LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 03 أيلول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september03.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

روحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا، وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/طاولة بعبدا الاقتصادية والنتائج الصفر المكعب بظل عمى البصر والبصائر

الياس بجاني/صاروخ إيراني على آلية مهجورة قبالة بلدة مارون الراس ورد إسرائيلي فوفاش وخلصت المسرحية

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص: شكراً للرب على نعمة وكرّم وعطاءات الشهداء

الياس بجاني/شكراً للرب على نعمة وكرّم وعطاءات الشهداء

الياس بجاني/انتصارات ع مد عينك والنظر.. والطيارة منسقطها بحجر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 2/9/2019

رشا عيتاني: لا جدوى لقرارات الأمم المتحدة من دون تبني الحياد

باسيل رئيساً لـ«التيار» بالتزكية لولاية ثانية'

حزب الله ينجح في تثبيت معادلة "هيمنة الدويلة على الدولة"

18 جندياً اسرائيلياً من بينهم قائد كتيبة كانوا بمرمى حزب الله.. لكن نصرالله رفض!

انتقادات واسعة لتغييب الدولة وتحذيرات من توريط “حزب الله” لبنان

ريفي: الأولوية لإخراج البلد من السجن الكبير... ومقاومو "أمل" ينتشرون على طول الحدود تلبية

نصرالله يكسر الخط الأحمر لتحويل لبنان إلى غزة ثانية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي

تصعيد «محدود» جنوب لبنان إثر استهداف «حزب الله» آلية إسرائيلية

"هدوء حذر" يسود الجنوب اللبناني بعد التصعيد العسكري

ردّ ثان لحزب الله يتحضر... ضربة الامس كانت ردا على غارات سوريا

مخاوف من تدحرج الوضع..

الجيش الإسرائيلي يبقي على جاهزيته تحسباً لـ«سيناريوهات متنوعة» غداة تبادل إطلاق النار مع «حزب الله» جنوب لبنان

سامي الجميل مغادرا اجتماع بعبدا: نتحفظ على مضمون البيان ولحكومة اختصاصيين لتنفيذ الإصلاحات فالسلطة لا قدرة لها للقيام بذلك

الخارجية ردا على نظيرتها التركية: التخاطب بهذا الاسلوب مع رئيس البلاد أمر مرفوض ومدان وعلى الخارجية التركية تصحيح الخطأ

بقرادونيان رد على بيان الخارجية التركية:الدفاع عن النفس حق مقدس والرد على العدوان واجب وطني

الياس الزغبي: خطاب جعجع يشكل وثيقة وطنية تعيد تركيز اسس ثورة الارز

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس لوفد من مجلس كنائس الشرق الأوسط: للاستمرار في شهادة بث الرجاء في منطقة مشتعلة بما يثمر السلام ويعيد للانسان فيها كرامته

مرفأ إيراني على البحر المتوسط بين سورية ولبنان

إيران تهدد دول الخليج بتوجيه ضربات مدمرة “لن تُبقي منها شيئاً”

بريطانيا تدرس إرسال طائرات مُسيّرة للخليج... وظريف استبعد فتح "صندوق باندورا" الخاص بالاتفاق النووي

إيران تعلن تقارب وجهات النظر مع فرنسا بشأن الاتفاق النووي وهددت بخطوة «أقوى» إذا لم يفِ الأوروبيون بتعهداتهم

رصد ناقلة النفط الإيرانية قبالة سواحل لبنان

«الهدنة الهشة» تعزز نقاط المراقبة التركية في إدلب وإردوغان يهدد بعملية شرق الفرات... وأميركا ترسل مزيداً من الدعم لـ«قسد»

قصف مُتعدد يُهدِّد هدنة إدلب… وروسيا تتهم الولايات المتحدة

السوريون الغاضبون واصلوا إحراق صور أردوغان واتهموا تركيا بالخيانة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله»... تفسخ الصورة/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الجنوب والإعلام اللبناني (الممانع)/يوسف بزي/المدن

سلمت على موقفك الجريء أيها الحكيم/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

ردّ حزب الله "المدروس" يمهّد لخريف ساخن/علي الأمين

/العربرد حزب الله لا يتجاوز الخطوط الحمراءمحمد قواص/العرب

حزب الله” انتصر مجدداً!/حازم الأمين/الدرج/

خدعة إسرائيلية ورسالة نصر الله عبر الحريري لتل أبيب/سامي خليفة/المدن

مانيفستو التأملات في أوضاع الكوكب الكابوسية/منى فياض/النهار

عون يُسقط عنترياتَه على الماضي وضغائنَه على الأتراك/محمد أبي سمرا/المدن

عون يقدّم حلف الأقليات على لبنان الكبير طاعناً التاريخ/منير الربيع/المدن

الحذر الإسرائيلي من شبح التسوية/سام منسى/الشرق الأوسط أونلاين

إهانات السفينة الإيرانية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط أونلاين

خرائط متصدعة ونزاعات مديدة/غسان شربل/الشرق الأوسط أونلاين

الإسلام المرئي/مأمون فندي/الشرق الأوسط أونلاين

ترسانة إيران... حقيقية أم نمر من ورق؟/د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط أونلاين

طهران أمام اختبار صعب في مواجهة المجتمع الدولي/إيران والولايات المتحدة... العشق الممنوع

د. علاء عبد الحميد/السياسةعناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

روحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا، وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ

إنجيل القدّيس لوقا04/من14حتى21/:”عَادَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلى الجَلِيل، وذَاعَ خَبَرُهُ في كُلِّ الجِوَار. وكانَ يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهِم، والجَمِيعُ يُمَجِّدُونَهُ. وجَاءَ يَسُوعُ إِلى النَّاصِرَة، حَيْثُ نَشَأ، ودَخَلَ إِلى المَجْمَعِ كَعَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْت، وقَامَ لِيَقْرَأ. وَدُفِعَ إِلَيهِ كِتَابُ النَّبِيِّ آشَعْيا. وفَتَحَ يَسُوعُ الكِتَاب، فَوَجَدَ المَوْضِعَ المَكْتُوبَ فِيه: «رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا، وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ.» ثُمَّ طَوَى الكِتَاب، وأَعَادَهُ إِلى الخَادِم، وَجَلَس. وكَانَتْ عُيُونُ جَمِيعِ الَّذِينَ في المَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْه. فبَدَأَ يَقُولُ لَهُم: «أَليَوْمَ تَمَّتْ هذِهِ الكِتَابَةُ الَّتي تُلِيَتْ على مَسَامِعِكُم».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

طاولة بعبدا الاقتصادية والنتائج الصفر المكعب بظل عمى البصر والبصائر

الياس بجاني/02 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78121/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b7%d8%a7%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a8%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7/

 “واجعل صبيانا رؤساء لهم واطفالا تتسلط عليهم”. (سفر اشعيا03/04)

إنه وبظل الاحتلال الإيراني وانفلاشه وتوسعه ووقاحته وفجوره ورزم أحلام يقظته وتورم “الأنا” المخيف عنده والأوهام والخزعبلات معطوفة كلها على دجل ونفاق وخرافات الانتصارات الإلهية..

وبظل عمى وتجابن وجحود واكروباتية وتخاذل من يفترض بهم من اللبنانيين القادة والمسؤولين والحزبيين وجماعات الحل والربط والرأي وبدلاً من أن يقاوموا هذا الاحتلال ولا يخافوه فهم بإبليسية يستغلونه بطروادية فاقعة ويلحسون المبارد ويتلذذون بملوحة دماء الناس وكل ذلك خدمة لمصالحهم المالية والسلطوية ولعشقهم المجنون لثروات الأرض الترابية..

وما دام هناك فرق غنمية من شعبنا اللبناني “المعتر والمشحر” تربط حريتها ومصيرها وألسنتها ورقابها بمفاهيم عبودية شعار وهوبرة “بالروح والدم نفديك يا فلان!!

وبظل غياب الإيمان وفقدان كل مقومات الرجاء وعبادة الأرضيات والغرق في تجارب إبليس والتسوّيق الفاجر للانحرافات الأخلاقية والقيمية والمجتمعية..

وما دام المواطن وبدلاً من أن يتمسك بحقه وبأرضه ويقاوم المعتدي والمحتل والمغتصب الإيراني وبشجاعة، ما دام هذا المواطن يقوم دون خجل أو وجل بالتظاهر أمام السفارات الأجنبية مستعطفاً “وشاحداً” بذل فيزا الهجرة للهرب..

وما دام اللبناني “الفاجر” “والمتشاوف” لا يعيش دون خدم وبذخ مفرط ورحلات وشواذات أخلاقية ومجتمعية مخجلة وكأن لبنانه وأهله ومجتمعه بألف خير..

وما دام رجال الدين بغالبيتهم على المستوى القيادي هم أيضاً قد غرقوا ووقعوا في أوحال “عمنا لاسيفورس” ملك الشياطين..

وما دام ودام الإحساس الوطني معدوم وفي الحضيض..

وما دام الخوف من الله ومن ساعة حسابه الأخير هو في غير حسابات أهلنا والقادة والحكام والمسؤولين..

وما دام الفساد والإفساد وبيع الوطن والمتاجرة بسيادته واستقلاله شطارة وتشاطر في ثقافة غالبية اللبنانيين..

وما دام التلهي بأعراض الاحتلال السرطان الإيراني الذي يفتك بلبنان وبكل ما هو لبنان ولبناني وهوية وحضارة وعقل وتاريخ ورسالة..

وما دام الحكم والطاقم السياسي والحزبي المصلحجي يتلهون بأعراض سرطان الاحتلال الإيراني ويتملقونه ودون التركيز على السرطان نفسه…

وما دام ودام ودام دوام عمى البصر والبصائر وتخدر الوجدان والضمائر قائماً ومسيطراً .. ففالج لا تعالج والوضع برمته هو متجه من جورة إلى أخرى..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

صاروخ إيراني على آلية مهجورة قبالة بلدة مارون الراس ورد إسرائيلي فوفاش وخلصت المسرحية

الياس بجاني/02 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78098/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b5%d8%a7%d8%b1%d9%88%d8%ae-%d8%a7%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a2%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%87%d8%ac%d9%88/

بغياب وتغييب كاملين للدولة اللبنانية وللقرار اللبناني السيادي والاستقلالي والحر، وبالتوافق التام “والخص ناص”، والودي بامتياز، بين حزب الله وراعيته إيران، وبين إسرائيل ورعاتها، تم يوم أمس عرض مسرحية غزل ناري كاذب تحت عنوان “حجر بيسقط طيارة”.

والضحايا لهذه المسرحية، وكما دائماً فهم لبنان وشعبه والقرار الدولي رقم 1701.

أما دور قوات اليونيفل الدولية UNIFIL فحدث ولا حرج وكان لا دخل لها في كل ما جرى.

أما عملية أمس فهي مسرحية غزل نارية من تأليف وإخراج وتسويق وتمثيل نيتنياهو وربع الملالي الفرس، وهي مسرحية مكشوفة أخرجت السيد نصرالله من ورطته وحررته من وعوده الوهمية الخاصة بالرد، وهي أيضاً خدمت وفي نفس الوقت وإلى حد كبير أجندة نيتنياهو الانتخابية.

في المحصلة، فالسيد نصرالله وعد ونفذ ولو مسرحياً وحافظ على هالته بنظر بيئته وعسكره، في حين إسرائيل ردت ب 100 قذيفة صوبتها كلها بعيداً عن السكان والبلدات ودون إصابات كما تفعل دائماً وذلك لرفع العتب ليس إلا، وأعلنت للإسرائيليين بفخر الانتصار وانتهاء المواجهة مع حزب الله…وذلك دون حتى “خدش جندي إسرائيلي واحد”.

وتكملة للعرض المسرحي أرسل حزب الله ارتال من مؤيديه من الأهالي والعسكر بلباس مدني إلى الحدود مع إسرائيل للاحتفال بالنصر وللإشادة بهذه النعمة الإلهية،  في حين انتشرت وتوزعت أبواق الحزب وصنوجه على وسائل الإعلام تزف بشائر الانتصار الإلهي الخارق هذا.

 يبقى أنه حتى الأطفال باتوا يلحظون الغزل الودي “والأخوي” المستمر بين حزب الله وإسرائيل بهدف تبادل المصالح والمنافع والخدمات، وذلك غب الإجتياجات التسوّيقية ودائما على حساب لبنان.

في الخلاصة، فأن حزب الله هو فيلق عسكري إيراني من ألف حتى يائه وليس فيه أي شيء لبناني. ..ولا هو مقاومة ولا هو ممانعة ولا من يحزنون.

كما أن الحزب ملالوياً يخطف لبنان وشعبه ودولته، وقد حول وطن الأرز المقدس إلى محزن للأسلحة، ومعسكراً، وساحة، ومنطلقاً، وقاعدة لملالي إيران وأداة في خدمة عمليات نشر حلم ووهم مشروع الإمبراطورية الفارسية المذهبي والاستعماري والإرهابي.

يبقى أن هذا الحزب الملالوي المعسكر يحتل لبنان ويتحكم بمواقع صناعة قراره، ومن هنا فلا خلاص للبنان وللبنانيين في أي مضمار كان قبل تحرير لبنان من هذا الاحتلال وتنفيذ القرارات الدولية واستعادة السيادة والاستقلال والقرار الحر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص: شكراً للرب على نعمة وكرّم وعطاءات الشهداء

http://eliasbejjaninews.com/archives/78069/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%b4%d9%83%d8%b1%d8%a7%d9%8b-%d9%84/

التعليق هو من أرشيف الياس بجاني لعام 2012

الياس بجاني/بالصوت/فومات/WMA/: شكراً للرب على نعمة وكرّم وعطاءات الشهداء/01 أيلول/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias martyrs1.9.19.wma

الياس بجاني/بالصوت/فومات/MP3/: شكراً للرب على نعمة وكرّم وعطاءات الشهداء/01 أيلول/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias martyrs1.9.19.mp3

 

شكراً للرب على نعمة وكرّم وعطاءات الشهداء

الياس بجاني/01 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78069/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%b4%d9%83%d8%b1%d8%a7%d9%8b-%d9%84/

شكراً لكل شهيد تسلح بالمحبة ومن أجلها قدم حياته قرباناً على مذبح وطن الأرز ليبق لبنان حراً، وسيداً ومستقلاً، وليبق اللبناني محتفظاً بكرامته وعنفوانه وحريته.

شكراً لأهالي الشهداء العظماء في إيمانهم ووطنيتهم لأنهم أنجبوا أبطالاً وبررة،

وشكراً لتراب لبنان المقدس الذي انبت شهداء واحتضن رفاتهم،

وشكراً للرب القدير الذي انعم على لبنان بالشهداء الأبطال.

وحتى لا تضيع تضحياتهم واجبنا المقدس هو احترام القضية التي من أجلها استشهدوا، وهي قضية لبنان وإنسانه والحريات والإيمان.

أما المخطوف والمغيب والمبعد قسراً فهو شهيد حي ومصيره أمانة بأعناقنا. أعطونا دون حساب، وأعطوا لبنان بسخاء وكرّم.

أعطونا كل ما يملكون دون أن نطلب منهم ذلك.

أعطونا حياتهم فرحين لأنهم أمنوا بقول السيد المسيح (يوحنا 15/13): "ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل نفسه من أجل أحبائه"

قبلوا طوعاً وبفرح عظيم أن يُقدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطننا، فصانوه وافتدوه وحافظوا على كيانه وإنسانه والحريات.

فلنعطيهم حقهم كما أعطونا، ولنكن مؤتمنين بصدق وشجاعة على قدسية شهادتهم بالحفاظ على قضيتنا وطننا وكرامتنا والإيمان.

من يتنكر لعطاءات الشهداء ويخون القضية التي استشهدوا من أجلها هو ناكر للجميل وزنديق وطروادي لا يستحق لا هوية لبنان ولا بركة قديسيه ولا نعمة الحرية.

كل رجل دين وسياسي ومسؤول ومواطن يخون لبنان وقضيته وإنسانه والحريات، إنما يخون دماء وتضحيات الشهداء، ويستحق بالتالي نار جهنم التي لا تنطفئ، ودودها الذي لا يهدأ، وعذابها الأبدي.

كل مارق وطروادي وملجمي واسخريوتي قبِّل الذل والحبل على رقبته، والنوم في الزرائب، وأكل التبن من على المعالف، وارتضى العبودية، هو ليس منا،

"لأنه لو كان منا لما خرج عنا". إنه شريك في قتل الشهداء مرتين، وفي خيانة الوطن وترابه وقداسته.

اليوم ونحن نصلي من أجل راحة أنفس شهداء لبنان الأبرار يتوجب علينا أن لا ننسى الشهداء الأحياء من أهلنا المغيبين قسراً في سجون نظام قتلة الأطفال البعثي في سوريا.

اليوم ونحن نبتهل لله ليريح أنفس الشهداء الأبرار ويسكنهم فسيح جناته، لا يجب أن يغيب عن بالنا ولو للحظة واحدة مصير أهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000

هؤلاء الأحباء والأبطال الممنوع عليهم من قوى الإرهاب والقهر وتجار المقاومة وزنادقة الممانعة العودة إلى وطنهم لبنان، الذي افتدوه بالغالي والنفيس، ورفضوا إلا أن يدافعوا عنه في وجه المارقين والمرتزقة وجماعات العهر والمؤامرات المذهبية والتوسعية.

الأوطان التي لا يفتديها شبابها بحياتهم هي أوطان إلى زوال، ولبنان المتجذر في التاريخ ما كان بقي واستمر لولا تضحيات شبابه وتفاني الوطنيين والأشراف من أهله.

بارك الله لبنان وحماه وصانه ورد عن أهله كل سوء.

يا شهيد لبنان نام قرير العين لأنه بفضل أمثالك من الأبطال لبنان لن يركع ولن يقبل الذل وهو باق باق وباق.

فلنصلي خاشعين من أجل راحة أنفس شهداء وطن الأرز ومن أجل أن يسكنهم الله فسيح جنات الخلد إلى جانب القديسين والبررة.

وشكراً للرب على نعمة وكرّم وعطاءات الشهداء

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

انتصارات ع مد عينك والنظر.. والطيارة منسقطها بحجر

الياس بجاني/01 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78064/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%b9-%d9%85%d8%af-%d8%b9%d9%8a%d9%86%d9%83-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%b1/

انتصارات الحجر فيها بيسقط طيارة.

ويلي مش مصدق ينفلق ويطق قهر.

انتصارات لاهية مرجفي أميركا وإسرائيل وكل العرب.

بس مع هيك انتصارات بدنا نتعود ناكل ونشرب ونتشبرق من معاجنها ومش من شي تاني..

ومع نِعم انتصارات السيد ورعد وقاووق وقاسم والباقيين كلون من مغاوير وشبيبة محور الممانعة والمقاومة وهز الأصابع بدنا نتعود وغصبن عنا انو انام ونقوم عن اناشيد وأغاني هالإنتصارات الغير شكل.

ونيالنا ع  انتصارات ع مد عينك والنظر

ولكن ما بدنا ما ننسى إنو مع هيك انتصارات ….

ما في لا مي

ولا كهربا

ولا شغل

ولا بنوكي

ولا مصارف

ولا دولارات

ولا دوا

ولا امن

ولا قضاء

ولا سيادة

ولا استقلال

ولا حريات

ولا شيل زبالي من الشوارع

ولا بيئة صحية ولا من يحزنون…

مع السيد وحزبو في انتصارات وبس.. وفي معها رزم ديون.

ويلي مش عاجبو يدق راسو بالحيطان ويشرب البحر.

هيدي انتصارات غير شكل.. مفصلي ع قياسنا وبس.

انتصارات صناعة ملالوية بامتياز

وماركة مسجلي باسمون

وعيش يا لبناني يا معتر ويا مشحر ب نعمة هالانتصارات واشكر وأحمد ليل نهار.

وما تنسى انك بعهدة عهد قوي وقوي ع الآخر..

عهد مقاومي وممانعة وكلو انتصارات…

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 2/9/2019

وطنية/الإثنين 02 أيلول 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عين على طاولة الحوار في بعبدا، وعين على الجنوب وتطوراته، وترقب لكلمة السيد حسن نصرالله الذي يطل بعد قليل ليتحدث عن عملية "أفيفيم" ونتائجها.

هكذا توزع اهتمام اللبنانيين اليوم، الذين يرصدون طاولة جمعت كل أركان الدولة وأهل السياسة، بتبايناتهم وخلافاتهم، وأهل المال، مترقبين ما سيصدر من رزمة إجراءات، لمعالجة الأزمة الإقتصادية في البلاد، وقد خلصت الى تشكيل هيئة طوارئ اقتصادية يدعوها رئيس الجمهورية ساعة يشاء، والتأكيد على استقرار سعر صرف الليرة، فيما لم يتم اتخاذ اجراءات تمس بالرواتب أو التقاعد أو البنزين.

جنوبا، هدوء حذر على جانبي الحدود، رغم اختراق جوي لقوات الإحتلال، التي أكدت البقاء على حال الجهوزية الكاملة على الحدود مع لبنان، تحسبا لأي سيناريوهات. فيما بثت قناة "المنار" اليوم مشاهد للعملية التي نفذها "حزب الله" مستهدفا آلية عسكرية في افيفيم.

وفي الخارج، يصل إلى باريس اليوم، وفد إيراني لإجراء جولة محادثات جديدة، وقد وصف ظريف من موسكو المحادثات مع ماكرون بالإيجابية، فيما أشار متحدث باسم الحكومة الإيرانية إلى تقارب في وجهات النظر بين طهران وباريس حول برنامج إيران النووي.

البداية من طاولة الحوار المالي الإقتصادي، التي استهلها رئيس الجمهورية بالإشارة الى أن شعبنا كما المجتمع الدولي ينتظر منا حلولا فاعلة تمكننا من العبور إلى الإستقرار، داعيا إلى التعالي عن الخلافات السياسية والشخصية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بين الأمن والاقتصاد تم تقاسم المشهد.

الهدوء عاد إلى المنطقة الحدودية مع فلسطين المحتلة، بعد رد المقاومة، وسط ثبات على المستوى الشعبي رصدته كاميرا الـNBN خلال جولة لها في البلدات الجنوبية المتاخمة للحدود، مقابل حالة من الهلع أصابت في العمق المجتمع الصهيوني الذي بات ليلته في الملاجئ.

في التكتم الإسرائيلي دليل واضح على فداحة الخسارة، عززته المشاهد التي وزعها الإعلام الحربي عن العملية.

أما في لبنان، فتأكيد أكثر فأكثر، بأن اللغة الوحيدة التي تفقهها إسرائيل هي لغة المقاومة. ها هو أيلول انضم إلى اخوانه: أيار وتموز، انتصارا للبنان، وسجل مرة جديدة انكسارا وهزيمة لجيش العدو ومنظومة استخباراته التي اختبأت اليوم خلف منطادين تجسسيين تم إطلاقهما مقابل ميس الجبل.

هذا ويطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الليلة، ليتحدث عن عملية المقاومة الأخيرة ونتائجها.

في الاقتصاد، انعقد اللقاء الوطني الاقتصادي في بعبدا، بحضور سياسي مكتمل النصاب، وسبقته خلوة بين الرؤساء الثلاثة. في الإجتماع تم الإتفاق على تشكيل هيئة طوارئ إقتصادية، يدعوها رئيس الجمهورية للإنعقاد عند الحاجة.

الرئيس ميشال عون كان دعا في الكلمة الافتتاحية للقاء، إلى التعالي عن الخلافات السياسية، وتوحيد الجهود للخروج من الأزمة الاقتصادية.

تقنيا، حمل وزير المال علي حسن خليل إلى اللقاء، تقريرا مفصلا من أكثر من مئتي صفحة يشرح فيها كل الإجراءات التي يمكن أن تنفذ، وتلك التي لا يمكن تطبيقها، مع الجدوى الاقتصادية ودراسة بالأرقام لكل ما هو مطروح.

ومن بين الإجراءات المقترحة، بحسب ما أتت في الورقة المقدمة من وزارة الاقتصاد والتي حصلت عليها الnbn: إجراء مناقصة عمومية عالمية لشراء المحروقات لمؤسسة كهرباء لبنان ضمن دفتر شروط متكامل، وتجميد زيادة الرواتب والأجور لمدة ثلاث سنوات مع الاحتفاظ بحقوق الموظفين ودرجاتهم، وزيادة الحسومات التقاعدية من 6 إلى 7 % للعاملين في القطاع العام، وزيادة الرسوم على السجائر بمعدل 500 ليرة للعلبة من الإنتاج الوطني و1000 للمستورد، والالتزام بسقف للتحويلات من الخزينة لمؤسسة كهرباء لبنان لا يتجاوز ألفا وخمسمئة مليار ليرة في العام 2020، وانجاز الشباك الموحد في الاستيراد والتصدير، وتصحيح المالية العامة وضبط الدين العام، وضع حد أدنى وحد أقصى لأسعار البنزين.

ومن الإجراءات المقترحة أيضا: اعتماد ثلاثة معدلات للضريبة على القيمة المضافة كما يلي:

- صفر بالمئة على السلع المعفاة حاليا.

- 11% على السلع غير المعفاة والمعتبرة من غير الكماليات.

- 15% على السلع المعتبرة من الكماليات على أن تحدد هذه السلع الكمالية لاحقا، مع إمكانية زيادة النسبة بعد ثلاث سنوات.

أما في جديد السجال بين الخارجية التركية ونظيرتها اللبنانية حول كلام الرئيس عون عن السلطنة العثمانية، فاستدعاء السفير التركي للحضور إلى قصر بسترس غدا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

والموفون بعهدهم اذا عاهدوا.. أولئك الذين صدقوا.

لم تكن الصورة إلا تأكيد المؤكد، فمتى نطق المجاهدون صدقت الأرض، وشهدت السماء.

بالدليل الذي لا يحتمل التأويل، أصيب الاسرائيلي بالنار والخيبة، وأمام عدسات الكاميرات احترقت آليته المدرعة بصاروخ الاصرار المقاوم على حماية الوطن وبنيه، كل بنيه.

قدمت "المنار" صورة "الاعلام الحربي" المرسومة بسواعد مجاهدي "المقاومة الاسلامية"، فما كان من الصهاينة إلا الاعتراف: من المؤكد أن صاروخ "حزب الله" أصاب هدفه، قال محللون عسكريون اسرائيليون، وكيف يجزم نتنياهو أنه لم تقع اصابات مع هذه المشاهد؟، تساءل آخرون. والجواب في قلب المشهد الذي ارتفع من مارون الراس، ورفع رأس الأمة التي ازداد يقينها بأن لله رجالا إذا أرادوا أراد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بين الحدود الجنوبية والقصر الجمهوري وقصر المؤتمرات في ضبيه، توزع المشهد اللبناني اليوم.

جنوبا، هدوء حذر، في وقت تواصلت حركة الاتصالات الخارجية والداخلية لاحتواء الموقف، علما أن المقاومة عرضت مشاهد خاصة حول العملية النوعية التي نفذتها أمس.

أما في القصر الجمهوري، فحضر الشأن الاقتصادي والمالي، من باب الإصرار الرئاسي على إطلاق عملية النهوض، عبر التزام تطبيق الورقة التي أقرت سابقا في بعبدا. وفي هذا الاطار، جدد الرئيس ميشال عون الدعوة إلى التعالي على الخلافات السياسية أو الشخصية، وعدم تحويل الخلاف في الرأي إلى نزاع على حساب مصلحة الوطن العليا. وتوجه إلى المشاركين في اللقاء قائلا: كلنا مسؤولون ومؤتمنون على حقوق اللبنانيين، ومستقبلهم، وأمنهم، ولقمة عيشهم، ومن هذا المنظار، علينا أن نبادر إلى توحيد جهودنا في سبيل الخروج بحلول ناجعة للأزمة الاقتصادية التي باتت تخنق حتى أحلام شعبنا وآماله.

ولفت رئيس الجمهورية إلى أن التضحية مطلوبة من الجميع، إنما عملية إعادة بناء الثقة بمؤسساتنا وبأدائنا وتبديل النمط السائد الذي أثبت فشله، تبقى الحجر الأساس للنهوض ببلدنا وتحقيق ما يطمح إليه مواطنونا.

ومن قصر المؤتمرات في ضبيه، رد رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، بشكل غير مباشر على كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أمس، والاتهامات التي كالها للعهد والتيار، حيث قال: لا تصدقوا خرافات من يدعي العزل لأنه يستدرج العطف ولأن فكره إنعزالي، فنحن علينا المبادرة وعلينا أن نتحمل من لا يقوم بأي عمل إلا مهاجمتنا لأن لا شيء لديه يقدمه سوى الكلام بعدما تخلى عن القضية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

زمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري قسم السوري عمل الدولة إلى قسمين: الأمن الداخلي والحرب والسلم لسوريا و"حزب الله"، والسياسة والادارة والديبلوماسية أو ما بقي منها للرئيس الحريري وباقي التركيبة.

كان ذلك زمن اختطاف الطائف وتشويه شكله ومضامينه. الواقع الذي نعيشه الآن هو شبيه بل مستنسخ من تلك الحقبة: الحزب يقارع اسرائيل متى شاء وكيفما شاء، والدولة تجتمع لإدارة الأزمة وتداعياتها.

والفارق الوحيد والكبير بين الزمنين، هو أن لبنان في تلك المرحلة كان يحتفظ بمالية ووضع اقتصادي وعلاقات عربية ودولية أقوى، أما اليوم فهو يعاني من خزائن فارغة وعلاقات شبه مقطوعة مع العرب المؤثرين والعالم. نحن نعرف أن هذا الكلام غير مرغوب فيه الآن، ليس لأنه غير حقيقي بل لأنه يعري الواقع، فيما تسعى الدولة إلى ستر كتفيها بكشف رجليها وعورتها بعدما مزق القيمون عليها رداءها، لكننا نعرف أيضا أن لا أوراق اقتصادية ولا نهوض من المستنقع الذي نحن فيه، ما لم تتصد الحكومة للتصدع الكارثي في بنية هرمها، وما لم تسترجع كل مقاليد القيادة إلى مؤسساتها، بلا شريك مضارب ولا ضرة نكدة ولا وصي رقيب.

في هذه الأجواء، وبينما انتهت العملية التي نفذها "حزب الله" ضد اسرائيل عقابا لها على كسر قواعد الاشتباك، جمع الرئيس ميشال عون كل الطبقة الحاكمة والمرجعيات في قصر بعبدا لدرس الورقة الاقتصادية التي أعدها خبراء في مختلف المجالات. الورقة وإن كانت استنساخا لمشروع "ماكنيزي" المحتجز، إلا ان رئيس الجمهورية أراد إعطاء المناسبة مشهدية وطنية جامعة، الغاية منها إشراك الجميع في الوليمة المرة التي تتضمن قرارات موجعة واقتطاعات لتخفيض العجز والمديونية، بما يرضي المؤسسات الدولية، من البنك الدولي إلى صندوق النقد إلى الدول المعنية بمؤتمر "سيدر".

من النظرة الأولى إلى الورقة التي يتدارسها المجتمعون في بعبدا، يمكن الملاحظة بأنها تضمنت جملة اصلاحات من دون الولوج في التفاصيل. لكن عطبها الرئيس أنها لم تتضمن قرارا صريحا وملزما بإصلاح الثقوب في خزائن الدولة، وبوقف التهرب الضريبي وبضرب منظومات الفساد، كي لا يتسرب مردود الضرائب المفترضة، منها إلى المجهول المعلوم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

نصف الذين جلسوا إلى طاولة الحوار الإقتصادي في قصر بعبدا، لا يصافح النصف الآخر، فإذا كانت المصافحة صعبة، فكيف تكون المصارحة في غياب المصالحة؟.

المهم أنهم اجتمعوا وقرأوا ورقة عمل من اثنتي عشرة صفحة على ورق، عليها شعار وزارة الاقتصاد تحت عنوان "مقترحات إجراءات إصلاحية أولية لمواجهة الأزمة". وأبرز ما في هذه المقترحات: تجميد زيادة الرواتب والأجور ثلاث سنوات، مع الإحتفاظ بحقوق الموظفين التي يستوفونها لاحقا، إعادة النظر بتخمين الأملاك العمومية البحرية، الضريبة على الفوائد من عشرة إلى أحد عشر في المئة، تحديد الحد الأدنى والحد الأقصى لسعر البنزين.

هذا غيض من فيض، لكنه يعكس "نفس" المقترحات القائمة على مخاطبة المواطن: "ضروب إيدك عاجيبتك". فأبرز المقترحات المعجلة تصيب المواطنين، فيما أبواب الوفر معروفة وأبرزها الكهرباء التي تأكل ثلث الموازنة.

الإجتماع استغرق ما يتجاوز الثلاث ساعات، وانتهى إلى مقررات أبرزها: تشكيل هيئة طوارئ اقتصادية يدعوها رئيس الجمهورية متى يشاء. وتكليف الرئيس الحريري عرض ما جرى الاتفاق عليه على مجلس الوزراء.

ما كان لافتا أن وليد جنبلاط غادر الإجتماع عند بدايته، متوجها إلى المطار حيث غادر إلى مصر، وفي معلومات ال"أل بي سي آي" أن جنبلاط سيلتقي الرئيس السيسي. كذلك غادر الاجتماع أيضا الوزير جبران باسيل، لاعلان برنامج عمل قيادة "التيار" بعد الفوز بالتزكية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على مسافة أحد الردين واثنين الحوار، إعلام المقاومة عرض شريطا مصورا من فوق لعملية أفيفيم. استهل الشريط بصورة جوية مسيرة للمستوطنة وللقاعدة العسكرية فيها، مع شرح مفصل للنقاط العسكرية. وانتهى الشريط بمشاهد انطلاق ال"كورنيت" وإصابة الهدف المتحرك إصابة مباشرة. عند هذا المشهد توقف البث، وتتمة التفاصيل متروكة لكلمة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي يتحدث مساء اليوم عن عملية المقاومة ونتائجها.

أول المؤكد أن "حزب الله" أصاب الهدف المتحرك، والهدف المتحرك ثمة من يحركه، وعليه فإن فرضية بنيامين نتنياهو أن لا إصابات ولا حتى "خدش"، ستخدش صدقيته مجددا، بعدما فرض حظر كلام على المسؤولين الإسرائيليين، لكن الإعلام العبري وفي تغطيته على "إجر ونص" لوقائع الأمس، أقر ببصمة الصوت والصورة أن إسرائيل فعلا أوهن من بيت العنكبوت، وأنه خلال ساعات الرد بالقذائف الفوسفورية تجمهر اللبنانيون على الجانب الآخر من الحدود يتابعون التطورات بالعين المجردة، فيما سكان المستوطنات عاشوا أسبوعا على أعصابهم داخل الملاجيء وماتوا رعبا، وعندما جاء الرد تنفسوا الصعداء.

والأمر نفسه انطبق على قيادة الاحتلال، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو الذي بدا في مؤتمره الصحافي مع رئيس الهندوراس مرتاحا إلى وضعه، وهو يقلل من أهمية الرد لناحية وقوع إصابات. وأضاف الإعلام العبري إن قيادة الشمال اكتفت بقصف مناطق غير مأهولة خارج الحدود، كرد رمزي يحفظ ماء وجهها أمام "حزب الله".

"حزب الله" وعد ووفى، وأعاد إسرائيل إلى ما وراء "الزيح" الذي أرساه القرار رقم 1701، ووضع على الخط الأزرق النقاط الصفر أمام الخطوط الحمر التي ما عاد الاحتلال يتجرأ على تخطيها بأي ضوء أخضر.

بعد الأمس بات واضحا أن لا أحد يريد الحرب، لا "حزب الله" ولا إسرائيل ولا أميركا ولا حتى إيران. وأن الهدوء هو سيد الموقف، وأن غيمة الصيف مرت في انتظار الرد المبين على اعتداء الضاحية.

وبعد الأمس، المنطقة الحدودية لم تعد مستباحة، والعدو بات يعرف أن لبنان ليس مكسر عصا، والمعادلة الذهبية وضعت لبنان على خريطة الدول القوية، بحسب ما قال النائب حسن فضل الله ل"الجديد".

ولبنان اليوم أمام تحدي تثبيت نفسه دولة قوية على خريطة الدول، باقتصاده بعد أمنه. وعلى هذا الاقتصاد تحلق رؤساء الكتل النيابية والأحزاب السياسية الممثلة في مجلس النواب، إضافة إلى رئيسي الحكومة والمجلس النيابي، يرأسهم العماد ميشال عون. على طاولة بعبدا للحوار الاقتصادي قدمت مقترحات إجراءات إصلاحية أولية لمواجهة الأزمة الاقتصادية في السياسة المالية والاقتصادية والاجتماعية، ومعالجة الخلل في الحساب الجاري الخارجي، وبالتالي في ميزان المدفوعات.

كلها عناوين لا تهم اللبنانيين الموعودين بتدابير صعبة وبإجراءات غير شعبية، على قاعدة أن المريض قد لا يعجبه طعم الدواء ولكن يجب أن يتناوله كي يشفى. على طاولة "جحا وأهل بيتو" العلة بمن حضر أدخلت المريض في حالة طوارئ اقتصادية، فيما تشخيص المرض يكمن في الفساد، وما على رئيس الجمهورية إلا أن يشخص الفاسدين ويوقفهم "على إجر ونص" كي يعيدوا ما للدولة للدولة.

 

رشا عيتاني: لا جدوى لقرارات الأمم المتحدة من دون تبني الحياد

الإثنين 02 أيلول 2019

وطنية - سألت المنسقة العامة ل"المؤتمر الدائم للفديرالية" المهندسة رشا عيتاني، في بيان اليوم: "أليس من الأفضل أن يتفق اللبنانيون على تبني مبدأ الحياد الإيجابي الذي يزيل الأخطار التي تهددنا دائما؟"

وقالت: "في 19 آذار 1978 جاء القرار 425، في فقرته الثانية "يناشد إسرائيل أن توقف فورا عملها العسكري ضد السلامة الإقليمية للبنان وأن تسحب على الفور قواتها من جميع الاراضي اللبنانية". وأقر القرار المذكور في فقرته الثالثة بتشكيل قوة موقتة تابعة للامم المتحدة، وذلك نزولا عند طلب الحكومة اللبنانية في ذاك الظرف. وأتى القرار 1559 في 2 أيلول 2004، ليؤكد مجددا دعمه القوي لسلامة لبنان الإقليمية وسيادته واستقلاله السياسي داخل حدوده المعترف بها دوليا".

أضافت: "أما القرار 1701 في 11 آب 2006، في فقرته التمهيدية الثامنة، وبناء على طلب الحكومة اللبنانية، فقد نص على زيادة قوات إضافية من "يونيفيل"، على أمل ان تصطلح الأوضاع الإقليمية مع لبنان. ومن فترة بسيطة جدد للقوات الدولية لمدة سنة واحدة أخرى".

وختمت: "لدينا اعتقاد راسخ أن هذه الأوضاع لن تصطلح أمورها، مما يعني اننا سنبقى في خطر اندلاع حروب جديدة. أليس من الأفضل أن يتفق اللبنانيون على تبني مبدأ الحياد الإيجابي الذي يزيل الأخطار التي تهددنا دائما؟ وهل هناك من يصدق أن هذه القرارات السنوية، وهذه القوى الموقتة ستحمي لبنان؟"

 

باسيل رئيساً لـ«التيار» بالتزكية لولاية ثانية

الشرق الأوسط/ الإثنين 2 أيلول 2019

فاز وزير الخارجية، جبران باسيل، بالتزكية برئاسة «التيار الوطني الحر» لولاية ثانية بعدما كان قد تولى رئاسة الحزب عند انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية قبل أربع سنوات، وهو ما لاقى حينها ردود فعل مستنكرة من مجموعة من الكوادر داخل «التيار». وأتى الإعلان عن فوز باسيل (صهر عون) بعد إقفال باب الترشّح قبل يومين، بحيث ووفق تسوية واتفاق داخل «التيار» لم يتقدم لمنافسة اللائحة التي يرأسها وزير الخارجية أي لائحة أخرى، ما أدى إلى عدم إجراء الانتخابات التي كانت محددة في 15 سبتمبر (أيلول) الحالي. وقالت «اللجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر»، في بيان، إنه «عملاً بأحكام النظام الداخلي العام، عقدت هيئة الإشراف على الانتخابات الداخلية في التيار الوطني الحر اجتماعاً صباح الأحد (أمس)، وأعلنت فوز اللائحة الوحيدة بالتزكية، وهي مؤلفة من جبران جرجي باسيل رئيساً، مي إبراهيم خريش نائبة رئيس للشؤون السياسية، ومارتين نجم كتيلي نائبة رئيس للشؤون الإدارية». وفي وقت لاحق أعلن «التيار» أن باسيل ونائبتيه سيلتقون الاثنين المقبل مناصري «التيار» لإعلان برنامج عملهم للسنوات الأربع المقبلة.

 

حزب الله ينجح في تثبيت معادلة "هيمنة الدويلة على الدولة"

العرب/03 أيلول/2019

الرد والرد المقابل شكلا نهاية فصل خطير كان ينذر بمواجهة واسعة بين إسرائيل وحزب الله، واعتبر محللون أن ما حدث أعاد من جهة تكريس قواعد الاشتباك التي رسمت بعد حرب 2006، ومن جهة ثانية فقد ثبّت المعادلة- الاستثناء وهي هيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية.

بيروت - أظهر التصعيد الأخير بين إسرائيل وحزب الله أن هذا الأخير هو من يملك قرار السلم والحرب في لبنان، وليس الدولة اللبنانية التي انحصر دورها في محاولة تخفيف التوتر بقدر الإمكان لتجنب سيناريو حرب لو اندلعت فإن البلد سيكون أبرز المتضررين منها، خاصة وأنه يواجه أزمة اقتصادية مستفحلة تستوجب عملية جراحية عاجلة. ولا تخفي قوى سياسية لبنانية قلقها مما كشفت عنه الأيام الأخيرة من ترهل هيبة الدولة وتفسخ سيادتها أمام طرف لا يخفي ولاءه التام وتبعيته لجهة إقليمية. وبدا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الأعلى صوتا في التنديد بما آلت إليه صورة الدولة قائلا مساء الأحد “لا نفهم وفق أي أسس ومعايير يريد أحد الأطراف اللبنانيين، الزج بلبنان وشعبه في أتون المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران؟ من غير المسموح به أن يفرض على اللبنانيين أمر واقع بهذه الخطورة”.

وشدد جعجع في قداس ذكرى “شهداء المقاومة اللبنانيّة” بمقر القوات في معراب “من غير المقبول، أن يوضع لبنان أمام احتمال حرب مدمرة لا ناقة له فيها ولا جمل”. وتساءل “ماذا تبقى أصلا من هيبة الدولة ومن مقومات العهد القوي، إذا كان القرار الاستراتيجي الأول والأخير في يد أطراف خارج مؤسسات الدولة”. وقصف حزب الله الأحد بصواريخ مضادة للدروع من نوع “كورنيت” آليات عسكرية عند طريق ثكنة أفيفيم قرب الحدود شمالي إسرائيل ما أدّى إلى تدمير آلية من نوع “والف”، وهو ما رد عليه الجيش الإسرائيلي بحسب المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي بإطلاق نحو 100 قذيفة مدفعية على جنوبي لبنان.

ويأتي هذا التصعيد على خلفية سقوط طائرتين مسيّرتين إسرائيليتين محملتين بالمتفجرات فجر الـ25 من أغسطس الماضي في الضاحية الجنوبية ببيروت حيث المربع الأمني لحزب الله، وذلك بعد ساعات قليلة من غارات إسرائيلية استهدفت مبنى يتحصّن فيه عناصر من حزب الله، في بلدة عقربا بريف دمشق ما أدّى إلى مقتل اثنين منهم وهما حسن زبيب وياسر الظاهر، وقد حملت “عملية أفيميم” اسميهما.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه كانت “تفصلهما 30 دقيقة” فقط عن الحرب عندما أصيبت المركبة الإسرائيلية. لافتة إلى المركبة التي دمرها حزب الله، كانت خالية لحظة إصابتها، لكن جنودا كانوا بداخلها قبل نصف ساعة فقط من الضربة.

وتعتبر أوساط سياسية أن العملية التي نفذتها مجموعة “حسن زبيب وياسر الظاهر” كانت مدروسة بالواضح من قبل حزب الله الذي كان ملزما بردّ “يحفظ ماء الوجه” أمام جمهوره خاصة بعد التزام الأمين العام للحزب حسن نصرالله  بذلك في إطلالتين، بالمقابل كان حزب الله حريصا على أن لا يفجر حربا ستكون مكلفة جدا بالنسبة له ولداعمته إيران التي تخوض مفاوضات في الكواليس تمهد لحوار مع الولايات المتحدة، وهي لا تريد بذلك أي توتر من شأنه أن يفرمل الأجواء الإيجابية التي طبعت الأسابيع الأخيرة وتحديدا منذ قمة الدول السبع في فرنسا.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان صدر الاثنين إن إسرائيل ليست لديها نية للاستمرار في تصعيد الوضع، مستدركا “لكن إسرائيل مستعدة للرد بكل قوة على أي هجوم، وتُعتبر الدولة اللبنانية هي المسؤول الوحيد عن ذلك”.

ويكاد يجمع المحللون على أنه بقصف حزب الله والرد الإسرائيلي، فقد أسدل الستار على جولة التصعيد الأخطر بين الطرفين منذ حرب 2006، وإعادة تفعيل قواعد الاشتباك السابقة، لافتين إلى أن حزب الله نجح من خلال هذه الجولة في تثبيت المعادلة الشاذة وهي “هيمنة الدويلة على الدولة”.

وبدت الدولة اللبنانية بمؤسساتها الرسمية، في خضم الأحداث الأخيرة، الحلقة الأضعف التي لا تمتلك سلطة القرار بيدها، مكتفية بالتحرك دبلوماسيا لدى القوى الغربية لفرملة أي اندفاعة إسرائيلية، واختصر رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل المشهد قائلا في أحد تعليقاته “الشعب اللبناني والنواب والوزراء كمن يتابع فيلما سينمائيا يدور حول من يأخذ المبادرة ويقرر ويخاطب ويهدد كما لو كانت الدولة اللبنانية غير معنية بحماية شعبها وكما لو كان التعدي على لبنان لا يعنيها وأن حزب الله أصبح هو الدولة وجمهوريتنا هي الدويلة وليس العكس”.

وأثار هذا الانكشاف الواضح لضعف الدولة خيبة أمل كبيرة لدى أوساط سياسية وشعبية، كانت تأمل في أن يترجم الرئيس ميشال عون مقولته الشهيرة حول “العهد القوي” من خلال استعادة الدولة فعليا لزمام الأمور وفرض هيبتها سواء من خلال التصدي للخروقات الإسرائيلية وأيضا منع احتكار ميليشيا لديها أجندات خارجية لسلطة القرار. وحاولت بعض الأصوات المحسوبة على “الشق السيادي” دق ناقوس الخطر حيال ما يجري والدفاع عن الدولة وهيبتها وإعادة التذكير بضرورة بحث الاستراتيجية الدفاعية على غرار القوات والكتائب لكن هذه القوى جوبهت بحملة شرسة من الأطراف المقابلة. وفي معرض تصريحاته مساء الأحد أعرب جعجع عن “أشد الأسف” أن “العهد الذي أردناه وما زلنا؛ عهد استعادة الدولة من الدويلة، عهد بحبوحة وازدهار، لم يكن حتى اليوم على قدر كل هذه الآمال”.

 

18 جندياً اسرائيلياً من بينهم قائد كتيبة كانوا بمرمى حزب الله.. لكن نصرالله رفض!

الإثنين 2 أيلول 2019

علمت صحيفة "الراي" من مصادر في "محور المقاومة"، أن الوحدات الخاصة في حزب الله كانت رصدت في الساعات الـ 24 الماضية مجموعة من 18 جندياً اسرائيلياً كانوا في مرمى النار، إلا أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله رفض تنفيذ العملية تفادياً لانزلاق الوضع الى حرب، كما أنه جرى رصْد قائد كتيبة دخل مقره الساعة الثامنة صباحاً، وكان من المفترض أن يخرج في الخامسة مساء ولكنه لم يخرج. واذ اعتبرت المصادر أن "الحساب أُقفل مع الاسرائيليين"، تحدّثت عن مغازي تنفيذ العملية في وضح النهار وبصاروخ موجَّه "لايزرياً" كي يتجنّب الحزب الكشف عن قدراته المخفية.

 

انتقادات واسعة لتغييب الدولة وتحذيرات من توريط “حزب الله” لبنان

ريفي: الأولوية لإخراج البلد من السجن الكبير... ومقاومو "أمل" ينتشرون على طول الحدود تلبية

بيروت ـ”السياسة”/ الإثنين 2 أيلول 2019

وسط أجواء الحذر والترقب التي خيمت على القرى والبلدات الحدودية، بعد الرد العسكري المدروس بين إسرائيل و”حزب الله”، والذي طرح علامات استفهام كثيرة، دفعت أوساط سياسية إلى التشكيك به، قامت قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان “يونيفل”، أمس، بدوريات عسكرية للبحث والتفتيش عن وجود او انتشار قنابل عنقودية بالقرب من الطرقات الفرعية والزراعية في منطقة مارون الراس، التي تعرضت للقصف المدفعي من قبل الجيش الاسرائيلي. ولم يشب هذه الأجواء التي تميزت بالهدوء، الا بعض الخروقات الجوية من طائرات استطلاع واخرى حربية، كما أطلق منطادًا تجسسيًا مقابل منطقة العاصي في بلدة ميس الجبل. وكان الجيش الإسرائيلي استأنف، أعمال الحفريات ورفع السواتر الترابية قرب الطريق العسكرية المحاذية للسياج التقني مقابل منتزهات الوزاني قضاء مرجعيون، بواسطة بوكلن عدد 2، فيما نقلت 3 شاحنات الاتربة الى الجهة الجنوبية لبلدة الغجر السورية المحتلة. وعلم أن مجموعة من “المقاومين” التابعين الى حركة “أمل” تنتشر على طول الحدود الممتدة من بلدة راميا حتى بلدة مركبا، تلبية للنداء الذي أطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال كلمته في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر. وكشفت قناة “الميادين”، عن “عملية امتنع حزب الله عن تنفيذها على الحدود، بسبب خدعة إسرائيلية”.

ونقلت القناة عن مصادر، قولها، إنّ “إسرائيل كانت مستعدة للتضحية بجندي وآلية لإصلاح السلك الحدودي في القطاع الشرقي عند منطقة الوزاني على الحدود”. وذكرت المصادر نفسها، أنّ “المقاومة لاحظت أن الجندي ذو بشرة سمراء من يهود الفلاشة، فعدلت عن تنفيذ العملية”، مضيفةً، أنّ “السيناريو نفسه كان سيحصل في القطاع الأوسط لكن المقاومة عدلت عن ذلك”. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الدولة العبرية وحزب الله “كانت تفصلهما 30 دقيقة” فقط عن الحرب، عندما أصيبت المركبة المدرعة الإسرائيلية بقذيفة أطلقها الحزب على شمال البلاد. وذكرت الإذاعة نقلاً عن مراسلها في موقع الحدث قرب مستوطنة أفيفيم على الحدود، أن المركبة التي دمرها حزب الله، كانت خالية لحظة اصابتها، لكن جنودا كانوا بداخلها قبل نصف ساعة فقط من الضربة.

وفي ما يتعلق بنوع المركبة، قال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكس إنها كانت سيارة اسعاف تحمل شارة نجمة داوود باللون الأحمر، لكنه عدل تصريحه في وقت لاحق، موضحا أن المركبة كانت تستخدم كسيارة إسعاف فعلا، لكنها لم تحمل الشارة المناسبة.

وفي المواقف، أكد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق، أنّ “الموقف الوطني والرسمي والشعبي في لبنان لم نشهده من قبل، فشتان ما بين الموقف الرسمي في العام 2006 و2019، موقف لبنان هو الأقوى من كلّ المراحل، وأكثر منعة وطنيًا ورسميًا، وأكثر قوة امام التهديدات والإعتداءات الإسرائيلية”.

وأجرى ‏وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اتصالات مكثفة مع عدد من المسؤولين في لبنان والخارج واكبت تطورات الجنوب، وكان سبقها اتصالات مع جهات دولية للجم التصعيد وتحذير اسرائيل من مغبّة التمادي في خرق القرار 1701ومحاولة تغيير قواعد الاشتباك.

واطمأنّ باسيل، الى أنّ حجم الردود كان مدروساً ومتناسباً، وأبدى ارتياحه الى استعادة المعادلة التي تحمي لبنان منذ العام 2006. من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار على حدودهما، وضمان الامتثال الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي. واعتبر رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، إنّ “ما وقع أول من أمس، على الحدود مع إسرائيل، جرى في تغييبٍ كاملٍ للدولة اللبنانية”، محذّرًا من “انفراد حزب الله باتخاذ المواقف ومحاولة توريط البلاد”. وأضاف السنيورة، أنّه “من غير المقبول أن يبادر حزب الله إلى القيام بعملية من هذا النوع”، معتبرًا ما حدث، “غير مقبول كما أنه يطرح قضية الستراتيجية الدفاعية للبنان”.

أما الوزير السّابق أشرف ريفي، فرأى أنّ “الضحية الأولى للتفاهم على الرد الصوري الدولة بدءاً من رأس الهرم، والقرارات الدولية”. وقال:”الدولة تستقيل وتتحول إلى ناطق رسمي لمشروع إقليمي يفاوض بنا وباقتصادنا وبمستقبلنا”. ولفت ريفي، الى أنّ “هذه التبعية والدونية المنفعية لأهل السلطة تدمِّر لبنان”، مؤكداً، أنّ “الأولوية اليوم إخراج الوطن من السجن الكبير، والباقي تفاصيل”.

في حين أشار النائب السابق فارس سعيد، إلى أنّ “حزب الله يورّط لبنان في مغامرات غير محسوبة وحوّلنا الى رهائن”.

إلى ذلك، شدد الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري من عكار، على أننا “لا يمكن أن نكون إلا في موقعنا الصحيح، موقع الإعتدال الذي يقوده الرئيس سعد الحريري، موجّهين قبلتنا وصلاتنا إلى المملكة العربية السعودية وعلى رأسها الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد محمد بن سلمان، وهذا مبدأ انتهجناه من أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكل من يحاولون رمي الفتن، نقول لهم إن لبنان محمي من كل فتنكم، بإذن الله، وهذه الوحدة الوطنية دفعنا دمًا لأجلها ورفيق الحريري استشهد لأجلها”.

وأضاف أحمد الحريري: “يحاول الرئيس سعد الحريري تثبيت الإستقرار في البلد وحمايته من الفتن، لأن يعتبر اسرائيل أول المستفيدين من الفتن، فيما الشعب اللبناني هو أول الخاسرين”.

 

نصرالله يكسر الخط الأحمر لتحويل لبنان إلى غزة ثانية

المدن/الإثنين 02/09/2019

اندفع حسن نصرالله مساء الإثنين، ليقول ما ينوي حزبه القيام به من الآن فصاعداً. باح بتوجهه الجديد البالغ الخطورة على مصير البلد كله، على نحو يحيل لبنان إلى غزة جديدة. لقد قرر "كسر أكبر خط أحمر منذ عشرات السنين. استهداف أراضي الـ48" (فلسطين المحتلة). وهذا ليس تهديداً للإسرائيليين ولا تجاوزاً للقرار 1701 ولا كل القرارات الدولية، بل مسح لمنطق الحدود وفتح أبواب الجحيم على لبنان، بما يجلب ما هو أفدح مئات المرات من خطيئة استباحة المنظمات الفلسطينية للجنوب في الستينات والسبعينات، والتي كانت الأصل في مأساة لبنان وجنوبه لعقود طويلة.

إذاً، لم يكن ما حدث يوم الأول من أيلول مجرد رد على غارة عقربا واعتداء الضاحية، وما يضمره أصلاً من محو الحدود بين سوريا ولبنان منذ العام 2012، بل هو ابتداء حقبة جديدة تودي إلى استئناف حرب مفتوحة مع إسرائيل تحت شعار "تحرير فلسطين".  

في خطابه ليل الإثنين، أعلن الأمين العام لـ"حزب اللهالسيد حسن نصر الله، أن "الطائرة المسيّرة الإسرائيلية الثانية التي استهدفت منطقة حي ماضي، في معوض، بالضاحية الجنوبية، فشلت في تحقيق الهدف الذي جاءت من أجله والذي تعلمه اسرائيل جيدا"!

وفي كلمة له خلال إحياء الليلة الثالثة من ليالي عاشوراء، توجّه نصر الله، تعليقاً على العملية التي نفذتها المقاومة يوم الأحد، "إلى المقاومين والمجاهدين القادة والأفراد والمسؤولين بالشكر، لأنهم منذ 8 أيام إلى اليوم كانوا حاضرين وجاهزين على مدار الساعة وفي الميدان وعلى امتداد الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، والذين بسبب حضورهم وجهوزيتهم وشجاعتهم وكفاءتهم وتضحياتهم تتحقق الانجازات ويتم تثبيت المعادلات التي تردع العدو وتحمي البلد، والشكر موصول للجيش اللبناني المرابط والذي بقي مرابطاً على امتداد الحدود لمواجهة العدوان وللرؤساء والمسؤولين في الدولة والوزارء والنواب والذين وقفوا بجانبنا ومن تحملوا مسؤوليتهم الوطنية". وأكد أن "العملية لم تبدأ فقط أمس (الأحد) بل من الخطاب يوم الأحد الماضي (25 آب) إلى ما بعد العملية التي نفذت أمس"، مشيراً الى أن "ما حصل بدأ ليلة الأحد تمثل بحادثتين الأولى الغارات الاسرائيلية والقصف الاسرائيلي في محيط دمشق ما أدى إلى استشهاد عنصرين وبعد ساعات قليلة عملية المسيرتين المفخختين في الضاحية الجنوبية". وأوضح أنه "من المعروف أن الأولى سقطت ولم تحقق ما أرسلت من أجله، والثانية التي أرسلت لتنجز هدفاً، يجب أن أعلن أنها فشلت في تحقيق الهدف الذي جاءت لإنجازه، وهذه العملية كانت فاشلة"، مؤكداً "إننا نحن منذ الساعات الأولى أعلنا أننا لن نسكت، ولن نقبل بفرض معادلات جديدة، ولن نقبل بتضييع انجازات الصمود. ولذلك قلنا أننا سنرد قطعا".

وأوضح السيد نصر الله: "ردنا تألف من عنوانين، الأول ميداني. ومباشرة نحن قلنا بشكل علني وواضح أننا سنرد من لبنان. وقلنا للعدو أن ينتظرنا. وهذه نقطة قوة للمقاومة. وكان من الممكن أن نسكت، وأن لا نكشف عن النوايا، ثم نفاجئ العدو. وجزء من الرد نفسي، وقلنا له من اليوم الأول أن ينتظرنا وهذا تحدي كبير من المقاومة". ولفت إلى أن "ما حصل منذ يوم الخطاب الأحد الماضي حتى أمس كان عقاباً للعدو. ونحن أمام عملية متعددة الأشكال، اخلاء الحدود عند الشريط الشائك. ولم يعد هناك خط أزرق ولا حدود دولية. والحدود تم إخلاءها ولم يعد هناك أي جندي أو آليات، والطريق الترابية كانت خالية. واليوم بدأوا يظهرون لأن العملية انتهت أمس. لقد قاموا بإخلاء مواقع أمامية بالكامل أي هربوا، وهذا أكثر من المتوقع. فأنا قلت لهم "انضبوا" لكنهم هربوا، وتم إخلاء ثكنات بكاملها ومنها مقرات عسكرية على الحدود وفي العمق".

ولفت إلى أن "المشهد العام إذا اخذناه من الجانب الاسرائيلي، نحن أمام إسرائيل والتي تقدم نفسها صاحبة أقوى جيش في المنطقة وما زالت تدعي ذلك، والدولة المتعجرفة والمتكبرة الطاغية التي كانت تخيف الملايين، كانت خلال 8 أيام أمام كل العالم وقد رآها خائفة وقلقلة ومختبئة. فيما لا شيء يحدث على الحدود اللبنانية. وهذا ذل وهوان وضعف. وهذا يؤكد أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، وهذا جزء من العقاب ورد. وبالمقابل لم يغادر الجيش اللبناني الحدود بكل نقاطه ومواقعه. والمقاومون كانوا موجودين في مواقعهم والحركة طبيعية لأهلنا عند الحدود والبلدات. وكانت الحياة طبيعية. والمشهد في قرانا مشهد ثبات وقوة وعزة للبنان وجيشه وشعبه ومقاومته". وأشار السيد نصر الله إلى أن "المقاومة عملت في وضح النهار وعلى مقربة من الحدود وتحت الخطر.. وتعمدنا على أن لا نعمل في الليل. وكان القرار أن نرد في النهار وهذا كان أحد أسباب التأخير في الرد. وهذه المقاومة لم تضرب على الشريط الحدودي، بل في العمق، وبالرغم من الاجراءات والتدابير والأهداف الوهمية من ملالات ودبابات وآليات فيها دمى وينتظرونا بأن نضربهم. مع ذلك، المقاومة صبرت وتابعت معلوماتيا وعلى كل صعيد. وعندما حصلت على الهدف ضربته وأصابته بكل تأكيد. والعالم رأى ما نشر على وسائل الإعلام. وما حدث يعبر عن شجاعة ودقة ومسؤولية، والمهم أن ما حصل في الأمس هو الاقدام. وأعظم ما في العملية انها انجزت ونفذت وقمنا بها". وأشار إلى أن "ما رأيناه من قبل من تصريحات للمسؤولين هو عمليات ترهيب هائلة. ومع ذلك، نفذنا العملية. ولبنان بقي قوياً ومتماسكاً. وما قمنا به هو انجاز. وأرض الـ 48 من النقاط الحمراء عند الحدود. كنا سابقا، نرد في داخل مزارع شبعا. والكمائن التي كنا ننصبها للدبابات الإسرائيلية كانت في مزارع شبعا المحتلة. ولكن الذي حصل، أن العملية وقعت في أرض 48، يعني أن أكبر خط أحمر منذ عشرات السنين كسرته المقاومة الإسلامية بالأمس.  وهذا لم يعد خطاً أحمر بل انتهى".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي

الإثنين 2 أيلول 2019

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة أمين بشير، ايلي الحاج، ايلي القصيفي، بهجت سلامه، توفيق كسبار، حسان قطب، حًسن عبود، حسين عطايا، خليل طوبيا، ربى كبارة، طوني حبيب، سامر البستاني، سعد كيوان، سوزي زيادة، غسان مغبغب، فارس سعيد، مياد حيدر وأصدر النداء التالي تزامناً مع الذكرى المئوية لأنشاء دولة لبنان الكبير: فقد لبنان البارحة الدولة التي غابت عن مسرح الأحداث. وبغيابها سلّمت مصير لبنان واللبنانيين لحزب الله من جهة وإسرائيل من جهة أخرى لكي يحدّدا، بالتكافل والتضامن، مصيرنا من خلال "قواعد اشتباك" من خارج الدستور واتفاق الهدنة 1949 واتفاق الطائف 1989 وقرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها الـ 1701 و1559 . وبدلاً من عقد اجتماعٍ فوري لمجلس الدفاع الأعلى غاب رئيس الجمهورية عن المشهد، وبدلاً من دعوة فورية لمجلس الوزراء اقتصر نشاط رئيس الحكومة على اتصالات هاتفية "روتينية" مع بعض قادة العالم.

إن حادثة مارون الراس - أفيفيم أسقطت القرار 1701 وأسقطت الدولة المولجة تنفيذه. بالتالي أسقطت المجلس النيابي ومجلس الوزراء وموقع رئاسة الجمهورية، وحقق حزب الله انقلابه الكامل.

فأي مساعدات مالية وأي معالجات اقتصادية ينتظر اللبنانيون في ظل دولة حزب الله؟ لذا، يدعو لقاء سيدة الجبل القوى الحريصة إلى التفكير في تشكيل جبهة لبنانية وطنية تطالب بالدفاع عن مصالح اللبنانيين فقط، وليس عن مصالح نتنياهو الانتخابية أو علي خامنئي التفاوضية! لبنان أولاً يعني مصلحة اللبنانيين أولاً ويعني احترام الشرعية اللبنانية والعربية والدولية. ومن مهمات هذه الجبهة تصحيح المسار وإلا المطالبة الفورية بسلطة بديلة. لا يمكن أن تتحرّك الخارجية المصرية وجامعة الدول العربية ورئيس فرنسا ووزير خارجية اميركا وأن لا تتحرّك الدولة اللبنانية!

 

تصعيد «محدود» جنوب لبنان إثر استهداف «حزب الله» آلية إسرائيلية

بيروت: كارولين عاكوم تل أبيب ـ القاهرة: «الشرق الأوسط»/ الإثنين 2 أيلول 2019

شهدت جبهة الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل تصعيداً عسكرياً، أمس، بعد استهداف «حزب الله» آلية عسكرية إسرائيلية بصواريخ موجهة، وهو ما ردت عليه الدولة العبرية بقصف استهدف بعض المناطق الجنوبية. لكن الهدوء عاد لاحقاً إلى الجنوب، ما أوحى بأن إسرائيل لن تردّ بتصعيد أكبر على «الرد المحدود» الذي قام به «حزب الله» الذي كان قد وعد بأنه سيرد على خرق الدولة العبرية لقواعد الاشتباك السائدة منذ سنوات، من خلال إرسال طائرتين مسيّرتين محملتين بمتفجرات إلى معقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية قبل أيام.

ووصفت أوساط أمنية في إسرائيل التصعيد الذي حصل مع «حزب الله»، أمس، بأنه كان «محدود النطاق»، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الأحد انتهاء تبادل إطلاق النار من دون وقوع خسائر في صفوفه.

وقالت مصادر مطلعة على موقف «حزب الله» لـ«الشرق الأوسط» إن الرد الذي قام به الحزب لم يكن رداً على سقوط طائرتي الاستطلاع الإسرائيليتين في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الأحد الماضي، وإنما كان رداً على استهداف مركز لـ«حزب الله» قرب دمشق ما أدى إلى مقتل اثنين من عناصر الحزب الذي أطلق اسميهما على عملية استهداف الآليات الإسرائيلية، أمس، وذلك ضمن «معادلة فرض قواعد الاشتباك» التي رسمها الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، عندما قال «عندما تقتلون منا في سوريا سوف نرد في لبنان»، مذكّرة كذلك بالرد الذي حصل في مزارع شبعا، قبل ذلك عند مقتل سمير القنطار، وبعدها عماد مغنية على الأراضي السورية. ومع تأكيد المصادر ذاتها وقوع 4 إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي في إطلاق الصواريخ، أمس، لمحت إلى أن الرد على سقوط الطائرتين سيكون بإسقاط طائرة مسيّرة، وذلك خاضع للتوقيت لاحقاً.

وقال «حزب الله»، في بيان، أمس، إنه عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر الأحد قامت مجموعة حسن زبيب وياسر ضاهر «بتدمير آلية عسكرية عند طريق ثكنة افيفيم، وقتل وجرح من فيها». وزبيب وضاهر هما العنصران في الحزب اللذان أعلن عن مقتلهما في سوريا بقصف إسرائيلي قبل يوم واحد من استهداف الضاحية.

من جهته، قال الجيش اللبناني، في بيان، إن «قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت خراج بلدات مارون الراس، عيترون ويارون بأكثر من 40 قذيفة صاروخية عنقودية وحارقة، مما أدى إلى اندلاع حرائق في إحراج البلدات التي تعرضت للقصف».

وفيما كان الترقب سيد الموقف في لبنان بانتظار توضيح الصورة، بدأت الاتصالات بين المسؤولين اللبنانيين على أعلى المستويات منذ اللحظة الأولى للتطورات التي شهدتها الحدود الجنوبية، حيث سجّلت حركة نزوح محدودة لعائلات من المناطق الحدودية.

وأجرى رئيس الحكومة سعد الحريري اتصالين هاتفيين بكل من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون طالباً تدخل الولايات المتحدة وفرنسا والمجتمع الدولي في مواجهة تطور الأوضاع على الحدود الجنوبية، بحسب بيان صادر عن مكتبه. ولفت البيان كذلك إلى أن الحريري أجرى اتصالاً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووضعه في أجواء الاتصالات الدولية العاجلة التي أجراها. كما اتصل بقائد الجيش العماد جوزيف عون واطلع منه على المعلومات والإجراءات التي يتخذها الجيش.

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن «عدداً من الصواريخ المضادة للدبابات أُطلقت من لبنان باتجاه قاعدة عسكرية إسرائيلية ومركبات عسكرية»، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية ردَّت بالنيران «على مصدر الصواريخ وأهداف في الجنوب اللبناني».

وكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تغريدة على «تويتر» قال فيها إنه أجرى مشاورات مع قادته العسكريين بعدما «تمّت مهاجمتنا بعدة صواريخ مضادة للدبابات، ورددنا بإطلاق 100 قذيفة، وبإطلاق النار من الجو بوسائل مختلفة. نجري مشاورات حول المراحل المقبلة. أوعزت بالاستعداد لجميع السيناريوهات. سنقرر حول الخطوات المقبلة، بناء على التطورات، وأستطيع الآن أن أعلن خبراً مهماً: لم يُصَب في طرفنا أحد ولو بخدش».

ونقلت وكالة «رويترز» عن التلفزيون الإسرائيلي أن الجيش أمر السكان قرب الحدود بالبقاء في أماكن مغلقة وبفتح الملاجئ في المنطقة. لكن مع حلول ساعات المساء أعلنت السلطات الإسرائيلية انتهاء إجراءات الطوارئ على الحدود.

واعتبرت أوساط أمنية في تل أبيب أن التصعيد مع «حزب الله» في لبنان، أمس (الأحد)، «محدود النطاق»، فيما أكدت مصادر سياسية أن جهات دولية عدة تتدخل لمنع التدهور إلى حرب. وأشارت إلى أن روسيا كانت قد نقلت رسائل بين الطرفين تؤكد محدودية هذا التصعيد بالقول إن «(حزب الله) مضطر إلى الرد على العمليات الإسرائيلية ضده، خصوصاً إنزال الطائرتين المسيرتين على الضاحية الجنوبية في بيروت، ولكنه غير معني بالحرب».

وردَّت إسرائيل برسالة أكدت فيها أنها هي أيضاً غير معنية بالحرب.

وكانت الأحداث قد تصاعدت، أمس، عندما نفذت قوات إسرائيلية عمليات لم تفصح عن طبيعتها تسببت ببعض الحرائق في أحرج مزارع شبعا، على مثلث الحدود الإسرائيلية - اللبنانية - السورية عند الطرف الغربي لهضبة الجولان السورية لمحتلة. وقد أقر الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، بأن سبب الحرائق «نشاطات قواته». وقالت مصادر صحافية إن «طائرة إسرائيليّة مسيّرة ألقت مواد حارقة على أحراج السنديان، في مزرعة بسطرة اللبنانية، التي يقع فيها مقر وحدة قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل)، وإن المدفعية الإسرائيليّة استهدفت مزارع محتلة في جبل الروس وتلال كفر شوبا». وبالمقابل، قال الجيش اللبناني إن «بقايا إحدى القذائف المضيئة، ومصدرها الأراضي المحتلة، سقطت داخل مركز تابع لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، والشظايا طالت مركزاً تابعاً للكتيبة الهندية في بلدة بسطرة الحدودية، دون أن تؤدي لوقوع إصابات».

وعلى الأثر، أعلن الجيش الإسرائيلي عن كل منطقة الحدود من رأس الناقورة حتى الجولان منطقة عسكرية مغلقة، وتم منع الحافلات من الدخول إلى عدة بلدات في الشمال، ونقلت مدرعات وآليات عسكرية مكثفة إلى الشمال. وتم تأجيل تدريبات إسرائيلية في المكان، وألغي حفل تعيين ناطق جديد باسم الجيش الإسرائيلي. وتم فتح الملاجئ في البلدات الشمالية على بعد 5 كيلومترات من الحدود.

وقالت مصادر إسرائيلية إن إعلان «حزب الله» عن قيام ما سماها «مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر» بعملية، أمس، يعني أن الحزب يعتبر هذا القصف عملية رد على القصف في سوريا قبل أسبوعين، الذي أسفر عن مقتل قائدي الحزب الميدانيين، زبيب وضاهر، وأن القصد من ذلك أن الرد على القصف في الضاحية لم يأتِ بعد، لذلك قرر توجيه ضربات شديدة تمنعه من رد إضافي. ولكن الجيش الإسرائيلي حاول طمأنة رؤساء البلديات على الحدود قائلاً إن «الأمور تحت السيطرة» و«لا حاجة لاستعدادات أخرى». وأكد في بيان رسمي أن «حزب الله» نجح في توجيه ضربة، لكنه لم ينجح في تحقيق غاياته. وأكد أنه لم تقع إصابات بالأرواح. في غضون ذلك، كتب وزير خارجية مملكة البحرين خالد بن ‏أحمد على موقعه في «تويتر» أن «اعتداء دولة على أخرى شيء يحرمه القانون الدولي. ووقوف دولة متفرجة على معارك تدور على حدودها وتعرض شعبها للخطر هو تهاون كبير في تحمل تلك الدولة لمسؤولياتها». وحملت تغريدته وسوم لبنان وإسرائيل و«حزب‌ الله». فيما أكدت جامعة الدول العربية تضامنها الكامل مع الدولة اللبنانية في مواجهة أي اعتداءات تتعرض لها، مشددة على «أن الانزلاق نحو المواجهات العسكرية قد يخرج بالوضع عن السيطرة».

وحملت الجامعة العربية المجتمع الدولي «مسؤولية ضبط ردود الأفعال الإسرائيلية التي قد تدفع بالأمور نحو مزيد من التصعيد لأغراض انتخابية داخلية».

 

"هدوء حذر" يسود الجنوب اللبناني بعد التصعيد العسكري

سكاي نيوز/02 أيلول/2019

بعد التصعيد العسكري، يسود هدوء حذر الجنوب اللبناني عقب استهداف "حزب الله" آلية عسكرية إسرائيلية وتوجيه الجيش الإسرائيلي نحو مائة قذيفة باتجاه قرى مارون الراس وعيترون ويارون جنوب لبنان، مما أدى إلى اندلاع حرائق. ويعتقد أن الأهداف الإسرائيلية كانت مخبأ لمن قام بإطلاق صواريخ باتجاه الأهداف الإسرائيلية. وأعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء الجولة الأخيرة من القتال مع "حزب الله"، مؤكداً استعداده لكل السيناريوهات والاحتمالات. وأكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنه أعطى تعليماته بالاستعداد  لكل سيناريو وبناء على التطورات ستقرر إسرائيل كيف سترد. ومن بين الإجراءات التي اتخذها نتنياهو، إلغاء جميع الأعمال والنشاطات في منطقة السياج الحدودي مع لبنان بما فيها الأعمال الزراعية. وفي محاولة لاحتواء التصعيد، طلب رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري من واشنطن وباريس التدخل. من جهتها، دعت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى ضبط النفس. وفي واشنطن، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وأشار المسؤول، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى أنه يجب على "حزب الله" الامتناع عن الأعمال العدائية، التي تهدد أمن لبنان واستقراره وسيادته. وأضاف إن إيران تمارس دوراً مزعزعاً للاستقرار، عبر وكلائها في المنطقة. أمّا في باريس فقد دعت وزارة الخارجية الفرنسية، الأطراف كافة إلى ضبط النفس، والعمل من أجل حل سريع للتوترات. وذكرت وزارة الخارجية، أن الرئيس إيمانويل ماكرون، أجرى اتصالات مع نتنياهو والرئيس الإيراني حسن روحاني، لتجنب التصعيد، كما أنه على اتصال دائم بالفرقاء اللبنانيين.

 

ردّ ثان لحزب الله يتحضر... ضربة الامس كانت ردا على غارات سوريا

 الشرق الاوسط/02 أيلول/2019

قالت مصادر مطلعة على موقف "حزب الله" لـ"الشرق الأوسط" إن الرد الذي قام به الحزب لم يكن رداً على سقوط طائرتي الاستطلاع الإسرائيليتين في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الأحد الماضي، وإنما كان رداً على استهداف مركز لـ"حزب الله" قرب دمشق ما أدى إلى مقتل اثنين من عناصر الحزب الذي أطلق اسميهما على عملية استهداف الآليات الإسرائيلية، أمس، وذلك ضمن "معادلة فرض قواعد الاشتباك" التي رسمها الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، عندما قال "عندما تقتلون منا في سوريا سوف نرد في لبنان"، مذكّرة كذلك بالرد الذي حصل في مزارع شبعا، قبل ذلك عند مقتل سمير القنطار، وبعدها عماد مغنية على الأراضي السورية. ومع تأكيد المصادر ذاتها وقوع 4 إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي في إطلاق الصواريخ، أمس، لمحت إلى أن الرد على سقوط الطائرتين سيكون بإسقاط طائرة مسيّرة، وذلك خاضع للتوقيت لاحقاً.

 

مخاوف من تدحرج الوضع..

العرب اللندنية/02 أيلول/2019

قالت أوساط سياسية إن "شبح حدوث مواجهة شاملة لا يزال بعيدا، لكن في ظل لعبة التحدي واستعراض العضلات التي تمارس فإن جميع السيناريوهات تبقى مفتوحة، خاصة وأن أي طرف لا يظهر أي رغبة في النزول أولا من الشجرة العالية التي صعّدها".

وينتظر اللبنانيون بقلق مآلات التصعيد وسط مخاوف من تدحرج الوضع لحرب سيكون لبنان أبرز المتضررين منها، خاصة وأنه يمر بوضع اقتصادي دقيق والذي في حال لم يسرع المسؤولون في تنفيذ الإصلاحات التي تم إقرار جزء مهم منها في موازنة العام 2019 فإن اقتصاد البلاد سينتهي إلى الانهيار.

 

الجيش الإسرائيلي يبقي على جاهزيته تحسباً لـ«سيناريوهات متنوعة» غداة تبادل إطلاق النار مع «حزب الله» جنوب لبنان

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين»/02 أيلول/2019

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيبقى في حالة «جاهزية» لـ«سيناريوهات متنوعة»، وذلك بعد يوم من استهداف «حزب الله» اللبناني آلية عسكرية إسرائيلية، لترد إسرائيل بإطلاق النار على جنوب لبنان. ونقل الجيش الإسرائيلي، في بيان، عن رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي، قوله: «لن نقبل مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله في لبنان»، داعياً لبنان وقوات اليونيفيل إلى «العمل لوقف مشروع الصواريخ الدقيقة التابع لإيران وحزب الله في لبنان وتطبيق القرار 1701 بشكل دقيق». وأضاف البيان أن كوخافي اجتمع، أمس (الأحد)، مع قائد اليونيفيل الجنرال ديل كول للمرة الأولى منذ تسلم منصبه، وأنه تم التخطيط للقاء مسبقاً بهدف التعارف، خصوصاً فيما يتعلق بمهمة اليونيفيل بالإضافة للتوتر السائد بين لبنان وإسرائيل. يذكر أن الجيش الإسرائيلي أعلن مساء أمس، انتهاء تبادل إطلاق النار من دون وقوع خسائر في صفوفه، فيما أكد «حزب الله» سقوط 4 جرحى في صفوف عناصر الجيش الإسرائيلي.

وأجرى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اتصالين هاتفيين بكل من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون، طالباً تدخل الولايات المتحدة وفرنسا والمجتمع الدولي في مواجهة تطور الأوضاع على الحدود الجنوبية، ومنع التصعيد.

وطالبت وزارة الخارجية الأميركية «حزب الله» بوقف «أعماله العدائية التي تهدد استقرار لبنان وأمنه»، معتبرة أن ما حصل في لبنان أمس «مثال على دور إيران في دعم الميليشيات».

وأعلنت الخارجية الفرنسية أنها «تكثف الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط بهدف تفادي التصعيد»، وقالت في بيان إنها تتابع التطورات «بقلق»، مؤكدة أن «فرنسا عازمة على متابعة جهودها في هذا الصدد وتدعو الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم بهدف العودة سريعاً إلى الهدوء».

ودعت قوة المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) جميع الأطراف إلى «ضبط النفس» إثر التصعيد. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من جهته، إنه «قلق للغاية» من هذه الأحداث. ودعا الأطراف المعنيين إلى «أقصى درجات ضبط النفس»، حاضاً إيّاهم «على وقف أنشطتهم التي تنتهك القرار 1701 وتُعرّض للخطر وقف الأعمال القتاليّة بين البلدين». وكان التوتر بين لبنان وإسرائيل بدأ قبل نحو أسبوع مع اتهام حزب الله والسلطات اللبنانية إسرائيل بشن هجوم بواسطة طائرتين مسيرتين في ضاحية بيروت الجنوبية. وقال الحزب إنهما كانتا محملتين مواد متفجرة، إحداهما سقطت بسبب عطل فني والثانية انفجرت، من دون أن يحدد هدف الهجوم. ووقع الهجوم بعد وقت قصير من غارات إسرائيلية استهدفت منزلاً لمقاتلين من حزب الله قرب دمشق، ما أسفر عن مقتل اثنين منهما. وتوعد حزب الله بالرد على الهجومين الإسرائيليين، وقال أمينه العام حسن نصر الله مساء السبت، إن «الموضوع بالنسبة لنا ليس رد اعتبار إنما يرتبط بتثبيت معادلات وتثبيت قواعد الاشتباك وتثبيت منطق الحماية للبلد». وأضاف: «يجب أن يدفع الإسرائيلي ثمن اعتدائه»، وتوعد نصر االله أيضاً باستهداف المسيّرات الإسرائيلية التي غالباً ما تحلّق في الأجواء اللبنانية. وكان «حزب الله» استهدف في عامي 2015 و2016 آليات عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة رداً على غارات إسرائيلية استهدفت مقاتليه في محافظة القنيطرة السورية. وإثر هجوم الضاحية، اعتبر حزب الله أن ذلك يُعد «أول خرق كبير وواضح لقواعد الاشتباك التي تأسست بعد حرب تموز 2006» التي اندلعت إثر إقدام الحزب على أسر جنديين إسرائيليين في 12 يوليو (تموز). فردت إسرائيل بهجوم مدمر استمر 33 يوماً. وانتهت الحرب بصدور القرار الدولي 1701 الذي أرسى وقفاً للأعمال الحربية بين لبنان وإسرائيل، وعزز من انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).

 

سامي الجميل مغادرا اجتماع بعبدا: نتحفظ على مضمون البيان ولحكومة اختصاصيين لتنفيذ الإصلاحات فالسلطة لا قدرة لها للقيام بذلك

وطنية - الإثنين 02 أيلول 2019

أعلن رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، بعد مغادرته اجتماع بعبدا الاقتصادي "نظرا لخطورة الواقع، الذي نحن موجودون فيه، كنا نتوقع إجراءات جذرية وخطوات جريئة أكثر"، لافتا إلى أن "هناك عناوين جيدة وجميلة، ولكنهم يكررون المعزوفة نفسها، التي نتحدث عنها منذ 4 سنوات، ولا شيء ينفذ منها". وأكد أن "هناك خطوات أساسية، منها ضبط المعابر غير الشرعية، واتخاذ قرار حازم بإرسال الجيش، وإقفالها وإلغاء كل العقود الوهمية، لتوفير الأموال المهدورة على الدولة، وإلغاء التوظيف الوهمي، الذي حصل منذ 2017 حتى اليوم"، مشيرا إلى أننا "كنا نتمنى أن تؤخذ هذه الخطوات بشكل سريع، ولكن من تقاعس عن الإصلاح طيلة الفترة السابقة، لا أعتقد أنه قادر عليه، في أي وقت من الأوقات"، داعيا إلى "حكومة اختصاصيين، تدير هذه المرحلة، لتنفيذ هذه الإصلاحات والمقترحات، لأن لا قدرة لدى السلطة للقيام بهذا النوع من الإصلاحات". وقال: "لم نعرقل الاجتماع، لكننا تحفظنا على مضمون البيان، الذي سيصدر عن الاجتماع، ونتمنى أن ينفذوا جزءا مما سيعلنونه". وعن فرض ضرائب جديدة، قال: "رفضناها بالمطلق، وهم أعلنوا أنهم لن يطرحوا شيئا، ونتمنى ألا يفاجئونا بأمر من هذا القبيل".

 

الخارجية ردا على نظيرتها التركية: التخاطب بهذا الاسلوب مع رئيس البلاد أمر مرفوض ومدان وعلى الخارجية التركية تصحيح الخطأ

وطنية - الإثنين 02 أيلول 2019

أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين، بيانا أعلنت فيه انها "تستهجن البيان الصادر عن الخارجية التركية في معرض ردها على كلمة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية بمناسبة بدء سنة المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير. وإذ تؤكد أن كلمة فخامة الرئيس تضمنت سردا لواقع بعض الأحداث التاريخية التي واجهها لبنان في ظل الحكم العثماني، وقد تخطاها الشعبان التركي واللبناني اللذان يتطلعان إلى أفضل العلاقات السياسية والاقتصادية في المستقبل، حيث ما يجمع البلدين اكثر بكثير مما يفرقهما، والتحديات المشتركة كبيرة تستوجب العمل معا وليس التفرقة. يهم وزارة الخارجية والمغتربين أن تؤكد على أن التخاطب بهذا الاسلوب مع فخامة رئيس البلاد أمر مرفوض ومدان، وعلى الخارجية التركية تصحيح الخطأ، لأن العلاقات التركية اللبنانية أعمق وأكبر من ردة فعل مبالغ فيها وفي غير محلها. وستتابع الوزارة الإجراءات المطلوبة لتصحيح الخطأ بحسب الأصول الدبلوماسية ومنع الضرر بالعلاقات بين البلدين".

 

بقرادونيان رد على بيان الخارجية التركية:الدفاع عن النفس حق مقدس والرد على العدوان واجب وطني

وطنية - الإثنين 02 أيلول 2019

رد الامين العام لحزب الطاشناق النائب هاكوب بقرادونيان على بيان وزارة الخارجية التركية، قائلا: "الرئيس عون على حق، مرة اخرى اثبت السلطان التركي الجديد اردوغان بلسان وزارة الخارجية التركية ان مشكلة تركيا ليست مع الارمن فقط لا بل مع الحقيقة وكل من يلفظ بالحقيقة، نعم الرئيس العماد ميشال عون قال الحقيقة.اما اردوغان فأعرب عن الحقيقة المطلقة من ايام العثمانيين الى تركيا الحالية، انكار التاريخ والارهاب واعادة احياء الحلم العثماني"، سائلا "هل لا نزال نؤمن بالصداقة والعلاقات التاريخية اللبنانية التركية؟". وفي موضوع رد المقاومة على العدوان الاسرائيلي، قال بقرادونيان: "الدفاع عن النفس حق مقدس والرد على العدوان واجب وطني، فكل من يدافع عن وطنه وشعبه والكرامة الوطنية هو البطل واشرف الناس".

 

الياس الزغبي: خطاب جعجع يشكل وثيقة وطنية تعيد تركيز اسس ثورة الارز

وطنية - الإثنين 02 أيلول 2019

رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي أن "خطاب الدكتور سمير جعجع أمس يشكل وثيقة وطنية تعيد تركيز الأسس التي نهضت عليها ثورة الأرز في ربيع 2005". وقال في تصريح: "إن مضامين هذا الخطاب تفتح مرحلة مواجهة قوية لنهج تجويف الدولة من معناها واستلاب قرارها وتجييره لسواها، وتحويلها إلى بازار منافع ومصالح وصفقات وزبائنيات سياسية، وقد سمّى الخلل بأسمائه ومواقعه وشخّص الداء ووصف الدواء". وأضاف: "هذه الشجاعة الأدبية والوطنية المقرونة بوعي سياسي عال لكل التطورات والأحداث، تؤسس لاستنهاض الحالة الاستقلالية العابرة للمناطق والطوائف على غرار الحدث التاريخي في 14 آذار، ولا بد من أن تتكوكب حولها الإرادات الحرة، فتعود جهود السياديين إلى التلاقي والتفاعل في صيغة سياسية حديثة مع تجاوز انقسامات المرحلة البائسة وآثارها الرديئة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس لوفد من مجلس كنائس الشرق الأوسط: للاستمرار في شهادة بث الرجاء في منطقة مشتعلة بما يثمر السلام ويعيد للانسان فيها كرامته

وطنية - الإثنين 02 أيلول 2019

أعلنت دائرة التواصل والعلاقات العامة في مجلس كنائس الشرق الأوسط، في بيان، أن البابا فرنسيس استقبل في مكتبه في حاضرة الفاتيكان، الأمينة العامة للمجلس الدكتورة ثريا بشعلاني، على رأس وفد ضم مدير دائرة الشؤون اللاهوتية والمسكونية في المجلس الأب غابي هاشم، المدير الوطني للأعمال الرسولية البابوية في لبنان الأب روفايل زغيب ومستشار السياسات والتواصل في المجلس زياد الصائغ. دام اللقاء نحو أربعين دقيقة، واستعرضت خلاله بشعلاني بداية لتاريخية مجلس كنائس الشرق الأوسط ورسالته المسكونية، شاكرة البابا على "المبادرات الاستثنائية التي يطلقها في سبيل تدعيم العمل المسكوني بما يخدم الشهادة ليسوع المسيح خادما لكرامة الانسان". ثم شددت بشعلاني على "جوهرية مسار كايروس الشرق الأوسط: نحو ميثاق عالمي للكنائس، والذي يحمل في طياته تلاقيا بنيويا مع رؤية البابا ومواقفه الرسولية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الشرق الأوسط والعالم"، طالبة البركة الرسولية ومتعهدة انجاز هذا المسار قبيل الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط المنوي انعقادها في العراق في أيلول من سنة 2020. وأكدت الأمينة العامة للبابا فرنسيس أن "المسيحيين في الشرق الأوسط ليسوا أقلية ولا يحتاجون الى حمايات، وهم بشهادتهم بناة جسور بينهم وبين شركائهم من كل الأديان في المنطقة والعالم".

البابا فرنسيس

من جهته رحب البابا فرنسيس بالأمينة العامة والوفد المرافق، مذكرا إياها بمداخلتها "الجريئة والمنهجية" إبان اللقاء المسكوني في باري في تموز 2018، وداعيا مجلس كنائس الشرق الأوسط الى "العمل بجهد لبلورة فعالة لمفهوم وعيش المجمعية التي هي في أساس وحدة الكنيسة، وهي التعبير القوي عن دينامية الروح القدس فيها". وإذ حيا البابا فرنسيس جهود الأمينة العامة كامرأة على رأس الأمانة العامة للمجلس، ذكرها والوفد بأن "الكنيسة هي إمرأة، أوليست هي عروس المسيح؟"، كما زودها والوفد بتوجيهاته متمنيا للمجلس "الاستمرار في شهادة بث الرجاء في منطقة مشتعلة بما يثمر السلام ويعيد للانسان فيها كرامته". في الختام منح البابا فرنسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط بركته، وتمنت عليه الأمينة العامة "الإنطلاق بإعداد مجمع فاتيكاني ثالث في الألفية الثالثة، إذ أن العالم ينتظر صوتا نبويا في مواجهة تصاعد موجات الشعبوية والقومية العنصرية والتطرف". وقد أجابها البابا: "صلوا لي، هذا ليس بالأمر السهل". وكانت بشعلاني قد قدمت للبابا فرنسيس في بداية اللقاء أيقونة للقديس أغناطيوس الأنطاكي علامة الوحدة بين الكنائس، فيما منحها البابا وأعضاء الوفد ميداليته البابوية.

 

مرفأ إيراني على البحر المتوسط بين سورية ولبنان

دمشق – وكالات/02 أيلول/2019

 قرر النظام السوري أخيراً تحديد مكان المرفأ الجديد الذي سيقيمه على ساحل البحر المتوسط، ومنح شركة «خاتم الأنبياء» الإيرانية امتياز إنشائه وإدارته وتشغيله، لمدة زمنية تتراوح بين 30 و40 عاماً. ووفق صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم، فإن المرفأ سيقام على شواطئ محافظة طرطوس، بالقرب من الحدود اللبنانية، مشيرة لعقد اجتماعات عدة بين ممثلين من وزارة نقل النظام، وممثلين عن الشركة لتحديد مكان المرفأ، حيث تقرر مكانه في منطقة عين الزرقا شمال منطقة الحميدية المحاذية للحدود مع لبنان، ويتصف الموقع بواجهة بحرية بطول 2500 متر. وقالت وسائل إعلام النظام، إن المرفأ سيكون متعدد الأغراض، وإن من أهداف إقامته، أن يكون من وسائل تمويل مشروعات البنية الأساسية بدون أن تتحمل ميزانية الدولة أعباء مالية، كون التكاليف ستكون على عاتق المستثمر الذي سيتولى تشغيل المشروع وإدارته. من جانبه، علق مسؤول إسرائيلي، بأن ميناء كهذا، يمكن أن يساعد إيران في نقل الأسلحة والذخائر إلى المنطقة.

 

إيران تهدد دول الخليج بتوجيه ضربات مدمرة “لن تُبقي منها شيئاً”

بريطانيا تدرس إرسال طائرات مُسيّرة للخليج... وظريف استبعد فتح "صندوق باندورا" الخاص بالاتفاق النووي

طهران، عواصم – وكالات/02 أيلول/2019

 وجهت طهران أقوى تهديد لها لدول المنطقة أمس، حيث هدد “الحرس الثوري” الإيراني، بتوجيه “ضربات مدمرة لكل من يشجع أعداء بلاده على أي حرب”، زاعما أن خمسة جيوش في المنطقة تقف إلى جانب بلاده عقائديا ومعنويا.

وقال نائب قائد مقر “خاتم الأنبياء” علي شادماني، إن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، هو ابن الثورة الإيرانية، وحركة “أنصار الله” الحوثية تضم مليون يمني مقاوم وثوري، يقفون إلى جانب إيران من حيث العقيدة، مضيفا أن “ما أنفقته إيران في سورية وعلى محور المقاومة خلال السنوات الـ 10 الماضية، يخدم أولا الأهداف المقدسة للجمهورية الإسلامية ومصالح شعبها، وهو مبلغ زهيد إزاء ما تحقق من إنجازات سياسية وأمنية ودفاعية لإيران”. ولفت إلى أن “طهران أبلغت دول الجوار بأنها ستضرب أي موقع تتم مهاجمتها منه”، زاعما أن “السفن التجارية وناقلات نفط الأعداء وأصدقائهم ستكون تحت سيطرتنا في أي حرب، والقواعد العسكرية الأميركية بالمنطقة في مرمى نيران إيران”. وهدد ما أسماها “دولا عربية صغيرة” طلبت من أميركا شن هجوم على إيران، بأنه “لن يبقى منها شيء في حال نشوب حرب في المنطقة”، مشددا على أنه “على دول الخليج أن تعلم أن إيران ستكون المنتصر في أي حرب، بينما سيكون زوال الدول المشجعة على الحرب أمر حتمي”. وإذ أكد أن قدرة إيران لا تقتصر على الصواريخ ويستحيل حل أي مشكلة في المنطقة من دونها، أشار إلى أن الجزر الثلاث “الإماراتية المحتلة” في الخليج خط أحمر.

في غضون ذلك، أعلنت وسائل إعلام بريطانية، أن بريطانيا تدرس إرسال طائرات مُسيّرة إلى الخليج، في ظل حالة التوتر مع ايران. وذكرت قناة “سكاي نيوز” البريطانية، أنه لدى سلاح الجو الملكي البريطاني عدد من طائرات “ريبر” المُسيرة متمركزة في الكويت للقيام بعمليات في أجواء العراق وسورية، قائلة إنه يمكن تكليف هذه الطائرات بمهام أخرى إذا جرى اتخاذ قرار بنشر طائرات مُسيرة في الخليج. وأفادت بأن الطائرات المُسيرة ستساعد في عمليات الاستطلاع، مع استمرار السفن الحربية البريطانية في مرافقة الناقلات التي ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز.

على صعيد آخر، هددت إيران، أوروبا، بخطوة أقوى في تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي، إذا لم تتحرك لانقاذ الاتفاق.

وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي: إن المرحلة الثالثة “جاهزة”، وستكون أقوى من الخطوتين الأولى والثانية، لكن “نجاح الجهود الديبلوماسية والحوار، سيؤدي إلى تراجع ايران عن تنفيذها”. من جانبه، نفى وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وجود فرصة لإعادة النظر في الاتفاق النووي، مستبعدا إعادة فتح ما وصفه بـ “صندوق باندورا”، الذي يشير إلى “صندوق كل الشرور”. وقال: إن “المسألة ليست مراجعة الاتفاق، وكما تعلمون شاركنا في المفاوضات منذ البداية، من المستحيل فتح (صندوق باندورا) وإغلاقه مرة أخرى”. وبينما يتوجه نائب وزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية عباس عراقجي إلى باريس، لاجراء محادثات مع مسؤولين فرنسيين بشأن الاتفاق، قال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، ان هناك تقاربا في وجهات نظر ايران وفرنسا، خصوصا بعد اتصالات هاتفية بين الرئيس حسن روحاني ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون. وقال ربيعي: “لحسن الحظ تقاربت وجهات النظر بشأن العديد من القضايا، والان تجرى محادثات فنية بشأن سبل تنفيذ الالتزامات الاوروبية”، لكنه حذر قائلا: “إذا لم ترض ايران عن تنفيذ أوروبا للالتزامات في الموعد المحدد، سنتخذ خطوة قوية لخفض التزاماتنا”، مضيفا أنه “يتعين أن يُشترى النفط الايراني وأن يُسمح بدخول عائده”، ومؤكدا أن ستراتيجية بلاده الحالية تعتمد على “الالتزام مقابل الالتزام”. من جانبها، كشفت وكالة “بلومبرغ” للانباء أن عباس عراقجي، يقود وفدا اقتصاديا إلى فرنسا، في رحلته الثانية في غضون أقل من ستة أسابيع، موضحة أن محادثاته ستركز على اقتراح من جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يسمح لإيران بالاستمرار في بيع النفط، على الرغم من العقوبات الأميركية. ووفقا للنائب الإيراني علي مطهري، فإن الاقتراح يتضمن حدا ائتمانيا تبلغ قيمته 15 مليار دولار لإيران، ويتم دفعه على ثلاث دفعات، واستخدامه في “عمليات الشراء المسبقة للنفط”. من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف، اعتزام بلاده وإيران اتخاذ مزيد من الإجراءات لحماية العلاقات الاقتصادية من العقوبات الأميركية، محذرا في مؤتمر صحافي مشترك مع ظريف في موسكو من أن “نهج واشنطن الهدام سيجبر الإيرانيين على خفض التزاماتهم في الاتفاق”.

 

إيران تعلن تقارب وجهات النظر مع فرنسا بشأن الاتفاق النووي وهددت بخطوة «أقوى» إذا لم يفِ الأوروبيون بتعهداتهم

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/02 أيلول/2019

قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، اليوم (الاثنين)، إن وجهات النظر بين إيران وفرنسا تقاربت فيما يتعلق ببرنامج طهران النووي، خصوصاً بعد مكالمات هاتفية بين الرئيس الإيراني حسن روحاني، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأضاف المتحدث، في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني: «لحسن الحظ أصبحت وجهات النظر أقرب في كثير من القضايا، وتجري الآن مناقشات فنية بشأن سبل تنفيذ التزامات الأوروبيين في الاتفاق النووي»، دون أن يخوض في تفاصيل. وأوضح ربيعي، بحسب وكالة «إرنا» الإيرانية للأنباء، أن بلاده ستعود إلى التنفيذ الكامل لالتزاماتها، إذا أوفت أوروبا بتعهداتها، مؤكداً أن «الالتزام مقابل الالتزام»، هو الاستراتيجية التي تعتمدها إيران حالياً. وتابع أنه «يجب شراء النفط الإيراني وإجراء الترتيبات اللازمة لحصول إيران على عوائد النفط وإعادتها إليها». في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إن بلاده مستعدة لاتخاذ «خطوة أقوى» بشأن خفض التزاماتها بالاتفاق النووي إذا لم تتخذ الدول الأوروبية إجراءات لإنقاذ الاتفاق. وكان روحاني حذر نظيره الفرنسي، السبت، في اتصال هاتفي، من أن إيران ستواصل تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي ما لم يحترم الأوروبيون تعهداتهم. وأعلنت الرئاسة الإيرانية عن هذه المحادثة الأولى بين رئيسي البلدين منذ اللقاء الذي عقد في 25 أغسطس (آب) بين ماكرون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على هامش قمة مجموعة السبع في مدينة بياريتز الفرنسية، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق الدولي الذي أبرم في فيينا بهدف منع طهران من امتلاك سلاح نووي، وأعادت فرض عقوبات على طهران، وردت إيران بتقليص بعض التزاماتها بالاتفاق تدريجياً، وتحاول منذ ذلك الحين إقناع الأوروبيين الموقعين على النص (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) باتخاذ إجراءات عملية لتجاوز العقوبات الأميركية خصوصاً من أجل تصدير نفطها. وترى باريس أن على إيران العودة إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي من جهة، ومن جهة أخرى على الرئيس الأميركي دونالد ترمب العمل على وقف عقوباته الاقتصادية، عبر السماح لإيران مثلاً بتصدير كميات قليلة من نفطها.

 

رصد ناقلة النفط الإيرانية قبالة سواحل لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/02 أيلول/2019

قال أحد مواقع تتبع السفن إن ناقلة النفط الإيرانية «أدريان داريا 1» رُصدت قبالة ساحل طرابلس شمال لبنان اليوم (الاثنين). ونقلت وكالة أنباء «أسوشييتد برس» عن موقع تتبع السفن «مارين ترافيك» أن الناقلة، التي يدور حولها خلاف بين واشنطن وطهران، كانت تتحرك ببطء خارج المياه الإقليمية اللبنانية، بعد وقوفها قبالة ساحل سوريا أمس (الأحد). ولا يُظهر نظام تحديد الهوية التلقائي للسفينة وجهتها، بعد أن سبق وحدد البحارة على متنها الوجهة على أنها موانئ في اليونان وتركيا. وكان وزير خارجية تركيا مولود تشاوش أوغلو قد صرح بأنها ستتوجه إلى لبنان على الأرجح، الأمر الذي نفاه المسؤولون اللبنانيون. وقالت وزيرة الطاقة اللبنانية ندى بستاني خوري يوم الجمعة الماضي، إن لبنان لم يتلقَ طلباً لدخول الناقلة إلى موانئه. وأفادت الوزيرة في تغريدة نشرتها على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بأن «وزارة الطاقة لا تشتري النفط الخام من أي بلد ولبنان لا يملك مصفاة للنفط الخام».وتابعت بستاني: «كما لا يوجد أي طلب لدخول ناقلة النفط (أدريان داريا 1) إلى لبنان». واحتجزت سلطات جبل طارق والبحرية الملكية البريطانية الناقلة، التي كانت تحمل في السابق اسم «غريس 1»، في 4 يوليو (تموز) الماضي، للاشتباه في نقلها نفطاً إيرانياً إلى سوريا، بالمخالفة للعقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا. وقالت الإدارة الأميركية إن الناقلة «تحمل 2.1 مليون برميل من النفط الخام الإيراني الذي يستفيد منه بنهاية المطاف فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني». كما حذرت الخارجية الأميركية في وقت سابق اليونان ودول حوض البحر المتوسط الأخرى بأن أي تعاون مع ناقلة النفط سيتم التعامل معه بوصفه دعماً للإرهاب. وفي 18 أغسطس (آب)، أفرجت سلطات جبل طارق عن الناقلة قائلة إن طهران تعهدت بعدم إرسال براميل النفط تلك إلى سوريا. ومذاك، ظلت الناقلة في البحر المتوسط من دون أن يكون ممكناً تحديد وجهتها أو مصير شحنتها، رغم أن إيران قالت إنها باعت النفط الموجود على متنها، فيما لم تعرف هوية المشتري.

 

«الهدنة الهشة» تعزز نقاط المراقبة التركية في إدلب وإردوغان يهدد بعملية شرق الفرات... وأميركا ترسل مزيداً من الدعم لـ«قسد»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/02 أيلول/2019

دخل رتل عسكري جديد تابع للقوات التركية، أمس (الأحد)، إلى إدلب لتعزيز نقاط المراقبة التركية المنتشرة في منطقة خفض التصعيد. ويُعد الرتل هو الثاني الذي يدخل إلى المنطقة من الحدود التركية من خلال معبر كفر لوسين، عقب إعلان النظام السوري أول من أمس، وقفاً «هشاً» لإطلاق النار في إدلب.

وتألف الرتل من 15 عربة مدرعة تحمل جنوداً ومعدات لوجيستية، كانت أُرسِلَت إلى هطاي جنوب تركيا قبل يومين، لإرسالها إلى نقاط المراقبة التركية بريف إدلب. وأول من أمس (السبت)، دخل رتل عسكري تركي آخر إلى الأراضي السورية، عبر معبر كفر لوسين شمال إدلب على الحدود مع لواء إسكندرون في محافظة هطاي، تألف من عربات مصفحة وسيارات عسكرية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنها شوهدت على طريق حلب - دمشق الدولي رفقة عناصر من الجيش السوري الحر، حيث انقسم الرتل إلى قسمين؛ أحدهما توجه إلى معرحطاط حيث تتمركز القوات التركية منذ سيطرة قوات النظام على خان شيخون، فيما توجه القسم الآخر إلى نقطة الصرمان شرق إدلب. وسير الجيش التركي، أمس، دورية عسكرية على طريق دمشق - حلب الدولي شمال سوريا، تألفت من 4 آليات بينها مدرعتان، عليها نحو 25 جندياً تركياً، باتجاه محافظة إدلب برفقة عناصر من «الجيش السوري الحر» أيضاً، بينما انتشر آخرون قرب قرية الكماري جنوب حلب. على صعيد آخر، قصفت القوات التركية مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في محاور عدة بريف حلب الشمالي. وجاء ذلك بالتزامن مع تهديد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أول من أمس، بشنّ عملية عسكرية واسعة في شرق الفرات خلال أسابيع، إذا لم تترك السيطرة على المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها بالاتفاق مع أميركا، شمال شرقي سوريا، للجيش التركي. وقال إردوغان، خلال مراسم حفل تخرج في الأكاديمية العسكرية بمدينة إسطنبول، إن بلاده ستنفذ خطة عملياتها الخاصة بشأن المنطقة الآمنة، إذا لم يسيطر الجيش التركي على تلك المنطقة وفق شروطه خلال أسبوعين أو ثلاثة، لافتاً إلى أن ذلك سيتحدد على ضوء لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

والخميس الماضي، قال إردوغان إن تركيا لن تسمح بتأخير الاتفاق مع الولايات المتحدة حول المنطقة الآمنة، على غرار ما حدث في اتفاق «خريطة طريق منبج»، مضيفاً: «وحدات حماية الشعب الكردية كانت تقوم بخداعنا في منبج، ولم تنسحب».

وكان رئيس «هيئة الدفاع» التابعة لـ«الإدارة الذاتية (الكردية) لشمال وشرق سوريا» زيدان العاصي قال، الخميس، إن سكان المنطقة الآمنة سيتولون القيادة الأمنية والإدارة المحلية دون تدخل من تركيا، مشيراً إلى أنه لم يتم الاتفاق مع تركيا وأميركا حتى الآن على انتشار الجيش التركي في تلك المنطقة، ولفت إلى أن دور الجيش التركي سيقتصر على تسيير دوريات مشتركة مع أميركا، ومن ثم يعود إلى قواعده العسكرية داخل الأراضي التركية بعد الانتهاء من تلك الدوريات. واعتبر رياض درار، الرئيس المشترك لمجلس «سوريا الديمقراطية»، أن تصريحات إردوغان الخاصة بتنفيذ خطة العمليات في شرق الفرات، إذ لم يسيطر الجيش التركي على المنطقة الآمنة، تأتي في سياق «التخفيف من صورته المشوّهة لدى مواطنيه، وذلك بإشغالهم بجبهة جديدة في شمال وشرق سوريا. وقال في تصريحات، إن مباحثات إردوغان الأخيرة في موسكو، الثلاثاء الماضي، أدت لهدنة مؤقتة، لكنها كشفت أيضاً عن عجز نقاط المراقبة التركية في حماية مناطق خفض التصعيد، ولم يستجب الجانب الروسي لمطالبه بتأجيل فتح الطريق الدولي الذي يمر من إدلب، لذلك لم تفتح تركيا حدودها أمام المزيد من اللاجئين رغم مظاهرات باب الهوى، بالإضافة إلى أن إردوغان يعاني من أزماتٍ داخلية ترغمه على تغيير مساره باتجاه شمال شرقي سوريا.

في السياق، كشف المرصد السوري عن دخول عشرات الشاحنات، مساء أول من أمس عقب تصريحات إردوغان، إلى الأراضي السورية، مقبلة من شمال العراق. وأشار إلى أن أكثر من 150 شاحنة محملة بمساعدات عسكرية ولوجيستية ومعدات وسلاح دخلت عبر معبر «سميلكا» نحو مناطق سيطرة «قسد» في شرق الفرات، ليرتفع إلى 2450 على الأقل تعداد الشاحنات ضمن الدفعة 24 التي دخلت إلى مناطق شرق الفرات منذ الإعلان عن سيطرة التحالف الدولي وقوات قسد على شرق الفرات في أواخر شهر مارس (آذار) الماضي. وتشتكي تركيا من استمرار تقديم الولايات المتحدة الدعم العسكري واللوجيستي لـ«قسد» وتطالب بقطع علاقاتها معها، ووقف إمدادها بالسلاح، بعد أن زال خطر «داعش» من المنطقة.

 

قصف مُتعدد يُهدِّد هدنة إدلب… وروسيا تتهم الولايات المتحدة

السوريون الغاضبون واصلوا إحراق صور أردوغان واتهموا تركيا بالخيانة

عواصم – وكالات/02 أيلول/2019

 وصفت روسيا أمس، ضربات الولايات المتحدة في إدلب بأنها غير منطقية ومتناقضة وتثير القلق، وأنها تثير التساؤل بشأن مدى اعتبار الأهداف الإرهابية الأميركية “أكثر شرعية” من الأهداف الإرهابية التي دمرتها قوات النظام السوري بدعم من الطيران الروسي.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أن “تصرفات الولايات المتحدة غير المنطقية والمتناقضة تدعو إلى الحيرة والقلق، فمن ناحية، يطالب المندوبون الأميركيون في جميع المحافل، بوقف تصعيد التوتر في إدلب، ويثيرون المشاعر فيما يتعلق بمعاناة المدنيين، متجاهلين الوجود الكثيف للإرهابيين، الذي اعترف به مجلس الأمن الدولي، ومن ناحية أخرى، يقومون بضربات كانت نتيجتها تدمير واسع النطاق وأعداد كبيرة من الضحايا”. وأثارت تساؤلاً مفاده، ما هي أفضلية القنابل الأميركية عن القنابل الروسية؟ ولماذا تعتبر الأهداف الإرهابية الأميركية “أكثر شرعية” من الأهداف الإرهابية التي دمرتها قوات النظام السوري.

وأضافت إنه “في هذا الصدد، نجد أنه من المبرر التعويل على قيام العاملين في المجال الإنساني بالأمم المتحدة بالأخذ في اعتبارهم عواقب العملية الأميركية في إدلب عند إعداد تقاريرهم، وإبلاغ أعضاء مجلس الأمن الدولي على الفور بعواقبها على المدنيين والبنية التحتية المدنية”. وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قال إنه تم قصفت موقع لجماعة مرتبطة بتنظيم “القاعدة” في سورية بدقة عالية، في الوقت الذي تجددت فيه غارات شنتها طائرات النظام ومقاتلات روسية على مناطق في إدلب.

في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، أن الأميركيين يحاولون استفزاز إيران، ويعلنون أن خطة العمل الشاملة غير ملزمين بها، في حين أنهم يطالبون إيران بتنفيذ التزاماتها بالكامل. وقال “يحاول شركاؤنا الأميركيون بطريقة واضحة، وبدعم من بعض حلفائهم الإقليميين استفزاز إيران”. في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أمس، أن رؤساء تركيا وروسيا وإيران سيعقدون قمة بشأن سوريا في أنقرة في 16 سبتمبر الجاري، معرباً عن أمل بلاده في تطبيق اتفاق سوتشي بشأن إدلب حرفياً.

على صعيد آخر، قصفت قوات النظام السوري ريف إدلب، ما يعد خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الجديد الذي دخل يومه الثالث. وطالت الصواريخ محاور التمانعة وحيش وحاس وكفرجنة والركايا ومعرة حرمة بالقطاع الجنوبي من ريف إدلب.

من ناحية ثانية، وفيما تواصلت احتجاجات السوريين الفارين من جحيم معارك إدلب، متهمين تركيا بالخيانة ومطالبين بفتح معبر باب الهوى، زيّفت وسائل الإعلام التركية الرسمية الأحداث في تغطيتها للتظاهرات، عند الحدود التركية – السورية. وذكرت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء أن “عشرات الآلاف تظاهروا في إدلب ضد النظام السوري وروسيا”، رغم أن المحتجين أحرقوا بشكلٍ علني صور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام عدسات كاميرات الصحافيين المتواجدين في المكان. كما أقدموا على حرق العلم التركي، مطلقين شعارات مناهضة لتركيا ورئيسها وفي مقدمها “خاين خاين خاين الجيش التركي خاين” و”إدلب حرة حرة، تركيا برة برة”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله»... تفسخ الصورة

نديم قطيش/الشرق الأوسط/02 أيلول/2019

مسرح العمليات كان مسرحاً بالفعل. لم تمضِ ساعات قليلة على عملية «حزب الله» ضد قاعدة عسكرية إسرائيلية وآلية أو آليات في قاعدة بالقرب من مستوطنة موشاف أفيميم، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود الجنوبية اللبنانية الإسرائيلية، حتى تبين أن ما شهدناه كان مسرحاً معداً بعناية.

من الصعب الزعم أن «حزب الله» كان جزءاً من لعبة توزيع الأدوار، وأن العملية التي انتهت بلا أي إصابات، سوى بعض الدمى، هي ما قصد الحزب تنفيذه بالفعل. الأرجح أن «حزب الله» سقط ضحية خدعة عسكرية هندسها الإسرائيلي ونفذها بدقة فائقة، جعلته يعتقد أنه نفذ عملية ناجحة توازي في نتائجها ما تعرض له في سوريا ولبنان، خلال أقل من أربع وعشرين ساعة.

ففي سوريا استهدفت إسرائيل خلية تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، متخصصة في تطوير الهجمات بالطائرات المسيّرة، ويقودها - بحسب ما كشف الجيش الإسرائيلي - الجنرال الإيراني جواد غفاري الذي يعمل تحت قيادة قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، ويعمل تحت إمرته عدد من الكوادر، بينهم ياسر أحمد ضاهر وحسن يوسف زبيب، اللذان قتلا في الغارة الإسرائيلية. اللافت أن إسرائيل هي من أعلنت أسماء القتلى قبل أي طرف آخر، وهو ما يعني أن غارة دمشق عملية ضد أهداف معروفة مسبقاً، وأن حجم الاختراق الأمني الإسرائيلي بالغ العمق.

أما في لبنان، فلا يزال الغموض يحيط كثيراً من تفاصيل الطائرات المسيّرة التي انفجرت في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت، عاصمة دولة «حزب الله»، وما إذا كانت المسيّرات إسرائيلية، أم تمت السيطرة عليها وسُيّرت نحو أهداف بخلاف إرادة أصحابها. كما لا يبدو واضحاً ما كان الهدف من ورائها.

غير أنه في سوريا كما في لبنان، رفعت إسرائيل التحدي في وجه «حزب الله»، وتحديداً في وجه روايته عن نفسه وعن الآخرين، وعن روايته للصراع وتوازناته.

يعرف «حزب الله» أهمية الرواية في الحرب. منذ البداية صرف كثيراً من الجهد والمال في مجال صناعة الرواية عبر ذراع الإعلام الحربي. وهو يعرف أن في الحروب المعاصرة لم تعد المسألة محسومة لناحية أن المنتصر يكتب رواية الحرب. ثمة حرب أخرى هي حرب الروايات. أجاد «حزب الله» في هذه المسألة لعقود؛ لكنه بدا متعثراً في زمن «السوشيال ميديا». ما عادت «قناة المنار» التابعة له قادرة على تزخيم الانتصارات والتحكم في السياقات السردية للحرب وللعمليات العسكرية. وما عادت أناشيد التعبئة كافية لتصدير صورة واحدة منقحة معتنى بتفاصيلها، عن واقع الجماهير المرصوصة خلف النصر الأكيد.

صورة نصر الله التي يختصرها الشعار الدعائي «الوعد الصادق»، أصيبت بكثير من التفسخات جراء العملية الأخيرة. بدا الصراخ والصوت المرتفع الذي سبقها في خطابيه أعلى بكثير من سقف النتائج التي تحققت، في عملية بلا إصابات. بدا مخدوعاً من الإسرائيلي، مسبوقاً بخطوات، ومحشوراً في زاوية اختراع رواية للنصر لا تعينه عليها الوقائع. الدمى التي اكتشف «حزب الله» أنه استهدفها في الواقع، ونقلت أجسامها بشكل مسرحي من موقع العملية، كانت موضع تندر من قبل مناصريه على مواقع التواصل الاجتماعي قبل العملية، لتقع المجموعة المهاجمة في الفخ نفسه.

أما صورة بيئة المقاومة التي دأب إعلام «حزب الله» على العناية برواية واحدة عنها، هي الصمود والتجرؤ والاحتفال الدائم والتعالي عن صغائر الدنيا من أرزاق وأبناء، لصالح الخير الأعلى وهو النصر الإلهي، كل هذه الصورة خرقتها بضعة فيديوهات لناشطين جنوبيين نقلوا بالفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لنزوح كبير من القرى الجنوبية، تحسباً لاتساع رقعة المواجهة وتدحرجها نحو الحرب. فيديوهات حطمت «الرواية الرسمية» المصممة بعناية، والممسوكة بعصب تعبوي شاهدنا بقاياه عبر قناتي «المنار» و«الميادين»، وفي الاحتفاليات المنظمة في الضاحية الجنوبية لبيروت. غير أن ما علق في الأذهان هي تلك الأشرطة القصيرة التي أظهرت الرعب الطبيعي للناس، من حرب تلوح في الأفق، وأهوال تلح في الذاكرة. صورة صفوف السيارات الطويلة تُقاد بتوتر واضح والمطاعم التي فرغت من روادها، انتشرت كالنار في الهشيم، وبدت نصاً بصرياً أكثر حيوية وصدقاً من بلادة الكلام المكرر والمعلب، على ألسنة من استصرخوا عند الحدود. أما الصورة الثالثة التي أصابتها شظايا العملية الأخيرة لـ«حزب الله»، فهي صورة «توازن الرعب» التي دأب «حزب الله» على الترويج لها، منذ انتهاء الأعمال الحربية صيف عام 2006، وامتناعه مُذَّاك على التورط في مواجهة جدية مع إسرائيل.

الحقيقة أن توازن الرعب ليس سوى شعار معلب آخر. لا يختلف اثنان على أن لـ«حزب الله» القدرة على إيذاء إسرائيل في أي حرب مقبلة. ولا شك أن ترسانته تطورت كماً ونوعاً، غير أن القفز من هنا إلى معادلة توازن الرعب، هو قفز هائل فوق وقائع ومحددات كثيرة. توازن الرعب المزعوم لم يردع إسرائيل عن المجازفة بضرب إيران وأذرعها في سوريا والعراق ولبنان، ضربات فيها كثير من المغامرة والتجرؤ على ما يسمى قواعد الاشتباك، ومن دون حسابات كثيرة، والأرجح أنها ستستمر بذلك وأكثر.

وصلت إسرائيل إلى قلب الضاحية، ورد «حزب الله» رداً شديد التواضع، وبمثل هذا التواضع سيتعامل مع معادلة الخرق الجوي، حتى ولو طال مسيّرة أو أكثر؛ لأنه لن يستطيع تغيير مسار الأمور.

«حزب الله» يخسر حرب الرواية رويداً رويداً، وهذا أخطر عليه من خسارة مواجهة هنا أو مواجهة هناك.

 

الجنوب والإعلام اللبناني (الممانع)

يوسف بزي/المدن/الثلاثاء 03/09/2019

ضعوا "المنار" جانباً، بوصفها جهازاً دعائياً ضمن منظومة "حزب الله" العسكرية والأمنية والسياسية. لا عتب على "المنار" بتجاوز "الموضوعية" والالتزام بالدعاية الحربية على معناها التعبوي المتعصب والأعمى، والغارق بتمجيد القتل والقتال، وإسرافه المثير للغثيان في صور المعارك الحقيقية منها والتمثيلية.

لكن ما يهمنا هو هذه السذاجة التي باتت وباء متفشياً في وسائل الإعلام اللبناني، وهذه الضحالة في لغة التلفزيونات، وبلاهة مراسليها ومذيعيها وضيوفها ومحرريها.. الذين أطلّوا بعد ظهر يوم الأحد، أول أيلول، وما زالوا حتى الساعة، ولا يفعلون سوى إهانة ذكائنا والاستخفاف بمشاعر أهل الجنوب وسكان الضاحية خصوصاً، واللبنانيين عموماً. استغباء المشاهدين والقراء والمستمعين بهذا الهذر المجاني، والانزلاق إلى الخبل السياسي الذي ينكر الواقع ويكابر على الحقائق ويكذب في أحوالنا، هو ما يدأب هذا الإعلام عليه. ولا يريد أن يرى الحقيقة العارية الواضحة أمامه. إعلام يلحق العار به ويصيبنا الخجل منه، إذ يستأنس بالتكاذب والادعاءات، استرضاءً لإملاءات "بروباغندا" من الصنف الذي اعتدناه منذ الستينات مع ذاك الإعلام النضالوي العروبي الفلسطيني واليساري: "وأوقعنا عدة إصابات في صفوف العدو وعادت المجموعة إلى قواعدها سالمة آمنة". ويكون الحال بائساً وعملاً فاشلاً ويستجلب من ذاك العدو خراباً وموتاً وتهجيراً.

الإعلام اللبناني كان مهجوساً باللغو عن "هلع" و"رعب" و"خوف" سكان المستوطنات الإسرائيلية، وعن انعدام مظاهر الحياة والحركة في المناطق المتاخمة للحدود. إعلام منتشٍ بترداد ببغائي معمم ومكرر عبر كل وسائله لخطاب أجوف عن "القلق" الذي أصاب الإسرائيليين، ويتعامى عمداً عن حال اللبنانيين جميعهم منذ مساء الأحد 25 آب وحتى آخر ليل الأحد الأول من أيلول. أسبوع كامل من الكوابيس التي عاشوها في كل ساعة وهم يرون أشباح الحروب الماضية وبالأخص حرب 2006. يخرس هذا الإعلام ويغمض عينيه عن وجل اللبنانيين، هازئاً من "الطبيعة البشرية" وغريزتها الأولى، فيعيّر المدنيين الإسرائيليين بتحضير أنفسهم للنزول إلى الملاجئ أو امتناعهم عن التجول قرب الحدود. وكأن هذا نصر عظيم ودليل هزيمة نزلت بالعدو! وبالمقابل، يتجاهل ما وقع في نفوس مئات ألوف الجنوبيين الذين لا ملاجئ لهم والذين تدافعوا إلى الطرقات المتجهة شمالاً، وقضى كثيرون منهم أكثر من خمس ساعات للوصول إلى بيروت، تخوفاً من اشتعال الحرب. من لا يعرف الخوف ولا يعترف ببداهته إما معتوه وإما مخيف.

إعلام البطولات الجوفاء، إعلام الانتفاخ بالأوهام، الذي لا يعير أدنى اعتبار لمشاعر المدنيين اللبنانيين الطبيعية والإنسانية، ولخوفهم من خسارة حياتهم وبيوتهم وأرزاقهم وخراب مستقبلهم.. ولا يعير لمصير البلد المتهالك أصلاً، بيئة واقتصاداً وسياسة وإدارة، أي انتباه أو اهتمام، فيروح يهلل ويعظّم لصواريخ حزب الله ويتناقل شائعات وأخباراً وصوراً غير صحيحة، ويوغل بتضخيم توافه الأمور، ويصمت تماماً عن ما هو حقيقي محرج وواقعي مؤلم.

لا يسائل معظم الإعلام اللبناني حزبَ الله عن ما يقترفه في سوريا وما يشترك فيه مع الحرس الثوري من أعمال في الدول الأخرى، بما لا علاقة للبنان به بل بما هو شر على لبنان وعلى شعوب عربية، من نوع ذبح السوريين كرمى عيون المجرم بشار الأسد. لا يسائل هذا الإعلام تلك المليشيات المتطوعة في صراع إيران مع أميركا وإسرائيل ونصف الدول العربية، وما تجلبه من كوارث على لبنان ومستقبله، ويكتفي بالوقوف على "مارون الراس" يلغو ويثرثر من غير معنى، عن "الردع" و"توازن الرعب".

ولا لحظة استطاع هذا الإعلام الارتقاء عن مستوى الدجال أفيخاي أدرعي. كأنه استطاع إصابتها بعدواه: احتقار ذكائنا.

مساء الأحد، جدد الإعلام اللبناني فضائحيته. لا يقول ولا يرى ما أصاب لبنان، ليس في هذا الأسبوع، بل على مدى السنوات الماضية، وإلى أين أخذنا حزب الله، وكم بتنا بعيدين عن كوننا بلداً طبيعياً وشعباً عادياً. لا يتجرأ أحد من على هذه الشاشات أن يبوح بحال لبنان المعزول عن عالمه العربي، المصاب بالمروق السياسي والدبلوماسي، المتذاكي على المجتمع الدولي على نحو مفضوح ومشين، والمتهرب من مسؤولياته تجاه القرارات الدولية والمتورط باقترافات "محور الممانعة" إلى حد الإدانة. ولا يفعل الإعلام اللبناني سوى تمويه كل هذا بالتجاهل أو الكذب أو التحريف والإلهاء.

كان أهل الجنوب على عكس الصورة التي اعتمدها الإعلام اللبناني، وكان سكان الضاحية على عكس ما تظاهر به هذا الإعلام. وكان اللبنانيون جميعهم ممتقعي الوجوه ومنقبضي القلوب، إذ راحوا يتخيلون مجدداً قرى متهدمة وطرقات متقطعة وجسوراً مقصوفة وبنى تحتية مدمرة وبنايات الضاحية مستوية بالأرض، ومئات القتلى وآلاف الجرحى ومئات ألوف الهائمين على وجوههم.. ليضاف إلى "إفلاسنا" الاقتصادي بؤس لن نجد من ينتشلنا منه هذه المرة. كان هذا كابوسنا. وما نطق الإعلام بشيء من هذا.

تكشّف صفر حالنا في لحظة ظهور نتنياهو بابتسامة استفزازية واستعلائية معلناً توقف العمليات العسكرية. ما فعله نتنياهو بعباراته القليلة هذه - ويا للمفارقة- أنه لم يبث الطمأنينة في نفوس مواطنيه (المرتعبين) وحسب.. بل بنفوس اللبنانيين، والجنوبيين خصوصاً، الذي لم يكتموا فرحتهم بما سمعوه من فم العدو لا من الأفواه المهذارة.

 

سلمت على موقفك الجريء أيها الحكيم

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/02 أيلول/2019

أن يأتي الموقف الواضح والصريح، والتوصيف الذي لا يقبل الجدل من حكيم لبناني اسمه سمير جعجع، ليس بغريب، بل هو في الحقيقة ما يحتاجه لبنان في هذه المرحلة الحساسة جدا، حتى لو كان متأخراً، لأن ما وصل إليه هذا البلد العربي الصغير لم يعد يُحتمل، حتى من اللبنانيين المغالين بالانتماء إلى هذا التيار أو ذاك الحزب أو تلك الطائفة. نعم ما قاله جعجع يستأهل التوقف عنده عربيا ودولياً، كي لا يضيع لبنان في لعبة المساومات التي رأينا احد فصول مسرحيتها أول من أمس على الحدود الجنوبية، واعادت انعاش صندوق الرسائل الإقليمية على حساب اللبنانيين.

مما قاله الرجل في زمن عز فيه الرجال في لبنان: “حافظنا على الشرعية عندما دق الخطر على أبواب الدولة، وهم وبكل بؤس ووقاحة يسخرون الشرعية لخدمة الدويلة في زمن قيام الدولة، لنا شرف التضحية للبنان حتى الاستشهاد، ولهم ترف التضحية بلبنان واللبنانيين حتى الهجرة والموت البطيء والإفلاس”، وفي ذلك تأكيد من أحد صناع التسوية الرئاسية التي أفضت إلى انتخاب حليف “حزب الله” رئيساً للجمهورية، أن لبنان المرتجى بات تحت الحراب الثلمة لحزب إيران، هذا الذي يحز الرقاب بتلك السكاكين الصدئة، ولا يبالي، ورهن أرانب السياسة التي تتقافز يميناً ويساراً وتثير الغبار.

اسمح لنا أيها الحكيم أن نصارحك، من موقع المحب للبنان الذي كان ذات يوم واحة فكر وحرية ورئة يتنفس منها العرب: إن دولة بثلاثة رؤوس لا يمكن أن تقوم لها قائمة، إلى حد أن أي زائر رسمي عليه المرور على هؤلاء الثلاثة، ويسمع مواقف مختلفة كأنها لدول عدة، فيما لكل منهم حاشيته السياسية وغير السياسية من الاتباع الطائفيين، وهو ما جعل مجلس الوزراء اللبناني نادياً لممثلي القوى المتحكمة بطوائفها وليس حكومة تدير بلد، فيما قراره في احد سراديب الضاحية الجنوبية، منه يصدر قرار الحرب والسلم، وفيه تصنع صفقات تبييض الأموال، وتوريط القطاع المصرفي بما لا يحتمل.

هذا اللبنان يا حكيم، هو فعلاً جمهورية موز وعروش عار، وليس جمهورية الأرز وآكاليل الغار التي تتوجت بشهداء لبنان في سبيل وطن حر مستقل، لقد بات دويلة يحكمها حزب مليارات الصفقات والاستقواء بعضلات الخارج، لذلك جاء العهد على شاكلة من يبيع بلده بثلاثين من الفضة، وليس ذاك الذي اردتموه لقيامة الدولة واستعادتها من الدويلة.

إن أنياب الدويلة البارزة أكثر من أي وقت مضى السبب فيها تلك الممالأة من أركان الحكم الذين عفروا جباههم من أجل الكراسي، وباتت برؤوس ثلاثة، الأول يبحث عن توريث سياسي على حساب مواطنيكم، والثاني حليف للسكين الإيرانية، فيما الثالث يفتش عن دور تخلى عنه طواعية من أجل أن يبقى في سدة رئاسة الحكومة، وما تبقى من الفرقة العازفة ألحان النشاز والخيبة، تطبل لهذا وذاك، تاركين اللبنانيين رهنا للمجهول، تهاجر نخبتكم إلى الخارج بحثا عن فرصة، ويرزح الباقي تحت عبء مديونية فاقت احتمال بلدكم عشرات المرات، وعقوبات مالية واقتصادية غربية تكاد تودي به إلى هاوية لا مثيل لها، فالمصانع تقفل، والمزارع تبور، والنفايات تغرق البلد، فهل هذا هذا هو لبنان الذي يطمح إليه شعبكم؟ أيها الحكيم تقولون في بلدكم”ضيعانك يا لبنان”، ونحن نقول لكم: خلاص بلدكم بكسر سكين الهيمنة الإيرانية، حتى لا يستشهد شهداءكم مرتين… سلمت على موقفك الجريء أيّها الحكيم.

 

ردّ حزب الله "المدروس" يمهّد لخريف ساخن

علي الأمين/العرب/03 أيلول/2019

أمكن تفادي الانجرار إلى حرب بعد الضربة المحدودة والمدروسة التي قام بها حزب الله عبر ثلاث قذائف مضادة للدروع طالت مستعمرة افيميم في شمال إسرائيل وعلى بعد نحو ألف متر عن الحدود اللبنانية بين بلدتي عيترون ومارون الراس. الضربة محدودة ولا تصعيد إضافيا. هذا ما نقلته وسائل الإعلام عن مصادر حزب الله بعد حصول حالة هلع في عدة مناطق لبنانية، لاسيما في جنوب لبنان، الذي شهد حالة نزوح لعشرات الآلاف من السيارات نحو الشمال، تخوفا من اندلاع حرب. وساهم إطلاق إسرائيل نحو مئة قذيفة بحسب جيشها، وأربعين قذيفة حسب بيان الجيش اللبناني، في محيط بلدتي مارون الراس ويارون، في خلق جو من التوتر في الجنوب، خاصة أن ذلك ترافق مع قلق من احتمال شن غارات إسرائيلية. فيما سبق رد حزب الله اتصالات طالت واشنطن وموسكو وباريس، كان هدفها لجم التدهور، وتردد لدى أوساط سياسية لبنانية عن دور روسي في تخريج عملية رد حزب الله، دون أن تؤدي إلى رد فعل يستجلب حربا لا يريدها أحد من الأطراف المعنية. طبيعة العملية التي قام بها حزب الله ونتائجها، ترجح هذه المعلومات في ظل إعلان إسرائيل عدم سقوط إسرائيليين نتيجة العملية.

الأرجح أن الهدوء عاد ولكن إلى حين، فالمتحدث العسكري الإسرائيلي الذي أشار إلى عودة الهدوء بعد ساعات قليلة من العملية داخل إسرائيل، استطرد بأنّ “الموقف الاستراتيجي لا يزال قائما وقوات الدفاع الإسرائيلية لا تزال في حالة تأهب قصوى”. فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “إسرائيل ستحدد التحرك المقبل على الحدود مع لبنان وفقا لتطور الأحداث”، مضيفا “أجريت مشاورات مع رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع ومع اللواءات. تمت مهاجمتنا بعدة صواريخ مضادة للدبابات ورددنا بإطلاق 100 قذيفة وبإطلاق النار من الجو بوسائل مختلفة. نجري مشاورات حول المراحل القادمة. أوعزتُ بالاستعداد لجميع السيناريوهات”. وتابع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تطورات الأوضاع في الجنوب، وأجرى اتصالين هاتفيين بكل من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون طالبا تدخل الولايات المتحدة وفرنسا والمجتمع الدولي في مواجهة تطور الأوضاع على الحدود الجنوبية. ليس خافيا أن ملف الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله شكل العنوان الذي دفع إسرائيل إلى تصعيد الموقف، منذ أثاره بنيامين نتنياهو قبل عام في الأمم المتحدة، وفي محطات عدة كان محور اهتمام إسرائيلي ودولي، وهو ما يدفع اليوم نحو أن يشكل مع الطائرات المسيرة الإسرائيلية، عنواني تعديل لقواعد الاشتباك في المرحلة المقبلة. الأمين العام لحزب الله كان قد أكد في خطابه مساء السبت أن لا مصانع صواريخ دقيقة لديه، وشدد على أنه سيكون فخورا لو كانت بحوزته. وفي نفس الخطاب أوضح ما قاله بأن حزب الله سيستهدف الطائرات المسيرة، بالتأكيد إن ما قاله لا يعني ضرب كل الطائرات فوق لبنان، بل استهداف بعضها بالطريقة والتوقيت المناسبين.

إثارة ملف الصواريخ الدقيقة إسرائيليا، وإعلان حزب الله عبر مصادره أن عملية الأحد في افيميم هي رد على استهداف عنصرين له في الغارة الإسرائيلية على سوريا، وأن ما جرى في الضاحية الجنوبية من استهداف إسرائيلي، لم يتحقق الرد عليه بعد، تعني أن الحساب سيبقى مفتوحا بين الطرفين، وثمة توقعات دبلوماسية في بيروت، بأن مرحلة ما بعد الانتخابات الإسرائيلية هذا الشهر ستشهد تطورات ساخنة مع لبنان، في وقت يبدو أن ملف النفوذ الإيراني بات على سلم أولويات إسرائيل من العراق إلى سوريا ولبنان، وهو مرشح لأن يحتل موقعا متقدما وأن يشكل عنصر ضغط على لبنان. إسرائيل نزعت القناع عن وجه الضربات العسكرية والغارات الجوية على مواقع إيران وميليشياتها في سوريا ولبنان. وبات نتنياهو يتحدث بوضوح عن أهدافه وعمليات جيشه، كما حصل في سوريا قبل عشرة أيام، لذا فإن كل المؤشرات تدل أن الخيارات تضيق بين إيران وإسرائيل، في سوريا ولبنان، وهو ما يرجح أن الخريف المقبل سيكون ساخنا، فالوظيفة الإيرانية في سوريا ولاسيما حزب الله انتهت، والغطاء الأميركي وحتى الإسرائيلي فضلا عن الروسي يجري سحبه بالكامل مع انتهاء الحاجة إلى سلاحه، فيما بات النظام السوري أكثر حذرا تجاه تغطية دور حزب الله خاصة في ما يتصل بما تعتبره إسرائيل خطرا عليها.

وسواء فاز نتنياهو في انتخابات البرلمان ورئاسة الحكومة أو لم يفز، فإن الخشونة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تتزامن مع تصعيد في العقوبات الأميركية على حزب الله، الذي بات أمام خيارات وجودية، أقصاها الحرب المدمرة، وأقلها الاندراج ضمن قواعد الدولة وعلى رأسها إنهاء دوره العسكري وخضوعه الكامل للجيش اللبناني.

 

رد حزب الله لا يتجاوز الخطوط الحمراء

محمد قواص/العرب/03 أيلول/2019

يمثل “الردّ المدروس” الذي قام به حزب الله وردّ إسرائيل المدروس بدوره ذروة التفاهم الذي رعته العواصم الكبرى لمنع تدهور التوتر إلى مستوى الحرب الشاملة. وفي ذلك أن العواصم المنخرطة في شؤون المنطقة تعيد ضبط اللعبة وفق قواعد الكبار التي لا تتجاوز قوانين واشنطن وموسكو وبكين وأوروبا في مقاربة منطقة الشرق الأوسط. على أن للفعل ورد الفعل قوانين في علم السياسة. في يونيو الماضي أسقط الدفاع الجوي التابع للحرس الثوري الإيراني طائرة أميركية مسيّرة فوق مياه الخليج. ضخت وسائل الإعلام الأميركية حينها سيناريوهات حول طبيعة الردّ الذي اتُّخذ القرار بشأنه في واشنطن، فيما استعدت طهران لرد أميركي “حتمي” استبقته برشقات من التصريحات المهددة. خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدها بقراره المفاجئ بعدم الردّ. قال إن ما يسببه الردّ من خسائر بشرية لدى الطرف الإيراني سيكون مفرطا لا يتناسب مع خسارة طائرة مسيّرة لم يؤدّ سقوطها إلى خسائر بشرية أميركية.

لا أحد صدّق الجانب “الحنون” في مقاربة سيّد البيت الأبيض. كان واضحا أن العقل السياسي وحده هو الذي يقرر الردّ لأقل من ذلك أو عدم الردّ لأكثر من ذلك. حسب الرجل الأمر في ميزان الربح والخسارة، وأطلّ على الحدث بصفته من الأعراض الجانبية لعلاج قاسٍ طويل الأمد تفرضه واشنطن على نظام الولي الفقيه في طهران. بدا مع ذلك، ورغم إعراض واشنطن عن الانتقام لطائرتها المسيرة، أن الولايات المتحدة تتقدم في إحكام الخناق على إيران ومحاصرة اقتصادها وإرباك قواها، فيما تهدأ إيران في مضيق هرمز الذي تتقدم نحوه الأساطيل، وتتأمل بترنح قيام إسرائيل بضرب مواقع تابعة لها في العراق وسوريا على نحو يوحي بأن طهران تَعِدُّ العصيّ المنهالة عليها دون أن تجرؤ، حتى إشعار آخر، على ردّها عنها.

حين أُسقطت الطائرة الأميركية المسيّرة، وهي من طراز غلوبال هوك (تصنعها الشركة الأميركية نوثروب غرونمان)، قيل إن ثمنها 150 مليون دولار أسقطها صاروخ بخس الثمن. تجاوزت واشنطن أمر ذلك بسهولة داخل سياق حرب طويلة الأمد ستتخللها معارك كرّ هنا وفرّ هناك. غير أن ما يخرج عن حزب الله وزعيمه منذ هجوم المسيّرتين الإسرائيليتين على ضاحية بيروت الجنوبية يربك قواعد الاشتباك التي بدا أن طهران لم تتجاوزها والتزمت بها بحذافيرها. والظاهر أن ما أقدمت عليه إسرائيل تجاوز معايير المواجهة الحالية، بما أتاح تدخلا أميركيا مباشرا لإعادة ضبط المؤشرات وفق البوصلة الأميركية وحدها، وأباح في الوقت عينه لأمين عام الحزب السيد حسن نصرالله إطلاق وعد بالردّ بما أثار خشية لبنان واللبنانيين أكثر من خشية إسرائيل والإسرائيليين.

اعتداءات الضاحية

عقب الكشف عن اعتداءات “الضاحية” تواصل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وما صدر علنا من الشخصيتين من “دعم لحقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها” يخفي مداولات سرية أريد منها ضبط السلوك الإسرائيلي ووقف تفلّته ليعود إلى السير وفق السكة التي ترسمها واشنطن. مثّلت التحذيرات التي وجهها بومبيو، في اتصاله برئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بعد ذلك، رسالة واضحة للبنان و”حزبه الحاكم” عمّا يمكن لإسرائيل أن تذهب إليه في ردّها على أي ردّ مفرط لا يتناسب مع حادثة المسيّرتين، اللتين في سقوط إحداهما وتفجّر الثانية لم تتسببا في أضرار كبرى وخلت من سقوط أي خسائر بشرية. أتت حادثة المسيّرتين في “الضاحية” خطيرة في اقتحامهما لمعقل حزب الله ومربعه الأمني، وتجولهما فوق أو تحت نوافذ مقرّ أمينه العام. وفيما كثرت السيناريوهات المنتجة في لبنان كما تلك المنتجة في إسرائيل لتنفخ في أهمية الحدث بصفته تحولا استراتيجيا لا مثيل له منذ الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، عُدَّ الأمر تجاوزا إسرائيليا للأمر الواقع الذي فرضه حزب الله في لبنان وعودة إلى السلوك الذي كانت تنتهجه إسرائيل في تعاملها مع البلد قبل هذا التاريخ.

التقط نصرالله هذه الحقيقة الرهيبة رافضا “العودة إلى وضع ما قبل عام 2000. والتقطت العواصم هذا التجاوز لإعادة عقارب الساعة إلى التوقيت الدولي الذي ظهرت معالمه الجديدة في اجتماع قمة الدول السبع الكبرى في بياريتز بفرنسا. ففي تواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الإيراني حسن روحاني، ظهر أن فرنسا و”اتساقا مع أجواء بياريتز” تضغط لضبط ردّ فعل حزب الله في لبنان.

ورقة جديدة

لاحت لطهران ورقة جديدة في لبنان بإمكانها التلويح بها للعالم في معرض تظهير قدراتها على تحديد مسارات الحرب والسلم في لبنان كما في اليمن وميادين أخرى في العالم. على أن إيران تترك لحزبها في لبنان أن يذهب بعيدا في التهديد والوعيد وفي ردّه “المدروس” جدا، لكنها في الوقت عينه لا مصلحة لها في تفجير حرب كبرى تستنزف حزب الله في لبنان. صحيح أن نصرالله لوّح بأن حزبه لن يسكت إذا ما تعرضت إيران لأي اعتداء، لكن الصحيح أيضا أن إيران، وبحكم التجارب السابقة ووضعها الراهن، لن تستطيع أن تفعل شيئا إذا ما تعرض الحزب ولبنان لحرب كبرى. وإذا ما كانت قوة حزب الله مهمّة لطهران في معرض رد الخطر عن إيران، فلا مصلحة لطهران أن يستهلك حزب الله قواه في التورط داخل معركة جانبية لا تشكل خطرا وجوديا مصيريا على الحزب وديمومته. وإذا ما صحّ أن باريس وعواصم أخرى قد تواصلت مع حزب الله لتهدئة انفعالاته وطمأنته بأن لا خطط إسرائيلية ضده، فإن في الأمر بالنسبة للحزب اعترافا به وبكينونته اللبنانية المنفصلة عن علاقة هذه العواصم مع طهران، ويأتي متناقضا مع مساعي واشنطن لشيطنته ومواصلة محاصرته ومحاصرة بيئته الحاضنة. ولئن أظهرت واشنطن خطوة جديدة في استهداف مصرف لبناني (جمال تراست بنك) لتورطه في تعاملات مالية مع الحزب، فإن أي ردّ مفرط للحزب سيخرجه من أي حساب حتى في حال التوصل إلى صفقة دولية جديدة مع إيران. وفق تلك المعطيات تم تدبير الردّ الذي وعد به نصرالله وفق حسابات إيران وإسرائيل والولايات المتحدة. إسرائيل كانت قد وعدت بـ”إعادة لبنان إلى العصر الحجري”، ولا يبدو أن المجتمع الدولي سيكون قادرا كما فعل عام 2006 على ضبط أي حرب تندلع في لبنان. ناهيك عن أن أي حرب تشنّها إسرائيل ضد حزب الله قد تتوسع لتشمل حربا قد تكون حتمية ضد إيران. وهنا، لا واشنطن تريد ذلك، ولا طهران تريد ذلك، ولا المجتمع الدولي يريد ذلك. قد يكون التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير في المنطقة، والذي لامس ذروته في الضاحية الجنوبية بلبنان، يمثل رياحا تهدد أجواء بياريتز المفاجئة. حققت طهران في تلك المدينة الفرنسية إنجازا قُدّم لها مجانا ومن خارج أي سياق. وفي التحضير لذلك الطبخ الذي قد يُخرج وليمة تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني على هامش الاجتماع السنوي للأمم المتحدة في نيويورك، فإن ما يُعدُّه حزب الله ينضبط تماما في تصاعده وهدوئه داخل إطار المصلحة الإيرانية وحدها. ومصلحة إيران، التي لا تجد مرفأ في العالم يستقبل ناقلتها الشهيرة للنفط، أن تنهل من بياريتز حصادا لا تريد أن يحرقه حدث “الضاحية” وانفعالات نصرالله وحزبه.

 

حزب الله” انتصر مجدداً!

حازم الأمين/الدرج/02 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78108/%d8%ad%d8%a7%d8%b2%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%b1-%d9%85%d8%ac%d8%af%d8%af%d8%a7%d9%8b-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a/

استيقظ الرجل مذهولاً صبيحة يوم الإثنين في 2 أيلول (سبتمبر) الحالي. فقد احتاج الأمر ساعات لكي يهضم وقائع يوم الأحد عن الحرب التي لم تقع. رئيس الوزراء الإسرائيلي يُخفي في مؤتمره الصحافي غبطة جراء نجاح “حزب الله” في القيام برد دقيق يسحب فيه فتيل الحرب، ويعفي أطرافها المفترضين والمنهكين من أعبائها. ألا يبعث ذلك على الذهول؟ في وجه نتانياهو ملامح تخبئ رغبة في منح “حزب الله” هذه الفرصة! إسرائيل القوية والمحصنة بدعمٍ أميركي مطلق، تبحث عن مخرج لعدوها وعن طريق لتنفيس احتقانه! هذه سابقة على المرء أن يتوقف عندها.

لكن ليس هذا وحده ما يبعث على الذهول، فالحزب بدوره، كشف عن ركاكة في بحثه عن مخرج عبر حرب لا يريدها. الآلة الإعلامية التي رافقته في حرب الساعات الثلاث كانت فعلاً مضحكة. المحطة التلفزيونية الرديفة لقناة “المنار”، أي تلفزيون “الميادين”، أعلنت للبنانيين أن مقاتلي الحزب تفادوا قتل جنودٍ إسرائيليين لأنهم لاحظوا أنهم من يهود الفالاشا! هل هذا حقاً ما بثه التلفزيون؟ نعم نشر التلفزيون هذا الخبر! وقبل ذلك بأيامٍ وقف مراسل هذا التلفزيون على الشريط الحدودي الشائك وأعلن من هناك أنه دخل إلى فلسطين وأن الجنود الإسرائيليين قد فروا عندما شاهدوه يدخل. على المرء أن يخاطب نفسه بعد سماعه ومشاهدته “الميادين”. ما هذا؟ ومن أنتم؟ لا بل “من نحن” حتى يظهر من يتجرأ على مخاطبتنا بهذا الهُزال؟ وهنا دخلت “يديعوت آحرنوت” على هذا المشهد المسرحي فقالت أن جنوداً إسرائيليين أوحوا لمقاتلي حزب الله بأن ثمة إصابات من بينهم، ونشروا صوراً لنقلهم إلى المستشفى!

نتانياهو فعلاً كان سعيداً في مؤتمره الصحافي، عندما أعلن أن العمليات العسكرية ستقتصر على ما حصل. و”حزب الله” من جهة أخرى، كان ضعيفاً وغير مقنعٍ في هذه المواجهة! إذاً نحن أمام عدوان غير راغبين في الحرب، فما الذي أملى عليهما إذاً المشاركة في هذا المشهد الهزيل؟

عندما أعلن أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله أن الحزب سيرد من لبنان على إرسال إسرائيل طائرتي الاستطلاع إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، قال الجميع هنا إن الحزب لا يمكنه إلا أن يرد. في مقابل ذلك، وقفت حقائق ثقيلة تؤشر بأن الحزب لن يرد، من بينها أن حرباً مع إسرائيل لن تجد من يمولها ويمول نتائجها في ظل العقوبات على طهران وفي ظل الحرب المذهبية بين الحزب وبين دول الخليج العربي. ولن يجد النازحون بفعل هذه الحرب من يستقبلهم على نحو ما حصل عام 2006، ناهيك بعقبات ميدانية أخرى كالحرب في سوريا والعقوبات التي باشرتها واشنطن على لبنان. إذاً كنا في الأيام القليلة الفائتة أمام هذا الاستعصاء. الحرب بصفتها ضرورة “نرجسية” من جهة، واستحالتها واقعياً من جهة أخرى. إلى أن جاء من قدم تخريجاً عبقرياً لهذا الاختناق.

الحزب بدوره كشف عن ركاكة في بحثه عن مخرج عبر حرب لا يريدها. الآلة الإعلامية التي رافقته في حرب الساعات الثلاث كانت فعلاً مضحكة.

سبقت حرب الساعات الثلاث مؤشرات إلى الوجهة التي تسير إليها الوقائع. صور لآليات إسرائيلية على الحدود استبدل الجنود في داخلها بدمى. مراسل “حربي” في محطة قريبة من “حزب الله” يقتحم الحدود ويعلن فرار الجنود. استدعاء الحزب الإعلام اللبناني لنقل صور عن “الروح المعنوية” العالية لـ”الأهالي”. إذاً كنا أمام مسرحية شارك في الإعداد لها طرفا الحرب!

ومرة أخرى على المرء أن يسأل: لماذا كل هذا الجهد المبدد على حرب لن تقع؟

البحث عن الجواب يقتضي اقتفاء أثر ما استنتجه اللبنانيون عندما قالوا إن ليس بإمكان الحزب ألا يرد بعد كلام أمينه العام. هذا الاستنتاج إذا ما رُبط بغبطة نتانياهو في أعقاب الرد، فسنخرج باستنتاج ثانٍ مفاده أن الحزب وإسرائيل كانا يبحثان عن مخرج عبر حرب غير حقيقية. لكن لهذا الاستنتاج وجه آخر، فالحزب قوة أهلية وطائفية إقليمية وأي خسارة معنوية له سترتد على موقعه هذا. إسرائيل بدورها لا تريد أن تُلحق هزيمة بهذا الموقع الذي يشغله “حزب الله”. هي تخوض حرباً “سرية” عليه في الجبهات التي يقترب فيها من أمنها، لكنها لا تهدده في الحرب العلنية التي شهدنا يوم الأحد الفائت فصلاً من فصولها.

صورة تظهر دمية في آلية اسرائيلية

حزب الله” لا يمكنه ألا يرد ليس بسبب “توازن رعب” بينه وبين إسرائيل، فالأخيرة نفذت مئات الغارات عليه في سوريا من دون أن يرد، إنما بسبب توازن رعب بينه وبين خصومه المذهبيين والأهليين. فالحزب يمارس سلطته ونفوذه في لبنان وفي سوريا مستعيناً بـ”مقاومة” لطالما تمّ تكريسها بـ”انتصارات” على إسرائيل. عام 2006، وما أن انتهت الحرب حتى وظف الحزب “انتصاره” في النزاع الداخلي. انقض على الوسط التجاري لبيروت وبعدها اجتاح المدينة في 6 أيار/ مايو من عام 2008. في هذا الوقت نعمت إسرائيل بهدنة هي الأطول على الحدود مع لبنان منذ عام 1967.

حزب الله” لا يمكنه ألا يرد ليس بسبب “توازن رعب” بينه وبين إسرائيل، فالأخيرة نفذت مئات الغارات عليه في سوريا من دون أن يرد، إنما بسبب توازن رعب بينه وبين خصومه المذهبيين والأهليين.

إذاً، لطرفي الحرب التي لم تقع مصلحة بعدم وقوعها وببقاء الوضع على ما هو عليه، فلماذا كل هذا الضجيج الذي رافق حرب الساعات الثلاث في لبنان يوم الأحد الفائت؟ “البطولات” المفبركة للأهالي تم كشفها بعشرات الفيديوات لازدحام الطرق بسيارات الهاربين، وقناة “الميادين” لم تجد غير مصطفى حمدان محللاً ميدانياً، والجميع خرج من هذه الحرب مبتسماً ومنتصراً.

حين وقف مراسل “الميادين” على الحدود وأعلن دخوله إلى فلسطين، توجه بكلامه إلى اللبنانيين، وليس إلى الإسرائيليين. لقد “حرر فلسطين” ليقول لهم إنه أقوى منهم، وإن عليهم أن يستمروا خاضعين. والمسألة لا تحتاج إلى أكثر من دمية في آلية إسرائيلية.      

 

خدعة إسرائيلية ورسالة نصر الله عبر الحريري لتل أبيب

سامي خليفة/المدن/الثلاثاء 03/09/2019

انشغلت الصحافة الإسرائيلية بتحليل الرد الذي قام به حزب الله، وطرحت تساؤلات عما إذا كان ما حصل يضع حداً لجولة العنف، مع استمرار التأهب الأمني على حدود لبنان، خوفاً من أي مفاجأت بعد الخدعة التي أحدثت جدلاً في تل أبيب.

عملية وهمية

كان لافتاً ما تحدثت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن خدعة قام بها الجيش الإسرائيلي لمنع الانزلاق إلى تصعيد أعنف، حين نشرت تفاصيل تنفيذ عملية وهمية لإجلاء جرحى من الجيش الإسرائيلي لمستشفى "رمبام" في حيفا، مشيرةً إلى أن ذلك كان تمريناً مخططاً له وحرباً نفسية.

تبين، حسب الصحيفة، أن عملية إخلاء الجرحى من الجنود الإسرائيليين من موقع العملية إلى مستشفى "رمبام" كانت عملية خداع وحرب نفسية ضد حزب الله أُعد لها مسبقاً. حيث تم صبغ الجنود باللون الأحمر، وجرى تعصيبهم، وأنزلوا من المروحيات بنقالات إسعاف. وبعد أن ساد الهدوء المنطقة الحدودية، تم تسريحهم من المستشفى. وقد علق المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، على هذا التمويه، معتبراً أن ما قام به الجيش الإسرائيلي بعد إطلاق الحزب للقذاف بنقل جنود بمروحية عسكرية إلى مستشفى "رمبام" ليس سوى خدعة. متحدثاً عن احتمالين: إما أن حزب الله اختار عمداً هذه الأهداف لعلمه أنه لن يكون هناك مصابين لدى الجيش الإسرائيلي، أو أنه علم ببساطة أنه سقط في الفخ. وافترض فيشمان أنه لم تعد هناك شرعية لنصر الله، لا داخل لبنان ولا خارجه، لشن هجوم ثانٍ. بل على العكس، أي هجوم جديد سيصوره كمن يستبيح أمن لبنان ويمنح إسرائيل شرعية لتوسيع نيرانها. وإذا نجح في إقناع الجمهور اللبناني بأنه سجل "إنجازاً عسكرياً" بإصابة موقع الجيش الإسرائيلي، فعلى الأرجح أنه سينزل عن الشجرة. أما إذا تحول هذا الحدث إلى سلاح سياسي ضده داخل لبنان، فإنه قد يزج به في الزاوية ويرتكب الخطأ الذي سيشعل حدود لبنان.

جدل كبير

أحدثت الخدعة التي تحدثت عنها "يديعوت أحرونوت"، جدلاً كبيراً داخل إسرائيل، وسط تساؤلات عن الهدف المنشود من الكشف عن الموضوع، وربطه بتحريض الحزب على القيام بهجوم أخر. وبعد أن وضع المحللون والسياسيون الإسرائيليون، ما جرى في سياق كسب النقاط الانتخابية، وتضليل الجمهور وبث حالة من الرعب، طرح تساحي دافوش المراسل العسكري في إذاعة الجيش الإسرائيلي، تساؤلات عن الأمر المنطقي في نشر هذا التضليل بعد بضع ساعات مما حصل. وعما إذا كان ليفهم حزب الله أنه وقع في فخ وتُثار الرغبة لديه بتنفيذ رد إضافي بسبب الشعور بالإهانة. ولم يتوانَ زعيم حزب أزرق-أبيض الإسرائيلي، بيني غانتس، عن انتقاد نتنياهو لابتعاده عن سياسة الغموض الطويلة الأمد للجيش الإسرائيلي بشأن العمليات الإسرائيلية في الدول المجاورة، واصفاً إياها بأنها محاولة لحشد الدعم السياسي قبل انتخابات 17 أيلول.

رسائل نصرالله لإيقاف الأعمال القتالية

من ناحية ثانية، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مصدر أمني إسرائيلي بارز، قوله أن أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، نقل رسالة من خلال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وعبر فرنسا ومصر والولايات المتحدة، تطالب بإنهاء القتال بشرف. وقال المصدر الأمني ​​إن التهديدات قد أعيد ترتيبها، فمشروع صواريخ الحزب أصبح الآن الأولوية الثانية. وأضاف "في لبنان، نريد تغيير المعادلة، بحيث تناسب أهدافنا فيما يتعلق بالتهديدات، ونحن ندير الأمور بعناية".

تجنب الخسائر

من جهتها، اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن إيران والحزب يرغبان في تجنب التسبب في خسائر بشرية أميركية وإسرائيلية، لأنهما يعلمان أن الانتقام سيكون قاسياً. وحسب الصحيفة، تظهر الاشتباكات الأخيرة مع الولايات المتحدة في حزيران ثم بين الحزب وإسرائيل في 1 أيلول، أن هناك حسابات أعمق. وعلى سبيل المثال، قرأت إيران رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإلغاء غارة جوية انتقامية كانت ستقتل إيرانيين عندما أسقطت طائرة أميركية من دون طيار، بشكل صحيح. وهذا ما يطرح تساؤلات إذا ما كان الحزب سيستمر بحساباته كما هي.

انتهاء النشاط العسكري واستمرار حالة التأهب

بدورها، استنتجت صحيفة "هآرتس" بأن الحزب غير مهتم بتوسيع صراعه مع إسرائيل، وبالتالي فإن النشاط العسكري على الحدود الشمالية لإسرائيل قد وصل إلى نهايته. وأن موقف الحزب ينبع من عدة تطورات جديدة، دولية ومحلية، تتطلب منه أن يتصرف بطريقة محسوبة وحكيمة حتى لا يضر حلفاؤه داخل لبنان أو الدعم الاستراتيجي الذي يحصل عليه من إيران وسوريا.

بما أن الحزب يسيطر على بعض الوزارات، فهو مهتم جداً، كما ترى "هآرتس"، بوصول أموال المانحين، ويدرك أن المسؤولية الوزارية والرغبة في الحصول على تمويل حكومي سخي تلزمه بتخفيف أنشطته وبياناته المعادية لإسرائيل. وفي الوقت نفسه، هو مُلزم بدعم المصالح الإيرانية في لبنان، لا سيما بالنظر إلى المنافسة القوية بين الجمهورية الإسلامية وروسيا في الأراضي السورية. هذا، وكتب المحلل العسكري في "هآرتس"، عاموس هرئيل، بأنه كما تبدو الأمور الآن، فإنه من الجائز القول بنهاية جولة العنف الحالية، رغم أن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى الحفاظ على مستوى تأهب مرتفع على طول الحدود، لعدة أيام مقبلة على الأقل، من أجل التأكد من أن الحزب لا يُعدّ له مفاجأة أخرى. مضيفاً أن الردع المتبادل ما زال مؤثراً. ويبدو أن أمين عام حزب الله، لجم أفكاراً ربما تعالت في القيادة العملياتية في الحزب حول تشديد الرد المخطط تجاه الجيش الإسرائيلي.

تحذيرات

رغم عودة الحياة إلى مجراها الطبيعي في البلدات الحدودية، فإن الجيش الإسرائيلي يواصل البقاء في حالة تأهب قصوى على طول الحدود مع سوريا ولبنان، تحسباً من تجدد المواجهات. وفي هذا السياق، قال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، إن هناك جملة تحذيرات مهمة، لعل أهمها احتمالية عدم اكتفاء نصر الله بما حصل، وأن يرسل عناصره لتنفيذ عمليات انتقام أخرى تسقط قتلى إسرائيليين، ما يتطلب من الجيش والمستوطنين في الشمال المحافظة على مستوى كبير من اليقظة والانتباه. كما تحدثت بعض التحليلات العبرية، أن "حادثة واحدة" (بالإشارة إلى هجوم الضاحية الجنوبية)، على الأقل، لا تزال مفتوحة، لذلك لا يمكن التيقن الآن من حال الهدوء على الحدود.

 

مانيفستو التأملات في أوضاع الكوكب الكابوسية

منى فياض/النهار/02 أيلول 2019  

تعرفون كيف يكون الحلم. تكون في مكان، يتحول إلى آخر، تصبح أسيراً فيه دون أن تفهم لماذا وكيف لا تفتح الأبواب أو لماذا تختفي الأبواب وتصبح نفقاً متعرجاً لا يحمل على الطمأنينة أو هوّة تظل تسقط فيها. يطغى فجأة شعور بالذعر كما لو أن الأمر حقيقياً، كما لو أنك تخضع لإرادات سحر غامض، سادي وشرير. لكن هذا الرعب لا يدوم في الحلم سوى ثوان معدودة. فحتى أكثر الأحلام "واقعية" تحمل في طياتها مسحة خفيفة من التفاوت والتنافر. أو أن شيئاً ما، يشبه غلالة غرائبية، ينبهك إلى أن هذا ليس سوى فبركات خيالك.

المشكلة هي عندما تعطيك حياتك الواقعية هذا الإحساس؛ مع صعوبة في توقع أية مخارج أو انفراجات. هذا ما يترك لك طعما مراً بنكهة النهايات، نهاية حقبة تحوم حول عالمنا، إذا لم نقل نهاية العالم نفسه. تحفر الأحداث الجارية مقبرة للمستقبل، المجمع من بعض البقايا العائمة على سطح بسيطتنا المشبعة بالمواد البلاستيكية. يؤكد أمين معلوف أن انطفاء أنوار المشرق عممّت عتمته على سائر الكرة الأرضية

في قبضة عقود من الهروب إلى الأمام، نواجه المحتوم الممسك بتلابيبنا والذي لا مفر منه. رئة العالم تحترق أو تحرق. بؤس مليارات البشر الذين استغلتهم الدول الغنية عاد ليصفعها على شكل هجرة ولجوء وإرهاب. ناهيك عن المجاعات المنتظرة جراء التغيرات المناخية.

اقتصاد السوق المعولم والسيبراني يحفر عميقاً في بئر اللامساواة وفي التباعد سواء بين الأفراد أو بين الدول. يتحول الاقتصاد العالمي إلى شأن يخص حفنة من المتمولين وإلى صناديق استثمار، تدوسنا تحت أقدامها.

مع ذلك، نقبل الوضع ونسكت عنه. بانتفاضات أو من دونها، بسترات صفراء أو دون لون.. من دون أن نضع موضع تساؤل "السيستم" الذي أوصلنا إلى هذه الفوضى التي تعم الطبيعة والمجتمعات والعالم. يقبل ملايين ومليارات البشر مصائرهم وهم إما غافلون أو متفرجون.

والأشد غفلة بين سكان كرتنا الزرقاء المغلفة بغمامة مثقوبة هم العرب. أي جردة حساب سوف نجدهم في قعر المؤشرات الجيدة وفي طليعة المؤشرات السيئة. في عالم رقمي سيبراني لا نزال ننتج ملايين الأميين والمعوقين عن المعرفة جراء العنف والعجز عن التطور والتنمية.

ينعى أمين معلوف في كتابه "غرق الحضارات"، الصادر حديثا، منذ أول صفحة الحضارة المحتضرة التي ولد فيها. مودعاً الزمن الذي كان يشعر فيه البشر أنهم زائلون في عالم أزلي، يعيشون ببديهية على أرض أجدادهم ويزاولون أعمالهم وعلومهم وطقوسهم ذاتها. الآن تتغير حياتنا في قفزات نعجز عن التوقف لمراجعتها وتتحول الإنسانية تحت أبصارنا ونعيش مغامرة لا نعرف إلى أي مصائر ستقودنا.

المشرق، الذي ازدهرت حواضره من الإسكندرية حتى بيروت ومن طرابلس وحلب وبغداد إلى القسطنطينية؛ مجموعة الأمكنة التي تلاقت فيها الحضارات الشرقية القديمة مع الحضارات الغربية حديثة العهد؛ والذي كان يمكن أن ينتج عنه مستقبل مختلف وأكثر إشراقا للبشرية. حصل فيه العكس للأسف.

انتهى التعايش الذي استمر بين مختلف الأديان والثقافات والشعوب التي استمرت تتقاسم الحياة بانسجام ووئام لأزمنة عرفت فيها الرفاه والتطور.

لم يعد أحد ينتظر أن يتمرد "محكومو الأرض". وهو أمر مرعب فيما لو حصل

يؤكد أمين معلوف أن انطفاء أنوار المشرق عممّت عتمته على سائر الكرة الأرضية. كان جمال عبد الناصر آخر مردة العالم العربي ويمكن القول حظه الأخير للنهوض. لكنه أخطأ تماما فيما يتعلق بالأسئلة الجوهرية، فلم يترك خلفه سوى المرارة واللوم والخيبة. قضى على التعدد من أجل أن يرسي قواعد الحزب الواحد وكمم الصحافة التي كانت مزدهرة في النظام القديم واعتمد على الأجهزة السرية لإسكات المعارضين؛ أما إدارته البيروقراطية للاقتصاد المصري، فكانت غير مجدية ومفلسة. أما ديماغوجيته الوطنية فقادته إلى الهاوية وجرّت خلفه العالم العربي بأكمله.

ورث لبنان دور قاهرة ما قبل عبد الناصر، فغدا صحيفة العرب وملجأ المضطهدين وجنة الحريات ومركز أهم الجامعات وبلد الانفتاح على الغرب والعالم؛ الأمر الذي كان يمكن أن يؤهله لينتشل المشرق والعالم العربي من الهوة التي يغرق بها. لكنه عجز عن استكمال ما بدأه فؤاد شهاب وانحدر إلى هاوية العنف والتعصب واليأس والتقهقر، فاقداً الثقة بنفسه ولأي رؤيا مستقبلية. سبق أن تنبأ البعض أن صراع الحضارات سيختتم نهاية القرن العشرين وخصوصا صراع الأديان. صح الافتراض للأسف، لكن ما تبين خطأه افتراض أن اصطدام الثقافات هذا سيدعم تماسكها الداخلي. يحصل العكس تماما. إذ تعاني الإنسانية حالياً من الميل إلى الانقسام والتجزئة والتفتيت. وأفضل مثال وأوضحه العالم العربي الذي يبدو أنه أخذ على عاتقه تضخيم مساوئ الحقبة الحالية إلى أقصى حدود العبث.

وإذا كانت الكراهية لا تتوقف عن التعاظم بينه وبين سائر قاطني الكوكب، نجد أن أسوأ التمزقات والنزاعات الدموية تنخر داخله وتغطي معظم أنحائه من المحيط إلى الخليج...

لا شك أن التحلل والتفكك في هذه المنطقة بلغا حد التطرف، لكن سائر أنحاء الكرة يتجه أيضا للانخراط في الميول التجزيئية والقبلية نفسها. بدءاً من الولايات المتحدة، التي بات يميل البعض إلى تسميتها بالولايات غير المتحدة مروراً بالاتحاد الأوروبي الذي زعزعه البريكسيت البريطاني.. وتطال بلدانا موحدة منذ قرون كإسبانيا والاتحاد الروسي وبلدان أوروبا الشرقية التي كانت قبل سقوط حائط برلين 9 دول وأصبحت الآن 29. لا شك أن هذه التجزئة ليس لها تفسير وحيد وبسيط؛ مع ذلك وبغض النظر عن الخصوصيات المحلية يمكن أن يكون ذلك تعبيراً عما يسميه إدغار موران "روح العصر". ففي كل مجتمع على حدة، وعلى مستوى البشرية، تتغلب عوامل التفرقة على عوامل لمّ الشمل. وكأن العالم طفح بالإسمنت المغشوش فخسر دوره اللاصق. وما يزيد الوضع سوءاً أن الانتماء الديني، الذي من المفترض أنه عامل جمع، أصبح هو أيضاً عامل تفرقة.

إنه عالم فاقد بوصلة القيم الأخلاقية. عالم يعيش تفسخ النسيج الاجتماعي في بلدانه بمجملها كأن الذهنية التي تدير العالم تعود إلى إنكلترا القرن الثامن عشر والتي تفترض أن على كل شخص أن يعمل حسب مصالحه الخاصة، وحاصل مجموع هذه الأنانيات سيكون لصالح المجتمع ككل؛ بافتراض وجود "يد خفية" إلهية تتدخل كي تضفي الانسجام على مجمل الأفعال! هناك حذر ونقص في الثقة في كل من يتنبأ بالكوارث الشاملة ويطالب بمواجهتها. تشكيك بالتحذيرات من التغير المناخي وما سينتج عنه، غير مبالين بدخان حرائق سيبيريا والأمازون، كما طلائع مشكلة اللجوء الكونية التي تنتج، باضطراد، عن الكوارث الطبيعية المتفاقمة. ناهيك عن تشريع التفاوتات مهما تعاظمت والقبول بالتسريح العشوائي والبطالة الناتجة، دون رفة جفن. هذا ما تغير ويطبع العالم اليوم. نراقب من الآن وصاعداً تراكم الثروات والغنى الفاحش واستعراضهما بإعجاب بدل الإدانة. لم يعد أحد ينتظر أن يتمرد "محكومو الأرض". وهو أمر مرعب فيما لو حصل وقد يمسح كل شيء. إنه عالم فاقد بوصلة القيم الأخلاقية. عالم يعيش تفسخ النسيج الاجتماعي في بلدانه بمجملها.

 

عون يُسقط عنترياتَه على الماضي وضغائنَه على الأتراك

محمد أبي سمرا/المدن/الإثنين 02/09/2019

في مناسبة إطلاقه "الاحتفالات" بمئوية تأسيس دولة لبنان الكبير، جلس الرئيس ميشال عون خلف مكتبه في القصر الجمهوري نهار السبت 31 أيلول الماضي، وبث رسالته إلى اللبنانيين الذين حضّهم على إحياء الاحتفالات طوال العام 2020. جاءت رسالته هذه متلائمة مع اتخاذه الدائم دور المرشد والواعظ الأخلاقي للتلامذة في المدارس الابتدائية. فـ "دعا اللبنانيين إلى تعليم الأجيال الطالعة تاريخ لبنان، وتعليم الناشئة الوحدة الوطنية وصون للوطن".

حكايات الجدات

وبما أن المناسبة على صلة بالتاريخ، كان لا بدّ للرئيس أن يتطرق إلى تاريخ لبنان الصغير والكبير. ويبدو أنه وكاتبي رسالته، ما زالوا يستمدون معلوماتهم واجتهاداتهم التاريخية من ذاكرتهم الشفوية وحكايات الجدّات المكرسة في كتب التاريخ المدرسية الرسمية للمرحلة الابتدائية، والمتوسطة على أبعد تقدير، في ما يتعلق بالحقبة العثمانية المديدة والحرب العالمية الأولى وما بعدها: "أربعة قرون، مضافة إليها سنتان، عاشها جبل لبنان في ظل الاحتلال العثماني، وعلى الرغم من تميّزه بنوع من الاستقلال الذاتي، قاسى شعبه الكثير وتقلّب ما بين الإمارة والقائمقاميتين والمتصرفية، وتغيرت مساحته تبعا للظروف السياسية، فيما كان باقي المناطق اللبنانية مسلوخاً عنه وخاضعاً للحكم العثماني المباشر ومقسّماً على مناطق الولاية. وكانت محاولات التحرر من النير العثماني تقابل بالعنف والقتل وإذكاء الفتن الطائفية". وتابع عون: "إن إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون على اللبنانيين، خصوصا خلال الحرب العالمية الأولى، أودى بمئات آلاف الضحايا ما بين المجاعة والتجنيد والسخرة، من دون أن ننسى أعواد المشانق التي أرادوا من خلالها القضاء على روح التحرر والتمرد".

ضغائن وإسقاطات

جديد الاجتهاد العوني الذي يتجاوز كتب التاريخ المدرسية هو عبارة "إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون". وهذه عبارة اصطلاحية معاصرة تنتمي إلى التاريخ السياسي والديبلوماسي الراهن، ولا صلة لها بعهود الامبراطوريات الغاربة. ويبدو أن هذه العبارة زُجت في الرسالة العونية الإرشادية الوعظية، لإثارة الدولة التركية الراهنة وإغاظة مسؤوليها السياسيين والديبلوماسيين الحاليين. وذلك في إطار الضغائن والأحلاف العونية الراهنة. وهذا ما حدث فعلاً، وتجلى بإصدار وزارة الخارجية التركية بياناً نهار الأحد 1 أيلول الجاري، وقالت فيه: "ندين بأشد العبارات ونرفض كلياً التصريحات المبنية على الأحكام المسبقة، والتي لا أساس لها في الحقبة العثمانية. لا يوجد إرهاب دولة في تاريخ الإمبراطورية العثمانية بل على العكس، كانت الحقبة العثمانية فترة استقرار طويلة في الشرق الأوسط. وتجاهلُ الرئيس عون ما جرى في فترة الاستعمار (الفرنسي ضمناً) التي هي أصل كل مصيبة، إنما هو تجلٍّ مأساوي لشغفه بالخضوع له". وذكّرت الخارجية أن عبارات عون، التي جاءت بعد أسبوع على زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو إلى لبنان، "لا تتماشى مع العلاقات الودّية بين البلدين، وهي مؤسفة وغير مسؤولة". وشدّد البيان على "اعتزاز الجمهورية التركية بكونها وريثة الإمبراطورية العثمانية". لكن لا التاريخ العثماني كان إرهابياً، ولا كان حقبة استقرار ووئام وسلام، ولا عبارة الشرق الأوسط الجديدة تناسب عهود السلطنة العثمانية وولاياتها الكثيرة، وشأنها شأن عبارة "إرهاب الدولة" العونية في إسقاطها الحاضر على الماضي.

عنتريات عونية

وإذا كان التاريخ ليس مطيّة لأهواء رجالات السياسة والحكم وأهوائهم الراهنة، فإن مضمون الرسالة العونية للتاريخ اللبناني كله تلخصها عبارته العنترية التالية: "اننا لم نصل إلى مناسبة الاحتفال بهذه المئوية لو لم نثبت أننا قادرون على دحر أعتى الجيوش عن أرضنا والحفاظ على استقلالنا ورسالتنا الحضارية".

أي جيوش دحر لبنان في تاريخه؟ وما هو تاريخه الذي لا يزال سجين هويات الجماعات المتناحرة الممزقة في ولاءاتها، حتى على وضع كتاب مدرسي للتاريخ في الصفوف الابتدائية والمتوسطة، وعلى تعيين مياوم في القطاع العام، وعلى جيش الدولة: أهو الجيش الرسمي العلني، أم ذاك السري الذي يعتمده عون ولفيفه جيشاً لتفاهماته وأحلافه وتهاويمه الأقلوية الإقليمية؟! لذا غرد عضو "تكتل لبنان القوي" العوني، نائب (مقعد الأقليات) أنطوان بانو، على حسابه على "تويتر" قائلاً إن "العثماني أردوغان حليف العدو الإسرائيلي". وعلق الأمين العام لحزب الطاشناق (الأرمني)، النائب هاكوب بقرادونيان (التكتل النيابي العوني)، على بيان الخارجية التركية، قائلا: "اثبت السلطان التركي الجديد أردوغان أن مشكلة تركيا ليست مع الأرمن فقط، لا بل مع الحقيقة وكل من يلفظ بالحقيقة". ثم تساءل: "هل لا نزال نؤمن بالصداقة والعلاقات التاريخية اللبنانية التركية؟". هكذا يحوّل اجتهاد الرئيس عون ورهطه التأريخَ إلى عملية بعثٍ للأهواء والضغائن، تاركاً لصهره ووزير خارجيته تحويل الحياة السياسية الراهنة إلى ضغائن تاريخية موروثة.

 

عون يقدّم حلف الأقليات على لبنان الكبير طاعناً التاريخ

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 03/09/2019

يروي أحد المقربين من الرئيس الراحل كميل شمعون، رواية تهكمية ظريفة عن لسان الرئيس اللبناني الراحل، الذي كان أهم من أجاد استخدام صلاحياته الرئاسية.

الحويكان والبيروتان

تقول الرواية التي تحوي جانباً من السخرية، ووجهاً عمقاً من تفكير فئة واسعة من اللبنانيين: "بعد اجتماع قادة الجبهة اللبنانية في بيروت الشرقية أثناء حرب السنتين (1965 – 1976)، صادف شمعون رجلاً من آل الحويك، فتوجه إليه قائلاً ممازحاً: يا حويك، البطرك الحويك هو سبب مصيبتنا اليوم".

لم يفهم الرجل ما قصده الرئيس شمعون، فأصر مستفسراً، وأوضح له شمعون: "البطريرك الحويك كان مصراً على تكبير لبنان، وجعله لبنان الكبير، ولم يكتف باستقلال جبل لبنان. وهذا التوسيع ضمّ إلى جبل لبنان مناطق أكثريتها السكانية مسلمة. ولو لم يحصل ذلك، لما تعرضت بيروت الشرقية للقصف من بيروت الغربية في هذه الليلة، ولما كان هناك من داع لاجتماع قادة الجبهة اللبنانية". تمثل الرواية، على بساطتها وسخريتها، جوهراً عميقاً في قلوب بعض الموارنة. وهي كفيلة بتوضيح سنوات الصراع الذي شهده لبنان على الصلاحيات والنفوذ وكيفية إدارة شؤون الدولة السياسية في حقبة ما بعد الاستقلال. ولا شك في أنها تلامس جانباً عميقاً من وجدان كثرة من اللبنانيين الذين لا يعترفون إلا مجبرين بالشراكة مع أقرانهم الآخرين". وهذا منطق ثابت ويتكرس في الكثير من المحطات السياسية، الإنمائية،  والإدارية اللبنانية. فالإنماء مثلاً تركز في مناطق جبل لبنان، بينما بقيت مناطق أخرى مهمشة، كطرابلس والشمال، وبعلبك الهرمل، والجنوب، التي كانت تعتبر دخيلة على الجسم اللبناني القح في الجبل. وهذا يفسر أيضاً الصراعات الطويلة على جبل لبنان الجنوبي، الذي كان الموارنة يهدفون إلى السيطرة عليه، وفي فترة من الفترات، كان المسعى إلى الإستفادة من الضعف الجنوبي، لتوفير الحماية من الكيان الوليد على الحدود الجنوبية وهو الكيان الإسرائيلي. ولا يحتمل الكلام هنا أي مجال للتأويل أو التخوين، إنما الإضاءة على جوانب مهمّشة من التاريخ السياسي والاجتماعي للبنان، والتي إذا لم تتم مواجهتها بحقيقتها، فإن الهروب إلى الأمام وتجاوزها، سيبقي على تفاعل الأزمات ويستمر باستيلادها.

أزمة عون -تركيا

معروفة مكانة شمعون في قلوب اللبنانيين المسيحيين، وهو القائد الملهم الذي ألهم كثيرين، ولم يكن التيار الوطني الحرّ، إلا فكرة وإسماً مستنبطان من حزب الوطنيين الأحرار الذي أسسه شمعون. وما يعنيه ذلك من تكامل رؤيوي، تجلّى في كلام رئيس الجمهورية ميشال عون في مناسبة مئوية لبنان الكبير، والذي يقول فيه:" كل محاولات التحرر من النير العثماني كانت تقابل بالعنف والقتل وإذكاء الفتن الطائفية. إن إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون على اللبنانيين خصوصاً خلال الحرب العالمية الأولى، أودى بمئات آلاف الضحايا ما بين المجاعة والتجنيد والسخرة"، مشيرًا إلى أنه "مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، وهزيمة العثمانيين ودخول لبنان تحت النفوذ الفرنسي، بدأت مرحلة جديدة من تاريخنا، وصلنا معها إلى لبنان الكبير في العام 1920، ثم الاستقلال". كلام عون لم يمر على مسامع الأتراك مرور الكرام، إذ سارعت الخارجية التركية إصدار بيان قالت فيه "ندين بأشد العبارات ونرفض كليا التصريحات المبنية على الأحكام المسبقة، والتي لا أساس لها عن الحقبة العثمانية، واتهامه للإمبراطورية العثمانية بممارسة إرهاب الدولة في لبنان(..) تجاهلُ الرئيس عون لما جرى في فترة الاستعمار، التي هي أصل كل مصيبة في يومنا، من خلال تحريف التاريخ عبر الهذيان، ومحاولته تحميل مسؤولية تلك الأمور للإدارة العثمانية، إنما هو تجل مأساوي لشغفه بالخضوع للاستعمار". وأردف البيان "إن هذه المقاربة اللامسؤولة، ليس لها أي وزن في التاريخ من منظور موضوعي، وفي ضمائر شعوب المنطقة، ولن يكون". وهنا، ثمة جوانب يستمر اللبنانيون في تجاوزها، بإلقاء المسؤوليات على السلطنة العثمانية التي كانت قد انهارت فعلياً في العام 1909، مع خلع السلطان عبد الحميد عن العرش، قبل الحرب العالمية الأولى التي وقعت في العام 1914، بينما المجاعة التي عاشها لبنان والظروف السيئة، كانت نفسها التي عاشتها كل دول المنطقة بما فيها تركيا، التي هزمت في الحرب، وتوزعت أراضيها كمناطق نفوذ بين المنتصرين. وما عاناه لبنان خلال الحرب، كان من صنع أيدي القوميين الأتراك، المتعصبين لقوميتهم وعلى رأسهم جمال باشا السفاح، وغيره من أركان جمعية تركيا الفتاة والإتحاد والترقي. وهناك خلاف جوهري بين الذين كانوا متمسكين بالسلطنة العثمانية والذين كانوا يعتنقون فكرة الدولة القومية التركية.

التاريخ والأقليات

أسوأ الأحكام التي ينزلها التاريخ، هو أنه يخطّ بكتابات المنتصرين، والأسوأ عندما يعيد نفسه، أو تتشابه أحداثه، إذ أن ما حدث منذ 100 سنة يتكرر اليوم. والمعركة على إسقاط السلطنة العثمانية بدأت قبل سنوات كثيرة من اندلاع الحرب، تلك المعركة استخدم فيها العرب، ومختلف القوميات الأخرى ضد السلطنة العثمانية. وفي حينها كل هذه القوميات كانت "أقليات" داخل السلطنة. من عرب، أكراد، أرمن، مسيحيون أرثوذكسيون، يهود، وغيرهم. وبالتالي فإن تحالف الأقليات، أو تقاطع المصالح في ما بين هذه الأقليات، كانت العمود الفقري الأساسي الذي استندت عليه الدول الغربية لضرب السلطنة العثمانية من الداخل، قبل ضربها في الحرب العالمية. والأسوأ من ذلك، هو أن الاستثمار بهذه الأقليات، كان لغاية محددة، ولفترة مؤقتة، إذ وعد الأرمن والأكراد بدول لم يحصلوا عليها، ووعد العرب بمملكة عربية متحدة، لم يتحقق منها شيء. وهذا منطق غربي قد تكرس في محطات كثيرة. المنطق المسيحي الذي تجدد وانطبق في حقبات عديدة من تاريخ لبنان، والذي يعتبر أن الكيان خلق لهم ولأجلهم، والآخرون فيه مستلحقون، أو رعايا من الدرجة الثانية، لا تزال ممارستها جلّية إلى اليوم، سواء بالحديث عن التفوق الجيني أو العرقي، أو بادعاء استعادة الحقوق والصلاحيات، وإستعادة القوة المسيحية.

لبنان "الإيراني"

قبل أكثر من مئة سنة، التقى الغرب والروس على ضرب السلطنة العثمانية، واليوم تلتقي أميركا وروسيا على غايات مشابهة تماماً، أولها "حماية إسرائيل"، وما يعنيه هذا المنطق من حماية الأقليات، إذ يطفو الخطاب بشكل لا مثيل له، بعد تهجير شعب سوريا وتمزيق جغرافيتها، وما يأتي معها ليتكامل في لبنان بنظرية التحالف المشرقي، وتوجيه الشكر لروسيا على حمايتها للأقليات في الشرق. والذي يتعزز بتسعير القوميات العرقية أو الطائفية، بدلاً من الوطنية، خصوصاً أن العرب الذين يمثلون الأكثرية في هذه المنطقة بعد سايكس بيكو، يبدون غائبين عن المعادلة، لصالح تنامي قوة إسرائيل، وضعف مصر وانشغال الخليج بأحواله وأهواله، وتمزيق سوريا واضطراب العراق الدائم، وإحراز إيران لتقدم واسع وهائل في المنطقة. لذلك كله، يبدو لبنان حالياً، بعيداً كل البعد عن محيطه العربي، قريباً أكثر من تنامي العصبيات، ومنضوياً أكثر في المشروع الإيراني. فبلسان مسؤولين إيرانيين، بات لبنان إحدى محافظاتهم.

 

الحذر الإسرائيلي من شبح التسوية

سام منسى/الشرق الأوسط أونلاين/02 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78118/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b0%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%b4%d8%a8%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b3%d9%88/

لعل البحث عن دوافع الضربات الإسرائيلية الثلاث في العراق ودمشق ولبنان (ضاحية بيروت الجنوبية والبقاع)، أكثر إلحاحاً من محاولة توقع ردة فعل «حزب الله»، التي قد تتراوح بين سيناريوهين هما الرد الواسع، أو عدم الرد، وهما الأقل ترجيحاً، أو سيناريو الرد المحدود المؤجل، وهو الأكثر ترجيحاً، لا سيما وسط ما نقلته مصادر عن أمينه العام من أن الحزب «لن يستعجل الرد»، وأن هذا الرد لن «يستدعي حرباً» (حدث رد محدود أمس - المحرر).  فالطرفان لا يرغبان في حرب واسعة النطاق تفقد من جهة «حزب الله» المكاسب المزعومة التي حققها في سوريا، وتهدد من جهة أخرى حظوظ بنيامين نتنياهو في الفوز في انتخابات تكتسب أهمية خاصة لمستقبله السياسي.

المؤكد أولاً أن هذه الضربات استهدفت وكلاء إيران وأجهزتها في المنطقة، وتدخل في إطار الحرب الكامنة بين تل أبيب وطهران، وعنوانها الرئيس منع «حزب الله»، وحلفاء إيران عامة، من امتلاك صواريخ دقيقة، ومن إقامة مرافق لتصنيعها أو تجميعها.

والمؤكد ثانياً أنها تؤشر إلى تغيير إسرائيل لقواعد اللعبة في حربها هذه، إن لجهة توسيع نطاقها الجغرافي أو لجهة تزامنها.

والمؤكد ثالثاً أنها سبقت بفترة زمنية، لا تذكر، اللقاءات التي عقدها وزير الخارجية جواد ظريف على هامش قمة الدول السبع G7))، وما تلاها من أجواء وتصريحات دافئة بين الجانبين الأميركي والإيراني، ومناخات تمهد الطريق للقاء قد يحدث بينهما، لا سيما بعد كلام الرئيس الأميركي عن أن إيران لم تعد كما كانت في بداية ولايته الراعية الأولى للإرهاب.

ما الذي استدعى هذا التطور في خطط إسرائيل، وممارساتها، لجهة الوجود الإيراني المتمدد والمتجذر في المنطقة؟

ليس خافياً أن إسرائيل تعتبر التوسع الإيراني خطراً وجودياً عليها، وهي لن تسمح بأن تحاط بزنار إيراني يمتد من العراق فسوريا ولبنان وصولاً إلى غزة.

وبمعزل عن موقف إسرائيل من الحرب السورية نفسها منذ اندلاعها، وعدم تدخلها لإسقاط نظام الأسد، باتت تحركاتها الميدانية التي تستهدف الوجود العسكري الإيراني في سوريا علنية ومتصاعدة منذ أكثر من سنة، إذ تشير الأنباء إلى أنها نفذت نحو 250 عملية عسكرية في سوريا. لكن ضرباتها بقيت مدروسة بسبب الوجود الروسي في سوريا، وعدم رغبة إسرائيل أو قدرتها على افتعال حرب كبيرة أخرى في المنطقة، لا سيما بعد تعهد موسكو بلجم النفوذ الإيراني في سوريا، عامة، وفي جنوبها خاصة.

إلا أن خيبة إسرائيل كانت كبيرة حين أخذت المصالح الإيرانية الروسية، التي تتخطى سوريا، الأولوية في أجندة موسكو، فلم تعارض الضربات الإسرائيلية، لكنها في المقابل لم تف بتعهدها ذاك، وهي المدركة أن النفوذ الإيراني في سوريا متغلغل في مفاصلها كدولة وكمجتمع، ويتخطى الوجود العسكري.

أما الخيبة الثانية والأهم لإسرائيل، فهي استشعار قادتها بالتوجهات الأميركية التي عبرت عنها تصريحات ترمب الدافئة تجاه إيران، وتأكيده استعداده للقاء الرئيس الإيراني، وقد يكون في هذه المواقف قدر من المناورة وقدر من الجدية. فجاءت الضربات ضد وكلاء إيران وأجهزتها لتشي بخوف إسرائيلي جدي من حصول تقارب أميركي إيراني يؤدي إلى اتفاق جديد يعمل الرئيس الفرنسي ماكرون على بلورته، ويشمل المجال النووي، وقد لا يتطرق، على ما يشاع، إلى أصل بلاء المنطقة، وهو التمدد الإيراني فيها. وما يعزز هذا الخوف هو ما يعرف عن ترمب من «زئبقية» مواقفه وتقلبها.

نستطيع القول إن الضربات الإسرائيلية توجه بالدرجة الأولى رسائل إلى أميركا والأوروبيين وروسيا، مفادها أن الهم الإسرائيلي يتعدى السلاح النووي الإيراني، ليشمل تطويق نفوذ إيران في جوارها، والحد من وجودها المتمادي في المنطقة.

وبالدرجة الثانية، توجه رسالة إلى إيران ووكلائها، وعلى رأسهم «حزب الله»، بأن قواعد اللعبة، خصوصاً تلك التي سادت بعد حرب «تموز 2006» قد تغيرت.

وقد فهم السيد حسن نصر الله الرسالة عندما شدد على أن «الرد سيكون في لبنان»، في إشارة إلى تغييره هو أيضاً قواعد اللعبة أو القبول بما تفترضه.

فمنذ 2006 كانت المناوشات بين الطرفين تجري في مزارع شبعا، المختلف على هويتها السيادية، فلا هي لبنانية ولا إسرائيلية، حيث أي اشتباك بين الطرفين لا يشكل خرقاً للقرار 1701.

اليوم، يجد «حزب الله» نفسه في مأزق، لأنه يصعب عليه انتهاج نهج النظام السوري بالاحتفاظ لنفسه بحق الرد متى وأينما يشاء دون أن يرد، إذ لا يضر ذلك بصورته عند قاعدته الشعبية فقط، بل ينسف ما عمل جاهداً ومجاهداً على تسويقه منذ أكثر من عقد بقدرته على ردع إسرائيل.

إلى هذا، لا بد من التوقف عند بعض الوقائع:

* إن الانطباع العام بوجود توافق أميركي إسرائيلي على الأمور كافة ليس دقيقاً أو قاطعاً. فالإسرائيليون لا يثقون بشكل مطلق بأحد، كما أن التباين بين الطرفين حول السياسات من بعض القضايا هو حقيقة ملموسة.

* قد تكون الضربات الإسرائيلية ورقة انتخابية يلعب بها نتنياهو، ولا تدخل ضمن استراتيجية متكاملة. ستكشف نتائج الانتخابات في إسرائيل السياسة التي يمكن أن تنتهجها، وإذا ما كان نتنياهو في حال فوزه سيواصل هذا التوجه، أم أننا سنرى نتنياهو مختلفاً يعتمد سياسة أخرى. فهو يتعرض لانتقادات داخلية اعتبرت أن سياسته ألحقت ضرراً جسيماً بالحياة السياسية، وبالأمن القومي الإسرائيلي. أما وصول فريق «أزرق أبيض» قد تترتب عليه سياسة مختلفة أيضاً.

* المبادرة الفرنسية: ما هو مضمونها؟ هل ستأتي فارغة على غرار مسعى الرئيس الفرنسي السابق في مؤتمر المناخ والبيئة عندما حاول اللعب على شخصية ترمب لإقناعه وفشل؟ وحتى لو تم لقاء بين الرئيسين الأميركي والإيراني على هامش اجتماعات الجمعية العامة، فما هو جدول المباحثات؟ وهل تعرف أميركا حقاً ماذا تريد من إيران؟ وهل بمقدور هذه الأخيرة أن تلبي مطالب واشنطن؟

* يبدو أن الأطراف كافة في المنطقة لا تملك استراتيجية واضحة، فجميعهم يعتمدون تكتيكات بحسب ما يفرضه الواقع، حتى أن خريطة التحالفات أو العداءات مشوشة وتبقى عرضة للتغير. الثابتان الوحيدان فيها هما من جهة جدية العقوبات الأميركية على إيران، ومن جهة أخرى الوجود الإيراني المتمدد في الدول العربية.

حتى الآن تبقى الحلول لمشكلات المنطقة غير ناضجة، فلا الحروب العسكرية تمكنت من الحسم في العراق واليمن وغزة وسوريا ولبنان، ولا الضغوط الأميركية الاقتصادية على إيران قد أفضت إلى دفع إيران لتغيير سياستها الخارجية، ولا ثمة مبادرات دبلوماسية واضحة وجادة يعوّل عليها.

أما بالنسبة للبنان واللبنانيين، فقد نسف «حزب الله» بعد هذه العملية موضوع الاستراتيجية الدفاعية، وكرس أحادية قراره، والأخطر أنه حصل مجدداً على تفويض ومظلّة رسمية سارع الرئيس ميشال عون إلى منحه إياها، فأرسى مفهومه للاستراتيجية الدفاعية كالآتي: للحكومة الشكوى والعلاقات العامة وللحزب قرار السلم والحرب.

 

إهانات السفينة الإيرانية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط أونلاين/02 أيلول/2019

منتهى الإذلال لإيران أمام العالم، حيث إنها لا تستطيع أن تبيع حمولة مليوني برميل لأي بلد حتى حلفائها. منذ نحو ثلاثة أشهر و«أدريان داريا1» تدور على الموانئ عاجزة عن تفريغ حمولتها. خوفاً من واشنطن، تبرأت منها الشركة البنمية الملاحية المسجلة باسمها، وشطبتها من سجلاتها فاضطرت إلى إنزال علمها وتغيير اسمها الذي كان «غريس1» ورفع علم إيران. وزير الخارجية الإيراني ظريف كان فرحاً، وظن أنه انتصر على الولايات المتحدة عندما رضخت بريطانيا لابتزاز طهران وأخلت سبيل السفينة المحتجزة في ميناء جبل طارق، نتيجة قرصنة إيران إحدى السفن البريطانية في الخليج. لكن منذ ذلك اليوم والسفينة الإيرانية تهيم بلا وجهة محددة، تراجعت اليونان عن استقبالها، وكذلك تركيا، ولبنان. تذكروا هذه شحنة نفط، وليست حمولة أسلحة محرمة، ومع هذا لم تجرؤ أي من الحكومات على استقبال السفينة الإيرانية.

نرى أمامنا نموذجاً لاستعراض القوة الأميركية بدون رصاص أو مارينز، وبدون الحاجة إلى تسلق السفينة أو اعتقال قبطانها. النظام الإيراني يبدو أمام العالم عاجزاً عن بيع، أو حتى إهداء مليوني برميل مجاناً، فكيف سيستطيع إدارة تعاملاته الدولية خلال فترة العقوبات الأميركية؟

مطاردة السفينة في عرض البحر وحرمانها من محطة وصولها رسالة أميركية ليست للمرشد الأعلى في طهران فقط، بل أيضاً للمنطقة ودول العالم، الحلفاء والأعداء على السواء. واشنطن غلَّت يدي طهران ودفعتها إلى الوراء نحو الزاوية، وتركت أمامها باباً واحداً مفتوحاً، باب المفاوضات. ولن تجد حيلة على المقاطعة لتجاوزها، بدليل وضع مؤسسات مصرفية لبنانية هذا الأسبوع على القائمة السوداء كضربة أخرى ورسالة للبنانيين والعراقيين الذين يعتقدون أن هناك فرصة ثمينة للمتاجرة في زمن المقاطعة. إدارة الرئيس دونالد ترمب ترمم هيبة أميركا التي هبطت في الحضيض في الأزمات الماضية، حتى وصلت الإدارات الأميركية السابقة من الضعف، والحكومات الأوروبية الحالية أيضاً، أنها كانت تضطر لدفع رشى من أجل إطلاق سراح مواطنيها المعتقلين تعسفاً من قبل نظام طهران، والسكوت على جرائم اغتيالاته على أراضيها ومخالفات شركاتها. مهما كان رأينا في إدارة ترمب ومواقفها فإننا نرى أميركا فعلاً قوة عظمى حقيقية لا تتورع عن تأديب كل من يتعرض لمصالحها وأمنها. وفي نفس الوقت الذي يخاطب ترمب، ووزيره بومبيو، المرشد الأعلى بلغة لطيفة، تعال لنتفاوض فإنهما يحملان عصا غليظة. المرشد الأعلى، بسبب ترمب، يعاني من كثرة الأخبار السيئة التي تفسد عليه جلسات الشاي المحلى باللوز، قصف معسكرات ميليشياته في العراق، وهوجمت ميليشيا حزب الله التابعة له بـ«درونز» مفخخة في لبنان، وتم تخريب تجارب إطلاق صواريخه الباليستية، التي فاخر ترمب بصورة لها على حسابه على «تويتر»، ومنع تحويلاته المالية، ووضع عملائه المصرفيين على القوائم المحظورة بنكيا في العالم، وتتم مطاردة ناقلات نفطه في عرض البحار، هذا عدا ما لا يعلن عنه من عمليات استخباراتية في مناطق مختلفة في المنطقة موجهة ضد إيران. هل بمستطاع إيران أن تصمد أمام وتيرة الاستهداف العالية والمستمرة؟ قد تراهن على التغيير في الانتخابات الأميركية بعد عام إنما حتى ذلك الحين خسائرها كبيرة. فقد اضطر الرئيس حسن روحاني أن يخطب في مواطنيه يدعوهم إلى الصبر على شظف العيش ونقص الأجور والبطالة، فإن هذه الدعوة تبدو صرخة استغاثة، وتعكس إحباط روحاني من رئيسه المرشد، أكثر مما هي دعوة للتضامن، في وقت يبدد الحرس الثوري أموال إيران على إشعال المنطقة بالحروب بأموال الشعب.

 

خرائط متصدعة ونزاعات مديدة

غسان شربل/الشرق الأوسط أونلاين/02 أيلول/2019

الخرائط كالمباني. سرُّ سلامتها يكمُنُ في حسن صيانتها. تركها في عهدة الوقت وحده ينهكها. يهجم عليها العمر. تنتابها التجاعيد. تضعف مناعتها وتتصدَّع. ومن هذه التصدعات تتسلل الرياح. تعثر على حلفاء وأعداء. وتضاف أسباب جديدة إلى أسباب الحروب الأهلية الموجودة أصلاً.

والصيانة تعني وجود دولة طبيعية. ترعى مواطنيها. تستمع إليهم وتشركهم وتنهمك بتحسين أحوالهم. مؤسسات جامعة. وقضاء نزيه. ومؤسسات أمنية تعمل في ظل الدستور وأحكامه. تتصدع الدول فتفقد حصانتها. يستباح قانونها في الداخل. وتستباح حدودها الدولية من الخارج. تتسرب إليها النزاعات العابرة للخرائط بأفكارها وميليشياتها فتلتحق الخريطة مرغمة بنزاعات تفوق قدرتها. ويضاعف من الخطر أن تتجاور الدول المتصدعة فيغذي اضطراب واحدة اضطراب جارتها وتتكاثر بحيرات الوحل والدم وقوافل القتلى والمهجرين.

رسم السياسي صورة قاتمة للسنوات المقبلة في هذا الجزء المجنون من العالم. قال إن دول الشرق الأوسط تحتاج إلى مدرسة ومصنع واستثمارات، لكنها موعودة بمزيد من الحروب والنزاعات. لاحظ غياب أي مرجعية يمكن اللجوء إليها لوقف الاندفاع نحو الهاوية. تآكلت هيبة المنظمة الدولية وقراراتها. صارت منبراً إعلامياً أكثر منها هيئة معنية بحماية الأمن والسلام الدوليين. المشكلة ليست فقط العجز عن إيجاد الحلول، إنها أيضاً العجز عن توفير هدنات تسمح بالتقاط الأنفاس وإعادة الحسابات.

لاحظ أن الانحسار في دور الشرعية الدولية يرافقه وضع دولي بالغ الصعوبة. في عالم المعسكرين كان يكفي أن تتفق واشنطن وموسكو ليتم احتواء أي نزاع ومنع امتداده أو استمراره. ذهب هذا العالم إلى غير رجعة. عالم القوة العظمى الوحيدة الذي ولد من رحم الانهيار السوفياتي لم يعمر هو الآخر. إدارة العالم مهمة أصعب من أن تضطلع بها قوة واحدة مهما امتلكت من الثقل الاقتصادي تتبلور توازنات جديدة وبديلة. تراجع الدور الأوروبي وتقدم الدور الصيني، لكن لم تتبلور بعد آلية دولية لضبط النزاعات تقوم على توزيع جديد للسهم في شركة القرار الدولي. توزيع يأخذ في الاعتبار عودة روسيا وصعود الصين وما أصاب العالم من متغيرات بفعل الثورات العلمية والتكنولوجية المتلاحقة. قال السياسي إن المشكلة هي أننا نتحدث عن بعض دول المنطقة من دون أن نأخذ في الاعتبار التغييرات العميقة التي أصابت التوازنات داخلها وتسلل لاعبين إقليميين أو دوليين إلى تركيبتها التي لم تنجح في التعافي من آثار الانهيارات المتلاحقة. إن عملاً روتينياً من نوع تشكيل الحكومة تحول مهمة شاقة، وخير دليل ما يرافق تشكيل أي حكومة في العراق ولبنان.

يطالب العالم حكومة عادل عبد المهدي بما لا تستطيع تقديمه مثلاً. ليست قادرة على إبقاء العراق خارج عملية تبادل الرسائل القاسية بين واشنطن وطهران. ليست قادرة في الوقت نفسه على إبقاء العراق خارج عملية تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل. أي محاولة جدية منها لإبقاء الساحة العراقية خارج هذه التجاذبات والمبارزات تعني سقوطها. وافتقاد حكومة عبد المهدي إلى هذه الحصانة تعبير صريح عن افتقاد الدولة العراقية إليها. هل يستطيع عبد المهدي مثلاً إلزام «الحشد الشعبي» بعدم الانخراط في أي مواجهة تخوضها إيران في المنطقة؟ الجواب الواقعي معروف. يمكن قول الشيء نفسه عن حكومة سعد الحريري في لبنان على رغم الفوارق في الموقع والظروف المحلية. حقيقة الأمر أننا أمام دول متصدعة لم تنجح في ترميم وحدتها الوطنية لإقفال الثقوب التي تتسرب منها التدخلات الخارجية. احتاج العراق مثلاً إلى المساعدة العسكرية الأميركية للقضاء على كيان «داعش». لولا الغارات الأميركية لدام هذا الكيان فترة غير قصيرة. الدول الكبرى ليست جمعيات خيرية. لها مصالح ومطالب. لا تستطيع الإفادة من القوة الأميركية ثم تختار السير في اتجاه معادٍ لها. لهذا الاضطراب في الخيارات أثمان. ثمة ما هو أفدح من ذلك. نجحت عملية شطب «دولة داعش» من الوجود، لكن التقارير تتحدث حالياً عن عودة التنظيم إلى التحرك قرب الموصل وفي أنحاء أخرى من الأنبار. المشكلة أن السياسات التي مهدت الأرضية لولادة «داعش» لم تغِبْ مع غياب دولته.

خذ الوضع السوري مثالاً. نجح التدخل العسكري الروسي في إحداث تحول في مسار الحرب. لم تعد فكرة إسقاط النظام مطروحة عملياً لكن هذا التدخل لم ينجح في إطلاق عملية لإنهاء الحرب. ليس بسيطاً أن نرى تركيا تؤسس مع أميركا «منطقة آمنة» داخل الخريطة السورية لدفع الأكراد بعيداً عن حدودها. الواقعية تفرض القول إنه من الصعب تصور سوريا وقد عادت قريباً دولة طبيعية تعيش في ظل قرارها، وتنتشر قواتها المسلحة على كامل خريطتها من دون شريك، سواء أكان دولة أم ميليشيا. عدم عودة اللاجئين السوريين من المخيمات التي أرغموا على اللجوء إليها يوفر الأرضية لانتشار التطرف مرة أخرى. شعور الأكراد بأن تضحياتهم في محاربة «داعش» لم تؤخذ أبداً في الاعتبار يؤسس هو الآخر لمشاعر ستتحيَّن أي فرصة للتعبير عن نفسها.

كان الشعور سابقاً أن الدول المتاخمة للكيان الإسرائيلي تعيش على خط الزلازل الذي أطلقه النزاع العربي - الإسرائيلي. يمكن القول اليوم إن هذا النزاع لم يعد البند الأول في مخاوف أهل المنطقة أو اهتماماتهم. التدفق الإيراني في الإقليم بعد اقتلاع نظام صدام حسين وضع عدداً من الدول أمام خط جديد للزلازل. تصدع الدول متعددة الانتماءات أطلق بدوره زلازلَ لم تنحسر تماماً بعد. الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في العراق ولبنان وسوريا ترسم بدورها خطاً جديداً للزلازل. التصدع اليمني واضح بدوره وشهدنا في الأيام الأخيرة فصولاً تشير إلى ما يمكن أن يحدث ما لم يتخذ اليمنيون قراراً حاسماً بالاحتكام إلى الحوار الذي دعت إليه السعودية كطريق وحيدة لمعالجة مشكلاتهم ورسم مستقبلهم. تحول الحوثيين وكيلاً إيرانياً نشطاً يكشف أن التصدع في الخريطة اليمنية ذهب بعيداً. تستطيع روسيا التعايش مع هذا التصدع المتفاقم في الخرائط، أميركا أيضاً تستطيع التعايش. وربما بعض الدول الإقليمية. لكن السؤال هو عن الشعوب الممزقة في ظل الخرائط المتصدعة التي باتت تستورد نزاعات جديدة وتضيفها إلى النزاعات القديمة.

 

الإسلام المرئي

مأمون فندي/الشرق الأوسط أونلاين/02 أيلول/2019

الإسلام النصي، الذي يعتمد على القراءة وفهم مفاتيح اللغة، هو أمر يخص من يتقنون اللغة العربية التي هي لغة القرآن والسنة، يعرفه الكثيرون من العرب ولكن ليس بالضرورة أغلبيتهم، أما الإسلام المرئي فهو ما يشاهده المسلمون من أفعال غيرهم، ممن يظنون أنهم أقرب إلى الإسلام أو ولدوا في منبع الإسلام، ومن هنا تصبح المملكة العربية السعودية بسلوك أهلها ولباسهم، نموذجاً لما هو إسلامي. في سبعينات القرن الماضي وما بعدها، انتشر لباس أهل المملكة بين المسلمين من أقصى الأرض إلى أقصاها وخصوصاً لباس النساء، واختلط عند من لا يتحدثون العربية ولا يمتلكون مفاتيح الإسلام النصي أو النص الإسلامي وتفسيراته، فكرة الإسلام المرئي، لباس أهل المملكة، والإسلام النصي. وما كان من عادات أهل المملكة المتغيرة ظنه بعض أنه يأتي في إطار إسلامي محض.

وعندما جاء التحول الاجتماعي الكبير في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي أقدمت فيه المملكة على تغيرات كبرى خصوصاً في قضايا المرأة، حيث رأينا المرأة السعودية تقود سيارتها بنفسها، وها نحن نراها مسافرة مستقلة بعد القانون الجديد الخاص بحق المرأة في السفر، شاهد المسلمون في كل بقاع العالم مرئيات جديدة أو صوراً جديدة للباس أهل المملكة وسلوكهم، واختلط عليهم الأمر، أو حفز عندهم أسئلة جديدة حول علاقة الإسلام النصي وما ظنوه من الإسلام وكان من العادات (الإسلام المرئي).

ومن هنا يكون التغيير في المملكة على أهلها في الداخل رغم أهميته، ليس هو التحول الاستراتيجي الكبير في انتقال ثقافة المسلمين من التشدد إلى الاعتدال، بل التغيير الذي يجب أن يكون محط اهتمام العالم هو انعكاس ما يحدث في المملكة على أكثر من مليار مسلم في بقية أنحاء العالم.

إن تأثير الإسلام المرئي القادم من بلاد الحرمين الشريفين ومنبع الرسالة ستكون له تبعات كبرى على سلوك المسلمين وملبسهم ومظهرهم، وخصوصاً فيما يخص المرأة.

كان من يريدون اضطهاد المرأة في السلوك والملبس باسم الإسلام لهم حجة واحدة وهي هكذا تلبس أو هكذا تفعل المرأة السعودية، فما هي حجتهم اليوم، بعد أن تغير حال المرأة السعودية مظهراً وسلوكاً؟ هذه الخلخلة التي ستحدث في عقول المسلمين من إندونيسيا، إلى ماليزيا، والهند وباكستان، وبقية البلدان حتى العربية منها، لهي أمر جدير بالمراقبة والمتابعة، لأن تأثيراته العالمية ستكون بعيدة المدى. عندما تحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن إسلام معتدل فلم يكن يطرح رؤية علاقات عامة كما أثبتت الأيام، لقد قام الملك سلمان وولي عهده بسياسات تغير من وجه المملكة العربية السعودية. سياسات تنقل المملكة من عالم ما قبل الحداثة اجتماعياً، لتتماشى مع الحداثة الاقتصادية لبلد ضمن مجموعة العشرين الكبار من اقتصادات العالم.

هذه النقلة النوعية رغم أهميتها لسكان المملكة، فلها استراتيجيتها الكبرى وهي قدرتها على تغيير العالم الإسلامي كله. في ظل اتهامات يتبناها البعض حول سياسات المملكة، ينسى البعض الصورة الاستراتيجية الكبرى لقراءة ما يحدث داخل المملكة بموضوعية، وتبعات ذلك على خُمس سكان العالم من المسلمين.

ليس لدي شك في أن أمام المملكة طريقاً طويلاً للتغيير، ولكن المؤشرات الكبرى لعهد الملك سلمان توحي بأن التغيير ماضٍ وبسرعة، لم يكن أفضل المتابعين لشأن المملكة أن يتنبأ به. أن ترى المرأة السعودية خلف مقود سيارتها، أو ترى السعوديات مسافرات باستقلالية في مطارات العالم، أو أن ترى أحداثاً ثقافية ورياضية طبيعية في مدن المملكة الكبرى، إضافة إلى تحولات اقتصادية وسياسية مهمة في ظرف أعوام قليلة، كل ذلك كان خارج تخيلاتنا في أعوام مضت. هذه الصورة المرئية للمملكة أو ما أسميه «الإسلام المرئي» الجديد، هي صورة مغايرة للمرئيات القديمة. الإسلام المرئي مقابل الإسلام النصي وتبعاته على رؤية بقية المسلمين لأنفسهم وللعالم يحتاج إلى نقاش أوسع، فالمفهوم جدير بالتأني في القراءة والنقاش، كما أن تبعات التحولات الداخلية على بقية العالم الإسلامي هي حجر الزاوية في أي فهم استراتيجي لما يحدث في المملكة. الغرق في تفاصيل أحياناً تكون مهمة هو محاولة لتجنب الفهم الأعمق والأبعاد الكبرى لتحولات اجتماعية وثقافية في المملكة أظنها الأهم خلال الخمسين سنة الفائتة من الناحية الاستراتيجية. في عالم تتحكم فيه الصورة يصبح فهم الإسلام المرئي ضرورياً، وليس في هذا تناقض مع الإسلام النصي. الإسلام المرئي ظاهرة اجتماعية أو نص اجتماعي، بينما النصي هو فقهي وديني. المرئي أكثر تأثيراً وأسهل فهماً وقدرة على السفر، بينما النصي فهو حبيس صوامع الفكر ومدارس العلم. باختصار ما تصدره المملكة اليوم من صورة مرئية لإسلام معتدل هو بالأهمية الاستراتيجية ذاتها لتصدير النفط وربما أكثر.

 

ترسانة إيران... حقيقية أم نمر من ورق؟

د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط أونلاين/02 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78113/%d8%af-%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%aa%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d9%87%d9%8a/

تتصاعد التهديدات الإيرانية مع ازدياد التوتر الحالي بين إيران وأميركا، حيث تستمر إيران بالهجمات والتهديدات شبه اليومية ضد جيرانها والمنطقة منذ انسحاب ترمب من الصفقة النووية العام الماضي. يذكّرنا القادة الإيرانيون يومياً بقدراتهم العسكرية الهائلة ويكررون بأنهم إذا تعرضوا لهجوم فسوف يدمرون العدو بصواريخهم التي لا مثيل لها. يبالغون كثيراً بترسانتهم الصاروخية لدرجة الخيال. لكن من الواضح أن هذه المبالغات تأتي في سياق الحرب النفسية والاستهلاك المحلي أكثر من كونها حقيقة كما سنرى من خلال مقارنة ترسانة إيران بالقدرات الأميركية أو حتى قدرات جيرانها من دول الخليج العربي.

الواقع أن إيران تعاني من ضعف ونقص كبيرين في القدرات العسكرية في ثلاثة تصنيفات من قواتها المسلحة، أي الجوية والبرية والبحرية، فالقوات البرية الإيرانية تعاني من الضعف بسبب صعوبة النقل اللوجيستي، حيث إن غالبيتها فرق مدرعة ثقيلة وبالتالي بطيئة الحركة. كما أن البحرية الإيرانية صغيرة جداً ومحدودة في الأسلحة والسفن التكتيكية. أما قواتها الجوية فتكاد تكون شبه معدومة وغير موجودة تقريباً.

ومن المعروف أن أي قوة عسكرية حديثة في العصر الحاضر تعتمد بشكل أساسي على القوة الجوية. تريد إيران تعويض النقص والضعف بالقوة الجوية بالصواريخ. لكن ببساطة، إنها لا يمكن أن تكون بديلاً. تتكون الطائرات العسكرية الإيرانية من 130 إلى 150 فقط - معظمها من الجيل الثاني - علماً بأن كل جيل هو نحو 20 عاماً، بينما دخلت الخدمة حالياً الطائرات المقاتلة من الجيل الخامس من قِبل الأميركيين والروس والفرنسيين. ومنذ خمسينات القرن الماضي، وخلال المراحل الأولى من الحرب الباردة وسباق التسلح بين السوفيات والولايات المتحدة، تمت مناقشة مسألة التوازن الصاروخي بعمق وبشدة خصوصاً حول مزايا وعيوب الصواريخ مقابل الطائرات القتالية. وكانت النتيجة النهائية أنه في حين يمكن استخدام الصواريخ لأغراض محددة، مقترنةً مع قوى أخرى، فإن القوة الصاروخية في حد ذاتها لا يمكن أن تحلّ محل الطائرات العسكرية. علاوة على ذلك، يمكن أن تحمل الطائرات العسكرية والمقاتلات الحديثة وقاذفات القنابل ما يصل إلى اثني عشر صاروخاً استراتيجياً، سواء التقليدية منها أو النووية (على سبيل المثال «بلاك جاك» الأميركية). ولذلك، تم توسيع قدرات الطائرات المقاتلة والقاذفات لحمل الصواريخ والقنابل واستخدامها بدقة. ومن بين مزايا القاذفات تغيير اتجاهات الهجوم في أثناء رحلة الإطلاق والبقاء المستمر على اتصال مع المقر في النزاعات. هناك طائرات مقاتلة من الجيل الخامس مثل «سوخوي سو 27» الروسية و«إف 22» و«إف 35» الأميركية والمقاتلات الفرنسية بسرعة تزيد على 2.5 ماخ (أي أكثر من ضعفي سرعة الصوت). الصواريخ الحديثة تحتاج إلى خمس دقائق على الأقل للإعداد قبل الإطلاق، بينما المقاتلات في الهواء يمكنها أن تكون أسرع من ذلك.

وتتمثل ميزة هذه المقاتلات في سرعتها وقدرتها على المناورة مع قدرات الهجوم البري. على عكس الصواريخ، فإن الهدف الرئيسي للمقاتلات هو إحداث تفوق جوي في ميدان المعركة والذي يعد ضرورياً في الحروب التقليدية في العصر الحديث.

قررت إيران التخلي عن المهمة الصعبة المتمثلة في تطوير القوة الجوية. وبدلاً من ذلك، شرعت في تطوير واكتساب ونشر مجموعة واسعة من صواريخ الكروز والصواريخ الباليستية. جميع صواريخ إيران الحالية مثل «صاعقة، وقادر، وشاهين، وشهاب، وفجر، وسجيل، وخرمشهر، وشهاب 1 و2 و3» هي أشكال مختلفة من منظومات الصواريخ الروسية والصينية والكورية الشمالية. أي لا شيء أهلياً محليَّ الصنع كما يدعي الإيرانيون. وفيما يتعلق بتحديد أهداف الصواريخ المحمولة، يمكن لبعض الطائرات مثل «رافال» الفرنسية تحديد 40 هدفاً وثم إطلاق النار على 4 أهداف في وقت واحد.

وتمتلك القوة الجوية الإيرانية 25 طائرة من طراز «ميغ 29» بينها 5 طائرات مسروقة من العراق، ولديها 55 طائرة من طراز «إف 4»، و16 طائرة من طراز «إف 5»، و10 من طراز «سوخوي 22 و24» الروسية، ونحو 20 طائرة من طراز «ميراج إف 1» الفرنسية، ونحو 50 طائرة من نسخ قديمة غير متطورة.

أما أحدث طائرة مقاتلة إيرانية فهي «إف 14 تام كات» صناعة شركة «غرومان» التي لم تعد موجودة بهذا الشكل، حيث أصبحت «نورثروب غرومان» ذات أجنحة متعددة الأوضاع وبإمكانها تصغير حجمها على متن حاملة الطائرات. بالطبع كل هذه الطائرات تم شراؤها في عهد الشاه محمد رضا بهلوي.

في الواقع، تجاهل الشاه تحذيرات وتوصيات الخبراء من أن هذه الطائرة أي «إف 14» قد صُممت لمهام بحرية ومخصصة لحاملات الطائرات التي لا تمتلكها إيران، لكنه لم يستمع، وقد اشترى 80 منها.

بحلول الثورة الخمينية في عام 1979، تم تدريب 120 طياراً إيرانياً فقط في أميركا. معظمهم لم يعودوا وبعضهم لا يزالون يعملون كسائقي سيارات أجرة في ولاية تكساس الأميركية. وبعد عقود، لا يعمل اليوم سوى 20 إلى 25 طائرة من تلك الطائرات، حيث تم تشغيلها بمساعدة من الفنيين الروس. ويتم استخدام 59 طائرة متبقية لأغراض الصيانة واستبدال القطع. لدى إيران أيضاً بعض الطائرات من دون طيار (درون) لكن غير متطورة بمهام محدودة لأهداف تكتيكية وتجسسية قصيرة المدى. من ناحية أخرى، منظومات الصواريخ الإيرانية ليست محصنة أمام تهديدات الحرب الإلكترونية لأنها تُطلق من منصات أرضية، وهو ما يمثل نقطة ضعف كبيرة، حيث من المعروف لدى الخبراء العسكريين أن الصاروخ يتم إطلاقه وفق مبدأ «Fire & Forget»، أي أطلق وانسَ، وذلك على عكس الطائرات التي يمكن تغيير مهماتها وخططها وأهدافها والقابلية للإدارة والسيطرة.

وعندما أتناول مقارنة القدرات الصاروخية والطيران لا أتحدث عن تخمينات، حيث عملت في مجال تصميم وتصنيع الطائرات والصواريخ في مقرين لقيادة الطيران والصواريخ التابعة للجيش الأميركي «U.S. Army Aviation and Missile Command» في سانت لويس، في محافظة ميسوري وفي مدينة هانتسفيل، في محافظة ألاباما.

إذن نجد الإيرانيين ذهبوا نحو الخيار الأقل تكلفة، أي الصواريخ من أجل التغطية على ضعف قوتهم الجوية لكنهم يبالغون في هذه القدرات ضمن حملة تضليل ممنهجة، حيث إن غالبية الصواريخ الإيرانية تعمل بالوقود الصلب بدلاً من الوقود السائل الذي يستغرق وقتاً أطول للتحضير في عمليات الإطلاق.

وبهذه الترسانة، لا تشكل الصواريخ الباليستية متوسطة المدى الإيرانية أي تهديد حقيقي للقوات الأميركية في الوقت الحاضر. كما أن كل ما لدى إيران من صواريخ وأسلحة جوية معروفة بالنسبة لأميركا التي لديها القدرة على تدمير الصواريخ الإيرانية سواء قبل الإطلاق أو بعده. لذا فإن ترسانة إيران التي تتحدث عنها بمبالغة شديدة ما هي إلا مجرد «نمر من ورق».

إضافة إلى كل ذلك، ضربت الهجمات السيبرانية الأميركية في يونيو (حزيران) من هذا العام، أجهزة الكومبيوتر الإيرانية المستخدَمة للسيطرة على إطلاق الصواريخ والقذائف في عدة أجزاء من إيران وشلّتها بالكامل. كما قامت القوات السيبرانية العسكرية الأميركية بتخريب قاعدة بيانات وكومبيوترات تستخدمها القوات العسكرية الإيرانية لاستهداف ناقلات النفط وحركة الشحن في الخليج العربي بعد ساعات من إسقاط إيران لطائرة استطلاع أميركية من دون طيار. ويمكن القول إن مجرد القوة السيبرانية الأميركية الجديدة قادرة على تعطيل كل منظومات الصواريخ الإيرانية التي عفى عليها الزمن. وأخيراً، طوّر الأميركيون خطة سيبرانية يمكن أن تقضي على البنية التحتية الحيوية في إيران، وفقاً لفيلم وثائقي جديد بعنوان «أيام الصفر». تُدعى الخطة في أوساط البنتاغون «Nitro Zeus»، وتقضي بتوجيه ضربة انتقامية سيبرانية لتعطيل جميع أنظمة الكومبيوتر الإيرانية، بالإضافة إلى تخريب وإزالة أجزاء من البنية التحتية المدنية الإيرانية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والغاز وخطوط الهاتف والإنترنت وشبكات التواصل والدفاعات الجوية. باختصار تجعل هذه الخطة أنظمة إيران كالأعمى والأصم والأبكم في آن واحد.

 

طهران أمام اختبار صعب في مواجهة المجتمع الدولي/إيران والولايات المتحدة... العشق الممنوع

د. علاء عبد الحميد/السياسة/02 أيلول/2019

دخلت العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وإيران منعطفًا جديداً بعد إصرار إيران على تهديد الملاحة الدولية واختطاف عدد من السفن العابرة في مضيق هرمز وذلك بعد إجراءات تصعيدية من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تقضي بمنع طهران من تصدير نفطها ضمن سياسة العقوبات الأميركية المتصاعدة ضد طهران. وعلى الرغم من إرهاصات الحرب الاعلامية القوية بين الإدارتين في واشنطن وطهران في الأيام الأخيرة إلا أنها لم تتعد حدود المزايدات السياسية، حتى وإن حركت أميركا بوارجها الحربية في المياه الإقليمية فقط للتلويح والتهديد بالحرب، إضافة لذلك فرضت الادارة الأميركية عقوبات على كل من المرشد الأعلى على خامينئي ووزير الخارجية جواد ظريف.

حصار إيران

ربما يرى البعض أن تلك الاجراءات غير مجدية لطهران لكن الحصار الاقتصادي بمنع إيران من تصدير نفطها ومنع الدول والشركات من شراء النفط الإيراني هو ثنايا التصعيد المؤلم وبخاصة بعد الاتفاق بين واشنطن و الرياض لرفع إنتاج النفط بما يعادل مليوني برميل يومياً لتغطية النقص المتوقع في أسواق النفط العالمية. الجمهورية الإيرانية اعتبرت تصدير النفط بالنسبة اليها مسألة حياة أو موت وأنها بمثابة حرب اقتصادية عليها باعتبار أن إيرادات تصدير النفط هي أهم موارد الموازنة العامة، لذلك لجأت الى القرصنة عبر الخليج العربي ومضيق هرمز من ناحية، والإيعاز لمليشيات حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن بالتصعيد الميداني من ناحية أخرى. وفي السياق نفسه انتقلت المواجهة بين طهران وواشنطن الى حلفاء الولايات المتحدة السعودية والامارات بعد استهداف ناقلات النفط في الخليج العربي وتحديداً ميناء الفجيرة الاماراتي واستهداف اخر في خليج عمان بعد قرابة الشهر من الاستهداف الأول وهذه ليست صدفة بالنظر الى حجم الاحتقان التاريخي بين الرياض من جهة وطهران من جهة أخرى.

حرب الناقلات

تطورت الأحداث سريعاً بعد احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق واعتبرت لندن أن الناقلة المحتجزة تخرق قرار مجلس الأمن وأنها كانت تنقل النفط لسوريا الخاضعة لعقوبات غربية.

لم يتأخر الرد الإيراني كثيراً حيث قام الحرس الثوري باختطاف ناقلة نفط بريطانية اثناء عبورها مضيق هرمز وادعى أنها تخرق قوانين الملاحة الدولية بحسب ما أفادت به السلطات في طهران وهو ما اضطر بريطانيا لارسال بوارج عسكرية لحماية ناقلاتها في خليج هرمز وهو ما بات يعرف بحرب ناقلات النفط.

وعلى رغم تصريحات وزيري خارجية طهران ولندن “جواد ظريف و جيرمي هانت” بعدم نية بلديهما التصعيد والدخول في مواجهة عسكرية، الا أن أداء الطرفين مختلف تماماً عن التصريحات الاعلامية، و بخاصة مع إرسال بريطانيا بارجة عسكرية ثالثة إلى مياه الخليج. وقد ازدادت حالة الارتباك الأميركي مع إعلان ترمب إلغاء ضربة عسكرية لمقرات الحرس الثوري قبل تنفيذها بعشر دقائق، خوفاً من أن تكون حرباً طويلة الأمد، ولأن التشنج الأميركي الايراني لم يعد وليد اللحظة فلم تنس الادارات الاميركية المتعاقبة مسؤولية طهران عن تدمير مقر المارينز الأميركي في بيروت عام 1982، وقبلها رهائن السفارة الأميركية بطهران وتفجير الخبر بالمملكة العربية السعودية عام 1996، وتسليح الميليشيات الشيعية في أغلب الدول العربية خاصة الحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن أو حزب الله في لبنان.

بدأ هذا الاضطراب في العلاقة مع إرهاصات الثورة الخمينية عام 1979 مروراً بالادارات الاميركية المختلفة و انتهاءً بإدارة الرئيس أوباما التي أبرمت الاتفاق النووي (5+ 1) فقد كانت أولوية إدارة أوباما الانسحاب من العراق لتحقيق وعدٍ انتخابيّ أطلقه لإعادة تموضعٍ ستراتيجي على مستوى المنطقة والعالم وباعتبارها كانت غير راغبة في القيام بمغامراتٍ عسكرية جديدة نتيجة الصعوبات الاقتصادية والتعقيدات الجيوسياسية للمشهد السوريّ.

اتبعت إدارة أوباما منذ البداية سياسة التصعيد المضبوط والنفس الطويل الهادفة إلى استنزاف النظام السوري اقتصاديا وسياسيًّا وإنهاكه عسكريا وأمنيا والدخول في مفاوضات عسيرة و شاقة مع الجانب الايراني أسفرت عن الاتفاق النووي الشهير ( 5+ 1)، وسرعان ما اختلطت جميع الاوراق بعد انسحاب إدارة ترمب من هذا الاتفاق الذي منح الدولة الاسلامية ما يزيد عن 100 مليار دولار كمرحلة أولى من الاتفاق.

ربما يرى البعض تناقض ستراتيجية الولايات المتحدة المعلنة عن ممارساتها الفعلية في الشرق الأوسط، فعلى مدار أكثر من نصف قرن مضى، روجت واشنطن علنًا عن مكافحة الشيوعية، كما دافعت عن حقوق الإنسان والتحرر والسلام والحرية والديمقراطية، ومن جهة نرى أن الولايات المتحدة تورطت في انقلابات على قادة وطنيين منتخبين، وساعدت أنظمة ديكتاتورية قمعية، كما ساندت انقلابات عسكرية، وقامت بشن حروبٍ وعمليات عسكرية غير مباشرة وغير شرعية سراً في منطقة الشرق الأوسط، فما لبثت دول المنطقة أن تحررت من الاحتلال والاستعمار التقليدي، إلا وابتليت بالاستعمار الأميركي بصورته الجديدة وتدخلها الستراتيجي في كل تفاصيل المنطقة، وقد بلغ منتهاه في حروب الخليج الأولى 1991 والثانية 2003، بالشكل العسكري الكامل.

الموقف الأوروبي

التوتر المتصاعد في العلاقات الأوروبية – الأميركية ظهر جلياً في مؤتمر الدول الصناعية السبع المنعقد في باريس فقد سيطرت الأزمة الايرانية على أغلب اجتماعات المؤتمر، ولاسيما بعد أن فاجأ حضور جواد ظريف وزير خارجية إيران الجميع.

وقد اتسم موقف دول الاتحاد الاوروبي بالضبابية والغموض، فمازالوا في حيرة بين الحليف الأميركي وإيران، فهم مع تمكين إيران من تصدير نفطها وتعويضها عن الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وهم أيضاً ضد انسحاب طهران من هذا الاتفاق، أي أنهم يحاولون إقناع الجمهورية الاسلامية بالاستمرار في الاتفاق النووي بين إيران وبين الدول الخمس الأخرى الموقعة عليه رغم الانسحاب الأميركي منه.

فدول الاتحاد الأوروبي بدأت تعي جيداً أن البيت الأبيض، في ظل إدارة دونالد ترامب لا يعطي اعتباراً لمصالح حلفائه الاوربيين، وأن المصالح الأميركية تعلو فوق كل اعتبار، لكن هل يمكن أن تدخل القارة العجوز في أزمة مع واشنطن بسبب الجمهورية الاسلامية وبوضوح أكثر بدافع من الحرص على مصالحها الخاصة مع إيران؟

إيران وسياسة التمدد

اعتمدت ستراتجية طهران في التوسع وتحقيق حلم استعادة الامبراطورية الفارسية على الجغرافيا السياسية من ناحية ومن ناحية أخرى تصدير ثورتها عبر أذرعها الشيعية فى العالم العربي ( الحشد الشعبى الشيعى فى العراق، وحزب الله في لبنان، والحوثيون فى اليمن)، إضافة لذلك التمسك بإرث قائدها آية الله الخمينى والترويج لمعاداة أمريكا والغرب إضافة لتأجيج المشاعر في البلدان العربية بالتركيز على الصراع المذهبي بين السنة والشيعة الذي تسعى طهران من خلاله لاستعادة مجد الإمبراطورية المفقودة.

لم يكن سقوط بغداد في نيسان 2003 يتم لولا دعم الاستخبارات الايرانية و الميليشيات التابعة له ولم يكن منعزلا عن التداعيات التي خلّفها قيام النظام العالمي الجديد عام 1991، تلك التداعيات التي سهلت لواشنطن غزو كل من أفغانستان والعراق واحتلالهما في ظل غياب القانون الدولي وتبدل موازين النظام العالمي، إذ تبلور نجاحها في فرض تواجدها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، إثر انتهاء عمليات حرب الخليج الثانية في عام 1991 بحجة المحافظة على أمن واستقرار المنطقة في ظل محدودية دور الأمم المتحدة وتراجع دور بقية دول العالم الكبرى ثم أصبح المناخ مهيئًا للولايات المتحدة الأميركية لاختراق الدول العربية وغيرها بالاعتماد على استراتيجيتها في الشرق الأوسط.

إيران والأزمة السورية

بعد نجاح الثورة الإيرانية عام 1979 ارتبطت طهران ودمشق بعلاقات ستراتيجية على مدار أربعة عقود دشن نظام الأسد خلالها الجسر الذي تعبر منه إيران إلى العواصم العربية مثل بيروت وبغداد وفلسطين، وتدعم بعض الفصائل الموالية لها لتحقيق أهدافها في تصدير الثورة الإسلامية وتحقيق حلم قيادة العالم الإسلامي، وبالتالي شكل الحفاظ على نظام الأسد أهم ركائز طهران، في تحقيق استراتيجيتها والتمدد داخل العالم العربي.

واعتبرت إيران محاولة إسقاط النظام مؤامرة أميركية – خليجية هدفها الأساسي إضعاف دور طهران الإقليمي، وهو ما سيمنع تحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية، لذلك تواصل الدعم الإيراني على مدار ثماني سنوات برغم الخسائر الفادحة وبرغم ما تتكبده طهران من تداعيات سلبية بسبب التمسك بنظام الأسد، وما يترافق مع ذلك من دعم مالي، وتزويد بالسلاح، ثم تطور هذا الدعم بإشراك عناصر الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في عمليات القتال، و أخيراً تم الاتفاق بين تل أبيب وموسكو على تقليص دور الحرس الثوري وحزب الله داخل الأراضي السورية.

هذا التأرجح في العلاقات الايرانية- الأمريكية بين التلويح بالحرب تارة و الاستعداد للمفاوضات تارة أخرى يخدم مصالح تل أبيب في المقام الأول وهي تنتظر أي ذريعة أو هفوة من حزب الله في لبنان للانقضاض على مفاصل الدولة اللبنانية وفي ذات السياق أصبحت إيران أمام اختبار صعب ودقيق في مواجهة أغلب دول العالم، فهل ستنجح إستراتجية طهران في جر واشنطن الى مفاوضات مباشرة فيما يعرف بالعسل المر أو العشق الممنوع وهو المرفوض عربياً بعد أن تحولت من ستراتيجية الدفاع الى ستراتيجية الهجوم والتحدي وهل يصمد الاقتصاد الايراني أمام كل تلك الضغوط؟

*كاتب ومحلل سياسي مصري

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

اجتماع بعبدا: إعلان حالة طوارئ اقتصادية والاستمرار في سياسة استقرار سعر صرف الليرة وخفض عجز الكهرباء والإسراع بإطلاق المشاريع الاستثمارية

وطنية - الإثنين 02 أيلول 2019

قرر الاجتماع، الذي عقد في قصر بعبدا، بعد ظهر اليوم، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحضور رئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء سعد الحريري، رؤساء الأحزاب والكتل النيابية وممثليهم، إعلان حالة طوارئ اقتصادية، ومتابعة ما تم إقراره في اجتماع 9 آب 2019، في قصر بعبدا.

كما أكد الاستمرار في سياسة استقرار سعر صرف الليرة اللبنانية، وإقرار إطار مالي متوسط المدى، يمتد على سنوات 2020، و2021، و2022، كذلك، أقر خفض عجز الكهرباء إلى 1500 مليار ليرة، والإسراع بإطلاق المشاريع الاستثمارية المقررة في مجلس النواب والبالغة قيمتها 3,3 مليار دولار.

ودعا الاجتماع إلى اقرار مجلس الوزراء، لائحة مشاريع المرحلة المقبلة من برنامج الإنفاق الاستثماري "سيدر"، ومناقشة وإقرار تقرير "ماكينزي" ووضع آلية لتنفيذ التوصيات القطاعية الواردة فيه. وأكد الرئيس عون في كلمة ألقاها، في مستهل الاجتماع أن "دقة الظروف الاقتصادية والمالية، التي نمر بها، تتطلب منا جميعا، التعالي عن خلافاتنا السياسية أو الشخصية، وعدم تحويل الخلاف في الرأي إلى نزاع على حساب مصلحة الوطن العليا". وإذ اعتبر أن "التضحية مطلوبة من الجميع"، شدد على أن "عملية إعادة بناء الثقة بمؤسساتنا وبأدائنا، وتبديل النمط السائد، الذي أثبت فشله، تبقى الحجر الأساس للنهوض ببلدنا، وتحقيق ما يطمح إليه مواطنونا".

الحريري

أما الرئيس الحريري، فشدد على أن "الإجراءات ستكون سريعة، وبعضها سيتم اتخاذه في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، وستكون هناك جلسة أو جلستان أسبوعيا لمجلس الوزراء، ولجان مختصة". وقال: "الأهم، سيكون الانطلاق من خطة الموازنة الجديدة، سيتم تقديم هذه الخطة الأسبوع المقبل، متضمنة بعض الإصلاحات المطلوبة، التي تحدثنا عنها اليوم، وهناك أجزاء أخرى من الإصلاحات، ستقدم في موازنات العامين 2021 و2022". واعتبر أن "الورقة الاقتصادية، التي قدمها رئيس الجمهورية إلى المجتمعين والمؤلفة من 49 بندا، تشكل الركيزة الأساسية للاجراءات التي ستناقش في لجنة سيترأسها، تمهيدا لعرضها على مجلس الوزراء".

الحضور

وضم الاجتماع إضافة إلى الرئيسين بري والحريري، كلا من: الرئيس نجيب ميقاتي، رئيس "تكتل لبنان القوي" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، رئيس كتلة "ضمانة الجبل النيابية" النائب طلال أرسلان، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، رئيس كتلة "الحزب السوري القومي الاجتماعي" النائب أسعد حردان، رئيس كتلة "حزب الطاشناق" النائب آغوب بقرادونيان، رئيس كتلة حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل وممثل كتلة "اللقاء التشاوري" النائب جهاد الصمد.

كما شارك في الاجتماع لعرض الوضع المالي والاقتصادي كل من: وزير المالية علي حسن خليل، وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة، رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير ومستشارة الرئيس الحريري هازار كركلا.

رئيس الجمهورية

استهل رئيس الجمهورية الاجتماع بكلمة قال فيها: "أيها السادة:إسمحوا لي أولا، أن أرحب بكم في قصر بعبدا، وأن أعرب عن تفاؤلي بالنتائج الإيجابية المتوقعة من هذا اللقاء الوطني الجامع. تدركون جميعا، دقة الظروف الاقتصادية والمالية، التي نمر بها، والتي ينتظر منا شعبنا، كما المجتمع الدولي، حلولا فاعلة لها، تمكننا من العبور إلى الاستقرار، ومن ثم النمو تجنبا للأسوأ. هذه الظروف تتطلب منا جميعا التعالي على خلافاتنا السياسية أو الشخصية، وعدم تحويل الخلاف في الرأي، إلى نزاع على حساب مصلحة الوطن العليا. فنحن هنا، كلنا مسؤولون ومؤتمنون على حقوق اللبنانيين، ومستقبلهم، وأمنهم، ولقمة عيشهم، ومن هذا المنظار، علينا أن نبادر إلى توحيد جهودنا في سبيل الخروج بحلول ناجعة للأزمة الاقتصادية، التي باتت تخنق حتى أحلام شعبنا وآماله. أيها السادة: دعوتكم اليوم، للنظر معا، في إيجاد الصيغ التنفيذية للقاء بعبدا المالي الاقتصادي، الذي انعقد في 9 آب الماضي، وإيجاد مجموعة من الخطوات والإجراءات المسؤولة والموضوعية، تؤدي إلى بدء مرحلة النهوض، وإبعاد ما نخشاه من تدهور يضرب الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في وطننا. إن من شأن هذه الخطوات، أن تستكمل القرارات، التي انطوت عليها ميزانية العام 2019، من حيث تعزيز مالية الدولة، وخفض العجز فيها، وتمهد بالطبع لإقرار ميزانية العام 2020، في موعدها الدستوري. إن واقع الفئات الشعبية والفقيرة في مجتمعنا، أمر ندركه جميعا، وبالتالي فإن قراراتنا ستأخذ هذا الواقع في الاعتبار. إن التضحية بالطبع، مطلوبة من الجميع، إنما عملية إعادة بناء الثقة بمؤسساتنا وبأدائنا، وتبديل النمط السائد الذي أثبت فشله، تبقى الحجر الأساس للنهوض ببلدنا وتحقيق ما يطمح إليه مواطنونا. على هذا الأمل نبدأ اجتماعنا، الذي نريده أن يمحو تراكمات الماضي المؤذية، وأن يؤسس لمرحلة جديدة، تعيد إلى مجتمعنا الثقة والأمل بغد مشرق، وإلى وطننا حضوره ومكانته في محيطه والعالم".

مداخلات

ثم عرض حاكم مصرف لبنان، الوضع النقدي والمالي بمحاوره وأرقامه ومعدلاته كافة، كما عرض وزير المالية وضع المالية العامة، وظروف وضع موازنة 2019، وما يجب التعويل عليه في موازنة 2020. وعرض وزير الاقتصاد ورقة معنونة: "مقترحات إجراءات إصلاحية أولية لمواجهة الأزمة"، وزعت على الحاضرين للاطلاع على مندرجاتها. ثم تعاقب على الكلام كل رؤساء الأحزاب والكتل وممثليهم، مطالبين بإجراءات تتأتى عنها الحلول المطلوبة، لا سيما في وجه التحديات والاستحقاقات، التي تواجه لبنان، بما في ذلك تقييم وكالات التصنيف، ومواقف مؤسسات الاقتراض الدولي والإصلاحات البنيوية، أو القرارات الجريئة، التي إذا تم إقرارها بقرار سياسي جامع، تغني عن فرض ضرائب جديدة، ما من شأنه أن يحقق الصدمة الإيجابية.

الحريري

وبعد انتهاء الاجتماع، أدلى الرئيس الحريري، بالتصريح التالي، إلى الصحافيين: "ترأس اليوم فخامة الرئيس اجتماعا اقتصاديا، بوجود دولة الرئيس نبيه بري وأنا، وعدد من الوزراء، وكل رؤساء الأحزاب والكتل النيابية الموجودين في الحكومة، وكذلك في المعارضة، وقدم رئيس الجمهورية ورقة تحتوي على المرتكزات الأساسية، كما قدم آخرون أوراقا أخرى، وستكون هناك لجنة تدرس كافة هذه الأوراق، وقد توافقنا على النقاط التالية:

- إعلان حالة طوارئ اقتصادية، ومتابعة ما تم إقراره في اجتماع 9 آب 2019، في القصر الجمهوري.

- تأكيد الاستمرار في سياسة استقرار سعر صرف الليرة اللبنانية.

- إقرار إطار مالي متوسط الأمد، يمتد على سنوات 2020-2021-2022، Medium term fiscal framework، يلحظ فائضا أوليا سنويا، لا يقل عن 3% و4% و5%، كنسبة من الناتج المحلي، وعجز لا يتخطى ال7% و6% و5%، كنسبة من الناتج على أساس نقدي، للسنوات المذكورة على التوالي.

- الالتزام بتطبيق دقيق لموازنة 2019، وعدم ترتيب أي أعباء إضافية، وإقرار موازنة 2020، ضمن المهل الدستورية، بفائض أولي لا يقل عن 3% من الناتج المحلي، ونسبة عجز على الناتج، أقل من النسبة الواردة في موازنة العام 2019.

- العمل على تقليص حجم الدين العام، من خلال اعتماد الشراكة، بين القطاعين العام والخاص، ضمن مناقصات تتسم بالشفافية وتضمن حقوق الدولة.

- تخفيض عجز الكهرباء، إلى 1500 مليار ليرة لبنانية، وإجراء مناقصة عالمية لشراء المحروقات لمؤسسة كهرباء لبنان، وتأمين الغاز بدل الفيول، وفق معايير الشفافية.

- تطبيق القوانين المصدقة، وتنفيذ القرارات الحكومية، بالسرعة والجدية.

- تأكيد منع التوظيف في القطاع العام، والتقاعد المبكر، وإصلاح أنظمة التقاعد وإنجاز التوصيف الوظيفي.

- دمج وإلغاء المؤسسات والهيئات العامة غير المجدية، خلال ثلاثة أشهر، وتشركة المجدية منها، وعلى سبيل المثال شركة الميدل إيست، حيث يمكن طرح اسهمها للمواطنين، وبالتالي تنتعش الأسواق المالية من جديد، ما من شأنه مساعدة الدولة.

- الأسراع في إطلاق المشاريع الاستثمارية المقررة في مجلس النواب، والبالغة 3,3 مليار دولار، وعلينا أن نضع قانون - برنامج ب750 مليار ليرة، مخصصا لتأمين اعتمادات التمويل المحلي وكلفة الاستملاكات العائدة لهذه المشاريع.

- إقرار مجلس الوزراء، لائحة مشاريع المرحلة الأولى من برنامج الإنفاق الاستثماري (سيدر).

- الإسراع في تلزيم المشاريع، من خلال توفير الإمكانيات البشرية الضرورية لمجلس الإنماء والإعمار والوزارات المعنية، من خلال الاستعانة بشركات متخصصة محلية وأجنبية، بما يمكنها من الإسراع بإعداد دفاتر الشروط وإطلاق المناقصات وتلزيم مشاريع البنية التحتية، بهدف التمكن من إنفاق ما بين 1,5 إلى 2 مليار دولار سنويا.

- العمل على إطلاق مشروعي اليسار ولينور بالشراكة مع القطاع الخاص.

- مناقشة وإقرار الخطة الاقتصادية، التي أعدها المكتب الاستشاري "ماكنزي" في مجلس الوزراء، ووضع آلية لتنفيذ التوصيات القطاعية الواردة فيه.

- تكليف رئيس الحكومة، متابعة تنفيذ الأوراق التي تم تقديمها، وبالأخص الورقة، التي قدمها فخامة الرئيس، والتي تحتوي على العديد من النقاط المركزية.

حوار

ثم دار حوار بين الرئيس الحريري والصحافيين، فسئل عما إذا كانت أقرت ضرائب جديدة، فأجاب: "هل سمعتم عن أي ضرائب جديدة ذكرتها؟".

سئل: ما الذي كان يمنع اتخاذ مثل هذه القرارات في مجلس الوزراء؟ لماذا جمعتم كل القوى السياسية، الأمر الذي أحدث خوفا، لدى الناس لجهة الوضع الاقتصادي؟

أجاب: "سأكون صريحا معكم، إذا اعتقد أحدهم أن الوضع الاقتصادي جيد يكون مخطئا، نعرف جميعا أن الوضع الاقتصادي صعب، وعلينا كحكومة أن نقوم بإجراءات سريعة لإيجاد حلول، علينا أن نقر الموازنة في وقتها المحدد، وأن نخفض العجز فيها، ونسرع العمل على مقررات مؤتمر "سيدر"، وخطة الكهرباء، وخطة "ماكينزي"، ومشروع النفايات، وتخفيض الإنفاق، لذلك، وبعد الذي حصل مع مؤسستي "ستاندرد اند بورز" و"فيتش" الماليتين، لدينا فرصة 6 أشهر، لاتخاذ إجراءات تحول دون حصول ما حصل مع الدول، التي "فرطت". أما لماذا حصل الاجتماع هنا، لدى رئيس الجمورية، أقول لكم: إن رئيس الجمهورية حر بالدعوة إلى أي اجتماع يريد، وبرأيي إن توحيد الآراء، والإجماع على خطة إنقاذية ليسا أمرا مضرا".

سئل: هل تطرقتم إلى موضوع المعابر غير الشرعية؟

اجاب: "تطرقنا إلى هذا الموضوع، وستتشكل غرفة عمليات جديدة فقط لموضوع المعابر، وتكون جاهزة وفعالة في خلال شهر واحد".

سئل: هل هناك إجماع سياسي على الورقة التي تلوتها؟ الدكتور جعجع ذكر لدى خروجه أنه موافق على البيان فقط؟

أجاب: "نعم، الدكتور جعجع موافق على البيان، ما ذكره هو أن هناك الكثير من الأوراق المقدمة، من فخامة الرئيس، والرئيس بري، وبعض الأحزاب، هناك أمور تم شبه توافق عليها، وهناك أمور بحاجة إلى نقاش في اللجنة التي سأترأسها".

سئل: هل سنتفاجأ في موازنة العام 2020 بضرائب جديدة؟

أجاب: "سأكون صريحا معكم، هناك 3 مؤسسات مالية دولية تصنف كل دول العالم، وهي "موديز" و"أس أند بي" و"فيتش"، وجهت إحدى هذه المؤسسات، وهي مؤسسة "أس أند بي"، إنذارا لنا، وأعطتنا مهلة 6 اشهر، أملنا عند إقرار الموازنة، ألا نكون قد وصلنا إلى هذه النقطة، وخصوصا أنها موازنة تقشفية، أعطتنا هذه المؤسسة تصنيق B -، وقالت إنها ستراقبنا لفترة 6 أشهر، لتعرف ما هي الإجراءات التي سنتخذها، وكانت مؤسسة "فيتش" قد أعطتنا تصنيف c، فماذا علينا أن نفعل كحكومة؟ أن نقف متفرجين؟ أم نصارح اللبنانيين بأن لدينا مشكلة وعلينا معالجتها؟

لا نريد أن نختبئ وراء إصبعنا، أقول لكم الأمور كما هي، إذا قلنا مثلا في مجال الكهرباء، إننا سنصرف 1500 مليار ليرة، وقمنا بصرف 1900 مليار، نكون قد أخفقنا، وأحدثنا مصيبة في البلاد،، أما لمن يسأل عن إمكان فرض إجراءات ضريبية إضافية، أود أن أشير لكم أنه في اليونان، عندما تأزم الوضع، رفعوا نسبة الضريبة على القيمة المضافة، وفرضوا ضرائب جديدة، وخسر الموظف نصف معاشه، لأنهم دخلوا في برنامج مع الاتحاد الأوروبي، وصندوق النقد الدولي، نحن لا نريد أن يحصل ذلك لدينا، لذلك نعمل على اتخاذ إجراءات لإنقاذ البلاد.

وقد يقول البعض، أنتم من أوصلنا إلى هنا، في نواح معينة، هذا صحيح، وفي نواح أخرى، هناك حروب أعلنت علينا، وهناك انقسامات في البلاد، كانت ستوصلنا إلى مكان آخر، لو لم نقم بمبادرة وننتخب رئيسا للجمهورية، ومجلسا نيابيا، ونحقق كل الأمور التي قمنا بها في السنوات الثلاثة الاخيرة، لما وصلنا إلى اليوم، وكنا "فرطنا" منذ 3 سنوات، من هذا المنطلق، علينا أن نكون صريحين مع المواطن اللبناني، وفي الوقت نفسه نتخذ إجراءات بإمكانه تحملها من دون أن نثقل عليه".

سئل: يبدو هذا الاجتماع، وكأنه لتأمين غطاء سياسي لكل ما ستتخذونه من قرارات، هل توافر هذا الغطاء؟ خصوصا أن النائب سامي الجميل لم يكن موافقا؟

أجاب: "النائب الجميل جاء وألقى كلمته، وقال إنه في المعارضة، وأنا شكرته على ذلك، تحدث عن واقع البلاد، وقال إنه لا يمكنه أن يوافق على المقررات، لأن واجبه أن يكون معارضة إيجابية، وقد قدم بعض النصائح، وبالإمكان أن نأخذ ببعضها، والدكتور جعجع تحدث في أمور أخرى".

سئل: حزب الله أشاد بمواقفك عقب التطورات العسكرية الأخيرة؟!

أجاب: "ما أفعله، أقوم به من أجل لبنان، ولأن لدي قناعة أن ما فعلته إسرائيل، هو تخط للخطوط الحمر المرسومة منذ زمن بعيد، وواجب رئيس الحكومة أن يمنع أي حرب، وما فعلته بالأمس هو من ضمن واجباتي كرئيس للحكومة، وقد قمت باتصالات، وإن شا الله الأمور قد انتهت".

سئل: المواطن كان ينتظر إجراءات سريعة ستتخذ اليوم؟

أجاب: "بالطبع، الإجراءات ستكون سريعة، وبعضها سيتم اتخاذه في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، وستكون هناك جلسة أو جلستان أسبوعيا لمجلس الوزراء، وسيكون هناك لجان مختصة، ومثلما أقررنا خطة الكهرباء وخطة النفايات، سننهي خطة الكسارات وغيرها، سنكمل في الوتيرة نفسها.

الأهم، سيكون الانطلاق من خطة الموازنة الجديدة، سيتم تقديم هذه الخطة، الأسبوع المقبل، متضمنة بعض الإصلاحات المطلوبة، التي تحدثنا عنها اليوم، وهناك أجزاء أخرى من الإصلاحات، ستقدم في موازنات العامين 2021 و2022.

وأود في النهاية أن أشكر فخامة الرئيس على هذا الاجتماع، لأن الإجماع هو الأساس، رئيس الجمهورية قالها من أول الطريق، إن هناك مشكلة اقتصادية، وقدم اليوم ورقة مهمة جدا، تتضمن نحو 49 بندا، وهي الركيزة الأساسية للاجراءات، وهناك أيضا أوراق أخرى موجودة، وهذا ما سنناقشه".

وكانت قد سبقت الاجتماع خلوة، بين رئيس الجمهورية والرئيس بري، انضم إليها لاحقا، الرئيس الحريري.

 

نصرالله: الرد بدأ الأحد وتثبت أمس من خلال معادلة قوة الردع وعلى الإسرائيليين أن يعرفوا أن هذا نتيجة حماقة نتنياهو

وطنية - الإثنين 02 أيلول 2019

خصص الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، الجزء الأول من الكلمة التي ألقاها في الليلة الثالثة، من ليالي عاشوراء، في المجلس ‏العاشورائي المركزي الذي يقيمه "حزب الله" في مجمع سيد الشهداء في الرويس- الضاحية الجنوبية لبيروت، للحديث عن عملية المقاومة وتطورات أمس واليوم.

واستهل كلمته متوجها "بالشكر إلى الله سبحانه وتعالى، على كل توفيق ونصر وإنجاز وكل ما عندنا من نعم، من نعمه من بركاته وألطافه، نحمده ونستغفره"، ثم "إلى المقاومين، إلى المجاهدين، قادة وأفراد ومسؤولين، الذين منذ ثمانية أيام، من الأحد إلى اليوم، يعني الى أمس، بآخر الليل، إلى اليوم الصبح بالحد الأدنى، كانوا حاضرين وجاهزين على مدار الساعة، وفي الميدان، وعلى امتداد الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، والذين بسبب حضورهم وجهوزيتهم وشجاعتهم وكفاءتهم وتضحياتهم تتحقق الإنجازات، ويتم تثبيت المعادلات التي تردع العدو وتحمي البلد، هؤلاء الإخوة منذ الساعات الأولى، بعد خطاب يوم الأحد بالشمس وبالفلاء وبالحر وفي الليل والنار، وتعرفون في أقصى حالات الاستنفار عند العدو الإسرائيلي، وراداراته ومسيراته وأجهزته الفنية، وهم أمام العدو مكشوفين حاضرين يحملون دماءهم على أكفهم".

كما شكر "الجيش اللبناني المرابط، وبقي مرابطا على امتداد الحدود، لمواجهة أي عدوان، الشكر للناس، لشعبنا، لأهلنا، لأحبائنا، خصوصا في القرى والمناطق الأمامية، الذين حافظوا على الحياة الطبيعية في هذه الأيام، والذين واكبوا وأيدوا وبقوا حاضرين وعبروا عن تأييدهم وفرحهم وافتخارهم بإنجازات المقاومة"، وجدد شكره "للرؤساء والمسؤولين في الدولة، ولكل الذين كانت مواقفهم واضحة ومتينة، وللحق أيضا أقول، المسؤولون، الرؤساء، المسؤولون في الدولة والوزراء المعنيون واكبوا الأحداث حتى اللحظات الأخيرة، وتحملوا مسؤولياتهم الوطنية".

وتوجه بشكر خاص إلى "وسائل الإعلام التي قامت بجهد كبير، واكبت وغطت وقدمت المشهد كما هو على حقيقته، في مواجهة التضليل الإسرائيلي، لأن العملية مثلما سأشرح الآن لم تكن أمس بعد الظهر، العملية هي عمليا من الخطاب، الذي أعقب العملية العسكرية وهذا تم مواكبته، أشكرهم جميعا، خصوصا للمراسلين الميدانيين، الذين عرضوا أنفسهم في بعض الحالات للمخاطر، من أجل أن يقدموا فكرة واضحة وقوية وجلية، ولكل المحللين والمعلقين الذين قدموا شروحات وافية وجيدة ومتينة للناس، طبعا أنا ليس لدي لائحة لشكر الجميع، حتى إذا نسيت أحدا، من الآن أنا أعتذر مسبقا، حتى لا نقوم بملحق بعد ذلك في وقت لاحق، الشكر للجميع".

وقال: "في تقييم سريع لما حصل، لنبني عليه نتائج محددة، ما حصل بدأ ليلة الأحد- السبت ليلا، وتمثل بحدثين أو حادثتين، الحادثة الأولى الغارات الإسرائيلية، القصف الإسرائيلي على بلدة عقربا في ضواحي دمشق، مما أدى إلى استشهاد الأخوين العزيزين ياسر ضاهر وحسن زبيب، وبعد ساعات قليلة عملية المسيرتين المفخختين في الضاحية الجنوبية، هنا نريد أن نضيف شيئا، من المعروف أن هاتين المسيرتين، المسيرة الأولى سقطت وبالتالي لم تحقق ما أرسلت من أجله، والمسيرة المفخخة الثانية، التي أرسلت أيضا لتنجز هدفا، يجب أن أضيف الآن، وأعلن أنها فشلت في تحقيق الهدف، الهدف الذي جاءت من أجله، فشلت في تحقيقه وفي إنجازه، باعتبار أن الإسرائيلي يعرف ما كان يريد أن يستهدف، فلا داعي لأفصل، لكن أنا أقول للعدو هذه العملية كانت عملية فاشلة، وهذا أيضا من ألطاف الله".

أضاف: "حسنا، نحن منذ الساعات الأولى أعلنا وخصوصا في خطاب يوم الأحد، أننا لن نسكت عن هذين الاعتداءين، ولن نقبل بفرض معادلات جديدة، ولن نقبل بتضييع إنجازات الصمود والانتصار في حرب تموز، ولذلك قلنا إننا سنرد طبعا، على كلا الاعتداءين، ردنا يتألف وتألف من عنوانين، العنوان الأول ميداني، وعلى الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة، مع أرض فلسطين المحتلة في العام 1948، والعنوان الثاني يرتبط بملف المسيرات الإسرائيلية في سماء لبنان".

وتابع: "نحن فيما يتعلق بالعنوان الأول، الذي اسمه العملية الميدانية المباشرة، نحن قلنا وبشكل علني وواضح، هنا سأتكلم بالمشهد قليلا، لنرى عناصر القوة في لبنان، وعناصر الخيبة والخوف والذل والتهيب عند العدو، نحن قلنا علنا، أننا سنرد ومن لبنان، وعلى امتداد الحدود اللبنانية، ويمكن أن يكون في العمق، وقلنا للعدو انتظرنا من الآن، هذه نقطة قوة للمقاومة، كان يمكن أن نسكت، لا نهدد، لا نكشف عن نوايانا، و"نلبد" مثلما يقولون يوم، اثنان، ثلاثة، ثم نفاجئ العدو أو نباغته، العسكر يعرف أنه من أهم العوامل في العمل العسكري، هو عامل المباغتة والمفاجأة، كلا، نحن من الأول، لأنه في جزء أساسي من معركتنا معنوي ونفسي وروحي، وله علاقة بالوعي وبالمواجهة، فمن اليوم الأول قلنا له إنتظرنا، نحن قادمون، هذا في حد ذاته تحد كبير من المقاومة، حسنا، إذا أتينا إلى المشهد، نحن نعتبر أنه من يوم الخطاب إلى يوم أمس، مجموعه، سأشرحه بعد قليل، هو عقاب للعدو، هو ردع للعدو، هو مواجهة مع العدو، يعني نحن أمام عملية مركبة، جزء منها نفسي وجزء منها معنوي وجزء ميداني وجزء إطلاق صورايخ، هذه أجزاء من عملية عقاب متنوعة ومتعددة الأشكال".

وأردف: "لو أخذنا المشهد من يوم الأحد الماضي "يوم الخطاب"، لنتكلم باختصار ماذا حصل":

1- إخلاء الحدود عند الشريط الشائك، لم يعد للاسرائيلي، لا خط أزرق ولا حدود دولية ولا مقدمين كم متر إلى الأمام أو متراجعين كم متر إلى الوراء، الحدود كلها الأحد، سواء كان حيطان أو شريط شائك، كلها تم إخلاؤها، ولا تجد أي جندي على امتداد الحدود، لا جنود ولا حركة آليات، التي كانت تجوب الطريق الترابية، أو الإسفلت المحاذية للشريط الشائك، هذا لم نر منه، الآن بدأوا يظهرون من اليوم، لأن العملية انتهت أمس.

2- إخلاء مواقع أمامية بالكامل، ليس بأنهم اختبأوا، بالواقع بل أخلوها، يعني هربوا، يعني هذا أكثر من التوقع، أنا قلت لهم انضبوا، فقاموا وهربوا.

3- إخلاء ثكنات بكاملها، مثل هذه التي أصبح إسمها مشهورا "أفيفيم"، ثكنة طويلة عريضة، وفيها مقر قيادي وضباط وعساكر وفيها وفيها وفيها، مراسلة إحدى الفضائيات ذهبت وتجولت في الغرف وكلها فارغة، لا يوجد فيها أحد، هناك ثكنات ومواقع عسكرية تم إخلاؤها على الحدود، وأحيانا أيضا في العمق، إجراءات وتشدد وإخلاءات وانعدام حركة في بعض المناطق بعمق 5 كيلو متر، في بعض المناطق بعمق 7 كيلو متر، حتى المستعمرات، كنتم ترون على التلفزيونات، ليس أنا الوحيد الذي يتكلم في الموضوع، الكاميرات تلتقط كل شيء، تجول على المستعمرات من الصبح إلى آخر الليل، لا حسيس، لا أنيس، لا سيارة، ولا دراجة نارية، ولا دراجة هوائية. لا بيع ولا شراء ولا شيء...سكون، كلهم مضبوبين".

واستطرد: "هنا نعود إلى انضبوا في بيوتهم وفتحوا أبواب الملاجئ، إجراءات مشددة في الداخل واستنفار فوق العادة، كل ما لديهم من قبب حديدية أتوا بها الى الشمال لمقابلة الصواريخ، أتوا بها، تفعيل كل إمكانات الدفاع الجوي، أو إمكانات وشبكات مواجهة الصواريخ والمسيرات، التي يمكن أن يطلقها حزب الله باتجاه فلسطين المحتلة، طبعا نحن لدينا مسيرات وهذا غير خفي، استنفار وجهوزية وانتشار وترقب على مدى الأيام الماضية، ببعض الألوية، ببعض الفرق، ببعض سلاح الجو، ببعض سلاح البحر الخ، المشهد العام إذا أخذناه من الجانب الإسرائيلي، واضح، نحن أمام إسرائيل التي تقدم نفسها صاحبة أقوى جيش في المنطقة، ما زالت تدعي ذلك، إسرائيل، ما زالوا يقولون الى الآن، أنهم الجيش الأول في المنطقة، اسرائيل الدولة المتعجرفة، المتكبرة، المستعلية، الطاغية التي كانت تخيف الملايين ومئات الملايين، خلال ثمانية أيام كل العالم شاهدها خائفة وقلقة ومضبوبة ومختبئة، والحدود اللبنانية في عمق 5 كيلومتر لا يوجد شيء، هذا ذل، هذا هوان، هذا ضعف، هذا أحد أشكال أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، هذا جزء من العقاب - بعض الناس يقولون أين ردكم؟ قبل أن نصل إلى العملية العسكرية في الأيام الماضية - هذا عقاب، هذا رد".

ولفت إلى أنه "في المقابل، لم يغادر الجيش اللبناني الحدود، على طول الحدود بكل نقاطه، بكل مواقعه، المقاومون في كل الأماكن، التي كان يجب أن يتواجدوا فيها، كانوا موجودين فيها - لنكون دقيقين - الحركة الطبيعية لأهلنا وأناسنا عند الشريط وعند الحدود وفي البلدات والمزارعين والحياة كلها حياة طبيعية، وإذا عندنا المشهد في منطقتنا، في أرضنا، في قرانا، مشهد ثبات، قوة، طمأنينة وثقة ويقين وعزة وكرامة للبنان، لشعبه، لجيشه، لدولته، لمقاومته، هذا جزء من المشهد، أيضا بالتقييم، المقاومة أمس عملت في وضح النهار، كل العسكر يعرفون ماذا يعني في وضح النهار؟! وعلى مقربة من الحدود، وأعيد وأقول في وضح النهار ومسيراتهم في السماء ومروحياتهم جاهزة لأن تقصف، وتحت الخطر وفي النهار ولم نعمل في الليل، ونحن تعمدنا أن لا نعمل في الليل - لأسباب لا نريد أن نأخذ الوقت بذكرها - كان القرار أن نعمل في النهار - هذا كان أحد أسباب التأخير أيضا، لأنه في الليل كان يمكن أن تتحصل فرص أكثر".

وأشار إلى أن "هذه المقاومة أيضا، ضربت ليس على الشريط - لأنه على كل حال لم يكن هناك هدف في الشريط - في عمق معين، وبالرغم من كل الإجراءات والتدابير والأهداف الوهمية من ملالات ودبابات، وضعوا لنا دبابات، هنا دبابة وهنا ملالة وهنا آلية وهنا آلية فيها دمية وكلهم يقولون يا شباب اضربونا، "خلصونا يا عمي"، مع ذلك المقاومة رابطت وصبرت وتابعت معلوماتيا، وعلى كل صعيد، وعندما حصلت على الهدف ضربت هذا الهدف وأصابته بكل تأكيد، واليوم على كل حال الناس شاهدت ما نشر في وسائل الإعلام".

وأكد أن "ما حصل يعبر عن جرأة، عن الشجاعة، عن الدقة، عن المسؤولية، من المهم في ما حصل أمس، أيها الإخوة والأخوات - حتى لو حاول الإسرائيلي أن يهون الموضوع ويلم الموضوع - أهم ما حصل أمس هو الإقدام، هو نفس القيام بالعملية، أعظم ما في العملية أنها أنجزت ونفذت وأجريت، لأنه نحن على مدى سبعة أيام بكل وسائل الإعلام لم يبق مسؤول إسرائيلي، إلا وقال إذا تطلقون النار، إذا ترسلون صاروخ، إذا تقتلون، إذا تجرحون، إذا تهجمون، سنقوم برد قاس، يمكن أن تتدحرج الأمور إلى حرب، والأقسى كان في الرسائل الدبلوماسية، أن الإسرائيلي لن يتحمل أي إطلاق نار وسيقوم برد قاس وسيدمر البلد وسيعيده إلى العصر الحجري، عملية ترهيب هائلة، ولكن أقول لكم أيها الإخوة والأخوات وبصدق هذه الليلة، ليس فقط أن حزب الله لم يتزعزع، بل المسؤولين الذين كنا نتكلم معهم لم يتزحزح أحد ولم يتزعزع أحد، وبقي لبنان قويا في تماسكه وفي إيمانه بالرد وبتغطية الرد، نفس الإقدام، نفس العمل، هو بحد ذاته إنجاز".

وأشار "وصولا إلى النقطة الأهم، هذا سنؤسس عليه نتيجة، هذا سنؤسس عليه معادلة، النقطة الأهم هي التالية، فيما مضى عندما كان يعتدى علينا، أين كنا نرد في مزارع شبعا، في داخل مزارع شبعا، لأن المواقع الإسرائيلية موجودة في داخل مزارع شبعا، الكمائن التي كنا ننصبها للدبابات والملالات الإسرائيلية، كانت في أرض لبنانية محتلة، بقية الحدود، يعني الحدود اللبنانية مع أراضي فلسطين المحتلة 1948، والتي يعتبرها العدو حدودا رسمية له غير قابلة للنقاش، وأن هذه دولته الغاصبة بين هلالين، وهذا كيانه، المس بحدود 48 كان منذ عقود من الزمن، عشرات السنين، هو بالنسبة للعدو من أكبر الخطوط الحمراء، لا يتحمل أن شخصا يمد يده على الشريط أو يرسل مسيرة تدخل وتخرج، أو يطلق نار في الهواء، أو يضرب قذيفة بالفلاء، أبدا، وكان يرد بشكل قاس لأن هذا بالنسبة له خط أحمر، ما حصل بالأمس أن أكبر خط أحمر إسرائيلي منذ عشرات السنين كسرته المقاومة الإسلامية يوم أمس، هذا لم يعد خطا أحمرا، هذا انتهى".

وقال: "بمعزل عن أي شيء آخر يقوله الإسرائيليون أو ممكن أن يقوله الإسرائيليون، والأجمل من هذا، أن الإسرائيلي الذي يرد على الطلقة أو على القنص أو على القنبلة اليدوية ويقيم الدنيا ويقعدها ويقصف بالطيران "وبيشيل وبحط" أمس كان يحاول بكل جهد أن يستوعب العملية، أن يستوعبها بأي ثمن، وحتى أغلب القصف الذي قام به - الفسفوري والدخاني والحراري والذي يحرق - كان لأهداف دفاعية أكثر مما هي لأهداف هجومية، لأنه كان يعتبر أن هناك عمليات ستلحق بهذه العملية وتستهدف ثكنة "أفيفيم" أو غيرها، ويريد أن "يلم" الموضوع، وإذا تتوقفون نتوقف".

أضاف: "حسنا، ما النتيجة؟ النتيجة هنا، أنه نحن ثبتنا المعادلة أولا، إذا نتنياهو قادم ليغير معادلات فنحن ثبتنا المعادلة، بل نحن أعطينا للمعادلة قوة أكبر، قوة ردع أهم، رفعنا مستواها، هو كان يخشى من ردود معينة وأننا نلحظ بعض الخطوط الحمراء، نحن قلنا له لم يعد لدينا خطوط حمراء لأنك حاولت أن تغير قواعد الاشتباك، لم يعد لدينا خطوط حمراء على الإطلاق، نحن انتقلنا من الرد في أرض لبنانية محتلة اسمها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، انتقلنا بالرد من أرض لبنانية محتلة إلى أرض فلسطين المحتلة، هذا الجديد، وليس شرطا على الشريط الشائك، بعمق كيلومتر، 2 كيلومتر، 5 كيلومتر، ويمكن إذا اقتضى الأمر ما هو أعمق وما هو أبعد.

هنا ما هي الرسالة التي كرسناها، نحن هنا نعتبر إنجازنا ونصرنا، الرسالة واضحة، إذا اعتديتم، فإن كل حدودكم وجنودكم ومستعمراتكم على الحدود، وفي العمق وفي عمق العمق ستكون في دائرة التهديد والاستهداف والرد، قطعا، قطعا، وبلا أي إشكال، والشجاعة التي تحلت بها المقاومة بالأمس والإقدام، الذي عبرت عنه المقاومة بالأمس، ستعبر عنه في أي وقت في المستقبل، بما هو أعظم وأهم وأقوى، هذه هي المعادلة".

وختم هذا المحور بالقول: "أريد أن أقول للاسرائيليين اليوم، اسمعوا جيدا، ما فعله نتنياهو بحماقاته ونزقه واحفظوا هذا التاريخ 1 أيلول 2019، الأحد 1 أيلول 2019، بداية لمرحلة جديدة من الوضع عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، للدفاع عن لبنان وسيادة لبنان وكرامة لبنان وأمن لبنان وشعب لبنان، ليس هناك خطوط حمراء".

وقال: "نأتي للعنوان الثاني، العنوان الثاني بدأنا به يوم الأحد، الذي هو، أنا يوم الأحد قلت إنه من الآن وصاعدا هناك مساحة عمل جديدة كنا نتجنبها خلال كل السنوات الماضية، الذي هو موضوع حركة المسيرات الإسرائيلية في السماء اللبنانية، وشرحت حينها أن سبب تجنبنا لها، هو لاعتبارات داخلية لبنانية فقط، وكنا دائما نقول حلوا هذه المشكلة، حلوا هذه المشكلة، لا تحل، هذا ثبتناه في المعادلة، أن من حق اللبنانيين، من حقهم أن يدافعوا عن أرضهم، عن سمائهم، عن مياههم، عن شعبهم، عن أمنهم، عن سيادتهم وسندافع، وبالتالي هناك مساحة عمل جديدة اسمها مواجهة المسيرات الإسرائيلية في سماء لبنان - لن نتكلم أكثر من ذلك - في سماء لبنان، حسنا، هذا ثبتناه، أعلناه وبوضوح، الآن إجرائيا أصبح بيد الميدان، مثل العنوان الأول إجرائيا بيد الميدان، في الميدان نحن قلنا لهم لسنا مستعجلين، نحن نريد عملية نظيفة، نريد أن نحاول أن لا يكون هناك خسائر بشرية، نريد أن نثبت المعادلة، هدفنا هو تثبيت المعادلة وقد ثبتناها، واليوم في ما يتعلق بالمسيرات، مواجهة المسيرات، الموضوع في يد الميدان، وشرحت في الليلة الأولى ليس هناك داع أن أفصل، كيف هي طريقتنا وفكرتنا لهذه المواجهة".

واستدرك: "غدا سيأتي من يقول عند إسقاط أول مسيرة، الذي يمكن أن يحصل في أي وقت، هذا سيؤدي إلى التوتر وإلى ضرب الاستقرار، كل من يريد من المجتمع الدولي، الدول التي اتصلت قبل الأحد ويوم الأحد وأثناء العملية يوم الأحد، أنا أقول لهم من الآن، الحريص على استقرار لبنان وعلى استقرار المنطقة، يجب أن يتكلم مع الإسرائيليين ويقول لهم انتهى هذا الزمن، هذا انتهى، السماح انتهى، غض الطرف انتهى، الجماعة لن يقبلوا بخرق سيادتهم وسمائهم، الآن كيف يواجهونكم هذا تفصيل عندهم، لكن هذا حقنا، كم يأخذ معنا وقت هذا حقنا، هذا أصبح تفصيل".

وأكد "نحن هنا أيضا هذا جزء من الرد، يعني اليوم إذا أريد أن أقول مقابل قتل إخواننا والمسيرتين في الضاحية الجنوبية، الرد بدأ الأحد وتثبت أمس ومن خلال معادلة مواجهة المسيرات، هذا الذي ببالنا، هذا الذي بفكرنا، وهذا بالطبيعي نكون نحن قد انتهينا من هذه الجولة إلى موقع أقوى، إلى موقع جديد، هو أراد أن يمس بقواعد الاشتباك، منعناه، أراد أن يضرب ويوهن توازن الردع، قوينا توازن الردع، هذه النتيجة وهذه المحصلة، وبكل الأحوال على الإسرائيليين أن يعرفوا، أن هذا من نتائج حماقة هذا الرجل، الذي الآن لا يرى إلا كيف ينقذ نفسه من المحكمة، التي ستحاكمه على ملفات الفساد الطويلة والعريضة".

وختم "إذا نحن الآن أمام جولة يمكن أن نقول انتهت بالمعنى التأسيسي، في المسار للأمام "المسيرات مكملين"، في المسار للأمام، أي عدوان على لبنان لم يعد هناك حدود دولية و48 و مزارع شبعا، هذا انتهينا منه، أصبحت الأسقف كلها واضحة"، معتبرا "رد المقاومة هو الذي ثبت المعادلات، منع تغيير قواعد الاشتباك، حافظ على إنجازات حرب تموز، وحفظ للبنان عزته وكرامته وعلو يده".

 

باسيل: لن نسمح بتفريغ الدولة من المسيحيين فإما شراكة كاملة ومناصفة بين الطوائف وإما دولة مدنية علمانية

وطنية - الإثنين 02 أيلول 2019

أعلن رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل ونائبتاه للشؤون السياسية والإدارية مي خريش ومارتين نجم كتيلي، برنامج عملهم للسنوات الأربعة المقبلة، في احتفال، أقيم في قصر المؤتمرات في الضبية، في حضور وزراء ونواب "التيار" وحشد من الكوادر والمناصرين.

وألقى باسيل كلمة، استهلها بالقول: "أهلي في التيار الوطني الحر، أقف أمامكم اليوم، لأعرض برنامجي للولاية الرئاسية الثانية في التيار، ولأتكلم عن رؤيتي لمستقبل التيار؛ كانت المناسبة أساسا لإطلاق حملتي الانتخابية، فصارت احتفالا بانتصار التيار في معركة الديمقراطية، للمرة السابعة، خلال أربع سنوات من ولايتي الأولى".أضاف: "نحن نبني بيت التيار على صخرة نهر الكلب، لكن الأهم، أننا نبني التيار على صخرة الديمقراطية، حتى إذا هبت الريح، ووقعت على هذا البيت، لن يسقط لأن أساسه على الصخر". وتابع: "نحن هنا بفضل الأمانة، التي تسلمتها من العماد عون منذ أربع سنوات، وأيدها حينها باستطلاع رأي دقيق أكثر من 80% من التيار، وأنا هنا اليوم بفضل الثقة العارمة، التي منحتموني إياها، وأيضا باستطلاع دقيق ومفصل وعلمي، وصلت إلى 90%، مشكلة شبه إجماع يدل على وعي ديمقراطي في التيار أوصل إلى تزكية، هي شكل من أشكال الديمقراطية، ويجب أن تعلموا أن أهم معركة هي، التي تربح من دون أن تخاض". وشكر "قياديي التيار، رفاقي، إخوتي، و36 ألف منتسب، على الفوز الذي منحتموني، وهو فوزي أولا بتقديركم لسنين النضال، التي عشناها معا منذ العام 1988 في الجيش، إلى 7 آب 2001 في المعتقل، الى 2005 في العودة، وصولا الى 2015 برئاسة التيار والسنين الأربعة التي عملنا فيها معا، ونقلنا فيها التيار من حالة شعبية الى مؤسسة تتمتع بالشعبية". وقال: "أنا وعدت بالتيار القوي منذ أربع سنوات ووفيت، والتزكية اليوم هي نوع من حكمكم على هذا العمل، لكن هذا الأمر لا يعفيني من أن أعدكم اليوم، وهذا لا ينتزع منكم الحق بأن تحاسبوني بعد أربع سنوات، إن وفيت بوعودي وحولتها الى أفعال أو لا، وهذه هي الديمقراطية؛ وبمطلق الأحوال، هذا الأمر لا يمنع، ولا ينتزع الحق من أحد، بأن يترشح بعد أربع سنوات، كما كان الباب مفتوحا للجميع اليوم، لو حصل اليوم، كنا على الأقل أظهرنا للبنانيين كيف طبقنا ال mega center، وكيف كان بإمكان كل تياري مقيم، أن ينتخب في أي مكتب انتخابي في لبنان، وكيف كان بإمكان كل تياري منتشر، التصويت إلكترونيا من أي مكان في العالم". أضاف: "إن عيون بعض اللبنانيين، تنظر إلينا اليوم بحسد، وعيون كثير من اللبنانيين تنظر إلينا بإعجاب، وعلينا نحن أن نكون باستمرار، النموذج اللبناني الفريد في السياسة والوطنية، ونقوم بما لا يستطيع الآخرون القيام به، أو هم منه محرومون، وكما ننتخب رئيس التيار من القاعدة، ننتخب رئيس تيارنا، ينبغي أن يأتي اليوم الذي سيتمكن فيه اللبنانيون من انتخاب رئيس جمهوريتهم من القاعدة". وتابع: "أود أيضا أن أقول إنني واجهت صعوبة في اختيار زملائي في اللائحة لسببين: -

- أولا: لأنه ليس من السهل إيجاد من هو أفضل من رومل ونيقولا، اللذين أود شكرهما على السنوات الأربعة الماضية.

- ثانيا لكثرة الكفاءات والطاقات في التيار؛ كنت حريصا على تمثيل المرأة والمسلمين والمسيحيين، والشباب، والرعيل القديم والرعيل الجديد، وهذا من غيرالممكن اختصاره بشخصين، ولهذا لم أختر إمرأة بل إمرأتان: ثقتي بقدراتكم كبيرة جدا، لكن المهم أن يثق التيار بإداراتكم بسرعة؛ ولأنني لا أستطيع اختصار كل ما كنت أريده بشخصين، قررت أن أطلب من المجلس الوطني تعديل النظام كي يصبح للرئيس أربعة نواب رئيس، يضافون إلى الاثنين الموجدين، نضيف الاثنين تعيينا هذه المرة، نائب رئيس لشؤون العمل الوطني، بمناسبة رأس السنة الهجرية نعيد المسلمين، ونائب رئيس شاب لشؤون الشباب والبلدية، وهما سيكونان، إذا وافق المجلس الوطني على المبدأ، سيكونان رفيقانا طارق الخطيب ومنصور فاضل، وإن شاء الله يكون انضمامهم لنا قريبا لنشكل معا مكتب الرئاسة مع فريق عمل متخصص".

وأردف: "في النهاية، نحن كنا هنا بفضل القضية وشهدائها ومناضليها، وبفضل من أسس هذا التيار وأسس هذه القضية، العماد عون، العماد عون، هذه الشخصية الفريدة في لبنان، التي أظهرت إضافة الى أمور أخرى كثيرة، حكمة وعدم أنانية، وسلمت أمانة التيار بوجودها بكامل عافيتها؛ وهو في عز عافيته وقبل ان يصبح رئيسا للجمهورية،قرر أن يسلم الأمانة، لهذا عمادنا (ما في منو) فريد وتيارنا (ما في منو) فريد". وقال مخاطبا مناصريه: "رفيقاتي ورفاقي، نحن قضيتنا هي لبنان وليس التيار، التيار هو حامل القضية وليس هو القضية، لهذا أنا أردد باستمرار، أن التيار أكبر من حزب ولكنه أصغر من لبنان؛ ويخطئ من يعتقد أننا نحن لم نعد أصحاب قضية، أو أن نضالنا انتهى أو خفت، وأحذر كائنا من كان في التيار، أن يحاول تغليب مصلحته على مصلحة التيار، لأنه بالتالي يكون يمس بروحية التيار، وأنا لن أسمح لأحد بخطف روح التيار، لأن التيار أهم من أي منا. التيار حاضن الطاقات والمناضلين، وقيمته في إنسانه، التيار متنوع في نسيجه، موحد في قضيته، وديمقراطي تغييري في نهجه، التيار ولد من رحم الفكرة اللبنانية ومن تاريخ الحياة المشتركة بين اللبنانيين".

أضاف: "أنا لدي إيمان عميق بالتيار، ولدي قناعة كبيرة بأن التيار ينجح ليس فقط عندما يغدو مؤسسة ناجحة للمنتسبين إليه، وإنما عندما يكون نجاحه لمصلحة الناس في البلد، عندما يقتنع المسيحي أن ليس له سبيل لبقائه الحر ودوره الكامل في البلد، إلا عبر التيار، وعندما يقتنع المسلم أن هذا التيار ضامن وحاضن له، ولا يمكن أن يشكل في يوم من الأيام طعنة له، بل سند وعضد؛ وعندما يقتنع اللبناني، المسيحي والمسلم أن حقوق الواحد منهما، ليست انتقاصا من حقوق الآخر، بل زيادة له". وأكد أننا "لسنا خائفين على وجودنا كمسيحيين في البلد، ولكننا خائفون على وجود لبنان كدولة فريدة بتنوعها، لهذا لن نسمح بتفريغ الدولة من المسيحيين، ولن نسمح بسقوط فكرة لبنان، وأعود فأقول إن التيار هو خلاص المسيحيين وأمل اللبنانيين ورجاء المشرقيين: إما شراكة كاملة ومتوازنة ومتناصفة بين الطوائف، ولا أحد من المسيحيين يهدد بالتقسيم أو بقوة الخارج، ولا أحد من المسلمين يهدد بالعدد الديمغرافي، وإما دولة مدنية علمانية قائمة على فكرة المواطنة وخارطة طريقها تبدأ بإقرار القوانين المدنية تصديقا لهذا التوجه، وليس بتشكيل الهيئة الوطنية ليكون هدفها فقط إلغاء الطائفية السياسية وليس الطائفية، كما ينبغي"، سائلا "كيف نصدق أنهم يريدون إلغاء الطائفية وهم لا يقبلون بالزواج المدني الاختياري؟".

وقال: "أهلي في التيار مسؤوليتنا كانت كبيرة في تحرير لبنان، وتحرر بعضنا، ومحاربة الإقطاع، واستعادة الحقوق، والميثاقية، بتحرير القرار الوطني، سيادة وسياسة خارجية، واليوم مسؤوليتنا أكبر في تحرير الاقتصاد والمالية العامة من القيود، الإرث ثقيل والحمل أثقل ولكن لبنان ينتظر منا الكثير؛ قد لا ننجح وحدنا ولكن ليس لنا عذر إن لم نحاول ونعمل". أضاف: "تيارنا هو ملح الإصلاح وخميرته، والتيار الذين حاولوا عزله ورذله أصبح حجر الزاوية ببناء الشراكة ومد جسور التواصل بين اللبنانيين؛ تعرضنا للظلم ولكننا لم نظلم ولا نظلم، ومدركون أن مشروع بناء الدولة، يستلزم شراكة الجميع وليس عزل أحد، ولكننا مدركون أكثر، أن علينا نحن المبادرة والريادة، ولا تصدقوا خرافات من يدعون العزل لأنهم يستدرون العطف، ولأن من يدعي ويخترع العزل يكون بنفسه انعزالي، نحن علينا المبادرة وتحمل كل ما نتحمله من مهاجمتنا، لأن ليس لديهم ما يقدمونه إلا الكلام لأنهم تخلوا عن القضية؛ ولا يملون إلا اتهامنا بالاستئثار، فكيف نكون مستأثرين، ونحن من طالبنا بحكومة وحدة وطنية وبتمثيل الجميع في الحكومة، وهم يتمثلون في التعيينات والقرارات، ولكن ماذا نفعل إن كان هذا حجمنا وهذا عملنا؟" معتبرا أن "الجشع هو عند من يطلب أكثر من حقه، وليس عند من يطالب بحقه وأقل؛ حاجة اللبنانيين لنا كبيرة وهذه نعمة لا نقمة، الإمام علي يقول: "نعمة الله عليك حاجة الناس إليك". وتابع: "الوضع والحاجة لنا كبيرة بوضع مشروع خلاص كي لا أقول طوارئ، مشروع خلاص اقتصادي، اليوم بادر فخامة الرئيس ودعانا جميعا، ونحن بادرنا وقدمنا خطة على خمسة محاور: محاربة الفساد من خلال إيقاف الامتيازات السياسية، وإيقاف التهريب الجمركي، وإقرار المنظومة التشريعية برفع الحصانات وكشف السرية المصرفية واستعادة الأموال المنهوبة".

وأردف: "من يريد أن يتحدث بالفساد، عليه أن يلاقينا في المجلس النيابي؛ من يتكلم عن الفساد؟ هناك نقطتان معالجة عجز الموازنة من خلال تصغير حجم القطاع العام وتصغير خدمة الدين العام، والحد من التهرب الضريبي وزيادة الإيرادات وخطة الكهرباء، ثم ثالثا معالجة العجز التجاري، من خلال اقتصاد منتج يعتمد على خطة ماكنزي، والإسراع بتطبيق خطة سيدر لناحية زيادة الاستثمارات وتشجيع التصدير والحد من الاستيراد، وتشجيع السياحة الخارجية، والحد من سياحة اللبنانيين في الخارج وتشجيع سياحة الخارج باتجاه لبنان؛ ورابعا عودة النازحين بشكل آمن وكريم وتشجيع العودة وتأمين ظروفها، لأن لا قيامة للاقتصاد في وجود مليوني نازح ولاجئ على أرضنا؛ وفيها خامسا صياغة دور اقتصادي مشرقي وأورومتوسطي للبنان من خلال استخراج النفط والغاز وتصديرهما؛ تخزين المياه واستثمارها والمساهمة في إعادة إعمار سوريا والعراق والمنطقة وفتح لبنان واقتصاده ومواصلاته باتجاه الخارج".

وشدد على أنه "حان الوقت لتغيير سياسة لبنان المالية، ووقف نزف موجوداتنا النقدية، وقد حان الوقت لتحويل اقتصادنا إلى الإنتاج، كي يبقى اللبنانيون في أرضهم، يأكلون من زراعتهم، ويعملون في مصانعهم، ولكي يكون لبنان مكتفيا بالكهرباء، ومحولا للنفايات والماء والهواء والشمس إلى طاقة منتجة، ومصدرا للطاقة من النفط والغاز وليس من الشباب". ورأى أنه "مكتوب للبنان أن يقف إلى جانب الحق، وأن يبقى في قلب المشرق والعروبة، مكتوب لنا أن نحافظ على دور لبنان ورسالته، الخطاب الدولي أسقط حق العودة، ويحول قضية العرب الأولى فلسطين إلى مجرد قضية مالية، يمكن حلها بالاستثمارات، وكأننا نتكلم عن عقارات للبيع، وعن تسديد فاتورة التوطين لنا، من بعد ما تم رهننا ماليا، وكلما تكلمنا عن خطر التوطين، لاجئون فلسطينيون أم نازحون سوريون يتهموننا بالعنصرية، وهذا وسام مزدوج على صدرنا، مرة للدفاع عن وجود لبنان ومرة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والسوري، ورفض المؤمرات الهادفة لانتزاعهم من أرضهم وزرعهم في أرض الآخرين، هذه قضية وجود وكرامة، وليست قضية استبدال أراض وشعوب، لا أحد يستبدل شعبنا، ولا أرضنا". وقال: "نحن نفضل الشهادة ولا نستغني عن أرضنا وهويتنا، نحن صانعو سلام بين الشعوب ونعمل من أجل السلام مع كل العالم، ولكننا مقاومون اذا مست حريتنا وسيادتنا واستقلالنا، ونعرف جيدا كيف نكون في قلب معادلة القوة التي تحمي لبنان من إسرائيل ونحافظ عليها ونعيدها اذا مس فيها، كما استعديت منذ العام 2006 حتى اليوم من دون التسبب بحرب، بل بإبعاد الحرب، وبدل ان نكون خارجها لجهة إسرائيل كما يتمنى البعض ان يكون، لن نكون شهود زور على تصفية القضية الفلسطينية وتفكيك الدولة السورية وتغيير هوية لبنان، والخطر على هوية لبنان هو من الخارج بالتوطين، ومن الداخل بالتلاعب بالتوازنات والتفاهمات، ونريد من يلاقينا في الداخل في وسط الطريق لنحافظ على الميثاقية، كي لا نضطر للدفاع عنها والدفاع بكل ما أمكن، على من نمثل وما نمثل".

أضاف: "لا يمكن أن نقوم بكل هذه المهمات الوطنية والشرقية، اذا لم نكن اقوياء، أنا وقفت أمامكم منذ اربع سنوات مع وعد ببناء التيار القوي، وها نحن نبنيه معا ونملك أكبر كتلة نيابية ووزارية، وأنا أقف أمامكم اليوم بوعد لبناء التيار الاقوى بالإدارة، بالاقتصاد وبالإنماء وبكل مفاصل حياتنا العامة، وهذا ليس جشعا بل حق وواجب والتخلي عنه هو تخل عن القضية، نضع يدنا معا لنكون أقوى، ولا يستطيع احد من الداخل او من الخارج ان يضعفنا، نحن تيار حركة لا تتوقف، غير جامدة ولا معلبة، كما الماء نحن، لا يحدنا حاجز ولا عقبة، لا محرمة ولا عقدة، ولا ماض ولا حاضر، لأننا لا نخجل لا من ماض ولا من حاضر قمنا به، نحن كسرنا كل التقاليد البالية والمحرمات والاقطاعات، ولا كبير أمامنا الا الله، ونعمل لليوم وللغد ولابعده ونعمل للتيار وللوطن وليس لأشخاص لان حياة المجموعات مثل حياة الأوطان، أطول وأهم من حياة الانسان".

وتابع: "كي نبني التيار القوي والاقوى، علينا الاستمرار بمأسسته وتطبيق نظامه وعصرنته فكريا والكترونيا، وتعزيز مبدأ التنافس الايجابي ومكافأة الناجحين وترقيتهم، لنكون اقوياء ببعضنا وليس على بعضنا، وتوسيع قاعدة التيار في المناطق والطوائف، بهدف توسيع قاعدة التياريين لتشمل كل المناصرين، ونواصل إنشاء الجمعيات اللصيقة بالتيار لتكمل عمل التيار، واستكمال بناء المنشآت للتيار ليكون لنا بعد اربع سنوات ان شاء الله بيت للتيار، ومركز تدريب للشباب وناديهم وبيوتهم وغيرها، ويكون لنا التمويل الذاتي للتيار من خلال شراكات ناجحة لا تمد يدها على المال العام، كما يفعل غيرنا، بل تمد يدها للقطاع الخاص لتفيده وتستفيد، والأهم ان نشرك المنتشرين كما المقيمين، ونمكن المرأة ونعطي القيادة للشباب ليرجع تيارنا شابا يجدد نشاطه وثورته، لأنه لا يمكن أن نكون تغييريين، اذا ما كنا ثوريين، وكما دحرنا الاحتلالات والوصايات والإرهاب سنضحد الفساد، والصعوبات التي تنتظرنا كثيرة، لكننا سننتصر عليها بالحق، لان غيمة الأكاذيب والافتراءات ستنحلي وستظهر الحقيقة، حقيقة كل الناس، وانا اتحدث عن الناس وليس عن الحيوانات، هذه ثقافتنا وهذه تربيتنا، نحب الرفق بالحيوان ولكن قيمة تيارنا هي الانسان، واجبنا ان نعطي دائما الفرصة لنعيش وحدتنا ونحافظ على مجتمعنا وعلى بلدنا، وكيفما يتم الرد علينا نبقى الى الامام لنحافظ على تفاهماتنا، ونحفظ مجتمعنا وبلدنا، لاننا كبار وأولاد القضية سنبقى نتصرف ونحكي ونفكر ونعمل بكبر، هذا هو تيارنا وهذه هي نشأتنا".

وأردف: "التيار قدم تجارب جديدة للبنانيين بالانتخاب من القاعدة والنسبية، بالشفافية والنزاهة في الحقل العام، بكسر الأنماط القديمة وإرساء عمل وزاري نيابي نشيط وعملي، وسائرون على خطى المؤسس بصلابة ومرونة معا، وهذه هي القدرة على التحمل وعلى الثبات عند التيار، الثبات في المبدأ وفي الوقت نفسه المرونة بالطريقة والوسيلة والمقاربة والتحمل، نتعلم من اخطائنا ونصححها، ونوسع آفاقنا على امتداد لبنان ورحابة المشرق واتساع العالم، ونبقى متطرفين بلبنانيتنا ومشرقيين بتكويننا وعالميين بانتشارنا".

وختم: "نحن ضمانة بعضنا وانتم عائلتي الكبيرة بعد عائلتي الصغيرة، شانتال، يارا، غابريال وجورج، ونقول لأبينا الكبير: إطمئن: "سيبقى التيار معنا بخير" ، وطالما في التيار عافية، لن يترك لبنان ينزل الى الشر، أهلي وعائلتي الكبيرة، محبتي لكم كبيرة، أعبر عنها في كل مرة أعمل فيها للبلد وللتيار، وفي كل مرة اتأكد من كبر هذه المحبة، احيانا كثيرة أختاركم قبل عائلتي في الوقت، اعتذر منها واقول إن أمامنا أربع سنوات صعبة ايضا، وأعتذر منكم انتم ايضا، ولكن سيأتي اليوم الذي يفهم فيه أولادي الصغار، لماذا محبتي لكم انتم اهلي في التيار وللوطن، هي من محبتي لعائلتي الصغيرة".

كتيلي

وشكرت كتيلي رئيس التيار "أولا على الثقة الغالية وثانيا على رفع التحدي، وثالثا والأهم على الفرصة لاكون مؤتمنة على بناء التيار القوي معك". وقالت: "مهمتي الأساسية كنائبة الرئيس للشؤون الإدارية، ترسيخ وتطوير مقومات التيار المؤسسة استكمالا للنهج المعتمد في الولاية الأولى للرئيس باسيل، وهذا الأمر يتطلب إدارة متماسكة ومرنة، عادلة وشفافة، منفتحة وتشاركية":

- التماسك والمرونة: من خلال الالتزام التام بتطبيق نظامنا الداخلي وتطويره، واحترام مواعيد الاستحقاقات الداخلية، وتحديث ومكننة آليات العمل وصولا الى التيار الالكتروني E tayyar، الذي يسهل التواصل بين مكونات التيار أفقيا وعاموديا، ويسرع الاستجابة ويفعل المساءلة، والأهم من ذلك يؤمن اللامركزية في الإدارة.

- العدالة والشفافية: عن طريق تعزيز أطر المساءلة والمراقبة سواء أكان في مجلس التحكيم او في مجالس الأقضية او في لجنة الرقابة المالية، وكذلك من خلال تأمين تكافؤ الفرص لكل التياريين والتياريات بالتعيين والانتخاب، واعتماد الكفاءة والالتزام كمعيارين أساسيين، في تقييم الأهلية لتبوؤ المراكز وتقييم الاداء والمحاسبة.

- الانفتاح والمشاركة: عبر تكبير فرق العمل وتوسيع دوائر صناعة القرار وتقوية الهيئات المحلية لنعزز روح المبادرة والنخوة التيارية، ونقوم بأنشطة خلاقة لتجذب طاقات جديدة للتيار وخاصة من بين الشباب والسيدات.

وقالت :"صحيح أن استمرارية التيار مرتبطة بالعنصر البشري ودوره المحوري بالدفاع عن القضايا الوطنية وبناء الدولة القوية، ولكن الاستمرارية ايضا تستوجب قدرات مادية خاصة ان أحلامنا كبيرة ومشاريعنا كتيرة، وكي يبقى قرارنا حرا، استقلاليتنا المادية شرط أساسي، لذلك ومن صلب برنامجنا استكمال ما بدأنا من عمل جدي للاستثمار في شركات ومشاريع كمصدر للتمويل الذاتي للتيار".

أضافت :"الإدارة ليست هدفا بحد ذاته، بل هي وسيلة لتمكين وتحفيز كل منتسب ومنتسبة وكل هيئة فيكل بلدة وقضاء ولجنة وكل مجلس وقطاع في التيار للمشاركة الفاعلة".

ودعت كتيلي "كل كوادر التيار على مساحة الوطن والعالم، الى الانضمام والمشاركة بقوة بورشة ترسيخ وتطوير التيار القوي، لأن بمؤسسة قوية كل التيارين أقوياء أفرادا ومجموعات ، معا نحقق أهدافنا ببناء التيار المؤسسة المنتجة والحديثة والفاعلة على الأرض وبكل الميادين".

خريش

وقالت خريش: "أن تصل المرأة الى مركز القيادة الحزبية في لبنان خارج منظومة الوراثة او الكوتا النسائية، كان أمرا صعبا وربما مستحيلا، ولكن المستحيل عند الاحزاب الأخرى تحقق في التيار، لان أقوالنا أفعال وصلت امرأتان، المرأة في التيار مثل الرجل وسنبرهن ان المرأة كما الرجل قادرة على الكلام والأفعال".

وقدمت خريش برنامجها كنائب رئيس للشؤون السياسية للاربع سنوات المقبلة وهو الآتي:

- التواصل مع الاحزاب اللبنانية لتطوير انتاجية الحياة السياسية في لبنان.

- تطوير العلاقة مع الجمعيات والروابط المدنية والاهلية والثقافية والاجتماعية لنتبادل معها الخبرات ونحقق معا أهدافا وطنية وتنموية.

-العلاقة مع الاحزاب الديمقراطية في العالم، بهدف التبادل الثقافي والسياسي، لما من شأنه تحسين الحياة الحزبية في لبنان.

- التواصل السياسي مع القاعدة الحزبية في كافة المناطق، من خلال زيارات دورية مستمرة.

وقالت خريش :"لا يتحقق هذا البرنامج، الا اذا كنا يدا واحدة وقلبا واحدا، للرئيس المؤسس العماد ميشال عون ، لجبلنا الشامخ في بعبدا، وصيتنا ان نكون ضمانة لبعضنا البعض، وانا أعدك ان نعمل بوحي هذه الوصية، وان نكمل المشوار على مبادئك الوطنية الجامعة، من أجل لبنان الكبير، ولرئيس التيار جبران باسيل أقول: الوزنة التي سلمتني اياها أعدك ان استثمرها وأردها وزنات اكثر واكثر، من أجل لبنان القوي والتيار القوي".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 02 -03 يلول/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for September 03/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78134/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-september-03-2019/

 

طاولة بعبدا الاقتصادية والنتائج الصفر المكعب بظل عمى البصر والبصائر

الياس بجاني/02 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78121/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b7%d8%a7%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a8%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7/

 

الحذر الإسرائيلي من شبح التسوية

سام منسى/الشرق الأوسط أونلاين/02 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78118/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b0%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%b4%d8%a8%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b3%d9%88/

 

ترسانة إيران... حقيقية أم نمر من ورق؟

د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط أونلاين/02 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78113/%d8%af-%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%aa%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d9%87%d9%8a/

 

حزب الله” انتصر مجدداً!

حازم الأمين/الدرج/02 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78108/%d8%ad%d8%a7%d8%b2%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%b1-%d9%85%d8%ac%d8%af%d8%af%d8%a7%d9%8b-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a/

 

رشا عيتاني: لا جدوى لقرارات الأمم المتحدة من دون تبني الحياد

نص القرار الدولي 1701 باللغتين العربية والإنكليزيةUN Lebanon resolution 1701 Text

http://eliasbejjaninews.com/archives/78126/%d8%b1%d8%b4%d8%a7-%d8%b9%d9%8a%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d8%b4%d8%a7-%d8%b9%d9%8a%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%ac%d8%af%d9%88%d9%89-%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa/

 

IRGC, Al Qods and Hizballah chiefs plot anti-Israel drive at secret Beirut summit
 
موقع دبيكا/انعقاد أجتماع سري في الضاحية الجنوبية من بيروت للتآمر على دولة إسرائيل شارك فيه كل من حسن نصرالله، الأمين العام لحزب اللوه قائد لواء القدس الجنرال قاسم سليماني وقائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامة
 
DEBKAfile/September 02/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/78131/%d8%a7%d8%ac%d8%aa%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%b3%d8%b1%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d8%a7%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88/