LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november01.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

احِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم، لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/جبران باسيل عارض لسرطان الاحتلال وكل من يجعل منه المشكلة من مثل جعجع وجنبلاط والحريري هو منافق وذمي ومتآمر على السيادة

الياس بجاني/كلمة عون وعدم ذكره للاحتلال اللاهي فيها يؤكد أنه في غربة عن الناس وفي حالة انسلاخ كاملة عن كل ما كان الجنرال عون قبل العام 2006.

الياس بجاني/اصحاب شركات الأحزاب زعماء ومنتهية صلاحيتهم

الياس بجاني/بيان المطارنة الموارنة أضاع البورصة وطالب بالإلتفاف حول حزب الله كونه طالب بالإلتفاف حول ممثله في قصر بعبدا الرئيس عون

الياس بجاني/مع احترامنا لشخص سالم زهران هو مخلوق مدعي ومزعج ومستفز ومتعجرف ويا ليت محطة ال أم تي في تريحنا قليلاً من تنظيراته الملالوية الفجة

الياس بجاني/لا وجود لسلطة في لبنان غير سلطة حزب الله

الياس بجاني/لا أمل ولا رجاء من أصحاب شركات الأحزاب التجارية الثلاثة الذين خانوا ثورة الأرز…اطردوهم واعزلوهم

فيديو مداخلة للياس بجاني تتناول استقالة الحريري وما هو متوقع بعد الإستقلالة إضافة إلى الاحتلال الإيراني من خلال حزب الله والنظام والحراك الشعبي، وذلك مع تقارير وتعليقات لآخرين/شارك في الحلقة معلقين أخرين

ملخص مداخلة الياس بجاني

مداخلة  تلفونية للياس بجاني عبر تلفزيون i24NEWS Arabicتتناول استقالة الحريري وما هو متوقع بعد الإستقلالة إضافة إلى الاحتلال الإيراني من خلال حزب الله وذلك مع تقارير فيديو وتعليقات لآخرين

من محطة تلفزيون(I24 News ) مقابلة مع الياس بجاني من خلال برنامج هذا المساء تناولت الإنتفاضة اللبنانية الشعبية مع 3 معلقين

اعتقال اللبناني الكندي ثابت ثابت في مطار بيروت على خلفية معارضته للحكم وللإحتلال الملالوي معيب وأكيد لن يرعب السياديين في الإغتراب

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/الاحتلال الإيراني وإرهابه مشكلة لبنان

الياس بجاني/تعليق بالصوت: ضرورة التحرك باتجاه مجلس الأمن لتنفيذ القرارات الدولية: 1559 و1701 واتفاقية الهدنة

الياس بجاني/ضرورة التحرك باتجاه مجلس الأمن لتنفيذ القرارات الدولية: اتفاقية الهدنة وال 1559 و1701

 

عناوين الأخبار اللبنانية

كلمة الرئيس ميشال عون في الذكرى الثالثة لانتخابه

بعد كلمة عون.. الاضطرابات تعود الى الشارع وقطع للطرقات!

وزير خارجية فرنسا: من الضروري ومن اجل مستقبل لبنان أن تشكل بسرعة حكومة قادرة على إجراء الإصلاحات

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخيس 31/10/2019

اسرار الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 31 تشرين أول 2019

اللهم إني أجد سبل المطالب إليك مشرعة، ومناهل الرجاء إليك مترعة/الأباتي سيمون عساف/فايسبوك

إعلام حزب الله يشبّه المظاهرات بفيلم "جوكر"

3 خيارات حكومية في لبنان.. وهذا شرط الحريري/ جوني فخري/العربية نت

مؤامرة.. تهريب "دولارات لبنان" لدول محور إيران/هاجر كنيعو/العربية نت

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ساحات لبنان على تأهُّبها لأسبوع ثالث وكرٌّ وفرٌّ بين الجيش والثوار

هل تأخير الاستشارات المُلزمة رسالة للحريري أنَّ عودته ليست مضمونة؟ وهل تنتظر "بعبدا" ما سيقوله نصرالله؟

لقاء موسع دام 90 دقيقة بين رئيس “المستقبل” والوزير خليل موفداً من بري بحث الوضع الحكومي

شدياق: “القوات” مع حكومة تكنوقراط وعدم تشكيلها يعني أخذ لبنان نحو المحور الإيراني والذهاب به إلى المجهول

سامي الجميل: سياسة الاستلشاق والمماطلة مستمرة وكأن البلاد في عطلة ولن نسكت عن هذا التأخير

فيديو الحريري يفضح المستور: كانوا معي واستفادوا مني وسرقوني وبحسب مصادره فهو يعتبر أن مرحلة التسويات والتنازلات انتهت

الأب طوني الخولي يكشف: "ممنوع انزل على لبنان رح يكمشوني عالمطار"

هل يقبل “حزب الله” بحكومة تكنوقراط برئاسة الحريري؟

بالأسماء - عقوبات دولية على عناصر من حزب الله

"رويترز" تكشف اجتماع ما قبل الإستقالة.. هكذا تحدى الحريري حزب الله!

التكليف أصعب من التأليف!

أسود يشن هجوماً عنيفا على الحريري .. وهذا ما قاله!/ماريا ضو/الكلمة اونلاين

بعض المسؤولين غادروا منازلهم.. وتنبيه أمني لبعض الشخصيات

وكفى الله اللبنانيين شر.. «الخطاب»!

استقالة الحريري أدخلت «العهد القوي» في مأزق.. باسيل هدّد بقلب الطاولة فانقلبت عليه!

موفد حسن نصرالله ليلة الاستقالة للحريري: لا تذعن للمحتجين!

بعد بيان "درء الفتنة"..حرس بري يتوعدون المتظاهرين: ستلتقون الله

حرق علم إسرائيل في "الرينغ" يثير جدلاً

واشنطن: ندعم الحكومة الموثوق بها من الشعب

مؤامرة تهريب “دولارات لبنان” لدول محور إيران

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

رسالة مزدوجة من البابا للعراقيين وحكومتهم

دول الخليج وأميركا تصنف قوة «الباسيج» الإيرانية منظمة إرهابية ضمن تصنيف مشترك يعدّ الأكبر في تاريخ «مركز استهداف تمويل الإرهاب»

ظل إيران في العراق.. سليماني يجتمع بقادة أمنيين

هل ارتكبت "وحدات الحماية" مجزرة عفرين؟

إدلب: وعادت المجازر الروسية!

اللجنة الدستورية: بدأ النظام مهمة التعطيل

النظام و"قسد" شرقي الفرات: هل اقتربت المواجهة؟

العراق:توسع التظاهرات..والرئيس يؤيد إنتخابات مبكرة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

استقالة الحريري: صفعة مدوية لنفوذ حزب الله في لبنان/سامي خليفة/المدن

لماذا سقط العهد العوني إلى هذا الدرك؟/منير الربيع/المدن

"النظام القديم" الذي يمدح الشعب اللبناني ويحتقره/وليد حسين/المدن

ثوار لبنان والعراق يرفضون “نصائح” خامنئي/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

لبنان: ما بعد الاستقالة!/حنا صالح/الشرق الأوسط

رأي روحاني في لبنان والعراق/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

لبنان الشعب يتآمر على لبنان الحزب/فاروق يوسف/العرب

الموت جوعًا داخل منظومة صواريخ متطوّرة/د. إيلي شعيا/مون ليبانون

إسرائيل تشترط: مهمة الحكومة المقبلة مواجهة حزب الله/يحيى دبوق/الأخبار

جنبلاط الذي مُنع من الاستقالة!/أسعد بشارة/الجمهورية

العهد الفاشل!/علي حمادة/النهار

شروط الحريري لترؤّس حكومة جديدة!/سركيس نعوم/النهار

الرد على النظام اللبناني- السوري: الحق في معارضتَين/وضاح شرارة/المدن

مرجع ديني عراقي «يبق البحصة» ضد إيران!/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

لهذا أنشئت «حماس» وهذه هي مهمتها الفلسطينية!/صالح القلاب/الشرق الأوسط

القصة الكاملة لمذابح الأرمن.. أفظع جرائم الإنسانية/أشرف عبد الحميد/العربية نت

الملياردير جورج سوروس: النازيّ الأخير! القبضة الحديدية، لتغيير الأنظمة السياسية!/د. إيلي جرجي الياس/مون ليبانون

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

خمسة مطلوبين خطيرين يغادرون مخيم عين الحلوة

تيار المستقبل اجتمع برئاسة الحريري: الحراك الشعبي نجح بتخطي الاصطفافات الطائفية وحواجز الولاءات العمياء

جعجع: المطلوب حكومة مستقلة وتغيير النظام غير مطروح راهنا

الوفاء للمقاومة: الاستقالة تسهم في هدر الوقت لتنفيذ الاصلاحات وتزيد من فرص التعقيدات للدخول على خط الازمة

الراعي: نصلي للرب ان يلهم المسؤولين كي يتخلوا عن مصالحهم الصغيرة المعيقة للحلول وتشكيل حكومة جديدة

بيان من حزب الله بشأن الطائرة الإسرائيلية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

نَنْبِذُ الأَسَالِيبَ الخَفِيَّةَ المُخْجِلَة، ولا نَسْلُكُ طَرِيقَ المَكْر، ولا نُزَوِّرُ كَلِمَةَ ٱلله، بَلْ إِنَّنَا بإِظْهَارِ الحَقِّ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا تُجَاهَ ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَان، أَمَامَ ٱلله

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس04/من01حتى06/:”يا إِخوَتِي، مَا دَامَتْ لَنَا هذِهِ الخِدْمَةُ بِرَحْمَةٍ مِنَ ٱلله، لا تَضْعُفُ عَزِيْمَتُنَا. ولكِنَّنَا نَنْبِذُ الأَسَالِيبَ الخَفِيَّةَ المُخْجِلَة، ولا نَسْلُكُ طَرِيقَ المَكْر، ولا نُزَوِّرُ كَلِمَةَ ٱلله، بَلْ إِنَّنَا بإِظْهَارِ الحَقِّ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا تُجَاهَ ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَان، أَمَامَ ٱلله. وإِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا لا يَزَالُ مَحْجُوبًا، فإِنَّمَا هوَ مَحْجُوبٌ عَنِ الهَالِكِين، غَيرِ المُؤْمِنِينَ الَّذينَ أَعْمَى إِلهُ هذَا العَالَمِ بَصَائِرَهُم، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا ضِيَاءَ إِنْجِيلِ مَجْدِ المَسِيح، الَّذي هُوَ صُورَةُ ٱلله. فَنَحْنُ لا نُبَشِّرُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ نُبَشِّرُ بِيَسُوعَ المَسِيحِ رَبًّا، وبِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُم مِنْ أَجْلِ يَسُوع؛ لأَنَّ ٱللهَ الَّذي قَال: «لِيُشْرِقْ مِنَ الظُّلْمَةِ نُور!»، هُوَ الَّذي أَشْرَقَ في قُلُوبِنَا، لِنَسْتَنِيرَ فَنَعْرِفَ مَجْدَ ٱللهِ المُتَجَلِّيَ في وَجْهِ المَسِيح.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

جبران باسيل عارض لسرطان الاحتلال وكل من يجعل منه المشكلة من مثل جعجع وجنبلاط والحريري هو منافق وذمي ومتآمر على السيادة

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80057/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6-%d9%84%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84/

بداية فإن جبران باسيل السياسي هو انتهازي ووصولي ولم يعرف ولن يعرّف في أي يوم معنى السيادة أو مفاهيم العطاء دون مقابل.

ونعم، وعلى الأكيد لا تهمه إلا وضعيته الشخصية.

ولكنه ليس الشواذ، بل هو القاعدة مثله مثل 99% من أفراد طاقمنا السياسي الدكتاتوري الماروني وغير الماروني من مثل سمير جعجع وأمين الجميل وعون وجنبلاط والحريري وبري وغيرهم كثر تاريخهم يحكي نزواتهم وسقطاتهم واكروباتياتهم.

فحتى لا تضيع ونضيع البوصة السيادية والإستقلالية والإحتلالية في زمن المّحل والبؤس ونخلط بين الحق والباطل، وبين الوطني الشريف وبين العميل لإيران ولحزبها.

علينا أن لا نغرق أكثر في غياهب وأوحال الباطنية والتعمية على احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي والدموي والمجرم والقاتل والذي هو مشكلة لبنان الأولى.

علينا أن لا نترك لغرائزنا أن تعشعش أكثر وأكثر في عاهات الذمية والجبن والغنمية والصنمية لتسرطن عقولنا وتقتل ضمائرنا وتخدر بداخلنا نعمتي البصر والبصيرة.

علينا أن لا نتلحف بمتلازمة ستوكهولم المرّضية، أي شكر القاتل لأنه لم يقتلنا، ولأنه سمح لنا أن نبقى على قيد الحياة ولكن كعبيد وبذل وغنمية.

علينا أن لا نترك سمير جعجع في مجتمعنا المسيحي تحديداً وأتباعه يبررون فشل دخولهم الكارثي والإسخريوتي في صفقة التسوية الرئاسية وملحقاتها (تفاهم معراب، وقانون الانتخاب، وحكومة حزب الله الحالية، واتفاق تقاسم المسيحيين غنائم وسبايا مع عون وباسيل).

علينا أن لا نترك جعجع الباطني والمتشاطر والسياسي الفاشل والدكتاتوري وغيره من أقرانه المسيحيين وغير المسيحيين يتفلتون من أخطاء وخطايا فرطهم 14 آذار، وخيانة ثورة الأرز، وشيطنة الأحرار والبشيريين، والقفز فوق دماء شهداء 14 آذار والتعايش المهين مع دويلة وسلاح وحروب واحتلال حزب الله مقابل كراسي ومنافع ونفوذ، وأوهام كراسي رئاسية وإلهاء المجتمع المسيحي بشخص جبران باسيل.

علينا أن لا نخادع كغيرنا ونلحس المبرد ونتلذذ بملوحة دمائنا ونستسلم للخداع الممنهج لغالبية للقيادات المارونية الزمنية والدينية وغيرها من القيادات وفي مقدمها جعجع وباسيل وعون وبري وجنبلاط والحريري .

علينا أن لا نفقد بشيريتنا المقاومتية والإيمانية ولا نغفل عن أسس كيانيتنا اللبنانية.

من هنا، ومن أجل كل ما سبق على المواطن اللبناني المسيحي تحديداً أن لا يغرق في إعلام محطة تلفزيون عون-باسيل (OTV)التي تسفه وتعهر كل شيء، وتصور جعجع بأنه علة العلل وبأنه وراء محاولات الانقلاب على عون وعهده.

وفي السياق نفسه ولنتحصن بمواجهة ابليسية كل هؤلاء علينا أن لا نصدق إعلام جعجع وأغنامه وأبواقه والصنوج الذين يصورن جبران باسيل بالشيطان الرجيم ويتغافلون عن سابق تصور وتصميم عن احتلال حزب الله وعن خطيئتهم في الرضوخ له والتعايش معه مقابل منافع شخصية ووعود رئاسية.

وأيضاً وفي الإطار ذاته فإن لا قيمة ولا فاعلية سيادية أو استقلالية بأي شكل من الأشكال لانتفاضة صهر الرئيس عون النائب شامل روكز على عديله باسيل، ولا جدية وطنية لمواقف وانتقادات وصراخ وشكاوى بعض أفراد عائلة الرئيس عون، ومعهم كل من طُرد من شركة حزب عون-باسيل التجارية الملالوية، أو خرج منها طوعاً لأي سبب كان.. لا جدوى لا وفائدة من كل هذه المقاربات النفعية والتعموية ما لم يتبرأ كل هؤلاء السادة والسيدات من ورقة تفاهم عون-نصرالله (ورقة تفاهم مار مخايل) ويعتذرون من الشعب اللبناني ويؤدون الكفارات عن خطاياهم.

في الخلاصة جبران باسيل السياسي ودون الدخول في أي شأن شخصي معه أو مع غيره هو في العمل السياسي عارض من أعراض الاحتلال الإيراني، ومجرد أداة من أدواته السياسية لا أكثر ولا أقل.

 وبالتالي، فإن بقاءه أو تغييبه عن الحياة السياسية والحكومية لن يقدم أو يؤخر بشيء ما دام الاحتلال قائماً.. وما دام هناك ألف جبران قدموا أوراق اعتمادهم للمحتل ليحلوا مكان جبران ومنهم جعجع نفسه.

يبقى أن مشكلة لبنان هي الاحتلال وكل الأزمات المتراكمة الخطيرة من مالية ومعيشية وأمنية وإفقار وفساد وإفساد وعزلة دولية وإقليمية وهجرة وفوضى وتسيس قضاء.. هي كلها مجرد أعراض لمرض الاحتلال، وبالتالي لن يكون بالإمكان إيجاد أي حل لأي منها بظل الاحتلال وحكم أتباعه وأدواته.

الحل لم يعد بيد اللبنانيين وحدهم، بل لدى المجتمع الدولي ومن خلال تنفيذ القرارات الدولية الثلاثة: 1559 و1701 واتفاقية الهدنة بعد اعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

مع كيس ملح ميلو أحمر صعب هضم تصنُع النائب سيمون أبي رميا

الياس بجاني/31 تشرين الأول/2019

بالشخصي وهذا غلط: سيمون أبي رميا ومن يوم كان بمكتب عون بفرنسا ما طقتو ولا شفت فيه أي صفة لشخص صادق وسيادي وحر..وبعدني هيك.

 

كلمة عون وعدم ذكره للاحتلال اللاهي فيها يؤكد أنه في غربة عن الناس وفي حالة انسلاخ كاملة عن كل ما كان الجنرال عون قبل العام 2006.

الياس بجاني/31 تشرين الأول/2019

مشكلة لبنان هي الاحتلال وكل الأزمات المتراكمة الخطيرة من مالية ومعيشية وأمنية وإفقار وفساد وإفساد وعزلة دولية وإقليمية وهجرة وفوضى وتسيس قضاء.. هي كلها مجرد أعراض لمرض الاحتلال، وبالتالي لن يكون بالإمكان إيجاد أي حل لأي منها بظل الاحتلال وحكم أتباعه وأدواته.

الحل لم يعد بيد اللبنانيين وحدهم، بل لدى المجتمع الدولي ومن خلال تنفيذ القرارات الدولية الثلاثة: 1559 و1701 واتفاقية الهدنة بعد اعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة.

 

اصحاب شركات الأحزاب زعماء ومنتهية صلاحيتهم

الياس بجاني/31 تشرين الأول/2019

في لبنان نحتاج لسياسيين ولتناوب ديموقراطي وقانوني على المواقع والسلطات في الأحزاب والدولة. لم يعد مقبولاً في القرن ال 21 وجود زعماء يرثون ويورثون الكراسي والناس. إن مأساة لبنان ليس فقط في أرهاب واحتلال حزب الله بل في دكتاتورية زعماء هم أصحاب شركات أحزاب تجارية صلاحيتهم منتهة من زمن بعيد.

 

بيان المطارنة الموارنة أضاع البورصة وطالب بالإلتفاف حول حزب الله كونه طالب بالإلتفاف حول ممثله في قصر بعبدا الرئيس عون

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2019

طالب بيان المطارنة بالإلفاف حول الرئيس. ترى ألا يعني طلب الإلتفاف هذا حول المحتل الذي هو حزب الله..كون الرئيس ممثلاً له في بعبدا؟

 

مع احترامنا لشخص سالم زهران هو مخلوق مدعي ومزعج ومستفز ومتعجرف ويا ليت محطة ال أم تي في تريحنا قليلاً من تنظيراته الملالوية الفجة

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2019

عملياً الإستاذ زهران ومع احترامنا لشخصه هو مجرد أداة ملالوية اعلامية ومن أكثر ادوات حزب الله نفخة صدر واستعلاء وعنجهية..ولا ندري لماذا هو من المقيمين الدائمين على شاشة الأم تي في؟؟اسئلة كثيرة تطرح وهي غير بريئة

 

لا وجود لسلطة في لبنان غير سلطة حزب الله

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2019

عملياً وواقعاً معاشاً لا وجود لسلطة في لبنان غير سلطة حزب الله وهو لن يمرر أي أمر يتعارض مع دوره الإقليمي الملالوي إلا مجبراً وبالضغط ومن هنا يجب فتح ملفه من خلال المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية وتنفيذ بنودها من خلال جدول زمني محدد وعدم تكرار الثلاثية اياها في البيان الوزاري.. الليمون لا تأثير له ولا لليمونيين وهم تابعين وملحقين.. التركيز على المرض وليس ع الأعراض.. في كتير غير ليمونيين جاهزين يحلوا محلون ويعملوا مية ورقة تفاهم مع حزب الله..المشكلة هي حزب الله

 

لا أمل ولا رجاء من أصحاب شركات الأحزاب التجارية الثلاثة الذين خانوا ثورة الأرز…اطردوهم واعزلوهم

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80029/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%a3%d9%85%d9%84-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83/

عملاً بكل مبادئ الديمقراطية ومبدأ تنادل السلطات مطلوب محاسبة كل أصحاب شركات الأحزاب الذين فرطوا 14 آذار وتنازلوا عن السيادة وداكشوها بالكراسي وتعايشوا مع احتلال ودويلة وحروب وإرهاب حزب الله ومن ثم طلعوا ع فافوش… وهم السادة سعد الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط.

مطلوب احقاقاً للحق وعملاً بمبدأ وقواعد المحاسبة عزلهم وإخراجهم من الحياة السياسية ومن كل الأحزاب..

راهنوا وفشلوا وقفزوا فوق دماء شهداء 14 آذار ولم يستمعوا للشعب ولا في يوم من الأيام. الانتفاضة وحراكها عرتهم وفضحتهم وبينت كم أنهم تجار هيكل وفريسيين وحربائيين.

هؤلاء هم عملياً أخطر من حزب الله بمليون مرة لأنهم يغيرون ويبدلون ألوانهم السياسية والتحالفية غب مصالحهم الذاتية ولأنهم في نظر كثر من أهلنا كالآلهة.

ثم أن من خان الشعب وباع مرة القضية سوف يخون ويبيع كل مرة..

فشلوا فليذهبوا إلى بيوتهم بعد أن يحاسبوا وتصادر الأموال التي سرقوها..

وهنا كلون يعني كلون يلي فرطوا 14 آذار الحريري وجعجع وجنبلاط.

الثلاثة هؤلاء التزموا بخطوط نصرالله الحمراء التي حددها لهم في خطاب من خطاباته الأخيرة حيث سمح لهم التعاطي بالأمور المعيشية ومنعهم بالتهديد والوعيد والقضاء إن اقتربوا من الملفات السياسية أي من دويلته وسلاحه وحروبه واحتلاله والقرارات الدولية.

وفي هذا السياق الاستسلامي قال أمس السيد جنبلاط في مقابلة له مع تلفزيون المستقبل (رابط المقابلة مرفق مع المقالة) بأنه من الغباء فتح ملف سلاح حزب الله..

والثلاثة لم يأتوا  خلال أيام الحراك ال 13 لا من قريب ولا من بعيد على ذكر السرطان الإحتلالي الذي يضرب البلد ويفتك وينهش بمؤسساته ويدمر الكيان.

شباب الانتفاضة الذين سبقوا بأميال أصحاب شركات الأحزاب قادرون على اختيار قادة شباب أكفاء وكفى لبنان سرطانيات الزعماء.

لبنان يحتاج لسياسيين وليس لزعماء. ..أما مشكلة لبنان الأولى والأهم فهي احتلال حزب الله ولا حل لأي أزمة في أي مجال بظل هيمنة وإرهاب وتشبيح هذا الاحتلال.

فيديو مقابلة من الجديد مع السيد وليد جنبلاط/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=HkXj1mMgdpk

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

فيديو مداخلة للياس بجاني تتناول استقالة الحريري وما هو متوقع بعد الإستقلالة إضافة إلى الاحتلال الإيراني من خلال حزب الله والنظام والحراك الشعبي، وذلك مع تقارير وتعليقات لآخرين/شارك في الحلقة معلقين أخرين

http://eliasbejjaninews.com/archives/80018/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d8%aa%d9%84%d9%81%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%aa%d9%86%d8%a7/

ملخص مداخلة الياس بجاني

*مشكلة لبنان هي بالدرجة الأولى الاحتلال الإيراني من خلال تنظيمه المسلح والإرهابي المسمى زوراً “حزب الله”

*استقالة الحريري لن تؤدي إلى أي تغيير ما لم تشكل حكومة جديدة يكون من أهم مهماتها إيجاد حل للاحتلال الإيراني ولدويلة حزب الله وسلاحه وحروبه من خلال تنفيذ القرارات الدولة الخاصة بلبنان.

*المشكلة ليس في النظام اللبناني الخلاق والمبدع والأنسب للدول التي يكون شعبها مكون من شرائح متنوعة مذهبياً وقوميات وحضارات.

*التركيز على النظام من قبل البعض هو غير بريء وهدفه تبرير الأنظمة المذهبية والدينية في الشرق الأوسط وتحديداً في دول جوار لبنان.

*التركيز من قبل أبواق النظام الإيراني على القطاع المصرفي اللبناني وعلى البنك المركزي وحاكمه رياض سلامة يأتي على خلفية التزام هذا القطاع بالعقوبات الأميركية على إيران وحزب الله.

*لا حل في لبنان إلا من خلال القرارات الدولية 1559 و1701 واتفاقية الهدنة.

*الحاكم الفعلي للبنان هو حزب الله وأي حكومة في ظل احتلاله ستكون أداة ومجرد أداة بيده وفي خدمة مشروع إيران التوسعي والإمبراطوري والإرهابي.

*ملاحظ أن غالبية المعلقين والسياسيين الذين يعلقون من خارج لبنان على الأزمة اللبنانية إما هو جهلة لنظام لبنان الخلاق والتعايشي ويريدون اسقاطه أو أنهم أبواق وصنوج إيرانية مأجورة .

https://www.youtube.com/watch?v=Y4kkRqxWQ9I

 

 مداخلة  تلفونية للياس بجاني عبر تلفزيون i24NEWS Arabicتتناول استقالة الحريري وما هو متوقع بعد الإستقلالة إضافة إلى الاحتلال الإيراني من خلال حزب الله وذلك مع تقارير فيديو وتعليقات لآخرين

29 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80013/%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d8%aa%d9%84%d9%81%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84-%d8%a7%d8%b3%d8%aa/

ملخص مداخلة الياس بجاني

*مشكلة لبنان هي بالدرجة الأولى الاحتلال الإيراني من خلال تنظيمه المسلح والإرهابي المسمى زوراً “حزب الله”

*استقالة الحريري لن تؤدي إلى أي تغيير ما لم تشكل حكومة جديدة يكون من أهم مهماتها إيجاد حل للاحتلال الإيراني ولدويلة حزب الله وسلاحه وحروبه من خلال تنفيذ القرارات الدولة الخاصة بلبنان.

*المشكلة ليس في النظام اللبناني الخلاق والمبدع والأنسب للدول التي يكون شعبها مكون من شرائح متنوعة مذهبياً وقوميات وحضارات.

*التركيز على النظام من قبل البعض هو غير بريء وهدفه تبرير الأنظمة المذهبية والدينية في الشرق الأوسط وتحديداً في دول جوار لبنان.

*التركيز من قبل أبواق النظام الإيراني على القطاع المصرفي اللبناني وعلى البنك المركزي وحاكمه رياض سلامة يأتي على خلفية التزام هذا القطاع بالعقوبات الأميركية على إيران وحزب الله.

*لا حل في لبنان إلا من خلال القرارات الدولية 1559 و1701 واتفاقية الهدنة.

*الحاكم الفعلي للبنان هو حزب الله وأي حكومة في ظل احتلاله ستكون أداة ومجرد أداة بيده وفي خدمة مشروع إيران التوسعي والإمبراطوري والإرهابي.

*ملاحظ أن غالبية المعلقين والسياسيين الذين يعلقون من خارج لبنان على الأزمة اللبنانية إما هو جهلة لنظام لبنان الخلاق والتعايشي ويريدون اسقاطه أو أنهم أبواق وصنوج إيرانية مأجورة .

 

فيديو مداخلة للياس بجاني عبر محطة تلفزيون(I24 News ) يعلق من خلالها على استقالة الرئيس سعد الحريري وعن الحاكم الفعلي للبنان الذي هو حزب الله

29 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79997/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%b1-%d9%85%d8%ad%d8%b7%d8%a9-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2/

الياس بجاني: اي حكومة بديلة بظل الإحتلال الإيراني ستكون نسخة 100% عن المستقيلة

استقالة الحريري هي فعلاً انكسار لعناد السيد نصرالله واسقاط لأهم لاءاته الثلاثة (لا اسقط للحكومة ولا اسقاط للعهد ولا انتخابات مبكرة) وهي أيضاً انتصار كبير للحراك الشعبي، ولكن في الواقع العملي والمعاش على الأرض في لبنان المحتل وحيث الدولة الفاشلة، فإنه ما دام حزب الله متحكم بالبلد ويحتله ويسيطر على قرار حكامه ومؤسساته ويتفرد بقرار الحرب والسلم فيه ودويلته أقوى من الدولة فأي حكومة بديلة ستكون نسخة 100% عن المستقيلة.

الإحتلال هو المشكل والمواجهة الفعلية هي بين حزب الله المحتل والحكم التابع له واذنابه من أصحاب شركات الأحزاب التجارية مسيحة واسلامية ويسارية على حد سواء، وبين الشعب اللبناني الحر السيادي المقهور والمضطهد والعابر للمذاهب والمناطق..الحل الوحيد هو من خلال تنفيذ القرارات الدولية التي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل و1559 و1701.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

كلمة الرئيس ميشال عون في الذكرى الثالثة لانتخابه

31 تشرين الول/2019

الرئيس عون توجه الى اللبنانيين بكلمة في الذكرى الثالثة لانتخابه اشبه بـ"كشف حساب": انجزنا الاستقرار الامني وقانون انتخاب جديد والتعيينات في مؤسسات الدولة وعودة المالية العامة الى كنف الدستور واعادة تكوين الحسابات المالية منذ العام 1993 ..

الرئيس عون: مراسيم استخراج النفط والغاز اقرت بعد اصراري وبعد شهرين ندخل نادي الدول المنتجة للنفط فيتأمن متنفس اقتصادي على المدى الطويل ..

الرئيس عون: على الحكومة المقبلة اعادة ثقة اللبناني بدولته ويجب اختيار الوزراء وفق كفاءاتهم وخبراتهم وليس وفق ولاءات سياسية او استرضاء الزعامات

في الذكرى الثالثة لانتخابه، توجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى اللبنانيين بما يشبه "كشف حساب" بما التزم به في خطاب القسم، وما تحقق وما لم يتحقق وما زال يعمل على تحقيقه.

وعدّد الرئيس عون في رسالة وجهها الى اللبنانيين في الثامنة والنصف من مساء اليوم، ما تحقق على صعيد القضاء على الارهاب وخلاياه النائمة، واقرار قانون انتخابي جديد رغم كل الصعوبات المتراكمة، واجراء سلسلة تعيينات في مؤسسات الدولة والجيش والاجهزة الامنية والقضاء، وعودة المالية العامة لكنف الدستور وقانون المحاسبة العمومية، واصدار 3 موازنات بعد 12 عاماً على انقطاعها، واحالة موازنة 2020 الى المجلس النيابي ضمن المهلة الدستورية لاول مرة منذ زمن وبنسبة ضئيلة من العجز، ودون زيادة ضرائب على المواطنين، ورفض التسويات على الحسابات المالية بحيث اعيد تكوينها منذ العام 1993 الى اليوم واحيلت الى ديوان المحاسبة للتدقيق قضائياً بصحتها.

ولفت رئيس الجمهورية الى ان لبنان سيدخل بعد شهرين نادي الدول المنتجة للنفط، بعد ان اصرّ على اقرار الحكومة مراسيم استخراج النفط والغاز، ما سيؤمّن متنفساً اقتصادياً على المدى الطويل.

واشار الرئيس عون الى "بذل جهود كبيرة للمعالجات الاقتصادية لكنها لم تأت بالنتائج المرجوة بعد، فالخطة الاقتصادية الوطنية لا تزال بانتظار اقرارها، ومشاريع البنى التحتية التي سيتأمن تمويلها من الجهات المانحة في اطار مؤتمر "سيدر" مجمّدة، ومن المفترض ان تتحرك بعد استجابة الحكومة المستقيلة لمعظم الشروط الموضوعة، وصار هذا الملف الثقيل في انتظار الحكومة الجديدة التي يجب ان تضعه على السكة الصحيحة والسريعة".

وشدد رئيس الجمهورية على انه حمل ازمة النازحين السوريين الى المنابر العربية والدولية، وان لبنان "يدفع ثمن رفضه بشكل قاطع الضغوط المتواصلة لابقاء النازحين حيث هم لاستعمالهم في ما بعد ورقة ضغط عند فرض التسويات السياسية".

وتحدث الرئيس عون عما قامت به الحكومة المستقيلة من خطوات شاقة واقرار لمشاريع وخطط مهمة، "ولكن مشكلتها كما سابقاتها ان المقاربات فيها سياسية اكثر مما هي تقنية وتنفيذية، وشرط الاجماع الذي اعتمده البعض حال دون التوصل الى الكثير من القرارات الضرورية".

وعن الحكومة الجديدة، دعا الرئيس عون الكتل النيابية الى تسهيل ولادتها محذراً القيادات والمسؤولين من "ان استغلال الشارع في مقابل آخر هو اخطر ما يمكن ان يهدد الوطن وسلمه الاهلي"، وقال: "ان الاعتبار الوحيد المطلوب هذه المرة هو ان تلبي الحكومة طموحات اللبنانيين وتنال ثقتهم اولا ثم ثقة ممثليهم في البرلمان، وان تتمكن من تحقيق ما عجزت عنه الحكومة السابقة بأن تعيد للشعب اللبناني ثقته بدولته، ولذلك يجب ان يتم اختيار الوزراء وفق كفاءاتهم وخبراتهم وليس وفق الولاءات السياسية او استرضاء للزعامات، فلبنان عند مفترق خطير خصوصاً من الناحية الاقتصادية، وهو بأمس الحاجة الى حكومة منسجمة قادرة على الانتاج، لا تعرقلها الصراعات السياسية، ومدعومة من شعبها".

واكد الرئيس عون المضي في الحرب على الفساد "مهما كان الطريق شاقاً"، وكرر نداءه الى اللبنانيين بالضغط على النواب لاقرار القوانين التالية :"انشاء محكمة خاصة بالجرائم الواقعة على المال العام، انشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، استرداد الاموال المنهوبة، رفع الحصانات والسرية المصرفية عن المسؤولين الحاليين والسابقين وكل من يتعاطى المال العام"، بالتزامن مع قيام سلطة قضائية مستقلة وشجاعة ومنزهة، لافتاً الى ان التعيينات القضائية الاخيرة تضاف الى الجهود التي ستؤول الى قانون جديد للسلطة القضائية المستقلة.

وتوجه الرئيس عون الى اللبنانيين الذين شاركوا بالاعتصامات وخصوصاً منهم الشباب بالقول: "على الرغم من كل الضجيج الذي حاول ان يخنق صوتكم الحقيقي ويشوش عليه ويذهب به الى غير مكانه، تمكنتم من ايصال هذا الصوت الذي صدح مطالباً بحكومة تثقون بها، وبمكافحة الفساد الذي نخر الدولة ومؤسساتها لعقود وعقود، وبدولة مدنية حديثة تنتفي فيها الطائفية والمحاصصة". واضاف: "امامنا واياكم عمل دؤوب لاطلاق ورشة مشاورات وطنية حول الدولة المدنية لاقناع من يجب اقناعه بأهميتها وضرورتها"، داعياً اياهم الى عدم السماح لاحلامهم وخياراتهم ان تتهاوى امام توظيف من هنا واستغلال من هناك.

وتعهد الرئيس عون، مع بدء النصف الثاني من الولاية الرئاسية، بمتابعة الحرب على الفساد، والدفع باتجاه اقتصاد منتج، وبذل الجهود لاقامة دولة مدنية عصرية والتخلص من براثن الطائفية.

وفي ما يلي النص الكامل لرسالة الرئيس عون الى اللبنانيين:

" أيها اللبنانيون، يا شعب لبنان العظيم،

أتوجه اليكم اليوم مع انتهاء النصف الأول من الولاية الرئاسية، لأقدم لكم ما يشبه "كشف الحساب" بما التزمت به في خطاب القسم، بما تحقق وبما لم يتحقق، وبما لا زلت أعمل لتحقيقه. بالخطط الموضوعة وبالصعوبات التي واجهاتنا. وكشف الحساب هذا صار ضرورياً أكثر بعد حركة التظاهرات والاعتصامات التي حصلت مؤخراً وأسفرت عن استقالة الحكومة.

لقد التزمت في خطاب القسم بتأمين الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، التزمت القضاء على الإرهاب، التزمت تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني، وإنجاز قانون انتخابي يؤمّن التمثيل العادل لكافة مكونات الشعب اللبناني، التزمت العمل على تأمين عودة النازحين السوريين الى بلادهم، والتزمت مكافحة الفساد.

الأولوية كانت للاستقرار الأمني والقضاء على الإرهاب لأنه الأرضية لأي استقرار آخر، وعليه اتخذنا القرار السياسي اللازم وأفضت التشكيلات الجديدة في الجيش والأجهزة الأمنية الى توحيد الجهود والتوصل الى اجتثاث المنظمات الإرهابية والقضاء على خلاياها النائمة، وهذه كانت الخطوة الأولى.

الخطوة الثانية كانت في تأمين الاستقرار السياسي وأولى موجباته إقرار قانون انتخابات يؤمن عدالة التمثيل وعلى الرغم من كل الصعوبات المتراكمة أُقرّ هذا القانون وانبثقت عن المجلس الجديد بعد مخاض عسير حكومة وحدة وطنية تمثلت فيها مكونات مجتمعنا بشكل صحيح، أمّنت الاستقرار المنشود وكان مفترضاً أن تنصرف الى معالجة الأزمات التي تطوّق الوطن وأولها الأزمة الاقتصادية والهمّ المعيشي.

الخطوة الثالثة كانت معالجة الشلل في العديد من مؤسسات الدولة من خلال سلسلة تعيينات وتفعيل دورها الذي كان مفتقداً لسنوات. وفي هذا الإطار أتت التعيينات القضائية مؤخراً والاصلاح القضائي الذي هو عملية مستدامة لأن القضاء ينقّي ذاته بذاته إذا ما ارتفعت يد السياسيين عنه.

الخطوة الرابعة كانت على مسار عودة المالية العامة لكنف الدستور وقانون المحاسبة العمومية، بحيث تمّ اصدار ٣ موازنات بعد ١٢ عاماً على انقطاعها وعلى الصرف العشوائي المخالف للدستور، كما احالة موازنة العام ٢٠٢٠ الى المجلس النيابي ضمن المهلة الدستورية لأول مرة منذ زمن وبنسبة ضئيلة من العجز، ومن دون زيادة ضرائب على المواطنين مع سقف للاستدانة وتخفيض جذري للنفقات غير المجدية.

وفي الإطار نفسه، رفضنا التسويات على الحسابات المالية ونتيجة ذلك اعيد تكوين الحسابات المالية منذ العام ١٩٩٣ الى اليوم واحيلت الى ديوان المحاسبة للتدقيق قضائياً بصحتها.

الخطوة الخامسة، لا بل المشكلة الخامسة، كانت الأزمة الاقتصادية الضاغطة والناتجة عن تراكم سياسات اقتصادية ومالية غير ملائمة، واتساع مزاريب الهدر والفساد، معطوفة على أزمات المحيط وحروبه.

ولأن لبنان يمتلك ثروة في بحره وباطن أرضه تعود لألاف السنين أصريت أن يكون البند الأول من جدول أعمال الجلسة الأولى للحكومة إقرار مراسيم استخراج النفط والغاز، وبالفعل سيبدأ الحفر خلال شهرين ليدخل لبنان نادي البلدان المنتجة للنفط ما سيؤمن له متنفساً اقتصادياً على المدى الطويل.

لقد بُذلت جهود كبيرة للمعالجات الاقتصادية ولكنها لم تأتِ بالنتائج المرجوة بعد، فالخطة الاقتصادية الوطنية لا تزال بانتظار اقرارها، ومشاريع البنى التحتية التي سيتأمن تمويلها من الجهات المانحة في إطار مؤتمر سيدر، مجمّدة، ولكن من المفترض أن تتحرك بعد أن استجابت الحكومة المستقيلة لمعظم الشروط الموضوعة خصوصاً في الموازنة الأخيرة والقرارات المرافقة لها، إلا أن الحكومة استقالت وصار هذا الملف الثقيل بانتظار الحكومة الجديدة التي يجب أن تضعه على السكة الصحيحة والسريعة.

ويبقى موضوع النازحين السوريين، فمنذ تسلمي سدة الرئاسة حملت معي هذه الأزمة الى المنابر الدولية والعربية، وكانت محوراً أساسياً خلال لقاءاتي مع الموفدين الدوليين، شرحت الأعباء المترتبة عنها على لبنان، ودعوت الى إيجاد الحل لها بمعزل عن الحلول السياسية، ولكن الإجابات كانت تقريباً واحدة: كلام منمّق عن الدور الانساني الذي يقوم به لبنان وكلام سياسي عن ربط العودة بالتوصل الى حل سياسي، مع ضغوط متواصلة لإبقاء النازحين حيث هم لاستعمالهم في ما بعد ورقة ضغط عند فرض التسويات السياسية وهذا ما رفضه لبنان بشكل قاطع وهو اليوم يدفع ثمن هذا الرفض.

أيها اللبنانيون، أيها المواطنون الذين شاركوا بالاعتصامات، وخصوصاً الشباب منكم،

على الرغم من كل الضجيج الذي حاول أن يخنق صوتكم الحقيقي ويشوش عليه ويذهب به الى غير مكانه، تمكنتم من إيصال هذا الصوت الذي صدح مطالباً بحكومة تثقون بها، وبمكافحة الفساد الذي نخر الدولة ومؤسساتها لعقود وعقود، وبدولة مدنية حديثة تنتفي فيها الطائفية والمحاصصة،

أيها الأعزاء،

إن تشكيل الحكومات في لبنان عادة ما يخضع للعديد من الاعتبارات السياسية والتوازنات، وقد تكون هذه التوازنات هي من أهم أسباب الفشل المتكرر وعدم الوصول الى الخواتيم السعيدة في العديد من المشاريع. لقد قامت الحكومة المستقيلة بعدد من الخطوات الشاقة، وأقرّت خططاً ومشاريع مهمة، ولكن مشكلتها كما سابقاتها، أن المقاربات فيها سياسية أكثر مما هي تقنية وتنفيذية، وشرط الاجماع الذي اعتمده البعض حال دون التوصل الى الكثير من القرارات الضرورية.

اليوم نحن على أبواب حكومة جديدة، والاعتبار الوحيد المطلوب هذه المرة هو أن تلبي طموحات اللبنانيين وتنال ثقتهم اولاً ثم ثقة ممثليهم في البرلمان، وأن تتمكن من تحقيق ما عجزت عنه الحكومة السابقة بأن تعيد للشعب اللبناني ثقته بدولته، ولذلك يجب أن يتم اختيار الوزراء والوزيرات وفق الكفاءة والخبرة وفق كفاءاتهم وخبراتهم وليس وفق الولاءات السياسية أو استرضاءً للزعامات؛ فلبنان عند مفترق خطير خصوصاً من الناحية الاقتصادية وهو بأمسّ الحاجة الى حكومة منسجمة قادرة على الانتاج، لا تعرقلها الصراعات السياسية والمناكفات، ومدعومة من شعبها. أما مكافحة الفساد فهي طريق طويل وعمل دؤوب مستمر، خصوصاً في بلد تجذر فيه طوال سنوات وسنوات؛ في الإدارة فساد، في السياسة فساد، في المال العام فساد، وفي بعض المجتمع فساد أيضاً،

ولكن مهما يكن الطريق شاقاً فإنني مصمم على المضي فيه، وأول الغيث هو تطبيق القوانين الموجودة ثم إقرار ما يلزم من تشريعات لتعزيز الشفافية وإتاحة المساءلة للجميع. وحتى لا يبقى الدوران في حلقة مفرغة أكرر ندائي للبنانيين بأن يضغطوا على ممثليهم في البرلمان لإقرار القوانين التالية: إنشاء محكمة خاصة بالجرائم الواقعة على المال العام، إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، استرداد الأموال المنهوبة، ورفع الحصانات ورفع السرية المصرفية عن المسؤولين الحاليين والسابقين وكل من يتعاطى بالمال العام.

ولأن دور السياسي والبرلماني هو التشريع والمراقبة، بينما المحاسبة هي للقضاء فإن آلية استرداد الحقوق والاموال العامة المنهوبة والموهوبة لن تؤتي ثمارها من دون قيام سلطة قضائية مستقلة وشجاعة ومنزهة. وقد أتت التعيينات القضائية الاخيرة لرئيس جديد لمجلس القضاء الأعلى وسائر المراكز القيادية القضائية لتضاف الى الجهود التي ستؤول حتما الى قانون جديد للسلطة القضائية المستقلة.

وتبقى مطالبتكم بالدولة المدنية. إن الانتقال من النظام الطائفي السائد الى الدولة المدنية، دولة المواطن والمواطنة، هو خشبة الخلاص للبنان من موروثات الطائفية ومشاكلها، وأكرر اليوم ما سبق وقلته خلال إطلاق "مئوية لبنان الكبير" من "أن الطائفية مرض مدمر يستعملها أعداء الوطن كلما أرادوا ضربه"، وعن "إيماني بضرورة الانتقال من النظام الطائفي السائد الى الدولة المدنية العصرية حيث الانتماء الأول هو للوطن وليس لزعماء الطوائف" وحيث " القانون هو الضامن لحقوق الجميع بالتساوي والكفاءة هي المعيار".

إن صوتكم في الساحات وهو ينادي بالدولة المدنية، خطوة واعدة لأن أولى ركائز الدولة المدنية هي قبول شعبي بها إذ لا يمكن أن تُفرض فرضاً، وإذا فُرضت ستفشل حتماً. لذلك، فإن أمامنا وإياكم عملاً دؤوباً لأطلاق ورشة مشاورات وطنية حولها لأقناع من يجب إقناعه بأهميتها وضرورتها.

أيها اللبنانيون، مع بدء النصف الثاني من الولاية الرئاسية، أتعهد اليوم أمامكم:

بمتابعة الحرب على الفساد عن طريق التشريع اللازم والقضاء العادل والنزيه بعيداً عن أي انتقائية أو استنسابية، وأيضاً بعيداً عن أي تعميم،

أتعهد بالدفع باتجاه اقتصاد منتج والاستفادة من قدرات دولتنا وثرواتها وقطاعنا الخاص والمصرفي لاعتماد سياسات مالية صحيحة ولتمويل مشاريع منتجة تخلق فرص عمل للبنانيين وتحد من هجرة الأدمغة والكفاءات،

أتعهد ببذل كل الجهود لإقامة الدولة المدنية العصرية والتخلص من براثن الطائفية التي تشكل الخاصرة الرخوة لوطننا ومجتمعنا، وأول خطوة بهذا الاتجاه هي قانون موحّد للأحوال الشخصية.

أيها اللبنانيون،

نحن في خضم أزمة مفصلية، ولكن الخروج منها ليس بالمستحيل، ولأن حكومة حائزة على ثقة اللبنانيين هي ضرورة ملحّة اليوم، أتوجه الى جميع الكتل النيابية لتسهيل ولادتها، وأدعو الشعب اللبناني الى مساندتها لأن ما ينتظرها هو عمل كثير وقرارات صعبة.

وأتوجه أيضاً الى جميع القيادات والمسؤولين:

بقدر ما أن التحركات الشعبية المطلبية والعفوية محقة وتساهم في تصويب بعض المسارات، فإن استغلال الشارع في مقابل شارع آخر هو أخطر ما يمكن أن يهدد وحدة الوطن وسلمه الأهلي، ويقيني أن أحداً لا يمكنه أن يحمل على ضميره وزر خراب الهيكل.

أما الى شباب لبنان فأقول: لطالما كنتم نواة شعب لبنان العظيم وقلبه النابض، ولطالما كان إيماني بكم كبيراً وبقوة التغيير التي تمثلون. إن لبنان اليوم يمرّ بأزمة حادة، ولكننا شعب لا تضعفه الأزمات بل تزيده تماسكاً وإصراراً على مواجهة التحديات. وعبور هذه الأزمة هو مسؤوليتنا جميعاً، فلا تسمحوا لأحلامكم وخياراتكم أن تتهاوى أمام توظيف من هنا واستغلال من هناك.

عشتم وعاش لبنان".

 

بعد كلمة عون.. الاضطرابات تعود الى الشارع وقطع للطرقات!

جنوبية/01 تشرين الثاني/2019

مباشرة بعد انهاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كلمته مساء اليوم، في الذكرى الثالثة لانتخابه، عاد التوتر الى الشارع وقطع الطرقات بواسطة الاطارات المشتعلة في عدد من المناطق، بعد ان اعتبر المعتصمون في الساحة انها لم تقدم ما يطلبونه. إذ قطع المحتجون الطريق بالكامل عند إشارة الجميزة الصيفي في بيروت وفي الرينغ، وكذلك تم قطع اوتوستراد خلدة بالاتجاهين، وفي الشمال تم قطع الطريق عند مفرق قب الياس بالاطارات المشتعلة، الى ذلك تم قطع الطريق في برجا والناعمةو خرجت مظاهرات حاشدة من ساحة ايليا في صيدا بعد كلمة الرئيس عون وجابت شوارع المدينة بعد انتهاء وسط هتافات تدعو إلى “مواصلة التحرك

وكان قد دعا عون الكتل النيابية الى تسهيل ولادة الحكومة الجديدة، ، محذرا القيادات والمسؤولين من “ان استغلال الشارع في مقابل آخر هو اخطر ما يمكن ان يهدد الوطن وسلمه الاهلي”، وتوجه الرئيس عون الى اللبنانيين الذين شاركوا بالاعتصامات، وخصوصا منهم الشباب بالقول: “على الرغم من كل الضجيج الذي حاول ان يخنق صوتكم الحقيقي ويشوش عليه ويذهب به الى غير مكانه، تمكنتم من ايصال هذا الصوت الذي صدح مطالبا بحكومة تثقون بها، وبمكافحة الفساد الذي نخر الدولة ومؤسساتها لعقود وعقود، وبدولة مدنية حديثة تنتفي فيها الطائفية والمحاصصة”.

 

وزير خارجية فرنسا: من الضروري ومن اجل مستقبل لبنان أن تشكل بسرعة حكومة قادرة على إجراء الإصلاحات

وطنية - الخميس 31 تشرين الأول 2019

وزعت السفارة الفرنسية تصريحا لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان لفت فيه الى انه "بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري في 29 تشرين الاول، من الضروري، ومن اجل مستقبل لبنان، أن تشكل بسرعة حكومة قادرة على إجراء الإصلاحات التي يحتاج اليها البلد".

وأضاف: "في سياق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يشهدها لبنان منذ أسابيع عدة، يعود الى جميع القادة السياسيين اللبنانيين تغليب روح الوحدة الوطنية والمسؤولية من أجل ضمان الاستقرار والأمن والمصلحة العامة للبلاد.ويجب بذل كل جهد ممكن لتجنب الاستفزاز والعنف والحفاظ على حق المواطنين في التظاهر سلميا".وختم: "من الضروري أن تسهل جميع القوى السياسية، منذ الآن، تأليف حكومة جديدة قادرة على الاستجابة للتطلعات المشروعة التي أعرب عنها اللبنانيون واتخاذ القرارات الضرورية للانتعاش الاقتصادي للبلاد. وأن فرنسا، وضمن الإطار الذي حدده مؤتمر "سيدر"، مستعدة لدعم لبنان في هذا المسار".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخيس 31/10/2019

وطنية/الخميس 31 تشرين الأول 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

من يستبق الاستشارات النيابية الرسمية بإطلاق معادلة الحريري وباسيل معا في الحكومة أم خارجها؟..

هذه المعادلة ليست وصفة شافية للوضع القائم الذي يطالب فيه الحراك بحكومة تكنوقراط أو تكنوسياسية وسط هتافات المتظاهرين والمحتجين ضد باسيل، ووسط تحضيرات لتظاهرة كبيرة للتيار الوطني الحر يوم الاحد قرب القصر الجمهوري..

معنى هذا الكلام أن الصحيح ليس إطلاق المعادلات وإنما ترسيخ الهدوء ثم إجراء الاستشارات ثم التكليف وبعدها التشكيل..

رئيس الجمهورية يطلق الليلة صافرة الاستشارات والسيد حسن نصرالله يبين غدا، ماذا يريد حزب الله في ظل عدم التوافق التفاوضي الأميركي-الإيراني..

البعض من كبار المحللين يقول "حمى الله لبنان"..

اليوم كان الوضع هادئا، خرقه صاروخ أرض-جو في الجنوب ضد طائرة استطلاع إسرائيلية..

رئيس الجمهورية وقبل وقت قصير من كلمته تابع الاوضاع..

تنضم إلينا من القصر الجمهوري الزميلة ميرنا الشدياق لتوافينا بمزيد من التفاصيل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

مع دخول الحركة الاحتجاجية أسبوعهاالثالث كانت جميع الطرقات في بيروت الكبرى قد فتحت من جسر الرينغ إلى أوتوسترادي جل الديب والذوق.

وإذا كانت معظم الطرق الرئيسية والفرعية والدولية خارج العاصمة قد فتحت، فإن القليل منها ما يزال مقفلا حيث ظلت أصوات وأعمال بعض فئات المحتجين تتصاعد.

إعادة ربط أوصال الوطن بعثت الحياة مجددا في العاصمة والمناطق، وشرعت أمام المواطنين سبل تأمين حاجاتهم وإنجاز أعمالهم فيما تبقى العين على المصارف التي تفتح أبوابها غدا أمام الجمهور وسط رصد لمؤشرات السوق المالية وحركة أسعار الدولار.

في الانتظار ارتفعت اليوم سندات لبنان الدولارية للمرة الاولى في عشر جلسات تداول وصعد إصدار 2021 صفر فاصل ثمانية سنتات بعد استقالة الحكومة وفتح الطرقات.

في الشق السياسي من المشهد اللبناني تقص للاتجاهات التي يمكن عبرها الخروج من الوضع المعقد الناشئ عن استقالة الرئيس سعد الحريري.

هذا في وقت رأت فيه كتلة الوفاء للمقاومة أنه مهما قيل عن الاعتبارات التي استند إليها الحريري لتبرير استقالته، فإن هذه الاستقالة ستسهم في هدر الوقت المتاح لتنفيذ الإصلاحات وإقرار الموازنة وستزيد من فرص التعقيدات للدخول على خط الأزمة.

رئاسة الجمهورية أعلنت أن الرئيس عون يقوم بالجهود اللازمة قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة وذلك بهدف تسهيل هذه الاستشارات.

أما مصادر قصر بعبدا نفت وجود تأخير متعمد للاستشارات قائلة، إننا نشكل حكومة في ظروف استثنائية وليست عادية، وبالتالي ثمة إفساح في المجال أمام الكتل لتقرير الشخصية التي تريد تكليفها ومشددة على ان المطلوب الإسراع في تحديد الخيارات والتأليف.

المصادر نفسها لفتت إلى أن الكلمة التي سيوجهها رئيس الجمهورية مساء اليوم إلى اللبنانيين لمناسبة مرور ثلاث سنوات على انتخابه، ستتضمن كل ما يشغل بال اللبنانيين ولا سيما الحراك الشعبي.

وعلى صعيد الحركة السياسية داخل الكتل النيابية، فإن مشاورات داخل البيت الواحد وبين الحلفاء تجري لتحديد الخيارات قبل التوجه إلى القصر الجمهوري إن لجهة تسمية مرشح رئاسة الحكومة أو لجهة شكلها.

وقد التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في بيت الوسط الوزير علي حسن خليل ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

على مرمى كلمة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في توقيت استثنائي تمر به البلاد، يحاول البعض إمرار رسائله عبر الشارع وامتطاء مطالب الفقراء حينا، وحينا عبر الاتصالات واللقاءات التضامنية والسياسية.

فيما التقاء جميع الآراء على ان الوقت لا يحتمل اشتباها بالتقدير، ولا ترفا في التفكير، ولا اللعب باوراق قابلة لاشعال البلد، فضلا عن حريقه الاقتصادي والمالي..

وان كانت استقالة الرئيس سعد الحريري هي مضيعة للوقت المتاح لتنفيذ الاصلاحات، بحسب كتلة الوفاء للمقاومة، فان اسئلة مشروعة فرضتها هذه الاستقالة سواء حول الاسباب الحقيقية والمبررات، او حول التوقيت والاهداف.

والامل بان تسلك الاستشارات النيابية مسارها الطبيعي لتسمية الرئيس المكلف وتشكيل حكومة نزيهة ذات صدقية كما جاء في بيان الكتلة..

حكومة تلبي صرخات وحاجات الناس لا اطماع البعض من السياسيين، وتقنع المواطنين بقدرتها على تلبية المطالب المحقة بعيدا عن املاءات السفارات، كما قال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، فحزب الله تحمل الكثير على مدى اسبوعين ليحمي لبنان لا ليحمي افرادا وجهات كما قال، واستمرار الاختباء وراء التجييش الطائفي، لا يمكن الحكومة من حل مشاكل البلد..

مشاكل وازمات ما زال يستثمر الاسرائيلي فيها بكل ما امكن من قدرات، وابعد من الاصوات التي باتت تتعالى من الحراك رفضا لاحراق العلم الاسرائيلي، وكلام لم يكن ليتجرأ على قوله احد علنا – وان فعل أكثر منه البعض سرا – فان الموقف الصهيوني المتمثل برسائل الى الاميركي والمجتمع الدولي تطلب اشتراط معالجة الازمة الداخلية في لبنان بعمل الحكومة اللبنانية ضد برنامج حزب الله الصاروخي، وابعاد الحزب عن مراكز القرار في الحكومة الجديدة، كما كشفت رسائل الدبلوماسية الصهيونية..

اما رسائلها العدوانية المباشرة في السماء اللبنانية، فقد ردت عليها المقاومة بتصدي مجاهديها لطائرة مسيرة معادية في سماء الجنوب، واجبروها على مغادرة الاجواء..

وحول الاجواء السياسية السائدة في ظل استقالة الحكومة، وآفاق المرحلة المقبلة، سيتحدث غدا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال التأبيني الذي سيقام للعلامة الراحل المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

غدا تبدأ السنة الرابعة من عهد الرئيس العماد ميشال عون... وهذه الليلة تطوى نصف الولاية ليبدأ النصف الثاني...

تبدأ السنة الرابعة في ظل الحقائق والوقائع والمعطيات التالية:

التسوية الرئاسية التي حملت الرئيس عون إلى قصر بعبدا، اين اصبحت؟

ثنائي التسوية: الوزير جبران باسيل والسيد نادر الحريري، ما هو موقعهما؟

الأول يريد الرئيس الحريري إبعاده عن أي تشكيلة حكومية، والثاني مبعد منذ أزمة الرئيس الحريري في السعودية.

تبدأ السنة الرابعة فيما الحركة الإحتجاجية تطوي يومها الخامس عشر، من دون ان يظهر في الأفق ما يشير إلى أن الأزمة في طريقها إلى الإنحسار، فرئيس الحكومة قلب الطاولة في وجه الجميع ليخرج من السرايا إلى طائفته التي نزلت إلى الشارع تاييدا له.

مع بدء السنة الرابعة من عمر العهد، أين يقف الثنائي الشيعي؟

الضلع الأول من هذا الثنائي، اي حزب الله، يعتبر نفسه حجر الزاوية في هذا العهد.

والضلع الثاني، اي الرئيس بري، يواظب على تدوير الزوايا، سواء داخل السلطة التنفيذية أو داخل السلطة التشريعية، مع تسجيل انه اخفق هذه المرة في ثني الرئيس الحريري عن الإستقالة.

النصف الأول من العهد كان الرئيس الحريري شريكا في السلطة التنفيذية، فما هو موقعه في النصف الثاني من العهد؟ الشراكة بطبعتها الأولى لم يعد يريدها، والشراكة التي يقترحها لا يريدها العهد، أي شراكة خالية من الوزير جبران باسيل، لذا فإن الوضع غامض، فأين استقرت الكرة الحكومية؟

مصادر عليمة قالت لل " ال بي سي آي " إن البحث جار على ثلاثة محاور:

الأول ان تتم تسمية "السني القوي" على غرار الماروني القوي والشيعي القوي، وهذا المحور يفضي إلى الرئيس الحريري أو إلى من يسميه الحريري.

المحور الثاني أن تنال الحكومة الجديدة ثقة الدول المانحة أي دول سيدر، وكذلك ثقة الأسواق المالية، وهذا يستلزم أن يكون بيانها الوزاري مركزا على سلسلة الإصلاحات المطلوبة وان يقوم بها وزراء مشهود لهم بالكفاءة.

المحور الثالث والأخير ان تنال الحكومة رضى الشارع، هذا الشارع الذي يتفاعل منذ السابع عشر من هذا الشهر، ومن ضمن مطالبه حكومة جديدة.

الإستشارات النيابية الملزمة للتكليف، لم يتحدد موعدها بعد، ما يعني ان الأزمة مازالت في بداياتها، فحتى في ظل التسوية الرئاسية، استغرقت الحكومة الأولى لتتشكل شهرا ونصف شهر، والحكومة الثانية ثمانية أشهر، فما هو الوقت الذي سيستغرقه تشكيل الحكومة الثالثة في العهد في ظل تصدع التسوية الرئاسية وتباعد طرفيها، وفي ظل دخول كتلة أساسية، غير نيابية، في الإستشارات، وهي كتلة الحراك الشعبي التي بات يحسب لها ألف حساب، وباتت تملك "حق الفيت " على اي حكومة مقبلة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

سيدي الرئيس، تأتي الذكرى الثالثة على توليكم سدة الرئاسة الأولى، في ظروف مصيرية خطرة يمر فيها لبنان، لا نبالغ إذا قلنا إنها الأخطر التي يمر فيها الوطنُ الصغي .

فخامة الرئيس أنت تعرف أن أكثر من نصف أبنائك في الشارع، لا يصرخون لزعماء أو أحزاب أو طوائف، بل ينادونك وا رئيساه إننا جائعون مظلومون وقد جردتنا الطبقة السياسية الحاكمة والمتحكمة أبسط مسلزمات العيش الكريم، وحرمتنا حقنا في العمل والتعلم والطبابة والاستشفاء والتقاضي العادل.

فخامة الرئيس، يا ابن العائلة اللبنانية المتوسطة الحال، يا ابن المؤسسة العسكرية الذي عانق، ضابطا وقائدا للجيش، تراب لبنان من أقصاه الى أقصاه، وتألم مناضلا ومنفيا ومن ثم رئيسا، وحدك تأخذ حرارة الأرض والناس وتستشعر آلامهم وآمالهم.

سيدي الرئيس أنصت الى شعبك بأذنيك وافتح له قلبك، بلا وسيط ولا كاتب تقرير، لقد نزل اللبنانيون الى الساحات بالملايين، يطالبون بما هو لهم: حكومة تكنوقراط حيادية لا سياسيين فيها، فهل يطلبون الكثير؟.

سيدي الرئيس، هم يتوقعون منك في إطلالتك الليلة، أن تحدد موعدا قريبا للاستشارات النيابية الملزمة، وخريطة طريق واضحة لإنقاذ تحمل تطلعاتهم وأفكارهم، وإلا وجدوا أنفسهم في موقع اليتامى الذين تخلت عنهم دولتهم الأم، وهذا سيفتح الباب على ما تحذرون أنتم منه: الفوضى واستدراج العنف والاستغلال الطائفي البغيض، وقد بدأ يطل بقرنه منذرا بالويل.

في انتظار الإطلالة الرئاسية في الثامنة، التحركات الثورية على الأرض، بدءا من ليل أمس، أخذت طابعا تحذيريا للسلطة، إذ توزع فالس إقفال الطرقات وفتحها على مختلف أرجاء البلاد متواكبا مع حضور دائم للمنتفضين في الشوارع والساحات في العاصمة والمناطق، وقد جمع بين الحناجر واليافطات مطلب واحد: حكومة تكنوقراط حيادية تقود البلاد على سكة النهوض. توازيا شهدت المقرات الرئاسية بعيدا من الاعلام، خصوصا قصر بعبدا وبيت الوسط، حرك اتصالات مكثفة، اهمها كان لموفد الرئيس بري الوزير علي حسن خليل الذي التقى الرئيس الحريري مدى تسعين دقيقة، إضافة الى رسائل عبر وسطاء من حزب الله الى الرئيس المستقيل.

كذلك شهد قصر بعبدا نشاطا مماثلا، وتمحورت المساعي حول شكل الحكومة المقبلة، وما يرضي أفرقاء التسوية وما يتحفظون عنه. حتى إذا جرى التوافق مع الرئيس الحريري عليها أعلن موعد الاستشارات. في السياق وتحسبا لعدم التوافق معه، فإن خلية قوامها الوزير باسيل وحزب الله تعمل على البحث عن بدلاء من الطائفة السنية يقبلون كرة النار ويؤمنون للعهد والحزب الغطاء المطلوب، وقد رصدت عيون الصحافة أكثر من مرشح يقدم سيرته الذاتية و يخضع للامتحان بعيدا من الأضواء .

وسط هذه الأجواء الملبدة، مجهولان: الأول، هل يذهب العهد وحزب الله الى تأليف حكومة لون واحد إذا خذلهما الرئيس الحريري ولم يعثرا على السني البديل؟ الثاني، هل يعير العهد والحزب، في المطلق، الاهتمام الكافي لموقف الطائفة السنية ولمجموع اللبنانيين المنتفضين، ومدى قدرة لبنان على تحمل الاستنزافات الاقتصادية والمالية والدبلوماسية؟..حمى الله لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

وحده رئيس الحكومة.. مستقيل آخر انسجام.. يحيا على سعد، وينظر من شرفاته السياسية الى شوارع قامت له وحلفت على دينه.. وفي النظرات الأبعد مدى يبدو أكثر سعدا فهو الرجل الذي قال لحزب الله "لا" بعدما كان الحاج حسين خليل قد أبلغه معادلة "نحنا حدك خليك قوي"، تبعا لرواية رويترز لكن المعادلة سقطت باستشعار عن بعد التقطه الحريري عندما بدأت كرة النار تقترب من الشارع، وقد جاءت استقالته لتعيد الاعتبار الى النقاش السياسي تخوفا من اعتماد الحلول الأمنية، وفي خميس أسرار سياسي كانت المداولات بالحكومة الجديدة تخضع للتقنين.

بعبدا متريثة على الرغم من استحضارها عبارات النشاط من القدم الى الساق، لكن دوائرها كانت تستعد لظهور رئاسي احتفاء بمرور ثلاث سنوات على العهد، وهي سنوات عجاف استوجبت الوقوف دقيقة صمت عن روح الفقيد، والاحتفاء بالثلاثية الرئاسية أخضع إجراءات الاستشارات الملزمة وإصدار المراسيم لمزيد من التأجيل، فيما أدرجت بعبدا هذا التريث في اطار السعي لاختصار وقت التأليف، ورجحت أن يتبلور المشهد في ثمان وأربعين ساعة ودقائق الرئاسة المحسوبة لم تزعج بيت الوسط، الذي كان قبلة أهل بيروت اليوم وضج الحجيج إليه مبايعين مؤيدين موقف الرئيس المستقيل، وبعد الوفود استقبل الحريري مساء الرئيس نجيب ميقاتي الذي آتاه متفقدا الروح المعنوية ومستطلعا آفاق الصمود.

وفي لقاءات الحريري وقصر بعبدا على حد سواء وقبل الاستشارات بدأ الحديث عن مواصفات الحكومة.. والطرفان يهددان بالشعب وعودته الى التظاهر، في الوقت الذي لم تترك الناس شوارعها وإن بأعداد أقل فشروط الحريري.. وزارة غير سياسية ومواصفات رئيس الجمهورية: حكومة نظيفة وهو إقرار بأن الحكومة المستقيلة كانت متسخة وتضم فاسدين، وحسنا فعل الشعب بإقالتها وما على الدولة اليوم سوى استخدام معادلة عراقية تقوم على "شلع قلع" ما دمنا تحن والعراق اليوم نتشارك في التظاهرات ورقص الشرطة مع الشعب واستقالة الرئيس عبد المهدي والخوف من الفراغ والتنقيب عن المواصفات قبل الاستشارات لا يمكن إدراجه إلا في إطار توزيع المكاسب السياسية بين مافيا الحكم..

ولأن توزيع التركة يستلزم ثعالب وزارية فقد أنيطت المهمة بكل من رئيس التيار القوي جبران باسيل ووزير المال علي حسن خليل، الذي شوهد بين القصرين ويبدو أن الطائف وتحديدا الفقرة الثانية من المادة الثالثة والخمسين،المتعلقة بالاستشارات قد سقطت منها سهوا عبارة تكليف جبران باسيل إجراء الاستشارات السياسية غير الملزمة في قصر بعبدا عوضا من رئيس البلاد وقد رصد باسيل يتولى استقبال الوفود التي جاءت تبحث مرحلة ما بعد الاستقالة وما قبل التكليف في القصر الرئاسي وعلى هذا المعدل فإن التظاهرات هي الضمان الوحيد والمراقب والمحاسب لما يجري.. وبات على أي حكومة أن تنال ثقة الشعب في الشارع قبل أن تمنح هذه الثقة في مجلس النواب ولا ضير في مزيد من الضغط لثورة المحرومين الحقيقيين.. الذين خرج من أجلهم الامام السيد موسى الصدر في مثل هذه الأيام من عام خمسة وسبعين مهاجما تجار السياسة عندنا وفسادهم في الارض واحتكار المصالح والمنافع للمحظوظين، وقال ذو العمامة العابرة للطوائف بكل جرأة: أنتم أيها السياسيون آفة لبنان وبلاؤه وانحرافه ومرضه.. إنكم الأزمة لا بل لم يترد في وصفهم بالحقيرين والمحرومون، منذ غياب الامام مازالوا محرومين.. وبينهم من خرج شاهرا سيف صوته فاتهم بسفارة وتمويل.. صحيح أنه أسقط الحكومة لكن رموزها ظلوا محميين وخارج المحاسبة واليوم كيف نستعيد الأموال المنهوبة؟ ومن سيدل على الفاسد بالاسم الثلاثي؟ من سيفتح الصندوق الأسود لوزراء ومديرين عامين وتوابعهم من أهل السلطة؟ الجديد ستفعل.. هذا المساء وبعد النشرة.. نشر لهيكل الفساد بطوله وعرضه ثلاثون عاما.. نترجمها في ساعتين اسما باسم.. وسرقة باحتيال.. واعذرونا لأن اللائحة ستطول وقد لا تتسع اليوم للجميع لكنْ إذا كان هناك من نيات جدية للقبض على الحرامي.. فتابعونا في مخزن الحرامية.. ورالي الفاسدين مباشرة بعد النشرة.

* مقدمة نشرة اخبار "تفزيون او تي في"

من يحرك الشارع هذا السؤال الذي كان بعض اللبنانيين يتداولونه همسا في الأيام الأولى للأزمة الحالية، بات معظمهم يطرحه اليوم في العلن، طبعا مع الاستثناء الدائم للشريحة المتظاهرة السابقة التي فتحت الطريق أمام الاصلاح الكبير، كما قال الرئيس ميشال عون الذي يوجه في تمام الثامنة رسالة الى اللبنانيين في الذكرى الثالثة لانتخابه.

من يحرك الشارع السؤال كان مشروعا في الأساس واكتسب اعتبارا من ليل أمس مشروعية أكبر مع اتخاذ بعض التحركات طابعا جديدا في ضوء شعارات مذهبية فاقعة لا تمت بصلة الى حلم الثورة الوطنية الجامعة الذي بهر كثيرين في الأيام الأولى، من يحرك الشارع المنظمات خارجية المنشأ التي يتداول الناس معلومات عنها على مواقع التواصل، القوى السياسية المتضررة من العهد الحالي الذي رفع شعاري الميثاقية ومحاربة الفساد بعض الباحثين عن الشهرة أو المشاهير الباحثين عن أدوار سياسية أم بعض الشخصيات والقوى التي تتلقى توجيهات من سفارات معينة الجواب قد يكون شيئا من كل هذا وهو ما أخذ المواطنون الصادقون في ثورتهم يدركونه شيئا فشيئا يوما بعد يوم.

من يحرك الشارع ربما الأهم من الايجابة على هذا السؤال تقديم الجواب الشافي للتساؤلات حول المرحلة المقبلة وهو ما يرتقب خلال دقائق من بعبدا التي تستعد ليوم الوفاء الأحد المقبل مع لفت انتباه المشاهدين الى أنهم على موعد مباشرة بعد نشرة الأخبار مع حلقة خاصة، تحية الى الاعلام الحر ولا سيما الى مراسلات ومراسلي "او تي في" وسائر وسائل الاعلام، بعد الذي تعرضوا له في الأيام الأخيرة ويتعرضون له في كل يوم خلال أدائهم لواجبهم المهني ورسالتهم الوطنية.

 

اسرار الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 31 تشرين أول 2019

وطنية/الخميس 31 تشرين الأول 2019

النهار

رسالة فرنسية...

يقول أحد النواب البارزين إن بيان وزير الخارجية الفرنسي بعد استقالة الحريري مباشرة، كان رسالة لبعض الأطراف اللبنانيين حول "سيدر" والمؤتمرات المانحة ولمن اعتدى على المتظاهرين.

تحركات عونية...

يخطط "التيار الوطني الحر" لسلسلة تحركات تعيد الاعتبار لرئيسه الوزير باسيل وترفع منسوب الثقة بقدرته على التجييش ودعما لرئيس الجمهورية.

بيان مستغرب...

لوحظ ان بيان مجلس المطارنة الموارنة لم يأت على ذكر التعرض للمتظاهرين بالعنف ولم يصدر ادانة ولم يطالب السلطات السياسية الامنية باتخاذ اجراءات حيال ما حصل.

الجمهورية

أكد مرجع رسمي أن تطبيق القوانين الموجودة والتي لم تنفذ بعد يكفي لمكافحة الفساد بمعزل عما إذا تم إقرار القوانين الجديدة المقترحة أم لا.

طلبت مراجع أمنية من بعض الشخصيات السياسية والحزبية اتخاذ تدابير أمنية إستثنائية والحد من تحركاتهم بالنظر الى الوضع السائد.

غادر بعض المسؤولين منازلهم في الساعات الماضية وخصوصًا في أعقاب محاصرة منزل أحد الوزراء.

البناء

خفايا

سجلت مصادر أمنية مشاركة تيار المستقبل في ساحتي طرابلس وصيدا ورفعها شعارات مساندة الرئيس سعد الحريري وتستهدف رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، واعتبرت ذلك مؤشراً على توترات رئاسية ستحكم المرحلة المقبلة، وتوقعت أن تكون عودة عمليات قطع بعض الطرقات تعبيراً عن هذا التوتر...

كواليس

توقفت مصادر أممية أمام المناخ الإيجابي في اجتماع اللجنة الدستورية الخاصة بسورية، ورأت فيه دليلاً على أنّ التوتر السوري التركي في مناطق شرق سورية لم ينعكس على الالتزامات بتوفير مناخات مناسبة لعمل اللجنة الدستورية…

اللواء

همس

فوجئ دبلوماسي زار مرجعاً كبيراً بأن ما سمعه منه، لم يكن مطابقاً للتطورات في ما خصَّ استقالة الحكومة..

غمز

نقل عن رئيس حزب معارض أن معلوماته تفيد أن جهة الممانعة غير مقتنعة حتى الآن، بتشكيل حكومة تكنوقراط..

لغز

أعطى زعيم وسطي تعليمات لنوابه بالسعي لمنع أي توتر في المناطق التي يتواجد فيها أو يمثلها!

 

اللهم إني أجد سبل المطالب إليك مشرعة، ومناهل الرجاء إليك مترعة

الأباتي سيمون عساف/فايسبوك/31 تشرين الأول/2019

إلهي لا تؤدبني بعقوبتك، من أين لي الخير يا رب ولا يوجد إلا من عندك، ومن أين لي النجاة ولا تستطاع إلا بك ، يا رب يا رب - حتى ينقطع النفس - بك عرفتك وأنت دللتني عليك، ودعوتني إليك ، ولولا أنت لم أدر ما أنت . والحمد لك وكلتني إليك فأكرمتني ولم تكلني إلى الناس فيهينوني.

اللهم إني أجد سبل المطالب إليك مشرعة، ومناهل الرجاء إليك مترعة، وأبواب الدعاء إليك للصارخين مفتوحة. إن الراحل إليك قريب المسافة، وأنك لا تحتجب عن خلقك إلا ان تحجبهم الأعمال السيئة دونك .

قد قصدت إليك بطلبتي، وتوجهت إليك بحاجتي، وجعلت بك استغاثتي، وبدعائك توسلي، من غير استحقاق لاستماعك مني، ولا استيجاب لعفوك عني، بل لثقتي بكرمك، وسكوني إلى صدق وعدك، ويقيني بمعرفتك مني : أن لا رب لي غيرك ، ولا إله إلا أنت وحدك. أنت المنَّان بالعطايا على أهل مملكتك، والعائد عليهم بتحنن رأفتك . يا من رباني في الدنيا باحسانه وفضله ونعمه ، وأشار لي في الآخرة إلى عفوه وكرمه، معرفتي يا مولاي دليلي عليك، وحبي لك شفيعي إليك، وأنا واثق من دليلي بدلالتك ، وساكن من شفيعي إلى شفاعتك . أدعوك يا سيدي بلسان أخرسه ذنبه، رب أناجيك بقلب أوبقه جرمه، أدعوك يا رب راهبا راغبا راجيا خائفا، إذا رأيت مولاي ذنوبي فزعت ، وإذا رأيت كرمك طمعت، فان عفوت فخير راحم. اسمع ندائي، يا خير من دعاه داع ، وأفضل من رجاه راج . عظم يا سيدي أملي، وساء عملي، فأعطني من عفوك بمقدار أملي، ولا تؤاخذني بسوء عملي، ساتر العيوب، غفار الذنوب، علام الغيوب، تستر الذنب بكرمك، وتؤخر العقوبة بحلمك . فلك الحمد على حلمك بعد علمك، على عفوك بعد قدرتك، ويجرئني على معصيتك حلمك عني، ويسرعني إلى التوثب على محارمك معرفتي بسعة رحمتك، وعظيم عفوك . يا غافر الذنب ، يا قابل التُوَّب، يا عظيم المن، يا قديم الإحسان بحق سترك الجميل وعفوك الجليل وفرجك القريب، ورحمتك الواسعة استنقذني بحنانك وخلصني .

 

إعلام حزب الله يشبّه المظاهرات بفيلم "جوكر"

قناة الحدث/31 تشرين الأول/2019

حاولت وسائل إعلام حزب الله استغلال ارتداء بعض المحتجين في لبنان لقناع "الجوكر" الشهير، لتصوير المتظاهر في لبنان كمتمرد مضطرب يسعى خلف العنف ويتسبب بأعمال شغب. هذه المقاربة التي اجترتها قناة "المنار" التابعة لحزب الله عززتها بمشاهد من فيلم "جوكر" الذي يحكي قصة ممثل كوميدي واجه ضغوطاً نفسية فقرر الخروج عن القانون واقتحام عالم الجريمة والفوضى. وانطلاقا من شخصية "الجوكر" السينمائية الخيالية، اعتبرت قناة "المنار" أن تصرفات المتظاهرين اللبنانيين يمتزج فيها الرقص بالتكسير بالصراخ دون خطاب واضح. وادعت القناة أن الموسيقى والألوان التي اعتمدها بعض المتظاهرين تتلاقى مع تلك التي اختارها صناع الفيلم. وبهذه المقارنة، حاول إعلام حزب الله تسجيل "نقطة سوداء" في رصيد الحراك اللبناني أكملته قناة المنار بالإشارة إلى "دور السينما والأفلام الكبير في ما يحصل في لبنان والعراق"، مطلقةً العنان لأفكار حول إكمال اللبنانيين لمشهد الفيلم الأخير في شوارع بلدهم. يذكر أن قناع شخصية "آرثر فليك"، المعروفة بلقب "الجوكر"، كان حاضراً بالفعل في شوارع لبنان، وكذلك القناع الشهير من مسلسل "لا كاسا ديل بابيل". وعكست هذه الأقنعة فكرة التمرد على الفساد والجوع وكسر القيود. وكذلك كان حاضراً في الاحتجاجات العلم اللبناني الذي رسمه الكثير من المتظاهرين على وجوههم ورقصوا وغنوا وهتفوا، إلا أن هذه الأمور لم تلفت انتباه إعلام حزب الله كثيراً.

 

3 خيارات حكومية في لبنان.. وهذا شرط الحريري

 جوني فخري/العربية نت/31 تشرين الأول/2019

دخل لبنان مرحلة سياسية جديدة مع استجابة سعد الحريري لمطالب الشعب اللبناني بالاستقالة بعد 13 يوماً من الانتفاضة الشعبية التي شهدتها معظم المناطق وما رافقها من قطع طرق. وتنشط في الكواليس السياسية الاتصالات واللقاءات بين المسؤولين والقيادات للبحث في كيفية التعاطي مع مرحلة ما بعد الاستقالة التي قبلها رئيس الجمهورية ميشال عون، وطلب من الحريري والوزراء الاستمرار في تصريف الأعمال.

من جهته، أكد النائب في كتلة "المستقبل"، التي يرأسها الحريري، سامي فتفت لـ"العربية.نت"، أن "ما بعد الاستقالة لن يكون كما قبلها، وهدفنا الأساسي حماية البلد، وقرار استقالة الرئيس الحريري كان حكيماً وأتى بوقته بعد أن انتظر أسبوعين لمعالجة الأزمة".

وقال فتفت إن "الكرة في ملعب الجميع ولسنا في صدد تحميل طرف محدد المسؤولية، لأن وضع البلد لا يحتمل". ومن المتوقع أن يدعو عون، الأسبوع المقبل، بحسب الدستور، الكتل النيابية إلى استشارات نيابية مُلزمة كي تُسمي الشخصية السنية التي تريدها لرئاسة الحكومة.

3 خيارات حكومية/إلى ذلك، أوضح فتفت أن "هناك ثلاثة خيارات مطروحة: إما حكومة تكنوقراط تضم وزراء مستقلين من أصحاب الاختصاص ونحن نرحب بها، أو حكومة سياسية تكون نسخة طبق الأصل عن المُستقيلة، وهو أمر مُستبعد في ظل حراك الشارع. نحن نُرشح الرئيس الحريري لرئاستها، أو أن يطرح حزب الله وحلفاؤه مرشحاً من قبلهم، وهو السيناريو الذي يجب الابتعاد عنه قدر المستطاع، لأن البلد لا يحتمل نوع حكومة كهذه".

وتابع: "نحن منفتحون على هذه الخيارات، لأن هدفنا إراحة البلد".

بدوره، أشار عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل"، مصطفى علوش، لـ"العربية.نت"، إلى أن "الرئيس الحريري يشترط إذا تم تكليفه مجدداً تشكيل حكومة أن تحظى بثقة اللبنانيين وقادرة على العمل وتطبيق الإصلاحات المطلوبة، وليس من مصلحته الدخول في حكومة سياسية مُشابهة للمستقيلة". وشدد علوش على "ضرورة أن يكون الوزراء الجدد محل ثقة وأصحاب اختصاص لا شبهات فساد حولهم". وبدأت بورصة الترشيحات لرئاسة الحكومة تتداول بأسماء عديدة، منها رئيس الحكومة السابق تمام سلام، حليف الحريري، والقاضي في محكمة العدل الدولية السفير السابق لدى الأمم المتحدة نوّاف سلام، والنائب البيروتي فؤاد مخزومي. وفي هذا السياق، أوضح فتفت: "لم نصل بعد إلى مرحلة عرض الأسماء".

من جانبه، لفت النائب في كتلة "المستقبل"، سمير الجسر لـ"العربية.نت"، إلى أن "الرئيس الحريري لن يتهرب من المسؤولية إذا تم تكليفه مجدداً، لكن هذا التكليف سيكون مختلفاً عن السابق، لأنه يريد حكومة إنقاذ هدفها الأولي والأساسي تحسين وضع البلد المتأزم".

وقال الجسر إن "الظروف القائمة فرضت نفسها على التشكيل، لذلك لا يُمكن تجاوز مطالب الناس بحكومة جديدة مختلفة تماماً عن المُستقيلة، ولا مشكلة لدينا بأن يرأسها شخص غير الرئيس الحريري، لأن المهم البلد".

 

مؤامرة.. تهريب "دولارات لبنان" لدول محور إيران

هاجر كنيعو/العربية نت/31 تشرين الأول/2019

كشفت مصادر مطلعة داخل القطاع المصرفي اللبناني لـ"العربية.نت" وجود حملة ممنهجة لتهريب الدولارات من السوق اللبنانية إلى دول مجاورة بينها العراق وسوريا وتركيا وإيران. ومن يمعن النظر في مجريات الأحداث الدراماتيكية خلال الشهرين الماضيين، يرى أن هناك مساراً ممنهجاً يستهدف سمعة المصارف اللبنانية وإحداث حالة من الهلع والتهويل يحاول البعض نشرها في نفوس اللبنانيين لضرب سمعة الاقتصاد اللبناني وهز قيمة العملة الوطنية، وفقاً للمصادر.هذه الحملة بدأت براعمها بالبزوغ مع النبرة العالية للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على خلفية العقوبات الأميركية التي طالت "جمال ترست بنك"، سرعان ما ترجمت على الساحة النقدية اللبنانية آنذاك "بشح" بالدولار تقاطعت مع معلومات تتحدث عن سحب رجال أعمال مقربين من حزب الله أموالهم من المصارف اللبنانية باتجاه سوريا.

شل الحركة الاقتصادية

المسار التهويلي، وفق المخطط له بحسب الأهواء السياسية، لم يتوقف عند هذا الحد، بل "طُعم" بكل الوسائل الممكنة لإثارة الذعر في نفوس المواطنين، ما دفعهم إلى سحب إيداعات بـ2.5 مليار دولار في أوائل أكتوبر الجاري وتكديسها في بيوتهم تخوفا مما هو أعظم.

ليحدث ما لم يكن في الحسبان، مع بدء الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام وشل الحركة الاقتصادية، ومعها إقفال البنوك لمدة 13 يوماً، ما فتح الباب على مصراعيه لمزيد من بث الشائعات حول انهيار سعر صرف الليرة، وتلاعب بعض الصرافين خلافا للقانون بالسعر الرسمي لليرة أمام الدولار الذي وصل في السوق الموازية إلى 1700 و1800 ليرة أمام الدولار الواحد.

تهريب "الدولارات" نقداً

حالة الفوضى المنتشرة في البلاد، سرعان ما تم استغلالها من قبل بعض الصيارفة الذين عمدوا إلى تهريب أموال طائلة من الدولارات نقداً إلى الخارج، وتحديداً إلى تركيا تحقيقا للأرباح والتجارة غير المشروعة، وفق ما كشف الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة في حديث خاص للعربية.نت.

وتابع كاشفا: "في اليومين الماضيين، تم إلقاء القبض على أحد الصيارفة يحاول تهريب 1.3 مليون دولار أميركي نقداً إلى الخارج كل 48 ساعة، وهذا أمر خطير جداً لإمكانية وجود عشرات الحالات المماثلة التي تتبع النهج نفسه لتحقيق مكاسب غير مشروعة".

وأضاف: "هناك صيارفة كانوا دخلوا مؤخراً إلى الأراضي اللبنانية بحوزتهم عملات نقدية عربية مختلفة، ثم قاموا بتبديلها في أسواق بيروت إلى الدولار ليتم شحنها إلى تركيا".

سيناريوهات المؤامرة

ووفق معلومات كشفت للعربية.نت من مصادر مصرفية مطلعة، فإن عمليات تهريب الدولارات من الأسواق اللبنانية باتجاه الخارج لا تقتصر فقط على تركيا، بل يتم شحنها أيضا إلى سوريا والعراق وإيران لاستخدامها في عمليات تمويل داخل تلك الدول التي تعاني أصلا نقصا من الدولار بسبب العقوبات الأميركية على بعضها. وإذا كان النائب العام التمييزي غسان عويدات قد أمر بمنع عمليات إخراج الدولارات النقدية بكميات كبيرة في حقائب الصيارفة والتجار عبر مطار بيروت الدولي والمعابر الحدودية في محاولة منه لضبط الوضع، قائلا في بيان إنه "تم فرض الحظر إلى أن يحدد مصرف لبنان المركزي آلية جديدة تنظم حركة الأموال". ورغم أنه من ضمن القوانين المصرفية والمالية المتبعة، قانون رقم 42 تاريخ 24/11/2015 الذي ينص على "التصريح عن نقل الأموال عبر الحدود عندما تفوق قيمتها 15 ألف دولار أو ما يوازيها بالعملات الأخرى ومن يملكها ومصدرها ووجهتها"، غير أن العبرة تبقى في ضبط الحدود المتفلتة أصلا لاسيما المعابر غير الشرعية على الحدود اللبنانية السورية.

خوفاً على الليرة؟

وسط كل سيناريوهات المؤامرة التي تحاك ضد سمعة القطاع المصرفي اللبناني، تتصاعد مخاوف وتحذيرات حقيقية من تهافت قد تشهده فروع المصارف للمواطنين لسحب إيداعاتهم أو تحويل الأموال إلى الخارج بعد عودة البنوك إلى العمل يوم الجمعة.

يطمئن عجاقة أن لا خوف على استقرار سعرف صرف الليرة أمام الدولار، ولا تهافت سيحدث لسحب المواطنين أموالهم من البنوك، " حيث إن معظم الأموال المودعة في المصارف مجمدة مقابل حصول المودعين على فوائد مرتفعة، ومع ذلك فإن البنوك مهيأة لكل السيناريوهات المحتملة".

فقدان الثقة

وفي حين أكد أن لا قيود سيفرضها مصرف لبنان على حركة رؤوس الأموال عبر القنوات المصرفية المالية، كون ذلك سيفقد الثقة بالنظام المصرفي، غير أنه لا يخفي بالمقابل أن البلاد ستدخل في مرحلة جديدة في ما يتعلق بسقف السحب النقدي أي "الكاش".بالمقابل، تطمئن مصادر مصرفية أن حالة التهويل "الممنهجة" لا أساس لها من الصحة، وهي تخدم خلفيات سياسية وبعض اللاعبين على الساحة، حيث إن المصارف كانت تواصل تأمين السيولة وبعض الخدمات المصرفية خلال فترة إقفالها عبر آلالات الصراف الآلي. وفي وقت تكثر الأقاويل مع قرب الاستحقاقات المالية على الدولة الواجب سدادها في 22 نوفمبر المقبل، أكدت مصادر رفيعة المستوى أن مصرف لبنان لن يتخلف عن سداد ديون الدولة المستحقة المقومة بالدولار وقيمتها 1.5 مليار دولار، خاصة أنه بحسب المصادر "الأموال قد أُمنت".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ساحات لبنان على تأهُّبها لأسبوع ثالث وكرٌّ وفرٌّ بين الجيش والثوار

هل تأخير الاستشارات المُلزمة رسالة للحريري أنَّ عودته ليست مضمونة؟ وهل تنتظر "بعبدا" ما سيقوله نصرالله؟

لقاء موسع دام 90 دقيقة بين رئيس “المستقبل” والوزير خليل موفداً من بري بحث الوضع الحكومي

شدياق: “القوات” مع حكومة تكنوقراط وعدم تشكيلها يعني أخذ لبنان نحو المحور الإيراني والذهاب به إلى المجهول

سامي الجميل: سياسة الاستلشاق والمماطلة مستمرة وكأن البلاد في عطلة ولن نسكت عن هذا التأخير

بيروت ـ “السياسة”/31 تشرين الأول/2019

يخفي تأخير دوائر قصر بعبدا في تحديد موعد لبدء انطلاق الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال عون حتى الآن، أكثر من رسالة وتحديداً إلى الرئيس سعد الحريري، في وقت أثار هذا التأخير الكثير من التساؤلات في الأوساط السياسية، وتحديداً لدى الحراك الشعبي الذي بقي متحفزاً، وهو ما دفعه إلى إعادة التحرك ميدانياً وإقدامه على قطع العديد من الطرقات في بيروت وطرابلس والبقاع، ما اضطر الجيش إلى التدخل وفتح عدد من هذه الطرقات.

وكشفت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة” من مصادر موثوقة، أن التأخير في إصدار مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة، متعمد لأسباب عديدة، من بينها أن فريق العهد يجرى مشاورات داخلية، ومع الحلفاء المحسوبين على الخط السياسي، ومن ضمنهم “حزب الله”، لتكوين موقف مبدئي من شكل الحكومة الجديدة ونوعها قبل الدخول في الاستشارات، إضافة إلى أن وجهتي نظر داخل فريق الثامن من آذار، بشأن عودة الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة مجدداً، بحيث أن وجهة النظر الأولى لا تمانع في عودته إلى السرايا دون شروط، وتحديداً في ما يتصل بعودة الوزير جبران باسيل إلى الحكومة، فيما وجهة النظر الأخرى تلوح بورقة إبعاد الحريري عن رئاسة الحكومة، وتسمية شخصية سنية أخرى، بعدما قذف رئيس “المستقبل” كرة النار الحكومية في وجه الرئيس عون دون أي تنسيق، بما يتصل بالاستقالة التي وضعت الجميع أمام القرار الصعب.

ولم تستبعد مصادر سياسية، كما أبلغت “السياسة”، “أن يكون التأخير في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، مرده إلى انتظار ما سيقوله الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله في الشأن الحكومي، وفي ما يتعلق بتسمية الرئيس المكلف، حتى تبني “بعبدا” على الشيئ مقتضاه”.

وكشف رئيس الجمهورية أنه يقوم بالجهود اللازمة قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، لتكليف رئيس حكومة وذلك بهدف تسهيل هذه الاستشارات، وفق ما أعلنت صفحة الرئاسة الأولى.

وإذا كان الرئيس الحريري لا يمانع بترؤس الحكومة الجديدة، حيث يحظى بدعم فريقه السياسي في “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” والحلفاء، إلا أن عودته في حال حصولها، لن تكون كما تقول أوساط مقربة منه لـ”السياسة”، “إلا وفق تصور واضح المعالم، يأخذ بعين الاعتبار مطالب الحراك الشعبي الذي يطالب أولاً بتشكيلة وزارية غير سياسية، تضم شخصيات اختصاصية توحي بالثقة والاحترام، وقادرة على تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر، لأنه إذا لم يتحقق هذا الشرط، فإن الحراك باق وستعود الناس إلى الساحات العامة، ولن تخرج من الطرقات، وهذ بالتأكيد لن يكون في مصلحة العهد، ولا حتى جميع القوى السياسية”. وتشير الأوساط إلى أن “تأليف الحكومة لا يجب أن يطول، كما حصل مع الحكومة السابقة، لأن البلد لا يحتمل تأخيراً على هذا الصعيد، بالنظر إلى الظروف الصعبة التي يمر بها، وهذا ما يستدعي من الفرقاء السياسيين، تقديم مصلحة البلد على أي اعتبار آخر، وأن لا يصار إلى وضع الشروط أمام الرئيس المكلف، لأن ذلك سيفاقم من حدة الأزمة ويفتح الباب أمام المجهول”. وعُلم أنّ لقاء مطوّلا عُقد أمس، بين الوزير علي حسن خليل موفدًا من الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري، في بيت الوسط، دام 90 دقيقة وتناول الوضع الحكومي.

وأشارت مصادر رفيعة لمحطة “otv” الى أن “الاتصالات مكثفة وليس صحيحاً ان العلاقات مقطوعة فالكل يتواصل مع الكل ولو لم يكن بالمباشر وعبر الواسطة الموثوقة”، ولفتت الى أن “الاتصالات تنطلق من عدم رغبة الرئيس عون بالبقاء طويلا في تصريف الأعمال باعتباره نوعاً من انواع الفراغ”.

وشددت المصادر على أن “لا احد يضع فيتو على عودة الحريري الى رئاسة الحكومة، لكن يجب ان تكون عودته كريمة وهو مرحب به لكن من دون شروط تعجيزية”.

وأوضحت أنه “لا يجري التفتيش عن بديل لكن عن شخصية تستطيع ان تؤلف حكومة متجانسة ومتماسكة من وجوه نظيفة، بهدف الانقاذ المالي والاقتصادي”. وأكدت المصادر أن “لا تأخير في الدعوة لاستشارات نيابية، والرئيس عون لن يبادر إلى مشاورات نيابية اذا لم يكن متأكداً من ان ما سينجم عنها هو تسمية شخصية تنال الاكثرية في مجلس النواب، إذا ألفت حكومة وموثوق بها على إحقاق المطالب المحقة للناس وحقوقهم”. وشددت على أن “ما بعد كلمة الرئيس عون الليلة (أمس) تنجلي الامور حول توجهاته الكبيرة، وستحمل اجابات على كل النقاط التي تشغل بال اللبنانيين”.

وفي السياق، اشارت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية المستقيلة مي شدياق، إلى أن “حزب القوات اللبنانية مع حكومة تكنوقراط، إلا إذا أراد الفريق الآخر الذهاب نحو حكومة مواجهة، لكنهم لن يستطيعوا ادارة البلاد ‏ومواجهة المجتمع الدولي”، مشددة على أن “عدم تشكيل حكومة تكنوقراط يعني أخذ لبنان نحو المحور الايراني والذهاب به نحو المجهول”.

من جانبه، أشار رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل، الى ان “سياسة الاستلشاق والمماطلة مستمرة وكأن البلاد في عطلة”، مؤكدا وجوب البدء بالإستشارات النيابية، ليكون للبنان حكومة حيادية الإثنين المقبل على أبعد تقدير، مضيفاً: “لن نسكت عن هذا التأخير!”

وفي المقابل، رأت كتلة “الوفاء للمقاومة” أن استقالة الرئيس الحريري تساهم في هدر الوقت المتاح للنهوض بالاقتصاد والخروج من الأزمة، وذلك يفرض على كل الأفرقاء تحمّل المسؤوليات.

وطالبت الكتلة بعد اجتماعها الاسبوعي، الأجهزة الأمنية والجيش، القيام بمسؤولياتهم وحماية المواطنين ومنع التعرض لهم. وأملت أن تأخذ الاستشارات النيابية مسارها الطبيعي، ودعت حاكمية مصرف لبنان إلى اتخاذ كل الاجراءات لعدم تفلت الوضع النقدي. كما دعت الكتلة إلى أوسع حوار ممكن لأن التفاهم الوطني هو المدماك الأساسي لصون البلد.

ميدانيا، راوحت الانتفاضة الشعبية التي دخلت اليوم أسبوعها الثالث، بين استمرار الحراك وقطع الطرقات والاضراب العام، كما في طرابلس وعكار وبعض قرى البقاع الغربي، وبين استعادة الحركة الطبيعية كما في مناطق بيروت والضواحي وصيدا وصور والنبطية، فيما عمد الجيش والقوى الأمنية إلى فتح طرقات جل الديب والزوق وجسر الرينغ وطرابلس- البداوي، والمصنع- راشيا. ولكن استمر إقفال مستديرة العبدة في عكار، وعمد شبان من الحراك في طرابلس إلى منع الموظفين في بعض الادارات الرسمية من العمل، وفرضوا على العاملين في بلدية الميناء ومؤسسات الكهرباء والمياه والسنترال والريجي وشركتي تاتش والفا مغادرة مكاتبهم، فيما تفاوتت على الصعيد التربوي، عودة الحياة الى طبيعتها في الجامعات والمدارس الخاصة والرسمية، تبعاً للوضع على الارض في كل منطقة. وفتح الجيش اللبناني الطريق على جسر الرينغ بالاتجاهين بالقوة، بعد أن جلس المعتصمون على الارض ورفضوا التجاوب مع عناصره، فيماوقعت سلسلة من الاشكالات بين القوى الأمنية والمتظاهرين الذين رفضوا مغادرة المكان.

وفي سياق العمل للتهدئة، أجرى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، سلسلة اتصالات برؤساء طوائف روحية شملت البطريرك بشارة الراعي، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، حيث تم التداول في الأوضاع العامة والتطورات الحاصلة في البلاد. كما أجرى اتصالا بنائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في الشأن ذاته، وأجرى اتصالا بالمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، مطمئنا إلى صحة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان.

على صعيد آخر، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للرئيس سعد الحريري، يقول فيه أمام زواره في بيت الوسط: “استفادوا مني وسرقوا مني وبالاخر زايدوا عليّ”. وكانت دارة الحريري في بيت الوسط غصّت بالحشود والشخصيات السياسية دعما لموقفه بإستقالة الحكومة.

إلى ذلك، نفى مدير عام “أوجيرو” عماد كريدية، ما تم تداوله عن اتخاذ قرار بقطع خدمة الإنترنت، مؤكدا انها لا تمت الى الحقيقة والواقع بصلة.

 

فيديو الحريري يفضح المستور: كانوا معي واستفادوا مني وسرقوني وبحسب مصادره فهو يعتبر أن مرحلة التسويات والتنازلات انتهت

طوني بولس /انديبندنت عربية/31 تشرين الأول/2019/اضغط هنا امشاهدة الفيديو

"سعد الحريري بعد الاستقالة ليس كما قبلها"، هكذا يقول مقربون من رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، ففي عام 2011 أطاح تحالف نصر الله - عون حكومته باستقالة ثلث أعضائها بالتزامن مع لقائه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، حيث تباهى حينها التيار الوطني الحر بأن الحريري دخل البيت الأبيض رئيساً للوزراء وخرج منه رئيساً سابقاَ، ومنذ ذلك التاريخ بدأ الحريري بتقديم التنازل تلو الآخر انسجاماً وقناعته بالتنازل "فداء لبنان"، ويؤكد المقربون من الحريري أن ارتدادات استقالته الأخيرة على تحالف عون – نصرالله شبيهة إلى حد كبير بالانقلاب الذي تعرض له عام 2011.

 لن يبقى تحت رحمة التسويات

مصادر في بيت الوسط أكدت أن الرئيس الحريري لن يستطيع البقاء تحت رحمة "التيار الحر" و"حزب الله" بعد الثمن الباهظ الذي دفعه نتيجة قبوله بالتسوية الرئاسية منذ ثلاث سنوات حيث تكوّنت قناعة حينها لدى بعض الأحزاب اللبنانية بأن موازين القوى في المنطقة تفرض عليهم التسوية مع حزب الله، في لحظة الاتفاق حول الملف النووي بين إيران وإدارة الرئيس أوباما، وفي لحظة تشريع الحشد الشعبي العراقي بقانون صادر عن مجلس النواب، وبعد انهيار حلب وسقوط المعارضة السورية، وقبل انتخاب الرئيس ترمب بأيام. وشددت على أنه نتيجة لهذه التسوية خسر الحريري أكثر من ثلث مقاعد كتلته في الانتخابات الأخيرة، ومنها مقاعد فاز بها سُنة متحالفون مع حزب الله، كما نال حلفاء حزب الله ومنهم التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه باسيل وعون على نصيب الأسد في الحقائب الوزارية في حكومته.

من قصد؟

وتؤكد المصادر أنه قبيل الاستقالة أجرى الرئيس الحريري مراجعة شاملة لمساره السياسي وتحالفاته وعلاقاته الداخلية والخارجية، حيث خلص إلى أن مرحلة التسويات والتنازلات انتهت طالما الجميع لم يتراجع عن مكسب واحد، مشيرة إلى أن الحريري كان واضحاً خلال استقباله وفداً من العائلات البيروتية في "بيت الوسط" (منزله) أنه سيبدأ مساراً جديداً، وقد تم تداول فيديو يقول فيه: "أكلوا معي واستفادوا مني وسرقوا مني وبالآخر عم يزايدوا علي"، ويضيف في فيديو آخر خلال استقباله  نواباً وشخصيات ومناصرين "هني ناس كانوا معي ومعروفين مين هني وقديش استفادوا مني وقديش سرقوا مني فكل واحد سيكون له حسابه".

وتعتقد المصادر أن الحريري كان يشير إلى شخصيات سياسية كانت قريبة منه وبنت قاعدتها الشعبية أو إمبراطوريتها المالية انطلاقاً من المصالح التي تولتها في الحكومات التي ترأسها، في إشارة الى أحد الوزراء السياديين في الحكومات السابقة، ورأت أن من المقصودين أيضاً عدداً من المستشارين البارزين الذين أحاطوه لمدة طويلة وكانت لهم تأثيرات في خياراته السياسية. وأضافت المصادر أن الحريري يشعر بخيبة كبيرة من وزير الخارجية جبران باسيل الذي قبله كوزير "ملك" يمتلك 11 وزيراً، أي الثلث المعطل للحكومة والقرارات الرئيسية، شرط عدم استخدام هذا "الترف" الوزاري كوسيلة للابتزاز السياسي، الأمر الذي لم يلتزم به باسيل ولم يحترم سياسة النأي بالنفس فأحرج الحريري داخلياً وخارجياً.

"نيو حريري"

وحول الانتفاضة الشعبية التي شهدتها المناطق السنية عشية استقالة الحريري، ربطتها المصادر بالمعلومات عن قيام باسيل بسلسلة اتصالات مع شخصيات من الطائفة السنية لتسمية إحداها لموقع رئاسة الحكومة المقبلة، ومن ضمن الأسماء التي ترددت اسم الوزير السابق محمد الصفدي، ما استفز الشارع الذي يعتبر أن الواقع السياسي اللبناني المعتمد يفرض اعتماد الأقوى ضمن كل طائفة كما هي الحال مع رئيسي الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري، فالحريري لديه الكلمة الفصل بمن ستتم تسميته للمرحلة المقبلة. وأضافت المصادر أنه من الآن وصاعداً سيرون "نيو حريري"، وهو لن يتنازل عن حقه وحق طائفته البت بموقع رئاسة الحكومة، مشيرة إلى أنه تقدم بطرحه لرئيس الجمهورية بأنه مستعد لتشكيل حكومة بوجوه جديدة مؤلفة من 14 وزيراً، وتكون وسطية أي "تكنوقراط – سياسية"، وبتوازنات غير حزبية تعتمد مبدأ النأي بالنفس، أو أنه يمكن أن يسمي شخصية قريبة من تيار المستقبل تستطيع أن تؤلف حكومة تكنوقراط، ومن بين تلك الأسماء النائب تمام سلام والوزيرة ريا الحسن. ولفتت إلى أنه في حال اعتماد خيار الشخصية القريبة من المستقبل، سيسعى لأن تتبنى هذه الحكومة مشروع الانتفاضة الشعبية بالدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة بالتوازي مع إجراءات اقتصادية عاجلة، ومضيفة إلى أن أي عرقلة ستواجهه من أي فريق سيكشفها فوراً أمام الراي العام ولن يتهاون بتسمية الأمور بأسمائها لأن الوضع بات محرجاً وداهماً.

 

الأب طوني الخولي يكشف: "ممنوع انزل على لبنان رح يكمشوني عالمطار"

فايسبوك/31 تشرين الأول/2019

نشر الأب طوني الخولي المقيم في كندا فيديو عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك أعلن فيه إلغاء زيارته إلى لبنان. وعن سبب إلغاء رحلته قال الخولي: "علمت اليوم من مونتريال ومن أخبار موثوقة أنه لا يُمكنني المجيء إلى لبنان وممنوع عليّ ان اعود لأنّه سيتمّ القبض علي فور وصولي إلى المطار، لذا أجلت الزيارة حتى تهدأ الأحوال.

 

هل يقبل “حزب الله” بحكومة تكنوقراط برئاسة الحريري؟

وكالات/31 تشرين الأول/2019

رسمت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الجمهورية” خريطة مواقف القوى السياسية من موضوع التكليف. وعن “حزب الله”، قالت: “من المؤكد أنه لن يسمّي الحريري في الاستشارات الملزمة، وهو في الأساس لم يعلن أنه يضع أي “فيتو” على عودة الرئيس الحريري الى تشكيل الحكومة الجديدة أو لا يضعه. أمّا بالنسبة الى الحكومة فلا يبدو أنه يقبل بحكومة تكنوقراط، سواء أكانت حيادية من رئيسها الى سائر أعضائها أو حكومة تكنوقراط يترأسها الحريري من دون سائر القوى السياسية، إذ كيف تسمّى هذه الحكومة حكومة تكنوقراط طالما انّ رئيسها هو رئيس حزب سياسي؟”.

 

بالأسماء - عقوبات دولية على عناصر من حزب الله

الجمهورية/31 تشرين الأول/2019

قامت الدول السبع الأعضاء في «مركز استهداف تمويل الإرهاب» (دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية) بالتصنيف المشترك لـ 25 إسماً مستهدفاً لانتمائهم الى شبكات النظام الإيراني الداعمة للإرهاب في المنطقة، ويُعد هذا الإجراء أكبر تصنيف مشترك في عمر المركز حتى اليوم.

وقد ركّز التصنيف على كيانات تدعم الحرس الثوري الإيراني ووكلاء إيران في المنطقة، ومنها حزب الله. ومن بينهم: شبل محسن الزيدي (مولود في العراق، ومرتبط بالحرس الثوري الإيراني وبقوات القدس و«حزب الله»)، يوسف هاشم (مولود في لبنان، ومرتبط بـ«حزب الله»)، محمد عبد الهادي فرحات (مولود في الكويت، ومرتبط بـ«حزب الله» اللبناني)، عدنان حسين كوثراني (مولود في لبنان)، وجواد نصرالله (لبناني الجنسية، مرتبط بـ«حزب الله» اللبناني).

 

"رويترز" تكشف اجتماع ما قبل الإستقالة.. هكذا تحدى الحريري حزب الله!

رويترز/31 تشرين الأول/2019

فحوى الاجتماع الذي دار بين الرئيس سعد الحريري مع مسؤول كبير من حزب الله كشفته 4 مصادر مطلعة لوكالة "رويترز"، مشيرة إلى أن ذلك الاجتماع الذي جرى يوم الاثنين الماضي حسم قرار الحريري بالاستقالة، وشكل ضربة لحزب الله. بعدما وصل إلى طريق مسدود في الجهود الرامية لنزع فتيل الأزمة التي تجتاح لبنان، أبلغ الحريري المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل بأنه لم يكن لديه خيار سوى الاستقالة من منصب رئاسة الحكومة. وبحسب تلك المصادر، تسبب قرار الحريري في صدمة لخليل، الذي نصحه بعدم الإذعان للمحتجين المطالبين بإطاحة حكومته الائتلافية. وبدأ الاجتماع في الثامنة مساء في (بيت الوسط)، مقر إقامة الحريري، ولم يستمر طويلا، وفي هذا الصدد ذكر أحد المصادر أن الحريري قال لحسين الخليل: "لقد اتخذت قراري. أريد الاستقالة من أجل إحداث صدمة إيجابية وإعطاء المحتجين بعضا مما يطلبون".وسعى حسين الخليل لإثنائه عن موقفه، وقال له: "هذه الاحتجاجات صارت على أبواب أن تنتهي تقريبا. أصبحت بآخر نفس، نحن بجانبك. استمر قويا"، لكن الحريري تمسك بقراره. وشكا الحريري عدم حصوله على الدعم الذي يحتاجه لإجراء تعديل كبير في الحكومة، ربما كان سيسهم في تهدئة الشارع، ويسمح بتنفيذ إصلاحات على وجه السرعة، وقال: "لم أعد اتحمل ولا أتلقى أي مساعدة". وقال الحريري إن المشكلة الرئيسية تتمثل في وزير الخارجية جبران باسيل، الذي اختلف الحريري معه مرارا منذ تشكيل حكومته في كانون الثاني الماضي. وفي حين سعى الحريري لإجراء تعديل وزاري كبير كان سيتضمن استبعاد باسيل، الذي كان هدفا لانتقاد المحتجين، وآخرين غيره، فقد قاوم وزير الخارجية وعون أي تعديل على أساس أن المتظاهرين قد لا يبرحون الشارع ويطالبون بمزيد من التنازلات. وأوضح المصدر لـ"رويترز" إن الحريري قال لمعاون نصر الله: "أنتم يا حزب الله تقفون خلف جبران وتدعمونه".

ضربة موجعة لحزب الله

وأضافت رويترز ان الاستقالة تمثل ضربة كبيرة لحزب الله الذي انخرط أكثر من أي وقت مضى في شؤون الحكومة اللبنانية، ويحرص مثل أي طرف على تفادي مشكلات مالية أعمق. وقبيل الاستقالة قال الأمين العام للحزب حسن نصر الله في مناسبتين، إنه يعارض استقالة حكومة الحريري، وأشار إلى أن بعض المحتجين يحصلون على تمويل من أعداء خارجيين لحزب الله وينفذون مخططاتهم. وقال مصدر مطلع على فكر حزب الله: "هذه ضربة قوية للحزب. أصبح مكبل الأيدي. الفائز الأكبر هو الحريري". وأضاف المصدر المطلع على كواليس حزب الله، ان الحزب أحجم عن مهاجمة الحريري بسبب قراره الخاص بالاستقالة، ليترك الباب مفتوحا أمام إمكانية أن يصبح رئيسا للوزراء مرة أخرى في حكومة ائتلافية جديدة.وقال المصدر إن حزب الله "يجب أن يحافظ على خط الرجعة" للخروج من الأزمة.

 

التكليف أصعب من التأليف!

الجمهورية/31 تشرين الأول/2019

أشارت "الجمهورية" الى ان "الوضع الذي فرضته استقالة الرئيس سعد الحريري هو الأصعب الذي تشهده حالات كهذه، إذ انّ الصعوبة الاعتيادية كانت تتبدّى في تأليف الحكومات، وهو أمر كان يستغرق أشهراً في بعض الحالات، الّا أنّ الصعوبة في الحالة الراهنة تتبدّى في التكليف، الذي تؤشّر الوقائع المحيطة به الى أنه، كما هي الحال الآن، أصعب من التأليف، ولاسيما بعدما خلطت الاستقالة أوراق المواقف والتحالفات كلها".

 

أسود يشن هجوماً عنيفا على الحريري .. وهذا ما قاله!

ماريا ضو/الكلمة اونلاين/31 تشرين الأول/2019

تداعيات كثيرة لاستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري رمت ثقلها على لبنان، وآراء كثيرة غير واضحة في ظل الوضع الراهن. لم يتوقع أحد أن يخذل الحريري رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعدما كان الإتفاق بينهما على الشراكة لتحقيق مطالب المتظاهرين من خلال الورقة الإقتصادية، مكافحة الفساد وإعادة بناء الدولة. استقال الحريري، ورمى كرة النار في يدي الرئيس عون، الذي لطالما صمد وحيداً في محاربة شتى أنواع الفساد.

هذه الإستقالة فتحت أبواب سيناريوهات عدة.. هل تبقى الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال؟ وإلى متى؟ هل ستشكل حكومة جديدة ومتى؟ ما نوع الحكومة التي قد تشكل.. تكنوقراط أم سياسية أم "ميكس" بينهما؟ من سيترأسها؟ وممن ستتألف؟ هذه التساؤلات يطرحها اللبنانيون ولا أجوبة عليها في الوقت الحاضر.

يعتبر عضو تكتل لبنان القوي النائب زياد أسود في حديث خاص لموقع الكلمة أونلاين أن الحكومة الحالية انتهت بحكم الأمر الواقع، وبحكم الدستور ستكون حكومة تصريف أعمال، وسقطت معها كل شعارات محاربة الفساد و"كلن يعني كلن" لأنه لم يعد هناك من سلطة لتنفذ هذه المطالب، لافتاً إلى أن الإستقالة مسألة خطرة جداً لأن مهلة تصريف الأعمال غير محددة، ولبنان أمام مهلة طويلة الأمد لتشكيل حكومة جديدة.

وأشار أسود إلى أن الحريري أصبح في المقلب الآخر من الإنقسام العامودي، فخياره صب مع الفريق الذي يناهض فريق الرئيس عون، وهدف الإستقالة هو لإخراج نفسه، ولإظهار التلاعب من تحت الطاولة الذي كان متلازماً مع حركة التظاهرات، فاستقالة الحريري تعنيه وحده، وهو حر في خياراته، مؤكداً أن لبنان ساحة صراع، وكان رئيس حكومته "كرة" سجلت بها الولايات المتحدة هدفاً لمصلحتها ضد إيران، ويخطئ من يعتبر أن المسألة إصلاحية، والدليل على ذلك الهجوم الذي حصل اليوم مع مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون، بهدف منعها من استكمال إجراءاتها وادعاءاتها القضائية.

وشدد النائب الجزّيني أنه من غير الصحيح أن الحريري ليس مسؤولاً عن ملفات الفساد، لذلك رمى المسؤولية على غيره. وخروجه اليوم من الحكومة بشكل مفاجئ من دون تدبيرات معينة، هو تآمر على الشعب اللبناني، لافتاً إلى أن رئيس الحكومة ابتعد عن التفاهمات السياسية التي رسمها مع قسم من اللبنانيين، وعاد إلى المربع الأول الذي دخله عام ٢٠٠٥، مكرراً الإنقسام ذاته والمشروع السياسي الإقليمي نفسه. ومن جهة أخرى، أشار أسود إلى أن الوزراء التكنوقراط سيتم اختيارهم من الأحزاب والكتل السياسية و"ما حدا رح يجي من غير كوكب"، فالتيار الوطني الحر يستبعد أن تكون هناك حكومة غير سياسية، وذلك بهدف تحمل المسؤولية والمحاسبة في نهاية المطاف، معتبراً أن "على الحكومة الجديدة أن تكون من لون واحد، تعيدنا إلى مبدأ المعارضة والموالاة، وإذا لم تنجح، فستتحمل مسؤوليتها لوحدها وإذا فشلت فسترحل، وإلا تكون حكومة من كل الألوان وكل فريق يعطل الآخر، في النهاية تُلقى الملامة على المعطل والمقترح بالتوازي؟ طبعاً لا".  وتابع أسود: "المطالب التي ناشد بها الشعب والتي هي جزء من مطالب التيار ستتخدر حتى يتم تأليف حكومة قادرة على تحقيقها"، مؤكداً أن الحريري الآن خذل نفسه والشعب اللبناني الذي كان يعوّل على محاربة الفساد وفتح الملفات، وخذل كل من يعتقد أن رئيس الحكومة يستطيع أن يتحرر من أي ضغط خارجي أو داخلي".

 

بعض المسؤولين غادروا منازلهم.. وتنبيه أمني لبعض الشخصيات

الجمهورية/31 تشرين الأول/2019

غادر بعض المسؤولين منازلهم في الساعات الماضية وخصوصاً في أعقاب محاصرة منزل أحد الوزراء.هذا وطلبت مراجع أمنية من بعض الشخصيات السياسية والحزبية اتخاذ تدابير أمنية إستثنائية والحدّ من تحركاتهم بالنظر الى الوضع السائد بحسب ما جاء في أسرار صحيفة الجمهورية.

 

وكفى الله اللبنانيين شر.. «الخطاب»!

جنوبية/31 تشرين الأول/2019

حزب الله أسقط طائرة استطلاع إسرائيلية فوق النبطية، وهو أمر يشكر الحزب عليه، فالطائرات الإسرائيلية التي تخترق الأجواء اللبنانية يوميا لم يعد سرا وهو خرق لكل القرارات الدولية لا سيما القرار الشهير 1701 ورغم ذلك فان إسرائيل مستمرة في خرقه من دون أن يردعها رادع. لقد تم محاولة اسقاط الطائرة وشاهد اللبنانيون هذه العملية، بحيث أن عملية التصوير كانت من ضمن العملية وليست منفصلة عنها، وهو أمر جيد ويستحق التنويه، وربما سيتكرر المشهد غدا وبعد غد وكل يوم الى حين توقف إسرائيل عن انتهاك سيادة لبنان. ولا شك أن هذه العملية ستوفر للأمين العام لحزب الله مادة خطابية يوم غد الجمعة في كلمته المرتقبة في ذكرى أسبوع الراحل السيد جعفر مرتضى، فالسيد نصرالله لن يفوت المناسبة للحديث عن هذا الإنجاز، بل سيجهد في التعبير عن الخطر الإسرائيلي الداهم والدائم على لبنان منذ أن وجد الكيان الصهيوني في هذه المنطقة. وفي المقابل سيظهر للجميع أهمية المقاومة العسكرية التي يمثلها حزب الله، في الدفاع عن لبنان بل عن كرامة اللبنانيين. ولن يخذله اللبنانيون في التنويه والترحيب والدعم لكل ما يعزز من امن واستقرار لبنان وحماية سيادته من العدوان الإسرائيلي.

الكثير من اللبنانيين بل معظمهم سيشدون على يديه، ويثنون على ما قامت به تلك المجموعة التي تكفلت بمحولة اسقاط الطائرة ونجحت في ابعادها عن اجواء النبطية والجنوب أمام عدسة الكاميرات المقاومة، وامام أولئك المعتصمين في كفررمان والنبطية، وهم كما يرفضون إسرائيل وعدوانيتها، يرفضون تلك المحاولات الخبيثة التي حاولت ان تلوح بعلم إسرائيل على جسر الرينغ، على رغم ادراكهم أن اللبنانيين اليوم باتوا اكثر حرصا على بلدهم ولن يقبلوا بأن يزين سماءهم الا العلم اللبناني فما بالك بعلم دولة العدو. لا شك أن الجميع بات يدرك هذه الحقيقة، لكن لا يخفى على حزب الله وهو البارع في ميدان الأمن، أن ثمة لبنان جديد يولد، وأن اللبنانيسن في غضبهم على السلطة السياسية، انما نتج في جانب أساسي منه، لشعورهم ان لبنان يسرق منهم، وبات امام خطر وجودي بسبب تلك السياسات التي افلست الدولة واستباحت كرامة الشعب. لذا لن يسمح أولئك الشباب الذين يبشرون بلبنان الجديد بالفعل لا بالقول فحسب، أن يسرق حلمهم ومشروعهم الوجودي باستعادة الدولة، فلا الطائرات الإسرائيلية ولا العلم الإسرائيلي يمكن أن يقوّض انتفاضتهم الراسخة في وعيّهم وفي ارض لبنان، وإسرائيل لن تستطيع الوصول الى تغيير وجهتهم اللبنانية، يبقى أنهم يتمنون على السيد نصرالله في كلمته المنتظرة التي سيلقيها، ان لا يؤخذ بمحاولات إسرائيل الخبيثة، فالشعب اللبناني ادرك منذ سنين بعيدة، أن إسرائيل عدوة ومغتصبة ومحتلة، وهو وهو ادراك متصل بوعي جديد وخلاّق بأن مواجهة العدو الفعلية تقوم على نهوض الدولة والوطن ونهضة الهوية الوطنية التي تعلو فوق الطائفة والحزب والجماعات على اختلافها، هم متأكدون ان السيد نصرالله الذي رفع العلم اللبناني وحيدا خلفه في اطلالته الأخيرة، لن يستحضر في كلمة الغد درسا ممجوجا عن إسرائيل وحقدها وعدوانيتها، يريدون ان يسمعو خطابا يلامس العقل والوجدان اللبناني بأن انتصار الدولة والدستور والقانون والعدل بين اللبنانيين، هو الهزيمة الكبرى لإسرائيل ومشروعها العدواني. فانتفاضة اللبنانيين أقوى من طائرة إسرائيلية وارقى بكثير من علم إسرائيل مدسوس في ساحات المقاومة اللبنانية.

 

استقالة الحريري أدخلت «العهد القوي» في مأزق.. باسيل هدّد بقلب الطاولة فانقلبت عليه!

الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2019

قال مصدر سياسي وثيق الصلة بالمشاورات التي جرت قبل أن يقدّم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته بأن رئيس الجمهورية ميشال عون هو أول من تهيّب المشهد السياسي الذي أفرزه الحراك الشعبي وإلا لما بادر إلى إبداء استعداده في كلمته التي وجّهها إلى اللبنانيين لإعادة النظر في الوضع الوزاري حسب الأصول الدستورية لكنه سرعان ما بدّل موقفه. وكشف المصدر السياسي لـ«الشرق الأوسط» أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم كان أبلغ الرئيس الحريري بأن لا مانع لدى الرئيس عون من البحث في التعديل الوزاري، وهذا ما فتح الباب أمام البحث بصيغة تضم وزراء من التكنوقراط تُسند إليهم الحقائب الوزارية الخدماتية على أن يبقى العدد المطروح للتعديل أقل من ثلث أعضاء الحكومة الحالية، لأن القفز فوقه يعني أن الحكومة تصبح مستقيلة باعتبار أن الدستور ينص على أن أي تعديل يتجاوز هذا العدد هو من الحالات المنصوص عليها لاستقالة الحكومة.

وأكد المصدر نفسه أن البحث كان يدور حول حصر التعديل الوزاري بـ8 وزراء من بينهم 4 وزراء لملء الحقائب التي كان يشغلها وزراء حزب «القوات اللبنانية» الذين تقدّموا باستقالتهم من الحكومة، ولفت إلى أن الرئيس عون لم يبدِ اعتراضا على ضرورة فصل النيابة عن الوزارة وعدم إسناد حقائب إلى وزراء فشلوا في الانتخابات النيابية، لكنه عاد وسحب اقتراحه لضمان توزير جبران باسيل الذي خلف عون في رئاسة «التيار الوطني الحر» بعد انتخابه رئيساً للجمهورية.

واعتبر أن عدول عون عن موافقته على إجراء تعديل وزاري يعود إلى أسباب عدة أبرزها:

– إعفاء باسيل من الوزارة يعني من وجهة نظره بأن هناك من يريد إخراج من يمثّل خط الدفاع الأول عن رئاسة الجمهورية، وهذا ما يؤدي حتماً إلى إضعاف رئيس الجمهورية، وبالتالي وضعه على خانة الاستهداف.

– «حزب الله» وإن كان وافق مع بداية انطلاق المشاورات على تعيين 4 وزراء جدد خلفاً لوزراء «القوات» المستقيلين، فإنه بادر إلى إعادة النظر في موقفه لجهة أن لا مبرر على الأقل في المدى المنظور لإقحام البلد في تعديل وزاري، وأن البديل يكون في تفعيل الحكومة الحالية من خلال إقرار الموازنة للعام 2020 والسير في ورقة الإصلاحات.

– كما أن «حزب الله» كان يراهن على أن عامل الوقت لن يكون لصالح «الحراك الشعبي» مع أن أمينه العام حسن نصر الله كان أول من تفهّم دوافعه قبل أن يتّهم القائمين عليه بأنهم ينفّذون أجندة خارجية يراد منها لاحقاً استهداف «سلاح المقاومة»، إضافة إلى أن الرضوخ لمطالب الحراك سيدفع المتظاهرين إلى المطالبة بمزيد من التنازلات.

– «محور الممانعة» بقيادة «حزب الله» كان يراهن على أن «الحراك الشعبي» سيضطر إلى إخلاء الساحات بذريعة أنه يفتقد إلى النفس الطويل المطلوب لتأمين استمراريته، خصوصاً في حال أخذ المبادرة لفتح الطرقات استجابة لصرخات المواطنين الذين سيشكلون قوة ضاغطة لتأمين انتقالهم بغية تدبير أمورهم.

– إصرار «حزب الله» على عدم إعفاء باسيل من الوزارة كما كان يطالب «الحراك»، باعتباره أحد الرموز «النافرة»، وأن إبعاده سيؤدي حتماً إلى تبريد الأجواء، إضافة إلى أنه واحد من «الصقور» الذي يتناغم مع «حزب الله» ويوفّر له الغطاء السياسي في مواجهته للعقوبات الأميركية المفروضة عليه ويدافع عن سلاحه.

– «حزب الله» – بحسب المصدر السياسي – يعتبر أن مجرد الموافقة على إعفاء باسيل يشكّل ضربة للرئيس عون، وهذا ما لا يوافق عليه.

وفي المقابل، فإن الرئيس عون عاد وأجرى – كما يقول هذا المصدر – قراءة لـ«الحراك الشعبي» جاءت على نقيض انطباعاته الأولية لهذا الحراك، رأى فيها بأن للقائمين عليه أجندة خارجية، وإلا لماذا رفضوا الورقة الإصلاحية وأداروا ظهرهم لموقفه لجهة إعادته النظر في الوضع الوزاري.

وبالنسبة إلى موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري وإن كان ينأى بنفسه عن الانجرار إلى مشكلة ويفضّل التوافق مسبقاً على كل ما هو مطروح، فإنه يصرّ على التفاهم مع حليفه «حزب الله» لقطع الطريق على من يراهن على إحداث مشكلة داخل «الثنائي الشيعي».

لذلك، فإن كل هذه المعطيات تجمّعت لدى الرئيس الحريري الذي كان اعترض على دعوة المجلس الأعلى للدفاع للانعقاد لتكليف الجيش بفتح الطرقات وأيضاً على دعوة مجلس الأمن المركزي لاجتماع طارئ برئاسة وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن قناعة منه بأن المشكلة سياسية بامتياز وباتت في حاجة إلى حل سياسي، وبالتالي لا جدوى من الحلول الأمنية.

فالحريري شكّل رأس حربة في مواجهة من يروّج للجوء إلى الحل الأمني، ورأى أنه لا مبرر للجوء للقوة وأن يُترك لقيادة الجيش التي أبدت مرونة في تعاطيها مع «الحراك الشعبي» التواصل مع المعتصمين على خلفية أن لهم الحرية في التظاهر والتعبير عن الرأي شرط تأمين انتقال المواطنين. لكن المشهد العام للساحات بدأ يتغيّر مع إصرار مجموعات تابعة لـ«الثنائي الشيعي» على استخدام القوة لفتح الطرقات. وهذا ما لقي منه تحذيراً تلو الآخر إلى أن اقتنع بأن لا مجال إلا باستقالته من الحكومة.

وعليه فإن لجوء نواب ووزراء «التيار الوطني» إلى التعامل مع استقالة الحريري بأنها شكّلت مفاجأة لهم وجاءت وكأنها قفزة في المجهول، خصوصاً أنها لم تُطرح مع الرئيس عون، ما هي إلا محاولة للهروب إلى الأمام، خصوصاً أن الحريري كان بحث في التعديل الوزاري مع وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي على هامش اجتماعات اللجنة الوزارية التي عُقدت في أعقاب تصاعد وتيرة «الحراك الشعبي».

وبالنسبة إلى ما تردّد بأن استقالة باسيل من الحكومة مشروطة باستقالة الحريري، قال المصدر نفسه إن لا علم له بمثل هذا الطرح الذي جرى التداول فيه بواسطة بعض وسائل الإعلام.

واعتبر المصدر أن مثل هذه المعادلة ستُرفض لو طُرحت على المستوى الرسمي، وعزا السبب إلى أن الرئيس الحريري توصل إلى تسوية سياسية مع الرئيس عون، وبالتالي استحضار باسيل في هذه المعادلة لا أساس له من الصحة حتى لو أن الأخير يتصرف على أنه الرئيس الظل، ومن دونه لا شيء يمشي، وهذا ما بدأ يرتدّ سلباً على الرئاسة الأولى، خصوصاً أن باسيل تمادى في افتعال اشتباكات سياسية مع جميع الأطراف ما عدا حليفه «حزب الله».

وقال المصدر نفسه بأن باسيل كان هدد بقلب الطاولة من دون أي مبرر في خطابه الذي ألقاه لمناسبة إخراج العماد عون من بعبدا عندما كان رئيساً للحكومة العسكرية التي تحوّلت في حينها إلى نصف حكومة باستقالة الوزراء المسلمين منها، لكن تهديده انقلب عليه باستقالة الحريري.

وسأل المصدر السياسي ما إذا كانت «التسوية الرئاسية» ما زالت قائمة أم أنها أصبحت خارج المعادلة السياسية مع دخول لبنان في مرحلة سياسية جديدة فرضتها استقالة الحريري. ورأى أن التسوية أصبحت من الماضي وأن «العهد القوي» الذي يدخل اليوم في النصف الثاني من ولايته الرئاسية هو الآن في مأزق كغيره من الأطراف وأن إنقاذه في حاجة إلى رافعة لن يؤمنها اللجوء إلى حكومة «ثأرية» من لون واحد ستواجه بالرفض والاعتراض محلياً وعربياً ودولياً.

وأخيراً، لا بد من الإشارة إلى أن استقالة الحريري جاءت في محلها وأن من يعترض عليها أساء تقديره لـ«نبض الشارع» من جهة ولرد الحريري لأنه كان يراهن على أن الأخير ليس في وارد الاستقالة وأنه يلوّح بها لتحسين شروطه، وبالتالي يمعن في ابتزازه الآخرين إلى أن اكتشفوا بأن استقالته أصبحت في عهدة الرئيس عون، ونقلت البلد إلى مرحلة جديدة يكتنفها الغموض حتى الساعة.

 

موفد حسن نصرالله ليلة الاستقالة للحريري: لا تذعن للمحتجين!

المدن/31 تشرينالأول/2019

كتبت وكالة رويتز معلومات حصرية عن لقاء الرئيس سعد الحريري مع معاون أمين عام حزب الله حسين الخليل قُبيل استقالته قائلة: "بعد أن وصل إلى طريق مسدود في الجهود الرامية لنزع فتيل الأزمة التي تجتاح لبنان، أبلغ سعد الحريري مسؤولاً كبيراً بحزب الله يوم الاثنين بأن لا خيار سوى الاستقالة من منصب رئيس الوزراء، وذلك في تحد للجماعة الشيعية القوية". وتسبب قرار الزعيم السني في صدمة لحسين الخليل، المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والذي نصحه بعدم الإذعان للمحتجين الذين أرادوا الإطاحة بحكومته الائتلافية.

"لم أعد أتحمل"

ويسلط الاجتماع، الذي نقلت تفاصيله لـ"رويترز" أربعة مصادر كبيرة من خارج تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري، الضوء على لحظة مهمة في الأزمة التي تعصف بلبنان منذ أسبوعين، حين أذعن الحريري للاحتجاجات الحاشدة ضد النخبة الحاكمة. وبدأ الاجتماع في الثامنة مساء في "بيت الوسط"، مقر إقامة الحريري بالعاصمة بيروت، ولم يستمر طويلا. وذكر أحد المصادر أن الحريري قال لحسين الخليل "لقد اتخذت قراري. أريد الاستقالة من أجل إحداث صدمة إيجابية وإعطاء المحتجين بعضا مما يطلبون". وسعى حسين الخليل لإثنائه عن موقفه. وقال له "هذه الاحتجاجات صارت على أبواب أن تنتهي تقريبا.. صارت بآخر نفس، نحن حدك (بجانبك). خليك قوي". لكن الحريري تمسك بقراره. وشكا الحريري من عدم حصوله على الدعم الذي يحتاجه لإجراء تعديل كبير في الحكومة ربما كان سيسهم في تهدئة الشارع، ويسمح بتنفيذ إصلاحات على وجه السرعة. وقال "لم أعد أتحمل ولا أتلقى أي مساعدة".

المشكلة: جبران باسيل

وقال الحريري إن المشكلة الرئيسية تتمثل في وزير الخارجية، جبران باسيل، الحليف المسيحي لحزب الله وصهر الرئيس ميشال عون، والذي اختلف الحريري معه مراراً منذ تشكيل حكومته في يناير كانون الثاني. وفي حين سعى الحريري لإجراء تعديل وزاري كبير كان سيتضمن استبعاد باسيل، الذي كان هدفاً لانتقاد المحتجين، وآخرين غيره، فقد قاوم باسيل وعون أي تعديل على أساس أن المتظاهرين قد لا يبرحون الشارع ويطالبون بمزيد من التنازلات. وقال المصدر إن الحريري قال لمعاون نصر الله "أنتم يا حزب الله تقفون خلف جبران وتدعمونه". وقال مسؤول كبير مطلع لـ"رويترز" إن الحريري قد يشكل حكومة جديدة إذا تمت الموافقة على شروطه.

ضربة لحزب الله

تمثل الاستقالة ضربة كبيرة لحزب الله الذي انخرط أكثر من أي وقت مضى في شؤون الحكومة اللبنانية، ويحرص مثل أي طرف على تفادي مشكلات مالية أعمق، قد تقود إلى أزمة عملة من شأنها أن تحدث حالة من عدم الاستقرار.

 

بعد بيان "درء الفتنة"..حرس بري يتوعدون المتظاهرين: ستلتقون الله

المدن/31 تشرينالأول/2019

ظهرت تهديدات علنية لناشطين ينوون التظاهر أمام مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وذلك في حسابات شخصيات من حراس رئيس المجلس النيابي نبيه بري في "فايسبوك".

وتضمنت المنشورات في "فايسبوك" تهديدات علنية لمن يحاول الاقتراب من عين التينة، حيث مقر اقامة الرئيس نبيه بري. وتضمنت التهديدات عبارات مثل "عين التينة يوم السبت.. سيكون موعد المتظاهرين مع الله"، و"سيكون آخر يوم بحياتكم"، و"ستعرفون قيمة شعارنا: بالدم بالروح نفديك با نبيه". وبدا واضحاً من التعليقات أن واضعيها هم من الحرس الشخصي لرئيس مجلس النواب ومن شرطة مجلس النواب. وكانت مجموعات من الحراك الشعبي تداولت دعوة للتظاهر قرب مقر عين التينة يوم السبت المقبل، وهو ما دفع المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب إلى إصدار بيان قال فيه: "تتداول بعض وسائل التواصل الاجتماعي، دعوة للتظاهر والتواجد والانتشار حول مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وذلك نهار السبت في الثاني من تشرين الثاني في الساعة الرابعة عصرا". وأكد المكتب الاعلامي لرئيس المجلس النيابي، ان هذه الدعوة مشبوهة ويراد منها الفتنة وإغراق البلاد في مزيد من الفوضى، وعليه دعا المكتب في بيانه جميع الحركيين، وانصار الحركة ومحبيها ومؤيدي دولة الرئيس بري الى البقاء في قراهم ومنازلهم ومزاولة اعمالهم كالمعتاد وذلك درءاً للفتنة، ومن اجل تفويت الفرصة على الساعين لزعزعة استقرار لبنان". وقبيل الاستقالة، قال نصر الله في مناسبتين إنه يعارض استقالة حكومة الحريري. وأشار إلى أن بعض المحتجين يحصلون على تمويل من أعداء خارجيين لحزب الله وينفذون مخططاتهم. وبموجب نظام المحاصصة المتبع لاقتسام السلطة في لبنان، فإن منصب رئيس الحكومة يجب أن يشغله سنّي مسلم. وفي حين أن لحزب الله حلفاء من السنّة، فإن الحريري يعتبر عاملاً حاسماً للخروج من هذه الأزمة بفضل الدعم الدولي الذي يحظى به. وقال مصدر مطلع على فكر حزب الله "هذه ضربة قوية للحزب. أصبح مكبل الأيدي.. الفائز الأكبر هو الحريري". وخلال توليه منصب وزير الخارجية، تحدث باسيل في منتديات دولية مثل جامعة الدول العربية للدفاع عن حزب الله وعن حيازته للأسلحة. وينظر إليه على أنه مرشح محتمل للرئاسة. وفيما يتسق مع رؤية حزب الله، دعا باسيل إلى عودة سوريا إلى الجامعة العربية بعد اجتماع عقد في وقت سابق من أكتوبر تشرين الأول، ما أثار مزيد من الخلاف مع الحريري بسبب تعارض ذلك الموقف مع سياسة الحكومة اللبنانية. وقال المصدر أيضاً إن الحزب أحجم عن مهاجمة الحريري بسبب قراره الخاص بالاستقالة، ليترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية أن يصبح رئيساً للوزراء مرة أخرى في حكومة ائتلافية جديدة. وقال المصدر إن حزب الله "يجب أن يحافظ على خط الرجعة" للخروج من الأزمة.

 

حرق علم إسرائيل في "الرينغ" يثير جدلاً

المدن/31 تشرينالأول/2019

أثارت فتاة من المتظاهرين اليوم على جسر الرينغ سجالاً في مواقع التواصل، وذلك بعد اعتراضها على إحراق العلم الإسرائيلي وقولها "ما بحب ينحرق علم ولا بلد". وقام عدد من المتظاهرين بإحراق العلم الإسرائيلي أمام عدسات الكاميرات التابعة لوسائل الإعلام التي كانت متواجدة في المكان لتنقل على الهواء مباشرة قيام الجيش اللبناني بفتح الطريق على الجسر بالاتجاهين. وقال المتظاهرون إنّهم يحرقون العلم كي يُظهروا للعالم أنهم ليسوا عملاء وإنّهم يرفضون الاتهامات التي كيلت إليهم، بهدف شيطنة ثورتهم وتشويه صورتها. وأدّى هذا الأمر إلى اعتراض الفتاة التي كانت متواجدة بين المتظاهرين، والتي بررت ذلك بقولها: "أنا خلقت هون وعشت نصف حياتي بأميركا، ولذلك ما بفهم قد الشعب يللي عاشوا كل حياتهم هون، ليه بدي أكره إسرائيل، أنا ما بحب إكره شي"، وأضافت: "هالثورة مش كرمال إسرائيل، كرمال لبنان. لازم التركيز على دولتنا والحق يللي عم نطالب فيه"، مؤكّدة أنّ رأيها يعبّر عنها فقط، وأنها تحترم "حق الآخرين بأن يكرهوا إسرائيل". وأدّى تصريح الفتاة إلى حصول بلبلة وسجالات بعد رفض أحد المواطنين ما وصفه بـ"الدفاع عن إسرائيل". ولاحقاً توجّه المتظاهرون بكلمة اكدوا فيها أن ما حصل لا يمثلهم، مشددين على ان ثورتهم معيشية وليست مسيّسة. وبالرغم من ذلك، لم يسلم المتظاهرون من هجوم مناصري الاحزاب المناهضة للثورة، الذين وجدوا في تصريح الفتاة "دليلاً" على صحّة اتهاماتهم بأن الحراك "مشبوه" و"غير وطني"، بحسب ما تُظهر تغريدات البعض. والأدهى من ذلك، هو توصيف ما حصل على أنه "إشكال بين مناصرين لإسرائيل ومعادين لها"، ليذهب البعض إلى القول إنّ "تصريح الفتاة العفوي فضح الحراك وكشف من يحرّكه ويقف وراءه"! لكن الرد جاء سريعاً من مغردين آخرين، حيث تم تداول مقطع فيديو لمقابلة تلفزيونية سابقة مع وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة، جبران باسيل، دافع خلالها عن حق إسرائيل في أمنها. وكتبت الصحافية ليال حداد قائلة: "البنت اللي طلعت رفضت حرق علم اسرائيل تمثّل نفسها، واللي بده يحسبها عالثورة، ساعتها بدنا نحسب فايز كرم عالتيار الوطني الحر، وبدنا نحسب نوح زعيتر على حزب الله...".

 

واشنطن: ندعم الحكومة الموثوق بها من الشعب

السياسة/31 تشرين الأول/2019

أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر، أن التظاهرات الأخيرة في لبنان تؤكد الحاجة إلى نقاش صريح بين الشعب اللبناني وقيادته حول مستقبل بلده، وتعكس مطالب الشعب الطويلة الأمد بالإصلاح الاقتصادي ووضع حد للفساد المستشري، مشددا على أن واشنطن ستدعم الحكومة اللبنانية التي تحظى بثقة شعبها. وأوضح شنكر أن “الأمر متروك للشعب اللبناني، ليقرر ما إذا كانت هذه التدابير التي اتخذت كافية لتحقيق رغباته المشروعة في بلد مزدهر وخال من الفساد الذي قوض إمكاناته لفترة طويلة”. وأشار إلى أن ما يريده اللبنانيون الآن هو ما أرادوه قبل استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، “حكومة فعالة تستجيب لاحتياجات الناس، قادرة على تقديم الخدمات الأساسية، وخلق فرص العمل، وتنمية الاقتصاد، إضافة إلى وضع حد للفساد المستشري الذي ابتليت به البلاد لسنوات عديدة”. وشدد على أن الشعب اللبناني يحتاج بسرعة “حكومة تلهمهم ويثقون بها، وتتخذ إجراءات حاسمة لحل المشاكل الاقتصادية الملحة وتعيد البلاد إلى مسار مستدام”. وأضاف أن “الحكومة التي تحظى بثقة شعبها، ستحظى بدعم الولايات المتحدة”، داعيا جميع الأطراف إلى الامتناع عن العنف.

 

مؤامرة تهريب “دولارات لبنان” لدول محور إيران

السياسة/31 تشرين الأول/2019

كشفت مصادر مطلعة داخل القطاع المصرفي اللبناني، عن وجود حملة ممنهجة لتهريب الدولارات من السوق اللبنانية إلى دول مجاورة بينها العراق وسورية وتركيا وإيران. ونقلت “العربية نت” عن المصادر القول إن “من يمعن النظر في مجريات الأحداث الدراماتيكية خلال الشهرين الماضيين، يرى أن هناك مساراً ممنهجاً يستهدف سمعة المصارف اللبنانية وإحداث حالة من الهلع والتهويل يحاول البعض نشرها في نفوس اللبنانيين، لضرب سمعة الاقتصاد اللبناني وهز قيمة العملة الوطنية”. وأشارت إلى حالة الفوضى المنتشرة في البلاد، التي سرعان ما تم استغلالها من قبل بعض الصيارفة الذين عمدوا إلى تهريب أموال طائلة من الدولارات نقداً إلى الخارج، وتحديداً إلى تركيا تحقيقا للأرباح والتجارة غير المشروعة، وفق ما كشف الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة. وقال عجاقة: “في اليومين الماضيين، تم إلقاء القبض على أحد الصيارفة يحاول تهريب 1.3 مليون دولار أميركي نقداً إلى الخارج كل 48 ساعة، وهذا أمر خطير جداً لإمكانية وجود عشرات الحالات المماثلة التي تتبع النهج نفسه لتحقيق مكاسب غير مشروعة”. وأضاف: “هناك صيارفة كانوا دخلوا مؤخراً إلى الأراضي اللبنانية بحوزتهم عملات نقدية عربية مختلفة، ثم قاموا بتبديلها في أسواق بيروت إلى الدولار ليتم شحنها إلى تركيا”

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

رسالة مزدوجة من البابا للعراقيين وحكومتهم

الفاتيكان – وكالات/31 تشرين الأول/2019

 ناشد البابا فرنسيس أمس، جميع المواطنين العراقيين أن يسلكوا طريق الحوار والمسالحة بحثاً عن حلول، مطالباً في الوقت نفسه الحكومة بالاستماع إلى المتظاهرين، وذلك بعد أن تجددت الاحتجاجات والتظاهرات التي خلفت مئات القتلى والجرحى في البلاد. وجه البابا فرنسيس أمس، رسالة مزدوجة للعراقيين وحكومتهم وسط تواصل الاحتجاجات العنيفة. وقال إنه “بينما أعرب عن التعازي للضحايا وتقربي من أسرهم والجرحى، أدعو السلطات إلى الاستماع لصرخة الناس الذين يطالبون بحياة كريمة وسلمية”. وحض “جميع العراقيين، إلى جانب المجتمع الدولي، على مواصلة طريق الحوار والمصالحة، والبحث عن الحلول المناسبة لتحديات البلد ومشاكله”. وأكد أن صلواته مستمرة “حتى يجد هذا الشعب المعذب السلام والاستقرار بعد سنوات عدة من الحرب والعنف”.

 

دول الخليج وأميركا تصنف قوة «الباسيج» الإيرانية منظمة إرهابية ضمن تصنيف مشترك يعدّ الأكبر في تاريخ «مركز استهداف تمويل الإرهاب»

الرياض: سعيد الأبيض/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2019

صنّفت الدولُ السبع (دول الخليج والولايات المتحدة) الأعضاءُ في «مركز استهداف تمويل الإرهاب» 25 فرداً وجهة؛ أبرزها منظمة «الباسيج» التابعة لـ«الحرس الثوري»؛ منظمات إرهابية، وذلك لانتمائها لشبكات النظام الإيراني الداعمة للإرهاب في المنطقة. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس (الأربعاء)، إن قرارات «مركز استهداف تمويل الإرهاب»؛ «تمثل إجراءات إضافية لحماية العالم من إيران». وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان: «إنها العقوبات المشتركة الأهم إلى هذا اليوم» من قبل «مركز مكافحة تمويل الإرهاب» الذي أسس في 2017. وأكدت أن «شركات عدة مستهدفة بهذه التدابير تقدم دعماً مالياً لـ(الباسيج)؛ الميليشيات التابعة لـ(الحرس الثوري)، والتي يستخدمها النظام منذ زمن لقمع المعارضة في الداخل». وأعلن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في البيان أن العقوبات تتزامن مع انتقاله إلى الشرق الأوسط، حيث يأمل في «تعزيز مكافحة تمويل الإرهاب»، عادّاً أن هذه الأعمال «المنسقة لتفكيك الشبكات المالية التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب، دليل قوي على وحدة الخليج».

بدورها، أوضحت رئاسة أمن الدولة في السعودية وشركاؤها في «مركز استهداف تمويل الإرهاب» في بيان، أمس، أن هذا الإجراء يعدّ أكبر تصنيف مشترك في عمر المركز، يركّز على كيانات تدعم «الحرس الثوري» الإيراني ووكلاء إيران في المنطقة؛ ومنها «حزب الله» الإرهابي.

وأضافت أن كثيراً من الشركات المستهدفة في هذا الإجراء توفر الدعم المالي لقوات «الباسيج»؛ وهي قوة شبه عسكرية تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، التي لطالما استخدمها النظام لتجنيد المقاتلين وتدريبهم، ونشر المقاتلين للقتال في النزاعات التي يشعلها «الحرس الثوري» الإيراني، وفي تنفيذ الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء المنطقة.

وأشار البيان إلى أن ما قام به «مركز استهداف تمويل الإرهاب» من تعطيل منسّق للشبكات المالية المستخدمة من النظام الإيراني لتمويل الإرهاب، «يعدّ موقفاً موحداً من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة بأنه لن يسمح لإيران بتصعيد أنشطتها الإرهابية الخبيثة في المنطقة».

وتابع: «الإجراء المتخذ اليوم متعدد الأطراف من الشركاء في (مركز استهداف تمويل الإرهاب) لكشف وإدانة الانتهاكات الجسيمة والمتكررة للمعايير الدولية من النظام الإيراني، بما فيها الهجوم الذي يهدد الاقتصاد العالمي من خلال استهداف المنشآت النفطية في السعودية، وإثارة الفتنة والقيام بأعمال تخريبية في البلدان المجاورة من خلال الوكلاء الإقليميين كـ(حزب الله) الإرهابي»، مشيراً إلى أن هذا الإجراء المنسق يعدّ خطوة ملموسة نحو حرمان النظام الإيراني من القدرة على تقويض استقرار المنطقة. ولفت إلى أن إعلان «مركز استهداف تمويل الإرهاب» هذا التصنيف يعدّ جهداً فعالاً لتوسيع وتعزيز التعاون بين الدول السبع (السعودية، والولايات المتحدة، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وعمان، وقطر، والكويت) في مجال مكافحة تمويل الإرهاب. ويعمل «مركز استهداف تمويل الإرهاب» على تنسيق الإجراءات التي تعطل تمويل الإرهاب، ومشاركة المعلومات، وبناء قدرات الدول الأعضاء على استهداف الأنشطة التي تشكل تهديدات للأمن القومي للدول الأعضاء في «مركز استهداف تمويل الإرهاب».

وأشار إلى أن السعودية تُصنف 3 أسماء أخرى، إضافة إلى تلك الأسماء الـ25 المُصنفة من المركز، وبموجب نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله في السعودية، يتم تجميد جميع أصول الأسماء الـ28 المصنفة، كما يحظر على جميع الأشخـاص الاعتباريين والطبيعيين القيام بأي تعاملات مباشرة أو غير مباشرة ذات صلة بتلك الأسماء. وتشمل الأسماء التي صنّفها المركز: «قوات المقاومة الإيرانية (الباسيج)» المعروفة باسم «باسيِج» وباسم «باسيّج» وباسم «باسيج ملي» وباسم «تعبئة المنظمة المقموعة (باسيج مستضعفين)» وباسم «منظمة التعبئة الوطنية» وباسم «تعبئة المقاومة الوطنية» وباسم «قوة تعبئة المقاومة» وباسم «منظمة الباسيج للمقاومة». والجهة الثانية التي أعلن المركز تصنيفها: «بنياد تعاون باسيج» المعروفة باسم «مؤسسة باسيج التعاونية».

وتشمل القائمة أيضاً «بنك اقتصاد مهر» المعروف باسم «بنك مهـر غير الربحي»، إضافة إلى «بنك ملت» و«شركة اقتصاد مهر الإيرانية للاستثمارات» المعروفة باسم «شركة اقتصاد مهر الإيرانية للاستثمارات» وباسم «شركة مهري اقتصادي الإيرانية للاستثمارات» وباسم «شركة مهر الاقتصادية الإيرانية» وباسم «استثمارات مهر الاقتصادية الإيرانية». وقال الدكتور عبد العزيز حمد العويشق، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات في مجلس التعاون الخليجي، إن قرار «مركز استهداف تمويل الإرهاب»، الذي تشترك في عضويته دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، بتصنيف هذه الكيانات والأفراد الذين يعملون لتمويل أنشطة «الحرس الثوري» ووكلائه في المنطقة، قرار مهم للحد من قدرة هذا التنظيم على تمويل عملياته المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وأضاف العويشق، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن القائمة التي جرى الإعلان عنها أمس الأربعاء، تشمل عدداً من البنوك والشركات الاستثمارية والأفراد، بالإضافة إلى تنظيم «الباسيج» الذي يقوم مع «الحرس الثوري» الإيراني بتجنيد وتدريب وتمويل ميليشيات طائفية تعمل على زعزعة الاستقرار في الدول العربية، موضحاً أن المركز قد أصدر منذ تأسيسه في مايو (أيار) 2017 خلال انعقاد القمة الخليجية - الأميركية، تصنيفات مشتركة لعدد كبير من المنظمات والأفراد المسؤولين عن تمويل الإرهاب.

وأفاد الأمين العام المساعد بأن «الحرس الثوري» هو القوة الرئيسية للنظام الإيراني المسؤولة عن نشر نفوذ إيران في المنطقة، «ويعمل من خلال وكلائه من التنظيمات الإرهابية والميليشيات الطائفية، في لبنان وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان... وغيرها، على زعزعة استقرار الدول العربية... فإنها تساهم في إبقاء حالة الفوضى وعرقلة الحلول السياسية وشل الحياة الاقتصادية فيها، مما يمكن لإيران ويساهم في تخلف وعزلة هذه الدول العربية». وأشار العويشق إلى أن «(حزب الله) نجده اليوم وهو يشلّ الحكومة اللبنانية، ويعطل مجلس النواب، ويقمع الشعب اللبناني الذي يطالب بحقوقه وإنهاء هيمنة (حزب الله). وبالمثل في العراق؛ تقوم الميليشيات المؤيدة لإيران بالاعتداء على المدنيين ومهاجمة المطالبين برفع الهيمنة الإيرانية. كذلك هو الوضع في سوريا واليمن وغيرهما. لهذا؛ فإن تصنيف هذه التنظيمات والأفراد العاملين معها سيحد من قدرتها على الاستمرار».

وتضمنت القائمة: «شركة الاستثمارات الإيرانية تدبير جان عطية»، و«شركة نيغن ساحل للاستثمارات الملكية» المعروفة باسم «شركة نغين ساحل الملكية»، إضافة إلى «مجموعة اقتصاد مهر المالية»: «شركة تكنوتار الهندسية»، و«شركة تكتر للاستثمار»، و«شركة إيران لصناعة الجرارات» المعروفة باسم «إيران لصناعة الجرارات»، و«شركة إيران لتطوير مناجم الزنك»، و«كالسيمين»، و«شركة قشم للصهر والتخفيض» المعروفة باسم «مجمع قشم للصهر والتخفيض».

واحتوت القائمة أيضاً: «شركة بندر عباس لإنتاج الزنك»، و«شركة زنجان لإنتاج الحمض» المعروفة باسم «زنجان صانعي الحمض والفاند رونيكاران» وباسم «زنجان صانعي الحمض» وباسم «حمض زنجان سازان»، إضافة إلى «الشركة الإيرانية للمحفزات الكيميائية»، و«شركة أصفهان مباركة للحديد» المعروفة باسم «شركة مباركة للحديد»، و«شركة أنديشه مهفاران للاستثمار»، و«البنك الفارسي»، و«بنك سينا» المعروف باسم «معهد سينا للتمويل والائتمان»، و«مجموعة بهمن».

وفيما يتعلق بالأشخاص؛ أدرج «مركز استهداف تمويل الإرهاب» أسماء كل من: «شبل محسن الزيدي» المعروف باسم «شبل الزيدي» وباسم «شبل محسن أبو إياد الزيدي» وباسم «حجي شبل محسن» وباسم «مهدي جعفر صالح» وباسم «شبل حجي» المولود في العراق في 28 أكتوبر (تشرين الأول) 1968م «لارتباطه بـ(الحرس الثوري) الإيراني و(فيلق القدس)، و(حزب الله) اللبناني الإرهابي». كما شمل التصنيف «يوسف هاشم» المعروف باسم «يوسف هاشم» وباسم «صادق حجي» وباسم «سيد صادق» المولود في بيروت عام 1963، «لارتباطه بـ(حزب الله) اللبناني الإرهابي».

أما «محمد عبد الهادي فرحات» المعروف باسم «محمد فرحات» والمولود في الكويت في 6 أبريل (نيسان) 1967 فـ«لارتباطه بـ(حزب الله) اللبناني الإرهابي». وشملت القائمة «عدنان حسين كوثراني» المعروف باسم «عدنان الكوثراني» وباسم «عدنان محمد الكوثراني»، وهو مولود في لبنان في 2 سبتمبر (أيلول) 1954. إضافة إلى «جواد نصر الله» المعروف باسم «محمد جواد نصر الله»، وهو مولود في 24 مايو (أيار) 1981 ويحمل الجنسية اللبنانية وذلك «لارتباطه بـ(حزب الله) اللبناني الإرهابي». وكذلك «قاسم عبد الله علي» المعروف باسم «قاسم عبد الله» وباسم «قاسم عبد الله أحمد» وباسم «قاسم المؤمن» وتاريخ ميلاده عام 1989 وله تاريخ ميلاد بديل في 1990.

 

ظل إيران في العراق.. سليماني يجتمع بقادة أمنيين

بندر الدوشي/العربية/31 تشرين الأول/2019

كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية عن حضور قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، اجتماعاً أمنياً عراقياً بدلاً من رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، ما شكل مفاجأة للمسؤولين الحاضرين. وتعهد سليماني، بحسب الوكالة، بقمع التظاهرات لكنه فشل حتى الآن.

كما أكدت الوكالة في تقريرها أن إيران تخسر نفوذها في العراق ولبنان بسبب فشل وكلائها في المحافظة على هذا النفوذ.

سليماني يقمع التظاهرات

في التفاصيل، بعد يوم من اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العراق، توجه قاسم سليماني إلى العاصمة بغداد في وقت متأخر من الليل، واستقل طائرة هليكوبتر إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، حيث فاجأ مجموعة من كبار مسؤولي الأمن برئاسة الاجتماع بدلاً من رئيس الوزراء!

وقال للمسؤولين العراقيين: "نحن في إيران نعرف كيفية التعامل مع الاحتجاجات. لقد حدث هذا في إيران وسيطرنا عليها"، وفق مسؤولين كبار مطلعين على الاجتماع تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم. وفي اليوم التالي لزيارة سليماني، أصبحت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في العراق أكثر عنفاً بكثير، حيث ارتفع عدد القتلى إلى 100 بعد أن أطلق قناصون مجهولون النار على المحتجين في الرأس والصدر. وقُتل حوالي 150 متظاهراً في أقل من أسبوع. وبحسب الوكالة، يشير وصول سليماني ومهندس جهاز الأمن الإقليمي التابع لطهران إلى قلق إيران الشديد بشأن الاحتجاجات التي اندلعت في جميع أنحاء بغداد وفي قلب العراق، حيث شملت الاحتجاجات دعوات لطهران لوقف التدخل في المنطقة.

فشل سليماني

وبعد مرور شهر تقريباً، استؤنفت الاحتجاجات في العراق واندلعت المظاهرات في لبنان أيضاً ضد الحكومات والفصائل المتحالفة مع طهران، حيث تهدد الاحتجاجات نفوذ إيران الإقليمي في الوقت الذي تكافح فيه تحت وطأة العقوبات الأميركية المعطلة لاقتصادها. وخلال تجدد الاحتجاجات في العراق هذا الأسبوع، وقف رجال يرتدون ملابس مدنية وأقنعة سوداء أمام الجنود في مواجهة المتظاهرين، وقاموا بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وأكد السكان أنهم لا يعرفون من هم، مع توقع البعض أنهم إيرانيون.

تحدي نفوذ إيران

ويشير التقرير إلى أن الاحتجاجات في العراق ولبنان تغذيها المظالم المحلية، وتوجه أساساً إلى النخب السياسية المتحالفة مع إيران، وهو تحدٍّ لطهران التي تدعم عن قرب الميليشيات المسلحة في كل بلد. لقد أثارت حملة القمع العنيفة المتزايدة في العراق، وهجوم أنصار حزب الله على معسكر الاحتجاج الرئيسي في العاصمة اللبنانية بيروت، مخاوف من رد الفعل العنيف من جانب إيران وحلفائها ضد التظاهرات. من جهته، قال المحلل الأمني العراقي، هشام الهاشمي، إن "إيران تخشى هذه المظاهرات، لأنها حققت أكبر المكاسب في الحكومة والبرلمان من خلال الأحزاب القريبة منها منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003". كما أشار الهاشمي: "إيران لا تريد أن تفقد هذه المكاسب. لقد حاولت العمل من خلال أحزابها لاحتواء الاحتجاجات بطريقة إيرانية للغاية"، في إشارة إلى فشلها في احتواء التظاهرات.

العراقيون ضد نفوذ إيران

ووفق التقرير، استؤنفت الاحتجاجات في العراق، الجمعة، بعد توقف قصير، حيث تجمع المتظاهرون في ميدان التحرير ببغداد واشتبكوا مع قوات الأمن أثناء محاولتهم اختراق الحواجز على جسر يؤدي إلى المنطقة الخضراء، مقر الحكومة وموطن العديد من السفارات.

وفي جنوب العراق، أحرق المحتجون مكاتب الأحزاب السياسية والميليشيات التي تدعمها الحكومة المتحالفة مع إيران. وفي بلد يمثل ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، يشتكي السكان الفقراء من أن الميليشيات المرتبطة بإيران قامت ببناء إمبراطوريات اقتصادية، والسيطرة على مشاريع إعادة الإعمار الحكومية، كما تحولت إلى القيام بأنشطة تجارية غير مشروعة. من جانبه، قال علي العراقي، وهو محتج يبلغ من العمر 35 عاماً من جنوب العراق، إن "جميع الأحزاب والفصائل فاسدة، وهذا مرتبط بإيران، لأنها تستخدمها لمحاولة تصدير نظام حكمها الديني إلى العراق. الناس ضد هذا النهج، وهذا هو السبب في رؤية هذه الانتفاضة ضد إيران".

مجزرة كربلاء ونقطة التحول

إلى ذلك، أضاف التقرير أن بين عشية وضحاها، وتحديداً الثلاثاء، فتح رجال ملثمون بدا أنهم مرتبطون بقوات الأمن العراقية النار على المتظاهرين في مدينة كربلاء. وقُتل ما لا يقل عن 18 محتجاً، وجُرح المئات في إراقة الدماء التي يمكن أن تمثل نقطة تحول مشؤومة في المظاهرات.

وفي بغداد، أحرق المتظاهرون العلم الإيراني. وقبل أيام، تجمعوا خارج القنصلية الإيرانية في كربلاء، هاتفين "إيران برا برا!".

احتجاجات لبنان

وفي لبنان، خرج مئات الآلاف إلى الشوارع مطالبين باستقالة حكومة تهيمن عليها الفصائل الموالية لإيران كما هو الحال في العراق، حيث تركز التظاهرات على المظالم المحلية. بدوره، قال رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة أوراسيا، أيهم كامل، إن "الاحتجاجات في كل من العراق ولبنان تتعلق بالأساس بالسياسة المحلية وطبقة سياسية فاسدة فشلت في تحقيق مطالب السكان"، لافتاً إلى أن "التظاهرات تظهر فشل نموذج الوكيل الذي تتبناه إيران، حيث استطاعت طهران توسيع نفوذها إلا أن حلفاءها غير قادرين على الحكم بفعالية". وبحسب التقرير، ركز اللبنانيون كثيراً من غضبهم على رئيس الجمهورية ميشال عون، ووزير الخارجية جبران باسيل، اللذين ينتميان إلى حزب مسيحي متحالف بشكل وثيق مع حزب الله. وكان الهتاف المشترك "كلن يعني كلن"، وهو شعار يشير إلى أن الغضب ضد كل فصائل لبنان، بما في ذلك حزب الله وحلفاؤه.

الاعتداء على المتظاهرين

واندلعت اشتباكات لبنان الأسبوع الماضي في مظاهرة رئيسية عندما هتف المتظاهرون ضد زعيم حزب الله، حسن نصر الله، الذي أعلن في نفس الوقت تقريباً أنه سوف يمنع أنصاره من الاحتجاجات والنزول إلى الشارع. وقال نصرالله إن قوى أجنبية غير محددة تستغل الاحتجاجات لتقويض جماعته، محذراً من أن مثل هذه الأعمال قد تغرق البلد في الحرب الأهلية، وفق التقرير. والثلاثاء، هاجم أنصار حزب الله المعسكر الرئيسي للاحتجاج في وسط بيروت. وبعد ذلك بوقت قصير، استقال رئيس الوزراء، سعد الحريري، لكن المتظاهرون عادوا إلى الميدان مع الغروب، وهتفوا بأول انتصار لهم منذ بدء المظاهرات في 17 تشرين الأول/أكتوبر. كما أشار التقرير إلى أن حزب الله كان وحده يرفض نزع سلاحه بعد الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، مبرراً ترسانته بقوله إنها ضرورية للدفاع عن لبنان ضد إسرائيل التي احتلت جنوب لبنان من 1982 إلى 2000.

ووفق التقرير، أرسل حزب الله آلاف المقاتلين إلى سوريا المجاورة لدعم نظام بشار الأسد، الحليف الإيراني الرئيسي الآخر.

الصمت الإيراني

لقد كانت إيران صامتة إلى حد كبير بشأن الاحتجاجات حتى الأربعاء، عندما اتهم المرشد علي خامنئي الولايات المتحدة وحلفاءها الإقليميين بإثارة الاضطرابات في العراق ولبنان، وفق موقعه على الإنترنت. ونقل عن خامنئي، الذي كان يتحدث في أكاديمية الدفاع الجوي الإيراني، قوله إن أجهزة المخابرات الأميركية والغربية "تثير الفوضى" في المنطقة. إلى ذلك، حث العراق ولبنان على إعطاء الأولوية للأمن القومي واحترام القانون، بينما قال أيضاً إن مطالب المحتجين "صحيحة"، وفق تعبيره.

 

هل ارتكبت "وحدات الحماية" مجزرة عفرين؟

المدن/31 تشرين الأول/2019

انفجرت شاحنة مفخخة، الخميس، وسط سوق الخضار "الهال" في مدينة عفرين شمالي حلب، ما تسبب بمقتل 9 مدنيين على الأقل، وجرح العشرات، بحسب مراسل "المدن". مصادر في "الدفاع المدني" في عفرين، أكدت لـ"المدن"، أن شاحنة نقل خضار مفخخة انفجرت فجر الخميس، وسط سوق "الهال" الذي يشهد حركة نشطة وفي وقت مبكر لأصحاب المحال التجارية. مصادر "المدن" أشارت إلى أن الانفجار كان عنيفاً لأن حمولة الشاحنة من المتفجرات كبيرة، ما تسببت بإندلاع النيران في السوق واحتراق عدد من المحال التجارية والسيارات. كما انفجرت دراجة نارية مفخخة في قرية تل الهوى قرب مدينة الراعي في ريف حلب الشمالي، وانفجرت عبوة ناسفة في سيارة مدنية في ناحية شران غربي عفرين. الناطق العسكري باسم "الجيش الوطني" الرائد يوسف حمود، أكد لـ"المدن"، أن "وحدات حماية الشعب" الكردية، هي المسؤولة عن التفجيرات في مناطق ريف حلب، ولا تُميّز بين مناطق المدنيين والمواقع العسكرية لخصومها، و"تحاول في عملياتها الإجرامية قتل أكبر عدد من الأبرياء لإيصال رسائلها السياسية الدموية". لم يصدر عن "الشرطة العسكرية" و"قوات الشرطة والأمن العام" في عفرين أي تصريحات رسمية بعد التفجير. القائد العسكري في "فيلق المجد" التابع لـ"الجيش الوطني" الرائد ياسر عبدالرحيم، قال لـ"المدن": "فاجعة عظيمة أصابت أهلنا في عفرين، من يفجر السيارات المفخخة بين المدنيين، ويستهدف أسواق البسطاء مجرم و فاقد للأخلاق، المجرمون لا يجدون طريقة للانتقام لخساراتهم في الميدان سوى استهداف المدنيين وقتلهم وايذائهم". وسبق تفجير المفخخة في عفرين والتفجيرين الآخرين في ريف حلب، اشتباكات متواصلة بين "الجيش الوطني" و"وحدات حماية الشعب" الكردية في جبهات ريف حلب، وبشكل أعنف جنوبي منطقة عفرين وشمالي تل رفعت. وتمكنت المعارضة من اعطاب مركبة عسكرية لـ"الوحدات" جنوبي اعزاز. وتقول المعارضة إن "الوحدات" لم تلتزم بتعهداتها بالانسحاب من المنطقة بحسب الاتفاق التركي-الروسي، رغم انتهاء مهلة 150 ساعة.

 

إدلب: وعادت المجازر الروسية!

المدن/31 تشرين الأول/2019

استأنفت مليشيات النظام الروسية، قصفها المكثف، جواً وبراً، الخميس، على أرياف إدلب وحماة وحلب واللاذقية. وحلقت طائرات الاستطلاع بكثافة في الأجواء، وتصدت المعارضة المسلحة لهجوم شنته المليشيات في جبهات جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، بحسب مراسل "المدن". وبدأ الطيران الحربي، صباح الخميس، حملة قصف هي الأعنف منذ الإعلان عن الهدنة في إدلب، نهاية آب/أغسطس. ونفذت الطائرات الحربية للنظام وروسيا، أكثر من 50 غارة جوية، منذ صباح الخميس، استهدفت مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي. هذا عدا عن القصف المدفعي والصاروخي على كفرنبل والنقير والشيخ مصطفى ومعرة حرمة وحاس والفطيرة وريف معرة النعمان الشرقي والرفة وركايا وكفر سجنة وغيرها. وتسبب القصف بمقتل 5 مدنيين على الأقل. وقصفت الطائرات الحربية الروسية مستودعاً للذخائر في دركوش، ما تسبب بانفجارات متتالية وإصابة عدد من المدنيين. القصف الجوي والبري العنيف استهدف بشكل كبير جبلي التركمان والأكراد وقمة كبانة في ريف اللاذقية الشمالي. وتمكنت فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة لـ"الجيش الوطني" من قتل مجموعة كاملة لمليشيات النظام الروسية في كمين استهدفهم في محور وادي سلور في جبل التركمان. الناطق باسم فصائل الجبهة الوطنية التابعة لـ"الجيش الوطني" النقيب ناجي مصطفى، أكد لـ"المدن" أن المليشيات وقعت في كمين أثناء محاولتها التقدم في جبهات جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، وخسرت أكثر من 10 عناصر في الهجوم، وبحسب مصطفى، شهدت المنطقة قصفاً انتقامياً عقب العملية البرية الفاشلة.

 

اللجنة الدستورية: بدأ النظام مهمة التعطيل

صبحي فرنجية/المدن/31 تشرين الأول/2019

علمت "المدن" من مصدر دبلوماسي في جنيف، أن حالة التفاؤل التي كانت تسود أروقة الأمم المتحدة حيال تشكيل "اللجنة الدستورية"، ربما تتحول إلى برود، بعدما بدأت الأطراف الدولية ترى أن وفد النظام السوري أتى إلى جنيف من دون رغبة حقيقية بالعمل، وسط محاولته تمييع الاجتماعات لإفراغها من قيمتها المرجوة، خصوصاً أن الاجتماعات الجارية في جنيف تحظى بدعم دولي واسع. ووفق المصدر، فإن وفد النظام حتى لحظة افتتاح "اللجنة الدستورية"، الأربعاء، كان رافضاً التحدث عن الإجراءات التحضرية، ويماطل في الاجتماع مع المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن، لتجنب بحث هذه المواضيع. وأشار المصدر إلى أن النظام سبق وأخبر بيدرسن، أن وفده سيصل في 30 تشرين الأول/أكتوبر، أي يوم الافتتاح، وأنه سيبحث مع المبعوث الدولي المواضيع التحضيرية، بعد الوصول، وهذا ما لم يحدث. ورافق ذلك ضغط روسي على النظام من أجل التحرك في ملف "الدستورية"، ليس أقله إرسال طائرتين روسيتين لنقل أعضاء لائحة النظام في "اللجنة الدستورية" إلى جنيف، قبل يومين. وكان متوقعاً إجراء لقاءات ثنائية بين بيدرسن، ورئيس وفد النظام أحمد الكزبري، على غرار لقاء مماثل جرى بين بيدرسن ورئيس وفد المعارضة هادي البحرة. إلا أن وفد النظام ماطل في الموضوع، ورفض لقاء بيدرسن، الذي كان مفترضاً أن يُحضّر لاجتماعات "الدستورية"، ويشرح المهام الموكلة على عاتق الرئيسين المشتركين لها. ولفت المصدر إلى أن وفد النظام حتى اللحظة لم يُبد استعداداً لبحث الملفات التحضيرية، بل يحاول خلط أوراق الاجتماعات، من حيث مكانها ومدتها، وهو ما أعطى بيدرسن انطباعاً سيئاً.

ووفق مصادر "المدن"، فإن وفد النظام طلب عند وصوله إلى جنيف، أن يتم تأجيل افتتاح أعمال اللجنة إلى 2 تشرين الثاني/نوفمبر، وهو ما رفضه المبعوث الدولي، مصراً على أن يكون الافتتاح الأربعاء. وكانت السمة العامة لكلمة موفد النظام هي "الاستعصاء"، إذ أنه أشار أكثر من مرة إلى أن المعركة العسكرية التي يشنها النظام على الشعب السوري، بذريعة "الإرهاب"، مستمرة حتى مع انعقاد الاجتماعات، وهو مؤشر على أن النظام ضرب بعرض الحائط كل الدعوات لوجود إجراءات بناء ثقة أثناء تفعيل المسار السياسي.

وقال المصدر إن التواصل بين بيدرسن والجانب الروسي مستمر، لا سيما أن النظام أعطى انطباعاً بأنه غير مستعد للتحرك قدماً في بحث الملفات بجدية. كما أنه، وبحسب المصدر ذاته، فإن مجموعة أستانة تحاول الضغط أيضاً لدفع النظام نحو الأمام، خصوصاً أن وزراء الدول الضامنة اجتمعوا عشية انطلاق أعمال اللجنة في جنيف، وأكدوا في تصريحاتهم على أهمية "اللجنة الدستورية" بالنسبة للمسار السياسي، وأبدوا تفاؤلاً في أن تستطيع اللجنة دفع الحل إلى الأمام. ومن الأمور التي يحاول النظام من خلالها المماطلة؛ التقليل من فترة عمل المجموعات المصغرة، والتي هي 15 عضواً من كل لائحة. إذ طلب وفد النظام أن يكون العمل لمدة ساعتين يومياً، على مدى خمسة أيام فقط، اعتباراً من الإثنين المقبل حتى الجمعة، موعد عودة الوفود إلى البلدان المقيمة فيها. وزعم وفد النظام أن العمل لمدة ساعتين يومياً، سيعقبه عمل بين أعضاء مجموعة النظام، وتواصل مع دمشق، لبحث المواضيع والاتفاق عليها. ورأى المصدر أيضاً، أن بقاء النظام على عتبة التعطيل، من خلال بحث تفاصيل ليست في صلب الغاية الرئيسية من الاجتماعات، سيهدد الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، والدول الضامنة لمسار أستانة، والمجموعة المصغرة، فيما من المتوقع أن تُعيد روسيا استخدام الضغط من جديد من أجل دفع النظام نحو تفعيل دوره في "اللجنة الدستورية" على نحو عملياتي لا تعطيلي. إذ أن روسيا بحاجة إلى دفع الملف، لتحقيق إنجاز سياسي في الملف كمحاولة للتغطية على دورها العسكري خلال السنوات الأربع الماضية. وكان رئيس وفد النظام أحمد الكزبري، قد قال في كلمته إن "الدستور السوري الحالي عصري بلا أدنى شك"، مضيفاً أن الحرب "على الإرهاب" خاضتها قوات النظام "قبل اجتماعنا، ونخوضها أثناء اجتماعنا، وسنخوضها بعد اجتماعنا حتى تحرير آخر شبر من أرض وطننا الغالي". فيما كانت كلمة الرئيس المشترك للجنة من جانب المعارضة هادي البحرة تُركز على أهمية وقف إراقة الدماء، والعمل المشترك، والدفع بالحل السياسي إلى الأمام بما يضمن مستقبلاً أفضل لسوريا والسوريين. وقال البحرة: "لقد آن الأوان كي نؤمن أن النصر في سوريا هو كل شيء عن تحقيق العدالة وكسب السلام، وليس الفوز في الحرب، هذا هو النصر الوحيد الذي يمكن لجميع السوريين أن يشاركوا فيه ويكونوا جزءاً منه".

 

النظام و"قسد" شرقي الفرات: هل اقتربت المواجهة؟

ريهام منصور/المدن/31 تشرين الأول/2019

تلقت قوات النظام المتجهة إلى جبهات القتال في رأس العين شمالي الحسكة، هزائم متتالية على يد "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، في كافة المعارك التي خاضتها. وبدأت مليشيات النظام بالتقهقر من حدود رأس العين إلى منطقة تل تمر، وسط أنباء  متسارعة عن إمكانية سحبها من البلدة وتركها لـ"الجيش الوطني". مصادر "المدن" أفادت أن الاشتباكات على المحور الجنوبي لرأس العين، أجبرت قوات النظام على التراجع من نقاطها في قرى الجميلية والسيباطية وام الكيف، لتنقل تمركزها إلى أطراف بلدة تل تمر، لكن "الجيش الوطني" ما زال يلاحقها، رغم ما قيل عن اتفاق روسي-تركي يقضي ببقاء المنطقة الأخيرة تحت سيطرة النظام و"قوات سوريا الديموقراطية". وأفادت مصادر مقربة من ضباط في قوات النظام، بإن قوات النظام المقبلة من "الفوج 154" تبدو غير مؤهلة لخوض مواجهات، لعدم اشتراكها في معارك سابقاً، وقد تنسحب إلى مقر الفوج قرب القامشلي. ويعني ذلك تخلي قوات النظام عن تل تمر، التي يشكل العرب والاشوريون الغالبية العظمى من سكانها، وبالتالي فقد لا تدافع عنها "وحدات حماية الشعب" الكردية. وعلى المحور الشرقي لرأس العين تمكن "الجيش الوطني" من السيطرة على قرى جديدة وانتزاعها من "قسد" وقوات النظام مثل  بلدة ابو رأسين والأسدية والمشيرفة والريحانية وعنيق الهوى، وقامت قوات النظام بإخلاء جميع القرى الشرقية على طريق رأس العين-الدرباسية، منسحبة إلى الدرباسية، بعد قطع طريق امدادها من بلدة تل تمر. وقال أحد قادة "الجيش الوطني" في رأس العين، لـ"المدن"، بإن "الاخوة الاتراك منحونا الضوء الأخضر لانتزاع السيطرة على بلدة تل تمر ومناطقها". وفي محاولة لاعاقة تقدم "الجيش الوطني"، قامت "وحدات الحماية" بإشعال برك كبيرة من النفط، في محيط بلدة تل تمر، بقصد التشويش على طائرات الاستطلاع التركية. وعلمت "المدن" من مصادر "الفوج 154"، أن مجموعة جديدة من قوات النظام تضم 36 عنصراً، قد وقعت، الأربعاء، في كمين في عنيق الهوى، وقتل منها 6 عناصر، وأسر 18 بينهم ثلاثة ضباط، فيما استطاع الباقون الفرار باتجاه نقاط النظام و"قسد" في الخطوط الخلفية. وكان "الجيش الوطني" قد أعلن، الثلاثاء، عن أسر 18 عنصراً من قوات النظام، خلال معارك ريف رأس العين الشرقي في قرية عنيق الهوى. وفي هذه الاثناء، تشهد الحسكة والقامشلي وعامودا والدرباسية، حالة من الفوضى والتخبط، بسبب موجة النزوح المتواصلة من مناطق الاشتباك، ومن انتكاسة قوات النظام على الجبهات. وتتبادل الوحدات والنظام الاتهامات، بتسليم المناطق والتخاذل في المعركة. وأعرب قادة من النظام عن خيبتهم من إمكانيات "قسد" بعدما طالبت فقط بـ"غطاء سيادي" لعملياتها، ثم تبين أنها في منتهى الضعف. فيما يتهم القادة الاكراد النظام بالتهاون للسماح للجيش التركي والفصائل السورية بـ"اذلالهم" لانتزاع مزيد من التنازلات من الطرف الكردي قبل التدخل الفعال في المعارك، ويدلون على ذلك بنوعية القوات الهزيلة التي زج بها النظام في المعارك، ومعظمها لم تدخل أي معركة حقيقية خلال السنوات الماضية.

غموض الموقف الروسي

وسط هذا الاضطراب، ما زالت الأطراف المشاركة في العمليات تترقب الموقف الروسي، الذي لم يصدر عنه سوى تصريحات عامة، تفيد بانسحاب "قسد" وفق اتفاق سوتشي. وعلمت "المدن" بوجود انقسام داخل الصف الكردي يعيق تنفيذ الاتفاق، ويرفض الانصياع له، الامر الذي دفع موسكو لغض النظر عن التحركات التركية، والسماح لقواتها بالتقدم إلى مناطق سيطرة "قسد" شرقي رأس العين، لاخضاع الجناح المتشدد في "قسد". والخلاف الروسي مع الجناح المتشدد في "قسد"، أي جناح قنديل، لا يتعلق فقط بقتال القوات التركية، بل بالاتفاق النهائي بين "قسد" والنظام، الذي قدم جناح قنديل تحفظات عليه، وفسره وفق رؤيته، خاصة على صعيد العلاقة مع قوات النظام والتي يريدونها بهامش كبير من الاستقلالية، فيما يريدها الروس، كـ"المصالحة" مع المعارضة في الجبهة الجنوبية، أي الانخراط في "الفيلق الخامس"، أو في قوة جديدة، ضمن هيكل وتراتبية وقوانين تتبع لقوات النظام.

تمرد كردي محتمل

مصادر "المدن" أشارت إلى أن القيادات الكردية في الرقة، تعقد اجتماعاً الخميس، للبت في مصير قوات النظام المتمركزة في عين عيسى، والتي لم تساهم في العمليات الجارية، وكان وجودها رمزياً، بل عالة على القوات الكردية. وثمة اتجاه إلى الطلب من قوات النظام في عين عيسى اخلاء المنطقة، بالتزامن مع قرار بإعادة مؤسسات الإدارة الذاتية إلى المدينة، وفرض سيطرة "قسد" عليها مجدداً. يأتي هذا التحرك مستقوياً بالقرارات الاميركية المفاجئة، بالبقاء في سوريا، وعودة القوات الأميركية إلى قاعدة صرين في ريف حلب الشرقي، ليس بعيداً عن عين عيسى، ما يؤمن الحماية لهذه البلدة. وهذا الأمر إن حصل، سيكون سابقة تبني عليها "قسد" للتمرد والانسحاب من الاتفاق المعلن مع النظام وروسيا، بعدما ثبت بالدليل القاطع إن كلاهما غير جاد بالوقوف في وجه التدخل التركي، بل فقط لابتزاز "قسد".

إلى أين يذهب الاكراد؟

أدت القرارات المتخبطة والمتسرعة من "قسد" إلى تعقيد موقفها على الساحة، فلا هي بقيت تحت المظلة الاميركية، ولا عقدت اتفاقاً جيداً مع النظام وروسيا، يؤمن حماية المدن الكردية على الحدود. وما زال وضع "قسد" منقسماً بين الشراكة مع الولايات المتحدة في جنوب شرق الفرات، وبين الشراكة مع روسيا والنظام في شمالها، موضع خلاف شديد بين جناحين كرديين. ولا يبدو من سبيل للاستمرار في هذا التجاذب إلا باتخاذ أحد خيارين أحلاهما مر؛ فإما الانحياز الكامل لموسكو والتحالف معها، بما يعنيه ذلك من فقدان السيطرة على أجزاء كبيرة من مناطق "قسد" وخسارة فاعليتها، وإما الالتحاق كلياً بالقوات الاميركية المتموضعة جنوباً، بما يعنيه ذلك من فقدان "القواعد" الكردية الرئيسية في المدن الحدودية.

 

العراق:توسع التظاهرات..والرئيس يؤيد إنتخابات مبكرة

المدن/31 تشرين الأول/2019

اشتبك متظاهرون مناهضون للحكومة العراقية مع قوات الأمن على جسر ثانٍ يؤدي إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد الخميس، ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة أكثر من 60 آخرين. فيما أعلن رئيس الحكومة عادل عبد المهدي استعداده للاستقالة في حال التوافق على بديل. ويتجمع المتظاهرون في ساحة التحرير بالعاصمة العراقية منذ استئناف الاحتجاجات قبل حوالي أسبوع، واشتبكوا مع قوات الأمن مراراً وتكراراً على جسر الجمهورية. وامتدت الصدامات الآن إلى جسر السنك القريب، والذي يؤدي أيضاً إلى المنطقة الخضراء، حيث يقع مقر الحكومة. وقُتل عشرات الأشخاص منذ اندلاع المظاهرات لأول مرة بداية تشرين الأول/أكتوبر في بغداد وفي جنوب العراق. وانضم عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الاحتجاجات، ودعوا إلى الإطاحة بالحكومة وإجراء إصلاحات شاملة، واتهموا زعماء البلاد بالفساد وعدم الكفاءة. وقالت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي الخميس، إن عدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات بلغ أكثر من 250، وإن هيبة الدولة تنهار. وقال رئيس اللجنة أرشد الصالحي إن "عدد الشهداء أكثر من 250 منذ الأول من الشهر الجاري ولغاية الآن، وعدد الجرحى أكثر من 11 ألفاً، بينما عدد المعتقلين اكثر من 2500 شخص، والمفرج عنهم بحدود 1500". وانتقد الصالحي الحكومة قائلاً: "عليها أن تعلم بأن هيبة الدولة حاليا في انهيار، بسبب الانتهاكات التي تحصل بحق المتظاهر السلمي". وتابع: أنه "يجب إعطاء فرصة لمجلس القضاء بالعمل، وأن تبتعد الكتل السياسية عن التدخل في عمله، وتشكيل لجان تحقيق محايدة لغرض التحقيق المباشر بالانتهاكات التي وقعت والوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة". وفيما لم تصدر إحصائية من الحكومة بعدد قتلى المظاهرات، قالت مفوضية حقوق الإنسان العراقية إن أعداد قتلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة ارتفع إلى 100 شخص منذ الجمعة، فيما جرى الإعلان سابقاً أن قتلى الموجة الأولى بلغ 149 من المحتجين و8 رجال أمن. ويجري حالياً العمل في البرلمان العراق على إسقاط حكومة عادل عبد المهدي. واتفق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم منظمة "بدر" رئيس كتلة قدامى مقاتلي الحشد الشعبي بالبرلمان هادي العامري على أنهما سيتعاونان لـ "سحب الثقة" من رئيس الحكومة الذي يطالب الشارع. وقال الرئيس العراقي برهم صالح الخميس، إنه يدعم إجراء انتخابات مبكرة في البلاد لاحتواء الاحتجاجات المتصاعدة، داعياً في الوقت ذاته إلى محاسبة المسؤولين عن العنف. وأضاف صالح في خطاب، أن "اللجوء إلى العنف مرفوض في مواجهة الاحتجاجات الشعبية... وأحث المتظاهرين على الحفاظ على سلمية الاحتجاجات". وتابع: "المطلوب حالياً اتخاذ إجراءات سريعة لمحاسبة المسؤولين عن العنف في الاحتجاجات". وشدد على حصر السلاح بيد الدولة. وقال إن البلد لن يشهد الأمان إلا إذا تم حصر السلاح بيد الدولة. وأشار إلى أنه سيوافق على "إجراء انتخابات مبكرة بناء على قانون جديد ومفوضية مستقلة للانتخابات".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

استقالة الحريري: صفعة مدوية لنفوذ حزب الله في لبنان

سامي خليفة/المدن/01 تشرين الثاني/2019

شكلت استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، كما رأتها الصحف الأجنبية، صفعة مدوية لحزب الله، المتمسك بحكومة قادر أن يتحكم بقراراتها أو يعطلها. وهذا يعني بالضرورة دخول البلاد في مأزق جديد، كون الحزب يحاول الحفاظ على مكامن نفوذه السياسي، بينما يحاول أركان السلطة قاطبةً الخروج من أعمق أزمة يواجهونها بشتى الطرق.

دعوة للاستيقاظ

وصفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية، استقالة الحريري، بالانتصار للمتظاهرين المناهضين للحكومة في كل لبنان. كما رأت بتنحيه دعوة للاستيقاظ بوجه حزب الله، الجماعة التي تتمتع بسلطة كبيرة في المنطقة وتعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية. عزز الحزب نفوذه السياسي في الانتخابات التي جرت العام الماضي، مستخدماً السلطة في حكومة ائتلافية للحفاظ على ترسانة الأسلحة التي يقول إنه بحاجة لها في قتاله إسرائيل، وتحالف مع شخصيتان لا تحظيان بشعبية كبيرة، وهما نبيه بري وجبران باسيل. يقول هيكو ويمين، من مجموعة الأزمات الدولية، للصحيفة، إن هذه التحالفات كانت مناسبة للحزب لكي يحافظ على نظام سياسي يحمي مصالحه. وأي تغيير في الوضع الراهن، يمكن أن يهدد كل ذلك. فالحكومة السابقة أمنت له الشرعية من خلال وجود أحزاب أخرى حمته من الولايات المتحدة وعقوباتها.

تحدٍ لحزب الله

وقد غطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية استقالة الحريري، معتبرةً أن ما جرى يعتبر تحد مباشر لحزب الله والتأثير الإيراني في لبنان، بعد أن عبر أمين عام حزب الله حسن نصر الله عن معارضته لاستقالة الحكومة، خصوصاً أن حزبه جزء من التحالف فيها، محذراً في الوقت عينه من الحرب الأهلية.

واعتبرت الصحيفة أن الحكومة اللبنانية انهارت، وسط تراجع للدور الإيراني في الشرق الأوسط، ومع وجود جيل جديد لا يرغب في تأبيد سلطة قادة الطوائف الفاسدين، الذين يدفعون لأتباعهم ليحصنوا أنفسهم، وهم راغبون باختيار حكومة تحترمهم، ومتعبون من التلاعب الإقليمي في بلدهم.

رفض الهيمنة

من جهتها، رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن سقوط الحكومة يعني أن الشارع اللبناني يرفض أن تكون الدولة اللبنانية محسوبة على حزب الله، وتأتي كتحدٍ للأمين العام للحزب الذي رفض استقالة الحكومة أو الدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة. ووضعت الصحيفة ثلاثة سيناريوهات للخروج من الأزمة السياسية في لبنان، فإما إطالة عمر حكومة تصريف الأعمال الحالية، التي ستسمح باستمرار معادلة الحكم الراهنة، وتمنح الطبقة السياسية القدرة على استثمار وتوظيف مخاوف اللبنانيين من الفراغ السياسي، وإما الذهاب في اتجاه تشكيل حكومة من لون واحد، في ظل تنازع سياسي حاد. ويبقى السيناريو الثالث على شكل حكومة ثورة تُلبي تطلبات الشارع التي ارتفع سقفها وصارت تطالب بإسقاط شخص رئيس الجمهورية.

كلمة نصر الله

يمكن أن يمثل إعلان الحريري استقالته، حسب مركز "ستراتفور" الأميركي للدراسات الأمنية والاستراتيجية، بداية لتغيير سياسي واسع النطاق محتمل في لبنان. حيث يريد المحتجون وضع حد للنظام السياسي الذي تستمد منه الأحزاب قوتها. وتمثل الاحتجاجات حركة وطنية متعددة الطوائف تطالب باصلاحات اقتصادية جذرية وتضغط من أجل تفكيك الميثاق الوطني لعام 1943 الذي أنشأ النظام السياسي الطائفي الحالي في لبنان. ويرى المركز الأميركي أنه يجب متابعة خطاب الأمين العام لحزب الله يوم الجمعة، الذي سيعبر فيه عن موقف حزبه من استقالة الحريري. فالحزب هو الفصيل السياسي الأبرز، وهو يحاول الاحتفاظ بنفوذه والسيطرة على وزارة الصحة المهمة. ستكون الانتخابات البرلمانية المبكرة فرصة للحركة الاحتجاجية، التي تضم قطاعات واسعة من المجتمع المدني اللبناني، لبناء أحزاب سياسية منافسة  للنخبة السياسية الراسخة. وهذا ما سوف يقلق المسؤولين في النظام الطائفي في لبنان، لأنهم في الوقت الحالي عرضًة للاتهامات بالفساد التي قد ترتد عليهم سلباً في صناديق الاقتراع.

أسوأ سيناريو

ودخلت الصحافة الإسرائيلية على خط تحليل خطوة الحريري. وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن مسؤولين إسرائيليين عبروا عن قلقهم من إمكانية سقوط لبنان في الفوضى. محذرين من أن استيلاء الحزب على لبنان يمكن أن يشكل تهديداً خطيراً لجارته الجنوبية.

وفي حديثٍ مع الصحيفة الإسرائيلية، اعتبر إسحاق ليفانون، السفير الإسرائيلي السابق بمصر ورئيس مكتب شمال أفريقيا ولبنان في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أنه من غير المرجح أن يكون لهذه الخطوة تأثير فوري على إسرائيل، لأنه لا يوجد أحد في هذا الوقت يستطيع أن يمس بحزب الله أو قوته العسكرية.

وحذر ليفانون من أنه إذا انحدرت البلاد إلى حالة من الفوضى، فمن المرجح أن يستخدم الحزب القوة العسكرية تحت ذريعة "إنقاذ لبنان من سفك الدماء". وسيكون هذا هو أسوأ سيناريو ممكن، بالنسبة للبنان والمنطقة بشكل عام وإسرائيل بشكل خاص.

صداع خطير

هذا، واعتبرت صحيفة "التايمز" الإسرائيلية، أن ما قام به الحريري، إضافةً إلى الاحتجاجات التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد، تسببت بصداع خطير لكبار مسؤولي حزب الله. ينبع رد حزب الله السلبي على الاحتجاجات، حسب الصحيفة، بشكل رئيسي من خوفه من أن تبقى الاضطرابات، التي تجتاح لبنان منذ 17 تشرين الأول، خارجة عن السيطرة. وبينما لا يمانع الحزب انتقاد الحريري في السراء والضراء، إلا أن تغيير النظام هو شيء آخر تماماً بالنسبة له.

يمثل النظام الفاشل الحالي، كما ترى الصحيفة، ضرورةً للحزب. فمن خلاله هو قادر على حكم البلاد وتحديد السياسات الخارجية والداخلية، مستفيداً من الفجوة الطائفية للحفاظ على سلطته. ومن شأن ثورة حقيقية في النظام السياسي اللبناني أن يغرقه في مستقبل مجهول، لا يمكن الجزم أنه سيكون مستفيداً منها.

 

لماذا سقط العهد العوني إلى هذا الدرك؟

منير الربيع/المدن/01 تشرين الثاني/2019

معظم العهود الرئاسية  في لبنان كانت تنتهي بصدام أو صراع سياسي عميق وعمودي بين أجنحة الحكم، باستثناء عهدي الرئيسين فؤاد شهاب والياس سركيس.

استعلاء الرئيس

المشاكل التي تؤدي إلى الصراع المحتوم، ناجمة عن منطق الاستعلاء الذي كان رؤساء الجمهورية يمارسونه على الآخرين. قبل اتفاق الطائف كان الاستعلاء يستند إلى قوة دستورية، نظراً لصلاحيات رئيس الجمهورية الواسعة والقوية. أما ما بعد الطائف فالمشكلة مختلفة وأصعب، لأن رئيس الجمهورية لا يمكنه الاستعلاء استناداً إلى صلاحياته، بل إلى موازين سياسية. وإذا أراد ممارسة  الاستعلاء أو كسر التوازنات، فهو يحتاج إلى قوة سياسية محلية وإقليمية تدعمه. وهذا ما هو حاصل اليوم في ولاية الرئيس ميشال عون، والتي يُحرص على أن يطلق عليها تسمية "عهد"، في إشارة إلى محاكاة ماضي العهود الرئاسية المجيدة، الكاملة الصلاحيات والقفز فوق اتفاق الطائف. استعلاء الرئيس بشارة الخوري، وشقيقه السلطان سليم - يتشبه به كثيراً الوزير جبران باسيل - أدى في النهاية إلى سقوط الخوري، بعد تمديد عهده، بثورة بيضاء وبعصيان مدني لمدة ثلاثة أيام. بعد الخوري انتخب كميل شمعون أحد ابرز الزعماء الموارنة، وأكثرهم سحراً ودهاء، وهو أقدر من أجاد استخدام صلاحياته الرئاسية. ارتكز على قوته المسيحية وتحالفاته الإقليمية والدولية، وأبرزها حلف بغداد. واستخدم هذا كله لتعزيز موقعه الداخلي والتعالي حتى على من انتخبوه أو خصومه السياسيين. وانتهى عهد شمعون بثورة مسلحة دامية. وأحد الأسباب الداخلية كان سعيه إلى تجديد ولايته.

والمفارقة أن الرئيسين الخوري وشمعون سقطا في الأيام الأخيرة من عهديهما. وبرزت معارضتهما  في السنتين الأخيرتين من عهديهما أو في السنة الأخيرة.

لحود - عون

أما ما يجرى مع الرئيس ميشال عون، فغريب جداً على الرغم أنه كان متوقعاً. المعارضة الشرسة لعهده وممارساته، بدأت منذ اليوم الأول، عندما أعلن الرئيس نبيه بري الجهاد الأكبر، وبدأت المعارضة تتسع لتشمل وليد جنبلاط والقوات اللبنانية. لم يشهد عهد رئاسي هذا الحجم من السخط والاستياء، كما هي الحال في هذه الأيام. معارضة عون لا الحريري كانت حاضرة بقوة منذ اليوم الأول للعهد العوني. وهذا لم يكن يحصل، حتى لإميل لحود، على الرغم من الاستشراس ضده بعد التمديد له، وارتكازه الصريح على التهديدات والاغتيالات السورية لخصومه السياسيين. إنها معادلة الرئيس القوي التي يستنسخها عون عن شمعون، وباسيل عن شخصيات كثيرة، منها السلطان سليم ومنها شمعون وبشير الجميل. لكن تقليد باسيل هذه الشخصيات جاء رديئاً ومستفزاً. فمن يقلّدهم كانوا أصحاب كاريزما ومحببين للناس. لكن عون أراد  فرض قوته بالاستعلاء والمكاسرة، وضرب اتفاق الطائف، والدستور، وتعزيز مفهوم التعصب الطائفي والمذهبي. لكن الأمور انقلبت عليه على الرغم من  أن طريقه الحرير كان سالكة إلى قلوب المسيحيين. والانفجار الاجتماعي - السياسي الذي حصل في المناطق اللبنانية كلها، أثبت وعياً هائلاً في رفض منطق "حروب الوجود الوهمية" التي طالما لعب عون وباسيل على وترها.

الانفلات العوني

فائض القوة المتفلتة من أي عقلانية، هي التي تؤسس لانفجارات اجتماعية - سياسية متتالية، وهي التي تكاد تنهي عهد عون في سنته الثالثة، نتيجة ما شهدته المناطق اللبنانية من تظاهرات، لم تكن تستهدف الحريري بشخصه، بل التركيبة التي فرضها عون وصهره وحزب الله: من الثلث المعطل، إلى التحكم برقاب اللبنانيين، إلى الادعاء بعنجهية كاملة القفز فوق الطائف واستعادة الصلاحيات. وبعد الانفجار خرج يقول إن الصلاحيات ليست لديه. تماماً كما ناقض نفسه حين قال إنه لم يستطع إنجاز وعوده لأن شركاءه لم يسمحوا له، لكنه عاد وأبرم اتفاقاً رباعياً جديداً مع هؤلاء الشركاء. يحتفل العهد بسنته الثالثة، لكن الممارسة السياسية لأركانه لا تزال على حالها: الاستمرار بتشويش العقول، وتجاهل كل ما يجري في الشارع. وهذا بتعميم نموذج واحد على مسؤولي ونواب تيار العهد، للتعايش مع حال إنكار تامة للواقع، وتعميمها على المؤيدين، وادعاء أن ما يجري يصب في صالح طروحات العهد، وكأن الناس في الشوارع تهتف بحياة الرئيس، ولم تخرج الا لإعلان الولاء له. حالة الانكار هذه يعممها الرئيس بنفسه حين يقول إنه سيكون للبنانيين حكومة نظيفة. وهنا يلح سؤال: ماذا كانت الحكومة التي له فيها الثلث المعطل، ويترأس معظم جلساتها؟

الخلافة المبكرة

مشكلة معادلة القوة العونية هنا، هو أنها تريد القفز فوق كل شيء، مرتكزة على قوة محلية وإقليمية، تبدأ في ضاحية بيروت  الجنوبية  وتنتهي في طهران، مروراً بدمشق. في مقابل رئيس حكومة يعتبره الرئيس القوي وصهره ضعيفاً، ولا مشكلة في الإمعان باستضعافه، لأنه رهينتهما مع سيدهما حزب الله. وسوء تقدير الحسابات الذي عانى منه رؤساء سابقون كانوا يتمتعون بصلاحيات دستورية، وقع فيه الرئيس عون وفريقه،  لكنهم أسرعوا الوقوع، فدوى الانفجار باكراً، على إثر محاولات رئاسية باكرة لتأمين وراثة الخلف: جبران باسيل. والانفجار الذي حصل طال تكتل العونية النيابي، والبيت العوني. ولم يقتصر التشظي على نائبين انسحبا من التكتل، ولا على انشقاق ميراي وكلودين عون، بل شمل نواباً من الصقور، كإبراهيم كنعان، وآلان عون وسيمون أبي رميا وغيرهم. وهؤلاء لا يوافقون على ما جرى، ويعيدون تقييم التجربة التي أودت بالعهد إلى درك غير متوقع: زرع الأزلام في الوزارات والإدارات، والتعنت من دون القبول بأي نقاش.

 

"النظام القديم" الذي يمدح الشعب اللبناني ويحتقره

وليد حسين/المدن/01 تشرين الثاني/2019

ما قاله اللبنانيون ويقولونه منذ 17 تشرين الأول الجاري، في انتفاضتهم المفتوحة والزئبقية، التي اتخذت شكل جمعيات عمومية تلقائية مفتوحة، نقلتها الشاشات التلفزيونية من الشوارع والساحات، أجمع على سخطهم على حكامهم وغضبهم المتراكم منهم: "كلن، كلن حراميي". وهم تبرؤا من السلطة السياسية ولعنوا رموزها من الزعماء الذين صبوا عليهم الشتائم، مطالبين بمحاسبتهم. وعبروا في هذا كله عن معاناتهم المديدة طوال عقود.

كلام البيوت في الشارع

فحتى متوسطي الحال والدخل باتوا غير قادرين على تحمل الأعباء المعيشية في ظل الأزمة الاقتصادية، وضآلة فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة. فكيف بالفقراء أو محدودي الدخل؟ ولنا جميعاً في بيوتنا وأحيائنا ومناطقنا وبين أقاربنا وأصدقائنا وجيراننا أمثلة صارخة. فليس تفصيلاً أن تلجأ عائلات لبنانية كثيرة إلى تخفيض فاتورة تعليم أبنائها، سواء في نقلهم إلى التعليم الرسمي أو الخاص الأقل كلفة. خرجت الجموع لتقول لكل من تربع في سدة السلطة: كفى نهباً وتدليساً علينا واستهتاراً بحياتنا ومستقبلنا ومستقبل أولادنا. وصدحت حناجرها: "كلن يعني كلن". وهذا الشعار ليس بسيطاً أو تفصيلا في حياتنا اليومية. فحتى من يوالون أحزاب السلطة والمنتفعين من تقاسم مغنائم الدولة، كانوا لا يشكون في أحايثهم اليومية بفساد زعيمهم وسائر الزعماء. فيقولون في بيوتهم ولقاءاتهم أن الزعيم الفلاني فاسد، والآخر أقل فساداً، وهكذا دواليك.

نضوب الإعالة

حتى مناصرو حركة أمل وحزب الله الذين ينبرون للدفاع عن زعيميهما بشراسة واستقتال، وجموع مناصري تيار المستقبل الذين خرجوا منتفضين حرداً على استقالة زعيمهم، وما تبقى من مناصري التيار العوني الذين هبوا للدفاع عن عهدهم - حتى هؤلاء جميعاً كانوا ينتقدون فساد سياسيّيهم في بيوتهم وبين أصدقائهم ومعارفهم، وخصوصاً بعدما شحّت الموارد التي كانت تصلهم لقاء ولائهم لزعمائهم. وتصاعدت انتقاداتهم بعد نضوب ضرع البقرة الحلوب، جراء النهب والهدر، وتوقف الدائنين والمتبرعين الدوليين والخليجيين بالأموال والمساعدات، لإنقاذ الهيكل من السقوط على رؤوس سدنته. فجمهور أولئك الزعماء، كغيرهم من اللبنانيين طالتهم مقصلة الضرائب وارتفاع كلفة العيش والخدمات الأساسية.

الاستثمار في الغضب

وشكّل خروج اللبنانيين على أجهزة زعمائهم وسلطاتها الفاسدة، وخروج مناصري الأحزاب على أحزابهم، زلزالاً أخاف المسؤولين في الدولة، فراحوا يلتقطون أنفاسهم لشد العصب الأهلي والطائفي، لإعادة الجموع إلى "حظائرها" وولاءاتها الطائفية. في البدء ألقى كل منهم التهم والمسؤوليات على الآخرين، في محاولة لتبرئة ساحاتهم من الفساد والأزمة الاقتصادية والمعيشية المستفحلة. ولأن هذه الأساليب صارت بائتة وباهتة وغير مجدية، لجأ الزعماء وبطاناتهم إلى ركوب موجة الشارع، للاستثمار في غضب الناس وسخطهم وتوجيه السهام إلى السلطة المجردة، التي بدت كائناً عجائبياً وغرائبياً فوق الجميع، كأن لا رموز لها ولا قيادات ولا أحزاب أمعنت في إذلال اللبنانيين منذ عقود. هكذا عملت القوات اللبنانية على "التصويب" على أخصامها وحلفائها بعد خروجها من الحكومة. وهذا ما فعله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط: دعم الشارع المنتفض، وكال له المديح، رغم بقاء وزرائه في الحكومة، خصوصاً بعدما أيقن أن شطراً من الجمهور الاشتراكي بدأ يخرج عن ولائه له. وبدوره خرج مؤسس التيار العوني مردداً ديباجية الإصلاح والتغيير، مبرئاً تياره من الفساد، ومحملاً وزره لشركائه في الحكم. أما عظائم الأمور فكانت مع أمين عام حزب الله حسن نصر الله الذي دافع بشراسة عن النظام والسلطة بذريعة الإصلاح الممكن بورقة قيل عنها أنها إصلاحية، وتشكل خشبة خلاص للبنانيين. ثم أوحى لرهط مدرب من مواليه وموالي حركة أمل، بتهديد المتظاهرين والإغارة عليهم وتأديبهم، بعدما رماهم بالعمالة والتخوين والتآمر.

كبح خطوة الخروج الأولى

كلهم أرادوا استغلال الشارع وراحوا يكيلون المدائح للشعب اللبناني الذي خرج إلى الشوارع. وتبرعوا بتصويب حراكه بوجه الفاسدين الحقيقيين ومكامن الفساد والهدر في الدولة. وهذا مكر وخداع في أبهى صوره، وأهدافه سياسية خبيثة. فمن ناحية يريدون تحصيل مكاسب سياسية في صراعاتهم على الحكم، وتدعيم مواقفهم في التفاوض في ما بينهم على المرحلة الانتقالية. ومن ناحية ثانية أرادوا إحداث بلبلة وتفتيت قدرة اللبنانيين على الاستمرار في انتفاضتهم. وفي النقطة الثانية تتفق القوى السياسية كلها ضمناً، رغم خلافاتها الشرسة. فمصلحتهم في حفاظهم على مكتسباتهم تقتضي تجميع قواهم والتعاون على مثال الأخوة الأعداء، لإعادة اللبنانيين إلى طوائفهم، وبردّهم إلى انقساماتهم التي خطوا خطوتهم الأولى في طريق الخروج عليها.

تيارات الحراك المتناقضة

وفي هذا السياق بدأت ترتسم معالم تحريك بعض المجموعات في الحراك نفسه، على أكثر من جبهة: بعضهم راح يطرح أسماء شخصيات للتوزير في حكومة تقنية. وبعضهم الآخر راح يصوّب على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وفؤاد السنيورة وميشال سليمان، بينما حصرت مجموعات أخرى التصويب على حزب الله وحسب. وليس تفصيلاً أن حزباً يقدم نفسه مدافعاً شرس لمحاربة الفساد، وانتقد خطابات نصر الله، أخلى خيمته قبل ساعة من غزوة ساحة الشهداء. كما ليس تفصيلاً كيف توالت الدعوات للاعتصام أمام القصر الجمهوري، بعدما تلقى العهد دعماً معنويا من بكركي التي دعت الشعب لاحتضان الرئيس، بعد استقالة رئيس الحكومة. أو التداعي للاعتصام أمام قصر عين التينة الذي من شأنه شد عصب حركة أمل، بعدما جرى تحريك بعض الشارع السنّي لإشهار الولاء لزعيم تيار المستقبل. لذا، بدأ ينحسر حراك الشارع العفوي وغير المنظم، لصالح المجموعات والناشطين المنظمين، لتعويم "النظام القديم". ومن الطبيعي أن تلجأ الأحزاب وبعض الأجهزة إلى دق الأسافين، تمهيدا للقضاء على الانتفاضة العفوية التلقائية. وتحريك بعض المجموعات بأجندات معينة يسهّل إحداث الشقاق والانقسامات بينها، وإرباك في الشارع، لكسر ثقة اللبنانيين بالتغيير. ورغم أن الشارع مفتوح على الاحتمالات، خصوصاً أن المجموعات بتناقضاتها تجعل من الصعب على أي منها احتكار الشارع، لتعطي تحركها المنفرد وغير المنسق حيوية. وهذا ما يدفع الأحزاب إلى استثمار ما تمتلكه من موارد وإمكانات، لجعل الشارع مطية لتنفيذ أهدافها. وبعد خروج جمهور تيار المستقبل إلى الشوارع، صار من السهل توقع خروج نصر الله شخصياً على رأس "متظاهرين" للإصلاح والتغيير. فهل للمجتمع المدني قدرة تمنع بدء عودة اللبنانيون إلى نفق يصعب الخروج منه؟ ربما على الجميع العودة إلى وضوح شعار "كلن يعني كلن". 

 

ثوار لبنان والعراق يرفضون “نصائح” خامنئي

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/31 تشرين الول/2019

لم يكن ينقص الانتفاضة الشَّعبية في كلٍّ من لبنان والعراق الا خروج مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي، بوقاحة قلَّ نظيرها، ليساند القوى العميلة لنظامه، متهماً الثائرين على طغم الفساد والتسلط والنهب في البلدين بالعمالة الى الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبعض الدول العربية.

في هذا الشأن ينطبق على خامنئي حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :” أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله، فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله”، وبمعنى مختصر إذا بليتم بالمعاصي فاستتروا.

لم يخرج اللبنانيون والعراقيون الى الساحات الا طلباً للاصلاح وكف يد المفسدين الذين أولغوا في دماء الناس، وعاثوا في الارض، وهو ما تشهد مثله ساحات المدن الايرانية منذ بداية العام الحالي، وقد واجهت قوات”الباسيج” المتظاهرين بالقمع والقتل والتنكيل، بعيدا عن نصيحة خامنئي التي يسديها لشعبي العراق ولبنان اليوم، مخونا المنتفضين وطالبا اليهم الخضوع للأنظمة والقوانين لتحقيق مطالبهم، وكأنه لا يدري أن الانتفاضتين هما رد الفعل الطبيعي على النظامين بعد سنوات من الوعود الزائفة، والنهب الممنهج للمال العام، والاستحواذ على السلطة بالاحتيال.

أما كان أجدر بخامنئي قبل أن يتوجه بالنصيحة الى من لا علاقة لهم به وبطروحاته وتخرصاته، ان يسأل نفسه: هل أفسح في المجال للفقراء الايرانيين الذين أصبحوا أكثرية في جمهورية القمع بنيل حقوقهم عبر الهيكليات القانونية، أم أنه واجههم بالرصاص والسجون؟

أما كان أولى به أن يخاطب من صنفوا أنفسهم وأحزابهم عملاء له، وأعلنوا مرارا أن لحم أكتافهم من ايران، فيما عاثوا خرابا ودمارا في بيروت وبغداد وصنعاء ودمشق، وتسببوا في انهيار الهيكلية القانونية لتلك الدول، أما كان أولى به أن يدعوهم الى طاعة أنظمة وقوانين الدول التي ينتمون اليها؟

اللبنانيون والعراقيون ردوا على نصحية خامنئي، قبل ان يتفوه بها من خلال رفضهم مواقف وممارسات زبانيته بخروجهم على سلطتين مأجورتين لنظامه، ناهيك بأن معزوفة العمالة للولايات المتحدة واسرائيل وبعض الدول العربية لم تعد تنطلي على احد، وبدلا من أن يوجه النصائح للشعبين بالخنوع والخضوع والقبول بذل حكم فاسد، كان عليه أن يطلب حل الميليشيات والأحزاب العميلة له في لبنان والعراق، ويستيقظ من وهم أن نظامه حاكم بأمره في بعض الدول العربية.

على كل حال، صراخ خامنئي على قدر الألم الذي أحدثته الانتفاضتان، بعدما أيقن أن ممارسات عصاباته في البلدين لم تؤد الى نتيجة، بل زادت النار اشتعالا ونقمة عليه وعلى عملائه، وليست استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الا تعبيرا عن ذلك، فبهذه الخطوة الصحيحة، وإن متأخرة، كسر طوق الهيمنة الذي كان يضربه “حزب الله” حول مكونات السلطة، وهو ايضا تأكيد للداخل اللبناني أن الاحتيال السياسي لانجاح تسويات سياسية أثبتت الأيام فسادها، سقط في الساحات لان المظلومين والمقهورين لا يمكن أن يعتاشوا على الوعود الكاذبة.

ما حصل في بيروت بداية حقيقية لولادة لبنان جديد، لن يكون مرهوناً لايران أو لعصاباتها، وربما أصبحت الصورة في العراق واضحة ايضا، لجهة سقوط مشروع نظام الملالي في الاقليم على وقع الدماء التي أسالتها ميليشيات نظام طهران، وليس لنا في هذا المجال إلا أن ندعو خامنئي إلى النظر حوله جيدا، كي يرى شعبه الثائر على الحرمان الذي حوّل نحو 80 مليون ايراني جوعى معزولين عن العالم، عله يتعظ ويكف عن التدخل بشؤون الدول الاخرى، لأنَّ فاقد الشَّيء لا يُعطيه.

 

لبنان: ما بعد الاستقالة!

حنا صالح/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2019

وفي نهاية اليوم الثالث عشر على ثورة الكرامة، أعلن سعد الحريري «استجابة لنداء الشارع» تقديم استقالة حكومته، مؤكداً أنه «مرتاح أنني قدمت شيئاً للشعب اللبناني»، متهماً أطراف التسوية بأنهم أوصلوه إلى طريق مسدود. وانفجر الفرح في العيون وعلى الوجوه الفخورة بالإنجاز، واشتعلت ساحات لبنان بما تحقق خلال أيام أعادت لبنان إلى اللبنانيين، ارتفع التصفيق والهتاف وصدح النشيد الوطني، وبدا جلياً أن الانتصار بإسقاط الحكومة هي الخطوة - المفتاح في رحلة شاقة لاستعادة الجمهورية المخطوفة، بطي تسوية عام 2016 التي أفلست البلد وفاقمت الديْن العام والأمراض.

لقد بات الممر الإجباري لانتشال البلد تشكيل حكومة انتقالية تعبر عن نزاهة وكفاءة كي تحظى بالثقة الشعبية، فتحدث الصدمة المطلوبة وتشكل المظلة لحماية السلم الأهلي. وحدها حكومة من هذا النوع، بوسعها اتخاذ الإجراءات مع السلطات النقدية لوقف انهيار الليرة حماية لمعيشة اللبنانيين، وحماية القضاء لبدء رحلة المحاسبة الشفافة، وتحضير قانون انتخابات عادل ينسجم مع الدستور لإجراء انتخابات مبكرة هي البداية للتغيير الحقيقي، والشرط الشارط ألا تضم أحداً من الطاقم السياسي الذي أنتجه قانون انتخابات هجين زوّر التمثيل النيابي... وستبقى ساحات لبنان ملتهبة متوثبة لاستكمال الإنجاز.

بعد 17 أكتوبر (تشرين الأول) هلّت بشائر لبنان آخر، بدأت تتبلور فيه قيم جديدة تدفن السائد، ولا سيما التشاوف الفارغ وخطاب الكراهية العنصري الذي توسلونه لتأبيد نظام المحاصصة الطائفي. لبنان حقيقي آخر وُلدَ في ساحات الكرامة يصنعه جيل جديد دفن الانقسام الطائفي القاتل، انضمت إليه الأجيال الأكبر التي أُصيبت بالخيبات. في لحظة تجلٍ، تأمل المواطن، مسار حياته وطرح أسئلة بسيطة عما إذا استمر هذا التراجع المريع في حال البلد وأحواله الشخصية. تنبه أن له حقوقاً، وأن له مطالب فانتقل إلى الشارع. لم ينسق مع أحد ولم يحدد ساعة الصفر، بل هو التاريخ 17 أكتوبر فرض نفسه، نتيجة تمادي الحكم في الغطرسة وامتهان الكرامات، خصوصاً بعد العقد الأخير الذي تراكمت فيه سياسات الإذلال، وبالأخص تعامل الحكم مع أكثرية اللبنانيين أنهم أشبه بشعب زائد!

وعلى مدى أيام هذه الثورة التي بلغت يومها الخامس عشر، تغيّر المشهد العام وبات الانقسام عمودياً بين شعب الثورة وهم أكثرية اللبنانيين من جهة، وبين «حزب الله» و«التيار العوني» الملتحق به من جهة. في المقابل، تلاشت القوى الأخرى، وغابت الطبقة السياسية من زعماء ووزراء ونواب... وغابت تغريداتهم، في حين ارتفع شعار الثورة «كلن يعني كلن» المهيمن، واتسعت ثورة الكرامة ضد مافيا متسلطة استباحت كل شيء فنهبت الدولة، وسطت على المال العام وأفلست البلد المرتهن قراره والمصادر دوره. في هذه الأثناء أطل حاكم مصرف لبنان ليطلق مواقف تحمّل الشارع مسؤولية الانهيار الزاحف خلال أيام إذا لم تتوقف الاحتجاجات (...)، مع الإشارة إلى أن الثورة اندلعت في بعد أساسي منها رداً على الانهيار وعلى إقرار السلطة بوجود سعرين للدولار الشحيح في الأسواق!

الثورة في مسارها الجديد، هي في لحظة تأسيسية يمر بها البلد لإعادة تكوين السلطة، تواجه حكماً معزولاً رزله الناس، يجمع بين أطراف خائفين على مصالحهم وما استحوذوا عليه، وقلقين من النتائج التي ستترتب على توظيف لبنان في الأجندة الإيرانية. وللتدقيق، ما زال نظام المحاصصة الطائفي قوياً، وهو يتمتع بمخزون كبير من القدرة على المواجهة، وسيعمد إلى خلق الذرائع لتقسيم الشارع لإعاقة الحل الحقيقي، ولن يتأخر في محاولاته اللجوء إلى القمع عبر تركيب متضررين وتأليبهم على التحرك الشعبي، ويستند إلى قوته الضاربة ميليشيات «حزب الله» الجهة التي ترفع اللاءات بوجه اللبنانيين، وهي التي هندست تركيبة التسوية في عام 2016 وكل ما نجم عنها فكانت النتيجة تسريع الانهيار.

أوراق كثيرة أسقطتها الثورة قبل إسقاط الحكومة وأزاحت غمامة كبيرة عن العيون. فعندما خاطب الحريري اللبنانيين كان حذراً ومتوجساً، فقال إن ورقة «الإصلاحات» لا ترضي الشارع، لكنها ترضيه وسيسير بها، فجاء الدفاع الشرس عنها من حسن نصر الله الذي امتدح الوعد باستعادة الأموال المنهوبة مؤيداً «إصلاحات» مزعومة ستفضي إلى بيع القطاعات المربحة مثل الهاتف الخليوي والمرفأ وسواهما. وقفز فوق غياب المشاريع الاستثمارية، أي ما يعني صفر وظائف، والبطالة تطال نصف اللبنانيين، مغمضاً عينيه عن خريطة الفقر الذي يلف لبنان، واضعاً بالفعل كل السلطات خلفه، معلناً أنه هو السلطة الفعلية والمدافع عن نظام المحاصصة الطائفي، الذي تجاهل أركانه البحث في الاقتصاد الأسود والاقتصاد الموازي الذي يديره «حزب الله» ويحرم الخزينة مليارات الدولارات سنوياً... ورفع اللاءات خوفاً من أن أي تغيير قد يتحول إلى كرة ثلج! وهو قال بوضوح إن الثورة تستهدف الحزب فهدد اللبنانيين بالحرب الأهلية!

بالتأكيد، تكمن كل محركات الوضع اللبناني في الانهيار المعيشي والبطالة وتراكمات القهر والإذلال اليومي، وهذا بالضبط أبرز أسباب الانتفاضة في العراق. لكن، كلما أُمعن أكثر فأكثر بتشابه تركيبتي نظامي البلدين، والمكونات والخطاب السياسي وشكل المظاهرات الاحتجاجية، تبين أن القضية ليست مطلبية وحسب، رغم أن للمواطنين في البلدين حقوقاً ثابتة، فللقضية بُعدها السياسي الأكيد الذي أكدته بعفوية ساحات لبنان التي هتفت: «من العراق لبيروت ثورة واحدة لا تموت»، فردت عليها جموع العراقيين: «من التحرير لبيروت ثورة واحدة لا تموت». هنا نفهم بالضبط مسارعة حسن نصر الله لرفع الكارت الأحمر بوجه اللبنانيين، وحملات الترهيب والاعتقالات وفجاجة التحقيقات بغية كسر الشباب، وما الإغارة التي سبقت الاستقالة لترهيب المحتجين بعد تخوينهم إلا المؤشر على وضع بالغ الصعوبة مع فارق كبير تمثل بحرمان «حزب الله» من الغطاء الحكومي! وعليه يُرجح ألا تكون المرحلة الانتقالية قصيرة، وقد يشهد لبنان الذي يعيش أكثر مسؤوليه حالة إنكار الكثير من محاولات إعادة إنتاج حكومة أزمة لأنهم ببساطة مع غياب العقلانية يرفضون الاعتراف أن ما بعد 17 أكتوبر ليس كما قبله!

 

رأي روحاني في لبنان والعراق

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2019

ليس صعباً أن تكتشف كمْ أن نظام إيران أصبح مكروهاً في العراق ولبنان، ولا علاقة للأمر بقناة «العربية» أو هاشتاغات الجيش الإلكتروني، كما ادعى المسؤولون في حكومة حسن روحاني الإيرانية... بل لا توجد في العراق شبكة للإنترنت ولا «سوشيال ميديا»؛ حيث قطعتها الحكومة إرضاء للإيرانيين الذين يعتقدون أن موجات التحريض تأتي من الفضاء الإلكتروني. النت مقطوعة ومنصات «السوشيال» ميتة، لكن الانتفاضة حية ومستمرة.

إيران تلوم السعودية وأميركا وإسرائيل، مدّعية أن ملايين الناس الذين أغرقوا المدن العراقية واللبنانية الأسبوعين الماضيين بالاحتجاجات، من صناعة هذه الحكومات. إيران تريد أن تصمّ آذانها عن احتجاجات الشارع بأنها سبب فقرهم وهيمنة الميليشيات عليهم وفشل حكومتيهم. الحقيقة... الاتهامات تطابق الواقع. فكل الميليشيات المسلحة في العراق تتبع إيران أو تواليها. و«حزب الله» في لبنان أقوى من الجيش، وهو تابع لإيران. وقد اضطر معظم حكومات العالم إلى الامتناع عن التعامل بسبب نفوذ إيران في هذين البلدين. السعودية هي التي رفدت الليرة اللبنانية بوضعها وديعة في بنكها المركزي، وإيران هي التي خسفت بسعر الليرة بسبب تسلط «حزب الله» على مؤسسات الدولة. هذه حقائق معروفة لا تحتاج إلى محطات تلفزيون أو هاشتاغات تدل الناس على مصدر شقائهم. في العراق؛ اعتمد المشروع الإيراني على الاستيلاء على مؤسسات الدولة؛ في البرلمان والأحزاب والقوات المسلحة التي أجبرت على ضم ميليشياته إليها. ساءت الحال بسبب ذلك، وانتفضت الناس في العراق، وهم ليسوا سنّة ضد شيعة، ولا حزباً ضد آخر، ولا تقودهم بقايا البعث، ولم ترفع أعلام «داعش» السوداء، ولا يبدي الأميركيون أي اهتمام بدعمهم. انتفاضة العراقيين وطنية سلمية خالصة؛ رغم محاولات الإعلام الإيراني أن يصفها بأنها مدفوعة من الخارج. طيفها الواسع ومطالباتها تدحض اتهاماتهم لها. سارت المظاهرات السلمية في بغداد والبصرة وكربلاء والنجف... وغيرها، ومعظمها محافظات ذات أغلبية شيعية، ترفع مطالب يلتفّ حولها الجميع، بوقف الفساد، وتصحيح الأداء الحكومي، وإنهاء الميليشيات المسلحة والنفوذ الإيراني... مطالب تدعو إلى استقلال العراق وهويته. إيران تهدد بأنها مستعدة لهدم الهيكل على رأس 30 مليون عراقي إن هم وقفوا أمام مشروعها في إدارة الحكم والسيطرة على البلاد. وفي لبنان للحراك خصائص مشابهة للعراق... عناوين الاحتجاج ضد الفساد، وضد مافيا السياسة، وضد الطائفية الحكومية. لم تقتصر المظاهرات الضخمة على بيروت؛ بل عمّت طرابلس السنّية والنبطية وبعلبك الشيعيتين. وطالبت الأصوات المسيحية بإبعاد الوزراء المسيحيين المتهمين بالفساد، والسنّة أول من دعا لاستقالة سعد الحريري من رئاسة الوزراء، وكثير من رجال الدين الشيعة تجرأوا على الظهور على الملأ يعبرون عن رفضهم «حزب الله». الوضع الاقتصادي السيئ استنفد صبر الناس وأخرجهم عن صمتهم.

بحساب السلاح؛ نعرف أن ميزان القوة ليس في صف المتظاهرين، لكن عزيمتهم وإصرارهم والتأييد الشعبي الهائل المساند لهم، سيحقق التغيير، أو على الأقل تصويب الوضع.

 

لبنان الشعب يتآمر على لبنان الحزب

فاروق يوسف/العرب/01 تشرين الثاني/2019

خرج اللبنانيون إلى الشوارع من أجل طي صفحة الدولة الطائفية إلى الأبد. ومن حق نصرالله وأوليائه في إيران أن يعتبروا ذلك الاحتجاج مؤامرة تهدف إلى إنهاء مشروعهم، الذي يستمد وجوده من استمرار بقاء تلك الدولة.

لا مكان لطائفية حزب الله

كان متوقعا أن يعتبر حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، الاحتجاجات الشعبية اللبنانية مؤامرة على المقاومة. أما كيف ولماذا، فلأن السيد قد أدرك أن المحتجين لم يعد يخيفهم سلاح حزب الله، الذي كان وسيلة للهيمنة على الدولة حتى باتت تلك الدولة بمثابة دولة لحزب الله. وهو ما دفع بهم إلى الوصول إلى الأقصى في مطالبهم، حين لم يكتفوا بالمطالبة بإسقاط الحكومة بل وأيضا بإسقاط النظام الطائفي الذي تستند عليه، وهو ما يعني إزالة دولة حزب الله. الشعب اللبناني يتآمر على دولة حزب الله من أجل إسقاطها. تلك حقيقة لا لبس فيها. وهو في طريقه إلى إسقاط تلك الدولة يطالب بمحو كل رموز الفتنة الطائفية من المشهد السياسي، الذي يحتاج إلى أن يكون نظيفا من أجل إقامة دولة المواطنة، التي لن تكون عاجزة عن استيعاب الكفاءات اللبنانية المقيمة والمهاجرة، من خلال استعادة حس المواطنة ووعيها اللذين سيعيدان إلى الشعب اللبناني هويّته. قد يُقال إن اللبناني لا يزال متمكنا من تطوير عناصر هويته الخاصة بما يلائم العصر. ذلك ليس صحيحا. فحزب الله، وقد احتوى الدولة وصار الآمر الناهي فيها، في طريقه إلى أن يغلق كل الآفاق التي من شأنها أن تجعل اللبنانيين أحرارا في التحكم بشؤون حياتهم. ذلك الحزب الذي صار سيد الدولة هو جزء من مشروع إيراني لن يكون لبنان بموجبه إلا إقطاعية تابعة لسلطة الولي الفقيه، وهي سلطة لا تعلو عليها أي سلطة أخرى.

بسبب دولة حزب الله لم يعد لبنان ملكا لأبنائه، ولم يعد اللبنانيون سادة في بلادهم.

ذلك جوهر الحكاية التي دفعت اللبنانيين إلى رفض الطبقة السياسية التي يقوم وجودها على نظام طائفي سمح لحزب الله بأن يقودها، بعد أن تعهد بأن يضمن مصالحها. لقد خانت تلك الطبقة السياسية لبنان وشعبه حين تخلت عن حريتها النسبية داخل النظام الطائفي، مقابل أن تتمتع بامتيازات غير مسبوقة على حساب الشعب اللبناني. ما كان يجري في الحياة السياسية اللبنانية هو عبارة عن مسرحية يديرها حزب الله تمهيدا لإعلان لبنان ولاية إيرانية. كل ذلك كان واضحا بالنسبة لحسن نصرالله، بالرغم من أن المتظاهرين لم يرفعوا شعارا واحدا ضد حزب الله. يكفي أنهم رفعوا شعار “كلن يعني كلن”، بمعنى “كلهم يعني كلهم”، ليشعُرَ نصرالله بالفزع والذعر. فالاحتجاجات وصلت إلى باب بيته، وهو ما يشير إلى أن “المؤامرة الأميركية الصهيونية السعودية” قد وضحت خيوطها وصار الحبل قريبا من رقبته. فهل يستسلم وهو المدجج بالسلاح والمكلف من قبل سيده الولي الفقيه بحماية المشروع الإيراني؟

وإذا ما كان حزب الله قد تمكن من اختطاف جزء ليس قليلا من الشعب اللبناني ووضعه تحت قبضته من خلال عملية غسيل مستمرة للعقول، فإن هناك جزءا أكبر من الشعب اللبناني بقي حريصا على نظافة عقله ولا يزال حريصا على لبنانيته. وهو ما مكن اللبنانيين من رؤية الحقيقة كما هي والخروج إلى الشوارع، دفاعا عن الحقيقة في مواجهة واقع زائف سعى حزب الله إلى اعتباره رمزا لمقاومة لم تعد ضرورية بسبب انتفاء الحاجة إليها. مع مضيّ الوقت تحولت المقاومة إلى كذبة، يستعملها حزب الله من أجل تبرير وجوده خارج الشبهات والمساءلة.

“لقد أثقلت حياتنا بالمآسي سيد نصرالله”، ذلك ما يقوله لسان كل لبناني، سواء كان معارضا لحزب الله أو مواليا له. فالمقاومة كانت شعارا فجائعيا دفع ثمنه اللبنانيون، وهو ثمن كان أكبر بكثير من الثمن الذي دفعته إسرائيل. كانت مقاومة نصرالله أشبه بشعار تحرير القدس، الذي رفعه النظام الإيراني بشرط أن يسبق تنفيذه الشروع بتدمير العالم العربي من خلال احتلاله. بحجة المقاومة احتل حزب الله لبنان وفكك دولته وأقام دولة بديلة هي دولته. ذلك الواقع البائس هو الذي دفع باللبنانيين إلى الخروج إلى الشوارع محتجين من أجل طي صفحة الدولة الطائفية إلى الأبد. ومن حق نصرالله وأوليائه في إيران أن يعتبروا ذلك الاحتجاج النبيل مؤامرة تهدف إلى إنهاء مشروعهم، الذي يستمد طاقته في الوجود من استمرار بقاء تلك الدولة.

 

الموت جوعًا داخل منظومة صواريخ متطوّرة

د. إيلي شعيا/مون ليبانون/الخميس 31 تشرين الأول 2019

إذا عجزت عن تحرير رهينة بيد مسلّح يصبح إطلاق النار على رجل الرهينة خيار منطقي فتتحوّل إلى عبءٍ ومسؤولية على كاهل خاطفها بعد أن كانت مصدر منعته.

أنهى اتّفاق الطائف الحرب الأهلية في لبنان وأوكل إدارته إلى الحكم البعثي في سوريا الذي سمح للمدّ الإيراني بالتوسّع نحو المتوسّط فتضخمت قدرات حزب الله وتمكّن من دفع إسرائيل إلى الانسحاب من الجنوب اللبناني.

أُخرجت سوريا من لبنان بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وفشلت إسرائيل في تدمير القدرة العسكرية لحزب الله لعدم قدرتها واستعدادها لدفع ثمن المواجهة دون مكاسب مباشرة تسجّل لها ولإدراكها أنها تستفيد من الصراع السنّي الشيعي في محيطها وإضعاف الفريق الشيعي لا يصبّ في مصلحتها على المدى البعيد. وقد تحقّقت هذه المقولة بعد المشاركة الفعّالة والأساسية لحزب الله في دحر داعش عن الحدود اللبنانية والإسرائيلية فسقط لبنان رهينة متضامنة مع حزب الله أمام المدّ الإيراني عبر العراق وسوريا وصولًا إلى المتوسّط.

اتُّهمت إدارة أوباما بالتواطؤ مع الإخوان المسلمين والسعي إلى تثبيت نفوزهم في المنطقة لمواجهة المدّ الإيراني.

فشل الإخوان في حكم مصر وتخطّاهم تنظيم الدولة الإسلامية العنفي وكاد أن يُسقط كلّ دول المنطقة ويهدّد روسيا وأوروبا، فتعاونت الكتلة الشرقية والغربية للقضاء عليه ونجا نظام بشّار في سوريا.

أما الإسلام السياسي السنّي فسقط في إثم داعش.

خرجت إيران منتصرة متغطرسة ومهدّدة بالسيطرة على العالم الإسلامي فلم يتردّد الرئيس الأميركي برفع السقف إلى مستوى غير مألوف وخرج من الاتّفاق النووي مع إيران وأعاد العقوبات عليها بمستويات غير مسبوقة وأصرّ على قطع أذرع إيران في المنطقة وعلى رأسها حزب الله الذي لم يتردّد بدعم الحوثيين وتهديد الأمن القومي السعودي علمًا أن الرخاء الذي كان يعيشه لبنان يتأتى من سخاء الخليجيين على هذه الدولة المتوسّطية بمناخها المميّز وشعبها الخلوق والمضياف.

وعليه وضعت الإدارة الأميركية تحجيم حزب الله نصب عينيها ففرضت عليه عقوبات وقوّضت مصادر تمويله على مساحة القارات الخمس وأكملت بالإطباق عليه داخل النظام المصرفي اللبناني أما الرصاصة الأخيرة فوجّهتها إلى الاقتصاد اللبناني فحرمته التمويل الخارجي مدركة أن الطبقة السياسية لن تتردّد عن سلخ الشعب عبر السرقة والفساد والضرائب، الشعب نفسه القادر على إسقاط الطبقة السياسية المعادية للغرب وتفكيك منظومة الأمان التي يشكّلها للحزب سواء كان مرغمًا مضلّلًا أو متواطئ مع المشروع الإيراني.

أما وقد تحقّقت هذه المراحل فما هي شروط المجتمع الغربي لإنقاذ لبنان من الإفلاس بعد ما أسلفنا.

غني عن القول إن إنقاذ لبنان من الإفلاس لن يتمّ إلّا بعد تقليص نفوذ حزب الله في السلطة التنفيذية وذلك لا يكون بتشكيل حكومة تراعي التوازنات التي أفرزتها الانتخابات النيابية بل بحكومة تحترم التوازنات الاقتصادية المستجدة.

حكومة قادرة على استخراج النفط وتصديره بالتعاون مع الأميركيين.

 حكومة قادرة على التواصل مع سوريا بشّار.

 حكومة قادرة على لجم تدخّل حزب الله في الإقليم وإعادة وصل ما انقطع مع الدول الخليجية.

حكومة قادرة على ضبط الهدر والفساد وإصلاح القضاء وإقفال المعابر غير الشرعية.

حكومة قادرة على تحرير سعر الصرف لامتصاص جزء من كلفة سلسلة الرتب والرواتب التي استعملت للبرطيل السياسي مع ضمور مداخيل القوى السياسية. بالمختصر حزب الله مخيّر بين الموت جوعًا داخل منظومة صواريخ متطوّرة أو يختم مساره العسكري بين أهله.

الحزب الذي أجبر إسرائيل على الانسحاب من لبنان.

 

إسرائيل تشترط: مهمة الحكومة المقبلة مواجهة حزب الله

يحيى دبوق/الأخبار/31 تشرين الأول/2019

تشترط تل أبيب على الدول الغربية الكبرى ربط أي مساعدة لإيجاد حلول للازمة السياسية - الاقتصادية في لبنان، بوجوب العمل على إضعاف قوة حزب الله وإبعاده عن مستويات القرار والتأثير، و«معالجة» تنامي قدراته الصاروخية الدقيقة التي تشكل تهديداً نوعياً لإسرائيل.

مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى أكدوا، في تسريبات موجهة إلى أكثر من وسيلة إعلامية عبرية امس، أن تل أبيب الرسمية أكّدت عبر وزارة الخارجية، وفي لقاءات ثنائية على مستويات عدة، ضرورة الربط بين سلاح حزب الله وحل الازمات في لبنان، و«أي معالجة أقل من ذلك ستكون إشكالية جدا من ناحية إسرائيل». ووفقاً لكبار المسؤولين في إسرائيل (القناة 12)، يواصل حزب الله تحويل الصواريخ الموجودة في حوزته إلى صواريخ دقيقة، إضافة إلى مشروع آخر يرتبط بالانتاج الذاتي ضمن مشروع تصنيع الصواريخ الدقيقة، كما أن «إسرائيل قلقة أيضاً من واقع تسلل حزب الله إلى داخل الحكومة في لبنان ومراكز القرار فيها، وهي تسعى إلى منع مصادر تمويله». وذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن رسالة تل أبيب نقلت عبر ممثلي الخارجية إلى القوى المعنية بالوضع في لبنان، وفي مقدمها أميركا وفرنسا، وأيضا في لقاءات مع مسؤولين أميركيين زاروا إسرائيل في الأيام القليلة الماضية. ونقلت عن مصادر إسرائيلية رفيعة أن إسرائيل طلبت ربط أي مساعدة دولية لإنهاء الوضع المتأزم في لبنان بأن تلتزم الحكومة اللبنانية منع تنفيذ «مشروع دقة الصواريخ»، و«على أي جهة دولية تسعى إلى مساعدة لبنان في تشكيل حكومة جديدة وتحقيق الاستقرار فيه أن تشترط التزام هذه الحكومة بالعمل ضد مشروع دقة الصواريخ».

اللافت أمس كان تقرير القناة 13، وعلى لسان مراسلها للشؤون السياسية باراك رافيد، نقلا عن «مصادر مسؤولة»، أن رسالة تل أبيب للدول الكبرى جاءت قبل أسابيع، عبر توجيهات صدرت من الخارجية الإسرائيلية لسفرائها في الدول المعنية، والتي بدأت فعلا تصل إلى دوائر القرار في العواصم المختلفة، حتى قبل بدء الاحتجاجات في لبنان. وذكر تقرير القناة أن هذه الرسائل جاءت رغم وجود تحذير من أن التدخل الإسرائيلي أو التصريحات العلنية حول الاحتجاج في لبنان ستكون له نتائج نقيضة، لكن لا شك أنه إذا تقلص تأثير حزب الله على الحكومة في بيروت، فسيسهل ذلك على الدول (الكبرى) مساعدة لبنان.

الواضح من المعطيات كما ترد من تل أبيب أن سعي إسرائيل لاستغلال الازمة الاقتصادية في لبنان، ومن ضمنها الاحتجاجات، سبقت الاحتجاجات نفسها. يتبين من «الشروط الإسرائيلية» أن مهمة الحكومة اللبنانية المقبلة محددة بشكل واضح، اقله حسب شروط موضوعة مسبقا من قبل الطرف الآخر: العمل على إضعاف حزب الله ومنع مشاركته في القرار اللبناني، وتحديدا العمل ضد سلاحه النوعي الذي بات يقلق تل أبيب بأضعاف ما كان عليه في السنوات الماضية، بعد أن تعاظم كما ونوعا ودقة.مهمة مواجهة حزب الله مشروطة بالتزام مسبق، تستتبعها عقوبة دولية في حال الرفض، بأن تستمر الازمة الاقتصادية عبر منع المساعدة الخارجية عن لبنان. هذه المقاربة مغايرة لمقاربات ماضية كانت تتركز على الأغلب على مواجهة حزب الله عبر تمويل خصومه وتعزيز تموضعهم وتوفير الموقف الخارجي الداعم لهم، مع الأمل في وصولهم اللاحق إلى اقتدار ما، يمكنهم من مواجهته أو في حد أدنى أشغاله بصراعات داخلية.

هذه هي الرغبة الإسرائيلية كما ترد من إسرائيل بوضوح من دون عناء تحليل أو تقدير. صحيح أن هذه الرغبة تقابلها رغبة وإرادة مانعة من الطرف الآخر، إلا أن ما يتكشف تباعا يشير إلى أن المرحلة باتت مشبعة بالاخطار والتهديدات، ولم تعد بعيدة جدا عن أسوأ السيناريوهات.

 

جنبلاط الذي مُنع من الاستقالة!

أسعد بشارة/الجمهورية/31 تشرين الأول/2019

كاد وليد جنبلاط أن يقدّم استقالة وزرائه من المختارة بعد كلمة الرئيس ميشال عون مباشرة، لكن هاتفه لم يتوقف عن الرنين، ونجح الرنين على اذن جنبلاط، في ثنيه عن الاستقالة، لكن لم ينجح في منع النقاش داخل حزبه وطائفته، حول جدوى الاستمرار، ولو بداعي الوفاء للرئيس سعد الحريري، وعدم استباقه، والالتزام بما سيقرّر، بل ربط المشاركة في الحكومة بأن يترأسها الحريري نفسه.

عاش جنبلاط فترة صراع بين المغادرة والبقاء، لكنّه استقر على البقاء، والأسباب كثيرة منها الوفاء، ومنها قراءة موازين القوى التي ألمح اليها الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله مهدّداً من دون تسمية، وما أبرع جنبلاط وأكثره خبرة في فهم المقاصد بين العبارات، وفي قراءة ما هو أبعد من فرقة «الموتوسيكلات»، من ساحل الشوف الى أعلى الباروك، الى خلدة والناعمة، وكل الطوق المكتمل، حول الجبل المحاصر.

ما يُقال أقل بكثير ممّا لا يتمّ الإفصاح عنه، فالاعتبارات التي أبقت جنبلاط داخل التسوية والتي ربما تبقيه فيها بعد انتاجها معدّلة تنطلق من عوامل عدة:

أولاً: قراءة جنبلاط للتوازنات الاقليمية أقرب الى التشاؤم، فهو لا يزال يرى أنّ ايران متمكّنة رغم ضعفها بفعل العقوبات، وهو يرى انّ إمساكها بالملفات السورية والعراقية واللبنانية لم يتأثر بفعل هذه العقوبات، بل يتوقع في أي لحظة أن تبدأ جولة حوار اميركي – ايراني، خصوصاً بعدما اثبتت ايران قدرتها على توجيه ضربات موجعة في السعودية والخليج، دون أن تلقى رداً اميركياً، وهذا بحدّ ذاته تأكيد على أنّ المطلوب جلب ايران الى الطاولة لا ضربها، والنتائج تصبّ في خانة المزيد من إمساك ايران لاوراقها الإقليمية، وفي طليعتها الورقة اللبنانية.

ثانياً: إنّ النجاح في النفاد من أزمة قبرشمون، التي كانت تهدف لتحجيم جنبلاط، لا يعني زوال خطر الانتقال الى تحجيم آخر، فالمواجهة كانت مع العهد، وليس مع «حزب الله»، الذي راقب حلفاءه وهم يخرقون قواعد اللعبة، ليعود في الوقت المناسب، الى إعطاء الرئيس نبيه بري تفويضاً بحل أزمة قبرشمون، فكان الحل، وكان اللقاء بين الاشتراكي و«الحزب» في عين التينة، وتجدّد اللقاء، وحاذر جنبلاط الاصطدام بـ«الحزب» واقتصرت مواجهته مع عون، لكن كل ذلك كان ليتغيّر لو قدّم استقالة وزرائه من الحكومة، ولهذا منع نفسه من الاستقالة لمعرفته بأنّ ادوات «حزب الله» في استهدافه أكثر شدة، من تلك التي كانت ستطال الرئيس الحريري، باعتبار أنّ جنبلاط الخارج من التسوية، أكثر ايذاءً وأكثر قدرة على قيادة معركة سياسية، ولا يزال طيف انتفاضة الاستقلال حاضراً في الأذهان.

ثالثاً: إنّ هذا التأرجح بين المغادرة والبقاء عاشه الحزب الاشتراكي، حيث أيّد بعض قادة الحزب الاستقالة، فيما عارضها البراغماتيون، وايّدتها قاعدة الحزب، باعتبارها انسجاماً مع الانتفاضة الشعبية، ومع الافق المسدود الذي وصلت اليه الحكومة بفعل الخلاف مع العهد، وبفعل العرقلة التي عاناها الرئيس الحريري، التي اوصلته بدوره الى الاستقالة. ورأى مؤيّدو الاستقالة انّها يجب أن تكون البداية الفعلية للنائب تيمور جنبلاط الذي يترأس كتلة «اللقاء الديمقراطي»، والذي بدأ يتعايش مع التجربة الصعبة لقيادة المختارة.

ووجهة النظر هذه تتلخص بالآتي: إنّ حزب كمال جنبلاط، في خضم هذه الانتفاضة الشعبية العابرة للطوائف والحدود المذهبية، هو الحزب الأقدر والأكثر انسجاماً على أن يكون مكوناً فاعلاً في هذه الانتفاضة، وتيمور جنبلاط الذي يشبه برؤيته للعمل العام، شباب الساحات، يواجه محطة مفصلية، وهذا هو أوان أن يقول لهؤلاء: أنا حفيد كمال جنبلاط الذي عاش ومات ولم يفارقه هاجس حمل قضايا الناس، انا منكم ومعكم.

 

العهد الفاشل!

علي حمادة/النهار/31 تشرين الأول/2019

اليوم يحيي رئيس الجمهورية ميشال عون مناسبة مرور ثلاث سنوات على انتخابه في وقت تشرف فيه البلاد على الانهيار على اكثر من صعيد: في الشارع الذي رفع بطاقة حمراء في وجه جميع القوى السياسية، ولكنه رفعها اكثر في وجه رئيس الجمهورية وبطانته وفي المقدمة صهره وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة جبران باسيل الذي يجمع معظم المراقبين السياسيين في لبنان على اعتبار الموقف الشديد السلبية من العهد انعكاسا مباشرا للموقف من شخص باسيل قبل غيره. في السياسة ينهي الرئيس عون نصف ولايته في حالة من التضعضع الشديد، ويكاد يسقط لولا الاعتبارات الطائفية المرتبطة بالموقع الذي يشغله، فضلا عن الحماية الحاسمة التي يؤمنها له حليفه الأول “حزب الله” لمنعه من السقوط، باعتباره عضوا اصيلا في ما يسمى “محور الممانعة”. وفي الشأن الاقتصادي والمعيشي يصل لبنان في عهد الرئيس عون الى قعر البئر التي بدأ ينزلق نحوها منذ اليوم الاول لانتخابه في اطار ما سمي في تلك المرحلة بـ”التسوية الرئاسية”. وها هو رئيس الجمهورية الذي هب مطارنة الكنيسة المارونية بالأمس الى نجدة عهده المتهالك بالدعوة الى “الالتفاف” حوله، وفي يقينهم ان عون الذي لطالما ازدرى الكنيسة في مرحلة البطريرك صفير لكونها ما ناصرته في حروبه في مرحلة الثمانينات من القرن الماضي، ثم في الخيارات التي اتخذها بعد عودته من المنفى الباريسي، هذا العون صار في نهاية مساره السياسي، وقد تشتت عهده،وصار الالتصاق به وبفريقه السياسي مجازفة في السياسة والاجتماع، وبالتالي صارت الكنيسة معنية لا بالحفاظ على الشخص مقدار الحفاظ على مستقبل الموقع الأول للطائفة في لبنان.

لقد فشل العهد وثمة من يقولون انه انتهى معنويا وسياسيا، وبقي في بعبدا رئيس يكمل ولاية تقنية، وما يزيدها هشاشة وضعفا استمرار رئيس الجمهورية في تمسكه بالمسؤول الأول عن انهيار عهده، عنينا الوزير جبران باسيل الذي اضر بالرئيس والرئاسة كما لم يضر بهما الد الأعداء!

فشل العهد لانه بعدما قام على تسوية ثلاثية جمعته مع الرئيس سعد الحريري و”حزب الله”، اتجه في سلوكه من الجمهورية الثانية عائدا الى الجمهورية الأولى. توهم وبطانته ان قصر بعبدا الرئاسي كان ملكا استرجعوه، وان القصر صارت له عائلة على غرار العائلات الملكية. قرأ الدستور ومارسه بعقليته مع صهره وخليفته المعلن الذي ترك له مهمة البحث عن الخصومات والعداوات في كل زاوية من زوايا لبنان، وقرأ السلطة بعيون جنرال من حقبة ما قبل الثورات، متناسيا ان لبنان لا يحكم بعقلية جنرالات الستينات من القرن الماضي. اكثر من ذلك نصب عون، او نصبوه “بي الكل “، وعملوا تحت عباءته بأسوأ الأساليب التفرقة واستفزاز مكونات البلد الواحدة تلو الأخرى، واستفزاز الشوارع من هنا وهناك، والتهافت على تجميع المكاسب في اكثر من موقع. وأخيرا وليس آخرا لم تدخر البطانة جهدا تحت العباءة الرئاسية لتلتحق بسرعة قياسية بركب القلة المتنفذة والمقتدرة المسؤولة بعيون الناس عن الكثير مما يشكون منه اليوم.

فشل العهد لاسباب داخلية وخارجية عدة عندما أدت سياسته ومواقفه الإقليمية طوال ثلاثة أعوام الى مقاطعتة بشكل غير معلن إقليميا ودوليا!

فشل العهد ومع ذلك لا يسعنا سوى الامل بان يكون النصف الثاني من العهد اقل فشلا من الأول!

 

شروط الحريري لترؤّس حكومة جديدة!

سركيس نعوم/النهار/31 تشرين الأول/2019

تأخّر رئيس الحكومة سعد الحريري كثيراً في تقديم استقالتها. فهو لم يكن رئيسها فعلاً بل كان من وقّع له مرسومي تكليفه تأليفها ثمّ تأليفها أي رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون مباشرة، وأحياناً كثيرة رئيس “التيّار الوطني الحر” الوريث السياسي الوحيد له الذي يتولّى رسميّاً للمصادفة العجيبة وزارة الخارجيّة ووزارات “تيّاره” وما تيسّر من وزارات أخرى. لكن الدقّة هنا تفترض الاعتراف وبكل موضوعيّة بأنّ للحكومة المُستقيلة رئيساً آخر بل جهة أخرى لا لزوم لتسميتها لأنّ اللبنانيّين المُنقسمين طائفيّاً ومذهبيّاً، رغم “صحوتهم الوطنيّة” الأخيرة العمر ربّما ويا للأسف، يعرفونها. علماً أنّها لا تخفي نفسها ولا تحتاج إلى إخفاء نفسها ولا سيّما بعدما حقّقت إنجازات وطنيّة لا يمكن إنكارها، وبعدما صارت جزءاً من محور إقليمي يتحدّى منذ أربعين سنة أقوى دولة في العالم بل العالم كلّه، وانطلق في صراع بل حرب إقليميّة عسكريّة بواسطة حليفه اللبناني أوّلاً ثمّ حلفاء آخرين ينتمون مثلهما إلى خطّ سياسي إسلامي واحد، لا ينظر إليه أصحاب الخطوط الإسلاميّة الأخرى في العالم بارتياح. وبصفاتها هذه صارت عمليّاً حاكمة فعليّة للبنان أو بالأحرى تصرّفت ولا تزال باعتبارها مسؤولة عنه وصاحبة الكلمة الأولى والأخيرة فيه.

طبعاً ما كان في إمكان الحريري الاستقالة قبل ذلك ليس لأنّ الأقوياء الرسميّين وغير الرسميّين أجبروه على ذلك بقوّة السلاح بل لأنّ مصالحه والأوضاع السياسيّة وغير السياسيّة فرضت عليه البقاء، ولأن شراكة سياسيّة وغير سياسيّة قامت بينه وبين عدد من الأقوياء في الحكومة وخارجها، وأخيراً لأنّه ورغم ما تعانيه البلاد من مآسٍ اجتماعيّة واقتصاديّة وخدماتيّة ومن تجبّر سياسي وعسكري وأمني وفساد حكومي وإداري لم يضغط على شركائه في التسويتين الرئاسيّة والحكوميّة لتنفيذ حد أدنى من الإصلاح. ربّما لأنّه لم يرَ موجباً لذلك أو لاقتناعه بأنّ الحامي الأكبر للحكومة والصهر والدولة قادر بهيبته وتاريخه على منع الناس من الانتفاض. لكنّه وبعد الاحتجاج الشعبي الوطني اللاطائفي الأكبر في تاريخ لبنان الحديث، وبعد إدراكه أوّلاً أخطاره عليه وعلى حكومته وعلى “حلفائه” في التسويتين “التاريخيّتين”، ثمّ على الاستقرار الأمني جرّاء استشعار أحد هؤلاء وهو “حزب الله” خطراً مباشراً عليه من الاحتجاج ومن الفوضى ومن تسيّب الدولة والمؤسّسات ومن استغلال أعدائه في الداخل والخارج هذا الوضع لتوجيه ضربة موجعة إليه أو مُحجّمة لدوره، أو حتّى قاضية، لكنّه بعد ذلك كلّه تحرّك محاولاً الإصلاح وفشل فقرّر الاستقالة بعدما عرف أنّ “حزب الله” شريكه صار قاب قوسين أو أدنى من التحرّك “ميدانيّاً” لإزالة الخطر الخارجي الشقيق والصديق والمُعادي الذي يراه في الاحتجاج. إلّا أن استقالته لم تمنع التحرّك هذا وربّما تزامنت معه. ويعني ذلك أنّها لم تكن مُنسّقة معه ولم يكن راضياً عليها. لكنّ السؤال الذي يُطرح هنا هو: هل أفادته الاستقالة؟ جمهور الاحتجاج الكبير أظهر فرحه بها معتبراً أنّها حقّقت أحد مطالبه المرفوعة. لكنّ القمع الذي سبقها أو تزامن معها جعل الفرح شعوراً في غير محلّه أراد مُظهروه التعويض عن إساءة تعرّضوا لها و”تطمين” المُناصرين إلى أنّهم مستمرّون. وبدوا بذلك مثل الذين يسيرون في عتمة الليل سواء على طرق موحشة ومُظلمة أو حتّى في المقابر فيحاولون إخفاء خوفهم إمّا بالصفير وإمّا بالغناء بصوت عالٍ. أمّا الرئيس الحريري فإن الاستقالة جعلته يخرج من الوضع المُعقّد والمُظلم مثل “الشعرة من العجينة” كما يُقال لأنّه بدا غير مسؤول عن “القمع” الذي حصل وغير راغب في تحمّل مسؤوليّة مُضاعفته ومتابعته إذا دعت حاجة القائمين به إلى ذلك. لكنّه لم يربح شعبيّاً رغم بعض التظاهرات الشعبيّة الصغيرة في عدد من الشوارع “الغربية” للعاصمة، وعذراً للعودة إلى هذه اللغة وحتّى في مسقط رأسه صيدا. ذلك أنّ مأساة “أوجيه” و”الإعلام المستقبلي” لا يزال اللبنانيّون يعيشونها، ولأنّ آثار التسويتين الرئاسيّة والحكوميّة “المذلّتين لشعبه كما تبيّن لاحقاً لا يمكن نسيانها بسهولة، إذ أضعفت دور “شعبه” بل مسحته في دولة لبنان الطائفيّة والمذهبيّة، ولا سيّما بعد تعاون شريكيه العوني المسيحي والشيعي بثنائيّته على استغلاله وتصميمهما على متابعة “عصره” إلى الآخر. والنتيجة بعد ذلك معروفة. هذه الاستقالة التي ربّما تحفظ ماء الوجه قليلاً، بسبب استياء شريكيه في التسويتين الرئاسيّة والحكوميّة منها “ثنائيّة الرئيس عون – باسيل” والثنائيّة الشيعيّة، دفعت بسياسي مخضرم ومثقّف ومُحبٍّ للحياة وللموسيقى إلى تذكّر أغنية شهيرة للمغنّي الأرمني الفرنسي شارل أزنافور هي الآتية: Il Faut Savoir Quitter La Table Quand l’amour est desservi وترجمتها الحرفيّة: يجب معرفة مغادرة الطاولة (المائدة) أو تركها عندما ينتهي “طبق الحب”. في أي حال لا بُدّ من القول وبحزن شديد وصادق، ويتمنّى “الموقف هذا النهار” أن يكون مُخطئاً، أن القشرة الدقيقة للوطنيّة اللّاطائفيّة التي شهدها لبنان قرابة أسبوعين ستكون سهلة الذوبان أو الكسر بعد الاستقالة، وتحديداً بعد الذي يفترض أن يتبعها من مساعٍ ومحاولات لاختيار رئيس حكومة جديدة ولتأليفها. فاللبنانيّون لم ينسوا منذ تأليف الحكومة الحريريّة الاحتجاجات السياسيّة والدينيّة السنيّة على التعدّي على صلاحيّات رئيس الوزراء السنّي من رئاسة الدولة ورئيس تيّاره و”ووزيره الأوّل”، وحتّى قبلها أيّام حكومة تمّام سلام (المتعدّي كان باسيل). ولم ينسوا اجتماعات رؤساء الحكومات السابقين واحتجاجاتهم. ولم ينسوا الدعم المستمرّ لمفتي الجمهوريّة له. ولم ينسوا العمل الناشط في الوسط المسيحي من رجال دين ودنيا وسياسة لإعادة صلاحيّات ليس رئيس ما قبل الطائف في سبعينيّات القرن الماضي بل صلاحيّات رؤساء مرحلة ما بعد الاستقلال عام 1943 مباشرة. هذا فضلاً عن التنافس بل التصارع السنّي – الشيعي في لبنان والمنطقة رغم المحاولات الدائمة لحصره في أضيق نطاق مُمكن، ورغم عمقه في وجدان الناس التي يقوم بها عادة رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي.

طبعاً هذه الأمور لن تتفاقم حاليّاً إذا تضامن المُختلفون والمُنقسمون والمُتصارعون والمُتنافسون، ونجحوا في تأليف حكومة في سرعة رغم علم الناس أنّها ستكون على حسابهم وستزيد من صعوبات حياتهم ومآسيها. لكن إذا لم يحصل ذلك ولم يُعَد تكليف الحريري تأليفها واستمرّ رفض حكومة التكنوقراط برئيسها والأعضاء أو المختلطة فإنّ المشكلة المذهبيّة قد تتعمّق. إذ ربّما يُرشّح السُنّة الرئيس فؤاد السنيورة بديلاً ولا يمكن أن يقبله “حزب الله” وحتّى رئيس “أمل” برّي. وربّما يُرشّح تمّام سلام الذي يعتبره البعض غير مُثير للخلاف ولكن هل يُقبل. وماذا يحصل إذا بلغنا مرحلة دفعت السُنّة إلى الاجتماع رجال دين ودُنيا في نسخة لكن مجتزأة عن “قمّة عرمون” وقدّموا إسماً واحداً لرئاسة الحكومة ورفضوا قبول غيره؟

طبعاً في حال كهذه سيزداد تبادل الاتّهامات. فـ”الحزب” وحلفاؤه سيستمرّون في اتّهام السعوديّة والإمارات وأميركا باستهدافهم شعبيّاً وإعلاميّاً وسياسيّاً وأمنيّاً ومعها كلّها إسرائيل التي “تُديرهم” جميعاً في رأيهم. وأخصامهم سيردّون بالقول أنّهم يُنفّذون سياسات إيران ويخدمون مصالحها في حين أنّ العرب أشقّاء لهم ومن واجبهم مساعدتهم عند الحاجة. وفي النهاية الجميع على علاقة غير سويّة بالخارج رغم التبريرات الدينيّة والمذهبيّة والقوميّة غير المُقنعة. أمّا إسرائيل فعدو مؤذٍ رغم هزيمتَيْه على يد “حزب الله” عامي 2000 و2006. وإذا كانت أميركا والعالم بغربه وشرقه لن يتحرّكا لوقف انزلاق لبنان نحو الهاوية أي نحو الانهيار الاقتصادي – المالي – النقدي – السياسي – الاجتماعي – الأخلاقي والأمني… فإنّ عدداً من العارفين الأميركيّين يُحذّرون من ردّ فعل اسرائيلي “يمسح لبنان عن بكرة أبيه” إذا بدا لحكّامها أن خطره وحلفاء إيران عليها صار كبيراً جدّاً.

 

الرد على النظام اللبناني- السوري: الحق في معارضتَين

وضاح شرارة/المدن/31 تشرين الأول/2019

لم تتلعثم الأنظمة الاستبدادية والإيديولوجية في إنذارها معارضيها والمتمردين أو الخارجين عليها بالويل والبلاء إذا اضطرت إلى ترك الحكم عنوة. فغوبلز- وزير الدعاية النازي والهتلري المفوّه، وخطيب تظاهرات الحزب القومي والاشتراكي ("الاجتماعي" في ترجمة معاصرة يومها) الألماني، ولسان فوهرر رايخ الألف عام أو القائد المرشد- نبّه إلى أن سقوط الحزب وفوهرره يعني دمار ألمانيا: "إذا اضطررنا للمغادرة فسنصفّق الباب وراءنا"، كناية عن الخراب الموعود. وكان هذا جوابه عن محاولات المعارضات الألمانية التكتل والتآمر على حياة الزعيم.

ولما ظهر أن نقابة التضامن البولندية، في 1980، تلم حولها صفوف العمال والمواطنين، وتبعث في صفوفهم الإحساس بالكرامة والتماسك، والاستقلال عن الاستتباع الروسي السوفياتي، لوّح قادة الحزب الشيوعي المتسلّط بطيف الحرب الأهلية، وحذّروا البولنديين من القيام على الشرطة الحزبية (شَبَه الباسيج في "الجمهورية الإسلامية")، ومضايقتها وإيذاء أهالي الشرطيين. وهذا ما لم تظهر بوادره يومذاك، ولم ينوِ أحد فعله، وحين هوى النظام الشيوعي، وخسر استقواءه بـ "أجهزة القوة"، على قول سوفياتي ثم روسي عتيد، لم يعتد أحد على أشرس الشيوعيين حين وسعتهم الشراسة وهم في سدة السلطة.

وأخيراً وليس آخراً، لم تكد دعوة غورباتشيف، آخر أمناء الحزب الشيوعي السوفياتي الحاكم، إلى حسر اللثام عن نكبات الشيوعية الستالينية وخالفها الخروتشوفي والبريجنيفي، تعمّ بعض الشيء، وتدعو الرعايا إلى الإعراب عن أحوالهم، حتى حُملت الدعوة على الحض على الاقتتال، والنفخ في الفتنة، وإشاعة الفوضى، والعمل على تدمير "الإنسان الأحمر" ودولته وخدمة الإمبريالية الأميركية والغرب النيوليبرالي...

فالفوضى، الناجمة عن الحرب الأهلية وانقسام القوات المسلحة، هي الاسم الذي يطلقه أهل النظام (الأنظمة الديكتاتورية كلها... يعني كلها!) على ما ينبغي أن يكون مرحلة انتقالية تعقب التاريخ الطويل من الإخفاقات والجرائم والسقطات التي لم يفلح أهل الأنظمة الاستبدادية في تجنبها، وأمعنوا في ارتكابها، وهددوا بالفوضى جزاء تنحيتهم أو حتى تقييد سلطانهم الاسمنتي وموازنته بمراقبته ومعارضته وتقسيمه وإنشاء أجسام وسيطة. ومِحَنُ "المرحلة الانتقالية" السورية التي نص عليها القرار الأممي 2254، 2012، قرينة حديثة وعربية وقريبة على استعصاء خلافة أنظمة الطغيان، بالغاً ما بلغ تواضع الإجراءات التي يقترحها المتضررون من هذه الأنظمة. فهذا "الأمر"، السلطة، يحسب المستولون عليها على الدوام أنه "فيهم (في ملكهم) إلى ألف عام"، على قول أبو العباس السفاح، الخليفة العباسي الأول، في خطبته الأولى أهلَ الكوفة. وبين رايخ الألف عام الألماني الهتلري وبين ألف عام العباسي الأول حبل غليظ يجدله الجمع بين شهوة السلطان وبين فكرة الخلاص الأخير والوشيك عن يد السلطان المستولي.

الدولة الواحدة

ولعل أشد ما يستفز أولي الأمر (اللبناني)، أصحاب الدولة والرئاسة والحضرة والسعادة والسماحة...، في الحركة المدنية العريضة المولودة ببيروت أولاً في 17 تشرين الأول (أوكتوبر) هو قيامها خارج دائرة السلطة، وقسمتها الدولة والمجتمع اللبنانيين شطرين: شطر "الطبقة" الحاكمة، وهي "كلهم" المكررة، وشطر المحكومين، المنقادين إلى طبقة الحكام والمنصاعين صاغرين إليها. والدولة "الواحدة"، على معنى الأنظمة الديكتاتورية والبوليسية و... الأهلية (في إضافة "عربية")، تنفي المعارضة وجوازها أصلاً. فطبقة الدولة الواحدة قسراً (دولة الحزب الواحد، ودولة "الجبهة الوطنية" الواحدة، ودولة قيادة التحرير ومقاومة الاستكبار المجسّدة وحدة الشعب...) تفترض أنها واحد والشعب (العامل أو الشريف أو الحر). وهي واحد والمجتمع وقواه. فلا محل للخلاف ولا "للتناقض" بين قوى الشعب، أو فئات المجتمع، إلا إذا تناول الخلاف، وليس التناقض، المتحدّر من العدو ومبيِّت التآمر، مسائل ثانوية. وهذه تحلّ بإقامة دعاوى على الفاسدين سنداً إلى قوانين بعضها ينام في مكتب رئاسة المجلس النيابي وبعضها أُقر ولم يُنشر، على ما يدعو ويكرر خبراء المنار وإن بي إن على شاشات التمويل الذاتي.

وعملاً بنفي جواز الخلاف بين جماعات الشعب وبوحدة الجماعات المرصوصة حول برنامجها الخلاصي وقيادة البرنامج و "مقاومته"، اجترحت وأوجبت قيادة "النظام اللبناني- السوري"، على ما سمّيت البنية التي لحمت بين ألوية الاستخبارات السورية وبين مواليها المحليين، ركنين متصلين ومتضايفين نهضت عليهما سياسة اللبنانيين: لا تجوز معارضة في نظام وطني وبالأحرى قومي مقاوم، ولا يجوز أن تمتنع من الشراكة في الحكم الظاهر، وتحت عباءة "الرعاية" القومية وقانون توزيعها المغانم، جماعة من الجماعات الوازنة التي قد تنقلب إلى الشارع وتمثل بعض مقوّماته.

وعلى هذا، تعاقبت إلى اليوم وزارات الثلاثين وزيراً، لا تنقص وقد تزيد، ومجالس نواب الـ 128 نائباً، عوض الـ108، التي "أصلح" بها الصديق المنسّق والمتعاون السوري مؤسسات الدولة الخربة. والوزارات والمجالس النيابية والرئاسات لا تُقحم نفسها في الشؤون السيادية. فالحرب والسلم، والأحلاف والصداقات، وعلاقات الجماعات بعضها ببعض، والسياسات العامة (المالية والتربوية والاستثمارية...) يبتها الوكلاء المحليون بعد استشارة "صاحب" السيادة، وفي ضوء مصالح استراتيجية "المقاومة".

المعارضة "الممنوعة"

وامتثلت سياسة اللبنانيين إلى الركنين اللذين أرساهما السيِّد السوري، وتعهّدهما السيد الذي يخلفه. وحمت "فوّهة البندقية"، على ما ينبغي في الأنظمة الديكتاتورية والمقاومة، وثيقة "العمل الوطني" بالقوة الشرعية، وليس المشروعة فحسب. وتنتهك الحركة المدنية والوطنية ("القطرية")، وهي تسمي نفسها "ثورة" على سبيل الرطانة الببغائية السائدة، الركنين وموجباتهما. ولا ينجم الانتهاك عن برنامج، والحركة الكثيرة على قدر كثرة أصحابها لا "تملك" برنامجاً على ما هو مشهور، ولا تعلنه قيادة. واستغناء الحركة عن قيادة "عيب" فاضح يعيبه عليها المتربّعون في سدات الحل والعقد المقاومين أو وكلاؤهم المأذونون. فقيامها ودوامها على صورتها العامية و"المهلهلة" (من الزير بو ليلى المهلهل: هلهل الشعر وقرَّبه من أفهام الناس!) ينقض أركان النظام اللبناني- السوري، كما صوره السيد الرئيس، ويمضي على تصويره من يقوم مقامه.

والحق أن هذا هو الإنجاز الكبير الذي يُحسب للحركة المدنية والوطنية، وليس ذاك الذي يزعمه الزعماء، أي حمل الحكم على إجراءات معلقة ومشكّلة. والإصلاح من غير معارضة قوية وعلنية وهمٌ وسراب. وقد ينبغي إرساء الاتجاه على سنن ثابتة وانتظار ثمراته المرجأة على الأرجح. ويُحسن بالحركة المدنية والوطنية دعوة "اصدقائها" في الوزارة إلى الاستقالة، والتخلي عن "الوحدة الوطنية" الكاذبة والمزوّرة التي يقتضيها استبداد الآمر المتخفّي بمقاليد السلطة وتوزيع حصصها وعوائدها. ويترتب على الاستقالة هذه أمران: انفراد أهل الوحدة الصورية والكاذبة بالحكم، وقيامهم جهاراً بالمسؤولية عن قرارات يفرضونها على اللبنانيين عموماً وعلى "شركائهم" الذين يتسترون بهم ويُعمّون على المحاسبة العامة. ومن مزاعمهم الرائجة انه في وسعهم حكم "بلد أكبر من لبنان مئة مرة"، ويقصدون بالحكم التخوين والردع والإكراه والتواطؤ.

والأمر الثاني هو قيام معارضتين: واحدة مدنية ووطنية، ينبغي توسيعها إلى الأجسام الإدارية والقضائية والنقابية، والثانية برلمانية نيابية، تجمع ربما نواب كتلة "القوات اللبنانية"، ونواب الكتلة الديموقراطية الجنبلاطية، إلى نواب المستقبل والكتائب، أو بعضهم، والمنشقين عن كتلهم الأصلية، وأول غيثهم نائبا الكتلة العونية الباسيلية. وتنسيق عمل المعارضتين يتيح مراقبة مزدوجة للحكم، من داخل ومن خارج. وما أقدمت عليه المعارضة السودانية حين فاوضت هيئة عسكرية من قادتها متهمون بجرائم حرب وجرائم في حق الإنسانية، ينبغي ألا يعصى اللبنانيين المقيدين والموقتين، وترسي أسس وطنيتها العمومية. فيسعها الانخراط في انتخابات تنظم بناء على قانون نسبي ودائرة واحدة. فعند ذاك، يحول تنسيق المعارضة الوطنية دون إعمال "الصوت الشيعي"، التفضيلي أو غير التفضيلي، "الأوتوماتيكي" والمطواع، في تصنيع اقتراع شكلي. ويسلّط التنسيق على "الأصدقاء" البرلمانيين، وعلى كتلهم، رقابة الحركة.

ولا شك في أن مثل هذه الوجهة تعوّل على أناة اللبنانيين، وعلى إدراكهم ثقل المخلفات التي أُورثناها، طبقةً حاكمة ومحكومين (عازفين ومتواطئين ومستفيدين)، اجتماعنا ونظامنا السياسيين منذ عقود. فـ "النظام" الذي استقر في عهدة "السيدين" اللذين خدمتها وتخدمهما حركة عسكرية وأهلية وأمنية خلاصية، تستقوي بمشروعية إجلاء محتل أجنبي عن جزء من الأرض الوطنية، هذا النظام لم يترك شكاً، في محنتين قاسيتين، في إرادته قمع ما يخل بالموازين التي يتصدى لإرسائها منذ أربعين عاماً. والتلويح بالحرب الأهلية، وانقسام الجيش، والتسلّح والاقتتال، وبتهمات التمويل والتآمر والتخابر، في وجه "هايد بارك" اللبناني، قرينة على قوة تقاليد انقلابية عميقة الجذور والدواعي. وربما تستر كلام معسول ومتناقضة ومتقلب على عنف عدة التقاليد المتجدّدة. والخروج من هذه التقاليد، المنسية، مسير سياسي. صعب ومتعرّج.

 

مرجع ديني عراقي «يبق البحصة» ضد إيران!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2019

ما يحدث بين إيران وأميركا، وبين العراق وإيران، فقد وجد قائد «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي «أن ضعف أميركا سببه عدم وجود رجل دين قائد لها». وقال يوم الجمعة الماضي - مع بدء المظاهرات الدموية في العراق، حيث ردد العراقيون: «إيران برّا برّا، بغداد حرة حرة» - إن «أميركا وحتى كل أعدائنا الذين يؤدون اليمين الدستورية يعترفون بأن ضعفهم الأكبر سببه عدم وجود زعيم لهم من رجال الدين».

ويحكم إيران رجل دين شيعي، حسب ما ينص عليه دستورها. وهو لا يجسّد القيادة السياسية فحسب بل يسيطر على المؤسسات الأمنية والدينية القوية في البلاد. وهذه القضية مثيرة للجدل في إيران، حيث يطالب الكثير من المواطنين بديمقراطية علمانية. وقال سلامي إن 60 في المائة من سكان العالم، و60 في المائة من قوته العسكرية، و50 في المائة من قوته الاقتصادية يسيطر عليها «أعداء الجمهورية الإسلامية»، ولكنهم لا يستطيعون اتخاذ القرارات. كان منتشياً وهو يشير إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يردوا على هجمات إيران على ناقلات النفط، وعلى منشآت «أرامكو». ثم قال: إذا اجتمع رؤساء أميركا وفرنسا وبريطانيا فلن يتمكنوا من إنشاء «بعوضة».

وأصر على أن إيران تخوض حرباً كبيرة لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر، مضيفاً: لقد أصبح الشعب الإيراني قوياً إلى درجة أنه لا يشعر بذلك.

ويعاني الاقتصاد الإيراني من حالة ركود عميقة مع نمو سلبي يقدر بنحو 9.5 في المائة عام 2019، ويرجع ذلك إلى العقوبات الاقتصادية الأميركية، وفقدت عملتها معظم قيمتها وتجاوز التضخم ما يزيد على 40 في المائة.

السؤال هو: هل بحث الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله فكرة وجود رجل دين على رأس الدولة اللبنانية مع إيران، إذ قال في إحدى خطبه الأخيرة إن «حزب الله» إذا نزل إلى الشارع فقد يبقى فيه شهراً أو سنة أو 3 سنوات حتى يحقق مطالبه! وحسب الأسلوب الإيراني اتهم نصر الله أكثر من مليوني متظاهر لبناني من كل الطوائف بأنهم ينفذون أوامر سفارات أجنبية تمولهم. ورفض كل طلباتهم المشروعة، وتصرف على أنه فعلاً رئيس البلاد بقوله: لا لإسقاط الحكومة، لا لحكومة تكنوقراط، ولا مسّ بالعهد القوي! المفاجأة أن أحداً من المتظاهرين لم يبل، وخصوصاً في المناطق التي يسميها «بيئته الحاضنة». وكان استمرار «الثورة الجميلة» بمثابة وضع عصي كثيرة في البنى التحتية للحزب وحلفائه. وسيكون من الخاسرين. فهل ينفذ نصيحة قائد «الحرس الثوري» الإيراني في لبنان ويجلس في قصر الجمهوري؟ لكن كيف يقضي على نصف الشعب اللبناني؟

ثم جاء مقتل أبو بكر البغدادي. كان المرشد علي خامنئي اقترح عدة مرات أن الولايات المتحدة لا تقاتل تنظيم «داعش» حقاً، بل في الواقع هي من قامت بتأسيسه وتساعده. بعد اغتيال البغدادي على يد الأميركيين سيضطر خامنئي إلى شرح روايته الخاطئة. ومن المتوقع أن يدعي ويدفع بمسؤولين إيرانيين إلى القول إن واشنطن قتلت البغدادي بعد انتهاء صلاحيته، وسبق لطهران أن أثارت هذا الزعم بعد اغتيال زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن على يد الأميركيين أيضاً. ولأن الادعاء صارخ إلى درجة كبيرة فإن خامنئي إما يتجاهل الأمر أو ينكره.

وهنا نصل إلى ما بين العراق وإيران. صار واضحاً انحياز آيات الله في العراق إلى جانب احتجاجات الشعب العراقي العربي ويشجعون عليها ويدعمون الشعب، وهذا يكشف الفرق الواضح بينهم وبين نظرائهم في إيران. رجال الدين الشيعة الكبار في العراق يؤدون وظيفتهم الأصلية، أما في إيران فإن وظيفتهم الأساسية التحكم بالسلطة والشعب، ويريدون توسيع ذلك للتسلط على العراق وشعبه.

من هنا، بروز الرسائل التي وجهها حسن الموسوي الذي يسمونه في العراق «مرشد ثورة تشرين الإمام الموسوي العراقي العربي». هي رسائل أبرزها إلى المرشد الإيراني علي خامنئي وإلى الجيش العراقي. إلى خامنئي قال: «أنت تعلم كما يعلم غيرك أن العراق وشعبه أصيل عليكم وعلى غيركم، ولا تستطيعون الاستمرار بأفعالكم هذه وتصدير ثورتكم الفاشلة لشعبنا. وتعلمون كذلك أن شعب العراق شعب مسلم ولا يحتاج إلى قيادتكم وتوجيهاتكم وثوراتكم. وإن شعبنا هو جميل وملتحم بكل أطيافه وألوانه الجميلة وهو واحد موحد بوطنيته. لقد قمتم بتكوين فصائل مسلحة تنتمي إليكم ولا تنتمي إلى العراق، إذ أطلق عليها الشعب العراقي اسماً يليق بها وهو (الذيول). أقول لكم: اسحبوا (ذيولكم) إلى دولتكم قبل أن يسحقهم الشباب العراقي العربي بالأقدام، وهذا ما لا نتمناه لأن الدم العراقي غالٍ وعزيز علينا».

يضيف الموسوي: «نعرف جيداً أن حقدكم علينا قديم وأنكم لا يمكن أن تحبوا العرب أبداً، وحاولتم استغلال الشعب العراقي الصادق بكلمات عاطفية تتعلق بالدين وباسم الحسين (...) اعلم يا سيد خامنئي أننا كعراقيين نرفض وجودكم في بلادنا ونعتبركم محتلين غزاة، فإن لم تخرجوا مع (ذيولكم) فلنا حديث آخر معكم. لا تجربوا حظكم العاثر معنا، فإن شعب العراق سوف يطردكم مع الحكومة الفاسدة العميلة لكم (...) كما نعلم جيداً أنكم تريدون ثأر الحرب التي دارت بيننا وبينكم لمدة 8 سنوات». وأضاف: «عندما وضعتم أيديكم على أكتاف العراق وبثثتم روح الطائفية فيه، نهبتم العراق، وسُلمت خزائن العراق إليكم من قبل الموالين لكم، فقد حان الوقت وعليكم أن ترحلوا لأن عندنا جيلاً من الشباب لا تستطيعون قهره أبداً، وهو يقاتل الحكومة الفاسدة المدججة بالسلاح بصدور عارية، ومستعد للشهادة من أجل كرامة الوطن وسيادته».

وزاد: «إننا نعلم علم اليقين بالوثائق والأدلة والشهود بأن تمويل (حزب الله) في لبنان والحوثيين في اليمن وميليشياتكم في سوريا والعراق هي كلها من أموال الشعب العراقي المظلوم. كما نعلم أن لديكم مصارف في العراق تسحب الحكومة منها العملات الصعبة وتحولها إليكم، وأن الحكومة العراقية الفاسدة تبيع كميات كبيرة من النفط العراقي وتحول المبالغ إليكم بحجة أن بلدكم يمر بحصار، فأقول للحكومة العراقية (حكومة الصدفة)، عليكِ أن تعلمي أن هناك أرامل وثكالى وفقراء جياعاً في بلد الخير الذي تذهب خيراته لغيره، فكفاكم يا سيد خامنئي نهباً وسلباً وإهانة لشعبي الأبي».

وفي رسالته إلى مقتدى الصدر يلوم الموسوي الدعوة إلى ارتداء شباب مقتدى الكفن، فهو لا يريد التمييز، لأنها ثورة عراقية شعبية مطلبها واحد. وقال للصدر: نحن نحبكم ونعتز بك ويكفي أنك عراقي من أصل صحيح النسب، ودعاه إلى إسقاط الحكومة عبر البرلمان والتعاون «جميعاً» من أجل طرد الدخلاء عن العراق.

أما إلى شعب العراق فيعترف الموسوي بأن الشباب الثائر غيّر المسار «وقد صحت ضمائر العراقيين من خلال ثورتكم المباركة فسيروا والله ناصركم ومعكم كل القوى الوطنية الثائرة». ودعا العشائر العراقية إلى «الالتحاق حتى تحقيق النصر المنشود، وهو تطهير العراق من الفاسدين والعملاء والخونة ليبقى العراق حراً كريماً بإرادته وصنع قراراته بعيداً عن كل تدخل أجنبي وخصوصاً إيران التي أوصلت العراق إلى هذه الحالة المزرية. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار الذين سقطوا قرباناً للعراق (...)».

وفي رسالته إلى «الوطنيين الأحرار» يعترف الموسوي: «إننا تعلمنا منهم الوطنية والشجاعة والحرية (...) الذين علناً يقولون: نحن ثورة من أجل كرامة العراق، كلا للطائفية وكلا للأجنبي وكلا لنهب ثروات العراق وكلا للفاسدين والعملاء وكلا لإذلال الشعب وكلا للعبودية (...). هم سيكونون بناة الدولة المدنية الحديثة لأن فيهم البروفسور، والطبيب والمهندس وأصحاب شهادات علمية عالية، وهم مغيّبون تماماً في ظل هذه الدولة الفاسدة التي وضعت الجهلة مكان المتعلمين (...). إن بعض القيادات الدينية سيّست الدين وارتمت بحضن الغريب وكان ولاؤها لغير العراق».

أما رسالته إلى الجيش «العراقي الباسل» وقوات الشرطة والأجهزة الأمنية، فحملت تحية وطنية حرة: «عبارتكم المشهورة: نحن باقون والحكومات تتبدل»، فندعوهم إلى إثباتها واقعياً بالوقوف إلى جانب الثوار ولا يسمعوا «إلى القيادات العميلة التي توجهكم لضرب إخوانكم وأخواتكم. وألا تسمحوا للأحزاب المسلحة التي يقودها (المجرم) قاسم سليماني الذي أوغل بشعوب المنطقة وقتل الآلاف باسم الدين والمذهب. يضيف في رسالته للجيش العراقي: افسحوا الطرقات أمام الثوار (...) إن الأجنبي راحل لا محالة وإن الحكومات الفاسدة راحلة (...) وسندعو إلى حكومة يقودها عسكري استعداداً لانتخابات تشرف عليها الأمم المتحدة.

وأخيراً ناشد الموسوي كل المنظمات الدولية مساعدة العراق وإنقاذه من الهيمنة الإيرانية التي سلبت كل مقدرات الشعب العراقي وحاولت ولا تزال أن تبث الجهل في صفوف أبناء شعبنا (...) وتحاول تركيع العراق وشعبه تحت الوصاية الإيرانية. إن إيران تتصرف وتسلب العراق منذ 15 سنة.

كم ينطبق هذا على الوضع في لبنان، مع فرق واضح أن الجيش والقوى الأمنية لا تزال تقف لحماية «الثورة» الجميلة. وكم يناقض من يقول من اللبنانيين إن «حزب الله» هو لبناني وله ممثلون في الوزارة ومجلس النواب. الموسوي يصف «الحشد الشعبي» الذي له أيضاً ممثلون في البرلمان العراقي، بـ«الذيول» والولاء لإيران. أما في لبنان فهتف مناصرو «حزب الله» بـ«الولاء لخامنئي»، ثم... بدأوا و«حركة أمل» بمحاولة إحراق الثورة، فسقطوا!

 

لهذا أنشئت «حماس» وهذه هي مهمتها الفلسطينية!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2019

المفترض أنه لا خلاف على أن أكبر «ضربة» وُجهت إلى منظمة التحرير، وإلى قضية فلسطين، هي انقلاب حركة «حماس» الدموي على السلطة الوطنية وعلى «فتح» منتصف شهر يونيو (حزيران) عام 2007 فـ«الشرخ» الذي أحدثه هذا الانقلاب جاء في فترة في غاية الأهمية، ووضع في أيدي الإسرائيليين حجة يعتبرونها «دامغة» للتهرب من عملية السلام، والقول لمن يضغطون عليهم إنهم لا يعرفون مع أي فلسطينيين يتفاوضون... هل مع «دولة» قطاع غزة، أم مع «دولة» رام الله والضفة الغربية؟!

كانت حركة «فتح» ومعها بعض الفصائل الفلسطينية قد انتزعت اعترافاً عربياً أصبح عالمياً وكونياً بعد مؤتمر الرباط العربي، عام 1974، بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهذا بقي متواصلاً رغم كثير من المحاولات المضادة خلال حصار طرابلس اللبنانية، الذي شاركت فيه إسرائيل، إلى جانب بعض التنظيمات التي «ادّعت» أنها فلسطينية، مع أنها كانت تابعة فعلياً للأجهزة الأمنية السورية.

وحقيقة أن قيادة منظمة التحرير قد بذلت جهوداً مضنية لتوحيد الموقف الفلسطيني، بعدما اتخذت عملية السلام خطوات جدية وحاولت إشراك حركة «حماس»، في مؤتمر الجزائر الفلسطيني الشهير، عام 1988، وكان هناك حرص على مشاركة جميع الفصائل الفلسطينية فيه، بما في ذلك تنظيم صبري البنا (أبو نضال)، لكنها رفضت ذلك، وبقيت ترفضه منذ ذلك الحين حتى الآن.

لقد قاطعت حركة «حماس»، التي كانت خرجت من رحم التنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين» بعد 22 عاماً من انطلاق ثورة فلسطين المعاصرة، حضور مؤتمر الجزائر هذا، وهي تعرف أن «أبو عمار» أراده «توحيدياً» للذهاب إلى عملية السلام بموقف فلسطيني واحد، حيث إن أولى خطوات عملية السلام قد انتهت كما هو معروف بمؤتمر مدريد الشهير عام 1990، الذي ترتبت عليه اتفاقيات أوسلو الشهيرة، التي بدورها قد أدت إلى كل تلك التطورات، التي تلاحقت وأدت إلى قيام السلطة الوطنية، التي اعتبرت على الصعيد الدولي أنها «الدولة الفلسطينية المنشودة»!!

والمعروف أن «أبو عمار» كان قد حرص، ومعه قيادة «فتح» وقيادة منظمة التحرير، منذ عودته إلى غزة عام 1994، على مواصلة محاولاته السابقة لاستيعاب حركة «حماس» في المسيرة الفلسطينية الجديدة، ولاحقاً في السلطة الوطنية، فكانت مشاركتها في انتخابات عام 2005 التي فازت فيها، وأصبح إسماعيل هنية رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية، التي ما لبثت أن أطاحت بها عام 2007 بانقلاب عسكري دموي يشبه أبشع وأسوأ الانقلابات العسكرية العربية الدموية.

وهنا، فإن ما تجدر الإشارة إليه هو أن نوايا «حماس» الانفصالية قد اتضحت، عندما ارتدت على اتفاق مكة المكرمة الشهير، الذي انعقد برعاية العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - ووقّعه الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ممثلاً لـ«فتح» ومنظمة التحرير والسلطة الوطنية، وذلك في حين أن خالد مشعل كان قد وقّعه ممثلاً لحركة المقاومة الإسلامية، التي التحقت بالعمل الوطني الفلسطيني ممثلة للتنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين»، متأخرة 22 عاماً عن إطلاق الرصاصة الأولى، التي أطلقتها حركة «فتح» بعملية «عيلبون» الشهيرة عام 1965، التي كانت بداية الثورة الفلسطينية المعاصرة.

كانت حركة «حماس»، عندما وقّعت اتفاق مكة المكرمة، الذي بادرت إلى التنصل منه قبل أن يجفّ الحبر الذي كتب به، قد انتقلت من عمان إلى الدوحة كمركز قيادي، حيث أصبحت بصورة واضحة ومعلنة جزءاً من التحالف «الإخواني» الذي يتصدّره الشيخ يوسف القرضاوي وبات يعتبر الحزب السياسي في قطر، وعلى رأسه حمد بن خليفة آل ثاني، الذي كان قد ذهب إلى غزة هرولة في عام 2012 بعد انقلاب «حماس» المشار إليه آنفاً، ليؤكد أنه هو صاحب هذه الدولة «الإخوانية» الطارئة، وليس خالد مشعل، ولا إسماعيل هنية.

وعليه، فإن المقصود بهذا كله هو أن التنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين» قد «اخترع» حركة «حماس»، التي أعطاها اسماً، لا ذكر لفلسطين فيه، هو «حركة المقاومة الإسلامية»، من أجل فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، ومن أجل إنهاء اعتبار أن «منظمة التحرير» ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ومن أجل تدمير السلطة الوطنية وقطع الطريق على قيام الدولة الفلسطينية المنشودة، وإظهار أن الفلسطينيين غير موحدين، وأن هناك كيانين فلسطينيين... أي كيان «القطاع» وكيان الضفة الغربية.

ولهذا، فإنه قد تأكد أن «حماس»، التي أصبحت بصورة معلنة جزءاً من تحالف «إخوانيّ» مقرّه الدوحة ومرجعيته إسطنبول وأنقرة، وتبعيته الحقيقية لـ«الولي الفقيه» في طهران، قد تم اختراعها بعد 22 عاماً لاعتراض المسيرة الوطنية الفلسطينية، ولقطع الطريق على قيام دولة الشعب الفلسطيني المنشودة، ولوضع كل المبررات في أيدي الذين يرفضون قيام هذه الدولة، إنْ كانوا إسرائيليين، وإنْ كانوا عرباً وغيرهم، وهذا بات واضحاً ومعروفاً إلا للذين يضعون أكفهم فوق عيونهم حتى لا يروا حقائق الأمور بالنسبة لهذه القضية المصيرية البالغة الأهمية.

والمعروف أن هناك الآن توجهاً جدياً لانتخابات فلسطينية «تشريعية» و«رئاسية» جديدة، والمفترض أن تكون هذه الانتخابات توحيدية، وأن تعيد الصلة والعلاقات بين قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، إلى ما كانت عليه قبل انقلاب عام 2007 الدموي، لكن «حماس» التي باتت مهمتها معروفة، وباتت أهدافها واضحة، قد بادرت إلى وضع «العصي في الدواليب»، فعودة الوحدة مرفوضة بالنسبة لها وبالنسبة لحلفها «الإخواني»، ثم يجب بالنسبة إليها ولحلفائها ألا يظهر الشعب الفلسطيني شعباً واحداً، بل كيانين فلسطينيين، وهذا هو ما تريده إسرائيل، وما يريده كل الذين يقفون في طريق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المنشودة، وعاصمتها القدس الشرقية.

ولذلك، فإنه لا بد أن تُجرى هذه الانتخابات في الضفة الغربية وحدها، طالما أن إسرائيل ترفض إجراءها، وخاصة في القدس الشرقية، كـرفض «حماس» إجراءها في غزة، وحقيقة أن شعوباً كثيرة قد مرّت بمثل هذه التجربة، ولهذا، فالمفترض أن الشعب الفلسطيني في أي جزء من وطنه يمثل إخوته في أي جزء آخر، والمعروف أن الفيتناميين في الجزء الشمالي من فيتنام كانوا يمثلون أشقاءهم في الجزء الجنوبي، وهذا يعني أنه بالإمكان تمثيل أبناء قطاع غزة والقدس المحتلة أيضاً في البرلمان الفلسطيني المنتخب ببعض أشقائهم «المعينين» تعييناً من قِبل أشقائهم المنتخبين في المجلس الجديد... والقاعدة تقول: «الضرورات تبيح المحظورات»!! لا يجوز أن تعطل «حماس» مسيرة الشعب الفلسطيني، وأن تصرّ على إبعاد قطاع غزة عن الضفة الغربية، وأن تضع شروطاً تعجيزية للتهرب من الانتخابات «التشريعية» و«الرئاسية» المقبلة، فهذه المرحلة من الصراع مع إسرائيل حاسمة ومصيرية، وهذه الانتخابات التي تم الإعلان عنها تعتبر ضرورية، وفي غاية الأهمية، لتعزيز دعم العالم لحقوق الشعب الفلسطيني، وهذه مسألة يبدو أنها لا تهم حركة المقاومة الإسلامية، طالما أنها تنظيم «إخواني»، وأن ارتباطها بـ«الإخوان المسلمين» له الأولوية على ارتباطها بالقضية الفلسطينية.

 

القصة الكاملة لمذابح الأرمن.. أفظع جرائم الإنسانية

أشرف عبد الحميد/العربية نت/31 تشرين الأول/2019

لم تكن مذبحة واحدة بل مذبحتين تبعتهما إبادة راح ضحيتها أكثر من مليون أرمني على يد العثمانيين الذين مازال أحفادهم وحكامهم حتى اليوم يواجهون تنديداً دولياً وغضباً واسعاً، بسبب هذه المذابح التي سجلت كواحدة من أسوأ الجرائم ضد الإنسانية.

كيف بدأت مذابح الأرمن على يد العثمانيين؟

تعود القصة إلى عام 1876 عقب تولي السلطان عبد الحميد الثاني، حيث كانت قبل ذلك مطالبات بإصلاحات دستورية في الدولة العثمانية وبفكرة المساواة بين الملل والعرقيات الخاضعة لحكمها. وخلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، كان للأرمن مكانة في تركيا، ونفوذ واسع، حيث ضمت الحكومة العثمانية 23 وزيراً منهم. من جهته، قال علي ثابت، مدرس مادة بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة دمنهور، لـ"العربية.نت"، إن السلطان عبد الحميد الثاني، وعقب توليه السلطة، كان مدحت باشا، أحد أهم الإصلاحيين في الدولة العثمانية، مقرباً منه، وطالبه بإعداد الدستور. وأعلن بالفعل عن دستور جديد للبلاد في نفس العام، لكن ما حدث بعد ذلك أن السلطان عبد الحميد ولسبب غير معروف أوقف العمل بالدستور، ونفى مدحت باشا وكل الإصلاحيين خارج البلاد.

السلطان عبد الحميد الثاني

وفي تلك الأثناء، طرح السلطان عبد الحميد فكرة الجامعة الإسلامية للملمة بقايا الدول التابعة لحكم العثمانيين، وحاول من خلال هذه الفكرة الحصول على تأييد الدول المسلمة، إضافة إلى مكانة روحية تتيح له من جديد السيطرة على دول الولاية العثمانية. وفي ظل هذا الطرح أصبح الأرمن عنصراً مخالفاً للفكرة والتوجه، وبدأوا في الضغط والمطالبة بإصلاحات في الولايات التي يقيمون ويتركزون فيها، وهي "فان" و"أرضروم" و"بتيليس" و"معمورة العزيز" و"ديار بكر". وساندهم في ذلك روسيا التي استغلت مطالبات الأرمن للضغط على العثمانيين والوصول للمياه الدافئة في مضيقي البوسفور والدردنيل. كما ضغطت بريطانيا للحصول على نصيب في الكعكة وساندت الأرمن بالفعل وحصلت على ما أرادت. وبسبب تدخل الروس وتزايد مطالبات الأرمن، نشبت الحرب الروسية العثمانية عام 1877، واستمرت لمدة عام، وانتهت بهزيمة العثمانيين. وبعدها تم توقيع معاهدة سان ستيفانو، وحصل الأرمن لأول مرة في تاريخهم على المادة 16 التي تقضي بقيام الدولة العثمانية بعمل إصلاحات في الولايات الأرمينية وبإشراف روسي.

اكتتاب لجمع أموال في بورسعيد بمصر للأرمن

وهنا شعرت بريطانيا بنفوذ روسي قوي في تلك البقعة وإمكانية تهديد الروس لطريق التجارة العالمي فاعترضت على المعاهدة، وطلبت مفاوضات جديدة. وحدثت المفاوضات وانتهت بتوقيع اتفاق برلين في أيار/مايو 1878. وقبلها بشهور قليلة، وقعت بريطانيا مع الدولة العثمانية اتفاقية دفاع مشترك حصلت بموجبها على جزيرة قبرص من العثمانيين، ما ساعدها على الوصول لميناء الإسكندرية، واحتلال مصر عام 1882، وهو الهدف الذي كانت تسعى من أجله واستغلت قضية الأرمن لذلك. ولفت ثابت إلى أنه في معاهدة برلين حصل الأرمن على ما عرف بالمادة 61 التي تقضي بأن تقوم الدولة العثمانية بإصلاحات في الولايات الأرمينية مع إخطار الدول الكبرى، وظهر لأول مرة هنا مصطلح تدويل القضية الأرمينية.

المذبحة الأولى "الحميدية".. 100 إلى 150 ألفاً

لم تنفذ الدولة العثمانية نص المادة 61 من معاهدة برلين، واتبع السلطان عبد الحميد سياسة التسويف والمماطلة. ووقتها ظهرت فكرة العمل السياسي العلني وأنشأ الأرمن أحزاباً سياسية للدفاع عن قضيتهم، منها حزب الأرمنيجان، الذي أسسه مواطن أرمني يدعى برتقاليان، ثم ظهر حزب آخر هو حزب الهانشاك أعقبه ظهور حزب التشناك عام 1891. بعدها أسس السلطان عبد الحميد ما عرف بالفرق الحميدية، وهي فرق أو ميليشيات مسلحة مكونة من الأكراد المعروف عنهم تعصبهم. وبدأ السلطان في تغذية أفكارهم بأن الأرمن "كفار"، ويشكلون خطراً على الدولة الإسلامية والجامعة الإسلامية. وهنا بدأت المذبحة الأولى، ووقعت بين تلك الفرق والأرمن في الفترة ما بين عام 1894 وحتى عام 1896، وراح ضحيتها ما بين 100 ألف إلى 150 ألفا. وأضاف ثابت: "هذه المذبحة سميت بالمذبحة الحميدية نسبة للسلطان عبد الحميد، وبسببها أطلق عليه في وسائل الإعلام الغربية السلطان الأحمر نسبة للدم".

مرسوم الشريف الحسين لحث القبائل على استضافة الأرمن

وتابع: "الدول الكبرى أرسلت إنذارات وتهديدات للسلطان الذي ألغى مشروع الجامعة الإسلامية وطرح الأحرار العثمانيون فكرة العثمنة أو الرعوية العثمانية، وهي التي استغلها اليهود في الدخول وشراء الأراضي الفلسطينية، بل قاموا بتصوير الأماكن الخالية في فلسطين وأرسلوها للصحف الأجنبية. وكان أقطابهم ينشرون بجوار هذه الصور معسكرات اليهود في أوروبا وروسيا للمقارنة، ويكتبون تحتها هنا شعب بلا وطن وهناك وطن بلا شعب، وكان هذا هو النواة الأولى لمشروع وعد بلفور".

المذبحة الثانية.. 30 ألفاً

أرغم السلطان عبد الحميد على إعلان الدستور عام 1908 بعد ضغوط من حزب الأحرار العثمانيين بقيادة صباح الدين محمود باشا، أعقبه خلع السلطان. وحدثت صراعات بين أنصاره ممن أطلق عليهم الرجعيون الراديكاليون، وأعضاء الأحرار الدستوريون. وفي خضم تلك الصراعات، وقعت مذبحة الأرمن الثانية عام 1909وراح ضحيتها 30 ألف مسيحي، غالبيتهم من الأرمن.

فتوى شيخ الأزهر عام 1909 بتحريم قتل الأرمن

وأشار ثابت إلى أن "الأزهر الشريف ورغم خضوع مصر وقتها للحكم العثماني أصدر شيخه سليم البشري فتوى تحرم قتل الأرمن، ووجه رسالة للمسلمين في تركيا بأن يتقوا الله في كافة الرعايا من كافة الأديان. وقام محامٍ مصري يدعى حسين صبري بتصوير نحو 25 ألف نسخة من تلك الفتوى وإرسالها على نفقته إلى تركيا لوقف مذابح الأرمن".

أفظع جرائم الإنسانية

كما أضاف أنه "عقب تلك الأحداث، خرجت في تركيا فكرة جديدة لجمع ما تبقى من الدولة. فتم اقتراح عمل دولة تركية نقية الدماء والتخلص من كافة الملل الأخرى وتهجيرها. وعقب اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، بدأ العثمانيون تنفيذ الفكرة مستغلين انشغال العالم كله بالحرب. وبدأت حملات تهجير الأرمن قسراً، وأطلقت السلطات كافة المسجونين ممن أطلق عليهم المتوحشون، وشكلت منهم ميليشيات لمرافقة الأرمن المهجرين إلى حلب في سوريا. وخلال تلك الرحلة، ارتكبت أفظع الجرائم الإنسانية".

كتاب فايز الغصين حول مذابح الأرمن

مليون ونصف المليون!

سار الآلاف من الأرمن على أقدامهم في ظروف قاسية، دون طعام أو شراب، إلى حلب. وتسابق المتوحشون من الميليشيات العثمانية إلى بقر بطون الحوامل من النساء والرهان على نوع الأجنة في بطونهم، وقتل من يتوقف منهم عن السير طلباً للراحة. إلى ذلك، ارتكبت مذابح وثقها محامٍ سوري يدعى فايز الغصين كان في تلك الأثناء منفياً. وفي طريقه للمنفى شاهد بعينيه تلك الفظائع وجمعها في كتاب له أطلق عليه "المذابح في أرمينيا"، صدر عام 1917 ونشرت مقتطفات منه صحيفة "المقطم" المصري. وأوضح ثابت أن عدد الضحايا في تلك المذابح بلغ مليونا ونصف المليون بحسب الأرقام التي أعلنها الأرمن، بينما قالت الحكومة العثمانية إن العدد لا يتجاوز 700 ألف أرمني، مضيفاً أن الشريف حسين، جد الملك عبد الله الثاني ملك الأردن حالياً، أصدر وقتها مرسوماً لجميع القبائل بإيواء الأرمن واستضافتهم وحمايتهم مما يتعرضون له من مذابح، فيما جمعت المدن المصرية أموالاً لرعاية المهجرين منهم، الذين فروا من رحلات التهجير الجماعي والمذابح الجماعية ولجأوا إلى مصر.

 

الملياردير جورج سوروس: النازيّ الأخير! القبضة الحديدية، لتغيير الأنظمة السياسية!

د. إيلي جرجي الياس/مون ليبانون/31 تشرين الأول/2019

* أستاذٌ جامعيّ، وباحثٌ استراتيجيّ

من رحم تجارب الجالية اليهودية في هنغاريا، ولدت أسطورة المليادير الهنغاريّ الأميركيّ، اليهوديّ المذهب، والنازيّ الهوى، جورج سوروس! معجبًا بالزعيم النازيّ إميل موريس، رئيس الجناح اليهوديّ في الحزب النازيّ، صديق الفوهرر أدولف هتلر الشخصيّ، والذي وضع آلية جديدة لنشاط اليهود النازيين: يهودٌ في الصميم، مسيحيون في العلن، نازيون في السلوك! واعتمد الشاب اليافع سوروس هذه التوجيهات، فأعلن نفسه مسيحيًا لحماية نفسه، وكانت له فرصة مراقبة رجل الأعمال المحامي اليهودي الهنغاريّ رودولف كازستنر، عن كثب! كازستنر، المكلّف من الوكالة اليهودية العالمية، بالتفاوض مع قائد الأجهزة الأمنية النازية الرايخ فوهرر أس أس هاينرايش هملر مطلق حزب الشيطان العالميّ لاحقًا، بواسطة مستشار هملر، كورت بيشر: اليهود الهنغاريون وبعض اليهود الأوروبيين الشرقيين إلى فلسطين، مقابل كميّات هائلة من المال والذهب! عطّل هتلر هذه العمليّة، منتصرًا لرأي صديقه مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، فانتقل هؤلاء موقّتًا إلى سويسرا والدول المحايدة، وبعد الحرب إلى فلسطين! هكذا رأى سوروس التغيير الكبير نصب عينيه: الجالية اليهودية الهنغارية أكثر من ساهم في تأسيس الكيان الإسرائيليّ الغاصب على أرض فلسطين الطاهرة!

وانطلق الشاب سوروس، في عالم الأعمال، متخرّجًا في مجال إدارة الأعمال في لندن، من تحت عباءة والده الذي أرّخ للتجربة اليهودية الهنغارية في عالم النازيين، وكازستنر أيضًا! مستفيدًا من الأموال النازية واليهودية المكدّسة في سويسرا، متنقّلًا بين سويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، مضاربًا في البورصات العالمية، بارعًا في مجال إدارة الأعمال، حتى غدا من أصحاب المليارات المنتشرة قي كلّ المصارف! واضعًا نظرية المجتمعات المفتوحة، راغبًا بالمساهمة في تغيير الأنظمة السياسية عبر مئات الجمعيات في المجتمع المدنيّ التي ساعدها وساهم في دعمها: لتحكّم المجتمعات المدنية الشبابية دول العالم الثالث، مهما جرّ ذلك من الفوضى، راسمًا آلية الفوضى الخلّاقة! مستمدًّا من تجربة الجالية الهنغارية اليهودية، الناجحة حسب تقييمه لمسار الأحداث، حيث كانت تلك الجالية الحجر الزاوية لتأسيس الكيان الإسرائيليّ الغاصب، وتهجير الفلسطينيين إلى كلّ أنحاء العالم، فتبعثرت هذه الحقيقة الكبرى، رغم محاولات عالمة الاجتماع الأميركية حنة أرندت في تبيان حقيقة تصدّي القائد النازيّ أدولف إيخمان لاتّفاقية كازستنر-بيشر، وكانت النتيجة إعدام إيخمان لاحقًا من قبل الإسرائيليين! وراقب سوروس الدور الكبير لأهمّ مؤسّسي المخابرات المركزية الأميركية، مدير المخابرات النازية سابقًا في الاتّحاد السوفياتي، ومدير المخابرات الفيدرالية الألمانية الغربية لاحقًا: الجنرال الألمانيّ الأميركيّ راينهارد غيهلن، في دعم الثورات بوجه الاتّحاد السوفياتي ومنظومة وارسو الشيوعية، في كرواتيا وأوكرانيا وهنغاريا وتشيكوسلوفاكيا: ينتفض الشعب لغايات نبيلة، ثمّ يتمّ استغلال الثورة الشعبية وحرفها نحو غايات سياسية معقّدة، حتى ليستفيد المستغلّون الخارجيون، ويترك الشعب وحيدًا... لكن سوروس أراد تطبيق نظريته في مجال المجتمعات المدنية، فاستعار من هتلر شعارها: القبضة الحديدية!

ومع نهاية مرحلة التعاون المباشر بين قدامى مجرمي الحرب النازيين، والمخابرات المركزية الأميركية، وصدور قانون رونالد ريغان لتعقّب النازيين، قيادات وأموالًا، وعلى ضوء منعطف خطير في الحرب الباردة، وكلّ ذلك في منتصف ثمانينيات القرن العشرين: حلّ زمن جورج سوروس بامتياز! وبدأت نظرية القبضة الحديدية تنتشر: من إسقاط نظام نيكولاي تشاوسيسكو في رومانيا حتى إسقاط نظام سلوبودان ميلوسوفيتش في يوغسلافيا! وصولًا إلى الربيع العربيّ، والذي امتدّ في أكثر من دولة عربية، حيث سقط نظام حسني مبارك في مصر ونظام زين العابدين بن علي في تونس، وسواهم...! مطالب الشعوب محقّة، وحراك المجتمع المدني ضروريّ، ولكن مع وجوب التنبّه إلى بعض مؤسّسات المجتمع المدنيّ العالمية التابعة لسوروس، التي تؤمن بنظرية القبضة الحديدية، فتعمد إلى ضخّ الأموال لتحقيق الغايات التي لا تخدم بالضرورة المصلحة الشعبية! وإذا أمعنّا في التدقيق، لاكتشفنا أنّ النظام الكوبي استطاع استيعاب محاولات سوروس للتغيير السلبيّ في كوبا، عبر نظرية المناضل الثوريّ الكبير تشي غيفارا: الثورة والدولة والجيش، في خدمة الشعب، وليس لتحقيق المصالح الخاصّة!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

خمسة مطلوبين خطيرين يغادرون مخيم عين الحلوة

المدن/الخميس 31 تشرين الأول 2019

في غمرة الانشغال اللبناني بالثورة الشعبية المندلعة منذ 15 يوماً، تبلغت اجهزة أمنية لبنانية من جهات فلسطينية داخل مخيم عين الحلوة مغادرة مطلوبين بارزين المخيم، خلال هذه الفترة، ليلتحقوا بآخرين كانوا سبقوهم في الخروج في فترات سابقة. وكانت وجهتهم سوريا ومنها إلى تركيا وأوروبا.

دفعتان من المطلوبين

وعلمت " المدن" أن المغادرين الجدد من المطلوبين عددهم خمسة، وأنهم خرجوا على دفعتين. وجميعهم من المقربين من أمير تنظيم جند الشام الفلسطيني هيثم الشعبي، الذي يُعتقد أنه لا يزال داخل المخيم، علماً أنه سبق وغادره في العام 2017 إلى سوريا، وعاد إليه في وقت لاحق من العام نفسه .

وحسب مصادر مطلعة ، فإن اثنين من المطلوبين البارزين كانا غادرا المخيم قبل أكثر من أسبوع، وهما  الفلسطيني يحيى أبو السعيد، وهو أحد المسؤولين العسكريين عند هيثم الشعبي ، والفلسطيني مبارك عبد الله (أبو عمر مبارك)، الذي يلقب بـ"ملك التزوير" في المخيم، كونه محترفاً في تزوير الوثائق والمستندات. أما الدفعة الثانية من المطلوبين الذين غادروا المخيم، خلال الأيام القليلة الماضية، فتضم الفلسطيني حسن المرشد الملقب بـ"حسن الشبل"، أحد مرافقي الشعبي، وهو متهم بقتل الناشط الإسلامي المقرب من "عصبة الأنصار" محمد لطفي الملقب "أبو جندل"، في منطقة "السكة" في تعمير عين الحلوة في آب الماضي. وأيضاً، غادر معه كل من السوري شادي غوطاني وكان مرافقاً للمطلوب البارز بلال بدر، والسوري محمد الحايك (الملقب كركاتي) أحد مرافقي الشعبي.

سر الدخول والخروج

وإذا كان كثيرون في عين الحلوة يعتبرون أن خروج المزيد من المطلوبين منه، من شأنه أن يخفف من العبء الأمني الذي يمثله وجودهم في المخيم، كونهم يشكلون عامل توتير لأمنه، فإن خروج وعودة بعضهم في فترات سابقة إلى المخيم، يطرح في كل مرة تساؤلات حول كيفية خروجهم ودخولهم مجدداً إلى المخيم في ظل الطوق الأمني المحكم على المخيم، خصوصاً بعد بناء الجدار الإسمنتي الذي يحيط به، والاجراءات الأمنية المشددة التي تتخذ على مداخله. وكان مخيم عين الحلوة شهد في السنوات الأخيرة عمليات فرار عدة لمطلوبين، كانت وجهة معظمهم سوريا أو تركيا أو عبرهما إلى أوروبا، وأوقف آخرون في عمليات استدراج أو أثناء محاولتهم الفرار، بينما بادر عدد من المطلوبين من غير المتورطين في أعمال إرهابية إلى تسليم أنفسهم للسلطات اللبنانية بهدف تسوية ملفاتهم الأمنية.

 

تيار المستقبل اجتمع برئاسة الحريري: الحراك الشعبي نجح بتخطي الاصطفافات الطائفية وحواجز الولاءات العمياء

وطنية - الخميس 31 تشرين الأول 2019

ترأس الرئيس سعد الحريري، اجتماع المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" الذي انعقد، ظهر اليوم، في بيت الوسط، في حضور جميع أعضائه. وأعلن المكتب السياسي للتيار، في بيان، انه تم خلال الاجتماع مناقشة "التطورات الميدانية للانتفاضة الشعبية التي حيا سلميتها، التي استمرت عليها، برغم محاولات ميليشيوية للإساءة إليها وإخراجها عن توجهها الوطني وتطييفها". وشدد المكتب السياسي على "الهوية الوطنية للحراك الشعبي في كل المناطق، وهو الحراك الذي حقق نقلة نوعية في المسار الوطني اللبناني ونجح بقوة في تخطي الاصطفافات الطائفية وحواجز الولاءات العمياء". وإذ نوه "بردود الفعل الشعبية التي رافقت استقالة الرئيس سعد الحريري والالتفاف الشعبي حوله في العاصمة بيروت والعديد من البلدات والمدن في الشمال والبقاع والجنوب"، ناشد "المناصرين والأحبة في كل المناطق التجاوب مع نداءات الرئيس الحريري، بأن يلتزموا موجبات السلامة الوطنية، وتجنب محاولات الاستفزاز والامتناع عن اقفال الطرقات والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية في المحافظة على الهدوء والانتظام العام". وختم البيان: "ان "تيار المستقبل" يتطلع للنجاحات المطلبية والسياسية الوطنية التي حققها الشباب اللبناني في كل الساحات، ويتوقف أمام الدور الاستثنائي والمميز الذي اضطلعت به فتيات ونساء لبنان في تقديم أرقى الصور عن مشاركة المرأة في الحراك الشعبي".

 

جعجع: المطلوب حكومة مستقلة وتغيير النظام غير مطروح راهنا

وطنية - الخميس 31 تشرين الأول 2019

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الثورة التي قامت في لبنان كانت ولا تزال وستبقى ثورة لبنانية خالصة، نشأت بشكل عفوي تلقائي وهي الآن بصدد أن تفرز بعض القيادات من صفوفها". وقال جعجع في حديث لصحيفة "الإتحاد" - الإماراتية ينشر غدا: "إن استقالة الحكومة ليست هدفا بحد ذاتها وإنما خطوة أولى باتجاه تصحيح المسار القائم في لبنان والذي أدى إلى ما نشهده من ظروف إقتصادية مالية معيشية صعبة جدا، دفعت الناس للنزول إلى الشوارع". أضاف: "إن الخطوة الوحيدة القادرة على تصحيح هذا المسار في الوقت الراهن هي تشكيل حكومة مختلفة تماما عن سابقاتها وألا تكون مشكلة من الأكثرية النيابية الموجودة بل تضم وجوها جديدة مستقلة كل الإستقلال، وهذا الطرح ليس وليد اليوم وإنما كنا طرحناه خلال اللقاء الإقتصادي في بعبدا في 2 أيول 2019". ودعا جعجع إلى "الذهاب باتجاه الخطوات العملية المطلوبة لمعالجة الأوضاع الناشئة على الصعد الإقتصادية والمعيشية والإجتماعية"، معتبرا أن "التغيير في المؤسسات الدستورية ككل دفعة واحدة يمكن أن يكون مغامرة كبيرة جدا جدا في الوقت الحاضر، ويمكن ألا يعطي النتيجة التي يتمناها الناس. لذا، يجب وضع الجهد في تشكيل حكومة مستقلة عن التركيبة السياسية الحالية لتبدأ بالعمل فورا على انتشال لبنان من الواقع الذي يتخبط فيه".

ورأى أن "مسألة تغيير النظام اللبناني ليست مطروحة في الوقت الراهن بقدر ما ان المطروح هو حل المسائل الإقتصادية المالية المعيشية". وطالب الأجهزة الأمنية والقضائية بالعمل على "توقيف كل من أقدم على الإعتداء على المتظاهرين باعتبار انه لا يجوز أن يترك هذا التسيب الحاصل على ما هو عليه، وإلا تكون الدولة تشجع الناس على الإعتداء على بعضها البعض، وما ستظهره التحقيقات بطبيعة الحال سيؤثر على الأحزاب التي كانت وراء هذا الإعتداء". وعن مسألة كشف السرية المصرفية عن حسابات السياسيين، قال: "هذه الخطوة لا يمكن أن تؤدي إلى أي نتيجة وهي مضيعة للوقت، ففي لبنان معلوم للجميع من يسرق ومن لا يسرق من دون قضاء أو محاكمات حتى، لذا يجب الذهاب بشكل مباشر إلى إقصاء هؤلاء عن السلطة". وردا على اتهام "القوات اللبنانية" وهو شخصيا بتمويل وتحريك الثورة، قال: "ليس لدى الفريق الآخر أي شيء لإتهام القوات اللبنانية به اليوم سوى شعارهم الشهير "إمبريالي صهيوني إستعماري". لذا نراهم يقومون بما يقومون به، ويا ليت نسمعهم يتهموننا بشيء جدي مرتبط بالفساد، فيما نحن لدينا أشياء وأشياء آنية وحقيقية وملموسة لنقولها عنهم في هذا الإطار". وختم متوجها إلى الشعب العربي بالقول: "إن الشعب اللبناني انتفض في كل مكان من طرابلس حتى النبطية وصور، ومن الساحل بيروت إلى الداخل بعلبك الهرمل، من كل المناطق ومن كل الطوائف، لانه شعر بأزمة خانقة اقتصادية، الشعب اللبناني شعب حي لذا أتمنى من كل الشعوب العربية ألا تنسى الشعب اللبناني في أي لحظة من اللحظات أو تعمل على مساعدته كل حسب قدرته في المجال الذي تتيح له الظروف فيه لمساعدة الشعب اللبناني".

 

الوفاء للمقاومة: الاستقالة تسهم في هدر الوقت لتنفيذ الاصلاحات وتزيد من فرص التعقيدات للدخول على خط الازمة

وطنية - الخميس 31 تشرين الأول 2019

رأت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان اثر اجتماعها الدوري، بمقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد، أن "ثمة تساؤلات مشروعة فرضتها استقالة رئيس الحكومة الشيخ سعد الدين الحريري، سواء حول الاسباب الحقيقية والمبررات، أو حول التوقيت، أو حول الاهداف والمرامي التي جرى توسل الاستقالة لإنجازها".

وأشارت الى أن "البلاد الان تشهد أسوأ مراحل التردي النقدي والإقتصادي، وتتكشف فيها ملفات فساد وفاسدين، ويضج اللبنانيون من وجعهم إزاء سياسات الافقار، ومن قلة حيلتهم إزاء مظاهر الاثراء غير المشروع وإزاء محميات ذوي السلطة والنفوذ، وكذلك الهدر المخيف في المال العام، والأداء القضائي المريب، والمؤشرات المقلقة حول العملة الوطنية والوضع النقدي عموما، فضلا عن التباين السياسي الذي لم تفلح منهجية ربط النزاع في حجبه خصوصا عند التوقف امام المحطات الاستراتيجية التي تتصل بسيادة البلاد واستقلالية القرار الوطني".

ولفتت الى أنه "في ضوء ذلك، ومهما قيل عن الاعتبارات التي استند اليها رئيس الحكومة لتبرير استقالته، فإن هذه الاستقالة سوف تسهم في هدر الوقت المتاح لتنفيذ الاصلاحات، ولاقرار الموازنة العامة للعام 2020، وستزيد من فرص التعقيدات للدخول على خط الازمة لا قدر الله"، معتبرا أن "ذلك يفرض على القوى السياسية كافة أن تتحمل المسؤولية لتدارك ما قد ينجم من تداعيات ما بعد الاستقالة في الوقت الذي لا يزال فيه البلد عرضة للتهديدات العدوانية وللتدخلات التآمرية من جهة ولتغييب القوانين او التطبيق السيىء او الاستنسابي لها من جهة اخرى".

وأملت الكتلة أن "تسلك الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف مسارها الطبيعي من أجل الشروع بتشكيل حكومة نزيهة وذات صدقية وقادرة على النهوض بالمهام المطلوبة منها، سواء لناحية تحقيق الاستقرار النقدي والاقتصادي، أو لناحية تعزيز روح الوفاق الوطني، والتصدي بحزم لملفات الفساد والفاسدين".

ودعت "حاكمية المصرف المركزي الى اتخاذ كل التدابير والاجراءات الآيلة الى ضمان عدم تفلت الوضع النقدي في البلاد وخصوصا إبان هذه المرحلة الدقيقة والصعبة"، مطالبة "الاجهزة الامنية والعسكرية كافة، وفي مقدمتها الجيش اللبناني، القيام بمسؤولياتها الوطنية في ضمان أمن البلاد والمواطنين، وحماية حقهم في التعبير كما في التنقل والانتقال ضمن الأراضي اللبنانية كافة دون أي تردد او ابطاء"، مشددة على أن "من مقتضيات حفظ الأمن الوطني، تأمين حرية انتقال المواطنين وحفظ سلامتهم ومنع الاعتداء عليهم أو التعرض لكراماتهم".

وإذ عولت على "وعي اللبنانيين وحرصهم على حفظ وتطوير أوضاع بلدهم في كل المجالات بما يتناسب مع سيادة القانون ومعايير النزاهة والعدل وحفظ السيادة والكرامة الوطنيتين"، جددت دعوتها الى "أوسع حوار وطني ممكن بين كل المكونات والقوى السياسية وشرائح المجتمع اللبناني لأن التفاهم الوطني هو المدماك الاساس لاستقرار البلاد وتنمية اوضاعها". وأكدت إدانتها "للتدخلات الاميركية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ولسياساتها القائمة على ابتزاز الشعوب في وحدة بلدانهم وحفظ أمنهم وصون سيادتهم"، معتبرة أن "هذه التدخلات والسياسات هي السبب الاساس لحال الفوضى التي يراد تعميمها في مختلف دول منطقتنا بغية مصادرة قرارها الوطني والتحكم بمصيرها وبمستقبل ابنائها لحساب المصالح الاميركية والاسرائيلية".

 

الراعي: نصلي للرب ان يلهم المسؤولين كي يتخلوا عن مصالحهم الصغيرة المعيقة للحلول وتشكيل حكومة جديدة

وطنية - الخميس 31 تشرين الأول 2019

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء اليوم، ساعة سجود امام القربان المقدس في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي شارك فيها عدد من الاساقفة والكهنة والراهبات والمؤمنين. في مستهل الرتبة القى الراعي تأملا قال فيه: "نسجد الليلة امام القربان المقدس لمدة ساعة كي نجدد ايماننا بحضور المسيح معنا وفي ما بيننا وهو مصدر ايماننا وصخرة رجائنا وينبوع محبتنا. نواصل صلاتنا مع كل الذين يتألمون للاوضاع التي يمر بها لبنان ومع كل الناس الذين يواصلون تظاهراتهم وحركتهم في الشوارع والساحات ومع كل الناس الموجودين في منازلهم، كما مع كل المرضى في المنازل والمستشفيات".

اضاف: "نصلي مع كل من يحمل هم الوطن لنضع كل امنياتنا ومقاصدنا الصالحة بين يدي الرب يسوع وامام محبته العظمى. ولو كانت الاوضاع تبدو ربما غير مريحة جدا أو سيئة أكثر، فان هذا يستوجب منا جميعا الاصغاء أكثر الى صوت الرب الحاضر معنا والذي يقول لنا: "لا تخافوا". عندما هاجت الامواج على السفينة ، كما يقول الانجيل، وكان يسوع يقول لا تخافوا انا هنا، وقام بتهدئة العواصف، كانت تلك علامة للكنيسة وهي السفينة التي تسير في هذا العالم. نعيش اليوم العواصف والرياح ولكن نجدد ايماننا بالاصغاء الى صوت الرب "لا تخافوا انا هنا، انا معكم".

وتابع: "في الوقت نفسه في هذه الساعة المباركة نصلي ونلتمس من الرب يسوع ان يلهم المسؤولين. كي يخرجهم من انانيتهم، ولكي يجملهم بالتجرد، ولكي يتخلوا عن مصالحهم الصغيرة التي تشكل العوائق التي تقف امام الحلول وامام تشكيل الحكومة الجديدة المنتظرة من الشعب كله. نضع كل ذلك الليلة في قلب محبة الرب يسوع، ونجدد ثباتنا بالايمان بحضوره معنا ورجاءنا به، ونتمسك بالقيم الروحية والايمانية، لانه ربما فقدنا ونفقد الكثير منها، خاصة بين شبابنا. واننا نشهد الكثير من التجاوزات التي ليست في محلها، ومن الامور غير الاخلاقية، اضافة الى دخول تيارات مندسة معادية للكنيسة وللدين وللقيم وللأخلاق".

وختم: "نحن نقول لكل الصبايا والشباب لا تسمحوا بأن تعبث بكم هذه التيارات وتفسد تفكيركم وقيمكم. صحيح اننا نمر بمصاعب كثيرة وقاسية، وهناك ايضا رياح تتقاذف الكنيسة، سفينة الخلاص، ولكن ربان هذه السفينة هو الرب يسوع "وابواب الجحيم لن تقوى عليها".

 

بيان من حزب الله بشأن الطائرة الإسرائيلية

موقع ليبانون ديبايت/الخميس 31 تشرين الأول 2019 

أصدر حزب الله بيانًا أشار فيه الى أنه "بعد ظهر اليوم الخميس عند الساعة الثانية و 5 دقائق تصدّى مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المناسبة لطائرة مسيرة معادية في سماء جنوب لبنان وأجبروها على مغادرة الأجواء اللبنانية". وسُمِعَ دوي انفجار في محيط مدينة النبطية، وتحدَّثت معلومات أولية، عن "إسقاط صاروخ أرض جو طائرة مسيرة إسرائيلية فوق مرتفعات إقليم التفاح. كما نشر مدير مركز الإرتكاز الإعلامي سالم زهران على حسابه عبر "تويتر"، فيديو قال، إنّه يعود لإسقاط حزب الله طائرة تجسّس إسرائيليّة فوق حبوش في النبطية. قبل أن يحذفه ويعود ويشير الى وجود أنباءٍ متضاربة بشأن اسقاط الطائرة.

وفي وقتٍ لاحق، أفاد الجيش الإسرائيلي، أنه "جرى إطلاق صاروخ مضاد للطائرات من الأراضي اللبنانية باتجاه طائرة إسرائيلية مسيّرة لكن الطائرة لم تصب". هذا وانتشرت مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لم يتمّ التأكّد من صحّتها وتاريخها.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 31 تشرين الأول و01 تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

جبران باسيل عارض لسرطان الاحتلال وكل من يجعل منه المشكلة من مثل جعجع وجنبلاط والحريري هو منافق وذمي ومتآمر على السيادة

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80057/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6-%d9%84%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84/

 

لا أمل ولا رجاء من أصحاب شركات الأحزاب التجارية الثلاثة الذين خانوا ثورة الأرز…اطردوهم واعزلوهم

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80029/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%a3%d9%85%d9%84-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83/

 

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For October 31-November 01/2019 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanonin its 14th Day

Compiled By: Elias Bejjani

October 31/2019-November 01/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80073/80073/

 

 

AMCD Supports the Protestors in Lebanon/USA/October 31/2019

Dr.Walid Phares: Lebanese protests are against Hezbollah/October 31/2019

الإغتراب اللبناني إلى جانب الإنتفاضة اللبنانية الشعبية الإستقلالية

http://eliasbejjaninews.com/archives/80069/amcd-supports-the-protestors-in-lebanon-dr-walid-phares-lebanese-protests-are-against-hezbollah/