيروشيما، لا شيء أمامها. سوف أسمح لنفسي بالنقل شبه الحرفي:

«بدأت عاصفة مدمرة ضرب طوكيو قادمة من الشمال الغربي. كانت موجة من قاذفات بي 29 تحلّق على علو منخفض فوق المدينة. أسقطت عدداً محدوداً من القذائف التقليدية، ثم اتجهت في رحلة طويلة نحو شبه جزيرة بوساو. مضت ثلاث ساعات على أول غارة كبرى على المدينة المغطاة الآن بدخان أسود. ولأن طوكيو، وبعد أربعة أشهر على بدء الغارات الجوية الأميركية، كانت تبدو سليمة إلى حد كبير، لم يشعر غير القليل من المواطنين في هذه الليلة الصافية الباردة بضرورة مغادرة منازلهم الخشبية إلى الملاجئ. وحين ابتعدت الطائرات بعض الشيء، كان في وسع سكان طوكيو القلقين أن يشعروا بالأمان من جديد، وأن يخلدوا إلى النوم. ولكن بعد سبع دقائق، لا أكثر، تمزق الأمان، وإذا بالطيور المرعبة تحلق من جديد وعلى نحو وحشي في سماء المدينة. أسرع سكان طوكيو صوب الملاجئ الإسمنتية، متيقنين أن موجة ثانية من القصف المدمّر على وشك أن تبدأ. ولأن الملاجئ لا تتسع لأكثر من خمسة آلاف شخص، اندفع مئات آلاف الأشخاص في الشوارع - أباء، وزوجات، وأطفال، وعجائز، ونساء حوامل. كثيرون كانوا يحملون على ظهورهم أكياساً وضعوا فيها حاجاتهم الأساسية. وبسبب خوفهم ألاّ يبلغوا الملاجئ في الوقت المناسب، أشار الآباء على عائلاتهم أن يتخذوا أي مكان آمن ملجأ لهم. فرموا أنفسهم في الأنفاق والأقنية وحفروا في الأرض بسرعة حفراً دسّوا أجسادهم فيها. كان البعض يتطلع إلى فوق يتابع خطوط الضوء وهي تنير السماء أمام المدافع الأرضية المضادة للطائرات». إلى اللقاء...

 

إذا عرف السبب بطل العجب!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/03 آذار/18

قد يعجب البعض كيف يقوم نظام في بداية القرن الحادي والعشرين بإبادة شعب يدعي أنه ينتمي إليه، كما يفعل اليوم نظام بشار الأسد في الغوطة وفي غيرها، صامّاً أذنيه عن النداءات الكثيرة التي تطالب بوقف هذا النزيف البشري، بل ما زال هذا النظام يستخدم (أشكالاً من السلاح ذي التدمير الشامل) أمام أعين العالم! الضحايا في سوريا بلغوا حتى الآن مئات من البشر، رجالاً ونساء وأطفالاً، وما زالت آلة القتل الجهنمية توغل في البشر! الافتراض الرئيسي أن هذا النظام لم كان ليستطيع أن يفعل فعله إلا لسببين؛ الأول هو وقوف النظام الروسي والإيراني خلف تلك الآلة الجهنمية، تحت ذرائع لم يعد عقل سوي يصدقها، والثاني الصمت من الدول الكبرى الأخرى، التي تتحدث كثيراً عن هذه المجازر ولكنها لا تفعل شيئاً على الأرض. العلة الأساسية تكمن في كل من موسكو وطهران! تاريخ الروس أمام مخالفيهم تاريخ مليء بالوحشية، فالدب الروسي قد قتل الملايين إبان سنوات القرن العشرين، وهو اليوم في سوريا يجلب أكثر أسلحته فتكاً. جزء من هذا الموقف الروسي أنه يريد أن يثأر لهزيمته (السوفيات) في أفغانستان، وكانت بالنسبة له هزيمة نكراء، فهو بذلك يثأر من كل أولئك الذين تسببوا في الهزيمة، وأنها لم تكن بسبب ضعف في الآلة السوفياتية بل تقصير من الحكام وقتها الهرمين وغير القادرين على مواجهة الغرب، كما أن الجزء الأخير هو تحقيق الحلم القديم للسلطات الروسية، أياً كان العَلم الذي تستظل به، وهو الوصول للمياه الدافئة، تلك هي الأهداف الروسية في الاشتراك في الحرب السورية. أما الأهداف الإيرانية فتتمحور حول (فكرة واحدة) تتفرع منها كل الأفكار التي تدفع بإيران إلى الاشتراك في إبادة الشعب السوري هي في جملتها (المحافظة على حكم رجال الدين)، فالثورة الإيرانية قد تكون مثلها مثل قرن الفلفل، قد يستطيبه البعض في الفم ولكنه يمثل فتكاً بالمعدة! حكم رجال الدين في إيران واستمراره يمثل الهاجس الأوحد لكل تصرف إيراني، كبر هذا التصرف أو صغر، لذلك فإن إبقاء الحكم الحالي في سوريا، بالنسبة لإيران، هو كمثل الحفاظ على النظام في طهران.

قصة رجال الدين والسياسة في إيران قصة قديمة، كما أن قصة استخدام (الإرهاب) من قبل النظام الإيراني ليست أقل قدماً.

في أول ثورة إيرانية في القرن العشرين ضد حكم القاجار وقتها (1906 - 1911) كان لرجال الدين موقف مضاد لما أراده الشعب، وقام الشعب الإيراني وقتها بإعدام فضل الله نوري، رجل الدين الأهم في ذلك الوقت، لأنه انحاز للحكم الملكي القاجاري! وتجدد الأمر (1950 - 1953) فيما عرف بإصلاحات محمد مصدق، الذي دخل في صراع على المصالح النفطية الغربية، وكان يرغب في إقامة حكم (ديمقراطي) في إيران، تدخلت مؤسسات سرية غربية لإفشال مخطط محمد مصدق، ولم تكن قدرتهم على مواجهة إصلاحات مصدق قادرة على إيقاف المسيرة، فهرب الشاه محمد رضا إلى خارج إيران (روما) ولكن من أعاد الشاه ووقف حجر عثرة أمام إصلاحات مصدق لم يكن غير رجال الدين، الذين هيجوا الشارع وقتها بأن مصدق سوف يسلم الحكم إلى الشيوعيين، كان على رأس رجال الدين الذين حرضوا ضد مصدق آية الله حسين بروجردي وعدد من أتباعه الذين حرضوا الشارع الإيراني ضد الإصلاحات، جزئياً، لكونهم محافظين تقليديين، وجزئياً، بسبب ملكية عدد من كبارهم الأراضي الزراعية المنتجة، التي اعتقدوا أن مصدق سوف يؤممها كما فعل مع النفط! القمع الذي يتبناه رجال الدين في إيران، هو الشيء الطبيعي الذي يمارسونه ضد الشعب السوري، فهم والحق يقال منسجمون مع أنفسهم، فأي شيء وأي وسيلة تبقي نظام طهران الكهنوتي في السلطة هي وسيلة مشروعة، فيبدو أن إبادة الشعب السوري تنسجم مع ذلك المعطى التبريري. بعد وصول الخميني إلى الحكم يمكن للمتابع أن يشير إلى عدد طويل من الأفعال التي قام بها النظام الإيراني والتي تقع في إطار (الإرهاب)، فإنشاء الحرس الثوري ومن بعده فيلق القدس، كما احتضان ميليشيات في العراق وسوريا واليمن وغيرها من البلدان، هو الخط الذي رسمه دستور الجمهورية الإسلامية الذي صدق عليه في بداية عام 1980؛ حيث قال ما نصه: «واجب الجمهورية الإسلامية الدفاع عن كل المسلمين بمن فيهم من هم في الخارج، ومناصرة المستضعفين في كل بلاد العالم»، ثم يغطي ذلك النص الصريح والواضح بعبارات ملتبسة وغامضة (مع الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للشعوب الأخرى). من يمعن في نصوص ذلك الدستور يستطع أن يلحظ بسهولة ذلك التناقض بين نصوصه، التي تسمح لأي قوة في طهران أن تفسر تلك النصوص كما يحلو لها. فشل آية الله حسين بروجردي في الحصول من الشاه محمد رضا بعد عودته إلى الحكم، ما يناسب تضحيات الملالي، كان الدرس الأعمق لدى الخميني، فقرر أن الزخم الشعبي الذي كان معاديا للشاه، يجب أن يوظف نهائياً للحكم الديني أو حكم رجال الدين، فإنشاء ذراع ضاربة، هي «الحرس الثوري» الذي وظف لقمع أي تحرك مضاد للثورة في سنواتها الأولى، وكان عبارة في أوله عن (لجان) (كوميتية) على الطريقة الماركسية (أقصد التنظيم والتسمية) ثم تحول الخميني للتخلص من الطيف الليبرالي الساذج، الذي اعتقد أن ذلك سوف يقود إيران إلى الإصلاح، من مهدي بازركان إلى أبو الحسن بني صدر مروراً بمحمد علي رجائي حتى وصلت إلى أن تبقى (إيران) حكراً على أهل (العمائم)! في هذه الأثناء تم إنشاء فيلق القدس (التسمية ملتبسة، إذ هي تأخذ من مدينة القدس الاسم للتضليل) وضمه إلى المجموعات الإرهابية التي قتلت في بيروت أكثر من ثلاثمائة جندي، بجانب اختطاف عدد من الغربيين في بيروت، ثم تفجيرات باريس، من أجل الضغط لإطلاق سراح بعض السجناء، إلى اغتيال عبد الرحمن قاسملو في فيينا، وكان أحد المعارضين الأكراد الإيرانيين، عام 1989، إلى اغتيال شابور بختيار عام 1991 في باريس، إلى قتل ثلاثة معارضين أكراد في برلين 1992، إلى تفجيرات بوينس آيرس ودلهي وبانكوك وصولاً إلى تفجير الخبر شرق المملكة العربية السعودية عام 1996. الخرافة الإيرانية إذن في مناصرة المستضعفين! آن لها أن تُكشف، وما تقوم به إيران في سوريا اليوم مثل ما تقوم به روسيا، دفاعا عن مصالح لها تراها غير قابلة للتحقق دون إبادة الشعب السوري، وربما إبادة الشعب اليمني، والعراقي، فشهوة السلطة لرجال الدين في إيران الذين ركبوا حكماً ظلامياً سوف تقود - إن أمكن - إلى إبادة الشعوب الإيرانية. فإذا عرف السبب بطل العجب!

 

«كايسيد» والأديان... رؤية لخير الإنسان

إميل أمين/الشرق الأوسط/03 آذار/18

أفضل توصيف يمكن لنا من خلاله شرح فكرة الحوار بين أتباع الأديان يتمثل في القول: إنها مسيرة لبناء السلام ووضع حد للصراعات البشرية.. مسيرة لبناء الجسور وهدم الجدران، بحيث تكون قاعدة الجسر قائمة على أسس العدالة، عبر التعايش السلمي والمواطنة المشتركة.

في هذا السياق يأتي الدور التقدمي للمملكة العربية السعودية، التي أبدت رغبة كبيرة في زمن المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز في جمع القادة الدينيين والسياسيين تحت سقف واحد للحوار من أجل السلام في العالم، ومن هنا ولد قبل بضع سنوات «مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات» (كايسيد) في فيينا، ليكون منصة للوفاق والاتفاق بين أتباع الأديان التوحيدية وغيرها من المذاهب الوضعية.

الدور الرائد للمملكة في هذا الإطار تعززه توجيهات الملك سلمان، ورؤية ولي العهد الأمير محمد الساعية لإعادة قبس التنوير والمصالحة للأجواء العربية والإسلامية، بعد أن اختطفتها أصوليات، بعضها متشدد والآخر متطرف، وكلاهما يتجاوز بل ويفتئت على صحيح الدين الإسلامي السمح، وقد كان إنشاء مركز الملك سلمان للسلام الدولي في ماليزيا العام الماضي خير شاهد على إيمان المملكة القوي والمستمر بالإرادة البشرية، والقدرة على جعل العالم مكاناً أكثر سلاماً وملاءمة للعيش.

في ظل هذا الإطار كان اللقاء الدولي الثاني لـ«كايسيد» طوال يومي 26 و27 فبراير (شباط) المنصرم في العاصمة النمساوية، وتحت عنوان «حوار بين الأديان من أجل السلام: تعزيز التعايش السلمي والمواطنة المشتركة».

ولعل ما ميز هذا اللقاء بنوع خاص، إطلاق أول منصة للحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي، إذ ستوفر هذه المنصة للمسلمين والمسيحيين التفاهم الذي سيسهم بدوره في تأمين المواطنة المشتركة وتعزيزها في الدول العربية.

في كلمته الافتتاحية أشار فيصل بن معمر الأمين العام لـ«كايسيد» إلى أن هذه المنصة كفيلة بسد الفجوة التي تفصل بين المجتمعات، إذ لم يسبق للقيادات الدينية من مختلف الطوائف أن حظوا بفرصة للعمل معاً عبر الحدود الوطنية بطريقة منسقة.

والشاهد أن الهدف الأسمى لهذا الطرح الفكري الخلاق، إنما هو العمل على إقامة شراكات بين القيادات والمؤسسات الدينية في أنحاء متفرقة من العالم للدعوة إلى حماية حقوق الطوائف الدينية وصونها تحت مظلة المواطنة المشتركة والمساواة، بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو العرق.

على أن قائلاً يقول: لقد استمعنا كثيراً إلى تلك النقاشات الطيبة في القاعات المكيفة، ولم يصل أمر الحوار وتفعيله إلى الشارع العربي بنوع خاص؟

يؤكد فيصل بن معمر صاحب الدور الفاعل في زخم «كايسيد» بالنشاط والحركة، أن المركز يمزج بين التأطير والتنظير العقلاني، وبين الممارسات العملية على الأرض، فعلى سبيل المثال تم تدريب نحو 400 شاب وشابة ينتمون لمؤسسات دينية، ويمثلون أدياناً وطوائف مختلفة من الدول العربية خلال السنوات الثلاث الماضية، أما جوهر التدريب فهو تعميق ثقافة الحوار في الجوار والبيئة والمحيط المحلي والإقليمي مع الأمل في الوثوب إلى العالمية.

لا يتوقف المشهد الإيجابي الخلاق لـ«كايسيد» عند حدود تدريب هؤلاء فحسب، بل يمتد إلى قيامهم بتدريب شباب آخرين، ليفوز العرب خاتمة المطاف بمتوالية هندسية محبوبة ومرغوبة تعظم السلام، وتقلص من مساحات الخصام، وتتعاطى على رقعة كونية من المواطنة والاحترام المتبادل، شباب يدركون المستقبل بآليات تواصله، لا سيما عبر شبكات التواصل الاجتماعي. تذكرنا فعاليات «كايسيد» بزمن ازدهار الحضارة العربية، تلك التي شارك في صنعها اليهود والمسيحيون العرب، ولا سيما السريان، أولئك الذين ترجموا الفكر اليوناني إلى العربية، وتالياً قدموا له الشروحات والطروحات، وتالياً ألفوا عليه، هؤلاء جميعهم كنت لتراهم في بلاط الرشيد، محفوفين بدرجة فائقة من الاحترام والتقدير، قبل أن يمضي بنا الحال في طريق الانسداد التاريخي المعاصر.

في الإطار عينه يحسب لـ«كايسيد» مبادرته الخلاقة، إذ أطلق أول شبكة للمعاهد والكليات الدينية الإسلامية والمسيحية في العالم العربي، والمنوط بها بلورة منهج مشترك بشأن التدريب على الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في المؤسسات الدينية عبر العالم العربي.

ما الذي ينتظره العالم في حاضرات العالم من «كايسيد»؟ عند الدكتور الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام أن البشر في حاجة لمبادرات مركز الملك عبد الله ورجالاته ومرجعيته لإنارة الطريق، والعون الدائم للتغلب على التحديات والمشكلات التي تجابه الناس، والمضي قدماً إلى آفاق الحوار من أجل السلام والتعايش. فيما يذهب البطريرك المسكوني برثلماس إلى أنه يجب على الأديان الوقوف معاً في وجه العلمانية المتزايدة والأصولية، ويتم هذا الهدف وتعزيزه من خلال الحوار الذي هو شكل من أشكال التضامن. ولدت الأديان التوحيدية الثلاثة مشرقية، فيما صدرت لنا عقول غربية نظريات الصراع، وبشرت بعض الأبواق بنهاية التطور التاريخي في رؤية شمولية لا تتسق والآفاق الرحبة للروحانيات الخلاقة، وعليه يبقى التساؤل «هل هو أوان صحوة الشرق الخلاق» من جديد ليضيء بنوره ومبادراته أجواء معتمة حول المعمورة؟ الحقيقة المؤكدة أن الطريق طويل ومليء بالمصاعب والعقبات، فيما الأجواء الدولية ضبابية والسلام يكاد يتوارى، لتفتح الحروب مسارات الموت من جديد، غير أنه في ظل تشاؤم العقل يبقى أبداً ودوماً تفاؤل الإرادة. الخلاصة... «كايسيد» شمعة تنويرية في أزمنة علمانية وأصولية ظلامية.

 

الغوطة بين سوتشي وجنيف

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/03 آذار/18

وزير خارجية ليبيا ومندوبها الأسبق لدى الأمم المتحدة

مجزرة القرن. الغوطة الشرقية السورية حلقة الدم التي اهتزت لها الإنسانية هي العنوان الكبير لمرحلة سياسية دولية جديدة. ترتيب العمليات العسكرية الجديدة في سوريا، معمل عسكري وسياسي جديد. أعلن الروس أنهم جربوا أكثر من مائتي نوع من أسلحتهم الجديدة في سوريا، واكتشفوا أن بعض تلك الأسلحة ضارة لمستخدميها من جنودهم وليس فقط للمستهدفين بها. سوريا اليوم هي معمل سياسي وعسكري دولي جديد. غابت الحرب الباردة بين المحورين الكبيرين في العالم، اليوم نحن أمام حرب دولية لا باردة ولا ساخنة، لكنها حرب من درجة حرارة جديدة سياسيا وعسكرياً.

تم خروج الدولة السورية من أرضها سياسيا وعسكرياً، القرار في يد قوى دولية وإقليمية. روسيا والولايات المتحدة الأميركية وإيران وتركيا يتقاسمون القرار السوري. المعمل السوري يصنع ملامح القوى الدولية الجديدة، وكذلك الإقليمية. الولايات المتحدة تسيطر عسكرياً على أجزاء من شرق سوريا، الاتحاد الروسي قوة عسكرية في أغلب مناطق سوريا، إيران بقواتها العسكرية والسياسية والبشرية تعيد تركيب النسيج الاجتماعي السوري بما يحقق لها وجوداً دائماً على الأرض تنطلق منه لترسيخ وجودها الطائفي في المنطقة. تركيا فرضت نفسها كقوة إقليمية فاعلة تقفز بها إلى التأثير الأوسع عبر العالم.

النظام السوري، يعتبر أن استمراره فوق كرسي السلطة هو النصر المؤزر، زوال سيادة الدولة لا يعني شيئا، حجم الضحايا وأنهار الدم لا قيمة لها. ألم يعلن النظام السوري بعد حرب يونيو (حزيران) واحتلال الجولان أنه انتصر فعلاً، لأن تلك الحرب لم تحقق هدفها وهو إسقاط النظام البعثي في دمشق.

إيران كان ردها سريعاً، ستستأنف تفعيل برنامجها النووي. لماذا؟ بعد معاركها في سوريا وإبادة آلاف السوريين ترى أنها أعادت إنتاج قوتها الإقليمية والدولية وبإمكانها أن تنقلب على التزامها السابق مع القوى الدولية حول برنامجها النووي.

اتفق الإيرانيون والروس على أن الحل العسكري هو الخيار الوحيد في سوريا، وأن المسار السياسي الممتد من جنيف إلى سوتشي قد غرق في بحر الدماء بالغوطة الشرقية. أما تركيا فلها حساباتها الخاصة. الأكراد الأتراك وامتدادهم في سوريا شكّل ولا يزال الشوكة الدائمة، الدعم الأميركي لهم بالشمال السوري فتح ملفاً ملتهباً بين تركيا وأميركا، بعد قرار الرئيس إردوغان التحرك عسكرياً نحو عفرين أصبحت المواجهة المباشرة بين الطرفين تلوح في العقل والأفق. العلاقة التي يختلط فيها التحالف بالمواجهة لوَّثت كيمياء الخطاب والتعامل بين الطرفين. إردوغان مثل بقية اللاعبين على الأرض السورية وظف أوراقه محلياً ودولياً. أراد رفع صوته إلى مستوى أصوات الدول الكبرى. روسيا وأميركا، يناور مع هاتين الدولتين عبر المنصة السورية السياسية والعسكرية. إردوغان لا يرى شرعية للرئيس بشار الأسد، وأن السلام لن يقوم في سوريا طالما بقي بشار فوق كرسي الرئاسة، وهو في ذلك يتناقض مع روسيا وإيران، لكن رغم ذلك استطاع أن ينسج خيوطاً سياسية نوعية تتيح له التواصل والمناورة معهما.

تركيا غير موجودة عسكرياً في الغوطة الشرقية التي أمطرتها روسيا بالصواريخ والقنابل، لكنها تطل عليها عبر المشهد السوري العام. ملفات العلاقات الأميركية التركية متعددة ومعقدة، ملف - غولن - الذي تتهمه تركيا بتزعم محاولة الانقلاب وإصرارها على ترحيله إلى أنقرة، ملف الأدوار والقرار في تحالف الناتو الذي له قاعدة أنجرليك في تركيا ورقة يرفعها إردوغان من حين لآخر في وجه أميركا، تلقي بظلها على تداخل الطرفين فوق الأرض السورية.

السؤال الذي يكبر كل يوم هو: إلى أين ستصل شلالات الدم السوري المتدفقة على امتداد البلاد؟ وكيف ستكون القماشة السورية التي تتجاذبها أيدٍ دولية مسلحة مختلفة الأهداف والتحالفات؟ روسيا وأميركا تخوضان حرباً بحرارة جديدة فوقها، مساحة التفاهم تتراجع كل يوم ونقطة الاستحالة الكاملة يتحرك نحوها الطرفان. السوريون بمختلف فرقهم هم الرابحون من المسار السياسي إذا توفرت الإرادة الوطنية. وهم الخاسرون من الخيار العسكري. المأساة أن القوى الأجنبية العسكرية الفاعلة على الأرض تحرك التشكيلات المسلحة كل وفق مخططاتها. لم تعد هذه التشكيلات تتحرك وفق قراراتها أو آيديولوجيتها. تتقاتل هذه التشكيلات فيما بينها وفقاً لدفع مبرمج من القوى الدولية التي تتحرك نحو أهداف مرسومة وثابتة. تركيا لها تشكيلات مسلحة تأتمر بأوامرها، وقل ذلك عن روسيا وإيران والولايات المتحدة الأميركية. الحقائق الجيوبوليتيكية تفعل فعلها على الميادين السياسية والعسكرية. محافل المفاوضات السياسية من جنيف إلى سوتشي، مروراً بآستانة أوراقها ملونة بقوس قزح به الكثير من ألوان الدم والتراب السوري، غاب عنها الصوت السوري الذي يمتلك أوراقاً بغض النظر عن ثقلها. دماء الغوطة الشرقية هي الناقوس الأحمر الدامي الرهيب الذي يجعل من منصات التفاوض ضرباً في حديد بارد. لم يعد الحل السياسي السوري سورياً أو الدولي له فاعلية الاختراق نحو إيقاف دفق الدم. عندما نقول - سوريا - يتداعى إلى الذهن مساحة من الأرض فوقها شعب تربطه أواصر تاريخية وهوية ناظمة. اليوم لم يعد ذلك العنوان يعني سوى الموت والدم والدمار والجوع والمرض. ضمرت سوريا اسما وأرضاً وهوية. الغوطة القتيلة هي الصراخ الذي يرفع صوت الوطن، لعلَّه ينحت صورة للوطن يلوح منها بقايا خريطة تنجو من حرائق العراك الكوني.

 

لماذا استعجال نقل السفارة الأميركية إلى القدس؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/03 آذار/18

عندما وافق الكونغرس الأميركي عام 1995 على قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، سارع شيلدون أديلسون إلى الإعراب عن استعداده لتحمّل كلفة بناء المبنى؛ لكن القرار بقي في أدراج البيت الأبيض، وامتنع الرؤساء الأميركيون عن التوقيع عليه، إلى أن وقّعه دونالد ترمب نهاية العام الماضي، وهنا سارع شيلدون إلى تجديد عرضه تحمّل نفقات البناء، التي باتت اليوم تزيد على نصف مليار دولار. لماذا كل هذا الإصرار على السخاء؟ هل لأن شيلدون رجل يهودي متحمس للحزب الجمهوري، وسبق أن دعمه بمبلغ 100 مليون دولار في انتخابات عام 2012؟ أو لأنه دعم حملة ترمب الانتخابية وتبرّع لحفل تنصيبه بمبلغ خمسة ملايين دولار؟ أو لأنه يدعم حزب الليكود وبنيامين نتنياهو، ويموّل صحيفة «هايوم» المتطرفة التي توزّع مجاناً في إسرائيل؟ هذه التساؤلات طرحت في كواليس الاجتماع الوزاري الأوروبي العربي، الذي عقد في بروكسل بداية الأسبوع، لبحث المخارج الممكنة لإنقاذ عملية السلام بعد قرار نقل السفارة. وكان من المثير بروز مخاوف مشتركة عند الجانبين العربي والأوروبي، من أن يكون في حسابات شيلدون - وهو إمبراطور كازينوهات القمار في لاس فيغاس وفي جزيرة ماكاو، والذي تقدّر «فوربس» ثروته بـ35 مليار دولار - توسيع أعماله، وإقامة كازينوهات للمقامرة في المدينة المقدسة!

قصة شيلدون وبناء السفارة ضاعفت الحرص على ضرورة اختراق الجدار المسدود بعد قرار نقل السفارة، وخصوصاً أنها تأتي في وقت واحد مع مفاجأة ترمب الثانية، الإسراع في نقل السفارة، الذي كان مقرراً في نهاية سنة 2019، ليصبح في 14 مايو (أيار) المقبل، أي يوم ذكرى النكبة، وهو ما يمثّل إهانة للفلسطينيين والعرب، ولقرارات الشرعية، وحتى لكل المواقف الأميركية السابقة حول ضرورة قيام الدولتين كأساس للتسوية في الشرق الأوسط!

كان من الواضح أن البيت الأبيض حاول التمويه على قرار نقل السفارة في ذكرى النكبة، عبر الإعلان عن أن «خطة السلام» التي يعدها اكتملت، وأنها استغرقت 13 شهراً من الدراسات، وقالت نيكي هيلي: «إن الطرفين لن يعجبا بالخطة؛ لكن أياً منهما لن يرفضها؛ لكنها مجرد صيغة لبدء الحديث»، بما يعني تالياً أنها مجرد «طبخة بحص» أخرى تقدم إلى الفلسطينيين، في حين تستمر عمليات القضم والتهويد التي كان آخرها محاولات جديدة، تمهّد للاستيلاء على مزيد من أراضي الأوقاف المسيحية، بعد محاولات السطو على المسجد الأقصى، وهو ما دفع إلى إقفال كنيسة القيامة لمدة يومين.

وفي سياق هذا التمويه، كان من المفاجئ أن يصل صهر ترمب جاريد كوشنير المكلّف متابعة التسوية، وجيسون غرينبلات مبعوث الرئيس ترامب لشؤون الشرق الأوسط، إلى الأمم المتحدة، ويطلبا عقد اجتماع خاص مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الـ15؛ حيث طلبا دعم الأمم المتحدة للخطة المتوقعة، التي رفضا الكشف عن عناصرها وتقديم أي توضيحات عنها، وحتى موعد طرحها. ولعل هذا ما يؤكد أن كل هذا يأتي في إطار التعمية، ومحاولة عرقلة المساعي الفلسطينية والعربية مع الأوروبيين والروس، لتنظيم مخرج جديد ووضع مقاربة مشتركة لعملية السلام، تواجه التفرّد الأميركي والانحياز المطلق لإسرائيل، وقد ظهرت معارضته جلياً في وقوف 14 من أعضاء مجلس الأمن ضد قرار ترمب نقل السفارة، وهو ما اعتبرته نيكي هيلي «إهانة لن ننساها»!

من الغريب أن تطلب واشنطن دعم الأمم المتحدة التي طالما تجاوزتها وعطلت مفاعيلها، وخصوصاً أن هذه المطالبة جاءت مباشرة بعدما كان الرئيس محمود عباس (أبو مازن) قد أنهى قبل يومين، خطابه الذي ذكّر فيه بأن هناك مئات القرارات الدولية حول القضية الفلسطينية لم تنفذها إسرائيل، ولا حاولت واشنطن أن تدفعها لتنفيذها. فعلاً غريب أن يذهب كوشنير وغرينبلات إلى الأمم المتحدة، طالبين دعم خطة يقولان إن الفلسطينيين والإسرائيليين قد يرفضونها، مباشرة بعد خطاب محمود عباس الذي طرح أمام مجلس الأمن خطة للسلام، تقوم على أساس عقد مؤتمر دولي موسع بحلول منتصف العام الحالي، تنتج منه آلية متعددة الأطراف تتضمن توسيع نطاق المرجعية الدولية للعملية السلمية، ضمن أسسها المتفق عليها، والاعتراف بدولة فلسطين وفق جدول زمني محدد، بما يضمن وقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية، وإلغاء قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

كان واضحاً أن أبو مازن يتعمّد مواجهة الخطة الأميركية سلفاً، عندما كرر الموقف الفلسطيني الذي يرفض كل ما يدور في الكواليس عن حلول جزئية، وعن الدولة ذات الحدود المؤقتة، على ربع الضفة أو نصف الضفة: «وليس من داعٍ لنلعب على بعض، فنحن نعرف أن الحدود المؤقتة ستصبح دائمة… ولن نتحرك إنشاً واحداً إذا طلب منا أن نتنازل عن الحقوق والسيادة». لماذا استعجال نقل السفارة، وقد جاء اختيار موعد نقلها في يوم النكبة بمثابة إلقاء للملح على جروح الفلسطينيين؟ هل لأن عباس يقترح مؤتمراً دولياً بمرجعية موسعة يعقد في منتصف هذا العام، إن لم يحرج قرار ترمب، فإنه سيتسبب بمزيد من العزلة للموقف الأميركي الذي يعارضه العالم؟ ولماذا تقرع واشنطن باب مجلس الأمن طالبة دعمه، بعدما أجمع على رفض قرار ترمب؟ بعد لقاء اللجنة الوزارية السداسية العربية مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وردت معلومات مهمة في مضمونها، تتلاقى مع ما قيل بعد زيارة أبو مازن إلى موسكو، ولقائه مع فلاديمير بوتين، عن إمكان وضع صيغة متعددة لعملية التسوية، وخصوصاً أن سيرغي لافروف كان قد أعلن أن موسكو ستعمل على عقد اجتماع عاجل للرباعية الدولية، يكون خطوة أولية لا بد منها.

في بروكسل، تبلورت الصورة أكثر، فقد أشارت تقارير وثيقة إلى التوصّل إلى تفاهم عربي أوروبي، على ضرورة توسيع اللجنة الرباعية الدولية، بحيث تضمّ دولاً عربية وأطرافاً دولية أخرى، على اعتبار أن مشاركة كل الأطراف ضرورية لتأمين إجماع دولي على مخارج التسوية.

الأهم أنه عندما يقال إن الجانبين تفاهما في سياق النقاشات على أن الدول العربية شركاء أساسيون في عملية السلام، فلا بد من أن تتبادر إلى الذهن عناصر «المبادرة العربية للسلام» التي تعطي التسوية السلمية على أساس قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بعداً إقليمياً يشمل دولاً عربية سبق أن لمّح إليه ترمب قبل أشهر! ولعل هذا ما يضع واشنطن في النهاية أمام خيارات ضيقة: هل ترفض تسوية سلمية على قاعدة قبولها من الفلسطينيين ودول عربية مثلاً؟ أو تبقى واقفة ضد التسوية والإجماع الدولي؟ وهل تحترم قرارات مجلس الأمن التي تعتبر القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية؟ أو تقبل بأن يذكر التاريخ أنها ساهمت في تحويل القدس إلى كازينو لشيلدون أديلسون؟

 

بوتين يرغب في الأسلحة الحديثة وليس روسيا الحديثة

ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط/03 آذار/18

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، عن أولوياته لفترة الرئاسة المقبلة التي تستمر 6 سنوات؛ إذ قضى أغلب الوقت متحدثاً حول الأسلحة الاستراتيجية الروسية الجديدة، بقدر ما كان يتحدث عن كافة الشؤون السياسية الداخلية في بلاده.

ولا تزال لهجة الانتقام والمواجهة هي السائدة على رأس جدول أعمال الرئيس الروسي. وفي الأثناء ذاتها، يبدو أنه يعتقد أن المشاكل الداخلية في روسيا سوف تصلح نفسها بنفسها إلى درجة كبيرة إن عمل على صياغة الأهداف العليا الطموحة بما فيه الكفاية. وذلك، وبصرف النظر عن الأسلحة الروسية الجديدة، ليس إلا كارثة محدقة في طور التكوين. وكان خطاب الرئيس الروسي، الذي استغرق قرابة الساعتين، يهدف إلى مضاعفة الوقت الذي يستغرقه خطاب حالة الاتحاد السنوي الأميركي، ويعد المحور المركزي لحملة بوتين الانتخابية قبل إجراء الانتخابات الرئاسية في 18 مارس (آذار) الحالي في البلاد. وعلى الرغم من العرض الجديد، الذي يضم العديد من الرسوم البيانية الرائعة عبر الشاشات الضخمة خلف الرئيس، لم يكن هناك أمر جديد أو غير معروف خلال الساعة الأولى من الخطاب. وكان الزعيم الروسي، يملك ترف المقارنة بين مؤشرات الرفاهية لقاء تلك التي كانت معهودة في روسيا عام 2000 أو2001، ولقد استخدم هذه الأداة على أوسع نطاق ممكن، متفاخراً بأن الروس أخذوا مليون رهن عقاري في عام 2017 مقارنة بـ4 آلاف رهن عقاري فقط في عام 2001، وأن هناك 20 مليون مواطن روسي يعيشون تحت خط الفقر اليوم مقارنة بـ42 مليون مواطن كانوا تحت خط الفقر في عام 2000، ولم يذكر بوتين، ولا مرة واحدة، الطفرة النفطية التي جعلت من تلك التحسينات أمراً ممكناً.

واعترف بوتين أيضاً بأن بعضاً من الأهداف الطموحة التي أعلن عنها قبل انتخابات عام 2012 الرئاسية - مثل زيادة إنتاجية العمالة بنسبة 50 في المائة، أو الحد الكبير من حالة الفقر المدقع في البلاد - لم تتحقق حتى الآن، ولكنه قال إنه لم كان ليتحقق أي تقدم يُذكر ما لم يكن قد رفع من سقف التوقعات. وانطلق في وضع المزيد من الأهداف، داعياً روسيا إلى مضاعفة الإنفاق على الرعاية الصحية من حيث القيمة المطلقة للوصول إلى نسبة 4 نقاط مئوية من الناتج الاقتصادي، وزيادة الإنفاق على تحفيز معدل المواليد بنسبة 40 في المائة. وقال إنه يجب مضاعفة تكاليف بناء الطرق، وينبغي تحديث المطارات المحلية حتى لا يضطر المواطنون إلى الذهاب عبر موسكو للوصول من منطقة إلى أخرى داخل روسيا. ومن شأن خطوط الألياف البصرية أن توفر الإنترنت السريع في جميع أنحاء البلاد بحلول عام 2024، كما ينبغي أن تكون الأعمال الحكومية رقمية بالكامل.

وهذه من الالتزامات المالية الهائلة. ولم يوضح بوتين كيف سوف يتسنى له تمويل هذه المشروعات، كما أنه لم يتعهد بإجراء أي إصلاحات هيكلية قد تسفر عن الكشف عن أي احتياطيات اقتصادية خفية. ولكنه ذكر فقط «الشروط الضريبية الجديدة» التي يتعين على الحكومة فرضها من دون الإضرار بالنمو الاقتصادي في البلاد. ولخص سيرغي إليكساشينكو، النائب الأسبق لمحافظ البنك المركزي الروسي، ومن أبرز المعارضين الحاليين للرئيس الروسي، هذا الجزء من خطاب بوتين في تغريدتين:

1- الانتخابات؟ أي انتخابات؟ إن كل شيء واضح، فليذهب كل منكم إلى عمله.

2 - إن كل ما هو جيد في هذه البلاد قد حدث بفضلي أنا.

3 - أعلم أن هناك مشاكل، وسوف نعمل على حلها بسكب المزيد من الأموال عليها. فمن أين تأتي هذه الأموال؟ سؤال وجيه، ولكننا لن نتناقش في ذلك.

4 - هناك مشاكل عسيرة، أعلم ذلك. والسبب أن البيروقراطيين لا يقومون بعمل جيد. سوف ألقنهم درساً في ذلك!

لكن بوتين بدا على قيد الحياة خلال النصف الثاني من الخطاب، الذي كان مخصصاً بالكلية للنشأة العسكرية الروسية الجديدة، وتخللته مقاطع مصورة من إنتاج الحواسيب المتقدمة على غرار ألعاب الفيديو من حقبة التسعينات. ومن المفترض أن يعكس ذلك جملة من نظم الأسلحة الجديدة، التي أكد بوتين للجمهور الروسي أنها قد اجتازت الاختبارات بكل نجاح، وأن بعضاً منها قد دخل حيز الإنتاج الضخم بالفعل.

واشتمل ذلك على عدة أنواع من الصواريخ، بما في ذلك الصاروخ الباليستي الثقيل «سارمات»، والموديلات الجديدة من صواريخ «كروز» القادرة على تجاوز الدفاعات الصاروخية الأميركية. ومن شأن صواريخ «كروز» أن تكون ذات مدى مفتوح بفضل المحركات العاملة بالطاقة النووية، وأظهرتها الفيديوهات وهي تراوغ عبر المناطق التي تنتشر فيها المنشآت الأميركية المضادة للصواريخ.

وانتشى الجمهور الروسي عندما اقترب مسار أحد الصواريخ من موضع ما في نصف الكرة الأرضية الغربي. كما تباهى بوتين أيضاً بالطائرات المسيّرة العاملة بالطاقة النووية، التي يمكنها الطيران أسرع وقطع مسافات أطول من الطوربيدات الحديثة. وليست هناك من دولة، كما قال بوتين، تملك مثل هذه الأسلحة اليوم، وأن كافة هذه الأسلحة سوف تُبنى بالتكنولوجيا الحديثة لفترة ما بعد الاتحاد السوفياتي.

وحمل هذا الجزء من خطاب بوتين 3 رسائل محددة إلى الغرب، ولا سيما الولايات المتحدة:

- لم نتوقف أبداً عن أن نكون قوة نووية كبيرة، ولكن لا يفضل أحد الاستماع إلينا. فانصتوا لما نقول الآن! (حفلت هذه العبارة بحفاوة بالغة).

- إن اعتقدتم أن روسيا قد تراجعت إلى الوراء بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، فقد أخطأتم الحساب.. لقد فشلت محاولات احتواء روسيا.

- إن نظام الدفاع الصاروخي الأميركي وتوسيع البنية التحتية لحلف شمال الأطلسي على الحدود مع روسيا ليست إلا «أعباء مالية غير فعالة وغير مجدية».

وليس هذا محض هراء - كما أكد بوتين - وهي المزاعم التي آمل ألا تدخل حيز الاختبار الفعلي.

تحمس بعض من حلفاء بوتين للجزء الذي يحمل التهديدات المباشرة من الخطاب.

وغردت مارغريتا سيمونيان، رئيسة قناة «روسيا توداي»، تقول: «إن ألقى الرئيس الأميركي مثل هذا الخطاب، فسوف يؤيده 99 في المائة من شعبه و100 في المائة من أعضاء المؤسسة الحكومية في بلاده.

وهنا، وبرغم ذلك فلا نحصل إلا على الأنين والاستياء - لماذا نحتاج إلى كل هذه الأسلحة؟ ما هي الرسالة العدائية من ورائها؟».

وإنني أميل إلى الاتفاق مع مواطن روسي آخر من سكان موسكو من الذين يعيشون في الخارج مثلي تماماً، وهو تاجر الأعمال الفنية مارات غولمان، الذي كتب على صفحته في «فيسبوك» يقول: «بدأت في الشعور بالخوف الحقيقي على بلادنا روسيا. إنها ليست مجرد عصابة للمخدرات ذات زر نووي. وهو ليس مجرد انفجار جديد لسباقات التسلح القميئة. بل إنه ضرب من الجنون».

والمشكلة ليست كبيرة فيما يتعلق بالأسلحة الحديثة - فإن دولة كبيرة في حجم روسيا لا بد لها من قوة عسكرية هائلة - كما هو الحال تماماً مع ترسانة الأسلحة الكافية للدفاع عنها. ومن دون إلقاء نظرة متفحصة على المستقبل أو على النموذج الجذاب الذي يحاكيه الآخرون، ومن دون أي قوة ناعمة يتحدث عنها الآخرون، ومن دون النموذج الاقتصادي الذي يضمن النمو المستدام، أو الذي يحفظ الشعب من السقوط في براثن الفقر، إن صوت الصواريخ يثير الرعب في النفوس غير أنه صوت خاو وفارغ. وفي سياق الانتخابات ذات النتائج المحددة سلفاً، فإن القوة العسكرية الروسية المتعاظمة تعني الحماية المثلى لنظام الحكم غير الخاضع للمساءلة.

بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون: لالتزام سرية التحقيق وإبعاد الملفات من أي استغلال

السبت 03 آذار 2018 /وطنية - اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن "ما تناقلته وسائل الإعلام وما صدر من مواقف عن عمل الأجهزة الأمنية والتحقيقات التي تجريها في مواضيع تتعلق بأمن البلاد وسلامتها، هو خارج عن إطار الاصول والقواعد القانونية التي تحفظ سرية التحقيق، كما انه يستبق الاحكام التي يمكن ان يصدرها القضاء، فضلا عن كونه مليئا بالمغالطات". ودعا في بيان أصدره المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية اليوم، الى "ضرورة التزام الجميع سرية التحقيق وعدم توزيع اي معلومات قبل اكتمال الاجراءات القانونية والقضائية المرعية الاجراء". وشدد على "ضرورة إبقاء الملفات التي وضع القضاء يده عليها، بعيدة من أي استغلال لأي هدف كان".

 

المكتب الاعلامي للحريري: لسحب قضية زياد عيتاني من التجاذب السياسي والاعلامي

السبت 03 آذار 2018 /وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري: "تأكيدا على وضع الامور في نصابها الحقيقي، يدعو رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى سحب قضية الفنان زياد عيتاني من التجاذب السياسي والاعلامي، والتوقف عن استغلالها لاغراض تسيء الى دور القضاء والاجهزة الامنية المختصة. إن هذه القضية في عهدة الاجهزة القضائية والامنية التي تتحمل مسؤولياتها وفقا للقوانين بعيدا من أي تسييس، وهو ما تولاه جهاز امن الدولة في مرحلة ما وقام بواجباته في اجراء التحقيقات اللازمة استنادا للمعلومات التي تكونت بين يديه. وهو ما تقوم به حاليا قوى الامن الداخلي وفرع المعلومات التي وضعت يدها على الملف بتكليف من الجهة القضائية المختصة. ان مستجدات قضية الفنان عيتاني في عهدة القضاء، الذي يملك منفردا حق البت فيها وتوجيه الجهة الامنية المختصة للسير بالتحقيقات اللازمة، وخلاف ذلك من دعوات ومحاولات للاستغلال والتسييس امور غير مقبولة، يجب التوقف عنها والتزام حدود الثقة بالقضاء اللبناني واجهزة الدولة الامنية".

 

حبيش: لسحب قضية زياد عيتاني من التداول الإعلامي ونحن تحت سلطة القانون ونحتكم أولا وأخيرا لعدالة القضاء

السبت 03 آذار 2018 /وطنية - أصدر النائب هادي حبيش، بيانا قال فيه: "في سياق المستجدات التي طرأت في قضية الممثل زياد عيتاني، وما نتج عنها من تضارب معلومات عن التحقيقات الجارية، وبالرغم من دقة وحساسية الموقف الذي نمر به كعائلة: نؤكد أولا للرأي العام أننا تحت سلطة القانون ونحتكم أولا وأخيرا لعدالة القضاء الذي نحترم ونجل. ثانيا نتمنى على الرأي العام وعلى وسائل الإعلام والناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، وحفاظا على سرية ونزاهة التحقيق، سحب هذا الموضوع من التداول الإعلامي خصوصا أننا في مرحلة تسابق انتخابي يحاول فيها البعض استغلال هذا الملف لحسابات انتخابية ضيقة. وأخيرا أمضينا عمرنا وسنستمر في خدمة الناس ودفع الظلم عنهم ومناصرة قضاياهم المحقة، ولن نحيد عن هذا المبدأ مهما صعبت الظروف".

 

الراعي في قداس اختتام سنة الشهادة والشهداء: على المسؤولين ان يبادروا إلى استئصال الفساد وإيقاف الرشوة وسرقة المال العام وهدره وفرض الخوات

السبت 03 آذار 2018 وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس اختتام "سنة الشهادة والشهداء"، على مذبح الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، عاونه فيه المطرانان منير خيرالله وبولس عبد الساتر، الآباتي انطوان خليفة ولفيف من الكهنة، بمشاركة القائم بأعمال السفارة البابوية المونسينيور ايفان سانتوس، بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، ولفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والرهبان والراهبات من مختلف الطوائف الكاثوليكية، في حضور قائممقام كسروان الفتوح جوزف منصور، رئيس تجمع "موارنة من اجل لبنان" المحامي بول يوسف كنعان، وحشد من الفاعليات والاخويات والحركات الكشفية والمؤمنين من مختلف المناطق اللبنانية.

 

باسيل من مزيارة: نريد اللبنانيين جميعا ضمن مشروع الدولة وضمن الانتماء للبنان قبل الانتماء لأي مشروع آخر

السبت 03 آذار 2018 /وطنية - زغرتا - بدأ رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، بعد ظهر اليوم، جولة في منطقة زغرتا الزاوية، بزيارة بلدة مزيارة، حيث أولم على شرفه وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول، في حضور محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، منسق "التيار الوطني الحر" في زغرتا- الزاوية بول المكاري، عدد من رؤساء البلديات والمخاتير، وجوه اغترابية من البلدة، إضافة إلى عدد من كوادر التيار وفاعليات المنطقة. ثم انتقل باسيل إلى قاعة مار سركيس وباخوس في حرف مزيارة، حيث كان له لقاء حاشد مع الأهالي. وألقى رفول كلمة تحدث فيها عن مسيرة باسيل "النضالية في التيار منذ تسلمه وزارة الطاقة، وصولا إلى وزارة الخارجية التي حولها وزارة للاغتراب"، مردفا "منذ تعرفنا على الوزير جبران باسيل، هو علامة فارقة، مقدام، نموذج ناجح، وكل مسؤولية إستلمها حقق فيها إنجازات قبل الوزارات، وأول وزارة استلمها هي وزارة الإتصالات خفض أسعارها 40 في المئة وإزدادت الخطوط والأرباح. في الطاقة ورشة عمل، سدود، خطة كهرباء، صرف صحي، شبكة مياه، وبعد أن كانت الوزارة مفلسة أصبحت وزارة سيادية، ثم استلم وزارة الخارجية ولأول مرة وزير يعطي هيبة للخارجية ثم يعود يحقق التفاتة العالم الى لبنان، وأهم عمل قام به جمع المقيمين والمنتشرين، كما وضعنا على يافطة من اليافطات "طاقة وقوة للبنان". لأول مرة يسمع المغتربين أو المنتشرين أن لا أحد سيأخذ منهم مالا، ذهب ليطلب منهم: فكروا في وطنكم الأم، وبأهلكم أنتم طاقة كما تعطون في العالم تستطيعون أن تعطوا لوطنكم الأم". وختم مخاطبا باسيل: "نحن في التيار الوطني الحر نفتخر بك كرئيس، لقد أعطيت دورا كبيرا للتيار، وأعطيتنا مجالات للتوسع أكثر. أستطيع أن أقول لكم وشهادتي مجروحة لا أرى مستقبل أولادي، بل أرى مستقبل أولادنا جميعا بشخص مثل رئيسنا معالي الوزير جبران باسيل".

باسيل

ثم ألقى باسيل كلمة قال فيها للحضور: "أهلنا في مزيارة، أصدقاء وأحبة، أتينا اليوم لزيارة قضاء زغرتا، ومن الطبيعي أن نبدأ من عند أخينا ورفيقنا بيار رفول من بلدته مزيارة. نحن جئنا الى بلدة تعني لنا الكثير، والى بيت يعني لنا الكثير، والى انسان كل معنى التيار الوطني الحر متجسد فيه. فهو طوال حياته بما قدمه وما زال يقدمه، يعطي نموذج الانسان الذي لا يريد شيئا لنفسه، انما يضحي من أجل قضيته على حساب راحته وعائلته وعمله. وكل من تابع بيار يعلم أن لبنان حين يكون فيه أشخاص ملتزمون بقضيته يكون لبنان بألف خير ولا ينشغل بالنا عليه".

أضاف: "هذه الزيارة هي لبلدة أعطت لبنان الكثير وما زالت تعطي. أعطت لبنان نجاحا، وأعطته خيرة أبنائه في بلاد الاغتراب الذين حيثما ذهبوا نجحوا ونقلوا نجاحهم لبلدتهم، فكانوا مثال الكرم والعطاء، وهم لأية فئة انتموا كانوا مثالا في محبتهم للبنان ولبلدتهم. وهذا هو النموذج اللبناني الذي نحبه ونفتش عليه. ونحن هنا في بلدتهم ومنها نوجه اليهم محبتنا وتحيتنا، ونقول لهم أنتم حافز أساسي للمنتشر اللبناني الذي يتسع مداه وعطاؤه في الخارج".

واستطرد: "كل يوم نتعرف على شخص جديد من مزيارة، نعلم كم مدى مزيارة وبلدات الجوار، حرف مزيارة والسواقي. حين أتيت الى وزارة الخارجية فهمت أن الفرق الذي يمكن أن نفعله، هو اعادة الروح الى الانتشار اللبناني لأنه مصدر قوة حقيقية للبنان خسره لبنان بهجرة اللبنانيين الى الخارج، لكن يمكنه أن يعوض هذه الخسارة ويزيدها ربحا من خلال نجاحاتهم. الفرق أن هذه النجاحات بألا تكون فردية وغير منضبطة في اطار لبناني جامع يجمعها حول لبنان ومصلحته، وهذا ما يجعل الانتشار يعطي لبنان".

تابع: "نحن في مرحلة نعرف فيها قيمة المنتشرين اللبنانيين، فاقتصادنا يستمد قوته منهم، ورسالة لبنان وفهم العالم لأهمية أن يبقى لبنان ما زال مستمرا بسببهم، وهي المرة الاولى التي يشاركوننا فيها الانتخابات إن كان بمجيئهم الى لبنان أو بقائهم في الخارج ويمارسون حقهم كلبنانيين بأن يختاروا ممثلين للوطن، والدورة القادمة يختارون ممثلين لهم فيصبح لنا نواب في البرلمان من الانتشار اللبناني بعدد 6 نواب. هكذا نكون قدمنا شيئا للمنتشرين اللبنايين من خلال اعطائهم حقوقهم.

وانتم تعلمون كم اعترضتنا صعوبات، ولليوم لم يتم تسهيل أن يتسجل كل المنتشرين في الخارج. وما بدأنا به أصبح حقا منصوصا عنه في القانون، ولا عودة الى الوراء، والانتشار اللبناني أصبح جزءا أساسيا في ممارسة حقوقه السياسية، وهذا سيغير الكثير لأنها بداية عودة المنتشرين اللبنانيين الى لبنان، بحقوقهم وجنسيتهم وبامكانياتهم. وهكذا يستعيد لبنان قوته كما هو يقوى بنفطه وجيشه والشراكة فيه، وهو يقوى حين يعود المنتشرون اليه، وهذا أهم شيء حققه التيار الوطني الحر في السنوات الأخيرة، لأنه استعاد أكثر من نصف الوطن الى الوطن، وهكذا عاد لبنان مساحته لبنان وحدوده العالم".

وأردف: "وتفكيرنا للبنانيين في الخارج غير مجزأ وانما شامل، فكل لبناني في الخارج هو لبناني بحقوق كاملة، وهكذا هو تفكيرنا في لبنانيي الداخل بمعزل عن الاختلاف السياسي والحقوق السياسية نتخاصم على استعادتها ونواجه صعوبات من اخوة لبنانيين لنا باستعادتها، لكن تفكيرنا تجاه اللبنانيين هو تفكير واحد وشامل، نريدهم جميعا ضمن مشروع الدولة، ضمن الانتماء للبنان قبل الانتماء لأي مشروع آخر، أكان خاصا فيهم بمناطقهم وطوائفهم أو عاما بانتماء لمشاريع أخرى ليس بكاملها لبناني أو بأي تبعية لأفكار غير صافية للبنان مئة في المئة".

أضاف: "نحن هذا هو فكرنا اللبناني الذي يجمعنا مع كل اللبنانيين، مهما أصبح هناك حماوة سياسية لن نضيع هذه المبادىء الاساسية، ومهمتنا ومسؤوليتنا أن نجمع اللبنانيين حتى في هذه الأوقات التي فيها تنافس انتخابي، وعلينا ان لا نسمح حتى لو خطط أحد أو أراد أو عن طريق الخطأ حاول أن يخلق بيننا حالة عنف. علينا اعتماد الحوار لأننا على اختلافنا نحن محكومون بالعيش مع بعضنا، وسنبقى نعمل لمصالح كل اللبنانيين، ولن ندع أحدا يأخذنا الى اماكن ذهب اليها البلد واللبنانيون وكان شيئا بشعا، فلن نسمح بالذهاب الى هذه الحالة ولن نسمح للبنان بالذهاب اليها. من هنا فان على اللبنانيين أن يطمئنوا اننا لن نحمل للوطن ولأبنائه الا كل الخير".

وقال: "نحن هنا في زغرتا نتوجه الى اهلنا ورفاقنا في التيار في زغرتا، فنقول أن التيار يستعيد نشاطه وحضوره في هذا القضاء، ليكون تيارا على مساحة كل لبنان، لديه فكر واحد ومشروع واحد، ولا يفرق بين منطقة وأخرى وبين طائفة وأخرى، هو مشروع لبناني صرف من هنا اسمه التيار الوطني الحر. وقوتنا أننا وطنيون وأحرار لأن هذه ميزة لبنان، وهي أغلى قيمة في لبنان وسبب وجوده، وبقاؤنا فيه وسبب هجرة اللبنانيين الذين حين شعروا بأن مساحة الحرية ضاقت عليهم هاجروا، ومن بقي أراد ان يعيش بحرية، من هنا عملنا وكافحنا للحصول على هذه الحرية ولاعطاء القرار اللبناني حريته، وهذا ما يميزنا ويجعل منا قاطرة لكل اللبنانيين لنسير بهذا المسار الحر". واستطرد: "اليوم نحن في قضاء زغرتا، لا يسعنا الا أن نحمل هذا الفكر الحر لأن زغرتا أنجبت الكثير من الأبطال في التاريخ دافعوا عنها وقاتلوا واستشهدوا لأجلها ومن كل الفئات. لا يمكننا ونحن هنا أن لا نستذكر شهداء سقطوا من أجل لبنان، الوزير طوني فرنجية والرئيس رينه معوض، شهيدان من عائلتين كبيرتين سقطا من أجل لبنان كل منهما في لحظة وفي ساحة وظرف، انما لا نفكر بهما الا انهما شهيدين للبنان، ولا يجمعنا الا حين نفكر بشهداءنا انهم سقطوا للدفاع عن لبنان ولأجل شهادتهم مع ألوف غيرهم، يتوجب علينا الاستمرار وبأن لا نسمح بأي شيء سيء أن يحصل".

وختم باسيل بالقول: "على التيار الوطني الحر أن يكون ضمانة جمع اللبنانيين، وعدم السماح للخلاف السياسي بأن يتحول الى خلاف غير سياسي. فنحن هنا اليوم في زغرتا نحمل فكر التيار، واتكالنا على الوزير رفول بكل النشاطات التي يقوم بها ان يحمل معه لزغرتا الالمام بالمواضيع كافة، وزغرتا ستنتظرنا في المرحلة القادمة إن تمثلنا بها أو لم نتمثل، حضورنا فيها سيقوى ويزيد وسنتواصل قبل الانتخابات وبعدها، ونحن وأنتم باقون وزغرتا باقية".

 

قاسم: حزب الله والناس توأمان لا ينفصلان وتجربتنا تجربة الجسد الواحد

السبت 03 آذار 2018 /وطنية - اعتبر نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في حفل اختتام دورة ثقافية في مجمع المجتبى، "ان اليوم في منطقتنا يوجد خطر سرطاني كبير اسمه إسرائيل، كل مشاكل البلاد العربية والإسلامية مصدرها إسرائيل، وكل النتائج التي تحصل من خلال طرد الفلسطينيين من أرضهم والعبء الذي يحصل في المحيط من إسرائيل، كل الحضور التكفيري الذي جمعته أميركا والدول العربية والدول الأجنبية هو من أجل تحقيق المشروع الإسرائيلي، كل الدمار الذي حصل في سوريا واليمن والعراق ولبنان وكل المنطقة مصدره المشروع الإسرائيلي، كل الأداء الذي تؤديه السعودية ومن معها في السير في ركب التطبيع وفي الوقوف بوجه محور المقاومة هو لخدمة إسرائيل، وكل المنظومة العالمية اليوم التي ترعاها أميركا قائمة على تأمين هذا المشروع أن يكون حاضرا حتى ولو فنيت كل البلاد وكل المحيط".

أضاف: "نحن سلكنا درب المقاومة، كنا ولا زلنا في خط الدفاع ولم نكن في خط الهجوم، نحن لم نعتد على أحد، اعتدي علينا فقمنا برد الاعتداء بالمقاومة، أرضنا احتلت فقاومنا لنحررها، قرارنا السياسي سلب فعملنا لاستنقاذه، الأمن خرَّبته إسرائيل فاستعدنا أمننا بجهودنا وجهادنا، تآمرت إسرائيل لتفكيك بنية واقعنا في لبنان فثبتنا معادلة الجيش والشعب والمقاومة لنحمي لبنان وأجيالنا ومستقبلنا واستقلالنا، نحن نلاحظ أن كل ما يجري في هذه المنطقة سببه هذه الغدة السرطانية إسرائيل ومشروعها".

وأردف: "فليكن معلوما هذه المقاومة التي قدمت وضحت وبذلت، هي القادرة على أن تحمي وتؤسس وأن تصنع مستقبل أجيالنا، لقد نصرنا الله تعالى في مواطن كثيرة وسينصرنا ما دمنا نعمل للحق ونواجه من أجل مستقبل أجيالنا"، مضيفا "تجربة حزب الله على الساحة اللبنانية مع ناسه وشعبه هي تجربة الجسد الواحد، لا يوجد فرق بين فئة في حزب الله وفئة أخرى، ولا بين قيادة وقاعدة، ولا بين قيادة وجمهور، نحن جسد واحد في كل قضايانا وفي كل مشاكلنا وتحدياتنا، ولذا يعمل الأعداء ليل نهار من أجل إيجاد الشرخ في داخل هذا الجسد، فيحاولون إثارة قضايا ومشاكل وتعقيدات واتهامات ليقول الناس: أين أنتم وماذا تفعلون؟ ولكن نحن نعرف مع من نتعامل، ونعرف أنهم لن يتمكنوا من خلخلة ساحتنا، وهم متألمون جدا لأنهم يرون العكس، إنهم مذهولون كيف تزف الأم شهيدها ثم تقدم الآخرين من أجل أن يكونوا على درب الشهادة وهي ضاحكة مسرورة، ومذهولون كيف يتمسك الناس بخيار المقاومة من طفلهم إلى شيخهم إلى المرأة إلى كل عنصر من عناصر الأسرة، حتى أنك إذا دخلت إلى أسر المقاومة تجدها من أولها إلى آخرها بصوت واحد مع المقاومة رغم كل التحديات. إنهم مذهولون كيف نتعاون لتأمين الحاجات والمتطلبات ولا نبغي جزاء ولا شكورا، كيف تأسست مؤسسة الشهيد والإمداد ودفع الحقوق الشرعية وجهاد البناء وكل المساعدات من أجل حماية مجتمعنا من العوز ومن الوضع السيئ الذي يعيشه بسبب ظروف البلد وطريقة الأداء، هذا كله يوجد جوا من التكافل الاجتماعي يربطنا مع بعضنا، مما يذهل أعداءنا فيعجزون عن تفكيك هذا الترابط لأننا جزء لا يتجزأ من الناس ومع الناس".

وقال: "حزب الله يعيش معاناة الناس، هو جزء منهم، نحن نتألم كما تتألمون، ونعيش الأحزان عندما تعيشونها والأفراح عندما تكونون فيها، لسنا بعيدين عن كل أجواء هؤلاء الناس الطيبين الطاهرين الأوفياء. ولذلك لاحظوا دائما يجتمعون ليفصلوا بيننا وبين الناس، وهل يمكن الفصل بين القلب والروح، وهل يمكن الفصل بين أعضاء الجسد الواحد، حزب الله والناس توأمان لا ينفصلان على الإطلاق في السراء والضراء ولو كره الكافرون ولو كره الحاقدون. من حقكم أن تصرخوا بأنه يوجد فساد في البلد ونحن معكم، من حقكم أن ترفعوا الصوت عاليا لتقولوا بأنه يوجد هدر ونحن معكم، من حقكم أن تطالبوا المسؤولين بأن يعملوا من أجل ضبط الإنفاق من سراق المال العام، وتشغيل أجهزة الرقابة وإدارة الخطط التي تساعد على حماية المواطنين من وحوش المال من أولئك الذين لا يعرفون الله ولا يعرفون كرامة الإنسان. من حقكم أن تقفوا ونحن معكم، ونحن نساهم بما نستطيع في الوقفة العزيزة لإعطاء التجربة النموذجية في الحكم وفي المجلس النيابي، ولكن علينا دائما أن لا نتوقف وأن نطالب وأن نسعى، يجب أن تعرفوا من هو المسؤول؟ المسؤول هو الحكومة اللبنانية، هي التي يجب أن تضع الخطط من أجل أن تفعل الرقابة ومن أجل أن تقوم بالإنماء المتوازن ومن أجل أن تضع الحلول، المسؤول هو المجلس النيابي الذي يجب أن يسأل الحكومة ويقول لها: ماذا فعلت وبماذا أخطأتِ وأين وصلتِ؟ هؤلاء يتحملون المسؤولية من أجل الوصول إلى نتائج فعالة ومن أجل معالجة الأمور المختلفة.

وقال:"نحن رفعنا شعارا بأننا نحمي ونبني، نعم نحمي ونبني، نحمي وحمينا، وحررنا وانتصرنا، ونبني لأننا ما دخلنا قرية ولا مدينة ولا تواجدنا في أي موقع من المواقع إلا وقدمنا في سبيل البناء، ولكننا نبني بحسب استطاعتنا وقدراتنا، ولسنا وحدنا من يبني، على الآخرين أن يقوموا بواجباتهم ليتكامل البناء، وإلا إن بنينا وبنى بعض من على سدة المسؤولية ولم يبن الآخرون فستكون هناك ثغرات كثيرة في داخل البلد مع الظروف الموجودة في بلدنا ومنطقتنا، من المسؤول؟ المسؤول معروف. أما الذين يتشدقون ويحاولون توجيه اتهامهم إلينا أقول لهم: ماذا تفعلون أنتم وما هو دوركم؟ يقولون: نحن نصرخ. ونقول لهم: ونحن نصرخ أيضا، يقولون نطالبكم، نقول لهم طالبوا من يعنيهم الأمر، أخطأتم في الطريق لسنا من نطالب لأننا نعمل ونسعى ونشتغل بقدر إمكاناتنا". وختم قاسم: "لا توجهوا الناس بطريقة خاطئة، ولا تشوشوا عقول الناس بطريقة خاطئة، يجب أن نصارح الناس بالحقيقة وعودناكم كحزب الله أن نقول الحقيقة".