المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 آذار/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.march11.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم

انَّ يَسُوعَ المَسِيحَ هُوَ هُوَ أَمْسِ واليَومَ وإِلى الأَبَد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

لا، هذا ليس لبناننا على الإطلاقThis Is Not Our Lebanon/الياس بجاني

هرطقة ظاهرة الأعراس احتفالاً بمن تم تعينهم في مواقع مؤثرة في الدولة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من موقع سكانيوز مع البطريرك الراعي الذي وجّه نقدا "خجولا" لحزب الله وسلاحه وتدخله في سوريا معتبراً أن الحزب أحرج اللبنانيين وقسمهم

الراعي يوجّه نقدا "خجولا" لحزب الله وسلاحه وتدخله في سوريا

البطريرك الراعي: “حزب الله” أحرج اللبنانيين وقسمهم!

هل ماتت 14 آذار/نوفل ضو/جريدة الجمهورية

إنفجرت بين «القوات» وباسيل في البترون... والتحالف مع حرب وارد/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 10/3/2017

لبنان يجتاز "قطوع" تقرير غوتيريس بعد حركة اتصالات "توضيحية" كثيفة والقمة العربية "امتحان" جديد: كلمة عون ولقاءاته فرصة لتصويب الموقف

التوتر ينتقل من عين الحلوة إلى برج البراجنة/ شادي علاء الدين/العرب

عين إسرائيلية على الجيش اللبناني في ظل تصاعد التوتر مع حزب الله

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة الواقع في 10 اذار 2017

بري دعا الى جلسة عامة الأربعاء والسلسلة على الجدول

مجلس الوزراء تابع دراسة مشروع الموازنة وقرر عقد جلسة الاثنين المقبل

العماد جوزف عون/خليل حلو/فايسبوك

فارس سعيد: أمن لبنان بات بيد إيران

البنتاغون: إيران تمثل التهديد الأكبر لاستقرار المنطقة

رئاسة الحكومة غير مضمونة للحريري

ما تداعيات موقف عون المؤيد لحزب الله؟.. تصريحاته الأخيرة لاقت وابلاً من الاعتراضات

قائد الجيش في امر اليوم الاول: كونوا على استعداد لمواجهة ما يبيت له العدو ومواصلة الحرب على الإرهاب وتحرير رفاقكم المخطوفين

هدوء حذر في برج البراجنة بعد مقتل شخص وإصابة مصور ال ام.تي.في و 3 اشخاص آخرين

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

رئيسة جمهورية استونيا زارت مقر اليونيفيل في الناقورة

"ترويكا" المحصاصة عادت.. كيف؟

لبنان «الإنسان» زار 14 آذار.. ولكن/محاسن حدّارة/اللواء

الأمم المتحدة وعون: الاستراتيجية لنزع السلاح

جعجع استقبل سفيرة التشيلي ووفدا من عائلات شهداء تفجير سيدة النجاة: مستمرون في القضية حتى النهاية لاظهار الحقيقة

الاحرار أثنى على التعيينات: لعقد اجتماعات متواصلة لوضع مشروع قانون الانتخاب

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البنتاغون: إيران تمثل التهديد الأكبر لاستقرار المنطقة

دي ميستورا: لا انتخابات ممكنة في سوريا بوجود نظام الأسد

أردوغان من موسكو: تنسيق عسكري كامل مع روسيا حول سوريا

تقرير الأمين العام للأمم المتحدة: تدابير خاصة للحماية من الاستغلال والانتهاك الجنسيين: نهج جديد

ســــفارة ايــران فـــي الــصين: مستعدون للحوار مع السعودية بوساطة بكين

 "تايمز": البغدادي خارج معقله

 ترامب يطلق خطوات "عمليّة" ترجمــة لوعوده بالقضـــاء علــى "داعش" وواشنطن ترفع وتيرة الحرب: "مارينز" الى الرقة واجتماع لـ"الائتلاف" في 22 آذار

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التحالف الثنائي المسيحي" يهتز مَن قال " القوات" شريكة في الحكم/ايلي الحاج/النهار

آخر أيام "حزب الله" في سوريا/علي حماده/النهار

حزب الله" في عين عاصفة مالية/احمد عياش/النهار

سياسة "ضبط النفس" نهج جنبلاط مع العهد الجديد لماذا... وما هي رهانات سيد المختارة/ابراهيم بيرم/النهار

حرص على واقع اليونيفيل في الجنوب في خلفيات احتواء الاتجاهات التصعيدية/روزانا بومنصف /النهار

أين ضاعت «المناصفة»/ريمون شاكر/جريدة الجمهورية

«لعنة» السلاح المُتفلّت «تستفيق».. في «دُوَيلات» الدويلة/علي الحسيني/المستقبل

إيران بعد خامنئي وبدايات الجدال/أمير طاهري/الشرق الأوسط

هل يكون «حزب الله» بعد «داعش»/نديم قطيش/الشرق الأوسط

إشكالية المسلمين على جبهتين/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

في انتظار البديل... لهذه الأسباب طار «المختلط الأخير»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

قلق ومخاوف تسود الأوساط الاقتصادية إجراءات ضريبية "قاتلة" في الموازنة/سابين عويس/النهار

حروب إيران على الجميع/فاروق يوسف/العرب

ماذا بقي من 14 آذار وهل تعود يوما/شارل جبور/المسيرة

عشاء "حكيّم" يجمع الخازن وحبيش/عيسى بو عيسى/الديار

اهالي طرابلس ينتظرون الانتخابات لتبدأ المحاسبة/دموع الأسمر/الديار

انتهى دور الميليشيات والمرتزقة في سوريا/حسان القطب/مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات

هل تقاضى ترامب أموالاً من «الحرس الثوري» الإيراني/حسين عبدالحسين/الراي

عجز روسي وتوسع أميركي/ وليد شقير/الحياة

إيران و «داعش» والأكراد في الصفقة الأميركية – الروسية/راغدة درغام/الحياة

بين تطلّب الإصلاح وفرضه/حسام عيتاني/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

"السلسلة تعيدنا الى سيناريو مقاطعة الامتحانات الرسمية"/الجباوي: نطالب بتصحيح للرواتب يوازي التضخم.. وإلاّ!

تقارب حول صيغة باسيل الانتخابية و"المستقبل" منفتح وباق على المختلط

الاساتذة يصعّدون ضد السلسلة... وباسيل الى مؤتمر الائتلاف ضد "داعش"

ايران ترد على لقاء بوتين- نتنياهو بتجربــــة "هرمز- 2" البالسـتي

عون استقبل نظيرته الاستونية: حرصاء على تعزيز العلاقات والتعاون كالجولايد: بلادنا ستبقى في اليونيفيل وندعم مرشح لبنان للاونيسكو

بري عرض التطورات مع رئيسة جمهورية استونيا

الحريري عرض مع رئيسة استونيا التطورات والعلاقات الثنائية

عون لوفد الحراك المدني شمالا: لبنان منطقة واحدة ولا تفريق بين المواطنين وخطاب القسم سينفذ كاملا

الوزير مروان حمادة ممثلا عون في يوم الابجدية في بيت المحامي: للعودة الى أصول لبنان فنخرج بقانون انتخاب لا يستثني احدا

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم

إنجيل القدّيس مرقس11/من19حتى25/:"لَمَّا حَلَّ المَسَاء، خَرَجَ يَسُوعُ وتَلامِيذُه مِنَ المَدِينَة. وفي الصَّبَاح، بَيْنَمَا هُم عَابِرُون، رَأَوا التِّيْنَةَ يَابِسَةً مِنْ جُذُورِهَا. فتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «رَابِّي، أُنْظُرْ، إِنَّ التِّيْنَةَ الَّتي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «آمِنُوا بِٱلله! أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ قَالَ لِهذا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر، وهُوَ لا يَشُكُّ في قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ ما قَالَهُ سَيَكُون، يَكُونُ لهُ ذلِكَ. لِهذَا أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم. وإِذَا قُمْتُم لِلصَّلاة، وكَانَ لَكُم عَلى أَحَدٍ شَيء، فَٱغْفِرُوا لَهُ لِكَي يَغْفِرَ لَكُم أَيْضًا أَبُوكُمُ الَّذي في السَّمَاواتِ زَلاَّتِكُم»."

 

إِنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ هُوَ هُوَ أَمْسِ واليَومَ وإِلى الأَبَد

الرسالة إلى العبرانيّين12/من28حتى29//13/من01حتى13/:"يا إخوَتِي، بِمَا أَنَّنَا حَصَلْنَا على مَلَكُوتٍ لا يَتَزَعزَع، فَلْنَتَمَسَّكْ بِهذِهِ النِّعْمَة، وَلْنَعْبُدْ بِهَا اللهَ عِبَادَةً مَرْضِيَّة، بتَقْوًى وخُشُوع. فَإِنَّ إِلهَنَا نَارٌ آكِلَة! فَلْتَثْبُتْ فيكُمُ المَحَبَّةُ الأَخَوِيَّة. ولا تَنْسَوا ضِيَافَةَ الغُرَبَاء، فإِنَّ بِهَا أُنَاسًا أَضَافُوا المَلائِكَةَ وهُم لا يَدْرُون. أُذْكُرُوا الأَسْرى كأَنَّكُم مَعَهُم مأْسُورُون، والْمُضَايَقِينَ كَأَنَّكُم أَنْتُم في جَسَدِكُم مُضَايَقُون. لِيَكُنِ الزَّواجُ مُكَرَّمًا عِندَ الجَمِيع، والفِرَاشُ الزَّوجِيُّ نَقِيًّا، لأَنَّ اللهَ سَيَدِينُ الفُجَّارَ والزُّنَاة. لِيَكُنْ تَصَرُّفُكُم مُنَزَّهًا عَنْ حُبِّ المَال، وٱكْتَفُوا بِمَا عِنْدَكُم، لأَنَّ اللهَ نَفْسَهُ قَال: «لَنْ أُهْمِلَكَ، لَنْ أَتْرُكَكَ!». فَنَقُولُ واثِقِين: «أَلرَّبُّ عَونٌ لِي، لَنْ أَخَاف: مَاذا يَصْنَعُ بِيَ البَشَر؟». تَذَكَّرُوا مُدَبِّرِيكُمُ الَّذِينَ خَاطَبُوكُم بِكَلِمَةِ الله، وتأَمَّلُوا بِمَا ٱنْتَهَتْ إِلَيهِ سِيرَتُهُم، وٱقْتَدُوا بإِيْمَانِهِم. إِنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ هُوَ هُوَ أَمْسِ واليَومَ وإِلى الأَبَد. لا تَنْقَادُوا لِتَعَالِيمَ مُتَنَوِّعَةٍ وغَرِيبَة، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُسْنَدَ القَلْبُ بِالنِّعْمَة، لا بِالأَطْعِمَةِ الَّتي لا تَنْفَعُ الَّذِينَ يُرَاعُونَ أَحْكَامَهَا".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

لا، هذا ليس لبناننا على الإطلاقThis Is Not Our Lebanon

الياس بجاني/09 آذار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=53122

Nepotism, subservience, hypocrisy, evilness and corruption are at their best in Iranian Occupied Lebanon

المحسوبية والتبعية والنفاق والإبليسية والفساد هي كلها موبؤات في أفضل حالاتها تنهش في جسم لبنان المحتل من إيران وميليشياتها الإرهابية

 

هرطقة ظاهرة الأعراس احتفالاً بمن تم تعينهم في مواقع مؤثرة في الدولة

الياس بجاني/10 آذار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=53162

مما لا شك فيه أن ممارسات التبجيل والتأليه والذمية التي تهيمن على عقول كثر من أهلنا هي عاهات سرطانية قاتلة ومذلة.

هي للأسف ممارسات تعود بنا إلى أزمنة العبودية وهي نتاج ثقافة عثمانية بالية يسوّق لها ويعممها ويمولها الحكام والنافذين وأصحاب الأحزاب المافياوية والتجارية في لبنان.

هذه الممارسات الإستعرضية والتزلفية تتعارض كلياً مع مفاهيم الحرية الديمقراطية، كما أنها مهينة لكرامة الإنسان كون الموظف أو النائب أو رئيس الجمهورية أو قائد الجيش أو غيرهم من الذين يمارسون عملاً  سياسياً أو رسمياً ويتبؤون مواقع ووظائف ما في حقل الشأن العام هم خدام للناس وليس العكس.

هؤلاء ليس آلهة ولا قديسيين!!

والأخطر أن نفس هذه الهرطقات التزلفية من أعراس الاحتفالات ورفع الصور واليافطات والمبالغات في تقديم وتقبل التهاني لمن يتولون مناصب حكومية أو حزبية قد طاولت أيضاً وبفجور فاقع كبار رجال الدين حيث يخصص هؤلاء عدة أيام لتقبل التهاني عقب توليهم المناصب، علماً أن رجل الدين من المفترض أن يكون صاحب رسالة إنسانية من أهم مقوماتها التجرد والشفافية والصدق والتواضع والابتعاد عن مغريات وموبؤات عشق السلطة.

أن من نراه اليوم من صور ضخمة معلقة في الشوارع للذين تم تعيننهم قبل أيام، وما تتحفنا به وسائل الإعلام من معلقات تبجيل مقززة لهؤلاء هي مهينة لعقولنا ولكراماتنا.

المطلوب من بعض أهلنا التحرر من عقلية وثقافة العبودية والتحرر من الخوف والشهادة للحق ومعه وليس ضده.

في أسفل عينة من هذه الهرطقات البالية

كتب جبور الدويهي؛ نجيب ميقاتي رجل بقياس دولة، وأشرف ريفي لواء العدل، ومدير الأمن العام اللواء عباس ابراهيم رجل بحجم وطن، وقائد الجيش عون عماد لبنان، ومدير الأمن الداخلي اللواء عثمان هبة من السماء…(طرابلس مدينة اليافطات)

تعليق الدكتور حارث سليمان علق على ما كتبه جبور الدويهي:(أجبته؛ علقوا في الشوارع صورة كل موظف ذهب إلى عمله وفي أخر الشهر قبض راتبه. احتفلوا بكل من نال درجة تدرج مالي على راتبه، اصنعوا أصناما تعبدنوها من كل نافذ قد يعينكم على تخطي نتيجة مباراة أو على مخالفة حدود القانون، وانتهوا تبكون وطنا يزول ودولة تنهار…جمهورية البرتقالة)

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من موقع سكانيوز مع البطريرك الراعي الذي وجّه نقدا "خجولا" لحزب الله وسلاحه وتدخله في سوريا معتبراً أن الحزب أحرج اللبنانيين وقسمهم/اضغط هنا لمشاهدة الفيديو

http://eliasbejjaninews.com/?p=53171

https://youtu.be/vVCW_77C5M4

 

الراعي يوجّه نقدا "خجولا" لحزب الله وسلاحه وتدخله في سوريا

لندن- عربي21/السبت، 11 مارس 2017

الراعي: الدين يجب أن يكون صاحب قيم في الدولة المدنية، ولكن يجب ألا يدخل في العمل السياسي-وجّه البطريرك الماروني بشارة الراعي، نقدا "خجولا"، لحزب الله اللبناني، ومشاركته في الحرب السورية. واكتفى الراعي بالقول إن مشاركة حزب الله في سوريا، أحرجت اللبنانيين، وتسببت بانقسام بينهم.

وفي حديث مع قناة "سكاي نيوز"، انتقد الراعي حمل حزب الله للسلاح، إلا أنه استدرك قائلا بأن "الحزب الآن هو جزء من الحياة اللبنانية، هو حزب سياسي مع أسلحة، موجود في البرلمان والحكومة والإدارة، وهناك مواطن يتساءل لماذا شريكي مسلح وأنا لا". وأضاف: "الموضوع بات جزءا من الحياة اللبنانية، والأوضاع العامة ويحتاج درجات من الحلول".كما قال الراعي إن "الدين يجب أن يكون صاحب قيم في الدولة المدنية، ولكن يجب ألا يدخل في العمل السياسي".

 

البطريرك الراعي: “حزب الله” أحرج اللبنانيين وقسمهم!

وكالات/ الجمعة في 10/3/2017/أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ “حزب الله” أحرج اللبنانيين بدخوله إلى سوريا وقسمهم، لافتاً الى أنّ الحزب لم يشارك في الحرب السورية بقرار من الدولة اللبنانية التي أعلنت النأي بالنفس من خلال إعلان بعبدا، بل إتخذ هذا القرار من تلقاء نفسه من دون أيّ إعتبار للدولة اللبنانية. الراعي، وفي حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، قال: الدولة اللبنانية تأخذ دائماً موقف النأي بالنفس ولا قرار منها يعطي “حزب الله” الإذن للمحاربة هنا وهناك، موضحاً أنّ فئة من اللبنانيين دعمت موقف الحزب بشأن مشاركته في سوريا بحجة قتاله “داعش” ودفاعه عن لبنان وفي المقابل هناك فئة عارضت ذلك ورفضته.

ولفت الراعي إلى أنّ موضوع قتال “حزب الله” في سوريا أصبح جزءاً من الحياة اللبنانية. فالحزب أصبح حزباً سياسياً مسلحاً في البرلمان اللبناني والحكومة والادارات العامة، وبالتالي أصبح الموضوع مرتبطاً بالحياة اللبنانية من جهة وبالمنطقة حولنا من جهة أخرى، معتبراً أنّ موضوع الحزب بحاجة إلى معالجة على درجات.

 

هل ماتت 14 آذار؟

نوفل ضو/جريدة الجمهورية/السبت 11 آذار 2017

عشيّة الذكرى السنوية الثانية عشرة لثورة الأرز في 14 آذار 2005، تكثر النقاشات بين قادة الرأي في هذه الحركة الشعبية حول ما إذا كانت 14 آذار لا تزال على قيد الحياة؟ أم أنها ماتت ودفنت على أيدي قادة بعض أحزابها؟ وهل أنها لا تزال ضرورة؟ أم أنها أصبحت مجرد ذكرى من تاريخ لبنان الحديث ؟

في العامين 2004 - 2005 كانت الظروف السياسية في لبنان على الشكل الآتي:

1- سلطة وصاية أمنية - عسكرية تمسك بمفاصل مؤسسات الدولة اللبنانية كافة وتختزل عملها وتملي عليها القرارات.

2- إلغاء عملي لمفاعيل الدستور والقوانين والإرادة الشعبية والنظام الديموقراطي في ملء سدة رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومات والانتخابات النيابية من خلال قوانين مفصّلة على قياسات أحزاب وقيادات وشخصيات تشكل جزءاً من المنظومة الممسكة بلبنان.

3- حالة من الفساد الإداري والمالي المستشري على حساب الخزينة والمالية العامة وبعض المؤسسات المصرفية (بنك المدينة نموذجاً) وتراكم العجز في الخزينة بفعل السمسرات وتحويل خزينة الدولة الى مموّل لأدوات نظام الوصاية السورية وامتداداته المحلية.

4- شعور لبناني بضرورة مواجهة نهج الوصاية القائم على وضع اليد على لبنان ودستوره من خلال تسعير المواجهات الطائفية والمذهبية على السلطة بين المسيحيين والمسلمين، ترجم باتصالات مسيحية - إسلامية لقيام تحالف إنتخابي في الانتخابات النيابية التي كانت مقررة في العام 2005 لانتزاع أكثرية سيادية مسيحية - إسلامية تعيد قرار الدولة اللبنانية الى الشعب اللبناني.

5- أجواء عربية ودولية ترفض ترك لبنان فريسة لـ»النظام الأمني اللبناني - السوري» الذي كان يسعى لتكريس إلحاق لبنان «بنظام الرفض العربي» الذي كان يقوده نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة الشرعيتين العربية والدولية من خلال فرض التمديد لرئيس الجمهورية وفرض تشكيل حكومة مطواعة تمهيداً لإنتاج مجلس نيابي يكمل التمديد الرئاسي والترويض الحكومي.

واليوم، بعد اثنتي عشرة سنة كيف تبدو أوضاع لبنان؟

1- سلطة وصاية أمنية - عسكرية على مؤسسات الدولة اللبنانية أبقت لبنان من دون رئيس للجمهورية لأكثر من سنتين ونصف السنة، الى أن نجحت بفرض شروطها خلافاً لنصوص الدستور ولأصول الانتخابات الرئاسية بحسب الدستور اللبناني والنظام السياسي الديموقراطي البرلماني الحر.

2- إستبدال الدستور اللبناني والقوانين المرعيّة الإجراء في اتخاذ القرارات بتسويات سياسية بين اركان الوصاية الجديدة تحلّ مكان عمل المؤسسات الدستورية وآليّات عملها الديموقراطي.

3- فساد إداري ومالي مُستشر «على عينك يا تاجر» وباتت معلومات الهدر بالمليارات على كل شفة ولسان وعلى صفحات الصحف وفي وسائل الإعلام وكأنها من الأمور العادية التي باتت ترافق حياة اللبنانيين.

4- إنتخابات نيابية على الأبواب يسعى من خلالها أركان الوصاية الجديدة على النظام اللبناني الى استنساخ تجربة الوصاية السورية في تفصيل قانون انتخابي ينتج مجلساً نيابياً مطواعاً للمُمسكين بالسلطة السياسية والوصاية على قراراتها في المجالات كافة.

5- أجواء عربية ودولية مستاءة من محاولات السيطرة على قرارات الدولة اللبنانية ونقلها من قلب الشرعيتين العربية والدولية الى قلب محور «الممانعة والمقاومة» الإيراني الذي حلّ مكان نظام الرئيس بشار الأسد في استهداف العالم العربي ومصالحه والنظام العالمي الجديد.

في تشرين الاول 2014، كانت محاولة لاغتيال النائب والوزير مروان حماده في رسالة مشتركة الى النائب وليد جنبلاط والرئيس رفيق الحريري بضرورة وقف أيّ محاولات لمَدّ الخطوط مع الفريق المسيحي المتمثّل بلقاء «قرنة شهوان» الذي كان يرعاه البطريرك صفير تحضيراً للحصول على أكثرية نيابية «سيادية» في انتخابات ربيع 2005.

وفي 14 شباط 2015 اغتيل الرئيس الحريري لتوجيه ضربة قاضية الى الفكرة السيادية التي جسّدها مشروع الشراكة المسيحية - الإسلامية، فانتفض اللبنانيون وأخرجوا الجيش السوري من لبنان واستعادوا أكثرية نيابية سيادية!

إنّ مقارنة بسيطة بين ما هو قائم اليوم وما كان قائماً قبل اثنتي عشرة سنة تظهر أن لا شيء تغيّر: نظام وصاية على الدولة اللبنانية يحكم لبنان من خارج الأطر الدستورية، فساد يزيد عجز الموازنة وأزمة الشعب اللبناني الحياتية والمعيشية، ومحاولات لفرض قانون انتخاب يكرّس الأمر الواقع ويمنع الشعب اللبناني من أن يكون سيّد قراره.

من هنا، فإنّ الجواب للذين يسألون ما إذا كانت 14 آذار لا تزال ضرورة وطنية؟ واضح بأنّ الظروف الوطنية والسيادية التي استدعت انتفاضة الشعب اللبناني وثورته في العام 2005 لا تزال على ما كانت عليه... إلّا إذا كان المطلوب اغتيالاً جسدياً لزعيم ما لتبرير الانتفاضة... فاغتيال لبنان وأسر دستوره وقوانينه ونفي مؤسسات الدولة أسوأ بكثير من استهداف الأشخاص جسدياً!

فإذا كان البعض يعتبر أنّ مجرد انتقال العماد عون من قصر الرابية الى قصر بعبدا في لبنان يكفي لإبعاد الوصاية الإيرانية عن النظام السياسي اللبناني، وأنّ مجرد انتقال الدكتور سمير جعجع من سجن وزارة الدفاع في اليرزة الى منزله في معراب يكفي لإحياء دولة الشراكة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين، وأنّ مجرد عودة سعد الحريري الى السراي الحكومي تكفي لإعادة لبنان الى كنف الشرعيتين العربية والدولية، فإنّ هذا البعض سيكتشف في يوم، عساه لا يكون بعيداً، بأنّ تجارب التسويات القائمة على التنازل عن السيادة في مقابل الاستقرار الأمني، والتنازل عن الحياة السياسية الديموقراطية في مقابل ازدهار اقتصادي موهوم، والتنازل عن القرار الوطني في مقابل موقع في السلطة مهما علا شأنه، والتنازل عن التوازن الوطني لمصلحة موازين القوى العسكرية المحلية والإقليمية، ليست سوى مشاريع احتقان تنتهي بانفجارات وحروب.

وهل ماتت 14 آذار؟ ما من شك في أن البعض من رموزها انتحر او هو يسير في طريق الإنتحار السياسي... ولكن نعي 14 آذار يبقى في حاجة لاستسلام شعب أنقذ القادة والدولة في 14 آذار 2005 ... والحديث عن مثل هذا الإستسلام - على الرغم من حالة القرف التي تصيب اللبنانيين- لا يزال لغاية الآن سابقا لأوانه !

 

إنفجرت بين «القوات» وباسيل في البترون... والتحالف مع حرب وارد؟

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/السبت 11 آذار 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=53183

ما تزال معركةُ الإنتخابات النيابية في البترون تأخذ الحيّز الأكبر من الاهتمام وتسرق الأضواءَ من كلّ معارك لبنان لأنّ الأيام المقبلة ستكشف مزيداً من الأمور المستورة.

عبارةٌ واحدة أطلقها رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع خلال إعلانه ترشيحَ الدكتور فادي سعد أمس الأول في البترون، كانت كفيلةً بإشعال منطقة البترون ومعها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، إذ قال جعجع بما معناه: نحن القاطرة في البترون ولسنا «المقطورة» وقد رشّحنا سعد من وسط البترون ولم نرشّح وليد حرب من تنورين لكي لا نغلق الجرد، فإذا رشّحنا وليد، لا يمكن أن تكون هناك لائحة تضمّ وليد والنائب بطرس حرب، فيما سعد هو من الوسط وبإمكانه أن ينزل بتحالفاته نزولاً نحو الساحل أو يصعد صعوداً نحو الجرد، وبالتالي لا نريد أن نغلق احتمالَ التحالف مع أحد من الجرد أمامنا.

وصلت هذه الجملة الشهيرة الى مسامع باسيل والعونيين، فاشتعلت المنطقةُ من جديد بين «القوات» و«التيار الوطني الحر»، فاعتبر البعض أنّ جعجع أوصل رسالةً شديدة اللهجة الى باسيل مفادها «أننا نمسكك باليد التي توجعك»، فالنائب حرب اختلفنا معه بالأمور التكتيكية، لكنه يبقى حليفنا في «14 آذار» وبإمكاننا الاتفاق معه في أيّ لحظة خصوصاً أنّ القواعد الشعبية مشترَكة بيننا، وليس هناك خلاف على النظرة الى المسائل الكبرى والمشروع السياسي ولا عداوة معه.

وفي المعلومات أيضاً أنّ كلام جعجع استدعى استنفاراً عاماً على صعيد قيادة «التيار الوطني الحر» في البترون طوال ليل الخميس- الجمعة، وعُقد إجتماعٌ برئاسة باسيل الذي حاول تهدئة النفوس العونية المشحونة لكي لا ينفجر الوضع أكثر ويصل الى مرحلة اللاعودة، خصوصاً أنّ إنفراط عقد التحالف بين «القوات» و«التيار» في البترون سيؤدي الى انفراط التحالف في كل لبنان وهذا أمر له تداعياته على المستويات كافة، وقد يخسر العهد الغطاءَ المسيحي الذي أمّنته «القوات» له.

وفي الإجتماع أيضاً هدّد بعض المسؤولين في «التيار» من تنورين بالاستقالة قائلين لباسيل: «أنت وعدتنا بعدم تغييب تنورين والجرد عن اللائحة، وهذه سابقة خطيرة خصوصاً مع ارتفاع وتيرة ردات الفعل التنورية، ونيّة بعض الشخصيات والعائلات التي كانت تاريخياً ضد النائب حرب الى تأييده».

ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل تحدّثت معلومات عن أنّ العونيين في تنورين والجرد، أبلغوا باسيل أنهم لن يصوّتوا للائحة تحالف «القوّات» و«التيار» إذا لم يكن هناك مرشّحٌ من تنورين، كذلك لن يصوّتوا لباسيل شخصياً.

وفي السياق، تُطرح جملة تساؤلات عن استعجال جعجع تسمية مرشحه للانتخابات في البترون وإعلانه لمفرده وليس ضمن سياق إعلان مرشحي «القوات» في كل لبنان، في حين لفت البعض الى أنّ «جعجع قد يكون اتخذ هذه الخطوة بعد كلام باسيل السبت الماضي في عشاء تنورين الذي قال «إننا لن نقبل بتغييب تنورين والجرد»، ما إعتُبر تدخّلاً بشؤون «القوات» ومحاولة فرض مرشّح، فدعى جعجع كوادرَ الحزب ليل الأحد الماضي وقرّر ترشيح سعد بدلاً من وليد حرب».

من جهتها، تستغرب مصادر «التيار الوطني الحرّ» في البترون هذا الأمر، وتقول لـ«الجمهورية» إنّ باسيل لم يهدف الى إستفزاز «القوات» بل تكلم اللغة المنطقية والعملية، والدليل أنّ ترشيح سعد أدّى الى ردة فعل تنورية عارمة من كوادر «التيار» و«القوات» على حدٍّ سواء، كذلك استنفرت بقية العائلات ضدّ تغييب الجرد». وتجزم المصادر: «إذا كان جعجع يريد أن «يمسكنا في اليد التي توجعنا» كما يردّد البعض، فنحن لا أحد يستطيع مسكنا أو إبتزازنا، فإما يكون التحالف بين «القوات» و»التيار» في كل لبنان وإلّا لا يكون، ولا يطننّ أحدٌ أنّ باستطاعته فكَّ تحالفه معنا في البترون ونتحالف معه في بقية المناطق، فإذا فرط بترونياً انتهى الموضوع».

وتشدد مصادر «التيار» على أنّ «كلام جعجع عن أنه رشّح سعد لكي لا يقفل الجرد، وصلنا تباعاً وتقبّلناه بكلّ برودة أعصاب»، لافتةً في المقابل الى أنّ «جعجع رجلٌ استراتيجي وتكتيكي، فهو أطلق بالأمس رحلة التفاوض على المقاعد معنا في كلّ لبنان إنطلاقاً من البترون وبالتالي ستكون هناك مطبّات كثيرة سنعالجها». وترى المصادر أنّ «خطوة ترشيح سعد لم تكن عفوية أو بريئة، بل تأتي في هذا السياق، لكننا أوفياء بتحالفاتنا، إذ لا يمكننا أن نتحالف مع فريق ونمرّر أصواتاً للنائب بطرس حرب كما يهدّد غيرُنا مثلاً، فهذه ليست عاداتنا».

ويعتبر «التيار الوطني الحر» أنّ كرة النار التي تتدحرج من تنورين وموجة الإعتراضات الشعبية باتت في ملعب «القوات»، ونحن لا نتدخل في اختيار مرشحهم، وبالتالي ما زلنا نؤكد على تحالفنا معهم وننتظر كيف ستعالج هذه المسائل.

وأمام كل هذه التطورات، تداولت معلوماتٌ عن أنّ باسيل يحاول فتحَ خطوط مع شخصيات من الجرد قد تكون بديلةً في حال فرط تحالفه مع «القوات»، وتمّ الحديث بالأمس عن أنّ هناك عدداً من الأسماء أبرزها نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة الدكتور سهيل مطر.

وسألت «الجمهورية» مطر عن صحّة هذه المعلومات، فأكّد «انفتاحَه على كل الخيارات وجميع القوى السياسية البترونية مثل «التيار»، «القوات»، الكتائب، النائب حرب، وبإمكاني أن أترشح مع أيّ قوّة، لكن ضمن برنامج محدَّد وخطة ورؤية ثابتة».

ويشير مطر الى أنه «لن يعلن ترشحه إذا قرر ذلك قبل معرفة شكل قانون الانتخاب ومجريات المعركة والتحالفات، «فأنا لستُ أسعى للوجاهة أو «للنمرة الزرقاء»، فإذا كان ترشّحي لا يُحدِث فرقاً فلن أُقدم على مثل هكذا خطوة، وأكرّر: «أنا صديق الكل، وعلاقتي جيدة معهم ومن ضمنهم باسيل، وكل الاحتمالات مفتوحة أمامي لكن بالنهاية لستُ هاوي كراسي».

حتّى الآن، ليست هناك مؤشرات جدّية الى فرط حلف «القوات» و«التيار»، وكل ما يحصل هو في إطار التفاوض ورفع السقوف، حيث تصرّ «القوّات» على أنها صاحبة الحق الوحيد في اختيار مرشحيها أو سحبهم ساعة تشاء وفقاً لإتجاه ظروف المعركة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 10/3/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

من الثابت القول أن ما حصل عند أطراف مخيم برج البراجنة ليس نابعا من هدف سياسي ولا علاقة لأي طرف سياسي به لا تخطيطا ولا تنفيذا. فما حصل من اشتباك ناجم عن خلاف فردي بين عائلتين حول تشييد مبنى بالتأكيد هو مخالف على غرار المباني غير الشرعية القائمة داخل المخيم وعند تخومه وأطرافه.

الاشتباك استعملت فيه الرشاشات وقذائف الآر بي جي وتسبب برعب داخل المخيم وفي محيطه والجيش تحرك باتجاه مطلقي النار وطوق أمكنة الاشتباك الذي طالت رماياته الطريق القديم للمطار. وقد جرت اتصالات مكثفة أشرف عليها وزير الداخلية نهاد المشنوق بين السفير الفلسطيني أشرف دبور وقيادات من حزب الله وحركة أمل.

وشدد السفير الفلسطيني على ان الاشتباك غير مغطى من أحد وعلى أن خلفيته فردية وعشوائية. وقال السفير دبور إن حركة فتح والفصائل كلها تخضع لهدف استقرار لبنان وتنسق مع السلطات اللبنانية.

في جوانب أخرى من الوضع المحلي أجواء تفاؤل في القصر الجمهوري بقرب التوصل الى قانون انتخاب.

وفي التحركات برز تحرك رئيسة إستونيا ومحادثاتها مع المراجع اللبنانية.

وفي السرايا الحكومية جلسة جديدة في سياق درس مشروع قانون الموازنة العامة.

نبدأ من اشتباك مخيم برج البراجنة والجيش يتعامل مع المسلحين بحزم.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بوقود اعلامي وآخر تحريضي، كاد اشكال فردي في محيط مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين ان يشعل نارا خبيثة طالما تمناها الكثيرون المتربصون بالعلاقة التاريخية بين المخيم ومحيطه..

اشكال بين شبان لبنانيين وفلسطينيين، تطور الى صدام مسلح اوقع قتيلا وعددا من الجرحى، وامتد من جوار المخيم الى داخله، ممددا معه التحليلات والتاويلات التي وأدتها المساعي اللبنانية والفلسطينية، وتدخل الجيش الذي لاحق مصادر اطلاق النار الى حد اخمادها..

اصوات الاشتباكات سمع صداها في مجلس الوزراء المجتمع على نية الموازنة، فخرج وزير الداخلية لمتابعة تطورات برج البراجنة، وتابع المجلس نقاشاته بموازين لا زالت تنظر الى مصالح بعض المتمولين أكثر من خزينة الدولة والمواطنين، وما السلسلة التي اقرتها اللجان المشتركة المستنسخة عنها الحكومة، سوى دليل قابلته اليوم الهيئات التعليمية بمواقف اعتراضية، فيما لم يعترض المشهد اي تطور انتخابي سوى الحديث عن جديد سيقدمه الوزير جبران باسيل كمقترح للنقاش الاسبوع المقبل..

في موسكو أخبار نقاشات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لم تأت بجديد، فاستقبله اعلامه ومحللوه فور عودته بطبول الخيبة من قدرته على اقناع الرئيس الروسي بالوقوف بوجه الايراني لا سيما بما خص الميدان السوري، وهو الميدان الذي حمل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى موسكو بعنوان الشراكة بمحاربة الارهاب، ووقف سفك الدم في سوريا، الذي كان اردوغان وحكومته أكبر المساهمين بسفكه كما جاء في بيان للخارجية السورية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

تبدو رادارات بعبدا شغالة على مدى 24 ساعة يوميا... وعلى مدار 360 درجة فضائيا... ففي الساعات الثماني والأربعين الماضية، رصدت تطورات بارزة محليا ودوليا... بدءا بموجة الارتياح العام التي خلفتها التعيينات الأخيرة، انتهاء بمشارفة الانتهاء من مشروع الموازنة، ومرورا بإنجاز سلسلة الرتب والرواتب في اللجان النيابية... من دون أن تغيب عن وقائع اجتماع الساعات الخمس بعيدا عن الإعلام، والذي بلور آخر صيغ المختلط المرتقب... لكن الرصد الأهم على شاشات بعبدا، كان لسلسلة التطورات والمواقف الخارجية، وأبرزها التالي:

أولا، ما صدر عن مجلس الأمن من كلام تحت عنوان القرار 1701، عاد لينبش القرار 1680، وخصوصا القرار 1559... قبل خلوصه إلى النصح باستئناف الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية...

ثانيا، الكلام المتكرر في واشنطن عن قرار جدي لحل سياسي في سوريا، بالتعاون مع موسكو... ومن مقتضياته خروج كل السلاح غير السوري من سوريا...

ثالثا، المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة الأميركية للتحالف ضد داعش، فيما المكاتب المعنية بمنطقتنا في الخارجية الأميركية، لا تزال شبه شاغرة كليا...

رابعا وفي شكل متزامن، سلسلة الانهيارات الميدانية التي تصيب داعش بين سوريا والعراق، وسْط حضور أجنبي ميداني متعدد، في ما يشبه التزاحم على الاستثمار والتركة...

خامسا وأخيرا، تطلع بعبدا إلى قمة عمان بعد أسبوعين، لتشكل محطة عربية قادرة على تحصين منطقتنا، في مواجهة تلك التحديات كافة...

وسط هذا الجهد اللبناني الكبير، يأتيك خبر سير البعض عكس السير في بيروت: اشتباكات مسلحة، خارجة عن سياق الزمان والمكان، بين الذين يعيشون بلا دولة، والذين لا يزالون يعيشون في الدولة العشيرة... ماذا يحصل في برج البراجنة.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

لم يعرف مخيم برج البراجنة ساحات الحرب منذ انتهاء الحرب.. وظل البقعة الممسوكة أمنيا المطوقة من الجيش المشرفة على حزب وحركة والمتمددة جغرافيا كالكف في عمق الضاحية. اليوم مع اختلاط نفوذ و"خوات" ومخدرات، انهار اتفاق غير معلن لوقف النار.. وتحول مخيم برج البراجنة الى ساحة حرب وقتال شوارع ورعب للقاطنين المتزاحمين متلاصقي البناء وقهر اللجوء وعلى صوت النار ارتفعت حدة الاتصالات للمعالجة سواء من الفصائل الفلسطينينة أو الجيش وحزب الله وحركة أمل لتطويق اشتباكات أوقعت ضحايا بينهم مسؤول مجلس في حماس.

أما الأسباب فهي على ما يروي الشهود بدأت من إدخال مواد للبناء الى المخيم فاعترضتها عائلات نافذة في حي البعلبكية اعتادت فرض الخوة هذه الاشتباكات دفعت وزير الداخلية إلى مغادرة جلسة مجلس الوزراء بهدف المتابعة الأمنية وتطويق الأزمة التي دخلت على أطرافها كل القوى الفاعلة واستدعت استقدام خبراء من عين الحلوة. والأمن المتوتر في عين الحلوة كان هدية للجنرال جوزيف عون الذي تسلم مهماته عملانيا مصدرا أول أمر لليوم وضمنه دعوة العسكريين إلى البقاء على الجاهزية التامة جنوبا ومواجهة ما يبيت لنا العدو الإسرائيلي من أطماع ومخططات تخريبية والاستعداد يشمل أيضا مواصلة الحرب على الإرهاب بكل حزم وقوة، وضرب مخابئه وأوكاره حتى استئصاله.

وفي الأوكار السياسية الانتخابية الهدف قالت معلومات الجديد إن اجتماعات عدة يجري عقدها في ليل للتوافق على صيغة قانون تجنب البلاد الفراغ أو التمديد من دون أن تستبعد الستين لكن زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكدوا للجديد أن الرئيس لا يرى مما هو متاح سوى قانون حكومة نجيب ميقاتي بخلاف ما يخلطه الوزير جبران باسيل من طروح تصل جميعها الى الحائط المسدود. وقانون ميقاتي_شربل يرى فيه عون ضمانا للنسبية علما أن وزراءه كانوا قد وافقوا عليه آنذاك وإذا ما جرى اعتماده اليوم فقد يحصل على موافقة وزراء جنبلاط وإزالة التحفظ القديم عن النسبية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

وبعد طول انتظار اصبح لموظفي القطاع العام سلسلتهم من الرتب والرواتب بعدما انتهت اللجان النيابية المشتركة من تشريحها وهي شملت الاداريين ومعهم الاساتذة والعسكريون.

السلسلة احيلت الى رئاسة مجلس النواب، التي بدورها وضعتها على جدول اعمال الجلسة التشريعية يوم الاربعاء المقبل لاقرارها، بالتزامن مع استكمال مجلس الوزراء مناقشتها، في جلسته المنعقدة في السراي الكبير برئاسة الرئيس سعد الحريري.

وسط الحراك النيابي والوزاري.. برز بشكل مفاجئ تطور امني خطير من بوابة مخيم برج البراجنة، تمثل باشتباكات عنيفة بين فلسطينيين في المخيم واشخاص من آل جعفر على خلفية اشكال فردي.

الاشتباكات أدت إلى سقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح، تفاوتت المعطيات بشأن، فيما نشطت الاتصالات الامنية والسياسية لمحاصرة التوتر، ومنع تفاقم الامور.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

اشتباكات مسلحة بين عائلتين لبنانية وفلسطينية قرب مخيم برج البراجنة فرض توترا ضبطه الجيش اللبناني فأعاد الهدوء، الفصائل الفلسطينية والاحزاب اللبنانية كانت على قدر المسؤولية وسارعت الى تطويق اشتباك لم يكن لها اي بعد، لا سياسي ولا حزبي، واعطت للجيش والقوى الامنية الضوء الاخضر لاعادة الامن ومحاسبة المخلين بالنظام.

في الداخل اهتمام شعبي بسلسلة رتب ورواتب انجزتها اللجان النيابية المشتركة فحيدت الطبقات الفقيرة وذوي الدخل المحدود واعطت المعلمين والعسكريين والموظفين درجات وزيادات، لا الهيئات الاقتصادية راضية ولا القطاعات النقابية قبلت، وخصوصا معلمي الثانوي والمهني، فأبقوا الاضراب، ولوحوا بمقاطعة تصحيح الامتحانات، قراءة ارقام السلسلة تظهر ايجابيات اقتصادية لم ترض النقابات المعنية، ما يعني ان الباب بقي مفتوحا على التظاهر والاعتراض.

الباب الانتخابي فتح بدوره على اقتراح التيار الوطني الحر، وسيقدمه الوزير جبران باسيل الاسبوع المقبل، الصيغة الباسيلية المختلطة يدور حولها رتوش، فهل تصل الى حد الاتفاق السياسي الشامل؟ اذار بالانتظار، في ظل مسؤولية سياسية تحط ايضا على طاولة مجلس الوزراء لانهاء الموازنة المالية.

اما التوازن الاقليمي فترعاه روسيا بلقاءات بدأها الرئيس فلاديمير بوتين مع رئيس وزراء اسرائيل وتابعها مع الرئيس التركي قبل لقاء الرئيس الايراني، الاميركيون رفعوا شعار تحرير الرقة، لكن المعركة الحقيقية القادمة هي في الجبهة الجنوبية التي يتحضر لها الجيش السوري وحلفاؤه، وكأنما الطبل بالشرق والعرس بالجنوب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

مرة جديدة انه الامن المستباح، الاستباحة هذه المرة في منطقة برج البراجنة بين مسلحين فلسطينيين ولبنانيين، ما ادى حتى الان الى سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى. مرة جديدة يتحول الاعلام من شاهد على الامن المستباح، الى ضحية له، فمصور الـ MTV جاد بو انطون تعرض وهو يؤدي واجبه المهني للاصابة بعدما كان يغطي الحدث مع مراسلتنا رنين ادريس التي حوصرت داخل المخيم، انه على اي حال قدر الـ MTV ان تظل دائما في قلب الحدث حتى و كان الثمن احيانا ان تصبح هي الحدث.

ماليا، الحكومة اجتمعت مرة اخرى بعد ظهر اليوم لمناقشة بنود الموازنة، وتوحي الاجواء ان البحث في موازنات الوزارات سيطول بعض الشيء، ما يعني ان الحكومة قد لا تنتهي من البحث في الموازنة الليلة.

توازيا، النقاشات في شأن قانون الانتخاب متواصلة، وإن في اجتماعات بعيدة عن الاعلام. ووفق المعلومات فإن البحث يتقدم بهدوء في اخر صيغة للقانون المختلط طرحها الوزير جبران باسيل، وهي الصيغة التي قد تشكل الحل للمأزق الانتخابي في ضوء توافق معظم الاطراف عليه.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

الطفلان مؤمن ولؤي وشقيقتهما في اي بيئة سيعيشون؟ الام ريان توفيت بضربة حجر على رأسها، الضربة حدثت منذ شهر وتسببت اليوم في الوفاة، والاب هو مرتكب الجريمة، وايا تكن الاسباب فإن التعنيف الاسري لا يوقف جموحه لا القانون ولا حماية، الوالد الجاني تم توقيفه ولكن بعد ماذا؟ بعدما اصبح مؤمن ولؤي واختهما ايتاما، وبعدما وضع حدا لحياة الام ريان تم توقيف الوالد، فهل يكفي؟

ومن التعنيف الاسري الى ترويع منطقة بكاملها، منطقة برج البراجنة عاشت عصر اليوم حال حرب جراء اشتباكات بين ال جعفر وفلسطينيين على خلفية بناء، الاشتباكات ادت الى قتيل وخمسة جرحى والى موجة من الاشاعات طالت حركة حماس وحركة امل، فحينا جرى الحديث عن مقتل احد عناصر حماس، وحينا اخر جرى الحديث عن ان حركة امل تشارك في المعارك، ليتبين ان الخبرين غير صحيحين.

على مستوى ملف الانتخابات النيابية، علمت الـ LBCI ان اتصالات كثيفة جرت في وزارة الخارجية امس، وتمثل ذلك في اجتماع بين الوزير جبران باسيل ونادر الحريري دام لست ساعات، واليوم وصل وزير الداخلية فجأة الى الخارجية والتقى الوزير باسيل لثلاثة ارباع الساعة.

 

لبنان يجتاز "قطوع" تقرير غوتيريس بعد حركة اتصالات "توضيحية" كثيفة والقمة العربية "امتحان" جديد: كلمة عون ولقاءاته فرصة لتصويب الموقف

المركزية- لم يأت التقرير الدوري الذي قدمه الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول تنفيذ القرار 1701 أمس في مجلس الامن الدولي، بـ"الحدة" التي كانت أوساط دبلوماسية تخشى ان يتسم بها في أعقاب مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من سلاح حزب الله والتهديدات التي أطلقها الامين العام لحزب الله لتل أبيب، ما دفع الاوساط نفسها الى القول عبر "المركزية" "إن لبنان اجتاز القطوع الدولي هذه المرة، وما قيل لم يتسبب بأية أضرار سياسية جسيمة"، مستطردة "لكن المطلوب مستقبليا عدم استسهال لبنان الرسمي التغريد بعيدا من "سرب" مندرجات القرارات الدولية". الاوساط تشرح أن حركة اتصالات دبلوماسية مكثفة دار معظمها خلف الكواليس في الأسابيع الماضية، بين قنوات الحكومة وتحديدا وزارة الخارجية، من جهة، والجهات المعنية بمتابعة التطورات اللبنانية في الامم المتحدة وأبرزها المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ (وهي المكلفة اعداد التقارير حول التزام لبنان القرارات الدولية) من جهة أخرى، وقد انطلقت بعيد اللغط الذي أثاره الكلام الرئاسي ورد كاغ عليه، وكان هدفها تبديد الالتباس الذي حصل والتأكيد ان لبنان تحت الشرعية الاممية والتذكير بأن هذا الالتزام وارد في خطاب قسم رئيس الجمهورية وفي البيان الوزاري لحكومة استعادة الثقة، وهما المرجعان الصالحان اللذلن يحسمان سياسات لبنان الرسمي الخارجية بعيدا من أية مواقف أخرى تطلق تكون محكومة بمكان وزمان وظروف معينة، وقد تفسر خطأ وتُحمّل تأويلات وتفسيرات في غير مكانها. وتوضح الاوساط ان هذه الحركة المكوكية "الاستلحاقية" يبدو أتت ثمارها وتمكنت من تصويب الموقف الرسمي اللبناني في أروقة الامم المتحدة، فلُطّف التقرير الدوري لغوتيريس ولم يحمل أية انتقادات لكلام رئيس الجمهورية بل اكتفى بتشجيعه على "العودة الى الحوار الوطني توصلا الى استراتيجية دفاعية تنزع بموجبها أسلحة "حزب الله" وغيره من الجماعات المسلحة". الا انه في المقابل وجه سهاما نحو نصرالله رافضاً "تبريرات الردع" التي أعطاها لتهديد اسرائيل كونها "تزيد خطر التوتر ويمكن أن تؤدي الى تجدد الحرب". وبعد "الامتحان الدولي" الذي اجتازه لبنان بنجاح أو بأقل كلفة ممكنة، تشير الأوساط الى أن لبنان سيواجه محطة خارجية جديدة لا تقل أهمية، تتمثل في "القمة العربية" المنتظرة في الادرن في 29 الجاري. فتبرير الرئيس عون سلاح "حزب الله" واعتباره اياه مكملا للجيش اللبناني، معطوفا على الهجوم الناري الذي شنه نصرالله على المملكة في خطابه الاخير، دفعا بالرياض الى التحفظ على بند "التضامن مع لبنان" في الاجتماعات الوزارية التحضيرية للقمة، لكن المعلومات تشير الى ان لبنان الرسمي استدرك الوضع وقام بمروحة اتصالات مع المسؤولين السعوديين ستفضي الى تبديل موقف الرياض السلبي خلال القمة المنتظرة، حتى ان العاهل السعودي الملك سلمان قد يزور لبنان قبيل القمة أو بعدها بما يعيد المياه الى مجاريها بين الجانبين ويكمل فصول زيارة عون للمملكة. وتعتبر الأوساط ان اللقاءات التي سيجريها رئيس الجمهورية على هامش القمة، والكلمة التي سيلقيها امام جامعة الدول العربية، ستشكلان فرصة لتوضيح موقف لبنان الرسمي مرة لكل المرات، حيث تتوقع الاوساط ان يشدد على سياسة النأي بالنفس وعلى رفض التدخل في شؤون البلدان الاخرى، وأن يتمسك بإرساء أفضل العلاقات بين لبنان ومحيطه العربي والخليجي وأن يطلب مزيدا من الدعم للجيش اللبناني ليتمكن وحيدا من الدفاع عن لبنان، وستكون هذه المواقف كفيلة بطي صفحة الالتباس الذي حصل في الاونة الاخيرة.

 

التوتر ينتقل من عين الحلوة إلى برج البراجنة

 شادي علاء الدين/العرب/11 آذار/17/بيروت - اندلعت اشتباكات عنيفة في محيط مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين الواقع في محافظة جبل لبنان. وكان الإشكال قد بدأ بين عشيرة آل جعفر اللبنانية ومسلحين فلسطينيين ولم يلبث أن تطور واستخدمت فيه الأسلحة المتوسطة والقذائف الصاروخية. وكانت معلومات أولية أشارت إلى سقوط قتيل فلسطيني، ولكن، وفق ما تؤكده بعض المصادر، فإن حصيلة القتلى بلغت ستة قتلى هم ثلاثة سوريين ولبنانيان وفلسطيني. وأصيب في الاشتباكات مسؤول حماس في مخيم البرج أبوخليل قاسم. وتعيد هذه الاشتباكات طرح مشكلة الأمن الفلسطيني في المخيمات خصوصا بعد تشكيل القوة الأمنية المشتركة في عين الحلوة، والتي يبدو أنها لم تحظ بدعم كامل من كل الفصائل الفلسطينية. وتشير بعض التحليلات إلى أن ما يحدث في مخيم برج البراجنة هو امتداد لسياقات التوتر التي انفجرت منذ فترة وجيزة في مخيم عين الحلوة. وقد سارعت الفصائل الفلسطينية إثر ارتفاع وتيرة الاشتباكات إلى إصدار بيان أكدت فيه أن” لا أبعاد سياسية أو حزبية للاشتباكات ونؤكد التنسيق مع الجيش والعلاقة الأخوية التي تربط مخيّم برج البراجنة مع كلّ أخوتنا اللبنانيين”. وأكد الناطق الرسمي باسم حركة حماس في لبنان علي بركة لـ“العرب” أن الاشتباك في المخيم غير مسبوق لناحية شدته، معبرا عن خشيته من “تدخل جهات مخابراتية مشبوهة يهمها العمل على توسيع دائرة الاشتباكات خدمة لأجندات لا تصب في صالح الفلسطينيين واللبنانيين”. ودخلت قوة من الجيش اللبناني إلى المخيم، ما يشير إلى أن الجيش يحظى بتغطية سياسية لبنانية فلسطينية عامة، وأن الاتجاه العام يميل إلى الحسم، وفرض التهدئة بالقوة.

 

عين إسرائيلية على الجيش اللبناني في ظل تصاعد التوتر مع حزب الله

العرب/11 آذار/17/بيروت - تحاول أوساط عسكرية إسرائيلية الإيحاء بأن جولة قادمة من الحرب بين إسرائيل وحزب الله ستجعل من تدخل الجيش اللبناني شيئا مفروغا منه، باعتبار أن قائده الأعلى الرئيس اللبناني ميشال عون يدين بوصوله إلى كرسي الرئاسة إلى تحالفه مع الحزب.

وتتخذ هذه الأوساط من مواقف وتصريحات الرئيس اللبناني الأخيرة حججا للتأكيد على مصداقية هذه الإيحاءات، متجاوزة جملة من المعطيات والمحددات التي تخالف وجهة نظرها. وكان الرئيس اللبناني قد صرح قبل أيام بأن أي محاولة إسرائيلية لانتهاك سيادة لبنان أو تعريض اللبنانيين للخطر، ستواجه برد مناسب.

وسبق أن أبدى عون قبيل زيارة له الشهر الماضي إلى مصر موقفا داعما لحزب الله، حتى أنه ذهب إلى حد اعتبار أن سلاح الحزب ضرورة في ظل الضعف الذي يعانيه الجيش اللبناني، وهو الأمر الذي أثار آنذاك استنكارا دوليا كبيرا باعتبار أن تصريحاته تشكل انتهاكا للقرارات الدولية وفي مقدمتها القرار الأممي 1701 الذي صدر عقب حرب 2006، والذي طالب بنزع سلاح الميليشيات. واعتبر مراقبون لبنانيون أن مواقف الرئيس عون والتي من الواضح أنها تعكس قرارا بالاصطفاف إلى جانب خيار حزب الله ومن خلفه إيران، ستضر كثيرا بلبنان، سواء في علاقته بمحيطه العربي وأيضا الدولي. ويرى هؤلاء أن تلك المواقف تتلاقى وما تصبو إليه إسرائيل من ناحية الإبقاء على الجيش اللبناني ضعيفا من الناحية التسليحية واللوجستية، مما يترك المجال لسيطرة شبه مطلقة وضمنية لحزب الله على مقدرات لبنان. وتدعم دول غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الجيش، وهي نقطة خلاف بينها وإسرائيل، ومثل هذه “الشطحات” بالتأكيد ستضر بالجيش اللبناني، لكن هذا لا يمنع وجود قلق إسرائيلي من وقوع بعض الأسلحة الخاصة بالجيش بأيدي حزب الله، كما ظهر واضحا في الاستعراض الذي قام به الحزب وشمل مدرعات كانت بيد قوات منشقة عن الجيش في الثمانينات.

ولوحظ مؤخرا تركيز من المحللين والمسؤولين الإسرائيليين في الإعلام على الجيش اللبناني ليس فقط من ناحية مواقف الرئيس عون بل أيضا للاختيارات التي وقعت في هرم قيادة الجيش.

وتولى العماد جوزيف عون المحسوب على التيار الوطني الحر منصب قائد الجيش خلفا للعماد جان قهوجي. واعتبرت بعض الأوساط الإسرائيلية أن هذا الخيار يكرس الرأي القائل إن الجيش اللبناني لن يقف هذه المرة على الحياد في أي مواجهة مقبلة بين إسرائيل وحزب الله. وصرح جوزيف عون، الجمعة، في أول يوم من تسلمه مهمته على رأس الجيش، بأن التحدي الأكبر سيكون الجبهة الجنوبية. وقال العماد جوزيف عون في خطاب وجهه إلى العسكريين “كونوا على أتم الاستعداد على الحدود الجنوبية لمواجهة ما يبيت له العدو الإسرائيلي من أطماع ومخططات تخريبية”.

وجوزيف عون هو صاحب تجربة عسكرية طويلة، بدأها في العام 1983، وسطع اسمه في محطات منها مشاركته في القتال ضد الجيش السوري في الثمانينات وأيضا ضد “القوات اللبنانية” بقيادة سمير جعجع في التسعينات. وكان قبل تعيينه في قيادة الجيش قائدا للواء التاسع، الذي ينتشر في جرود عرسال (شرق لبنان) وهي المنطقة المحاذية لسوريا ونقطة العبور الأولى للمسلحين. وعلى خلاف التعيينات السابقة، عكس تعيين جوزيف عون رغبة في تحقيق التكامل بين رئيس الجمهورية الذي هو أيضا رئيس المجلس الأعلى للدفاع، وبين قيادة الجيش.

وتدفع العلاقة بين الرجلين، الإسرائيليين للذهاب بعيدا في تحليلاتهم، لكن الواقع التاريخي والميداني يتناقض مع مثل هذه التحليلات. وبقي الجيش اللبناني على الحياد في المواجهات السابقة التي حدثت بين حزب الله وإسرائيل. ففي العام 2006 انحصر دوره في تأمين المواطنين اللبنانيين وتقديم المساعدات للذين نزحوا من الجنوب. ويرى محللون أن الجيش اللبناني في حالة من الضعف لا تخول له الدخول في أي مواجهة مع قوة خارجية لها من الإمكانيات الشيء الكثير، خاصة وأنه يواجه في الداخل تحديات كبيرة وعلى رأسها الحرب ضد الإرهاب. ويضيف هؤلاء أن تركيبة الجيش الحالية والمبنية على ما بعد اتفاق الطائف وإن كانت تشكل حماية خلفية لحزب الله، إلا أنها ليست بصدد الدخول في حرب يمكن أن تندلع مع إسرائيل. ويدرك الرئيس اللبناني بالأخص أن أي دخول للجيش في القتال إلى جانب حزب الله سيكلفه الكثير، ويقود إلى خسارة الدعم الذي يقدمه له المجتمع الدولي، فضلا عن أنه سيؤكد صحة ما تروج إليه إسرائيل بأن الجيش اللبناني بات تحت سيطرة حزب الله ومن خلفه إيران.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة الواقع في 10 اذار 2017

النهار

مسؤولة أممية تستطلع ...

مسؤولة أممية بادرت الى السؤال عن مضمون اتفاق الطائف في موضوع قانون الانتخاب والدوائر أملاً في معرفة حقيقة المداولات والمحاضر.

حرب الأقربين ...

يتحدث نائب في مجلس خاص عن أن الحرب الدائرة على المنطقة الحرة في مطار بيروت تدور من الأقربين والأبعدين والأشد قسوة من "أهل البيت".

مفاوضات مستمرة ...

تستمر المفاوضات والاتصالات البعيدة عن الأضواء لدفع عدد من مقاتلي "النصرة" للعودة الى سوريا بعد تسهيل خروج عائلاتهم من عرسال لملاقاتهم.

حماية للرئيس ...

يكثر الاهتمام برئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط في محاولة لإحاطته بغطاء يحول دون طرح إمكان تعيين بديل منه.

المستقبل

يقال

إنّ أمين مجلس تشخيص النظام الإيراني الجنرال محسن رضائي حذّر المعنيين في طهران من أن حجم الفساد المتعاظم في البلاد أصبح بمثابة "قنبلة موقوتة" تهدّد جدّياً استقرار النظام وتنذر بخطر حقيقي قد يؤدي إلى "انهيار داخلي مباغت للجميع".

اللواء

تبدي قيادة حزب بارز اطمئناناً إلى موقف دولة كبرى من التطورات الميزانية في بلد مجاور!

استرعت إشادة رئيس حزب بموظفة باشتباك مع الوزير المعني، باهتمام أكثر من جهة.

جرت اتصالات بين مرجعين لتوضيح خلفيات المواقف التي حصلت في مجلس الوزراء، وبعده.

الجمهورية

يُحضِّر زعيم شاب لجولة سياسية داخلية قريباً تهدف لترسيخ وجوده وزعامته في الصف السياسي الداخلي.

دخل مرجع بارز على خط معالجة عدم مشاركة "عُصبة الأنصار" في القوّة الأمنية الفلسطينية المشتركة في "عين الحلوة".

لاحظت أوساط سياسية غياب نائب عن إحتفال مركزي لحزبه وهو المعني مباشرة في الموضوع.

البناء

لم يستبعد وزير سابق أن يشهد لبنان مرحلة مضطربة سياسياً انعكاساً لحالة مشابهة أعمّ ستسود الساحة الدولية نتيجة صعود اليمين المتطرف في العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، وما سيزيد من حدة هذه الاضطرابات دولياً هو مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتطرفة واحتضانه الكامل لسياسات العدو "الإسرائيلي"، أما في لبنان فهناك محاولات لـ"قوى 14 آذار" لإعادة تجميع صفوفها وإحياء أجندتها وارتباطاتها بالمحور المعادي لمحور المقاومة.

 

بري دعا الى جلسة عامة الأربعاء والسلسلة على الجدول

الجمعة 10 آذار 2017 /وطنية - دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة تشريعية عامة، العاشرة والنصف من قبل ظهر الأربعاء المقبل، لدرس وإقرار مشاريع وإقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال. ويتضمن جدول أعمال الجلسة سلسلة الرتب والرواتب ومشاريع وإقتراحات قوانين اخرى.

 

 

مجلس الوزراء تابع دراسة مشروع الموازنة وقرر عقد جلسة الاثنين المقبل

الجمعة 10 آذار 2017 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عند الساعة الرابعة والنصف عصرا في السراي الحكومي جلسة مجلس الوزراء، وتابع خلالها دراسة مشروع الموازنة العامة. وخلال الجلسة التي استمرت حتى الساعة الثامنة مساء، تحدث الرئيس الحريري في مستهلها موجها التهنئة الى القادة العسكريين والأمنيين الجدد في مناصبهم وتمنى لهم النجاح في المسؤوليات الملقاة على عاتقهم. كما توجه بالشكر الى القادة السابقين مثمنا الجهود التي بذلوها طوال توليهم مسؤولياتهم في الحفاظ على الامن والاستقرار ومحاربة الارهاب.

وتقرر ان يعقد مجلس الوزراء جلسة مقبلة عند الرابعة من عصر الاثنين المقبل في السراي الحكومي لمتابعة دراسة مشروع الموازنة العامة.

 

العماد جوزف عون

خليل حلو/فايسبوك/10 آذار/17

بعدما توالت عشرات التعليقات على تعيين العماد جوزف عون قائداً للجيش ومنها ما يركز على إسم عائلته أود كضابط سابق في جيشنا (والدم لا يتغير ويقلب أبداً) أن أضع بعض الأمور في نصابها:

1) لا صلات قربى بين العماد جوزف عون والرئيس الحالي للجمهورية

2) العماد جوزف عون ضابط كفؤ وماضيه العسكري مشرف - وله من الرفاق والمرؤوسين من يجاريه بالكفائة والإنجازات وهذا ما يعطيه دفعاً للتعاون معهم في المرحلة المقبلة غير السهلة.

3) من المؤكد أن الدم الجديد على رأس الجيش سيعطيه دفعاً للإستمرار والتقدم وفي مطلق الأحوال سيكون أفضل من المرحلة السابقة وهذا طبيعي.

4) الجيش ما زال المؤسسة الوحيدة التي يمكن الوثوق بها بالرغم من كافة الشوائب والملاحظات، أما باقي المؤسسات الرسمية والدستورية فما زالت بحاجة للكثير قبل إستعادة ثقة المواطنين بها.

5) لا يجوز الحكم على أي ضابط عام تسلم قيادة جديدة ولم يكن سابقاً معروفاً من الجمهور قبل إنتظار أفعاله. إنتظروا الأفعال ولا تعيروا آذاناً للأقاويل والشائعات.

6) التاريخ سيحكم على قادة الجيش المتعاقبين: من منهم بقي حراً - من منهم حافظ على ما أمكن - من منهم جنب البلاد كوارث - من منهم كان حكيماً - من منهم كان متهوراً - من منهم ... ومن منهم دخل نظيفاً وخرج نظيفاً ... هذه الأمور يحكم عليها التاريخ.

أيها اللبنانيون: جيشكم منكم ولكم ... واجب عليكم الحفاظ عليه وسط العواصف التي تفتك بهذا الشرق وعليه نتمنى للعماد جوزف عون النجاح في مهمته الجديدة بعون الله تعالى.

 

فارس سعيد: أمن لبنان بات بيد إيران

"السياسة الكويتية" - 10 آذار 2017/أكد منسق قوى “14 آذار” فارس سعيد أن المنطقة العربية تتجه إلى مزيد من التشنج، خصوصاً بعد انتشار حركة “النجباء” العراقية عملياً في الجولان، وانتشار “حزب الله” في جنوب سورية، ما يعني انتشاراً للميليشيات الإيرانية في سورية، وكأن إيران تريد أن تقول للبنان، إنك بيني وبين “حزب الله”، ولا يمكنك أن تذهب إلى الروسي لتحمي حدودك، فأمنك بين يدي.  وقال سعيد إن هناك استقطاب بين مشروعين، الأول: روسي – أميركي – عربي، والثاني، إيراني – سوري، معتبراً أن هذا الانقسام سينعكس في داخل لبنان، وسيعيد الوضع فيه إلى حالة من عدم الاستقرار. وأشار إلى أن المنطقة كلها مقبلة على تطورات خطيرة، قد تكون ارتداداتها سلبية على لبنان أيضاً، لأن البلد ذاهب إلى مزيد من الاستقطاب المذهبي، والدولة مصابة بالحول السياسي وقراراتها لن تؤدي إلى أية نتيجة، داعياً المسؤولين للتعاطي مع مصلحة لبنان من خلال تنفيذ الدستور، واحترام الشرعية العربية والدولية، أما أن يعطي رئيس الجمهورية شرعية لسلاح “حزب الله”، فهذا يعني إبقاء لبنان في دائرة الخطر.  وشدد على أن تجاوز قرارات الشرعية الدولية قد يعرض لبنان للخطر ويجعله بمواجهة مع الشرعية العربية، كما يعطي ذريعة للقمة العربية، بأن تتخذ مواقف قد لا تنسجم مع مصلحة لبنان في هذه المرحلة التي هو أحوج ما يكون إلى الدعم العربي ووقوف الدول العربية إلى جانبه.

                

البنتاغون: إيران تمثل التهديد الأكبر لاستقرار المنطقة

"العربية" -  10 آذار 2017/ قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، أمام جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أمس الخميس، إن إيران تمثل التهديد الأكبر على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأعرب قائد القيادة المركزية الأميركية عن قلقه إزاء النفوذ الإيراني في العراق وسوريا مضيفا أن طهران تسعى للحفاظ على النظام السوري وتستغل المناطق الشيعية من أجل هذا الهدف"، حسب تعبيره. وأضاف الجنرال الأميركي: "برأيي أن إيران تمثل تهديدا طويل الأمد لاستقرار هذا الجزء من العالم"، كاشفا أن الولايات المتحدة تواجه أيضا القوات الموالية لإيران في المنطقة. وبناء على ما جاء في شبكة "صوت أميركا" قال فوتيل أمام جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، إن "طهران تسعى إلى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط من خلال تقويض الاستقرار في المنطقة". وانتقد قائد القيادة المركزية الأميركية النشاطات التي تقوم بها الزوارق الإيرانية في الخليج العربي، مؤكدا في هذا المجال: "لم يقدم أي بلد بمثل هذه النشاطات في الخليج". يذكر أن القيادة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تتهم الإدارة السابقة بزعامة أوباما بأنها لم تواجه بحزم نشاطات إيران ودورها التخريبي في المنطقة لاسيما في سوريا واليمن.

 

رئاسة الحكومة غير مضمونة للحريري

الاخبار 10 اذار 2017/فجّر وزير الأشغال العامّة والنقل يوسف فنيانوس سلسلة من المفاجآت، بتأكيده أن رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لن يزور قصر بعبدا قبل الانتخابات النيابية، كما أنه ليس هناك من اتفاق على تولّي الحريري رئاسة الحكومة بعد الانتخابات. كما وجّه فنيانوس رسائل عدّة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، داعياً إيّاه إلى متابعة ما يحصل في عهده من أساليب لإقرار التعيينات من دون نقاش مع الكتل النيابية والقوى الممثّلة في الحكومة. كذلك وجّه رسائل انتقاد إلى باسيل من دون أن يسمّيه، مؤكّداً أن الصراع في قانون الانتخاب والانتخابات المقبلة هو حول رئاسة الجمهورية وليس معركة نيابية.

وحول ما يقوم به من «تعبيد طرقات» للعلاقة بين الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وإمكانية حدوث لقاء بين الطرفين، قال فنيانوس «لا نزال في مرحلة فلش البحص، ولم يبدأ التزفيت بعد».  كذلك كشف فنيانوس عن أربع مزايدات تخصّ وزارته، أهمها مزايدة المنطقة الحرّة في مطار بيروت ومزايدة التجهيزات الأمنية للمطار، متمنيّاً أن «يُسجّل لوزارة الأشغال في عهد تيار المردة أننا قمنا بعقد مزايدات من دون تدخل أحد».

 

 

ما تداعيات موقف عون المؤيد لحزب الله؟.. تصريحاته الأخيرة لاقت وابلاً من الاعتراضات

هافينغتون بوست عربي/10 آذار/17

اعتاد اللبنانيون على مدار السنين فكرة أنَّ تصرُّفات الكثير من قادتهم السياسيين وتصريحاتهم (إن لم يكُن كلّهم) يمكن التراجع عنها بسهولةٍ أو محوها ببساطة دون وجود أي شكلٍ من المحاسبة أو العواقب. ومع ذلك، قد يكون وابل الانتقادات التي تسبَّبت فيها التصريحات الأخيرة للرئيس اللبناني ميشيل عون دعماً لحزب الله استثناءً من القاعدة السابقة. وجاءت الاعتراضات على تصريحات عون - التي لا يصح خروجها من رجل دولة - من سفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان، التي تضم الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، والصين، إضافةً إلى سفير الاتحاد الأوروبي، ومُمثِّل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، ومُمثِّل جامعة الدول العربية. وربما يكون هذا بمثابة تحذيرٍ لما ينتظر لبنان إذا ما أبقى عون على نهجه المحفوف بالمخاطر، بحسب ما ذكر موقع ميدل إيست آي. وحذَّرت السفيرة الأميركية لدى لبنان، إليزابيث ريتشارد، بوضوحٍ الدولة اللبنانية من أنَّ رفض الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ربما يؤدي إلى سحب قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل). ومع ذلك، وكما يظهر، فإنَّ موقف عون المائل لدعم حزب الله قد أفشل عملياً قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي يقضي بنزع سلاح كل الجماعات المسلحة في لبنان، ووضع لبنان تحت إشراف المجتمع الدولي، وهو الشيء الذي ربما تكون له عواقب وخيمة على لبنان واقتصاده الهش.

تعليقات استفزازية

إذاً، وتبعاً لمنطق مجموعة الدعم الدولية للبنان، لِمَ قد يواصل المجتمع الدولي مساعدة الحكومة اللبنانية في حين أنَّها ترفض بوضوح اتِّباع الحس السليم وتستخدم قرار الأمم المتحدة لتوسيع سيادتها وسيطرتها على إقليمها؟ ومع ذلك، يتمثَّل الأمر الأخطر من ذلك في أنَّ سحب قوة حفظ السلام يمكن أن يُفَسَّر على أنَّه تأييدٌ ضمني لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وداعية الحرب، بنيامين نتنياهو لتحقيق ما فشل فيه، وهو اجتثاث حزب الله وترسانته الصاروخية الموجودة تحت الأرض من الجذور. ومن منظورٍ عملي، سيتضرَّر حزب الله بشدة من انسحاب اليونيفيل، لأنَّه لن يكون قادراً بعد الآن على استخدام القوة المؤقتة كرهائن افتراضيين للاختباء وراءهم، ولا على الادِّعاء بأنَّ تحرُّكاته ضد إسرائيل كانت ذات طبيعة دفاعية. ويظل سيناريو رحيل قوة اليونيفيل، رغم أنَّه ممكن، بعيد المنال إلى حدٍ ما في هذه المرحلة، إذ اعتادت جميع الأطراف المعنية (الأمم المتحدة، وإسرائيل، وحزب الله) على هذا السلام الجدليّ. والأهم من ذلك، كما أشار بعض المُحلِّلين، هو أنَّ حزب الله مُنخرِطٌ للغاية في الحرب السورية لدرجة تمنعه من أن يُشكِّل أي تهديدٍ خطير لإسرائيل، وبالتالي سيُفضِّل كلا الطرفين الإبقاء على هذا الوضع الراهن. ويأتي التهديد الحقيقي للدولة اللبنانية ورئيسها الجديد من مكانٍ آخر في العالم العربي، خصوصاً في البلدان السُنّيّة الخليجية المُقتنِعة أكثر من أي وقتٍ مضى بأنَّ إيران قد سيطرت على لبنان وبالتبعية لابد من التعامل معه كدولةٍ مارقة.

اختبار جدي

التماسك الداخلي اللبناني هو ما جعل ما يسمى الانتصار المقدس لحزب الله، عام 2006، أمراً ممكناً، إلى جانب مبادرة ضخمة قادها الملك عبدالله وقطر لإعادة بناء البنية التحتية المدنية للبنان، إلى جانب البلدات والقرى في جنوب لبنان والضواحي الجنوبية لبيروت التي استخدمها حزب الله لصد آلة الحرب الإسرائيلية.

لم يقدر هذا الالتزام المالي والأخلاقي لهاتين الدولتين الخليجيتين حق قدره، إذ أعلن حزب الله، مستخدماً الدولة اللبنانية وحلفاءه في الحكومة غطاء، الحرب المفتوحة على آل سعود. رأى الكثير من اللبنانيين زيارة عون إلى السعودية في يناير/كانون الثاني الماضي محاولة لإصلاح العلاقات والإنعاش المحتمل لسخاء المملكة تجاه لبنان واقتصاده المتعثر. ومع ذلك، فقد ذهبت كل هذه الآمال أدراج الرياح بعد التعليقات المستفزة لميشيل عون دعماً لإيران، العدو اللدود للسعودية. لكنَّ الأمر الأهم، وهو الاختبار الجدي الذي ينتظر عون، والدولة اللبنانية برمتها، هو اجتماع القمة العربية القادم المقرر عقده في الأردن نهاية مارس/آذار. كما هو متوقع، سيقود عون وفداً رفيع المستوى يشمل رئيس الوزراء سعد الحريري للمشاركة في القمة، حيث سيترقب الجميع الخطاب الرئيسي الذي سيلقيه الرئيس اللبناني. لو اختار عون مواصلة الترويج للخطاب الإيراني ومواصلة الانجراف بعيداً عن الإجماع العربي عن طريق الدفاع عن أسلحة حزب الله، فإنه يخاطر بوضع بلاده بأكملها تحت طائلة المزيد من التقشف السياسي والاقتصادي. ولو حدث هذا الأمر فعلاً، فسيكون مطلوباً من الحريري، الحليف الأساسي للسعودية، أن يخرج عن صمته ويدين السلوك الرديء لعون علناً ليحمي لبنان من الانتقام العربي. ومع ذلك، فالحريري، كما هو واضح، قد امتنع عن انتقاد عون، حتى بعد أن ألغى ملك السعودية زيارته القادمة للبنان، وهي فرصة كان من المقرر لها أن تعيد العلاقات بين لبنان والسعودية، التي لم ترسل حتى الآن سفيراً عوضاً عن السفير الذي سحبته من لبنان العام الماضي. لطالما أكد الرئيس عون أنَّ لبنان يحتاج رئيساً قوياً، بإمكانه أن يعيد أمجاد الماضي التليد عندما كان المسيحيون يحكمون البلاد. ومع ذلك، فأقوال وأفعال عون عكس أهدافه المعلنة، ذلك أنَّ عزل لبنان عن محيطه العربي، وخلافه مع المجتمع الدولي لن يؤديا إلا إلى مزيد من التهميش للبنان، وهي مرحلة جديدة من التدني بالنسبة لبلد يتفاخر بكونه جسراً بين الشرق والغرب.ربما تكون هذه الحقيقة تذكيراً مفيداً لعون وحزبه عندما يهبطون في مطار عمان لحضور القمة العربية، إنَّ كل كلمة يقولونها ستكون لها تبعات على لبنان ومستقبله.

 

قائد الجيش في امر اليوم الاول: كونوا على استعداد لمواجهة ما يبيت له العدو ومواصلة الحرب على الإرهاب وتحرير رفاقكم المخطوفين

الجمعة 10 آذار 2017 /وطنية - وجه قائد الجيش الجديد العماد جوزف عون إلى العسكريين أمر اليوم الأول، الآتي نصه:

أيها العسكريون

شرف لي هذه الثقة الكبيرة التي منحني إياها فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة العماد ميشال عون، ومقام مجلس الوزراء بتعييني قائدا للجيش اللبناني، تماما كما كان لي الشرف منذ البداية، أن أكون ضابطا في مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء، هذه المؤسسة الوطنية العريقة المؤتمنة على وحدة الوطن وسيادته واستقلاله، والتي ما انفكت منذ تأسيسها تكتب بدماء شهدائها وجرحاها الأبطال صفحات تاريخه المجيد، وتثبت بعزيمة رجالها والأمل المتجدد في نفوسهم، أنها دائما المؤسسة الجديرة بالحفاظ على هذا الوطن، في دولته وشعبه ومؤسساته ومقدراته.

أيها العسكريون

أتسلم اليوم أمانة الجيش في خضم الظروف الإقليمية الصعبة التي تمر بها المنطقة، وموجات الإرهاب التي لا تزال تطرق حدود الوطن، محاولة استدراج نار الفتنة والفوضى إلى داخله. وكما واجهتم المرحلة السابقة بكل صلابة وعزم وأثبتم مناعتكم في مواجهة التحديات، إني على ثقة كاملة بأنكم ستكونون حاضرا ومستقبلا على قدر الأمل المعقود عليكم. فكونوا على أتم الاستعداد على الحدود الجنوبية لمواجهة ما يبيت له العدو الإسرائيلي من أطماع ومخططات تخريبية، جنبا الى جنب مع السهر على تطبيق القرار 1701 بالتنسيق والتعاون مع القوات الدولية الصديقة، وكونوا على أتم الإستعداد أيضا لمواصلة الحرب على الإرهاب بكل ما أوتيتم من حزم وقوة، وضرب مخابئه وأوكاره حتى استئصاله من جذوره، واضعين نصب العيون تحرير رفاقكم المخطوفين لديه وعودتهم إلى أحضان عائلاتهم ومؤسستهم في أسرع وقت ممكن.

أيها العسكريون

اعلموا أن العهد الجديد يراهن في ما يراهن على دور مؤسستكم لتوفير الاستقرار الأمني الشامل والمستدام، الذي بدوره يوفر قاعدة الانطلاق لما يصبو إلى تحقيقه من إنجازات اقتصادية وإصلاحية وإنمائية تنقل البلاد من ضفة إلى أخرى، وهو في سبيل ذلك أبدى منتهى الحرص على تعزيز قدرات مؤسستكم، سواء عبر الدعم الداخلي، أو عبر دعم الدول الشقيقة والصديقة، فلا تتأخروا لحظة عن القيام بهذا الواجب النبيل.

أيها العسكريون

مؤسستكم حامية الاستقلال، لأنها القدوة في الالتزام المصان بعرق التضحية ودم الشهادة، وهي نموذج العمل المؤسساتي الصالح، حيث الكفاءة والأهلية والنزاهة والشفافية.

مؤسستكم هي مرآة الشعب اللبناني، التي تعكس تنوعه وتمسكه بدوره الحضاري، وبإرادته النهائية في الانصهار الوطني والعيش الحر في كنف الدستور والقانون.

مؤسستكم تجسد إرث اللبنانيين وقوة حاضرهم وتطلعات مستقبلهم.

فحافظوا على هذه القيم والمبادئ والمكتسبات، لأنها الخبز الذي يحيا به الجيش، والأمل الذي يستمر به لبنان".

 

 

هدوء حذر في برج البراجنة بعد مقتل شخص وإصابة مصور ال ام.تي.في و 3 اشخاص آخرين

الجمعة 10 آذار 2017 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" نبيل ماجد أن هدوءا حذرا يسود منطقة برج البراجنة في هذه الأثناء، بعد أن جرت اتصالات مع فاعليات المنطقة لسحب المسلحين من الشوارع، ووصلت تعزيزات للجيش اللبناني لانهاء المظاهر المسلحة وعودة الامور إلى طبيعتها.

وكان وقع إشكال عائلي بين شبان من آل جعفر وآخرين فلسطينيين من آل القفاص على تخوم مخيم البرج في حي الجورة، تطور سريعا إلى اشتباكات عنيفة استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية والقنابل اليدوية، مما أدى إلى مقتل شخص نقل الى مستوصف الاونروا في المخيم، وتضرر عدد كبير من السيارات واحتراق عدد من المنازل. كما شب حريق عصرا في مبنى "زراقط" خلف الأمن العام في برج البراجنة، بعد تعرضه لقذيفة صاروخية. وأصيب مصور ال"أم.تي"في" جاد بوأنطون في قدمه، ونقل إلى مستشفى "سان جورج" في الحدت، إضافة إلى اصابة طفل سوري وفلسطيني في العقد السادس من العمر والمسؤول السياسي لحركة "حماس" علي قاسم أبو خليل الذي نقل إلى مستشفى "المقاصد"، وأصيب أثناء محاولته وقف الاشتباكات.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

رئيسة جمهورية استونيا زارت مقر اليونيفيل في الناقورة

الجمعة 10 آذار 2017 /وطنية - اعلنت قوات "اليونيفيل" في بيان اليوم، ان "رئيسة جمهورية استونيا كرستي كالجولايد زارت المقر العام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في جنوب لبنان. وكان في استقبالها رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء مايكل بيري لدى وصولها إلى مقر اليونيفيل في الناقورة، حيث استعرضت حرس الشرف. وضم الوفد المرافق 16 عضوا من كبار المسؤولين الاستونيين، من بينهم قائد قوات الدفاع الاستونية الجنرال ريو تيراس وسفيرة استونيا في لبنان مارين موتوس. وأشاد بيري "بأهمية إسهام جمهورية استونيا في اليونيفيل لناحية تنفيذ المهام المنوطة بها وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وأطلع الرئيسة كالجولايد على الوضع في منطقة عمليات البعثة في جنوب لبنان. وذكر البيان ان "استونيا هي واحدة من أربعين دولة مساهمة بقوة حفظ السلام التي تتألف من أكثر من 10.500 جندي، حيث ينتشر حاليا 38 جنديا استونيا في جنوب لبنان. وكانت قد بدأت إرسال قواتها الى اليونيفيل، التي تعمل بموجب القرار 1701، في عام 2015".

 

"ترويكا" المحصاصة عادت.. كيف؟

"ليبانون ديبايت"/10 آذار/17/واخيراً بعد انتظار دام لسنوات، وبسحر ساحر قرر مجلس الوزراء انجاز ملف التعيينات الأمنية بخير وهدوء، فلا مناقشات داخل مجلس الوزراء حصلت ولا معارك جانبية دارت ولا من يحزنون، فالاسماء اُسقطت بالمظلة على طاولة الوزراء وما كان على الحاضرين سوى الموافقة، حتى ان الاعتراض ياتي ضمن سقف الاتفاق السياسي، وفي حال بلوغه المدى الأقصى فلن يكون من باب كفائة الاسم المطروح بل من باب المحاصصة لا اكثر. لسنوات طويلة كان للملف ان يفجر حكومات ويخلق أزمات سياسية تستمر لفترات لا يسحب فتيلها إلا بتدخلات تعالج المسألة على مبدأ "سته وسته مكرر" اللبنانية. المشكلة أن كل طرف يريد ان يقدم مرشحه للظفر بالنجوم، وإزاء هذا الواقع لا يبدو أن التعيينات الأمنية سيتغير شكلها ولن تختلف عن المنحى السابق، ومع قدوم مع العهد الجديد لا تزال المجالس الثنائية والثلاثية هي التي تأتي بالاسماء من خارج مجلس الوزراء الذي ركِن إليه فقط مهمة رفع اليد والتصويت.

إنتقاد التعيينات لا يأتي من باب الهجوم الشخصي على أحد بل إنتقاد السياق المتبع في التعيين والبحث حيث من المفترض أن يكون على طاولة مجلس الوزراء وليس تحتها والمفترض ان تطرح اسماء وفق معيار الاكفئ منها وليس مدى القرب من هذا الزعيم أو ذاك. ليست المشكلة بالسيرة الذاتية بقدر ما هي في السياق المتبع منذ الطائف حتى الان حيث لا دور سيادي لوزيري الداخلية والدفاع في الإقتراح، بمنعى ان الطرح لا ياتي بإقتراح مباشر منهما بل عبر إتفاق سياسي يتم خارج السراي ويعلب ويقدم على الطاولة بعد إنجازه وهو ليس بالاسلوب المتبع عادةً في الدولة الساعية إلى الاصلاح والتطور.

الأكيد ان معظم الوزراء لا يعرفون القادة الجدد الا من خلال طوائفهم" وثمة من يقول ان أمر إختيارهم حصر في دهليز "الترويكا الجديدة" المؤلفة من مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر والوزيران علي حسن خليل وجبران باسيل، حيث يردد أن بند التعيينات طبع بين الثلاثة بمعزل عن إشراك الفرقاء الاخرين وهو ما تسبب باعتراض بعضهم الذي رفع الصوت عالياً بل سرب هنا وهناك عن إستئثار يقوم به باسيل على سبيل المثال من خلال إقصاء شركاء "النوايا" عن القرار، في وقتٍ حُصر اعتراض وزير الداخلية نهاد المشنوق بعدم إنصاف مدينة بيروت في التعيينات!

التعيينات الأمنية ليست الأولى في العهد الجديد المبنية على هذا الأساس، حيث يردد أن الأت أعظم، والتعيينات الجزئية في القضاء خير دليل على أن تجرى لاحقاً بشكل اوسع بعد انتهاء وزير العدل من إعداد مشروعه وهذا الجو لن يكون بعيداً عن مجرى التعيينات الدبلوماسية التي يتوقع ان يخوض السراي غمارها بعد أسابيع قليلة. اذاً اسلوب المحاصصة بين الاطراف الحاكمة هو اسلوب حُكم متّبع منذ سنوات والتركيبة اللبنانية ستدخل كل من يريد "الاصلاح" في زواريب المحسوبيات والمحصاصات بين الأطراف بحجّة حساسيّة الوضع.

 

لبنان «الإنسان» زار 14 آذار.. ولكن!

محاسن حدّارة/اللواء/ مارس 9, 2017

أكثر من مليون لبناني وضعوا طوائفهم في منازلهم وحملوا وطنيتهم إلى ساحة الشهداء يوم 14 آذار 2005، وكان لبنان «الإنسان» هو الغالب ونال الإستقلال الثاني «الآذاري» بعد الأول «التشريني» عام 1943 بوحدة الصوت الوطني ورفع العلم اللبناني. اليوم وللأسف، انتهت «ثورة الأرز» بعدما لبست عباءة «الزعامة» السياسية والطائفية ونسيّت جذورها الإنسانية والمدنية والوطنية واتكلت على الشعارات الحزبية وتحججت بالإغتيالات السياسية فقتلت نفسها بنفسها. صحيح أن «ثورة الأرز» استشهدت ولكن الأرز ما زال صامداً، وصحيح أيضاً أن الثورة لم تعد موجودة ولكنها أنجبت استقلالاً وهذا ليس بقليل، وبالتالي نحتاج اليوم إلى «ثورة إنسان» إكراماً للبنان «الإنسان». لا نريد ثورة تولد من رحم الأحزان، ولا نريد ثورة عند لحظة إغتيال، بل نريد إنتفاضة عصرية دائمة بالقوة الناعمة من خير الشباب الذي ما زال صامداً بوجه الإغتراب وكرامته متعلقة بوطنيته وكفاءته لا بإنتمائه الطائفي ولا بالحزبي. أصدقائي توقفوا عن القراءة وانهضوا كي نستقبل بإيمان ومحبة لبنان «الإنسان» لأنه ما زال صامداً على أرضنا من شماله إلى جنوبه وهويتنا متجذّرة بجذور أرزه. إنهضوا تصحوا ولا تستسلموا فتمرضوا.

 

الأمم المتحدة وعون: الاستراتيجية لنزع السلاح

النهار/10 آذار 2017/غداة صدور التعيينات العسكرية والأمنية والقضائية واجراء عمليتي التسليم والتسلم في قيادتي الجيش وقوى الأمن الداخلي، جاء صدور التقرير الدوري الاول للأمم المتحدة عن تنفيذ القرار 1701 خلال ولاية الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وعهد الرئيس العماد ميشال عون في آن واحد ليضفي بعداً استثنائياً على مضامين هذا التقرير وإن يكن الكثير منها لم يختلف عن سياقاتها السابقة. ذلك ان التقرير الذي كانت الأوساط الداخلية ترصده بدقة في ظل الموقف المثير للجدل للرئيس عون قبل أسابيع عن سلاح المقاومة، بدا ايحائياً ومرناً لجهة تشجيع الرئيس عون على الاضطلاع بدوره في موضوع الاستراتيجية الدفاعية والتذكير بالتزامات لبنان، لكنه اتسم في المقابل بنبرة متشددة حيال "حزب الله". وأفاد مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى ان الأمين العام للأمم المتحدة ندّد في التقرير الدوري عن تنفيذ القرار ١٧٠١، بالتصريحات الأخيرة التي أدلى بها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ضد اسرائيل، رافضاً تبريرات "الردع" التي "تزيد خطر التوتر (و)يمكن أن تؤدي الى تجدد الحرب". وشجع رئيس الجمهورية على العودة الى الحوار الوطني توصلاً الى استراتيجية دفاعية تنزع بموجبها أسلحة "حزب الله" وغيره من الجماعات المسلحة.

وأورد التقرير الدوري الذي يتألف من ٩١ فقرة في ١٧ صفحة والذي تعده المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ تقويماً شاملاً لتنفيذ قرار مجلس الأمن ١٧٠١، وهو الأول لغوتيريس منذ تولى مهماته في الأول من كانون الثاني الماضي.

وقد رحب غوتيريس بـ"التقدم المؤسسي والسياسي" الذي أحرز خلال الأشهر الأخيرة، معتبراً أن هذا "يمثل فرصة لمواصلة تعزيز سلطة الدولة اللبنانية وتوسيعها"، مضيفاً في خلاصات تقريره أن "احتفاظ حزب الله وغيره من الجماعات بالأسلحة يقوض سلطة الدولة ويتعارض مع واجبات البلاد في ظل القرارين ١٥٥٩ و١٧٠١". وندد بـ"التهديد الذي اطلقه الأمين العام لحزب الله نصر الله ضد اسرائيل في ١٦ شباط، والذي لا يمكن تبريره بغاية الردع المعلنة"، لافتاً الى أن "التهديدات الخطابية باستخدام القوة من أي من الطرفين تزعزع الهدوء والإستقرار النسبيين السائدين بينهما". وطالب كل الأطراف بـ"الإمتناع عن تهديدات كهذه، لأنها تزيد خطر التوتر أو إساءة الحساب، مما يمكن أن يؤدي الى تجدد الحرب". وقال إنه بناء على البيان الوزاري في ٢٨ كانون الأول ٢٠١٦ "من المهم أن يبرهن لبنان باستمرار عن التزامه الأصيل للقرار ١٧٠١ وغيره من القرارات ذات الصلة"، ومنها امتثاله لـ"نزع أسلحة كل الجماعات المسلحة".

وشجع الأمين العام غوتيريس الرئيس عون على "إعادة عقد الحوار الوطني لتوجيه اعداد استراتيجية دفاع وطني تتعامل مع الإحتفاظ بالأسلحة خارج سيطرة الدولة وعناصر أخرى ذات صلة من القرار ١٧٠١"، مشدداً على أنه "من المهم أيضاً تنفيذ المقررات السابقة للحوار الوطني، وتحديداً تلك المتعلقة بنزع سلاح الجماعات غير اللبنانية وتفكيك القواعد العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة وفتح الإنتفاضة". وتحدث التقرير عن "الإنتهاكات الخطيرة" بين الحين والآخر على طول الخط الأزرق، وأشاد بعمل الآلية الثلاثية بين القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" والقوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي، مؤكداً أن "أي انتهاك متعمد للخط الأزرق، وخصوصاً من عاملين في قوات مسلحة، أمر مرفوض". وعبر عن "قلق جدي من الإنتهاكات الجوية شبه اليومية للقوة الجوية الإسرائيلية للأجواء اللبنانية". كما أبدى قلقاً من استمرار احتلال شمال الغجر ومنطقة محاذية لها، وطالب اسرائيل بوقف انتهاكاتها. وخلص الى أنه "من الحاسم لاستقرار لبنان وأمنه أن تبقى البلاد ملتزمة سياسة النأي بالنفس، بما يتفق مع التزامها بيان بعبدا". ودعا القيادات اللبنانية الى المضي في اجراء الإنتخابات النيابية في مواعيدها، مرحباً بالتزامهم، بمن فيهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء سعد الحريري، تقديم "كوتا نسائية" لتمثيل المرأة بصورة عادلة في مجلس النواب. ومن المقرر ان يبدأ الرئيس عون زيارته الرسمية الاولى للفاتيكان في 15 آذار الجاري للقاء البابا فرنسيس في اليوم التالي، كما يلتقي عدداً من كبار المسؤولين في الفاتيكان.

السلسلة

الى ذلك، أنجزت اللجان النيابية المشتركة ليل أمس درس مشروع سلسلة الرتب والرواتب الذي ينتظر ان يدرجه الرئيس بري على جدول أعمال الجلسة التشريعية التي تقرر عقدها الاربعاء 15 آذار. لكن اقرار اللجان المشروع جاء وسط تصاعد اعتراضات كان من أبرز ترجماتها انسحاب وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة من الجلسة احتجاجاً على "عدم انصاف المعلمين"، فيما يستمر الاضراب المفتوح لاساتذة التعليم الثانوي الرسمي رفضاً لزيادة الدرجات الثلاث التي تقررت لهم. وأقرت اللجان أبرز الإصلاحات، وأهمها تلك المرتبطة بدوام العمل، بحيث بات الدوام ينتهي الساعة الخامسة بدل الساعة الثانية، على أن يكون السبت يوم عطلة. أما على صعيد الدرجات، فثبتت اللجان ما اتفقت عليه أول من أمس، بحيث أعطت الاساتذة المعينين قبل 2010 ست درجات، وبعد 2010 ثلاث درجات، بمن فيهم اساتذة التعليم الثانوي والاداريون.

وعلمت "النهار" ان أبرز الواردات التي أقرتها اللجان تتناول رفع الضريبة على القيمة المضافة من 10 في المئة الى 11 في المئة، ووضعت ضريبة على المشروبات الروحية والتبغ والتنباك، وأقرت زيادة من 2 في المئة الى 5 في المئة على المصارف والشركات المغفلة. أما ما اعتبر انجازاً ضريبياً من شأنه ان يمول السلسلة في معظم بنودها، فكان اعتماد اللجان تعديلات قانون الاملاك البحرية كما وضعتها لجنة الادارة والعدل والتي قدر مردودها بما بين 900 مليون ومليار دولار. ورفضت كتلة حزب الكتائب كل الضرائب الملحوظة، مؤكدة انها ستصوت على اعطاء السلسلة وايجاد مصادر تمويل أخرى لها.

 

جعجع استقبل سفيرة التشيلي ووفدا من عائلات شهداء تفجير سيدة النجاة: مستمرون في القضية حتى النهاية لاظهار الحقيقة

الجمعة 10 آذار 2017 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب وفدا من عائلات شهداء تفجير كنيسة سيدة النجاة، في حضور الأمين المساعد لشؤون المصالح الدكتور غسان يارد، رئيس جهاز الشهداء والأسرى ومصابي الحرب طوني درويش، رئيس مصلحة الطلاب جاد دميان، رئيس دائرة كسروان - جبيل في مصلحة الطلاب رامي سابا وأعضاء قطاع كسروان - جبيل في مصلحة الطلاب جاد نجيم وشادي شلهوب. عقب اللقاء، قال جعجع: "في ذكرى تفجير كنيسة سيدة النجاة نؤكد أننا سنة تلو الأخرى سنبقى نتذكر، لأنها من جهة ذكرى أليمة ومن جهة أخرى تدل على أنه لا شيء يضيع في هذه الدنيا وفي نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح". وأضاف:"اليوم اجتمعت مع معظم أهالي الشهداء لأن قسما منهم قد هاجر الى الخارج، والمهاجرون منهم لم يهاجروا بإرادتهم بل بسبب الضغط الذي مورس من قبل سلطة الوصاية التي كانت قائمة حينها وبعض رموزها الذين يتشدقون من وقت لآخر في الوقت الحاضر، بينما ما ارتكب على هامش تفجير سيدة النجاة كان أقبح بكثير منه، لقد سافر قسم من الأهالي لأنه جاء من يقول لهم غادروا من هنا وإياكم أن تتكلموا، فكثر من جماعة سلطة الوصاية حينها زاروهم وطالبوهم بالإدعاء على القوات اللبنانية ولكن لم يقبل أحد منهم، وكان ذلك أكبر وسام شرف على صدرنا لأن أحدا من أهالي الشهداء وحتى من المتضررين لم يقبل الإدعاء على القوات اللبنانية أو حتى على مجهول لأنهم كانوا يعرفون ما الذي حصل رغم المأساة التي عايشوها". واعتبر جعجع "ان لقاءنا مع أهالي الشهداء ومع رفاقنا في الحزب الذين أشرفوا على نشاط هذا العام وفي كل سنة هو لقاء عائلة واحدة لأننا عشنا مأساة ومواجهة واحدة وفيما بعد وبالرغم من حزننا على الشهداء الذين سقطوا عشنا انتصارا واحدا حين سقط نظام الوصاية جراء ممارساته وبدأ عهد جديد في لبنان". وأكد "الاستمرار في القضية حتى النهاية ليتبين بالفعل من فجر كنيسة سيدة النجاة"، سائلا "الله الراحة للشهداء الذين سقطوا والقوة للاستمرار حتى إظهار الحقيقة حين تستقيم الأوضاع والسلك القضائي والأمني كما يجب". بدورهم، شدد أهالي الشهداء على أنهم "لم يقبلوا الظلم يوما لإدراكهم براءة حزب القوات ورئيسه"، مشيرين الى "أنهم يرددون دوما أن "جعجع يبني الكنائس ولا يهدمها".

سفيرة التشيلي

الى ذلك، عرض جعجع الأوضاع العامة مع سفيرة جمهورية تشيلي في لبنان مارتا شلهوب، في حضور الدكتور إيلي الهندي. كما بحث جعجع مع وفد من التكتل النقابي المستقل في الإتحاد العمالي العام شؤونا نقابية، في حضور الأمين المساعد لشؤون المصالح الدكتور غسان يارد ورئيس مصلحة النقابات في الحزب المحامي شربل عيد.

 

الاحرار أثنى على التعيينات: لعقد اجتماعات متواصلة لوضع مشروع قانون الانتخاب

الجمعة 10 آذار 2017 /وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع، صدر بيان توقف فيه المجتمعون "أمام التعيينات التي أنجزتها الحكومة ضمن سلة واحدة اظهرت توافقا بين كل مكوناتها"، وهنأوها على "هذا الانجاز"، ولفتوا الى "أهمية ان يسود التفاهم بالنسبة الى سلسلة الرتب والرواتب التي طال انتظارها". أمل الحزب أن "ينسحب التوافق على قانون الانتخاب العتيد الذي يشكل امتحانا لصدقية الحكومة ومجلس النواب على السواء". وطالب ب"وضع حد للمراوحة والمماطلة في إقرار قانون يضمن صحة التمثيل، من جهة، ولا يشكل هاجسا لأي من الأطراف، من جهة أخرى". واعتبر انه "بالإمكان إقرار هذا القانون في الوقت المتبقي لسريان المهل الدستورية شرط توافر الإرادة الصادقة حتى لو أدى ذلك الى تمديد تقني لا يتجاوز أشهر عدة من أجل استكمال التحضيرات".ولفت الى ان "الكرة هي الآن في ملعب الحكومة التي من واجبها وضع مشروع قانون الانتخاب وإحالته على مجلس النواب لبته"، ودعاها الى "عقد اجتماعات متواصلة لبلوغ هذا الهدف، أما إذا تعذر ذلك فيبقى أمامنا حلان: إما دعوة رئيس الجمهورية الى حوار لإقرار قانون الانتخاب، وإما المبادرة الى التصويت في مجلس النواب على المشاريع المطروحة لاختيار أحدها واعتماده، وتبقى العبرة في إجراء الانتخابات النيابية بعيداً من التمديد أو التأجي"ل.وحذر مجددا من "زيادة الضرائب والرسوم التي تثقل كاهل المواطنين وخصوصا في الظروف المعيشية السائدة". ورأى ان "التطمينات في هذا المنحى غير كافية إذا ما قورنت بالضرائب المقترحة وتداعياتها، وعلى سبيل المثال، إذا أقرت رسوم إضافية على مادة المازوت فإن تأثيرها سينعكس على كل المواطنين مثل كلفة النقل والرغيف واشتراك المولدات الى غيرها من القطاعات التي ستتأثر حكما بها وعموما الصناعة". وكرر القول انه "يتوجب اتخاذ إجراءات جذرية قبل فرض ضرائب ورسوم جديدة أو إقرار زيادة على الموجود منها كوقف الهدر ومكافحة الفساد وتحسين الجباية وترشيد الانفاق وترشيق الإدارة، وهذا ما لم يحصل حتى الساعة ولا يبدو انه على جدول أعمال الحكومة". وجدد "دعمنا أهالي عين داره الذين يناضلون من أجل ابعاد الاخطار البيئية عن بلدتهم وأهلها". وشدد على "جدية هذه الأخطار وعلى ضرورة اتخاذ التدابير لتفاديها"، وأبدى عجبه من "بطء المراجع المختصة التي لجأ اليها الأهالي لحسم الموضوع". وطالب بان "يكون موضوع عين داره نموذجا لعمل وزارة البيئة المفترض بها السهر على إبعاد المخاطر المشابهة في كل المناطق ومن دون اي استثناءات أو محسوبيات". وأمل في "وضع مخطط توجيهي للكسارات والمرامل على مساحة الوطن ومن ضمنه المصانع التي تفرض طبيعة انتاجها شروطا محددة لكونها تهدد الصحة والبيئة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البنتاغون: إيران تمثل التهديد الأكبر لاستقرار المنطقة

الجمعة 12 جمادي الثاني 1438هـ - 10 مارس 2017م/لندن - رمضان الساعدي/قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، أمام جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس_الشيوخ، أمس الخميس، إن إيران تمثل التهديد الأكبر على الاستقرار في منطقة الشرق_الأوسط. وأعرب قائد القيادة المركزية الأميركية عن قلقه إزاء النفوذ الإيراني في العراق وسوريا مضيفا أن طهران تسعى للحفاظ على النظام السوري وتستغل المناطق الشيعية من أجل هذا الهدف"، حسب تعبيره. وأضاف الجنرال الأميركي: "برأيي أن إيران تمثل تهديدا طويل الأمد لاستقرار هذا الجزء من العالم"، كاشفا أن الولايات المتحدة تواجه أيضا القوات الموالية لإيران في المنطقة. وبناء على ما جاء في شبكة "صوت أميركا" قال فوتيل أمام جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، إن "طهران تسعى إلى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط من خلال تقويض الاستقرار في المنطقة". وانتقد قائد القيادة المركزية الأميركية النشاطات التي تقوم بها الزوارق الإيرانية في الخليج العربي، مؤكدا في هذا المجال: "لم يقدم أي بلد بمثل هذه النشاطات في الخليج".يذكر أن القيادة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس_الأميركي دونالد ترمب، تتهم الإدارة السابقة بزعامة أوباما بأنها لم تواجه بحزم نشاطات إيران ودورها التخريبي في المنطقة لاسيما في وريا و اليمن.

 

دي ميستورا: لا انتخابات ممكنة في سوريا بوجود نظام الأسد

الجمعة 12 جمادي الثاني 1438هـ - 10 مارس 2017م/العربية.نت/قال المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان_دي_ميستورا في مقابلة مع "العربية" أجراها الزميل طلال الحاج في نيويورك، إنه لا يمكن إجراء انتخابات في سوريا في ظل النظام الحالي. وأكد المبعوث الدولي أن مسألة الانتقال السياسي ما زالت في صلب محادثات_جنيف المنتظرة في 23 مارس. وأضاف دي ميستورا أن اتفاق وقف_النار في سوريا الذي تم التوصل إليه في أستانا صامد حتى الآن، مؤكدا أن تخفيف وقف العنف سيساعد في محادثات جنيف. وتابع "هؤلاء الذين لهم نفوذ على وقف القتال يجب أن يتفقوا فيما بينهم. حتى الآن وقف النار الذي تم التوصل إليه في أستانا متماسك، لأن الضامنين اتفقوا على قواعد اللعبة.. روسيا و تركيا والآن إيران.. لهذا محادثات أستانا مهمة، ولو أمكننا وقف العنف في سوريا عبر وقف إطلاق النار وتثبيته فهذا سيساعدنا في محادثات جنيف".

 

أردوغان من موسكو: تنسيق عسكري كامل مع روسيا حول سوريا

الجمعة 12 جمادي الثاني 1438هـ - 10 مارس 2017م/العربية.نت/قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي، الجمعة، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تعاون روسيا وتركيا ساهم في تثبيت وقف النار في سوريا، فيما أكد أردوغان أن هناك تنسيقا وتعاونا كاملا بين تركيا وروسيا حول العمليات العسكرية والإنسانية في سوريا. وأضاف الرئيس الروسي أن البلدين يتعاونان في محاربة الإرهاب، لاسيما على مستوى المخابرات، لافتا إلى أنه سيطبق قريبا قرارا بشأن إلغاء التأشيرات بين تركيا وروسيا. وقال بوتين إنه "متفائل بحذر" بشأن التوصل لحل في سوريا. وأكد أردوغان أن أنقرة وموسكو اتفقتا على تعاون وتنسيق كامل في المجالات كافة، مشيرا إلى الاتفاق مع الجانب الروسي على مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية. ‏وكشف الرئيس التركي عن إجراءات لقاءات مع روسيا لتنسيق التعاون العسكري والإنساني حول سوريا. وأشار أردوغان إلى أنه لم يتخل عن رغبته في القيام بدور في مدينة منبج السورية، مؤكدا أنه يسعى للعمل مع #التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هناك. ‏وفي ما يخص الملف العراقي، قال أردوغان إن الأخطار الإرهابية في الموصل مستمرة مع بقاء التنظيمات الإرهابية فيها. وكان الرئيس الروسي قد استقبل نظيره التركي في لقاء هو السادس بينهما في إطار التعاون بين البلدين. وبحسب الرئاسة التركية فإن أردوغان يضع الملف السوري في أولويات جدول العمل في القمة ولا يستبعد الخبراء أن تتطرق المباحثات للتنسيق العسكري في العمليات التي تنفذ في سوريا لمحاربة داعش. من جهة أخرى، طالب النظام_السوري الأمم_المتحدة بإلزام تركيا بسحب قواتها من الأراضي السورية. وكانت وزارة_الدفاع_الروسية أعلنت أن قوات النظام تمكنت لأول مرة منذ أربع سنوات من بلوغ ضفة الفرات. وقال قائد إدارة العمليات العامة الروسي، سيرغي رودسكوي، إنها وصلت إلى قرية #الخفسة وسيطرت على 15 كيلومترا من الضفة، وإنها تواصل تقدمها ضد داعش إلى الضفة الغربية لنهر الفرات.

 

تقرير الأمين العام للأمم المتحدة: تدابير خاصة للحماية من الاستغلال والانتهاك الجنسيين: نهج جديد

الجمعة 10 آذار 2017 /وطنية - أصدر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، اليوم، تقريره بعنوان "تدابير خاصة للحماية من الاستغلال والانتهاك الجنسيين: نهج جديد" لتنظر فيه الجمعية العمومية للمنظمة الدولية. خلال الأسبوع الأول من توليه منصبه في كانون الثاني 2017، أنشأ الأمين العام مجموعة عمل متعددة رفيعة المستوى بقيادةالمنسقة الخاصة جين هول لوت. وكلف هذه المجموعة "القيام بمهمة عاجلة هي تطوير استراتيجية لتحقيق تحسينات واضحة وقابلة للقياس في طريقة المنظومة لمنع الاستغلال والانتهاك الجنسيين والاستجابة لهما". قال الأمين العام في رسالة مسجلة: "إن تلك الأعمال الوحشية ينبغي ألا تحدث على الإطلاق. ومن المؤكد أن أي شخص يعمل مع الأمم المتحدة بأي صفة، ينبغي ألا يكون له أي ارتباط بهذه الجرائم المشينة والنكراء". ويؤكد التقرير أن "الاستغلال والانتهاك الجنسيين ليسا محصورين بقوات حفظ السلام فقط، إنما ممكن أن يحدثا داخل أي منظمة كما في أي جزء آخر في الأمم المتحدة. لذلك، من الضروري أن تعالج الأمم المتحدة هذه المشكلة من خلال اعتماد نهج جديد على نطاق المنظومة". ويسلم الأمين العام بأن "الغالبية العظمى من أفراد قوات الأمم المتحدة وموظفيها يؤدون عملهم بفخر وكرامة واحترام للأشخاص الذين يقدمون اليهم المساعدة والحماية، في ظروف كثيرا ما تكون محفوفة بالمخاطر والمصاعب، مقدمين في ذلك تضحيات شخصية كبيرة". وأضاف: "غير أن منظمتنا لا تزال تصارع آفة الاستغلال والانتهاك الجنسيين، على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت على مدى سنوات عديدة للتصدي لها".ويعرض التقرير "استراتيجية محور تركيزها الضحايا، وجذورها الشفافية والمساءلة وضمان العدالة". وترتكز الاستراتيجية على أربعة مجالات رئيسة هي:

- وضع حقوق ضحايا الاستغلال والانتهاك الجنسيين وكرامتها في طليعة جهودنا.

- ترسيخ المزيد من الشفافية في إعداد التقارير والتحقيقات في محاولة لإنهاء إفلات المدانين بارتكاب الجرائم والانتهاكات من العقاب. - بناء شبكة من الجهات المعنية المتعددة لدعم جهود الأمم المتحدة في منع الاستغلال والانتهاك الجنسيين والاستجابة لهما.

- إذكاء الوعي وتبادل أفضل الممارسات لإنهاء هذه الآفة.

"إن الاستغلال والانتهاك الجنسيين يتجذران بعمق في اللامساواة والتمييز بين الجنسين". والأمين العام مقتنع بأن "زيادة عدد النساء في جميع أنشطة الأمم المتحدة، بما في ذلك الخدمة في قوات حفظ السلام العسكرية من شأنها تعزيز جهود الأمم المتحدة لمنع الاستغلال والانتهاك الجنسيين والاستجابة لهما". إن النهج الجديد الذي وضعه الأمين العام لمكافحة الاستغلال والانتهاك الجنسيين "يسعى أيضا إلى بناء شراكة وثيقة مع الدول الأعضاء للقضاء على هذه الآفة، الأمر الذي يتطلب من جميع الجهات المعنية أن تجد القوة في وحدتها". ودعا الأمين العام "كل الأطراف إلى تحقيق هذه الأهداف معا"، قائلا: "فلنفعل ذلك من أجل كل الذين يتطلعون إلى الأمم المتحدة كي توفر لهم ما يحفظ حياتهم من حماية ودعم، ومن أجل عشرات الآلاف من موظفي الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم الذين يقدمون المساعدة بشجاعة والتزام المثل العليا". ويلتزم الأمين العام تنفيذ هذه الاستراتيجية، وقد أعطى تعليماته الى كل المسؤولين القياديين لديه ويتوقع منهم "اتخاذ إجراءات فورية في هذا الصدد"، وقال: "نحن مدينون للشعوب التي نخدمها، لكل هؤلاء النساء والرجال والأطفال الذين يعتبرون علم الأمم المتحدة رمزا قيما بقدر ما هو غير مادي، ألا وهو الأمل".

 

ســــفارة ايــران فـــي الــصين: مستعدون للحوار مع السعودية بوساطة بكين

المركزية- اعلنت السفارة الإيرانية في العاصمة الصينية بكين، "استعداد طهران للحوار مع الرياض، بناء على الوساطة التي تقدمت بها بكين امس الأول". وبحسب "وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، رحّبت طهران "بمبادرة الوساطة التي تقدم بها وزير الخارجية الصيني وانغ يي، واكد بيان السفارة "استعداد إيران للحوار مع المملكة العربية السعودية من اجل تحقيق الأمن في المنطقة". يُذكر ان وزير الخارجية الصيني يانغ يي، قال في مؤتمر صحافي، امس الاول "نأمل ان تقوم السعودية وإيران بحل الخلافات القائمة بينهما بناء على اساس المساواة والتشاور الودي. الصين صديق مشترك لكل منهما، وعلى استعداد لأن تلعب الدور المطلوب منها إذا لزم الأمر".

 

 "تايمز": البغدادي خارج معقله

المركزية- لفتت صحيفة "تايمز" الى أن "زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي فر من العراق مع مجموعة من كبار القادة في التنظيم قبل بدء عملية تحرير الموصل، وهو بصدد التخطيط للخطوة المقبلة للتنظيم في العراق وسوريا وباقي الدول، وذلك تبعاً لتقديرات عسكرية أميركية".

وأضافت "التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية يحاول تعقب البغدادي منذ تنصيبه أميراً للخلافة وقائداً للتنظيم"، مشيرة الى أن "التنظيم تخلى عن الموصل منذ أشهر، ولكن ليس عن فكرة الخلافة".

 

 ترامب يطلق خطوات "عمليّة" ترجمــة لوعوده بالقضـــاء علــى "داعش" وواشنطن ترفع وتيرة الحرب: "مارينز" الى الرقة واجتماع لـ"الائتلاف" في 22 آذار

المركزية- بغضّ النظر عن مسار الأزمة السورية والمحادثات المتنقلة بين جنيف وأستانة وموسكو (التي تشهد اليوم لقاء قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان) لمحاولة إرساء حل سياسي للنزاع الدائر بين النظام والفصائل المعارضة، يبدو التصدي لـ"داعش" متصدرا أولويات الادارة الاميركية الجديدة من دون منازع.ففيما موقف "الجمهوريين" من التسوية المنتظرة ومن مصير الرئيس السوري بشار الاسد ومن طبيعة المرحلة الانتقالية، سِمتُه "الضبابية"، يمضي الرئيس الاميركي دونالد ترامب قدما على طريق محاربة التنظيم المتطرف. وبعد أن كان تعهد قبيل وإبان تسلّمه مقاليد البيت الابيض بأن "يقصف حتى الموت" "داعش"، مؤكدا أن "لديه خطة سرية لإلحاق الهزيمة بالإرهابيين بسرعة"، ها هو يقرن القول بالفعل على هذا الصعيد ويتخذ سلسلة قرارات تشكّل ترجمة "عمليّة" للوعود التي قطعها، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". فترامب طلب من الاجهزة الأمنية والعسكرية والوزارية "المعنية" في واشنطن، إعداد خطة للقضاء على "داعش" تسلّمها الشهر الماضي، أعلن بعدها أمس متحدث باسم الجيش الاميركي ان الولايات المتحدة في صدد إرسال 400 جندي إضافي من "المارينز" إلى سوريا لدعم الهجوم على الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا (على ان يكون وجودها هناك مؤقتا) في خطوة تدل، بحسب المصادر، الى ان إدارة ترامب بدأت تسريع وتيرة الحرب على التنظيم المتطرف. وفي السياق عينه، تدرج المصادر مشاركة رئيس أركان الجيش الاميركي جوزيف دانفورد في اجتماع ضمه الى نظيريه الروسي فاليري غيراسيموف والتركي خلوصي آكار، الثلثاء والأربعاء الماضيين، في مدينة انطاليا جنوب تركيا، خُصص لبحث "مسائل متعلقة بالامن الاقليمي"، من بينها العراق وسوريا. وقد كان هدفه الاساس تعزيز التنسيق بين الدول الثلاث في مجال مكافحة الإرهاب في المنطقة.

الى ذلك، تضيف المصادر، تعد واشنطن وتحديدا وزارة خارجيتها، العدّة لاستضافة اجتماع رئيسي للدول الـ 68 الأعضاء في الائتلاف الذي يقاتل ضد تنظيم الدولة الاسلامية، في 22 آذار الجاري. وسيرأس وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الإجتماع الذي تكمن أهميته في توقيته، بحسب المصادر، اذ يأتي فيما تحارب دول الائتلاف تنظيم "داعش" في مدينة الموصل في العراق من جهة، وتقترب من إحكام الحصار عليهم في الرقة، من جهة أخرى. غير ان المصادر توضح ان خطة ترامب للقضاء على "داعش" لا تنحصر فقط باستهدافه من خلال قتاله على الارض أو تجفيف منابع تمويله، بل تشمل أيضا في شق آخر، ضرورة التصدي لأشكال التطرّف الاخرى في المنطقة ومنها التطرف الشيعي الذي يمثله الحرس الثوري الايراني و"حزب الله" والفصائل العسكرية الاخرى التي تغذيها ايران وتمدها بالمال والعديد والعتاد، كون هذه المجموعات المنتشرة في أكثر من ميدان عربي تلعب دورا لا يمكن تجاهله في نموّ "مارد" التشدّد السني وتساعد في اشتداد عصبه. ومن هنا، تتوقع المصادر ان يواصل ترامب سياسته "الصارمة" حيال طهران حيث، قد يزيد من العقوبات الاقتصادية عليها ويعيد النظر في الاتفاق النووي الذي أبرمته ادارة سلفه معها، من ضمن سلسلة تدابير هدفها التضييق على الجمهورية الاسلامية، لردعها عن الاستمرار في ارسال مقاتليها الى الساحات العربية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"التحالف الثنائي المسيحي" يهتز مَن قال " القوات" شريكة في الحكم؟

 ايلي الحاج/النهار/11 آذار 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=53177

"التحالف الثنائي" الذي وزّع آمالاً كبيرة وأحلاماً لدى المناصرين ليس على ما يُرام. ويبدو أن الانتخابات النيابية يُمكن أن تفرّق ما جمعته الانتخابات الرئاسية ثم البلدية والاختيارية. مرة أخرى يجد سمير جعجع -مع حفظ الألقاب- نفسه أمام خيارات مكلفة سواء استمر في التحالف الأشبه بحُبٍ من طرف واحد أو تراجع عنه تحت وطأة تراكم خسائره بسبب من موقف الطرف الآخر الشريك حياله.

كان جبران باسيل جدياً وهو يسأل بعض من يعرفون جيداً جعجع في مقره بوزارة الخارجية أيام حكومة تمام سلام، لماذا يرفض رئيس "القوات" جذرياً فكرة تأييد حليفه سعد الحريري لترشيح سليمان فرنجية للرئاسة. كان الجواب لأن فرنجية سوف يُسخر السلطة التي بين يديه لتقليص حجم "القوات" وقد يضغط ليصل هذا الحجم إلى نائبين عن بشري لا أكثر، وبعد معركة. حبكت النكتة مع باسيل فقال لمحدثيه: إنها فكرة جيدة. وكان الوقت أيام "ورقة النوايا" التي يظهر من تسلسل أحداث الأيام الماضية أنها لم تعد جيدة. بالأحرى باتت مغلفة بأوراق شكوك متبادلة، تطرح مبدأ التحالف برمته على بساط البحث من جديد.

عندما انتهى في معراب الإعلان الرسمي أول من أمس لترشيح "القوات" فادي سعد للنيابة عن قضاء البترون وتحوّل اللقاء مغلقاً، أبلغ جعجع المسؤولين في حزبه المجتمعين في الصالة ما مفاده أن لا أحد يفرض على "القوات" في البترون من يكون مرشحها ولا من يكون حليفها وكل الاحتمالات واردة، وأبواب تنورين غير مقفلة أمامنا. نحن وبطرس حرب نلتقي على نظرة واحدة استراتيجية إلى قضايا الوطن، ترسخت في "لقاء قرنة شهوان" وفي 14 آذار 2005 واستمرت . لا شيء محسوماً في التحالفات الانتخابية. وكان يعلم جعجع أن كلامه سيصل لمن أوصل إليه بالتواتر أن "القوات" تعتبر نفسها شريكة في الحكم لأنها انتخبت الجنرال ميشال عون للرئاسة، وهي مخطئة في هذه النظرة لأنها انتخبته مرغمة من أجل تلافي الأسوأ بالنسبة إليها.

في السياسة أيضاً يلعب "زق الصحون" دوراً سلبياً في العلاقات، ولكن حين تصل المسائل إلى اتخاذ مواقف وقرارات تعني المواطنين برمتهم لا تعود مسألة علاقات شخصية. في لقاء الأحد الماضي في حبوب- جبيل، قال باسيل أمام هيئة "التيار الوطني الحر" في بلدة تنورين لن تكون لائحة انتخابية للبترون لا تضم شخصية من تنورين. وهذه مسألة تدخل صميم العلاقات المتشابكة بين "التيار" و"القوات" التي لم تكن حسمت خيارها بين الطبيبين فادي سعد ، من بلدة جران في الوسط وابن تنورين وليد حرب. لكن القرارات والكلمات العلنية وغير العلنية في مواضيع أخرى ليست أقل تأثيراً. بديهي أن لمعراب موقفاً مختلفاً عن "التيار" في موضوع "حزب الله" وسلاحه تشارك فيه "تيار المستقبل" . لكن "المستقبل" بدا شريكاً في الحكم والمغانم في جلسة التعيينات الأخيرة الأربعاء الماضي، فيما "القوات" مثل "المردة" والحزب التقدمي الاشتراكي وغيرهما لم تعرف بالأسماء عبر وزرائها إلا قبل ربع ساعة، فتحفظوا من دون أن يغادروا الجلسة كما فعل مروان حمادة، ولا أن يهددوا بالانسحاب والاستقالة كما فعل وزير "المردة" يوسف فنيانوس. قبلها كانت "واقعة الكهرباء" التي كهربت الجو. ولكن الأخطر ما يتناقله مسؤولون "قواتيون" عن أبواب شبه موصدة أمام التحالف الانتخابي مع العونيين في جبيل وكسروان والمتن وبعبدا وزحلة وكل مكان... مما يكثف الظلال على طريق التحالف، وقد ينبئ بعواصف لاحقاً.

والحال أنه لم يحصل سابقاً أن تشكلت لائحة انتخابية في البترون من دون مرشح عن تنورين يحظى بامتدادات في الجرد وصولاً إلى الوسط. الإستثناء كان عام 1968 حين لم يتفق أقطاب "الحلف الثلاثي" على تلك الناحية فترشح جورج سعادة ابن شبطين مع يوسف ضو من البترون لأن مانويل يونس عزف عن الترشح، وفي المقابل تحالف سايد عقل مع جان حرب . وفاز بالنتيجة مرشحا الكتائب سعادة، والكتلة الوطنية عقل. إنما هذا تفصيل تاريخي. واختلال القاعدة في التحالف اليوم مرده إلى شعور عند أركان العونية بأن جعجع يضع شروطاً ليؤيد العهد والمطلوب أن يؤيده بدون شروط، ربما على غرار ما فعل مؤسس الكتائب بيار الجميّل، عندما وقف بجانب الرئيس سليمان فرنجية ليس في جلسة الانتخاب فحسب بل في كل مراحل حكمه. وحتى عندما تخلى عنه الجميع في مرحلة من "حرب السنتين" عام 1976، مع أنه لم يكن معجباً بفرنجية ولا يحبه. ويروي بعض من عاصروا تلك الحقبة أن رشيد كرامي استدعى إليه النائب الكتائبي جوزف شادر بعد دورة الاقتراع الأولى في البرلمان لانتخاب الرئيس عام 1970 وقال له ما فحواه إن النتيجة تبدو غامضة، وقد تفرق على صوت أو صوتين. قل للشيخ بيار إننا (نواب النهج الشهابي) مستعدون لانتخاب الشيخ موريس الجميّل رئيساً بالإجماع إذا وافق هو وأقنع "الحلف" ( الثلاثي). وأنا سأقنع كمال جنبلاط وصبري حمادة والباقين.

كان بيار الجميّل الذي نال 6 أصوات في دورة الاقتراع الأولى يجلس جامداً في الجلسة كتمثال أبي الهول. أبلغه شادر برسالة كرامي فلم يتحرك، مع أن العرض أجمل من أن يُصدّق: رئيس جمهورية كتائبي في سنة 1970 ! أجاب بيار الجميّل بالفرنسية: لا يا جوزف. لقد أعطينا سليمان فرنجية وعداً.

هكذا يريد العهد من جعجع أن يكون. بتجرّد ودون تردد ولا شروط.

 

آخر أيام "حزب الله" في سوريا؟

علي حماده/النهار/11 آذار 2017

على مدى خمس سنوات توسع تورط "حزب الله" الدموي في سوريا دعما لنظام بشار الاسد، وفق الروزنامة الإيرانية التي دفعت بكل الميليشيات الطائفية التابعة لها في الإقليم وخارجه (باكستان وافغانستان)، وصولا الى قوات وضباط من نخبة "فيلق القدس" الى ساحة المعركة في سوريا من أجل منع إسقاط النظام.

وبالرغم من التورط الكبير في الحرب، والخسائر الهائلة في الارواح التي مني بها "حزب الله" (ما يقارب ثلاثة آلاف قتيل) فقد بلغت الامور في نهاية صيف ٢٠١٥ حد الانهيار على مختلف الجبهات، الى ان تدخلت روسيا في الحرب مباشرة، وبكثافة لا سابق لها، تحت أعين إدارة الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما التي فضلت إدارة ظهرها، وترك موسكو تعمل على تغيير موازين القوى لئلا ينهار النظام قبل حلول موعد التسويات الكبرى في المنطقة. وبالطبع، كان لسياسة أوباما "المتواطئة" في المنطقة الدور الاكبر في تعاظم السياسة التوسعية الايرانية، المباشرة وغير المباشرة في كل من العراق وسوريا واليمن.

ومنذ التدخل الروسي بعنفه الفائق، تغيرت موازين القوى أيضا بفعل منع السلاح النوعي عن فصائل المعارضة المنتشرة، فضلا عن ترك روسيا والنظام ومعهم الايرانيون تنظيم "داعش" يتمدد على حساب المعارضة في الشمال من دون الاصطدام به، لوضع فصائل المعارضة بين فكي كماشة.

كان الهدف تصفية المعارضة أولا، ثم التفرغ لتنظيم "داعش"، على قاعدة أن الخطر الاكبر على النظام والنفوذ الايراني في سوريا ولبنان يتمثل بالفصائل التي تمكنت بين ٢٠١٣ و٢٠١٥ من تحرير مساحات كبيرة من البلاد.

بين ٢٠١٥ و٢٠١٧، غيّر التدخل الروسي خريطة الصراع، وسقطت حلب، وسحب موضوع إسقاط النظام عن الطاولة، الى حد اعتبار سقوط حلب بيد النظام والميليشيات الإيرانية بمثابة حسم المعركة لمصلحة محور ما يسمى "الممانعة"!

لكن بعد انتخاب الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب في ٧ تشرين الثاني ٢٠١٦، يبدو أن ثمة تحولات بدأت تلوح في الافق.

فالمواقف الاميركية من سياسات إيران في المنطقة عنيفة جدا. وقد عبّر عنها ترامب تكرارا منذ اليوم الاول لانتخابه.

المتغيّر الآخر يتمثل بإعادة التموضع الروسي بين ايران وتركيا، وتجنبها الاصطدام بالادارة الاميركية الجديدة ، فدفعت قدما بالمسارات الديبلوماسية من "جنيف -٥" الى أستانا، فيما بدا ان روسيا تحرص على تظهير تحركها بعيدا عن السياسات الايرانية في المنطقة.

المتغيّر الثالث هو نتيجة طبيعية لما سبق، ويتمثل بتوسع التدخل الأميركي العسكري المباشر على الارض في سوريا، تحت عنوان محاربة "داعش"، وانطلاق الضغط الأميركي المتدرج صعودا لإخراج "حزب الله" وبقية الميليشيات الإيرانية من سوريا!

فهل أزفت ساعة الحزب في سوريا بتوافق اميركي - روسي؟

 

"حزب الله" في عين عاصفة مالية

احمد عياش/النهار/11 آذار 2017

يمرّ "حزب الله" بأزمة مالية قد تكون الاولى من نوعها في تاريخه بسبب تضافر معطيات جعلت من هذه الازمة إستثنائية لا يمكن تقدير نتائجها.ووفق المعطيات المتوافرة يتبيّن أن أبرز مسببات هذه الازمة هو إنقطاع الموارد المالية التي يحصل عليها الحزب تحت عنوان "الاموال الشرعية" والتي تعود الى جمهور واسع في العالم الشيعي الذي يقدم جزءا من ماله لاسباب عقائدية سبق وأن صدرت فتاوى بشأنها. وكأن بالمتبرعين يؤدون فريضة الزكاة مع غطاء كامل من المؤسسة الدينية الايرانية بأمر من المرشد الامام علي خامنئي. أما منشأ إنقطاع هذا المورد فيعود الى تصنيف هذه الهبات بـ"أموال تذهب الى دعم الارهاب" وهو تعبير يطال الحزب، كما يطال الكثير من التنظيمات التي جرى تصنيفها "منظمات إرهابية". وبفعل الرقابة المشددة على المستوى العالمي على حركة الاموال يجد المتبرعون أنفسهم تحت طائلة العقوبات الدولية التي تنطوي على تبعات ليس بمقدورهم تحمّلها.

من الشواهد القريبة على أزمة "حزب الله" المالية، المعلومات التي تقول ان دوائر الحزب المعنية لجأت الى وسطاء كي يتولوا بيع عقارات يمتلكها في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي الجنوب من أجل توفير سيولة نقدية تلبي الحاجة على مستوى إدارة مؤسسات الحزب. ونظرا للشح في السيولة إضطر الحزب الى تسريح عاملين في مؤسساته ومنها قناة "المنار" التلفزيونية. وقد سبقت هذه المعطيات معلومات إنتشرت في حينه تشير الى خفض الحزب المخصصات التي يتقاضاها المقاتلون المشاركون في الحرب السورية، كما تشير الى خفض المخصصات التي تتلقاها شهريا تنظيمات وشخصيات موالية للحزب مما أثار إرتباكا في صفوف هذه الجهات. تقول مصادر مصرفية ان هذه الازمة مرشحة الى التصاعد بفعل تطور مرتقب الشهر المقبل مرتبط بعقوبات جديدة سيقرّها الكونغرس الاميركي وهي أقسى مما سبق من تدابير وأدت الى أزمة في لبنان قبل شهور عدة بفعل الاجراءات التي اضطرت المصارف اللبنانية لإتخاذها كي لا تتعرض هي نفسها لعقوبات تنال من أعمالها في الاسواق الاقليمية والدولية. وهنا يطرح سؤال حول كيفية تعامل لبنان مع العقوبات الاميركية الجديدة وهل ستمرّ المؤسسات اللبنانية بمرحلة من الضغوط شهدنا آثارها السلبية في ذلك الحين بفعل المواقف التي اتخذها الحزب وأعلنها شخصيا الامين العام السيد حسن نصرالله؟

رب قائل ان الادارة اللبنانية المالية الرسمية قادرة على إيجاد مخرج شبيه بما حصل سابقا. الامور مرهونة بأوقاتها، لكن مع الاخذ بالإعتبار واقع وجود إدارة أميركية متشددة لاسيما في ملفات المنطقة. وهذا ما يجعل البعض "يترحّم" على زمن الادارة الاميركية السابقة. ولنا فيما حصل أخيرا عبرة عندما تحركّت الديبلوماسية الاميركية سريعا لإنذار لبنان من مغبة عواقب المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعما لسلاح "حزب الله". الحزب في عين عاصفة مالية والخوف من أن يكون لبنان في مهبها أيضا!

 

سياسة "ضبط النفس" نهج جنبلاط مع العهد الجديد لماذا... وما هي رهانات سيد المختارة ؟

 ابراهيم بيرم/النهار/11 آذار 2017

"سياسة ضبط النفس والرد الموزون والمحسوب بدقة" هو النهج الذي يعتمده منذ فترة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط واركان حزبه و"لقاؤه الديموقراطي" للتعامل مع الاقتراحات ومشاريع قوانين الانتخاب التي تعتمد النسبية وتصدر من هذا الفريق او ذاك، سعياً منهم لأمرين اثنين: الاول ملء الفراغ السياسي باقتراحات متتالية، والثاني التأكيد بشكل او بآخر ان لا مجال بعد اليوم للعودة الى قانون الستين المعدل في اتفاق الدوحة.

"لا احد يريد ان يفتعل مشكلة في البلد ويضع العراقيل في وجه مسيرة العهد الرئاسي" هو ايضا فحوى الخطاب الذي يعتمده اركان الاشتراكي و"اللقاء" في معرض ردهم على تساؤلات السائلين عن خطوات هؤلاء وعن رؤيتهم لهذا المسار السياسي السلس لحلحلة الامور ومعالجة الملفات المتراكمة، سواء في جلسات مجلس الوزراء او في مجلس النواب. لكنهم سرعان ما يقرنون هذا الكلام باستدراك جوهره التنبه واليقظة لمسألتين هما ان "فائض القوة" الذي يستشعره البعض في الداخل قد لا يدوم، وان معادلات الاقليم المستجدة هي ايضا عرضة للاهتزاز، وتالياً يتعين على الجميع معالجة الامور والتوازنات الداخلية بكل روية وبمنطق الوطني الحريص على ديمومة الاستقرار وتجربة "الشراكة السياسية" الراهنة.

ومن البديهي الاشارة الى ان المصدر الاساسي لقلق جنبلاط والسائرين في فلك الحالة السياسية الجنبلاطية، ليس من هذه التقاطعات في القراءة والرؤى والحسابات الباطنية التي تملي على كل الشركاء في تجربة الحكم الحالية تأجيل تناقضاتهم واتباع هذه السلاسة واعتماد هذا المستوى من المرونة في تسيير الامور وادارة الملفات المالية والادارية، بل هي تتأتى من موضوع ما بعد هذه المرحلة المتسمة بالايجابية، وبالتحديد مرحلة البحث الجدي والنهائي عن قانون الانتخاب الموعود.

لاريب ان جنبلاط يعي اكثر من سواه ان زمن "الدلال السياسي والوقوف على خاطره في الصغيرة والكبيرة"، والذي توفر له مدى ما يقرب من عقدين ونصف عقد قد ولى بفعل التحولات والتبدلات في الداخل والمحيط، خصوصا بعد احداث ايار 2008. وهو (اي جنبلاط) وإن كان استطاع بعد ذلك، وتحديدا بعد خروجه المدوي من صدارة فريق 14 اذار وخَطْوه خطوات في اتجاه "حزب الله"، ان يحفظ لنفسه موقع "بيضة القبان" الذي يحتاج اليه كلا المعسكرين المختلفين ويخطبان وده ورضاه، والذي استمر نحو ستة اعوام، فان تلك الصفحة انطوت الى حد بعيد عشية نضج صفقة عون رئيساً وغداة سريان الحديث جديا عن مرحلة سياسية تلت تلك الصفقة وأتاحت لأفرقاء اربعة التقدم كونهم صاروا في عداد ما يُعرف بـ"عرابي العهد" وفرضت على الباقين التراجع ومن ابرزهم حركة "امل" والنائب جنبلاط نفسه.

وعلى رغم ان زعيم المختارة سعى سلفاً الى بناء "جسور ثقة" ولو بالحد الادنى مع سيد العهد الجديد وتياره السياسي، وقد تُرجم ذلك في تصويت عدد محسوب من اعضاء كتلته لمصلحة عون في جلسة الانتخاب خلافا للرئيس نبيه بري الذي ظل على موقفه الرافض الى اللحظة الاخيرة، الا ان ذلك على بلاغته ودلالته لم يبدد المخاوف والهواجس الكامنة في وجدان جنبلاط المستمر في مقاطعته لقصر بعبدا حتى الان.

ورئيس الاشتراكي يدرك ايضا في العمق الأبعاد والدلالات للتقارب الحاصل منذ فترة بين قطبي الشارع المسيحي بعد "تفاهم معراب"، ويعي كذلك حجم شهيتهما لاستعادة كامل الحصة المسيحية في مجلس النواب بعدما توزعت هذه الحصة جوائز ترضية بين الزعامات الاسلامية ابان حقبة الوصاية السورية.

اكثر من ذلك، كان على جنبلاط ان يدرك باكراً ان حليفه القديم الرئيس سعد الحريري لم يعد في وضع يسمح له بحمل احد على اكتافه والسير به، خصوصا وقد تراجع اهتمامه الى دائرة البحث عن استعادة ما فقده ابان غربته القسرية عن الحكم وعن البلاد. وفي موازاة ذلك ايقن جنبلاط ان "حليفه الآخر" الرئيس بري "تزحزح" بفعل جملة تطورات ورهانات عقدها اخيرا عن موقعه التقليدي التاريخي كسيد اللعبة السياسية على المستويين الشيعي والوطني، وقد اضطر في الآونة الاخيرة الى اجراء عملية اعادة نظر وتموضع لاستدراك ما فاته واستعادة ما فقده.

وبناء على كل هذه المعطيات، ايقن جنبلاط انه ليس في وضع يسمح له بالانتقال الى وضع الندية والمواجهة المفتوحة مع سيد العهد على غرار ما فعله في اعقاب وصول العماد اميل لحود الى سدة الرئاسة الاولى عام 1998، وإن كان ايضا ليس في وارد تقديم اوراق انتساب لهذا العهد وسيده الذي تملكته الى حد نشوة الظفر السياسي. لذا فانه، بحسب راصدي حركته، اختار ان يعتمد النهج الآتي:

- التأكيد على خطورة التعرض لخصوصيته ومحاولة اجتثاثه من خلال اي قانون يفرض عليه فرضا، وهو ما ترجمه عبر خطوة ايفاد الوفود الى كل المرجعيات والقوى.

- تلافي الذهاب الى تصعيد مفتوح مع العهد الجديد او الظهور بمظهر المعرقل للمسيرة الحالية باعتبار انه لا يمكن ان يغرد وحيدا خارج سرب اجماع غالبية القوى المنساقة مع مندرجات تجربة "الشراكة" الحالية المحتاجة اطرافها الى تسجيل انجازات وطنية يعتد بها وتعطي العهد صدقية وتستعيد الثقة بالحكومة الجديدة.

- ترك الباب مفتوحا امام لعبة استدراج العروض والتسويات عبر التواصل مع الجميع. لذا فهو يرسل الى من يعنيهم رسائل مشفرة فحواها انه يقبل بأي صيغة قانون انتخاب شرط ان يضمن حصته النيابية الحالية ناقص اثنين، وهو ايضا اعتمد سياسة الانكفاء النسبي لعلمه ان لحظة التسوية النهائية المتصلة بقانون الانتخاب لم تحن بعد وما زال هناك متسع من الوقت للأخذ والرد ومازالت الفرص مفتوحة امام كل الاحتمالات.

وفي كل الاحوال، يخرج متابعون بدقة لحركة جنبلاط في الآونة الاخيرة انه انتقل بهدوء وروية الى مرحلة الحد من الخسائر بعدما ايقن ان زمن تكديس الارباح قد ولى. وعليه يرى هؤلاء ان هذه القناعة هي التي تقف وراء عدم الوفاء بعهد كان قطعه سابقا بترك الميدان لنجله تيمور واستمراره هو في قيادة الحالة الجنبلاطية بكل مسمياتها وتمظهراتها.

 

الحرص على واقع اليونيفيل في الجنوب في خلفيات احتواء الاتجاهات التصعيدية

روزانا بومنصف /النهار/11 آذار 2017

لا يخفي مراقبون سياسيون ان صدور تقرير الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس عن القرار 1701 الذي نشرت " النهار" مضمونه امس كان موضع متابعة خصوصا لجهة رصد الموقف الدولي مما اعلنه الرئيس العماد ميشال عون حول اشادته بسلاح " حزب الله" واعتباره مكملا لعمل الجيش استنادا على الاقل الى تغريدة لممثلة الامين العام للمنظمة الدولية السيدة سيغريد كاغ ذكرت فيها بمضمون القرار 1701 ووجوب احترامه ثم التوضيح الذي قدمه الرئيس عون لموقفه في مجلس الوزراء عشية صدور التقرير. في شكل عام لا يخرج التقرير عن مضامين كل التقارير السابقة خصوصا انه اتى متناغما وفقا لهؤلاء المراقبين مع موقف المنظمة الدولية الذي عبر عن قلق المنظمة الدولية وتاليا المجتمع الدولي على الاستقرار اللبناني والحرص عليه . لكن هذا لا ينفي ملاحظة العبارات التي تضمنها التقرير لجهة " تنديد" الامين العام بالتهديد الذي اطلقه الامين العام لـ" حزب الله" السيد حسن نصرالله والذي "لا يمكن تبريره بغاية الردع المعلنة" كما قال في مقابل امرين : تشجيع رئيس الجمهورية على المبادرة في اتجاه استعادة الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية والاعراب عن" القلق" من الانتهاكات الاسرائيلية شبه اليومية للاجواء اللبنانية. ما كان المراقبون في انتظاره هو المراجعة الاستراتيجية التي كان سيقدمها غوتيريس في شباط الماضي وارجئت الى توقيتها مع صدور التقرير الدوري عن القرار 1701 عن عمل القوة الدولية في الجنوب وفقا للقرار 2305 الصادر في اب 2016 والذي مدد بموجبه للقوة عاما اضافيا. وعامل الانتظار يكمن في تقويم عمل اليونيفيل ومدى التقدم الذي تحقق بعد عشر سنوات على صدور القرار 1701 والتقدم البطيء ان لم يكن المحدود على طريق وقف دائم للنار في الجنوب انما في ظل هاجس سرى بعضه في الاوساط السياسية والاعلامية من دون ان يجد صدى كبيرا في الواقع. اذ ان هذا الهاجس ارتقى الى درجة الشائعات وفق مصادر ديبلوماسية رفضت كليا الكلام على ان المراجعة الاستراتيجية ستحمل اعادة نظر في عمل اليونيفيل او دور هذه القوة في الجنوب. عادت من هذا الباب رغبة بعض الدول الاوروبية في تقليص مشاركتها في عمل القوة وتحويلها الى مشاركة رمزية بناء على اكلاف مالية باهظة لم يعد بعض الدول يتحملها. الا ان ما غذى الشائعات هو زيارة وفد الى بيروت اخيرا استطلع اهمية بقاء القوة الدولية وضرورتها القصوى والتحديات المحتملة. يقول مطلعون ان رد الفعل الذي سارعت الى ابدائه السيدة كاغ حيال موقف رئيس الجمهورية من دفاعه عن سلاح الحزب كان من باب المخاوف لديها ان يؤثر على المواقف الدولية في شان القوة الدولية. اذ ليس خافيا ان هناك ضغوطا تمارسها الولايات المتحدة من اجل تقليص اكلاف اعمال القوات الدولية المنتشرة في انحاء عدة من العالم. ومندوبة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة نيكي هايلي كانت واضحة مع تسلم مهماتها باعلان عزمها على ان تضع نصب عينيها خفض تكاليف قوات السلام وهي عقدت اجتماعات مطلع شهر شباط الماضي مع رؤساء بعثات ديبلوماسية عدة بهدف الاطلاع على المناطق التي يمكن خفض اكلاف القوة الدولية الموجودة فيها. فمساهمة الولايات المتحدة في قوات السلام التابعة للامم المتحدة توازي نسبة 29 في المئة من موازنة السنة الحالية على رغم عدم مشاركتها العملية باي من هذه القوات ربما باستثناء بضعة عناصر. وهايلي اعلنت في اثناء جلسة الاستماع اليها امام الكونغرس خفض المساهمة الاميركية الى اقل من 25 في المئة. وهناك سحب للقوة الدولية في ساحل العاج في حزيران المقبل والقوة الدولية في ليبيريا مدد لها حتى اذار 2018 على ان تكون السنة الاخيرة.

لذلك كان ثمة قلق يساور بعض السلطة في لبنان ازاء هذه المسألة اولا في ضوء توجهات الادارة الاميركية الجديدة في هذا الاتجاه ومن ثم انطلاقا من الثقة والارتياح لما تقوم به القوة الدولية العاملة في الجنوب والتي تحمي ليس الاستقرار في لبنان فحسب بل ايضا الاستقرار في المنطقة وعدم الرغبة حتى في خفض عديدها في حال كان واردا باعتبار ان من الصعوبة جدا الاعتقاد بالقدرة على الاستغناء عنها علما انها موجودة في جنوب لبنان من العام 1978. وهذا لا يتصل بالتصعيد الاخير في المواقف استنادا الى عدم اعتقاد المراقبين الديبلوماسيين المعنيين ان الامر قد يتجه الى مواجهة عسكرية على رغم كل الكلام في هذا الاطار لاعتبارات كثيرة لكن ابرزها ان احدا لا يستطيع تحمل الكلفة الباهظة للذهاب الى حرب سواء ما يتعلق بالكلام على مواجهة اميركية ايرانية او اسرائيلية مع ايران و"حزب الله" في لبنان . فهناك مقدار كبير من الحرص على الاستقرار في لبنان وجنوبه ايضا وعدم رغبة في المس بقدرة القوة الدولية على الاضطلاع بمهماتها علما ان عدد عناصر القوة الدولية زاد في شكل كبير بعد حرب 2006 بموجب القرار 1701 وتراجع عددها بعض الشيء لكن من دون تغييرات كبيرة. لكن هناك حرصا كبيرا على عدم تاثير المواقف ، اي مواقف في هذا الاتجاه، في ظل الرهان على الهدوء الذي توفره اليونيفيل في جنوب لبنان وفق ما عبر عنه غوتيريس في تقريره مشيدا بعمل الآلية الثلاثية في الجنوب . ومن هنا الرهان الكبير على ضرورة التمسك بالقرار 1701 من اجل عدم فتح ابواب مغلقة في الوقت الذي غدت امور كثيرة على المحك.

 

أين ضاعت «المناصفة»؟

ريمون شاكر/جريدة الجمهورية/السبت 11 آذار 2017

وهكذا، أدركت «شهرزاد» الصباح فسكتت عن الكلام الـمُباح... بسحر ساحر إختفت كلمة «مناصفة» من أفواه النواب والزعماء، وحلّ محلها كلمة «نسبية»، وكأنّ «المناصفة» مِنّة، تحتاج إلى رضى آلهة الأرض والسماء، ويجب استجداؤها مرة جديدة من الدول التي رَعت «اتفاق الطائف» ومن أصحاب النفوذ والأحجام الكبيرة، لاحقاً كرّسه الدستور، وأكّدت عليه وثيقة الوفاق الوطني.

قبل «الطائف»، كان الميثاق الوطني غير المكتوب، هو الاتفاق الذي نظّم أسُس الحكم في لبنان منذ عام 1943، وكانت نسبة النواب في البرلمان بين المسيحيين والمسلمين على قاعدة 5:6 على التوالي.

وبعد خمس عشرة سنة من الحروب والدمار وعشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعوّقين، توصّل المجتمعون في الطائف إلى اتفاق على مجموعة من الإصلاحات السياسية، وكان أهمّها توزيع مقاعد مجلس النواب مناصفة بين المسلمين والمسيحيين.

إذاً، إنّ المناصفة أو الشراكة الحقيقية بين المسيحيين والمسلمين التي لحظها «اتفاق الطائف» في المادة 24 من الدستور، هي مسألة ميثاقية تتخطّى أيّ اعتبارات أخرى ديموغرافية كانت أم سياسية، والتفريط بها يسبّب تهديداً للوحدة الوطنية، ويعرّض هذه الوحدة للاهتزار، ما يتطلّب من الجميع استدراك خطورة الاستمرار في الخلل على الصعيد البنيوي للنظام اللبناني إنطلاقاً من قانون الإنتخاب.

ماذا تعني المناصفة؟ هل هي مجرّد أعداد نسجّلها ونجمعها فنحصل على رقم 64 ؟ وهل هي مسألة حسابات وأرقام نكتبها على أوراق صفراء مهترئة تتطاير مع كل خريف؟ كلا أيها السادة، إنّ المناصفة هنا تعني إنصافاً وعدلاً، وبالفرنسية Justice، فأين العدالة في أن يصل إلى مجلس النواب نواب لا يمثّلون شعبهم، أو نواب لا تعرفهم «شعوبهم»، فضيلتهم الوحيدة أنهم يُحسنون التزلّف والتملّق والاسترهان، أو أنهم من أصحاب الثروات الكبيرة والمصالح المتشعّبة، ويُحسنون الصعود إلى البوسطة المُناسبة التي يقودها أحد شيوخ القبائل الكبار.

إنّ التمسّك بالقوانين التي تلحظ لوائح إنتخابية متعدّدة الطوائف، إن كانت وفق النظام الأكثري أو النسبي، يعني عملياً الإجهاز على الأقلية وعلى المجتمع المدني، وعلى المستقلّين وغير الحزبيين، والقضاء على كل الفئات التي لها حيثية في المجتمع.

لا يمكن لأيّ قانون أن يُدعى عادلاً ومنصفاً «إذا لم يستطع كل مواطن لبناني أن يتقدم للانتخابات من دون أن يكون تابعاً لحزب أو مجموعة». هذا ما قاله البطريرك الماروني، وهذا ما نردّده في كل مقالاتنا.

ذلك أنّ الأحزاب في مجتمعنا الطوائفي هي أحزاب طائفية، لا أحزاب برامج ومبادئ ورؤى، ولا يجمعها مع بعضها سوى المصالـح الانتخابية والسلطوية وتوزيع المغانم والمناصب على المحاسيب والأزلام وأبناء الطائفة المحظوظين.

لا يجوز أن يكون هدف قانون الانتخاب في مجتمعنا المُتعدِّد «إعطاء كل فئة حجمها الحقيقي». لأننا بذلك نكون قضَينا على المناصفة نهائياً وخالفنا الدستور والعرف والميثاق. فالأحجام معروفة سلفاً والديموغرافيا العددية واضحة جداً ولا تحتاج إلى كومبيوتر متطور أو إلى خبير فـي العلوم الإكتوارية.

نعم، النسبية تُظهر الأحجام على حقيقتها، ولكنها تقضي على التمثيل الصحيح لكلّ الأقليات وعلى المناصفة الفعلية التي أقرّها الدستور. فالدستور أيها السادة لم يتكلّم عن الأحجام، بل تكلّم عن المناصفة والعدالة والمساواة.

أنا مع النسبية الكاملة عندما يصبح لدينا أحزاب عابرة للطوائف تتنافس على برامج ومبادئ وتطلّعات وطنية، لا على مصالح مذاهبها وطموحاتها الفئوية. لا يجوز ومن غير المقبول أن ينادي البعض بالنسبية فـي بلد لا تتعدّى فيه نسبة المسيحيين 34 في المئة من شعبه، وبوجود خلل ديموغرافي يتزايد يوماً بعد يوم.

كما لا يجوز أن ينادي البعض بالمختلط بعدما لمس الجميع النتائج الكارثية لقانون «الستين» على المسيحيين. أليس المختلط بشقّه الأكثري هو نسخة طبق الأصل عن قانون «الستين» السيئ الذكر؟

ليست مهمّة قانون الانتخاب أن يجمع ويوحّد ويزرع المحبة والمواطنة في عقول الناس وقلوبهم، كما ليست مهمته توحيد الرؤى حول السيادة والسلاح الشرعي وقرار الحرب والسلم والنأي بالنفس... إنّ مهمّة قانون الانتخاب واضحة ومحدّدة في كل دساتيـر العالم، وهي التمثيل الصحيح لكل فئات الشعب بحيث لا تشعر أيّ فئة بالغبن والظلم والتهميش.في نظام «اللوائح» الأكثري أو النسبي، لا يعود للصوت الأقلي قيمته، لا بل يضيع ويُمعَس تحت أقدام زعماء الطوائف الأكثر عدداً حين يؤلّفون لوائحهم. فالبوسطات والمحادل ليست حكراً على النظام الأكثري، بل تشمل أيضاً النظام النسبي الذي يقترحه بعض زعمائنا، وكل نظام يعتمد اللوائح الفضفاضة في قانون الإنتخاب. لن أردّد ما قلته دوماً عن القانون الأفضل والأنسب لمجتمعنا، فأنتم تعرفونه جيداً، ولكنكم لا تريدونه، لأنكم تجهلون نتائجه، ولأنه سيقزّم حصصكم «المنفوخة» والمسروقة من حصص الطوائف الأخرى.

يقول جان جاك روسو: «رصيد الديموقراطية الحقيقي ليس في صناديق الانتخاب فحسب، بل في وَعي الناس».

* باحث وكاتب سياسي

 

«لعنة» السلاح المُتفلّت «تستفيق».. في «دُوَيلات» الدويلة

علي الحسيني/المستقبل/11 آذار/17

مرّة جديدة يسعى السلاح المُتفلّت من كل الضوابط والأخلاقيات، إلى فرض نفسه كبديل من الدولة ودورها في حفظ الأمن والإستقرار وحماية كرامة المواطن من أي اعتداء. ومرّة جديدة يُحاول المتضررون من تثبيت الدولة لوجودها على الساحة الداخلية تماماً كما هو الحال عند الحدود، ضرب هذا الوجود الكفيل بحماية البلد وبإعادة الهيبة إلى المؤسسات العسكرية والأمنية. إلّا أن الفشل سيُكرّس نفسه عنواناً لكل هذه المحاولات اليائسة والتي يسعى من يقف خلفها إلى هزّ السلم الأهلي خصوصاً في ظل المرحلة المتماسكة التي يمرّ بها العهد الحالي، وهو أمر قلّما شهده اللبنانيون منذ سنوات طويلة.

من بوّابة السلاح غير الشرعي، حاولت بعض المجموعات غير المنضبطة أمس، نشر الرعب بين الآمنين في حيّ «الجورة» في منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية والمجاور لمخيم «البرج»، إثر اشتباك مُسلّح وقع بين أشخاص من عشيرة آل جعفر ومسلحين من داخل المُخيّم لأسباب ظلّت مجهولة على الرغم من محاولة البعض إعطاءها الطابع الفردي.

وبعيداً من الأسباب، فإن الإشكال بحد ذاته، أعاد وبقوّة، طرح موضوع السلاح المُتفلّت من القيود كافة وحول الجهات التي ما زالت تؤمّن الغطاء السياسي لوجود هذا السلاح وتكريسه عنصر إنقسام بين اللبنانيين، سواء بشكل مُباشر أو غير مُباشر. وهذا الأمر يدعو الدولة مُجدّداً إلى الضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه، هزّ الإستقرار وجرّ البلد في هذه اللحظة الصعبة على وجه التحديد، إلى فتن لبنان بغنى عنها، خصوصاً وأن أي إشكال اليوم، يُمكن وفي ظل الأوضاع الحاصلة في سوريا، أن يتحوّل إلى إشكال مذهبي في الشارع، على الرغم من وعي القيادة السياسية في البلد.

سقوط قتلى وجرحى، وسقوط قذائف وإشتباكات بكافة أنواع الأسلحة وإحتجاز الناس رهائن داخل المنازل وفي مداخل الأبنية وفي أعمالهم وعلى الطرقات، لهو أمر أشد خطورة من زمن الفلتان والحرب المُعلنة خصوصاً في مناطق شعبيّة يغلب عليها الطابع الحزبي والإصطفاف المذهبي. ففي الضاحية أمس، إستعاد الناس زمن الحرب وزمن القنص على الطرقات وسقوط مدنيين أبرياء ذنبهم أنّهم مطالبون بتأمين قوت يومهم بعيداً عن مصالح وحسابات فئات لا همّ لها سوى تكريس نفوذها وسيطرتها وحماية دويلتها، ولو على حساب أرواح الناس.

السلاح غير الشرعي وصاحب وظيفة تعمل ضمن أجندات خارجية، تحوّل أمس في مناطق داخل الضاحية الجنوبية ومُحيطها إلى لعنة متكررة لا تخضع لمراقبة الجهات النافذة بحسب ما تدعي على الدوام. هي ظاهرة موت تكمل طريقها في حصد أرواح بريئة ذنبها الوحيد أنها تسكن داخل مربعات أمنية لا تخضع سوى لسلطة وهيمنة الأحزاب والمجموعات المُسلّحة. والتعايش مع هذا الوضع، صار يقود يوميّاً إلى السماع عن حوادث أمنيّة مُتنقّلة تعمّ مختلف المناطق ويُستعمل خلالها السلاح من كلّ العيارات. مع العلم أنه يُحصر صلاحية إعطاء رخص اقتناء السلاح وحيازته وحمله بمرجعية وزارة الدفاع، وينصّ القانون على حظر نقل الأسلحة والذخائر أو حيازتها من الفئة الرابعة في الأراضي اللبنانية، ما لم يكن الناقل حائزاً على رخصة صادرة عن قيادة الجيش وتعطى لمدة ستة أشهر أو سنة واحدة ويجوز تجديدها.

كما أن فوضى السلاح التي تم زرعها في بيئات مُحددة، لم تعد تقتصر على قتل الناس عن طريق العمد أو من خلال الرصاص الطائش، ولا حتّى في عمليات السرقة واختطاف الصغار والكبار مقابل مبالغ مالية، بل تطورت على غرار الأمس، إلى حرب وإشتباكات مفتوحة على كل الإحتمالات. أهالي الضاحية وخصوصاً برج البراجنة، كانوا يسألون خلال مُحاصرتهم أمس، عن دور الدولة وضرورة وجودها في مناطقهم جميعها وليس ضمن أو نقاط مناطق مُحددة، فالوضع بالنسبة إليهم لم يعد يُحتمل ولا بد من معالجة جذرية تُنهي هذا السلاح وتُجبر أصحابه بوضعه بتصرّف الدولة. أمّا عن الإتفاقيات الداخلية والدولية التي تُجيز حمل السلاح ضمن مناطق مُحددة، يسأل الأهالي عن دولة غير لبنان، يُمكن أن ترتضي لنفسها بوجود سلاح غريب على أراضيها.

مساحة الأمن والأمان، اتسعت رقعتها في نفوس سُكّان الضاحية، لحظة وصول قوّة من الجيش اللبناني وتحديداً فوج التدخّل الرابع إلى منطقة الإشتباك حيث عمل على تطويقها وأعاد الأمن إلى حي «الجورة» وحي «البلعبكية» في محيط المُخيّم. كما جرت إتصالات عالية المستوى بين الفصائل الفلسطينية في داخل المخيم وقيادتي حركة «أمل» و«حزب الله» من أجل درء الفتنة وسحب المسلحين من الشارع. وعلى خط التهدئة ذاتها، أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بعد وقت قليل من إندلاع الإشتباكات، أن «الوضع في برج البراجنة قيد المعالجة».

 

إيران بعد خامنئي وبدايات الجدال

أمير طاهري/الشرق الأوسط/11 آذار/17

هل تمهد طهران الأجواء لخلافة «المرشد الأعلى» آية الله علي خامنئي؟ بلغت التكهنات ذروة جديدة، في وقت سابق من هذا الشهر، بعد سنوات عدة من الجدل المستتر، وعبر جملة من التصريحات الصادرة عن عدد غير قليل من المسؤولين الإيرانيين البارزين، ومن بينهم تصريح آية الله أحمد خاتمي الأخير في أحد المؤتمرات الصحافية بأن مجلس الخبراء الإيراني، وهو الهيئة المخولة باختيار شخصية «المرشد الأعلى» القادم، قد شكّل إحدى اللجان المكلفة باختيار المرشحين لهذا المنصب الخطير.

وزعم السيد خاتمي في تصريحه بأن اللجنة المذكورة تتابع أعمالها المكلفة بها منذ سنوات، ولقد حددت بالفعل عشرة من الشخصيات المحتمل ترشحهم للمنصب الكبير والذين لن يعرف أسماءهم أحد سوى علي خامنئي فقط.

وتخضع كافة التصريحات والمزاعم للمزيد من الجدال والتساؤلات. فإن السيد خاتمي يريد منا تصديق أنه ليس هناك استعجال في الأمر، وأنه لا يوجد مرشح واحد على وجه اليقين يمكنه البدء في الإعلان عن نفسه كخليفة للمرشد الأعلى على منصبه، في حينه. وعلى الرغم من ذلك، فإن حقيقة نشر المسألة على المجال العام يمكن اعتبارها إشارة على الإلحاح والفورية التي يتسم بهما الأمر. والنقطة المتعلقة بوجود عشرة من المرشحين على المنصب الكبير يُعنى منها درء تركيز الاهتمام على شخصية بعينها من الذين تعتبرهم الأوساط السياسية في طهران من الخلفاء المحتملين للسيد خامنئي.

والزعم بأن مجلس الخبراء الإيراني هو من يختار شخصية المرشد الإيراني الأعلى المقبل هو من المزاعم المفتوحة لاستقبال ما نشاء من الشكوك.

أولاً، أن المرشد الأعلى الإيراني الأول، آية الله روح الله الخميني، لم يتولَ منصبه إثر انتخابات عامة أو خاصة، بل لقد أعلن نفسه بأنه الإمام الجديد، وتصرف في كل شيء كما لو كان يحمل تفويضاً إلهياً مباشراً بذلك. كما أن المرشد الحالي السيد خامنئي لم ينتخبه أحد كذلك، ولكن مجلس الخبراء أعلن أنه المرشد الأعلى الجديد بعد محاولة الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني، مؤيداً من قبل السيد أحمد نجل الإمام الراحل الخميني، الإعلان عن أن الإمام الخميني الراحل كان قد عين السيد «علي أغا» خليفة له على منصبه.

ويحمل بيان خاتمي، بوصفه المتحدث الرسمي باسم مجلس الخبراء، إشارة إلى أن خامنئي هو من سوف يُسمي شخصية المرشد الأعلى الجديد، حيث سوف تُرفع إليه أسماء المرشحين المحتملين، مع فكرة ضمنية مفادها أنه يمكنه حذف أسماء من يشاء منهم، مما يعود بدور مجلس الخبراء إلى سابق عهده بأنه ليس إلا مجرد خاتم «تأييدي» من المطاط على قرارات المرشد الأعلى.

وفي الأنظمة الحاكمة التي يملك رجل واحد فيها السلطة المطلقة، أو ربما شبه المطلقة، في شؤون البلاد، فإن مغريات تحديد ملامح المستقبل تبقى أبداً حاضرة.

وبعبارة أخرى، أن الآليات الدستورية الواجب اتباعها في انتخاب «المرشد الأعلى» غير ذات بال في اعتبار أحد.

وغالباً ما يصف المعلقون والكتّاب الأجانب الجمهورية الإيرانية الإسلامية بأنها دولة دينية يسيطر على مجريات الأمور فيها مجموعة من كبار رجال الدين «الملالي». والحقيقة الواقعة هي أن إيران ليست إلا دولة علمانية ترفع الشعارات الدينية الرنانة، ومن خلالها، أُلحق المسجد بالدولة ولم تُلحق الدولة بالمسجد كما هو شائع. وليس منصب «المرشد الأعلى» هو منصب «أكبر رجل دين في البلاد» بأي وحي من إيحاءات الخيال.

فالسيد خامنئي ليس إلا «ملا» من بين 200 من الملالي الآخرين، ولم يعتبره أحد منهم «كبيراً» عليهم في شاردة أو واردة. ومعرفته المحدودة بالعلوم الدينية وبالتاريخ، وإتقانه المحدود للغتين الفارسية والعربية تؤكد أنه لن يعتلي قمة هرم التراتبية الدينية الشيعية في إيران قط. ولقد كان السيد الخميني سياسياً داهية، ويدين بالفضل الأكبر في مركزه الذي احتله على المشهد الإيراني العام إلى نجاح حركته السياسية في مواجهة الكثير من المنافسين والخصوم ليس أكثر.

ومن المعروف أن فقه علي خامنئي في العلوم الدينية ومعرفته بالتاريخ هي بكل تأكيد أرقى مما كانت عليه معارف الإمام الخميني.

كما أن معرفة خامنئي باللغتين الفارسية والعربية هي أفضل من سلفه. وإن كان خامنئي قد اهتم ببناء سمعة طيبة لنفسه ضمن التسلسل التراتبي الديني الشيعي لكانت فرصته أوفر في بلوغ الدرجات العليا من السلم الشيعي بأكثر مما توفر للخميني.

ورغم كل ذلك، لم يرتق خامنئي هذا السلم في يوم من الأيام.

فلقد كان شخصية سياسية منذ لحظة البداية، وخدم في منصب نائب وزير الدفاع من قبل، ثم في وقت لاحق أصبح رئيس الجمهورية.

وحقيقة أن «المرشد الأعلى» أصبح يرتدي العباءة الدينية التي يرتديها غيره من الملالي لا تعني بالضرورة أنه معدود على جملة رجال الدين، ولا تعني أيضا أن رجال الدين هم الحكام الحقيقيون في إيران. عندما تولى الأسقف مكاريوس رئاسة قبرص، لم يكن ذلك يعني أن الكنيسة الأرثوذكسية هي الحاكم الفعلي للبلاد. كما أن رئاسة الأسقف هابيل موزورويا لزيمبابوي لم تكن تعني سيطرة الكنيسة الأنجليكانية على مقاليد الحكم هناك. وحتى الملا حسن، الذي حكم الصومال لفترة وجيزة من الوقت، لم يزعم قط أنه يحكم البلاد باسم الإسلام، بل أطلق على نفسه لقب الشاه. وفي اليمن القديم، كان بمقدور الإمام يحيى الادعاء بأنه يحكم باسم العقيدة الزيدية، بل على العكس من ذلك، فلقد أكد سلطاته السياسية، وليست وظيفته الدينية كعضو من أعضاء هيئة العلماء.

وتبعا لذلك، فإن منصب «المرشد الأعلى» في إيران هو بالأساس منصب سياسي وليس دينياً، وعملية اختيار صاحب المنصب هي عملية سياسية محضة.

وفي أي مجال من مجالات السياسة فإن المهم هو حشد الطاقات والجهود اللازمة لتولي السلطة.

وكان الدفع بالسيد خامنئي لخلافة الخميني على منصبه من العمليات اليسيرة بصورة نسبية.

كان رجال الدين التقليديون حريصين على عدم التورط في مستنقع السياسة، ولم تكن لديهم الرغبة في الدفع بأي من زعاماتهم كمرشحين محتملين للمنصب السياسي الكبير. والأهم من ذلك، كانت خطة رفسنجاني تقوم على توسيع مجال صلاحيات رئيس الجمهورية، المنصب الذي حازه لنفسه فيما بعد، عن طريق تقليص صلاحيات «المرشد الأعلى» في البلاد.

غير أن حسابات رفسنجاني لم تفلح. فلقد تبين أن خامنئي ليس ذلك الملا الهادئ، طيب القلب، الوديع، كما كان يبدو عليه، ولم يكن مهتماً بقرض الشعر بأكثر من اهتمامه بالسيطرة على السلطة؛ إذ جاءت تصرفاته على العكس تماماً من النطاق الذي رسمه له رفسنجاني من خلال توسيع نطاق صلاحيات «المرشد الأعلى».

علاوة على ذلك، في حين أن رفسنجاني بذل جهوده وجل طاقاته في إثراء عائلته وحاشيته المقربة، أحاط خامنئي نفسه بجيل جديد من رجال المؤسسة العسكرية، الرجال الذين يشغلون في الوقت الحاضر كافة المناصب القيادية في الجيش، وفي الحرس الثوري الإيراني، وفي قوات الباسيج، وفي الأجهزة الأمنية بالنظام الحاكم.

وإن قدر لخامنئي، الذي يبلغ الآن 78 عاماً من عمره، أن يعيش عدد السنوات التي عاشها الخميني، فسوف يستمر على رأس السلطة في البلاد لعشر سنوات قادمة. لكن حتى وإن تعثر به الأمر، فإن خليفته لن يتم اختياره من قبل مجلس الخبراء ولكن بواسطة الشبكات العسكرية والأمنية التي تقوم مقام العمود الفقري للنظام الإيراني الحاكم.

تحدث رفسنجاني ورفاقه حول الإصلاحات الدستورية لسنوات طويلة. وفي خطابه الأخير، اقترح تعديل الدستور الإيراني من دون أن يُفصح عما يعنيه بذلك. وانطلقت دعوة مماثلة من آية الله ناطق نوري، الرئيس الأسبق للمجلس الإسلامي، أي البرلمان الإيراني المصطنع. وهناك فكرة مطروحة مفادها إضفاء الصفة الرسمية على الطبيعة السياسية لمنصب «المرشد الأعلى» من خلال دمجه مع منصب رئيس الجمهورية. وهناك فكرة أخرى مفادها نزع الثقل السياسي عن منصب المرشد الأعلى عن طريق تشكيل مجلس من خمسة ملالٍ غير مكلف بشيء سوى اتخاذ القرارات ما إذا كانت التشريعات متوافقة مع تعاليم الدين من عدمه، مما يعني ترقية منصب الرئيس، الذي يتمتع بصلاحيات محدودة في الوقت الراهن، لأن يكون الرئيس الفعلي للدولة، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب الكلمة الأخيرة في القرارات السياسية التنفيذية.

يقول نقاد النظام الإيراني الحاكم إن زوال خامنئي يعني زوال الجمهورية الإسلامية الإيرانية نفسها، مما يسمح للشعب الإيراني باختيار مسار مغاير لبلادهم.

وبصرف النظر عما سوف يحدث في قابل الأيام، فهناك أمر واحد شديد الوضوح: إن الجدال قد بدأ بالفعل حول مستقبل إيران بعد رحيل خامنئي.

 

هل يكون «حزب الله» بعد «داعش»؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/11 آذار/17

لا يبدو الرئيس الأميركي دونالد ترمب متجهاً لتكرار أخطاء سلفه باراك أوباما. تصرف الأخير على قاعدة أن الحركات المتطرفة السنية هي الداء. بين العلاجات التي اقترحها، كان التحالف الساذج مع الحركات الشيعية، ولا سميا في العراق. وكان أصل هذا التوجه يكمن في التبريد مع إيران بغية تمرير المفاوضات النووية، وهو ما استفادت منه طهران لتحقيق أهداف تتجاوز أجندة إدارة أوباما، كتعزيز اختراقاتها في الدول العربية. في ذروة الغزل الأميركي الإيراني ذكرت طهران أنها تهيمن على أربع عواصم عربية. المفارقة أن أوباما، في الجزء الأخطر من سياسته الخارجية هذا، بنى على إرث تركه له المحافظون الجدد الذين كانوا أول من نظَّر للتحالف مع الشيعة ضد السنة ما بعد جريمة 11 سبتمبر (أيلول) 2001. أضاف أوباما إلى نظريات المحافظين الجدد الرهان على الإخوان المسلمين في مواجهة الأنظمة. في خطابه الشهير في القاهرة عام 2009، وطوال 55 دقيقة، كرر أمام جمهور حضره ممثلون عن تنظيم الإخوان المسلمين بدعوة مباشرة من واشنطن، عبارات التراث الإسلامي، والعالم الإسلامي، والدول الإسلامية، والجذور الإسلامية، والأمة الإسلامية، وغيرها من العبارات التي أطّرت رؤيته للمنطقة باعتبارها مكوناً إسلامياً لا بد من التعاطي معه بصفته الإسلامية… وحين اندلعت موجات الربيع العربي وصف المرشد الإيراني علي خامنئي الأحداث بأنها بداية ربيع إسلامي، في تقاطع مريب بين رؤيتي إيران والولايات المتحدة…

البقية تاريخ معروف!

هذا زمن انتهى مع ترمب. يبدو الرجل مدركاً، أو هكذا يرجى، أن إرهاب التنظيمات السنية لا يكافح بإرهاب الجماعات الشيعية. فلا ينفي الإرهاب إرهاباً، بل يغذيه ويتغذى منه.

بالتوازي، تصعّد واشنطن الفعل والقول تجاه الاثنين. الدخول الأميركي الميداني إلى منبج السورية وتهيئة الأرضية لتحرير الرقة من «داعش»، عاصمة خلافة أبو بكر البغدادي المزعومة، والقضم المستمر لركن «الخلافة» الثاني في الموصل، يتزامن مع تصعيد في اللهجة ضد إيران وميليشياتها.

إيران ليست حليفة الإدارة الأميركية في معركة القضاء على «داعش»؛ فهي- بحسب توصيف جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأميركي: «أكبر دولة راعية للإرهاب على مستوى العالم»، وهي بحسب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، مايكل فلين: «تهدد الاستقرار في المنطقة». وقبل أيام قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نكي هايلي: «علينا إخراج إيران وحلفائها من سوريا»، مؤكدة ضرورة «ألا تبقى سوريا ملاذاً للإرهابيين»، وهو موقف تدعمه المجموعة الخليجية بقيادة السعودية، بالإضافة إلى تركيا، في حين باتت موسكو تعلن بهدوء التقاءها مع هذا الهدف. ففي مقابلة مهمة مع جريدة «الحياة» قال نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، إن ثمة نقاشات جارية مع إيران حول مستقبل وجودها ووجود ميليشياتها في سوريا، وإن كان ربط تقرير مصير هذا الوجود بالحل السياسي، وانبثاق سلطة تطلب من الإيرانيين المغادرة بمثل ما طلبت منهم التدخل!

يمكن إدراج هذا الموقف الروسي في سياق المراوغة الصرفة لولا أنه، على الأرض، يتقاطع مع جهود سياسية وعسكرية معقدة وصعبة لخلق واقع جديد في سوريا يعيق استمرار وجود الميليشيات الإيرانية وغيرها.

ففي أنطاليا، جنوب تركيا، التقى قبل أيام رؤساء أركان الجيش التركي خلوصي آكار، والأميركي جوزيف دانفورد، والروسي فاليري غيراسيموف للمرة الأولى؛ للبحث في مستقبل الحرب على «داعش». الجهود منصبّة على توحيد يافطة الفصائل المقاتلة ضد «داعش» و«النصرة» بغية ترتيب الميدان؛ تمهيداً للحل السياسي، الذي ليس له من معبر سوى الانتقال السياسي.

بموازاة هذه المسارات البطيئة أخذت إيران علماً بمساعٍ إسرائيلية أميركية جدية للجم الوجود الإيراني في سوريا، وتحجيم توسعها التخريبي في المنطقة عبر ميليشيات وأعمال إرهابية. والمعلن، أن هذه الجهود مادة أساسية في الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي نقل إلى مسؤولين إيرانيين وعرب جدية أميركا في تهديداتها لإيران. في هذا السياق، يُدرج الاستنفار الإيراني ورسائل التصعيد التي بعث بها الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله من بيروت، مدركاً أن ميليشيا «حزب الله» هي أكثر الأهداف ترجيحاً، أكان في سوريا أم في لبنان.

فتوجيه ضربة إلى إيران في العراق ليس مسألة بسيطة، وقد تكون مكلفة جداً لواشنطن. بل ثمة إدراك وتسليم بدور ونفوذ سياسي لإيران في العراق. واليمن لا يشكل في الواقع هدفاً مؤلماً لإيران، ولا سميا أن واشنطن بعثت بما يكفي من رسائل في هذه الدولة للجم طهران، كان آخرها نشر المدمرة «كول» التابعة للبحرية الأميركية قرب مضيق باب المندب قبالة جنوب غربي اليمن لحماية الممر المائي بعدما هاجم الحوثيون فرقاطة سعودية قبالة الساحل الغربي لليمن.

تبقى سوريا ولبنان، وهما الاحتمالان الأكثر رجحاناً لتوجيه ضربات فيهما مؤلمة إلى إيران، ويدفع ثمنها «حزب الله». تتراوح الأمور بين توغل عسكري إسرائيلي عند سفح الجولان السوري، وإقامة حزام أمني ينهي محاولات «حزب الله» لتأسيس وجود له على حدود إسرائيل السورية، وبين شن عملية كبيرة في لبنان ستجعل من حرب تموز 2006، بالنسبة لإسرائيل و«حزب الله» مجرد مناورة.

 

إشكالية المسلمين على جبهتين

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/11 آذار/17

غلب استخدام مصطلح إسلام ومسلمين بما يرمز إلى الفئات المتطرفة، التي صارت بسبب جرائمها تمثل العنوان البارز للدين وأهله، وهذا الاختصار بطبيعة الحال ظلم الجميع دون تمييز. وعندما طرحت أمس مفهوم إسلامين اثنين؛ إسلام المعتدلين وإسلام المتطرفين، لم يكن الهدف منه فقط تصحيح المصطلح والصورة، ضد التمييز والتعميم الظالم؛ بل أيضاً حتى لا ننجر أنفسنا وراء الدعاية الصادرة عن الأنظمة والجماعات الشريرة وندافع عنها باسم الدفاع عن الإسلام والمسلمين، فإسلامهم المتطرف ليس إسلامنا.

المفاهيم الدينية المتشددة رافقت المواجهات السياسية، بين النظام الإيراني والغرب، ثم استنسختها ماكينة دعاية تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وغيرهما لاحقاً، تحرض على الرفض بدل التعايش، والاقتصاص التاريخي، واعتبار كل ما هو غربي أو حداثي اعتداءً على الماضي المقدس. عمّ التطهير الفكري كل مناحي الحياة الإيرانية، وانتقل إلى الدول الأخرى. وكما فعلت الثورة الثقافية الماوية في الصين، أسست الثورة الإسلامية الإيرانية مشروعاً ثقافياً، متطرفاً آيديولوجياً، تغلغل في المجتمعات الإسلامية، بما فيها الجاليات المسلمة في الغرب، وعليه تأسست حركات إسلامية تقلده أو تنافسه في التطرف.

وقام أتباع هذه الجماعات بعملية تطهير، رافعين سيف التكفير، وتخويف المسلمين المعتدلين، واعتبارهم أعداء للدين، وكذلك حاربوا الأنظمة التي تقف في وجه مشروعاتهم الفكرية والحركية. وقد عانت غالبية المسلمين من المتطرفين طويلاً، وبكل أسف لم تقم الحكومات بمحاربة التطرف إلا عندما وجدته يتحول إلى مشروع يهدد وجودها. اليوم في الإسلام، توجد مدارس فكرية متطرفة تدعو إلى القتال والصدام، ويوجد بين المسلمين مسلمون متطرفون خطرون على العالم، ومن ينكر هذه الحقائق إما أنه مكابر أو جاهل.

وعندما يقال في الغرب: «الإسلام المتطرف»، فإن المعني به نظام مثل الذي في طهران، وعندما يقال: «الإسلام الإرهابي» يقصد به تنظيمات مثل «داعش» و«حركة الشباب المسلم» في الصومال، وتنظيم «أنصار الشريعة» في ليبيا، وهي جميعها إرهابية، ولا يقصد به أن الإسلام بمجمله متطرف أو إرهابي. ومع صحة هذه المصطلحات في السياق الذي تحدثت عنه، فإننا نرفض استخدامها فقط خشية التشابه، وسهولة التعميم الذي يؤذي غالبية المسلمين التي لا علاقة لها بالتنظيمات ولا تعتنق الفكر التكفيري.

ويمكن أن نقول الشيء معكوساً، أي أنهم يجب ألا يعمموا ويظلموا كل المسلمين، ونحن أيضاً يفترض ألا ندافع عن كل أفكار الذين يستخدمون الإسلام لأغراض سياسية ضد الغير.

لن ندافع عن إسلام الولي الفقيه في إيران، ولا إسلام أبو بكر البغدادي في الرقة في سوريا، هؤلاء يفتعلون قضايا، مثل الرسوم الكاريكاتيرية في الدنمارك أو المجلة الساخرة في فرنسا، يريدون تجييش المسلمين لأغراضهم. فالعالم يتسع للمؤمنين وغير المؤمنين وأتباع الديانات الأخرى.

والمسلمون هم أكثر حاجة إلى الإيمان بالتعايش مع الأديان الأخرى وأتباعها؛ لأن عددهم كبير، مليار ونصف المليار منتشرون في أنحاء الدنيا، ويتقاسمون العيش مع أتباع الديانات الأخرى، من الصين البوذية إلى البرازيل الكاثوليكية. والسبب الآخر، أنهم المعذبون في الأرض بسبب الحروب والمجاعات ويشكلون معظم اللاجئين في العالم الذين في حاجة إلى الإيواء والدعم الخيري والإنساني.

وهذا يقودني إلى النقطة الأخيرة، وهي الأهم؛ لا يكفي أن نعرف أننا نعاني من هذه الإشكالات الفكرية والتنظيمية الخطيرة، ونرفضها كموقف عام، بل يفترض أن يكون التعايش ثقافة ومنهجاً يدرس في كل المراحل التعليمية. لو أن الحكومات جعلته ضمن تعليمها لما وجد المتطرفون مكاناً لهم.

 

في انتظار البديل... لهذه الأسباب طار «المختلط الأخير»

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 11 آذار 2017

كان المؤمل أن يمرّ «المختلط الأخير» الذي اعتمد النظامَين الأكثري والنسبي وفق قانون الدوائر الـ 13 بعد إعادة النظر في بعضها مراعاةً لهواجس عدة مشروعة. لكنّ ملاحظات الساعات الأخيرة «طيّرت» المشروع بعدما اصطدم واضعوه بخلافاتٍ جديدة لم تجد حلّاً بعدما طاولت للمرة الأولى دوائر الساحل الجنوبي. فما هي الظروف التي تسبّبت بتطييره؟

عند البحث في مسلسل مشاريع القوانين الإنتخابية التي عرضها أطراف «اللقاء الرباعي» أولاً، وتلك التي تبرّعت بها مجموعات أخرى سعياً وراء توحيد المعايير المعتمدة في التقسيمات الإدارية للدوائر الإنتخابية ونسب المختلط بين النظامين الأكثري والنسبي، كان الهاجس الأكبر لواضعيها تدارك مخاطر عرضها على المجلس الدستوري.

ذلك أنها لم تراعِ يوماً مبدأَي وحدة المعايير والمنافسة المتكافئة. وظهرت بقوة معايير أخرى اعتقد بعض الحريصين عليها أنّ من الممكن إمرارها بلا معارضة، فالعهد في بدايته وإنّ «مجموعة الأقوياء الأربعة» قادرة متى تفاهمت على أيّ قانون أن تعبر به في ساحة النجمة ولو بالتصويت من دون أيّ عوائق.

كان بعض أطراف اللجنة الرباعية يسعى الى توحيد «الأقوياء الأربعة» قبل السعي الى نيل رضى مَن يحتاجهم من خارج النادي لكنّ «الرياح جرت على غير ما تشتهيه السفن»، فتفكّك اللقاء واستقطب أطرافه حلفاء جدداً.

إما مراعاةً لمواقفهم وهواجسهم، وإما توجّساً ممّا كان سيقود اليه القانون الذي لم يوازن بين النظامين النسبي والأكثري، وافتقد نوعاً من «الغموض البنّاء» الذي يمكن من خلاله إبقاء «نكهة الإنتظار» في بعض الدوائر الإنتخابية لمعرفة مَن يمكن أن يفوز بها فحسمها سلفاً، إضافة الى ما تقصّد واضعوه من ضرب بعض الأطراف في الجبل والمدن الكبرى كالحزب التقدمي الإشتراكي و«المستقبل» والأحزاب والشخصيات السياسية المسيحية التي لم تشارك في «تفاهم معراب».

على هذه الخلفيات سعت الماكينات الإنتخابية الى ابتداع مشاريع أخرى وصولاً الى المشروع الأخير الذي كان موضع تشاور في لقاءات السراي الحكومي ووزارة المال الثلاثية التي جمعت «التيار الوطني الحر» و«المستقبل» وحركة «أمل».

فقد تعمّد المشروع الجديد الحفاظ على دوائر القانون الذي أعدّه الوزير مروان شربل في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مع بعض التعديلات الجنوبية للمرة الأولى وفي جبل لبنان والشمال، واستوحى عند البحث في المناصفة بين الأكثري والنسبي ما قال به مشروع النائب علي بزي نيابةً عن الرئيس نبيه بري بالمناصفة بين النظامين 64 × 64.

وقبل الدخول في ثلاثة أسباب جوهرية أدّت الى نسفه في الأيام الأخيرة، فقد حرص المشروع على توحيد المعايير في الدوائر والتقسيمات التي أُعيد النظر فيها في بعض المحافظات، فعدّل مشروع شربل من 13 دائرة الى 12 دائرة، لئلّا تتكرّر تجربة العام 1996 عندما أسقط المجلس الدستوري القانون بسبب الخلل في التقسيمات الإدارية. فأصرّ المجلس النيابي يومها بعد ردّ القانون اليه بأنه سيعتمد في «شكله المختل» لمرة واحدة مع التعهّد بالسعي الى قانون جديد يتحاشى تكرار هذه الصيغة.

ولذلك أخذ المشروع الجديد بمشروع شربل، وأدخل تعديلات عليه ومنها:

- المناصفة في الدوائر في حال كانت المقاعد مزدوجة فتقسم مناصفة بين النظامين النسبي والأكثري، ففي دائرة البترون مثلاً: نائبان (أحدهما أكثري والثاني نسبي) وحيث المقاعد مفردة يتقدّم النسبي على الأكثري (دائرة عاليه: خمسة مقاعد: 2 أكثري و3 نسبي). وهكذا توصّل المشروع الى معادلة قاربت المناصفة بفارق مقعد واحد فاعتمد 63 مقعداً وفق النظام النسبي و65 وفق الأكثري.

- راعى المشروع الهواجس الجنبلاطية بضمّ الشوف وعاليه دائرة واحدة، وضمّ المتن الشمالي الى بعبدا في دائرة واحدة، وكسروان الى جبيل أيضاً، وراعى هواجس «المستقبل» في فصل المنية والضنية عن عكار وإلحاقهما بطرابلس، وضمّ كل من دوائر صيدا والزهراني وجزين وصور في دائرة واحدة.

وبناءً على ما تقدّم برزت الخلافاتُ في بنودٍ ثلاثة أساسية فتوقف البحث في القانون العتيد وظهرت المشكلات الثلاث وهي:

- على خلفية التغييرات الجنوبية وقع الخلافُ بين حركة «امل» و«المستقبل»، فتمسّكت الحركة برباعية الدوائر الجنوبية الجديدة وأصرّ «المستقبل» على ضمّ صيدا الى جزين كدائرة واحدة، والزهراني الى صور في ثانية منعاً لإستهدافه في بوابة الجنوب.

- تجلّى الخلاف الثاني عند توزيع المقاعد وفق المنطق المذهبي ما بين النسبي والأكثري فبرزت المشكلة في أكثر من دائرة مختلطة، ومنها على سبيل المثال في المتن الشمالي. ففي المتن 8 مقاعد ومن السهل تقسيم الموارنة الأربعة فتوزّعوا 2 × 2، وتوزّع المقعدان الأرثوذكسيان 1 × 1، فوقعت المشكلة ما بين المقعدين الروم الكاثوليكي والأرمني، فأيّ منهما يعتمد على النسبي أو الأكثري؟

والى هذين البندَين المختلف عليهما برز خلافٌ جوهري حول بند آخر تجلّى في مدى تأجيل الإنتخابات تقنياً أو سياسياً لا فارق. فالقانون سيلحظ التأجيل فأصرّ «المستقبل» على التمديد للمجلس الحالي سنةً كاملة الى ربيع 2018، وأصرّ الآخرون على التأجيل حتى أيلول المقبل فقط.

على خلفية هذه الأسباب الثلاثة التي لم تجد الإتصالاتُ حلّاً لها قيل أن المشروع انضمّ الى ما سبقه من المشاريع الهالكة تزامناً مع الحديث عن مشروع جديد يعدّه الوزير جبران باسيل ولن يُعلن عنه قبل الإثنين المقبل. فلننتظر!؟

 

قلق ومخاوف تسود الأوساط الاقتصادية إجراءات ضريبية "قاتلة" في الموازنة

 سابين عويس/النهار/11 آذار 2017

أما وقد أقرت سلسلة الرتب والرواتب في اللجان النيابية المشتركة ورفعت إلى جلسة الهيئة العامة في 15 من الجاري، فإن الاهتمام ينصب الآن على ما ستكون عليه الصيغة النهائية للموازنة بعد تشريحها في اللجان، وما سيكون عليه موقف النواب في الهيئة العامة من الإيرادات الضريبية المقترحة من أجل تمويل كلفتها، بعدما كانت اللجان قد أقرتها قبل 3 أعوام ورفعتها إلى الهيئة العامة لإقرارها، لكن رفع الجلسة يومها وعدم إقفال المحضر حالا دون نشرها في الجريدة الرسمية ودون دخولها حيز التنفيذ. في تلك الجلسة الشهيرة عام 2014، أقرّت الهيئة العامة كل الجدول الضريبي المرفوع باستثناء إجراءين: زيادة الضريبة على القيمة المضافة بنسبة واحد في المئة، وتسوية مخالفات الاملاك البحرية بعد الخلافات الحادة في أوساط النواب حيالهما. أما اليوم، وفي ظل أجواء الوفاق السائدة، فقد أقرت اللجان هذين البندين لكي تصبح السلسلة جاهزة أمام الهيئة العامة بإيراداتها، للإقرار في المجلس.

كل الاجواء تشير إلى أن القوى السياسية جادة وجازمة حيال إنجاز السلسلة وتمويلها، أيا تكن النتائج المترتبة على الاقتصاد أو على المواطنين، إنطلاقا من اقتناع بأن الضرائب المقترحة لا تحمل ذوي الفئات المتوسطة أعباء، وأن كل ما يحكى عن أعباء يدخل في إطار التهويل، علما أنه كان في الإمكان تلافي جزء كبير من الضرائب والاكتفاء بإجراء أو اثنين على أبعد تقدير لتمويل السلسلة. فبند تسوية المخالفات البحرية كفيل وحده بتمويل السلسلة، إذ تقدر إيراداته بـ800 الى 900 مليون دولار، أو مساهمة المصارف في الاكتتاب بسندات خزينة محسومة، كانت اقترحت السير بها لتغطية كلفة السلسلة. لكن المشكلة لا تقف عند حد تمويل السلسلة بـ1200 مليار ليرة بعدما نجحت اللجان بخطوة قد تكون الايجابية الوحيدة في هذا الموضوع، في وضع سقف للإنفاق، بحيث بات متعذرا رفع الانفاق عن هذا السقف، كما أن المبلغ المرصود في الاحتياط لهذه الغاية بات يمكن صرفه في هذا الاتجاه وليس في اتجاهات أخرى.

فالمشكلة تكمن في الاجراءات الضريبية الاخرى المقترحة ضمن مشروع الموازنة، والتي تثير قلقا وخشية كبيرين في الأوساط الاقتصادية، نظرا إلى ما سترتبه من انعكاسات خطيرة على الاقتصاد وعلى مؤسسات القطاع الخاص قد تصل إلى حد الإفلاس في ظل مؤشرات اقتصادية متراجعة جداً.

صرخة للتجار أطلقوها أمس على هامش احتفال تكريمي للإعلام أقامته جمعية تجار بيروت، تختصر بسؤال محوري يستولد مجموعة من التساؤلات: ماذا تريد الدولة من الناس ومن المؤسسات الاقتصادية؟ هل يعي المسؤولون حجم الاضرار والخسائر اللاحقة بمختلف القطاعات، أو نسبة البطالة في صفوف الشباب على حساب تشغيل اليد العاملة السورية، أو نسبة النمو الضعيف المحقق في الاعوام الاخيرة؟

واستطرادا، ما الذي يدفع السلطات المالية إلى وضع إجراءات تكبل المؤسسات وتدفع أصحابها إلى البحث عن وجهات استثمارية خارج البلاد، كما ستكون الحال مع شركات "الأوف شور" التي وضعت قيودا على أنشطتها، فيما تشكو المؤسسات إجراءين وردا في قانون الموازنة، أحدهما يحظر الاعتراض على التكليف والآخر يسقط مرور الزمن عن التحقق؟ ويلاحظ أن وزارة المال قدرت الإيرادات المالية المتوقعة من الإجراءات الجديدة المقترحة بـ2436 مليار ليرة، منها كلفة السلسلة البالغة 1200 مليار، يضاف اليها 980 مليارا هي بدل غلاء المعيشة، مما يعني أن هناك إيرادا إضافيا بما يقارب 346 مليار ليرة، قدرته الوزارة تحسبا لاحتمال عدم قدرتها على تحصيل الإيرادات وفق التوقعات. وبالنظر إلى الإيرادات المحققة في 2016 ومقارنتها مع 2015، يظهر أن التحسن لم يتجاوز نسبة 2,6 المئة، مقابل زيادة في الإنفاق تجاوزت الـ7 في المئة، مما جعل العجز يرتفع إلى 33 في المئة مقارنة مع 29 المئة في 2015.

وتجدر الاشارة إلى ان وزارة المال كانت وضعت ضمن فرضياتها الماكرو – إقتصادية لـ2017 والتي أعدّ على أساسها مشروع الموازنة، ان يكون الناتج المحلي في حدود 82 ألف مليار ليرة على أساس معدل نمو حقيقي نسبته 2,6 في المئة ونسبة تضخم تبلغ 1,88 في المئة. كما قدر الإيرادات الإجمالية بـ 16858 مليار ليرة مقارنة مع 16185 مليارا مقدرة في موازنة 2016 (المحقق 13989 الفا). ثمة شكوك في الاوساط المالية والاقتصادية في قدرة الحكومة على تحقيق هذه التوقعات في ظل الوضع الاقتصادي الراهن. علما ان وفدا من رجال الاعمال والتجار كان اجتمع قبل أيام بمستشار رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية مازن حنا وسلمه مذكرة بملاحظاتهم على الإجراءات الضريبية المقترحة.

 

حروب إيران على الجميع

فاروق يوسف/العرب/11 آذار/17

تشيع إيران وإن بطريقة غير مباشرة أنها بصدد تلطيف وتحسين علاقتها بالمملكة العربية السعودية، كما لو أن القيام بذلك الأمر من شأنه أن يشكل بوابتها على العالم الذي بات يضع يده على قلبه، في انتظار ما سيفعله الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب في مجال تنفيذ وعده بقطع أجنحة إيران.

السعودية من جهتها تبدو غير معنية بالموضوع، فهي لم تعلق على المساعي الإيرانية لا لأنها لا تصدق المزاعم الإيرانية فحسب، بل وأيضا لأن تلك المساعي في الجزء الأكبر منها هي عبارة عن محاولات لجس النبض لمعرفة طبيعة التفكير السياسي السعودي في شأن أي علاقة محتملة.

مشكلة إيران أنها لا تريد أن تعترف بأن الآخرين، ومن ضمنهم السعودية، صاروا على دراية بأساليبها في تفخيخ العلاقات وابتكار الوسائل التي تعتقد أنها تبيح لها القيام بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بما يكشف عن عدم احترامها للقوانين الدولية.

ولأن إيران دولة أزمات فإنها لا ترتاح لرؤية محيطها الإقليمي مستقرا.

لذلك يمكن القول إن العرب قد ارتكبوا خطأ فاحشا حين سمحوا بانزلاق العراق إلى هاوية انتهت به إلى فوضى، يبدو الخروج منها اليوم أمرا مستحيلا.

تدهور الأمور في العراق الذي بدأ بتحطيم دولته الوطنية شكل بالنسبة إلى إيران هبة لا يمكن أن يجود بها الدهر لتنفيذ مشاريعها في المنطقة. تلك المشاريع التي لا تهدف سوى إلى فرض الحصار الإقليمي على السعودية ودول الخليج من خلال خلخلة المحيط الطبيعي الذي هو المجال الحيوي لتلك الدول.

بعد العراق كشف الإيرانيون عن خارطتهم الرملية التي ضمت سوريا واليمن ولبنان. وهي في حقيقتها خارطة هشة منحها العرب نوعا من المصداقية، حين صدقوا الادعاءات الإيرانية وصاروا يتصرفون كما لو أن تلك الادعاءات هي حقائق لا يمكن سوى أن يرضخوا لها. لم يكن رد الفعل العربي مناسبا حين تخلوا عن سوريا ولبنان بعد العراق. أما حين ذهبوا مضطرين إلى اليمن فكانت حيلتهم ضعيفة. ذلك لأن الحوثيين الذين تعتمد عليهم إيران هناك لا يشكلون إلا الجزء الأصغر من المشكلة اليمنية، وهي مشكلة لم يكن حلها معقدا لولا أن العرب صدقوا مجموعة الأوهام الإيرانية التي بالغت بعض الأطراف اليمنية في تضخيمها.

من مصلحة إيران أن تقوم حروب من حولها، لذلك فإن المواجهة العربية ينبغي أن تقوم على أساس السعي إلى إطفاء نار تلك الحروب والتوجه إلى إعمار الحياة، بدلا من هدر الأموال في ما لا طائل منه سوى الخراب.

ما يوقف إيران عند حدها لا يقتصر على مواجهتها بحقيقة مشروعها المعادي للعرب، بل يتخطى تلك المواجهة إلى محاولة رأب الصدع الذي شق العرب إلى أمتين. أمة ضربتها إيران بأذرعها الطائفية وشلت قدرتها على اتخاذ قرارها المستقل، وأمة أخرى تعيش تحت هاجس الخوف من تمدد المشروع الإيراني الذي باتت أطراف دولية عديدة تنظر إليه باعتباره واقع حال.

من شأن التفات العرب إلى أحوالهم الداخلية بدلا من الاكتفاء بردود الأفعال المتشنجة، أن يقلب أصول اللعبة وينهي المعادلة التي تقوم على أساسها حروب إيران غير المباشرة.

لقد بات جليا بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج أن علاقات سوية بالجار الإيراني لا يمكن أن تقوم في ظل تمسك الإيرانيين بمشروعهم التوسعي القائم على أساس تمزيق الجسد العربي وإشاعة الفتنة وصنع تاريخ بديل عن ذلك التاريخ العربي المشترك.

تلك القناعة التي يجب ترسيخها باعتبارها نوعا من الفهم لا يمكن أن تكون فاعلة إلا إذا سعى العرب إلى إعادة التفكير في استرجاع ما فقدوه خلال العقود الثلاثة الماضية من مصادر قوتهم.

إذا ما عمل العرب على إحياء مصلحتهم في أن يكونوا أمة واحدة، كما هي حقيقتهم التاريخية، فإن إيران ستكون مضطرة إلى مراجعة سياساتها بعد أن تفشل في إدامة حروبها التي أثبتت الوقائع أنها تشمل الجميع ولا تستثني أحدا.

 

ماذا بقي من 14 آذار وهل تعود يوما؟

شارل جبور/المسيرة/10 آذار/17

لم تنجح 14 آذار بالخروج من موقع رد الفعل إلى الفعل السياسي، ولكنها نجحت على أكمل وجه في دورها من مربع رد الفعل، حيث أخرجت الجيش السوري من لبنان، ومنعت “حزب الله” من إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل الخروج السوري، وحافظت على التوازن بين الدولة والدويلة، وقامت بربط نزاع حقيقي مع الحزب. وهذا الدور ليس بالقليل إطلاقا، لأنه لولا الممانعة القوية التي أظهرتها 14 آذار لكان لبنان يرزح اليوم تحت الهيمنة الإيرانية، وبالتالي لا يجوز التقليل من الدور الوطني لهذا المكون الذي استهدف بالاغتيال السياسي واستخدام السلاح والتلويح بالحرب الأهلية.

وقد لا يكون الوقت مناسبا للكلام عن الأسباب التي حالت دون انتقال 14 آذار إلى الفعل السياسي واستطرادا عدم تمكنها من تطوير بنيتها الإدارية على رغم ميل البعض إلى تعميم المسؤولية إما تهربا من قول الحقيقة وإما لغايات مصلحية، ولكن ما يهمنا اليوم تجاوز هذه الإشكالية من أجل التأكيد ان 14 آذار أنجزت مهمتها وما بقي منها وسيستمر يتمثل بالآتي:

أولا، بدلت 14 آذار في العلاقة بين اللبنانيين والنظرة إلى بعضهم البعض، هذه النظرة التي تطلبت 15 سنة على انتهاء الحرب، فيما كان يفترض، لولا الاحتلال السوري، ان تتحقق المصالحة في العام 1990 لا 2005. فـ14 آذار أزالت الخوف من الآخر وقربت المسافات وطوت صفحة الماضي وفتحت صفحات نحو المستقبل.

ثانيا، أظهرت 14 آذار ان الشعب اللبناني ليس شعوبا، وانه قادر، وقت اللزوم، ان يثور وينتفض دفاعا عن كرامته ونمط عيشه وقيمه ومثله العليا، كما أظهرت ان حبه للحياة أقوى من كل محتل وطاغية ومجرم.

ثالثا، بيّنت 14 آذار ان نجاح اي فكرة او قضية تستدعي لبننتها، اي نقلها من الهاجس المحق، ولكن الفئوي، إلى الهاجس العام، اي الوطني، وبالتالي المعبر لتحقيق اي مطلب إخراجه من الخاص إلى العام.

رابعا، بقي من 14 آذار وسيبقى ذكرى جميلة وصورة معبرة وما بينهما فكرة او رسالة فحواها ان العيش المشترك يشكل قيمة لبنان وفرادته، ولكن العيش المشترك ليس شعارا نرفعه لإظهار “وطنيتنا” و”عدم طائفيتنا”، إنما مساواة حقيقية في الشراكة والقرار والمصير، ومحاولة البعض تجاهل هذه القاعدة يشكل مساهمة عن غير قصد بضرب كل فكرة العيش المشترك.

فإذا كانت السيادة ليست مسألة نظرية بل فعلية، وهي كذلك، لأنه إما تكون الدولة ممسكة بالقرار الاستراتيجي او لا تكون، فإن العيش المشترك إما يكون فعليا او لا يكون، لأن المقصود ليس عيشا اجتماعيا بل عيشا سياسيا-اجتماعيا بانتظار تطوير نظامنا السياسي وفقا لاتفاق الطائف وإنشاء المجلسين، وأما محاولة البعض القفز فوق الواقع السياسي، ولو عن حسن نية، فتؤدي إلى تعميق الخلل في العيش المشترك، لا العكس.

وإذا كان الاستقرار يشكل مطلبا للجميع، فهذا الاستقرار المنشود لا يمكن تحقيقه سوى على قاعدة المساواة بين اللبنانيين ورفع الظلم وتطبيق الدستور والالتزام بالقوانين المرعية.

ويبقى من أهم إنجازات 14 آذار وحدة المواقف المسيحية-الإسلامية التي قادت إلى إخراج الجيش السوري من لبنان، ووقفت في مواجهة سلاح “حزب الله”، وأكدت على خيار الدولة كخيار أوحد لنجاح الفكرة اللبنانية وقيام لبنان.

ويبقى السؤال: هل تعود 14 آذار يوما؟ لا شك ان الظروف السياسية التي قادت إلى ولادة 14 آذار واستمرارها لم تتبدل، ما يجعل ولادتها المتجددة بأشكال مختلفة ممكنة في أي لحظة، لان كل العوامل التي أنتجتها ما زالت قائمة، ولكنها اليوم بحكم المجمدة إراديا بفعل تجميد الخصم هجومه عليها وعلى البلد، وبفعل التطورات التي استجدت مع انتخاب الرئيس ميشال عون وانتقال الحالة العونية إلى المنطقة الوسطية، ولكن في اللحظة التي يعاود فيها الخصم الاستراتيجي هجومه تعود 14 آذار إلى مربع رد الفعل دفاعا عن لبنان ومشروع الدولة، ولا بأس، في الوقت الضائع بانتظار التسوية الإقليمية واستطرادا المحلية، من الاستثمار في الاستقرار القائم لتحصين مشروع الدولة.

 

عشاء "حكيّم" يجمع الخازن وحبيش

عيسى بو عيسى/الديار/10 اذار 2017

في مقابل زحمة المرشحين على جبهة الثنائي المسيحي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر حيث باتا المرشحين أنفسهم وخصوصاً الحزبيين والمقربين من التيار يزاحمون بعضهم البعض وصولاً الى بضع عمليات من التشكيك في الولاء والخدمة القديمة في الصفوف العونية وهذا «تعيير» لا مناص او خلاص منه في ظل الموجة الحاصلة لصالح التيار العوني وكثيرون يريدون اقتناص الفرصة المتاحة الآن وليس غداً من اجل الحصول على النمرة الزرقاء. ولا تقل الزحمة في المقلب الآخر لدى المستقلين والنواب السابقين ذلك ان منسوب معنوياتهم زاد ارتفاعه عما سبق من الوقت خصوصاً عند الحديث شبه المؤكد عن دمح كسروان وجبيل في دائرة واحدة والأعظم لدى مصادر هؤلاء ان اعتماد النسبية فتح صفحة جديدة من النضال الانتخابي في ظل توفر فرص اكبر للفوز وليس الخرق فحسب، وتوضح هذه المصادر ان الرسم البياني للتشكيلة التي ستخوض المعركة الانتخابية وان كان من المبكر الخوض فيها الا ان بعض الملامح لا بد من ذكرها:

- اولاً: ان قيام تحالف بين النائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن سيشكل قوة انتخابية وازنة خصوصاً اذا ما امتد هذا التحالف نحو جبيل وانضمام النائب السابق الدكتور فارس سعيد له وكذلك الدكتور محمود عواد الذي كان مقرباً من آل الحريري فيما مضى ولم يتم التعرف حالياً كيفية تموضعه مع الرئيس سعد الحريري، يضاف الى هؤلاء النواب السابقين رئيس بلدية جبيلية فاعل يمكن اذا ما عزم الامر على الترشح وعلى خلفية التأجيل التقني لموعد الانتخابات ان يقدم على خطوة شرعية تسمح له بخوض هذا الاستحقاق الانتخابي، الا ان استكمال هذه اللائحة من الصنف الاول الممتاز يبدو بعيد المنال لاسباب عدة وفي مقدمها عدم وجود قوة تجييرية تعين هذه التشكيلة في دائرة كسروان او حتى في بلاد جبيل.

وفي هذا الاطار تتحدث المصادر نفسها عن ان ترشح المهندس نعمت جورج افرام الى جانب هذه اللائحة دون صعوبات أقلها ان الرجل يشبك علاقة متينة مع الوزير جبران باسيل فيما يبقى عائق رئيس اتحاد بلديات كسروان الشيخ جوان حبيش متواجدا امام افرام للتحالف مع العميد شامل روكز ويبدو ان الاخير اي روكز لم ينجح في تقريب وجهات النظر بين حبيش وافرام حتى الساعة مع ان المغوار روكز لا يرى صعوبات جمة في حل كافة المشاكل خصوصاً ان الاخير يرى ان الانتخابات في كسروان على وجه الخصوص والقواعد الشعبية فيها لا ينتخبون بالسياسة انما وفق تفكير سياسي يضاف اليه اساس العائلات وهي منطقة حساسة للغاية جاء اليها من المؤسسة العسكرية وليس من بلدة او مدينة ما وفق مفاهيم الوحدة الوطنية وهو يرجح انضمام كسروان وجبيل الى دائرة انتخابية واحدة.

- ثانياً: هل ينضم منصور البون الى الثنائي المسيحي؟

المصادر المسيحية نفسها تعتبر ان وضعية البون دقيقة لجهة خياراته ولكنه في مجمل الاحوال ووفق تجاربه السابقة لم يحارب اي عهد رئاسي منذ الطائف بل مشى على خطاه وهو غير مشاكس يقضي معظم بكامل وقته في خدمة الناس وقد اثبتت تجربته هذه بعد معاناة مع من اطلق على النواب صفة نواب الخدمات ليعود هؤلاء ويزاحموه على مداخل الوزارات والسرايا، ومسألة تشكيل لوبي قوي بين الخازن والبون في كسروان يلزمها الكثير من الدرس انما هذه المصادر تعتبر ان نهائية هذا القرار مرتبطة بأمرين:

1ـ تخلي الثنائي المسيحي عن البون بشكل نهائي، وابلاغه بالامر بالرغم من روابط قوية تجمعه مع النائب الان عون والسيدة ميراي الهاشم عون كريمة رئىس الجمهورية العماد ميشال عون وكذلك علاقة متينة مع العميد شامل روكز، ولكن اذا لم تكن هذه الامور مجتمعة فان الرجل لن يجلس في منزله يتفرج وهو الاول في القضاء على الصعيد الشخصي انتخابياً.

2ـ امكانية أن يأتي الترياق من خارج الدائرة وتتم المعالجة على مستوى عال وتتحقق ما يمكن بالفعل تسميته معجزة ذلك ان الوزير السابق فريد هيكل الخازن الحائز على نسبة عالية من الاصوات وفق كافة الاستطلاعات التي اجريت في كسروان والاول في انتخابات العام 2000 النيابية حيث كانت جبيل وكسروان دائرة واحدة، من هنا يمكن التعويل على حلف متين يتم تشكيله من قبل الخازن وينضم اليه البون مع العلم ان لقاء جرى ليل أمس الاول بين الخازن والشيخ جوان حبيش في منزل القنصل جاك حكيم على مأدبة عشاء وتبدو العلاقة بينهما على الصعيد الشخصي افضل من علاقة المهندس افرام وحبيش على خلفية الانتخابات البلدية الاخيرة.

ثالثاً: يبدو العميد روكز من ناحيته مرتاحاً فهو يربط علاقات تبدأ من الشمال ولا تنتهي في الجنوب مروراً بالبقاع وعكار ولا يرى العميد المتقاعد مشكلة في اجراء الانتخابات ولا في كل ما قيل ويقال وهو منصرف الى تحقيق وحل المعضلة في كسروان والمتمثلة بتوسيع الاوتوستراد وانشاء طريق واسع يربط نهر الكلب ببلدة ذوق مصبح وهذا كفيل وحده بحل هذه المشكلة المستعصية منذ أمد بعيد، ويصف علاقاته مع كافة المرشحين بالممتازة تاركاً أمر اختيار مرشحي التيار الوطني للحزب الذي سيقدم الاول في المنطقة من حيث الشعبية وكائناً مَن كان سيكون الى جانبه وهو سينتقل قريباً الى مكتبه في كسروان حيث لا يفارقها كل يوم ويجوب فيها من قرية الى أخرى ولكن... برفقة جوان حبيش؟

لا شك ان دائرة كسروان وان كان يحيط بها التعتيم وعدم وضوح الرؤية لجهة التحالفات الانتخابية الا انها دون ادنى شك مقبلة على انتخابات مصيرية يتحدد من خلالها من يريد اهل كسروان ممثلين عنهم بعد سبات لا بأس به حيث كانت الهجومات السياسية تلاحق زعيم لائحة النواب الحاليين الرئيس ميشال عون وامتناع السلطات التنفيذية عن تقديم ادنى الخدمات لابناء المنطقة، ولكن ثمة من يعيب على النواب الباقين الذين رفعهم معه عون في الطائرة الى اعلى دورتين متتاليتين ولكن حسب واقع الحال فان كامل الحمولة سوف تنزل قريباً سبيلاً كي تقلع الطائرة خفيفة الوزن لتصل الى محطتها الآمنة، وفي المقابل يراود الشك معظم الطبقة السياسية من خارج الثنائي المسيحي في كسروان وهذا أمر مشروع ولكن لا أحد يعلم ماذا تحمله الدائرة الكبرى بديلاً عن الصغرى أي ضم جبيل وكسروان الى بعضهما وعندها يمكن اذا ما تم عطفها على النسبية تزيل هذا القلق ويتمثل الجميع.

 

اهالي طرابلس ينتظرون الانتخابات لتبدأ المحاسبة

دموع الأسمر/الديار/10 آذار 2017

هل يكون الاستحقاق الانتخابي المرتقب فرصة كي تحظى المناطق الشعبية المهملة في طرابلس برعاية الطبقة السياسية، لا سيما وان هذه المناطق معروفة بأحزمة البؤس التاريخية التي زاد من تفاقمها ما شهدته طرابلس من احداث ادت الى تراجع الحركة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة؟

كثيرون في الاحياء الشعبية ينظرون الى الاستحقاق الانتخابي فرصة للمحاسبة سواء على مستوى ما اصاب سكان هذه المناطق من دمار وخسارة في الارواح جراء جولات العنف او للتمادي في الاهمال والحرمان، لا سيما في منطقة التبانة والاسواق الداخلية وهي مناطق تعتبر الخزان الرئيسي في المدينة والعامود الفقري لاي تيار سياسي يسعى للامساك بمفاصل المدينة او بقرارها السياسي. ولان القيادات والتيارات السياسية تدرك هذه الحقيقة فان الماكينات الانتخابية التي بدأت تتشكل توجه اهتماماتها نحو هذه المناطق سواء في تكوين هيكليتها الادارية او في تقديم الخدمات الانسانية والاجتماعية. وهي حاجات ملحة لهذه الاحياء التي باتت تحت فقر باعتراف المنظمات الدولية التي اجرت دراسات على الساحة الطرابلسية ولاحظت حجم المعاناة، خاصة ما يعانيه الشباب من بطالة وفقر مدقع لدى العائلات التي بالكاد تجد قوت يومها ولذلك تلاحظ الاوساط السياسية ان معظم هؤلاء الشباب يتنقلون بين المكاتب السياسية لعلهم يحظون بعمل او تأمين مردود شهري يؤمن لقمة عيش العائلات. وترى اوساط طرابلسية ان المدينة تحتاج الى قوى تغيير حقيقية ترفع لواء مواجهة الفساد بكافة اشكاله ولواء محاربة التهميش الذي تعاني منه طرابلس، ولفتت هذه الاوساط الى ان ما يقدمه الرئيس نجيب ميقاتي من خلال مؤسساته امر جدير بالاهتمام والتقدير، لا سيما وان خدماته طرقت معظم ابواب العائلات المحتاجة في المدينة. وبالتالي فان المرحلة تقتضي تضافر الجهود السياسية لتفعيل عملية تحقيق الانماء في المدينة والنهوض بها ولطالما ارتفعت اصوات دعت الى التعاون بين مشروعي الرئيس ميقاتي واللواء ريفي فيما يتعلق بتأمين التيار الكهربائي على مدار الساعة وان هذا العمل الحيوي الانمائي يجب ان لا يرتبط بالموسم الانتخابي بل هي دعوة شعبية غايتها طرابلس واهلها كي تستعيد دورها الحيوي عاصمة للشمال على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية.

وتعتبر الاوساط ان منطقة مثل التبانة كانت معروفة بلقب «باب الدهب» والمطلوب اعادة دورها السابق بدءاً من شارع سوريا الذي كان محطة استقطاب لكل ابناء الشمال. وانه منذ انتهاء الاحداث وتطبيق الخطة الامنية لم تشهد التبانة عملا انمائيا حقيقيا واحدا بل ان الوعد بالخطة الانمائية التي يفترض ان تكون مواكبة للخطة الامنية قد اندثرت وذهبت سدى هذه الوعود دون ان يسمع صوت من قيادات المدينة تطالب باطلاق هذه الخطة، لكن يعول شرائح واسعة من الطرابلسيين على العهد الجديد لان يتجه نحو طرابلس والشمال عامة لتحقيق احد بنود اتفاق الطائف وهو الانماء المتوازن علما ان هذه الاوساط ترى ان حتى الانماء المتوازن لم يعد كافيا لانقاذ طرابلس والشمال من واقع الحرمان بل الحاجة الى مجلس انمائي يتولى عملية الانماء والنهوض بالمدينة لترتقي الى مستوى باقي المناطق.

 

انتهى دور الميليشيات والمرتزقة في سوريا

حسان القطب/مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات/10 آذار/17

انها الحرب بالوكالة واستخدام اموال وقوات وميليشيات الاخرين لخوض وتمويل الحروب..!! ومرتزقة من كافة دول العالم لتحقيق اهداف استراتيجية وتنفيذ مصالح الدول الكبرى.. ؟؟ هذا ما جرى بالفعل في سوريا والعراق..؟؟ الولايات المتحدة تدرك انها تملك من القوة ما يؤهلها او يسمح لها بانجاز ما تريد..!! ولكن بكلفة باهظة مالياً وعسكرياً وبشرياً..؟؟ مع ما يؤدي اليه هذا من استعداء لشعوب المنطقة..؟؟ مستفيدةً من نتائج تجربتها السابقة في افغانستان والعراق..؟؟ فكان لا بد من استخدام البدائل المتوافرة واستغلال طموحات الدول الاقليمية وصراعاتها ..؟؟ فاستفادت من طموحات ايران وجشع مسؤوليها وحضورهم على بعض الساحات العربية والاسلامية..؟؟

 فتجاهلت الولايات المتحدة والدول الاوروبية في بداية الامر ارسال ايران مرتزقتها وميليشياتها من مختلف دول العالم العربي والاسلامي للقتال الى جانب نظام الاسد والعراق، ومحاولتها وضع اليد على عواصم عربية متعددة كما اعترفت ايران بذلك على لسان مسؤولين رسميين..!! وارتياح ايران للإنكفاء الاميركي ولتطورات المنطقة.. شجعها على ان تعلن انها قد شكلت جيش التحرير الشيعي في العالم العربي والاسلامي لحماية مشروعها الطائفي المذهبي، كما لحماية نظامها في طهران وكذلك لمنع الحرب من الامتداد الى الداخل الايراني...؟؟ هذا الى جانب انفاق مئات المليارات لدعم هذه الانظمة على الصمود والاستمرار كما للإنفاق على الحرب وشراء الاسلحة ورعاية قتلى وجرحى هذه الميليشيات، وحصلت ميليشيا حزب الله في لبنان على حصة وازنة من هذه المساعدات تقديراً لزجها بميليشياتها في حرب ايران على العالم العربي والاسلامي..؟؟

كذلك لم تعترض الولايات المتحدة واوروبا على تركيا التي بدورها تجاهلت في بداية الامر تدفق الجهاديين عبر حدودها من مختلف دول العالم الى الاراضي السورية...!! ولكن مؤخراً وفجأة قطعت طرق الامداد التي كانت مفتوحة من تركيا وعبرها لمساعدة ثوار سوريا..؟؟ ولم يعد لها من ضرورة كما يبدو...!! فأصبحت فصائل الثورة السورية غير قادرة على مواجهة الهجمات او حتى رد عدوان ؟؟ واصبح قتال التطرف ملحاً وملزماً وضرورياً بالنسبة لتركيا...؟؟ ودخل الجيش التركي الى سوريا لضرب (داعش) بالوكالة عن الولايات المتحدة وروسيا..والمؤشر الأول والاهم على هذا التفاهم كان تسليم حلب للقوات الروسية كما اشار بوتين نفسه..!! بناءً عليه استخدمت تركيا بعض فصائل الثوار تحت رايتها فيما اطلق عليه معركة درع الفرات.. لقتال تطرف داعش وتنظيمها المنتشر في سوريا والعراق...؟؟

بعد ان استقر الامر عسكرياً واستنزف الجميع دون استثناء..وكادت ان تصل الامور الى خواتيمها في العراق كما في سوريا..؟؟ "أعلن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية الكولونيل "جون دوريان"، عن نشر قوات أمريكية إضافية في سوريا لتعجيل ما أسماه "هزيمة" تنظيم الدولة في مدينة الرقة السورية. وأضاف دوريان، أن "القوات الإضافية لن يكون لها دور في الخطوط الأمامية وستعمل مع شركاء محليين في سوريا في إشارة إلى ميليشيا ما تسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية". بحسب ما أوردت "رويترز". وأضاف دوريان عبر الهاتف "نتحدث عن نحو 400 جندي إضافي في الإجمال وسيكونون هناك لفترة مؤقتة" وتابع " أنهم سينضمون إلى 500 جندي أمريكي ينتشرون بالفعل في سوريا". وتضم القوات الإضافية التي وصلت "خلال الأيام القليلة الماضية" وحدة مدفعية من مشاة البحرية ومجموعة من جنود الجيش الأمريكي."...

روسيا تستخدم الميليشيات الايرانية وميليشيا النظام السوري او ما تبقى منها لخدمة طموحاتها ومصالحها..؟؟.. والولايات المتحدة تستخدم قوات (قسد) كما ذكر الناطق الرسمي الاميركي.. لتثبيت حضورها على الساحة السورية..؟؟ وتركيا تستخدم الفصائل السورية تحت مسمى قوات درع الفرات لمنع قيام كيان كردي على الحدود التركية...؟؟ وايران التي ترى انها الخاسر الاكبر الان بعد ان تحملت عبء تمويل الحرب في سوريا.. تحاول مجدداً ان تلعب دور الحاضن لتحرير الجولان..للتذكير بحضورها وتضحياتها بالميليشيات التي ارسلتها الى سوريا والعراق.. (فقد خرج المتحدث باسم ميليشيا "النجباء" هاشم الموسوي ليعلن من طهران عن تشكيل فيلقاً لـ"تحرير الجولان"، مشيراً إلى أن هذا الفيلق مدرب ولديه خطط دقيقة، ومكون من قوات خاصة، مسلحة بأسلحة استراتيجية ومتطورة. ووضع "الموسوي" خلال مؤتمر صحفي من مقر وكالة "تسنيم" الإيرانية "الفيلق الوليد" تحت إمرة نظام الأسد..)

اذا فقد وصلت القوات الاميركية الان لحماية مصالحها في سوريا والعراق ومصالح حلفاؤها في المنطقة.. كما فعلت قبل فترة روسيا حين امسكت بمفاصل استراتيجية في سوريا كالمرافيء وبعض المطارات ومنطقة الساحل السوري الحيوية..والاستراتيجية بالنسبة لروسيا اولاً واخيراً..؟؟ وكما قامت به تركيا لحماية حدودها ومنع ايران من الامساك بسوريا او اقامة دويلة كردية على حدودها..؟ في حين ان ايران التي كانت تسعى من تدخلها في سوريا ربط لبنان وسوريا عبر العراق بطهران، وجدت نفسها في مواجهة مع قوى دولية لا تقدر على تحمل اعباءها..؟؟ خاصةً بعد التصريحات الاميركية والاسرائيلية التي تشير الى ضرورة خروج ايران من سوريا..؟؟

بعد ان اصبحت ايران معزولةً عن الامة الاسلامية والعربية وفي حالة عداءٍ معها نتيجة تدخل الميليشيات الايرانية الطائفية الى ادت  لسقوط وقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين والتسبب بحالة اجتماعية مقلقة وخطيرة نتيجة وجود مئات آلاف الارامل وملايين الايتام الذين لا معيل لهم ولا عائلة مستقرة تحضنهم.الى جانب اصحاب الاعاقات الجسدية من مختلف الاعمار...وتدمير قرى ومدن وبنية تحتية والوصول بالمجتمع السوري والعراق الى شفير الانهيار.. والى انقسام ديني – مذهبي عامودي بين السنة والشيعة...لا يمكن معالجته الا بعد عقود او مرور اجيال وربما اكثر من قرنٍ من الزمن..؟؟ جاء الاعلان عن وصول القوات الاميركية الى سوريا لتنفذ ما اشارت اليه المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي التي قالت: (علينا إخراج إيران وحلفائها من سورية»، مؤكدة ضرورة «أن لا تبقى سورية ملاذا للإرهابيين». وذكرت هايلي أنه «يتعين علينا العمل من أجل إخراج إيران وأتباعها من سورية، وعلينا أن نتأكد أنه كلما تم إحراز تقدم فإننا نقوم بتأمين الحدود لحلفائنا أيضا..).. الحضور الاميركي المباشر في سوريا وان لم يكن جديداً ولكن مجرد الاعلان عنه بهذه الصورة مضافاً اليه تصريح المندوبة الاميركية في الامم المتحدة.. وما يؤكد جدية وخطورة المرحلة المقبلة هو ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن مصادر إسرائيلية من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيحمل إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى موسكو، رسالة إسرائيلية - أميركية مشتركة، مفادها أن البلدين قررا القيام بحملة للجم الوجود الإيراني في سوريا. وأضافت الصحيفة أن متحدث باسم نتنياهو قال "إن المحادثة الهاتفية الأخيرة التي جرت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليلة الاثنين الماضي، كانت بهدف تنسيق المواقف عشية زيارة نتنياهو إلى موسكو". من جانبه، قال مسؤول وزاري صاحب تاريخ عسكري في الجيش الإسرائيلي، إن "الرسالة ستؤكد أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعدان التجارب التي تجريها إيران على الصواريخ الباليستية، تحدياً لهما، مشدداً على أن "مصالح حيوية وحساسة لطهران في سوريا قد تكون أهدافاً لهما قريباً.. وعندما سُئل عما إذا كان يقصد أن إسرائيل ستقصف قوات إيرانية في سوريا، أجاب: "كل شيء إيراني يتحرك في سوريا سيكون في المرمى"...؟؟؟ خلاصة القول ان ايران بوعي او دون وعي قامت بتمويل حرب الولايات المتحدة على المنطقة وبتحقيق طموحاتها، وسوف تخرج ايران خاسرة بعد ان استنفذت اموالها وحلفاءها واستنزفت طاقاته وخاطرت باهتزاز استقراها الداخلي لتحقيق طموحات تاريخية الى جانب انكشاف مشروعها وطموحانها ..

 

هل تقاضى ترامب أموالاً من «الحرس الثوري» الإيراني؟

واشنطن /حسين عبدالحسين/الراي/10 آذار/17

انشغلت الأوساط الأميركية بتقارير عن إمكانية تقاضي الرئيس دونالد ترامب، في شكل غير مباشر، اموالا مصدرها «الحرس الثوري» الايراني. ونشرت مجلة «نيويوركر» المرموقة مقالة مطولة عن فندق ترامب في العاصمة الاذربيجانية باكو، وأرفقتها بتفاصيل حول وزير النقل السابق ضياء محمدوف، الذي كتبت المجلة أنه منح شركة بناء يديرها قيومار درويشي، وهو من القياديين المعروفين في «الحرس الثوري الايراني»، عقوداً ضخمة لتأهيل الطرقات، في ما تبدو صفقة تقاسم الاموال العامة الاذربيجانية بين الاثنين. وتقاضى ترامب ما يقارب خمسة ملايين دولار، من آل محمدوف شركاء درويشي، للسماح لفندق في باكو ان يحمل اسمه. وأوردت المجلة ان مبنى الفندق يقع في منطقة بعيدة عن النشاط السياحي والتجاري في العاصمة الاذربيجانية، وان لا شوارع تصل المبنى بشبكة الطرقات المحلية. وتحظر القوانين الاميركية على الشركات ورجال الاعمال الاميركيين تسديد اي رشوة لموظفي حكومات العالم. كما تحظر تعاطي الشركات الاميركية مع أي مواطنين غير أميركيين ممن يثبت ارتباطهم بجرائم مالية تتعلق بالارهاب او تبييض الاموال، وهو ما يجعل من علاقة ترامب بمحمدوف موضع شك في المحاكم الاميركية. وكانت المحاكم الاميركية قاضت عددا من الشركات الاميركية وغير الاميركية بتهم تتعلق بتسديد رشاوى أو تلاعب في الحسابات في عدد من دول العالم، منها الكويت. وفي حالة ترامب، يبدو ان الرئيس الذي جمع ثروة طائلة كرجل اعمال، أمضى السنوات الاخيرة الماضية وهو يعمل بمثابة واجهة لشبكات تبييض الاموال حول العالم، او هذا على الأقل ما قاربت التوصل اليه وسائل الاعلام الاميركية المختلفة، ربما احيانا بمساعدة من بعض وكالات الاستخبارات الاميركية، التي تمضي في تزويد الاعلاميين بتسريبات متنوعة حول علاقات ترامب بروسيا وبعض شبكات الاعمال الدولية غير الشرعية.

وكان ترامب دعا، في اطلالة له قبل انتخابه رئيسا، الى الاطاحة بالقوانين الاميركية التي تحظر الرشوة في دول العالم غير الولايات المتحدة. واعتبر حينذاك ان القانون المذكور يعيق عمل رجال الاعمال الاميركيين حول العالم، ويعطي افضلية كبيرة لمنافسيهم من رجال الاعمال غير الاميركيين الذين لا يتوانون عن تقديم الرشاوى من اجل خدمة مشاريعهم ومصالحهم. وترامب هو أول رئيس أميركي لا يكشف عن بيانات ضرائبه منذ العام 1976، وهو يعلل ذلك بادعائه ان دائرة الضرائب تخضع بياناته الضريبية للتدقيق.

«لماذا يريد آل درويشي (الايرانيين) التعامل مع آل محمدوف (الاذربيجانيين)؟» تتساءل «نيويوركر»، لتجيب بالقول انه قد يكون لفت نظر «الحرس الثوري» ان عائلة محمدوف يملكون مصرفا خاصا، وان هذا المصرف «يتمتع بصلة مفتوحة مع النظام العالمي المالي».

ومنذ هجمات 11 سبتمبر 2001، صادقت واشنطن على قوانين قاسية لمراقبة النظام المصرفي العالمي بهدف مكافحة تمويل الارهاب. وأدى التشدد الذي فرضته واشنطن الى عرقلة عمليات تبييض الاموال التي كانت تجري في المصارف حول العالم. ومع تشديد الأمم المتحدة خناق العقوبات الاقتصادية على ايران بسبب برنامجها النووي، ومع تشديد الولايات المتحدة عقوباتها على طهران بسبب ما تسميه أميركا دعم ايران للارهاب، كان لابد للايرانيين من البحث عن مصارف بديلة عن مصارفهم التي اصبحت بمجملها خاضعة لعقوبات دولية وأميركية.

وتعتقد مصادر مكافحة الجريمة المالية في وزارة الخزانة، وفي وكالات الاستخبارات الاميركية، ان ايران نجحت في تحويل عدد من المصارف في عدد من الدول المجاورة لها، مثل كازاخستان واذربيجان وتركيا، الى واجهات لتبييض أموال مسؤولي «الحرس الثوري» وكبار اركان النظام في الجمهورية الاسلامية. ولترامب فنادق في الدول الثلاثة المذكورة. «في مشروع برج ترامب في باكو، كانت الاموال تدخل وتخرج من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وتركيا، ورومانيا، ودولة عربية، ودول كثيرة اخرى»، حسب «نيويوركر»، التي تضيف: «مع مشاريع من هذا النوع، يصبح صعبا جدا تحديد كمية انتشار الاموال غير المشروعة».

وفي ديسمبر الماضي، انسحب ترامب من مشروع باكو، وعلّق كل اعماله في اذربيجان. تكاثر الحديث عن مشاريع ترامب، إن في صفقاته مع كبار متمولي الكرملين أو في باكو حيث تنتشر اموال «الحرس الثوري»، بات يؤشر على أن الرئيس الاميركي قد يكون جمع ثروته، التي يقدرها البعض بعشرة مليارات دولار، بتقديمه واجهة لمبيضي الاموال حول العالم، فترامب سبق ان أعلن افلاسه ثلاث مرات، وهو لم يدخل مشروعا حقق نجاحا، لا في كازينواته التي افلست، ولا في جامعته التي اغلقها، ولا في مشاريعه العقارية التي بدأها قبل انهيار السوق الاميركية بأشهر. والحال هذه، كيف يمكن لرجل أعمال أفلس في معظم مشاريعه ان يجمع ثروة مقدارها 10 مليارات دولار؟ الاجابة يبدو انها صارت تأتي - عبر وكالات الاستخبارات الاميركية - التي تخوض حروبا طاحنة مع المافيا المالية العالمية. ويبدو انه في وقت دأبت الاستخبارات على تسريب اسرار ترامب الى الاعلام الاميركي، دأب الكرملين على تسريب اسرار «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي اي)، الى موقع «ويكيليكس»، الذي نشر كمية ضخمة من المراسلات داخل الوكالة، في خطوة روسية يبدو ان هدفها اظهار ضعف وعدم أهلية وكالات الاستخبارات الاميركية في حماية كمبيوتراتها، وفي الوقت نفسه، زعزعة الثقة الشعبية بها.

 

عجز روسي وتوسع أميركي؟

 وليد شقير/الحياة/10 آذار/17

يتزايد حجم القوات الأميركية على الأرض في سورية، بعد العراق، شيئاً فشيئاً، وتحت عنوان محاربة الإرهاب و «داعش» الذي هو نفسه حجة روسيا والإيرانيين و «حزب الله» وسائر الميليشيات المتعددة الجنسية التي تنتشر لا سيما في بلاد الشام. والإعلان عن إرسال 400 جندي أميركي أمس ونشر بطاريات مدفعية، وعن البحث في إرسال ألف آخرين، جاء بعد أن تولت قوات أميركية مطلع الأسبوع نشر مدرعات وعدد من الجنود غرب مدينة منبج للحؤول دون صدام بين قوات «درع الفرات» المدعومة من تركيا، وتلك المدعومة من واشنطن، والتي سلمت مواقع غرب منبج إلى الجيش النظامي المدعوم من روسيا، بموازاة الدور الروسي في الحؤول دون الصدام التركي مع قوات النظام. بات الوجود الأميركي على الأرض يناهز الألف جندي. فالمجموعة الأولى كانت وصلت السنة الماضية ضمن مهمة «استشارية» ولتدريب «قوات سورية الديموقراطية» التي أكثريتها من الأكراد. الإيرانيون قالوا حين بدأوا التدخل المباشر إن قواتهم من «المستشارين». والروس قالوا إن قواتهم هي لحماية قاعدة طرطوس البحرية ثم قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، ثم برروا إنزال الشرطة العسكرية في حلب وبعدها في مناطق أخرى، بنيّة الحد من ارتكاب مسلحي الأسد و «قوات الدفاع الوطني» مجازر، أو بالحماية الأمنية للمصالحات في القرى التي يجري فيها وقف النار وإجلاء مقاتلي المعارضة. موسكو خففت من طائراتها الحربية لمصلحة المشاة والقوات الخاصة.

ارتفاع العلم الأميركي في الشمال السوري الأسبوع الماضي يرمز إلى إعطاء الحضور العسكري أبعاده السياسية بعد أن بلغ الحضور الروسي ذروة السعي إلى رسم مسار الحل السياسي عبر الانفراد بالدعوة إلى اجتماعات آستانة العسكرية، ثم اجتماعات جنيف للتفاوض السياسي والتي اكتفى الأميركيون بصفة «المراقب» المنكفئ فيها. الرسالة كانت أن واشنطن تتريث في الانخراط بالحل إلى أن تتضح الخريطة الميدانية، وأولويتها دخول الرقة لإنهاء وجود «داعش»، بعد تشديد الحصار عليها، من دون إغفال تأخر الإدارة الأميركية الجديدة في توضيح توجهاتها.

ثمة من يتوقع أن يتدرج النزول الأميركي على الأرض السورية نحو إدخال آلاف الجنود إلى محافظة درعا الجنوبية، من الأردن. والمعطيات تفيد بأن القاعدة العسكرية الأميركية في الميلات في محافظة الحسكة باتت أكبر من أن تقتصر وظيفتها على إيواء خبراء التدريب للميليشيات الكردية.

وهناك اعتقاد بأن القيصر الروسي تأخر في فرض توجهات الحل السياسي، وتثمير «انتصار» حلب الذي مضى عليه 3 أشهر، لأنه تلكأ في ممارسة ضغوطه على حليفيه، النظام وإيران، أو عجز عن ذلك، ما أفسح في المجال لأن يصبح مطلب إدارة دونالد ترامب انسحاب القوات الإيرانية و «حزب الله» من سورية شرطاً لإنجاح هذا الحل. بل أن موسكو بدت أقل سطوة وتأثيراً على اللاعبين في الميدان السوري، مما أوحت به آلتها العسكرية منذ دخلت الحرب في أيلول (سبتمبر) 2015، لأنها كانت تراهن على جلب الأميركي كي يساعدها على الحل. حتى أن تطابقها مع النظام وإيران في المرحلة الماضية بإعطاء الأولوية لمحاربة الإرهاب في محادثات الحل السياسي، قد استنفد أغراضه، لأن خطط القضاء على «داعش» باتت على طاولة محادثات عسكرية بين دول كبرى تتجاوز الفرقاء المحليين (النظام والمعارضة)، عبر اجتماع رئيس أركان الجيوش الروسية مع رئيسي أركان الجيوش الأميركية والتركية في انطاليا الثلثاء الماضي، لتنسيق الجهود في هذا الصدد، ومنع الصدام بينها على الأرض السورية.

اختلفت اللعبة، على الأقل في المدى المنظور. وإذا كانت الاتفاقات التي كانت تعقدها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما عبر لقاءات جون كيري وسيرغي لافروف اقتصرت على «تنظيم الحرب» الدائرة في سورية، فإن المرحلة الجديدة من الحرب قد تتسم باتفاقات على تنظيم وجود القوات الأجنبية على الملعب السوري، حيث تتزاحم الدولتان العظميان على ضمان النفوذ والانتشار، من دون أن يلغي ذلك أرجحية روسيا لكن وفق معطيات جديدة، في انتظار نضوج الحل السياسي. إنها نوع من إدارة تقسيم المناطق السورية التي تسعى خلالها القوى الإقليمية المنغمسة في الصراع الدائر إلى حفظ مواقعها، وهي إيران وتركيا وإسرائيل، التي يقع على عاتق موسكو وواشنطن ضبط حركتها. ما يفترض مراقبته هو مدى التعديل الذي تدخله إدارة تقسيم النفوذ المناطقي، وجدية واشنطن في الإصرار على تحرير الرقة عبر قوى عسكرية سنّية، طالما أنها تستبعد دوراً إيرانياً وشيعياً في العملية. وهل تقتصر هذه القوى على فصائل سورية، أم تتعداها إلى قوى إقليمية؟

 

إيران و «داعش» والأكراد في الصفقة الأميركية - الروسية

 راغدة درغام/الحياة/10 آذار/17

شكّل كلام السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، حول الأولويات الأميركية في سورية، تلاقياً وتناقضاً مع الأولويات الروسية كما حددها نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس الى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف في حديثه الى «الحياة». كلاهما اتفق على هدف إخلاء سورية من الإرهابيين كي لا تكون ملاذاً آمناً لهم بعد الآن. إنما هايلي بادرت الى تأكيد ضرورة أن «نُخرج إيران ووكلاءها» من سورية، فيما أكد بوغدانوف أن هذا قرار سيادي يُتخَذ لاحقاً طبقاً لما ترتأيه الحكومة السورية حينذاك، وهذا ينسحب على «حزب الله». هايلي تحدثت عن ضرورة أن «نقوم بتأمين حدود حلفائنا بحيث تكون لديهم الثقة بحدود آمنة»، قاصدة بذلك إسرائيل بالدرجة الأولى الى جانب العراق وتركيا. بوغدانوف ربط الضمانات لإسرائيل بمسألة احتلالها الجولان وبموضوع مزارع شبعا في لبنان، داعياً «ممثلي حكومات الأطراف للجلوس وراء طاولة مستديرة لتطبيق مبادرة السلام العربية». في هذه الأثناء، كان لافتاً عقد اجتماع ثلاثي أميركي - روسي - تركي في انطاليا ضم رئيس أركان الجيش التركي، خلوص أكار، وقائدي الجيشين الروسي، فاليري غيراسيموف، والأميركي جوزيف دانفورد، مطلع الأسبوع لبحث الملفات الإقليمية وفي طليعتها الملفان السوري والعراقي. فيما برزت تطورات ميدانية ذات أبعاد كردية داخل سورية لدى تركيا، وكذلك عبر تواجد عسكري أميركي في غرب منبج. إضافة الى ذلك، بدأت إدارة دونالد ترامب في صياغة استراتيجيتها في معركة الرقة المرتقبة والتي تريدها حاسمة في مسيرة القضاء على تنظيم «داعش» كأولوية قاطعة. كل هذا وسط تضارب الكلام عن تقسيم في سورية والعراق واليمن وليبيا وحول إعادة توحيد هذه البلاد الممزقة. وتبرز إيران والأكراد في الحديث عن التقسيم، لأسباب مختلفة كلياً. والمؤشرات الآتية من الإدارة الأميركية الجديدة تفيد بالعزم على قطع الطريق أمام أية خطط تقسيمية تلبي المشروع الإيراني في سورية والعراق، فيما المؤشرات الآتية من الحكومة الروسية تفيد بأن التعايش مع التقسيم وارد إذا فشلت التسويات السياسية التي تأخذ في الاعتبار الناحية الإيرانية. المشهد معقد في العلاقات الأميركية - الروسية - التركية - الإيرانية بالذات في سورية والعراق والذي تغيب عنه الدول العربية الخليجية بقرار الانتظار. المسألة الكردية حاضرة جداً في هذا المشهد المعقد. فهي من جهة حيوية في الاعتبارات الأميركية والروسية على السواء، وهي من جهة أخرى وجودية في موازين العلاقات مع تركيا وكذلك مع إيران.

إدارة ترامب، كسابقتها إدارة أوباما، تقدّر العزيمة لدى الأكراد كمقاتلين جديين أثبتوا أنهم في الصف الأول في الحرب على «داعش». ولذلك فهي متمسكة بدعمهم كأداة لا يُستغنى عنها لتحقيق هدف القضاء على «داعش». ثم إن الأكراد والعشائر السنية العربية هي، في رأي إدارة ترامب، المرشح الجدي الذي يستحق الاستيلاء على الجغرافيا التي يتم تنظيفها من «داعش»، وليست إيران صاحبة مشروع «الهلال الفارسي» الممتد في الأراضي التي استولى عليها «داعش» في العراق وسورية وصولاً الى لبنان حيث «حزب الله» الذي يعلن ولاءه لطهران.

روسيا توافق الولايات المتحدة على رفع راية الأكراد، وهي كانت حريصة على إعطائهم دوراً مركزياً في مسودة دستور لسورية تحمل بموجبه اسم «الجمهورية السورية» وليس «الجمهورية العربية السورية». وبحسب مراقب مطلع «إن من يضمن الأكراد في سورية هو روسيا». وكان لافتاً ما قاله بوغدانوف في حديثه الى «الحياة» الذي نشر يوم الإثنين الماضي متحدياً تركيا ومعارضتها قيام دولة كردية في سورية إذ قال: «لماذا توافق تركيا على كردستان العراق ولا توافق على كردستان سورية؟ أعتقد أن هذا ليس من شأنهم. هذا شأن عراقي وشأن سوري. الشعب السوري، وليس الروسي أو التركي، يقرر شكل الدولة والقيادة. وهذا هو موقفنا. تغيير النظام وترتيب الأمور شأن سيادي وداخلي».

كان لافتاً أيضاً ما قاله بوغدانوف عندما طُرِح عليه سؤال حول مخاوف من التقسيم في المنطقة العربية، في إشارة الى سيناريو الدولة الكردية في العراق و «احتمالات التقسيم في العراق وسورية». بوغدانوف قاطع ليضيف «وفي اليمن وليبيا»، مؤكداً «احترام سيادة الدول» مقابل «مبدأ حقوق الشعوب في تقرير مصيرها». قال إنه «توجد أحياناً دساتير تشمل مبادئ فيديرالية أو لا مركزية، وهذا مهم لإيجاد آليات لتسوية المشكلات»، شرط «أن يكون أي مخرج على أساس قانوني ودستوري والمهم عدم الخروج عن القوانين». أشار الى ما سمعه في أربيل بأن «هناك حكومة ورئيساً وعلماً وكل صفات الدولة ونحن نريد الشيء نفسه في سورية. قلنا لهم إن هذا السؤال يجب ألّا يوجه الى روسيا لأن هذا أمر توافقي ومنصوص في الدستور العراقي. وهم اتفقوا على هذه الفكرة ونفذوها في شكل قانوني».

إذاً، روسيا منفتحة على احتمال قيام دولة كردية في سورية وليس فقط دولة كردية في العراق، أو أقله كيان كردستان كجزء من كونفيديرالية أو فيديرالية في سورية. تركيا تعارض. إيران تتخوف لكنها تساوم. فهي تخشى من أن يصل نموذج كردستان الى أراضيها حيث كرد إيران أيضاً لديهم طموحات وطنية. لكنها أيضاً تدرك أن احتفاظها بما تريده في سورية والعراق يتطلب منها الموافقة على التقسيم في سورية والعراق كي تحتفظ بمشروع «الهلال الفارسي».

إدارة ترامب واعية للأمر ولذلك يتحدث المقربون منها بلغة إعادة توحيد سورية reunification من أجل قطع الطريق على المشروع الإيراني، وكذلك من أجل استعادة تركيا من روسيا في حال فشلت فكرة الصفقة الأميركية - الروسية. يقولون أيضاً إن إعادة توحيد سورية تعني، عملياً، مغادرة بشار الأسد لأنه غير قادر وليس مؤهلاً لقيادة سورية الموحدة. هذا ما يقولونه. ما في الخفايا أمر آخر، لا سيما أن أحاديث الصفقات في بدايتها وأن تقسيم الدول العربية مطلب إسرائيلي.

الواضح في هذه المرحلة هو أن روسيا ليست جاهزة، حالياً، لصفقة مع الولايات المتحدة تضحي بموجبها بحليفها الاستراتيجي الإيراني، وهي أيضاً غير جاهزة للتضحية ببشار الأسد في هذا المنعطف. واضح أن إدارة ترامب لن ترضى بأن تحل إيران في الأراضي التي يسيطر عليها «داعش» بعد تحريرها، فهذا ليس خياراً من خياراتها. الأكراد بمفردهم غير قادرين على استلام تلك الأراضي. وتركيا خيار مستبعد تماماً. ما يدور في الكلام عن البدائل هو مزيج من الأكراد والعشائر السنية العربية وكذلك مقاتلين يتم إعدادهم ليكونوا هم «القوات على الأرض» boots on the ground. واشنطن لا توافق موسكو على تولي القوات النظامية السورية مهمة تسلّم الأراضي التي يتم إخلاؤها من «داعش». ولا بد أن هذا الموضوع كان جزءاً من الحديث الذي أجري بين كبار قادة الجيش التركي والروسي والأميركي في أنطاليا.

شرق وغرب الفرات دخلا أيضاً ضمن أحاديث القيادات العسكرية بعدما ضمنت تركيا «تنظيف» حدودها من الأكراد غرب الفرات وبعدها دخلت الولايات المتحدة ميدانياً لتردع الأتراك وتحمي الأكراد شرق الفرات. الغائب الحاضر عن اللقاء العسكري الثلاثي المهم كان إيران التي تتمسك بمناطق في سورية تضمن لها التواصل بين العراق ولبنان. ماذا ستفعل إدارة ترامب؟ هوذا السؤال الأهم. ماذا تريد إسرائيل؟ هوذا السؤال الغامض، علماً بأنها في الماضي بنت علاقات تهادنية مع إيران اعتبرها البعض «تواطئية» مع مشروع «الهلال الفارسي»، علماً بأن اليهود والفرس لم يسبق أن دخلوا حرباً مباشرة في ما بينهم عبر التاريخ. البعض يقول إن ما تريده إسرائيل الآن هو تجريد «حزب الله» من صواريخه الى جانب تطويق القدرات الإيرانية الصاروخية التي هي خارج الاتفاق النووي مع إيران، بحسب ما تؤكد طهران.

هل ستكون هذه المسائل المهمة موضع الصفقات أو أنها ستكون فتيل الحروب؟ وإذا كانت فتيل الحروب، هل سيتم اتخاذ قرارات الحرب عبر الخاصرة الضعيفة، وهي «حزب الله» في لبنان، أو أنها ستكون نتيجة «حاجة» إدارة ترامب الى حرب لاحقة أكبر، تحوّل الأنظار عن الاضطراب الداخلي الذي يطوقها؟

الصفقة الكبرى بين الولايات المتحدة وروسيا ما زالت بعيدة جداً، بالذات في ضوء اللاثقة الأميركية بروسيا وكذلك شكوك جزء من القاعدة الشعبية الأميركية بالرئيس دونالد ترامب. إيران تبقى واجهة الاختلاف بين إدارة ترامب والحكومة الروسية حالياً، وهي قلقة لأن المؤشرات حتى الآن تفيد بأن الإدارة الأميركية الجديدة غير جاهزة أبداً لتتقبل الطموحات الإيرانية الإقليمية. ما يريحها هو أن روسيا غير جاهزة، من جهتها، لتتقبل الانفصال عن إيران، مهما تكاثر الكلام عن هذه الحتمية. تبقى تركيا في طليعة التجاذبات الأميركية - الروسية، أقله مرحلياً، وهي بدورها قلقة من ارتكاب أخطاء تورطها. تركيا مصرة على بناء الجسور مع روسيا لكنها غير مستعدة للتخلي عن الأولوية القاطعة لها وهي انتماؤها لحلف شمال الأطلسي (ناتو). إنها تحاول الإبحار في مياه عاصفة، لذلك تتخبط، لكن سفينة النجاة لها حالياً هي شراكتها الميدانية في سورية في العزم الأميركي - الروسي المشترك على الأولوية «الداعشية». أما مشكلتها الكردية، فهي مجمّدة في مكافآت دولية للأكراد لا ترتقي الى طموحاتهم التاريخية باستثناء الإقليم الكردي في العراق.

 

بين تطلّب الإصلاح وفرضه

 حسام عيتاني/الحياة/10 آذار/17

تصدر الدعوات إلى «تجديد الخطاب الديني» في العالم العربي أو بصراحة أكبر «الإصلاح الديني» من ذات مصدر الدعوات إلى إقامة دولة المواطنة والعلمانية والحوكمة العادلة ونشر الديموقراطية. ولا يبتعد المصدر هذا عن منبع دعوات مشابهة لإحياء الفكر اليساري العربي ونقد التجارب السابقة التي انتهت إلى فشل عميم. ثمة شعور حاد بارتباط التدهور الحالي للمشهد السياسي العربي بعد إخفاق الثورات العربية وانتكاساتها بضرورة قراءة أعمق للواقع من جهة، وإنتاج طروحات نظرية تفسر الواقع هذا والعلل التي أفضت إلى المآلات الحزينة للثورات العربية. هذه الدعوات التي يقف وراءها كتاب وباحثون وناشطون منفردون أو منخرطون في أطر منظمة، تتشارك مع نظيراتها من الدعوات التي تطلقها الحكومات، مثل الدعوة الشهيرة للحكومة المصرية إلى تجديد الخطاب الديني، بسمات عدة لعل أبرزها الإرادوية، أو الاعتقاد بالقدرة على «إنتاج» فكر أو نظرية سياسية أو فقهية، بالاستناد إلى عصف ذهني لعدد من المتخصصين اللامعين في مجالات العلوم الإنسانية أو الشرعية، وأن كل ما يتبقى بعد تدوين هذه الأفكار الحاذقة على الورق هو تعميمها وإلزام المجتمعات والدول بها، ليعيش بعدها الجميع سعداء مطمئنين. المأساة تكمن في أن هذا التصور لكيفية إصلاح السياسات والحكومات، واسع الانتشار بين صنّاع الرأي في بلادنا، حيث تسري مقولة تتحدث عن نقص في الأفكار السديدة والآراء الحكيمة ومنه يتسرب الفساد والإفساد إلى المجتمع والدولة والإدارات وإلى أخلاق العامة. في الواقع أن الأمر غير ذلك. فلا تعاني المكتبة العربية من فراغ على الرفوف المخصصة للإصلاح الديني أو السياسي أو نقد الروايات التاريخية السائدة والمؤسسة لوعي إمبراطوري زائف ومضلل. لكن المشكلة تكمن في سمك الغبار الذي يغطي هذه الأعمال ويحول دون الاستفادة منها. يتزايد غبار الإهمال بفعل ضآلة الطلب على الإصلاح والتجديد والنقد.

تطلب الإصلاح مسألة تحددها حاجة المجتمع إليه وإلى تغيير آليات تسييره وحكمه وليس دعوات فوقية بغض النظر عمن يوجهها. والاعتقاد أن التجديد في الخطاب أو الفكر يجب أن يخدم حاجة سياسية آنية، لا يشير إلا إلى فهم ميكانيكي للعلاقة بين المجتمع ومحموله الثقافي. فليس من تجديد الخطاب الديني، على سبيل المثال، توفير الغطاء الفقهي لحرب الدولة على الإرهاب، ما دامت الدولة ترفض النظر إلى الأسباب العميقة التي انتجت ظاهرة الإرهاب وساهمت في انتشارها. من جهة ثانية، ليس تفشي الفقر والحاجة بدافع كاف لإحياء الدعاوى اليسارية والعدالتية الأخرى ما دام أصحاب الحاجة الحقيقيون يبحثون عن خلاصهم الفردي والجماعي في غير أحزاب اليسار العربي التي فشلت على مدى أكثر من تسعين عاماً في تقديم بديل حقيقي ومقنع لإقامة العدالة الاجتماعية ومكافحة استغلال الإنسان للإنسان وكافة أشكال القهر. لا يعني ذلك أن «الجماهير» مضللة أو مخدرة، بل يعني أن آليات التغيير التي يبحث عنها طالبو الحرية والعدالة والإصلاح لم تصل بعد إلى حالة من النضج تكفي لتحويلها برنامجاً سياسياً. وأن الإخفاقات التي أصابت الثورات العربية تتطلب مراجعة صريحة لم تكتمل بعد، لئلا تتكرر المآسي التي انتهت هذه الثورات إليها. الحامل الاجتماعي للتغيير والتجديد والثورة، هو الغائب الدائم في دعاوى المفكرين والباحثين. الجموع المتضررة من أنماط السلطة السائدة هي التي تقرر شكل ومستوى ومضمون الحراك المقبل، في الشوارع والميادين وأعمال المؤلفين. المجال هنا لا يشبه برامج «ما يطلبه المستمعون».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

"السلسلة تعيدنا الى سيناريو مقاطعة الامتحانات الرسمية"/الجباوي: نطالب بتصحيح للرواتب يوازي التضخم.. وإلاّ!

المركزية- لم تأت سلسلة الرتب والرواتب التي أقرتها اللجان النيابية المشتركة أمس على قدر آمال الاساتذة، ولم تطيّب خاطرهم، وهم الذين كانوا في كل مرة يخرجون من الشارع نتيجة وعود المعنيين لهم باقرار السلسلة يضعون نصب أعينهم فسحة أمل علّ وعسى يتم انصافهم بعد 5 سنوات من نضال تخلله اعتصامات واضرابات وتهديد ووعيد بهدف الضغط في اتجاه اقرار سلسلة عادلة تعيد الى الاستاذ الثانوي موقعه الوظيفي وتدفع نحو اقرار غلاء المعيشة لاساتذة القطاع الخاص.

وفيما امتعض الاساتذة من ارقام الجداول التي اقرتها اللجان أمس في مجلس النواب، برزت الى العلن مواقف محتدمة ذكّرت البعض بسيناريو مقاطعة الامتحانات الرسمية، فالاساتذة أعلنوا ان العام الدراسي في خطر مع اعلان رابطة الثانوي الاضراب المفتوح حتى اعادة تصحيح الخلل الحاصل باعطائهم 6 درجات.

الجباوي: وفي السياق، أعلن رئيس رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي نزيه الجباوي لـ"المركزية": "ان الانزعاج من محصلة السلسلة عبّر عنه الاساتذة بردة فعل ثورية، فجاء قرار الاضراب نتيجة توصية من الجمعيات العمومية في كل ثانويات لبنان".

اضاف "انتظرنا حصيلة ما سيصدر عن اللجان النيابية المشتركة، فجاءت النتيجة ثلاث درجات من دون تحسين الموقع الوظيفي ومن دون اعطائنا نسبة زيادة مقبولة مقارنة بباقي القطاعات الوظيفية، فكان قرار بالاضراب ابتداء من اليوم الى حين تأمين المطالب، على ان تليه اتصالات واجتماعات الاثنين المقبل لمجالس المندوبين في المحافظات اضافة الى تحضير لاعتصام كبير الاربعاء بالتزامن مع انعقاد الهيئة العامة لمجلس النواب من اجل ايصال الصوت، ولقاءات مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري نتمنى تحديدها قبل الجلسة كي نشرح مظلومية الاستاذ الثانوي علّه يتم تصحيح الخلل الحاصل بالزيادة المعطاة للاستاذ الثانوي". وأعلن ان قرار العودة عن ارقام الجداول تُعنى فيه الهيئة العامة، لذلك نناشد النواب تصحيح الخلل الكبير والفاضح من حقنا، والا سيدفعوننا الى أبعد من ذلك، لافتا الى ان استمرار الاضراب المفتوح يعني تأخير العام الدراسي وتأخير الامتحانات وهم يتحملون المسؤولية. وقال "انتظرنا عشرين عاما من اجل تصحيح الرواتب ولسنا مستعدين للانتظار مجددا"، لافتا الى "ان ما حصل ليس تصحيحا للرواتب، لان التصحيح لا بد ان يوازي التضخم الذي وصل الى 140 في المئة، ونحن لم نحصل الا على 20 في المئة من حقوقنا وهذا اجحاف بحق الاساتذة".

وأبدى الجباوي عتباً على بعض النواب الذين لا يريدون لاستاذ الثانوي ان يتميز عن غيره، قائلا "لماذا يروننا وكأننا نربّح أنفسنا الجميلة"، فنحن من علّم هؤلاء وأوصلوهم الى أعلى المراكز"، مستشهدا بما أعلنته المستشارة الالمانية انجيلا ميركل حين اعتصم العمال للمطالبة بزيادة رواتبهم، فأجابتهم أنه لا يجوز ان يتقاضوا رواتب أعلى ممن علّمهم، أي الاساتذة". وختم "لماذا قلّة الوفاء للمعلم والاستاذ في لبنان؟ فالقطاع التعليمي الرسمي يعلّم الفقراء ويربي أجيالا ولا يجوز ان يتم التعامل معه بهذه الطريقة".

 

تقارب حول صيغة باسيل الانتخابية و"المستقبل" منفتح وباق على المختلط

الاساتذة يصعّدون ضد السلسلة... وباسيل الى مؤتمر الائتلاف ضد "داعش"

ايران ترد على لقاء بوتين- نتنياهو بتجربــــة "هرمز- 2" البالسـتي

المركزية- لم تكد سلسلة الرتب والرواتب، الشغل الشاغل للسياسيين في الايام الاخيرة، تنجز في اللجان المشتركة امس، ولو على زغل "القطاع التربوي"، وتحال الى الهيئة العامة للمجلس النيابي لدرسها واقرارها في الجلسة التشريعية التي دعا اليها الرئيس نبيه بري في 15 الجاري، حتى دارت بسرعة قياسية عجلات القانون الانتخابي مدفوعة بصيغة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الثالثة المختلطة والتي قد تشكل المعبر الى القانون الانتخابي الجاري البحث عنه في ضوء التقاء واسع من معظم القوى السياسية حولها، كما تشير المعلومات الواردة في هذا الشأن.

لقاءات "الخارجية": وليس كلام النائب غازي العريضي في اعقاب زيارة وفد اللقاء الديمقراطي الى وزارة الخارجية، حيث التقى الوزير باسيل، الا الدليل الى تقدم المشاورات في هذا الشأن، خصوصا انه تزامن مع زيارة لتيمور جنبلاط الى الرئيس سعد الحريري، اذ قال العريضي "كان اللقاء ممتازا ...والإتفاق بيننا وبين الاخوة في التيار الوطني الحر ثابت على إجراء الانتخابات وفق قانون جديد لم نتوصل اليه بعد. والاتفاق الثاني المبدئي الاساسي ان تتكثف الاتصالات لاستثمار الاجواء السياسية الايجابية والعمل المشترك على المستوى الحكومي والنيابي والسياسي من اجل إنضاج فكرة جديدة تأخذ في الاعتبار مجمل المواقف او الافكار التي طرحت ونخرج منها بشكل تدريجي الى تطبيق اتفاق الطائف، ولدينا قناعة مشتركة بأننا قادرون على الوصول الى اتفاق حول قانون الانتخابات. وحول الصيغة الانتخابية الجديدة ايضا، اجتمع باسيل مع وفد الحزب الشيوعي اللبناني برئاسة حنا غريب الذي اكد ضرورة اقرار قانون يخدم عملية الإصلاح السياسي في البلد من باب اعتماد النسبية الكاملة في الدرجة الاولى ومن باب الإصلاح السياسي الذي هو خارج القيد الطائفي وكذلك من باب الإصلاح الانتخابي."

الجسر: وفي السياق، وعلى وقع الحديث عن اتجاه الرئيس الحريري الى القبول بالنسبية الكاملة، اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر "اننا كتيار مستعدون للبحث في كل الصيغ الانتخابية وتقسيماتها الادارية، لكن هذا لا يعني اننا نؤيّد اعتماد النسبية الكاملة مع لبنان دائرة واحدة". واعلن عبر "المركزية" "اننا متمسّكون بصيغة القانون "المختلط" التي تقدّمنا بها مع "القوات" والاشتراكي"، وسأل "اذا وافق "المستقبل" على اعتماد النسبية الكاملة مع لبنان دائرة واحدة هل يسير الثنائي المسيحي والنائب وليد جنبلاط بها"؟ لننتظر مواقفهم من هذا الطرح وعلى اساسه نُحدد خياراتنا"، جازماً باننا "لا نمانع مناقشة هذه الصيغة ووضعها على طاولة البحث".

جدول الاعمال: في غضون ذلك، وبعيد احالة اللجان النيابية سلسلة الرتب والرواتب الى الهيئة العامة لدرسها واقرارها في الجلسة التشريعية المقبلة، اوضح عضو هيئة مكتب المجلس النائب انطوان زهرا لـ"المركزية" ان جدول الاعمال الذي وافقت عليه هيئة مكتب المجلس امس، يتضمن 27 بندا، من ضمنها 14 مشروع قانون

و 9 "معجل مكرر"، اضافة الى قانونين طلبت الحكومة مهلة شهر لابداء الرأي فيهما وانقضت المهلة، ويتعلقان بالمتعاقدين والاجراء، وترقية رتباء الامن الداخلي".

اضراب الاساتذة: بيد ان الصيغة التي خرجت بها سلسلة الرتب لم ترض الاساتذة الذين أعلنوا ان العام الدراسي بات في خطر مع اعلان رابطة الثانوي الاضراب المفتوح حتى اعادة تصحيح الخلل الحاصل باعطائهم 6 درجات. وأكد رئيس رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي نزيه الجباوي لـ"المركزية" ان قرار العودة عن ارقام الجداول تُعنى فيه الهيئة العامة، مناشداً "النواب تصحيح الخلل الكبير والفاضح في حقنا، والا سيدفعوننا الى أبعد من ذلك، لافتا الى ان استمرار الاضراب المفتوح يعني تأخير العام الدراسي والامتحانات وسيتحملون في هذه الحال كامل المسؤولية.

اشتباكات برج البراجنة: وسط هذه الاجواء، وفي وقت حث قائد الجيش العماد جوزف عون العسكريين في امر اليوم الذي وجهه لمناسبة تسلمه مهامه، على الاستعداد لمواجهة ما يبيت له العدو الاسرائيلي من أطماع عند الحدود الجنوبية، ولمواصلة الحرب على الارهاب، معتبرا أن العهد يراهن في ما يراهن على دور المؤسسة العسكرية لتوفير الإستقرار الأمني الشامل والمستدام، اندلعت اشتباكات في منطقة برج البراجنة بين مسلحين فلسطينيين وآخرين لبنانيين من آل جعفر،على خلفية خلاف شخصي في ما يينهم استخدمت فيها القذائف وأدت إلى مقتل ابو نبيل القفاص وابو هيثم الأسمر، وجرح عدد من المواطنين من بينهم مصور صحافي، وسرعان ما نفذ الجيش اللبناني انتشارا في اماكن الاشتباكات.

رئيسة استونيا: في غضون ذلك، جالت رئيسة جمهورية استونيا كرستي كالجولايد التي تتسلم بلادها رئاسة الاتحاد الاوروبي في دورته المقبلة بدءا من مطلع تموز المقبل على كبار المسؤولين، فزارت الرئيس ميشال عون الذي نوه بالدور الذي تلعبه القوة الاستونية المشاركة في القوات الدولية العاملة في الجنوب ( اليونيفيل) في حفظ الامن والاستقرار تطبيقا لقرار مجلس الامن الرقم 1701، وابلغ كالجولايد حرص لبنان على تعزيز العلاقات الثنائية وتوطيدها في المجالات كافة، لاسيما في مجال التعاون التكنولوجي نظرا للخبرة التي تتمتع بها جمهورية استونيا خصوصا في ما يتعلق بالحكومة الالكترونية التي يستعد لبنان لاطلاقها، والخدمات الالكترونية الاخرى من الاقتراع والتسجيل الالكترونيين. كما زارت الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري وعرضت معهما لاوضاع المنطقة عموما ولبنان خصوصا، واكدت دعمها لمرشح لبنان الى الاونيسكو، قبل ان تتوجه الى الجنوب لتفقد كتيبة بلادها العاملة ضمن قوات "اليونيفيل".

باسيل الى واشنطن: على صعيد آخر، علمت "المركزية" أن وزير الخارجية جبران باسيل سيمثل لبنان في اجتماع الدول الـ68 الاعضاء في الائتلاف الدولي ضد داعش، والذي أعلنت الخارجية الاميركية عقده في 22 آذار الجاري في واشنطن، على ان يرأسه وزير الخارجية الاميركية ريكس تيليرسون. ويزمع لبنان مناشدة المجتمع الدولي مساعدة جيشه الوطني في التسلح كونه عند الخطوط الامامية في مواجهة التنظيمات الارهابية على الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا.

بوتين – اردوغان: وليس بعيدا، يحضر تحدي مكافحة الارهاب كما الملف السوري في القمة التي تجمع اليوم الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان في موسكو. وأعلن بوتين اليوم "أننا نتعاون مع تركيا لتسوية الأزمة السورية وهناك علاقات مبنية على الثقة بين جيشي البلدين". أما الخارجية الروسية، فأشارت الى ان "الوضع في سوريا ما زال متوترا وموسكو تواصل جهودها للتوصل لحل للأزمة في أسرع وقت".

تجربة ايرانية: على صعيد آخر، وغداة اللقاء الذي جمع بوتين ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث اعتبر الاخير ان "لا يمكن تحقيق سلام على الإطلاق في سوريا ما دام هناك وجود إيراني"، مشيرا الى تنفيذ تل أبيب "عشرات الغارات لمنع تهريب الأسلحة إلى حزب الله عبر سوريا"، أعلن الحرس الثوري الايراني إجراءه "خلال الاسبوع الجاري تجربة "ناجحة" على اطلاق صاروخ هرمز-2 في بحر عُمان"، مؤكدا ان "الصاروخ اصاب هدفه الذي كان في عرض البحر على بعد 250 كلم". واوضحت وكالة تسنيم ان هرمز-2 هو صاروخ بالستي بحري قادر على اصابة الأهداف المتحركة على سطح البحر، ويتمتع بدقة عالية، ويبلغ مداه قرابة 300 كلم.

 

عون استقبل نظيرته الاستونية: حرصاء على تعزيز العلاقات والتعاون كالجولايد: بلادنا ستبقى في اليونيفيل وندعم مرشح لبنان للاونيسكو

الجمعة 10 آذار 2017 /وطنية - نوه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالدور الذي تلعبه القوة الاستونية المشاركة في القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) في حفظ الامن والاستقرار تطبيقا لقرار مجلس الامن الرقم 1701. وأبلغ الرئيس عون، رئيسة استونيا كريستي كالجولايد خلال استقبالها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والوفد الاستوني المرافق، "حرص لبنان على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتوطيدها في المجالات كافة، لا سيما في مجال التعاون التكنولوجي نظرا للخبرة التي تتمتع بها جمهورية استونيا خصوصا في ما يتعلق بالحكومة الالكترونية التي يستعد لبنان لاطلاقها، والخدمات الالكترونية الاخرى من الاقتراع والتسجيل الالكترونيين". وأكد الرئيس عون لنظيرته الاستونية "رغبة لبنان في اطلاق مجموعة عمل مشتركة لتنشيط التجارة وزيادة الصادرات اللبنانية الزراعية والصناعية الى الاسواق الاستونية"، منوها ب"التعاون القائم بين حكومة استونيا ووزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية في مجال تسجيل النازحين السوريين الى لبنان".

كالجولايد

بدورها، أكدت الرئيسة الاستونية استعداد بلادها لتقديم "كل المساعدات التي يحتاجها لبنان في مجال التعاون الالكتروني"، مشيرة الى ان "ما تحقق حتى الان في هذا المجال يشجع على مزيد من التعاون".

كذلك، أكدت استمرار بلادها بالمشاركة في قوة اليونيفيل في اطار "رسالة السلام التي تدعمها". وأبلغت رئيس الجمهورية ان بلادها "سوف تدعم مرشحة لبنان لمنصب المدير العام لمنظمة الاونيسكو".

 

بري عرض التطورات مع رئيسة جمهورية استونيا

الجمعة 10 آذار 2017 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، رئيسة جمهورية استونيا كرستي كاليولايد، وعرضا التطورات الراهنة ودور "اليونيفيل" في الجنوب حيث تشارك استونيا في هذه القوات. وبعد اللقاء الذي استمر نحو ساعة، قال بري: "نرحب بفخامة رئيسة استونيا، هذا البلد الاوروبي الذي سيكون في تموز المقبل رئيسا للاتحاد الاوروبي، ومعلوم مدى العلاقات الاوروبية مع لبنان وفائدتها. وفخامة الرئيسة تزور لبنان تمهيدا لترؤس الاتحاد، بدءا بزيارة قوات اليونيفيل في الجنوب وما تقوم به من دور للبنان". وقالت رئيسة استونيا: "أشكر دولة الرئيس على استقباله لي، وأنا هنا في لبنان وستترأس استونيا في الصيف المقبل من تموز الى نهاية العام الاتحاد الاوروبي، لذلك من المفيد التطلع الى الوضع في المنطقة، ونتباحث في هذا الشأن، وكذلك نتفقد الكتيبة الاستونية المشاركة في القوات اليونيفيل. ونحن فخورون بالمهمة التي تقوم بها في اطار القوة الدولية في لبنان".

 

الحريري عرض مع رئيسة استونيا التطورات والعلاقات الثنائية

الجمعة 10 آذار 2017 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، رئيسة جمهورية أستونيا كيرستي كاليولايد والوفد المرافق، وعرض معها التطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية، بالإضافة إلى عمل الكتيبة الأستونية ضمن إطار قوات اليونيفيل في جنوب لبنان.

وقالت كاليولايد: "إنني شخصيا سعيدة لزيارتي هذا البلد الرائع، وأن ألتقي رئيسي الجمهورية والحكومة، وأنتظر نقاشا جيدا مع رئيس مجلس النواب. فكما تعلمون، أستونيا ستكون الرئيس الدوري القادم لمجلس الاتحاد الأوروبي، من هنا أهمية أن نستشعر آمال ورؤية الشعب اللبناني للتطورات المحتملة في المنطقة وكيف يمكن للمجتمع الدولي، المبني على قيم الديمقراطية والحرية، أن يساعدهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام لمواجهة المسائل الأساسية التي يواجهها البلد اليوم في إطار مسألة اللاجئين، وتأمين تطور سلمي للمنطقة ككل".

الحريري

من جهته قال الرئيس الحريري: "أود أن أشكر الرئيسة الأستونية على زيارتها للبنان ولمشاركة بلادها في قوات حفظ السلام في جنوب لبنان، وكل ما قدمته أستونيا لبلدنا، وآمل أن تتطور العلاقات فيما بيننا من خلال تعاوننا".

وخاطب الحريري رئيسة أستونية بالقول: "نحن باستطاعتنا أن نتعاون في المستقبل بشكل أوسع. فأنتم أنجزتم الكثير في مجال الحكومة الإلكترونية، ونحن من جهتنا نريد تطبيقها في بلدنا، لذا نأمل أن نعمل معا على هذا الصعيد".

رئيسة أستونيا

ثم ردت الرئيسة كاليولايد بالقول: "نحن مستعدون للغاية أن نقدم لكم معرفتنا في مجال تطوير المجتمع الرقمي. وأستونيا من جهة أخرى، فخورة جدا لكونها كانت في العام 2016 رابع دولة ساهمت، نسبة إلى عدد سكانها، في قوات حفظ السلام الدولية، ومساهمتنا الأكبر هي في جنوب لبنان، وأنا سأزور كتيبة بلادي بعد ظهر اليوم وفي الغد".

 

عون لوفد الحراك المدني شمالا: لبنان منطقة واحدة ولا تفريق بين المواطنين وخطاب القسم سينفذ كاملا

الجمعة 10 آذار 2017 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "لا وجود في لبنان لما يسمى الاطراف، لأن لبنان منطقة واحدة، وكل شبر فيه يرتبط بالآخر، ولا تفريق بين اللبنانيين". وأبلغ وفدا من "الحراك المدني في عكار وطرابلس" زاره قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا أن خطاب القسم سينفذ بكامله خلال ولايته الرئاسية. وقال: "ما قلته في خطاب القسم أعيشه فعلا، فأنا من كتبه، وألتزم تنفيذ كل ما جاء فيه". ولفت عون الى أهمية المحافظة على الارض وعدم هجرتها، وقال: "لا يجوز ترك الارض لان هذا يعني ترك الوطن. ان هويتنا لبنانية لان ارضنا اسمها لبنان، وعندما نهجر قرانا فإننا نهجر بذلك جزءا من وطننا، كما ان مصدر استمرارية الحياة هو في الارض وليس في مناجم الذهب او النفط، صحيح انها حاجات لها قيمة مادية، لكن غذاءنا هو من الارض، ويجب عدم التخلي عنها". وأضاف: "هناك قطاعان تم اهمالهما في السنوات الاخيرة هما الزراعة والصناعة، ولم يكن يحق لنا التلهي فقط بقطاع الخدمات الذي قد يعطي مردودا ماليا، لكنه لا يؤمن الحد الادنى من الاستقلالية ولا الغذاء والملبس. فكل التحية لاهل عكار والشمال، واقول لهم انتم في قلب لبنان ولستم على اطرافه". وأبلغ عون الوفد الشمالي بأن مطلب تشغيل مطار رينيه معوض في القليعات وفتحه أمام الملاحة الجوية التجارية هو مطلب محق، لأن إعادة فتحه سوف يحقق ازدهارا لمنطقة الشمال، وسيواكب ذلك ورشة إصلاح للبنى التحتية. كذلك أشار الى العمل على اعادة اعتماد سكك الحديد بعد انجاز الدراسة التي يجري اعدادها على مستوى كل لبنان، فضلا عن الطريق الدائري الذي يربط الشمال بالجنوب عبر بيروت. وكان أعضاء الوفد هنأوا رئيس الجمهورية وقدموا له مذكرة مطالبهم، وأبرزها: إعادة تشغيل مطار القليعات ومصفاة طرابلس ومعرض رشيد كرامي الدولي واستكمال الأوتوستراد العربي وافتتاح فرع عكار الجامعي وتفعيل مستشفى الدكتور عبد الله الراسي الحكومي. وقال أعضاء الوفد إن أبناء الشمال خصوصا واللبنانيين عموما، يعلقون الآمال الكبرى على عهد الرئيس عون لتحقيق آمالهم وامنياتهم. كما شرح الوفد بإسهاب الانعكاسات الايجابية لاعادة تشغيل مطار القليعات اقتصاديا وانمائيا واجتماعيا وسياحيا.

غرفة التجارة في زحلة والبقاع

والاوضاع الاقتصادية في منطقة البقاع، كانت ايضا محور بحث بين عون ووفد غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع برئاسة نائب رئيس الغرفة السيد انطوان خاطر، الذي نقل الى رئيس الجمهورية تحيات اعضاء الغرفة بان يحقق عهد الرئيس عون التنمية الاقتصادية المطلوبة في كل لبنان. وقدم الوفد مذكرة بأبرز مطالب الهيئات الاقتصادية في زحلة والبقاع وابناء المنطقة، ومنها استكمال تنفيذ اوتستراد بيروت- البقاع، وتأمين طرق بديلة لتصريف الانتاج الزراعي والاستمرار في اعتماد الخط البحري الموقت ريثما يعاد فتح الطريق البرية، وتشغيل مطار رياق الدولي كمرفق للشحن الجوي. كذلك طالب الوفد باقامة مرفأ ناشف DRY PORT في البقاع يساند ميناء بيروت والمرافىء اللبنانية الاخرى لاسيتعاب الحاويات المستوردة الى لبنان، واستحداث ثلاث مناطق اقتصادية في البقاع، واقامة قطار للنقل بين العاصمة والبقاع. وطالب الوفد ايضا بمعالجة مسألة انتشار النازحين السوريين والتشدد في قمع المخالفات ووضع حد للعمالة السورية والقضاء على التهريب الى الاسواق اللبنانية وعدم اغراقها بموجب اجازات وغيرها بالمنتجات المستوردة

ورد عون مرحبا بالوفد، ومؤكدا أن "المطالب التي قدمت هي موضع متابعة دائمة منه مع الإدارات والمؤسسات المعنية"، كذلك أكد أنه يواصل العمل لتسهيل تصريف الانتاج الزراعي اللبناني وتأمين وصوله الى أسواق الاستهلاك العربية.

حاكم مصرف لبنان

والاوضاع المالية عرضها عون مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي أكد استمرار الاستقرار المالي في البلاد، مشيرا الى استمرار المصرف المركزي في القيام بكل ما من شأنه المحافظة على الاستقرار التسليفي وبقاء لبنان منخرطا بالعولمة المصرفية.

رئيس التفتيش المركزي

واستقبل الرئيس عون الرئيس الجديد لهيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، الذي شكره على الثقة التي أولاه ومجلس الوزراء اياها بتعيينه رئيسا للتفتيش المركزي. وتمنى عون لعطية التوفيق في مهماته الجديدة، مشددا على دور الهيئات الرقابية في مكافحة الفساد ووقف الهدر.

مدير قوى الأمن

كذلك استقبل المدير العام الجديد لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، الذي شكره على الثقة التي أولاه إياها مع مجلس الوزراء، وتمنى عون لعثمان التوفيق في مهماته الجديدة، مركزا على دور قوى الأمن الداخلي وعلى التنسيق بينها وبين الاجهزة الامنية الأخرى للمحافظة على الأمن والاستقرار في البلاد.

المركز الدولي لعلوم الانسان

وفي قصر بعبدا، وفد المركز الدولي لعلوم الانسان في جبيل برئاسة الدكتور أدونيس عكره الذي أطلع رئيس الجمهورية على اهداف المركز والنشاطات التي يقوم بها منذ تأسيسه عام 1998 بالتعاون مع منظمة الاونيسكو واشراف وزارة الثقافة. وطالب الوفد بزيادة موازنة المركز وتفعيل دوره الثقافي والحضاري وتعزيز قدراته لاسيما وانه خرج حتى الان 580 شابا وشابة من لبنان والعالم العربي في مجالات حقوق الانسان والتربية على المواطنية واصول البحث العلمي وغيرها من المواضيع التي تدخل في صلب عمل المركز. ونوه عون بدور المركز الدولي لعلوم الانسان في جبيل مؤكدا اهتمامه بتوفير الدعم اللازم ليستمر المركز في اداء مهماته وتحقيق الاهداف التي انشىء من اجلها، والتي تشكل مظهرا اضافيا للغنى الثقافي والحضاري في لبنان.

 

الوزير مروان حمادة ممثلا عون في يوم الابجدية في بيت المحامي: للعودة الى أصول لبنان فنخرج بقانون انتخاب لا يستثني احدا

الجمعة 10 آذار /وطنية - احتفلت نقابة المحامين في بيروت و"لجنة إحياء يوم الأبجدية"، ظهر اليوم في بيت المحامي، ب"يوم الأبجدية"، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير التربية والتعليم العالي مروان حماده.

حضر الإحتفال النائب هاني قبيسي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزير البيئة طارق الخطيب، عصام مالك ممثلا وزير الإقتصاد والتجارة رائد خوري، النائب نعمة الله أبي نصر، المحامي جوزف عيد ممثلا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، المحامي فادي مسلم ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، نقيب المحامين انطونيو الهاشم، جورج طرابلسي ممثلا نقيب الصحافة عوني الكعكي، جوزف كريدي ممثلا مدير مكتب اليونسكو الاقليمي في بيروت الدكتور حمد بن سيف الهمامي، النقباء السابقون للمحامين أعضاء مجلس النقابة الحاليون والسابقون، أعضاء لجنة صندوق التقاعد وممثلون عن الأجهزة الأمنية وحشد من المحامين.

ابو دية

بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني ثم نشيد المحامين وكلمة لمقدم الإحتفال المحامي وليد ابو ديه، اكد فيها انه "علينا ان نحتفي بالابجدية تكريما لتاريخ وشعب ووطن"، مشيرا الى ولادة هذا العيد منذ ست سنوات، "وكم نحن بأمس الحاجة الى أبجدية يحارب بها لبنان على طريقته سقوط حضارات بأدوات الاجرام والهدم". وتابع: "كثيرة هي الآمال التي نعقدها على المستقبل عندما تندفع جميع القوى في اتجاه واحد، دون ان تدع مجالا لتفرقة او خصومة، فلا نعود لنتقن سوى ابجدية ان كلنا للوطن لا على الوطن".

نقيب المحامين

وبعد قصيدة للشاعر نزار فرنسيس عن الأبجدية، القى النقيب الهاشم كلمة قال فيها: "تدق أبوابنا في هذا الزمن إستحقاقات مهمة وكبيرة. فالواجب والمسؤولية التاريخية يدعوان إلى تغليب رابطة المواطنية على أي رابطة أخرى، هي وحدها كفيلة بإرساء قواعد هذا اللبنان الذي نصبو إليه جماعة ودولة، لبنان مطلق الحرف، مطلق الأبجدية،

جماعة موحدة ودولة عادلة كفيلتان بإرساء قواعد الإستقرار الذي يشكل ضمانة أكيدة لوحدتنا"، مؤكدا "ان أبسط الثورات هي ثورة الحرف. فهي موجهة إلى العالم بأسره لا إلى لبنان فحسب".

وتابع: "في الكثير من لغات العالم أحرف نلفظها ولا صورة لها، وأحرف نكتبها ولا نلفظها، وأصوات يستعيرون لها حرفين كي يأتوا لها باللفظة". وقال: "قدموس تنبه لهذه الظاهرة، فأوجد 22 حرفا هي كل ما كانت تحتاجه اللغة الفينينقية. وفي كل قاموس، تحديد علمي للغة الميتة بأنها لغة لم تعد محكية. وذات يوم قال مخايل نعيمة في مجلس خاص: "إننا ننتج أدبا في لغة ميتة، ولكن إذا قلنا هكذا أين نبيع كتبنا؟. علينا ألا نهتم لمصلحتنا الخاصة، بل لمصلحة العلم والحقيقة. ففي فرنسا مثلا لغات كثيرة محكية تتعايش مع اللغة الأم التي هي حية لأنها محكية. أما اللغة العربية، فيكتبها كل العرب ولا يتكلم بها أحد. فطه حسين، أحد عمالقة هذه اللغة، استعملها للكتابة فقط، وفي كلامه كان يتكلم المصرية المحكية. إن الإنسان لفي تطور دائم نحو الأفضل. لذا، ركز سعيد عقل على ثلاثة عناوين للحضارة منشأها لبنان: كتاب "العناصر" لأقليد إبن صور، بعلبك التي إعلولت على أرض لبنان، الأبجدية التي نشرها في العالم قدموس إبن صور. تلك العطاءات، أعطاها لبنان حين كان لبنان مجد فينيقيا، وهي لا يمكن ان تزول".

واضاف: "اسمحوا لي بوقفة تأمل لهنيهات، إن تأسيس ثقافة جديدة ينادينا جميعا، ولأهل سلطة القلم، القلم الذي علم الله به الإنسان ما لم يعلم، أن يبادروا إلى إرساء صحوة. إلى إرساء أبجدية تنقلنا إلى حيث ننهض بلبنان لبلورة دوره الثقافي والريادي.

لقد صنع غيرنا الكثير ضد لبنان. فلنصنع الأكثر من أجل لبنان. فإذا كان أمننا في وحدتنا وفي عيشنا الواحد، فإن أماننا ينبت من حضورنا الفاعل على هذه الأرض".

حمادة

والقى الوزير حمادة كلمة رئيس الجمهورية، فقال: "يوم عجز العالم عن التواصل خارج إطار الصور والرموز المحدودة، إبتكر المعلم قدموس حروفا تحمل سمات صوتية يمكن جمعها في كلمات، فنقشها على الصخر وانطلق بها أبناء الساحل الفنيقي إلى العالم في مراكبهم، ومارسوا تجارة المعرفة مقابل الحصول على أثمن البضائع والمنتجات".

اضاف: "نعم، من هذا الساحل الضيق في جبيل وصور وبيريت وغيرها تحول الشعب المغامر في البحر إلى معلمين ينشرون أبجدية ولغة وأداة تواصل وكتابة، تطورت وأصبحت وثائق لعقود البيع والشراء والتأريخ وبناء الحضارة. واليوم تتعثر عندنا لغة الحوار والتواصل التي أتقنها اللبنانيون وعلموها للآخرين، مما يستدعي العودة إلى الأصول التي بني على أساسها لبنان الذي يحتضن الجميع ويتسع لتطلعاتهم، فنخرج إلى مواطنينا بقانون جديد للإنتخابات لا يستثني أي مكون لبناني ولا يظلم أي فئة سياسية أو روحية أو مناطقية. فالطريق إلى ذلك تتطلب منا التنازل ولو قليلا من أجل لبنان ومن أجل ترسيخ ديمقراطية كلفت الكثير من الشهداء والتضحيات".

وتابع: "يوم الأبجدية محطة سنوية سعى الصديق الأستاذ نعمة الله ابي نصر إلى تكريسه بقانون، إذ لا يجوز أن يحتفل عدد من دول العالم بالأبجدية الفينيقية التي ولدت وانتشرت على أيدي أبناء الساحل الفينيقي فيما نحن عن هذا المجد التاريخي غافلون. حسبنا في ذلك أن نذكر أن أهم متاحف مرسيليا وهو مفخرة لكل محيطه المتوسطي يحتضن صالة مخصصة للأبجدية وللملحمة الثقافية والتجارية الفينيقية التي بلغت تلك الشواطئ". واردف: "حسبنا أيضا أن نذكر في هذا السياق أن دولة المكسيك ترفع تمثالا ضخما لقدموس المعلم في أهم ساحاتها الوطنية وتنظم إحتفالا سنويا يحضره رئيس الجمهورية شخصيا ويكون سفير لبنان ضيف الشرف حيث يلقي كلمة ويتلقى التهاني لأن لبنان وضع أبجدية غيرت مسار الحضارة في الكون. أقول ذلك لكي أذكر نضالات المعلمين والأساتذة الذين يعتصمون في الشوارع سعيا وراء سلسلة باتت لا تشبع جائعا ولا تقي من العوز". وقال: "وأنا أتوجه إلى المعلمين من هنا من بيت المحامين وحماة الحق لأقول لهم، بأني محامي المعلمين في المؤسسات الدستورية وإني حريص على حقوقهم ولو جاءت بأقل مما يستحقون نظرا للوضع العام للإقتصاد وانعدام النمو. ولكني أدعوهم أيضا إلى استمرار استخدام أبجدية الحوار والتواصل إلى جانب النضال المشروع، لكي نتوصل مع المخلصين إلى إحقاق الحق للجميع". واضاف: "نحن مدعوون إلى استنفار طاقاتنا من أجل التجدد التربوي والإقتصادي والسياسي والوطني العام، فلا ننام على أمجادنا ونتوقف عن التقدم، فيما يخطو العالم خطوات سريعة في موضوع الإستخدام الرقمي لمختلف مجالات الحياة، لنتغلب على التراجع الذي أصاب مرتبتنا الإقليمية والدولية".واعلن اننا "في وزارة التربية والتعليم العالي منكبون على توفير عناصر وموارد تجديد مناهجنا التربوية، على الرغم من الضغط الهائل الذي يتسبب به ملف تعليم النازحين، وإننا نتواصل مع المجتمع الدولي والجهات المانحة لكي نتمكن كمجتمع متضرر من تمويل ورشة تجديد مناهجنا والمضي قدما نحو العصر التفاعلي الرقمي، وتأمين أفراد الهيئة التعليمية من بين أفضل الموارد البشرية". وقال: "إنني أقدر عاليا الجهود المبذولة من جانب نقابة المحامين والأستاذ أبي نصر ووزارة الثقافة ومكتب الأونيسكو الإقليمي برئاسة الدكتور الهمامي ورؤساء بلديات جبيل وصور، من أجل المشاركة في هذه المناسبة الثقافية والتربوية والتاريخية التي تدعونا إلى الإعتزاز بمنجزات من سبقونا، وأدعو إلى الحفاظ على دورنا الحضاري ولغتنا العربية الأم، وإلى تكريس انفتاحنا على ثقافات العالم ولغاته وحضاراته خصوصا في مواجهة أفكار الظلام والإنغلاق وأنظمة القمع وإقتلاع الناس من مواطنهم، كما نشر ثقافة الإرهاب وتفجير معالم الحضارة وكنوز الآثار التاريخية". وختم: "الزملاء الكرام، النقيب العزيز، الإخوة والأخات، كل يوم لنا هو يوم للأبجدية والتضامن والمحبة من أجل لبنان".

وزير الثقافة

وتحدث وزير الثقافة ، معتبرا "ان عيد الابجدية، عيد يتميز عن بقية الأعياد، فهو لا ينتمي إلى طائفة أو إلى مذهب، بل يتميز أيضا عن الأعياد الوطنية، لأنه عيد للاعتزاز بعنصر من تراثنا تعدى المكان الذي ولد فيه الى كل مكان في العالم. انها الأبجدية التي أحدثت نقلة نوعية، من خلال التحرر من التقاليد والموروثات من ظلال المسمارية، فالحرف الأبجدي كان قبل الطائفة وقبل المذهب، بل وقبل نشوء الأوطان وتسييجها بالسياسة". وقال: "إن بيروت التي نعرفها وكما هي اليوم، هكذا كانت أوغاريت الكنعانية في أواسط الألف الثاني قبل الميلاد، منارة على الشاطىء الشرقي للبحر المتوسط، سلع تجارية ولغات وكتابات، والأمن والأمان والحرية تظلل جميع الناس". واكد ان "عيد الأبجدية يجمع كل اللبنانيين، ويدعوهم إلى التلاقي عند تراث مشترك، لكنه لا يدعوهم ولا ندعوهم نحن إلى التوقف عنده واستذكاره فقط، بل ندعوهم إلى توظيفه واستثماره في الحاضر والمستقبل. نعم، فالحرف الذي كان مدار الكلمة والنص، والحرف الذي هاجر من بلادنا إلى العالم ليكون أساس الكتابة والتوثيق لمنجزات الإنسان وحضارته، هذا الحرف هذه الأبجدية هي إبداع كبير، ابداع خصه الله بنا، بأرضنا، كي ننطلق منه إلى العلم، إلى المعرفة، إلى تحقيق إنجازات تليق به، هذه هي الدعوة إلى عيد الأبجدية، إلى عيد يدفعنا إلى المزيد من النهضة المعرفية، فنرتقي سلالم العلم في كلاختصاصاته، ونلغي الأمية الحرفية والتكنولوجية والثقافية عند كل لبناني، لنستعيد صفة: بلد الإشعاع، بلد المعرفة، بلد الأبجدية".

واكد "ان مؤسساتنا التربوية كلها، والثقافية كلها، وكل المسؤولين الذي يرعون المعرفة، مدعوون إلى التخطيط لغد يليق بهذا اللبناني الذي يعتز بتراثه، فتخطط له مستقبلا زاهرا، هنا في وطنه، تيسر له العلم الحديث، والوسائل المتقدمة، ليستقر فيه، ويعمل فيه، ويبدع، فينجح هو وينجح الوطن كله معه. وليست صدفة أن نشير في هذه المناسبة الكبرى، إلى أننا ونحن نحتفل بها نؤكد بذلك على همنا باستعادة الثقة بالإنسان، بالشاب اللبناني الواعد، وبالوطن. وهو شعار أرجو أن يتبناه الجميع، ويعملوا بوحيه من أجل حاضر ومستقبل أفضل". وختم: "وفقنا الله وإياكم في متابعة هذه المسيرة الوطنية، وألف تحية لكل عامل على حفظ تراثنا الثقافي، وتوظيفه في خطط مستقبلية، ولتكون إنجازاتنا حافزا لنا جميعا،

كي نجعل وطننا وشعبه في أعياد مستمرة، إن شاء الله".

وفي ختام كلمته، أعلن وزير الثقافة انه اصدر قرارا يسمح فيه لطلاب المدارس والجامعات بزيارة الاماكن الاثرية مجانا ودون اي بدل، وهذا بشكل دائم".

ابي نصر

اما النائب أبي نصر، فقال: "في حمى أهل القانون نحتفل بيوم الأبجدية، وما القانون سوى أبجدية الحق. عيد الأبحدية اليوم دخل روزنامة الأعياد الوطنية عندنا لكن من دون عطلة أو تعطيل".

اضاف: "صحيح أن العيد الذي أقره مجلس النواب اللبناني مستمد من مفخرة التاريخ الفينيقي، بابتكار اللغة، لكن الصحيح أيضا، هو أن يوم الأبجدية هو يوم لكل البشرية، فأجدادنا ابتكروا أحرف اللغة ونظموها من أجل التواصل والتخاطب، لا التقوقع، من أجل التفاهم لا الصدام، فكانوا رواد فكر وتجارة ورسل حضارة لا تزال تأثيراتها فاعلة في حاضر البشرية جمعاء".

واشار الى "ان عيد الأبجدية له مدلولاته الخاصة، فهو يسمو فوق الانقسامات، ويجمع أبناء الوطن حول قواسم تاريخية مشتركة لتعزز التلاحم، وترسخ الانتماء الوطني، حيث بدون إنتماء وولاء لا قيام للدولة اللبنانية ولا إستمرارية للوطن". وقال: "كما تحتفل الأمم المتحدة في 21 شباط من كل عام باليوم العالمي للغة الأم، نحتفل نحن في 11 آذار من كل سنة بعيد الأبجدية، ليس للتباهي على سائر الأمم، بل لنتذكر ونذكر الآخرين بأن هذه الأرض حضنت التنوع الثقافي الذي تعاقب عليها، وطورت أدوات التعبير اللغوي، منذ مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، فأدى ذلك إلى ولادة الأبجدية الفينيقية في مدينة جبيل، وهي أشهر أساليب الكتابة على الإطلاق، لأنها تقوم على تفكيك نبرات الصوت إلى أبسط مركباتها، وتمثيل هذه المركبات برموز سميت حروف الهجاء. فكانت هي المنطلق للحضارة الإنسانية. إنها أعظم منحة أنعمت بها الحضارة الكنعانية الفينيقية اللبنانية على البشرية جمعاء، وهي الأهم في مجموعة التقديمات اللبنانية للإنسانية جمعاء".

واكد "ان هذا اليوم هو مناسبة لإظهار عطاءات لبنان الحضارية، المبنية على التواصل والتفاعل بين الشعوب في وجه أولئك الذين يروجون لصراع الحضارات، وللحروب بين المجتمعات. هذا اليوم هو مناسبة للإضاءة أمام الرأي العام المحلي والعالمي، على دور لبنان "كبلد رسالة" وكأرض للتلاقي والحوار، فيزداد المقيم في وطنه فخرا، والمنتشر في اغترابه اعتزازا".

وقال: "يعلمنا تاريخ هذه الأرض، أن الحوار هو أساس الحضارة، وأن لا حل لمشاكل المجتمعات والبلدان إلا بالحوار، فالعنف الذي ينهي صراعا يؤسس في الوقت نفسه لصراع جديد. من هذا المنطلق نعول على فخامتكم لرعاية حوار سياسي ينتج لغة انتخابية جديدة، من خلال قانون جديد يؤمن العدالة وصحة التمثيل. نعول على فخامتكم لرعاية حوار اقتصادي اجتماعي بلغة جديدة، بعيدا عن مصطلحات العنف والإستغلال، وعن مفردات الصراع الإجتماعي. نريدكم أن تضعوا بالحوار أسس الدولة العصرية التي تستمد روحها من أبجدية القوانين المدنية ومفاهيم العدالة والمساواة والتنمية، وأنتم كنتم أول من نادى بالعدالة والتغيير والإصلاح. حاجتنا كبيرة لنظام التعليم النوعي، بعدما تفشت كالفطريات جامعات ومدارس لا تستحق اسمها".

اضاف: "حبذا يا فخامة الرئيس، لو يرفع لبنان في عهدكم راية الدفاع عن اللغات المشرقية المعرضة للزوال. فاللغات هي الأدوات الأقوى لحفظ التراث المادي والمعنوي للأمم، وليس من قبيل الصدف أن تحتفل الأمم المتحدة كل سنة باليوم العالمي للغات الأم. ولأن العقل ثروتنا الأولى، نناشدكم في عيد الأبجدية أن تطلقوا ثورة التصحيح النوعي للمناهج التعليمية بما يعيد لبنان منارة تعليمية في هذا الشرق. بعد صدور تعاميم وزارة التربية والتعليم العالي مشكورة، كم هو جميل في يوم الأبجدية أن يجتمع طلاب لبنان في مدارسهم ومعاهدهم المنتشرة في كل المناطق، ليستمعوا إلى المعنى الحضاري لدور لبنان في اكتشاف الحرف أساس الكلمة". وختم: "مطلب تخصيص يوم للأبجدية في لبنان، لم يكن من باب الحنين إلى الماضي، ولا هو للمكابرة على بقية الأمم. إنه بكل بساطة دعوة للتأمل في تاريخنا، وعطاءات أسلافنا، وفرصة للتفكير بواقعنا، وتطوير إمكاناتنا، ليبقى وطننا لبنان منارة في هذا الشرق تنشر العلم، وتبشر بالسلام، وتنشد الأمان".

كلمة الهمامي

والقى كريدي كلمة مدير مكتب اليونسكو الإقليمي- بيروت، قال فيها: "يشرفني ان نجتمع اليوم لنحتفل بيوم الأبجدية، هذا الإبتكار المميز الذي أشعل نور المعرفة والذي انطلق من هنا، من شواطئ فينيقيا منذ آلاف السنين. وبالمناسبة أنقل الى حضراتكم تحيات مدير مكتب اليونسكو الإقليمي، الدكتور حمد بن سيف الهمامي، وتمنياته بالنجاح الدائم لهذه الإحتفالية".

اضاف: "مما لا شك فيه ان الأبجدية الفينيقية هي من أهم الابتكارات التي وضعت تقنية للتواصل في التاريخ. إنها أم الحروف، تلك الاشكال التي أسند الى كل شكل مميز منها، مخارج صوتية محددة، يجمعها العقل البشري ويحللها، لتصبح اللغة المحكية، لغة مكتوبة. تقنية شاع إستعمالها لدى الشعوب القديمة بحيث انها قد تعددت واختلفت وتم تناقلها من شعب الى آخر. وبقي الحرف الأداة الطيعة في الوجدان الانساني، عابرا التاريخ والقارات رسولا للتنوع المنتج الفعال. فلولا الحرف، كيف كان لنا ان نعبر عن مكنوناتنا وان نرسم تفاصيل كياننا؟".

واكد ان "بالحرف ننظم أفكارنا وهوياتنا تنظيما هيكليا. ولا يتسنى إجراء حوار حقيقي ولا إقامة تعاون دولي فعال، دون إستعمال الاحرف والكلمات واللغات المختلفة في بناء هذا الحوار على اسس إحترام التنوع، الذي يتيح الانفتاح على الفهم الحقيقي لكل ثقافة. ولولا الحرف كيف كان لنا الانتفاع من تنوع اللغات الذي يوقظ الفضول ويساعد على التفاهم بين الشعوب؟ هذا التنوع الذي لطالما مثل فرصة لتعبئة الجهود من أجل تحقيق السلام والتنمية، ونقل المعرفة من جيل الى جيل، الامر الذي تضعه الامم المتحدة في صدارة أهداف برنامجها للتنمية المستدامة، ولا سيما الهدف الرابع (SDG 4)، الذي ينص على ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع".

وقال: "نحن بني البشر، كائنات تمتاز باستخدام اللغة. من هنا يأخذ الحرف المركز الاساس لترجمة هذه اللغة الى كلمات تخلد الإبداع وتقوي التواصل. فالثقافات والأفكار والمشاعر وحتى التطلعات الى عالم أفضل، تتجلى لنا أولا ودائما بكلمات معينة تنطق بالاحرف الاولى وبلغة محددة، لتحمل قيما ورؤى للعالم تثري البشرية.

وفي وقت يشهد فيه عالمنا الحاضر تحولات اجتماعية كبيرة، تعد كل لغة موردا حيويا يقدم مدخلا فريدا لفهم العالم والتعبير عنه، كما تمثل عاملا أساسيا في تمكين الناس من العيش معا على نحو أفضل وفي تعزيز التضامن".

واشار الى "ان التعدد اللغوي يوفر فرصا هائلة للحوار الذي لا بد منه لتحقيق التفاهم والتعاون، ولا سيما انه يقع في صميم مهمة اليونسكو المتمثلة في صون التنوع اللغوي والثقافي الكبير للبشرية وتعزيزه بوصفه مصدرا للقوة والحوار والتفاهم"، موضحا "ان منظمة اليونسكو تضطلع في هذا الصدد بنشاط حثيث ومتعدد لوضع الإتفاقيات الدولية التي تعنى بالتنوع، مثل اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لعام 2003، واتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي لعام 2005".

وقال: "وبالمناسبة نود ان ننتهز هذا المنبر، من بيت المحامي، لكي ندعو الجمهورية اللبنانية الى التوقيع على اتفاقية "حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي" لعام 2005 ولا سيما ان لبنان هو منبر للتنوع الحضاري والتعدد الثقافي. كما تولت اليونسكو أيضا تعزيز تنوع اللغات عندما عينت وكالة رائدة من بين منظمات الأمم المتحدة لتنسيق فعاليات السنة الدولية للغات في عام 2008. وما زلنا نرتكز على الأهداف عينها عند الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم في 21 شباط/فبراير من كل عام". واكد "ان اللغة العربية تحتل مكانة خاصة في اليونسكو، فهي تمثل إحدى لغات العمل الرسمية فيها. هذا إضافة الى انه في 18 كانون الأول/ديسمبر 2012، أقامت المنظمة الاحتفال الأول باليوم العالمي للغة العربية بموجب قرار صدر عن المؤتمر العام". وقال: "اما في هذه المناسبة، فنود التذكير بشكل خاص ان الابجدية الفينيقية، قد دونتها اليونسكو عام 2005، في "سجل ذاكرة العالم" كأثر إنساني غير مسبوق يشكل احدى أسس الحضارة كما نعرفها اليوم وتخليدا للاهمية الإستثناية لهذا الإبتكار". وختم شاكرا رئيس الجمهورية على رعايته لهذه الإحتفالية، ونقابة المحامين في بيروت على الإستضافة الكريمة، وحيا لجنة إحياء يوم الابجدية على "جهودها المبذولة ليبقى معنى الحرف خالدا في ذاكرة الاجيال".

دبوق

وكانت كلمة لرئيس بلدية صور حسن دبوق، مما جاء فيها: "نعود الى الابجدية والحرف والى المعلمين والرسل، نعود الى لبنان وجبيل وصور وشقيقاتهم والى امجاد نتمنى ان تعود وان تكون لارث الاجداد حافظين ومجددين لنورث ابناءنا واحفادنا بعضا مما ورثناه، وهذا اقل واجب لنورثهم ابجدية الحياة بعزة وكرامة".