LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november29.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لو عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيلِ يَأْتِي السَّارِق، لَسَهِرَ ولَمْ يَدَعْ بَيتَهُ يُنْقَب

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/برجا بعد صرخات أمهات عين الرمانة والشياح وبكفيا والأشرفية وطرابلس تُفشِّل مشاريع فتن وخبث الثنائية الشيعية وأهل الحكم

الياس بجاني/وطوبى للساعين الى السلام الويل من نار جهنم لأصحاب التشبيح والغزوات

الياس بجاني/لأهل الفتنة وقوى الإحتلال وأدواته: نعم للورود ولا للرصاص

الياس بجاني/فرسان شركة حزب باسيل وعلى خطى أمل وحزب الله يقومون بغزوه لبلدة بكفيا..مضيعين طريق القدس!!

الياس بجاني/غزوة بكفيا غبية وجاهلية وطروادية

الياس بجاني/فرسان شركة حزب باسيل وعلى خطى أمل وحزب الله يقومون بغزوه لبلدة بكفيا..مضيعين طريق القدس!!

الياس بجاني/تحية إكبار وإعجاب لأبطال الثورة السلمية في بعلبك وصور وكفررمان والنباطية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديوات لمداخلات ومقابلات من تلفزيونات متعددة

فيديو حلقة نديم قطيش من العربية لليوم وعنوزانها/عون: متمسكون بالسارق والفاسد سعد الحريري

فيديو مداخلتين للكاتب الصحافي قاسم قصير والمحلل السياسي لقمان سليم من قناة الحدث

فيديو مقابلة مع الكاتب والسياسي سيمون أبو فاضل من تلفزيون المر

فيديو مقابلة مع الكاتب والسياسي د حارث سليمان من تلفزيون المر

فيديو مقابلة مع الكاتب والسياسي نوفل ضو من تلفزيون المر

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي منير الربيع من قناة العربية

فيديو مداخلة الكاتب السياسي إيلي فواز من قناة الحدث

فيديو مداخلة لأستاذ القانون الدولي الدكتور بول مرقص من قناة العربية

فيديو مداخلة للخبير الأقتصادي جهاد الحكيّم من قناة الحدث

فيديو مداخلة للدكتور مصطفى علوش من قناة الحدث

فيديو مداخلة للكاتب السياسي في صحيفة الجمهورية طوني عيسى من قناة الحدث

فيديو مداخلة للوكيل القانوني ل بنك ميد يعلق على مضمون الدعوى المقدمة ضد المصرف في نيويورك من تلفزيون الجديد

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 28/11/2019

غانتس لحزب الله: لا تجرّبونا! سنرد بقوة لم يشهد لبنان مثيلا لها

الحكومة الألمانية تتجه لحظر نشاطات حزب الله في البلاد

بعد هبوط الليرة.. نقابة الصرافين في لبنان تعلن الإضراب غداً

سرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 28 تشرين الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

 الطفيلي يُعرّي «الثنائي الشيعي»: يحمي الفساد ويخدم إيران!

جوزيف عون يسأل باسيل عن التعاقدات المالية الملتبسة؟!

حقيقة المبادرة "الفاتيكانية" لحلّ الأزمة في لبنان

مبادرة كندية لتهجير المسيحيين

لبنان سدّد سندات دولية قيمتها 1.5 مليار دولار

اليوم الأول من إضراب المحطات والموزّعين...فشل متجدّد للسلطة!

تحية لأمهات وسيدات الشياح وعين الرمانة

رسالة مفتوحة إلى أخي الشيعي/الشيخ د. محمد النقري/اللواء

لبنان... الانهيار الاقتصادي يطال الموظفين والشركات/ البنك الدولي حذر من ارتفاع معدل الفقر إلى 50 في المئة مع تسجيل نسبة ركود أعلى

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن والرياض تبحثان تمويل القوات الأميركية في السعودية

المحتجون يحرقون قنصلية إيران في النجف وتخوفات من انتقام طهران

"خلايا أزمة" لكبح الاضطرابات  في العراق... وحظر تجوال في ذي قار... ومقتل 28 متظاهراً بالرصاص الحي والغاز

واشنطن: أردوغان تجاوز الخطوط الحمر وعليه انتظار عقوبات كبيرة

هيومن رايتس” دعت أنقرة لوقف انتهاكات حلفائها السوريين

نائب يكشف تواطؤ عبدالمهدي مع وزرائه المرتشين

رواتب العاملين في مؤسسات “حزب الله” بالدولار

تبادل الاتهامات يعلق مفاوضات اللجنة الدستورية السورية ,مقتل جنديين تركيين قرب تل أبيض وروسيا أكدت تدهور شرق الفرات

الأسد: أردوغان غير أخلاقي ومستمر في دعم الإرهاب ويبتز أوروبا

مجزرة بالناصرية في العراق.. 25 قتيلاً و223 جريحاً

وزير خارجية تركيا: الرئيس الفرنسي داعم للإرهاب

العرب و العالم سوريا

أردوغان عبر الخط الأحمر.. وعقوبات أميركية ضخمة ضد تركيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان بين داريوس والإسكندر/سجعان قزي/جريدةُ النهار

كيف تُفتعل أزمة الدولار.. وتخمد؟/نور الهاشم/المدن

تقرير مالي اقتصادي مذهل عن "مؤامرة" السياسيين والمصارف/المدن

شيعة لبنان بين مرجعيتين/وجيه كوثراني/المدن

المجتمع الدولي وازدراؤه لطبقتنا السياسية: عنصرية باسيل نموذجاً/منير الربيع/المدن

ليلة الغضب على رياض سلامة والمصارف/وليد حسين/المدن

حاصبيا المنتفضة ضد تقديس زعمائها.. وحكاية اعتقال الناشطين/حسين سعد/المدن

السقوط الكبير وأهلُ الكهف/عصام الجردي/المدن

الاستشارات والحكومة المعلقة... دور بائت في ثياب مهترئة/وضاح شرارة/المدن

بعض «الرسائل الأمنية» إلى القيادات السياسية/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

جواز حكومة «التكنوقراط» بعد الطائف/سعيد مالك/جريدة الجمهورية

كيف لا يثور اللبنانيون/علي حماده/النهار

لبنان يلفظ أنفاسه/راجح الخوري/النهار

لبنان وانتصار الإعلام القديم/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

السلطة في مكانها والثورة في زمانها/سمير عطاالله/النهار

الممانعة تعمل على تدجين الانتفاضة... وتفكيكها من خلال «التصادمات»/سيمون ابو فاضل/الديار

سمير الخطيب تتضاءل حظوظ تسميته رئيسا للحكومة اللبنانية... والبحث بدأ عن اسم رابع وأوساط تعتقد أن حزب الله يفضل الجمود الحكومي لأسباب تتعلق بالإقليم وتحديداً مسار الأزمة اليمنية/وليد شقير/اندبندنت عربية

النداء اليائس: “شيعة شيعة شيعة”/محمد قواص/العرب

قوة فاشية في بيروت/جهادالزين/النهار

 "المقاومة الاقتصادية" إنجاز العهد الحقيقي/هيام القصيفي/الأخبار

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية يترأس اجتماعا ماليا غدا في بعبدا

عون عرض التطورات مع كوبيتش ووفد الجامعة العربية وابرق الى ماكرون: الوضع لا يحتمل شروطا وشروطا مضادة وعلينا العمل معا للخروج من الأزمة

الحريري استقبل وفد الجامعة العربية وعزى ماكرون بضحايا مالي زكي: نحن هنا للمساعدة ونأمل قريبا ايجاد مخرج للوضع المقلق المأزوم

بري إستقبل كوبيتش وسفيرة اوستراليا زكي: مسألة تشكيل الحكومة على صعوبتها لا بد ان تحل تفاديا لأي آثار سلبية

لخارجية عزت بضحايا حادثة مالي وباسيل أبرق لنظيره الفرنسي

الوفاء للمقاومة دانت توتير الشارع واستنفار العصبيات: لتقم الحكومة المستقيلة بواجباتها

سامي الجميل استقبل حسام زكي: بدل تحريك الشوارع بهدف الفتنة انصرفوا الى الاستشارات فورا

قاسم: موقفنا من الاعتداءات والفوضى واضح وقطع الطريق عقاب للمواطنين

رابطة اللاتين: للكف عن الدلع السياسي والمباشرة بالاستشارات بدل الاساءة الى اللبنانيين

وقفة تضامنية لأهالي اقليم الخروب وبرجا في الجية تحية لروح شلهوب والجندي وتأكيد على المحبة ونبذ الفتنة

قائد الجيش عرض الاوضاع مع كوبيتش وزكي والسفير البابوي

الأحرار: لتشكيل حكومة توحي بالثقة وتجترح الحلول

بطاركة الشرق الكاثوليك واصلوا أعمال مؤتمرهم في القاهرة وزاروا السيسي الراعي: المطلوب حكومة تنقذ البلد من كبوته الاقتصادية

باسيل أعلن تقديم اقتراح قانون لتعديل صلاحيات هيئة التحقيق في المركزي: يكافح الفساد بشكل فوري وعند إقراره يصبح الجميع أمام المشرحة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لو عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيلِ يَأْتِي السَّارِق، لَسَهِرَ ولَمْ يَدَعْ بَيتَهُ يُنْقَب

إنجيل القدّيس متّى24/من31حتى44/:”قالَ الربُّ يَسوع: «مِنَ التِّينَةِ تَعلَّمُوا المَثَل: فَحِين تَلِينُ أَغْصَانُهَا، وتَنبُتُ أَوْرَاقُهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيفَ قَرِيْب. هكَذَا أَنْتُم أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُم هذَا كُلَّهُ، فَٱعْلَمُوا أَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ قَرِيب، عَلى الأَبْوَاب. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يَزُولَ هذَا الجِيلُ حَتَّى يَحْدُثَ هذَا كُلُّهُ. أَلسَّمَاءُ والأَرْضُ تَزُولان، وكَلامِي لَنْ يَزُول. أَمَّا ذلِكَ اليَوْمُ وتِلْكَ السَّاعَةُ فلا يَعْرِفُهُمَا أَحَد، ولا مَلائِكَةُ السَّمَاوَات، إِلاَّ الآبُ وَحْدَهُ. وكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوح، كَذلِكَ يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان: فَكَمَا كَانَ النَّاس، في الأَيَّامِ الَّتي سَبَقَتِ الطُّوفَان، يَأْكُلُونَ ويَشْرَبُون، يَتَزَوَّجُونَ ويُزَوِّجُون، إِلى يَوْمَ دَخَلَ نُوحٌ السَّفِينَة، ومَا عَلِمُوا بِشَيءٍ حَتَّى جَاءَ الطُّوفَان، وجَرَفَهُم أَجْمَعِين، كَذلِكَ يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان. حِينَئِذٍ يَكُونُ ٱثْنَانِ في الحَقل؛ يُؤْخَذُ الوَاحِدُ ويُتْرَكُ الآخَر. وٱمْرَأَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلى الرَّحَى؛ تُؤْخَذُ الوَاحِدَةُ وتُتْرَكُ الأُخْرَى. إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ في أَيِّ يَوْمٍ يَجِيءُ رَبُّكُم. وٱعْلَمُوا هذَا: لَو عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيلِ يَأْتِي السَّارِق، لَسَهِرَ ولَمْ يَدَعْ بَيتَهُ يُنْقَب. لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَهَا.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

برجا بعد صرخات أمهات عين الرمانة والشياح وبكفيا والأشرفية وطرابلس تُفشِّل مشاريع فتن وخبث الثنائية الشيعية وأهل الحكم

الياس بجاني/28 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80955/80955/

أمس واجهت الأمهات في عين الرمانة والشياح غزوة الثنائية الشيعية الملالوية على عين الرمانة التي كانت تهدف بوقاحة وفجور وغباء إلى إشعال فتنة مذهبية تضرب الثورة الجامعة للشعب اللبناني وتعيد المنطقة ومن ثم لبنان إلى زمن الحرب الأهلية.

حملت الأمهات من المنطقتين الورود والأعلام اللبنانية وهتفن بفرح وبصدق وبصوت عال للسلام والوئام وتعانقن بإيمان وصدق ووجع معلنين رفضهم القاطع لكل محاولات استعادة زمن دامي ومؤلم قد ولى إلى غير رجعة.

وكذلك فعل أهل بكفيا الأبطال والشجعان في مواجهة رعاع من أهلنا مغرر بهم وهم من الصنميين والموتورين والأغبياء وعروا أهداف غزوتهم التافهة والصبيانية والزقاقية.

وقبل ذلك فشل شبيحة وزعران الثنائية الشيعية بجر الثورة والثوار إلى أوحال المذهبية على جسر الرينغ، وفي ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وفي شوارع متعددة من منطقة الأشرفية، استهدفوها كلها بغزوات عنفية وجاهلية، وبإطلاق هتافات مذهبية هي من زمن أليم يرفضه شعب لبنان  المحصن بوعي ووطنية بأن لا يكون ضحيته له مرة أخرى.

وأيضاً فشلت الفتنة في طرابس ولم تنجح كل ألاعيب أصحابها التي جندوا لها أوباش ومرتزقة ومأجورين .. ونجحت الثورة في مدينة عروس الثورة بكشفهم وتعريتهم وبالتفافها حول الجيش ومساندته.

وفي نفس سياق هذا المزاج الوطني، قامت اليوم الثورة والثوار وأهالي برجا ومعهم كثر من أهل الجنوب الشرفاء بتفشيل محاولات الثنائية الشيعية المذهبية الهادفة دون خجل أو احترام لعقول وذكاء اللبنانيين في استغلال حادث سير مؤلم وتحويله إلى فتنة سنية -شيعية.

قال أهالي برجا: “نرفض أي اتهامات، ونأمل من أهل الجنوب ألا يصغوا لأحد، الحادثة قضاء وقدر ونعزي أهالينا في الجنوب”.

اليوم أكد أهالي برجا والجوار ومن شاركهم من أهل الجنوب في وقفتهم على أن الحادث المؤلم لم يكن لا مؤامرة ولا جريمة، بل قضاء وقدر.

من المحزن بأنه كل يوم يتفنن بعقلية إبليسيه محور إيران في لبنان ومعه أهل الحكم التابعين له بذل غير مسبوق في ابتكار وخلق وفرض مشهديات وغزوات وشعارات مذهبية من مثل هتافات: “شيعة شيعة شيعة” هدفها الجلي شق صفوف الثوار وكل اللبنانيين وإرجاعهم إلى أقفاص التمذهب والتحزب البالية، ولكن هنا تتدخل دائماً القدرة الإلهية في تفشيلهم وفي كشف مؤامراتهم الخبيثة من خلال وعي وإيمان ورؤية قيادات من الحراك وخارجه.

وبإذن الله لن ينجحوا كل المعادين للثورة ولمطالبها المحقة وسوف تكون نهايتهم التحجيم والعزل السياسي وخروجهم من مواقع النفوذ والسلطة ليحل مكانهم من هم شرفاء ونظيفو الكف وليسوا من اللصوص والفاسدين وجماعات الصفقات والتسويات.

تحية لأهل برجا ولكل الذين شاركوا اليوم في الوقفة التضامنية لأهالي إقليم الخروب وبرجا في الجية تأكيداً على المحبة ونبذاً للفتنة ولمؤامرات أصحابها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

وطوبى للساعين الى السلام الويل من نار جهنم لأصحاب التشبيح والغزوات

الياس بجاني/28 تشرين الثاني/2019

أمل وحزب الله وباسيل لا يعرفون إلا البلطجة والغزوات فيما أمهات عين الرمانة والشياح يوزعون الورود ويحلمون بالسلام ومثلهم شعب لبنان.

 

لأهل الفتنة وقوى الإحتلال وأدواته: نعم للورود ولا للرصاص

الياس بجاني/27 تشرين الثاني/2019

بارك الله الأمهات في عين الرمانة والشياح فقد أفشلن الفتنة. هم لبنان المحبة والسلام والرسالة وثقافة التعايش. لا للإحتلال الإيراني ولا لأدواته الطروادية في الحكم التابع والخانع..ولا للأحزاب التجارية وأصحابها الطرواديين

 

فرسان شركة حزب باسيل وعلى خطى أمل وحزب الله يقومون بغزوه لبلدة بكفيا..مضيعين طريق القدس!!

الياس بجاني/27 تشرين الثاني/2019

برافو لأنفار لتيار حزب شركة باسيل فهو حاول تحرير بكفيا. شبيبة الصهر متل شبيحة حزب الله وزعران أمل مضيعين طريق القدس. فعلاً إنه زمن الزقاقية

 

غزوة بكفيا غبية وجاهلية وطروادية

الياس بجاني/27 تشرين الثاني/2019

العقل المريض الذي فكر بغزوة بكفيا ونفذها لا يمكن أن تكون ثقافته سيادية وكيانية ولبنانية. هذا عقل غبي وجاهل وبحاجة لعلاج نفسي عاجل. الهدف زرع الفتنة والشقاق بين المسيحيين خدمة لحزب الله ولضرب الثورة التي تخطت الطوائف والمناطق والأحزاب.

 

تحية إكبار وإعجاب لأبطال الثورة السلمية في بعلبك وصور وكفررمان والنباطية

الياس بجاني/26 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80892/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%83%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%a5%d8%b9%d8%ac%d8%a7%d8%a8-%d9%84%d8%a3%d8%a8%d8%b7%d8%a7%d9%84-%d8%a7/

تحية إكبار لأهلنا الأحرار من البيئة الشيعية الكريمة في صور وبعلبك والنباطية وكفار رمان، وفي كل بلدات الجنوب والبقاع تحديداً.

فهؤلاء هم عملياً أمل ورجاء وتطلعات كل لبنان وكل أهله في نجاح ثورة التحرر الحضارية والسلمية من الظلم والعبودية وحكم الميليشيات والأوليغارشيات.

هؤلاء الأبطال الميامين بشجاعة وإصرار وإيمان صلب كصخور لبنان يعيدون لوطن الأرز صورته التعايشية المشرّقة والسلمية والحضارية الحقيقية التي شوهها ويشوهها أتباع نظام الملالي في لبنان من ربع الميليشياويين والفكر المنغلق والظلامي، وفي مقدمهم حركة أمل وحزب الله ومعهم أصحاب شركات العديد من الأحزاب التجارية المتورطين في سمسرات وصفقات، وكذلك أهل الحكم المحكومين من حزب الله والمستقوين بفائض سلاحه.

تحية لهؤلاء الأبطال المؤمنين بلبنانيتهم، وبهوية لبنان الموحدة والجامعة والمجموعة بمحبة تحت مظلة العلم اللبناني، والفخورين عن قناعة بتميز ووحدة شعب لبنان بكافة شرائحه.

تحية إكبار لهؤلاء الأحرار الرافضين التقوقع والتعصب والمذهبية الذين بصدورهم العارية يقاومون بسلمية وعناد غزوات وتعديات شبيحة مسلحين هائجين ومتوترين ومنظمين ومجيشين هم تابعين للمجموعات العسكرية في حركة أمل وحزب الله.

احرقوا خيمهم وشيطنوهم وخونوهم وربطوهم بالسفارات واعتدوا عليهم وأهانوهم في حين أنهم من أنقى وأشرف وأصدق الشرائح اللبنانية الحرة الواعية وطنياً.

اليوم في مدينة الشمس، بعلبك الأبية تعرض هؤلاء الأحرار والشرفاء لمسلسل من الغزوات والاعتداءات الجاهلية والإرهابية بهدف إرهابهم ومنعهم من التعبير عن أرائهم والشهادة للحق وقتل مطالبهم المحقة المشروعة وإلحاقهم بالقوة بقوافل ثقافة الغنمية والقطعان.

يبقى أن كل غزوات الجاهليين من شبيحة حركة أمل وحزب الله التي تمظهرت ببربريتها والهمجية على جسر الرنغ وفي شوارع مار يوسف ومونو وساحاتي رياض الصلح والشهداء وفي صور والنباطية وكفر رمان وبعلبك وفي العشرات من قرى وبلدات الجنوب والبقاع…. هذه كلها ممارسات وتصرفات لا تمثل غير ثقافة وشرود أصحابها وفقط أصحابها ومعهم القيمين على حزبيهما، في حين أن غالبية الشعب اللبناني وبكافة شرائحه المذهبية والمناطقية والمجتمعية هي في غير مكان وفي غير ثقافة وفي غير مزاج.

في الخلاصة، فإن حزب الله لا يمثل غير نظام الملالي في إيران، وهو يحتل لبنان عسكرياً ويأخذ بيئته وكل لبنان وكل شرائحه، وكل الدولة اللبنانية رهائن بالقوة.

وبالتالي لن يتمكن لبنان من حل أي مشكلة يواجهها وفي أي مجال كان قبل أن تسود الدولة على الدويلة، ويعود حزب الله وحركة أمل إلى الدولة بشروط الدولة، وتطبق وتنفذ عملياً القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان وهي: اتفاقية الهدنة، وال 1559 وال 1701، وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديوات لمداخلات ومقابلات من تلفزيونات متعددة

فيديو حلقة نديم قطيش من العربية لليوم وعنوزانها/عون: متمسكون بالسارق و الفاسد سعد الحريري

https://www.youtube.com/watch?v=fPwGW85Hovs

 

فيديو مداخلتين للكاتب الصحافي قاسم قصير والمحلل السياسي لقمان سليم من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=-cYBFeJHRCg

 

فيديو مقابلة مع الكاتب والسياسي سيمون أبو فاضل من تلفزيون المر

https://www.youtube.com/watch?v=dRu4khNk_UA

 

فيديو مقابلة مع الكاتب والسياسي د حارث سليمان من تلفزيون المر

https://www.youtube.com/watch?v=iRQJjzBm0G0

 

فيديو مقابلة مع الكاتب والسياسي نوفل ضو من تلفزيون المر

https://www.youtube.com/watch?v=6r5SROvj5rU

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي منير الربيع من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=nWJQAGRca_o

 

فيديو مداخلة الكاتب السياسي إيلي فواز من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=18Nxviyp3d4

 

فيديو مداخلة لأستاذ القانون الدولي الدكتور بول مرقص من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=4NmVm1hjrn0

 

فيديو مداخلة للخبير الأقتصادي جهاد الحكيّم من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=aPqQy6q4xHQ

 

فيديو مداخلة للدكتور مصطفى علوش من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=LdYtzdmixiE

 

فيديو مداخلة للكاتب السياسي في صحيفة الجمهورية طوني عيسى من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=EoVQ-OOPv-E

 

فيديو مداخلة للوكيل القانوني ل بنك ميد يعلق على مضمون الدعوى المقدمة ضد المصرف في نيويورك من تلفزيون الجديد

https://www.youtube.com/watch?v=YxNys7mjqck

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 28/11/2019

وطنية/الخميس 28 تشرين الثاني 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

إنحدار الوضعين المالي والاقتصادي سريع.. وعربة الحكومة تكليفا وتأليفا بطيئة الى درجة إشارة الوزير جبران باسيل الى الاسبوع المقبل لعله يحمل جديدا..

باسيل الذي أعلن عن اقتراح قانون لكشف حركة الحسابات، لفت الى أن تكتل لبنان القوي سيقول كلمته الاسبوع المقبل..

وقال أيضا إن ما حصل في الشارع يسرع الأمور..

تجدر الاشارة الى أن ما حصل في الشارع ويحصل بلغ الأربعة وأربعين يوما وألله وحده يعلم مسار الوضع..

على الارض البنزين يحرق جيوب المواطنين والسيارات مفرملة، والناس في حيرة بين هذا وبين حريق الدولار الذي تم التداول به نهارا بأكثر من ألفين وثلاثمائة ليرة، ومساء بحوالي الألف وتسعمائة ليرة وهنا يطرح السؤال : من يتلاعب بسعر الدولار وما هو عدد الصيارفة المرخص لهم وماذا عن إضرابهم غدا؟.

وفي السياق المالي سؤال عن مدى انعكاسات دفع لبنان المليار ونصف المليار دولار اليوم فوائد ديون..

وفي رأي أوساط مالية أن لبنان يحتاج في هذه الفترة حوالي الأربعة مليارات ليستقيم الوضع ويهدأ..

و في هذا الصدد يعقد اجتماع مالي غدا في قصر بعبدا برئاسة الرئيس عون لعرض الأوضاع المالية في البلاد

وفي الشأن الحكومي قالت مصادر مطلعة إن دورة البحث عن مرشحين لرئاسة الحكومة عادت الى الرئيس سعد الحريري وان تأليف الحكومة سيكون فعلا من خبراء مستقلين وآخرين متعاطفين مع قوى سياسية..

نبدأ من البنزين وتأكيد اصحاب محطات المحروقات الاستمرار في الاضراب الى حين القبول بالدفع بالعملة اللبنانية..بدورها أعلنت الوزيرة البستاني أن الاثنين سيتم فض عروض المناقصة لاستيراد البنزين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

هل يصبح سمير الخطيب "دولة الرئيس" الجديد؟

وسط غابة الشائعات التي سجلت اليوم رقما قياسيا على غير صعيد، خبران صحيحان: الخبر الأحدث، اجتماع مالي في بعبدا غدا برئاسة الرئيس ميشال عون وحضور الوزراء علي حسن خليل ومنصور بطيش وماجد افيوني وسليم جريصاتي، الى جانب حاكم مصرف لبنان ورئيس جمعية المصارف ورئيس لجنة الرقابة على المصارف والمستشار الاقتصادي للرئيس سعد الحريري نديم المنلا لعرض الاوضاع المالية في البلاد.

أما الخبر الأكثر تداولا، فاحتمال ترشيح المهندس سمير الخطيب لرئاسة الحكومة، ولو ان موعد الاستشارات النيابية الملزمة أرجئ مبدئيا إلى الأسبوع المقبل.

وفي هذا السياق، وعلى رغم تمسك مصادر بيت الوسط بالإشارة إلى أن اسم مرشح الحريري لا يعلن إلا في الاستشارات، تشير معلومات ال OTV إلى ان حظوظ الخطيب في ارتفاع، لكنها تنتظر مشاورات تعقد في الساعات القليلة المقبلة لحسم التوجه نهائيا، سلبا أم ايجابا، علما ان الاخير اصدر بيانا تناول فيه الاجتماع الذي عقده ليل أمس مع الحريري، والذي كانت ال OTV أول من كشف عنه في نشرتها المسائية، وقد جاء في البيان أن الخطيب لم يلق من الحريري الا الدعم والتجاوب المطلقين.

وفي اطار المشاورات الحكومية، اعتبرت اوساط سياسية عبر الـ OTV أن الرئيس الحريري لم يعد يملك الوقت ما يكفي لكي يسير بما اعلنه في بيانه الأخير من خيارات وعليه بالتالي إثبات جديته وصدقيته بتنفيذ المبدأ الذي طرحه هو بنفسه اي "ليس أنا بل احد غيري".

واليوم، أبلغ رئيس الجمهورية الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، انه يواصل جهوده لتحقيق تفاهم حول الحكومة الجديدة، معتبرا ان الوضع الراهن في لبنان لا يحتمل شروطا وشروطا مضادة.

تبقى الاشارة الى ان الوزير جبران باسيل اعلن اليوم تقديم تكتل لبنان القوي اقتراح قانون من ضمن سلة القوانين التي سبق وطرحها تحت عنوان محاربة الفساد، علما ان مصادر التيار الوطني الحر اسفت عبر ال OTV لحصيلة اجتماعات اللجان النيابية، التي عكست تهرب السياسيين من إقرار القوانين الفعليه لرفع الحصانات وكشف الفاسدين ومحاسبتهم واسترداد الأموال العامة المنهوبة، في مقابل اصرار التيار على المتابعة وتقديمه لقانون جديد يضفي سرعة وفعالية على ما سبقه في هذا الاطار. وشددت مصادر التيار على استكمال ‏المنظومة القانونية لمكافحة الفساد، داعية جميع الكتل البرلمانية لملاقاته وآملة من الناس في جميع المواقع مساندة التيار لتحديد الصادقين وفضح الكاذبين في معركة كشف ‏الفساد ومحاربته.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

السخونة التي شهدها الشارع في اليومين الماضيين تراجعت درجتها تماما كما استعاد الملف الحكومي تكليفا وتأليفا برودته ما استدرج تمهلا متجددا في تحديد موعد الإستشارات النيابية الملزمة.

هذا التمهل عكسه اليوم رئيس الجمهورية بقوله إنه يواصل جهوده لتحقيق تفاهم حول الحكومة الجديدة مشددا على أن الوضع الراهن لا يحتمل شروطا وشروطا مضادة بل يجب العمل معا للخروج من الأزمة الراهنة.

من منطلق هذه الأزمة جاءت زيارة موفد الجامعة العربية إلى بيروت رغم علم اللبنانيين أن ليس في يد الجامعة حيلة.

الموفد حسام زكي الذي جال على المسؤولين أفرج عن رغبة جامعته في مساعدة لبنان قائلا أن أي تحرك لنا يأتي في أعقاب الإستماع إلى جميع الأطراف.

الترنح السائد على المستوى السياسي ينسحب كسلا متماديا يضرب في مفاصل حكومة تصريف الأعمال المعتكفة عن المبادرة للتخفيف من الأثقال الجاثمة على صدور اللبنانيين ولا سيما على الصعيد الإقتصادي والمالي والمعيشي.

في مواجهة هذا الكسل الحكومي يبدو مجلس النواب وحده الذي يشغل محركاته مطلقا العنان للجانه لإنجاز إقتراحات ومشاريع في صلب المطالب الإصلاحية.

أم اللجان النيابية - المال والموازنة - بلت اليوم يدها بموازنة الـ2020 وسط حرص شديد منها على إنجاز دراستها وإقرارها سريعا.

أما اللجان المشتركة فهي على موعد مع جلسة الأربعاء المقبل لدرس مشاريع تتصل بنظام التقاعد والحماية الإجتماعية ومكافحة الفساد.

أزمة المحروقات أطلت مجددا من نافذة الإضراب المفتوح الذي بدأ أصحاب المحطات بتنفيذه صباح اليوم.

هؤلاء دخلوا في سجال مع وزيرة الوصاية التي دعتهم وأصحاب الشركات إلى أن يصبروا على المواطن مؤكدة أنهم لا يتكبدون خسائر واشهرت في وجههم سيف إسترداد الوزارة للبنزين بعد عشرة أو خمسة عشر يوما ريثما يجري فض العروض للبواخر الأثنين المقبل.

أما على المستوى المالي فبرزت دلالات بارزة تأسيسا على قيام لبنان بسداد سندات دولية مستحقة قيمتها مليار ونصف مليار دولار وذلك في عز أزمته الإقتصادية والمالية والمصرفية.

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة نشير إلى تهافت المواطنين على شراء الدولار بعد انخفاض مفاجىء لسعر صرفه مقابل الليرة من 2350 صباحا إلى 1850 في ساعات ما بعد الظهر.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

في مساحة الانتظار يقف الوطن وبنوه، وفي مساحة الضياع يتقلب بعض سياسييه، المكابرين، المراهنين على لعبة الوقت، وهي لعبة لم تعد مقبولة بحسب نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، فخيارات الحل المتاحة معروفة ومحدودة، ولا بد من المبادرة الى حسم خيار تسمية رئيس الحكومة وتشكيلها، وعدم اضاعة الوقت الذي يتراكم اضرارا كبيرة على الناس كما قال ..

وبين بورصة السياسة وبورصة الاقتصاد، فان التقلب على حاله بفعل فاعل يريد الاستثمار في كل شيء، وكما في الاقتصاد كذلك باوجاع اللبنانيين وحتى امنهم الاجتماعي ..

واقع لا يحتمل شروطا وشروطا مضادة كما قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والمطلوب العمل معا للخروج من الازمة على نحو يحقق مصلحة اللبنانيين..

اما اصحاب المصالح من اقتصاديين ومصرفيين – هم ادوات السياسيين، وعدة شغلهم – فلا يزالون يمعنون ضغطا، غير آبهين باوجاع المواطنين، وما ازمة البينزين التي يمسكون بها سوى خير دليل. لكنها لن تبقى بيدهم كما وعدت وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني عبر المنار، متحدثة عن قرب اطلاق مناقصة استيراد البنزين من قبل الدولة، ما يحرم المحتكرين ورقة صعبة.. ولمتابعة الاوضاع الصعبة دعوة رئاسية لاجتماع مالي يعقد غدا في بعبدا، لعله يعوض عن الفراغ الذي تتعمده حكومة مستقيلة من كل مسؤولياتها..

في مسار المشاورات الحكومية، آخر المحطات المستقرة منذ ايام، سمير الخطيب، الذي قطع أكثر من نصف المسافة بحسب ما علمت المنار، وهو بخلاف ما يحاول البعض اشاعته، فإنه مستمر في مشاوراته برؤية واضحة، ارفقها ببيان أكد فيه انه لم يلق من رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري الا كل الدعم والتجاوب المطلقين خلال لقائهما الاخير.. دعم يؤمل ان يكون حقيقيا، لا بروتوكوليا فقط، فيدعو عندها رئيس الجمهورية لاستشارات نيابية قريبة ..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

لاعب الدولار متداوليه اليوم "طلوعا ونزولا" على وقع حرب سعى البعض فيها لتخبئة دولاره الأسود لنهار أكثر سوادا وفيما كان الصيارفة ملوك الحي التجاري.. اتخذت التظاهرات مسارا من مقر جمعية المصارف إلى المصرف المركزي، وهناك أعلن الاعتصام المفتوح وعلى بورصة سعر الصرف السياسي، فإن الكلام عن سقوط خيار المهندس سمير الخطيب أعاد تعويمه الخطيب نفسه عندما وضع هندسة حكومية متضمنة دعم الرئيس الحريري له واستجابته للترشيح مؤكدا أن كل ما يجري تداوله خلاف ذلك عار من الصحة وهذه الملاءة في الترشيح، عززها وزير الخارجية جبران باسيل بإعلانه عن كلام حكومي في الأسبوع المقبل على أن تحول الأنظار غدا إلى معالجة الأزمة المالية في اجتماع يستضيفه قصر بعبدا ويضم وزيري المال والاقتصاد وعددا من الشخصيات الاقتصادية

والتيار الذي يدخل متأخرا على خط ازمة باتت في يد الصيارفة أعلن في المقابل أن عشرة نواب من التكتل وقعوا على اقتراح قانون لكشف حركة الحسابات، يرمي إلى تعديل صلاحيات هيئة التحقيق الخاصة.

لكن كل هذه الاقتراحات ستعود في نهايتها الى شخصيات ومرجعيات قضائية يعينها سياسيون وأي أمل باستعادة الأموال المنهوبة سيكون " من العب للجيبة".

ومن جيبة الرئيس النجيب كان ميقاتي اليوم يهرب من القضاء بالمثول امام القضاء احتراما وإجلالا كما قال وهو تمنى إبعاد التسييس عن ملفه وأضاف: نحن نؤمن إيمانا كاملا بدولة القانون، و"خيطوا بغير هالمسلة". من يعرف نجيب ميقاتي يعرف أن من غير الوارد لدي مد يدي على المال العام، وخلال عشرين سنة في العمل العام لم أقم بأي عمل له علاقة بالدولة اللبنانية لم يمد ميقاتي يده على أموال الدولة، وتصحيحا هو مدها على أموال سيليس في زمن شركتي سيليس ليبانسل "ميقاتي حريري دلول" وفي حينه استوفت الشركتان خمسمئة دولار من المشتركين قبل بدء تشغيلهما ومن الخمسمئة دولار الدفعة المسبقة جرى تمويل الشركتين من جيوب الناس ولم يجر استردادها

وليس نجيب ميقاتي من يمد يده على أموال الدولة لكنه يجني أرباحا من جراء تزوير في محاضر الدولة خطه أمين سر

المحاضر الراحل سهيل بوجي الذي ذوب "بوجياته" على طريق التوزير في الاوراق الرسمية وبينها محضر الثاني من آب الشهير الذي بسطرين فقط غير في مسار عقد شكرتي الخلوي وسمح للشركتين بالاستمرار في العمل خلافا للقانون.. وهذا ما استندت اليه دعوى على الدولة اللبنانية في التحكيم الدولي وخسر الخرينة مئات ملايين الدولارات. ميقاتي لا يستفيد.. لكنه يمازحنا في الاحتكام الى القضاء.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

هل هبت رياح المهندس سمير الخطيب مجددا لتسميته لتشكيل الحكومة؟ لا معطيات واضحة كليا بل هناك مؤشر من شأنه أن يتيح طرح هذا السؤال ...

امؤشر هو البيان الصادر عن المهندس الخطيب والذي جاء فيه: "تداول بعض وسائل الاعلام اخبارا مفادها ان الاجتماع الذي عقد امس بين الرئيس سعد الحريري والمهندس سمير الخطيب كان سلبيا. يهم المهندس الخطيب التأكيد انه لم يلق من دولة الرئيس الحريري الا كل الدعم والتجاوب المطلقين " المؤشر ظهر من جانب الخطيب فيما الرئيس الحريري إلتزم الصمت وإن كانت المواقع الإعلامية التابعة له أبرزت توضيح الخطيب ...

في مطلق الأحوال: "لا فول التكليف قبل مكيول تحديد موعد الإستشارات النيابية الملزمة" هذه الإستشارات كان يفترض ان تحدد اليوم أو غدا، بعد العزوف الرسمي للرئيس الحريري عن التكليف، لكن معطيات تبدلت إلى درجة ان إسم المهندس الخطيب وضع في خانة من سبقه من أسماء، أي محمد الصفدي وبهيج طبارة، على لائحة الأسماء "المحروقة"،

لكن جوا من بيت الوسط من شانه أن يفرمل أجواء التكليف ... مصادر تيار المستقبل تقول: "لن ندخل في لعبة الأسماء قبل تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة. وهذه الاستشارات هي وحدها التي تقرر اسم الشخصية التي ستكلف بتشكيل الحكومة..."

هكذا، معطيات تتزاحم وتتضارب، لكن، وعلى سبيل إنعاش الذاكرة، فإن ترشيح الصفدي سلكت سياقا مشابها قبل أن تلفحه نار حرق الأسماء، فما الذي تغير ليكون الإسم الجديد أوفر حظا؟

في قراءة للمعطيات والمؤشرات فإن التكليف قد يصبح رسميا لحظة إعلان موعد الإستشارات ... وما قبل ذلك الترشيحات أمنيات ووجهات نظر ...

اللافت حكوميا أيضا موقف للوزير جبران باسيل الذي سئل في المؤتمر الصحافي الذي عقده ، عن الموضوع الحكومي، فأجاب: "انشالله الاسبوع الجايي يكون عنا حكي بهالموضوع " ... فهل هذا يعني أن الموضوع مؤجل إلى الاسبوع المقبل ؟

في الموازاة، الإنشغالات في أمكنة أخرى ... لا بنزين، والكباش على أشده بين وزيرة الطاقة وشركات استيراد المحروقات ... أزمة الدولار على حالها من التلاعب، والصيارفة إلى إضراب غدا بعدما تجاوز سعر الدولار الألفي ليرة مع هامش واسع صعودا وهبوطا ...

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

بعد الامثولة التي تلقاها مروجو الفتنة أمس أطفئت محركات "موتوسيكلات" الفتنة والشتيمة، كذلك منح الثوار السلطة فسحة تهدئة فخففوا من وجودهم الضاغط والكثيف في الشوارع والساحات. لكن السلطة لم تتلقف المبادرة، ولا يزال الناس يسمعون اسطوانة التسويف والمماطلة نفسها وقد اضيفت اليها معزوفة النصائح الخشبية للإنقاذ يطلقها فريق سلطوي في معرض هجاء فريق سلطوي آخر. إلا أن ساعات المساء حملت بعض المعطيات الإيجابية التي تقول بإن سمير الخطيب لم يستبعد من المعادلة كليا وأن حظوظه عادت الى الانتعاش بعد تبدل رأي حزب الله. والعقبة الباقية أمام تكليفه تكمن في تبدل مماثل مطلوب من الرئيس الحريري. والخوف أن يكون وراء التبدل محاولة من الحزب والعهد لتحميل مسؤولية التعطيل للحريري وحده بعد تسريب رضى حزب الله عن الخطيب. تزامنا، الثوار في الشارع ، لا ييأسون ولا يتعبون من المطالبة بحكومة جديدة مكونة من اختصاصيين محايدين. وسط الجمود القاتل، الانهيار الاقتصادي يتسارع وقد بدأت مظاهره المخيفة تتجلى في الشلل شبه الكامل الذي ضرب البلاد وقد تعزز بإضراب محطات الوقود على مساحة الوطن .

وإذا امتنع من في الداخل عن مشاهدة الأزمة الزاحفة بأبعادها الثلاثية، فإن العرب بعد الغرب استشعروا من باب الخجل ورفعا للعتب واجبا أخويا بأن يعودوا لبنان على فراش المرض، فجاء الأمين العام المساعد للجامعة العربية ليسمع من اركان الدولة ما جعله يصرح جهارا بأن أحدا لا يمكنه مساعدة لبنان ما لم يرغب هو بذلك، والطريق الى العلاج معروفة لكن دونها جبال من العناد والكيدية. وهذا كان موقف ممثل الأمم المتحدة يان كوبتش الذي صار من زوار القصر الدائمين ، وهو لا ينفك يكرر بأن المجتمع الدولي ودول سيدر جاهزون للمساعدة بشرط الاستماع الى مطالب الشعب المنتفض و تشكيل الحكومة، وبالمواصفات التي يريدها.

في الأثناء، لوضعان المالي والاقتصادي يترنحان، فإلى جانب ندرة الدولار وارتفاع سعر صرفه وتقاذف الناس بين المصارف والصرافين، جاء اليوم إضراب اصحاب محطات المحروقات بالتكافل مع مستوردي المادة ليضع البلاد في شلل شبه كلي. وسعيا منه الى معالجة الواقع المأسوي دعا رئيس الجمهورية الى اجتماع مالي اقتصادي في بعبدا، والجميع يعلم أن العلاج الأولي لوقف النزيف هو تشكيل الحكومة، و أن أي دواء آخر لن يكون مجديا خصوصا أن الاجتماع ليس الأول، وزمن المراهم ولى وهو الذي تسبب بالكارثة التي نحن فيها .

 

غانتس لحزب الله: لا تجرّبونا! سنرد بقوة لم يشهد لبنان مثيلا لها

Agencies/28 تشرين الثاني 2019

سعى رئيس كتلة "كاحول لافان" بيني غانتس خلال جولة عند حدود إسرائيل الشمالية، الى انه “رغم أننا نتواجد في الشمال، لكن لا يمكن تجاهل ما يحدث في الجنوب”، بعد أن تم إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل، مساء أمس، وقصف إسرائيل لموقع تابع لحركة حماس في القطاع. وأضاف غانتس في تهديد لإيران وحزب الله “لا تجربونا، ونحن سنكون أقوياء وموحدين وسنرد بقوة لم يشهد لبنان مثيلا لها”. وتطرق غانتس إلى الأزمة السياسية الإسرائيلية، والتوقعات بالتوجه إلى انتخابات ثالثة للكنيست، بعد أن فشل هو ونتانياهو بتشكيل حكومة. واعتبر أنه “ينبغي الانشغال بالدولة وليس برأس الدولة، وبدلا من الانشغال بما يحتاج إليه الشمال وما يحتاج إليه الجنوب، ننشغل بما يحتاج إليه نتانياهو”. وقال إنه يواصل محاولاته لتشكيل حكومة وحدة. وقال غانتس “إننا نبحث عن أي طريق من أجل الوصول إلى وحدة. ونبحث عن أية إمكانية من أجل قيادة دولة إسرائيل في وجه التحديات الكثيرة أمامها. وأعد مواطني إسرائيل بأنه لن نتوقف عن فعل ذلك، والإصرار على مبادئنا ودفع الأمور قدما”.

 

الحكومة الألمانية تتجه لحظر نشاطات حزب الله في البلاد

برلين – قناة العربية/الخميس 28 تشرين الثاني 2019

كشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية، اليوم الخميس، عن وجود اتفاق داخل الحكومة الألمانية على حظر نشاطات ميليشيا حزب الله في ألمانيا. وأضافت المجلة أن السلطات الألمانية قد تتخذ القرار بحظر نشاطات حزب الله الأسبوع المقبل، موضحةً أن قرار الحظر يعني أيضاً منع رفع أعلام الحزب في ألمانيا.

وأكدت المجلة أن وزارة الداخلية الألمانية منحت المدعي العام حق بدء التحقيق في نشاطات حزب الله في ألمانيا. وأوضحت أن هذه القرارات تعني أن المشتبه بانتمائهم لحزب الله ستتم معاملتهم مثل المنتمين لداعش وحزب العمال الكردستاني في ألمانيا.

وتُعتبر ألمانيا التي وصل إليها عشرات الآلاف من اللبنانيين (معظمهم من الطائفة الشيعية) منذ العام 1960 أكثر البلدان الأوروبية التي تشهد تكاثراً لعناصر تابعة لحزب الله. وبحسب تقرير لوكالة مخابرات ولاية شمال الراين وستفاليا الأكثر اكتظاظاً بالسكان، فإن أعداد عناصر حزب الله ارتفعت من 105 في العام 2017 إلى 110 في 2018 في الولاية المذكورة. وجاء في التقرير الاستخباراتي الألماني أن "مركز الإمام المهدي" في مدينة مونستر مثّل منصة ومكانا للتلاقي بالنسبة إلى مؤيدي حزب الله في الولاية، إلى جانب مدن بوتروب ودورتموند وباد أوينهاوزن. ولفت إلى أن حزب الله يمتلك مراكز في هامبورغ وبرلين ومونستر أيضاً. موضوع يهمك?رفضت نقابة الصرافين في لبنان الاتهامات المغرضة و"غير المحقة عملياً وواقعياً، والتي تصوب عليها في محاولة يائـسة لتحميلها...بعد هبوط الليرة.. نقابة الصرافين في لبنان تعلن الإضراب غداً بعد هبوط الليرة.. نقابة الصرافين في لبنان تعلن الإضراب غداً أسواق المال

كذلك أشار التقرير إلى أن عدد عناصر حزب الله ومؤيديه في ألمانيا يُقدّر بـ950، علماً أن تقريراً استخباراتياً صدر في ولاية سكسونيا السفلى قال إن عدد عناصر ومؤيدي حزب الله ارتفع من 950 في العام 2017 إلى 1050 في 2018. وتجاوز حزب الله العتبة اللبنانية منذ سنوات بتطويره شبكات تضم خلايا في جميع أنحاء العالم، جاهزة لضرب المصالح الإسرائيلية والأميركية وكل من تعاديه الميليشيا متى شعرت القيادة الحزبية ومن ورائها إيران بضرورة تشغيلها، خصوصاً مع تصاعد التوتر الأميركي-الإيراني وتهديد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله خلال الصيف الماضي باستهداف المصالح الأميركية إذا تعرّضت إيران لأي عمل عسكري. في السنوات الأخيرة، كثّف حزب الله المسلّح بترسانة هائلة من الصواريخ أنشطته خارج حدود لبنان من خلال خلايا نائمة كامنة في أوروبا، وأميركا الشمالية، وأميركا اللاتينية. وطالت أعمال خلايا حزب الله النائمة أوروبا في العام 2012 وتحديداً بلغاريا حيث وقع انفجار في مدينة بورغاس استهدف حافلة أسفر عن مقتل 7 أشخاص، بينهم منفذ التفجير و32 جريحا. اتّهمت الشرطة البلغارية خلية تابعة لحزب الله اللبناني بتنفيذه. ودفع تفجير بورغاس في بلغاريا الاتحاد الأوروبي لإدراج الجناح العسكري للحزب على لائحته السوداء كمنظمة "إرهابية".

 

بعد هبوط الليرة.. نقابة الصرافين في لبنان تعلن الإضراب غداً

العربية.نت/28 تشرين الثاني 2019

رفضت نقابة الصرافين في لبنان الاتهامات المغرضة و"غير المحقة عملياً وواقعياً، والتي تصوب عليها في محاولة يائـسة لتحميلها وزر الأزمة"، معلنة الإضراب في قطاع الصرافة يوم غد الجمعة. وأكدت نقابة الصرافين استنكارها وشجبها لما وصل إليه سعر صرف الليرة من انخفاض نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية والمالية المتراكمة في البلد. وأعلنت رفضها استمرار انخفاض قيمة العملة الوطنية لكونها تتأثر بالأزمة أسوة بغيرها من القطاعات، حيث إن عمليات البيع والشراء في السوق تستنزف رساميل الصرافين وتهدد وجودها لكون غلاء أسعار المواد الاستهلاكية تتأثر به جميع القطاعات ومن ضمنها قطاع الصرافة.

وتناشد النقابة السلطات السياسية والمالية إيجاد حلول ناجعة تساهم في الحد من هبوط سعر صرف الليرة.قفز سعر صرف الدولار في لبنان في السوق السوداء إلى 2000 ليرة مقابل الدولار الواحد، في حين عمد بعض الصرافين إلى بيع الدولار بـ2,200 ليرة، وهو ما يزيد بـ50% عن السعر الرسمي عند 1501 – 1514 ليرة مقابل الدولار. وبات تأثير شح الدولار في لبنان واسع النطاق، حيث إن المستوردين غير قادرين على تأمين الأموال لتسديد ثمن البضائع الأساسية، وهو ما أدى إلى نقص في الإمدادات الغذائية والطبية، إذ إن لبنان بلد يعتمد بدرجة كبيرة على الاستيراد، ويتطلب استيراد 80% من طعامه، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة. وفي هذا السياق، أفاد أصحاب الأعمال لموقع "العربية.نت" الإنجليزي، بحسب ما كتب الزميل Matthew Amlôt، أنهم يكافحون من أجل الصمود مع نضوب الكاش، مما يقلل النشاط الاقتصادي، ويزيد المخاوف بين الناس بشأن مدخراتهم. وبينما يحاول اللبنانيون سحب أموالهم من المصارف، اتخذت جمعية مصارف لبنان مؤخراً تدابير استثنائية للحد من عمليات السحب من البنوك، وتم تقليص سحب الدولار من أجهزة الصراف الآلي. ووضعت البنوك المزيد من "الضوابط غير الرسمية" على حركة رؤوس الأموال للتحكم في تدفق العملات الأجنبية إلى داخل الاقتصاد وخارجه.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 28 تشرين الثاني 2019

الخميس/28 تشرين الثاني 2019

النهار

يقول وزير سابق وقيادي في حزب يميني انه خلال لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون بعد انقطاع، عرض عليه شريط فيديو يتناول ما يجري حاليا ما دفع الرئيس إلى الضحك مطولاً.

تجري تسريبات متعمدة من مناهضي الانتفاضة ان مجموعات من اللاجئين السوريين تتحين الفرصة للانقضاض على السلم الاهلي في لبنان من بوابة ساحات الثورة.

يقول مسؤول بارز انه يبذل جهودا حثيثة لضبط مناصريه لعدم النزول الى الساحات وان معاونيه يجهدون لتحقيق هذا الهدف وليس العكس.

الجمهورية

سئل أحد المسؤولين الحزبيين إذا كان ما حصل على جسر الرينغ كان بمثابة قبّة باط" فقال: "قبة باطين".

رُصدت سيارة أحد الوزراء في الحكومة المستقيلة يقوم من في داخلها بشراء نحو مليون دولار نقداً من أحد كبار الصيارفة في البقاع.

ألغيت معظم الإجتماعات الإستثنائية للمكاتب السياسية والكتل النيابية الحزبية التي كانت مقررة اليوم وغداً بعد التردّد في الدعوة الى الإستشارات النيابية الملزمة.

اللواء

يستند فريق 8 آذار إلى دعم دولة كبرى، في سياسة التشدّد تجاه أداء دولة كبرى في الشارع.

تتحدث مصادر عن تخزين عشرات أطنان المواد الغذائية في مقرّ زعيم كبير تحسباً لإحتمالات خطيرة!

عمم حزب بارز على البلديات التي يمون عليها في مناطق نفوذه، أن يوزعوا حبوب القمح والعدس على المواطنين والشروع بالزراعة في قراهم..

البناء

قال مصدرٌ على صلة بتفاصيل التفاوض الجاري على اسم رئيس الحكومة الجديد بين رئيس الحكومة المستقيلة وثنائي أمل وحزب الله أن الاسم الأخير الذي أطل إعلامياً عبر إحدى الشاشات فعل ذلك بطلب من الرئيس سعد الحريري، وفوجئ ببيان مكتبه عن عدم دعمه لأي اسم. وأضاف المصدر أن المفاجأة كانت ببقاء الاسم في التداول وإضافة اسم جديد إليه لوزير سابق شمالي من غير تيار المستقبل.

قالت مصادر فلسطينية إن الوفاة المأسوية للأسير سامي أبو دياك ستعامل من الفصائل المقاومة كعملية اغتيال لأحد قادة المقاومة وإن رداً مناسباً سيكون من المقاومة على العملية ضمن اطار الالتزام السابق بالحركة الأسيرة وما تبلّغه الاحتلال بهذا الخصوص منذ سنوات لا يزال قائماً.

نداء الوطن

أحد الذين رُشّحوا لتشكيل الحكومة العتيدة واعتذر، ارتبط اسمُه منتصف التسعينات بصفقة مع مالك أحد الأبنية، حين تنازل له عن عقد الإيجار مقابل تعويض مالي خيالي من خزينة الدولة.

يتردد أنّ شخصية مطروحة لمنصب بارز تقطع "وعوداً كبيرة" في أكثر من اتجاه ولأكثر من فريق سياسي وتتصرف على أساس أنّ المنصب بات "من نصيبها".

نقل زوار قيادي رفيع في "التيار الوطني الحر" قوله في مجلس خاص: "الأزمة الحكومية طويلة وقد ينتهي العام الجاري قبل حلها".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

 الطفيلي يُعرّي «الثنائي الشيعي»: يحمي الفساد ويخدم إيران!

جنوبية/28 تشرين الثاني/2019

في إطار القمع الذي شهدته الشوارع اللبنانية من قبل ميليشيات الثنائي الشيعي، “حزب الله” و”حركة أمل” ونيل ثوّار صور، النبطية وبعلبك الحصة الأكبر من العنف بسبب مطالبتهم بإسقاط النظام الفاسد ورفضهم لسياسة التجويع والفقر التي تعتمدها احزاب السلطة، عرّى الشيخ صبحي الطفيلي الثنائي الشيعي، وإتهمهما بشكل واضح بحماية الفساد والفاسدين قائلاً: “حزب الله حمى الفساد وهو الجهة الوحيدة القادرة على وضع حد له، وأن الحزب يتكلم عن الإصلاح وهو حاميه وكذلك حركة أمل”.

أضاف الطفيلي في مقابلة تلفزيونية: “الفساد مسؤولية الجميع وكلن يعني كلن والثنائية الشيعية في أولن”. وقال: “حزب الله يحكم البلد وهو من عين رئيس الجمهورية، وبالتالي قادر على أن يشكل وزارة من كرام الناس ويبدأ أولاً بمحاسبة الفاسدين عنده ومن ثم عند حركة أمل وبعد ذلك عند باقي الأحزاب”. وعن تشكيل الحكومة أشار الطفيلي الى أننا: “نريد رئيس وزراء ووزراء لم تمتد يدهم على المال العام وشرفاء”. ولمن يقول أن الثورة هي مؤامرة أميركية ضد حزب الله قال الطفيلي: “كلام غير صحيح، وتخوين الشعوب هي سياسة الطغاة والحكام الظالمين والمستبدين والدكتاتوريين”. وعن التهديد بحرب أهلية، لفت الطفيلي إلى أنه “ليس من مصلحة لا حزب الله ولا إيران التورط في حرب أهلية في لبنان، وما تقوم به الثنائية الشيعية من تهديدات وتفلت في الشوارع هو للتخويف فقط ومن أجل الإبتزاز. الثنائية الشيعية تريد اخافة الغير لإبتزازهم”. وعن ثورة 17 تشرين قال: “الثورة يجب أن تستمر، وهي تطالب بوزراء ليسوا بلصوص فيما الطاقم السياسي هو جماعة من اللصوص، أمّا مسؤولية الفلتان في الشارع فهي مسؤولية القيادات والأحزاب لأن الذين ينزلون ويخربون هم بأمرتم”. أضاف: “مطالب الثورة المحقة هي مطالب للشيعة أكثر مما هي لغيرهم، والطائفة الشيعية سوف تنضم للثوار مع مرور الوقت، والمهم بقاء الثوار على اصرارهم وثباتهم حتى بعد تشكيل الحكومة”. ونصح الطفيلي الثوّار قائلاً: “أنجح وأفعل طرق مواجهة العنف هي السلام .. والسلام هو من ينتصر في النهاية”.

 

جوزيف عون يسأل باسيل عن التعاقدات المالية الملتبسة؟!

الكلمة أولاين/28 تشرين الثاني/2019

كتب الناشط السياسي ونجل شقيق الرئيس عون، جوزيف عون:

نحن نفهم ان يقبل سمير جعجع هدايا مالية من اموال غير معروف مصدرها لتحويل مصدرها خدمة لخطه السياسي و أبناء منطقته و هذا أمر غير مخفي عن احد و مذكور بوسائل الاعلام!! نحن نفهم ان يستقبل سليمان فرنجية ريمون رحمه في منزله لان محامي رحمه هو الوزير فنيانوس.

نعم يمكن ان نفهم ذلك دون تقبله... نحن نفهم ان يتشارك علاء الخواجة مع ريمون رحمه و شركاته دون ان يسأل عن مصدر المال لان مصادر أمول الخواجة غير معروفة...

نحن نفهم ان يتعامل هذا الشخص و شركاته مع سياسيين فاسدين في لبنان لانه من الطبيعي ان يتعامل السياسي الفاسد مع شخص غير معروف مصدر ماله!!! انما ما لا نفهمه كيف يقبل الوزير القوي الذي يحارب الفساد تعامل وزارة الطاقة و المياه التي هي باستلامه منذ أكثر من عشر سنوات مع شركات رحمه؟؟ نحن لا نفهم كيف يتم التعاقد خطيا مع هذا الشخص و شركاته من خلال عقد يتعلق بالكهرباء بين هذه الشركات و وزارة الطاقة و المياه و آخرها و ليس أولها توقيع عقد منذ حوالي العشرة أيام و في خضم الثورة ضد الفساد دون ان ننسى عقد دير عمار و الطلب من شركة Total التعاقد مع شركات رحمه للتنقيب عن النفط و بواخر الغاز و كلها عقود بمليارات الدولارات... هل يعقل ان يتم هذا التعاقد مع شركات رحمة دون ان يتم السؤال عن تاريخ هذه الشركات و مصدر اموالها؟؟؟ اذا كانت وسائل الاعلام تكلمت عن هذه القضايا و اذا كان وزراء لبنانيّون و منهم الوزير وهّاب قد أثار قضية فساد هؤلاء الأشخاص مباشرة على شاشات التلفزة أما كان يجدر بكم يا معالي الوزير التحقق من هذه الامور قبل توقيع العقود ام أنكم فعلتم هذا؟؟ اذا كان المطلوب عدم انتقادك و الوقوف الى جانبك في معركتك ضد الفساد، تجرأ و افتح هذه الملفات و حولهم الى التحقيق او أقلّه افتح الروابط التالية...

 

حقيقة المبادرة "الفاتيكانية" لحلّ الأزمة في لبنان

المركزية/28 تشرين الثاني/2019

تنفي مصادر دبلوماسية مواكبة لمسار التطورات على الساحة اللبنانية ما يتم تداوله عن مبادرة فاتيكانية لحل الازمة في لبنان وتقول لـ"المركزية" صحيح ان دولة الفاتيكان تولي لبنان اهمية وعناية خاصة نظرا لما يربطها به من علاقات كنسية كونها المرجع الروحي للطائفة الكاثوليكية فيه من جهة، ولما يشكله تعايش ابنائه من مسيحيين ومسلمين من نموذج فريد في العالم حدا بالبابا الراحل يوحنا بولس الثاني الى اعتباره بلد الرسالة الواجبة التعميم من جهة ثانية، ولكن الحديث عن مبادرة غير صحيح وان تحرك السفير البابوي في لبنان جوزف سبيتاري هذه الايام في اتجاه المقار الرسمية والمسؤولين لا يتعدى اطار التذكير بالموقف الذي اطلقه البابا فرنسيس في بداية الحراك والثورة وحض فيه الشباب اللبناني على البحث عن الحلول الصحيحة عبر الحوار وتضرعه الى سيدة لبنان كي يستمر هذا البلد وبدعم من الجماعة الدولية فسحة تعايش سلمي واحترام لكرامة وحرية كل شخص لما فيه مصلحة منطقة الشرق الاوسط بكاملها التي تعاني كثيرا. وفي هذا المجال، ينفي زوار بعبدا ممن التقوا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال الساعات الماضية لـ"المركزية" ان يكون السفير سبيتاري الذي زار القصر الجمهوري طرح على الرئيس عون اي مبادرة لحل الازمة اللبنانية انما اكتفى بإبلاغ رئيس الجمهورية دعم الكرسي الرسولي للجهود المبذولة لمعالجة المشكلات التي تهدد مسيرة البلاد واستقرارها وذلك انطلاقا من التضامن الذي يبديه البابا فرنسيس تجاه لبنان واللبنانيين لا سيما اؤلئك الذين يعانون من ظروف اقتصادية قاسية . ويضيف الزاور: ان السفير سبيتاري اعرب ايضا عن امل الكرسي الرسولي في تشكيل حكومة تنصرف الى الاهتمام بالاوضاع في البلاد لا سيما الاقتصادية ورعاية المواطنين وخصوصا ذوي الدخل المحدود مشجعا على الحوار بحثا عن حلول مرضية. واذا كانت زيارة السفير سبيتاري استطلاعية كما زيارتا الموفدين الفرنسي والبريطاني، يؤكد الزوار ان الكرسي الرسولي يعي جيدا مفاصل الازمة اللبنانية منذ بدايتها في العام 1975حتى اليوم وهو دعا دائما الى عدم التدخل في لبنان وشؤونه كونه يعرف جيدا ان الخارج هو من تسبب دائما في ما شهده لبنان من فتن وعاشه ابناؤه من محن، لذا فان البابا فرنسيس كان واضحا في دعوته اللبنانيين الى الحوار والى تشكيل حكومة تنصرف الى معالجة الاوضاع في البلاد وتحديدا الاقتصادية منها.

 

مبادرة كندية لتهجير المسيحيين

مواقع ألكترونية/الخميس 28 تشرين الثاني 2019

سأل رئيس حركة الارض اللبنانية طلال الدويهي عن فتح الحكومة الكندية من خلال سفارتها في بيروت باب الهجرة امام المسيحيين.

وقال الدويهي في بيان له اليوم: قد رصدنا في حركة الارض نشاطا واتصالات منذ نحو اسبوع للقنصلية في بيروت من اجل تسهيل ملفات الهجرة المشار اليها.

لذا، اضاف الدويهي: اننا في حركة الارض نحذر من هذه المبادرة الكندية المشبوهة، والتي تأثر على الوجود المسيحي في لبنان في هذا الظرف العصيب.

 

لبنان سدّد سندات دولية قيمتها 1.5 مليار دولار

مواقع ألكترونية/28 تشرين الثاني/2019

ذكر مصدر مالي مطلع لوكالة رويترز إنّ لبنان سدّد سندات دولية قيمتها 1.5 مليار دولار استحقت اليوم الخميس، فضلا عن قسيمة العائد. وكان المصرف المركزي قد قال في وقت سابق إنه مستعد لسداد استحقاقات الدين العام عند حلولها من أجل حماية الاستقرار المالي للدولة.

 

اليوم الأول من إضراب المحطات والموزّعين...فشل متجدّد للسلطة!

مواقع ألكترونية/28 تشرين الثاني/2019

نفّذ أصحاب محطات بيع المحروقات في لبنان وموزعو المحروقات واصحاب الصهاريج اضرابا مفتوحا بحيث اقفلت كل المحطات في جميع المناطق، وبذلك دخل لبنان في ازمة بيع محروقات مفتوحة حتى تحقيق مطالب القطاع المحصورة باصدار جدول تركيب اسعار وفقا لاسعار الدولار الاميركي بما ينصف كل العاملين في القطاع من شركات استيراد الى شركات توزيع، الى محطات البيع واصحاب الصهاريج. وصدر عن نقابتي اصحاب الصهاريج والمحطات وموزعي المحروقات البيان التالي:

"بعد ما وصلت الامور الى ما هي عليه اليوم، رأينا انفسنا مرغمين على اعلان الاضراب العام المفتوح حتى احقاق الحق وتحقيق عدالة التسعير التي وحدها تنقذ 25 الف عائلة من الافلاس.

لذلك، وبعد ان وصلنا الى الحائط المسدود واستنفذنا مطالباتنا مع كافة المعنيين واكتشفنا ان لا مجال للاستحصال على تغطية مئة في المئة من ثمن البضاعة بالدولار الاميركي للاستيراد بل فقط 85% واتضاح عدم حسم نسبة فرق الـ15% في التسعيرة من الضريبة التي تستوفيها الدولة عن كل صفيحة بنزين، فقد تحملنا لفترة شهر ونصف الخسائر الناتجة عن هذا الاهمال بدل ان تضحي وتتحملها الدولة وبتنا اليوم بوضع صعب لا يمكننا الاستمرار به واصبحنا امام خيارين: اما الاقفال التام اوالافلاس واما ان تقوم وزارة الطاقة والمياه بصفتها وزارة الوصاية على قطاعنا بتعديل جدول تركيب الاسعار على حصة كل من المحطة وشركات التوزيع والنقل بحيث تعدل هذه الحصة وفقا لتطور سعر الدولار الاميركي بما يؤمن جعالة واقعية لكل من المحطة وشركات التوزيع والنقل لتغطية فرق نسبة الـ15% التي لم تغطى من خلال التعميم".

ورأت النقابات ان حل هذا "الموضوع محصور بوزارة الطاقة والمياه فقط وفي حال عدم اقدامها على الحل سنستمر بالتوقف عن استلام وتسليم البضاعة واقفال مؤسساتنا لانه لا يمكننا الاستمرار في هذا الواقع الصعب وقد نجد انفسنا مفلسين خلال الاشهر المقبلة".

 

تحية لأمهات وسيدات الشياح وعين الرمانة

اللواء/28 تشرين الثاني 2019

التظاهرة النسائية التي جمعت أمهات وسيدات الشياح وعين الرمانة، بعد التوتر المخيف ليلة أول أمس، جسدت مشهداً حضارياً آخر من مشاهد هذه الإنتفاضة السلمية والمميزة بكل مظاهرها الحضارية في مختلف المراحل التي قطعتها حتى الآن.

 لقد بددت هذه التظاهرة الحاشدة مخاوف الأجيال التي عايشت مآسي حرب ١٩٧٥، التي إنطلقت شرارتها من الإشتباكات المسلحة بين الشياح وعين الرمانة، لأن شباب اليوم من الجهتين، الذين تواجدوا على محاور هذه المنطقة ليلة الأربعاء، لا يعرفون ويلات الحروب وآلامها، ولا يعلمون أن الحرب تبدأ بشرارة سريعة الإشتعال، ولكن إطفاء نيرانها لاحقاً قد يحتاج إلى سنوات. خروج نساء المنطقتين إلى الشارع في تظاهرة مشتركة رافعين فيها يافطات الحرص على الأولاد، والتمسك بالعيش المشترك والجيرة الحسنة، والدعوة إلى المحبة والتسامح، ونبذ العنف والكراهية، وكل أنواع التنمر والإستفزاز، هذا الخروج أثبت مرة أخرى، أن اللبنانيين واللبنانيات أصبحوا أكثر وعياً من هذه الطبقة السياسية، وبعض القيادات الحزبية، التي لا تتورع عن إستغلال حماس الشباب وإندفاعهم، لتحقيق مآربها السياسية والفئوية. لقد تحملت الشابات والشيبة من النساء والأمهات من مختلف الفئات العمرية، مسؤوليات جسام في إبراز الجوانب الجمالية من هذه الإنتفاضة الفريدة بسلميتها وحضارتها، سواء في العرض المدني الباهر في يوم الإستقلال، والذي أثار إعجاب الإعلام العالمي، أو خلال النشاطات اللوجستية الداعمة للإعتصامات في الشوارع والساحات، والتي وصلت إلى حد تولي سيدات مُتقدمات بالسن إعداد الطبخات والسندويتشات، فضلاً عن المشاركة الناشطة للعديد من الأكاديميات في تقديم الندوات الحوارية والتثقيفية التي تشهدها الخيم في ساحات الإعتصام. تحية لأمهات وسيدات الشياح وعين الرمانة على مبادرتهن الوطنية الواعية، وسلام على نساء وشابات الإنتفاضة على حضورهن الفاعل في مختلف الساحات، ومواجهة الضغوطات والتحديات بكل إقدام وشجاعة!

 

رسالة مفتوحة إلى أخي الشيعي

الشيخ د. محمد النقري/اللواء/28 تشرين الثاني/2019

في ملاعب الصبا نشأنا وترعرعنا سوياً في أحياء بيروت فكنّا نتسامر ونلهو معاً، لا شيء يخلفنا أو يفرّقنا مطلقاً سوى مغادرتك حيّنا لقضاء العطلة الصيفية في ربوع الجنوب.

كنّا أنا وأنت نعيش بوئام ومحبّة وحسن جوار وطمأنينة وسكينة، بل كنّا لباس بعضنا بعضاً يسوؤك ما يسوؤني ويفرحني ما يفرحك، إلى أن دخلت إلينا شياطين الأنانية وإرادة السطوة ومظاهر غلبة السلاح والكتب الصفراء الحاقدة وبعض رؤوس الجهلة من الحاقدين والمتمسكين بالنصوص والآراء والحوادث التاريخية التي كتبت ودارت أحداثها في عصور الظلام والتشكيك والتحريض والتخوين. ولا ريب فإن محبتي ومؤازرتي للإمام علي وآل بيت النبوة جعلت مني سنياً وفق منهج أهل السنّة والجماعة، ومحبتك ومؤازرتك للإمام علي وآل بيت النبوة جعلت منك شيعياً وفق منهج الإمامية الاثني عشرية، فكنت أنا من خلال ممارسة منهجيتي السنّية مرجحاً للسلم الأهلي حقناً لدماء المسلمين وطلباً لوحدتهم وعدم تفرقهم ولو أدى ذلك إلى التغاضي لبعض الوقت عن مبدأ العدل الاجتماعي، بينما كنت أنت في ممارسة منهجيتك الشيعية الإمامية مرجحاً للعدل الاجتماعي في إيصال الحق إلى أهله ولو كان ذلك على حساب السلم الأهلي. ولعمري كم هو صعب على المرء أن يختار بين هذين المبدأين عندما يريد أن يقيس الأمور في موازين الحكم وإدارة شؤون البلاد فيما يرضي الله تعالى وشؤون العباد.

سؤال أطرحه علينا أنا وأنت: كيف وصلنا إلى هذا الدرك والانحطاط في مستوى العلاقة التي تربطنا مع بعضنا البعض؟ كيف وصلنا إلى عدم التفاهم وازدراء الآخر ومحاربته، بل كيف وصلنا إلى تكفير بعضنا بعضاً ورمي التهم والأحقاد وبث الكراهية في ما بيننا.

كيف نسمح لأنفسنا بالاقتتال تحت هذه الراية أو تلك وشحن الأنفس في كل مرة نمسك السلاح ونتعالى على الآخر. ألم نتعلم من التاريخ شيئاً، ألم نتعلم بأن إراقة الدماء الزكية والبريئة وحمل السلاح على بعضنا بعضاً لا يورثان الا الحقد والعداوة ولا يمنحان البتة الانتصار والغلبة. ولكننا للأسف لا أنا السني ولا أنت الشيعي نحسن قراءة التاريخ والأحداث، وإذا قرأنا لا نفهم وإذا فهمنا لا نعرف كيف نستفيد مما قرأناه ولا كيف تستفيد شعوبنا من أخطائها و من أخطاء الأمم السابقة.

المضحك المبكي في مفردات لعبة الشطرنج التي تلعبها الدول المتحكمة في مقدرات هذا العالم أن يقال لنا "كش” و”مات” فأكش أنا السني وتموت أنت الشيعي أو بالعكس، على وقع ضحكاتهم ونحن نعلم بأنهم يستهزئون بنا ويرسمون لنا كيف نتعارك ونتحارب ونتمذهب حتى يتمكنوا من تقسيم المقسم الذي سبق لهم أن قسموه وتجزئة المجزأ في منطقتنا العربية. كلمة أخيرة أوجهها أنا السني وأنت الشيعي الى أبواق إذاعاتنا وتلفزيوناتنا وصحفنا والى بعض الذين يقرأون في الكتب الصفراء على وقع طبول عصور الظلام والتشكيك والتخوين: ارحمونا ودعونا نتعانق، ارحمونا ودعونا ننبذ الفتنة وهتافاتها وشعاراتها المقيتة، دعونا نتفق ولا نختلف وإذا اختلفنا أن نعلم بأن اختلافنا رحمة ونعمة وليس نقمة، دعونا مع شركائنا في الوطن نبني لأبنائنا لبنان المستقبل الواعد، لبنان الأمل والتغيير، لبنان المقاوم بجيشه الأبي وبسواعد أبنائه كل أبنائه لمخلصين، دعوا أطفالنا يلعبون ويضحكون في ملاعب الصبا والبراءة، دعوا المساجد والحسينيات والخلوات والكنائس تهتف بالسلام والتآخي، دعونا نصلي معاً ونصوم معاً ونعيّد الأعياد معاً مثلما حججنا الى بيت الله الحرام معاً، دعونا أحراراً نحكّم ونحتكم الى عقولنا وضمائرنا وليس الى عقولكم وإرادتكم التي تعكس على وجوهكم وألسنتكم اصفرار كتبكم المخطوطة في أزمان الكراهية والتعصب والتخوين.. وإن كانت لكم كلمة أخيرة فلتكن للخير فقط وإلا فلتصمتوا جميعاً.

 

لبنان... الانهيار الاقتصادي يطال الموظفين والشركات/ البنك الدولي حذر من ارتفاع معدل الفقر إلى 50 في المئة مع تسجيل نسبة ركود أعلى

 وكالات/اندبندنت عربية/الخميس 28 تشرين الثاني 2019

قبل أسابيع، تبلّغت ليتيسيا نيكولا من ربّ عملها أنها خسرت وظيفتها في خضم أزمة اقتصادية خانقة في لبنان، شكلت سبباً رئيساً في حركة احتجاج واسعة تشهدها البلاد منذ أكثر من أربعين يوماً.

بلد مشلول

ومنذ 17 أكتوبر (تشرين الأول)، تشارك مهندسة الديكور ليتيسيا (28 عاماً) في التظاهرات الناقمة على السلطة السياسية والمطالِبة برحيلها، بسبب عجزها عن وضع حلول للأزمات التي تعصف بلبنان على الصعد كافة. ووجدت نفسها بعد أسبوعين من "الثورة" عاطلة عن العمل. وتقول لوكالة الصحافة الفرنسية، "قلّت المشاريع منذ عام. كنّا قد تبلغنا قبل بدء الثورة أننا سنحصل على نصف رواتبنا مقابل دوام جزئي في الشهرين الأخيرين من العام".وبعد اندلاع التظاهرات التي شلّت البلد، أقفلت شركة الهندسة أبوابها لأسبوعين على غرار غالبية القطاعات. بعد ذلك، تلقت ليتيسيا اتصالاً للتوجه إلى المكتب لتسلم آخر راتب لها، وقالت "أبلغوني أنني صُرفت من العمل".

وتؤكد أن ما حصل ليس ناتجاً من "الثورة، لكنّها ربما سرّعت مجرى الأمور".

نصف راتب

على غرار ليتيسا، يجد آلاف اللبنانيين أنفسهم مهددين بخسارة وظائفهم، وبعضهم خسرها بالفعل جراء صرف من دون سابق إنذار، فيما تلقى موظفون في قطاعات عدّة تعليمات بالحضور إلى مراكز عملهم بدوام جزئي مقابل نصف راتب. ومن بين هؤلاء ماري (46 عاماً)، وهي موظفة تستخدم اسماً مستعاراً خشية خسارة وظيفتها في متجر راقٍ للألبسة النسائية في بيروت، تعمل فيه منذ 16 عاماً. وتقول "بدأنا منذ مطلع الشهر أخذ يومَيْ إجازة إضافيَّيْن في كل أسبوع. وأبلغنا رب العمل أنهم سيُضطّرون إلى دفع نصف راتب لنا، على أن يجري تعويضنا لاحقاً إذا تحسّن الوضع".

ولم تعترض ماري وحوالى 20 من زملائها على القرار، "لأننا نخشى الأسوأ ولا أحد سيخاطر بخسارة وظيفته في ظل هذه الأوضاع السيئة". وتتابع "نعرف أن الوضع سييء منذ أشهر. منذ أيام لم نبع شيئاً ولم ندخل 50 ألف ليرة إلى صندوقنا".

سنوات من الإهمال

وتُعدُّ الأزمة الراهنة وليدة سنوات من النمو المتباطئ، وسط عدم قدرة الدولة على إجراء إصلاحات في البنى التحتية وخفض العجز، وتراجع حجم الاستثمارات الخارجية، عدا عن تداعيات الانقسام السياسي الذي فاقمه النزاع في سوريا المجاورة منذ عام 2011 على اقتصاد يعتمد أساساً على الخدمات والسياحة. وارتفع الدين العام إلى 86 مليار دولار، أي ما يعادل 150 في المئة من إجمالي الناتج المحلي. وكان لبنان ينتظر الحصول على 11.6 مليار دولار كهبات وقروض أقرّها مؤتمر "سيدر" في باريس عام 2018، مقابل إصلاحات هيكلية وخفض عجز الموازنة، لكن الانقسام إزاء تطبيق هذه المشاريع والخلاف على الحصص والتعيينات، حال دون وفاء الحكومة بالتزاماتها.

سيناريوهات كارثية

وتقول مديرة مركز "كارنيغي" في الشرق الأوسط مهى يحيى "لا نتّجه إلى أزمة، نحن في خضم تدهور اقتصادي". ويتوقّع البنك الدولي أن يسجل العام الحالي نسبة ركود أعلى من تلك المتوقعة مع نمو سلبي بحوالى 0.2 في المئة، محذّراً من أن معدل الفقر (ثلث اللبنانيين) قد يرتفع إلى 50 في المئة، ونسبة البطالة (أكثر من 30 في المئة) في صفوف الشباب، مرشحة لزيادة حادة. وبدأت قطاعات حيوية التحذير من سيناريوهات كارثية، فبحسب تجمّع الهيئات الاقتصادية، الذي تنضوي ضمنه مؤسسات القطاع الخاص والمصارف، فإن "آلاف المؤسسات مهددة بالإقفال وعشرات آلاف الموظفين والعمال مهددون بفقدان وظائفهم". أما نقابة أصحاب المطاعم والملاهي، فأحصت إقفال 265 مؤسسة خلال شهرين، متوقعةً أن يصل العدد في نهاية العام إلى 465.

أزمة سيولة

وتشهد البلاد أزمة سيولة بدأت معالمها منذ مطلع العام، مع تحديد المصارف سقفاً للتحويل إلى الدولار خفّضته تدريجاً، ما تسبب بارتفاع سعر صرف الليرة الذي كان مثبتاً على 1507 ليرات مقابل الدولار منذ سنوات، إلى أكثر من 2000 في السوق الموازية.

وحددت جمعية المصارف في الفترة الأخيرة سقف السحب الأسبوعي للمودعين بـ 1000 دولار. وحذرّت قطاعات عدّة من أنها لن تتمكن من استيراد مواد أساسية من الخارج بسبب شح الدولار. وطالب وزير الصحة العامة جميل جبق الثلاثاء  26 نوفمبر، مصرف لبنان بالتدخل لتوفير المبالغ الضرورية اللازمة بالدولار لتسهيل استيراد المعدات الطبية. ولاحظ اللبنانيون انقطاع عدد من الأدوية وارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الغذائية، مقابل تقلّص قدرتهم الشرائية.

"نتسول أموالنا"

ويقول بلال دندشلي، المدير العام لشركتين صغيرتي الحجم تعمل إحداهما في قطاع دهانات الطرق وإجراءات الأمان وتعتمد على الاستيراد، "لم نعد اليوم قادرين على استيراد البضاعة أو تحصيل أموالنا من السوق". ويتحدث من مكتبه الصغير في بيروت عن صعوبات الزبائن غير القادرين على الدفع أيضاً، "كأننا نتسول أموالنا... أريد من أحدهم 20 ألف دولار، أحضر لي اليوم شيكاً بـ 1000 دولار. فكيف سنستمر؟". ويخشى بلال على مستقبله وموظفيه العشرة، قائلاً "لا يعملون منذ حوالى شهرين. أستطيع أن أصمد لبضعة أشهر بعد، أو سأتجه إلى إقفال الشركة ومنحهم حقوقهم. وهذا أمر يعزّ عليّ لأنني سأجد كل ما بنيته خلال هذه السنوات، ينهار أمامي".

لا أمل

ونبّه الاتحاد العمالي العام الأربعاء 27 نوفمبر، من "صرف تعسفي" في عدد واسع من القطاعات، معتبراً أنه "لا يمكن قبول التحجج بظرف طارئ لا يتجاوز الشهر ونصف الشهر للقيام بهذه الحملة". وتوضح ليتيسيا التي تمضي وقتها في إرسال سيرتها الذاتية إلى شركات أجنبية "تلقيتُ عرض عمل من الكويت وأدرس الأمر حالياً". وتضيف "إذا كان السفر الخيار الوحيد، فسأضطّر لقبول العرض"، قائلة وعيناها تدمعان "سأبدأ من جديد لكن ليس هنا، لأنه ما من أمل".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن والرياض تبحثان تمويل القوات الأميركية في السعودية

وكالات/28 تشرين الثاني/2019

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أن الولايات المتحدة والسعودية تجريان محادثات حول تمويل بقاء قوات أميركية في أراضي المملكة. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الإدارة الأميركية، أن الطرفين يناقشان “تقاسم الأعباء المالية”، على خلفية زيادة القوة الأميركية التي من شأنها ضمان حماية السعودية، من الهجمات على منشآتها النفطية الحيوية، والتي تتهم واشنطن والرياض إيران بالوقوف وراءها. ويتوقع أن تخصص المملكة أموالا لأغراض تحديث القاعدة الأميركية، وتأخذ على عاتقها تكاليف خدمات الدعم اللوجستية المقدمة للسعودية. وذكرت “واشنطن بوست” أن رئيس هيئة الأركان الأميركية مارك ميلي، بحث مع السلطات السعودية، نشر “البنتاغون” رادارات ومضادات جوية ومعدات عسكرية أخرى جديدة على أراضي المملكة.

 

المحتجون يحرقون قنصلية إيران في النجف وتخوفات من انتقام طهران

"خلايا أزمة" لكبح الاضطرابات  في العراق... وحظر تجوال في ذي قار... ومقتل 28 متظاهراً بالرصاص الحي والغاز

بغداد – وكالات/28 تشرين الثاني/2019

 أحرق محتجون عراقيون، القنصلية الإيرانية في مدينة النجف، في إشارة للغضب العراقي ضد تدخلات طهران في الشأن العراقي، ومستوى جديد من العنف الذي تشهده التظاهرات. وقال أحد المتظاهرين ويدعى علي في النجف، إن “إحراق القنصلية كان عملاً شجاعاً ورد فعل من الشعب العراقي .. نحن لا نريد الإيرانيين”، مضيفاً “سيكون هناك رد انتقامي من إيران، أنا واثق من ذلك ما زالوا هنا وستواصل قوات الأمن إطلاق النار علينا”. من ناحيتها، ذكرت الشرطة ومصادر الدفاع المدني والمسعفون ليل أول من أمس، إنه تم إجلاء العاملين بالقنصلية قبل قليل من اقتحام المتظاهرين لها، فيما لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا من العاملين في القنصلية، في حين أعلنت وسائل إعلامية مقتل نحو 28 متظاهراً خلال مواجهات واشتباكات مع قوات الأمن، التي استخدمت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع. وأعلنت السلطات الأمنية تشكيل “خلايا أزمة” من المدنيين والعسكريين لكبح الاضطرابات، في حين تعهد القائد العسكري لـ”الحشد الشعبي” أبومهدي المهندس باستخدام القوة لمنع أي هجوم على السلطات الدينية الشيعية. في سياق متصل، دعا محافظ النجف لؤي الياسري في بيان، ليل أول من أمس، رجال العشائر والمثقفين وأعضاء التنسيقيات والإعلاميين، إلى التدخل لدى المتظاهرين لإيقاف العنف المتصاعد في المحافظة.

وقال “نؤكد للجميع إننا ماضون في طريق وأد الفتنة وعدم استخدام العنف”، مضيفاً “نحن بادرنا بالتواصل مع المحتجين للعدول عن هذا التصعيد الأخير وذلك من أجل النجف وأبنائها ومن أجل الحفاظ على سلمية احتجاجات النجفيين”.

بدوره، هدد محافظ ذي قار عادل الدخيلي أمس، بالاستقالة ما لم يبعد عبدالمهدي الفريق جميل الشمري، الذي أرسله أول من أمس لإدارة خلية الأزمة هناك. وقال إنه “في الوقت الذي أكدنا ونؤكد بشرعية مطالب المتظاهرين السلميين ودعواتنا المتكررة للحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين في المحافظة، فإننا نؤشر على الإجراء الأمني الذي اتخذ في ذي قار من قبل الفريق جميل الشمري والقيادات العسكرية”. وأضاف إن “تصرف الفريق الشمري وتفرده بالقرار أدى إلى سقوط عشرات المصابين من أبناء ذي قار، لذا نطالب رئيس الحكومة بإصدار أمر لإيقاف هذه الحملة وإبعاد الشمري والقيادات العسكرية في إدارة خلية الأزمة الخاصة بذي قار، وتشكيل لجان تحقيقية فورية وإدانة كل من تسبب بإراقة الدماء، والسير باتجاه التهدئة وحماية المتظاهرين السلميين”. وختم قائلاً “استقالتي ستكون رهن إشارة أبناء مدينتي الأصلاء في حال استمرار الوضع على ما هو عليه”.

إلى ذلك، أفاد شهود عيان أمس، بأن أكبر عشائر ذي قار، تنتفض لحماية المتظاهرين بعد قتل وجرح نحو 250 منهم إثر الرصاص الحي الذي استخدمته القوات الأمنية لتفريقهم. وقالوا إن المئات من عشيرة الغزي، خرجوا من ناحية البطحاء، وعبروا جسر الفهد الرابط بين العاصمة بغداد، متجهين نحو شارع الحبوبي، وسط المدينة. وأضافوا إن مجموعة من أبناء العشائر، بقيت مرابطة لجسر الفهد، فيما تجمع المئات من أبناء عشيرة البدور في منطقة البطحاء. سياسياً، دانت وزارة الخارجية العراقية أمس، بأشد العبارت ما تعرّضت له قنصلية إيران في النجف من “اعتداء من قبل أشخاص غرباء عن واقع التظاهرات الحقة التي تشهدها عدد من مدننا العراقية”، في حين حمل المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية قنصلية ايران بالنجف. وقال الموسوي إن “الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية المراكز والبعثات الديبلوماسية لديها … طهران تستنكر بقوة هذا الاعتداء وتطالب باتخاذ اجراءات مسؤولة وحازمة ومؤثرة من قبل الحكومة العراقية في مواجهة العناصر المخربة والمعتدية”. وفي كربلاء، طالبت الشرطة أمس، المتظاهرين بضرورة التحلي بالمسؤولية والابتعاد عن كل من يحاول القيام بأعمال تخريبية في البلاد. وأشارت إلى تعرض قواتها للضرب بالحجارة وقنابل المولوتوف عندما حاولت السيطرة على الوضع في المحافظة عقب مطالبة الأهالي قوات الأمن بضرورة التدخل لإنهاء العنف. وفي سياق آخر، قال المتحدث باسم الحكومة وليم وردة إن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي مستعد للحضور إلى البرلمان للاستجواب “بشرط أن تكون عملية الاستجواب تخدم العملية السياسية”.

 

واشنطن: أردوغان تجاوز الخطوط الحمر وعليه انتظار عقوبات كبيرة

“هيومن رايتس” دعت أنقرة لوقف انتهاكات حلفائها السوريين

أنقرة – وكالات/28 تشرين الثاني/2019

 بعد أن أجرت تركيا تجربة لأنظمة “أس 400، تدافعت وسائل الإعلام الأميركية وأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي إلى التنديد بالخطوة، معتبرين أن تركيا تجاوزت الخط الأحمر وأن العقوبات الأميركية لا مفر منها. وذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية، أن قرار تركيا بالمضي قدماً في نشر وتشغيل نظام الدفاع الجوي الروسي، أثار حاجة ملحة جديدة في مجلس الشيوخ الأميركي لمعاقبة تركيا. وأضافت إن اختبارات “أس 400” ستزيد من الضغوط على وزارة الخزانة الأميركية لفرض عقوبات بموجب القانون الحالي، كما ستوفر هذه الخطوة أيضاً حافزاً أكبر لمجلس الشيوخ للمضي قدماً في فرض عقوبات إضافية تمت صياغتها في اكتوبر الماضي، رداً على غزو تركيا لشمال سورية. من ناحية ثانية، ذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أول من أمس، أن حلفاء تركيا من المعارضة السورية المسلحة أعدموا مدنيين من دون محاكمة أثناء التوغل التركي في شمال شرق سورية، ونهبوا ممتلكات تخص أسر الأكراد الذين شردهم القتال.

ودعت أنقرة للتحقيق في “انتهاكات لحقوق الإنسان، وربما جرائم حرب في بعض الحالات” ارتكبت في الأراضي التي تسيطر عليها حالياً القوات التركية ومحاسبة المسؤولين عنها. على صعيد آخر، ذكرت الشرطة التركية أمس، أنها احتجزت خمسة أشخاص فيما يتصل بقتل مواطن إيراني ذكرت وسائل إعلام تركية أنه معارض للحكومة الإيرانية. وأضافت إنها “احتجزت الخمسة، وبينهم الشخص الذي يعتقد أنه من أطلق الرصاص، ويشتبه في أن الأربعة الآخرين ساعدوه على الحصول على السلاح المستخدم والاختباء”. إلى ذلك، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أمس، إن بلاده سترحل 11 من مقاتلي تنظيم “داعش” الفرنسيين المسجونين لديها في بداية ديسمبر المقبل.من جهة أخرى، كشف مصدر ديبلوماسي تركي أول من أمس، أن أنقرة ستقاوم جهود شركائها في حلف شمال الأطلسي “الناتو” لإقناعها بدعم خطة دفاعية للحلف تخص دول البلطيق وبولندا، وذلك لحين تلبية مطالبها فيما يتعلق بخطة للدفاع عن تركيا. وقال إن الحلف وافق العام الجاري، على دعم خطته للدفاع عن أنقرة بما في ذلك في حال تعرض تركيا لهجوم من الجنوب حيث تقع حدودها مع سورية. وتنطوي الخطة على الاعتراف بأن الوحدات تمثل تهديداً إرهابياً لأنقرة، لكن المصدر قال إن واشنطن سحبت دعمها فيما بعد كما عبرت دول أخرى عن معارضتها.

وأضاف “لذلك نقول إذا لم تنشر (خطتنا الدفاعية) فلن نسمح بنشر الخطة الأخرى (الخاصة بالبلطيق وبولندا)”.

 

نائب يكشف تواطؤ عبدالمهدي مع وزرائه المرتشين

بغداد – وكالات/28 تشرين الثاني/2019

 كشف النائب مشعان الجبوري أمس، عن تواطؤ رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي مع وزرائه المرتشين وسكوته على فسادهم، مؤكداً أن العدد الحقيقي لقتلى المتظاهرين هو 800 شخص. وقال الجبوري، إن محافظ المثنى أحمد منفي جودة اشتكى لعبدالمهدي، أنه راجع إحدى الوزارات لإنجاز بعض القضايا المتعلقة بمحافظته، وقابل الوزير نفسه وعرض عليه مطالب المحافظة فأحاله إلى مدير مكتبه. وأضاف إن المحافظ أكد أنه عندما راجع مدير مكتب الوزير أبلغه بأن إنجاز هذه المطالب يتطلب مبلغاً مالياً حدده له كرشوة، لكنه رفض ذلك ، ثم عاد إلى الوزير ليبلغه بطلب مدير مكتبه، من دون سؤاله عن سبب طلب الرشوة وإنما دعاه لإنجاز ما يطلبه المحافظ.

 

رواتب العاملين في مؤسسات “حزب الله” بالدولار

بيروت- وكالات/28 تشرين الثاني/2019

 أفادت مصادر إعلامية بان “حزب الله” سدد رواتب العاملين في مؤسساته بالدولار على أساس سعر الصرف الرسمي وليس الواقعي. ووفقا لمعلومات تلك المصادر، فان موظفاً في مؤسسة “جهاد البناء” كان راتبه الشهري قبل اندلاع الازمة يبلغ مليوناً و500 الف ليرة، تقاضى هذا الموظف في الشهر الحالي راتبه نقداً الف دولار، وهو ما يعني عمليا الحصول على مليونين و100 الف ليرة، أي بزيادة 600 الف ليرة عن راتب هذا الموظف بالليرة.

 

تبادل الاتهامات يعلق مفاوضات اللجنة الدستورية السورية ,مقتل جنديين تركيين قرب تل أبيض وروسيا أكدت تدهور شرق الفرات

عواصم – وكالات/28 تشرين الثاني/2019

 لم تتمكن الأطراف السورية من مواصلة أعمال “اللجنة الدستورية” بمدينة جنيف السويسرية، نتيجة الخلافات الكبيرة بين الوفدين اللذين يمثل أحدهما النظام السوري والآخر معارضته، إلى جانب وفد ثالث يمثل المجتمع المدني في البلاد، التي تشهد حرباً طاحنة منذ سنوات. وقال المتحدث باسم وفد المعارضة “الهيئة السورية للتفاوض” يحيى العريضي، إن “النظام يريد منا أن نضعه فوق أي اعتبار، لكن نحن من جهتنا نريد أن يضع النظام سورية فوق أي اعتبار، وهنا يكمن التصادم الحقيقي بيننا”. وأضاف “إننا “نضع سورية وشعبها وحريته وديمقراطيته فوق أي اعتبار في دولة ذات سيادة مستقلة، لا احتلال أو استبداد فيها، لكن هاجس النظام هو بقاء تلك المنظومة الاستبدادية رغم كل الجرائم التي ارتكبها”. وأوضح “نريد دستوراً جديداً لسورية، دستور لا يسمح بأن تمر على سورية تسع سنوات دامية ومؤلمة وموجعة كما هذه السنوات، نريد دستوراً يحفظ كرامة الإنسان وفيه فصل للسلطات، لا تغول أو مركزية في السياسة”.

واعتبر أنه “رغم إلغاء المادة الثامنة في الدستور من قبل النظام، إلا أنها مورست ميدانياً واستخدمها الحزب لتعزيز حالة الاستبداد”، في إشارة إلى المادة التي ألغت أن حزب “البعث” هو “قائد الدولة والمجتمع”. وأشار إلى أن “أسباب تعليق المفاوضات هو الاتهامات المتبادلة بالنسبة لتحضير جدول أعمال اللجنة”، مضيفاً إنه “بحسب القواعد الإجرائية، يقدم الرئيسان المشتركان اقتراحات بجداول أعمال قبل 72 ساعة من بدء الجلسة، وبالنسبة لوفد الهيئة السورية للتفاوض، قدمنا بالفعل الاقتراحات في الموعد، في حين لم يقدم وفد النظام جدول أعمال، بل بياناً سياسياً اختبارياً سمّاه جدول أعمال”.

وقال مراقبون إن وفد النظام والمعارضة يختلفان على خطوط عريضة، فالأول يتمسك بالدستور الحالي ويريد فقط تعديل بعض بنوده، بينما الثاني يريد دستوراً “جديداً”. من ناحية ثانية، أعلنت وزارة الدفاع التركية أمس، أن جنديين قتلا في جنوب البلاد في هجوم بالمورتر قرب قاعدة عسكرية في بلدة أقجة قلعة على الحدود مع سورية، مضيفة إن أنقرة ردت على الهجوم.

وأشارت إلى أن الهجوم وقع أول من أمس، واستهدف قاعدة على الجانب الآخر من بلدة تل أبيض، مضيفة إن القوات التركية فتحت النار على الفور صوب مصدر الهجوم وان العمليات في المنطقة مستمرة. إلى ذلك، قال شهود عيان أمس، إن وحدة من القوات البريطانية خرجت من قاعدة “قسرك” شمال تل تمر بريف الحسكة باتجاه حقل العمر النفطي بمحافظة دير الزور. وفي سياق آخر، نشرت قوات الجيش الأميركي في سورية أمس، عشرات الآليات في منطقة رميلان قرب حقول النفط، بعد سحبها من مواقعها في ريف الرقة الشمالي وريف الحسكة الغربي. في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس، إن القوات الروسية تبذل جهوداً لتخفيف التوتر في محيط التوغل التركي في شمال شرق سورية. وأضافت إنه “في الشمال الشرقي لسورية، لا يزال العمل جارياً على استقرار الوضع وفقاً للمذكرة الروسية – التركية، وتسير دوريات روسية – تركية مشتركة على طول الحدود بانتظام”. وأشارت إلى أن “الوضع في منطقة شرق الفرات تدهور بشكل كبير بسبب تنشيط ما يسمى بخلايا نائمة”، مضيفة إن “الحديث يدور عن تنظيم داعش”. على صعيد آخر، أفادت أنباء صحافية أمس، بأن العديد من أعضاء مجلس الشعب السوري، أثاروا مواضيع مختلفة تخص الأمور المعيشية والخدمية للمواطنين. وتحدث النائب وليد درويش عن موضوع فساد العديد من دوريات الجمارك التي باتت على المكشوف، مشيراً إلى أنه “وصلت إلى مرحلة اقتحام محلات وتفتيشها وهذا الموضوع يسيء لهذا القطاع”.

 

الأسد: أردوغان غير أخلاقي ومستمر في دعم الإرهاب ويبتز أوروبا

دمشق – وكالات/28 تشرين الثاني/2019

 انتقد رئيس النظام السوري بشار الأسد أمس، ممارسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقال إنه يتصرف بطريقة لا أخلاقية عندما يعيد السجناء إلى بلادهم وهو يعلم أنهم إرهابيون. وقال الأسد في مقابلة مع مجلة “باري ماتش”، إن “أردوغان الذي مازال مستمراً في تقديم الدعم للإرهاب على أرض الواقع إنما يحاول ابتزاز أوروبا في موضوع السجناء الدواعش، فالشخص الذي يحترم نفسه لا يتحدث بهذه الطريقة، هناك مؤسسات وهناك قانون، موضوع إرسال الإرهابيين أو أي شخص محكوم إلى دولة أخرى يخضع للاتفاقيات الثنائية بين الدول، أما أن تخرج شخصاً من السجن وأنت تعرف أنه إرهابي وترسله لدولة أخرى كي يقتل مدنيين فهذا عمل غير أخلاقي”. وتحدث عن التظاهرات في العراق ولبنان وإيران قائلاً، إن هذه التظاهرات “تخرج تحت عناوين الكرامة والحرية وغيرها يمكن أن تكون أقنعة جميلة ولكن ما خلفها قبيح”.

 

مجزرة بالناصرية في العراق.. 25 قتيلاً و223 جريحاً

 العربية.نت/28 تشرين الثاني/2019

أفادت وكالة "رويترز" بارتفاع عدد القتلى في احتجاجات الناصرية بجنوب العراق، الخميس، إلى 24 قتيلاً، بالإضافة إلى 223 جريحاً. وانتشرت بمواقع التواصل صور لمشاهد إطلاق نار على المتظاهرين في الناصرية. وأفادت مصادر "العربية" و"الحدث" أن عدد القتلى في العراق أكبر مما هو معلن. يأتي ذلك فيما خرج آلاف الأشخاص في مواكب تشييع رغم حظر التجول في جنوب العراق، كما أفادت الأنباء بوصول عشائر الناصرية إلى مناطق الاحتجاجات لدعم المتظاهرين. وأعفى قائد الجيش العراقي، جميل الشمري، من رئاسة خلية أزمة ذي قار. وذكر مراسل "العربية" و"الحدث" أن محافظ ذي قار طالب بغداد بسحب قائد عمليات المحافظة بعد سقوط ضحايا. يأتي ذلك بينما فرضت السلطات حظراً للتجول في الناصرية وكل مدن محافظة ذي قار جنوب العراق حتى إشعار آخر، فيما أفاد مراسل "العربية" و"الحدث" أن عشرات من المتظاهرين قطعوا الطريق الرابط بين بغداد ومحافظة ديالى.

وسقط 4 آخرون قتلى في العاصمة بغداد، حيث أطلقت قوات الأمن الذخيرة الحية والطلقات المطاطية قرب جسر على نهر دجلة. ويمثل هذا اليوم أحد أكثر الأيام دموية منذ بدء الانتفاضة في بداية أكتوبر. يأتي ذلك فيما أعلنت الحكومة العراقية عن تشكيل خلايا أزمة في المحافظات برئاسة المحافظين وقادة عسكريين لحفظ الأمن. وقالت خلية الإعلام الأمني - في بيان - إنه "لأهمية ضبط الأمن وفرض القانون في المحافظات وحماية المؤسسات والمصالح العامة والخاصة وحماية المواطنين، تم تشكيل خلايا أزمة برئاسة السادة المحافظين، وحسب توجيهات السيد رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، تقرر تكليف بعض القيادات العسكرية ليكونوا أعضاء في خلية الأزمة، لتتولى القيادة والسيطرة على كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظة ولمساعدة السادة المحافظين في أداء مهامهم".

من جهة أخرى، بدت شوارع النجف مقفرة نسبياً، بعدما فرضت السلطات منع التجول فيها وأعلنت يوم عطلة لكل الموظفين. وكان متظاهرون أضرموا النار، الأربعاء، في القنصلية الإيرانية في النجف إثر يوم دامٍ. وطالبت إيران العراق، الخميس، باتخاذ "إجراءات حازمة ومؤثرة" ضد "العناصر المعتدية" على قنصليتها في مدينة النجف. وكانت القنصلية الإيرانية في كربلاء تعرضت لغضب المتظاهرين في وقت سابق من هذا الشهر، لكن قوات الأمن العراقية ردت ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص. وكانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت، الأربعاء، عن صدور أوامر باعتقال من سمَّتهم "مثيري الشغب" والمندسين في الاحتجاجات التي يشهدها العراق منذ عدة أسابيع. وأفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد خالد المحنا، بـ"صدور أوامر قبض بحق المندسين ومثيري الشغب في التظاهرات بعد عرض الوثائق والبيانات والصور" التي تؤكد تورطهم بهذه الأفعال. وذكر المحنا، في تصريح صحافي، أن "القوات الأمنية جمعت بيانات تخص العابثين ومثيري الشغب بواسطة كاميرات المراقبة والمواطنين". وفي سياق متصل، أكد المحنا "صدور أوامر مشددة للقوات الأمنية بضرورة الحفاظ على الأموال العامة والخاصة وحماية المواطنين والممتلكات". وأضاف أن القوات الأمنية العراقية منتشرة في عموم العراق، وهي "وتمسك بالأرض" وتحاول التعامل مع المحتجين بطرق سلمية دون استخدام القوة معهم. وشرح أنه يتم اختيار استخدام القوة في مراحل متأخرة جداً، مضيفاً: "حينما لا تنفع أي وسيلة أخرى تضطر القوات الأمنية لاستخدام تجهيزاتها الخاصة بقضايا فض الشغب". ويشهد العراق احتجاجات منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي على الحكومة والنظام الحاكم. وشهدت الاحتجاجات أعمال عنف أدت لمقتل أكثر من 340 قتلاً وإصابة الآلاف.

 

وزير خارجية تركيا: الرئيس الفرنسي داعم للإرهاب

العربية. نت - وكالات/28 تشرين الثاني/2019

رفض وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو انتقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهجوم تركيا في سوريا على وحدات حماية الشعب الكردية قائلا إن الرئيس الفرنسي يدعم الإرهاب. وقال جاويش أوغلو للصحفيين في البرلمان "إنه بالفعل الراعي للمنظمة الإرهابية ويستضيفهم باستمرار في قصر الإليزيه. إذا قال إن حليفه هو المنظمة الإرهابية... فليس هناك ما يُقال أكثر بالفعل". وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية جماعة إرهابية وشنت عليها هجومها في شمال شرق سوريا يوم التاسع من أكتوبر/تشرين الأول. واجتمع ماكرون الشهر الماضي مع جيهان أحمد المتحدثة باسم قوات سوريا الديمقراطية التي تتبعها وحدات حماية الشعب، ليعبر عن تضامن فرنسا معهم في نضالهم ضد تنظيم داعش في سوريا. وقال جاويش أوغلو "ماكرون لا يمكنه أن يكون زعيم أوروبا بالتذبذب بهذا الشكل. هناك فراغ في أوروبا حاليا يحاول أن يستغله ليصبح زعيما للقارة".

 

العرب و العالم سوريا

أمستردام - رويترز/28 تشرين الثاني/2019

اتهمت الولايات المتحدة يوم الخميس روسيا بمساعدة النظام السوري في إخفاء استخدام ذخيرة سامة محظورة في الحرب الأهلية من خلال تقويض عمل الوكالة لدولية المعنية بحظر الأسلحة الكيمياوية الذي يستهدف تحديد المسؤولين عن استخدامها. وبادرت موسكو بإنكار تصريحات كينيث وارد ممثل الولايات المتحدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية التي جاءت وسط خلاف بين روسيا وقوى غربية في المؤتمر الدولي للمنظمة في لاهاي. وأشارت روسيا على مدى شهور إلى اثنين من موظفي المنظمة السابقين سربا وثيقة ورسالة بريد إلكتروني كدليل على أن المنظمة زيفت نتائج التقرير الصادر في الأول من مارس آذار والذي خلص إلى أن مادة كيمياوية سامة تحتوي على غاز الكلور استخدمت في هجوم وقع بالقرب من دمشق في 2018. وقُتل أكثر من 40 شخصا في الهجوم الذي وقع في مدينة دوما في ضواحي العاصمة السورية في السابع من أبريل نيسان 2018 وكانت قوات المعارضة تسيطر عليها وقتئذ.

وردت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بعد أسبوع من الهجوم بإطلاق صواريخ استهدفت مواقع لحكومة النظام السوري في أكبر عمل عسكري ينفذه الغرب ضد الحكومة السورية طوال الحرب المستمرة منذ أكثر من ثمانية أعوام. ونفت روسيا وسوريا وقوع أي هجوم كيمياوي في دوما وقالتا إن هذا الحدث مدبر باستخدام جثث تم جلبها من أماكن أخرى وإن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية بشأن دوما مفبرك لتبرير التدخل العسكري الغربي. وتحولت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية إلى ساحة للنزاع الدبلوماسي بشأن سوريا بعدما عارضت روسيا في 2017 قرارا لمد فترة عمل آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية والتي خلصت في سلسلة تقارير إلى أن جيش النظام السوري استخدم غاز الأعصاب السارين وغاز الكلور كسلاحين. ويبحث فريق التحقيق وتحديد الهوية التابع للمنظمة، الذي تأسس بموافقة أغلبية واضحة من الدول الأعضاء بالمنظمة في يونيو حزيران 2018، تحديد المسؤول عن الهجوم الذي وقع في دوما وحوادث أخرى.

روسيا ترفض

ومن المتوقع أن يصدر أول تقرير في العام المقبل. وعبر المبعوث الروسي لدى المنظمة ألكسندر شولجين مرارا عن معارضته لتشكيل هذا الفريق وقال إنه غير قانوني ومسيس. وتعهد مندوب نظام سوريا لدى المنظمة يوم الخميس بعدم التعاون مع تحقيقات هذا الفريق. وقال وارد أن روسيا ونظام سوريا يسعيان بوضوح للتغطية على استخدام أسلحة كيمياوية عن طريق تقويض عمل المنظمة. وأضاف "للأسف يلعب الاتحاد الروسي دورا محوريا في هذه التغطية. روسيا ونظام سوريا ربما يكونان جالسان معنا هنا لكنهما يقفان بعيدا عنا بشكل أساسي. إنهما يواصلان حيازة أسلحة كيمياوية". ورفض شولجين الاتهام الأميركي بأن روسيا ساعدت في إخفاء ارتكاب النظام السوري جرائم باستخدام أسلحة كيمياوية.

 

أردوغان عبر الخط الأحمر.. وعقوبات أميركية ضخمة ضد تركيا

بندر الدوشي - واشنطن/28 تشرين الثاني/2019

بعد أَن أجرت تركيا تجربة لأنظمة الدفاع الصاروخية S-400 روسية الصنع تدافعت وسائل الإعلام الأميركية وأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي إلى التنديد بالخطوة معتبرين أَن تركيا تجاوزت الخط الأحمر وأن العقوبات الأميركية لا مفر منها . وذكرت وكالة بلومبيرغ الأميركية أن قرار تركيا بالمضي قدمًا في نشر وتشغيل نظام الدفاع الجوي الروسي، أثار حاجة ملحة جديدة في مجلس الشيوخ الأميركي لمعاقبة تركيا حليف الناتو.

حافز أكبر للكونغرس

وستزيد اختبارات النظام الصاروخي المضاد للطائرات S-400 في أنقرة هذا الأسبوع من الضغوط على وزارة الخزانة الأميركية لفرض عقوبات بموجب القانون الحالي. وستوفر هذه الخطوة أيضًا حافزًا أكبر لمجلس الشيوخ للمضي قدماً في فرض عقوبات إضافية تمت صياغتها الشهر الماضي ردًا على غزو تركيا لشمال سوريا، كما حذر أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته للبيت الأبيض من مغبة تشغيل أنظمة الدفاع الروسية. وحتى قبل الإعلان عن الاختبارات، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جيم ريش إن لجنته ستعتمد تشريعات في أوائل شهر ديسمبر ستعاقب بموجبها قادة تركيا وصناعة الطاقة والنظام المالي المتعلق بالعمل العسكري في الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا. وأقر مجلس النواب مشروع قانون العقوبات الخاص به بأغلبية 403 أصوات مقابل 16 صوتا الشهر الماضي، إضافة إلى اقتراحين في مجلس الشيوخ لفرض عقوبات مماثلة.

طريق واضح للأمام

وقال ريش، وهو جمهوري من ولاية أيداهو، الأسبوع الماضي: "ليس لدي أي خيار في هذه المرحلة". وبالإشارة إلى نظام S-400 ، أضاف: "نريد أن نمنحه بعض الحوافز للتفكير بشكل أكثر وضوحًا في هذا". وتابع ريش أن هناك "طريقًا واضحًا للأمام" بشأن مشروع قانون رعاه مع الديموقراطي عن نيو جيرسي بوب مينينديز في مجلس الشيوخ، حيث يحظى بدعم الحزبين. وتتضمن مقترحات العقوبات الثلاثة وفقا لتطبيق قانون مواجهة خصوم أميركا عبر العقوبات والذي أقر في عام 2017، حيث يمكن أن يتم تجميد الأصول التركية، ويقيد التأشيرات ويحد من الحصول على القروض الدولية والوصول إلى الأنظمة المالية كعقوبة على شراء الأسلحة الروسية الصنع. وبعد الاجتماع مع أردوغان في البيت الأبيض، قال ريش إنه يتعين على مجلس الشيوخ إيقاف حملة العقوبات إذا وافقت تركيا على إزالة نظام S-400 من ترسانتها. بيد أن هذه النوايا الحسنة قد تبددت مع تشغيل تركيا S-400. وبحسب بلومبيرغ من المرجح أن يعطي مجلس الشيوخ الأولوية لاقتراح عقوبات ريش مينينديز، وهو يختلف قليلاً عن النسخة التي أقرها مجلس النواب ويمكن تعديلها أكثر أثناء انتقالها من خلال اللجنة. كما أن مشروع ليندي غراهام و قانون مجلس النواب ونسختين من مجلس الشيوخ ستفرض عقوبات شاملة على بنك خلق التركي، وهو بنك مملوك للدولة التركية. وقال فان هولين إنه وغراهام مستعدان لدعم أي إجراء من شأنه أن يتحرك بشكل أسرع من خلال الكونغرس.

الوسيلة الأسرع لإقرار عقوبات

من جهته، قال السيناتور الجمهوري غراهام إنه سيدعم القرار في مجلس الشيوخ والذي سيكون أسرع وسيلة لإقراره من خلال الكونغرس والرئيس دونالد ترمب لتوقيعه. وحذر غراهام الأسبوع الماضي أردوغان في خطاب له من أن شراء نظام S-400 وتفعيله سيؤدي إلى إقرار مجلس الشيوخ لمشروع قانون العقوبات، "وستكون هذه بداية نهاية العلاقة بيننا وبين تركيا أردوغان". من جهته قال موقع المانيتور إن فرض العقوبات على تركيا أمر لا مفر منه. وقال أوزغور أونوهيسارشيكلي، مدير صندوق مارشال الألماني في أنقرة، إن العقوبات الأميركية على تركيا "لا مفر منها" بعد اختبارات نظام الدفاع الروسية. وتابع "سيتم فرض عقوبات على تركيا، ولا أعتقد أنها ستقتصر على عقوبات قانون CAATSA. وأضاف بمجرد خروج الجني من الزجاجة، لا أعرف أين سيتوقف الكونغرس الأميركي، " في إشارة إلى العقوبات المرتقبة .

ومن بين حزم العقوبات المقترحة فرض عقوبات على المسؤولين الأتراك وقطاعي البنوك والطاقة في البلاد، كما قد تتطلب بعض التشريعات أيضًا من وزارة الخزانة الأميركية تقدير الثروة الشخصية لأردوغان وأفراد أسرته، بينما قد يتم أيضًا فرض عقوبات منفصلة على بنك خلق التركي المملوك للدولة بسبب تورط المؤسسة في مخطط ساعد الكيانات الإيرانية في تجنب العقوبات الأميركية على طهران.

حرمان تركيا من عقود دفاعية

وحصلت أنقرة على الشحنات الأولى من أنظمة S-400 الروسية الصنع هذا الصيف، وهي خطوة أدت إلى تعليق تركيا من مشاركتها في برنامج F-35 للمقاتلات المشتركة. وقال مسؤولون أميركيون إن التشغيل المتزامن لكل من النظامين الروسي وحلف الناتو يمكن أن يضر بميزات الأمن في الطائرة الحربية من طراز F-35 وهو ما أدى إلى منع نقل 100 طائرة مقاتلة من الجيل القادم اشترتها أنقرة بالفعل. كما سيتم أيضًا حرمان صناعة الدفاع التركية من عقود الإنتاج الخاصة بمكونات F-35، حيث ستخسر ما قيمته 9 مليارات دولار في الطلبات المستقبلية. قال كريم هاس، المحلل المقيم في موسكو حول العلاقات التركية الروسية: "الآن ، مع تجدد مناقشات حول احتمالية فرض العقوبات الأميركية ، قد لا يكون لدى أردوغان مجال كبير للمناورة". وتابع "لن يتمكن أردوغان من الانسحاب من (S-400) في الأشهر التالية" وتابع: "يسعى أردوغان للحصول على الدعم من الجانب الروسي للحفاظ على سلطته في تركيا لأنه إذا كان يعتمد بنسبة 100٪ على الدول الغربية ... وكانت هناك احتجاجات، على سبيل المثال، أو تعمقت الأزمة الاقتصادية وهلم جرا ، فسيكون من الصعب لأردوغان الاعتماد على الحلفاء الغربيين".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان بين داريوس والإسكندر

سجعان قزي/جريدةُ النهار/ 28 تشرين الثاني 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80950/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%af%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%88%d8%b3-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%83%d9%86%d8%af%d8%b1/

منذُ نحوَ ألفَين وخمسِمائةِ سنةٍ والفُرسُ طرفٌ أساسيٌّ في غالِبيّةِ حروبِ وثوراتِ فينيقيا والشرقِ.

إمبراطوريّةٌ عظيمةٌ طبعَت العالمَ قبلَ المسيحيّةِ والإسلامِ وأعادت اليهودَ إلى أورشليم بعدَ سَبي بابل.

تَنوّعت علاقاتُ الفرسِ بالفينيقيّين بين: احتلالِ فينيقيا أو العبورِ فيها أو التفاوضِ معها أو إجبارِهم على القتالِ معهم ضِدَّ بلادٍ أخرى.

ولـمّـا أَصبح الصراعُ الفارسيُّ/الإغريقيُّ استراتيجيًّا (كحالِ الصراعِ الإيرانيِّ/الأميركيِّ) ابتداءً من سنةِ 547 (ق.م.) تَعذّر على الفينيقيّين التزامُ سياسةِ الحيادِ الإقليميّ.

فَرضَ الفرسُ على الفينيقيّين المشاركةَ في حروبِهم ضِدَّ الفراعنةِ والإغريقِ والبابليّين. فاستُشهدَ ألوفُ الفينيقيّين في حروبِ الآخرين، وأُحرِقَ أسطولُهم البحريُّ، واحتُلَّت مدائنُهم، وانقَسَموا حِيالَ المحتلِّين.

أذعنَ الفينيقيّون للفرسِ إلى أنْ ساءت الحالةُ الاقتصاديّةُ والتجاريّةُ في المدائنِ الفينيقيّةِ ومستعمراتِها في البحرِ المتوسّط، فانتشَر الفَقرُ والجوعُ، وحَصَلت عمليّاتُ تَمرّدٍ شعبيٍّ ضِدَّ ملوكِ المدائنِ الفينيقيّةِ الّذين انحازوا إلى الفُرسِ من أوغاريت شمالًا (رأس شمرا السوريّة حاليًّا) حتّى صيدا وصور جَنوبًا.

طالب الشعبُ بتحييدِ مدائنِه وسفنِه والامتناعِ عن الحروبِ لأنّه ضاق ذَرْعًا بالنفوذِ الفارسيِّ.

انتفَض الفينيقيّون في مدائنِهم وثارَ أهلُ صَيْدون سنةَ 353 (ق.م.) على "أَرْتَـحْشَشْتا الثالث"، ملكِ الفُرس، وأَقدَم مَلِكُ صيدون، "تَـبْـنيت" (Tabnit)، على قتلِ حاكـمَين فارسيَّين (Satrapes).

أغاظَ الموقفُ الفينيقيُّ الشجاعُ "أَرْتَـحْشَشْتا"، فقاد بنفسِه سنةَ 348 (ق.م.) حملةً عسكريّةً لإخضاعِ صيدون المتمرِّدة.

انتظر الصَيْدونيّون وصولَ دعمٍ مِصريٍّ فلم يأتِ. ورغم ذلك، رَفضوا الاستسلامَ للفرسِ وأَحْرقوا مدينتَهم وارْتَمَوا في نيرانِها مع كنوزِهم. عسى ألّا نَحرُقَ لبنان...

ليس التاريخُ ما يعيدُ نفسَه، بقدْرِ ما الشعوبُ تعيدُ أخطاءَها من دونِ الاتّعاظِ من التاريخ.

فالتاريخُ ليس سلطةً، هو معلّـمٌ يُسجِّل مآثرَ الشعوبِ وأخطاءَها. يَقرأ مسابقاتِها ويُعطيها العلامةَ التي تَستحق، والعلامةُ هنا هي: المصير.

أَنَسألُ بعدُ لماذا بَلغْنا، نحن اللبنانيّين، هذا المصيرَ طالما لم نَتعلَّم من التاريخِ شيئًا منذ ألوفِ السنين؟

أجدادُنا الفينيقيّون ـــ وهذا نَسَبٌ اختياريٌّ ـــ مَعْذورون، فالفُرسُ فَرَضوا عليهم بالقوّةِ أن يَشتركوا في حروبِ الآخَرين، أمّا نحن فنَتهافَت تحت تأثيرِ العصبيّاتِ الدينيّةِ والمذهبيّةِ والإيديولوجيّةِ للمشاركةِ تلقائيًّا في حروبٍ، داخلَ حدودِنا وخارجَها، ضِدَّ مصالحِ لبنانَ العليا والدنيا.

سيطَرت الإمبراطوريّةُ الفارسيّةُ على هذا المشرِقِ الفينيقيِّ/ الكنعانيِّ/ الأراميِّ حتّى قَرّر الإسكندرُ المقدونيُّ اجتياحَ الشرقِ وتحجيمَها، فانتصَر على إمبراطورِ الفرس، "داريوس الثالث"، في معركةِ "إيسوس"، ناحيةَ إسكندرون السوريّةِ، في تشرين الثاني (يا للمصادَفة) من سنةِ 333 (ق.م.). وأَكمل نحو سواحلَ فينيقيا وحاصَر مدينةَ صور سبعةَ أشهرٍ سنةَ 332 (ق.م.) قبلَ أن يَقتحِمَها في غيابِ مَلكِها آزيملكوس (Azémilcus) الذي كان يقاتلُ إلى جانبِ داريوس الثالث في الساحلِ السوريّ...

اليوم قَرّرت الولاياتُ المتّحدةُ الأميركيّةُ ـــ مقدونيا العصرِ الحاليّ ـــ أن تَضعَ حدًّا للتمدّدِ الإيرانيِّ في الشرقِ بعدما رَفضت القياداتُ الإيرانيّةُ منذ سنةِ 1979 الانخراطَ في مجتمعِ الأممِ، واحترامَ القوانينِ الدوليّةِ، والتوقّفَ عن إنتاجِ الطاقةِ النوويّةِ، والامتناعَ عن التدخّلِ في شؤونِ الدولِ المجاوِرةِ، وتسليحَ أحزابٍ ومنظمّاتٍ مُتَّهمةٍ بالإرهاب.

لكنَّ الإسكندر هزمَ الفرسَ بجيشٍ قِوامُه نحوَ أربعينَ ألفِ مقاتلٍ، فيما يَتوهّم ترامب التغلّبَ على إيران بجيشٍ قِوامُه أربعون ألفِ "تويتْ" و"واتسآب" وبفيلقِ عقوباتٍ تَلوي ولا تَكسِر.

والإسكندرُ رَفض سنةَ 332 (ق.م.) ميثاقَ صلحٍ عَرضَه عليه داريوس، فيما يَنتظرُ ترامب اليومَ اتصالًا هاتفيًّا من الرئيس الإيراني، روحاني!

التقى هذا القرارُ الأميركيُّ مع رغبةِ شعوبِ لبنانَ والعراق ـــ وسوريا قريبًا ـــ بإنهاءِ سيطرةِ إيران مباشرةً أو عبرَ وكلائِها، على دولِها وقراراتِها الوطنيّةِ ومصيرِها.

ها هو شعبُ لبنان، وقد بَلغَ ما بَلغَته فينيقيا قديمًا، يَنتفِضُ، تحت عباءةِ المطالبِ الاجتماعيّةِ، بوجهِ النفوذِ السياسيِّ والعسكريِّ الإيرانيِّ المتمثِّلِ بحزبِ الله وحلفائِه.

انتفاضةُ اللبنانيّين، وإن التقَت مع اللحظةِ الأميركيّةِ، ليست جُزءًا من المشروعِ الأميركيِّ.

انزعاجُ اللبنانيّين من سيطرةِ حزبِ الله مستقلٌّ عن النزاعِ الأميركي/الإيرانيِّ والـمَلفِّ النوويّ.

ومَن يَربُطُ لبنانَ بهذا النزاعِ هو حزبُ الله دون سواه.

اللبنانيّون لا يَنتظرون هزيمةَ داريوس ضِدَّ الإسكندر، ولا انتصارَ ترامب على خامِنَئي. نحن مثلَ أجدادِنا الفينيقيّين شعبٌ مسالمٌ، حرٌّ ومستقِل. قُلناها لسوريا سابقًا فلم تَقتنِع، ونقولها اليومَ لإيران فحبّذا لو تَقتنع.

خطيئةٌ كبرى أن نَتورَّطَ، شعبًا وثورةً وحكمًا، في الصراعِ الأميركيّ/الإيرانيّ المفتوحِ على جميعِ الاحتمالات وقد تجتاحُنا كما اجتاحَ الإسكندرُ فينيقيا.

أصلًا، ليس لدى اللبنانيّين عداءٌ مسبَقٌ تجاه إيران، وليس لدى الطوائفِ اللبنانيّةِ خصومةٌ جينيّةٌ حيالَ حزبِ الله. لكنَّ اللبنانيّين، بمن فيهم الشيعةُ، ضاقوا ذَرعًا بمشروعِ حزبِ الله الذي يَتنافى مع ماهيّةِ تأسيسِ دولةِ لبنان، ومع نمطِ حياةِ المجتمعِ اللبنانيِّ المسلِمِ والمسيحيّ والدُرزيّ، ومع تقاليدِ سياسةِ لبنان وديبلوماسيّتِه، ومع نسيجِ تحالفاتِه التاريخيّةِ في الشرقِ والغرب.

تُواجِه الجماعاتُ أو الدولُ في مسيرتِها التاريخيّةِ تحدّياتٍ عابرةً وأخرى ثابتة.

نحن، اليومَ، أمامَ ساعةِ الحقيقةِ اللبنانيّة.

 سعى البعضُ إلى مؤتمرٍ تأسيسيٍّ فإذا بنا أمامَ مؤتمرِ دوليٍّ قيدَ التأسيس.

ويُخطئ الطرفُ الذي يَظنُّ أنّه "الإسكندر" والآخرَ هو "داريوس"؛ وأنَّ ساحةَ الشهداءِ هي معركةُ "إيسوس" وساحةَ رياض الصلح هي معركةُ "صور". ويُخطئ أكثرَ من يَظنُّ أنَّ الأوضاعَ ستبقى على حالِها، خصوصًا بما خَصَّ حزبَ الله.

وخلافًا لما يُشاعُ، هذه الانتفاضةُ اللبنانيّةُ البهيّةُ هي أفضلُ مَدخَلٍ لفكِّ ارتباطِ أزمةِ لبنان بأزماتِ المِنطقة لأنّها انتفاضةُ شعبٍ حرٍّ لا قياداتٍ مرتَهنَة.

إنَّ الظرفَ مناسبٌ ليعيدَ حزبُ الله النظرَ في سلاحِه الطليقِ، ويَنخَرِطَ في الحياةِ السياسيّةِ اللبنانيّةِ كسائرِ القِوى الوطنيّة لنبنيَ معًا لبنانَ الذي يُشبِه من جهةٍ أجيالَنا الجديدةَ المنتفِضةَ، ومن جهةٍ أخرى شهداءَنا جميعًا.

تعالوا، وقد بَدأوا يُحوّلون الثورةَ فِتنةً، نلتقي دونَ تسوياتٍ وتنازلاتٍ حولَ ثوابتَ وطنيّةٍ وميثاقيّةٍ، ونُترجِمُها في حكومةِ إنقاذٍ مصغّرةٍ، جديدةٍ بوجوهِها وقديمةٍ بتراثِها الوطنيّ، غنيّةٍ بـخُبُراتِ بعضِ أعضائِها ومنيعةٍ بتجاربِ البعضِ الآخر.

لا أحدَ يَحِقُّ له أنْ يُلغيَ أحدًا.

مثلما رَفَضنا حربَ الإلغاء واحتلالَ الإلغاء وحكمَ الإلغاءِ وسلاحَ الإلغاء، نرفُض أيضًا ثورةَ الإلغاء.

لكنَّ هذه الثورةَ لا تُلغي إلا الّذين يريدون أنْ يُشاركوا في حكومةٍ نزيهةٍ وهم مُميَّزون بالفساد، والّذين يُريدون أن يُشاركوا في حكومةِ لبنان وَهُم أعضاءٌ في حكوماتِ دولٍ أجنبيّةٍ أخرى.

ليَكُن شعارُنا اليوم: "اخْلَعوا رِداءَ وَلاءاتِكم لتَدخلوا عَتَبةَ لبنان". شعارٌ بَعثَ بمثلِه سنةَ 332 (ق.م.) نجلُ ملكِ صور إلى الإسكندر: "انزَع سلاحَك قبلَ دخولِ مَعبدِ الإلَه مِلْكارت"...

*ملاحظة: الصورة المرفقة هي لوحة ”عائلة داريوس أمام الاسكندر” للفنان الايطالي باولـو فيـرونيـزي لوحة

 

كيف تُفتعل أزمة الدولار.. وتخمد؟

نور الهاشم/المدن/29 تشرين الثاني/2019

القراءات الاقتصادية لارتفاع سعر صرف الدولار خلال الأزمة الحالية، تنتقص الى عامل مهم يتحكم في سعر الصرف، ظهرت ملامحه مساء اليوم الخميس، عندما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن انخفاض سعر صرف الدولار الى عتبة الـ1650 ليرة، بعدما سجلت صباحاً 2300 ليرة.

ومن الصعب تقدير أسباب هبوط سعر الدولار بهذا الحجم في السوق الموازية، مثلما من الصعب تقدير أسباب صعوده خلال اليومين الماضيين الى مستوى يتخطى عتبة الـ2000 ليرة، وفقدانه ثلثي قيمته الفعلية.

ثمة عوامل خفية، لم يستوعبها رواد مواقع التواصل، ولم تقنعهم تصريحات لمسؤولين في قطاع الصيرفة تتحدث عن اقبال كثيف لدى المواطنين لبيع الدولارات عشية اضراب الصرافين بدءاً من يوم غد الجمعة، وهو ما يطرح اسئلة كثيرة عن توافر العملة الصعبة في ايدي اللبنانيين، وعن أسباب الأزمة، وأسباب انفراجها.

والحال أن الأزمة تفاقمت إثر شائعات انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، وتم تناقلها عبر مجموعات الواتسآب عن انهيار محتمل، دفع الناس الى الاحجام عن التداول بالعملة الصعبة، ففُقِدَت في السوق، وازداد الطلب عليها، ما أدى الى ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية. شائعة واحدة، كانت كفيلة برفع سعر الصرف، قبل أن يهبط سعر الصرف عملياً بعد الظهر اليوم، بحسب ما تم رصده في مواقع التواصل.

والمستغرب في هبوط سعر صرف الدولار، يعود الى أن تراجع سعر صرفه تم تسجيله بدءاً من الساعة الرابعة، وهو التوقيت عندما يفترض أن يبدأ الصرافون بإغلاق صناديقهم، كذلك المصارف تكون قد أغلقت أبوابها. فما الدليل على انخفاض سعر الصرف؟ وهل فعلاً يتحكم العرض والطلب فقط بسعر صرف الدولار؟

الواضح أن هناك غرفة عمليات تقع وراء الأجهزة الذكية، لنسج الشائعات والاخبار التي تزيد القلق او تطمئن الناس حول العملة. فإذا صح انخفاض السعر، فهذا يعني أن ارتفاعه لم يكن حقيقياً، بل كان نتيجة شائعات نُسجت، أقلقت الناس، ثم تراجعت عن ذلك لأسباب اقتصادية أو سياسية، بدليل أن المصارف لم تبدل، اليوم، في استراتيجية تسليم العملة الصعبة حتى الآن على أقل تقدير، وبالتالي، لا أسباب واضحة تقف وراء انخفاض السعر.

القراءة المنطقية في الرسائل المتداولة في المواقع الالكترونية، تفيد باحتمالين: اولهما سياسي، يدفع باتجاه تهدئة إقبال الناس على بيع العملة الصعبة، وتبديد هواجسهم حول الانهيارات وشائعات إفلاس المصارف، وهي بالتأكيد غير حقيقية وغير واقعية. 

أما الاحتمال الثاني فيفيد بأن سوق الصيرفة أشبع بالعملة الصعبة، وهو احتمال ضئيل بالنظر الى قدرته على تصريفها بسهولة، أو انه التزم تعليمات سياسية تضغط عليه للتوقف عن شراء القطع بأسعار مرتفعة، منعاً لتهافت الناس على بيعها، وبالتالي سحبها من المصارف لصالح الاتجار بها كسلعة ورقية في السوق الموازية. وعليه، تتكامل فرضية تراجع الطلب مع الضخ الالكتروني لتهدئة الاسواق النقدية.

كان الإعلام يقوم بهذا الدور في السابق. وكان يحتاج الى تصريحات من مسؤولين يبرّرون ارتفاع العرض أو ارتفاع الطلب. أما الآن، فلا داعي لهذا الاحراج وهذا التبرير. مقطعان صوتيان يبدوان كافيَين لتحريك السوق. مقطعان صوتيان يتم تناقلهما في مجموعات الواتسآب لافتعال أزمة، ونحتاج مثلهما لتهدئة الأزمة. أما "فايسبوك" فيتكفل بالنشر وبالتحليل. إنها أزمات مفتعلة، يحركها مجهولون خلف ألواح ذكية.

 

تقرير مالي اقتصادي مذهل عن "مؤامرة" السياسيين والمصارف

المدن/29 تشرين الثاني/2019

أنجز كل من سامي حلبي وجاكوب بوسوال دراسة بالغة الدقة تكشف كيف أنه بعد تحقيق الربح طوال عقود، يرفض السياسيون والمصارف الآن تحمل نصيبهم العادل من الخسائر لإنقاذ الاقتصاد اللبناني. في قلب الاقتصاد اللبناني، يقع نظام مالي أثرى المصارف والسياسيين وأقلية من أصحاب الحسابات لسنوات. الأمر معقد ولكن ثمة تفسير بسيط: أبرم مصرف لبنان المركزي صفقات مع المصارف الحكومية والمصارف التجارية المحلية لجذب العملات الأجنبية عن طريق تقديم أسعار فائدة أعلى ومتزايدة على الدين العام، في مقابل ودائع بالعملات الأجنبية. ويعرف معظم اللبنانيين أن الدين يبلغ قرابة مرة ونصف حجم الاقتصاد البالغ 55 مليار دولار. ولكن قلة فقط هم الذين يعرفون أن المصرف مدين للبنوك أيضًا بمبلغ يعادل ضعف حجم الاقتصاد. فكيف تمكن لبنان من مراكمة كومة ديون بقيمة 180 مليار دولار تساوي 3.5 أضعاف حجم اقتصاده من دون أن يلاحظ أحد ذلك منذ زمن طويل؟ يتضمن الجواب قليلاً من التاريخ، وانعداماً للشفافية، فضلاً عن مخطط احتيالي منظم ومصمم جيداً: مخطط بونزي.

السندات الخردة

في عام 1997، ثبّت مصرف لبنان المركزي السعر المتقلب لصرف الليرة عبر ربطها بالدولار الأميركي. وللحفاظ على هذا الربط ومنع تدهور قيمة الليرة، احتاج لبنان إلى تدفق مستمر للدولار، كي يكون للورق المطبوعة عليه الليرة قيمة فعلًا. ومنذ ذلك الحين، قدم مصرف لبنان المركزي والدولة للمصارف المحلية تاريخيًا أسعار فائدة أعلى بكثير من أسعار السوق الدولية مقابل استثمار هذه المصارف في الدين الحكومي [انظر السطرين ب وج في الرسم البياني]. وفي الوقت نفسه، يقدم مصرف لبنان المركزي للمصارف التجارية أيضًا أسعار فائدة أعلى من السوق ويصدرها بشهادات إيداع (ب). وعلى مدى عقود، قام المهندسون الماليون في لبنان، الدولة والمصارف التجارية المحلية ومصرف لبنان المركزي، بإعادة تدوير تلك الأموال بالدولار، ما أفاد القطاع المصرفي وترك الشعب اللبناني يدفع الفاتورة.

الرسم البياني

لطالما قالت وكالات التصنيف الدولية إن ديون الدولة اللبنانية وائتمان بنوكها يعرف كسندات غير مرغوب بها (junk). ذلك لأن أي شخص لديه معرفة أساسية باقتصاد لبنان يعرف أن البلاد، باستثناء القطاع العقاري المبالغ في أسعاره، تنتج القليل جدًا مما يجذب العملات الأجنبية. ومن دون توليد قيمة حقيقية، لا بد أن يفشل أي استثمار في النهاية، ما لم يدفع للمستثمرين المال الذي يجلب من مستثمرين آخرين يحصلون على عوائد أعلى. وبعبارة أخرى، فإن النظام يشبه جدًا مخطط بونزي (وهو عملية احتيال استثمارية اشتهر بها تشارلز بونزي في عشرينيات القرن الماضي). الفرق الوحيد بين مخطط بونزي الأصلي ونظام لبنان هو أن المهندسين الماليين أضفوا على المخطط طابعاً مؤسسياً رسمياً في لبنان. بقيت الأمور تسير على ما يرام - على الأقل حتى بداية الانتفاضات العربية والنزاع السوري في عام 2011.

من الازدهار إلى الركود

عندما اندلعت الأزمة السورية، بدأ عرض الدولارات الجديدة في التعثر، بسبب انعدام الثقة في الاقتصاد والنظام المالي اللبناني، وانخفاض الاستثمار الأجنبي، وتراجع التحويلات وتدفق رؤوس الأموال من المغتربين اللبنانيين في الخارج [د]. واستجابة لهذا النموذج الجديد، اتخذ مصرف لبنان المركزي خطوة يائسة لدعم النظام الفاشل. في عام 2016، بدأ المصرف في تقديم عوائد سخية للمصارف التجارية مقابل أي دولارات جديدة يمكن أن تجلبها من عملائها. وأصبح هذا معروفًا باسم "الهندسة المالية"، التي انتهت إلى منح المستثمرين أسعار فائدة تصل إلى 11 بالمئة في وقت تقل فيه أسعار الفائدة عن الصفر في بلدان أخرى [و].

وكان لكل هذه المناورات المالية عبء سنوي على الدولة اللبنانية والشعب، الذي يفترض أنها تخدمه. في عام 2018، دفعت الدولة لخدمة هذا الدين فوائد بقيمة 5.59 مليار دولار، أي نصف إجمالي إيراداتها، في حين يدفع مصرف لبنان المركزي، وفق حساباتنا، قرابة 4 مليارات دولار في السنة فوائد للمصارف التجارية مقابل المبالغ التي يحتفظ بها في خزائنه. وقد سبب هذا النظام المالي، طوال الوقت، انخفاض سعر السوق الحقيقي لليرة، ما يعني تدهور رواتب ومعاشات القطاع العام. وربما الأسوأ لم يأت بعد.

أعمال مصرفية تحت جنح الظلام

إن انعدام الشفافية أحد الأسباب التي لا يمكن لأحد التنبؤ بها عند حدوث الأزمة. معظم المصارف شركات مسجلة في القطاع العام، وبالتالي ليست ملزمة (أو ستلزم) بنشر أرباحها وخسائرها في الوقت المناسب وبطريقة موثوق بها. والأسوأ من ذلك أن مصرف لبنان المركزي أيضًا، وهو مؤسسة عامة، ليس ملزمًا (أو سيلزم) بنشر أرباحه وخسائره، أو عملات ودائعه، أو تفاصيل صفقاته مع المصارف التجارية للاحتفاظ بأموال المودعين. ويتعين على الاقتصاديين الاعتماد على مجموعة كاملة من الفرضيات والوثائق المسربة، لتقدير المبلغ المستحق على مصرف لبنان المركزي للمصارف التجارية وبأي عملات.

استنادًا إلى حساباتنا وإلى الوثائق المسربة، بلغت موجودات المصارف التجارية بالعملات الأجنبية في مصرف لبنان المركزي (بما في ذلك شهادات الإيداع واحتياطيات الدولار) ما يعادل 60.82 مليار دولار في تموز/يوليو 2019 [ب]. في الواقع، بحسب تقديراتنا، تكبد مصرف لبنان المركزي خسارة قدرها 2.55 مليار دولار في عام 2018. وما عدا السيد سلامة، لا أحد يعلم تمامًا عمق المأزق الذي يواجه مصرف لبنان المركزي. لكن معظم التقديرات تشير إلى أنه حتى لو أنفق لبنان كل احتياطياته التي ادخرها منذ نشأته بما فيها الذهب، فإنه سيظل مدينًا لمصارفه بنحو 30 مليار دولار أميركي. كما يدين مصرف لبنان المركزي للمصارف بمبلغ 60 مليار دولار أو نحو ذلك بالليرة اللبنانية، وهذا سبب لقلق أقل نظرًا لأنه يستطيع طباعة الليرة قدر ما يشاء.

أولاد مشاغبون

بعد قرابة شهر من بدء الاحتجاجات، عقد حاكم مصرف لبنان المركزي مؤتمرًا صحافيًا قال فيه أن لا ضوابط ستفرض على رأس المال، وسيبقى الربط مع الدولار، ولن يكون ثمة تخفيض على المديونية المزدوجة أو الفائدة. وبالطبع، لا شيء مما يقوله سلامة واقعي: فالليرة تُتداول حاليًا بسعر 1800 للدولار تقريبًا، ولا يستطيع المودعون السحب من حسابات ودائعهم بالدولار، ولا تحويل الأموال إلى خارج البلاد. لقد فرض سلامة حلاً عكسياً لموجودات مصرفه بالدولار الأميركي: إذا أرادت المصارف التجارية إيداع أموال مودعيها في مصرف لبنان المركزي من خلال مخطط بونزي منظم رسمياً، فيمكنها ذلك ومقابل فائدة 20%. أغلقت المصارف أبوابها لأكثر من أسبوع ردًا على ذلك. وبعد ذلك خرجت جمعية مصارف لبنان بمجموعة من "القواعد" الخاصة بها، التي فرضت فعليًا ضوابط على رأس المال بقيمة 1000 دولار أسبوعيًا لكل حساب وتسمح بالتحويلات في "حالات الطوارئ". الليرة اللبنانية متوفرة بسعر 1507.5 للدولار.

تكمن المشكلة في أن قواعد جمعية مصارف لبنان غير ملزمة، ولا يزال بإمكان أي مصرف أن يفعل ما يحلو له، بما في ذلك تحويل الأموال خارج البلاد لأي عميل مدعوم سياسياً يرى أن لديه "حالة طارئة". وأكثر من ذلك، فإن فرض سقف 1000 دولار على السحب يعني أن أي شخص يحتاج إلى أكثر من ذلك يجب أن يسحب الأموال بالليرة، ويذهب إلى السوق السوداء، ويحولها إلى دولار ويخسر 20% في هذه العملية: أي أن مصرف لبنان المركزي والمصارف التجارية ببساطة يخفضون قيمة حسابات المواطنين من دون إعلان، وبذلك يحملونهم خسائر مخطط بونزي مرة أخرى.

وهذا التوزيع السلبي للخسائر وتحميل عبئها للذين لا علاقة تذكر لهم بالأزمة الحالية، أو لا علاقة لهم بها على الإطلاق، هو سمة السياسيين والمصرفيين في لبنان، ناهيك عن النظام المالي العالمي. فبعد أن فشلوا في فرض ضرائب تنازلية جديدة على الناس لتحقيق التوازن في الموازنة، يقوم المصرفيون الآن بما لم يستطع السياسيون فعله، لكن من دون أن يزيدوا فعلياً أي إيرادات ضريبية جديدة. ويمكن أن تحدث قريباً سوابق خطيرة تقوض الضمان المالي الوحيد الباقي للبنان.

في الثامن والعشرين من تشرين الثاني بادر مصرف لبنان المركزي بدفع 1.5 مليار دولار لسندات اليورو (اليوروبوند) بالرغم من المخاوف التي تحوم حول تخلف لبنان عن سداد دينه. يشتبه عدد من المراقبين بأن مصرف لبنان دفع  استحقاقات الدين من احتياطي الخزينة. وبما أن هناك أزمة بين المصارف التجارية ومصرف لبنان، فان شراء الدين من احتياطي مصرف لبنان بالعملات الأجنبية هو مع الأسف الخيار الوحيد والأفضل لتجنب التخلف عن السداد. ولكن هذا سيكون له أثر سلبي على الأمد الطويل، وهو  تلاشي وإنهاك احتياطي مصرف لبنان مما سيغرق المصرف المركزي و لبنان بمزيد من الدين؟

بدلاً من التصرف كأولاد مشاغبين ضبطوا وهم يهربون من المدرسة، على المصارف ومصرف لبنان المركزي والدولة أن ينضجوا ويجلسوا ويتحدثوا كالراشدين، عن سبل تخفيض الديون وموجودات مصرف لبنان المركزي، وجعل التمويل أكثر استدامة. وبما أن قرابة 95 بالمئة من الديون المزدوجة مملوكة لمؤسسات لبنانية، فإن هذه المناقشة المالية الصعبة تصب في مصلحة الجميع طالما أدارها راشدون وليس أطفالاً. لكن هذه المرة، يتعين على الأشخاص الذين حققوا أقصى استفادة من النظام المالي القديم أن يسددوا القسط الأكبر.

الخطوات المطلوبة ستكون غير مسبوقة، لكننا أيضاً نعيش ظروفاً غير مسبوقة. أولاً، بدلاً من قانون العفو العام، يلزم إصدار قانون يضع ضوابط رسمية على رأس المال ويمنع هروبه. ويمكن لهذا القانون أيضاً تسهيل الالتفاف على أو رفع السرية المصرفية (وهي عار لبناني آخر) عن حسابات الذين استفادوا أكثر من نظام بونزي المنظم. يجب دراسة هذه الحسابات ويمكن استخدام الأرباح الفلكية التي تحققت على مدار سنوات طويلة، لجعل الديون أكثر استدامة. من جانب مصرف لبنان المركزي، يمكن سداد مدفوعات الفائدة للمصارف مقابل سيولة بالدولار تحتاج إليها الأسواق. وبطبيعة الحال، لن يكون لأي مما سبق الأثر المنشود في المدى البعيد إذا لم يقترن بانتقال سياسي نحو دولة مدنية، تفتح الآفاق السياسية. عندها فقط يمكن للبنان إنتاج الحوافز المالية والدعم الدولي والتمويل لإعادة تشييد بناه التحتية المتدهورة والاستفادة من إمكاناته الحقيقية.

سامي حلبي وجاكوب بوسوال أعدا بشكل مشترك دراسة "الإطالة والتظاهر: دار البطاقات المالية في لبنان". للاطلاع على الدراسة وتنزيل المخطط البياني:

 http://www.thinktriangle.net/extend-and-pretend-lebanons-financial-house-of-cards-2/

يمكنكم متابعة Triangle على تويتر (Think_Triangle) وإنستغرام (triangle_policy) وفيسبوك (@ThinkTriangle.net).

 

شيعة لبنان بين مرجعيتين

وجيه كوثراني/المدن/29 تشرين الثاني/2019

طرح البعض سؤالاً في لُجَّة الإنتفاضات الشعبية الكبرى التي يشهدها كلٌّ من لبنان والعراق وقد التحقت بهما إيران ، من هو مرجع التقليد لدى شيعة لبنان ؟ وبتحديد أصولي أدق : من يحوز "شرعية التقليد" بين علماء الدين الشيعة وقد انفجرت انتفاضات شعبية كبرى ذات مضمون وطني ومدني وإصلاحي تتمحور حول مطلب "المواطنية" والدولة/الوطن وأولية المجتمع المدني وحقوقه ومطالبه في مواجهة أنظمة الطائفية والزبائنية والقوى السياسية التي تتغذى وتتغطى بالخطاب الديني الطائفي فخرّبت بذلك دولها ومجتمعها وأفقرت اقتصادها ونهبت ثرواتها وهمّشت مواطنيها .

واللافت في نظر من يسأل ويراقب عن بعد أو قرب ، أن المرجع النجفي السيد علي السيستاني ، أيّد ودعم الحراك الشعبي في العراق ، بل طالب الحكومة بحزم وصرامة بأن تنفذ مطالب الحراك بسرعة ووفقاً لروزنامة زمنية وخريطة طريق محددة .

على أن العارف بطبيعة "مرجعية التقليد" عند الشيعة ودورها ، ولا سيما الحاضرة والمقيمة في حوزة النجف والمطلة على العالم الشيعي خصوصاً والعالم الإسلامي عموماً ، يدرك مدى القوة المعنوية والأخلاقية التي يتمتع بها "مرجع التقليد" ، علماً أن هذه "القوة" لا يستمدها من سلطة عسكرية أو سياسية أي لا من "سلاح أبيض" ولا من رصاص حيّ أو صواريخ أو طيران – بل من تقليد أضحى جزءاً من عقيدة إمامية تقوم جوهرياً على التمييز بين الديني والسياسي من غير أن تتخلّى عن ركيزتين أو شرطين لا بد أن يتوفرا في "مرجع التقليد" وهما أولاً : ما يسميه الخطاب الفقهي الشيعي "الأعلمية"، وتحاز هذه بالجهد باعتراف من يمكن أن نسميهم "الوسط العلمي" المتكون في الحوزات العلمية – الدينية . والشرط الثاني: التقوى التي تتمثل بالحرص على "العدل والإنصاف"، وهي صفة طالما إشتغل عليها فقهاء الشيعة وفلاسفتهم في علم الأصول وفلسفة الأخلاق .

إذاً ، نافذة "مرجع التقليد" إلى عالم السياسة ، هي الأخلاق ، وعبرها يقاس معيار العدل والعدالة ، ومن هنا إمكان الفتوى أو النصح أو الطلب ومن غير ادعاء حق بسلطان أو حكومة أو ولاية سياسية ، والراجح أنه، ومن هذه النافذة الأخلاقية كانت اطلالة السيد السيستاني على الحراك الشعبي والتشديد على أحقيته ومطالبه العادلة ، ومن غير بهرجة ولا صورة مباشرة ولا صراخ ولا حدّة . بل بتواضع وحكمة وايثار واعتراف بحق ، وكلها قيم راسخة في الضمير والوجدان وليس بالضرورة في النصوص واستراتيجيات السلطة وتكتيكاتها وأدواتها المختلفة .

تداعيات السؤال أيضاً أطلّت من زاوية المقارنة بموقف السيد علي خامنئي ووكيله في لبنان السيد حسن نصرالله على المشهد التالي: أسرع الأول الى اتهام الإنتفاضات الشعبية التي بدأت في لبنان والعراق بأنها من فعل القوى الأجنبية وتحريكها وتمويلها ، والثاني تتابعت مداخلاته المستفزة تدين وتهدد وتتهم الحراك بالفتنة والتمويل حتى إذا تطوّر الحراك وإتسع تلوّن الخطاب بنبرة تعلو وتهبط ، لكن من غير أي تنازل عن موقف ، لإعتقاد راسخ ومستقوٍ أن المقاومة أي حزب الله – هي "المعادلة الأقوى" وقوتها طبعاً "بسلاحها" متذرعة ببرلمان مفبرك والتلويح "بحرب أهلية". واللافت في هذا المشهد أن الإثنين "رجال دين شيعة"، الأول: الولي الفقيه الذي يؤمن بالولاية العامّة على المسلمين – أي أميراً للمؤمنين- فهو يملك سلطات عامة ومطلقة وكما نظّر لهذا الأمر السيد الخميني "سلطات النبي والإمام المعصوم معاً " أي في العصر الحديث هو القائد الأعلى للجيش والحرس الثوري والأمن والقضاء وكل ما يملك هؤلاء من دعوات اتهام وعتادٍ وعدّة من البندقية الى الصاروخ . واعتماداً على هذه "المعادلة" غير "العادلة" يحكم السيدان على الحراك الشعبي المتشابه في مضمونه ومطالبه وبشره ومدنه وساحاته والنابع من وجع الناس وعوزهم وضيقهم ومن ألم التسلط عليهم وسد أفواههم ، يحكمان على كل هذا بالفتنة والإستجابة للمؤامرة ! ناهيك عن "البغي" والأعظم بل الأخطر ، أن تدعو جريدة "كيهان" الإيرانية القريبة من الولي الفقيه الى إعدام المعتقلين في إيران بسبب احتجاجاتهم أي إنزال حكـم" البغي عليهم" .

حتى هنا، ولكي لا نستطرد في عرض موضوع يطول ، نعود الى السؤال عن "مرجع التقليد". ذلك أن السيد الخامنئي قدّم نفسه بعد وفاة المرجع السيد الخوئي في عام 1994 مرجع تقليد أيضاً لعموم الشيعة ولا سيما الشيعة العرب* وهدفه أن يدمج الولاية السياسية العامة التي حازها بتعيين من الخميني ، بالولاية الدينية العامة أيضاً وليضعف آنذاك مرجعيات النجف وهم عديدون وليلغي أيضاً مراجع في لبنان مجتهدين ومبرزين، كالشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيد محمد حسين فضل الله ، وليكوّن إطاراً مؤسسياً فيه سلطة ولاية الفقيه (أي سلطتهم) من طهران الى بيروت وجبل عامل مروراً ببغداد والنجف ، فيضفي على التسييس والعسكرة ، طابعاً دينياً "مرجعياً ينفذ من خلاله الى الجماعات الشيعية في العالمين العربي والإسلامي.

وكان أن جرت محاولات التسييس والعسكرة : في العراق جرى عبر "التنافس الودي" بين "السياسة الأميركية" والسياسة الإيرانية ، وإستتباع قوى سياسية عراقية كانت سبباً في ما نشهده اليوم ، في سورية جرى عبر عسكرة ثورة مدنية ديمقراطية ، صُفيت لتخلو الساحة لصراع طائفي قذر بين تكفيريين وتخوينيين ، صراع ما لبث أن تحول إلى صراع إقليمي ودولي ، على حساب شعب مقموع ولاجىء .. في لبنان جرت العسكرة باسم مقاومة ، انتهى "مفعولها الوطني" في عام 2000 ، لتبدأ مرحلة جديدة ، دخل فيها النفوذ الإيراني عبر حزب الله و"المقاومة" من فجوات النظام اللبناني الطائفي وأبوابه الزبائنية الكثيرة وليرسو على معادلة مصطنعة ومفروضة فرضاً هي البدعة القائلة "جيش – مقاومة – شعب" معادلة ألغيت فيها الدولة لا لفظاً – فحسب ، بل مضموناً ودوراً ، لتبدأ محنة لبنان الحالي . ولكن أيضاً لتبدأ "ثورة شباب" رفضوا الثنائية أو الثلاثية الطائفية حقاً وفعلاً ، تجاوزوا الأحزاب الطائفية ، وعانوا مشهد الفساد ويومياته والإنهيار الإقتصادي والمعيشي واليومي ساعة بعد ساعة ، فانتفضوا محملين الجميع المسؤولية (كلن يعني كلن) ، وحاملين بصدق علم لبنان وحده ، ومشبعين بقدرات خلاقة جديدة ، علماً وثقافة وفناً وجمالاً وخلقاً... وهم قبل هذا وبعد هذا على حق في ما يطلبون : محاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة ، وقف الإنهيار،... مطالب قانونية ، ولكن في جوهرها قيم أخلاقية ، حقوق تنبع من مسلمات العقل السليم والحس الأخلاقي القويم والذي هو الفطرة الأنسانية بذاتها ، سواء عبّر عنها الدين أو عبّرت عنها الفلسفة .

تلك هي أيضاً نافذة ما يفترض أن يطل من خلالها "مرجع التقليد" عند الشيعة على ذاك المشهد اللبناني الرائع ، وكما أطل السيد السيستاني على المشهد العراقي بدعمه وتشجيعه ، والمفارقة أن شيعة لبنان مقلدون للمرجع السيستاني في أمور معاملاتهم وعباداتهم الدينية ، وبمن فيهم مفتيهم والهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الأعلى .. فما سر هذه المفارقة ؟ الشيعة في العراق يثورون كمواطنين عراقيين ، ومرجع التقليد لديهم السيد السيستاني داعم ومؤيد ، والشيعة في لبنان ، أكثرهم صامت حيال انتفاضة هي شبيهة بانتفاضة شباب العراق ، بل هي هي في أسبابها وأهدافها ، فلماذا الصمت وهم يقلدون السيستاني ، داعم انتفاضة تكاد تكون طبق الأصل عن انتفاضتنا اللبنانية ؟؟ لا نسأل بدافع الطلب أن يصار الى دمج السياسي بالديني على غرار ما يدعو اليه بالمقابل السيد خامنئي أو السيد نصرالله في الولاية العامة المطلقة ، ولكن بدافع السؤال عن واقع الحال وانعاش الذاكرة التاريخية الجمعية حول هذا الفراغ العلمائي اليوم في لبنان، عندما نستذكر أمثال محسن الأمين ، وعبد الحسين شرف الدين ، وموسى الصدر ومحمد جواد مغنية ومحمد مهدي شمس الدين ، ومحمد حسين فضل الله ...

(للبحث صلة)

*( إثر وفاة المرجع الأعلى في النجف السيد الخوئي (1994) ، رأى السيد خامنئي الذي "رُشِّح" لهذا المنصب الى جانب منصبه "كمرشد" أي "ولي فقيه" للدولة "الحمدالله يوجد مجتهدون في قم وفي غير قم لائقون لذلك . فأي لزوم أن أضع هذا الحمل فوق هذا الحمل الذي حملني اياه الله" (يقصد الولاية العامة) ويضيف "طبعاً لخارج إيران حكم آخر ، أقبل ما يحملوني اياه، لأن ذلك الحمل لو لم أحمله سيضيع"! نشرة العهد ، 16 ، كانون الأول – ديسمبر-1994، ص 3).

 

المجتمع الدولي وازدراؤه لطبقتنا السياسية: عنصرية باسيل نموذجاً

منير الربيع/المدن/29 تشرين الثاني/2019

لا تزال القوى السياسية تنتظر، وهماً أو تخيلاً، نافذة الفرج أن تنبثق من الخارج. مرحلة تمرير الوقت والاستثمار فيه ليست إلا بهدف الرهان على دور غربي، ينتج تسوية تنهي الاحتجاجات وتلجم الانهيار الإقتصادي.

لكن النظرة الدولية تجاه لبنان كبلد تختلف عن نظرتها تجاه القوى السياسية الحاكمة. فمكان لبنان محفوظة بالنسبة إلى بعض الدول، وخصوصاً الأوروبية التي لا تزال مهتمة بعدم وقوعه، بسبب التأثيرات المباشرة لأي انهيار محتمل أو أي فوضى تصيبه. لذلك، تحرّك الفرنسيون سريعاً، وبعدهم البريطانيون، تحت شعار الحفاظ على الاستقرار، وإعادة انتاج حكومة تحاكي تطلعات الناس وتمنع الانهيار.

الشعور بالقرف

ما اكتشفه الديبلوماسيون الغربيون، هو حجم الاهتراء الذي يصيب الطبقة السياسية، التي جعلتهم يشعرون بالاستياء الى حدّ "القرف"، وفق تعبير مصادر ديبلوماسية غربية، إزاء استغراق هذه الطبقة بالحسابات الضيقة والشخصية، التي ينطلق أصحابها منها في حزازاتهم ومناكفاتهم.

لقد ذُهلت هذ المصادر الديبلوماسية من ضحالة هذه "الحسابات"، وكيف أن كل طرف يبحث فقط في تعزيز شروطه وتحسين موقعه إزاء الآخر، والتفكير وحسب في كيفية توفير عودة الحريري وباسيل إلى الحكومة، بينما اللبنانيون في مكان آخر تماماً، والبلد على شفير الانهيار. فكان الدبلوماسيون الغربيون يتحدثون في واد، والمسؤولون في واد آخر.. يبحثون عن عودتهم وكأن شيئاً لم يحدث. وهذا ما أوصل المبادرات حتى الآن إلى طريق مسدود.  لقد حددت الدول المعنية مطالبها بنقطة أساسية، تشكيل حكومة سريعة تلبي طموحات اللبنانيين وتحظى بثقتهم وثقة المجتمع الدولي.

تباين الشروط بين أوروبا وأميركا

ما يريده الديبلوماسيون الغربيون، حسب المصادر، هو تشكيل حكومة اختصاصيين، من دون التورط بأي تفصيل سياسي. ولكن المطلوب حكومة قادرة على معالجة الوضع المالي والاقتصادي. لا يهمّهم من يكون رئيساً لهذه الحكومة، إنما المهم أن ترضي اللبنانيين والمجتمع الدولي. ولا يخفي الديبلوماسيون الأوربيون وجود خلاف في وجهات النظر بينهم وبين الأميركيين. إذ أن الموقف الأوروبي لا يتوقف عند تمثيل حزب الله في الحكومة، وعند مشاريعه وتوجهاته السياسية. بينما الأميركيون يريدون إبعاد الحزب من الحكومة، أو بالحد الأدنى الوصول إلى تفاهم على عدم تدخله بشؤون دول المنطقة ومعاركها، وإرساء حدّ أدنى من التفاهم حول القرار 1701 والصواريخ الدقيقة وترسيم الحدود. ما ليس واضح دولياً، هو حقيقة الموقف من الوضع الاقتصادي. الدول الأوروبية تود أن تتحاشى مواجهة أي انهيار. لكن الأميركيين لم يعلنوا أي موقف واضح حول ما إذا ما كانوا سيمنعون لبنان من الانهيار أم أنهم لن يكترثوا.. ولو وصل الأمر إلى ما يشبه المجاعة. رغم وجود موقف أميركي آخر، مبدئي ومعروف، يشير إلى حرص شديد على القطاع المصرفي وعلى المؤسسة العسكرية، وعلى منع الانهيار الكامل. وهنا تتحدث المصادر عن وجود اختلاف بوجهات النظر داخل الإدارة الأميركية.. فيعودون إلى قاعدة أن واشنطن لا تجد نفسها معنية بالتفاصيل اللبنانية ولا تريد أن تتدخل.

السخط على باسيل

يعتبر الديبلوماسيون أن الطبقة السياسية مهترئة إلى حدّ عدم اهتمامها بمطالب الناس وصرخاتهم، بل هي تبحث فقط في كيفية استغلال كل ما يجري لتعزيز ظروفها بوجه شركائها. الأمر الذي يجعل الدول غير راغبة بالتدخل أكثر. أما السخط الأكبر فيظهر على الوزير جبران باسيل، الذي ينال النصيب الأكبر من الانتقاد الدولي، من ديبلوماسيين أميركيين وأوروبيين. وهذا ينعكس على طريقة تعاطي الأميركيين مع السفير اللبناني في واشنطن، الذي يبدو الآن في عزلة. إذ أن رسالة أعضاء الكونغرس للأمين العام للامم المتحدة حول الوضع في جنوب لبنان والقرار 1701، كان يجب أن يطّلع عليها السفير، وهذا لم يحصل. ما يوضح حجم السخط والنبذ. ولا يتوانى بعض الديبلوماسيين عن إنتقاد باسيل بشدّة، بوصفه "المتعجرف والفوقي"، الذي لا يرى أحداً غيره، ويهزؤون من موقف اطلقه سابقاً وكأنه يريد تعليم الأميركيين كيفية إدارة شؤونهم المالية من دون موازنة. معتبرين أن هذا النموذج من التفكير والعمل السياسي لا يؤدي إلا إلى الاصطدام بالجدار. كما حصل في لبنان منذ 17 تشرين، وسط حالة نكران مستمرة يعيشها هو والمسؤولون اللبنانيون.

مؤتمر بودابست

لا يتوقف انتقاد باسيل عند هذا الحدّ، بل هناك من يعرّج على موقفه المعلن في مؤتمر ضد الاضطهاد الديني في هنغاريا (التي تحكمها حكومة من اليمين العنصري المتطرف)، حين اعتبر هؤلاء أن باسيل شارك في "مؤتمر مسيحي" واستغلّه لمهاجمة ثورة شعبية لبنانية تخطت كل الطوائف والحواجز، والمسيحيون فيها أكثر من المسلمين.. فوصل رياؤه إلى حدّ الهجوم على شعبه وعلى المنتفضين عليه. في هذا المشهد، ظهر مدى ضعفه وانفصاله عن الواقع  لا سيما عندما قدّم نفسه مخلّصاً للبنان، معلناً أنه يدفع ثمن دفاعه عن اضطهاد المسيحيين سياسياً!! واعتبر باسيل أن الربيع العربي هو شتاء، أدى إلى تهجير أهالي المنطقة وبخاصة المسيحيين، واستبدالهم بأفواج من اللاجئين. فأوقع نفسه بتناقض وبحال الإنكار المشينة لتهجير ملايين السوريين من غير المسيحيين. بل واعتبر أن الانتفاضة اللبنانية ستتحول إلى شتاء، وتنتهي إلى سواد. في ختام باسيل لكلمته في هذا المؤتمر قال: "أترككم وأعود إلى وطني لأتابع كفاحي". ما استوقف بعض المشاركين الذين علّقوا على نرجسية الرجل، بوصف نفسه المخلّص والفادي، والذي أراد إقحام حساباته ومشاكله الداخلية بالمؤتمرات الدولية. وكأنه لا يرى إلا ما يتعلّق به ويدور حوله. معتبرين أنه عندما يشارك مسؤول رفيع في مؤتمر دولي، تقتضي الأعراف الديبلوماسية عدم الإتيان على ذكر الأوضاع والتفاصيل الداخلية في بلده. لكن ما قام به باسيل أثار حفيظة الديبلوماسيين والوزراء المشاركين الذين اعتبروا أن باسيل مهجوس بحساباته الخاصة. وكل ما يريده وما يهتم به يتعلّق فقط بطموحاته. لذلك يستغّل منصة مؤتمر دولي لتلميع صورته، والدفاع عن خياراته السياسية، بذرائع عديدة، دينية وطائفية، لإيهام الناس أنه قائد حرب الوجود والبقاء.

 

ليلة الغضب على رياض سلامة والمصارف

وليد حسين/المدن/29 تشرين الثاني/2019

احتجاجاً على حجز المصارف على أموال اللبنانيين، وعلى السياسات المالية لمصرف لبنان، وعلى تراجع سعر صرف الليرة أمام الدولار، اعتصم أكثر من ثلاثمئة محتج أمام جمعية المصارف في وسط بيروت، وهتفوا "بدنا ضريبة ع الأرباح.. ع المصرف مش ع الفلاح" و"يسقط يسقط حكم المصرف".. "حرامي حرامي رياض سلامة حرامي".. "حرامي حرامي سليم صفير حرامي"، وغيرها من الهتافات المنددة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس جمعية المصارف.

النقمة على سلامة

وكانوا قد انطلقوا في تظاهرة إلى أمام مصرف لبنان، حيث ينظم ناشطون اعتصاماً مفتوحاً، ولينضموا إلى ندوة اقتصادية هناك في الهواء الطلق للزميل محمد زبيب. وسار المتظاهرون على وقع هتاف "الوطن للعمال.. تسقط سلطة رأس المال"، و"الشعب يريد اسقاط الدين العام"، "وبدنا نحكي وبدنا نقول وضع الليرة مش مقبول"، و"فليسقط حكم الدولار"، و"ارفع سور المصرف علّي.. بكرا الثورة تشيل ما تخلي". كما هتفوا ضد الصيارفة بعد أن فاق سعر صرف الدولار 2500 ليرة: "يا صراف ويا غدار حاجي تلعب بالأسعار". كما طالت هتافاتهم رئيس جمعية تجار بيروت: "وقولوا لنقولا الشماس مش ناسيينك يا نسناس".

ووضع بعض المتظاهرين أقنعة لوجه رياض سلامة، وحملوا لافتات كتبوا عليها "رياض سلامة حرامي"، و"مهندس دينك ع حسابي". ولاحقاً، انضمت التظاهرة إلى اعتصام تداعى إليه المواطنون عبر منصات المحادثة الفورية أمام مصرف لبنان في شارع الحمراء. وأقفلوا الطريق أمامه. وعملوا على تحطيم الأسوار الحديد وراحوا يقرعون عليها، مطلقين هتافات ثورية وضد المصارف. وأفرغ الجميع جام غضبهم عل رياض سلامة هاتفين "حرامي حرامي رياض سلامة حرامي" و"حامي الحيتان مصرف لبنان".

الدولة متخلية عن مواطنيها

بعدها انطلق عدد كبير من المتظاهرين إلى أمام مبنى فرنسبنك للمشاركة في الندوة الاقتصادية للزميل زبيب، وأبرز ما جاء فيها أن هناك ضرورة قصوى للخروج من الأزمة عبر إعادة هيكلة الدين العام، مشيراً إلى وجود طرق عدة للسير بهذا الاتجاه، مثل شطب الدين عبر تخلي الدائنين عنه، أو خفض الفائدة على خدمة الدين العام، التي تبلغ بمعدل وسطي 7 في المئة. ووفق زبيب، لا تتخطى الفائدة في معظم الدول الواحد في المئة. وقياساً بمعدل الدين في لبنان فتخفيض الفائدة بنقطة واحدة تدخل على الخزينة نحو مليار دولار. وتطرق إلى تسديد المصرف المركزي سندات اليوروبوندز بنحو مليار وخمسمئة مليون دولار، بينما ترك اللبنانيين من دون أموال. أي أن الدولة مهتمة بالتسديد للدائنين في الخارج، وتركت المواطنين في لبنان حتى من دون الحصول على رواتبهم من المصارف. وإذ اعتبر أن هذا الإجراء يدل على أن الدولة لا تكترث بالمواطن، لفت إلى أن أي بلد يمر بمثل الأزمة الحالية يعمل المسؤولين فيه بشكل أساسي على حماية أموال المواطن، تجنباً لحدوث كوارث اجتماعية.

 

حاصبيا المنتفضة ضد تقديس زعمائها.. وحكاية اعتقال الناشطين

حسين سعد/المدن/29 تشرين الثاني/2019

قد تكون يوميات التحرك الاحتجاجي المحلي في حاصبيا - وهو بدأ بزخم في المدينة المحلية في أقصى جنوب لبنان الشرقي ومنطقتها - قد أضجرت الشاب الحاصباني راغب الشوفي، أو أشعرته بالرتابة. لذا "غرّد" على طريقته خارج سربه، فابتاع عبوة طلاء سوداء (سبراي) وراح يخطّ تحت صور زعماء المنطقة في السلطة - وليد جنبلاط، طلال ارسلان، وأنور الخليل - عبارات ضدهم، ويوقعها بـ "ثورة 17 تشرين". وهو في جولته شبه "الغرافيتية" هذه اصطحب صديقه وئام شبلي لتغطية هذا الحدث وتصويره وتوثيقه إعلامياً.

مخابرات الجيش وموالي الزعماء

مبادرة راغب الشوفي هذه - وهو المساهم النشيط مع المئات من شباب وشابات المنطقة في التحركات الاحتجاجية في حاصبيا وجوارها: سوق الخان، راشيا الفخار، كفرحمام، كفرشوبا، وامتداداً إلى شبعا - كان يحسبها قراراً فردياً لا يشمل المنتفضين الذين نصبوا خيمهم في منطقة سوق الخان، وفي باحة السرايا الشهابية الأثرية والتاريخية في حاصبيا، قبل جولتهم في أيام سابقة على الدوائر الحكومية، وعملوا على إقفالها. اعتقلت مخابرات الجيش الشوفي وشبلي، فباتا ليلتهما في مركز الشرطة العسكرية التابعة للجيش اللبناني في مرجعيون، بعدما تعذر نقلهما إلى مخفر قوى الأمن الداخلي في حاصبيا. فتجمع المنتفضون أمام المخفر، مطالبين بإطلاق سراحهما. وقد حصل ذلك في العاشرة من صباح الخميس. وكانت معنويات الشابين مرتفعة ويمتلكان مزيداً من الإصرار على مواصلة الانتفاضة. يروي الشوفي لـ"المدن" أن شباناً من مناصري الزعماء الثلاثة، هم من حاصروه ووأنزلوا به ضرباً مبرحاً، فيما لم يرفع يده في وجههم، مردداً: سلمية، سلمية. فردوا مهددين أنهم سوف يحطمون عظامه، ويزيلون خيمة الاعتصام من أمام السرايا الشهابية. وعندما حاولوا تنفيذ تهديدهم، تصدى لهم شباب الخيمة. وأضاف الشوفي أن دورية من مخابرات الجيش اللبناني حضرت إلى حيث اعتدى عليه موالي الزعماء، فاعتقلوه ونقلوه إلى مركز مخابرات حاصبيا. واقتصر التحقيق معه عن هويته الشخصية، ودوافعه لكتابة الشعارات. ولم يتعرض لأي إساءة أو ضرب من الجيش. ويقول الشوفي أنه لم يشوه صور الزعماء المسؤولين عن الفساد (كلن يعني كلن). ويرى أن ما قام به لا يتجاوز تدوينه عبارة في أسافل صورهم، معتبراً أن هذا يعبّر عن الحقيقة، وعن حقه في الاعتراض على الواقع الذي نعيشه.

ضد تقديس الزعماء

يلفح مدينة حاصبيا هواء جبل الشيخ، وتسيّج بيوتها وبيوت كفرشوبا وكفرحمام وراشيا الفخار كروم الزيتون، التي كانت تتصل بمزارع زيتون مزارع شبعا المحتلة. ولا تقل معاناة حاصبيا الاقتصادية والمعيشية عن باقي المناطق اللبنانية المنتفضة منذ 17 تشرين الأول. والضائقة تشمل شبان حاصبيا وسواهم في البلدات المجاورة. وهذا ما إلى قيامهم بتحركات مشتركة. وتؤكد سناء بدوي، التي توازي بين عملها في صالون تزيين ومواكبة الأنشطة المختلفة للانتفاضة، أن ثورة 17 تشرين السلمية، هي ضد القمع والفساد والطبقة الحاكمة. ولكن للأسف أن الناس لم يخرجوا جميعاً من عباءة الحزبية، لأنهم يقدسون زعماءهم، رغم أنهم لا يعيشون حياة كريمة. وهذا ما تعتبره سناء "قمة الجهل، إذ لم نر زعيماً يتقاسم ثروته ولقمة العيش مع شعبه". وهي ترى أن انتفاضة أبناء المنطقة انطلقت من خيمة سوق الخان التقليدي القديم والتراثي، والذي يجتمع فيها أبناء المنطقة. ثم انتقلت الخيمة إلى ساحة السرايا في حاصبيا، للوصول إليها بسهولة. وقالت: "نحن لسنا مع قطع الطرق وإقفال المدارس. ودائما نجري حوارات ثقافية واجتماعية مع الشبان لينضج وعيهم. لأن ثورتنا سلمية تشدد على الوعي وتوحيد الشعارات ضد كل الفاسدين". وأكد الناشط نجيب سمور أن بداية انتفاضة حاصبيا كانت من مثلث سوق الخان، بمشاركة المحرومين من الخدمات ومقومات الصمود. فالدولة لم تضع خطة تنموية بعد التحرير في العام 2000، لتثبيت أبناء المنطقة في بلداتهم وقراهم. وما حصل أن كثيرين تركوا المنطقة إلى بيروت وسواها، نظراً لغياب فرص العمل ومقومات العيش المطلوبة في حدها الأدنى . وأبناء حاصبيا ومنطقتها شاركوا في التحركات منذ 17 تشرين الأول الماضي، وحتى اليوم.

 

السقوط الكبير وأهلُ الكهف

عصام الجردي/المدن/29 تشرين الثاني/2019

لبنان الوحيد في العالم الذي يواجه الانهيار بفراغ حكومي ودستوري. رئيس الجمهورية لا يفعّل المادة الدستورية التي  تلزمه ببدء الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلف تأليف حكومة. والدستور لا يلزمه بمهلة. الحكومة المستقيلة التي "تصرّف أعمال في المعنى الضيّق" مشلولة. وكل لحظة استئخار في تأليف الحكومة تحفر في الثقب الأسود. أفُل الوقت الذي كنا نتحدث فيه عن تلافي الانهيار. حلّ محلّه وقف الانهيار لنطفو على السطح بما تيسّر من متاع دولة سقطت مرة واحدة، من دون سترة نجاة. ودون ذلك تكلفة باهظة ندفعها كل يوم من مال لا نملكه في الأصل ونستدينه. ومعالم فتنة تتنقل بين منطقة وبين أخرى بأيدي متسلطين على الدولة وقرارها، بدعاوى بائسة وترّهات لا تستند إلى أي عقل ومنطق ووطنية. وبإذعان ممّن أوتوا السلطة بموجب دستور معطّل في دولة فاشلة. بينما تتعمّق الأزمة الاجتماعية إلى مندرجات فقر سريعة على شفا الجوع، بانهيار سعر صرف الليرة على رقّاص الساعة. وفقدان الأجور قوتها الشرائية والتبادلية على الدولار، وعلى العملات الأجنبية. وباقتراب الأسر الشريفة المكافحة من المجاعة والعجز عن شراء الدواء والاستشفاء والتعليم والخدمات الإنسانية  كافة.

شبح فتنة

كتبنا عن "الأزمة العميقة والدولة الهشّة". وبدء "ولوج الطريق إلى القاع". ووصلنا للأسف. لا نحتاج إلى حكومة تصرّف اعمالًا في المعنى الضيّق، مقدار حاجتنا إلى حكومة إنقاذ وطنية تقي البلاد والعباد شرّ ما أتى به الأوائل. وحين يدعّي رأس الدولة أن استئخار استشارات تأليف حكومة بديلة مرده إلى درء عقبات قد تستأخر التأليف، بعد إنجاز الاستشارات وتستأخر البيان الوزاري ونوال الحكومة ثقة مجلس النواب، فيعني كل ذلك أمرًا واحدًا. أن الحكومة ستكون جاهزة بعد الاستشارات والتأليف مع البيان الوزاري لنوال ثقة مجلس النواب والشروع في العمل. وإلّا لماذا كان شراء كل هذا الوقت؟ ومن يتحمّل مسؤولية التعطيل؟ فإذا كان الدستور ألا يلزم هذا الوضع رئيس الجمهورية ببدء الاستشارات فورًا؟ خصوصًا إن قسطًا كبيرًا ممّا وصلنا اليه كان جراء تجاهل الدستور والقوانين وتجاوزها.

رئيس الجمهورية و"فريق الممانعة" يصران على ما يسمّى حكومة وفاق وطني. أي حكومة الأوائل نفسها التي عطلّت الدستور والنظام البرلماني الديموقراطي. واجتثّت قيام معارضة حتى من ضمن النظام السياسي البائس الذي نحصد ما زرعه انهيارًا ماليًا، ونموًا سالبًا، ومجاعة وشبح فتنة يفتعلها مفلسون سياسيًا بلا حجة ولا منطق ولا قضية. حكومة التسويات النفعية الكذوب هي التي عطلّت هيئات الرقابة والمحاسبة، وإدارة المناقصات، وديوان المحاسبة، والتفتيش المركزي بكل كياناته. التسويات النفعية غير المستندة إلى قاعدة سياسية صادقة وشفّافة التي اشترك فيها كل أحزاب السلطة، هي التي نحصد زرعها أيضًا. لهذا يرفع الشعب اللبناني وثورته السلمية الراقية والحضارية "كلن يعني كلن"، شعارًا لخلاص البلد وإنقاذه. ولهذا ارتعب سدنة النظام من الثورة. وراح بعضهم يكيل التهم لها جزافًا، ويعتدي على شبابها وشاباتها في الشوارع بالضرب والشتيمة. بينما البعض الآخر ترجّل إلى صفوفها تقيّة ولبس لبوسها. وهو كان جزءًا من التسويات النفعية على تقاسم الحصص والإدارة العامة منذ انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة المستقيلة.

بعد "شهر الصوم الكبير"، يريد الشعب حكومة من خارج سدنة النظام. وليس بالضرورة أن تُعرف وجوه أصحابها إلا من خلال سيرهم الذاتية، وكفايتهم ومسارهم الوظيفي والأخلاقي. حكومة كهذه ليست مطالبة بالإنقاذ. بل باعادة تأسيس ثقة ولو على لائحة الانتظار لتفعيل الدستور والقوانين الموجودة. أنتم بلا ثقة لا بديل منها لوقف الانهيار الكبير المحتوم لو طال القطاع المصرفي وحقوق الناس. إستولدتم الأزمة. ونهبتم المال العام ونقلتم البلد إلى درجة الإفلاس. رياءً يردّد السذّج، من أين نأتي بمستقلين لحكومة مستقلّة؟ سنقول أكثر. حتى أفيال الأدغال ليست مستقلة عن بيئتها ومحيطها وظروفها. فهل يقصد هؤلاء أن يكون رئيس الحكومة المستقّلة ووزراؤها مجردين من الميول السياسية والفكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية كي نبحث عنهم ولا نجدهم؟ كلا. يريدونهم من البطانة وزبائن البلاط وكرّازات الأحزاب الطائفية والفساد. بينما الشعب يريد من المستقلين علمهم وفكرهم ونزاهتهم. ويريد استقلالهم عن تلك الأحزاب والتيارات والحركات السقيمة العفنة. وهؤلاء موجودون. وصدّر النظام منهم ما يكفي ليبنوا ازدهارًا ونموًا في بلدان الاغتراب. من بقي انتفض ثورة جامحة سلمية وحضارية لتغيير المسار. ورفض أن يكون في نظام الزبائن  متملّقًا ومواربًا.  كان الأديب توفيق الحكيم مغرقًا في ليبراليته. لم يكن كما هو معروف على وفاق مع جمال عبد الناصر. كتب له في "عودة الوعي"، لا يريد الحاكم من المفكّر تفكيره الحرّ بل تفكيره الموالي. ورسالة المفكّر في جوهرها هي الصدق والحرية. وحين ارتحل عبد الناصر بكاه توفيق الحكيم. وأكمل ينتقد بقسوة خلفه أنور السادات.

سيولة أم ملاءة؟

لا يحتاج الوضع إلى حكومة تصريف أعمال لا تصرّفها. بل إلى حكومة صلبة صلابة الأزمة القاعدة على صدور اللبنانيين، تبث فيهم الخوف على مدخراتهم وأجورهم وديمومة عملهم. والقلق من فقدان المواد الغذائية والطبية. لا يمكن الوضع أن يستمر في هذه الفوضى العارمة. قيود على السحوبات والتحويلات من خارج القوانين. سعر الصرف متلفت. ولا توجد خلية لتدير الأزمة في انتظار حكومة يراكم الفراغ مفاعيلها، ويستنفد قواها قبل تأليفها. السؤال المفتاح. هل هناك أزمة سيولة في المصارف أم أزمة ملاءة؟ وهل هناك فجوة بين الموجودات وبين المطلوبات؟ إذا كانت أزمة سيولة فيمكن الحد من آثارها بقرار جريء منسّق من مصرف لبنان والمصارف تتكفله الدولة. ويمكن للمصرف حينئذ التكيف بمرونة في تسوية استحقاقاته تبعا لاتفاق مع العملاء في ظروف أقل توترًا. الدولار الأميركي موجود لدى مصرف لبنان والمصارف. ويمكن طرح جزء منه السوق لوقف الطلب الجائر. ولتيسير شؤون صغار المودعين وتلبية الطلب التجاري على سلع محددة وضرورية، بالإضافة إلى المحروقات السائلة والأدوية والقمح. واذا كانت مشكلة ملاءة وفجوة، وجب الإعلان عن ذلك بجرأة. وفي الحالين ضمن إطار زمني لمرحلة انتقالية تتبلور بعد سقوط الوحي الوطني وتأليف الحكومة. وكل استئخار يزيد من الهلع ومن تكلفة السقوط.

 

الاستشارات والحكومة المعلقة... دور بائت في ثياب مهترئة

وضاح شرارة/المدن/29 تشرين الثاني/2019

على رغم رد القوتين الغالبتين نيابياً (الكتلة الشيعية المزدوجة والكتلة الرئاسية) الأزمة السياسية العامة إلى أسباب اجتماعية واقتصادية "خالصة"، وتبرئة الائتلاف الحاكم أو ركن "النظام" منذ التسوية، ثم منذ الانتخابات النيابية، من المسؤولية عنها، سعت الكتلتان الغالبتان في توكيل حكومة شبيهة بالحكومة المستقيلة بمعالجة الأزمة، وإقناع المتظاهرين والمعتصمين بالعودة إلى منازلهم وأعمالهم وسيرة حياتهم. والإصرار على الموازين الحكومية القائمة، وعلى استئنافها على الحال التي كانت عليها قبل قبول حكومة مختلطة يرثها سعد الحريري نفسه، هو دليل على رفض الإقرار بالوجه السياسي الحاد الذي تضمره "الثورة" أو الحركة الشعبية، أو تعلنه على بعض التردّد والحياء.

العسكرية الأمنية

فما تنشده الكتلتان هو جرّ الكتل الأخرى، الحريري وجنبلاط واستثناء "قوات" جعجع، إليه هو توريط أطراف "تسوية وطنية" جامعة وخاسرة في إدارة أزمة ناجمة أولاً عن الشروط التي اشترطتها الكتلتان الغالبتان، وارتضتها الكتل المنقلبة إلى المعارضة أو المتحفّظة اليوم، على صيغة الحكم. وقضت التسوية بإرساء السلطة وسياسة الدولة عموماً على موازين قوة. فتوكل إلى الكتلتين الغالبتين، الشيعية و"المارونية"، القرار الفصل في شؤون السيادة وفي اقتسام بعض المنافع والموارد وتوزيعها، وتترك إلى الشركاء المتحفظين جزءاً من المنافع والموارد هذه. ويراعى في الأمر، بعد تحكّم القطب العسكري والأمني الأقوى (الحزب "الشيعي") في "معادلات" السلطة وتمكينه في دوره هذا، تكثيرُ الولاءات والزعامات الثانوية في صفوف الجماعات المتحفّظة، واستعداؤها العصبي على أقطابها، وتوفير أسباب الاستقطاب المحلي لها. وذلك من طريق توزيع بعض موارد الدولة عليها، من تيسير المعاملات والحصول على الرخص إلى "التمثيل" الإداري والبلدي والنيابي والوزاري. ويفضي التوزيع على هذا الشكل إلى بناء أحلاف وكتل قريبة من التعادل على قاعدة الحق في توازن المصالح. فنظير كل إجراء (معاملة، رخصة، التزام، موظف، عضو بلدية...) تملي قاعدة التوازن اتخاذ إجراء يساويه. والإشراك في الحكم، على هذه الشاكلة، يوزّع المنافع، من وجه، ويقيد المنتفعين ويلحقهم بالقائم أو القوام على التوزيع والإشراك، من وجه ثان، ويتستر على مسؤولية القطب الغالب، من وجه ثالث. وحين يصر محور الكتلتين (الشيعية والعونية) على "عودة" سعد الحريري، فالسبب في إصراره ليس المعيار الأخلاقي الذي يقضي بتحمّل المسؤولية عن الأزمة العميقة التي ترقى زمناً إلى الصفقة السورية (الأسدية)- الحريرية (والسعودية). وإنما المعيار أولاً ما يترتب على سياسة توازن المصالح التي أرساها الطاقم الاستخباري الأسدي:

1) ربط الوجود السياسي ودوامه بالاشتراك في مرفق من مرافق الحكم، والرضوخ للإعدام السياسي وربما الجسدي في حال الامتناع،

2) الرضا بالشطر العائد إلى الشريك والاقتصار عليه، وتوقع الإلغاء في حال المخالفة،

3) الرضوخ للوصاية، وتحمل تبعات المهمة الشكلية الموكلة إلى "القائم مقام".

وحين رضي سعد الحريري بصفقة 2016 عمل بموجب المترتبات الثلاثة. فأقر ضمناً بأن دوام كيانه السياسي هو رهن شراكته في الحكم، وتوزيعه على أنصاره وناخبيه و"ناسه" (على قول تعليقة على بعض صوره الزيتية) عوائد الشراكة الملموسة. وقَبِل، تالياً، التزام التضامن مع رئيس تحرر من تلقائه، وتلقاء سنده العسكري والأمني، من اشتراط الدستور عليه مزاولته "رأسيته" التنفيذية من داخل مجلس الوزراء مجتمعاً (على ما ذكر فؤاد بطرس، وزير الخارجية الشهابي الراحل، الرئيس الياس الهراوي حين أخذته نشوةُ الرئاسة "الأسدية" في 1993). ولم يتنصل من إجراءات وزارية أقرت على الرغم منه، على قوله. وهذا كذلك من مترتبات "النظام اللبناني - السوري"، أو "اللبناني- الحزب اللهي" منذ الجلاء السوري. فالقوة العسكرية والأمنية الغالبة تأتي بمن تريد إلى السلطة أو بمن يناسبها موقتاً وهي على علمٍ تام بالنهج الذي يستتبعه اختيار "المحظي". وتعد العدة للطعن فيه، وتوزّع إعلان المطاعن على الطاعنين من "زملاء" الحكم وشركائه، ومن إعلاميي إعلام الوشاة والمخبرين و"الكم الهائل من المعلومات".

تفكك الكتلة "التاريخية"

وحين يرجئ رئيس الجمهورية اليوم استشاراته "المُلزمة"، لا يتستّر على انتهاجه التقليد الاستخباراتي الأسدي في استباق تشكيل الحكومة العتيدة من وراء ظهر النواب ومجلسهم وكتلهم. فعلى خلاف البند الإصلاحي الدستوري الذي تصدّر برنامج "الحركة الوطنية"، العروبية والإسلامية فعلاً، في 1975- وهو انتزع من الرئيس الماروني سلطة ترشيح "شخصية" سنية، وحده ومستنسباً، تتولى تشكيل الحكومة وتطلب الثقة من مجلس النواب-، وأوجبه الدستور المعدّل في صيغة "الحكومة مجتمعة" ("جسداً ماثلاً"، على القول الفرنسي)- على خلاف البند هذا تولت سلطة الأمر الواقع السورية تشكيل الحكومات على المثال "الجامع" المعروف. ويخلفها المحور الغالب اليوم، الشيعي- العوني، على التشكيل. ويريد خلافتها على حظر المعارضة وتجريمها، والتستر بالقوى المتحفظة والمتواطئة والخاسرة على سياسته، وعلى تنصّله من تبعات سياسات حلفائه وأنصاره المنقادين له.

ويعلل أنصار المحور الغالب النهج الاستباقي هذا برجحان كفة المحور النيابية والشعبية. ويضمر التعليل، على ما لا يعلن، أمرين واقعين. الأول هو تقديم إنجاز الكتلة العسكرية والأمنية، أي إجلاء المحتل الإسرائيلي عن الألف كلم المربعة اللبنانية، على بنية الدولة المدنية الأخرى وموادها ومجالاتها وأبوابها كلها. والثاني هو تولي الكتلة العسكرية والأمنية الشيعية تعيين رئيس الجمهورية خارج السياق البرلماني. والأمر الواقع الأول يعني تعليق حياة اللبنانيين إلى أبد غير معلوم بحادثة تقوم من اللبنانيين، ومن مستقبلهم ومصائرهم، مقام الختم "الإلهي". وهذا لاهوت الاستعباد. ويعني الأمر الواقع الثاني، أن رئيس الجمهورية هو رجل الحزب الواحد، وأن التحامَ الكتلة العسكرية والأمنية الشيعية بتكتل ماروني جزئي يعفي مجلس النواب من الاشتراك مع رئيس الجمهورية في تسمية رئيس مجلس الوزراء، ومن اختطاط سياسة مركبة ومؤتلفة من مصادر ومصالح متنوعة ومختلفة مشروعة.

والحق أن أركان "النظام اللبناني- الحزب اللهي"، العسكري والأمني، تصورت على نحو مقبول ما وسع الصفقة الأسدية- الحريرية الاضطلاع بوظائف اجتماعية واقتصادية ومالية حيوية على حد "أدنى" (مرن). وما وسع الجماعات الأهلية الاكتفاء بفتات الصفقة، والاعتيال عليها وعلى عوائدها. وما كان في مستطاع الكتلة العسكرية والأمنية الشيعية، بعد جلاء "الوجود" السوري، ترجيح الإنجاز الحربي و"الوطني" ومعاييره على وجوه حياة اللبنانيين الأخرى. وما لم ينهض ويحصل ما يكذب تربّع الكتلة العسكرية والأمنية في سدة قوة حاكمة مشروعة، وتتولى رعاية مصالح المواطنين السياسية (في الاستقلال والسيادة والديموقراطية) والاجتماعية، معاً. و"ثورة" اللبنانيين، في أعقاب حوادث كثيرة، تكذب هذا الزعم. وتمثل تمثيلاً حاداً على انفصام الكتلتين الغالبتين، وعلى افتعال وحدتهما الظاهرة. فما افترضه الحلف الشيعي- العوني هو اقتسام المتحالفَين تمثيل ركيزتي الاجتماع السياسي اللبناني: الركيزة السياسية (السيادية) والركيزة الاجتماعية (المصالح)، بل وتطابقهما واتفاقهما. وتداعت الركيزتان المفترضتان في أثناء العقدين الماضيين وانهارتا انهياراً مريعاً. فتَحقق أن للركيزة السياسية، الشيعية أولاً، جمهوراً اجتماعياً، إذا جازت العبارة، عريضاً، وتكلفة اقتصادية باهظة على الدولة والمجتمع اللبنانيين المشتركين. وتَحقق أن للركيزة الاجتماعية، المسيحية، جمهوراً سياسياً وسيادياً وطنياً طوى ثقل "الإثم الانعزالي" الذي يُمنِّنه العونيون بتجاوزه من طريق وثيقة شباط (فبراير) 2006. وفي الأثناء تهافتت الولايات الاستبدادية، الدينية المذهبية والقومية المذهبية والعصبية، واستثارت حروباً أهلية وطبقية اجتماعية وإقليمية مدمرة في طول بلدانها وعرضها.

 

بعض «الرسائل الأمنية» إلى القيادات السياسية!

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 28 تشرين الثاني 2019

حظي الاجتماع الاستثنائي للقادة العسكريين والأمنيين الأربعة الذي عُقد أول من أمس في مكتب قائد الجيش باهتمام بالغ قياساً بحجم المخاطر التي تلمّسها الجميع. فالهجمات على تجمّعات الانتفاضة في أكثر من منطقة حسّاسة في بيروت والمناطق أيقظت بوادر فتنة مذهبية كان يُعتقد أنّها بعيدة. وقبل موعد اللقاء وجّه القادة رسائل حازمة وجازمة مفادها أنّ الأمن مهمّتنا والسياسة لكم فاسرعوا بخطواتكم. وهذه بعض التفاصيل.

لم تمرّ «العراضات» الجرارة للدراجات النارية والمواكب السيارة التي أعقبت سلسلة الهجمات على مراكز تجمّع الانتفاضة الشعبية في نقاط حسّاسة من بيروت والمناطق اللبنانية بقاعاً وجنوباً وفي عمق المتن الشمالي، على القيادات العسكرية مرورالكرام. فقد كانت كلّ التوقعات توحي إمكان إقامة شارع مقابل شارع على شكل المناكفات المحدودة التي كانت قائمة في أكثر من منطقة.

ولكن زخّات الرصاص التي شهدها بعض المناطق، والاستعداد لاستخدام السلاح بعد العصي والهراوات أقلقت القادة ورفعت منسوب القلق الى الذروة، وهو ما دفعهم الى التحرك في أكثر من اتجاه مطلقين سلسلة من التحذيرات. فقد بنوا معادلتهم على قاعدة أنّ ما جرى يشكّل تجاوزاً خطيراً للكثير من الخطوط الحمر التي لا يمكن تجاهلها. فالثمن السياسي المطلوب من خلال التحركات الميدانية في الشوارع والسعي الى تحقيقه بات بعيد المنال بعدما لامست الأحداث مناطق حساسة تؤدي الى تفجير أمني لا تحمد عقباه.

وفي اعتقاد مرجع أمني بارز انّ مثل هذه الظروف والأحداث قد تفرض على الجيش والقوى العسكرية والأمنية إجراءات لا ترغب في اللجوء اليها، فأخطر المواجهات التي يمكن زجّها فيها أن يكون الجيش ومعه كلّ القوى الأخرى في مواجهة داخلية مع شعبه، او في أيّ مهمّة أخرى في ساحة يمكن ان تشهد مواجهة بين شارع متجانس مذهبياً وعقائدياً يمكن ان يحمل سلاحاً في لحظات في مقابل شارع آخر متعدّد الطوائف والمذاهب والميول لا يحمل سكيناً او عصاً للدفاع عن نفسه أو عن خيمته.

وما زاد الطين بلّة، انه بدأت بوادر الحراك الذي انتظم في مواكب جرارة تجول شوارع العاصمة والضاحية الجنوبية وباقي المناطق اللبنانية وصولاً الى بكفيا، في مواجهة آخر التزم ساحات الإعتصام المدنية.

والأخطر انّ بعضها فتح ثغرة أمنية جديدة كالتي شهدتها أحياء التماس القديمة ما بين الشياح وعين الرمانة على خلفية نشر وتبادل افلام قديمة عبر «الواتساب» ومواقع التواصل الاجتماعي تناهض استمرار امتلاك السلاح من فريق من اللبنانيين قبل التثبت من صحتها. فساحات الإعتصام ما زالت حتى الامس القريب تتجاهل هذا الموضوع على خلفية انّه ليس من أولوياتها في هذه المرحلة.

على هذه الخلفيات، ومن دون الدخول في الكثير من التفاصيل، فقد تلقّت المراجع العسكرية والأمنية سلسلة من التحذيرات الداخلية والخارجية التي اعتبرت ما يجري مؤشراً خطيراً يقود في أقرب الآجال الى تغيير في قواعد السلوك في المواجهة التي أرادها فريق من اللبنانيين مع المعتصمين والتي لا يمكن تلافيها بالقوة، بل بالإسراع في الخطوات السياسية التي يمكن ان تؤدي الى انتظام العمل في المؤسسات الدستورية والى الخطوات المطلوبة للإسراع في الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة لنقل الصراع من الشوارع الى المؤسسات.

فتحديد موعد لإطلاق عملية تشكيل الحكومة لا تنعكس على الوضع السياسي والشارع فحسب، إنّما تحيي الأمل بإمكان وضع حدّ للتدهور الاقتصادي الحاصل ووقف النزف المالي والنقدي تمهيداً للجوء الى كلّ ما يؤدّي الى لجم الأزمة وبداية المواجهة المطلوبة سياسياً قبل ان تكون شأناً أمنياً أو اقتصادياً. فالأمن السياسي مطلوب قبل كلّ الأشكال الأخرى. وهو ما دفع بالقادة العسكريين الى رفع سلسلة من الرسائل التحذيرية في أكثر من اتجاه من رأس الهرم في السلطة السياسية الى أدنى المستويات وصولاً الى القيادات الحزبية وقادة الانتفاضة من المجتمع المدني.

وفي هدي هذه القراءة التحذيرية الجامعة التي التقى عليها القادة العسكريون والأمنيون، فقد توزعوا الأدوار ووجّهوا انطلاقاً من ساعات ما قبل ظهر أول من أمس رسائلهم التحذيرية الى كلّ الأطراف الرسميين منهم والحزبيين وممثلي الانتفاضة.

وقياساً بحجم تقاسم المسؤوليات ما بين القوى العسكرية والأمنية وتوزعها جغرافيا، كما تمّ الاتفاق عليه منذ بدء الانتفاضة فقد شارك فيها مباشرة كلّ من قائد الجيش والمديرين العامين للأمن العام وأمن الدولة وقوى الأمن الداخلي سعياً الى تكريس سلسلة من الإجراءات الفورية التي تقول بتكريس منطق وقف كل أشكال قطع الطرق واللجوء الى التحركات في الشوارع على أن تتعهد القوى الأمنية بأمن اعتصامات الساحة وعلى جانبي الطرق. وكلّ ذلك من أجل تسهيل الخطوات التي بدأتها رئاسة الجمهورية من أجل إطلاق الاستشارات النيابية الملزمة في اليومين المقبلين وتأمين وصول النواب الى القصر الجمهوري بأمان.

وبناء على هذه الطلبات توالت بيانات الالتزام فأصدر تيار «المستقبل» بياناً دعا مناصريه الى وقف أيّ حراك في الشارع، وتعهدت الانتفاضة والأحزاب السياسية المنخرطة بجمهورها بوقف كلّ أعمال قطع الطرق وتعهّدت قيادتا «حزب الله» و«أمل» بوقف تحركات عناصرهما ولجمها.

على هذا الأمل التقى القادة العسكريون عصر أمس في وزارة الدفاع لتقويم نتائج الاتصالات السياسية. فرغم بعض الخروق التي شهدتها مناطق الشياح وعين الرمانة وبكفيا فقد عُدّت بالنسبة اليهم خروجاً على التفاهمات التي توصلت اليها قبل الاجتماع على أمل أن تكون آخر التحركات. فما سيجري من بعدها سيكون مشبوهاً في انتظار التثبت من صدق الالتزامات التي تعهّد بها مختلف الأطراف، وأنّ الأيام المقبلة ستكون شاهداً على هذا الالتزام من عدمه

 

جواز حكومة «التكنوقراط» بعد الطائف

سعيد مالك/جريدة الجمهورية/الخميس 28 تشرين الثاني 2019

كثير من السياسيين يرفضون تشكيل حكومة «تكنوقراط» أو «اختصاصيين»، بحجّة أنّ هكذا حكومة كانت تصحّ قبل الطائف، حيث كان رئيس الجمهورية يُعَيِّن الوزراء ويُسمّي من بينهم رئيساً (المادة /53/ من الدستور القديم). أمّا بعد الطائف، وبعد انتقال السُلطة التنفيذية إلى مجلس الوزراء (المادة /17/ من الدستور المعدّل) بات أمر تشكيل حكومة «تكنوقراط» مُتعذِّراً.... كذا.... .

خَلُصَت التعديلات الدستورية التي أُقرّت في 21/9/1990 إلى إعادة توزيع الصلاحيات داخل السُلطة التنفيذيّة، وقضَت بِنقل السُلطة التنفيذية إلى مجلس الوزراء (المادة /17/ من الدستور المعّدل) بعد نزعِها من رئيس الدولة.

فاعتبرت المادة /65/ من الدستور الجديد، أنّ مجلس الوزراء هو السُلطة التي باتت تخضَع لها القوّات المُسلّحة، وحدّدت صلاحياته بأمور تتعلّق بالحُكم والإدارة، وبأمور أُخرى تشريعيّة.

فالحكومة (أيًّا كان شكلها) وبعد صدور مرسوم تشكيلها، (الفقرة الرابعة من المادة /53/ من الدستور) عليها التوجّه إلى المجلس النيابي لنيل الثِّقة (الفقرة الثانية من المادة /64/ من الدستور) حتى تنطلق في ممارسة صلاحيّاتها كاملة.

وبعد نيلها الثقة، وبالأكثرية العادية (المادة /34/ من الدستور)، تُباشر الحكومة مهمّاتها. وتكون مسؤولة سياسيّاً أمام مجلس النوّاب، بشكل جَماعي وإفرادي، فالمادة /66/ من الدستور نصّت على أنّ الوزراء يتحمّلون إجمالاً تبعة سياسة الحكومة، ويتحمّلون إفراديّاً تبعة أفعالهم الشخصيّة.

وبالتالي،يبقى لمجلس النوّاب الحق:

- بسحب الثقة من أيّ وزير، وإكراهه بالتالي على تقديم استقالته، مع إبقاء الحكومة في السُلطة (المادة /37/ معطوفة على المادة /68/ من الدستور).

- بسحب الثقة من الحكومة برُمّتها، مما يؤدّي إلى اعتبارها مستقيلة حُكماً (الفقرة «و» من المادة /69/ من الدستور).

وبالتالي نسأل،

أ‌ - لماذا الخوف من حكومة «تكنوقراط» طالما ستنال الثقة من المجلس النيابي، وستعمل بإشرافه ورقابته، وستكون دائماً عُرضةً للإقالة الفردية لوزرائها، والجماعية لكامل الحكومة؟

ب‌ - لماذا الخوف من حكومة «تكنوقراط» طالما هي مطلوبة لحقبة زمنية محدّدة، ولمهمّة محدّدة «الإنقاذ الاقتصادي» و«التحضير لانتخابات مُبكرة» ولو بالقانون الحالي (44 / 2017)؟

ج‌ - لماذا الخوف من حكومة «تكنوقراط» طالما الدستور لم يُحرِّمها، ومَن سيتولّاها يُفترض أن يكون مِن نُخبة رجالات الوطن، وأكفأهم، وأكثرهم نظافةً للكّف، والصراط القويم؟

كلّ هذه الأسئلة وسواها، تجعل المواطن حائراً، عن حقيقة نوايا أصحاب القرار. فهل في الممانعة خوف على المصير، أم إبعاد لأصحاب الضمير؟

أمّا لجهة ما يتخوّف منه البعض، فإنّ القصد من هكذا حكومة، هو إقصاء حزب سياسيّ مُعيّن... كذا.... .

فالثابت، أنّ أحَداً لن يَقبل بأيّ إقصاء أو استهداف.

لكن ألَيسَ لهذا الحزب رجالات كالوزير «جميل جَبَق» مثلاً؟

أمّا القول، كيف لحكومة «تكنوقراط» أن تتّخذ قرارات مصيرية (كموضوع النازحين مثلاً) وهي لا تتمتّع بالتغطية السياسية....كذا.... لا يستقيم، كون هذه الحكومة (إن شُكِّلَت) ستكون لمدّة محدّدة، ولمهمّة محصورة (الإنقاذ الاقتصادي وإجراء انتخابات نيابية مُبكرة) وسيؤمِّن مجلس النوّاب تغطيتها، بمَنحِها الثقة.

وفي الختام،

آن الأوان لسماع صوت المنتفضين في الشارع.

آن الأوان لتلبية مطالبهم المُحقّة والمشروعة.

وتشكيل حكومة «تكنوقراط» لا يتعارض والطائف، ولا يُحرِّمها الدستور، ولا يستهدف أحَداً ولا يُقصي أيّ فِئة، إنّما يُلبّي رَغَبات شعب افتَرَشَ الطُرُق، دون كللٍ أم مللٍ، ليس لهدف إلّا المُطالبة بأدنى حقوقه.

مُذكِّراً الثوّار بقول للكاتب الأميركي «فريديريك دوغلاس» (1818-1895) (أحد دُعاة التحرير من العبودية، والدّفاع عن حقوق السود) «السُلطة لا تُسلِّم الحقوق، دون أن يكون هناك مُطالبون بها. فهي لم ولن تفعل هذا أَبَداً».

 

كيف لا يثور اللبنانيون؟

علي حماده/النهار/الخميس 28 تشرين الثاني 2019

أفضل ما قيل في وزير الخارجية جبران باسيل مؤخرا جاء في تدوينة الديبلوماسي الأميركي السابقومدير محطة “الحرة” الأميركية على “فايسبوك” امس عندما وصفه بـ”المهرج” وهو يستمع الى مداخلته في مؤتمر “حماية الأقليات المسيحية” الذي عقد في بودابست قبل يومين، وأضاف في تقويمه للمداخلة التي حرض فيها باسيل ضد ثورة اللبنانيين على الفساد والطبقة الحاكمة “ان باسيل تحدث كما لو كان لديه جمهور من اثنين، رئيس الجمهورية وسيده قائد “حزب الله””. هذا هو واقع الحال في دوائر “العائلة” في بعبدا حيث يعيش الرئيس ميشال عون في عزلة عن نبض الشارع، غارقا مع البطانة التي يتقدمها صهره وخليفته المعلن الوزير باسيل في حالة انكار تامة لكل ما يحدث منذ اكثر من خمسة أسابيع. اكثر من ذلك ينقل عن الرئيس الغائب عن الواقع انه يعتبر نفسه في معركة، وان المعركة طويلة، وانه اعتاد خوض المعارك التي تجعله كما يقال بالعامية “يجوهر”!

هذا الواقع المزري يلمسه المراقب من خلال كل الخطوات التي يقوم بها اهل “مزرعة العائلة ” من اجل اجهاض الثورة التي اسهموا مع غيرهم في اشعالها بجنون العظمة والتجاوزات التي لم يضاههم فيها احد من قبل. واذا كان الناس عند انطلاقة الثورة قد افرغوا جام غضبهم على شخص “ولي العهد” فلسبب منطقي، اوله مسيرته المميزة الى جانب عمه رئيس الجمهورية في تعزيز الكراهية في كل اتجاه. وقد شكل سلوك الوزير باسيل وقودا لغضب الناس من دون ان ينسى هؤلاء ان لا باسيل من خارج عباءة عون السياسية، الثقافية، المعنوية، والأخلاقية، والمادية.

بناء على ما تقدم يمكن فهم ما يحصل في “مزرعة العائلة”، من مراكمة مخيفة لقرارات تكاد تطيح بكل ما تبقى من مناعة في البلاد. ففريق رئيس الجمهورية يحتج على اقفال الطرق بطرق سلمية، ويرفض ان يرى غزوات بيروت،وصور،وبعلبك، وطرابلس التي يديرها “حزب الله”وحركة “امل”، ويرفض ان يرى كم هو كبير الضرر الحاصل بسبب ضرب روح الدستور بعدم الدعوة الى الاستشارات الملزمة، وإبقاء حالة الشلل الحكومي قائمة. كما يرفض ان يتقبل حقائق فرضتها الثورة على المشهد اللبناني الداخلي، فيما يتمسك بحماية حزب مسلح اعتاد المستوى السياسي التقليدي ان يخافه، وينصاع له، بينما الشعب الثائر يكسر كل يوم حواجز الخوف، والتفرقة، والتقسيم، ويراكم من ناحيته الانتصار تلو الانتصار على القوة الغاشمة التي تسعى لايقاف عقارب الساعة والعودة بالتاريخ الى مرحلة “السجن الكبير” الذي أقامه “حزب الله”، واستطابت معظم القوى السياسية الكبيرة الإقامة فيه !

لقد مضى على اندلاع الثورة اكثر من خمسة أسابيع، ولبنان يعيش أعمق ازمة سياسية – اقتصادية – مالية عرفها في تاريخه، والناس في الشارع على امتداد مساحة لبنان انظارهم شاخصة نحو المستقبل. اما في “مزرعة العائلة” في بعبدا فثمة بطانة شريرة تتحلق حول رجل يعيش في الماضي، لا تجد امامها سوى الاستثمار في زرع الكراهية والتفرقة والعنف بين اللبنانيين من جهة ومن جهة أخرى التواطؤ ضد شعبهم مع من جعلوا من لبنان سجنا كبيرا. فكيف لا يثور اللبنانيون؟

 

لبنان يلفظ أنفاسه؟

راجح الخوري/النهار/28 تشرين الثاني/2019

الحديث عن إضراب الهيئات الاقتصادية لمدة ثلاثة أيام بات مجرد تفصيل هامشي، والحديث عن البهدلة والذل اللذين يعانيهما اللبنانيون في المصارف مجرد تفصيل تافه، والحديث عن موفدين من فرنسا وبريطانيا وعن اجتماع ثلاثي عقد بمشاركة أميركية، مجرد عراضة سياسية لا تقدم ولا تؤخّر، تماماً كالحديث عن دخول روسي مضحك مبكٍ على الخط. أيها السادة المؤتمنون على البلد وسلامته والمسؤولون عن إنتشاله من الأزمة القاتلة، أقول لكم إن لبنان سقط وإنهار، وإنه بات مجرد حطام بين متناقضين: ركام سياسي عاجز يواجه غضباً شعبياً متفجراً، يُدفع تكراراً الى الإنقسام وربما الى ما هو أدهى، بعدما أدى إفلاس السلطة السياسية الى وضع شارع في وجه شارع، ولم يعد ينقص إلا وضع أكياس الرمل ورفع المتاريس بعد الذي جرى في الساعات الأخيرة! الإستنكارات تصبح بلا معنى، وأحياناً في غياب حكمة المسؤول يمكن ان يحترق البلد والشعب، وان تدمر مطالب العدالة والدعوات الى محاربة الفساد ووقف النهب وإستعادة المنهوب، تماماً كما تحرق خيام المعتصمين، ويمكن ان تتبخر طموحات الناس كل الناس بلا إستثناء، في ذلك الهواء الذي ترفرف فوقه الأعلام وتصدح معه الأناشيد وكلنا للوطن!

أربعون يوماً على إنتفاضة غير مسبوقة، على ثورة عارمة تعبر عن حاجة الناس، وحرمان الناس، ومرارة الناس، ومرض الناس، وفقر الناس، وجوع الناس، وبطالة الناس، وخيبة الناس… كل الناس من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، وليس هناك من يحاول ان يجد حلاً، فالسلطة السياسية تناسلت الفساد وتحوّلت شركة مغفلة تنهب البلد وتمص دم المواطنين، وشعب خلع ثياب الطائفية والمذهبية التي طالما أسروه فيها، وإنتفض ثائراً مطالباً بحقوقه كبشر سوي.

السياسيون في وادٍ سحيق والشعب في وادٍ آخر، لا يمكن هذا الشعب ان يخلع كل هذه السلطة السياسية الفاسدة، ولا يمكن هذا الطقم السياسي ان يطرد هذا الشعب أو يعيده الى الخصوع والخنوع والصمت، إذاً الى أين من هنا؟ المسؤولون يحاولون الترقيع، إما لأنهم يتخبطون في الفشل، ويخشون الوصول الى يوم الحساب العسير، وإما لأن البعض الآخر يخشى تغيّر الموازين وإختلال المعادلات وتبدل الأحجام والأدوار في ظل ما يجري في المنطقة! أربعون يوماً والشعب ينادي بضرورة تنظيف البيت الوسخ، بعدما تبارى السياسيون لأعوام في الحديث والخطب الرنانة تحت قبة البرلمان وفي مناقشة الموازنات، والحديث عن الفساد والوسط السياسي الذي نهب البلد وجعل منه مزبلة وأوقع الأجيال في دين خرافي، عندما يقول زميلنا مروان إسكندر على سبيل المثال، إن كلفة قطاع الكهرباء وحده بين عامي ٢٠١٠ و٢٠١٩ زادت عن خمسين مليار دولار أي ٥٦٪ من الدين العام، ولكن مكانك راوح لأن ليس لدينا سوى هذه الممسحة، ولأنهم يزعمون ان حكومة الإختصاصيين لا تستطيع إدارة البلد، مع إنه سبق للبنان ان عرف ١١ حكومة من الإختصاصيين أداروا البلد جيداً! إذاً لماذا لا تذهبون أيها الأكارم الى إستنساخ حكومة سياسية، حكومة اللون الواحد لتنتشلوا السفينة الغارقة، أو بالأحرى التي تركتموها تغرق، وأنتم تتصورون ان حكومة تكنوسياسية، تبقي أرجحية القرار عند الأحزاب هي الحل، ثم بدأتم تتحدثون عن تعويم الحكومة المستقيلة، والمضحك المبكي أنكم تتحدثون عن تجديد إعطائها الثقة في مجلس نواب يرى الشعب أنه فاقد لكل ثقة.

 

لبنان وانتصار الإعلام القديم

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/28 تشرين الثاني/2019

تحتل أخبار لبنان بحراكه السلمي وثورته الجميلة أهم عناوين الأخبار ونشراتها.

المظهر السلمي العابر للمناطق وللطوائف، والمتوحد في مطالبه، والرافض تماماً الانزلاق إلى مواجهات العنف الذي يجرّه ويسحبه إليه بقوة العناصر الأمنية في تنظيم «حزب الله» الإرهابي وحركة «أمل» اللذين باتا الواجهة الصريحة في عدائهما للثورة من خلال الإعلام المضلل ومن خلال التهديد اليومي بالعنف وممارسته في أغلب الأحيان. ورغم بروز دور الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي في كل ثورات الربيع العربي، فإن الإعلام «التقليدي» هو أحد أهم نجوم الحراك الشعبي العريض في لبنان اليوم. فهناك جهد إعلامي جبار لنقل الصورة الحقيقية لما يجري في لبنان تقوم به صحف مهمة وعريقة، مثل «النهار» و«الجمهورية» و«نداء الوطن» و«اللواء»، وتغطية تلفزيونية مذهلة من «إم تي في» و«إل بي سي» و«الجديد» وعدد غير قليل من المحطات الإذاعية ومراسلي القنوات العربية والعالمية من على الأرض وفي قلب الحدث.

يقومون بكل ذلك بمستوى مهني ومحترف يجبر المتلقي على تقدير المجهود واحترامه، خصوصاً وهو يرى أمام عينيه ويسمع على الهواء السبّ والإهانات والإساءات والمضايقات من العناصر الأمنية لـ«حزب الله» و«أمل» الذين يضايقون المراسلين والصحافيين والفرق الفنية المصاحبة لهم حتى لا يتمكنوا من أداء عملهم بالشكل المطلوب، مع عدم إغفال التهديدات التي تأتي إليهم على مدار الساعة بالأذى والقتل. أجواء حرب فيها من الخوف والقلق الشيء المهول، ولذلك برزت هذه المؤسسات الإعلامية القديرة، وأعادت إلى الذاكرة إحدى أهم المزايا التنافسية للقوى الناعمة في لبنان، وهي الإرث المهني الإعلامي، الذي كان أحد أهم عوامل بقاء الحراك بشكله السلمي الحضاري حتى هذه الأيام، لأن كل شيء مباشر وعلى الهواء، وسيتم فضح الطرف المذنب والجاني بشكل فوري من دون أي غموض ولا شك. الإعلام الجديد قنواته مؤثرة، ولكن ما يضيف إليه المصداقية والجدارة هو المضمون الجاد والمهني، وهذه المسألة توفرها في المقام الأول مؤسسات إعلامية مهنية راسخة، مقدمة عن طريق كفاءات بشرية ذات خبرة وتمرس لا يأتي بين يوم وليلة.

 

السلطة في مكانها والثورة في زمانها

سمير عطاالله/النهار/28 تشرين الثاني/2019

“إنها حرية الروح التي متى انطلقت لا شيء يقوى عليها. أعمق الحريات وأشدها والخميرة التي تصنع التاريخ”. انطوان الدويهي

استقلّت الكويت العام 1961، دولة أولى في الخليج. ذهب سفير عربي يقدم اوراق اعتماده الى اميرها الشيخ عبدالله السالم. وفي محادثة وديّة، قال السفير للأمير: “ليس قليلاً انك اخترت ان تكون الدولة الجديدة برلمانية دستورية”. فقال الشيخ الجليل: “ليس أنا من اختار، يا صديقي. الكويتيون هم الذين اختاروا. وهذا بلدهم ودولتهم”. الاسبوع الماضي قامت أزمة سياسية بسبب خلاف بين وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد، ووزير الدفاع السابق والداخلية حالياً الشيخ محمد الجراح، حول ضياع نحو 800 مليون دولار في عهد الجراح. وقام في البلد جدل شديد ملأ الصحف ووسائل التواصل. وعمَّت الجلبة. ورأى الأمير أن دوره كأب للجميع أعظم بكثير من دوره كأب لوزير الدفاع، فكان ان اعفاه من منصبه، وأعفى الوزير الجراح، وكلف وزير الخارجية تشكيل حكومة جديدة.

إقالة الابن سابقة غير مألوفة في بلاد العرب، كان السفير الذي أشرت إليه قد قال لعبدالله السالم: “لماذا اطلقتم على بلدكم اسم “دولة الكويت”، إن هذا يوحي كأنكم لا تصدقون انكم أصبحتم دولة مثل سواكم”. قال الشيخ الجليل: “هناك جمهوريات وممالك. نحن أردنا أن يتذكر الكويتي أنه صار له دولة هي اهم ما يملك. هي تخدمه وهو يحرسها”.

تزامنت الأزمة الحكومية في الكويت مع أزمتنا الوجودية. تصرفت الكويت كدولة وسارعت الى حماية الدستور وتفادي الغرق في الجدل والمماحكات وفجور التعداد بحيث لا يساوي أهل البلد أكثر من “شلعوطين ونصف”.

تنظم الدولة حياة مواطنيها على نحو شبه كامل وشبه مقدس: الطبيب يضع “البرنص” لكي تعرف الناس ان هذا الطبيب. والشرطي له بذلته لأن مهمته تختلف عن مهمة الجندي. والمحامي يرتدي الرداء، والكاهن الثوب. وإلاَّ، تخيّل مجتمعاً يرافع فيه المحامي وهو بثوب شبيه بثوب المتهم. ومن أجل حماية الشعوب والأمم، وضعت القوانين والبروتوكولات، ووضع شيء آخر له هالة أرفع، سمي الدستور. والدستور هو ما قال عبدالله السالم، اراده الكويتيون. إنه المرجعية التي يعود إليها الجميع، بمن فيهم الأمير، الذي يسمى في الكويت “شيخ العود”، الرجل الذي يعاد إليه.

يحيط الأمير نفسه بمجموعة من المستشارين، أو الحكماء من الوزراء السابقين الذين أمضوا زمناً في الخدمة العامة. بعضهم يلخص له الكتب التي يرون أنه يستحسن ان يطلع عليها. أو يضعون أمامه مطالعة في قضية ما. ويكون هؤلاء جميعاً من المتفق علي سمعتهم ومستواهم الفكري، وخصوصاً على شجاعتهم الأدبية في التعبير عن رؤيتهم.

هل هناك من هو أعلى من الدستور؟ مفسِّره، يوصي الدستور الفرنسي. أو الذي يقسم على حفظه، بمعنى حمايته والحفاظ عليه وعدم تعريضه للتعدي. أن الدستور المكتوب هو روح الناس الذين ارتضوه. تلك كانت قاعدة فؤاد شهاب المقدسة: الكتاب والأهالي.

أي أن الدستور ليس سلاحاً تستقوي به على الناس، بل تسترضيهم به. ذهب المحامي شارل حلو الى أبعد من ذلك في رفعة التفسير. كان يتحاشى ان يشعر رئيس وزرائه بأن رئيس الجمهورية يفرض عليه شيئاً، فيطلب سراً من أحد الوزراء أن يتقدم هو بالاقتراح. وكان رشيد كرامي يوافق، متظاهراً بأنه لم يعرف من هو صاحب الاقتراح الحقيقي. هكذا تفعل الأم والأب في حكمة الاسرة التاريخية، كي لا يصطدم الأب بالابن ويدب الزعل في البيت، ويسود النكد، ويعشب الحقد الدفين، وينقطع الحوار حتى في عيد العائلة، ويتخذ ارباب الحكم وجه السلطان “ياووز” – أي العبوس.

في ذكرى الاستقلال – أو عيده، إذا شئت – غابت بسمة العيد. الأهالي في مكان والسلطة في غير زمان. الناس تهزج والسلطة تكفهر وتتجهّم. ربما عن حق. فليس هناك ما يفرح ولا ما يسرّ ولا ما يطمئن ولا ما يعد بطمأنينة.

مضت أكثر من خمسة قرون على السنيور نيكولو ماكيافيلي. سقطت مدرسته في شوارع بغداد وتشيلي وايران وافراح لبنان. واسقطها صباح الأحمد بالضربة القاضية ناقضاً تعاليم “الأمير” في المراوغة والغموض وخبث النيات. مدرسةٌ، الفارق بينها وبين جماهير ساحة البرج وساحة التل خمسة قرون، خرجنا خلالها من اعدام مواطنه غاليليو لأنه قال أن الأرض غير مسطحة إلى زمن مضى فيه نصف قر ن على رحلة القمر. أصبحت مملة وبالية وبليدة، وأحياناً مؤذية ومدمرة، فلسفة السنيور نيكولو. الآن تدرّس المعاهد السياسية افكار تلامذته، والذين تجاوزوه، والذين اهملوا من تعاليمه تلك البدائيات السخيفة التي اعتمدها “وعاظ السلاطين” والطامعون بوراثتهم، واحتفظوا وطوروا أفكاره الكبرى التي تجاهلها الخبثاء والضعفاء.

ألا ترون “الدرونز” تصوّر على مدار الساعة، الشلاعيط والشلاعيطات الذين يملأون بهم صيدا وطرابلس وزحلة وبيروت على نحو لم يعرف في تاريخ لبنان؟ ولم نعدهم بعد بموعد قريب مع كتابهم ودستورهم، وفلسفة ذلك أن تكون أزمة المماطلة قبل التكليف، لا بعده. لن نسمح لسعدالحريري بهذا الترف.

لا يحق لأحد العبث بأعمار الشعوب والأمم. الوقت وقتها وهو أعز ما تملك. والدستور يفسر بما يوفر عليها من ضياع، لا بما يخالف روحه وأسباب وضعه. أهل السلطة يعضون على الاصابع في لعبة تشبه المنازلة القديمة بالسيف والترس، فيما الشعب في مكان آخر يبحث عن نظام جديد وتاريخ جديد وسياسيين ينتمون الى طوائف أخرى غير الفساد ونهب الفقراء واذلال الاكثرية الساحقة من الاهالي.

غابت الطبقة السياسية برمّتها عن احتفال اليرزة، وغابت خجلاً عن احتفالات “سهلنا والجبل”، والشطآن والتلال والأودية. فهي ليست مدعوة الى الأول لضيق الوقت والمكان والصدور، ولا لها مكان في الاحتفالات الأخرى على رغم اتساع الساحات والقلوب ودفء الغمر الوطني المذهل. هناك ساعة حقيقة والسياسة عداء لها وغربة عنها. وهناك روعة الاستقلال، والسياسة قائمة على عبودية دائمة. وهناك ولادة دولة طبيعية ليست في حاجة الى من يخطفها مرة أخرى.

لعل من أهم الدروس بالغة الأهمية التي تقدمها الثورة اللبنانية هي أن الإعلام التقليدي الجاد، مصحوباً ومستخدماً منصات التواصل الاجتماعي الجديدة، هو السلاح الأكثر فعالية، وهو الذي تمكّن في لبنان من هزيمة فريق في السلطة تحميه ميليشيا مسلحة، لأنه قام بعرض قضيته بأسلوب صادق ومحترم، فربح العالم في صفّه. الإعلام الجاد لا يزال نتيجة المضمون المهني والمحترف، وهذا يتفوق فيه الإعلام التقليدي، وما يحدث في لبنان يؤكد ذلك من دون أدنى شك.

 

الممانعة تعمل على تدجين الانتفاضة... وتفكيكها من خلال «التصادمات»

سيمون ابو فاضل/الديار/28 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80948/%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d9%81%d8%a7%d8%b6%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%b9%d8%a9-%d8%aa%d8%b9%d9%85%d9%84-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d8%af%d8%ac%d9%8a%d9%86/

بدا حتى حينه أن ثمة قوى في هيكلية السلطة تسعى لتدجين الحراك وتفكيكه في الوقت ذاته، نظرا لخوفها من نجاحه في خطواته التي أوجدت واقعا جديدا في البلاد.

ففي ما خص تدجين الحراك، تمارس هذه القوى الغارقة في الفساد عملية تجاهل لمطالب الحراك والاستخفاف بحجمه متوقعة بذلك احباطه منعا للمضي في مطالبته بمحاسبتها واسترجاع الاموال المنهوبة التي ارتكبتها هذه القوى على أكثر من صعيد حيث توزعت بين مشاريع وصفقات وتلزيمات لأن الهدف هو تيئيس هؤلاء الناس، وتراجعهم عن مطالباتهم بالمحاسبة بحيث قد يطال الامر رؤوسا كبيرة وبذلك يكون «الحرامية» في السلطة أنقذوا ذاتهم اذا اضمحل حضور وتأثير هذه الثورة التي تقض مضجع هؤلاء الذين يستفرسون للدفاع عن مكتسباتهم بمحاولاتهم دفع هذا الحراك للفشل.

وأيضا حتى لا يقدم هذا الحراك على اي ردة فعل أو اعتراض في حال تشكلت حكومة لا تتلاقى مع تطلعاته ولا تحمل عناوين المحاسبة والشفافية، عندها يدخل هذا الحراك في سبات عميق بحيث يفقد حيويته وحماسته في المستقبل ليعود هؤلاء الى السرقات والمحسوبيات كأن شيئا لم يكن.

أما تفكيك الانتفاضة، فيأتي من خلال الصدامات الموجهة والتي تهدف الى وضع شارع في مواجهة شارع آخر على غرار ما حدث في الايام الاخيرة في اكثر من منطقة من اجل تحويل الانتفاضة الوطنية الشعبية الى مجموعات تدخل في سجالات مع مجموعات حزبية، ويؤدي سقوط الدماء والضحايا الى ترهيب الثوار بما يدفعهم الى الانكفاء عن المضي في مطالبهم وحراكهم ويعودون الى منازلهم خاسرين فاقدي الأمل في مقابل نجاح هذه القوى الفاسدة في ترهيبهم وتفكيكهم.

وفي ظل هذا الواقع تمكن الجيش اللباني والقوى الامنية الاخرى رغم الاحتكاكات التي حصلت في بعض النقاط من تأمين حماية التحرك الشعبي في ظل ضغط سياسي ومواقف تهويلية في اتجاه هذه القوى العسكرية والامنية لاستعمال القوى المفرطة في أكثر من مكان علّ ذلك يؤدي الى انفضاض الحراك في بعض الامكنة التي شهدت نوعا من التماس بين القوى الامنية والناشطين.

والمطلوب في منطق القوى السياسية الرافضة للانتفاضة ان يصل الجيش الى أعمال تقارب القمع بهدف شلّ هؤلاء من التحرك وكذلك اضفاء صفة سلبية عليهم بإظهارهم مشاغبين اذا ما توسعت الاحتكاكات بين الجيش والناشطين الذين لا يزالون يعبرون عن تقديرهم وحبهم لهذه المؤسسة التي يعتبرونها ضمانتهم ،وطالها الاجحاف والظلم من خلال سعي قوى السلطة التي تحاول الاستقواء بالجيش اللبناني والقوى الامنية ان تقتطع من ميزاينية هؤلاء الذين يشكلون ضمانة في السلم الاهلي وفي مكافحة الارهاب.

وفي المجال السياسي، بدا ان التدجين يطغى على التفاهمات المسبقة لتشكيل الحكومة من خلال ما يحصل من اتصالات مع رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري لان يتولى الحكومة المقبلة وفق شروط كل من الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والثنائي الشيعي الممثل بحركة أمل وحزب الله.

اذ ان المطلوب من الحريري ان يضع رصيده السياسي والمعنوي ليترأس حكومة وتأمين تغطية سياسية لها في حين سيرفضها الشارع نظرا لأنها لا تأخذ في عين الواقع التحولات التي شهدها لبنان منذ 17 تشرين الاول.

واما طلب حزب الله من عون عدم تحديد الاستشارات النيابية حتى استكمال الاتصالات والتفاهم مع الحريري، فلن يوصل الى نتيجة جديدة تدفع بالحريري للتراجع عن قناعاته لصالح مطالب تحالف عون - الثنائي الشيعي، لأن المرحلة تتطلب فريق عمل متجانساً ليس على مثال ما ضمته الحكومة الحالية من وزراء مارسوا التجاوزات على غرار زيارة أحد الوزراء لسوريا في الاسبوع الاول من تشكيل الحكومة أو تعطيل التيار الوطني الحر لجلسة الحكومة من خلال مقاطعتها والاجتماع في وزراة الخارجية عند باسيل معطلين بذلك مسارا حكوميا يهدف لتأمين الاستقرار وتعزيز الاقتصاد في وقت يتحرك الحريري دوليا من أجل تأمين دعم مالي للبنان سواء اكان من خلال مؤتمر سيدر او هيئات دولية أخرى.

فالحريري حسب محيطين به، لن يقبل أن يكون مطوقا في حكومة يترأسها وعلى عاتقها تحديات باتت واضحة للعيان في وقت القوى الاخرى، لا تراعي حركة الشارع ولا تقدر التحديات الاقتصادية التي يعانيها لبنان والتي أوصلت البلاد الى هذا الانقباض النقدي والمالي. وان اعادة احيا ءالتسوية الرئاسية بالقوة من خلال ممارسات الشارع لن يوصل الى نتيجة ،بعد ان كان منطق القوة فرض هذه التسوية نتيجة تعطيل الانتخابات الرئاسية وتمديد الفراغ..

وعلى ما بات يقينا هو ان محاولات تسويق فعاليات سنية لرئاسة الحكومة لا يلقى قبولا من الشارع، ولا سيما السني الذي يتمسك بعودة الحريري الا ان هذا الامر غير واقعي خصوصاً ان هناك شخصيات سنية مشهود لها بالنزاهة والشفافية، وما يُقال بان الخيارات محصورة فقط بالحريري رغم اعلانه عن عدم رغبته بالتكليف والتشكيل هو غير صحيح لان الطائفة السنية تكتنز اشخاصاً ملمّين بالاوضاع الاقتصادية والمالية ولديها رؤيتها الانقاذية.

وهناك من يقول ان الرئيس العماد ميشال عون متمسّك بعودة الحريري لتحويل اموال «سيدر» الى واقع يمكن تحقيقه حتى تعود الدورة الاقتصادية والمالية في البلاد الى طبيعتها.

 

سمير الخطيب تتضاءل حظوظ تسميته رئيسا للحكومة اللبنانية... والبحث بدأ عن اسم رابع وأوساط تعتقد أن حزب الله يفضل الجمود الحكومي لأسباب تتعلق بالإقليم وتحديداً مسار الأزمة اليمنية

وليد شقير/اندبندنت عربية/الخميس 28 تشرين الثاني 2019

الثالث لم يكن ثابتاً، إذ أفادت معلومات عن "احتراق" اسم سمير الخطيب كمرشح محتمل لرئاسة الحكومة العتيدة. هذا "السقوط" جاء بعد لقاء قصير مع رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، غادر بعده الخطيب من دون ان يصدر عنه أي موقف او ردة فعل. أما من جهة الاستشارات الملزمة التي يجب على رئيس الجمهورية أن يجريها لتسمية رئيس الحكومة، تسربت أنباء عن تأجيل جديد الى الاسبوع المقبل. وهذا التأجيل من المتوقع ان يثير مجدداً غضب المتظاهرين الذين يقومون بانتفاضة وطنية منذ أكثر من أربعين يوماً. القصر الجمهوري تذرع بأن "الاستشارات أرجئت الى الاسبوع المقبل لإعطاء فرصة اضافية للكتل للتشاور وتحديد موقفها". يذكر أن الخطيب هو الاسم الثالث الذي ينسحب من السباق بعد اسمي محمد الصفدي وبهيج طبارة. وبعد الكلام عن عرقلة الحريري لتمرير اسم الخطيب صدر عن الأخير البيان التالي: "تداول بعض وسائل الاعلام اخباراً مفادها ان الاجتماع الذي عقد امس بين الرئيس سعد الحريري والمهندس سمير الخطيب كان سلبياً. يهم المهندس الخطيب التأكيد انه لم يلق من دولة الرئيس الحريري الا كل الدعم والتجاوب المطلقين، وبالتالي ان كل ما تم تداوله خلاف ذلك حول هذا الموضوع هو عار من الصحة".

عون لموفد الجامعة

عربياً، دخلت الجامعة العربية على خط الازمة في محاولة لفتح ثغرة في الجدار المسدود، وأبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، الذي زاره والوفد المرافق، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، انه "يواصل جهوده لتحقيق تفاهم حول الحكومة الجديدة"، معتبرا "ان الوضع الراهن في لبنان لا يحتمل شروطا وشروطا مضادة، بل علينا العمل معا للخروج من الازمة الراهنة على نحو يحقق مصلحة اللبنانيين ويساهم في حل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد". واشار الرئيس عون الى انه "يؤيد غالبية المطالب التي رفعها الحراك الشعبي لأنه سبق ان قدم اقتراحات قوانين لتحقيقها، ولا سيما ما يتصل منها بمكافحة الفساد وتفعيل الاصلاحات ومنع الهدر ورفع الحصانة عن المرتكبين وغيرها، والى انه دعا المتظاهرين، أكثر من مرة، الى الحوار معهم وسيواصل مساعيه لإيجاد الحلول المناسبة للأزمة".

وخلال اللقاء، الذي حضره وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والسفير عبد الرحمن الصلح والوفد المرافق، لفت الرئيس عون السفير زكي الى ان "الدعم العربي للبنان يجب ان يترجم في خطوات عملية ولا سيما بالنسبة الى المساعدات لمعالجة الوضع الاقتصادي المتردي والذي نتج في جانب منه بسبب تدفق النازحين السوريين الى لبنان والذي بلغ عددهم مليونا و900 ألف نازح عاد منهم حتى الان زهاء 400 الفا وبقي مليون و500 الف نازح". وقال "ان المساعدات التي ترد الى النازحين غير كافية ما ترك انعكاسات سلبية على الواقع الاقتصادي اللبناني بحيث تكبد لبنان حتى الان خسائر فاقت قيمتها 25 مليار دولار نتيجة تضرر البنى التحتية، ناهيك بكلفة الرعاية الصحية والتربوية والاجتماعية، فضلاً عن الخسائر التي مني بها الاقتصاد اللبناني والبطالة التي اصابت العمال اللبنانيين".

حسام زكي

موفد الجامعة العربية ابلغ عون ان الهدف من زيارته والوفد المرافق "الاعراب عن دعم الجامعة العربية للبنان والاطلاع على حقيقة الاوضاع الراهنة فيه وتأكيد التضامن معه والرغبة في المساعدة في المجالات كافة".وبعد اللقاء، صرح زكي للصحافيين "إن الوضع في لبنان ليس سهلا، فهناك تأزم سياسي وأخطار اقتصادية ووضع غير مستقر في الشارع. ولا بد من أن يكون هناك موفد عربي لمتابعة هذا الوضع مع القيادة اللبنانية". وردا على سؤال عن مبادرة ما تعمل عليها الجامعة العربية، اشار زكي الى أن "هذا هو تحرك الجامعة في الوقت الحالي، واي تحرك آخر يأتي في اعقاب الاستماع الى جميع الاطراف لمعرفة مدى امكان ان تقوم الجامعة العربية بدور ما في هذا المجال". من ناحية اقتصادية يزداد الوضع تعقيداً مع دعوة محال الصيرفة للإضراب يوم الجمعة 29-11-2019 بسبب الضغط الذي يتعرض له الصيارفة في ظل وجود سعرين لصرف الدولار، رسمي غير موجود وآخر تعدي اليوم عتبة 2200 ليرة لبنانية، فيما السعر الذي يصرح عنه مصرف لبنان لا يتجاوز عتبة 1520 ليرة.

القصر الرئاسي واسم بديل جديد؟

ومع ذلك علمت "اندبندت عربية" أن الفريق الرئاسي يواصل اتصالاته مع شخصيات أخرى لاستمزاجها في أمر ترشيحها لتكليفها رئاسة الحكومة. ومن هذه الشخصيات عارف عبد الله اليافي الموجود في باريس. كما جرى اتصال أمس مع شقيقته السيدة غادة عبد الله اليافي، التي زارت بعبدا بدعوة من دوائر القصر، من دون أن يتسرب شيء عن التداول معها في هذا الشأن. لكن سؤالاً تردد في أوساط دبلوماسية أجنبية وفي الوسط السياسي اللبناني عن سبب عدم ممارسة حزب الله نفوذه على حليفه باسيل من أجل تسهيل مهمة الشخصيات البديلة التي تُطرح أسماؤها لتأليف الحكومة، مقابل موافقة الحريري على طلب الحزب وبري أن يدعم الشخصية التي يراها مقبولة منهما ومنه، كما فعل مع الصفدي وطبارة؟ أوساط سياسية ترى أن الحزب ينظر إلى الأزمة الراهنة في الإطار الإقليمي، ويتجنب تأليف حكومة من لون واحد كما يطرح عون وباسيل، ويفضل بقاء حكومة تصريف الأعمال برئاسة الحريري، في انتظار اتضاح تسويات موضعية تجري (مثل اليمن)، ليكون الوضع اللبناني على شاكلتها، فتزول موانع اشتراك الحزب في الحكومة الجديدة. والاحتمال الثاني وفق قراءة هذه الأوساط، أنه من غير المضمون أن تتمكن حكومة جديدة ولو برئاسة شخصية يدعمها الحريري، من تجاوز الأزمة المالية الاقتصادية في البلاد، بينما زعيم تيار المستقبل خارجها، فيتحمل الحزب وحلفاؤه المسؤولية، بينما يكون الحريري شريكاً في المسؤولية في مرحلة تصريف الأعمال.

إضراب محطات الوقود

والتداعيات المالية والاقتصادية والاجتماعية تتوالى، فبعد أزمة الدولار غير المتوافر في المصارف بينما يحلّق عالياً لدى الصيارفة متجاوزاً حدود الـ 2000 ليرة لبنانية لكل دولار أميركي بينما السعر الرسمي هو بحدود 1500 ليرة للدولار، التزمت غالبية محطات الوقود في لبنان بالاضراب العام الذي دعت اليه نقابة اصحاب محطات الوقود في لبنان، احتجاجاً على الخسائر التي لحقت بهم جراء فرق سعر صرف الدولار بين السعر الرسمي والسوق السوداء، فأقفل معظمها ورفع البعض الاخر الخراطيم ومنها ما لجأ إلى وضع العوائق الحديدية تعبيراً عن عدم استقبال الزبائن للتزود بالوقود.

 

النداء اليائس: “شيعة شيعة شيعة”!

محمد قواص/العرب/29 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80960/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%a6%d8%b3-%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d8%a9/

“شيعة شيعة شيعة” شعار ظاهرهُ استفزازٌ للطوائف والمذاهب الأخرى وباطنُه استجداء للشيعة أنفسهم لئلا لا يغادروا شيعيتهم السياسية بصفتها الهوية الوحيدة اللائقة لهم.

النفخ في الفتنة

يصرخ مناصرو حزب الله وحركة أمل في تجمعاتهم ولرفد أعمالهم المناهضة للحراك الشعبي المعارض في لبنان “شيعة شيعة شيعة”. في تلك الهوية الصادحة توقٌ يائس إلى استدراج هويات أخرى للنزال.

ربما في البال هويةٌ سنّية تعيد النفخ في فتنة راجت في العراق مستلهمة تلك الشيعية السياسية التي ما برحت تلوّح وتبشر بها “الثورة” في إيران منذ مؤسسها الراحل روح الله الخميني.

ربما في البال أيضا توقٌ مستحيل لاستدراج فتنة إسلامية مسيحية على خطوط تماس مندثرة جرى التهليل لها طوال مواسم الحرب الأهلية في لبنان.

بيد أن محاولة “استرجاع” الشيعة اللبنانيين واستعادتهم إلى شيعيتهم من خلال الردح “شيعة شيعة شيعة”، تكشف الهلع من تنامي نزوع لدى عامة الطائفة للانتماء إلى هوية لبنانية تتأكد متانتها منذ اندلاع انتفاضة هذه الأيام في 17 أكتوبر الماضي.

يسلّط شعار “شيعة شيعة شيعة” الضوء على ثقافة سياسية جرى تعليمها وتعميمها، تقسّم العالم والمجتمعات بشكل عمودي بين شيعة وغير شيعة.

يعلن شيعة لبنان وشيعة العراق أنهم لم يعودوا شيعة طهران. الأمر يهدم أربعة عقود من البناء الفسيفسائي لهوية الشيعة في المنطقة

باتت الشيعية السياسية تحت ظلال الولي الفقيه في طهران عقيدة أممية عابرة للحدود متجاوزة للجغرافيا. صار التشيّع قضية لا تفوقها أي قضية. جرى أن سمعت هذا الكلام من العراق بعد أيام على سقوط بغداد وتهاوي نظام الرئيس الراحل صدام حسين. وجرى أن ورشة يومية نشطت في لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، عملت على تأطير الشيعة في البلد، دون غيرهم، داخل الأجسام المتناسلة محليا من عقيدة تنتفخ في إيران.

رُفعت جدران بين شيعة لبنان واللاشيعة في لبنان. كان الشيعة في لبنان جزءا من تيارات سياسية وعقائدية، يمينية ويسارية، قومية وأممية، تشغل الطائفة كما تشغل الطوائف الأخرى.

أباد الاجتياح الإسرائيلي موارد تلك التيارات فشتتها وأقصاها وهزمها كنتيجة آلية لهزيمة منظمة التحرير الفلسطينية. وجرى أن تم سوْق الشيعية السياسية الصاعدة لتكون نقيضا مشرّفا ضد الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب.

على هذه القاعدة تنامت شرعية حركة أمل بزعامة نبيه بري، وعلى نفس القاعدة تعملق حزب الله محتكرا المقاومة، بعد أن حرمها من لبنانيتها وتعدديتها الوطنية العابرة للطوائف مقصيا بالدم والترهيب “جبهة المقاومة اللبنانية” (جمول)، ثم تعملق أكثر محتكرا شيعيته وحدها لهذه المقاومة، بعد أن أقصى بالدم والنار حركة أمل داخل أتون ما أطلق عليه “حرب الأخوة” في الثمانينات.

كان واضحا أن “المقاومة” باتت، ويجب أن تكون، ذراع نظامي طهران ودمشق، ثم نظام طهران دون منازع أولا وأخيرا.

على هذا بات عنوان الشيعة في لبنان في طهران لا في بيروت. وعلى هذا فإن ضعف الشيعة في لبنان أو قوتهم يُستمد مما يتقرر في إيران وفق خرائط شاملة لكل الشيعة في كل المنطقة. لم يعد شيعة البلد، كما شيعة العراق أو الخليج أو أفغانستان…إلخ، إلا تفصيلا داخل خارطة الشيعة التي يتولى الولي الفقيه التحكم بمسارها ومصيرها في العالم.

كانت عقيدة النازية بزعامة أدولف هتلر تعتبر أن لا جغرافيا للأمة الألمانية، فالأمة موجودة في أي مكان يتواجد بها الألمان. جرى التسويق لذلك بمهارة للتبشير بامتداد جيوش الفوهرر نحو بولونيا أو النمسا أو هنغاريا… إلخ. لم يصل هتلر إلى حد التبشير بالعنصر الجرماني، ذلك أن عقائده تأسست على تفوق الجنس الآري الذي لا يمكن تعميمه على الأجناس الوضيعة الأخرى. بيد أن أمر الثورة الإيرانية ذهب أبعد من ذلك.

لا يعتمد النظام في إيران على مشروع إمبراطوري مصدّر للقيم الإنسانية الكبرى (فرنسا وشرعية حقوق الإنسان مثالا). لم يدّعِ الخميني أو خليفته ذلك. جرى تخصيب الشيعية عند الشيعة كما خصبت إيران لاحقا اليورانيوم لتطوير برنامجها النووي. ولأن صناعة الولي الفقيه تستخدم الشيعة كمواد أولية، جرى تصنيع الشيعة في بلدان لا تعرف الشيعية وليست من تقاليدها ومذاهبها. جرى إطلاق حملات تشيّع في مصر كما في المغرب وتونس والجزائر والسودان مثلا، قبل أن تضع سلطات تلك البلدان حدا للصناعة الإيرانية الخبيثة.

يعلن شيعة لبنان وشيعة العراق أنهم لم يعودوا شيعة طهران. الأمر يهدم أربعة عقود من البناء الفسيفسائي لهوية الشيعة في المنطقة. حدث قبل عقود أن شكك الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بولاء الشيعة لبلدانهم. وحدث أيضا أن تحدث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن هلال شيعي في المنطقة تقوده طهران. وحدث أن بنت المنظومة الغربية برمتها علاقاتها مع جمهورية الولي الفقيه بصفتها العنوان الوحيد للشيعة في كل المنطقة، في باكستان وأفغانستان كما في البحرين والكويت ولبنان. وحدث أن عراقية الشيعة في العراق ولبنانيتهم المتصاعدة في لبنان تهز أركان نظام يهزُّ أركانه الشيعة في إيران نفسها.

باتت الشيعية السياسية تحت ظلال الولي الفقيه في طهران عقيدة أممية عابرة للحدود متجاوزة للجغرافيا. صار التشيّع قضية لا تفوقها أي قضية

يكتشف حزب الله أنه لا يستطيع أن يجابه بـ”شيعته” ثورة تخترق المنظومة الطائفية في لبنان. يهاجم حراكهم في صور وبعلبك ومدن شيعية أخرى. يفقد الحزب أدواته التقليدية التي على أساسها كبر فوق طائفته، شأنه في ذلك شأن أحزاب سياسية أخرى لطالما كبرت فوق طوائفها. يسعى الحزب يائسا لإنعاش مذهبية تحتضر. وفيما قد لا يصدّق اللبنانيون ظواهر اللبننة المضادة للطائفية فيصلّون من أجل انتصار الأولى واندحار الثانية، لا يريد حزب الله أن يتيح للشيعة الإيمان بهذا الاحتمال فيعمل على حمل الحطب إلى نار أي فتنة يسهل إشعالها.

“شيعة شيعة شيعة” شعار ظاهرهُ استفزازٌ للطوائف والمذاهب الأخرى وباطنُه استجداء للشيعة أنفسهم لكي لا يغادروا شيعيتهم السياسية بصفتها الهوية الوحيدة اللائقة لهم.

يذهب الصادحون إلى تمني “7 أيار” جديد. تأتي الدعوة من المناصرين بصفتها استدعاء لسلاح القوة والخوف، يُراد منها أيضا إظهار تعفف حزب الله عن الذهاب إلى علاجات تقادمت. فمشكلة الحزب أنه ذهب في تلك “الغزوة” في عام 2008 متسلحا بسيرته المقاومة في العالمين العربي والإسلامي، ومتمترسا وراء إجماع الشيعة، فيما أنه هذه الأيام فقد بيئته الكبرى وفقد بيئته اللبنانية ويراقب بألم انحسار بيئته المذهبية يوما بعد آخر.

قهر شيعة العراق في الشارع نظام شيعة إيران في بغداد حتى لو لم يسقط حتى الآن. تبدو صرخات “شيعة شيعة شيعة” إيذانا لبنانيا باندثار عهد واختفاء مواسم، بحيث تتصحر السياسة في خطاب حزب الله وتجف ينابيع “أشرف الناس” ولا يبقى منها إلا صراخ يائس يكرر حتى زوال الصوت “شيعة شيعة شيعة”.

الشيعة في لبنان سابقون على ولادة حزب الله، وهم شيعة قبل أن تصبح إيران نفسها شيعية، وهم شيعة لبنان حين تندثر أوهام التشيّع لصالح طهران.

 

قوة فاشية في بيروت

جهادالزين/النهار/الخميس 28 تشرين الثاني 2019

تُضبط المدينة بهذه الطريقة منذ سنوات: ميليشيات جِوارية جاهزة في كل لحظة لترويع الأحياء المجاورة. أدى الترويع وظائف عديدة في مراحل متعددة. تارة لقمع ميليشيات أخرى ومنع تشكّلها كمنافس محتمل في أحياء من لون طائفي مغاير. وطوراً لقمع جهات محددة ومنع استئثارها بمفارق طرقات. كل ذلك موروث من عقلية وتجربة الحرب الأهلية وحساباتها الزواريبيّة. هناك دائما في هذا النوع من عمليات الترويع مظلة اوسع و اعلى تتعلق في ميزان القوى العام في البلد تحمي ‏‏‏الترويع عبر غض النظر عنه وهذا ‏يتكرّس ‏في عدم التدخل ‏في اللحظة المطلوبة.

عام 2005 كانت الشيعية السياسية المسلحة تقف ‏مقابل أغلبية تحالف طوائف لاسيما سنيا مسيحيا درزيا. وكان من الخطأ اعتبارها تقف ضد "إجماع" وطني لأنه كان تعبيراً عن انقسام طائفي بل عن بداية حرب أهلية ستستمر باردة حتى أيار 2008 في ذلك اليوم الشهير.

اليوم الأمر مختلف بوضوح نوعي:

‏في الثورة المتواصلة اليوم ‏وهي ثورة حقيقية باجماع ‏ كل الطيف المدني اللبناني من جميع الطوائف والمناطق وعبرت ‏عن رفضها الصريح لكل الطبقة السياسية اللبنانية بما فيها الفئة الحاكمة عند الشيعة. ‏لا بل نال الفئة الحاكمة الشيعية من إهانات و تمرّد ما لم ‏تنله أي فئة حاكمة أخرى.

‏هؤلاء الذين كانوا يصرخون في شارع مونو بتوجيه من رؤسائهم طبعا: ‏شيعة شيعة شيعة. ‏كانو يطلقونها ضد كل المزاج اللبناني بما فيه المزاج الشيعي المدني اللذي انخرط في الثورة بوضوح من النبطية إلى صور إلى بيروت. ‏هذه المرة إذن ‏وخلافا ل 2005 ‏كانت الأغلبية الشيعية ‏جزء من إيقاع الثورة. ‏اغلبية نفد صبرها من تسلّط ‏حكم الحزبين -الحزب الواحد ‏والشعار الواحد :حكم الميليشيا بالاختصار ، بلغ درجة عسكرة المجتمع .

‏*كانت صرخات مونو شيعة شيعة شيعة صرخات ‏سخيفة و فجة ‏وخارج المزاج العام الوطني

*. ‏مزاج التقارب بدل التباعد. ‏شعار واحد ضد الفساد والأموال المنهوبة من النبطية إلى عكار. ‏إذن ماذا يريد هؤلاء ‏ورؤساؤهم ‏غير التأسيس ‏لدور وقح ‏بل قذر ‏يرمي إلى ضرب اكبر حدث توحيدي في تاريخ لبنان منذ تأسيسه قبل 100 عام.

*هكذا تنتقل الشيعية المسلحة من قوة ضاربة في النظام الى قوة حماية للنظام السياسي

*. فالدور الذي تلعبه خلال الثورة ‏‏ليس مجرد دفاع عن النفس أمام اختراقات الثورة لقلب مناطقها و‏سكانها الشيعة. ‏كل الطبقة السياسية ‏المدانة في الشارع المزدحم ‏بالناس الغاضبين ‏هي اليوم مدينة‏ للشيعية المسلحة ‏ بإرباك وإضعاف هذه الثورة ‏وحتى الدرزية السياسية المنكفئة ‏لا تستطيع ‏أن تقوم بهذا الدور الهجومي ‏دفاعا عن كل الطبقة السياسية ‏وبالتالي دفاعا عن النظام السياسي.‏

هذه الثورة قد تكون كاشفة ربما أكثر منها تغييرية. ‏لذلك ويا للمفارقة ‏ربما تكون الشيعية المسلحة ‏هي اليوم كتائب ما قبل عام ١٩٧٥ ‏بل أقوى ‏وبإدارة إيرانية. ‏هكذا ‏صرخة شيعة شيعة شيعة ‏لم تزعج عمليا حتى أخصام الشيعية المسلحة في الطبقة السياسية ‏لأنها عمليا باتت تدافع ‏بعد الثورة الاخيرة عن كل النظام السياسي وهذا تحوّل نوعي لن يحبه شيعة الثورة الغفيرون بل الأرجح سيخجلون منه.

 

 "المقاومة الاقتصادية" إنجاز العهد الحقيقي

هيام القصيفي/الأخبار/28 تشرين الثاني 2019

لعل أكثر ما تمكّن العهد من تحقيقه، هو أن «المقاومة الاقتصادية» التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في آذار الفائت أصبحت أمراً واقعاً. فعون دعا اللبنانيين إلى أن يأكلوا مما يزرعون وإلى الامتناع عن شراء منتجات أجنبية، وحثّهم على السياحة الداخلية بدل إنفاق أموالهم في الخارج. وفيما كان الوزير جبران باسيل ينتقد صرف اللبنانيين أموال سلسلة الرتب والرواتب على رحلاتهم خارج لبنان، كانت الحكومة تبحث في ضرائب جديدة على بضائع مستوردة إضافة إلى الرسم الجمركي، رغم اعتراض الهيئات الاقتصادية والتجارية.

بعد أشهر على هذا الخطاب، بات اللبنانيون فعلاً أمام نموذج اقتصادي جديد، لا قدرة لهم معه لا على السفر إلى الخارج ولا على شراء منتجات أجنبية، في موازاة ارتفاع السلع اللبنانية المنشأ. هي حالة استثنائية لم يشهدها لبنان منذ عام 1975، حتى مع انخفاض سعر الليرة في عهد الرئيس أمين الجميل. ففي عزّ الحرب اللبنانية، ونتيجة تدفّق الأموال من تنظيمات ودول عدة، واختلاف وضعية المصارف، وبسبب انتشار المرافئ غير الشرعية والتهريب والعلاقات مع دول الجوار التي لم تكن متفجّرة كما حالها اليوم، كانت حالة التطبيع الاقتصادي والمالي «مزدهرة» في كل الكانتونات التي كانت قائمة آنذاك. منذ انتهاء الحرب، ومع انفلاش مشروع الرئيس رفيق الحريري الإعماري والاقتصادي، تراكمت حالة التدهور سنة بعد أخرى، لكنها ظلت مغطاة بقشرة رقيقة من المظهر البرّاق نتيجة استتباب حالة السلم. بعد سنة 2005، وحتى اليوم، ونتيجة تغيّر ظروف المنطقة وصعود بعض القوى السياسية وهبوط أخرى، وحرب تموز ومن بعدها الصدام السُّني - الشيعي، تراجع المشهد الاقتصادي لمصلحة واقع سياسي تتقاطع فيه كل خلافات المنطقة ومصالحها.

ما حصل مع العهد الحالي هو أن الحالة الاقتصادية انكشفت فعلياً بكل عوراتها. صحيح أن عون لا يتحمّل مسؤولية الفساد المتراكم منذ التسعينيات، ولا تبعات الانهيار الاقتصادي والمالي الذي هندسته سياسات مصرفية. لكن منذ ثلاث سنوات، بيّنت حكومتا العهد، اللتين له فيهما حصة وازنة وأكثر، انهما قد تكونان الأسوأ في تاريخ الجمهورية الثانية بحسب توصيف أحد السياسيين. ورغم محاولات رئيس الجمهورية تغيير النهج القائم بطروحات إصلاحية، بقيت محاولاته كلامية وحبراً على ورق، في وقت وُجّهت اتهامات كثيرة إلى ممارسات فريقه السياسي مالياً واقتصادياً، والتي ساهمت في تعزيز المنظومة القائمة، ما أدى إلى انفجار الأزمة في وجهه وحده. بعد أسابيع الانتفاضة الشعبية، تحوّل استهداف الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري إلى زاوية أخرى، بعدما قدّم الحريري استقالته ثم قاد مفاوضاته الحكومية على وقع نزول مناصريه على الأرض، والأول من خلال تحريك مناصريه على الأرض في مواجهة قطع الطرق والمتظاهرين، لا سيما بعد فشل انعقاد جلسة مجلس النواب. في المقابل خسر عون فرصته أكثر من مرة في التقاط كرة النار الاقتصادية والسياسية. رغم أنه أطلّ مخاطباً اللبنانيين، مرات عدة وأكثر بكثير من إطلالات بري والحريري المقتضبة، لكن ذلك لم يشفع له، بل راكم الانتقادات ضده. هناك أزمة حقيقية في إدارة فريق عون لأن العامل الشخصي طغى على أسلوب المعالجة.

وبدل الفصل بين الأزمتين السياسية والمصرفية والمالية، دمجت إدارة هذا الفريق بين الأزمتين، ما أفقدها القدرة على القيام بخطوات إنقاذ سريعة في المجال النقدي الذي تتّهم بأنها تغطي عثراته، لأن أزمة السيولة والإدارة السيئة للقطاع المصرفي مزمنة وكانت مرشّحة للانهيار، حتى لو لم تنفجر الحركة الشعبية في وجه الحكومة والدخول في أزمة التكليف والتأليف. وهذا يعني أن رئيس الجمهورية كان، ولا يزال، قادراً على أن يؤدي دوراً فاعلاً في وضع حالة طوارئ مالية تتقدّم على الاستشارات الحكومية. لأن أي حكومة، مهما كان نوعها، لن تتمكن في ظل الأزمة الراهنة من اجتراح العجائب في وقت قصير ووقف انهيار سعر الليرة وتهرّب المصارف من تسديد مستحقات المودعين. ففي ظل حكومة تصريف الأعمال، وتدهور الوضع الأمني والمالي، يمكن لعون أن يدعو إلى اجتماعات أمنية مماثلة للمجلس الأعلى للدفاع، وإلى وضع السياسة المالية على الطاولة، لاتخاذ إجراءات فورية كفيلة بطمأنة المودعين بدل الاكتفاء بالتبريرات الوهمية لجمعية المصارف ورئيسها وحاكم مصرف لبنان.

حتى الآن يكتفي العهد بتسجيل النقاط في مرمى الحريري، رغم أن الجميع يعرف أنه بات لا يكنّ ودّاً له، ويفضّل أي شخصية سنية عليه، وهو يستفيد من عدم وجود ما يفرض عليه مهلاً للاستشارات كما هي حال أي رئيس مكلف، فيغرقان معاً في أزمة صلاحيات من دون الالتفات إلى الأزمة المعيشية التي تزداد حدّة. يقول أحد الوزراء إن الوضع الاقتصادي والمصرفي على شدّته يصرف نظر الناس عن الأزمة السياسية. فهل هذا يعني أن إهمال المعالجات المالية مقصود أيضاً. النوم على حرير انشغال الناس أمرٌ فيه مجازفة كبيرة، لأن هؤلاء على موعد في نهاية الأسبوع مع مواجهة جدية لاستحقاق يتعلق برواتبهم وتقريشها بعد ارتفاع أسعار كل السلع وانخفاض سعر الليرة، ناهيك عن تدهور القطاع الاستشفائي بكل مستوياته، وبدء التوترات الأمنية. وهم سيكونون أمام مفترق طرق: إما الاستسلام الكلي للطبقة السياسية والمالية مع كل مستلزمات اليأس المزمنة، أو مواجهات تأخذ هذه المرة أساليب جديدة لاستعادة حقوقهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية يترأس اجتماعا ماليا غدا في بعبدا

وطنية - الخميس 28 تشرين الثاني 2019

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في القصر الجمهوري عن اجتماع مالي يعقد في بعبدا غدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: المال علي حسن خليل، الاقتصاد منصور بطيش، الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل أفيوني، والدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس جمعية المصارف سليم صفير، رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود والمستشار الاقتصادي للرئيس سعد الحريري نديم المنلا، لعرض الاوضاع المالية في البلاد.

 

عون عرض التطورات مع كوبيتش ووفد الجامعة العربية وابرق الى ماكرون: الوضع لا يحتمل شروطا وشروطا مضادة وعلينا العمل معا للخروج من الأزمة

وطنية - الخميس 28 تشرين الثاني 2019

أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، الذي زاره والوفد المرافق، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، انه "يواصل جهوده لتحقيق تفاهم حول الحكومة الجديدة"، معتبرا "ان الوضع الراهن في لبنان لا يحتمل شروطا وشروطا مضادة، بل علينا العمل معا للخروج من الازمة الراهنة على نحو يحقق مصلحة اللبنانيين ويساهم في حل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد".

واشار الرئيس عون الى انه "يؤيد غالبية المطالب التي رفعها الحراك الشعبي لأنه سبق ان قدم اقتراحات قوانين لتحقيقها، ولا سيما ما يتصل منها بمكافحة الفساد وتفعيل الاصلاحات ومنع الهدر ورفع الحصانة عن المرتكبين وغيرها، والى انه دعا المتظاهرين، اكثر من مرة، الى الحوار معهم وسيواصل مساعيه لايجاد الحلول المناسبة للأزمة".

وخلال اللقاء، الذي حضره وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والسفير عبد الرحمن الصلح والوفد المرافق، لفت الرئيس عون السفير زكي الى ان "الدعم العربي للبنان يجب ان يترجم في خطوات عملية ولا سيما بالنسبة الى المساعدات لمعالجة الوضع الاقتصادي المتردي والذي نتج في جانب منه بسبب تدفق النازحين السوريين الى لبنان والذي بلغ عددهم مليونا و900 الف نازح "عاد منهم حتى الان زهاء 400 الفا وبقي مليون و500 الف نازح". وقال: "ان المساعدات التي ترد الى النازحين غير كافية ما ترك انعكاسات سلبية على الواقع الاقتصادي اللبناني بحيث تكبد لبنان حتى الان خسائر فاقت قيمتها 25 مليار دولار نتيجة تضرر البنى التحتية، ناهيك بكلفة الرعاية الصحية والتربوية والاجتماعية، فضلا عن الخسائر التي مني بها الاقتصاد اللبناني والبطالة التي اصابت العمال اللبنانيين.

وحمل رئيس الجمهورية السفير زكي تحياته الى الامين العام لجامعة الدول العربية وشكره على الاهتمام الذي يبديه حيال لبنان.

وكان زكي ابلغ عون ان الهدف من زيارته والوفد المرافق "الاعراب عن دعم الجامعة العربية للبنان والاطلاع على حقيقة الاوضاع الراهنة فيه وتأكيد التضامن معه والرغبة في المساعدة في المجالات كافة".

زكي

وبعد اللقاء، صرح زكي للصحافيين: "تشرفت بلقاء فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موفدا من الأمين العام لجامعة الدول العربية لنقل رسالة حول التطورات في لبنان. فلبنان بلد مهم ومؤسس في المنظومة العربية، والتطورات فيه تهمنا جميعا، وتهم العرب وهي دائما لها تبعات وارتدادات ومنها اقليمية، وبالتالي، فان النظر الى هذه التطورات يكون دائما محل اهتمام واعتبار".

اضاف: "إن الوضع في لبنان ليس سهلا، فهناك تأزم سياسي وأخطار اقتصادية ووضع غير مستقر في الشارع. ولا بد من أن يكون هناك موفد عربي لمتابعة هذا الوضع مع القيادة اللبنانية، اي مع فخامة الرئيس، ورئيس مجلس النواب، ورئيس حكومة تصريف الاعمال والقادة اللبنانيين الآخرين كي ننقل اليهم جميعا اهتمام الجامعة ودعمها واستعدادها للعمل على مساعدة اللبنانيين للخروج من هذه الازمة، سواء من الناحية السياسية او الاقتصادية. ولكن بطبيعة الحال، فإن العبء الاكبر يكون على اللبنانيين انفسهم لأن هذا هو بلدهم وهذه الاوضاع تخصهم في المقام الاول، وما الخارج إلا داعم لما يحصل في الداخل من محاولات لإيجاد حل ولتسوية اي ازمات. وسنعقد عددا آخر من اللقاءات اليوم ونتمنى في نهايتها ان تكون اكتملت الصورة لدينا لنستطيع أن نقرر الخطوة التالية في هذا الموضوع".

وردا على سؤال عن مبادرة ما تعمل عليها الجامعة العربية، اشار زكي الى أن "هذا هو تحرك الجامعة في الوقت الحالي، واي تحرك آخر يأتي في اعقاب الاستماع الى جميع الاطراف لمعرفة مدى امكان ان تقوم الجامعة العربية بدور ما في هذا المجال".

كوبيتش

واستقبل الرئيس عون المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان السفير يان كوبيتش الذي أطلعه على المداولات خلال الجلسة التي عقدها مجلس الامن الدولي الاثنين الماضي، والتي تناولت "تطورات الوضع في لبنان ومسار تطبيق القرار الرقم 1701، ومضمون البيان الذي صدر بالاجماع عن اعضاء المجلس بعد الاجتماع والذي أكد اهمية المحافظة على الاستقرار في الجنوب اللبناني ودعم الدور الذي تقوم به القوات الدولية ("اليونيفيل")، بالتنسيق مع الجيش".

وخلال اللقاء، الذي حضره الوزير جريصاتي، تم التداول في الاوضاع الداخلية والاتصالات الجارية لتأليف الحكومة الجديدة.

برقية تعزية الى ماكرون

على صعيد آخر، ابرق رئيس الجمهورية الى نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون معزيا بضحايا حادث التصادم بين طائرتين عسكريتين في مالي، والذي اودى بحياة 13 ضابطا فرنسيا.

وجاء في البرقية: "في هذه الظروف الاليمة، اتوجه اليكم باسمي الشخصي وباسم الشعب اللبناني بأحر التعازي، املا نقلها الى عائلات الضحايا والمناطق التي ينتمون اليها، محييا شجاعتهم والتزامهم مكافحة الارهاب اينما كان".

 

الحريري استقبل وفد الجامعة العربية وعزى ماكرون بضحايا مالي زكي: نحن هنا للمساعدة ونأمل قريبا ايجاد مخرج للوضع المقلق المأزوم

وطنية - الخميس 28 تشرين الثاني 2019

استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، عند الأولى من بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي والأمين العام المساعد السفير عبد الرحمن الصلح والوفد المرافق.

زكي

بعد اللقاء، قال زكي: "تشرفت بلقاء الرئيس الحريري، وكانت فرصة طيبة للغاية، استمعت الى رؤيته بالنسبة الى الوضع الراهن، ونقلت اليه رسالة من الأمين العام لجامعة الدول العربية حول الوضع في لبنان. وكما قلت اليوم الوضع يشعرنا بالقلق، لان عناصر الازمة السياسية والوضع الاقتصادي الحرج تتجمع فيه، وأيضا حراك الشارع. الجميع يعلم ان حراك الشارع، وباعتراف كل السياسيين اللبنانيين والقادة اللبنانيين، محق في مطالبه، ونقدر ونفهم ذلك. ولكن حراك الشارع يأتي أيضا بكلفة اقتصادية تزيد من خطورة الوضع، والامر كله يحتاج الى دعم اللبنانيين ولبنان، ونحن جئنا الى هنا لكي نمد يد المساعدة الى لبنان، ولنقول له انت لا تقف وحدك، وكما واكبت الجامعة العربية لبنان في محطات كثيرة سابقة، تقف معه أيضا في هذه الازمة، وتريد ان تساعده. اما العبء الأكبر فيقع على اللبنانيين انفسهم باعتبارهم أصحاب هذا البلد وادرى بشعابه، كما يقال، وبالتالي نحن دورنا مساعد سواء سياسيا او اقتصاديا او خلاف هذا، ووجودنا هنا من اجل المساعدة.

وختم: "نأمل الخير لهذا البلد العزيز، ونتمنى له التوفيق، وان شاء الله يكون هناك مخرج للوضع المأزوم قريبا."

برقية تعزية

من ناحية ثانية: ابرق الرئيس الحريري الى كل من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء ادوار فيليب معزيا بضحايا حادث التصادم بين طائرتين عسكريتين فرنسيتين في مالي، والذي أودى بحياة 13 عسكريا فرنسيا.

 

بري إستقبل كوبيتش وسفيرة اوستراليا زكي: مسألة تشكيل الحكومة على صعوبتها لا بد ان تحل تفاديا لأي آثار سلبية

وطنية - الخميس 28 تشرين الثاني 2019

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، وكان عرض لآخر التطورات والأوضاع الراهنة.

زكي

بعد اللقاء، قال زكي: "تشرفت بمقابلة دولة الرئيس نبيه بري حيث نقلت لدولته رسالة شفهية من معالي امين عام الجامعة العربية تتعلق بالوضع في لبنان وتطوراته من كل الجوانب السياسية والإقتصادية. وقد استمعت من دولة الرئيس الذي اعرب عن تقديره لدور الجامعة، كما استمعت الى تقييمه للوضع من كل نواحيه، واعتقد ان مسألة تشكيل الحكومة على صعوبتها فهي في النهاية لا بد من ان تحل، وهي مسألة اساسية للبنان لتفادي أي آثار سلبية على وضعه الإقتصادي ووضع السلم الأهلي فيه، طبعا لقد شجعنا بكل ما نستطيع لتقديم افكار ومبادرات وكل طرح ممكن".

أضاف: "كما أوضحت لدولة الرئيس بأن الجامعة حاضرة للقيام بأي تحرك يمكن ان يساعد اللبنانيين في هذا الوضع المأزوم للخروج منه بأقرب فرصة ممكنة، وسنواصل اللقاءات اليوم، متمنين للبنان واللبنانيين كل الخير".

وردا على سؤال عما يمكن ان تقدمه الجامعة العربية من مساهمة لحل الأزمة، قال زكي: "الوضع السياسي مأزوم كما يعلم الجميع، والدخول على خط التسوية السياسية ليس سهلا، وهناك تمسك واضح من كل الأطراف بمواقفها السياسية ولكن دعونا نكمل دائرة الإتصالات ولنتفاهم مع الجميع حول المعضلات الأساسية وسبل الخروج منها".

سفيرة أستراليا

كما استقبل الرئيس بري سفيرة أستراليا في لبنان ريبيكا غريندلاي.

كوبيتش

وبعد الظهر، عرض الاوضاع العامة لا سيما الوضعين الاقتصادي والمالي وآخر المستجدات السياسية، خلال استقباله المنسق الخاص الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش.

 

الخارجية عزت بضحايا حادثة مالي وباسيل أبرق لنظيره الفرنسي

وطنية - الخميس 28 تشرين الثاني 2019

توجهت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، ب"أحر التعازي لشعب وحكومة الجمهورية الفرنسية الصديقة ولعائلات الضحايا الذين سقطوا في حادثة تصادم المروحتين في مالي". ووجه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل برقية تعزية الى نظيره الفرنسي جان ايف لودريان لتعزيته بسقوط الضحايا ال13 الذين كانوا في مهمة لحفظ الامن والسلام في مالي.

 

الوفاء للمقاومة دانت توتير الشارع واستنفار العصبيات: لتقم الحكومة المستقيلة بواجباتها

وطنية - الخميس 28 تشرين الثاني 2019

عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري، بعد ظهر اليوم في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها. واصدرت البيان الآتي:

"على وقع مغاير للاتصالات والمداولات المكثفة التي تجري متسارعة بين الفرقاء لتهيئة الأجواء الملائمة لولادة حكومة جديدة تنهض بأعباء البلاد رغم الصعوبة التي بلغها وضعها النقدي والاقتصادي، وتستجيب في الآن نفسه للمطالب المشروعة للمواطنين.. يصر البعض على استخدام التوتير وعرقلة حياة اللبنانيين سبيلا للرقص على أوجاع الناس وأزمة البلد عموما.. مرة عبر الاستفزاز والشتائم والتطاول على رموز وقيادات.. وتارة أخرى عبر قطع الطرقات وإعاقة حركة التنقل للناس بين مختلف المناطق اللبنانية، الأمر الذي يتسبب بمشاحنات من جهة أو بوقوع ضحايا ومصابين من جهة أخرى تماما كما حصل مؤخرا مع استشهاد حسين شلهوب وشقيقة زوجته سناء الجندي وإصابة ابنته نور عند مفترق برجا على طريق الجنوب - بيروت، إضافة إلى الحوادث الأخرى الدامية التي سبق أن حدثت في خلدة وزحلة وخلفت أسى ولوعة ومرارة في النفوس. إن التوتير الدائم هو خيار الراغبين في استيلاد التعقيدات، وهو السبيل المفتعل لقطع الطريق أمام تبيان الحقائق وتقدم المعالجة، وقد يهدد بتداعيات غير محسوبة ولا تخدم الأهداف المتوخاة. وإن الأزمة التي تعصف بالبلاد تحتاج مقاربتها إلى كثير من الصدق مع الله ومع النفس ومع الناس.

لقد تدارست الكتلة اليوم آخر تطورات الجهود والاتصالات الجارية والمواقف إزاء الشأن الداخلي والحكومي وخلصت إلى ما يأتي:

1- ان الموجبات الدستورية تفرض على الحكومة المستقيلة القيام بواجباتها في تسيير شؤون الدولة، وتحمل مسؤولياتها القانونية تجاه الشعب اللبناني بخاصة في ظل ارتفاع الاسعار وتدهور سعر العملة الوطنية، وهما أمران يحتاجان الى اجراءات فورية ردعية لكبح جماح المستغلين وتأمين مستلزمات توفر السلع الاساسية في الاسواق، فضلا عن ضبط الأمن وحماية حقوق المواطنين في المجالات المختلفة.

2- إن تدارك التردي الخطير للوضعين النقدي والاقتصادي للبلاد يتطلب تحملا للمسؤولية الوطنية وتحسسا لطبيعة المخاطر وحجمها ليصار بشكل سريع جدا إلى مباشرة الإجراءات الكفيلة بوقف التدهور.. وكل ذلك يتوقف على تشكيل حكومة منسجمة ومتفاهمة ذات منهجية جديدة في منطلقاتها وإجراءاتها.

إن ترؤس مثل هذه الحكومة لا يجوز أن يخضع لأية حسابات بعيدا عن مصلحة الوطن. فالقوانين والوقائع هي التي تؤشر إلى المتاح في الظرف الراهن بعيدا عن أية نزعة حالمة أو عن أية سقطة في فخ تصفية الحسابات..

أزمة البلاد خانقة .. ولا إمكان لوقف تدهورها إلا بتفاهم بين جميع المخلصين، وبحسن الاستفادة من الطاقات المتوفرة والمناسبة.

3- ندعو الجميع إلى الابتعاد عن أساليب المناورة في نسج المواقف التي تفاقم الأزمة وتزيد من مخاطرها، والذهاب إلى مباشرة الأمور بواقعية وشجاعة وحرص عملي وجاد من أجل تجاوز التعقيدات التي ستطال تداعياتها الجميع.

4- تدين الكتلة منهجية توتير الشارع واستنفار العصبيات الطائفية والمذهبية ولغة السباب والشتائم والمس بالممتلكات العامة أو الخاصة وقطع الطرقات وتهديد وابتزاز المواطنين أنى حصل ذلك، وتدعو القيادات والقوى السياسية للمبادرة إلى ضبط مثل هذه الممارسات حيث أمكن، واعتبار ذلك واجبا وطنيا وأخلاقيا ونضاليا.

5- إن تخيير اللبنانيين بين "الفقر الدائم أو الرفاه المحتمل" كما ورد في مرافعة فيلتمان أمام الكونغرس الأميركي يبدو "كوعد إبليس بالجنة"، وهو في الحقيقة تحريض موصوف ينطلق من عقدة الفشل الملازمة لصاحبه، فضلا عن أنه غير واقعي وينطوي على استخفاف متعمد بعقول اللبنانيين، فإنه يتضمن مصادرة مسبقة للموقف الوطني وللكرامة الوطنية في آن، وهذه المصادرة مرفوضة قطعا من شعبنا اللبناني العظيم".

 

سامي الجميل استقبل حسام زكي: بدل تحريك الشوارع بهدف الفتنة انصرفوا الى الاستشارات فورا

وطنية - الخميس 28 تشرين الثاني 2019

استقبل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي على رأس وفد نقل رسالة من الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط تتضمن تأكيد الدعم والمساندة للبنان للخروج من ازمته.

ضم الوفد الأمين العام المساعد السفير عبد الرحمن الصلح، الوزير المفوض لمى قاسم، المستشار جمال رشدي والدكتور يوسف السبعاوي. وحضر اللقاء النائب الياس حنكش، امين عام الكتائب نزار نجاريان، عضو المكتب السياسي مجيد العيلة ورئيس الجهاز الاقتصادي الاجتماعي جان طويله. وعلى الاثر، شكر رئيس الكتائب بحسب بيان للحزب، "وفد جامعة الدول العربية الذي أراد اضافة الى الاستماع لوجهة نظر رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة، الاستماع ايضا الى وجهة نظر المعارضة".

وفي الشأن الحكومي، توجه الجميل الى "كل القيمين على عملية تشكيل الحكومة"، بالقول: "لا أعرف اذا كانوا يعيشون في لبنان او خارجه، لكن من لم يستوعب فظاعة الكارثة فهو يعاني من مشكلة كبيرة، ومن لا يرى عدد الشركات التي تقفل واللبنانيين الذين اصبحوا بلا عمل أو يحصلون على نصف راتب، ومن اصبح خارج منزله لانه لا يستطيع دفع الايجار". أضاف: "نناشد مرة اخرى، لا مبرر لتأخير التكليف ومن يقول ان التكليف اضاعة للوقت فهو مخطىء لأن ما يأخذ وقتا هو المحاصصة والمفاوضات على حقيبة او وزير، اما تشكيل حكومة اختصاصيين واختيار الاكفاء فلا يأخذ وقتا، والمهم ان تزيلوا سيطرتكم عن هذه الحكومة لتشكيل حكومة اختصاصيين". وتابع: "اما اذا اردتم الاكمال وفق الطريقة القديمة، فالامور بالتأكيد ستأخذ وقتا سواء بالتكليف والتشكيل". وقال: "الشعب اللبناني كان واضحا منذ بدء الثورة حتى الان وطالب باستقالة هذه الحكومة وتشكيل حكومة حيادية من اختصاصيين، والمطلوب اليوم هو تكليف رئيس حكومة حيادي يشكل حكومة حيادية من اختصاصيين، لان البلد واللبنانيون لا يحتملون اكثر، ومن لا يشعر بما يحصل على الارض فهو يعاني اذا من مشكلة كبيرة".

أضاف: "ندق جرس الانذار، وبدل الغرف السوداء لتحريك الشوارع واقامة فتنة متنقلة تبدأ من طرابلس وتنتهي في صور مرورا ببعلبك والشياح وبكفيا وافتعال المشاكل في كل المناطق، واخذ النقاش الى مكان آخر، يجب ان تهتموا بإنقاذ البلد".

وأكد ان "الرد الأجمل على هذا المخطط أتى من امهات الشياح وعين الرمانة اللواتي اكدن مرة جديدة انكم لن تتمكنوا من جر لبنان واللبنانيين الى ذلك المكان لانهم تعلموا الدرس ولن يعودوا اليه". وقال: "حاوِلوا استفزازهم قدر المستطاع ولكن لن نعود الى ذلك المكان".

أضاف: "طريقة تشكيل الحكومة هي نفسها تعتمد منذ 15 سنة وحتى اليوم، كل واحد يريد حصة والسيطرة وان يكون القرار له وكل شخص يريد مصالحه".

وتابع: "كفى مصالح، اليوم مصلحة اللبنانيين فوق كل اعتبار، فماذا تنتظرون؟". وجدد الجميل المطالبة بالدعوة الى "الاستشارات اليوم قبل الغد، وتكليف رئيس حكومة حيادي يحظى بغطاء ليتمكن من تشكيل حكومة تضم افضل اللبنانيين في لبنان والخارج"، وقال: "لنأت بكل الاكفاء الى الحكومة ليكون لدينا فرصة للانقاذ، وما عدا ذلك تضييع للوقت وضرب لمستقبل لبنان وشبابه". وردا على سؤال، قال: "ما يحصل اليوم، يعطي الحق للثورة بأن تنتفض على طريقة ادارة البلد، وفي ظل الظرف الكارثي ما زالوا يؤجلون ويفاوضون كل شخص يضع شروطا من جهة ولا يريدون الاستماع للناس". وختم: "على ماذا يفاوضون؟ الدولة صورة عن الناس واذا اراد الناس حكومة اختصاصيين لا يحق لهم الوقوف بوجه ارادة الناس".

 

قاسم: موقفنا من الاعتداءات والفوضى واضح وقطع الطريق عقاب للمواطنين

وطنية - الخميس 28 تشرين الثاني 2019

ألقى نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، كلمة خلال ندوة حوار مع أعضاء المفوضية العامة في كشافة الإمام المهدي، قال فيها: "أصبحت الأزمة محيطة بحياة الناس من الجوانب المعيشية والمالية والاجتماعية والاقتصادية بشكل مؤلم ومؤذ، وكل يوم من الفراغ يزيد الألم والأخطار، ولم يعد مقبولا المراهنة على لعبة الوقت والضغط لتشكيل الحكومة، فخيارات الحل المتاحة معروفة ومحدودة وليست مفتوحة، لذا لا بد من المبادرة إلى حسم خيار تسمية رئيس الحكومة وتشكيلها، وعدم إضاعة الوقت الذي يتراكم أضرارا كبيرة على الناس، وعلى الوضع الاقتصادي المالي العام". واضاف: "إن مطالب الناس مشروعة ونحن جزء منهم ونتبنى هذه المطالب التي نعتبرها حقا طبيعيا للمواطنين في بلدهم، ونعمل من أجل تحقيقها بكل السبل المتاحة، ونعتبر أن حق الاجتماع في الساحات والتظاهر لرفع الصوت عاليا وللضغط على المسؤولين أمر مشروع يجب حمايته، ولكن قطع الطريق وتعطيل حياة الناس أمر مرفوض، لأنه عقاب من مواطن لمواطنين، وليس حلا للضغط على السلطة. وقد أثبت قطع الطريق خطأه وأخطاره، فكيف إذا أدى إلى القتل والجرح والفتن المتنقلة من مكان إلى آخر. إن شهادة حسين شلهوب وسناء الجندي على طريق الجية بسبب قطع الطريق يرقى إلى مستوى الاعتداء والجريمة، فكفى لهذا الشكل من التحرك الذي لا يمس المسؤولين، بل يعوق لقمة عيش الفقراء وعموم المواطنين ويعمق الأزمة بين الناس ولا يؤدي إلى الهدف المنشود. نحن ندعو الجيش والقوى الأمنية الى ان يتحملوا كامل المسؤولية في ضمان سلامة الطريق وسلامة المواطنين، وهذه مهمة كبيرة وأساسية وواجبة على الجيش والقوى الأمنية".وأكد "أننا نستنكر كل أشكال الشتم والإهانات والضرب ورمي الحجارة وغيرها من أي جهة كانت"، وتابع: "حزب الله" واجه الفتنة المذهبية والطائفية والمناطقية، وعمل على وأدها في محطات كثيرة من عمله السياسي، وسيبقى حاضرا لمواجهتها ومنعها. نحن ندعو إلى كشف ومعاقبة الذين يتحركون في الخفاء لإثارة الفتنة والتحريض وتضييع الأهداف والحقوق، وقد أشكل بعضهم علينا لعدم استنكارنا بعض الأحداث، وهذا مستغرب، فموقفنا معروف، نحن مع حق التعبير السلمي الحضاري ومع حق الإختلاف السياسي، ونعلن مواقفنا التي نتبناها بكل جرأة ووضوح، ولكن لا يمكننا التعليق على كل حدث لكثرة الأحداث وتشابهها يوميا، فما دام موقفنا واضحا فهذا يكفي مع تكرار الأحداث وتشابهها، الكل يعلم أن لا علاقة لنا بكل الأحداث التي جرت فيها الفوضى والاعتداءات وما شابه وسنبقى على هذا الموقف".

 

رابطة اللاتين: للكف عن الدلع السياسي والمباشرة بالاستشارات بدل الاساءة الى اللبنانيين

وطنية - الخميس 28 تشرين الثاني 2019

إستنكرت رابطة اللاتين في لبنان، في بيان اصدرته بعد زيارة تفقدية قام بها رئيسها واعضاء من الهيئة التنفيذية لشارع مونو و"الصيفي فيلدج" في الاشرفية وساحتي الشهداء ورياض الصلح، "الاعتداء المخزي الذي تعرضت له ساحات الاعتصام في وسط بيروت وعملية الغزو الهمجية للأحياء السكنية الآمنة".

أضاف البيان: "بدلا من أن تبادر السلطة الى تلبية مطالب الناس الموجوعة الثائرة، عبر الكف عن الدلع السياسي وإلهاء الناس والمباشرة فورا بالاستشارات النيابية الملزمة من أجل تشكيل حكومة إنقاذية تعمل على لملمة الاوضاع الخطيرة على كل المستويات، راحت هذه السلطة تمعن في اساءتها الى اللبنانيين فتسعى وبكل اساليبها الى التهويل بالفوضى وإعادة فرز اللبنانيين بين شوارع متقابلة وإحياء الخطاب المذهبي والطائفي والعنفي في مواجهة سلمية الانتفاضة ومدنيتها وخطابها الوطني الجامع، وكأن هذه السلطة تريد أن تثأر من مشهدية عيد الإستقلال المدنية الراقية عبر استحضار مفردات وذكريات الحرب الأهلية التي عملت الانتفاضة على طي صفحاتها السوداء". ودعت الرابطة "الجيش اللبناني والاجهزة الامنية الضامنة الشرعية للسلم الاهلي والوحدة الوطنية الى حماية الثورة السلمية الحضارية التي تعبر أصدق تعبير عن حق اللبنانيين وتطلعاتهم الى بناء مستقبل آمن لهم ولأبنائهم بوجه الفاسدين والناهبين لأموال وحقوق الشعب اللبناني".

 

وقفة تضامنية لأهالي اقليم الخروب وبرجا في الجية تحية لروح شلهوب والجندي وتأكيد على المحبة ونبذ الفتنة

الخميس 28 تشرين الثاني 2019

وطنية - اقليم الخروب - نظم أهالي اقليم الخروب وقفة تضامنية تحية لروح حسين شلهوب وسناء الجندي، عند الأوتوستراد الساحلي في الجية حيث قضيا منذ ثلاثة أيام، ورفع الشبان الأعلام اللبنانية، وسط انتشار لعناصر من الجيش اللبناني.

سعد

وألقى أحمد سعد كلمة باسم أهالي اقليم الخروب وبرجا، قال فيها: "جئنا نقف اليوم، امام هلع وفتنة كبيرة، نريد أن نمتص هذا الغضب ونجعل في قلوبنا المحبة بين أهالي برجا والجنوب وجزين وطرابلس، لذلك أتوجه إلى أهالي الشهداء وأقول بأن وجعكم هو وجعنا، ونطلب من الجميع عدم الإستفزاز عبر وسائل التواصل الإجتماعي، لن يجعل أحد برجا والجنوب على محور مرة اخرى، فنحن اخوة وسنبقى كذلك".

أضاف: "أهالينا في الجنوب، لقد تعودنا على الشهادة وهذه ايضا شهادة، كنا نتمنى أن يكون هناك ايضا محبة من الذين يرمون الفتنة يوميا، ونقول لهم: نحن يد واحدة وقلب واحد ودين واحد ورب واحد وسجادة صلاة واحدة. لبنان اليوم مسيحيين ودروزا وشيعة وسنة كله يد واحدة، ولا يحلم أحد بأن يكون هناك محاور مجددا او نقطة دم".

وختم: "نحن وأهالي برجا نرفض اي اتهامات، ونأمل من اهل الجنوب ألا يصغوا لأحد، الحادثة قضاء وقدر ونعزي أهالينا في الجنوب".

الرفاعي

وقال محمد الرفاعي باسم "سرايا المقاومة" في اقليم الخروب: "جئنا في وقفة تضامنية مع أهلنا وإخواننا في الجنوب، ونتوجه بالتعزية لأهالي الجنوب عامة ولآل شلهوب والجندي خاصة، ونؤكد أن ما يربطنا مع أهلنا في الجنوب أقوى من أواصر الدم، تجاوز حد الأخوة، فنحن أكثر من أخوة".

أضاف: "ما حصل آلمنا جميعا، وهذا الحدث الجلل هو مصابنا في كل بيت. وأؤكد أن برجا وإقليم الخروب في صلب المقاومة لا بل عصبها، كانوا وما زالوا وسيبقون يقاتلون كل أعداء الأمة وعلى رأسهم العدو الصهيوني".

وختم: "نقول لأهلنا في الجنوب ان برجا وإقليم الخروب كانا ولا يزالان وسيبقيان الصدور المفتوحة والبيوت المفتوحة لكم في كل وقت وحين".

حدادة

وتحدث العميد خالد حدادة باسم فاعليات برجا، فقال: "المناسبة مؤلمة جدا لأهل برجا، فهم دائما يقفون وقفة بطولية مع أهالي الجنوب، كما في حرب تموز ومناسبات اخرى. برجا بوابة الجنوب، وهي دائما ستضحي من أجل الجنوب والمقاومة".

 

قائد الجيش عرض الاوضاع مع كوبيتش وزكي والسفير البابوي

وطنية - المتن - الخميس 28 تشرين الثاني 2019

استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

كما استقبل عون الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي على رأس وفد مرافق.

ثم التقى السفير البابوي في لبنان المونسينيور جوزف سبيتاري، وتم التداول في شؤون مختلفة.

 

الأحرار: لتشكيل حكومة توحي بالثقة وتجترح الحلول

وطنية - الخميس 28 تشرين الثاني 2019

شجب المجلس الأعلى لـ "حزب الوطنيين الأحرار" بعد اجتماعه الأسبوعي في البيت المركزيفي السوديكو، برئاسة دوري شمعون، "التصرفات الاستفزازية والميليشياوية المنادية بالمذهبية والمقرونة باعمال الشغب وتحطيم الممتلكات الخاصة والعامة وترويع الناس". وأكد المجلس "احترام الحريات العامة بالتعبير الديموقراطي الحر وبالحدود التي يسمح بها القانون، وشجب كل محاولات رمي الفتن والعودة الى منطق استعمال السلاح وفرض مفردات الحرب على اللبنانيين". وسأل البيان: "ما بال اهل السلطة، المسؤولين عن اوضاع الشعب، غير مبالين لوجع اللبنانيين من حالتهم المادية والاقتصادية المنهارة؟ ألا يستدعي الانحدار السريع نحو الانهيار المالي المريب معالجة جذرية من اهل السلطة واستنفار لكل مكوناتها لمواجهته؟". وختم: "يبدو ان العجز هو سمة هذه المنظومة الحاكمة، وعليه نؤكد مجددا، حفاظا على ما تبقى من مقدرات للبنانيين، وجوب تشكيل حكومة لا تشبه الحكومات الاخيرة المتعاقبة، حكومة اختصاصيين مستقلين توحي بالثقة للشعب الثائر وللمجتمعين العربي والدولي، وتعمل على اجتراح حلول للازمة الاقتصادية الراهنة، ولاعادة انتاج سلطة سياسية وفق قانون انتخاب نيابي عصري وعادل".

 

بطاركة الشرق الكاثوليك واصلوا أعمال مؤتمرهم في القاهرة وزاروا السيسي الراعي: المطلوب حكومة تنقذ البلد من كبوته الاقتصادية

وطنية - الخميس 28 تشرين الثاني 2019

واصل بطاركة الشرق الكاثوليك أعمال مؤتمرهم ال27 المنعقد في القاهرة بين 25 و29 الحالي، وتخللته زيارات رسمية وكنسية، كان أبرزها اليوم للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأفاد بيان أن السيسي أكد خلال اللقاء، "تقدير دولته للعلاقات الطيبة مع جميع القيادات الدينية المصرية والدولية باختلاف أطيافهم، لا سيما في ظل النهج الحالي للدولة في إرساء قيم التعايش وحرية العبادة".

وأشار السيسي إلى أن "تلك الثقافة بدأت بالفعل في مصر وستنتشر في المنطقة بطبيعة الحال مع مرور الوقت"، لافتا إلى "ضرورة تفهم خصوصية ثقافة المنطقة، بما تضمه من معايير ومبادىء، وهو الأمر الذي يتطلب التفاعل مع تلك الثقافة في إطار من القبول والاحترام".

زيارة لتواضروس الثاني

وكذلك، كانت زيارة لبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني في الكاتدرائية المرقسية - القاهرة، الذي أشار إلى "أهمية مؤتمر البطاركة الكاثوليك المنعقد في القاهرة، وسط هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها المشرق العربي".

الراعي

وألقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كلمة قال فيها: "نعيش في لبنان أزمة اقتصادية خانقة سببها الأزمة السياسية، وشبابنا تجاوزوا الطوائف والمذاهب وباتوا يتكلمون بلغة واحدة، رافعين راية واحدة هي راية الوطن. وفي هذه الظروف، يجب على الكنيسة أن تؤدي خدمة الحقيقة تجاه شعبها، لا سيما أن الانتفاضة الشعبية التي يشهدها لبنان أثبتت محبة الشعب لوطنه وتمسكه بكل شبر من أرضه". أضاف: "أكثر ما نحتاج إليه اليوم هو الحقيقة، لأننا نعلم أن الكذب قد ملأ العالم، والسياسات باتت كاذبة، ووسائل الاعلام تنقل احيانا الحقيقة المبهمة، وما "حدا غبي كل الناس بتعرف شو في".

السفارة البابوية في مصر

وكان البطاركة زاروا السفارة البابوية في مصر، حيث رحب بهم القائم بأعمال السفارة المونسنيور جان توماس، الذي أشار إلى أن "هذا المؤتمر يكتسب أهمية كبرى، لا سيما في ظل ما يجري في المنطقة من ثورات وحروب وتحديات كبيرة، ما يوجب على الكنيسة أن تهتم بموضوع الإعلام الذي يجب أن ينقل الحقيقة بشفافية وموضوعية".

وختم حديثه بقول للبابا فرنسيس: "الشرق في قلبي".

سفير لبنان في القاهرة

من جهته، استقبل سفير لبنان في القاهرة علي الحلبي، بطاركة الشرق الكاثوليك، بحضور ديبلوماسيين وفاعليات الجالية اللبنانية، في دار السفارة اللبنانية بالقاهرة. وتحدث الحلبي عن "سروره باستقبالهم"، مؤكدا أن "لبنان كان وسيبقى أرض الحرية والكرامة والعيش المشترك والوحدة الوطنية بين مختلف مكوناته"، وقال: "سيتخطى الأزمة الراهنة، وستتشكل حكومة تقوم بالإصلاحات المطلوبة والنهوض الاقتصادي المنشود". وطلب الحلبي دعاء وصلاة وتوجيه الآباء البطاركة للسياسيين "كي يضعوا مصلحة لبنان فوق كل اعتبار"، متمنيا "النجاح لأعمال المؤتمر السابع والعشرين لمجلس البطاركة، لما فيه خير أبنائهم في سائر بلدان الشرق". من جهته، تحدث الراعي فحيا "مصر حكومة وشعبا" راجيا لها "المزيد من التقدم والازدهار"، وقال: "من هذا البيت اللبناني، ندعو المسؤولين اللبنانيين الى تحمل مسؤولياتهم الكاملة بعد مرور أربعين يوما على الانتفاضة، ونحن نعتبرها فاتحة أمل كبيرة. إن شبابنا بكل أعمارهم ومع أهلهم ومعهم الأمهات والنساء، ومن دون أي اعتبار للانتماء الديني أو المذهبي، يلتقون في الساحات، وهم لا يعرفون بعضهم، يتحدثون بلغة واحدة هي لغة الوطن الواحد، مطالبين باستعادة الثقة، إذ قالوا: تكفينا هجرة ودمارا وحربا ونريد البقاء في وطننا"

وحذر الراعي من "نجاح مخطط البعض في استدراج هذا الحراك السلمي نحو الفتنة والحرب الأهلية، وقال: "إن المطلوب اليوم حكومة توحي بالثقة، وتكون أولى واجباتها إنقاذ البلد من كبوته الاقتصادية والمحافظة على هيبة الدولة ومقتنياتها".

وختم: "نشدد على مطالب شبابنا، ونعتبر أن صوتهم هو صوت نبوي، وعلى السياسيين ان يديروا آذانهم الى صوت الشعب".

 

باسيل أعلن تقديم اقتراح قانون لتعديل صلاحيات هيئة التحقيق في المركزي: يكافح الفساد بشكل فوري وعند إقراره يصبح الجميع أمام المشرحة

وطنية - المتن - الخميس 28 تشرين الثاني 2019

عقد رئيس "تكتل لبنان القوي" وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل مؤتمرا صحافيا في المقر العام "للتيار الوطني الحر" - ميرنا الشالوحي، عرض فيه لاقتراح قانون كشف الحسابات الذي سيقدمه التكتل ويرمي الى تعديل صلاحيات هيئة التحقيق الخاصة المنشأة بموجب القانون رقم 44/2015 (مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب). وقال باسيل: "لقد وقعنا اليوم، نحن عشرة نواب في تكتل لبنان القوي، على اقتراح قانون يرمي الى تعديل صلاحيات هيئة التحقيق الخاصة، واتفقنا ان نطلق عليه التسمية السياسية "قانون كشف حركة الحسابات ومصدر الممتلكات".

أضاف: "يأتي هذا القانون بعدما تقدمنا كتكتل بثلاثة اقتراحات قوانين لمكافحة الفساد، وهو لا يتناقض مع أي منها بل على العكس يكملها ويشملها، ولكن وجدنا بالتجربة أنه يمكن أن يكون أسرع وافعل وأكثر جدية ويعطي نتائج فورية. لقد أتتنا الفكرة بعدما تقدمنا بهذه القوانين ورفعنا السرية المصرفية عنا كنواب ووزراء التكتل، تواصلنا مع حاكم مصرف لبنان ومع هيئة التحقيق الخاصة لنرى اذا كان باستطاعتنا -بمبادرة منا- طلب رفع حركة حساباتنا، وهي هيئة تحقيق يطلب منها التحقيق في ما اذا كان في حساباتنا أي خلل، فكان الرد ان لا مرتكزات قانونية لديها لتقوم بهذا الأمر. من هنا ولدت الفكرة وعملنا على اقتراح القانون هذا". وتابع: "إن هيئة التحقيق الخاصة هي هيئة مستقلة موجودة في مصرف لبنان ووظيفتها التحقيق في حركة الحسابات وفق طلب قضائي، ونحن نريد تعديل القانون كي تبادر الى ذلك بطلب يردها من اي متضرر فورا او بمبادرة منها للتحقيق بالحسابات المصرفية العائدة الى الموظفين والقضاة وأي قائم بخدمة عامة، اي أن يشمل الجميع لجهة شرعية مصدر الأموال المودعة وانتظام حركة الإيداعات ووتيرتها وقيمتها ووجهتها. وعند توافر اي شبهة بنتيجة هذا التحقيق، يتم تجميد الحسابات احترازيا وتتحول نتائج التحقيق الى هيئة قضائية خاصة برئاسة رئيس مجلس القضاء الاعلى وعضوية رئيس مجلس شورى الدولة، النائب العام التمييزي، رئيس ديوان المحاسبة ومدعي عام المحاسبة، وتعين الهيئة القضائية الخاصة فورا احد أعضائها مقررا ليجري التحقيقات واذا ثبت اي خلل تصدر احكامها وتفرض العقوبات المنصوص عنها في قانون العقوبات وتسترد الأموال لصالح الخزينة. وبالتالي نكون قد استفدنا من تجربة هيئة التحقيق الخاصة الموجودة وطورنا عملها لتتمكن من اتخاذ الإجراءات اللازمة من دون التذرع بأي حصانة لأي نائب او وزير او اي قائم بخدمة عامة او موظف، والنتيجة هي استرداد الأموال المنهوبة لصالح الخزينة".

وقال: "هذا القانون لا يتناقض مع المنظومة الحالية ويتلاءم مع المعايير الدولية وسيقدم غدا الى مجلس النواب، وتكمن اهميته في مكافحة الفساد بشكل فوري، وعندما يقر يصبح الجميع أمام "المشرحة". كما أن لا مهلة زمنية له ويسري على السنوات الماضية".

أضاف: "كلنا سمعنا ان القوى السياسية تريد محاربة الفساد، وما حصل في الشارع يجب أن يكون حافزا اساسيا كي لا يبقى هذا الموضوع كلاما بل أن يطبق. واقتراح القانون هذا، يظهر مدى صدق والتزام القوى السياسية بإقراره ونضعه بتصرف الجميع من أجل الاطلاع عليه والاسراع في إقراره".

وأشار الى أنه "بالنسبة الى الحكومة، فسيكون للتكتل موقف يعلن عنه بشكل مفصل قريبا جدا".

نص اقتراح القانون

وفي ما يلي نص اقتراح القانون:

"المادة الأولى: خلافا لأي نص عام أو خاص، على هيئة التحقيق الخاصة المنشأة بموجب القانون رقم 44/2015 (مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب)، أن تبادر فورا بناء لطلب يردها من أي متضرر، أو عفوا بمبادرة منها، إلى التحقيق في الحسابات المصرفية العائدة للموظفين أو القائمين بخدمة عامة أو القضاة جميعهم، كما جرى تعريفهم في القانون رقم 154/1999 (الإثراء غير المشروع)، إن لجهة شرعية مصدر الأموال المودعة وانتظام حركة الإيداعات أو لجهة وتيرتها وقيمتها ووجهتها وفي كل ما يثير شبهة حول إمكانية وقوع جرم الفساد المنصوص عنه في البند 9 من المادة الأولى من القانون رقم 44/2015 أو أي من جرائم الإخلال بواجبات الوظيفة العامة، كما هي محددة عناصرها وعقوباتها في قانون العقوبات أو الإثراء غير المشروع بصورة أعم وبالتعريف الوارد في القانون رقم 154/1999.

المادة 2: على هيئة التحقيق الخاصة، عند توافر الشبهة نتيجة تحقيقها، أن تقرر تجميد الحسابات المصرفية بصورة احترازية وأن تحيل فورا نتائج التحقيق على هيئة قضائية خاصة مؤلفة من الرئيس الأول لمحكمة التمييز رئيسا وعضوية كل من رئيس مجلس شورى الدولة ورئيس ديوان المحاسبة والنائب العام التمييزي ومدعي عام ديوان المحاسبة.

المادة 3: فور تلقي الهيئة القضائية الخاصة التحقيقات، تعين أحد أعضائها مقررا ليجري التحقيقات اللازمة ويستمع إلى صاحب العلاقة ويتلقى إفادات الشهود بعد اليمين ويرفع تقريره إلى هيئته بلا إبطاء. تشمل التحقيقات أي أموال منقولة أو غير منقولة يثبت اقتناؤها في إحدى الجرائم المنصوص عنها في المادة الاولى من هذا القانون.

المادة 4: تنظر الهيئة القضائية الخاصة بالملف، فإذا ثبت لها وقوع الجرائم أعلاه، تصدر حكمها بإدانة من ثبت عليه ارتكابها من الموظفين أو القائمين بخدمة عامة أو القضاة المشار إليهم أعلاه وشركائهم ممن يثبت تدخلهم أو تحريضهم بأي شكل من الأشكال، على أن تعتمد الأصول الموجزة في إجراءات المحاكمة، مع مراعاة حق الدفاع، وعلى أن يشمل الحكم فرض العقوبات المنصوص عنها في قانون العقوبات واسترداد الأموال الناتجة من الجرائم المذكورة لصالح الخزينة العامة.

المادة 5: يعمل بهذا القانون فور نشره في الجريدة الرسمية.

الأسباب الموجبة

يرمي اقتراح القانون الراهن إلى إعطاء هيئة التحقيق الخاصة المنشأة بموجب القانون رقم 44/2005 صلاحية أن تقوم من تلقاء نفسها بالتحقيق بأي حساب مصرفي عائد لموظف أو قائم بخدمة عامة أو قاض في حال تبين لها أن ثمة شكوكا حول مصدر الأموال المودعة أو أن حركة الحساب تثير الريبة لجهة قيمة المبالغ أو وتيرة الإيداعات، وفي كل ما يثير شبهة حول إمكانية وقوع جرم الفساد، بما في ذلك الرشوة وصرف النفوذ والاختلاس واستثمار الوظيفة وإساءة استعمال السلطة والإثراء غير المشروع.

كما أن هذا الاقتراح ينيط بهيئة قضائية، تتأمن معها ضمانات المتقاضين، مؤلفة من الرئيس الأول لمحكمة التمييز رئيسا وعضوية كل من رئيس مجلس شورى الدولة ورئيس ديوان المحاسبة والنائب العام التمييزي ومدعي عام ديوان المحاسبة، التثبت من التحقيقات المجراة من قبل هيئة التحقيق الخاصة، ثم إجراء المحاكمة ومعاقبة الفاسدين والمشتركين في جرم الفساد بالعقوبات المنصوص عنها في قانون العقوبات.

إن هذا الاقتراح يسرع، من حيث شموليته وتنفيذ أحكامه عفوا، وضع حد لإفلات الفاسدين وشركائهم من العقاب وتمكين لجنة التحقيق الخاصة بالمبادرة الفورية إلى إجراء التحقيق أعلاه من دون إمكانية التذرع بأي من الحصانات بوجهها بفعل تحركها العفوي والمباشر، بناء لطلب أي متضرر".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 27 و 28 تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

برجا بعد صرخات أمهات عين الرمانة والشياح وبكفيا والأشرفية وطرابلس تُفشِّل مشاريع فتن وخبث الثنائية الشيعية وأهل الحكم

الياس بجاني/28 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80955/80955/

 

 

لبنان بين داريوس والإسكندر

سجعان قزي/جريدةُ النهار/ 28 تشرين الثاني 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80950/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%af%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%88%d8%b3-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%83%d9%86%d8%af%d8%b1/

 

 

الممانعة تعمل على تدجين الانتفاضة... وتفكيكها من خلال «التصادمات»

سيمون ابو فاضل/الديار/28 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80948/%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d9%81%d8%a7%d8%b6%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%b9%d8%a9-%d8%aa%d8%b9%d9%85%d9%84-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d8%af%d8%ac%d9%8a%d9%86/

 

النداء اليائس: “شيعة شيعة شيعة”!

محمد قواص/العرب/29 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80960/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%a6%d8%b3-%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d8%a9/