المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 13 آب/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/ arabic.august13.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الضَّائِعِ وَيُخَلِّصَهُ

المَسِيحُ هُوَ حَجَرُ الزَّاوِيَة. فيهِ يَتَمَاسَكُ البِنَاءُ كُلُّه، فَيَرْتَفِعُ هَيْكَلاً مُقَدَّسًا في الرَّبّ، وفيهِ أَنْتُم أَيْضًا تُبْنَونَ معًا مَسْكِنًا للهِ في الرُّوح

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

 آذار جعجع والحريري غير 14 آذار ناس ثورة الأرز/الياس بجاني

اليوم هنادي جرجس، غداً انت، وبعد غد أنا، وهكذا دواليك...لا إلا لحكم القانون والعدل/الياس بجاني

وداعاً للفنان القدير والموهوب والكبير عبدالحسين عبدالرضا/الياس بجاني

مسرحية الاحتجاج على زيارة 3 وزراء لسوريا/الياس بجاني

مليون ذنب لا يساوون فضيلة واحد والغلط لا يبرر بمثله/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من صوت لبنان مقابلة بالصوت مع النائب نديم الجميل/رهان د.جعجع فشل/لو كنت مكان قائد الجيش والحريري وعون كنت استقلت/لدى إيران قرار بالسيطرة الكاملة على لبنان

نديم الجميّل لصوت لبنان: هناك قرار ايراني للسيطرة على البلد رأينا من دُعي الى سوريا ومن اين اتت التوجيهات

عنوان ليس بريء: "فضيحة المدرسة الحربية: مئة ألف دولار تجعلك ضابطاً"/خليل حلو/فايسبوك

بيقولوا اوعا خيك...خيي هو اللبناني يلي بيقول الحقيقة وبيحارب الظلم/ادمون الشدياق

الإفراج عن الناشطة هنادي جرجس بأمر من الرئيس ميشال عون

حزب الله يدفع بلبنان إلى إنهاء سياسة النأي بالنفس عن النزاع السوري

د.فارس سعيد: مع كل من يسعى رفع الوصاية الايرانية عن لبنان.

اشرف الناس بحزب السلاح/ايلي الحاج/فايسبوك

النائب دوري شمعون: كلما تعقدت الأمور في لبنان نتذكّر كميل شمعون

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

 رئيس الجمهورية مقتنع بأحقية "السلسـلة" ويحبّذ ربط ضرائبها بالموازنة/لقاء بعبدا: كل المعنيين سيشاركون في تحديد موقف عون من مرسومَيها

 أســبوع مفصلي اقتصـاديا وسياســيا وعسـكريا ينطـلق بـ"لقاء بعبـدا

اضرابات واعتصامات تمسّـكا بـ"السلسلة" ... ونداء كنسي لـ"إقرار الموازنة"

الكويت توقف اعضاء في "العبدلي" قبل وصول الحريري..وخلوة قواتية-عونية

 جعجع يلتقي وفدا من رؤساء بلديات ومخاتير البقاع الأوسط: 14 آذار موجودة وستستمر لأنها الروح والمشــــروع

الشعّار: الجيش قادر على القيام بمهامه من دون مساعدة "حزب الله" واعلان الحـزب مسـاندته لاضعافـه فــي اعيــن اللبـنانيين

استطلاعات رأي: الخازن قادر على تحقيق مفاجأة كبرى في فرعية كسروان

القبض على 12 محكوماً بقضية «العبدلي» في الكويت

الحريري في الكويت لمعالجة تداعيات “خلية العبدلي”

لبنان: تعثر ترحيل “سرايا أهل الشام” بسبب مشكلة لوجيستية والمسلحون اتهموا "حزب الله" بمحاولة نسف اتفاق خروجهم من جرود عرسال

مصدر نيابي في “القوات اللبنانية” لـ”السياسة”: الخلاف مع “التيار الحر” لن ينهي التحالف القائم

عقاب صقر: هدف الحملة ضدي التغطية على أحداث عرسال

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

لافروف والجبير بحثا في تطوير العلاقات الثنائية

كردستان العراق يرفض طلباً أميركياً بتأجيل استفتاء الانفصال/تنسيقية التركمان: معركة تلعفر لن ترافقها عمليات نزوح

"ناشونال إنترست": ترامب يضع نفسه وبلاده في موقف صعب للغاية

توسّع النظام نحو الجنوب السوري.. نتيجة "قبّة باط" روسيـــة؟ وموسكو تجمع أوراق ضغط للردّ على العقوبات الاقتصادية الاميركية

ترمب يرى «فرصة» لتحريك عملية السلام/يوفد كوشنر وغرينبلات وباول إلى دول المنطقة «قريباً»

«خطأ بشري» وراء كارثة قطاري الإسكندرية... والسيسي يوجه بمحاسبة المسؤولين/التصادم أودى بحياة 40 شخصاً على الأقل

أزمة البيض الملوث تمتد إلى آسيا

اليابان تنشر منظومة «باتريوت» تحسباً لصواريخ كوريا الشمالية/الرئيس الصيني دعا ترمب لتجنب التصريحات المؤججة للتوتر

ترمب لا يستبعد التدخل العسكري في فنزويلا وبيرو تطرد سفير فنزويلا... وكراكاس ترد بالمثل

قناة تواصل سرية بين واشنطن وبيونغ يانغ/ترمب أكد «جاهزية» الخيار العسكري... وروسيا واليابان تستنفران

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هجمة الإحتلاليين السوري والإيراني وصحوة الموت/الدكتورة رندا ماروني

ليس صحيحاً ما يقوله «المستقبل» عن قرار دولي بتسليم لبنان لـ «حزب الله»/حازم الامين/الحياة

مَن المسؤول عن تراكُم الدين العام/بروفسور جاسم عجاقة/الجمهورية

الوزراء ذاهبون الى سوريا بصفة رسمية/شربل الأشقر/الديار

جعجع في زحلة لـ"تطويق" ميريام سكاف/خالد عرار/الديار

معركة «كسر عضم» لا رحمة فيها بين الثلاثي الماروني/ابتسام شديد/الديار

فيدرالية ومجلس رئاسي ثلاثي لسوريا/راجح الخوري/الشرق الأوسط

البحر الأبيض «المتورط»/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

كيف ننزع الكراهية من أزمة الخليج/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

قتل الدولة... وليس الموسم/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

«الحشد الشعبي»... مشروع الولي الفقيه في العراق/د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط

أن تعرف كيف تخسر/خيرالله خيرالله/العرب

تحديات اللجوء السوري في ألمانيا/فايز سارة/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

خوري: الوزير مضلل من قبل مستشاريه ولم يعطنا حق الردّ/ "أزعجنا المنتفعين من فسـاد الاهراءات ففتحوا الحرب عليـنا"

 بدر يبدأ حياته الزوجية في مربّعه الامني القديم وتسـليمه رهـن قـرار "عصبــة الانصـار"

 نحاس يعلن ترشيحه للإنتخابات النيابية في طرابلس: قضيتـنا هي المواطن الـذي يدفـع ثمـن الفسـاد

الراعي يدشن "مجمّع أنطونيوس رعيدي الرعوي" في تنورين:  نطالب الدولــة بنهضــة اقتصاديـــة بكـل مجالاتهـا وندعو الى اقـرار الموازنــة والحــدّ مــن الفســاد

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الضَّائِعِ وَيُخَلِّصَهُ

إنجيل القدّيس لوقا19/من01حتى10/:"دَخَلَ يَسُوعُ أَرِيْحا وَبَدأَ يَجْتَازُها، وإِذَا رَجُلٌ ٱسْمُهُ زَكَّا، كانَ رَئِيسًا لِلْعَشَّارِينَ وَغَنِيًّا. وكَانَ يَسْعَى لِيَرَى مَنْ هُوَ يَسُوع، فَلَمْ يَقْدِرْ بِسَبَبِ الجَمْعِ لأَنَّهُ كانَ قَصِيرَ القَامَة. فَتَقَدَّمَ مُسْرِعًا وَتَسَلَّقَ جُمَّيْزَةً لِكَي يَرَاه، لأَنَّ يَسُوعَ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ بِهَا. وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى المَكَان، رَفَعَ نَظَرَهُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وٱنْزِلْ، فَعَلَيَّ أَنْ أُقِيمَ اليَومَ في بَيْتِكَ». فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وٱسْتَقْبَلَهُ في بَيْتِهِ مَسْرُورًا. وَرَأَى الجَمِيعُ ذلِكَ فَأَخَذُوا يَتَذَمَّرُونَ قَائِلين: «دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئ». أَمَّا زَكَّا فَوَقَفَ وَقَالَ لِلرَّبّ: «يَا رَبّ، هَا أَنَا أُعْطِي نِصْفَ مُقْتَنَياتِي لِلْفُقَرَاء، وَإنْ كُنْتُ قَدْ ظَلَمْتُ أَحَدًا بِشَيء، فَإِنِّي أَرُدُّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَضْعَاف».

فقَالَ لَهُ يَسُوع: «أَليَومَ صَارَ الخَلاصُ لِهذَا البَيْت، لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ هُوَ أَيْضًا ٱبْنٌ لإِبْرَاهِيم. فإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الضَّائِعِ وَيُخَلِّصَهُ»."

 

المَسِيحُ هُوَ حَجَرُ الزَّاوِيَة. فيهِ يَتَمَاسَكُ البِنَاءُ كُلُّه، فَيَرْتَفِعُ هَيْكَلاً مُقَدَّسًا في الرَّبّ، وفيهِ أَنْتُم أَيْضًا تُبْنَونَ معًا مَسْكِنًا للهِ في الرُّوح

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس02/من17حتى22/:"يا إِخوَتِي، لَمَّا جَاءَ المَسِيحُ بَشَّرَكُم بِالسَّلامِ أَنْتُمُ البَعِيدِين، وبَشَّرَ بالسَّلامِ القَرِيبين، لأَنَّنَا بِهِ نِلْنَا نَحْنُ الاثْنَينِ في رُوحٍ وَاحِدٍ الوُصُولَ إِلى الآب. إِذًا فَلَسْتُم بَعْدُ غُرَبَاءَ ولا نُزَلاء، بَلْ أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله، بُنِيتُمْ على أَسَاسِ الرُّسُلِ والأَنْبِيَاء، والمَسِيحُ يَسُوعُ نَفْسُهُ هُوَ حَجَرُ الزَّاوِيَة. فيهِ يَتَمَاسَكُ البِنَاءُ كُلُّه، فَيَرْتَفِعُ هَيْكَلاً مُقَدَّسًا في الرَّبّ، وفيهِ أَنْتُم أَيْضًا تُبْنَونَ معًا مَسْكِنًا للهِ في الرُّوح."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

14 آذار جعجع والحريري غير 14 آذار ناس ثورة الأرز

الياس بجاني/12 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57884

إن أقل ما نطلبه من القيادات السياسية ومن أصحاب شركات الأحزاب التجارية والتعتير، أنهم على الأقل يحترموا عقولنا، وعلمنا، والتاريخ، والوقائع، وأن يعترفوا أن في لبنان شعب يسمع ويقرأ ويفهم وملم بالتاريخ، ولديه بصر وبصيرة، ويعرف كيف يفرق بين الصح والغلط، وبين الصادق والمنافق، وبين الوطني والعميل، وبين المؤمن والكافر، وبين المقاوم الحقيقي والمقاوم التاجر، وبين من فعلاً هو يعمل لمصلحة ووجود ومصالح جماعة مذهبه... ومن يتاجر بهم.

هذا أقل وأبسط ما نطلبه ونتوقعه، ولكن ما نعيشه مع طاقمنا السياسي الأكروباتي والشارد والنرسيسي والمتعالي، وتحديداً الماروني منه هو في غير هذا الإطار.. إن لم نقل هو بغير عالم، وبغير ثقافة، وبغير أجندة، وبغير رؤية..

وفي سياق الاستهتار بعقولنا والاستخفاف بنا كمواطنين أعلن الدكتور سمير جعجع اليوم من زحلة أن 14 آذار لا تزال موجودة...

ولكن بما معناه هي موجودة بنسخة تتماشى مع الزمن ومع التطورات.

في الواقع المعاش والصادم والملموس والمخيب للآمال فإن الدكتور جعجع والرئيس الحريري هما شركاء متكافلين ومتضامنين في "فرط" 14 آذار الأحزاب..

إلا أن 14 آذار ناس ثورة الأرز والقضية هي موجودة وتعيش في عقول وضمائر ووجدان وقلوب ناس ثورة الأرز من السياديين والأحرار والشرفاء..وهؤلاء كثر.

للدكتور جعجع ومع احترامنا الكلي لشخصه ولتاريخه، ومع محبتنا الخالصة لمن يؤيده من الأتباع الأعزاء، نقول وبراحة ضمير إن 14 آذار التي قلت إنها لا تزال موجودة، هي 14 آذار "الصفقة وهرطقتي ربط النزاع والواقعية"، وبالتالي عملياً وواقعاً معاشاً وخيبات واستسلام  وحبال ربط وهرطقات سياسية وصفقات وتهميش للقيم والمبادئ، وغربة عن أمال وتطلعات المواطنين.. هذه ال 14 آذار على الأكيد الأكيد وعلى شي مليون أكيد مش 14 آذار ثورة الأرز وناس ثورة الأرز، ولا 14 آذار شهداء ثورة الأرز، ولا 14 آذار الناس والكرامات..

في مفهومنا المتواضع فإن 14 آذار جعجع والحريري السلطوية والحكومية هي 14 آذار "الصفقة"، الهوى والنوى والمحتوى..

وشي مليون نقطة على السطر..

وسامحونا يا أهلنا الكرام .. انتم الذين للأسف القضية عنكم هي ليست أولوية، بل الشخص أو الأشخاص.

مما لا ريب ولا شك فيه إن الحقيقة صعبة وجارحة وحملها ثقيل، كما أنه من المستحيل أن ينجح من يحاول القفز فوق الحقيقة هذه والتعمية عليها..

مستحيل أن ينجح مهما حاول ومهما اجتهد وتفنن ولعب على مشاعر الناس وعلى رزم التناقضات..

ومستحيل أن ينجح مهما استثمر في ريبرتوار النوستولجيا.(مخزن الحنين للماضي)..!!!

مرة أخرى نذكر من نعنيهم ويعنيهم الأمر بقول السيد المسيح:" من ليس معي فهو ضدي ومن لا يجمع فهو يبدد"

وبقوله أيضاً "فليكن كلامكم بنعم نعم، وبلا لا لا.."....

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

اليوم هنادي جرجس، غداً انت، وبعد غد أنا، وهكذا دواليك...لا إلا لحكم القانون والعدل

الياس بجاني/12 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57864

وردتنا عدة راسائل تلومنا لدفاعنا عن الشابة هنادي جرجس وتدعي هذه الرسائل أن هنادي مخطئة "ومشبوهة" وصفحتها تجرمها واعتقالها امر جيد.. نحن لا نعرف الشابة ولا هي حتى على قائمة اصدقائنا ولكن بصراحة نرد ونقول إن القانون هو الحكم وليس الحكام..ففي حال كانت هذه الشابة مذنبة فالذنب يجب ان يكون معياره وضوابطه القانون وفقط القانون وليس مزاجية جبران باسيل أو عنجهية واستكبار غيره من الطاقم الحاكم كائن من كان..

مذنبة يحقق معها ولا تسجن وتتم محاكمتها كما هو الحال في كل الدول المتحضرة.

أما اعتقال الناس اعتباطاً واذلالهم في المخافر بهدف اخضاعهم وارهابهم وقتل نعمة الحرية بداخلهم وكم افواههم فهذا تعدي على الكرامات وانتهاكاً صارخاً للدستور وللقانون وللعدالة.

جبران باسيل ليس قديساً ولا غيره من السياسيين وانتقادهم ليس فقط ضروي ولكن هو واجب وطني... ونقطة على السطر.

مجدداً الحرية للشابة هنادي جرجس وإن كانت قد خالفت أي قانون فلتحاكم ولا تسجن وتهان كرامتها قبل اصدار حكم قضائي بحقها..شو فهمنا!!!

 

وداعاً للفنان القدير والموهوب والكبير عبدالحسين عبدالرضا

الياس بجاني/11 آب/17

فقدنا اليوم ممثل الكويت الأول القدير والكبير عبدالحسين عبدالرضا الذي كان من المؤسيين الأوائل والأساسيين للنهضة الفنية في الكويت الخليج والعربي. تابعته منذ بداية الستينات حيث عملت في الكويت لمدة 22 سنة واستمريت في مشاهدة اعمالة الكوميدية الرائعة بعد هجرتي إلى كندا.. رحمه الله كان فناناً موهوباً ومبدعاً وقريباً من القلب..اسكن الله روحه فسيح جناته.

 

مليون ذنب لا يساوون فضيلة واحد والغلط لا يبرر بمثله

الياس بجاني/11 آب/17

إلى من يجهدون ويستميتون من أهلنا في الدفاع عن فظائع وارتكابات وقذارة تاريخ صاحب شركة الحزب الذي على عماها وعن هبل يقدسون ويؤلهون وذلك بسرد فظائع وارتكابات صاحب شركة حزب أخرى نقول: إن مليون ذنب لا يساوون فضيلة واحدة... ولا مليون خطأ يساوون صح واحد..

استفيقوا من غيبوبة غنميتكم وعودا إلى نعمتي البصر والبصير وكفى صبيانية وجهل فأصحاب شركات الأحزاب هم من طينة وخامة وثقافة واحدة..

 

مسرحية الاحتجاج على زيارة 3 وزراء لسوريا

الياس بجاني/11 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57847

باختصار، لا الرئيس العماد عون وتياره "وباسيله"، ولا حركة أمل ورئيسها، ولا حزب الله وأمينه العام، ولا المردة ورئيسها، ولا القومي ولا البعثي، ولا باقي ربع الممانعة في لبنان تغيروا أو تبدلوا، ولا هم انقلبوا على أنفسهم وتبنوا أجندات وأهداف تجمع 14 آذار، ولا هم بين ليلة وضحاها أمسوا من المطالبين بتنفيذ القرارات الدولية، واتفاق الطائف، وتفكيك الدويلة، وتسليم سلاح حزب الله للدولة، وضبط الحدود والالتزام بالقانون والدستور..

بل على العكس تماماً، فجميع هؤلاء هم راسخون وثابتون على مواقفهم وأجنداتهم "الممانعاتية والمقاومتية" والأسدية والملالوية والسلطوية.. وعلى "راس السطح"، ويفاخرون بذلك على مدار الساعة..

عملياً، وواقعاً تعيساً معاشاً، فإن الذي استدار وانقلب على نفسه وناسه وشعاراته وتاريخه، وتبدل وغير جلده، وانتقل من قاطع إلى آخر، وفرط تجمع 14 آذار السيادي والاستقلالي، وضرب عرض الحائط كل أماني وتطلعات ثورة الأرز وناسها، وقفز فوق دماء الشهداء، وأوهم نفسه وإتباعه باطلاً وزوراً بأنه "أم الصبي"، وبالتالي عليه الاستسلام والخنوع، ومساكنة المحتل الإيراني، وربط النزاع مع ذراعه العسكرية التي تحكم وتتحكم بلبنان (حزب الله)، وارتداء عباءة الواقعية نفاقاً وتعمية.. هما الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع.

هما نفذا 100% كل شروط حزب الله في انتخاب رئيس الجمهورية،

وفي تشكيل الحكومة،

وفي إقرار القانون الانتخابي،

وفي تفكيك تجمع 14 آذار،

وفي التعيينات،

وفي كل مسار الحكم والحكومة..

من هنا فإن همروجة معارضتهما زيارة وزراء من حزب الله وأمل والتيار العوني رسمياً لسوريا هي همروجة تعموية وكاذبة ومسرحية 100%..

هي همروجة تفتقد للصدق وللمصداقية ولا قيمة عملية لها.

هذه الهمروجة المسرحية والهذلية، وخصوصاً همروجة الدكتور جعجع العالية الصوت والنبرة، هي لإستغباء الأتباع وإيهام اللبنانيين أن مقاومة الاحتلال الإيراني قائمة ومستمرة..

في حين أن هذه المقاومة عملياً دفنت في صناديق الأجندات الذاتية، وضاعت في غياهب أجندات الأوهام الرئاسية..

والممارسات التسووية، والخطاب المهادن والذمي، والمواقف الرمادية والخجولة تفضح وتعري وتلطم الوجوه.

نسأل، من في لبنان وخارجه لا يعلم أن وزراء ونواب ومسؤولين ورسميين ورجال دين وإعلاميين من كل الشرائح الحزبية "الممانعتية" يزورون سوريا وإيران باستمرار ويتباهون بذلك وعلى "عينك يا تاجر"..

وبالتالي لماذا هذه الهمروجة الاحتجاجية المسرحية على زيارة 3 وزراء إلى سوريا،

وما هو الهدف من رفع الصوت العالي،

وما هو المراد من مسلسل المؤتمرات الصحافية والاحتجاجات والوعيد والتهديد الفارغين من أي محتوى ومفاعيل.

باختصار، الهدف هو تعموي لا أكثر ولا أقل..

ولو كان هناك ذرة من الصدق لكان من يحتج قد استقال من الحكومة ونقطة على السطر...

وبما أن من يحتج دون أن يترجم احتجاجه إلى أفعال، متناسياً أن "الإيمان دون أفعال هو إيمان ميت"،

وبما أن من يحتج احتجاجه سوف يبقى "صوتياً"،

وبما أن من يحتج هو لا يزال متلحفاً عباءة "أم الصبي" البالة،

وبما أن من يحتج لا يزال يغطي انحرافه السيادي وشروده الوطني بهرطقتي "ربط النزاع والواقعية"،

وبما أن من يحتج لم يستقيل وزراؤه من الحكومة،

وبما أن، وبما أن، من يحتج هو شريك في "الصفقة الخطيئة" ومستمر في لهفته الجامحة للسلطة والنفوذ والأجندات الذاتية ومنها الرئاسية تحديداً..

ففالج لا تعالج... وقمح بدها تاكل حني..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

من صوت لبنان مقابلة بالصوت مع النائب نديم الجميل/رهان د.جعجع فشل/لو كنت مكان قائد الجيش والحريري وعون كنت استقلت/لدى إيران قرار بالسيطرة الكاملة على لبنان

 http://eliasbejjaninews.com/?p=57875

من صوت لبنان مقابلة بالصوت مع النائب نديم الجميل/رهان د.جعجع فشل/لو كنت مكان قائد الجيش والحريري وعون كنت استقلت/لدى إيران قرار بالسيطرة الكاملة على لبنان/12 آب/17/اضغط هنا لدخول موقع صوت لبنان للإستماع للمقابلة

رابط المقابلة في أسفل

http://vdl.me/special-vdl/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%91%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D8%BA%D8%B7%D9%8A-%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%AA-%D9%84/

 

نديم الجميّل لصوت لبنان: هناك قرار ايراني للسيطرة على البلد رأينا من دُعي الى سوريا ومن اين اتت التوجيهات

موقع الكتائب الألكتروني/12 آب/17

اعلن النائب نديم الجميّل ان واجهة الازمة التي نعاني منها منذ اكثر من شهرين هي الزيارة الى سوريا والتعيينات وغيرها لكن المشكلة اعمق بكثير، مشيراً الى انه عندما تقبل الحكومة بتعيين سفير في سوريا وكأنها تعطي انطباعا انها تريد اعادة ترتيب العلاقات بين البلدين. الجميّل وفي حديث لبرنامج "اليوم السابع" عبر صوت لبنان 100.5، وصف نمط الدولة اللبنانية بالخاطئ، فهناك خيارات اساسية يجب ان تؤخذ وعلى اساسها تتم معالجة باقي الملفات والمشاكل.

وشدد الجميّل على ان القرارات المصيرية لا تُتخذ بهذا الشكل، وقال "حصل اعلان حرب ومن ثم جرت الحرب وعُقدت اتفاقيات وصفقات وتبادل وانتهت الحرب وخرج متّهمون من السجن، لكن احدا لم يتحرّك في السلطة ويعلن عما يجري"، معتبراً ان هناك قراراً ايرانياً للسيطرة على البلد، وقال "رأينا من دُعي الى سوريا ومن اين اتت التوجيهات".

وتابع "حزب الله اعلن انه لا يقبل برئيس الا العماد ميشال عون فانتخب عون رئيساً، وقال حزب الله انه لا يقبل بحكومة تضم 24 وزيراً فتشكلت حكومة تضم 30 وزيراً، وقال انه لا يقبل بقانون انتخابي الا مع نسبية كاملة فاقر قانون على هذا الاساس رغم اعتراضات باقي الفرقاء"، ورأى الجميّل ان كل الامور تسير وفق نمط حزب الله الذي يعلن عن الحرب ويشنّها من دون علم الحكومة.

واضاف: "هذا الفريق المسيطر يقول انه ذاهب الى سوريا سواء اعجبنا الامر ام لا، ولو كنت مكان رئيس الحكومة سعد الحريري لقدمت استقالتي، وإذا لم اكن قادرا على ضبط الوزراء فلا معنى للحكومة". واكد الجميّل ان الحكومة تغطي صفقات وتجاوزات السلطة وتُدخل لبنان في الحائط بسبب عدم اخذ المبادرات.

واوضح عضو كتلة الكتائب النيابية، "ان مشكلته مع هذه السلطة هي انها تسيطر شيئا فشيئا على كل مراكز الدولة اللبنانية كما سيطر النظام السوري ايام الاحتلال لتمرير كل الصفقات والسياسات، وهذا ما يحصل اليوم ليس فقط في موضوع القاضي شكري صادر بل بتعيينات السفراء ايضا وغيرها من الملفات"، مشيراً الى ان هناك عملية قضم للدولة والسيطرة عليها في كل مراكزها.

ووصف نتائج التسوية التي حصلت وتأثيرها على السياسة بالمؤذية، وهذا ما نراه يوميا في كافة الملفات. وتمنى النائب نديم الجميّل ان يعود موقع 14 اذار الى جذور الثورة الاساسية، لان بتغطية عون والحكومة ضربوا العصب الذي كان موجودا، معتبراً ان رئيس الجمهورية بات اداة لتنفيذ سياسة السيطرة الكاملة على الدولة اللبنانية.

وحذّر من ان اي انتصار سياسي يحققه اي فريق يُترجم في السياسة بسيطرة اضافية، معتبراً ان ما حققه حزب الله في جرود عرسال يطرح الكثير من التساؤلات. وشدد الجميّل الى ان دور الجيش اللبناني ليس ان يكون رديفاً لحزب الله، وليس لهذا السبب تخرّج ضباطه واحتفلنا بعيده في الاول من آب. 

في سياق اخر، رأى الجميّل ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بمأزق كبير، والاشهر المقبلة ستكون صعبة جداً عليه، وكلام النائب الان عون بالامس حول "تفضيل النائب محمد رعد على جعجع" كان واضحا وشفافا.

وعن الانتخابات النيابية، دعا الجميّل الى عدم استباق الامور، معتبراً ان احتمال حصول الانتخابات النيابية ليس اكيداً. وشدد على ضرورة اجراء الانتخابات الفرعية باسرع وقت، لانه في حال لم تحصل خلال شهرين تنتفي حاجة اجرائها.

ورأى ان رئيس الحكومة سعد الحريري يتهرّب من الانتخابات الفرعية لانه لا يريد الكشف عن حجمه المتراجع فالارضية الطرابلسية غير راضية عن الاداء العام، وفي كسروان هناك صراع بين الوزير جبران باسيل والعميد شامل روكز من جهة ووضع القوات في المنطقة ورفض الجو العام الحاصل في المرحلة الاخيرة من جهة اخرى، وقال: "لهذه الاسباب لا اعتقد انهم سيسيرون في الانتخابات". 

ولفت الى ان الاسباب التي ادت لتأجيل الانتخابات النيابية لثلاث مرات هي اسباب سياسية بامتياز، وليست عملية قانون انتخاب او بطاقة ممغنطة، وتابع: "هذه الظروف التي ادت الى التأجيل في السابق مازالت قائمة حتى انها تزداد، فلا شعارات انتخابية، ولا مال انتخابي، كما ان التحالفات غير واضحة، والوضع الاقليمي مشتعل، اذاً العناصر التي تقوم عليها الانتخابات غير قائمة وكل الفرقاء بمن فيهم الحريري وجعجع يعون اكثر واكثر ان القانون الانتخابي لا يناسبهم".

ورأى النائب نديم الجميّل ان الطريقة التي يدار بها البلد فوقية ومبنية على الهرطقة الدستورية والقانونية والمزايدات وبهذه الطريقة لن نصل الى مكان، سائلاً "اين السلسلة؟" ومعتبراً ان رئيس الجمهورية بمأزق اليوم. وقال: "النائب ابراهيم كنعان كان رأس الحربة بقطع الحساب، واليوم يتم انجاز الموازنة، فلننتظر ونرى اذا كان قطع الحساب سيُنجز". وحذّر ان الموازنة تضمّ بعض البنود الخطيرة جداً.

واردف "لسنا ضد سلسلة الرتب والرواتب بل ضد الضرائب التي رافقت اقرار السلسة، والرئيس عون يحاول من خلال الدعوة الى اجتماع الاثنين ايجاد مخرج لرد القانون لكن في الحالتين هناك ازمة كبيرة". ولفت الى ان هناك ازمة اقتصادية كبيرة ليست ناتجة عن السلسلة بل عن احتلال ايراني للبنان الامر الذي ابعد الاستثمارات الخليجية والعالمية وابعد السياح ما ادى الى تراجع النمو الاقتصادي.

وشدد على انه عندما يسيطر حزب الله على القرارات لا يعود هناك ثقة بالدولة، خصوصاً ان هذه الثقة اساسية لتحقيق نمو اقتصادي، محذراً من ان الوضع سيء جداً والمواطن يشعر بذلك ما يدفع الشباب الى الهجرة.

ودعا النائب نديم الجميّل كل المواطنين الذين آمنوا بثورة الارز الى اعادة قول الحقيقة ومحاسبة الاشخاص الذين اخذوا البلد الى مكان اخر، كما طالب بتحرّك حقيقي سيادي لكف يد ايران وحزب الله عن الدولة والا فالبلد ذاهب الى نمط ونظام جديد.

 

عنوان ليس بريء: "فضيحة المدرسة الحربية: مئة ألف دولار تجعلك ضابطاً"

خليل حلو/فايسبوك/12 آب/17

منذ يومين تناولت صحف ووسائل تواصل إجتماعي موضوع تحت عنوان "فضيحة المدرسة الحربية: مئة ألف دولار تجعلك ضابطاً". هذا موضوع مهم جداً وحيوي ومسيء إلى سمعة الجيش في وقت تخوض فيه قوانا العسكرية معارك على جبهتنا الشرقية. ما يهمني توضيحه للأصدقاء الكرام والقراء هو ما يلي:

أولاً: الثرثرة والشائعات والإخباريات والمعلومات حول هذا الموضوع بدأت منذ سنوات في الأوساط العسكرية والمدنية، ومن جهتي شخصياً كتبت عن ذلك علناً على صفحتي على الفيسبوك منذ حوالي السنة موضحاً أن هذا النشر هو إخبار للنيابة العامة العسكرية في حينه. ثانياً: بعد أن تولـّـى العماد جوزف عون قيادة الجيش، وهو كان يتألم من هذه الشائعات والثرثرات كما يتألم منها كل العسكريون وهي تسيء إلى سمعة الجيش، أمر بفتح تحقيق من قبل الشرطة العسكرية، وهي ضابطة عدلية، في هذا الخصوص، وفعلاً هذا ما حصل ويتم الآن التوسع في التحقيق، وهناك موقوفين بأمر من النيابة العامة العسكرية. هذا يعني أن الجيش يقوم بعملية تحقيق ومحاسبة داخلية وخارجية لتنظيف تفسه من المفسدين والفاسدين، والأمر بذلك لم يأت من خارج الجيش بل من داخله. إن الفاسدين والمفسدين المتورطين بهذه القضية يطعنون العسكريين الشرفاء في ظهرهم، ويرتشون ويرشون بينما العسكريين الشرفاء يقومون بواجبهم المقدس. هذا إغتيال للشهداء العسكريين بعد مماتهم، وقصف لظهر المعاقين العسكريين الذين أصيبوا في المعارك وإغتيال لهم وهم أحياء. هؤلاء الفاسدين والمفسدين يجب إنزال أشد العقوبات التي ينص عنها القانون بحقهم ليكونوا عبرة لكل من تسوله نفسه إفساد المؤسسة العسكرية ليس فقط في موضوع التطويع في المدرسة الحربية إنما في كل الأمور المتعلقة بالجيش. الفساد هو خيانة بحق الوطن لا بل أسوأ ...

الجيش يقوم بتنظيف نفسه ويحاسب المفسدين الخونة. أما أن تقوم وسائل الإعلام والصحف بنشر هذا الخبر في هذا الوقت بالذات علماً أن التحقيق بدأ منذ مدّة فهذا ليس بريئاً إطلاقاً في الوقت الذي يخوض فيه الجيش معركة كبيرة وصعبة في جرودنا الشرقية. لماذا هذا التوقيت؟ بكل بساطة لأن خطط إظهار الجيش بمظهر الضعيف وغير الفعال فشلت، ولأن محاولات قطع العلاقات بين الجيش والتحالف الدولي لمحاربة داعش فشلت أيضاً، ولم يجد ذوي الغايات إلا إثارة الرأي العام حول فساد يطال الجيش، في وقت يسرح ويمرح الفاسدون في إدارات الدولة وتحت رعاية من يتحكمون بأوصال الدولة اليوم ومن تحكموا بها بالأمس، ولا من مسؤول يفعل شيئاً بينما قيادة الجيش فعلت ونحن إلى جانبها وبقوة.  إطمئنوا يا سادة: الجيش قوي ولم يكن في تاريخه أقوى من اليوم، والجيش ما زال أنزه وأنظف مؤسسة في الدولة وسيبقى. كل لبناني شريف يطلب من قيادة الجيش الذهاب بقضية الفساد والرشاوى التي يجري فيها التحقيق اليوم إلى النهاية ونحن صفاً واحداً خلف ومع قيادة الجيش لإقتلاع جذور الفساد من داخل الجيش ورمي الفاسدين والمفسدين في السجون وإخضاعهم للمحاكمات وإنزال أشد العقوبات بحقهم.

 

بيقولوا اوعا خيك...خيي هو اللبناني يلي بيقول الحقيقة وبيحارب الظلم

ادمون الشدياق/11 آب/17

بيقولوا اوعا خيك...خيي هو اللبناني يلي بيقول الحقيقة وبيحارب الظلم حتى لو بدو ينصلب هيدا خيي...خيي يلي بيموت كرمال لبنان بدون زحف وذمية وتبويس صرامي ويوضاسية وانهزامية وانبطاحية معيبة..الأيادي يلي حملت نعوش الشهداء والأبطال وكسرت حواجز الطغيان والقمع وحملت رايات التحرر والانعتاق مش لازم ، لا بل من المعيب، أنو تصافح او تصفق لرموز الطغيان والعمالة والقمع والخيانة والذمية... مصطفى جحا كان خيي، المفتي حسن خالد كان خيي، المير فيصل ارسلان كان خيي، سليم اللوزي كان خيي، سامي الصلح كان خيي، الشيخ مهدي شمس الدين كان خيي. بس الابن الشاطر البرتقالي مش خيي لأنو بعدو برا وما تاب ورجع لعند بيو لبنان ندمان. بس يرجع عبيت بيو منرجع نحكي.

 

الإفراج عن الناشطة هنادي جرجس بأمر من الرئيس ميشال عون

جنوبية/12 آب/17/أفرج عن الناشطة هنادي جرجس (27 عاماً) وذلك بعدما أوقفها مكتب جرائم المعلوماتية يوم أمس الجمعة بسبب منشور فيسبوكي شتمت فيه رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري. وبحسب المعلومات الواردة فإنّ الرئيس ميشال عون قد أمر شخصياً بالإفراج عنها.

 

حزب الله يدفع بلبنان إلى إنهاء سياسة النأي بالنفس عن النزاع السوري

العرب/13 آب/17/بيروت – تدفع جماعة حزب الله اللبنانية وحلفاؤها لبنان نحو تطبيع العلاقات مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في تحرك يمثل تحديا لسياسة النأي بالنفس عن الصراع السوري ويشعل خلافا سياسيا في البلاد. وتأتي الدعوات لتوثيق عرى العلاقات مع الحكومة السورية والتعاون فيما يتعلق بإعادة اللاجئين والعمليات العسكرية على الحدود السورية اللبنانية في الوقت الذي يستعيد فيه الأسد مزيدا من الأراضي من مسلّحي المعارضة ويسعى لاستعادة مكانته الدولية. وتهدف سياسة النأي بالنفس التي انتهجتها الحكومة اللبنانية وتم الاتفاق عليها في 2012 إلى إبقاء البلد الذي يشهد انقسامات عميقة بعيدا عن الصراعات في المنطقة مثل الحرب السورية حتى رغم مشاركة حزب الله المدعوم من إيران في هذه الحرب بقوة وإرساله قوات تحارب إلى جانب الأسد. وساعدت هذه السياسة الجماعات المتنافسة على التعايش داخل الحكومة التي تجمع حزب الله، والذي تصنّفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية، مع ساسة متحالفين مع السعودية غريمة إيران في شكل من أشكال الوفاق السياسي وسط الاضطرابات الإقليمية. ورغم أن لبنان لم يقطع العلاقات الدبلوماسية أو التجارية قط مع سوريا فإن الحكومة نأت بنفسها عن أيّ تعامل مع الحكومة السورية بصفة رسمية وسيمثل انهيار هذه السياسة دفعة سياسية للأسد.

ويريد حلفاء الأسد الشيعة في لبنان من الحكومة أن تتعاون مع سوريا في قضايا مثل الحرب ضد المتشددين عند الحدود المشتركة وتأمين عودة 1.5 مليون سوري يعيشون حاليا في لبنان لاجئين. وتقول مها يحيى مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت “الكل يدرك أن سياسة النأي بالنفس مهزلة إلى حد ما. لكنها على الأقل احتوت الصراع وحالت دون انسياق لبنان بشكل كبير وراء ما يحدث في سوريا”. وأضافت أن تطبيع العلاقات “سينظر له باعتباره انتصارا. وإذا استخدمنا المصطلحات الطائفية سيكون انتصارا للشيعة ضد السنة.. وسيؤجج التوترات بشكل أكبر”.

لبنان سينسّق عمليات عودة السوريين مع الأمم المتحدة فقط التي تقول إنها لن تقبل بأيّ إعادة قسرية للذين فروا من الصراع خاصة في ظل خشية كثير منهم من العودة إلى مناطق خاضعة لنفوذ الحكومة السورية ودفعت علاقة لبنان بسوريا الخصوم اللبنانيين على مدى عقود نحو مواجهة بعضهم البعض. وهيمنت سوريا على لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990 وحتى 2005. وثار خلاف الأسبوع الماضي بسبب خطط وزراء الحكومة من حزب الله وحركة أمل الشيعية لزيارة دمشق الأسبوع المقبل.

ورغم رفض الحكومة وصف الزيارة بأنها زيارة رسمية معللة ذلك بسياسة “النأي بالنفس إلا أن وزير الصناعة حسين الحاج حسن وهو عضو في حزب الله أكد أن الوزراء سيكونون في دمشق كممثلين للحكومة. وقال الحاج حسن لتلفزيون المنار “سنقابل المسؤولين السوريين بصفتنا الوزارية ونجري مباحثات لمعالجة بعض القضايا الاقتصادية بصفتنا الوزارية وسنعود بصفتنا الوزارية لمتابعة هذه الأمور”. وقال سمير جعجع وهو سياسي مسيحي بارز ومعارض قديم لحزب الله وللنفوذ السوري في لبنان إن زيارة سوريا “ستهز الاستقرار السياسي الداخلي للبنان كما سيصنّف لبنان على أثرها في خانة المحور الإيراني”. ووصف مسؤول لبناني كبير متحالف مع دمشق الخلاف بأنه “جزء من الصراع السياسي في المنطقة”. وتجلى نفوذ حلفاء إيران في لبنان العام الماضي باختيار الحليف القديم لحزب الله السياسي المسيحي ميشال عون رئيسا للدولة في اتفاق سياسي تولّى بموجبه سعد الحريري المتحالف مع السعودية رئاسة الوزراء. وزاد حزب الله مؤخرا دعواته للحكومة اللبنانية للتواصل مباشرة مع دمشق بشأن إعادة اللاجئين السوريين الذين يشكلون حاليا واحدا من كل أربعة أشخاص في لبنان وأغلبهم من السنة. وللقضية حساسية سياسية كبيرة في لبنان رغم اتفاق جميع السياسيين على ضرورة عودة اللاجئين إلى سوريا بسبب الضغط الذي يمثلونه على موارد البلاد ومخاطر وجودهم على التوازن الطائفي. وقال الحريري إن لبنان سينسّق عمليات عودة السوريين مع الأمم المتحدة فقط التي تقول إنها لن تقبل بأيّ إعادة قسرية للذين فروا من الصراع خاصة في ظل خشية كثير منهم من العودة إلى مناطق خاضعة لنفوذ الحكومة السورية. وأجرت المديرية العامة للأمن العام اللبناني مؤخرا محادثات مع السلطات السورية لتأمين إعادة عدة آلاف من السوريين إلى بلادهم عقب حملة عسكرية لحزب الله بمنطقة الحدود في الشمال الشرقي. ويقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن إعادة اللاجئين تتم طواعية، لكنّ المنظمة الدولية لم يكن لها دور في المحادثات. وأصبح هجوم متوقّع للجيش اللبناني على تنظيم الدولة الإسلامية بمنطقة حدودية مع سوريا نقطة محورية أخرى في الجدل بشأن التعاون مع دمشق. وقال الجيش إنه سيقود المعركة بمفرده في الأراضي اللبنانية ولن يحتاج للتنسيق مع أطراف أخرى. لكن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قال إن جماعته والجيش السوري سيشنّان هجوما متزامنا ضد التنظيم انطلاقا من الجانب السوري من الحدود. وقال نبيل بومنصف كاتب العمود بصحيفة النهار اللبنانية إن سياسة النأي بالنفس انتهت عمليا. وحذّر بومنصف من تداعيات ذلك قائلا “إن سعي كل طرف لتسجيل نقاط سياسية على حساب الآخر سيفجر مشكلة كبرى في لبنان”.

 

د.فارس سعيد: مع كل من يسعى رفع الوصاية الايرانية عن لبنان.

تويتر/11 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57869

*التحية لدوري شمعون وعائلته.قد يكون من القلائل الذي لا يعاني من "جوع عتيق". فهو على كبريائه أخر ديناصورات الموارنة.

*من يحمي الارض يحكم الارض..اذا تعتبرون حزب الله حامي لبنان اعترفوا بحقه حكم لبنان..#سنلتقي.

*مع كل من يعتبر ان من يدعي حمايتنا يحمي مصالحه.

*مع كل لبناني يغلّب مصلحة لبنان على مصلحة طائفته ومصالحه..مصلحة لبنان بعيشه المشترك.

*مع انهيار ١٤ و ٨ اذار يعود الصراع المسيحي في كل المناطق الى الوراء

عون-قوات

قوات-كتائب

كتائب -احرار

نهج وحلف

وصولا الى كتلة ودستور

*أكدت التحقيقات ان نظام الاسد خلف تفجير المساجد في طرابلس ومخطط مملوك سماحة واغتيالات لن ننساها/اصرار البعض على زيارة دمشق يحدث شرخا كبيرا.

مع كل من يؤمن ان لا معنى للبنان خارج العيش المشترك/مع كل من بعتبر ان الاستقواء بالخارج يفسد الشراكة الوطنية/مع كل من يعمل للسلام.

تحية الى رجل كبير أعطى لبنان من قلبه وإيمانه وهو سيادة المطران الياس عودة.

*اعلان الرئيس بري من طهران "لا مفر من اعادة الوصل مع النظام السوريواضح عن امر ايراني لتعويم الاسد. اول الغيث لمن ظن انه أقوى داخل الحكومة.

*قرار زيارة وزراء لبنان الى الشام قرار ايراني يخدم مصلحة ايران  والاعتراض عليه  من باب رفع العتب بدون القدرة على تعطيله..حزب الله يحكم/سنلتقي.

*يقول حزب الله انه "سيكون خلف الجيش والى يمينه ويساره وأمامه ..." كأن الجيش طفل صغير وهو من باب "الأمومة" يحميه/الإيحاء باحتضانه لا يفيد.

*مع كل من يسعى رفع الوصاية الايرانية عن لبنان.

*كان يجب إقفال السفارة السورية وطرد السفير منذ صدور الحكم ب ميشال سماحة ومعرفة أن نظام بشار الاسد وراء محاولات سماحة التفجير بلبنان/سنلتقي.

*رحم الله محمد مشموشي كان من ابرز المناضلين من اجل لبنان. قاوم الاحتلال الاسرائيلي والسوري معا.. شرف عاشه قليلون.

*السفير السوري على شاشة لبنانية هو قمة الوقاحة/انتبهوا لأن العقوبات لن ترحم المروجين لانظمة ومنظمات ارهابية

*زيارات وزراء لبنان الى سوريا النظام تلبية لحاجة ايرانية.

 

اشرف الناس بحزب السلاح

ايلي الحاج/فايسبوك/12 آب/17

الأحد الماضي ضهريات، أصحاب لابني جوليان -"بيارتة" بيحكو فرنساوي- وصلو على أفقا بسيارتين . كانوا حابين يكتشفوا المنطقة لأن ابني وأصدقاء إلو زاروها قبل اسبوع وخبروهن عن المناظر فوق. عن المي الباردة اللي بيفقش فيها البطيخ.  فاتو بالسيارتين على بورة ليصفوا فيها وينزلوا. ما كتير ارتاحو للمشهد . صورة كبيرة لشهيد ل" حزب الله" يمكن عماد مغنية، ونسوان محجبة وشباب بدقون وسلاح . لفو بأرضن ليروحوا ينزلوا غير محل. هجمو صوبن شابين وقالولن ما بتتحركوا من أرضكن قبل ما تدفعو ١٠ آلاف ليرة عن كل سيارة .  صارت صبية - دارسة علم نفس psychologie باليسوعية - تقول من السيارة "ليه بدنا ندفع ١٠ الاف ؟ ما وقّفنا حتى . بالسنتر فيل ببيروت مع فاليه باركينغ مندفع ٥ آلاف". نزل شاب من كل سيارة ليتفاهما مع الشابين المسلحين بمسدسين ظاهرين . وبدون ما يحكيوهن بلشو فيهن المسلحين ضرب كفوف وبوكسات على وجوهن ومسبات . واحد من الشابين الزائرين ضربو مسلح على راسو ووجهه بجهاز لاسلكي (توكي ووكي) كبير وحديد. بعدو لهلق مش قادر يحكي. حسو حالن الشباب والصبايا- متلما عم يخبرو - إنن بشي متل فيلم سينما خيالي، مش معقول. انو هيك بلا سبب بلشو فيهن ضرب. وخمنو بدو يقتلوهن متلما واحد بشتورا قتل ٢ بعد ما طلب فنجان نسكافيه وشربه.  كان في صليب نازل من مراية الشوفور بكل سيارة . لا شك عرفوهن فورا مسيحيين ومن لهجتن مش من المنطقة. هيك قالوا.  تجمعو عليهن ناس أفقا بدقيقة وحاوطوهن وصاروا يسبوا ل ( كل ما يمت بصلة لدين الزوار) ولنعمل ونسوي ... وكلام من هالنوع والولاد مرعوبين.  وصارو يقولولن "هيدي منطقتنا وما بقى تجو لهون . ومجلس النواب كلو هون بأفقا". بعدن لهلق ما بدن يحكو قد ما خافو. أحد اللذين تعرضا للضرب ابن دولة طلب منه رؤساؤه ما يجيبو سيرة الحادث. كان أبلغ رؤساءو شو صار معو  خصوصا أن وجهه مدمّم وآكل قتلة حرزانة. قالوا له ما فينا نعمل شي. إذا منطلع على أفقا لنلقطن ما بيبقى منا مين يخبّر.  إنما قلت لازم انصح الناس وخصوصا الشباب والصبايا متل ابني، يللي بيحبو يستكشفو لبنان، ما يطلعو على افقا. هودي الظاهر فوق، ناس مجانين فعلاً.

 

النائب دوري شمعون: كلما تعقدت الأمور في لبنان نتذكّر كميل شمعون

الوكالة الوطنية للإعلام/12 آب/17/ أحيا "حزب الوطنيين الاحرار" الذكرى الثلاثين لغياب الرئيس كميل شمعون، والسادسة والأربعين لغياب زوجته زلفا شمعون ثابت، بقداس في كنيسة سيدة التلة في دير القمر، ترأسه الاباتي مارسيل ابي خليل وعاونه فيه لفيف من الكهنة، في حضور رئيس "حزب الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون، الوزير السابق ناجي البستاني، رئيس اقليم الشوف الكتائبي جوزيف عيد، رئيس بلدية دير القمر ملحم مستو وشخصيات وفاعليات، الى جانب عائلة شمعون وحشد من المحازبين والمواطنين. والقى ابي خليل عظة تناول فيها سيرة الرئيس الراحل كميل شمعون ومساهماته الوطنية الكبيرة في بناء لبنان، وانسانيته تجاه المواطنين"، مركزا على مزاياه من مختلف الاوجه. وبعد القداس وضعت اكاليل زهر على النصب التذكاري للرئيس شمعون في ساحة الشهيد داني شمعون في دير القمر، والقى النائب شمعون كلمة قال فيها: "صحيح انها مناسبة عائلية، ولكنها بالنسبة الى الناس والمحازبين مناسبة وطنية. واعتقد انه كلما تعقدت الامور في لبنان نتذكر كميل شمعون الرئيس، ونتمنى لو ان الظروف تسمح بأن تعاد تلك الحقبة، لكن كي نصل الى هذا ويكون لدينا شوق بالفعل، يجب عليناان نشد على أيدي بعضنا البعض، وان نتعالى عن صغائر الامور وعن النكايات الموجودة بالقرى، لان لبنان بحاجة لكل واحد منا. اشكر كل الحضور واطلب منكم الصلاة مع سيدة التلة كي تساعدنا".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

 رئيس الجمهورية مقتنع بأحقية "السلسـلة" ويحبّذ ربط ضرائبها بالموازنة/لقاء بعبدا: كل المعنيين سيشاركون في تحديد موقف عون من مرسومَيها

المركزية- في قراءة للعوامل التي دفعت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى توجيه الدعوة الى الحوار الاقتصادي في قصر بعبدا يوم الإثنين المقبل للبحث في قانونيّ الضرائب وسلسلة الرتب والرواتب المحاليْن اليه منذ الرابع والعشرين من تموز الماضي، تقول مصادر واسعة الإطلاع لـ"المركزية" ان نتائج الاستطلاعات التي اجراها رئيس الجمهورية والقراءة الهادئة لأرقامها وما هو متوفر من مواردها للعام الأول، كانت مطمئنة لرئيس الجمهورية الى درجة انه كان على وشك التوقيع على مرسوم "السلسلة" مطلع الاسبوع الجاري في مقابل رد قانون "الضرائب". الا ان المواقف الأخيرة المتشنّجة من القانونين والتي اطلقها اكثر من مرجع ديني وحزبي اضافة الى رسميين، دفعت برئيس الجمهورية الى التريث في توجّهه نحو وضع ملاحظات على السلة الضريبية، مقترحا الاحتفاظ بالعادل منها وإلغاء وتعديل أخرى، خصوصا تلك التي تصيب ذوي الدخل المحدود والمتوسط.

ويقول مطلعون على أجواء المناقشات والدراسات التي اجراها رئيس الجمهورية انه بقي الى الأمس القريب متمسكا بموقفه من الفصل بين القانونين، ذلك انه يعرف من المراجع المعنية ان كلفة السلسلة التي بين يديه متوفّرة، للعام الأول، نتيجة الهندسة المالية التي قادها مصرف لبنان والتي وفرت للخزينة ضريبة على الأرباح سدّدتها المصارف بقيمة 820 مليون دولار اميركي اي ما يوازي 1230 مليار ليرة لبنانية تقريبا، هي كافية لتسديد مستحقات السنة الأولى من نفقات السلسلة، على ان يخصص الوقت الباقي من هذا العام للبحث في سلة جديدة من الضرائب التي لا تسيء الى الفقراء وذوي الدخل المحدود والمتوسط والتي تعتمد على سلّم ضريبي تصاعدي وعادل ومنصف تتوزع فيه الضرائب قياسا على مداخيل وارباح الشركات الكبرى والمتوسطة.وفي ظل هذه القناعة التي تولدت لديه، وازاء التباين في وجهات النظر بين المعنيين بالسلسلة ومن أصابتهم ضرائبها، قرّر رئيس الجمهورية توجيه الدعوة الى الحوار الاقتصادي، فيكون موقفه من قانونيها، توقيعا أو ردّا، نتاج نقاش مشترك وجامع وموسّع، بما يحصّن موقفه ويقطع الطريق امام ردود فعل سلبية منه في المستقبل. وترجّح المصادر ان يخلص الاجتماع المرتقب الى تمسك باقرار "السلسلة"، كونها في رأي الجميع وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، حقا لاصحابها، على ان يتم ردّ شقها الضريبي لمزيد من الدرس في ضوء الارقام التي ستحملها موازنة العام 2018، خصوصا ان الرئيس عون يصر على اقرارها وعلى اعتبارها مرجعا في تحديد أرقام السلسلة ونفقاتها. تبقى الإشارة الى حركة الاحتجاج التي ستواكب اللقاء الحواري، بعدما اعلنت الهيئة الادارية لرابطة موظفي الإدارة العامة في بيان، بعد اجتماع عقدته امس "الإضراب العام والشامل في كل الادارات العامة الاثنين المقبل"، مع استعدادها للقيام بخطوات لاحقة متدرجة وتصاعدية، وصولا إلى الاضراب المفتوح، في حال استمرار نهج التهويل والتعالي على الموظف الاداري وحقوقه"، معتبرة "أن السلسلة حق لا رجوع عنه"، بعدما انتقدت ما سمتها "الهجمة الشرسة التي تهدف الى إلغائها رغم انها جاءت متأخرة 5 سنوات بالنسبة الى الاداريين والمعلمين والعسكريين على عكس ما توفر للقضاة واساتذة الجامعة اللبنانية قبل اربع سنوات من امتيازات جعلت الفوارق كبيرة بين رتبهم ورواتبهم والاداريين الآخرين وان الحاجة ماسة للتقريب في ما بينها إذا كان امر توحيدها مستحيلا حتى اليوم.

 

 أســبوع مفصلي اقتصـاديا وسياســيا وعسـكريا ينطـلق بـ"لقاء بعبـدا

اضرابات واعتصامات تمسّـكا بـ"السلسلة" ... ونداء كنسي لـ"إقرار الموازنة"

الكويت توقف اعضاء في "العبدلي" قبل وصول الحريري..وخلوة قواتية-عونية

المركزية- بين بعبدا والبقاع الشمالي وصولا الى الكويت ومرورا بساحة النجمة، سيتوزّع الاهتمام المحلي في الساعات المقبلة، رصدا لمجموعة من التطورات البارزة، تجعل من الاسبوع الطالع أسبوعا مفصليًّا، سياسيا واقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا، بامتياز.

اللقاء الحواري: فالاثنين المقبل، ينعقد اللقاء الحواري "الاقتصادي" الذي دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، في حضور رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري وعدد من الوزراء المختصين وممثلين عن القطاعات المختلفة، للتشاور في قانوني سلسلة الرتب والرواتب والضرائب لتمويلها. واذا كان رئيس الجمهورية يتطلّع الى أن يكون موقفه من قانونيها، توقيعا أو ردّا، نتاجَ النقاش الموسّع والشامل الذي ستشهده بعبدا، بما يحّصن موقفه ويقطع الطريق امام ردود فعل سلبية منه في المستقبل، ترجّح مصادر متابعة للملف عبر "المركزية" أن تخلص الندوة المنتظرة الى تمسك باقرار "السلسلة"، كونها في رأي الجميع وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، حقا لاصحابها، على ان يتم ردّ شقها الضرائبي لمزيد من الدرس في ضوء الارقام التي ستحملها موازنة العام 2018، خصوصا ان الرئيس عون يصر على اقرارها وعلى اعتبارها مرجعا في تحديد أرقام السلسلة ونفقاتها.

اضراب ونداء: وفي حين رفعت هيئة التنسيق النقابية سقفها تحسبا لاي قرار برد السلسلة، فدعت اليوم الى الإضراب الشامل والاعتصام في وسط العاصمة الاثنين المقبل، مؤكدة ان "لا بداية للعام الدراسي، في المدارس الخاصة والرسمية، بما في ذلك مدارس النازحين، ما لم يقر قانون السلسلة وينشر في الجريدة الرسمية"، كان للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، نداء "إلى الجماعة السياسية والقيمين على شؤون البلاد الزمنية، كي يؤمنوا الإستقرار الإقتصادي والمعيشي والأمني والمعنوي لكل اللبنانيين"، معتبرا ان "من أجل هذه الغاية يجب على المسؤولين في الدولة القيام بنهضة اقتصادية، بكل مجالاتها، وإقرار الموازنة من أجل التوازن بين المداخيل والمصاريف، والحد من الفساد المالي والسياسي، وحماية المال العام من الهدر والسرقة، والعمل الجدي على الإيفاء التدريجي للدين العام، حماية للبلاد من الانهيار". كما دعا من تنورين الى "الحد من التدخل السياسي في الإدارات العامة والقضاء وحفظ نزاهة هذا الأخير، والسهر على حسن إداء الموظفين، ومكافأة المتقيدين بالقانون والضمير والمحافظة عليهم، وترقيتهم، وعدم الإستبدال الحزبي والسياسي والمذهبي للموظفين. فهذا أمر مرفوض ومدان، ويولد التوتر ويزعزع الثقة، ويخلق العداوات، وهو إفراط في السلطة لا يمكن القبول به".

الحريري الى الكويت: وسط هذه الاجواء، يصل الحريري عصرا الى الكويت في زيارة تستمر يوما واحدا حيث يلتقي غدا أميرها الشيخ صباح الاحمد الصباح. واذا كان غداء العمل الذي سيجمع الطرفين، سيشكل مناسبة ليؤكد فيها الحريري دعمه لوساطة الكويت لتسوية الازمة الخليجية مع قطر، فإن مسألة "خلية العبدلي" التي اتهم الكويت حزبَ الله بالتورط فيها، ستكون في صلب المشاورات حيث سيجدد رئيس الحكومة تمسك لبنان بأفضل العلاقات مع الكويت وسيطمئن أميرها الى ان بيروت تتابع المذكّرة التي رفعها السفير الكويتي الى الخارجية اللبنانية في هذا الخصوص، لجلاء ملابساتها.

..على وقع توقيفات: وقبل ساعات من وصول الحريري، أعلنت السلطات الكويتية اليوم انها القت القبض على 12 شخصا مدانين بالانتماء إلى "خلية العبدلي" التي تصفها السلطات بـ"الخلية الإرهابية" المرتبطة بإيران وحزب الله، وذلك بعد أسابيع من البحث عنهم. وأفادت الداخلية الكويتية في بيان أن السلطات ألقت القبض عليهم "في أماكن متفرقة من البلاد" بعد تواريهم عن الأنظار منذ صدر الحكم في حقهم قبل نحو شهرين فيما لا يزال مدانان فارين.

معركة الجرود: في غضون ذلك، يواصل الجيش اللبناني استعداداته لمعركة طرد داعش من الاراضي اللبنانية في جرود رأس بعلبك والقاع. وفيما تشير المعلومات المتوافرة الى ان التحضيرات الميدانية باتت شبه منجزة، تقول المعطيات ان "ساعة الصفر لانطلاق المواجهة في يد قائد الجيش العماد جوزيف عون وحده الذي ينسق في هذا المجال مع القائد الاعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية، حصرا".

"أهل الشام": وليس بعيدا، وفي وقت كان يفترض ان يبدأ خروج مسلحي "سرايا اهل الشام" وآلاف النازحين السوريين من لبنان، الى الرحيبة في القلمون، صباح اليوم، بما يساعد في تأمين ظروف أفضل لمعركة الجيش، حالت عقبات طرأت في ربع الساعة الاخير، دون إتمام الانسحاب، اذ أصر المسلحون على الانتقال الى سوريا بسلاحهم الثقيل وآلياتهم، وهو ما رفضه حزب الله. وفيما اشار "الاعلام الحربي" الى وجود "مشكلة لوجيستية في شأن طريقة نقلهم، يتم العمل على حلحلتها"، وأشارت المعلومات المتوافرة الى ان "المفاوضات لم تنقطع بل هي مستمرة لتذليل العقبات"، تخوفت مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" من أن تكون عرقلة خروجهم، "سياسية"، ومرتبطة برفض الحكومة اللبنانية فتح قنوات التنسيق والتواصل مع النظام السوري.

صقر: في الاثناء، عقد عضو كتلة المستقبل النائب عقاب صقر مؤتمرا صحافيا للرد على الحملات التي تشن عليه في الاعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فأشار الى ان "ابو مالك التلي كان في السجون السورية لاتهامه بجريمة قتل وتم اطلاق سراحه بعفو عام، وبشار الأسد "أبوه وأمه". وشدد على أن "الذهاب الى سوريا خط أحمر لم ولن نقبل به"، لافتا الى أن مسرحية عرسال لم تمرّ على أحد واذا استمرت "الحملة المسعورة علينا سنفضح كل ما لدينا حول عملية التبادل". في المقابل، يُتوقع ان يتطرق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة يلقيها غداً في سهل بلدة الخيام الحدودية، في ذكرى "انتصار 2006" الى تطورات الجرود من جهة، والى استعداد "الحزب" الدائم لمواجهة اسرائيل من جهة أخرى.

التيار والقوات: على صعيد آخر، وبعد أن كثرت الخلافات بين طرفي "ورقة اعلان النوايا" على خلفية ملف البواخر والنزوح السوري وسفر بعض وزراء الحكومة الى دمشق والتعيينات، وفي وقت ارتفع منسوب الحديث عن طلاق بات شبه واقع بين التيار الوطني الحر والقوات، سُجّل اليوم لقاء صباحي جمع في منزل رئيس التيار الوزير جبران باسيل في اللقلوق، كلا من باسيل ووزير الاعلام ملحم الرياشي والنائب ابراهيم كنعان، استمر أكثر من ساعتين، بحسب المعلومات. وأفادت مصادر مطّلعة "المركزية" ان الاجتماع يأتي في إطار التشديد على متانة العلاقة بين الحزبين رغم التباينات التكتية بينهما، وهو يمهّد للقاءات، على مستوى أرفع، ستعقد في المرحلة المقبلة لتأكيد قوّة التحالف الاستراتيجي، علما ان باسيل كان اشار في الساعات الماضية الى ان "لا عودة الى التناحر في ما بيننا".

قبة باط روسية: اقليميا، وبعد فرضهم السيطرة الكاملة على الحدود السورية - الأردنية في ريف السويداء، انتقل الجيش السوري وحلفاؤه اليوم الى دير الزور حيث يركزون عملياتهم لطرد "داعش" وفرض سيطرتهم على المدينة. وفي وقت ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن القوات الحكومية أحكمت سيطرتها على آخر مدينة رئيسية تحت سيطرة "داعش" في محافظة حمص، أوضحت مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" ان "هذه التطورات لم تكن ممكنة لولا "قبّة باط" من الروس، الذين قرروا - على ما يبدو - البدء بجمع أوراق قوة، للضغط على واشنطن وعلى الاوروبيين أيضا، ردّا على العقوبات الاقتصادية التي استهدفت موسكو، علّ اوراق القوة هذه، تساهم في تخفيف "الهجمة" الاميركية على روسيا.

 

 جعجع يلتقي وفدا من رؤساء بلديات ومخاتير البقاع الأوسط: 14 آذار موجودة وستستمر لأنها الروح والمشــــروع

المركزية/12 آب/17/تابع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لليوم الثاني على التوالي، استقبال الوفود في فندق "القادري" في زحلة، في حضور النائبين انطوان بو خاطر وشانت جنجنيان، الأمين المساعد لشؤون المناطق جوزف أبو جودة، منسق "القوات" في زحلة ميشال تنوري، والتقى وفدا من رؤساء بلديات ومخاتير البقاع الأوسط. فاستهل كلمته بالترحيب بهم والإشادة بتنوعهم الطائفي "الذي هو صورة لبنان الحقيقية".وقال "البعض منكم تمنى عليَّ إعادة إحياء 14 آذار، ولكن في الحقيقة ان 14 آذار لم تغب في أي لحظة من اللحظات أو لم تعد موجودة، فهي ككل شيء في هذه الدنيا متواجدة بشكل مختلف وفق المراحل التي تمر بها، صحيح أنها لم تعد موجودة كتنظيم كما كانت عليه في السابق بين عامي 2005 و2010 ولكنها كمشروع ما زالت حاضرة". اضاف "تسألون هل ستستمر 14 آذار فقط على مستوى ردود الفعل؟ أقول لكم: طبعا لا، فكل مرحلة لها طريقتها ومعطياتها وظروفها، والمرحلة في الوقت الراهن هي مرحلة تأن وانتظار وأخذ الأمور بالتي هي أحسن، لأنكم تشهدون على ظروف المنطقة وما يجري فيها، وبالتالي يجب أن نتنبه جيدا ليبقى لبنان بمنأى عن كل ما يحصل". وطمأن رئيس "القوات" الى أن "14 آذار موجودة وستستمر لأنها الروح والمشروع الذي نؤمن به جميعنا، ونحن كقوات لبنانية بدأنا في العهد الجديد كـ14 آذار وسنبقى مستمرين كـ14 آذار الى أبد الآبدين، آمين". من جهة أخرى، استقبل جعجع جمعية تجار البربارة التي قدمت له وشاح الجمعية. كما عرض المجتمعون الأوضاع الاقتصادية والحركة التجارية في المنطقة.

 

الشعّار: الجيش قادر على القيام بمهامه من دون مساعدة "حزب الله" واعلان الحـزب مسـاندته لاضعافـه فــي اعيــن اللبـنانيين

المركزية- اعتبر مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار "ان الجيش لا يحتاج الى مساعدات لان قدراته اكبر بكثير من ان يُعاونه "حزب الله" او سواه في اي عملية تحرير للجرود في السلسلة الشرقية او الجنوب"، مشدداً على "ان ثقتنا به كبيرة والمهام الكبيرة التي قام بها في الشمال سابقاً مع ما كان يُطلق عليه "فتح الاسلام" تُعطيه دفعاً قوياً". وقال لـ"المركزية": "اللبنانيون جميعاً اعلنوا موقفهم الداعم للجيش وقدراته لتحرير ارضه وحدوده على مساحة الوطن من الشمال الى الجنوب والى سائر الحدود اللبنانية، ولا اعتقد ان احداً من اللبنانيين يعارض الجيش في مهماته العسركية الهادفة الى تحرير الارض من اي مُغتصب او ارهابي او اي تنظيم دخيل على الارض اللبنانية".اضاف "لسنا مع وجود "حزب الله" في اي عملية ضمن الاراضي اللبنانية او خارجها. فليكن الامن مرتبطاً بالجيش والقوى الامنية الشرعية الرسمية"، لافتاً الى "ان "الايحاء" بأن وجود "حزب الله" لدعم الجيش اللبناني ربما يكون اعلاناً لاضعاف الجيش في أعين اللبنانيين وكأنه قاصر عن القيام بمهامه المتوجبة عليه في المنطق الوطني والضمير اللبناني". واكد "ان الجيش قادر على القيام بمهامه من دون الحاجة الى مساندة من احد، وهذا امر غير قابل للنقاش"، مشيراً رداً على سؤال الى "ان "حزب الله" يريد ان يُحقق لنفسه مشروعية بوجوده على انه يُدافع عن لبنان وعن الجيش، وهذا بحدّ ذاته خروج عن الانتظام العام. فلا الجيش يحتاج الى مساعدة ولا اللبنانيون يريدون اعطاء المشروعية لمطلق عمل عسكري لـ"حزب الله" داخل الاراضي اللبنانية". وتابع "انا مع الجيش بالمطلق وضد قوى الارهاب بالمطلق". ولم يستبعد المفتي الشعّار رداً على سؤال "عقد قمة روحية اسلامية-اسلامية او مسيحية-اسلامية قريباً لمواكبة المهام التي يقوم بها الجيش في جرود السلسلة الشرقية"، مشيراً في هذا السياق الى "جولات شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن على رئيس المجلس الشيعي الاعلى الشيخ امير قبلان منذ ايام ولقائه امس مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، قد يكون الهدف منها الاعداد لقمة روحية". من جهة ثانية، تطرّق مفتي طرابلس والشمال الى مسألة التعطيل يوم الجمعة (الاصلاحات التي اقرّها مجلس النواب اخيراً لجهة تعديل دوام العمل في المؤسسات العامة حتى الساعة الثالثة في مقابل التعطيل يومي السبت والاحد)، فقال "التعطيل يوم الجمعة قضية ميثاقية لها علاقة باحترام المعتقدات الدينية عند المسلمين كما المسيحيين تماماً، وان مشروع العمل يوم الجمعة بالدوام الجديد الذي اقرّ باستثناء ساعتين لاداء الصلاة، يؤثّر سلباً على وجودنا وهويتنا الاسلامية ويُعرّض ابناءنا وطلابنا والموظفين الى كثير من الامور السلبية". واعلن تأييده "موقف دار الفتوى في هذا المجال لجهة البقاء على الدوام المعمول به الآن اي العمل يوم الجمعة حتى الساعة الحادية عشرة من قبل الظهر، ويوم السبت حتى الاولى بعد الظهر والتعطيل يوم الاحد"، مؤكداً "ثقته برئيس الجمهورية العماد ميشال عون لجهة رفض التوقيع على تعديل دوام العمل، فيلحظ بذلك مشاعر اخوانه المسلمين، كذلك ما له علاقة بقانون الاحوال الشخصية اذ لا يجوز المسّ به على الاطلاق، فهذه قضايا لها علاقة باحكامنا الدينية وشعائرنا الاسلامية، ولا يمكن ان يطرأ عليها تعديل الا بعد موافقة المرجعيات الاسلامية الدينية المتمثّلة بدار الفتوى".

 

استطلاعات رأي: الخازن قادر على تحقيق مفاجأة كبرى في فرعية كسروان

الأنباء الكويتية/12 آب 2017/شائعات وأقاويل كثيرة تحيط بموضوع الانتخابات الفرعية في كسروان، منها ترجيح عدم إجراء الانتخابات لأن «ما بقا تحرز» والانتخابات العامة على الأبواب، ومنها أن فوزا باهرا للعميد شامل روكز ليس مضمونا، فيما الفوز الباهت لا يليق بمقعد كان يشغله الرئيس ميشال عون، ومنها أن هذه الانتخابات ليس وقتها الآن ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة ضد الإرهاب في الجرود. ولكن إذا تقرر إجراء الانتخابات، فإن احتمال التزكية بعدم وجود ترشيحات أخرى غير ترشيح روكز وانسحاب الآخرين لصالحه بات احتمالا ضعيفا بعدما تأكد أن الوزير السابق فريد هيكل الخازن أخذ قراره بالترشح، لتصبح معركة كسروان من مضاعفات معركة الرئاسة مع قدوم النائب سليمان فرنجية الى معقل الرئيس عون متحديا وداعما حليفه الخازن. يؤكد العميد شامل روكز على «ضرورة تطبيق القانون وإجراء الانتخابات الفرعية، التي لا يوجد سبب لإلغائها». أما من يقول إن التيار الوطني الحر لا يريد إجراء «الفرعية» خوفا من الخسارة، فيرد روكز عليه ضاحكا: «نتمنى لهم التوفيق». يبدو روكز واثقا من موقعه وقدراته ويقول: «من أين تأتون بمؤشرات على أن وضعنا تراجع. الأرقام التي لدينا تشير إلى أن وضعنا جيد جدا. إن تجمع الكل ضدنا، ما هي النسبة التي سيحصلون عليها؟»، يسأل روكز. ويرد روكز بهذا الكلام على ما يقال استنادا الى استطلاعات وتقديرات بشأن تراجع حصل في شعبية التيار ووضع صعب يواجهه روكز في حال ترشح للانتخابات الفرعية. وتقول مصادر إن روكز يتحمل قسما من مسؤولية الهجوم عليه، وعدم حماسة بعض الملتزمين في التيار للدفاع عنه، بسبب الترددات التي لم تنته لفكرة أنه «مستقل غير ملتزم حزبيا»، رغم تأكيده في أكثر من مناسبة أنه سيكون ضمن تكتل التغيير والإصلاح. في المقابل، تقول مصادر كسروانية إن استطلاعات الرأي التي أجريت أخيرا وشملت عددا من المرشحين لخوض الانتخابات أظهرت قدرة النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن على تحقيق مفاجأة.

وهذا ما حدا به الى عقد مؤتمر صحافي خصصه للدعوة بإلحاح على إجراء الانتخابات الفرعية. وتشير هذه المصادر الى تبدل في المزاج الكسرواني العام، في ضوء ما تردد شريحة كسروانية من أن هذه المنطقة أعطت الكثير إيمانا منها بالدور المنتظر لرئيس الجمهورية، لكنها في المقابل لم تلق الاهتمام المطلوب، وإلا فلماذا تحرم من أن تمثل في الحكومة وفيها الكثير من الكفاءات، أو بموظف كبير، إضافة الى عدم وجود الاهتمام المطلوب لرفع مستوى النهوض بها وهي منطقة سياحية بامتياز؟ وفي هذا السياق، يتردد أن قيادة التيار الوطني الحر برئاسة الوزير جبران باسيل ما زالت تجري تقويما للظروف المحيطة بالانتخابات الفرعية في كسروان على قاعدة أن الدستور ينص على إتمامها في موعدها وأنه لا مجال إلا لاحترام ما نص عليه. ، لكن لا بد من التعامل معها من زاوية سياسية للإحاطة بتداعياتها في حال أجمع الرأي على خوضها بالعميد روكز. وبكلام آخر، فإن قيادة التيار تنطلق من فرضية واقعية إذا ما قررت خوض الانتخابات، مفادها: ماذا لو فاز روكز في المعركة ضد منافسه الأبرز فريد الخازن بفارق أصوات ضئيل أو استطاع الأخير كسب السباق الانتخابي؟ ففي كلتا الحالتين يتساوى الربح مع الخسارة، لأنه يفترض مع انتخاب مؤسس التيار العماد عون رئيسا للجمهورية أن يكون الفوز باهرا وبفارق كبير من الأصوات، على رغم أن الرئاسة الأولى ستقف على الحياد، ناهيك عن أن الرهان على ترشح أكثر من مرشح في المشاركة الانتخابية ضد روكز يمكن أن يؤثر سلبا على حشد الناخبين لمصلحة منافسه الخازن قد لا يكون في محله، باعتبار أن الخازن يبقى الأقوى وأن الآخرين يخوضون الانتخابات رغبة منهم في اختبار قوتهم في تسجيل رقم انتخابي يمكنهم من حجز مقاعد لهم في اللوائح التي ستتبارى في الانتخابات العامة. كما ان معظم الناخبين الكبار قد يضطرون منذ الآن إلى كشف أوراقهم الانتخابية وكأن المطلوب منهم الانجرار إلى حرق أوراقهم قبل الأوان وفي انتخابات فرعية. وهذا ما ينطبق على القوات التي لا تحبذ إتمام الانتخابات الفرعية في ظل عدم وضوح الرؤية في التحالفات المقبلة.

 

القبض على 12 محكوماً بقضية «العبدلي» في الكويت

الشرق الأوسط/12 آب/17/أعلنت وزارة الداخلية الكويتية اليوم (السبت)، أن الجهات الأمنية المختصة تمكنت من إلقاء القبض في أماكن متفرقة من البلاد على 12 شخصا من المحكومين في قضية «خلية حزب الله» الإرهابي، وهي ما اصطلح على تسميتها بـ«خلية العبدلي»، إنفاذاً لحكم محكمة التمييز الصادر في القضية. ووفقاً لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أوضحت الوزارة أنه جارٍ البحث عن المحكومين الآخرين وهما شخصان اثنان. وأبرزت الوزارة أنها ستصدر بياناً لاحقاً بعد استكمال التحقيقات والإجراءات القانونية المقررة.

 

الحريري في الكويت لمعالجة تداعيات “خلية العبدلي”

بيروت – “السياسة” /12 آب/17/في إطار العمل على معالجة تداعيات تورط “حزب الله” في خلية العبدلي الإرهابية، ومن أجل توضيح الموقف اللبناني الرسمي، بدأ رئيس الحكومة سعد الحريري أمس، زيارة رسمية إلى الكويت من المقرر أن يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين الكويتيين وفي مقدمهم أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حيث ستكون الزيارة مناسبة ليؤكد الحريري على عمق متانة العلاقات الأخوية بين لبنان والكويت والعمل على إزالة رواسب وذيول قضية العبدلي وفي إطار الحرص على أفضل العلاقات بين البلدين الشقيقين. وفي هذا الإطار، أكدت وزارة الخارجية اللبنانية أن لبنان الرسمي يحرص على أمتن العلاقات مع الكويت الشقيقة وهو ما يؤكده وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل منذ اليوم الأول من تسلمه الرسالة الاحتجاجية الكويتية من السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي، ويشدد باسيل على أن لبنان يشجب أي تدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي. وكانت وزارة الخارجية اللبنانية طالبت عبر سفير لبنان لدى الكويت بوثائق إضافية عن الحكم الصادر عن محكمة التمييز في شأن خلية العبدلي، حيث أجرى الوزير باسيل اتصالات عدة في الأيام الماضية مع مسؤولين في الدولة الكويتية لمعالجة القضية المطروحة، أسباباً وتداعيات، ومنها أخيراً مع وزير الخارجية الكويتية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، حيث تم الاتفاق على كيفية متابعة الموضوعات المثارة وحلحلتها.

 

لبنان: تعثر ترحيل “سرايا أهل الشام” بسبب مشكلة لوجيستية والمسلحون اتهموا "حزب الله" بمحاولة نسف اتفاق خروجهم من جرود عرسال

بيروت – “السياسة” /12 آب/17/في موازاة استمرار الجيش اللبناني تعزيز مواقعه العسكرية بالعتاد والعديد، تحضيراً للمواجهة التي سيخوضها ضد عناصر تنظيم “داعش” في جرود رأس بعلبك والقاع، ذكر الإعلام الحربي أمس، أن تأخير تنفيذ اتفاق خروج مسلحي “سرايا أهل الشام” من جرود عرسال إلى منطقة القلمون الشرقي في سورية، يعود إلى مشكلة لوجيستية بشأن طريقة نقلهم، إذ أشارت المعلومات إلى أن تأخير تنفيذ الاتفاق جاء على خلفية رفض الجانب السوري إصرار هؤلاء الانتقال بسياراتهم، طالباً نقلهم بحافلات، في حين عُلم أن الجانب اللبناني يعمل على تذليل هذه العقبة.

وكانت “سرايا أهل الشام” أعلنت وقف عملية ترحيل مقاتليها وعائلاتهم عن جرود عرسال، في اتجاه القلمون الشرقي، موضحةً في بيان، أنها وبعد أن تبلغت من جميع الجهات المعنية بملف التفاوض بموعد الرحيل صباح اليوم (أمس)، وبعد أن تم الاتفاق على كامل البنود مسبقاً منذ نحو عشرة أيام، وبالتالي بدء التجهيز للانتقال وفق الشروط التي تم التوصل إليها، تفاجأنا قبل ساعات بمحاولة نسف الاتفاق بكامل بنوده من قبل الأطراف المعنية. وأضافت إن المسلحين لن يرحلوا إلا بإتمام ما تم الاتفاق عليه وفق البنود الموضوعة. واتهمت قيادة السرايا “حزب الله” بمحاولة نسف الاتفاق الذي تم التوصل إليه، مبدية استعدادها للتعاون مع الجانب اللبناني لتسهيل تنفيذ الاتفاق. وقد استهدفت مدفعية الجيش اللبناني مركزاً عائداً لتنظيم “داعش” الإرهابي في جرود منطقة رأس بعلبك والقاع يحتوي أسلحة وذخائر وحققت فيه إصابات مباشرة، ما أدى إلى تدميره. وأشارت قيادة الجيش، إلى أنه ونتيجة للرصد والمتابعة داهمت قوة من الجيش إحدى المزارع في منطقة شبيب بجرود عرسال، وأوقفت ثمانثة أشخاص للاشتباه بانتمائهم إلى تنظيم “داعش” الإرهابي. ولفت الإعلام الحربي، إلى أن غارات الطيران الحربي السوري على مواقع “داعش” في جرد قارة في القلمون الغربي، أدت إلى إصابات مباشرة في صفوف التنظيم.

 

مصدر نيابي في “القوات اللبنانية” لـ”السياسة”: الخلاف مع “التيار الحر” لن ينهي التحالف القائم

بيروت – “السياسة” /12 آب/17/أوضح مصدر نيابي في حزب “القوات اللبنانية” في تصريح لـ”السياسة، “أن زيارة رئيس الحزب سمير جعجع إلى عاصمة البقاع “زحلة” ليست انتخابية، وإن كانت المواقف التي أشار إليها جعجع تحمل كلاماً انتخابياً، كما أنها غير موجهة ضد أي فريق من اللبنانيين، وبالأخص “التيار الوطني الحر” ورئيسه جبران باسيل الذي زار بلدة القاع في الأسبوع الماضي ورفع صورة الرئيس بشير الجميل. وأشار إلى أن حزب “القوات اللبنانية” يسعده أن ترفع صور الشهيد بشير الجميل في كل المناطق اللبنانية، على اعتباره الرمز والمؤسس للقوات اللبنانية التي تحولت بفضل رئيسها سمير جعجع، إلى حزب سياسي، له موقعه على الساحة اللبنانية وفي بلاد الانتشار.ووصف المصدر النيابي زيارة جعجع إلى زحلة بـ”الهامة جداً”، إن لجهة توقيتها، أو لجهة المواقف التي تطرق إليها الحكيم في كلامه، خصوصاً ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية-السورية، والزيارات التي سيقوم بها بعض الوزراء إلى سورية بحجة تلقيهم دعوات خاصة من نظراء لهم في الحكومة السورية التي تعتبر غير شرعية لنظام فاقد الشرعية الدولية، بسبب المجازر والويلات وجرائم القتل التي ارتكبها بحق شعبه. وسأل المصدر النيابي، عن استغراب البعض لمجرد زيارة “الحكيم” إلى أية منطقة من لبنان؟ وقال “لو كان الوضع الأمني يسمح له بالتنقل بحرية، لما تردد بزيارة كل المناطق اللبنانية، نظراً لحبه وتعلقه بهذا الوطن الذي يعتبره رسالة حضارة وانفتاح كما أشار إلى ذلك البابا يوحنا بولس الثاني عندما زار لبنان”. ودعا كل الذين يعملون على زرع الشقاق والخلافات مع “التيار الوطني الحر” ومع غيره من القوى السياسية المحلية، أن يخيّطوا بغير هذه “المسلة” التي تآكلها الصدأ ولم يعد لها أي نفع، مشدداً على ما قاله رئيس “القوات” في زحلة، بوجود تباينات واختلافات بين وزراء التيار والقوات داخل الحكومة وهو أمر مشروع، لكن الأمور لن تصل أبداً إلى الخلاف الذي يؤدي إلى القطيعة وإنهاء التحالف القائم الذي يعتبر أكبر من كل الاختلافات التي تحصل ضمن الفريق الواحد.

ومن زحلة، اعتبر جعجع أن كل مرحلة لها طريقتها ومعطياتها وظروفها والمرحلة في الوقت الراهن هي مرحلة تأنٍ وانتظار، مطمئناً أن “14 آذار” موجودة وستستمر ونحن كـ”قوات لبنانية” بدأنا في العهد الجديد كـ”14 آذار” وسنبقى مستمرين كـ”14 آذار”.

 

عقاب صقر: هدف الحملة ضدي التغطية على أحداث عرسال

بيروت – “السياسة” /12 آب/17/رد النائب عقاب صقر على الأخبار التي تداولتها بعض المواقع عن مغادرته لبنان ومشاركته في الحرب السورية، مؤكداً أنها كلها عارية عن الصحة. وقال في مؤتمر صحافي أنه “لا يملك جواز سفر قطري والصورة المتداولة مزورة”، مشيرا إلى أن “الصورة المتداولة عن قتالي في سوريا هي لجندي روسي وهو يرتدي بدلة عسكرية روسية”. ولفت الى أنه منذ 4 سنوات أرسل ملفا في موضوع التسجيلات المركبة التي نشرتها صحيفة “الأخبار” وتلفزيون الـ”OTV” ولم يصدر أي قرار بعد. ودعا صقر القاضي إلى استكمال الدعوى التي رفعتها المحامية الخنساء ضده، معلنا استعداده للتنازل عن حصانته النيابية في هذا الموضوع، وقال “سأرسل طلبا إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري لرفع الحصانة ومتابعة القضية في القضاء”. ولفت صقر الى ان “هدف هذه الحملة هو محاولة للتغطية على ما حصل في عرسال من خلال محاولة زج الجيش اللبناني والحكومة بعلاقة مع النظام السوري”. وأضاف أن “أبو مالك التلة كان مسجون في سوريا وخرج بعفو عام من نظام الاسد بشكل مخالف بالقانون”، معتبرا أن “بشار الاسد هو والد ابو مالك التلة وحلف الممانعة ايتامه”. وسأل صقر “هل سيكون هناك دور لأبو مالك التلة في إدلب، لذلك جرى تهريبه من عرسال؟”. وأشار إلى ان “حكومة ميقاتي وحزب الله مسؤولة عن انتشار الارهاب لانها لم تعطي الضوء الاخضر للجيش للتصدي له”، لافتا الى ان “حزب الله” يحاول استثمار معركة عرسال بالسياسة من خلال الدعوة لفتح علاقة مع نظام الأسد. وشدد على ان “الذهاب الى سوريا خط أحمر لم ولن نقبل به ولا يحق لأحد ان يتهمنا اننا جماعة قاعدة”، موضحا ان هدف الحملة هو الدخول الى سوريا والتطبيع مع الحكومة السورية وجيشها ضاربين بعرض الحائط مصلحة الدولة اللبنانية. ولفت الى ان هناك معارضين سيفتحون مقرات في لبنان بصفة شخصية، كما سيكون هناك زيارات من شخصيات لبنانية الى المعارضة السورية بصفة شخصية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

لافروف والجبير بحثا في تطوير العلاقات الثنائية

موسكو – أ ش أ/12 آب/17/بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اتصال هاتفي، مع نظيره السعودي عادل الجبير، أمس، في تطوير العلاقات الثنائية بين روسيا والسعودية وجدول الاتصالات المستقبلي على مختلف المستويات. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أن وزيري الخارجية الروسي والسعودي بحثا في المسائل الملحة لمواصلة تطوير العلاقات الروسية السعودية متبادلة المنفعة، بما في ذلك جدول الاتصالات على مختلف المستويات. وأشارت الوزارة إلى أنه تم التعبير عن رأي مشترك بأن تفعيل العلاقات يتجاوب لمصالح البلدين على المدى الطويل ويساهم في ضمان السلام والاستقرار على الساحة الإقليمية والدولية، مضيفة إن الوزيرين اتفقا على مواصلة الحوار بشأن سبل تسوية الأزمات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط.

 

كردستان العراق يرفض طلباً أميركياً بتأجيل استفتاء الانفصال/تنسيقية التركمان: معركة تلعفر لن ترافقها عمليات نزوح

بغداد – وكالات/12 آب/17/أعلنت رئاسة إقليم كردستان العراق أن رئيس الاقليم مسعود بارازاني، طلب خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، “ضمانات” و”بدائل” لتلبية رغبة واشنطن في تأجيل الاستفتاء على الاستقلال، مؤكدا ان “شعب كردستان سيمضي في طريقه ويقرر مصيره”.

وافاد بيان لرئاسة كردستان على موقعها الالكتروني ان تيلرسون اتصل هاتفيا بمسعود بارزاني معربا عن رغبة واشنطن في تأجيل الاستفتاء على استقلال الاقليم و”تأييدها استمرار المباحثات والمفاوضات بين الإقليم وبغداد”. وأشار إلى أن تيلرسون “أشاد بدور قوات البشمركة في القضاء على داعش”، ورحب بدور بارزاني والقيادة السياسية الكردستانية و”بقرار تشكيل وفد رفيع المستوى من إلاقليم الى بغداد للتفاوض معها حول الأمور السياسية”. من جانبه، أكد بارزاني، ان وفدا من الإقليم “سيزور بغداد قريبا للتباحث حول المسائل المتعلقة بمستقبل العلاقات”. وتساءل “ما هي الضمانات التي من الممكن أن يتم تقديمها لشعب كردستان بمقابل تأجيله للإستفتاء، وماهي البدائل التي ستحل محل تقرير المصير لشعب كردستان؟”. واعتبر أن “الشراكة والتعايش السلمي الذي كان يشكل الهدف الرئيسي لكردستان مع العراق في المراحل التاريخية المتعاقبة التي مر بها الجانبان لم يتحقق، لذلك سيمضي شعب كردستان في طريقه وسيقرر مصيره”. بدوره، أكد هوشيار زيبارى مستشار رئيس كردستان العراق مسعود البارزاني والقيادي بالحزب الديمقراطي الكردستاني، أمس، أن الاستفتاء سيجري في موعده. وقال زيباري “إن أكراد العراق سيجرون الاستفتاء في 25 من سبتمبر المقبل كما هو مقرر.. ولم يتغير”. ميدانيا، أكد عضو “الهيئة التنسيقية للمكون التركماني” جاسم محمد، أمس، إن معركة تحرير قضاء تلعفر من سيطرة تنظيم “داعش” لن ترافقها عمليات نزوح كما حصل في تحرير الجانبين الشرقي والغربي لمدينة الموصل. وأضاف إن “المتواجدين حاليا داخل مركز قضاء تلعفر هم من عوائل مسلحي التنظيم المحليين والأجانب، وفي حال انطلاق العمليات العسكرية لن يكون هناك عمليات نزوح كون جميع المدنيين فروا من القضاء في أوقات سابقة”. أوضح أن “مقاتلين تركمان ومدنيين يتواجدون حاليا في القرى والمناطق بأطراف القضاء”، مؤكدا أن “التوقعات تشير إلى أن معركة تلعفر ستحسم بشكل سريع على عكس معارك الموصل”. بدوره، أعلن المتحدث الرسمي باسم حركة “عصائب أهل الحق” أحد أبرز فصائل “الحشد الشعبي” جواد الطليباوي عدم مشاركة فصيله بالمعركة المرتقبة لتحرير تلعفر.وقال إن “أغلب فصائل الحشد الشعبي تمتنع من المشاركة في أي معركة تحت ظل ضربات طيران التحالف الأمريكي سواء في معركة تلعفر ام غيرها من المعارك”.ولقي 3 عناصر من البيشمركة مصرعهم وأصيب 11 آخرون، في هجوم لتنظيم “داعش” جنوب محافظة كركوك. وذكر مصدر أمني عراقي أن “داعش” شن هجوما، أمس، على محور قضاء فوج الكاكئين بقضاء داقوق، ما أسفر عن مقتل 3 عناصر من البيشمركة وإصابة 8 آخرين بجروح. وفي سياق آخر، كشف مصدر محلي بمحافظة ديالى عن تفجير 3 أبراج في خط رئيسي لنقل الكهرباء شمال شرق بغداد، موضحا أنه تم تفجير برجين في خط “حمرين – المقدادية” قرب منطقة المقالع، و برج آخر في منطقة جميلة، من قبل مسلحين مجهولين. وأفاد مصدر أمني، بمقتل أربعة مدنيين وإصابة تسعة آخرين جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت لاجئين من مناطق يسيطر عليها تنظيم “داعش” شمال صلاح الدين.

 

"ناشونال إنترست": ترامب يضع نفسه وبلاده في موقف صعب للغاية

المركزية- أشارت مجلة "ناشونال إنترست" إلى "تصاعد حدة التراشق اللفظي بين البيت الأبيض وبيونغ يانغ في الأيام الأخيرة وإلى التهديدات المتبادلة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب". ولفتت الى أن "هذا التصعيد والتهديدات المتبادلة فرضت حقائق قاسية ومؤلمة على أرض الواقع، وجعلت الأزمة تزداد تفاقما، بل جعلتها تنذر باندلاع حرب على أرض الواقع". واعتبرت أن "الخطاب الاستفزازي من جانب كيم ربما يعتبر متوقعا ويمكن التنبؤ به، وذلك سواء كان للاستهلاك المحلي أو للحفاظ على صورته الصعبة والحازمة على الساحة العالمية، ولكن الخطاب الصادر عن الرئيس ترامب في المقابل يعتبر ردا غير مسؤول". وقالت المجلة إن "تهديدات ترامب من شأنها أن تزيد من استفزاز الرئيس الكوري الشمالي وتبعث على الاضطراب الشديد والقلق لدى كل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية، كما أنه وضع نفسه وبلاده في موقف صعب للغاية، وإنه يتعين عليه الآن إما أن يستجيب بقوة ويتخذ إجراء معينا أو أن يتراجع فيكشف عن الضعف وعدم التصميم".

 

توسّع النظام نحو الجنوب السوري.. نتيجة "قبّة باط" روسيـــة؟ وموسكو تجمع أوراق ضغط للردّ على العقوبات الاقتصادية الاميركية

المركزية- صحيح ان الاتفاق الاميركي – الروسي في شأن الازمة السورية لا يزال صامدا رغم التوتر الذي يشوب العلاقات بين واشنطن وموسكو في الآونة الاخيرة، إلا ان العقوبات الاقتصادية التي فرضها الكونغرس منذ أسابيع وطالت الى ايران وكوريا الشمالية، روسيا أيضا، أثّرت ولو في شكل محدود على التفاهم بين الجبّارين، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". وفي هذه الخانة، تشير الى ان التطورات البارزة التي سجّلت في الايام القليلة الماضية في الميدان السوري، لا سيما على جبهة الجنوب، لا يمكن غضّ الطرف عنها او اعتبارها مجرّد مستجدّات عسكرية متعلقة بعمليات الكرّ والفرّ التي تشهدها الحرب السورية.

فتوسُّع النظام السوري وحلفائه نحو السويداء ودير الزور، يخرق في الواقع، بندا اساسيا من بنود الاتفاق الاميركي – الروسي الذي شدد على ضرورة وضع منطقة خفض التصعيد التي نشأت في الجنوب السوري، في عهدة الاردن برعاية من واشنطن وموسكو، على ان يُمنع انتشار أي قوى نظامية او خارجية تابعة للجمهورية الاسلامية الايرانية في هذه البقعة الجغرافية، انسجاما مع تعهّد قطعه الجبّاران الدوليان لتل أبيب بإبعاد النفوذ الايراني عن حدودها الشمالية لمسافة لا تقل عن 30 كيلومترا. فكيف يتمدد النظام بين ليلة وضحاها نحو الجنوب؟ تسأل المصادر، قبل ان توضح ان "هذه التطورات لم تكن ممكنة لولا "قبّة باط" من الروس، الذين قرروا - على ما يبدو - البدء بجمع أوراق قوة، للضغط على واشنطن وعلى الاوروبيين أيضا، ردّا على العقوبات الاقتصادية التي استهدفت موسكو، علّ اوراق القوة هذه، تساهم في تخفيف "الهجمة" الاميركية عليها. وتشرح المصادر ان التضييق الاقتصادي على روسيا، أشدّ وقعا وإيلاما عليها، من أي خطوات عسكرية أو دبلوماسية قد تتخذ في حقّها. ولهذه الغاية، يُتوقّع ان تتكثّف في المرحلة المقبلة ردود الفعل الروسية، على أكثر من صعيد، في الميدان والسياسة، لدفع واشنطن الى تخفيف القيود عليها. وكان جيش النظام السوري وحلفاؤه وبعد فرضهم السيطرة الكاملة على الحدود السورية - الأردنية في ريف السويداء، انتقلوا الى دير الزور حيث يركزون عملياتهم لطرد "داعش" وفرض سيطرتهم على المدينة. وبث "الإعلام الحربي"، في الساعات الماضية، شريطاً مصوراً لوحدات الجيش السوري في ريف السويداء الشرقي، حيث سيطرت على نقاط رئيسة وصولاً إلى الحدود الأردنية. واليوم، ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن القوات الحكومية أحكمت سيطرتها على آخر مدينة رئيسية تحت سيطرة "داعش" في محافظة حمص، فيما واصل الجيش السوري وحلفاؤه توغلا من محاور عدة في المناطق الشرقية الخاضعة للتنظيم المتشدد. ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر عسكري قوله إن عددا من متشددي "داعش" قتلوا، ودمّرت أسلحتهم في مدينة السخنة التي تبعد نحو 50 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من مدينة تدمر الأثرية.

 

ترمب يرى «فرصة» لتحريك عملية السلام/يوفد كوشنر وغرينبلات وباول إلى دول المنطقة «قريباً»

الشرق الأوسط/12 آب/17/أعلن البيت الأبيض أمس، أن الرئيس دونالد ترمب قرر إيفاد مسؤولين كبار في إدارته إلى الشرق الأوسط، لتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في تجديد للانخراط الأميركي المباشر في هذا الملف. وقال البيت الأبيض، في بيان، إن ترمب «يعتقد أن استعادة الهدوء والاستقرار إلى القدس، عقب الأزمة الأخيرة بخصوص جبل الهيكل - الحرم الشريف، خلقت فرصة لمواصلة النقاشات ومساعي السلام التي بدأت في وقت مبكر من إدارته». وأوضح أن الرئيس الأميركي تشاور مع أركان إدارته، بينهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وكبير موظفي البيت الأبيض الجنرال جون كيلي، ومستشار الأمن القومي الجنرال إتش آر ماكماستر، وصهره المستشار جاريد كوشنر، والممثل الخاص في المفاوضات جيسون غرينبلات، ونائبة مستشار الأمن القومي دينا باول، وسفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، وأنه بناء على هذه المشاورات قرر ترمب أن يرسل «قريباً» كلاً من كوشنر وغرينبلات وباول إلى المنطقة، «لمواصلة النقاشات مع الشركاء الإقليميين في شأن تقديم الدعم الأفضل لجهود السلام». وتابع البيان أن الوفد الثلاثي سيلتقي قادة ومسؤولين في السعودية والإمارات وقطر والأردن ومصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية. وأشار البيان إلى أن ترمب «طلب أن تركّز النقاشات على إيجاد طريقة لإجراء محادثات سلام جوهرية إسرائيلية - فلسطينية، ومكافحة التطرف، والوضع في غزة، بما في ذلك تخفيف الأزمة الإنسانية هناك، وتقوية علاقاتنا مع الشركاء الإقليميين». وجدد اعتقاد ترمب بأن السلام ممكن.

 

«خطأ بشري» وراء كارثة قطاري الإسكندرية... والسيسي يوجه بمحاسبة المسؤولين/التصادم أودى بحياة 40 شخصاً على الأقل

الشرق الأوسط/12 آب/17/وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتشكيل فريق للتحقيق في ملابسات حادث تصادم قطارين للركاب في محافظة الإسكندرية (شمال) والذي أودى بحياة أكثر من 40 شخصا وأصاب 133 آخرين يوم أمس (الجمعة)، فيما صرح وزير النقل هشام عرفات بأن الحادث ناجم عن «خطأ بشري». وقالت رئاسة الجمهورية في بيان إن الرئيس السيسي «وجه كافة أجهزة الدولة والمسؤولين المعنيين بمتابعة تطورات الحادث وتشكيل فريق عمل للتحقيق في ملابساته والتعرف على أسبابه ومحاسبة المسؤولين عنه». وأضافت أن السيسي «أعرب عن خالص تعازيه لأهالي الضحايا، مؤكدا على أن الدولة ستسخر كل إمكاناتها لتوفير الرعاية الكاملة لهم وللمصابين». وتضاربت أعداد ضحايا الحادث، فبينما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مستشار لوزير الصحة قوله إن 42 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 133 آخرون جراء حادث التصادم، أكد بيان لوزارة الصحة أن الحادث أسفر عن مقتل 40 شخصا و133 مصابا. ولم يعرف على الفور سبب الحادث، لكن مصادر أمنية رجحت أن يكون قد نجم عن خطأ في تحويل مسارات القطارات. وقال وزير النقل هشام عرفات للتلفزيون المصري إن الحادث ناجم عن «خطأ بشري»، وأضاف أن الوزارة تبذل جهودا للاعتماد بشكل أكبر على التكنولوجيا في قطاع السكك الحديدية.

وقال النائب العام نبيل صادق في بيان إنه أمر بانتقال فريق من النيابة العامة إلى موقع الحادث لإجراء المعاينة اللازمة. وأمر أيضا بندب لجنة هندسية للانتقال إلى الموقع وإجراء المعاينة اللازمة للوقوف على أسباب الحادث وتحديد المسؤول عنه. وقالت هيئة السكك الحديدية إن الحادث وقع الساعة 2.15 بالتوقيت المحلي (12:15 بتوقيت غرينتش) عندما اصطدم قطار قادم من القاهرة إلى الإسكندرية بمؤخرة قطار قادم من بورسعيد إلى الإسكندرية بالقرب من محطة منطقة خورشيد بالإسكندرية. وأضافت أن الحادث تسبب في انقلاب جرار القطار القادم من القاهرة وعربتين من مؤخرة القطار القادم من بورسعيد. وقالت وزارة الصحة في بيان إن 75 عربة إسعاف شاركت في نقل المصابين إلى مستشفيات عامة ومستشفيات تابعة للشرطة والجيش في الإسكندرية. وأظهرت لقطات وصور بثها التلفزيون الرسمي عشرات الأشخاص يتجمعون حول عربات القطارين المحطمة وجثثا مغطاة على الأرض. وقال شهود إن قوات الحماية المدنية ورجال الإسعاف وقوات من الجيش عملوا على استخراج جثث ومصابين كانوا عالقين داخل عربات القطارين المحطمة. وقال مصاب وهو يتلقى العلاج في المستشفى الجامعي بالإسكندرية: «واحنا داخلين على إسكندرية لقينا القطر وقف وفضل واقف لحد ما لقينا هبده (تصادم) ومحستش بنفسي إلا وانا تحت القطر وكان في جثث كتير تحت القطر وجابوني هنا». وقال شهود إن أحد القطارين كان متوقفا واصطدم به من الخلف القطار الثاني الذي كان مسرعا. وشهدت مصر في السنوات الأخيرة حوادث قطارات قتل فيها مئات وأرجعها مسؤولون إلى قدم القاطرات والعربات والقصور في صيانتها. وفي سبتمبر (أيلول) قُتل خمسة أشخاص وأصيب 27 آخرون في حادث خروج قطار ركاب عن مساره بالقرب من القاهرة. ووقعت أكبر كارثة قطارات في مصر عام 2002 عندما التهم حريق سبعا من عربات قطار ركاب مكتظ متجه من القاهرة إلى أسوان بجنوب البلاد. وقُتل 360 راكبا على الأقل في الحادث الذي وقع عند مدينة العياط بمحافظة الجيزة المجاورة للقاهرة. وقُتل 50 شخصا غالبيتهم أطفال عندما اصطدم قطار بحافلة مدرسية بمحافظة أسيوط في صعيد مصر عام 2012.

 

أزمة البيض الملوث تمتد إلى آسيا

الشرق الأوسط/12 آب/17 /تجاوزت فضيحة البيض الملوث حدود أوروبا بعد رصد منتجات في هونغ كونغ التي عززت مراقبة البيض المستورد من أوروبا، كما ذكر مسؤولون بعد أن تبين أن بعضها ملوث بمادة مبيدة للحشرات. وكانت السلطات الصحية الأوروبية سحبت ملايين من البيض من المتاجر وأغلقت عشرات المزارع منذ رصد مادة الفيبرونيل التي يمكن أن تضر بالإنسان. لكن في مؤشر إلى اتساع نطاق هذه الأزمة، أعلنت المفوضية الأوروبية أمس (الجمعة) أن هونغ كونغ استوردت بيضا من هولندا.وهي أول منطقة في آسيا تعلن تأثرها بهذه الأزمة. وقالت وزير الصحة في هونغ كونغ صوفيا شان اليوم (السبت) أن السلطات «تعزز» عمليات مراقبة البيض المستورد من أوروبا. وأضافت أن «مركز سلامة الغذاء يدقق في البيض القادم من أوروبا عند وصوله وعند توزيعه على حد سواء». ويعتزم الاتحاد الأوروبي الدعوة إلى اجتماع أزمة حول فضيحة البيض الملوث بمبيد الحشرات فيبرونيل ودعا الأعضاء فيه إلى «العمل معا» في وقت ارتفع عدد الدول المتضررة إلى 15 إضافة إلى سويسرا. وقال ناطق باسم السلطة التنفيذية الأوروبية أن الفضيحة طالت من دول الاتحاد بلجيكا وهولندا وألمانيا وفرنسا والسويد وبريطانيا والنمسا وآيرلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا والدنمارك. وأوضح أن المفوضية ستجمع هذه الدول في 26 سبتمبر (أيلول) «لاستخلاص العبر» من هذه الأزمة. وكان المفوض الأوروبي للصحة فيتينيس اندريوكايتيس أعلن لوكالة الصحافة الفرنسية أن المفوضية ستدعو الدول التي طالتها الفضيحة إلى اجتماع فور كشف ملابساتها. وقال في رسالة خطية: «اقترحت عقد اجتماع على مستوى عال يضم ممثلي وكالات الأمن الغذائي في كل الدول الأعضاء المتأثرة ما أن تعرض علينا الوقائع». وكانت الفضيحة بدأت الأسبوع الماضي بسحب مليون بيضة من المحلات التجارية الألمانية والهولندية. وتقدر الخسائر في هذا القطاع حتى الآن بعشرات ملايين اليورو بينما ما زالت 160 مزرعة متوقفة عن العمل في هولندا وستون أخرى في بلجيكا.

 

اليابان تنشر منظومة «باتريوت» تحسباً لصواريخ كوريا الشمالية/الرئيس الصيني دعا ترمب لتجنب التصريحات المؤججة للتوتر

الشرق الأوسط/12 آب/17 /بدأت اليابان اليوم (السبت) نشر منظومتها الدفاعية المضادة للصواريخ «باتريوت» بعد إعلان كوريا الشمالية مشروعها إطلاق صواريخ فوق الأرخبيل باتجاه جزيرة غوام الأميركية. وذكرت شبكة التلفزيون اليابانية العامة أن وزارة الدفاع بدأت اليوم نشر منظومتها الأميركية المضادة للصواريخ «باتريوت أدفانسد كابابيليتي - 3» (باك - 3) في شيمان وهيروشيما وكوشي غرب اليابان. كما ستنشر في إيهيمي غرب البلاد أيضاً. وبعد إعلان بيونغ يانغ يمكن أن تقع هذه البلدات على مسار الصواريخ الكورية الشمالية. وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية نقلت عن الجيش الخميس نيته إطلاق أربعة صواريخ تحلق فوق الأراضي اليابانية قبل أن تسقط في البحر «على بعد ثلاثين أو أربعين كيلومتراً عن غوام». وأوضحت الوكالة أن إطلاق الصواريخ سيشكل «تحذيراً أساسياً للولايات المتحدة». وأظهرت لقطات بثها التلفزيون آليات عسكرية تنقل فجراً قاذفات ومكونات أخرى للمنظومة المضادة للصواريخ وهي تدخل قاعدة عسكرية في كوشي. ولم يتم الإعلان رسمياً عن نشر منظومة «باتريوت». لكن الحكومة اليابانية تعهدت من قبل إسقاط الصواريخ الكورية الشمالية التي يمكن أن تهدد أراضيها. وذكرت وكالة أنباء «كيودو» نقلاً عن مسؤولين في وزارة الدفاع اليابانية أن الحكومة تنوي إنجاز علمية نشر المنظومة في غرب اليابان صباح اليوم. وقال البيت الأبيض في ساعة مبكرة اليوم أن على كوريا الشمالية «التخلي عن سلوكها الاستفزازي والتصعيدي»، وذلك بعدما جدد الرئيس دونالد ترمب تحذيراته لبيونغ يانغ وتحدث هاتفياً مع نظيره الصيني شي جين بينغ. من جهة أخرى، أكد البيت الأبيض أن القوات العسكرية الأميركية «على أهبة الاستعداد» لحماية غوام، وذلك بعدما هددت كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ باليستية باتجاه الجزيرة الأميركية الواقعة في المحيط الهادي. وقال البيان أن ترمب طمأن حاكم غوام إيدي كالفو في اتصال هاتفي بأن القوات الأميركية «مستعدة لضمان سلامة وأمن سكان غوام، وباقي أميركا». وفي اتصال هاتفي منفصل، رحب ترمب وشي بتبني مجلس الأمن قراراً بفرض عقوبات على كوريا الشمالية ووصفاه بـ«الخطوة الضرورية والمهمة نحو إرساء السلام والاستقرار على شبه الجزيرة الكورية»، بحسب بيان البيت الأبيض.وأضاف البيان: «كرر الرئيسان أيضاً التزامهما المشترك نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية»، مشدداً على «العلاقة الوثيقة جداً بينهما التي يؤمل أن تؤدي إلى حل سلمي لمشكلة كورية الشمالية». وتابع البيان: «اتفق الرئيسان على أن توقف كوريا الشمالية سلوكها الاستفزازي والتصعيدي»، مؤكداً أن ترمب يتطلع إلى عقد لقاء «تاريخي جداً» مع شي في الصين هذا العام.

من جهتها، قالت شبكة التلفزيون العامة الصينية «سي سي تي في» إن شي دعا الأطراف ذات الصلة إلى الحفاظ على ضبط النفس ومواصلة نهج الحوار والمفاوضات والتوصل إلى تسوية سياسية. وحض الرئيس الأميركي على تجنب الأقوال والأفعال التي من شأنها أن تؤجج التوتر الذي تشهده شبه الجزيرة الكورية.

وتبدي بكين قلقاً إزاء الحرب الكلامية المتصاعدة بين واشنطن وبيونغ يانغ والتي شملت توعداً من ترمب في أن كوريا الشمالية ستواجه «النار والغضب» إذا ما استمرت في تهديد الولايات المتحدة.

ولم يغير ترمب لهجته النارية أمس محذراً بيونغ يانغ من أنها «ستندم حقاً» إذا ما هاجمت الولايات المتحدة، بعد تأكيده على «تويتر» أن الخيار العسكري «جاهز للتنفيذ».

ودانت وزيرة خارجية كندا كريستيا فريلاند أمس التصرّفات الأخيرة للنظام الكوري الشمالي، معتبرةً أن برنامجه النووي يشكّل «تهديداً خطراً للعالم يجب أن يتوقف»، داعيةً في الوقت نفسه إلى تخفيف التوتر.

وشددت الوزيرة على أنّ «ما تقوم به كوريا الشمالية غير مقبول إطلاقاً»، مشيرةً إلى أن التصرفات الأخيرة لحكومة بيونغ يانغ «تهديد للأمن الإقليمي والعالمي». وقالت في مؤتمر صحافي: «علينا البحث عن سبل لتهدئة الوضع». وأوضحت فريلاند أنها تريد البحث عن سبل للضغط وإقناع كوريا الشمالية بضرورة وقف تصرّفاتها، وقالت الوزيرة الكندية إنّ الوضع الحالي إذا تواصل فإن نهايته لا يمكن أن تكون إيجابية لكوريا الشمالية. وأكدت أيضاً أن كندا تدعم حلفاءها بقوة وبينهم الولايات المتحدة، وقالت: «عندما يكونون مهددين، نحن موجودون».

 

ترمب لا يستبعد التدخل العسكري في فنزويلا وبيرو تطرد سفير فنزويلا... وكراكاس ترد بالمثل

الشرق الأوسط/12 آب/17 /أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الجمعة) أنه يدرس خيارات تشمل تدخل الجيش الأميركي، وذلك في ردّ منه على الأزمة السياسية المتصاعدة في فنزويلا. وأوضح ترمب للصحافيين في نيوجرسي: «لدينا خيارات كثيرة لفنزويلا، بما في ذلك خيار عسكري محتمل إذا لزم الأمر». وتابع: «لدينا قوات في كل أنحاء العالم وفي أماكن بعيدة جداً. فنزويلا ليست بعيدة جداً والناس يعانون ويموتون»، وأردف: «الخيار العسكري هو بالتأكيد طريق يمكن أن نسلكه». لكن ترمب قال إنه سيتحدث إلى نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو «ما إن تتم استعادة الديمقراطية» في فنزويلا. وكان مادورو أبدى الخميس الماضي رغبته في إجراء «محادثة» مع ترمب عبر الهاتف أو وجهاً لوجه في نيويورك حيث تنعقد في سبتمبر (أيلول) اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي رده على تصريحات ترمب، قال وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو أمس إن تهديد الرئيس الأميركي «ضرب من الجنون»، وكان من المتوقع أن تصدر وزارة الخارجية الفنزويلية بياناً اليوم للرد على تعليق ترمب. وقال بادرينو للتلفزيون الرسمي: «هذا ضرب من الجنون. هذا عمل شديد التطرف. هناك نخبة متطرفة تحكم الولايات المتحدة». وأضاف: «كجندي أقف مع القوات المسلحة الفنزويلية ومع الشعب. أنا واثق من أننا سنكون جميعاً في الخطوط الأمامية للدفاع عن مصالح وسيادة فنزويلا الحبيبة». وقال وزير الاتصالات إرنستو فيلغاس إن تصريح ترمب «تهديد لم يسبق له مثيل للسيادة الوطنية». وأضاف في تغريدة عبر «تويتر»: «استدعاء السلك الدبلوماسي لوزارة الخارجية غداً عندما تصدر بياناً لمواجهة التهديد الإمبريالي لفنزويلا». من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها لم تتلق أي أوامر في شأن فنزويلا من الرئيس ترمب، وقال الناطق باسم البنتاغون إريك باهون: «لم نتلق أي أوامر». وأحال باهون الأسئلة إلى البيت الأبيض. وفي بداية أغسطس (آب) الجاري فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الرئيس الفنزويلي الذي وصفته بأنه «ديكتاتور». وجاء موقف واشنطن غداة انتخابات الجمعية التأسيسية المثيرة للجدل التي دفع مادورو باتجاه إجرائها على رغم رفض المعارضة لها. وتعاني فنزويلا من ركود مع نقص في الغذاء والدواء، وقتل ما يربو على 120 شخصاً في احتجاجات مناهضة للحكومة منذ أبريل (نيسان). من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية البيروفية أمس أنّ بيرو أمرت بطرد سفير فنزويلا بسبب «خرق كراكاس للحكم الديمقراطي» في عهد مادورو. وقالت الخارجية البيروفيّة إنّ لدى السفير دييغو موليرو خمسة أيّام لمغادرة بيرو، وذلك بعدما عبّرت ليما عن إدانتها لإقدام فنزويلا على «خرق الحكم الديمقراطي». وكان الكونغرس البيروفي صوّت هذا الأسبوع على طرد السفير الفنزويلي. من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الفنزويلي أمس أن قوات الأمن اعتقلت قائدي الهجوم الذي استهدف في السادس من أغسطس قاعدة عسكرية في شمال فنزويلا. وقال وزير الدفاع على حسابه على «تويتر» إن «المنفذين العملي والعقائدي للهجوم العسكري والإرهابي على قاعدة باراماكاي أوقفا». والرجلان هما الكابتن السابق خوان كاغاريبانو سكوت واللفتنانت جيفرسن غارسيا، حسبما قال الوزير الفنزويلي. وكانت المجموعة بقيادة كاغاريبانو الذي كان يعيش في المنفى بعدما طرد من الجيش في عام 2014 بتهمة العصيان والخيانة. وقال بادرينو إن «عملية الاعتقال هذه تشكل ضربة قاسية للإرهاب الفاشي الذي يمارسه اليمين الفنزويلي في الأشهر الأخيرة». وأضاف أن «من يخون الوطن ومن يرفع السلاح ضد القوات المسلحة الفنزويلية سيتلقى عقاباً نموذجياً». وكان نحو عشرين مسلحاً هاجموا القاعدة فجر الأحد الماضي. وقتل اثنان منهم خلال المعارك التي استمرت ثلاث ساعات، واعتقل ثمانية آخرون أحدهم مصاب بجروح. وقبيل الهجوم ظهر خوان كاغاريبانو في تسجيل مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، محاطاً برجال ببزات عسكرية ومدججين بالأسلحة. وأعلن أنه يخوض تمرداً على سلطة الرئيس نيكولاس مادورو، معتبراً أن حكمه «استبداد غير مشروع».

 

قناة تواصل سرية بين واشنطن وبيونغ يانغ/ترمب أكد «جاهزية» الخيار العسكري... وروسيا واليابان تستنفران

الشرق الأوسط/12 آب/17 /رغم التوتر المتصاعد في شبه الجزيرة الكورية والتصعيد المتبادل بين واشنطن وبيونغ يانغ، كشفت مصادر أمس عن قناة تواصل سرية منذ أشهر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولين أميركيين، لم تسمهم، وآخرين مطلعين على العملية، أن الاتصالات يقوم بها بشكل مستمر جوزيف يون، مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشؤون كوريا الشمالية، وباك يونغ إل، وهو دبلوماسي بارز من بعثة كوريا الشمالية في الأمم المتحدة. في الوقت نفسه، شدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لهجته ضد كوريا الشمالية، مؤكداً في تغريدة، أمس، أن الخيار العسكري ضد كوريا الشمالية «جاهز للتنفيذ». وإزاء هذا التصعيد الأميركي - الكوري الشمالي، كشف مصدر روسي عن رفع درجة التأهب القتالي للمنظومات الصاروخية للدفاع الجوي في القوات الروسية في منطقة أقصى شرق روسيا، في حين عززت اليابان عمليات الاستطلاع تحسبا لصواريخ قد تطلقها كوريا الشمالية. من جهتها، دعت بكين واشنطن وبيونغ يانغ إلى التهدئة وإلى «توخي الحذر».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هجمة الإحتلاليين السوري والإيراني وصحوة الموت

الدكتورة رندا ماروني/12 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57882

حدث ليس بالعابر في تاريخ لبنان له دلالات وأبعاد لما ستكون عليه المرحلة المقبلة، ويشكل مفترق طرق لوجهة لبنان ولوجهه المستقبلي، هل سيستطيع لبنان تجاوز ما يحاك له وحوله من مؤامرات خبيثة؟

ضجة سياسية مكتومة من بيان وضجة وإعلامية مجاهرة على المنابر رسمت سياسة واحدة، باستعادة إحياء ما قد دفن كشريط يدور في رأس محتضر شارف على الموت ليستعيد ذكريات مسجلة في الذاكرة ويحن لاسترجاع ما فات فيما هو لا يدري أنه ينازع وعلى شفير الموت.

يسترجع الشريط المسجل ليشعر فعلا أنه في ذاك الزمان منفصلا عن الواقع يعيش في غيبوبة، غيبوبة شارفت على النهاية.

من يقرأ منطقيا يرى أنه في حضور اللامنطق، حضور معمم في أفواه سياسيين وصحافيين وإعلاميين ورؤساء محطات تلفزيونية ومؤسسات إلكترونية كلها مجهزة لنطق اللامنطق، وكأن كلمة سر تحركها وساعة صفر تدفعها لتلوك ألسنتها نفس العبارات المحضرة للترويج، لتستعيد زمان فات كأن شيئا لم يحدث لعقارب الساعة، تسير إلى الوراء لتقف في زمان نشوتها، نشوة الموت، نشوة الدمار، نشوة الاستعلاء.

فالتنسيق عاد بأمر من الأعلى، ليجاهر به المأمور والاتفاقيات المدفونة تنبش من القبور لإعادة إحياءها، وكيف لا وقد دقت ساعة الصفر وصدرت الأوامر، مظنة أنها استعادت عصرها الذهبي.

فالغوغائية الحاضرة لمسامعنا اليوم ليست صدفة بل أتت نتيجة تقاعس طاقم سياسي خرج عن مطامح وتطلعات الإرادة الشعبية التي أولته ثقتها ليغرد بعيدا عما هدفت إليه هذه الإرادة.

وليس صدفة أن تتخم هذه الصحوة بالأماني والأمنيات باستعادة ما فات طالما أن من يواجهها هو في وضع المستسلم والمسلم بكامل إرادته أوراقه الرابحة وليس كما يدعي بأنه مستسلما بأمر الواقعية السياسية.

ولم تستثني هذه الصحوة الجيش اللبناني من مشاريعها المنتفخة، لترسم له خطة قتالية عليه أن يتبعها ويسير بها تسليما أيضا بالواقعية السياسية والإستراتيجية معا المروج لها، فالمعركة متداخلة وداعش محاصرة بين جيشين ثالثهما حزب الله وعلى الجيش اللبناني التنسيق.

في المعلومات البسيطة التي يدركها أي قارئ، حزب الله موضوع على لائحة الإرهاب كما نظام بشار الأسد الساريني مصنف بالنظام القاتل الواجب السقوط، وفي الوقت نفسه لبنان من الدول المشاركة في الحرب على الإرهاب، والجيش اللبناني هو الموكل بتنفيذ هذه الشراكة، فكيف يجوز الجمع بين من هو موكل بالحرب على الإرهاب وبين من هو مصنف بالإرهاب؟

فإذا كانت هذه الحسابات تجوز في منطق اللامنطقيين الداخليين فإنها لا تجوز ولن يسمح بها في المنطق الدولي، على الأقل علنا لأننا لا ندري ما يدور في الأروقة الداخلية للحسابات الخارجية.

لقد نشرت مؤسسة فورن بوليسي جدولا مفصلا بالأرقام والأنواع لمساهمات دول التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب التي قاربت عددها الستين دولة ووضعت جدولا للتطورات الرئيسية في التزامات الشركاء في التحالف بما في ذلك تاريخ الضربات الأولى من قبل كل دولة تشارك في الحملة الجوية ومجموع ما أعلن مؤخرا عن المساعدات العسكرية والإنسانية التي ساهم بها مختلف الشركاء .

وقد التزم لبنان بأن يقاتل داعش ضد التعدي على حدوده. وقد ورد في البيان الختامي للمجلس الأعلى للدفاع اللبناني بأنه عضو في هذا التحالف الدولي وملتزم بمحاربة الإرهاب.

فهل الإصرار على مشاركة الجيش في حربه ضد الإرهاب جنبه وخلفه وأمامه سيلغي التصنيف الدولي عن حزب الله ونظام بشار؟

لقد حذرت سفيرة واشنطن في لبنان إليزابيث ريتشارد المرجعيات اللبنانية من أي تعاون قد يحصل بين الجيش اللبناني وحزب الله بدلالة واضحة على توجهات السياسة الأميركية وموقفها الواضح من حزب الله، الذي أكده أيضا الاتصال الذي جرى بين قائد المنطقة الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل بقائد الجيش جوزف عون حيث فضل عدم التنسيق ميدانيا مع حزب الله أو الجيش السوري.

ومن ناحية أخرى أعلنت المندوبة الأميركية الدائمة في الأمم المتحدة نيكي هايلي عزم واشنطن على إدخال تعديلات على قوات حفظ السلام المؤقتة في جنوب لبنان لتشمل توسيع نقاط العمل من منطقة جنوب الليطاني حتى الحدود الشرقية.

هذه المواقف المتتالية تؤكد عزم الولايات المتحدة الأميركية على عزل حزب الله ومحاصرته وقطع طريق الإمدادات عنه، فهل ستسير الأمور حسب الرغبة الأميركية المعلنة أم هناك مفاجئات غير معلنة؟

من المؤكد إن الأحداث الأخيرة التي شهدها لبنان في جرود عرسال وما يتبعها من مواقف وتحضيرات سيقرر مصير لبنان ووجهة سيره، فإما أن يكون ملحقا بالنظام الإيراني وإما أن يكون محايدا بحمى قوات حفظ السلام الدولية، ولكن من المؤكد أيضا أن ما يدور لا دور فيه للمستسلمين الداخليين بحجة الواقعية السياسية، أما أنتم أيها الملحقين المغشوشين التابعين، نقول لكم اطمئنوا لقد اجتمعوا في اللقلوق.

صحوة الموت

واستذكار الذكريات

لزمن ولى

وزمان فات

أوهام إحيائها

بعد الوفاة

بأوامر علية

حاسمة الثبات

تتلى لأزلام

تابعة تقتات

ولائها مبرم

في وضع استمات

لنصرة احتلال

وكسر فئات

وطنية أبية

عاصية على

النيل منها

ولو حيك لها

أقوى المؤامرات

فهي في

صحوة الموت

تظن أنها

قادرة على

استعادة تاريخ

وعلى الإسكات.

 

ليس صحيحاً ما يقوله «المستقبل» عن قرار دولي بتسليم لبنان لـ «حزب الله» ؟

حازم الامين/الحياة/الأحد 13 آب 2017

يردد وزراء ونواب من تيار «المستقبل» اللبناني هذه الأيام مقولة مفادها بأن هناك قراراً دولياً وإقليمياً بتسليم لبنان لحزب الله، وهم يعتقدون أنهم بهذا يردون عن أنفسهم سهام هزيمة لحقت بهم جراء تصدر حزب الله حكومتهم وبلدهم ومستقبلهم، وهذه أيضاً، للأسف، حكومتنا وبلدنا ومستقبلنا.

هذه المقولة هي جوابهم عن كل شيء. عندما تسألهم عن النفط يجيبونك بها، وعن الفساد أيضاً، ناهيك بأن جوابهم عن أسباب خذلانهم اللاجئين السوريين وعن «ملحمة» الجرود وتراجيديا عرسال.

والحال أن مراجعة سريعة وغير مرهقة لحقيقة ما يرددون تصيبك بالحيرة، ذاك أن اعتقاد هؤلاء لا حقائق صلبة تدعمه. البعد الدولي للقرار المزعوم لا ينسجم مع الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية لتنفيذ برنامج عقوبات واسع على حزب الله، وهي عقوبات لن ينجو منها لبنانيون كثر على ما يبدو! أما لجهة البعد الإقليمي، فتلوح أمام المرء عقبات كثيرة تعيق اقتناعه بما يقوله قادة تيار «المستقبل». لا أحد باستثناء إيران والنظام في سورية، من مصلحته أن يُسلم لبنان لحزب الله. وعندما تحضر كلمة «إقليمي» تحضر أيضا إسرائيل بصفتها علامة رئيسة لهذه العبارة. فهل يصح أن ثمة قراراً إسرائيلياً بتسليم لبنان لحزب الله.

وظيفة هذه المقولة هي رد الهزيمة عن النفس وإلحاقها بالعالم. فحزب الله انتصر على «المستقبل» وعلى غيره من القوى الطائفية والسياسية التي كانت تناصبه الخصومة. وهو انتصر لأسباب لها علاقة أيضاً بطبيعة تلك القوى، وبالمضامين الأخلاقية لممارساتها. فهي تصرفت بالتفويض الانتخابي الذي أعطي لها في 2009، على نحو أسوأ مما يمكن أن يأتي به ضعيفو خيال وحيلة وأخلاق. الحزب انتصر على خصوم فاشلين، وبموازاة انتصاره عليهم، لم يتمكن من فرض نصره على غيرهم. انتصر على مشهد سياسي في لبنان، إلا أنه لم ينتصر على القواعد الاجتماعية لفيديرالية سلوكات الجماعات اللبنانية. انتصر على سعد الحريري ولم ينتصر على مشهد كورنيش المنارة، وانتصر على سمير جعجع ولم ينتصر على أنماط عيش أهل الأشرفية.

لا قرار دولياً وإقليمياً صدر بتسليم لبنان لحزب الله. ثمة قرار داخلي اتخذه خصوم مزعومون لحزب الله بالترويج لهذه المقولة، يغطون به استعاضتهم عن الاعتراف بالهزيمة وبالفساد والغنائم، ويستبقون فيه انكشاف فشلهم أمام من فوضهم تمثيله. حزب الله نفسه سيضيق بهذه المقولة، ذاك أنها ترتب عليه ما لا يرغب الآن في أن يوكل إليه. والحزب إذ يعرف أن خصومه يترنحون، سيشعر لاحقاً أن أعباءهم أكبر من عوائدهم. ناهيك عن أن المهمة في سورية تقتضي خصوماً في لبنان، وارتخاء الداخل سيُطفئ عصب التجنيد، وسيجعل من الحرب خارج الحدود مهمة روتينية، وهذا لا يُساعد على الإنجاز. أما الغنائم في الداخل، فهو مجبر على توزيعها وفق حسبة الطوائف وأحجامها. فهو قد ينتصر على السنة اللبنانيين في عرسال إلا أنه لا يستطيع تجاهل حصصهم في الوزارات، وهو قد يأتي برئيس للجمهورية من خارج قناعة المسيحيين، إلا أنه أيضاً سيجد نفسه أمام رئيس مسيحي في النهاية. سيضجر الحزب من هذا النصر وسيكتشف صعوبة اكتماله، وسيجد نفسه أمام استحالات غير مسبوقة، فكيف يمكن لمنتصر أن لا يكون حاكماً مطلقاً، وأن لا يفرض قيمه؟. النصر خارج الحدود لا قيمة له داخلها، إلا إذا توافر للمنتصر خصم داخلي يرغب في الاستعاضة عن هزيمته بشراكة صغيرة في المستقبل وواسعة في الغنائم.

سينوء حزب الله بأثقال انتصاره الداخلي إذا ما سلم بمقولة «المستقبل» عن مزاج دولي بإهدائه لبنان. فبالنسبة للحزب هذه هدية مسمومة، وهو اليوم إذ ينعم بنجاحه في توظيف لبنان في برنامجه الإقليمي، يعرف تماماً أن نجاحه هذا شرطه أن تكون للبنان صورة أخرى غير تلك التي يمكن أن تلوح للمرء بصفتها صورة لدولة حزب الله. والحزب غير المنتصر في الداخل وغير المُعمم على حياة اللبنانيين سيكون أقوى وأكثر فعالية من ذلك الذي أنجز السيطرة الكاملة على أنماط عيش هؤلاء. الحزب يدبر حاجاته عبر إدارة للصيغة من خارجها. حين يصبح صلبها ومضمونها سيصطدم بحقيقة أن طوائف كبرى شريكة له فيها. حين سيذهب إلى الحرب سيحملها معه. أما اليوم، ووفق معادلة السلطة من خارج السلطة، فهو انتزع تفويضاً بالحرب من دون أكلاف الشراكة فيها. لن تصح مقولة «المستقبل». حزب الله نفسه سيقاومها. لبنان ليس أكثر من مساحة في ملعب أوسع، وجل طموحات الحزب أن تبقى البيئة الشيعية فيه معبأة بانتظار مزيد من المهمات خارج الحدود، وهذا ما يؤمنه احتقان مذهبي وخصوم يكابرون على الهزيمة ولا يعلنون الاستسلام النهائي. ماذا يعني أن تنتصر قوة لبنانية في سورية؟ الأرجح أن ذلك لا يعني شيئاً إذا ما احتسب لبنانياً. النصر في سورية يبقى هناك، و «المستقبل» إذ يرغب في سحب نصر الحزب إلى لبنان، سيواجه بمقاومة الحزب هذه المساعي. الحزب يعرف أن لبنان لا يستقيم تحت سلطته المطلقة. الأصوات التهديدية التي تصدر عن إعلامه تؤشر إلى شعوره بأن الأمر لم يستتب له. ويعرف الحزب أيضاً أن «المستقبل» لا يملك تفويضاً لإعلان هزيمة السنة في لبنان، والأرجح أن يبدأ بالبحث عن خصوم سنة تــــتوافر فيهم بعض الرغبة في المواجهة. ويبدو أن كثراً يستعدون، وأشرف ريفي لن يكون الوريث الوحيد.

 

مَن المسؤول عن تراكُم الدين العام؟

بروفسور جاسم عجاقة/الجمهورية/12 آب 2017

بلغ الدين العام اللبناني مستويات خطيرة يصعب معها على الدولة السيطرة على الإنتظام المالي. هذا الواقع يُنذر بمرحلة قادمة ستكون زيادة الضرائب عنوانها الأساسي كما تنص عليها النظرية الإقتصادية «دين اليوم هو ضرائب الغد». وبالتالي يُطرح السؤال الأساسي: كيف وصل الدين العام إلى هذا المُستوى وما هي الحلول للخروج من هذه الأزمة؟   لا يُخفى على أحد أن مستوى الدين العام الذي وصل إليه لبنان (77 مليار دولار أميركي في تمّوز 2017 أي 154% من الناتج المحلّي الإجمالي) أصبح مُقلقًا ويطرح السؤال عن مدى إمكانية السيطرة عليه في ظل تراجع النمو الإقتصادي وعدم ظهور بوادر إيجابية لتحفيز هذا النمو وغياب السياسات الإقتصادية وإرتفاع نسبة الهدر والفساد. كل هذا يؤدّي إلى مخاوف حقيقة لا تمّحوها أحلام إستخراج البترول ولا القوانين الإنتخابية.

النظرية الإقتصادية

النظرية الإقتصادية لا تمنع الإستدانة خصوصًا أن لها فوائد على صعيد الرافعة (Leverage) أي أنها تُعظّم المردود المالي للدولة إذا ما كان مستوى الدين في نطاق مقبول. من هذا المُنطلق، وضعت القوى الإقتصادية المُتطوّرة معايير تضبط من خلالها مستوى الدين العام على مثال الإتحاد الأوروبي الذي وضع عتبة الـ 60% من الناتج المحلّي الإجمالي كحدّ أقصى للإشتراك في العملة المُوحّدة. تنصّ النظرية الإقتصادية على أن المالية العامّة للدوّلة تخضع لعدد من القيود من ناحية أن تمويل النفقات الإجمالية في الميزانية لكل سنة مالية من الضرائب أو من الإصدارات لسندات خزينة.

هذه القيود تُترجم في المُعادلة الحسابية التالية:

الإصدارات الجديدة (أو زيادة الدين العام) + الإيرادات الضريبية = خدمة الدين العام + الإنفاق العام. من هذا المُنطلق نرى أن الدوّلة لا يُمكنها أن تُغطّي إنفاقها إلا من خلال الإستدانة أو الضرائب. وبما أن الضرائب في معظمها هي ضرائب على النشاط الإقتصادي، لذا من الطبيعي القول أنه في حال تراجع الإقتصاد هناك إلزامية للدوّلة اللبنانية للجوء إلى الإستدانة بهدف تغطية نفقاتها. الإنضباط المالي للدولة، أو ما يُعرف بالسيّطرة على خدمة الدين العام، يتمّ من خلال الحفاظ على فائض أوّلي أعلى من قيمة خدمة الدين العام. وبالتالي وفي حال إستحالة هذا الأمر يتمّ خفض الإنفاق إلى درجة توازن المُعادلة السابقة تحت طائلة إرتفاع الدين العام. بمعنى أخر، إن سياسة الإنفاق المُفرط (كما هي الحال في لبنان) تبقى المسؤول الأول عن إرتفاع الدين العام خصوصًا إذا ما كان النمو الإقتصادي عاجزا عن تأمين مداخيل ضريبية كافية. وبتعابير إقتصادية، تزيد قيمة الدين العام إما لأن الدولة تُسَجِّلُ ضعفًا أوعجزاً في الميزان الأوّلي أو لأن الفجوة بين سعر الفائدة الحقيقي ومعدل النمو يزيد.

واقع أليم

الدين العام اللبناني إرتفع بشكل جنوني منذ نهاية الحرب الأهلية في لبنان من 3.39 مليار دولار أميركي في العام 1993 إلى 76.84 مليار دولار أميركي في نهاية تمّوز العام 2017 مع مُعدّل وسطي يبلغ 3.1 مليار دولار أميركي سنويًا. وبالنظر إلى أسباب تراكم هذا الكمّ من الدين العام، نرى أن عجز الموازنة – أي بمعنى أخر الإنفاق العام – يُشكّل الأساس من هذا الدين العام. وتُشير الأرقام أن العجز منذ أخر موازنة في العام 2004 وحتى نهاية العام 2016 بلغ 40.7 مليار دولار أميركي تراكميًا. وبالتالي فإن الدين العام الذي نتج خلال العقدين الأخيرين ناتج بكل وضوح عن الإنفاق غير العقلاني الذي إتبعته الحكومات المُتتالية. هذا الإمعان في الإستدانة لتغطية العجز في الموازنة (والناتج عن الإنفاق غير العقلاني) يدلّ على مدى قصر النظر في تقييم تداعيات الحجم الهائل للدين العام. ومع تراجع المالية العامة ومعها قدرة الدولة على الإستثمار في الماكينة الإقتصادية لتحفيز النمو الإقتصادي بحسب ما تنص عليه نظرية كينيز، أصبحت الدوّلة اللبنانية مُلزمة بالإستدانة لتغطية إنفاقها الذي لا ينفك يزيد يومًا بعد يوم خصوصًا مع سياسة التوظيف العشوائية في القطاع العام والهدر غير المقبول في مؤسسة كهرباء لبنان. على هذا الصعيد تُشير أرقام وزارة المال إلى أن مجموع تحويلات وزارة المال إلى مؤسسة كهرباء لبنان منذ العام 2008 وحتى اليوم بلغت 16 مليار دولار أميركي في حين أن خدمة الكهرباء التي تؤمّنها مؤسسة كهرباء لبنان للمواطن لا تعكس حجم التحويلات.

ضرورة الإصلاحات

من هذا المُنطلق نرى أن هناك ضرورة لوقف تزايد العجز في الموازنة الذي بلغ نهاية 2016 خمسة مليارات دولار أميركي. وهذا الأمر لا يُمكن القيام به إلا من خلال لجم الإنفاق غير العقلاني المُتبع. ولجم الإنفاق يفرض إصلاحات جذرية غير موجودة في مشروع موازنة العام 2017، كتحرير قطاع الكهرباء، وقطاع الإتصالات، وسياسة ضريبية تحفيزية، والشراكة بين القطاع العام والخاص، وتقييم موظفي القطاع العام وغيرها من الإصلاحات الأساسية. ولا يُمكن نسيان قانون محاربة الفساد الذي، وفي ظل الأرقام التقديرية التي قمنا بها، يُكلّف الإقتصاد اللبناني 10 مليارات دولار أميركي سنويًا منها 5 مليارات خسائر مباشرة على خزينة الدولة (تهرّب ضريبي، هدر، فساد...) و5 مليارات خسائر غير مباشرة من خلال غياب الفرص الإقتصادية. يبقى السؤال عن نيّة وقدرة السلطة السياسية على القيام بهذه الإصلاحات في ظل إنقسام سياسي عامودي وأفقي يجعل من كل ملفّ على طاولة مجلس الوزراء ملفا خلافيا، وفي ظل إقتراب الإنتخابات النيابية التي يعتبرها السياسيون أجمع مفصلية في تاريخ الأحزاب اللبنانية.

الضرائب آتية لا محالة

كما سبق الذكر أعلاه، نرى أن الوسيلتين الوحيدتين أمام السلطة لتغطية النفقات هي عبر الإستدانة أو عبر الضرائب. وبما أن الإستدانة بلغت مستويات تاريخية مع 77 مليار دولار أميركي وبالتالي، سيكون هناك قيود وكلفة أكبر على الإستدانة، نرى أن السلطة ستتوجّه أكثر فأكثر في الأعوام القادمة نحو فرض الضرائب لتغطية نفقاتها وهذا ما سيُدخلها في حلقة مُفرغة تؤدّي إلى إضطرابات إجتماعية في ظل غياب النمو الإقتصادي. في الختام، لا يسعنا القول إلا أن المَثَلْ اللبناني الشهير «ما حدا بيتّعلم إلا من كيسو» ينطبق على السلطة السياسية التي لم تتعلّم دروسا من الأزمة اليونانية وما يُعانيه الشعب اليوناني، بل تُمعن في إيصال المالية العامّة إلى هوّة لن تكون العودة منها سالمة.

 

الوزراء ذاهبون الى سوريا بصفة رسمية

شربل الأشقر/الديار/12 آب 2017

بعد جلسة مجلس الوزراء التي كادت تنفجر على خلفية زيارة كل من الوزير حسين الحاج حسن والوزير غازي زعيتر إلى دمشق بصفتهم وزراء في الحكومة اللبنانية في زيارة تجارية واقتصادية ويرافقهم بهذه الزيارة 40 رجل أعمال، تقول أوساط معراب أنّ أولوية القوات هي الانفتاح على جميع القوى السياسية في تشكيل حكومة وطنية قائمة على التوازنات بين جميع الأفرقاء لخدمة المواطن وإعادة هيبة الدولة وهيبة الجيش اللبناني وجميع مؤسسات الدولة، وتبيَن أنهُ منذ العام 2005 وانسحاب الوصاية السورية لم يستطع أي فريق داخلي الحسم على فريق آخر، ولن يستطع أي فريق الحسم على آخر، فكان لا بد من استراحة المحارب واستبعاد الملفات الخلافية بانتظار ما ستقررهُ الدول العظمى بالإضافة إلى طهران والرياض بشأن الملفين السوري واللبناني.

 وأشارت الاوساط الى انه اذا أراد البعض بحث الملفات الخلافية فنحن لها وسنعارض بكل قوانا، فمن يريد الخروج عن التوافق سنواجهُهُ بالموقف حتى آخر رمق، وتضيف الأوساط، أنّ القوات اللبنانية ليست متمسكة بالحكومة على حساب مبادئها. فمنذ وقت ليس ببعيد أصبح هنالك ثلاثة تجاوزات، فالتجاوز الأول كان في ملف عودة النازحين حيث أراد البعض التنسيق بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية وإعطاء النظام السوري شرعية هو بأمس الحاجة إليها بحكم الجغرافيا والتاريخ، والتجاوز الثاني كان معركة جرود عرسال والمطالبة بالتنسيق مع الجيش السوري دون استئذان أحد، أمّا التجاوز الثالث فهو ذهاب بعض من وزراء حزب الله وأمل الى سوريا بصفة وزارية متخطين رفض رئيس الحكومة والتوافق التي قامت عليها الحكومة.

وتضيف المصادر أنّ القوات اللبنانية وحلفاءها سيعارضون أي تطبيع مع النظام السوري وبكل الوسائل السلمية وسنكون لها بالمرصاد وأننا أسقطنا مع حلفائنا ثلاثة مواضيع التطبيع وإذا إستمر النظام بالمحاولة مع حلفائه اللبنانيين، وإذا أراد النظام السوري طرح ملفات خلافية فنحن على أهب الاستعداد لطرح كل الملفات بدءاً بالوصاية السورية على لبنان وصولاً الى ملف حزب الله.

 أمّا في ما يختص بتعيين سفير جديد في سوريا فالقوات اللبنانية كانت تطمح إلى قطع العلاقات الديبلوماسية مع سوريا، لكن لكي نحافظ على جزء لو بسيط من التوافق في البلد وفي مجلس الوزراء تضيف الأوساط، أنّ تبادل السفراء بين لبنان وسوريا هو روتين إداري، كما أنّ التوافق الداخلي منعنا من افتعال خلاف مع المكونات المؤيدة للنظام السوري وحفاظاً على الهدنة الداخلية وافقنا على تعيين السفير اللبناني في سوريا، وتضيف الأوساط أنه رغم تعيين السفير فإن القوات اللبنانية لا تريد إعطاء صك براءة للنظام السوري. أمّا في ما يختص بالكهرباء التي تزودنا بها سوريا فتقول الأوساط انّهُ الحد الأدنى الروتيني الإداري التقني ولا يجب على سوريا أن تنسى أنّ لبنان استقبل أكثر من مليون ونصف المليون من النازحين السوريين ما زاد في عجز خزينة الدولة فأقل الإيمان أن تزودنا بالقليل من الكهرباء.

 وتضيف الأوساط أنّ لبنان جزء من منظمة الدول العربية وعندما تعود سوريا إلى هذهِ المنظمة سيدرس لبنان إعادة العلاقات مع دمشق. أمّا عن وجود سوريا في الأمم المتحدة فيعود الفضل إلى روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق الفيتو في مجلس الأمن. لكن لا توجد علاقات ديبلوماسية بين واشنطن والاتحاد الأوروبي ودمشق بل يوجد تنسيق استخباراتي بين الدول الغربية وسوريا، وأشارت الاوساط الى أنّ من وجهة نظر القوات العلاقات بين بيروت ودمشق الطبيعية لن تعود قبل سقوط النظام وبالانتظار هنالك حقبة تصريف أعمال بالحد الأدنى نظراً للحدود الجغرافية حفاظاً على مؤسسات الدولة وعلى السلم الأهلي وعلى جو التوافق داخل مؤسسات الدولة والقوات لن تعطي أي شرعية لأي وزير يزور سوريا.

 أمّا بالنسبة لحزب الله فتقول اوساط معراب: لن نعترف بسلاحه وهو مكون لبناني أساسي، لكن نرفض مشاركتَهُ في الحرب السورية ولا أحد يستطيع نزع سلاحهُ سوى توافق بين واشنطن وموسكو وطهران والقوات لن تتوقف عن المطالبة بنزع سلاحهُ حتى لو كانت هنالك هدنة سياسية بين الحزبين للمحافظة على السلم الأهلي وللمحافظة على المؤسسات. لكن تشك الأوساط في أنّ حزب الله ومعاركهُ لها أجندة لبنانية بل لها أجندة إيرانية ممانعة عدوها الاستراتيجي الكيان الصهيوني.

 في المقابل تؤكد مصادر وزارية ان الرئيس سعد الحريري، لم يظهر ايّ عرقلة لذهاب الوزراء الى سوريا بصفتهم الوزارية وبشكل رسمي لمتابعة كل القضايا المشتركة بين البلدين.

 وترى المصادر ان القوات تحاول ان تؤدي دوراً مسيحياً لأهداف سياسية باتت معروفة وليست خافية على أحد، ولكن ما يسهى عن بال القوات، تضيف المصادر، ان المسيحيين بعد معركة عرسال ودحر «جبهة النصرة» اصبحوا اكثر استدراكاً من يحمي المسيحيين ومن يريد ان يعيدهم الى التقوقع، فباتوا يعلمون ان كل الشعارات المسيحية التي رفعت في السابق ما هي الاّ أحقاد، فها هي القوات اليوم تحاول الانفتاح على حزب الله، ونحن نعرف، تضيف المصادر، ان كل ما يصدر من الدكتور سمير جعجع ما هو الاّ تصعيد لا يقدّم ولا يؤخر في التسويات الجارية في المنطقة ومنها لبنان.

 وتقول المصادر «كفى مزايدات، وكفى دق اسفين المذهبية في نفوس المسيحيين لأنهم لن يقعوا في الفخ مجددا».

 

جعجع في زحلة لـ"تطويق" ميريام سكاف

خالد عرار/الديار/12 آب 2017

أصيبت العلاقات المسيحية الإسلامية في منطقة البقاع الأوسط بارتجاجات عميقة، بفعل نتائج الإنتخابات النيابية التي جرت عام 2009 وما سبقها من عمليات تحريض طائفي ومذهبي، هذه الإرتجاجات تحتاج إلى إعادة توازن، وإعادة التوازن تحتاج إلى إعادة إنتاج طبقة سياسية تعمل على ترميم ما صدعته هذه الإرتجاجات من خلال بناء جسور التواصل بين مدينة زحلة وقرى قضائها، وإقتسام القرار السياسي الذي يخص المنطقة بكاملها. وهناك قوى سياسية تعمل وفق هذه الرؤية.

وكلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يزور مدينة زحلة وسيمكث فيها ليومين، عن خوض المعركة الإنتخابية المقبلة بعيدا عن التيار الوطني الحر لأن مصلحة كل منا أن يكون لوحده، هذا الكلام يدل على جدية عملية إعادة التوازن لمنطقة البقاع الأوسط.

وتقول مصادر قواتية ان زيارة جعجع الى زحلة، جاءت لشد العصب القواتي بعدما إطلع جعجع على آخر إستطلاع أجرته شركة بتكليف منه للوقوف على مدى إلتزام القواتيين بأي قرار تتخذه القوات اللبنانية في شأن الإنتخابات النيابية المقبلة. وكانت نتيجة الاستطلاع أن 60% من القواتيين يلتزمون بأي قرار انتخابي.

وتقول مصادر زحلاوية متابعة أنه سبق زيارة جعجع إلى مدينة زحلة حملة واسعة لإختيار مرشحين له في المدينة يتمتعون بمميزات وازنة وتمثيلية، وفي سياق هذه الحملة استقبل جعجع شخصيات زحلاوية كاثوليكية وأورثوذكسية وأبلغهم بأنه سيخوض الإنتخابات في البقاع الأوسط بمفرده وقد لا يستطيع الفوز إلا بمرشح واحد بشكل أكيد. وطلب من هذه الشخصيات الإنتساب للقوات اللبنانية وليس الإنتساب للتكتل النيابي فحسب لأنه في المرحلة المقبلة سيكون مرشحا (أي جعجع) لرئاسة الجمهورية، وتتابع المصادر أن مرشح القوات اللبنانية الجدي هو الدكتور ميشال فتوش والترشيحات الأخرى ستكون لمساعدة فتوش بالصوت التفضيلي. وأشارت المصادر الزحلاوية أن هدف زيارة جعجع الفعلي الى زحلة هو لتطويق ميريام سكاف عقيلة الوزير والنائب الراحل الياس سكاف والدليل أنه سيعتمد ميشال فتوش كمرشح كاثوليكي جدي للقوات اللبنانية في مدينة زحلة. وإذا ما رشح آخرين سيكون الهدف من هذا الترشيح هورفع عتبة مرشحه الجدي.

أما رعاية وجضور سمير جعجع للعشاء السنوي الذي أقامته منسقية القوات اللبنانية في زحلة، يأتي ردا على العشاء الذي أقامه ميشال ضاهر وحضره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وأوضحت المصادر أن جعجع حاول في كلمته التي ألقاها بعد ظهر أمس اللعب على غرائز الناس للتعويض عن الخسائر التي سببتها ترهل منسقية القوات في زحلة وفشل نوابه في عملية تأمين الحد الأدنى من الإنماء في المنطقة وأيضا للتعويض عن موقفه من حزب الله الذي قدم انتصاره الأخير في جرود عرسال لكل اللبنانيين، والذي إعتبرته قواعد القوات بأنه إنجاز كبير، واللعب ايضا على غرائز الناس يأتي تعويضا على موقفه من عودة النازحين السوريين والتي لم تحصل من دون التنسيق مع الحكومة السورية والتي لا تحتاج إلى شرعية من أحد.

ولفتت الأوساط الزحلاوية إلى إستحالة قيام أي تحالف بين القوات اللبنانية والوزير أشرف ريفي لسببين الأول يتعلق بجعجع الذي لا يريد إغضاب السعودية والثاني يتعلق بريفي لأن الأخير لا يريد إغضاب أهل السنة بسبب قضية رئيس الحكومة الراحل رشيد كرامي.

وفي المعلومات ان الوزير جبران باسيل يحضر لزيارة ثانية الى قضاء زحلة تأتي في المضمون رداً على زيارة جعجع وفي اطار التسابق بينهما وربما للتعويض عن الزيارة السابقة التي كانت باهتة بسبب سوء التحضير داخل مدينة زحلة.

وبالعودة الى مواقف جعجع التي اعلنها خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر إقامته في فندق القادري في زحلة، أكد فيه أنه «يجب الذهاب إلى تغيير أساسي وجوهري في الحياة السياسية، وهذا الأمر في لبنان لا يتم إلا عبر تصويت المواطن أو الناخب اللبناني بخلاف كل دول المنطقة، ومن هنا تأتي أهمية الانتخابات المقبلة، وبالتالي لا يمكن الاستمرار في الواقع الحالي كما هو، لا على المستوى السيادي ولا على مستوى الملفات الأخرى».

وأكد ردا على سؤال «أننا والتيار الوطني الحر متفاهمون لأن الأهداف واحدة والتطلعات واحدة بالرغم من الاختلاف مع بعض الأشخاص»، مؤكدا أن «التيار الوطني الحر سيكون ممثلا في العشاء السنوي للقوات في زحلة».

وأضاف: «نختلف في بعض المواضيع الاقتصادية مع التيار الوطني الحر، لكن الخلاف ديموقراطي، ونحن نعرف موقفهم وهم يعرفون موقفنا، لكننا حتى الآن لم نستطع التوصل إلى قواسم مشتركة».

وأشار الى أنه «في الامور الاستراتيجية، يسعى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دائما إلى البقاء في الوسط، وفي موضوع زيارة الوزراء لسوريا ننتظر منه أن يقول لا، ووزراء التيار ليسوا مع ولا ضد، بل هم على الحياد».

وشدد على أنه «ليس هناك مشكلة بين الشعب اللبناني والشعب السوري، والحياة يجب أن تستمر، والسيارات والشاحنات لا تزال تذهب إلى سوريا وتأتي إلى لبنان، إنما الذهاب إلى هناك من أجل الاجتماع بمجموعة لم يعد لديها أي شرعية أمر مختلف، فاتفاق الكهرباء ليس جديدا، بل هو قديم ومتعلق بمبدأ تسيير أي مرفق عام، إذ ان استمرارية المرفق العام شيء والذهاب إلى إعطاء شرعية لمجموعة لم تعتد تمتلكها شيء آخر».

وردا على سؤال عن الانتخابات المقبلة، قال: «ان الناس ينتظرون ويراقبون كل شخص، وعليهم أن يختاروا، ومن يدير الدولة اليوم هو من صوت له المواطنون، وانطلاقا من هنا على المواطن مسؤولية الاختيار»، لافتا الى انه «في النظام الانتخابي الجديد لا لزوم للتحالفات، فالتيار والقوات متفاهمان، ولكن بحسب النظام الانتخابي قد تكون مصلحتهما أن يكون كل واحد منهما في لائحة».

وأعلن جعجع أن «القوات تؤيد توسيع صلاحيات اليونيفيل لتشمل الحدود الشرقية والشمالية، ولا أرى أن هناك أي مشكلة في الموضوع، بل على العكس هناك مصلحة لبنانية».

وإذ أكد أنه «في نهاية المطاف ستقوم دولة في لبنان وسيكون هناك قرار واحد وسلاح واحد، وهذه المشكلة يجب أن نصل إلى حل لها ولا يمكن الاستمرار بالوضع الحالي كما هو»، ذكر جعجع بأنه «منذ لحظة تشكيل الحكومة قلنا إننا مختلفون حول السلاح والقتال والإستراتيجية الكبرى، واتفقنا على أنه يجب أن نتركها جانبا وننصرف الى الاهتمام بقضايا المواطنين. ولكن في كل حين يخرج ملف وصولا إلى طرح زيارة وزراء لسوريا بشكل رسمي، ونحن نرى أن هذا الأمر لا يمكن أن يتم من دون موافقة الحكومة. والرئيس سعد الحريري عندما طرح الموضوع في جلسة مجلس الوزراء طلب شطب كل النقاش من المحضر».

وردا على سؤال عما جاء على لسان الشيخ نعيم قاسم عن ثلاثية جيش وشعب ومقاومة، جدد جعجع التأكيد أن «الثلاثية الذهبية بالنسبة الينا هي الجيش والدولة والشعب».

واذ اعتبر أن «زيارة زحلة هي بذاتها مشروع»، نفى ان يكون مدعوا للمشاركة في اللقاء الحواري في بعبدا باعتبار انه يقتصر على المختصين بالوضع الاقتصادي.

وعن العلاقة مع «تيار المردة»، قال جعجع: «ان الوضع يصبح طبيعيا أكثر فأكثر مع المردة، وهناك زيارات متبادلة تحصل بغض النظر عن المواقع السياسية، وبنظري يجب أن يتحدث الجميع مع بعضهم البعض في لبنان».

من جهة أخرى، استقبل جعجع في فندق القادري في زحلة النواب: ايلي ماروني، عاصم عراجي، انطوان بو خاطر وشانت جنجنيان، والوزيرين السابقين غابي ليون وسليم وردة، والنائب السابق سليم عون، وراعي ابرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض، ورئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، وراعي أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران انطونيوس الصوري، وراعي ابرشية زحلة والبقاع للسريان الارثوذكس المطران بولس سفر، وقائد منطقة البقاع في قوى الأمن الداخلي العقيد ربيع مجاعص، ورئيس مجلس ادارة شركة كهرباء زحلة المهندس اسعد نكد.

وعرض جعجع مع ضيوفه الأوضاع السياسية العامة، بالإضافة الى شؤون اقتصادية وإنمائية وأمنية.

 

معركة «كسر عضم» لا رحمة فيها بين الثلاثي الماروني

ابتسام شديد/الديار/ 12 آب 2017

من اليوم الأول الذي جلس فيه ميشال عون على كرسي بعبدا بعد التسوية الرئاسية التي انجزها مع رئيس الحكومة والقوى السياسية انطلقت عملياً معركة الرئاسة المقبلة بعد ست سنوات، فرئيس الجمهورية قرر منذ اول لحظات دخوله الى القصر انه لا يرغب بولاية ثانية، الموقف الرئاسي وحده ليس السبب فكل المرشحين الطامحين للرئاسة لم يتخلوا عن الحلم الرئاسي وان كان منهم الجديد والقديم الا ان المفارقة اللافتة ان الأسماء البارزة التي تتردد في الصالونات السياسية والمطابخ الرئاسية تتمحور بمجملها من دائرة الشمال الثالثة، ولأن الاستحقاق النيابي يعتبر بوابة العبور الى الاستحقاق الرئاسي فان ما يجري في تلك الدائرة يضعها في صدارة الدوائر الانتخابية الساخنة على مستوى لبنان، عدا ذلك فان الدائرة الشمالية الثالثة لها خصائص معينة، فهي الدائرة المسيحية الكبرى على مستوى لبنان بعديد نوابها المسيحيين ( عشرة نواب مسيحيين)، وفيها تتنافس الأحزاب المسيحية الكبرى في منازلة كسر عظم لن ترحم أحداً، وفي هذه الدائرة مرشحون موارنة أقوياء للاستحقاق الرئاسي من زغرتا ومعراب الى البترون.

 واذا كان الاستحقاق النيابي بعد بضعة اشهر هو المحطة الأبرز اليوم لتحديد الأحجام والأوزان المسيحية فان الواضح ان السباق بين الأحزاب المسيحية الشمالية بمرشحيها الافتراضيين سليمان فرنجيه وجبران باسيل وسمير جعجع، بدأ في اطار «البروفا» التي تمهد لاستحقاق 2022 في معركة اثبات الوجود ولتحقيق الانتصار في الانتخابات النيابية والفوز بكتل نيابية تريح هؤلاء وتشكل رافعة انتخابية لهم في المعركة الرئاسية. وبدون شك فان كل ما أنجز بين التيار الوطني الحر ومعراب من تفاهمات سياسية لا يصح في المعركة الرئاسية ولا مكان له على ألأجندة الرئاسية المقبلة، فجعجع يعتبر ضمناً انه من المشاركين الأساسيين في ايصال الجنرال الى قصر بعبدا وان له دوراً محورياً في صناعة الرئاسة العونية، وان الظروف المعقدة التي حالت دون ترئيسه في استحقاق 2016 قد لا تتكرر في الاستحقاق القادم او تكون لا تزال نافذة ليستفيد منها مرشح التيار الوطني الحر الرئاسي، من جهة ثانية فان الخلاف الشمالي كبير وعلى « كل شفة ولسان « في الاعلام كما في الكواليس بين الوزير جبران باسيل وزعيم المردة الذي لا يتردد في التصويب على باسيل شخصياً لقنصه سياسياً وشعبوياً في الانتخابات النيابية قبل الولوج الى المعركة الرئاسية، كما ان التلاقي مجدداً بين التيار الوطني الحر والمردة ليس مطروحاً في المدى المنظور ولا البعيد حتى، ولا يفيد أحداً رغم ان فرنجية كسر حاجزاً أولياً مع رئيس الجمهورية عبر المشاركة بطاولة بعبدا.

 وإذا كان من الصعب قيام تفاهم رئاسي بين فرنجية وباسيل راهناً ومستقبلاً على وقع طبول المعركة النيابية، فان ثمة تقاطعاً يظهر بين معراب وبنشعي لضرب باسيل وتطويقه وعليه يمكن فهم المعركة التي تشن في مجلس الوزراء على وزراء التيار الوطني الحر المقربين من باسيل، وحملة القوات المركزة على أداء الوزراء العونيين في وزارات الكهرباء وفي بعض الملفات الساخنة، فالقوات رغم تفاهم «أوعا خيك» توافق بالقول والفعل على كسر نفوذ باسيل وعزله وقد لا تمانع وفق اوساط شمالية اسقاطه مجدداً بالضربة الانتخابية بعد الدورتين الماضيتين، فسقوط باسيل بعد ان اصبح رئيساً للتيار الوطني الحر له رمزية مختلفة عن الأمس ولعل مسارعة كل من التيار والقوات الى اعلان ترشيحات انتخابية في الشمال وربما خارجه ايضاً دليل على ان كل فريق يحفظ نفسه انتخابياً وفق قانون النسبية الذي لا يمكن ضمان نتائجه مسيحياً منذ اليوم. الهدف المشترك لفرنجية وجعجع لا يعني ان فرنجية وباسيل لا يلتقيان على كسر وتطويق جعجع الذي «كبر نفوذه» في قصر بعبدا وأعطاه رئيس الجمهورية رصيداً سياسياً ومعنوياً ولا يزال مما يثير حفيظة فرنجية وباسيل في العمق. 

التنافس قائم في الموضوع الرئاسي ومناوشات اليوم وحركة الدائرة الشمالية توحي بأن سباق الأحصنة الرئاسية بين الثلاثي فرنجية وجعجع وباسيل حاصل فعلاً، وعليه بدأت تظهر معالم الحماوة الانتخابية، فالانتخابات النيابية محطة مفصلية والمجلس النيابي هو الذي يقرر او له دور اساسي في تسمية الرئيس المقبل مضافة اليه العوامل الإقليمية. من معراب يحسن سمير جعجع إدارة محركات المعركة لثتبيت النفوذ في بشري والتمدد الى تشعبات الدائرة حيث يمكن، ومن بنشعي طوى فرنجية صفحة الرئاسة الأليمة الماضية واطلق مراجعة نقدية للعثرات والأخطاء التي حصلت، فالمرحلة مرحلة عمل ويفترض شد العصب المردي لمواجهة أخصام الغد في الرئاسة، وفرنجية يعول على مجوعته السياسية ورصيد علاقاته الشخصية والسياسية مع الحاضنتين القويتين له في الضاحية وفي عين التينة لمواجهة مخاطر العاصفة الانتخابية ولا يتخلى عن تحالفاته الاستراتيجية. في حين يستند جبران باسيل الى إرث ميشال عون السياسي وحضوره اليوم في بعبدا لتوطيد ثقته وتثبيت حلم رئاسي بدأ يراوده مؤخراً، يتكل باسيل على كتلة نيابية للتيار الوطني الحر اذا ما استطاع حزبه ان يحافظ عليها في الانتخابات وحضور في وزارات أساسية وخدماتية وعلى تيار وطني حر خال من المعارضين والمشاكسين.

 واذا كان المشهد الرئاسي معقداً ومن المبكر الخوض في غماره، فان المؤكد ان المعركة الانتخابية ستكون قاسية في دائرة البترون والكورة وبشري وزغرتا المسماة بالدائرة الثالثة، فقانون النسبية يصعب معه تحديد الرابحين والخاسرين بعد في الدائرة منذ اليوم لخصوصية القانون ولوائحه المقفلة من جهة كما ان طبيعة التحالفات متداخلة وغير واضحة بعد اذا كانت ستعمم على مستوى كل لبنان، او تبقى لكل دائرة خصوصيتها فما يصح في دائرة لا يطبق على اخرى؟ وفي حال حصل التحالف بين القوات والتيار الوطني الحر في لائحة مشتركة من يكون رأس اللائحة جبران باسيل ام النائب ستريدا جعجع؟ واذا كان باسيل يعتبر نفسه مرشحا مستقبلياً للرئاسة وهو اليوم رئيس اكبر حزب مسيحي فان القوات تعتبر نفسها قادرة على الفوز الكامل في بشري وترفض ان يرشح التيار الوطني الحر حزبياً له في زغرتا، فالقوات تريد الاستئثار وتثبيت النفوذ القواتي في الدائرة الشمالية خصوصاً ان القوات تعتبر الدائرة ذات نفس قواتي، التيار الوطني الحر الذي عصي عليه في الاستحقاقات الماضية ايصال مرشحيه في زغرتا والبترون وبشري والكورة يخوض معركة بلون آخر معولاً على تحالف مع القوات يصعب فك شيفراته الانتخابية حتى الآن ليحصل على الأقل على مقعدين انتخابيين عونيين او اكثر بقليل في معركة معقدة، فيما يخوض المردة والقومي والكتائب والنائب بطرس حرب معركة «أكون او لا أكون».  في المحصلة يمكن القول ان «كل فريق يريد إلغاء الآخر» في هذه الدائرة، بدون شك فان عدم خوض القوات والتيار الوطني الحر المعركة بنفس انتخابي موحد سيغير الكثير من المعادلات ويعطي فرصاً اكبر للمردة والقومي والنائب بطرس حرب والنائب السابق جبران طوق الذي يريد رد الاعتبار بسبب تهميش طويل وحساب سابق مع القوات.

 

فيدرالية ومجلس رئاسي ثلاثي لسوريا؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/12 آب/17

الحديث عن حل في سوريا على أساس الفيدرالية ليس جديداً، فلاديمير بوتين كان أول من أشار إليه نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2015، بعد شهرين من بداية التدخل العسكري الروسي، وفي مارس (آذار) من العام الماضي بدا أن الأمور تقترب فعلاً من هذا الحل، كما أوحت تصريحات روسية أميركية تقاطعت في تأكيد التوجه إلى ترتيب الفيدرالية كمخرج للأزمة التي دمرت سوريا واستجلبت الإرهابيين وأغرقت المنطقة باللاجئين. عشية الجولة الخامسة من المفاوضات في جنيف، قال سيرغي ريباكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن موسكو تأمل في أن يتوصل المشاركون في المفاوضات إلى حل يقوم على فكرة إنشاء جمهورية سورية فيدرالية، وموسكو لن تعترض أيضاً على أي نموذج آخر لسوريا، شرط ألا يكون نتيجة إملاء شخص على بعد ألف كيلومتر!

لكن هذا «الشخص» الذي كان ريباكوف يرد عليه ويرى أنه يقف على بعد ألف كيلومتر، لم يكن سوى جون كيري وزير الخارجية الأميركي السابق، الذي كان قد أعلن قبل أيام في شهادة أمام الكونغرس الأميركي أنه ربما فات الوقت لإبقاء سوريا موحدة، وأن سوريا الموحدة لم تعد موجودة!

في سياق الدخان الفيدرالي الذي كان يتصاعد من كواليس جنيف، قال بشار الأسد في مقابلة صحافية في سبتمبر (أيلول) الماضي، إنه لا يستبعد فكرة النظام الاتحادي، لكن أي تغيير يجب أن يكون نتيجة حوار بين السوريين واستفتاء لإدخال التعديلات اللازمة على الدستور، وكان بهذا يلاقي تصريحات ريباكوف الذي أوضح «أن النموذج الاتحادي سيخدم مهمة الحفاظ على سوريا موحدة وعلمانية ومستقلة وذات سيادة فمن الذي سيعترض على ذلك»؟ في مايو (أيار) الماضي تمخضت المحادثات في آستانة عن الخطة المعروفة التي سمّيت مناطق «خفض التوتر» الأربع، وهو ما أعاد إحياء ملامح النظام الفيدرالي، الذي أخذ بعده العملي والجاد في السابع من يوليو (تموز) الماضي على هامش قمة هامبورغ، عندما تمّ التفاهم بين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين على هذه الخطة.

وتؤكد تقارير دبلوماسية أوروبية، أن العشاء السري بينهما تحوّل إلى اجتماع حول الخرائط كرس هذا التفاهم، خصوصاً بعد المحادثات الروسية الأميركية التي كانت قد جرت في الأردن وهندسها مايكل راتني المسؤول الأميركي عن الملف السوري، والتي درست موضوع إنشاء مناطق «خفض التوتر»، لكن على قاعدة اقتراحات أميركية، هدفها تطوير الوضع تمهيداً للدخول إلى الحل الفيدرالي، بما يعني أن واشنطن تبنّت هذا الحل الذي كان في الأساس اقتراحاً روسياً من بوتين.

ويبدو أن التفاهم بين واشنطن وموسكو يمضي قدماً في وضع تصور لشكل هذه الفيدرالية، التي يفترض، كما تقول التقارير الدبلوماسية، أن تأتي استجابة لقرار أممي يصدر عن الشرعية الدولية في الأمم المتحدة، بحيث يأخذ بعداً إلزامياً مستنداً إلى القانون الدولي.

في هذا السياق، تقول التقارير المشار إليها إن الصيغة الفيدرالية ستُطرح على الأمم المتحدة الشهر المقبل، وستوافق عليها أميركا وروسيا والصين والدول الأوروبية والعربية، وستكون على أساس أن لكل محافظة من المحافظات السورية حاكماً ومجلس محافظة يتبعان دمشق في المسائل المالية والسياسات الخارجية والدفاعية، ويفترض أن يبدأ عملياً تطبيق الدستور الفيدرالي بعد شهرين من إجراء انتخابات عامة يشارك فيها السوريون في الداخل وفي الخارج، وتجري بإشراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وتقرر بالنهاية موقع بشار الأسد من الحل.

وينصّ الدستور الفيدرالي المقترح، على تشكيل مجلس رئاسي ثلاثي، بمعنى أن يكون هناك رئيس ونائبان للرئيس، شرط أن يكون لنائبي الرئيس حق المشاركة الكاملة في اتخاذ القرار، وعلى أن يتشكّل هذا المجلس على أساس أن يكون الرئيس علوياً ونائب الرئيس سنياً والنائب الثاني من الأقليات.

وتشير هذه التقارير إلى نقطة لا تزال موضع بحث مع الروس، على خلفية أن الجانب الأميركي يصرّ على إلغاء كل الأجهزة الأمنية القائمة وعلى إنشاء «جهاز أمن وطني» بفرعين، فرع يتبع الجيش ويكون بإمرة قائد علوي، وفرع يتولى الأمن الداخلي ويكون بإمرة قائد سني ومن حلب تحديداً.

وفي التقارير إشارات واضحة إلى «أن الحرب في سوريا انتهت»، وأنه سيتمّ ضم الفصائل المعارضة ودمجها بالجيش الوطني الجديد، وسيجري إخراج المقاتلين الأجانب، ويتولى الأميركيون والروس الإشراف على تنفيذ فصول هذا الحل.

ورغم أن العلاقات الأميركية الروسية تمر في مرحلة من التعقيد على خلفية العقوبات التي أقرّها الكونغرس أخيراً ضد موسكو، فقد كان هذا الحل المقترح لسوريا موضع بحث بين سيرغي لافروف وريكس تيلرسون في السادس من الشهر الحالي في مانيلا، على هامش قمة «آسيان»، وقال بيان للخارجية الروسية إنهما ناقشا بشكل مفصل الوضع في سوريا، وشددا على أهمية المضي في تطبيق المذكرة التي وقع عليها البلدان في الأردن الشهر الماضي، والتي تفاهم ترمب وبوتين على مفاعيلها في هامبورغ.

موسكو أعلنت أنها تنخرط الآن في مفاوضات مع فصائل المعارضة في ست محافظات سورية، بهدف إقناعها بالانضمام إلى خطة «خفض التوتر»، وهذا يعني استطراداً التمهيد لقبول هذه الفصائل بخطة الاندماج في الجيش الوطني الذي تقترحه صيغة الدستور الفيدرالي.

والمعروف أن المناطق الأربع لخفض التوتر هي: أولاً جنوب غربي سوريا حيث بدأ تنفيذ الخطة، بإشراف روسي بعدما تمّ إبعاد «حزب الله» والتنظيمات الإيرانية مسافة 40 كيلومتراً من الجولان إلى الحدود الأردنية السورية، وثانياً غوطة دمشق التي يجري الآن ترتيب وقف النار فيها رغم تصعيد النظام، وثالثاً منطقة شمال حمص والساحل، ورابعاً منطقة إدلب. بعد الإعلان عن خطة المناطق الأربع لخفض التوتر في مايو الماضي، بدأت «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) هجوماً أدى إلى طرد «حركة أحرار الشام» وإلى فرض سيطرتها الكاملة على محافظة إدلب، وكان من المثير أن يتم نقل مقاتلي «النصرة» من جماعة أبو مالك التلي من جرود عرسال إلى إدلب في حافلات سورية وبمواكبة أمنية سورية، وهو ما جعل البعض يفترض أن هناك خطة لجعل إدلب مصيدة للقضاء على حركة «النصرة»، وهو ما يفسّر التقاطع في الموقفين الأميركي والروسي من التطورات في إدلب.

واشنطن حذّرت بداية الشهر من عواقب وخيمة لسيطرة «النصرة» على إدلب، وقال مايكل راتني: «هذا سيعرض منطقة شمال سوريا لخطر كبير، ويجب أن يعلم الجميع أن أبو محمد الجولاني وعصابته هم المسؤولون عن العواقب التي ستحلّ بإدلب».

في المقابل شكك سيرغي لافروف في ضم إدلب إلى خطة خفض التوتر، «لأن الوضع بات أكثر تعقيداً»، بما يوحي أن المضي في تنفيذ الاتفاق على حل لسوريا على أساس الفيدرالية، بات يتطّلب تطهير إدلب من «النصرة»، وهو ما يدخل حسابات رجب طيب إردوغان المعقدة على الخط!

 

البحر الأبيض «المتورط»

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/12 آب/17

الوندال لم يغادروا الأرض، لون أجسادهم لا يزال يلون التراب، وأنفاسهم ترفع أمواج البحر الأبيض المتوسط. فرسان القديس يوحنا وكتائب الماسونية، وأفواج القراصنة الذين حولوا البشر إلى بضاعة، وأصوات الفاطميين الذين كانوا يوماً يمتدون من مالطا إلى صقلية بعد أن داهمت قواتهم شمال أفريقيا والقاهرة. هل غيبتها رمال التاريخ؟ أرتال الأوروبيين اندفعت نحو اليابسة عابرة مياه المتوسط الزرقاء تحتل ما يسمى بالشاطئ الرابع. قبلهم كان الرومان لا يستعملون خرائط الحدود بين الأوطان، السيوف هي من يخط الحدود بين بقاع الدنيا. الإمبراطوريات لا تكتمل سطوتها إلا بالسيطرة على مساحات بلدان الأبيض المتوسط. ماء من التاريخ امتد بين قارتي أفريقيا وأوروبا. ترسب الزمان في قاعه. لكن موجاته تعيد خلق الزمان. البحر الأبيض المتوسط هو الجسر العائم الذي زحف عبره آل الشمال إلى أفريقيا، أطلق الرومان عليه (مار نوسترم) أي بحرنا، وسمت إيطاليا شواطئ ليبيا الشاطئ الرابع. هو بحر القدر، أكبر محبرة ساهمت في كتابة تاريخ الإنسانية، كانت الأقلام هي أجساد البشر من قاتلين ومقتولين. عبره العرب وفتحوا الجزر، صقلية، وسردينيا، وقبرص، وكريت، ومنه إلى الأندلس حيث أسسوا وطناً وبنوا حضارة. الشعوب التي عاشت وتعايشت - وأقامت مدناً على شواطئه، هي خليط من كل أعراقه، أهل سردينيا وصقلية الإيطاليتين هم من أصول فينيقية وليست آرية وكذلك جزيرة مالطا التي تمثل تجسيداً عرقياً وثقافياً للون البحر المتوسط، اللغة المالطية تمتزج فيها العربية والإيطالية مع إضافات من الإنجليزية. العرب الذين عادوا من الأندلس بعد إخراجهم، حملوا في عروقهم دماً أوروبياً، وثقافة ومهارات أضافت أشياء جديدة إلى كل شيء.

الدولة الفاطمية التي سيطرت على شمال أفريقيا وعدد من الجزر بجنوب أوروبا وكذلك دولة بني الأغلب، هما هبة القوة والدين والجغرافيا، نستطيع أن نقول إنهما كانتا دولتين متوسطتين بامتياز قدر كونهما إسلاميتين.

تركيا، كان المتوسط، الرتل المائي الرديف لقواتها الذي مدَّ سطوتها إلى شمال أفريقيا. لم تدفع تركيا بالقوات الفاتحة فقط، بل رافقها حشد من الإنكشارية وطيف من فئات الشعب التي غدت خيوطاً في النسيج الاجتماعي. تركيا والمتوسط حزمة ماضٍ لا يغيب. بقايا اللغة التركية لا تفارق حديث أناس كثر، وعن الأكل لا نتحدث، تركيا بذور زرعها تاريخ في ساحل شواطئ المتوسط ومزاجه. هذا البحر (المتوسط) في كل شيء، في السلطات التي تداولتها القوة العابرة للحدود، تجاوز فعل الماء الذي تركبه الجحافل القاهرة للحدود الجغرافية والثقافية والتكوينات البشرية. أصبح قوة تمتلك المسارات التاريخية، وصنع الهويات، وإنتاج بنية المجتمعات. بعد اكتشاف أميركا، تغيرت معادلات القوة في العالم. أصبح المحيط الأطلسي، ممراً جديداً للحياة. هوية المياه تغيرت وكذلك أدرع القوة اقتصادياً وعسكرياً وبشرياً. ضمرت هيمنة البحر الأبيض المتوسط على حركة وتحرك الشعوب. لكن منطقة جنوب أوروبا وشمال أفريقيا بقيت محوراً أساسياً في المخاض الإنساني العنيف والناعم. كل الحروب التي أراقت دماء البشر كان للبحر المتوسط نصيب وافر بها.

القرصنة... ظاهرة متوسطية، طفت فوق البحر. حكام ولايات شمال أفريقيا بنوا قوة بحرية ضاربة، فرضت سطوتها على البحر الأبيض. كانت إيالات طرابلس وتونس والجزائر تتبع نظرياً السلطنة العثمانية ولكن ذلك لا يتبدى إلا في الدعاء للسلطان على منابر المساجد، أما من الناحية العسكرية والسياسية فلكل إيالة استقلالها التام. تسابقت هذه الولايات لقطع حركة السابلة في البحر الأبيض والاستيلاء على السفن بمن فيها وما فيها. تحركت الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية كل واحدة بأسلوبها، بعد أن رضخت ردحاً وقدمت الفدية تلو الأخرى. خاضت أميركا أول حرب بحرية لها بعد الاستقلال على الشواطئ الليبية ضد آل القرمانلي حكام طرابلس، هُزمت في تلك المعركة وأغُرقت البارجة فيلادلفيا. رضخت أميركا ولكنها حركت شقيق القرمانلي في الشرق الليبي ودعمته عسكرياً من أجل إسقاطه. فشلت تلك الحركة واتجهت أميركا لحل سياسي مع طرابلس.

فرنسا غزت الجزائر وضمتها إليها في توسع استعماري توطيني استمر مائة وثلاثين عاماً. وفرضت على باي تونس اتفاقية باردو لبسط الحماية على تونس. البحر الأبيض كان «المتورط» الأكبر في كل حلقات القرصنة والاستعمار والوصاية. حلقة من الزمن رسمت لون التاريخ في شمال أفريقيا، اكتملت الدائرة بتدفق أرتال القوات الإيطالية إلى ليبيا واحتلالها. اليوم... يعود البحر الأبيض المتوسط إلى لون جديد من ألوان الماء القدري. أرتال من البشر ببشرة سوداء تندفع فوق مياه المتوسط قاصدة الفردوس الأوروبي. وصل بريق نور أوروبا إلى آفاق دنيا المجاعة والموت والحروب في أفريقيا. تدافع شبابها رجالاً ونساءً إلى بريق النجاة، دنيا الأمل (أوروبا)، والمتوسط هو الناقلة السحرية. البحر الأبيض هو المعبر والقبر. لم يسبق في تاريخ البشرية أن اتسع قبر بهذا الحجم. لم تصل رسالة الجثث الميتة في أسفله إلى سطحه. خيط النمل البشري في رحلة الانتحار المأساوي لم يتوقف.

ليبيا هي صحراء وشواطئ العجائب. كانت معبر تجارة الرقيق من وراء الصحراء الكبرى إلى أوروبا عبر البحر (المتورط) في كل رحلات القتل والموت بين ضفتي الدنيا القديمة والمتجددة. حاولت السياسة منذ أكثر من عقدين أن تعيد صياغة العلاقة بين ضفتي البحر القاتل والضحية. بدأ مشروع «خمسة + خمسة»، الذي يضم الدول الخمس الأوروبية الجنوبية والخمس العربية الأفريقية المقابلة لها. الهدف، سياسة تعاون اقتصادي تنموي، وترتيبات أمنية وثقافية. لم يتحرك المشروع على الأرض بسبب خلافات لا تنتهي بين الأطراف الأعضاء فيه... طُرح مشروع آخر هو (برشلونة) الأوسع، ببرنامج طموح للتعاون بين الضفتين، لكنه أصيب بالوهن قبل أن يتحرك. اتقد الخيال والأمل من جديد بمشروع الاتحاد من أجل المتوسط، هذا المشروع حمل في رحمه فيروس موته بضم إسرائيل له. ماتت كل مشروعات التعاون من أجل الحياة وعاد البحر الأبيض المتوسط إلى ورطته التاريخية المأساوية. جسر القتال والقتل العائم في سنوات الاستعمار، إلى قبر الموت الأسود للمندفعين في الاتجاه المعاكس هذه المرة من الجنوب إلى الشمال بحثاً عن حلم الحياة. للبحار أقدارها، مثل أقدار اليابسة. الجغرافيا ورطة لأولادها، فوق الماء وفي قاعه، وفوق التراب وأسفله.

 

كيف ننزع الكراهية من أزمة الخليج؟

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/12 آب/17

في الفضاء الكتابي (الورقي، وخصوصاً الافتراضي) تندلع بين عدد من أبناء دول مجلس التعاون، وآخرون يبدون الود الظاهري، موجة من «العنف اللفظي» من مناصرين لهذا الطرف في الأزمة، أو ذلك الطرف، فيما عرف الآن بـ«الأزمة القطرية»، وكلما طالت الأزمة، زاد ذلك العنف اللفظي، واستخدمت فيه أدوات وتعابير ومفردات، في رأي كثيرين، غير مطلوبة ولا مرغوبة بين الأشقاء. بعد الفترة الماضية التي تسير في شهرها الثالث، من الواجب الدخول اليوم في نقاش يرمي إلى تطوير أفكار تضيء العتمة في مساحات تفكيرنا في هذه الأزمة بروية، وبعيداً عن الانفعال، وقد تؤهل لهبوط آمن.

ليس من العدل أبداً، أن نعتبر أن تلك الموجة من الحوار الحاد (الورقي والافتراضي) غير مبررة في البداية، وقد لفت الجميع آثار الانفجار الفجائي للأزمة، فالبعض كان يرى أن ما يدافع عنه قضية لا يحتمل التنازل عنها أو تركها دون التعبير عن وجهة نظر قاطعة، إلا أن تلك الموجة من النقد أن تبقى وتستمر بعد المفاجأة الأولى وتحمل الكثير من «الكراهية الحادة» لهذا الطرف أو ذاك، هو الأمر غير المبرر، وقد اتضح للجميع حدود الأزمة وتضاريسها، وهي تضاريس سياسية، نقلُها إلى الفضاء الاجتماعي فيه مخاطرة على تماسك النسيج الخليجي على المدى الأطول. والظاهر أنه كلما قلت ثقافة المتدخل، أو بعده عن الفهم العاقل للحوار، أو حتى عن فهم صلب الإشكال، غلظت الكلمات عنده، وعظمت التعبيرات السلبية، وزاد من خلط الأوراق، مما يؤدي إلى ارتفاع هرم الكراهية لدى العامة، يسمم الأجواء ويعوّق الحلول. ربما بعض أولئك المتدخلين مزايدون، أو يتحدثون على قدر عقولهم، يرفدهم البعض بمعلومات، إما مغلوطة أو حتى غير حقيقية، إلا أن النتيجة النهائية هي تسميم الجو العام، على افتراض خاطئ أن تلك الموجة من العنف اللفظي سوف تقوم بحل الإشكال المطروح، هي في الحقيقة تساهم في تعقيده لا حله، وتضيف حطباً إلى النار المشتعلة، يتلقاها العامة بعاطفة، ويزداد معها التخندق في هذا المكان أو ذاك.

حتى ننزع الكراهية لو قليلاً أو نخف منها، نعيد الأمور إلى نصابها الحقيقي، دون تهوين أو تعظيم، الأزمة في صلبها «سياسية» هي خلاف سياسي، نعم أساسي وخطير، وقد وتر المنطقة بأسرها، ولكنه ليس «احتلالاً» ولا حتى «تهديداً باحتلال»، هي سياسية، ثقيلة نعم، ولكن سياسية، وما دامت كذلك، فإن علاجها سياسي يجب البحث عنه بصبر وأناة.

أول ما يتوجب البحث عنه في مثل هذه الأزمة، هو إيجاد وسيط قريب من أطراف الأزمة، وله صدقية بين الأطراف وأن يكون «مقبولاً ومعقولاً»، وليس أكثر من الكويت أن تقوم بهذا الدور، لأنها أول من يعرف أن بقاء وتطوير مجلس التعاون أصبح ضرورة حياتية لكل قاطنيه، ولأن التهديدات حول المنطقة واحدة، والنجاة منها لا تتيسر إلا من خلال رص الصفوف، وليس أكثر من حرص المملكة العربية السعودية على هذا الكيان، وأستأذن الأخ الكبير عبد الله بشارة في النقل عنه، وكان أول أمين عام للمجلس، وأطول فترة له، ينقل عن وصية عن الملك المرحوم - طيب الله ثراه - فهد بن عبد العزيز، قال أكثر من مرة، كما ينقل السيد بشارة: «نحن ست دول، سوف نسير لتحقيق الأهداف لهذا المجلس على وقع خطى أقلنا قدرة على المسير»، في هذا القول حكمة بليغة، وفهم عميق للعلاقات الخاصة بين دول مجلس التعاون وحساسيتها، مقروناً بحكمة متوارثة للأسرة الحاكمة السعودية، انحدرت من الوالد المؤسس إلى الأبناء، وهي حكمة زادت لدى الملك سلمان بن عبد العزيز، بسبب تاريخ عمله الطويل في الشأن العام، وفهمه لأحوال المنطقة وأهلها، عدا عن مكانة ودور المملكة العربية السعودية، التي أرى أنها عمود الخيمة الخليجي.

وساطة الكويت لا تأتي من فراغ، فقد واكب أمير الكويت الشيح صباح الأحمد، مسيرة التعاون الخليجي منذ فكرتها الأولى، وخزن خبرة سياسية ودبلوماسية طويلة، كما وجدنا أن دولاً كثيرة من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها تعتبر أن وساطة الكويت هي ركيزة في الوصول إلى حل ما في وقت ما، كما أن الإصرار على أن يبقى حل الأزمة في البيت الخليجي، له مردوده الإيجابي في المستقبل، خصوصاً أنه على مقلب آخر أن العالم يمر بمرحلة غير مستقرة، وقد تتعاظم المخاوف مع قلق عالمي واضح على الأمن الدولي، وتغيرات ضخمة في داخل الدول الكبرى، تعود معه البلدان تلك إلى قشرتها الوطنية، فليس لهذه الدول لا الرغبة ولا الوسائل للتدخل النشط (خارج الدبلوماسية المعهودة) في قضايا لها طابع إقليمي بعيداً عن حدودها. وفي مثل هذا الملفات، بجانب أهمية الوساطة المحلية العارفة، هناك خطوات تتخذ على مراحل، منها نزع الفتيل عن تضخيم الخلاف، من خلال تقليل شراهة وسائل الإعلام في النفخ في الأزمة، وتقليب المواجع، ووضع السكين في الجرح، أو إعادة إنتاج مواقف الفاعلين والبعد عن الموضوعية، التي هي في بعض مثل هذه الملفات ضارة وغير نافعة، وإن بدت للبعض ولفترة قصيرة أنها خادمة للغرض، فالمجتمع الخليجي أو على الأقل نخبه الواعية، لم تعد تؤثر فيها تلك «الدعاية» غير الموضوعية، وإن بدا الحماس لدى البعض في الاصطفاف والتحزب، هو إما من قلة الخبرة أو قلة الفهم أو الاثنين معاً، أو ربما التكسب السياسي، فمن خلال متابعة معقولة لوسائل التواصل الاجتماعي، يلاحظ المراقب أن «التغريدة» المعقولة والمتوازنة في موضوع الأزمة هي التي تحظى بقبول أوسع إيجابي بين الجمهور الخليجي، وقد يرى البعض أن «تغريدات» حادة في الكلام والمواقف من البعض، تتابع بكثرة على وسائل الاتصال الاجتماعي، وهذا صحيح، لأن الإنسان بطبعه جُبل على «حب الاستطلاع» أولاً، وثانياً «السعي وراء الإثارة»، ولكن ليس الاقتناع بما قيل بالضرورة! في هذا الملف الشائك (الأزمة القطرية) يجب ألا نقلل من ثقل التباينات بل هواجس ترقى إلى مخاوف بين أطرف الأزمة، وهي تباينات حادة، جعلت دول المقاطعة تتجه إلى «الكي كآخر العلاج» أي المقاطعة، إلا أن الملف يجب أن تعاد الزيارة إليه بجدية من خلال «فصل العاجل عن الآجل»، وهو أمر بدأت معالمه تظهر في بعض التصريحات العلنية، وبعض الإشارات الدبلوماسية، وربما أصبح الجميع الآن يعرف أن استمرار الأزمة في شكلها الحالي، يعني خسارة محققة لأبناء الإقليم ككل، وعلى رأس تلك الخسارة تسهيل التدخل من قوى إقليمية، يسرها إلقاء التراب في تروس مجلس التعاون لتعويقه.

نعود من جديد بعد ذلك إلى موضوع الكراهية، ربما بعضها سوف يبقى عالقاً في النفوس بعد هذه الأزمة الحادة، ولكن كثيراً منها في الغالب سوف يكون سطحياً، يتلاشى مع الوقت، وذلك بسبب حقيقة ثابتة يعرفها كثيرون، بأن مجتمع الخليج، مترابط في الجغرافيا والتاريخ معاً، واليوم تجمعه مصالح مشتركة، وقد مر في السابق بتوترات، حتى قبل الدولة الحديثة، ومن ثم أصبحت «الدولة الوطنية» وريثة بعض التباينات، تغلب عليها الجيل الجديد من الحكام بكفاءة مشهودة، ما يفعله التاريخ والجغرافيا والمصالح معاً من تَسانُد، يبقى عصياً على التفكيك، والتاريخ والجغرافيا لا يمكن أن يغيرا بسبب (رؤى نسبية) سياسية، قد يتجاوزها الجميع بحل سياسي، لذلك يجب أن يبقي على الجسم الخليجي معافى، فالجسم المعافى يبرأ أسرع من الجسم العليل.

 

قتل الدولة... وليس الموسم

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/12 آب/17

كان فالنتان لوي جورج أوجين مارسيل بروست، المعروف اختصاراً، مارسيل بروست، أحد عمالقة الأدب الفرنسي (1871 – 1922)، وقد ذاعت شهرته حول العالم، خصوصاً بسبب روايته «بحثاً عن الوقت الضائع»، المؤلفة من سبعة أجزاء. وضع تلك الأجزاء الرائعة في غرفة واحدة لا يخرج منها إلا نادراً بسبب معاناة من حالة شديدة من مرض الربو. وكانت نوافذ الغرفة مغلقة على الدوام، ومغطاة بالستائر. فأي تسرب من الخارج لرائحة الزهر، يشعل في رئتي العبقري الفرنسي اختناقاً يضعه على حافة الموت. يروي عبقري فرنسا الآخر جان كوكتو، في سلسلة من أحاديثه إلى الإذاعة الفرنسية العام 1951، أنه كان على كل زائر من أصدقاء بروست، أن يخضع لاستجواب من والدته قبل الدخول إلى مكتبه: هل لمس زهرة منذ وقت قريب؟ هل صافح أحداً كان قد لامس زهرة منذ وقت قريب؟ وإذا كان قد فعل، فلا مجال لمقابلة بروست ذلك اليوم. بعد وفاة بروست بقليل، بدأت فرنسا الأدبية والثقافية الاحتفاء بإرثه الجميل، بجميع الوسائل: الكتب، الصحف، الإذاعات، المهرجانات، المحاضرات، البرامج والمناهج التربوية، والمسرح. وقد اختار المخرج «مالابارته» أن يظهر الممثل الذي يقوم بدور بروست، طوال المسرحية، وهو يحمل في يده زهرة! كان ذلك كافياً لأن تعاود أزمة الربو، صاحب «الوقت الضائع» وهو في الردى!

وكان كوكتو واحداً من سلسلة طويلة من كبار كتّاب فرنسا الذين سافروا إلى مصر، مسحورين بآثارها وتاريخها. وعندما قام بجولة بين معالمها العام 1949، عاد بجعبة أدبية ضخمة، إلا أنه عاد أيضاً بمجموعة ملاحظات ساحرة سماها «معليش». وقد أثار ذلك حفيظة مصر الرسمية. ويروي هو أن رئيس الديوان الملكي قال للملك فاروق إن هذا الفرنسي قد أهرق ببضع وريقات 20 مليون جنيه. ويقصد مجموع دخل مصر السياحي في عام. والآن يتولى قتل المواسم «جدعان» يغتالون السياح الألمان. ولا أدري لماذا هذا «التخصص» بالألمان المساكين. فقد كان أشهر هجوم سياحي قبل عقدين عندما بُقرت بطون سائحات ألمانيات متقدمات في السن، وبعدها، تناوب أصحاب الأفئدة الطرية والعقول الكبرى على اغتصابهن. ولم يكن الهدف قتل الموسم السياحي، بل قتل الدولة المصرية. ولا يزال المشروع مستمراً. وبالعودة إلى جان كوكتو، فقد كان يسمي ذلك «المخمل الأسود».

 

«الحشد الشعبي»... مشروع الولي الفقيه في العراق

د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط/12 آب/17

تمدّد الحشد الشعبي إلى المناطق السنية في العراق بسرعة فائقة، وساعد تنظيم داعش إيرانُ وأعوانها في العراق لتفرض أجندتها على معظم المناطق السنية في البلاد. وبعد الانتهاء من «داعش» في الموصل، تتوضح أهداف الولي الفقيه في العراق، وهي استنساخ الحرس الثوري من بطن الحشد الشعبي في بلاد الرافدين، ليصبح العمود الأساسي للنظام السياسي الجديد في العراق، مثلما استحوذ على مقاليد الأمور في إيران بحجة الحرب الإيرانية - العراقية قرابة أربعة عقود في إيران. ونظراً لما حصل في إيران في ظل حكم العسكر والحرس، على الشعب العراقي أن يعي خطورة المرحلة وما يخطط له الولي الفقيه في العراق، وما يطمح إليه قاسم سليماني في بلادهم، من أجل السيطرة الكاملة على الشعب العراقي ومقدراته. لا شك أن مشروع بقاء هيمنة الحشد الشعبي على القرار السياسي في العراق وشّل بناء الدولة العراقية من خلال استحواذ الميليشيات على المؤسسات هو مشروع إيراني من أجل إخضاع العراق لحكم آيات قم وطهران، وتبعية بلاد الرافدين إلى إيران والانتقاص من استقلالية إرادة الشعب العراقي بكل أطيافه.

وهل يقبل الشعب العراقي بعد كل المعاناة التي عاناها والدماء الطاهرة التي سالت والتضحيات التي قدمت، أن يصبح قراره السياسي بيد هادي العامري أو قيس الخزعلي اللذين ينافقان الولي الفقيه في قم وطهران؟ ومن يقول إن شعب الرافدين وصاحب أولى الحضارات الإنسانية، لا يستطيع بناء مجتمع ودولة ديمقراطية تعدّدية تمثل جميع الأطياف السياسية وتحترم حقوق الإثنيات والطوائف المتعدّدة والمرأة، وتسعى لبناء مواطنة حقيقية بين آحاد الناس؟ المخرج السياسي الوحيد للعراق هو ابتعاد الدولة عن الآيديولوجيات السامة ونزاعات الميليشيات. ومن مصلحة مراجع الدين الشيعة كافة أن تطالب بإبعاد الإسلام السياسي عن مؤسسات الدولة، حتى لا تتكرر مآسي نظام الولي الفقيه في العراق، والمطلوب التحرك بشجاعة تجاه هذا الموضوع من قبل المرجعيات الدينية، مثلما تحركت ودافعت عن العقيدة والإيمان وصيانة النفوس والأعراض والممتلكات وقانون رجل واحد صوت واحد... عليها أن تدافع عن دولة خارج سيطرة رجال الدين والحرس والميليشيات. علينا ألا ننسى أن مشروع الميليشيات الذي جربناه منذ أربعة عقود في إيران، هو مشروع تقويض المجتمع المدني وكبح الحريات بكل أشكالها وحكم الحزب الواحد ومحاكم الثورة ومشانق الساحات العامة وسيطرة المخابرات والباسيج وتفشي الفساد في بنية الاقتصاد الوطني وسيادة المحسوبية وعصابات الاختلاس والرشوة وسجون أصحاب الفكر والصحافيين وانتشار الدعارة وبنات الهوى، في ظل نظام فاشي - شوفيني لا يقبل النقد وعنوانه «حكم الولي الفقيه المطلق».

وأريد أن أؤكد ومن باب الذكر لعلماء ومراجع الشعة العظام، أن هناك شعباً شيعياً مضطهداً من قبل نظام الولي الفقيه في الأحواز جنوب إيران، تُسحق حقوقه يومياً ويُقمع أبناؤه على مدار الساعة، وتُصادر أراضيه قسراً، ولكن لم نسمع صوتاً ولو مرة واحدة، تناديه وتتضامن معه المراجع الدينية!

إيران في الوقت الراهن تبذل أموالاً هائلة من أجل ترويج الحشد وتمهيد طريقه لكسب المراكز السياسية اللازمة في المستقبل القريب، ومن أهمها الفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة. ما تريده إيران خلق أجواء ميليشياوية عشية الانتخابات وإيصال موالين للحشد إلى البرلمان في ظل هذه الأجواء المصطنعة. وإيران تحاصر العراق الآن من ثلاث جهات؛ الشرقية والغربية والجنوبية، وتريد أن تقلب الأمور على الشعب العراقي من الداخل ومن خلال تحرك الميليشيات التابعة لها والسياسيين الموالين لها. ورأينا في الأيام الأخيرة تصريحاً تمويهياً من نوري المالكي يدعو روسيا إلى المشاركة العسكرية في العراق حتى يصبح العراق أرضاً منتدباً عليها مجموعة من الدول، وفي المقدمة نظام آيات طهران. وهذه دعوة رسمية إلى إيران لتبقى عسكرياً في العراق متى تشاء بعد أن ملأ وجودها أرض الرافدين بصورة غير شرعية وغير رسمية، ويتحرك سليماني حسب هواه في كل نقطة في العراق، ويحضر اجتماعات الدولة العراقية ويلقي أوامره على المسؤولين العراقيين! وهنا يأتي دور المرجعية التي أفتت بتشكيلة الحشد الشعبي لمناهضة «الدولة الإسلامية» المزعومة، وبعد تحرير الموصل وتفكك تنظيم داعش في العراق، على المرجعية أن تتخذ موقفاً من تدخلات إيران والدفاع عن السيادة العراقية ومؤسسات الدولة وإفتاء بحلّ ميليشيات الحشد الشعبي وتوحيد القوات العسكرية العراقية تحت راية الجيش، والتأكيد على حق الجيش الحصري بامتلاك السلاح. إصرار قاسم سليماني على إبقاء السلاح بيد الحشد الشعبي على غرار «حزب الله» اللبناني، ليس تدخلاً سافراً في شؤون العراق الداخلية فحسب، بل انتهاك فظيع للدستور العراقي وما يطمح به الشعب لبناء الدولة العراقية الجديدة.

وفقاً لما كتبته جريدة «شرق» الإيرانية، فإن 41 فصيلاً من الحشد الشعبي تمتثل لأوامر قاسم سليماني والولي الفقيه في إيران، وتزيد أعدادهم على 100 ألف عنصر، ويتلقون رواتب عالية بالمقارنة مع عناصر من الجيش العراقي، تتراوح بين 800 و1400 دولار شهرياً. وفي سياق الميزانية، ما يهدف له قاسم سليماني في حال فرض الحشد الشعبي على الدولة العراقية، هو أن الدولة العراقية تتكلف بتسليم رواتب ميليشيات الحشد بينما قيادة الحشد لا تتبع أوامر المسؤولين العراقيين! إيران صنعت «داعش» من أجل ما تقوله الآن، ويتلخص بجملة واحدة: العراق يعني الحشد والحشد يعني العراق! من منظور الدعاية الإيرانية لا شيء خارج هذه العبارة «الحشد هو الذي دافع عن العراق وهو الذي حرّر الموصل وهو الذي باق في العراق». وأبعد من ذلك، إيران تطمح لتقول إن الحشد هو التاريخ والحاضر والمستقبل، وتفسر للشارع الإيراني من أجل إغرائه بالمصالح اللاحقة أن «الحشد هو إيران»، وما خططت له القيادة الإيرانية منذ زمن بعيد للاستحواذ على الشرق الأوسط من بحر قزوين إلى البحر المتوسط.

 

أن تعرف كيف تخسر…

 خيرالله خيرالله/العرب/13 آب/17

أن تعرف كيف تخسر في السياسة أهمّ بكثير من أن تعرف كيف تربح. من يعرف أن يخسر إنّما يتعلّم من تجاربه ويهيّئ نفسه ليوم يستطيع فيه أن يربح.. فيربح نفسه أوّلا. باختصار شديد، الذكاء في أن تعرف كيف تخسر أكثر بكثير ممّا أن تعرف كيف تربح. أن تعرف كيف تخسر يتطلب قبل كلّ شيء ذكاء شديدا وتواضعا، فضلا عن اعتراف بالواقع والتصالح معه بعيدا عن المكابرة قبل أيّ شيء آخر. مناسبة هذا الكلام أن الأزمة الخليجية مع قطر طالت أكثر مما يجب وهي مرشّحة لأن تطول أكثر. خلاصة الكلام، وذلك من باب الحرص على قطر كدولة عربية خليجية لديها دور تستطيع لعبه في مجال تطوير المجتمعات الخليجية بدل إغراقها في التفاهات والمزايدات والشعارات المزيّفة والطنّانة، أن ليس في استطاعة قطر أن تخرج رابحة من المعركة التي تخوضها مع الدول الأربع التي اتخذت قرارا بمقاطعتها في الخامس من حزيران – يونيو الماضي، أي قبل ما يزيد على شهرين. من هنا، يفترض في قطر اتخاذ موقف يأخذ في الاعتبار الواقع القائم والمتمثل في أنّ الدول المقاطعة مستعدة، إلى إشعار آخر، للذهاب بعيدا في المواجهة معها وذلك مهما طال الزمن. الأهمّ من ذلك كلّه أن الدول الأربع غير مستعدة للرضوخ لضغوط أميركية. الدليل على ذلك، أن السعودية والإمارات العربية المتحدة تحدتا الولايات المتحدة في عهد الرئيس باراك أوباما وقررتا دعم عملية التخلص من نظام الإخوان المسلمين الذي كان على رأسه، من الناحية الشكلية، رئيس من النوع المضحك المبكي اسمه محمّد مرسي. تحدت السعودية والإمارات أميركا في العام 2013 ودعمتا الانتفاضة الشعبية التي أدت إلى التخلص من نظام الإخوان المسلمين وتخلّفهم. قبل ذلك، في العام 2011، تدخلت السعودية عسكريا في البحرين عندما شعرت أنّ أمنها بات مهدّدا من إيران والأدوات التي استخدمتها للتخلص من النظام في تلك المملكة الصغيرة.

اللعبة التي لم تقرأ لها الدوحة حسابا

بعيدا عن المطالب الـ13 التي ثمّة من يقول إن عددها تقلّص إلى ستّة، الموضوع موضوع سياسي أوّلا وأخيرا. يمكن اختزاله بسؤال واحد هل في استطاعة قطر أن تكون على موجة واحدة مع الدول الأخرى في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، علما أن حق الاختلاف في شأن مواضيع معيّنة مفهوم ومبرّر وهو جزء لا يتجزّأ من تركيبة المجلس الذي تأسّس في أبوظبي في العام 1981. لعب المجلس دورا لا يستهان به في توفير مظلّة حماية للدول الست الأعضاء فيه إبان الحرب العراقية-الإيرانية ثم في مرحلة ما بعد احتلال العراق للكويت في العام 1990. من يريد البحث عن التمايز الذي كان قائما داخل المجلس منذ ولادته، يستطيع العودة إلى مواقف سلطنة عُمان وإلى مواقف كويتية معيّنة في مرحلة ما. اعترضت الكويت في إحدى المراحل على الاتفاقية الأمنية التي كانت تلحظ حقّ الملاحقة من دولة لمطلوبين موجودين في داخل أراضي دولة أخرى من دول المجلس. كان التمايز العُماني والكويتي شيئا والدور الذي لعبته قطر منذ خلافة الشيخ حمد بن خليفة لوالده في منتصف العام 1995 شيئا آخر. باشرت قطر بعد 1995 بممارسة سياسة ذات طابع هجومي مستغلة كلّ الثغرات التي كانت موجودة في السعودية خصوصا والتي كان أفضل تعبير عنها السياسة التي اتبعتها المملكة أثناء حرب اليمن صيف 1994 وهي تسمّى “حرب الانفصال” ثم الانكفاء عن هذا البلد بعد انتهاء تلك الحرب وانتصار علي عبدالله صالح والذين وقفوا معه، من مجموعات إسلامية.

لعبت قطر دورا محوريا على الصعيد الإقليمي معتمدة على استضافة قاعدة العديد الأميركية وغياب أيّ عقدة تجاه إسرائيل في الوقت ذاته. صارت قطر في عهد الشيخ حمد بن خليفة، وإلى جانبه الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، لاعبا أساسيا في كلّ مكان. من اليمن إلى ليبيا معمّر القذافي.. إلى لبنان وفلسطين، مرورا بطبيعة الحال بسوريا ومصر وحتّى الجزائر. استطاعت قطر إدارة لعبة في غاية التعقيد كان من أبرز أدواتها فيها قناة “الجزيرة” والإخوان المسلمون الذين شكلوا، بفضل تنظيمهم العالمي، أفضل جهاز استخبارات في المنطقة وما يتجاوز المنطقة.

إضافة إلى ذلك، عرفت قطر كيف تقيم علاقة مع إيران تخدم أهدافها وتوحي في الوقت ذاته للإيرانيين بأنّهم قادرون على اختراق مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأن يكون لهم صوت داخله. ألم يحضر الرئيس الإيراني أحمدي نجاد القمة الخليجية التي انعقدت في الدوحة في العام 2007 حيث سمح له بإلقاء كلمة توجيهية عصماء روّج فيها للسياحة الخليجية في إيران؟! جمعت قطر بين إقامة فروع لأفضل الجامعات الأميركية في أراضيها من جهة والعلاقات القوية العميقة مع التخلّف الذي يمثله الإخوان المسلمون و”حماس” و”طالبان” من جهة أخرى. كانت “الجزيرة” التي زارها شمعون بيريس على بعد كيلومترات قليلة من قاعدة العديد. وكانت في الوقت ذاته منبرا لأسامة بن لادن رمز الإرهاب العالمي. جمعت قطر بين كلّ التناقضات في لعبة لم تحسب حساب أنّها لا بدّ من أن تنتهي يوما. كان في استطاعتها إعادة تأهيل بشّار الأسد وأخذه إلى فرنسا ليكون ضيفا في احتفالات العيد الوطني.

كان ذلك في مرحلة الغضب السعودي عليه إثر ضلوعه، بطريقة أو بأخرى، في جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه. كان الرئيس نيكولا ساركوزي في جيب قطر وكان مهمّا أن تكون هناك سياسة قطرية تقوم على قصقصة أجنحة السعودية. تغيّرت الصورة الآن. هذا لا يعود إلى أن اللعبة القطرية صارت مكشوفة. الحقيقة أن اللعبة انكشفت تماما في 2013 و2014. الجديد الآن أمران. أولهما أن ليس في قطر من هو قادر على إدارة اللعبة المعقّدة والآخر أنّ في السعودية قيادة مختلفة لم تعد مستعدة لمساومات من أيّ نوع. هذه القيادة تعرف تماما معنى أن تتصدى قطر للمملكة مستخدمة قدراتها المالية حتّى في دعم “حزب الله” لدى خوضه صيف العام 2006 حربا افتعلها مع إسرائيل كان من بين أهدافها تحقيق انتصار على لبنان واللبنانيين وتغطية جريمة اغتيال رفيق الحريري.. وتوجيه الشتائم إلى زعماء الخليج. لا شراء أسلحة أميركية أو إيطالية أو لاعب مثل البرازيلي نيمار وضمّه إلى فريق فرنسي معروف من يملكه يخدم قطر. هناك معطيات جديدة مختلفة لا مفرّ من التعاطي والتكيّف معها، إضافة بالطبع إلى الاعتراف أن المسألة ليست مسألة علاقات عامة في واشنطن وغير واشنطن والاعتقاد أن في الإمكان تهديد الخليجيين ومصر وتخويفهم عن طريق تركيا وإيران.. بعض التواضع أكثر من ضروري في هذه المرحلة. هناك شيء انتهى. هناك أيّام مضت لم يعد فيها مكان لهامش كبير للمناورة تملكه قطر. كانت استعادة مصر من الإخوان المسلمين في منتصف العام 2013 نقطة تحوّل على الصعيد الإقليمي وذلك بغض النظر عمّا إذا كان في الإمكان إنقاذ مصر كدولة تعاني من مشاكل ضخمة في المدى الطويل. يظلّ السؤال في النهاية، هل تستطيع قطر أن تكون دولة طبيعية تفرّق بين الممكن والمستحيل أم لا؟ هل تستطيع تحويل خسارتها إلى ربح بعيدا عن المكابرة من نوع القدرة على استضافة دورة كأس العالم في صيف العام 2022 وتجاهل أن كلّ شيء يمكن تغييره في العالم باستثناء الصيف الخليجي الحار؟ بعض التواضع ضروري بين حين وآخر..

 

تحديات اللجوء السوري في ألمانيا

فايز سارة/الشرق الأوسط/12 آب/17

ينقسم اللاجئون السوريون في ألمانيا إلى ثلاث فئات في رؤية علاقاتهم مع المجتمع الألماني؛ الفئة الأولى، بدأت في انخراط عميق بالمجتمع الألماني، وأغلب هؤلاء عائلات من أبناء المدن المتعلمين، تتوفر لهم قدرات أعلى على الاندماج والتفاعل الإيجابي مع المجتمع الألماني، والفئة الثانية عائلات هي خليط موزعة بين ذوي الأصول الريفية وحرفيي المدن، وهي في مرحلة انتقالية تتقاذفها مشاعر مختلطة ما بين رغبة الانخراط في المجتمع، وإحساس بأن وجودها في ألمانيا وجود مؤقت. والفئة الثالثة أغلبها من العازبين والأفراد بينهم متعلمون وأميون، عجزوا عن التوافق مع ظروف اللجوء بسبب صعوبة تعلم اللغة، واستحالة الانخراط في سوق العمل وفق القدرات المتوفرة، وغالبية هذه الفئة خيارها محسوم في عدم البقاء في ألمانيا، وهم بانتظار أول فرصة للمغادرة سواء إلى سوريا أو أي بديل متاح، المهم أن المنتمين لهذه الفئة لا يريدون البقاء في ألمانيا. لقد ساءت ظروف السوريين في السنوات السبع الماضية سواء المقيمون منهم في سوريا أو خارجها. ففي الداخل قتلٌ واعتقال وتدمير للممتلكات والقدرات الفردية والجماعية، وفي بلدان اللجوء والإقامة صعوبات ومشكلات لا حصر لها، تمنع في غالبها استمرار حياة السوريين بالحدود الدنيا والمقبولة، وزاد من صعوبة الظروف عاملان؛ أولهما غياب أي أفق مفتوح للحل في سوريا، والثاني، فتح بوابات الهجرة واللجوء إلى بعض بلدان أوروبا وبينها السويد وألمانيا، وكلها كانت بين دوافع السوريين في التوجه نحو اللجوء. وللحق فإن ألمانيا أبدت اهتماماً وترحيباً خاصاً باللاجئين السوريين، وسهلت وصولهم، ويسرت سبل منحهم الإقامة، بل هي استوعبت العدد الأكبر من اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى أوروبا في السنوات الماضية إلى حد أن أعدادهم تقدر فيها بنحو ثمانمائة ألف شخص.

غير أن الهوى المتبادل بين السوريين وألمانيا سرعان ما ضربته رياح الوقائع. فأغلب القادمين اعتقدوا أن اللجوء حالة إنسانية بحتة، تقوم على المساعدة، فيما المستقبلون يرونها حاجة اقتصادية واجتماعية وثقافية، تقوم على الاندماج بكل ما يعنيه من التزامات مقابل اللجوء. كما أن الفارق الثقافي/ الاجتماعي بين الطرفين، جعل من عملية الاندماج أصعب من توقعات الألمان خاصة في ظل محدودية قدرات جهازهم الإداري والفني غير المهيأ لاستقبال أعداد ضخمة من اللاجئين، وقد أضيفت لهم أعداد أخرى وكبيرة من غير السوريين، الأمر الذي أعاق وأخّر تلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين، وشكل صدمة لهم، وخلف حالات إنسانية صعبة منها لم الشمل وتفاوت مدة الإقامة وصعوبات العمل، وجميعها ليس لها رؤية مشتركة عند الطرفين، وزاد من حدة المشكلة تصريحات وتحليلات وتقديرات، تتعلق بمستقبل اللاجئين السوريين في ألمانيا. وسط تلك الوقائع، تبدو تحديات اللجوء السوري في ألمانيا قائمة. فمن جهة الألمان الذين صرفوا نحو خمسين مليار يورو على اللاجئين (نحو ثلثهم من السوريين) في السنوات الأخيرة، فإنهم لا يرغبون في رؤية جهودهم وأموالهم، دون نتائج مناسبة، خاصة أنهم لا يستطيعون إعادة اللاجئين السوريين من حيث قدموا ولا إلى بلدهم الذي تطحنه الحرب، وتستمر فيه المقتلة والتدمير، ولهذا لا بد لهم من سياسات وإجراءات، تتغلب على العوامل المعيقة لاستيعاب ظروف اللاجئين السوريين ومتطلباتهم. ومن جهة السوريين، فإن خيارات خروجهم من ألمانيا باتجاه بلدان أخرى محدودة، وعودتهم إلى سوريا شديدة الصعوبة بفعل استمرار الأسباب، التي جعلتهم يغادرونها أصلاً، خاصة أن النظام تخلى عن أية مسؤوليات حيالهم، وهو غير راغب في عودتهم إليها، وبالتالي فإنه لا خيارات لديهم في التعامل مع وجودهم في ألمانيا إلا باعتباره أمراً واقعاً، حتى ولو فكروا في العودة إلى بلدهم عندما تضع الحرب أوزارها، أو يبدأ مسار الحل في سوريا. غير أن التحدي الذي يواجهه السوريون في البقاء بألمانيا، لا يمكن معالجته دون جهود وسياسات ألمانية جديدة وعميقة، تجعل من قدرة السوريين هناك أفضل للبقاء في ألمانيا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

خوري: الوزير مضلل من قبل مستشاريه ولم يعطنا حق الردّ/ "أزعجنا المنتفعين من فسـاد الاهراءات ففتحوا الحرب عليـنا"

المركزية- أحدث إعلان وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري أمس الاستغناء عن مدير الاهراءات في مرفأ بيروت وخمسة موظفين، اعتراضات بلغت حد الاتهامات بإقصاء مفتعل لغايات سياسية، فالوزير الذي فند العديد من المخالفات في الادارة مستندا الى تقرير أعدته شركة PWC، اتهم من قبل حزب "الكتائب" بممارسة الكيدية بعيدا عن الكفاءة والاصلاح. فكيف يقرأ مدير الاهراءات موسى خوري خطوة وزير الاقتصاد؟ يقول خوري لـ"المركزية" إن الوزير الذي نحترمه نعتبره مضلّلا من قبل مستشاريه"، مضيفا "لم يصلنا أي إنذار مسبق بفصلنا، وشنت الحرب علينا نظرا الى جهودنا في الحد من مزاريب الفساد والعمولات، الامر الذي أزعج المنتفعين ففتحوا الحرب علينا"، لافتا الى أنه "يفتخر بأنه تم الاستغناء عن خدماته من مرفأ يحتوي على هذه الكمية من الفساد". وعن مضمون التقرير الذي أعدته شركة PWC وما يحتويه من مخالفات في الادارة، قال "المشاكل التي تطرق اليها التقرير كنا بصدد معالجتها منذ تعييننا"، موضحا أنه "كان سبق له أن أعدّ تقريرا مماثلا عن وضع الادارة وسلمه الى الوزير في 17 كانون الثاني 2017 عندما تسلم الوزارة، وتضمن التقرير الخلل الذي تعاني منه الاهراءات، بدءا من الحاجة الى معدات حديثة بدل القديمة التي تخطى عمرها الـ15 سنة، الى وضع السلامة العامة، وصولا الى تخفيض عدد الموظفين"، مشيرا الى أنه أعد دراسة مع أخصائيين من سويسرا (من دون أي تكاليف على الدولة)، وقدمها الى الوزير ليعرضها على مجلس الوزراء أو الصناديق الدولية المانحة، للحصول على مساعدات أو واردات استثنائية لتفعيل عمل الادارة، ولكن الوزير لم يستطع أن يقنع المجلس الوزراء بالخطة، لافتا الى أن "الوزير استعمل التقرير الذي أعددته ضدي ليبرر فصلي، علما أن الفساد كان مستشريا قبل وصولنا، ونحن وضعنا أنظمة وقوانين لمحاربته، إن كان في طريقة تفريغ البواخر أو التعامل مع التجار المستائين بسبب توقف العمولات، إضافة الى ساعات العمل.."، وقال "حاولت أن أقابل الوزير منذ خمسة أشهر ولكن دون جدوى"، متسائلا "كيف يعد تقرير عن موظف من دون مناقشته به، ألا يملك حق الدفاع عن النفس؟". وعن الخطوات المتبعة للرد على قرار الوزير، قال "سنعقد مؤتمرا صحافيا، نفصّل خلاله انجازاتنا في الادارة خلال ثلاث سنوات عملنا، وسنلجأ الى القضاء الذي سنعرض عليه كل الكتب والمستندات التي بحوزتنا"، مشيرا الى أنه "أرسل ردا الى الوزير حتى ولو لم يطلب منه، يتضمن الاسباب الموجبة كافة". وبالنسبة الى موقف حزب "الكتائب" وعلاقته به، لفت الى أنه "يشرف في كونه كتائبيا، ولكنه يتمتع بالكفاءة اللازمة لتوليه هذه الوظيفة"، ولا دخل للسياسة في عمله ويتحدى كل من يتهمه بنقص الخبرة. واعتبر "قرار الوزير مجحف وفيه الكثير من التجني"، مشيرا الى أن "في عهد الوزير السابق آلان حكيم، خفضنا كادر الموظفين من 120 الى 92 موظفا، نظرا الى عدم الحاجة الى بعض المراكز، لكن لم نصرفهم بل وضعناهم في التصفية. من هنا في حال كان هناك إرادة حقيقية بالاصلاح، لماذا لم يباشر الوزير من هذه الوظائف التي تخصص لها رواتب مرتفعة؟" لافتا الى أن "تخفيض عدد الموظفين ضرورة إنما وفق إمتحان وتقييم اختصاصيين عدة تجنباً لأي تدخل سياسي، والوزير في حال حصول مخالفة، يصدر انذارات أو يحيل الموظف الى اللجنة التأديبية وفق ما تقتضيه أصول العقد الجماعي، ولكن أياً من هذه الاجراءات لم تُتبع".

 

 بدر يبدأ حياته الزوجية في مربّعه الامني القديم وتسـليمه رهـن قـرار "عصبــة الانصـار"

المركزية- بعدما توارى في حي الصفصاف على مدى ثلاثة أشهر، عاد الارهابي الشهير بلال بدر الذي أشعل نار المعركة مع حركة ف"تح" على مدار سبعة أيام في مخيم عين الحلوة في نيسان الماضي، وتسبب بسقوط سبعة فلسطينيين وجرح نحو أربعين، الى حي الطيري في مخيم عين الحلوة بعدما تزوج من براء غالب حجير، وسكن على أطراف الحي بين بستان الطيار ومنطقة الصفصاف الخاضعة لوجود "عصبة الانصار" الاسلامية وليس فيها أي تواجد لـ"حركة فتح"، وفق ما علمت "المركزية" من مصادر فلسطينية. وأضافت المصادر أن "بدر مطلوب بنظر القيادات الفلسطينية الوطنية والاسلامية لاعتقاله وتسليمه للدولة اللبنانية، وعمّم القرار باعتقاله أو قتله ولا تراجع عنه رغم تواريه لفترة في حي الصفصاف". وأشارت الى أن "بدر وزع اليوم منشورا الى أهالي المخيم لفت فيه الى ما سمّاه "مؤامرة تحاك ضدنا"، داعيا الى "ضبط النفس وعدم التجاوب مع المشاكل التي قد تفتعل في المنطقة". ولفتت المصادر الى أن "عودة بدر تنبئ بمخاطر مقبلة"، داعية "عصبة الانصار" التي يتواجد في نطاق انتشارها وهي فصيل اسلامي وافق على اعتقاله وتسليمه للدولة، "ان تبادر الى اعتقاله وهي وحدها القادرة على ذلك بعدما نجحت في إتمام عملية تسليم الارهابي خالد مسعد الى الامن العام اللبناني في وقت سابق".

 

 نحاس يعلن ترشيحه للإنتخابات النيابية في طرابلس: قضيتـنا هي المواطن الـذي يدفـع ثمـن الفسـاد

المركزية - أعلن الوزير السابق نقولا نحاس أنه سيخوض الانتخابات النيابية عن مقعد الروم الأرثوذكس في طرابلس، سواء الفرعية في حال إجرائها، أو الانتخابات العامة، مؤكدا أنه "ينتمي الى مشروع سياسي يقوده الرئيس نجيب ميقاتي منذ العام 2002 ويهدف الى العمل ضمن مضمار الوسطية والاعتدال، وهو مشروع متكامل على الصعد الوطنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية". واعتبر"أن لبنان يحتاج الى كتل نيابية جديدة، تضع حدا للانحدار الكبير الذي تسلكه الامور"، لافتا الانتباه الى أنه "لم يعد في البلد معارضة، بل إحتكار للقرارات بين المسؤولين بلا حسيب ولا رقيب"، معربا عن تمنياته بالوصول الى دولة يحصل فيها المواطن على حقه من دون أي واسطة من أحد. وشدد في لقاء جمعه مع الاعلاميين في طرابلس في مطعم الفيحاء، على أنه "جزء من مشروع سياسي  إنقاذي، وجزء من مجموعة عندها قضية وهي قضية المواطن الذي يدفع ثمن الفساد والهدر والقرارات المعلبة"، لافتا الى "أن الانتخابات النيابية كفيلة باعطاء الأمل إذا ما أفرزت كتلا نيابية جديدة تحظى بثقة المواطنين وتعمل لمصلحتهم"، مشددا على "ضرورة البقاء مع الناس والاستماع الى مشكلاتهم". وأشار نحاس الى أن أبرز الازمات في طرابلس هي البطالة، داعيا الى "تشكيل قوة ضاغطة على الدولة لانتزاع حقوق المدينة، وإقامة المشاريع الاستثمارية والافادة من المرافق القائمة لايجاد فرص العمل المطلوبة"، مؤكدا "أننا في طرابلس نحتاج خلال السنوات الثلاث المقبلة الى 30 ألف فرصة عمل من أجل النهوض، وإلا فان الأمور ستزداد سوءا".

ولفت الى "أن الرئيس ميقاتي كلف أكبر مكتب دراسات لوضع دراسة تحاكي كيفية النهوض بطرابلس، وهي تتضمن في بعض بنودها كيفية الافادة من تطوير مرفأها الذي جرى تمويل مشروع توسعته في حكومة الرئيس ميقاتي، وهو يشهد اليوم ورشة تطوير بما في ذلك مشروع تجديد إهراءات القمح، إضافة الى الافادة من الطابع الزراعي الذي تتميز به منطقة الشمال بتحويل طرابلس مكانا للتصنيع الغذائي، فضلا عن الافادة من الطاقة الحرفية الموجودة، من خلال إنشاء تعاونيات مهنية تجتمع في مكان واحد وتتضمن مدارس للتأهيل الحرفي، على أن تأخذ هذه التعاونيات على عاتقها تسويق الانتاج في الخارج، فضلا عن تبديل وظيفة معرض رشيد كرامي الدولي الذي لم يعتمد كمعرض حقيقي منذ إنشائه في ستينيات القرن الماضي، ما يتطلب دراسة وظيفة جديدة له أو إيجاد إدارة تخصصية له"، مقترحا إنشاء مدينة رقمية في جزء منه والافادة من أكبر كابل للانترنت يمر في طرابلس، لافتا الى "أن كل تلك المشاريع من شأنها أن تخلق لطرابلس آلاف فرص العمل وأن تسهم في نهوضها وتحسين الواقع الاجتماعي"، مشددا على "ضرورة التعاون مع الدولة على تأسيس مدارس تأهيل وتدريب، لكل من لا يملك شهادة تعليمية". وقال نحاس: "نفكر في طرابلس ونعمل لها منذ سنوات، واليوم جاء الوقت لكي ننشئ من خلال الانتخابات النيابية قوة ضغط أساسية لاجراء تعديل جذري في هيكلية المدينة الاقتصادية، والهدف الوحيد من ذلك هو مساعدة الناس على الخروج من كبوتها".

 

الراعي يدشن "مجمّع أنطونيوس رعيدي الرعوي" في تنورين:  نطالب الدولــة بنهضــة اقتصاديـــة بكـل مجالاتهـا وندعو الى اقـرار الموازنــة والحــدّ مــن الفســاد

المركزية- وجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي نداء إلى الجماعة السياسية والقيمين على شؤون البلاد الزمنية، "كي يؤمّنوا الاستقرار الاقتصادي والمعيشي والأمني والمعنوي لكل اللبنانيين"، مطالبا بالقيام "بنهضة اقتصادية بكل مجالاتها، وإقرار الموازنة من أجل التوازن بين المداخيل والمصاريف، والحد من الفساد المالي والسياسي، وحماية المال العام من الهدر والسرقة، والعمل الجدي على الإيفاء التدريجي للدين العام، حماية للبلاد من الانهيار، والحد من التدخل السياسي في الإدارات العامة والقضاء وحفظ نزاهة هذا الأخير".

كلام الراعي جاء خلال حفل تدشين "مجمّع أنطونيوس رعيدي الرعوي" في كنيسة مار ضوميط في وطى حوب ـ تنورين بتقدمة من القنصل ربيع رعيدي، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النواب بطرس حرب، سامر سعادة وناجي غاريوس، المدير العام لوزارة الاشغال طانيوس بولس، العميد المتقاعد شامل روكز، شخصيات دبلوماسية وقضائية، عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" جورج بكاسيني، رئيس مجلس إدارة مستشفى تنورين الحكومي الدكتور وليد حرب، فاعليات ومسؤولين، رئيس بلدية تنورين بهاء حرب وأعضاء المجلس البلدي، رؤساء بلديات، مخاتير تنورين وحشد كبير من أهالي وطى حوب وتنورين ومنطقة البترون.

وأقيم استقبال للبطريرك الراعي يرافقه راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خير الله، والمطران يوحنا علوان، عند مدخل وطى حوب بالأزهار والزفة ورُفعت اللافتات المرحبة، وصولاً الى مدخل المجمّع حيث أزاح الستارة عن اللوحة التذكارية وبارك صالة الكنيسة بالمياه المقدسة قبل جولة للاطلاع على مكوّنات المجمع. ثم رأس قداساً احتفالياً في الباحة الخارجية وعاونه فيه المطران خير الله، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم، الأب نبيه خوري والأب هاني مطر بمشاركة المطران علوان والمدبرين العامين في الرهبانية اللبنانية المارونية ولفيف من كهنة أبرشية البترون ورؤساء الأديار والآباء. وخدمت القداس جوقة وطى حوب بقيادة الأخ كريم جرجس.

في بداية القداس ألقى رئيس الدير الأب خوري كلمة ترحيب قال فيها: يسعدنا جداً ويشرفنا أن نستقبل في رعيتنا وطى حوب، تنورين، بمناسبة عيد مار ضوميط، غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، ومعه أصحاب السيادة ومعالي الوزراء وسعادة النواب، وكل أصحاب المقامات السياسية والعسكرية والمدنية والدينية. ويطيب لنا في هذه المناسبة العزيزة، تدشين مجمع أنطونيوس عباس رعيدي الرعوي، الذي شيده بسخاء وحب كبيرين، الصديق الحبيب سعادة القنصل ربيع رعيدي، تخليداً لذكرى والده، وأن نستقبل، للمرة الأولى، إحتفالياً، قدس أبينا العام، الأباتي نعمة الله الهاشم السامي الإحترام، ومجلس الرئاسة العامة، فله منا كل التقدير والحب والوفاء، فله كلمة الترحيب بغبطتكم.

الهاشم: ثم كانت للأباتي الهاشم كلمة ترحيب توجه فيها الى البطريرك الراعي بالقول: باسم راعينا سيادة المطران منير خير الله ورؤساء الأديار والمدبرين العامين وكهنة رعايا تنورين والرهبان والراهبات، باسم أصحاب المعالي وفاعليات تنورين وأبنائها وبناتها، نسأل باسم الشركة والمحبة الله أن يحميكم ويسرنا أن نستقبلكم في بلدة الجمال والفاكهة تنورين بجبالها وأوديتها، بلدة الخير بأشجارها ومياهها، بلدة الفكر والشعر والأدب، بلدة القداسة والأديار والكنائس والمحابس التي أعطت الكثير من الكهنة والرهبان وهي البلدة الأكبر التي قدمت أكبر عدد من أبنائها للرهبانية اللبنانية المارونية، فأهلاً بكم تكرسون ثمار الشركة والمحبة وتباركون سعادة القنصل ربيع رعيدي الذي تبرع بإنشاء هذا المجمّع الرعوي تخليداً لذكرى والده ونحن باسم الجميع نسأل غبطتكم البركة والرضى.

العظة: وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى البطريرك الراعي عظة قال فيها: "يدعونا الرب يسوع في إنجيل اليوم ألا نخاف من واقع حياتنا الصعب ومستقبلنا الغامض، لأن عناية الله ترافقنا ولا تنسى أي واحد أو واحدة منا. ويدعونا لنثبت في الإيمان ونشهد له ولتعليمه، لئلا ننساه ونبتعد عنه، فنضل الطريق المؤدي لخلاصنا الأبدي. كم نحن اليوم بحاجة، وسط الصعوبات والمحن وعلامات الاستفهام، لأن نسمع صوته يردد في أعماق نفوسنا: "لا تخافوا" (لو12: 7). فنكون بدورنا داعين إلى عدم الخوف وصانعي طمأنينة في العائلة والمجتمع، وفي الكنيسة والدولة.

يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية في كنيسة مار ضوميط الرعائية هنا في وطى حوب، بمناسبة تدشين القاعة الراعوية التي قدمها مشكورا من ماله الخاص القنصل ربيع رعيدي، إقرارا منه بفضل الله الذي يبارك حياته وعائلته، ومكنه من تحقيق نجاح واسع في أعماله. فأسس مجموعة "رار القابضة" التي تضم حاليا ثماني مصانع والعديد من الشركات التجارية في لبنان وقطر وعمان والهند وأفريقيا والإمارات العربية، والمملكة العربية السعودية والعراق وايطاليا. كافأه الله بفيض من نعمه وبارك عائلته. كانت هذه الكنيسة في الأساس مغارة في أسفل هذا الجبل، المعروف بجبل الراس. وقد اتخذها أهالي تنورين العزيزة في القديم موئلا لهم يلجأون إليه، لما كانت توحي لهم من إيمان وخشوع، فكرسوها بصلواتهم مقاما مقدسا على اسم القديس ضوميط الشهيد. ثم حولها أبناء وطى حوب إلى كنيسة رعائية لجماعة المؤمنين الذين يؤمونها في مختلف المناسبات. ويسعدنا اليوم أن نقوم بهذا التدشين، بعد أن احتفلتم في مطلع الأسبوع بعيد شفيعها القديس ضوميط. أعاده الله عليكم بالخير والبركة.

لقد اختار أجدادكم القديس ضوميط شفيعا لهذه الكنيسة لأنه مات شهيدا، سنة 322، بأمر من الملك الروماني الوثني يوليانوس، بالرجم في المغارة التي كان متنسكا فيها. فأدى شهادة الدم لإيمانه بالمسيح الفادي. فحقق كلمة الرب يسوع في إنجيل اليوم: "من يعترف بي أمام الناس، يعترف به ابن الإنسان أمام ملائكة الله"(لو12: 8)".

عالمنا الذي فقد القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية، وإستعاض عنها بلغة الحقد والبغض والظلم والحرب والإستبداد، وبلغة الحديد والنار، وبلغة المادية والإستهلاكية والأنانية، هو في أمس الحاجة إلى الشهادة المسيحية، وإلى لغة إنجيل يسوع المسيح، ولو كانت مرفوضة، وتلقى المعاكسة والإستهتار والإهمال. وبما أننا نحيي ذكرى ألف وخمسماية سنة لإستشهاد الرهبان تلاميذ مار مارون الثلاثماية والخمسين سنة 517، فقد أعلنا، كما تعلمون، "سنة الشهادة والشهداء"، وبدأناها في عيد أبينا القديس مارون في 9 شباط الماضي، وسنختتمها في عيد أبينا القديس يوحنا مارون، البطريرك الأول، في 2 آذار 2018. وأردناها لكي نستذكر شهداء كنيستنا من بطاركة وأساقفة وكهنة ورهبان وراهبات ومؤمنين الذين أدوا شهادة الدم لإيمانهم. ولكي نعترف أن بفضلهم نما الإيمان المسيحي، وإنتشرت الكنيسة، وإزدادت مؤسساتها، واتسعت مساحات خدمتها الراعوية، الروحية والتربوية والاجتماعية والإستشفائية، وكثرت الدعوات الكهنوتية والرهبانية الناضجة.

لا تخافوا" (لو12: 7). كم ردد الرب يسوع هذه الكلمة للتلاميذ، وللمرضى الذين التقاهم، ولأهل أموات أقامهم من الموت: مثل مرتا ومريم عندما مات أخوهما لعازر، وأرملة نائين التي كانت تبكي وراء نعش وحيدها، ويائيروس الذي فارقت إبنته الحياة، فيما كان يسوع ذاهبا معه إلى بيته ليشفيها. لهم كلهم قال: "لا تخافوا، لا تخافي، لا تخف" ودعاهم إلى الثبات في الإيمان والثقة بوعود الله. هذه الكلمة يقولها لنا اليوم في لبنان، كما يقولها لكل المسيحيين، بل لكل الناس المؤمنين بالله، ويعيشون ويلات الحروب في بلدان الشرق الأوسط. ويدعونا لنقولها بدورنا لبعضنا البعض بالقول والعمل والمبادرات.

التحية لكل الأشخاص الذين ينتزعون الخوف من القلوب سواء في عائلاتهم أم مجتمعهم أم في تنورين العزيزة، أكان هؤلاء الأشخاص من الإكليروس أو المدنيين، أو السياسيين أو أصحاب مقدرات. وأود أن أحيي بنوع خاص الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة بشخص رئيسها العام قدس الاباتي نعمة الله الهاشم من خلال وجودها في دير مار انطونيوس - حوب الذي بني منه جناحان بين سنة 1766 و1778، وبدأ الرهبان يسكنون فيه منذ سنة 1785، ثم راحوا يزيدون عليه أجنحة أخرى، جيلا بعد جيل حتى يومنا. وأحيي رئيسه الأب نبيه الخوري والآباء معاونيه وكل الذين خدموا هذه الرعية وسواها في تنورين. إن دير مار أنطونيوس حوب شكل مكان طمأنينة وعلامة رجاء ودعوة للصمود لأهالي تنورين بفضل الدور الذي أداه والرسالة التي قام بها، وما زال، على كلٍ من الصعيد الروحي والتربوي والاجتماعي والحرفي والزراعي والسكني، فوفر في كل ذلك فرص عمل للعديد من العائلات.

إننا، في ضوء كلام المسيح في إنجيل اليوم، نوجه النداء إلى الجماعة السياسية والقيمين على شؤون البلاد الزمنية، كي يؤمنوا الإستقرار الإقتصادي والمعيشي والأمني والمعنوي لكل اللبنانيين، فيتمكنوا من العيش بطمأنينة في وطنهم، ويجدوا فيه مستقبلهم ومستقبل أولادهم، وتتوفر فيه لأجيالنا الطالعة المجالات لتحفيز قدراتهم، وتحقيق طموحاتهم. فمن أجل هذه الغاية يجب على المسؤولين في الدولة القيام بنهضة اقتصادية، بكل مجالاتها، وإقرار الموازنة من أجل التوازن بين المداخيل والمصاريف، والحد من الفساد المالي والسياسي، وحماية المال العام من الهدر والسرقة، والعمل الجدي على الإيفاء التدريجي للدين العام، حماية للبلاد من الانهيار، والحد من التدخل السياسي في الإدارات العامة والقضاء وحفظ نزاهة هذا الأخير، والسهر على حسن إداء الموظفين، ومكافأة المتقيدين بالقانون والضمير والمحافظة عليهم، وترقيتهم، وعدم الإستبدال الحزبي والسياسي والمذهبي للموظفين. فهذا أمر مرفوض ومدان، ويولد التوتر ويزعزع الثقة، ويخلق العداوات. وهو إفراط في السلطة لا يمكن القبول به.

وفي كل حال، تبقى ثقتنا بالمسيح الفادي وبقوله "لا تخافوا". ونرفع معا نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

حرب: وبعد القداس ألقى بهاء حرب كلمة قال فيها: تنّورين، هذه البلدة المارونية بإمتياز، الرابضة في أعالي الجبال، المطمئنة لجسارة شبابها، المفتخرة بوطنية رجالاتها، المتشبثة بإيمانها وعنفوانها يشرّفها اليوم أن يقدّس ترابها بزيارة غبطتكم وأن تبارك هذه الأرض التي تحب، وتدشّن صرحاً رائعاً بناه شاب طموح، مؤمن كريم جسّد بعمله هذا تعلّق أبناء تنّورين ببلدتهم، بقيم دينهم وتراثهم وتاريخهم.

وتوجه الى الراعي بالقول: المسيحية صرعت الباطل ليس بحدّ السيف بل بالكلمة، بالمحبّة المتّصلة بالله، وفهمنا لها ببعدها الاجتماعي، منظومة ترفع الإنسان وتحفظ الأوطان. فأنتم يا صاحب الغبطة، أنتم الراعي الأمين، حامل همّ هذا الوطن الصغير في زمن تسود فيه الصراعات السياسية والمذهبية كل منطقتنا وشرقنا العربي. بكم وبكلامكم سيبقى صوت الحق مرتفعاً وستبقى مواقفكم الثابتة بوصلة أمان تصوّب سفينة القيادة ليبقى لبنان وطناً حرّاً سيّداً مستقلاً.

وأضاف: يشرّفني كرئيس للبلدية ونيابة عن زملائي أعضاء المجلس البلدي أن أنقل لكم كلّ مشاعر الإحترام

والتقدير والولاء وإسمحوا لي أن أتوجّه بإسمكم جميعاً بالشكر والتقدير لرئيس دير حوب الأب نبيه خوري على جهوده الجبّارة ومتابعته الدقيقة لتحقيق هذا الصرح الذي ندشّن اليوم.

وختم موجهاً الشكر والدعاء بالخير "لصاحب اليد البيضاء المعطاءة بكل محبّة وفرح وصدق وأخلاق عنيت به القنصل ربيع أنطانيوس رعيدي الذي قدّم لبلدته هذا الصرح الجميل، كما نثمّن غالياً تشييد هذا البناء تخليداً لذكرى الوالد وإجلالاً لتربيته الصالحة لهذا البيت الكريم. صديقي، وفقّكم الله وزاد خيركم بركة وغلالكم عطاءً وأنعم على عائلتكم بالصحّة والسعادة وراحة البال".

ثم قدم حرب باسمه وباسم المجلس البلدي هدايا تذكارية هي كناية عن أيقونات لكل من البطريرك الراعي ورعيدي والأب خوري عربون وفاء ومحبّة واحترام.

رعيدي: وفي الختام ألقى رعيدي كلمة قال فيها: نحن حراس مؤتمنون على الوزنات التي أغدق الرب بها علينا، فإيماننا المسيحي عقيم من دون الأعمال الخيرة والجهد المثمر. فنحن اليوم نكنز لنفسنا كنوزاً في السماء لا على الأرض، نحن نعطي لأن العطاء من صلب إيماننا وتعاليمنا المسيحية. فبإسمي بإسم عائلتي أشكر أبينا البطريرك الراعي الذي شرفنا وباركنا بحضوره بيننا، فالكنيسة تجمعنا تحت كنفها ونحن دائماً في خدمتها.