المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 19 20 و21 آب/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/ arabic.august21.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أيَّتُهَا ٱلمَرْأَة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ شُفِيَتِ ٱبْنَتُهَا

أَسْأَلُكُم أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

عدنا والعَوْدُ أَحْمَدُ.. عدنا وعاد موقعنا أقوى وبأصرار وإيمان وعزيمة لا يلينون وكما دائماً/الياس بجاني

رد ودي على رد حبيبنا شارل جبور وعلى الأكيد الأكيد لمرجعيته الموقرة/الياس بجاني

إلى الحبيب شارل جبور وإلى مرجعيته: الفوتي مش متل الطلعة.. لا ما فيكون تستقيلوا ومش مسموح تستقيلوا..شو فهمنا/الياس بجاني

رد الأخ شارل جبور الذي ردنا عليه هو في أعلى/19 آب/17(فايسبوك)

غيبوبة الذمية وطاقمنا السياسي المرت/الياس بجاني

همروجة احتجاج جعجع وبعض المستقبل على زيارة سوريا تعموية وللإستهلاك الشعبوي ومتل قلتها..وكمان ذمية وكذب ونفاق وضحك على الدقون/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

3 شهداء للجيش و17 قتيلاً للإرهابيين.. و«لا جديد» في قضية المخطوفين

«فجر الجرود» تتقدّم: «الثلث» الأصعب الأخير

عون يتفقّد العسكريين الجرحى: هذا جيشنا وهؤلاء أبطالنا

ماذا حملت الإجتماعات السرّية التي سبقت الفجر المنتظر/ربى منذر/جريدة الجمهورية

مراكز الإرهابيِّين تتهاوى... وتقدُّم ملحوظ تحت وطأة الغطاء الناري/عيسى يحيى/جريدة الجمهورية

الجيش... وعقيدة الدفاع والهجوم/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

د. فارس سعيد: اعتراض القوات والمستقبل على زيارة الشام جيٌد انما يفتقد الى عناصر قوة من قبل التسوية يقبل بشروطها: المقاعد للبنانيين والنفوذ لحزب الله.

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 20/8/2017

بري دعا الى جلسة مناقشة عامة الثلثاء والاربعاء: لغرفة عمليات دولية تواجه الإرهاب

رأس بعلبك تلاقي الجيش بجرعات الدعم و«وجبات» الامتنان/ رئيس البلدية رحال لـ«المستقبل»: التشكيك في قدرته مرفوض/علي الحسيني/المستقبل

وفد إسرائيلي في واشنطن لإقناع إدارة ترمب بوقف النفوذ الإيراني يقوده رئيس «الموساد» وعدد من قادة الأجهزة الأمنية

عادت الذئاب المنفردة لتضرب هذه المرة في برشلونة، وتفتك بعشرات الأبرياء من المواطنين والسياح العزل./أبو ارز/فايسبوك

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فجر الجرود وملاحم الخلود/الدكتورة رندا ماروني

المهلِّلون للجيش بعضُهم ساهمَ في الكارثة/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

سعد الحريري الأفضل... لا كل الآخرين!/ابراهيم الأمين/الأخبار

إمبراطورية إيران الراديكالية/إميل أمين/الشرق الأوسط

دولة الكرد!/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

أنا مواطن لبناني سابق/أحمد الغز/افتتاحية اللواء

 انتصر منتصر ولا هُزم مهزوم/ حازم صاغية/الحياة

في مئة غارة وغارة!/علي نون/المستقبل

هل هي أكثر من زيارة 3 وزراء لدمشق؟ أم ماذا؟/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

السلطة إطفائي حرائق؟/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

زمن تفاهم إسرائيل ومحور المقاومة/نديم قطيش/الشرق الأوسط

للضرورة أحكام... يا حكيم/فؤاد مطر/الشرق الأوسط

مسألة الدولة العلمانية على محك التفكيك/رضوان السيد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أيَّتُهَا ٱلمَرْأَة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ شُفِيَتِ ٱبْنَتُهَا

إنجيل القدّيس متّى15/من21حتى28/:"إنْصَرَفَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي صُورَ وصَيْدا، وإِذَا بِٱمْرَأَةٍ كَنْعَانِيَّةٍ مِنْ تِلْكَ النَّواحي خَرَجَتْ تَصْرُخُ وتَقُول: «إِرْحَمْني، يَا رَبّ، يَا ٱبْنَ دَاوُد! إِنَّ ٱبْنَتِي بِهَا شَيْطَانٌ يُعَذِّبُهَا جِدًّا».فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَة. ودَنَا تَلامِيذُهُ فَأَخَذُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ قَائِلين: «إِصْرِفْهَا، فَإِنَّهَا تَصْرُخُ في إِثْرِنَا!». فَأَجَابَ وقَال: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل». أَمَّا هِيَ فَأَتَتْ وسَجَدَتْ لَهُ وقَالَتْ: «سَاعِدْنِي، يَا رَبّ!». فَأَجَابَ وقَال: «لا يَحْسُنُ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ البَنِين، ويُلْقَى إِلى جِرَاءِ الكِلاب!». فقَالَتْ: «نَعَم، يَا رَبّ! وجِرَاءُ الكِلابِ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ عَنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا». حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «أيَّتُهَا ٱلمَرْأَة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ شُفِيَتِ ٱبْنَتُهَا."

 

أَسْأَلُكُم أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس03/من01حتى13/:"يا إِخوَتِي، أَنَا بُولُس، أَسِيرَ المَسيحِ يَسُوعَ مِنْ أَجْلِكُم، أَيُّهَا الأُمَم...إِنْ كُنْتُم قَدْ سَمِعْتُم بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي مِنْ أَجْلِكُم، وهوَ أَنِّي بِوَحْيٍ أُطْلِعْتُ على السِرّ، كَمَا كَتَبْتُ إِلَيكُم بإِيْجَازٍ مِنْ قَبْل، حِينَئِذٍ يُمْكِنُكُم، إِذَا قَرَأْتُمْ ذلِكَ، أَنْ تُدْرِكُوا فَهْمِي لِسِرِّ المَسِيح،

هذَا السِّرِّ الَّذي لَمْ يُعْرَفْ عِنْدَ بَنِي البَشَرِ في الأَجْيَالِ الغَابِرَة، كَمَا أُعْلِنَ الآنَ بِالرُّوحِ لِرُسُلِهِ القِدِّيسِينَ والأَنْبِيَاء، وهُوَ أَنَّ الأُمَمَ هُم، في المَسِيحِ يَسُوع، شُرَكَاءُ لَنَا في المِيرَاثِ والجَسَدِ والوَعْد، بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيل، ألَّذي صِرْتُ خَادِمًا لَهُ، بِحَسَبِ هِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي بِفِعْلِ قُدْرَتِهِ؛ لي أَنَا، أَصْغَرِ القِدِّيسِينَ جَمِيعًا، وُهِبَتْ هذِهِ النِّعْمَة، وهِيَ أَنْ أُبَشِّرَ الأُمَمَ بِغِنَى المَسِيحِ الَّذي لا يُسْتَقْصى، وأَنْ أُوضِحَ لِلجَمِيعِ مَا هُوَ تَدْبِيرُ السِّرِّ المَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ في اللهِ الَّذي خَلَقَ كُلَّ شَيء، لِكَي تُعْرَفَ الآنَ مِن خِلالِ الكَنِيسَة، لَدَى الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِينِ في السَّمَاوات، حِكْمَةُ اللهِ المُتَنَوِّعَة، بِحَسَبِ قَصْدِهِ الأَزَلِيِّ الَّذي حَقَّقَهُ في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا،

الَّذي لَنَا فيهِ، أَيْ بِالإِيْمَانِ بِهِ، الوُصُولُ بِجُرْأَةٍ وثِقَةٍ إِلى الله. لِذَلِكَ أَسْأَلُكُم أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم!"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

عدنا والعَوْدُ أَحْمَدُ.. عدنا وعاد موقعنا أقوى وبأصرار وإيمان وعزيمة لا يلينون وكما دائماً

الياس بجاني 20/آب/17

الحمد لله والشكرله دائماً وأبداً.. فقد انتهت منذ قليل عملية اعادة موقعنا الألكتروني (موقع المنسقية العامة للمؤسسات الكنديةTHE LCCC ) ورابطة هو

http://www.eliasbejjaninews.com

عاد الموقع إلى الشبكة وعاد ليعمل بشكل طبيعي.. علماً أن محبينا من الهاكرز وهم على ما يتبين يوماً بعد يوم كثر ومعزتهم لنا كبيرة جداً ولهذا هم باستمرار يحاولون ضرب الموقع بأحدث وسائل التكنولوجيا للأذية على خلفية رفض الرأي الآخر والحقد والكراهية وبتالتأكيد على خلفية ثقافة الإرهاب والقمع الفكري. ..وهذه هي المرة الرابعة خلال سنتين حيث ينجحون في عملهم الشيطاني.. ويعطلون الموقع.

ولكن في كل مرة يضرب موقعنا نعود أقوى وأفضل وأكثر إيماناً وتصميماً واصراراً على متابعة واجبنا المقدس الذي هو الشهادة للحق وتسمية الأشياء بأسمائها دون مساومة أو تقية وذمية.. لبنان هو في وجداننا وضميرنا وقلوبنا أرض مقدسة ونحن من جملة كثر غيرنا نحمل لوائه وندافع عنه من خلال كل الوسائل الحضارية والسلمية والحقوقية.

للذين لا يجيدون غير ممارسات الأذي والإرهاب نقول بأن صوت الحق هو الأقوى ولن تسكته كل الأبالسة مهما توهم اصحابها وهم أصحاب عقول مريضة..مهما توهموا أنهم أقواء ومهما تكبروا وتجبروا..

خلال اليومين القادمين سنعيد بإذن الله كل الملفات من مقالات ومقابلات وتقارير التي فقدت بنتيجة ضرب الموقع.. وشكراً لكل من قدم المساعدة الفنية لإعادة تشغيل الموقع...

لقد عدنا والعود أحمد

 

رد ودي على رد حبيبنا شارل جبور وعلى الأكيد الأكيد لمرجعيته الموقرة

الياس بجاني/19 آب/17

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

حبيبنا شارل..إن قراءة الوقائع والأحداث والمتغيرات ومبرراتها كما المواقف والتحالفات وكذلك الممارسات ومنها دخول وزراء للقوات في حكومة حزب الله..هذه أمور نختلف عليها بمحبة وبديمقراطية ولكن على خلفية الغيرة على قضيتنا المقدسة وعلى مبدأ الخوف على وجودنا ودورنا...

أنت تعرف جيداً وكذلك مرجعيتكم المحترمة أن كثر من قاطعنا السيادي في لبنان وبلاد الاغتراب ومن كل الطوائف لا يرون في انعطافة د.جعجع قبل وبعد انتخاب الرئيس عون..إنها انعطافة سيادية أو قواتية بما تمثله القوات كتاريخ وشهداء وخط ومفاهيم وصلابة في الوجدان المسيحي..

انعطافة برأي كثر قفزت فوق المبادئ والثوابت والتاريخ والأعراف وضربت عرض الحائط بدماء شهداء ثورة الأرز وفرطت تجمع 14 آذار وذلك كله تحت عباءة تعموية "نرسيسية" سميتموها واقعية ورفض للانتحار وربط نزاع.. والكثير من أهلنا يرى أنها انعطافة خلفيتها أجندة رئاسية.. والله أعلم.

وهذه مصطلحات (واقعية ورفض للانتحار وربط نزاع) هي أركان مهمة من خطابك ومقالاتك التبريرية للانعطافة.. نحن بمحبة وصراحة نعتقد وقد نكون مخطئين أنها بمجملها تعموية وتخفي خلفها ما تخفي!!!

وكما رأي الدكتور جعجع أن من حقه أن يفرط 14 آذار ويتحالف مع حلفاء حزب الله ويشاركهم في الحكومة ويربط النزاع معهم ويضع احتلال حزب الله ودويلته وسلاحه على الرف ..

فكذلك من حق من يري في الانعطافة "الصفقة والخطيئة" غلطة تاريخية خطيرة، بل خطيئة مميتة..من حقه الوطني والضميري والوجداني أن يعارض وأن يسوّق لمعارضته لإظهار الحقيقة للناس وكشف أخطار الصفقة..

نعم القوات مهمة كتنظيم مقاوم ولها تاريخها المشرّف... ولكن التاريخ ليس مخزناً تستعير منه انتقائياً أمجاد وتضحيات لتبرير انعطافات لا سيادية ولا استقلالية ولا مقاومتية..

إن التلحف بهذه النوستالجيا Nostalgia واللعب من خلالها على عواطف الناس لم تعد تصرف عند كثر من أهلنا الأحرار.

والقوات يا حبيبنا شارل ليست شخص، كما للأسف هو الحال الراهن، وكذلك ليس من حق أي شخص كائن من كان أن يصادرها وينسبها لنفسه ويعلن ملكيته الحصرية لها.

القوات هي التنظيم والأحرار والكتائب وحراس الأرز وعشرات التنظيمات الأخرى وآلاف الأفراد وهؤلاء جميعا هم خارج ما يعرف اليوم بحزب القوات..ويعارضون الانعطافة والصفقة..

نسأل بمحبة وعلى سبيل المثال لا الحصر ...

هل أشخاص مثل دوري شمعون وفارس سعيد ونوفل ضو والياس الزغبي وتوفيق الهندي هم من غير ثقافة وتاريخ ونضال القوات؟؟

وهل هؤلاء وغيرهم وبمجرد أن يعارضوا انعطافات الدكتور جعجع ويجاهرون بمعارضتهم يصبحون خارج الأطر السيادية وال 14 آذارية؟؟؟

أما بنديرة "التوازن" التي تكررها على مدار الساعة وتجهد في تسويقها فهذه بنديرة مش ماشي حالها وما بتنبلع ولا راح يمشي سوقها..حيث لا توازن ولا من يحزنون..بل آمر وولي ومطيعون... وعلى الأكيد الأكيد شي مليون نقطة على السطر..

حبيبنا شارل.. نحن نكن لك ولمرجعيتك كل احترام وتقدير ولكن من حقنا وحق غيرنا التعبير عن مواقفنا وتظهيرها وتسمية الأشياء بأسماها..وأكيد الحقيقة صعبة وقاسية وصادمة ومحرجة..

ولك محبتي وكل الإحترام

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

الملاحظة الأولى التي رد عليها الأخ شارل جبور

إلى الحبيب شارل جبور وإلى مرجعيته: الفوتي مش متل الطلعة.. لا ما فيكون تستقيلوا ومش مسموح تستقيلوا..شو فهمنا!!

الياس بجاني/19 آبم!7

على ما يعتقد كثر من المحللين والسياسيين السياديين والشرفاء وهم بالطبع من أصحاب الأيادي النظيفة ماضاً وحاضراً.. يعتقد هؤلاء ويجزموا بأنه ليس بمقدر د.جعجع تحديداً أن يخرج من الحكومة اضافة إلى انه غير مسموح له بذلك.. لأن دخوله الصفقة المذلة والخطيئة كان لها شروط وقيود والكثير من الضوابط والإلتزامات الصارمة..وبالتالي لن يستقيلوا وزراء جعجع لأنه ليس للجعجع حرية اتخاذ هكذا قرار.. ومن يعيش على النوستالجيا أي الحنين للماضي دون افعال وتضحيات ومواقف هو من ينهي نفسه من الحياة السياسية ويخرج من ضمير ووجدان السياديين والأحرار..ونقطة على شي مية سطر

 

رد الأخ شارل جبور الذي ردنا عليه هو في أعلى

19 آب/17(فايسبوك)

استاذ بجاني لا يجوز إطلاقا الحكم على جماعة بسبب موقف ما عجبنا، إنما الحكم يكون على مسار تاريخي، ولا اعتقد بان احدا يستطيع ان يزايد على القوات وتاريخها وتضحياتها وصلابتها وثوابتها... وانت تعلم تاريخ القوات وتعلم ايضا انه وقت الجد ما في الا القوات... كل الاحترام لك بس خدنا بحلمك، لا يوجد صفقة ولا من يحزنون، ودخولنا الى الحكومة هو بقرار ذاتي كما دائما وخروجنا إذا رأينا لا بد منه يكون ايضا بقرار ذاتي... لدينا قناعة كاملة ان ما نقوم به هو الصواب، والتوازن القائم هو توازن فعلي، ونحن في مرحلة استراحة محارب، ولكل منا اسلوبه في المواجهة، وبدلا من ان تركز حبيبنا مواجهتك علينا صوب قلمك بالاتجاه المطلوب لاننا نتكامل في المواجهة والاهداف... القوات رأس حربة السيادة كانت وستبقى... ما يقال عن القوات يندرج في سياق الإساءة ورمي الحرام وتشويه الحقائق والوقائع ولن نسكت... تحياتي رفيق الياس والسلام..

 

غيبوبة الذمية وطاقمنا السياسي المرت

The Dhimmitude Coma and our rotten politicians..The Thugs

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

الياس بجاني/19 آب/17

بصدق وعلى خلفية ضميرية ووجدانية ووطنية وإيمانية..لا يمكن لأي لبنان سيادي وحر وعاقل ويحترم نفسه وكرامته إلا أن يلعن زمن المحل والبؤس الحالي الذي سمح لطاقم سياسي وحزبي وتجاري مرت وعفن هو في غيبوبة ذمية وطروادية واسخريوتية..سمح له أن يتحكم بمصيرنا وبمصير وطننا وبمستقبل أولادنا وبلقمة عيشنا.. طاقم غريب ومغرب عن كل ما هو لبناني يشوه صورة وطن الأرز ولا يشبه لا الوطن المقدس ولا أهله الطيبين.. فلنصلي خاشعين ومستغفرين من أجل أن يرحنا الله من شرور وإبلسية هذا الطاقم ومن أجل أن ينعم على المضللين من أهلنا البسطاء والمغرر بهم بنعمتي البصر والبصيرة...

 

همروجة احتجاج جعجع وبعض المستقبل على زيارة سوريا تعموية وللإستهلاك الشعبوي ومتل قلتها..وكمان ذمية وكذب ونفاق وضحك على الدقون

الياس بجاني/18 آب/17

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

اسدلت الستارة على همروجة القوات وبعض المستقبل الإحتجاجية على زيارة وزراء الممانعة "التحدي والإذلال" لسوريا .. وما حدا استقال ولا حدا راح يستقيل.. الشباب اولوياتون محلية بمحلية وانتخابية وسلطوية وما ننسى كمان نزعة الإستفراد والإلغاء عندون وتحديداً عند د.جعجع..يلي تحالفه مع تيار عون مش راكب ولا على قاعدة سيادية.. في الخلاصة ولأنهم ما استقالوا من الحكومة كلامهم الإحتجاجي ما بينصرف إلآ عند الزلم والهوبرجية.. وهودي مش مقصرين وع عمامها ماشيين وخود منون تخوين وتقديس وتهليل للشخص قد ما بدك وأكثر.

يبقى أن مبررات "الصفقة المذلة" صفقة الربط والواقعية والشطارة بعم الإنتحار يلي خينا شارل جبور متخصص بالتسويق لهم على مدار الساعة..ماشية والرب راعيها..وكاسك يا وطن طاقمه السياسي مرت وع الآخر

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

3 شهداء للجيش و17 قتيلاً للإرهابيين.. و«لا جديد» في قضية المخطوفين

«فجر الجرود» تتقدّم: «الثلث» الأصعب الأخير

المستقبل/21 آب/17

بمزيد من العزم والعزيمة وبإرادة لن تكلّ ولن تلين حتى تحرير الأرض من الجرود إلى الحدود، تواصل وحدات الجيش اللبناني تقدمها الميداني على محاور القتال لتطهير المنطقة الجردية الشرقية من الوجود الإرهابي، محرزةً في ثاني أيام «فجر الجرود» نجاحات ملحوظة على خارطة بقعة العمليات العسكرية ضد مقاتلي «داعش»، سواءً على مستوى تساقط العشرات من الإرهابيين بين قتيل وجريح وفارّ على مختلف جبهات المعركة، أو على صعيد دحرهم عن المزيد من التلال والمرتفعات بشكل نجح معه الجيش في ربط جرد عرسال بجرد بعلبك والسيطرة نارياً على أقسام واسعة من المناطق المحاذية للحدود مع سوريا، لتنجح تالياً «فجر الجرود» في ثماني وأربعين ساعة بتحرير ثلثي الأراضي الواقعة ضمن نطاق المعركة بواقع 80 كلم2 من أصل 120 كلم2، على أن يبقى تطهير «الثلث» الأخير من الأرض المحتلة والذي وصفته مصادر عسكرية لـ«المستقبل» بأنه «الأصعب».

وإذ أوضحت أنّ صعوبة المرحلة المقبلة من العمليات العسكرية تكمن في كونها ستستهدف «نقاط التمركز والتجمع الأساسية» لإرهابيي «داعش» بعدما أعادوا تموضعهم وتحصنوا فيها نتيجة الانسحابات والانكسارات المتتالية التي مُنوا بها على أكثر من محور خلال الفترة الأخيرة، أكدت المصادر العسكرية في المقابل أنّ «الجيش اللبناني مدرك جيداً لخطورة وصعوبة هذه المرحلة وأعدّ العدة والخطط الملائمة لمواجهتها»، مشددةً في هذا الإطار على أنّ الجيش «رايح للآخر» ولن يوقفه شيء عن إنجاز مهمة تحرير الجرود مهما بلغ حجم المخاطر والتحديات.

وعن مجريات معارك «فجر الجرود»، لفتت المصادر إلى أنّ الجيش استطاع تذليل مختلف العقبات التي اعترضت تقدمه على الأرض حيث تمكنت الوحدات العسكرية وفرق الهندسة المختصة من التعامل بنجاح مع حقول الألغام التي زرعها العدو بأقل قدر من الخسائر في صفوف العسكريين الذين استشهد منهم ثلاثة أمس وأصيب رابع نتيجة لغم أرضي انفجر بإحدى الآليات، في مقابل تكبد الإرهابيين خسائر محققة في الأرواح خلال الاشتباكات الأخيرة والتي أسفرت أمس عن مقتل 17 إرهابياً إضافة إلى قتل إنتحاريين على متن سيارة ودراجة نارية مفخختين على طريق وادي حورته ومراح الدوار في جرود رأس بعلبك أثناء محاولتهم استهداف عناصر الجيش في المنطقة. وأفادت المصادر العسكرية أنّ «حجم الإنفجار الذي نتج عن تفجير السيارة والدراجة المفخختين بيّن أنّ العملية الانتحارية التي كانوا بصدد تنفيذها كانت ضخمة»، منوهةً «بعمليات الرصد والمعلومات الاستخبارية الدقيقة» التي يقوم بها الجيش والتي تتيح إحباط مثل هذه العمليات الإرهابية قبل حصولها، مع إشارتها في معرض تدليلها على طبيعة العدو الشرسة إلى أنّ الجيش ومع تقدمه الميداني يعثر تباعاً على جثث مقاتلين من «داعش» تحت أنقاض المواقع التي كانوا يتمركزون فيها بما يؤكد أن بعض الإرهابيين يؤثرون الموت على الانسحاب من مواقعهم حتى لو تيقنوا من أنها باتت بحكم الساقطة عسكرياً.

في المقابل، أكدت المصادر أن معنويات العسكريين على الجبهة مرتفعة جداً، وأشارت في هذا السياق إلى أنّ زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون التفقدية أمس إلى مناطق رأس بعلبك والقاع أعطت دفعاً كبيراً للوحدات العسكرية خصوصاً أنه وصل إلى مواقع متقدمة على تماس مباشر مع المعركة حيث عاين جبهة القتال وواكب شخصياً عمليات القصف والاستهداف الميداني للإرهابيين.

العسكريون المخطوفون

أما في مستجدات ملف العسكريين المخطوفين، وبينما نفت أوساط المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لـ«المستقبل» كل ما أشيع إعلامياً خلال الساعات الأخيرة عن العثور على جثث معينة وإخضاعها لفحوص الحمض النووي، أكدت المصادر العسكرية أن «لا شيء جديداً ولا جدياً حتى الساعة» في هذا الملف، معيدةً التشديد على أنّ الجيش لم يدخل في أي تفاوض حول قضية العسكريين المخطوفين، وأنّ اللواء ابراهيم هو الجهة الرسمية المكلفة والمعنية بمتابعة أي مفاوضات بشأن كشف مصير العسكريين.

 

عون يتفقّد العسكريين الجرحى: هذا جيشنا وهؤلاء أبطالنا

تفقد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر أمس، الجرحى العسكريين الذين أصيبوا في عملية «فجر الجرود» التي خاضها الجيش ضد تنظيم «داعش» الارهابي، واطلع على أوضاعهم واطمأن الى صحتهم، واستمع منهم الى ظروف اصابتهم. وأعرب عن تمنياته للجرحى بالشفاء العاجل، محيياً تضحياتهم، ومقدراً إستشهاد رفاق لهم في سبيل تحرير الاراضي اللبنانية الحدودية من الارهابيين. بدورهم، عبّر العسكريون الجرحى عن امتنانهم للزيارة التفقدية التي قام بها رئيس الجمهورية، متمنين لو أنهم ما زالوا الى جانب رفاقهم في أرض المعركة». فرد الرئيس عون قائلاً لهم: «أنتم قمتم بواجبكم لكن أصبتم، ورفاقكم يكملون الآن المهمة». وحيّا المعنويات العالية التي لمسها لدى العسكريين الجرحى، وقال لهم: «كل عسكري يذهب الى الجبهة يضع احتمالات النصر كما الاستشهاد لأنه مؤمن بأن ما يقوم به هو مهمة وطنية سامية،وهذه الروح العالية والايمان القوي والوفاء للقسم كلها عوامل تصنع الانتصارات، وما فعلتموه مع رفاقكم خير دليل على ذلك». أضاف: «لم تفاجئني معنوياتكم حين تمنيتم أن تشفوا سريعاً لتعودوا الى الجبهة، فهذا هو جيشنا، وهؤلاء هم أبطالنا». وشكر ذوو العسكريين الجرحى الرئيس عون على تفقده جرحاهم، مؤكدين إستمرار التزام أولادهم الدفاع عن لبنان.

 

ماذا حملت الإجتماعات السرّية التي سبقت الفجر المنتظر؟

ربى منذر/جريدة الجمهورية/الاثنين 21 آب 2017

مرّت لحظات الانتظار طويلة، التحضيرات كانت على نار حامية ضمن حسابات مُتقنة، عرقلتها بعض التحليلات من هنا والتوقعات من هناك لحسم ساعة صفر لا يعرفها سوى قلائل، حتى أطلّ «فجر الجرود» أخيراً... فكيف حُدِّدت ساعة الصفر؟ وماذا حملت الإجتماعات السرّية التي سبقت الفجر المنتظر؟ وكيف حسم القائد قراره؟ لم تكن زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون ليلة الثلثاء 15 آب المفاجئة الى قيادة اللواء السادس في رأس بعلبك، حيث تتمركز غرفة عمليات قيادة معركة الجرود، عادية أو تفقّدية كالعادة، بل كانت للإطلاع على آخر التحضيرات ومدى الجهوزية لدى القوى لتنفيذ العملية من جهة، ولالتماس الخطط على أرض الواقع من جهة أخرى... ليلتها عاد القائد من «الرأس» كما يسمّيها أبناؤها، وفكرة واحدة تدور في عقله «ساعة الحسم اقتربت، وأوامر انطلاق عملية تحرير الجرود ستُعطى بين يوم وآخر».

إلّا أنّ القرار لم يكن بهذه السهولة، فاحتمال سقوط شهداء وجرحى وكلفة العملية التي قد تكون موجِعة، كلها حسابات لا بدّ لقائد مسؤول إلّا أن يدرس تداعياتها... حتى أطلّ يوم الأربعاء ظهراً حاملاً في جعبته صورة مكتملة في رأس قائد الجيش وأركان القيادة.

وعليه، إتُخذ القرار بتحديد ساعة الصفر صباح يوم السبت مع ترك هامش للتحرّك، وهكذا استمرت التحضيرات وأعطيت الأوامر بتكثيف القصف براً بالمدفعية وجوّاً من خلال غارات الطيران على مواقع «داعش» بهدف تشتيت القوى العدوّة وإلحاق الأضرار بها واستنزافها.

اليوم الطويل

لم ينتهِ نهار الجمعة بسهولة، مرّ على العسكريين بثقل خصوصاً أنّ التحضيرات يجب أن تُنجز، أمّا قائد الجيش فتمركَز في غرفة العمليات في القيادة منذ بعد الظهر مُطّلعاً على آخر التفاصيل مع الضباط القادة والأركان ليحسم القرار نهائياً بأن تبدأ العملية، فيما كانت كل الوحدات جاهزة على الجبهة لتباشِر بمهامها فور إعطائها الأوامر. وسبق ذلك أن زار قائد الجيش ومدير المخابرات طوني منصور رئيس الحكومة سعد الحريري لوَضعه في أجواء توقيت المعركة، ليزورا بعدها قصر بعبدا سرّاً بعد الظهر ويلتقيا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي كان في أجواء اقتراب ساعة الصفر بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.

الإجتماع مع الرئيس

«يا ليت عمري يسمح أن أكون على الجبهة الى جانب العسكر وأقاتل معهم»، بهذه الكلمات بدأ رئيس الجمهورية الاجتماع مع القائد ومدير المخابرات الذي حمل الكثير من الوجدانيات، ليؤكّد بعدها ثقته الكاملة بالعسكر وبقدرات الجيش الذي كان قائداً له في يوم من الأيام، وأنه على ثقة بأنّ الانتصار آت وبقائد الجيش الذي خدمَ تحت إمرته... بهذا الموقف والمسؤولية ترك قائد الجيش ومدير المخابرات قصر بعبدا واضعَين لدى الرئيس أمانة اتفق عليها، وآخذين منه وعداً بزيارة غرفة العمليات لمتابعة انطلاق المعارك.

تعليمات الجهوزية

بعد منتصف ليل الجمعة، أعطيت الأوامر لكل الوحدات التي ستتحرك على محاور الهجوم الثلاثة، أي اللواء السادس، فوج التدخل الأول، سرايا فوج المجوقل، مجموعات من فوج المكافحة في مديرية المخابرات، القوة الضاربة في مديرية المخابرات وفوج الهندسة لتكون جاهزة للتحرّك باتجاه الأهداف الموضوعة لها وعلى محاورها، وعُقد اجتماع في قيادة الجبهة في رأس بعلبك لأخذ التعليمات الأخيرة. وتوازياً، كانت اللمسات الأخيرة على الأمر الذي سيصدره قائد الجيش توضَع في أحد المكاتب في وزارة الدفاع، وهي الجملة التي وُضعت على «تويتر» وانتهت بإسم العملية: فجر الجرود.

وفي تمام الساعة الثالثة والنصف، حضر قائد الجيش الى غرفة العمليات حيث كان كل أركان القيادة، مديرية العمليات، منسّقي المدفعية وجميع الضباط المعنيين بالعملية حاضرين في غرفة العمليات في اليرزة وعلى اتصال مباشر مع غرفة العمليات في رأس بعلبك.

ساعة الصفر

إنها الساعة الخامسة والنصف من الفجر المنتظر، أعطى القائد إشارة إطلاق الهجوم شفهيّاً لقائد اللواء بعدما كان قد أجرى اتصالاً بقادة الوحدات: «انتِبهوا عَا حالكن، ما في هَدف قِدّامنا إلّا الإنتصار، وانشالله الحَظ يكون حليفنا وما يكون في كتير خسائر بالمعركة».

قرابة السادسة، وصل رئيس الجمهورية، تماماً كما وعد، وتابع الى جانب قائد الجيش على الخريطة من خلال الأجهزة اللاسلكلية كيف كانت الوحدات تتقدم باتجاه أهدافها، ليُجري بعدها اتصالاً بقائد الجبهة مؤكداً له أنّ الإنتصار سيكون حليفهم خصوصاً أنه يعرف الضبّاط وإمكاناتهم.

غادر الرئيس الغرفة فيما بقي قائد الجيش طوال النهار متابعاً العمليات العسكرية أوّلاً بأوّل، وكيفية تقدّم الوحدات باتجاه المواقع بحسب الخطة المرسومة.

اللحظات الثقيلة

نداءات عسكريين أُصيبوا بدأت تُسمع عبر الأجهزة، إنها اللحظات الأصعب في الغرفة، فمجموعة من القوة المتقدمة وقعت في حقل ألغام وأشراك كان قد نصبها الإرهابيون، لكن رغم صعوبة اللحظات إلّا أنها انتهت إيجابيّاً بعدما عُلم أن ليس هناك شهداء وإنما جرحى فقط.

بعدها، أمضى قائد الجيش يوم السبت في غرفة العمليات كل الوقت، وغادر لبعض الدقائق لعقد اجتماع مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ظهراً لإطلاعه على المهمة التي كان الأمن العام يتحضّر لتنفيذها في عرسال، وعاد الى الغرفة مُسيّراً بالتوازي أعمال الجيش الروتينية.

وها هو اليوم الثاني من معركة الجرود ينتهي بعد المؤتمر الصحافي الثاني للناطق الرسمي بإسم قيادة الجيش باجتماع في مكتب القائد حضره كبار ضبّاط الأركان، اطّلعوا فيه على تفاصيل العمليات والتقارير الواردة من الجبهة، وكان الإنطباع ايجابياً جداً، وكان إجماع على أنّ الجيش يحقق الأهداف الموضوعة بسرعة وأنّ المعركة بإطارها العام لن تتخذ الكثير من الوقت لأنّ الجيش حقق الأهداف المنشودة أسرع من المتوقع، على رغم العقبات التي كانت أمامه والمرتبطة بطبيعة الأرض وحقول الألغام والأشراك والعبوات المنصوبة على مسالك التقدّم المحدودة.

 

مراكز الإرهابيِّين تتهاوى... وتقدُّم ملحوظ تحت وطأة الغطاء الناري

عيسى يحيى/جريدة الجمهورية/الاثنين 21 آب 2017

بزَغ فجر السبت وخَطت أقدام أبطال الجيش اللبناني أرضَ المعركة بعدما دقّت ساعة الحسم، وانطلقت عملية «فجر الجرود» لتحرير الأرض في رأس بعلبك والقاع من إرهابٍ مغتصِب، عانى منه الأهالي طيلة السنوات التي أمضاها الإرهابيون في الجرود منذ بدءِ الأزمة السوريّة.

سارت المعركة لصالح الجيش ووفق ما خطّط لها على مدار الأسابيع الماضية، وحقّق تقدّماً نحو تحقيق نصرٍ مؤكّد ستتّضح معالمه خلال الأيام المقبلة.

وأمس، استكملَ الجيش اللبناني عمليته بقصفٍ مدفعيّ وصاروخي عند الرابعة والنصف فجراً في كلّ الاتّجاهات سُمِعت أصداؤه في المنطقة والقرى المجاورة، ليبدأ بعدها هجوماً برّياً بإسناد ناريّ، حيث تقدّمت الوحدات واستعادت مرتفعات ضليل أم الجماعة شمال شرق مرتفعات ضهور الخنزير، وعملت على عزلِ مجموعات «داعش» في وادي مرطبيا، كذلك حرَّر الجيش خربة داوود وخربة التينة في جرود رأس بعلبك وجبل الخشن خلال المرحلة الثانية من العمليات، فيما عملت وحدات الهندسة على تفكيك الألغام والتشريكات التي ترَكها تنظيم «داعش» بعد اندحاره وتراجعِه أمام ضربات الجيش ونيرانه.

وأوضَح بيان لقيادة الجيش أنّ الوحدات «واصَلت لليوم الثاني هجومَها ضدّ ما تبقّى من مراكز تنظيم «داعش» الإرهابي في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع، على محورَي: سهلات خربة داوود و ضهور وادي التينة، وتمكّنَت من السيطرة على مناطق: مرتفع ضليل أم الجماعة (1605)- ضهور وادي التينة (1551) - قراني مقيال فرح (1575) - جبل وادي الخشن - قرنة حقاب الحمام - قراني العقاب (1563)، ما جَعلها تسيطر بالنار على أقسام واسعة من المناطق المحاذية للحدود اللبنانية - السورية، وبذلك بَلغت المساحة التي حرّرها الجيش نحو 30 كلم2، وبالتالي بلغت المساحة المحرّرة منذ بدء معركة فجر الجرود وعمليات تضييق الطوق نحو 80 كلم2 من أصل 120 كلم2».

ولفتَ إلى إصابة عسكريين «بجروح غير خطرة أثناء الاشتباكات، فيما أسفرَت هذه العمليات عن مقتل نحو 15 إرهابياً وتدمير 12 مركزاً تابعاً لهم تحوي مغاورَ وأنفاقاً وخنادق اتّصال وتحصينات وأسلحة مختلفة.

إلى ذلك، فجّرَت وحدةٌ من الجيش على طريق وادي حورتة ومراح الدوار في جرود رأس بعلبك، سيارةً ودرّاجة نارية مفخّختين تقلّان انتحاريّين، كانوا يحاولون استهدافَ عناصر من الجيش في المنطقة، من دون تسجيل أيّ إصابات في صفوف العسكريين.

3 شهداء

وأمس، قدَّم الجيش 3 شهداء سقطوا نتيجة انفجار لغمٍ أرضيّ زرعه الإرهابيون على طريق دوار النجاصة - جرود عرسال، وهم: باسم موسى موسى، إيلي إبراهيم فريجة، وعثمان محمود الشديد، فيما أصيبَ العسكري عارف ديب بجروح بالغة نُقِل على أثرها بطوّافةٍ عسكرية إلى أحد مستشفيات بيروت للمعالجة. وقد نعت قيادة الجيش العسكريين الشهداء، وهم:

الرقيب الشهيد موسى، من مواليد 5/4/1979 برقايل - عكار، متأهل وله ولدان. تطوّع في الجيش بتاريخ 2/11/2000. حائز أوسمة عدة، وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة.

الجندي الشهيد فريجة، من مواليد 17/9/1994 رعيت - زحلة، عازب. تطوع في الجيش بتاريخ 18/2/2012. حائز تهنئة العماد قائد الجيش مرتين. والجندي الشهيد الشديد، من مواليد 1/4/1989 غزيلة - عكار، متأهل وله ولد. مدّدت خدماته في الجيش اعتباراً من 31/3/2009 ثم نقل الى الخدمة الفعلية بتاريخ 30/7/2013. حائز تنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة.

قائد الجيش

وفي السياق، تَفقَّد قائد الجيش العماد جوزف عون، الوحدات العسكرية التي تُواصل تنفيذ عملية فجر الجرود في مناطق رأس بعلبك والقاع، حيث زار غرفة عمليات الجبهة واطّلعَ من قائدها وقادة الوحدات الكبرى على سير العمليات العسكرية، ثمّ جالَ في المراكز التي تمَّ تحريرها من تنظيم «داعش» الإرهابي، والتقى الضبّاط والعسكريين واطلع على أوضاعهم وحاجاتهم، مزوِّداً إيّاهم التوجيهات اللازمة، ومتمنّياً الشفاءَ العاجل لرفاقهم الجرحى.

اليوم الأوّل

وكانت وحدات الجيش قد نفّذت اعتباراً من فجر السبت، هجوماً شاملاً ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي المنتشر في جرود رأس بعلبك والقاع والفاكهة، على محاور: تلّة الحمرا- حقاب خزعل- حرف الجرش، وتمكّنت من السيطرة على مناطق: مراح المخيرمة - شعاب المخيرمة - المرتفع 1564 - ضهرات حقاب العش- سهلات قلد الثعلب- وادي خربة الشميس- وادي الخشن - ضهور المبيّض - ضهور وادي التينة - جبل المخيرمة - شعبات الدرب - قلعة الجلادة - قرنة الجلادة، ما جَعلها تسيطر بالنار على مسالك التحرّك وخطوط الإمداد اللوجستية لتنظيم «داعش» الإرهابي في كامل بقعة القتال، لتبلغَ المساحة التي حرّرها الجيش نحو 30 كلم2 أي ما يعادل 25 في المئة من مساحة انتشار التنظيم المذكور.

وأسفرَت عمليات الجيش عن دحرِ المجموعات الإرهابية ومقتل نحو 20 إرهابياً وتدمير 11 مركزاً تابعاً لهم تحوي مغاورَ وأنفاقاً وخنادق اتّصال وتحصينات وأسلحة مختلفة، فيما أصيبَ عشرة عسكريين بجروح مختلفة، إصابةُ أحدهم حرجة، فيما سُجّلت حالات انهيار وفرار كبيرة في صفوف الإرهابيين.

 

الجيش... وعقيدة الدفاع والهجوم

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 21 آب 2017

إنطلقت المعركة بضراوة، وتُشكّل عملية «فجر الجرود» قفزةً نوعية في دور الجيش اللبناني الذي أثبَت للعالم أنّه قادر على هزيمة «داعش» والإرهاب متى مُنح الغطاءَ السياسي الداخلي المطلوب.

يتقدّم الجيش في جرود رأس بعلبك والقاع، وتسير الخطة التي وضَعها بشكل صحيح على رغمِ المفاجآت التي تحصل في الميدان، لأنّ العدوّ الذي يواجهه ليس جيشاً نظامياً يَحترم أخلاقيات القتال، أو مجموعة مسلّحة متمرّدة على القوانين، بل هو تنظيم «داعش» الذي سيدوّن التاريخ بأنّه التنظيم الإرهابي الأبرز في القرن الحادي والعشرين الذي أنسى العالمَ زعيمَ تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن وكلَّ «القاعدة»، نظراً لارتكاباته غير المسبوقة في حقّ الإنسانية.

وتؤكّد المصادر العسكرية لـ«الجمهورية» أنّ استراتيجية قضمِ التلال تُحقّق نتائجَها بشكل ملموس، إذ إنّ الجيش يتقدّم بسرعة لافتة، لكن أيضاً بحكمة، وهذا يظهر من خلال انخفاض عدد الإصابات في صفوفه في اليوم الأوّل من العملية، لكنّ لجوء «داعش» إلى تفخيخ بعض الطرق والتلال الاستراتيجية يُبطئ العملية، وقد سَقط للجيش شهداء في اليوم الثاني نتيجة انفجار لغم. لكنّ الجيش الذي خاض معركة نهر البارد في ظروف صعبة، باتت لديه الخبرة الكافية للتعامل مع تفخيخات الجماعات الإرهابية، حيث تُفكّك فرَق الهندسة في الجيش الألغامَ وتستكمل المعركة.

ويتقدَّم الجيش تحت غطاء مدفعي وناري كثيف، إذ إنّ المدفعية والطائرات تدكّ مواقعَ «داعش» وتحصيناته، ما يؤمّن حركة القوات البرّية المهاجمة لتكملَ عملية السيطرة على التلال الاستراتيجية، وإنشاء مراكز جديدة متقدّمة تَجعلها على تماس أكثر مع الإرهابيين.

ويُركّز الجيش حالياً، حسب المصادر، على معركة المربّع الأخير الذي يتحصّن فيه الإرهابيون في جرود رأس بعلبك والقاع والذي قد يفرّون إليه، علماً أنّ الملاحظات الأوّلية بعد يومين على انطلاق المعركة تشير الى أنّ ضربات الجيش أفقدت «داعش» قدرته النارية والصاروخية، لكنّه في المقابل لا يُسقط من حساباته بأنّه يحتفظ ببعض الذخيرة للمرحلة الأخيرة من المواجهة، علماً أنّ الجيش يقيم حساباً لكلّ شيء، على رغم تقدّمِه السريع وتشتّتِ قسمٍ كبير من الإرهابيين واستسلامِهم.

وفي هذه الأثناء، تعطي عملية «فجر الجرود» دفعاً معنوياً لعناصر الجيش، وللّبنانيين الذين يؤمنون فقط بالدولة، ولدول العالم التي تواجه الإرهاب والعمليات الإنتحارية، وما صورةُ عَلمِ إسبانيا الذي رَفعه أحدُ العسكريين الى جانب العَلم اللبناني بعد عملية الدهسِ في برشلونة إلّا تعبيرٌ عن أنّ الجيش اللبناني يواجه الإرهاب نيابةً عن كلّ دول العالم، وانتصاره سيشكّل انتصاراً للعالم الحرّ الذي عانى من الإرهاب.

يشكّل الإرهاب قضيةً عالمية، لكنّ لبنان حوّلها إلى معركة إثبات قوّة وقدرة، فقد قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال متابعته انطلاقَ عملية «فجر الجرود» من غرفة العمليات في اليرزة لقائد الجبهة «أحيّيكم، ولبنان بأسره يتطلّع إليكم، وينتظر منكم تحقيقَ الانتصار»، وهذا يدلّ على أنّ اللبنانيين يعوّلون على انتصار جيشهم لكي يؤكّدوا مجدّداً أنّه قادر على مواجهة كلّ الأخطار والتحدّيات وحيداً، وهذا ما أعلنَته قيادة الجيش رسمياً وبالفم الملآن أن لا تنسيق مع أحد، لا مع «حزب الله» ولا مع جيش النظام السوري.

ويؤكّد الجيش أنّ عقيدته الوحيدة هي الحفاظ على أرض لبنان والدستور والقانون وحماية الديموقراطية. ومع انتهاء هذه المعركة سيُثبت الجيش بما لا يقبل الشكّ أنّه صاحب عقيدة دفاعية صلبة عندما يهاجم العدوّ بلاد الأرز، وأنّه صاحب عقيدة هجومية وقادر على خوض أصعبِ المعارك من أجل صونِ حدود الوطن، وليس للدخول في مشاريع إقليمية لا تمتُّ إلى المصلحة الوطنية بصِلة. حاوَل كثُر على مدى عقود تغييرَ عقيدة الجيش، منهم من خلال جعلِ فلسطين أولوية تتقدّم على القضية اللبنانية، وآخرون من خلال جعلِ العروبة والوحدة مع دول الجوار تتخطّى أولويات الوطن، لكن في النهاية، أثبتَ أنّه جيش لكلّ لبنان، فهو من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق، ولا يستطيع أن يكون أداةً في يد فئة، بل جيش كلّ الوطن وحارس الـ 10452 كلم مربّع.

 

د. فارس سعيد: اعتراض القوات والمستقبل على زيارة الشام جيٌد انما يفتقد الى عناصر قوة من قبل التسوية يقبل بشروطها: المقاعد للبنانيين والنفوذ لحزب الله.

تويتر/19 آب/17

*إنحياز غالبية المسيحيين لسياسة حزب الله بدأ برئيس الجمهورية يشكل خطأ استراتيجي ستكون نتائجه كارثية لأجيال إبراز العكس ضرورة #سيدة الجبل.

*لماذا يصرّ حزب الله على إبراز شراكته الى جانب الجيش الوطني في معركة الجرود؟ لأنه يقدم أوراق اعتماده لاميركا بوصفه شريك في ضرب الاٍرهاب !

*الجيش يعلن ببدء معركة الجرود حزب الله يعلن عملية وان عدتم عدنا في الجرود لماذا ارباك الحكومة في اعلان. شراكة الجيش مع ميليشيا؟

*نجح الاٍرهاب في ادخال العالم في حلقة مفرغة تحالف دولي يسقط حلب والموصل ويصوّر عرسال ستالينغراد الاٍرهاب وسكين في فينلاندا يرهب البشرية.

*الوقوف في وجه الاٍرهاب شأن أخلاقي قبل امني ولا يمكن تحقيقه من خلال دعم اسرائيل والاسد وسحق شعوب المنطقة.

*الحجج التي يقدمها الغرب دعما للاسد وعودة بعض السفارات للاعتراف به سيزيد تعقيدا على تعقيد في كيفية معالجة الاٍرهاب في العالم.

*إقتلاع الاسد بقرار أميركي يمثل الخطوة الاولى لمعالجة الاٍرهاب في الغرب وفق سياسة رفع الذرائع.

*دعم الاسد و رفع صوره لدى بعض الغربيين بوصفه "نموذج" للقتل يقدم ذريعة ذهبية للارهاب في العالم.

*لم يقدّر من انتظم في ١٤ اذار قيمة ١٤ اذار فرضنا توازن مع سلاح حزب الله يوم اتحدنا اما اليوم يلعب حزب الله بلبنان كما يشاء زيارة الاسد نتيجة.

*اعتراض القوات والمستقبل على زيارة الشام جيٌد انما يفتقد الى عناصر قوة من قبل التسوية يقبل بشروطها: المقاعد للبنانيين والنفوذ لحزب الله.

*زيارة مجرم تأييد لمجازره سيحاسب التاريخ كل من يتجاوز الحدود الأخلاقية في السياسة والحياة/إحترموا مشاعر الناس والا أطلقوا سراح ميشال سماحة.

*في تسليم السيوف يوم ١ آب من قبل الرئيس وجولته على السدود البارحة استعراض "صحّي" للعماد عون يضع حدا لإشعاعات تراجع وضعه بسبب سنّه.

*أيا تكن الاعتبارات شكلت زيارة الوزراء الى السام صدمة أخلاقية لان زيارة مجرم هي تأييد لإجرامه وهذا المجرم قتلنا وقتل شعبه/#سنلتقي.

*الاعتراض على زيارة الوزراء دمشق من باب رفع العتب/الموقف الحقيقي هو بتعليق المشاركة حتى حدودالاستقالة من الحكومة.. نموذج "ببكي وبٓروح" لا ينفع.

#سنلتقي ونقول اتى بهم حزب الله سيذهب بهم الشعب/لن تستقيم دولة بجيشين حتى ولو أنشؤوا محافظة جبيل وكسروان.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 20/8/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في المساء الثاني ل"فجر الجرود"، بعد ست وثلاثين ساعة من بدء العملية التي أطلقها في الخامسة فجر السبت قائد الجيش العماد جوزاف عون، وباركها في الخامسة والربع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وسط تأييد عارم من رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة والدولة اللبنانية برمتها، والتفاف الشعب اللبناني بقلوب جميع اللبنانيين مع الجيش، تمكنت الوحدات العسكرية من السيطرة على ثمانين كيلومترا من أصل مئة وعشرين كيلومترا، داحرة تنظيم "داعش" الإرهابي من تلالها ومتعرجاتها ومنحدراتها.

العماد جوزاف عون تفقد الميدان، عاكسا روح المعنويات العالية لدى الجيش، واستطرادا المجتمع اللبناني بكل فئاته ونضالاته وكفاحه ومقاوماته، ودولته بكل مؤسساتها وإداراتها ووحداتها.

في أي حال، لقد تحول الشعب إلى جيش متطوعين في توزع المهمات اللوجستية، مانعا أي عملية تسلل للارهابيين إلى داخل القرى والبلدات على طول السلسلة الشرقية، خصوصا في القاع وراس بعلبك.

والانتصارات بدت ظاهرة للعيان منذ الساعات الأولى لانطلاق معركة جرود السلسلة الشرقية.

بالتوازي، برز دحر لتنظيم "داعش" الارهابي يحققه الجيش السوري و"حزب الله" في القلمون الغربي، في المقلب السوري من المنطقة، ما يضع الارهابيين "الدواعش" في أوضاع صعبة جدا لا بل قاتلة لهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

"فجر الجرود" في يومه الثاني، لم يكن باردا على إرهابيي "داعش"، فهو استمر ملتهبا ويستمر، إلى حين تطهر النار كل الأرض التي تدنست بفعل احتلالهم، والتي لم يتبق منها إلى الآن سوى أربعين كيلو مترا مربعا.

فالجيش اللبناني، في الليل كما في النهار، ساعات تقدم متواصلة، إلى النقاط والأوكار التي تحصن بها الإرهابيون، ليقتل منهم من يقتل ويفر من يفر إلى حيث لن يكون أبدا في مأمن.

وفي الجهة المقابلة، هناك من ينتظر "وإن عدتم عدنا".

وفي أسرع تثبيت للانتصار وتأكيد على انهيار الإرهابيين، جال قائد الجيش العماد جوزاف عون في محاور الجبهة المتقدمة، وتفقد المراكز التي حررها جنوده في الساعات الماضية وعلى مدى الساعات المستمرة، فالقائد والضابط والجندي في طريق واحدة وفي موقع واحد.

إنه زمن القضاء على "داعش" الذي يتهاوى حيثما وجد، فلا مفخخات ولا انتحاريين تنفع أو تشفع لهم بعد اليوم، وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة. فمن جرود لبنان إلى المحاور السورية على الحدود، إلى تلعفر العراقية حيث انطلقت فيها معركة التحرير، توقيت واحد، وكأن للمعركة كلمة سر واحدة.

بوادر الهزيمة ل"الداعشيين" واضحة، وحسم الانتصار في المقابل مبينا، لأن ثمن المقاومة مهما بلغ يبقى أقل بكثير من أثمان الاستسلام، على ما أكد عليه اليوم رئيس سوريا بشار الأسد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

والفجر وليال قد لا تتم العشر، حتى يسقط الارهاب من الجرود، بالشفع الممسك طرفي الحدود.

في ثاني أيام "فجر الجرود"، "وإن عدتم عدنا" حتى آخر ارهابي عند الحدود، أعلن الجيش اللبناني استعادة ثمانين كيلومترا مربعا من الأراضي التي كانت تحتلها "داعش"، من أصل مئة وعشرين. وأعلن الجيش السوري والمقاومون تقدما كبيرا على المحور الجنوبي من القلمون الغربي، وسط انهيارات بصفوف "الداعشيين".

ولكي يكون النصر وجب العطاء، فقدم اللبنانيون ثلة من الشهداء، عسكريين كانوا أو مقاومين رسموا بلغة المنطق واليقين، أجمل المعادلات التي حاول ان يتحايل عليها بعض الضعفاء. استقبل الشعب أبطال الجيش والمقاومة بثلاثية المنتصرين. فالدم المنسكب لبناني، ولأجل كل اللبنانيين، دم واحد وهدف واحد، فعن أي تنسيق تتحدثون؟.

وبلغة المطمئن إلى سير العمليات، وقف قائد الجيش بين جنوده وضباطه في الميدان، بارك المنجز من المهمة، ورسم معهم لما هو آت، فالنصر صبر ساعة كما تؤكد العبر، وان غلت التضحيات.

في سوريا وبعد كل التضحيات، وقف الرئيس بشار حافظ الأسد معلنا مرحلة جديدة لسوريا الموحدة والعصية على كل ارهاب. بلغة المنطق تحدث الرئيس عن الحرب الكونية وأدواتها الاقليمية والمحلية، عن سم الارهاب الذي حاولوا ضخه ليقتل الوطن، فكان خيار المقاومة بكلفته التي تقل عن كلفة الاستسلام.

شكر الرئيس الحلفاء، الذين وقفوا مع الجيش السوري لتبقى سوريا الواحدة الموحدة، بأهلها كل أهلها وان كره هؤلاء. شكر ايران الامام الخامنئي وروسيا بوتين و"حزب الله" وأمينه العام الذي بعث رجالا قدموا لسوريا كما قدم الجيش العربي السوري، بكل تواضع ومحبة ووفاء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في اليوم الثاني "فجر الجرود" يسطع أكثر فأكثر. الجيش يواصل تقدمه في جرود رأس بعلبك والقاع، محققا المزيد من الاصابات في صفوف الارهابيين. وبحسب المعلومات، فإن الجيش أصبح يسيطر على حوالي ثلثي الأراضي التي كان يحتلها الارهابيون، ما يعني ان العملية التي باشرها منذ فجر السبت تحقق الأهداف المرسومة لها، وربما بأسرع مما كان متوقعا.

لكن اليوم الثاني لم يمر من دون ضريبة دم دفعتها المؤسسة العسكرية، إذ سقط لها ثلاثة شهداء وجريح اصابته بالغة.

على المقلب الآخر من الجرود، عناصر "حزب الله" وجيش النظام السوري يحققون تقدما أيضا، ما يعني ان الارهابيين أصبحوا بين فكي كماشة، وان الخناق يضيق عليهم يوما بعد يوم.

في هذا الوقت، انتشرت شائعات كثيرة بين الأمس واليوم، مفادها انه تم العثور على جثث العسكريين المخطوفين، وان زيارة وفد الأمن العام أمس للمنطقة تندرج في هذا الاطار، وهو ما نفاه للmtv حسين يوسف باسم أهالي العسكريين المخطوفين، إذ أكد انه لم يتم العثور اطلاقا على جثث العسكريين وان كل ما قيل عن الموضوع كذب ونفاق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لا أسماء لهم نحفظها، ولا صور عنهم نعرفها. كلهم في الميدان جنود "فجر الجرود". كلهم أبطال، فكلهم جيش لبناني، يدهم على زنادهم، وعينهم على العدو، وحدودهم الكرامة ليكون للوطن غدا فجر السيادة.

اليوم سقط ثلاثة من بينهم فارتقوا شهداء، لينضموا إلى من سبقهم في سفر الخلود، فخرجوا بذلك من الظل إلى ضوء معرفتنا، ورحنا نتأمل وجوههم، ومن كل واحد منا لهم ألف شكر لأنهم ماتوا ليحيا لبنان.

في الوقائع الميدانية، ثلثا المساحة التي كان يحتلها تنظيم "داعش" في الجرود اللبنانية، أعادها الجيش اللبناني في يومين إلى كنف السيادة، والعملية مستمرة حتى إخراج "داعش" من الأربعين كيلومترا مربعا المتبقية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في اليوم الثاني على عملية "فجر الجرود" أنجز الجيش اللبناني تحرير ثلثَي الجرد المحتل، فاستعاد ما مجموعه ثمانين كيلومترا، فيما المتبقي أربعون لتعود الجرود إلى حضن الشرعية.

لكن يبدو ان إرهابيي "داعش" الذي يبلغ عددهم نحو ستمئة، يزرعون خلف انكفائهم الألغام سواء ضد الأفراد أو ضد الآليات لتصبح معركة الجيش في جزء كبير منها معركة مع الألغام، بالإضافة إلى أنها معركة مع زارعيها.

المعركة مع الألغام حصدت اليوم ثلاثة شهداء فيما مصاب رابع في حال حرجة، وعليه فإن الثلث الأخير من الجرد المحتل هو الثلث الأصعب، لأن المعركة فيه بمثابة حملة لنزع الألغام، بالإضافة إلى كونها حملة لمواجهة ما تبقى من إرهابيي "داعش".

اللافت اليوم حركة قائد الجيش ورئيس الجمهورية على حد سواء: قائد الجيش تفقد الجبهة وجال في الكيلومترات المحررة، واطلع من قائد الجبهة على وضع الثلث المحتل المتبقي. أما رئيس الجمهورية الذي واكب أمس إنطلاق العملية من غرفة العمليات العسكرية في وزارة الدفاع، فقد قام اليوم بحركة تنم عن مواكبته الدقيقة لكل مراحل المعركة، فتفقد الجرحى في المستشفيات.

وبين جولات رئيس الجمهورية وقائد الجيش، يبدو الإصرار كبيرا على إنجاز تحرير الجرود بأسرع وقت ممكن، وتوجيه رسائل في كل الإتجاهات إلى جهوزية المؤسسة العسكرية في مواجهة أي استحقاق، فما بعد معركة الجرود ليس على الإطلاق كما قبلها، خصوصا ان أولوية جيوش المنطقة هي في مواجهة "داعش"، وما المعركة التي انطلقت اليوم في تلعفر ضد "داعش"، حيث آخر معاقل التنظيم الإرهابي سوى تأكيد على ذلك.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لليوم الثاني يسطر الجيش ملحمة فداء في أعالي الجرود في رأس بعلبك والقاع. هناك حيث الصخور تشهد لتروي حكايات البطولة في مواجهة تنظيم ارهابي لا دين له ولا انتماء.

وفي أعالي القمم يسترجع الجيش أراضي لبنانية من دون التفريط بحبة تراب، مدمرا مواقع الارهابيين، مستعيدا ما مساحته 80 كيلومترا من أصل 120، وسط تأكيد لقيادة المؤسسة العسكرية بأن المعركة مستمرة وصولا إلى القضاء على الارهاب والارهابيين وتدمير قواعدهم.

وفي الطريق إلى إكمال المهمة المعمدة بدماء الجنود الأبطال، ثلاثة شهداء للجيش سقطوا اليوم بانفجار لغم استهدف آليتهم العسكرية. فيما تمكنت وحدات الجيش من قتل العشرات من العناصر الارهابية، وتدمير العشرات من أوكارهم وتحصيناتهم على التلال والمرتفعات.

معركة "فجر الجرود" التي أطلق موعد ساعتها الصفر قائد الجيش العماد جوزاف عون، تابع سير عملياتها من الميدان في رأس بعلبك، متفقدا الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة، فيما الاحتضان الشعبي والرسمي يتوالى تأييدا لمعركة "فجر الجرود" التي تؤكد الالتفاف حول الدولة القادرة ومؤسساتها الحاضنة والمدافعة عن أبنائها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

فجر جديد يحفر في طلوع الشمس، ويلاحق ليل الإرهاب النابت على رؤوس التلال، وسيبزغ نهار بعدما أقسم جيشنا بدماء من راحوا، بغربة من أسروا، عاهد الأرض ووعدها بالعودة إلى جغرافيا لبنان. ولكل تحرير شهداؤه الذين يذهبون إلى المعركة مزودين بالسلاح ذخيرة، وبالشهادة احتمالا، وبالنصر حتما.

هو جيشنا المزروع رجالا عند تخوم الجبال. هو الوطن بألوية عسكرية، وتشكلت اليوم من الجرود إلى القلوب، وهو ولاء تعمد اليوم بالدم، حيث استشهد ثلاثة عسكريين وجرح رابع، على اثر تعرض آليتهم لانفجار لغم أرضي في جرود عرسال.

لأجل دمائهم، لأجل سيادة وطن، لأجل جنود أسرى، ولأجل عيون ذويهم المنتظرين، سيرفع الجيش راية النصر. وليطمئن جيشنا وقيادتنا لناحية التأييد والزخم الشعبي والسياسي والإعلامي ضمنا، فكلنا منحك الثقة وبرفع الأيدي، والثقة موصولة من القيادة إلى الشهداء فالرؤساء، فمعركة الفجر ما كان سيطلع عليها ضوء القرار لولا التقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري على موقف وخيار واحد هو الخلاص من سرطان الإرهاب الجاثم على الحدود، حيث حط اليوم قائد الجيش العماد جوزاف عون متفقدا الوحدات العسكرية وغرفة عمليات الجبهة، واطلع من قادتها على سير العمليات العسكرية، ثم جال في المراكز التي جرى تحريرها من تنظيم "داعش" الإرهابي.

وفي حصيلة اليوم الثاني من عملية "فجر الجرود"، تحرير ثمانين كيلومترا من أصل مئة وعشرين كان يحتلها "داعش"، والسيطرة على مناطق واسعة على الحدود. وأعلنت قيادة الجيش عن استشهاد ثلاثة واصابة رابع بجروح بليغة نتيجة انفجار لغم أرضي بآلية عسكرية، فيما تمكنت قوة من الجيش من تفجير سيارة ودراجة نارية مفخختين تقلان انتحاريين على طريق وادي حورتة ومراح الدوار في جرود رأس بعلبك، في أثناء محاولتهم استهداف عناصر الجيش، من دون وقوع أي إصابات في صفوف العسكريين. كما أسفرت هذه العمليات عن مقتل نحو خمسة عشر إرهابيا، وتدمير اثني عشر مركزا تابعا لهم تحتوي على مغاور وأنفاق وخنادق اتصال وتحصينات وأسلحة مختلفة.

 

بري دعا الى جلسة مناقشة عامة الثلثاء والاربعاء: لغرفة عمليات دولية تواجه الإرهاب

الجمعة 18 آب 2017 /وطنية - دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة مناقشة عامة، الحادية عشرة قبل ظهر يومي الثلثاء والاربعاء المقبلين في 22 و23 آب الجاري، نهارا ومساء. وكان استقبل قبل ظهر اليوم في عين التينة نائب الرئيس العراقي أياد علاوي والوفد المرافق، وتناولا التطورات في المنطقة والعلاقات بين البلدين. ثم التقى نائب وزير الخارجية في سري لانكا سينانايكا واستناينوى وعرض معه العلاقات الثنائية. وبعد الظهر استقبل بري السفير الفرنسي الجديد برونو فوشيه في زيارة بروتوكولية، وعرض معه الاوضاع الراهنة في المنطقة والعلاقات اللبنانية-الفرنسية. وأبرق بري الى رئيسة مجلس النواب الاسباني آنا باستور ورئيس مجلس الشيوخ بيو غارسيا اسكوديرو معزيا بضحايا الهجوم الارهابي في برشلونه، ومؤكدا التضامن مع اسبانيا في مواجهة الارهاب. وجاء في البرقية: "إن لبنان، هذا البلد الصغير الذي يواجه قواعد ارتكاز الارهاب على حدوده وخلاياه النائمة في الداخل، والذي عاش ويعيش الالم الناجم عن العمليات الارهابية، يشعر ويتألم لما أصاب بلدكم، ويلتزم الدعوة الى عمل دولي موحد ومنظم عبر غرفة عمليات تقودها الامم المتحدة لمواجهة الارهاب المباشر والعابر للحدود وتجفيف موارده ومصادره". من جهة أخرى، تلقى بري برقية من رئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبد العال أكد فيها عمق العلاقات الاخوية بين لبنان ومصر ووحدة المصير. كذلك تلقى برقية من رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي مهنئا بالذكرى الحادية عشرة للانتصار الذي حققه لبنان في حرب تموز 2006.

 

رأس بعلبك تلاقي الجيش بجرعات الدعم و«وجبات» الامتنان/ رئيس البلدية رحال لـ«المستقبل»: التشكيك في قدرته مرفوض

علي الحسيني/المستقبل/19 آب/17

في موازاة الاستعدادات والتحركات التي يقوم بها الجيش للإطباق على عناصر تنظيم «داعش» في الجرود، ثمة جهود من نوع آخر تُبذل في سبيل دعمه لدخول معركته المُرتقبة. أحد أشكال هذا الدعم، برز في لحظة تداعى فيها أهالي رأس بعلبك مع جمعيات أهلية وكشفية ومجتمع مدني، للمشاركة في تحضير وجبات الغداء لما يُقارب ٣٠٠٠ عنصر من الجيش من جميع الأفواج وخصوصاً تلك المتواجدة في الجرود لحماية رأس بعلبك والقاع. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي أمس، العديد من الصور التي تُظهر الأهالي وهم يقومون بتحضير الوجبات وقد بدت على وجوههم ملامح الفخر والعزّة بما يصنعونه لعناصر الجيش. وانتشر مقطع فيديو مُسجل يظهر عجوزاً يقول: «الله يعطيكن العافية يا شباب وصبايا. الله يقويكن ويقوي الجيش اللبناني وينصره ويرجعلنا ياه بالسلامة». الاستعدادات اللوجستية مستمرة في الجرود والجوار لمواكبة المرحلة الحالية، ولهذه الغاية، تداعت أيضاً المؤسسات الصحيّة والدفاع المدني، الى إنشاء مستشفيات ميدانية وسط تأكيد منهم أن ما يفعلونه، لا يُمكن أن يفي الجيش حقه وهو الذي يضع دمه على كفّه مقابل استرجاع الأرض حتّى ولو كلّفه هذا التحرير، سقوط شهداء وجرحى. وضمن التعاطف الشعبي مع الجيش، تبرز معطيات هامة في رأس بعلبك والجوار، إذ طلب الأهالي من قيادة الألوية المتمركزة في البلدات، السماح لهم بالمشاركة في المعركة، فمنهم من استعاد أمام الضباط زمن خدمته العسكرية والمراتب الأولى التي كان يحتلها، وآخر استعرض «عضلاته» مُستعيناً بما يُمكن أن تُسعفه به الذاكرة من زمن الأحزاب اللبنانية، لكن للجيش كلام واحد مُطمئن، هو أن كل الأمور تحت السيطرة وأن النصر على الإرهاب آتٍ لا محالة.

ما بين خطي الدعم والواجب، يواصل الجيش تقدمه في جرود رأس بعلبك والقاع لدرجة أنه أصبح على مسافة من التلال التي يتمركز فيها عناصر تنظيم «داعش»، بحسب مصادر مختلفة، ومع هذا التقدم فإن أبناء البلدة باتوا يشعرون بأمان أكبر ويأملون خيراً بعودتهم في أقرب وقت، إلى أراضيهم وأرزاقهم في الجرود بعد سنوات من سيطرة «داعش» عليها خصوصاً أن هذه الجماعات الإرهابية، تحتل ما يُقارب مساحة الـ 150 كيلومتراً مربعاً من مُجمل أراضي رأس بعلبك.

وحدة موقف ومصير تجمع بين أبناء «قرى المواجهة». ودعم للمؤسسة العسكرية لا يتبدل ولا يخضع لتأويل أو تشكيك، هذا ما يؤكده رئيس بلدية رأس بعلبك العميد المتقاعد دريد رحال لـ«المستقبل»، ويقول: «إن ما تقوم به سيدات ونساء رأس بعلبك، هو بدافع شخصي من الأهالي، ولم تطلب منا ذلك قيادة الجيش التي كانت رافضة له في البداية. فنحن خُلقنا لكي نكون ضمن هذه المؤسسة وداعمين لها ومدافعين عنها مهما كلّف الأمر ومهما غلت التضحيات». ويُشدد على أن «لا مكان هنا للتشكيك في دور الجيش، فمنهم الأب والأخ والشقيق. نحن خزّان الجيش وطليعته ونضالنا في أرضنا يتحدث عنا وعن التضحيات التي قدمناها في سبيل تحصين المؤسسة العسكرية وحماية دورها». ويكشف رحال أن «هناك خيماً عديدة تم نصبها في رأس بعلبك سوف تُستعمل كمشفى ميداني لمعالجة أي إصابة لا سمح الله. أما نحن الرجال، فسنحمي ظهر الجيش ومستعدون لتلبية النداء في أي لحظة. ومع هذا، فقد عرضنا المساعدة على اللجنة العسكرية المؤلفة من ثلاثة ضبّاط، لكنهم كالعادة يؤكدون أن الأمور كافة ستكون تحت السيطرة وسوف تُحسم كما هو مُخطّط لها». وكونه عميداً سابقاً في الجيش، يتفاعل رحال عسكرياً مع التحضيرات على الجبهات، إذ يُعلن وبشكل قاطع، أن «الجيش سينتصر وستُنفّذ وحداته المطلوب منها على أكمل وجه إن من ناحية السرعة، أو احتلال نقاط لـ»داعش»، أو حتى تنظيفها من الألغام وفرض السيطرة على المساحات بحسب التسميات أو الأرقام التي تضعها قيادة الجيش».

هذا الدعم والتأييد اللذان يلقاهما الجيش في قرى القاع ورأس بعلبك والمعطوف على تفويض عام من لبنان الرسمي والشعبي، يُقابله «حزب الله» بين فترة وأخرى، بمحاولة «هزّ» هذه الصورة، سواء من خلال دعواته المتكررة الى التنسيق مع النظام السوري، لأن ميدان المعركة يتطلب أمراً كهذا، أو من خلال «استعداداته» لخوض المعركة إلى جانب الجيش، لكن من الجهة السورية، علماً أن القرارين السياسي والعسكري في لبنان، أوضحا أكثر من مرّة، قدرة الجيش على هزم «داعش» وفرض سيطرته على المعركة من ألفها إلى يائها. وهذا ما تُظهره التحضيرات والاستعدادت التي تقوم بها المؤسسة العسكرية، وثقة اللبنانيين جميعاً، بقدرة جيشهم وقوته من خلال عزمه على إنهاء المعركة، كما هو مرسوم لها. محاولات التشكيك المتكررة، جاءت أمس أيضاً على لسان نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش الذي لعب على حافة التناقض في كلامه عندما قال في بداية حديثه: «إن الجيش قادر وحده ومن دون حاجة الى مساعدة التحالف الدولي على تحقيق إنجاز جديد للبنان بدحر داعش عن أرضه، وإن معركة جرود القاع ورأس بعلبك ضرورة وطنية لاستكمال تحرير ما تبقى من أرضنا في المنطقة البقاعية، وللقضاء على الإرهاب التكفيري في هذه المنطقة، وتطهير الحدود اللبنانية الشرقية بالكامل من داعش والإرهاب التكفيري». لكنه سرعان ما عاد إلى غريزة «التنقير»، معتبراً أن «المعركة التي يخوضها الجيش من الجانب اللبناني والمقاومة من الجانب السوري هي معركة متكاملة لإنهاء التهديد والخطر الذي يشكله داعش على منطقة البقاع وعلى كل المناطق اللبنانية وعلى كل الطوائف في لبنان». وبهذا التحوير، ترتسم مُجدّداً نيات الحزب في سعيه المُستميت الى تعويم النظام السوري وجعله شريكاً للنصر المعقود على جباه الجيش وضباطه وعناصره. وفي ما يتعلق بالمعركة وطبيعتها ودعوة حلفاء النظام السوري، الى التنسيق بينه وبين الجيش اللبناني، تؤكد مصادر عسكرية أن «الجيش أعلن أكثر من مرّة أن معركة تحرير الجرود معركته ومن مهامه فقط، وهو كفيل برد الإرهاب عن أراضيه. أمّا إذا أراد الجيش السوري الدخول في المعركة من الجهة السورية وملاحقة فلول داعش، فهو بهذا الأمر، يقوم بواجبه، وليس فيه منّة لا منه ولا من الجهة اللبنانية».

 

وفد إسرائيلي في واشنطن لإقناع إدارة ترمب بوقف النفوذ الإيراني يقوده رئيس «الموساد» وعدد من قادة الأجهزة الأمنية

الشرق الأوسط/19 آب/17/كشفت مصادر في تل أبيب، أن الوفد الإسرائيلي الرفيع، الذي يقوده رئيس «الموساد» وغيره من قادة الأجهزة الأمنية، والذي يجري محادثات مع مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض في واشنطن، يحاول إقناع الأميركيين بضرورة إحداث انعطاف في توجههم نحو الملف الإيراني، وتكريس الوقت لدراسة الخطط التي وضعتها طهران في المنطقة العربية، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع تنفيذها.

وقالت هذه المصادر، إن الانطباع في إسرائيل هو أن إدارة الرئيس دونالد ترمب، وبسبب كثرة مشاغلها في قضايا داخلية وخارجية ملحة، لا تجد الوقت الكافي للاهتمام بهذا الموضوع، وتعتبره غير مستعجل، بدعوى أن إيران غارقة في الحرب ضد «داعش». وأضافت هذه المصادر أن «كل الدلائل تشير إلى أن النظام في طهران يسعى لفرض هيمنة شيعية طائفية في العراق وسوريا ولبنان وقطاع غزة واليمن، وأن لديها نشاطات أيضا ضد مصر والأردن»، موضحة أن هذه الهيمنة ستقابل حتماً برد فعل سني حاد.

فمن جهة، هناك خطر تضاعف عدد اللاجئين والنازحين السنة من سوريا، ومن جهة ثانية هناك خطر تصعيد الحرب الطائفية. وهذا في حد ذاته مدمر للاستقرار في المنطقة، وكفيل بتدمير كل نتائج إيجابية تتحقق في المعركة لدحر «داعش»، حسب المصادر ذاتها.

وحمل الإسرائيليون معهم إلى واشنطن ملفاً دسماً عن النشاط الإيراني في دول المنطقة، وفيه تركيز على الوضع في سوريا. وحسب معلومات تسربت من هذه الملفات، يتضح أن هناك ما بين 9 و10 آلاف عنصر شيعي من أفغانستان وباكستان والعراق والشيشان، يحاربون اليوم في سوريا، تحت قيادة ضباط الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى ثلث القوة العسكرية لـ«حزب الله» اللبناني، وهؤلاء يعتبرون المحاربين الأقوى عسكرياً؛ لأنهم يملكون وفرة في الأسلحة ووسائل الإسناد التكنولوجية المتطورة، ويضعون هدفاً واضحاً بتصفية كل التنظيمات العسكرية السنية، بما في ذلك المعارضة، حتى يحققوا الهيمنة الشيعية.

وقالت مصادر مقربة من الوفد، إن إدارة ترمب تقوم حالياً باستكمال التحول الذي بدأه أوباما، بوقف دعم تنظيمات المعارضة السورية بشكل جدي، وأضافت موضحة أن «الهجوم العقابي الذي أمر به الرئيس ترمب ضد قاعدة سلاح الجو السورية في حمص، رداً على استخدام السلاح الكيميائي في أبريل (نيسان) الماضي، لم يشكل حتى الآن انتقالاً إلى سياسة أكثر نجاعة، فالأميركيون أوضحوا أنهم لا ينوون البقاء في سوريا بعد سقوط الرقة».

وفي نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن الرئيس قرر وقف برنامج تزويد المتمردين بالسلاح. وهذا القرار لا ينقصه المنطق. فالنظام المتشعب للتحالفات المحلية بين المتمردين المتطرفين والأقل تطرفاً، لم يُمكّن الاستخبارات الأميركية من التأكد من أن الوسائل القتالية لن تصل إلى أيد غير صحيحة، أو منع أعمال قتل ضد مدنيين يؤيدون النظام. لكن الخطوة التي قام بها الرئيس تدل على شيء أكبر. فمع صعوبة الحديث عن سياسة محددة لترمب في أي مجال كان، إلا أنه كما يبدو قرر تقليص الاهتمام.

يضاف إلى ذلك - تقول الصحيفة - أن وقف إطلاق النار بين المتمردين وقوات النظام في هضبة الجولان، مكّن النظام من ضخ قواته إلى المنطقة، ومن بينها أيضاً ميليشيات شيعية، وهذا هو التطور الذي حذرت منه إسرائيل الأميركيين والروس، دون أن تلقى آذاناً صاغية.

يذكر أن الوفد الإسرائيلي كان برئاسة رئيس الموساد يوسي كوهين، وضم أيضاً رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، ورئيس مجلس الأمن القومي. وقد استقبله مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي الجنرال هربرت ريمون مكماستر. كما شارك في المحادثات مسؤولون أميركيون كبار، بينهم مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات. وكانت مصادر في تل أبيب قد كشفت أن قادة الجيش الإسرائيلي يستعدون للقاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي سيزور إسرائيل بعد عشرة أيام تقريبا. وبحسب مصادر عسكرية، فإنه سيتم استعراض «أدلة ومعلومات جديدة» لنشاط إيران و«حزب الله» في المنطقة أمامه. وفي حين سيركز غوتيريش على ضرورة تسوية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وبحث احتمالات استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، فإن إسرائيل تعتزم التركيز على أمور أخرى، وبالأساس على إيران «وتدخلها المتزايد في المنطقة»، وعلى نشاط «حزب الله» في لبنان.

 

عادت الذئاب المنفردة لتضرب هذه المرة في برشلونة، وتفتك بعشرات الأبرياء من المواطنين والسياح العزل.

أبو ارز/فايسبوك/9 آب/17

قتلوهم طمعا بحوريات الجنة كما لقنهم دعاة دجالون ، و لكنهم ذهبوا مباشرة الى الجحيم ، و هم الآن في نار جهنم برفقة الابالسة و الشياطين و مجموعة من الأفاعي جاءت لترحب بهم عوضا عن الحوريات الموعودة.

الكرة كانت و لم تزل في يد المرجعيات الدينية الإسلامية ، فعبارات التنديد التي تطلقها بعد كل مجزرة لم تعد تكفي ، بل صارت مجترة و ممجوجة ، فيما المطلوب تجريم هذا الفكر التكفيري و تحريمه في المجتماعات الإسلامية الدينية و الاجتماعية و التربوية و الثقافية و غيرها ... و كل تأخير سيساهم حتما في انتشار ثقافة الحقد و العنف و التحريض على نطاق أوسع و بالتالي في تصاعد العمليات الإرهابية و سقوط المزيد من الضحايا البريئة...خصوصا و أن المعلومات الأميركية تؤكد أن حوالي 30 الف داعشي قد اختفوا من العراق و سوريا بعد سقوط الموصل و تواروا عن أنظار المخابرات الغربية !!

حمى الله لبنان و شعبه شر هذه الموجة الشيطانية.

لبيك لبنان

 

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فجر الجرود وملاحم الخلود

الدكتورة رندا ماروني/20 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57967

دقت ساعة الصفر عند الخامسة فجرا لمعركة الجرود معلنة قروب فجرها وعودتها سالمة إلى الكنف اللبناني، فلقد أعلن قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون إطلاق عملية تحرير جرود رأس بعلبك القاع والفاكهة تحت عنوان عملية "فجر الجرود"، قائلا: بإسم لبنان والعسكريين المختطفين ودماء الشهداء الأبرار وباسم أبطال الجيش اللبناني العظيم أطلق عملية "فجر الجرود".

تلى القرار مؤتمرا صحفيا خاصا بعملية الجرود، عارضا تفاصيل المعركة وحاسما بوضوح قرار خوض المعركة منفردا دون تنسيق مع هواة التطبيع لا مباشر ولا غير مباشر.

لقد أعلنت ساعة الصفر لمهاجمة داعش التي تنتشر في بقعة تبلغ مساحتها حوالي 120 كلم مربع، في جرود بعلبك والقاع لاستعادة الأرض حتى الحدود اللبنانية- السورية.

لقد أعلنت ساعة الصفر وأعلن الهدف المنشود ألا وهو القضاء على داعش كما أعلن مكان المعركة وساحتها حيث قسمها داعش إلى ولايات تشبه المحافظات المعتمدة في بلادهم الأم، تخضع العناصر الإرهابية في رأس بعلبك وجرود القاع إلى ولاية الشام قاطع القلمون الغربي، وتتمركز شمالا على جرود رأس بعلبك وجرد القاع وتتمركز غربا على جرد رأس بعلبك وجزء من جرد عرسال وجنوبا فهي تنتشر على امتداد التلال المشرفة على وادي شحود أما شرقا فهي متواجدة في منطقة قاره والجراجير والبريج داخل الأراضي السورية وهي محاصرة من قبل الجيش اللبناني منذ ما يقارب الأسبوعين حيث إستطاع إستعادة تلال ضهور الخنزير وحقاب خزعل والمنصرم. ولحق هذا الإعلان إعلان آخر من جيش النظام السوري وحزب الله أطلقا فيه بدء عملية "إن عدتم عدنا" يدعون فيه مساندة الجيش اللبناني الرافض بوضوح تام لأي مساندة، حيث أعلن الإعلام الحربي التابع لحزب الله في بيان، إطلاق الحزب لعملية مشتركة مع الجيش السوري لتحرير جرود رأس بعلبك من الجهة السورية.

أتى البيان بعد أقل من ساعة على إعلان قائد الجيش اللبناني إطلاق عملية "فجر الجرود" من الجهة اللبنانية، فأتى النص حرفيا كالآتي: " إلتزاما منا بالعهد الذي قطعناه لأهلنا بإزالة التهديد الإرهابي الجاثم على حدود الوطن، تعلن المقاومة الإسلامية أن مجاهديها جنبا إلى جنب مع الجيش العربي السوري بدأوا بتنفيذ عملية "وإن عدتم عدنا" لتحرير جرود القلمون الغربي من إرهابيي داعش.

هذا السعي إلى التطبيع في العلاقات بين النظام السوري والدولة اللبنانية بقرار إيراني أخذ شكل السلسلة بعدة حلقات بدأت حلقته الأولى بضرورة التنسيق بين لبنان والنظام السوري لعودة النازحين. تلاه في الحلقة الثانية ضرورة التنسيق بين الجيش اللبناني وجيش النظام السوري لمحاربة الإرهاب ولقد أتت الحلقة الثالثة المتمثلة بزيارة بعض الوزراء الى سوريا ليس بصفة شخصية إنما بالمجاهرة بالصفة الرسمية، أتت لتظهر عجز الحكومة عن ردع ممارسات الفريق الملقب نفسه بالممانع، وعلى الأكيد هو ممانع إنما لقيام دولة، ولتظهر هشاشة الترقيعة الحكومية وضعف الفريق المعارض وعدم قدرته على المواجهة مقابل المكاسب المقدرة لكل من المنخرطين في التسوية.

وإذا نظرنا إلى عنوان المعركة التي أطلقها الجيش ضد داعش نراها متناغمة في شكلها ومضمونها، فباستعادة الأراضي وبالنصر سيعود فجرها في معركة محقة لاستعادة ما سلب منا عنوة. في المقابل إذا نظرنا إلى المعركة المعلنة من قبل النظام السوري وحزب الله، ماذا يمكن أن نستخلص منها شكلا ومضمونا؟

ففي الشكل، شكل العنوان علامة إستغراب، فماذا يعني إن عدتم عدنا، ولمن موجهة كلمة عدتم، هل هي موجهة للجيش اللبناني أم لداعش؟

فإذا كانت موجهة للجيش اللبناني بعودته إلى إستعادة الجرود عادوا ليستردوا ما سلب من اراض للنظام السوري تواجدت فيها داعش، فلماذا الربط بالاستعادة بين ما هو للبنان وبين ما هو للنظام، هل هم عاجزون عن استرداد الأراضي السورية منفردين؟ وإذا كانوا عاجزين عن إسترداد الأراضي منفردين فلماذا يدعون مساندة الجيش اللبناني قبل أم أبى..ولماذا الربط بين ما هو مسلوب من النظام وبين ما هو مسلوب من لبنان وكل يوم نشهد معارك مفتوحة للنظام السوري لإستعادة أجزاء مما سلب من تحت سيطرته دون التنسيق مع أحد أكانت على الحدود أم في الداخل. وإذا كان العنوان موجها لداعش بالقول لهم إذا عدتم عدنا فلا نرى فيها من منطق على أساس أن داعش كانت في الجرود منذ فترة ولم يحرك النظام السوري ساكنا لقلعها.

وسؤال آخر يطرح لماذا الدعوة للمعركة تتضمن مبررات مساندة للجيش اللبناني، طالما أن هناك أراضي سورية محتلة منذ فترة من قبل داعش على النظام واجب تحريرها، لم يستطيع تحريرها حتى الآن، فكيف سيقوم بالمساندة من لم يستطع تحرير أراضيه؟ في العنوان علامات إستفهام لغوية فلا بد أن من وضع عنوان المعركة لا يفهم اللغة العربية جيدا أو بالاحرى أبدا. لقد إستعملت هذه العبارة " إن عدتم عدنا" في كلمة موجهة من الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى الإدارة الأميركية عندما هددها بإنهاء الإتفاق النووي إذا ما واصلت الولايات المتحدة الأميركية العقوبات على بلاده حيث قال في جلسة برلمانية بثها التلفزيون الرسمي إنتقد فيها سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يسعى إلى تقويض الإتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع أميركا وروسيا والصين وثلاث قوى أوروبية بموجب كبح نشاطها النووي مقابل تخفيف العقوبات عام 2015. وقال إن أرادوا العودة إلى هذه التجربة عدنا بالتأكيد وخلال فترة قصيرة لا تعد بالاسابيع والأشهر بل في غضون ساعات وايام إلى وضعنا السابق وبقوة أقوى بكثير، لقد هدد الرئيس روحاني بالتخلي عن الاتفاق النووي مع القوى العالمية إذا استمرت الولايات المتحدة بفرض العقوبات عليها واضعة الغرب أمام خيارين إما العودة لمشروعها النووي أو السماح لها بالاستمرار بالهيمنة على المنطقة، وفي هذا الإطار قالت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن نيكي هايلي، أنه يجب تحميل إيران المسؤولية عن إطلاق الصواريخ الباليستية كما لا يمكن لإيران إستخدام الإتفاق النووي لإبقاء العالم رهينة الاحتجاز فالعقوبات الجديدة لا علاقة لها بالاتفاق النووي، كما وضحت،وفرضت وزارة

الخزانة الأميركية عقوبات على ستة كيانات إيرانية لها دور في برنامج الصواريخ الباليستية، وذلك ردا على الأعمال الاستفزازية المتواصلة لطهران، آخرها تجربة إطلاق صاروخ مخصص لحمل أقمار صناعية.

لقد إستعملت عبارة "إن عدتم عدنا" من قبل الرئيس الإيراني موجهة إلى الإدارة الأميركية واليوم تطلق معركة معلنة بإسم النظام السوري وحزب الله إنما بعنوان إيراني المنشأ خالي المعنى شكلا لكن ربما في مضمونه خطير، عنوان لم يجرؤ منفذيه على تصحيح لغويته فهو منزل، إن عدتم عدنا إنما الجيش اللبناني سيبقى دائما في المرصاد ليحقق فجر الجرود وأكثر كثيرا في ملاحم الخلود، ليحيا لبنان.

فجر الجرود

وملاحم الخلود

يصيغها أبطال

في الوصف أسود

بوجه عدو

حاقد لدود

يحتل أرضا

ظاننا يسود

يفرض منطقا

راقصا شرود

عن الحياء

عن الحياة

عن العهود

طاعنا أرضا

ناكر جحود

يساق سوقا

يخدع حشود

شيطان متفلسف

عابر السدود

جاهل لغة

يصيغها بنود

يواجه إيمان

خارق الحدود

يقود معركة

فجر الجرود

يصيغها أبطال

في الوصف أسود

 

المهلِّلون للجيش بعضُهم ساهمَ في الكارثة

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 21 آب 2017

سينتصر الجيش اللبناني حتماً في جرود رأس بعلبك - القاع حيث يُسطّر ملاحمَ البطولة. وسيحطّم الصعوبات العسكرية، ويتجاوز اﻷفخاخ، أيّاً كانت، ويحرّر الجرود من اﻹرهاب، ثمّ يُجري عملية «تنظيف» دقيقة في أماكن أخرى داخلية. ولكن، هناك دروسٌ يجب أن يتلقّنها اللبنانيون وطاقمُهم السياسي وحكّامهم، ليكون هناك ثمنٌ حقيقي للدم الذي أراقه الشهداء اﻷبرار... مرّةً أخرى، بعد مرّات كثيرة سابقة! كما في معركة نهر البارد مع اﻹرهاب، في العام 2007، يَحظى الجيش اللبناني اليوم بدعمٍ سياسي استثنائي وتَعاطفٍ شعبي عارم. وهذا الالتفاف حول الجيش بديهيّ عندما يكون جنوده وضبّاطه قد وضَعوا دماءَهم على اﻷكفّ، وانخرَطوا في معركة لا هوادةَ فيها مع عدوّ شرس، حيث لا يَبخلون بأيّ تضحية مهما كبرَت. اليوم، فيما غبارُ المعركة يملأ اﻷجواء، طبيعيّ أن يغلب خطاب التعاطف والحماس الملتهب. ولكن، غداً، يَهدأ الغبار. عندئذٍ، تنقشع اﻷجواء، ويصبح واجباً إجراء الحسابات للمستقبل والمحاسَبات للماضي. وسيكون على الطاقم السياسي الذي يُبدي اليوم أعلى مستويات التعاطف مع الجيش أن يجيب عن اﻷسئلة التي مِن حقّ المواطنين والجيش أن يطرحوها عليه:

1 - هل كان الجيش مضطرّاً إلى دفعِ الثمن اليوم، لو لم يكن لبنان أرضاً سائبةً للإرهاب واﻹرهابيين وفوضى التدفّقِ العشوائي للنازحين السوريين على مدى سنوات؟ ومَن هم المسؤولون عن بلوغِ هذا الوضع عملانياً وإجرائياً، سواء عمداًَ وقصداً، أو بسبب التقاعسِ عن القيام بالواجب، أو بسبب المساومات والكيديات والغايات والعقَدِ النفسية المتناقضة؟

وهل يجرؤ كلّ سياسي أو مسؤول على كشفِ دورِه الحقيقي في بلوغ اﻹرهاب ما وصَل إليه في جرود بعلبك، حيث دفعَ الجيش دماً وخطفاً على مدى سنوات كوكبةً من نخبةِ شبابه، كما المواطنون أبناء تلك المنطقة؟

2 - إنّ طاقم السياسيين والمسؤولين الذي يتسبّب اليوم بمأزقِ الجيش مع اﻹرهاب الوافد من سوريا، هو نفسُه أو هو وريثُ الطاقم القديم الذي انقاد إلى الكوارث اﻷهلية بسبب سوء استخدامِه ورقةَ النزوح الفلسطيني والعمل الفلسطيني المسلّح في لبنان، على مدى عشرات السنين.

فهو نفسُه ساهم في تحويل المخيّمات الفلسطينية، في قلب المدن والبلدات، معسكراتٍ تتحدّى السيادة اللبنانية وتهدّد أمنَ المواطنين. وهو تَجرَّأ على الجيش اللبناني وحاوَل تشويه صورتِه وتعطيلَ دورِه في مواجهة اﻹرهاب اﻵتي.

وهذا الطاقم ساهمَ بفعلته في تحضير اﻷرضية الملائمة لاندلاع الحرب اﻷهلية التي كلّفت لبنان مئات اﻵلاف من الضحايا ومئات مليارات الدولارات مِن الخسائر المباشرة وغير المباشرة، دماراً وهجرةً وتهجيراً واعتداءات إسرائيلية وسوريّة وفلسطينية ما زالت مستمرّة. وحتى اليوم، ما زالت المخيّمات الفلسطينية مرتعاً للإرهاب، حتى ﻷهلها الفلسطينيين. ونموذج عين الحلوة شاهد دائم.

3 - هل القوى السياسية قدَّمت للجيش ما يَلزم من تغطية سياسية للقيام بمهمّاته؟ أم بقيَت تنظر إليه من منطلق المصالح الفئوية؟ فبعض هذه القوى يَدعم الجيش هنا ويرفضه هناك. وقد أدّى ذلك إلى شلّ إرادة الجيش في بعض المراحل وخلقِ شعورٍ بالاستعلاء لدى البعض تجاهه.

4 - لم يحظَ الجيش حتى اليوم بالدعم العسكري اللازم ليؤدّيَ المهمّات الملقاة على عاتقه.

وما تُقدّمه له القوى الدولية الداعمة غير كافٍ في المطلق. وحتى اليوم، لا يُراد للجيش اللبناني أن يمتلك سلاح الطيران الحربي، علماً أنّ هذا السلاح كان كفيلاً بتسهيل المهمّة كثيراً عليه في الجرود، حيث المنطقة شديدة الوعورة وفيها كثير من اﻷوكار اﻹرهابية المحمية طبيعياً ضمن مغاور وشقوق صخرية. فسلاح الطيران يتكفّل بالتمهيد الجيّد لتقدّم القوات البرّية، بالحدّ اﻷدنى من اﻷكلاف، بعد إنهاك العدوّ وتقليصِ مواقعه.

المسؤولون المعنيون يقولون إنّ هناك مَن يخشى وقوع هذا السلاح في يد «حزب الله» أو استخدامه يوماً ضد إسرائيل، وأنّ هذا خط دوليّ أحمر، علماً أنّ لبنان لم يمارس في أيّ يوم اعتداءً على أحد، لا إسرائيل ولا سواها.

إذاً، يقوم الجيش اليوم بمهمّته المقدّسة دفاعاً عن اﻷرض والشعب، وطبعاً، دفاعاً عن طاقم السياسيين والمسؤولين الذين يتحمّلو بأشكال ونسَبٍ مختلفة ومتفاوتة تبعاتِ الوضع الذي وصَل إليه الجيش والبلد عموماً.

والتزام الجيش مبادئ الشرف العسكري يَمنعه من طرح اﻷسئلة المحرجة في الوقت الحاضر، وقد لا يَطرحها إطلاقاً، ﻷنّ مسؤولية المحاسبة في البلدان الديموقراطية تكون للمؤسسات الدستورية.. ومؤسسات لبنان الدستورية أسيرة الطاقم السياسي إيّاه!

لكنّ الناس الذين ينبثق منهم الجيش، أفراداً وضبّاطاً، من حقّهم أن يسألوا السياسيين والمسؤولين ويحاسبوهم، كلٌ بدوره: ماذا فعلتم بأبنائنا وبالبلد من أجل حساباتكم الخاصة أو الفئوية؟ وماذا ستفعلون لئلّا تتكرّر المآسي؟

شكراً للبيانات الملتهبة والشعارات الداعمة، ولكن، هل ستكون هناك مكاشفة حقيقية ومحاسبة وحسابات سليمة تمنَع تكرار الكوارث الوطنية؟

بعد البيانات الملتهبة وشعارات الدعم، هل من مكاشفة ومحاسبة وحسابات سليمة تمنع تكرار الكوارث؟

 

سعد الحريري الأفضل... لا كل الآخرين!

ابراهيم الأمين/الأخبار/19 آب/17

في لبنان مرض عضال يصاب به السياسيون والمقلدون أيضاً. وهذا المرض ليس فيروساً أو عارضاً، هو مثل اللقاح الذي يفترض بمن يرغب العمل السياسي أن يأخذه، حتى يصبح من أهل الدار. ومن يتمنع لبعض الوقت، تَرَهُ أخذه لاحقاً على شكل جرعات، إلى أن يعطي مفعوله.

المرض نتيجة جرثومة تسبّب تلفاً متسارعاً في مركز الأخلاق في الدماغ. وأهم عوارضه ما يحترفه المصاب به لجهة احتراف مهنة «الضحك على الناس». صحيح أنه لا يوجد دليل مكتوب للوصول إلى هذه الحالة، لكن حكايات اللبنانيين تنفع في جمعها ضمن مجلدات تحت عنوان «كيف تصبح نصاباً في ساعات».

والنصب فنون، فيه ما يصرف في السياسة، وفيه ما يصرف في الإدارة وفي المال أيضاً. لكن أهم ما فيه، هو أن تُجمَع المكاسب، مهما تنوعت وتعاظمت، في كيس يوصي المريض بدفنه معه. لكنّ أحداً لا ينفذ هذه الوصية. فيكون الوارث نصاباً بالجينات، ومعه عدة العمل. وهي بالمناسبة عدة قابلة للإيجار أو البيع لمن يرغب من المنتمين صدفة إلى النادي، وهؤلاء كثر أيضاً. أما المواد المستخدمة للنصب، فهي من حواضر البيت والزمان. وفيها تجديد دائم لمواكبة العصر. وصار عندنا في لبنان «بيوت خبرة» عمر بعضها تجاوز المئتي عام، تحولت إلى مركز لتطوير المهارات مقابل بدل. وفي كل مرحلة تشهد تطورات تفرض تبديلاً في اللاعبين، يشتد سوق النصب والنصابين. وتنطلق حملات الدعاية والتسويق للإبداعات الجديدة. وربما يتركز النشاط اليوم في لبنان، على المرغمين بالانتماء إلى طوائف ومذاهب تنظم باسمها كل حفلات النصب.

بما أننا ندخل في مرحلة الاستعداد للانتخابات النيابية، وفي ظل التطورات الكبيرة الحاصلة من حولنا، التي قد تفرض وقائع مختلفة من الآن حتى موعد الانتخابات، فإن صعوبةً ما تواجه سوق النصب، وتسبّب أرقاً للبائعين والشارين أيضاً. وبما أن المؤشرات تقول بأن لا تغييرات شكلية ولا جوهرية ستصيب «أهل الشيعة»، وأن التجديد سيكون موضعياً عند «أهل الدروز»، فإن تثبيت المكاسب والتموضع هو شغل «أهل المسيحيين»، ما يجعل عناصر التشويق تتركز بصورة أساسية عند «أهل السنّة». والأكيد، أن فريق الرئيس سعد الحريري يحتل صدارة المشهد، في ألعاب البقاء والفوضى والوراثة.

يعاني سعد الحريري من تعب كثيرين.

بين خصوم الحريري جهات لا يمكن جمعها مع الآخرين. بمعنى أن شخصيات مثل أسامة سعد وعبد الرحيم مراد وجهاد الصمد وفيصل كرامي لم تكن يوماً تسبح في البحر الذي ينافس الحريري على «الرزق». بل لهؤلاء مواقفهم التي حافظوا عليها لسنوات طويلة، وفيها أن المشكلة تكمن في المرجعية الفكرية والسياسية التي يعتمدها الحريري. كذلك فإن المشكلة في محاولة خلق وقائع معاكسة تماماً لطبيعة أبناء هذه البلاد.

لكن الآخرين، وكل الآخرين، لديهم ما لدى الحريري من مشاكل نمو، وضائقة شعبية، وفقر مدقع في الأفكار. ولديهم أيضاً، حب الارتماء في أحضان خارج يتولى أمرهم، سياسياً أو أمنياً أو مالياً. وجل طموحهم، مشاركة الرجل عدة النصب، لأجل مشاركته قيادة الجمهورنفسه. وأبرز مشاكلهم، أن عدة العمل عندهم، هي نفسها التي عند الحريري، أما عناصر التمايز، فلا تتعدى، حجم الابتسامات، أو عدد القبضايات، أو كيفية التعاطي مع الناس. لكن جوهر ما يفكرون به، سياسياً واقتصادياً، داخلياً وإقليمياً، مطابق إلى حدود كبيرة جداً، مع ما يقول به الحريري نفسه.

بكل ما فيه من خير أو شر، يبقى الحريري

الأكثر وضوحاً والأكثر شفافية

بين الأقربين إلى الحريري، يقود فؤاد السنيورة «نادي العشرين»، أولئك الذين يعترضون على «ضعف» الحريري في مواجهة الحالة الشيعية ــ المسيحية. وغالبيتهم أعضاء في نادي «فاشلون إلى الأبد». يريد هؤلاء أن يتمسك الحريري بما أخرجته الساحرة الشريرة من صندوقها من عدة وشعارات النصب في عام 2005. توقف الزمن عند هؤلاء، وهم يعوّلون على تعب الحريري، واستسلامه لهم، حتى يعودوا إلى استكمال «مسيرة الخسائر دون خجل أو وجل».

يقف إلى جانب هؤلاء، من انشق عن الحريري من شخصيات وقيادات، كالتي ترفع شعار «المواجهة حيث يتخاذل الآخرون»، قد يكون أشرف ريفي أبرز هؤلاء، بما يمثل شخصياً أو كحالة سياسية، لكنها حالة تنزل إلى طبقات أدنى من التمثيل في بيروت والشمال والجنوب والبقاع. ولهؤلاء عدتهم أيضاً، التي اختلط فيها المزح بالجد. فهم لا يعرفون أن رفع الحريري شعار نزع سلاح المقاومة، إنما كان هدفه الدائم هو المقايضة على سلطته ونفوذه داخل الدولة والبلاد. يعتقد المنشقون، عن «هبل»، أنه شعار حقيقي وأصيل و«أصلي» وقابل للتطبيق، حتى ولو كان على دماء الجميع. ومشكلة هؤلاء، أنهم باتوا أسرى شعارات ميتة، فتراهم كمن سقط في رمال متحركة، كلما تحرك لحظة، غرق أكثر.

وإلى جانب الصنفين، نجد صنفاً ثالثاً، يمكن وصفهم بـ«المتلونين». بينهم شخصيات تعتقد أنها تملك ميزة إضافية عن كل جماعة الحريري، باعتبارهم تدربوا على «ألعاب الحبال»، فتراهم يصمتون هنا، وينطقون هناك. عملهم موسمي، مرتبط بحاجات اللحظة. وليس من داعٍ لبذل أي جهد في محاولة معرفة ما الذي يدفعهم إلى الثورة على الحريري، وما الذي يدفعهم إلى الهدوء. وأبرز هؤلاء، نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي في الشمال، وفؤاد مخزومي و«بيروت مدينتي» في بيروت.

وحدهم أبناء التيار الإسلامي، تظهرهم الأحداث وكأنهم من «أصحاب بندقية للإيجار». لديهم قناعات لا تلقى رواجاً شعبياً، فتكشف كل الاستطلاعات هزالة تمثيلهم في كل المناطق. لكنهم، يجيدون، طوعاً أو غصباً، التصدي لمهمات الصراخ والفوضى متى تطلّب الأمر. وهم في حالتنا الراهنة، أهل صبر وسكون، إلى أن يأمر الله بعمل مقبول.

وسط هذا الركام، كيف يمكن الفرز، وكيف يمكن النقاش، وكيف يمكن أن يكون هناك موقف واضح يكفي لزمن انتقالي قد لا يطول؟

في حالة الأقربين، يظهر أن أحداً منهم لم يتعلم، لا قراءة الأحداث ولا نتائجها، وهم أقرب إلى جماعة «أهل الإنكار» الذين ينفون عن أنفسهم صفة الفشل في تحقيق كل ما رفعوه من شعارات. ويعزون خسارتهم إلى قوة خصمهم، متناسين، أنه بين العامين 2005 و2007، تجند العالم كله لخدمته. فصار مجلس الأمن الدولي مثل مجلسهم الوزاري المصغر. وتولى الغرب، بقيادة أميركا وبريطانيا وفرنسا اتخاذ كل ما يلزم من قرارات ومحاكم لمساعدتهم. وتولت ممالك القهر تمويلهم. وشنت إسرائيل حرباً مدمرة لنجدتهم، قبل أن تجنّد الآلاف المؤلفة من مجانين العصر لتعويمهم... وظلوا في حالة فشل. ومشكلة هؤلاء أن الصمت هو جوابهم الوحيد عندما يُسألون: ماذا بمقدوركم أن تفعلوا غير ما يقوم به الحريري؟

أما المنشقون، فلا حول لهم ولا قوة، غير رفع الصوت مكررين شعارات بائدة. ملّ منها جمهورهم قبل أن يتوقف الآخرون عن الاستماع إليها. وعندما سجلوا تقدماً على الحريري، عادوا ليواجهوا مأزق الفشل في تقديم نموذج بديل في الإدارة، ومثالهم الحي، تعثّر عمل بلدية طرابلس من جهة، وسعيهم في الخفاء لبناء منظومة علاقات تقوم على مبدأ تحريض الناس طائفياً ومذهبياً، ظناً منهم أن الشعار السياسي هو الجاذب للناس بدل العمل على البناء والإنماء. وما سيقومون به من الآن حتى موعد الانتخابات، لن يتجاوز شعارات كتبت قبل عشرة أعوام، وإنفاق القليل من المال المستورد باسم مواجهة المد الإيراني.

لكن الطامة الكبرى تقع في صف المتلونين الذين يحار المرء في التعامل معهم. ولنأخذ منهم الرئيس ميقاتي مثلاً. فالرجل يعشق تقليد الراحل رفيق الحريري، سواء في خطبه السياسية القائمة على الحب والتعايش المشترك والعبارات والجمل التي لا تعلق في ذهن مستمع. أو في برنامج المساعدات ــ الصدقة، الذي يمنح المحتاج مؤونة يوم، ولا يوفر له عملاً يقيه شرّ العوز والفقر. أو السعي إلى كسب ودّ الخارج، في الإقليم والعالم، من أجل ضمان لعب دور الشريك أو البديل في حال صدور الأمر. وفي حالته الراهنة، لا يبدو أن ميقاتي ومن معه، فهموا معنى خسارة معركة بلدية طرابلس، إلا من زاوية واحدة. هم يعتقدون أن ريفي فاز في المعركة. صحيح أن الرجل له حصته، لكن الأمر يرتبط أكثر بواقع المدينة وحاجاتها. والأهم، بالحاجة الملحّة لعودة الدولة ومؤسساتها إلى هناك. ولذلك، ترى ميقاتي اليوم يعتقد أن الشعارات هي التي تجذب له الجمهور، فينتظر فرصة لمهاجمة الحريري، منتقداً إياه بأنه يفرّط بحقوق «أهل السنّة»، ثم يهادن ريفي بدعوى أنه قد يحتاجه حليفاً في الانتخابات، ثم يقترب من بيروت، ساعياً إلى دعم «متلونين» آخرين، وخصوصاً من «بيروت مدينتي»، أو ساعياً لربط الود مع شخصيات تخاصمت مع الحريري، مثل مفتي الجمهورية السابق محمد رشيد قباني، أو بعض العائلات البيروتية التي لم يمنحها الحريري موقعاً أو منصباً أو مكسباً. أو أن يتواصل مع فؤاد مخزومي، باعتبار أن الأخير يعد نفسه بدور حاسم في انتخابات بيروت المقبلة. يتخيل المرء لقاء ميقاتي ومخزومي، فيقول الأول إنه مستعد لكل شيء مقابل هزم الحريري في عقر داره. فيردّ الثاني بأنه يملك القوة الانتخابية الكافية لتنفيذ الأمر. وعندما يخرجان من الاجتماع، يشيع الأول أنّ على الحريري التعامل معه كشريك، بينما يتصل الثاني بالحريري عارضاً عليه دور «الشريك المضارب». فتكون النتيجة، أن ميقاتي حصد كلاماً بكلام، بينما ظل الثاني يعيش حلم تحوله إلى «بيضة القبان» التي يحتاجها الجميع، فينال شرعية الانضمام إلى طاولة أهل الحل والعقد والعلم والبيان عند «أهل السنّة».

مرات كثيرة، يشعر المرء بالحاجة إلى احتضان سعد الحريري. ربما، لأنه، بكل ما فيه من خير أو شر، يبقى الأكثر وضوحاً، والأكثر شفافية، وله لونه الواحد، بينما تتلوى المعدة من كذب الآخرين ودجلهم وباطنيتهم!

 

إمبراطورية إيران الراديكالية

إميل أمين/الشرق الأوسط/19 آب/17

لا يزال عميد السياسة الخارجية الأميركية هنري كيسنجر قادراً على إدهاش العالم بطروحاته الإشكالية للسياسات الدولية، وإن اقترب من أعوامه المائة؛ الأمر الذي يعد ظاهرة غير عادية في المسارات السياسية العالمية.

كيسنجر يعود من جديد الأيام القليلة الماضية عبر موقع Cap x البريطاني الشهير ليحدثنا عن الفوضى العالمية، ولا سيما في الشرق الأوسط ويفتح أذهاننا، وتالياً أعيننا على معضلة كارثية تستحق التوقف والتصرف بأسرع قدر ممكن حتى لا نكون كمن يستجير من الرمضاء بالنار.

منذ أكتوبر (تشرين الأول) 1973، أي منذ أكثر من أربعة عقود والسياسي الأميركي الأشهر تلميذ مترنيخ وبسمارك مطّلع بأوسع قدر وعمق وارتفاع على أحوال الشرق الأوسط المضطرب؛ ولهذا فإن رؤيته الاستشرافية للإقليم لا تأتي من فراغ، وبخاصة حين يجزم بأن المشهد الذي صار إليه منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وتقسيم سايكس بيكو لم يعد له وجود، ولا أحد يمتلك تصوراً ما لقادم الأيام، وقد توقفت أربع دول عن العمل كدول ذات سيادة؛ إذ أصبحت سوريا والعراق وليبيا واليمن ساحات معارك للفصائل الساعية لفرض حكمها.

يضعنا كيسنجر أمام قراءة لـ«(داعش)، ذلك الجيش الديني المتطرف آيديولوجياً»، والذي ينعته بـ«العدو العنيد للحضارة الحديثة»، وما جره على المنطقة، وربما العالم من وبال.

يشرح ثعلب السياسة الأميركية مشهد مواجهات «داعش» ويبرز طرحاً جديداً مخالفاً للقاعدة التقليدية «عدو عدوك صديقك»، والإشارة هنا تحديداً إلى إيران التي لعبت ميليشياتها دوراً في مواجهة «داعش» ومجابهته سواء في العراق أو سوريا؛ ذلك أن إيران وإن كانت عدواً ظاهراً لـ«داعش»، إلا أنه لا يمكن اعتبارها صديقاً سواء للأميركيين أو لشعوب المنطقة، وهي لا تداري أو تواري أطماعها وتطلعاتها الإمبراطورية المرتكزة إلى أحقاد فارسية تاريخية.

التساؤل الجوهري الذي يطرحه كيسنجر... من الذي سيرث النفوذ في المناطق التي يطرد منها «داعش»؟ وهل تلك المناطق ستضحى مجال نفوذ تهيمن عليه إيران؟

النتيجة الكارثية التي يحذر منها وزير الخارجية الأميركي ومستشار الأمن القومي الأسبق، هي أنه حال سيطرت ميليشيات الحرس الثوري والمجموعات الشعبية التابعة لإيران على أراضي «داعش» فإن النتيجة ستكون سيطرة إيرانية على حزام من الأراضي يمتد من طهران إلى بيروت، عندها تعلن ولادة الإمبراطورية الإيرانية الراديكالية. لا تقتصر التحذيرات من إيران على كيسنجر؛ ففي الأول من أغسطس (آب) الحالي، وفي بيان موجز له أمام وزراء إسرائيليين، تحدث رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد الإسرائيلي) يوسي كوهين، عن «إيران التي تملأ فراغات (داعش)»، مشيراً إلى أن العملية المركزية التي تحدث في الشرق الأوسط في وقتنا هذا هي انتشار إيراني من خلال تمركز قوات إيرانية وأذرع طهران في سوريا ولبنان والعراق واليمن.

والشاهد، أن خبراء السياسة الخارجية الأميركية بدورهم باتوا قلقين من تبعات مواجهة إيران لـ«داعش» بقدر لا يقل عن التصدي والتحدي للتنظيم الدموي الأشهر حديثاً.

خذ إليك ما يقوله إبان بيرمان، خبير العلاقات الخارجية الأميركية، الذي يرسلها صريحة غير مريحة، عندما يحذر مما سماه «فيلق إيران الجهادي»، وإذ تذرعت طهران بطرح القضاء على «داعش»، فقد عملت جاهدة على استجلاب مقاتلين شيعة من أفغانستان واليمن وباكستان إلى جانب طيف من الميليشيات العراقية، والسؤال «كم يبلغ تعداد هذا الفيلق، وهل فاق كثيراً (فيلق القدس)؟».

الجواب نجده عند نادر أسكوبي، مستشار القيادة المركزية للجيش الأميركي سابقاً، والذي يذهب إلى أن عدد المقاتلين الذين حشدتهم إيران حتى الآن قد يصل إلى مائتي ألف مقاتل، بمعنى أنه ربما يتجاوز عدد الجيوش النظامية لبعض الدول...

ما مصير ومستقبل هذا الحشد، وهل سيُترك للفراغ أم سيوظف توظيفاً مدروساً ومخططاً له من قِبل إيران للوصول إلى إمبراطورية التطرف التي يتحدث عنها كيسنجر؟

أقرب الاحتمالات الواردة هي أن طهران التي تسيطر على ذلك الفيلق سيطرة كاملة سوف تستخدمه في حملات خارجية لها، بهدف تحقيق انتصارات جيوسياسية، واستهداف خصومها الإقليميين؛ ما يعني إنهاء وإلغاء أي شكل من أشكال توازنات القوة خليجياً وشرق أوسطياً؛ الأمر الذي يجعلنا نفهم مخاوف تحليلات كيسنجر من جديد. إيران لم تتنازل عن طموحاتها النووية، ويعزز الاتفاق النووي بين الدول العظمى وطهران هذا الهدف وتلك العدوانية الإيرانية، وهي تتلاعب بمقدرات الدول الكبرى، وخير دليل على صحة هذا الطرح التحذيرات التي أطلقها حسن روحاني منتصف الشهر الحالي، والمتصلة بالانسحاب من الاتفاق النووي «خلال ساعات» حال واصلت العقوبات الأميركية طريقها ضد بلاده. زعزعة إيران لاستقلال الشرق الأوسط واستقراره تبدت واضحة من خلال مشهدين الأيام الماضية. الأول: موافقة البرلمان الإيراني على زيادة ميزانية الأمن وبرامج الصواريخ الباليستية بمقدار 260 مليون دولار، ودعم «فليق القدس» ذراع إيران الخارجية بمبلغ مماثل. الثاني: ما تردد عن مصنع إيراني للصواريخ البعيدة المدى يجري العمل عليه على الأراضي السورية، وتحديداً في مدينة بانياس. تلعب إيران على متناقضات الصراعات الدولية، ولا سيما ما هو قائم منها بين موسكو وواشنطن وبكين، وفي انتهازية براغماتية صارخة تسعى إلى جعل العالم كله رهينة لها.

السؤال قبل الانصراف... كيف للعالم العربي السني بنوع خاص فهم تحذيرات كيسنجر من جهة، والاستعداد للتعاطي مع إمبراطورية الشر الإيرانية من جهة ثانية؟ يخشى المرء أن تكون المواجهة مع طهران قدراً مقدوراً في زمن منظور.

 

دولة الكرد!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/19 آب/17

خلف الأبواب في العواصم المحيطة بالعراق، القريبة والبعيدة، هناك مجموعات تدرس موضوعاً واحداً هو محاولة الإجابة عن سؤال مركزي يخص مجتمعات تلك الدول ومصالحها، السؤال هو: هل عراق موحد، وإن شاء الله ديمقراطي نسبي، هو الأفضل في جوارنا، أم عراق مقسم إلى أقاليم - على الأقل ثلاثة؛ الكرد في الشمال، السنة في الغرب والشيعة في الجنوب؟ وتتراوح الإجابات عن تلك الأسئلة باختلاف مصالح ورؤى وتمنيات تلك الدول. واضح من قراءة الأحداث أن القيادة الكردية في كردستان العراق قد اتخذت قراراً، حتى الآن، لا رجعة عنه، كما فعلت عام 2014 أن تسير في ترتيباتها لإقامة استفتاء عام بين سكان إقليم كردستان العراق هذه المرة دون خضوع لضغوط تشابه ضغوط 2014، سوف يسأل السكان فيما إذا كانوا يفضلون الاستقلال كدولة، أو الانتماء إلى عراق موحد؟ لا داعي لضرب الودع أو الإغراق في الخيال، الإجابة في الغالب أن هناك أغلبية مريحة من أجل الاستقلال. السيد مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق منذ 1992، يبدو أنه يقرأ كتاب السيد نيكولا ميكافيلي (الأمير)، الذائع الصيت والصادر في أوائل القرن السادس عشر ميلادي، كانت نصيحته للحاكم، أن يكون الأسد والثعلب في الوقت نفسه، الأسد لإخافة الذئب، والثعلب لتفادي الفخاخ! بارزاني الآن، يفاوض بغداد من أجل الحصول على أكبر مجموعة من التنازلات، خصوصاً في توسيع جغرافيا الإقليم الكردي إلى مناطق تسمى عادة (متنازع عليها) بما فيها من مصادر الثروة، وهو في الوقت نفسه يتوخى الفخاخ السياسية باختبار التوقيت المناسب تماماً لانتزاع أفضل ما يمكن الحصول عليه من (سيادة)، فالسلطة الرسمية العراقية منقسمة على نفسها، خاضت وتخوض حرباً مكلفة مع «داعش»، وتتعدد لديها القوى ليس السياسية فقط ولكن حتى العسكرية، والقوات الكردية أسهمت في الحرب، وساعدت على طرد كثيرين من المتشددين، فهي تستحق أن تجازى! الرغبة الكردية في الاستقلال ليست جديدة، فقد حصل الأكراد، بعد حرب طويلة مع نظام البعث العراقي على (حكم ذاتي) عام 1970 كان وقتها حزب البعث العراقي يحاول توسيع سلطته والتغلب على خصومه في الداخل، ولديه معارضون أقوياء وقتها، فأراد أن يتفرغ لهم لبسط سلطته الكاملة، ويحيد الأكراد، فأعطاهم حق الحكم الذاتي، على أن يعود لهم عندما تستقر له الأمور، وهذا ما تم، فبعد أن أصبح الحزب القائد، عاد مرة أخرى لحرب الأكراد متنكراً لما وقع عليه. في المقابل انتظم الأكراد في حلف مصلحي مع إيران التي كان يحكمها الإمبراطور محمد رضا بهلوي، الذي وجد أن إزعاج خصمه في بغداد هو أمنية تتحقق من خلال الأكراد، كانت مصالح مشتركة، سرعان ما باع الشاه القضية الكردية، عندما قدم له صدام حسبن في الجزائر عام 1975 (وجبة) لا يستطيع رفضها، هي الجزء الذي كانت تحلم به إيران في شط العرب، وهكذا بقي الأكراد (سلعة) في سوق المناورات السياسية، وما أن اندلعت الحرب العراقية الإيرانية، بعد سقوط الشاه في طهران، حتى شنت السلطة البعثية العراقية حرباً شعواء على الأكراد، كانت قمتها مذبحة حلبجة، التي استخدمت فيها الغازات السامة. النتيجة النهائية المهمة أن الحكم الذاتي الذي أعطي للكرد عام 1970 الذي ظنه نظام البعث أنه مناورة مؤقتة، ظل قائماً وتأكد بعد سقوط النظام البعثي أولاً في الدستور الجديد، وثانياً في العلم الكردي والاستقلال المالي، ذلك هو الدرس الأهم في القيمة المعنوية للاستفتاء المقبل في سبتمبر (أيلول)، أمام العالم أغلبية في الإقليم تصوت بشكل حر على (الاستقلال)، يصبح ذلك التصويت الحجر الآخر (بعد الحكم الذاتي) في طريق طويلة لدولة كردية، مع فارق مهم هو أن السلطة العراقية في بغداد لا تملك حتى جزءاً من السلطة التي كان يملكها البعث وقت توقيع اتفاق 1970.

على مقلب آخر، فإن الكرد وجدوا أنفسهم حلفاء دون حليف بعد سقوط نظام البعث عام 2003، سُلموا موقع (رئيس الجمهورية) المنزوع السلطة، كما حصلوا على بعض المقاعد في الوزارات، سرعان ما جردوا من أهمها وحتى دون احترام، كما حدث للسيد هوشيار زيباري بخروجه من الوزارة متهماً بالفساد! تشتت السلطة العراقية في بغداد له شواهد كثيرة، فالكرد يشعرون بقلق حقيقي حول تقوية وتعضيد (الحشد الشعبي) وهو قوة عسكرية ضاربة مكونة من لون طائفي واحد، عدا التصريح الصارخ الذي نقل عن السيد حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، أن (الحشد الشعبي باق تحت سلطة الحكومة والمرجعية)! أي تحول السلطة المدنية إلى شبة (ثيوقراطية) شبيهة بالجارة إيران! لا يعتمد قيام الدولة الكردية المقبلة فقط على قدرة القيادة الكردية في المناورة، لا على ضعف الدولة العراقية المركزية التي تشتت القرار فيها، لكن أيضا تعتمد على رضا أو ضعف اللاعبين الآخرين، إيران، سوريا، تركيا. ربما الدوائر الإيرانية، إن ضمنت امتناع الدولة الكردية المقبلة في كردستان العراق عن مساعدة أو تعضيد أي حركة كردية لدى أكراد إيران، فهي في حساب المصالح، تفضل أن تحصل على العراق دون الأكراد، المثيرين للشغب، وأصدقاء الولايات المتحدة، وقتها يمكن التحكم في معظم ثروات العراق وسكانه، بل وإشاعة الحكم الثيوقراطي الإيراني ولو بطبعة عراقية! سوريا ربما يأخذ أكرادها في نهاية الأمر طريق أكراد العراق، على الأقل في حكم ذاتي، قد يتطور إن سمحت الظروف، العقدة في تركيا التي ترى وجود دولة كردية على حدودها الجنوبية مشجعاً لكردها الذين يطالبون منذ فترة طويلة بحكم ذاتي على الأقل! مسعود بارزاني (الأسد والثعلب) يمكن أن يطمئن الجانب التركي، وقد فعل بمخاصمته لنشاطات حزب العمال الكردستاني علناً، كما قدرة تركيا، أخذاً بالتطورات الصعبة في الداخل، شبه معطلة، كي تخدش بها المسير إلى الاستقلال للكرد العراقيين! الولايات المتحدة، تتمنى على مسعود بارزاني تأخير الاستفتاء لا إلغاءه، وقد رد، إن لم يكن الوقت الحالي مناسباً، فمتى الوقت المناسب؟ محاولة ذكية لاستصدار رأي من واشنطن قد يكون ملزماً في المستقبل، ويضاف إلى الحجج المتراكمة، إن هي اقترحت وقتاً آخر للاستفتاء، والاقتراح بحد ذاته إن حدث هو اعتراف بأحقية الإقليم بالاستقلال. إلا أن الطريق إلى الاستقلال الكردي ليست مفروشة بالزهور، فهناك تحديات أمنية واقتصادية سوف يواجهها الإقليم، قد يكون من بينها حرب جديدة، هذه المرة تأخذ العراق إلى قاع غير مسبوق من الصراع، تصبح معه تحرير الموصل، لعبة صغيرة. بغداد خيارتها قليلة أيضاً وتضيق في طريق استيعاب الكرد، فهي تحتاج إلى استراتيجية من ثلاثة عوامل لتحقيق ذلك الاستيعاب؛ أولاً يجب أن تقلص ومن ثم تذويب الحشد الشعبي في القوات العسكرية العراقية، ذات التعدد المذهبي والقيادة المركزية المهنية، وإبعاد قوى التشدد في قياداته إلى التقاعد، ووضع أفراده على قاعدة الاحتراف، لا التبعية، وثانياً تقليص ومن ثم التخلص من النفوذ الإيراني، الآيديولوجي والعسكري، ثالثاً بناء فضاء سياسي قريب إلى الديمقراطية! وهي ثلاثية صعبة، إن لم تكن مستحيلة، أخذاً بالوضع الحالي في بغداد. على صعيد آخر فإن العواصم التي ترى أن عراقاً شبه ديمقراطي وموحداً هو الأكثر تفضيلاً للأمن الإقليمي، عليها أن تتدخل وتساعد القوى المختلفة ومن بينها الكرد أنفسهم للانفتاح على العواصم الإقليمية للمساعدة في تجنب الطريق الأخطر.

 

أنا مواطن لبناني سابق

أحمد الغز/افتتاحية اللواء /19 آب/17

https://aliwaa.com.lb/?p=93951

انا مواطن لبناني سابق في لحظة الحقيقة المرّة والمواجهة مع الذات. انها لحظة الفشل التام للدولة والمجتمع والفرد في لبنان. انها لحظةٌ فوق الكذب والادعاء وفوق الشطارة والمهارات. انها لحظة الاعتراف أنّنا قوم سفهاء مجرمون قتلة أهل حقد وكراهية وانتقام، وأيدينا ملطّخة بدمائنا، وأننا نهبنا المتاجر والمصانع والبنوك والمال العام وبيوت المصطافين والضيوف الزائرين، وقطعنا الطرقات والأعناق وسكّة الحديد وخطوط الهاتف والكهرباء، وسرقنا المرافىء والمطار، وخلعنا أبواب البيوت، ونمنا على أسرة الأهل والجيران، واغتصبنا وسحلنا الصغار والكبار.

انا مواطن لبناني سابق اعترف انها حقيقتنا، ولأجلها احترفنا النسيان والكذب والادعاء أننا أهل حكمة وكتاب وأهل صلح ووئام، وأن ما صدر منّا كان حرب الآخرين بِنَا على ارضنا. نعم، كَذَبنا على أنفسنا وتجرّأنا على تصديق أنفسنا أنّنا أبرياء، ولبسنا ثوب التمدّن والطهارة، ولعبنا دور الضحية بإتقان، ورفعنا مظالمنا للعالم والجوار، واستجدينا العطف من الكبار والصغار الذين دفعوا عنّا ثمن إعمار ما هدمنا وثمن تحرير ما أضعناه وثمن إقامة دولتنا، لأنّنا نتقن الاستعطاء.

انا لبناني سابق اشعر بالمهانة والذلّ والغباء مع صدور صحف الصباح وما تحمله من ارتكابات، وكذلك كل مساء مع نشرات الأخبار المصوّرة لنجوم السفاهة والسفهاء والضياع حتى في ابسط المهمّات. والمضحك المبكي هو تلك العظمة والهيبة وهم يصنعون المأساة مع الاعتداد بالذات وبالتاريخ المشرّف في تفكيك الدولة والمجتمع وقهر الأفراد.

انا لبناني سابق اشعر بالمهانة، واعترف بكل ذنوبي وجنوني بحبّ لبنان، وأنّي خدعت نفسي وأحبابي ومحبّي خمسون عاماً. وأعترف أنّي جبان لم اتجرّأ على حمل السلاح او قتل إنسان، ولم اتجرّأ على النوم في أسرة المهجّرين والمبعدين عن بيوتهم، مسيحيّين ومسلمين ويساريّين ويمينيّين. واعترف أنّي اعرف كل الذين قَتَلوا وهَجّروا ونهبوا وحكموا الناس بالعنف باسم العقيدة او الدين.

انا مواطن لبناني سابق اريد أن اصرخ بصوت عال: وا لبناناه! أضعناك وأضعنا حلمنا الجميل في رُباك.. ومنذ عقود لم ننشدك او نغنّيك، وبخلنا عليك حتى بالرثاء.. اعترف أنّي فتنت بك وطناً، وعشقت وحيدتك بيروت، وحملت اليها كل ازهاري واحلامي، وسكنت فنادقها، وأدمنت مقاهيها، وبكيت تحت اقدامها يوم أصابوها، ووهبتها صلاتي ودعائي كي تبقى على قيد الحياة، وعدت اليها يوم أعادوها.

انا لبناني سابق أُشهِر حزني على وطني وأغادر كل مشاعري، فأنا لست غاضباً ولا معارضاً. أنا أخاطب نفسي بنفسي فليس عندي من أخاطب. مات في لبنان أدب التخاطب، والكلّ في وطني قاتل. المطربون اصبحوا قيصر او عنتر او فارس او صاروخ او راجمة قنابل. وا أسفي! لم يعد فينا شاعر يجمعنا، ولا شاعر مقيم او شاعر عابر. تصحّرت مشاعرنا، وهجر الحب قرانا ومدننا وروابينا، وجفت مآقينا والمحاجر. انا لبناني سابق عاشق للتنوع وصديق كل عاقل، شديد الحميمية مع جذوري وحقولي والمراعي والجداول، وشديد التهيب والحرص على مدنيّتي وعروبتي وانسانيّتي. وكان وطني لبنان يتّسع لجذوري وفروعي. مات لبنان واأسفي، وأصبحت يتيم الفروع والأصول.. انا مواطن لبناني سابق اشعر بحنين شديد الى وطني..

 

لا انتصر منتصر ولا هُزم مهزوم

 حازم صاغية/الحياة/19 آب/17

في لغة «حزب الله» مستويان يتعايشان تعايش الذئب والحمل في الجنّة:

مستوى الانتصارات والصواريخ والهزائم التي «ولّى زمنها»، ونجدنا أحياناً، كما في الخطاب الأخير للأمين العامّ، في حضرة معرض حربيّ لآخر الأسلحة المُهلكة، أو في فيلم عنف هوليووديّ، ثلاثيّ الأبعاد، أصواته لا تحتملها إلاّ الآذان المجرّبة في الخنادق.

المستوى الآخر مستوى المظلوميّة: دمنا، قهرنا، بؤسنا، «تعتيرنا»، تاريخنا في مواجهة السيف والظلم... الاحتكاك بالأدبيّات التوتاليتاريّة الوافدة من أوروبا عزّز هذا المستوى ببُعد آخر: نحن المُستَهدَفون بالمؤامرة. بالجواسيس. بالخونة. بالطابور الخامس... أبقوا عيونكم مفتوحة. «خلِّ السلاح صاحي». الانتصار، ومعه الواقع بالتالي، لا يُقدِّمهما «حزب الله» وبطانته في إطارهما الدقيق أو في سياق عقلانيّ. إمّا مبالغات انتصاريّة تجنح إلى الخرافة، وإمّا إنكار للانتصار وتوكيد على مظلوميّة هي من جوهر الأشياء ومن طبائع الأمور.

خصوم «حزب الله» في بعض الأحزاب ومحيطها يملكون أيضاً لغة ذات مستويين:

المستوى الأوّل، تذمّر من أن السياستين الدفاعيّة والخارجيّة في يد «حزب الله»، بعد التسليم بأنّ أمر سلاح الحزب بات خارج النقاش. وهذا، معطوفاً على الشكوى المتكرّرة من انحياز أكثريّة المسيحيّين إلى الحزب، إقرار حاسم بأنّ هزيمة كبرى قد حلّت. يضاعف حجم الهزيمة ذاك العويل بسبب العقوبات الماليّة والمصرفيّة التي ستفرضها علينا سطوة ذاك الحزب. إنّه، إذاً، يحكمنا ويقودنا إلى الكوارث التي نراها أمامنا بأمّ العين. المستوى الثاني، مفاده الإصرار على أنّ الهزيمة لم تقع، بل لن تقع. إنّ «العنفوان» لها بالمرصاد. في هذا الصدد يتمّ التذكير بـ «أنّنا» في رئاسة الحكومة وفي بضعة مناصب وزاريّة، وفيها نصنع «إنجازات». صحيح أنّ وزراءهم يزورون «سوريّة الأسد» لكنّ وزراءنا يحتجّون. صحيح أنّهم جيش لكنّنا كشّافة. وبين وقت وآخر يطلّ علينا رأس حامٍ بمقدار ما هو خاوٍ ويروح يتوعّد: إنّ غداً لناظره قريب! الهزيمة، ومعها الواقع بالتالي، لا يُقدَّمان في إطارهما وفي سياق عقلانيّ. المطالب التي تُرفع احتجاجاً على ما آلت إليه قوّة الحزب لا تفضي إلى استنتاجها المنطقيّ من أنّ خصومه مهزومون. عند المطالبة بوصف دقيق لواقع الحال يأتي الجواب الابتزازيّ المشهور: ما البديل؟ هل تريدون حرباً أهليّة؟ والمراد فحسب هو وصف واقع الحال كما هو. الوصف الخاطئ أو المضلّل لذاك الواقع يرتّب مزيداً من الأخطاء. الطرفان المعنيّان «يتّفقان» على الوصف الخاطئ أو المضلّل: أحدهما يموّه الانتصار والآخر يموّه الهزيمة. لا شكّ في أنّ مشاركة «الجميع» في حكومة واحدة تساهم في التمويهين، لأنّها تموّه فكرة الحكم والمعارضة. لكنّ الأسباب الأهمّ تذهب في اتّجاهات أخرى، فهناك وطأة اللغة، بأوسع معانيها، على أصحابها: ذاك أنّ الذي يتحدّث ببغاويّاً وآليّاً عن القهر والتعرّض للمؤامرة، غارفاً من مخزون إيديولوجيّ زاخر بالمظلوميّة، سيمضي في منطقه هذا حتّى وهو يعلن أنّه يهدّد إسرائيل أو يدكّ الإرهاب. وفضلاً عن وطأة اللغة، يعود خوف المنتصر من انتصاره إلى إدراكه طبيعة المنطقة، وتوازناتها السكّانيّة والطائفيّة، وقابليّة الأسباب الخارجيّة وراء انتصاره للانقلاب والتغيّر، وإمكان أن تضعف، ذات يوم قريب، اللحمة التي باتت تشدّ المسيحيّين إلى «حزب الله»...

أمّا الذي انهزم ويرفض الإقرار، فأمره أقل تعقيداً. فهو تعامل طويلاً مع السياسة بوصفها شيئاً غير واقعيّ، وكرّسها في الخطاب بوصفها رغبات وأمنيات. لبنان الفانتازيّ حلّ دائماً في خطابه محلّ لبنان الفعليّ. لهذا فأيّ كلام واقعيّ يهدّده بالإخراج الكامل من السياسة. بالإقامة إلى ما لا نهاية في الزجل. في ظلّ حذر من الواقع كهذا، سيبدو أيّ وصف للواقع عملاً عدوانيّاً على الجبهتين المتخاصمتين، أو اللتين كانتا كذلك. ومن يحاذر الواقع ويزوّر وصفه لا بدّ أن يُسأل: لماذا؟ أليس هذا أضعف الإيمان؟

 

في مئة غارة وغارة!

علي نون/المستقبل/19 آب/17

لم تتوقّف ماكينة الممانعة الإيرانية، لا في ديارنا ولا في جوارنا، عند الإعلان الإسرائيلي الصادم عن شنّ نحو مئة غارة جويّة على مدى السنوات الخمس الماضيات، ضد أهداف تابعة لإيران و«حزب الله» في سوريا.. بل لم يجد صائح أو نائح في تلك الآلة التعبويّة الاستثنائية، أي سبب أو داعٍ، لمقاربة ذلك الإعلان بأي طريقة! أو الإضاءة عليه! أو حتى الإشارة الى أخذ العلم به! وذلك مفهوم وطبيعي. ولا يفاجئ في واقع الحال أحداً.. الإعلان الإسرائيلي يكسر نغمة «الانتصارات» المتراكمة شكلاً! ويبهدل أبطالها ومراميهم مضموناً! ويدلّ على أنّ الادعاءات المنفوخة بالغلَبة والاقتدار والتمكن، لا يمكن أن تسري خارج مدوّنة السياسات الإيرانية «الكبرى» في سوريا والمنطقة عموماً. وهذه كفّت منذ زمن، عن الدخول في «تجارب» صعبة ومكلفة ميدانياً مع الإسرائيليين أولاً ثم مع الأميركيين! واستبدلت ذلك، باستسهال تركيب المتناقضات أياً يكن صلفها، في سبيل الحفاظ على السلطة والنفوذ والاستثمار الغالي، في سوريا ورئيسها السابق.. وفي غيرها وحيث أمكن! تلك السياسات تواضعت في الإجمال، وتنمّرت في التفاصيل: غابت شعارات «الموت لأميركا ولإسرائيل» وما تناسل عنها! وغابت معها ردحيات «الشيطان الأكبر» وشقيقه «الأصغر»! وتلاشت قصّة البديل الثالث عن ثنائية الشرق والغرب! وانمحى ذكر «الحكومة الإسلامية العالمية»! وتوقّف العزف على وتر «الغدّة السرطانية» المسمّاة إسرائيل! والضرورة الحتمية لإزالتها عن وجه الأرض! وضَمُرت (بالمناسبة!) التركيبات اللغوية التي صاحبت اندلاع الثورة الإيرانية وبقيت أساس عدّتها البيانية والتعبويّة على مدى سنوات وسنوات، وهي المتصلة «بالمستضعفين في الأرض» وجهادهم المقدّس ضد «المستكبرين» والطغاة.. ولم تعد «قضية فلسطين وشعبها المظلوم» درّة أيقونات التعبئة والتحشيد والتبليغ! وصار «يوم القدس» واستخداماته، مجرّد احتفال طقسي متواضع في الجمعة الأخير من كل رمضان!

استدعت موجبات ومتطلبات مشروع النفوذ الإيراني، تلك التغييرات المتدرّجة نزولاً.. واستدعت في مقابلها أو في موازاتها «قضايا» أخرى، لا بدّ منها (صعوداً). ولا يُفترض أن تقلّ «قداسة» عنها. وفي ذلك كان التنمّر هنا ثمناً مقبوضاً للتواضع هناك.. وكان «الإرهاب» شمّاعة لمّاعة عُلّقت عليها أردية الضجيج المذهبي السافر! وعباءات السعي القومي الأكثر سفوراً! وشراشف النفوذ السياسي المحوري والقطبي! وذلك استدعى ويستدعي إجراءات على الأرض ومثلها في فضاء البيان والتبليغ والشعار. وهذه عنت وتعني تحويل البوصلة باتجاه آخر: صارت «الوهابية» في العرف الإيراني، أخطر من «الصهيونية»! وصارت السعودية محور الاستهداف وليست إسرائيل! وصارت دول الخليج العربي موضع السعي و«الجهاد» وليس «الاستكبار العالمي»! وصارت الحماية المدعاة للمراقد المقدّسة التاريخية (والمستحدثة!) موضع التركيز وليس «المسجد الأقصى»! وصار النبش في التاريخ واستحضار جزئياته وكليّاته الفتنويّة، الأساس وليس الفرع! وصارت روسيا حليفاً موثوقاً! والولايات المتحدة هدفاً للاستجداء التحالفي! في ميدانيات هذه المدوّنة، لا بأس من أمور كثيرة.. كأن تخوض إيران وجماعاتها في سوريا معاركها ضد السوريين تحت مظلة السلاح الجوي والأرضي والسياسي والديبلوماسي الروسي! وأن تكون هذه المظلّة واسعة الى حد ضبّ مصالح إسرائيل ومتطلبات أمنها التكتي والاستراتيجي تحت فيئها! وأن تُستحضر عادات النعامة إزاء غارات جوّية مدمّرة! وأن يُستهدف في دمشق وتخومها أبرز الرموز المقاتلة في «حزب الله» بسهولة غريبة عزّ نظيرها في لبنان على مدى سنوات وسنوات برغم كل ما فيه من «انفتاح» أمني دولي واسع وأكيد وفاعل!

مئة غارة إسرائيلية كأنّها «نيران صديقة»! ولا تستحق خبراً وتحليلاً ومتابعة وتدقيقاً وخرائط وشروحات وتوعّدات وخطابات وتهديدات وعنتريات وانتصارات وإهداءات.. «أبو مالك التلّي» في جرود عرسال أهم بالتأكيد! وتعميم الصيحات الديكية عن «انتصار» بشار الأسد على الشعب السوري، أَولى وأَبدى!

 

هل هي أكثر من زيارة 3 وزراء لدمشق؟ أم ماذا؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 19 آب 2017

النظام سيعرف كيف يستفيد من الزيارة عربياً في خضمّ المواجهة مع أكثر من حليف وعدوّ

لم يُهمل الديبلوماسيون زيارة الوزراء الثلاثة العلنيّة لدمشق. ففي أرشيفهم تقاريرُ مفصّلة تؤرّخ لزيارات وزراء ونواب ومسؤولين حزبيين لبنانيين الى العاصمة السورية ومحاضر جلساتهم فيها. ولذلك، فقد خلت انطباعاتهم من الإستغراب، لكنّ البعض توقف أمام ردّات الفعل التي رافقتها، وما أُعطيت من أبعاد فتعدّدت الروايات والقراءات مِن حولها؟ وهذه عيّنة منها.

بالإضافة الى الخطّ العسكري المفتوح بين بيروت ودمشق امام المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وآخر امام الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري وعدد من الديبلوماسيين في سفارة لبنان في دمشق، ليس سرّاً القول إنّ خطّ بيروت ـ ما زال مفتوحاً في مرحلة أعقبت قطيعة شبه شاملة إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتحميل فئة من اللبنانيين القيادة السورية من أعلى الهرم مسؤولية التخطيط والتحريض والتنفيذ وهو ما لم تعترف به فئة من اللبنانيين يتقدّمها الثنائي الشيعي وما يدور في فلكه وقيادات لبنانية أخرى تحتفظ بعلاقات حزبية وسياسية وأخرى عائلية متينة مع آل الأسد وغيرهم من أركان القيادة السورية. وباستثناء الزيارة اليتيمة التي قام بها الرئيس سعد الحريري خريف العام 2009 الى العاصمة السورية على وقع المساعي التي بُذلت بين الرياض ودمشق لترطيب الأجواء بينهما ومع لبنان، فالتواصل قائم بين أركان النظام وأصدقائه المتبقّين له في لبنان على أكثر من مستوى ودون أيّ حرج.

كان ذلك قائماً قبل أن يتدخّل «حزب الله» في العمليات العسكرية الجارية على الأراضي السورية منذ العام 2012 وبعدها وصولاً الى المرحلة التي تحوّلت فيها زحمة السير قائمةً على طريق هجرة مليون ونصف المليون سوري تركوا أراضيهم وقصدوا لبنان نازحين ولاجئين بالإضافة الى اولئك الذين تحوّل مطار بيروت الدولي مقصداً وبوابة العبور الوحيدة بالنسبة اليهم من المسؤولين على كل المستويات العسكرية والديبلوماسية والقياديّين والمواطنين الى العالم الخارجي منذ 2015 وحتى بداية السنة الجارية بالإضافة الى كونه تحوّل القاعدةَ الخلفية لإنطلاق عمل فرق وممثلي الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية العاملة في سوريا على أكثر من مستوى. ورغم كل هذه الوقائع التي لم تكن تشكل أيّ أهمية في حينه، لا في شكلها ولا في توقيتها ومضمونها بالنظر الى كونها كانت تحظى بتغطية لأسباب إنسانية أو ديبلوماسية، فقد فرضت الخطوة التي أقدم عليها وزراء «الثنائي الشيعي» و«المردة» الثلاثة في اتّجاه دمشق قراءةً أخرى نظراً الى معطياتٍ عدة تجاوزت كونها علانية الى الشكل والمضمون والنتائج وأبرزها:

• في الشكل، تقدّمت علانية الزيارة على ما عداها، فهي جاءت تلبية لدعوات نظرائهم السوريين للمشاركة في معرض دمشق الدولي والتي لم تكن الأولى في السنوات الماضية، لكن استُعيض في حينه عن حضور البعض منهم شخصياً بمسؤولين من الفئة الأولى أو عبر قياديين حزبيين.

• في المضمون، إنّ الزيارة لا تعدو كونها حضوراً لحفل افتتاح فعاليات المعرض الدولي الثالث الذي أُعلن عنه تحت شعار «إعادة إعمار سوريا» فكان حضورهم مميّزاً نظراً الى حجم الإستقبال الذي نُظّم لهم على رغم أنّ حضورهم على المستوى الوزاري كان يتيماً وتقدّم على ممثلي بقية الدول من بين مجموعة ممثلي اصدقاء سوريا والمحور الذي تنتمي اليه.

• أما في النتائج فتختلف الصورة انطلاقاً من توقيتها في المعايير السياسية والعسكرية. فقد جاءت لتتوِّج الحملة التي يقودها النظام السوري احتفالاً بتوفير شبكة الأمان العسكرية والأمنية للعاصمة السورية وعلى وقع ما تسمّيه الإنتصارات التي حققها الجيش السوري على أكثر من جبهة وتلك التي أحرزها «حزب الله» في القلمون الشرقي وصولاً الى تلال عرسال اللبنانية ما شكّل نقطة انطلاق الى مرحلة جديدة برز فيها وجهٌ من وجوه التحدّي التي تقرّر المباشرة بها في مواجهة الأطراف التي ما زالت تتمسّك بالقطيعة الشاملة مع النظام في سوريا.

وإن كان البعض قد فسّر الزيارة على أنها تحد لرئيس الحكومة فقد خفّف بعض المعلومات من وهج التهمة. فهو، أي رئيس الحكومة، لم يعترض على الزيارة شرط أن تبقى «شخصية» من دون أيّ صفة أو طابع رسمي على عكس ما أراده الوزراء الثلاثة منها، على رغم معرفتهم بما يمكن أن تُلحقه من أضرار بالتضامن الحكومي الهش. فهم يتمتّعون بغطاءٍ شامل من خلال مَن يمثلون على مستوى الثنائية الشيعية وتوجّهات «المردة» السياسية.

ويُضاف الى ذلك الموافقة الضمنيّة المتوافرة لدى رئيس الجمهورية على رغم التمايز الذي عبّر عنه وزير تكتل «التغيير والإصلاح» رائد خوري الذي قرّر عدم تلبية الدعوة من دون قرار واضح وصريح بتكليفه المهمة من مجلس الوزراء، وهو أمر لم يُعطِه أحد أيَّ أهمية، فموفدو رئيس الجمهورية ووزارؤه قصدوا سوريا أكثر من مرة وتقدّمهم وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الأكثر التصاقاً به بيار رفول، ولو بنحو غير علني.

وعلى رغم سلسلة الملاحظات هذه فقد شكّلت هذه الزيارات، حسب قراءةِ ديبلوماسيٍّ غربيّ في بيروت، بداية لمرحلة جديدة أراد منها اصحابها الإنتقال خطوةً الى الأمام في المواجهة التي لن تكون مع الداخل اللبناني بوجود أكثر من 11 الف مقاتل من «حزب الله» هناك، وإدارته المعارك على جبهات عدة بواسطة عشرات الألوف من «وحدات الدفاع الشعبي» السورية ومجموعات أخرى من المتطوّعين من جنسيّات إيرانية وعراقية وأفغانية بالتنسيق مع «الحرس الثوري الإيراني».

كما أنها شكّلت مناسبةً ليستفيدَ منها النظام السوري بهدف استعادة وجهٍ من وجوه شرعيته العربية على رغم تواضعها قياساً على حجم المقاطعة العربية شبه الشاملة.

وعليه ينتهي الديبلوماسي الى القول إنّ النظام سيعرف كيف يستفيد منها ليس على الساحة اللبنانية فهي مستهلكة، ولم تعد تنتج له أيّ أرباح رغم تغريدة السورية الأولى أسماء الأسد بما حملته من رسائل تجاه لبنان الرسمي والحزبي، انما على الساحة العربية في خضمّ المواجهة مع أكثر من حليف وعدوّ.

لافتاً الى أنّ النظام اعتاد خلال السنوات الماضية من الأزمة أن «يحفر الجبل بإبرة» وهو ما يعني أنّ الزيارة لن تتعدّى هذه المعايير في النتائج المترتّبة عليها وما تبقّى مرهون بالتطورات التي يقودها الثنائي الأميركي ـ الروسي في سوريا وقدرة الإيرانيين والسوريين على التأثير فيها.

 

السلطة إطفائي حرائق؟

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 19 آب 2017

حكومة لم تعد تنطبق عليها معادلة ربط النزاع

تتكدّس الملفات العالقة داخل الحكومة، وهي التي لا ترتبط بالخلافات الإدارية، بل بالتوازنات الناتجة عن موازين القوى التي عِبرها يتمّ إنتاج القرار السياسي، ويبدو من خلال هذا المسار أنّ «حزب الله» نجح حتى الآن في تحويل الحكومة إطفائي حرائق، مهمته التدخل السريع كلما استدعت أزمة ناتجة عن دور الحزب المافوق لبناني. تعترف أوساط على صلة بالعمل الحكومي أنّ ادارة معركة عرسال شابها كثير من الثغرات الكبيرة، خصوصاً في ما يتعلق بعمل رئاسة الحكومة، والفريق الخارج عن سيطرة الحزب داخل الحكومة.

فهذه الادارة استسهلت قيام «حزب الله» بالعملية العسكرية، ووضعته في خانة تسهيل المرور، باعتبار أنّ تبريره ممكن، بداعي التخلّص من شبح «النصرة» ومن البؤرة الامنية التي أوجدتها في جرود عرسال، وهذا الاستسهال، أدّى تحت وقع «البروباغندا» الكثيفة التي مارسها الحزب، الى اختزال الحدّ الأدنى من صورة الحكومة، ووضعها في مكان هامشي امام الرأي العام المحلّي وخصوصاً العربي والدولي. وتضيف الاوساط نفسها أنّ طبيعة هذه الأخطاء انطلقت من نظرية ترك «حزب الله» يعالج موضوع جرود عرسال، تحقيقاً لمجموعة أهداف منها:

ـ اولاً، عدم توريط الجيش اللبناني في عملية عسكرية طويلة الامد تؤدّي الى خسائر، وتُدخل الواقع الداخلي بإرباكات وحساسيات مذهبية وطائفية.

ـ ثانياً، تفادي تأثير دخول الجيش في معركة كهذه على الطائفة السنّية، التي لا بد أن تشعر أنها مستهدَفة، ما يمكن أن يؤدي الى استعادة مرحلة العلاقة المتوترة بين المؤسسة العسكرية والسنّة.

ـ ثالثاً، التراخي في تقدير حجم ردود الفعل الدولية والعربية، على محاولة الحزب تهميش دور الجيش، وهذا التراخي كان خطأً في التقدير.

من هنا تقول الاوساط إنّ التعاطي مع معركة الجيش ضد «داعش» سيكون مختلفاً، لأنّ تكرار سيناريو عرسال في القاع، سيؤدّي الى مزيد من إضعاف صورة الحكومة، والى تحويلها مجرّد غطاء شرعي لاستراتيجية «حزب الله»، وهذا أصبح امراً مُكلِفاً على كل الصعد.

وتضيف هذه الأوساط أنّ مهمة إطفائي الحرائق، بدت في صورها الأوضح خلال زيارة الرئيس سعد الحريري الى الكويت لتطويق تداعيات «خلية العبدلي» على لبنان وعلاقته بالكويت.

فلقد حاول الحريري قبل الزيارة أن يأخذ من «حزب الله»، ما يمكّنه من تهدئة القيادة الكويتية، وتواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لهذا الأمر، إلّا أنّ ردّ الحزب كان مقفلاً على كل الحلول، حتى على تلك المرتبطة في الشكل.

وتشير الاوساط الى أنّ السلطات الكويتية، اختصرت بعض مظاهر البروتوكول عند استقبالها رئيس الحكومة، ليس رسالة موجّهة ضده، وهو الذي يحتفظ بعلاقات جيدة معها، بل إشارة متصلّبة، تشي بأنّ حلّ الأزمة لن يكون على طريقة تبويس اللحى، ومن هنا حرص المسؤولون الكويتيون على التأكيد امام وسائل الإعلام أنّ الإثباتات على دور «حزب الله» في تدريب خليّة العبدلي دامغة.

وتعتبر الاوساط أنّ هذين الملفين يضاف اليهما ملف زيارة بعض الوزراء لسوريا، أدّت الى أوّل شرخ حقيقي في التسوية الرئاسية، حيث بدا أنّ ما حصل يستنسخ مرحلة ما قبل العام 2005 مع فارق أنّ القوى التي شاركت في التسوية وغطّتها، لا تزال تملك هامشَ مناورة أكبر، وأوراقاً يمكن استعمالها، كورقة الثلث الوزاري القادر على عدم إمرار أيّ قرار داخل الحكومة، كما ورقة استقالة الحكومة التي يعطيها الدستور للحريري، وهي ورقة على الارجح لن تُستعمل، لأنّ القراءة الداخلية والإقليمية التي على أساسها تمّ صوغ التسوية لم تتغيّر، وهي قراءة تنطلق بالحدّ الأدنى من الإقرار بهزيمة حلفاء إقليميين، وبانقلاب جذري في موازين القوى، حتّم الدخول في حكومة لم تعد تنطبق عليها معادلة ربط النزاع.

 

زمن تفاهم إسرائيل ومحور المقاومة

نديم قطيش/الشرق الأوسط/18 آب/17

ضجيج الصراخ الإيراني ضد إسرائيل يحجب الرؤية عن أوراق الاعتماد التي تقدمها إيران لكل من إسرائيل والولايات المتحدة. لا يشذ عن هذا التوجه حتى ميليشيا كحزب الله، قامت كل «أسطورتها» على مقاتلة إسرائيل ومعاداتها وتدبيج الخطابات بحقها.

أبدأ من حزب الله وأعود إلى إيران. بين مبررات دخول ميليشيا حزب الله إلى سوريا الكثيرة، والتي تغيرت مع مختلف مراحل الحرب في سوريا، كان مبرر «مواجهة إسرائيل» و«حماية ظهر المقاومة». مبرران مركزيان يعود إليهما حزب الله كلما دعت الحاجة، غير أنه في الواقع، لا واجه إسرائيل ولا حمى ظهر المقاومة كما ادعى. فالحدود الإسرائيلية السورية محمية بتفاهم أميركي روسي في جنوب وجنوب غربي سوريا، بشكل يمنع المواجهة الفعلية ويُبقي منها على خطابها ولغوها. ولا هو نجح في حماية المقاومة، كما يُظهر بوضوح كشف قائد سلاح الجو الإسرائيلي عن نحو مائة استهداف لحزب الله في سوريا خلال السنوات الخمس الماضية، لم يرد حزب الله على أي منها! نجاح حزب الله الوحيد في سوريا هو تدميرها على رؤوس أهلها، انسجاماً مع الوعد الأسدي الواضح «الأسد أو نحرق البلد». وما إن شعر حزب الله أن عملية إنقاذ الأسد قد قطعت شوطاً، بعد تدخل موسكو المباشر، حتى ذهب حسن نصر الله في خطابه الأخير إلى الاعتراف بمصالح إسرائيل في سوريا، وهو تموضع ذكي وجريء، تحميه خصال قيادية عند نصر الله لا خلاف على استثنائيتها، بحيث إنه يقدر على أخذ جمهوره إلى حيث يريد من دون كثير خوف أو ارتباك.

في خطابه الأخير قال نصر الله بالحرف:

أميركا اليوم تفاوض روسيا على مصالحها ومصالح إسرائيل في سوريا. بالنسبة لأميركا هم يعلمون أن اللعبة قد انتهت.

اللعبة التي يشير إليها هي لعبة إسقاط نظام الأسد، وهي ما إن انتهت، بحسب رأيه، حتى بات ممكناً «تفهُم» المصالح الإسرائيلية والأميركية في سوريا، من دون استنفار أو اعتراض. لم ينتفض نصر الله في وجه الروس لرعايتهم تأمين المصالح الإسرائيلية في سوريا، بل بدا في أعلى درجات البراغماتية وهو يقبل بهذه المصالح طالما أن إسقاط الأسد لم يعد مطروحاً. وهذه ورقة اعتماد لإسرائيل تلاقيها ورقة أخرى في لبنان هي التصريح العلني بأن الحزب غير مهتم بالحرب مع إسرائيل، وأنه إذ يجمع السلاح، فتحسباً لخطأ في الحسابات عنده وليس عنده.

على الجهة الإيرانية، لا حاجة للتنقيب عن أوراق الاعتماد المقدمة لأميركا، فهي أكثر من قدرة المراقب على إحصائها. الأخيرة بينها تصريح لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني قال فيه:

العملية الأخيرة في عرسال بينت الإرادة الجادة لحزب الله لتطهير المنطقة من دنس الإرهاب.

نظر من يلفت شمخاني، إلى الإرادة الجادة؟! الأرجح أنه يقدم بلاده وميليشياتها باعتبارها شريكة للعالم في مكافحة الإرهاب، ويجتهد لتذكير هذا العالم أن ثمة مصلحة في الاستثمار في جهود إيران في هذا المجال، بدل استعداء الجمهورية الإسلامية وخسارة إمكاناتها «وإرادتها الجادة» في الحرب. حتى نصر الله في رده على الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عاب عليه جهله، وحرص على تذكيره بأن «حزب الله موجود في الحكومة اللبنانية»، التي هي وواشنطن «شركاء في الحرب على الإرهاب». كأن لسان حاله يقول: أنتم تريدون محاربة الإرهاب وتخلطون على نحو خاطئ بيننا وبين «داعش» و«النصرة» و«القاعدة» فيما نحن، في الواقع، شركاء لكم في الحرب على الإرهاب من داخل الحكومة اللبنانية!

إنها لعبة مزدوجة تدار بعقل مثابر، بارد لا يتوقف أمام الأثمان البشرية المرعبة والتي أنتجت ملايين القتلى والنازحين والمهجرين في المشرق، عدا عن التدمير الممنهج للمدن والحواضر والبنى التحتية. في العراق سلم نوري المالكي الموصل لـ«داعش»، ثم حررتها إيران، من أهلها أولاً، ثم «داعش»، عبر خليط من الجيش النظامي وقوات الحشد الشعبي، أي الميليشيات الإيرانية التي وجدت طريقها إلى بنية النظام العراقي. حزب الله يلعب لعبة مشابهة. يحمي سلاحه بالخطاب المناهض لإسرائيل، ويستظل بشرعية الحكومة بفعل هذا الخطاب، لكنه عملياً ينخرط في توسعة النفوذ الإيراني في المنطقة على حساب الدول العربية وليس على حساب إسرائيل التي يتفهم ويراعي مصالحها. ليس جديداً أن الاثنين يشعلان الحرائق ثم يقدمان الماء للمجتمع الدولي لإطفائها. تعلما الدرس جيداً من حافظ الأسد، وتفوقا عليه. الجديد هو العلنية في تقديم أوراق الاعتماد لإسرائيل وأميركا. فما قاله رامي مخلوف، يوماً في صحيفة «نيويورك تايمز»، في بداية الأزمة السورية عن الترابط بين بقاء الأسد وأمن إسرائيل يقوله اليوم حسن نصر الله علناً وبلا أي ارتباك:

لا تقتربوا من الأسد، وسنجد طريقة للتفاهم على مصالحكم في سوريا، ونتفهم أن تتفهم موسكو نيابة عنا هذه المصالح وترعاها.

وبين الحين والآخر اسمحوا لي أن أُطرب جمهوري بهتافات الموت لإسرائيل، لكن لا تقعوا في الفخ الواقعين هم فيه.

لا تصدقوا الهتافات.

 

للضرورة أحكام... يا حكيم

فؤاد مطر/الشرق الأوسط/18 آب/17

في السجال الذي دار حول مشاركة محتمَلة من وزراء حكومة الرئيس سعد الدين الحريري، في الدورة السنوية لمعرض دمشق الدولي، تلبية لدعوة رسمية تلقَّاها الوزراء الثلاثة، وزير الصناعة غازي زعيتر، ووزير الصناعة حسين الحاج حسن، ووزير المال علي حسن خليل، كانت للدكتور سمير جعجع، رئيس حزب «القوات اللبنانية» وقفة احتجاجية أشبه بنقطة نظام، طبيعية منه كرجل سياسة لبعض لبنان، حيث إنه يقود حزباً فئوياً جمهوره من طائفة واحدة، وتلك نقطة الضعف؛ لكنها ليست كذلك بالنسبة إلى سمير جعجع الذي يبني خطوة خطوة مشروع خلافة الرئيس ميشال عون، وكذلك إلى سمير جعجع الذي ارتبطت بشخصه صفة «الحكيم» كدرجة علمية، ومِن مصلحته تطويرها إلى صفة مَن يسدي النصح، بالقول الطيِّب والموعظة الحسنة الهادفة التي تستوجب الحنكة أحياناً.

ونحن إذا نظرْنا إلى كلمة «الحكيم» صفةً للدكتور جعجع، وليس كما ذكرنا درجة علمية، لجاز القول، تعليقاً على مطالعة اعتراضه على أن يلبي الوزراء الثلاثة الدعوة الرسمية أعضاء في الحكومة التي كل وزير فيها له مرجعية ثانية: «للضرورة أحكام».

فمِن حيث المبدأ، إن الحالة السورية لا تلغي حقيقة أساسية، وهي أن النأي بالنفس عنها لا يشمل عملياً الوزراء الثلاثة؛ لأنهم يمثِّلون في الحكومة اللبنانية حزبيْن لا يُخفيان اعتبارهما حليفيْن للنظام السوري؛ بل إنهما عندما شاركا في الحكومة التي من الاستحالة بمكان تشكيلها من دونهما، لم يخضعا لشروط مسبقة، وإنما تمت المشاركة على أساس أن لكل طيف خياراته وعلاقاته - تحالفاته داخلياً وخارجياً، وعلى هذا الأساس فإن تلبية الوزراء الثلاثة للدعوة لا يلغيها «فيتو» كلامي. كما لا يلغي الصفة التمثيلية لكل من الثلاثة، بحيث يقال لهم إن الزيارة مسموح بها بصفة شخصية أو سياحية، ويجب ألا تتم بالصفة الرسمية.

وهنا نجد أنفسنا نتساءل، ونحن نضع خطيْن تحت عبارة وردت في مطالعة الدكتور جعجع، «إن الزيارة ستُصنِّف لبنان في خانة المحور الإيراني في الشرق الأوسط»: هل الرئيس نبيه بري عندما زار إيران مهنئاً بتنصيب الشيخ حسن روحاني رئيساً للجمهورية، وقال من الكلام الطيِّب في حق إيران ما قرأناه وسمعناه مبثوثاً، كان بزيارته هذه يؤكد التصنيف الذي قاله الدكتور جعجع؟ وهل كان أيضاً في زيارته يمثّل «حزب الله» الذي يدعم «حركة أمل» وكلاهما في علاقة قديمة ودائمة لا تنفصم عراها في سوريا، ما دام النظام أسدياً كما حاله سابقاً في عهد الرئيس حافظ الأسد وحالياً، رغم كل الذي يفعلونه بسوريا في عهد الرئيس بشَّار الأسد؟ أم إنه لبى الدعوة وهو يمثِّل، كشعبية فئوية وحزبية، ثلثي لبنان، وكسلطة تشريعية يترأسها يُمثِّل كل لبنان، بما في ذلك حزب «القوات اللبنانية» الذي للبيت المعرابي فيه (أي في البرلمان) مَن تُمثِّله أشْيَك تمثيل، والذي للحزب أيضاً مَن يمثِّله في الحكومة كتفاً إلى كتف مع مَن يمثِّل «حركة أمل» و«حزب الله»؟ والتمثيلان المشار إليهما (في البرلمان وفي الحكومة) أوجبتْهما الضرورة التي لها أحكام، كما الضرورة التي أوجبت الصفح التاريخي المتبادَل بين تيار العماد الرئيس ميشال عون، وحزب الدكتور سمير جعجع، وحالات صفْح متبادَلة مؤجلة غير مستبعَدة أو ملغاة.

وفي الغد الذي لناظره قريب، عندما سيلبي الرئيس بري دعوة من رئيس مجلس الشورى وُجِّهت إليه يوم كان لا يزال الدكتور علي عوَّاض عسيري سفيراً للمملكة العربية السعودية، لزيارة الرياض وأوجبت الظروف الناشئة عن ارتباك الحالة السياسية في أكثر من محور، أهمها مسألة انتخاب رئيس الجمهورية، إرجاء التلبية إلى حين آخر، وربما يفاجئ الرئيس بري الجميع بأن يقوم بالزيارة بعيد الأضحى المبارك، مهنئاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بحلوله، ومهنئاً أيضاً الأمير محمد بن سلمان بولاية العهد.. إن الرئيس بري عندما لا بد سيقوم بهذه الزيارة إلى الرياض، فإنه لن يزورها بصفة متقاسم الزعامة السياسية للطائفة الشيعية، ولا يزورها حاجاً؛ لأن موسم أداء الفريضة انتهى، وإنما يزورها ممثِّلاً من خلال الرئاسة الثانية كل لبنان.

لا نتصور أن الزوار سيُحدثون اختراقاً في المأزق السوري. فهذا المأزق قائم رغم ترحيبات رسمية مقدادية خجولة من الدبلوماسية السورية بالموقف الأميركي المتأرجح، الذي تبدو فيه إدارة الرئيس ترمب في بعض الجديد من عباراتها، قريبة الشبه بما كان يقوله أحياناً الرئيس أوباما، ثم زادها ببعض الإطراء سفير سوريا لدى الصين عماد مصطفى، الذي قال في مقابلة مع صحيفة «الوطن» السورية: «إن الولايات المتحدة وسوريا في الأصل ليستا عدوتيْن، وبالتالي لا توجد حالة خصومة مزمنة بينهما، وعندما تقترب الأزمة السورية من فصولها الأخيرة، فإن العلاقات الأميركية - السورية التي وصلت إلى الحضيض ستعود إلى أعلى مرة أُخرى». وهذا الكلام الإطرائي يقال عبْر صحيفة ذات شأن لدى النظام، هو بمثابة رسالة برسم إيران وروسيا، أمْلتها الضرورة التي لها أحكام.

وحتى إذا سمعْنا أن وزير الخارجية جبران باسيل الذي هو حليف الحليف، تلقَّى دعوة للمشاركة في حلقة نقاش للوضع السوري تستضيفها طهران، أو أنه زار دمشق لإعادة جدولة المعاهدة التي أبرمها الرئيس إلياس الهراوي برغبة من الرئيس حافظ الأسد، والتي هي لا ملغاة ولا تفعيل لها، فإن التلبية هنا تكون على قاعدة «للضرورة أحكام»، ويكون الوزير باسيل في زيارته يمثِّل كل لبنان، بمَن في ذلك الشريك الأساسي «القوات اللبنانية»، ومن دون أن يلغي هذه الحقيقة اعتراض من جانب الدكتور جعجع أو حتى بعض التحفظ.

عموماً، إن لبنان حالة دائمة تنطبق عليها قاعدة «للضرورة أحكام»، وهي قاعدة مألوفة يعتمدها حتى كبار الحكام في العالم؛ خصوصاً عندما تتقدم الحكمة لدى هؤلاء على الحنكة. ولنا في الخطوات الأميركية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، إزاء حالات دولية بالغة التعقيد الدليل على ذلك. وسواء كانت الخطوة مثل «دبلوماسية كرة المضرب» من جانب الولايات المتحدة مع الصين، أو زيارات رسمية استطلاعية بتكليف من رئيس البيت الأبيض إلى كوبا وفيتنام وقطر، كما أحدث الخطوات، وقبْلها زيارة وفد فرنسي إلى دمشق في فبراير (شباط) 2015، فإنها تتم على قاعدة «للضرورة أحكام».

 

مسألة الدولة العلمانية على محك التفكيك

رضوان السيد/الشرق الأوسط/18 آب/17

بعد الأحداث الأسطورية الأهوال التي يمر بها العالم العربي، ما عاد الحديث في الدولة بعامة، وصيغتها أو صيغها نظرياً أو من نوافل القول. فالبحث في صيغة النظام وطبيعته صار ضرورياً لعدة أسباب؛ الأول في نظر العالم الآن بسبب ظهور أفكار الدولة الدينية، وتحول دعاتها إلى إرهابيين. وبسبب الرؤية السلبية للنظام الديني الآخر القائم في إيران. لكنّ الغربيين وكثيرين من المراقبين والمثقفين العرب كانوا قد يئسوا من الأنظمة العربية ذات الطبيعة العسكرية والأمنية والقائمة منذ عقود. ولذلك تحمسوا للحراكات المدنية التي بدأت في أواخر العام 2010. أما نحن من جانبنا فقد تلطّفنا في التعبير عن الدولة المرجوة وسميناها بالدولة المدنية. وهو مصطلحٌ أسهم في انتشاره في الثمانينات من القرن الماضي الشيخ محمد مهدي شمس الدين، وكان يريد أن يتمايز به عن «الدولة العلمانية» الغربية، والدولة العسكرية، والدولة الدينية الثيوقراطية التي قامت في إيران. بيد أنّ «داعشاً» ومن قبله «القاعدة»، كانا من الهول، بحيث صار بشار الأسد والآخرون من أمثاله يفتخرون بأنهم علمانيون! ولذلك فقد سارع مفكرون عرب إلى اشتراط الديمقراطية لكي تكون الدولة علمانية (!).

وعلى أي حال، ففي مقابل تقدم مصطلح «الدولة المدنية»، واطمئنان حتى قسم من المتدينين إليه، انصبّت البحوث في العالمين الغربي والعربي في العقد الأخير على نقد مقولة الدولة العلمانية، والتقصد إلى تفكيكها. ولا تتوحد الأسباب أو تتفق لماذا صارت الدولة العلمانية مرذولة لدى شريحة معتبرة من الباحثين الغربيين في الفلسفة والأنثروبولوجيا والعلوم السياسية. فهناك من يأخذ عليها استبداديتها القاسية، وإرادتها الصهر المطلق للمجتمعات، وممارسة الإرغام المنظور وغير المنظور باسمها على الناس بحجة حصولها أو تفردها بشرعية العنف من أيام توماس هوبز وهيغل... إلخ وإلى أيام جورج أورويل ومزرعة الحيوانات. وهناك من يأخذ عليها أو على صيغتها القومية أنها تسعى لطهورية وصفاء عرقي وتهمّش الآخرين وتضطهدهم انتصاراً لمفاهيم الأمة والقومية، وتحولها إلى إثنيات وفاشيات. وهناك من يأخذ على الدولة العلمانية «الفساد المرضي» الذي خالط الدم ودخل إلى النخاع الشوكي بسبب الاستعمار واستعباد الشعوب؛ حتى إنّ الصفاء والتفوق العرقي «من جانب الناس الأكثر قيمة، وأصحاب الرسالة الحضارية»، جعل من المستحيل على الدولة العلمانية «الديمقراطية» أن تقيم أنظمة عادلة وإنسانية. وهذه النقدات أضاف إليها الماركسيون في النصف الثاني من القرن العشرين عمقاً وشسوعاً بحيث وفي فترة من الفترات، صارت مقولات لينين فماوتسي تونغ عن الدولة والثورة هائلة الشعبوية.

ثم بدت الدولة العلمانية الديمقراطية (هل هناك علاقة ضرورية بينهما؟) في حقبة انتصار الرأسمالية على الشيوعية - باعتبارها قد فازت فوزاً نهائياً (خاتمة التاريخ) أو نهايته. ثم عندما دبّت فوضى عالمية، وبدأت الدول تتصدع، نتيجة عدم قدرة الولايات المتحدة على التحول إلى «بوليس» في العالم كلّه، اشتدّ النقد للرأسمالية وآيديولوجيا السوق، ومن وراء ذلك وبالتدريج تجدد النقد (غير الماركسي هذه المرة) للدولة الحديثة بشتى أنظمتها باعتبارها تمثل احتقاراً لإنسانية الإنسان وحرياته.

لقد قرأتُ أخيراً أربعة كتب لأنثروبولوجيين وفلاسفة وعلماء دين وتاريخ، تتحدث عن هشاشة الدولة وفكرتها، وعن أنها قزمٌ متعملق، وأنه وباسم العلمانية أو الديمقراطية سادها ويسودها الفساد وسيطرة الطبقات العليا على الموارد والحياة السياسية، والحريات. كتاب طلال أسد قديمٌ نسبياً واسمه «تشكلات العلماني: المسيحية والحداثة والإسلام» (2006). وهو فيه لا يزال من نقاد الخطاب الاستعماري للدولة والدولة القومية. لكنه يدخل أيضاً في الفلسفة والأنثروبولوجيا. وقد اشتهر الكتاب بسبب جدية طلال أسد، وصعود نجمه في الأنثروبولوجيا منذ السبعينات، ووجوده في مواقع مؤثّرة في الجامعات الغربية (المدرسة الجديدة لعلم الاجتماع - نيويورك). أما الكتب الثلاثة الأُخرى فهي إمّا لتلامذة أسد وإما لتلامذة مارسيل غوشيه، صاحب كتاب: نزع سحر العالم. فغوشيه الأنثروبولوجي المعروف يعمل منذ الثمانينات على عمليات «خروج الدين من العالم». بيد أنه في كتبه الأخيرة (2014 - 2015)، بدأ يتأمل الدولة في علاقاتها بالدين تأملاً نقدياً. وقد ظهر ذلك أكثر لدى التلامذة؛ الذين بدأوا يدرسون «صناعة الدين العلماني» الذي أنشأته الدولة. على أنّ تشارلز تيلور فيلسوف الدين المشهور في كتابه «الزمن العلماني» أوضح أنّ الدولة فشلت في إلغاء الدين، فاشتبكت معه، ثم تشابكت واستعار هو منها، وهي استعارت منه. على أنّ الطريف هو إقبال مجموعة من الأنثروبولوجيين على دراسة ظاهرة العنف الديني أو العنف باسم الدين، واعتبار أنّ ذلك أسطورة، وأنّ الصحيح هو أنّ السلطة العنيفة والمسيطرة وطرائق اشتغالها؛ كل ذلك هو الذي صنع العنف وسلّمه للدين، الذي سارع إلى تبنيه للأسباب نفسها: شَرَهُ رجالاتٍ من الإحيائيين للوصول للسلطة، ونفاد حيلة الأساليب السابقة، بحيث عمدوا لتطوير مقولات يجب تطبيقها باسم الدين في عمليات الاستيلاء على الدولة، لأنها تملك سلطة الإرغام وحدها. وبذلك يصبح المهووسون الدينيون هم أصحاب السلطة بالاستيلاء وإنْ بطرقٍ ديمقراطية شكلاً، كما حصل في عدة بلدان عربية وإسلامية (!).

ليس المقصود من هذه العجالة صبّ الماء في مطحنة أولئك الذين يريدون هدم الدولة لأنهم فوضويون عدميون، أو لأنهم يملكون تصوراً ثيوقراطياً ما لبث أن ظهر لفترة مؤقتة أو قصيرة، وربما يعود للظهور إذا اشتدت الهجمات، وتعاظمت الاستنزافات! كما أنه ليس المقصود الدخول في خطاب النقد الاستعماري للدولة الإمبريالية ميولاً أو خطاباً أو ممارسة. فقد قرأتُ قبل سنة كتاباً للأستاذ المعروف في الفقه الإسلامي وتاريخه وائل حلاّق، عنوانه: «الدولة المستحيلة»، والتعبير هنا مزدوج. فالمستحيل ليس الدولة الإسلامية التي يدعو إليها الجهاديون المسلمون وحسْب، بل وهي الدولة العلمانية - العقلانية الغربية، ذات الصيغة الاستبدادية مع آيديولوجيا السوق، وانعدام الأخلاق، والميل إلى النزوع الإطلاقي!

لست بالطبع جازماً في أي المصطلحات أفضل: المدني، أو الديمقراطي، أو العلماني. والأستاذ الجابري كان ضد استخدام هذا التوصيف للدولة، لأنه يملك حمولة سلبية، ورأى إمكان استخدام المصطلح: المدني أو الديمقراطي. لكنّ الدخول من جانب الأنثروبولوجيين والشبان الراديكاليين إلى مقولات نقد الدولة العلمانية أو الحديثة؛ (بالحجج التي ذكرناها سابقاً)، غير مفيدٍ على الإطلاق، لأنه ينصر وجهة نظر المتطرفين، الذين يختارون من المقولة نفسها جزأها الأول الخاص بالأنظمة الديمقراطية، بل ويتجاهلون تماماً النقدات الموجهة للدولة الشمولية، والأخرى الفاشية أو الثيوقراطية.

نحن محتاجون إلى أنظمة تعددية تظهر فيها المواطنة وحقوق الإنسان أو تبدأ مراعاتها، وصولاً إلى مشاركة معقولة، وعدالة قضائية لا تخلو من حكم القانون أو الطموح إليه. وقبل ذلك وبعده أن لا يُقتل الإنسان ولا يُهجَّرُ لأنه ليس من هذه الطائفة أو تلك: هل هذا كثير؟ ولا شكَّ أنّ نظام الدولة الغربي فيه نقائص كبيرة، إنما إذا لم يكن السعي إلى ما يشبهه، فإلى ماذا نسعى وليس لدى البشر غير هذا النموذج اليوم؟ أنتم محقون يا طلال أسد ويا طه عبد الرحمن ويا تشارلز تايلور ويا جورج أورويل ويا وائل حلاق. لكنّ طموحنا أقل: دولة ليست على شاكلة دولة القذافي أو الأسد - وسمّوها بعد ذلك ما شئتم!