LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 آيار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may28.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى». فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/مشكلة لبنان عند ربع نفاق “الواقعية ومساكنة الإحتلال والصفقات” تكمن في إقرار قانون “الإعتصاب الزوجي”وليس تحرير الوطن

الياس بجاني/سجالات بين أهل الحكم اللاهي وجماعة طبول الصفقة الخطيئة

الياس بجاني/المخصيون من نوابنا وملفي سد بسري والمنصورية

الياس بجاني/طاقم سياسي وحزبي مخصي وطنياً وكرامة ومصداقية ومتعود على الذل

الياس بجاني/حزب الله لم يحرر الجنوب، إسرائيل نفذت القرار 425 وانسحبت

الياس بجاني/ زمن حزب الله في لبنان إلى زوال

الياس بجاني/ ما يسمى "عيد تحرير الجنوب" كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

هودي يلـّي إنتوا مصدقينهم كذابين كذوبين متكاذبين ... خلصنا بقا!Lخليل حلو/فايسبوك

مكتب فضل الله يعلن أول أيام عيد الفطر

نصرالله يدفع لبنان للمواجهة ربطا بالتطورات في المنطقة؟

إسرائيل: وافقنا على مفاوضات مع لبنان حول الحدود البحرية بوساطة أميركية

لبنان لم يدع إلى مؤتمر البحرين... وتوجه للاعتذار

الشاب محمد المولى شهيداً مظلوماً ..... قضى برصاص طائش بعد القاء مجهولين قنبلة على مصلى السعديات

أسرار الصحف ليوم الاثنين 27 أيار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تحرّك خطير على الحدود السورية.. خطة إيران لتصدير "الذهب الأسود" كُشفت!

في استراليا... لبناني وزيراً للإسكان

إخلاء سبيل الاسمر بكفالة

«شيعة التيّار» المستبعَدين إلى التصعيد

لا بد أن يستدرك التاريخ خطأه فيسحب دميته ويلقي بها حيث يجب أن تكون في مزبلته الشهيرة/كمال يازجي/فايسبوك

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجيش الإسرائيلي هاجم موقعاً عسكرياً في سوريا... وسقوط قتيل وجريح

إسرائيل: الكنيست وافق مبدئياً على حلّ نفسه بعد فشل نتنياهو في تأليف الحكومة

ظريف يعرض من بغداد اتفاقية عدم اعتداء مع دول الخليج وأكد تقبل إيران لأي مبادرة للتهدئة... وهاجم أميركا وأوروبا

الخارجية الإيرانية: لا توجد مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع أميركا

مبعوث من طهران إلى ثلاث دول خليجية لاختبار قنوات الاتصال الأميركية

روحاني رداً على خامنئي: لولا الحكومة لتخطت إيران الاتفاق

«الحرس الثوري» يرفض التفاوض مع «الشيطان الأكبر»

لإعدام لفرنسي رابع في العراق... وباريس تعارض العقوبة «من حيث المبدأ» بعد إدانته بالانتماء لـ«داعش»

 تقدم كبير للشعبويين في البرلمان الأوروبي بعد إقبال مرتفع/لوبن وسالفيني وفاراج يتصدرون في فرنسا وإيطاليا وبريطانيا... وتراجع حزب تسيبراس يقود إلى انتخابات مبكرة

أبرز المحطات في تاريخ الاتحاد الأوروبي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تحرير جنوب لبنان… الأسطورة التي ضاعت/نديم قطيش/الشرق الأوسط

ما هو مصير حزب الله/فاروق يوسف/العرب

“منع توطين الفلسطينيين في لبنان”: كلمة حق يراد بها باطل/علي الأمين/العرب

أذرع إيران العسكرية وجهاً لوجه مع الأميركيين/جورج حايك/الجمهورية

«توطين مزدوج» .. يطرق باب لبنان/نبيل هيثم/الجمهورية

ساعة الصفر والهواتف غير النظيفة/سناء الجاك/النهار

سامي الخطيب: التقاطع الممكن بين الشهابية والناصرية والبعث/نقولا ناصيف/الأخبار

الملدوغ من الثعبان يخاف جر الحبل يا ظريف طهران/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

الجارة إيران وتوهان الأحلام/سعود السمكة/السياسة

إيران مصغرة في أكثر من مكان/سام منسى/الشرق الأوسط

 ممارسات وتدخلات و«لعنة لا بد منها»/غسان شربل/الشرق الأوسط

من يريد الحرب... أميركا أم إيران؟/د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط

عودة النيل إلى مجاريه/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض مع كوبيش التحضيرات المتعلقة بتقرير غوتيريش حول القرار 1701

بري دعا الى جلسة مشتركة الاربعاء

مجلس الوزراء أقر مشروع موازنة 2019 بعجز 7.59 في المئة عون: لمقاربة اقتصادية لا سياسية ولبدء إعداد موازنة 2020

الراعي استقبل اسحق ووفدا من جمعية chretiente solidarite: الدول المعنية بإنهاء الحرب والنزوح في المنطقة غير مهتمة

العلامة السيد علي الأمين في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي: إعادة النظر في مناهج التعليم خطوة عملية لنشر قيم الوسطية والإعتدال في الإسلام

لقاء سيدة الجبل: السلطة غير جدية في معالجة الأزمة المالية والاقتصادية

جلسة مساءلة شعبية لتحالف وطني في ساحة الشهداء يعقوبيان: من المستحيل أن تقوم السلطة بأداء افضل من الذي فعلته

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى». فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة10/من04حتى12/:”يا إخوَتِي، إِنَّ غَايَةَ الشَّرِيعَةِ إِنَّمَا هِيَ المَسِيح، لِكَي يَتَبَرَّرَ بِهِ كُلُّ مُؤْمِن. وقَدْ كَتَبَ مُوسَى عَنِ البِرِّ الَّذي هُوَ مِنَ الشَّرِيعَةِ فَقَال: «مَنْ يَعْمَلُ بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ يَحْيَا بِهَا». َامَّا عَنِ البِرِّ الَّذي هُوَ مِنَ الإِيْمَانِ فَيَقُول: «لا تَقُلْ في قَلْبِكَ: مَنْ يَصْعَدُ إِلى السَّمَاء؟»، أَيْ لِيُنْزِلَ المَسِيحَ مِنَ السَّمَاء. ولا تَقُلْ: «مَنْ يَهْبِطُ إِلى الهَاوِيَة؟»، أَيْ لِيُصْعِدَ المَسِيحَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات. بَلْ مَاذَا يَقُول؟ «الكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ، في فَمِكَ وَقَلْبِكَ»، أَيْ كَلِمَةُ الإِيْمَان، الَّتي نُنَادِي بِهَا. َإِنِ ٱعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الرَّبّ، وآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، تَخْلُص. فالإِيْمَانُ بِالقَلْبِ يَقُودُ إِلى البِرّ، والٱعْتِرَافُ بِالفَمِ يَقُودُ إِلى الخَلاص؛ أَنَّ الكِتَابَ يَقُول: «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى». فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

مشكلة لبنان عند ربع نفاق “الواقعية ومساكنة الإحتلال والصفقات” تكمن في إقرار قانون “الإعتصاب الزوجي”وليس تحرير الوطن

الياس بجاني/27 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75235/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%B1%D8%A8%D8%B9-%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A7/

في زمن المّحل والعقم الوطني،

وفي زمن تجار السياسة وعروض الأزياء،

وفي زمن الاستسلام والغنمية،

وفي زمن المتخاذلين من قادتنا الشاردين،

في هكذا زمن، لا أمل ولا رجاء من الذين هم في مواقع المسؤولية، بل المتوقع منهم هو المزيد من الصفقات والتنازلات على حساب الوطن وكيانه وهويته وكرامة ناسه.

أي أمل أو رجاء على مستوى الوطن وبمواجهة الاحتلال ونحن نرى أن أولوية أصحاب شركات أحزاب مسيحية تجارية واسخريوتية ليس عودة أهلهم اللاجئين في إسرائيل، أو مواجهة احتلال حزب الله، أو الهجرة، أو الفقر، أو هرطقات “الحكم القوي” الذي يجر الوطن بالقوة والتخويف إلى قاطع الفرسنة.

لا.. لا.. لا أمل من كل هؤلاء الذين يتعامون عن مشكلة الاحتلال وأخطارها لأن سلم أولوياتهم مشوه ومشخصن وسلطوي ويكمن عند بعضهم في جمع النواب والطارئين على العمل الوطني والتسويق دون خجل أو وجل أو ذرة إيمان لقانون منع الاغتصاب الزوجي..

شو ها التعتير الأخلاقي والوطني؟ وهل قانون منع الاغتصاب الزوجي هو أولوية لبنان واللبنانيين؟

من هنا فإن المواطن العاقل الذي يحترم نفسه وعقله وحريته، والذي هو من غير صنف الأغنام والهوبرجية والصنميين، هذا المواطن “المعتر” لا يجب تحت أي ظرف أن يتوقع من هؤلاء الكتبة والفريسيين غير المزيد من الأطروحات والمشاريع التعموية من مهرجانات ومسرحيات وصفقات وصنمية وتبجيل للمحتل واستنساخاً وقحاً لثقافته والتسوّيق لها.

عملياً وواقعاً معاشاً على أرض الواقع، فإن لا أمل ولا رجاء من هذا الصنف القيادي من البشر “الغير شكل” المدعي والمتشاوف والصنمي والإسخريوتي والسابح بذل في أوحال أحلام يقظة وأوهام سلطوية والتي في مقدمها الجلوس على كرسي بعبدا حتى وإن كان هذا الكرسي مخلعاً ومهرراً وفي جمهورية تابعة لملالي الفرس.

لهؤلاء الجاحدين ولأغنامهم نقول …”مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد”..

بالطبع لا حياة على من ننادي.. فهم أموات أحياء، في حين أن غيابهم أصبح نعمة وبركة، أما وجودهم فتخلي وجحود وخنوع وكوارث.

ضمير يوك، وجدان يوك، احترام للذات يوك.. رؤية يوك، ويوك بالتركي معناها ما فيش.. وهذا هو واقع قادتنا في سوادهم الأعظم!!

ربي أحمي لبنان وشعبه وترابه المقدس من ربع الشرود والصفقات والحربائية والأوهام الرئاسية ونفاق شعارات الواقعية ومساكنة الاحتلال ….

**الصورة المرفقة هي تجسيد لحساب الضمير

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

سجالات بين أهل الحكم اللاهي وجماعة طبول الصفقة الخطيئة

الياس بجاني/26 أيار/2019

كم هي شوارعية وتافهة وتعموية السجالات بين رموز حكم نصبه حزب الله وبين طبول وصنوج مربوطين بحبال ذل أصحاب شركات أحزاب صفقة الخطيئة! ورافعي شعار نفاق الواقعية والتعايش مع حزب الله وسلاحه ودويلته وحروبه

 

المخصيون من نوابنا وملفي سد بسري والمنصورية

الياس بجاني/26 أيار/2019

مخصيون..هؤلاء هم نواب الأمة اللبنانية.. لعنة الله على زمن قلت فيه نخب الرجال الرجال وانعدمت الرجولة فيه وعمت الذمية وانتشرت ثقافة التبعية والإستسلام..وما ينطبق على ما يجري في بسري ينطبق أيضاً على ملف المنصورية.

 

طاقم سياسي وحزبي مخصي وطنياً وكرامة ومصداقية ومتعود على الذل

الياس بجاني/25 أيار/2019

كم هي مخزية وذمية ومقززة وانبطاحية هي تصريحات عدد من القادة والسياسيين والرسميين في لبنان الذين مجدوا فيها كذبة تحرير حزب الله الجنوب وهم في قاموس الحزب وعلناً عملاء وخونة ويهود الداخل..طاقم مخصي وطنياً وسياسياً ومصداقية ومتعود على الذل.

 

حزب الله لم يحرر الجنوب، إسرائيل نفذت القرار 425 وانسحبت

الياس بجاني/25 أيار/2019

إسرائيل انسحبت من الجنوب ونفذت القرار 425 ولم يحررة أحد لا حزب الله ولا غيره..والشهداء هم من أهل سكان الشريط الحدودي الذين حموا أرضهم 25 سنة من الفلسطيني والإيراني. حرام القفز فوق دماء الشهداء الحقيقيين...سقط من أهل الشريط الحدودي ما يزيد عن الألف شهيد: إلى قادة لبنان: كفى ذمية وكفر وجحود وانبطاح

 

زمن حزب الله في لبنان إلى زوال

الياس بجاني/25 أيار/2019

قال نصرالله: "لبنان لن يعود للزمن الإسرائيلي ولن يدخل الزمن الأميركي". ونحن نقول له لبنان بإذن الله لن يبقى في الزمن الملالوي

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة اليوم

 “عيد تحرير الجنوب” كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين/الياس بجاني/25 أيار/2019

http://al-seyassah.com/%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D9%83%D8%B0%D8%A8%D8%A9-%D9%85%D8%B7%D9%84%D9%88%D8%A8-%D8%B4%D8%B7%D8%A8%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%B0/

 

ما يسمى "عيد تحرير الجنوب" كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/25 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75160/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%B3%D9%85%D9%89-%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D9%83/

بداية فإن حزب الله ليس من النسيج اللبناني ولا هو يمت للبنان ولا للبنانيين بشيء.

في حين أن كل الحقائق المأساوية التي يعيشها اللبناني في وطنه المحتل تؤكد بأن حزب الله هو جيش ملالي إيران في لبنان، وإيراني بالكامل في عقيدته وفكره وتمويله ومشروعهً وتنظيمه وقيادته ومرجعيته وتسليحه وقراره.

فحزب الله ليس مقاوماً، ولكنه يتاجر بشعارات المقاومة والتحرير، ويهزأ بأرواح وكرامات وسلامة وأمن ولقمة عيش اللبنانيين، ويأخذ بالقوة المسلحة “والبلطجة” و”التشبيح” والإرهاب لبنان الدولة والشعب رهينة خدمة لمشروع إيران التوسعي والمذهبي والإمبراطوري الواهم.

عملياً، حزب الله هو تنّين إيراني ملالوي يقضم ويفترس ويهمش "ويفرسن" مؤسسات الدولة اللبنانية، والنظام اللبناني، والثقافة اللبنانية، ونمط حياة اللبنانيين، ويضطهد وينكل ويغتال الأحرار والسياديين المعارضين لاحتلاله ومشروعه، بهدف إقامة دولة ولاية الفقيه الإيرانية على كامل التراب اللبناني، وكل كلام بمفهوم ووجدان السياديين والاستقلاليين في غير هذا الإطار هو هراء ونفاق وقيض ريح.

من هنا فإن الاحتفالات الرسمية في لبنان بما يسمى زوراً وبهتاناً، “عيد تحرير الجنوب” في 25 أيار من كل سنة، هي احتفالات مسرحية مهينة لذاكرة وذكاء وعقول وتضحيات اللبنانيين، وخيانة فاضحة لدماء الشهداء الأبطال، كما أنها عروض مبتذلة وهزلية واستعراضية مفرغة من كل مضامين الحقيقة والمصداقية والوطنية.

فإن حزب الله الذي زوراً يدعي الانتصار سنة ألفين وتحرير الجنوب هو تنظيم إرهابي وملالوي 100% وشريك لنظام الأسد الكيماوي في جريمة تشريد وقتل واهنة الشعب السوري.

حزب الله الملالوي والإرهابي يعمل ضد لبنان واللبنانيين، وضد العرب وكل الدول العربية. وهو جيش تستعمله إيران لتقويض العديد من الأنظمة العربية ونشر الفوضى والإجرام والمذهبية والفقر فيها، كما هو حال وضعيته الراهنة المفضوحة في كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان وغزة وليبيا..

كما أن حزب الله شوه سمعة لبنان واللبنانيين دولياً وإقليمياً كونه يقوم بعمليات إرهابية وإجرامية في العديد من دول العالم خدمة للنظام الملالوي الإيراني، إضافة إلى انخراطه وخدمة لنظام الملالي أيضاً بعمليات تبيض أموال وتهريب مخدرات وأسلحة في العشرات من الدول.

هذا العيد “الكذبة والإهانة".. “عيد تحرير الجنوب” كان فرضه على لبنان المحتل السوري الذي انكشف الآن أمره وسقطت عن وجهه المزيف والحربائي كل أقنعة التحرير والمقاومة والممانعة والعروبة والوحدة الكاذبة، وهو مستمر بقتل أبناء شعبه وتهجيره وتدمير مدنه وبلداته وضبه بالأسلحة الكيماوية.

الآن، وبعد انكشاف فارسية ومذهبية وإجرام حزب الله، وبعد تعري نظام الأسد من كل هو إنسانية، فإنه من الحق والعدل والواجب إنهاء فصول “مسخرة” عيد تحرير الجنوب” وشطبه من سجلات الدولة اللبنانية ومن العقول والذاكرة إلى غير رجعة وغير مأسوف عليه.

وحتى تتوقف مهازل الذمية والتقية...

ومن أجل أن لا تتكرر مأساة حرب تموز 2006، “حرب لو كنت أعلم”، وغيرها من الحروب الجهادية التي يبشرنا فيها السيد نصرالله..

وحتى لا يُستنسخ إجرام غزوة أيار 2008...

وحتى لا تُعاد مسرحيات التحرير والمقاومة الخادعة، وخزعبلات “وحدة المسار والمصير”...

وحتى لا يموت أولادنا مرة أخرى من أجل قضايا خادعة وغير لبنانية...

من أجل كل هذا نطالب بإلغاء القرار الحكومي الذي جعل من 25 أيار عيداً وطنياً، كما نطالب القيادات اللبنانية الوطنية أن تعلن بشجاعة أن حزب الله لم يحرر الجنوب، ولا هو لبناني أو عربي أو حزب تحرير ومقاومة..

إنما نتاج عسكري ميليشياوي أصولي لحقبة احتلال سوريا البغيضة لوطننا، وفرقة عسكرية إيرانية تحتل لبنان وتقيم فيه مربعات أمنية ودويلات خارجة عن شرعية الدولة اللبنانية.

نحن بصدق نريد أن نقطع إجازة العقل ونطلب من القيادات اللبنانية بكافة أطيافها وقف مسلسل التكاذب والدجل والخروج من عقلية وفخاخ التقية والذمية.

مطلوب من حكام لبنان وأحزابه والرسميين ومن كل أفراد الشعب اللبناني السيادي والكياني الشهادة للحق والإعلان بصوت عال بأن حزب الله أعاق وآخر تحرير الجنوب ما يزيد عن 14 سنة، ولم يكن له أي دور في تحريره، وهو انهزم وهزم معه كل لبنان في حرب تموز، وأن لا قيامة للدولة اللبنانية في ظل وجود دويلته واحتلاله وحروبه ومشروعه الملالوي ، كما أن الاستقلال اللبناني لن يصبح ناجزاً وكاملاً قبل عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل معززين ومكرمين وتعويضهم عن كل أنواع الظلم والتجني والافتراءات التي تعرضوا لها.

الكل يعرف، وبالكل نعني أصحاب العقول الراجحة، والضمائر الحية، والجباه الشامخة، والرؤوس العالية، الكل هذا يعرف أن حزب الله لم يحرر الجنوب، بل أعاق وعطّل وأخر تحريره لسنوات، وأن كل ما يبني عليه مشروعية مقاومته منذ عام 2000 وما قبل ذلك هو مفبرك وملفق.

باختصار أكثر من مفيد فإن ما يسمى "عيد التحرير" هو كذبة كبيرة وبالتالي مطلوب شطبه من السجلات الرسمية ومن ذاكرة لبنان واللبنانيين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

هودي يلـّي إنتوا مصدقينهم كذابين كذوبين متكاذبين ... خلصنا بقا!

خليل حلو/فايسبوك/27 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75244/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%84%D9%88-%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D9%8A%D9%84%D9%80%D9%91%D9%8A-%D8%A5%D9%86%D8%AA%D9%88%D8%A7-%D9%85%D8%B5%D8%AF%D9%82%D9%8A%D9%86%D9%87%D9%85-%D9%83%D8%B0%D8%A7/

موضوعان أقاربهما اليوم

أولاً: ثلاثة مواطنين من عرسال التي أمعن الإعلام الممانع في تشويهها خلال خمسة سنوات، ثلاثة مواطنين منها خطفهم جنود سوريين توغلوا إلى داخل الأراضي اللبنانية وعاد واحد منهم جثة هامدة والإثنان الأخران ما زالا في سجون الأسد ...

المساحة الإعلامية التي أعطيت لهذا الحدث هي خجولة جداً. ألا يستحق هذا الحدث مساحة إعلامية مماثلة لما يعطى لأحداث عادية كالمباريات الرياضية؟ أو مسابقات ملكات الجمال؟ ... كيف بدكم العرسالي يشعر أنه ينتمي إلى لبنان؟

ثانياً، حراك العسكريين: نجحت الحملات الإعلامية في إقناع قسم من اللبنانيين أن رواتب العسكريين هي سبب إفلاس الدولة وكأن العسكريين يمتلكون فيلات وبيوت صيفية وشتوية ولكل منهم فصيلة كاملة من الخادمات السريلانكيات في خدمته.

لن أستفيض في الكلام عن الصبية الفاسدين في مراكز القرار الذين مهما تمعنوا في تجميل صورتهم القبيحة فإن الواوي لو لبس ثوب ذئب يبقى واوي (العبارة ليست منـّي بل من قائد فوج المغاوير السابق العميد جهاد شاهين أحد الرؤساء الذي يفخر الجيش بهم).

بالعودة إلى العسكريين ورواتبهم أثناء الخدمة ورواتبهم التقاعدية:

الأمن في لبنان له ثمن ولا يمكن أن يكون مجانياً لا في لبنان ولا في الكونغو ولا في جمهوريات الموز.

في الآونة الأخيرة لا ندخل حلقة إجتماعية إلا والإنتقادات تمطر يمنة ويسرة على الجيش ومتقاعديه من أشخاص لكثرة ما كانوا يشيدون بالجيش في الماضي ظننا أن لهم مناعة أمام الأكاذيب الرخيصة لمن هم في الحكومة وخارجها وهؤلاء الذين في الحكومة لو ترشحوا لأوسكار التمثيل الهزلي-الدراماتيكي لربحوه بسهولة فائقة ونافسوا شارلي شابلن وودي آلن. يريد المنتقدون أن يتطوع العسكري في الجيش ويتبهدل أولاده ولا يحظون بالعلم وبدون مساعدات مدرسية ويريدون إذا مرض أحد من أفراد عائلته أن يتسكعوا على أبواب المستشفيات دون ضمان صحي ويريدون منه أن يشحذ لتغطية نفقاته حتى نهاية الشهر ويريدون منه أن يرتدي ثياباً رثة وأن يسكن في تخشيبات بدون تدفئة وتكييف وأن يسهر على أمنهم ويدافع عنهم 7 أيام في الأسبوع على مدار السنة!؟

الأمن في لبنان كان خلال العقد الماضي أفضل بكثير من الدول القريبة والبعيدة والإرهاب في لبنان انكسر بقوة بفضل الجيش دون سواه نعم دون سواه ولو انجرحت حناجر البعض في الصراخ الكاذب أنهم هم الذين لهم الفضل!

شو المطلوب؟ يا حضرات جماعة الإنتقاد الدائم؟

شو المطلوب؟ عسكر يشحذ ويتبهدل ويقلق على عائلته؟ ويحفظ الأمن ويدافع عنكم؟ أم عسكري مطمئن وكرامته محفوظة؟ ...

روحوا شوفوا يلـّي انتخبتوهم!

روحوا شوفوا مواكبهم!

روحوا شوفوا ولائمهم!

روحوا شوفوا صفقاتهم!

روحوا شوفو تهريباتهم عبر المرفأ والمطار والحدود!

ما بقا شايفين إلا العسكر المتقاعد وغير المتقاعد. عيب ...

هودي يلـّي إنتوا مصدقينهم كذابين كذوبين متكاذبين ... خلصنا بقا!

 

مكتب فضل الله يعلن أول أيام عيد الفطر

وكالات/الاثنين27 أيار 2019/أعلن المكتب الشرعي في مؤسسة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، في بيان، "أن يوم الثلاثاء الواقع فيه 4 حزيران 2019 م، هو أول أيام عيد الفطر السعيد، بناء على المبنى الفقهي لسماحته، وذلك بالاعتماد على الحسابات العلمية الفلكية الدقيقة الَّتي تفيد الاطمئنان لولادة الهلال وإمكانية رؤيته في العديد من مناطق العالم". وتوجه المكتب بالتهنئة بعيد الفطر، سائلا المولى "أن يعيده على الأمة الإسلامية بالخير والوحدة والاستقرار".

 

نصرالله يدفع لبنان للمواجهة ربطا بالتطورات في المنطقة؟

الراي الكويتية/الاثنين27 أيار 2019/توقّفتْ أوساطٌ سياسية أمام إطلالة الأمين العام لحزب الله، لافتة إلى أن نصرالله نقل بسرعةٍ “العدسةَ” إلى وُجهة أخرى مكرّساً الخلاصات بأن مناقشات الموازنة على طاولة الحكومة باتت قاب قوسين من إطلاق “صافرة” الختام في ظلّ “ربْط النزاع” الذي حصل بينها وبين مرحلة “تمحيص” بنودها في البرلمان كما مع موازنة 2020، إلا إذا كان ثمة منحى لإعطاء إشارة “متعمَّدة” بأن المداولات في الجلسة برئاسة عون أبعد من أن تكون “شكلية” بحيث يتم إدخال بعض التعديلات، ولو غير الجوهرية، على المشروع أو يمتدّ النقاش ربما لأكثر من جلسة واحدة في القصر الجمهوري.

ولاحظتْ هذه الأوساط في حديث لجريدة الراي أن نصرالله في موقفيْه من ملفيْ توطين اللاجئين الفلسطينيين كما عودة النازحين بدا وكأنّه يدْفع لبنان إلى مواجهةٍ ربْطاً بالتطورات في المنطقة ولا سيما التوتّر الأميركي – الإيراني والخليجي – الإيراني، مستخدماً عنوان “صفقة القرن” ومؤتمر المنامة الاقتصادي باباً لجرّ البلاد إلى خط تماس مع المجتمعيْن العربي والدولي عبر الذهاب بعيداً في الدعوة الى تحرك فلسطيني – لبناني مشترك لوضع “خطة مشتركة لمواجهة خطر التوطين الزاحف” رغم أن ثمة إجماعاً لبنانياً على رفْض التوطين وهو ما يكرسّه الدستور في مقدمته بثلاثية “لا توطين، لا تقسيم، لا تجزئة”. ومن هنا ترصد هذه الأوساط ما سيكون عليه موقف لبنان الرسمي في القمتين العربية والإسلامية اللتين تستضيفهما المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع من مجمل الأوضاع في المنطقة ولا سيما أدوار إيران واعتداءاتها، وخصوصاً أن هذه المحطة ستتزامن مع إطلالة نصرالله في يوم القدس وسط توقُّع أن يطلق خلالها كلاماً عالي السقف حيال دول الخليج من شأنه إرباك الرئيس الحريري الذي سيترأس الوفد اللبناني وإحراجه.

 

إسرائيل: وافقنا على مفاوضات مع لبنان حول الحدود البحرية بوساطة أميركية

ليبانون فايلز/الاثنين 27 أيار 2019/أعلن وزير إسرائيلي، موافقة حكومته على إجراء مفاوضات مع لبنان، بشأن ترسيم الحدود البحرية بوساطة أميركية. وأفادت وكالة عالمية اليوم الاثنين، بأن إسرائيل أعربت عن انفتاحها على المحادثات التي تجري بوساطة أميركية مع لبنان، بشأن "حل النزاع حول الحدود البحرية مع جيرانها"، والتي تعطل عمليات التنقيب عن النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط. وقال مكتب وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينيتز، في بيان عقب محادثات أجراها مع مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد ساترفيلد، إنه "قد يكون لمصلحة البلدين تطوير احتياطيات الغاز الطبيعي والنفط"، من خلال الاتفاق على الحدود. وكان مسؤولان لبنانيان، ذكرا في وقت سابق، أن ساترفيلد أبلغ لبنان بموافقة إسرائيل على بدء التفاوض حول ترسيم الحدود البحرية والبرية بين البلدين، وأوضحا أن المفاوضات ستجري "برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة وفدين لبناني وإسرائيلي ومتابعة أميركية، على أن تعقد الجلسات في مقر قيادة "اليونيفيل" (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان)، من دون أن يكون للأخيرة أي دور في عملية التفاوض". ويستعد لبنان لبدء التنقيب عن النفط والغاز في رقعتين في مياهه الإقليمية، رغم التوتر القائم مع إسرائيل على خلفية جزء متنازع عليه في الرقعة المعروفة برقم 9، ومن المفترض أن يبدأ الحفر في الرقعة رقم 4 منتصف كانون الثاني، على أن يليها "الرقم 9" بعد أشهر.

 

لبنان لم يدع إلى مؤتمر البحرين... وتوجه للاعتذار

خليل فليحان - الشرق الاوسط/الاثنين 27 أيار 2019/لم يتلق لبنان حتى الآن أي دعوة لحضور مؤتمر البحرين الذي ينظم في 24 و25 يونيو (حزيران) المقبل، وتستضيفه المنامة للبحث في وضع خطة اقتصادية تكمّل الحل السياسي للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي. وأبلغ دبلوماسي لبناني «الشرق الأوسط» أنه في حال وجهت دعوة للمشاركة في المؤتمر فإن لبنان سيعتذر انطلاقا من ثلاثة شروط، هي أنه لا تفاوض لدى طرح اقتصاد الدولة الفلسطينية أو أي شيء من هذا القبيل قبل إقرار الحل السياسي للقضية وتقرير مصير اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إضافة إلى رفض التطبيع.ولفت المصدر إلى «أن خطة المستشار الأول للرئيس دونالد ترمب وصهره جاريد كوشنير لا تلقى الصدى الذي كان يتوقعه فالسلطة الفلسطينية رفضت المؤتمر ورجال الأعمال الفلسطينيين رفضوه أو على الأقل معظمهم غير متحمسين لهذا الطرح رغم أنهم سيجنون من مشاركتهم الأرباح، كما أن رفضهم أثار الدهشة لدى كوشنير وفريق عمله وهذا سيؤثر سلبا ربما على الجزء السياسي من صفقة القرن». ورأى أحد المسؤولين اللبنانيين أن من الصعب أن ينتج مؤتمر البحرين معطيات تعبّد الطريق إلى الحل السياسي للقضية الفلسطينية إذا بقيت الأمور تسير على هذا المنوال. وشدّد على أهمية وحدة الموقف اللبناني الذي يبقى الضمانة الأول لأي مفاوضات مستقبلية مع إسرائيل.

 

الشاب محمد المولى شهيداً مظلوماً ..... قضى برصاص طائش بعد القاء مجهولين قنبلة على مصلى السعديات

وكالات/الاثنين 27 أيار 2019/وقع حادث اطلاق نار فجر اليوم الاثنين في منطقة السعديات ادى الى وفاة المواطن الشاب محمد علي المولى من بلدة نبحا البقاعية.. وفي التفاصيل انه حوالي الرابعة فجراً، القى شابان كان يستقلان دراجة نارية، قنبلة صوتية على مصلى السعديات فردّ حرس المصلى بإطلاق النار باتجاه الدراجة..وقد اصيب بالرصاص الشاب محمد علي المولى برصاصة في رقبته واخرى في بطنه، حيث كان يمر صدفة بالمنطقة بسيارة جيب، ونقل الى المستشفى لكنه ما لبث ان فارق الحياة..وعلى الفور حضرت القوى الامنية وبوشرت التحقيقات بالحادث، وتعمل القوى الامنية على تسيير الدوريات للحفاظ على الهدوء في المنطقة خشية تفاقم الاوضاع وحصول ردات فعل..

 

أسرار الصحف ليوم الاثنين 27 أيار 2019

وطنية -لاثنين 27 ايار 2019

النهار

يتردد أن أحد القضاة مستمر في شراء عقارات كبيرة في منطقته بطريقة مثيرة للانتباه والشك.

البناء

لم تستبعد مصادر متابعة للحشود العسكرية الأميركية في الخليج قيام روسيا بتزويد إيران بمنظومات دفاعية متطوّرة عبر بحر قزوين وأن يكون بينها معدات متخصصة بالحرب الإلكترونية قادرة على التعامل مع الصواريخ الأميركية، وقالت هذه المصادر إنّ على الأميركيين أن يضعوا في حسابهم أنّ الروس والصينيين يجدون في إيران خط التصادم الذي يجب أن يردع التهديدات العسكرية الأميركية أو أن يتكفل باستدراجها لمواجهة خاسرة ستتغيّر بعدها المعادلات الدولية…

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية أن المرونة التي يبديها دبلوماسي غربي مع لبنان في شأن ملف حساس مع دولة مجاورة تخفي ملفا يُطرح منذ عقود ثم يتم إغلاقه من جديد.

لاحظت أوساط إقتصادية أن خلافا مستحكما بين قطاعين مهمين في لبنان يعمل البعض على حله من خلال الدعوة إلى حوار لإعطاء كل قطاع الملاحظات البناءة عليه.

لوحظ أن إعطاء بعض الوزارات موازنات عالية السقف خلقت إنقساما بين الوزراء وجدلا تظهر إلى العلن.

اللواء

غمز

لوحظ تعمّد كتلة نيابية كبيرة تجاهل طرح ملفات التهرب الضريبي والجمركي والأملاك البحرية، رغم كل الضجة المفتعلة التي أثارها بعض وزرائها حول التدبير رقم 3 وتقديمات الموظفين والعسكريين!

همس

حصل لقاء غير معلن بين وزير الخارجية ومسؤول بارز في حزب نافذ حول ضرورة إنجاز الموازنة قبل عيد الفطر بما تيسّر من إصلاحات وتخفيضات،   أن يتم ترك ما تبقى إلى موازنة عام 2020، فكان أن توقفت المناقشات وسلكت الموافقات!

لغز

لم يتم التوصل في مجلس الوزراء إلى حسم طريقة التعامل مع التدبير رقم 3، وتم ترك الأمر إلى ما يتم التفاهم عليه بين القيادات العسكرية والأمنية، وإعلام وزير الدفاع ووزيرة الداخلية تمهيداً لعرضه على مجلس الوزراء!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تحرّك خطير على الحدود السورية.. خطة إيران لتصدير "الذهب الأسود" كُشفت!

القناة 23/الاثنين 27 أيار 2019/حذّر موقع "أويل برايس" المتخصص بأخبار النفط والغاز من اتجاه إيران إلى تصدير النفط عبر معبر القائم (من الجانب العراقي)- البوكمال (من الجانب السوري)، الاستراتيجي، مشيراً إلى أنّ أعمال البناء جارية في هذه المنطقة الخاضعة للمجموعات المدعومة إيرانياً.  واستند الموقع إلى تقرير قناة "فوكس نيوز" الأميركية الذي عرض مجموعة من الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية، قال إنّها توثّق أعمال البناء في معبر البوكمال-القائم وعملية فتح لممر بري يربط بين الجمهورية الإسلامية ولبنان. وفي تقريرها، نقلت "فوكس نيوز" عن مصادر لم تسمّها قولها إنّ إيران تقف وراء أعمال البناء الجارية في المعبر- إذ دُمّر المعبر القديم نتيجة الاشتباكات العسكرية العديدة التي دارت في المنطقة- وتسعى إلى استخدامه كقناة تهريب إلى الأردن وساحل المتوسط. ونقلت القناة الأميركية عن خبراء لم تسمّهم قولهم: "من دون إشراف سوريا والعراق، ستستفيد إيران وحلفاؤها من ميزة غير مسبوقة لنقل ما يشاؤون". وفي تعليقه، اعتبر موقع "أويل برايس" أنّ الأنباء بشأن أعمال البناء "غير مفاجئة"، وذلك نظراً إلى أنّه كان من المؤكد أن اتجاه واشنطن إلى تضييق الخناق على إيران عبر العقوبات الاقتصادية سيدفع طهران إلى البحث عن سبل لتصدير النفط. في المقابل، لفت الموقع إلى أنّ الجهة التي تعمل على تنفيذ أعمال البناء لم تُحدّد على الرغم من أنّ "فوكس نيوز" تحدّثت عن مجموعات شيعية مسلّحة تسيطر على المنطقة.  وفي هذا السياق، بيّن الموقع أنّ هذه المجموعات تنشط في مناطق عراقية عدة وقاتلت إلى جانب الجيش العراقي في الحرب ضد "داعش"، معتبراً أنّ هذا التطوّر وضع العراق في موقف صعب تعمل بموجبه على التوفيق بين المصالح الإيرانية والأميركية. ورجح الموقع أن يكون هذا ما دفع بغداد إلى المبادرة لمحاولة التوسط بين الولايات المتحدة وإيران، على الرغم من كون فرص النجاح على هذا المستوى ضئيلة.  إلى ذلك، تطرّق الموقع عن الدور الإيراني في سوريا، مشيراً إلى أنّ موقع "TankerTrackers.com" الذي يراقب حركة السفن وناقلات النفط كشف أنّ إيران استأنفت تصدير النفط الخام إلى سوريا، إذ قال إنّ مليون برميل من النفط الإيراني الخام رصد يصل إلى سوريا في 5 أيار الجاري؛ علماً أنّ هذه الشحنة الأولى منذ بداية العام 2019.  يُشار إلى أنّ إيران، سلّمت الصين، في 16 أيار الجاري، شحنة نفط، متجاوزة بذلك العقوبات الأميركية. وبحسب وكالة "رويترز"، فقد قامت الناقلة "مارشال زي" بتفريغ 130 ألف طن من المنتجات النفطية الإيرانية في ميناء بالقرب من مدينة تشوشان الصينية. ووفقاً للوكالة، استغرق تسليم النفط الإيراني إلى الصين عدة أشهر، وتم نقل الشحنة في أربع سفن مختلفة. يُذكر أنّ قرار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب "تصفير" النفط الإيراني، دخل حيز التنفيذ في 2 أيار الجاري، بإبطال واشنطن إعفاءات باستيراد النفط الإيراني منحتها لـ:تركيا وإيطاليا واليونان والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان.

 

في استراليا... لبناني وزيراً للإسكان

الوكالة الوطنية للاعلام/الاثنين 27 أيار 2019 /شكّل رئيس الوزراء الاسترالي المنتخب سكوت موريسون حكومته الجديدة بعد فوز الائتلاف في الانتخابات الفيديرالية قبل نحو عشرة ايام. وضمت الحكومة الجديدة 7 وجوه نسائية من بينهم وزيرة الخارجية ماريز باين. وأسندت حقيبة الإسكان الى النائب الفيديرالي اللبناني الأصل مايكل سكر، بالاضافة الى منصب مساعد وزير للخزانة. من جهة اخرى، فاز النائب انطوني البنانيز بزعامة حزب العمال بعد ان تنحى الزعيم السابق بيل شورتن نتيجة الخسارة غير المتوقعة في الانتخابات النيابية.

 

إخلاء سبيل الاسمر بكفالة

ليبانون ديبايت/الاثنين 27 أيار 2019/وافق قاضي التحقيق في بيروت جورج رزق على إخلاء سبيل رئيس الإتحاد العمالي العام المستقيل بشارة الأسمر مقابل كفالة مالية قدرها 500 الف ليرة. وخلال جلسة التحقيق استمع القاضي رزق الى افادات ثلاثة شهود للمرة الثانية، وهم أعضاء في الاتحاد العمالي كانوا الى جانبه على المنصة قبيل المؤتمر الصحافي. وكان وكيل الأسمر المحامي بلال الحسيني قد اعلن من قصر العدل، أنه "اذا لم يتم تخلية سبيل موكلي اليوم سنستأنف أمام الهيئة الاتهامية". في المقابل، أكد رئيس حركة التغيير ايلي محفوض، أنه "اذا تم تقديم طلب اخلاء سبيل بشارة الاسمر من قبل وكيله فلن نعترض، وهناك نية لدى البعض جعل الجاني هو الضحية". وقال المحامي محفوض، إنّ "قضية الأسمر أصبحت قضية أخلاق وقرار الافراج عنه يعود لقاضي التحقيق وعندما تقدمنا بالدعوى لم يكن الهدف التشفي". وكان الاسمر اوقف بعد تداول فيديو اهان فيه البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير.

وادعت النيابة العامة الاستئنافية على الاسمر بجرائم القدح والذم وتحقير الشعائر الدينية، وأحيل ملفه الى قاضي التحقيق الاول في بيروت غسان عويدات لاجراء المقتضى القانوني بحقه. ولاحقا، احال القاضي عويدات ملف بشارة الأسمر الى القاضي جورج رزق لإجراء التحقيق مع الأسمر واتخاذ الإجراءات اللازمة.

 

«شيعة التيّار» المستبعَدين إلى التصعيد

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/الاثنين 27 أيار 2019/محاولات سكب المياه الباردة على الرؤوسِ «الشيعيّة» الحاميّة في التيار الوطني الحر بقضاء بعلبك - الهرمل، التي باتت الآن بحكم المصروفة من «البرتقالي»، لم تجد لها سبيلاً بعد للتصريف بدليل ثبات الشّخصيات الرّئيسية المستبعدة على مواقفها، في رفضِ الصيغة التي أدّت إلى تسطير قرار الفصل ثم رفض إعادة الإعتبار لهم! تسريب خبر القرار القاضي بصرف نحو ٧٠٠ من المنتسبين الشّيعة إلى التيّار الوطني الحرّ فى قضاء بعلبك - الهرمل، ترك ندوباً قاسية في نفوس المفصولين، ثم قيادة «التيّار» على صعيد المنطقة أو المركزيّة، وما يدلُ إلى ذلك هو التباين في المواقفِ الداخليّة بين طرفان، طرف يسعى إلى محاولة «لملمة القضيّة»، وآخر يرى افضليّة في ترك الأمور على حالها. أصحاب وجهة النّظر الأولى، «اللملمة»، يخشون من تعمّق الأزمة النّاشئة في منطقة بعلبك - الهرمل ما سيعود سلباً على حضور «التيّار»، خاصة وانّ الأسباب المطروحة التي اجتاحت وسائل التواصل ليست من النوع السهل الذي يمكن هضمه، خاصة وانّ «القيادة» عبرّت بصراحة عن حقيقة وجود هذا الإجراء، رغم خروج أصوات «برتقاليّة شيعيّة بقاعيّة» تنفي عبر وسائل التواصل. وفي معلومات «ليبانون ديبايت»، انّ البلاغات الهاتفيّة التي كانت ترد إلى المنتسبين المشمولين بالقرار لتبلغهم بمضمونه، توقّفت منذ تاريخ تسريب الخبر يوم الأربعاء الفائت.وفي المعلومات أيضاً، أن ما حلّ مكانها عبارة عن محاولات تجري مع من يصنّفون على أنّهم «رؤوساً» في فريق المفصولين بهدف «دوزنة» المشكلة ووقف الحملات الإعلاميّة. وتشير مصادر هذا الفريق ، إلى وجودِ وسطاء من جانب القيادة، يطرحون فكرة تصحيح مسار تقوم على «إعادة الإعتبار وتسوية الملفّات و الخلافات والعودة إلى العمل». اللّافت، أن السواد الأعظم من المستبعدين، خّاصة الشّخصيات التي يُمكن تصنيفها في خانة النشطة، لا تزال تعتبر انّ حقها مهدور، وتعبّر عن سخطها من مضمون القرار وطريقة تبليغه، وهي لغاية الساعة لم تتقبّل أي وساطات تقود للعودة إلى الحوار ِوإخراج الملف من بازار الإشتباك، وما يزيد الطين بلّة، أن تسريبات تنقل عنهم، تدور حول «أفكار وخطط للتصعيد بوجه القيادة» في تصويرٍ واضح لنبات حالة «برتقاليّة» منفصلة عن الحالة الأم، تستمد وهجها من حضورٍ عشائري وعائلي.هذه الأجواء، دفعت بالقيادة، بحسب المعلومات، إلى توسيعِ مروحة إحتواء الأزمة، وكان أوّل الغيث تسريب لم تثبت صحّته، حول إتخاذ رئيس التيّار الوطني الحرّ الوزير جبران باسيل، قراراً قضى بتجميد قرارات الفصل التي طالت منتسبين في قضاء بعلبك الهرمل وإحالتهم على الاستئناف.

 

لا بد أن يستدرك التاريخ خطأه فيسحب دميته ويلقي بها حيث يجب أن تكون في مزبلته الشهيرة.

كمال يازجي/فايسبوك/27 أيار/2019

الناس معجبون بكل من هم في السلطة. يجدون فيهم مواهب وفضائل لا يملكونها، والسبب في ذلك أنهم تربّوا على خرافة أن الحياة تكافئ المستحقين، وبالتالي إذا كان البعض قد وصلوا فلا بد أن يكون للجدارة دورٌ في ذلك. حتى عندما يتصرف أهل السلطة بطريقة منافية للعقل تعرّض مصالحهم للخطر

يفترض الناس على سذاجتهم أن هذه التصرفات تنمّ عن حكمة لا يمكنهم فهمها، او أنها مبنية على معطيات او حسابات لا علم لهم بها. الناس طبعاً لا يعرفون التاريخ وعبثية التاريخ ودور الحظ في التاريخ والمزحات الثقيلة التي يلعبها التاريخ أحياناً من خلال بعض الأشخاص التافهين الذين لا قيمة لهم

ولا موهبة. لكن المزحة سرعان ما تنتهي ويستدرك التاريخ خطأه فيسحب دميته ويلقي بها حيث يجب أن تكون في مزبلته الشهيرة.

ملاحظة: اي تشابه مع أشخاص حقيقيين ليس عرضياً او من قبيل الصدفة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجيش الإسرائيلي هاجم موقعاً عسكرياً في سوريا... وسقوط قتيل وجريح

بيروت: «الشرق الأوسط/27 أيار/2019/أعلن مصدر عسكري سوري أنّ صاروخاً إسرائيلياً سقط على موقع عسكري في محافظة القنيطرة في جنوب البلاد مساء اليوم (الإثنين) مما أسفر عن مقتل عسكري وإصابة آخر بجروح. ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري قوله: «في  تمام الساعة 21،10 (18،10 ت غ)  قام العدو الإسرائيلي باستهداف أحد مواقعنا العسكرية شرق خان أرنبة بريف القنيطرة، وقد أسفر العدوان عن ارتقاء شهيد وإصابة مقاتل آخر بجروح». وتقع محافظة القنيطرة قرب حدود مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل بعدما احتلّت معظمها. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنّ «الأنظمة السورية المضادّة للطائرات أطلقت في وقت سابق من اليوم النار على طائرة تابعة لسلاح الجو الاسرائيلي خلال قيامها بتحليق روتيني في شمال إسرائيل». وأضاف أنّ الصاروخ السوري لم يصب الطائرة التي أكملت مهمتها «قبل أن يقصف سلاح الجو الاسرائيلي الموقع الذي أُطلقت منه النار» على الطائرة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن الصاروخ الإسرائيلي «أطلق من المنطقة المحتلّة من الجولان».

 

إسرائيل: الكنيست وافق مبدئياً على حلّ نفسه بعد فشل نتنياهو في تأليف الحكومة

تل أبيب الشرق الأوسط/27 أيار/2019/خطت إسرائيل خطوة نحو إجراء انتخابات برلمانية جديدة بعدما وافق الكنيست بشكل مبدئي اليوم (الاثنين) على اقتراح لحل نفسه، فيما وصلت جهود بنيامين نتنياهو لتأليف الحكومة إلى طريق مسدود. ولكي يحل البرلمان نفسه ويحدد موعدا لانتخابات جديدة، لا بد من تصويت نهائي من غير المرجح أن يجرى قبل يوم الأربعاء الذي تنقضي فيه المهلة الممنوحة لنتنياهو ليعلن تشكيل ائتلافه الحاكم. ولاحقاً قال نتنياهو انه لا يزال هناك وقت لتجنب اجراء انتخابات «غير ضرورية». وقال أمام البرلمان: «لا داعي لجر البلاد الى انتخابات غير ضرورية ستكلف الكثير من المال وتشلنا جميعا لنصف سنة أخرى». ودعا حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان وحزبه «إسرائيل بيتنا» اليوم إلى تسوية والسماح بتشكيل الائتلاف الحكومي، لكن ليبرمان قال إنه قدم تنازلات ولم يعد مستعداً لتقديم المزيد، مؤكداً أنه مستعد للذهاب إلى انتخابات جديدة إذا لزم الأمر.

ويشغل «إسرائيل بيتنا» خمسة مقاعد في البرلمان، ويحتاج نتنياهو إلى دعمه للائتلاف الذي يسعى إليه. ووصف ليبرمان فشل نتنياهو في تأليف الحكومة بأنه «هائل لم يسبق له مثيل». ويسعى الوزير السابق إلى ضمان الموافقة على مشروع قانون يهدف إلى جعل الخدمة العسكرية إلزامية لليهود المتشددين مثل غيرهم من اليهود الإسرائيليين. وتعتبر هذه القضية على درجة عالية من الحساسية في إسرائيل، خصوصاً أن مشروع القانون يلقى معارضة اليهود المتشددين الذين يشكلون جزءاً من ائتلاف نتنياهو الحكومي. يذكر أن الليكود حصل في انتخابات أبريل مع حلفائه اليمينيين والمتدينين على 65 مقعداً في البرلمان، الأمر الذي مكّن نتنياهو من البقاء في منصبه لولاية خامسة.

 

ظريف يعرض من بغداد اتفاقية عدم اعتداء مع دول الخليج وأكد تقبل إيران لأي مبادرة للتهدئة... وهاجم أميركا وأوروبا

بغداد: حمزة مصطفى الشرق الأوسط/27 أيار/2019/في وقت أعلن العراق على لسان وزير خارجيته محمد علي الحكيم رفضه لما أسماه الإجراءات الأميركية أحادية الجانب ضد إيران فإنه أبدى استعداده للعب دور الوساطة بين الطرفين فيما اعترفت طهران ولأول مرة بتأثير العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل واشنطن. وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده الحكيم مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الذي وصل إلى بغداد مساء أول من أمس، أعلن الحكيم أن «العراق يسعى للوقوف مع إيران بأي شكل من الأشكال»، مؤكدا رفضه للإجراءات الأميركية تجاهها. وأضاف أن «الاتصالات مستمرة مع دول المنطقة لإيجاد حل مرض لجميع الأطراف»، مبينا أن «العراق سيحضر القمتين العربية والإسلامية» في مكة المكرمة. من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني خلال المؤتمر أن «طهران لم تقم بأي خرق لاتفاقية البرنامج النووي»، مؤكدا أن «بلاده ستواجه بقوة أي جهة تحاول التعدي عليها». وقال إن الإيرانيين قدموا «عدة مقترحات لتوقيع معاهدة عدم الاعتداء مع جميع دول الخليج العربي، والتي لا تزال على الطاولة»، مبينا في الوقت نفسه أن «إيران تريد أفضل العلاقات مع دول الخليج، وترحب بجميع مقترحات الحوار وخفض التوتر». وانتقد ظريف الدول الأوروبية لفشلها في الامتثال لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي قائلا بأن «الدول الأوروبية قد خالفت التطبيع العملي والعلاقات الاقتصادية مع إيران على مدى السنوات الثلاث الماضية، وأن الانتهاك قد زاد أكثر خلال العام الماضي». وكان ظريف التقى خلال زيارته إلى بغداد رؤساء الجمهورية برهم صالح والوزراء عادل عبد المهدي والبرلمان محمد الحلبوسي. وبينما أعلن وزير الخارجية محمد علي الحكيم وقوف العراق إلى جانب إيران فإن رئيس الجمهورية جدد رغبة العراق في لعب دور التهدئة بين الطرفين في حين أكد رئيس البرلمان وقوف بلاده على الحياد في هذه الأزمة. وفي بيان لمكتب رئيس البرلمان فإن الحلبوسي أكد خلال اللقاء حرص العراق على الحفاظ على علاقته بإيران وجميع دول المنطقة، مشيرا إلى «خطورة التصعيد في المنطقة، وضرورة الحوار والمبادرات السلمية؛ لبناء الثقة بين كل الأطراف». وأكد الحلبوسي أن «العراق سيلعبُ دورا محوريا؛ لخفض التصعيد بين طهران وواشنطن، ولن يكون في أي محور، معرباً عن حرصه على سلامة جيرانه والعمل على كل المستويات؛ لتجنب مخاطر التصعيد في المنطقة».

بدوره، أكد زير الخارجية الإيراني أن بلاده لا ترغب في أي تصعيد عسكري وأنها على استعداد لتلقي أي مبادرة تساعد على خفض التصعيد وتكوين علاقات بنَّاءة مع جميع دول الجوار. وفي هذا السياق، يرى أستاذ الأمن الوطني في جامعة النهرين الدكتور حسين علاوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأمور تتجه إلى التصعيد نتيجة فقدان الثقة بين الطرفين الأميركي والإيراني حيث إن الولايات المتحدة الأميركية تتجه نحو سياسة الإذعان المر باتجاه إيران بينما إيران تتجه نحو استراتيجية التزام الصمت الهادف ولدى كل طرف فرضية حيث إنه لا بد في النهاية من أن يبرز طرف لكي يضع طاولة الحوار الأخير». وبشأن موقف الحكومة العراقية من هذه الأزمة، يقول علاوي إن «موقف الدولة العراقية الرسمي واضح إنه يتجه إلى الحياد الإيجابي بينما الموقف غير الرسمي يتجه نحو التعاطف الحذر». وأوضح أنه «يتعين على الإيرانيين أن يلغوا فرضية أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لن يفوز في انتخابات 2020 من أجل الدخول في مفاوضات شاملة». أما عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي ظافر العاني فيرى في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «العراق لا يصلح وسيطا في هذه الأزمة لكنه يشجع على الوساطة من خلال التأثير على دول إقليمية صديقة وربما يكون دوره حامل رسائل بين الطرفين وهو دور عملي ومفيد أكثر من الوساطة». وأضاف أن «العراق يهمه أن تنتهي الأزمة بالوسائل السلمية ومن مصلحته أن يتجنب الحرب». بدوره، يقول رئيس مركز التفكير السياسي الدكتور، إحسان الشمري، لـ«الشرق الأوسط» إن «العراق تواصل في الآونة الأخيرة مع دول عربية عبر لقاءات رسمية مباشرة وكذلك مع دول أوروبية عن طريق سفاراتها في بغداد من أجل تنسيق الجهود في هذا المجال ودوره لا يتعدى حتى الآن حدود نقل الرسائل».

 

الخارجية الإيرانية: لا توجد مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع أميركا

طهران الشرق الأوسط/27 أيار/2019/أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، اليوم (الأحد) أنه ليست هناك أي مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية. ونفى موسوي في تصريحات أوردتها وكالة أنباء «فارس» الإيرانية ما تم نقله عن مسؤول كويتي عن بدء مفاوضات بين إيران وأميركا، قائلا: «لا توجد أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين إيران وأميركا». وكان نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، قال في تصريحات للصحافيين على هامش مشاركته في مائدة رمضانية أقامتها وزارة الخارجية الكويتية، أول من أمس (الجمعة): «يبدو أن المفاوضات بين إيران وأميركا قد بدأت»، مشيرا إلى جهود وتحركات واتصالات وزيارات من خلال وزير الشؤون الخارجية العماني إلى طهران والتواصل مع واشنطن وغيرها من التحركات للتهدئة ويبدو أنها في إطار التفاوض. وقال الجار الله إن لديه ثقة كبيرة في أن يكون الهدوء هو سيد الموقف وألا يكون هناك صدام في المنطقة. وتدهورت العلاقات بين طهران وواشنطن بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو (أيار) 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على إيران.

 

مبعوث من طهران إلى ثلاث دول خليجية لاختبار قنوات الاتصال الأميركية

الشرق الأوسط/27 أيار/2019/بدأ مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي جولة من مسقط، تشمل قطر والكويت، تهدف إلى اختبار قنوات الاتصال الأميركية. وأجرى في أول محطة مشاورات مع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، يوسف بن علوي حول «التطورات التي تشهدها المنطقة»، وذلك بعد أيام من زيارة المسؤول العماني إلى طهران، ونفت الخارجية أمس أن تكون الزيارة في إطار ما يُتداول عن التفاوض. ويأتي وصول المسؤول الإيراني إلى مسقط، في ظل أنباء عن قيام عُمان بجهود لتهدئة التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، والذي أدى إلى حشد عسكري في الخليج. وذكرت وكالة الأنباء العُمانية أن يوسف بن علوي، استقبل عراقجي بديوان عام وزارة الخارجية. وأضافت أنه تم خلال اللقاء «بحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين وتبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والتطورات التي تشهدها المنطقة». وكان بن علوي قال مؤخراً إن بلاده تسعى جاهدة لتهدئة التوتر في الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة وإيران. ولم ينفِ بن علوي، أو يؤكد، وجود وساطة عمانية بين طهران وواشنطن، لكنه أشار إلى أن بلاده وأطرافاً أخرى تسعى جاهدة لتهدئة التوتر بين الطرفين. وفي عمان أيضاً، نسبت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» إلى عراقجي قوله إنه «لا توجد مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن يحمل «تحذيراً» لدول المنطقة من السياسات الأميركية التي وصفها بـ«المخربة». وأفادت الوكالة أبلغ بن علوي بأن بلاده «مستعدة لإقامة علاقات متوازنة وبنّاءة مع كل دول منطقة الخليج وفق الاحترام والمصالح المتقابلة». وقال المسؤول الإيراني إن إيران «لا تريد زيادة التوتر في المنطقة»، معتبراً ضمان استقرار المنطقة في «إنهاء العقوبات» و«منافع كل دول المنطقة من التعاون الاقتصادي». وقال عراقجي إن «فرض العقوبات على إيران تجربة فاشلة جرى تجريبها عدة مرات سابقاً».

وأفادت الوكالة الإيرانية عن بن علوي قوله إنه دعا إلى «ضبط النفس من جميع الأطراف واستمرار المشاورات الثنائية بين الجانبين»، لافتاً إلى «خطورة الأوضاع». وما يجمع الدول الثلاث الخليجية التي تشملها زيارة عراقجي هو رغبتها في دفع جهود التسوية للأزمة بين الأميركيين والإيرانيين، وإمكانية أن تقوم هذه الدول بنقل رسائل بين الجانبين، فضلاً عن توفير قنوات تواصل تسحب فتيل الأزمة. ففي الكويت التي سيزورها المسؤول الإيراني، رفعت تصريحات رسمية منسوب التفاؤل بانحسار التوتر في الخليج، حين صرّح نائب وزير الخارجية الكويتية خالد الجار الله عن اعتقاده بوجود قنوات للتواصل بين الأميركيين والإيرانيين. وقال الجار الله إن «المفاوضات بين واشنطن وطهران بدأت على ما يبدو». وأوضح الجار الله أنه «على ما يبدو، فإن المفاوضات بين الطرفين قد بدأت، فهناك تحرك واتصالات»، وأعرب عن ثقة بلاده في أن تسود الحكمة والعقل، وأن يكون الهدوء سيد الموقف في المنطقة، وألا تشهد صداماً. كما أعرب عن استعداد الكويت للعب دور في تهدئة التوتر، وقال: «الكويت مستعدة دائماً وحاضرة لبذل أي جهود تهدف إلى التهدئة والاستقرار وتجنب الصدام». أما قطر فهي الأخرى كانت أول دولة ترسل مبعوثاً رفيعاً ذُكر أنه وزير الخارجية إلى طهران عشية وصول القاذفات الأميركية إلى الخليج، وقيل وقتها إن الدوحة عرضت مساعدتها لطهران في لعب دور الوساطة مع الجانب الأميركي. وتأتي زيارة عراقجي للسلطنة ضمن جولة خليجية تشمل عمان والكويت وقطر. وهي تتزامن مع جولة أخرى لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، شملت باكستان والعراق، وستشمل تركيا. وكان وزير الخارجية الإيراني ظريف ذكر خلال زيارته العراق، أن طهران اقترحت اتفاقية عدم اعتداء مع الدول الخليجية المجاورة. وأكد ظريف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي في بغداد أن بلاده «لديها رغبة في بناء علاقات متوازنة مع كل الدول الخليجية»، وقال: «اقترحنا اتفاقية عدم اعتداء مع الدول الخليجية المجاورة». وتعرضت هذا الشهر ناقلات للنفط في الخليج إلى هجوم، حمّلت واشنطن إيران مسؤوليته، وشمل الهجوم ناقلات نفط سعودية، ومحطة لضخّ النفط تابعة لشركة «أرامكو السعودية». وفي طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، أمس، إنه ليست هناك أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع أميركا، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية عن وكالات إيرانية. وبحسب الوكالة، نفى موسوي بقوة ما نقل عن نائب وزير الخارجية الكويتية عن بدء مفاوضات بين إيران وأميركا، قائلاً: «لا توجد أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين إيران وأميركا».

 

روحاني رداً على خامنئي: لولا الحكومة لتخطت إيران الاتفاق

لندن الشرق الأوسط/27 أيار/2019/ردّ الرئيس الإيراني حسن روحاني، أول من أمس، على انتقادات المرشد علي خامنئي حول تجاهل توصياته، في طريقة تنفيذ الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى. وقال إن حكومته السبب الرئيسي في بقاء إيران على الاتفاق النووي، معتبراً عدم انتهاك الاتفاق النووي من جانب إيران «إنجازاً» لحكومته. وقال روحاني: «لولا هذه الحكومة لتخطت إيران الاتفاق النووي»، قبل أن يتفاخر بأن أداء حكومته في الاتفاق النووي «تسبب في عدم إدانة إيران، وفي المقابل اعتبرت الدول أميركا مقصرة في خروجها من الاتفاق». وأضاف: «لا يمكن لأحد أن يشكك في هذا الفخر».

في مايو (أيار) 2018، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة العقوبات الأميركية، وذلك في امتثال لوعده بتمزيق الاتفاق، بسبب عدم احتواء دور إيران الإقليمي وتطوير الصواريخ الباليستية. وفي إشارة إلى تصريحات المرشد الإيراني، قال روحاني: «لا أريد إثارة الموضوع أكثر من هذا، لأنه ليس من المصلحة». وكان خامنئي الأسبوع الماضي نفى ضمنياً مسؤوليته المباشرة عن قبول الاتفاق النووي، موضحاً أن الحكومة أطلعته على نص اتفاق لم تحقق شروط بعد تنفيذه من جانب إيران. ومن شأن موقف خامنئي الجديد أن يعطي دفعة للضغوط على روحاني، وسط محاولاتها البقاء على الاتفاق النووي، وحفظ العلاقات مع الدول الأوروبية، رغم إعلانها تجميد تعهدات في الاتفاق، وإمهال الأوروبيين 60 يوماً لتلبية مطالب إيران ضد العقوبات الأميركية على النفط والبنوك. وأبدى روحاني مرة أخرى استعداده للجوء إلى الشارع الإيراني لحسم الخلافات حول القضايا الأساسية، ومن بينها الاتفاق النووي. وقال روحاني، خلال لقاء ممثلين من وسائل الإعلام الإيرانية، إن «المادة 59 يمكنها تمهيد السبيل في أي مرحلة كانت (...) حيث إنه من شأنها فتح الطرق المغلقة، وهي نافذة مفتوحة أمام المواطنين». وأوضح روحاني أنه اقترح في عام 2004 (عندما كان مفاوضاً نووياً بارزاً) على المرشد علي خامنئي فكرة إجراء استفتاء من قبل الشعب على «القضية النووية». واعتبر خامنئي «المادة 59 من الدستور أمراً جيداً، وأعلن قبوله بالفكرة، ولكن لم يتم الحديث عن موعد لهذا الأمر، ومن ثم تغيرت الحكومة، واتجهت الأمور إلى نحو آخر» في فبراير (شباط) الماضي، وبمناسبة ذكرى الثورة الإيرانية، طالب روحاني التیارات السیاسیة باللجوء إلى صناديق الرأي لحسم الخلافات والعمل بما يختاره الناس. وقال حينها إن «الدستور يرفع المآزق، إذا كان لدينا نقاش حول موضوع، يجب العودة إلى المادة 59 من الدستور للعمل وفق ما يختار الناس». وتنص المادة 59 من الدستور الإيراني على إقامة استفتاء لاتخاذ القرار حول القضايا الحساسة في البلاد. ولم تُجرِ إيران على مدى 30 عاماً أي استفتاء، منذ التعديل الدستوري الذي أقرّه علي خامنئي منذ أول أيامه من منصب المرشد الإيراني. ونوّه روحاني، أول من أمس، بأن بلاده تشهد ظروفاً «صعبة للغاية»، ولكنه شدد على أن «الحكومة تسعى من أجل ألا تصبح الأمور أكثر صعوبة على المواطنين». ودعا إلى التكاتف بين الإيرانيين لعبور هذه المرحلة، واعتبر أن «الخلافات والتفرقة تزيد ثمن الحرب».

 

«الحرس الثوري» يرفض التفاوض مع «الشيطان الأكبر»

لندن الشرق الأوسط/27 أيار/2019/ غداة تهديد قيادي في «الحرس الثوري» باستهداف سفن أميركية بـ«أسلحة سرية» أو صواريخ، رفض نائب قائد «الحرس الثوري» علي فدوي، أمس، إمكانية التفاوض مع الإدارة الأميركية، وقال تعليقاً على إرسال الولايات المتحدة تعزيزات إلى المنطقة لردع تهديدات إيران، إن الوجود الأميركي «هو الأضعف في تاريخ حضورها بمنطقة غرب آسيا». واستخدم فدوي تسمية «الشيطان الأكبر» في رد على سؤال وكالة «فارس» حول إمكانية التفاوض بين إيران والولايات المتحدة، وقال إن «المفاوضات مع (الشيطان) بحسب (القرآن) لا فائد منها ولا ثمرة». الأسبوع قبل الماضي وصف المرشد علي خامنئي المفاوضات بـ«السم» وقال: «لن نتفاوض، ولن تحدث حرب»، كما عدّها قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» وأحد اللاعبين في السياسة الخارجية الإيرانية قاسم سليماني، أنها «إذلال واستسلام». وكانت إيران توصلت إلى اتفاق حول برنامجها النووي في يوليو (تموز) 2015 بعد نحو عامين من خروج المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة إلى العلن، عندما وافق المرشد علي خامنئي على نقل صلاحيات الملف النووي من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى وزارة الخارجية. وأطلق تسمية «المرونة البطولية» على تدشين مرحلة المفاوضات. وحاول فدوي، أمس، أن يتبع استراتيجية «رفع المعنويات» بين القوات الإيرانية عبر التأكيد على جاهزية قواته مقابل التقليل من قدرة الولايات المتحدة وقطاعاتها العسكرية على المواجهة مع إيران. وقال إن «حاملة الطائرات الأميركية توجهت إلى المنطقة وفق جدول زمني مسبق» وعدّ أن «الخوف» سبب بقائها في المحيط الهندي وعدم التوجه إلى الخليج. ولفت فدوي إلى أن حضور الأميركيين في المنطقة يعود إلى عام 1833، معرباً عن قناعته بأن «الفترة الحالية هي الأضعف على مدى تاريخ الحضور الأميركي في غرب آسيا». وأضاف فدوي، الذي رُقى من منصب قائد البحرية إلى منصب نائب قائد «الحرس» قبل نحو 10 أيام، أن لدى الأميركيين «أقل عدد من السفن في الخليج» مقارنة بتاريخ انتشارهم في المنطقة. وبينما تقول الحكومة الإيرانية إنها تخوض حرباً اقتصادية مع الولايات المتحدة، قال فدوي إن «الولايات المتحدة تخوض حرباً نفسية ضد الجمهورية إسلامية». وعدّ فدوي المواجهة مع الولايات المتحدة معركة خاصة بينهما دون طرف ثالث من دول المنطقة، رافضاً اعتبار دول أخرى ضمن «معادلات» المواجهة. وكان فدوي بذلك يشير ضمناً إلى اعتبار قوات «الحرس الثوري» منظمة إرهابية من قبل إدارة دونالد ترمب. وقال فدوي في هذا الصدد إن «القيادة الوسطى الأميركية والقوات في منطقة غرب آسيا إرهابيون»، متهماً القوات الأميركية باستهداف اليمنيين والأفغانيين عبر هجمات تشنها طائرات «دورن»، وقال إن تلك القوات «تستمر بالمسار نفسه في العراق وسوريا وفلسطين». قبل تصريح فدوي بيوم قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن قرار الولايات المتحدة إرسال مزيد من القوات إلى الشرق الأوسط مسألة «خطيرة للغاية على السلام الدولي».

من جانبه، هدد مستشار قائد «الحرس الثوري» مرتضى قرباني باستخدام صواريخ و«سلاح سري» ضد السفن الحربية الأميركية وإغراقها بكل طواقمها في مياه الخليج «إذا ما ارتكبت خطأ في الحسابات» على حد قوله. وكان قائد مقر «خاتم الأنبياء» (غرفة عمليات القوات المسلحة الإيرانية) غلام علي رشيد، أبلغ نواب البرلمان، أول من أمس، بإصرار قواته على منع استخدام مضيق هرمز من الدول الأخرى إذا لم تصدر إيران النفط. وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة الماضي نشر 1500 جندي في الشرق الأوسط لردع تهديدات إيران بالتزامن مع اتهامها «الحرس الثوري» الإيراني بالمسؤولية المباشرة عن هجمات ضد ناقلات نفط قبالة ميناء الفجيرة الشهر الحالي. الخميس الماضي، قال فدوي إن «الحرس» والجيش الإيراني يسيطران على شمال مضيق هرمز الذي يمر منه نحو خُمس النفط المستهلك عالمياً.

 

الإعدام لفرنسي رابع في العراق... وباريس تعارض العقوبة «من حيث المبدأ» بعد إدانته بالانتماء لـ«داعش»

باريس/الشرق الأوسط/27 أيار/2019/أصدرت محكمة في بغداد اليوم (الاثنين) حكما بالإعدام على فرنسي رابع دين بالانتماء إلى تنظيم «داعش» غداة الحكم على ثلاثة آخرين بعد إدانتهم بالتهمة نفسها، فيما أعلنت باريس معارضتها لعقوبة الإعدام من حيث المبدأ، مؤكدةً احترامها لسيادة العراق. وقال القاضي أحمد محمد علي، للفرنسي المدان مصطفى المرزوفي إن «الدلائل والاعترافات تظهر أنك انضممت لتنظيم داعش، وعملت في فرعهم العسكري، ونحكمك بالإعدام شنقا بحسب القانون 4 إرهاب». إلى ذلك، علقت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم على أحكام الإعدام في العراق، وقالت إنها تعارض عقوبة الإعدام من حيث المبدأ، لكنها أضافت أنها تحترم السيادة العراقية. وقالت الوزارة في بيان: «السفارة الفرنسية في العراق، بموجب دورها في تقديم الحماية القنصلية، تتخذ الخطوات الضرورية لإيضاح موقفها (المعارض لعقوبة الإعدام) للسلطات العراقية». وأضافت الوزارة أنها تحترم سيادة السلطات العراقية وأن من ينتمون لـ«داعش» «يجب أن يعاقبوا على جرائمهم» التي تصل عقوبتها إلى الإعدام في العراق. وكانت محكمة في بغداد قد أصدرت أمس (الأحد)، أحكاما بالإعدام للمرة الأولى على ثلاثة فرنسيين أدينوا بالانتماء إلى «تنظيم داعش»، بحسب ما قال مسؤول قضائي لوكالة الصحافة الفرنسية. وأشار المسؤول إلى أن المحكومين هم كيفن غونو وليونار لوبيز، وسليم معاشو، الذين اعتقلتهم قوات سوريا الديمقراطية في سوريا، ونقلوا مع تسعة فرنسيين آخرين إلى العراق في فبراير (شباط) الماضي. وكان لوبيز، وهو من سكان باريس في الثانية والثلاثين من عمره، يعمل في مكتبة لبيع الكتب الإسلامية خلال العقد الأول من القرن الحالي، وأحد العناصر الأكثر نشاطا في موقع «أنصار الحق»، أبرز منصات المتشددين الذين يتحدثون الفرنسية. وقد اتخذ لوبيز لنفسه لقب «أبو إبراهيم الأندلسي» بعد انتمائه إلى «تنظيم داعش» وعاش مع متشددين شجع لديهم التطرف ونفذوا في فرنسا هجمات دامية. غادر لوبيز فرنسا في يوليو (تموز) 2015 أثناء خضوعه للمراقبة القضائية بسبب نشاطاته على الموقع، مع زوجته وطفليهما، وعاش في البدء بالموصل شمال العراق، ثم انتقل إلى سوريا، وفق المحققين الفرنسيين. حكم عليه في يوليو 2018 غيابيا بالسجن خمس سنوات في ملف «أنصار الحق»، وصدرت أوامر باعتقاله من قبل المحاكم الفرنسية. لكن أجهزة المخابرات تتبعت نشاطاته خصوصا منذ تأسيسه جمعية «سنابل» التي حلتها الحكومة الفرنسية نهاية عام 2016 لمساهمتها بتحويل السجناء إلى متطرفين تحت غطاء عملها لتقديم مساعدات لهم. أما كيفن غونو المولود في بلدة فيجاك جنوب غربي فرنسا (32 عاما)، واعتقل في سوريا مع أخيه غير الشقيق توماس كولانغ (31 عاما) ووالدته وزوجته، فقد قال في اعترافاته التي أدلى بها للسلطات في العراق، إن والده انضم إلى «داعش» وقتل خلال معارك في الرقة. وأضاف أنه دخل إلى سوريا بشكل غير شرعي عبر تركيا والتحق فور وصوله بجبهة النصرة قبل أن يبايع زعيم «تنظيم داعش» أبو بكر البغدادي. وتقول السلطات القضائية العراقية إن هذا الرجل الذي يطلق على نفسه اسم «أبو سفيان»، شارك في القتال إلى جانب المتشددين في سوريا والعراق. وصدر بحقه في فرنسا حكم غيابي بالسجن تسع سنوات، حسب مركز تحليل الإرهاب في باريس. والمحكوم الثالث سليم معاشو البالغ من العمر 41 عاماً، التحق بكتيبة «طارق بن زياد» التابعة لـ«تنظيم داعش» بقيادة عبد الإله حيميش وهو من لونيل، وفقا لمركز تحليل الإرهاب الفرنسي. وبحسب السلطات الأميركية، ضمت هذه الكتيبة 300 عنصر من الأجانب الأوروبيين منفذي الهجمات في العراق وسوريا وغيرها. ووفقا لمركز تحليل الإرهاب الفرنسي، استضاف معاشو في الرقة جوناثان جيفروا وهو فرنسي أعتقل في سوريا وتم تسليمه للقضاء الفرنسي. وكشف جيفروا وهو من تولوز عن الكثير من المعلومات، خصوصا فيما يتعلق بالأخوين كلان. ويشار إلى أن ابنة شقيقهما متزوجة من كيفن غونو. ومن المفترض أن يحاكم قريبا تسعة فرنسيين ممن تورطوا في الانتماء إلى التنظيم الإرهابي. وأعلن العراق مؤخرا استعداده لمحاكمة المتشددين الأجانب الذين قبض عليهم في العراق أو في سوريا، وخصوصا الموجودين في قبضة قوات سوريا الديمقراطية بعد استعادة السيطرة على آخر جيب لـ«تنظيم داعش» شرق البلاد. وينص القانون على عقوبة الإعدام بتهمة الانتماء إلى الجماعات الارهابية حتى لغير المشاركين في أعمال قتالية.

 

 تقدم كبير للشعبويين في البرلمان الأوروبي بعد إقبال مرتفع/لوبن وسالفيني وفاراج يتصدرون في فرنسا وإيطاليا وبريطانيا... وتراجع حزب تسيبراس يقود إلى انتخابات مبكرة

باريس - لندن/الشرق الأوسط/27 أيار/2019/حصلت الأحزاب الشعبوية وقوى اليمين المتطرف في أوروبا على حصة الأسد من أصوات الناخبين الذين اختاروا ممثليهم في برلمان القارة.

وأظهرت النتائج الأولية التي أعلنت مساء أمس، تصدر {التجمع الوطني} بقيادة مارين لوبن في فرنسا و{حزب الرابطة} بقيادة ماتيو سالفيني في إيطاليا و{حزب بريكست} بقيادة نايجل فاراج في بريطانيا، فيما أعلن رئيس الوزراء اليوناني أليكسس تسيبراس الدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة بعد خسائر حزبه في الاقتراع الأوروبي. وفي ألمانيا، نجح حزب {البديل من أجل ألمانيا} المتطرف في زيادة حصته بنسبة 11 في المائة تقريبا، فيما حقق {حزب الخضر} مكاسب كبيرة في ألمانيا وفرنسا. وصوّت الناخبون في 21 بلداً، أمس، لاختيار ممثليهم في البرلمان الأوروبي، وسط استطلاعات رأي أشارت إلى أن أحزاباً شعبوية ستنافس بقوة القوى السياسية التقليدية. من الشرق إلى الغرب، فتحت مراكز الاقتراع أبوابها تدريجياً، بدءاً من اليونان حيث صوّت الذين يبلغون 17 عاماً للمرة الأولى، وصولاً إلى البرتغال. واختلفت أوقات فتح مراكز الاقتراع بحسب الدول، إذ كانت إيطاليا آخر دولة تغلق مراكز الاقتراع في وقت متأخر من مساء أمس، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وبدأت عمليات الاقتراع في 23 مايو (أيار) في سبع دول في الاتحاد الأوروبي، بما فيها بريطانيا التي نظمت الانتخابات بسرعة بعد إرجاء بريكست إلى 31 أكتوبر (تشرين الأول). ويُفترض أن تنتهي ولاية النواب البريطانيين في البرلمان الأوروبي عند خروج بلادهم من الاتحاد، على أن يتمّ إلغاء مقاعدهم أو توزيعها على دول أخرى. وقبل ساعات من إغلاق مكاتب الاقتراع أمس، سجلت نسب المشاركة الأولية ارتفاعاً، مقارنة مع الانتخابات الأوروبية السابقة. ففي فرنسا، أدلى 19.3 في المائة من الناخبين بأصواتهم بحلول منتصف النهار، حسبما ذكرت وزارة الداخلية الفرنسية، بارتفاع عن نسبة الـ15.7 في المائة في الانتخابات الأخيرة في عام 2014. أما في إسبانيا، فبلغت نسبة المشاركة الأولية 34.6 في المائة مقابل 23.9 في المائة.

كذلك، كانت الأرقام في الدول الأعضاء الشرقية أعلى، استناداً لمعلومات من كرواتيا والمجر وسلوفاكيا وسلوفينيا ورومانيا. وكان العديد من تلك الدول قد سجل في عام 2014 معدلات مشاركة أقل بكثير من مثيلاتها في أوروبا الغربية. ودعي 427 مليون ناخب أوروبي إلى التصويت لانتخاب 751 نائبا في البرلمان الأوروبي لولاية مدتها خمس سنوات، يلعبون خلالها دورا حاسما في صياغة القوانين الأوروبية. وتشهد انتخابات هذه المؤسسة الأوروبية التي لم تكف عن تعزيز صلاحياتها مشاركة ضعيفة عادة، بلغت 42.6 في المائة في 2014. ويشكل تقدم {التجمع الوطني} بقيادة لوبن في فرنسا و{حزب الرابطة} بقيادة سالفيني في إيطاليا، ضربة للمشاريع الأوروبية التي يطرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وهما يأملان في تشكيل تحالف واسع للأحزاب القومية والمشككة في جدوى الوحدة الأوروبية. وهذه القوى حقّقت تقدما في 2014. لكنها بقيت متشرذمة في مجموعات داخل البرلمان الأوروبي. وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم هذه الأحزاب لكن هذا المزيج غير المتجانس ليس قادراً على تحقيق غالبية في البرلمان. وإلى جانب الحزبين الفرنسي والإيطالي، حل {حزب بريكست} الذي أسسه فاراج المناهض لأوروبا في بريطانيا في الطليعة، مستفيداً من عجز رئيسة الوزراء تيريزا ماي عن تطبيق الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي. وقد دفعت الزعيمة المحافظة ثمن هذا العجز، بإعلان استقالتها الوشيكة الجمعة الماضية. أما الهولنديون الذين صوتوا الخميس، فقد حققوا أول مفاجأة مع اختراق للعماليين بقيادة فرانس تيمرمانس الرجل الثاني في المفوضية الأوروبية حاليا. ويبدو أن حزب المرشح الاشتراكي الديمقراطي المرشح لخلافة اليميني جان كلود يونكر على رأس المفوضية، يتقدم على الليبراليين والشعبويين الذين كان يتوقع فوزهم. ويراهن حزب الرابطة الإيطالي على أن يكون أحد أكبر الفائزين في عدد المقاعد في هذه الانتخابات. وكتب سالفيني الذي يعتمد على خطاب معاد للهجرة، تغريدة أرفقها بتسجيل فيديو مع رسالة تقول «لا لأورابيا» أي «أوروبا عربية».

أما لوبن، فتصدر حزبها متقدماً على اللائحة التي يدعمها الرئيس إيمانويل ماكرون. وتضمّ «أوروبا الأمم والحرية» الكتلة التي يتعاون فيها التجمع الوطني والرابطة في البرلمان الحالي، 37 نائباً وهو عدد قد يرتفع بأكثر من الضعف مع اكتمال إعلان النتائج النهائية للاقتراع، ويريد سالفيني أن يضيف إليه أحزاباً أخرى مشككة بالوحدة الأوروبية. ويرغب سالفيني في التعاون أيضا مع «التحالف المدني المجري» (فيديس) وهو حزب رئيس الوزراء فيكتور أوربان الذي عُلقت عضويته حاليا من مجموعة المسيحيين الديمقراطيين في الحزب الشعبي الأوروبي، وما زالت نواياه للمستقبل غامضة.

لكن كل محاولات التقارب هذه تواجه صعوبات بسبب خلافات عميقة بين هذه الأحزاب، حول عدد من القضايا بينها الموقف حيال روسيا. ويمكن أن يبقى الحزب الشعبي الأوروبي والاشتراكيون الديمقراطيون أكبر حزبين في البرلمان الأوروبي، لكن هذه الانتخابات يفترض أن تنهي قدرتهما على تشكيل غالبية وحدهما لتمرير نصوص تشريعية. ويأمل الليبراليون في أن يصبحوا قوة لا يمكن الالتفاف عليها في البرلمان، لصالح تحالف مطروح مع مؤيدي ماكرون المنتخبين. كما يأمل دعاة حماية البيئة في أن يصبحوا محاورا لا بد منه في المشهد السياسي الذي يبدو مشتتا اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وإعادة تشكل المشهد السياسي هذه ستكون حاسمة للسباق على المناصب الأساسية في المؤسسات الأوروبية، وخصوصا رئاسة المفوضية خلفا ليونكر من الحزب الشعبي الأوروبي. وذكر المتحدث باسم البرلمان الأوروبي خاومي دوش، أنه «لا أحد يمكنه أن يصبح رئيس المفوضية بدون أن يحصل على دعم 376 من أصل 751 نائبا أوروبيا». وسيعقد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي غدا الثلاثاء قمة للبحث في التعيينات المقبلة.

 

أبرز المحطات في تاريخ الاتحاد الأوروبي

باريس/الشرق الأوسط/27 أيار/2019/واجه الاتحاد الأوروبي منذ نشأته تحديات هددت استمراريته، واستغل فرصاً وسّعت نفوذه وعززت شعبيته. وفيما يلي المحطات الكبرى في ستين عاماً من البناء الأوروبي، من معاهدة روما إلى بريكست، مروراً بأحداث منطقة اليورو وأزمة الهجرة.

- 9 مايو (أيار) 1950: وضع وزير الخارجية الفرنسي روبير شومان أول حجر في البناء الأوروبي، عندما اقترح على ألمانيا بعد خمس سنوات فقط على استسلامها في الحرب العالمية الثانية، تحقيق تكامل في الإنتاج الفرنسي - الألماني للفحم والفولاذ في إطار منظمة مفتوحة لكل دول أوروبا.

- 18 أبريل (نيسان) 1951: وقعت اتفاقية باريس التي نصت على إنشاء «مجموعة الفحم والفولاذ»، وولدت بذلك أوروبا «الدول الست» (ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا).

- 25 مارس (آذار) 1957: وقعت الدول الست المعاهدة التأسيسية لأوروبا السياسية والاقتصادية. وقد أسّست المجموعة الاقتصادية الأوروبية السوق المشتركة القائمة على التنقل الحر، مع إلغاء الحواجز الجمركية بين الدول الأعضاء.

- 1985: إنشاء المؤسسات الأوروبية: مجلس الوزراء والمفوضية والجمعية البرلمانية الأوروبية.

- يناير (كانون الثاني) 1973: انضمّت بريطانيا والدنمارك وآيرلندا إلى السوق الأوروبية المشتركة، تلتها اليونان (1981) وإسبانيا والبرتغال (1986) والنمسا وفنلندا والسويد (1995).

- 7 فبراير (شباط) 1992: توقيع معاهدة ماستريخت التي شكلت الوثيقة التأسيسية الثانية للبناء الأوروبي، وهي تنص على الانتقال إلى عملة واحدة وإنشاء اتحاد أوروبي.

- يناير 1993: أصبحت السوق الواحدة واقعاً، مع حرية تبادل البضائع والخدمات والأشخاص ورؤوس الأموال. وانتظر الأوروبيون حتى مارس 1995 ليتمكنوا من السفر بلا مراقبة على الحدود.

- 1 يناير 2002: دخل اليورو الحياة اليومية لنحو 300 مليون أوروبي. اختارت الدنمارك وبريطانيا والسويد فقط الإبقاء على عملاتها الوطنية. ومع سقوط جدار برلين في 1989، جرى توسيع الاتحاد ليضم دولاً من شرق أوروبا تدريجياً.

- مايو 2004: انضمام عشر دول جديدة إلى الاتحاد الأوروبي، هي بولندا والجمهورية التشيكية والمجر وسلوفاكيا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا وسلوفينيا ومالطا وقبرص. وفي 2007، انضمت بلغاريا ورومانيا إلى الاتحاد، ثم كرواتيا عام 2013.

- ربيع 2005: دفع رفض الناخبين الفرنسيين والهولنديين للدستور الأوروبي، بالاتحاد الأوروبي إلى أزمة مؤسساتية. ولم يخرج منها إلا باتفاقية لشبونة التي كان يفترض أن تسمح بعمل مؤسسات أوروبا الموسعة بشكل أفضل، وتمت المصادقة عليها بصعوبة في 2009.

- 2009: أعلنت اليونان عن ارتفاع كبير في العجز في ماليتها، في أول مؤشر إلى أزمة مالية واسعة. طلبت اليونان ثم آيرلندا وإسبانيا والبرتغال وقبرص مساعدة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، اللذين طالبا بإجراءات تقشفية. أدت أزمة الديون هذه إلى سقوط رؤساء حكومات أوروبية الواحد تلو الآخر، وعززت الشكوك في الوحدة الأوروبية.

- 2014 و2015: وصول مئات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين، وأخفق الاتحاد الأوروبي في وضع خطة عمل مشتركة.

- 23 يونيو (حزيران) 2016: بعد حملة تركزت على الهجرة والاقتصاد، صوت نحو 17.4 مليون بريطاني (51.9 في المائة من الناخبين) مع خروج المملكة المتحدة من الاتحاد («بريكست»).

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تحرير جنوب لبنان… الأسطورة التي ضاعت

نديم قطيش/الشرق الأوسط/28 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75259/%D9%86%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D9%82%D8%B7%D9%8A%D8%B4-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9/

تحتاج المجموعات، في المجتمعات التعددية إلى أساطير مؤسسة، تعلن عبرها مشاركتها في الكيان التعددي، وتحدد بها موقعها بالنسبة للمكونات الأخرى.

أسطورة الموارنة أنهم صناع الكيان اللبناني، الذي ولد في كنف البطريرك إلياس الحويك في مؤتمر فرساي مع انتهاء الحرب العالمية الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية… وهم بصلاتهم بالفرنسيين خاصة والغرب عموماً، صناع حداثة ما، عبر الإرساليات والجامعات وتطوير بنى رأسمالية حديثة مصرفية وغير مصرفية.

ثم، بالشراكة مع الموارنة، بنى السُنة أسطورة انتمائهم للكيان، بأنهم أحد قطبي استقلاله عن الفرنسيين عام 1943، ونجحوا على الدوام في الإبقاء على هذا الجذر التأسيسي لعلاقاتهم النهائية بالكيان اللبناني، بالتجاور مع الأهواء الناصرية والعراقية والفلسطينية شديدة الثراء في الوسط السني اللبناني.

الأسطورة الدرزية سابقة في لبنانويتها على ولادة لبنان الكبير بنحو ثلاثة قرون، حين زرع الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير بذرة استقلال نسبي للكيان اللبناني الحالي، وخلق «هوية» تعددية جسرت بين المسيحيين والسُنة والدروز، وظلت حتى اليوم هي الفكرة العميقة لمنطق الدساتير التعايشية التي عرفها لبنان، رغم انتكاستها الأولى عام 1846 والثانية الأكبر عام 1860. ونجح لفترة طويلة في أن يوازن بين ارتباطه بالدولة العثمانية وبين تحالفاته الأوروبية (توسكانا وإسبانيا) وبابوية روما التي استثمرها في الحداثة اللبنانية الأولى التي أحد عناوينها إنشاء أول مطبعة في الشرق الأوسط في دير مار قزحيا الماروني عام 1585، وجعلها إرثاً بنى عليه الموارنة لاحقاً حداثة لبنان الكبير.

أما الشيعة فتأخروا كثيراً في ابتكار أسطورة تأسيسية لعلاقتهم بالكيان، حيث إن الهوية الشيعية السياسية لم تبدأ بالتبلور كهوية مستقلة إلا منذ منتصف الستينات مع الإمام موسى الصدر، بالتزامن مع بدايات اضطراب الهوية اللبنانية وتفككها والانحدار بمكوناتها نحو الحرب الأهلية. ولم تأخذ الهوية الشيعية السياسية شكلها إلا في سياق حربي، صراعي قلق، انعكس قلقاً على الهوية الشيعية نفسها ولم يسمح لها بمراكمة مساهمة بناءة في تاريخ لبنان.

الأسطورة الشيعية ظلت في نطاق الذاكرة الجغرافية، وبلا أي تجربة سياسية تذكر، وتوزعت على مكانين: جبل عامل جنوب لبنان، حيث الوجود الشيعي الأرسخ، وكسروان في قلب جبل لبنان، من حيث أُخرج الشيعة وظل خروجهم جرحاً في الذاكرة استعاده في يوم من أيام الحرب الأهلية، الناشط الشاب في «حزب الله» حسن نصر الله!

فيما بعد حاول بعض المؤرخين بالكثير من المبالغة والقليل من النجاح رفع مؤتمر وادي الحجير إلى مصاف اللحظة التأسيسية للشيعة، وهو مؤتمر لأعيان الطائفة وبعض الشبيبة، عشية ولادة لبنان الكبير 1920، لكن المؤتمر بقي ضمن سياق الموقف الإسلامي العام الراغب في الاستقلال عن فرنسا، كما سيبقى الموقف الشيعي حتى لحظة وصول الإمام الصدر، جزءاً من الموقف الذي يقرره إما السُنة أو المسيحيون. كان هناك سياسيون شيعة، من دون أن تكون هناك سياسة شيعية بحسب ملاحظة دقيقة لحازم صاغية.

جاءت اللحظة التأسيسية للأسطورة الشيعية عام 2000 يوم انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.

غير أن من شروط «الوطنيات الاختيارية» أي التعاقد الاجتماعي بين مكونات مختلفة على القبول بكيان ما كدولة وكوطن، هو اعتراف كل مكون بأسطورة الآخر. ومدماك الاعتراف هذا، ألا تتحول الأسطورة إلى أداة هيمنة على الآخرين، وهو ما تجنبته التجربة العبقرية للأمير فخر الدين الكبير، وأنتجت أكثر من قرنين من العيش التعددي في كنف إمارته.

بخلاف ذلك، فإن تجربة التحرير وبدل أن تدخل في هذا الرصيد، باغتتها التطورات المحيطة بلبنان منذ لحظة إسقاط صدام حسين في العراق الذي هو بمثابة «انهيار سد مأرب» سياسي في وجه النفوذ الإيراني، واستعار الهوية السياسية الشيعية على مستوى الإقليم المشرقي برمته. تلا ذلك اغتيال رفيق الحريري ثم حرب يوليو (تموز) 2006 ثم اجتياح بيروت وجبل لبنان عام 2008 ثم إسقاط حكومة سعد الحريري عام 2010 رغم فوزه مع حلفائه بالانتخابات النيابية قبل أشهر. صارت المقاومة أداة عدوان واحتلال واستتباع.

في هذه المناخات، خسر «حزب الله» والشيعة اعتراف الآخرين بأسطورتهم، وكما هي الحال دوماً يعود المتضررون إلى التاريخ الفرعي للأسطورة وهو في الغالب تاريخ أدق.

الحقيقة أن إسرائيل لم تنسحب من لبنان بسبب المقاومة، أو ليس بسببها فقط. والحقيقة أن رئيس وزراء في إسرائيل هو إيهود باراك خاض انتخابات برلمانية وكسبها تحت عنوان الانسحاب من لبنان. والحقيقة أن «حزب الله» كان يحضّر مجموعاته في الجنوب لشن عمليات نوعية واستعراضية تظهر وكأن إسرائيل انسحبت تحت الرصاص، لكن انكشافها دفع باراك لأن يأمر جنوده بانسحاب فوري وخلال 24 ساعة لسحب بساط الاستعراض من تحت أقدام «حزب الله». والحقيقة أيضاً وأيضاً أن الانسحاب متفاهم عليه مع لبنان عبر مفاوضات دامت أشهراً، وكان عنوانها الأمن بالمعنى التكتيكي للكلمة.

كل ذلك كان يمكن طمسه تحت عنوان المقاومة لو أن المقاومة بقيت في لبنان. لكنها والحال هي الحال المعروفة، خسرت أسطورتها وستنتظر طويلاً طويلاً قبل أن تتاح لها فرصة بناء أسطورة جديدة تعيد الوصل بين الشيعة والكيان اللبناني.

 

ما هو مصير حزب الله؟

فاروق يوسف/العرب/28 أيار/2019

من المبكر الآن التفكير في مصير حزب الله “اللبناني” ذي الهوية الإيرانية، فيما لا تزال إيران تلوّح بإمكانية عقد اتفاق نووي مضلل جديد مع الولايات المتحدة يتيح لها بعد الانتهاء من مسألة برنامجها النووي أن تبقى مهيمنة على المنطقة لأمد غير معلوم. إيران لم تفقد الأمل بعد، وهو كما أرى أمل المفلسين. إيران التي كانت تراهن على الوقت صارت اليوم تشعر بأن الوقت يمضي ضدها. فالعقوبات الأميركية قاسية إلى درجة تكاد معها إيران أن تفقد رشدها وترتكب الخطأ الذي تنتظره الولايات المتحدة. كانت هناك فرصة لطوق نجاة أوروبي تبيّن أنه محض وهم. وليس هناك من دافع يدعو الولايات المتحدة إلى أن ترخي حبل عقوباتها. تبدو الطرق كلها مسدودة في خضم صراع اقتصادي أميركي- صيني ليس لإيران مكان فيه. وإذا ما كانت روسيا ليست بعيدة عن إيران وهي كما تُظهر متعاطفة معها، فإنها لن تكون نافعة في المجال المصرفي. يعرف الروس أن تعاطفهم مع إيران لا يزيد عن كونه مجرد خطوة كيدية. ستكون إيران وحيدة في وقت قريب، إذا لم تكن كذلك الآن. لذلك فإن حزب الله الذي لا يمكن أن يمول نفسه ذاتيا هو عبء على إيران، بل هو أثقل أعبائها. فإيران من خلاله تموّل دولة داخل دولة. وتلك هي حقيقة وجوده في إطار الدولة اللبنانية.

لقد خططت إيران أن تكون طريقها من طهران إلى بيروت سالكة عبر العراق وسوريا. توهّم الكثيرون أن ذلك المخطط كان يتم برعاية روسية. على الأقل كان هناك صمت روسي. غير أن إيران نفسها ستكون عاجزة عن الإبقاء على ذلك الخط سالكا في ظل رقابة أميركية، لا تمانع روسيا من وجودها، أو أنها لا تملك القدرة على الحد منها.  أما إذا امتنعت إيران عن دفع رواتب مقاتلي حزب الله بما فيهم زعيمه حسن نصرالله، فعلينا أن نتوقع أن تلك الميليشيا ستلجأ إلى واحد من خيارين. إما أن تحل نفسها بطريقة صادمة بدءا بالاستغناء التدريجي عن مقاتليها ليكتفي الحزب بوجوده السياسي، أو أنها ستلجأ إلى الاستيلاء على الاقتصاد اللبناني، بما ينذر بنهاية لبنان.

هناك حل ثالث غير أنه لن يكون مناسبا لما ينطوي عليه من مغامرة قد تؤدي إلى اقتلاع حزب الله من جذوره. ذلك الحل- المغامرة يمكن تلخيصه بشن حرب جديدة على إسرائيل. ستكون حربا خاسرة ومدمرة للبنان، غير أنها ستكون مناسبة مقنعة لنهاية حزب الله.

“لقد أدينا واجبنا العقائدي” سيقول نصرالله إذا ما كُتبت له النجاة. فهل سينتحر حزب الله بلبنان؟ ذلك السؤال يمكن صياغته بطريقة أخرى هي “هل سيسمح المجتمع الدولي وهو المسؤول عن وصول حزب الله إلى نقطة اليأس المطلق بحدوث ذلك؟”.

لا أعتقد أن ما يفكر فيه حزب الله يقع خارج تقديرات الولايات المتحدة وهي التي وضعت ضمن مخططها لردع إيران أن تضع نهاية لأذرع إيران الممتدة في المنطقة وفي مقدمتها حزب الله. إذا لم تفكر في مصير لبنان فإنها بالتأكيد قد فكرت في ما يمكن أن يلحق بإسرائيل من أضرار، من منطلق الحرص على ألّا تساهم الدولة العبرية في الحرب ضد إيران.

حزب الله من جهته لن يستخف بالرؤية الأميركية وهو ما دفعه إلى اللجوء إلى الصمت في انتظار تطورات الموقف. فهو يجهل مثلما تجهل القيادة الإيرانية ما الذي يفكر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. أهي الحرب أم أن هناك هامشا للسلام، من شأنه أن يبقي على المحميات الإيرانية؟

تكمن ضحالة وسطحية ذلك السؤال في أنه لا يضع المشكلة في حجمها الحقيقي، ولا يرى في الأزمة التي تعيشها المنطقة إلا صراع مصالح، فإن ضمنت الولايات المتحدة سلامة مصالحها في المنطقة فإنها ستترك إيران تفعل ما تشاء. وذلك الفهم بني على تقديرات خاطئة.

وصلت الولايات المتحدة من خلال رئيسها إلى قناعة مفادها أن المحميات الإيرانية، وفي مقدمتها محمية حزب الله، صارت تشكل خطرا على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة وهو ما يشكل خطرا على مصالحها. تلك قناعة تجعلنا على يقين من أن حزب الله سيزول. أقامت الحرب أم لم تقم.

 

“منع توطين الفلسطينيين في لبنان”: كلمة حق يراد بها باطل 

علي الأمين/العرب/28 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75262/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86%D8%B9-%D8%AA%D9%88%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8/

يبدو أن الورقة الفلسطينية في لبنان ستدخل في لعبة المزايدات السياسية التي طالما دفع لبنان والفلسطينيون أثمانا غالية بسببها، ذلك أن القضايا العادلة طالما جرى استغلالها واستثمارها لحسابات لا تتصل بسبل الوصول إلى تحقيقها، بل بقدر ما كانت وسيلة من وسائل الصراع والتقاتل من أجل النفوذ والسلطة.

يحفل تاريخنا العربي الحديث بما بات يفرض علينا اليوم بعد كل الأحداث والتداعيات التي شهدها، بأن نعيد قراءة الأسباب العميقة لهذا الانتكاس الذي تعيشه الدول العربية، ولهذا التصدع الذي أصاب المجتمعات العربية، وجعلها غارقة في دوامة العنف والفوضى، ونهبا للاستغلال السياسي والاقتصادي، وبالمساحات الديموغرافية والجغرافية المشرعة للغزو باسم قضاياها العادلة، فيما تتحول هذه القضايا في يد سماسرة الغزو إلى أوراق للبيع في أسواق الدول الكبرى ومزايداتها المدمرة والقاتلة.

في قضية الوحدة العربية، وفي تجارب المشروع القومي العربي، الكثير من الدروس التي نتعلمها. هذا المشروع الذي قام وحكم في الدول العربية أو هيمن على هذه الدول طيلة نصف قرن وأكثر، إثر نكبة فلسطين في العام 1948، وأخطر ما فيه أنه وهو يرفع قضية تحرير فلسطين كمهمة استراتيجية، كان غارقا في عملية الاستحواذ على السلطة كيفما كان، وساعيا بكل قوة إلى إلغاء التنوع السياسي والاجتماعي، وإلى جعل القمع هوية للسلطة ومضمونها، وسبيلها إلى إثبات وجودها على حساب الحرية وتداول السلطة.

وكانت فلسطين بمأساتها الوسيلة الناجعة لتبرير القمع والعنف السياسي والاجتماعي، ذلك أن ما ارتكب من جرائم باسم القضية الفلسطينية في داخل الدول العربية، كان أكبر ممّا يمكن تخيله، والنماذج لا تحتاج إلى تمحيص وتدقيق، وهي حاضرة في صورة كل زعيم قمع شعبه، وفي كل حزب استحوذ على السلطة باسم فلسطين، من العراق إلى سوريا إلى السودان، فالجزائر ومصر وليبيا وغيرها من الأنظمة التي قامت على جرح فلسطين، وحوّلت دولها إلى أجسام مكدسة ومتهالكة محكومة بالعجز والتخلف، بل نهبا لقوى طامعة ودول مستعمرة تنهش منها، بعدما صارت شعوبها أسيرة انقسامات عصبية، كشفت كم أن المشروع القومي كان فاشلا ليس في تحقيق الوحدة العربية فحسب، بل كيف كان وبالا على الدولة الوطنية أيضا، بل هو مشروع الدولة الذي سيبقى المعيار لأي مشروع نهضة فعلية في العالم العربي.

لم يكن صعود الإسلام السياسي أفضل حالا، بل ينطبق عليه القول الشهير، “إن التاريخ لا يعيد نفسه ولكن إن عاد، فيعود على شكل مهزلة”. لم يهضم الإسلام السياسي التجربة القومية، ولم يقرأ الأسباب العميقة لارتكاسها في عالمنا العربي، لقد اعتقد أن مقولة “الإسلام هو الحل” كفيلة بأن تنقل الشعوب العربية من حال التخلف والهزيمة إلى التحضر والارتقاء، فقد شهد العالم العربي ومنذ انتصار النموذج الإسلامي في إيران في العام 1979 وفي تجلياته العربية، أسوأ مرحلة انهيار حضاري وسياسي وفكري وثقافي.

فالمشروع الإسلامي في تجلياته السياسية، أظهر كم هو خارج عن العصر وفاقد للجاذبية الحضارية، ومشروع خاوٍ إلا من هذا العطش إلى السلطة والتحكم باسم الدين، وربما تفوّق على عتاة المشروع القومي ببراعته في الاستثمار في الجهل، ووصل به الحال إلى أنه فقد ميزة المشروع الإسلامي الذي بشر به على صعيد وحدة المسلمين، ليتحول إلى مشاريع فرق إسلامية تتوسل العصبيات المذهبية والنزعات الفئوية، من أجل السلطة ولا شيء سواها. وانكشفت التيارات الإسلامية بعد عقود قليلة على صعودها، على أنها أحزاب وقوى فاقدة للمشروع الحضاري، وخاوية من أي جاذبية.

وبعد أربعة عقود على نموذج الجمهورية الإسلامية الذي بشرت به إيران، يكتشف الإيرانيون قبل غيرهم في هذا العالم، أن هذا النموذج الذي حكم إيران باسم الإسلام، زاد من فقر الشعب الإيراني، وجعل الدولة الإيرانية في مصاف الدول التي يشكل النفور والعداء لها في محيطها أبرز ملمح في هوية نظامها. وللمفارقة وعلى الرغم من النفور العربي والإسلامي من السياسات الأميركية، فإن العقوبات القاسية التي فرضتها الإدارة الأميركية منذ أكثر من عام على إيران، وجرى التشديد عليها منذ مطلع الشهر الجاري، لم تنتج أيا من مظاهر التضامن أو الاحتجاج الشعبي عربيا وإسلاميا وحتى عالميا، على خلاف ما حصل في قضايا أخرى، ولاسيما بعد الغزو الأميركي للعراق في العام 2003 وغداته التي شهدت تحركات احتجاجية في معظم الدول العربية والإسلامية وفي أوروبا وفي غيرها من دول العالم.

إيران اليوم فقدت حتى التعاطف أمام العقوبات الأميركية، بل وصل العداء المتغلغل لدى الشعوب العربية إلى موقع لا يكاد ينافسها أحد عليه.

مجددا يحاول حزب الله إعادة استثمار هذه القضية، لكنه لا يدرك أنه جاء في الوقت الذي أمعن في استغلالها إلى الحدود التي بات من الصعب الانجرار وراءه باسم فلسطين، أو باسم خطر توطين الفلسطينيين في لبنان، كما قال أمينه العام قبل أيام، بأن على اللبنانيين والفلسطينيين التحرك في سبيل مواجهة خطر التوطين، بسبب ما يسمى تداعيات “صفقة القرن”.

ولكن هذه الدعوة التي يحملها حزب الله اليوم، تأتي في أعقاب مسلسل من الارتكابات بحق القضية الفلسطينية نفسها، فنهر الدماء الذي سال في سوريا باسم فلسطين كما روّج حزب الله ولا يزال لتبرير قتاله في سوريا ولتدمير مخيمات اللجوء في سوريا ولتهجير السوريين والفلسطينيين في هذا البلد، كان مسبوقا بخطوات مدمرة طالت السلطة الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني.

فحزب الله ومن خلفه إيران استثمرا في الانقسام الفلسطيني منذ تسعينات القرن الماضي، ولم تكن هذه السياسة في مآلاتها اليوم إلا هدايا للكيان الإسرائيلي، وعلى حساب وحدة الشعب الفلسطيني. فالاستثمار في الانقسام لم تكن غايته لا القدس ولا فلسطين، بل كان توظيف الورقة الفلسطينية من أجل تحقيق النفوذ على امتداد المنطقة العربية، بعد المساهمة في إسقاط الدولة فيها، أما إسرائيل فكانت شريكا موضوعيا في المكاسب الإيرانية، بحيث أن الانتصارات الإلهية، كما يسمي حزب الله انتصاره على معارضي نظام بشار الأسد، كانت نتائجها المزيد من التمدد والنفوذ لإسرائيل في المنطقة العربية وفي سوريا التي تطمئنّ لبقاء نظام الأسد واستمراره. قضية التوطين في لبنان هي ورقة في بازار الحسابات الإيرانية بالمنطقة العربية، التي لن تعير بالا للدولة اللبنانية، ولا للحقوق الفلسطينية التي طالما استثمرتها قوى الممانعة في لبنان منذ زمن الوصاية السورية، كمسألة ابتزاز للدولة اللبنانية، أو منصة لتصدير العنف ولمنع قيام الدولة. فمنذ أن توقف العمل العسكري الفلسطيني ضد الاحتلال عبر لبنان، صارت البندقية الفلسطينية أداة لتصفية الحسابات ولتوجيه رسائل أمنية، ووسيلة لتطويع الفلسطينيين وإدراجهم في الحسابات الإيرانية والسورية بمشيئتهم أو رغما عنهم. رفع شعار منع التوطين اليوم يمثل “كلمة حق يراد بها باطل”.

 

أذرع إيران العسكرية وجهاً لوجه مع الأميركيين

جورج حايك/الجمهورية/27 أيار/2019

كان لافتاً ما تداولته وسائل الإعلام الأميركية عن الاتصال الذي أجراه قائد فيلق القدس قاسم سليماني بالأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله، إذ قال له وفق ما روي: «التحالف الأميركي - الصهيوني يحيك مؤامرة وهناك عاصفة مقبلة.. كن جاهزاً». لا أحد يشك في أنّ الأذرع العسكرية لإيران في الشرق الأوسط هي جزءٌ من استراتيجيّة الحرب لدى قادتها وسيكون لها دور أساسي في حال اندلاع حرب بينها وبين الولايات المتحدة، وتبدو هذه الأذرع في جهوزية عسكرية وتستكمل استعداداتها كل يوم بانتظار ساعة الصفر. وينتشر حلفاء إيران ما بين لبنان وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان والبحرين على جبهات متراصة وجهاً لوجه مع الأميركيين وحلفائهم اليمنيين والسعوديين والإماراتيين والاسرائيليين. ويبرز دور الميليشيات الشيعية التي تحرّكها إيران في المنطقة بعمليات خاطفة وسريعة تردّد أنها قامت بها في مواقع عدة كسفن الفجيرة في الإمارات وأنابيب النفط في السعودية والمنطقة الخضراء الشديدة التحصين في بغداد رغم نفي إيران أيَّ دور لها في هذه الاعتداءات، فيما ردّ الأميركيون بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة خشية من هجوم إيراني. تُدرك إيران أنّ قدرات حلفائها كبيرة وقد يشكّلون الورقة الرابحة لها في أيّ حرب مقبلة لأنهم يحاربون بأسلوب العصابات التي تضرب وتختفي، وبالتالي قد يكون سهلاً على الإدارة الأميركية ضربُ إيران مباشرة إلّا أنه من الصعب عليها مواجهة ميليشيات تحقق ضربات استراتيجية ضد أهداف أميركية ثم تتوارى في مراكز مدنيّة يصبح الردّ عليها صعباً من دون إلحاق أذى بالمدنيين. ليس سراً الردّ الذي ستستخدمه إيران بمواجهة الولايات المتحدة، فهي تنشر قواعدها العسكرية بشكل علني وفاضح في البحرين والإمارات والكويت وقطر والعراق وسوريا ما سيجعلها بمتناول الصواريخ الإيرانية مباشرة، وهذا ينسجم مع ما قاله الجنرال في الحرس الثوري الإيراني حجي زاده: «إذا قام الأميركيون بالتحرك، فسنضربهم في الرأس».

لكنّ المعركة لن تكون بين الولايات المتحدة وإيران فقط بل ستشمل الدول المحيطة التي تنتشر فيها أذرعها العسكرية وهي تشمل:

العراق

إكتسبت الجماعات الشيعية المدعومة من إيران هناك قوة كبيرة بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وتمّ دمجُ بعضها في قوات الأمن العام المنصرم، لكنّ أقوى المجموعات التي تمّ تدريبُها وتجهيزُها وتمويلُها من قبل إيران هي «عصائب أهل الحق» و»كتائب حزب الله» وحركة «حزب الله النجباء» ومنظمة «بدر»، كلّها مجهّزة بقدرات صاروخيّة وطائرات بدون طيار، في مقابل 5200 جندي أميركي موجود في العراق.

اليمن

يبدو الحوثيون مستعدين لمساندة إيران في أيّ حرب مقبلة وهم شديدو العداء للأميركيين ولحلفائهم الخليجيين ولا سيما السعودية. هؤلاء خضعوا لتدريبات على يد مشرفين إيرانيين و»حزب الله» اللبناني، واستخدموا صواريخهم ضد المرافق السعودية إضافة إلى طائرات من دون طيار مطوَّرة يمكنها إسقاط قنابل بكثافة وبدقة أكثر. وتشير المعلومات إلى أنّ الحوثيين يسيطرون على الأسطول البحري القديم الذي كان يملكه الجيشُ اليمني ويتضمّن زوارق سريعة وألغاماً بحريّة قد تعمل على تعطيل سفن النفط في البحر الأحمر.

سوريا

قامت إيران بتطوير شبكة ميليشياتها في سوريا طوال ثمانية أعوام من الحرب المتواصلة وهي تشمل «حزب الله» اللبناني ومجموعة نجابة العراقية ومجموعة الفاطميين الأفغانية. هؤلاء قاتلوا على الحدود السورية العراقية، بالقرب من القاعدة العسكرية الأميركية في التنف، وعلى تخوم مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل.

لبنان

يعتبر الإيرانيون «حزب الله» الأكثر قوة ضمن لائحة حلفائهم وقد حرصوا على تدريبه وتجهيزه بالأسلحة النوعية منذ عام 1982 حتى أصبح جيشاً متكاملاً عديداً وعتاداً، يقاتل بعقيدة عسكرية صلبة مدعمة بمشاعر دينية تحثّه على القتال حتى الاستشهاد، وقد اكتسب خبرات هائلة في حروب متتالية مع إسرائيل إضافة إلى خبرات في القتال بسوريا، وهو مجهَّز بترسانة كبيرة من الصواريخ «الدقيقة» التي يمكن أن تضرب كل أنحاء إسرائيل، بما في ذلك مفاعلها النووي، مع استعداد لتسلّل مقاتليه عبر الحدود إلى إسرائيل كما هدّد أمينه العام نصرالله مرات عدة. وقد أعلن «حزب الله» أكثر من مرة أنه لن يبقى على الحياد إذا شنّت أميركا أيَّ حرب على إيران وخصوصاً إذا شاركت إسرائيل فيها.

أفغانستان

يؤكّد الأميركيون وجود علاقة بين إيران وحركة طالبان في أفغانستان بعدما قدّمت لها الأولى الأسلحة والتمويل واللوجستيات، وتبدو طالبان في أفضل حالاتها منذ الحرب التي قادتها عليها أميركا بعد هجمات 11 أيلول 2001، وقد سيطرت على المزيد من الأراضي وحققت تقدماً ملحوظاً، ولدى الأميركيين معلومات بأنّ مجموعة كبيرة يبلغ عددها 50000 ألف مقاتل أفغاني شاركت في القتال في سوريا كجزء من الفاطميين المدعومين من إيران. هؤلاء تعهّدوا بالقتال أينما يطلب منهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وقد يكون الاحتكاك العسكري بينهم وبين الأميركيين وارداً وخصوصاً أنّ أفغانستان لا تزال تحتوي 14000 جندي أميركي.

البحرين

يعمل في البحرين تنظيمان شيعيان تابعان لإيران هما سرايا المختار وسرايا الأشتر. الأول تأسس عام 2011 واعتمد على أسلوب حرب العصابات والهجمات الخاطفة والتفجيرات ضد الأهداف المدنية وقوات الأمن. أما الثاني فتأسّس عام 2012، ويلقى دعماً من إيران والجماعات الشيعية العراقية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. ويقود التنظيم كل من أحمد يوسف سرحان المعروف باسم أبو منتظر، وجاسم أحمد عبدالله المعروف باسم ذو الفقار، وكلاهما بحريني هارب، ويُعتقد بأنهما يتواجدان في إيران. وقد ظهرت بعد ذلك الكثير من التنظيمات التي تتّخذ أسماء مختلفة، منها «سرايا المقاومة الشعبية»، و»طلائع التغيير»، وقد تبنّت هذه التنظيمات كل العمليات العسكرية التي تمّ تنفيذها في البحرين.

 

«توطين مزدوج» .. يطرق باب لبنان

نبيل هيثم/الجمهورية/27 أيار/2019

يعبّر مسؤول كبير عن ضيق شديد ممّا سمّاه «السيرك»، الذي أُدخلت فيه الموازنة، والتهريج السياسي السخيف، الذي حكم منطق الزيادات والتخفيضات وما الى ذلك من صفات، فيما مياه المنطقة ومفاجآتها تجري من تحت أرجل اللبنانيين. فإن كانوا يعرفون مصيبة، وإن كانوا لا يعرفون فالمصيبة أكبر.

ما يدفع المسؤول الكبير هو التحذيرات المتتالية التي بدأت تصل منذ مدة الى لبنان، ونقل بعضها شخصيات أوروبية بصفات أمنية واستخبارية وديبلوماسية، تتقاطع عند أمر وحيد: المنطقة على شفير تبدّلات جذرية!

لم يفهم المسؤول المذكور حتى الآن ما المقصود بـ»التبدّلات الجذرية»، الّا أنّ ما نُمي إليه من حركة تلك الشخصيات، انّها تمسك رؤوس خيوط، عمّا قد يحصل، وضمن بقعة جغرافية تمتد من إيران، الى سوريا، الى فلسطين فلبنان. وانّ المسألة ليست طويلة، بل هي مسألة اسابيع قليلة، تبدأ شرارتها الاولى مع الاعلان المرتقب لـ»صفقة القرن» التي دخلت مرحلة التمهيد لهذا الإعلان مع مؤتمر البحرين اواخر الشهر المقبل، بإدارة ورعاية مباشرة من قِبل الولايات المتحدة الاميركية.

اربع نقاط تؤشر إليها تلك الشخصيات:

الأولى، إيران، حيث يبدو التوجّه جدياً، نحو تحييدها، بمزيد من الضغوط التي تُمارس عليها من قِبل الولايات المتحدة، بما يتخطّى العقوبات والحصار وإنهاء إعفاءات التصدير النفطي، الى حدّ الدخول في مواجهة مباشرة معها يمكن وصفها بأكبر من اشتباك وأصغر من حرب، حيث قد تأخذ شكل ضربات موضعية لبعض الأهداف.

الثانية، سوريا، حيث يبدو التوجّه واضحاً نحو إجراءات قاسية ضدّ النظام السوري، من دون ان تُحدّد ماهية هذه الاجراءات ونوعيتها ومكانها وزمانها. وايضاً من دون ان تُحدد الجهات التي ستنفّذ هذه الإجراءات.

الثالثة، فلسطين، وهي الهدف الاساس لـ»صفقة القرن»، والتي ان مرّت كما هو مرسوم لها، سترسم خريطة فلسطينية جديدة، تُنهي بشكل كامل ما اتُفق على تسميته منذ نكبة فلسطين بـ»القضية الفلسطينية». وتترك مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في عالم الشتات.

الرابعة، لبنان، ليس بوصفه ساحة قد تشهد توترات او عمليات عسكرية، بل بوصفه ساحة تلقّي الصدمات العنيفة، وهو على صِغر مساحته الجغرافية، قد يكون الساحة الأكثر تأثراً بالتداعيات. إذ انّ التطورات المحتملة على ساحة المنطقة وربطاً بـ»صفقة القرن»، والتي تهدّد بإعادة خلط الاوراق فيها، ستجعله يرزح امام خطر التوطين المزدوج، اي الخطر الاصغر هو توطين الفلسطينيين، والخطر الاكبر هو توطين السوريين، الذين زاد عددهم عن المليونين. يكشف المسؤول الكبير، انّ ما حملته تلك الشخصيات الى بيروت في الآونة الاخيرة، يؤكّد انّ «صفقة القرن» صارت امراً واقعاً، ويمكن القول إنّها دخلت فعلاً مرحلة التطبيق، ولن يعيق تقدّمها شيء. والسؤال هنا، ليس عن تأثيراتها في فلسطين في ظل رفض الفصائل الفلسطينية لها، والتلويح بانتفاضة في مواجهتها تشارك فيها مختلف الفصائل الفلسطينية. لكن السؤال هو عن لبنان: هل يستطيع ان يمنع توطين الفلسطينيين ويجنّب نفسه تجرّع هذه الكأس؟

يؤكّد المسؤول عينه، انّ بعض تلك الشخصيات قاربت ملف التوطين في حديثها مع بعض اللبنانيين، بوصفه امراً واقعاً. وانّ فرص تثبيته في لبنان في هذه المرحلة أكبر من أي وقت مضى، وانه قد لا يكون في استطاعة لبنان ان يمنعه. وبدا واضحاً في كلام تلك الشخصيات انّها تقارب الموضوع بنفس إغرائي، بأنّ لبنان قد يجني فائدة مالية كبرى من التوطين. ذلك انّ ثمة توجهاً واضحاً في «صفقة القرن» الى توفير مبالغ مالية كبيرة للدول التي تستضيف لاجئين فلسطينيين.

المفاجىء في الامر، يضيف المسؤول نفسه، هو السؤال المريب الذي طُرح على لسان أحد المسؤولين الأمنيين الاوروبيين، ومفاده: اي توترات قد تحصل لن تكون في مصلحة احد. أليس الأجدى للبنان ان يقبل بتوطين الفلسطينيين لديه، وخصوصاً انّ عددهم يمكن استيعابه (174 الفاً)، كما استوعبهم على مدى السنين الماضية، فهذا الامر سيرتد بفائدة مالية على لبنان تساعده في أزمته الاقتصادية الخانقة التي يعانيها؟ وايضاً، أليس الأجدى له ان يبدأ بالاهتمام بترتيب شؤونه الداخلية، دون الغرق في المشكلات المحيطة به، وينصرف الى بدء التحضير لكيفية الاستفادة من ثرواته البحرية، خصوصاً انّ مسألة الحدود قد دخلت مرحلة الحل، والاميركيون جادّون هذه المرة في صياغة حل بين لبنان واسرائيل؟

يكشف المسؤول، انّ الجواب على هذا الكلام الخطير، خلاصته الآتي:

اولاً، انّ لبنان لا يملك الّا ان يعارض هذه المسألة الخطيرة. ورفض التوطين يُفترض انّه هو محل إجماع بين كل اللبنانيين، وجرى التأكيد عليه في الطائف وفي الدستور اللبناني، وهو بالتالي غير دستوري وغير شرعي وغير شعبي، ويوجّه ضربة في الصميم الى الكيان اللبناني.

ثانياً، انّ لبنان لا يمكن ان يتهاون حول هذا الامر. فالضعف لا يردع، بل القوة هي التي تردع، وعنصر القوة الاساس هو الوحدة الداخلية. ورفض التوطين او قبوله بالنسبة الى اللبنانيين هو كمن يخيّرهم بين الحياة والموت. ثالثاً، انّ ما يعني اللبنانيين هو أمن لبنان، والتزاماتهم الدولية مشروعة بوضع حدود لكل التعدّيات الاسرائيلية على بلدهم، وبالتالي هم ليسوا معنيين ابداً بأمن اسرائيل.

وعلى الخط الساخن نفسه، معلّق ايضاً ملف النازحين السوريين، وتلك الشخصيات قاربته كملف عالق بالكامل، الى حد نعي إمكانية العودة في المدى المنظور. والاتهام جاهز لدى هذه الشخصيات بأنّ النظام السوري يرفض إعادة هؤلاء.

السيد حسن نصرالله قال بالأمس، إنّه طرح مسألة إعادتهم مع الرئيس السوري بشار الاسد وانّه موافق، وتحدّث الامين العام لـ»حزب الله» في الوقت نفسه عن معلومات تفيد بتأخير دولي متعمّد لاعادة النازحين الى ما بعد الانتخابات الرئاسية في سوريا.

يقول المسؤول الكبير، إنّه توقف ملياً عند ما قاله نصرالله .. ويذكر، انّه بعد حرب تموز لم يكن الاسرائيليون يريدون عودة الاهالي الى بلداتهم التي هُجّروا منها جرّاء الحرب، ومع ذلك اتخذنا القرار وعاد الاهالي في اللحظة التي أُعلن فيها قرار وقف العمليات الحربية آنذاك. إعادة النازحين السوريين تتطلب قراراً جريئاً من الدولة اللبنانية بالدخول بحوار مباشر مع الدولة السورية لإعادتهم. الا انّ الشرط الاساس هو ان يكون اللبنانيون بموقف واحد وكلمة واحدة حول هذا الامر، وليس فريقاً مع العودة وفريقاً ضدها.

وعلى قاعدة أشهد انني قد بلغت، يقول المسؤول عينه: ما يجب ان يكون معلوماً بالنسبة الى اللبنانيين، هو انّ دولاً تدفع للسوريين من أجل ان يبقوا في لبنان، وجزء كبير من السوريين يتجاوبون مع هذه الإغراءات. وهنا مكمن الخطر. والخطر الاكبر هو انّ لبنان اليوم امام توطين مقنّع للسوريين. واستمرارنا على هذا التباين في الداخل، سيثبت هذا التوطين الى ما شاء الله. وساعتئذ لن ينفع الندم.

 

ساعة الصفر والهواتف غير النظيفة

سناء الجاك/النهار/27 أيار 2019  

اسألوا أيّ لاجئ سوري يجيب أنه سواء في لبنان او في سوريا، يحرص هو والجميع على تنظيف هاتفه من كل إشارة الى ما يهدد باعتقاله واخفائه وربما قتله. ملوثات الهاتف غالباً ما تحوي أرقاماً أو صوراً تدين مالك الهاتف المحمول. لذا لا بد من محو كل ما يفتح شهية مخابرات النظام السوري لاعتقال من يقع هاتفه في أيديهم، ليبدأ المسكين رحلته الى المجهول. المفجع ان اللاجئين يتحدثون عن الأمر، كأنهم يتحدثون عن أي أمر عادي من أمور الحياة.

تحكي امرأة أن جارتها اعتُقِلت لأنها تلقت اتصالاً من شقيقها الهارب من الخدمة الإلزامية الى تركيا. وتضيف ان لبنان ليس أكثر أماناً من سوريا بوجود حلفاء للنظام في كل مكان، فبعض الحواجز الأمنية التي تعترض هؤلاء اللاجئين وتدقق في أوراقهم، تتفحص أيضاً هواتفهم. لذا الاحتياط ضروري.

مع هذا، نجد ان المزايدين من أصحاب الجوع الى النفوذ والسلطة يرددون في كل مقام ومقال انهم يعملون لإنجاز عودة كريمة وآمنة للاجئين.

كريمة وآمنة؟ كيف وأين؟ لا يهم. المهم الاستمرار الببغائي في الخطاب الشعبوي التعبوي، مع تجاهل ما يحتمل ان تؤدي اليه هذه التعبئة، التي تعتمد الاضطهاد من خلال طرد لاجئين وجرف مخيماتهم واتهامهم بتلويث منابع المياه والتسبب بعجز الكهرباء، هذا عدا التجييش العنصري بحجة الدفاع عن الوطن.

لكن لا بحث بموضوعية وجدية عن حلٍّ يناسب خطورة الوضع الذي يحمل بصمات متواطئة أدت الى هذه الفوضى في تحويل لبنان مخيما عشوائيا وضخما للجوء السوري.

لا مواجهة لحقيقة الحدود الشرقية الفالتة التي يسيطر "حزب الله" على مرتفعاتها من مقلبي سلسلة الجبال ويلغي وجود الجيش اللبناني.

من جهة، تهديد بـ"داعش" لتكريس خوف الأقليات وحاجتها الى التحالف في وجه غول التطرف السنّي. ومن جهة ثانية استفحال الاضطهاد والظلم في حقّ سوريين هربوا من الموت والقمع والجوع لرفع منسوب التطرف والكراهية للبنانيين لديهم.

من يتشدق بكل العنصرية والحقد في موضوع اللاجئين السوريين وضرورة عودتهم، مصوّراً الوضع الأمني في سوريا بأنه مستقر، لم يتابع ما جرى في قلعة المضيق المؤدية الى جسر الشغور وصولاً الى إدلب، التي كانت تتعرض منذ ثلاثة أشهر الى قصف روسي مركز، أسفر عن تهجير أكثر من 500 الف نسمة، بتسهيل من النظام الاسدي، ليصار بعد ذلك الى تهديم كل منازل البلدة وحرق بساتينها، ما يمنع أي عودة لسكانها، مع استنتاج بسيط أن التغيير الديموغرافي سيطالها أيضاً، كما حصل في القصير والقلمون ومخيم اليرموك، ومناطق كثيرة أخرى، أصبحت مستحيلة حتى بالاحلام على مَن تهجر منها.

فالواضح ان سياسة الأرض النظيفة لا تختلف عن سياسة الهاتف النظيف. ما يذكّرنا بالنازية والصهيونية وأساليبهما لتحقيق مخططات تقلع الناس من ارضهم وتغيّر هوية البلدان.

الخطير في الأمر هو التواطؤ بين أذرع المحور الإقليمي الممانع لتنفيذ هذا المخطط، تحت حجة "ضرورة نشر ثقافة المقاومة والممانعة بين الشباب العربي لمواجهة المخططات والأجندات الاستعمارية الهادفة إلى تضليل عقولهم وتشتيتهم".

هذه الضرورة التي تخفي القلق الإيراني من المواجهة الحالية مع الولايات المتحدة وتأثير العقوبات على وجود دولة "ولاية الفقيه"، ومدى اختناق النظام الإيراني، الذي لم تفرج الساحة السورية همومه على رغم الجهد المبذول من خلال "حزب الله" و"الزينبيين" و"الفاطميين" وغيرهم. وتحديداً بعد عجزهم عن حماية النظام الأسدي، ما استدعى التدخل المباشر للروس لتصبح لهم الكلمة الفصل وتحجيم النفوذ الإيراني.

هي الساحة اللبنانية، وورقة اللاجئين السوريين، تبدو ملائمة كلغم حاضر للانفجار عندما تتطلب مصلحة الممانعين ذلك، حيث يمكن لمحور الممانعة اللعب قدر ما يشاء في غياب أي معارضة بعد تدجين الطبقة السياسية.

هي الساحة اللبنانية المهددة اليوم أكثر من أي وقت مضى بفتنةٍ قوامها لعب ورقة اللاجئين السوريين من خلال اضطهادهم والتنكيل بهم وبالاساليب ذاتها التي يعتمدها النظام الاسدي، مقابل الاستمرار في خطاب العنصرية والكراهية لجر الجميع الى مواجهات دموية قد تكون مع تفاقم التدهور الاقتصادي، المدخل الى طاولة مفاوضات بحثاً عن صيغة جديدة تناسب المحور الإقليمي الممانع وأدواته. لم يتوقف التحضير لهذا الإنفجار الكبير القادر على اطاحة الصيغة الهشة التي يستوي عليها لبنان بعد اتفاق الطائف. الا ان ساعة الصفر التي ستشغل كل الهواتف غير النظيفة تتوقف على الاستحقاقات التي تتطلب تفخيخ الاستقرار المتأرجح من خلال أي سيناريوات متاحة.

 

سامي الخطيب: التقاطع الممكن بين الشهابية والناصرية والبعث

نقولا ناصيف/الأخبار/الإثنين 27 أيار 2019

يطوي رحيل سامي الخطيب (26 أيار 2019) ليس حقبات ثلاثاً من الشهابية فحسب، بل فصولاً مهمة من دور سوريا قبل أن تدخل إلى لبنان ثم بعده. كان كذلك جزءاً من فصول ناصرية انخرطت في الصراعات اللبنانية. أكثر من مرة كان الرجل الذي تحتاج إليه المرحلة

بعد الملازم اول احمد الحاج عام 1956 والملازم اول غابي لحود عام 1959، كان الملازم سامي الخطيب عام 1960 ثالث الرجال الاوائل للشعبة الثانية في ظل رئيسها انطون سعد. مذذاك سيمكث فيها بلا انقطاع طوال عقد من الزمن، يصنع سمعة مَن سيُدعى «الوالي». لقب اطلقه عليه صائب سلام بكل ما يرمز من مغازي التسلط والقسوة العثمانيين. عزاه سامي الخطيب إلى واقع أنشأته في بيروت السنوات الثلاث الأولى من عهد فؤاد شهاب. استقطب قبضايات الأحياء ووجهاءها والشخصيات النافذة، المسيحية والإسلامية، ومنحهم حماية الإستخبارات العسكرية في مقابل تعاونهم بمدّهم إياها بالأخبار والتقارير عن التحرّكات المحلية، فجعل منهم مخبرين. بينهم مَن يتقاضى راتباً أو يحصل على رخصة حمْل مسدس له أو لأنصاره أو تُسهَّل له معاملات. تحوّل ضابط الإستخبارات زعيماً سياسياً موازياً لأولئك التقليديين الذين عرفهم البيروتيون.

لم تتخذ الشعبة الثانية موقعها المؤثر إلا غداة محاولة الانقلاب التي نفذها الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1961، ستحمل سامي الخطيب على تولي التحقيق مع قادة الحزب، لا سيما منهم رئيسهم عبدالله سعادة الذي سيمثل امامه ساعات لانتزاع إعترافات منه. بسبب التزامه الصمت، عامله بقسوة لم يغفرها له القوميون السوريون. حتى أيامه الأخيرة كان لا يزال يحتفظ بتسجيلات الإعترافات تلك في منزله في قريطم. لأن المقصود ليس انقلاباً فحسب، بل قتل فؤاد شهاب وإسقاط نظام برمته، لم تكن ثمة أعذار أمامه للتساهل. خلافاً لرئيسه غابي لحود، الذي غاب قبل سنة وشهرين (آذار 2018)، محتفظاً في منزله في مدريد بصورة فؤاد شهاب فقط، من السهولة بمكان اكتشاف اعتزاز سامي الخطيب بثلاث صور على منضدات مكتبه: فؤاد شهاب وجمال عبدالناصر وحافظ الأسد. على نحو ما، صنع هؤلاء تاريخ الرجل في لبنان.

على مرّ صعوده في الشعبة الثانية، في عهدي فؤاد شهاب وشارل حلو، عني سامي الخطيب، في ظل أنطون سعد، ثم في ظل غابي لحود منذ عام 1964، ببناء العلاقة الاكثر تعقيداً بين نظامين عربيين مجاورين للبنان، كنَّ احدهما للآخر عداء مستحكماً: الناصرية وحقبتا الإنفصال عام 1961 ثم البعث منذ عام 1963 في سوريا. ساورت العدوّين شكوك في أن كلا منهما ينشئ على الاراضي اللبنانية خلايا مناهضة للآخر للإنطلاق منها إلى داخله والإعتداء عليه. اذذاك وجد لبنان نفسه أسير تناحرهما. إختار الإنحياز الى مصر من دون قطع تواصل الحدّ الأدنى مع سوريا. لأن لبنان كان أقرب الى جمال عبدالناصر منذ عام 1959، راح السوريون يستفسرون عن «النقيب السنّي» الذي يستقبله الزعيم المصري. بذلك تعاقبت عليه محطات بالغة الأهمية على مرّ عقد الستينات: انتخابات 1960 و1964، قبل الإنخراط في محاولة تجديد ولاية فؤاد شهاب إلى أن رفضها الرئيس. في عهد شارل حلو كان غابي لحود واجهة العلاقة المباشرة بالرئيس، فيما الأرض متروكة لرئيس فرع الأمن الداخلي، إلى أن أضحى قبالة محطات ثلاث متلازمة: فضيحة خطف الميراج في ايلول 1969. لم يكن سامي الخطيب أحد أبطالها سوى في دقائقها الاخيرة، فيما عُهِد في استدراج الديبلوماسيين السوفياتيين إلى الملازم أول الطيّار محمود مطر. هاجم على رأس جهاز الأمن المشترك مع عباس حمدان شقة الديبلوماسيين، وبخطأ مكلف غير محسوب نجم عن اطلاق رصاصة، فشلت خطة كشف الصفقة بالجرم المشهود. ثم بعد أقل من شهرين في تشرين الثاني 1969، إنضم إلى مفاوضات اتفاق القاهرة كأمين سرّ قائد الجيش العماد اميل البستاني إبان مفاوضاته مع ياسر عرفات. كتب بنفسه محاضر المفاوضات التي راح يتبلغها غابي لحود. ثالث المحطات المكلفة انتخابات رئاسة الجمهورية عام 1970. وثق لحود بالنواب الذين وعدوه بمنحه أصواتهم، بينما شكك سامي الخطيب في صدقيتهم وتوقع خسارة مدوّية للمرشح الشهابي الياس سركيس.

مع ذلك، بتكليف من غابي لحود، وبأمر مهمة وافق عليه قائد الجيش العماد جان نجيم لم يُحَط شارل حلو بمعلومات دقيقة عنها، ذهب سامي الخطيب إلى القاهرة لطلب دعم جمال عبدالناصر لترشيح حاكم مصرف لبنان (سركيس). في اجتماعهما في منزل الرئيس في منشية البكري في حضور مدير مكتبه سامي شرف، قال الزعيم المصري: «الياس سركيس ده ما اعرفوش».

لمّح إلى احتمال أن تؤول إليه قيادة الجيش بالأصالة بعد التخلص من عون

ثم أضاف: «أريدك أن تذهب مباشرة إلى الرئيس شهاب من دون المرور بالتراتبية السائدة عندكم، وتقول له إنه هو مرشحي الوحيد للرئاسة، وليس لديّ أي مرشح سواه. المرحلة المقبلة توجب وجوده على رأس الدولة اللبنانية. قلْ له أيضاً إنني مستعد لتقديم دعم سياسي كامل له، ومستعد لدعم مالي مع أنني في حاجة إلى الفلس الواحد هنا في مصر، ومستعد لدعم عسكري بالسلاح إذا اقتضى الأمر. لكنني لا أعرف الياس سركيس. أنا أؤيّد الرئيس شهاب وحده».

أذن سقوط الشهابية بحقبة جديدة. أقصى سليمان فرنجيه ضباط الشعبة الثانية إلى مناطق حدودية نائية لمعاقبتهم، قبل أن يُعيّنوا ملحقين عسكريين في دول آسيوية وافريقية ولاتينية في كانون الأول 1970، من بينهم سامي الخطيب في باكستان. بانقضاء سنة استدعيوا كي يحالوا على المجلس التأديبي بتهم قيل إنها ارتكابات العهد الشهابي، فسُرّحوا. تقدّموا بمراجعات إبطال لدى مجلس الشورى، فانتقم منهم العهد الجديد بإحالتهم على المحكمة العسكرية في ايلول 1972، وإصدار مذكرات توقيف في حقهم. اذذاك اختار سامي الخطيب الطريق التي ستغيّر حياته برمتها.

بلغ إليه من أحد أصدقائه أن زنزانته في سجن رومية تحمل الرقم 8. تذكّر عبارة للواء حافظ الأسد - قبل ان يصبح رئيساً - نقلها إليه عام 1969 نائب رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية السورية الرائد علي دوبا يرافقه الرائد سليم حسن، هي أن «أبواب سوريا مفتوحة لك. لن تُعامَل إلا كأي ضابط سوري في قيادة هذا الجيش في أي وقت تأتي». كان سامي الخطيب نجح وسليم حسن في توقيف شبكة متورّطين في عمولات غير قانونية في الجيش السوري هرب أفرادها إلى لبنان.

ذهب إلى فؤاد شهاب وأخطره بقراره. لم يوافق مفضّلاً له البقاء في بيروت. ردّ: «لن أدعهم يذلونني ويسجنونني. أنا ذاهب إلى الشام لأنني هناك ورقة في يدك بينما في السجن أكون ورقة في يد سليمان فرنجيه وصائب سلام».

من ثم أوفد شقيقه محمد الخطيب إلى سليم حسن، ناقلاً رغبته في اللجوء إلى سوريا: «هل لا تزال أبوابها مفتوحة كما وعد اللواء حافظ الأسد عام 1969».

مساء ذلك اليوم ذهب سليم حسن إلى وزير الداخلية علي ظاظا وأطلعه على هذه الرغبة، فكان أن اتصل الوزير بالرئيس الذي رحب فوراً، وطلب إنجاز ترتيبات ضمان انتقال الضابط اللبناني الملاحَق إلى دمشق وسلامته.

ليل 21 شباط 1973 بعدما صدر قرار منعه من مغادرة الأراضي اللبنانية من دون إذن مسبق من السلطات القضائية، انتقل في سرّية كاملة إلى مسقطه جب جنين ومنها إلى الحدود اللبنانية - السورية. انتظره شخصان ساعداه على عبور الجرد إلى داخل الأراضي السورية. زار سامي الخطيب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السورية العميد حكمت الشهابي ومعاونه الرائد علي دوبا. في اليوم التالي انتقل إلى فندق أميّة، قبل أن يقيم في بيت خاص قبالة مقرّ آمرية سلاح الجوّ السوري في شارع المهدي بن بركة، المجاورة بدورها لمبنى قيادة الأركان السورية.

في اليوم الخامس إستقبله الرئيس السوري: «ليس لك أن تشكرني، بل أنا الذي أريد أن أشكرك. بفضلك تغيّرت وجهة اللجوء السياسي التي كانت دائماً من الشرق إلى الغرب. الآن أصبحت من الغرب إلى الشرق، فشكرًا لك».

في حزيران 1974 عاد الى بيروت في صفقة شملت ايضاً جان ناصيف وسامي الشيخة وكمال عبدالملك والعماد إميل البستاني الذي كان لجأ إلى دمشق في الشهر نفسه شباط 1973.

موطئ القدم هذا سيتيح لسامي الخطيب، مع اندلاع حرب السنتين، مفاتحته ورشيد كرامي أصدقاءه السوريين مراراً في تبنّي ترشيح الياس سركيس، «الشهابي النزيه»، فيمسي في ايار 1976 رئيساً للجمهورية. عندما استقال احمد الحاج في نيسان 1977 من قيادة قوة الردع العربية، كان سامي الخطيب الإسم الوحيد الذي طلبه الرئيس السوري من نظيره اللبناني، فاستجاب. مكث في المنصب حتى 31 آذار 1983 عندما اعلن أمين الجميّل إنهاء انتداب قوة الردع العربية في لبنان. ابتعد عن الصدارة في المرحلة الأطول في فراغ لم يكن عرفه الرجل منذ عام 1960، إلى أن باغته ما لم يكن في الحسبان: بعد ترؤس العماد ميشال عون حكومة عسكرية عام 1988، دعته سوريا إلى تولي منصب غير مسبوق: اول قائد مسلم لـ«نصف الجيش اللبناني».

بعدما رفض ضباط مسيحيون كميشال خوري وفهيم الحاج وأنطوان بركات وإميل لحود، ومسلمون كياسين سويد وعفيف شعبان، منصباً رديفاً لميشال عون على البقعة التي يسيطر السوريون عليها من الاراضي اللبنانية وقيادة «جيش المسلمين»، إيذاناً بإنقسام خطير، دعا حكمت الشهابي سامي الخطيب، أقدم ضباط الجيش آنذاك مذ تخرّج من المدرسة الحربية عام 1955، الموثوق به جداً الموضوع في تصرّف وزير الدفاع، إلى مقابلته.

قال له: «لا يمكن بلورة قرار سياسي - عسكري - امني في المناطق الوطنية قبل بلورة مرجعية عسكرية نضع في تصرّفها كل ما لدينا من إمكانات. نريد قيادة عسكرية للجيش في المناطق الوطنية، ونبحث عن ضابط يملأ هذه الصفات نرتاح اليه ونتعاون معه. انت بالنسبة الينا أهل لذلك، ولا احد سواك في نظرنا يستطيع وعي المدلول العملي لهذا الهدف. أريدك تولي المهمة».

قال له حافظ الأسد: أبواب دمشق مفتوحة أمامك

سأل سامي الخطيب: «هل سيكون متروكاً لي أن أوافق أو لا أوافق حتى، على ما قد يتقرّر مستقبلاً لمصير الجيش، وما قد تقرّرونه أنتم له؟».

طمأنت ردود رئيس الاركان السورية محدّثه. في بعض ما لمّح إليه احتمال أن يؤول المنصب إليه بالأصالة بعد التخلص من ميشال عون. بإغراء لا يقاوم: «إعمل قائداً للجيش الآن، قد تستمر في المنصب في ما بعد».

استمرت قيادة سامي الخطيب «الألوية الغربية» سنة و19 يوماً، ما بين تشرين الثاني 1988 وتشرين الثاني 1989، على مرّها طعن في شرعية ميشال عون وطلب إحالته على محاكمة عسكرية، مجارياً الخدعة السورية. في اليوم الرابع لانتخابه، 9 تشرين الثاني، خابر الرئيس الجديد للجمهورية رينيه معوّض صديقه القديم منذ الحقبة الشهابية وجاره في الحازمية، ودعاه الى مقابلته على عجل.

قال، في معرض تبديد ما كان شاع عن احتمال إسناد منصب قائد الجيش المخصص تاريخياً وعرفاً للموارنة إلى طائفة أخرى: «لم ينضج الوضع السياسي في البلاد بعد على نحو يسهّل إحداث تغيير في قيادة الجيش وإنتقالها إلى غير الموارنة. سيبقى القديم على قدمه، وفي قيادة الجيش بالذات. أعتقد بأننا لن نكمل العمل معك على ما انت فيه الآن».

سرعان ما دعاه حكمت الشهابي إلى مكتبه على اثر انتخاب الياس هراوي، كي يسمعه ما لم يشأ الإصغاء إليه: «من أجل الإستقرار في لبنان والمضي في حل الأزمة الذي نعمل له، أرى، أبو بديع، أن الأوان حان كي تستقيل من قيادة الجيش. يقتضي أن تضحّي معنا. لم نستطع إجراء تغيير رئيسي في التركيبة المعتمدة للمسؤولية العسكرية في لبنان. لا مناص من الإستقالة. إذهب واحكِ مع الرئيس الياس هراوي. نحن متفقون على هذه الخطوة».

كما في كل مرة يترك منصباً من غير توقّع ما سيليه، فتحت دمشق مجدّداً أمامه باباً عريضاً على الحياة السياسية: وزيراً للداخلية في حكومتي عمر كرامي عام 1990 ورشيد الصلح عام 1992 يتنكب أول انتخابات نيابية عامة يفرضها السوريون من أجل إحكام القبضة على مجلس النواب. إنتُخب نائباً في ثلاثة برلمانات متعاقبة أعوام 1992 و1996 و2000، قبل ان يخسر انتخابات 2005.

مذذاك اعتزل. أصدر جزءاً أول من سيرته، قبل أن يهاجمه المرض بقوة في طور وضع الجزء الثاني.

 

الملدوغ من الثعبان يخاف جر الحبل يا ظريف طهران

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/27 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75253/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%BA-%D9%85%D9%86-%D8%A7/

أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من بغداد رغبة إيران في بناء علاقات متوازنة مع جميع الدول الخليجية وتوقيع اتفاق عدم اعتداء في المنطقة، وأقرب ما يطرق الذهن رداً على هذا التصريح المثل المصري “أسمع كلامك يعجبني أشوف أفعالك أستعجب”.

ما شهدته دول المنطقة من اعتداءات إيرانية، مباشرة أو عبر وكلاء لها، يجعل أي حديث من نظام الملالي في هذا الشأن واحدة من الطرائف المثيرة للضحك، إن لم نقل السخرية، فإذا كان كلام ظريف أتى اليوم تحت وطأة الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي الأميركي والدولي على إيران، فذلك لن يلغي التاريخ الأسود، طوال أربعة عقود من الإرهاب والعدوانية التي صحبتها لغة عنجهية وعنتريات، ضد دول “مجلس التعاون” الخليجي، وكأن طهران اعتبرت عواصم هذه الدول حديقة خلفية لها ترمي فيها كل مشكلاتها.

كلام ظريف هذا مردود عليه ببيانات وقرارات ومبادرات خليجية كثيرة، قامت كلها على أساس مد يد الصداقة والتعاون مع إيران، غير أن كل ذلك قوبل بمزيد من الصلافة في التصريحات والمواقف، والاتهامات، ما أدى إلى انعدام الثقة تماما بنظام الملالي وكل ما يمكن أن يصدر عن طهران في هذا الشأن.

المواقف التي تُتخذ تحت الضغط لا تعبر عن النوايا الحقيقية للدول، ولذلك فان على إيران قبل أن تطلق مواقف من هذا القبيل، أن تثبت حسن نواياها عبر خطوات عدة، تبدأ بكف يدها عن اليمن ووقف دعمها لعصابات الحوثي، وتابعها “حزب الله” الذي يمعن يوميا في تدمير لبنان، ويشارك بقتل السوريين والعراقيين واليمنيين، وأن تتوقف عن القول، كلما طلب منها إخراج ميليشياتها من سورية، إن الحكومة السورية طلبت منها المساعدة للقضاء على الإرهابيين، وأن تقر بالأمر الواقع أنها قوة احتلال، وتدمير وتغيير ديموغرافي يستوجب رفع يدها عن دمشق، كما عليها أن تتخلى عن ألاعيبها الطائفية القذرة في العراق، وقبل هذا كله عليها الاعتراف بما كانت تحضره للبحرين والمنطقة الشرقية في السعودية، التي وقف بوجهها شيعة المنطقة من القبائل العربية الذين رفضوا أن يكونوا مطية للفارسي في غزو بلادهم.

هذه الوقائع يجب أن تكون حاضرة في الذهن الإيراني قبل الحديث عن تقارب مع دول الخليج العربية، ليس لأن الحكومات لا تثق بالحكومة الملالوية، بل لأن شعوب الخليج التي اكتوت بنيران الإرهاب الملالوي لا تثق بأي اتفاقات مع هذا النظام، فيما هي تشاهد كيف انقلبت على الاتفاق النووي عبر خرق بنوده، وكيف أرجف الملالي في الإقليم، فالملدوغ من الثعبان، يا ظريف طهران، يخاف جر الحبل.

 

الجارة إيران وتوهان الأحلام!

سعود السمكة/السياسة/27 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75253/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%BA-%D9%85%D9%86-%D8%A7/

تحدثنا هنا في هذه الزاوية عشرات المرات مع الجمهورية الاسلامية في ايران عن ضرورة التعايش السلمي مع دول الاقليم الذي حباه الله، والجارة المسلمة ايران، بخيرات جعلت منه قبلة للتجارة العالمية، وارضا تحوي في باطنها مخزونا يحرك جميع آلات الانشطة الحياتية العالمية، اليوم وغدا وبعد غد، الى ما شاء الله، والتي من خلالها تتم عملية تنشيط حياة الناس وتطورهم وتقدمهم واجتيازهم عامل الجمود وعاهات التخلف، لينعموا بسنة حقائق الحياة المتحركة نحو مجتمعات آمنة ومستقرة تجري فيها اواصر الالفة والتعايش السلمي.

تحدثنا هنا أو عبر هذه الزاوية عشرات المرات مع الجارة ايران عن ان التاريخ لا يتجدد انما يتمدد ويتوافق مع انشطة الانسان، ايجابا او سلباً، وان هذا الانسان هو محور التاريخ باعتباره الكائن الذي يصنع الاحداث بجده وتعبه وعرقه وابتكاراته، وعزمه وإرادته، وليست احلام اليقظة، والماضي الذي لن يعود، وان الحياة ليست من طبيعتها “فوتوكوبي” والا افسد الجمود جمالها، انما الحياة بطبيعتها متحركة وفق هوى وإرادة الانسان، فإن ارادها سعيدة كانت سعيدة، وان ارادها تعيسة كانت تعيسة، ولنا في سياق التاريخ الانساني عبر ودروس منذ بدء الخليقة حين “قتل قابيل هابيل” الى أن تم اختراع الامصال التي ابعدت الانسان عن الامراض كإدوار جينز مكتشف مصل الجدري، وجوناسي مكتشف مصل شلل الاطفال، وآخرين من مثل: الكهرباء (اديسون) والجاذبية (نيوتن).

تحدثنا عشرات المرات بما تتمتع به الجارة ايران من مقومات وعناصر تجعل منها دولة عظمى دون منازع. عظمى في الرفاه المعيشي، والرفاه الادبي والثقافي، والتآلف المجتمعي والعلاقات العصرية مع شقيقاتها دول الجوار، وبقية دول العالم، وليست عظمى بكم حجم آلات الدمار وعدد العسكر! فإيران تملك بعد السعة المكانية، ما يقارب مليون ونصف المليون كيلو متر مربع، وكثافتها السكانية ما يقارب 80 مليونا، موروثاً تاريخياً ضارباً بأعماق التاريخ، وعلماء في شتى التخصصات وموقعاً جغرافيا متميزاً كموقع جيوسياسي يجعلها نقطة التقاء لثلاثة مجالات اسيوية، وهي من الدول الكبرى في تصدير الغاز وجيرانها من الجنوب دول الخليج، ومن الغرب العراق، ومن الشمال الغربي تركيا، وتحتل مركزا مهما في امن الطاقة والاقتصاد الدوليين، بسبب احتياطياتها من النفط والغاز الطبيعي، حيث يوجد فيها اكبر احتياطي من الغاز في العالم، ورابع اكبر احتياطي من النفط. تحدثنا مع الجارة ايران عن هذه المميزات المكانية السكانية والثروات الطبيعية والموروث التاريخي ما يجعلها عملاقاً اقتصاديا وحضاريا وثقافيا متميزا في المكان والانسان، خصوصا اذا ما وضع يده بيد اخوانه في الاقليم، دولا ومجتمعات مسالمة تشاركه الثروة والمصير ويتصاعد منها دخان الانتاجية الايجابية السلمية، لكانت اليوم قد حققت مفهوم استخدام العلم والحداثة، وفق معاييرها الاخلاقية التي تعود عليها وعلى شعوبها بحياة الرفاه والسلم، لكن للاسف تغلبت على الساسة في ايران احلام اليقظة، وخيالات لحضارات سادت ثم بادت، وجمدت مع ما أراد له التاريخ ان يجمد، باعتبار ان التكرار ليس من طبائع التاريخ، بل هو عنصر حيوي متجدد ودائم التمدد والى الامام لا الى الخلف!

إن خيالاتكم أيها الساسة تسببت في قتل بلاغة العلم الاخلاقية وحولته من عنصر ازدهار الى آلة دمار، الامر الذي جعل من معظم شعوبكم تعيش تحت خطوط الفقر والمجاعة، وجمدتم بفضل احلامكم غير الواقعية حيوية الارض التي كانت تنتج الاكتفاء الذاتي من جميع نعم الله.

وللحديث بقية.

 

إيران مصغرة في أكثر من مكان

سام منسى/الشرق الأوسط/27 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75232/%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%89-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B5%D8%BA%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%86/

بين عصا العقوبات التي ترفعها الولايات المتحدة في وجه إيران وجزرة دعوتها للجلوس إلى طاولة المفاوضات من جديد، وعلى الرغم من التوتر المتصاعد والمواجهات بين الطرفين سياسياً وحتى ميدانياً، ينتظر المراقبون متى ستقرر إيران التفاوض وليس إذا كانت ستقرر ذلك استناداً إلى مؤشرات عدة تدل أن هذا هو الخيار الوحيد أمامها. ومع ذلك، لا نستطيع التغاضي عن إمكانية انزلاق الطرفين إلى نزاع عسكري غير مقصود.

مفاوضات أم حرب، أو لا مفاوضات ولا حرب؟ التكهنات كثيرة، ويبقى التفكير في مآلات هذه الاحتمالات لجهة خروجها بالتسوية التي تنتظرها الولايات المتحدة، خصوصاً في ملف توقف النظام الإيراني عن دعم الإرهاب وتغيير ممارساته في المنطقة فيما باتت تُعرف بسياسة تفجير الشرعية في أكثر من دولة عبر إيصال إلى البرلمانات أحزاباً مدججة بالسلاح.

إن التبصر في هذه المسألة يتطلب النظر إلى المشهد الأوسع إقليمياً ودولياً ومحاولة معرفة ملامحه وإذا ما كانت تميل الدفة باتجاه حصول التسوية المنشودة أو عدم حصولها.

على الصعيد الإقليمي، يبرز مشهد دول عدة تحتضن «إيران مصغرة»، إذ نجحت طهران في استنساخ نظامها فيها وباتت مؤسسات الدولة تتعايش مع تنظيمات محلية خارجة عن الدولة تفوقها قوة، وتمكن معظمها من اكتساب شرعية عبر صندوق الانتخابات وأصبح لاعباً رئيساً في رسم السياسات الداخلية والخارجية للبلاد. الأمثلة الأبرز لهذه التنظيمات هي «حزب الله» اللبناني و«الحشد الشعبي» في العراق و«الجهاد الإسلامي» في غزة، تليها ميليشيات الحوثي في اليمن و«حزب الله السوري» وتنظيمات أخرى كثيرة. لن ندخل في نقاش حول خطر هذه التنظيمات على النسيج الاجتماعي أو كيانية الدول وسيادتها، إنما نشير إليها للدلالة على أن إيران باتت مزروعة في المنطقة عبر شبكة من التنظيمات المحلية تأتمر بأوامرها. كل هذا في ظل انهيار النظام الإقليمي التقليدي في المنطقة وعدم بلورة نظام إقليمي جديد يلعب دور الضابط فيها حتى باتت دولها مبعثرة الصفوف، حليفة ومتنافسة في وقت واحد، ولم يعد من جامع يشد أواصرها غير احتواء إيران.

على الصعيد الدولي، المشكلة الأبرز هي فقدان الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة مصداقيتها، والأدلة على ذلك كثيرة. في سوريا، بدأ الأمر مع إدارة أوباما حين تراجع عن تهديداته لنظام الأسد بضربات موجعة إذا ما انتهك «الخط الأحمر» واستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه. واستتبع ذلك انسحاب شبه كامل من الأزمة السورية، ما فتح الباب أمام التمدد الإيراني والنفوذ الروسي. إن السكوت الأميركي والأوروبي حتى الدولي عن التصعيد العسكري الروسي اليوم في إدلب لإسقاطها بالتقسيط كما جرى في حلب، والاتهامات الجديدة باستعمال السلاح الكيماوي، دليل آخر على فقدان القوى الغربية مصداقيتها.

في لبنان، تُرك «حزب الله» على غاربه لعقود وعقود حتى أصبح دولة ضمن دولة. وبعد اندلاع ثورة الأرز وتحرر البلاد من وصاية سوريا مع خروج جيشها، فشلت الولايات المتحدة في تأمين ما يلزم من دعم لهذه القوة التغييرية الديمقراطية، فسقطت أمام «حزب الله» وسقط معها لبنان في قبضته من جديد.

في العراق، قدمت أخطاء واشنطن المتتالية بلاد الرافدين إلى إيران على طبق من ذهب، وسمحت للأخطبوط الإيراني بالإمساك بالمفاصل السياسية والأمنية في بغداد.

في اليمن، وعلى الرغم من الحرب التي يخوضها التحالف العربي بدعم من التحالف الدولي ضد ميليشيات الحوثي، لا تزال هذه الأخيرة تشكل تهديداً كبيراً لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، لا سيما مع امتلاكها ترسانة عسكرية كبيرة زُودت مؤخراً بصواريخ باليستية، وباتت كـ«حزب الله» طرفاً في المعادلة الإقليمية يتم التفاوض معه كأي قوة شرعية وحتى تتغاضى عنه الأمم المتحدة.

على المقلب الفلسطيني، وعلى الرغم من أن غزة تحت حكم حركة «حماس»، فإنه بإمكان «الجهاد الإسلامي» في أي وقت أن يجرها إلى حيث لا تريد، دفاعاً عن المصالح الإيرانية.

أما تركيا، فقد وقّعت على صفقة صواريخ «إس 400» مع روسيا على الرغم من كل التحذيرات الأميركية، آخرها ما تحدثت عنه وسائل الإعلام عن إمهال واشنطن أنقرة أسبوعين للتراجع عن هذه الصفقة. وبالنظر إلى تاريخ أميركا مع التحذيرات «والخطوط الحمر»، نرجح أن شيئاً لن يحصل.

بعيداً عن المنطقة وفي حديقة الولايات المتحدة الخلفية، فنزويلا، هددت أميركا بالتدخل عسكرياً دعماً لخوان غوايدو ضد نيكولاس مادورو. دخل هذا التهديد غياهب النسيان ليقتصر الرد الأميركي على فرض عقوبات مالية، فيما مادورو لا يزال في السلطة، ما دفع غوايدو إلى خيار المفاوضات، في خطوة تهدد بفقدان المعارضة زخمها وحتى انقسامها. من جهة أخرى لم تسفر المفاوضات مع كوريا الشمالية عن أي تقدم ملموس بشأن نزع السلاح النووي ودخلت في مأزق يبدو أنه غير قابل للحل. أما العلاقات التجارية مع الصين، فلا تزال هي الأخرى موضوع أخذ ورد ولم يتم التوصل إلى الاتفاق التجاري الموعود مع جينبينغ.

بالنسبة إلى روسيا، وعلى الرغم من عودتها إلى الساحة الدولية كلاعب مهم، لا بد من الإشارة إلى نقطة غاية في الأهمية: لا يمكن لأي دولة أن تدخل مصافّ الدول الكبرى باقتصاد ضعيف، وهذا الأمر ينطبق عليها. روسيا هي نمر، إنما نمر من ورق، يضاف إلى ذلك صعوبة أن تلعب دوراً في ظل غياب رؤية استراتيجية شاملة. فموسكو تريد أن تكون على صداقة مع إسرائيل وإيران والسعودية وتركيا وقطر في آن، وهذا التنافر في الموقف يؤشر إلى غياب المصداقية.

بين إيران المصغرة المزروعة في أكثر من مكان في المنطقة وفقدان الدول الكبرى مصداقيتها وفعاليتها وسط كثرة الكلام وانعدام التنفيذ، وفي ظل فقدان النظامين الإقليمي والدولي لضابط يتمتع برؤية شاملة ويعمل على حل الأسباب لا مواجهة النتائج، من الصعوبة بمكان تصور أن تفضي أي مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران إلى التسوية المستدامة المرجوة. فكما فشلت واشنطن مع كوريا الشمالية في نهج فرض الالتزام بالمطالب أولاً لرفع العقوبات ثانياً، قد تفشل مع إيران، لا سيما أنه في الحالة الإيرانية، التقيد بهذه المطالب يعني أن تطلق طهران النار على رأسها. وحتى الحرب غير المرجحة أساساً ستفشل إلا إذا كان هدفها اقتلاع النظام الإيراني وكانت محصنة بدعم دولي وهذا قد يكون متعذراً، وستواصل إيران خوض حروبها خارج حدودها عبر أذرعتها الأخطبوطية المنتشرة في المنطقة.

في ظل هذه المشهدية، يؤمَّل أن تنجح القمتان الطارئتان، العربية والخليجية، التي دعت إليهما السعودية في بلورة موقف عربي واضح موحد لمواجهة التهديدات، يستند إلى قراءة واقعية جديدة للمشهد الأوسع ويقارب أسباب المشكلات، لا نتائجها، بعيداً عن أي رهانات على الخارج، علّه يجد السبل لوقف تصعيد قد يعرّض المنطقة في لحظة للمزيد من الكوارث.

 

 ممارسات وتدخلات و«لعنة لا بد منها»

غسان شربل/الشرق الأوسط/27 أيار/2019

كان أحمد الجلبي سياسياً بارعاً انقسمت الآراء حول مسيرته الشائكة. لكنه كان شجاعاً لا يتردد في تسمية الأشياء بأسمائها. ثم إنه لم يكن صديق الأميركيين وحدهم في تلك الأيام. حين باشر الجيش الأميركي اقتلاع نظام صدام حسين، دخل الجلبي الأراضي العراقية سيراً على الأقدام آتياً من إيران بعد وداعٍ رسمي هناك تخلله لقاء مع وزير الخارجية يومها كمال خرازي وقائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني. بعد سنوات روى لي الجلبي ذكرياته. أتذكر الآن جملة ذات دلالات. قال إن أميركا لم تكن راغبة أبداً في التدخل في العراق وإطاحة نظام صدام. «نحن قمنا بعمل طويل ودؤوب في الكونغرس بهدف استدراج الأميركيين إلى التدخل، محاولين إقناعهم أن بقاء نظام البعث يشكل خطراً على مصالحهم». واعتبر أن حدثين سهلا قرار التدخل؛ الأول غزو العراق للكويت والثاني هجمات 11 سبتمبر (أيلول). وقال صراحة إنه لولا التدخل الأميركي لعاش العراقيون عقوداً إضافية في ظل صدام أو أحد نجليه.

وقال الجلبي إن الأميركيين لا يريدون إراقة دماء أبنائهم ومليارات الدولارات في الشرق الأوسط ما دامت مصالحهم مؤمّنة. لكن هذه المنطقة التي تنام على ثروة كبرى من الطاقة، وتشكل نقطة لقاء ثلاث قارات تستدعي التدخلات الخارجية، لأنها تنجب أحياناً زعماء مغامرين لا يعرفون العالم وموازين القوى فيه أو أفكاراً تشبه القنابل الموقوتة والجوالة. وأعرب عن اعتقاده أن المسؤولين الإيرانيين أذكى من خوض حرب مباشرة مع أميركا، لأنها قادرة على إعادة إيران عقوداً إلى الوراء إن لم يكن أكثر.

أوضح الجلبي خلال سهرة مديدة في بغداد أن الغرب لا يستطيع التسامح في ملفين؛ الأول تهديد استقرار منابع الطاقة وممراتها، والثاني قيام أي تهديد وجودي لإسرائيل. تهديدات من هذا النوع تستدعي القوات الغربية إلى المنطقة. ولاحظ أن العلاقات الأميركية - الإيرانية لن تستقر قبل أن تبرد حماسة جيل إيراني يعتبر روح المواجهة مع أميركا ضماناً لاستمرار تماسك الثورة الإيرانية، لافتاً إلى أن أحمدي نجاد وقاسم سليماني ينتميان إلى هذا الجيل الذي يعتبر الحضور الأميركي في المنطقة عائقاً أمام برنامج الثورة وخطراً عليها.

لا شك أن مؤسسات الغرب السياسية والأمنية والعسكرية تضم أصواتاً من قماشة الصقور تؤيد الهيمنة والإملاءات وفرض النماذج وقواعد السلوك. لكن الغرب يعيش في ظل مؤسسات تناقش وتدرس وفي ظل برلمانات تراقب وتحاسب. وببساطة يمكن طرح السؤال: هل كان باستطاعة الغرب إرسال مئات الآلاف من جنوده لتأديب جيش صدام لو لم يكن يحتل دولة الكويت؟ أو لم يشكل غزو الكويت نوعاً من استدعاء التدخل لأن خيار القبول بالأمر الواقع العراقي في الكويت لم يكن متوقعاً أو وارداً؟

محطة أخرى. خرجت القوات الأميركية من العراق بقدر من الخيبة. تحقق هدف إسقاط صدام لكن الهدف الأهم وهو قيام عراق ديمقراطي مستقر موالٍ للغرب ومنشغل بالبحث عن الازدهار لم يتحقق. ثم إن إقامة الجيش الأميركي في العراق أدَّت إلى شيوع التطرف وولادة مجموعات جهادية، وسهّلت لإيران القريبة التسرب إلى داخل النسيج العراقي ومواقع القرار فيه. لهذا ساد الاعتقاد أن أميركا ستبتعد عن المنطقة والتدخلات العسكرية فيها. لكن إطلالة زعيم «داعش» من الموصل وتمدد التنظيم على أجزاء واسعة من العراق وسوريا وممارساته الوحشية داخل «دولته» وخارجها لم تترك لأميركا غير خيار التدخل لمنع التنظيم من التمدد وامتلاك قاعدة مستقرة يعد فيها هجمات ذئابه المنفردة على امتداد العالم.

لم يكن الجلبي يعتقد أن الغرب جمعية خيرية لا في الماضي ولا في الحاضر. ولم يتوهم أن الغرب سيضحي بأبنائه من أجل إجراء جراحات صعبة لزراعة الديمقراطية في منطقتنا. لكنه كان يعتقد أن منطقة الشرق الأوسط ولّادة للأخطار وأسيرة نزاعات قديمة وكراهيات مزمنة، لذا يجد العالم نفسه أمام خيار محاصرة هذه الأخطار أو التدخل على أمل اقتلاعها. وكان يعطي مثلاً على ذلك هجمات «القاعدة» في نيويورك. محطة لها علاقة مباشرة بالموقف الحالي. هل كان من السهل على دونالد ترمب الخروج من الاتفاق النووي مع إيران لو نجحت بعد إبرامه في كبح طموحاتها الصاروخية وشهياتها الإقليمية؟ وهل كان باستطاعة إدارة ترمب أن ترسل القطع البحرية إلى مياه الخليج لو لم تكرر إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز، ولو لم يلجأ الحوثيون إلى تحرشات تصبُّ في النهاية في مشروع زعزعة استقرار المنابع والممرات؟

الحديث عن الشكوك المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة يجب ألا يحجب أبداً أن مشكلة إيران الأولى هي سياستها التي تقلق الدول المجاورة قبل الدول البعيدة. تقول إيران إنها تريد العيش بسلام مع جيرانها. ويقول وزير خارجيتها إنها تقترح عليهم معاهدات عدم اعتداء. من حق الجيران في ضوء الممارسات المتكررة أن تساورهم الشكوك في أن الغرض من هذه العروض هو تمكين إيران من تفادي مواجهة مع أميركا، وهضم ما نجحت في تحقيقه عبر الجيوش الصغيرة الجوّالة.

لا تبدأ المشكلة في الشرق الأوسط من التدخلات الخارجية. تبدأ من الممارسات التي تستدعي هذه التدخلات وتسهلها. يبدأ الحل بخيار العودة إلى الخرائط. والالتزام بالقانون الدولي والأعراف في التخاطب بين الدول. والامتناع عن انتهاك الخرائط بالصواريخ أو الطائرات المسيّرة. ليس لأي دولة في المنطقة الحق في فرض نموذجها وسياساتها على الآخرين. سياسة التسلل إلى داخل خرائط الآخرين وتهديد الاستقرار والمصالح هي المقدمة التي تستجر التدخلات الكبرى. الشرق الأوسط مشكلة يبدأ حلها في الشرق الأوسط. بتغيير السياسات واعتماد خيار التعايش وقبول الاختلافات واحترام المصالح. من دون ذلك ستظل هذه المنطقة مشكلة لنفسها وللعالم. وكما يقول دبلوماسي تمرّس في عواصم المنطقة: «ابتعاد الجيوش عن هذه المنطقة أفضل من الانخراط فيها. لكن الشرق الأوسط يعني اقتصاد العالم واستقراره. وهو أحياناً لعنة لا بدَّ منها».

 

من يريد الحرب... أميركا أم إيران؟

د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط/27 أيار/2019

لعل السؤال الذي يشغل الرأي العام العالمي هذه الأيام يدور حول التوتر الإيراني - الأميركي المتصاعد ومن يريد الحرب، وأي طرف سيكون الخاسر، ومن سيكون المستفيد إذا اندلعت. من الواضح أن الولايات المتحدة أبدت جدية فائقة في رغبتها لوضع حدّ للسلوك العدواني الإيراني، خصوصاً حول إنهاء تدخلاتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وهذه هي الأولوية القصوى لإدارة ترمب لأنها تعدّ أن إيران باتت تعرض مصالحها ومصالح حلفائها للخطر. ولم يعد الملف النووي الإيراني على رأس قائمة أسباب القلق الأميركي. حسب التقديرات الأولية، فإن إعادة تجهيز نظامها النووي لتخصيب اليورانيوم بنسبة عالية إلى ما كان قبل عام 2015، ليست وشيكة، خصوصاً بعد توقف صادرات النفط وقلة الموارد المالية لدفع ثمن التكنولوجيا المستوردة. كما أن نظام إيصال القنابل النووية أبعد من ذلك عن تخصيب اليورانيوم لا يمكن أن تطوره على المدى القصير. إضافة إلى ذلك، تمتلك الولايات المتحدة القدرة والإمكانات الكافية لمراقبة البرنامج النووي الإيراني سواء من خلال الأقمار الصناعية أو رصد الحركة أو الحرارة، وأي جهود أو تحركات في اتجاه الأنشطة النووية المشبوهة.

منذ اكتشاف محطات «فوردو» و«ناتانز» ومنشآت أخرى تحت الأرض في أعماق الأنفاق وتحت الجبال، طورت الولايات المتحدة سلاح اختراق عالي السرعة (HVPW)، مثل «القنبلة الحركية العملاقة - ألف باوند» الضخمة المخترقة للذخائر (MOP) المصممة لتدمير الأهداف المدفونة مثل المستودعات والأنفاق العميقة تحت الأرض. لكن القضية التي تحتل الأولوية القصوى لدى الإدارة الأميركية الآن هي استمرار تمدد إيران ودعمها الإرهاب في المنطقة، ومنذ أن بدأ وزير الدفاع السابق الجنرال ماتيس مشروع لجم إيران وإعادتها إلى حدودها، استمر هذا المشروع حتى بعد رحيله، حيث يتفق الجنرالات الكبار في البنتاغون على أن ذلك هو الأولوية القصوى. وفي رأيي؛ هذا هو السبب الأساسي وراء رغبة الولايات المتحدة في إرغام إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات بشرط قبول خطة بومبيو المؤلفة من 12 بنداً، والتي لا تشمل الردع النووي فحسب، بل في مقدمتها الانسحاب من جميع دول المنطقة، ووضع حد للسلوك العدواني ودعم الإرهاب، والتوقف عن سياسة تصدير الثورة البائسة.

من جهة أخرى، تعد تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز مجرد شعارات فارغة غير قابلة للتحقيق. إن تهديد «الحرس الثوري» الإيراني بإغلاق المضيق سيعرضها لعواقب قانونية وحقوقية جراء عرقلة الملاحة الدولية، وبالتالي ستكون يد الولايات المتحدة مفتوحة لأي خيار. هذا صحيح أن يمنح الدستور الأميركي الكونغرس سلطة إعلان الحرب لكن يستمد الرئيس القدرة على توجيه الجيش في جميع الأوقات، سواء كان هناك إعلان حرب رسمي أم لا، وفقاً لقرار عام 1973، يعترف ويعطي الرئيس سلطة تدبير الهجمات ضد الولايات المتحدة ويجعل الرئيس مسؤولاً عن قيادة القوات المسلحة.

يتراوح عرض مضيق هرمز بين 50 و90 كيلومتراً، ووفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار أو معاهدة قانون البحار الدولي لعام 1982، والتي في عام 2016 انضم إليها 167 موقعاً، بما في ذلك إيران، فإن جميع الدول لديها حق الملاحة في مضيق هرمز. تنص الاتفاقية على أن مرور السفن في مضيق هرمز يحظى بدعم القواعد الدولية لسيادة السلام والأمن في الدول الساحلية، وبالطبع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سوف يتخذ موقفاً حازماً ضد هذه الخطوة، وربما يكون مصحوباً بعمل عسكري. كما أن واشنطن قامت بقوتها الدبلوماسية بتشديد العقوبات ضد إيران، وحظرت بيع النفط الإيراني، وهذه قضايا لا تبرر لـ«الحرس الثوري» إغلاق المضيق بطرق عسكرية. هذه قضية قانونية، وإذا أرادت إيران حلها، فيجب أن تفتح معركة حقوقية مع الأميركيين في محاكم دولية. مؤخراً جادل علي رضا تنغسيري، قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري»، قائلاً: «إذا منعت إيران من استخدام مضيق هرمز، فإننا سنغلقه (المضيق) بلا أدنى شك». وقال محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، يوم الأحد، 8 مايو (أيار) الحالي: «إذا لم يعبر نفطنا المضيق، فمن المؤكد أن النفط من الدول الأخرى لن يعبر المضيق أيضاً». هذا يذكرنا بشعارات «الحرب... الحرب، حتى النصر» من قبل وخلال الحرب مع العراق من الجنرالات أنفسهم، لكننا رأينا أن عليهم إقناع الخميني بتناول السم. كما أن قيام ترمب بوضع «الحرس الثوري» في قائمة التنظيمات الإرهابية العالمية التي تهدد السلم والأمن، يمنحه المبررات القانونية اللازمة للقيام بعمل عسكري ضده، وفق الدستور الأميركي، وسيمنحه الكونغرس سلطة إعلان الحرب.

لكن هناك أسباباً أخرى لعدم رغبة إدارة ترمب في الدخول في حرب مباشرة ضد إيران؛ أهمها أن الأميركيين لا يريدون حرباً أخرى بينما يشاركون في أطول حرب في أفغانستان. كما أن لديهم وسائل أخرى غير الحرب بإمكانها كبح جماح الإيرانيين؛ من خلال استمرار الضغوط الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، حيث يعتقد الأميركيون أن هذه الضغوط ستؤدي في النهاية إلى إسقاط النظام في طهران بتآكله وبتصاعد انتفاضة الشعوب في داخل إيران. الأمر الآخر هو قرب موسم الانتخابات التي يطمح أن يفوز بها ترمب مرة أخرى ولا يريد التخلي عن وعده بالانسحاب من التدخلات الخارجية. بالطبع هذا إذا لم تقم إيران بعمل عدواني لدرجة تجعل ترمب يستطيع إقناع جمهوره الانتخابي بأن المصالح الأميركية في خطر. هنا تجدر الإشارة إلى أن إيران حركت جماعات اللوبي الذي يعمل لصالحها مثل NIAC وغيره، وشركات المحاماة المستأجرة لشن حملة كبيرة ضد ترمب، منذ أن جاء ظريف إلى نيويورك قبل أسابيع وبدأ يروج أن هناك من يحرض إدارة ترمب على الحرب وأن إيران هي الضحية، ويطلق تصريحات ومعلومات مضللة تتلاعب بالصحافيين والمحللين والمسؤولين الغربيين.

كما أن بعض اليسار الأميركي وبالتعاون مع لوبيات النظام الإيراني بتعليمات مباشرة من ظريف، إلى جانب بعض اليسار الإيراني التقليدي المتطرف، بدأوا كالعادة حملة بشعارات «مناهضة الإمبريالية» بحجة مناهضة الحرب، خصوصاً مع وصول حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن»، إلى الشرق الأوسط.

ولدى متابعتي أبعاد قضية إرسال حاملة الطائرات والسفن الحربية وباقي التجهيزات والمعدات إلى الخليج العربي، اتصلت شخصياً بصديقين مقربين لي من الطيارين الذين يعملون ضمن تلك الأساطيل، وأكد لي كلاهما أن هذه المهمة كان مخططاً لها منذ عام تقريباً، وجزء منها مكون من أربع طائرات B - 52 لمراقبة سطح المحيطات، ويمكن أن تساعد القوات البحرية في عمليات مكافحة السفن وزرع الألغام ضد عمليات نشر مناجم قوارب «الحرس الثوري» الإيراني. إن إرسال هذه التعزيزات وكذلك إرسال الجنود الإضافيين إلى المنطقة، لا يعني الدخول في حرب مباشرة، حيث لو أرادت واشنطن ذلك فلديها القوات الكافية؛ بدءاً من الأسطول الأميركي الخامس في الخليج، المكون من مجموعة حاملة الطائرات، ومجموعة برمائية جاهزة، ومقاتلات وغواصات، إلى الدوريات البحرية وطائرات الاستطلاع والسفن اللوجيستية... وغيرها، وهي كافية لتدمير إيران. هذا فضلاً عن القوات الموجودة في قطر والعراق وسوريا وأفغانستان وتركيا وبعض دول المنطقة. إذن إرسال هذه التعزيزات هو لاستعراض القوة لردع إيران وليس للدخول في الحرب مباشرة مع إيران كما تروج لوبيات النظام الإيراني وأجهزته الإعلامية.

أما إيران؛ فهي أيضاً لا تريد الحرب لأسباب عدة؛ أهمها عدم تكافؤ القوة العسكرية وحتمية هزيمتها أمام القوة العسكرية الأميركية. كما أن أي مغامرة لها في الخليج العربي أو في بحر عمان ستكون انتهاكاً لقانون البحار الدولي وقواعد السلوك العرفية؛ حيث يمكن أن تثير حتى غضب حلفائها، مثل الروس والصينيين.

وتعرف إيران عجزها أمام قدرات الأميركيين التي يمكنها أن تشل كل قدرات جيشها وحرسها الثوري منذ اللحظات الأولى، ولذا يطلق نظام الملالي كل هذه التهديدات والضجيج للاستهلاك الداخلي فقط، وذلك على عكس حكمة الرئيس الأميركي الراحل ثيودور روزفلت، الذي قال: «تحدث بهدوء ولكن احمل عصاً غليظة خلف ظهرك «Speak softly but carry a big stick behind you». وفي النهاية، لا يريد الطرفان الحرب، لكن أميركا تعوّل على التغيير من الداخل؛ وهو الخيار الصحيح، لأن الشعوب الإيرانية جاهزة للتغيير، وأثبتت خلال العام الماضي أنها مستعدة للتضحية للتخلص من نظام قمعي فاشل وفاسد، دمر حياتهم وسرق حياة الأجيال خلال 40 عاماً من الحكم الكهنوتي، لكنهم بالتأكيد يحتاجون إلى مساندة ودعم المجتمع الدولي، خصوصاً دول المنطقة المتضررة من شرور نظام الملالي الإرهابي.

 

عودة النيل إلى مجاريه

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/27 أيار/2019

أخيراً، انتهت سياسة معاداة السودان لمصر، التي دامت لأكثر من 20 عاماً. خلالها عاشت علاقات القاهرة والخرطوم جفاءً، وسادت خلافات، وكانت كل عاصمة في محور ضد الأخرى. زيارة رئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان للقاهرة تطور سياسي مهم نحو ترتيبات إيجابية، ستعيد ترتيبات المنطقة. السودان تحت حكم البشير اصطف مع قطر وإيران وميليشيات ليبيا. وإن كان شارك في الحرب في اليمن ضمن ترتيبات أمّنت للخرطوم والبشير دوراً إقليمياً إضافياً. بالنسبة لمصر، حكم البشير أسوأ ما مرَّ على علاقات البلدين منذ استقلال البلدين. البشير وحزب «الإخوان»؛ «القومي الإسلامي»، جعل من الخرطوم منافسة لدمشق كعاصمة للمنظمات المتطرفة. وكانت مصر ترتاب في دورها في العمليات الإرهابية التي ضربت مصر في موجات متعددة. عزل عمر البشير برغبة شعبية عارمة غيّر المعادلة الإقليمية، وزيارة الرئيس البرهان إلى القاهرة عززت التوقعات بتغيير سياسة المعزول، والتي سبقتها إشارات كثيرة، من بينها رفض استقبال وزير خارجية قطر، وعوضاً عنه استقبال وزير الخارجية البحريني، والأهم من ذلك تصريح الرئيس نفسه بأن السودان لن يتبنى سياسات معادية لجيرانه. ويبدو من الخطوات التي خطاها المجلس العسكري الانتقالي أنه يريد التخلص من إرث البشير السياسي، وإنهاء العداوات الشديدة التي انخرط فيها. المصالحات الخارجية والداخلية، وآخرها السماح بعودة المعارض ياسر عرمان، الذي كيلت له تهم خطيرة عندما قرر خوض الانتخابات الرئاسية. وقد تأخذ ترتيبات الشأن الداخلي وقتاً أطول، نظراً للتركة الصعبة التي خلّفها النظام السابق، وكذلك نتيجة تعدد القوى واختلاف التوجهات، أما الشأن الخارجي فيبدو أن القيادة السودانية حسمته عبر عدة رسائل، أبرزها زيارة برهان إلى القاهرة وتصريحاته التي طوت عقدين من العلاقة السيئة بين الجارين، حيث انعكست سوء العلاقة على كل الملفات الحدودية والمائية والأمنية والسياسية. كما أكدت زيارة نائبه محمد حمدان دقلو إلى جدة على سياسة السودان الجديد، مع الاستمرار في التحالف العسكري في اليمن. مصر والسعودية والسودان تشكل عصب منظومة البحر الأحمر، التي جرت محاولات تأسيسها في العام الماضي، وكانت العقبة الرئيسية أمام تنفيذها عدم الثقة بنظام البشير، الذي سبق أن أبرم اتفاقيات عدائية، منح بموجبها جزيرة سواكن لتكون قاعدة عسكرية لتركيا دون وجود ما يبرر حضورها العسكري في مياه البحر الأحمر البعيدة، سوى أنها موجهة ضد مصر والسعودية. بعزل البشير يبدو أن تركيا لن تستطيع تسخير الجزيرة لتكون قاعدة عسكرية موجهة ضد دول البحر الأحمر. كما أنه من بين أولى الخطوات التي أعلنت مبكراً بعد تغيير نظام البشير إعادة النظر في إدارة الموانئ أيضاً التي منحها البشير لحكومات إقليمية معادية يعتقد أنها كانت تستخدم لأغراض غير مدنية مشبوهة. مصلحة السودان كبلد كبير أن يخرج من الإطار الذي رسمه النظام السابق، القائم بشكل أساسي على سياسات الجماعات الإخوانية المتطرفة، والدوران في فلكها. أيضاً لا أحد يتوقع من السودان أن ينخرط في دورة أخرى من الفوضى. الهدف النهائي أن يتفرغ السودان للتنمية الداخلية، ويستفيد من علاقاته مع جيرانه، كما فعل المجلس العسكري منذ منتصف الشهر الماضي بدعم من السعودية والإمارات، لتثبيت سعر الجنيه وأسعار الوقود. مصلحة السودان أن يكون البحر الأحمر منطقة خالية من الحروب والعداوات، وهذا يشمل الصومال واليمن.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض مع كوبيش التحضيرات المتعلقة بتقرير غوتيريش حول القرار 1701

الإثنين 27 أيار 2019 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش وعرض معه التحضيرات المتعلقة بالتقرير المقبل للامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش لتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701.

كما تطرق البحث الى دور مرتقب للامم المتحدة في المساعدة على ترسيم الحدود اللبنانية الجنوبية مماثل لدورها في ترسيم الحدود البرية.

 

بري دعا الى جلسة مشتركة الاربعاء

الإثنين 27 أيار 2019 وطنية - دعا رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الى جلسة مشتركة للجان المال والموازنة، الادارة والعدل، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، عند الساعة العاشرة من قبل ظهر يوم الاربعاء المقبل، وذلك لدرس مشاريع القوانين الاتية:

1- مشروع القانون الوارد في المرسوم رقم 1239 الرامي الى تعديل المادة 29 من المرسوم الاشتراعي رقم 116 تاريخ 12/6/1959 وتعديلاته (التنظيم الاداري).

2- مشروع القانون الوارد في المرسوم رقم 6153 الرامي الى تعديل المادة الاولى من مشروع القانون الموضوع موضع التنفيذ بالمرسوم رقم 14273 تاريخ 29/10/1963 وتعديلاته (انشاء تعاونية موظفي الدولة).

 

مجلس الوزراء أقر مشروع موازنة 2019 بعجز 7.59 في المئة عون: لمقاربة اقتصادية لا سياسية ولبدء إعداد موازنة 2020

الإثنين 27 أيار 2019 /وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسته في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفي حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والوزراء الذين غاب منهم الوزيران اكرم شهيب وحسن اللقيس.

في مستهل الجلسة، طلب الرئيس عون الوقوف دقيقة صمت حدادا على الوزيرين السابقين عبد اللطيف الزين وسامي الخطيب، ثم شكر الوزراء على انجاز مشروع الموازنة للعام الحالي، داعيا الى مقاربة هذا المشروع من منظار اقتصادي وليس سياسي، لا سيما أن المطلوب سد العجز في قطاعات عدة نتيجة التراكمات طوال الاعوام الماضية. وعرض الرئيس عون لعدد من الملاحظات حول مشروع الموازنة، طالبا من الوزراء المباشرة باعداد مشروع موازنة العام 2020 كي تحال على مجلس النواب ضمن المهلة الدستورية.

وتحدث الرئيس الحريري عن جلسات مجلس الوزراء الـ19 التي عقدت خلال الايام الماضية، واعطى الكلام لوزير المال علي حسن خليل الذي قدم عرضا بما آل اليه مشروع الموازنة بعد دراسته وادخال التعديلات عليه بناء على النقاش الذي دار في الجلسات. وعلى الاثر، ابدى عدد من الوزراء ملاحظاته على مشروع الموازنة الذي اقر بعد نقاش مستفيض.

خليل

وبعد الجلسة، أدلى الوزير خليل بالتصريح الآتي:

"أنهينا عشرين جلسة لمناقشة مشروع موازنة العام 2019، وهو أمر غير مسبوق في مناقشة الموازنات ومقاربة كل الملف الاقتصادي والمالي، استجابة للتحديات الكبيرة التي يعانيها البلد على صعيد المال، والاقتصاد، والمؤسسات. وجاءت هذه الموازنة ونقاشها في ظرف اقتصادي ومالي ضاغط جدا، بعدما مررنا في العام 2018 بظروف استثنائية، من تأخير تشكيل الحكومة بعد اجراء الانتخابات النيابية، وضغوطات مختلفة، وأزمات المنطقة، ادت كلها الى رفع العجز الفعلي في الموازنة الى ما يقارب 11.4 %. وهذه الموازنة جاءت في سياق مالي متضخم، من دين عام كبير وما زال يكبر، وخدمة دين تكبر بدورها. من هنا كان لدينا تحد كبير جدا بأن نعمل على تخفيض نسبة العجز في هذه الموازنة الى اقصى حد ممكن، وفي الوقت نفسه نعمل على اقرار خطوات اصلاحية بنيوية في المجالات التي تشكل العناصر الاساسية للموازنة".

واضاف: "تعلمون ان نسبة 35 % من الموازنة تذهب الى الرواتب والمخصصات ومعاشات التقاعد، و35 % خدمة دين عام، و11% عجز كهرباء، وما يقارب 9 % انفاق استثماري، والباقي نفقات تشغيلية للدولة. من هنا كان التركيز على معالجة كل النقاط الاساسية في هذه الموازنة. تم بحث موضوع خدمة الدين العام، واعادة النظر في مجموعة من الامور التي ترتبط بحوافز ومخصصات اضافية وتعويضات غير مبررة. ومن جهة اخرى تم اقرار خطة الكهرباء والبدء بتخفيض عجز هذا القطاع. كنا تقدمنا بمجموعة من مشاريع القوانين المستقلة، ارتأى مجلس الوزراء خلال نقاشاته ان نقتطع بعضا من موادها لنضمنها في مشروع الموازنة، إضافة الى الاخذ في الاعتبار ببعض المقترحات التي تقدم بها الوزراء.

نحن بالمجمل امام تحول استثنائي مهم جدا واساسي حصل في مشروع هذا العام، على صعيد تخفيض النفقات، وزيادة الواردات والمواد الاضافية في الموازنة التي تؤسس لمعالجة بعض من الخلل في الوضعين الاقتصادي والمالي، وتؤسس ايضا لموازنة في العامين 2020 و 2021 تكمل ما بدأنا به. لذا علينا ان ننظر الى هذه الموازنة في السياق الذي بدأنا به، بالتحضير لموازنة العامين المقبلين. هناك امور كثيرة ستستكمل في الموازنات المقبلة، وقرارات في مجلس الوزراء اتفقنا عليها ويجب ان تترجم ايضا نتائج ايجابية ومباشرة على المستوى المالي والاقتصادي".

وقال خليل: "يهمني ان أذكر ان الانفاق في هذه الموازنة وصل الى 23340 مليار ليرة لبنانية، نضيف اليه 2500 مليار سلفة لدعم كهرباء لبنان. في المقابل لدينا واردات تبلغ 19016 مليار ليرة، بزيادة ايضا عما كان مقررا سابقا، فتصبح نسبة العجز بالمقارنة مع الناتج المحلي 7.59 %، وهو رقم مرض جدا يعبر عن التزام حقيقي حصل في النقاشات خلال الاسابيع الماضية، ويعكس ايضا ارادة حقيقية عند الحكومة بأن تسير على طريق تصحيح الوضع المالي.

هذا الرقم مهم بقدر ما يمكن للدولة والحكومة الالتزام به، ومن هنا اقول اننا سنعمل كوزارة مال بأعلى درجات الجدية للبقاء بحدود نسبة العجز المقدرة تماما كما وردت اليوم في هذا المشروع، خاصة اننا بنينا هذا الامر على نسبة نمو محدودة تبلغ 1.2 % للناتج المحلي، ليصل الى ما يقارب 90 الف مليار (89935 مليار). وبالتالي انا اتوقع ان اي عنصر ايجابي يطرأ على الوضع العام، يمكن ان يساهم في الحفاظ على هذا الرقم، لا بل يمكن ان يحسنه. وفي الوقت نفسه، نحن نرسل رسالة واضحة الى المجتمع الدولي، وكل الصناديق الملتزمة بالوقوف الى جانب لبنان، بأننا جديون في هذا المجال وبالتالي سيترجم هذا الامر بضخ واطلاق مشاريع استثمارية جديدة سيكون لها اثر كبير على تحريك عجلة الاقتصاد.

في المقابل، نحن في مسار لاقرار مجموعة من القوانين المكملة للوصول الى افضل واعلى المعايير في الالتزام بما قررناه، اقله عبر اقرار قانونين: قانون الشراء العام والمناقصات، وقد انجزته وزارة المالية مع دفاتر شروط نموذجية ورفعته إلى مجلس الوزراء، واعتقد انه في اقرب جلسة وبعد التنسيق مع وزارة التنمية الادارية، سيقر المشروع ويحال الى المجلس النيابي. اضافة الى اقرار قانون تحديث الجمارك وفق المعايير التي تسمح اكثر فاكثر بتعزيز الانضباط ومنع التهريب الجمركي. في هذا المجال ايضا هناك قرارات لمجلس الوزراء وتوصيات صدرت خلال هذه الجلسات، بأن نضع موضع التنفيذ مجموعة من الاجراءات المتعلقة بمجال ضبط التهريب الجمركي الى اقصى حد".

وأضاف وزير المال: "نحن معنيون بأن نعمل بشكل جدي على إجراءات تساعد على التحسين في ميزان المدفوعات، انطلاقا من تحسين العجز في الميزان التجاري. هناك خطوات أقريناها مع بعض الملاحظات والتحفظات عليها، ولكن علي ان اذكر ان الحكومة اتخذت هذه الاجراءات، وآمل ان تؤدي الغرض منها، ويجب ان تستكمل بالتركيز على دعم القطاعات الانتاجية في الزراعة والصناعة، وبالتالي تخفيف التركيز على الاستيراد من الخارج وتقليص حجم استنزاف العملات الاجنبية من لبنان الى الخارج. عجزنا اليوم في الميزان التجاري كبير جدا، فقد استوردنا في العام 2018 ما يقارب 20 مليار دولار، ولم نصدر اكثر من 3.8 مليار دولار، وبالتالي هذا العجز يضغط على الاحتياط بالعملات الاجنبية لدينا. سنكون امام فرصة لتشريح موضوع الموازنة في مناسبات اخرى، لكنني اود القول انه في جلسة اليوم كان هناك عرض سريع لها وجرى الاستماع الى بعض الملاحظات، وتم اقرار الموازنة تماما كما احيلت بعد الجلسة الاخيرة في السراي الحكومي، ولم يطرأ اي تعديل عليها، لا في الارقام ولا في المواد. اقرت كما هي، وعكست الالتزام الذي ابداه الوزراء خلال الاسابيع الماضية".

حوار

ثم دار بين الوزير خليل والصحافيين الحوار التالي:

سئل: هل ستقر الموازنة في مجلس النواب دون قطع حساب؟

أجاب: "ذكرت في بداية الجلسة أن وزارة المال أحالت على ديوان المحاسبة، منذ اشهر، مشروع قطوعات الحساب منذ العام 1993 وحتى العام 2017، وقد سمعنا من فخامة الرئيس ودولة الرئيس وجوب حث ومتابعة عمل ديوان المحاسبة من اجل انجاز قطوعات الحساب بالتوازي مع عمل مجلس النواب لاقرار الموازنة وفق الاصول، وهذا ما نطمح اليه.

أما في ما يتعلق بموضوع الرواتب، فقد ثبت ان كل ما اشيع حول هذا الموضوع في الايام الماضية والمس بحقوق العسكريين والموظفين في الادارة والاساتذة وغيرها كان غير واقعي، واكد ما قلناه ان لا صحة لكل الكلام المتعلق بتخفيض الرواتب والمخصصات لهذه الشريحة".

سئل: ماذا يعني الحديث عن المخصصات؟

اجاب: "المقصود بهذا التعبير هو رواتب السلطات. اما ما تم تعديله فهو مجموع التقديمات والاضافات والتعويضات عن العمل الاضافي الذي كانت تقدم وفيها مبالغات كثيرة، وقد تضمن مشروع الموازنة بندا يحدد سقفها الاعلى بـ75 % من راتب الموظف".

سئل: هناك غموض حول التدبير رقم 3، والاعتمادات التي اعطيت لوزارة الاتصالات ووزارة المهجرين.

اجاب: "في ما يتعلق بالتدبير رقم 3، كل ما اثير من ضجة حوله كان يمكن تفاديه لو تمت قراءة ما رفعته وزارة المال سابقا في هذا الشأن والذي تمت العودة اليه حاليا. فقد قلنا ان على الحكومة ان تعيد النظر خلال ستة اشهر، في كل التدابير الاستثنائية، وللاسف استغرقنا نحو 20 جلسة للعودة الى الموضوع نفسه، فهي مسألة تناقش في المجلس الاعلى للدفاع وترفع الى الحكومة لتحديد آلية تطبيق التدبير رقم 3. ان الموازنة لم تقارب هذا الموضوع ان من الناحية المالية او الصياغة القانونية، فهو امر متروك للمناقشة في المجلس الاعلى للدفاع واحالته الى الحكومة لاصدار مرسوم ينظم كيفية توزيع القوى العسكرية والامنية على التدابير رقم 1 ورقم 2 ورقم 3.

اما حول الواردات، فخلال النقاش يتم تخفيضها او زيادتها. وفي بداية النقاش، افاد وزير الاتصالات انه لن يكون من الممكن الوصول الى الرقم الموضوع وهو 1900 مليار لوزارته، وتم تخفيض ما يقارب 150 مليار. وانا كوزير مال علي ان اتعامل مع الارقام الواردة من الوزارات وفق تقديرها كي لا يكون هناك تقدير لواردات لا يمكن تحقيقها، لانه اذا اخذنا الاقل وحققنا الاكثر فنكون قد انجزنا امرا مهما دون اي ارباك.

وفي موضوع وزارة المهجرين، لم يحصل اي امر استثنائي، فهناك خطة موضوعة لم يناقشها مجلس الوزراء، ولكن كي لا يتعطل عمل الوزارة، تم تخصيص مبلغ 40 مليار ليرة في موازنة العام 2019 لتعمل بها لان الخطة هي اقفال هذا الملف، واذا كان هذا المبلغ يصب في هذه الخانة، فكون عملنا ايجابياُ وليس سلبيا".

سئل: ماذا عن اقتراح التخفيض للجيش وفق الخطة الخمسية؟

اجاب: "هناك اصرار على ما يبدو لدى بعض الصحف من اجل خلق اشكالات. وفي موضوع الجيش، تم اقرار ما اعدته وزارة الدفاع دون تغيير، وكما وافقت عليه قيادة الجيش. اما الاموال التي ارجئت الى السنوات المقبلة في قانون البرنامج، فسبب هذا التأجيل يعود الى وجود مبالغ مدورة من السنوات الماضية لم تنفق، وبالتالي يمكن انفاقها هذا العام وعقدها وفق الاصول بالكامل، اضافة الى ان قانون البرنامج يتضمن مادة تنص على امكان عقد كامل مبالغ القانون حتى دون توفر الاعتمادات".

سئل: كانت المطالبة بتخفيض نسبة العجز الى حدود الـ7 في المئة.

اجاب: "يمكن ان نطالب بما نريد، ولكن اعتبر ان الرقم الذي وصلنا اليه مشجع جدا ولم اسمع اي اعتراض عليه من اي وزير".

سئل: حتى من الوزير جبران باسيل؟

اجاب: "اقرت الموازنة دون تسجيل اي اعتراض عليها، هناك آراء كثيرة وانا اطمح الا يكون هناك اي عجز في المالية العامة ولكن هناك وقائع علينا الانتباه اليها، وهي اننا كنا امام عجز فعلي هو 11.4 في المئة، وتمكنا من تخفيضه بنحو 3.8 في المئة وهو امر مهم جدا يجب التركيز على ايجابياته والبناء عليه كي لا يتم تخطيه عند الانفاق".

سئل: هناك تخوف من ضرائب غير مباشرة.

اجاب: "لم يعد هناك مجال للتخوف من بعيد. هذه هي الارقام وليس هناك اي ضريبة. هناك رسم اقر على المواد المستوردة ويبلغ 2 في المئة، وكنت قد صوت ضد اقراره، ولكنني الآن اعكس وجهة نظر الحكومة. وكنت شخصيا مع التركيز على فرض رسوم نوعية على كل المواد المستوردة التي تنتج او يمكن انتاجها في لبنان صناعية كانت ام زراعية، وهذه الرسوم يمكن ان تكون مرتفعة الى حد يدفع الى تشجيع الانتاج الوطني ويعيد تحسين الخلل الكبير في الميزان التجاري. ولكن القرار لمجلس الوزراء، ونحن ملتزمون تطبيق هذا الامر وفق الاصول والمعايير العلمية".

سئل: هل ترضي نسبة العجز التي توصلتم اليها الجهات الدولية وخصوصا المعنيين في مؤتمر "سيدر"؟

اجاب: "ان تخفيض العجز حاجة وطنية قبل ان يكون مرتبطا بـ"سيدر" او غيره، ولكن من المؤكد ان هناك نظرة ايجابية من كل المعنيين في الخارج الى ما تم تحقيقه على هذا الصعيد ان لناحية الخطوات الاصلاحية او لجهة مستوى تخفيض العجز".

وكان سبق الجلسة خلوة بين الرئيس عون والرئيس الحريري تم في خلالها بحث البنود المدرجة في مشروع الموازنة.

 

الراعي استقبل اسحق ووفدا من جمعية chretiente solidarite: الدول المعنية بإنهاء الحرب والنزوح في المنطقة غير مهتمة

الإثنين 27 أيار 2019 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، النائب جوزف اسحق الذي قدم تعازيه بوفاة المثلث الرحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير. ولفت اسحق بعد اللقاء الى انه نقل ايضا تعازي الرعية المارونية في اوستراليا، والتي كان قد التقاها خلال زيارته لها، معربا عن تقديره واعجابه بالأبرشية المارونية ومؤمنيها في سيدني. وأكد اسحق أن "القوات اللبنانية ومنطقة بشري لطالما كانوا الى جانب البطريركية المارونية منذ 1400 سنة، وهم اليوم أكثر دعما لها، وسوف نبقى الى جانب ابينا البطريرك الراعي في مسيرته الروحية والوطنية". وختم لافتا الى "أن القوات اللبنانية تمثل مقاومة كل ما يتعارض مع الحرية سواء كان في الإطار السياسي او الديني او الإجتماعي او الإقتصادي والامني"، منوها "بالعلاقة المميزة التي تجمع بين ابناء الوطن الاوحد في اوستراليا، وبالنشاط اللافت الذي تقوم به الرعية المارونية في اوستراليا وعلى رأسها راعي ابرشيتها المطران انطوان شربل طربيه".

ثم التقى وفدا من جمعية chretiente solidarite برئاسة مؤسسها برنارد انطوني في زيارة اطلع فيها من الراعي على وضع الحضور المسيحي في الشرق. واستمع الوفد من البطريرك الى قراءة سريعة عن وضع المسيحيين في الشرق عموما وفي لبنان خصوصا، والتي شدد فيها على "ضرورة ان تتحرك الأسرة الدولية بهدف اعادة النازحين السوريين الى بلادهم ليشكلوا استمرارية لحضارة وتاريخ عريق صنعوه بأنفسهم"، مشددا على ان "هذه العودة تريح لبنان على كل الصعد، فلبنان لا يهمه تلقي شهادات دولية بحسن ضيافته للنازحين، بل هو يطالب الأسرة الدولية بفصل موضوع النازحين السوريين عن الحل السياسي في سوريا، ذلك ان الحل لا افق له على المدى المنظور، فنحن منذ 71 سنة ننتظر حلا للقضية الفلسطينية وكل ما يدور على ارض الواقع ينذر بانه ما من حل على المدى المنظور".

ورأى الراعي أن "الدول المعنية مباشرة بوضع حد لحالة اللااستقرار والحرب والنزوح والدمار الثقافي والمادي في عدد من دول الشرق الأوسط، غير مهتمة بإنهاء النزاع في هذه المنطقة من العالم لمصالحها الخاصة التي لا تحاكي القيم الإنسانية. هم لديهم تطلعاتهم السياسية والاقتصادية، أما نحن فتطلعاتنا محض انسانية".

وختم مستشهدا بكلام قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الذي أكد فيه ان "نمو وتطور الحضور المسيحي في لبنان يؤمن استمرارية حقيقية لحضور المسيحيين في الشرق بأكمله". بدوره أعرب انطوني عن "شكر وتقدير الوفد لصاحب الغبطة على حفاوة استقباله وقراءته الموضوعية لما يدور في منطقة الشرق الأوسط ولا سيما في الشق المتعلق بالحضور المسيحي فيه والأحداث التي اثرت سلبا عليه". وأكد "وقوف الجمعية الى جانب المسيحيين في لبنان والشرق، والعمل وفق إرشادات البطريرك الراعي المفعم بالطيبة والصراحة"، مشددا على "نقل ما سمعه الوفد من غبطته من حقائق عن الوضع الراهن في لبنان والمنطقة الى كل الأماكن التي نحضر فيها ونحن على استعداد تام للمساعدة".

 

العلامة السيد علي الأمين في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي: إعادة النظر في مناهج التعليم خطوة عملية لنشر قيم الوسطية والإعتدال في الإسلام

الإثنين 27 أيار 2019 /وطنية - القى عضو "مجلس حكماء المسلمين" العلامة السيد علي الأمين، كلمة في المؤتمر العالمي الذي تقيمه رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة تحت عنوان "قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة" واللقاء التاريخي لاعلان "وثيقة مكة المكرمة" جاء فيها:

"الإسلام هو الرسالة السماوية التي أوحى الله تعالى بها الى نبيه محمد بن عبدالله خاتم الرسل والانبياء، وهي تتكامل مع الرسالات السماوية التي سبقتها، كما يشير إلى ذلك قول الله تعالى: (قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) وقوله تعالى (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه).

اضاف: "ورسالة الإسلام تلتقي مع ما سبقها من رسالات الله في الأهداف والوسائل لإخراج الناس من الظلمات إلى النور والحكم بينهم بالحق ، كما يشير إليه قول الله تعالى (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه) وقوله (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور) (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه). ويجد الناظر في الكتاب والسنة الكثير من الآيات والأحاديث التي تكشف عن قيم الوسطية والإعتدال في الإسلام ولزوم اعتمادها منهجا في تطبيقه وفي الدعوة إليه، كما جاء في قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا، (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى) (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا) وهي تركز على لزوم تحلي الإنسان بالفضائل وتمسكه بمكارم الأخلاق كما جاء في الحديث النبوي المشهور: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)".

وتابع: "ورسالة الإسلام تتضمن الدعوة إلى الإيمان والإعتقاد، وهما لا يحصلان بالإكراه، ولذا منعت من الإكراه عليهما، كما جاء في قول الله تعالى في عدة آيات، منها (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) ومنها(لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) ومنها(فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ) ومنها(فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ومنها(ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون)".

واردف: "ويشهد لهذه الحرية الدينية أيضا ما جاء في سورة (الكافرون) من تعاليم أعطاها الله لنبيه ليقولها في الحوار الذي دار بينه وبين المشركين في أوائل الدعوة: (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد، ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين). وقد دعا الإسلام إلى السلم كما جاء في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) ودعا إلى العيش بتسامح وسلام وعدل مع الآخرين الذين لم يعلنوا الحرب عليه كما جاء في قوله تعالى:(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم علكم تذكرون) واعتبر الإسلام أن الاعتداء على حياة الفرد اعتداء على الإنسانية جمعاء كما جاء في قوله تعالى (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)".

وقال: "ينظر الإسلام إلى الناس نظرة تساوي بينهم في حقوقهم وأقدارهم، فلا فرق عنده بين الأعراق والألوان والأجناس فهم قد خلقهم الله من نفس واحدة ومع هذه الوحدة تزول كل الفوارق ولا يبقى منهم ميزان للتفاضل سوى في العمل الصالح الذي يعود بالخير على الناس أفرادا وجماعات ومجتمعات ويشير إلى المعاني التي ذكرناها قوله تعالى(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) وقوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وقوله تعالى: ( ولقد كرمنا بني آدم .) وفي أحاديث السنة النبوية وآثارها:(الناس سواسية كأسنان المشط) (والخلق كلهم عيال الله  وأحبهم إليه أنفعهم لعياله) و(لا فضل لأحمر على أصفر ولا لأبيض على أسود ولا لعربي على أعجمي إلا بالتقوى) وقد جاء في عهد الإمام علي إلى مالك الأشتر عندما ولاه على مصر وكان فيها المسلمون وغيرهم (وأشعر قلبك الرحمة للرعية واللطف بهم والرأفة عليهم ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) وغيرها من النصوص والآثار التي تؤكد على قاعدة المساواة بين البشر، وهذا فيه تأسيس لعلاقات إنسانية بين البشر تقوم على عدم التمييز العنصري وغيره من أسباب التمييز التي تنشب بسببها النزاعات والإختلافات في المجتمع البشري".

اضاف: "وتعزيزا لسلامة العلاقات بين الناس، فقد تعددت الروايات والأحاديث في الدلالة على ترسيم نهج أخلاقي من خلال منظومة القيم والمبادئ التي تبعد الإختلاف عن دائرة الخلاف والنزاع وتهيء المناخ السليم والسلمي بين أفراد المجتمع كما جاء في بعضها: (أفضل المؤمنين إسلاما من سلم المؤمنون من لسانه ويده وأفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا) و(أفضل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون، ثم قال لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه وحتى يأمن جاره بوائقه) و(أفضل الإسلام من سلم المسلمون من لسانه ويده) (والمهاجر من هجر السوء والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه) (المسلم من سلم الناس من يده ولسانه، والمؤمن من ائتمنه الناس على أموالهم وأنفسهم)".

وتابع: "ومن الأحاديث ما ورد عن النبي: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "إصلاح ذات البين وفساد ذات البين هي الحالقة، ولا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين" وفي حديث آخر عن أبي أيوب الأنصاري: (قال ألا أدلك على صدقة خير لك من حمر النعم ؟ قال: بلى يا رسول الله· قال :تصلح بين الناس إذا تفاسدوا وتقرب بينهم إذا تباعدوا) وفي بعض النصوص الأخرى: (إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام) والنصوص بهذا المعنى كثيرة".

واردف: "ومن الواضح أن هذه التشريعات لا تخص المسلمين وحدهم بل هي شاملة لكل مكونات المجتمع من المسلمين وغيرهم باعتبار ورود كلمة الناس في بعض تلك الأحاديث وكلمة الجار المطلقة وغير المقيدة بدين أو مذهب·والناظر في هذه النصوص وما تقدمها يعلم منها أن رسالة الإسلام لا يكفي في حملها والإنتساب إليها إيمان بها لا ينعكس على العمل والسلوك في علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان، فليس الإيمان شكلا في الثياب ولا لقلقة في اللسان وإنما هو ما وقر في القلب وصدقه العمل".

وختم: "كما قلت في بداية هذه الرسالة سيجد الباحثون الكثير من النصوص الآمرة باعتماد قيم الوسطية والإعتدال منهجا في الدعوة إلى الإسلام، ولكن ما نحن بحاجة إليه لمواجهة التطرف والدعاية السلبية عن الإسلام أن تتحول تلك القيم إلى ثقافة تؤثر في السلوك، ولكي تتحول إلى ثقافة كذلك فلا يكفي سرد تلك الأحاديث في المناسبات والمؤتمرات، فنحن بحاجة إلى تحويلها إلى كتاب يدرسه أبناؤنا في مدارسهم ، ولذلك لا بد من إعادة النظر في مناهج التعليم، فإن هذا يعتبر الخطوة العملية التي تنشر قيم الوسطية والإعتدال في الإسلام بين الناس وتعمل على تحويلها إلى ثقافة تحمل الخير لأمتنا وللعالم كله".

 

لقاء سيدة الجبل: السلطة غير جدية في معالجة الأزمة المالية والاقتصادية

الإثنين 27 أيار 2019 /وطنية - عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية، في حضور السيدات والسادة أسعد بشارة، ايلي الحاج، ايلي قصيفي، بهجت سلامه، توفيق كسبار، حُسن عبود، ربى كبارة، طوني الخواجه، سامي شمعون، سعد كيوان، سناء الجاك، سوزي زيادة، غسان مغبغب، فارس سعيد، محمد سلام، مياد حيدر.

وأصدر البيان الآتي:

"أولا - يلفت "اللقاء" إلى أن مشروع موازنة نصف عام 2019 كما توصل إليه مجلس الوزراء يقتصر على زيادة الضرائب والرسوم ولا يمس بالإنفاق غير المجدي ومصادر الهدر، مما يشير إلى عدم جدية السلطة في معالجة الأزمة المالية والاقتصادية.

ثانيا- رفع الأمين العام لحزب الله الذي ينخرط من خلال السلطة اللبنانية في مفاوضات مع اسرائيل حول ترسيم الحدود في وجه اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا فزاعة التوطين الفلسطيني مجددا. وأكد أن ضمان عدم التوطين يكمن في بقاء حزب الله "المفاوض" على سلاحه، في حين أن الضمان في وجه التوطين يكرسها الدستور الذي توافق عليه اللبنانيون من خلال اتفاق الطائف وينص على أن "لا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين".

ثالثا- حذر لقاء سيدة الجبل من تداعيات فوز اليمين المتطرف بأكثر من مئة مقعد في انتخابات الاتحاد الأوروبي، ما يهدد بترسيخ "الاسلاموفوبيا" ويؤدي الى صعود "الكرستيانوفوبيا"، ويعرض أي فكرة للعيش المشترك الى الإلغاء لحساب التطرف المتبادل.

لذا يشدد "اللقاء" على دور المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة هذه التحديات، وتحديدا مسيحيي لبنان المدعوين في هذه اللحظة التاريخية الحرجة الى طريق عربية معاصرة وإنسانية تتسع للجميع، وذلك مع شركاء مسلمين يغلبون المصلحة الوطنية العليا، للتصدي لأي حسابات مذهبية ضيقة قوامها المصالح الخاصة. ويواصل "اللقاء" سعيه إلى عقد مؤتمر مسيحي لبناني- عربي يرفض التطرف ويدعو إلى العيش المشترك وبناء دولة القانون".

 

جلسة مساءلة شعبية لتحالف وطني في ساحة الشهداء يعقوبيان: من المستحيل أن تقوم السلطة بأداء افضل من الذي فعلته

الإثنين 27 أيار 2019 /وطنية - نظم "تحالف وطني" في ساحة الشهداء بوسط بيروت، جلسة "مساءلة شعبية" لمراجعة الاداء الحكومي وتقييمه في ملفات الكهرباء والموازنة والبيئة والحريات العامة، وذلك بعد مرور 100 يوم على تشكيل الحكومة ونيلها ثقة أغلبية المجلس النيابي. حضر الجلسة النائبة بولا يعقوبيان، المرشح للانتخابات الفرعية في طرابلس يحيى مولود، وحشد من الهيئات الاجتماعية وعدد من الصحافيين والناشطين في المجتمع المدني. بعد النشيد الوطني، ألقى مارك جعارة كلمة التحالف، فقال: "قبل مئة يوم، الأغلبية الساحقة من أعضاء مجلس النواب منحوا الثقة لحكومة هم أنفسهم ممثلون فيها. غاية هھذه الصيغة إلغاء المعارضة والمحاسبة على أن يلعب قسم من الوزراء دور المعارض من الداخل تارة، والقسم الآخر يلعب طورا دور الموالي وتنعكس الأدوار". وتابع: "لما يلعب الجميع دور الموالي يكونون قد اتفقوا على توزيع الحصص فيما بينهھم!". اضاف: "نحن في تحالف وطني مؤمنون بامكانية قلب الطاولة على هذا الواقع المرير، من خلال بناء دولة القانون والمؤسسات البعيدة عن الطائفية وعن سياسة المحاور والمكافحة للفساد المزري والمنفتحة على العالم لأن لدينا الكثير من الأوراق الرابحة والكثير من فرص الإنماء: في الاقتصاد الرقمي؛ في الزراعة ذات القيمة المضافة العالية التي تستعين بالتقنيات الحديثة؛ بالصناعات ذات القدرة العالية للنمو والتنافس في حال توفر لها الدعم". وأردف قائلا: "خضنا الانتخابات النيابية السنة الماضية، وبالرغم من القانون المجحف، أوصلنا نائبة إلى المجلس نفتخر بأدائها، قدمت أكثر من ثلث مشاريع قوانين التي قدمت إلى مجلس النواب منذ الانتخابات الأخيرة. رفضت منح الثقة لهذه الحكومة! بعد 100 يوم، ماذا أنجزت هذه الحكومة؟ ما زالت الموازنة قيد النقاش وسنتناول الموضوع لاحقا، مبينين كم هذه الموازنة قابلة للاصلاح".

علامة

بعد ذلك، تحدث بلال علامة عن قانون الموازنة "الذي لم يبصر النور حتى اليوم"، فقال: "لقد ارادت الطبقة السياسية التأكيد للجميع انها لن تغير سياستها ولن تستسلم قبل القضاء على ما تبقى من الشعب اللبناني. 19 جلسة لاقرار موازنة العام 2019، قد تكون صالحة لخمسة أشهر مع وقف التنفيذ. الموازنة يجب ان تقر قانونا قبل الدخول في متن العام، بحيث يجاز بموجبها للحكومة الانفاق والجباية. فبالله عليكم اخبروني كيف تجيز الحكومة لنفسها جباية الضرائب والرسوم في وقت اوقف وزير المال الصرف والإنفاق بعد أن عمم على مراقبي عقد النفقات بعدم التأشير على الصرف للوزارات غير الرواتب والاجور، في سابقة مخالفة لقانون المحاسبة العمومية؟". أضاف: "جل ما تم درسه واقراره في الجلسات الـ 19 تناطح فيه كل الوزراء لمقارعة وزير المال في طرح الافكار والاساليب لفرض ضرائب ورسوم جديدة سواء مباشرة او غير مباشرة بهدف رفع الايرادات والابقاء على الانفاق الذي اقتصر على الاتباع والزبائنية والمحسوبيات. وهنا حدث ولا حرج". وختم كلمته بالقول: "لن نجد حلا لمعضلة الوضع القائم الا اذا انتفض اللبنانيون وعملوا على تقديم خطة رؤيوية تطويرية مالية ونقدية تدرسها الحكومة وتقرها خطة على خمس سنوات كما تفعل حكومات الدول المتقدمة لخدمة شعوبها".

مولود

اما المرشح مولود، فقال: "أقرت الحكومة خطة الكهرباء لكن العبرة تبقى في التنفيذ، تبعا لتجربتين سابقي?ن في العام 2010 والعام 2017، أقرت حكومتا الرئيس الحريري خطتين مماثلتين، تحدثتا عن تأمين الكهرباء 24/24 خلال خمس سنوات، لم نر النور ولم نر من خلالهما أي تطور إيجابي في هذا القطاع، وهذا سببه الإستهتار الواضح بتواطؤ مع السلطة التشريعية لتخطي القوانين. الخطة في المجمل لا تأتي بالشيء الجديد عما ذكر في الأعوام السابقة. يستند الحل على ركائز يجب العمل على إنجازها بشكل متواز: وقف الهدر الفني وغير الفني، تحسين الجباية والقدرة الإنتاجية وخفض كلفة المحروقات من خلال استخدام الغاز الطبيعي، والجباية".

حلو

بدورها، قالت زينة حلو: "ان هذه الموازنة تأتي لتضع المدماك الاول من سلسلة شروط الاستدانة في مؤتمر سيدر، وهي تخفيض العجز من خلال الحد من الانفاق. لقد تم خفض العجز ولكن اتى ذلك نتيجة عملية قضم ممنهجة لحقوق الناس من دون مس رؤوس الاموال والطبقات المستغلة لمقدرات البلد".

وسجلت حلو ثلاث ملاحظات عن ارقام أو مخصصات الموازنة هي: ان الموازنة منطلقة من تخمة بالتوظيف في القطاع العام وهي التي تسبب العجز، وهذا إن صح تعود المشكلة فيه الى الطبقة السياسية نفسها، حيث يشكل التوظيف في القطاع العام اهم ادوات الحفاظ على السلطة من خلال الزبائنية والتوظيف السياسي. مع التذكير بأن المؤسسات تعاني نقص الموارد البشرية هي الاجهزة الرقابية ولا سيما ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي. وان الموازنة تنص على وقف مطلق للتوظيف في القطاع العام لمدة 3 سنوات باستثناء موظفي الفئة الاولى. لماذا 3 سنوات وليس سنتين او 5 مثلا؟ طبعا لأن انتخابات بعد 3 سنوات فنملأ الشغور قبل الانتخابات". وأضافت: "تخفيض موازنة الجامعة اللبنانية التي لم تكن أصلا بالحجم المطلوب. الجامعة اللبنانية تضم اكثر من نصف الطلاب الجامعيين لكن الحكومة لا ترى"، مشيرة الى "تخفيض النفقات القضائية المتدنية جدا نسبة الى المعدلات العالمية، سائلة "كيف نبني دولة اذا كانت اجهزتنا الرقابية مفرغة من الكوادر والقضاء يخنق؟ من يراقب ومن يحاسب ومن يحفظ حقوق الناس ويطبق القوانين؟".

الحركة

وشرح المحامي واصف الحركة الواقع البيئي، وتفاصيل طلب ابطال الطرح الذي بني عليه لمهل الكسارات والمقالع، والمقدم إلى مجلس شورى الدولة، كاشفا "ان مستدعيي الطعن هم مواطنون قاطنون في مناطق وجود الكسارات والمقالع مثل كفر سلوان، وعين داره، وكفرحزير، لأنهم متضررون ماديا وصحيا إذ أنهم مع ابناء مناطقهم يعانون من زيادة في الأمراض والاوبئة التي تبدأ بحساسية الصدر وتصل إلى أمراض السرطان، وذلك نتيجة الأضرار التي تحدث للمياه الجوفية والسطحية، إضافة الى الأضرار الكبيرة بمزروعاتهم، فهم متضررون بالمباشر والشخصي".

عازار

أما جورج عازار، فاعتبر ان السلطة "منذ التسعينات توافقت على خطط طوارئ كلفت الخزينة العامة مبالغ فلكية واعتمدت منطق التخلص بأغلى ثمن من النفايات بدل معالجتها بكلفة أقل وتدهور بيئي كبير، وما زلنا نطمر ونرمي عشوائيا بينما مراكز المعالجة بجزئها الكبير متوقف عن العمل".

وأضاف: "في ظل تأخر الحكومة في طرح استراتيجية حقيقية متكاملة لإدارة النفايات استعاضت عنها بمهرجات إعلامية ومناشدات وبيانات تشجيع أو شجب احيانا او حملات تنظيف الشاطئ في حضور وزير البيئة، وكأن الوزارة هي مجرد مكتب دراسات او فرقة كشفية، لا جهة تنفيذية تخطط وتراقب وتحاسب وتحمي بقوة القانون. وصلنا الى خيار توسعة المطامر البحرية عبر مناقصات محارق النفايات المشؤومة التي لم يتم تحديد المناطق التي ستقام عليها وكل ذلك بدون دراسة للاثر البيئي لا للمطامر البحرية او مواقع المحارق التي كررنا مرارا انها لا تناسب طبيعة نفاياتنا... لقد حان الوقت لكي يقول الشعب كلمته وان تفرض المعارضة خارطة طريق استراتيجية لإنقاذ لبنان من الكارثة".

قعقور

كما تحدثت الدكتورة حليمة قعقور عن حرية التعبير، وأكدت أن "خرق حرية التعبير ممنهج من أجل تخويف، وترهيب أي شخص ينتقد أداء السلطة. من يقرأ تاريخ لبنان يعرف اللبنانيين واللبنانيات جيدا، يدرك أن سياسة كم الأفواه وضرب حريتنا بالتعبير هو ضرب جنون وقصر نظر ومراهقة، ولكل من يهلل لسياسات القمع نذكره أنه في أكثر الظروف صعوبة بقي صوت اللبناني عاليا. قد نكون ساومنا بحقوقنا الاجتماعية والاقتصادية، ولكن اللبناني لم يساوم يوما ولن يساوم على حريته بالتعبير". وقالت: "بحسب تقارير المنظمات الدولية تمر حرية التعبير في لبنان بحالة خطر كبيرة. فتخيلوا مثلا أننا وصلنا في لبنان الى مرحلة محاكمة صحافي في المحاكم العسكرية على خلفية رأي سياسي. برأي منظمة العفو الدولية دقت ناقوس الخطر بسبب ما يقوم به مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية. النيابة العامة التمييزية، وزير العدل، مخابرات الجيش، وشعبة المعلومات يستدعون ناشطين وناشطات، صحافيين وصحافيات، ناهيك عن البلاغات الشخصية والبلاغات المجهولة والاستدعاءات إلى المخافر والتواقيع على تعهدات بعدم التعرض للشخصيات السياسية والديني"، ورأت ان "أصحاب السلطة يفترض بهم "أن يكونوا الأشد تحملا للنقد والأكثر تقبلا له، كونهم موظفين عامين خاضعين للحساب العام. لكن بدل أن يحمي القانون اللبناني آليات المساءلة المتاحة للناس، تراه يحمي أصحاب السلطة... سنعمل نحن وبولا على تقديم مشروع قانون لالغاء مادة تحقير الرئيس بما يتماشى مع المعايير الدولية لحرية التعبير".

يعقوبيان

وفي الختام، تحدثت النائبة بولا يعقوبيان فقالت: "كل مواطن لبناني يعيش على هذه الأرض حتى من هم تابعون للزعماء يدركون بأن هناك مشكلة كبيرة في لبنان وأن البلد معطل لكنه لا يسائل. انظروا الى العالم وتطوره وانظروا الينا هنا. كل ما سمعناه اليوم من مشاكل وفضائح وأزمات يشكل 50 بالمئة تقريبا من مصيبة المستنقع الذي نعيش فيه، لكن اليوم ما الحل؟ تحالف وطني ماذا يفعل؟ هذه المجموعة التي تألفت قبل الانتخابات من اشخاص وقفوا بجانب بعضهم البعض وترشحوا للانتخابات، بهمة جنود مجهولين كثر، ليقفوا بوجه هذه السلطة". أضافت: "اقول اليوم، أنني ممتنة لهم واعتز بثقتهم بأصواتهم، لكن بالتأكيد هذا لا يتناسب مع وضع البلد وضرورة المعارضة فيه. اشرف عمل ممكن ان يقوم فيه اللبناني لنفسه ولعائلته ووطنه هو المعارضة والمساءلة. شعب لا يسائل فيه المواطن المسؤول عنه ويقول له ماذا فعلت لوطني، لا يتقدم فيه الوطن. انضممت لهذا التحالف بلا شروط، لمجرد انهم يريدون الوقوف ضد السلطة، بعد ان وصلت لقناعة انه من المستحيل، من خرب الدنيا يعود ليصلحها، من دمر لن يصلح. المسؤولية على الناس اليوم كبيرة والمسؤولية علينا اكبر علينا، نحن من يؤمن بأنه من المستحيل أن تقوم هذه السلطة بأداء افضل من الذي فعلته. ليس لاننا نشكك بهم بل لاننا اعطيناهم اكثر من مئة فرصة".

وتابعت: "من الان فصاعدا ماذا علينا ان نفعل؟ كلنا لدينا اولاد وكلنا نريد ان نبقى هنا. اتمنى من الجميع ومن تواجد معنا اليوم ان يسائلنا ويسائل معنا السلطة، نحن مسؤولون امامكم ايضا بأن نعمل ونجتهد ونشكر كل صوت اعطانا الثقة، اتمنى عليكم، ليس فقط ان تجددوا الثقة، بل ان تكونوا عند مفترق اي استحقاق حاضرين، ليس بالضرورة عند صندوق الاقتراع النيابي او البلدي، هناك استحقاقات اخرى في النقابات والمدارس والجامعات. قولوا لاولادكم انتخبوا المستقلين وليس من يحمل شعار زعيمه، لاننا بالتكافل والتضامن وصلنا الى هنا. اتمنى ان نكون على وعي بأن هذا الضغط علينا من السلطة سيستمر وسيتصاعد ولن يخف الا بطريقة واحدة فقط، اذا هادنا او سكتنا عن حق الناس عندها يسكتون عنا. هذه الحرب مستمرة والسلطة تعرف انها ضعيفة والسارق والمرتكب هو الضعيف". وختمت قائلة: "تخيلوا لو ان الناس التي انتخبت اخيرا كان عددها الضعف، وجودنا داخل المجلس النيابي ضروري جدا، وهذا التحالف مستقل بكل ما للكلمة من معنى عن اي تحالف خارجي او احزاب السلطة، فاكثر ما يمكن ان يوجع ويؤذي السلطة الحديث بلغة وطنية. نحن جميعا سواسية لاننا خاضعون لنفس البؤس، فإن نسي اللبناني اين ولد ولأي دين ينتمي ستكون مصيبة على الطقم السياسي، لان اللبناني عندها ينتخب الكفاءة وليس زعيم الطائفة. ان شاء الله سنكمل على هذه الفكرة، كي نصبح في المستقبل فريقا سياسيا اكبر واكبر للتغيير في هذا البلد".

وكانت أسئلة ومداخلات للحضور بإدارة الناشط محمد عبدالله.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 26-27 آيار/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for May 28/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75264/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-may-28-2019/

 

 

Our People In Israel versus the Dhimmitude Lebanese Maronite, Officials, Politicians, Parties & Clergymen
  Elias Bejjani/May 26/2019
 
 http://eliasbejjaninews.com/archives/75194/elias-bejjani-our-people-in-israel-versus-the-dhimmitude-lebanese-maronite-officials-politicians-parties-clergymen/

 

مشكلة لبنان عند ربع نفاق “الواقعية ومساكنة الإحتلال والصفقات” تكمن في إقرار قانون “الإعتصاب الزوجي”وليس تحرير الوطن

الياس بجاني/27 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75235/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%B1%D8%A8%D8%B9-%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A7/

 

تحرير جنوب لبنان… الأسطورة التي ضاعت

28 أيار/2019/نديم قطيش/الشرق الأوسط

http://eliasbejjaninews.com/archives/75259/%D9%86%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D9%82%D8%B7%D9%8A%D8%B4-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9/

 

“منع توطين الفلسطينيين في لبنان”: كلمة حق يراد بها باطل 

علي الأمين/العرب/28 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75262/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86%D8%B9-%D8%AA%D9%88%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8/

 

 

هودي يلـّي إنتوا مصدقينهم كذابين كذوبين متكاذبين ... خلصنا بقا!

خليل حلو/فايسبوك/27 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75244/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%84%D9%88-%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D9%8A%D9%84%D9%80%D9%91%D9%8A-%D8%A5%D9%86%D8%AA%D9%88%D8%A7-%D9%85%D8%B5%D8%AF%D9%82%D9%8A%D9%86%D9%87%D9%85-%D9%83%D8%B0%D8%A7/

 

الملدوغ من الثعبان يخاف جر الحبل يا ظريف طهران/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/27 أيار/2019

الجارة إيران وتوهان الأحلام/سعود السمكة/السياسة/27 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75253/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%BA-%D9%85%D9%86-%D8%A7/

 

إيران مصغرة في أكثر من مكان

سام منسى/الشرق الأوسط/27 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75232/%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%89-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B5%D8%BA%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%86/

 

الجارة إيران وتوهان الأحلام!

سعود السمكة/السياسة/27 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75253/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%BA-%D9%85%D9%86-%D8%A7/

 

الملدوغ من الثعبان يخاف جر الحبل يا ظريف طهران

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/27 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75253/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%BA-%D9%85%D9%86-%D8%A7/

 

Hezbollah paying the price of Iranian obstinance
 
يارون فريدمن/يدعوت أحرينوت: حزب الله يدفع ثمن تصلب إيران
 Dr. Yaron Friedman|/Ynetnews/May 27/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/75255/%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%81%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D9%85%D9%86-%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%AA-%D8%A3%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86%D9%88%D8%AA-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%AF/