LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 تشرين الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october22.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال القاضي الظالم والأرملة المصرة وبعناد على أخذ حقها

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/خطة القضاء على سرطان حزب الله الإحتلالي هي ما ينقص الورقة الإصلاحية

الياس بجاني/الفوضى الكلية وتعطيل عمل المؤسسات يخدم مخطط حزب الله السيطرة الكاملة على لبنان

الياس بجاني/جنبلاط رضخ لتهديات نصرالله

الياس بجاني/ضياع البوصة وابعادها عن احتلال حزب الله يجهض الثورة

الياس بجاني/ثورة بحاجة إلى قيادات غير حزبية

الياس بجاني/صور تنتفض في وجه الثنائية الشيعية

الياس بجاني/التحرك الشعبي بحاجة إلى قيادة صادقة وشريفة من غير الطبقة السياسية والحزبية الحالية

الياس بجاني/تغريدات متفرقة تتناول المظاهرات في لبنان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو تقرير من الجديد لجاد غصن يعري ويفضح ويفند كذبة ورقة الحريري الإقتصادية والهدف امتصاص واستيعاب غضب الناس/الورقة هي مهينة لذكاء اللبنانيين

"الهاتفون ضد السيد حسن.. زبالة"/بتول خليل/المدن

“مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 21 تشرين الاول 2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 21 تشرين الأول 2019

الثورة المضادة بدأت.. دراجات نارية تحمل أعلام حزب الله وأمل تجوب شوارع بيروت!

البطريرك الراعي يدعو الى اجتماع روحيّ طارىء في بكركي بمشاركة البطاركة الاورثوذكس

باقون في الشارع.. هكذا ردّ المحتجون على «إصلاحات» الحريري لإخماد الاحتجاجات

لدكتور يوسف الحوراني/الكولونيل شربل بركات

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ساحات النبطية تصون اعتصاماتها/رولا فرحات/المدن/

الحكومة تخذل اللبنانيين والجيش يواجه "الشبيحة".. وبيان أول للانتفاضة

تظاهرة طرابلس.. غضب ساطع على الحريري/جنى الدهيبي/المدن

اللبنانيون يرفضون إصلاحات الحريري ويتمسكون بإسقاط النظام

انتفاضة الملايين تزداد توهجاً وثباتاً... وتحرك لافت لأبناء العشائر في بعلبك الهرمل

 معجزة” مجلس الوزراء: إقرار موازنة بصفر عجز ومن دون ضرائب وخطة الكهرباء

ارتفاع النقمة في المناطق الشيعية على أداء نواب “حزب الله” و”حركة أمل” ووزرائهما

غياب وزراء “القوات” للاستقاله وانسحاب وزيري “التقدمي” قبيل انتهاء جلسة الحكومة

أبو فاعور: المشكلة مع آلية تعاطي وزراء العهد… ويعقوبيان: الإضراب حتى سقوط المافيا

أنور الخليل: غضب الشارع لا تسكته ورقتكم يا دولة الرئيس ولا تصرفات الطبقة الحاكمة

تظاهرات لبنان: هتافات وشعارات تكسر “المحرمات”

لافتات احتجاج: "عذراً الطريق مقطوع لصيانة الوطن"... و"أسعد مكتئبين"

حاصباني ينفي طلبه وضع ضريبة على “واتس اب”

“القوات” لنصرالله: استمع لمعاناة ناسك ولا تستعملهم أداة لقمع اللبنانيين

واشنطن تدعم المتظاهرين وتتهم حكومة الحريري بالفشل

“نادي القضاة” طالب المصرف المركزي بتجميد حسابات السياسيين وعائلاتهم

الحكومة اللبنانية تسابق الحشود الضخمة بورقة الاقتراحات الاقتصادية وتسعى لإقرار الموازنة وإحالتها إلى البرلمان

مطالب الاحتجاجات في لبنان تتباين بين التغيير الكلي والإصلاح

إحجام في بعلبك عن إحراق صور السياسيين تجنباً لإحداث خلافات بين المحتجين

الشعب يُجبر السياسيين على "خطّة إنقاذيّة"

ثورة ضد الفساد و المفسدين؟؟؟؟/يعقوب أبي صالح

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

المؤتمر الدولي لأمن الملاحة في الخليج يبدأ أعماله في المنامة اليوم

خطة الانسحاب الأميركي تتضمن الاحتفاظ بالجو وقاعدة التنف... والنفط والغاز وحلفاء واشنطن يطلبون توفير حماية لسجون «داعش» شمال شرقي سوريا

«النهضة» تصر على رئاسة الحكومة التونسية وترجئ تسمية مرشحها «بانتظار المشاورات»

حشد في الخرطوم لدعم الحكومة الانتقالية وملاحقة رموز النظام السابق

الحكومة السودانية و«الجبهة الثورية» توقعان اليوم على «الإعلان السياسي ووقف العدائيات»

العاهل الأردني يبحث مع رئيسة وزراء النرويج جهود مكافحة الإرهاب

الجامعة و«الأونروا» تحذران من الانتهاكات الإسرائيلية للتعليم الفلسطيني

400 مستوطن يقتحمون الأقصى... والرئاسة تحذر

نيويورك تايمز”: أردوغان يريد قنبلة نووية وطموحاته أبعد من سورية

بسبب التوغل: سجون الإرهابيين بلا حراسة

الأردن يحبط مخططات إرهابية لإحدى خلايا “داعش”

ترامب يهاجم نانسي بيلوسي بسبب زيارتها إلى الأردن وكبير مساعديه أكد أن أحداً لم يطلب منه الاستقالة

مارين لوبان تدعو لطرد تركيا من “الناتو”

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجلجلة الجنوبية تُسقط الثنائية الشيعية/علي الأمين/العرب

لبنان يدفع ضريبة هيمنة حزب الله/د. سالم حميد/العرب

نهاية ملالي إيران يكتبها الشارع اللبناني/علي قاسم/العرب

مُسكِّنات الحريري أسقطتها النقمة على نصر الله/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

ما المصير السياسي لـ"صهر العهد" جبران باسيل؟..فرنجية وجنبلاط يجمعان على تحميل وزير الخارجية مسؤولية الفشل/طوني بولس/انديبندت عربية

الشيعة لبنانيون أولاً ونصرالله أمام طريقين: مقتدى الصدر أم سليماني؟/أحمد عياش/النهار

تابوت العهد” بل تابوت الفساد والنظام/عقل العويط/النهار

ثورة في لبنان في عهد “حزب الله”/خيرالله خيرالله/العرب

خطط السلطة لإخماد الانتفاضة ووأد الربيع… تطويق الساحات واستنفار العصبيات الطائفي/ابراهيم حيدر/النهار

برفع الصوت ورفع الأيدي/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

العهد والحكومة والحزب ورسائل الخيبة/غسان شربل/الشرق الأوسط

عن لبنان وصحوة الفينيق/إميل أمين/الشرق الأوسط

ثورةٌ... وماذا بعد؟/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

التسوية اللبنانية بين الانتفاضة المعيشية وأوهام المشرقية/سام منسى/الشرق الأوسط

نصر الله ولبنان: هيهات منّا الاستقالة/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

عن التوغل التركي في الأراضي السورية/جيمس ستارفيديس/الشرق الأوسط

الكراهية ووعي الذات/د. سربست نبي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون: ما يجري في الشارع يعبّر عن وجع الناس وتعميم الفساد على الجميع فيه ظلم كبير

مجلس الوزراء أقر موازنة بلا ضرائب إضافية وإجراءات إصلاحية عون: تعميم الفساد فيه ظلم كبير الحريري: نسبة عجز 0.63% أكبر إنجاز

المكتب الاعلامي في بكركي: تأخير اجتماع بكركي حتى الأربعاء لوجود البطاركة خارج لبنان ومشاورات الراعي

المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري: لا صحة للشائعات حول صحة الرئيس

لقاء سيدة الجبل: إجراءات الحكومة مجتمعة لم تقنع الناس في الشارع

سامي الجميل :عندما ينزل مليون ونصف مليون لبناني الى الشارع ويقول لكم " فلوا ... بتفلوا"

المطران كميل زيدان في ذمة الله

جعجع دعا الى استقالة الحريري: لتشكيل حكومة الصدمة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مثال القاضي الظالم والأرملة المصرة وبعناد على أخذ حقها

إنجيل القدّيس لوقا18/من01حتى08/:”قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ مَثَلاً في أَنَّهُ يَنْبَغي أَنْ يُصَلُّوا كُلَّ حِينٍ وَلا يَمَلُّوا، قَال: «كانَ في إِحْدَى المُدُنِ قَاضٍ لا يَخَافُ اللهَ وَلا يَهَابُ النَّاس. وَكانَ في تِلْكَ المَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ تَأْتِي إِلَيْهِ قَائِلَة: أَنْصِفْني مِنْ خَصْمي! وظَلَّ يَرْفُضُ طَلَبَها مُدَّةً مِنَ الزَّمَن، ولكِنْ بَعْدَ ذلِكَ قَالَ في نَفْسِهِ: حَتَّى ولَوكُنْتُ لا أَخَافُ اللهَ وَلا أَهَابُ النَّاس، فَلأَنَّ هذِهِ الأَرْمَلةَ تُزْعِجُني سَأُنْصِفُها، لِئَلاَّ تَظَلَّ تَأْتِي إِلى غَيْرِ نِهَايةٍ فَتُوجِعَ رَأْسِي!». ثُمَّ قالَ الرَّبّ: «إِسْمَعُوا مَا يَقُولُ قَاضِي الظُّلْم. أَلا يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ لَيْلَ نَهَار، ولو تَمَهَّلَ في الٱسْتِجَابَةِ لَهُم؟ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ سَيُنْصِفُهُم سَرِيعًا. ولكِنْ مَتَى جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَان، أَتُراهُ يَجِدُ عَلَى الأَرْضِ إِيْمَانًا؟».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

خطة القضاء على سرطان حزب الله الإحتلالي هي ما ينقص الورقة الإصلاحية

الياس بجاني/21 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79697/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b6%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84/

بداية لا جبران باسيل ولا عمه الرئيس عون ولا جنبلاط ولا فتى الكتائب ولا المعرابي ولا أي وزير أو سياسي أو صاحب شركة حزب تجاري هم المشكلة فقط.

هؤلاء جميعهم ومعهم باقي الأطقم السياسية والحزبية والإعلامية ورغم خطرهم على الإنسانية وعلى الحق والحقوق فهم أعراض ومجرد أعراض وأدوات صغيرة وتافهة وثانوية للمشكل الأساس.

المشكل الأساس وسبب كل الكوارث التي حلت وتحل على مدار الساعة على لبنان وعلى كل اللبنانيين هو سرطان احتلال حزب الله الملالوي والإرهابي والمذهبي بدويلته وإرهابه وتمذهبه وإيرانيته وحروبه وفجور ووقاحة وهمجية وبربرية سيده ومعه كل المسؤولين والعسكر اللاهيين المتأيرنين الأعداء لكل ما هو لبنان ولبناني وحضارة وتعايش وحقوق وحريات وديمقراطية.

عملياً، البلد لم يتعطل ويعادي حكمه العالم ويوصم شعبه بالإرهاب، ولم تعمه الفوضى فقط بسبب أزمات الكهرباء ودين الدولة والنفايات في الشوارع.

ولا فقط بنتيجة فجع وقرف جبران باسيل الغرائزي الفاقد لكل مواصفات البشر والإنسانية.

ولا فقط على خلفية صبيانية الحريري وكسله وجهله للبنان ولعدم تحسسه أوجاع ومعاناة بيئته بشكل خاص.

ولا فقط بسبب باطنية ودكتاتورية وأوهام سمير جعجع الحالم بكرسي بعبدا والجاهز للجلوس عليها بأي ثمن.

ولا فقط على خلفية اكروباتية وباطنية وليد جنبلاط وحقده على الموارنة.

الكارثة حلت لأن البلد محتل، والمحتل الهمجي هو حزب الله الإيراني الذي غير طبيعة البلد الحضارية بالقوة، وفكك الدولة وسيطر عليها، وعهر فيها كل مبادئ وقيم العمل الوطني والسياسي والخدماتي، وعطل المؤسسات وأفرغها من كل مسؤولياتها، واستعبد الطاقم السياسي والحزبي، ودجن الحكام وحولهم إلى أتباع، ودجن أصحاب شركات الأحزاب وأغراهم بالكراسي والسمسرات مقابل تنازلهم عن السيادة والاستقلال والقرار الحر.

من هنا فإن ورقة الحكومة الحريرية والجنبلاطية والباسلية والمعرابية والعونية، كما كل الأوراق الأخرى الحالية والسابقة هي كذب واحتيال ونفاق ودجل وتعاطي سطحي مع أعراض احتلال حزب الله دون تسمية هذا الاحتلال وطرح خطة لإنهائه وتفكيك دويلته وتسليم سلاحه للدولة وضبط الحدود واستعادة واسترداد السيادة والاستقلال والقرار الحر وتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701.

أما من يطالب من أهلنا بتسلم الجيش الحكم واعتقال المسؤولين وتشكيل حكومة عسكرية انتقالية فهذا هو الغباء والجهل بلحمه وشحمه وكأن هؤلاء يجهلون ما حل بلبنان من تعاسة واضطرابات واحتلالات وتنازلات ودكتاتورية وهجرة وتهجير واغتيالات وتبعية في عهود كل من الرؤساء العسكر اميل لحود وميشال سليمان وميشال عون.

الحل الوحيد والعملي لأنهاء احتلال حزب الله يبدأ بتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701 تحت سلطة وإشراف الأمم المتحدة بعد توسيع صلاحية القرار 1701 ونشر القوات الدولية على الحدود مع سوريا ووضع الجيش اللبنانية تحت أمرتها.

كما أنه فقد أصبح من الضرورة بمكان وقف التكاذب الوطني بين اللبنانيين والعمل جدياً للاتفاق بين كل الشرائح اللبنانية المجتمعية على تطبيق النظام الفيدرالي أو المقاطعات أو الولايات الذي اثبت فاعليته ونجاحه في كل بلدان العالم من مثل أميركا وكندا وأوروبا والإمارات وغيرهم الكثير.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تغريدات يوم أمس

إلى الصهر ولعهده القوي الملالوي: شعب لبنان العظيم يمهل ولا يهمل

الياس بجاني/20 تشرين الأول/2019

الناس في كل المناطق وبصوت عال عبرت عن قدر محبتها واحترامها لجبران باسيل وللعهد القوي.هيدا الشعب العظيم ما غيروا..يمهل ولا يهمل..نعم عبرة لمن يعتبر

 

تعرية وانفضاح سخافات أصحاب شركات الأحزاب التجارية والوكيلة كافة

الياس بجاني/20 تشرين الأول/2019

مظاهرات عفوية وصادقة دفنت وجنزت نفاق ودجل واسخريوتية كل أصحاب شركات الأحزاب وعرتهم واذلتهم وفي مقدمهم المستكبر الملالوي نصرالله..اضبضبوا وفكوا عن ضهر الناس

 

شيعة لبنان، شيعة الحق ولبنان السيادة هم الأمل بتخليص وطن الأرز من السرطان الإيراني

الياس بجاني/20 تشرين الأول/2019

واجب شيعة الحق تحرير لبنان من السرطان الإيراني ومن فجور حزبه وسيده اللاهي لأنهم هم أكثر لبنانية من الجميع واهل البيت هم ادرى بشعابه.. الف تحية أكبار للإمام المغيب موسى الصدر

 

الفوضى الكلية وتعطيل عمل المؤسسات يخدم مخطط حزب الله السيطرة الكاملة على لبنان

الياس بجاني/20 تشرين الأول/2019

اين هي القيادات السيادية للثورة. غالبية من يقود حتى الآن يعمل بأمرة حزب الله ويريد الوصول للفوضى ليستلم الحزب الحكم ويسقط النظام

 

جنبلاط رضخ لتهديات نصرالله

الياس بجاني/20 تشرين الأول/2019

موقف جنبلاط تراجعي 100% وورقته ذمية واسترضائية ولم تذكر السرطان الذي يفتك بلبنان الذي هو حزب الله. تهديدات السيد لجمت هجمة جنبلاط

 

ضياع البوصة وابعادها عن احتلال حزب الله يجهض الثورة

الياس بجاني/20 تشرين الأول/2019

جبران وعمه وكل السياسيين والحكومة هم أعراض صغيرة لمرض سرطانية حزب الله وكل ترقيع دون استئصال المرض يبقيه ويقويه. لا تضيعوا البوصلة

 

ثورة بحاجة إلى قيادات غير حزبية

الياس بجاني/19 تشرين الأول/2019

ثورة عفوية وحقيقة في كل لبنان. مهم جداً بروز قيادات صادقة لهذه الثورة قبل أن يتم اجهاضها من قبل حزب الله وأصحاب كل شركات الأحزاب

 

صور تنتفض في وجه الثنائية الشيعية

الياس بجاني/19 تشرين الأول/2019

تحية إكبار للمتظاهرين الأحرار في صور الذين تحدوا ظلم وارهاب وتبعية بري ولم ترعبهم ممارسات زعرانه البربريين..إنها فعلا ثورة

 

التحرك الشعبي بحاجة إلى قيادة صادقة وشريفة من غير الطبقة السياسية والحزبية الحالية

الياس بجاني/19 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79639/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8%d9%8a-%d8%a8%d8%ad%d8%a7%d8%ac%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%82%d9%8a/

تغير اليوم نمط ومنحى التحرك الشعبي في لبنان المحتل بشكل لافت 100%، وفي الغالب هو تفلت إلى حد كبير من سيطرة أصحاب شركات الأحزاب المسيحية والإسلامية على حد سواء.

وفي هذا الإطار الشعبي الناقم عمت المظاهرات كل المناطق بما فيها مناطق تواجد بيئة حزب الله وحركة أمل وتخطت كافة الحواجز المذهبية مما يبين بأن وجع الناس واحد ومعاناتهم واحدة وقامعهم وظالمهم واحد.

يبقى أن هذه التحركات الشعبية التي هي في معظمها عفوية والتي تفجرت غضباً وقرفاً من الطبقات السياسية والحزبية  والرسمية الحاكمة هي صادقة ومحقة ولكنها لتستمر وتحقق بعض أهدافها الشعبية مطلوب أن تكون لها قيادة علنية وشجاعة من ناشطين شرفاء هم من غير الطبقة السياسية والحزبية النتنة الحالية التي هي بالغالب انتهازية واكروباتية ومصلحية ولا تعمل لغير منافعها ومصالحا الخاصة على حساب الوطن والمواطنين.

والمهم لنجاح هذه التحركات أن يكون هدفها الأول تحرير لبنان من هيمنة وإرهاب واحتلال حزب الله ودويلته وسلاحه وحروبه واحترام الدولة بكل مكوناتها ومؤسساتها..ودون ضياع للبوصلة.

والأهم من هذا كله أن تُعري التحركات الشعبية كل الطبقة السياسية والحزبية  والحاكمة الدكتاتورية التي تغطي الاحتلال وتحكم بأمرته وخدمة لمشروعه.

مطلوب ظهور قيادات وطنية لتنظيم التحركات وتأطيرها ووضع أهداف منطقية وعملية وديموقراطية تتوافق مع طبيعة النظام القائم وتركيبة الشرائح اللبنانية المذهبية والحضارية والقومية ودون الضياع والغرق في شعارات وهمية وتعموية من مثل”نريد إسقاط النظام”.

وهنا نشير إلى أن مطالبة سمير جعجع وسامي الجميل وغيرهما من أصحاب شركات الأحزاب العائلية والتجارية والدكتاتورية بإسقاط الحكومة واستبدالها بحكومة تكنوقراط أو أخصائيين هي مطالب ذمية ومنافقة وتعموية بمعنى أنها تتعامى عن واقع احتلال حزب الله وتتملق هذا الاحتلال وتخافه وكل همها أن تصل إلى الكراسي والمنافع وتحل مكان من هم اليوم في الحكم.

أما ما يسمى عهد (باسيل وعون) فهو غطاء ومجرد غطاء لحزب الله ولمشروعه الملالوي ولا يوجد عنده أي مشروع لا وطني ولا مسيحي لأنه فاقد لحريته وممسوك ومقيد باتفاقيات وأوراق تفاهم سلطوية ونفعية وشخصية. وعملياً هو غطى حزب الله ولا يزال يغطيه مسيحياً وهوغطى مؤامرة جر لبنان الدولة بالقوة إلى محور الهيمنة الإيرانية وسوّق ويسوّق لمفاهيم ولاية الفقيه  ولحلف الأقليات ولمشروع الملالي الإمبراطوري.

باختصار فإن إي حكومة مهما كانت تركيبتها وبظل هيمنة وإرهاب حزب الله فهي لن تكون فاعلة ولن يكون بإمكانها أن تخرج من عباءته وسوف تكون كما الحكومة الحالية مجرد أداة بيده.

مسيحياً، سمير جعجع مسؤول عن الوضع الحالي وهو انخرط في الصفقة العار والخطيئة وفرط تجمع 14 آذار على خلفية أوهامه الرئاسية والسلطوية، وبالتالي لا يجب إعادة الثقة به ولا بمن يدورون في فلكه، وعملاً بكل مبادئ الديمقراطية وتبادل السلطات عليه أن يستقيل ليحل مكانه من هو جدير بالموقع القيادي.

أما باقي أصحاب شركات الأحزاب المسيحية فهم همشوا أنفسهم وانهوا وجودهم السياسي وليس هناك من أي مبرر لإعادتهم إلى لعب أي دور.

مطلوب العمل على فرض سلطة القانون على الجميع واحترام الدستور وحث المجتمع الدولي على المساعدة في تنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701

وبأكثر من اختصار مفيد فإن المشكلة والكارثة هي احتلال حزب الله وبالتالي لا حل لأي ضيقة أو معضلة كبيرة أو صغيرة بظل احتلاله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تغريدات متفرقة تتناول المظاهرات في لبنان

الياس بجاني17 و18 و19 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79562/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b8/

*ذمية وتقية ووعمى بصر وبصيرة مواقف المعرابي وفتى الكتائب: مطالبة المعرابي وفتى الكتائب باستقلالة الحكومة وتشكيل أخرى من المتخصصين هي قمة في الذمية. الكارثة هي احتلال حزب الله وليس الحكومات.السكوت في معظم الأحيان أفضل من الكلام المفرغ من أي موقف ومعنى

*صار بدون نفضة بعد ان انتهت صلاحية وأحقية ادوارهم: الأحداث التي يشهدها لبنان أكدت قزمية وعقم وفشل قياداتنا المارونية الرسمية والسياسية والحزبية وبينت كم انهم عبدة كراسي وابواب واسعة ونرسيسيون وواهمون وتبعيون ..تعتير وبؤس ومّحل ع الآخر

*إلى السيدة ميراي عون: جيل عون انتهى عام 2006 مع ورقة التفاهم مع الملالي وذراعهم المحلية، وبعد ذلك تحول هذا الجيل كلياً إلى ملحق بإيران وحزب الله وتفكك واصبح يفتقد لمفاهيم السيادة والحرية والإستقلال.

*كرسي بعبدا والرئاسة هني حلم المعرابي والباقي تفاصيل: المعرابي مش شايف غير جبران والكرسي ببعبدا ونظرته للأمور كلها أحادية أي تونالية ومرّضّية بامتياز وفيها اطنان من الأوهام ومن التعامي عن وضعية احتلال حزب الله. حكيم مضيع البوصلة وبحاجة لحكيم عيون.

*ما يزيد عن 2000 دراجة نارية انطلقت من الضاحية الجنوبية لتنضم لفرسان الخندق الغميق بمهمة اقتحام وتحطيم شارع المصارف وربما اقتحام السرايا.. وسامي الجميل الفتى الذمي بغير قاطع وما بدو يشوف.. حرام …مضيع البوصلة.

*سامي الجميل ذمي ومضيع البوصلة ويتعامى عن احتلال حزب الله: هل من يعقلن سامي الجميل المعقد من باسيل وجعجع ويفهمه بأن المشكلة هي حزب الله وأن أي حكومة بظل الإحتلال حيادية أو تقنية ستكون نسخة عن الحالية؟ مواقف  الفتى صبيانية فاضحة.

*كلام شجاع وصادق لحنبلاط فهو سمى السرطان الإحتلالي أي حزب الله باسمه اما جبران فهو حقاً بوق وأداة وقناع للحزب لا أكثر ولا أقل.

*المتظاهرون في اسواق بيروت وشارع المصارف هم زعران وارهابيين وهؤلاء يحطمون كل ما في الشوارع والهدف هو ضرب القطاع المصرفي خدمة لحزب الله ويقال بأنهم من فرسان خندق الغميق التابعين للرئيس بري.

*بيان الحريري ذمي وهو لم يسمي الإحتلال الإيراني وباق كأداة بيده .الحريري معربط بالصفقة العار مع حزب الله وإيران والأسد وباسيل وجعجع وجنبلاط ومش راح يستقيل حتى لو البلد وناسه احترقوا. استسلام كامل لحزب الله ولإرهابه ولسلبطته... مهلة ال 72 ساعة خدعة كبيرة.

*لأصحاب شركات الأحزاب والسياسيين التعتير: تضبضبوا وسموا الإحتلال باسمه

*بيان القوات اللبنانية ذمي ومعيب وفيه تعامى مقصود وباطني عن واقع احتلال حزب الله وقد اضاع البوصلة بالتهجم على باسيل. جعجع 100% شريك كامل بالصفقة العار وتاجر كباقي كل افراد الطاقم السياسي الإسخريوتي.

*البلد محتل ومسروق ومفكك وكل هذا بسبب حزب الله وإرهابه ومن هم في الحكم يعملون بأمرته وهم مجرد ادوات وأبواق وبالتالي المشكلة الأساس هي حزب الله وقبل التحرر من احتلاله لا حل لأي مشكلة.

*السرطان والمشكل والكارثة والإحتلال هو حزب الله الملالوي..كل المشاركين بالحكومة 8 و14 آذار ومنهم جنبلاط وجعجع والحريري هم ادوات بيد حزب الله مباشرة أو مواربة. تجار 100% وهم داكشوا الكراسي بالسيادة وخانوا الشهداء وقفزوا فوق دمائهم وباعوا لبنان للإيراني.

*كل المظاهرات حتى الآن هي لمصلحة حزب الله وتقوية لإحتلاله وكل مظاهرة لا يكون مطلبها فقط تحرير لبنان من احتلال حزب الله ومن ارهابه هي لمصلحة الحزب وتقوية لإحتلاله. ضياع بوصلة واضح.

*جنبلاط وجعجع هما من اهل السلطة ومن جماعة الصفقة العار.

*جعجع وجنبلاط طالبا الحريري بالإستقلالة..غريب امرهما هني شو ناقصون ما بيستقيلوا..لا ثقة بالإثنين فهما من ضمن الصفقة العار؟

*دعوا حزب الله الذي هو المحتل يستلم الحكم مباشرة وليذهب كل اقنعته إلى بيوتهم. المحتل هو وراء المظاهرات لتعميم الفوضى وضرب المصارف.

*لا حل لأي مشكلة اقتصادية أو معيشية في ظل احتلال حزب الله. الحزب هو السرطان ولا جدوى من التعاطي مع أي من اعراضه . تخلصوا من السرطان.

*اي مظاهرة لا تكون ضد الإحتلال الإيراني هي مضيعة للوقت وتغطية للإحتلال وتسويقاً له. طالبوا بتحرير لبنان من الإحتلال الإيراني.

*المطالبة باسقاط الحكومة الحالية لا يغير شيء لأن حزب الله يحتل البلد ويمسك بقراره ويتحكم بحكامه وأي حكومة جديدة ستكون نسخة 100% عن الحالية. طالبوا بتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني.

*الحكومة الحالية عينها حزب الله وكل من فيها هو من ضمن الصفقة وقابل بسلطة الإحتلال مقابل كراسي ومنافع ..وأي حكومة جديدة ستكون نسخة طبق الأصل عن الحالية وإن تغيرت الوجوه.

*حتى وأن اسقالت الحكومة فلا شيء سيتغير وهي ستبقى حكومة تصريف أعمال وتحت سيطرة حزب الله.

*حزب الله دمر لبنان مؤسسة بعد مؤسسة ولم يبقى غير القطاع المصرفي..كل المظاهرات الحالية هي لضرب القطاع المصرفي بالكامل وافلاس لبنان.*تخلي ترامب عن الأكراد اعطى إيران وحزب الله الضوء الأخضر لإستلام الحكم مباشرة في لبنان..فهل هو ضوء حقيقي من ادارة ترامب أم أن الإيراني يغامر بالأمر؟

*مما يؤكد أن المحتل الإيراني هو وراء المظاهرات هي التغطية الإعلامية المنظمة والمحضرة بشكل مهني.. ومشاركة اذرعة حزب الله مسيحية وغير مسيحية في  في المظاهرات دليل كبير ودامغ على المخطط الإيراني. *

*غالبية من يصرحون من المتظاهرين ضد الدولة والحكومة والسياسيين يبدو أنهم قد حفظوها عن غيب مسبقاً..وهذا دليل على أن هناك جهة حضرت المتظاهرين وهي بالغالب حزب الله ..

*العديد من أبواق حزب الله الإعلاميين كانوا صرحوا بتبجح خلال الأيام الماضية عن ما يجري اليوم من مظاهرات وهددوا حاكم البنك المركزي رياض سلامة والقطاع المصرفي.

*توقع بعض المتابعين للشأن اللبناني أن يضع حزب الله يده على حاكمية البنك المركزي ليواجه العقوبات الأميركية الخانقة التي تستهدفه وتعطل ارهابه وتحركه المحلي والإقليمي.

*فرسان الخندق الغميق دخلوا الساحات على درجاتهم النترية وبدأوا بعمليات التدمير ..الجهة التي تحرك هؤلاء الفرسان معروفة للقاصي والداني مما يؤكد أن المحتل الإيراني هو وراء المظاهرات.

*المتظاهرون فوضوييون وجماعة شغب ولا يعرفون من الديموقراطية لا ألفها ولا يائها وهم اجبروا القوى الأمنية على ردهم بالقوة وبقنابل مسيلة للدموع ولم يكن أمام القوى الأمنية أي خيار أخر وإلا لكانت السرايا دمرت عن بكرة ابيها.

*من المحزن أن تصرفات بعض المتظاهرين وتحديداً الذين حاولوا اقتحام السريا في بيروت كانت همجية وتدميرية وميليشياوية وإرهابية بامتياز مما يؤكد بأن مرجعيتهم قد اعدتهم لهذه المهة العسكرية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو تقرير من الجديد لجاد غصن يعري ويفضح ويفند كذبة ورقة الحريري الإقتصادية والهدف امتصاص واستيعاب غضب الناس/الورقة هي مهينة لذكاء اللبنانيين

الاثنين في 21 تشرين الاول 2019

*الورقة الاصلاحية التي قدمها رئيس الحكومة سعد الحريري كيف يمكن تطبيق بنودها وهل فعلا تخفف العجز/ماذا عن تخفيض الموازنة ل العجز بنسبة 0.06% اي ما يعادل 300 مليون دولار هل الرقم معقول؟/ماذا عن العجز السابق؟ /كيف يمكن للعجز ان ينخفض خلال يومين من دون ضرائب؟

http://eliasbejjaninews.com/archives/79725/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%84%d8%ac%d8%a7%d8%af-%d8%ba%d8%b5%d9%86-%d9%8a%d8%b9%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d9%8a%d9%81/

 https://www.youtube.com/watch?v=hfNklzTzTJo

 

"الهاتفون ضد السيد حسن.. زبالة"!

بتول خليل/المدن/الاثنين 21 تشرين الاول 2019

سقطت المحرّمات الشيعية.. فاستاء "حزب الله" )

"كل هول يللي عم يتظاهروا ويهتفوا ضد السيد حسن، عالم زبالة"، يقول أحد الأشخاص لمراسل تلفزيون "الجديد" في رسالة مباشرة على الهواء، صباح اليوم الخامس لانتفاضة الشعب في وجه الزعماء والسلطة وفسادهم. ويكمل الشاب، الذي زجّ نفسه ورفاقه أمام الكاميرا، أنه "لن يسمح لأحد بالتطاول على سماحة السيد حسن نصر الله"، ليتدخل زميله بالقول منفعلاً: "ليس فقط السيد حسن بل الأستاذ نبيه بري أيضاً". المشهد نفسه تكرر منذ ساعات الصباح الأولى على أكثر من شاشة وفي أكثر من منطقة، حيث كان واضحاً تعمّد البعض الاندساس بين المتظاهرين والقفز للحديث أمام الكاميرات أو افتعال اشكالات مع المحتجين المنادين بشعارات ضدّ نصر الله وبرّي، في محاولة مكشوفة لإعادة التموضع حول الزعماء وإلغاء كلّ مفاعيل التظاهر، وهو ما حصل أيضاً عبر شاشة "إم تي في"، حين قام أحد الأشخاص بالتهجّم على إحدى المتظاهرات التي كانت تتحدث إلى مراسلة القناة وتنادي بإسقاط كل الزعامات السياسية من مختلف الطوائف والأحزاب. وليس دفع هذه المجموعات نحو ساحات التظاهر بهدف ترهيب المحتجين وتعويم فكرة التمسّك بقداسة الزعيم، سوى هدف لإعادة فرز وتدمير التظاهرات وإرجاعنا إلى ما قبل يوم 17 تشرين الاول، حين كان "حزب الله" وحلفاؤه في السلطة مرتاحين للمشهد، إذ لم يكن هناك ما يؤرقهم أو يقضّ مضاجعهم. لكن التكاتف المدهش الذي أظهره الشعب في وجههم، لا بدّ أنه أفقدهم صوابهم، خصوصاً بعدما سقطت الفزاعة التي يقوم عليها الحزب ويحكم قبضته من خلالها. ولا يقتصر الأمر هنا على سقوط المحرّمات الشيعية لناحية انتقاد زعيمي الثنائية "حزب الله" و"حركة أمل" أو شتمهما، بل حتّى لناحية الوحدة الوطنية التي عكستها التظاهرات، وهي ما تجلّت بشكل واضح في شعار "طرابلس تُحيّي صور والضاحية". وفي حال الاستمرار على هذه الحال، فإنّ "حزب الله" يرى في ذلك بداية نهايته، حيث سيكون مصيره التلاشي والزوال، إذ لا يمكن للحزب أن يكون قوياً ضمن دولة لا تقوم على تعزيز المذهبية، وهو لذلك يسعى، بشتّى الطرق، لإعادة زرع الأحقاد تحت مسميّات بسيطة، بهدف استجرار ردود لإعادة شد العصب المذهبي. التخوّف الذي يًبديه "حزب الله" تجاه النَّفَس العابر للطوائف والجرأة غير المسبوقة في انتقاد وشتم الأمين العام وحلفائه في السلطة، تُرجم أيضاً في السجالات المفتعلة في مواقع التواصل، حيث أطلقت حملات تسعى إلى تكريس الفرز بين المواطنين، بينها تلك التي حملت شعار "مع المقاومة ومع الثورة"، والتي تروّج لفكرة أن "لا ثورة من دون مقاومة" وأنّ "كلّ ثورة تنقلب على المقاومة هي ثورة مزيفة".

 

“مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 21 تشرين الاول 2019

وطنية - في ما يلي مقدمات نشرات الاخبار المسائية ايوم الاثنين في 21 تشرين الاول 2019:

تلفزيون "الجديد"

وقالت محطة  "الجديد" في مقدمة نشرة أخبارها:"بتأخيرٍ دام ثلاثينَ عاماً فقط وصلَت أولى جُرُعاتِ الإصلاح.. وبأقلَّ مِن اثنتينِ وسبعينَ ساعةً أعلن الحاكمونَ قيامةَ حلولٍ ظلّت متعثّرةً ثلاثةَ عقود.وُجِدت الإغراءاتُ الماليةُ بسحرِ شعبٍ ثائر تقدّمتِ السلطةُ بطلبٍ التمَسَت فيه المغفرةَ بعدَ إساءةِ الأمانة قدّمت رؤيةَ العِشرين عشرين بتطلّعاتٍ فلَكيةٍ عَجَزَ عنها المنجّمون.. وهي طروحٌ قد تُصنّفُ بالجودةِ في التّخمينِ الاقتصادي لكنّ المعرقلَ الوحيدَ لهذه الرؤيةِ هو المتعهّدُ السياسيُّ المشرفُ على التنفيذ فبجلسةٍ واحدةٍ غاب عنها وزراءُ القوات بداعي الاستقالةِ أَمطرتِ الحكومةُ وعودًا.. فأُشركتِ المصارفُ في الحلّ.. وتَمَّ تصفيرُ العجز.. ودَخلتِ الملياراتُ إلى قروضِ الإسكان.. وصارَ النوابُ والوزراءُ على نِصفِ راتب سُحبت مِنَ الصناديقِ والمجالسِ سبعونَ في المئةِ من ميزانيتِهم.. أُلغيت وِزارةُ الإعلام وتقاعَدَ جرّاحُها.. مُنحَ الختيارُ مُستقبلاً واعدًا بأقرارِ ضمانِ الشيخوخة.. وغيرها مِن الإجراءاتِ التي ستوضعُ قيدَ التنفيذ.وعدُ الحريري دين, والقراراتُ المتّخذةُ تحتَ ضغطِ الشارع قد تكونُ مكاسبَ انتزعَها المتظاهرون لكنّ الناس لم تمنحْها الثقة.. لأنها اختَبرت وعودًا سابقةً أولاً على زمنِ أزْمةِ الُنفايات عندما "طمرتنا" الدولةُ بالوعود ثُم إنّ المشكلةَ الأساسيةَ ليسَت في الوعد بل في أصحابِه ومُطلقِيه.فمَن هم رجالُ الدولة ووزراؤُها الذين سيؤتمونَ على التلزيمِ والتنفيذ.. وزيرُ اتصالات "خرّبها مِن أول عشرين سنت".. وزيرُ إعلامٍ لم يوضع بالتصرّف بعد إنهاءِ خِدْماتِ وزارتِه.. وزيرُ مالٍ يُعرقلُ كلَّ مشروعٍ يَصلُ إليه.. وزيرُ بيئة "ما بدو يسمع صوتنا".. وزيرُ تربيةٍ يُطلِقُ مرافقوه النارَ على المتظاهرين ثُم يجلِسُ بالصفِّ الوزاريِّ عاقلاً .. وزيرُ صناعةٍ يَخرُجُ الى ساحةِ الوَغَى ليُعلنَ حربًا سياسيةً في الشارع ثُم يلتحقُ بالجلسة.. ووزيرٌ أقوى منَ الجميع يهدّدُ بقلبِ الطاولةِ و"بجرفنا" في لحظة والأخطرُ مِن السلوكياتِ الوزاريةِ والهُراءِ الساسيّ هو الأداءُ الماليُّ الاقتصاديُّ لزُمرةِ الحُكم حيث وصلنا اليوَم الى ما يفوقُ تسعينَ مليارَ دولارٍ من الدينِ العام.. بنمو صِفر في المئة, وعجزِ ميزانٍ تجاريٍ أي استيرادِ وتصديرِ سبعةَ عَشرَ مليارَ دولار فمن سيثقُ بكم؟ سيدر هرَبت منكم, الصناديقُ الدَّوليةُ تهدّدُ بالقبضِ على ما تبقى فمن سينفّذُ الاصلاح َالمكتوبَ على ورق؟ وزيرُ المال علي حسن خليل الذي "يفوتر" على المشروع نسبةً مئوية.. أم رئيسُ الحزب التقدمي وليد جنبلاط المتحفّظُ عن البنود؟ وماذا إذا شَعر جنبلاط غداً بأنّه "مزنوق"؟ عرقلةُ خليل وتحفّظُ جنبلاط واستهتارُ شقير بسنت الناس وضحكاتُ الجرّاح المستفِزّةُ للمشاعرِ الشعبية واستخفافُ مجلسِ الوزراءِ مجتمعاً بذكاءِ المواطن عدا استفرادِ البواسل.. كلُّها علاماتٌ لا تجعلُ سعد الحريري مطمئنًا إلى مقرّراتِه الواعدة ومرةً جديدة: المقرراتُ جاءت تحت التصنيفِ الجيّد لكنّ تضمينَها هيئةً لمحافحةِ الفساد امرُ لم يعدْ يصدّقُه المواطنون فقد هرِمنا في وعدِ محاربةِ الفساد وحان الوقتُ اليومَ لتغييرِ الشعارِ الى محاكمةِ الفاسدين.. أي الذَّهاب الى الفاعِل وليس الفعل بحدِّ ذاتِه.. والفاعلُ هنا معلومٌ على منصوب، وعلاماتُ نصبِه ليَست مقدّرة ًبثمن ومحاربةُ الفساد كذلك لا تسقيمُ معَ وجودِ المجلسِ الاعلى لمحاكمةِ الرؤساءِ والوزراء ِالذي صنعَه الرئاسي: بري حريري جنبلاط بهدفٍ منذ ثلاثينَ عاماً لتأمينِ الحَصانةِ السياسيةِ لكلِّ سارقٍ برُتبةٍ رئاسيةٍ وزارية.. ومنذ ذلك التاريخ لم تدخلْ ايُّ شخصيةٍ سياسيةٍ السِّجنَ لصعوبةِ الاحكامِ الواردة وكشفِ السريةِ المَصرفية الذي طالَبَ به رئيس ُالجمهوريةِ اليوم َايضًا سوف يصطدمُ بقانونِ المجلسِ الاعلى الواجبِ الغاؤُه أولا لعدمِ جدواهُ ولتغطيتِه على الجرائمِ "باب اول" وليكُن عندها الرؤساءُ وتوابعُهم تحتَ قانونِ المحاكمِ العادية فهذا نيكولا ساركوزي حوكم في فرنسا بموجِبِ قانونِ الناس.. وهؤلاءِ أعداؤُنا في إسرائيلَ مِن نتنياهو الى ايهود اولمرت يجري تجريمُهم وَفقَ قوانينَ عادية.هي مقرراتٌ معَ وقفِ التنفيذ.. لكنّ أهمّ عناوينِها هو اعترافُ رئيسِ الحكومةِ بقوةِ الناس وإعلانُه أنّ هذه القراراتِ ليست للمقايضةِ لوقفِ التظاهرِ فهذا القرارُ أنتم تأخذونه ولا أسمحُ لأحدٍ بأن يهدّدَكم وواجبُ الدولةِ أن تَحميَكم" قال الحريري للمتظاهرين: "صوتُكم مسموع.. وإذاالانتخاباتُ النيابيةُالمبكرةُ هي المطلوب، فأنا معكم كسعد الحريري"، لقد كسرتُم الحواجز وهزَزتم كلَّ الأحزاب، وأهمُّ حاجزٍ انكسر هو حاجزُ الولاءِ الطائفي، فأنتُم أعدتُم الهُويةَ اللبنانية إلى مكانِها الصحيح خارجَ أيِّ قيدٍ طائفي كلامٌ على مستوى الاعتراف.. لكنّ كلّ ذلك يتطلّبُ ثقةً مِنَ الناسِ بالحريري وفريقِه وتاليًا بكلِّ العهد.. وأولُ عواملِ الثقة يُنتُى عندما يسلم الحريري وزيرًا واحداً للمحاكمة.. وبعضُهم ظلّ رافضًا مجردَ شربِ القهوةِ في مكاتبِ القضاة.. قدّمَ للمتظاهرين هديةً على قدْر قَهرِهم سلّم.. تسلم".

مقدمة نشرة اخبار "أن بي أن"

وقالت محطة "أن بي أن" في مقدمة نشرتها:"على قاعدة أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً والشعب أراد فكان له ما أراد….ورقة إصلاحية تم إقرارها بكامل بنودها معطوفة على موازنة العام 2020… فماذا بعد؟ ولماذا ليس قبل ذلك رغم أن رئيس مجلس النواب نبيه بري دقّ جرس الإنذار ودعا إلى حالة طوارئ إقتصادية منذ أكثر من عام حتى وصل به الأمر إلى إعتبار خطورة الوضع الإقتصادي توازي الخطر الإسرائيلي.رئيس الحكومة سعد الحريري الذي اعترف بأن التحرك الشعبي كان هو الدافع لإقرار مجلس الوزراء كل الإصلاحات كشف عن بنود السلة الإصلاحية التي تضمنت بنودًا متقدمة على صعيد مكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة والأملاك البحرية ودعم الأسر الأكثر فقرًا وضمان الشيخوخة والإسكان وخفض رواتب الرؤساء والوزراء والنواب الحاليين والسابقين بنسبة خمسين بالمئة ومعالجة عجز الكهرباء وخفض موازنات بعض المجالس بنسبة سبعين بالمئة وإلغاء بعضها الآخر وتعيين الهيئات الناظمة لبعض القطاعات الحيوية كالكهرباء والطيران المدني.الجلسة التي شهدت مناقشة إيجابية وسط أجواء هادئة سُجل في دقائقها الاخيرة انسحاب وزيري الاشتراكي احتجاجًا على عدم الأخذ بملاحظات كثيرة تقدما بها في الموازنة والورقة الاقتصادية وسبق الجلسة سجال عنيف بين وزير الاتصالات محمد شقير ونائب رئيس الحكومة المستقيل غسان حاصباني نتيجة اتهام شقير للأخير بأنه وراء الاقتراح المتعلق برسم العشرين سنتًا على الواتساب.وبالموازة تتواصل التظاهرات في بيروت والمناطق وسط مشاركة متفاوتة.بعد الهجوم المكثف من قبل ماكينات ممولة من الداخل والخارج على الرئيس بري اكتفى برد مختصر مفيد يحمل الكثير من المعاني: جريمتي أنني مع وحدة لبنان والحفاظ عليه وسأستمر في حماية لبنان إلى آخر يوم في حياتي.رئيس المجلس أرجأ جلسة إنتخاب المطبخ التشريعي التي كانت مقررة غداً إلى الإثنين المقبل.

تلفزيون المنار

وقال تلفزيون المنار في مقدمته :"فَعَلَها المتظاهرونَ، بعد اَن رَفَضَها او سَوَّفَها السياسيونَ لعقود.. فكانتِ الاصلاحاتُ التي لم تَكُن معهودةً حتى في الشعاراتِ الانتخابية، وباتَت اليومَ قراراتٍ حكوميةً مُلزِمَةً للجميع، تحتَ اعيُنِ ورَقابَةِ اللبنانيينَ كلِ اللبنانيين .. جلسةٌ حكوميةٌ لاربعٍ ساعاتٍ اَسَّست لجديدِ المساراتِ مع سلطةٍ تَبيَنَ انها طالَما كانت قادرةً ولكنها لم تكُن تُريد..لكنَّ النتيجةَ: كانت ما ارادهُ اللبنانيونَ المعتصمونَ في الساحاتِ وبحبلِ الله والوطن، والمطلوبُ الحِفاظُ على هذا الانجازِ بحِكمةٍ ومسؤولية..ستُحَلُّ قضيةُ الكهرباءِ العصيةُ على الحكوماتِ المتعاقبةِ لسنوات، هكذا اقَرَّتِ الورقةُ الاصلاحية، وباتَ بالامكانِ العودةُ الى قروضِ الاسكان، وقررتِ الدولةُ اِعالَةَ العائلاتِ الاكثرِ فقرا بملياراتِ الليرات، وستساهِمُ المصارفُ بجزءٍ ولو يسيرٍ مما كَسَبَتهُ بِهندَساتٍ ماليةٍ لسنوات، وسَتُنَظَّمُ المؤسساتُ والصناديقُ الحكوميةُ لا سيما تلكَ الفلوكلورية، وسيَقبلُ المسؤولونَ بنصفِ المخصصات، وسَيُقَرُّ قانونٌ لاِعادةِ الاموالِ المنهوبة..هذا بعضُ ممّا قدمتهُ الورقةُ التي تلاها رئيسُ الحكومةِ باسمِ مجلسِ الوزراء معلِناً اِقرارَها بالاجماع، وتلاهُ الاعلانُ عن اقرارِ مجلسِ الوزراءِ لموازنةِ العامِ الفينِ وعشرينَ ضمنَ المُهَلِ الدستوريةِ لاولِ مرةٍ منذُ سنين، واُحيلَت الى مجلسِ النواب..مجلسٍ هو على موعدٍ مع جلسةٍ صباحَ الاثنينِ المقبلِ لانتخابِ اعضاءِ اللجانِ النيابيةِ بدلَ الجلسةِ التي كانت مقررةً غداً كما اَعلَنَ رئيسُ المجلس نبيه بري في بيان.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 21 تشرين الأول 2019

وطنية/الإثنين 21 تشرين الأول 2019

النهار

بدا واضحاً أن عدداً من النوّاب غرّدوا مؤيدين التحرّك ضد العهد والحكومة التي تمثل كتلهم النيابيّة.

أدّى التحرّك الشعبي إلى إنقسام "اللقاء التشاوري" وخروج النائب فيصل كرامي منه إثر رفض الوزير حسن مراد الاستقالة واعتبار الأخير راضخاً لـ"حزب الله" والوزير باسيل أكثر من أعضاء اللقاء.

ضاعت التحضيرات للإنتخابات البلديّة التي كانت مُقرّرة الأحد المقبل وصار تأجيلها أمراً محتّماً.

باتت الفرصة سانحة أكثر للعميد شامل روكز للتقدّم أكثر في أوساط مناصري "التيّار الوطني الحر".

الجمهورية

لوحظ خلال التظاهرات العفوية الغاضبة سقوط "محرّمات"، وإن الحجم الجارف للمتظاهرين في الساحات والشوارع غطّى على ما سبق من تظاهرات شعبية.

حذّرت مراجع أمنية وعسكرية من مخاطر سيناريوهات يجري تداولها عن تحركات عسكرية مؤكدة أن مهام هذه القوى في مثل الظروف الراهنة لا تحتاج إلى من يحدِّدها.

فوجئت مراجع عليا بالقرار الذي قامت به سفارات عربية بإجلاء رعاياها واعتبرته إجراءً أمنياً لا معنى له بقدر ما هو سياسي وحمّلت مسؤوليتها إلى موقف لبنان في الجامعة العربية.

اللواء

حدثت حلحلة في حرك سحوبات الدولار، من A.T.M في عدد من المصارف، ولكن بكميات محدودة..

تهتم عواصم كبرى بمستقبل الحراك اللبناني، لجهة القدرة على الإطاحة بالطبقة السياسية مجتمعة؟

خلافاً لشعارات طرحت فإن تقاسم الوظائف بين القوى الحاكمة، تعدى الأعراف إلى كل المشاركين في السلطة.

البناء

قالت مصادر وزارية انّ رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي تلقى اتصالات داخلية وخارجية عديدة تخللتها ضغوط شديدة عليه للإستقالة من الحكومة، لكنه كان قد قرّر البقاء بعد سماعه كلمة الأمين العام لحزب الله الذي وصف الاستقالة بالهروب من المسؤولية للذين شاركوا 30 عاماً في الحكم ويجب أن يحاكَموا وهو لا يريد العودة لأزمة مع حزب الله فكان المخرج ورقة إصلاحية كشرط للبقاء في الحكومة.

نداء الوطن

على وقع التظاهرات في الساحات لوحظت مراسلة "otv" تحاور المتظاهرين عبر ميكروفون من غير "لوغو" تجنبا لغضب الناس، بينما "تلفزيون لبنان" كان يبث معزوفات ومسرحيات.

أكد أحد نواب "اللقاء التشاوري" أن خروج النائب فيصل كرامي من اللقاء هو لمصالح شخصية فيما وصف أحد السياسيين الأمر بـ"انتقال غب الطلب".

قال أحد نواب تكتل "لبنان القوي" إن ما كان مقبولا اليوم من مطالب المتظاهرين سيكون مستحيلا غدا، محرضا الرئيس عون على "الضرب على الطاولة بوجه الرئيس الحريري".

 

الثورة المضادة بدأت.. دراجات نارية تحمل أعلام حزب الله وأمل تجوب شوارع بيروت!

وكالات ومواقع ألكترونية/21 تشرين الأول/2019

انتشرت مقاطع فيديو تظهر دراجات نارية تحمل أعلام “حزب الله” وحركة “أمل” وهي تجوب شوارع بيروت. وافادت mtv ان دراجات نارية تحمل أعلام “أمل” و”حزب الله” جابت شوارع بيروت وتوجهت من بشارة الخوري باتجاه وسط بيروت لكنّ الجيش تصدى لها عند نقطة مونو، ونقلت عن مصدر عسكري قوله: لا داعي للهلع فالجيش منتشر لتأمين الحماية”. وكانت”الوكالة الوطنية للاعلام” قد افادت أن دراجات نارية تجوب شارع رأس النبع ومنطقة فردان حاملة اعلاما حزبية. وصدر عن قيادتي حزب الله وحركة أمل في الجنوب البيان التالي: “عقدت قيادتا حزب الله وحركة أمل في الجنوب إجتماعا في مكتب حزب الله في مدينة النبطية تناولت خلاله اخر التطورات على الساحة المحلية وتوقفت عند الحراك الشعبي العفوي والصادق الذي شهده لبنان خلال الايام الماضية والصرخة التي عبرت عن وجع الناس ونبّهت الجميع إلى أن هذا الحراك يجب أن يبقى بعيداً عن تبني بعض الأحزاب التي كانت في السلطة لعقود التي ركبت موجته وحركته وتحاول أن تحرفه عن مساره باتجاه غايات وأهداف سياسيّة والذي يؤدي حتما اذا استمر إلى فشل هذا الحراك المعبّر بصدق عن وجع الناس. ودعت القيادتان الجميع الى التضامن والتعاون وتحمّل المسؤولية لإخراج البلد من أزمته من خلال تبني الورقة الإصلاحية التي أقرتها الحكومة والتأكيد على الجديّة والمتابعة في تنفيذها .. وأدانت القيادتان ما أقدم عليه البعض من شتائم وسباب وعبارات نابية سوقية أساءت وتسيء للشعب اللبناني الذي إنما صورته الحقيقية الأخلاق والأدب , مع الدعوة الى الحفاظ على الأملاك العامة والخاصة والإبتعاد عن كل أنواع التخريب والتصدي لكل من تسوَل له نفسه القيام بذلك ..

وأخيراً مع استحقاقات الإنتخابات البلدية الفرعيّة, أكدتا على التعاون بينهما على أساس اتفاق 2010 وتشكيل مجالس بلدية ذات كفاءة وفعالية مع الحرص على تمثيل جميع العائلات والفعاليات والسعي إلى التزكية كخيار يجنب قرانا وبلداتنا حالات وأجواء التنافس والإنقسام “.

 

البطريرك الراعي يدعو الى اجتماع روحيّ طارىء في بكركي بمشاركة البطاركة الاورثوذكس

وكالات ومواقع ألكترونية/21 تشرين الأول/2019

دعا البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الى اجتماع طارىء لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان بمشاركة اصحاب الغبطة البطاركة الاورثوذكس، يعقد في الصرح البطريركي في بكركي يوم الاربعاء المقبل في 23 الجاري الساعة 9:30 صباحًا، وذلك للبحث في الاوضاع المأساوية التي آلت اليها البلاد في ضوء التظاهرات الشعبية ومطالبها المحقة وعلى أثر صدور مقررات اجتماع مجلس الوزراء في القصر الجمهوري في بعبدا.

 

باقون في الشارع.. هكذا ردّ المحتجون على «إصلاحات» الحريري لإخماد الاحتجاجات

وكالات ومواقع ألكترونية/21 تشرين الأول/2019

ردَّ متظاهرون لبنانيون، الإثنين 21 أكتوبر/تشرين الأول 2019، على حزمة الإصلاحات الاقتصادية التي تبنَّتها الحكومة اللبنانية وأعلنها رئيسها سعد الحريري، بالهتاف: «الشعب يريد إسقاط النظام». وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن المحتجين في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة بيروت، «يتحلَّقون حول مكبرات الصوت، للاستماع الى كلمة رئيس الحكومة سعد الحريري مباشرة، وعند ذكر كل بند يهتفون: (ثورة) و (الشعب يريد إسقاط النظام)». من جانبهم، ردَّ نشطاء الحراك على كلمة الحريري، بتأكيد «الإصرار على إسقاط المنظومة السياسية‎‎». وقالوا في تصريحات متفرقة لعدد منهم لـ «الأناضول»، إن «هذه الحكومة لا يمكنها تطبيق الإصلاحات».

 

الدكتور يوسف الحوراني

الكولونيل شربل بركات/21 تشرين الأول/2019

بعدني من شي شهر عم اسأل عنك وطلبت من حدا من الاصحاب يبعتلي نمرة تلفون بس تأتطمن عليك وشوف كيف عاملي الأيام فيك. هل بعدك بصحتك وعم تدولش عالشجر بالجنينة الحد البيت بيارون والا ختيرت وصرت متل الهمتقاعدين بتقضي ايامك بالمدينة؟

دكتور يوسف في بيننا حب عتيق لهالبلد وتاريخو كان الك الفضل الكبير فيه. بتذكّر كنت بعدني صغير وانت راجع من السفر وجيت عملت زيارة للوالد وخبرتو عن نجاحاتك ودراساتك وكان كتير مبسوط بها الشب هاللي درس وعمل حالو بعد ما دخل بمجال العمل ونجح وحمل دكتورا من القلال بالمنطقة يومها هاللي وصلوا لهون. بعدين تعرفت عليك وقت صرت حب التاريخ وقريت كتابك عن فلسفة التاريخ – لبنان في العهد الفينيقي وهاللي عجبني وفتحلي عيوني على حقائق زادتني تعلق بلبنان وفخر بتاريخو وانجازات ولادو.

بس لما عرفتك عن قرب وشفتك عم تبني بيتك بايدك بطرف يارون من جهة رميش وعم تعمرو بالحجر الأبيض المحلي وانت والمعمرجي والعمال عم تشتغلوا سوى افتخرت فيك أكتر وصارت زياراتي الك بالبيت الجديد والحكي عن التاريخ القديم وأهمية المنطقة العايشين فيها متل شي جلسة سمر بيرتاح الواحد فيها من هموم الحرب ومشاكل الواقع وبغوص بانجازات الأهل والجدود هاللي سكنوا هالأرض وعمروها وحموها بالجهد والايمان.

شفت فيك كمان مواقف فيها عنفوان متل يوم القلت لهاك المدعي والمتطفل على التاريخ لما سألك رأيك عن محاضرتو وكانت بالجامعة بصيدا وما كان بدك تجرحو بس لما أصر قدام الكل وبزمن السيطرة الفلسطينية جاوبتو يومها وهو عم يحاضر عن لبنان الكبير انو لو ما جماعتك اعتبروا الشريف من آل البيت كنتو أول مين رفض الانضمام للشام سنة العشرين. ويوم هاللي وقف مدعي تاني بجامعة الكسليك وصار يتبجح عن انو اسرائيل بلعت الجنوب وما حدا من الموارنة القاعدين بأول صف بجونيه تجرأ على الاعتراض قمت وقلتلو بكل شجاعة يمكن اسرائيل تحاول تبلعو بش ما تخاف لو شربت كل السفن اب بالعالم ما بتقدر تهضمو لأنو في أربع خمس ضيع موارنة مزروعين بهالارض ولا ممكن يخلوها تهضمو.

كتير في حكي بيناتنا وكتير كنت بحب نرجع نجتمع بس الظروف كانت صعبة وهاللي حكموا البلد مش اوادم ولا عندن بعد نظر ولهيك راح يخربوه لأنو هاللي حامل جوهرة ومفتكرها حجر أكيد راح يضيعها ويعطيها لمين بيشتري وبدون تمن حتى.

وانت ورايح لجوار الرب سلم على الابطال والمفكرين وسالنا اياه يعطف على ولادو ويحفظ هالوطن هاللي منحبو وبعدنا منشتاق ننكوش بأرضو وندفشها تتعطي . الأرض بتحب هاللي بيحبها وبتحن على اللي بيحميها.

الله يرحمك دكتور يوسف ويرد عن العيلي خاصة هالاولاد هاللي طلبت مني كون عرابن وما صرلي وقت وجهن بحقل الرب. تعزيتنا كمان لكل أهل يارون ولأهل المنطقة هاللي حبيتها وحبتك...

أنا أكيد انك راح تسمع منو هاك الجملة هاللي بتستاهلها "أدخل فرح سيدك"...

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ساحات النبطية تصون اعتصاماتها

رولا فرحات/المدن/الاثنين 21 تشرين الاول 2019

إنه اليوم الخامس من عمر الثورة تعيشه مدينة النبطية في جنوب لبنان موزعة في ثلاث نقاط: حي السراي، دوّار كفررمان، وأتوستراد حبوش – النبطية. المعتصمون وضعوا قوانينهم الخاصة. أغلقوا الساحات على أنفسهم وقطعوا الطرقات بما تيسّر لهم من دواليب وأتربة. ومنعوا المرور سيارات باستثناء سيارات الاسعاف.

وقف الشتائم

استجابت المؤسسات الكبرى لدعوات الإضراب، بينما فتحت المؤسسات الصغيرة أبواب عملها، على الرغم من خلوها من الزبائن. كما هو حال الطرقات. المنطقة تبعث على الكآبة... باستثناء الطرقات المؤدية إلى أماكن تجمع المعتصمين. إذ نرى الشبان والشابات يخرجون بأعلامهم من مكان إلى آخر للمشاركة في التجمعات. اختلف مشهد منطقة النبطية عن الأيام السابقة، فالعدد في كل نقطة لم يتجاوز الألف. لكن الساحات لم تخلُ من الحشود، والهتافات لم تتوقف. هي الشعارات ذاتها في كل مكان إلا أنها باتت أكثر لياقة امتناعاً عن شتم رجالات الدولة ورؤساء الأحزاب.

شبان يافعون محمولين على الأكتاف يصرخون مطالبين بالتغيير. الوجوه الشابة تغلب على المشاركين أكثر من كبار السن. مجموعة من الصبية قدموا بأقنعتهم من بلدة أنصار للمشاركة. للوهلة الأولى تظنهم قادمين للهو، لكن بمجرّد سؤالهم إن هم يعون ما يحدث في بلدهم، يباغتونك بإجابات متماسكة وواضحة. وأحدهم يطالب بإيجاد فرص عمل لأنه لا يملك أكثر من 3 ألاف ليرة من جيبته، وآخر يطالب بالدخول إلى جامعة من دون إضطراره لطلب الواسطة.

فتح الطرق

في هذه المنطقة التي تسود فيها أعلام حزب الله وحركة أمل، وولاء معظم المواطنين إليهما، أنجز المعتصمون أهم اعتصام في تاريخهم. تركوا انتماءاتهم جانبًا وخرجوا للمطالبة بحقوقهم. شأنهم شأن المواطنين في كل مكان في لبنان. هو تحرك عفوي يخلو من أي تنظيم، وباستطاعة أي كان ملاحظة التشتت الذي يسود. بعضهم فضل استكمال التحرك في مسيرة أصروا على أن تكون سلمية، فيما بقي الجزء الآخر أمام السراي. هذا التشتت في المشهد ساد بعد تلاوة الحريري للإصلاحات المزعومة. فللوهلة الأولى، احتار المواطنون في أمرهم حتى بدأت الأصوات تتعالى برفضها مصرين على البقاء في الساحة رغم الأعداد المتواضعة.

ليلاً، قام الجيش والقوى الأمنية بفتح الطرقات وإزالة السواتر الترابية ثم عمدوا إلى غسل الطرقات، كأنهم يمسحون أثار الجريمة على مرأى من منفذيها. فيما اندفع المعتصمون إلى دوار كفرمان لإكمال اعتصامهم.

 

الحكومة تخذل اللبنانيين والجيش يواجه "الشبيحة".. وبيان أول للانتفاضة

المدن/الاثنين 21 تشرين الاول 2019

بدا يوم 21 تشرين الأول، وكأن جمهور الانتفاضة يأخذ استراحة ضرورية بعد أربعة أيام من اندلاع الاحتجاجات والتظاهرات المتواصلة. ومقابل "التعب" الطبيعي والمتوقع، كان لا بد أن يميل شطر وازن من المواطنين إلى انتظار ما قد تقدم عليه الحكومة وتعلنه في الجلسة الوزارية.

في الوقت نفسه كانت السلطة تراهن على أن ما يجري مجرد فورة غضب وسيكون يوم الإثنين 21 تشرين الأول يوم نفاد السخط وانتهاء التظاهر، طالما أن الأمر مجرد "مطالب معيشية" أو تعبير عن ضيق حال ليس إلا. وأن لا طموحات سياسية ولا برنامج واضحاً لدى هؤلاء المتجمهرين.

بالإضافة إلى هذا كله، تم دفع الجيش في بعض الأماكن للعمل على فتح الطرقات عنوة وتفريق المعتصمين في بعض المناطق. فيما بدأت حركة أمل وحزب الله ببث دعاية مضادة تتهم جهات خارجية بدعم الانتفاضة "المشبوهة"، وأن ما يجري هو "مؤامرة على المقاومة". ويحرضان على عدم الاستمرار في المشاركة بالتظاهر.

"رشوة" القرارات الحكومية

كل هذا مجتمعاً أدى إلى تراجع واضح في زخم التظاهر والاحتشاد طوال النهار.. وحتى إعلان رئيس الحكومة إقرار سلسلة من الإجراءات الإصلاحية وجملة من الوعود. وبلغة التودد عبّر الحريري عن شكره للبنانيين المنتفضين، الذين ساعدوه في إقناع شركائه في الحكومة بهذه الإجراءات. القرارات الحكومية هذه، قائمة على الظن أن "رشوة" الناس بإصلاحات ناقصة وبكثير من الوعود التي لا شيء يوحي بتحقيقها، كافية لتهدئة الناس وامتصاص غضبهم وإعادتهم إلى بيوتهم وإسكاتهم. وكعادة السلطات الغشيمة التي ترتكب الخطأ نفسه، اتخذت السلطة اللبنانية قراراتها متأخرة جداً عن ما وصل إليه المواطنون، الذين أصبحوا في واد آخر، وبدأت تتبلور عندهم على نحو مشترك وعمومي جملة قناعات سياسية جذرية في طرحها. ما أن انتهى الحريري من تلاوة القرارات الحكومية حتى أدرك اللبنانيون أن شعار "إسقاط النظام" لم يعد مبالغة ولا مجرد جملة سائرة في العالم العربي.. بل هو ضرورة مصيرية لهم.

هكذا تكفلت الحكومة، وما قررته، باستفزاز الناس جميعهم وتقديم العلة الضرورية للاستمرار في انتفاضهم وحثهم مجدداً على النزول إلى الساحات.

شبيحة 7 أيار.. والجيش

بعد ساعتين تقريباً من تلاوة القرارات الحكومية تغيرت صورة الساحات. اشتعل ليل بيروت وبدأت الحشود تتقاطر إلى الشوارع. جذوة الغضب والاعتراض والثورة تجددت تماماً كما كان الحال قبل يوم الإثنين. مشهد تجدد الحشود استفز على ما يبدو أعداء الانتفاضة اللبنانية، حركة أمل وحزب الله، فأفلتا زعرانهم "الشبيحة"، برثاثتهم الميليشياوية المعروفة منذ 7 أيار "المجيدة"، فانطلقوا على شاكلة قطعان من مئات الدراجات النارية الصارخة "لبيك نصرالله" و"بالروح بالدم نفديك يا برّي". إلا أن ما لم يكن في الحسبان لا في بال هؤلاء ولا في بال اللبنانيين هو رد فعل الجيش اللبناني المفاجئ نوعاً ما، إذ تصدى بحزم وشدة للبلطجية وطاردهم. بل أن قيادة الجيش أبلغت حزب الله أنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال الاعتداء على المتظاهرين، ليصدر فيما بعد بيانان من "أمل" والحزب يتنصلان مما حدث نافيان علاقتهما بهذه "المسيرات" الاستفزازية.

ابتداء السياسة

في قلب الساحة، كان الرد على السلطة وعلى ملامح ومحاولات إطلاق ثورة مضادة قد بدأ يتبلور بداية المساء إذ عمدت بعض المجموعات وبعض الناشطين المدنيين والسياسيين ببلورة رؤية فيما بينها وتشكيل أطر وعلاقات لوضع أسس وتصور للمرحلة المقبلة. الجامع المشترك هو فقدان الثقة بالسلطة وبالإصلاحات المقترحة. ويقول ناشطون لـ"المدن" أن الورقة الإصلاحية المقدمة من الحكومة هي لشراء الوقت وتنفيس الشارع ووضع المزيد من الديون على الدولة، لبقاء الحكومة ولو لأشهر قليلة. بعض المجموعات المدنية حاولت عقد مؤتمر صحافي لإعلان خطة إنقاذية في ساحة الشهداء. لكن بعد مشاورات ونقاشات عدة تم التراجع عنه. ووفق معلومات "المدن" ضغط أكثر من طرف لثني المجموعات عن هذه الخطوة، وفتح المجال للمزيد من التشاور بين الجميع.

بيان مجموعات ناشطة

في وقت سريع تمت صياغة بيان باسم المحتجين:

رداً على ورقة الحكومة بكامل قواها السياسية التي تشكل انعكاساً لمجلس النواب. وبمعزل عن مدى مواءمة بنودها مع تطلعات الشعب وآماله، إن كنتم كقوى سياسية صادقين - ونحن لا نثق بكم- فليتم عقد اجتماع استثنائي وفوري لمجلس النواب، لإقرار القوانين اللازمة المتعلقة في ورقتكم الإصلاحية. وإن لم تفعلوا فأنتم كاذبون ونحن هاهنا قاعدون.

وأعلن البيان أن المطالب الأساسية هي:

- استقالة الحكومة فوراً.

 -انتخابات نيابية مبكرة بقانون انتخابي لا طائفي (تقدمه المعارضة الوطنية المنبثقة من الشارع).

- تشرف على الانتخابات جهات محايدة.

- ليبدأ بعد الانتخابات النقاش السياسي داخل مجلس النواب. وليثبت كلٌّ جدارته في التعبير عن الشارع.

فلنتوحد خلف هذه المطالب الآن ولنختلف لاحقاً، علينا أولا أن نكون. العالم كله شاخصة أنظاره على اللبنانيين، فلتخجل السلطة ولتحترم قرار 2.5 مليون لبناني نزلوا في 20 تشرين الأول 2019.

 

تظاهرة طرابلس.. غضب ساطع على الحريري

جنى الدهيبي/المدن/الثلاثاء 22 تشرين الاول 2019

في يومها الخامس على التوالي، الإثنين 21 تشرين الأول، استمرت عاصمة الشمال ونجمة الانتفاضة المضيئة، بتظاهرتها الشعبية والغفيرة، في وسط ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور). وفيما كانت الاستعدادات على أوجّها منذ ساعات الصباح الأولى تنظيميًا وعفويًا، على المستوى الأمني والطبي والبيئي، وكذلك على مستوى إدارة "حراس المدينة" لتنظيم التظاهرة والحفاظ على أمنها وسلامتها وانضباطها، كانت ألوف الأعداد الوافدة من مختلف المناطق الشمالية، من عكار والمنية والضنية وزغرتا والكورة بتزايد مستمر.

حراس المدينة

لكن المفاجئ، كان بعد أن قرأ رئيس الحكومة سعد الحريري مقررات الورقة الإصلاحية الصادرة عن جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا. فما أن أنهى كلمته، وبعد أقل من نصف ساعة، حتّى تضاعفت أعداد المتظاهرين في ساحة النور. وهذه الأعداد التي تخطّت عشرات الآلاف، كانت ردًّا واضحًا وصريحًا على رفض المتظاهرين في طرابلس لكلّ ما جاء به من إصلاحات! وبعد كلمة الحريري، تدفق العديد من العائلات وأبناء مناطق زغرتا والضنية وعكار والكورة لمشاركة الطرابلسيين في تحركهم، كما انضم أبناء الأحياء الشعبية في المدينة، من مختلف أعمارهم وفئاتهم وطوائفهم نساءً ورجالًا وأطفالًا وكبارًا في السّن، افترشوا الساحة وأخذوا بالتمدد في فروعها الستّة. وفي ظل الانتشار الكثيف لعناصر الجيش وقوى الأمن في محيط الساحة، إلى جانب سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر والجمعية الإسلامية، عمل شباب "حراس المدينة" على تنظيم الحشود وتسهيل حركة دخولهم إلى الساحة والتنسيق مع المعتصمين، بغية التصدي لمحاولات المندسين التخريبية. في هذا اليوم، الذي استمرت فيه الهتافات الثورية ضدّ النظام والعهد والحكومة، إلى جانب أجواء الفرح، كان لافتًا انتشار المبادرات التطوعية الفردية في توزيع العصائر والطعام والمناقيش على المتظاهرين، ما خلق جوًا من الإلفة ومساحة حرّة للتلاقي بين أبناء المدينة وضواحيها والمناطق الشمالية. وكذلك، جرى استقدام رافعة ضخمة لاستخدامها في كتابة عبارات على طول مبنى الغندور المطل على الساحة، منها: "من طرابلس شكرا للجيش والقوى الأمنية وبلدية طرابلس"، "طرابلس مدينة العيش المشترك".

لا نريد سماع أحد

وعن ورقة الحريري الإصلاحية، لدى سؤال مها (27 عامًا)، عن رأيها بها، تجيب "المدن": "نزلت إلى التظاهرة بعد سماعه لأعلن عن رفضي كمواطنة لمقرارات هذه الورقة، التي أثبت فيها الحريري حجم نهبنا، وهو لو لم يخف مع شركائه في الحكومة من الانتفاضة الشعبية، ما كان خرج بها، وكانوا قد استمروا في سرقتنا، وهذه الورقة هي حبة مورفين لن نقبل بها". أبو محمد (55 عامًا) يعلّق على ورقة الحريري بالقول: "قد يكون لا حلّ لنا سوى الانصياع لهذه المقررات، حتى لا نذهب إلى المجهول والفراغ، ولأن الغلبة في البلد هي لحزب الله المسلح، لكن هذا لا يلغي عدم ثقتنا بالحكومة بالمطلق". وعصام (35 عامًا) يعتبر أن هذه الإصلاحات التي اقتراحات الحريري ضرورية، لكن حكومته ليست مخولة بتنفيذها، ويجب أن تكون في يد حكومة أخرى "لذا نحن سنبقى في الشارع". أمّا سوسن ( 43 عامًا) تجيب باختصار: "ما سمعتو ولا بدي اسمع حدا. ونحن في الشارع إلى حين إسقاط النظام القائم برمته، وأي بديل أفضل من بقائه".

النقابات تنتظم وتتطوع

وفي السياق، كان مجالس نقابات المهن الحرة قد عقد اجتماعًا بحضور نقباء المهن الحرة في طرابلس والشمال، وأصدر بيانًا أكدوا فيه على "مضمون البيان الصادر عن نقباء المهن الحرة يوم الأحد في 20/10/2019 وقرروا وضع خطة على عدة مراحل لعمل نقابات المهن الحرة مواكبة لمسار الحراك الشعبي الراهن في البلاد"، وأشار إلى أن المرحلة الأولى هي في إنشاء غرفة عمليات مشتركة لنقابات المهن الحرة تتضمن:

- وضع مركز المعونة القضائية والمساعدة القانونية في تصرف الحراك الشعبي على مستوى محافظتي الشمال وعكار، للقيام بكل ما هو مطلوب لجهة المسائل المتعلقة بالمحتجزين والموقوفين والمعتقلين بسبب الحراك.

- إنشاء عيادة طبية ميدانية لنقابتي الأطباء وأطباء الأسنان في لبنان لإستقبال ومعالجة وتوجيه كافة الحالات الطارئة الناجمة عن الإعتصامات.

- إنشاء خلية هندسية لمواكبة حجم التقنية والتنفيذية لمساعدة هذا الحراك على الاستمرار ولوضع تقرير شامل عن موضوع الأملاك البحرية والكهرباء في محافظتي الشمال وعكار. على أن يتم تنفيذ المرحلة الأولى خلال 48 ساعة من تاريخه.

 

اللبنانيون يرفضون إصلاحات الحريري ويتمسكون بإسقاط النظام

انتفاضة الملايين تزداد توهجاً وثباتاً... وتحرك لافت لأبناء العشائر في بعلبك الهرمل

 معجزة” مجلس الوزراء: إقرار موازنة بصفر عجز ومن دون ضرائب وخطة الكهرباء

ارتفاع النقمة في المناطق الشيعية على أداء نواب “حزب الله” و”حركة أمل” ووزرائهما

غياب وزراء “القوات” للاستقاله وانسحاب وزيري “التقدمي” قبيل انتهاء جلسة الحكومة

أبو فاعور: المشكلة مع آلية تعاطي وزراء العهد… ويعقوبيان: الإضراب حتى سقوط المافيا

أنور الخليل: غضب الشارع لا تسكته ورقتكم يا دولة الرئيس ولا تصرفات الطبقة الحاكمة

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/21 تشرين الأول/2019

: لم يبدِ أكثر من مليون ونصف المليون لبناني الذين أعلنوا انتفاضتهم الوطنية منذ خمسة أيام، وافترشوا الساحات، شباباً وشيباً، نساء وأطفالاً، كثير اهتمام بنتائج جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في قصر بعبدا، أمس، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي تعرض لانتقادات واسعة لغيابه عن التطورات التي تحصل في البلد، عاقدين العزم على الاستمرار في تحركاتهم الاحتجاجية التي لم تستثن منطقة من لبنان، في رفضهم لسلطة الأمر الواقع وتحكمها بمصير البلاد والعباد، ومؤكدين على استقالة الحكومة، في حين سجل تحرك لافت لأبناء العشائر في مناطق بعلبك الهرمل الذين أكدوا تضامنهم مع ما تشهده المناطق اللبنانية، ومشددين على ضرورة إسقاط النظام الفاسد، ومحملين الأحزاب في تلك المنطقة ما أصاب الناس من فقر وعوز.

وتواصلت انتفاضة اللبنانيين، أمس، بشكل منقطع النظير، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، مروراً بالبترون وجبيل وجونية والمتن، وصولاً إلى بيروت وساحتي الشهداء ورياض الصلح وما بينهما، إلى ساحل الشوف وجبله امتداداً إلى صيدا والنبطية وصور وصعودًا إلى مرجعيون وراشيا، حيث الجميع صوت واحد: “كلن يعني كلن”، لأن كل القوى السياسية وعلى لسان المتظاهرين تتحمل المسؤولية في إيصال الوضع إلى ما وصل إليه على جميع الأصعدة، على أنه بدا لافتاً ارتفاع النقمة في المناطق الشيعية خاصة على أداء نواب “حزب الله” و”حركة أمل” ووزرائهم وتحميلهم مسؤولية أساسية في ما وصلت إليه الأمور من انحدار على جميع الأصعدة.

وعلى وقع هدير أصوات وصرخات مئات الآلاف من اللبنانيين المنتفضين في كافة المناطق اللبنانية، المطالبين بالتخلص من الطغمة الحاكمة، اجتمع مجلس الوزراء بغياب وزراء “القوات اللبنانية” الذين قدموا استقالاتهم خطية، لمناقشة الورقة الإصلاحية التي تقدم بها الرئيس سعد الحريري. وبعد أكثر من خمس ساعات من النقاشات التي لم تخل من الحدة بين الوزير وائل أبو فاعور والوزير جبران باسيل الذي نال النصيب الأكبر من شتائم اللبنانيين في الشوارع، أقر مجلس الوزراء بنود الورقة الإصلاحية وخطة الكهرباء، إضافة إلى إقرار موازنة 2020 بعجز صفر بالمائة ودون ضرائب.

وقع رئيس الجمهورية مرسوم إحالة مشروع الموازنة إلى مجلس النواب.

وأشار رئيس الحكومة سعد الحريري، الى أنّ “الهدف من الممارسة السياسيّة، تأمين كرامة الناس وأساسها الكرامة الفردية التي تأتي من خلال تأمين العمل والطبابة ومختلف الخدمات”.

وقال: “منذ أن تشكَّلت الحكومة، أقول، أنّ امامنا خطوات ضرورية لتأمين هذا الهدف والنتيجة، أنّ الشباب بعدما صبروا وصلوا الى مكانٍ من اليأس نتيجته الانفجار والنزول الى الشارع للمطالبة بحقهم، المطالب كثيرة ومحقة ولكن المطلب الواضح الذي يجمع الجميع عليه هو الكرامة”.

واضاف، “اعطيت شركائي مهلة 72 ساعة لتأمين سلسلة من الاجراءات، والمهلة كانت لفرقاء الحكومة لا للشباب الموجود في الشارع لأنه هو من يطلب مني ومن الجميع، وكانت للحد الادنى من الاجراءات وتحققت”.

وأعلن الحريري عن الاجراءات التي تم اقرارها، وهي:”الموازنة بعجز 0.6% من دون ضرائب اضافية أو جديدة والمصارف ستساهم بخفض العجز، خفض الف مليار ليرة من عجز الكهرباء، واقرار العفو العام وضمان الشيخوخة قبل نهاية العام، وإعطاء 20 مليار ليرة لمشروع الاسر الاكثر فقرًا”.

وأضاف:”خفض 50% من رواتب الوزراء والنواب والرؤساء الحاليين والسابقين وموازنة المجالس، اعداد مشروع قانون استعادة الاموال المنهوبة وسنطلب من محامي المجتمع المدني التعاون معنا، وإنشاء قانون انشاء الهيئة الوطنية لمحاربة الفساد قبل نهاية العام، وتركيب سكانر على المعابر لمكافحة التهريب، والغاء وزارة الاعلام والمؤسسات غير الضرورية”.

وتابع:”اطلاق مشاريع المداخل الشمالية والجنوبية لبيروت أي لينور واليسار، تعيين الهيئات الناظمة للكهرباء والاتصالات والطيران المدني، وتسريع تلزيم معامل الكهرباء واقرار مشاريع المرحلة الاولى من سيدر خلال 3 اسابيع”.

ولفت، الى انه سيتم درس الاتجاهات للذهاب الى الخصخصة مع الخيارات المتاحة. ووجّه الحريري كلمة الى المتظاهرين في الشارع، قائلاً، “لن أطلب منكم وقف إجراءاتكم الاحتجاجية، والقرارات التي اتخذناها قد لا تحقق مطالبكم، وهي ليست للمقايضة أو للطلب منكم وقف التظاهر وواجب الدولة أن تحميكم وتحمي التعبير”. وأضاف:”انتم البوصلة ومن حرّك مجلس الوزراء هو ما اوصل الى القرارات التي اتخذناها ومن موقع مسؤوليتي، عملت 3 ايام للوصول الى ما وصلنا اليه وصوتكم مسموع واذا كان مطلبكم انتخابات مبكرة للتعبير فأنا معكم”. وقال، “يجب أن تعلموا، أنّ ما قمتم به كسر الحواجز وهزّ الاحزاب والتيارات وحاجز الولاء الطائفي، وأعدتم الهوية اللبنانية الى مكانها الصحيح وهذا اكبر مكسب وطني، ونأمل أن يكون ذلك بداية لنهاية النظام الطائفي وللبنان الجديد”. وكان وزيرا الحزب التقدمي الإشتراكي وائل أبو فاعور وأكرم شهيب انسحبا قبيل انتهاء الجلسة. وأشار وزير الدفاع الياس بو صعب بعد الجلسة، الى أنّ “اعلان الاشتراكي الانسحاب من الجلسة أتى في الدقيقة الاخيرة”.من جهته، أشار الوزير وائل أبو فاعور، الى “أننا بانتظار بيان رئيس الحكومة وقراراته لحسم موقفنا من الحكومة”. وشدَّد، على أنّ “وزراء التيار لا يريدون تحرير ملف الكهرباء من قبضتهم وهم يعتبرون أنفسهم خارج إطار المحاسبة ووزراء التيار الحر مستبدون”.

وأكّد، أنّ “المشكلة مع آلية تعاطي وزراء العهد”. من جانبه، قال الرئيس عون في مستهل الجلسة أن “ما يجري في الشارع يعبّر عن وجع الناس، ولكن تعميم الفساد على الجميع فيه ظلم كبير، لذلك يجب على الأقل أن نبدأ باعتماد رفع السرية المصرفية عن حسابات كل من يتولى مسؤولية وزارية حاضراً أو مستقبلاً”.

وأكد وزير الاتصالات محمد شقير، أنّ “كلّ القوى السياسية وافقت على رسم الواتساب”.

وأشار بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، الى أنّ هناك تسجيلات في المجلس تثبت عدم اعتراض أحد على هذا الاقتراح من ضمنهم وزراء حزب القوات اللبنانية. ولفت رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب السابق وليد جنبلاط، عبر “تويتر”، الى ان “الحزب سجل اعتراضات أساسية في مجلس الوزراء وفرض نقاط أساسية”. ودعت النائب ستريدا جعجع إلى تشكيل حكومة تقنيين أخصائيين مختلفة تمامًا، بوجوه جديدة وبعيدة كل البعد من كل الأطراف السياسيّة والأحزاب وتتمتع بالصدقيّة اللازمة لإنقاذ البلاد.

وقالت في بيان: “احترامًا للمليون ونصف المليون لبناني الذين يفترشون الطرقات في مختلف أرجاء الوطن موحدين تحت راية العلم اللبناني، وجوه قديمة ما بتمشي”.

على صعيد متصل، استمر الجيش اللبناني ولواء الحرس الجمهوري في قطع مداخل القصر الجمهوري والطرقات المؤدية له من المناطق المجاورة، مع انتشار كثيف لها وسط إجراءات امنية مشددة، كما تم استقدام تعزيزات أمنية استثنائية في محيط وسط بيروت و”بيت الوسط”.

من جانبها، شددت النائب بولا يعقوبيان، عبر “تويتر”، على أنّ “الذي يحب الزعيم اكثر من الوطن سيبقى من دون كرامة في شبه دولة لا تؤمن ادنى اساسيات العيش الكريم، سيبقى رهينة شعارات كبيرة لا تنتج الا الهزيمة”.

وأكدت، أنّ “بناء وطن حقيقي هو مصلحة اللبنانيين المشتركة وبقاء المزرعة هو مصلحة زعماء الطوائف”. وأضافت:”الاضراب في لبنان حتى سقوط المافيا”.

وفي السياق، كتب النائب أنور الخليل، على “فيسبوك”: “الورقة الاقتصادية المسرب منها الى الإعلام لا تلاقي طموحات انتفاضة الشعب، تأتي الورقة الإصلاحية المقترحة من دولة رئيس مجلس الوزراء كمعالجة محدودة جدا لأسباب انتفاضة لبنان، وكأنها لم تتفهم أسباب غضب الشارع الذي تحول الى امواج زاخرة من الشعب ليعبر عن سخطه وعدم قبوله بطريقة ومنهجية الحكم في إدارته للسلطة في لبنان. لذلك، وما سيلي إنما يعبر عن رأيي الشخصي وليس بالضرورة رأي كتلة التنمية والتحرير التي أنتمي إليها”.

وتابع: “غضب الشارع لا تسكته ورقتكم يا دولة الرئيس ولا تصرفات الطبقة الحاكمة التي ما زالت عمياء عن أسباب هذا التحرك الشامل، حيث لا 8 ولا 14 ولا اصطفاف مذهبيا، بل أوجاع كثيرة وهموم كبيرة تقض مضاجع أهلنا شبابا وشابات في هذا الوطن”.

من جهته، اعتبرالنائب فريد هيكل الخازن، بأنه ليس مطلوباً أن تكون الكهرباء 24/24 بل المطلوب وقف السرقة ونهب المال العام.

إلى ذلك، وفي ضوء الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها لبنان، ولأن الأمور لا تحتمل التأجيل، وهي تتطلّب اتخاذ إجراءات جذرية وسريعة لجهة رفع السرية المصرفية عن حسابات جميع المسؤولين والمتعهّدين وشركائهم كافة وتجميد حسابات الفاسدين منهم للوصول لاحقاً إلى ملاحقتهم بالجرائم المنصوص عنها في قانون العقوبات وبجرم تبييض الأموال المنصوص عنه في القانون رقم 44/ 2005 تمهيداً لاسترداد الأموال المنهوبة الناتجة عن فسادهم، طالب نادي قضاة لبنان هيئة التحقيق الخاصة التي يرأسها حاكم مصرف لبنان بفتح أبوابها لاستلام البلاغ المقدّم منه.

وأطلق عدد من المحامين المنتمين الى نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس، تجمعا بإسم “تجمع محامي ثورة لبنان 2019” وأكد المحامون، في بيان، ما يلي: “أولا: إن حق التظاهر وإبداء الرأي هو من الحقوق المقدسة التي كفلها الدستور اللبناني، وكافة الشرائع العالمية، وبالتالي فإن التعدي على المتظاهرين هو أمر مخالف للقانون، وبالمقابل فإننا ندعو المواطنين والمواطنات الى احترام حقوق الغير والأملاك العامة والخاصة اثناء ممارستهم لحقهم.

ثانيا: إن الشعب وبحسب مقدمة الدستور اللبناني هو مصدر السلطات، ولا سلطة تعلو على سلطته، وعلى السياسيين التنبه والإحتكام إلى هذه القاعدة الجوهرية واحترامها.

ثالثا: إن المال العام أمانة يجب الحفاظ عليها وأي مس بها يستوجب المحاسبة والملاحقة عملا بالقوانين المرعية الاجراء.رابعا: يضع محامو التجمع أنفسهم بخدمة المتظاهرين الذين يتعرضون لأية ملاحقة تعسفية، تهدف الى منعهم من ممارسة حقهم”.

 

تظاهرات لبنان: هتافات وشعارات تكسر “المحرمات”

لافتات احتجاج: "عذراً الطريق مقطوع لصيانة الوطن"... و"أسعد مكتئبين"

بيروت- وكالات/21 تشرين الأول/2019

 طالت الشعارات والهتافات التي رددها المتظاهرون في ساحات بيروت ومدن أخرى كل الزعماء السياسيين من دون استثناء، في مشهد غير مألوف في لبنان كسر “محرمات” لم يكن من السهل تجاوزها.وتنوّع مضمونها بين استعادة هتافات “الربيع العربي” المطالبة بإسقاط النظام، وصولاً إلى وضع أركان الحكم في السجن. وفي ساحات بيروت، كما في مدينة طرابلس، ومدينتي صور والنبطية، وفي كسروان ذات الغالبية المسيحية، يتكرّر الهتاف ذاته على ألسنة الجميع صغاراً وكباراً، ومنها: “الشعب يريد إسقاط النظام”، “على رأس المال ثورة، على الضرائب ثورة، على العنصرية ثورة، على هالنظام ثورة” ، و”يلا يلا يلا.. حريري اطلع برا”، و”هيي هيي هيي حكومة حرامية” و”دولتنا دولة شبيحة”. وطالت الشعارات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي كان توجيه اتهامات أو انتقادات ذات طابع سلبي إليه من المحرّمات في السابق، حتى أن تقليده في برامج فكاهية تسبب أحياناً بردود فعل غاضبة من أنصاره في الشارع. وكرّر المتظاهرون مراراً “كلهن كلهن كلهن، نصرالله واحد منهم” في خطوة علّق عليها الأخير بالقول “اشتموني أنا لا مشكلة، لكن لا تشتموا بقية الناس”. ونال وزير الخارجية جبران باسيل، صهر الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر، الحصة الأكبر من الهتافات والشتائم في مختلف المناطق، حتى أن البعض حوّلها إلى مقطوعات موسيقية تمّ تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولم يغب اسم رئيس البرلمان نبيه بري، الذي يرأس حركة أمل، عن لسان المتظاهرين الذين اتهموه بالسرقة والفساد وحملوا عليه لبقائه في منصبه منذ بداية التسعينات، و”صور صور صور كرمالك بدنا نثور”.ولم تخل بعض اللافتات التي رفعها المتظاهرون أو كتبوها على الجدران من روح الفكاهة، على غرار المطالبة بتشريع الحشيشة، أو وضع لافتة تشير إلى مقر البرلمان كُتب عليها “مجلس الحراميي” وكتابة “يسقط حكم المصرف” قرب شارع يضم عشرات المصارف في بيروت.

وفي دليل على تضامن اللبنانيين في هذا البلد الصغير حيث توجد 18 طائفة، ردّد المتظاهرون شعار “إسلام ومسيحيي مع دولة مدنية” في بلد تتحكم فيه الطوائف بقوانين الأحوال الشخصية ويطالب فيه كثيرون بفصل الدين عن الدولة. وقرب مدينة عاليه ذات الغالبية الدرزية، قطع متظاهرون طريق بيروت دمشق قبل يومين بحجارة وسيارة رفعوا عليها لافتة تحمل عبارة “عذراً الطريق مقطوع لصيانة الوطن”. وفي صورة إلتقطها مصور لوكالة فرانس برس، في وسط بيروت، حملت شابتان لافتة من ورق كُتب عليها باللغة الإنكليزية “أسعد مكتئبين قد تلتقونهم على الإطلاق” في إشارة إلى الشعب اللبناني.

 

حاصباني ينفي طلبه وضع ضريبة على “واتس اب”

بيروت- وكالات/21 تشرين الأول/2019

علنت مصادر في قصر بعبدا، أنّ وزير الاتصالات محمد شقير اتّهم نائب رئيس مجلس الوزراء المستقيل غسان حاصباني، بأنّه هو مَن طرح فكرة الضريبة على “واتساب”، وليس شقير. ونفياً لذلك، غرّد حاصباني عبر حسابه في “تويتر” قائلاً: “طالبت دوماً بتطبيق القانون 2002 الذي ينظم قطاع الاتصالات ويحرره من قبضة احتكار الدولة الذي ادى الى التدهور الحاصل اليوم ولم اطالب بوضع ضريبة على الـWhatsapp كما يدعي زوراً بعض المغرضين”.

 

“القوات” لنصرالله: استمع لمعاناة ناسك ولا تستعملهم أداة لقمع اللبنانيين

بيروت ـ”السياسة” /21 تشرين الأول/2019

اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية المستقيل ممثل حزب “القوات اللبنانية” ريشار قيومجيان أن خطاب امين عام “حزب الله” حسن نصرالله كان مخيباً للآمال وهو يدرك جيداً ان هذه الاكثرية الحاكمة لا يمكنها انقاذ الوضع.وردّ على كلام نصرالله عن ان “حزب الله” ان انزل جمهوره الى الشارع فينزله في أرجاء الوطن كافة، قائلا: “آمل ان يستمع “حزب الله” الى معاناة ناسه اولاً، والا يستعملهم كأداة لقمع اللبنانيين لان ذلك يمكن ان يؤدي الى حرب اهلية”. وشدد، على ان “هناك سلطة قائمة وجيشاً لبنانياً مخولاً تأمين الامن”، داعياً قيادة الجيش الى تحمّل مسؤولياتها ومضيفاً: “لا احد يمكنه استعمال الميليشات لقمع الناس، فليدركوا ماذا يفعلون ما من ضعيف في البلد ولا يمكن لاحد ان “يستوطي” حيط احد”. واكد أن “الحكومة القائمة فقدت ثقتها لدى الناس، وبالتالي اقل الإيمان ان يستقيل الرئيس سعد الحريري وان تشكل حكومة جديدة”، مضيفاً: “بتنا في الهاوية والوضع الاقتصادي والمالي بحاجة لمبادرات إنقاذية، ولكن للأسف لم نلمس هذه الجدية بورقة الاصلاحات التي طرحت”.

 

واشنطن تدعم المتظاهرين وتتهم حكومة الحريري بالفشل

بيروت- وكالات/21 تشرين الأول/2019

 دعمت الحكومة الأميركية حق اللبنانيين في التظاهر السلمي، مشيرة إلى أن الشعب اللبناني محبط بسبب فشل حكومته بالإصلاح. وأكدت الحكومة الأميركية في موقفها من الأوضاع في لبنان على لسان مسؤول في الخارجية الأميركية، أن عقودا من الخيارات السيئة والفساد وضعت لبنان على حافة الانهيار الاقتصادي. وأعرب المسؤول الأميركي عن أمل بلاده في أن تدفع هذه التظاهرات بيروت للتحرك نحو الإصلاح الاقتصادي، معتبرا أن تطبيق لبنان للإصلاح يفتح الباب أمام الدعم المالي الدولي.

 

“نادي القضاة” طالب المصرف المركزي بتجميد حسابات السياسيين وعائلاتهم

السياسة/21 تشرين الأول/2019

في ما يشبه بدء التجاوب مع مطالب اللبنانيين المعتصمين في مختلف المناطق اللبنانية، نشرت وسائل اعلام محلية عدة، رسالة موجهة من نادي قضاة لبنان الى مصرف لبنان المركزي طالبه فيها بالتجميد الاحترازي لحسابات السياسيين في المصارف اللبنانية. وورد في الرسالة: “الى هيئة التحقيق الخاصة التي يرأسها حاكم مصرف لبنان في ضوء الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها لبنان، ولأن الأمور لا تحتمل التأجيل، وهي تتطلّب اتخاذ إجراءات جذرية وسريعة لجهة رفع السرية المصرفية عن حسابات جميع المسؤولين والمتعهّدين وشركائهم كافة، وتجميد حساباتهم للوصول لاحقاً إلى ملاحقتهم بالجرائم المنصوص عنها في قانون العقوبات، وبجرم تبييض الأموال المنصوص عنه في القانون رقم ٤٤/‏ ٢٠١٥ تمهيداً لاسترداد الأموال المنهوبة الناتجة عن فسادهم”. وورد في البلاغ “التجميد الاحترازي لحسابات كل السياسيين والموظفين الكبار والقضاة، وكل من يتعاطى الشأن العام وشركائهم من متعهدين وغيرهم (وعائلاتهم) التي تتجاوز قيمتها 750 مليون ليرة لبنانية فردياً، أو مجموعة ورفع السرية المصرفية لصالح القضاء ومنع التصرف بها”. كما طالب بـ “التحقيق مع أصحاب هذه الحسابات حول مصادر هذه الأموال، وطبيعة العمليات المجراة فيها، والتأكد من المستندات المثبتة لها، ومخابرة السلطات الأجنبية كافة، والمطالبة بمعلومات حول حسابات السياسيين والموظفين الكبار (وعائلاتهم) المصرفية في الخارج”.

 

الحكومة اللبنانية تسابق الحشود الضخمة بورقة الاقتراحات الاقتصادية وتسعى لإقرار الموازنة وإحالتها إلى البرلمان

بيروت: «الشرق الأوسط»/21 تشرين الأول/2019

تسابق الحلول السياسية في لبنان الاعتصامات التي تتوسع ويزداد عددها وحشودها بشكل غير مسبوق في بيروت ومناطق متعددة، وذلك قبل انتهاء مهلة الـ72 ساعة التي أعطاها رئيس الحكومة سعد الحريري للأطراف السياسية المكونة للحكومة، بغية تنفيذ الإصلاحات، وسط معلومات عن انعقاد جلسة وشيكة للحكومة تقر فيها الموازنة المالية العامة لعام 2020 تمهيداً لإحالتها إلى البرلمان لإقرارها، وذلك بعد وضع اللمسات الأخيرة على ورقة الاقتراحات الاقتصادية بسرعة قياسية تحت ضغط الاحتجاجات في الشارع.

في غضون ذلك، ضاقت شوارع وسط بيروت ومدن أخرى في لبنان أمس برجال ونساء وشباب ناقمين على الطبقة السياسية التي يحملون عليها فسادها وسوء إدارتها لأزمة اقتصادية دفعت اللبنانيين إلى تخطي انتماءاتهم الحزبية والتظاهر لتحصيل حقوقهم. وازدادت أعداد المتظاهرين أمس، في اليوم الرابع من الاحتجاجات، بحيث وصلت إلى مستويات غير مسبوقة. وخروج عشرات الآلاف من مختلف المناطق والاتجاهات السياسية إلى الشوارع، مكررين شعار «ثورة» و«الشعب يريد إسقاط النظام». وتجمع المتظاهرون في وسط بيروت، ونزل آخرون إلى الشارع في صور والنبطية وصيدا جنوباً، وطرابلس وعكار شمالاً وصولاً إلى بعلبك شرقاً.

من جانبه، ترأس الحريري الاجتماع الوزاري في بيت الوسط بعد ظهر أمس، ووعد خلاله المشاركين في الاجتماع بالاتصال بهم مجدداً ليبلغهم عن موعد ومكان انعقاد مجلس الوزراء الذي بات وشيكاً. حيث بدأ بوضع اللمسات الأخيرة على ورقة الاقتراحات الاقتصادية ويعتبر أن الأجواء إيجابية بعدما نال موافقة أطراف الحكومة على هذه الورقة. وتحدثت معلومات عن أن «الحريري سيطرح الورقة الإنقاذية على التصويت في جلسة الحكومة المرتقبة ويأمل إقرارها بالإجماع وسيعلن موقفه بعد انتهاء المشاورات مع الكتل السياسية». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر أن الحريري «قدّم ورقة من 10 بنود إصلاحية ومصرّ على تنفيذها، وتواصل مع القوى السياسية وهناك قبول مبدئي بها»، معرباً عن اعتقاده بأن اجتماع الحكومة سيقر الموازنة ويحيلها إلى مجلس النواب. وقال الجسر في حديث تلفزيوني: «كل أصدقاء لبنان في العالمين العربي والغربي تمنوا على الحريري عدم الاستقالة، لذلك أعطى مهلة 72 ساعة، لأن تداعيات الاستقالة أكبر من أن نتصورها. وهو قال إنه إذا لم نتوصل إلى حل تفضلوا لتحضير انتقال سلس للسلطة دون خضات، لأن وضع البلد لا يحتمل». وأشار إلى «استجابة للورقة الإصلاحية، وللناس أن ترفض الورقة إذا لم تقتنع بجديتها ومهلتها الزمنية»، مضيفاً: «إذا لم تتحقق بكليتها عندئذ سيخرج الحريري من السلطة ويصار إلى انتقال هادئ له». وفيما تسابق الحكومة مهلة الـ72 ساعة التي منحها الحريري لمعرقليه وتنتهي مساء اليوم، يزداد الشارع زخماً وتضافرت الحشود بشكل قياسي إلى وسط بيروت أمس، استعداداً لمواكبة قرارات الحكومة اليوم.

وتشل الاحتجاجات مختلف المناطق اللبنانية، لليوم الرابع على التوالي، وإلى جانب المصارف والمدارس، أعلنت الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة تمديد الإضراب حتى مساء الاثنين. وقالت: «مواكبة منها للحراك الشعبي العارم، وانطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية والنقابية التي تفرض عليها المشاركة الفاعلة في رفع الصوت إزاء سياسة الإفقار والتجويع المتمادية التي دأبت السلطة على انتهاجها وخاصة في تحميل آثار العجز إلى الموظفين (16000 موظف في الوزارات كافة) الذين تقاضوا سلسلة الرتب والرواتب التي هي حق لهم منذ سنوات». و«ترقباً لما سيصدر عن الحكومة من إجراءات موعودة لمعالجة الأزمة القائمة»، أعلنت الرابطة عن تمديد الإضراب العام في جميع الإدارات والمؤسسات العامة حتى مساء اليوم الاثنين إفساحا في المجال لكل الزملاء الموظفين، في إطار حقهم المشروع في التعبير الحضاري عن هموم الناس وقضاياهم العادلة، بالمشاركة في المسيرات الشعبية الرافضة للمس بقوت الفقراء ومحدودي الدخل.

وحذرت من «المساس بحقوق أصحاب الدخل المحدود، أو رواتب الموظفين ومستحقاتهم التقاعدية، أو أي من مكتسباتهم المحقة، أو زيادة محسوماتهم التقاعدية». وأكدت أنها «لن تتردد في مواجهة هذا الأمر باللجوء إلى جميع الخطوات التصعيدية المتاحة دستورياً وقانونياً، وأولها الإضراب المفتوح». بدوره، دعا الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، حنا غريب، إلى إضراب عام شامل رفضاً للورقة الإصلاحية التي قدمها الحريري ووافقت عليها كل الكتل النيابية في البرلمان اللبناني. وطالب بإسقاط الحكومة وتحديد قانون انتخاب عادل وعصري لينتخب الناس ممثليهم الحقيقيين إلى المجلس النيابي اللبناني وتشكيل حكومة اختصاصيين لإنقاذ ما تبقى من خلال استعادة الأموال المنهوبة.

 

مطالب الاحتجاجات في لبنان تتباين بين التغيير الكلي والإصلاح

بيروت: نذير رضا/«الشرق الأوسط»/21 تشرين الأول/2019

تنفرد مجموعة أصدقاء قدامى التقوا في ساحة الرياض الصلح، بمساحة أقل ضجيجاً، لمناقشة خيارات الحراك وآفاقه. بدا هؤلاء أكثر قلقاً من ردة فعل الحكومة على استمرار الاحتجاجات، طارحين مجموعة من الأسئلة الشائعة منذ ليل الخميس الماضي: «هل تستقيل الحكومة؟ ماذا بعد استقالتها؟ هل تتحقق أمنيات الشعب بإعادة الأموال المنهوبة؟ هل تتحسن ظروف البلاد الاقتصادية؟»، وفوق كل ذلك «كيف سنعبر الأزمة ونحقق التغيير؟». والسؤال الأخير، هو الأكثر تردداً. فالضبابية التي تحيط بالمشهد الذي يلف وسط بيروت وسائر المناطق، تستدعي هذه الأسئلة، ذلك أن الجموع التي تتداعى إلى وسط بيروت، تثبت بما لا يحمل الشكّ أن الحراك شعبيّ، لا تحركه أحزاب ولا فئات ولا نقابات ولا قوى ضغط، وتظهر الشعارات المرفوعة والمجموعات المشاركة، أن الحراك لا قيادة له على مستويات عالية، ولا حتى على مستوى المجموعات الصغيرة، ما يعطيه طابع الغضب الشعبي حتى الآن.

وتحوّلت منطقة وسط بيروت إلى مساحة حرة للتعبير عن الهواجس والغضب، فتقول جويل (27 عاماً) إنها تخرجت قبل 5 سنوات من واحدة من أغلى الجامعات في لبنان، ولا تجد وظيفة. «دمرونا»، تقول بحسرة، مشيرة إلى أنها تعاني من الكآبة، وتفكر في الهجرة: «تراجع عمل والدي، ولا أجد فرصة للعمل... أين نذهب؟» ومثلها، يعبّر أمين (29 عاماً) الذي قدم على 5 وظائف في مجلس الخدمة المدنية عله يجد فرصة وظيفة حكومية قبل اتخاذ القرار الحكومي بمنع التوظيف في القطاع العام، وذلك بعد أن أيقن قبل عشر سنوات بأن فرصة الالتحاق بالكلية الحربية كانت شبه معدومة (قبل أن يتخذ قائد الجيش الحالي جوزيف عون قبل عامين قراراً بمنع التوسط في امتحانات الكلية الحربية). ويقول: «أحمل إجازة في إدارة الأعمال، وأعمل عامل توصيل نراجيل (ديلفري) كي أتمكن من العيش»، لافتاً إلى أن الظرف المعيشي «يزداد قسوة، ولا أمل إلا بالتغيير».

ويتسم الحراك بالغضب والاستياء من الأداء السياسي لجهة محاكاة هواجس الناس ومطالبهم، والتطلع بشؤونهم الاقتصادية إثر تراكم الأزمات وتضخمها منذ أسابيع، لجهة ارتفاع الأسعار وفقدان العملة الصعبة من السوق، والإجراءات التي تتخذها المصارف بفرض قيود على السحوبات بالدولار. وازدادت مع قرارات تجميد التوظيف في القطاع العام، وإغلاق عشرات المؤسسات الخاصة بسبب الظروف الاقتصادية الضاغطة، بموازاة الحديث عن سلة ضرائبية جديدة قد تطال بطريقة غير مباشرة الطبقات الفقيرة والمتوسطة. واللافت أن الغضب لم يوجه إلى فئة دون أخرى، بل طال الجميع دون استثناء، وتوحّدت الرايات في الاحتجاجات حيث انحصرت بالعلم اللبناني وحده، فيما طالت الشتائم قسماً من السياسيين. وتتفاوت آمال المتظاهرين في مستوياتها بين السقف العالي والواقعية. لدى صغار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، يمكن رصد توق عالٍ للتغيير بلا أدنى حسابات سياسية. ينتظر هؤلاء إعلان استقالة الحكومة، وسقوط العهد، ووصول مجموعة جديدة من السياسيين الاختصاصيين إلى الحكم «لينقذوا البلاد»، كما تقول نوال (21 عاماً)، متسائلة: «ما المانع من التغيير؟ نحن هناك أكثرية تستطيع أن تضغط وتفرض شروطها، ولن يكون أمام السلطة إلا الاستجابة».

هذا الاندفاع «الثوري» لدى اليافعين، تقابله واقعية لدى الفئات الأكبر سناً. يطالب هؤلاء بالتغيير في المقاربة الاقتصادية للبلاد. يدركون أن التغيير السياسي ككل، مستحيل وينطوي على مخاطر تدهور الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي في البلاد، كما أن تركيبة النظام تمنع ذلك، بالنظر إلى أن نظام الحكم في البلاد قائم على التشارك وفق معايير الديمقراطية التوافقية. لذلك، يرى هؤلاء أن الضغوط يجب أن تتركز على القوى السياسية لتغيير مقاربتهم تجاه الحكم. يقول علي (37 عاماً) وهم يحمل إجازة في الحقوق، إن التغيير «مستحيل ويندرج ضمن سياق الآمال الكبيرة غير القابلة للتحقق»، مضيفاً: «إذا أردت المُطاع فاطلب المستطاع... لذلك يجب أن تتوحد المطالب باتجاه إصلاح جدي وجذري، ومقاربة اقتصادية وسياسية جديدة تقوم على تحييد لبنان عن الملفات الإقليمية، وفي الوقت نفسه العمل حثيثاً على الإصلاح الاقتصادي ومنع الضرائب وإصدار قرارات تحفيزية للاقتصاد».

في الساحة هنا، يفرض التنوع حضوره على المحتجين السلميين. تنوع جندري وسياسي وطائفي، يتظللون جميعاً تحت راية العلم اللبناني وحده. ورغم الرهانات على تناقص العدد بعد فضّ الاعتصام ليل أول من أمس إثر أعمال شغب طالت الممتلكات العامة والخاصة، تزايد العدد بشكل مطرد، حتى ملأت الجموع ساحتي رياض الصلح والشهداء، وصولاً إلى منافذهما، حتى قال البعض إن هذه المظاهرة الكبيرة هي الأولى من حيث العدد والتوحد على المطالب بعد ثورة 14 آذار في العام 2005 بعد اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، والتي طالبت بإخراج الجيش السوري من لبنان، وهي «تشبه ذلك الحضوري اللبناني الجامع».

وبموازاة تنوع الآمال والأمنيات، وتتنوع الأغنيات بين المجموعات التي يرقص البعض على أنغامها، تتوحد الهتافات ضد السلطة، وسط رهانات عامة على الاستمرار بالتظاهر خلال الأسبوع الحالي ومواجهة الإحباط. وما زال السؤال يتردد بين مجموعة الأصدقاء القدامى قرب تمثال رياض الصلح عن كيفية عبور الأزمة وتحقيق التغيير.

 

إحجام في بعلبك عن إحراق صور السياسيين تجنباً لإحداث خلافات بين المحتجين

بعلبك (شرق لبنان): حسين درويش/«الشرق الأوسط»/21 تشرين الأول/2019

بالأغاني والأهازيج وحلقات رقص الدبكة الشعبية، اعتصم أهالي البقاع في شرق لبنان بأعداد كبيرة، متجاوزين الانقسامات والحسابات السياسية، وتواصل حرق الإطارات وقطع الطرق، ما أعاق حركة المتوجهين للاعتصام في وسط بيروت، قبالة القصر الحكومي والبرلمان.

واستوعب البقاعيّون الانقسامات؛ حيث ظهر توجه لدى المنظمين وكبار السن بعدم تناول أي شخص من السياسيين أو الشخصيات المعروفة في الوسط السياسي، وذلك بعدما أقدم البعض على إحراق صور لسياسيين، بينهم وزير الخارجية جبران باسيل، فحصلت جدالات ونقاشات بين المعتصمين لمنع هذه الأفعال، منعاً للتشاجر بينهم، ما يؤدي إلى إفشالها. وحصل الاتفاق أخيراً على ألا تتوجه إلى أي سياسي بالاسم، والاكتفاء بالتعميم. وتواصلت الاحتجاجات على الطرقات الدولية الرئيسية والفرعية، وتواصلت عملية قطع الطرقات والاعتصامات في الساحات العامة وفي الأماكن الحساسة على الطرقات الدولية والتقاطعات.

وقطع محتجون الطريق الدولية، عند مستديرة دورس، ورفعوا الأعلام اللبنانية وأعلام الجيش اللبناني، وتحول السير إلى داخل دورس البلدة، للقادمين من البقاعين الشمالي والأوسط، باتجاه مدينة بعلبك، أو إلى طريق حمص. واقتطع المحتجون مساحة 3 كيلومترات مربعة، أحاطوها بالإطارات غير المشتعلة، تفتح عند الحالات الطارئة لسيارات الصليب الأحمر اللبناني. ورفع المحتجون شعارات، بينها «ثورة والنفس طويل»، و«صار وقت الحساب سكروا منيح الباب»... ورددوا هتافات «طاق طاق طاقية كلن حرامية»، و«بدنا وحدة وطنية إسلام ومسيحية». ووزعت صبايا وردة حمراء على كل مشارك، كما عقدت حلقات الدبكة، وأطلقت الأهازيج والأغاني. ودعا المحتجون إلى إسقاط الحكومة، وإعادة المال المنهوب، ورفعوا شعارات «من أين لك هذا؟»، وبعضهم اكتفى بكلمة واحدة «ثورة»، و«بدي عيش بكرامة». وأقدمت مجموعة من الصبايا المشاركات على توزيع العصائر وعبوات المياه وسندويتشات اللبنة والجبنة والمكدوس، كل حسب طلبه.

وفي بريتال، رفع المحتجون العوائق، وفتحت الطريق الدولية عند مدخل البلدة أمام حركة السير، ووجهت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل قطع الطريق بعد الظهر.

وقطع أوتوسترادات رئيسية، ووجّهت دعوات للتجمع عند مستديرة زحلة، التي أطلق المتظاهرون عليها تسمية جديدة باسم «مستديرة الثوار»، فيما قطعت طريق البقاع الشمالي في ساحة اللبوة، ونظم اعتصام أمام أحد المصارف في اللبوة، وأقفل الطريق الدولية التي تربط بعلبك بمدينة حمص.

وقطعت طرقات البقاع الأوسط في سعدنايل، تعلبايا، جلالا، المرج، قب إلياس، شتورا، المصنع، ضهر البيدر وفتحت طريق ترشيش أمام حركة السير.

 

الشعب يُجبر السياسيين على "خطّة إنقاذيّة"

النهار/الاثنين 21 تشرين الاول 2019

بدا المشهد السياسي متبدلاً أمس، وانقشع بعض الغيوم، قبل انقضاء مدة الساعات الـ 72 التي حددها الرئيس سعد الحريري مهلة للحل، وربطها بقراره الاستقالة من رئاسة الوزراء، بعد أن يكون استنفد طاقته على محاولة العلاج والاصلاح تجنباً لانهيار مالي واقتصادي كبير. وظهر ليل أمس، كأن الشارع الذي أحرق معظم الطبقة السياسية حقق غايته، وان لم يبلغ حد اقالة الحكومة واسقاطها في الشارع، وهو أمر له تداعياته السلبية حالياً، فإنه فرض على القوى السياسية تبني خطة يمكن القول انها اصلاحية، واقرارها اليوم في جلسة لمجلس الوزراء تعقد ظهراً، ويخرج منها الدخان الابيض لاقناع المتظاهرين في كل المناطق والساحات بأن النية جدية لتحقيق المطالب وإن على دفعات، وهي نية تبدو جدية أمام الواقع الجديد الذي رسمه الحراك الشعبي والذي صار من غير الممكن تجاوزه، أو التسبب بتكراره في فترة قصيرة، لان التحرك التالي سيكون أشد غضباً وأكثر عنفاً ويتسبب بمزيد من الخسائر على كل المستويات. في حصيلة اتصالات أمس، أبلغت القوى السياسية الرئيسية الرئيس سعد الحريري موافقتها على "خطة إنقاذية" إقترحها لحل الأزمة الاقتصادية. وقال مصدر في رئاسة الوزراء لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، إن "الرئيس الحريري اقترح ورقة على القوى السياسية للقبول بها كاملة أو رفضها، وأرسلها إلى الأفرقاء كافة". وأضاف: "تلقى (أمس) موافقة عليها، تحديداً من التيار الوطني الحر وحزب الله، على أن يذهب اليوم إلى مجلس الوزراء لإقرارها". وينعقد مجلس الوزراء ظهراً في بعبدا برئاسة الرئيس ميشال عون للبحث في الخطة، على وقع تصاعد الاحتجاجات المطالبة برحيل العهد والحكومة معاً واجراء انتخابات نيابية مبكرة. وأوضح المصدر أن هدف "الورقة المقترحة ليس إخراج الناس من الشارع، لكنها عبارة عن خطة إنقاذية تتضمن رؤية الرئيس الحريري لحلّ الأزمة الاقتصادية، إلا أن ما حدث في الشارع عجّل في اقرارها". وتقترح الخطة سلسلة اجراءات "يُتوقع أن تحدث صدمة بمضمونها"، استناداً إلى المصدر، بينها "إلتزام عدم فرض ضرائب على الناس وخصخصة بعض القطاعات".

ولا تشمل القرارات الاصلاحية أي ضرائب أو رسوم على الشعب، كما تتضمن خفض رواتب الرؤساء والوزراء والنواب الحاليين والسابقين بنسبة 50 في المئة ومساهمة المصرف المركزي والمصارف اللبنانية بنحو خمسة آلاف مليار ليرة لبنانية أي ما يعادل 3.3 مليارات دولار. وفي المعطيات المتوافرة ان الخطة تتضمن خصخصة قطاع الاتصالات وإصلاحاً شاملاً لقطاع الكهرباء وهما مطلبان حاسمان من المانحين الأجانب للإفراج عن 11 مليار دولار كما أفادت وكالة "رويترز". وتتضمن الخطة أيضاً إلغاء مجالس حكومية ووزارات كوزارة الاعلام ووزارات الدولة، وخفض النفقات الاستثمارية في وزارات الاشغال والطاقة وغيرها، وصندوق المهجرين، ومجلس الانماء والاعمار. الى خفض عجز الكهرباء وتفعيل الجمارك ومحاولة منع التهرب الضريبي وإشراك القطاع الخاص في قطاعات الهاتف الخليوي وطيران الشرق الوسط وكازينو لبنان وشركة "انترا" ومرفأ بيروت ومنشآت النفط، واقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة، قانون حماية كاشفي الفساد، الهيئة الوطنية لمكافحة لفساد، وقانون ضمان الشيخوخة، وتحويل مبلغ 200 مليار ليرة للقروض السكنية.

"القوات" والتقدمي

واذا كانت التوترات الأخيرة في الشارع، اضافة الى استياء سابق ومتراكم، دفعت حزب "القوات اللبنانية" الى أن يطلب من وزرائه الأربعة الاستقالة من الحكومة، فإن الحزب التقدمي الاشتراكي ربط بقاءه فيها بورقة اصلاحية قدمها وأعلن عنها في مؤتمر صحافي الوزير وائل ابو فاعور مساء أمس. لكن موقفاً مفاجئاً لرئيس الحزب وليد جنبلاط بدد التفاؤل اذ تحدث مساء أمس الى قناة "الجزيرة" قائلاً: "إن بعض الوزراء يجب أن يتنحوا ولا يمكننا البقاء معهم في الحكومة". وسمّى جنبلاط وزير الخارجية جبران باسيل، معتبراً أنه "يجب أن يتنحى أيضاً". وأعلن رفضه الورقة الإقتصادية لرئيس الوزراء، داعياً الى إجراء انتخابات نيابية على قاعدة نظام انتخابي جديد. وقال مصدر في الاشتراكي لـ"النهار" إن "ورقتنا لا تتقاطع كثيراً مع الورقة المسماة انقاذية لأنها قائمة على الخصخصة وليس على الاصلاح، ونحن كحزب نعارض تاريخياً الخصخصة لانها قد تأتي على حساب الناس". وأضاف: "لا يمكن ورقة ان تستوعب مطالب كل الناس، وسيناقش وزراؤنا الامر في مجلس الوزراء".

الخارجية الاميركية

وفي موقف لافت من الحراك المدني، تحدث مسؤول في الخارجية الاميركية الى قناة "الحرة"، فرأى "ان الشعب اللبناني محبط بسبب عجز حكومته عن إعطاء الأولوية للإصلاح وندعم حق هذا الشعب في التظاهر السلمي". وقال إن "عقوداً من الخيارات السيئة وضعت لبنان على حافة الانهيار الاقتصادي ونأمل أن تدفع هذه التظاهرات بيروت للتحرك نحو الإصلاح الاقتصادي". وخلص إلى أن "تطبيق لبنان الإصلاح يفتح الباب أمام الدعم المالي الدولي".

 

ثورة ضد الفساد و المفسدين؟؟؟؟

يعقوب أبي صالح/فايسبوك/21 تشرين الأول/2019

شو يعني فساد؟؟؟؟

١- التهريب : حزب الله

٢- حدود سايبة: حزب الله

٣- مطار سايب: حزب الله

٤- مخدرات و تصنيع كابتاغون : حزب الله

٥- رشاوي: حزب الله

٦- قضاء فاسد: محكمة عسكرية : حزب الله

٧- ادوية مزورة: حزب الله

٨- تعدي على الاملاك الخاصة و العامة: حزب الله

٩- السبب في هروب الرساميل و الاموال: حزب الله

١٠- علاقات زبالة مع اكتر من نص دول العالم: حزب الله

١١- سلاح متفلت و زعران: حزب الله

١٢- جرائم بلا محاسبة: حزب الله

١٣- صفر دفع مستحقات الضرائب: حزب الله

١٤- فانات رقم ٤: حزب الله

١٥- اتصالات موازية: حزب الله

١٦- مشارك في مافيا الفيول الي هي كل مشكلة الكهرباء: حزب الله

١٧- سارق اموال الجمارك (الخط ٣ ): حزب الله

١٨- محتكر تجارة الهواتف ، السيراميك و الادوات الصحية و غيرها و هو قاتل المنافسة و التجارة الحرة : حزب الله ..

١٠٠٠- حزب الله

ف لما بدك تتظاهر اتظاهر ضد حزب الله و حسن نصر الله و قول له حاج رمي اتهامات على الطالع و النازل تطلب من رئيس الحكومة يصلح الوضع، قول له زاح انت و إيران و حلو عن البلد بيصطلح الوضع.

#حزب_الله_بي_الفساد_وأمو

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

المؤتمر الدولي لأمن الملاحة في الخليج يبدأ أعماله في المنامة اليوم

المنامة: عبيد السهيمي/«الشرق الأوسط»/21 تشرين الأول/2019

ينعقد في العاصمة البحرينية المنامة اليوم الاثنين مؤتمر أمن الملاحة في الخليج، تحت رعاية مجموعة عملية وارسو حول أمن الملاحة البحرية والجوية ويستمر ليومين. ويشارك في المؤتمر أكثر من 60 دولة، أعلنت انضمامها للتحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية، وتغطي منطقة عمليات التحالف الدولي لأمن الملاحة الخليج العربي ومضيق هرمز وباب المندب وبحر عمان. ويهدف التحالف الذي دعت له الولايات المتحدة الأميركية وانضم له عدد من الدول على رأسها السعودية والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا وأستراليا إلى حماية السفن التجارية بتوفير الإبحار الآمن لضمان حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية وحماية مصالح الدول المشاركة فيه بما يعزز الأمن وسلامة السفن التجارية العابرة للممرات. وتشمل المناقشات التي ستجري في جلسات المؤتمر الذي يعقد على مدى يومين، نقاشات حول زيادة مشاركة الدول في الترتيبات الدولية الحالية لمنع انتشار الأسلحة النووية التي تعزز الاستقرار والأمن الإقليميين، بما في ذلك إنفاذ قرارات مجلس الأمن مثل قرار مجلس الأمن رقم 1540. ويفرض قرار مجلس الأمن التزامات ملزمة لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لوضع وإنفاذ التدابير القانونية والتنظيمية ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الضوابط المحلية القوية على المواد المستخدمة في تصنيع أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها. بالإضافة إلى ذلك، تحدد البروتوكولات مجموعة شاملة من الإجراءات والحماية لصعود السفن المشتبه بها كما توفر للدول أقوى الأدوات حتى الآن لمنع الإرهاب ومكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل في البحر مع تمكين الأنشطة.

كما ستناقش الجلسات الأخرى تفعيل العقوبات على نقل الأسلحة ومكوناتها بمختلف الطرق بما فيها النقل الجوي، وما يمكن للدول القيام به ضد التهديدات الموجهة لها، ويمثل الاجتماع - بحسب القائمين عليه - فرصة للتشاور وتبادل الرؤى بين العديد من دول العالم، للوصول إلى السبل الكفيلة لردع الخطر الإيراني وضمان حرية الملاحة في منطقة استراتيجية لكل دول العالم أجمع. يشار إلى أن العاصمة البولندية وارسو استضافت في فبراير (شباط) الماضي، وعلى مدار يومين أعمال مؤتمر حول الشرق الأوسط، شاركت فيه دول عربية وغربية، حيث عقدت اجتماعات تتعلق بالأمن والسلامة ومواجهة الخطر الإيراني على أمن واستقرار المنطقة.

 

خطة الانسحاب الأميركي تتضمن الاحتفاظ بالجو وقاعدة التنف... والنفط والغاز وحلفاء واشنطن يطلبون توفير حماية لسجون «داعش» شمال شرقي سوريا

لندن: إبراهيم حميدي/«الشرق الأوسط»/21 تشرين الأول/2019

تضمنت خطة وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) لتنفيذ قرار الرئيس دونالد ترمب الانسحاب من شمال شرقي سوريا، نقل القوات إلى غرب العراق مع البقاء في الأجواء شرق الفرات والاحتفاظ بقاعدة التنف جنوب شرقي سوريا، إضافة إلى احتمال ترك قواعد عسكرية قريبة من حدود العراق لـ«حماية آبار النفط وتأجيل عودتها» إلى الحكومة السورية وتوفير حماية لسجون تضم «دواعش» خطرين. وأكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الأحد أن كل القوات الأميركية التي ستغادر سوريا ستتوجه إلى غرب العراق وفقا للخطة الحالية. وأضاف إسبر لصحافيين مرافقين له على طائرة عسكرية في طريقها إلى الشرق الأوسط أن الجيش سيستمر في عملياته لمكافحة تنظيم داعش لمنع عودته إلى المنطقة من دون استبعاد فكرة تنفيذ عمليات لمحاربة «داعش» داخل الأراضي السورية. كان الرئيس ترمب طلب من وزارة الدفاع الأميركية وضع خطط لتنفيذ قراره السياسي بالانسحاب من سوريا والتوصل إلى تفاهمات مع تركيا لإقامة «منطقة آمنة» شمال شرقي سوريا بعمق قدره نحو 32 كلم وامتداد نحو 440 كلم. وبحسب المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط»، فإن الخطة والأفكار التي وضعتها وزارة الدفاع الأميركية تتضمن العناصر الآتية:

- نقل 700 جندي أميركي من شرق سوريا إلى غرب العراق.

- الإبقاء حالياً على وجود التحالف الدولي ضد «داعش» في أجواء شرق سوريا.

- الإبقاء على مذكرة «منع الاحتكاك» مع الجانب الروسي مع احتمال البحث في تعديلها.

- الاحتفاظ بقاعدة التنف في زاوية الحدود السورية - العراقية - الأردنية بما يتضمن من قوات خاصة ودعم لمعارضين سوريين، بهدف محاربة «داعش» وتقديم دعم استخباراتي.

- الاحتفاظ بعناصر من متعاقدين من شركات عسكرية خاصة قرب آبار النفط ومعامل الغاز. (تضم منطقة شرق الفرات 90 في المائة من نفط سوريا ومنتصف الغاز).

- نقل قواعد عسكرية إلى مناطق قريبة من الآبار قرب حدود العراق لمنع انتقال هذه الآبار إلى دمشق قبل التوصل إلى تفاهمات.

- بحث مقترح بتوفير حماية دولية وقوات خاصة لسجون تضمن عناصر من «داعش» تعتبرهم دول غربية خطرين.

وكانت هذه النقاط ضمن الأمور التي نقلها وزير الخارجية مايك بومبيو خلال زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط والتي سينقلها وزير الدفاع مارك إسبر خلال جولته المقبلة.

وانسحبت القوات الأميركية، خلال الأسبوع الماضي، من ثلاث قواعد أخرى، بينها قاعدة في مدينة منبج وأخرى قرب عين العرب. وباتت جميع القواعد التي اتخذتها القوات الأميركية في شمال محافظة الرقة وشمال شرقي حلب خالية، فيما لا يزال الأميركيون يحتفظون بقواعد في محافظتي دير الزور والحسكة، بالإضافة إلى قاعدة التنف جنوباً. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن أكثر من 70 مدرعة وسيارة عسكرية ترفع العلم الأميركي عبرت مدينة تل تمر في محافظة الحسكة تحت حماية مروحيات خلال الانتقال من شرق سوريا إلى غرب العراق. وأخلت القافلة مطار صرين الذي اتخذته القوات الأميركية قاعدة لها، على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً جنوب مدينة كوباني (عين العرب). وتقع هذه القاعدة على أطراف منطقة عازلة تسعى أنقرة لإقامتها في شمال شرقي سوريا، حيث تشن مع فصائل سورية موالية لها هجوماً منذ التاسع من الشهر الحالي ضد المقاتلين الأكراد. وتمكنت بموجبه من السيطرة على شريط حدودي بطول 120 كيلومتراً. وقال مسؤولون غربيون بأن أميركا لا تمانع في حصول تفاهمات بين حلفائها في «قوات سوريا الديمقراطية» من جهة ودمشق من جهة أخرى إزاء إدارة المنطقة في شرق الفرات وأن واشنطن تسعى لـ«الاحتفاظ بأوراق تفاوضية لتحسين موقفهم مع دمشق».

كما أن الجانب الأميركي بات أكثر قبولا لإقامة تركيا «منطقة آمنة» بحسب تصور أنقرة بما يتضمن انسحاب «الوحدات» الكردية وسلاحها الثقيل وتفكيك القواعد الأميركية من جرابلس على نهر الفرات إلى فش خابور قرب حدود العراق. وطلبت واشنطن من أنقرة تجنب المناطق والمدن ذات الغالبية الكردية وعدم الإضرار بالحرب ضد «داعش». وسيكون مستقبل السيطرة على عين العرب (كوباني) ومنبج ضمن الأمور التي سيبحثها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الثلاثاء المقبل. وأشار المسؤولون الغربيون إلى أن تفاهمات أنقرة مع كل من واشنطن وموسكو ستسفر على أن يكون الطريق السريع بين الحسكة وحلب «خط التماس» الجديد بين الجيش التركي وفصائل سورية موالية من جهة و«قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية من جهة ثانية، حيث بدأ الجيش التركي إقامة 12 قاعدة ونقطة مراقبة عسكرية قرب هذه الطريق. (قد يشمل ذلك تفاهمات مستقبلية بين أنقرة وموسكو ودمشق إزاء تقدم قوات الحكومة السورية جنوب إدلب). يعني ذلك أن «المنطقة الآمنة» قد تشمل مناطق ذات غالبية كردية في الزاوية الشمالية الشرقية لسوريا قرب حدود العراق في حال لم تسفر تفاهمات دمشق والأكراد باستعجال وصول القوات الحكومية الموجودة في الحسكة والقامشلي إلى ما وراء نقطة تل تمر. وسعى رئيس «تيار الغد» أحمد الجربا إلى إحياء اقتراح سابق بنشر مقاتلين أكراد من «بيشمركا - روج» في مناطق ذات غالبية كردية في الزاوية العراقية - التركية - السورية، بتفاهمات بين أنقرة وحكومة كردستان العراق وقبول أميركي.

 

«النهضة» تصر على رئاسة الحكومة التونسية وترجئ تسمية مرشحها «بانتظار المشاورات»

تونس: المنجي السعيداني/«الشرق الأوسط»/21 تشرين الأول/2019

كشف رئيس مجلس شورى «حركة النهضة» التونسية، عبد الكريم الهاروني، عن تمسك الحزب بتعيين شخصية سياسية من داخله لتولي رئاسة الحكومة، معتبراً أن هذا الموضوع {غير قابل للتفاوض}. وقال في مؤتمر صحافي أمس إن الحركة معنية برئاسة الحكومة المنبثقة عن الانتخابات البرلمانية الأخيرة، لكنها أجلت النظر في إعلان اسم المرشح لرئاستها من أجل مزيد من التشاور، على حد تعبيره. وأكد الهاروني أن حركة النهضة باشرت، منذ الإعلان عن فوزها في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السادس من الشهر الحالي، مشاورات واتصالات سياسية مع عدد من الأحزاب الممثلة في البرلمان التونسي الجديد، على غرار «حزب التيار الديمقراطي» الذي يتزعمه محمد عبو، و«حركة الشعب» بزعامة زهير المغزاوي، وحركة «تحيا تونس» التي يترأسها يوسف الشاهد، وائتلاف «الكرامة» الذي يتزعمه سيف الدين مخلوف، علاوة على عدد من النواب المستقلين، في محاولة لإنجاح التجربة الديمقراطية.

وأفاد الهاروني بأن الأطراف السياسية التي اتصلت بها حركة النهضة قد أبدت تفهمها لحق حركة النهضة في رئاسة الحكومة المقبلة، بوصفها الحزب الفائز بالمرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وكان مجلس شورى حركة النهضة قد عقد نهاية الأسبوع الدورة الـ32 التي خصصها للتشاور حول تشكيل الحكومة، وتحديد نوعية الأحزاب السياسية التي ستشارك في الائتلاف الحاكم المقبل. وتم التأكيد في هذا الاجتماع على أن تكون المشاورات مرتبطة ببرنامج حكومي يعبر على طموحات التونسيين، ويأخذ بعين الاعتبار انتظارات الشباب التونسي، وما تطمح الجهات الفقيرة لتحقيقه من تنمية وفرص عمل، علاوة على الحرب الضرورية على منظومة الفساد. وفي المقابل، أشار الهاروني إلى استثناء كل من حزب «قلب تونس» المتهم بالفساد، و«الحزب الدستوري الحر» الذي تتزعمه قيادية سابقة في الحزب الدستوري الديمقراطي المنحل (حزب بن علي) من المشاورات السياسية.

وبشأن إشارة عدد من مكونات المشهد السياسي إلى صعوبة تشكيل الحكومة المقبلة، وعدم قدرة حركة النهضة على تحصيل عدد من الأصوات الداعمة لتلك الحكومة، قال الهاروني إن حزبه لا يريد انتخابات برلمانية مبكرة نتيجة فشله في إقناع شركاء سياسيين بالانضمام إلى الائتلاف الحكومي، ولكنه كذلك لا يخشى العودة إلى الناخبين، وتنظيم انتخابات برلمانية جديدة. وعبر عن انتظار حركة النهضة لتعاون سياسي مع بقية الأحزاب الفائزة، لحكم تونس في إطار الشراكة السياسية، على حد تعبيره. وأكد في السياق ذاته أن النهضة ستتعاون مع رئيس الجمهورية المنتخب قيس سعيّد، من أجل ضمان استقرار الدولة، وتحقيق انتظارات الناخبين. وكانت بعض الأحزاب الممثلة في البرلمان التونسي المقبل قد وضعت مجموعة من الشروط للمشاركة في الحكومة التي تتزعمها حركة النهضة، إذ اشترط «حزب التيار الديمقراطي» الذي يتزعمه محمد عبو الحصول على وزارات الداخلية والعدل والإصلاح الإداري لدخول الائتلاف الحكومي، فيما أشارت تقارير إعلامية إلى طموح عبو نفسه لرئاسة الحكومة. وفي السياق ذاته، اشترط حزب حركة الشعب بزعامة زهير المغزاوي الحصول على عدد من الوزارات، واقترح الصافي سعيد المرشح السابق للانتخابات الرئاسية رئيساً للحكومة المقبلة، ومن بين شروطه كذلك تركيز البرنامج الحكومي على ثلاث نقاط أساسية، تتمثل في: الملف الأمني والملف الاجتماعي وملف العدالة الاجتماعية. وتعوّل «حركة الشعب»، الحزب القومي الذي كان في المعارضة، على فشل حركة النهضة في تشكيل الحكومة، لتكون «حكومة الرئيس» بديلاً لها، كما ينص على ذلك الفصل الـ89 من الدستور التونسي، ذلك أنه في حال فشل الحزب الفائز في الانتخابات في تشكيل الحكومة، ومرور آجال دستورية محددة، فإن رئيس الجمهورية هو الذي يقترح الشخصية السياسية الأقدر على تشكيل تلك الحكومة، وبذلك يكون مرشحها من بين أهم تلك الشخصيات.

 

حشد في الخرطوم لدعم الحكومة الانتقالية وملاحقة رموز النظام السابق

الحكومة السودانية و«الجبهة الثورية» توقعان اليوم على «الإعلان السياسي ووقف العدائيات»

الخرطوم: محمد أمين ياسين/«الشرق الأوسط»/21 تشرين الأول/2019

جرى تأجيل التوقيع على اتفاق الإعلان السياسي ووقف العدائيات المشترك بين الحكومة السودانية و«الجبهة الثورية» إلى صباح اليوم الاثنين، فيما أعلنت «قوى إعلان الحرية والتغيير» أن المسيرة الحاشدة التي ستخرج اليوم بالخرطوم لدعم الحكومة الانتقالية، وحل حزب الرئيس المخلوع، وتصفية رموز النظام السابق من مؤسسات الدولة. وانطلقت المفاوضات المباشرة بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة المنضوية في «تحالف الجبهة الثورية» في جوبا الخميس الماضي، واتفق الطرفان على تشكيل لجنة مشتركة لتحديد أجندة التفاوض. ومن المقرر أن يعود وفدا الحكومة و«الحركة الشعبية - شمال» بقيادة عبد العزيز الحلو، إلى طاولة المفاوضات اليوم، بعد تقديم كل طرف رؤيته بشأن مسار عملية التفاوض التي تم التوقيع عليها في خريطة طريق للتفاوض بينهما، وشملت الملفات السياسية والإنسانية والترتيبات الأمنية. في غضون ذلك، تلقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان دعوة للمشاركة في القمة الروسية - الأفريقية التي تستضيفها مدينة سوتشي يومي 23 و24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. أثناء ذلك، جرح وأصيب 27 طالباً إثر هجوم غادر شنته ميليشيات طلابية للنظام السابق مستخدمة الأسلحة البيضاء ضد الطلاب العزل بجامعة «الزعيم الأزهري» في الخرطوم - بحري.

وقال المتحدث الرسمي باسم «تنسيقية قوى التغيير» وجدي صالح، إن المسيرة المليونية للتأكيد على مطالب الثوار في دعمهم السلطة الانتقالية وتحقيق أهداف الثورة بعد إسقاط نظام الإسلاميين من الحكم، وعلى رأسها تصفية وحل حزب المؤتمر الوطني. وأضاف في مؤتمر صحافي أمس بدار الحزب الشيوعي بالخرطوم: «لا ندعو للانتقام أو التشفي من منسوبي النظام السابق الذين قتلوا وعذبوا وشردوا الشعب السوداني، لكننا ندعو للقصاص العادل من كل من ارتكب جرماً في حق السودانيين». وأوضح صالح أن «قوى الثورة المضادة تدعو لتوجيه المواكب الجماهيرية للحشد أمام مقر القيادة العامة للجيش»، مشيراً إلى أن «هذا يناهض أهداف الثورة. لا يوجد مبرر لذلك في ظل وجود حكومة مدنية». من جانبه، قال عضو «لجنة الميدان» لـ«قوى التغيير»، شريف عثمان، إن «لجان المقاومة بالأحياء، حددت عدداً من الساحات العامة بمدن الخرطوم وأم درمان وبحري لتجمع الحشود الجماهيرية، للاحتفال بالذكرى الـ55 لثورة أكتوبر 1964، والتعبير عن مطالبهم». وأضاف شريف أن الهدف من الدعوة إلى مواكب مليونية، «دعم الحكومة الانتقالية لإكمال مسيرة الثورة، ورفض أي وجود لحزب أو مجموعات تتبع النظام السابق في المشهد السياسي، إلى جانب حث الحكومة على إكمال عملية السلام في البلاد».

وأوضحت «لجنة العمل الميداني» أنها أبلغت السلطات الأمنية (الشرطة والأمن) بمسارات المواكب الاحتجاجية، لوضع الخطط الأمنية اللازمة لحماية وتأمين المشاركين من أي اعتداءات يمكن أن يتعرضوا لها من مجموعات مجهولة. في سياق متصل، دعا الحزب الشيوعي السوداني، إلى المشاركة الواسعة في المسيرة المليونية «لقطع الطريق أمام مؤامرات قوى الثورة المضادة وبقايا النظام القديم»، مطالباً بمصادرة جميع ممتلكات حزب المؤتمر الوطني، وتقديم الجناة في جريمة فض الاعتصام للمحاكمة الثورية الفورية. وفي سياق آخر، كشف شريف عن أن «لجنة العمل الميداني»، أخطرت الشرطة قبل يوم بمعلومات مفصلة عن المخطط المدبر من ميليشيات تابعة للنظام السابق للهجوم على الطلاب بجامعة «الأزهري» بمدينة بحري، ولكنها لم تتخذ التحوطات اللازمة لمنع الأحداث. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن مجموعة من الطلاب الإسلاميين الذين ينتمون للنظام البائد، هجموا على الطلاب العزل، مستخدمين الأسلحة البيضاء (السكاكين والسيوف)، مما أدى إلى وقوع إصابات وسط الطلاب. وعلى خلفية الأحداث الدامية، أعلن «تحالف طلاب الأحزاب السياسية» في بيان، حظر النشاط السياسي للجناح الطلابي وميليشيات حزب المؤتمر الوطني في الجامعة. وأصدر مجلس السيادة الانتقالي، الشهر الماضي، توجيهات للسلطات الأمنية بحل الوحدات الجهادية والكتائب الأمنية للنظام القديم بالجامعات، ومصادرة جميع الوثائق والممتلكات بحوزتها.

 

العاهل الأردني يبحث مع رئيسة وزراء النرويج جهود مكافحة الإرهاب

عمان/«الشرق الأوسط»/21 تشرين الأول/2019

التقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس، رئيسة وزراء النرويج، إرنا سولبيرغ، التي تزور الأردن حالياً، وبحثا العلاقات بين البلدين، والمستجدات في المنطقة، ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها، إضافة إلى الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب.

وكان العاهل الأردني التقى، أمس، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الذي يزور الأردن حالياً، وتم خلال اللقاء بحث آخر التطورات على الساحتين العربية والإقليمية؛ حيث أكد العاهل الأردني أهمية تنسيق وتوحيد مواقف الدول العربية، مشيراً إلى دور جامعة الدول العربية في الحفاظ على التنسيق العربي حول قضايا المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وتطرق اللقاء إلى الأزمات التي تشهدها المنطقة، والمساعي المبذولة للتوصل إلى حلول سياسية لها. وسلم الأمين العام لجامعة الدول العربية، العاهل الأردني «درع العمل التنموي العربي» لعام 2019، الذي منحته جامعة الدول العربية تقديراً لجهوده في تعزيز مسيرة التنمية في الأردن، ودوره في دعم القضايا العربية.

 

الجامعة و«الأونروا» تحذران من الانتهاكات الإسرائيلية للتعليم الفلسطيني

القاهرة: سوسن أبو حسين/«الشرق الأوسط»/21 تشرين الأول/2019

دعت جامعة الدول العربية إلى «توفير الدعم العربي والدولي للعملية التعليمية في فلسطين»، مؤكدة «أهمية الدور الحيوي الذي تضطلع به وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في هذا الصدد».

وقال الدكتور سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، أمس، خلال افتتاح أعمال «الاجتماع المشترك 29 بين مجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين، والمسؤولين عن شؤون التربية والتعليم في (الأونروا)»، إن هناك «حرباً إسرائيلية شاملة ضد الوجود والحقوق الفلسطينية، وإمعان سلطات الاحتلال في محاولات فرض الأمر الواقع على الأرض، والتي كان آخرها ما جرى من اقتحام نحو 400 مستوطن لساحات المسجد الأقصى، تحت حماية شرطة الاحتلال، حيث يشهد المسجد الأقصى تصاعداً خطيراً في وتيرة الاقتحامات». وقال أبو علي، إن «سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسعى بالسبل كافة للعمل على تعطيل المسيرة التعليمية الفلسطينية، وتجهيل وإفقار المجتمع الفلسطيني، ولا سيما مناطق الأغوار المهددة بالمصادرة والضم القسري اللاشرعي وإلحاق هذه المنطقة التي تمثل ثلث مساحة الضفة بالقدس، استيطاناً وتهويداً، وبما يشمل استهداف مدارس الوكالة في القدس». وأضاف أبو علي، أن «الدور الحيوي الذي تضطلع به الأونروا في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، في إطار ولايتها، وفقاً لقرار إنشائها؛ هو ما جعلها في مرمى المحاولات المتصاعدة لتصفيتها، وإنهاء عملها، بداية من وقف الولايات المتحدة الأميركية لتمويل الوكالة بهدف إحداث أزمة مالية طاحنة تؤدي إلى توقف عمل الوكالة». كما ناقش الاجتماع، تقارير وفد «الأونروا» فيما يتعلق بقطاع التعليم بمناطق العمليات الخمس، ومن ثم مداخلات الوفود والمنظمات العربية الأعضاء في مجلس الشؤون التربوية، بالإضافة إلى مجالات التعاون المشترك مع مجلس الشؤون التربوية الفلسطينية وأوضاع المعلمين والعاملين. وعلى صعيد آخر، انطلقت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الدورة «21» للجنة الفنية للبيئة، التابعة لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، برئاسة ممثل ليبيا الدكتور محمد زيدان، المستشار لدى المندوبية الليبية الدائمة لدى الجامعة العربية. وناقش الاجتماع الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الدورة «31» لمجلس «الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة» المقرر عقدها (الخميس). وقال الدكتور محمد زيدان، رئيس اللجنة، إن الاجتماع «تابع تنفيذ البعد البيئي في أهداف التنمية المستدامة، والإعداد والتحضير لدورات الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة؛ حيث قدم مندوب فلسطين مداخلة حول إرسال فريق لإعداد دراسة ميدانية عن حالة البيئة بالأراضي الفلسطينية المحتلة».

 

400 مستوطن يقتحمون الأقصى... والرئاسة تحذر

رام الله/«الشرق الأوسط»/21 تشرين الأول/2019

اقتحم نحو 400 مستوطن المسجد الأقصى، في القدس، أمس، متحدين المسلمين ومشاعرهم وتحذيرات فلسطينية - أردنية من جر المنطقة إلى حرب دينية. وبدأ المستوطنون بالتدفق إلى الأقصى في وقت مبكر جداً واستمروا بذلك حتى ساعات بعد الظهر، ما أدى إلى مواجهات واعتقالات. وقال مدير المسجد الأقصى، عمر الكسواني، إن مستوطنين حاولوا أداء طقوس تلمودية وتمترسوا في أماكنهم في محاولة لفرض واقع جديد. وحمّل الكسواني الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن استمرار الانتهاكات بحق المسجد الأقصى، وتبعات الاستفزازات التي قام بها المستوطنون.

وكان عشرات منهم تعمدوا ترديد ترانيم دينية يهودية بصوت مرتفع قرب قبة الصخرة، قبل أن يتصدى مصلون وحراس المسجد لهم، ما فجر مناوشات تدخلت معها الشرطة لإخراج المستوطنين. واقتحام المستوطنين جاء في سياق اقتحامات يومية، لكنها تكثفت الأسبوع الماضي مع احتفال إسرائيل بعيد العرش. ودعت جماعات «الهيكل» جمهور المستوطنين باقتحام المسجد طيلة أيام العرش. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى منذ بداية عيد العرش بلغ أكثر من 2700 مستوطن.

وفجرت هذه الاقتحامات مواجهات وتسببت في اعتقالات وإبعاد فلسطينيين عن المسجد. وفيما سمحت إسرائيل للمستوطنين بمواصلة اقتحام المسجد، شددت قبضتها على البلدة القديمة وقيدت دخول الفلسطينيين إلى المكان.

وحذّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، من استمرار اقتحام المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، وتحويل الصراع إلى ديني. وقال أبو ردينة في بيان: «نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية اقتحام باحات الأقصى، والاعتداء على المصلين، الأمر الذي يعمل على تأجيج الأوضاع، وزيادة التوتر لجر المنطقة إلى مربع العنف». وأكد ضرورة وقف الانتهاكات التي يتعرض لها الأقصى، مشدداً على أنه خط أحمر لا يمكن السكوت أمام ما يتعرض له من اعتداءات متكررة من قبل الاحتلال ومستوطنيه. وأشاد الناطق الرئاسي بصمود أبناء شعبنا في وجه الاقتحامات واعتداءات الاحتلال المستمرة بحقهم.

واستنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك. وقال وكيل الوزارة حسام أبو الرب في بيان: «إن هذه الاقتحامات اليومية تعدّ عدواناً فاضحاً على الحريات الدينية للمسلمين، وما يتعرض له من انتهاكات ممنهجة تتعارض وحرية العبادة وحماية الأماكن الدينية من مساجد وأملاك وقفية ما هي إلا عمليات اضطهاد ديني وثقافي للمسلمين، وتستهدف وجودهم الحضاري والتاريخي والثقافي». ودعا أبو الرب المجتمع الدولي والأمتين العربية والإسلامية إلى العمل على الحد من هذه الانتهاكات، التي تنذر بخطر كبير، قد يلقي بظله على المنطقة بأسرها.

أما حركة حماس فوصفت استمرار اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين فيه، بأنه استفزاز لمشاعر المسلمين في العالم، وعدوان خطير على مقدساتهم. وأكدت الحركة أن استمرار هذه الاعتداءات والانتهاكات ضد المسجد الأقصى ستكون مدعاة إلى إشعال الأوضاع في المنطقة برمتها؛ سيدفع ثمنه ويتحمل تبعاته الاحتلال. وعدت الحركة أن «القرارات الأميركية الظالمة والتطبيع المستمر مع الكيان الصهيوني شجع المستوطنين على الاستمرار في اقتحاماتهم». وطالب حماس أبناء الأمة كافة بالعمل على تشكيل أوسع جبهة دعم وإسناد لأهل القدس، وتعزيز صمودهم والوقوف إلى جانبهم، والضغط على صناع القرار في المنطقة لمغادرة مربع الصمت، والقيام بواجبهم تجاه فلسطين وشعبها المقاوم والقدس والمسجد الأقصى المبارك. وطالب البيان بالتصدي لهذه الاعتداءات المتواصلة، وذلك بتصعيد المقاومة في الضفة الغربية والقدس، والاشتباك مع الاحتلال على كل خطوط التماس، وفي كل أنحاء فلسطين؛ «فهذا واجب ديني ووطني على الجميع». كما حذرت حركة الجهاد الإسلامي من أن استمرار الاقتحامات سيدفع الأوضاع نحو مزيد من الانفجار تتحمل «إسرائيل» مسؤوليته الكاملة. وتوجهت حركة الجهاد، في بيان، «بالتحية إلى جماهير شعبنا وأهلنا في القدس الذين يشكلون خط الدفاع الأول لحماية المسجد الأقصى المبارك والتصدي لمحاولات المستوطنين الصهاينة فرض واقع جديد وإعادة مخطط التقسيم الزماني والمكاني الذي أسقطه الصمود المقدسي في معركة البوابات عام 2017». وجددت الحركة تأكيدها على أن معركة الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك هي معركة يصطف فيها الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وتياراته ولن نتخلى عن واجب حماية المسجد الأقصى مهما كلّف ذلك من تضحيات. وحذرت الحركة من أن استمرار الاقتحامات وتصاعدها سيدفع الأوضاع نحو مزيد من الانفجار الذي تتحمل سلطات الاحتلال مسؤوليته الكاملة، فهي من تحمي وتغذي الإرهاب وترعاه.

ودعت حركة الجهاد «جماهير شعبنا لشد الرحال إلى المسجد الأقصى واستمرار الرباط في ساحاته الشريفة، واليقظة التامة لمخططات اليمين الصهيوني وغلاء المستوطنين الذين يقودهم ويحرضهم قادة الأحزاب اليهودية، ما يعني أن المخططات والمؤامرات تجري على نار حامية». كما دعت الحركة الأمة العربية والإسلامية للقيام بواجباتها تجاه ما يجري في القدس.

 

نيويورك تايمز”: أردوغان يريد قنبلة نووية وطموحاته أبعد من سورية

واشنطن – وكالات/21 تشرين الأول/2019

 حذرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، من طموحات الرئيس التركي رجب طيب أرودغان في المنطقة، مشيرة إلى أن لديه طموحا أبعد من سورية، ويريد تطوير أسلحة نووية بشكل سري، ولديه برامج سرية في هذا الجانب، وهو ما يهدد استقرار المنطقة. وعبرت الصحيفة عن مخاوف أميركية حقيقية من وجود قنابل أميركية في قاعدة “إنجرليك” التركية. وذكرت أنه “في الأسابيع التي سبقت أوامره بإطلاق العملية العسكرية في سورية، لم يخف أردوغان طموحه الأكبر، وقال في اجتماع لحزبه في سبتمبر، إن بعض الدول لديها صواريخ برؤوس نووية، لكن الغرب يصر على أنه لا يمكننا الحصول عليها، لا أستطيع أن أقبل هذا الأمر”. وأضافت إنه “مع وجود تركيا حالياً في مواجهة مفتوحة مع حلفائها في الناتو، وبعد أن راهنت وفازت بقدرتها على القيام بغزو عسكري في سورية والنجاة من عواقب هذه العملية، يأخذ تهديد أردوغان معنى جدياً، وبالتحديد، إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من منعه من غزو أراضي حلفاء أميركا من الأكراد، فكيف يمكن أن يمنعه من صنع سلاح نووي وتقليد إيران في جمع التكنولوجيا للقيام بذلك؟”.

 

بسبب التوغل: سجون الإرهابيين بلا حراسة

بكين – د ب أ/21 تشرين الأول/2019

كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس، أن العملية العسكرية التركية في شمال سورية تسببت في بقاء 12 سجناً لمقاتلين أجانب من دون حراسة، مشيراً إلى أن ذلك “قد يقود إلى هجرة معاكسة للإرهابيين إلى بلدانهم الأصلية”. وقال شويغو إنه “نتيجة الأعمال العسكرية للجيش التركي في سورية، بقيت ثمانية مخيمات للاجئين و12 سجناً للمقاتلين الأجانب من دون حراسة، والذي من شأنه أن يؤدي إلى زيادة حدة ما يسمى بالهجرة المعاكسة للإرهابيين إلى وطنهم التاريخي”.وأضاف ان “هناك ضرورة لتوحيد جهود المجتمع العالمي لمواجهة تحديات الإرهابيين”، مؤكداً أنه يجب حل مسألة حراسة السجون التي تضم أعضاء “داعش”، ومعرباً عن أمله أن يساعد التنسيق بين روسيا وتركيا وأميركا في تعزيز أمن المنطقة.

 

الأردن يحبط مخططات إرهابية لإحدى خلايا “داعش”

عمان – وكالات/21 تشرين الأول/2019

 كشفت المخابرات العامة الأردنية أمس، عن مخططات إرهابية لخلية من خمسة أشخاص مؤيدين لتنظيم “داعش”، والتي كانت تنوي تنفيذ عمليات إرهابية على الساحة الأردنية، مشيرة إلى أنها اعتقلت أفراد الخلية في يوليو الماضي. وذكرت صحيفة “الرأي” الأردنية أن “دائرة المخابرات أحبطت أخيراً، مخططات إرهابية لخلية من خمسة أشخاص مؤيدين لعصابة داعش الإرهابية كانت تنوي تنفيذ عمليات إرهابية على الساحة الأردنية نصرة لعصابة داعش، وقبضت على أفراد الخلية بيوليو الماضي”. وأشارت إلى الأهداف التي كانت تنوي الخلية استهدافها كما وردت في لائحة الاتهام التي حصلت عليها الصحيفة من محكمة أمن الدولة، وهي “الحراسات الأمنية المتواجدة أمام منزل أحد رؤساء الوزراء السابقين والاستيلاء على أسلحتهم، واستهداف دوريات الأمن العام المتواجدة بشكل ثابت على طريق السلط – السرو، وخطف أحد رجال المخابرات وقتله بمنطقة مهجورة وحرق جثته”. على صعيد آخر، أعلن مصدر أمني أمس، أن الشرطة الأردنية ضبطت شخصاً من جنسية أجنبية يتجول عارياً في منطقة الجامعة الأردنية غرب العاصمة، وتم اقتياده إلى مركز أمني للتحقيق. من ناحية ثانية، سلم أمين عام الجامعة العربية أحمد أبوالغيط، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، درع العمل التنموي العربي.

 

ترامب يهاجم نانسي بيلوسي بسبب زيارتها إلى الأردن وكبير مساعديه أكد أن أحداً لم يطلب منه الاستقالة

واشنطن – وكالات/21 تشرين الأول/2019

 هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الأردن برفقة وفد رفيع لمناقشة الوضع في سورية، متسائلاً: “ماذا عن خط أوباما الأحمر في سورية؟”، ملمحاً إلى أن الأزمة السورية هي إرث كارثي لإدارة الرئيس أوباما.

وقال ترامب في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، ليل أول من أمس، “تقود بيلوسي حالياً وفداً من تسعة أشخاص، بينهم الفاسد آدم شيف، إلى الأردن للتحقق من الوضع في سورية.. يجب عليها أن تعرف لماذا رسم أوباما الخط الأحمر في الرمال، ثم لم يفعل أي شيء، لقد فقد سورية وفقد كل الاحترام… أنا فعلت شيئاً أطلقت 58 صاروخاً… لقد مات مليون شخص بسبب خطأ أوباما!”. وكانت بيلوسي وأعضاء كبار آخرون بالكونغرس، عقدوا محادثات في الأردن، السبت الماضي، مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ومسؤولين أردنيين كبار. في غضون ذلك، نشرت هيلاري كلينتون تغريدة، تتضمن رسالة ساخرة موجهة افتراضياً من جون إف. كينيدي خلال أزمة الصواريخ الكوبية العام 1962، وكتبت بالأسلوب الذي استخدمه ترامب في رسالته الأخيرة لتركيا. وتبدأ الرسالة “المزعومة” التي نشرتها كلينتون، من كينيدي “لا تكن مغفلاً، حسنا؟ أخرج صواريخك من كوبا… الجميع سيقولون، أحسنت يا خروتشيف أنت الأفضل، لكن إن لم تفعل ذلك سيقول الجميع، يا له من أحمق”. وتختم الرسالة الساخرة من كينيدي إلى خروتشوف (الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف) بالقول “انت تجعلني أفقد أعصابي، سأتصل بك لاحقاً”، مع التوقيع “عناق من جون فيتزجيرالد كينيدي”. ومازحت كلينتون قائلة: إن الرسالة “كانت في الأرشيف”.

من ناحية ثانية، قال كبير المساعدين في البيت الأبيض ميك مالفيني أول من أمس، إنه لم يُطلب منه “إطلاقاً” الاستقالة، لاعترافه بأن ترامب ربط تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا بفتح كييف تحقيقاً بشأن الديمقراطيين. وكان مالفيني تراجع عن ذلك التصريح بعد ساعات على الإدلاء به الخميس الماضي، ليدلي في وقت لاحق، بتفسير جديد للاتصال الهاتفي الذي أجراه ترامب في 25 يوليو الماضي، بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مقللاً من أهمية أي صلة له بتحقيق سياسي، غير أن اعترافه الأول أثار عاصفة، خصوصا قوله “جمدنا الأموال” لأسباب منها ضمان تلقي وعد من أوكرانيا بالتحقيق في نظرية مؤامرة. وعندما سئل في برنامج “فوكس نيوز صنداي” ما إذا كانت طلبت منه الاستقالة، قال “إطلاقاً لا”، ورداً على سؤال عما إذا ناقش المسألة مع ترامب كرر “إطلاقاً لا”. وأثارت اعترافات مالفيني الأولى عاصفة من الانتقادات من ديمقراطيين وتسببت باستياء بين جمهوريين أيضاً.

 

مارين لوبان تدعو لطرد تركيا من “الناتو”

باريس – وكالات/21 تشرين الأول/2019

 دعت زعيمة حزب “التجمع الوطني” الفرنسي مارين لوبان، لطرد تركيا من حلف شمال الأطلسي “الناتو”، بسبب عمليتها العسكرية في شمال شرق سورية. وقالت لوبان إن طرد تركيا من “الناتو” قد يكون رداً مناسباً على “انتهاك أنقرة معايير عضوية الناتو”، وانتقدت الاتحاد الأوروبي بسبب عدم تحركه ضد تصرفات أنقرة في سورية. وكانت دول عدة من أعضاء “الناتو”، بينها فرنسا وألمانيا والنرويج وإسبانيا، علقت توريد أسلحتها لأنقرة، فيما قرر الاتحاد الأوروبي تنسيق سياسات دوله فيما يتعلق بمنح رخص وبيع أسلحة لتركيا، ومع ذلك لم يذهب الاتحاد الأوروبي إلى فرض حظر على بيع الأسلحة لأنقرة بشكل رسمي، نظراً لكون تركيا عضواً في الحلف، الأمر الذي يفرض التزامات معينة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجلجلة الجنوبية تُسقط الثنائية الشيعية

علي الأمين/العرب/22 تشرين الأول/2019

لبنان فوق الجميع

لم تندلع الثورة الجنوبية “الحمراء” المشهودة من عبث أو غوى أو ترف، إنها كظم لغيظ تاريخي من الثنائية الشيعية المستبدة، ولعل أشدها حركة أمل في بعض أوجهها المعيشية والاجتماعية. الجنوبيون المنتفضون على حكامهم يشتركون في الهم مع معظم اللبنانيين المنتشرين في ساحات الحرية، إلا أن لديهم “جلجلتهم الجنوبية” الشيعية التي يرزحون تحتها منذ أكثر من ثلاثين عاما.

يبدو أن حُسن طالع الجنوبيين، الذين لم يهضموا قبل نحو شهر “التزكية المقيتة” لنتائج الانتخابات النيابية الفرعية في مدينة صور، قَيَّضَ لهم أن يردوا صاع سرقة الديمقراطية منه صاعين. الانتخابات لم تجر لانسحاب المرشحتين الوحيدتين في مقابل مرشح الثنائية الشيعية، في معزل عن التفاصيل التي حالت دون إجراء الانتخابات، جل ما أراد أن “يزوره” طرفي الثنائية الشيعية أن أبناء صور هم موالون لهذه الثنائية، إلى درجة أن أحدا لا يترشح في مواجهة مرشحهما “المقاوم” إلى الانتخابات النيابية.

لعل هذه الانتخابات التي لم تجر، كانت ذروة من ذروات الإهانة المستمرة للناس. الإهانة في تقديمهم وهم يعانون من سلطة الاستئثار والفساد، على أنهم يوالونها ولا يختلفون معها، وملزمون ليس فقط بتقبّل الهزيمة الانتخابية، بل ملزمون بأن لا يترشح أحدهم في مواجهة مرشح هذه السلطة، حق الترشح ممنوع فما بالك بحق التنافس الانتخابي.

ليس صدفة أن يتوجه بعض المتظاهرين مع بدء الاحتجاجات الشعبية في بيروت إلى استراحة صور ومن ثم إحراقها، من دون أن تتضح صورة ما حصل. ليس صدفة، لأن في ما جرى ما يشكل رمزية ذات دلالة لا تخفى على أبناء صور والجنوب عموما، فهذه الاستراحة المملوكة للدولة اللبنانية، مستثمرة من قبل مستثمر، شائع منذ أكثر من عشرين عاما أنه واجهة لعقيلة الرئيس نبيه بري، على الرغم من بيان النفي من مكتب بري أنها لا تخص “حرمه”، وهو بحد ذاته إدانة جديدة لكون القاصي والداني يعرف هذه الحقيقة التاريخية، كما وقائع أخرى.

وهي بالتأكيد غيض من فيض ما يتداوله الجنوبيون عن حجم الثروة التي تجمعها “السيدة رندا” من خلال مقاسمة المستثمرين في الجنوب بنسب مالية تتجاوز النصف أو تقل عنه بقليل. هذه الحكايات بات يعرفها اللبنانيون وتحوّل جزء منها إلى نوع من النكات التي تتردد في كل مناطق الجنوب.

خرج المحتجون، كما العديد من المناطق اللبنانية، في مدينة صور قبل يومين، شباب وشابات اندفعوا كما لم يفعل أحد من قبل في زمن سيطرة الثنائية الشيعية، ذلك أن مطالبة السلطة بالحقوق كان من المحرمات، لاسيما إذا كان الوزراء ونواب صور كلهم ينتمون إلى حزبيْ الثنائية الشيعية. خرج الشباب وطالبوا بإسقاط الحكومة بل النظام الحاكم من رأسه إلى قاعدته، الذي كان مفاجئا لهم قبل غيرهم، لكنهم اخترقوا العوائق النفسية والمادية وكسروا حاجز الخوف، فبادر بعض مناصري حركة أمل باستباحتهم أمام أعين القوى الأمنية وبالرصاص الحي وجرى تشتيتهم، لكن هذه المرة كان الإصرار على البقاء أقوى من الانزواء والهروب.

في مدينة النبطية التي تجرأ المحتجون فيها على التعرض لمكتبي نائبي المدينة محمد رعد وهاني قبيسي وقبلهما منزل النائب ياسين جابر، كانوا بذلك يوجهون رسالة شديدة الوضوح بأنكم أنتم من يتحمل مسؤولية ما وصلت إليه الأحوال من بؤس، وما وصلت إليه الدولة من ترهل وتسيب في مؤسساتها.

ليس خافيا أن الثنائية الشيعية هي من تتحكم بالتمثيل النيابي والوزاري الشيعي منذ مدة من الزمن، ودائما باسم التكليف الشرعي كان يساق الناخبين إلى انتخاب مرشحي الثنائية، وإلى الالتفاف حول وزرائها ومسؤوليها والرضوخ إلى كل ما يطلبونه من الناس، لكن ذلك لم يعد على حاله اليوم. الاحتجاجات في البيئة الجنوبية والشيعية تحديدا، أظهرت أن هناك جرأة عبّر عنها المحتجون دون تهيب، وصوبوا على الثنائية الشيعية سهامهم، وطالبوا بحقهم بأن يكونوا مواطنين في دولة، لا مجرد أتباع منبوذين من سلطة الطائفة.

ما يريده المحتجون هو حقوقهم كمواطنين، أسوة ببقية المحتجين والمنتفضين في كل لبنان، حقهم في العمل والتعلم والصحة، وحقهم في الكرامة الإنسانية التي باتوا يفتقدونها بصمتهم عن الظلم الذي يحاصرهم، بالإهانة لهم كمواطنين لهم هذه الحقوق، والاستهانة بهم من خلال نهب الدولة ومقدراتها لحساب الأزلام والمقربين من هذه الثنائية

في خطابه، السبت الماضي، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن العهد هو بحمايته وكذلك الحكومة التي لن تسقط. لم يتعامل المحتجون الشيعة في البقاع والجنوب، بأن ما يقوله نصرالله هو بمثابة دعوة إلى السكون، بل كان الرد بمزيد من الحشود في صور وفي النبطية والتي زادت وتضاعفت بعد خطاب نصرلله عما كان عليه الحال قبل الخطاب.

لم يوجه المحتجون أي كلمة مسيئة لشخص السيد، بل ردوا على خطابه بالإصرار على إسقاط الحكومة، وهذا ما لا تستسيغه المعادلة السياسية والسلطوية المسيطرة، لكن ما قاله المحتجون وما يشددون عليه، ليس انتزاع السلطة من يد هذه الثنائية التي تحكمهم منذ العام 1992، بل حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية كمواطنين. هذه المطالب هي ما يجتمع عليه المحتجون، والذين وقفوا في وجه سلاح الميليشيا وسطوتها في صور والنبطية وغيرهما، بحيث بدا واضحا أن ما بعد 16 أكتوبر يختلف عما قبله، ثمة جدران تهاوت و”تابوهات” سقطت أمام حق الناس في الحياة بكرامة.

لم تعد قصة الإرهاب والخطر الإسرائيلي واستهداف الطائفة الشيعية أدوات قابلة لإسكات الشيعة وتحويلهم إلى طائفة. لقد قال المحتجون “نحن المواطنون اللبنانيون نختلف ونتنوع لكننا لبنانيون للوطن، له حق علينا ولنا حق عليه ولن نسمح لكم هذه المرة أن تنالوا منه”.

 

لبنان يدفع ضريبة هيمنة حزب الله

د. سالم حميد/العرب/22 تشرين الأول/2019

تكشف أحداث الاحتجاجات الجارية في لبنان، أن هذا البلد يدفع الآن ضريبة هيمنة حزب الله وتمسكه بالأجندة الإيرانية. وذلك يمنح اللبنانيين حق التعبير عن غضبهم، نتيجة لفقدان بلدهم بوصلة المواقف والخيارات العربية، ووقوعه في فخ المحور الإيراني، بسبب هيمنة حزب الله. الحزب لم يتوقف عند اختطاف القرار السياسي اللبناني الداخلي ومواقف لبنان الخارجية فقط بتجييرها لصالح طهران، بل تغول في الشأن الاقتصادي ومارس الفساد والعبث بسوق العملة وبكل ما يتصل بقوت اللبنانيين ومستقبلهم.

الغريب أن حليف إيران يشعر هو الآخر بالقلق من التظاهرات التي نددت به صراحة وفضحت دوره السيئ. ولم يكن حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، يتخيل يوما أن ترفع الشعارات الغاضبة ضده في بيروت وطرابلس، فانعكس غضب الحزب تجاه رد الفعل الشعبي في أحدث خطاب لرئيس الحزب، الذي أظهر حرصا مبالغا فيه على الحكومة اللبنانية، رغم أن رئيسها سعد الحريري يشكو بوضوح من تغول الحزب على القرار اللبناني سياسيا واقتصاديا وعلى كافة المستويات.

لكن خطاب نصر الله على هامش التظاهرات الشعبية أشعل الغضب من جديد في الشارع اللبناني، أو ساهم في الرفع من وتيرته، حيث أطلقت الحشود شعارات أكثر حدة ومباشرة ضد حزب الله، عقب خطاب أمينه العام الذي استفز المتظاهرين، وهدد بقمع كل من يحاول تغيير قواعد المشهد في لبنان.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يتذمر فيها اللبنانيون من الأوضاع الاقتصادية، لكن الجديد في التظاهرات الأخيرة أنها أشارت بشجاعة إلى دور حزب الله في الإضرار بلبنان. وكان من اللافت، تلك الهتافات التي رفعها المحتجون ضد أمين عام ميليشيات حزب الله الموالي لإيران، وذلك بالتزامن مع بدء كلمة له قاطعها اللبنانيون بشعارات مناهضة بشدة للحزب وأمينه العام، وهو الذي اعتاد على إصغاء أتباعه لخطبه الطويلة من دون أي تشويش، بينما عملت الاحتجاجات على تقزيم نصر الله وإظهاره في صورة المتشبث بمصلحة ميليشيا على حساب الضرر الاقتصادي الذي يعاني منه اللبنانيون بفعل فشل النخبة السياسية اللبنانية، وبدافع أساسي من هيمنة حزب الله على الساحة في لبنان.

كل من يراقب الأحداث في المشهد اللبناني خلال السنوات الماضية. يعرف جيدا أن عقدة الدولة اللبنانية وكارثتها الحقيقية، تتمثل في بناء حزب الله دولة داخل الدولة وجيشا خاصا يحتكر سلاحا وميليشيات تمولها إيران باسم المقاومة، ما يدفع الحزب باستمرار إلى الحفاظ على أي غطاء يشرع بقاء هيمنته، تحت أي مظلة رسمية شكلية تتستر بالشراكة، بينما يتحرك حزب الله عبر الشراكة المزعومة ضد مصالح الشعب اللبناني وضد علاقاته الطبيعية مع محيطه العربي.

هناك أمثلة عديدة على تضحية حزب الله بمصالح اللبنانيين، من أجل تمرير مواقفه التي تخدم إيران، ويصعب حصر مواقف الذراع الإيراني في لبنان لكثرتها، وعلى سبيل المثال لا يمكن تجاهل استفزاز إعلام حزب الله لدول الخليج، رغم أنها كانت ولا تزال من أبراز الداعمين اقتصاديا وسياسيا للبنان.

لو كان حزب الله وطنيا يحرص على مصالح شعب لبنان، لما ارتكب العديد من الحماقات المتكررة، ولما أطلق العديد من التصريحات المستفزة، ضد الدول التي لم تتردد في الوقوف إلى جانب اللبنانيين.

لسنا بحاجة لأن نذهب بعيدا للتذكير بمواقف تؤكد وقوف الخليج باستمرار إلى جانب لبنان، رغم تطاول إعلام حزب الله وتصريحات قيادته غير المهتمة بمصالح لبنان. كما لا يتطلب إثبات ذلك العودة إلى أرشيف الزيارات الرسمية للمسؤولين اللبنانيين إلى الخليج، والتجاوب الدائم مع الدعوات لتقديم الدعم وتطوير مجالات الاستثمار. وأحدث زيارة قام بها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري كانت إلى عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة أبوظبي، نهاية الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الجاري، قبل أيام فقط من انفجار الاحتجاجات في الشارع اللبناني.

ورغم التصريحات العدائية التي يطلقها حزب الله من لبنان ضد الخليج بانتظام، تفاعلت قيادة الإمارات مع زيارة رئيس الحكومة اللبنانية، وعملت على رفع الحظر عن سفر المواطنين الإماراتيين إلى لبنان، إلى جانب تعهدات أخرى تتصل بالجانب الاقتصادي والاستثماري، لكن الوضع في لبنان لم يصمد وكان الوقت قد تأخر على الإنقاذ وخرج اللبنانيون إلى الشوارع.

ورغم مراهنة القوى الطائفية في لبنان على تبعية الجمهور لها ومقدرتها على إطفاء الاحتجاجات، إلا أن الوضع مختلف في الاحتجاجات الحالية، ونال حزب الله منها الكثير من الشعارات المناهضة، ما يعني أن تستر حليف إيران وراء شعارات المقاومة لن يحميه ولن يجعله بمنأى عن المحاسبة الشعبية، وعلى الأقل ستعمل على اهتزاز صورته وظهوره على لسان نصر الله مدافعا عن وضع سياسي منتج للفساد والفشل الاقتصادي، وهذا ما يريده حزب الله ليتمكن من المحافظة على وجوده وعلى سلاحه في وضع لا يسمح بتشكل دولة لبنانية أقوى من الميليشيات.

ما يمكن الخروج به من تظاهرات لبنان أنها موجهة ضد القوى التي تعبث بالساحة اللبنانية، وفي مقدمتها حزب الله، الذي يتجاهل استقرار اللبنانيين، ويركز على تنفيذ أجندة طهران، والتطاول على الآخرين نيابة عنها، وهذا ما فعله حزب الله ويحصد نتائجه على شكل احتجاج لبناني شعبي.

 

نهاية ملالي إيران يكتبها الشارع اللبناني

علي قاسم/العرب/22 تشرين الأول/2019

المشهد في الشارع اللبناني سيتكرر قريبا في الشارع الإيراني، ولكن ملالي طهران، المؤيّدين بجند لا يرونه، يصرون على الإنكار.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان محقا، لن تحتاج الولايات المتحدة لشن حرب ضد طهران إلى إسقاط نظام الملالي، وحدها القيود الاقتصادية المشددة تكفي. وكان ترامب قد تعهد بتشديد العقوبات على إيران إلى أن “تتخلى عن منطق الثورة وتتصرف بمنطق الدولة”.

وفي سيناريو هو الأسوأ للاقتصاد الإيراني منذ عام 1984، الذي شهد حرب استنزاف بين العراق وإيران، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنسب النمو في إيران، وتحدث عن انكماش بنسبة 9.5 بالمئة. الانتشاء الإيراني بقرار ترامب سحب قواته من شمال سوريا لم يدم طويلا، فالقوات الأميركية التي لم يكن مرغوبا بها، كانت تشكل عائقا أمام أي مغامرة تركية عسكرية.

وبينما اعتقد الكثير من المحللين أن وضع إيران سيكون أفضل مع انسحاب القوات الأميركية، اعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إيران سترزح تحت المزيد من الضغوط، نتيجة اختلال التوازنات في الداخل السوري، وإكراه النظام على خوض معارك لم تكن بالحسبان خلال الفترة الحالية.

وتتخوف طهران من مخاطر حرب واسعة لا يمكن للاقتصاد الإيراني المنهك أن يتحملها، ورغم تحالف الأكراد مع النظام السوري إلا أن التوسع في الحرب سيفرض على طهران البحث عن موارد ودعم إضافي للنظام السوري. مؤكد أن ملالي إيران، مهما أنكروا، بدؤوا يستشعرون نهايتهم.. بعد أن انساقوا مغمضي الأعين إلى الفخ الذي نصبه لهم رئيس أميركي، ظنوا فيه الحماقة. إنها خدعة حربية أن تجرّ خصمك للتورط على أكثر من جبهة، وهذا ما حدث مع إيران.

التغاضي الأميركي عن أنشطة طهران التوسعية، فتح شهية الملالي، ليكونوا أوصياء الله على الأرض، فبعد أن سلمتهم واشنطن العراق على طبق من ذهب، لم يسلم من حماقتهم أحد، عادوْا جيرانهم في الخليج، بدعم متمردين في البحرين، ودعم جماعة الحوثي في اليمن، حتى السعودية لم تسلم من شرهم.

وتدعم طهران العديد من التنظيمات والميليشيات الإرهابية بالمنطقة، أبرزها حزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، ومنظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب الحق في العراق.

وحسب المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، برايان هوك، اضطر حزب الله إلى تقلص نفقاته، بسبب عدم قدرة إيران على الوفاء بالتزاماتها تجاه مسلحيه، نتيجة مباشرة للعقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران. ودعا الحزب إلى حملة تبرعات لسد العجز، فيما تحدثت عدة تقارير عن تقليص الحزب عدد مقاتليه في سوريا بسبب نقص التمويل.

خارطة المغامرة الأيديولوجية كانت أوسع وأكثر كلفة، رائحة شراء الذمم امتدت عبر أفريقيا ودول آسيوية وأوروبية، استنزفت الموارد الإيرانية وخلّفت الفقر والبطالة بين الإيرانيين.

أي تسوية سياسية محتملة في سوريا ستغيب عنها طهران حتما. المعطيات الجديدة المحيطة بسوريا خلقت واقعا جديدا، أصبحت فيه روسيا اللاعب الرئيس، إلى جانب الدور التركي والأميركي. ولا يخفى عن النظام السوري أن الدور الذي لعبته طهران أصبح جزءا من الماضي.

وفي العراق الذي يشهد حالة غليان، جاء على رأس مطالب المحتجين، حظر الأحزاب الطائفية وإلغاء الوقفين السني والشيعي.

معاداة إسرائيل كانت الخدعة التي استخدمها الملالي لتضليل الشعوب العربية، واخترعوا لذلك كذبة سموها حزب الله، انتهت بتمزيق لبنان. وما عجزت الحكومات اللبنانية عن فعله، يقوم به الشارع اللبناني اليوم، الذي خرج رافعا شعار “ارحل” بوجه نصرالله وحزب الله. نهاية ملالي إيران، تكتب الآن من داخل سوريا والعراق، ويكتبها اللبنانيون في الشارع اللبناني.

 

مُسكِّنات الحريري أسقطتها النقمة على نصر الله

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/21 تشرين الأول/2019

ما كان لبنان بحاجة إلى مزيد من الزيت الذي صبه حسن نصرالله على نار الأزمة، بتحريضه على الغالبية الشعبية التي اجتاحت الساحات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وليس رد المواطنين الجنوبيين على رفض كلام نصرالله إلا التعبير الواضح عن خروج، ما كان يعتبره بيئته الحاضنة، من زنزانة احتكار القرار السياسي وتوظيفه ضمن مشروع إقليمي هدام، لهذا فان ما نشر في بعض وسائل الإعلام اللبنانية عن أمر من نصرالله إلى وزراء ونواب الحزب بالتزام الصمت، والغياب عن الصورة، هو اعتراف بمدى ما وصلت إليه أزمة هذا الحزب.

صحيح أن مطالب اللبنانيين واضحة بإسقاط النظام السياسي، وخروج كل القوى، التي حكمت وتحكمت بالبلاد منذ نهاية الحرب الأهلية في العام 1990، غير أن المطلب الأساس تمثل في كف يد عصابة “حزب الله” عن كل شيء، بل إن الأصوات المطالبة بتسليم سلاح الحزب إلى الدولة لم تعد خجولة ومحصورة في طرف دون آخر، ولا يمكن القول إنها مطلب جماعة “14 آذار” وحدها، إنما هناك بيئة لبنانية موحدة من الطوائف كافة تطالب بتوحيد قرار الدولة، وممره الأساسي إسقاط ازدواجية السلاح التي أدت إلى رهن البلاد للمحور الإيراني، وأدخلتها دهليز العقوبات الدولية والإفقار، والقمع المستتر.

أمس سقطت الدمى كافة، حين تنصل الجميع من تحمل مسؤولية ما أدت إليه تلك الازدواجية، بعدما فرض الغضب الشعبي العارم على الحكومة إقرار سلسلة إصلاحات، حاول الأفرقاء سابقاً الابتعاد عنها لأنها لا تخدم مصالحهم الشخصية والسياسية، لكن الموقف الموحد في كل لبنان جعلهم يقرونها خلال ساعات، فيما كان يمكن أن تقر منذ ثلاث سنوات، أو منذ 29 عاماً، وليس اليوم. المؤسف أن ذلك كان مرهونا بترك أمر السيادة المنتهكة إيرانيا بسلاح”حزب الله” كي يستفيد الشركاء من محاصصة فاسدة أوصلت الدين العام إلى نحو مئة مليار دولار، ورفعت نسبة البطالة إلى 36 في المئة، فيما زادت الهجرة في السنوات العشر الماضية إلى مستوى مخيف، ما جعل مجموعة من المؤسسات الدولية تعتبر لبنان بلدا يعيش فيه العجائز، فيما الشباب أصبحوا في الخارج.

اللبنانيون الذين في الشارع لليوم السادس على التوالي لا يريدون العودة إلى دولة المزرعة، ولا أن يكون هناك زعيم يتباهى أن فلوسه، وسلاحه من إيران، ويتحدى شعور الشيعة في العالم بالقول إن:” خامنئي هو حسين هذا العصر”، ويحرض اليمنيين والعراقيين والبحرينيين والسعوديين والكويتيين على دولهم، فيما يتدخل أيضاً في سورية ويقتل شعبها، ويتحرش بمصر، متوهما أنه قوة إقليمية كبرى، فيما هو مجرد عميل صغير في مشروع توسعي لا أكثر.صحيح أن التحرك في لبنان معيشي مطلبي، لكنه في الجوهر هو ضد سلاح “حزب الله” ونصرالله، وإذا حلت هذه المعضلة خرج لبنان من أزمته، وحلت كل مشكلاته، ولهذا فان الرد على الإصلاحات التي اعتبرها اللبنانيون مسكنات لم تؤد إلى إخراجهم من الشارع لأنَّ أساس المشكلة لم يُعالج.

 

ما المصير السياسي لـ"صهر العهد" جبران باسيل؟..فرنجية وجنبلاط يجمعان على تحميل وزير الخارجية مسؤولية الفشل

طوني بولس/انديبندت عربية/21 تشرين الأول/2019

لم يتراجع المشهد الجماهيري في الساحات اللبنانية منذ انطلاق الثورة الشعبية ضد عهد الرئيس ميشال عون، فوتيرة الحراك الشعبي بتصاعد لافت فاق كل التوقعات، حيث غصت الساحات من بيروت إلى الشمال والجنوب والبقاع بأكثر من مليونَي مواطن على اختلاف انتماءاتهم وأعمارهم بصرخة موحدة تطالب أركان العهد الحالي بالاستقالة.

 مليونا لبناني يجمعون على باسيل

 وكان لافتاً إجماع كل تلك التظاهرات على الشعارات اللاذعة ضد رئيس التيار الوطني الحر، وزير الخارجية جبران باسيل والتي لم توفر توجيه الاتهامات له بأنه أكبر رموز الفساد في لبنان، إضافة إلى اتهامه بالتبعية لحزب الله واستغلال منصبه الوزاري لتنفيذ أجندات إقليمية تتناقض وموقع لبنان العربي، مثلما حصل في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب حيث خرج عن الإجماع العربي بإصراره على الاعتراف بالنظام السوري وإعلانه نيته القيام بزيارة رسمية إلى دمشق. مصدر سياسي لبناني علّق على إجماع مليوني لبنانَي في الساحات اللبنانية وإطلاقهم شعارات مناهضة لجبران باسيل قائلاً إن "المشكلة هي أن الرئيس ميشال عون لم يقرأ بعد ما يحصل في الشارع، أو لا يريد الاعتراف به وهو لا يزال يستمر بالتصرف كالنعامة، ولكن لا يمكن أن تستمر الأمور على ما هي عليه في ظل اندلاع الثورة"، معتبراً أن أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى تراجع ثقة اللبنانيين بالعهد الحالي هو اعتماد الرئيس عون على صهره باسيل بإدارة العملية السياسية في البلاد.

المجتمع الدولي يرصد

وتوقف المصدر عند إطلالة باسيل لمخاطبة الشعب اللبناني في الأيام الأولى لانطلاق الحراك الشعبي من القصر الرئاسي وتوجهه إلى اللبنانيين وكأنه رئيس البلاد، مشيراً إلى قوله إن "التظاهرات ليست موجهة ضده وإن التيار الوطني الحر جزء من الشعب ويحمل مطالبه"، ما أثار ردود فعل سلبية تجاهه، متهمين إياه بالاستخفاف بالرأي العام وإجراء محاولة بائسة للتعتيم على غضب الشارع. ولفت المصدر إلى أن الرأي العام المحلي والدولي تابع نبض الشارع اللبناني ومناهضته سياسة جبران باسيل وهذا أمر كاف للقضاء على أي فرصة مستقبلية للقبول بدعم باسيل لرئاسة الجمهورية، مضيفاً أن "هناك استحالة أن تدعم دول غربية مرشحاً غير مرغوب به شعبياً بهذا الشكل الواسع وقد كشفت تلك التظاهرات حجم الرفض غير المسبوق".

 الصهر الثاني يعرقل الأول

وشددت المصادر عينها على أن عائقاً آخر يقف بوجه وصول باسيل إلى الرئاسة الأولى، وهو انقسام التيار الوطني الحر بين "الصهرين" (صهرَي رئيس الجمهورية) أي بين باسيل والنائب شامل روكز الذي تؤيده مجموعة واسعة من أنصار الرئيس عون. كما أن المعارضة المنشقة عن التيار الوطني الحر بسبب خلافها مع باسيل تدعم روكز علناً، ما يضعف موقف باسيل ضمن بيئته الضيقة. وتعتبر المصادر أن قيادة النائب شامل روكز لفريق واسع محسوب على الرئيس عون يظهر حجم الصراع الحاصل داخل تياره، إضافة الى إمكانية خروج أجنحة أخرى عدة عن عباءة التيار الوطني الحر وهذا أمر يضعف شرعية باسيل ضمن حزبه الذي قد يكون لديه أكثر من مرشح للرئاسة.

 التضحية بباسيل

في السياق ذاته، طالب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في حديث صحافي الرئيس ميشال عون بالتصرف بأقصى سرعة ممكنة، قبل أن تنفجر الأزمة بين يديه، مضيفاً "أن فريق العهد نال صفر على عشرة في مجال إدارة الدولة، بينما نال عشرة على عشرة في مجال العَرقلة". وقال فرنجية "إذا أراد عون أن ينقذ الجزء الثاني من ولايته، ربما سيكون مضطراً لأن يضحّي بجبران باسيل". كذلك شدد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي أعلن رفض حزبه للورقة الاقتصادية المقدمة من الحريري، على أن وزراءه لا يمكن أن يبقوا في الحكومة بوجود باسيل، مطالباً إياه بالتنحي عن منصبه، ووصفه بـ "رمز الاستبداد الحكومي".

الورقة الإصلاحية لن تمر

وحول استجابة المتظاهرين للورقة الإصلاحية التي قدمها رئيس الحكومة وأقرها مجلس الوزراء اللبناني، أكدت مصادر المتظاهرين أن "الشعب اللبناني لن يعطي الثقة لهذه الورقة التي يعمل تحالف الفساد والسلاح على تنفيذها"، معتبرةً أنها "مجرد عملية التفاف واضحة على الشعب باتت مكشوفة ولن تنطلي على أحد بعد الآن".

ولفتت المصادر ذاتها إلى أن "حزب القوات اللبنانية انسجم مع خطابه بالانسحاب من الحكومة تلبيةً لمطالب الشارع بعكس الفرقاء الآخرين الذين يعانون من انفصام بينهم وبين قاعدتهم الشعبية من ناحية، وازدواجية الخطاب من ناحية ثانية". وعن سبب تركيز شعارات التظاهرات ضد الوزير باسيل، لفتت المصادر إلى أن الشعارات تُطلق عفوياً من الشارع وتمثل نبض الناس الذين يحمّلون باسيل مسؤولية انهيار البلاد على الصعيدين السياسي والاقتصادي انطلاقاً من الهامش الواسع من الصلاحيات المعطاة إليه من جانب رئيس الجمهورية، رافضةً الاتهامات التي يحاول بعض رجال السلطة توجيهها إلى المتظاهرين بأنهم يتحركون وفق أجندات خارجية. وشددت المصادر على أن ازدراء الطبقة الحاكمة وعدم اكتراثها لنبض الشعب هي المحرك الأول والأخير، متهمةً السلطة السياسية بأنها هي مَن تتحرك وفق أجندات خارجية لدرجة أنها باتت تتصرف وكأنها على كوكب آخر.

 

الشيعة لبنانيون أولاً ونصرالله أمام طريقين: مقتدى الصدر أم سليماني؟

أحمد عياش/النهار/21 تشرين الأول/2019

حدث 17 تشرين الاول الذي صار بداية مرحلة جديدة في تاريخ لبنان، يمتاز بتطور غير مسبوق منذ ثمانينات القرن الماضي، تمثّل بمشاركة الجنوب والبقاع في هذا الحدث الذي شمل لبنان بأسره. وعندما يجري التركيز على هاتين المنطقتين، يعني ذلك ان معقل نفوذ “حزب الله”، وللمرة الاولى منذ عقود، يشهد تحركاً لم يأذن به الحزب، الامر الذي لا يغيّر صورة هاتين المنطقتين فحسب، بل يغيّر صورة لبنان بأسره. في معلومات لـ”النهار” من اوساط شيعية معارضة، انها فوجئت بحجم تجاوب المواطنين في عدد من المناطق الجنوبية، وتحديداً في صور والنبطية، مع حركة التظاهرات التي انطلقت مساء الخميس 17 الجاري في عدد من شوارع بيروت، وكانت في طليعتها مجموعة “حلّوا عنّا” التي يقول الناشط البارز فيها الزميل محمود فقيه إن بدايتها كانت تظاهرة ضمّت 30 ناشطاً وتحوّلت سريعاً الى بضعة آلاف وضمّت مواطنين لا ينضوون تحت أية لافتة.

تروي هذه الاوساط ان أنصاراً لها عندما نزلوا الى شوارع النبطية حاذروا ان يكونوا في مقدّم الصفوف كي لا تُرمى التظاهرة بأية شبهة. لكن سرعان ما تبيّن ان هتافات المتظاهرين أسقطت محظورات سادت عشرات الاعوام في هذه المنطقة وذلك عندما تناولت بالانتقاد الجارح رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل ان يتطور الموقف باستهداف منازل ومكاتب شخصيات تابعة لحركة “أمل” و”حزب الله”. أما في صور فكان المشهد صاخباً، الامر الذي فاجأ مسؤولي “أمل” التي كانت تعتبر المنطقة معقلها الرئيسي منذ أيام مؤسسها الامام موسى الصدر. حتى ان الهجوم على استراحة صور الشهيرة جاء تحت شبهة ملكيتها من أحد افراد أسرة الرئيس بري، على رغم ان هذه الاوساط تنفي هذه الشبهة.

في البقاع عموما، والشمالي خصوصا، كان المشهد مفاجئاً أيضاً، وخصوصاً يوم السبت الماضي، بعد مرور 48 ساعة على اندلاع التظاهرات. في هذا اليوم الذي أعدَّ فيه الحزب العدّة لاحياء ذكرى أربعين استشهاد الامام الحسين في بعلبك، تبيّن للمنظمين ان الحشد الذي كانوا يتطلعون اليه كان دون المرتجى، في وقت كانت التجمعات الغاضبة من الازمة المعيشية تنتشر على امتداد السهل من الجنوب الى الشرق ومن الغرب الى الشمال. وربط المراقبون بين هذا التطور وبين التوتر الذي ميّز خطاب الامين العام للحزب حسن نصرالله الذي ألقاه في المناسبة.

ما قام به الحزب سريعاً بتطويق التظاهرات التي انطلقت في الضاحية الجنوبية لبيروت، والمواجهة المحدودة التي شهدتها صور بين المتظاهرين وبين أنصار “أمل”، أعطى الاشارة الاولى الى ان سيطرة “الثنائي الشيعي” على “البيئة الحاضنة” بدأت تتراجع. وفي رأي المرقبين ان “ثورة لبنان الجديدة إكتمل عقدها بالتحرك الشيعي الذي أكد ان هناك توقاً داخل هذه الطائفة لإثبات ان الشيعة لبنانيون اولاً، وقد حانت هذه الفرصة الآن عبر بوابة الازمة المعيشية التي وحّدت كل اللبنانيين بعد عقود من الانقسام”.

الاسئلة بدأت تكبر حول ما سيفعله “حزب الله” كي يستعيد الولاء الكامل لطائفته تقريباً، كما كانت الحال عشية 17 تشرين الاول. ومَن استمع الى نصرالله السبت الماضي، تبيّن له ان الاخير لوّح بـ”جزرة” الاعتراف بمشروعية التظاهرات وبـ”عصا” الانقضاض عليها بتظاهرات هائلة، وهذا ما أثار مخاوف من تكرار السيناريو العراقي الاخير الذي شهد قمعاً دموياً على يد أدوات تابعة لإيران رداً على انتفاضة العراقيين احتجاجاً على أزمتهم المعيشية. وفي المناقشات الدائرة حالياً في اوساط سياسية، ان المخاوف من عنف “حزب الله” لها مبرراتها، لكنه يصطدم بفوارق بين لبنان والعراق. فلبنان بلد أقليات وليس بلد أكثرية محددة كما هو العراق. وإذا كان الرد قد جاء دموياً في العراق بذريعة انه جرى بيد شيعية ضد شيعة، فهذا الامر صعب في لبنان لإخماد اعتراض عابر للطوائف. في العراق، وبالأمس، أطلق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تغريدة خاطب فيها المتظاهرين قائلاً: “إن تظاهراتكم جعلت الطبقة السياسية تعيش في رعب كامل”، ما طرح احتمال انضمام أنصار الصدر إلى تظاهرات الجمعة المقبل التي يجري الحشد لها. في إيران، لا تزال تجربة القمع الدموي لقوات النظام الايراني بحق الثورة الخضراء عام 2009 في ذاكرة الايرانيين، والتي حاكاها القمع الاخير في العراق. أين نصرالله من هاتين التجربتين؟ بالطبع جاهر نصرالله، ولا يزال، باقتدائه خطى جيش الوليّ الفقيه، وتحديداً “فيلق القدس” في الحرس الثوري بقيادة الجنرال قاسم سليماني. إذا اراد زعيم “حزب الله” اختيار النموذج العراقي فلديه عمامة مقتدى الصدر. أما إذا التزم الانتماء الى الوليّ الفقيه فلديه قبعة الجنرال سليماني. الفارق سيكون مهما بالنسبة الى لبنان تبعاً لما سيقرره نصرالله هذه الايام.

 

تابوت العهد” بل تابوت الفساد والنظام

 عقل العويط/النهار/21 تشرين الأول/2019

كان عليكم أنْ تسهروا طويلًا تحت سماءٍ نكراء، وأنْ تنقّبوا عميقًا في جمر الأوجاع غير القابلة للاحتمال، لتعثروا على مسمارٍ ملائم. عندما قيل إنّكم عثرتم عليه، كان ينبغي لكم أنْ تطرقوا المعدن طرقًا مهيبًا، لا لتدجّنوه أو لتروّضوه، ولا خصوصًا لتنالوا من كرامته المشاكسة، بل فقط لترهّفوا عقله الباطن، ولتمسحوه بالزيت، ولتدهنوه، وتطيِّبوه، من أجل أنْ يكون صالحًا في لحظة الصعق لإنجاز المهمّة المستحيلة. إنّكم تعملون بدقّةٍ وبصبرٍ وبطول أناة. يا لكم نحّاتين صابرين. ليلُكُم موصولٌ بنهاراتكم المضنية. لن نشتّت انتباهكم، ولن نطلب منكم أعمالًا أخرى، لئلّا يقع المسمار في غير موقعه.

هذا الشغل الطيّب الأنيق، لا يتطلّب انفعالًا أهوَج، ولا عنفًا متوتّرًا أو موتورًا.

هذا الشغل الطيّب الأنيق يتطلّب فقط حضور الروح بنسائمه، ويتطلّب انشغال الكلّ بالكلّ، واندراج الكلّ في الكلّ، بحيث يستحيل على الحواسّ أنْ تنجز عملها المتقن بدون أنْ ينضمّ بعضها على بعض، وبدون التئام كيمياء الانسجام بين حنكة العقل وذكاء القلب.

نحّاتون، وتعرفون عدّة الشغل، وتعرفون أنّ غبارًا لئيمًا يتصاعد في فضاء عيونكم، وسيتصاعد أكثر وأعمق، وقد يفسد عليكم الإمساك بتلابيب الرؤية لوضع المسمار في موضعه اللائق والأنيق. لكنّكم تحدسون طرق العبور حدسًا، وترون بالشغف ما لا يُرى بالعين.

ها أنتم تتفادون الارتطام بتلك العروق الدفينة في جسد الذهب والخشب، وها أنتم تأنفون المساس بها، لا خوفًا أو تهيّبًا، بل فقط لئلّا يتوسّع التضيّق اللازم في النفق، فيفضي إلى تسلّل هواءٍ مسموم، أو إلى انزياح المسمار عن خطّ المسار.

نحّاتون شغّيلة، تعملون ليل نهار. وجدانُكُم الجمعيّ موصولٌ بفكرةٍ لا تحتاج إلى هواءٍ معلنٍ لتندلع في كلّ مكان. قد تحتاجون إلى جولةٍ أخرى من التعب الجمعيّ، أو إلى جولاتٍ متواليات. وقد تحتاجون إلى ليالٍ عميقةٍ موصولةٍ بليالٍ ولا أعمق. وقد تحتاجون إلى عبقريّاتٍ غير مسبوقة، من أجل استدراج الأمل إلى الصهوة العليا. لكنّ المسمار يدخل رويدًا رويدًا في نخاع الليل، وفي نخاع الذهب والخشب. إنّه يدخل، ببطءٍ وتؤدة، أيّها الأحرار، وقد يتباطأ، لكنّه يدخل حقًّا وحقيقةً. فإيّاكم أنْ تخطئوا التهديف، أو تحرِّفوا المسار. مسمارُكم أمينٌ، هادفٌ، وعارفٌ مصيره. فيا لمواهبكم، ويا لمواهب هذا المسمار! إنّه، كمَن يسيل في الباطن. وكنبعٍ يجري كالأنهار. وهو، كمَن يشقّ ذهبًا أعمى، أو عتمةً بكماء. وهو، كمَن يحفر هواءً واطئًا وثقيلًا في باطن العدم. تعملون، أيّها النحّاتون الأشاوس، على الأرض، وفي كلّ مكان. لن يفلت المسمار من أزميلكم، ولا تابوت الذهب أو الخشب. وأنتم ستدقّون المسمار دقًّا مهيبًا في النخاع الشوكيّ لهذا العدم. وسيأتي الوقت الذي ترتّبون فيه التابوت، ليليق بالمقام الرفيع. وإذا كان التابوت، على قول الكتب، هو “تابوت العهد”، فالتابوت المقصود هنا، هو تابوت النظام، بل، وأيضًا، تابوت العهد والفساد والنظام، أيّها الأحرار.

 

ثورة في لبنان في عهد “حزب الله”

خيرالله خيرالله/العرب/21 تشرين الأول/2019

في ظلّ الثورة الشعبية الحقيقية التي يشهدها لبنان، من الضروري عدم إضاعة البوصلة السياسية من جهة، والاعتراف بأنّ المأزق اللبناني عميق إلى درجة تجعل من الصعب الكلام عن مخارج من جهة أخرى. هذا عائد أساسا إلى أنّه لا يستطيع أيّ بلد في العالم العيش والنمو والتطور في ظل شرعيتين؛ شرعية الدولة وشرعية الدويلة التي صارت أكبر من الدولة. هناك شباب لبناني نزل إلى الشارع. شباب يبحث عن مستقبله في بلد صار يحكمه “المرشد” الذي بات يعتبر نفسه فوق كل الرؤساء والرئاسات وكلّ المؤسسات. هذا “المرشد” هو حسن نصرالله الأمين العام لميليشيا مذهبية مسلّحة تشكّل جزءا لا يتجزّأ من “الحرس الثوري” الإيراني. هذا هو السبب الحقيقي للمأزق اللبناني الذي جعل الشعب كلّه ينتفض على النظام الجديد الذي فرضه “حزب الله” على لبنان واللبنانيين. اسم هذا النظام هو “العهد القوي” الذي يؤكد نصرالله بلهجة تهديدية في خطابه الأخير أن لا أحد يستطيع إسقاطه. بالنسبة إلى نصرالله، إن هذا العهد هو عهد “حزب الله”.

في النهاية، إن “حزب الله” يدافع عن النظام الذي أقامه في لبنان، والذي حوّل البلد تابعا لإيران بطريقة أو بأخرى. لو لم يكن الأمر كذلك، لما كانت هناك تلك الانتفاضة العارمة التي شملت كلّ منطقة من المناطق اللبنانية، بما في ذلك الجنوب اللبناني حيث بات المواطن الشيعي العادي يعترض على سياسات الثنائي الشيعي، أي “حزب الله” وحركة “أمل”. لا يستطيع “حزب الله”، الذي احتكر مع “أمل” كلّ المقاعد الشيعية في مجلس النوّاب اللبناني وكلّ الوزراء الشيعة في الحكومة، نفي مسؤوليته عمّا آلت إليه حركة “أمل” التي يتهمّها الناس بأنّها تحوّلت إلى رمز من رموز الفساد في البلد.

ما كان لحركة “أمل” بلوغ الوضع الذي بلغته من دون “حزب الله”. ما كان لرئيس مجلس النواب نبيه برّي، رئيس حركة “أمل”، البقاء كل هذه السنوات في موقعه من دون “حزب الله”. من هذا المنطلق، على اللبنانيين الذين تظاهروا، أو الذين بقوا في بيوتهم، ألا يضحكوا على أنفسهم. في أساس الدخول في النفق المظلم الذي دخله لبنان، ممارسات “حزب الله” الذي رفض في أيّ وقت أن يكون حزبا لبنانيا في خدمة لبنان واللبنانيين. ليست لدى الحزب من مهمّة سوى خدمة إيران ومصالحها حتّى لو كان الثمن حصول انهيار لبناني، بكل ما لكلمة انهيار من معنى.

مرت عملية وضع “حزب الله”، ومن خلفه إيران، يده على لبنان بمراحل مختلفة وصولا إلى الوضع الراهن الذي عنوانه “العهد القوي”. لا يمكن عزل ذلك عن فرض “حزب الله” مرشّحه رئيسا للجمهورية، وصولا إلى تشكيل الحكومة الحالية برئاسة سعد الحريري الذي يبحث منذ سنتين، من دون نتيجة، عن حلول ومخارج انطلاقا من نتائج مؤتمر “سيدر” الذي انعقد في نيسان – أبريل من العام 2018. مرّت عملية وضع اليد الإيرانية على لبنان بحدث في غاية الأهمّية هو القانون الانتخابي الذي كان من صنع “حزب الله”، والذي لم يتنبه لبنانيون كثيرون إلى مدى خطورته على الوحدة الوطنية اللبنانية نظرا إلى أن الهدف من القانون كان واضحا كلّ الوضوح. تمثل الهدف في سيطرة لـ”حزب الله” على الطائفة الشيعية كليّا، وهو ما حصل بالفعل، وتأمين كتلة مسيحية كبيرة لـ”التيّار الوطني الحر” برئاسة جبران باسيل. في المقابل كان مطلوبا كسر زعامة سعد الحريري للسنّة وإضعاف وليد جنبلاط والدروز عموما، وتهميش سمير جعجع، على الرغم من عدد النواب الذي حصلت عليه “القوات اللبنانية”… وإلغاء حزب “الكتائب اللبنانية” وإخراجه من المعادلة السياسية اللبنانية.

ما أوصل البلد إلى هذا الوضع الصعب هو “حزب الله” ولا أحد آخر غير “حزب الله”. كل الباقي تفاصيل مملّة وبحث عن أعذار لتبرير عملية وضع اليد الإيرانية على لبنان بعد عزله عن محيطه العربي. من وضع نهاية لمشروع الإنماء والإعمار في العام 2005، كان “حزب الله” الذي تتهم المحكمة الدولية عناصر قيادية فيه بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريري. توقّف كلّ تطور ونموّ على الصعيد اللبناني منذ 2005. من كان لديه أيّ أمل في عودة لبنان إلى وضع طبيعي بعد خروج الاحتلال السوري من لبنان، تبدّد أمله بعدما نجح “حزب الله” في ملـء الفراغ الأمني والسياسي الذي نجم عن الانسحاب السوري في نيسان – أبريل 2005.  بين 2005 و2019، أي وصولا إلى الثورة الشعبية التي يمرّ فيها لبنان، من الطبيعي سعي “حزب الله” إلى الدفاع عن مكاسبه، وذلك بغض النظر عن حال البؤس والفقر التي يعاني منها المواطن العادي. يُفترض في حال البؤس والفقر ألّا تحول دون أن يطرح المواطن أسئلة بديهية يمكن أن تساعد في فهم الأسباب التي أدّت إلى الانهيار الاقتصادي. ليس ضروريا انسحاب حال البؤس والفقر على العقل اللبناني. لذلك لا مفرّ من التساؤل ما الذي جعل لبنان يزدهر في الماضي؟ الجواب أن ازدهاره لم يكن معزولا عن لعب دور النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية. هناك عرب كانوا يأتون إلى لبنان ويستثمرون فيه ويودعون أموالهم في مصارفه. من يتجرّأ الآن على إيداع أي مبلغ في أي مصرف لبناني بعدما أدخل “حزب الله” لبنان في دوّامة العقوبات الأميركية على إيران وأدواتها الإقليمية. استفاد لبنان في الماضي من كلّ الهزات الإقليمية. كانت الرساميل العربية تهرب إليه ولا تهرب منه. لم يعد لبنان في الوضع الراهن، وفي ظلّ “العهد القوي” الذي أسّس له “حزب الله”، غير مأوى للحوثيين في اليمن ومن على شاكلتهم من الذين أخذوا على عاتقهم الإساءة إلى كلّ دولة من دول الخليج العربي. هل هذه وظيفة لبنان في ظلّ النظام الذي أقامه “حزب الله”؟ تبقى وسط الظلام اللبناني نقطة مضيئة. أظهر شيعة لبنان، بأكثريتهم، أنّهم لبنانيون أوّلا، وذلك على الرغم من الجهود المستمرّة لـحزب الله” منذ ما يزيد على خمسة وثلاثين عاما من أجل تغيير طبيعة المجتمع الشيعي في البلد.

لا تخفي هذه النقطة المضيئة دخول لبنان مرحلة جديدة تتسّم بغياب الحلول السحرية. ليس مسموحا للحكومة التقدّم بأيّ مخارج من أيّ نوع. أما الذين نزلوا إلى الشارع فليس لديهم سوى التعبير عن اليأس. هذا اليأس نتيجة طبيعية لوجود دُويْلة تتحكّم بالدولة اللبنانية، دويلة تعتقد أن “العهد القوي” هو دولتها، وهو ثمرة لتراكمات وإنجازات بدأت تتحقّق في 2005 وتوجّت بتهديد حسن نصرالله لسعد الحريري، من دون أن يسمّيه، من مغبّة تقديم استقالة حكومته… هل من وقاحة أكثر من هذه الوقاحة!

 

خطط السلطة لإخماد الانتفاضة ووأد الربيع… تطويق الساحات واستنفار العصبيات الطائفي

ابراهيم حيدر/النهار/21 تشرين الأول/2019

لم تهدأ ساحات الربيع اللبناني الناشئ، فاستمرت الإنتفاضة التي باتت تشكل علامة مضيئة في تاريخ البلد، وإن كانت اليوم معرضة لشتى أشكال الضغوط بعد القرارات التي اتخذتها الحكومة بإقرار مشروع موازنة 2020 والكلام الذي أغدقه رئيس الحكومة سعد الحريري للبنانيين الغاضبين بأن ما تقرر كانت مطالبه هو وليست مطالبهم، وأن ما تحقق في خمسة أيام هو إنجاز للإنتفاضة. لكن ما لم يقله الحريري كان يتسرب من الغرف الاخرى ومن أرض الإنتفاضة وهو قرار اتخذ لدى تحالف القوى المقررة في الحكم بضرورة تطويق التظاهرات وإخماد الإنتفاضة ووأد الربيع اللبناني من الجنوب إلى الشمال وبيروت، ليس من طريق القمع المباشر، إنما من خلال تمرّس قوى الأمر الواقع وهيمنتها على كل أساليب مصادرة حقوق الناس وتطويعها باستنفار الغرائز واستثارة العصبيات لدى جمهورها لتفكيك الحراك الشعبي.

انتظر اللبنانيون في الشارع كلاماً أكثر إقناعاً من رئيس حكومتهم، فإذا به يخرج بوعود تحت عنوان خطة إنقاذية طبخها بعد التشاور مع شركائه في الحكم، والتي يقول عنهم المتظاهرون شركاءه في المحاصصة، من دون أن يقدم إجراءات ملموسة تفضي إلى تنفيذ ما ورد في الوثيقة الإنقاذية، فيما تساءل شبان وشابات الثورة عن السرعة في إقرارها بعدما امتنعت الطبقة السياسية الحاكمة عن إدخال أي بند إصلاحي في الموازنة السابقة 2019 وقبلها، وهل يستطيع الحريري السير بالخطة إلى النهاية عند إحالة مشاريعها واقتراحاتها إلى مجلس النواب، أم أن القرارات مجرد وعود لكسر النبض اللبناني العابر للطوائف. لذا قرر جزء كبير من أهل الإنتفاضة الإستمرار في الشارع وإن تناقصت الاعداد بعد وعود السلطة بالإصلاح، طالما أن أهل الثورة غير موحدين على المطالب ولا يمكنهم إسقاط النظام في أيام قليلة، فإذا بالإستمرار في الساحات هو لتحسين الشروط ولفرض تنفيذ القرارات، وهو ما يعني استمرار الربيع المرشح للإشتعال مرة أخرى في الأيام المقبلة، وهو ما قد يدفع بالحريري إلى اتخاذ موقف مختلف لاحقاً.

وأياً تكن الخطوات التي ستشهدها الساحات، فإن ربيع الإنتفاضة الذي جمع اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب، يعيش بعد 5 أيام على مفترق طرق. وقد بدا أن شعار إسقاط النظام هو سابق لأوانه وفق مشاركين فاعلين في الإنتفاضة، فيما إستقالة الحكومة والعمل على تشكيل حكومة مستقلة من خارج الإصطفافات تقود عملية الإصلاح هو أقرب لقسم غالب من المتظاهرين. حتى هذا الشعار ليس جامعاً بين كل الذين نزلوا إلى الساحات، إذ أن الجيل الجديد من تلامذة المدارس وطلاب الجامعات يريدون إجراءات ملموسة تتعلق بقضاياهم في الدراسة والعمل والمعيشة، إلى إلغاء الضرائب وغيرها من المطالب المعيشية. وعلى هذا كانت الساحات عصية على الإستثمار السياسي، وهي كسرت الولاءات المطلقة، وواجهت محاولات تطييف التظاهرات ومذهبتها، وقد شهد الجنوب اللبناني المحطة الأبرز في الانتفاضة، إلى حد أن السلطة الحاكمة لم تدرك أن المشكلة الأولى والحقيقية فيها وليست في طرح أوراق إصلاحية وإغداق وعود خبرها اللبنانيون طوال السنوات الماضية. لا يقتنع المتظاهرون بما قدمه الحريري ومعه القوى الأخرى في الحكومة، خصوصاً وأنه تحدث عن مطالبه. ولعل الإنجاز الوحيد كان اعتراف الحكومة بالمحاصصة والسرقات، فكيف يمكن لقوى المحاصصة في الحكم، وفق الناشطين أن تقر خطوات إصلاحية بسرعة قياسية كما ظهر في الورقة الإصلاحية لامتصاص غضب الناس وهي أصل المشكلة في إيصال البلد إلى أزمته الراهنة؟ وهي ورقة لا تقدم إلا جزءاً من الحل، فيما تغييب الحلول الأخرى المرتبطة بقرارات تتعلق بوزراء وأشخاص لا يمكن استمرارهم في مهماتهم بسبب الفضائح التي ظهرت في ملفاتهم، علماً أن الناشطين يذكرون بمناقشات موازنة 2019 وكيف كانت الشروط المتبادلة عنواناً رئيسياً للمحاصصة، فيما أرجأت الحكومة في قراراتها التي تسميها إصلاحية ملفي استعادة الاموال المنهوبة ومكافحة الفساد إلى ما قبل آخر السنة، وهي قد تدفن في الادراج وفي التسويات.

في الغرف المغلقة كانت تحضيرات السلطة تتم على قدم وساق لإخماد الإنتفاضة. الحملات التي بدأت بتخوين المشاركين فيها وارتهانهم لأجندات أجنبية لم تنجح، وكذلك خرق الحراك وإحداث إنقسام فيه. لكن بعد قرارات الحكومة وانتهاء مهلة الـ72 ساعة، تبين أن لا استقالة حريرية من رئاسة الحكومة، فيما يحسم “حزب الله” ومعه العهد بمنع إسقاطها. لكن استمرار الإنتفاضة بالنسبة إلى السلطة يهدد مواقع قوى أساسية فيها، لذا شهدنا عمليات قمع في مناطق سيطرة طائفية وحزبية خصوصاً في الجنوب، ولم تمنع الناس من النزول الى الشارع. فإذا بالمعركة أصبحت مكشوفة بين جمهور لبناني قرر الإنتفاض على الفساد والتجويع والمحاصصة والضرائب وبين السلطة التي بدأت بالتحضير لخطط جديدة لإنهاء الإنتفاضة، من بينها وفق ما ينقله أحد السياسيين التوجه إلى إجراء تعديل حكومي في حال استمرت الساحات بالتحرك بعد القرارات الأخيرة، خصوصاً وأن “حزب الله” أبلغ الجميع بمنع إحداث أي تغيير سياسي حالياً في البنية السياسية للحكم، ولا بالتوجه الى انتخابات نيابية جديدة كما يطالب المتظاهرون، على رغم أن الإصلاح يبدأ بالسياسة وبالبرامج ولا يذهب الى الهامش. والإصلاح لا يمكن أن يعالج الخلل إلا بالتغيير. أما في حال بقيت الأمور على حالها، فإن الخطة بالاتفاق مع القوى النافذة في الحكم تقوم على إخماد الإنتفاضة بالقوة، وإن بطرق غير مباشرة، تبدأ بمحاصرة المعتصمين ومنع إقفال الطرق وترك فسحات صغيرة للتحرك ومنع التجمعات الكبرى الدامجة، ثم لجوء بعض القوى إلى التهديد بشارعها مقابل الإنتفاضة وتفكيكها تدريجاً إلى حد تصل معه الامور الى نسل السلطة يدها من الإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها الحكومة. لكن هذا السيناريو أمامه عقبات وأخطار، طالما أن اللبنانيين قرروا إحداث تغيير ومواجهة القمع المقنع والتخوين في ساحات الربيع.

 

برفع الصوت ورفع الأيدي

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2019

الذين اختلفوا مع «التيار الوطني الحر» اختلفوا معه خصوصاً بسبب الخطاب الفوقي الذي يستخدمه رموزه في وجه اللبنانيين. وكان هؤلاء يشيرون إلى الناس كما كان يشير إليهم القيصر؛ أي كرعايا من فئة العبيد. أحد هؤلاء الوزراء قال: «جبنالهم النفط»؛ أي إنهم - التيارون - أتوا للبنانيين بالنفط، نيابة عن العزة الإلهية. ومن جملة الأنعام التي يكررون أنهم أنعموا بها على هذا الشعب، الذي لم يكن يملك أو يعرف شيئاً قبل وصولهم، أنهم أعطوه قانون انتخابات ينتخب به الأكثرية التي حازوها في البرلمان، مع أن اللبناني ينتخب منذ مائة عام.

تابع الناس أمس خريطة المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام: ألوف الشبان والشابات من سن الاقتراع، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، وعلى مدى الوسط، في المدن وعلى الطرقات، من الفجر وطوال النهار وطوال الليل. مَن الذي اقترع لهؤلاء النواب إذن؟ ما هذا الشعب الناكر للجميل الذي لا يعرف قيمة العهد الذي «جاب» له النفط، ومنّ (وتمنن) عليه بقانون انتخابات؟

حتماً، كان هناك نحو مليون إنسان على مدى مساحة البلد جمعهم، بمناطقهم وطوائفهم وأعمارهم، الشعور بالمرارة والخداع وسفاهة التمنين على ألسنة وزراء ليس لهم في الحقل العام أكثر مما للرضيع في ثدي الأم.

مليون إنسان، من الفئة التي - في أكثريتها الساحقة - لا تنزل إلى الشوارع، ولا تتعاطى السياسة، أخرجتها من بيوتها حالة مزرية من الفشل العام والخوف والقلق والشعور بأن المصير في أيدي مراهقين والسقوط الأخير على أبواب المنازل.

تحدث المتظاهرون لغة واحدة: في بيروت، وفي صيدا وصور وطرابلس وجونيه، لغة واحدة سامية في صدقها وبساطتها، خالية من الطائفية والعنصرية وسفاهة المتاجرة بمصير الوطن ومستقبل الناس. لذلك، حمل بعضهم أطفالهم معهم، وخلت التجمعات من سخف الخطابات والشعارات الرثة الجوفاء التي لا تزيد أهميتها على لون طلائها. مليون إنسان، على مدى وسط بيروت، في كل ساحة طرابلس، في جونية، بلا منظم، بلا حزب، بلا تعبئة، يئنون ويغنون ويصرخون؛ هذا هو قانون الانتخاب الحقيقي: برفع الصوت ورفع الأيدي.

 

العهد والحكومة والحزب ورسائل الخيبة

غسان شربل/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2019

فاجأ اللبنانيون الطبقة السياسية الفاسدة الممسكة بأعناقهم والتي ذهبت بعيداً في سياسات الاحتقار والإفقار. تدفقوا إلى الشارع في كل المناطق ومن كل الطوائف. وهذا المشهد غير مألوف منذ عقود. كشفوا تآكل شعبية الحكومة والحكم وأحدثوا جروحاً في هيبة الأحزاب الممسكة بشوارع المناطق. وهو مشهد مؤلم للرئيس سعد الحريري الذي كانت الجموع توافيه حين يناديها. والأمر نفسه بالنسبة إلى الرئيس ميشال عون. كل من الرئيسين يعرف أن أكثر الرسائل إيلاماً جاءته من منطقته وشارعه.

إنها موجة عاتية من الغضب ضاعفها شعور اللبنانيين بعدم جدية الحكومة والحكم في التصدي للانهيار الاقتصادي المقترب والذي يهدد لقمة أطفالهم وفرص التعليم والعمل ويدفع بمزيد من اللبنانيين إلى طريق الهجرة. لم يعد اللبنانيون في وارد تصديق أسطوانة الحكومة والحكم عن محاربة الفساد ومعالجة التدهور الاقتصادي. ضربت السنوات الأخيرة مصداقية العهد والحكومة معاً. كان هدير الشوارع واضحاً وهو أوفد رسائل الخيبة باتجاه ساكن السراي الحكومي وساكن قصر بعبدا. هذا من دون أن ننسى أن الرجلين دخلا المقرين استناداً إلى شرعية انتخابية وموقع مميز لكل منهما داخل طائفته.

بعد موجة الغضب التي تجتاح لبنان يقف عهد عون أمام منعطف كبير. وتاريخ الجنرال يثبت أنه كان لا يخشى المنعطفات والانعطافات حتى ولو استلزمت تخطي التفويض الشعبي أو الدستوري الممنوح له. وأمام المنعطف الحالي من واجب الجنرال أن يقرأ ويسمع.

أتمنى أن يتسع صدر الرئيس لحقيقة كشفتها تجربة السنوات الثلاث الماضية التي شكلت النصف الأول من عهده. وهي أن بعض رجال القصر هم من أضعفوا القصر وأن بعض رموز العهد هم من أضعفوا العهد. أنا لا أتهمهم بتعمد ذلك لكنني أضع سلوكهم في خانة قلة الخبرة أو الغرور أو التملق.

يعرف الجنرال أن سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع قبلوه رئيساً بعدما فرض «حزب الله» معادلة: لا رئيس إلا إذا كان عون. وبعدما بقيت الجمهورية طويلاً مقطوعة الرأس. تناسى الحريري مواقفكم من والده والمحكمة والاغتيالات وإسقاط حكومته وأيدكم. وتناسى جنبلاط فصول معارك سوق الغرب ومدافعها وأيَّدكم. وتناسى جعجع «حرب الإلغاء» ومدافعها وأيَّدكم. ومن حق أي لبناني أن يسأل أين مصلحة العهد في إظهار الحريري مهيض الجناح مستضعفاً أمام جمهوره وطائفته؟ وأين مصلحة العهد في استعداء جمهور جنبلاط وإعادة فتح جروح الجبل وهز المصالحة فيه لأن «التيار» لم يكن من أبرمها؟ وأين مصلحة العهد في التعامل مع وجود جعجع في الحكومة والشارع وكأنه ورم خبيث يجب استئصاله؟ أنا لا أقول إن الثلاثة من صنف الملائكة، وأعرفهم كما أعرفك، لكنني أسأل عن مصلحة عهدك ومصلحة اللبنانيين.

واضح أن العهد أخطأ في التعامل مع القوى التي شاركت فيه آتية من ركام تجمع «14 آذار». وواضح أيضاً أن الحريري أخطأ حين لم ينطلق في رحلته مع العهد من قاعدة أصلب وأوضح وأكثر توازناً خصوصاً أنه يدرك أن الانهيار يقرع الباب. وكان باستطاعة الحريري أن يفيد من حاجة العهد الملحة إليه لتفادي الانهيار الاقتصادي الكامل. وكان باستطاعته أن يدير العلاقات على نحو أفضل مع حلفائه السابقين لضمان شيء من شبه التوازن.

طرف ثالث يفترض أن يقرأ مشهد الساحات المكتظة بالمحتجين وهو «حزب الله». لقد حمّل الحزب لبنان في الأعوام الأخيرة ما يفوق قدرته على الاحتمال سياسياً واقتصادياً. خصوم الحزب سلموا له بدور كبير وفاعل ومؤثر لكن أكثر من نصف اللبنانيين لا يسلمون له بحق احتكار القرار الوطني وفرض أسلوبه ومنهجه على حياة كل اللبنانيين. لا يحق للحزب وضع اللبنانيين دائماً أمام خيار وحيد وكأن إرادته فوق المؤسسات وكلمته لا ترد.

لا بد من الاستماع إلى وجع الناس. إلى الألم الذي دفعهم مع أبنائهم إلى الساحات لإشهار خيبتهم من أهل القرار أو من يفترض أن يكونوه. على الحكومة والحكم التحرك سريعاً لإقناع الناس بأن الخطوات التي أعلنها الحريري أمس ليست مجرد حبوب مؤقتة لتهدئة الشارع. وعلى الحراك الشعبي أن يبلور برنامجاً يتضمن مطالب واضحة وممكنة وخطة تحرُّك فاعلة تمنحه القدرة على ممارسة حق الرقابة الشعبية الدائمة على سلوك الحكومة والحكم في المرحلة المقبلة.

تدفق اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق دفاعاً عن لقمة العيش وفرص التعليم والعمل والحرية والكرامة يكشف الحاجة العميقة إلى قيام دولة تستحق التسمية. وفي معركة معقدة من هذا النوع بفعل تركيبة الداخل وتمزقات الإقليم، لا بد من الصبر والحذر والتحلي بالمسؤولية في موازاة الشجاعة.

لا خيار أمام عون غير استخلاص العبر من هذه الانتفاضة الواسعة الممتدة من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. لا بد للحريري أيضاً من الخروج بالاستنتاجات اللازمة. استعادة ثقة الناس تستلزم جراحات لا مراهم تجميل. والخوف هو أن يكون تحرك الشارع تخطى المعالجات المحدودة المتأخرة. غضبة اللبنانيين صريحة في الداخل والخارج. على الحكم والحكومة تجرع سمَّ التنازل لإرادة الناس لأن كلّ رهان آخر معروف النتائج والعواقب. إننا أمام فصل جديد مختلف في حياة لبنان. لا يمكن الذهاب إلى المستقبل بشبه دولة مستباحة.

 

عن لبنان وصحوة الفينيق

إميل أمين/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2019

ارتبط لبنان طويلاً وكثيراً بطائر الفينيق، وسميت حضارته بالفينيقية في استعارة لا تخطئها العين للطائر الأسطوري الذي يقوم من رماده مرة جديدة، وذلك بعد أن يخيل للناظر أنه قد ذهب وراء الآفاق ولا رجعة له وتقطعت صلاته بالحياة.

على أنه دائماً وأبداً كان لبنان بتكوينه الحضاري والثقافي، وبنسيجه الاجتماعي يصحو مدهشاً من حوله، وليؤكد كل يوم أنه رسالة بأكثر منه دولة.

ما هذا الذي نراه على ردوب لبنان الأرز العتيق صاحب المجد الأدبي والإنساني، الذي يتجاوز رقعته الجغرافية أو حضوره الديموغرافي؟

باختصار غير مخل يمكن القطع بأننا أمام «فعل إيمان ورجاء» بلبنان، وبلبنان وحده المنزه عن المحاصصات الطائفية، والتبعيات الآيديولوجية، أو المساقات الدوغمائية التي أغرقت اللبنانيين في لجج من الصراعات ما كان لبلد «العيد» أن ينحدر إليها.

مشهد الشوارع اللبنانية يحتاج إلى علماء اجتماع بأكثر من كُتاب ومحللين سياسيين، إذ إنها المرة الأولى بعد انتفاضة العام 2005 التي أخرجت القوات السورية من بلد الأرز العالي السامق في أعلى عليين، التي تخرج فيها عشرات الآلاف من الجماهير اللبنانية واللبنانية فقط، من دون تمايز طبقي أو عرقي أو طائفي أو مذهبي، وهم لبنانيون ينشدون الخلاص من ثلاثة عقود من الاهتراء السياسي، والفساد الحزبي، وحكومات التشارع والتنازع، وبدع سياسية لم يسمع العالم بها من قبلُ كالثلث المعطل وما لف لفه.

بات اللبنانيون على بكرة أبيهم «نخبة مستنيرة»، نخبة نهضوية، وليست نخبة نهبوية، ومن هنا يتبين أن المفصل الذي تواجهه القيادات السياسية في لبنان هو تاريخي وخطير، ومن دون حكمة وحنكة عاليتين لن يمكن الخروج من المأزق الآني.

إيمان اللبنانيين في واقع الحال يتجاوز الوعد برفع ضريبة من هنا، أو تقديم خدمة بعينها هناك، إنه إيمان جديد بلبنان الكرامة والشعب العنيد، كما صدحت جارة القمر ورمز لبنان السيدة فيروز.

ما يسعى إليه الشعب اللبناني في هذه الآونة هو استعادة لبنان من أنياب الفساد الذي استشرى، ليجعل من اللبنانيين طبقتين لا غير، مليارديرات بالأعلى، لا علاقة لهم بالمعذبين والمجروحين في كرامتهم في قاع البلد.

غاب عن السياسات اللبنانية وجل السياسيين طوال العقود الثلاثة الفائتة ما أشار إليه حكيم الصين الأشهر كونفوشيوس، الذي حذر ليس من الفقر أن يسود مجتمعاً بعينه، بل من التفاوت الطبقي القاتل، ذاك الذي يملأ القلوب بالضغائن، ويزخم في العقل والمخيلة صور الانتقام، ويهيج الثارات ويجعلها الطريق المؤدية إلى الانحدار.

المتابعون للشاشات طوال الساعات الأخيرة يدركون أننا أمام شعب متحضر برجاله ونسائه، بشبابه وشيبه، شعب حقيق به أن يسعى في طريق الأمل للإصلاح الجذري، ذاك الذي يتجاوز بعض الإجراءات البيروقراطية، ويهدف إلى العودة إلى مربع الاستقلال اللبناني الحقيقي، لبنان القابض على كرامته بأسنانه، وليس لبنان الدائر في أطر وفلك القوى المخربة الخارجية، لبنان صاحب الزعامات اللبنانية التاريخية، تلك التي يسترجع اللبنانيون مجدها أمام أعينهم، وتعلو الألسنة باللغو اللبناني «هيك بيكون الزعماء».

أفرزت المظاهرات الأخيرة حقائق مؤكدة وفي مقدمها أنه حان الوقت ليضحى لبنان دولة واحدة، وجيشاً واحداً وشعباً واحداً، إذ لا يستقيم بالمرة أن تكون دولة ذات رأسين، حكومة وجيش وطني، وميليشيات تأتمر بأوامر الملالي، ولعل خروج متظاهرين لبنانيين في الضاحية الجنوبية من جهة، وفي المناطق الواقعة تحت تأثير وولاء حركة أمل من جهة ثانية، لهو رسالة بأن أزمنة الاحتماء بسلاح الميليشيات قد فات أوانها، وأنه وقت لبنان الموحد.

لن يخاف اللبنانيون من تصريحات نصر الله الذي يتوعد من يستقيل من الحكومة بالمحاكمة وكأنه هو الدولة، ولعل الساعة هي ساعة الوعي والرجوع عن طروحات وشروحات «التهور الاستراتيجي»، الذي يمكن أن يقود لبنان إلى المزيد من الاحتراب الأهلي والطائفي من جديد، وإن كان المرء يثق أن وعي اللبنانيين هذه المرة، وبعد سنوات الخبرة والألم التي عاشوها، سوف يقفز ويتجاوز هذا الفخ المراد للبنان. أثبتت المظاهرات الأخيرة ضمن معطيات كثيرة أن كافة معطيات ومحاولات الإسلام السياسي قد باءت بالفشل، وأن تسخير الدين ولي عنق النصوص لا يفيد، فالشعوب كما الجيوش تمشي على بطونها، وتتطلع إلى الصادقين الأمناء في وعودهم، وقراراتهم، لا في تنظيرهم وخطبهم الرنانة والطنانة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع. ستكون الطريق طويلة حتى يستعيد اللبنانيون حقوقهم، غير أن ما جرى أثبت أنهم قادرون على الأمل ومتعلقون بهدبه، لا يلوون عليه شيئاً، وهذا هو الدرب للتصحيح الجذري العميق.

جميل إلى حد الروعة مشهد السلوك الآدمي والإنساني لقوات الجيش اللبناني تجاه المتظاهرين، وكذا موقفه من المظاهرات ما يعني أن وحدة الصف اللبناني قائمة وقادمة.

لبنان أراد الحياة... وقدره الساعة في أيدي اللبنانيين.

 

ثورةٌ... وماذا بعد؟

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 21 تشرين الأول 2019

مقالات خاصةهَلّقتني... صرنا شعب لبنان العظيم!مطالب الناس واضحة... ماذا عن مصير الاقتصاد؟الإنتفاضة الشعبية الى أين؟ إملأ الإستمارة واحصــل على أجوبةالمزيد

اكتشَف اللبنانيّون أنَّ جماعةً بدونِ أهليّةٍ اختارت جماعةً بدونِ كفاءةٍ لتَحكُمَ بدونِ حياديّةٍ دولةً موثوقًا في فسادِها. التقَت ذُروةُ نقمةِ الشعبِ وذُروةُ فشلِ السلطةِ وذُروةُ التحوّلِ الإقليميّ، فانفَجر البركان. عَسى أن يكونَ «ربيعُ لبنان» خِلافَ «الربيعِ العربي».

نَشهد حاليًّا انقلابًا، وانقلابًا مضادًّا، وانتفاضة: تَحرّكَت مجموعاتٌ تابعةٌ لحزبِ الله وحلفائِه لقلبِ الطاولة. ردَّت القِوى المضادةُ بتحريكِ الشارعِ في مناطقِها لخلقِ توازن. وبين الانقلابَين انتفَض الشعبُ بطيبتِه وعفويَّتِه وفُقرِه وأَلمِه، وشَكّلت حشودُه قوّةً شعبيّةً موحَّدةً ظاهريًّا، وقوّةً سياسيّةً منقسِمةً عمليًّا؛ والآتي قريب.

تركّزت المطالبُ على رفضِ الضرائب، محاربةِ الفساد، استقالةِ الحكومةِ وحلِّ المجلس النيابي. تَجاهل المتظاهرون القضايا الوطنيّةَ، وهي مصدرُ أزَماتِنا الاقتصاديّةِ والاجتماعيّة. لم يُثيروا سلاحَ حزب الله، ولا إعادةَ النازحين السوريّين، ولا مصيرَ اللاجئين الفلسطينيّين، ولا ترسيمَ الحدودِ، ولا إغلاقَ المعابر، ولا إعلانَ الحياد، ولا العَلاقاتِ مع سوريا، ولا اللامركزيّة. رَفعوا شعاراتٍ تُوحِّدُ الانتفاضةَ وتجنبّوا قضايا قَسَّمت الدولة، وستُقسِّمُهم.

مثلُ الورودِ تَحيا الثوراتُ طالما هي براعِم. لكن ما إن تَتفتَّحْ حتّى يَقطُفَها مجهولون وتَذبُل. هذا قدرُ الثوراتِ في العالم. غالِبيّةُ الثوراتِ تَفشَلُ بُعيْدَ انطلاقِها بسببِ رومانسيَّتِها، أو إثرَ استلامِها الحكمِ بسببِ شهوةِ السلطة. أَهْونُ الخطواتِ النزولُ إلى الشارعِ وأصعبُها الخروجُ منه. وأسهلُ مرحلةٍ الوصولُ إلى الحكمِ وأَعْسَرُها الأَداءُ المختَلِف. تَضيعُ الثورةُ حين تَطرَبُ بحناجرِها وتَنسى بطونَ الناس. وتَغْترُّ الثورةُ حين تُمسي أسيرةَ مطالبِها وتَتعالى على الحلولِ الممكِنة. وتُجهَضُ الثورةُ حين لا تُغربِلُ الطيّبين والعفويّين من الـمُندسّين والمتآمِرين وتُلقيهم خارجَها. وتُسيَّلُ الثورةُ حين تُصبحُ حركةَ «تَحكُّمٍ مروريٍّ» عوضَ حركةِ تَحكُّمٍ بالسلطة. التوقيتُ (اللحظة) هو دائمًا مع الثورةِ، لكنَّ الوقتَ (المماطلة) هو دائمًا مع السلطة. تَسقُط الثورةُ حين لا تُميّز بين الزَخمِ الثورَويِّ المثاليِّ المطلَق ومدى حدودِ التغيير وحاجتِه في البيئةِ المستَهدَفة.

لا يجوزُ أنْ تَقتُلَ الثورةُ الوطنَ وهي تُحيي الدولةَ، ولا يجوزُ أن تَغتالَ الدولةَ وهي تُطهِّرُ مؤسّساتِها، ولا يجوز أنْ تَضربَ قدراتِ الشعبِ واقتصادَ المجتمعِ ونُموَّه وهي تُسقِطُ الطبقةَ السياسيّة. إذا كانت الغايةُ في الثوراتِ تُبرِّرُ الوسيلةَ، فلا يَجوز للوسيلةِ أن تُطيحَ الغايةَ. التغييرُ الجذريُّ، وهو ضروريّ، مستحيلٌ في لبنان من دونِ تغييرِ تركيبتِه. فَلْنَحْلُم بالمستحيلِ ونُحقِّق الممكِن على أنْ يُصبحَ تراكمُ الـمُمْكِناتِ حلًّا جَذريًّا مع الوقت.

الّذين انتفَضوا عفويًّا منذ 17 تشرين الأوّل الجاري هم أساسًا لبنانيّو الـــ 52%. أولئك الّذين، احتجاجًا على قانونِ الانتخابِ الهجين، قاطعوا الانتخاباتِ النيابيّةَ في 06 أيّار 2018. يومَها كانت الانتفاضةُ الصامتة. وها هم اليومَ يصوِّتون في الشارع ويَنقُضون تصويتَ الصناديق، وإليهم انضمَّ نادِمون على تصويتِهم السابق.

الوجهُ الاجتماعيُّ الذي رافق انتفاضةَ الشعبِ لا يَحجُبُ الهوّيةَ السياسيّةَ للأحداث. وعفويّةُ الناسِ الذين مَلأوا الساحاتِ والشوارعَ والمدنَ والقرى لا تُلغي التَسلُّلَ السياسيَّ إلى التجمّعاتِ والتظاهرات. وكونُ المتظاهِرين لبنانيّين فقط لا يَنفي وجودَ بُعدٍ خارجيٍّ للتحرّك. الّذين انسحبوا من سوريا يَنكفئون هنا، والّذين انتصَروا هناك يَتمنَّون أخذَ لبنانَ في «ظهرِ البَيْعة». والذين انقَسموا من أهلِ البيتِ في العراق وَجدوا فروعًا وأنسباءَ لهم في لبنان. وبدا أنَّ «انتفاضةَ العقوباتِ» التي كان الأميركيّون يَتوقَّعونها في طهران، اندَلعَت في بيروت رغم محدوديّةِ العقوباتِ الأميركيّةِ على لبنان مقارنةً بشموليّتِها على إيران. وها نحن أمامَ طلائعِ انتفاضةٍ شيعيّةٍ على الحزبِ والحركةِ بموازاةِ الانتفاضةِ اللبنانيّةِ العامّةِ على العهدِ والحكومة. بات يوجد «جَناحٌ إصلاحيٌّ» شيعيٌّ في لبنان.

أسبابُ الحَراكِ واضحةٌ: وَجَعٌ صار صرخةً، لكنَّ نتائجَه غامضةٌ: الوجعُ صار مَطيّة. عينُ القِوى الداخليّةِ والخارجيّةِ عليه. انتشارُه الجغرافيُّ الشاملُ دليلُ قوّةٍ من جهة، ودليلُ تَبعثُرٍ طائفيٍّ وحزبيٍّ من جهةٍ أخرى. التوافقُ الشعبيُّ ضِدَّ الحكومةِ التوافقيّةِ لا يُرافقُه توافقٌ على ما بعدَ استقالةِ الحكومةِ أو المجلسِ النيابيِّ أو حتى العهد. التظاهراتُ مركزيّةٌ وفِدراليّة. الشارعُ صار «بيتَ الشعب» والاستراتيجيّةَ الدفاعيّةَ وهيئةَ الحوارِ ومجلسَ الوزراءِ ومجلسَ النوّاب.

تفاجأ الناسُ بالنبضِ المسيحيِّ يَستيقظُ بعد سُباتٍ في العاصمةِ والمناطق، بالشِقاقِ الشيعيِّ في قلبِ الجَنوبِ والبقاع، بالاستياءِ السُنّيِ في المدن، بالعصبِ الدرزيِّ في الشوفَين، باستقلاليّةِ المجتمعِ المدنيِّ عن جمعيّاتِه. هذه هي المرّةُ الأولى التي يَبرُز الشعبُ فيها أقوى من الطبقةِ السياسيّةِ والسلطة معًا. فحذارِ أن تَضيعَ هذه الفُرصةُ، كما ضاعت «ثورةُ الأرز» سنةَ 2005. وأصلا إنَّ ثورةَ 2019 هي ثورةُ استلحاقٍ لثورةِ الأرز.

لذا واجبُ الانتفاضةِ اليومَ أن تبادرَ فورًا إلى خلقِ مجلسِ قيادةٍ مستقلٍّ يَضُم شخصيّاتٍ وطنيّةً قادرةً أن تحوّلَ الغضبَ من ردّةِ فعلٍ عارضٍ إلى فعلٍ معارِض، ومن انتشارٍ مُشتَّتٍ إلى جماعةٍ متَّحِدة. فلا قيمةَ لهذا التحرّكِ مهما حَشَد وطالَ ما لم يَتحوّل قوّةً بديلةً قادرةً على إنتاجِ سلطةٍ وطنيّةٍ جديدة. الثورةُ مثلُ «سِباقِ الضاحية»: يجب أن يَصِلَ العَدّاءُ إلى خطِّ الوصولِ لكي تُحتَسَبَ مشاركتُه في السِباق.

الحلولُ المطروحةُ لوقفِ التظاهراتِ مثاليّةٌ في دولةٍ تَنتظمُ فيها الحياةُ الديمقراطيّةُ وآليّةُ تداولِ السلطة. تستقيل الحكومةُ فتؤلَّفُ أخرى مباشَرة، يَحُلُّ المجلسُ النيابيُّ ذاتَه فتَجري الانتخاباتُ في المهلةِ الدستوريّة من دون إبطاء. أما في لبنان، فهذه الحلولُ هي مشكلةٌ إضافيّة، إذ لا شيءَ يَضمَنُ تأليفَ حكومةٍ وإجراءَ انتخابات. فننتقلُ من سلطةٍ سيّئةٍ إلى فوضى قاتلة. قِوى الأمرِ الواقع تُغطي فراغَ الشرعية. لذا يَتحتّمُ الاتفاقُ على حكومةٍ «استثنائيّةٍ» قبل الاستقالة.

التركيبةُ اللبنانيّةُ لا تَفرِزُ منتصرِين من صناديقِ الاقتراع، ولا من حناجرِ الثوّار. تركيبتُنا تَفرِزُ ضحايا، وفي أحسنِ الأحوالِ شهداءَ. لسنا في نظامِ الحزبين أو الطائفتَين، ولا في ثورةِ يقودها تحالفٌ ذو صِدقيّةٍ أو زعيمٌ جديدٌ لم تَلِد مثلَه أمّهاتُنا بَعد. مشكلةُ لبنان هي غيابُ البديل. نَستحِمُّ في المياهِ الآسنةِ ذاتِها. نَرتِقُ الثوبَ ونرتديه. السلطةُ هي المشكلةُ والشارعُ ليس الحل. إنقاذُ لبنان يبقى في الدستورِ والشرعيّةِ والقراراتِ الدوليّة. من خلالِ هذه الثلاثيّةِ نُغيّرُ كلَّ شيءٍ من دونٍ أن نَهدِمَ لبنان. ودورُ الثورةِ أنْ تُجبرَ المسؤولين على احترامِ هذه الثلاثيّة.

 

التسوية اللبنانية بين الانتفاضة المعيشية وأوهام المشرقية

سام منسى/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2019

يبدو أن المتابعين للحدث اللبناني باتوا مقتنعين بأن البلاد تدخل مرحلة جديدة، عبَّرت عنها بوضوح الانتفاضة الشعبية العارمة بحجمها، والواسعة بانتشارها، وما سبقها من جملة مواقف مستفزة لوزير الخارجية جبران باسيل، صدرت في أقل من أسبوع واحد. ولا تجوز قراءة هذه المواقف من دون ربطها بعدد آخر من مواقف سابقة لحليفه المهيمن حسن نصر الله، وقادة في حزبه.

بدأ رئيس «التيار الوطني الحر» وصهر رئيس الجمهورية، مواقفه المتفردة من منبر جامعة الدول العربية، في اجتماع وزراء الخارجية، مطالباً بعودة سوريا - الأسد إلى الجامعة «لأن الوقت حان لعودة الابن المبعد، وللمصالحة العربية»، داعياً «إلى قمة عربية تكرس هذه المصالحة».

وفي احتفال لـ«التيار الوطني الحر» أطلق باسيل موقفاً نارياً ثانياً، هدد فيه بقلب الطاولة والمواجهة والانتصار، مؤكداً الدفاع عن سيادة سوريا «ولو وحيدين بين العرب»، والتصميم على زيارتها بهدف إعادة النازحين، ولأنه يريد «للبنان أن يتنفس بسيادته وباقتصاده... وسوريا هي رئة لبنان الاقتصادية».

وتوج الوزير باسيل مواقفه بموقف ثالث في اللقاء المسيحي المشرقي، وهو الأخطر، إذ اعتبر أن المشرقية هي «حضن حضاري ثقافي يمتد على مساحة العراق وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين... ونريد تحويلها إلى حاضنة جغرافية حسية، تحضن عروبتنا وآراميتنا وكرديتنا... وإلى جبهة مشرقية معاصرة».

في خضم انشغال رئيس التيار بسيادة سوريا وبالمشرقية، علت صرخة اللبنانيين يوم 18 أكتوبر (تشرين الأول) في تحركات مطلبية غير مسبوقة على مستوى لبنان كله، لا اعتراضاً على هذا المفهوم الجديد، وقلة منهم تدرك خطورته وأنه المفتاح الذي سيحكم إقفال دائرة انقلاب «حزب الله» على أسس الكيان اللبناني؛ بل احتجاجاً على الفساد والرياء والزبائنية والخطب الرنانة التي يصدح بها المسؤولون اللبنانيون، متضامنين مع الشعب وما آلت إليه أوضاعهم، وكأن المسؤول عن هذا التدهور شبح مجهول الهوية والهوى.

المواقف الرسمية التي رافقت هذه الانتفاضة، أظهرت استفحال حجم النكران والانفصام الذي تعيشه السلطة الحاكمة، لا سيما في كلمتي باسيل ورئيس الحكومة سعد الحريري؛ حيث تبادلا الاتهامات حول المسؤول عن تدهور الأوضاع في لبنان.

وبحسب ما علمتنا إياه التجارب، يجوز القول إنه إذا كان بين المحتجين من يصرخ وجعاً مندداً بزعماء طائفته وهم كثرة، فبينهم أيضاً الموجَّه والمدفوع ممن يريد الإفادة من هذا الحراك، للقضاء على ما تبقى بما يذكر بلبنان القديم، ويستبدل رموزه بوجوه صافية التوجه، وتنتمي إلى محور الممانعة الإيراني، مكرساً في لبنان الانتصارات الإقليمية التي حققها. البعض يوشوش بأن الأمر سينتهي باستقالة الحكومة الحالية، لتتسلم دفتها شخصية «نظيفة» الانتماء، والبعض الآخر يقول إنه لا حاجة للاستبدال بالرئيس الحريري؛ لأنه بات بعد التسوية رهينة بأيدي «حزب الله» وما عبر عنه حسن نصر الله في خطابه بعد يوم واحد من الانتفاضة، من تمسكه بهذه الحكومة؛ بل ما يشبه تهديد الرئيس الحريري من أن يتخلى عن المسؤولية دليل على ذلك، إنما الحاجة هي إلى إبعاد من أطلق عليهم باسيل تسمية «السياديين الجدد» غامزاً من باب «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» و«حزب الكتائب» وصولاً إلى حكومة «نظيفة». وآخرون يتحدثون سراً عن احتمال أن يتنحى رئيس الجمهورية قبل انتهاء ولايته، لصالح صهره وزير الخارجية، في إطار تحويل النظام اللبناني إلى نظام رئاسي، وهو أيضاً شخصية «نظيفة». وشوشات نترك للأيام أن تحسم صحتها من عدمها.

يبقى أنه لا يمكن فصل الحدث اللبناني اليوم عن تطورات إقليمية مهمة وخطيرة، لا سيما من زاوية العناوين التي طرحها الوزير باسيل، إن لجهة دفاعه عن سوريا الأسد ومطالبته بعودتها إلى الجامعة العربية، أو لجهة المشرقية التي طرحها، بما تفترضه من بديل لمسميات العروبة والإسلام الليبرالي، وما تستشرفه من تأسيس لتحالف أقليات، بعضها دينية وأخرى عرقية؛ لكنها في جلها مذهبية غير سنية وغير عربية.

فمن ناحية، تمكن قراءة مواقف باسيل عبر مسعى تركيا بزعامة رجب طيب إردوغان إلى إسقاط القوة المسلحة الكردية، وإقامة منطقة عازلة بين العرب السنة والأكراد في شرق الفرات؛ حيث تتوقع إعادة توطين سنة عرب سوريين من اللاجئين في تركيا في غير مناطقهم الأصلية. هذه «المغامرة» الإردوغانية المدعومة بتعبئة شعبوية ذات طابع سني من «الإخوان المسلمين» السوريين، و«حماس» الفلسطينية، وقطر، تعني بالدرجة الأولى إعادة الأكراد السوريين إلى «حضن» نظام الأسد، بما يعزز زعمه «بحماية» الأقليات غير العربية، ويسمح له باستكمال عملية تعويم شرعيته.

وتمكن قراءة مواقف باسيل أيضاً عبر عدسة العمليات الأمنية التي يشهدها العراق، لترهيب أصوات شيعية معارضة جريئة، بحجة الحفاظ على وحدة «الطائفة الشيعية»، ما يعني أمراً واحداً بلغة عراق اليوم، وهو الالتفاف حول المشروع الإيراني وحمايته.

ويذكِّر الحدث اللبناني الذي أعده وأخرجه «حزب الله» وينفذه الوزير باسيل، بما سبق وصرح به زعماء روسيا، وفي طليعتهم الرئيس فلاديمير بوتين وفريقه من مفكرين وخبراء، بشأن دور روسيا الاتحادية في حماية الأقليات في المشرق.

وسط كل ذلك، يسجَّل صمت إسرائيل المريب. ولإنعاش ذاكرة من يتناسى من جماعة الممانعة، سبق لزعماء واستراتيجيين هناك أن أعلنوا، وبالفم الملآن، عن دعمهم؛ بل وتخطيطهم لقيام تحالف أقليات، تكون الدولة العبرية فيه اللاعب الأكثر نفوذاً، والمحرك البارز للعلاقات بين مكوناته.

هذه التطورات الإقليمية مضافة إلى المشهد اللبناني في نسخته الأخيرة، تشي بأن الفريق المحلي - الإقليمي المنتشي بالانتصار، يعتقد أنه آن الأوان لينتقل إلى مرحلة إحكام دائرة الانقلاب الذي قاده، فيتخلص من الجالسين معه إلى الطاولة، إيذاناً ببداية الحلقة الأخيرة من مسلسل إلحاق هذا البلد سياسياً واقتصادياً بالمحور الإيراني المنتصر. وما يتيح له ذلك هو القرار الأميركي بالانسحاب من سوريا، والعملية التركية، وما قد تقدمه من خدمة لجميع أطراف هذا المحور.

في واقع الأمر، من اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، والاغتيالات الأخرى التي تلته، إلى حركة قمصان «حزب الله» السود في 7 مايو (أيار) 2008. إلى اتفاق الدوحة الذي كرس التوافقية، إلى التسوية التي أسفرت عن انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، إلى قانون الانتخاب الهجين الذي حقق أكثرية نيابية وحكومية لمحور الممانعة، كلها محطات أخرجها «حزب الله»، ونفذ بعضها بتغطية من حلفائه، المسيحيين منهم خاصة، بهدف تغيير الكيان اللبناني بدستوره ونظامه وحتى نسيجه الاجتماعي، ليسلمه إلى راعيته إيران كياناً صديقاً ونظيفاً. ولعل انكفاء الدول الغربية وسكوتها عن عمليات القضم التي تمارسها إيران في المنطقة عبر أذرعها، سيتيح للحزب النجاح في خطته.

محصلة هذا المشهد اللبناني في عمقيه المحلي والإقليمي، أن المؤسسات والأعراف والقوانين تنهار الواحدة تلو الأخرى، جراء السعي لدفن تسوية اتفاق الطائف 1989، في مسار يتجه نحو إدخال لبنان في مرحلة تتجاوز مستوى استنفار العصبيات المذهبية والعرقية، إلى مستوى إدخالها في هيكلية بعض الدول والأنظمة في المنطقة، وتجعل الصدام بين الأكثريات والأقليات الدينية والمذهبية هو المحدد لهويتنا الوطنية، وتقضي بالتمام والكمال على أي أمل بإعلاء الرابطة الوطنية، وإرساء الدولة المدنية القائمة على القيم الديمقراطية والولاء الدستوري وأولوية المواطنة؟

 

نصر الله ولبنان: هيهات منّا الاستقالة!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2019

الذي جرى ويجري في لبنان منذ عدة أيام، ليس من النوع الذي يمكن تمريره بسهولة، أو بلهجة اللبنانيين «بتقطع»، بل هو فاصلة بين ما قبل وما بعد، إنه ليس مجرد غضبة من أجل مطالب خدمية بحتة، كما يريد سادة العهد الحالي تصويره، وفي مقدمتهم زعيم حزب الله، حسن نصر الله، وأصدقاؤه من التيار العوني.

لا... الذي نراه، من زخم ومطالب المتظاهرين، هو بالفعل ثورة على كل مؤسسة الحكم اللبناني وثقافة الحكم التي أوصلت البلد إلى الاستسلام لحزب الله، والعمل لصالحه، وتسليم قرار الحرب والسلم له. نعم هذا هو أصل الداء، لأن طرفاً أساسياً من معاناة الاقتصاد اللبناني اليوم هو العقوبات الأميركية والمقاطعة العربية، بسبب انخراط حزب الله في العدوان على الدول العربية، وتغذية الحروب الطائفية، والإسهام الفعّال في خدمة الحرس الثوري الإيراني على مستوى العالم، بل والتخادم المفضوح مع عصابات المخدرات اللاتينية، وخلق روابط اتصال وتنسيق مع تنظيمات إرهابية مثل «القاعدة»، وغير ذلك كثير من صحيفة لا تسر الناظرين. الذي ركّب العهد السياسي الحالي في لبنان، هو حزب الله، فهو من جلب الرئيس ميشال عون، لكرسي بعبدا، وهو من سلَّط صهره المستفز جبران باسيل على بقية القوى السياسية، وهو من استهان بزعيم السنة، يفترض ذلك، سعد الحريري حتى أفقده، أعني سعد، الكثير الكثير من مصداقيته، ليس في الشارع السني وحسب، بل لدى كل معارضي حزب الله وأتباعه من العونية.

لذلك حين خرج حسن نصر الله قبل أيام يخطب عن المظاهرات، كان منتظراً منه أن يدافع عن «العهد» وقال بالعامية: «ما تعبوا حالكن، العهد باقي».

بل وجعل التجاوب مع غضب الشارع - بما فيه، بل أوله: الشارع الشيعي - من قبل بعض كتل الحكومة «خيانة»، وربما لو تحمس قليلاً لقال كلاماً آخر، لأنه كان يتكلم بمناسبة أربعين الحسين.

يفترض بثقافة الحزب وطرق تعبئة الجمهور، التركيز على مطالب «المحرومين» و«المستضعفين»، وهذه مفردات أصيلة ومثيرة في خطاب التحشيد الذي تنتمي له ثقافة حزب الله، لكن خطاب المظلومية هذه المرة لا يخدم حاكم لبنان الحقيقي نصر الله، فهو السيد، وهنا لست أعني النسبة فقط للعترة العلوية، بل أعني المراد اللغوي المباشر عن سيد القوم. جعل نصر الله في خطابه الغاضب الاستقالة من العهد والحكومة خيانة، وكاد يردد المقولة الكربلائية الشهيرة: خيروني بين السلّة والذلّة... وهيهات منا الذلّة، ولكن مع تعديل الهتاف إلى: خيروني بين الحكومة والاستقالة... وهيهات منّا الاستقالة!

 

عن التوغل التركي في الأراضي السورية

جيمس ستارفيديس/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2019

تمقت الطبيعة الفراغ، وكذلك القوانين الجيوسياسية. وعليه، كان متوقعاً أنه في أعقاب قرار الرئيس دونالد ترمب المفاجئ بسحب القوات الأميركية من سوريا، جرى على الفور سدّ الفراغ الذي ظهر شمال سوريا بقوات روسية داعمة لنظام الحرب بشار الأسد.

واللافت أن التكاليف الإنسانية للغزو التركي لسوريا تتفاقم بسرعة، مع سقوط مئات الأكراد قتلى، وتعرض نحو 300 ألف مدني، بينهم 70 ألف طفل، للتشريد. ومكنت حالة الفوضى التي ضربت المنطقة مقاتلي تنظيم «داعش» من الفرار من السجون، والانضمام إلى آلاف آخرين مختبئين حول الحدود السورية - الإيرانية، ويتحينون الفرصة المناسبة لإعادة تجميع صفوفهم.

أما الأكراد حلفاء أميركا السابقون، فأجبروا على اللجوء إلى نظام الأسد الكريه، سعياً لضمان مجرد بقائهم على قيد الحياة.

ويمنح وقف إطلاق النار المقرر لمدة 120 ساعة، الذي تفاوض بشأنه نائب الرئيس مايك بنس مع الأتراك، على الأقل فرصة لتقليص وتيرة العنف لفترة من الوقت. «وإن كان الأكراد يتهمون تركيا بالفعل بخرق وقف إطلاق النار». ومع ذلك، تبقى ثمة تحديات كبرى قائمة.

من خلال تخليها عن المقاتلين الذين بذلوا المجهود الأكبر لهزيمة «داعش»، ألحقت إدارة ترمب ضرراً عميقاً بالمكانة الدولية للولايات المتحدة وثقة الآخرين بها كحليف. أما الكونغرس فقد جاء أداؤه أفضل، مع تصويت مجلس النواب بالأغلبية الساحقة لصالح التنديد بقرار الإدارة، لكن مثل هذا القرار الرمزي لا يجدي كثيراً في تحسين أوضاع ملايين المشردين داخل سوريا، بينما يقترب الشتاء.

اليوم، تواجه تركيا، وهي حليف في «الناتو»، موجة غضب عارم وعقوبات اقتصادية. ويبدو أن «الفائزين» الوحيدين مما يجري، هم النظام السوري ورجل روسيا القوي بوتين و«داعش» وإيران وعملاؤهم ـ بمعنى آخر، جميع خصوم أميركا في المنطقة.

إذن، ما الذي يمكن فعله لقلب هذا الموقف؟ كيف يمكن للولايات المتحدة استعادة نفوذها بالمنطقة، وقبل كل شيء، دورها الريادي؟

تتمثل بداية جيدة في الاعتراف بأن البقاء داخل سوريا لا يستلزم قدراً كبيراً من الإنفاقات، ذلك أنه خلال ذروة وجودها بالبلاد، كان لدى الولايات المتحدة نحو 2000 عسكري هناك. جدير بالذكر أنه عندما كنت قائداً لمهمة الناتو في أفغانستان، جرى نشر أكثر عن 150000 جندي أميركي هناك.

من جانبه، يبدي «الناتو دعماً قوياً للمهمة العسكرية في سوريا، والتي تضطلع بها في معظمها قوات خاصة على الأرض، بدعم جوي يوجد مقره بمكان آخر من مسرح العمليات. وترك انسحاب جميع القوات الأميركية من سوريا، رغم ضآلة عددها، تأثيراً كبيراً على الأرض، وعكس نفور ترمب مما سماه «الحروب دونما نهاية» في الشرق الأوسط.

ومع ذلك، يبقى هناك بديل؛ بناء ائتلاف يتركز حول الناتو، خاصة أن قيادات الحلف تعلم المنطقة جيداً، وكانت لديها مهمة في العراق وأفغانستان.

وعندما كنت القائد الأعلى لقوات التحالف منذ بضع سنوات، كانت الأحداث ساخنة بالفعل على امتداد الحدود التركية - السورية الطويلة. عام 2012، أسقطت أنظمة الدفاع الصاروخي السورية طائرة تركية، وكانت الحرب السورية في مراحلها الأولى، لكنها تتفاقم، وبدت الأخطار التي تهدد الحلف واضحة.

من جهتها، دعت تركيا مراراً، الناتو لتقديم الدعم لها. وعليه، أرسلنا أنظمة دفاع جوي إلى أطرافها الجنوبية، وعززنا الطلعات الجوية التابعة للناتو، الهادفة إلى جمع معلومات استخباراتية، ووضعنا قوات عسكرية تابعة للناتو، «بينها وحدات قتال بري» على درجة أعلى من الاستعداد. وثمة دروس يمكن تعلمها من هذه الفترة بخصوص كيف يمكن للناتو المعاونة في نزع فتيل هذه الأزمة وتجنب مزيد من الضرر في العلاقات بين تركيا وشركائها في الحلف.

أولاً؛ يتعين علينا الإنصات بحرص إلى مخاوف الأتراك فيما يخص بعض الإرهابيين الأكراد الذين يعملون على حدودهم الجنوبية. كانت الولايات المتحدة قد تعاونت فيما مضى مع تركيا للمعاونة في التصدي لجهود تنظيمات، مثل «حزب العمال الكردستاني»، لكن الغالبية العظمى من الأكراد الذين تعاونت معهم القوات الأميركية في سوريا، وحدات حماية الشعب، لديها مجموعة مختلفة من الأهداف. وتركز التعاون بين الجانبين على سوريا والعراق، وليس مواجهة تركيا. ومع الاعتماد على مزيج من المعلومات الاستخباراتية القادمة من الولايات المتحدة والناتو، من المفترض أن ننجح في إقناع تركيا بهذا الاختلاف.

ثانياً؛ ينبغي أن يقرّ قادة الغرب بأن رغبة تركيا في بناء «منطقة عازلة» على طول الحدود ربما تبدو منطقية، خاصة إذا جرى حصرها على عمق 5 أميال فقط، بدلاً عن 20 ميلاً حسب الرؤية التي تروج لها حالياً حكومة رجب طيب إردوغان. وينبغي العمل على استئناف المفاوضات بين وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، الذي يحظى بتقدير واسع، ونظيره الأميركي مايك إسبير، التي كانت جارية قبل مكالمة 6 أكتوبر (تشرين الأول) سيئة السمعة التي منح ترمب خلالها إردوغان «الضوء الأخضر» للغزو.

وبدلاً عن فكرة الدوريات الأميركية - التركية التي تجري دراستها، ماذا عن تنفيذ دوريات بالاستعانة بقوات الناتو؟ من شأن ذلك توزيع التكلفة والمخاطرة بين جميع الأعضاء الـ29 في الحلف، مع توسيع نطاق الحوار لما وراء الولايات المتحدة وتركيا.

من ناحيته، حثّ ينس ستولتنبرغ، الأمين العام للناتو، تركيا على ضبط النفس. ويتعين على أعضاء الحلف الاعتراف بأنه إذا انتهى الحال باشتعال قتال بين قوات سورية - روسية من جهة، وتركية من جهة أخرى، فإننا بذلك سنكون في وضع يشهد حالة اقتتال بين حليف بالناتو وموسكو، ذات الوضع الذي يعمل الحلف على تفاديه منذ تأسيسه قبل 70 عاماً ماضية. وبالتأكيد، تشكل هذه نقطة نهاية سوداء، وتبدو غير مستحيلة على الإطلاق اليوم في ظل ميدان قتال مضطرب ومتشابك.

في النهاية، هناك في تركيا أسلحة نووية أميركية في قاعدة إنغرليك الجوية.

وعليه، فإن العمل بصورة جماعية لتأمين تلك الحدود الجنوبية، وهي حدود تخص الناتو، لن يسهم في نزع فتيل هذه الأزمة فحسب، وإنما سيسرق نصراً من يد بوتين وشركائه الإيرانيين.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

الكراهية ووعي الذات

د. سربست نبي/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2019

يمثل الميراث السياسي المتراكم للدولة التركية، المطبوع بطابع التفوق العرقي والتمايز، المصدر الأبرز لصناعة وإنتاج الكراهية داخل الوعي التركي وثقافته بأنساقها اللغوية والأدبية والإعلامية والفنية… إلخ، وهذا الميراث السياسي يتكئ بدوره على خلفية تاريخية وثقافية معقدة، ترى في هذا الآخر، تهديداً وجودياً، جزئياً أو كليّاً، للذات ولهوية الدولة.

إن كراهية هذا الآخر (الكردي، الأرمني، العربي، اليوناني، السرياني… إلخ) تمثل عقيدة الدولة التركية الحديثة. وهي تحترف هذه الكراهية وتحتكرها في ممارساتها وفي مواقفها الآيديولوجية وتجسدها. كذلك ترسخها في مؤسساتها الآيديولوجية والإعلامية، وفي مناهجها التربوية، وفي التجمعات الانتخابية، حتى باتت الكراهية بنية راسخة فيها، تغذي ذاتها بذاتها، وتعيد إنتاج خطابها الذاتي، الذي قوامه استغلال المشاعر الشعبوية والدينية والمذهبية، ومن ثم تعيد توظيفها في خدمة المآرب السياسية، كما يفعل الرئيس التركي اليوم، ويعبر عن ذلك في مواقفه جميعها وتصريحاته عن الأزمة السورية خصوصاً، وغيرها.

هكذا باتت الكراهية، عقيدة الدولة، واكتسبت مكانة مقدسة في العقل السياسي التركي، الذي يسعى إلى تكريسها وضمان بقائها فوق الارتياب أو النقاش. فإن لم تكن كارهاً لهؤلاء (غير الأتراك)، وما لم تعايش هذه الكراهية، وما لم تجسدها في سلوكك، في مواقفك ورؤاك للعالم، فلا تستحق أن تكون تركيّاً جديراً بالانتماء لهذه الأمة والدولة.

وينطوي الخطاب الرسمي للدولة التركية اتجاه المختلفين، ثقافياً، أو دينياً، أو عرقياً، من مواطنيها، على التفوق والوصاية الأخلاقية. إذ ثمة شعور واعتقاد عميقين لديها وفي أذهان الساسة الأتراك، بأنهم ينتمون إلى جنس سامٍ ومتفوق، تحق لهم الوصاية والهيمنة ورعاية المختلفين وتوجيه أقدارهم.

إن الدولة التركية، تتقبل مواطنها (الكردي) كما تريده هي أن يكون، لا كما هو كائن أو يريد أن يكون. فهي تفرض عليه مثالاً آيديولوجياً معيناً، ينبغي أن يجسده في سلوكه، وتحدد له قالباً نمطياً بعينه، وما عليه إلا أن يتطابق مع ما هو محدد له بصورة مسبقة، حتى يحظى بالاعتراف التركي. ومن ثم تعود الدولة عبر مؤسساتها الآيديولوجية والسياسية والأمنية للحكم على صلاحية هذا الكردي الإنسانية، وجدارته بالمواطنة التركية.

من هذا الموقع، شكّلت المؤسسات الآيديولوجية والأمنية للدولة التركية قوالب وأنماطاً ذهنية، أنتجت تقاليد فكرية ونفسية، فرضتها عبر سياسات الترويع والإرهاب الرمزي الممنهج على الكردي، عَزّزت طوال قرن من الزمان الشعور الذاتي لديه بالدونيّة والخضوع، وكرّست لديه القابلية للامتثال للصورة النمطية، التي رسمت له. بموازاة ذلك غدا هاجس الفرد «من غير التركي» التحرر من هويته الاجتماعية والثقافية والقومية والتبرؤ منها في صلاته، كي يغدو مؤهلاً وجديراً بأن يكون تركياً جيداً ومقبولاً. وهذا أقصى ما كان يتطلع إليه ويطمح ذلك الكردي الجبلي، البسيط والساذج، القادم إلى المدينة، التي بدت في إهاب تركي خالص.

التخلي عن ذاته، كان عبر التخلي عن صورته، صورته التقليدية التي قُدِمت له وعنه. الصورة النمطية، التي صنعتها له المؤسسة الدعائية والآيديولوجية التركية عنه، أي الصورة المشوهة التي تمثل الوحشية واللاتمدن والجهل، في أشدّ أشكالها تطرفاً. بوصفها الصورة الأصلية للكردية، التي تجعل من الكردي كارهاً لذاته التاريخية ولهويته، بوصفه الكائن النزق، العدواني، الوحشي والأناني، غير القابل للتمدن. وبالمقابل، فإن التركي النموذجي، وفق النمط الأمثل، هو الذي لا يتعرف على كينونته وعلى هويته، ولا يكتشف انتماءه إلا من خلال هذه الكراهية للآخر (الكردي، اليوناني، الأرمني، السرياني، العربي… إلخ) فهو لا يكترث لهويته إلا حينما يتعلق الأمر بالعداء أو العلاقة مع وجود هؤلاء في محيطه وعلى تماسٍ به. إنه يعي ذاته أوّل الأمر كتركي عبر ممارسة الكراهية إزاء هذا الآخر «المقيت» من وجهة نظره. وهو يعتقد أن الأخير يزاحمه في وجوده، يهدده، يقلّص حضوره ويجعله هامشياً إن استطاع إلى ذلك سبيلاً، وبهذا يفصح التركي أن وجوده الطارئ على هذه الجغرافية مهدد. من هنا تقتضي عملية إثبات الذات لديه في المكان إبادة هذا الآخر المزاحم له أو إزاحته وإقصاءه، حتى إلغاءه من الوجود، وفي الحدّ الأدنى تمييع طابع وجوده وهويته وقسره على التطبع بمثاله التركي.

الدولة القومية التركية اليوم، توحي وتبوح لجمهورها ومناصريها، كما يفعل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بكراهية عمدية موجهة نحو الآخر «خاصة الكرد». تنعش فيهم الرغبة في العداء، تؤلبهم، تحضّهم على الالتزام بموقفها كي تنجح في فرض الإقصاء والإلغاء والعزلة على هذا الآخر المختلف، ومن خلال ذلك تخترع له وتختلق عنه أوصافاً وطباعاً سلبية تروّجها كي تزيد من حدّة النفور اتجاهه.

هكذا نشأت الدولة التركية الحديثة على أساس حكم مسبق ومطلق، بررت به وجودها، وما زالت، فقد عدّت الآخر المختلف، الأكثر تصالحاً مع المكان والتاريخ، عدوّاً وجودياً، بحيث بات معيار الانتماء أو الولاء للهوية هو مقدار امتلاك الوعي الارتيابي الحذر بهذا التهديد الوجودي للآخر. ومع تراكم التربية القومية للدولة، على الصعيدين النظري وعلى صعيد الممارسة، أصبح هذا الموقف معياراً حتمياً لدى الفرد التركي لوعي هويته ولإثبات إخلاصه للدولة القومية التركية.

* أستاذ الفلسفة السياسية

- جامعة كويه بكردستان العراق

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون: ما يجري في الشارع يعبّر عن وجع الناس وتعميم الفساد على الجميع فيه ظلم كبير

وطنية - الإثنين 21 تشرين الأول 2019

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مستهل جلسة مجلس الوزراء "أن ما يجري في الشارع يعبّر عن وجع الناس، ولكن تعميم الفساد على الجميع فيه ظلم كبير، لذلك يجب على الأقل أن نبدأ باعتماد رفع السرية المصرفية عن حسابات كل من يتولى مسؤولية وزارية حاضراً أو مستقبلاً".

وكانت جلسة مجلس الوزراء عقدت في غياب الوزيرة فيوليت الصفدي ووزراء "القوات اللبنانية" غسان حاصباني وكميل أبو سليمان ومي شدياق وريشار كيومجيان الذين قدموا استقالاتهم ليل أمس،‏ للمديرية العامة لرئاسة الجمهورية.

 

مجلس الوزراء أقر موازنة بلا ضرائب إضافية وإجراءات إصلاحية عون: تعميم الفساد فيه ظلم كبير الحريري: نسبة عجز 0.63% أكبر إنجاز

وطنية/الإثنين 21 تشرين الأول 2019

وطنية - اتخذ مجلس الوزراء سلسلة قرارات تتضمن اجراءات اصلاحية جذرية للنهوض بالاقتصاد وتحفيز النمو، كما اقر مشروع موازنة 2020 بنسبة عجز تبلغ 063% ودون فرض اي ضريبة اضافية على الناس، وهو احيل الى مجلس النواب بعد توقيعه من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل.

ومن ابرز المقررات التي اتخذها مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت قبل ظهر اليوم، في قصر بعبدا، برئاسة الرئيس عون وغياب وزراء "القوات اللبنانية" الذين كانوا تقدموا باستقالتهم من الحكومة: "مساهمة القطاع المصرفي ومصرف لبنان بخفض العجز بقيمة 5100 مليار ليرة وزيادة الضريبة على ارباح المصارف، وخفض رواتب الرؤساء والوزراء والنواب الحاليين والسابقين بنسبة 50%، وخفض موازنات مجلس الانماء والاعمار وصندوق المهجرين ومجلس الجنوب بنسبة 70%، واعداد مشروع استعادة الاموال المنهوبة، وقانون انشاء الهيئة الوطنية لمحاربة الفساد قبل آخر السنة الحالية، واقرار مشاريع المرحلة الاولى من مؤتمر "سيدر" وقيمتها 11 مليار دولار خلال ثلاثة اسابيع".

وشدد رئيس الجمهورية في مستهل الجلسة، على "ان ما يجري في الشارع، يعبر عن وجع الناس ولكن تعميم الفساد على الجميع فيه ظلم كبير، لذلك يجب ان نبدأ باعتماد رفع السرية المصرفية عن حسابات كل من يتولى مسؤولية وزارية حاضرا ومستقبلا".

من جهته، أكد الرئيس الحريري أن هذه القرارات والإجراءات "ما كانت لتتحقق لولا صرخة الشباب والشابات الذين أعطونا فرصا كثيرة لنحقق شيئا، ووصلوا إلى مكان من اليأس، ونزلوا إلى الشارع ليعبروا عن غضبهم ولكي يطالبوا كل على طريقته".

وخاطب الشباب قائلا: "إن ما قمتم به في الشارع، كسر كل الحواجز وهز كل الأحزاب والتيارات، وأهم حاجز كسرتموه هو حاجز الولاء الطائفي الأعمى، وأعدتم الهوية الوطنية اللبنانية إلى مكانها الصحيح".

ووصف إقرار الموازنة بنسبة عجز تقريبي 0.63%، بـ"أكبر إنجاز يتيح لنا معالجة الوضعين الاقتصادي والمالي".

وسبق الجلسة لقاء بين الرئيس عون والرئيس الحريري، تم خلاله البحث في الاوضاع العامة التي تشهدها البلاد، والمطالب التي ينادي بها المتظاهرون.

الرئيس الحريري

وبعد انتهاء الجلسة، قال الرئيس الحريري: "منذ أن بدأت بهذه المسؤولية، وأنا أقول لكل الشركاء في الوطن والحكومة ان هدف الممارسة السياسية هو تأمين كرامة الناس. وكرامة الناس، صحيح أنها تأتي من الكرامة الوطنية، من الشعور بالسيادة والحرية والاستقلال، لكن أساسها الكرامة الفردية التي تأتي من أن يكون الناس لديهم عمل، تكون لديها خدمات أساسية، تكون لديها طبابة ومدرسة وضمان... ومنذ أن تشكلت هذه الحكومة وأنا أقول لكل الشركاء فيها، ان أمامنا خطوات ضرورية لنبدأ في تحقيق هذا الهدف".

أضاف: "مع الأسف، وكما قلت منذ 3 أيام، ما كان شيئا من هذه الخطوات يتحقق. والنتيجة أن الشباب والشابات في بلدنا، وبعد أن صبروا كثيرا وأعطونا فرصا كثيرة لنحقق شيئا، وصلوا إلى مكان من اليأس. ونتيجة هذا اليأس أن انفجروا. انفجروا ونزلوا إلى الشارع ليعبروا عن غضبهم ولكي يطالبوا، كل على طريقته. المطالب كثيرة ومحقة ومتنوعة، لكن المطلب الواضح الذي يجمع عليه الكل هو أنهم يطالبون بكرامتهم واحترامهم واحترام صوتهم. وأمام هذا الواقع، تحدثت منذ 3 أيام، وأعطيت شركائي في الحكومة مهلة 72 ساعة لتحقيق سلسلة من الإجراءات. هذه المهلة، ولكي أكون واضحا جدا، لم أطلبها من الشباب والشابات الذي هم في الشارع، لأني، لا أطلب منهم أي شيء، بل هم الذين يطلبون مني، وأنا واجبي أن أكون في خدمتهم، وهم من يعطون المهل للجميع. هذه المهلة أعطيتها للشركاء بالحكومة، ليتحقق الحد الأدنى من الإجراءات الضرورية والمطلوبة منذ سنتين. هذه الإجراءات أقرت، منها بالموازنة التي أقررناها اليوم، ومنها إجراءات اتخذناها من خارج الموازنة. سأذكر البعض منها:

1. موازنة بعجز 0.6%، وليست فيها أي ضرائب جديدة أو إضافية على الناس.

2. القطاع المصرفي ومصرف لبنان يساهمان بخفض العجز 5100 مليار ليرة خلال 2020 ومن ضمنها زيادة الضريبة على أرباح المصارف.

3. خفض 50 بالمائة من رواتب الرؤساء والوزراء والنواب الحاليين والسابقين.

4. خفض موازنات مجلس الإنماء والإعمار وصندوق المهجرين ومجلس الجنوب بنسبة 70%.

5. خفض الف مليار ليرة من عجز الكهرباء.

6. إقرار مشروع قانون العفو العام قبل نهاية السنة الحالية.

7. إقرار ضمان الشيخوخة قبل نهاية السنة الحالية.

8. 20 مليار ليرة إضافية لبرنامج دعم الأسر الأكثر فقرا. وهناك أيضا قرض سنأخذه من البنك الدولي، بحوالي المائة مليون دولار، حصلت مفاوضات بشأنه، وسنقره قريبا لتمكين الأسر الأكثر فقرا، وهو بفائدة نسبتها 1%. الفارق أننا حين ندفع من جيبنا، ندفع بفوائد تصل إلى 13 و15 و17%، أما هنا فإننا نأخذ مائة مليون دولار وندفعها على ثلاثين سنة بفائدة 1%، لهذا المشروع.

9. 160 مليون دولار لدعم القروض السكنية.

10. إعداد مشروع قانون استعادة الأموال المنهوبة. وأنا أعلم أن هناك محامين من المجتمع المدني يعملون على أفكار بهذا الموضوع، ونحن سنطلب منهم التعاون معنا من أجل إنجاز قانون يستعيد هذه الأموال.

11. قانون إنشاء الهيئة الوطنية لمحاربة الفساد قبل نهاية السنة الحالية.

12. تركيب سكانرز على المعابر الحدودية لمكافحة التهريب وتشديد العقوبات على المهربين.

13. إلغاء وزارة الإعلام وعدد من المؤسسات العامة فورا، ووضع خطة لدمج أو إلغاء جميع المؤسسات غير الضرورية. وحين نقول إلغاء، فإن هذا لا يعني أننا سنرمي الناس خارجا، ولكن هناك جزء منها سيتم دمجه وربما نقوم بعملية تشركة في بعض الأماكن، فلا يخافن أحد على وظيفته.

14. تعيين الهيئات الناظمة للكهرباء والاتصالات والطيران المدني.

15. تسريع تلزيم معامل إنتاج الكهرباء بشكل أن ينتهي خلال 4 أشهر.

16. إقرار مشاريع المرحلة الأولى من "سيدر" التي تبلغ قيمتها 11 مليار دولار خلال 3 أسابيع. وهذا هو المحرك الأساسي للنمو بالاقتصاد وخلق فرص العمل للشباب والشابات خلال السنوات الخمسة المقبلة.

17. إطلاق مشاريع المداخل الشمالية والجنوبية لبيروت، أي لينور وأليسار".

وتابع: "هنا، لكي أكون واضحا، في هذه الموازنة تغيير كامل بالعقلية. الإنفاق الاستثماري من الموازنة هو تقريبا صفر، بما يقفل الباب على الهدر والفساد، لأن الحكومة بذلك لا تنفق قرشا. الإنفاق كله من الاستثمار الخارجي، الذي لا يكون فيه هدر وفساد، لأن المستثمر الخارجي لا يقبل هدرا وفسادا، ونحن اعتمادنا كله على الاستثمار الخارجي المباشر، وهو الذي يضمن النمو. هذه كما قلت، بعض القرارات التي اتخذناها في مجلس الوزراء اليوم، والقرارات الكاملة سيتلوها الأمين العام لمجلس الوزراء".

وأردف: "أما بشأن موضوع الخلوي، فإننا سنأتي بمستشار مالي يدرس كل الاتجاهات التي يمكن أن تؤدي إلى خصخصة هذا القطاع، ما هي العائدات التي سنكسبها وما هي حصتنا، ويعطينا الخيارات، وفي النهاية نأتي إلى مجلس الوزراء ونقرر حينها".

وقال: "الآن، أود أن أتوجه بكلمة للشباب والشابات ولجميع اللبنانيين الذين يعبرون عن غضبهم ويطالبون بكرامتهم وحقهم في الشارع: هذه القرارات التي اتخذناها اليوم قد لا تحقق مطالبكم، لكن الأكيد أنها تحقق ما أطالب به أنا منذ سنتين، منذ يوم تشكيل الحكومة، كخطوة أولى للبدء بالحلول، أي لكي نبدأ بتحقيق بعض مطالبكم. وهذه القرارات ليست للمقايضة. أي ليس لكي أطلب منكم أن تتوقفوا عن التظاهر وعن التعبير عن الغضب. هذا قرار تتخذونه أنتم، ولا أحد يعطيكم مهلة. ويجب أن تتأكدوا أني لا أسمح لأحد أن يهددكم أو يحاول أن يخيفكم. وواجب الدولة أن تحميكم وتحمي تعبيركم السلمي عن مطالبكم المحقة، لأنكم أنتم البوصلة، وأنتم الذين حركتم مجلس الوزراء، وتحرككم، بكل صراحة، هو ما أوصل للقرارات التي رأيتموها اليوم".

أضاف: "أنا من موقع مسؤوليتي قمت بما رأيتموه منذ ثلاثة أيام وحتى الآن. أنتم في الشارع تطالبون بكرامتكم، بكرامتكم الوطنية والفردية، بفرص عمل وخدمات أساسية وضمان وأمان وباحترام صوتكم. ويجب أن تعرفوا أن صوتكم مسموع، وإذا كانت الانتخابات النيابية المبكرة هي مطلبكم لكي يكون صوتكم هو وحده من يقرر، فأنا سعد الحريري، شخصيا، معكم بهذا المطلب. من موقع مسؤوليتي، ما قمت به في مجلس الوزراء اليوم خطوة أولى... أيا كان في المسؤولية، لا خيار لديه إلا أن يقوم بها. لكن يجب أن تعرفوا أن ما قمتم به أنتم كسر كل الحواجز، وهز كل الأحزاب والتيارات والقيادات، وأهم حاجز كسر هو حاجز الولاء الطائفي الأعمى. أنتم أعدتم الهوية الوطنية اللبنانية لمكانها الصحيح، فوق أي هوية طائفية أو مذهبية، وهذا أكبر مكسب وطني. إن شاء الله يكون هذا الأمر بداية لنهاية النظام الطائفي في لبنان، بداية حقيقية للبنان الجديد. عشتم وعاش لبنان".

سئل: هناك اليوم أزمة ثقة بينكم وبين الناس، فكيف سيصدقونكم؟

أجاب: "كنت واضحا في خطابي أن ما قمنا به في مجلس الوزراء ليس لكي نخرج الناس من الشارع، هذه الثقة يجب أن نكتسبها، وهم لن يعطونا الثقة مجانا. ولو كنت أنا مكانهم في الشارع فلن أمنح ثقتي. أنا أفهم وجعهم، لكننا أخذنا اليوم إجراءات بمكافحة الفساد والهدر، قمنا بمشاريع كبيرة، أنتم لا تعرفون ماذا فعلنا لكي نصل إلى موازنة بعجز تقريبي 0.63%. هذا أكبر إنجاز قمنا به وأتحدى في تاريخ الحكومات أن يكون قد قام أحدهم بأمر مماثل. الإنجاز اليوم يعتبر انقلابا ماليا بالنسبة إلى موازنة 2020، وهذا يعطينا الوقت، في حين أن كان هناك تدهور اقتصادي، بأن يجمد هذا التدهور، وكل الأمور التي لها علاقة بالقطاع الخاص والقطاع العام ممكنة إن شاء الله في المستقبل".

سئل: هل هذه الأمور ترضي سيدر؟

أجاب: "أكيد أكيد، هي ترضي سيدر".

قرارات مجلس الوزراء

بعد ذلك، تلا الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيه القرارات الكاملة التي اتخذها مجلس الوزراء في جلسته، وقال:

"قرر مجلس الوزراء الموافقة على الاجراءات والتدابير الاصلاحية والاقتصادية والمالية التالية:

1- تجميد الانفاق الاستثماري غير الضروري وتحويل فائض أموال المؤسسات إلى الخزينة:

أ- الطلب الى المؤسسات العامة والمرافق العامة الاستثمارية، التي تدير مالا عاما، بما فيها شركتا الخليوي، وتحول الفائض الى الخزينة، عدم القيام بأي انفاق استثماري جديد باستثناء ما هو ملزم سابقا وذلك خلال العام 2020. وفي الحالات الاستثنائية المبررة للضرورة يخضع الانفاق الاستثماري لموافقة مجلس الوزراء.

ب- الطلب الى المؤسسات العامة والمرافق العامة والادارات ذات الموازنات الملحقة تحويل فائض أموالها شهريا إلى الخزينة.

2- إلغاء ودمج بعض الوزارات والمؤسسات والمرافق العامة:

أ- الموافقة على الغاء وزارة الاعلام وتكليف الجهات المعنية اعداد النصوص اللازمة لذلك بمهلة اقصاها 30/11/2019. مع حفظ حقوق الموظفين وفقا للقوانين والانظمة المرعية الاجراء.

ب- الطلب الى الوزراء المعنيين وسلطات الوصاية، وتطبيقا لنص المادة /83/ من قانون موازنة العام 2019، رفع تقرير عن المؤسسات العامة وكافة المرافق العامة الخاضعة لوصايتهم، التي يمكن إلغاؤها أو دمجها مع إدارات أو مؤسسات أخرى لا سيما المؤسسة العامة للأسواق الاستهلاكية، والمؤسسة العامة للزراعات البديلة، والمؤسسة العامة للزيتون وزيت الزيتون، والمؤسسة العامة لتمويل الدورات الرياضية الكبرى وغيرها، ورفع التقرير إلى اللجنة المشكلة لهذه الغاية بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 3 تاريخ 12/9/2019 وذلك في مهلة أقصاها 15/11/2019.

وعلى اللجنة الوزارية رفع مقترحاتها تباعا إلى مجلس الوزراء بدءا من 30/11/2019 لاتخاذ القرار النهائي بشأنها.

3- البدء بإشراك القطاع الخاص وتحرير المؤسسات والمرافق العامة ذات الطابع التجاري:

أ- الموافقة على البدء بعملية اشراك القطاع الخاص في شركتي الخليوي وتكليف المجلس الاعلى للخصخصة والشراكة تعيين استشاري مالي وتقني وقانوني للبدء باجراءات تحضير دفاتر الشروط واجراء التلزيمات اللازمة ورفع الامر الى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب.

ب- المباشرة بالدراسات اللازمة، ووفقا للأصول والقوانين المرعية الاجراء، بإشراك القطاع الخاص في الشركات والمؤسسات التالية: بورصة بيروت، شركة طيران الشرق الاوسط، شركة الشرق الاوسط لخدمة المطارات، مؤسسة ضمان الودائع، شركة سوديتيل، كازينو لبنان، شركة انترا، مرفأ بيروت، ادارة حصر التبغ والتنباك، ومنشآت النفط.

وعلى ان ترفع الاقتراحات بهذا الخصوص من قبل الوزراء المعنيين تباعا وبمهلة اقصاها 30/12/2019.

4- تعيين الهيئات الناظمة للطيران المدني والاتصالات ومجلس ادارة بورصة بيروت ونواب حاكم مصرف لبنان في مهلة اقصاها 15/11/2019.

5- تفعيل إدارة ومردود عقارات الدولة:

تكليف السيد وزير المالية إجراء جردة بكافة العقارات المملوكة من الدولة وإجراء تقييم لها وتقديم اقتراح للاستفادة منها خلال مهلة ثلاثة أشهر.

6- الإسراع بتنفيذ برنامج الانفاق الاستثماري (سيدر)

أ- تكليف اللجنة الوزارية المشكلة بموجب هذا القرار (المكلفة بدراسة لائحة مشاريع برنامج الانفاق الاستثماري CIP) دراسة لائحة المشاريع المقدمة من قبل مجلس الانماء والاعمار حول المرحلة الأولى لبرنامج الانفاق الاستثماري (سيدر) والاسراع ببتها تمهيدا لإقرارها في مجلس الوزراء بمهلة اقصاها 7/11/2019.

ب- الطلب من مجلس الانماء والاعمار تحديد الاعتمادات المطلوبة لتغطية كلفة التمويل المحلي وكلفة الاستملاكات لهذه المشاريع لإعداد وإقرار قانون برنامج لها يمتد على 5 سنوات، وذلك في مهلة اقصاها 30/11/2019.

ج- الاستعانة بشركات استشارية متخصصة محلية واجنبية للاسراع في اعداد دفاتر الشروط واطلاق المناقصات لتلزيم مشاريع البنى التحتية.

7- الاسراع بإطلاق المشاريع الاستثمارية المقررة في مجلس النواب والبالغة /2،6/ مليار دولار اميركي:

الموافقة على مشروع قانون برنامج بقيمة /470/ مليار ليرة لبنانية مقسمة على 3 سنوات، يغطى بإصدار سندات خزينة، لتغطية كلفة استملاك المشاريع المقررة وإحالته إلى مجلس النواب.

8- إطلاق مشاريع أليسار ولينور

تكليف السيد رئيس مجلس الوزراء اتخاذ الاجراءات اللازمة لإعادة إطلاق مشروعي أليسار ولينور.

9- تعزيز الحماية الاجتماعية

أ- تكليف السيد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب متابعة إقرار قانون التقاعد والحماية الاجتماعية الذي تتم مناقشته في اللجان النيابية وتقديم تقرير شهري بشأن مساره إلى مجلس الوزراء.

ب- رصد اعتماد بقيمة 20 مليار ليرة لبنانية لتعزيز وتوسعة قاعدة المستفيدين من برنامج دعم الاسر الاكثر فقرا.

ج- الموافقة على اتفاقية القرض مع الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي للمساهمة في تمويل مشروع الاسكان - المرحلة الثانية، بقيمة 50 مليون دينار كويتي (حوالي 165 مليون دولار) وتفويض رئيس مجلس الانماء والاعمار بالتوقيع عليه، اضافة الى تكليفه استكمال التفاوض مع الصندوق لتأمين قرض جديد لصالح المؤسسة العامة للاسكان بالشروط عينها المنصوص عنها في مشروع الاتفاقية المشار اليها اعلاه.

10- دعم التصدير

الموافقة على ادراج بند في مشروع الموازنة العامة للعام 2020 لدعم الصادرات وفقا لما يلي:

تعطى المصانع والمؤسسات الصناعية المرخصة وفقا للاصول مبلغا قدره 5% (خمسة بالمائة) من قيمة صادراتها السنوية المصنعة في لبنان والحائزة على شهادة منشأ في لبنان وفقا للأصول والتي تستفيد من أحكام هذا القانون وذلك:

- عن صادراتها السنوية الاضافية التي تزيد عن قيمة الصناعات المصدرة في العام السابق.

- عن الصناعات التي تصدرها للمرة الاولى.

وعلى ان تحدد دقائق تطبيق هذه المادة بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزيري المالية والصناعة.

11- توحيد شراء الأدوية:

تكليف لجنة التنسيق للجهات الضامنة الرسمية إعداد تصور لإجراء مناقصة موحدة لشراء الأدوية للادارات والمؤسسات والأجهزة العسكرية والأمنية وتعاونية موظفي الدولة وصندوق الضمان الاجتماعي ورفع توصياتها إلى مجلس الوزراء خلال مهلة شهرين من تاريخه، مع اعطاء الأولوية للادوية المصنعة محليا والجنيريك اذا كان بسعر أرخص.

12- الاسراع في إصدار المراسيم التطبيقية للقوانين التالية:

أ- قانون المعاملات الالكترونية والبيانات ذات الطابع الشخصي، وقانون الوساطة القضائية، قانون حق الوصول الى المعلومات.

ب- الطلب من وزير العدل ووزير الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا، كل بما يعنيه، اعداد هذه المراسيم ورفعها إلى مجلس الوزراء في مهلة أقصاها نهاية العام الجاري.

13- ملف عودة النازحين السوريين:

أ- الطلب من وزير الدولة لشؤون النازحين رفع ورقة سياسة ملف عودة النازحين السوريين لاقرارها خلال مهلة شهر من تاريخ رفعها.

ب- اتخاذ الاجراءات والوسائل المتاحة لحث المجتمع الدولي من أجل عودة آمنة وكريمة للنازحين إلى بلادهم والمساهمة أكثر في تحمل كلفة أعبائهم التي تتحملها الدولة.

14- إقرار موازنة 2020 بعجز يقارب 0%، في مهلة أقصاها 25/10/2019. ويتحقق ذلك من خلال إجراءات أبرزها:

أ- النفقات:

- وضع سقف أقصى لعجز الكهرباء قدره 1,500 مليار ليرة لبنانية.

- مساهمة مصرف لبنان بخفض خدمة الدين العام لسنة 2020 بنسبة 50% بالتنسيق مع مصرف لبنان (4,500 مليار)، على أن يتابع رئيس مجلس الوزراء الاجراءات التنفيذية مع وزير المالية وحاكم مصرف لبنان.

- تقسيط تعويضات الصرف التي تزيد عن ماية مليون ليرة لبنانية، على 3 سنوات.

- خفض باقي النفقات في سبيل بلوغ العجز بالنسبة المومأ اليها.

- خفض 50% من مخصصات الرؤساء والوزراء والنواب الحاليين والسابقين.

ب- الايرادات:

- فرض ضريبة دخل استثنائية على المصارف لسنة واحدة في العام 2020 بما يؤمن مبلغ 600 مليار ليرة لبنانية.

- عدم فرض أي ضريبة مباشرة أو غير مباشرة وأي رسوم في العام 2020.

- عدم إخضاع معاشات الموظفين والمتعاقدين إلى أي ضريبة أو حسم.

15- الحد من التهريب عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية والحد من التهرب الضريبي:

أ- الانتهاء من دراسة مشروع قانون تفعيل الالتزام الضريبي في سبيل رفع مستوى الجباية وكشف المتهربين، واحالته الى مجلس النواب بعد الموافقة عليه، وذلك في مهلة أقصاها 25/10/2019.

ب- الموافقة على المرسوم المعد من قبل وزارة المالية لتركيب الماسحات الضوئية (scanner) على المعابر الحدودية وبالشراكة مع القطاع الخاص مع الاخذ ببعض الملاحظات المعدة من قبل السيد وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية.

ج- الموافقة على مشروع قانون يرمي الى تشديد العقوبات على التهريب (المهربين وشركائهم والمهرب اليهم) وعلى مشروع مرسوم باحالته على مجلس النواب.

16- تأمين الكهرباء بدءا من النصف الثاني من العام 2020 وإلغاء كامل عجز مؤسسة كهرباء لبنان في العام 2021 كما ورد في خطة الكهرباء، وذلك من خلال انجاز الخطوات التالية والتي من شأنها تأمين التيار الكهربائي 24/24، وهي:

أ- الاسراع في إبرام عقود بناء معامل دائمة ومؤقتة وشراء الطاقة في الزهراني وسلعاتا ودير عمار وجب جنين والجية وذلك باعتماد الاجراءات التالية:

- الموافقة على دفتر الشروط المعد من قبل وزارة الطاقة وفق التعديلات التي ابدتها اللجنة الوزارية المشكلة لهذه الغاية والموافق عليها من قبل وزارة الطاقة والمياه.

- إجراء المناقصة من خلال ادارة المناقصات والموافقة على تقصير المهل ومنح العارضين مهلة أقصاها 15/1/2020 لتقديم العروض.

- تقييم العروض وفقا للاصول من قبل ادارة المناقصات والخبراء الذين تسميهم وزارة الطاقة والمياه بمهلة اقصاها 31/1/2020.

- ترفع وزيرة الطاقة والمياه إلى مجلس الوزراء نتيجة المناقصة بمهلة أقصاها 3/2/2020 وعلى ان يتخذ المجلس قراره بشأنها بمهلة اسبوع.

- تكليف رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الطاقة والمياه ووزير المالية ومن يرونه من خبراء واستشاريين، لإجراء مفاوضات مباشرة مع الشركات التي رسا عليها الالتزام مؤقتا وتوقيع العقد وذلك في مهلة اقصاها 28/2/2020.

ب- انهاء دراسة العروض المقدمة في مناقصة التغويز من قبل اللجنة الوزارية برئاسة رئيس مجلس الوزراء ورفع اقتراحاتها في هذا الخصوص الى مجلس الوزراء، وذلك بالتزامن مع اجراء مناقصة شراء الطاقة على الوجه المعروض.

ت- عرض مشروع العقد المتعلق بتنفيذ مشروع دير عمار (2) على مجلس الوزراء للموافقة عليه وتوقيعه بمهلة أقصاها 30/11/2019.

ث- الموافقة على مشروع قانون يتضمن التعديلات المقترحة على قانون تنظيم الكهرباء (القانون رقم 462 تاريخ 2/9/2002) وعلى مشروع مرسوم بإحالته على مجلس النواب، وتعيين أعضاء الهيئة الناظمة للكهرباء خلال مهلة اقصاها اسبوعان من تاريخ اقرار القانون في مجلس النواب.

17- تعزيز الشفافية والحد من الفساد وذلك من خلال إقرار سلة من الاجراءات في مهلة أقصاها 30/12/2019، وأبرزها:

أ- البدء بمناقشة مشروع قانون استعادة الأموال العامة المنهوبة المقدم من قبل وزارة العدل.

ب- اقرار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ومخططها التنفيذي.

ت- اصدار المراسيم التطبيقية لقانون - تعزيز الشفافية في قطاع البترول وقانون حماية كاشفي الفساد.

ث- متابعة مشروع القانون المتعلق بإنشاء هيئة وطنية لمكافحة الفساد.

ج- اعداد مشروع قانون اخضاع المؤسسات العامة والمصالح المستقلة لرقابة ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي، اضافة الى اخضاع مشترياتها لإدارة المناقصات.

18- انجاز الاصلاحات كافة التي تمت مناقشتها في لجنة الاصلاحات المالية والهيكلية وتلك الواردة في ورقة مؤتمر سيدر، لا سيما مشروع قانون الضريبة الموحدة التصاعدية على الدخل ومشروع قانون المشتريات العامة ومشروع قانون الجمارك ومشروع قانون المنافسة، وإنجاز تلك الاصلاحات ضمن مهل زمنية يتم الاتفاق عليها في اللجان المختصة، على أن تنجز جميعها تباعا خلال مهلة أقصاها منتصف العام 2020.

19- العمل على اقرار مشروع قانون العفو العام بمهلة اقصاها نهاية العام الجاري.

20- تكليف وزراء الاشغال العامة والنقل والداخلية والبلديات والعدل والمالية اتخاذ ما يلزم من اجراءات وتدابير بحق الذين تخلفوا عن معالجة اوضاعهم، تطبيقا لقانون معالجة مخالفات الاملاك البحرية الوارد في قانون موازنة العام 2018 (القانون رقم 79). واعداد مشروع قانون لرفع الرسوم المنصوص عنها في القانون.

21- تكليف وزارة الطاقة المياه اعداد مشروع قانون يرمي الى معالجة المخالفات الواقعة على الاملاك النهرية بمهلة اقصاها نهاية العام الجاري.

22- تكليف وزارة الاشغال العامة والنقل اتخاذ الاجراءات اللازمة للبدء بتطبيق قانون تسوية مخالفة البناء.

23- تكليف اللجنة الوزارية (المكلفة وضع استراتيجية اقتصادية) المشكلة بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 53 تاريخ 28/2/2019 اعداد الخطوات والتدابير اللازمة لوضع توصيات دراسة ماكينزي قيد التنفيذ.

24- الموافقة على تجديد ولاية اعضاء هيئة ادارة قطاع البترول السادة: وسام الذهبي، ناصر حطيط، عاصم بو ابراهيم، وسام شباط، وليد نصر وغابي دعبول.

25- تشكيل لجنة وزارية برئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء وعضوية السادة وزير المالية، وزير الاشغال العامة والنقل، وزيرة الطاقة والمياه، وزير الشباب والرياضة، وزير الصناعة، وزير الاقتصاد والتجارة، وزير الاعلام، وزير البيئة، وزير الثقافة ورئيس مجلس الانماء والاعمار، لدراسة لائحة مشاريع برنامج الانفاق الاستثماري (CIP)".

مرسوم إحالة مشروع الموازنة

وبعد انتهاء الجلسة، وقع رئيس الجمهورية على مرسوم إحالة مشروع قانون الموازنة العامة والموازنات الملحقة لعام 2020، إلى مجلس النواب. وحمل المرسوم الرقم 5821 تاريخ 21 تشرين الاول 2019 وتوقيع رئيس مجلس الوزراء ووزير المال.

وتأتي إحالة مشروع موازنة 2020 إلى مجلس النواب ضمن المهلة الدستورية، أي مع بداية العقد الثاني لاجتماعات مجلس النواب، وهذا الأمر يتم للمرة الأولى منذ سنوات.

 

المكتب الاعلامي في بكركي: تأخير اجتماع بكركي حتى الأربعاء لوجود البطاركة خارج لبنان ومشاورات الراعي

الإثنين 21 تشرين الأول 2019

وطنية - اوضح المكتب الإعلامي في بكركي، في بيان ان "تأخير اجتماع بكركي حتى يوم الأربعاءكان لسببين: 1 - نظرا لوجود بعض البطاركة خارج لبنان ورغبتهم في المشاركة بالاجتماع.

2 - بسبب قيام البطريرك الراعي بكثير من المشاورات، وقد بدأها فور عودته من زيارته الراعوية الى أفريقيا وسيواصلها يوم غد الثلاثاء".

 

المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري: لا صحة للشائعات حول صحة الرئيس

وطنية - الإثنين 21 تشرين الأول 2019

اعلن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية ان لا صحة إطلاقًا للشائعات التي توزع مساء اليوم حول صحة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. ودعا مكتب الإعلام إلى التنبه من مثل هذه الأكاذيب التي تروجها جهات معروفة بقصد احداث بلبلة في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد .

 

لقاء سيدة الجبل: إجراءات الحكومة مجتمعة لم تقنع الناس في الشارع

وطنية - لإثنين 21 تشرين الأول 2019

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه بالأشرفية، بحضور أمين بشير، ايلي الحاج، ايلي القصيفي،ايلي كيرللس، بهجت سلامة، توفيق كسبار، حسان قطب، حسين عطايا، ربى كبارة، سامي خوري، سامي شمعون، طوني الخواجه، طوني حبيب، غسان معبعب، سعد كيوان، سناء الجاك، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، حسن عبود، فارس سعيد، كمال الذوقي ومياد حيدر. ودان "اللقاء" في بيان على الاثر، "السلطة السياسية لعدم استماعها لمطالب وشكوى المواطنين في شوارع لبنان، من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله ومن بقاعه إلى جبله وعاصمته"، مشيرا الى أن "الاجراءات التي اتخذتها الحكومة مجتمعة، لم تقنع المجتمعين كما لم تقنع الناس في الشارع". وحمل "السلطة مجتمعة مسؤولية اي حادث أمني في البلد، كما عواقب القرارات السياسية المتخذة من قبلها"، آملا "استمرار هذه الانتفاضة السلمية الهائلة التي كسرت الحواجز النفسية وتخطت الطوائف، وشكلت شخصية لبنانية مستقلة لا تشبه هذه السلطة"، لافتا الى أن "حب الحياة لدى اللبنانيين أدهش العالم وسيؤدي الى إعادة الروح للربيع العربي في كل العواصم".

 

سامي الجميل :عندما ينزل مليون ونصف مليون لبناني الى الشارع ويقول لكم " فلوا ... بتفلوا"

وطنية - الإثنين 21 تشرين الأول 2019

توجّه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل بكلمة الى اللبنانيين من الصيفي قال فيها تعليقا على قرارات الحكومة:"لمينزل مليون ونصف لبناني الى الشارع ليقنعوكم بالعمل ولا كيتضعوا ورقة جديدة تضاف الى عشرات الاوراق التي قدمتموهاسابقا بل نزلوا كي يقولوا لكم ان ليس هناك ثقة بكم، "فلّوا،ارحلوا". وأضاف الجميّل:"هي المرة الاولى بتاريخ لبنان نرى لبنانيين منكل الطوائف وفي كل منطقة متعاطفين مع بعضهم البعض، نزلوامعا يدا بيد، مسلمين ومسيحيين والحلم الذي لطالما حلمنا به منذ80 سنة نراه اليوم يتحقق"وتابع :"اعطوا انتصارا للشعب اللبناني كي يقرّر مصيره ويحققلنفسه مستقبله ويقرّر كيف يبني البلد". وتوجّه للسلطة بالقول:"الشعب اللبناني يطلب منكم ان ترحلوا وانيقرّر مصيره بيده من خلال انتخابات نيابية جديدة ويقرّر ممثليهوعليكم انتم ان تعطوه هذه الامكانية لذلك نكرّر دعوتنا اليوم الىاستقالة الحكومة وتشكيل حكومة حيادية تنظّم انتخابات نيابيةمبكرة ليعود القرار الى الناس وتباشر الاصلاحات المطلوبة ". وشدد الجميّل على ان المطلوب الذهاب الى الشوارع والساحاتاللبنانية في كل القرى والمدن كي يكمل الشعب انتفاضته يدا بيدمن دون هوية سياسية وحسابات صغيرة ومن دون كل ما يفرّقاللبنانيين. وقال:"كسرنا الحواجز اليوم وهذه انتفاضة الناس وكلّنا بتصرفالثورة والشعب اللبناني ولا نريد اي امر لانفسنا انما نريد انيقوم لبنان كي يعيش الشعب حياة افضل من التي كنا نعيشها".

 

المطران كميل زيدان في ذمة الله

وطنية - الإثنين 21 تشرين الأول 2019

غيب الموت صباح اليوم راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران كميل زيدان بعد صراع مع المرض.

على ان تحدد بكركي لاحقا مراسم الجنازة والدفن والتعازي.

سيرته الذاتية:

ولد عام 1944 في بلدة القصيبة - المتن، حاز إجازة في الفلسفة واجازة في اللاهوت عام 1971 من جامعة القديس يوسف في بيروت وعلى دكتوراه في الفلسفة واللاهوت من الجامعة الكاثوليكية الاميركية في واشنطن عام 1980.

سيم كاهنا عام 1971، وخوراسقفا عام 2002 في ابرشية انطلياس المارونية.

شغل مراكز عدة ابرزها:- استاذ مساعد في جامعة القديس يوسف، كلية الفلسفة.- مدير الدراسات واستاذ الترجمة في اكليريكية مار مارون، غزير.- رئيس مدرسة مار يوسف قرنة شهوان.- استاذ الالسنية العامة وعلم التأويل في جامعة الروح القدس، الكسليك وفي الجامعة اللبنانية.- امين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان.- عضو مؤسس لتجمع المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان.- ممثل المنطقة العربية في الامانة العامة للمكتب الدولي للمدارس الكاثوليكية ورئيس لهذا المكتب.- عضو مجلس ادارة صندوق التعويضات لافراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة في لبنان.- مرشد عام جمعية مار منصور في لبنان.- نائب رئيس مجلس ادارة معهد اعداد الاداريين والمعلمين في جامعة القديس يوسف، بيروت.- عضو اللجنة الوطنية للاونيسكو.- مدير عام المركز الماروني للتوثيق والابحاث.- عضو لجنة التنسيق والمتابعة للمناهج الجديدة في لبنان.- رئيس لجنة الفن الكنسي في ابرشية انطلياس المارونية ومنسق مشاريع الرعايا.- نائب عام ابرشية انطلياس المارونية منذ العام 1997.

حاز عام 2003 على وسام السعفة الاكاديمية من الحكومة الفرنسية. خدم في رعايا عدة في لبنان والخارج اهمها: سيدة لبنان - واشنطن، مار شربل - بورتلند - اوريغان، مار اشعيا - برمانا وأسس رعية القيامة - الرابية - الربوة.

له مؤلفات ومنشورات ومقالات خاصة حول القضايا التربوية، كما شارك في تأليف كتاب "المظاهر الثقافية في الديانتين الاسلامية والمسيحية" - الاونيسكو وفي "ملف تملك الاجانب في لبنان"، وفي جميع منشورات المركز الماروني للتوثيق والابحاث".

 

جعجع دعا الى استقالة الحريري: لتشكيل حكومة الصدمة

وطنية - الإثنين 21 تشرين الأول 2019

أكد رئيس حزب"القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "هذه المرة، سيكون احتواء الشارع صعبا من خلال سياسات الترقيع"، مشددا في حديث لصحيفة"لوريان لو جور" على وجوب رئيس الحكومة سعد الحريري تقديم استقالته،داعيا الى تشكيل حكومة "الصدمة"، على أن تكون بعيدة بالتأكيد عن الطبقة السياسية الحالية، حكومة من المستقلين تبدو الحل الوحيد للأزمة الراهنة". وأشار إلى أنه "يجب تأليف حكومة اختصاصيين، علما أن هذه الأخيرة لا تعني حكومة تكنوقراط، في معناها التقليدي المتعارف عليه، المطلوب اختيار أناس مستقلين على أساس الكفاءة معيارا وحيدا، على أن يكونوا متمتعين بالقدرة على إدارة البلاد في إطار فريق متجانس، خصوصا أن حكومات الوحدة الوطنية أثبتت فشلها على مر السنوات". وعن امكان تشكيل حكومة اختصاصيين في جو سياسي مشحون وشارع محتقن، اجاب:"في هذه الظروف تحديدا، يجب تأليف حكومة اختصاصيين، علما أن هذه الأخيرة لا تعني حكومة تكنوقراط، في معناها التقليدي المتعارف عليه، المطلوب اختيار أناس مستقلين على أساس الكفاءة معيارا وحيدا، على أن يكونوا متمتعين بالقدرة على إدارة البلاد في إطار فريق متجانس، وخصوصا أن حكومات الوحدة الوطنية أثبتت فشلها على مر السنوات". وعما اذا كانت سلسلة الاتصالات السياسية التي اجراها الرئيس الحريري لحل الأزمة الراهنة وامتصاص غضب الشارع كافية؟ قال: "هذه المرة، سيكون احتواء الشارع صعبا من خلال سياسات الترقيع، يجب أن يقدم رئيس الحكومة استقالته ولتشكل حكومة الصدمة، على أن تكون بعيدة بالتأكيد عن الطبقة السياسية الحالية، حكومة من المستقلين تبدو الحل الوحيد للأزمة الراهنة".

ومن يمكن ان يكون البديل من الرئيس الحريري راهنا قال:"نحن لا نتحدث عن بديل. يمكن الرئيس سعد الحريري نفسه أن يرأس حكومة المستقلين التي أتحدث عنها".

وعما اذا كان من الممكن ان يكمل الرئيس ميشال عون عهده بشكل طبيعي بعد هذه الاحتجاجات؟ اجاب:"عندما قررنا دعم العماد ميشال عون، كنا نريد أن يكون عهده قويا، وربما الأفضل. ما كنت لأتمنى له هذا المصير. قد تكون المشكلة كامنة في أن رئيس الجمهورية لا يسمع نصائح أحد".

وعما اذا كان على تنسيق مع الحزب التقدمي الاشتراكي في شأن الاستقالة؟ قال: "تواصلنا مع الحزب الاشتراكي دائم. لكنني لا أعرف الأسباب التي دفعت رئيس الحزب وليد جنبلاط إلى التراجع عن الاستقالة".

وحول ما اذا كان يجري اتصالات مع الشخصيات والقوى المناوئة للنهج السياسي الحالي، بهدف توسيع جبهة المعارضة قال: "قد يكون الوقت حان لتغيير بعض المفردات والعبارات، قد تظهر شخصيات وتجمعات جديدة تنفق معها على بعض النقاط، نحن الآن في مرحلة انتقالية مهمة جدا. يجب أن ننتظر نتائجها قبل البحث في المرحلة المقبلة". وعن الخطاب الأخير للأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي أعلن معارضته استقالة الحكومة قال جعجع :"للسيد نصرالله رأيه ولنا رأينا الواضح، مواقف السيد نصرالله الأخيرة تدل على أنه لا يقرأ جيدا الاشارات الواردة من الشارع، بدليل أن الناس لم يتوانوا عن التظاهر في أهم معاقل حزب الله وحركة أمل، علما أن هذه المرة لن يكون تحريك شارع "الحزب" في مواجهة المتظاهرين، بالأمر السهل، كما كانت عليه الأمور في المراحل السابقة". وردا على سؤال عن التسوية المبرمة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل بعد سقوط اتفاق معراب، قال: "بلغت موجة الاحتجاجات مدينة طرابلس ومناطق أخرى لطالما اعتبرت معاقل مهمة لتيار المستقبل. هذا يعني أن القاعدة الشعبية للرئيس الحريري ما عادت تتقبل خياراته السياسية، وعليه أن يراجع علاقته مع الوزير جبران باسيل".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 21- 22 تشرين الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

خطة القضاء على سرطان حزب الله الإحتلالي هي ما ينقص الورقة الإصلاحية

الياس بجاني/21 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79697/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b6%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84/

 

فيديو تقرير من الجديد لجاد غصن يعري ويفضح ويفند كذبة ورقة الحريري الإقتصادية والهدف امتصاص واستيعاب غضب الناس/الورقة هي مهينة لذكاء اللبنانيين

الاثنين في 21 تشرين الاول 2019

*الورقة الاصلاحية التي قدمها رئيس الحكومة سعد الحريري كيف يمكن تطبيق بنودها وهل فعلا تخفف العجز/ماذا عن تخفيض الموازنة ل العجز بنسبة 0.06% اي ما يعادل 300 مليون دولار هل الرقم معقول؟/ماذا عن العجز السابق؟ /كيف يمكن للعجز ان ينخفض خلال يومين من دون ضرائب؟

http://eliasbejjaninews.com/archives/79725/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%84%d8%ac%d8%a7%d8%af-%d8%ba%d8%b5%d9%86-%d9%8a%d8%b9%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d9%8a%d9%81/

 

مقالات 5 من صحف لبنانية تتناول الإنتفاضة اللبنانية ضد المحتل الإيراني وادواته وأذرعته المحلية

ما المصير السياسي لـ”صهر العهد” جبران باسيل؟..فرنجية وجنبلاط يجمعان على تحميل وزير الخارجية مسؤولية الفشل/طوني بولس/انديبندت عربية/21 تشرين الأول/2019

الشيعة لبنانيون أولاً ونصرالله أمام طريقين: مقتدى الصدر أم سليماني/أحمد عياش/النهار21 تشرين الأول/2019

تابوت العهد” بل تابوت الفساد والنظام/عقل العويط/النهار21 تشرين الأول/2019

ثورة في لبنان في عهد “حزب الله”/خيرالله خيرالله/العرب/21 تشرين الأول/2019

خطط السلطة لإخماد الانتفاضة ووأد الربيع… تطويق الساحات واستنفار العصبيات الطائفي/ابراهيم حيدر/النهار21 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79712/5-%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d8%ad%d9%81-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b6/

 

5 مقالات من الشرق الأوسط تحاكي انتفاضة شعب لبنان على حزب الله والطاقم السياسي النتن

برفع الصوت ورفع الأيدي/سمير عطا الله/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2019

العهد والحكومة والحزب ورسائل الخيبة/غسان شربل/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2019

عن لبنان وصحوة الفينيق/إميل أمين/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2019

التسوية اللبنانية بين الانتفاضة المعيشية وأوهام المشرقية/سامم منسى/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2019

نصر الله ولبنان: هيهات منّا الاستقالة!/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79704/%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d8%b9%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d9%83%d9%8a-%d8%a7%d9%86%d8%aa/

 

 

مقالات 4 من صحف عربية تفضح كارثية احتلال حزب الله للبنان وثورة بيئته عليه وقرف وطروادية الطبقة السياسية والحزبية الشيطانية

الجلجلة الجنوبية تُسقط الثنائية الشيعية

علي الأمين/العرب/22 تشرين الأول/2019

لبنان يدفع ضريبة هيمنة حزب الله

د. سالم حميد/العرب/22 تشرين الأول/2019

نهاية ملالي إيران يكتبها الشارع اللبناني

علي قاسم/العرب/22 تشرين الأول/2019

مُسكِّنات الحريري أسقطتها النقمة على نصر الله

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/21 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79721/%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-4-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d8%ad%d9%81-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%81%d8%b6%d8%ad-%d9%83%d8%a7%d8%b1%d8%ab%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84/