المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 آذار/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.march20.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَيُّهَا الجِيلُ المُلْتَوِي غَيرُ المُؤْمِن، إِلى مَتَى أَكُونُ مَعَكُم وَأَحْتَمِلُكُم؟ قَدِّمِ ٱبْنَكَ إِلى هُنَا

أنَّ مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد

وزَّعَ وأَعْطَى المَسَاكِين، فَبِرُّهُ دَائِمٌ إِلى الأَبَد

فَلْيُعْطِ كُلُّ واحِد، كَما نَوَى في قَلْبِهِ، بِلا أَسَفٍ ولا إِكْرَاه، لأَنَّ ٱللهَ يُحِبُّ المُعْطِيَ الفَرْحَان

                                                                                     

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مظاهرة اليوم: تجهيل للمحتل الإيراني المسؤول عن كل حالات التعتير والفوضى/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المستقبل مع الدكتورة منى فياض تعري من خلالها نفاق ومسرحيات الطبقة الحاكمة على خلفيىة زيادة الضرائب والقانون الانتخابي وهيمنة حزب الله

بعض عناوين مقابلة د. منى فياض

بيان/امانة سر ١٤ آذار – مستمرون

المواطنون في رياض الصلح: لا للضرائب والسلسلة تمول بوقف الهدر

فارس سعيد: بدأ عضّ الاصابع

محمد يموت في رسالة إلى جبران باسيل

“حزب الله” يخسر أحد قيادييه في سوريا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 19/3/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تيمور جنبلاط زعيما للدروز في مواجهة أزمة وجودية

ليست ثورة ضدّ الحريري وإنما ضد الجوع والضرائب

بحبك يا زعيمي بس قد ولادي…لا

الحريري للمتظاهرين: سننهي الفساد ونوقف الهدر ونكمل المسيرة معكم

الأحرار: ما نزلنا من أجله إلى الشارع سام وبعيد عن أعمال الشغب

التجدد الديموقراطي للحريري: للترجمة السريعة لتعهدك أمام المتظاهرين بمكافحة الفساد

انتهاء التظاهرة في رياض الصلح ودعوة إلى اعتصام الأربعاء المقبل

جريحان في ساحة رياض الصلح بسبب التدافع

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

هل بدأ العد العكسي لتحجيم نفوذ إيران/ماجد كيالي/العرب

المعارضة السورية تخلط أوراق الأسد وإيران في دمشق

تركيا تتهم ألمانيا بالتحريض ضد أردوغان

ليبرمان يهدد بتدمير الدفاعات الجوية السورية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المعجزة الإلهية»... جديد نصر الله/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

سامي الجميّل ينجح في إعادة الكتائب إلى الشارع المدني: أبداً لا نعمل سياسة للكراسي/ايلي الحاج/النهار

بين ساحتَي النجمة ورياض الصلح: عودة إلى المربع الأول تقاذف لكرة النار بين ملعبَي الحكومة والمجلس/سابين عويس/النهار

الاستحقاقات الاجتماعية كأول تحديات العهد رفض للانشغال بالطموحات الانتخابية/روزانا بومنصف/النهار

شهاب أنشأ هيئات رقابية لمنع الفساد ولا سبيل إلى مكافحته إلا بمحكمة خاصة/اميل خوري/النهار

شهاب أنشأ هيئات رقابية لمنع الفساد ولا سبيل إلى مكافحته إلا بمحكمة خاصة/اميل خوري/النهار

عفواً فخامة الرئيس: لقد ضاعت الفرصة/عبد الحميد فاخوري/النهار

جنبلاط والردّ المُعاكس على «حرب الجبل»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

أيبقى لبنانُ مُعفَى من الثوراتِ ومَشمولاً بضرائِبِها/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

أينَ ضاعت "الـمناصفة"/ريـمون شاكر/النهار

«خطوط حمر» لترامب من سورية إلى... اليمن/جورج سمعان/الحياة

عن الموصل بعد «داعش»/حازم الامين/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جنبلاط في أربعينية والده: مهما كبرت التضحيات من أجل السلم والحوار والمصالحة تبقى رخيصة أمام مغامرة العنف والدم والحرب

سامي الجميل: نهنىء الشعب اللبناني على تحركه من كل المناطق والطوائف ونعده بالاستمرار حتى تحقيق الحلم بدولة حضارية

قاووق: عدم التوافق على قانون إنتخابي جديد يقرب البلد من أزمة جديدة نحن بغنى عنها

خالد الضاهر: وقف الهدر في المؤسسات والمرفأ والمطار يغطي أكثر من سلسلة

الراعي في عيد مار يوسف: للحد من الفساد والرشوة والمحسوبية وإخراج الدولة من الاستتباع

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَيُّهَا الجِيلُ المُلْتَوِي غَيرُ المُؤْمِن، إِلى مَتَى أَكُونُ مَعَكُم وَأَحْتَمِلُكُم؟ قَدِّمِ ٱبْنَكَ إِلى هُنَا

إنجيل القدّيس لوقا09/من37حتى45/:"فيمَا يَسُؤعُ وتَلاميذُهُ نَازِلُونَ مِنَ الجَبَل، لاقَاهُ جَمْعٌ كَثِير. وإِذا رَجُلٌ مِنَ الجَمْعِ صَرَخَ قَائِلاً: «يا مُعَلِّم، أَرْجُوك، أُنْظُرْ إِلَى ٱبْنِي، لأَنَّهُ وَحيدٌ لي! وهَا إِنَّ رُوحًا يُمْسِكُ بِهِ فَيَصْرُخُ بَغْتَةً، وَيَهُزُّهُ بِعُنْفٍ فَيُزْبِد، وَبِجَهْدٍ يُفارِقُهُ وهُوَ يُرضِّضُهُ. وقَدْ رَجَوْتُ تَلامِيذَكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ، فَلَمْ يَقْدِرُوا!».

فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «أَيُّهَا الجِيلُ المُلْتَوِي غَيرُ المُؤْمِن، إِلى مَتَى أَكُونُ مَعَكُم وَأَحْتَمِلُكُم؟ قَدِّمِ ٱبْنَكَ إِلى هُنَا». ومَا إِنِ ٱقْتَرَبَ الصَّبِيُّ حَتَّى صَرَعَهُ الشَّيْطَان، وَهَزَّهُ بِعُنْف. فَزَجَرَ يَسُوعُ الرُّوحَ النَّجِس، وأَبْرَأَ الصَّبِيّ، وَسَلَّمَهُ إِلى أَبِيه. فَبُهِتَ الجَمِيعُ مِنْ عَظَمَةِ الله. وفِيمَا كَانُوا جَمِيعًا مُتَعَجِّبِينَ مِنَ كُلِّ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ يَسُوع، قالَ لِتَلامِيذِهِ: وَأَنْتُمُ ٱجْعَلُوا هذَا الكَلامَ في مَسَامِعِكُم: فَٱبْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسْلَمُ إِلَى أَيْدِي النَّاس. أَمَّا هُم فَمَا كَانُوا يَفْهَمُونَ هذَا الكَلام، وَقَد أُخْفِيَ عَلَيْهِم لِكَي لا يُدْرِكُوا مَعْنَاه، وَكَانُوا يَخَافُونَ أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْهُ."

 

أنَّ مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد

وزَّعَ وأَعْطَى المَسَاكِين، فَبِرُّهُ دَائِمٌ إِلى الأَبَد

فَلْيُعْطِ كُلُّ واحِد، كَما نَوَى في قَلْبِهِ، بِلا أَسَفٍ ولا إِكْرَاه، لأَنَّ ٱللهَ يُحِبُّ المُعْطِيَ الفَرْحَان

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس09/05حتى15/:"يا إخوَتِي، أَمَّا في شَأْنِ خِدمَةِ الإِعَانَاتِ لِلقِدِّيسِين، فقَد رَأَيْتُ مِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ أَطْلُبَ مِنَ الإِخْوَةِ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَيْكُم، فَيُرَتِّبُوا تَقْدِمَاتِ بَرَكَتِكُمُ الَّتي وَعَدْتُم بِهَا، لِتَكُونَ مُهَيَّأَةً لا كَتَقْدِمَةِ بُخْلٍ بَلْ كَبَرَكَة! وٱعْلَمُوا هذَا أَنَّ مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد. فَلْيُعْطِ كُلُّ واحِد، كَما نَوَى في قَلْبِهِ، بِلا أَسَفٍ ولا إِكْرَاه، لأَنَّ ٱللهَ يُحِبُّ المُعْطِيَ الفَرْحَان. وٱللهُ قَادِرٌ أَنْ يَغْمُرَكُم بِكُلِّ نِعْمَة، حَتَّى يَكُونَ لَكُم في كُلِّ شَيءٍ وفي كُلِّ حِينٍ كُلُّ مَا يَكْفِيكُم، فَتَفِيضُوا بِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «وزَّعَ وأَعْطَى المَسَاكِين، فَبِرُّهُ دَائِمٌ إِلى الأَبَد». والَّذي يَرزُقُ الزَّارِعَ زَرْعًا، وخُبْزًا يَقُوتُهُ، هُوَ يَرزُقُكُم ويُكَثِّرُ زَرْعَكُم، ويَزِيدُ ثِمَارَ بِرِّكُم! فَتَغْتَنُونَ في كُلِّ شَيء، لِيَكُونَ سَخَاؤُكُم كَامِلاً ويُثْمِرَ عَلى يَدِنَا فِعْلَ شُكْرٍلله؛ لأَنَّ قِيَامَكُم بِهذِهِ الخِدْمَةِ المُقَدَّسَةِ لا يَسُدُّ عَوَزَ القِدِّيسِينَ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا يُفيضُ فيهِم أَفْعَالَ شُّكْرٍ لله. فإِنَّهُم سَيُقَدِّرُونَ خِدْمَتَكُم هذِهِ، فَيُمَجِّدُونَ ٱللهَ عَلى طَاعَتِكُم وٱعْتِرَافِكُم بإِنْجِيلِ المَسِيح، وعَلى سَخَائِكُم في مُشَارَكَتِكُم لَهُم وَلِلْجَميع. وهُم يَتَشَوَّقُونَ إِلَيْكُم رَافِعِينَ الدُّعَاءَ مِنْ أَجْلِكُم، بِسَبَبِ نِعْمَةِ ٱللهِ الفائِقَةِ الَّتي أَفَاضَهَا عَلَيْكُم. فَٱلشُّكْرُ للهِ عَلى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لا وَصْفَ لَهَا!"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مظاهرة اليوم: تجهيل للمحتل الإيراني المسؤول عن كل حالات التعتير والفوضى

الياس بجاني/19 آذار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=53467

بمظاهرة اليوم.. مين كان مع مين؟

ومين كان ضد مين؟

الظاهر ب وطن الأرز والعبقرية إنو الكل متفق على المشكلة يلي هي الفقر والفوضى والتفلت القانوي والإنحدار الأخلاقي وموت الضمائر والإستغلال والسرقات .. والتعتير بكل وجوهه البشعة ..

ولكن كمان الكل وعلى الأكيد الأكيد مختلف على أسباب كل المشاكل ومسبباتها.

يعني وباختصار: مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد..

المطلوب انهاء احتلال حزب الله الإيراني والمذهبي وعودة الدولة والقانون والتحرر من عبودية أصحاب شركات الأحزاب ومن يحميهم ويمولهم..

إذاً: المشكلة هي الاحتلال الإيراني وكل من يغطي ويحمي هذا الاحتلال..

وفيما عدا هذا كله أعراض للمشكل الأساس..

الفوضى والسرقات والسمسرات والتهريب والإرهاب بكل اشكاله…

كما التهرب من دفع الضرائب وابقاء البور والمطار وكل مراكز الحدود خارج سلطة الدولة سببها ومسببها الأساس هو الإحتلال الإيراني وهي كلها عوامل  تقف وراء الفقر والإفقار والهجرة وعدم انتظام الحكم.

بالمنطق والعقل يُفهم أن الحل يمكن في إنهاء الاحتلال وتسليم الدويلة للدولة مع سلاحها ورذل كل من يحمي المحتل الإيراني ويتستفيد منه ..

وبالطريق لا بد من التخلص من حيتان أصحاب الأحزاب..

كل الأحزاب ودن استثناء واحد هي التي تتاجر بأرواح الناس وبلقمة عيشهم وبمصير الوطن تحت رايات الحفاظ على حقوق المذاهب.

بمظاهرة اليوم كان القاتل والقتيل جنباً إلى جنب في حفلة تكاذب رهيبة.

كما أن إطلالة رئيس الوزراء ومخاطبته المتظاهرين هي مسرحية ممجوجة وصبيانية وفيها الكثير من الإستغباء لعقول العقال وبامتياز.

كما أن مشاركة أغنام وماعز وهوبرجية الأحزاب في المظاهرة تُبين كم أن هؤلاء منافقون ومتلونون وفاقدون لحسهم الإنساني واحترام الذات.

إن أولوية المظاهرات والتحركات الشعبية يجب أن تكون ضد الإحتلال وللمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1701 ومن أجل الإلتزام بالدستور والقانون…

في الخلاصة، ما لم يُعالج السبب الأساس للمشاكل كلها وهو الاحتلال الإيراني والتخلص من مرتزقته…ففالج لا تعالج..

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المستقبل مع الدكتورة منى فياض تعري من خلالها نفاق ومسرحيات الطبقة الحاكمة على خلفيىة زيادة الضرائب والقانون الانتخابي وهيمنة حزب الله

http://eliasbejjaninews.com/?p=53473

اضغط هنا لمشاهدة فيديو مقابلة من تلفزيون المستقبل مع الدكتورة منى فياض تعري من خلالها نفاق ومسرحيات الطبقة الحاكمة على خلفيىة زيادة الضرائب/19 آذار/17

https://www.youtube.com/watch?v=4_8ylPy8Mu4&t=393s

بعض عناوين مقابلة د. منى فياض

مشاركة ربع السطلة وأحزابها في المظاهرات في مواجهة زيادة الضرائب هو كذب وضحك ع الدقون

الوزير جبران باسيل وحزبة هما جزء من السلطة

العلم اللبناني يجمع كل المواطنيين

ضرورة اطلاع الجمهور على كل مكونات الموازنة

المطلوب من حزب الله رفع هيمنته عن البور

حزب الله يسعي للحصول على ثلث نيابي معطل على خلفية احتمال عودته من سوريا

ملايين الدولارات التي يتم هدرها على الكهرباء تكفي لو استردت لتغطية السلسلة

اقترح تولي قوات اليونيفيل في كل مناطق الجنوب على صناديق الإقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة

مجلس النواب الحالي غير شرعي ولا يحق له تشريع قوانين انتخابات

مع أي قانون انتخابي فيما عدا الأرثوذكسي

التمديد للمجلس الإسلامي الشيعي وخلفياته

الثنائية الشيعية تتحكم بقرار الطائفة وبمن يمثلها

المستقلون الشيعة مبعدون عن مواقع القرار والسلطة

الكوتا النسائية في أي قانون انتخابي ضرورية

مجتمعنا بطريركي وليس ذكوري

 

بيان/امانة سر ١٤ آذار – مستمرون

19 آذار/17

صدر عن امانة سر ١٤ آذار - مستمرون البيان الآتي:

١- تهنيء آمانة سر قوى ١٤ آذار - مستمرون كل الناشطين الذين واكبوا وشاركوا وساهموا في تظاهرة اليوم وتعلن انتهاء التظاهر في الثانية والنصف من بعد الظهر.

٢- تشجب امانة سر قوى ١٤ آذار - مستمرون تدخل السلطة التخريبي السافر للتحرك الديمقراطي الرافي للشعب اللبناني من خلال دس مخربي بعض احزابها في التظاهرة للتشويش على سلميتها ورقيها.

٣- تؤكد امانة سر قوى ١٤ آذار - مستمرون المضي قدما في التحرك لاستعادة السيادة المالية للدولة اللبنانية كاملة على كل مرافقها وحدودها البرية والبحرية والجوية في موازاة نضالها لاستعادة السيادة الامنية والعسكرية والسياسية.

٤- تواصل امانة سر قوى ١٤ آذار - مستمرون تنسيقها مع الاحزاب والقوى السياسية والمجتمع المدني تحضيرا للتحركات المقبلة

 

المواطنون في رياض الصلح: لا للضرائب والسلسلة تمول بوقف الهدر

وكالات/19 آذار/17/الحراك المدني، الكتائب، الأحرار، الحزب الشيوعي وغيرهم من الأحزاب والناشطين والسياسيين والاعلاميين والمواطنين شاركوا في تظاهرة في ساحة رياض الصلح رفضا لسياسة فرض الضرائب غير العادلة وغير المحقة على الشعب ودعما لاقرار السلسلة وتمويلها من مكامن الهدر والفساد.

 العلم اللبناني كان العلم الوحيد المرفوع في تلك التظاهرة التي لاقت تجاوبا مقبولا من المواطنين الذين نزلوا الى الشارع لتوجيه رسالة الى الطبقة السياسية والمطالبة بإلغاء الضرائب التي أقرت.لم يكن هناك برنامج لإلقاء الخطابات وذلك بسبب عدم التنسيق بين مختلف القيادات التي شاركت وإقتصرت التظاهرة على رفع الشعارات واليافطات وإلقاء الكلمات. وركزت كلمات المتظاهرين على رفض الضرائب التي أقرها مجلس النواب من أجل تمويل السلسلة رافضين تمويلها من جيوبهم الخاصة، وطالبوا بتأمين موارد السلسلة من مصادر أخرى خصوصا عبر وقف الهدر والفساد، وهاجموا كل الطبقات السياسية وتحديدا الممثلة في السلطة حاليا. والجدير ذكره أنه تمت دعوة الشعب اللبناني للمشاركة في تظاهرة يوم الأربعاء المقبل 22 آذار تزامنا مع انعقاد جلسة مجلس النواب.

 

فارس سعيد: بدأ عضّ الاصابع

وكالات/19 آذار/17/رأى النائب السّابق فارس سعيد ان "زيارة البابا فرنسيس الى الازهر تاريخية وخطوة في اتجاه السلام في العالم وكلني أمل ان يعود لبنان مركزا للحوار وتجربتنا تشهد". وقال في تغريدة عبر "تويتر":"بعد كلام السيد نصرالله عن ضرورة إقرار قانون انتخابات أعلن اليوم البعض ان قانون الانتخابات قبل السلسلة"، سائلاً:"لماذا لا ينتقل نصرالله الى بعبدا؟".واعتبر سعيد أنه "لو نجح الوزير باسيل في تمرير قانون انتخابات لما تدخل السيد نصرالله شخصيا لإنقاذ الوضع!"، مشيراً الى انه "يوما بعد يوم تؤكد الايام ان حزب الله يحكم لبنان ويحتفظ الآخرون بالكراسي وأقول بمرارة لكل رفاقي الذين سهلوا التسوية "بدأ عض الاصابع".

 

محمد يموت في رسالة إلى جبران باسيل

فايسبوك/19 آذار/17

معاليك، ما انت يلي اخدت مليار و200 مليون لاعادة

الكهرباء 24 /24؟؟

مبلا اني !!

و ما انت يلي جبت فاطمة غول وعملت السمسرات ع ضهرا و بعدين اشتريت الباخرة وبعدنا عالعتم ؟؟

مبلا اني !!

وما انت يلي استوليت عالبيوت الاثرية بالبترون بعد ما شبحتن من وزارة السياحة لما كانت معكن ؟؟

مبلا اني !!

وما انت يلي كنت ورا مشاريع السدود الفاشلة سد شبروح ومبروح يلي كلفو الدولة ميات الملايين وآخر شي طلعلنا سد البوز ؟؟

مبلا اني !!

ما انت يلي عينت موظفين برواتب خيالية بوزارة الاتصالات وبقي يقطشششش ؟؟؟

مبلا اني !!

وما انت يلي طالبت شركات النفط الايطالية بحصة من الارباح عند الاستخراج ؟؟

مبلا اني !!

وما انت يلي ما كان معك تمشي وصار عندك طيارة خاصة و جدك المنتوف ورتك ٣٨ عقار ؟!؟!؟

مبلا اني !!

يعني انت اساس المنظومة السياسية وبتتأقلم مع الفساد والهدر .. معاليك!

#لاء_ماااا_اني !!!! معاليك رأس الفساد

 

“حزب الله” يخسر أحد قيادييه في سوريا

وكالات/19 آذار/17/قُتل القيادي في “حزب الله” بديع جميل حمية، “جواد”، في القنيطرة في سوريا، وهو من بلدة كفرحتى. وأفاد موقع “الميادين” ان مصادر موثقة نفت مقتل القيادي حمية في الغارة الاسرائيلية على سوريا، مؤكدة ان حمية قُتل الخميس في القنيطرة. وكانت قد تداولت بعض وسائل الاعلام أخباراً عن مقتل”قيادي” “حزب الله” في الغارة التي شنتها الطائرات الإسرائيلية على ريف حمص الشرقي بسوريا فجر الجمعة.   

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 19/3/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حدثان بارزان اليوم، الأول: هدوء الزعيم وليد جنبلاط في مهرجان المختارة، على عكس الشائعات التي راجت عن توقع مواقف ساخنة، إذ أن المهرجان تميز بثلاث نقاط: الأولى: الحشد الجماهيري الكبير. الثانية: مشاركة جامعة للقيادات الوطنية. الثالثة: تسليم جنبلاط لنجله تيمور زعامة العمل السياسي في الجبل، ويبقى هدوء جنبلاط مركزا على الحوار اللبناني وفلسطين المقاومة.

الحدث الثاني كان في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، وفيه محاولة البعض دفع الوطن إلى ما يشبه التفلت الأمني، عن طريق إحداث فوضى، وهذا ما برز في ظهور الأشخاص المقنعين بين الفقراء الذين تعرضوا أيضا للابتزاز السياسي تحت ذريعة منعِ فرض الضرائب.

ولقد حاول الرئيس سعد الحريري مناقشة هؤلاء الفقراء في مطالبهم، غير أن المندسين هاجموه بإلقاء عبوات المياه والعصي، محدثين الشغب، ما اضطر الجيش والقوى الأمنية إلى وضع حد لذلك.

وفي المحافل السياسية، تداول في منع انزلاق الوطن إلى ما بدأ به بعض الدول العربية في مطالب شعبية محقة استغلت لإحداث الحروب الطاحنة التي لن ينجو منها أحد، وتركز المحافل على أهمية الفصل بين مطالب الناس ومؤامرات المتضررين، وتلفت الى أن الضرائب لن تشمل الفقراء، بل إنها ضرائب يتحملها الميسورون، وهذا ما أشار إليه الرئيس الحريري والسيد حسن نصرالله والزعيم وليد جنبلاط وغيرهم من القيادات.

وتقول أوساط الرئيس الحريري إنه حريص على عدم إرهاق الشعب بالضرائب، لا بل إنه متمسك بالتخطيط لرفع الشأن المعيشي للناس، وأن الموازنة تسير في هذا الإتجاه، فيما سلسلة الرتب والرواتب موضوع دراسة دقيقة في المجلس النيابي لجهة الإيرادات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

تظاهرة احتجاجية في وسط بيروت رفعت الصوت فعبرت، في مشهد ديمقراطي لم تشوهه احتكاكات عابرة مع القوى الأمنية، بعد محاولة شبان إجتياز الحواجز نحو السرايا الحكومية.

عناوين مطلبية حضرت وقوى بالجملة اجتمعت، فخلطت التظاهرة بين الأحزاب السياسية والجمعيات والهيئات المدنية، فارتفعت شعارات كادت تضيع الهدف الذي دفع المتظاهرين للتحرك: إقرار سلسلة الرتب والرواتب ورفض الزيادات الضرائية على الطبقات الفقيرة والمحدودة الدخل.

مفاجأة وسط بيروت كانت في إطلالة رئيس الحكومة سعد الحريري أمام المتظاهرين وجها لوجه، قد تكون مغامرة لكن الهدف نبيل، فلم تمنعه الشعارات ولا التجييش من الحديث بمسؤولية وطنية: سنكون إلى جانب الناس، وسنكمل المسيرة معا، نحارب الفساد، ونوقف الهدر.

الأهم أن لا ينشغل اللبنانيون عن هدف وطني أساسي يتمثل بإقرار قانون انتخابات جديد، يتيح إجراء الاستحقاق كأولوية لمنع دخول البلد في المجهول.

لبنان اليوم كان يرصد خطوة مفصلية شهدها الجبل بقرار تقدمي اشتراكي، أحاطته الجماهير الغفيرة التي وصلت أعدادها بحسب تقديرات القوى الأمنية إلى أكثر من مئة ألف. النائب وليد جنبلاط ألبس كوفية الزعامة لنجله تيمور، بمبايعة شعبية علنية. للخطوة رمزيتها خصوصا أن تيمور جنبلاط يمارس السياسة في عناوينها العريضة، وتفاصيلها الخدماتية منذ سنتين.

اليوم رسخ وليد بك أكثر من إشارة: المبايعة الشعبية للحزب التقدمي، المباركة السياسية بحضور حزبي وطني واسع، تأكيد جنبلاط النهج الوطني والعروبي من المصالحات إلى قضية فلسطين ومحطة إسقاط اتفاق 17 أيار. ومن هنا طلب وليد بك من تيمور السير مرفوع الرأس يحمل تراث جده، ويشهر عاليا كوفية فلسطين العربية، وكوفية لبنان التقدمية، وكوفية المقاومين لإسرائيل، وكوفية المصالحة والحوار.

سوريا، أجهض الجيش محاولة المسلحين إرباك دمشق بفتح جبهة جوبر شرق العاصمة، لمنع الجيش من التقدم في القابون وبرزة. لكن زمن تقدم المسلحين ولى فسقط الهجوم. وحدها إسرائيل تستنفر بين تقييم الرد السوري عليها والإعلان عن استهداف سيارة على الحدود في القنيطرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

نجح حاجز حديدي وآخر بشري في منع احتكاك مباشر بين المتظاهرين والقوى الأمنية في رياض الصلح، وبقي التراشق عن بعد: زجاجات فارغة وصيحات رافضة لفرض الضرائب على الفقراء، لم توفر رئيس الحكومة سعد الحريري الذي غادر ساحة الاعتصام على عجل قبل تفاقم المشكل.

رشق من كل الأصناف يعكس تململا شعبيا ومرضا في البيت الرسمي. سلسلة رتب ورواتب يخاف على مصيرها وكذلك على مصادر تمويلها، وقانون انتخابي تخنقه المهل واعداء النسبية الخائفون على مقعد نيابي هنا أو هناك.

فهل يحمل الأسبوع المقبل من جديد، ويدرك القيمون فداحة الخسارة في حال لم يتوصلوا إلى قانون انتخابي عادل؟، فالسيد نصرالله حذر، وأن الامر يستأهل العمل ليل نهار للخروج بقانون انتخابي يخرج البلد من عنق الزجاجة.

أما في سوريا، فالارهابيون العالقون في عنق الزجاجة، وتلحق بهم الهزيمة بعد الأخرى حاولوا الخروج من معاقلهم في جوبر. محاولة فاشلة تصدى لها الجيش السوري، وتمكن من عزل مجموعات متسللة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

من بيروت إلى المختارة، انه يوم مميز في تاريخ لبنان.

في العاصمة أولا، تجمع شعبي كبير في ساحة رياض الصلح، رفضا للضرائب التي حاول مجلس النواب تمريرها في بحر الأسبوع. مشهديا، التحرك نجح وكان منظما في قسمه الأول، لكنه لامس الفوضوية في القسم الثاني، ما دفع الوفود الحزبية المشاركة إلى الانسحاب. وقد بلغت الفوضى ذروتها مع استهداف موكب الرئيس سعد الحريري الذي حاول مخاطبة المتظاهرين، لكن عبثا.

في المحصلة، ورغم ما حصل، الحراك سيتجدد مع انعقاد كل جلسة لمجلس الوزراء أو لمجلس النواب، ما يعني ان الضرائب المستحدثة لن تتحقق، وهو أمر يضع مصير سلسلة الرتب والرواتب في مهب الريح وكذلك الموازنة.

يوم المختارة كان مميزا أيضا، عنوانه الأساسي، مهرجان هادر لخطاب هادئ، فرسالة وليد جنبلاط إلى الرئيس ميشال عون والعهد وصلت بهدوء، فيما ألبس ابنه تيمور كوفية الزعامة، بعد اربعين عاما كاملة على الباسه العباءة اثر استشهاد والده.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في الجبل، كان حدث المبايعة لانتقال العباءة الجنبلاطية من الأب إلى الابن، بعرض قوي من الناحية الشعبية، وبخطاب سياسي مختصر. أما في بيروت، فمتظاهرون من جهات سياسية مختلفة، رفعوا شعارات متباينة من دون أي اتجاه واضح أو هادف للتحرك. وهو ما تمثل في شكل واضح عندما خاطبهم رئيس الحكومة سعد الحريري، مطالبا اياهم بلائحة مطالب، فكان الرد، بالعبوات الفارغة.

حضر الحريري في الجبل وبيروت. في المختارة شعر انه بين جمهوره، وعلى الساحل بين خصومه. في الجبل، صعد ليدعم وليد جنبلاط وتيمور من بعده، وفي وسط بيروت لم يجد من يستمع إليه ويتلقف مبادرته، وسط الفوضى التي مثلها الشارع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

التاسع عشر من آذار 2017 يوم تاريخي بامتياز، من المختارة الى رياض الصلح. البيت الجنبلاطي سلم تيمور الكوفية، لكن جنبلاط ما زال في الواجهة، لا هو تخلى عن الزعامة، ولا تيمور أخذ الواجهة كليا.

أربعون عاما على اغتيال كمال جنبلاط، أراد نجله وليد ان يقول انه حافظ على الأمانة ويسلمها إلى حفيد كمال. الاحتفال شاءه وليد جنبلاط عرضا لعضلات الزعامة، وشاءها أيضا أبعد من الحسابات الانتخابية، وقد نجح إلى حد بعيد في تثبيت هذه الزعامة بشراكة الرئيس سعد الحريري الذي وقف إلى جانبه، تماما مثلما وقف جنبلاط إلى جانب سعد الحريري اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وقفة اليوم أبعد من وقفة وفاء، إنها رسالة مقروءة من الرئيس الحريري إلى الحلفاء والخصوم، وبإمكان جنبلاط ان يضعها في رصيده.

لكن المشهد في ساحة رياض الصلح هو غيره في ساحة قصر المختارة، في المختارة ألبس الرئيس سعد الحريري كوفية جنبلاط، وفي ساحة رياض الصلح ألبسه المعتصمون مسؤولية لائحة الضرائب. الاعتصام كان حاشدا، ولكن شابته بعض التصرفات من مقنعين أدت إلى انسحاب أحزاب "الكتائب" و"الأحرار" و"الاشتراكي" منه.

انتهى النهار على خير، ليبدأ أسبوع الاختبارات القاسية، سواء بالنسبة إلى السلسلة والموازنة، أو بالنسبة إلى قانون الانتخابات. على مستوى القانون فإن اجتماعا سيعقد هذه الليلة لاعطاء أجوبة حيال المشروع الثالث الذي تقدم به الوزير باسيل الذي سيغادر فجر غد إلى واشنطن. أما بالنسبة إلى لائحة الضرائب فهناك اتجاه إلى اعادة النظر فيها بعد الضربات التي تلقتها. يبقى ان الجامع المشترك بين مشروع قانون الانتخابات واللائحة الجديدة للضرائب، هو ان المشروعين ما زالا غير واضحي المعالم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

النهار السياسي اللبناني الطويل بدأ بمسيرة حاشدة في عمق الشوف بالمختارة، إحياء للذكرى الـ40 لإستشهاد الزعيم كمال جنبلاط. فوسط الحشود التي فاقت المئة ألف شخص، والتي جاءت من كافة المناطق في الجبل والشمال والجنوب والبقاع وبيروت، سار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري جنبا إلى جنب، مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط، الذي ألقى كوفية الزعامة على كتفي نجله تيمور، وأوصاه بأن يحمل تراث جده الكبير كمال جنبلاط، وأن يشهر كوفية فلسطين ولبنان التقدمي، والأحرار والثوار، والمقاومين لإسرائيل، أيا كانوا، والمصالحة والحوار، قائلا له: عند قدوم الساعة، ادفنوا أمواتكم وانهضوا.

أما في ساحة رياض الصلح، فالتظاهرة التي انطلقت تحت عنوان: رفض الضرائب والمطالبة بإقرار سلسلة الرتب والرواتب وتمويلها، من خلال وقف الهدر، فتخللها أعمال شغب وافتعال إشكالات مع القوى الأمنية، من خلال رمي المفرقعات النارية، ومحاولة إزاحة الحاجز الحديدي، الذي يفصل بين المتظاهرين والسراي الكبير، ما دفع "الكتائب" و"الاشتراكي" و"الأحرار"، إلى الانسحاب.

التظاهرة ترافقت مع توجه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى الساحة، حيث خاطب المحتجين مؤكدا العمل على وقف الهدر والفساد.

الرئيس الحريري، وفي تغريدة له عبر "تويتر"، دعا منظمي التظاهرة إلى تشكيل لجنة ترفع مطالبهم لمناقشتها بروح إيجابية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ضريبة على التظاهر، كمنت خلف أحزاب وشخصيات قررت أنها أيضا مطحونة، فاختلط الحراك الصافي بربح وبقيمة مضافة للسلطة، لكن المتداخلين لم يحجبوا صوت الناس ولا أوجاعهم فوجدوا في ساحات الحراك متنفسا لصرخة رفضت دولتهم سماعها. التاسع عشر من آذار هو يوم لا ثامن ولا رابع عشر، أسس لتظاهر يحمل شكواه بيده ويرفض ذل العيش الذي تقهره ضرائب غير طائشة.

وعلى مدى نصف نهار أحد ساطع، كانت جموع المواطنين تتوافد إلى وسط البلد لرجم زعماء البلد، ومحاسبتهم على قيمتهم التي لم تعد مضافة. لكن وبخطوة غير مسبوقة لرؤساء الحكومات، قرر الرئيس سعد الحريري النزول إلى المتظاهرين ومخاطبتهم عبر مكبر الصوت، قائلا إن المشوار سيكون طويلا وسنتابع مكافحة الهدر وسنكون الى جانبكم في محاربة الفساد.

والرد الأولي جاءه عبر زجاجات المياه التي لم تغير من مجرى الخطوة، لكنها دفعت الحريري إلى العودة سيرا على الأقدام، والتوجه إلى المتظاهرين عبر مكبرات ال"تويتر" فدعاهم الى تأليف لجنة ترفع مطالبهم لمناقشتها بروح ايجابية.

خطوة وإن تعرضت إلى إستهزاء على مواقع التواصل، غير انها شكلت أول عرض تقدمه السلطة للحوار، وهي تعني في مضمونها ان الحكومة اعترفت بجورها على الناس وبضرائب عشوائية استهدفت عمقهم الفقير.

غير ان قوى الحراك قررت في بيان مكتوب، وضع ثوابتها على الورق قبل أي نقاش على قاعدة: ارفعوا ضرائبكم لنتكلم. فإذا كانت قوى الحراك قد حصرت تظاهرة اليوم بالبند المعيشي وقررت الغاء الضرائب، فربما يكون الحريري قد فتح لها بابا لذلك، وما عليها سوى أن تشكل لجنة وتحاور وربما تنتزع مطالبها من قلب السرايات وليس على ضفافها.

وفيما كانت جموع الناس تتوافد إلى رياض الصلح. كان وليد جنبلاط ينتزع الحشود من الساحل إلى الجبل، ويقيم لتيمور حفل استقبال زعامة، مكللا بالكوفية الفلسطينية وقضيتها التي حملها كمال جنبلاط كأمانة.

كان حفل توريث مهيب، وبإمكانه أن يتحول أيضا إلى تثبيت زعامة آل جنبلاط على طول الجبل، وبضربة ذكرى معلم، وضع وليد جنبلاط نجله على طريق الزعامة رسميا، مقتنصا فرصة مناسبة أربعين عاما على اغتيال شهيد الوطن، الذي انحنى له جبل الباروك يوما. أبا المساكين الذي ما عودنا سفرا، يشهد اليوم على ان كوفية القضية تلبس كهدية على كتفي الحفيد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تيمور جنبلاط زعيما للدروز في مواجهة أزمة وجودية

العرب/20 آذار/17/بيروت - قدرت مصادر محايدة في لبنان عدد الذين شاركوا في الاحتفال الذي دعا إليه زعيم الطائفة الدرزية وليد جنبلاط من أجل نقل الزعامة إلى نجله تيمور بنحو مئة ألف شخص. وكان على رأس هؤلاء رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزراء تيّار المستقبل، كما حضرت وفود تمثّل كل الاتجاهات السياسية في لبنان، بما في ذلك حزب اللّه الذي يشّن من وراء الكواليس حملة عنيفة على وليد جنبلاط بسبب رفضه القانون الانتخابي القائم على النسبية والذي يؤمن للحزب وحلفائه السيطرة على مجلس النواب المقبل. ولاحظ مراقبون أنّ الهدف من الاحتفال الكبير الذي أقيم الأحد في المختارة، بلدة وليد جنبلاط في جبال الشوف، هو تأكيد على تماسك الطائفة الدرزية في وجه التحديات الداخلية والإقليمية وفي وقت تبدو المنطقة مقبلة على تطورات كبيرة في ضوء ما يجري في سوريا. ويعتبر الدروز في لبنان والمناطق القريبة منهم الأزمة التي يمرّون بها حاليا أزمة وجودية تعود إلى أنّهم أقلّية من جهة وإلى طموحات حزب الله والذين يقفون خلفه من جهة أخرى. واختير الأحد للاحتفال بتسليم زعامة الطائفة إلى تيمور جنبلاط كونه يأتي بعد ثلاثة أيام من الذكرى الأربعين لاغتيال كمال جنبلاط والد وليد جنبلاط. وكان كمال جنبلاط اغتيل في مكان لا يبعد كثيرا عن المختارة بعد خلاف بينه وبين الرئيس السوري وقتذاك حافظ الأسد.

وإضافة إلى إلقائه خطابا معبّرا أعلن فيه وليد جنبلاط التزام خطه الاستقلالي الذي وضع أسسه والده بما تسبب له بصدام مع حافظ الأسد، حرص الزعيم الدرزي على إلباس كوفية والده لنجله تيمور. وجرت العادة في الماضي إلباس زعيم الطائفة عباءة وليس كوفية الجدّ كمال جنبلاط الذي ارتبط اسمه بالوجود الفلسطيني في لبنان من جهة ورفضه الوصاية السورية من جهة أخرى. وكانت هذه هي المرّة الأولى منذ أجيال عدّة التي تنتقل فيها زعامة آل جنبلاط من حيّ إلى حيّ، فوالد وليد جنبلاط تقلّد الزعامة إثر اغتيال والده. أمّا وليد جنبلاط، فقد ورث والده بعد اغتياله في السادس عشر من مارس 1977.

ولاحظ سياسيون لبنانيون أنّ الحشد الكبير الذي كان في المختارة إنما يعبّر عن رغبة في مقاومة المحاولات التي يقوم بها حزب الله حاليا من أجل إلغاء الوجود السياسي الدرزي التقليدي في لبنان. ومعروف أن هذا الوجود السياسي ليس عائدا إلى زعامة آل جنبلاط فحسب، بل إلى أنّ الطائفة الدرزية تعتبر أيضا مع المسيحيين وسنّة المدن، في مرحلة لاحقة ظهر فيها شخص اسمه رياض الصلح، طائفة مؤسسة للكيان اللبناني.

وركّز هؤلاء السياسيون اللبنانيون على التحدي الذي يواجه الدروز في هذه المرحلة بالذات على ضوء انتشارهم الجغرافي في سوريا ولبنان وفلسطين وتنافسهم مع حزب الله على مناطق معيّنة تحرص إيران على أن تكون موجودة فيها كي تضمن دورا في أيّ صفقات تعقد مع إسرائيل في المستقبل، في مرحلة إعادة ترتيب الوضع السوري بكامله وإعادة تشكيل سوريا. وأشار هؤلاء السياسيون في هذا المجال إلى أن الدروز يقيمون في مناطق حساسة في جنوب لبنان، بينها حاصبيا وراشيا، هم على تواصل وإن بطريقة غير مباشرة مع دروز إسرائيل الموجودين في منطقة الجليل، كما أن هناك علاقات وطيدة بين دروز لبنان ودروز سوريا الموجودين في سهل حوران، مدينة السويداء خصوصا، وفي مرتفعات الجولان. وقال سياسي لبناني إن أكثر ما يزعج حزب الله ومن خلفه إيران في هذه المرحلة كون وليد جنبلاط هو الشخصية الوحيدة القادرة على تشكيل عنوان مشترك لجميع الدروز، في لبنان أو في سوريا أو في إسرائيل أو في الجولان المحتل.

واعتبر هذا السياسي اللبناني أنّ هذه الزعامة الدرزية التي انتقلت من وليد إلى تيمور، موضع حملات كثيرة الآن شملت في المرحلة الأخيرة وزراء من نوع جبران باسيل “صهر الرئيس ميشال عون” الذي طالب بأن يكون رئيس مجلس الشيوخ في لبنان، في حال إقرار قيام مثل هذا المجلس، برئاسة مسيحي وليس برئاسة درزي كما اتفق على ذلك ضمنا في إطار اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الداخلية اللبنانية في خريف العام 1989. ومعروف أن باسيل الذي يرأس حاليا “التيّار الوطني الحر” حليف لحزب الله وتعكس مواقفه عادة ما لا يرغب الحزب بقوله علنا أو مباشرة.

ليست ثورة ضدّ الحريري وإنما ضد الجوع والضرائب

نسرين مرعب/جنوبية/ 19 مارس، 2017/هي ثورة، ليست ضد "اسم"، وإنما ضد شبح الجوع، و وحش الضرائب. “لأننا لبنانيون، نزلنا إلى الساحة، ضد الضرائب التي تستهدف المواطن ولنقول لهذه السلطة أننا مع السلسلة ولكن نريدكم أن تمولوها من الفساد والهدر والأملاك البحرية”. “لم ننزل لإسقاط الشيخ سعد، نحن بنحبك يا شيخ سعد، ولكن كن معنا ضدهم كن مع الفقراء”. تحت هذه الثوابت انطلقت تظاهرة اليوم في ساحة رياض الصلح، لتتحدى كل الشيطنة وكل التسييس وكل ما تمّ ترويجه في اليومين الماضيين على أنّها تستهدف الرئيس سعد الحريري وتريد إسقاطه، وتريد عرقلة الإنتخابات. هذه الأجواء من التشكيك وحتى التخوين لم تمنع المواطنين من الدفاع عن حقوقهم، شعار واحد رفعوه “لا للضرائب”، وعلم واحد حملوه هو العلم اللبناني. تحرك لم يخلُ من النخب المطالبة بالتغيير، ومن كل متضرر من سياسة التجويع مهما كانت فئته أو انتماؤه. هي تظاهرة لبنانية شعبية، تعيدنا لصورة الحراك الأوّل، ولجماهير وضعت التبعية السياسية جانباً وصرخت لمطالبها المعيشية. التظاهرة بدأت برقي وانسحب المواطنون منها بهدوء بعدما قالوا كلمتهم، مع تأكيدهم أنّهم مستمرون لأجل وطن عادل لا تتكاثر فيها حيتان المال ولا يسقط فيه الفقير ضحية المحاصصات. سعد الحريري لم يسقط، كما أشاع البعض ما زال رئيساً للحكومة مع انتهاء التظاهرة، الشعارات لم تتعرض له ولا لشخصه وإنما للفساد وللسلطة الفاسدة. مشهد واحد كان تنقصه التظاهرة، إجابة للمواطنين الذين ناشدوا الشيخ سعد  قائلين  “منحبك خليك بصفنا”. ماذا لو أجابهم الحريري “معكم ولتسقط الضريبة”. وليفضح اولئك الذين يقولون شيئاً في مجلس النواب ويصرخون بعكسه خارج المجلس… الا أن الرئيس الحريري الذي جاء وألقى كلمته لم يقدم إلا وعوداً عامة ولم يقل مايريد سماعه المواطنون. كلمة الحريري والإشكال الذي رافقها وان كان مدبرا من جمهور خصومه، وهو في كل حال حضر الى الساحة بعدما انسحب العدد الأكبر من المتظاهرين، الا ان ما حصل يظل تعبيرا عن الفشل العام الذي تعيشه الدولة. انها صرخة لبنانية في وجه السلطة وانذار له ما بعده…

 

بحبك يا زعيمي بس قد ولادي…لا

فردوس الحافي/جنوبية/ 19 مارس، 2017/انا بحب زعيمي كتير وانا بإرادتي جبته يمثلني ما حدا ضربني عإيدي ولا حدا دفعلي مصاري، وزعيمي بحطه عراسي لما يكون حاطتني على راْسه، بدافع عنه للآخر لما يكون عم يدافع عني ويحفظلي حقي، لما يكون أد المسؤولية، لما يعرف يقول لأ مطرح ما لازم يقول لأ ويفرض كلمته وقت الحق. انا بحب زعيمي إيه.. بس ما بحب زعيمي اكتر مني، من عيلتي من وطني من مستقبل اولادي. ما بحب زعيمي لما يفضّل مصلحته عمصلحتي، ما بحب زعيمي لما ما يكون مع الحق، ما بحب كلام زعيمي بحب افعاله، ما نحن اللي منقول ” الحب فعل مش كلام”؟.. زعيمي انا بعدني بحبك ورح ضل حبك، بس انت كمان حبني شوي، فكر فيي شوي، خليني ضل شايفتك كبير واهم رجل بلبنان، ما تخليني أندم انو انتخبتك، خليني ارجع انتخبك، خلي صوتي يكون لإلك يهتف باسمك مش يصير ضدك . زعيمي انا مني متلك، انت قوي وانا ضعيف، ما عندي سلطة متلك، ما عندي حرية متلك، ما عندي مصاري متلك ، ما في عيش متلك ولا عيش اولادي متل ما عايشين اولادك، وما بدي صير متلك، بس بدي اقل حقوقي ببلدي مش عم اطلب اكتر. بدي عيش بكرامتي، وعلم اولادي يعيشوا بكرامة ببلدن مش ببلد غريبة. يا زعيمي انا متكل على الله وعليك، ما تخليني قول حسبي الله ونعم الوكيل فيك.

 

الحريري للمتظاهرين: سننهي الفساد ونوقف الهدر ونكمل المسيرة معكم

الأحد 19 آذار 2017 /وطنية - توجه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم إلى ساحة رياض الصلح حيث خاطب المتظاهرين المحتشدين في الساحة بالقول: "نحن هنا وعدناكم أن نكون واضحين معكم، وإن شاء الله سترون أن هذه الحكومة مع فخامة الرئيس سوف تكون دائما إلى جانبكم وإلى جانب الناس ووجع الناس". أضاف: "صحيح أن هناك هدرا في البلد وصحيح هناك فساد، ولكننا سوف نحارب هذا الفساد، وأنا أحببت ان آتي إليكم من أجل أن أقول لكم أننا سوف ننهي إن شاء الله هذا النوع من الفساد وسنوقف الهدر، وإن شاء الله سنكمل المسيرة معكم". وختم قائلا: "نحن أتينا بثقة الناس، وسوف نكمل هذا المشوار، وهذا المشوار سوف يكون طويلا، وسنتابع محاولة وقف الهدر والفساد إن شاء الله". على صعيد آخر وفي تغريده له عبر موقع "تويتر"، دعا الرئيس الحريري منظمي التظاهرة "إلى تشكيل لجنة ترفع مطالبهم لمناقشتها بروح إيجابية".

 

الأحرار: ما نزلنا من أجله إلى الشارع سام وبعيد عن أعمال الشغب

الأحد 19 آذار 2017 /وطنية - عقدت هيئات ومنظمات "حزب الوطنيين الأحرار"، اجتماعا طارئا بدعوة من أمانة الداخلية في الحزب، اثر الانسحاب من ساحة رياض الصلح، وأصدرت بيانا حيت فيه "كل من شارك في تظاهرة اليوم رفضا لسياسة فرض الضرائب على الشعب". أضافت: "إن القضية التي نزلنا من أجلها إلى الشارع، سامية وبعيدة كل البعد عن أعمال الشغب والمواجهة مع القوى الأمنية التي لطالما كانت وستبقى السلاح الشرعي الوحيد لحماية الوطن وأبنائه". وتوجهت إلى "من بقي من المتظاهرين في ساحة رياض الصلح"، طالبة منهم "الخروج من الشارع والابقاء على التحركات سلمية وديمقراطية، وعدم الانجرار إلى أعمال شغب مع المندسين". وختمت مؤكدة "اننا في تحركاتنا اللاحقة، كما التي سبقت، سنكون بالمرصاد للأعمال التخريبية التي لن نسمح لها ان تعكر صفو هدفنا الأول والأخير والذي يبقى بناء الدولة".

 

التجدد الديموقراطي للحريري: للترجمة السريعة لتعهدك أمام المتظاهرين بمكافحة الفساد

الأحد 19 آذار 2017 /وطنية - دعت حركة "التجدد الديموقراطي"، رئيس الحكومة سعد الحريري الى "الترجمة العملية السريعة لتعهده امام المتظاهرين في ساحة رياض الصلح بمكافحة الفساد، وذلك عبر سحب السلة الضريبية الجائرة التي يناقشها المجلس النيابي فورا، ضم كل من سلسلة الرتب والرواتب، ومجموعة ضرائب عادلة ومنطقية، وموازنة إصلاحية محفزة للاقتصاد في نص موحد وشامل يطرح بأقرب وقت أمام المجلس النيابي". وطالبت في بيان "المباشرة بإجراءات فورية لقمع التهرب الجمركي والتي من شأنها تأمين موارد مالية سريعة وكبيرة للخزينة تغطي جزءا أساسيا من تكلفة السلسلة والبدء بتنفيذ خطة إصلاحية جذرية وفورية لقطاع الكهرباء تقفل مزاريب الانفاق غير المجدي الذي يعمق العجز سنة بعد سنة، وتنفيذ قرار حاسم باستعادة الدولة سيادتها على معابرها الحدودية عبر ضبط كافة المعابر البرية والبحرية والجوية من خلال القوى العسكرية الشرعية اللبنانية لمنع التهريب الذي يكلف الاقتصاد أعباء طائلة". وشددت على "ان المباشرة بهذه الخطوات من شأنها ارسال إشارة أولى ذات مصداقية للمواطنين ان الدولة جادة في مكافحة الفساد الممنهج والممول من خزينتهم وجيوبهم، وانها ستستكمل ذلك من خلال اعادة الثقة الفعلية بلبنان، بإنهاء إقحامه بالحرب السورية وبسط سيادة الدولة كاملة على امتداد لبنان".

 

انتهاء التظاهرة في رياض الصلح ودعوة إلى اعتصام الأربعاء المقبل

الأحد 19 آذار 2017/وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام عادل حاموش، ان الحراك المدني أنهى التظاهرة التي دعا اليها اليوم في ساحة رياض الصلح، رفضا للضرائب وللمطالبة باقرار سلسلة الرتب والرواتب، والتي شارك فيها شباب من عدد من الأحزاب، ما لبث بعضهم أن انسحب بعد تسجيل أعمال شغب، حيث شهدت الساحة حالات من الهرج والمرج بين متظاهرين والقوى الأمنية التي مارس عناصرها سياسة ضبط النفس وعدم الرد على الاستفزازات، فيما شارك حسين يوسف والد احد الجنود المختطفين لدى "داعش"، بالوقوف فاصلا بين القوى الامنية والمتظاهرين في محاولة لمنع التصادم.

ودعت حملات الحراك الى الاعتصام نهار الأربعاء المقبل، الساعة 12 ظهرا في ساحة رياض الصلح.

 

جريحان في ساحة رياض الصلح بسبب التدافع

الأحد 19 آذار 2017 /وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في ساحة رياض الصلح عادل حاموش ان الصليب الاحمر اللبناني نقل الناشط في الحراك المدني جمال قاسم ( 50 سنة ) الى المستشفى نتيجة التدافع ونقل جريحة اخرى ايضا.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

هل بدأ العد العكسي لتحجيم نفوذ إيران

ماجد كيالي/العرب/20 آذار/17

السؤال الذي بات يطرح نفسه على ضوء الصراعات أو التسويات التي يجري التعامل معها، أو الإعداد لها في المشرق العربي، هو: هل بدأ العد العكسي لتحجيم نفوذ إيران؟ أو هل إن ما يجري يؤدي إلى ذلك حقا؟ ثمة عدة معطيات ترجّح تحويل هذا التوجه إلى واقع، لعل أهمها يكمن في الآتي:

أولا، التباين الروسي-الإيراني في الملف السوري، على الرغم من كل التفاهمات الجارية بين الطرفين، فمن الواضح أن لدى روسيا بديلا آخر للتنسيق على الأرض في سوريا، هو تركيا، كما لاحظنا مؤخرا، إلى درجة أن التفاهمات الأساسية في هذا البلد أضحت بين الطرفين الروسي والتركي، في حين جرى طلب مجرد سكوت إيران التي أبدت موافقتها النظرية على ما يجري، وإن على مضض؛ إن بشأن اتفاقات وقف إطلاق النار، أو بشأن مفاوضات أستانة. وبات واضحا أن روسيا تريد أن تفهم إيران أنها هي التي تملك التقرير بشأن سوريا، وأنها هي التي أوقفت سقوط النظام وليست إيران وميليشياتها.

ثانيا، مجيء إدارة أميركية جديدة برئاسة دونالد ترامب تضع على رأس أولوياتها وضع حد لطموحات إيران الإقليمية، وتقليم أظافرها في المنطقة، وحتى فتح ملف الاتفاق النووي معها. ولعل هذا ما يمكن فهمه من تصريحات الرئيس الأميركي وأركان إدارته، كما يمكن فهمه من تصريح السفيرة الأميركية في مجلس الأمن الدولي، نيكي هايلي، التي ربطت الحرب ضد الإرهاب في سوريا بإخراج الميليشيات التابعة لإيران من هذا البلد. وكما لاحظنا فإن هذا الأمر تلقفه المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الذي اعتبر أن البند الرابع في مفاوضات جنيف 5، المتعلق بمكافحة الإرهاب، سيشمل وضعية الميليشيات الأجنبية في سوريا، والمقصود هنا، أيضا، الميليشيات اللبنانية والعراقية والأفغانية، المذهبية، التي تشتغل كذراع إقليمية لإيران. ثالثا، يلفت الانتباه أن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس طالب في تقرير صدر مؤخرا، ويتعلق بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 (لعام 2006)، بضرورة نزع سلاح حزب الله في لبنان، ما يعني أن الأمر لم يعد يقتصر على إخراج هذا الحزب من سوريا، وإنما حتى تقليم أظافره في لبنان، في سياق الجهود لإضعاف أو إنهاء النفوذ الإيراني في المنطقة. رابعا، واضح أن إسرائيل تضغط لضعضعة النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، وهذا ما يفسر إصرارها على إضعاف إيران، وشن غارات جوية باستمرار، لضرب شحنات السلاح التي يتم تمريرها عبر سوريا إلى لبنان لصالح حزب الله. كما تأتي في هذا الإطار الزيارات التي قام بها بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى موسكو للقاء فلاديمير بوتين، والتباحث بشأن الوضع في سوريا، وضمان أمن إسرائيل. من كل ذلك يتضح أن ثمة نوعا من التوافق الدولي قوامه أنه آن الأوان لإعادة إيران إلى حدودها الطبيعية وأن فترة السماح الدولي معها انتهت، وهذا التوافق يشمل وبتفاوت، الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول العربية.السؤال الآخر الذي يمكن طرحه، ما هي ردة فعل إيران على هذا الاستهداف لمكانتها الإقليمية، وهي التي اعتاد بعض المسؤولين فيها التصريح بأن بلدهم بات دولة عظمى، وأنه بات يسيطر على عدة عواصم عربية من بغداد إلى بيروت مرروا بدمشق وصنعاء؟ للإجابة على ذلك فإن إيران ستشتغل وفق عدة خيارات تتأسس أولا، على اللعب على التباينات بين الدول المعنية، الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإسرائيل. وثانياً على الاستثمار في وكلائها المحليين، بحيث يظهر الأمر وكأنها غير معنية بما يجري، وثالثا عبر محاولة اللعب على تناقضات أو فوضى الأوضاع في البلدان المعنية، من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن. ورابعا، السعي لاستثمار أي تراجع من طرفها في أي من البلدان المعنية بتحسين مكانتها الدولية، في العلاقة مع الولايات المتحدة، وبشأن رفع العقوبات الاقتصادية والتكنولوجية المفروضة عليها.

 

المعارضة السورية تخلط أوراق الأسد وإيران في دمشق

العرب/20 آذار/17/دمشق - يخوض تحالف لفصائل إسلامية مكون من حركة أحرار الشام وجيش الإسلام وهيئة فتح الشام التي تقودها جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) معارك عنيفة ضد الجيش السوري على أطراف حي العباسيين وسط دمشق، بعدما تمكنت عناصره من التسلل إلى حي جوبر المجاور إثر هجوم مباغت. ويشكل هذا تطورا نوعيا يعكس تغيير الفصائل المقاتلة لتكتيكاتها الحربية التي توختها على مدار الأشهر الماضية، باعتماد تكتيك “خير وسيلة للدفاع هو الهجوم”. ويتفرع عن الحدث الأبرز المتمثل في محاولة الوصول إلى قلب العاصمة دمشق حدث لا يقل أهمية وهو تلاقي جبهة فتح الشام مع أحرار الشام وجيش الإسلام مجددا، بعد أن سعى الثنائي في الفترة الماضية إلى النأي بنفسيهما عن تحركات “فتح الشام” خشية أن تلاحقهما تهمة الإرهاب. وتصنف العديد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة، وروسيا فتح الشام تنظيما إرهابيا، وكذلك الحال بالنسبة إلى تركيا وإن كان الأمر لا يعدو كونه مجرد تصنيف شكلي لإرضاء الجانب الروسي الذي تبدو العلاقة بينه وبين أنقرة فاترة في الآونة الأخيرة على ضوء جملة من الخلافات تتعلق أساسا بالشمال السوري الحدودي مع تركيا. ويعتقد كثيرون أن الهجوم المباغت للفصائل ما كان ليحصل لولا وجود ضوء أخضر من الدول الإقليمية الداعمة لها وعلى رأسها تركيا وقطر والسعودية. وهي رسالة واضحة للنظام ومن خلفه إيران بأن هذه الدول لديها أكثر من ورقة ومنها معركة “دمشق الكبرى”، والتي إن سقطت بالتأكيد ستنهار بناية النظام وحلفائه. وأوضح رئيس لجنة شؤون العلاقات السعودية الأميركية سلمان الأنصاري لوكالة “سي أن أن” الأميركية الأحد، أن الرياض لديها الكثير من الأوراق لوضع حد لإيران والنظام السوري، نافيا ما روج على أن الملف السوري “قضية خاسرة” . ومعلوم أن الميليشيات الإيرانية وعلى رأسها حزب الله اللبناني، هي من تتولى دفة العمليات العسكرية في ضواحي دمشق، وآخرها في أحياء برزة وتشرين والقابون شرق العاصمة، ويندرج هجوم الفصائل في سياق مساعي تخفيف الضغط عن تلك الأحياء. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن بأن مقاتلين من “الفصائل المقاتلة وهيئة تحرير الشام تمكنوا من التسلل والوصول إلى كراجات العباسيين”، وهي عبارة عن موقف للسيارات والحافلات على أطراف الحي الواقع وسط دمشق ويحاذيه حي جوبر من جهة الشرق. وأوضح أن المقاتلين “تمكنوا من السيطرة على أجزاء واسعة من الكراجات، حيث تخوض قوات النظام معارك عنيفة لاسترداد ما خسرته”، لافتا إلى أنها “أول مرة منذ عامين تصل فيها الاشتباكات إلى هذه المنطقة”. ونفت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” الأنباء عن “سيطرة الإرهابيين على كراجات العباسيين”. وبدأت المعارك بين الطرفين صباح الأحد إثر هجوم مباغت بدأته الفصائل المقاتلة وتخلله تفجير لعربتين مفخختين وانتحاريين على مواقع تابعة للجيش والميليشيات الموالية له في حي جوبر، وتمكنت على إثره من السيطرة على سبع نقاط على الأقل تقدمت منها باتجاه العباسيين، بحسب المرصد.

ويتقاسم الجيش والفصائل السيطرة على حي جوبر، الذي يعد خط المواجهة الأول بين الطرفين، باعتباره أقرب نقطة إلى وسط العاصمة تتواجد فيها الفصائل. ووصف متابعون ما يجري بأنه “ليس مجرد مناوشات بل محاولات مستمرة للتقدم” إلى وسط العاصمة. ويهدف هجوم الفصائل في جوبر وفق مدير المرصد إلى “تخفيف الضغط عن محوري برزة وتشرين بعد ساعات من تمكن قوات النظام من تحقيق تقدم هام بسيطرتها على أجزاء واسعة من شارع رئيسي يربط الحيين الواقعين في شرق دمشق”. ومن شأن استكمال الجيش السوري سيطرته على الشارع أن يسمح بفصل برزة كليا عن بقية الأحياء في شرق دمشق. وبدأ النظام منذ شهر هجوما على أحياء برزة وتشرين والقابون، بهدف الضغط على الفصائل لدفعها إلى توقيع اتفاق مصالحة وإلى فصل برزة عن الحيين الآخرين. وتعد برزة منطقة مصالحة بين الحكومة والفصائل منذ العام 2014 في حين تم التوصل في حيي تشرين والقابون إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في العام ذاته، من دون أن تدخلهما مؤسسات الدولة. ومنذ أكثر من سنتين بدأ النظام ومن خلفه طهران في انتهاج سياسة في ضواحي دمشق تقوم على فرض حصار على مناطق سيطرة المعارضة بغية إجهاد الأخيرة، ليدفعها في النهاية إلى مغادرة تلك المناطق مع الآلاف من المدنيين في خطة تهدف إلى تغيير الديموغرافيا السكانية لدمشق.

 

تركيا تتهم ألمانيا بالتحريض ضد أردوغان

العرب/20 آذار/17/أنقرة – تصاعد التوتر في العلاقات بين أنقرة وبرلين إلى مستوى غير مسبوق حيث استدعت الخارجية التركية الأحد، سفير ألمانيا لديها غداة تظاهرة للأكراد في فرانكفورت تنتقد إجراء استفتاء لتعديل الدستور التركي يعزز من صلاحيات رجب طيب أردوغان. ووصف إبراهيم كالين الناطق باسم الرئيس رجب طيب أردوغان هذه الحادثة بالـ”فضيحة”. وقال إن “ألمانيا أعطت اسمها لفضيحة جديدة”، معبرا عن استيائه لظهور شعار “المجموعة الانفصالية الإرهابية”، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني، خلال التظاهرة. وخرج نحو ثلاثين ألف شخص من المؤيدين للأكراد في مظاهرة السبت الماضي، في فرانكفورت غرب ألمانيا مطالبين بـ”الديمقراطية في تركيا” و”الحرية لكردستان”، بحسب ما ذكرت وكالات الأنباء. ورفع المتظاهرون شعارات ترمز إلى حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الدولة التركية منذ قرابة 33 عاما وصورا لزعيمه التاريخي عبدالله أوجلان الذي يمضي عقوبة بالسجن، حسب قول متحدثة باسم الشرطة في فرانكفورت.

وأوضحت الشرطة أنها لم تتدخل لمصادرة هذه الأعلام لتجنب استفزاز الحشد، لكنها أكدت أنها التقطت صورا قد تؤدي لاحقا إلى القيام بملاحقات في حال تطورت الأمور نحو الأسوأ.برونو كال: تركيا حاولت إقناعنا بروايتها حول الانقلاب، لكنها لم تنجح في ذلك وكان الهدف الأساسي هو المشاركة في مسيرة حاشدة بمناسبة الاحتفال بعيد رأس السنة الكردية “نوروز”. وتضم ألمانيا أكبر جالية تركية في العالم، حيث تقدر بنحو أربعة ملايين شخص، ويشكل الأكراد جزءا كبيرا منها. وتشهد العلاقات بين البلدين توترا كبيرا منذ أن منعت الحكومة الألمانية وزراء أتراكا من المشاركة في تجمعات مؤيدة لأردوغان قبل الاستفتاء المقرر في منتصف الشهر المقبل. وقد ساندت برلين دولا أوروبية مثل هولندا وبلجيكا والنمسا في الخطوة ذاتها. ولم تكتف تركيا بتلك الخطوة، بل ظهر أردوغان بنفسه ليوجه هجوما شخصيا لاذعا على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل متهما إياها باللجوء إلى “ممارسات نازية”.

وقال الرئيس التركي في خطاب متلفز “أنت (أنجيلا ميركل) تقومين الآن بممارسات نازية. ضد من؟ ضد إخواني المواطنين الأتراك في ألمانيا وإخواني الوزراء”. وكان أردوغان قد اتهم الاثنين الماضي، ميركل بدعم الإرهابيين في تصعيد جديد للعلاقات المتوترة أصلا بين أنقرة وبرلين، بينما اعتبر الناطق باسم المستشارة الألمانية هذه الاتهامات بأنها سخيفة. ولم ينته الأمر عند ذلك الحد، بل انتقد المتحدث باسم الرئيس التركي تصريحات برونو كال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني (بي.إن.دي) عن محاولة الانقلاب في تركيا. وقال إبراهيم قالين في مقابلة مع قناة “سي.أن.أن تورك” إن هذه التصريحات تعد إشارة أخرى إلى أن ألمانيا تدعم حركة الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة. وفيما حمّل الرئيس التركي حركة غولن المسؤولية عن محاولة الانقلاب في منتصف يوليو الماضي، أعرب كال عن رأي آخر مخالف للرواية التركية. وقال في تصريحات لمجلة “شبيغل” الألمانية إن “تركيا حاولت على المستويات المختلفة، إقناعنا بذلك، لكنها لم تنجح في ذلك حتى الآن”.واعتبر محاولة الانقلاب في تركيا كانت ذريعة مرحبا بها للقيام بعمليات التسريح الجماعي التي حدثت بعد ذلك، والتي يعتقد كال أنه كان مخططا لها في كل الأحوال. ويأتي التصعيد انسجاما مع التوتر التركي الهولندي الذي بلغ أوجه حين رفضت أمستردام دخول وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إلى أراضيها ومنعت وزيرة الأسرة التركية فاطمة بتول من دخول قنصلية بلادها في مدينة روتردام. وأبدت ألمانيا غضبا بسبب سجن الصحافي التركي الألماني دنيز يوغل الذي يعمل لحساب صحيفة “دي فيلت” الألمانية بتهمة الإرهاب. واعتبر الرئيس التركي يوغل، الذي تسبب اعتقاله في قلق دولي، بأنه عميل إرهابي وصحافي مفترض، متهما برلين باستضافته لمدة شهر في قنصليتها بإسطنبول قبل اعتقاله.

 

ليبرمان يهدد بتدمير الدفاعات الجوية السورية

«الحياة»، رويترز /20 آذار/17/هدد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اليوم (الأحد) بتدمير الدفاعات الجوية السورية، مؤكداً أن الطيران الحربي الإسرائيلي لن يتردد في تدمير أنظمة الدفاع الجوية السورية في حال قام الجيش السوري مرة أخرى بإطلاق صواريخ باتجاه طائرات إسرائيلية. وجاءت تصريحات ليبرمان خلال زيارة قام بها اليوم إلى القاعدة العسكرية «تال هشومير» وسط إسرائيل، وذلك بعد إطلاق سورية صواريخ مضادة للطائرات باتجاه طائرات إسرائيلية عقب قصفها أهدافاً داخل الأراضي السورية أول من أمس. وقال ليبرمان في حديث إلى الإذاعة العامة الإسرائيلية: «في المرة المقبلة التي يطلق فيها جيش النظام السوري بطاريات دفاعاته الجوية باتجاه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، سيقوم سلاح الجو بتدمير هذه البطاريات، لن نتردد بذلك، فأمن إسرائيل فوق كل شيء». ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ليبرمان قوله إنه «لا يوجد مصلحة لدى إسرائيل في التدخل في الحرب السورية ولا ضد الرئيس بشار الأسد، وليس لدينا مصلحة في الاصطدام مع روسيا في سورية، مشكلتنا الأساسية هي مع نقل أسلحة متقدمة من سورية إلى لبنان، وفي كل مرة تكون هناك محاولة لتهريب أسلحة، سنتحرك لإحباطها، ولن يكون هناك أي تسوية حول هذا الموضوع». وتابع «على السوريين أن يفهموا إنهم سيتحملون مسؤولية نقل الأسلحة إلى حزب الله وطالما سيواصلون السماح بذلك، فإننا سنقوم بما يتعين علينا فعله». ويأتي تهديد ليبرمان بعد غارة جوية إسرائيلية شنت الجمعة على أسلحة متطورة كانت ستنقل إلى «حزب الله»، ما دفع الجيش السوري إلى إطلاق صاروخ باتجاه الطائرات الإسرائيلية. ولا تؤكد إسرائيل عادة شن غارات في سورية، إلا أنها أعلنت الأمر هذه المرة ربما بسبب دوي صفارات الإنذار الذي انطلق في غور الأردن، عقب إطلاق صاروخ «السهم» لاعتراض الصاروخ السوري المضاد للطائرات. وكان الجيش الإسرائيلي قال إن طائراته لم تتعرض لضرر خلال العملية التي نفذتها في سورية، وذلك بعدما قال الجيش السوري إنه أسقط طائرة إسرائيلية. وأكدت إسرائيل أن صواريخ مضادة للطائرات استهدفت طائراتها أثناء مهمة في سورية. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي «لم تكن سلامة المدنيين الإسرائيليين أو طائرات القوة الجوية الإسرائيلية في خطر في أي وقت». وفي شأن آخر، أثار خلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير المال موشي كاخلون في شأن «هيئة تنظيم البث الإعلامي» تكهنات بأن يسعى نتانياهو إلى إجراء انتخابات قبل عامين من موعدها المقرر. ومن شأن إجراء انتخابات عامة تأجيل أي خطوات سلام برعاية أميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب، وقد توقف أيضاً توجيه اتهامات محتمل لنتانياهو في قضايا فساد. وقال نتانياهو في وقت متأخر من مساء أمس إنه يتخلى عن اتفاق مع كاخلون، وهو حليف رئيس في الائتلاف الحاكم، في شأن تأسيس هيئة عامة جديدة لتنظيم البث الإعلامي لتحل محل الهيئة القائمة، وقال نتانياهو إنه غير رأيه في الأمر بسبب مخاوف من فقد العاملين وظائفهم. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نتانياهو قوله للوزراء من حزبه «ليكود» إنه قد يقيل الحكومة إذا لم يمتثل كاخلون، والذي يرأس حزب «كلنا» الذي يمثل تيار يمين الوسط في الائتلاف الحاكم بالمشاركة مع حزب «ليكود». وقال بعض المعلقين إن نتانياهو يأمل في أن يؤدي إجراء انتخابات مبكرة إلى تأجيل قرار متوقع خلال أسابيع من النائب العام بتوجيه اتهامات جنائية إليه. وتكهن آخرون بأن نتانياهو بعد زيارة مبعوث أميركي الأسبوع الماضي لم يعد يشعر بارتياح إزاء المسار الذي قد تتخذه إدارة ترامب في جهود السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل ويريد تأجيل العمل الديبلوماسي.

ويواجه نتانياهو (67 عاماً) قضيتين إحداهما تتعلق بتلقي هدايا من رجال أعمال والأخرى بأحاديث أجراها مع ناشر صحيفة إسرائيلية عن الحد من المنافسة في قطاع الأخبار مقابل تغطية أكثر إيجابية. ولم توجه بعد اتهامات رسمية لنتانياهو الذي انتخب لفترة ولاية جديدة قبل عامين وينفي ارتكاب أي مخالفات.

ومن المقرر أن تجري الانتخابات العامة المقبلة في إسرائيل في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، لكن العديد من الحكومات الائتلافية في إسرائيل لم تكمل مدتها. وكتب المعلق ناحوم بارنيع في صحيفة «يديعوت أحرونوت» اليومية: «قرار الدعوة إلى انتخابات جديدة سيؤدي إلى تعليق التحقيقات وربما وضع نهاية لها»، وأضاف «إذا نجا (فاز في الانتخابات) فسيدفع قائلاً... إن الناس برأوا ساحته من أي مخالفات. وبعد ذلك سيشكل الائتلاف نفسه الذي يقول الآن إنه سأم منه. ونفى الوزير من حزب «ليكود» يرفين ليفين أي صلة بين قرار نتانياهو في شأن «هيئة تنظيم البث الإعلامي» وتحقيقات الشرطة، وقال لراديو الجيش إن الحزب  بموجب اتفاقات الائتلاف هو صاحب الكلمة العليا فيما يتعلق بقضايا الإعلام. وعارض وزيران آخران من الحزب فكرة إجراء انتخابات مبكرة. وقال المعلق في صحيفة «معاريف» بن كاسبيت إن إجراء انتخابات جديدة يوفر لنتانياهو فسحة من الوقت ما بين ستة أشهر و12 شهراً لتحضير نفسه «لاتفاق نهائي» مع ترامب في شأن السلام مع الفلسطينيين ومستقبل المستوطنات اليهودية. وتراجع ترامب عن نقل سريع للسفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس ودعا نتانياهو إلى «الإحجام لبعض الوقت عن البناء في المستوطنات».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«المعجزة الإلهية»... جديد نصر الله

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/20 آذار/17

في مناسبتين متتاليتين، تمخض جبل السيد حسن نصر الله، الأمين العام للحزب الإلهي الأصفر، عن إبداعين؛ الأول نظرية «المعجزة الإلهية» في سوريا، والثانية نصيحة «المعجزة التنموية» من المقاومة للخصوم! نصر الله خطب بمناسبة حزبية دينية هي ميلاد السيدة الزهراء، ثم نشر الإعلام اللبناني مضمون مواعظ تربية ألقاها المعمم المسلح، نصر الله، على «أفراد التعبئة التربوية» في «حزب الله» ليلة الجمعة الماضي. في هذه الجلسة التربوية، يعني تأطير عقل «الشباب» وتلقينهم الحجج الحزبية، وحقنهم بالمواد المعنوية اللازمة، وصف نصر الله، مشهد حزبه، ودولته الداعمة، إيران الخمينية، وحليفهم بشار، بأنه مشهد يكشف عن «المعجزة الإلهية»! يبدو أن نصر الله مغرم بالالتصاق باسم الجلالة، فحزبه هو «حزب الله»، ومناوشته مع إسرائيل، هي «النصر الإلهي»، وأخيراً «جريمته» هو وإيران وبشار، ومعهم «داعش» و«النصرة» وحتى الميليشيات الكردية الموالية لحزب العمال، هي «معجزة إلهية».

بئس هذا الإسراف في العصمة، وإسباغ العباءة الإلهية على «تصرفات بشرية» محضة، أقل وصف لها، إن لم نقل عنها إنها أقرب لـ«المعجزة الشيطانية»، بالنظر لنتائجها الكارثية على السلم الأهلي ودورها في تغذية المناخ الطائفي المسموم في سوريا والعراق، وحتى اليمن.

بذكر اليمن، تبرع نصر الله، في خطبة ذكرى الزهراء، بعدما أفاض خياله في الأموال التي صرفتها الدول العربية، لإنقاذ الشعب السوري من جرائمه وجرائم راعيته إيران، وصديقهم بشار، وتحدث عن مئات المليارات، ثم تباكى، فقال: «كان لهذا المال أن ينقذ الصومال واليمن من المجاعة، وأن يبني بيوت الفلسطينيين في غزة، وأن يؤمن فرص العمل للشباب، وأن يمحو الأمية»، على أساس أن «حزب الله» جمعية تنموية حامية للسلام والبيئة ومكافحة للاحتباس الحراري، ومشجعة على الأكل النباتي والصحي، وليس عصابات إرهابية عابرة للدول!

يبشّر أيقونة التعبئة الخمينية في العالم العربي، نصر الله، بأن «محور المقاومة لن يهزم، لا بل إنه سينتصر في سوريا والعراق واليمن». مبروك! ولكن هل تشمل هذه البشارة بانتصار جماعته في اليمن، قصف جامع معسكر (كوفل) أثناء صلاة الجمعة، بصاروخين حوثيين «مقاومين» ليقتل 34 إنساناً ويجرح أكثر من 100 مصاب؟ هذا المثال فقط لأنه تزامن مع خطبة نصر الله الأخيرة، وجلسته «الدينية» التربوية لشبيبة الحزب، وإلا فالأمثلة المخزية كثيرة. الواقع عكس أوهام صاحب الحزب الأصفر، والجمهورية الخمينية ليست بأحسن أحوالها، مع اليقظة الأميركية الأخيرة، من مظاهرها مثلاً، تصنيف الميليشيات الشيعية الإرهابية بالبحرين «سرايا الأشتر» على لائحة الإرهاب الأميركية. اتق الله يا رجل.

 

سامي الجميّل ينجح في إعادة الكتائب إلى الشارع المدني: أبداً لا نعمل سياسة للكراسي

 ايلي الحاج/النهار/20 آذار 2017

كانت لحظة تخلٍ وخطأ فادحا ارتكبه تحالف القوى السياسية في الحكومة ومجلس النواب عندما اتفقت في ما بينها على تقديم محاولة رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل "كبش محرقة"، هرباً من سلسلة الرتب والرواتب وفرض الضرائب غير الشعبية في آن واحد. لم يكن النائب الشاب في أجمل أحلامه يتوقع هدية كبيرة مماثلة، تجعله رئيساً متوجاً للمعارضة في الشارع ومجلس النواب، بعد إبعاد الكتائب عن الحكومة ومحاولة عزلها من جديد.

يعود انشداد سامي الجميّل إلى فكرة إعادة حزبه للشارع المدني إلى التسعينيات، أيام تشكيله مع عدد من رفاقه في جامعة القديس يوسف وسواها مجموعة طالبية ("لبناننا") شاركت في النضالات زمن القهر الأمني السوري – اللبناني المشترك حتى ما بعد 14 آذار 2005 وانسحاب الجيش السوري، وكان الحزب الرسمي آنذاك مع النظام. باغتيال الوزير الواعد في الكتائب والدولة شقيقه بيار الجميّل وجد سامي نفسه أمام مشيئة القدر والكتائبيين المحتاجين إلى قيادة شابة تحمل المشعل، تحيي حزبهم الهرم أو يموت كسائر أحزاب زمن الانتداب. والكتائب بين هلالين جرّب سبعة رؤساء من غير عائلة الجميّل ولم يعاود الحياة لأسباب منها تعلق اللبنانيين التقليدي ببيوت سياسية. والثوّار سابقاً على هذا الواقع تحوّلوا بيوتاً سياسية هم أيضاً. وأن تكون سياسياً في لبنان يعني أن تفهم اللبنانيين الذين يعبّرون همهمة وأحياناً قليلة يرفعون عقيرتهم بالصياح كما فعلوا أمس في وسط بيروت.

بعَيد الانتخابات البلدية، تحت شعار "بيروت مدينتي"، ونتائج طرابلس وبعلبك وبلدات شتى، حسم سامي الجميّل قراره إدخال الكتائب نسيج المجتمع المدني. واجهته عقبة أن هذه البيئة المشكَلة من جمعيات وهيئات شديدة التنوّع والمتناقضة حيال نقاط كثيرة كانت تلتقي عملياً على شعار "كلّن يعني كلّن". يعني أن جميع الأحزاب والسياسيين متشابهون في الفساد وسرقة المال العام وجيوب المواطنين الفقراء ومتوسطي الحال ولا ثقة بأي منهم. تأكيداً لصدقيته وبراءة حزب الكتائب من المشاركة في الفساد وتغطيته عزم النفس ورفاقه على الاستقالة عند أول مناسبة من حكومة الرئيس تمام سلام التي كانت تقوم مقام رئيس الجمهورية. وهكذا صار. تلقى سامي الجميّل الذي كان حديث العهد بتولّي رئاسة الحزب بصدره سيل انتقادات داخل الكتائب وخارجها، وامتنع أحد وزيري الحزب سجعان قزي، وهو بمفرده ماكينة إعلامية، حملة شعواء ضد قرار الاستقالة. وعندما خاض حزب الكتائب تجربة وقف إنشاء مطمري النفايات في برج حمود وشاطئ الجديدة والاستعاضة عنهما بفرز لامركزي تتولاه البلديات على غرار بكفيا، أغرقه أطراف الحكومة والشركاء في "سوكلين" في مواجهة مع الناس الذين أزعجهم ترتيب إقفال مطمر برج حمود. في النتيجة تراجع الكتائب عن معركة لم يقف فيها معه أي حزب أو تيار. وازداد اقتناع سامي الجميّل بنظافة شباب ووجوه وشخصيات كثيرة من "المجتمع المدني" تعرف إليهم وساندوه تلك الحقبة.

لعلّ حديثاً غير مخصص للنشر في مرحلة التجاذب "المستقبلي" – "القواتي" على تأييد ترشيح الجنرال ميشال عون أو النائب السابق سليمان فرنجية يوضح أكثر جوانب من شخصية رئيس الكتائب الشاب. قال:"يستحيل أن ننتخب عون أو فرنجية . هما من قوى 8 آذار بصرف النظر عن العلاقة الشخصية مع أي منهما. نختلف مع كل منهما على سلاح "حزب الله" والموقف من النظام السوري". ولكن يُشيعون أنك ستؤيد فرنجية في النهاية. "فليقولوا ويشيعوا ما يريدون. هذا موقفنا النهائي"، أجاب. ولكن أمامك تحالف كبير يقولون إنه 86% من المسيحيين والانتخابات النيابية على الأبواب، ويمكن أن يدفع حزب الكتائب الثمن غالياً. وكان جوابه: "وإذا خسرنا ، أين المشكلة؟ نظل نعلن اقتناعاتنا وأفكارنا ونكوّن معارضة وفي الانتخابات التالية نربح. هل نعمل سياسة من أجل مقاعد نيابية ووزارية ومواقع في الدولة ؟ أبداً لا نستطيع التخلي عن مبادئنا. هي في أي حال ليست ملكنا لنتخلى عنها". تراكم المواقف المبدئية وأخطاء العهد وحكومته الأولى حققا أمنية غالية أخرى للنائب الشاب، أن تعود الكتائب إلى نقاوة الانطلاقة والعمل بين الفقراء في الثلاثينيات والأربعينيات، أيام كان الشيخ بيار الجميّل، الجدّ المؤسس، يصدر بيانات تنشرها جريدة "العمل" على صفحتها الأولى تحت عنوان: "يا عُمّال لبنان اتحدوا".

 

بين ساحتَي النجمة ورياض الصلح: عودة إلى المربع الأول تقاذف لكرة النار بين ملعبَي الحكومة والمجلس

 سابين عويس/النهار/20 آذار 2017

بقطع النظر عن المحاولات السلطوية لإخراج الحراك الشعبي عن مساره ووضعه في خانة الاستغلال السياسي الهادف الى تحسين مواقع من هم خارج السلطة، تحت ذريعة عمليات تضليل ضخّمت موضوع الضرائب، وأساءت الى "صدق النيات" الحكومية والتشريعية حيالها، فإن نزول الناس الى الساحة أمس، سيترك حكماً بصمته على المشهد السياسي، ويدفع القوى المعنية الى إعادة النظر في مخططاتها في مرحلة الوقت المستقطع، قبل الكشف عن النيات المبيتة وراء المماطلة الحاصلة في بت الاستحقاق الانتخابي. وحده وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، لم يضيع بوصلة صلاحياته حيال الاستحقاق، وإن لم يُترك لها صلاحية تقديم مشروع قانون انتخابي جديد، فهو على الأقل لم يفوت موعد التاسع عشر من آذار الذي يشكل آخر مهلة قبل دخول البلاد مهلة التسعين يوما على انتهاء الولاية الممددة للمجلس، ليوجه الدعوة الى الهيئات الناخبة في 18 حزيران المقبل، أيا يكن القانون الذي يفترض ان تجرى - إذا أجريت- على أساسه الانتخابات. وإذا كانت همروجة الضرائب أوقعت في حفرتها من حفر لها من الكتل النيابية ومن يقف وراءها من المتضررين من الضرائب على المصارف والشركات وأصحاب العقارات، فدفعت الحشود الى الساحات تعبيرا عن رفض السياسات القائمة، فإن أسوأ ما حمله الحراك الشعبي هو ما فجّره من غضب وسخط واستياء في وجه عهد جديد وحكومة جديدة لم يمض على قيامهما أكثر من بضعة أشهر، بحيث انقضت فترة السماح أو شهر العسل الرئاسي، لتعود الاستحقاقات وتنفجر تباعا، من دون أي آفاق واضحة لما ستؤول اليه الأوضاع، في غياب المعالجات الجذرية. ليس كلام الأمين العام لـ"حزب الله" قبل أيام على الموازنة او السلسلة او الضرائب او قانون الانتخاب، وبعده بيان رئيس المجلس الذي حدد أجندة الاولويات، إلا تأكيدا أن الأزمة السياسية دخلت النفق المظلم من الباب الانتخابي والاقتصادي- الاجتماعي.

فما شهدته ساحة النجمة قبل أيام من هرج ومرج عطل التشريع وعلق سلسلة الرتب والرواتب وتمويلها، وما شهدته ساحة رياض الصلح من حراك شعبي لم يخل من المندسين، يعيد الامور الى المربع الاول، ويتقاذف الكرة بين ملعبي الحكومة والمجلس. ذلك أن ترتيب الاولويات وفق رئيس المجلس يعيد الامور الى سلته الشهيرة، حيث لا يزال عالقا ضمن رزمة التسوية السياسية بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، وقانون الانتخاب. وعليه، فإن ربط السلسلة والموازنة والضراائب بإنجاز قانون انتخابي جديد يشي بأن رئيس المجلس ليس في وارد تحمل مسؤوليات هي أساسا من صلب مسؤوليات الحكومة. فالضرائب والسلسلة أحيلت على المجلس لتدرس كاقتراحات قوانين وليس مشاريع كمحالة من الحكومة. وثمة معلومات تشير الى ان بري يعتزم اعادة الملف الى الحكومة قبل ان يوجه الدعوة الى هيئة عامة تستكمل ما وصلت اليه الجلسة التشريعية الاخيرة.

كما أن حديث الأمين العام لـ"حزب الله" عن اجتماع مصغر للكتل لمناقشة موضوعي السلسلة وتمويلها، عارضا تقديم بدائل، يسحب البساط من تحت الحكومة التي بإحالتها هذا الملف على المجلس تخلّت عن صلاحياتها. وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن مصير مشروع الموازنة لن يكون مختلفا عن مصير السلسلة وضرائبها، خصوصا ان دون اقرارها في المجلس عقبة كبيرة تتمثل بقطع الحسابات العالق منذ عام ١٩٩٣. وفي رأي مراجع سياسية ان الأوضاع بلغت من التأزم ما يجعل المعالجات على طريقة "تدبير الامور" عاجزة عن بلوغ نتيجة، معربة عن أسفها لعمليات تقاذف المسؤوليات بعدما تحولت الملفات بفعل العجز عن احتوائها الى كتلة نار يجري الآن تقاذفها.

 

الاستحقاقات الاجتماعية كأول تحديات العهد رفض للانشغال بالطموحات الانتخابية!

روزانا بومنصف/النهار/20 آذار 2017

بعد اشهر من انشغال الطبقة السياسية بمحاولة السعي الى قصقصة قوانين انتخابية على قياساتها واحجامها المفترضة في تجاهل تام لما يمكن ان ينعكس ذلك على اللبنانيين، خرج هؤلاء من لامبالاتهم في موضوع يطاول حياتهم ويتعلق بفرض ضرائب جديدة لقاء سلسلة رتب ورواتب سبق ان باعتها الطبقة السياسية للبنانيين اكثر من مرة. ولعله النذير لهذه الطبقة بان المواطنين ليسوا نائمين او لامبالين او يمكن الباسهم ما يحاك لهم على عكس ما تعتقد هذه الطبقة. المشهد متعدد المفارقات باعتباره يحصل للمرة الاولى خلال عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فيما تياره اليوم في السلطة ويتعذر عليه ان يكون في الشارع كما كان ابان الانتفاضة السابقة للمجتمع المدني. وبحسب مصادر عليمة فان مشهد الشارع ليس مريحا بالنسبة الى العهد حتى لو لم يكن سياسيا وبمحتوى مطالب اجتماعية ، لكنها حال معبرة عن ضيق اجتماعي تقع مسؤوليته راهنا على السلطة وهي برئاسة الرئيس عون لايجاد حلول وعدم تركها تتفاعل اكثر من ذلك. فالرئيس عون يدرك ان التحركات الشعبية يمكن ان تجد منفذا سياسيا لاعتراضات اكبر على غرار ما حصل قبل انتخابه فيما قد تثير المسألة احباطا لجهة ان التسوية السياسية التي اتت به رئيسا للجمهورية وبالرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة ليست كافية لان ترضي الناس او تشفي غليلهم الى ان البلد غدا على الطريق الصحيح. ولعل بعض السهام طاولته من العبارات التي رفعها المتظاهرون خصوصا ان تعبيرهم عن نقمتهم لم يكتمل قبل عامين وسرقها او وظفها السياسيون من اجل تفشيلها. فثمة وضع اقتصادي صعب وعجز هائل في مالية الدولة ولا تتم معالجة الامور بالسياسة وحدها . كما ان هناك احتقانا سياسيا مضمرا على وقع الخلافات حول قانون الانتخاب العتيد والكباش حول الحصص في السلطة المقبلة . وقد اختلطت في ساحة رياض الصلح المطالب الاجتماعية بالمطالب السياسية المتعلقة بقانون الانتخاب العتيد . المفارقة الاخرى تتصل بواقع محاولات الاستيعاب لما حصل من خلاف تفجر في مجلس النواب الخميس الماضي والتي سارع الى اعتمادها جميع الافرقاء تفاديا لاتساع الاحتجاجات في الشارع فتطاول كل الطبقة السياسية علما ان اللافت كمحور في هذا الاطار كان البيان الذي اعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري والكلمة التي تحدث فيها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في الوقت الذي تسجل المصادر السياسية ملاحظة لافتة تكمن في ان وزارة المال ومسؤولية اعداد الموازنة واعداد الرؤية الاقتصادية للبلد بضرائبها والبحث عن وسائل تمويلها هي في ملعب فريق الرئيس بري كون الوزارة من حصته في الحكومة علما ان مسؤولية الحكومة ككل هي الاساس في هذا الاطار. وتتحدث المصادر عن انزعاج في الوسط الشيعي من الضرائب على قاعدة عدم امكان نفي المسؤولية والقدرة على التأثير في هذا الشأن . اذ بدا واضحا ان هناك سوء تقدير لاي خطوات تتخذها السلطة في موضوع الضرائب على رغم ان هناك من يتحدث عن انزلاق في المواقف وقع فيه البعض فيما تم الدفع اليه من اخرين لغايات سياسية . لكن هذا لا يمنع انه كانت هناك خفة في استحضار سلة جاهزة من الضرائب على قاعدة ان الازمة الاقتصادية تفاقمت خلال السنتين الماضيتين من دون الاخذ في الاعتبار ان احوال الناس تفاقمت وتدهورت هي ايضا بحيث ان مراجعة شاملة لاي خطوة ضريبية كانت واجبة ومحتومة قبل تمريرها .

ينفد سياسيون من ذلك الى القول ان المشهد اكثر من يبدو معنيا به للمرة الاولى هو فريق سياسي استتب الوضع لمصلحته بموجب التسوية السياسية التي حصلت فغدا البلد بانتكاساته ايضا من مسؤوليته مثلما هي الحال بالنسبة الى الانجازات التي يتم السعي الى تسجيلها علما ان الحكومة ككل بكل الافرقاء الذين تضمهم هي من يتحمل المسؤولية فيما هي حتى الان لم تتحمل لا مسؤولية الاعداد للقانون الانتخابي العتيد ولا مسؤولية اقرار سلسلة الرتب والرواتب للموظفين . ولذلك بدت في المواقف مؤشرات تحميل المسؤولية الى جهات وجدت من مصلحتها عرقلة فرض ضرائب على قطاعات معينة. وقد تبين انه في ظل السعي الى انجاز سريع للموازنة يسجل للعهد بعد 12 سنة من العرقلة تم فتح قمقم اضطر الرئيس بري الى اعلان اقفاله مرحليا حتى انجاز قانون الانتخاب علما ان هناك من يستصعب ذلك. اذ ان نجاح اللبنانيين في ارباك الطبقة السياسية في موضوع الضرائب وسلسلة الرتب والرواتب يمكن ان يشكل نموذجا يسهل اعتماده اذا استمر السعي الى تقسيمات انتخابية لا تخدم سوى الطبقة السياسية ولا تشمل اتاحة الفرصة امام اللبنانيين للتعبير عن رايهم واخيار ممثليهم بحرية. ففي هذا الجانب ثمة انتظار لما سترسو عليه التوافقات حول قانون الانتخاب العتيد علما ان هناك غضبا مكبوتا حتى الان ومن المتوقع ان يتم التعبير عنه متى تم الاعلان عن اي قانون انتخابي قد يكون مجحفا للناس ويصب في مصلحة الافرقاء السياسيين فقط وطموحاتهم حتى الان. فمع ان السياسيين يؤمنون ان اي تحرك شعبي لا ينجح من دون دفع سياسي فان البعض منهم يخشون ان تترجم صناديق الاقتراع انزعاجا متعاظما كما حصل في الانتخابات البلدية على رغم حرص الكثيرين على تأكيد التمييز بين الانتخابات النيابية والانتخابات البلدية خصوصا انه تبين ان بذرة الاحتجاجات من المجتمع المدني التي قمعت قبل عامين لا تزال موجودة بقوة.

 

شهاب أنشأ هيئات رقابية لمنع الفساد ولا سبيل إلى مكافحته إلا بمحكمة خاصة

اميل خوري/النهار/20 آذار 2017

عندما أطلق الرئيس فؤاد شهاب في مستهل عهده ورشة الاصلاح الاداري لجأ الى المؤسسات فأنشأ هيئات رقابية لمنع حصول فساد في أي عملية والا اضطر عند انتشاره الى البحث عن وسائل مكافحته وهي مكافحة قد تكون صعبة عندما تسود أزمة الأخلاق. وحضّ شهاب هذه الهيئات بأن عيّن على رأسها قيادات معروفة بالنزاهة والاستقامة والمناعة ضد أي تدخل سياسي معها. فكانت القرارات التي تصدر عنها تلتزم الحكومات تنفيذها والتقارير السنوية التي تضعها يؤخذ بتوصياتها ولا تهمل أو تحفظ في الادراج كما يجري اليوم. ولم تكن تتم تعيينات في ملاكات الدولة الا بعد مباراة يجريها مجلس الخدمة المدنية ولم يكن يحصل ما هو حاصل اليوم اذ أصبح عدد الموظفين بالتعاقد أو عدد المياومين يفوق كثيراً عدد الموظفين في الملاكات إرضاءً للمحاسيب والأزلام. لذلك فإن عهد الرئيس ميشال عون اذا كان مصمماً فعلاً على مكافحة الفساد الذي أصبح أقوى من القوانين نفسها فعليه الا يكتفي بانشاء وزارة خاصة لمكافحته بل بتشكيل محكمة خاصة تنظر في ملفات الفساد وتسرع في بتها كي لا يظل الكلام الكثير على الفساد كلاماً ولا يحاسب فاسد واحد وادخاله الى السجن ليكون عبرة لسواه. ولا ضير عندئذ من تأجيل بت سلسلة الرتب والرواتب كي يصير تمويلها من أموال السارقين وليس بفرض رسوم وضرائب جديدة على المسروقين. فمليارات الدولارات المسروقة كافية لتأمين نفقات هذه السلسلة وغيرها من المصاريف من دون حاجة للجوء الى تحميل الشعب أعباء لا قدرة له على تحملها لا لشيء سوى أنها الوسيلة الأسهل.

لكن السؤال المطروح هو: هل لمكافحة الفساد التي أعلن الرئيس عون والحكومة العزم على مكافحته لها مفعول رجعي أم أنها تبدأ من الآن فصاعداً وعفا الله عمن سرقوا ونهبوا لأنه بات من الصعب ملاحقتهم ومحاكمتهم وهم إما نافذون أو محميون من نافذين؟...

لقد جربت كل العهود اللجوء الى القوانين لمنع الفساد ومحاكمة الفاسد الا انه استطاع الصمود في وجهها بدءاً بقانون الاثراء غير المشروع الذي لم يطبق ومن أثروا أصبحوا أقوى من أي قانون ولد مع تقديم المسؤولين تصاريح بأموالهم المنقولة وغير المنقولة عندما يتسلمون مهماتهم. فكان تقديمها مهزلة لأن أحداً لا يعرف حجم هذه الأموال عندما يتسلمون مهماتهم ولا كيف صار حجمها بعد انتهاء مهماتهم كي يعرف الجواب عن سؤال من أين لكم هذا، وليس إذاً سوى انشاء محكمة خاصة من كبار القضاة تنظر في ملفات الفساد التي يتقدم بها كل من لديه الشك الجدي. فهي الوسيلة الوحيدة الفاعلة التي تمنع الفساد ولا تضطر عند حصوله الى مكافحته وبلا جدوى وان لا معنى لانشاء وزارة لمكافحة الفساد لانها تبقى عنواناً بلا مضمون ما دام لا هيكلية لها كسائر الوزارات. اذا كان لا بد من ان يكون لها دور فليكن دور تلقّي الشكاوى والمعلومات والملفات والتدقيق فيها قبل إحالتها على المحكمة الخاصة التي تقرر رفع السرية المصرفية عن المتهم والا يظل الكلام على الفساد للاستهلاك السياسي والانتخابي فقط سواء على شاشات التلفزة او في وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة، وحتى على منبر مجلس النواب وهو كلام ينتهي مع رفع الجلسة... وعندما يقضى على الفساد فإن الخزينة لا تبقى في عجز دائم والدين العام الى ارتفاع، بل يكون لبنان التزم الاتفاق الدولي لمكافحة الفساد ووضع آلية لتنفيذه ولم يكتف بتوقيعه فقط، ويكون لبنان حقق ما تدعو اليه الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية، ولا يظل المال العام سبيلاً لحل المشاكل السياسية والتقاسم الطائفي، ولا يظل أسوأ العادات في لبنان وهي الكثير من الخطط والقوانين والقليل من التنفيذ فتصبح الدولة دولة الفساد بل مافيا الفساد، والسرية المصرفية ملاذاً للفاسدين. ان ثقة الناس بالدولة لا تُستعاد الا عندما يعرفون من أين لهذا أو ذاك كل هذه الثروات، وهو سؤال يظل بدون جواب منذ عقود لأن لا القضاء حاسب ولا مجلس النواب ولا القوانين ولا حتى الناخب وهو يضع ورقة في صندوق الاقتراع يوم الانتخاب وكل عهد تغاضى عن اختلاسات من سبقه فيتعزز الفساد أكثر ولا يعود للناس المظلومين والمسحوقين سوى أن يرددوا قول الشاعر: "ليش الفقير لولا سرق مرة، بالحبس لازم ينتهي عمرو. وأبن الغني لولا سرق درة، بتصير كل الناس بأمرو. وليش النسر بياكل العصفور والطير الزغير لو راح يتغدى حبة قمح بيقوصو الناطور. وليش القوي بالنار والبارود لو حق ياكل قد ما بدو بس الضعيف ولو قطف عنقود بيحكمو بقطع ايدو"...

 

شهاب أنشأ هيئات رقابية لمنع الفساد ولا سبيل إلى مكافحته إلا بمحكمة خاصة

اميل خوري/النهار/20 آذار 2017

عندما أطلق الرئيس فؤاد شهاب في مستهل عهده ورشة الاصلاح الاداري لجأ الى المؤسسات فأنشأ هيئات رقابية لمنع حصول فساد في أي عملية والا اضطر عند انتشاره الى البحث عن وسائل مكافحته وهي مكافحة قد تكون صعبة عندما تسود أزمة الأخلاق. وحضّ شهاب هذه الهيئات بأن عيّن على رأسها قيادات معروفة بالنزاهة والاستقامة والمناعة ضد أي تدخل سياسي معها. فكانت القرارات التي تصدر عنها تلتزم الحكومات تنفيذها والتقارير السنوية التي تضعها يؤخذ بتوصياتها ولا تهمل أو تحفظ في الادراج كما يجري اليوم. ولم تكن تتم تعيينات في ملاكات الدولة الا بعد مباراة يجريها مجلس الخدمة المدنية ولم يكن يحصل ما هو حاصل اليوم اذ أصبح عدد الموظفين بالتعاقد أو عدد المياومين يفوق كثيراً عدد الموظفين في الملاكات إرضاءً للمحاسيب والأزلام. لذلك فإن عهد الرئيس ميشال عون اذا كان مصمماً فعلاً على مكافحة الفساد الذي أصبح أقوى من القوانين نفسها فعليه الا يكتفي بانشاء وزارة خاصة لمكافحته بل بتشكيل محكمة خاصة تنظر في ملفات الفساد وتسرع في بتها كي لا يظل الكلام الكثير على الفساد كلاماً ولا يحاسب فاسد واحد وادخاله الى السجن ليكون عبرة لسواه. ولا ضير عندئذ من تأجيل بت سلسلة الرتب والرواتب كي يصير تمويلها من أموال السارقين وليس بفرض رسوم وضرائب جديدة على المسروقين. فمليارات الدولارات المسروقة كافية لتأمين نفقات هذه السلسلة وغيرها من المصاريف من دون حاجة للجوء الى تحميل الشعب أعباء لا قدرة له على تحملها لا لشيء سوى أنها الوسيلة الأسهل.

لكن السؤال المطروح هو: هل لمكافحة الفساد التي أعلن الرئيس عون والحكومة العزم على مكافحته لها مفعول رجعي أم أنها تبدأ من الآن فصاعداً وعفا الله عمن سرقوا ونهبوا لأنه بات من الصعب ملاحقتهم ومحاكمتهم وهم إما نافذون أو محميون من نافذين؟...

لقد جربت كل العهود اللجوء الى القوانين لمنع الفساد ومحاكمة الفاسد الا انه استطاع الصمود في وجهها بدءاً بقانون الاثراء غير المشروع الذي لم يطبق ومن أثروا أصبحوا أقوى من أي قانون ولد مع تقديم المسؤولين تصاريح بأموالهم المنقولة وغير المنقولة عندما يتسلمون مهماتهم. فكان تقديمها مهزلة لأن أحداً لا يعرف حجم هذه الأموال عندما يتسلمون مهماتهم ولا كيف صار حجمها بعد انتهاء مهماتهم كي يعرف الجواب عن سؤال من أين لكم هذا، وليس إذاً سوى انشاء محكمة خاصة من كبار القضاة تنظر في ملفات الفساد التي يتقدم بها كل من لديه الشك الجدي. فهي الوسيلة الوحيدة الفاعلة التي تمنع الفساد ولا تضطر عند حصوله الى مكافحته وبلا جدوى وان لا معنى لانشاء وزارة لمكافحة الفساد لانها تبقى عنواناً بلا مضمون ما دام لا هيكلية لها كسائر الوزارات. اذا كان لا بد من ان يكون لها دور فليكن دور تلقّي الشكاوى والمعلومات والملفات والتدقيق فيها قبل إحالتها على المحكمة الخاصة التي تقرر رفع السرية المصرفية عن المتهم والا يظل الكلام على الفساد للاستهلاك السياسي والانتخابي فقط سواء على شاشات التلفزة او في وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة، وحتى على منبر مجلس النواب وهو كلام ينتهي مع رفع الجلسة... وعندما يقضى على الفساد فإن الخزينة لا تبقى في عجز دائم والدين العام الى ارتفاع، بل يكون لبنان التزم الاتفاق الدولي لمكافحة الفساد ووضع آلية لتنفيذه ولم يكتف بتوقيعه فقط، ويكون لبنان حقق ما تدعو اليه الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية، ولا يظل المال العام سبيلاً لحل المشاكل السياسية والتقاسم الطائفي، ولا يظل أسوأ العادات في لبنان وهي الكثير من الخطط والقوانين والقليل من التنفيذ فتصبح الدولة دولة الفساد بل مافيا الفساد، والسرية المصرفية ملاذاً للفاسدين. ان ثقة الناس بالدولة لا تُستعاد الا عندما يعرفون من أين لهذا أو ذاك كل هذه الثروات، وهو سؤال يظل بدون جواب منذ عقود لأن لا القضاء حاسب ولا مجلس النواب ولا القوانين ولا حتى الناخب وهو يضع ورقة في صندوق الاقتراع يوم الانتخاب وكل عهد تغاضى عن اختلاسات من سبقه فيتعزز الفساد أكثر ولا يعود للناس المظلومين والمسحوقين سوى أن يرددوا قول الشاعر: "ليش الفقير لولا سرق مرة، بالحبس لازم ينتهي عمرو. وأبن الغني لولا سرق درة، بتصير كل الناس بأمرو. وليش النسر بياكل العصفور والطير الزغير لو راح يتغدى حبة قمح بيقوصو الناطور. وليش القوي بالنار والبارود لو حق ياكل قد ما بدو بس الضعيف ولو قطف عنقود بيحكمو بقطع ايدو"...

 

عفواً فخامة الرئيس: لقد ضاعت الفرصة

عبد الحميد فاخوري/النهار/20 آذار 2017

يبدو أن القانون المتعلق بقدامى المستأجرين قد صدر أخيراً في الجريدة الرسمية. لقد قامت لجنة الدفاع عن المستأجرين القدامى بجهود كثيفة ومقابلات كثيرة مع المسؤولين بما فيها مقابلتكم شخصياً، في محاولة للتصدي لهذا القانون الظالم الذي يبدو أنه وُضع خصيصاً لإخراج معظم هؤلاء المستأجرين من بيوتهم وبخاصة في بيروت وبيع هذه الممتلكات من قبل مالكيها إلى الشركات العقارية كي تُعَمِر عليها بنايات شاهقة كُرمى لكبار الرأسماليين الذين يقضون حياتهم في البيزنس. وأنا هنا لا أعني أبداً أن إيجارات الشقق القديمة ليست ظالمة بحق المالكين، ولكن ما أعنيه أنه ليس من الإنصاف أن يُطَالَبْ المستأجر أن يدفع إيجاراً يوازي 20 ضعف إيجاره الحالي في بداية السنة السادسة من تطبيق القانون الجديد. والجدير بالذكر أن سريان القانون بعد عدم تعديل تاريخ تطبيقه أي في بداية 2015 يعني أن المستأجر حالياً مطلوب منه أن يدفع فوراً مستحقات 3 سنوات أي الأعوام 2015، 2016 و2017.

لن أدخل في ثغرات هذا القانون سوى أن أشير إلى نقطتين أساسيتين من بين نقاط عديدة: الأولى إن القانون قد ألغى مبدأ التعويض على المستأجر الذي كان قائما منذ عشرات السنين، أما الثانية فهي إن فرض نسبة 4% كإيجار جديد من قيمة الشقة الحالية التي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني خلال فترة سابقة هي نسبة مرتفعة جداً قياساً بالنسب المتعارف عليها أي 2 - 2,5%. ولا بد لي هنا من الاشارة إلى أن البحث الجاري حالياً في سلسلة الرتب والرواتب يتجه إلى إلغاء المفعول الرجعي بينما ثَبّتَ هؤلاء أنفسهم المفعول الرجعي لقانون المستأجرين الجدد. وقد سبق أن قال أحد النواب أن "بعض النواب يدافعون عن المالكين لأن لديهم أبنية وعقارات".لا شك في أنكم تعلمون يا فخامة الرئيس بأن الأغلبية الساحقة من قُدامى المستأجرين هم كبار في السن وذوو دخل ضئيل. أما النص بأن الدولة سوف تنشئ صندوقاً خاصاً تتحمل بموجبه كامل فروقات إيجارات أولئك الذين لا يتعدى دخلهم المليوني ليرة لبنانية تقريباً ونسبة محددة عن المستأجرين الذين لا يتعدى دخلهم 3,400,000 (ثلاثة ملايين واربعمئة الف) ليرة لبنانية. فهو نص سرابي إذ إنها بعد تأخير خمس سنوات لا تزال تفتش عن كيفية تمويل سلسلة الرتب والرواتب بعد العمل الدؤوب على تشويهها. إن ما يجمع بين المستأجرين القُدامى والمطالبين بتطبيق سلسلة الرتب والرواتب هو أنهم جميعاً ينتمون إلى الطبقتين الفقيرة والمتوسطة الدنيا، وكان الأمل معقوداً على نصرة هؤلاء وأولئك، ولكن الفرصة ضاعت يا فخامة الرئيس على الأقل بالنسبة إلى المستأجرين القدامى الذين يشكلون بين 20 و 25% من الشعب اللبناني.

 

جنبلاط والردّ المُعاكس على «حرب الجبل»

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 20 آذار 2017

لا انتخابات نيابية قريباً. لذلك، وجد النائب وليد جنبلاط أنّ المجال واسع لتحضير معركة تيمور الانتخابية: 6 أشهر، بل عامٌ كامل على الأرجح. وهذه مدّة كافية لتمكينه من دخول المجلس بكتلة «تليق بزعامة آل جنبلاط»، بعد الاتفاق على قانون انتخاب مناسب... أو استيلاد مجلس للشيوخ يختم به وليد مساره السياسي بلقب «دولة الرئيس»...

المثير هو أنّ المطلبين اللذين يراهن عليهما جنبلاط يتعلقان بالمسيحيين:

1 - هو ينازع القوى المسيحية على «حصّته» من التمثيل النيابي. هل قانون الانتخاب العتيد سيُبقيه «زعيم الجبل» بدروزه ومسيحييه»، كما هو قانون 1960، أم إنّ هذا القانون سيكرِّسه زعيماً للدروز فقط، مقابل تمثيل القوى الحزبية المسيحية لمسيحيي الجبل؟

أم هو سينوِّع التمثيل الدرزي بين جنبلاط وخصومه، كوئام وهاب مثلاً، في مقابل تنويع التمثيل المسيحي لـ»التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» وسائر الآخرين؟

2 - عندما يُطرَح ملف مجلس الشيوخ على الطاولة، هل ستتعاطى معه القوى المسيحية من منطلق سجالي أم ستُسلِّم لجنبلاط بأن تكون رئاسته لدرزي؟

فالواضح أنّ الوزير جبران باسيل فتح السجال بالإصرار على أن يكون الرئيس أرثوذكسياً، إذ قال: «المناصفة لا تستقيم إذا كان في لبنان رئيس مسيحي واحد مقابل ثلاثة رؤساء مسلمين»!

هذه الأجواء التي استجدّت ما بين جنبلاط وقوى مسيحية، وتحديداً «التيار الوطني الحر»، هي التي تحكّمت بالمزاج السائد في الأيام الأخيرة، والتي يبدو أنّ لها أثراً في مهرجان الذكرى الأربعين لاستشهاد كمال جنبلاط.

هناك ماكينات في عدد من الأوساط، الدرزية والمسيحية، ضخَّت في الأيام الأخيرة كميات من الشحن المتبادل إلى حدّ التذكير بـ«حرب الجبل». ولم يكن واضحاً مَن يُغذّي هذه الأجواء، وما الهدف، لكنّ المؤكد أنّ جنبلاط وكوادر القوى المسيحية، ولا سيما منها «القوات اللبنانية»، على مستويات رفيعة، كانوا يتحرّكون لضبط هذه الموجة التي بدت مفتعلة، منعاً لاستغلالها.

ولذلك، تعمَّد جنبلاط إرسال إيضاح إلى المحتشدين وتيمور في آن معاً، عندما قام بردّ معاكس على «حرب الجبل»، إذ قال إنّ «الشرخ الكبير والجريمة الكبرى في حق الشراكة» وقعت باغتيال كمال جنبلاط، و»دم الأبرياء الذين سقطوا في ذلك اليوم المشؤوم».

ثم عمد إلى تصويب الاتجاه بالقول: «لقد نهضوا ونهضنا... بين العمامة البيضاء والعمامة المقدّسة للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير. أدفنوا موتاكم وانهضوا... ومهما كبرت التضحيات من أجل السلم والحوار تبقى هذه التضحيات رخيصة أمام مغامرة العنف والدم».

واضح إصرار جنبلاط والقوى المسيحية على تجاوز «القطوع». لكنّ الأسس التي سيتمّ عليها التفاهم تبقى غامضة. فجنبلاط يُصرّ على أنّ زعامة المختارة لا تقتصر على الدروز. وفي المقابل، يحمل الرئيس ميشال عون شعار تصحيح التوازن الذي اختلّ على مدى عقود، بين المسيحيين والفئات الأخرى جميعاً، لا الدروز فقط. ولذلك، أبعد من النّيات الطيّبة، هناك مواجهة ستحصل عاجلاً أو آجلاً حول «تمثيل الجبل» بين جنبلاط والقوى المسيحية، إذا لم يقرِّر الطرفان معاً تقديم حدّ أدنى من التنازل.

لا يريد جنبلاط أن يستثمر عون رصيده السياسي، على مدى 6 سنوات، لإنشاء زعامة في الجبل واستعادة تجربة الرئيس كميل شمعون في خلق ثنائية مع كمال جنبلاط، أدت إلى انقسام الدروز سياسياً بين الرجلين.

ويخشى جنبلاط أن تكون الظروف اليوم مؤاتية لخرق زعامته على الطائفة. فربما تريد قوى سياسية عدة أن تنتقم منه، إما بسبب دوره في انطلاق «ثورة الأرز» في العام 2005، وإما بسبب مواقفه في الملف السوري. وهذه القوى يناسبها قانون انتخاب يشرذم زعامة المختارة لمصلحة آخرين.

إذاً، في المرحلة المقبلة، سيكون تحدّي المختارة والقوى المسيحية معاً هو أن يدرك الجميع حدود المرونة والتوازن بين التشدّد والتراخي... منعاً لصدام يندمون عليه بعد أن تفوت ساعة الندم. وفي هذا المجال، سيكون أوّل امتحان حقيقي للزعيم الجنبلاطي الشاب.

في القاموس السياسي اللبناني هناك مجال للمعجزات: مثلاً، فيما ساحة المختارة كانت أمس في مزاج التوريث، كانت ساحات بيروت في مزاج التغيير. وأكبر المفارقات بين الساحتين، أنّ جنبلاط كان يمسك بالعصا من وسطها.

فجماهيره تحتفل هنا بانتقال الزعامة على الطريقة التقليدية المتوارثة منذ أجيال، ثم تنزل إلى بيروت حيث الحشود تطالب بالتغيير والحداثة والديموقراطية. واحتراماً للدقّة والنزاهة في التوصيف، فإنّ هذه الصورة لا تختصّ بجنبلاط وحده، بل هي ميزة لبنانية شاملة.

ولو كان الشعب اللبناني مهيّأً لكي يحاسب الذين ارتكبوا الأخطاء ويبدّلهم، لما بقي من هذه الطبقة السياسية إلّا الطوال العمر، وعددهم قد لا يتجاوز عدد أصابع اليدين!

لقد جاء جنبلاط إلى الزعامة في شكل طارئ، بعد اغتيال والده. أما تيمور فتسلّمها في جوّ من الأمن والسلام، ومن يد والده. ولكنّ هذه المرحلة قد تكون أخطر على الدروز ولبنان من المرحلة التي اغتيل فيها كمال جنبلاط.

ولذلك، تردّد وليد مراراً في إلباس تيمور كوفيّة الزعامة. وكثيرون من أصدقائه في الداخل والخارج نصحوه بالتريّث لأنّ مقتضيات الزعامة على الدروز وعلى الجبل في هذه المرحلة المصيرية ما زالت تحتاج إلى احتراف سياسي أعلى.

ولكن، لا بدّ من أن تأتي اللحظة في النهاية. وكان تأجيل الانتخابات النيابية لـ 4 سنوات متتالية فرصة لإدخال تيمور في الوضعية الانتقالية واختبار الشأن العام. وستسمح له الأشهر الفاصلة، أو العام، عن موعد الانتخابات المفترض، في خريف 2017 أو ربيع 2018، بمزيد من الفرص.

وبالتأكيد، سيبقى وليد جنبلاط في موقع القيادة السياسية العليا حتى إشعار آخر. وهو الذي سيقود المفاوضات من أجل قانون الانتخاب ومجلس الشيوخ وكثير من الملفات الثقيلة التي تحتاج إلى الدقّة.

لكنّ تيمور بات اليوم في الماء. تماماً كما أيّ شخص يجري دفعه إلى الماء ليتعلّم السباحة اضطرارياً ويتحمّل المسؤولية عندما يصبح في مواجهة مصيرية: إما الغرق وإما النجاة. واختبار تيمور يبدأ من داخل البيت، مع أهل البيت: أمن الجبل هو الأولوية، والتفاهم المسيحي - الدرزي فوق كل اعتبار.

 

أيبقى لبنانُ مُعفَى من الثوراتِ ومَشمولاً بضرائِبِها

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 20 آذار 2017

منذ بدءِ عهدِ الرئيس ميشال عون، والتحدّياتُ تَتوالى من كلِّ صَوبٍ، فيما أصبح لبنانُ دولةً مبعثرةً، ومتعذِّرٌ حكمُها. هناك مَن يَطيبُ لهم امتحانُ الرئيسِ الميثاقيِّ والقويّ: «إن كنتَ الرئيسَ القويَّ فَجِدْ حلولاً فوريّةً لكلِّ مشاكلِ لبنانَ المزمِنة».

كان التحدّي الأولُ سياسيّاً (نوعيةُ الحكومة وتوازناتُها)، وكان الثاني دستوريّاً (قانونُ الانتخابات)، وكان الثالثُ أمنيّاً (أحداثُ مخيَّمِ عين الحلوة)، وكان الرابعُ اجتماعيّاً (سلسلةُ الرتبِ والرواتب والضرائب)، وكان الخامسُ عسكريّاً (دعوةُ أمينِ عامّ الأممِ المتّحدة لنزعِ سلاحِ حزبِ الله تطبيقاً للقرارِ 1701). وكان السادس سياديّاً (محاولةُ إدخالِ صواريخَ استراتيجيةٍ إلى لبنان عَبر سوريا)، ولا نَنسى الإرهابَ، التحدّي الدائم.

مجموعُ هذه التحدّيات قنابلُ موقوتةٌ زُرِعت على طريقِ العهد. وكل تَحدٍّ مرتبطٌ بصراعٍ كبيرٍ داخليٍّ و/أو خارجيٍّ قابلٍ للانفجارِ لحظةَ يُعطى فيها الضوءُ الأخضر. فالأمنُ اللبنانيُّ قرارٌ سياسيٌّ أكثرَ مما هو واقعٌ سلميّ.

وسيبقى أمناً هشّاً إلى حين حصولِ التحوّلاتِ التالية: اتفاقُ اللبنانيّين على دولةٍ جديدة، الالتزامُ الجِدّي بالقرارين 1559 و1701، تطبيقُ جميعِ المكوِّنات الطائفيةِ اللبنانيةِ لمفهومَي: «لبنانُ أولاً» و»لبنانُ وطنٌّ نهائي»، عودةُ النازحين السوريّين إلى بلادِهم، مراجعةُ بقاءِ نصفِ مليونِ فلسطينيٍّ على أرض لبنان، نهايةُ الحربين في سوريا والعراق تحديداً.

بانتظارِ ذلك، أي لدى حلولِ آخرِ الزمان، لا بدّ للبنانيّين، الضَنينين على الأقل بأمنِ أنفسِهم وعائلاتِهم وأولادِهم ومصالحِهم إنْ لم يكن بأمنِ بلادهم، أن يَتّفِقوا على الحياةِ اليوميةِ طالما هم عاجزون عن الاتفاقِ على المصير.

وأولُ تدبيرٍ هو تعطيلُ هذه التحدّياتِ ـ القنابلِ من خلال ما يلي: تسوياتٌ سياسيّةٌ مرحليّةٌ لجزءٍ منها وحَزمٌ أمنيّ تجاهَ الجزءِ الآخَر، احترامُ منطوقِ النظامِ الديمقراطيّ أيّ الدستورِ والقوانينِ والاستحقاقات، وعدمُ تسجيلِ انتصاراتٍ وهميّةٍ وعبثيّةٍ ضد بعضِهم البعض. وأساساً ممنوعٌ في هذه المرحلةِ على أيِّ طرفٍ لبنانيٍّ أن يَحتكِمَ إلى السلاحِ ضد طرفٍ لبنانيٍّ آخر. اختلالُ التوازنِ بين القوى يَتِمُّ بالسياسة.

خطرُ هذه التسوياتِ أنها تَفتقِد الخِياراتِ الوطنيةَ النهائيةَ، وتبقى بالتالي عاجزةً عن تأمينِ ديمومةِ الوِحدةِ الوطنية بكلِّ ما تعني هذه العبارة، لكنها تَنقُل الخلافاتِ إلى داخلِ الحكوماتِ وتديرُها بنجاحٍ أحياناً وبفشلٍ أحياناً أخرى. إن التسوياتِ المرحليةَ تَسقط ما لم تُسعَـف بعد وقتٍ بحلٍّ عميقٍ للشراكةِ الوطنية، ومعها يَسقط العيشُ المشتَرك.

والحالُ، أننا نعيشُ في ظلِّ حالةِ طوارئَ دستوريّةٍ من دونِ أن ندري، إذ إن كلَّ طرفٍ لبنانيٍّ يَنتظر مصيرَ حليفِه الإقليميّ ليُحدِّدَ سقفَ مطالِبه النهائية في لبنانَ الجديد. كم انخَفضت طموحاتُنا وأحلامُنا.... الأرزةُ صارت شجرةَ بُنْدُق.

لكنْ لا يستطيع اللبنانيون البقاءَ طويلاً بعدُ في المنطقةِ الرمادية: وهي العيشُ معاً بدونِ حربٍ من جهة، وبدون اتفاقٍ من جهة أخرى. هذه الوضعيةُ تُحوّل لبنانَ من دولةِ الخِيارِ الوطني إلى دولةِ الأمر الواقع. والتخبُّطُ الحاصلُ اليومَ بين الشعبِ والمجلسِ النيابيِّ والحكومةِ يَجدُ عمقَه الحقيقيَّ في هذا الواقعِ الأليم.

إذا كان السببُ المباشَرُ لهذا الواقع هو احتدامُ الصراعاتِ في المِنطقة، فالسببُ الحقيقيّ هو عدمُ وجودِ إرادةٍ وطنية كافيةٍ لبناءِ حياةٍ وطنيةٍ مشتركَةٍ في إطارِ مجتمعٍ متعدِّدٍ وفي ظلِّ دولةٍ ديمقراطية، قويّةٍ، مستقلةٍ، وعصريّةٍ تسودها الحضارةُ والمساواةُ ووِحدةُ القرار. الوطنُ هو وِحدةُ الأرضِ والتاريخِ واللغة، لكنَّ الوطنيةَ هي القدرةُ على انتاجِ دولٍ ودستورٍ ونمطِ حياةٍ متشابِهٍ ومتكامِل.

في ظنّي، والخطأُ جائزٌ، لو لم يكن لبنانُ وطناً قائماً بعدُ، لما كان للّبنانيّين، مسيحيّين ومسلمين، وبخاصةٍ المسيحيون منهم، أن يؤسِّسوه من جديدٍ بشكلِه الحالي، ولما كان المجتمعُ الدوليُّ ليثِـــقَ باللبنانيّين مرّةً أخرى ويساعدَهم على بناءِ وطنٍ ودولةٍ كما فعلَ مَطلعَ القرنِ الماضي بسببِ ما اقتَرفوا من ذُنوبٍ طَوال مئةِ عام.

إن تصرّفاتِ اللبنانـيّين كانت «مِثاليّةً» للقضاءِ على صيغةِ وطنٍ نموذجيٍّ وعلى دولةٍ بَنَوها معاً بقناعةٍ متفاوتَةٍ وهَدموها بمسؤوليةٍ متفاوتَة. وتَتحوّل المسؤوليةُ جريمةً حين يكتشفُ العالمُ أن اللبنانيين يَدْرون ما يَقترِفون، وأن الطبقةَ السياسيّةَ، بكلِّ ألوانِها وأجيالِها، لا تَرْتدِعُ ولا تَندمُ ولا تَخجَل.

إن الخِفَّةَ والأنانيّةَ واللامُبالاةَ والأحقادَ والمَنفعةَ الماديّةَ وقِلَّةَ المسؤوليةِ التي، طوالَ سنواتٍ، تَميَّزت بها مواقفُ أكثريةِ المسؤولين السياسيّين في معالجةِ الشؤونِ العامّة أضعَفت مناعةَ لبنانَ للصمودِ أمامَ ارتداداتِ أحداثِ المِنطقةِ والمتغيراتِ العالمية.

لذا حَريٌّ باللبنانيّين، شعباً ومسؤولين، أن يَستعيدوا الوعيَ والمسؤوليةَ والمبادرةَ، فيتحاشوا التطرّفَ في المرحلةِ الحاليةِ المفتوحةِ على أخطارٍ غيرِ قابلةٍ للسيطرةِ في حالِ بلوغِها ديارَنا. ولنا في ما جرى في تونس وليبيا ومِصر وسوريا واليمن والعراق العِبرةُ الكافية.

نحن اليومَ على خطِّ التّماسِ بين الدولِ المُعفاةِ من الثوراتِ والدولِ المشمولةِ بالثورات. ومقابلَ قِوى تَستبِقُ العاصفةَ وتسعى لإنقاذ لبنان، هناك أُخرى تجاهِد لإضافتِه على منظومةِ الفوضى والدمار، علماً أنّنا أخذْنا حِصّتَنا منهما على مدى ثلاثةِ عقودٍ ونيف.

رغمَ تَورّطِ أفرقاءَ لبنانيّين في حروبِ المِنطقة، ولاسيما في سوريا، بقي لبنانُ مُعفى من عدوى الثوراتِ (لا مِن ارتداداتِها) نتيجةَ قرارٍ داخلي ورعايةٍ دولية.

أما اليومَ، فالبعضُ يعتقد بأنه مع خروجِ حزبِ الله من سوريا، ستَدخُل حربُ سوريا إلى لبنان، مع أنه لا يوجد في لبنانَ أيُّ طرفٍ سياسيٍّ أو طائفيٍّ وازنٍ يريد قتالَ أيِّ طرفٍ لبنانيٍّ آخر. لذا، لا خوفَ من حربٍ أهليةٍ جديدة، إنما الخوفُ من ثلاثةِ أمور: اعتداءٌ إسرائيليّ، أعمالٌ إرهابيةٌ تكفيرية، وشَغَب اللاجئين والنازحين. والثلاثةُ تُرى بالعين المجردة.

 

أينَ ضاعت "الـمناصفة

ريـمون شاكر/النهار/20 آذار 2017

وهكذا، أدرك "شهرزاد" الصباح فسكـتت عن الكلام الـمُباح... بسحر ساحر إختفت كلمة "مناصفة" من أفواه النواب والزعماء، وحلّت مـحلها كلمة "نسبية"، وكأن "الـمناصفة" منّة، تـحتاج إلى رضى آلـهة الأرض والسماء، ويـجب إستجداؤها مرة جديدة من الدول التـي رعت إتفاق الطائف ومن أصحاب النفوذ والأحجام الكبيـرة، لا حقاً كرّسه الدستور، وأكّدته وثيقة الوفاق الوطنـي. قبل الطائف، كان الـميثاق الوطنـي غيـر الـمكتوب، هو الإتفاق الذي نظّم أُسُس الـحكْم فـي لبنان منذ عام 1943، وكانت نسبة النواب فـي البـرلـمان بيـن الـمسيحييـن والـمسلميـن على قاعدة 5:6 على التوالـي. وبعد خـمس عشرة سنة من الـحروب والدمار وعشرات الآلاف من القتلـى والـجرحى والـمعوّقيـن، توصّل الـمجتمعون فـي الطائف إلى إتفاق على مـجموعة من الإصلاحات السياسية، وكان أهـمّها توزيع مقاعد مـجلس النواب مناصفةً بيـن الـمسلميـن والـمسيحييـن.

إذاً، إن الـمناصفة أو الشراكة الـحقيقية بيـن الـمسيحييـن والـمسلميـن التـي لـحظها إتفاق الطائف فـي الـمادة 24 من الدستور، هي مسألة ميثاقية تتخطّى أيّ إعتبارات أخرى ديـموغرافية كانت أم سياسية، والتفريط بـها يسبّب تـهديداً للوحدة الوطنية، ويعرّض هذه الوحدة للإهتـزار، مـمّا يتطلب من الـجميع إستدراك خطورة الإستـمرار فـي الـخلـل على الصعيد البنيوي للنظام اللبنانـي إنطلاقاً من قانون الإنتخاب.

ماذا تعنـي الـمناصفة؟ هل هي مـجرّد أعداد نسجّلها ونـجمعها فنحصل على رقم 64؟ وهل هي مسألة حسابات وأرقام نكتبها على أوراق صفراء مـهتـرئة تتطاير مع كل خريف؟ كلا أيـها السادة، إن الـمناصفة هنا تعنـي إنصاف وعدل، وبالفرنسية Justice، فأين العدالة فـي أن يصل إلى مـجلس النواب نواب لا يـمثّلون شعبهم، أو نواب لا تعرفهم "شعوبـهم"، فضيلتهم الوحيدة أنـهم يـُحسنون التـزلّف والـتملّق والإستـرهان، أو أنـهم من أصحاب الثـروات الكبيـرة والـمصالـح الـمتشعّبة، ويُـحسنون الصعود إلى البوسطة الـمُناسِبة التـي يقودها أحد شيوخ القبائل الكبار.

إن التـمسّك بالقوانيـن التـي تلحظ لوائح إنتخابية متعدّدة الطائفة، إن كانت وفق النظام الأكثـري أو النسبـي، يعنـي عملياً الإجهاز على الأقلية وعلى الـمجتمع الـمدنـي، وعلى الـمستقليـن وغيـر الـحزبيـيـن، والقضاء على كل الفئات التـي لـها حيثية فـي الـمجتمع. لا يـمكن لأيّ قانون أن يُدعى عادلاً ومنصفاً "إذا لـم يستطع كل مواطن لبنانـي أن يتقدم للإنتخابات دون أن يكون تابعاً لـحزب أو مـجموعة". هذا ما قاله البطريرك الـمارونـي، وهذا ما نـردّده فـي كل مقالاتنا. ذلك أن الأحزاب فـي مـجتمعنا الطوائفي هي أحزاب طائفية، لا أحزاب برامج ومبادئ ورؤى، ولا يـجمعها مع بعضها البعض سوى الـمصالـح الإنتخابية والسلطوية وتوزيع الـمغانـم والـمناصب على الـمحاسيب والأزلام وأبناء الطائفة الـمحظوظيـن.

لا يـجوز أن يكون هدف قانون الإنتخاب فـي مـجتمعنا الـمُتعدِّد "إعطاء كل فئة حجمها الـحقيقي"، لأننا بذلك نكون قضينا على الـمناصفة نـهائياً وخالفنا الدستور والعرف والـميثاق. فالأحجام معروفة سلفاً والديـموغرافيا العددية واضحة جداً ولا تـحتاج إلى كومبيوتر متطور أو إلى خبيـر فـي العلوم الإكتوارية.

نعم، النسبية تُظهر الأحجام على حقيقتها، ولكنها تقضي على التمثيل الصحيح لكل الأقليات وعلى الـمناصفة الفعلية التـي أقرّها الدستور. فالدستور أيها السادة، لـم يتكلّم عن الأحجام، بل تكلّم عن الـمناصفة والعدالة والمساواة.

أنا مع النسبية الكاملة عندما يصبح لدينا أحزاب عابرة للطوائف تتنافس على برامج ومبادئ وتطلّعات وطنية، لا على مصالـح مذاهبها وطموحاتـها الفئوية. لا يـجوز ومن غيـر الـمقبول أن ينادي البعض بالنسبية فـي بلد لا تتعدّى فيه نسبة الـمسيحييـن 34 فـي الـمئة من شعبه، وبوجود خلـل ديـموغرافـي يـتـزايد يوماً بعد يوم.

كما لا يـجوز أن ينادي البعض بالـمختلط بعدما لـمس الـجميع النتائج الكارثية لقانون "الستيـن" على الـمسيحييـن. أليس الـمختلط بشقّه الأكثري هو نسخة طبق الأصل عن قانون "الستيـن" السيئ الذكر؟

ليست مهمّة قانون الإنتخاب أن يـجمع ويوحّد ويزرع الـمحبة والـمواطنة فـي عقول وقلوب الناس، كما ليست مهمته توحيد الرؤى حول السيادة والسلاح الشرعي وقرار الـحرب والسلم والنأي بالنفس. إن مهمّة قانون الإنتخاب واضحة ومـحدّدة فـي كل دساتيـر العالـم، وهي التمثيل الصحيح لكل فئات الشعب بـحيث لا تشعر أيّ فئة بالغبـن والظلم والتهميش. فـي نظام "اللوائح" الأكثـري أو النسبـي، لا يعود للصوت الأقلي قيمته، لا بل يضيع ويُـمعَس تـحت أقدام زعماء الطوائف الأكثـر عدداً حيـن يؤلّفون لوائـحهم. فالبوسطات والـمحادل ليست حكراً على النظام الأكثـري، بل تشمل أيضاً النظام النسبـي الذي يقتـرحه بعض زعمائنا، وكل نظام يعتمد اللوائح الفضفاضة فـي قانون الإنتخاب.لـن أردّد ما قلته دوماً عن القانون الأفضل والأنسب لـمجتمعنا، فأنتـم تعرفونه جيداً، ولكنكم لا تريدونه، لأنكم تـجهلون نتائجه، ولأنه سيقزّم حصصكم "الـمنفوخة" والـمسروقة من حصص الطوائف الأخرى.

يقول جان جاك روسو: "رصيد الديـموقراطية الـحقيقي ليس فـي صناديق الإنتخاب فـحسب، بل فـي وعي الناس".

 

«خطوط حمر» لترامب من سورية إلى... اليمن؟

 جورج سمعان/الحياة/20 آذار/17

تعزيز الحضور الأميركي العسكري في سورية بدل المشهد الاستراتيجي في هذا البلد. من المبكر الحديث عن استراتيجية متكاملة واضحة لواشنطن حيال الإقليم. هذا الحضور، وإن ارتفع عدد الجنود على الأرض وأُرسل مزيد من المعدات يبقى رمزياً. لكنه يؤشر إلى سياسة مختلفة عن تلك التي نهجتها إدارة الرئيس باراك أوباما. قد لا يكتفي البنتاغون بألف جندي لإدارة الحرب على «عاصمة الخلافة». قد يعززهم بألف أخرى. وكان وعد بارسال عدد ماثل إلى الكويت ليتيح مرونة أكبر للقيادة العسكرية في تحريك ما يلزم من قوات في إطار الحرب على «داعش» في الموصل والرقة. مثل هذه القرارات يؤكد أن واشنطن تعتمد خيارات مختلفة عن السابق. تريد استعادة دور حيوي ببناء قواعد جديدة للصراع في المشرق العربي، انطلاقاً من الحرب على «تنظيم الدولة» في هاتين المدينتين.

الأموال التي خصصها البنتاغون لفصائل سورية معارضة لم تثمر في بناء جسم عسكري قادر على إمساك مناطق محددة، بخلاف ما فعلته وتفعله إيران طوال السنوات الست الماضية من عمر الأزمة في بلاد الشام. أو بخلاف ما أثمرته العمليات الروسية من تمكين للقوات النظامية من استعادة كثير من المدن والدساكر. لذلك كان لا بد للإدارة الجديدة من أن توقف برنامج المساعدات للمعارضة عموماً. وأن تعتمد خياراً آخر يسهل لها الإمساك بالأرض. عززت قوتها العاملة شمالاً مع «قوات سورية الديموقراطية»، وقد يرتفع عدد جنودها هناك إلى ألفين وأكثر إذا اقتضت الحاجة. وأرسلت مزيداً من المعدات العسكرية. والأهم من ذلك أنها أعلنت بوضوح اعتمادها خيار الإدارة السابقة، أي العمل مع الكرد. يتيح لها هذا بناء منطقة خارجة عن نفوذ باقي اللاعبين في الميدان السوري. لذلك سارعت إلى دخول مدينة منبج رافعة العلم الأميركي على بعد نحو مئتي متر من انتشار قوة روسية، وقريباً من قوات النظام وحلفائه من الميليشيات. وليس بعيداً عن القوات التركية وحلفائها من «الجيش الحر» الذين كانوا ينذرون بالهجوم على منبج. لقد رسمت بوضوح حدودأً لانتشار الآخرين. لا بل رسمت خطاً أحمر لهؤلاء جميعاً. لموسكو وطهران وأنقرة ودمشق. لم يعد ممكناً تجاوز هذا الخط من دون المجازفة بصدام مباشر مع القوة الأميركية.

بات واضحاً أن عودة الولايات المتحدة إلى دور نشط في الإقليم لن يتوافر من دون تدخل عسكري وبناء تحالف قوي مع قوة كردية تحتاج إلى سند دولي لتحقيق أهدافها وإن بحد أدنى من الحكم الذاتي، على غرار ما في كردستان العراق. وهذه لم تكن لترى النور لولا الدعم الأميركي الذي حرم قوات صدام حسين من إعادة إخضاع المنطقة لسلطته كما فعل مع جنوب العراق بعد تحرير الكويت. وتعول إدارة الرئيس دونالد ترامب على هذا الانخراط من أجل تحقيق جملة أهداف. على رأسها بالطبع تفعيل الحرب لإسقاط «عاصمة الخلافة». ثم إطلاق قواعد جديدة لإدارة الأزمة في سورية. والإنطلاق منها لبناء سياسة واعتماد خيارات جديدة لا تقتصر على بلاد الشام بل تتعداها إلى العراق. أي مواجهة النفوذ الإيراني في هذين البلدين. لذلك إن تحويل واشنطن الشمال السوري منصة يمكنّها من الإشراف على جنوب البلاد، وعلى نفطها ومياهها. وعلى جزء من نفط العراق أيضاً. وأبعد من ذلك يمكنها من الإطلال على تركيا، عبر الربط بين «الكردستنانين». ومن ثم توفير خط يصل الرقة بالموصل، ومنها إلى بلاد الرافدين كلها حيث لا يخفي البنتاغون رغبته في تعزيز قواته في هذا البلد بعد تحرير ثاني أكبر مدنه.

يمكن هذه الخطة الأميركية أن تهدد الجسر الذي تقيمه إيران لدعم انتشارها من بغداد إلى شاطىء المتوسط. ولقطع هذا الجسر كلياً والسيطرة على البوابات الحدودية بين العراق وسورية، لا بد من تحريك «جبهة الجنوب» السوري التي تلقت فصائلها دعماً مالياً وتدريباً من البنتاغون ورعاية من الأردن وغيره من قوى عربية. وإذا قدر للأميركيين بالتفاهم مع القوات العراقية وحكومة حيدر العبادي و»البيشمركة» إبعاد الميليشيات عن الموصل، فإن ذلك سيسهل بقاءهم في العراق. ويعزز موقف أهل السنة، الأمر الذي يفاقم الصراع بين مختلف القوى السياسية في بغداد. وهو ما ينهك الجمهورية الإسلامية ويستنزفها. علماً أن قادة «الحشد الشعبي» الموالين لطهران لن يسهلوا للمؤسسة العسكرية استعادة دورها السابق قوة وحيدة في البلاد. بل سيجهدون للحصول على ثمن سياسي. وسيرفضون تسليم سلاحهم بالحسنى. أما في سورية، فإن ما قد يقصر عنه الأميركيون تتولاه إسرائيل، كما فعلت في الغارة الأخيرة وما قبلها. وكان بنيامين نتانياهو واضحاً في زيارته الأخيرة لموسكو: التوكيد على تفاهمات سابقة مع الرئيس فلاديمير بوتين. ومضمونها عدم السماح بتهديد الحدود الشمالية لإسرائيل (الجولان)، وعدم وصول أسلحة نوعية إلى «حزب الله»... ومنع الجمهورية الإسلامية من تعزيز وجودها في بلاد الشام بعد التسوية السياسية. إنها مرحلة جديدة تعتمد فيها الولايات المتحدة الدخول من الأبواب نفسها التي دخلت منها الجمهورية الإسلامية... وبالانخراط الميداني. لا يعني ذلك بالضرورة أنها تعد لمواجهة مباشرة معها. فهي تدرك أن الحرب ستفتح أبواب الجحيم في الإقليم كله، من مياه الخليج إلى مياه المتوسط، مروراً بالمشرق العربي كله. مثلما لا يعني بالضرورة أن طهران راغبة أو قادرة على خوض حرب واسعة في الإقليم، سواء من جنوب لبنان أو في شرق سورية وغرب العراق.

لم تعد الرقة إذاً محور صراع محلي بقدر ما باتت عقدة الصراع الدولي والإقليمي. الموقف الأميركي الجديد سيخلف تغييرات حتمية على الواقع الحالي للأزمة السورية. ويفرض على المعنيين إعادة تموضع. وإلى أن تكتمل تفاصيل المشهد المستجد، من المبكر توقع ثمار من الجولة الثالثة للمفاوضات في جنيف قريباً، وإن أبدت واشنطن تأييدها الصريح لجهود المبعوث ستيفان دي ميستورا. لن يكون حظ هذه الجولة أفضل من اللقاء الأخير في آستانة. هذه المرة لم تثمر الضغوط التركية كما حصل سابقاً. وحتى الغضب الروسي على المعارضة كان ضعيفاً لم يترك أثراً. تبدل المشهد. وهذا ما تدركه قوى في «الائتلاف الوطني» وفصائل على الأرض قد لا ترى أنها ملزمة مثلاً بموقف أنقرة من الكرد الذين على اختلاف قواهم وبينها تلك المنضوية في صفوف «الائتلاف» يرغبون في استقلال إداري لمناطقهم. لذلك اتهمت موسكو طرفاً ثالثاً بعرقلة اجتماع العاصمة الكازاخية قبل أيام، وهي تشير ضمناً إلى واشنطن. حتى تركيا تكاد تسنفد جنوحها نحو روسيا. الرئيس رجب طيب أردوغان كبت حتماً مرارته بعدما دفع الروس قوات من النظام وحلفائه إلى الانتشار في ريف منبج وشرق حلب للحؤول دون تمدد قوات «درع الفرات» جنوباً. بل قد يشعر قريباً بأن موسكو تستغل مواقفه الجديدة وأزمته مع أوروبا ومع واشنطن لتحقيق مآربها. ألم ترسم له هي الأخرى حدوداً لانتشار قواته؟

واشنطن ترسم خطاً أحمر في الرقة قد يمتد بالتأكيد إلى الموصل إذا كان على الرئيس ترامب أن ينقلب على سياسة سلفه التي تركت العراق ساحة لإيران، وسمحت لها بتعزيز حضورها في المشرق العربي كله. إنها الخطوة الأولى، بل الامتحان الأول ولن يكون الأخير. الامتحان الثاني في مواجهة طهران سيكون حتماً في اليمن. لقد أعادت المحادثات التي أجراها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأميركي الجديد الحرارة إلى العلاقات بين بلديهما. وكان اليمن حاضراً بين كم من التفاهمات. وكان سيد البيت الأبيض بادر إثر تسلمه السلطة إلى تعزيز اسطوله في البحر الأحمر. وعبر عن حرصه على أمن حلفائه في الخليج في وجه تمدد الجمهورية الإسلامية. ولا شك في أن الولايات المتحدة في جنوب شبه الجزيرة تعتمد الآن موقفاً مختلفاً. صحيح أنها معنية بمواصلة حربها على «القاعدة» في هذه المنطقة، لكنها ستكون معنية أيضاً بالتعجيل في تسوية سياسية ترفع يد طهران وحلفائها الحوثيين وشركائهم عن صنعاء. وهذا هو الامتحان الثاني أمام الإدارة الجديدة. أي أن عليها أن ترسم خطاً أحمر مشابهاً لما ترسم في الرقة وربما الموصل.

تأتي هذه الخطوات الأميركية فيما لم يكتمل جهاز الإدارة الجديدة بعد. كما أن الكونغرس لم ينخرط في نقاش يتناول عودة التدخل العسكري في الخارج، مهما كان خجولاً. أي أن الاستراتيجية الخارجية لم تكتمل عناصرها. صحيح أن الرئيس ترامب يدفع نحو سياسة مخالفة ليس لسياسة سلفه أوباما الذي عزف عن التدخل تاركاً لروسيا وغيرها كسب مواقع متقدمة في الشرق الأوسط، بل لسياسة الرئيس السابق جورج بوش و»محافظيه» الذين دمرت حروبهم الاستباقية بلداناً وخلفتها لقمة سائغة للآخرين. كما أن سياسة واشنطن حيال الشرق الأوسط لا تتحدد بما ترسمه هي وحدها. الأمر يتعلق أيضاً بباقي القوى في الإقليم لئلا نقول تلك المنتشرة قي سورية والعراق، ومدى قدرتها على مقاومة التوجه الجديد لواشنطن. فلا يخفى على الرئيس ترامب أن روسيا إذا لم يصلها الترياق المنتظر منه، قادرة على تعزيز تحالف قائم على الأرض اليوم، من إيران إلى العراق وسورية ولبنان. فضلاً عن قاعدة ذهبية خبرتها كل الإدارات السابقة قوامها أن التركيز على الجبهة الداخلية لإعادة تحريك الاقتصاد لا يتيح للولايات المتحدة خوض حروب كبيرة في الخارج، بقدر ما يتطلب الأمر تعاونها مع القوى الكبرى، من الصين إلى روسيا. فهل تصمد الخطوط الحمر لخليفة أوباما؟

 

عن الموصل بعد «داعش»

 حازم الامين/الحياة/20 آذار/17

«داعش» سيُهزم في الموصل قريباً إذا ما اعتبرنا الهزيمة دحراً له في الأحياء التي ما زال يسيطر عليها في المدينة، وربما ستمتد الهزيمة لاحقاً لتشمل الرقة السورية. لكن أحداً لم يعدّ نفسه لهذه الهزيمة الميدانية، سوى أصحاب مشاريع الحروب المتواصلة، ذاك أن التنظيم لم يولد من نصرٍ عسكري، ولم يتدفق على المدن العراقية والسورية من فراغ، بل على العكس، فهو جاء ليملأ فراغاً. في الأسابيع المقبلة سيُدحر التنظيم الإرهابي في الموصل، ولكن ماذا بعد ذلك؟ لا جواب في العراق على هذا السؤال! الجميع غارق اليوم في لجة «النصر». بعد «داعش» ينتظر العراق استحقاقات العلاقة العربية الكردية، والشيعية السنية، والكردية السنية والكردية الشيعية، ناهيك عن العلاقات البينية داخل كل مركّب من هذه المركبات، وجميعها عرضة للانفجار. وحده «داعش» يملك وجهة، وهي وإن كانت الهزيمة الوشيكة، لكنها وجهة في النهاية وسيُبنى على الشيء مقتضاه والصحراء قريبة، والنوم فيها لأشهر وربما لسنوات أمر ممكن.

القوى العراقية تقاتل التنظيم، من دون أن تملك مشروعاً للنصر. القوى الشيعية تقاتله وفق خطة إيرانية لا مكان فيها لحساب عراقي، والأكراد ينتظرون شروط استقلالهم وهم متنازعون بين أربيل والسليمانية، وبين طهران وأنقرة، واليوم دخل عنصر جديد إلى المعادلة الكردية العراقية، هو حزب العمال الكردستاني، فصار شريكاً للثنائي في سنجار وفي مناطق أخرى من الأقليم. السنة يترنحون بين هزائم مختلفة، ولا يبدو أن وريث «داعش» قد ولد بعد، وثمة تغير هائل في موقعهم وفي شروط وجودهم في العراق، ذاك أنهم مُحتلون اليوم من قوتين هما «داعش» و «الحشد الشعبي»، ولا يبدو أن ثمة جدوى لمحاولات أنقرة إعادة جمعهم، وهي على كل حال إذا نجحت في ذلك، فلا قيمة عراقية لنجاحها، إذ إن وظيفته ستقتصر على تعزيز الشروط التركية في التنافس غير العراقي على مصير العراق. ثمة لحظة لا يريد أحد أن يستثمر فيها، فقد كانت تجربة أهل الموصل مع «داعش» مريرة بالفعل، وزائر الشطر الأيسر من المدينة يمكن له أن يتلمس مستوى حماسة السكان لهزم «التنظيم» على رغم الأثمان الفادحة التي دفعوها. وهذا الكلام لا يسعى إلى القول أن «داعش» جسم غريب عن التركيبة هنا، انما الى القول أن ثمة تجربة قاسية فعلاً عاشتها المدينة في السنوات الثلاث المنصرمة، وهي تجربة لا تشبه كل التجارب المأسوية التي شهدها العراق في العقدين الفائتين، وهذا ما يجمع عليه السكان. لا أحد يستثمر في هذه اللحظة. لا أحد يريد أن يقول للسنة، ضحايا «داعش» الفعليين، تعالوا لنحول فرحتكم بهزم «داعش» سياسة. فالقوى الشيعية لا تملك القدرة على قول ذلك إذا أرادت، والأكراد ما يعنيهم اليوم من العلاقة مع جيرانهم هو تنظيم الانفصال لا معاودة الاتصال. لكن الطامة الكبرى هي في عجز القوى السنية في العراق عن تنظيم الفرحة بهزم «داعش» وتصريفها سياسة. ستنتهي الفرحة قريباً، وسيعاد إنتاج الشروط التي ولدت «داعش» في ظلها، وسيدان السكان الفرحين لأن ثمة من جاء مجدداً وقال لهم تعالوا لنخوض حرباً جديدة، وستنقلب المدينة على نفسها. هذا الأفق السوداوي هو وحده ما يلوح لمتقصي النصر على «داعش» في الموصل اليوم. فالعلاقات بين الجماعات العراقية التي تحارب «داعش» جنباً إلى جنب، تنقلب حرباً بينية ما أن تغادر محاور القتال المباشرة، وأوضاع الناس المعيشية كارثية في ظل فساد هائل وتفاوتات لا حدود لها بين المتنعمين بغنائم النفط والحروب، والمحرومين من أدنى شروط العيش. المقاتل أو الجندي جُهز للحرب على نحو لا يشبهه. فهو مزود بأحدث وسائل القتال، ومحروم في الوقت ذاته من تعليم أبنائه، وأحياناً محروم من راتبه، والسؤال الأكثر إلحاحاً على الجنود حين يصادفون صحافياً على الجبهة هو «شقد راتبك، لتترك أهلك وتجي تباوع على الحرب».

لا أحد متفائل بمرحلة ما بعد الحرب في الموصل على رغم أن نصراً يلوح.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جنبلاط في أربعينية والده: مهما كبرت التضحيات من أجل السلم والحوار والمصالحة تبقى رخيصة أمام مغامرة العنف والدم والحرب

الأحد 19 آذار 2017/وطنية - تحولت الذكرى الأربعون لاستشهاد الزعيم كمال جنبلاط، في المختارة اليوم، الى مظاهرة وطنية جامعة وحاشدة، قدرتها القوى الأمنية التي واكبت المناسبة بنحو 120 الف شخص.

وأفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام عامر زين الدين أن "أهالي قرى وبلدات ومناطق الجبل ووادي التيم وحاصبيا وراشيا والبقاعين الاوسط والغربي، زحفوا رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا، إلى المختارة، للحج الى ضريح المعلم كمال جنبلاط، الذي كان أكثر الغائبين حضورا، فلم يغب عن المناسبة إلا صوته، بعد أن امتلأ المكان بصوره". وكتب: "اليوم كان يوما مشهودا آخر من أيام الجبل، أعاد للساحات مجدها وللمختارة شمس لم تغب، ليصبح ما بعده، يوما آخر من أيام العيش المشترك تحت راية الزعيم الوطني الكبير وليد جنبلاط، الذي أوصى نجله تيمور بالحفاظ على مصالحة الجبل.

اجتمعوا بحرا بشريا هادرا، بقدر اشتياقهم لكمال جنبلاط، واجتمعوا في مكانهم الاحب في "الدار"، بجانب مسجد شكيب ارسلان، وبالقرب من كنيسة سيدة الورد، رافعين علم بلدهم الى جانب اعلام الحزب التقدمي الاشتراكي.

وظلت الوفود الشعبية تتوافد حتى انتصف النهار، فيما احتجز الزحام كثيرين عند مداخل المختارة والشوف، رغم هذا، تمثلت كل تلاوين القوى حضورا، وارتفعت وسط الجموع أيدي الكبيرين وليد جنبلاط وسعد الحريري متشابكة، مظللة بالصور والاعلام واللافتات، التي حملت اقوال صاحب الذكرى.

وعمت الحماسة ساحة "الدار" حين وقف وليد جنبلاط ليلقي كلمته، ثم ازدادت بتقليد وليد جنبلاط نجله تيمور، الكوفية الفلسطينية، طالبا منه الاستمرار في حمل هذه القضية، التي استشهد لاجلها جده".

الحضور

شارك في المناسبة: ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي، رئيس الحكومة سعد الحريري، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الوزير السابق نقولا النحاس، ممثل الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله وكتلة "الوفاء للمقاومة" وزير الصناعة حسن الحاج حسن، وزير الثقافة غطاس الخوري، ووزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة. كما حضر النواب: بهية الحريري، محمد قباني، أمين وهبي، محمد الحجار، حسن فضل الله، ايمن شقير، نعمة طعمة، هنري حلو، اكرم شهيب، ايلي عون، فؤاد السعد، غازي العريضي، علاء ترو، وائل ابو فاعور وانطوان سعد، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع النائب جورج عدوان، ممثل رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل مسؤول الحزب في الشوف المحامي جوزيف عيد، ممثل رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية بيار بعقليني، ممثل رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون مفوض الشوف كميل شمعون، الوزراء والنواب السابقون: مصباح الاحدب على رأس وفد، صلاح الحركة، عبدالله فرحات، صلاح حنين، فيصل الصايغ، الياس عطالله، وممثل الوزير السابق ناجي البستاني.

وشارك أيضا سفراء: روسيا الكسندر زاسبكين على رأس وفد من اركان السفارة والملحق العسكري، فلسطين اشرف دبور، فرنسا ايمانويل بون، قطر علي بن حمد المري، ايطاليا ماسيمو ماروتي، العراق علي عباس بندر العامري، الجزائر احمد ابو زيان، السويد هانس بيتر سيمنبي، الكويت عبد العال القناعي، بلجيكا الكس لينرتي، الامارات العربية المتحدة حمد سعيد سلطان عبدالله الشامسي، اليمن عبدالله عبد الكريم الدعيس، النروج ليني ناتاشا ليند، تونس محمد كريم بودالي، السودان علي الصادق علي، وبلجيكا الكس لينارتس، القائمون بأعمال سفارة: الولايات المتحدة الاميركية داني هول، المملكة العربية السعودية وليد بن عبدالله البخاري، والصين جانغ زو يونغ، ومن اسبانيا الملحق العسكري ريكاردو برادو، سلطنة عمان المستشار خالد حردان، سفارة مصر المستشاران عمرو حمزة ونادر زكي.

وحضرت وفود من: "حزب الوطنيين الأحرار"، تيار "المستقبل"، حركة "أمل"، "القوات اللبنانية"، "الكتائب اللبنانية"، "الجماعة الاسلامية" في لبنان برئاسة رئيس المكتب السياسي النائب السابق اسعد هرموش، التيار "الوطني الحر" برئاسة القيادي جان عزيز، "الشيوعي اللبناني" برئاسة موريس نهرا على رأس وفد من اعضاء المكتب السياسي، "الهانشاك" برئاسة القيادي اليكس كرشكريان، الاتحاد "العربي الاشتراكي"، الحركة "اليسارية اللبنانية" برئاسة منير بركات.

فلسطينيا شارك: وفد من قيادة فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" برئاسة أمين السر فتحي ابو العردات نقل إلى جنبلاط تحيات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ضم: عضو اللجنة المركزية لحزب "الشعب الفلسطيني" غسان أيوب، مسؤول جبهة "النضال" تامر عزيز، مسؤول الجبهة "العربية الفلسطينية" محيي الدين كعوش، عن حزب "فدا" مصطفى مراد، عن الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين أبو علي كابولي، امين سر شعبة اقليم الخروب في حركة "فتح" أبو فخري، حركة "المقاومة الاسلامية - حماس" في لبنان برئاسة علي بركة، الجبهة "الديموقراطية لتحرير فلسطين" برئاسة عضو المكتب السياسي علي فيصل الذي ونقل تحيات الامين العام للجبهة نايف حواتمة للنائب جنبلاط.

ومن الحضور مستشار الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ورئيسا الاركان السابقان وليد سلمان وشوقي المصري، قائد سرية درك بيت الدين العقيد حنا اللحام على رأس وفد من مفارز الدرك في المنطقة، ممثلو قيادات امنية وعسكرية، مدراء عامون وقضاة حاليون وسابقون.

ومن رجال الدين حضر: شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن على رأس وفد ضم: رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين، وقضاة المذهب الدرزي، ورؤساء واعضاء اللجان في المجلس المذهبي، الشيخ محمد هاني الجوزو ممثلا مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، وفد كبير من قضاة الشرع وعلماء وائمة مساجد جبل لبنان واقليم الخروب، ممثل رئيس الرهبنة المخلصية انطوان ذيب الارشمندريت نبيل واكيم، الارشمندريت سليم نمور، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين على رأس وفد من مشايخ وادارة مؤسسة العرفان التوحيدية، هيئات روحية مختلفة، عدد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز ومن خلوات البياضة في حاصبيا.

كذلك حضرت وفود نقابية من: الاتحاد العمالي العام، جبهة التحرر العمالي، الهيئات التربوية والاجتماعية والاهلية والاتحادات البلدية والمجالس البلدية والاختيارية والجمعيات والمراكز والمؤسسات والاندية ووفود شعبية من مختلف اقضية لبنان من الشمال الى الجنوب ومن العشائر العربية في الجبل والبقاع وطرابلس، إضافة إلى قيادات الحزب "التقدمي الاشتراكي"، ثوار 1958، فروع الاتحاد النسائي التقدمي، منظمة الشباب التقدمي، والكشاف التقدمي الذي تولى التنظيم.

وكان جنبلاط قد استقبل الشخصيات والمشاركين في قصر المختارة، يحيط به نجلاه تيمور واصلان وكريمته داليا وعقيلته نورا، لينضم بعدها وضيوفه، إلى المسيرة، حيث رافقته عائلته والرئيس الحريري وعدد من الشخصيات المشاركة، إضافة رجال الدين من مختلف الطوائف.

وبصعوبة بالغة، شق جنبلاط ومرافقوه طريقهم للوصول الى ضريح الشهيد كمال جنبلاط، حيث وضع والرئيس الحريري والحضور الورود، وقرأوا الفاتحة لروح صاحب الذكرى ورفيقيه الشهيدين حافظ الغصيني وفوزي شديد.

كما تم وضع اكاليل على الضريح، أبرزها من: الرئيس الحريري، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وعلى مقربة من ساحة مسجد الامير شكيب ارسلان، وقف جنبلاط بين الحشود المحتفلة بالذكرى، ليلقي كلمته، فقال: "منذ اربعين عاما، وفي السادس عشر من اذار، وقفنا في ساحة الدار، وحبسنا الدمعة وكتمنا الحزن ورفعنا التحدي وكان شعارنا: ادفنوا موتاكم وانهضوا.

منذ اربعين عاما وبفضل ثقتكم ومحبتكم واخلاصكم وتضحياتكم، قدنا السفينة سويا وسط الامواج والعواصف، وسط التحديات والتسويات، وسط التقلبات والمفاجآت، ندفن الشهيد تلو الشهيد، نودع الرفيق تلو الرفيق، ونبكي الصديق تلو الصديق. ادفنوا موتاكم وانهضوا.

منذ اربعين عاما، رافقتموني واحتضنتموني، فاستشهد من استشهد، واغتيل من اغتيل، وغاب من غاب، لكن بقي الحزن واحدا موحدا، شامخا معززا، عاليا مكرما. ادفنوا موتاكم وانهضموا.

منذ اربعين عاما سار معي ثوار 58، ورافقتني العمامة البيضاء في اصعب الظروف، ووقف الرجال الرجال في الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، وقفوا معنا، وقاتلوا معنا واستشهدوا معنا. ادفنوا موتاكم وانهضوا".

أضاف "ولولا جيش التحرير الشعبي - قوات الشهيد كمال جنبلاط، لما كنا اليوم وبعد اربعين عاما، هنا في المختارة، في هذا الدار. ادفنوا موتاكم وانهضوا.

وعلى مدى اربعين عاما، محطات ناصعة البياض لا خجل منها، ولا تردد، سطرناها بالدم مع رفاقنا الوطنيين، كل الوطنيين، والاسلاميين، كل الاسلاميين، والسوريين في اسقاط السابع عشر من ايار وفي التصدي للعدوان الاسرائيلي وفي الدفاع عن عروبة لبنان. ادفنوا موتاكم وانهضوا".

وتابع "لكن ومنذ اربعين عاما، وقع الشرخ الكبير، وقعت الجريمة الكبرى بحق الشراكة والوحدة الوطنية، وسرت آنذاك مع الشيخ الجليل نحاول وأد الفتنة، نجحنا هنا وفشلنا هناك، لكن الشر كان قد وقع، فكان قدري ان احمل على كتفي عباءة ملطخة بالدم، دم المعلم كمال جنبلاط ورفيقيه حافظ وفوزي، ودم الابرياء الذين سقطوا غدرا في ذلك النهار الاسود المشؤوم. ادفنوا موتاكم وانهضوا".

وأردف "على مدى عقود انتظرنا الساعة، لحظة المصالحة، فنهضوا ونهضنا وكان يوم عقد الراية بين العمامة البيضاء وبين العمامة المقدسة للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير في آب 2001 هنا في المختارة، مصالحة الجبل، مصالحة لبنان. ادفنوا موتاكم وانهضوا".

واستطرد "بعد اربعين عاما، اوصيكم بأنه مهما كبرت التضحيات من اجل السلم والحوار والمصالحة، تبقى هذه التضحيات رخيصة، امام مغامرة العنف والدم او الحرب".

وقال متوجها إلى نجله تيمور: "لذا يا تيمور...سر رافع الرأس، واحمل تراث جدك الكبير كمال جنبلاط، واشهر عاليا كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية لبنان التقدمية، كوفية الاحرار والثوار، كوفية المقاومين لاسرائيل ايا كانوا، كوفية المصالحة والحوار، كوفية التواضع والكرم، كوفية دار المختارة. واحضن اصلان بيمينك وعانق داليا بشمالك، وعند قدوم الساعة: ادفنوا امواتكم وانهضوا، وسيروا قدما فالحياة انتصار للاقوياء في نفوسهم لا للضعفاء".

بعدها، طلب جنبلاط من نجله تيمور أن يتقدم نحو المنبر، حيث قام برفع الكوفية عن كتفيه ووضعها على كتفي نجله، فعلا التصفيق والهتاف.

يشار إلى أنه رفعت في الذكر لافتات أبرزها:

- في يوم كمال جنبلاط تحية الى فلسطين العربية.

- المصالحة خيارنا والحفاظ عليها قرارنا.

-الطائف ضمانة الاستقرار والاستمرار.

- نعم لإلغاء الطائفية السياسية.

- تحية الى الشهداء الأبرياء الذين سقطوا في ذلك اليوم الأسود.

- تحية الى المقاومة الوطنية والى المقاومة الإسلامية.

- الحركة الوطنية: مسيرة ناصعة من النضال السياسي.

- بين جبل كمال جنبلاط وجبل عامل نضال مشترك وإنجازات كبيرة.

- من الجبل الى بيروت الى الجنوب كانت طريق التحرير.

 

سامي الجميل: نهنىء الشعب اللبناني على تحركه من كل المناطق والطوائف ونعده بالاستمرار حتى تحقيق الحلم بدولة حضارية

الأحد 19 آذار 2017 /وطنية - شكر رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، كل اللبنانيين الذين نزلوا اليوم وعبروا عن رأيهم بحرية، كما شكر كل شباب المجتمع المدني "الذين تحركوا من دون دوافع شخصية وحسابات، وكل الذين نزلوا من كل الأحزاب من كتائب ومستقلين ومن المجتمع المدني".

وقال الجميل في مؤتمر صحافي عقده في بيت الكتائب المركزي في الصيفي: "من نزلوا اليوم عبروا عن حلمهم بلبنان، فهم يريدون دولة قانون وهذا كان الحلم الذي يراودنا منذ زمن، وقد رأينا الشعب يعبر بصوت واحد تحت العلم اللبناني وهذا أكبر إنجاز رأيناه اليوم".

ووجه تحية "لكل من عبروا عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن آرائهم وتوحدوا ليقولوا لا للظلم وللتدابير التي تمس بالمواطن اللبناني الشريف". أضاف: "اليوم الشعب من كل الطوائف والانتماءات والاحزاب، تمكن من أن يعلق قرار فرض ضرائب مجحفة بحقه وهذا إنجاز للشعب"، مردفا "كنواب في المجلس كنا جزءا من الشعب الذي يطالب بحقوقه، ونحن كنا نقوم بدورنا في الداخل والشعب يقوم بدوره في الخارج". واستطرد: "اكبر انجاز اليوم هو استعادة الثقة بأنفسنا، كما أن الشعب استعاد الثقة بانه قادر وليس على الهامش"، مردفا "الشعب برهن أنه قادر على أن يغير ويرفض ويعطل ويطمح بدولة حضارية يحيا فيها بكرامة وبرأس مرفوع". وأشار الى ان "من نزلوا اليوم ليسوا ناشطين، فقد نزل الأب والأم والعائلات اللبنانية، ليقولوا انهم متمسكون بأن نعيش في لبنان ولم نستسلم ولن نستسلم"، معتبرا أن "اللبنانيين تجرعوا معنويات وروحا من بعضهم البعض". ودعا اللبنانيين والمجتمع المدني والسلطة السياسية الى "تحمل مسؤولية اللحظة التاريخية التي نحن فيها اليوم". وتمنى "ان تكون هذه اللحظة وما حصل، صوتا صارخا للشعب اللبناني الموحد نسمعها وننتقل فورا الى الاصلاح الحقيقي، لأن الناس التي نزلت وتحدثت لم تتكلم ضد احد ولم تحقد على احد، فكل ما أرادته هو الإصلاح ووقف الهدر والفساد"، مضيفا: "الناس تريد بناء دولة لا تصفية حسابات"، ف"دعونا نلتقط هذه الفرصة ونقوم باصلاحات حقيقية، لاخذ قرار ببناء دولة حقيقية دولة قانون وحق كي لا يلجأ الناس الى الهجرة ونعطي فرصة لشبابنا الذين يناضلون ويعملون ليل نهار ليعيشوا في بلدهم". وتابع: "كل ما كنا نقوله هو تطبيق القانون والانتهاء من الهدر والفساد، والشعب قال ان الحلم قد يتحول الى حقيقة، وتحقق الأمر بقدرة الشعب برفض وتعطيل قرارات مجحفة بحقه". وإذ تمنى ان "يبقى الشعب على هذا النبض للانتقال من اصلاح الى آخر"، دعا إلى أن "لا نكبر الحجر ونعتبر اننا قادرون على تغيير البلد فورا"، وإلى "عدم الوقوع في اخطاء الحراك الذي حصل منذ سنتين عندما كبر الحجر"، مضيفا "أما اليوم فقد نجحنا في تحديد هدف واحد وتمكنا من توقيف قرار مجحف بحق اللبنانيين، وإن أصروا عليه فنحن له بالمرصاد". واكد ان "المعركة اليوم هي وقف الهدر والفساد من ثم ننتقل الى ملف آخر"، مردفا "اصلاح بعد اصلاح سنصل الى ما نريده، والمهم ان نفتخر بما حققناه ونتابع لاقرار سلسلة الرتب والرواتب والاصلاح". وقال "إننا كشباب نريد ان نعيش في لبنان كما نستحق دولة تشبهنا"، داعيا الى "عدم الاستسلام، وخطوة وراء خطوة سنصل". وجدد تهنئته للبنانيين، الذين وعدهم بالاستمرار بقول الحق، وقال "عندما كنا لوحدنا لم نخف، واليوم عندما نرى اللبنانيين سوية ونحن معهم وبعد الانجاز الذي تحقق اليوم وخلال الأسبوع لم اعد اخشى أي مواجهة". وشدد على ان "الشعب من كل الطوائف والانتماءات والأحزاب، تمكن من أن يعلق قرار فرض ضرائب مجحفة بحقه، وهذا إنجاز يسجل للشعب"، معتبرا انه "مجرد استعادة الشعب لثقته فما من شيء مستحيل"، وان "المهم هو الحفاظ على وحدتنا وأن نتجنب الأشياء الصغرى، وان ننتقل من اصلاح الى اصلاح لتأمين دولة نحلم بها من أجل مستقبل أولادنا".

 

قاووق: عدم التوافق على قانون إنتخابي جديد يقرب البلد من أزمة جديدة نحن بغنى عنها

الأحد 19 آذار 2017 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي ل"حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، اننا "ندخل في السنة السابعة على الأزمة في سوريا والمسلحون التكفيريون أصبحوا بلا قناع، سقط قناع الثورة وقناع العروبة والإصلاح وقناع الإسلام المزيف، سقطت كل الأقنعة، واليوم نتحدث عن خندق واحد وأهداف واحدة ومشروع واحد ضد سوريا، يجمع التكفريين ورعاتهم وإسرائيل، والهدف منذ ست سنوات الى اليوم تغيير موقع سوريا ودورها وهويتها، لقد فشلوا في إسقاط دمشق وفي تغيير موقع سوريا، وفشلوا في الأهداف غير المعلنة بمحاصرة المقاومة وقطع طريق الإمدادات لها".

واعتبر خلال إحتفال تأبيني في بلدة زبدين الجنوبية، في حضور رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، مسؤول الإرتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا وفاعليات، أن "القضايا المعيشية تشغل بال اللبنانيين، وحق اللبنانيين أن يقلقوا من ضرائب جديدة، فالمطلوب من إقرار السلسلة مساعدة الناس وليس زيادة أزمتهم، وحزب الله سيبقى في الموقع المتقدم في الدفاع عن حقوق الناس". وشدد على أن "عدم التوافق على قانون إنتخابي جديد يقرب لبنان من أزمة جديدة نحن بغنى عنها، وحزب الله وحلفاؤه من موقع المسؤولية الوطنية يعملون ليلا ونهارا، ويبذلون جهودا مكثفة متواصلة من أجل التوافق على قانون إنتخابي جديد ينقذ لبنان من أزمة سياسية قد تكون الأسوأ منذ سنوات، والحل بات واضحا ومحددا ومحصورا بإتفاق على قانون جديد يضمن صحة التمثيل وعدالته بعيدا عن الإستئثار والإقصاء".

 

خالد الضاهر: وقف الهدر في المؤسسات والمرفأ والمطار يغطي أكثر من سلسلة

الأحد 19 آذار 2017 /وطنية - أكد النائب خالد الضاهر أن "الضرائب التي كانت ظاهرة هي ضرائب تطال كل الشعب وتبتعد عن المواقع المؤثرة كالشركات والمصارف"، وأشار الى "التهرب من الجمارك في مرفأ بيروت والمطار وكل هذه ابواب هدر لا تغطي فقط سلسلة الرتب والرواتب بل تغطي سلاسل عدة، لذلك قلت يوما انني سأصوت ضد مشروع الموازنة والضرائب في مشروع هذه الموازنة، ولا يخفى على احد ان هناك إمكانات لجمع أكثر مما هو مطلوب لتغطية السلسلة". وقال خلال مؤتمر صحافي: "في فرنسا ارباح المصارف بالنسبة للبنان تقل بعشرين ضعفا، وهناك مصارف ارباحها في السنة 400 مليون دولار وهناك مصارف 200 مليون دولار وهناك عدد كبير من المصارف تربح المليارات ولا تدفع ما يتوجب عليها بل تتهرب من الضريبة النظيفة. سأعطي اسماء تلك الشركات والمؤسسات المتهربة من الضرائب منذ سنوات. لو يتم اعتماد الضريبة التصاعدية، هذا ما طالبت به في مجلس النواب أي من يربح كثيرا يدفع كثيرا ومن لا يربح كثيرا لا يدفع كثيرا، ففي أوروبا مثلا حتى لاعب كرة القدم الذي ينال 10 ملايين دولار في السنة قد تكون الضريبة عليه حوالى 50 بالمئة، فكيف لا مع الشركات الكبرى التي لا تقبل بأن تدفع حتى القليل؟"

أضاف: "هناك تواطؤ بين من يقوم بسرقة الجمارك في المرفأ والمطار ومن يتهربون من الشركات الكبرى والمصارف لتطيير سلسلة الرتب والرواتب وايجاد حل فعلي وجذري لمصلحة الشعب الفقير. كل اللبنانيين يعرفون ان هناك من كان يعطل ال"سكانر" في المرفأ وهناك احاديث من الجميع ان التهريب قائم على قدم وساق ومنه الانترنت غير الشرعي، وأؤكد انه لا يزال ساري المفعول سواء في الشمال او ما بعد الاشرفية اما من ناحية الضاحية والجنوب فلا احد يتكلم عن الانترنت غير الشرعي ولا يخفى على احد هذا الواقع". وحذر من "ازدياد الحركة الشعبية والاعمال الأمنية والتخريبية وكأن هناك قرارا بضرب استقرار لبنان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. نحن امام مرحلة مفصلية يجب ان تتصدى لها الحكومة بكل حزم سواء من جهة سلسلة الرتب والرواتب او من جهة قانون الانتخاب الذي يبدو حتى الآن ان هناك تعثرا واضحا وعدم قدرة على الاتفاق عليه مما يعني ان التأجيل والتمديد هو سيد الموقف حتى اللحظة، وكل ما يطرح من مشاريع انتخابية الغاية منها الاستفادة من الوقت وطرح مشاريع فئوية تقوي فريقا على آخر. المطلوب اليوم قانون انتخابي عادل بشكل متوازن يلتزم روحية اتفاق الطائف وحرص اللبنانيين على التعاون في ما بينهم لا ان تكون القوانين الانتخابية سببا لزيادة الشرخ الطائفي والمذهبي".

وختم الضاهر: "قضية السلسلة لا تتعلق فقط بالموظفين في القطاع العام بل بكل اللبنانيين. عندما نوقف الهدر في كل المؤسسات والمرفأ والمطار، والشركات الكبرى تدفع ما عليها ولا تتهرب من المسؤولية ومن دفع المستحقات للدولة كما يحصل، وهناك 8 شركات ومؤسسات كبرى عليها من الضرائب اكثر من 150 مليار ليرة، واذا ضبط المرفأ والمطار، اعتقد ان هذه الاموال ستغطي السلسلة كما انها ستؤمن الاموال للخزينة وللشعب في كل طبقاته وفئاته".

 

الراعي في عيد مار يوسف: للحد من الفساد والرشوة والمحسوبية وإخراج الدولة من الاستتباع

الأحد 19 آذار 2017 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد مار يوسف في كنيسة مار يوسف عينطورة، عاونه فيه المطرانان بولس صياح وانطوان نبيل العنداري ولفيف من المطارنة، بمشاركة السفير البابوي غابريال كاتشيا، في حضور حشد من الشخصيات ووزراء ونواب سابقين وفاعليات عسكرية واجتماعية ودينية ونقابية والمؤمنين. في بداية القداس، كانت كلمة ترحيب للرئيس العام للآباء اللعازاريين الأب زياد حداد.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان:"يا يوسف، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، فالمولود فيها هو من الروح القدس"(متى 1: 20) ، قال فيها:"في بيان الملاك ليوسف، ثلاث حقائق: إستمرارية زواج يوسف بمريم زواجا شرعيا؛ أبوته المسؤولة ليسوع؛ قدسية الزواج ومثالية عائلة الناصرة. ففيما كان يوسف خطيب مريم في حيرة بشأن مكانه في تدبير الله الجديد الذي غير مجرى مشروعه الزواجي، وراح يفكر في إخلاء سبيل مريم الحامل، من دون اللجوء إلى الطرق القانونية، حماية لكرامة مريم التي يحبها ويقدر فضائلها، تراءى له الملاك في الحلم وقال له: "يا يوسف بن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، فالمولود منها هو من الروح القدس" (متى1: 20). أضاف: "يسعدني أن أحتفل معكم، جريا على عادة أسلافي البطاركة، بعيد القديس يوسف في هذا المعهد الزاهروالتاريخي، في عينطورة العزيزة، الذي خرج عشرات الألوف من أجيالنا اللبنانية ومئات الشخصيات المعروفة منذ تأسيسه سنة 1834 كمعهد تربوي بعد ان كان ارسالية.وإنني أحيي الآباء اللعازريين الأحباء، وفي مقدمتهم الرئيس الإقليمي الأب زياد حداد، والآباء القيمين على هذا المعهد وفي طليعتهم رئيسه الأب سمعان جميل، مع الأسرة التربوية فيه. يجمعنا الإحتفال هذه السنة بقدامى المعهدمع تكريم الكبار منهم من عمر خمس وسبعين سنة وما فوق. وأثني على ما تقوم به رابطة القدامى من اعمال تواصل ودعم للمعهد وطلابه. فيطيب لي أن أحييكم جميعا وأهنئكم بالعيد، راجيا أن يفيض الله عليكم وعلى عائلاتكم وعلى الجمعية وهذا المعهد والأسرة التربوية كل خير ونعمة وبركة، بشفاعة القديس يوسف المؤتمن على الكنزين يسوع ومريم، مصدري النعم الإلهية".

وتابع: "يكتسب الإحتفال هذه السنة رونقا روحيا خاصا من يوبيل مرور أربعماية سنة على موهبة القديس منصور دي بول الخاصة، وتأسيس جمعية الرسالة، المعروفة بجمعية الآباء اللعازريين وهي رسالة الكرازة بالإنجيل ومحبة الفقراء. وقد احتفلنا بقداس الشكر معهم ومع الأخوات الراهبات "بنات المحبة" وسائر أسرة مار منصور الروحية، في بازيليك سيدة الأيقونة العجائبية - بيروت في 22 كانون الثاني الماضي. فيأتي اليوبيل لتجديد الانطلاقة بكاريسما القديس منصور وروحانيته في ظروفنا الحاضرة ومتطلباتها، من أجل رسالة أوسع في الشهادة لمحبة المسيح".

وقال:"لا تخف، يا يوسف، أن تأخذ مريم امرأتك" (متى 1: 20). بهذا الكلام أكد الملاك ليوسف أنه زوج مريم الدائم والشرعي، وهذه هي دعوته الخاصة بأن يكون رفيق دربها في مسيرة الإيمان لتصميم الله، وشاهدا لبتوليتها، وحارسا لشرفها، وشريكا في كرامتها السامية .

ومع التأكيد الصريح أن يسوع تكون فيها بفعل الروح القدس، وأن بتولية مريم ويوسف في هذا الزواج ظلت مصونة، فالإنجيليون يسمون يوسف زوج مريم، ومريم زوجة يوسف . ويسمون يسوع إبن مريم وإبن يوسف، بداعي العلاقة الزوجية التي تربطهما. وبسبب هذا الزواج الأمين، إستحقا كلاهما أن يدعيا والدي المسيح

في زواجهما الطاهر والنقي، ظهرت طبيعة الزواج وقدسيته. فقبل أن يكون الزواج بحد ذاته اتحاد الاجساد، هو أولا واساسا "اتحاد الأرواح بلا انفصام"، و"اتحاد القلوب".

أضاف: "المولود في مريم هو من الروح القدس، وتسميه أنت يسوع" (متى1: 20-21). بهذا الإعلان، أكد الملاك أيضا ليوسف أن زواجه بمريم هو المرتكز القانوني لأبوته الشرعية ليسوع. ومريم، مع يقينها بأنها لم تحمل المسيح بنتيجة علاقة زوجية بيوسف، تسميه مع ذلك "أبا ليسوع"، وهو يضمن له حضورا أبويا مسؤولا. لقد انتدب الله القديس يوسف لأن يقوم مباشرة بخدمة يسوع، شخصا ورسالة، بممارسة أبوته. وبهذه الصفة، يشارك في سر الفداء العظيم ويعتبر حقا "خادما للخلاص"، كما يسميه القديس يوحنا فم الذهب".

وتابع: "تجلت أبوة يوسف ليسوع واقعيا: في أنه "جعل من حياته خدمة وتضحية في سبيل سر التجسد ورسالة الفداء المرتبطة به؛ ووهب كل ذاته وعمله ليسوع وأمه؛ وحول مشروع زواجه إلى تقدمة ذاته وقلبه وجميع طاقاته لخدمة "المسيح" المولود في بيته .يوسف بقرار إلهي أقيم حارسا لابن الله وأباه في نظر الناس، وتولى مع أمه مهمة تربيته، فكان يسوع خاضعا لهما، يطيعهما ويؤدي لهما كل الواجبات التي ينبغي على الأبناء أن يؤدوها لوالديهم . في هذا الجو العائلي السليم كان الصبي يسوع "ينمو بالقامة والحكمة والنعمة أمام الله والناس" (لو2: 52).في هذا الضوء ينجلي سر الأبوة والأمومة في كل زواج".

أضاف: "إننا نصلي من أجل عائلاتنا، في عيد شفيعها القديس يوسف، كي يتوفر لأولادها الجو الملائم لتربيتهم ونموهم، جسديا وعلميا وروحيا. نصلي من أجل الوالدين كي يربوا أولادهم على العيش في الحقيقة والمحبة. فمهمة التربية واجب عليهم جوهري لارتباطه بنقل الحياة إلى أولادهم، وأساسي قبل أن يكون واجبا على الآخرين، وأولي لارتباط الوالدين بأولادهم برباط حب فريد، ولا بديل أو غنى عنه فلا يستطيعون تفويضه إلى غيرهم بالشكل المطلق، ولا يحق لأحد انتزاعه منهم عنوة".

وتابع: "إن هذا الصرح التربوي الذي يجمعنا في عيد شفيعه القديس يوسف، يحمل مع الأهل مسؤولية تربية أولادهم، بتوفير جودة التعليم والتربية الروحية والأخلاقية والوطنية. في هذه المدرسة، كما في مثيلاتها، تصقل شخصية الطالب والطالبة بكل أبعادها، وتنمي مواهبه الخاصة، ويحقق كل واحد فرادته. "من المدرسة يتخرج مواطنون مسؤولون، ومسيحيون ناشطون، وشهود لقيم الإنجيل. إن العائلة الدموية الصغيرة والأسرة التربوية في المدرسة تهيئان العائلة الوطنية الكبرى. كلنا يعلم أن الدولة والوطن يكونان غدا ما تكون أجيال اليوم. أليس ما بلغ إليه حاليا مجتمعنا اللبناني والدولة مرتبطا بكيفية تربية الأجيال في العائلة والمدرسة والجامعة؟ إنه سؤال مطروح على ضمائرنا!"وقال: "لكننا في كل حال، نطالب الجماعة السياسية والمسؤولين عن الشأن العام:إخراج الدولة والإدارة العامة من حالة الاستتباع الحزبي والسياسي والطائفي والمذهبي، والولاء "للزعيم" بدلا من الولاء للدولة ولمصلحة المواطنين؛ بوضع حد لممارسات الفساد والإفساد والرشوة والمحسوبية، والتطاول على العدالة والقانون، وحماية المتطاولين؛ بإعادة السلطة والهيبة إلى الدولة؛ بإحياء المؤسسات العامة على يد موظفين مميزين بالكفاءة والجدارة والإنتاج، وتطبيق قاعدة الثواب والعقاب".

وختم الراعي: "لقد شهدنا تعثر الحكومة والمجلس النيابي في إقرار الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب. ورأينا كلنا أن الفساد الطاغي والعبث بالمال العام، سرقة وهدرا وإنفاقا أوضاعيا ومقوننا، تسببا بهذا التعثر. كيف يمكن إقرار الموازنة من دون إصلاحات إدارية ومالية تضبط واردات الخزينة، والجباية ومرافق الدولة، بهدف خفض العجز واحتوائه، وتعزيز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة؟ وكيف يمكن إقرار سلسلة الرتب والرواتب، وهي واجبة بفرض ضرائب على المواطنين المرهقين، من أجل تأمين المال لتغطية موظَفي القطاع العام، بدلا من إعادة المال العام المهدور إلى خزينة الدولة، ومن دون أية مساعدة مالية للأهل كي يتمكنوا من واجب تعليم أولادهم في المدارس الخاصة، إذ تصبح زيادة الأقساط واجبة؟ العائلة الوطنية بحاجة إلى مسؤولين يكونون على مستوى المسؤولية الخطيرة، مسؤولين يتميزون بالتجرد والضمير الحي والأفكار الجديدة وجرأة القرار. على هذه النية نصلي اليوم. فليس عند الله أمر عسير. له المجد إلى الأبد، آمين".