LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november12.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يُعْتَبَرُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم. أَمَّا أَنْتُم فلَيْسَ الأَمْرُ بَيْنَكُم هكَذا، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا.

ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع؛ لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَم، بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِداءً عَنْ كَثِيرين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/شعب لبنان لم  ما عاد يقبض تهديدات السيد..وكلن يعني كلن والسيد اولن

الياس بجاني/ثورة على كل ثقافات نظام الملالي المسوّقة للموت والحروب

الياس بجاني/كلن ويعني كلن.كل اصحاب شركات الأحزاب الطروادية كلن

الياس بجاني/سمير جعجع ذمي ومكتر ويتعامى عن احتلال حزب الله ويقدم له أوراق اعتماده

الياس بجاني/ربي نجي لبنان من وصولية وذمية من هم من خامة مروان شربل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو خطاب السيد نصرالله من قناة المنار في الإحتفال بيوم الشهيد

رياض سلامة : نحن في ظروف استثنائية واتخذنا اجراءات حتى لا يتحمل المودعون الخسائر

فيديو مقابلة للرئيس السوري بشار الأسد من محطة آر تي

فيديو حلقة جديدة من "يوميات ثورة" على شاشة "الجديد ليوم الإثنين 11 تشرين الثاني/2019

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي أحمد عياش من قناة الحدث

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي ايلي الحاج ضيف من قناة الحدث

فيديو مداخلتين للكاتب الصحافي مالك ابي نادر ولرئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين من قناة العربية

فيديو تقرير لجاد غصن من قناة الجديد تحت عنوان: "كيف وصّف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الوضع وما هي الخطوات التي طالب فيها وهل تنجح في إدارة الأزمة"

فيديو مداخلة للكاتب السياسي إيلي فواز من قناة الحدث

فيديو تقرير الحريري قدم مقترحاً لحكومة تكنوقراط لبنانية تتكون من 18 وزير

فيديو مداخلة للصحافية المتخصصة في الشأن الأقتصادي محاسن مرسل من قناة الحدث

فيديو مداخلة لأستاذ القانون الدولي الدكتور بول مرقص المحامي والناشط السياسي لؤي غندور من قناة الحدث

فيديو مداخلة للنائب السابق في البرلمان اللبناني فارس سعيد من قناة الحدث

الامين العام السابق للحزب الشيخ صبحي الطفيلي: حزب الله خائف من الانتفاضة لانها تُضعف قبضته على السلطة

نداء من "الرئيس  حسين الحسيني" الى اللبنانيين: " لا تنتظروا سوى الشر!"

بري يرجئ جلسة مجلس النواب ويرفع السرية المصرفية عنه وعن نوابه ووزرائه

ديبلوماسي أميركي: تصدُّعات في “حزب الله”

حرب: تمنيت لو أنّ «حزب الله» لم يحم القتلة

زعران “حزب الله” أقتحموا “ABC” الأشرفية واعتدوا على الموظفين بداخله

القضاء الأعلى” يدعو لاستطلاع رأيه في محاكم “الجرائم المالية” و”العفو”

ريفي لإيران: لا شكراً على هداياكم المسمومة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في11/11/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نصرالله وبري.. تراجع تكتيكي بحثا عن مناورة جديدة/حزب الله يصف مطلب الحريري تشكيل حكومة تكنوقراط بالمؤامرة عليه.

بعد "التشبيح".. حركة أمل تقطع أرزاق المشاركين بالثورة

لبنان.. أزمة سياسية تراوح مكانها والكلمة الفصل عند عون

تحذير إسرائيلي من حرب إقليمية.. الوضع يشبه عشية حرب أكتوبر

سلامة: لا "haircut" واستطعنا المحافظة على سعر صرف الليرة

ممنوع دخول الصحفيين إلى المؤتمر الصحفي لحاكم مصرف لبنان محلي

قرارٌ مصرفيٌّ "موجعٌ" بحق مغتربين

الاستقالات تتواصل في "التيار الوطني الحرّ".. وهذا آخرها

جيزيل خوري بعد تصريح نصرالله: ..ونحن أقوياء بشهدائنا يا سيد حسن!

وهاب: فرار علاء الخواجة من لبنان خبر مزعج ومفرح

فرنجية يأمر ميليشياته برمي نفايات زغرتا في قرى الزاوية!

إنتفاضة كنسيّة ضدّ تأخير الاستشارات

حاكم مصرف لبنان: الليرة ثابتة... وبري يؤجل جلسة البرلمان

الأمين العام لحزب الله حمل الأميركيين مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد

شموع أمام كهرباء لبنان.. وقماش أسود يلف المؤسسة!

بعد عراضة البستاني.. «توتال» تفضح المستور: إستخراج النفط في ٢٠٢٩

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

اغتالوا الأبونا ووالده أثناء مهمّة رعوية!

الأمم المتحدة: السيستاني قلق من «عدم جدية» القوى السياسية في تنفيذ الإصلاحات

بكين تندد بعودة بومبيو إلى «ذهنية الحرب الباردة»

المرصد: مقتل 6 مدنيين بعد 3 تفجيرات في القامشلي

الطاقة الذرية: إيران تواصل خرق قيود الاتفاق النووي

رضا بهلوي للمحتجين بالعراق ولبنان: عدونا واحد وسوف ننتصر

تظاهرات حاشدة بالأهواز بعد وفاة غامضة لشاعر ودفنه بسرية

بومبيو: اتفاق إيران الكارثي يسمح لها ببيع وشراء الأسلحة

بيان أوروبي يدعو إيران للتراجع عن كل ما يعارض "النووي"

الجيش العراقي: لن نسمح بالاعتداء على القوى الأمنية

أميركا تدعو لانتخابات عراقية مبكرة والأمم المتحدة تطرح حلاً

السيستاني يتمسك بالإصلاحات ويُشكك في جدية السياسيين.. و"سائرون" و"النصر" ماضيان في استجواب عبدالمهدي

30 صحافياً وست مؤسسات إعلامية ضحايا تغطية التظاهرات

مجموعة “منفلتة” تفجر أحد أبراج المراقبة شرق بغداد

سلطنة عمان تدعو للحوار مع إيران وتؤكد إمكانية التوصل إلى اتفاق وخالد بن سلمان يجري محادثات بمسقط

خبراء إيران يُحوِّلون الحديدة إلى مركز حوثي للإرهاب والإمارات أشادت بجهود السعودية في توحيد الصف اليمني

هادي لسفراء “جي 20”: “اتفاق الرياض” يؤسس لمرحلة جديدة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الانتفاضة بدأت بترويض "تنين" حزب الله/علي الأمين/العرب

نصرالله يتوعّد بضم لبنان إلى اليمن وسوريا وإيران/منير الربيع/المدن

لن تخضع فرنسا لابتزاز أطراف السلطة في لبنان/نبيل الخوري/المدن

قراءة هادئة في أقوال رياض سلامة وأحوال ماليتنا/نزار غانم/المدن

تاريخ الاحتجاجات في لبنان: كأنه لم يهدأ يوماً/زياد سامي عيتاني/المدن

قرم لـ«الجمهورية»: نحن حالياً في «شبه إفلاس».. والسياسات المالية المتّبعة لم تكن سليمة/كريستينا جبر/جريدة الجمهورية

حين يظهر جبران «النبي» و «حفار القبور»/ياسين شبلي/جنوبية

لو سمحت لي سيّد حسن/المخرج يوسف ي. الخوري

لماذا تحتاج إيران إلى قاسم سليماني في العراق ولا تحتاج إليه في لبنان؟ وليس للانتفاضة اللبنانية أو العراقية من يقودها/طوني فرنسيس/انديبندت عربي

"حرب" الصهرين والبنات الثلاث... ماذا يجري في كواليس أسرة ميشال عون؟/هيفاء زعيتر/موقع رصيف22

لبنان وبصيص الأمل الذي تخنقه إيران/خيرالله خيرالله/العرب

استراحة المتظاهر في الثورة... الثروة/فـؤاد مطر/الشرق الأوسط

أثرياء لبنان في حاجة إلى التقليم/دان آزي/الشرق الأوسط

التمسك بالحريري: وراء الأكمة ما وراءها!/سام منسى/الشرق الأوسط

مأزق حزب الله في مواجهة الثورة/عديد نصار/العرب

الانتفاضة اللبنانية: جُعَب سلامة وبرّي ونصرالله الفارغة/حازم الأمين/موقع درج

جدران العراق ولبنان والخيط الإيراني/غسان شربل/الشرق الأوسط

تحدي إيران/مأمون فندي/الشرق الأوسط

برغم كل شيء/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

هل يمكن الحوار مع إيران ثانية دون علم الخليج؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

هل تتغلب روسيا على «مقاومة» الأسد للحل السياسي/أنطون مارداسوف/الشرق الأوسط

أعناق ورؤساء/إنعام كجه جي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري بعد جلسة للكتلة: إبقاء الفراغ هدف الحملة ضد الجلسة نطلب من وزراء الكتلة رفع الحصانة وندعو لاستعجال حكومة لا تستثني الحراك

كنعان بعد اجتماع تكتل لبنان القوي: مع حكومة اخصائيين تحظى بدعم الناس والمجلس النيابي ولكن ضد تعطيل المؤسسات لانها انتحار بطيء

اللقاء الديمقراطي: نستغرب المباحثات الجانبية للتأليف قبل التكليف والظروف لا تحتمل التأخير

كتلة المستقبل: نثمن مواقف الرئيس الحريري ومساعيه في التهيئة لمرحلة انتقالية تتحمل فيها حكومة اختصاصيين مسؤولية استعادة الثقة

جعجع: لحكومة جديدة تتألف من اختصاصيين مستقلين وأقول للمتكبشين بالكراسي والمناصب والمكتسبات إن الوضع خطير ودقيق جدا

بعد الاعتداء على الممثّل والكاتب المسرحي اللبناني، زياد عيتاني  في وسط بيروت.. "لن يرهبوني"

مكتب شهيب: تعطيل الدروس غدا

قوة من جيش العدو مشطت محور العباسبة الغجر

القضاء الأعلى يدعو المجلس لاستطلاع رأيه في اقتراحي محكمة خاصة للجرائم المالية ومنح عفو عام

الرابطة المارونية: اقتراح قانون العفو العام لا يشكل أولوية وهو غير ملائم لا في التوقيت ولا في المضمون

بري بعد جلسة للكتلة: إبقاء الفراغ هدف الحملة ضد الجلسة نطلب من وزراء الكتلة رفع الحصانة وندعو لاستعجال حكومة لا تستثني الحراك

أهالي الموقوفين الإسلاميين في طرابلس: العفو العام الشامل مطلبنا

الراعي متوجها الى السياسيين في افتتاح دورة الاساقفة الكاثوليك: لا يحق لكم رهن مصير الدولة بمصلحة شخص او فئة

جعجع: عدم تعيين موعد للاستشارات النيابية أمر غير مقبول.. لا ثقة بالتركيبة الحاكمة الحالية

نص خطاب السيد حسن نصرالله ليوم الإثنين 11 تشرين الثاني/2019

العقوبات على القطاع المصرفي هي لإحداث الفتنة بين اللبنانيين وتحريضهم ليحملوا المقاومة المسؤولية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يُعْتَبَرُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم. أَمَّا أَنْتُم فلَيْسَ الأَمْرُ بَيْنَكُم هكَذا، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع؛ لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَم، بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِداءً عَنْ كَثِيرين

إنجيل القدّيس مرقس10/من35حتى45/:”دَنَا مِنْ يَسُوعَ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، ٱبْنَا زَبَدَى ، وقَالا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ». فقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَصْنَعَ لَكُمَا؟». قالا لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ في مَجْدِكَ، واحِدٌ عَن يَمِينِكَ، ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ». فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان: هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِٱلمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا؟». قالا لَهُ: «نَسْتَطِيع». فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَلْكَأْسُ الَّتي أَنَا أَشْرَبُها سَتَشْرَبَانِها، والمَعْمُودِيَّةُ الَّتي أَنَا أَتَعَمَّدُ بِهَا ستَتَعَمَّدَانِ بِهَا. أَمَّا الجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي، فلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم». ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، بَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فدَعَاهُم يَسُوعُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُم: «تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يُعْتَبَرُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم. أَمَّا أَنْتُم فلَيْسَ الأَمْرُ بَيْنَكُم هكَذا، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع؛ لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَم، بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِداءً عَنْ كَثِيرين».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

شعب لبنان لم  ما عاد يقبض تهديدات السيد..وكلن يعني كلن والسيد اولن

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/2019

حاكم لبنان الفعلي، نصرالله، سيطل علينا اليوم ليهددنا ويستعرض قوته ويستهزئ بالإنتفاضة ويملي شروطه ويربحنا جميلي بانتصاراته الوهمية

 

ثورة على كل ثقافات نظام الملالي المسوّقة للموت والحروب

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/2019

تحية ل شيعة لبنان والعراق الثائرين ع دكتاتورية وثقافة الموت والحروب التي يسوق لها نظام الملالي. نجاحهم نجاح في تحرير لبنان والعراق والعكس صحيح

 

كلن ويعني كلن.كل اصحاب شركات الأحزاب الطروادية كلن

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/2019

الثورة هي على احتلال حزب الله وعلى اغطيته من الطرواديين، جنبلاط، عون وجعجع والجميلين وبري وباسيل والحريري وكل شركات الأحزاب الزفت

 

سمير جعجع ذمي ومكتر ويتعامى عن احتلال حزب الله ويقدم له أوراق اعتماده

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80394/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%b0%d9%85%d9%8a-%d9%88%d9%85%d9%83%d8%aa%d8%b1-%d9%88%d9%8a%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%85/

في الشأنين الوطني والسياسي سمير جعجع رجل ذمي ومنافق وهو يناقض نفسه بنفسه ويتلون غب مصالحه وأطماعه السلطوية.

الرجل كان برر فرطه وقتله تجمع 14 آذار ودخوله صفقة الذل الرئاسية الفضيحة والصفقة التجارية بشعار هرطقة ونفاق “الواقعية، وضرورة الإهتمام بالأمور المعيشية.

واعتبر يومها في تبرير استسلامه وتعايشه مع الاحتلال ودويلته وحروبه وحكومته ووزيره الذي “يستعمل ربطة العنق.. كما فذلكت الإستسلام مي شدياق ما غيرها وذلك لتبليع اللبنانيين مداكشته الكراسي بالسيادة، اعتبر يومها بفجور واستعلاء وتخوين لمن عارضه من السياديين والبشيرين بأن حزب الله هو مشكلة إقليمية وليست لبنانية.. واتهم معارضيه بالغيرة منه وقال بوقه الإعلامي بان المعارضين هم هامشيين وعاطلين عن العمل ولا ادوار لهم.

واليوم وبعد أن تعرى هو وباقي شركائه من أصحاب شركات الأحزاب التجارية المرتي، وبعد أن نبذهم الناس وعروه وعروهم من كل مصداقية وذلك من خلال الثورة “وكلن يعني كلن” ..

ها هو مكانك راوح في عقم وعبثية وذل وتعامي رده على وزير خارجية أميركا السيد بومبيو الذي غرد يقول “بأن الشعبين اللبناني والعراقي يريدان استرداد بلديهما بعد أن اكتشفا بأن النظام الإيراني هو قمة في تصدير الفساد متلحفاً بما يسمه ثورة.. وأضاف بومبيو: “لبنان والعراق يستحقان التخلص من تدخلات الخميني وتحديد مساراتهم”.

جعجع تعامى في رده عن القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة وال 1559 و1701، وتعامى أيضاً وعن سابق تصور وتصميم عن وجود القوات الدولية ومهماتها، والأخطر في ذميته أنه تجاهل كلياً الاحتلال الإيراني الذي هو سبب كل مصاعب وكوارث لبنان..

وهو أكثر من يعرف بأن الشعب اللبناني المعارض لإحتلال حزب الله وبعد ان فرط هو 14 أذار فقد من يومها التوازن النيابي والوزاري مع الحزب ومحوره.

كتب جعجع على التويتر شاكراً بومبيو وقائلاً له بأن اللبنانيين قادرين على الخروج من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية.. وهو بباطنية وخبث وتشاطر بمفهومة الأعوج لم يأتِ على ذكر احتلال حزب الله في رسالة مشفرة يبدو انها تملق وتقديم أوراق اعتماد للحزب اللاهي.. مع أن بومبيو لم يذكر الاقتصاد بل فساد الخميني وتصديره للبنان والعراق.

نسال جعجع كما سأله احدهم على التويترمنذ قليل: بما انك لا تحتاج مساعدة أميركا فلماذا ترسل الوفود الواحد تلوى الآخر إلى واشنطن؟ ع الأكيد الأكيد ليس للتسويق للكبة والتبولة.!!! وصحيح يلي ما استحوا بعد ما ماتو.

في أسفل تغريدتي بومبيو وجعجع نقلاً عن موقع نهارنت.

Geagea Replies to Pompeo Remarks on Lebanon

Naharnet/November 09/2019

Lebanese Forces chief Samir Geagea on Saturday replied to statements made by US US Secretary of State Mike Pompeo about Lebanon. “With great thanks Mr. Pompeo, the Lebanese people need no help to come out of their living, social and economic crisis,” Geagea said in a tweet.

Popmeo had earlier said: “The Iraqi and Lebanese people want their countries back. They are discovering that the Iranian regime’s top export is corruption, badly disguised as revolution. Iraq and Lebanon deserve to set their own courses free from Khamenei’s meddling.”

 

ربي نجي لبنان من وصولية وذمية من هم من خامة مروان شربل

الياس بجاني/09 تشرين الثاني/2019

مروان شربل، أبو ملحم يقدم الآن على ال MTV اوراق اعتماده لحزب الله ليوزره وهو شرعن سلاحه ونفخ بالعدائية لإسرائيل وتملق للحزب باسلوب مذل. هذا المخلوق هو انتهازي ووصولي وبمية لون.

 

ثورة شعبية تفضح الذميين من مثل مروان شربل

الياس بجاني/09 تشرين الثاني/2019

شربل نحاس قبل السحسوح كان شي وصار بعده شي تاني أما مروان شربل ابوملحم الذمي فمدلوق ع التوزير ولو كل يوم بياكل ألف سحسوح. تعتير

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو خطاب السيد نصرالله من قناة المنار في الإحتفال بيوم الشهيد

https://program.almanar.com.lb/episode/88420

 

رياض سلامة : نحن في ظروف استثنائية واتخذنا اجراءات حتى لا يتحمل المودعون الخسائر

https://www.youtube.com/watch?v=Ct2AYLL0YsA

الجديد/الاثنين 11 تشرين الثاني 2019

عقد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مؤتمرا صحافيا تناول فيه الاوضاع الاقتصادية في البلاد وقال: "قطعنا في مراحل كثيرة واستطعنا المحافظة فيها على سعر صرف الليرة. ابتداء من 2015 واجهنا العقوبات التي كان لها تاثير على حركة الاموال الى لبنان واتخذنا التدابير اللازمة لنجعل لبنان منخرطا في العولمة. عشنا فرغات طويلة عندما كان يتم العمل على تشكيل حكومات وكانت الاخيرة في العام 2018 وعشنا جوا من التاجيل في الانتخابات النيابية مرارا. وكان لاستقالة الرئيس الحريري من السعودية نتائج على الوضع الاقتصادي في لبنان، كل هذا تزامن مع توسع في حجم القطاع العام وقد وصلنا الى عجز مرتفع في العام 2018." واضاف: "كما اننا شاهدنا تراجعا في التصنيف الائتماني المتعلق بلبنان، اضافة الى كل ذلك شهدنا تقارير عدة سلبية ما زعزع الثقة بالنسبة الى بلدنا، والشائعات وبث اخبار من قبل اشخاص غاياتهم سلبية كل ذلك اثر على معنويات الاسواق وفي ظل هذه المعطيات كان هدف مصرف لبنان ان يلعب دوره كما حدده القانون وهذا الدور يتجلى بالحفاظ على الثقة بالليرة اللبنانية التي هي اداة لتأمين نمو اقتصادي واستقرار اجتماعي". وتابع سلامة: "هذا النجاح بالمحافظة على الليرة نقيسه بمقدار ما خدم اللبنانيين وقدم لهم العيش الكريم، انما التراجع بالحركة الاقتصادية والنمو الذي وصل الى الصفر في العام 2019 زاد من نسبة البطالة واثر على فئات عديدة من الشعب ولمسنا ذلك من خلال التعثر الذي حصل بتسديد القروض السكنية، وهنا طلبنا من المصارف ان يكونوا مرنين في التعاطي مع هذا النوع من القروض. نحن في اقتصاد مدولر لذا الليرة اللبناني وثباتها عنوان ثقة لاستمرار دخول الدولار الى لبنان. الهندسات المالية ساعدت في هذا المجال والهندسة المالية في العام 2016 سمحت ان نكون احتياطات كبيرة دعمت الليرة وساعدت بتطبيق المعايير الدولية للعمل المصرفي. لم نستخدم المال العام في الهندسات المالية التي قمنا بها. المطالبة باعادة الهندسات المالية كلام غير دقيق".

واضاف: "دخلنا في ظروف استثنائية بسبب التطورات الأخيرة فبين تموز وأول أيلول ارتفعت موجودات لبنان بالليرة اللبنانية ثم دخلنا في انتكاسة...، خلال أيلول وتشرين الأول وتشرين الثاني تم سحب أوراق نقدية بالليرة اللبنانية بقدر ما سحب خلال ال3 سنوات الماضية ما أثر سلبا على سوق الأوراق النقدية بالدولار لذلك لاحظنا ارتفاع أسعار الدولار عند الصرافين". وفي سياق  متصل اكد حاكم المصرف المركزي "اننا امام مرحلة جديدة سنحافظ فيها على سعر صرف الليرة ويوجد فرق بين السعر لدى مصرف لبنان ولدى الصيارفة وهو نتيجة عرض وطلب ونتيجة أن المصرف لا يتعاطى بالاوراق النقدية بالدولار"،

وقال سلامة: "بهذه الظروف الاستثنائية هدف البنك المركزي هو الحفاظ على الاستقرار بالليرة اللبنانية وامكاناتنا متوفرة لذلك وأخذنا ما يقتضي من اجراءات لحماية الودائع كي لا يتحمل المودعون الخسائر".

 

فيديو مقابلة للرئيس السوري بشار الأسد من محطة آر تي

https://www.youtube.com/watch?v=SXQcsLHXsW4

 

فيديو حلقة جديدة من "يوميات ثورة" على شاشة "الجديد ليوم الإثنين 11 تشرين الثاني/2019

https://www.youtube.com/watch?v=O1_skgQSiHk

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي أحمد عياش من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=C2tR-_0CJTM

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي ايلي الحاج ضيف من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=2S0vTfBKo54

 

فيديو مداخلتين للكاتب الصحافي مالك ابي نادر ولرئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=3Nce7S3kYOM

 

فيديو تقرير لجاد غصن من قناة الجديد تحت عنوان: "كيف وصّف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الوضع وما هي الخطوات التي طالب فيها وهل تنجح في إدارة الأزمة"

https://www.youtube.com/watch?v=EVjVHI2eiG8

 

فيديو مداخلة للكاتب السياسي إيلي فواز من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=iVw0aCRuVMk

 

فيديو تقرير الحريري قدم مقترحاً لحكومة تكنوقراط لبنانية تتكون من 18 وزير

https://www.youtube.com/watch?v=ZN7ZVWtLXPk&t=59s

 

فيديو مداخلة للصحافية المتخصصة في الشأن الأقتصادي محاسن مرسل من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=86KtrEoJKXg

 

فيديو مداخلة لأستاذ القانون الدولي الدكتور بول مرقص المحامي والناشط السياسي لؤي غندور من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=8-6O0h8bmus

 

فيديو مداخلة للنائب السابق في البرلمان اللبناني فارس سعيد من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=WsdZyJ2JWQc

 

الامين العام السابق للحزب الشيخ صبحي الطفيلي: حزب الله خائف من الانتفاضة لانها تُضعف قبضته على السلطة

المركزية/11 تشرين الثاني/2019

لفت الامين العام السابق لـ”حزب الله” الشيخ صبحي الطفيلي الى “ان ثمار الانتفاضة الشعبية التي يشهدها لبنان منذ اكثر من 25 يوماً اينعت وما علينا إلا التماسك والتعاون والصبر”.

وعدد عبر “المركزية” الانجازات التي حققتها الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 17 تشرين الاول الفائت وحتى اليوم، وقال “لقد كشفت كامل عورة اصنام النظام وفجورهم ونتائجها حتماً افضل من الوضع السابق.

-خطوة مهمة نحو الخروج من شرانق المذهبية والطائفية القذرة، لانها بلورت مطالب شبه موحّدة لقطاع واسع من اللبنانيين من المناطق كافة.

-راهن الفاسدون في السلطة على تعب المتظاهرين ورحيلهم من الساحات، واليوم يُراهن المتظاهرون على رحيل الفاسدين، وهذا معناه ان هناك معادلة جديدة وُضعت على الطاولة السياسية على الجميع ان يأخذها في الحسبان والا يتجاوزها وهي معادلة الشعب”.

وعن طريقة تعامل “حزب الله” مع الانتفاضة بالاشارة الى انها نتيجة عمل سفارات لغايات واهداف بعيدة من مطالب المتظاهرين، قال “منذ سنوات والسلطة في قبضة حزب الله يعبث بها ويستخدمها في إطار مناكفات إقليمية بائسة، وهو اليوم يخاف ان تضعف قبضته عليها، لهذا يحاول بكل الوسائل الشائنة تخوين الانتفاضة وشيطنتها بحجة مندسين وأول المندسين من يعمل لتمكين قبضته”. وعمّا اذا كان هناك من ترابط بين ما يجري في ساحات لبنان وميادين العراق وهو ما اعتبره المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية علي خامنئي بانه “فوضى” تقف وراءه الولايات المتحدة الاميركية، اشار الشيخ الطفيلي الى “ان منذ سنوات العراق ولبنان بيد منظومة عمل شيعية متشابهة تحرّكها إيران بشكل كامل، واتّسمت في البلدين بصفات مشتركة كونها أسوأ إدارة، ومبددة للمال العام، ومدمّرة لمقومات الحياة في البلدين، وزرع جيوش خارج السلطة، ونشر الفوضى”.

اما عن الانتفاضة التي تشهدها بعض المناطق الشيعية في لبنان في الجنوب والبقاع، اعتبر الامين العام السابق لـ”حزب الله” “ان الحضور الشيعي المعارض للثنائي “حزب الله” و”حركة امل” في المناطق المحسوبة عليه كان افضل بكثير في السابق، الا انه تراجع لأسباب منها تواطؤ الجميع مع الثنائي، لكن اليوم الوضع تغيّر وعاد الصوت الشيعي إلى بعض عافيته، والأمل أن يستعيدها كاملة”.

 

نداء من "الرئيس  حسين الحسيني" الى اللبنانيين: " لا تنتظروا سوى الشر!"

مواقع ألكترونية/الاثنين 11 تشرين الثاني 2019

وجّه رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني نداء إلى اللبنانيين في الساحات والمنازل، جاء فيه: "أيها اللبنانيون في الساحات، لكم الحياة من أنفسكم، ولكم الخيبة من الانتظار، الانتظار الذي كنتم عليه في منازلكم، قبل أن تظهروا إلى الوجود، في الساحات، هو نفسه الانتظار في الساحات، فليس من بعده سوى الخيبة، أما الفرق فهو في أنهم، قبل هذا الوقت، لم يكونوا على حذر، وقد ظنوا أن استكانتكم ليس بعدها سوى الموت".

وأضاف: "أما الآن، وقد أعدتم إلى الوجود مشروع الشعب اللبناني واحدا حرا، مشروع الدولة اللبنانية سيدة مستقلة، بكل هذا البهاء، بكل هذه القوة، بكل هذا الأمل، فلا تنتظروا ممن أسرف كل الإسراف في إفقاركم، ممن لم يعرف حدا في إذلالكم، ممن لا عيش له إلا بإكراهكم، وتفرقة صفوفكم، وبث العداء في نفوسكم، لا تنتظروا سوى الشر". وقال الحسيني: "أيها اللبنانيون، في الساحات، وفي المنازل، الخير كل الخير، في هذا الوقت، لا يكون إلا باتحادكم، شعبا واحدا، دولة سيدة، بقيادة واحدة من أنفسكم. لكم السلطة، وقد أخفق من وليتم على أنفسكم، بإرادة منكم أو بترك، فلتباشروا العمل من أنفسكم لإعادة تكوينها لكم لا عليكم. لكم السلطة بالمبادرة، أما بالانتظار فلن تكون إلا عليكم. وفرص الخير إنما تمر مر السحاب".

 

بري يرجئ جلسة مجلس النواب ويرفع السرية المصرفية عنه وعن نوابه ووزرائه

مواقع ألكترونية/الاثنين 11 تشرين الثاني 2019

قرّر رئيس مجلس النواب نبيه بري إرجاء جلسة مجلس النواب التي كان مقرّرًا انعقادها يوم غد، الى يوم الثلاثاء المقبل في التاسع عشر (19) من شهر تشرين الثاني الحالي بجدول الأعمال نفسه. وفي كلمة له عقب اجتماع كتلة التنمية والتحرير، قال بري: “نظرًا للوضع الأمني المضطرب، من واجبي، كما ترى الكتلة، التمسّك بالأمن قبل كل شيء، لذلك قررت إرجاء جلسة الغد الى يوم الثلاثاء في 19 من الشهر الحالي بجدول الأعمال نفسه”. ورأى الرئيس بري أنّ “الوقوف ضد الجلسة التشريعية والضجة المفتعلة ليس بسبب اقتراح قانون العفو أو أي قانون آخر كما يزعمون”، معتبرًا أنّ “الحملة التي قامت هدفها إبقاء الفراغ السياسي القائم حاليًّا وهي ليست من مصلحة مخطّطي الفراغ”. وتابع قائلاً: “هنا أسأل إذا أقر قانون ضد الفساد وغيرها من القوانين المهمة، ما معنى رفض أغلب جدول أعمال الجلسة؟”. وكشف الرئيس بري أن “الكتلة قررت الطلب من جميع أعضائها رئيسًا ووزراء سابقين وحاليين ونوّابًا رفع السرية المصرفية عن حساباتهم، والطلب من وزراء الكتلة السابقين والحاليين رفع الحصانة لمعالجة ما يتعلق بالمال العام واستعجال تشكيل حكومة جامعة لا تستثني الحراك”.

 

ديبلوماسي أميركي: تصدُّعات في “حزب الله”

واشنطن- وكالات”/الاثنين 11 تشرين الثاني 2019

 قال السفير الأميركي السابق في بيروت جيفري فيلتمان: إن الاحتجاجات في لبنان تظهر “بعض التصدعات على واجهة حزب الله التي لا تقهر”، وسط انتقاد علني غير مسبوق للحزب. وأضاف فيلتمان في دراسة له نشرها معهد “بروكنز” أن الاحتجاجات في لبنان “بينت أن ما كان غير وارد في السابق قد يصبح الآن ممكنا، إذ يبدي وكلاء إيران وسورية في لبنان، بعد سنوات من التضامن، إشارات تباعد أولية، مع نزول متظاهرين شيعة حتى إلى الطرقات ومع عدم الانصياع لدعوات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله بالتفرق”. وأشار إلى أن الانتقادات ضد “حزب الله” تتزامن مع ازدياد الدعم الشعبي للجيش اللبناني. ويرى الدبلوماسي الأميركي أن “هذه التوجهات واعدة، مع أنها ناشئة وهشة، وتتماشى إلى حد كبير مع المصالح الأميركية”. واعتبر أن هذا شكل فرصة للأميركيين “لكن عوضا عن تعزيزها، قام البيت الأبيض، في قرار أتى توقيته بشكل غير مناسب على الإطلاق، بتعليق مساعدات أمنية بقيمة 105 ملايين دولار للمؤسسات ذاتها التي تحدت مطالب حزب الله بإنهاء التظاهرات”. وأكد أن هذه الخطوة التي اتخذتها إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تعطي لدمشق وطهران على حد سواء هدية تقديم رسالة موحدة موجهة إلى اللبنانيين حول عدم موثوقية الولايات المتحدة كشريك.

 

حرب: تمنيت لو أنّ «حزب الله» لم يحم القتلة

بيروت ـ “السياسة”/الاثنين 11 تشرين الثاني 2019

 قال الوزير السابق بطرس حرب في تغريدة عبر “تويتر”، ردا على كلام أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله: “كنت اتمنى لو أنّ حزب الله لم يحمِ من قتل النقيب سامر حنا ومن حاول اغتيالي شخصياً، وترك القضاء مستقلاً دون ضغوط لكي تأخذ العدالة مجراها الطبيعي، لكي يقتنع الناس أن الحزب لن يحمي الفاسدين ومستبيحي الحدود الجمركية والتهرّب من دفع مئات ملايين الدولارات للخزينة على الاستيراد”.

 

زعران “حزب الله” أقتحموا “ABC” الأشرفية واعتدوا على الموظفين بداخله

بيروت- وكالات/الاثنين 11 تشرين الثاني 2019

 أبدت إدارة شركة “ABC” أسفها للإشكال الذي حصل، أول من أمس، داخل مجمّع الأشرفية، مشيرة إلى أنّ فريقَ الحماية المسؤول قد تدخل فورًا لاحتواءِ الإشكال بطريقةٍ محترفةٍ. وتوجَّهت إدارة الشركة بالشكر للسلطات المحلية لتدخلها بسرعة وحلّ الإشكال، مؤكِّدة لكافة الزبائن والشركاء الالتزام الكامل بحمايتهم وأمنهم. كانت انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُوثّق وقوع إشكال في “ABC” – أشرفية، حيث دخلت مجموعة من عناصر “حزب الله” على أحد المحلات وقامت بالاعتداء على الموظفين بداخله، وحصل تدافع وتضارب فيما بينهم وسط حالة من الهلع من قبل الزبائن.

وباشرت القوى الأمنية تحقيقاتها لمعرفة ملابسات ما حصل.

 

القضاء الأعلى” يدعو لاستطلاع رأيه في محاكم “الجرائم المالية” و”العفو”

بيروت ـ”السياسة” /الاثنين 11 تشرين الثاني 2019

ودعا مجلس القضاء الأعلى، بعد جلسة طارئة عقدها، أمس، مجلس النواب، إلى ادراج اقتراح القانون، الذي يتضمّن تعديل المادة الخامسة من قانون القضاء العدلي واقراره كخطوة أولى، بما يعطي مجلس القضاء الأعلى صلاحية إجراء المناقلات والتشكيلات القضائية دون الحاجة لاستصدار مرسوم، وذلك لحين إقرار قانون متكامل لاستقلال السلطة القضائية في أسرعِ وقتٍ ممكنٍ. كما دعا، الى استطلاع رأيه في اقتراحي القانونين الراميين الى انشاءِ محكمة خاصة للجرائم المالية، والى منحِ عفو عام عن عدد من الجرائم، وفي أي اقتراحات أو مشاريع أخرى مرتبطة بالقضاء العدلي، وفقًا لما تفرضه أحكام الفقرة (ز) من المادة الخامسة من قانون القضاء العدلي. وشدد على ضرورة الإسراع في إقرار اقتراح القانون الرامي الى تعديل قانون الإثراء غير المشروع، الذي من شأنه تفعيل الملاحقات وسد الثغرات التي قد تعتري القانون الحالي.

 

ريفي لإيران: لا شكراً على هداياكم المسمومة

بيروت ـ”السياسة” /الاثنين 11 تشرين الثاني 2019

أشار الوزير السابق اشرف ريفي، عبر “تويتر”، الى ان إنتهاك السيادة من قِبل السلاح الإيراني لا يقلُ إفساداً عن الفساد نفسه. مضيفاً: “لبناننا، سويسرا الشرق الذي يعمل شاباتنا وشبابنا على إعادته، يقوم على السيادة الكاملة وعلى النزاهة التامة”. وتابع:” لإيران النظام نقول: لا شكراً على هداياكم المسمومة التي تسببت في قتلِ خيرةٍ من رجالنا وفي قتل الشعب السوري الشقيق، وفي إفساد علاقاتنا مع الدول العربية الشقيقة ومع الدول الصديقة وفي تعميم الفشل والفساد والفتنة في وطننا”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في11/11/2019

وطنية/الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مواقف وشائعات اليوم، فيما الغد بين الحركة والحراك. هذه الشوشرة زادت مع إعلان وزير التربية إقفال المدارس غدا، فيما أعلنت المدارس الكاثوليكية أن يوم غد هو يوم تدريس عادي. في وقت أعلن الإتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق أن يوم غد يوم حركة طبيعية. وأيضا في وقت تتفاوض جمعية المصارف مع الموظفين للعودة عن الإضراب وفتح المصارف.

كل ذلك، في ضوء إرجاء الرئيس بري الجلسة التشريعية التي كانت مقررة غدا، إلى الأسبوع المقبل.

في المقابل، السيد حسن نصرالله تكتم على أجواء الإتصالات الجارية بصدد التكليف والتشكيل، تاركا كل الأبواب مفتوحة للوصول إلى أفضل نتيجة، إلا أنه شن حملتين، الأولى ضد الفاسدين، والثانية ضد الإدارة الأميركية.

وفي الشأن الحكومي، ثمنت كتلة "المستقبل" موقف الرئيس الحريري. في وقت شدد تكتل "لبنان القوي" على أن طرحه الأساسي حكومة اخصائيين يوافق عليها البرلمان ويتمثل فيها الحراك. وأيضا في وقت بقي تكتل "الجمهورية القوية" على موقفه الداعي إلى حكومة اخصائيين مستقلين عن القوى السياسية.

وإذا ما استمر هذا الوضع، فإن مواعيد الإستشارات النيابية في القصر الجمهوري ليست موضوع ساعات وربما أيام. وسيلتقي الرئيس عون غدا مجموعة الدعم الدولي وسفراء الدول العربية. كما ستكون له اطلالة تلفزيونية عند الثامنة والنصف من مساء غد.

وعشية وصول موفد رئاسي فرنسي إلى بيروت، في جولة على المسؤولين اللبنانيين تحت شعار حماية لبنان، أكد السفير فوشيه أن فرنسا تأمل بقوة أن تبصر حكومة لبنانية جديدة النور في أقرب وقت ممكن، لإتخاذ التدابير الضرورية من أجل انتعاش البلاد التي تمر بوضع اقتصادي مقلق للغاية. كما شدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة أن تكون للبنان حكومة قريبة.

وفي ظل القلق الشعبي، أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على الاستقرار النقدي، مؤكدا أن ما يحكى عن capital control وhair cut غير وارد، مشددا على أن الودائع مؤمنة، لافتا إلى اصدار تعميم يسمح بتلبية الحاجات بالدولار الأميركي.

سلامة فند سلسلة إجراءات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ذاب الثلج وبان المرج. هكذا إذا، الأمر لا يتعلق باقتراح قانون العفو وأي قانون آخر، والضجة المفتعلة ضد الجلسة التشريعية تهدف لإبقاء الفراغ السياسي القائم بالدرجة الاولى، لأنها ليست من مصلحة مخططي هذا الفراغ كي يستمروا في المتاجرة بمطالب الناس المحقة المدرجة على الجلسة التشريعية، من قانون مكافحة الفساد وضمان الشيخوخة إلى إنشاء محكمة خاصة للجرائم المالية.

رئيس مجلس النواب نبيه بري أماط اللثام عن خلفيات من يريد خطف هذه المطالب المحقة. وسأل: ما معنى رفض جلسة أغلب جدول أعمالها عناوين ومطالب شعبية يرفعها الحراك؟، وهو ما استند إليه بنفسه عند تعيين موعد الجلسة.

وانطلاقا من موقع الحريص على لبنان في ظل الجو السائد والوضع الأمني المضطرب، أرجأ رئيس المجلس الجلسة النيابية إلى التاسع عشر من الجاري بجدول الأعمال نفسه، داعيا لاستعجال تأليف حكومة جامعة لا تستثني الحراك.

وليس بعيدا عن كل ما تقدم، كان خطاب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، يطرح عناوين تتقاطع مع ما أعلنه الرئيس بري، لناحية رفع السرية المصرفية والحصانة، ومكافحة الفساد التي يجب أن تكون عابرة للطوائف لأن الفاسد كالعميل لا دين ولا طائفة له.

وتوجه السيد نصرالله إلى مجلس القضاء الأعلى قائلا: "بلشو من عنا" إذا كان هناك ملف له علاقة بأي مسؤول في "حزب الله".

السيد نصرالله أكد أنه لن يتكلم في ملف التكليف والتأليف، لأن النقاشات متواصلة، مشددا على ترك كل الأبواب مفتوحة للوصول إلى أفضل نتيجة.

في الشأن النقدي والمصرفي، أطل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في مؤتمر صحفي، أكد خلاله أربع لاءات: لا خوف على الليرة ولا على أموال المودعين ولا HAIRCUT ولا CAPITAL CONTROL.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بالمنطق والحجة، ومن منبر التضحيات في ذكرى شهيد "حزب الله"، كشف الأمين العام السيد حسن نصرالله للبنانيين أصل الداء الذي يصيب بلادنا ويعيق اقتصادنا، وقدم الدواء.

إنها الولايات المتحدة الأميركية الواقفة بوجه استعادة لبنان لعافيته الاقتصادية والمالية، المتربصة بكل محاولات الانفتاح على الشركات الصينية والايرانية وحتى الروسية القادرة على الاستثمار، بما يحرك العجلة المالية والانتاجية.

إنها الولايات المتحدة المانعة للاقتصاد من النهوض بزراعته وصناعته المقبولة في الأسواق العراقية، والتي لا تحتاج سوى فتح حقيقي لطريق التصدير عبر التواصل الممنوع أميركيا مع الحكومة السورية.

إنها الولايات المتحدة المهددة للشركات اللبنانية إن استثمرت في إعادة إعمار سوريا، والمانعة لترسيم حدودنا النفطية، والفارضة للعقوبات على المصارف اللبنانية بل على كل اللبنانيين، بنوايا الفتنة والتحريض.

هذا هو الداء، أما الدواء بحسب الأمين العام ل"حزب الله"، فحكومة سيادية، ووعي لبناني يمنع الفراغ أو الفوضى أو الحرب الأهلية. حكومة لم يدخل سماحته في موضوع النقاشات حولها والمشاورات المستمرة لانضاجها، مبقيا كل الأبواب مفتوحة.

أما الفرصة المفتوحة والمتفق عليها من الجميع، لا سيما أهل الحراك الحقيقيين و"حزب الله"، فهي محاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة. والأمور مرهونة بالقضاة وحدهم، الذين خاطبهم السيد نصرالله باسم الشجاعة والنزاهة وعدم الخضوع لأي مرجعية سياسية أو دينية، والمضي بهذه المهمة التاريخية العظيمة، كما وصفها.

وقبل اقرار قانون رفع الحصانات، رفع السيد الحصانة عن كل نائب أو وزير أو أي مسؤول في "حزب الله"، مخاطبا القضاة: "بلشو فينا"، فالفاسد، كما وصفه السيد نصرالله، كالعميل لا طائفة ولا دين له.

حصانة رفعها الرئيس نبيه بري عن كل نائب أو وزير حالي أو سابق في كتلة "التنمية والتحرير"، إزاء أي محاسبة تتعلق بالمال العام، مع طلب رفع السرية المصرفية عن حساباتهم.

وبالحساب السياسي، فإن الحملة التي قامت ضد الجلسة التشريعية التي كانت مقررة غدا، تهدف لإبقاء الفراغ السياسي القائم حاليا، لأنها لو أقرت قوانين محاربة الفساد ومحكمة خاصة للجرائم المالية وقانون الشيخوخة وغيرها، لسحبت الذرائع ممن يريدون خطف المطالب المحقة. وبناء للوضع السائد والوضع الأمني المضطرب، أرجأ الرئيس بري الجلسة من الغد إلى الثلاثاء المقبل.

أما الوضع المالي، فقد حاول حاكم مصرف لبنان طمأنة اللبنانيين للمقبل من الأيام، متحدثا عن استقرار الليرة وحماية الودائع. وقبل أن يودع اللبنانيين كلامه، كان اعلان موظفي المصارف الاضراب المفتوح ابتداء من الغد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بعد يوم حافل بالمواقف السياسية والمالية، لاسيما على لسان رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أعلن إرجاء الجلسة التشريعية التي كانت مقررة غدا، والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي رد على وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، وعول على القضاء اللبناني للمبادرة في مكافحة الفساد، قائلا "ابدأوا بنا"، إلى جانب كلام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الأنظار نحو الثامنة والنصف من مساء الغد، حيث يرتقب أن يطل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مقابلة تلفزيونية تنقلها وسائل الإعلام كافة، يتطرق فيها إلى التطورات الراهنة.

وفي الانتظار، التحركات الشعبية مستمرة، والترقب سيد الموقف لمعرفة ما ستؤول إليه الأوضاع عشية وصول موفد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، علما أن معلومات الـ OTV تتحدث عن تقدم معين على مسار التكليف والتأليف، ينتظر أن يتبلور أكثر في الساعات القليلة المقبلة.

وبعد اجتماع بعبدا السبت الفائت، طمأن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اللبنانيين إلى الوضع المالي، وجمعية المصارف رحبت بمضمون مؤتمره الصحافي، ليبقى الأمل معلقا على الخروج من عنق زجاجة الأزمة السياسية، بما يفتح الباب أمام استكمال المطلوب للخروج من الأزمتين المالية والاقتصادية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في اقتباس مما قيل في بكركي من كلام جميل، نقول عما يجري اليوم بين الثورة وأهل السلطة، إن أهل السلطة يتكلمون تركي والثوار يتكلمون الصح. فبعدما صدحت حناجر الناس مدى ستة وعشرين يوما، بمطالب بسيطة ومختصرة وواضحة، مطالبة بحكومة اختصاصيين حياديين مصغرة، يبدو أهل السلطة في غربة مقلقة عن الواقع.

رئاسة الجمهورية تختصر كل ما يجري، بأنه انقلاب على العهد لن يمر، وهي تعمل على استنساخ حكومة شبيهة بالمستقيلة. الرئيس بري، ظل مصرا على عقد الجلسة النيابية لإمرار قانون العفو الذي يكافىء المجرمين ويحبط المظلومين من أهل الحقوق المهضومة، قبل أن يتراجع عن الجلسة لاكتشافه أهوال عقدها في الشارع وعلى الدستور.

"حزب الله" يغوص أمينه العام بأصغر التفاصيل، من الصين إلى اليمن فالعراق وصولا إلى سوريا، لكنه لما وصل إلى لبنان، زايد على الثوار وتحاشى مقاربة الوضع الحكومي، متحججا بأن الأبواب لا تزال مفتوحة أمام الحوار.

الرئيس سعد الحريري صائم عن الكلام في الشأن الحكومي، منتظرا وصول المبعوث الفرنسي، المخول الدخول من الباب الذي فتحه "حزب الله"، عله يقنع الحزب بحتمية تأليف حكومة اختصاصيين، فينقذ بذلك الحزب قبل أن ينقذ لبنان من الورطات الاقتصادية- المالية المرشحة للتوسع.

هذا في مسببات الأزمة، أما في نتائجها، فحوار الطرشان لا يزال سائدا بين ضحاياها. حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قدم للبنانيين مطالعة أكاديمية- مالية- قانونية، دافع فيها عن سياسات المركزي وأعلن لاءين : لا للـ Hair cut ولا للـ Capital control، وأكد أنه لا يضع سياسات الدولة العامة المالية بل ينفذها ويغطيها. لكنه في المقابل اتخذ التدابير الضرورية لتأمين حاجات اللبنانيين، تجارا ومودعين. جمعية المصارف أثنت على موقف الحاكم، لكنها لم تعلن تجاوبها صراحة مع توصياته، فيما أعلن موظفوها الإضراب العام، لأنهم لم يتلقوا أي قرارات تنفيذية تحميهم من غضب الزبائن.

استمرار الإنكار السياسي والإبهام المالي- الاقتصادي، قابلهما الثوار بالدعوة إلى الإضراب العام والشامل، فهل يكسر رئيس الجمهورية حلقة المراوحة القاتلة، فيحدد غدا خلال إطلالته التلفزيونية موعد الاستشارات لتكليف رئيس حكومة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

إحترموا الناس.. إحترموا هذا الشعب الذي أولاكم ثقته، وربما هو نادم على فعلته، لأنكم لم تكونوا أهلا لها. إحترموا صموده وصبره ومثابرته لليوم السادس والعشرين على التوالي، متحديا تخاذلكم وعجزكم، وكاشفا لامبالاتكم تجاه أربعة ملايين لبناني.

راهنتم على تعبه، فلم يتعب. راهنتم على خروجه من الطرقات، فخرج أو أخرج، لكنكم لم تتنفسوا الصعداء لأنه فاجأكم في الساحات وفي ملاعب المدارس وفي الجامعات.

ما زلتم تعالجون الأمور الإستثنائية بمقترحات عادية، فمثلا: هل بالإمكان دمج استشارات التكليف مع استشارات التاليف؟. هل بالإمكان تعويم أحد من الحكومة المستقيلة ليكون في الحكومة الجديدة؟. ماذا عن المهل؟، وهل في الدستور ما يتطرق إليها؟.

تهتمون بكل شيء إلا بوجع الناس. هل بلغكم أن الطلاب مازالوا خارج مدارسهم وجامعاتهم للأسبوع الرابع على التوالي؟. هل بلغكم أنكم بأدائكم وضعتم الناس في مواجهة المصارف؟. هل بلغكم ان الإقتصاد في أسوأ أيامه، إذ انه في أيام الحروب المتتالية والمتعاقبة لم يكن على هذه الدرجة من السوء؟.

ماذا تنتظرون لتشعلوا محركات التكليف والتأليف؟. كان يفترض أن يكون التكليف غداة الاستقالة، والتأليف غداة التكليف، فمن منحكم ترف التأخير؟، وحتى لو لم يتحدث الدستور عن مهل، هل تتمسكون ببنود دستورية تكتنفها عيوب؟. وإذا كان الدستور لا يحدد مهلا، هل تتركون الأمور على غاربها إلى أن يتفجر الوضع برمته؟.

عبثا تحاولون خارج السلطة الإجرائية المكتملة الأوصاف، فإذا كانت حكومة قائمة لم تستطع القيام بواجباتها، فكيف بحكومة تصريف أعمال في ظل وضع جديد لم يشهده لبنان منذ إعلان لبنان الكبير، أي منذ مئة سنة: فلا إضرابات ولا اعتصامات في لبنان صمدت ستة وعشرين يوما، ولا إضرابات ولا اعتصامات في لبنان كانت عابرة للطوائف وللمذاهب وللمناطق، ولا أضرابات أو اعتصامات في لبنان أدت إلى اعتراف الطبقة السياسية، كل الطبقة السياسية، بالحراك، وبأنه يجب أن يكون ممثلا في السلطة الإجرائية.

ومع ذلك، الطبقة السياسية تمعن في ثقافة "الجدل البيزنطي" و"جنس الملائكة": هل يجب أن نكلف ثم ننتظر التأليف، أم يجب أن تتلازم الخطوتان؟.

ولئلا نغرق في الاجتهادات، المطلوب أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد: تكليف سريع، وتأليف سريع، وبيان وزاري مقتضب يحدد إمكانية الخروج من الأزمة، والأهم من كل ذلك تحديد مهل للتنفيذ.

ما لم يحصل هذا الأمر، فإن الطبقة السياسية مسؤولة عن إبقاء البلد في قلب الدوامة، ولكن تنبهوا، ستلاحقكم لعنة الناس حاضرا ومستقبلا، تحت عنوان: الناس في قلب الأزمة، وأنتم في ترف تناتش مقعد من هنا وحصة من هناك.

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، نشير إلى أن رئيس الجمهورية ستكون له مقابلة تلفزيونية الثامنة والنصف من مساء غد. وفي سياق آخر، اهتمام فرنسي بالتطورات اللبنانية، وبحسب مصادر مطلعة على الزيارة، فإن الموفد الشخصي للرئيس ماكرون سيلتقي الرؤساء الثلاثة ورؤساء الأحزاب وممثلي الحراك، وسيكون له موقف بعد جولته وجوجلته.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

كان يوما للرسول فأنزلت على لبنان آيات سياسية مالية ومصرفية نقابية. ضخ حاكم مصرف لبنان سيولة من الطمأنية في أسواق قلقة. رفع الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله السرية الحزبية عن أي فاسد من الحزب في حال الشبهة. أرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري الحسابات التشريعية لدواع أمنية، وترك الثلاثاء لإضرابات خرج منها هذا المساء اتحاد قطاع المصارف، فيما ظلت المدارس مقفلة، ولجأ موظفو شركتي الاتصالات الخلوية في لبنان إلى الإضراب للمرة الأولى على هذا المستوى.

ومن خلف صورة تطبق على البلاد، ظلت هناك فسحات من الإيجابية، بعدما أصدر حاكم البنك المركزي سندات أمان مالية سحبت من السوق بضعة توترات، فهو أعاد الأزمة ومسبباتها إلى صعوبات سياسية واجهها لبنان في السنوات الأخيرة، من الحرب في سوريا إلى الفراغ الرئاسي وحكومات تصريف الأعمال والتمديد واستقالة الحريري الأولى في السعودية. وألزم الحاكم حكام السياسة مسؤولية التعثر المالي، اقتصادنا مدولر، وثبات الليرة هو عنوان الثقة.

والحاكم يحاول حماية المصارف من بؤر سياسية مأسوية وفساد وفراغ، ولكن ما يهم الناس والمودعين من كل ذلك، أن أموالهم ليست في خطر وألا خسائر سيتحملها المودعون، وأن أي مصرف لم يتعثر.

سلامة الوضع المالي هو العنوان الأبرز، والبقية لقيادة سياسية خضعت لهزة من ستة وعشرين يوما، ولا تزال عند حال المراوغة. وخروجا من نوم رئاسي عميق، يبدو أن المصارف السياسية سوف تفتح غدا لتفك إضرابها عن الاستشارات. وقالت معلومات "الجديد" إن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ستكون له كلمة مساء غد، يعلن فيها الدعوة إلى إجراء هذه الاستشارات، وذلك على مسافة أسبوعين من استقالة الحريري.

وإطلالة عون ستكون في ثلاثاء يحتجب فيه النواب عن الظهور في جلسات تشريعية، لأسباب ردها الرئيس نبيه بري إلى الأوضاع الأمنية. وبيت القصيد النيابي أن التأجيل هو لأسباب تشريعية تتعلق بجدول أعمال جرى تفخيخه لناحية العفو العام، وسحبت أو استبعدت عن الجدول كل المواد التشريعية التي من شأنها المحاسبة الفعلية، واستعادة المال المنهوب، وتعديل الإثراء غير المشروع، ورفع الحصانات عن الرؤساء والوزراء السابقين والحاليين.

قرر الرئيس بري التمسك بالأمن أولا. لكن الأمن ممسوك ودليل تماسكه هو خطاب السيد حسن نصرالله شخصيا، الذي أعلن أن أمن لبنان أفضل منه في أي عاصمة أميركية، وهو أكثر طمأنينة من واشنطن نفسها. وإذا كان رئيس المجلس يهاب مواجهة مشاريع سوف تطرح الفاسدين أرضا، فإن الأمين العام ل"حزب الله" أعلن خوض المواجهة مع الفساد، وبدأ بتنفيذ أولى عمليات الهجوم ونصب الكمائن للفاسدين، لا بل واتخاذهم أسرى، وتوجه إلى مجلس القضاء الأعلى بنداء يقول فيه: "اذا كان هناك من ملف له علاقة بمسؤول في حزب الله تفضلوا يا خيي وبلشوا فينا". وضمن نصرالله للقضاء رفع الحصانة عن الحزبيين، شرط عدم توفير أحد، وألا تكون العملية على حسابات سياسية وستة وستة مكرر، لأن الفاسد كالعميل لا طائفة له ولا دين.

لكن نصرالله أعطى رسما تشبيهيا لقضاء منزه، فطالب بقضاة يتخذون خطوات جريئة يمتلكون الشجاعة، ولا يخضعون لأي من المرجعيات السياسية أو الدينية في البلد. وفي ذلك كان نصرالله يتحدث بلوعة التجربة مع المدعي العام المالي علي ابراهيم، الذي على الأرجح أعطى له رسما تشبيهيا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نصرالله وبري.. تراجع تكتيكي بحثا عن مناورة جديدة/حزب الله يصف مطلب الحريري تشكيل حكومة تكنوقراط بالمؤامرة عليه.

العرب/12 تشرين الثاني/2019

رضوخ "الثنائي الشيعي"

بيروت - انتزعت انتفاضة اللبنانيين “تنازلا” من رئيس البرلمان نبيه بري الذي كان يستعجل عقد جلسة تشريعية الثلاثاء لتمرير قانون للعفو العام، لكنه ألغاها في آخر لحظة دون تبرير واضح سوى الحديث عن دواع أمنية.

وفيما اعتبر كثيرون أن مبادرة بري إلى ما سماه “ثورة تشريعية” من شأنها أن تفكك وحدة المتظاهرين الذين ما زالوا يهزون أركان النظام منذ 26 يوما، فإن رئيس البرلمان والذي يشكل “الثنائي الشيعي” مع حزب الله، رضخ وهو المعروف بابتداع صيغ لمصالحة المتخاصمين من القوى السياسية، كلما بدا أن هذه الخصومة تهدد التسوية الرئاسية التي حملت ميشال عون إلى سدة الرئاسة. وتزامن تراجع بري عن خطوته لفتح أبواب البرلمان الذي يعتبر المحتجون أنه فاقد لشرعيته الشعبية، مع امتناع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عن الخوض في كلمته الاثنين، في عقدة تشكيل حكومة يريدها المنتفضون حكومة تكنوقراط حيادية، نظيفة اليد من فساد الساسة وأصحاب المشاريع الوهمية الذين تؤمّن لهم الأحزاب الغطاء والحماية.

وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني الاثنين إن المحادثات السياسية مستمرة من أجل تشكيل حكومة جديدة وإنه لن يبحث الأمر علنا لأنه يريد “ترك الباب مفتوحا”. وأضاف نصرالله في حديث نقله التلفزيون “في ما يتعلق ببحث الحكومة والتكليف والتأليف، اللقاءات متواصلة والنقاشات الدائرة في البلد. أنا لن أتحدث في أمر لسنا مضطرين الآن كي ندلي بأي كلام وسنترك الباب مفتوحا”.ويعتقد متابعون للشأن اللبناني أن نصرالله ما زال يراهن على إمكان قبول سعد الحريري تشكيل حكومة مختلطة من تكنوقراط وممثلين لقوى سياسية، لذلك أكد أن النقاش في المسألة لم ينته. ويعتقد هؤلاء أن حديث نصرالله عن أن الباب لا يزال مفتوحا مهم لأن هناك فرصة للمناورة باختيارات ليست من المحسوبين على حزب الله مباشرة ولكن ممن لن يعارض الحزب على وجودهم أو ممن يتخذون مواقف قريبة من الحزب من دون أن يكونوا محسوبين عليه تماما، وهو ما يعني عمليا الالتفاف على مطالب المحتجين وإعادة تشكيل حكومة تابعة لحزب الله. وتصف أوساط قيادية في حزب الله مطلب الحريري بتشكيل حكومة تكنوقراط بأنه “مؤامرة عليه”.

وفيما يراهن حزب الله وحركة أمل على الوقت، وتراجع الآلاف من المحتجين بسبب الملل وغياب الأفق، فإن أوساطا سياسية لبنانية تعتقد أن “الثنائي الشيعي” يسير في الطريق الخطأ، وأن التظاهرات لا تبحث عن إسقاط الحكومة، أو فرض نمط حكومة التكنوقراط، وإنما تبحث عن إسقاط الطبقة السياسية والنظام الطائفي الذي تحمي به نفسها. ويبني حزب الله رؤيته في المطالبة بتغيير الحكومة مع الإمساك بها عن بعد على نظرية المؤامرة التي تزعم أن الانتفاضة تحركها الولايات المتحدة وإسرائيل، وأن إبعاد وزراء حزب الله قد يوقف الاحتجاجات. ويقود هذا الفهم إلى تأزيم الوضع وإعطاء مبرر إضافي لتجذير المطالب الشعبية التي نجحت إلى الآن في تخطي محاولات تدجينها وتغيير اتجاهها ونسقها اعتمادا على البعد الطائفي، أو التركيز على رموز بعينها مثل رئيس الحكومة سعد الحريري، أو وزير الشؤون الخارجية والمغتربين جبران باسيل. ورغم معارضة الشارع اللبناني للولاءات الخارجية، وخاصة إيران، التي رفع المحتجون شعارات ضدها بشكل واضح، إلا أن أمين عام حزب الله لا يزال يراهن على إيران ودورها في إنقاذه، وأنها يمكن أن تخرج لبنان من الأزمة من بوابة استثماراتها.

حودعا حسن نصرالله القضاء اللبناني إلى تحمل كامل المسؤولية في مكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة ودعاه إلى البدء بحزب الله. وأشار إلى بعض الآفاق التي يغلقها الأميركي على لبنان وهي “الشركات الصينية، التي من شأنها التزام مشاريع جديدة في لبنان وتحريك الاقتصاد وتأمين فرص عمل، والأميركي لن يدع الشركات الصينية تعمل في لبنان”. وأوضح “من أهم وسائل العلاج في البلد معالجة الوضع الاقتصادي”، مشيرا إلى أنه “لدينا خيارات وآفاق عديدة بما يتعلق بالوضع المالي، والعقوبات الأميركية تعمل على تعميق هذا المأزق”. وأشار إلى أن “الشركات الإيرانية الرسمية والخاصة قادرة على أن تستثمر في لبنان وتؤمن فرص عمل لكن الأميركي يمنع ذلك عن لبنان”. وأعلن رئيس مجلس النواب الاثنين أنه قرر تأجيل جلسة مجلس النواب التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء إلى 19 من الشهر الحالي بسبب الظروف الأمنية. وقال بري “نظرا للوضع الأمني المضطرب، قررت إرجاء الجلسة إلى يوم الثلاثاء الموافق لـ19 من الشهر الحالي بجدول الأعمال نفسه”. وأضاف بري خلال تلاوته بيان كتلته التنمية والتحرير النيابية بعد اجتماعها، أن “الوقوف ضد الجلسة التشريعية والضجة المفتعلة ليس بسبب اقتراح قانون العفو أو أي قانون آخر كما يزعمون، هدفها إبقاء الفراغ السياسي”. وأعلن أن “الكتلة قررت الطلب من جميع أعضائها رئيسا ووزراء سابقين وحاليين ونوابا رفع السرية المصرفية عن حساباتهم، أو الطلب من وزراء الكتلة السابقين والحاليين رفع الحصانة لمعالجة ما يتعلق بالمال العام واستعجال تشكيل حكومة جامعة لا تستثني الحراك”. وعلى خط الأزمة المالية الطاحنة في لبنان، كان لكلام حاكم المصرف المركزي رياض سلامة أمس أثر إيجابي في الشارع، إذ طمأن المودعين إلى أن أموالهم لن تتبخر، وعرض اقتراض المصارف لتأمين سيولة الدين بالدولار.

 

بعد "التشبيح".. حركة أمل تقطع أرزاق المشاركين بالثورة

المدن/12 تشرين الثاني 2019

ما لم تستطع المحطتان التلفزيونيتان التابعتان للثنائي الشيعي مباشرة (المنار و NBN) التعبير عنه - أي تحريض جمهورهما ضد الانتفاضة- يتولى فريق مخضرم التعبير عنه بواسطة رسائل الواتس آب، التي تنتشر بسرعة البرق على الهواتف المحمولة، وتلاقي اهتماماً كبيراً، والعمل بها وعلى أساسها، لتصبح مقدسة.

تهديدات وإهانات

هذا الجمهور الذي لا يتابع المحطتين بشكل أساسي، يُستدرج تلقائياً نحو محطات يسمونها أبواق "الفتنة"، ولا سيما "قناة الجديد" التي تحتل المرتبة الأولى بالشتائم والمشاهدة في آن واحد. لكن هذا الجمهور، أو قسماً كبيراً منه يعاني الأزمة المعيشية والاقتصادية، وظهر في بداية الحراك الشعبي في المناطق الشيعية: النبطية، صور، بنت جبيل، والزهراني وغيرها، مقتنعاً إلى حد كبير بانتفاضة الناس. حتى أنه شارك في اعتصامات الأيام الأولى واعتلاء المنابر وقطع الطرق، وبعضه من العاملين في المجال التربوي، والمحسوبين مباشرة على حركة أمل. واستمر ذلك حتى جاءت التوجهات الحاسمة من قيادتي الجمهورين بالابتعاد كلياً عن أماكن الحراك تحت طائلة الإجراءات التنظيمية وحتى الوظيفية، التي بدأ التحضير لها بتكوين ملفات للمشاغبين. وكانت الإجراءات الأولى العلنية قد دفعت مدير مهنية الشهيد محمد سعد في العباسية، حبيب اسماعيل، من بلدة زوطر الشرقية، إلى الاستقالة مع زوجته المتعاقدة في المهنية نفسها. وجرى تحميل المربي اسماعيل الذي يعمل مديراً للمهنية منذ حوالى عشرين عاما، موقف نجله الداعم للانتفاضة واتهامه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالفاسد. ويقول اسماعيل في بيان سماه بياناً توضيحياً: "لقد شُنت علي حملة افتراء ممنهجة من المغرضين والحاقدين والانتهازيين والمتسلقين، للحصول على مركز الإدارة باسلوب رخيص ودنيء". ويضيف البيان "أن كل ما في الأمر أن ابني غير المحازب، وككل شاب لبناني يحلم بوطن عادل للجميع من خلال الحراك، قد عبر عن رأيه على الفايس بوك بطريقة مراهق انفعالي، طائش وغير متنبهة لعواقب الأمر، مسيئاً إلى حركة أمل. ونحن بدورنا كأهل، رفضنا هذا التعبير رفضاً قاطعاً، وحذفنا البوست وقدمنا تبريراً واعتذاراً للجهة المعنية. لكن ما حصل في المهنية من تهديدات وإهانات لشخصي وعائلتي وبعض الأساتذة المحترمين، لأنهم رفضوا هذه الأفعال المعيبة والمشينة، كتحريض الطلاب على إهانتي وإهانة زوجتي في الصف، وإقامة تظاهرات من الطلاب في المهنية ورفع شعارات ذل وإهانة لي وللاستاذة". وقال اسماعيل: "تحت هذا الضغط والتهديد أجبرت زوجتي على التخلي عن تعاقدها، وأضطرت أنا إلى تقديم استقالتي، مع العلم أني موظف رسمي وأتقاضى راتبي من وزارة التربية التي تتبع لها المهنية، ولم أتقاضَ راتباً آخر كغيري من أي مؤسسة تابعة لحركة أمل".

اعتذارات الذل

هذه السياسة التي تتبعها حركة أمل المهيمنة على إدارات المدارس الرسمية كلها في الجنوب، ويتقاضى العاملون فيها رواتبهم من الدولة وليس من حركة أمل، تسري على أكثرية الموظفين في الإدارات الأخرى، وعلى العاملين في القطاع المصرفي، وعلى عدد كبير من المدارس الخاصة التي تهاب حركة أمل، بما فيها المدارس الإرسالية، مستفيدة من سطوتها السياسية لقطع رزق أي معترض. ما حصل مع المربي اسماعيل وزوجته، سيحصل تباعاً مع آخرين، اذا ما استمرت هذه السطوة، وفق ما يؤكد أحد الناشطين في انتفاضة الجنوب، مذكراً بإرغام المدارس الرسمية والخاصة على فتح أبوابها وقمع طلابها. ويقول الناشط نفسه إن هذا الكلام ليس للتضليل، لكنه أمر واقع. فهناك ضغوط تمارس على ناشطين سواء بالحسنى أو بالقوة. فإلى جانب قيام محازبي أمل بضرب عدد من شبان الحراك الجنوبي وإذلالهم بواسطة تسجيلات فيديو يعتذرون فيها عن تفوههم باتهام رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته رندا بالفساد، وإجبار آخرين على الاعتذار أمام مسؤولين من حركة أمل. وقد جاءت رسائل الواتس آب الحديثة، غير الموقعة وغير المذيلة باسم الجهة الموزعة على جمهور الثنائي الشيعي، تحت عنوان "للتعميم والحذر معلومات شبه مؤكدة ". وذلك تمهيداً لبدء حملة على البيئة الشيعية في الأسبوعين المقبلين.

حرب كونية

ذريعة الحملة أن الناشطين في الحراك يعملون على ضرب الوحدة بين حركة أمل وحزب الله، عبر بثهم فيديوهات قديمة وبث شائعات واحتمال افتعال مشاكل على الأرض بواسطة عدد من المخترقين أمنياً. وذلك لضرب الوحدة الشيعية، عبر بث الفتن بين أهل البقاع وأهل الجنوب، والعمل على ضرب ثقة الشيعة بالمقاومة ببث شائعات تتضمن بعض المعلومات الصحيحة، ولكن معظمها ملغوم بمعلومات ظالمة وخاطئة، كي يصيب الوهن جسم المقاومة وبيئتها. وعليه تأمل أمل من "الأخوة تحضير أنفسهم نفسيا لعدم الانجرار مع العدو". وتدعوهم إلى تذكر هذا الكلام عند كتابة أي حرف على وسائل التواصل الاجتماعي، "كي لا نكون شركاء من حيث لا ندري في الحرب الكونية علينا".

 

لبنان.. أزمة سياسية تراوح مكانها والكلمة الفصل عند عون

دبي - العربية نت/الاثنين 11 تشرين الثاني 2019

يبدو أن إعلان نقابات عمال لبنان، الاثنين، إلغاء الإضراب العام الذي كان مقرراً الثلاثاء، بعد إعلان رئيس البرلمان إلغاء الجلسة التشريعية التي كانت مقررة، لم يأت بجديد، حيث أفاد مصدر سياسي لـ"العربية" أنه لا تطور حاصل ولا خرق لجدار الأزمة الحكومية. وتابع أن الأمور حتى اللحظة تراوح مكانها، حيث تمسك رئيس مجلس الوزراء المستقيل سعد الحريري بموقفه في ضرورة الخروج من دائرة الحكومة السياسية إلى حكومة كفاءات، وأصحاب اختصاص تحاكي المستجدات السياسية. بالمقابل، تمسك كل من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وزعيم ميليشيا حزب الله حسن نصرالله بحكومة تمثل المكونات السياسية، بحسب تعبيرهم.

واعتبرها نصرالله "حكومة سيادية"، أي حكومة يطغى فيها التمثيل السياسي على تمثيل أصحاب الاختصاص. بالتالي لا تزال المواقف على حالها في شأن تشكيل الحكومة الجديدة، بين رافض لاستنساخ تجربة الحكومة السابقة السياسية والاستجابة لمطالب المنتفضين في الشارع بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلّة، وبين مصرّ على حكومة تكنوسياسية تجمع بين الأحزاب السياسية الموجودة في السلطة ووزراء مستقلّين من ذوي الاختصاص.

حلقة مُفرغة

المشاورات حتى الآن تدور في حلقة مُفرغة في ظل تعنّت "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" برفض تشكيل حكومة بمستوى مطالب الشارع، فهما يريدان "استنساخ" تجربة الحكومة المُستقيلة ولو بتجميل طفيف، عن طريق الإبقاء على سياسة المحاصصة وتوزيع المغانم. وباتت العقدة الأساس التي تحول دون تقدّم عملية التكليف والتأليف، معروفة. فالرئيس سعد الحريري يتمسّك بتركيبة تكنوقراط بامتياز بعيدة من السياسيين، ولا يتمسك برئاسة الحكومة. أما التيار الوطني الحر، فيطرح حكومة خالية من الأسماء النافرة تضم شخصيات من ذوي الاختصاص، لكن بشرط أن تسمّيهم القوى السياسية. أما الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل، فيريدان حكومة شبيهة بالحالية، تجمع بين سياسيين وشخصيات تكنوقراط، لأن برأيهما لا يجوز القفز فوق التوازنات القائمة في مجلس النواب. الانصياع لمطالب الشارع وأشارت الأوساط إلى "أن الرئيس الحريري مع الحزب "التقدمي الاشتراكي" الذي يرأسه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط و"القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع يشددون على ضرورة "الانصياع" لمطالب الناس وعدم تجاهلها بالذهاب نحو تشكيل حكومة مستقلّة، تضم أخصائيين لا يمثّلون القوى السياسية تكون مهمتها معالجة الوضع الاقتصادي السيّئ". بالتالي مازالت الأمور عالقة بانتظار ما سيعلنه رئيس الجمهورية ميشال عون، الثلاثاء، في حوار مع إعلاميين عند الساعة الثامنة والنصف مساء.

جلسة نيابية مؤجلة!

يذكر أن رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، كان أعلن في وقت سابق أنه تقرر تأجيل جلسة البرلمان التي كانت مقررة الثلاثاء لمدة أسبوع، وذلك لدواعٍ أمنية. ودعا إلى منع وصول المحتجين لمبنى البرلمان في وسط بيروت. كما اعتبر بعد لقاء مع نواب كتلته أن "الوقوف ضد الجلسة التشريعية التي كانت مقررة الثلاثاء لا يعود إلى اقتراح قانون العفو"، موضحاً أن "الحملة تهدف لإبقاء الفراغ السياسي القائم حالياً". إلى ذلك، ألمح بري بحسب ما صرح متحدث باسم كتلته بعد اللقاء النيابي إلى أن بعض المخططين للفراغ ممن يحاولون خطف مطالب الشارع، هم الذين "شوشوا" وأثاروا ضجة ضد جلسة الغد، متسائلاً "ما معنى رفض جلسة أغلب جدول أعمالها مطالب شعبية يرفعها الحراك ذاته".

لا تعليم!

يشار إلى أن "التيار النقابي المستقل"، كان دعا مؤيديه من موظفين وإداريين، وأساتذة ومعلمين في القطاعين العام والخاص والجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة، ومتقاعدين ومهن حرة إلى "التزام بالإضراب العام، والمشاركة كل في منطقته في التحركات والاعتصامات والندوات، وخاصة مع تجمع مهنيات ومهنيين، اللقاء النقابي التشاوري وتربويون- لبنان". من جهتها، أعلنت الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان (تضم عدداً كبيراً من المدارس الخاصة) يوم الثلاثاء يوم تدريس عادي. وكان وزير التعليم في حكومة تصريف الأعمال أعلن في وقت سابق أن المدارس والجامعات ستغلق أبوابها الثلاثاء حرصاً على سلامة الطلاب في ظل الاحتجاجات المستمرة واحتراماً لحقهم في التظاهر. إلى ذلك، أعلنت جمعية مصارف لبنان، الاثنين، أنها ستعمل على حماية الموظفين وستجري محادثات مع اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان، الذي دعا إلى إضراب الثلاثاء بسبب دواعٍ أمنية. ولم يذكر بيان جمعية مصارف لبنان ما إذا كانت البنوك ستغلق الثلاثاء، أم لا، وذلك بعدما قالت وسائل إعلام محلية إن البنوك ستغلق أبوابها بسبب الإضراب المزمع. في المقابل، وجه متظاهرون دعوة للإضراب في طرابلس (شمال البلاد) ودعوا إلى إقفال الطرقات في المدينة فجراً.

مرحلة دقيقة تعزز دولة القانون

كل هذه التطورات دفعت مجلس القضاء الأعلى اللبناني للخروج عن صمته، حيث أصدر بيانا اعتبر فيه أن المرحلة التي تمر بها البلاد دقيقة لكنها قد تعزز دولة القانون. وأشار إلى أن بناء الدولة لا يمكن أن يتحقق دون وجود قضاء حر ونزيه، لافتا إلى أن تطلعات المواطنين تكّرس عبر سلطة قضائية مستقلة وعادلة. كما دعا البرلمان إلى منحه صلاحية إجراء التشكيلات القضائية دون العودة للحكومة، وإلى الإسراع بإقرار تعديل قانون الإثراء غير المشروع.

 

تحذير إسرائيلي من حرب إقليمية.. الوضع يشبه عشية حرب أكتوبر

ليبانون فايلز/الاثنين 11 تشرين الثاني 2019

نقلت صحيفة إسرائيلية، تحذيرات عن شخصيات غربية بارزة، من الخطر المتزايد لوقوع حرب إقليمية، نتيجة عدم قدرة "إسرائيل" على الصمت حيال الأعمال الإيرانية لتطوير دقة الصواريخ لدى حزب الله في لبنان. وحذر "مصدر غربي كبير"، من "الأعمال الإيرانية في مجال النووي وفي أرجاء الشرق الأوسط، ولا سيما في الدول المجاورة لإسرائيل"، مؤكدا أن هذه الأعمال "تزيد جدا خطر الحرب"، بحسب ما أوردته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية اليوم، في خبرها الرئيس الذي كتبه إلداد باك.

ورأى المصدر الغربي، أن "الوضع في الشرق الأوسط اليوم يشبه في جوهره الوضع الذي ساد عشية حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر 1973)"، مؤكدا أن "إيران تعمل الآن على تحسين قدرة الصواريخ على الإصابة الدقيقة، التي لدى حزب الله في لبنان والجهاد الإسلامي في قطاع غزة".

وقدر أنه "في ضوء الاحتجاج الشعبي المتزايد في لبنان، فإن زعيم حزب الله نصرالله، سيرتكب خطأ مثل ذاك الذي أدى لحرب لبنان، في إصراره على مواصلة تطوير إنتاج صواريخ دقيقة في لبنان، وهذا خط أحمر من ناحية إسرائيل".

وذكر أن "نصرالله قلق جدا من انضمام الشبان الشيعة لموجة المظاهرات ضد الحكومة والمنظومة السياسية في لبنان"، زاعما أن "محافل في الطائفة الشيعية، ينظرون لحزب الله اليوم كجسم فاسد".

أما دنيس روس، المستشار الأمريكي السابق، لكل من الرئيسين السابقين بيل كلينتون وباراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط وإيران، فحذر من أن "سياسة الانسحاب وعدم الرد التي تنتهجها الإدارة الأمريكية على الاستفزازات الإيرانية، تخلق ظروفا من شأنها أن تؤدي إلى اشتعال عسكري في المنطقة".

وقدر روس، الذي تحدث في مؤتمر السياسة السنوي لمنظمة "آلنت"؛ التي تعمل على تعزيز العلاقات بين "تل أبيب" وأوروبا، أن "طهران تمارس الآن ضغطا شديدا على حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، دول شبه الجزيرة العربية وإسرائيل، من أجل أن تضع في الاختبار حدود الرد الأمريكي". ولفت إلى أن "إيران تريد أن تزود حزب الله بآلاف الصواريخ الهجومية الدقيقة، وإسرائيل لا يمكنها أن تعيش مع وضع يكون على حدودها من 20 وحتى 30 ألف صاروخ دقيق، وهي سترد على مهاجمتها بآلاف الصواريخ في اليوم بالهجوم على إيران، وهذا سيجر مواجهة إقليمية". وأكد المستشار الأمريكي، أن "الضغط الاقتصادي الهائل على إيران من جهة إدارة الرئيس دونالد ترامب، لن يكفي لإقناع النظام الإيراني بالموافقة على حلول وسط أو تغيير سلوكه". ونوه أن "إيران أعلنت أنها بدأت تبني مفاعلا نوويا آخر في منطقة بوشهر، إضافة إلى ذلك، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، عن اكتشاف بئر نفط يمكنه أن ينتج 53 مليار برميل من النفط الخام".

 

سلامة: لا "haircut" واستطعنا المحافظة على سعر صرف الليرة

ليبانون فايلز/الاثنين 11 تشرين الثاني 2019

اعتذر حاكم مصرف لبنان رياض سلامه في بداية مؤتمره الصحافي عن عدم دعوة جميع الصحافيين، وقال: "قطعنا في مراحل كثيرة واستطعنا المحافظة فيها على سعر صرف الليرة. ابتداء من 2015 واجهنا العقوبات التي كان لها تاثير على حركة الاموال الى لبنان واتخذنا التدابير اللازمة لنجعل لبنان منخرطا في العولمة. عشنا فرغات طويلة عندما كان يتم العمل على تشكيل حكومات وكانت الاخيرة في العام 2018 وعشنا جوا من التاجيل في الانتخابات النيابية مرارا. وكان لاستقالة الرئيس الحريري من السعودية نتائج على الوضع الاقتصادي في لبنان، كل هذا تزامن مع توسع في حجم القطاع العام وقد وصلنا الى عجز مرتفع في العام 2018. كما اننا شاهدنا تراجعا في التصنيف الائتماني المتعلق بلبنان، اضافة الى كل ذلك شهدنا تقارير عدة سلبية ما زعزع الثقة بالنسبة الى بلدنا، والشائعات وبث اخبار من قبل اشخاص غاياتهم سلبية كل ذلك اثر على معنويات الاسواق وفي ظل هذه المعطيات كان هدف مصرف لبنان ان يلعب دوره كما حدده القانون وهذا الدور يتجلى بالحفاظ على الثقة بالليرة اللبنانية التي هي اداة لتأمين نمو اقتصادي واستقرار اجتماعي".

وتابع: "هذا النجاح بالمحافظة على الليرة نقيسه بمقدار ما خدم اللبنانيين وقدم لهم العيش الكريم، انما التراجع بالحركة الاقتصادية والنمو الذي وصل الى الصفر في العام 2019 زاد من نسبة البطالة واثر على فئات عديدة من الشعب ولمسنا ذلك من خلال التعثر الذي حصل بتسديد القروض السكنية، وهنا طلبنا من المصارف ان يكونوا مرنين في التعاطي مع هذا النوع من القروض. نحن في اقتصاد مدولر لذا الليرة اللبناني وثباتها عنوان ثقة لاستمرار دخول الدولار الى لبنان. الهندسات المالية ساعدت في هذا المجال والهندسة المالية في العام 2016 سمحت ان نكون احتياطات كبيرة دعمت الليرة وساعدت بتطبيق المعايير الدولية للعمل المصرفي. لم نستخدم المال العام في الهندسات المالية التي قمنا بها. المطالبة باعادة الهندسات المالية كلام غير دقيق".

و اكد سلامه "اننا امام مرحلة جديدة سنحافظ فيها على سعر صرف الليرة والمصارف تتعاطى بالسعر الذي اعلنه مصرف لبنان، وامكاناتنا متوفرة لذلك، والهدف الاساسي الثاني حماية المودعين والودائع وهذا موضوع اساسي ونهائي واخذنا مما يقتضي من اجراءات حتى لا يكون هناك خسائر يتحملها المودعون. فلا اقتطاع من الودائع ابدا، الالية التي وضعناها هي لحماية المودع من خلال عدم تعثر اي مصرف. اعلمنا المصارف بانها تستطيع الاستلاف من مصرف لبنان بالدولار ولكن هذه الاموال غير قابلة للتحويل الى الخارج انها للاستعمال في لبنان فقط".

وشدد على ان "مسألتي الـ”capital control” وhaircut غير واردتين وليست ضمن صلاحيات مصرف لبنان ولن تكون موجودة أبداً".

 

ممنوع دخول الصحفيين إلى المؤتمر الصحفي لحاكم مصرف لبنان محلي

مواقع الكترونية/11 تشرين الثاني/2019

صدر عن مكتب الإعلام لمصرف لبنان: بالنسبة للمؤتمر الصحفي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامه يوَدُ أن يؤكد مصرف لبنان أن الدعوات خاصة وقد تم إرسال بطاقات للمدعوين للحضور. نعتذر من الزملاء الصحافيين الكرام عن عدم فتح الدعوى للعموم. وقد أثار هذا البيان حفيظة بعض الصحفيين الذين إعتبروا ان هذه الخطوة غير سليمة ومن حق الصحفيين التواجد وتوجيه الأسئلة لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يتحمل مع الطبقة الحاكمة مسؤولية تدهور الوضع الإقتصادي والمالي للدولة.

 

قرارٌ مصرفيٌّ "موجعٌ" بحق مغتربين

"ليبانون ديبايت" الاثنين 11 تشرين الثاني 2019

أسرَ مرجعٌ مصرفيٌّ إلى "ليبانون ديبايت"، أنّ أحدَ المصارف الشهيرة إتَّخذَ قبل فترةٍ وجيزةٍ، قرارًا قضى بوقفِ خدمات بطاقات التأمين المصرفيّة لزبائنه من المغتربين اللبنانيين الذين يمتلكون حسابات لديه ويقومون باستخدام تلك البطاقات من أجل خدماتٍ مصرفيّةٍ الكترونيّةٍ. وفيما فسَّر المصرف، أنّ قراره يتَّصل بجملةِ قراراتٍ مصرفيّةٍ على وشكِ اتخاذها، أشار المرجعُ المصرفيُّ، الى أنّ "القرارَ يقضي بعدمِ اتاحةِ المجال لهؤلاء المغتربين بالتحكّمِ بحساباتهم المصرفيّة والحدّ من استخدامهم للدولار".

 

الاستقالات تتواصل في "التيار الوطني الحرّ".. وهذا آخرها

نداء الوطن/الاثنين 11 تشرين الثاني 2019

يُلاحَظ أن حركة الاستقالات تتواصل في "التيار الوطني الحرّ" من دون أن تتمكّن قيادته من وضع آلية جديدة للحفاظ على سلامة الحزب، وآخر الاستقالات المسؤول الإعلامي في طرابلس جميل عبود، بحسب أسرار "نداء الوطن".

 

جيزيل خوري بعد تصريح نصرالله: ..ونحن أقوياء بشهدائنا يا سيد حسن!

مواقع الكترونية/الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

غردت الإعلامية جيزيل خوري على حسابها على تويتر بعد تصريح الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، فكتبت: “هل نسي سماحة السيد ان السعودية والامارات سبقتا سوريا الى الصين في التبادل التجاري ؟ هل يجب ان نكون اعداء الغرب كي يأتي الصينيين ؟ فرنسا مثلا تجارتها مع الصين ضخمة”. واضافت خوري: “هل يأخذ نصرالله لبنان الى ما يسمى الكتلة الشرقية ضد مايسمى الكتلة الغربية؟ يعني نتعلم اللغة الصينية الآن ونرمي الشهادات الاوروبية والاميركية؟”

 

وهاب: فرار علاء الخواجة من لبنان خبر مزعج ومفرح

مواقع الكترونية/الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

غرّد رئيس حزب التوحيد العربي الوزير الأسبق وئام وهاب على حسابه على “تويتر” قائلا: “فرار علاء الخواجة من لبنان خبر مزعج ومفرح. مزعج لأننا نريد محاسبته فهو قتل الشهيد محمد أبوذياب ومفرح لأنه فر خائفاً، وعلى وزارة الطاقة إلغاء إتفاق التراضي معه حول دير عمار. أخيراً قرر الهرب”.

 

فرنجية يأمر ميليشياته برمي نفايات زغرتا في قرى الزاوية!

تقرير ميليسا ج. افرام/IMLebanon Team فريق الموقع

تفاقمت أزمة النفايات في مدينتي زغرتا وإهدن اللتين تتبعان عملياً لبلدية واحدة ويسكنها المواطنين أنفسهم، شتاء في زغرتا وصيفاً في إهدن. ووصلت الأمور إلى حد لا يُطاق صيف الـ2019، ما أدى إلى أضرار بالغة صحياً وبيئياً وسياحياً.

المفارقة الأولى في هذه الأزمة التي انفجرت قبل أشهر، أنها أتت نتيجة تراكم فشل بلدية زغرتا- إهدن واتحاد بلديات قضاء زغرتا في إيجاد حلّ مستدام لأزمة النفايات في الوقت الذي كان فيه عدد من بلديات قضاء زغرتا أوجد حلولاً مقبولة، ولم تكن قرى قضاء زغرتا تعاني الأزمة نفسها. أما المفارقة الثانية فتمثلت بأن اتحاد بلديات زغرتا المحسوب على تيار “المردة” كان رفض حلاً متكاملاً تقدمت به “مؤسسة رينه معوض” مع الهبة المرافقة لتمويله، وذلك لأسباب تتراوح بين السياسة والفساد المستشري في الاتحاد ومنظومة البلديات التابعة لـ”المردة”!

استمرت استراتيجية رمي النفايات بطريقة غير صحية وغير علمية في مكب “عدوى” حتى مطلع العام 2019 حين قرر مالك أرض المكب التوقف عن استقبال النفايات بفعل تراكم المستحقات له والتي قاربت الـ750 مليون ليرة. عندها بدأت النفايات تتراكم بين المنازل وفي الشوارع والساحات العامة بشكل غير مسبوق في تاريخ زغرتا وإهدن. وعوض أن تسعى البلدية واتحاد البلديات منذ أشهر طويلة، لا بل منذ سنوات، إلى تأمين حل علمي مستدام، عمدت إلى الغرق في التبعية لمرجعيتها السياسية وإلى الإمعان في الفساد وسوء الإدارة والابتعاد عن الشفافية وغياب أي رؤية لمعالجة المشاكل، ما أدى إلى استقالة الأعضاء المحسوبين على “حركة الاستقلال” من المجلس البلدي. ورغم أن نواب زغرتا سعوا إلى محاولة تأمين حلول لأزمة النفايات بالتعاون مع وزير البيئة قبل استقالة الحكومة، وذلك من خلال تأمين أرض لإنشاء مطمر صحي بانتظار تأمين حلّ شامل، إلا أن محاولات تأمين الأرض سقطت أكثر من مرة على خلفيات طائفية ومالية. هكذا لم يجد رئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية من مخرج غير الاستقواء بطريقة ميليشيوية وقحة على أهالي بلدة بشنين في قضاء زغرتا. فغرّد فرنجية داعياً مناصريه إلى الاستعداد لتطبيق الحل بالقوة، ثم نشر مسلحيه على الطرقات المؤدية إلى بلدة بشنين وبدأ بإرسال شاحنات النفايات إلى أرض في البلدة، رغماً عن أهل البلدة الذين اعترضوا وتظاهروا، فأقدم مسلحو “المردة” على الاعتداء عليهم.

وفي حين وعد مسؤولو “المردة” بإنشاء معمل للفرز قريباً، من دون ان يستحصلوا على أي ترخيص أو يقدموا أي خطة ومن دون أن يحترموا خارطة الطريق والآليات التي كان قد اتفق عليها نواب زغرتا الصيف الماضي، ما يطرح علامات استفهام كثيرة على شفافية ما يحضّرون له مالياً وبيئياً، فإن اشمئزاز وسخط أبناء قضاء زغرتا قام على مستويين:

ـ المستوى الأول هو أنه من غير المقبول في سنة 2019 ان يتم التعاطي مع أبناء قرى وبلدات قضاء زغرتا على أنهم “أولاد جارية” وأن أبناء زغرتا هم “أولاد الست”، وبالتالي يكون على أبناء “الزاوية” أن يتحمّلوا نفايات زغرتا وإهدن من دون أي معايير بيئية أو علمية، لا بل وأيضاً يكون عليهم أن يخضعوا بالقوة لممارسات مسلحي “المردة” الميليشيوية واعتداءاتهم وكأن لا دولة في لبنان ولا من يحزنون، وخصوصاً أنه لم يكن أحد ليتصور أن أحداً يمكنه أن يقدم على مثل هذا التصرف في القرن الـ21 حيث يحاول إعادة عقارب الساعة في المنطقة إلى القرون الوسطى، وهذا ما أدى إلى رفع أبناء بشنين صوتهم عالياً أمام جميع وسائل الاعلام!

ـ المستوى الثاني يتعلق بكون الأرض في بشنين حيث يرمي مسلحو “المردة” نفايات زغرتا وإهدن على حافة مصب نهر بشنين الذي يصب في نهر أبو علي، والذي بدوره يمرّ في زغرتا وعدد من قرى قضائها والذي يروي زغرتا وعدداً كبيراً من قرى المنطقة وصولاً إلى طرابلس كما يروي بساتين الليمون المنتشرة في المنطقة، ما يهدد بنقل التلوث من شوارع زغرتا إلى مياهها وبساتينها!

وهنا لا بدّ من السؤال عن مسؤولية الدولة والأجهزة الأمنية عن كل ما حصل في بشنين، وعن أسباب التغاضي عن هكذا ممارسات ميليشيوية وعن الاعتداء على أبناء المنطقة وسط “تغاضي” فاضح من هذه الأجهزة. فهل يجوز أن تحصل عملية غش كبيرة لإيهام أهل زغرتا بأن أزمة نفاياتهم قد حُلّت في حين أن التلوّث انتقل إلى قلب المنازل والمياه والفاكهة والخضار في زغرتا والمنطقة كلها؟!

 

إنتفاضة كنسيّة ضدّ تأخير الاستشارات

نداء الوطن/الاثنين 11 تشرين الثاني 2019

ليس انتقاصاً من أهميته إنما تصويباً لأهدافه... اقتراح العفو العام على الصيغة "الملغومة" التي تطرحها السلطة بات محكوماً بالسقوط "المعجّل المكرّر" ولن يمرّ غداً ولا بعد غد قبل تنقيته من الشوائب والنوايا المستترة خلف توقيته ومضمونه وطابعه "الأعمى" في التبصّر بالفئات الواجب استفادتها منه بعيداً عن ذهنية استغباء الناس واسترضاء المخالفين للقانون لغايات سياسية وحزبية في نفوس أهل الحكم. وإذا كانت معظم الكتل تتجه لحسم موقفها اليوم إزاء هذا الملف عشية انعقاد الجلسة التشريعية غداً وسط ترجيحات بإقدام رئيس المجلس نبيه بري على خطوة إرجائها درءاً للاصطفافات الطائفية والسياسية في المجلس مع الاقتراح وضده، فإنّ الساعات القليلة المقبلة ستحمل معها الكثير من المؤشرات الدالة على اتجاهات المشهد في الملف الحكومي حسبما تفيد تقاطعات المعلومات.

فالترقب يسود اليوم لاتضاح موقف "حزب الله" أكثر فأكثر على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله خلال إطلالته المتلفزة التي وضعتها قناة "المنار" في خانة "وضع النقاط على حروف الفتنة"، وسط تجديد مصادر مطلعة على موقف "الحزب" عشية إطلالة نصرالله استمراره في رفض أي صيغة حكومية لا تضم في تشكيلتها وزراء سياسيين، فضلاً عن استمرار عقدة توزير رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل على حالها في ظلّ إحكام رئيس الجمهورية ميشال عون قبضته على ورقة التكليف واستحكام موقف الثنائية الشيعية بضرورة تمثل القوى السياسية في الحكومة العتيدة كشرط لإطلاق عجلة التأليف.

وفي السياق، كشفت مصادر رفيعة مطلعة على المشاورات الحكومية لـ"نداء الوطن" أنّ "حزب الله وإن كان فعلاً يتحسس خطورة تأخير التشكيل لكنه في الوقت نفسه لا يمانع استمرار تصريف الأعمال إلى أجل غير مسمى طالما لم تتحقق شروطه الحكومية معتبراً أن الشعب في نهاية المطاف سيتعب قبل أن يتعب الحزب"، وأوضحت المصادر أنّ المراوحة القائمة تدور بشكل أساس حول هذه النقطة حيث لا تزال قيادة "حزب الله" مصرة على ولادة حكومة مختلطة من التكنوقراط والممثلين للقوى السياسية الرئيسية، وفي المقابل لا يزال الرئيس سعد الحريري على رفضه ترؤس أي حكومة تضم في تشكيلتها سياسيين تماشياً مع تطلعات الناس، كاشفةً في هذا الإطار أن الحريري ومن ضمن محاولته لتأمين التوافق على دعم شخصية غيره لرئاسة الحكومة بهدف الخروج من الأزمة اصطدم برفض كل من "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" لاقتراح تولي السفير السابق في الأمم المتحدة القاضي في محكمة العدل الدولية نواف سلام مهمة تشكيل الحكومة، فكان جواب "الخليلين" (علي حسن خليل وحسين الخليل) مزيداً من الإصرار على ترؤسه شخصياً الحكومة ربطاً بصفته التمثيلية ولأنه الأقدر على مخاطبة المجتمع الدولي في ظل الأزمة الكبيرة التي تمر فيها البلاد "ومستعدون للمرونة في تسمية وزراء مقربين نشترك وإياك في اختيارهم بشكل يريحك".

وإذا كان الإصرار على ضم سياسيين إلى الحكومة العتيدة أدى تلقائياً إلى إعادة طرح توزير باسيل، فإنّ المصادر نفسها رجحت أن يكون هذا الإصرار "بهدف تعزيز أوراق التفاوض الحكومي للحصول على ثمن مقابل التخلي عن باسيل" على أن يبقى الأساس في العملية موقف "حزب الله" إزاء شكل الحكومة وتركيبتها.

في حين نقلت مصادر وزارية بارزة لـ"نداء الوطن" أنّ اجتماع قصر بعبدا المصرفي برئاسة عون لم يأت في مضمونه بأي جديد بل بالعكس من ذلك أظهر الهوة في النظرة إلى الأمور لا سيما عندما توجّه المجتمعون إلى رئيس الجمهورية بالتشديد على كون حل الأزمة يكمن أولاً وأخيراً في تسريع عملية تأليف حكومة تستعيد ثقة اللبنانيين والمودعين فما كان من وزير الرئاسة سليم جريصاتي إلا أن أجابهم بالقول: "إنتو اشتغلوا شغلكم ونحنا منشتغل شغلنا". وبالأمس تفاعلت قضية تعمّد تأخير الاستشارات النيابية الملزمة لتعيين رئيس مكلّف تشكيل الحكومة، بشكل بلغ مداه مع ما يشبه الانتفاضة الكنسية ضد عرقلة التكليف والتأليف، سواءً عبر "العظة" الواضحة التي وجهها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي إلى رئيس الجمهورية بوجوب الإسراع في إجراء الاستشارات لتكليف رئيس للحكومة وتأليفها "كما يريدها شعبنا فحال البلد لا يتحمّل أي يوم تأخير"، معرباً في المقابل عن أسفه لأنّ البعض "يكشف بنفسه أنّ مصالحه المادية والسياسية ومكاسبه الخاصة تعلو على الخير العام وعلى الدولة المهددة بالانهيار". وإذ نصح بأن لا يعتدّ أحد بقوته أمام النهر الشعبي الجارف، نبّه الراعي إلى أنّ "الاستمرار في عرقلة تأليف حكومة جديدة تحظى بثقة الشعب هو حكم على الذات بتهمة الانهيار وإسقاط الدولة ولعنة التاريخ"، داعياً إلى "تطهير هيكل الوطن من عبادة الأوثان الجديدة: الإيديولوجية والشخص والحزب والمال والسلطة والسلاح والنفوذ والفساد".

وكما البطريرك الماروني، كذلك جاءت عظة متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة الذي استغرب تجاهل المسؤولين لصراخ الشعب منذ ثلاثة أسابيع، وقال: "الأب لا يهمل أبناءه ولا يصم أذنيه عن سماع طلباتهم (...) التغيير واجب فلم الانتظار؟ لم نعد نملك ترف إضاعة الوقت ولم يعد ممكناً تجاهل الناس واستغباؤهم"، وتساءل: "ألا يستدعي الخطر المحدق بنا جميعاً أن يتخلى الجميع عن أنانياتهم ومصالحهم وحصصهم من أجل إنقاذ ضروري وسريع؟ ماذا ننتظر لتأليف حكومة؟ ولم لا تؤلف وفق أحكام الدستور؟ لم لا نطبق الدستور فتجرى الإستشارات ويكلف رئيس تأليف حكومة بعيدة عن التجاذبات السياسية أو المقاربات التقليدية والمحاصصة ترضي طموح الشعب وتكون مهمتها إنقاذ البلد؟".

 

حاكم مصرف لبنان: الليرة ثابتة... وبري يؤجل جلسة البرلمان

الأمين العام لحزب الله حمل الأميركيين مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد

 اندبندنت عربية/الاثنين 11 تشرين الثاني 2019

في إطلالة مهمة في ظرف اقتصادي وسياسي دقيق يمر بلبنان، خرج حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ليطمئن اللبنانيين إلى قدرة القطاع المصرفي على جبه التحديات الصعبة التي يمر بها، وقام بما يُعَدُّ "جردة حساب" تعود إلى 27 سنة مضت، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى زمن توليه الحاكمية، فيما أُعلن عن مقابلة تلفزيونية سيجريها رئيس الجمهورية ميشال عون مساء غد الثلاثاء. وتوقعت مصادر إعلامية محلية أن يعلن عون خلالها بدء الاستشارات النيابية المتعلقة بتشكيل حكومة جديدة.سلامة الذي تناله انتقادات لاذعة من الحشود التي تتظاهر منذ ما يقارب الشهر في كل شوارع لبنان وساحاته، لا يوفره أيضاً عدد من السياسيين الذين يحملونه مسؤوليةً في وصول الوضع النقدي إلى ما وصل إليه، خصوصاً بسبب "هندسات مالية" قام بها في السنوات الثلاث المنصرمة. حاكم مصرف لبنان في مؤتمره الصحافي، بدا هادئاً كعادته، ولكن لم تغب وطأة المسؤولية عن سيماء وجهه. فكلمة منه في سياق معين يمكن أن تنعكس أضراراً في السوق، المصاب أصلاً بالارتياب. غلب على كلام سلامة الطابع التطميني من دون إغفال دقة الظروف، التي استعمل مراراً كلمة "استثنائية" لوصفها. سلامة شدد على سياسة مصرف لبنان بالاستمرار بتثبيت سعر صرف الليرة مقابل الدولار، وأن هذه السياسة مستمرة ولا مخاوف في هذا الشأن. كذلك طمأن حاكم مصرف لبنان إلى عدم حصول أي عمليات تقييد في انتقال الرساميل من وإلى خارج لبنان، كذلك أي عمليات من نوع haircut فلا صلاحية قانونية لذلك". ولفت سلامة، إلى أنّ "مسألة التحويلات الخارجية تعود للعلاقة بين المصارف وزبائنها، وطلبنا من المصارف تلبية الضروريات بهذه الظروف الاستثنائية"، مشيراً، إلى أنّ "المصارف قادرة على الاستلاف من مصرف لبنان وبالدولار بفائدة 20 في المئة، ولكن هذه الأموال غير قابلة للتحويل نحو الخارج". وأضاف أن هذه الإجراءات غير واردة لسببين "الأول لعدم اقتناع مصرف لبنان بها، والثاني لأن المسؤول عن إجراءات كهذه هو السلطة السياسية التي ترفض ذلك رفضاً قاطعاً".

تأجيل جلسة التشريعية

في المقابل، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد اجتماع لكتلة التنمية والتحرير النيابية الاثنين، تأجيل الجلسة التشريعية غداً إلى الثلاثاء في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) لـ "أسباب أمنية"، بـ"جدول الأعمال نفسه". وأشار بري إلى أن "الوقوف ضد الجلسة التشريعية والضجة المفتعلة ليس ضد قانون العفو العام كما يقال، بل بهدف الإبقاء على الفراغ السياسي". وكان المحتجون قد دعوا إلى إضراب عام الثلاثاء والعمل على منع وصول النواب إلى البرلمان لتعطيل جلسة تشريعية تهدف إلى إقرار قوانين اعتبرها المتظاهرون "مشبوهة". وفي حين طلب بري من نواب ووزراء كتلته الحاليين والسابقين رفع السرية المصرفية عن حساباتهم المالية، دعا إلى "استعجال تأليف حكومة جامعة لا تستثني الحراك الحقيقي".

لكن ملف تشكيل الحكومة لا يزال عالقاً بين القوى السياسية، التي لم تتفق حتى الساعة على خيار موحد لمواجهة احتجاجات الشارع المستمرة منذ 26 يوماً. وهذا ما أكده الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، في خطاب متلفز الاثنين، حين قال إنه لن يتكلم بشأن ملف الحكومة "لأن النقاشات والمباحثات متواصلة"، تاركاً الأبواب مفتوحة للوصول إلى "أفضل نتيجة".

وحمل نصرالله السياسة الأميركية، وتحديداً العقوبات، مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، داعياً المسؤولين اللبنانيين إلى الانفتاح على الاستثمارات الصينية والإيرانية، على الرغم من المنع الأميركي، وفقه، واللجوء إلى السوق العراقية بعد التفاهم مع الحكومة السورية لإيصال البضائع إليها من خلال معبر البوكمال. وعن مكافحة الفساد، قال نصرالله إنها تحتاج إلى وقت وجهود وقضاء قوي وشجاع لا يخضع للضغوط السياسية وآليات لاسترداد الأموال المنهوبة والمسروقة، داعياً القضاة إلى أن يتصرفوا ضمن صلاحياتهم ويمتلكوا شجاعة عدم الامتثال لأي ضغوط سياسية.

وأعلن تكتل "لبنان القوي"، الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل، أن  "طرحنا الأساسي هو حكومة اختصاصيين يوافق عليها المجلس النيابي لتستطيع أن تقلع ويتمثل فيها الحراك. والحاجة اليوم هي للتشاور للوصول إلى حلول مقبولة، تحترم الدستور ويكون لها مشروع قابل للتنفيذ".

واعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن "الانتفاضة الشعبية التي نشهدها حقيقية"، مشيراً إلى أنه "لا ثقة بالتركيبة الحاكمة الحالية والبعض يأخذ الأزمة إلى أماكن أخرى، فيفترض أنه إذا استثمرت الصين في لبنان لما كنا وقعنا في الأزمة الاقتصادية، وأنا لست مع هذا الرأي على الإطلاق".

وسأل "هل من المعقول ألا نطلق الحد الأدنى من الإجراءات الدستورية في الشكل الطبيعي؟ الاستشارات النيابية كان يجب أن تحصل الأمس قبل اليوم".

وأضاف "الحكومة الجديدة يجب أن تكون من اختصاصيين مستقلين، في حين يعمل البعض على تشكيل حكومة اختصاصيين من الأزلام".

وقالت جمعية مصارف لبنان إنها عقدت اجتماعاً طارئاً، الاثنين، لمناقشة إضراب دعا إليه اتحاد نقابات موظفي المصارف لدواع أمنية تتعلق بالموظفين، متعهدة حمايتهم بعد تعرضهم لاعتداءات جسدية. ولم يذكر بيان أصدرته جمعية مصارف لبنان ما إذا كانت البنوك ستغلق الثلاثاء، بعدما قالت محطات تلفزيونية لبنانية إن البنوك ستغلق أبوابها بسبب الإضراب المزمع.

ودعا رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان في وقت سابق إلى إضراب لموظفي البنوك اعتباراً من الثلاثاء لدواع أمنية.

اعتذر الحاكم في بداية مؤتمره الصحافي عن عدم دعوة جميع الصحافيين، إذ اختياره لعدد معين من المراسلين ترك استياء إلى درجة أن نقابة المحررين اللبنانيين أصدرت بياناً استنكرت خطوة سلامة.

وفي مستهل المؤتمر قال "قطعنا في مراحل كثيرة، واستطعنا المحافظة فيها على سعر صرف الليرة. ابتداء من 2015 واجهنا العقوبات التي كان لها تأثير على حركة الأموال إلى لبنان، واتخذنا التدابير اللازمة لنجعل لبنان منخرطاً في العولمة. عشنا فراغات طويلة (في الحكم) عندما كان يتم العمل على تشكيل حكومات، وكانت الأخيرة عام 2018، وعشنا في مناخ من التأجيل في إجراء الانتخابات النيابية مراراً. وكانت لاستقالة الرئيس الحريري من السعودية نتائج على الوضع الاقتصادي في لبنان، كل هذا تزامن مع توسع في حجم القطاع العام، وقد وصلنا إلى عجز مرتفع عام 2018. كما أننا شاهدنا تراجعاً في التصنيف الائتماني المتعلق بلبنان، إضافة إلى كل ذلك شهدنا تقارير سلبية عدة، ما زعزع الثقة بالنسبة إلى بلدنا، إضافة إلى الإشاعات وبث أخبار من قبل أشخاص غاياتهم سلبية. كل ذلك أثر في معنويات الأسواق، وفي ظل هذه المعطيات كان هدف مصرف لبنان أن يلعب دوره كما حدده القانون، وهذا الدور يتجلى بالحفاظ على الثقة بالليرة اللبنانية التي هي أداة لتأمين نمو اقتصادي واستقرار اجتماعي".

وبعد عرض التحديات انتقل سلامة إلى الانعكاسات التي تسبب بها الوضع، وتابع "هذا النجاح بالمحافظة على الليرة نقيسه بمقدار ما خدم اللبنانيين، وقدم لهم العيش الكريم، إنما التراجع بالحركة الاقتصادية والنمو الذي وصل إلى الصفر في عام 2019، زاد من نسبة البطالة وأثر في فئات عدة من الشعب، ولمسنا ذلك من خلال التعثر الذي حصل بتسديد القروض السكنية، وهنا طلبنا من المصارف أن تكون مرنة في التعاطي مع هذا النوع من القروض. نحن في اقتصاد "مدولر" لذا الليرة اللبنانية وثباتها عنوان ثقة لاستمرار دخول الدولار إلى لبنان.  الهندسات المالية ساعدت في هذا المجال، والهندسة المالية في عام 2016 سمحت أن نكوِّن احتياطات كبيرة دعمت الليرة وساعدت بتطبيق المعايير الدولية للعمل المصرفي. لم نستخدم المال العام في الهندسات المالية التي قمنا بها، والمطالبة بإعادة الهندسات المالية كلام غير دقيق". وقال أيضاً "قطعنا في مراحل صعبة لو مرت بها دول أخرى لكانت تعثرت. واستطعنا الحفاظ على الاستقرار النقدي على رغم كل الصعوبات. تزامن كل ذلك مع توسّع في حجم القطاع العام، وعجز بلغ 11 في المئة نسبة إلى الإنتاج المحلي، في وقت كان الاقتصاد بحاجة إلى النمو، من هنا كان دورنا في المحافظة على الثقة، لا سيما الثقة بالليرة اللبنانية وهي أداة لتأمين النمو والاستقرار الاجتماعي. فالثقة بالليرة اللبنانية أداة لتأمين النمو والاستقرار الاجتماعي وثباتها عنوان لاستمرار دخول الدولار إلى لبنان".

وعاد إلى الهندسات المالية موضحاً أنها "سمحت بتكوين احتياطات كبيرة ورسملة للمصارف وتطبيق المعايير الدولية. والودائع بالدولار التي أخذناها من المصارف دفعنا عليها بين 6.15 و6.89 كفالة. استعمال المال العام في هذه الهندسات لم يحدث بل استفادت الدولة من هندسات مصرف لبنان ما قيمته 800 مليون دولار بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) من هذه السنة. وارتفعت الاحتياطات بالعملات مليارَي دولار لكن إدراج أحد المصارف (جمال تراست بنك) على لائحة أوفاك انعكس سحوبات كبيرة بما يساوي سحوبات السنوات الثلاث الأخيرة، ولاحظنا ارتفاعاً للدولار في سوق الصيرفة، وادخاراً للأوراق النقدية في المنازل، بما يساوي ثلاثة مليارات دولار انسحبت من القطاع المصرفي، فاقتصاد لبنان حر حيث حرية التداول بكل السلع ومنها النقدي". وعن إنجازات مصرف لبنان عدد سلامة بعضها، "أمّنا دعماً للقروض السكنية والصناعة والسياحة بالمليارات، وللطاقة البديلة وأخرى بيئية، وسنحافظ اليوم على استقرار سعر صرف الليرة بالسعر الذي أعلنه مصرف لبنان وهناك فرق بينه وبين الصرافين نتيجة العرض والطلب والمصرف لا يتعاطى بعمل السوق الموازية. هدفنا حماية الودائع في لبنان، واتخذنا الإجراءات لتجنيب المودعين الخسائر. وطلبنا من المصارف السماح للزبائن بتسديد ديونهم بالليرة اللبنانية. مصرف لبنان أصدر تعميماً سمح بتلبية الحاجات بالدولار لاستيراد ما يتعلّق بالبنزين والأدوية والقمح. الودائع مؤمنة والمصارف في لبنان لديها أموال موظفة في الخارج، ومع الدولة ومع القطاع الخاص وكلفة ديون القطاع الخاص من المصارف تساوي 10 في المئة من حجم الاقتصاد. طلبنا من المصارف أن تعقد اجتماعات مع جمعيتي الصناعيين والتجار للتفاهم على تأمين تسهيلات في العمل". وأضاف "يجب أن نحاول في هذه الفترة تخفيض الفوائد في ظلّ إدارة السيولة حفاظاً على استمرارية المصارف. لسنا من يصرف الأموال وهذا يجب أن يكون واضحاً للجميع بل نؤمّن تمويل البلد حفاظاً على استمراريته". وعن تبييض الأموال قال "مصرف لبنان وضع الشبكة الأساسية التي حمت سمعة البلد واطّلع على عدة ملفات تتعلق بالفساد وتبييض الأموال، وأؤكد أن ما يُحكى عن إمكانية تقييد التحاويل بشكلٍ قانوني في لبنان أمر غير وارد. ولن يحصل haircut  فلا صلاحية قانونية لذلك". وعن ملاءة مصرف لبنان كشف أن "الاحتياط الموجود في مصرف لبنان من دون الذهب هو 38 مليار دولار بما فيه "اليوروبوند"، واستثمارات المصرف المركزي والقدرة النقدية بالوقت الحاضر هي بحدود 30 مليار دولار". ولم يعف سلامة الحكومة من مسؤولياتها، فقال "نأمل في إصلاحات أساسية في الخدمات من كهرباء وماء وبيئة وغيرها، وإعادة تفعيل القطاع الخاص، وإحداث شراكة مع القطاع العام. مصرف لبنان هو مصرف يحاول حماية لبنان بظروف صعبة بالمنطقة وهي خارجة عن إرادة مصرف لبنان، وبدوري أنفذ سياسة تخدم مصلحة لبنان واللبنانيين".

 

شموع أمام كهرباء لبنان.. وقماش أسود يلف المؤسسة!

جنوبية/12 تشرين الثاني/2019

استكمالاً للحراك اللامركزي في كافة المناطق اللبنانية الهادف لشل عمل المؤسسات العامة، أضاء المعتصمون أمام مبنى مؤسسة كهرباء لبنان في منطقة مار مخايل، الشموع، بعدما سيجوا محيط الشركة بالقماش الأسود، وذلك على وقع الأناشيد والأغاني الوطنية. وكان المعتصمون قد افترشوا الأرض ونصبوا خيما ورفعوا الأعلام اللبنانية أعلاها، واستضافوا عددا من المحاضرات، شارك فيها نقابيون وأساتذة وناشطون. وأعلنوا نقل اعتصامهم إلى مكان آخر، بعد أن أمضوا 24 ساعة في هذه المنطقة، لتعميم مطلبهم بتوفير الكهرباء 24/ 24 ساعة يوميا./

 

بعد عراضة البستاني.. «توتال» تفضح المستور: إستخراج النفط في ٢٠٢٩

جنوبية/12 تشرين الثاني/2019

بعد حديث وزيرة الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ندى البستاني عن وصول مستوعبات الدفعة الثانية من المعدات المخصصة لحفر البئر الاستكشافية للنفط، المرسلة من شركة “توتال”، واستعراضها أمام عدسات الكاميرا وكأن لبنان بات بلداً نفطياً، نقل موقع توتال خبراً مفاده أن “إستخراج الغاز في لبنان لن يبدأ قبل ٢٠٢٩”. وحددت “توتال” الجدول الزمني للتنقيب عن النفط على الشكل التالي: ٢٠٢٠: حفر البئر الاستكشافي، ايجاد المواد النفطية. ٢٠٢١: حفر البئر التقييمي لتحديد كمية ونوعية المواد القابلة للاستخراج. ٢٠٢١-٢٠٢٢: يتخذ الكونسورتيوم القرار الاستثماري النهائي تبعا للجدوى التجارية. ٢٠٢٢-٢٠٢٦: الكونسورتيوم يطلب الموافقة الحكومية على خطة الانتاج في حقل النفط. تصميم المنصة الاستخراجية، الانابيب والبنى التحتية. ٢٠٢٦-٢٠٢٩: انتهاء تحضير البنى التحتية ٢٠٢٩: بدء الاستخراج

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

اغتالوا الأبونا ووالده أثناء مهمّة رعوية!

Agencies/11 تشرين الثاني/2019

اغتال مسلحون مجهولون راعي كنيسة الأرمن الكاثوليك بالقامشلي الأب هوسيب بيدويان ووالده. وأشارت مصادر مطلعة، إلى أن المسلحين استهدفوا الأب بيدويان ووالده عند مدخل مدينة دير الزور صباح اليوم وهما في طريقهما بمهمة لمتابعة الأوقاف الخاصة بكنيسة الأرمن الكاثوليك في دير الزور شرقي سوريا. وفي وقت لاحق، تبنّى داعش عملية قتل الكاهن السوري أثناء تنقله بين الحسكة ودير الزور. في غضون ذلك، وقعت 3 انفجارت في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، الاثنين، ما أدى لسقوط 6 قتلى مدنيين وإصابة 5 آخرين، وفق ما ذكرته وسائل إعلام تابعة للنظام. وانفجرت ثلاث سيارات مفخخة في القامشلي، السيارة الأولى انفجرت في شارع الوحدة والثانية قرب مستشفى السلام بالقامشلي والثالثة بجانب فندق الأمين وسط المدينة.

 

الأمم المتحدة: السيستاني قلق من «عدم جدية» القوى السياسية في تنفيذ الإصلاحات

الشرق الأوسط أونلاين»/11 تشرين الثاني/2019

قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جانين هينيس بلاسخارت، اليوم (الاثنين)، إن المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، أوضح أنه يساند تنفيذ إصلاحات جدية خلال فترة زمنية معقولة. وأضافت أن السيستاني عبر أيضاً عن "قلقه من افتقار النخبة السياسية للجدية الكافية بشأن تنفيذ الإصلاحات"، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وتابعت، في مؤتمر صحافي عقب لقائها السيستاني في مدينة النجف: «لا يمكن أن يعود المحتجون السلميون إلى بيوتهم دون نتائج ملموسة». مؤكدة أن «الأمم المتحدة تراقب ما حصل وهناك غضب في الشارع العراقي نتيجة فقدان الخدمات، ونعمل على الكف عن العنف، ونسعى إلى تقدم العراق إلى الأمام وعلى الحكومة تنفيذ مطالب المتظاهرين». وتجددت المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، خصوصاً في بغداد، رغم دعوة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل السيستاني، خلال خطبة الجمعة الماضية في كربلاء، إلى «المحافظة على سلمية الاحتجاجات بمختلف أشكالها»، ودعوته القوات الأمنية إلى «تجنب استخدام العنف، لا سيما العنف المفرط، في التعامل مع المحتجين السلميين». وتركزت الاحتجاجات التي اندلعت في 1 أكتوبر (تشرين الأول) في بادئ الأمر على نقص الوظائف وضعف الخدمات، لكنها سرعان ما تحولت إلى نبذ نظام اقتسام السلطة على أساس طائفي الذي استحدث في عام 2003 ورفض الطبقة السياسية التي يقول المحتجون إنها تستفيد من هذا النظام. واستخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ضد المحتجين وأغلبهم من الشبان العزل، ما أسفر عن مقتل أكثر من 280 شخصاً.

وفي سياق متصل، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن أمله في أن تتمكن القيادات السياسية في العراق من الإسراع بالخروج من حالة الاضطراب الحالية وما يُصاحبها من عنف، مُعرباً عن الحزن والأسف لاستمرار سقوط ضحايا بين المتظاهرين وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين. وأكد مصدرٌ مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، في بيان صحافي اليوم (الاثنين)، أن أبو الغيط يتفهم اعتبارات الدولة في ضرورة السيطرة على الوضع الأمني والحيلولة دون الوقوع في الفوضى، ولكنه يستشعر في الوقت ذاته قلقاً متزايداً إزاء استمرار العنف دون أفق واضح لوقف نزيف الدم، مُتمنياً عدم انزلاق العراق إلى مزيد من الاضطراب خصوصاً في ظل ما يتعرض له من تدخلات وضغوط خارجية مرفوضة تزيد حتماً من تعقيد الأمور. وأوضح المصدر أن التوافق بين المتظاهرين والقيادات السياسية تحت المظلة الوطنية الجامعة هو السبيل الوحيدة للوصول إلى مخرج يحقق المصلحة الوطنية للعراق ويلبي مطالب أبنائه في عراقٍ مستقر ومستقل ومزدهر.وأكد المصدر مجدداً وقوف الجامعة العربية إلى جوار العراق في هذه المرحلة الصعبة، آملاً أن يتجاوزها في القريب وهو أكثر قوة واستقراراً، مشيراً إلى استعداد الجامعة العربية للمساعدة في هذا الصدد.

 

بكين تندد بعودة بومبيو إلى «ذهنية الحرب الباردة»

بكين: «الشرق الأوسط أونلاين»/11 تشرين الثاني/2019

نددت الصين، اليوم (الاثنين)، بما اعتبرته عودة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إلى «ذهنية الحرب الباردة» بعد أن وجّه، الجمعة، تحذيرات إلى كل من موسكو وبكين بمناسبة الذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين. وفي كلمته التي ألقاها بالمناسبة في برلين اتهم بومبيو الصين بأن لديها «رؤية جديدة للتسلط». ورداً على كلامه، ندد المتحدث باسم الخارجية الصينية غنغ شوانغ بـ«الهجمات المسيئة التي لا أساس لها من الصحة» التي وجّهها بومبيو، ودعاه إلى «التخلي عن أفكاره المسبقة الآيديولوجية وذهنيته المرتبطة بالحرب الباردة المنقضية». وكان بومبيو قد حذّر أيضاً في برلين من أنه سيكون على الولايات المتحدة «الدفاع عما تم تحقيقه بمشقة عام 1989 والوعي إلى أننا في تنافس على مستوى القيم مع أمم غير حرة».

 

المرصد: مقتل 6 مدنيين بعد 3 تفجيرات في القامشلي

بيروت/الشرق الأوسط أونلاين»/11 تشرين الثاني/2019

قتل ستة مدنيين على الأقل اليوم (الاثنين) جراء تفجير سيارتين ودراجة مفخخة في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرقي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر كردي. وشاهد مراسل الوكالة الفرنسية للأنباء في المدينة سيارات متفحمة ودخاناً يتصاعد من موقعين على الأقل، بينما كان مسعفون ينقلون الجثث وسيارات الإطفاء تعمل على إخماد النيران.

 

الطاقة الذرية: إيران تواصل خرق قيود الاتفاق النووي

العربية.نت - وكالات/11 تشرين الثاني/2019

كدت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها، الاثنين، أن إيران لا تزال تتجاوز عدة قيود حددها الاتفاق النووي، منها ما يتعلق بمستوى تخصيب اليورانيوم ومخزون اليورانيوم المخصب والتخصيب بأجهزة طرد مركزي متطورة. وأوضحت الوكالة أن إيران لا تزال تخصب اليورانيوم حتى مستوى نقاء 4.5% وهو ما يتجاوز 3.67% وفقاً للاتفاق.وجاء في تقرير الوكالة الأحدث حول برنامج إيران النووي أن "الوكالة رصدت آثار يورانيوم طبيعي من مصدر بشري في موقع لم تعلن عنه إيران للوكالة". كما أشار التقرير إلى أن إيران ركبت أجهزة طرد مركزي متطورة لم ينص عليها الاتفاق النووي، ومنها آي آر-8 بي و آي آر-9 و آي آر-إس وآي آر-6إس إم أو. وأضاف أن إيران ركبت سلسلة أخرى تضم 164 جهازا للطرد المركزي طراز آي آر-6 إلى ذلك، كشف أن إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في منشأة فوردو.

فوردو وخطوة إيران الرابعة

وكانت إيران أعلنت السبت أنها تقوم بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة خمسة بالمئة، بعد سلسلة من الخطوات التي تخلفت فيها عن التزاماتها بموجب اتفاق عام 2015 الذي انسحبت منه واشنطن. وعلى الرغم من أن الاتفاق النووي يلزم إيران بوقف أنشطة التخصيب في منشأة فوردو، وعدم تخصيب اليورانيوم-235 بما يتعدى نسبة 3,67%، غير أنّها استأنفت الخميس الماضي تلك الأنشطة في فوردو، وأشارت إلى أنّ نشاط أجهزة الطرد يتقدم تدريجاً إلى أن يصل بدءاً من السبت إلى إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 4,5%. وأثار الإعلان الإيراني عن استئناف الأنشطة في منشأة فوردو قلق العواصم الأوروبية باريس ولندن وبرلين، الموقعة على اتفاق فيينا، ودعت طهران إلى التراجع عن قراراتها. ومثل استئناف العمل في فوردو الخطوة الإيرانية الرابعة في سياق سياسة خفض التزاماتها النووية المعلنة في أيار/مايو رداً على إعادة الولايات المتحدة فرض عقوبات عليها إثر انسحابها أحادياً من الاتفاق عام 2018. وسعت طهران منذ ذلك الحين إلى الضغط على الدول التي لا تزال ضمن الاتفاق بهدف مساعدتها على الالتفاف على العقوبات الأميركية. يذكر أنه بموجب الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 بين إيران والدول العظمى الذي تأثر جراء انسحاب واشنطن منه في أيار/مايو 2018 تخضع المنشآت النووية الإيرانية لنظام تفتيش دائم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 

رضا بهلوي للمحتجين بالعراق ولبنان: عدونا واحد وسوف ننتصر

بندر الدوشي - واشنطن/11 تشرين الثاني/2019

وجه رضا بهلوي، الابن الأكبر للشاه محمد رضا بهلوي حاكم إيران الأسبق، الذي يحظى بشعبية واسعة في إيران، رسالة إلى المحتجين في العراق ولبنان قائلا: عدونا واحد وسوف ننتصر. وأضاف في رسالة باللغة العربية نشرها على حسابه في تويتر قائلا فيها "إلى جيراننا وأصدقائنا في العراق ولبنان؛ إن الشعب الإيراني يتضامن معكم في نضالكم الحيوي ضد الاستبداد. نحن نتابع عن كثب نضالكم من أجل نيل الهوية الوطنية والاستقلال". وأضاف "إن للإيرانيين والعراقيين واللبنانيين عدوا واحدا ألا وهو نظام الجمهورية الإسلامية. فطوال 40 عاما ارتكب هذا النظام جرائم فظيعة ضد الشعب الإيراني وشعوب المنطقة. واليوم وعبر ميليشياته ووكلائه يرهب العراق ولبنان ودول أخرى في المنطقة بالفساد والقمع المطلقين. إن هذا النظام وقادته عديمي الضمير، لا يعبأون بكم أو ببلدانكم، ولكن فقط بقوتهم وثرواتهم. إن نضالكم من أجل نيل الحرية والعدالة محل إلهام. وبجهودكم جنبا إلى جنب جهود الشعب الإيراني، سينتهي هذا الفصل في تاريخنا الجماعي، مما سيسمح لنا ببناء منطقة مزدهرة وآمنة وحرة لأبنائنا".

 

تظاهرات حاشدة بالأهواز بعد وفاة غامضة لشاعر ودفنه بسرية

دبي - العربية.نت/11 تشرين الثاني/2019

انطلقت، الاثنين، تظاهرة حاشدة في منطقة كوت عبدالله في مدينة الأهواز ضد السلطات الإيرانية وردد المتظاهرون هتافات "بالروح بالدم نفديك يا أهواز"، وذلك بعد أن منعتهم السلطات من المشاركة في دفن الشاعر العربي الأهوازي حسن الحيدري الذي توفي في ظروف غامضة، حسب ما أكد في وقت سابق نشطاء أهوازيين. كما اتهم بعض الناشطي الأهزاز النظام الإيراني باغتيال الحيدري، عبر تسميمه عندما كان معتقلا لدى الأجهزة الأمنية، حيث أطلق سراحه بكفالة قبل أشهر، بحسب قولهم. وغالباً ما يؤكد الناشطون أن ظاهرة الاغتيالات والتصفيات الجسدية للنخب الأهوازية ليست بجديدة، ويتهمون النظام في إيران بتصفية المعارضين بشتى الوسائل منها التسميم، وحوادث السير المفتعلة، والغرق وأساليب أخرى. إلى ذلك، قام بعض متظاهري "كوت عبدالله" بإنزال العلم الإيراني في إحدى الساحات العامة. وأفادت التقارير بأن السلطات تصدت للمتظاهرين العرب بالغازات المسيلة للدموع. وأكد شهود عيان وجود تحرك واسع لقوات الأمن الإيرانية لمواجهة أي طارئ، خاصة أن الإقليم العربي في إيران يشهد بين الحين والآخر مظاهرات احتجاجية. يذكر أن مدينة الأهواز شهدت ليل الأحد الإثنين تظاهرات عدة بعد انتشار أنباء عن اغتيال الشاعر حسن الحيدري، الذي توفي صباح الأحد بعد نقله إلى المستشفى إثر وعكة صحية.

 

بومبيو: اتفاق إيران الكارثي يسمح لها ببيع وشراء الأسلحة

دبي - العربية.نت/11 تشرين الثاني/2019

نتقد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الاثنين، مجدداً الاتفاق النووي الإيراني، واصفاً إياه بالكارثي. وحذر من أن هذا الاتفاق سيسمح لإيران العام المقبل ببيع وشراء الأسلحة، إلا في حال تحرك مجلس الأمن الدولي ومدد الحظر. وقال في تغريدة على حسابه على تويتر مساء الاثنين: "أفضل ما يستطيع أن يحققه روحاني (الرئيس الإيراني حسن روحاني) من الاستمرار في الاتفاق النووي الإيراني الكارثي هو السماح لرجال الدين الذين يقودون البلاد ببيع وشراء الطائرات المسيرة والصواريخ والدبابات والطائرات وغيرها". وتابع: "ستتحقق أمنية روحاني، إلا إذا مدد مجلس الأمن الدولي حظر الأسلحة المفروض على بلاده قبل انتهائه في أكتوبر 2020". وكان الرئيس الإيراني أعلن في افتتاح مشاريع بمحافظة كرمان جنوب شرقي طهران، الاثنين، أن "من ثمار الاتفاق النووي رفع حظر التسليح عن إيران العام القادم، حيث سيكون مسموحاً لها بيعُ وشراءُ الأسلحة." وغازل روحاني المتشددين للإبقاء على الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015 مع القوى العالمية، حيث قال إنه فرصة لشراء وبيع الأسلحة في الخارج العام المقبل. وأضاف "إذا أنقذنا الاتفاق النووي، فإنه سيتم رفع الحظر عن الأسلحة الإيرانية، ويمكننا شراء الأسلحة أو بيع أسلحتنا للعالم.. هذا أحد الآثار المهمة للاتفاق". يذكر أن تلك التصريحات تأتي في وقت بدأت إيران قبل فترة في كسر الحدود وخرق الالتزامات التي فرضها الاتفاق النووي، لاسيما بالنسبة لتخصيب اليورانيوم، من أجل الضغط على أوروبا. وكانت وكالة الطاقة الذرية أكدت في تقريرها، الاثنين، أن إيران لا تزال تتجاوز عدة قيود حددها الاتفاق النووي، منها ما يتعلق بمستوى تخصيب اليورانيوم ومخزون اليورانيوم المخصب والتخصيب بأجهزة طرد مركزي متطورة. وأوضحت الوكالة أن إيران لا تزال تخصب اليورانيوم حتى مستوى نقاء 4.5% وهو ما يتجاوز 3.67% وفقاً للاتفاق. من جهته حذر الاتحاد الأوروبي من الاستمرار في خرق الاتفاق. ودعا وزراء خارجية الاتحاد، في وقت سابق الاثنين إيران للعودة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي. كما أكدوا أن الاتفاق لا يزال بالغ الأهمية للأمن الأوروبي والإقليمي.

 

بيان أوروبي يدعو إيران للتراجع عن كل ما يعارض "النووي"

دبي - العربية.نت/11 تشرين الثاني/2019

بعدما دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين، إيران للعودة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي، مؤكدين أن الاتفاق لا يزال بالغ الأهمية للأمن الأوروبي والإقليمي، صدر بيان فرنسي بريطاني ألماني مشترك، أعرب فيه الدول الثلاث عن قلقهم الشديد من استئناف إيران تخصيب اليورانيوم في "منشأة فوردو". وطالب البيان المشترك إيران بالتراجع عن جميع الإجراءات التي تعارض الاتفاق النووي. وأضاف أن التخصيب في "فوردو" قد يكون له عواقب خطيرة. يذكر أن وكالة الطاقة الذرية ذكرت في تقريرها، الاثنين، أن إيران لا تزال تتجاوز عدة قيود حددها الاتفاق النووي، منها ما يتعلق بمستوى تخصيب اليورانيوم ومخزون اليورانيوم المخصب والتخصيب بأجهزة طرد مركزي متطورة. وأوضحت الوكالة أن إيران لا تزال تخصب اليورانيوم حتى مستوى نقاء 4.5% وهو ما يتجاوز 3.67% وفقاً للاتفاق. وجاء في تقرير الوكالة الأحدث حول برنامج إيران النووي أن "الوكالة رصدت آثار يورانيوم طبيعي من مصدر بشري في موقع لم تعلن عنه إيران للوكالة". كما أشار التقرير إلى أن إيران ركبت أجهزة طرد مركزي متطورة لم ينص عليها الاتفاق النووي، ومنها آي آر-8 بي و آي آر-9 و آي آر-إس وآي آر-6إس إم أو. وأضاف أن إيران ركبت سلسلة أخرى تضم 164 جهازا للطرد المركزي طراز آي آر-6.

خطوة رابعة

وكانت إيران أعلنت السبت أنها تقوم بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة خمسة بالمئة، بعد سلسلة من الخطوات التي تخلفت فيها عن التزاماتها بموجب اتفاق عام 2015 الذي انسحبت منه واشنطن. وعلى الرغم من أن الاتفاق النووي يلزم إيران بوقف أنشطة التخصيب في منشأة فوردو، وعدم تخصيب اليورانيوم-235 بما يتعدى نسبة 3,67%، غير أنّها استأنفت الخميس الماضي تلك الأنشطة في فوردو، وأشارت إلى أنّ نشاط أجهزة الطرد يتقدم تدريجاً إلى أن يصل بدءاً من السبت إلى إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 4,5%. ومثل استئناف العمل في فوردو الخطوة الإيرانية الرابعة في سياق سياسة خفض التزاماتها النووية المعلنة في أيار/مايو رداً على إعادة الولايات المتحدة فرض عقوبات عليها إثر انسحابها أحادياً من الاتفاق عام 2018.

 

الجيش العراقي: لن نسمح بالاعتداء على القوى الأمنية

دبي - العربية.نت/11 تشرين الثاني/2019

أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء عبدالكريم خلف، خلال مؤتمر صحافي عقد مساء الاثنين في بغداد، أن بعض المتظاهرين عطلوا حركة السير في العاصمة، واعتدوا على رجال الأمن. وقال: شهدنا أعمال نهب وتخريب داخل ساحة الخلاني. وأشار إلى أن القوات الأمنية لم تستخدم أي قوة، وغالبية القوى الأمنية متواجدة في ثكناتها، إلا أنه شدد على عدم السماح بالاعتداء على رجال الأمن. وحول عدد الضحايا الذين سقطوا الإثنين، قال "سقط 4 ضحايا مدنيين اليوم، وعدد من الجرحى لكن غالبية الإصابات طفيفة وقد غادروا المستشفيات". كما أضاف أن "بعض الجهات المشبوهة داخل المطعم التركي وسط بغداد، قامت بتصنيع ما يشبه المتفجرات، ما قد يؤدي في حال انفجارها إلى انهيار المبنى بأثره كما من شأنه أن يحصد أرواح العديد من المتواجدين في المبنى".

ولفت إلى أن العديد من الجرائم تجري داخل هذا المطعم، داعيا "المعتصمين إلى التنبه ووقف تلك الأعمال وإلا فإن الأمور ستتطور نحو الأسوأ". إلى ذلك، أكد أن القوات المسلحة اعتقلت عددا من المتظاهرين الذين رشقوا الأمن بزجاجات حارقة ببغداد. وشدد على أن القوات المسلحة لن تسمح بالاعتداء على العناصر الأمنية. وأوضح أن القوى الأمنية تستخدم غازا يسيل الدموع فقط، نافياً استعمال أي غازات سامة، وهو ما تلجأ إليه الولايات المتحدة وبريطانيا، بحسب تعبيره، مضيفاً أن الدفاع المدني يعمل بشكل دائم على إسعاف الجرحى. كما شدد على أن الاعتقالات تجري فقط بأوامر قضائية، وأن قلة قليلة ممن أسماهم "العنفيين هم الذين يرتكبون المخالفات"، قائلاً إن بعضهم أقدم اليوم على حرق إحدى المدارس. وأكد أن مثل هؤلاء سيكونون هدفاً للاعتقال والملاحقة.

وكانت وسائل اعلام محلية أفادت في وقت سابق الإثنين، نقلا عن مصدر أمني بوقوع 30 حالة إصابة واختناق بينهم عناصر من الدفاع المدني في الخلاني وسط بغداد. يذكر أن أكثر من 280 شخصا قتلوا في الاحتجاجات التي اندلعت أولا في بغداد في الأول من أكتوبر، ثم اتسع نطاقها إلى الجنوب ذي الأغلبية الشيعية للمطالبة بتغيير شامل للنظام السياسي الطائفي الذي يتهمونه بالفساد وبتوفير فرص العمل وتقديم خدمات عامة فاعلة. ولم تتمكن الحكومة من تهدئة الاضطرابات التي وضعت الطبقة السياسية في مواجهة شبان أغلبهم من العاطلين الذين لم يشعروا بأي تحسن يذكر في ظروفهم المعيشية حتى في وقت السلم بعد عقود من الحرب والعقوبات.

 

أميركا تدعو لانتخابات عراقية مبكرة والأمم المتحدة تطرح حلاً

السيستاني يتمسك بالإصلاحات ويُشكك في جدية السياسيين.. و"سائرون" و"النصر" ماضيان في استجواب عبدالمهدي

بغداد – وكالات/11 تشرين الثاني/2019

دعت الولايات المتحدة أمس، الحكومة العراقية، إلى وقف العنف ضد المحتجين وإصلاح النظام الانتخابي وإجراء انتخابات مبكرة بعد أسابيع من الاضطرابات التي قتلت خلالها قوات الأمن نحو 319 محتجاً، منددة في الوقت نفسه بالتدخل الإيراني في الشأن العراقي.

وقال السكرتير الصحافي في البيت الأبيض في بيان، نشرته السفارة الأميركية في بغداد، “تشارك الولايات المتحدة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في دعوة الحكومة العراقية إلى وقف العنف ضد المحتجين والوفاء بتعهد الرئيس (برهم) صالح بإقرار إصلاحات انتخابية وإجراء انتخابات مبكرة”. وكان البيت الأبيض ذكر ليل أول من أمس، أن “العراقيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي بينما يستنفد النظام الإيراني مواردهم ويستخدم المجموعات المسلحة وحلفاءه السياسيين لمنعهم من التعبير عن آرائهم”. وفي وقت سابق، طرحت “يونامي” خطة لاحتواء أزمة الاحتجاجات المتصاعدة في البلاد، تضمنت جملة من الإجراءات الفورية وقصيرة ومتوسطة الأمد. وجاء في الخطة أن “الإجراءات الفورية (أقل من أسبوع) تشمل إطلاق سراح المتظاهرين السلميين وعدم ملاحقتهم، والتحقيق بحالات الاختطاف وكشف من يقفون خلفها، وتحديد المسؤولين عن استهداف المتظاهرين، ومحاكمة المسؤولين عن الاستخدام المفرط للقوة، بالإضافة إلى دعوة الأطراف الإقليمية والدولية كافة علناً لعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق”. وأضافت إن “الإجراءات قصيرة الأمد (خلال أسبوع إلى أسبوعين) تشمل الإصلاح الانتخابي، وإصلاح قطاع الأمن، وحظر السلاح خارج سيطرة الدولة، وتحديد إجراءات لمحاربة الفساد من خلال كشف المصالح المالية للنخبة السياسية داخل البلاد وخارجها سواء أكانت بأسمائهم أو تحت أسماء أخرى”. وأشارت إلى أن “الإجراءات متوسطة الأمد (خلال شهر إلى ثلاثة أشهر) يجب أن تشمل مراجعة الدستور وقيام هيئة النزاهة بإحالة قضايا الفساد إلى مجلس القضاء الأعلى، وسن عدد من القوانين، منها قانون “من أين لك هذا؟، وقانون المحكمة الاتحادية، وقانون الضمان الاجتماعي، وقانون حل أزمة السكن، وقانون النفط والغاز”. وفي سياق آخر، قالت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينس بلاسخارت للصحافيين، عقب لقائها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في النجف، أمس، “التقيت السيستاني وأكد ضرورة عدم استخدام العنف لأي سبب ومحاسبة المتسببين به ووقف الاعتقالات والخطف”. وأضافت إن السيستاني دعا إلى “إجراء إصلاحات حقيقيقة بمدة معقولة وأن لايعود المتظاهرون السلميون إلى منازلهم من دون تحقيق مطالبهم المشروعة، وأوضح أنه يساند تنفيذ اصلاحات جدية خلال فترة معقولة، معبراً أيضاً عن قلقه من افتقار النخبة السياسية للجدية الكافية بشأن تنفيذ الإصلاحات”. وأشارت إلى أنه “لا يمكن أن يعود المحتجون السلميون الى بيوتهم من دون نتائج ملموسة”.

من ناحية ثانية، أعلنت كتلة تحالف “سائرون” النيابية في بيان، أمس، المضي في إجراءات استجواب رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، على خلفية سقوط مئات القتلى والجرحى في التظاهرات الأخيرة. كما طالب “ائتلاف النصر”، بزعامة رئيس الحكومة السابق حيدر العبادي، باستجواب عبدالمهدي، وتحديد موعد الاستجواب. على الصعيد الميداني، توافدت أمس، أعداد كبيرة من المتظاهرين وانضموا إلى ساحات التظاهر ببغداد ومحافظات البصرة والناصرية وميسان وواسط والسماوة والديوانية وكربلاء والنجف وبابل، للمشاركة في التظاهرات المطالبة بإقالة الحكومة وحل البرلمان وتعديل الدستور. وقتل أمس، أربعة من المتظاهرين واثنين من قوات الأمن فيما أصيب 178 آخرين خلال التظاهرات. وأكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبدالكريم خلف، أن بعض المتظاهرين عطلوا السير في بغداد، واعتدوا على رجال الأمن، مضيفاً إن “بعض الجهات المشبوهة داخل المطعم التركي وسط بغداد، صنعت ما يشبه المتفجرات، ما قد يؤدي في حال انفجارها إلى انهيار المبنى”. وفي كربلاء، أصدرت نقابات ومنظمات وقوى وشخصيات في كربلاء أمس، بياناً تضمن أبرز مطالبها، واضعة سقفاً زمنياً لتنفيذها، وداعية الحكومة العراقية “لإرسال مبعوثها خلال 48 ساعة”، في حين حذرت شرطة كربلاء المحتجين من التعدي على الأملاك العامة، ودعت إلى التعاون مع القوات الأمنية لتحقيق المطالب. وفي البصرة، شهدت المحافظة حملات اعتقال واسعة ضد المشاركين في التظاهرات، ومنعهم من الاعتصام. وقال الناشط علي لمعلم أمس، إن الوضع في المحافظة لا يبشر بخير، بسبب قرار قيادة العمليات بمنع أي تجمع شبابي، واعتقال كل من يريد الاقتراب من موقع التظاهر، سيما وسط المدينة، مشيراً إلى اعتقال نحو 30 شخصاً حتى الآن من دون أي سبب. من جانبه، أكد قائد عمليات البصرة العميد علي مشاري أمس، أن الوضع الأمني بالمحافظة تحت السيطرة التامة. وأشار إلى وجود مجموعات مندسة ومخربة بين المتظاهرين، وذلك في محاولة لإشعال الاحتجاجات التي تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية في البلاد، مؤكداً سقوط قتلى وجرحى على يد المندسين بين المتظاهرين في البصرة. وفي ذي قار، أعلن مصدر طبي أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا الاحتجاجات التي شهدتها مدينة الناصرية، ليل أول من أمس، إلى أربعة قتلى، و150 جريحاً، بينهم 68 رجل أمن. وفي وقت لاحق، قال شهود عيان أمس، إن محتجين أغلقوا حقلاً للغاز، وخمسة جسور، في مركز محافظة ذي قار، مضيفين إن محتجين من عشيرة البدور، احدى أبرز قبائل ذي قار، أغلقوا حقل الغاز في الناصرية، ومنعوا الموظفين من الوصول إليه.

كما قطع المحتجون خمسة جسور ستراتيجية في ذي قار، وهي النصر والسريع والحضارات والزيتون، بإشعال إطارات السيارات عند مداخل الجسور، لحين تلبية المطالب. إلى ذلك، نفذ جهاز مكافحة الإرهاب أمس، عملية أمنية جنوب الموصل، أسفرت عن مقتل 14 عنصراً في تنظيم “داعش”.

 

30 صحافياً وست مؤسسات إعلامية ضحايا تغطية التظاهرات

بغداد – وكالات/11 تشرين الثاني/2019

أعلن رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحافيين، إبراهيم السراجي أمس، تعرض 30 صحافياً، ونحو ست مؤسسات إعلامية، للانتهاكات أثناء تغطية التظاهرات التي تشهدها البلاد. وقال السراجي: إن الجمعية وثقت مقتل إعلاميين إثنين، هما هشام الأعظمي، إثر رصاص قناص أثناء تغطيته التظاهرات في ساحة التحرير ببغداد، مطلع أكتوبر الماضي، والثاني هو أمجد الدهامات، الذي قتل في محافظة ميسان. وأضاف: إن الانتهاكات، من قتل واعتقالات، لم تطل الصحافيين والإعلاميين فقط، بل استهدفت الناشطين والمدونين أيضاً. وأشار إلى أن الجمعية ستصدر تقريرها قريباً، والذي سيكشف عن مجمل الانتهاكات التي طالت الإعلاميين ومؤسسات الإعلام خلال تغطية التظاهرات، والحصيلة منذ بداية العام الحالي.

 

مجموعة “منفلتة” تفجر أحد أبراج المراقبة شرق بغداد

بغداد – وكالات/11 تشرين الثاني/2019

أعلن المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية عبدالكريم خلف أمس، عن قيام مجموعة وصفها بـ “المنفلتة” بتفجير أحد أبراج المراقبة شرق العاصمة بغداد. ونقل التلفزيون العراقي عن خلف قوله: إن “مجموعة منفلتة في منطقة البلديات شرق العاصمة فجرت أحد أبراج كاميرات المراقبة لإخفاء جرائمهم”. وأشار إلى أن الرئيس العراقي برهم صالح عقد اجتماعاً مع رؤساء الوزراء والبرلمان والقضاء الأعلى، حيث أكد المجتمعون “الموقف الثابت بالامتناع ورفض أي حل أمني للتظاهر السلمي، والمحاسبة الشديدة لأي مجابهة تعتمد العنف المفرط”. وأشاد المجتمعون بأوامر وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة، التي منع فيها “استخدام الرصاص الحي وجميع أشكال العنف التي تعتمد القسوة والمبالغة فيها، في تفريق المظاهرات”.

 

سلطنة عمان تدعو للحوار مع إيران وتؤكد إمكانية التوصل إلى اتفاق وخالد بن سلمان يجري محادثات بمسقط

مسقط، طهران، عواصم – وكالات/11 تشرين الثاني/2019

دعا وزير النفط العماني محمد الرمحي أمس، إلى الحوار مع إيران، مؤكدا أن بلاده تبذل مساعيها من أجل اجراء محادثات، وستبقي محايدة حيال التوترات الاقليمية. وبعد يوم من حديث لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، عن انه “على إيران الجلوس إلى مائدة التفاوض مع القوى العالمية ودول الخليج، للتوصل لاتفاق جديد يخفض من التوتر المتصاعد في المنطقة”، قال الرمحي في الامارات، إن “الجلوس مع إيران شيء نعمل عليه منذ فترة ونأمل حدوثه”، مضيفا أن “سبيل المضي قدما هو الحوار وقبول وجهات نظر الآخرين”. وقال إنه “يعتقد أن هناك سبيلاً ممكناً للتوصل لاتفاق مع إيران، قد تكون كل الأطراف مستعدة للسير فيه”، إلا أنه أشار إلى أن الطريق سيكون طويلاً وهو ما يتطلب صبراً وشجاعة. وأضاف أن من المهم أن يكون المجتمع الدولي متفقاً على موقف واحد، خاصة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة. في غضون ذلك، بحث وزير المكتب السلطاني العماني سلطان النعماني، في مسقط، مع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، في سبل تطوير مجالات التعاون المشترك، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين . وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن اللقاء تطرق إلى عدد من الأمور ذات الاهتمام المشترك، وتبادل الأحاديث حول مسيرة العلاقات الأخوية التي تربط سلطنة عمان بالسعودية، وقضايا المنطقة. على صعيد آخر، اختتمت القوات البحرية العمانية، مشاركتها في فعاليات التمرين البحري الدولي (IMX19)، بمشاركة عدد من الدول والمنظمات الدولية ذات الصلة بالملاحة البحرية. وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن السفن والأطقم المشاركة في فعاليات التمرين، عادت إلى قاعدة سعيد بن سلطان البحرية، مشيرة إلى أن مشاركتها تأتي في إطار الخطط التدريبية السنوية التي تنتهجها البحرية العمانية، في كل ما من شأنه إدامة مستويات الجاهزية لأسطول البحرية السلطانية العمانية ومنتسبيها في مختلف التخصصات البحرية، وبما يتماشى والمهام الوطنية المنوطة بها، والعمل على تنفيذ تمارين مشتركة مع الدول الشقيقة وتبادل الخبرات البحرية والعملياتية. على صعيد متصل، بحث رئيس الأركان العماني أحمد النبهاني، مع نظيره الإيطالي سالفاتور فارينا، في مسقط، عددا من الأمور العسكرية ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

 

خبراء إيران يُحوِّلون الحديدة إلى مركز حوثي للإرهاب والإمارات أشادت بجهود السعودية في توحيد الصف اليمني

هادي لسفراء “جي 20”: “اتفاق الرياض” يؤسس لمرحلة جديدة

عدن – وكالات/11 تشرين الثاني/2019

كشف محافظ الحديدة الحسن طاهر، عن تحويل الخبراء الإيرانيين، الذين يديرون عمليات الحوثيين، الحديدة إلى مركز للعمليات الإرهابية، التي تستهدف المياه الإقليمية، فضلاً عن تهريب السلاح والمخدرات. وقال طاهر ليل أول من أمس، إن “المعركة داخل اليمن باتت تدار من الحديدة، بعد أن نقل خبراء الملالي مركز العمليات من صعدة وصنعاء إلى هناك منذ توقيع اتفاق ستوكهولم الذي يرفض الحوثيون تنفيذه”. وأضاف إن “الإيرانيين والحوثيين يستغلون السواحل الشمالية للحديدة، في سواحل الضحي واللحية والزيدية، في عمليات التهريب”، مشيراً إلى أن مرافئ الصيد تحولت إلى مراكز تهريب للسلاح والمخدرات. في غضون ذلك،رحب مجلس الوزراء الإماراتي أمس، بتوقيع “اتفاق الرياض” بين الحكومة اليمنية و”المجلس الانتقالي الجنوبي”، برعاية السعودية، معرباً عن ثقته بأن يؤسس هذا الاتفاق لمرحلة جديدة من العمل المؤسسي الموحد والفاعل، وبما يلبي تطلعات الشعب اليمني.

وأشاد بالجهود المخلصة والمقدرة التي بذلتها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي أفضت إلى نجاح الحوار والتوصل إلى الاتفاق، حيث شكل الدعم السعودي أرضية صلبة عززت الأجواء الإيجابية بين الأطراف اليمنية المشاركة في الحوار.

وأكد دعم ومساندة الإمارات للجهود كافة التي تبذلها السعودية، عبر قيادتها للتحالف العربي في سبيل استقرار اليمن وعودته إلى ممارسة دوره الطبيعي في المنطقة. من ناحية ثانية، دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي دول، مجموعة الـ20 “جي 20، إلى دعم تنفيذ “اتفاق الرياض” بين حكومته و”المجلس الجنوبي الانتقالي”. وقال هادي خلال لقائه في الرياض، سفراء دول مجموعة “جي 20، المعتمدين لدى اليمن، أول من أمس، إن “الاتفاق يؤسس لمرحلة جديدة من الأمن والاستقرار والسلام ودحر قوى التمرد والانقلاب من الميليشيات الحوثية المدعومة من ايران”.

بدوره، أكد رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك خلال كلمة في افتتاح ورشة عمل مستقبل التنمية والإعمار، أول من أمس، أهمية التمهيد والإسهام في إنجاح “اتفاق الرياض” وتحقيق إنجازات سريعة على الأرض يلمسها المواطنون، في قطاع الخدمات والبنى التحتية، مؤكداً أن ذلك لن يتحقق ما لم يكن هناك دعم كبير وقوي من السعودية. من جهة أخرى، أعلنت الحكومة اليمنية أمس، منح تراخيص لأربع سفن محملة بمشتقات الوقود بالدخول للتفريغ في ميناء الحديدة، الخاضع لسيطرة الحوثيين، وذلك بناء على مقترح من مكتب المبعوث الأممي، متهمة الانقلابيين بمنع مستوردي الوقود من استكمال إجراءات الحصول على تراخيص الدخول إلى الميناء. على صعيد آخر، أعلن الجيش اليمني أول من أمس، تحرير مواقع جديدة في مديرية خب والشعف، شرق محافظة الجوف.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الانتفاضة بدأت بترويض "تنين" حزب الله

علي الأمين/العرب/12 تشرين الثاني/2019

الانتفاضة اللبنانية أو الثورة البيضاء، لمّا تزل في بداية الطريق، رغم أنها حققت في أقل من شهر سلسلة إنجازات لا يحلم اللبنانيون بتحقيقها في سنوات. نجحت الانتفاضة في فرض استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وفي فرض تبني سلسلة إجراءات، التزمت السلطة بها، هي بعض ما رفعه الشعب اللبناني في الشارع من مطالب تتصل بإلغاء الضرائب التي كانت قد أدرجت في موازنة العام 2020.

 حققت الانتفاضة أيضا إقرارا من السلطة بالتورط في الفساد، وتم استدعاء بعض السياسيين للاستماع إليهم في هذا الشأن من قبل المدعي العام المالي، على الرغم مما يحيط بهذه الاستدعاءات من شكوك بخلفيتها، حيث اعتبرها البعض تنطوي على تصفية حسابات سياسية. لا يهم ما دام أن السلطة اضطرت إلى فتح الباب، الذي يدرك المنتفضون أن فتحه كفيل بجعل قضية المحاسبة للسياسيين مفتوحة وستجر لاحقا ملفات مالية مشبوهة، طالما كان التعتيم عليها هو الحقيقة التي تفرض نفسها في مثل هذه الملفات المتصلة بالفساد المالي والسياسي.

هذا غيض من فيض الانتفاضة اللبنانية المستمرة دون توقف، حتى تحقيق المطالب، التي لم تقتصر على استعادة الأموال المنهوبة، بل تجاوزتها إلى الدعوة لإجراء انتخابات نيابية مبكرة. على أن سلة المطالب التي يتنازعها ميل سلطوي لإدراج الانتفاضة في سياق مطلبي، ونزعة في هوية الانتفاضة تنحو لإحداث تغيير سياسي، غايته تغيير نظام المحاصصة وتقويضه، لصالح آلية حكم تحول دون تسييس القضاء وآلية فعلية للفصل بين السلطات، إضافة إلى اعادة الاعتبار للقطاعات الإنتاجية والحدّ من سياسة الاستدانة التي أغرقت البلاد في عجز كان من أسباب انفجار الانتفاضة.

لا يخفى على اللبنانيين وسواهم، أن حزب الله يشكل سند السلطة وحاميها والمدبر لسياساتها، منذ إبرام التسوية الرئاسية قبل ثلاث سنوات، ومخاوف انهيار هذه السلطة التي اهتزت مع الانتفاضة، أثار قلق حزب الله الذي بات منهمكا في إعادة ترميمها، رافضا أي محاولة لتغيير قواعد الحكم التي رسمها وحددها.

في المقابل ثمة انتفاضة غير مسبوقة على هذه السلطة، التي أجمع أطرافها قبل خصومها على أنها أوغلت في الفساد، وزادت مآسي الشعب وأضعفت الدولة. وقد فرض تحدي الشارع على حزب الله التعامل معه بوسائل مختلفة، محورها المراوغة للوصول إلى إعادة إنتاج السلطة عبر حكومة لا تخل بما يعتبره توازنات سياسية لا يمكن القفز فوقها مهما بلغ حجم الاحتجاجات في الشارع.

اشترط الرئيس سعد الحريري لإعادة تكليفه رئيسا للحكومة الجديدة، أن يكون أعضاؤها من التكنوقراط، فيما كان لحزب الله رأي آخر مفاده أن تكون حكومة سياسية مطعمة بالتكنوقراط، في وقت يصر فيه الشارع على أن أي حكومة جديدة يجب أن تكون من شخصيات مستقلة تحظى بثقة الشارع، وهو ما ليس واردا في حسابات حزب الله وسواه من شركائه.

لعبة عض الأصابع لم تزل قائمة في ظل ضغوط اقتصادية ومالية أدت إلى إرباك شعبي وسياسي، من افتقاد السيولة بالعملة الصعبة إلى بروز أزمات فقدان المواد الأساسية من الأسواق، وهو ما اعتبره بعض أطراف الانتفاضة، عملية ضغط على الشارع والمنتفضين من أجل القبول بأي حكومة جديدة ولو كانت لا تتوافق مع مطلب الانتفاضة. ويرى فريق آخر من المنتفضين أن تفجر الأزمات سيشكل رصيدا للانتفاضة في معركتها مع السلطة، وتقوم بالتالي عناصر ضغط إضافية من أجل الاستجابة لمطالب الشعب.

في هذا السياق أيضا، يعمد حزب الله، الذي يدير عملية الاتصالات بين أركان السلطة، إلى استغلال الوقت بانتظار ما يتوقعه من تراجع زخم الشارع، ليتسنى له العمل على إعادة إنتاج السلطة بطريقة تضمن له الاحتفاظ بقرار الحكومة السياسي من خلال شرط الموافقة على كل من يمكن أن يشارك في الحكومة المزمعة.

رهان حزب الله ينطلق من عدة اعتبارات، أولها، أنه حاول ترهيب المنتفضين من أجل فض الاحتجاجات. وعندما فشل، دفع الانتفاضة إلى التمترس خلف الاحتجاجات المطلبية إلى حد كبير وحال دون تبلور إطار سياسي معبر عن هذه الانتفاضة. وساهمت عمليات القمع المعنوي والاتهامات بتلقي المنتفضين أموالا من الخارج، في تعطيل تبلور خطاب يمهد لبرنامج سياسي، يجري القياس على أساسه في مواجهة السلطة، ذلك أن السلطة التي تحكم في لبنان، لا تريد للانتفاضة أن تتجاوز المطالب المعيشية والحقوقية، معولا على أن الوعود كفيلة بإطفائها، وكفيلة باستيعاب أي شخصية نزيهة ومستقيمة في حال شاركت في الحكومة، إذا كان دخولها الحكومة لا يستند إلى مشروع سياسي وبرنامج تغيير لمعادلة الحكم والسلطة في لبنان.

وقد تمكن حزب الله إلى حد ما، بالتحالف مع الرئيس نبيه بري، من منع الاختراق العميق للبيئة الشيعية من قبل الانتفاضة، التي هزت في البداية أركان الثنائية الشيعية، وتمكن نسبيا من إعادة تحصينها بالخوف وبالسطوة الأيديولوجية والأمنية داخل هذه البيئة.

وقد عزز ذلك إصراره على إعادة ترميم السلطة، مستندا إلى أن تشكيل الحكومة بما لا يوافق المنتفضين، هو الأولوية، التي يمكن له من خلالها إعادة تنظيم المواجهة مع الانتفاضة. ولكن ما لا يمكن توقعه، هو كيف ستكون ردة فعل الشارع الذي يصعب خداعه بتغيير شكلي؟ وهل ستلبي حكومة تكنوقراط يمسك حزب الله بقرارها السياسي، متطلبات التعاون الدولي على مستوى تقديم المساعدات للبنان؟

ثمة أسئلة عديدة تواجه سيناريو الالتفاف على مطالب الشارع، دون إحداث تغيير فعلي في السلطة وفي بنية الحكومة، لعل أبرزها هل أن اللبنانيين سيقبلون بالخديعة مجددا أم أن خيار التغيير سيفرض نفسه كبرنامج لا مفر منه للانتفاضة من أجل إحداث التغيير في السلطة؟ وترتبط الإجابة بصعوبة استعادة ثقة الشعب بالسلطة إذا لم يلمس أن تغييرا حقيقيا قد حصل، وهذا ما لا يحتمله حزب الله الذي استثمر طويلا في بناء سلطة مطواعة، في وقت لم يعد يملك فيه مرونة العودة إلى الوراء في زمن الحصار الأميركي، الذي يعاني منه.

 

نصرالله يتوعّد بضم لبنان إلى اليمن وسوريا وإيران

منير الربيع/المدن/12 تشرين الثاني 2019

لم يدخل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في صلب الأزمة اللبنانية في كلمته الأخيرة بعد ظهر الاثنين 11 تشرين الثاني الجاري. ولا حمّلها إلى السلطة السياسية، بل أحالها إلى بعض القوى وسياساتها السابقة، وحمّل الولايات المتحدة الأميركية جزءاً أساسياً من الأزمة، وخصوصاً المالية والاقتصادية التي يعيشها لبنان.

الصين وإيران

بدأ كلامه مستغرقاً في استعراض قوة معسكره الإقليمية في اليمن أولاً، وقوة إيران المالية، على الرغم من العقوبات الدولية، مستحضراً اكتشافها حقلاً نفطياً جديداً. ثم دعا لبنان إلى العزوف عن الارتباط بالسوق الاقتصادية الغربية، والاستعاضة عنها بالسوق الصينية. ثم تحدث عن الفساد ونزّه حزبه عنه، ورفّع نفسه عن كل القوى التي يتشارك معها أو يحالفها منذ سنوات وسنوات. وفي معرض تبسيطه الأزمة الاقتصادية والسياسية العميقة التي يعيشها لبنان، سخّف نصرالله هذه الأزمة لجمهوره، فاعتبرها نتاج عقوبات أميركية تعتدي على سيادة لبنان في علاقاته التجارية والاستثمارية مع الدول الأخرى. أما وصفته السحرية لحل الأزمة وإنقاذ البلد، فهي الانفتاح على سوريا والعراق وإيران، من خلال حكومة وطنية سيادية، أي تقتصر على حزبه وحلفائه.

تناقض وتهافت 

جاء كلامه كله مجرداً وتهويمياً، سواء في مكافحة الفساد (ناشد القضاة ليكونوا نزيهين وشجعاناً، مثل شهداء حزبه)، أو في السياسة وتشكيل الحكومة. وبما أنه يريد حكومة "سيادية" فلماذا إصراره على التمسك بالحريري؟ وهل يريد منه أن يشكل له الحكومة التي يريدها، أم الحكومة التي يراها مناسبة للبلد؟

لم يتحدث نصرالله عن الملف الحكومي، تاركاً المجال للاتصالات غير العلنية. هذا خير دليل على أن الحريري لم يقدّم بعد أي جواب حول قبوله تشكيل الحكومة، وفق الشكل الذي يوافق عليه حزب الله. وهذا يعني أن الحريري لم يحسم خياره في عدم تولي رئاسة الحكومة، ولكنه يريد إجراء اتصالات وانتظار أجواء إيجابية من بعض الدول للموافقة على منح الغطاء لهذه الحكومة. حاجة حزب الله للحريري رئيساً للحكومة، أكبر دليل على أنه يريد غطاءً دولياً للبنان وحكومته. أما "الحكومة السيادية" في كلام نصرالله فمتروكة إلى حين رفض الحريري نهائياً السير بالصيغة التوافقية. وهذا يعني من منظور الحزب أن الحريري رضخ للضغوط الأميركية التي ستستمر بالمواجهة، فيدخلها حزب الله من بوابة تشكيل "حكومته السيادية". وهنا قمة التناقض والتهافت: ضرورة الغطاء الدولي بواسطة الحريري، والدعوة إلى مواجهة أميركا وقراراتها الدولية. وحصر نصرالله مطالب الشارع في مكافحة الفساد فقط. بل حولها كلها إلى مسألة قضاء ومصارف فقط. وهو في هذا حيّد السلطة السياسية من وجوب اتخاذ القرارات اللازمة المتلائمة مع مطالب الشارع. وكعادته الدائمة قدم نصرالله نفسه طرفاً راعياً لمكافحة الفساد، ولا علاقة له بالقوى السياسية ولا بوقف الاستثمارات، ملقياً التهم في ما يعيشه لبنان على الأميركيين.

تمجيد الحوثيين والحرب

في حديثه المطول عن اليمن العراق وسوريا وإيران والصين، أعطى نصرالله انطباعاً بأنه يهدد بضم لبنان إلى معسكره الميمون في الجغرافيا والعلاقات السياسية المطروحة، وفي ظل سوء علاقته بالمجتمع الدولي. وهو في هذا يتناسى أن لبنان مهم له ولإيران، لأنه ساحة لهما لابتزاز أميركا والغرب منه. ويتناسى أيضاً أن لبنان يدفع كلفة حزبه وكلفة الدولة اللبنانية المتآكلة. ومن يدفع الغرم هو الشعب اللبناني، بينما يفوز حزب الله بالغنم السياسي والاقتصادي. ولطالما تحدث نصرالله عن عدم تأثره العقوبات، من دون إقامته أي اعتبار أو حساب لقتال حزبه في دول عربية مختلفة، من سوريا إلى العراق واليمن التي أمضى ثلث ساعة من كلمته في تمجيد الجماعة الحوثية فيها وفي حبها للاستشهاد، مثل حزبه . والأهم في تناقضات ما قاله نصرالله هو أن النفوذ الإيراني غير موجود في لبنان. ليقول في سياق آخر من كلمته أن إيران هي رأس المقاومة المطلوب قطع يدها. وهذا يعني ضمناً أنه وضع المقاومة كلها في صلب المشروع الإيراني، ونزع عنها لبنانيتها ومشروعيتها اللبنانية. تحدث نصرالله عن اليمن والانتصارات التي تُسجل هناك باعتبارها انتصاراته. كما تحدث عن وضع إيران الداخلي، وعلاقاتها بالأميركيين والغرب. لكنه لم يتحدث عما يجري في العراق، علماً أن المعارضة العراقية ضد الحكومة التي توافقت عليها طهران وواشنطن. فما علاقة المتظاهرين بالأميركيين، إذاً؟ على ما يردد نصرالله؟ هو حاول تجنب الحديث عما يجري في العراق، مشيداً بالانتصارات الإيرانية في المنطقة. لكنه جاء على ذكر العراق فقط في حديثه عن افتتاح معبر البو كمال وتصدير المنتجات الزراعية اللبنانية إلى هناك. وعلى هذا النحو يحل لبنان أزمته المالية والاقتصادية!

وموقف نصرالله من الأميركيين والصينيين والحكومة المزعومة سيادية، هو تمهيد للمرحلة المقبلة، في حال حصلت تطورات غير إيجابية في ما يتعلق بالعلاقة مع الحريري، لتشكيل الحكومة الجديدة، ورسم خارطة طريقها. وهي ستكون حكومة ممانعة ومواجهة جديدة ضمن المحور الإيراني الذي استعرض نصرالله قوته من اليمن إلى سوريا والعراق.

 

لن تخضع فرنسا لابتزاز أطراف السلطة في لبنان

نبيل الخوري/المدن/12 تشرين الثاني 2019

يأتي الفرنسيون إلى لبنان هذه المرة لاستطلاع وضع وأزمة غير مسبوقين. في الماضي البعيد والقريب كانت باريس ترسل مبعوثيها للقيام بمهمات استطلاعية، أو بمساعي حميدة أو وساطات، لحلّ أزمات بين أطراف سياسية تمثل الطوائف، وتتصارع على الحصص والنفوذ في السلطة.

فشل فرنسا ونجاحها

كانت مهمة فرنسا تنجح حيناً، وتفشل أحياناً: فشل الوزير موريس كوف دو مورفيل، في تشرين الثاني 1975، في "فرملة" الحرب الأهلية. وعام 1981 فشل السفير لويس دولامار في تحفيز الحوار الوطني، وصولاً إلى تحقيق المصالحة الوطنية. وقد اغتيل السفير على يد من لم يكن لديه مصلحة في وقف الحرب اللبنانية. وبعد سني الحرب نجح الوزير هرفي دوشاريت في انتزاع "تفاهم نيسان" لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1996. وقبل عامين نجح الرئيس إيمانويل ماكرون شخصياً في حل أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري من السعودية... ثمة اختلافات جوهرية كثيرة في طبيعة وأسباب وسياقات كل تلك الأزمات والحروب. لكن ثمة قاسماً مشتركاً واحداً بينها، يتعلق بوجود لاعبين معنيين بها. أي هناك أطراف كان بإمكان الوسيط الدبلوماسي الفرنسي أن يتحدث إليها، لمحاولة إبرام تسوية.

اختبار جديد للسياسيين

أما اليوم، فللمرة الأولى في تاريخ لبنان، يدور الصراع بين الشعب اللبناني العابر للطوائف والمناطق، وبين جميع أطراف السلطة. والخلافات القائمة بين الأطراف السياسية في شأن المخرج من الأزمة، ليس سوى تخبّط هذه الأطراف، أو بالأحرى صراع جانبي وفوقي بينها. ومعالجته صراع الأطراف وحده، لن يقدم ولن يؤخر. وأي تسوية لا تراعي مطالب "انتفاضة 17 تشرين"، ستولد ميّتة. لذلك لا بد أنْ يدرك الفرنسيون أنّ المهمة التي يقوم بها موفد الرئيس إيمانويل ماكرون - مدير "دائرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط" في وزارة الخارجية الفرنسية، السفير كريستوف فارنو، اعتباراً من يوم الثلاثاء - هي مهمة معقدة، وتضع الأطراف السياسيين أمام اختبار غير مسبوق. حتى الآن، هناك تسريبات صحافية توحي بأن الدور الفرنسي يسعى إلى إعادة "تعويم" أطراف السلطة الذين فقدوا ثقة المواطنين اللبنانيين.

حيرة فرنسا

يمكن تفهّم المخاوف الفرنسية من احتمال قيام الأحزاب المحافظة، الرافضة والمعرقلة للتغيير، بزعزعة الاستقرار الأمني. ولا بد للانتفاضة من أن تتفهم الموقف الفرنسي المتمسك بضرورة الحوار مع حزب الله، فهذا أساساً هو موقف المنتفضين الذين حرصوا، منذ بداية انتفاضتهم، على عدم طرح موضوع سلاح الحزب في موضوعات الانتفاضة ومطاليبها. فالمنتفضون لم يستهدفوا الحزب، إلا بوصفه طرفاً سياسياً مشاركاً في سلطة سياسية فاسدة، ومدافعاً عنها، على ما يبدو من خلال أدائه. لكن الجمهور اللبناني المنتفض لن يستسيغ عودة التركيبة الحكومية السابقة، بعد إخضاعها لعملية تجميل، مهما كانت الذرائع. ولعل الدبلوماسية الفرنسية تدرك أن أي هفوة أو "دعسة ناقصة" تضعها في مرمى نيران المنتفضين. وهذا ما لا تريده باريس طبعاً. لذا على فرنسا إما أن تظهر صديقة المواطنين اللبنانيين الذين طفح كيلهم من منظومة الدولة الزبائنية الفاسدة، وإما أن تظهر أنها صديقة الحكّام. ولا يمكنها أن تكون صديقة الاثنين معاً.

وتتعلق المخاوف الفرنسية أيضاً باحتمال الانهيار المالي والاقتصادي في لبنان. ولعل الدبلوماسية الفرنسية باشرت منذ مدّة، عملية استباقية لسيناريو كهذا. لم تفصح علناً بعد عن وصفاتها المقترحة لإدارة أزمة الانهيار المحتمل. وفي ما يتعلق بإدارة أزمة ما قبل الانهيار التي يعيشها لبنان منذ أشهر عديدة، تكتفي فرنسا حتى الآن بالإعلان عن استمرار تمسكها بـ"سيدر" لمساعدة لبنان مالياً واقتصادياً. لكن ثمة تكهنات عن احتمال الإتيان بودائع مصرفية خليجية بمليارات الدولارات، بمباركة فرنسية، لتهدئة الأسواق المالية اللبنانية نسبياً. والحال أن وصفات كهذه لن تساهم إلا في تأجيل موقت للانهيار، بينما مطلب المنتفضين هو محاسبة المسؤولين الذين أوصلوا البلاد إلى عتبة الإفلاس المالي، وتشكيل حكومة جديدة تضمن عدم استمرار منظومة الفساد ونهب الأموال العامة.

لا ضمان فرنسياً للسلطة

لذلك لن تكون مهمة المبعوث الدبلوماسي الفرنسي هذا الأسبوع في لبنان، سهلة. لن يكون بمقدوره التوّسط بين مواطنين ساخطين ومنتفضين - مطالبهم معروفة وليسوا بحاجة لأي قيادة تمثلهم - وبين سلطة سياسية تُحْسِن ابتزاز فرنسا وأوروبا بما يسمى "خطر الفوضى"، لتحصل منهما على دعم أو غطاء.

قد لا يساهم الدور الفرنسي في خلق دينامية تفاوضية، تؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق كل ما يريده المنتفضون في لبنان. لكن في ظل دينامية الشارع المنتفض، لا تستطيع فرنسا تقديم أي ضمانة لأطراف السلطة في لبنان بشأن مصيرهم في السلطة. كل ما بوسع السفير فارنو طرحه على القوى الحاكمة هو حثّهم على تقديم تنازلات جديّة. يمكنه أن ينصحهم أيضاً بالكف عن التهويل بخطر "الحرب الأهلية"، لأن الأمر يتعلق بأكذوبة لا تنطلي على أحد. ويبقى السؤال هو معرفة كيف سيدعو السفير فارنو أطراف السلطة إلى إطلاق سراح القضاء، لتركه يمارس مهامه في ملاحقة جميع الفاسدين وسارقي الأموال العامة والمتهربين من تسديد الضرائب. أي ترك القضاء يحاسبهم مع أزلامهم، من دون أن يتهموا السفير بانتهاك مبدأ "اللياقة" الدبلوماسية ؟!

 

قراءة هادئة في أقوال رياض سلامة وأحوال ماليتنا

نزار غانم/المدن/12 تشرين الثاني 2019

في مؤتمره الصحافي الأخير، توجه رياض سلامة برسائل تطمين للأسواق والمودعين بأن مصرف لبنان يملك الرصيد الكافي ليضمن الايداعات، كما شدد على الإبقاء على سياسة تثبيت سعر صرف الليرة، وعلى حرية نقل الأموال والإيداعات من الداخل إلى الخارج، مبقياً - كما كان متوقعاً - على مبادئ الاقتصاد الحر. فقام برفض إعلان الضوابط على الرساميل، كما لم يعلن سياسة عامة لحلاقة الدين (الهيركات)، الذي كان مطروحاً بقوة بين عدد من خبراء الاقتصاد. كما شدد على أن مصرف لبنان مستعد لتأمين السيولة اللازمة للمصارف. لسان حاله "الوضع استثنائي لكن الشغل ماشي".

لا بد لمن يسمع حاكم مصرف لبنان يتفوه بكل هذا على الشاشة، فيما تحاول الناس اقتحام البنك المركزي على الشاشة الثانية، أن يتساءل هل يعيش رياض سلامة بيننا؟ وهل يتكلم عن لبنان الذي يعيش أزمة مالية، نقدية، وأزمة دين عام في آن واحد، بالإضافة لانتفاضة شعبية في كافة المناطق اللبنانية؟

ولكن بعض التمحيص بكلام حاكم مصرف لبنان، يشي بأن رسالة رياض سلامة كانت موجهة لتهدئة الشارع. أولاً، بأن أموال المودعين ليست بخطر. وثانياً، برسالة ابتزاز مبطنة للمصارف المحلية. وثالثاً، برسالة تطمين للأسواق العالمية أن لبنان لا ينوي الخروج عن مبادئ السوق الحرة. بهدوء عامل الكازينو الذي يعيد توزيع أوراق اللعب، أعلن سلامة ما مفاده:

حلاقة صغيرة غير مباشرة

عبر سياسة الهندسة المالية، قام مصرف لبنان بمصّ الدولار من المصارف، ووضعها في المصرف المركزي، الذي ارتفعت قيمة مديونيته للمصارف من 5.6 مليار دولار في كانون الأول 2017 إلى 35.4 مليار دولار في شباط 2019. وكانت الهندسة المالية تقوم على إعطاء المصارف التجارية الحق بأخذ قرض بالليرة يبلغ 125 بالمئة من قيمة ودائعهم الدولارية بفائدة قدرها 2 في المئة. ومن ثم يحق للمصرف المذكور أن يعيد إقراض المصرف المركزي المبلغ الأساسي مجدداً، ولكن بالليرة وبفائدة قدرها 13 في المئة. هذه السياسة سمحت لمصرف لبنان بمسك السيولة بالعملة الصعبة واستخدامها، وأعطت المصارف أرباحاً طائلة تقدر 3.3 مليار دولار بين 2017 و2019. في الأيام الأخيرة، ومع هجمة المودعين لسحب ودائعهم بالدولار، زاد طلب المصارف التجارية على العملة الصعبة بطريقة مطردة. وإزاء قلق المودعين على خسارة إيداعاتهم، وبداية الأزمة المالية، تعالت أصوات المطالبين بقص ديون الدولة والمصرف المركزي للمصارف، التي استفادت لسنوات طويلة من أرباح خيالية من الدين والإيداعات في المصرف المركزي. رفض رياض سلامة أن يقوم بحلق الديون المستحقة للمصارف التجارية. وفي الوقت نفسه رفض وضع ضوابط رسمية على حركة الأموال. وبهذا قام برمي الطابة مجدداً في ملعب المصارف. بمعنى أنه أبقى على الضغط الشعبي على المصارف، مطالباً إياها بإعطاء المودعين حقوقهم. وفي هذا الوقت أعلن عن قيام مصرف لبنان بتأمين السيولة الضرورية للمصارف بالدولار عبر فائدة تصل إلى 20 بالمئة، على شرط أن تبقى هذه الأموال داخل لبنان ولا يتم تحويلها إلى الخارج. بهذا المعنى، يقترح سلامة اليوم حلاقة غير مباشرة على ربحية المصارف السابقة، وعبر مدة غير محددة من الزمن. إنها تتمة معكوسة لسياسة الهندسة المالية السابقة. وهي المرة الأولى التي تصل التناقضات بين المصرف المركزي والمصارف إلى هذه الدرجة من تقاذف المسؤوليات. وفي الوقت نفسه، لم يقم رياض سلامة باقتطاع من الودائع الكبيرة للسياسيين والمتمولين، لخفض كلفة الدين كما كان متوقعاً، مساوياً بذلك بين صغار المودعين وكبارهم.

المصارف نحو الإقفال رفضاً

قامت جمعية المصارف بالرد على سلامة عبر لسان اتحاد نقابات موظفي المصارف، الذي أعلن إضراباً في القطاع المصرفي من صباح يوم الثلاثاء في 12 تشرين الثاني 2019 حتى عودة الهدوء إلى الأوضاع العامة. يعتبر هذا الإقفال رفضاً من المصارف لشروط التسوية التي يطرحها مصرف لبنان. وبالجمع بين الإقفال وسياسة مصرف لبنان بعدم فرض القيود على حركة رؤوس الأموال، لن يكون بإمكان صغار المودعين أخذ ودائعهم، فيما يستمر كبار المودعين بتحويلها. هذا فيما تستمر التظاهرات في كافة المناطق اللبنانية مطالبة بحكومة انتقالية من خارج السلطة السياسية، تقوم بمنع خروج رؤوس الأموال الكبيرة من البلاد، ثم تعمل على إقرار قانون استقلالية القضاء وإعداد قانون انتخابي خارج القيد الطائفي، بالإضافة لإقرار آليات لاسترجاع الأموال العامة المنهوبة.

اللعبة إلى نهاية، فمن يدفع الثمن؟

يشهد لبنان اليوم نزاعاً حاداً بين المصارف، والبنك المركزي، والحكومة والمواطنين المنتفضين في الشارع. وهو قطع حساب لمرحلة من عمر لبنان ابتدأت في التسعينات، اتسمت باقتصاد هش يعتمد على جذب العملات الأجنبية لقاء الاستثمار في الدين العام بفوائد خيالية. وهي طفرة أفادت المطورين العقاريين، والمصارف المحلية، وموّلت عملية هدر المال العام. هذه السياسة المدمنة على التدفق الثابت للدولار من الخارج، لم تبن اقتصاداً حقيقياً، تاركة بلداً مفلساً، مديوناً، بلا اقتصاد منتج، وبلا بنية تحتية تذكر. هذه اللعبة المالية التي أمنت أرباحاً خيالية لفئة قليلة من المصرفيين وأصحاب رؤوس الأموال، ولشريحة من السياسيين الذين هدروا المال العام بلا حسيب، منذ بداية التسعينات، تشارف اليوم على خواتيمها. رياض سلامة، وإذ يعلن أن شهر العسل مع المصارف انتهى، ما زال ينتهج السياسة السابقة ذاتها، وهي أن الأرباح يأخذها القلة، بينما توّزع التكاليف على الجميع بالتساوي. على المواطنين الذين نزلوا إلى الشارع، لأنهم يعرفون أن النظام مفلس، أن يقوموا بفرض عقد اجتماعي اقتصادي جديد، قوامه الشفافية في الإنفاق الحكومي، وسياسة تنموية إنتاجية تبتعد عن النظام الريعي، وسياسة ضرائبية عادلة، ومبدأ واضح هو أن من أخذ معظم الأرباح عليه اليوم أن يدفع معظم التكاليف. وأن أي شيء غير فرض هذا العقد الاقتصادي الجديد سيبقى الأوضاع "استثنائية" لأجل غير مسمى!

 

تاريخ الاحتجاجات في لبنان: كأنه لم يهدأ يوماً

زياد سامي عيتاني/المدن/12 تشرين الثاني 2019

تاريخ لبنان حافل بالنضال الوطني والمطلبي منذ ما قبل نيل استقلاله، وكان للبنانيين محطات ووقفات نضالية، بأشكالها التعبيرية المتعددة، وبمشاركة مختلف الشرائح والمكونات المجتمعية من نخب فكرية وقوى سياسية ونقابات وحركات طلابية، تمكنت من خلالها انتزاع الكثير من المكتسبات، رغم تعرضها لشتى أنواع القمع والملاحقة والاعتقال من قبل السلطات المتعاقبة وأذرعها الأمنية، ما جعل تلك الحركات والاحتجاجات الشعبية تعمّد نضالاتها الوطنية والمطلبية بالدم، بعدما تراكمت وتفاقمت بشكل تصاعدي وواعٍ، وتتحولت إلى انتفاضات وثورات شعبية واجتماعية، مكنتها أن تكتب لنفسها صفحات مجيدة في تاريخ لبنان المعاصر.

بعد الاستقلال

فبعد المعركة الوطنية ضد المستعمر الفرنسي، ونيل لبنان الاستقلال الوطني عام 1943، تعزز النضال الإجتماعي والمعاشي أكثر فأكثر في سبيل تحقيق المطالب الإجتماعية والمعيشية وإنتزاع حقوق الطبقة العاملة. فقد شهد عام 1945 إضراباً عمالياً كبيراً، نفذه عمال معمل الأصواف الوطنية، طالبوا فيه بزيادة الأجور والحصول على التعويضات العائلية، وحق ترخيص نقابة لهم. وحفل العام 1946 بموجه عارمة من الاضرابات العمالية والقطاعية. كان أبرزها إضراب عمال وموظفي شركة الكهرباء، وعمال وموظفي شركة الريجي (التبغ) للمطالبة بزيادة الأجور والتعويضات العائلية وحماية الحريات النقابية.

وعمدت القوى الأمنية حينذاك إلى قمع التظاهرات، وقامت بإطلاق النار على المتظاهرين، ما أدى إلى سقوط العاملة وردة بطرس، شهيدة الحركة النقابية والعمالية برصاص السلطة، إضافة إلى عدد من الجرحى. لكن ذلك لم يمنع عمال الريجي من الاستمرار في إضرابهم زهاء الشهر، إستطاعوا بعده تحقيق الكثير من مطالبهم. هذا الاضراب الشهير دفع قطاعات عمالية جديدة إلى إعلان الإضراب للحصول على الحقوق ذاتها، ومن تلك القطاعات: عمال وموظفو شركتي الحديد والمرفأ، موظفو بنك سوريا ولبنان، وعمال وموظفو بلدية بيروت... إلى أن أقر مجلس النواب في 23 أيلول من العام 1946 قانون العمل، الذي اعتُبر في حينه إنجازاً كبيراً ومكسباً مهماً غير مسبوق للطبقة العاملة في لبنان. أما العام 1947 فقد شهد موجة واسعة من الإضرابات، بفعل قيام ثماني شركات أجنبية بتسريح أكثر من 635 عاملاً وعاملة. والنضال الشعبي لم يقتصر فقط على القضايا المطلبية والمعيشية، بل شمل القضايا الوطنية والقومية، ففي 2 تموز 1948 نُفذت تظاهرة شعبية ونقابية وطلابية تضامنية مع القضية الفلسطينية، تعرض خلالها المتظاهرون لحملة اعتقالات واسعة، كما تعرضت تظاهرة أخرى في 19 تشرين الثاني في منطقة الأونيسكو لإطلاق نار من القوى الأمنية، واعتقال العديد من المتظاهرين وسجنهم لمدة ثلاثة أشهر.

الخمسينات والمعركة الشرسة

وتزايدت الاحتجاجات الشعبية والإضرابات العمالية في مختلف القطاعات بين الأعوام 1952 و1956، حين شهدت عشرات الإضرابات في سبيل تحقيق مطالب تتعلق بالحريات النقابية وزيادة الأجور والإحتجاج على الصرف التعسفي وتخفيض ساعات العمل. وبرز في تلك الفترة إضراب معمل "عسيلي" للنسيج (2200 عامل)، وإضراب معملي الترابة والاترنيت في شكا (1500عامل). وتمكن العمال من تحقيق عدد لا يستهان به من المطالب. ثم تصاعدت الإضرابات العمالية، وأبرزها في شركة نفط العراق عام 1959، احتجاجاً على سياسة الصرف الجماعي، وتخلل هذا الإضراب للمرة الأولى في تاريخ الحركة الاحتجاجية في لبنان الإضراب عن الطعام.

ستينات شهاب والضمان الاجتماعي

أما العام 1961 فقد شهد معركة شرسة، بهدف تصحيح الأجور، بعدما أقر قانون زيادة الأجور ورفض القطاع الخاص الإلتزام بمفعوله، حتى عمت الإضرابات سائر المناطق اللبنانية، للضغط على الشركات والمؤسسات الخاصة، لدفع الزيادة التي أقرت من قبل الحكومة اللبنانية، ونجح هذا الإضراب في تحقيق مطالبه وإلزام تلك المؤسسات بدفع الزيادة، ولم يحل ذلك دون قيام عدد كبير منها بتسريح فئات واسعة من موظفيها وعمالها. وكان أهم إنجاز مطلبي تمكن العمال من إنتزاعه في العام 1963، بفضل مسيرة طويلة من النضال المضني والصراع مع الحكومات المتعاقبية زهاء 17 سنة، هو إقرار قانون الضمان الاجتماعي، الذي يعتبر من أهم مكاسب الحركات النقابية والعمالية على الإطلاق، نظراً لأهميته البالغة لجهة توفير بيئة آمنة اجتماعياً وصحياً للموظفين والعمال على حد سواء في مختلف القطاعات. وقد تعرضت الطبقة العاملة اللبنانية وحركتها النقابية طيلة الفترة المذكورة إلى شتى أنواع التسويف والمماطلة والتآمر والضغوط، فقد كانت الحكومات تطرح المشاريع، ثم تسحبها بحجة إعادة النظر فيها، تهرباً من إقرارها، عبر التلطي وراء حجج واهية. أمام هذه المواقف عمد الرئيس فؤاد شهاب و الحكومة إلى تحويل مشروع القانون على المجلس النيابي بصفة المعجل، واصداره بمرسوم رقم 13955 تاريخ 26 أيلول سنة 1963 ونشر في الجريدة الرسمية في ملحق العدد 78 تاريخ 30 أيلول من العام نفسه، وذلك خوفاً من تصاعد وتعاظم موجة الاحتجاجات والإضرابات التي كانت تعم البلاد. في موازاة ذلك شهدت فترة الستينيات المزيد من نضالات عمالية ونقابية في أكثر من قطاع مثل: الطيران، المؤسسات الفندقية، كازينو لبنان وبعض القطاعات الصناعية، إضافة إلى تحركات واسعة ضد قانون الإيجارات الجائر، الذي يشكل تهديداً مباشراً للاستقرار الاجتماعي لغالبية اللبنانيين، فجرت تظاهرة حاشدة للمستأجرين والنقابات أمام البرلمان شارك فيها العديد من النواب، وممثلي الأحزاب. وشهد العام 1965 إضراباً كبيراً لعمال شركة الريجي، الذين طالبوا بتحقيق مطالب تتعلق بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل. وعلى الرغم من استمرار الإضراب مدة 14 يوماً، لم توافق إدارة الشركة إلا على عدد محدود من مطالبهم. كذلك شهد العام 1965 مجموعة من الإضرابات والاعتصامات، ومنها إضراب تجار الأقمشة والنوفوتيه في صيدا تضامناً مع الحرفيين، كذلك أضرب أصحاب الشاحنات المخصصة للنقل الخارجي، احتجاجاً على سوء معاملة السوريين لهم، كما أضرب العمال المياومون في مصلحة مياه بيروت، للمطالبة بتثبيتهم، وأيضاً نفذ سائقو النقل المشترك إضراباً للمطالبة بتحسين أوضاعهم، وكانت أيضاً وقفة احتجاجية لأطفال منطقة الأوزاعي بسبب هدم منازل أهليهم. وفي العام 1966، نفذ موظفو وعمال شركة الكهرباء إضراباً عن العمل بهدف زيادة الأجور وإقرار المِلاك الجديد. واستمر الإضراب 14 يوماً، حصلوا في نهايته على جزء من مطالبهم، ما دفعهم إلى إستئناف الإضراب، لكن ما لبثوا أن علقوه، بعد أن تلقوا وعداً بتنفيذ مشروع المساكن الشعبية.

وشهد العام نفسه أيضاً إضراباً في مرفأ بيروت، والفنادق الكبرى، وعمال مسلخ بيروت، وعمال التنظيفات في بلدية بيروت.

الحركة الطلابية

في سنة 1967 وقع العدوان الاسرائيلي على الدول العربية، وترك هذا العدوان تأثيره المباشر على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وعلى العمال من ذوي الدخل المحدود. وقد شهدت هذه الفترة موجة تسريحات من العمل طالت العديد من القطاعات، خصوصاً السياحية منها، وجرت العديد من الاضرابات في القطاعات الصناعية، والمصالح المستقلة، والقطاع التعليمي وغيرها. وفي الفترة عينها بدأت الحركة الطلابية تصعيد حراكها، متجاوزة البعد المطلبي ليلامس جوهر القضايا الوطنية والقومية من جراء تأثرها الشديد بهزيمة حزيران 1967. ففي نيسان 1968 بدأ إضراب طلاب وأساتذة الجامعة اللبنانية إستمر 50 يوماً. طالب الأساتذة خلاله بزيادة الأجر وبالتثبيت، والطلاب بحرم جامعي موحد، وزيادة المنح وإنشاء مطاعم جامعية. لم تستجب إدارة الجامعة لأي من هذه المطالب، إلا أن الطلاب نجحوا في انتزاع الاعتراف بـ"الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية"، الذي ما لبث أن عبّر تعبيراً واضحاً عن المنحى الجذري المتنامي التي تتخذه الحركة الطالبية. في هذا الوقت أطلقت الأزمة الزراعية نضال الحركة الفلاحية، التي كان أبرزها انتفاضة فلاحي سهل عكار التي بدأت عام 1968، على خلفية اعتماد مالكي الأراضي نمطاً شبه إقطاعي من الاستغلال لفلاحيهم، إضافة إلى هجمة المقاولين الرأسماليين على الاستثمار في أراضي السهل من أجل تمويل نمط الحياة الرفيعة الجديدة، التي باتوا يعيشونها بعدما نقلوا إقامتهم إلى المدن. كذلك شهدت حقبة الستينات العديد من التظاهرات ذات الطابع الوطني والقومي، منها ما هو "مندد" ومنها ما هو "مؤيد"، وفقاً للظروف السياسية وتطوراتها على الصعيدين الداخلي والخارجي.

محطات كثيرة

- تظاهرة في وسط بيروت سنة 1960، رفضاً لاستقالة الرئيس فؤاد شهاب، عقب الانتخابات النيابية التي أجرتها حكومة الرئيس أحمد الداعوق، على أساس جعل القضاء دائرة إنتخابية.

- عمت التظاهرات في العام 1961 المناطق اللبنانية، لا سيما العاصمة بيروت في إطار أسبوع دعم نضال الشعب الجزائري في سبيل التحرر.

- إضراب مفتوح سنة 1961 لنقابة المحامين في بيروت، احتجاجاً على إنشاء كلية الحقوق في جامعة بيروت العربية.

- اضراب في كل من بلاد جبيل ودير القمر عام 1964، احتجاجاً على سقوط كل من كميل شمعون وريمون إدة في الانتخابات.

- تظاهرة طالبية عام 1964 ضد التجديد للرئيس فؤاد شهاب.

- عمت الاحتجاجات بيروت، في ضوء زيارة الرئيس التونسي بورقيبة، بعد تصريحاته عن القبول بتقسيم فلسطين.

- كذلك شهد العام ١٩٦٥ موجة واسعة من التظاهرات الحاشدة، المطالبة بتدريب الفلسطينيين في لبنان.

 - وأبرز التظاهرات وأحشدها في العام 1967 كانت تلك التظاهرات التي عمت مختلف المناطق اللبنانية، رفضاً لاستقالة الرئيس جمال عبد الناصر، عقب الهزيمة، إضافة إلى تظاهرات مؤيدة للدول العربية المحاربة. كذلك تم في العام نفسه إحراق معمل الكوكا كولا، قبل تنفيذ قرار مقاطعتها.

- وفي العام 1968 نظمت تظاهرات رفضاً لزيارة الأسطول السادس لبيروت.

- وتميز العام 1969 بتظاهرات دامية في 23 نيسان، تأييداً لحرية العمل الفدائي، ما تسبب بأزمة حكومية طويلة.

وعقب هذه التطورات بدأت تتجمع وتتوحد النضالات حول برنامج مشترك، تقوده حركة نقابية موحدة، تمكنت من تكتيل شرائح واسعة من العمال وذوي الدخل المحدود في المدن وأحزمة البؤس حولها، وفي الأرياف، من خلال محاكاتها لمطالبها ومعاناتها الحياتية والمعيشية والاجتماعية وتضررها من الارتفاع التصاعدي في أكلاف المعيشة.

وكانت هذه الحركة النقابية النشطة والمتنامية تؤسس لحراك وطني ومطلبي تغييري غير مسبوق، منذ أن نال لبنان إستقلاله، في بداية السبعينات، بلغ أوجه قبل الانفجار الكبير عام 1975.

 

قرم لـ«الجمهورية»: نحن حالياً في «شبه إفلاس».. والسياسات المالية المتّبعة لم تكن سليمة

كريستينا جبر/جريدة الجمهورية/السبت 09 تشرين الثاني/2019

مقالات خاصةالجماهيرية اللبنانيةلعبة المحاور تختبر مسلّماتهاعون طلب.. والحريري رفضالمزيدبين شارعٍ منتفضٍ يحلم شبابه بوطنٍ جديد، وفراغٍ حكوميّ مستمرّ منذ أكثر من عشرة أيام، حلّ شبح الانهيار الاقتصادي ضيفاً ثقيلاً ليزيد منسوب القلق بين الناس. هل يملك لبنان مزيداً من الوقت لإنقاذ الوضع المالي؟ هل أصبح الإفلاس محتَّماً؟ وماذا بعده؟ هل من حلول؟ ما دور الحكومة الجديدة، إذا تألفت؟ وماذا عن سعر صرف الليرة؟

الخبير الاقتصادي والمالي وزير المال السابق جورج قرم، حذّر في حديث الى «الجمهورية» من أنّ الأزمة ستدفع الى «تدخّل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ليفرضا وصفاتهما التي نعرفها على لبنان»...

• يُحكى عن انهيار اقتصادي قريب، كيف وصل لبنان إلى هذه الحال؟ وهل يمتلك الوقت الكافي للخروج من الأزمة؟ وما هي الحلول؟

ـ دخلنا في مرحلة صعبة للغاية من الناحية المالية والمصرفية، وهي نتيجة تراكم سياسات خاطئة في الماضي وبشكلٍ خاصّ سياسة التقشف التي اعتمدتها الحكومة في الأشهر الأخيرة، بينما كان الوضع الاقتصادي يتطلّب عكس ذلك، أي إعادة تنشيط الوضع الاقتصادي من أجل زيادة إيرادات الدولة. هذه السياسة الانكماشية جعلت إيرادات الدولة تتدنّى بدل أن ترتفع، فأدّى سوء الإدارة المالية في السنوات الأخيرة الى هذا الوضع. هناك دائماً حلول، ويستطيع المرء إيجادها، والقيام بإصلاحات إذا عرف أوّلاً الأخطاء التي ارتكبها. المطلوب اليوم أن تدخل البلاد في ثورة صناعية إنتاجية، من خلال تعزيز القدرات التصديرية الكبيرة المتوافرة في لبنان، وعلى الحكومة أن تشجّع تعزيز الصادارت.

في حال الإفلاس، ماذا بعده؟

نحن حالياً في «شبه إفلاس»، وعلى الأرجح أنّ هذه الحالة ناتجة من سوء تصرف الحكومة والبنك المركزي والمصارف التجارية. والسؤال اليوم، هل انّ السياسات المالية التي اتبعاها حتى الآن سليمة؟ جوابي كلا. أعتقد أنّها لم تكن سليمة، وبدلاً من تشجيع النهضة الاقتصادية، قضت على الوضع الاقتصادي، وبالتالي المالي.

•ما هو تعليقك على تعميم المصرف المركزي المتعلّق بزيادة رسملة المصارف وعدم توزيع أرباحها؟

- هذا التعميم إيجابي وجيّد.

• كيف تنظر إلى الدعوات للجوء لبنان إلى طلب خطة إنقاذ من صندوق النقد؟

ـ إذا لم يتحسّن الوضع الاقتصادي اللبناني، سيأتي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ليفرضا وصفاتهما التي نعرفها على لبنان، والتي فشلت في كلّ الدول التي قرّرت الخضوع لها، فهي تضيف على الانكماش انكماشاً آخر.

أنا لست من أنصار هذه الوصفات، ومعها تنعدم حرية الحكومة في اتّخاذ أيّ قرار من دون موافقة صندوق النقد، بسبب وصايته على الاقتصاد، خصوصاً أنّه لا يشجّع إلّا الإجراءات التقشفية، وهي «تزيد الطّين بلّة».

إلى أيّ مدى يمكننا الاتّكال على الحكومة التي ستؤلّف من أجل إنقاذ الوضع؟

ـ مع أنني لا أتوقع أن تتمكن الحكومة الجديدة من ابتداع الحلول، لكنني أسارع الى القول إنّ ذلك يعتمد على الوجوه الجديدة التي سنراها في هذه الحكومة. لكنّ المشكلة أنّه سيكون وراء كلّ تكنوقراط في الحكومة طرف سياسي.

• هل القلق من الـ«Haircut» في مكانه؟ وما هي توقّعاتك؟

- لا أملك أيّ توقّع في هذا الشأن. قرأت مقالات عدّة، وقالت إحداها أنّ الـ«Haircut» ستكون على الودائع التي تتخطّى المليون دولار.

 

حين يظهر جبران «النبي» و «حفار القبور»!

ياسين شبلي/جنوبية/12 تشرين الثاني/2019

عندما كتب جبران خليل جبران كتابه ” النبي ” في بدايات القرن العشرين ، لم يكن يتصور بأن هناك جبرانا آخر سيظهر في وطنه الأصلي لبنان بعد قرن من الزمان ويُطوَب نبياً لأنصاره ومريديه وداعميه المحليين والإقليميين .

جبران هذا يضعه مريدوه في كفة ، ويضعون الوطن لبنان ، وطن جبران خليل جبران في كفة أخرى . يتعطل البلد كرمى لعيون جبران ، ولا تتشكل الحكومات إلا إذا كان جبران جزءا منها رغم فشله ثلاث مرات في الإنتخابات النيابية فضلا عن البلدية قبلها في عقر داره . تخاض المعارك السياسية وأحيانا العسكرية لإدخال جبران إلى جنة الحكم ، ويعيش البلد فراغا مؤسساتيا على أعلى المستويات لأن عراب جبران وراعيه الشخصي والسياسي يريد رئاسة الجمهورية تمهيدا لتسليم جبران هذا زمام الأمور في تياره السياسي كمقدمة لتوريثه رئاسة الجمهورية . يدخل البلد في فتن داخلية تكاد تجدد الحرب الأهلية لأن جبران هذا يمارس دور حفار القبور – وهو للمفارقة عنوان قصة أخرى من قصص جبران خليل جبران – ويريد شد العصب الطائفي حوله طمعا بزعامة الطائفة وحيدا لا شريك له.

يتغير قانون الإنتخاب ويفصل على قياس جبران لأن ”النبي” يريد أن يكون نائبا ويتمتع بغطاء وشرعية شعبية تساعده في الوصول إلى أهدافه . يدخل البلد في خلافات ونزاعات مع محيطه العربي والإقليمي الذي لطالما كان للبنان عونا في حل مشاكله ، لأن ” النبي ” جبران يستدرج عروض ويقدم أوراق إعتماد وشهادات حسن سلوك لبعض الأطراف الداخلية والإقليمية ليثبت جدارته في وراثة العم في سدة الرئاسة . بإسم حقوق المسيحيين يتغول جبران على الدولة والمناصب ويقصي أبناء طائفته ممن لا يجارونه في أهوائه عن السلطة، ويتطاول على حقوق شركائه في الوطن ويعطل توظيف شباب وشابات في الدولة رغم نجاحهم في إمتحانات أجرتها أجهزة هذه الدولة في خرق واضح للدستور وفي تمييز طائفي مقيت.

كل هذا حصل في السنوات العشر الأخيرة من عمر البلد ، وهي ما يصح تسميتها بالسنوات العجاف في عمر لبنان التي مهدت وكان لها الأثر الأكبر في الإنهيار الذي يواجهه اليوم البلد والدولة ومؤسساتها ، فكانت الثورة بعد أن بلغ السيل الزبى وكان لجبران هذا القسط الأكبر من الغضب الشعبي الذي ترجم بشتائم طالت من كانت السبب في وجوده في هذه الدنيا في ظاهرة لم يشهد لها لبنان مثيلا من قبل . وإستقالت الحكومة وسقط معها جبران، وبما أن جبران في نظر مريديه هو ”النبي” كان لا بد من شيطنة الثورة، وبدلا من أخذ العبر والتراجع ولو تكتيكيا أمام الهجمة الشعبية ، نرى الممارسة هي ذاتها ولا يزال البلد بعد حوالي الأسبوعين على سقوط الحكومة سائرا نحو المجهول بفعل عدم المبادرة وبفعل تأخير المشاورات النيابية الملزمة ، وكل ذلك كرمى لعيون جبران مرة أخرى لأنه لا يريد التخلي عن موقعه الوزاري بحجة تمثيله لأكبر كتلة مسيحية في مجلس النواب متجاهلا مئات الآلاف من المواطنين في الشارع المطالبين بعزله وغيره من أقرانه في هذه الطبقة السياسية الفاسدة والفاشلة التي أودت بالبلد إلى الحضيض ، جاهلا أو متجاهلا بأن تمثيله النيابي قد تخطاه الزمن وبات لا قيمة له في ظل الثورة العارمة التي تجتاح البلد.

الثورة اليوم وضعت جبران وغيره في الزاوية ، وتحول ” النبي ” في نظر أنصاره  و” حفار القبور ” في نظر خصومه ، إلى مجرد سياسي عادي مكسور الهيبة ويصح فيه القول أنه الطائر ذو ” الأجنحة المتكسرة ” بعدما بات إسمه مرادفا للفساد ، وبعدما بات التخلي عنه في الحكومة المقبلة شبه محسوم حسب آخر الأخبار والمعطيات ، ليصح فيه القول ما طار طير وإرتفع إلا كما طار وقع . وتبقى الأيام المقبلة هي الفيصل بما قد تحمله من تطورات نأمل أن يكون فيها كل الخير لوطننا وشعبنا الذي عانى الأمرين ولا يزال من أناس يحسبون أنفسهم أنبياء وأولياء وقديسين.

 

لو سمحت لي سيّد حسن

المخرج يوسف ي. الخوري/11 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80437/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%88-%d8%b3%d9%85%d8%ad%d8%aa-%d9%84%d9%8a-%d8%b3%d9%8a%d9%91%d8%af-%d8%ad%d8%b3/

في البداية، أتوجّه إلى سماحتك بالشكر والامتنان على اختيارك اليوم بالذات موعدًا لتقديم "درس الأشيا" الخاص بالأسبوع الثالث لانبعاث الفينيق. وما شكري إلّا من باب التقدير لتواضعك وعدم توقيتك درس هذا الأسبوع بعد كلمة لرئيس جمهوريتنا كما فعلت في الدرسين السابقين، وهو أمر اعتبره التلامذة الثوار تعدّيًا سافرًا على مقام الرئاسة، واستنتجوا أنّك أردتَ من خلاله التأكيد على أنّ الكلمة الفصل في البلاد هي لك!

فهؤلاء التلامذة، وبالرغم من مناداتهم بإسقاط السلطة، هم يحترمون رئيسهم ويُقدّرون ظرفه الحالي ويخشَون المسّ بمقامه على العكس من المنتفعين حوله ومن بعض أفراد عائلته.

كلّفني التلامذة الثوار بإبلاغ سماحتك بأنّهم يجدون صعوبة في فهم ما تدرّسهم إياه، وأنّهم غير مرتاحين لأسلوبك التقليدي في التوجيه والتعليم، والذي لم تُدخل عليه أي تعديل منذ ما قبل ظهور الانترنت في العالم.

وبما أن رسالتي هذه قد لا تُعطيك الوقت الكافي لتغيير منهجك قبل موعد درس اليوم، أوصيك بمحاولة تجنّب الغوص في الأمور البديهيّة الآتي ذكرها، مما يُفيدك لتكون مسموعًا:

- لا تُطِل البسملة على غرار ما فعل المفتي عبداللطيف دريان، فنحن نعيش في دولة مدنيّة ومطوّلات من هذا النوع لا تُقدّم ولا تؤخّر.

- أدخل مباشرة، وقدر المستطاع، بالموضوع.

- لا تستعرض أحداث الأسبوع المنصرم كما فعلت في الدرسين السابقَين، فجميع التلامذة يعرفونها لأنّهم عاشوها خلال تظاهرهم في ساحات الوطن، أو تابعوها على شاشات التلفزة.

- اختصر الكلام عن الشهداء، ولا تستغل دماءهم الطاهرة والقضيّة التي استشهدوا في سبيلها لتبرير مواقفك الأخيرة المؤيّدة لمنظومة ومنظّمي الفساد.

- تريّث في اتخاذ المواقف الجازمة كَـلَمّا أوحَيْت للحكومة بعدم الاستقالة وجزمت أن العهد لن يسقط، فالحكومة استقالت والعهد انتهى حتّى لو استمر.

- لا تهدّد بالفوضى، فهي لن تحصل! وإن حصلت لا سمح الله، تكون أنت مَنِ افتعلها، وسوف يتهمك الناس بالعمالة وتنفيذ أجندات غير لبنانية.

- لا تكرّر الدعوات للثوار بانتداب من يمثّلهم لمفاوضة السلطة، فهذا أمر محسوم بالنسبة للثوّار والغرق فيه يُسيء إلى شخصك الكريم لأن نواياك غير المُعلنة بخصوصه ظاهرة، بالإضافة إلى أن هكذا مطلب يجب توجيهه للسلطة قبل الثوّار، لأن السلطة هي العاجزة عن تشكيل لجنة للمفاوضة وتحظى في نفس الوقت بثقة كل أهل النظام، وما أكثر عددهم!

- لا تخجل من أن تضع منبّهًا بالقرب منك يُعطي إشارة خفيفة كلّما مرّت خمس دقائق على حديثك، لتذكيرك باختصار الكلام بما قلّ ودلّ. وبالتالي أنصح بالّا يتجاوز درس اليوم العشرين دقيقة، وأستطيع مساعدتك على الاختصار بالإضاءة لك على بعض النقاط التي لا نفع من إثارتها مع جنس تلامذتك الثوّار، لأنّها باتت ثابتة في قاموسهم الثوري، ومنها:

1- قيامُ الثورة أراحك يا سيّد من مواجهة قاسية مع المؤسسات المالية والهيئات الاقتصادية في البلاد.

2- كسرت الثورة هيمنة فريقي 14 و 8 آذار وتسوياتهما الجانبية على حساب الوطن والمواطنين.

3- كسرت هيبة الأحزاب وحرمت مناصريها ركوب موجتها ككتل، بل كأفراد وتحت راية العلم اللبناني.

4- أخفت نهائيًا من الصورة خطوط الطوائف الحمر التي هي بالأساس وهميّة.

5- صمدت الثورة في الشارع خمسًا وعشرين يومًا لغاية الآن، وهو الأمر الذي لم يبلغه أي تحرّك سابق عبر كل تاريخ لبنان.

6- أراحت الثورة الشعب اللبناني من أصوات النشاز والتضليل التي طالما تولّى ضخّ سمومها سياسيو السلطة وأبواقهم من الإعلاميين عبر شاشات التلفزة.

7- كشفت تدنّي المستوى الفكري والكاريزمي لدى القيّمين على شؤون البلاد، فأحاديثهم تقلب الأنفاس بينما كلام آخر متظاهر في الشارع يجعلك تفتخر بلبنان وشبابه.

8- أظهرت الثورة القوّة الفعلية لرجال السياسة بمن فيهم أنت، إذ تبيّن أنّكم لا تجرؤون على المواجهة وأنّ كل عنتريّاتكم هي في السياسة ليس أكثر، فذاك الذي تطاول على الناس قائلًا: "ما حدا يسمّعني صوتو" تجرّأ الناس عليه وأسمعوه أصواتهم بالملايين وهو مختفٍ. والذي أراد قلب الطاولة، قُلبت الطاولة عليه وبان حجمه المتواضع. حتى أنت يا سيّد خفّ وهج اطلالاتك بالرغم من الأسلوب الهادئ الذي تستخدمه في الآونة الأخيرة.

في النهاية، وقبل أن أتركك لمتابعة تحضير درس اليوم، ألفت انتباهك إلى أمرين قد ينفع توضيحهما للثوّار خلال الدرس:

الأول: الثوّار لبّوا ما سعت إليه أجهزتك بالتكافل والتضامن مع أبواق التيار الوطني الحر على صعيد فتح الطرقات، لكن يحيّرهم أنّهم منذ تنفيذهم الفتح، لم يعد أحد يستخدم الطرقات.. لماذا؟

الثاني: لا بد لك أن توضح للتلامذة الثوّار الصفةَ التي تُتيح لك كل أسبوع أن تُطِل وتملي عليهم واجباتهم، خصوصًا أن باقي زعماء الأحزاب يكتفون بإعداد المكائد في الكواليس.. فهل صفتك اليوم هي الناطق باسم الأحزاب المتوارية؟

أحد التلامذة الثوّار يعتقد أنّ صفتك تكمن في أنّك لا تزال في الوقت الراهن حاجة وضرورة لقوى الشر الأعظم وعلى رأسها أميركا وإسرائيل.. هل هذا صحيح؟

ملاحظة وأُقفِل: طلب منّي بعض التلامذة بأن أوحي لك بعدم الإكثار من استخدام سبابتك، وإلّا قاطعوا صفّك وانتقلوا للتظاهر في الشارع.

في اليوم الخامس والعشرين لانبعاث الفينيق.

 

لماذا تحتاج إيران إلى قاسم سليماني في العراق ولا تحتاج إليه في لبنان؟ وليس للانتفاضة اللبنانية أو العراقية من يقودها

طوني فرنسيس/انديبندت عربي/11 تشرين الثاني/2019

ليس للانتفاضة اللبنانية أو العراقية من يقودها، لكن بالتأكيد لهما خصوم أقوياء يتولون قيادة عملية شيطنتهما تمهيداً لضربهما. وهؤلاء الخصوم هم في العراق، الأحزاب الدينية المهيمنة التي تتولى إيران تنسيق عملها، وفِي لبنان هم أركان القوى السياسية المهيمنة منذ التسعينيات التي يجسدها في الظرف الراهن تحالف حزب الله مع التيار العوني، وهو حلف يقوده الحزب الموالي لإيران بوضوح وصرامة. في العراق، ثار المواطنون منذ السادس من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وفِي لبنان بدأت الاحتجاجات في السابع عشر منه، وتصاعدت لتشمل المدن والقرى في كل المحافظات. منذ البداية، وضع المنتفضون العراقيون أنفسهم خارج الانقسامات الحزبية القائمة، ورفضوا القيادات جميعها، وذهبوا في شعاراتهم، وفِي ساحات تحركهم (النجف وكربلاء) إلى تحدي سلطة رجال الدين، واجتمعوا في مدن شتى على رفض الهيمنة الإيرانية، موجّهين اتهامات مباشرة لقاسم سليماني، المسؤول عن "فيلق القدس" والمشرف على التنظيمات الموالية لطهران في الخارج، بأنه يتولى قيادة وتنظيم قمع التظاهرات في العراق. فهتفوا "إيران بره..." تعبيراً عن رفضهم لثقل التمدد الإيراني. يقيم سليماني في العراق، أو هو يمضي فيه جل وقته. وهو هناك لتنفيذ قرار سيده علي خامنئي الذي قضى بأن انتفاضتَيْ العراق ولبنان "رجس من أعمال الشيطان الأكبر" ما يوجب وأدهما، وإذا كان لا بد من معالجة لمطالب الناس، فهذا يجب أن يتم في إطار الهيكليات السياسية القائمة، أي التي أسهمت إيران تحديداً ببنائها . واكب سليماني الانتفاضة العراقية، ناصحاً بالقمع المباشر وقائداً له، وعندما فشلت المجازر في إرجاع العراقيين إلى بيوتهم، سلك طريق الالتفاف عبر زرع المندسين للمزايدة وافتعال الصدامات وتكاثرت عمليات الاغتيال والاختفاء، الأمر الذي فشل أيضاً، فعادت مساعي الوساطة تحت عنوان إبقاء حكومة عادل عبد المهدي .

لا يعتبر اللبنانيون أن انتفاضتهم على صلة باحتجاجات العراقيين، فهم يجيبون عن مشاكلهم الخاصة المتراكمة بثورة على طاقم سياسي لم يعد أهلاً لثقتهم. هناك أوجه شبه بين الانتفاضتين، لكنه شبه يشمل العديد من حالات الاحتجاج في العالم اليوم، من أميركا اللاتينية إلى هونغ كونغ. ففي كل مكان، يجتمع الناس خارج الأطر التقليدية، دفاعاً عن كرامتهم الإنسانية في وجه القمع والسرقة والفساد.

إيران وأميركا والمواجهة المفتوحة على أرض الآخرين

خامنئي كان أول من شمل انتفاضَتَيْ العراق ولبنان "برعايته" واهتمامه، وهو الذي اعتبرهما خدمة لمؤامرات يتصورها. وإذ تولّى سليماني ترجمة رؤية "المرشد" في العراق، فإن مهمة المعالجة في لبنان أُلقيت على عاتق الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله. نصرالله وسليماني من المقربين لخامنئي، وقبل وقت قصير، التقياه في طهران. كان ذلك في ذكرى حرب تموز، وقد اغتنم سليماني المناسبة ليعلن عن دوره القيادي في تلك الحرب على الأرض اللبنانية . مشكلة إيران في العراق أنها لم تتمكن من بناء تنظيم تابع لها يمتلك من قوة الحضور بحيث يغنيها عن جعل ضباطها قادة للشأن العراقي، كما كانت حال الضباط السوريين في زمن لبناني آفل. لم يخرج في العراق حسن نصرالله عراقي، بينما نجح ذلك في لبنان نتيجة عوامل عدّة، بينها في الأساس الدعم الإيراني السخي، ثم الاتفاق الإيراني السوري (اتفاق رافسنجاني- حافظ الأسد) على دعم وتثبيت حضور حزب الله في لبنان على حساب أطراف وطنية أخرى، خصوصاً في الوسط الشيعي. لذلك، لا بروز مباشر لدور إيراني في لبنان حيث حاول نصرالله في سلسلة مواقف وممارسات وضع حد للانتفاضة، بالقمع ثم بتبني مطالبها مع دعمه لرواية خامنئي عن المؤامرة الأميركية الإسرائيلية، متمسكاً بخلاصة النهج الإيراني في العراق: عدم السماح بسقوط حكومة المهدي في بغداد والتمسك بحكومة قوى السلطة (وهو ركيزتها) في لبنان. الانتفاضتان تقفان اليوم إزاء تحدي الاستمرار حتى الخلاص من تركيبتَيْ السطوة الإيرانية. قوتهما أن لا قيادة تقليدية لهما، وأنّ من يقف في مواجهتهما واضح شكلاً ومضموناً.

 

"حرب" الصهرين والبنات الثلاث... ماذا يجري في كواليس أسرة ميشال عون؟

هيفاء زعيتر/موقع رصيف22/11 تشرين الثاني/2019

ماذا يجري في قصر بعبدا، وتحديداً في كواليس أسرة رئيس الجمهورية ميشال عون؟ يتساءل لبنانيون كثر، مع انتشار الأخبار عن خلافات داخلية بين "الصهرين"، أي بين وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل وبين العميد في الجيش سابقاً والنائب الحالي شامل روكز، زوجي ابنتي الرئيس شانتال وكلودين. وفي السياق، بدأ الحديث عن خلاف بين الابنتين نفسيهما، فأُسند تارة إلى مواقف معلنة وتارة أخرى أتى في إطار "النمائم" نقلاً عن عاملين في القصر أو متواجدين في محيط أحد أفراد العائلة.

وللرئيس، البالغ من العمر 84 عاماً، ثلاث بنات، هن شانتال زوجة باسيل، وكلودين زوجة روكز، والثالثة ميراي زوجة رئيس مجلس إدارة قناة "Otv" (المروّجة لـ"التيار الوطني الحر") روي الهاشم. وبهذا لا يكون التعريف ببنات عون ربطاً بأزواجهن من منطلقات ذكورية، بل لما يلعبه الأخيرون دوراً في رسم المشهد السياسي للعائلة، بعدما دخلوا في مراكز مسؤولية ككثر من عائلة الرئيس.

لكن بنات عون أنفسهن لسن محيّدات عن المشهد، فكلودين هي مستشارة الرئيس الإعلامية كما أنها المسؤولة عن "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية" ورئيسة مجلس إدارة شركة "كليمانتين" الإعلانية، وميراي هي المستشارة الأولى للرئيس، في وقت يبدو نشاط شانتال السياسي خجولاً، وتصريحاتها تأتي في إطار موقعها مرة كـ"ابنة لرئيس الجمهورية" وأخرى كـ"زوجة لرئيس التيار الوطني الحر".

الحالة الاعتراضية… عونية كذلك

شجرة العائلة ودينامياتها وأدوارها باتت تشغل المتابعين أكثر فأكثر مع بدء ثورة 17 تشرين الأول/ أكتوبر في لبنان. عادت الاختلافات السابقة بين باسيل وروكز إلى دائرة النقاش، مع ظهور الأخير محمولاً على أكتاف المتظاهرين في اليوم الرابع للانتفاضة التي كانت تشتم وزير الخارجية (باسيل) وتطالب برحيل "العهد" (اختصاراً لما اصطُلح على تسميته بـ"العهد القوي" مع وصول عون للرئاسة).

انتشر الفيديو تحت عنوان "هل انضم روكز إلى صفوف المتظاهرين؟"، لكن "الصهر" قلّل من أهمية الأمر مشيراً إلى أنه كان ماراً مع عائلته في المكان وكان الطريق مقطوعاً من قبل المتظاهرين، وقال: "نزلت من السيارة، وسلّمت على الشباب، وحملوني، وكانوا /حبّوبين/. الأمر عادي".

لماذا يكيل اللبنانيون الشتائم لجبران باسيل أكثر من غيره؟

عون يصل متأخراً… والمتظاهرون يردون على كلمته "كلن يعني كلن"

أمام حشود دعم "العهد"... باسيل يعتذر من والدته

توضيح روكز لم يخفف من وقع ما بدا أنه اقتحام ثورة تشرين للعائلة العونية الممتدة، وتنامي الحالة الاعتراضية التي كانت قد بدأت في وقت سابق داخلها.

في أول خطاب للرئيس، بعد ثمانية أيام على نزول اللبنانيين إلى الشوارع والساحات، كان ثمة جملة فيه ركزت عليها ابنتاه كلودين وميراي، فأعادتا مشاركتها عبر "تويتر" وهي: "إعادة النظر في الواقع الحكومي". فُهمت الجملة كتصويب على باسيل لإخراجه من المعادلة الحكومية، وهو التي تداول اللبنانيون مراراً عبارة "إما توزيره أو خراب البلاد"، كدلالة على توقف تشكيل حكومة كرمى له.

جذور الخلاف

قبل الخوض أكثر في الحالة العونية الاعتراضية على الحالة الباسيلية بعد الثورة، تفيد العودة إلى أصل الخلاف أو أقله مرحلة تمظهره.

في سؤال طرحه رصيف22 على عدد من الأشخاص من انتماءات مختلفة حول السبب الذي يجعل باسيل الأكثر تعرضاً للشتيمة في المرحلة الحالية، كان ثمة إجماع على "الأنا" الباسيلية "المستفزة" التي باتت توحي بسيطرة شبه كاملة يمارسها على الرئيس.

بشكل فائق السرعة، كان باسيل قد تحوّل قبل سنوات من قيادي في "التيار" إلى "الرجل الأقوى"، بينما جرى تشبيه وصوله إلى الرئاسة في الحزب بـ"المظلي"، إذ سقط عليه من علو مستخفاً بتاريخ طويل لمناضلين عونيين. ولّد هذا الواقع حالة تململ دفعت البعض لترك الحزب وآخرين للتقوقع بعدما رأوا في نموذج باسيل النقيض للحالة العونية التي ناضلوا من أجلها.

تولى باسيل رئاسة "التيار" قبل أربع سنوات، فيما تدخل عون لمصلحته مبعداً مرشحين محتملين، وفي مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي فاز بالتزكية لولاية ثانية. أتى ذلك بعدما كثرت المآخذ عليه بتغليب كفة رجال الأعمال في الحزب على حساب المناضلين، وباعتماد سياسة "التطويع" حيث الولاء المطلق له أو التهميش.

وبينما كان باسيل يحتفي بفوزه الثاني برئاسة "التيار"، كان روكز يستقبل في منزل وفداً من "المعارضة العونية" بحضور زوجته كلودين، وقد قيل وقتها إن المناسبة اجتماعية بحتة لكنها حملت رسائل كثيرة، لحالة متنامية باتت تعرّف عن نفسها بأنها "عونية" وليست "تيار".

الرسائل المتبادلة

بعد عشرة أيام على بدء الثورة، أعلن روكز استقالته من "تكتل لبنان القوي" الذي شكله "التيار" وقال إنه لم يكن يحضر الاجتماعات منذ أشهر.

ماذا يجري في كواليس أسرة ميشال عون؟ سؤال بات يشغل اللبنانيين أكثر فأكثر منذ بدء الثورة، مع خروج الصهرين والبنات الثلاث في مواقف علنية حملت رسائل مبطنة واتهامات متبادلة

ظهر أحد أصهرة الرئيس محمولاً على أكتاف متظاهرين حين كان الشارع يكيل لصهر آخر الشتائم، في وقت تغيبت ابنتا عون عن تظاهرة داعمة له... الخلافات داخل الأسرة برزت مع الثورة لكن جذورها تعود لسنوات ماضية

وتمنى روكز، في مقابلة مع "سكاي نيوز"، على الرئيس "العمل على تغيير الحكومة ولتأتِ حكومة جديدة تكون اليد القوية لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة".

بدأ الهجوم على روكز وزوجته من الجناح الداعم لباسيل وانهالت الاتهامات على الاثنين بـ"الغدر" و"تشويه صورة الرئيس".

وبعد ثلاثة أيام على استقالة روكز، خرجت نائبة باسيل في رئاسة "التيار" مي خريش في مقابلة تلفزيونية مقللة من دوره (روكز)، وعندما سُئلت عن تصريح ابنتي عون حول الحكومة وحول ضرورة إجراء انتخابات مبكرة، ردّت بعصبيّة مستخفة برأيهما بالقول: "ماذا تمثّل السيدة كلودين عون والسيدة ميراي عون؟".

وفي 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، شهد طريق القصر الرئاسي في بعبدا تظاهرة داعمة لعون، ظهر فيها باسيل - ترافقه زوجته - كالنجم الأول فيها، في وقت غابت كل من كلودين وميراي عنها. خاطب باسيل الجمهور أولاً مستفيضاً بمدح أداء "التيار" ليخرج عون بعده في كلمة مقتضبة، ما أثار انزعاجاً لدى الابنتين وفقاً لما نقلته مصادر ربطاً بصورة القوة التي أظهرها باسيل في تلك التظاهرة مقارنة بضعف الرئيس.

بعد يومين على التظاهرة، خرجت كلودين في مقابلة مطوّلة تشرح فيها سبب تغيّبها عن التظاهرة، وتوجه من خلالها رسائل كثيرة. ومما جاء في المقابلة قولها: "أنا في السلطة فكيف يجوز أن أتظاهر دعماً لنفسي؟"، ومن ثم ردها على السؤال عن رأيها في خطاب باسيل بالقول إنها لم تسمعه.

باسيل كان قد قال "لا مكان في التيار لخائف أو خائن"، وهنا استغلت كلودين المناسبة لتقول إن لا أحد يعطي زوجها دروساً في الوطنية والوفاء، مشددة على "ضرورة تخفيف حدة الإيغو لدى كل منا".

وكانت كلودين قد اعترضت في إحدى المقابلات السابقة على توصيفها بابنة التيار، قائلة إنها تعرّف عن نفسها كـ"عونية وليست تيار". حصل ذلك بعد استلام باسيل لرئاسة الأخير.

واليوم، عاد روكز ليصرّح في مقابلة تلفزيونية بأن "ما يحصل هو فرصة للانطلاق بإصلاحات جديدة وجو سياسي جديد"، معتبراً أن "المصالح ما زالت تغلب حتى الآن"، في وقت نصح "ألا يتم الالتفاف على الشارع" داعياً "إلى فصل النيابة عن الوزارة".

لم ينسَ روكز أن يحيي الطلاب الذين يتظاهرون في الشارع، في وقت كانت قناة الـOTV منشغلة بالترويج "نقلاً عن مصادر" لوجود "جهات مشبوهة خلف ثورتهم" و"محاولات اختراق إسرائيلية".

بين "هيئة المرأة" و"وصول روكز"

بين كلودين وباسيل جبهة خلاف أخرى، فعدا عن تحميله مسؤولية عرقلة توزير روكز وسيطرته على القصر، تكثر الأخبار عن انزعاجها من "وضعه العصي في دواليب" عملها في "هيئة المرأة"، سواء في القوانين التي طرحتها أو عملت عليها، أو عدم تعاون من هنا وهناك.

تستمر حالة الانقسام داخل البيئة العونية بالظهور بشكل أكبر، لتوحي بـ"عهد متخبّط"، يُسهم وعي الشارع المتنامي في إبرازها من دون سبغ صفة "البطولة" على "ثورية" الطرف العوني المعارض لباسيل.

يتساءل البعض كذلك عن حقيقة "إبعادها" عن قرارات القصر الإعلامية، مذكرين بمحاولات "إبعاد" شقيقتها ميراي عن الاستشارات الأخرى بعدما كان مطروحاً اسمها كوزيرة في الحكومة السابقة.

ويقول هؤلاء ما مفاده "كيف يمكن للمستشارة الإعلامية التي تدير شركة إعلانات معروفة بحملاتها الناجحة أن تسمح للرئيس أن يخرج في خطابه الأول للبنانيين بعد الثورة بهذه الصورة المثيرة للجدل؟"، حيث بدا منهكاً، ولم تكن الكلمة مباشرة فيما قيل إنها كذلك.

من يتابع حساب كلودين على "تويتر" يلاحظ كمية هائلة من الهجوم عليها من حسابات مختلفة، ممن يعتبرون أنفسهم مع "التيار"، تشكك في ولائها وتنتقد أداءها وأداء زوجها. وهنا يُطرح التساؤل عمن يقف وراء حسابات تقوم بالهجوم بشكل مكثف بمجرد أن تنشر تغريدة؟

في المقابل، وفي سؤال طرحه رصيف22، على متظاهرين ذوي اهتمامات مختلفة، حول موقف كلودين وروكز، كان ثمة شبه إجماع على "عدم الوقوع في فخ الإعجاب الشديد بالاثنين واعتبارهما بطلين يقفان في صفوف الثورة".

بحسب الإجابات، لكل من روكز وكلودين اعتباراتهما في الحفاظ على صورة معينة، تحجز لهما دوراً في المشهد السياسي المقبل، وتعطيهما حظوظاً أكبر أينما اتجهت الأمور. من جهة ثانية، كان ثمة، من بين تلك الإجابات، انتقادات لروكز أشارت إلى خلفيته العسكرية وافتقاره إلى الحنكة السياسية.

من بين التعليقات، أشار البعض كذلك إلى ما اعتبروه "ذكورية" عون الذي أعلى من شأن "أصهرته" على حساب بناته، وتحديداً باسيل "الذي يرى فيه أشبه بالابن الذي حُرم منه"، وإلا "لمَ لم يسلم رئاسة التيار لإحدى بناته؟"، على قول أحدهم.

وبينما يستمر المتظاهرون في استخدام أساليب متنوعة للتعبير عن حالة الرفض للسلطة القائمة وسياساتها وأساليبها المتجذرة، تتابع حالة الانقسام داخل البيئة العونية ظهور بشكل أوضح، لتوحي بـ"عهد متخبّط"، يُسهم وعي الشارع المتنامي في التصويب عليها من دون سبغ صفة "البطولة" على "ثورية" الطرف العوني المعارض لباسيل.

 

لبنان وبصيص الأمل الذي تخنقه إيران

خيرالله خيرالله/العرب/11 تشرين الثاني/2019

سيكون صعبا على إيران التراجع في لبنان بعد كلّ ما حققته في السنوات الأخيرة على مراحل بدءا من التخلص من رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005 وصولا إلى تسمية رئيس الجمهورية اللبنانية المسيحي في السنة 2016.  الأكيد أن إحدى أهمّ المحطات التي أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه حرب صيف العام 2006 بين “حزب الله” وإسرائيل، وهي حرب انتهت بانتصار ساحق ماحق للحزب على لبنان مؤسسات وحكومة وشعبا.

مهّد هذا الانتصار لغزوتي بيروت والجبل في أيّار – مايو 2008 بهدف إخضاع السنّة والدروز بعد ضمان غطاء مسيحي لإيران وأدواتها جسّدته وثيقة مار مخايل التي وقعت في شباط – فبراير 2006 مع “التيّار الوطني الحر”.

جاء بعد ذلك، نشوء الوضع القائم حاليا في لبنان، وهو وضع لم تعكّره سوى استقالة حكومة سعد الحريري في التاسع والعشرين من تشرين الأوّل – أكتوبر الماضي استجابة لمطالب ثورة شعبية تعمّ كلّ الأراضي اللبنانية، وهي ثورة على ما بات يسمّيه الناس العاديون “عهد حزب الله”.

هناك وضع لبناني تمتلك فيه إيران أكثرية في مجلس النوّاب اللبناني في ضوء الانتخابات التي أجريت في السادس من أيّار – مايو 2018 بموجب قانون فصّله “حزب الله” على مقاسه. سمح ذلك بتشكيل حكومة كان لـ”حزب الله” فيها ثمانية عشر وزيرا من أصل ثلاثين، بما في ذلك وزارة الخارجية ووزارة الدفاع. في هذه الحكومة، التي استقالت أخيرا، ثلاثة وزراء لـ”حزب الله”. وهذا يحصل للمرّة الأولى، منذ بدأ الحزب يصرّ على أن يكون داخل الحكومة في مرحلة ما بعد اغتيال رفيق الحريري.

شارك الحزب للمرّة الأولى في الحكومة بحياء. كانت تلك الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي وانضم إليها وزير محسوب على “حزب الله” يدعى طراد حمادة. بعد ذلك، لم يعد الحزب يتردّد في فرض وزيرين على أي حكومة وصولا إلى الحكومة المستقيلة التي كان له فيها ثلاثة وزراء تولّى أحدهم حقيبة الصحّة.

في ظلّ هذه الظروف، التي رافقت استقالة الحكومة اللبنانية، يماطل رئيس الجمهورية في الدعوة إلى استشارات نيابية لتكليف شخصيّة سنّية تشكيل حكومة جديدة من دون أخذ في الاعتبار لما آل إليه الوضع في لبنان. بكلام أوضح، لا يستطيع سعد الحريري تشكيل حكومة إلّا في إطار شروط معيّنة لا يمكن لإيران القبول بها. لا تستطيع إيران القبول بهذه الشروط على الرغم من أن ذلك سيشكّل ضربة قوية للبنان الذي يمرّ في مرحلة حرجة بسبب وصول اقتصاده إلى حافة الانهيار نتيجة عوامل عدّة في مقدّمها الجهود التي بذلها “حزب الله” لعزل لبنان عن محيطه العربي كي ينتهي البلد تابعا للمحور الذي تقوده إيران في المنطقة تحت شعاري “المقاومة” و”الممانعة”. ما الذي يجعل إيران تتمسك بموقفها الرافض لتسهيل تشكيل حكومة قادرة على استعادة ثقة العالم العربي والمجتمع الدولي، على رأسه الولايات المتّحدة؟ يعود ذلك إلى أمرين أساسيين.

الأمر الأوّل أن إيران لم تعتد التراجع. تعرف جيّدا أن تراجعها في مكان يعني التراجع في أماكن أخرى. عندما تضع يدها على أيّ بلد، تبقى مصرّة على الإمساك بهذا البلد إلى ما لا نهاية من منطلق أنّها قوة عظمى إقليمية وأنّه يحقّ لها ما لا يحقّ لغيرها. هذا ما حدث في العراق وسوريا واليمن وما زال يحدث في لبنان حيث تعتبر إيران “حزب الله” جوهرة التاج في إمبراطوريتها التي تظنّ أنها قائمة فعلا.

أمّا الأمر الثاني، فيعود إلى أن إيران لا تريد أن تتعلّم من تجربة الاتحاد السوفياتي ومن انهيار جدار برلين تحديدا في مثل هذه الأيّام من العام 1989. لا تريد الاعتراف بأنّه لم يكن ممكنا لبرلين الشرقية الانتصار على برلين الغربية وذلك لأسباب عدّة. في طليعة هذه الأسباب أنّ ليس لدى برلين الشرقية من نموذج تقدّمه باستثناء البؤس والجهل والتخلّف في ظلّ نظام أمني من النوع نفسه الذي يتحكّم بإيران منذ العام 1979. لعلّ أكثر ما ترفض إيران تعلّمه أنّ الاتحاد السوفياتي انهار لأسباب اقتصادية أوّلا وأخيرا. لا تستطيع أي دولة في العالم لعب دور يفوق حجمها، خصوصا خارج حدودها في حال كان اقتصادها هشّا مثل الاقتصاد الإيراني.

هناك بصيص أمل ظهر في لبنان تريد إيران خنقه. ظهر هذا البصيص عبر ثورة الشعب اللبناني التي أطاحت الحكومة الثلاثينية. أظهرت هذه الثورة أنّ هناك وعيا كبيرا لدى اللبنانيين، من كلّ الطوائف وكلّ الطبقات الاجتماعية لضرورة التخلّص من كلّ رموز الطبقة السياسية من دون استثناء. لذلك كان الشعار “كلّن يعني كلّن”. لذلك كان هناك أيضا تحرك في المناطق الشيعية ورفض واضح للناس العاديين لكلّ ما يمثّله “حزب الله” و”العهد القوي” الذي ليس قويّا إلّا بسلاح الحزب الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني. تفرض أي ترجمة للإيجابيات، التي بدأت باستقالة الحكومة، تشكيل حكومة برئاسة شخصية لبنانية قادرة على التعاطي مع العرب والعالم والمؤسسات الدولية. شخصية مرحّب بها في واشنطن وباريس ولندن وبرلين وموسكو وبيجينغ… وفي الرياض وأبوظبي. الأكيد أن هذه الشخصية لا يمكن أن تكون لها علاقة بـ”حزب الله” من قريب أو بعيد أو أن تشبه جبران باسيل وهذا النوع من السياسيين الطارئين الذين ظهروا في غفلة من غفلات الزمن. هل تسمح إيران بأن يكون للبنان بعض الأمل كي يتجاوز الانهيار المتوقّع أم تعتبر أن عليها خنق مثل هذا الأمل في المهد؟ في الواقع، لا يوجد أي أمل للبنان عندما تمنع إيران تشكيل حكومة معقولة ومقبولة تضمّ اختصاصيين يهتمون بمعالجة المشاكل المطروحة على رأسها الاقتصاد.

في النهاية، يدرك أي ذي عقل أنّ هناك في المجال الاقتصادي موازين قوى في هذا العالم. تميل هذه الموازين لمصلحة الولايات المتحدة. لا يستطيع لبنان تجاهل ذلك، بما في ذلك الشروط التي لا بدّ من توفرها لتشكيل أي حكومة جديدة كي تمتلك القدرة على إعادة ثقة العالم العربي والمجتمع الدولي بلبنان.

المخيف أنّ إيران لا يمكن أن تعترف بأنّها خسرت في كلّ مكان تدخلت فيه، بما في ذلك لبنان. خسارتها عائدة لسبب في غاية البساطة هو أن رهانها على أن الشيعة العرب، خصوصا في العراق ولبنان سيضعون انتماءهم المذهبي فوق انتمائهم الوطني. هناك تحوّل أساسي في العراق ولبنان لا تريد إيران الاعتراف به أو رؤيته. هذا العمى الإيراني الذي يرافقه عناد ليس بعده عناد يمكن أن يكلّف لبنان الكثير للأسف الشديد!

 

استراحة المتظاهر في الثورة... الثروة

فـؤاد مطر/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2019

بصرف النظر عما إذا كان الملل سيدق أبوابه على عشرات الألوف الذين أمضوا الأسابيع الثلاثة في ساحات العاصمة الأُولى بيروت والعاصمتيْن طرابلس الشمال وصيدا الجنوب اللتيْن أشبه بالذراعيْن لأم الشرائع، يرفعون الصوت عالياً وكمَن يؤدي الصلاة ممسكين بالعَلَم مرفرفاً والمطلَب محقاً والروح فياضة بحب الوطن المفترى عليه من بعض بني قومه أهل السياسة والأحزاب الذين آثروا الغريب على وطن الأجداد والآباء...

وبصرف النظر عما إذا كان البعض بدأ يشعر باليأس لأنه شارك في مسارات الاحتجاج مرتضياً حرمان الأبناء والبنات من الدراسة وكذلك كساد الكثير من مواسمهم والكثير الكثير من تجارتهم، ومع ذلك فإن المردود المأمول لم يتحقق ولو بنسبة تعوض بعض الشيء تعب الساعات الطويلة من الوقوف في ساحات الاحتجاج...

وبصرف النظر عما إذا كان أهل الحُكْم بكافة مفاصله لم يكونوا عند حُسْن أداء الواجب فلا نزلوا إلى الساحات كما سائر المحتجين يُسألون ويجيبون ويشدون من عضد هؤلاء الذين لولاهم لما صار هذا عضواً في البرلمان ولا صار ذاك وزيراً في الحكومة. وهكذا تصرَّف هؤلاء بعزوفهم عن تفقُّد الذين اختاروهم، كأنهم كخصوم. وعندما يشعر المرابطون في الساحات بهذه اللامبالاة، فهذا يؤسس إلى نفور في النفوس لا بد لمفاعيله من الظهور ذات مناسبة...

وبصرف النظر عما إذا كان رأس الدولة لم ينظر في أمر الرعية على نحو ما أقسم اليمين على تنفيذه ويُخشى أن يكون آثر عدم الإصغاء، أو أنه أصغى لكن الارتباك حال دون أن يمارس دور الراعي المسؤول عن أحوال رعيته...

وبصرف النظر عما إذا كانت الطقوس والقوانين الدستورية لا تلبي ترجمة المطالب بالسرعة التي أطلقها المحتجون المحتاجون، وهنالك في الدهاليز والكواليس أفراد في استطاعتهم تعطيل التنفيذ أو المماطلة إلى أحيان من الزمن...

بصرف النظر عن هذا الذي من باب الاحتمال ربما يحدث فإن الذي عاشه لبنان على مدى ثلاثة أسابيع كان حالة الشوق بنوعية غير مألوفة من جانب اللبناني لعَلَمه وحالة تكفير عن ذنب ترْك حالة الولاء بأعلى درجاته للوطن في غربة عن بني القوم. كما كان أمثولة برسم أطياف تراجعت لبنانيتها أمام هوى أغراب انعكس على أصول التوافق وموجبات التعايش.

كما أن الذي عاشه لبنان على مدى ثلاثة أسابيع كان قرعاً قوياً في جرس التقريع والتنبيه وضرورة الفرز بين الصالح والطالح... وقبْل أن يرمي الثاني الوطن وأهله بكل مساوئه وأطماعه ومشاريعه غير الخيِّرة.

وبالأهمية نفسها فإن الذي عاشه لبنان على مدى ثلاثة أسابيع لن يكون صفحة تُطوى من كتاب. ربما يتطلب تدارُك الأمور الخلود إلى اختصار الاحتجاجات وربما تقليصها، إلاّ أن ذلك لن يكون أكثر من استراحة متظاهر تماماً مثل استراحة المحارب عندما تكون موجبات المعركة غير اليسير إنجازها بالسرعة المأمولة. استراحة الجندي الأشبه بالقيلولة الجهادية التي لا بد منها وإن طالت المواجهة. كذلك بالنسبة إلى الذي يعيشه لبنان المحتج لا بد من جولات بعد استراحات. وعموماً فإن الإلفة حدثت بين الساحة ومَن عليها من الاحتجاجيين، وبالتالي فإن العودة إلى الساحات في حال المماطلة في تنفيذ المطالب جاهزة في جوهر الإرادة.

ويبقى أن الأسابيع الثلاثة التي عاشها لبنان والمرشحة للمعاودة بقوة رداً على التلكؤ، لم تكن فقط مجرد ملامح ثورة وإنما كانت تأسيساً لثروة تراثية وفصلاً في الكتاب الذي يؤرخ لبنان المتجدد. ثروة كتلك التي يتباهى بها الفرنسيون والأميركان والإسبان والمصريون وغيرهم. ومثل هذه الثورة - الثروة كانت حُلْماً وباتت حقيقة.

 

أثرياء لبنان في حاجة إلى التقليم

دان آزي/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2019

تكمن في قلب المظالم الاقتصادية، التي تغذي الاحتجاجات الجماهيرية اللبنانية الحالية، قضية من قضايا الاحتيال المنظم. ولن تتلاشى المشكلة الراهنة بمجرد حل الحكومة أو تغييرها - حتى في ظل وجود مجلس وزراء من الخبراء - أو عن طريق ضخ مزيد من رؤوس الأموال من البلدان العربية. وسوف يتطلب الأمر فرض التدابير والإجراءات الصارمة، بما في ذلك التقليم الإلزامي لكثير من أثرياء مواطني البلاد.

على مدى العقود الماضية، اعتمد لبنان على التحويلات المالية الخارجية، للمحافظة على الاقتصاد واستقرار الليرة. واستقر سعر صرف الليرة عند 1507.5 ليرة مقابل الدولار الأميركي، منذ عام 1997 حتى اليوم، وأسفر ذلك الربط الطويل الأجل إلى ارتفاع قيمة العملة المحلية عند المقارنة بإنتاجية البلاد. وقد منح هذه الأمر للمواطنين اللبنانيين دخلاً أعلى ومستويات معيشية مرتفعة من أي دولة عربية مجاورة، ما سمح لهم بالإنفاق ببذخ على السفر، والرحلات، والسيارات، والملابس، والأجهزة، والأدوات.

لكن خلال الأزمة الائتمانية عام 2008، وقع ارتداد عكسي لرؤوس الأموال اللبنانية. وتوقف الأثرياء اللبنانيون في الخارج عن الثقة في البنوك الأجنبية، وفضلوا نقل أموالهم إلى الوطن، ما ساعد على خلق فائض معتبر في ميزان المدفوعات، بمقدار 20 مليار دولار بين عامي 2006 و2010. وسرعان ما تبدد هذا الفائض بسبب التطوير العقاري بلا ضابط، وبسبب الإنفاق (الإهدار) الحكومي، ما أسفر عن تكون فقاعة يمكن تلمس آثارها الباقية حتى يومنا هذا في الأبراج السكنية اللامعة غير المسكونة التي تتناثر عبر أفق العاصمة بيروت.

وبدءاً من عام 2011، تحول الفائض إلى عجز سنوي مستمر. وحتى عام 2016 لم يدرك المصرف المركزي اللبناني علامات الخطر الواضحة. ودخل المصرف المركزي في سلسلة مما أطلق عليه وقتها معاملات «الهندسة المالية»، التي كانت تعادل مبادلة الليرة بالدولارات الجديدة (القادمة من الخارج) بمعدلات فائدة غاية في الارتفاع بلغت 14 إلى 30 في المائة.

وتم اعتبار أغلب الليرات اللبنانية، التي أصدرها المصرف المركزي اللبناني، كإيرادات، ما منح البنوك أرباحاً قياسية غير مسبوقة، على الرغم من الاقتصاد الراكد في البلاد. وحقق أكبر مصرفين في البلاد وحدهما أكثر من مليار دولار من الأرباح المصطنعة في عام 2016. ودُفعت المكافآت السخية لكبار المديرين نقداً على وجه الحقيقة.

وتم الحصول على الفوائد المستحقة للمودعين السابقين من أموال المستثمرين الجدد. ولم يتنبه المحللون المحليون أو الأجانب لهذا الأمر الخطير، على الرغم من أن الآلية كانت تشبه بصورة مثيرة للشكوك ما صنعه المهاجر الإيطالي سيئ السمعة في بوسطن الأميركية قبل قرن كامل من الزمان. ولقد استفاد العاملون اللبنانيون كافة من هذا البديل الخاص ذي الصلة بمخطط الاحتيال غير الواضح، حيث كان الربط بالدولار يعني أن رواتبهم تساوي ما هو أكثر من نظام العملة العائمة.

ونظراً لتأثير المزاحمة الناجم عن ذلك، كان الخاسرون الرئيسيون هم الشباب، الذين ارتفعت معدلات البطالة لديهم إلى 40 في المائة. وفي النموذج اللبناني، أول ما يفكر فيه الشباب اللبناني العاطل عن العمل هو الهجرة خارج البلاد، ومحاولة العثور على العمل في أماكن أخرى، ثم البدء في تحويل الأموال إلى الداخل، ومواصلة تمويل دورة مخطط الاحتيال القديم. غير أن هذا الأمر صار أكثر صعوبة الآن مع تضاؤل فرص العمل في الخارج.

ووقع أغلب المحللين فريسة التشتت، بسبب اعتماد المقاييس التقليدية، مثل الديون الحكومية التي بلغت قيمتها نحو 90 مليار دولار، وكانوا يتغافلون عن حقيقة أن المصرف المركزي اللبناني قد اقترض 110 مليارات دولار من المصارف اللبنانية، وذلك من أصل 170 مليار دولار هي إجمالي قيمة الودائع. وصار نصف الودائع الدولارية في المصارف اللبنانية اليوم تحت تصرف المصرف المركزي اللبناني، والبقية الباقية بالعملة المحلية، الليرة. وليس هناك من سبيل أمام المصرف المركزي اللبناني لإعادة هذه الأموال مرة أخرى.

وفي الأثناء ذاتها، خلقت أسعار الفائدة الفلكية مجموعة من أصحاب الملايين وعشرات الملايين. لكن قيمة حساباتهم المصرفية ليست سوى مجرد مدخلات على شاشات الحواسيب، تنتجها معدلات الفوائد المركبة، في غياب الاستثمارات الإنتاجية التي تحقق العوائد الحقيقية على الجانب الآخر. وهذا هو السبب في تقلص السيولة النقدية الحقيقية مع زيادة الودائع المصرفية بصورة مصطنعة.

تبلغ قيمة الاحتياطات الدولارية في المصرف المركزي اللبناني، بالإضافة إلى الودائع المصرفية مع الحسابات الآمنة، نحو 40 مليار دولار. وبعبارة أخرى، هناك دولار واحد فقط من السيولة النقدية مقابل كل 3 دولارات من المطالبات. وليس من شأن ذلك أن يكون مشكلة في المعتاد في الأعمال المصرفية المجزأة، باستثناء أن جميع هذه الالتزامات هي بالعملات الأجنبية، التي لا يستطيع المصرف المركزي اللبناني طباعتها أو توليدها محلياً.

والأنباء السارة في قلب هذا الخضم العسير أن كل هذه الديون داخلية، ما يجعل الحل سهلاً وبسيطاً للغاية؛ إعادة الهيكلة الوطنية التي تسمح بتوزيع الخسائر على نحو منصف. وتمثل نسبة أقل من 1 في المائة من المودعين، أو نحو 24 ألف حساب مصرفي، ما يقرب من 90 مليار دولار من الأموال المودعة، مع متوسط الحسابات، الذي يبلغ نحو 3.5 مليون دولار. (ومع افتراض أن كل مليونير لبناني يملك 3 أو 4 حسابات مصرفية، وهي من الممارسات الشائعة في لبنان، فإننا نتحدث عن أكثر من 6 آلاف إلى 8 آلاف من أصحاب الحسابات المصرفية).

لكن ملاك حسابات هذه الأموال الوهمية ينفقون بعضاً منها في العالم الحقيقي، على شراء السيارات الفارهة، على سبيل المثال، الأمر الذي يسبب التآكل الواضح في احتياطيات المصرف المركزي اللبناني. وعلى نحو مماثل، فإن كل لبناني يحقق ربحاً بالليرة المحلية يستهلك بدوره من احتياطي المصرف المركزي اللبناني في كل مرة يذهب فيها لقضاء العطلة الفاخرة في اليونان، أو يستورد منتجاً من المنتجات الغالية من خارج البلاد.

كيف يمكن حلّ المشكلة؟ يمكن للمصرف المركزي اللبناني البدء في فرض الضوابط على رؤوس الأموال، وعلى التحويلات في الخارج، مع الحد الصارم من عمليات السحب النقدي في الداخل. وتقوم بعض المصارف اللبنانية بتنفيذ ذلك على نحو فعلي الآن، لكن الأمر سوف يدخل حيز الفعالية الجدية إذا ما صار إلزامياً على الجميع بقرار صادر من المصرف المركزي اللبناني.

ومن شأن الضوابط على رؤوس الأموال أن توقف النزيف. غير أن تضميد الجروح يستلزم مزيداً من الإجراءات الصارمة، مثل تقليم الحسابات المصرفية كافة التي تزيد على مليون دولار. «ويتوقف مستوى التقليم على مدى استعداد المصرف المركزي اللبناني للبدء في التقليم؛ وكلما كان الحساب المصرفي كبيراً، كان التقليم أكثر عمقاً». وربما يتطلب الأمر صدور مرسوم وزاري بذلك، أو موافقة برلمانية. ويمكن للمشرعين في لبنان إطلاق اسم «الضريبة المؤجلة» على الأمر، إن كان ذلك سوف يجعلها أكثر استساغاً من الناحية السياسية.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

التمسك بالحريري: وراء الأكمة ما وراءها!

سام منسى/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2019

يصعب فهم التعنّت الفاضح الذي تبديه السلطة السياسية في لبنان تجاه مطالب الناس التي ملأت بمئات الآلاف شوارعه منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، إلا إذا وضعنا هذا العناد في سياق الانقلاب الذي نفذه «حزب الله» ومكّنه من السيطرة على رئاسة الجمهورية ومجلس النواب والحكومة، ليُحكم بذلك قبضته على الحياة السياسية في لبنان بشقيها الداخلي والخارجي.

ويصعب أيضاً فهم هذا التعنت إلا إذا قرأناه في سياق تطور إقليمي آخر وهي الحركة الاحتجاجية التي يشهدها العراق، والتي تكاد تكون مشابهة لما يجري في لبنان إلا أنها أوضح في مطالبها السياسية التي اختصرها المتظاهرون العراقيون برفع شعار واحد: «إيران برا برا، بغداد حرة حرة».

القاسم المشترك بين عناد السلطتين اللبنانية والعراقية وإصرارهما على تجاهل الاحتجاجات، هو أنه صناعة إقليمية أكثر منها محلية، ومصدره الأساس إيران. فطهران لن تتنازل بسهولة عن مكتسبات حصدتها بعد زراعة دؤوبة استمرت لعقود وعقود خصوصاً في لبنان، وتمكنت عبرها من التسلل إلى البيئات المحلية في البلدين وخلق سلطة موازية لسلطة الدولة وتتفوق عليها في قدراتها العسكرية. بذل النظام الإيراني جهوداً مضنية في زرع وكلاء له في المنطقة وتمكينهم آيديولوجياً وسياسياً وعسكرياً حتى أعلن سقوط أربع عواصم عربية بيده، ومن السذاجة أن نعتقد أنه سيتنازل اليوم بسهولة عن الفضاء الاستراتيجي الذي أقامه والممتد من طهران إلى جنوب لبنان براً، ومن مضيق هرمز إلى باب المندب بحراً، لمجرد أن ثمة حراكاً شعبياً في الشارع. ومن السذاجة أيضاً أن نعتقد أن إيران ستعلن الحداد بسهولة على مشروعها التوسعي وستتخلى عن ورقة أذرعها الإقليمية المسلحة التي لطالما وضعتها على طاولة المفاوضات مع المجتمع الدولي، خصوصاً في ظل الضغوط التي تتعرض لها. ومن السذاجة أيضاً وأيضاً الاعتقاد أن إيران ستتخلى عن الاقتصاد البديل الذي أتاحه لها كل من العراق ولبنان وسمح لها بالالتفاف على العقوبات الأميركية. لا تحتمل إيران سقوط ورقتين في آن واحد!

الصورة تبدو أوضح في تقرير صدر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية نشرته صحيفة «الغارديان» منذ أسبوع، يقول إن استثمار إيران في أذرعها بالمنطقة أهمّ بالنسبة إليها من الصواريخ الباليستية والقنبلة النووية. فإيران نجحت عبر هذه الأذرع في زعزعة السياسات الداخلية للدول وباتت تتحكم بها دون الدخول في حروب بين الدول أو أن يطالها قانون دولي. فهي جعلت الحروب داخل الدولة وبين أبناء الوطن الواحد.

وكما ظهر الخوف الإيراني من خسارة العراق عبر زيارة قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، لبغداد ومنعه رئيس الحكومة العراقية من الاستقالة، ظهر الخوف الإيراني من خسارة لبنان عبر إصرار «حزب الله» على المضي في تشكيل حكومة سياسية يرأسها الرئيس المستقيل سعد الحريري، متخطياً تاريخ 17 أكتوبر (تشرين الأول) كما لو أنه لم يكن، ورافضاً تقديم رأسه على طبق حكومة تكنوقراط.

لماذا التمسك بالحريري رغم أنه بإمكان «حزب الله» وحلفائه تشكيل حكومة أغلبية يسيطر عليها بالكامل؟ في الواقع إن التمسك بالحريري ليس هياماً به وليس لأنه الأقوى في طائفته بل لأسباب أخرى أولها أن وجوده على رأس السلطة الإجرائية يؤمّن تغطية سُنية لسيطرة «حزب الله» على البلاد تماماً كالتغطية المسيحية التي وفّرها له الرئيس عون، وثانيها علاقاته مع الغرب وارتباط المساعدات الدولية للبنان باسمه، وثالثها أن المجتمع الدولي سينظر إلى حكومة فريق واحد يسيطر عليها «حزب الله» على أنها حكومة إيران وستكون عُرضة وبشكل مباشر لسهام العقوبات الغربية. فـ«حزب الله» يرى أن رئيس حكومة محسوباً عليه وعلى فريقه السياسي لن يخدمه كما يفعل الحريري، من حيث يدري أو لا يدري، ولذلك نراه اليوم يعمل على شد أواصر التسوية السياسية الأخيرة وإعادة تركيب سلطة على غرار السلطة السياسية السابقة. ويبدو أن الحريري تحت الضغط ولن يُسمح له بالانسحاب، وهذا ما أكده حسن نصر الله عندما قال بعد استقالة الحكومة متوجهاً إلى السياسيين بعامة وغامزاً من جانب الحريري بخاصة: «ممنوع تهربوا من مسؤولياتكم وتطلعوا وبدّوا يحاكمكم الشعب».

«حزب الله» يحاول طبعاً الوصول إلى مخرج لكن دون التراجع قيد أنملة عن سياساته، ويعتقد البعض أنه قد يقبل بحكومة تشرك بعض رموز الحراك إلى جانب أطراف سياسية تضمه والتيار الوطني الحر وحركة «أمل» والرئيس الحريري، ولكن في عملية تجميلية يتم عبرها استبدال بالأصلاء وكلاء يحرّكهم بواسطة جهاز تحكم عن بعد دون أن يكون مسؤولاً بشكل مباشر عن أدائهم. وهذا أخطر ما يحاك اليوم للبنان، أن تحتوي السلطة السياسية الحراك من خلال حكومة فيها أسماء جديدة لكنها أسماء تدار عن بعد من قِبَلها، وهذا ما تشي به اجتماعات الرئيس الحريري مع جبران باسيل ورئيس الجمهورية وممثل «حزب الله»، في خطوة تخالف الدستور والأعراف وتهمش مجلس النواب وتؤكد مرة جديدة أن الديمقراطية في لبنان متخيَّلة وغير موجودة. وهذا أقصى ما يمكن لـ«حزب الله» أن يقدمه راهناً.

البعض الآخر يرى أن الحزب لن يقبل حتى بهذا السيناريو وسيصر على حكومة سياسية يتمثل فيها كما سبق، ما يعني انسداد كل المخارج ما عدا مخرجاً واحداً هو استنساخ الحالة العراقية ولجوء «حزب الله» إلى القوة بعد العزف على وتر الطائفية وتدخل السفارات والعناصر المندسة والخوف من حرب أهلية ثانية. لن تقبل طهران بالخسارة دون قتال ولو سال الكثير من الدماء كما يحصل في العراق.

ماذا عن تأثير كل ذلك على الوضع الاقتصادي والمالي الذي بدأ فعلياً السقوط في الهاوية؟ في الواقع قد يكون «حزب الله» يخشى الانهيار الاقتصادي والمالي، لكن علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أيضاً أنه لطالما كان ضد التركيبة الاقتصادية والمنظومة المالية السابقتين، وقد يشكل انهيارهما بالنسبة إليه فرصة لإعادة تشكيلهما من جديد بما يتلاءم مع فكره ومصالحه، وكمقدمة لإعادة تشكيل النظام السياسي برمّته. وفي هذا السياق، علينا أن نخفف من مثاليتنا إزاء المجتمع الدولي، فلديه من فائض الخبث ما يكفي لغضّ الطرْف عن تسويات مقبلة قد تحصل، وبالتالي المضيّ في مساعدة لبنان اقتصادياً ومالياً على الرغم من إدراكه أنْ لا إصلاحات قريبة تلوح في الأفق ولا إلغاء لهيمنة «حزب الله» ودوره. مهما يخبئه الغد للبنان، يبقى أن هذه الثورة أثبتت أن إيران قد تكون نجحت في السيطرة على الأنظمة السياسية في كلٍّ من لبنان والعراق، لكنها خسرت حكماً شعبيهما، وجاءتها السهام من داخل البيئة الشيعية التي عملت لعقود على تطويعها وإخراجها من بيئتها الوطنية. قد يخفت الحراك، لكنه لن يخمد أبداً!

 

مأزق حزب الله في مواجهة الثورة

عديد نصار/العرب/11 تشرين الثاني/2019

منذ الأيام الأولى لانتفاضة السابع عشر من أكتوبر، أعلن حزب الله وعلى لسان أمينه العام رفضه التام لمطالبها المعلنة في إسقاط الحكومة وتشكيل حكومة من مستقلين قادرة على إنقاذ البلاد من مآلات السياسات الاقتصادية والمالية التي أوصلتها إلى الانهيار. وهو في ذلك وضع نفسه في مواجهة مفتوحة مع اللبنانيين.

وكنّا شهدنا محاولات وأساليب حزب الله في مواجهة هذه الانتفاضة على مدى أسابيع، والتي تنوعت بين التشهير وإلصاق التهم الخبيثة بها وبث الشائعات وبين القمع المباشر للمتظاهرين في ساحات بيروت على أيدي شبيحة حزب الله وحركة أمل، وخصوصا في الجنوب والضاحية الجنوبية في محاولة لضبط الشارع الشيعي، الذي يعتبره حزب الله بمثابة حاضنته وبيئته وخزانه البشري، الذي لا يمكن له أن يستمر دون إطباق السيطرة التامة عليه.

وهكذا بتنا نرى الضاحية الجنوبية لبيروت منفصلة تماما عمّا يدور حولها، وفي طول البلاد وعرضها من تظاهرات واعتصامات وقطع للطرقات. وقد وضعت على مداخلها نقاط لحزب الله وحركة أمل مهمتها مراقبة أبناء الضاحية ممن يشاركون في تظاهرات وسط بيروت والاعتداء على البعض منهم حين يعودون إلى الضاحية، إضافة إلى التهديدات المتواصلة عبر الوتسآب وسواه من وسائل التواصل والاتصال لكل ناشط أو متابع لحركة الانتفاضة. هناك عملية اختطاف حقيقية للضاحية الجنوبية لبيروت من قبل حزب الله.

أما في الجنوب، فالملاحقات والتحريات وتشويه سمعة المشاركين بالانتفاضة مستمرة منذ الأيام الأولى. وقد سخّرت بعض أجهزة الدولة في ذلك تحت إشراف مباشر من قوى الأمر الواقع المسيطرة، أي حزب الله وحركة أمل. فبعد ثورة حقيقية شهدتها مدن وقرى الجنوب تم خلالها تمزيق وحرق وانتزاع صور نبيه برّي وحسن نصرالله في اليومين الأولين، صرنا نرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي أشرطة مصورة لناشطين يقدمون الاعتذارات لحسن نصرالله ولنبيه برّي.

صحيح أن بعض الساحات المحدودة في النبطية وفي صور ظلت تشهد تظاهرات، أحيانا تكون واسعة، إلا أنها ظلت محدودة الشعارات بما لا يمس بالمباشر قوى الأمر الواقع المسيطرة هناك. ورغم ذلك فإن هذه الساحات لا تزال تتعرض للمضايقات والتحرشات والقمع، وصولا إلى إطلاق النار على خيم المتظاهرين في ساحة الاعتصام في صور إرهابا للمتظاهرين.

يبدو أن شكل المواجهة الذي يعتمده نظام طهران مع اللبنانيين يشابه شكل المواجهة في العراق، حكومة تلتف حولها الأحزاب المؤيدة لطهران ومواجهات في الشارع تفضي إلى إنهاء الانتفاضة.

فقد أثبتت الأحزاب العراقية المسيطرة على القرار السياسي في بغداد رضوخها التام لرغبة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. فبعد أن كانت تطالب رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي بالاستقالة نزولا عند إرادة الشارع العراقي المنتفض، ها هي تعود، بعد لقاء مع سليماني لتؤكد على دعمها لرئيس الوزراء في البقاء في منصبه، بل ودعمها لجهوده من أجل وقف حركة الاحتجاج بكل السبل المتاحة، بما في ذلك استخدام القوة المفرطة للقضاء على الانتفاضة الشعبية المتواصلة منذ مطلع أكتوبر الماضي.

وكما فعل سليماني في مواجهة انتفاضة العراقيين يحاول حزب الله مواجهة ثورة اللبنانيين، أي حشد القوى السياسية حول حكومة تلبّي شروطه، بحيث لا يبدو أنه قدّم أي تنازلات سياسية تحت ضغط الشارع. وعليه توجه “الخليلان” علي حسن خليل وزير المال في الحكومة المستقيلة والمستشار السياسي لنبيه برّي رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل، وعلي خليل المعاون السياسي لزعيم حزب الله حسن نصرالله، إلى بيت الوسط للقاء رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري لإقناعه بقبول تكليفه هو أو تسمية أحد سواه لرئاسة حكومة لا تستبعد في تشكيلتها نتائج الانتخابات الأخيرة، أي حكومة لا تختلف من حيث التكوين السياسي عن الحكومة التي أسقطتها ثورة الشارع.

واضح أن سعد الحريري رفض مقترحات الخليلين، وأنه رأى في ذلك تعاميا عن مطالب الشارع في حكومة من مستقلين، تعيد الثقة بين السلطة والشعب، وتعيد ثقة الخارج بالسلطات اللبنانية. لكن الأهم هنا هذا الإصرار اللافت من قبل القوى المرتبطة عضويا بسياسات النظام الإيراني على السير تماما بخلاف إرادات الشعوب ومصالحها والتمسك بحكومات انفصلت تماما عن الواقع يديرها أكثر قوى الفساد افتضاحا أمام الجهات المحلية والدولية وبشهادة كل المنظمات الدولية المعنية بمراقبة الفساد. في وقت أوصلت هذه القوى المسيطرة على حكوماتنا بلداننا إلى الانهيار الشامل في كل مناحي الحياة.

إنها المحاولات نفسها:

في العراق رضخ التيار الصدري وتيار الحكمة لقرار قاسم سليماني بالتمسك بحكومة عادل عبدالمهدي ومنع سقوطها، وفي لبنان يحاول حزب الله إعادة سعد الحريري على رأس حكومة جديدة لا تختلف في شكلها ومضمونها عن الحكومة المستقيلة.

في لبنان تستمر محاولات إعادة الطلاب إلى مدارسهم، وفي العراق تم الإعلان عن فتح المدارس والجامعات.

في لبنان تستمر المحاولات لاستعادة الحياة الطبيعية رغم كل ما يحدث، فتح الطرقات والمؤسسات والإدارات، وفي العراق تحاول السلطات والقوى الرديفة فتح الجسور والطرقات تمهيدا لفض الاعتصامات المركزية واستعادة الحياة الطبيعية وكأن شيئا لم يكن.

فهل يشهد لبنان تشكيل حكومة جديدة بشروط حزب الله، وبالتالي هل ستستخدم الأساليب نفسها لإخضاع الشارع؟

لا يمكننا الجزم بنجاح محاولات إيران في العراق، ولكن على اللبنانيين التنبه والبقاء في الشارع ورفض أي محاولة حكومية للالتفاف على مطلبهم الآني الملح: تشكيل حكومة مصغرة مستقلة بصلاحيات تشريعية استثنائية ومن أكفاء يتمتعون بالجرأة الكافية لمواجهة الوضعين الاقتصادي والمالي وفرض استقلالية القضاء وتطهيره والذهاب في محاربة الفساد واسترجاع الأموال المنهوبة حتى آخر الشوط، وإعداد قانون انتخابي يقصر ولاية مجلس النواب الحالي ويحقق عدالة التمثيل الشعبي، والذهاب إلى انتخابات تشريعية مبكرة تعبّر عن التغيرات الكبرى التي أفرزتها ثورة السابع عشر من أكتوبر.

ومما لا شك فيه أن الانهيار المالي والاقتصادي والنقدي المتواصل وانعكاساته المباشرة والمتسارعة على الوضع المعيشي للبنانيين وصولا إلى درجة الاختناق، سيكون له الدور الأبرز في استنهاض حركة الشارع وتأجيج الثورة حتى بلوغها مقاصدها. ولن يكون على حزب الله، الذي لم تستهدف هذه الثورة لا سلاحه ولا حتى مقاومته، بل حاولت منذ البدء وحتى الآن تحييده، إلا الرضوخ، لأنه وإن كان بمقدوره، كما قال زعيمه تأمين مرتبات عناصره، فإنه لن يكون بمقدوره تأمين الحاجات الحياتية لمجمل الطائفة الكبرى التي يحاول اختطافها.

إن معالجة حقيقية للوضعين الاقتصادي والمالي وكذلك للوضع النقدي المتدهور، لن تكون إلا بالحجز على أموال السياسيين وأزلامهم وكبار المتعهدين، الذين أثروا على حساب المال العام وأغرقوا المالية العامة في الديون والعجز المدمر، وفي استخدام هذه الأموال في إعادة التعافي إلى المالية العامة وفي إنعاش القطاعات المنتجة، ريثما يبتّ القضاء المستقل بمصير هذه الثروات.

إنه مأزق حزب الله الواقع بين تلبية شروط تبعيته لنظام مافيا الملالي في طهران من جهة وتلبية شروط بقائه كقوة سياسية وشعبية على الساحة اللبنانية، من جهة أخرى.

 

الانتفاضة اللبنانية: جُعَب سلامة وبرّي ونصرالله الفارغة

حازم الأمين/موقع درج/11 تشرين الثاني/2019

وفي الخطاب الرابع لم يقل أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله شيئاً يستحق الانتظار! نصح اللبنانيين بالاستعاضة عن الولايات المتحدة الأميركية بالصين، واستبشر خيراً باكتشاف إيران حقل نفط عملاقاً، ورحب بخطاب الزعيم اليمني عبد الملك الحوثي وما خلفه هذا الخطاب من رعب في تل أبيب.

قبل السيد حسن بنحو ساعة كان اللبنانيون على موعد مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي بدوره لم يضف فكرة واحدة تساعدنا على فهم وضعنا المالي. قال إن لا “capital control” في وقت نعرف جميعاً أن هناك “capital control” قوياً. وقال إن احتياط مصرف لبنان من العملة الأجنبية يبلغ نحو 38 مليار دولار، وهذا الرقم يشكك به أصغر مصرفي في لبنان. وبين السيد والحاكم أطل رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري في لحظة عزيزة على قلوب اللبنانيين لم يشهدوا مثيلاً لها منذ عقود وعقود، وأبلغهم بتأجيل الجلسة النيابية التي كان مزمعاً عقدها صباح الثلثاء، لأسباب أمنية، فأطاح بري بفيديو كنا بصدد إعداده عن خرق المجلس الدستور في مسألة عقد الجلسة.

إنه “إثنين الخطب”، على نحو ما كان يوم الأحد الفائت “أحد الإصرار”. إثنين الخطب الذي لم يجد فيه الخطباء في جعبهم ما يقولونه لمخاطبيهم. نصرالله استبشر خيراً بحقل نفط إيراني، وسلامة طمأن إلى ملاءة المصارف وبري قال إنه مع  المتظاهرين منذ عام 1963. لماذا إذاً هذا الإصرار على ملازمة المنابر؟ السلطة تعيش لحظات هذيانية على ما يبدو. تريد أن تخاطب الشعب، تريد أن تقول ما هي عاجزة عن قوله ربما. علينا أن نذهب إلى ما تضمره العبارات، وإلى ما تنطوي عليه المشاهد. البلد على شفير الإفلاس، ومن غير المنطقي ألا يلقي الخطباء كلمات عن هذا الإفلاس. الخطب الثلاث كشفت في تعاقبها إفلاساً موازياً، وكشفت مرة أخرى انفصالاً عن الواقع. وجوه الخطباء حملت هذه المرة بعضاً من الأسى والخوف، وما تجوالهم بين العبارات عديمة المعنى والدلالة سوى صورة عن هاوية يشعرون بأنهم على أبوابها.

حين قال السيد نصرالله إن “الحراك” أعطى الطبقة السياسية درساً لن تتمكن بعده من حماية فاسد واحدٍ، أخرج الفاسدين من هذه الطبقة، وجعلهم جزءاً من منطقة حمايتها، وهذه المنطقة قد تتسع لتشمل المتظاهرين، لكنها لن تضيق لتحاصر أركان النظام.

لقد كف الخطباء عن اتهام الانتفاضة بالتسبب بالكارثة. كف غيرهم أيضاً عن ذلك. “كلن يعني كلن” اعترفوا بأن ثمة من يقف خلف الكارثة، وهؤلاء ليسوا من بين المتظاهرين. محاولة التهويل الأخيرة حصلت قبل يومين وفشلت. تولاها الشقيقان الإعلاميان مارسيل وجورج غانم، حين حذرا المتظاهرين من أن الحرب الأهلية آتية على متن التظاهرة، وأن كل الحروب الأهلية في لبنان بدأت بتظاهرات مطلبية! اعتذر جورج غانم من اللبنانيين، لكنه لم يشرح لهم كيف أن الحرب في لبنان بدأت بتظاهرة صيادي السمك. واليوم أيضاً كان نصرالله واحداً من المتظاهرين، ولم يشر إلى دعم السفارات، بينما سبقه رئيس المجلس إلى التظاهرة بفترة زمنية تتجاوز السبعة عقود.

رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري كان سبق الجميع إلى الساحة. المتظاهرون تجمعوا أصلاً في ساحة أنجزها متعهد من معاونيه، وهذا وحده كاف للقول إنه من أهل الساحة. والتظاهرة كانت أصلاً سرقت شعاراتها من قاموس أعده الوزير جبران باسيل، وهذا الأخير اعتذر من والدته عن شتائم تسبب لها بها، تلفظ بها أخوته المتظاهرون، وهو ربما يكون اليوم خطيباً رابعاً على ما رشح في الـ”سوشيل ميديا”.

إذاً لم يبق أحد في دائرة الشكوك سوى المتظاهرين أنفسهم. هم الفاسدون، وهم “كلن يعني كلن”، والانهيار والإفلاس آتيان بسبب ما ارتكبوه من سرقات وما أهدروه من أموال. وحين قال السيد نصرالله إن “الحراك” أعطى الطبقة السياسية درساً لن تتمكن بعده من حماية فاسد واحدٍ، أخرج الفاسدين من هذه الطبقة، وجعلهم جزءاً من منطقة حمايتها، وهذه المنطقة قد تتسع لتشمل المتظاهرين، لكنها لن تضيق لتحاصر أركان النظام. لا يبدو أن لدى أحدٍ شيئاً ليقوله لنا. كان يوم انتظار طويل. بري وسلامة ونصرالله، وربما سمير جعجع وجبران باسيل. كل هؤلاء لا شيء يقولونه عن تشكيل الحكومة، ولا قبولهم أو رفضهم لنماذجها وأشكالها، وحديثهم عن الإفلاس حمل قدراً من الاستخفاف بعقول المحتجين، وكشف عن المزيد من القطيعة بينهم وبين جيل الانتفاضة الذي بإمكانه الوصول إلى المعلومات عن الشركات الصينية التي نصح بها نصرالله اللبنانيين، وبإمكانهم معرفة أن الـ capital control تمارسه المصارف، وما نفاه سلامة ليس سوى مزحة غير موفقة من حاكم المصرف المركزي. وبهذا المعنى، وحده رئيس مجلس النواب، من قال شيئاً في هذا اليوم. الجلسة التشريعية تم تأجيلها، وهذا إنجاز آخر تم تحقيقه تحت ضغط الشارع.

 

جدران العراق ولبنان والخيط الإيراني

غسان شربل/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2019

قبل ثلاثين عاماً، أوفدتني «الشرق الأوسط» لتغطية أخبار جدار برلين المتداعي. ولم يكن مستغرباً أن تنتابني، كصحافي عربي شاب، أسئلة عن العالم الذي أنتمي إليه. تزايدت حدة الأسئلة لاحقاً حين فر الاتحاد السوفياتي إلى متحف التاريخ، وتساقط أيتام الكرملين تباعاً.

في المقهى، قرب الجدار، رحت أفكر. متى ستسقط الجدران العربية؟ ليس فقط الجدران التي تمنع هذه الدولة العربية من التواصل مع جارتها، بل أيضاً جدران الداخل التي كانت تحتجز العقل والقلب والرئتين. كان اسم حاكم العراق صدام حسين. وحاكم ليبيا معمر القذافي. وحاكم سوريا حافظ الأسد. وكان قصر بعبدا اللبناني في عهدة جنرال صاخب اسمه ميشال عون، وبصفته رئيساً لحكومة شكّلها من العسكريين. اليوم، غاب الزعماء الثلاثة، ويقيم قصر بعبدا في عهدة عون رئيساً منتخباً تشهد بداية النصف الثاني من عهده سقوط جدران كثيرة بفعل الحراك الشبابي والطلابي. أما العراق الذي اعتقدنا أن صدام حسين كان الجدار الوحيد الذي يمنعه من التقاط أنفاسه واللحاق بالعصر، فيشهد هو الآخر تصدع جدران صيغة المحاصصة والتقاسم التي أنهكت البلاد.

كان سقوط الجدار نهاية حقبة وبداية أخرى. ساد الاعتقاد أن العالم سيعيش طويلاً في عهدة القطب الواحد المنتصر. ثم تبين أن أعباء قيادة العالم أكبر من أن تضطلع بها دولة واحدة، حتى ولو امتلكت الاقتصاد الأول والجيش الأقوى. ولم يتأخر الوقت كثيراً، فقد شهدنا روسيا تطل من الركام السوفياتي، وبزعامة الكولونيل الذي كان يقيم قرب الجدار وحمل الجرح في قلبه، واسمه فلاديمير بوتين. ثم شهدنا الصعود الصيني المذهل، حين تمكن ورثة ماو من إخراج مئات ملايين الصينيين من الفقر بأفكار لم ترد أبداً في «الكتاب الأحمر» الذي دبجه «الربان العظيم». أسقط الورثة جدار ماو بلا ضجيج، لكنهم حفظوا من عهده هالة ضريحه وآلة رقابة واستقرار، اسمها الحزب الشيوعي، بعدما غسلوه في نهر العولمة.

ثمة ما هو أهم وأخطر مما تقدم. أدى تراكم الأبحاث إلى سلسلة متلاحقة من الثورات العلمية والتكنولوجية غيرت أيضاً علاقة الفرد بالعالم، وسمحت بتدفق حر للأخبار والتعليقات والصور. لم يعد باستطاعة أحد اعتقال المعلومات عند نقطة الحدود، ومطالبتها بالحصول على تأشيرة دخول، والخضوع لامتحان جهاز الأمن قبل التسرب إلى عقول المواطنين؛ إنها ثورة وسائل التواصل الاجتماعي. وإذا كان التاريخ سجل أن رشاش الكلاشينكوف لعب دوراً كبيراً في تحقيق الثورات والانتفاضات في العالم، فإن التاريخ سيسجل لاحقاً أن الهاتف الذكي أعنف من الكلاشينكوف وأكثر فاعلية وخطراً.

أسقطت ثورة الاتصالات كثيراً من الجدران. الجدران التي شيدها الأهل بفعل المحافظة والخوف. والجدران التي أقامها الأمن لحراسة النظام. والجدران التي أقامتها الحكومات لمنع الدماء الجديدة الحارة من التدفق في عروق المجتمع. هزت ثورة الاتصالات كل شيء. وطرحت علامات استفهام حول كل شيء. أسقطت المحظورات واستدرجت إلى النقاش ما كان يستحيل اقتياده إلى المشرحة.

هل ترانا نبالغ إذا قلنا إن تدفق الشبان العراقيين إلى الساحات ينذر بسقوط جدار الفساد والدولة المتصدعة والزمن الطائفي الذي كاد يقتل العراقيين، ومعهم العراق؟ وهل ترانا نبالغ إذا قلنا إن تدفق الشبان اللبنانيين إلى الساحات والشوارع ينذر بسقوط جدار الفساد والدولة المتصدعة وخيمة الطوائف التي كادت تقتل اللبنانيين، ومعهم روح لبنان؟ وهل نبالغ إذا قلنا إن عراقياً جديداً يولد ولن يقبل بأقل من دولة عصرية المؤسسات تقوم على الشفافية والنزاهة والكفاءة والانخراط في العصر؟ وهل نبالغ إذا قلنا إن لبنانياً جديداً يولد ويرفض أن يستدعى إلى الأعراس الطائفية بولائمها ومجازرها، وإنه لن يقبل بأقل من دولة القانون والانفتاح والقضاء المستقل؟أبحرنا طويلاً في اليأس. قتلنا الانتظار المديد. ثم خيبتنا انهيارات «الربيع العربي»، وتقدم قوى الماضي للاستيلاء على أحلام الناس. وأخافتنا قدرة الأنظمة على الترويع وتغيير مسارات الحراكات وإغراقها في الدم والإرهاب. لكننا نكاد نشهد اليوم ولادة عربي جديد. لا يريد الانتصار على الطائفة الأخرى ولا المذهب الآخر. يريد تعليماً يفتح أمامه فرص العمل والتقدم والإبداع. يريد شرطياً يعمل تحت سقف القانون. ومحكمة لا يزجرها مدير المخابرات. يريد دولة طبيعية وعصرية لا تعيش دائماً على شفير حرب أهلية، ولا تنجب اليائسين والانتحاريين والأحزمة الناسفة. العربي هنا وهناك يريد دولة الشرفات لا دولة الجدران.

ما يجري في العراق ولبنان يستحق التوقف عنده من قبل الجميع. لا يمكن اعتقال نهر التاريخ مهما بلغت القدرة على تشييد السدود والجدران. على السلطات العراقية أن تقرأ وتسمع وتستنتج. الأمر نفسه بالنسبة إلى السلطات اللبنانية. ولأن الخيط الإيراني حاضر بقوة في العاصمتين، وتستندان إليه في مقاومة رياح التغيير، فإن على إيران نفسها أن تقرأ وتستمع وتستنتج. يصعب الاعتقاد أن الشاب الإيراني لا تراوده الأحلام نفسها التي تراود الشاب العراقي والشاب اللبناني، رغم خصوصية أوضاع كل دولة. إدمان النفخ في جمر الثورة لا يؤجل إلى الأبد الاستحقاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. جدار الاشتباك الدائم مع الغرب لن يخفي أرقام الاقتصاد ووضع العملة وارتفاع معدل الفقر. وعلى المسؤولين الإيرانيين أن يتذكروا أن الثورة الصينية أنقذت على يد من صالحوها مع حقائق التقدم الاقتصادي وتحسين حياة الناس، وأن الاتحاد السوفياتي انهار بسبب الفشل الاقتصادي ورفض القراءة في مشاعر الناس. اتهام المحتجين في العراق ولبنان بتلقي الأموال والأوامر من السفارات لغة لا تحل مشكلة المتهِم ولا المتهَم. شبان أبرياء بهواتف ذكية ومخيلات غنية وإرادات صافية يسقطون الجدران. من لا يستمع إليهم يقف في المعسكر الذي سيسمى عاجلاً أو آجلاً معسكر الخاسرين. لا يحق لإيران أن تكون الجدار الذي يمنع التغيير في العراق ولبنان.

 

تحدي إيران

مأمون فندي/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2019

ما زالت إيران تمثل تحدياً كبيراً للغرب، وللقوى الإقليمية، يحتاج إلى مزيد من التفكير، فهناك ثلاث قضايا جوهرية في التحدي الإيراني؛ الأولى هي الملف النووي بأبعاده الدولية، والثانية هي سياسة عدوانية إقليمية توسعية، والثالثة هي ملف الإرهاب والقرصنة البحرية.

حضرت عشاءً جاداً في لندن، لمحاولة فهم التعامل مع التحدي الإيراني، سادتها وجهتا نظر؛ الأولى متفائلة ترى أن ما يحدث من حراك في لبنان والعراق قادر على تقليم أظافر إيران، وذلك لأن السياسة محلية في الأساس، ولو تحركت القوى المحلية، فإن ذلك سيؤدي بالضرورة إلى تغيير البيئة التي ساعدت في السابق إيران على تثبيت أرجلها في العراق ولبنان واليمن، وعوّل الحاضرون على ما يحدث في العراق أولويةً. النظرة الثانية متشائمة، حيث ترى أن إيران في طريقها لتحقيق حلمها النووي، وأن هذا الخطر يزداد، نتيجة أن إيران لها جبهتان مع دول إقليمية أساسية، فلها الآن حدود مع المملكة العربية السعودية من خلال العراق واليمن، كما أن لها حدوداً مع إسرائيل من خلال سوريا وجنوب لبنان. وإذا ما ارتكبت إيران حماقة على أي من الجبهات الأربع، فهذا بالضرورة سيؤدي إلى حرب إقليمية، لا يبدو أن الغرب مستعد لها، في ظل تراجع أميركي، أو سمه انسحاباً من الشرق الأوسط، وفي ظل موقف أوروبي لا يتوافق مع أميركا في طريقة التعاطي مع طهران.انشغل المحللون أيضاً بسؤال مفاده: هل التمدد الإيراني نتيجة سياسة عدوانية تحركها محركات إيرانية داخلية، مثل فكرة تصدير الثورة كعملية شرعنة لنظام عمره الآن أربعون عاماً، وبمقياس الأنظمة المغلقة فهو نظام قد شاخ، أم أن التمدد الإيراني في العالم العربي هو نتيجة الفراغ الموجود في العالم العربي، فراغ شد إيران، كما شد تركيا وإسرائيل والدول الغربية، لملء هذا الفراغ من قبل؟ وهل الانسحاب الأميركي يؤدي إلى مزيد من الفراغ يجذب إيران، ويفتح شهيتها لقضم مزيد من الأراضي العربية؟ لا شك أن هناك فراغاً استراتيجياً في العالم العربي، نتيجة لتصدعات في الجسم السياسي العربي، ونتيجة الثورات، كما الحال في اليمن، أو وجود عصابات مثل «داعش». لما سقطت ديكتاتورية علي عبد الله صالح ملأت جماعة الحوثي الفراغ، واستغلت إيران هذا الفراغ وأنشأت جماعة يمنية صورة من «حزب الله» في لبنان.

سياسة إيران منذ الثورة، وربما من قبل، هو عدم الدخول في مواجهات مباشرة مع دول الإقليم، ولكنها تستخدم «بروكسي» (أذناب) ليس للهجوم، بل لشغل من حولها بعدم الاعتداء عليها.

إيران في الأساس، وكدولة مارقة، تبحث عن «status» وجاهة واحترام، والمواجهة مع إسرائيل مثلاً لن تمنحها هذا الموقع «status» إذن المواجهة مع إسرائيل غير محتملة، رغم أن مولدات الطاقة الإسرائيلية، وكذلك المطارات، أصبحت في مرمى الأسلحة الإيرانية أكثر مما كانت عليه من قبل.

وملخص حوار الجلسة كان واضحاً فيه أن الموقف الغربي الأوروبي لا يفضل المواجهة مع إيران، ولا حتى العقوبات، بل يفضل الحوار البناء بهدف تغيير سلوك إيران. وكنت ممن يميلون إلى الرأي أن دعم الثورات في العراق ولبنان يعد خطوة مهمة لتقليص دور إيران الإقليمي. ولكن يبدو أن العرب الذين «اتلسعوا من الشوربة» في حالة «الربيع العربي»، «ينفخون في الزبادي» يطرح سؤال التحدي الإيراني بشكل مباشر. تردد العرب تجاه ما يحدث في لبنان والعراق أمر غير محمود.

ولكن مشكلة انتصار الثورات في العراق ولبنان قد تؤدي إلى أن الثورات قد تسح على دول مستقرة نسبياً، وتزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة. ومع ذلك، فأنا أرى أن ما يحدث اليوم داخل إيران ذاتها، وما يحدث في لبنان والعراق، فرصة نادرة يجب استغلالها، إذا كانت هناك رغبة في مواجهة تحدي إيران.

 

برغم كل شيء

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2019

العام المقبل هو عام مرور مائة عام على إعلان دولة «لبنان الكبير» بعدما ظل «جبل لبنان» لزمن طويل. العام 1943 أعلن استقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي، وكان الشيخ بشارة الخوري أول رئيس استقلالي. قبل شهرين توفيت ابنته، هوغيت، وذهبت لأداء واجب التعزية. أمسك بي شقيقها، الشيخ ميشال، وأجلسني إلى جانبه، وأدركت بالطبع أنه يريد التحدث عن حزن وطني يفوق حزنه الشخصي. قال دون مقدمات «العام المقبل نحتفل بولادة لبنان، لكنني أخشى أن نحتفل بدفنه. لقد بلغت الأربعة والتسعين من العمر وما شاهدت في حياتي حقبة أسوأ مما نحن فيه».

نويت ضمناً ألا أنقل هذا الكلام المفزع عن رجل في قامة ومكانة هذا الشاهد التاريخي لكي لا أزيد في يأس الناس. لكن مع 17 أكتوبر (تشرين الأول) شاهدنا لبنان يولد من جديد. لبنان لا يشبه الذين شوَّهوه، وأسقطوه، وأفلسوه، وأحرقوا جماله. منذ 17 أكتوبر يولد كل يوم لبنان جديد، مدهش، حقيقي، صادق وغير مزيف. مئات الآلاف من البشر نزلت إلى الشوارع ترفض صدأ الطبقة السياسية: أمهات، آباء، أطفال، صبايا، والآن الطلاب. قبل أشهر قليلة خاطب الوزير جبران باسيل خصومه بغطرسته المعهودة، مهدداً بالنزول إلى الشارع، باعتباره يملك شعبية أكثر من سواه. فإذا خصومه يفتحون عليه كل شوارع وساحات لبنان. أنا واحد من الذين لا يصدقون هذه المشاهد. وعندما أبدى الشيخ ميشال الخوري تشاؤمه، كان يخامرني تشاؤم أقسى ويأس أعمق. فاتنا جميعاً أن اللبناني التاجر والسمسار الذي يبيع كل شيء، هو أيضاً المثقف وصاحب العنفوان ومدمن الطموح والحريات.

لم تجرؤ حكومته على إطلاق الرصاص عليه. ولم تحاول منع المنابر والبرامج التلفزيونية الصائحة. وبرغم كل شيء، أظهر الوجه الجميل برغم الوجه الذي لازم السلطة. ظل لبنان الكبير حياً، لطيفاً، بارعاً، دعابياً، مؤنساً، ضاحكاً وبطلاً عظيم الصدور، حديدي المناكب.

تسامحني الساحات العربية الأخرى حيث سقط القتلى وآلاف الجرحى ولم يعثر الثوار على برنامج تلفزيوني واحد يستضيفهم. هنا، في لبنان الكبير، التلفزيون الحكومي يستضيف المعارضين. ويمنحهم الوقت والحرية. ليس بفضل السلطة السياسية طبعاً، بل بقوة الدولة التي تُعلن ولادتها برغم كل شيء.

 

هل يمكن الحوار مع إيران ثانية دون علم الخليج؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2019

في نهاية الأمر؛ هل ستجلس إيران إلى طاولة المفاوضات من جديد؟ كل ما يجري اليوم هو تسابق نحو هذه الطاولة، أو قلْ الاستعداد لما قبل الطاولة.لم يُخفِ الرئيس الأميركي دونالد ترمب هدفه من سياسة «الحدود القصوى» بالضغوط الاقتصادية والمالية والسياسية والجنائية، وهو جلب النظام الإيراني المهووس بالتوسع العقائدي إلى حلبة الواقعية السياسية، وإجباره، من خلال إنهاك اقتصاده، على ترك الخرافات السياسية والثقافية التي تحولت إلى قنابل أمنية وقلاقل أهلية في منطقة الشرق الأوسط. تارة يقول مرشد النظام الإيراني علي خامنئي إنه ضد الجلوس مع الإدارة الأميركية، وتارة يقول رئيس جمهوريته إنه مع الجلوس وإعادة التفاوض ولكنْ لديه شروط. المهم هو أن الكل يعلم أنه عند لحظة ما، سيعاد بناء اتفاق جديد، ينقضُ الاتفاق الخبيث الذي نسجه بالسرّ، الآفل باراك أوباما، مع ملالي طهران، في صفقة بيع فيها أمن الخليج والعرب، في مقابل تعهد سدنة إيران بعدم امتلاك السلاح النووي، وإخضاع منشآتها النووية للتفتيش الدولي، لأمد محدد أيضاً. السعودية ودول الخليج، ما عدا قطر وسلطنة عمان ربما، تشدد على أن أي صفقة مقبلة مع إيران من قبل الاتحاد الأوروبي وأميركا وبعض كبار العالم، يجب أن يكون رأي دول الخليج حاضراً فيها. وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في خطاب خلال «ملتقى أبوظبي الاستراتيجي السادس» الذي عقد مؤخراً، قال إن على إيران الجلوس إلى طاولة التفاوض مع القوى العالمية ودول الخليج، وإن إجراء محادثات جديدة مع إيران يجب ألا يتطرق إلى الملف النووي فقط؛ بل يجب أن يعالج مسألتي «الصواريخ الباليستية» و«التدخل الإقليمي»، مضيفاً أن مناقشة تلك الملفات تعني أن دول المنطقة تحتاج للمشاركة فيها. وأضاف الدكتور قرقاش: «هذا الطريق سيكون طويلاً، وهو ما يتطلب صبراً وشجاعة». وعليه؛ حتى لا نقع في الحفرة مرة ثانية، يجب أن يكون «فيتو» سعودي وخليجي وعربي على أي محادثات جديدة مع إيران دون الحضور فيها، ودون إهمال هذين الشرطين: الصواريخ الباليستية، والتدخل في شؤون الدول العربية... نقطة آخر السطر.

 

هل تتغلب روسيا على «مقاومة» الأسد للحل السياسي

أنطون مارداسوف/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2019

تميزت الأسابيع الأخيرة ببعض النجاحات العسكرية والدبلوماسية الروسية المهمة في سوريا. ويشمل ذلك دخول القوات الروسية إلى القواعد الأميركية السابقة في شمال شرقي سوريا، مع تقدم قوات بشار الأسد إلى أهم المرافق الحيوية في البلاد، سد الفرات، ونشر حرس الحدود السوري على الحدود السورية - التركية المشتركة في غضون ست ساعات فقط من المحادثات بين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان.

وعلاوة على ذلك، تواصل الآلة الدعائية الروسية استغلال هذه الأحداث بكل نشاط ممكن. فمن جهة، تزيد وسائل الإعلام الموالية للكرملين التركيز على حقيقة أن هذه الإنجازات قد تحققت في فترة قياسية قصيرة. ومن جهة أخرى، فإنها تعارض العلاقات الروسية المتفاعلة مع دمشق على خلفية التعاطي الأميركي مع الأكراد في محاولة لتأطير حوار الأسد مع الكرملين كتحالف قوي وراسخ وقادر على تحقيق النتائج العملية في أرض الواقع، في حين، ووفقا إلى وسائل الإعلام الروسية، أنه لا يمكن الوثوق الكامل بالسلطات الأميركية، إذ أنه ثبت عنهم تخليهم عن حلفائهم بمنتهى السهولة وفق ما تقتضيه المصلحة.

وفي واقع الأمر، كانت الخسائر التي لحقت بسمعة الولايات المتحدة خارجياً كبيرة للغاية إثر قرار الرئيس دونالد ترمب سحب القوات الأميركية والتوقف عن إسناد المناطق الكردية في مواجهة التوغل العسكري التركي حتى من دون الحاجة إلى تلميحات وسائل الإعلام الروسية من موسكو. وهل يكون لقرار البيت الأبيض الإبقاء على عدد محدود من القوات الأميركية في سوريا بهدف السيطرة على آبار النفط في شمال شرقي البلاد، مع مواصلة ممارسة الضغط على الأسد وعلى إيران، أثر في استعادة الثقة الإقليمية بالوجود الأميركي في المنطقة. ومن المؤكد، لن يجعل هذا الأكراد يتناسون «الخيانة» الأميركية على أيدي دونالد ترمب سريعاً. وفي الأثناء ذاتها، استغل المفاوضون الروس الفرصة السانحة سريعاً من رأس الجسر الذي أقامته القوات التركية على الضفة الشرقية لنهر الفرات، ومن الواضح أنهم عرضوا على قوات سوريا الديمقراطية الكردية نوعاً من سيناريوهات المصالحة مع نظام بشار الأسد جرى اختباره من قبل بواسطتهم في جنوب غربي سوريا في عام 2018.

ومع ذلك، لا يمكن للإنجازات الروسية الأخيرة في الداخل السوري إخفاء حقيقة أن المشاكل الراهنة والتحديات المحتملة للوجود العسكري الروسي في سوريا لا تزال قائمة. أولاً، وكما يظهر من تجربة المصالحة السابقة في المناطق الجنوبية الغربية السورية، لن تكون موسكو قادرة تماماً على وقف القمع من جانب النظام السوري ضد عناصر المعارضة داخل الأراضي المحررة. ومما يُضاف إلى ذلك، من شأن الرحيل الجماعي للمنظمات غير الحكومية وإنهاء عمل المجالس المحلية أن يؤثر سلبياً على الأوضاع الاجتماعية في تلك المناطق، وهو الأمر الذي قد لا تعبأ روسيا بالتعامل معه على الإطلاق.

ثانياً، قد ترفع روسيا من مخاطر تكرار التجربة «السوفياتية» المزرية في أفغانستان، حيث كان الاتحاد السوفياتي غارقاً حتى أذنيه في مستنقع الصراع الدموي هناك، والذي استغرق فترة طويلة من الزمن مع الاستنفاد البطيء للغاية للموارد الاقتصادية والمالية للإمبراطورية السوفياتية المترامية الأطراف. وبموجب الاتفاقات الروسية - التركية الجديدة، تنتشر القوات العسكرية الروسية على مساحة واسعة للغاية من الأراضي. وكان من الممكن لموسكو في وقت سابق أن تعتمد في ذلك على المتطوعين، والشركات الدفاعية الخاصة، والقوات الخاصة، عندما تحتاج إلى زيادة الوجود العسكري الروسي بصفة مؤقتة على الأرض. ومع ذلك، يفرض الوضع الراهن الحاجة الماسة إلى موسكو وزيادة الوجود العسكري الروسي داخل سوريا بصفة دائمة من أجل الوفاء بالتزامات تأمين الأوضاع في شمال البلاد. وبالإضافة إلى الحفاظ على الوجود العسكري الحالي في محافظة إدلب ومناطق الدوريات العسكرية الأخرى، فإن اتفاقات بوتين وإردوغان وحدها التي تنص على مراقبة المناطق الثلاث المنفصلة على طول الحدود التركية - السورية. ومن شأن ذلك أن يستلزم ليس فقط انتشار العديد من كتائب الشرطة العسكرية مع ترتيبات تحديد المواقع المناسبة لانتشارها (مثل المعسكرات والثكنات، وما إلى ذلك)، وإنما انتشار البنية التحتية الداعمة مثل مهابط الطائرات المروحية، ومدارج الطائرات المسيّرة، وأطقم الدعم الفني الملحقة. وعلى المدى القريب، قد يكون من الضروري استقدام القوات الإضافية إلى محافظتي الرقة ودير الزور للمحافظة على خطوط وقف التصعيد أو الحد من التوترات الناشئة هناك.

ثالثا، وفي 23 أكتوبر (تشرين الأول)، بعد مرور ساعتين على ظهور أولى دوريات الشرطة العسكرية الروسية في القامشلي، وقع انفجار لسيارة مفخخة في نفس المدينة، مما يعني بكل وضوح تحول القوات الروسية لأهداف محتملة من قبل المعارضة المحلية أو خلايا تنظيم داعش النائمة، وسوف يكون من الصعب على الكرملين في ظل هذه الظروف أن يلتزم الحياد بقواته المنتشرة هناك.

وفي ظل السياق العام للسياسات الخارجية الروسية، تسمح النجاحات الأخيرة للحملة العسكرية الروسية في سوريا للكرملين بمتابعة تنفيذ استراتيجيته الرامية للعودة إلى منطقة الشرق الأوسط، التي تحمل أهمية بالغة بالنسبة للكرملين؛ إذ أنه منذ بداية الوجود العسكري الروسي في سوريا، تمكنت موسكو من تكثيف اتصالاتها بصورة غير مسبوقة مع الجهات الفاعلة الرئيسية الإقليمية وغير الإقليمية في المنطقة، ومن ثم، إجراء الحوار السياسي على قدم المساواة مع أغلب تلك القوى، وهو الأمر الذي طالما رغب الكرملين في تحقيقه بإصرار غريب إثر قرار ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014. ومع ذلك، كانت الأهمية الروسية بالنسبة إلى الجهات الفاعلة الرئيسية الإقليمية وغير الإقليمية في المنطقة تستند إلى ركيزتين: الوجود العسكري في سوريا ثم التوازن البراغماتي بين الجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية. وساهم ذلك في تعزيز تصور بلدان الشرق الأوسط لروسيا على أنها القوة الثالثة ذات النفوذ والتأثير، والقادرة على الوساطة في الصفقات السياسية في المنطقة. ومنذ عام 2018 - 2019. برغم كل شيء، بدت الأمور كما لو أن ركائز النفوذ الروسي في المنطقة تشهد بعض الاهتزازات في بعض الأحيان.

تعني النهاية التدريجية لمرحلة الحرب «الساخنة» في سوريا أن الوجود العسكري الروسي في المنطقة بات يفقد أهميته بمرور الوقت مع تحول انتباه الجميع صوب المسار السياسي للنزاع القائم. وليس هذا من قبيل الأنباء السارة بالنسبة إلى موسكو، التي تتطلب بذل المزيد من الجهود للسيطرة التامة على المسار السياسي، حيث يمكن – على العكس من المسرح العسكري – لمختلف القوى الإقليمية أن تشكل تحديات في مواجهة طموحات الكرملين الكبيرة. وفي أكتوبر الماضي، تمكنت موسكو بالفعل من مساعدة دمشق على استعادة السيطرة على المناطق الكردية في سوريا، وبالتالي اعتبرت تلك المساعدة بمثابة رسالة إلى المنطقة بشأن القوة القادرة على تحديد معالم الأمور على أرض الواقع في تلك البلاد التي مزقتها الحرب تمزيقاً. ومع ذلك، وتحقيقاً لهذه الغاية، أحسن الكرملين استغلال الفرصة التي برزت إثر المصادفة العارضة التي خلقتها عدة عوامل مختلفة هناك (مقاربات دونالد ترمب في الشرق الأوسط، ومخاوف أنقرة من المناطق الكردية المتمتعة بحق الحكم الذاتي بالقرب من الحدود التركية، وما إلى ذلك من العوامل). ومن غير المتوقع لضربة الحظ الروسية الراهنة أن تتكرر في المستقبل المنظور؛ إذ باتت موسكو تلمس قدراً معتبراً من المعارضة الصامتة من جانب النظام السوري في دمشق، الذي لا يرغب حتى في الحد الأدنى من التغييرات السياسية المقترحة من جانب الكرملين.

* باحث روسي -

خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

أعناق ورؤساء

إنعام كجه جي/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2019

من تلابيبه، تسعى نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب في الولايات المتحدة، إلى جرّ الرئيس ترمب وعزله من الحكم. والتلابيب، أي الثوب الذي يُجمع عند الرقبة، هي ما يختلف به رؤساء أميركا عن خصومهم في إيران. يتمسك الأميركيون بربطة العنق ويرفضها الإيرانيون. لكن هذه الربطة هي القاسم المشترك الوحيد بين ترمب وباراك أوباما. لقد اعتاد الرجلان شراءها من متجر الأخوين بروك، العنوان المفضل لتفصيل ثياب زعماء الولايات المتحدة منذ 1818.

في حفل التسلّم والتسليم، مطلع 2017. ظهر أوباما بربطة عنق زرقاء وترمب بحمراء. وكان كل منهما يرتدي نسخة طبق الأصل من معطف أسود يصل إلى الركبتين. مع الفارق في الحجم. لكن الرئيس المُغادر حافظ على معطفه مغلقاً ومُزرّراً بينما تركه الرئيس الجديد مفتوحاً. وطبعاً فإن المصدر معروف. الأمر الذي دفع الصحافة إلى عقد مقارنات بين الاثنين ومن منهما أكثر لياقة بمعطفه الفخم، أي يملأه بشكل أفضل. وقال أحد المعلقين: إن قيافة رئيس الولايات المتحدة شأن سياسي.

يكاد عمر هذا المتجر يضاهي عمر الدولة الأميركية نفسها. ومن أبرز زبائنه الرؤساء لنكولن وروزفلت وأيزنهاور وكيندي. وشذّ عن القاعدة الرئيسان كارتر وريغان. وكان كيندي يقتني منه كل مستلزماته، من المعطف حتى السروال الداخلي القطني الأزرق. ويوم زواجه من جاكي أهدى لكل واحد من عرّابي العريس مظلة تحمل علامة «بروك براذرز». بينهم من احتفظ بها وأورثها لأبنائه وبينهم من باعها. دخل كيندي البيت الأبيض للمرة الأولى وهو يرتدي قميص «أكسفورد». وسرعان ما بيعت منه الآلاف لأن الرئيس الشاب ارتداه. ظلّ أنيقاً حتى لحظة اغتياله في دالاس. ولطخت دماؤه قميصاً من توقيع الأخوين بروك. وهناك في أحد متاحف واشنطن قميص يشبهه ويحمل علامات طلقات الرصاص.

بداية ستينات القرن الماضي تحولت بدلة كيندي الخفيفة ذات الزرين والثنية الرفيعة في نهاية السروال إلى اللباس المفضل لجيل من الشباب الأميركيين. إنها علامة النجاح. وحين ينهي أحدهم دراسته في جامعة مرموقة ويحصل على وظيفة، يأخذه أبوه لكي يوصي له على بدلة منها. وكان الذواقة يميزون المصدر الذي يقتني منه كيندي قمصانه من خلال الكسرات الست الرفيعة على سوار الكم. كان أول رئيس يتمرد على القبعة التقليدية التي شوهدت على رؤوس الممثلين في أفلام هوليوود القديمة. خرج إلى العالم مكشوف الرأس. وقيل يومها إن كيندي كتب شهادة الوفاة للقبعات التي كانت من مكملات الأناقة الرجالية.

اغتيل الرئيس إبراهام لينكولن، أيضاً، وهو يرتدي بدلة «فراك» سوداء تحمل علامة الأخوين بروك. وحتى سنوات قريبة كانت المتاجر تمتنع عن عرض البدلات السود في واجهاتها احتراماً لذكراه. ومن العلامة نفسها ارتدى الرئيس روزفلت عباءة شهيرة حفظتها الصور أثناء توقيع معاهدة يالطا، 1945. والمتجر الصغير الأول في نيويورك صار سلسلة متاجر. وبدأ المصمم رالف لورين حياته بائعاً بسيطاً في واحد منها. ويحتفظ مدير العلامة بمقاسات مئات الشخصيات الشهيرة ويمكنه أن يؤلف رواية مثيرة عن عادات كل منهم. إن حشية الزر الأخير من كل قميص تحمل مستطيلاً من القماش يحمل اسم الزبون ورقم الطلبية. ويكفي إرسال الرقم لتكرار الطلب ولو جاء من قارة أخرى. قبل 20 عاماً، زار شيراك فرع مانهاتن باحثاً عن قمصان ذات أكمام أطول من المعدل العادي. ولم يكن الرئيس الفرنسي ذو الذراعين الطويلتين خبيراً بالمقاسات الأميركية فصنعوا له نموذجاً أولياً. وبالاستناد إلى ذلك النموذج جرى تفصيل طلبات تالية. صار شيراك يهدي القمصان الأميركية لأصدقائه.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري بعد جلسة للكتلة: إبقاء الفراغ هدف الحملة ضد الجلسة نطلب من وزراء الكتلة رفع الحصانة وندعو لاستعجال حكومة لا تستثني الحراك

وطنية - الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن "الحملة التي قامت ضد الجلسة التشريعية تهدف لإبقاء الفراغ السياسي القائم حاليا أولا، وثانيا هي ليست من مصلحة مخططي الفراغ هؤلاء". وسأل: "إذا ما أقر قانون ضد الفساد وقانون إنشاء محكمة خاصة للجرائم المالية تشمل صلاحياتها الرؤساء والوزراء والنواب ومجالس الإدارة والبلديات، سواء كانوا في الخدمة الفعلية أو من السابقين وغيرهم وغيرهم، وإقرار قانون الشيخوخة وغيرها من القوانين المهمة أيضا، وذلك لكي تبقى المتاجرة بهم قائمة وذريعة لمن يريدون خطف المطالب المحقة"، طالبا من "الجميع في الكتلة، رئيس ووزراء سابقون وحاليون ونواب، رفع السرية المصرفية عن حساباتهم، ومن وزراء الكتلة السابقين والحاليين رفع الحصانة إزاء أي محاسبة تتعلق بالمال العام"، داعيا الى "استعجال تأليف حكومة جامعة لا تستثني الحراك الحقيقي"، معلنا "إرجاء جلسة الغد الى التاسع عشر من الشهر الجاري بجدول الأعمال عينه".

كلام الرئيس بري جاء خلال تلاوته بيان كتلة "التنمية والتحرير" النيابية، بعد ترؤسه اجتماعها في مقر الرئاسة الثانية، في حضور كل أعضاء الكتلة ووزرائها.

وقال: "اجتمعت كتلة "التنمية والتحرير" برئاسة الرئيس نبيه بري وبعد درس جدول اعمال الجلسة ووضع الملاحظات والمواقف المتخذة إزاء كل الاقتراحات والمشاريع، استهلت الكتلة اجتماعها بتوجيه التهاني والتبريكات الى اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، ورأت أن الوقوف ضد الجلسة التشريعية والضجة المفتعلة ليس بسبب اقتراح قانون العفو كما يزعم أو اقتراح أي قانون آخر، إذ من الواضح والمعلوم أن أي اقتراح معجل مكرر إنما يطرح على أول جلسة عفوا وإذا لم ينل صفة العجلة يحال على اللجان لاستكماله. فالحملة التي قامت تهدف لإبقاء الفراغ السياسي القائم حاليا هذا أولا، وثانيا، هي ليست من مصلحة مخططي الفراغ هؤلاء. أسأل: إذا أقر قانون ضد الفساد وقانون إنشاء محكمة خاصة للجرائم المالية تشمل صلاحياتها الرؤساء والوزراء والنواب ومجالس الإدارة والبلديات سواء كانوا في الخدمة الفعلية أو من السابقين وغيرهم وغيرهم، وإقرار قانون الشيخوخة وغيرها من القوانين المهمة أيضا، وذلك لكي تبقى المتاجرة بهم قائمة وذريعة لمن يريدون خطف المطالب المحقة، وإلا ما معنى رفض جلسة أغلب جدول أعمالها مطالب شعبية يرفعها الحراك ذاته وهذا ما صرح به رئيس المجلس عند تعيين موعد الجلسة، وقلت أن الحراك صاحب الفضل لإدراج هذه المشاريع؟"

أضاف: "بعد ذلك، قررت الكتلة أن الهدف من الجلسة التشريعية البدء بعملية انتخاب داخلية ينص عليها الدستور والنظام الداخلي للمجلس وتتحول بعدها الى جلسة تشريعية على جدول أعمالها قوانين بغاية الأهمية تشكل مطالب شعبية يرفعها الحراك. وقررت الطلب من الجميع في الكتلة، رئيس ووزراء سابقون وحاليون ونواب، رفع السرية المصرفية عن حساباتهم، والطلب من وزراء الكتلة السابقين والحاليين رفع الحصانة إزاء أي محاسبة تتعلق بالمال العام، واستعجال تأليف حكومة جامعة لا تستثني الحراك الحقيقي".

وعن موعد الجلسة المقررة نهار غد الثلثاء، أجاب بري: "في موضوع الجلسة، نظرا إلى الوضع السائد والوضع الأمني المضطرب، من واجبي كرئيس للمجلس وكنواب الكتلة، نرى أن التمسك بالأمن قبل كل شيء، وانطلاقا من هذا السبب دون غيره، قررت أن أرجىء جلسة يوم غد الى الثلثاء 19 بجدول الأعمال عينه".

وعن أسباب الأزمة الحالية وإذا ما كانت تتلاقى مع ما قاله ذات يوم في العام 1992 في إطلالة إعلامية، سأل: "لماذا لم تأخذوا كلامي الذي أقوله منذ العام 1963 عن الدولة المدنية وإلغاء الطائفية السياسية وغيرها من المطالب الإصلاحية التي تطرح اليوم؟"

وعن دستورية الجلسة، اكتفى بالقول: "المجلس النيابي هو مجلس تشريعي".

وكان رئيس المجلس النيابي عرض الأوضاع العامة والمستجدات السياسية، خلال استقباله عضوي كتلة "الوفاء للمقاومة" النائبين علي عمار وحسن فضل الله.

 

كنعان بعد اجتماع تكتل لبنان القوي: مع حكومة اخصائيين تحظى بدعم الناس والمجلس النيابي ولكن ضد تعطيل المؤسسات لانها انتحار بطيء

وطنية - الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

عقد تكتل "لبنان القوي"، اجتماعه الدوري برئاسة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، في مركزية "التيار الوطني الحر" في سنتر ميرنا شالوحي في سن الفيل. وعقب الاجتماع تحدث امين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان، فعايد أولا "باسم التكتل، اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا، بعيد المولد النبوي الشريف"، مردفا "ونتمنى أياما أفضل واستقرارا يتحقق من خلال التكامل الذي نطمح إليه بين الارادة الشعبية والعمل المؤسساتي".

وقال: "على صعيد الجلسة التشريعية التي أرجئت إلى الأسبوع المقبل، فلنفصل بين موقفنا الرافض لقانون العفو، وبين القوانين المطلوبة والملحة المدرجة على جدول الأعمال والتي ليست وليدة اللحظة بالنسبة إلينا، بل حضرنا لها منذ سنوات، على غرار المحكمة الخاصة بالجرائم المالية المقدمة من العماد ميشال عون في العام 2013، والتي تسهل العدالة وتختصر المهل وتكون قراراتها مبرمة. واذا كان من ملاحظات حولها، فالمطلوب حصول نقاش هادىء حولها من داخل المؤسسات".

وسأل كنعان: "أين المشكلة إذا قلنا تعالوا لنحقق المطالب المتعلقة بمكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة وضبط الهدر من داخل المؤسسات؟"، مستطردا "المطلوب هو النقاش والتعاون، وعندما يطرح أي قانون في المجلس النيابي، فهذا لا يعني أنه منزل، بل يمكن تعديله وفق الأصول".

واعتبر أن "كثرة الطلاق والرفض الكامل لأي مبادرة ايجابية تطرح، يعني موتا بطيئا حتى لا نقول موتا سريعا، فيما التعديل وارد على غرار ما حصل مع موازنة 2019 التي تمكنا من تخفيض 500 مليار منها مما سمي بالمحميات والهيئات والصناديق".

أضاف: "الاقتصاد بحاجة لجرعة ثقة، وموازنة 2020 ضرورة، وضمان الشيخوخة المقدم من قبلنا في العام 2006 والمدرج على جدول أعمال الجلسة التشريعية يجب أن يقر. والمطلوب أن نتساعد وأن تتخذ المؤسسات القرارات السليمة. ولا يجب أن تعيق الملاحظات على ضمان الشيخوخة اقرار القانون، بعدما مر في اللجان، وهو يتعلق بشريحة كبيرة بالمجتمع. ونحن نريد استقلالية الصندوق بالكامل وعدم ربطه بأي صناديق أخرى، بينما هناك رأي آخر يريد ربطه باحدى الصناديق القائمة. ومعالجة الاشكالية تتم في المؤسسات، والضغط الشعبي يساعد على الاقرار الصحيح والسليم. ومن لا يريد هذا القانون فليرفضه أو يطلب سحبه أو يسقطه. ولا يجوز تعطيل الدولة واقفال أبواب الاصلاح التي نحتاجها".

وعلى الصعيد الحكومي قال كنعان: "طرحنا الأساسي هو حكومة اختصاصيين يوافق عليها المجلس النيابي لتستطيع أن تقلع ويتمثل فيها الحراك. والحاجة اليوم هي للتشاور للوصول إلى حلول مقبولة، تحترم الدستور ويكون لها مشروع قابل للتنفيذ".

وبعدما أمل في "التوصل قريبا إلى ولادة حكومة تفتح الباب على الحل الاقتصادي والمالي والاجتماعي المطلوب"، ختم بالقول "لا زلنا على الشاطىء والاصلاح ممكن، ولكن علينا التنبه من الذهاب إلى الفوضى الكاملة والشلل. والأكيد أن الضغط الشعبي مهم لتعمل المؤسسات بالشكل الصحيح، على أن يعتمد الأهداف الصحيحة ويذهب الاتجاه الصحيح تحو التغييرالفعلي والعمل المتكامل مع القوى التي لها تاريخ بهذا المجال، وتلك التي يمكن أن تتفاعل ايجابا. فهل الكلام بهذا المعنى مرفوض؟. ومن غير المسموح الكفر بالوطن وببعضنا البعض، بل علينا الجلوس معا لمعرفة كيفية تحقيق التغيير المرجو من خلال العمل الجدي من داخل المؤسسات".

 

اللقاء الديمقراطي: نستغرب المباحثات الجانبية للتأليف قبل التكليف والظروف لا تحتمل التأخير

وطنية - الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

أكدت كتلة "اللقاء الديمقراطي"، في بيان بعد إجتماعها برئاسة النائب تيمور جنبلاط في كليمنصو، على "وجوب إتباع المسار الدستوري لا سيما المتعلق بالاستشارات النيابية الملزمة التي يفترض أن تجري بعد إستقالة أي حكومة"، معربة عن استغرابها ل"التمادي في تأخير الدعوة لاجرائها من قبل رئيس الجمهورية في ظل الظروف الحساسة والمعقدة التي لا تحتمل أي تأخير أو مراوحة"، ومستغربة أيضا "البحث الجاري جانبيا للتأليف قبل التكليف".

وجددت الكتلة دعوتها إلى "الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذ حيادية تستعيد الثقة وتطلق أوسع حملة إصلاحات سياسية وإقتصادية جدية طال إنتظارها".

كما دعت إلى "إعادة إنتاج السلطة من خلال إنتخابات نيابية مبكرة بعد إقرار قانون إنتخابات عصري يراعي التحولات الكبرى التي شهدتها البلاد ويلاقي طموحات اللبنانيين بمختلف مشاربهم وإنتماءاتهم". وجددت تمسكها ب"استقلالية القضاء كأساس لمكافحة الفساد، وكخطوة حتمية لتطبيق الدستور لناحية التوازن بين السلطات، بما يتيح بناء مناخ من الثقة لدى المواطنين ويفسح المجال أمام المحاسبة والمساءلة".وأبدت إصرارها على "قانون إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الذي أقره المجلس النيابي ورده رئيس الجمهورية"، معتبرة "هذه الخطوة الإصلاحية ضرورية وملحة".

 

كتلة المستقبل: نثمن مواقف الرئيس الحريري ومساعيه في التهيئة لمرحلة انتقالية تتحمل فيها حكومة اختصاصيين مسؤولية استعادة الثقة

وطنية - الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

عقدت كتلة "المستقبل" النيابية، عصر اليوم في "بيت الوسط"، اجتماعا برئاسة النائبة بهية الحريري، عرضت خلاله مجمل الأوضاع العامة والتطورات، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب محمد الحجار، في ما يلي نصه: "اجتمعت كتلة تيار المستقبل النيابية وتداولت في الأوضاع التي يمر بها البلد، وثمنت عاليا المواقف المسؤولة للرئيس سعد الحريري تجاه المحافظة على حرية الناس في التظاهر والتعبير عن رأيهم بشكل سلمي. بالاضافة إلى مساعيه الدؤوبة في التهيئة لمرحلة انتقالية تتحمل فيها حكومة اختصاصيين مسؤولية استعادة الثقة، والعمل على معالجة مشاكل الناس الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، حرصا منه على التجاوب مع المطالب المحقة للحراك الشعبي".

 

جعجع: لحكومة جديدة تتألف من اختصاصيين مستقلين وأقول للمتكبشين بالكراسي والمناصب والمكتسبات إن الوضع خطير ودقيق جدا

وطنية - الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

توجه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لمن أسماهم ب"المتكبشين بالكراسي والمناصب والمكتسبات"، بالقول: "إن الوضع خطير ودقيق جدا، وأنا أشعر في بعض الأحيان أن لا دراية لهم بذلك، أسرعوا بالقيام بما يجب أن تقوموا به أفضل من أن ينتهي بكم الأمر في نهاية المطاف من دون كراس أو مناصب أو مكتسابات ولا من يحزنون". ورأى أن "الإنتفاضة الشعبية التي نشهدها، هي انتفاضة حقيقية ولبنانية مئة بالمئة ولديها عنوان واحد أحد فقط لا غير هو الوضع المعيشي"، معتبرا أنه "أصبح من الواضح جدا من خلال تصريحات أكثرية الناس الموجودة في الشارع أو التي ليست في الشارع أن لا ثقة أبدا بالتركيبة الحاكمة عدا عن أن لا ثقة أيضا بهذه التركبة من قبل المجتمع العربي أو الدولي".

كلام جعجع جاء عقب اجتماع تكتل "الجمهورية القوية" الدوري في معراب برئاسته، وحضور: نائب رئيس الحكومة المستقيل غسان حاصباني، الوزراء المستقيلين: مي الشدياق، كميل أبو سليمان وريشار قيومجيان، نائب رئيس الحزب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، بيار بو عاصي، جورج عقيص، وهبي قاطيشا، عماد واكيم، فادي سعد، أنطوان حبشي، ماجد إدي ابي اللمع، شوقي الدكاش، جوزيف اسحق، سيزار المعلوف، زياد حواط، أنيس نصار وجان طالوزيان، الوزراء السابقين: ملحم الرياشي، طوني كرم وجو سركيس، النواب السابقين: فادي كرم، إيلي كيروز، جوزيف معلوف وشانت جنجنيان، الأمينة العامة للحزب شانتال سركيس وعضو الهيئة التنفيذية إيلي براغيد ورئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور.

واستهل جعجع كلمته بتوجيه معايد ل"البنانيين كافة وخصوصا المسلمين من بينهم وللمسلمين في العالم أجمع، بحلول عيد المولد النبوي الشريف، قائلا: "نتمنى من الله أن يعيده علينا في العام المقبل بظروف أفضل وبالسلام والطمأنينة للبشرية جمعاء".

وشدد على ان "الإنتفاضة الشعبية التي نشهدها هي انتفاضة حقيقية ولبنانية مئة بالمئة ولديها عنوان واحد وهو: الوضع المعيشي، ولو أن البعض يحاول إلباسها عناوين عدة، فالوضع المعيشي وهو الوحيد القادر على إنزال اللبنانيين من عكار إلى النبطية وصور إلى الشارع للتظاهر تعبيرا عن وجعهم بالشكل الذي نراه لليوم الـ26 على التوالي".

وتابع: "إلى جانب هذه الصرخة الحقيقية الواقعية الشفافة، أصبح من الواضح جدا من خلال تصريحات أكثرية الناس الموجودة في الشارع أو التي ليست في الشارع، أن لا ثقة أبدا بالتركيبة الحاكمة عدا عن أن لا ثقة أيضا بهذه التركيبة من قبل المجتمع العربي او الدولي، وهذا الأمر ظاهر من خلال قطع المساعدات عن لبنان، فما من أحد يقبل أن يضع ماله في مكان يعرف مسبقا أن هذا المال سيبدد إما هدرا أو فسادا".

ورأى أن "البعض يحاول أخذ الأزمة إلى أماكن أخرى، في حين أننا علينا العمل جميعا من أجل ملاقاة الإحتجاجات الشعبية وأخذها على حقيقتها كما هي، ليس أن نعمد إلى أخذها إلى أماكن أخرى في حال لم تكن تناسب مصالحنا السياسية، فالبعض يفترض أنه لو أتت الصين للقيام بأعمال في لبنان لما كنا وقعنا في أزمتنا الإقتصادية، أو أنه لو سمحنا لإيران بالإتيان برجال أعمالها أو منتوجاتها إلى لبنان لما كنا وقعنا بالأزمة، مع احترامي لهذا الرأي إلا أنني لا أؤيده إطلاقا باعتبار انه لا يتلاءم ولا ينسجم مع الواقع".

واستطرد: "لو سلمنا جدلا، لضرورات البحث لا أكثر، أنه لو أتت الصين وإيران وكوريا الشمالية وفنزويلا جميعها برجال أعمالها ومنتوجاتها إلى لبنان، لما كنا وقعنا في الأزمة، فعندها على عاتق من تقع مسؤولية عدم القيام بهذه الخطوة؟، فبالطبع على التركيبة الحاكمة، لماذا؟، لأنها هي التي من الممكن أن تدع هذه البلدان تقوم بهذا الأمر أو العكس، فالأكثرية النيابية والوزارية متحكمة بزمام الأمور، وهذا فقط إذا ما أردنا الذهاب بعيدا لمجرد ضرورات البحث لا أكثر".

واعتبر أنه من "الأفضل ألا نقوم بتقزيم الأزمة، وألا نحاول أخذها إلى غير مكانها، فهي أزمة فشل تركيبة تبوأت مراكز السلطة منذ سنوات عدة وفشلت في تأمين أي شيء للمواطن اللبناني، لذلك نرى هذا الطابع العام الذي تأخذه هذه الإنتفاضة أو الثورة وهذه الإلحاحية التي لدى الناس والصدق الموجود في وجوههم".

وتطرق إلى موضوع تأخر الإستشارات النيابية، فقال: "من غير المقبول في الظروف التي نمر بها أن نصل إلى اليوم الـ14 ما بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، ولم يتم تعيين موعد للإستشارات النيابية الملزمة من أجل تكليف رئيس حكومة. ففي عز دين أيام الخير في لبنان، كان يتم ذلك في اليوم التالي أو اليوم الذي بعده. وفي أسوأ الحالات إن طال هذا الأمر، فذلك لم يتعد يوما الأسبوع الواحد وفقط في ظل أزمة سياسية. فهل من المقبول أن يطول تعيين الإستشارات إلى هذا الحد في خضم كل ما تمر به البلاد؟. وإلى جانب ذلك كله فهل من المقبول أيضا ألا نطبق حدا أدنى من الإجراءات الدستورية بشكلها الطبيعي؟. البعض يقول إنه لدى رئيس الجمهورية الحرية في ذلك، ونحن نقول طبعا لكل واحد منا الحرية في تناول 10 قوالب حلوى في النهار الواحد، إلا أنه لا يقوم بذلك لأن هذا الأمر غير مناسب له، وبالتالي كان من الواجب ان تتم الإستشارات النيابية البارحة قبل اليوم إنطلاقا من وضع البلد".

وبالنسبة لشكل الحكومة العتيدة، قال: "حزب القوات اللبنانية، وانسجاما مع المناخ العام السائد في البلاد حول أسباب السقوط الذي وصلنا إليه، يشدد على ان تكون الحكومة العتيدة جديدة كليا، فنحن لا نريد إستبعاد أحد، وأكبر دليل على ذلك أننا نستبعد أنفسنا اولا، مع أننا بذلك نظلم نفسنا باعتبار ان لا علاقة لنا بكل ما حصل لناحية السقوط، ولكن لا ضيم في ذلك من أجل المصلحة العامة".

أضاف: "المقصود بحكومة جديدة هو أن تتألف من اختصاصيين وليس فقط ذلك وإنما مستقلين أيضا، ولب القضية هو في أن يكونوا مستقلين باعتبار أن البعض يحاول اللعب على مطلب حكومة من اختصاصيين من أجل الإتيان بأزلامهم من أصحاب الإختصاص والذين قرارهم السياسي مربوط بهم، إلا أن ليس هذا هو المطلوب في الوقت الراهن وإنما أختصاصيون مستقلون وخصوصا عن القوى السياسية الموجودة في السلطة".

وختم: "هناك من يقول إن هناك أكثرية نيابية تم انتخابها حديثا في الإنتخابات النيابية الأخيرة، فهل يمكن ألا نعطيها حقها بالتمثل، وجوابا على هذا الكلام نقول إن المبدأ صحيح ونحن أيضا شاركنا في الإنتخابات النيابية ولكن هناك إنتخابات نيابية أخرى جرت في 17 تشرين الأول وفي 18 و19 و20 و25 منه أجدد من تلك الإنتخابات التي تتكلمون عنها في أيار الـ2018، وعلينا اتخاذ نتائج هذه الإنتخابات بعين الإعتبار أيضا".

 

بعد الاعتداء على الممثّل والكاتب المسرحي اللبناني، زياد عيتاني  في وسط بيروت.. "لن يرهبوني"

 بيروت - جوني فخري/العربية/الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

تعرّض الممثّل والكاتب المسرحي اللبناني، زياد عيتاني، لاعتداء خلال مشاركته في ندوة في وسط بيروت من ضمن سلسلة ندوات تُنظّم على هامش الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 17 أكتوبر. وتداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي على المدى اليومين الماضيين مقطع فيديو يظهر تعرّض الممثل عيتاني بالضرب لأحد الحضور، وقد عرف لاحقاً أنّ المنظّم لهذه الندوة الدكتور وليد فخر الدين.

هرج ومرج ونزع ميكروفون

وأوضح زياد عيتاني لـ"العربية.نت" ملابسات ما حصل معه، قائلاً "دُعيت إلى الندوة للحديث عن القضاء والفساد في ما يتعلّق بالحادثة التي مررت بها منذ سنوات عندما أوقفني جهاز أمن الدولة في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بعد الاشتباه بقيامي بـ"التخابر والتواصل والتعامل" مع إسرائيل. فوقف شاب وهو من مدينة طرابلس شمال لبنان خلال الندوة، يقول "ما علاقة هذا بالثورة والحقوق، فرد عليه الشباب بأن هذا هو محور الثورة، وبعد هرج ومرج ونزع الميكروفون منّي تدخّل عناصر من قوى الأمن الداخلي وأبعدوا الشاب". يذكر أن الكاتب والممثل المسرحي زياد عيتاني بقي قيد الاعتقال لدى جهاز أمن الدولة لأشهر عدة قبل أن يتم إخلاء سبيله في 13 مارس/آذار 2018 بقرار من القاضي العسكري بعد تبيان براءته وإسقاط التهم المنسوبة إليه. وأكمل عيتاني قائلاً "عدنا لنكمل الندوة، فعاد الشاب من جديد وأمسك بالميكرفون منّي وكسره على الأرض، فتدخل الشباب الحاضرون، وتعرّض الشاب للدكتور وليد فخر الدين (الأمين العام لحركة "اليسار الديمقراطي) المُنظّم للندوة، فتدخلت قوى الأمن من جديد وسحبوا المُعتدي، ثم أكملنا الندوة".

"رسالة لاسكاتي"

إلى ذلك، اعتبر "أن ما حصل معه رسالة لإسكاته" ومنعه من الحديث وكشف ما جرى خلال فترة اعتقاله. كما أكد أن هوية الشاب الذي اعتدى عليه باتت معروفة، والجهة التي أرسلته لافتعال المشكل هي من أحد أطراف القضية، التي أوقفت على أساسها، وسأرفع دعوى ضدّه".

"لن يرهبوني"

واستغرب "كيف أن الشاب عاد إلى منزله من دون أن توقفه قوى الأمن الداخلي". وأعلن "أنه سيُشارك في كل الندوات التي تُنظّم في وسط بيروت تحت عنوان الفساد في القضاء، ولن أمنحهم فرصة "ترهيبي لثنيي عن المشاركة". وكان عيتاني رفع دعوى ضد كل من تسبّب بتوقيفه لأكثر من عام لدى جهاز أمن الدولة في قضية مُفبركة كما يقول. ويُعاد في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي إعادة محاكمة المتورّطين بهذه القضية وهما المقدّم سوزان الحاج والمُقرصن ايلي غبش بعد الطعن بالحكم الذي صدر.

 

مكتب شهيب: تعطيل الدروس غدا

وطنية - الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

أصدر المكتب الإعلامي لوزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال أكرم شهيب، البيان الآتي: "نظرا لاستمرار الانتفاضة الشعبية التي دعت إلى الإضراب العام غدا، وحفاظا على سلامة الطلاب، واحتراما لحقهم في التعبير الديمقراطي، تعطل الدروس يوم غد الثلاثاء الواقع فيه 12 تشرين الثاني 2019 في جميع المدارس والثانويات والمعاهد والجامعات".

 

قوة من جيش العدو مشطت محور العباسبة الغجر

وطنية - الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

افاد مندوب الوكالة "الوطنية للاعلام" في حاصبيا ان قوة من جيش الاحتلال الاسرائيلي تضم حوالى عشرة عناصر مدعومة ب 3 آليات مشطت محور العباسبة - الغجر، كما أجرت العناصر كشفا على أجهزة التجسس الالكترونية المثبتة على السياج الشائك.

 

القضاء الأعلى يدعو المجلس لاستطلاع رأيه في اقتراحي محكمة خاصة للجرائم المالية ومنح عفو عام

وطنية - الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

رأى مجلس القضاء الأعلى، في بيان أصدره اليوم بعد جلسة طارئة، أن "وطننا لبنان يمر اليوم في مرحلة مصيرية ومفصلية من تاريخه، بعد مئة عام على إعلان دولة لبنان الكبير، إنها بلا شك مرحلة صعبة ودقيقة، لكنها قد تؤسس لمرحلة جديدة، عنوانها تعزيز دولة القانون والحق".

وقال: "بناء الدولة الحديثة، التي تتلاقى مع تطلعات مواطنيها وآمال شعبها، لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود قضاء حر ونزيه، يكرس من خلال سلطة قضائية مستقلة وعادلة، مؤتمنة على حريات اللبنانيين وحقوقهم، ومهابة من المرتكبين والفاسدين والمخلين بالقانون. لذا انطلاقا مما تقدم، ومن دور السلطة القضائية، إحدى السلطات الدستورية الثلاث، التي أعطيت سلطة الحكم باسم الشعب اللبناني الذي هو مصدر السلطات، وانطلاقا من أن تفعيل دور هذه السلطة لا يمكن أن يتم من دون قوانين تؤمن استقلاليتها وفعاليتها ومن دون قوانين عقابية وزاجرة واضحة المضامين والأحكام، فإن مجلس القضاء الأعلى المؤتمن على استقلالية السلطة القضائية وتعزيز دورها وتفعيله، ضمن الأطر الدستورية والوطنية، توافق على دعوة مجلس النواب، في ضوء جدول أعمال الجلسة التشريعية تاريخ 12/11/2019، إلى ادراج اقتراح القانون تاريخ 18/1/2017 الذي يتضمن تعديل المادة الخامسة من قانون القضاء العدلي وإقراره كخطوة أولى، بما يعطي مجلس القضاء الأعلى صلاحية إجراء المناقلات والتشكيلات القضائية من دون الحاجة لاستصدار مرسوم، وذلك لحين إقرار قانون متكامل لاستقلال السلطة القضائية في أسرع وقت، وكذلك دعوة مجلس النواب الى استطلاع رأي مجلس القضاء الأعلى، في اقتراحي القانونين الراميين الى إنشاء محكمة خاصة للجرائم المالية وإلى منح عفو عام عن عدد من الجرائم، وفي أي اقتراحات أو مشاريع أخرى مرتبطة بالقضاء العدلي، وفقا لما تفرضه أحكام الفقرة (ز) من المادة الخامسة من قانون القضاء العدلي".

أضاف: "توافق المجلس كذلك على دعوة مجلس النواب أيضا، إلى الإسراع في إقرار اقتراح القانون الرامي الى تعديل قانون الإثراء غير المشروع، الذي من شأنه تفعيل الملاحقات وسد الثغرات التي قد تعتري القانون الحالي، علما بأنه سبق لمجلس القضاء الأعلى أن اجتمع مع القضاة المختصين، وحثهم على اتخاذ الإجراءات المفترضة في هذا الصدد، على أن تواكب هذه الإجراءات عند الضرورة برفع للحصانات الدستورية من مجلس النواب".

وتابع: "توافق أيضا على دعوة جميع مكونات المجتمع اللبناني ووسائل الاعلام كافة، الى المساهمة الإيجابية في تحصين السلطة القضائية، التي تبقى المدماك الأساسي في بناء دولة القانون والمؤسسات، واجتناب ما يقوض أسسها، مع إبقاء اجتماعاته مفتوحة لمواكبة تنفيذ مقرراته".

وختم: "أخيرا، صحيح أن النداءات المطلبية والشعارات من شأنها المساعدة على جعل القضية القضائية قضية شعب ووطن وانسان، لكن الصحيح أيضا، أن نجاح هذه القضية يكون عند قيام السلطة القضائية بدورها وواجباتها كاملة، في إصدار الأحكام ومعاقبة المخلين بالقانون، وهو الأمر الذي تمت المباشرة به من خلال ورشة قضائية إصلاحية، عناوينها الأساسية "الشفافية" و"التنقية الذاتية" و" تشكيلات قضائية وفق معايير موضوعية"، علما بأننا جميعا شركاء في مشروع نهوض قضاء ودولة ووطن، مما يفترض استنهاضا للارادات وتحفيزا للمسلمات، وصولا وتوصلا إلى سلطة قضائية مستقلة في خدمة الوطن والمواطن والإنسان".

 

الرابطة المارونية: اقتراح قانون العفو العام لا يشكل أولوية وهو غير ملائم لا في التوقيت ولا في المضمون

وطنية - الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

علقت الرابطة المارونية على اقتراح قانون العفو العام المعجل المكرر المقدم بتاريخ 6/11/2019 من النائبين ميشال موسى وياسين جابر، ورأت في بيان، "أن انعقاد المجلس النيابي في دورة استثنائية، وفي ظل حكومة مستقيلة تصرف الأعمال، لا مبرر على الإطلاق إقرار هكذا قانون لأن المتاح في الظروف الراهنة هو التشريع بالمعنى الضيق أي تشريع الضرورة. علما أن هذا الإقتراح هو غير ملح ولا يشكل أولوية وهو غير ملائم لا في التوقيت ولا في المضمون، والأمر الملفت والمستغرب هو أنه مصاغ على أساس مادة وحيدة ومتسم بطابع المعجل المكرر مما يسمح بالتصويت عليه في الهيئة العامة دون إحالته للدراسة أمام اللجان المختصة، كل ذلك بالرغم من دقة وحساسية الموضوع. لكل هذه الأسباب وما يراه السادة النواب يقتضي رد الإقتراح واستطرادا إحالته إلى اللجان النيابية المختصة".

 

بري بعد جلسة للكتلة: إبقاء الفراغ هدف الحملة ضد الجلسة نطلب من وزراء الكتلة رفع الحصانة وندعو لاستعجال حكومة لا تستثني الحراك

وطنية - الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن "الحملة التي قامت ضد الجلسة التشريعية تهدف لإبقاء الفراغ السياسي القائم حاليا أولا، وثانيا هي ليست من مصلحة مخططي الفراغ هؤلاء". وسأل: "إذا ما أقر قانون ضد الفساد وقانون إنشاء محكمة خاصة للجرائم المالية تشمل صلاحياتها الرؤساء والوزراء والنواب ومجالس الإدارة والبلديات، سواء كانوا في الخدمة الفعلية أو من السابقين وغيرهم وغيرهم، وإقرار قانون الشيخوخة وغيرها من القوانين المهمة أيضا، وذلك لكي تبقى المتاجرة بهم قائمة وذريعة لمن يريدون خطف المطالب المحقة"، طالبا من "الجميع في الكتلة، رئيس ووزراء سابقون وحاليون ونواب، رفع السرية المصرفية عن حساباتهم، ومن وزراء الكتلة السابقين والحاليين رفع الحصانة إزاء أي محاسبة تتعلق بالمال العام"، داعيا الى "استعجال تأليف حكومة جامعة لا تستثني الحراك الحقيقي"، معلنا "إرجاء جلسة الغد الى التاسع عشر من الشهر الجاري بجدول الأعمال عينه".

كلام الرئيس بري جاء خلال تلاوته بيان كتلة "التنمية والتحرير" النيابية، بعد ترؤسه اجتماعها في مقر الرئاسة الثانية، في حضور كل أعضاء الكتلة ووزرائها.

وقال: "اجتمعت كتلة "التنمية والتحرير" برئاسة الرئيس نبيه بري وبعد درس جدول اعمال الجلسة ووضع الملاحظات والمواقف المتخذة إزاء كل الاقتراحات والمشاريع، استهلت الكتلة اجتماعها بتوجيه التهاني والتبريكات الى اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، ورأت أن الوقوف ضد الجلسة التشريعية والضجة المفتعلة ليس بسبب اقتراح قانون العفو كما يزعم أو اقتراح أي قانون آخر، إذ من الواضح والمعلوم أن أي اقتراح معجل مكرر إنما يطرح على أول جلسة عفوا وإذا لم ينل صفة العجلة يحال على اللجان لاستكماله. فالحملة التي قامت تهدف لإبقاء الفراغ السياسي القائم حاليا هذا أولا، وثانيا، هي ليست من مصلحة مخططي الفراغ هؤلاء. أسأل: إذا أقر قانون ضد الفساد وقانون إنشاء محكمة خاصة للجرائم المالية تشمل صلاحياتها الرؤساء والوزراء والنواب ومجالس الإدارة والبلديات سواء كانوا في الخدمة الفعلية أو من السابقين وغيرهم وغيرهم، وإقرار قانون الشيخوخة وغيرها من القوانين المهمة أيضا، وذلك لكي تبقى المتاجرة بهم قائمة وذريعة لمن يريدون خطف المطالب المحقة، وإلا ما معنى رفض جلسة أغلب جدول أعمالها مطالب شعبية يرفعها الحراك ذاته وهذا ما صرح به رئيس المجلس عند تعيين موعد الجلسة، وقلت أن الحراك صاحب الفضل لإدراج هذه المشاريع؟"

أضاف: "بعد ذلك، قررت الكتلة أن الهدف من الجلسة التشريعية البدء بعملية انتخاب داخلية ينص عليها الدستور والنظام الداخلي للمجلس وتتحول بعدها الى جلسة تشريعية على جدول أعمالها قوانين بغاية الأهمية تشكل مطالب شعبية يرفعها الحراك. وقررت الطلب من الجميع في الكتلة، رئيس ووزراء سابقون وحاليون ونواب، رفع السرية المصرفية عن حساباتهم، والطلب من وزراء الكتلة السابقين والحاليين رفع الحصانة إزاء أي محاسبة تتعلق بالمال العام، واستعجال تأليف حكومة جامعة لا تستثني الحراك الحقيقي".

وعن موعد الجلسة المقررة نهار غد الثلثاء، أجاب بري: "في موضوع الجلسة، نظرا إلى الوضع السائد والوضع الأمني المضطرب، من واجبي كرئيس للمجلس وكنواب الكتلة، نرى أن التمسك بالأمن قبل كل شيء، وانطلاقا من هذا السبب دون غيره، قررت أن أرجىء جلسة يوم غد الى الثلثاء 19 بجدول الأعمال عينه".

وعن أسباب الأزمة الحالية وإذا ما كانت تتلاقى مع ما قاله ذات يوم في العام 1992 في إطلالة إعلامية، سأل: "لماذا لم تأخذوا كلامي الذي أقوله منذ العام 1963 عن الدولة المدنية وإلغاء الطائفية السياسية وغيرها من المطالب الإصلاحية التي تطرح اليوم؟"

وعن دستورية الجلسة، اكتفى بالقول: "المجلس النيابي هو مجلس تشريعي". وكان رئيس المجلس النيابي عرض الأوضاع العامة والمستجدات السياسية، خلال استقباله عضوي كتلة "الوفاء للمقاومة" النائبين علي عمار وحسن فضل الله.

 

أهالي الموقوفين الإسلاميين في طرابلس: العفو العام الشامل مطلبنا

وطنية - الإثنين 11 تشرين الثاني 2019 

عقد في خيمة أهالي الموقوفين الإسلاميين في ساحة عبدالحميد كرامي النور في طرابلس، اجتماع حضره محامو الموقوفين محمد صبلوخ وأعضاء مجلس بلدية طرابلس أحمد المرج ومحمد تامر وخالد تدمري، في حضور الشيخ بلال بارودي ولجنة المعتقلين ممثلين بابو عمر وابوعيد ورئيس لجنة حقوق طرابلس محمد البيروتي. وتحدث البيروتي، عن معاناة الاهالي، وقال: "تلقينا كأهالي السجناء المظلومين صدمة لم تكن متوقعة، فبعدما نسجنا خيوط الفرح وبشرنا بعضنا وتبادلنا التبريكات بقرب الفرج ولقاء الأحبة، وبعد طول انتظار، خرجت لنا مسودة لقانون العفو المزمع التصويت عليه غدا، وهذه المسودة ما هي إلا مسودة سوداء ظالمة مجحفة تشمل المخدرات وزارعيها وتستثني شباب أهل السنة المتهمين ظلما بالإرهاب، وإعادة المدة السجنية عليهم 12 شهرا بدلا من 9 اشهر. هذه المسودة هدمت آمالنا وآمال شباب في عمر الورود وأضاع الظالمون أعمارهم في السجون ولا يزالون يزيدون عليهم ألوانا من الظلم، وعليه تتوجه لجنة أهالي الموقوفين الإسلاميين بالدعوة من عروس الثورة طرابلس الفيحاء لإعلان الرفض التام لهذه المسودة وتفنيد الظلم الواقع علينا وعلى شبابنا. بكفي ظلم فالعفو العام الشامل مطلبنا". وشكر رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري "رفضه المسودة الفاسدة والتوقيع عليها، وأدعو إلى رفع الصوت للضغط من أجل إقرار عفو عام شامل وعادل، يرفع الظلم عن شباب أهل السنة في السجون، الذين لم يحاكموا منذ سنوات او الذين صدرت بحقهم أحكام جائرة".

 

الراعي متوجها الى السياسيين في افتتاح دورة الاساقفة الكاثوليك: لا يحق لكم رهن مصير الدولة بمصلحة شخص او فئة

وطنية - الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي صباح اليوم في بكركي دورة مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان العادية ال 53.

وبعد الصلاة، القى كلمة قال فيها: "1. نوجه الشكر لله الذي يجمعنا على خير لنتناول معا موضوع: "الكنيسة ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعيّ والرقميّ"، والشؤون الإدارية المختصة بمجلسنا. وبكل ألم نستحضر معنا أرواح الذين من أعضاء المجلس غادروا إلى بيت الآب، وهم تباعا:

المثلث الرحمة المطران رولان أبو جوده في 2 أيار الماضي، والمثلث الرحمة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير في 12 أيار، والمثلث الرحمة المطران كميل زيدان، رئيس الهيئة التنفيذية في 21 تشرين الأول. نصلي الآن الأبانا والسلام لراحة نفوسهم.

2. ويسعدنا أن نشكر أعضاء المجلس الذين أنهوا خدمتهم، وأن نرحب بالأعضاء الجدد الذين ينضمون إلى المجلس، بأنواعٍ مختلفة.

نرحب بالذين ينضمون إلى المجلس المطران أنطوان عوكر، معاون ونائب بطريركي في بكركي. المطران بيتر كرم، معاون ونائب بطريركي في بكركي.

الأب مارون مبارك، الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة. الأرشمنديت شربل معلوف، الرئيس العام للرهبانية الباسيلية الشويرية.

الأرشمنديت الياس خوضري، الرئيس العام للرهبانية الباسيلية الحلبية. الأب مروان سيدي، الرئيس العام لجمعية الآباء البولسيين. الأم برناديت رحيم، الرئيسة العامة لجمعية راهبات القلبين الأقدسين ليسوع ومريم (عضو في مكتب رابطة الرهبانيات النسائية في لبنان).

الأم نيكول حرو ، الرئيسة العامة لراهبات سيدة المعونة الدائمة المرسلات (عضو في مكتب رابطة الرهبانيات النسائية في لبنان).الأم لوريس عبيد، الرئيسة الإقليمية لراهبات المحبة للقديس فانسان دي بول، خادمات الفقراء (عضو في مكتب رابطة الرهبانيات النسائية في لبنان). الأم سهيلة بو سمرا، الرئيسة الإقليمية لأخوات الراعي الصالح (عضو في مكتب رابطة الرهبانيات النسائية في لبنان). ونشكر الذين أنهوا خدمتهم في المجلس المطران يوحنا رفيق الورشا المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي ورئيس المعهد الماروني الحبري في روما. المطران يوحنا جهاد بطاح، مطران دمشق للسريان الكاثوليك.

3. تتزامن دورتنا هذه السنة مع مستجداتٍ جذريةٍ على مستوى شباب لبنان وشعبه الذين انتفضوا، بعد طول صمتٍ، وربما لإحباطٍ أو إهمال، إنتفاضة تاريخية، تجاوزوا فيها الانتماء الطائفي والمذهبي والحزبي، واصطفوا تحت راية الوطن، وها هم في يومهم السادس والعشرين. وهكذا بينوا للجميع أن الانتماء بالمواطنة يفوق كل انتماء آخر، وعادوا بنا، بعد مئة سنةٍ، إلى القاعدة الأساسية التي قام عليها النظام اللبناني وهي الانتماء بالمواطنة لا الانتماء بالدين. فكان لبنان إستثناء لجميع البلدان المحيطة ونموذجا. ويتناول موضوع دورتنا لغة شباب اليوم، وهي "وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والرقمي"، بكل تقنياتها الجديدة. إننا ككنيسة مدعوون لنخاطب أجيالنا الجديدة الطالعة بلغتها هذه التي هي اليوم الأريوباغس الجديد، والمنبر الجديد، والمذبح الجديد.

4. بهذه اللغة تحتضن الكنيسة شبابها، تخاطبهم، تصغي إليهم، تحاورهم، تستمع إلى همومهم، تقدر رأيهم؛ فعليهم، كما كتب القديس البابا يوحنا بولس الثاني، "تعول الكنيسة لإعطاء الحياة الكنسية والحياة الاجتماعية إنطلاقة جديدة" (رجاء جديد للبنان، 51). فلا بد من تهيئة كوادرهم لهذه الغاية. بواسطة وسائل التواصل الرقمي هذه "تنقل الكنيسة إليهم وإلى جميع الناس الحقيقة، أساس كل كرامةٍ بشريةٍ، وتنشر معها القيم الروحية والخلقية التي تتيح لكل واحدٍ وواحدةٍ منهم أن يتصرف يوميا باستقامة، وينمي شخصيته في مختلف أبعادها" (المرجع نفسه، عدد 111). على هذه الأسس ينبغي بناء كوادر المستقبل. لقد قال الشباب والشعب كلمتهم بشكلٍ حضاريٍ وبصوتٍ واحدٍ: إنهم فقدوا الثقة بالقادة السياسيين، ويريدون وجوها نظيفة معروفة بأخلاقيتها وقدراتها وكفاءاتها وإنجازاتها، لإخراج البلاد من أزمتها الإقتصادية والمالية المنذرة بالانهيار. طالبوا بحكومةٍ حياديةٍ متحررةٍ من السياسيين والأحزاب، لكي تستطيع إجراء ما يلزم من إصلاحاتٍ في الهيكليات والبنى، ومكافحة الفساد وضبط المال العام. ومن المؤسف جدا أن هناك من لا يعنيه صوت الشباب والشعب وانهيار الدولة فيعرقل مسيرة النهوض لأهدافٍ وأغراضٍ ومكاسب خاصةٍ. فنقول لهم بإسم الشباب والشعب: لا يحق على الإطلاق رهن مصير الدولة، بكيانها وشعبها ومقدراتها، لمصلحة شخصٍ أو فئة، مهما توهموا أنهم أقوياء وراسخون. فلا أحد أقوى من الشعب وشبابه ليزدري بهما.

5. مئات الألوف من الشباب يهيئون مستقبلهم على مقاعد مدارسنا وجامعاتنا ومعاهدنا الفنية. إنهم جزءٌ من أسرنا التربوية. فينبغي أن يشعروا بدفء محبة الكنيسة وعنايتها بهم، وهمها بواقعهم ومستقبلهم في الوطن اللبناني الذي من أجله يناضلون في هذه الأيام. فلتبق الكنيسة من خلال مؤسساتها ملاذهم، لكي يلجأوا إليها كأمٍ حنون. أظهرت بالأرقام في رسالتي الراعوية العامة: "خدمة المحبة الاجتماعية" (25 آذار 2017) مدى اهتمام الكنيسة بأبنائها وبناتها. واليوم بالرغم من الضائقة الاقتصادية والمالية الخانقة، تجد الكنيسة نفسها أمام واجب إذكاء شعلة الرجاء في قلوبهم بالمزيد من احتضانهم ومساعدتهم من خلال مؤسساتها التربوية والصحية والاجتماعية، ومنظماتها الاجتماعية، ولاسيما رابطة كاريتاس لبنان التي هي الجهاز الراعوي- الاجتماعي الرسمي للكنيسة في لبنان. وإذ ندرك ما تمر به المدارس والجامعات من صعوباتٍ ماليةٍ بسبب فقر شعبنا، فإنها مدعوةٌ لترشيد الإنفاق والابتعاد عما هو كمالي، ولو كان ضروريا، ولتجميد الأقساط هذه السنة، ومطالبة الدولة بدعم الأهالي في تحمل جزءٍ من الأقساط صونا لحرية التعليم. إننا نقدر كل التقدير حجم المساعدات المالية التي تقدمها مؤسساتنا الكنسية على هذا الصعيد.

6. في إطار موضوع التواصل، الذي يشكل الوسيلة الفعالة للتواصل مع الأجيال الرقمية، ترانا ككنائس، ذات تراثاتٍ مختلفة، نؤلف جسدا واحدا متنوع الأعضاء والمواهب والخدم. فبمقدار ما نعيش التواصل فيما بيننا، نستطيع أن نتواصل مع أبناء كنائسنا وبناتها عامة، ومع الشباب المعاصر على اختلاف دينه وثقافته وانتمائه ولونه. عندما نقول تواصلا إنما نعني أيضا "شركة" مع الآخر و"انفتاحا" عليه، وبالتالي مشاركة وتقاسما للتراث والقيم المشتركة. هذا هو في آن غنى تقنيات التواصل الاجتماعي، والتحدي الناتج عنها، والكنيسة مدعوةٌ لاستثمار هذا الغنى، ولرفع هذا التحدي. نأمل من خلال المداخلات والنقاشات أن نتوصل إلى رسم خطةٍ تعتمدها الكنيسة في "راعوية وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والرقمي". إنا لهذه الغاية نضع أعمال دورتنا تحت أنوار الروح القدس، وشفاعة أمنا مريم العذراء، سيدة لبنان، وكرسي الحكمة".

 

جعجع: عدم تعيين موعد للاستشارات النيابية أمر غير مقبول.. لا ثقة بالتركيبة الحاكمة الحالية

مواقع الكترونية/الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بعد اجتماع لتكتل “الجمهورية القوية” في المقر العام للحزب في معراب إن “الانتفاضة الشعبية التي نشهدها حقيقية”، وتابع: “لا ثقة بالتركيبة الحاكمة الحالية والبعض يأخذ الأزمة إلى أماكن أخرى، مثلا البعض يفترض ان لو الصين استثمرت في لبنان لما كنا وقعنا في الأزمة الاقتصادية، وأنا لست مع هذا الرأي على الإطلاق”. وسأل “هل من المعقول ألا نطلق الحد الأدنى من الاجراءات الدستورية في الشكل الطبيعي؟ الاستشارات النيابية كان يجب أن تحصل الأمس قبل اليوم”. وقال: “الفشل هو فشل تركيبة في تأمين أي شيء للمواطن اللبناني، لذلك نرى هذا الطابع العام الذي تأخذه الانتفاضة”. أضاف: “للمتمسكين بالكراسي والمناصب، أقول لهم ان الوضع خطير ودقيق جدا، ويجب التطلع الى الأمور بجدية أكبر لكي لا ننتهي من دون كراس ولا مناصب ولا أي شيء آخر”. ورأى أن “الحكومة الجديدة يجب أن تكون من أخصائيين مستقلين والبعض يعمل على مطلب حكومة من أخصائيين من أزلامهم لكن هذا ليس المطلوب في الوقت الحاضر”. واعتبر أن “هناك انتخابات نيابية في 17 تشرين أجدد من انتخابات أيار ويجب أن نأخذ بنتائجها”.

 

نص خطاب السيد حسن نصرالله ليوم الإثنين 11 تشرين الثاني/2019

العقوبات على القطاع المصرفي هي لإحداث الفتنة بين اللبنانيين وتحريضهم ليحملوا المقاومة المسؤولية

الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

 وطنية - أحيا "حزب الله"، "يوم الشهيد"، باحتفالات مركزية في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي الهرمل وبعلبك وصور والنبطية.

وأطل الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، عبر شاشات كبيرة في المناطق الخمس، لإلقاء كلمة، استهلها بتقديم التعزية بوفاة العلامة السيد عبدالله شرف الدين نجل الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين، ثم هنأ بذكرى المولد النبوي الشريف.

بعد ذلك تحدث عن المناسبة، مذكرا بأن "اختيار يوم 11 تشرين الثاني لإحياء "يوم الشهيد"، سببه أنه في يوم 11 من شهر تشرين الثاني سنة 1982، اقتحم الشاب الاستشهادي، الذي بات بحق لاحقا، فاتح عصر الاستشهاديين وأمير الاستشهاديين الشهيد أحمد قصير، مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي المحتل في مدينة صور، بسيارته المليئة بالمتفجرات، وقام بتدمير المبنى بشكل كامل، مما أدى باعتراف العدو نفسه، إلى مقتل أكثر من مائة ضابط وجندي، بينهم جنرالات كبار في الجيش الإسرائيلي وفي جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية".

واعتبر أن عملية الشهيد أحمد قصير "كانت عملية تاريخية وعملية مدوية ومزلزلة، حتى الآن، عندما تعرض المشاهد كيف يقف شارون على أطلال المبنى المدمر والأشلاء المقطعة، شارون الذي كان يفاخر بإنجازه العظيم في احتلال لبنان ووصوله إلى العاصمة بيروت، وقف ذليلا وكئيبا وحزينا ومحبطا أمام هذه الهزة العنيفة، التي لحقت بجيشه، وألحقها شاب واحد اسمه أحمد قصير، واضطرت حكومة العدو أن تعلن الحداد العام في كيان العدو، أمام هول المصيبة التي لحقت بهذا الجيش".

وقال: "أنا في كل سنة كنت أقول، والآن أعود وأقول: الآن نحن في العام 2019، حتى الآن ما زالت عملية الاستشهادي أحمد قصير هي الأهم على الإطلاق في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي، وفي تاريخ المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني والاحتلال الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا، من حيث الحجم والنوعية، ومستوى الخسائر الهائلة التي لحقت بالعدو في دقيقة واحدة وفي ضربة واحدة، بالرغم من تطور الكثير من العمليات النوعية، منها العمليات الاستشهادية، ومنها العمليات النوعية غير الاستشهادية، لكن ما زالت عملية الاستشهادي أحمد قصير تحتل المرتبة الأولى، بانتظار أن يأتي يوم وتنافسها عملية أخرى تتقدم عليها".

وأوضح "من هذه العملية، من تاريخها المميز، لأن الحدث هو الذي يعطي للزمان أحيانا قيمته وعظمته وأهميته، اخترنا أن يكون يوم الاستشهادي أحمد قصير، يوم العملية التاريخية، أن يكون يوما لشهيد حزب الله، اليوم هو بمناسبة الذكرى السنوية لكل شهدائنا فردا فردا، تعلمون أنه نحن عادة يعني مركزيا لا نقيم لكل شهيد ذكرى سنوية، لأن هذا قد يكون مربكا للناس وللحالة العامة، نتيجة كثرة عدد الشهداء، فغالبا نقيم له ذكرى اليوم الثالث أو الأسبوع السبعة أو الأربعين، يمكن في السنة الأولى، ولكن في الأعم الأغلب إلا بعض الاستثناءات، أهاليهم الذين يقيمون مجلس عزاء أو مناسبة في البلدة أو في القرية أو في حسينية قريبة".

وقال: "نحن نعتبر يوم الشهيد يوم 11/11 يعني هذا اليوم هو بمثابة الذكرى السنوية لكل شهيد من شهدائنا، الشهداء العلماء والشهداء القادة، أسماؤهم كلها معروفة لكم، الشهداء الاستشهاديون العظام، الشهداء المجاهدون الذين استشهدوا في العديد من الساحات والجبهات والمواقع، الشهداء من الرجال والنساء والولدان، الذين ينتمون إلى مسيرة المقاومة، هذه هي ذكراهم. وأهم صفة في شهداء هذا اليوم، أنهم كانوا أهل إيمان، أهل عقيدة وأهل رسالة، إيمانهم الكبير بالله تعالى، وسعيهم للحصول على رضا الله، وخوفهم من الله وحده، وطمعهم بما عند الله وليس بما عند الناس، وحبهم لله تعالى، وشوقهم إلى لقاء الله تعالى، هذه مميزات روحية ومعنوية ونفسية عالية جدا".

أضاف: "أعداؤنا يخطئون دائما في فهم حركات المقاومة في منطقتنا، ليس فقط في لبنان، طبعا هذه ليست خصائص فقط شهداء حزب الله، هي من خصائص شهداء الكثير من حركات المقاومة والمقاتلين من أبناء أمتنا، هم يتصورون أن هؤلاء هم مجموعة من المرتزقة، لأنه مثلا اليوم، ترامب هو أصلا يتصرف مع الجيش الأميركي على أنه جيش مرتزقة، مقابل الرواتب التي يتقاضاها ضباط وجنود في الجيش الأميركي، يرسلون لأداء مهمات في العالم، في أماكن مختلفة من العالم، يتقاضى بمقابلها أموالا أيضا، هم يتصورون أن كل الناس على شاكلتهم، ولكنهم لا يفهمون حقيقة هذه الأجيال من الشباب، التي هي ليست أجيال جديدة، هؤلاء هم أحفاد صحابة رسول الله وأهل بيت رسول الله في بدر وأحد، في كل المعارك في صدر الاسلام، المؤمنون بالله، الساعون الى رضا الله، العشاق للقاء الله، طالبو الشهادة والقرب من الله، هذه المسألة أعمق بكثير في خلفيتها الإيمانية والإنسانية والروحية والأخلاقية، وبالتالي تصنع إنسانا آخر ومختلفا، لذلك كان هؤلاء الشهداء، كان قتالهم في سبيل الله، وكان قتلهم في سبيل الله".

وتابع: "أما في الدنيا وما تركوه لنا، تركوا لنا كل هذه الانتصارات والإنجازات العظيمة، الشهداء وعوائل الشهداء عندما أتحدث عن انتصارات هم جزء من المنظومة التي صنعت هذه الانتصارات، حزب الله، بقية حركات المقاومة في لبنان، في المنطقة، محور المقاومة، الجرحى، الأسرى، المحررون، عوائلهم، المجاهدون، المقاتلون، البيئة الحاضنة، المؤيدون، الداعمون، المساندون، كلهم منظومة واحدة، ولكن في الصف الأمامي في هذه المنظومة الشهداء، لأنهم جادوا بغاية الجود وعوائل الشهداء الذين قدموا أغلى ما عندهم من فلذات الأكباد والأعزة والأحبة. أدخلونا في زمن الانتصارات وفي زمن الإنجازات، دائما يجب أن نذكر بإنجازاتهم وانتصاراتهم، وما حققوه لنا، لنعرف فضلهم علينا وعلى الناس، ونشكر لهم هذا المعروف ونعترف لهم بهذا الفضل، دائما عندما نذكر بتحرير الأرض بلا قيد وبلا شرط، خروج المحتلين الصهاينة من أرضنا بلا جوائز وبلا اتفاقيات وبلا مكاسب وبلا ترتيبات أمنية، تحرير الأسرى وأجساد الشهداء سوى بعض الملفات العالقة، طبعا في تحرير الأرض سوى الملف، الذي يجب أن يستكمل في كل الأحوال، مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، من إنجازاتهم، دفع الأخطار الكبرى عن بلدنا كما حصل في السنوات الماضية في مواجهة الهجمة الارهابية التكفيرية، التي لو نجحت لغيرت وجه لبنان، لغيرته ديموغرافيا وحضاريا وإنسانيا وأمنيا، لأصبح لبنان شيئا آخر إن بقي إسمه لبنان".

وأردف: "القوة والمنعة التي ارجعتوها لنا، لنؤمن حماية بلدنا وشعبنا بقوة الردع، الموقع المتقدم والمتين والعزيز في مواجهة العدو، الذي نشهد مظاهره في كل مواجهة. حولونا من بلد يعتقد به الإسرائيلي أنه لا يحتاج لاجتياحه أكثر من فرقة موسيقية، الى بلد ينظر اليه كبار قيادة العدو أنه أصبح تهديدا وجوديا، هذا أصبح أرفع رتبة، وتهديدا مركزيا استراتيجيا، الآن بعد الحديث عن الصواريخ الدقيقة أصبح تهديدا وجوديا، هذا ببركة هؤلاء الشهداء وإخوان هؤلاء الشهداء. وما نحن فيه اليوم من عزة وكرامة واقتدار وحضور وأهمية وموقع، إنما ببركة دمائهم وتضحياتهم وجهادهم، أيضا ببركة عائلات الشهداء، العائلات الشريفة، التي منذ اللحظة الأولى صبرت، واحتسبت، وتحملت، وضحت، وواست، وحملت دماء شهدائها لتستنهض بها الهمم، وتشحذ بها العزائم وتحولها إلى سيل هادر من الحماسة والعنفوان والاندفاع في أجيال من الشباب والشابات والرجال والنساء، وحتى الأطفال".

وأكمل: "ببركة عوائل الشهداء هؤلاء كبرت وتعاظمت هذه المقاومة، وكانوا بحق الآباء والأمهات والزوجات والأبناء والبنات ومجمل العائلة، كانوا بحق ودائما الصوت الزينبي المرتفع بقوة وبشجاعة، في مواجهة كل الطواغيت. وكانوا بحق، كما أن الشهداء كانوا حجة الله على الناس، فإن عوائل الشهداء كانوا وما زالوا أيضا حجة الله على الناس، بصبرهم ووعيهم واحتسابهم ورضاهم وتألقهم الإنساني والإيماني والأخلاقي ودفاعهم المتواصل عن المقاومة، في كل مرحلة كانت المقاومة تستسهدف فيها ماديا او عسكريا أو أمنيا أو إعلاميا أو سياسيا أو معنويا او دعائيا كانوا دائما في الصف الأمامي يدافعون عن المقاومة، لأنهم يعتبرونها مقاومتهم، لأنهم الأشد صلة بهذه المقاومة، لأنها مقاومة أعزائهم وفلذات أكبادهم وأحبائهم، الذين قدموا أرواحهم وأنفسهم ودماءهم غالية زكية في هذه المقاومة".

واستطرد: "لذلك اليوم، يوم 11/11/2019 المقاومة التي تنتمي إلى هؤلاء الشهداء، وإلى عوائل هؤلاء الشهداء، هي في أوج قوتها، وحضورها، وفاعليتها، وأهميتها، كجزء أيضا من محور المقاومة في المنطقة، هي تشارك، هي في موقع متقدم، وتشارك في صنع حاضر ومستقبل لبنان وفلسطين والمنطقة، وتتحمل أعباء كبيرة وعظيمة، وتفخر مقاومتنا أنها جزء من محور المقاومة الراسخ والصامد والمتقدم والمنتصر".

اليمن

ثم انتقل للحديث عن الوضع اليمني، فقال: "الموقف التاريخي الذي أعلنه من اليمن وفي اليمن القائد الشجاع والعزيز السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في هذه الايام أول أمس، بمناسة الاحتفالات اليمنية بذكرى مولد النبي، فيما يعني الصراع مع العدو الإسرائيلي، هذا الأمر توقف أمامه وعنده قادة العدو كثيرا، ويجب أن نتوقف عنده أيضا نحن كأبناء للمقاومة، كشعوب في لبنان وفلسطين وفي المنطقة معنية بالصراع مع العدو الإسرائيلي. قبل يومين هذا القائد الجهادي والعزيز أعلن بوضوح، وردا على تهديدات إسرائيلية، أن الإسرائيلي كان قد هدد بضرب اليمن والاعتداء على اليمن، وقف في حشود كبيرة جدا وهائلة سأعود لها تباعا بكلمة، وقال: "إذا اعتديتم على اليمن فنحن سنرد وبأقصى الضربات، ولن نتوانى عن الرد".

وإذ سأل: "يتكلم من أين؟"، قال: "من اليمن، من صنعاء، من الصعداء، من محافظات اليمن، وأيضا قال إن معركتنا وصراعنا مع العدو الإسرائيلي ينطلق من إيماننا، من ديننا، من التزامنا، هذا يعني أن له خلفية إنسانية وإيمانية وأخلاقية ودينية، لأنهم دائما يحاولون إعطاءه بعدا سياسيا وصراعا بين دول وما شاكل، أهمية هذا الكلام ما هو؟ تارة هناك خطيب إمام مسجد أو أمين عام حزب أو قائد جماعة في مكان ما في العالم العربي أو الإسلامي وخرج يهدد الصهاينة، تارة أخرى لا، هذا التهديد يصدر عن قائد لجبهة ما زالت تقاتل مدة خمس سنوات، قوى العدوان المدعومة أميركيا وبريطانيا وغربيا، جيوش وأسلحة وأعداد هائلة من المرتزقة وفي جبهات واسعة، هذه التهديد صادر عن قائد يقود جبهة بدأت تمتلك، باتت تمتلك أسلحة متطورة ومتقدمة جدا من صواريخ ومن سيارات وغير ذلك، وتمتلك شجاعة استخدام هذه الصواريخ وهذه المسيرات واستخدمتها بالفعل وتحدت بها كل العالم، من موقع الغربة والمظلومية وحق الدفاع عن النفس".

أضاف: "هذا التهديد صادر عن قائد لجبهة، مقاتلوه يقاتلون في كل الجبهات ويحققون انتصارات نوعية، أقرب إلى المعجزات، والمعجزة بالمعنى العسكري، وآخرها كان عملية نصر من الله. إذا نحن هنا نتحدث عن قائد له مصداقية كبيرة، عن قائد يستطيع أن ينفذ هذا التهديد، وكان دائما ينفذ ما يقول وما يعد به. الإسرائيليون هنا توقفوا جيدا، ألقيت خطابات كثيرة في العالمين العربي والإسلامي، لم نجد لها أثرا لا في الإعلام الإسرائيلي ولا عند المسؤولين الإسرائيليين، ولكن هذا الخطاب وجدنا أثره العميق قبل يومين، لماذا؟ لأنه ينطلق من مصداقية، إسرائيل اليوم إذا لديها إعلان واضح وصريح وقوي، إعلان بعنصر أو عامل قوي وإضافي ومهم جدا في محور المقاومة، اليمن".

ورأى أن "اليمن، يمن الإيمان والحكمة والصبر والصمود والجهاد والإنتصارات، هو يعلن بشكل واضح وصريح، وهو قادر على ذلك. شعوب منطقتنا، حركات المقاومة، يجب أن تعتز بهذا الإعلان، وترى فيه عامل قوة جديدا وإضافيا ومهما وإستراتيجيا، لأنه اليمن وموقع اليمن والبحر الأحمر، وأيضا قدرته على الوصول إلى كيان العدو، هو لم يكشف أوراقه، لم يقل ماذا يريد أن يضرب وأين يريد أن يضرب، وفي أي جغرافيا أقصى الضربات، وهذا مهم جدا، وأيضا العدو يجب أن يعرف هذه هي البيئة الإسترايتيجة الجديدة، التي كنتم تهربون منها، التي كنتم تتآمرون مع الأميركيين والعالم كله على شعوبنا، لننسى فلسطين ولننسى العداء معكم، ولتتخاذل هذه الشعوب ولتسكت هذه الشعوب وتتراجع،"، معتبرا أن "هذه هي قوة جديدة وفي بلدان وأماكن وذات مصداقية وحيوية وفعالية وشجاعة منقطعة النظير، تدخل في جبهة المواجهة، هذا تطور على مستوى عال جدا من الأهمية. بعض الناس لا يدركون أهمية ما حصل، ولكن العدو وأبناء المقاومة، كلاهما يدرك جيدا هذا التطور المهم".

وتابع: "أمر أخر، هذه الحشود، هو لم يكن يخطب في مؤتمر صحفي، حشود أود ان أتوقف عندها أيضا لدقيقتين، أعداد هائلة رأيتموها على التلفزيونات، وإن كان أيضا أغلب التلفزيونات لا نتقل هذا الحدث الكبير جدا، حشود هائلة في صنعاء وفي جدة، عفوا في جدة! إن شاء الله في جدة، في صنعاء وفي صعدة وفي حجة وفي المدن المختلفة ملىء العين والبصر، ولا يوجد لعبة كاميرا تجعل الألف 100 ألف و10 آلاف، مئات الآلاف كانوا حاضرين تحت الشمس في منتصف النهار لساعات، يفترشون الأرض والتراب والطرقات وليسوا جالسين في قاعة ولا على الكراسي ولا مكيف ولا شيء، ومحتمل في أي لحظة أن يقصف الطيران، البلد في حالة حرب، ويجلسون ساعات ويستمعون لقائدهم ويؤيدون موقفه ومنطقه، هذا الحشد حقيقة، أنا هذا المشهد جذبني وأذهلني، وأنه حسنا تحت الشمس هذه الأعداد الهائلة والكبيرة وفي هذه الظروف الصعبة، الذي يكشف عن مدى عشقهم ومحبتهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، هذا يكشف عن مدى إيمانهم عندما يقال عن يمن الإيمان، وأيضا هو رسالة سياسية، أود أن أختم بها هذا الأمر، عظيمة جدا أنه شعب بعد 5 سنوات حرب وعشرات آلاف الشهداء بالحد الأدنى من مقاتلين ومدنيين، ومئات الآلاف المهددين بالموت، بالكوليرا والمرض، وبلد محاصر إقتصاديا وماليا، وحكومة صنعاء لا تملك حتى أن تدفع الرواتب للموظفين في كثير من الأحيان، ويتعرضون لأشد الصعوبات والتهديد والتهويل والغربة، ومع ذلك يحضرون بهذه الأعداد الهائلة ليعبروا عن موقفهم وعن ثباتهم، هذه رسالة قوية لكل طواغيت العالم، ولشعوبنا هذه التي تراهنون على خوفها وعلى يأسها وعلى تراجعها وعلى سقوطها، أمام الفقر والجوع والحرمان والحصار لتتخلى عن نبيها أو عن إيمانها أو عن دينها أو عن حريتها أو كرامتها أو مقدساتها أو قضيتها المركزية، هي لن تفعل ذلك على الإطلاق".

وأردف: "الشعب اليمني، يثبت ويطلق هذه الرسالة إلى كل أنحاء العالم، وكذلك شعوب أخرى في المنطقة، هنا أعود وأقول تكمن سر القوة في هذا المحور الذي ننتمي إليه، محور قوته الحقيقة في إيمانه وعقيدته وروحيته وفي حبه لله ولرسول الله، في إيمانه بالقضايا الإنسانية، في إيمانه بالمقدسات، في إستعداده العالي للتضحية، وليس مرهونا بما يحصل عليه من مال أو مكتسبات أو إنجازات على المستوى الشخصي او المتاع أو الملذات، وإن كان هذا أمر يسعى إليه الإنسان في الدنيا وبشكل مشروع ويجب أن يتحقق، ولكن لا يتسند إليه لا في إندفاعته ولا في إنطلاقته ولا في موقفه".

إيران

وتناول موضوع الجمهورية الإسلامية في إيران، وقال: "في الأشهر القليلة الماضية كان هناك شبح حرب، الكل كان يبني، بعض الدول الأقليمية كانت تبني حسابتها على فرضية حرب أميركية على إيران، وأنا ذكرت أن بعض القوى المحلية للأسف في لبنان، كانت تبني حساباتها على فرضية حرب من هذا النوع، أستطيع اليوم بإختصار أن أقول أن هذا الإحتمال إذا كنا لا نريد أن نقول أنه إنتفى بشكل قاطع 100 %، هو إبتعد بنسبة 99,99 %، وعلى كل دول المنطقة وشعوب المنطقة والمحاور المتصارعة في المنطقة أن تبني حساباتها على هذا الأساس، ومن كان يراهن على حرب من هذا النوع عليه أن يضع هذه الحرب جانبا".

ولفت الى "مشهد التبدل في لغة العديد من دول المنطقة وبعض دول الخليج، التي كانت في موقع الصراع مع الجمهورية الإسلامية، دون أن ندخل الآن في التسميات، أيضا في هذا الأمر كان واضحا صمود إيران بعد مضي كل هذا الوقت من خروج ترامب من الإتفاقية وفرض عقوبات شديدة على إيران، إيران صمدت وتجاوزت هذه المرحلة طبعا هذا لا يعني أنها لا تعاني صعوبات، ولكن صعوبات ستتمكن من التغلب عليها، اليوم مراقبون إستراتيجيون في أميركا والغرب وحتى في كيان العدو، يكتبون مقالات تقول في إيران فشلت، لأنه إستراتيجية ترامب ماذا كانت؟ الخروج من الإتفاق النووي، فرض عقوبات على إيران، محاولة لإسقاط إيران من الداخل، الضغط على إيران، التهويل عليها بالحرب لجرها إلى طاولة المفاوضات، هذه إستراتيجية ترامب، الحرب إنتهى إحتمالها، إيران صمدت، وتجاوزت صعوبات الإتفاق ولا زال منذ سنة ترامب جالسا ينتظر الهاتف الذي لن يرن، وبالتالي هذه الإستراتيجية فشلت وإيران اليوم تخرج قوية مقتدرة عزيزة حاضرة في موقعها الإقليمي الكبير، وفي تبنيها لقضايا المنطقة وشعوب المنطقة".

أضاف "طبعا، آخر خبر جميل عندما كنت أقرأه قلت في نفسي، الآن إذا ترامب يستمع للخبر سينفلج وسيجن و"يخوت"، لأن أنتم تعرفون أن ترامب كل حساباته ماذا؟ حساباته نفط ودولار ولا أي شيء آخر، رأينا في شرق الفرات في سورية في لحظة من اللحظات تخلى عن حلفائه الذين قاتلوا إلى جانبه ومعه، جاء أحدهم ووضع نظريات طويلة عريضة وأصبح يقول بأن الأكراد حتى في النورماندي لم يشاركوا معنا في القتال، يعني إستدلال سخيف، لكن ترامب أعاد النظر في قرار الإنسحاب من شرق الفرات وأبقى على قوة أميركية من أجل أي شيء؟ من أجل حقول النفط في شرق الفرات، يعني النفط بالنسبة إلى ترامب هو الذي له قيمة، ليس أنه أقيم أهم أثمن، كلا، هو الذي له قيمة، أما الإنسان حتى لو كان حليفا وصديقا ورفيق سلاح، في أي لحظة من اللحظات ترامب يدير له ظهره ويتخلى عنه، حقول النفط هذه كلنا رأينا أمس سماحة رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران الشيخ حسن روحاني يقول، أعلن بشكل رسمي عن إكتشاف حقل ضخم في إحتياطي 53 مليار برميل نفط، ترامب حقيقة سينجلط، جلست لأحسبهم، أنه إذا كل يوم إيران صدرت من هذا في المستقبل، أكيد عندما تعود للتصدير مليون برميل باليوم، كم من الوقت هذا الحقل بحاجة لينفذ؟ كم جيل؟ لن أقول لكم ما هي حساباتي مخافة أن أكون مخطئ في الحسابات، وأوضح سماحته أن هذا الحقل المكتشف مساحته تبلغ 2400 كيلومتر مربع في إقليم خوزستان جنوب غرب البلاد، ويصل عمق الطبقات النفطية في الحقل إلى 80 مترا، الأهم أنه تم إكتشاف الحقل بفضل جهود الشركة الوطنية الإيرانية للنفط منذ عام 2016 حتى الأسبوع الماضي، يعني شركة وطنية إيرانية، خبراء إيرانيون، متخصصون إيرانيون، أنا عن قصد اتكلم بالموضوع من أجل بعد ذلك عندما أتكلم بالوضع اللبناني، حسنا، اليوم الحمد لله إيران تخرج وعلى ذمة الموقع، موقع خبراء إقتصاديين يقدر قيمته على السعر الحالي تقريبا بأكثر من 3 ترليون دولار، يجب أن تقولهم لترامب، يجب أن تقول له كم برميل نفط وبالدولار كم تساوي، لكي تكتمل الجلطة على كلا الحالتين، إذا في المنطقة أيضا يخرج مركز هذا المحور من دائرة إحتمال الحرب ويتجاوز أصعب مرحلة في تاريخه، يخرج قويا مقتدرا ويمن الله تعالى عليه، بهذه الإمكانات والآفاق الجديدة".

لبنان

وتناول الأوضاع في لبنان قائلا: "النقطة الأولى فيما يتعلق ببحث الحكومة، التكليف والتأليف وطبيعة الحكومة والنقاشات الدائرة في البلد، أنا الآن لن أتحدث بشيء لأن اللقاءات متواصلة والاستشارات قائمة، ثنائيا وثلاثيا وما شاكل ولسنا مضطرين لأن ندلي الآن بأي كلام وبأي موقف، وكل الأبواب نتركها مفتوحة لنصل لأفضل نتيجة ممكنة لبلدنا، والنقطة الثانية وهي نقطة مركزية أود التركيز عليها بالحديث، دائما في الخطب السابقة منذ 17 تشرين بدء الحراك الشعبي في لبنان، أنا دائما كنت أقول يجب أن نبني على الإيجابيات ونركز عليها".

ورأى أن أهم الإيجابيات الموجودة الآن، أن "هناك نقطة إجماع مهمة جدا وتحظى بدعم شعبي قوي جدا في كل الساحات، من نزل إلى الشارع ومن لم ينزل، في موضوع المطالب والقضايا المرفوعة، هناك نقاط خلافية حتى بين المتظاهرين أنفسهم، مثلا مطلب إلغاء الطائفية السياسية ليس معلوما إن كان مطلب الجميع؟ مطلب قانون انتخابي قائم على لبنان دائرة واحدة وعلى أساس نسبي سواء داخل القيد الطائفي، ليس معلوما ان كان مطلب الكل، أو خارج القيد الطائفي أكثر أيضا ليس معلوما أنه مطلب الكل، هناك مطالب عديدة، عناوين عديدة طرحت في الحراك وعبر عنها الناس أو سياسيون او إعلاميون أو قيادات، اعتبرت نفسها أنها معنية بالحراك هي ليست مطالب اجماعية، عندما يأتي البحث الجدي والحوار الجدي، من الواضح أن هذه ليست مطالب اجماعية ولكن هناك مطالب اجماعية سمعناها من كل الساحات، كل الشاشات من كل المعنيين، من كل الناس وفي مقدمها مثلا موضوع مكافحة الفساد ومحاكمة ومحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة والمسروقة، هذا ليس فيه نقاش، هذا فيه إجماع وطني حقيقي عابر للطوائف والمناطق والأحزاب حتى من هو في داخل الحراك لا يريده، وليس مقتنعا به لا يجرؤ أن يخالفه علنا، هذه نقطة إيجابية".

واعتبر أنه "بفضل ما حصل، لا أعتقد ان اليوم يستطيع أحد أن يحمي فاسدا، لا حزب سياسي، ولا قوة سياسية، ولا زعامة، لا مرجعية دينية ولا مرجعية سياسية، ولا طائفة، ولا مذهب، لا يستطيع أحد الآن أن يحمي فاسدين وهذا طبعا تطور كبير حصل في بلدنا، نريد أن نبني على هذه الإيجابية ونأتي نقول: اليوم هناك دعوة حقيقية لمكافحة الفساد ووضع اليد على الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة. وهذا الأمر لا يرتبط بأن الحكومة شكلت هذه الجمعة أو الأسبوع المقبل أو تأخر تشكيلها، هذا موضوع منفصل تماما، لماذا؟ لأنه عند القضاء، سأمنح عناية لهذا الموضوع، بالحديث عنه سنتكلم بعقل ومتطق ومسؤولية، وليس خطابا حماسيا وشعارات".

وقال: "بالنسبة لنا نحن بالحملات الانتخابية أعلنا أننا سنكون جزءا من حملة مكافحة الفساد أو مقاومة الفساد، كنا واضحين أن هذا الأمر يحتاج إلى وقت وإلى جهود لا يتوقع أحد منه إنجازات سريعة، ما أود توضيحه اليوم أكثر، لأن هناك كثر يقيسون مكافحة الفساد على مقاومة الإحتلال، هناك فارق بين الاثنين، هناك فروق موضوعية بالأدوات، بالوسائل، بالإمكانات، بالظروف، بطبيعة الاستهداف. الموضوع مختلف، مثلا بمقاومة الاحتلال ما هي أدواته ووسائله؟، أولا، غطاء وطني موجود، غطاء قانوني موجود، غالبية الشعب اللبناني ضد الإحتلال وتعادي إسرائيل، وأكيد هذا المعنى البيئة الحاضنة للمقاومة موجودة وبقوة والمقاومون موجودون، الوسائل، قادة جهاديون، مقاتلون ومجاهدون، سلاح، وإمكانات، وعتاد، وعدة، وعقل عسكري واستطلاع وتخطيط وعمل ميداني واستهداف العدو، صح أم لا، وحتى إذا أخذت أسيرا يمكنك الاحتفاظ به عندك، لا تسلمه للدولة مثلا، لأنه إذا سلمته للدولة وجاء الضغط الأمريكي، في اليوم الثاني سيخرج وكان هذا متفاهما عليه، حتى لا تحتاج أنت في المقاومة إلى غرفة عمليات مشتركة، نحن دائما كنا لا نقبل بغرفة عمليات مشتركة، كنا نقول توزيع أدوار من أجل السرية، من أجل دقة العمل، إذا هذه عناصر المقاومة، مقاومة الإحتلال، تهاجم مواقع الإحتلال وتنصب كمائنا وتضرب وتستنزف العدو وتذله وترعبه وترهبه وتفرض عليه الخروج من أرضك، هذه معادلة المقاومة".

أضاف: "بالنسبة لمقاومة الفساد، الموضوع له أدواته وعناصره المختلفة بالكامل، لماذا مقاومة الفساد؟ انت تتحدث عن بلد فيه مسؤولين فاسدين وفيه موظفين فاسدين وفيه تجار فاسدين وفيه شخصيات مهمة بالبلد فاسدة، أو متورطة بالفساد أو بالحد الأدنى متهمة بالفساد،الهدف هو محاكمة هؤلاء، ومعاقبتهم، واسترداد الأموال المسروقة والمنهوبة منهم، هذا لا يحصل بوسائل مقاومة الإحتلال، هذا وسائله مختلفة. ما هي وسائله؟، طبعا هذا يحتاج بالدرجة الأولى إلى قضاء، قضاة، جهاز قضائي، قاضي نزيه مستقل، شجاع، لا يخاف، لا يخضع لضغوط السياسيين والقوى السياسية، ويعمل ضميره ويتصرف بشكل غير انتقائي، إذا، مطلوب قاضي، وقانون يعمل به القاضي، ومعلومات تقدم كإخبار للقاضي، معلومات حقيقية ليس مثل بعض الحرتقات الموجودة الآن، أن فلان يرفع على الوزير إخبار هدر المال العام وكذا وكذا، يذهب إلى القاضي ليس لديه دليل ولا معطى ولا شيء، هذا لعب أولاد، لا إخبار أو معطيات يمكن أن يؤسس عليها قضية محاكمة عادلة ومنصفة، عادلة ومنصفة، لأنه لا يجوز الظلم بحق أحد، ويجب أن يكون هناك سجن لضب الفاسدـ وآليات لاسترداد الأموال المسروقة والمنهوبة، إذا كانت في البلد أو تم تهريبها إلى خارج البلد".

وتابع: "هذه الإمكانات، هذه ليست إمكانات لا حزب، ولا حركة، ولا تيار، ولا جهة شعبية ولا إمكانات فورة شعبية أو انتفاضة شعبية، حتى بدول العالم عندما تنتصر الثورة تذهب لتقر قانون وقضاء، وتجد سجونا وتخلق آليات وتأتي بالفاسدين وتحاسبهم وتعاقبهم وتسترد الأموال المنهوبة منهم، صحيح أم لا هذا المنطق، إلا إذا كان المطلوب أو بذهن أحد مثلا، أن مكافحة الفساد تعني أن كل شخص متهم بالفساد يأتي أحد ويشكل منظمة ثورية على طريقة الألوية الحمراء تقتل وتخطف وتجزر، هذا لم يعد مكافحة فساد بل أمر آخر،اليوم في هذه المعركة عندما أتحدث عنها الآن بهذه اللحظة لأن هذه لحظتها المهمة".

وأردف: "عندما بدأنا نحن بالفترة الماضية، قلنا سنلجأ إلى القضاء ولن نشهر بأحد ولن ننزل الملفات بالإعلام، لأن هذا يؤدي إلى التشهير، لذلك هناك أناس يتصرفون بقدر فهمهم: أين ملفاتكم؟ لم تظهر ملفاتنا عند القضاء، نحن لا نريد التشهير بأحد وهناك ملفات موجودة لدينا أخرنا تقديمها لنرى الملفات التي تقدمنا بها لأنه ليس المطلوب أن نغرق القضاء وفقط أنه نحن نبرأ ذمتنا، لا نحن معنيون أن نتابع هذه الملفات بالقضاء، اليوم، هناك قضاة موجودين ولا نقاش مهما كان هناك ملاحظات في الموضوع القضائي، لا نقاش أن هناك قضاة نزيهون وشجعان ويمكن الرهان عليهم، قانون موجود، وقوانين موجودة، المطلوب قوانين جديدة، تطوير القوانين، هذا يعمل عليه في المجلس النيابي وإن كانت جلسة الغد أجلت، فإذا قضاء موجود، القواينن موجودة، ملفات موجودة، يجب أن تفتح، والناس التي تؤمن بمعركة مكافحة الفساد، من لديه معلومات يمكن أن يبنى عليها قضية فاليذهب وليتقدم بها إلى القضاء".

وأكد أن "المطلوب اليوم، موقف من مجلس القضاء الأعلى، مطلوب اليوم من القضاة أنفسهم إذا كان هناك كلام يجب أن يقال عن ثورة او انتفاضة أو حركة تاريخية أو خطوة انقاذية كبرى في البلد، ففي الحقيقة اليوم هي مرهونة بالجهاز القضائي وبمجلس القضاء الأعلى وبالقضاة وبضمائرهم وبمسؤولياتهم، اليوم لديهم هذه الفرصة التاريخية، إذا لديه ملف يستطيع أن يستدعي أين كان، مين ما كان، وإن كان عليه حصانة يطلب رفع الحصانة عنه من الجهة المعنية، واليوم بالتحديد، حصل اتفاق بين كتلتي الوفاء للمقاومة وكتلة التنمية والتحرير، وأيضا سيتم التواصل مع كتل أخرى، لتقديم اقتراح قانون رفع الحصانة عن الوزراء، ليس الآن، منذ العام 1992، الوزراء الحاليين والسابقين من العام 1992، لتقديم هذا الاقتراح للمجلس النيابي، وبالتالي كل الوزراء الذين تعاقبوا على المسؤولية يذهبون إلى القضاء المختص، لأن مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء ليس فعالا وربما غير موجود".

واستطرد: "اليوم هذه الفرصة متاحة، طبعا، هناك اقتراح قانون آخر مقدم من كتلة "الوفاء للمقاومة" له علاقة برفع الحصانة عن الموظفين، وهناك اقتراح مقدم من تكتل "لبنان القوي" وكتل نيابية أخرى له علاقة برفع السرية المصرفية، هذا يحتاج لعمل، لكن بمعزل عنه اليوم، أنا رسالتي في يوم الشهيد، يوم الشهيد يعني يوم الشجاعة، يوم التضحية من أجل البلدن، من أجل حماية البلد، من أجل سلامة البلد، من أجل أمنه واستقراره، من أجل سلامته وعافيته وازدهاره، أنا أقول للقضاة في لبنان: تمثلوا بهؤلاء الشهداء المضحين وليس مطلوبا منكم أن تقدموا دماءكم ولا أن تقدموا أرواحكم، وإنما مطلوب منكم خطوة جريئة وشجاعة وانقاذية، أن تتصرفوا بصلاحياتكم وبالقوانين المعمول بها، وأن تمتلكوا شجاعة عدم الخضوع لأي مرجعية سياسية أو دينية في البلد، واليوم معكم كل الشعب اللبناني في هذه المهمة التاريخية والعظيمة، ويتطلع إليكم. هذه ليست مهمة الحكومة، هي ليست مهمة مجلس النواب، هي ليست مهمة الرؤساء، هي مهمة القضاء الذي عليه أن يتحمل كامل المسؤولية، وباعتبار أن الناس تقول أن القضاء يخاف، أو لا يخاف، "حزب الله" ما بعرف "شو"، هذا ليس إعلانا جديدا، وسابقا تحدذت بهذا الموضوع، لكن الآن سأكرره أيضا في هذه اللحظة الحساسة جدا".

وقال: "أنا بصفتي، مع التواضع، بصفتي أمين عام "حزب الله" والذي هو مرجعية "حزب الله"، الذي هو مرجعية وزرائه في الحكومة، نوابه في المجلس النيابي، ويشكل غطاء في مكان ما لموظفين في إدارة الدولة أو رؤساء بلديات أو ما شاكل وعاملين في القطاع العام، أنا أتوجه الآن إلى مجلس القضاء الأعلى وإلى القضاة المعنيين، إن كان هناك ملف له علاقة بأي مسؤول من حزب الله تفضلوا يا أخي ابدأوا بنا، ابدأوا بنا، وأنا أقول لكم لا تخافوا، أنا أضمن لكم احترام حزب الله لخطوتكم، وأضمن لكم تشجيع حزب الله لعملكم، ومن لديه قضية، ومن لديه إخبار، لأن هناك أناس يكتبون على مواقع التواصل الاجتماعي، شخصيات وهمية أو حقيقية، تكتب على مواقع التواصل الاجتماعي وتوجه الاتهامات شمالا ويمينا، كلام على الورق فقط، لديك معطيات على فساد، هل أحد من حزب الله نهب مالا عاما، سرق مالا عاما، متورط في فساد مالي أو إداري، تفضل هذه اللحظة التاريخية، اذهب للقضاء المختص وتقدم باخبارك، النائب أو المدعي العام أو الخاص ولا أعرف ما هي اصطلاحاتهم، إذا يعتبر أن هذا الإخبار يمكن أن يبنى عليه قضية، فليقوم باستدعاء الوزير أو النائب او رئيس البلدية او الموظف اذا كان محسوبا على حزب الله، وأنا أضمن له طلب رفع الحصانة عنه إلى حين اقرار قانون رفع الحصانة، ولا تستثنوا أحدا ولا تعملوا على أساس سياسي، وعيب في مكافحة الفساد والفاسدين أن نعمل على أساس ستة وستة مكرر وتوازن طائفي، المكافحة يجب أن تكون عابرة للطوائف، الفاسد كالعميل لا طائفة له ولا دين له، تفضلوا، اذا كنا اليوم نحتاج الى خطوة عملية للاستجابة لوجع الناس وآلام الناس اليوم، هذا الأمر مرهون بالقضاء، وعلى كل القيادات السياسية الرسمية والشعبية والدينية الخ.. في البلد ان تغطي قرارا من هذا النوع لأنه المسار السليم".

الاقتصاد والمال

وفي الشأن الاقتصادي والمالي قال: "النقطة الأخيرة المفصلة قليلا: نحن مضطرون بطبيعة الحال في هذه الايام أن نتكلم بالموضوع المالي والاقتصادي، وان كنت لست خبيرا بالشأن المالي والاقتصادي، لكن إن شاء الله نصبح خبراء، بالعسكر ندعي أننا أصبح لدينا خبرة نتيجة تجربة طويلة، يتعلم الانسان، بمقدار ما هو واضح هناك أمور واضحة لا تحتاج الى كثير من الاختصاص ويمكن أن نفهمها، وإن شرحها للناس ممكن، وأنا أود في المقطع الأخير من كلمتي، وإن كنت سوف أحتاج القليل من الوقت الإضافي لأن وضع بلدنا حساس كثيرا الآن، لاتحدث في هذا الموضوع لأقول: لدينا خيارات، لدينا بدائل، ولدينا آفاق، وفي الوقت نفسه أريد أن أبين من زاوية أخرى في الموضوع نفسه، مسؤولية الولايات المتحدة الامريكية عن الصعوبات الاقتصادية والمالية الموجودة في لبنان، والإعاقة التي تقوم بها الحكومات الامريكية المتعاقبة، وخصوصا الحكومة الأخيرة التي تمنع على لبنان أن يستعيد عافيته وأن يخرج من مأزقه المالي والاقتصادي، بل هي تعمل على تعميق هذا المأزق، لنعرف كما في المعركة العسكرية في المقاومة المسلحة يجب أن تعرف القوى الحليفة والصديقة والخصم والعدو، أيضا في الموضوع الاقتصادي والمالي يجب أن تعرف من الصديق ومن الحليف ومن الخصم ومن العدو ومن يضع يديه في ظهرك من أجل دعمك ومساعدتك من أجل التقدم للامام، ومن يضع خنجرا بظهرك حتى إذا تقدمت خطوة للأمام تشعر انك سوف تقع، هذا أيضا من شروط النجاح في مواجهة الأزمات المالية والاقتصادية".

أضاف: "سوف أدخل من زاوية المسؤولية الاميركية، وسوف أشرح بعض العناوين لأن هذا الموضوع لوحده يحتاج ساعة من الكلام، وكمقدمة، الكل يعلم أنه بالموضوع المالي والموضوع الاقتصادي، وخصوصا حين نذهب الى الموازنات، الدولة لديها إيرادات، هذه الايرادات تدخل لمصلحة الدولة. هذا عنوان ايرادات، وهناك عنوان النفقات، الدولة يجب أن تنفق اموالا، يجب أن تدفع معاشات، يجب أن تبني بنية تحتية، يجب أن تنفذ مشاريع ويجب أن تهتم بالناس، شيخوخة، الأمراض، الأطفال، الصحة الى آخره، لكن هناك ايرادات وهناك نفقات باستمرار، هذه المعلومات لم تعد صعبة، ويجب على كل الناس أن تعلمها، مثل أي شخص في بيته، يعمل ويحصي المال من أجل تأمين حاجات عائلته وأولاده من طعام وطبابة ومدارس وثياب الخ... وبالنهاية ما المقدار الذي يحصله من المال يجب ان يعيش به. اذا كان المال لا يكفيه من أجل العيش، يجب ان يقترض، وسوف يتراكم دينه ويكبر، في الوقت الذي ايراداته على حالها، هنا سوف يقع بالعجز ويصبح لديه وضع حياة صعبة جدا، هذا بالعائلة. الدولة والوطن والشعب هو هذه العائلة الكبيرة الشيء نفسه، اذا إيراداتها أقل من نفقاتها يجب أن تقترض، ويأخذ الدين بالتزايد إلى وقت يصبح لديك حالة عجز، وتصل إلى وقت إذا كان هذا الدين بالفائدة لا تصبح قادرا على سداد الفائدة المتعلقة بالدين، التي يطلق عليها خدمة الدين العام".

وتابع: "من أهم وسائل العلاج ببلد لديه وضع اقتصادي حين نأتي لبلد كلبنان، نجد، وهنا لا نريد أن نحاكم سياسيات، فقط نريد ان نوصف واقعا، القطاع الانتاجي في لبنان مضروب، والقطاع الزراعي في أسوأ حال، والكل يعلم ما هي سياسات الدولة وما هو مقدار اهتمامها بالقطاع الزراعي، والناس تزرع وتستدين بكل المناطق وفي آخر المطاف لا تجد سوقا من أجل تصريف الانتاج أو تبيع انتاجها الزراعي بأقل من كلفة الانتاج، وفي كل عام نجد مظاهرات للمزارعين يرمون الفواكه والخضروات والبطاطا وما إلى ذلك على الطرقات في حركة احتجاجية".

ورأى أن "الزراعة في البلد وضعها صعب جدا، وهي قطاع انتاجي مهم. الصناعة في البلد وضعها صعب جدا وهي قطاع انتاجي مهم. حركة التجارة تراجعت بدرجة كبيرة جدا. لبنان بلد خدمات جاءت دول أخرى أخذت منا مساحة واسعة من الخدمات بالسياحة، وبعد قليل أرجع الى الأمركيين لأقول ما يفعلون بالبلد، ليس بحزب الله، بل بالبلد. أيضا موضع السياحة تأثر بدرجة كبيرة جدا. حسنا، تريد انتاجا، يجب أن تحرك عجلة الاقتصاد. اذا لم يصبح هناك زراعة وصناعة وتجارة وخدمات وسياحة، لن تتأمن فرص العمل، وسوف يبقى هناك اعداد كبيرة من الشباب والشابات اللبنانيين بلا عمل، عاطلين عن العمل، الناس تجلس في بيوتها، سوف تزداد حالة الفقر، وسوف تزداد حالة العجز، وسوف نبقى نعيش على الدين، وفي آخر المطاف سوف يصلون بنا إلى حالة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ويخرجون لك نموذجا كاليونان، وسوف يأتي من يسلب البلد، وينهبونك تحت عنوان أن يبقيك على قيد الحياة. من أجل ذلك يجب أن نبحث هل هناك من آفاق، لذلك كنا في مناقشة الموازنة السابقة، نقول ان هذه المنهجية، منهجية الذهاب مباشرة إلى جيوب الناس، وزيادة الضرائب والقيمة المضافة والرسوم، ومد الأيدي إلى معاشات الناس وإلى الحسومات التقاعدية العائدة للناس، هذا خطأ، أول شيء دعونا نذهب لنبحث، هل هناك آفاق أو لا؟".

وقال: "أنا سأتكلم فقط عن بعض الآفاق التي يقفلها علينا الأميركيون. أولا، الشركات الصينية، الصين اليوم لديها أموال هائلة، والشركات الصينية جاهزة لتأتي إلى لبنان وتستثمر بمليارات الدولارات، وتقوم بمشاريع انتاجية في لبنان، وتلتزم مشاريع مهمة في لبنان، وبأسعار مناسبة، وهذا سيحرك عجلة الإنتاج والإقتصاد وسيؤمن فرص عمل كبيرة. هناك من سوف يخرج ليقول كلا يا سيد، هذا غير صحيح، ليس ممنوعا على الشركات الصينية أن تأتي، أنا أقول ممنوع ومعلوماتي أنه ممنوع على الشركات الصينية ان تأتي لتعمل في لبنان، سأقول لكم لماذا، وأتمنى أن أكون مخطئا والحكومة الجديدة تملك جرأة وشجاعة أن يذهب رئيسها أو وفد رئيسي منها إلى الصين لفتح أبواب لبنان أمام الشركات الصينية. نحن نريد أن نأكل العنب، نحن لسنا هنا لنتحدى أي أحد، لماذا ممنوع؟ لأن الأميركيين يمنعون ذلك، الأميركيون يمنعون ذلك، هل يوجد أقرب من الكيان الصهيوني إلى الأميركيين في المنطقة، حكومة نتنياهو فتحت الباب أمام شركات صينية، وقدمت مشاريع مهمة جدا، وإستثمرت أموالا كبيرة في فلسطين المحتلة وأخذت مناقصات فوارقها كبيرة، فإستفاق الأميركيون وفركوا أذن نتنياهو. جون بولتون قبل إستقالته جاء إلى فلسطين المحتلة ببداية العام 2019 وأجرى لقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين، وهددهم بأن هذه المتابعة بالعلاقات الإقتصادية التجارية مع الصين ستؤثر على دعمنا العسكري وإلتزاماتنا الأمنية تجاه إسرائيل، وإلتقى مع عدد من المسؤولين، وأكثر من جلسة شكلها نتنياهو للمجلس الحكومي المصغر، الذي عادة يناقش قضايا الأمن القومي، لمناقشة موضوع العلاقة مع الشركات الصينية، وضبضبتها، وتقييدها، ومحاصرتها، هذا مع إسرائيل صديقتهم، وهم محتاجون إلى الشركات الصينية، لكن الأميركيين منعوهم. اليوم، وهذا موجود في الصحافة الأميركية والأجنبية، أحد أسباب الغضب الأميركي على رئيس الحكومة العراقية السيد عادل عبد المهدي ما هو؟ أحد الأسباب، هو ذهابه إلى الصين وعقد إتفاقات بما قيمته، بعض الأنباء قالت 400 مليار دولار وبعضها قال 500 مليار دولار، هذا خط أحمر عند الأميركيين، الأميركيون يخوضون حربا تجارية مع الصين".

أضاف: "نحن في لبنان ما هو دورنا وعلاقتنا بالحرب التجارية الأميركية مع الصين؟ ممكن أن يقول أحد أنتم يا حزب الله ورطونا بالصراع بين أميركا وإيران، حسنا من من اللبنانيين يورط لبنان بمشاكل بين الصين وأميركا؟ من له علاقة؟ ليس لأحد علاقة، لماذا نحن يجب أن نكون مع الاميركيين ونخضع للأميركي بشيء يمكن أن ينقذ بلدنا، إذا فتحت الابواب أمام الشركات الصينية، بأن يأتوا ليقوموا بمشاريع كهرباء وسدود وطرقات، والجماعة عرضوا مشاريع مهمة جدا. اليوم هذه الشركات الصينية ذهبت إلى سوريا لأنها لا تخاف من ترامب ولا تخاف من الاميركيين وتريد أن تستثمر في سوريا وتريد أن تعيد الإعمار في سوريا والحكومة السورية فتحت لها الأبواب، لأن الحكومة السورية خارج دائرة السيطرة والنفوذ الاميركي، لماذا لبنان يجب أن يخضع للنفوذ الاميركي في هذا الموضوع، نريد أن نفتل الكرة الأرضية كلها، رئيس حكومة لبنان مضطر أن يبذل ماء وجهه عند كل الرؤساء والزعماء في العالم ليأتي بوديعة، أو أن يأتي بإستثمار، أو أن نأتي بقرض ونعود ونسدده من جيوب اللبنانيين حتى نحرك العجلة الاقتصادية في البلد، فلتأت الشركات الصينية وتحرك العجلة الاقتصادية وبشروطك، وبمناقصات، من الذي يمنع؟ الأميركيون، هؤلاء الذين يقدمون أنفسهم كمنقذ للشعب اللبناني".

وتابع: "ثانيا، الشركات الإيرانية، الرسمية والشعبية، من المانع؟ وأنا تكلمت بهذا الموضوع سابقا ولا أريد أن أفصل فيه مجددا. قادرون أن يأتوا إلى لبنان وينفذوا استثمارات ويأمنوا فرص عمل، لكن ممنوع. حتى الروسي، ليس عندي معلومات كثيرة، لكن هناك شبهات حول هذا الموضوع أيضا. هناك فرص أن تأتي دول أو شركات من دول مهمة بالعالم أو بالمنطقة حتى تستثمر في لبنان وتحرك عجلة الاقتصاد في لبنان، الفرص موجودة، الذي يمنع هذه الفرصة ويعيقها هو سياسات الولايات المتحدة الأميركية. ثالثا، الإعمار في سوريا، أنا سمعت كثير من المسؤولين اللبنانيين ومن جملتهم رئيس الحكومة، في عدة مؤتمرات، عن أهمية دور لبنان في إعمار سوريا، لو يفتح باب أن تذهب الشركات اللبنانية إلى سوريا وتشارك بالإعمار- هناك شركات تذهب متخفية وبأسماء مموهة- لكن رسميا الناس خائفة، لماذا الشركات اللبنانية لا تذهب إلى سوريا؟ لأن هناك عقوبات أميركية، وهناك تهديد أميركي، من يشارك بالإعمار في سوريا سيوضع على اللوائح، إذا فلنبق متختخين في لبنان، لا نستطيع أن نفعل شيئا، هؤلاء الأميركيون أم نحن؟ ما علاقة حزب الله والمقاومة بهذا الموضوع؟ ليس له علاقة، هذا له علاقة بالاستهداف الأميركي لسوريا وبالعقوبات على سوريا وتغيير النظام في سوريا. وأنا أعرف- لن أسمي الآن الدول حتى لا أحرج حكوماتها- أنا أعرف أنه في بعض الدول العربية شركات وتجار كبار ومؤسسات ذهبت إلى سوريا ووجدت استعدادا كبيرا من السوريين لاستقبال هذه الشركات للمساهمة في الاستثمار وإعادة الإعمار في سوريا، وعندما عادوا إلى بلدانهم اتصل بهم السفير الأميركي وهددهم بأن أي شركة من هذا البلد تذهب إلى سوريا سيتم وضع أصحابها على لوائح العقوبات، نفس الشيء في لبنان، في الوقت الذي فتح الأبواب لمشاركة لبنانية في إعادة الإعمار في سوريا، سينهض بالاقتصاد اللبناني إلى ما شاء الله لعشرات السنين، بكل شيء".

وقال: "رابعا، الضغط الدائم على لبنان بالموضوع الأمني، إذا أحد يريد أن يستثمر في لبنان، أيا كان، غير التهديد بالعقوبات، كل فترة يقول لبنان بلد غير آمن، هذه كذبة، هذه كذبة أميركية، يا إخواني وأخواتي وكل اللبنانيين الذين يسمعون، راجعوا الصحف الأميركية والمواقع الأميركية المتخصصة، والله، والله، لبنان أكثر أمنا من أي ولاية في الولايات المتحدة الأميركية، هذا لبنان، لبنان أكثر أمنا من واشنطن نفسها، فنحن لا تنعكس علينا الأخبار، إقرأوا في السنة إحصائيات في واشنطن أو في أي ولاية أميركية وقارنوها بالنسبة المئوية، شاهدوا نسبة حوادث القتل وحوادث جرح واشتباكات وإطلاق نار وحوادث اغتصاب وحوادث سرقة، يتبين أن لبنان أمام أي ولاية أميركية جنة من الأمن والأمان، لكن الأميركيبن يشتغلون سياسة ترهيب حتى يخيفوا العالم ولا يأتوا إلى لبنان ويستثمروا، هؤلاء الأميركيون".

وأردف: "هناك أيضا العقوبات، العقوبات هي سيف ذو حدين، واليوم حتى حاكم المصرف كان يتكلم عن هذا الموضوع، العقوبات الأميركية تركت أثرا على الاقتصاد اللبناني وعلى الوضع المالي اللبناني وعلى المصارف في لبنان، تركت آثارا، من يضغط على المصارف؟ حزب الله؟ نحن ضغطنا على المصارف؟ نحن أقصى شيء بعض مدراء البنوك عتبنا عليهم وقلنا لهم لا تكونوا ملكيين أكثر من الملك، هناك أسماء لم تنزل على اللوائح لماذا تشطبون حساباتهم من الآن؟ هكذا فقط، لم نقل سنقوم بمسيرات على المصارف ولم نقل نريد أن نحتل المصارف، ولم نقل شيئا. من الذي كل يوم وكل مدة يأتي مسؤول من الخارجية الأميركية أو الخزانة الأميركية ويمارس عملية ترهيب للمصارف في لبنان؟ الأميركيون. من الذي يضع تشددا هائلا على تحويل أموال إلى لبنان أو من لبنان؟ الأميركيون. من سيستثمر بمناخ من هذا النوع؟ حجتهم الضغط على حزب الله، أنا من أول يوم قلت لهم، ضعوا عقوبات كما تريدون، أموالنا ليست بالبنوك، ويعرفون هم أموالنا من أين- ليس هناك داع أن نتكلم أكثر، كل العالم يعرف- وكيف نأتي بأموالنا، العقوبات على القطاع المصرفي هي عقوبات على لبنان وعلى الشعب اللبناني، هذا لا يضغط المقاومة، العقوبات على القطاع المصرفي هي لإحداث الفتنة بين اللبنانيين، لإيجاد صراع داخل المجتمع اللبناني، تحريض اللبنانيين ليحملوا المقاومة المسؤولية، لكن هو المعيق، هو الذي يعطل عجلة الاقتصاد في بلدنا".

وقال: "الضغط على المغتربين اللبنانيين، إخافتهم، إرعابهم، أغلب التحويلات المالية من المغتربين اللبنانيين التي كانت توجد فرص عمل في لبنان، كانت تعمر بيوتا وأبنية وتنشئ مشاريع، هذا أغلبه عطل بسبب السياسات الأميركية والترهيب الأميركي. تحويل الدولار والعملة الصعبة من المغتربين إلى لبنان، كم هي الصعوبات التي تعانيها الآن؟ في الوقت الذي كان يقدم سيولة كبيرة في البلد. إذا بقينا نستقرض ونستدين فنحن ذاهبون من عجز إلى عجز، يجب على الدولة أن تنشط القطاع الزراعي وتنشط القطاع الصناعي. الآن وأنا أتحدث معكم هناك فرصة تاريخية أمام الشعب اللبناني، أمام كل المزارعين في لبنان وأمام كل الصناعيين في لبنان، ما هي؟ هي العراق، العراق اليوم 35، 39 مليون- لا أعرف، كل شخص يقول شيئا- بلد كبير وبلد غني وسوق يتنافس عليها الكثير من دول المنطقة، الشعب العراقي يحب الشعب اللبناني، العلاقة بين العراق ولبنان ممتازة، إذا ليس هناك مشكلة، عندنا مشكلة واحدة، كيف يصل الانتاج الزراعي اللبناني إلى العراق؟ كيف يصل الانتاج الصناعي اللبناني إلى العراق؟ السوق العراقي قادر أن يستوعب الانتاج الزراعي والصناعي اللبناني عشرات المرات ومئات المرات، هذا إلى ماذا يؤدي؟ سيعيد تحريك عجلة الزراعة بكل المناطق، سيحيي المصانع بكل المناطق، سيفتح أفقا أمام مصانع جديدة، يعني فرص عمل جديدة، هذا كله على ماذا يتوقف؟ على خطوة، لأنه لا يمكننا أن نصدر بالبواخر ولا نصدر بطاطا على العراق بالطائرات، يجب أن نصدر عبر البر، هذا متوقف على خطوة واحدة، أن تتفاهم الحكومة اللبنانية مع الحكومة السورية، لأن المعابر من لبنان إلى معبر البوكمال، معبر البوكمال الذي عمل الأميركيون في الليل وفي النهار من أجل أن لا يفتح، وهذه أيضا أحد أسباب الغضب على رئيس الحكومة العراقية السيد عادل عبد المهدي، أنه أصر على فتح معبر البوكمال مع سوريا. خذوا مني وأنا أعرف تفاصيل، الأميركيون لم يتركوا وسيلة ضغط حتى إلى مستوى التهديد لمنع فتح معبر البوكمال إلا وقاموا بها. لكن كان هناك قرار عراقي سيادي بفتح معبر البوكمال، الحجة، الكذب، هي أن معبر البوكمال يعني سيمرر صواريخ إلى لبنان، وأنا بأكثر من مناسبة قلت لهم، نحن لسنا بحاجة إلى أن نأتي بصواريخ من معبر البوكمال، أصلا لدينا صواريخ زيادة عن حاجتنا والله "ملبكين" أين نضعها. هذا ادعاء كاذب، الأميركيون يعرفون أن معبر البوكمال سيحيي الاقتصاد السوري، سيحيي الزراعة في سوريا والصناعة في سوريا، لأنه سيؤمن سوقا عراقيا ضخما في سوريا، وأيضا سيحيي اقتصاد لبنان".

أضاف: "كل المطلوب أن لا نذهب ونلف العالم ونستقرض، المطلوب أن يذهب وفد رسمي بقرار حكومي من لبنان- أعلم أن هذا الكلام سيزيد الضغط الأميركي- لكن يجب أن يعرف الرأي العام اللبناني الحقائق، يذهب إلى سوريا ويتفاهم مع الحكومة السورية، نأخذ تسهيلات على المعابر بين لبنان وسوريا ونأخذ تسهيلات على معبر البوكمال، وإذا هناك ضرائب نعمل على خفضها كي يحصل المزارع اللبناني أو الصناعي اللبناني أرباحا معقولة ويفتح شريان الحياة، شريان الحياة وليس عرقا، ليس شريانا فقط بل نهر من الخيرات ممكن أن يفتح بين لبنان وبين العراق ونصدر إنتاجنا الزراعي، ونصدر إنتاجنا الصناعي، وأعيد وأقول لكم الشعب العراقي يحب اللبنانيين، يحب الشعب اللبناني، أين المشكلة؟ والطريق مفتوح، فقط يجب أن نتفاهم مع الحكومة السورية، ممكن أن يقال يا سيد أنت علاقتك ممتازة مع السوريين "ظبطها"، هكذا؟! هكذا نريد أن ننقذ البلد؟! لا، بكل صراحة أنا لا أستطيع أن "أظبطها"، هذه المنهجية خاطئة. لماذا لا نذهب إلى سوريا؟ الآن هناك أحد مقتنع في لبنان أو غير مقتنع، يجب أن نتحدث بالمنطق، نريد أن ننقذ البلد، إنقاذ البلد ليس بمزيد من القروض ومزيد من الفوائد، إنقاذ البلد بتحريك عجلة الإنتاج والبحث عن أسواق، هذا الذي ينقذ البلد، هذا الذي يجعل البلد يتعافى. أنا أقول لكم بصراحة، الأميركيون، ممنوع، ممنوع الحكومة الحالية والتي قبلها والتي قبلها، هذه التي يسمونها حكومة حزب الله، والله لو كانت حكومة حزب الله كانت بعد ساعة واحدة من الثقة وأول قرار تأخذه أن تذهب إلى سوريا، لو كانت حكومة حزب الله. الأميركيون لا يريدون أن نجد لزراعتنا سوقا، ولا يريدون أن نجد لصناعتنا سوقا، ولا يريدون أن يرسل المغتربون أموالا إلى لبنان، ولا يريدون لأحد أن يستثمر في بلدنا، ولا يريدون للصين أن تستثمر ولا يريدون إيران ولا يريدون روسيا، "يا عمي" هناك دول جاهزة أن تقدم هبات، حتى الآن هناك تردد "رجل لقدام رجل للوراء". لذلك أنا في الخطاب الأخير قلت نريد حكومة سيادية، ماذا يعني سيادية؟ يعني تأخذ المصالح الوطنية اللبنانية بعين الاعتبار، وتملك شجاعة أن تقول للأمريكي هذا الموقف هو خلاف المصلحة الوطنية اللبنانية: اسمح لي وحل عن سماي".

وفي موضوع النفط والغاز، قال: "كل اللبنانيين يعلقون آمالا على موضوع النفط والغاز، من يضع عصيا بالدواليب، من المعيق؟ من يضع فيتو؟ من الذي يوقف ترسيم الحدود ويريد أن يخضع لبنان للشروط الإسرائيلية، أليس الأميركيون؟ هذه شواهد، الآن أنا أضرب عصفورين بحجر واحد، هناك أفكار وهناك آفاق للخروج مما نحن فيه- هذه بعض الأفكار- وبنفس الوقت أقول أن الأميركي هو المسؤول عن هذه الإعاقة وعن هذه المخاطر وعن هذا التعطيل الذي نعاني منه منذ سنوات طويلة جدا. لذلك، اللبنانيون اليوم مدعوون للوعي، مدعوون لقرار كبير. أريد أن أستفيد هنا بكلمتين وأعلق على كلام بومبيو، بومبيو يقول- لن أعلق على كلامه عن العراق الأخوة العراقيين يجيبون- إنه يجب أن نمد المساعدة للشعب اللبناني للتخلص من الفساد الذي جاءت به إيران إلى لبنان. عجيب الوقاحة، عجيب الكذب، عجيب الظلم، عجيب الافتراء، أين الفساد الذي جاءت به إيران إلى لبنان؟ دلني عليه يا سيد بومبيو ويا أصدقاء السيد بومبيو، إذا كان هناك من فاسدين في لبنان وطبعا هنالك، أغلبهم من أصدقائكم ومن حلفائكم ومن أدواتكم ومن أناسكم. ثانيا، يقول بومبيو يجب أن نقدم المساعدة للشعب اللبناني للتخلص من النفوذ الإيراني، لماذا أنا يوم السبت في يوم أربعين الحسين عليه سلام من أول يوم قلت للمتظاهرين وللمحتجين والذي قلت أغلبهم صادقون وأقدرهم وأحترمهم انتبهوا ممن يركب الموجة وهناك أناس ركبوا الموجة، هؤلاء الأميركيون، هو لا يرى ألم الناس ولا جوع الناس ولا مناداتها بمحاربة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة وفرص العمل وإلخ... يرى معركته هو، معركة النفوذ الإيراني، ماذا يعني النفوذ الإيراني في لبنان؟ إذا كنا نريد أن نترجمها من الإنكليزي إلى العربي، ماذا يعني النفوذ الإيراني؟ يعني النفوذ الإيراني- طبعا هذا ليس اتهاما لأي مؤسسة سأذكر اسمها ولكن للتأكيد- يعني النفوذ الإيراني بالقطاع المصرفي؟ إذا كان هناك أي بنك يتعامل مع أحد إيراني يضعوه على العقوبات ويقفلوه. النفوذ الإيراني بالجيش اللبناني الممنوع أن يأخذ أي مساعدة من إيران؟ النفوذ الإيراني بالنفط وبالغاز وبالتلزيمات وبالشركات؟ النفوذ الإيراني بقوى الأمن الداخلي؟ النفوذ الإيراني بماذا؟ أين يوجد نفوذ إيراني في لبنان؟".

أضاف: "نعم، بفهمه هو، بترجمة عقله، النفوذ الإيراني يعني المقاومة، حتى نفهم الترجمة، النفوذ الإيراني يعني المقاومة، يعني كل ما يريده الأميركي ماذا؟ أن يتخلص لبنان من مقاومته، إذا لبنان عنده يد تحميه، إذا عنده يد تهدد ليستعيد نفطه وغازه ويستثمره بحق، ليستعيد أراضيه، ليستعيد مياهه، ليحافظ على كرامته، ليحافظ على أمنه وسيادته وسلامته، ليكون جزءا أساسيا من المعادلة، لتسأل عنه الدنيا، هذه اليد اسمها المقاومة، الأميركيون يريدون أن تقطعوا يدكم. لذلك بهذه المرحلة الشعب اللبناني كله معني أن يحافظ على كل عناصر قوته، معني أن يحافظ على وحدته ولا يسمح لأحد أن يأخذه إلى الفراغ وإلى الفوضى ولا حتى على الحرب الأهلية، ويفكر بشكل جدي بمصالحه الحقيقية والوطنية التي تخرجه من المأزق المالي والاقتصادي والأزمة الحياتية والمعيشية التي يعيشها، هذا يحصل بالحوار وبالتلاقي وبالتعاون، وأيضا برفع اليد والغطاء عن كل الفاسدين. وجمهور المقاومة بشكل خاص وبهذه المرحلة بالتحديد معني أكثر بالوعي، بالفهم، بقراءة التصريحات والبيانات وبالبصيرة، بالبصيرة، بالبصيرة".

وختم نصرالله: "اليوم، في يوم شهيد حزب الله عهدا لشهدائنا الأطهار، الأعزة، الكرام، أن نحافظ على الكرامة وعلى العزة وعلى القوة وعلى المنعة وعلى الحماية وعلى الردع وعلى الموقع وعلى كل ما أعطيتمونا إياه بدمائكم، نحن قوم أوفياء لشهدائنا وأوفياء لشعبنا ولأمتنا ولمقدساتنا وأيا تكن الصعوبات ومهما بلغ التضحيات، نحن قوم لا نستسلم ولا نخلي الساحات حتى نرفع راياتنا في أعلى القمم الشامخة إن شاء الله".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 11 و 12 تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

مقالات 5 من جريدة الشرق الأوسط تتناول الإنتفاضة اللبنانية

التمسك بالحريري: وراء الأكمة ما وراءها/سام منسى/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2019

أثرياء لبنان في حاجة إلى التقليم/دان آزي/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2019

برغم كل شيء/سمير عطا الله/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2019

جدران العراق ولبنان والخيط الإيراني/غسان شربل/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2019

تحدي إيران/مأمون فندي/الشرق الأوسط/11 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80446/%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-5-%d9%85%d9%86-%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d8%aa%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84-%d8%a7/

 

لو سمحت لي سيّد حسن

المخرج يوسف ي. الخوري/11 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80437/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%88-%d8%b3%d9%85%d8%ad%d8%aa-%d9%84%d9%8a-%d8%b3%d9%8a%d9%91%d8%af-%d8%ad%d8%b3/

 

رسالة من رجل الأعمال الأعمال الإماراتي خلف أحمد الحبتور إلى خيرة الناس في لبنان/السياسة/11 تشرين الثاني/2019

Khalaf Ahmad Al-Habtoor/My message to the Lebanese: Stay strong and you will triumph/Arab News/November 11/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80442/80442/