LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 آيار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may22.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

اجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق. أَقُولُ لَكُم: إِنَّ كَثِيرينَ سَيَطْلُبُونَ الدُّخُولَ فَلا يَقْدِرُون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/المقاومة الاقتصادية شعارٌ نفاقي للتعمية على احتلال حزب الله

الياس بجاني/بنديرة "المقاومة الاقتصادية" شعار نفاقي للتعمية على احتلال حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وزير داخلية ايطاليا يكرس نفسه علانية لقلب مريم الطاهر

الموسيقار اللبناني إحسان المنذر في رسالة إلى مار شربل بعد أن شفاه

نقلاً عن مخوقع المقاومة_اللبنانية: وحدات_الدفاع_بيروت_كن_واحداً_منّا

"واشنطن بوست" عن الحرب: سيارات مفخخة و"حزب الله" سيمطر إسرائيل بـ150 ألف صاروخ!

اللواء أشرف ريفي لعون: سياستك الخارجية عزلت لبنان عربياً ودولياً

حزب الله الأيديولوجي من التمرد على «النظام» إلى تبنّي خطاب «الأنظمة»

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 21/05/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 21 أيار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

رحم الله الكاردينال صفير والاتحاد العمالي العام/وفيق الهواري/جنوبية

ساترفيلد: ترسيم حدود أم رسائل سياسية؟.. حزب الله «يلتزم الصمت/أحمد شنطف/جنوبية

روجيه اده: أهم شروط التفاوض مع النظام الايراني تفكيك أية منظومة تأتمر بها وحتى الان ولا رؤية إنمائية ولا إقتصادية لدى الحفنة الحاكمة، التي أولويتها تمويل"إستثمار النفوذ"،عبر الدولة/نالسي جبرايل يونس/اللواء

باسيل غير مستعجل على الموازنة وساترفيلد ينقل موقف لبنان الى اسرائيل

ديمة جمالي ورُلى الطَبْش وبشارة الأسْمَر

محور المقاومة يستبعد حرباً اميركية/بولا مراد/الديار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أميركا: دلائل على استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية

البنتاغون: منعنا وقوع هجمات إيرانية بعد نشر قواتنا بالخليج

الأزمة الإيرانية الأميركية: المخاطر عالية.. والاخطاء مستبعدة

الوحدتان «400» و«190» في «الحرس» سلاح إيران بحرب الاستخبارات

بن علوي يزور طهران وسط تصاعد التوتر الأميركي ـ الإيراني

ريطانيا تنصح إيران بعدم استفزاز أميركا لتجنب الرد

واشنطن «ترجح»: إيران مسؤولة عن محاولات التخريب في الخليج وتحذيرات أميركية من «مخاطر مرتفعة»

روحاني يطلب «صلاحيات خاصة» لـ«إدارة الحرب الاقتصادية» وقال إن الوضع غير مواتٍ للحوار

فرنسا: أوروبا لن تخضع لتهديدات إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي

تركيا تستجيب للعقوبات الأميركية على إيران وأغلقت موانئها أمام النفط الإيراني

التحالف»: تصعيد الهجمات الإرهابية الحوثية تهديد إقليمي ودولي وتوعد الميليشيا المدعومة من إيران بوسائل ردع حازمة

نتيجة {مخيبة للآمال} بعد اجتماع «العسكري» والحراك السوداني/الأنظار تتجه إلى القصر الرئاسي ودعوات لمسيرة مليونية نهاية الأسبوع

مصر: مقتل 16 إرهابياً في مواجهات مع الشرطة بالعريش والقضاء على خليتين كانتا تخططان لاستهداف منشآت حيوية وشخصيات مهمة

حفتر إلى فرنسا ويهدد بقصف سفن السلاح التركي/معارك عنيفة جنوب طرابلس والجيش الوطني يفرض «حظراً تاماً» على موانئ المنطقة الغربية

ترحيب عربي متزايد بعقد قمتين خليجية وعربية في مكة المكرمة والجامعة العربية بدأت توجيه الدعوات إلى الأعضاء... والقمة الإسلامية تناقش جملة من القضايا

نتنياهو يأمر جيشه بالابتعاد عن «ساحة الحرب» في الخليج

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هذا ما عاد به ساترفيلد الى بيروت/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

موازنة التحالفات والإستحقاقات/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

ماذا طلب جعجع؟ وما هي نصيحة «التيار»/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

عكار "خزّان الجيش" وموازنة الحكومة: المزيد من الفقر/جنى الدهيبي/المدن

برّي آخر قلاع "الطائف" لمواجهة "السلطان" باسيل/منير الربيع/المدن

خطة وزير المال وسندات خزينة بقيمة 11 تريليون/علي نور/المدن

الترسيم البحري: لبنان حقق انتصاراً.. ولكن أين ستُجرى المفاوضات وما دور حزب الله/هيام القصيفي/الأخبار

لبنان ما له وما عليه في "صفقة القرن"/هتاف دهام/لبنان 24/21

لبنان العقوبات والفساد.. والقمع أيضاً/سعد كيوان/القدس العربي

لبنان في عين العاصفة/د.مصطفى علوش/الجمهورية

الاشتباك الإيراني – الأميركي يحتدم.. فهل تقحم طهران "حزب الله"/علي الحسيني/مستقبل ويب

القوميات واضطهاد الأقليات/حسين عبدالحسين/الحرة

3 سيناريوهات محتملة للمواجهة العسكرية بين أميركا وإيران/اللواء الدكتور محمد صالح الحربي/الشرق الاوسط

الأزمة ستغيّر طهران/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الحرب بدأت... كيف ستتطور/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الإخوان واستماتتهم للسيطرة على مستقبل ليبيا/مها محمد الشريف/الشرق الأوسط

سؤال القمّتين/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

قلب الإرهاب أم عقله/يوسف الديني/الشرق الأوسط

الفضل ناسب بيننا/تركي الدخيل/الشرق الأوسط

الإخوان» واستماتتهم للسيطرة على مستقبل ليبيا/مها محمد الشريف/الشرق الأوسط

الميزة التنافسية/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

هل تصمد إيران أمام المطرقة الأميركية/جورج حايك/جريدة الجمهورية

السيد خامنئي… مكة المكرمة من أمامكم اخلعوا عباءة الضلالة وادخلوها تائبين آمنين/ أحمد عبد العزيز الجارالله /السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء وافق على طلب بطيش بفرض رسوم نوعية لحماية المنتجات الوطنية وفقا لطلب أبو فاعور وجلسة غدا لإجراء قراءة نهائية للموازنة

رئيس الجمهورية: لبنان سيعود الى الموقع الافضل في المنطقة ونأمل موسما سياحيا واعدا جدا

بري عرض الوضع مع كوبيش واستقبل نقابة اطباء الاسنان

الراعي تسلم رسالة تعزية بالبطريرك صفير من رئيس الامارات العربية المتحدة

كتلة المستقبل دعت لتحييد الحركة النقابية عن الاستغلال السياسي: لموازنة ترقى الى مستوى التحديات المالية والاقتصادية

التيار المستقل::عدم المس بالرواتب ومتمماتها قبل تنفيذ من اين لك هذا

كلودين عون روكز سلمت الحريري نسخة عن مشروع قانون تعديل قانون الجنسية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق. أَقُولُ لَكُم: إِنَّ كَثِيرينَ سَيَطْلُبُونَ الدُّخُولَ فَلا يَقْدِرُون

“إنجيل القدّيس لوقا13/من22حتى30/كَانَ يَسُوعُ يَجْتَازُ في المُدُنِ وَالقُرَى، وَهُوَ يُعَلِّم، قَاصِدًا في طَريقِهِ أُورَشَلِيم. فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُم: «يا سَيِّد، أَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذينَ يَخْلُصُون؟». فَقَالَ لَهُم: «إِجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق. أَقُولُ لَكُم: إِنَّ كَثِيرينَ سَيَطْلُبُونَ الدُّخُولَ فَلا يَقْدِرُون. وَبَعْدَ أَنْ يَكُونَ رَبُّ البَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَغْلَقَ البَاب، وَبدَأْتُم تَقِفُونَ خَارِجًا وَتَقْرَعُونَ البَابَ قَائِلين: يَا رَبّ، ٱفتَحْ لَنَا! فَيُجِيبُكُم وَيَقُول: إِنِّي لا أَعْرِفُكُم مِنْ أَيْنَ أَنْتُم! حِينَئِذٍ تَبْدَأُونَ تَقُولُون: لَقَد أَكَلْنَا أَمَامَكَ وَشَرِبْنا، وَعَلَّمْتَ في سَاحَاتِنا! فَيَقُولُ لَكُم: إِنِّي لا أَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ أَنْتُم! أُبْعُدُوا عَنِّي، يَا جَمِيعَ فَاعِلِي الإِثْم! هُنَاكَ يَكُونُ البُكاءُ وَصَرِيفُ الأَسْنَان، حِينَ تَرَوْنَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسحقَ وَيَعْقُوبَ وَجَميعَ الأَنْبِياءِ في مَلَكُوتِ الله، وَأَنْتُم مَطْرُوحُونَ خَارِجًا. وَيَأْتُونَ مِنَ المَشَارِقِ وَالمَغَارِب، وَمِنَ الشَّمَالِ وَالجَنُوب، وَيَتَّكِئُونَ في مَلَكُوتِ الله. وَهُوَذَا آخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين، وَأَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/المقاومة الاقتصادية شعارٌ نفاقي للتعمية على احتلال حزب الله/20 أيار/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%b4%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d9%8c-%d9%86%d9%81%d8%a7%d9%82%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%aa%d8%b9/

 

بنديرة "المقاومة الاقتصادية" شعار نفاقي للتعمية على احتلال حزب الله

الياس بجاني/19 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75029/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/

إن الواجب الوطني يقضي بضرورة الاعتراف أقوالاً وأفعالاً بواقع الاحتلال الإيراني المعاش على أرض الواقع والمعانات في وطن الأرز.

الالتزام بهذا الواجب هو فقط وفقط معيار الصدق الوحيد  (litmus paper test)لكل عامل في الشأن العام والاجتماعي والحزبي والسياسي اللبناني أكان في مواقع الحكم أو خارجه.

هذا المعيار الوطني يلزم كل سيادي واستقلالي وكياني لبناني الإقرار علناً ودون مواربة أو ذمية أو رمادية بأن وطن الأرز هو بلد محتل، وبأن المحتل هو حزب الله الإيراني.

من هنا فإن المقاومة الحقيقية يجب أن تكون مقاومة شجاعة وصادقة لهذا الاحتلال، وليس تغطيته وخلق الأعذار والحجج لتقويته واستمراره والتعايش معه.

إذا المرض الأساس في لبنان هو مرض الاحتلال الإيراني، وهو مرض سرطاني ومدمر ولاغي ومناقض لكل ما هو لبنان ولبناني من دستور وتعايش ودور حضاري وثقافي وتضحيات شهداء وهوية وتاريخ.

هذا الواقع الإحتلالي والمأساوي يتطلب فرز القمح عن الزوؤان، أي التفريق بين المقاوم الحقيقي للاحتلال والذي لا يريد شيئاً لنفسه، وبين من يغطيه ويضرب بسيفه طمعاً بسلطة ومواقع ومال مقابل التنازل عن السيادة والاستقلال والقبول بدور الطروادي والإسخريوتي.

في هذا السياق لا بد من تعرية نفاق وحربائية أولئك الحكام والسياسيين والأحزاب الرافعين حالياً بنديرة "المقاومة الاقتصادية" والتعامي عن سابق تصور وتصميم عن واقع سرطان احتلال حزب الله الإيراني.

الهم الاقتصادي وعلى أهميته المعيشية القصوى لا يجب أن يكون مقاومة بمفهوم "المقاومة والممانعة" الإرهابية والملالوية التي يتلحف بعباءتها حزب الله ومن خلالها يسوّق بالقوة والإرهاب لوهم مشروع الإمبراطورية الإيرانية التوسعي والمذهبي.
إذاً، المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان وبشعبه وبكيانه هو الاحتلال الإيراني، وبالتالي المقاومة الوحيدة يجب أن تكون في مواجهته بهدف التخلص منه وتحرير لبنان.

أما التردي الاقتصادي وعلى أهميته المعيشية ليس هو العلة الأساس، بل هو عارض من أعراض مرض الاحتلال، ولهذا فإنه من الغباء والجهل إلهاء الناس به بهدف التعمية والتشويه.

في الخلاصة، فإن إلهاء الناس ببنديرة "المقاومة الاقتصادية" هو عمل ترقيعي وتعموي هدفه تغطية مرض الاحتلال عن سابق تصور وتصميم.
هذا التوجه مرفوض ومن الواجب تعرية أهداف ومرامي كل الذين يسوّقون له.

يبقى بأن العلاج الوحيد لمرض الاحتلال يمكن في مقاومته ورفضه وعدم الرضوخ والاستسلام له تحت أي حجة للتعايش "المصلحي" معه وتشريعه، والأهم هنا الضرورة المقدسة لتعرية وعزل ورذل كل من يغطيه ويحميه من الحكام والأحزاب والسياسيين.

لا وألف لا لكذبة بنديرة "المقاومة الاقتصادية" التعموية، ونعم وألف نعم لمقاومة احتلال حزب الله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

وزير داخلية ايطاليا يكرس نفسه علانية لقلب مريم الطاهر

By ma32oule مايو 21, 2019/وزير داخلية ايطاليا الشهير ماتيو سالفيني وفي سابقة تاريخية يكرس نفسه علانية لقلب مريم الطاهر حاملا مسبحة الوردية بيده ومقبلا الصليب .  حيث تكثر الخطيئة تفيض النعمة .

يا سلطانة السماوات والارض تضرعي لاجلنا.

 

الموسيقار اللبناني إحسان المنذر في رسالة إلى مار شربل بعد أن شفاه

21أيار/2019/فاتحة خيره تجسّدت بصوت ملائكي، وبنبع من المحبة والإيمان، بصوت السيّدة ماجدة الرومي وأغنية “يا نبع المحبة” من كلمات الشاعر مارون كرم، قدّماها مباشرة في برنامج “سهرية” للراحل رياض شرارة، لتتحوّل الى نشيد يُعزف بكل لحظة من ايامنا.

هو الموسيقار احسان المنذر الذي تخطى دروب الحياة صعودًا ونزولا، بمحبة وأمل وإيمان، كشف لـkataeb.org عن إصابته سابقًا بوعكة صحية دقيقة، طلب على إثرها من القديس شربل ان يشفيه، كيف لا وقد وُصِفَ بـ “طبيب السماء” الذي لاشى الأرضيّات وجميع الدنيويّات وإكتفى بمحبة الله.

واليوم بعدما تلقى نتائج الفحوصات الطبية الحميدة التي اكدت شفاءه، قرر تخصيص ترنيمة لمار شربل، عربون شكر ووفاءً لندر قطعه على نفسه. الترنيمة التي يقول مطلعها: “زرتك يا مار شربل تشفيني، زرتك وما سألتني ديني”، هي من الحانه وتوزيعه، وكلمات كمال رموز، وسيؤديها الفنان رواد خليل.

https://ma32oul.com/2019/05/21/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b0%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%b1%d8%b3/?fbclid=IwAR2dtL_wnaC2dobGBxaPTiKFDP5WAXZTkqGpvUviTLnxhBK5vuLa9riYWVs

 

نقلاً عن مخوقع المقاومة_اللبنانية: وحدات_الدفاع_بيروت_كن_واحداً_منّا

(بمناسبة الذكرى الأربعون لتأسيس وحدات دفاع بيروت ٢٠-٥-١٩٧٩، نتذكّر شهداء هذه الوحدة ونسأل الله الرحمة لنفوسهم، كما نسأله أن يُلْهِم رفاقهم المحبّة، الحكمة والجرأة، لإكمال المسيرة في خدمة القضيّة التي إستشهدوا من أجلها)

إنهم كرمزهم، نسور سابحة في الفضاء، يستبسلون في"الدفاع" لتحرير كل شبر من أرضنا المقدّسة. متيقّظون لما يدور حولهم، متصدّون لكل غاصب بشراسة وعناد. يحملون بأيديهم مشعل الحرية، ونور الحقّ. وبالسيف يقطعون رأس كل متطاول على سيادة لبنان. يتابعون مسيرة الشهداء من أجل قيامة لبنان وحلم"البشير". هكذا هم وهكذا ستبقى وحدات الدفاع-بيروت.

ألقيت مهمة تأسيس وحدات الدفاع-بيروت على عاتق الرفيق مسعود الأشقر في أيار ١٩٧٩، حين جمع عناصرها من نخبة الشباب المثقّفين والجامعيين، يعاونه مساعدان كفؤآن هما الرفيق"الكس متيني"و"سليمان صوايا"، رافقاه منذ بدء الأحداث عام ١٩٧٥.

الرفيق مسعود يحدّثنا عن تاريخ "الوحدات" ويقول:

 "الهدف من تأسيس وحدات الدفاع-بيروت هو جمع وحدة خاصة من نخبة الشباب المقاتل، لها مميزات عسكرية تتفوّق عن العنصر العادي، ويكون لعناصر الوحدات إختصاصات في جميع الميادين العسكرية.

لقد أُنشأت وحدات الدفاع-بيروت لتكون القوة الضاربة ضمن القوى النظامية في حزب الكتائب اللبنانية، وجمعت آنذاك ما يقارب الثلاثين عنصراً فقط من كافة المناطق اللبنانية.

ويخضع عنصر"الوحدات" لدورة تدريب خاصة بعد أن يكون قد أتمّ دورة مشاة عادية ومكثّفة شبيهة بدورات وحدات الكومندوس التي تقوم بها كبار الدول الأجنبية. وكانت شروطنا للإنتساب تقتضي أن يكون المتطوّع حسن الأخلاق، نظيف المعشر والسجلّ، أن يكون مقاتلاً شريفاً، قوي البنية ويملك خبرة سابقة في القتال، وكان خيارنا يقع على أربعة أو خمسة عناصر من أصل خمسين، على هذا الإساس إنطلقنا، وكان الشيخ بشير يقول أن "الوحدات هي النخبة".

 (...) كان للرفيقين الشهيدين ألكس متيني(سقط شهيد الواجب في أيلول ١٩٨٠) وسليمان صوايا الجهد الكبير في تدريب عناصر الوحدات".

خاضت وحدات-بيروت معارك زحلة والإسواق ومعارك الكرامة في الجبل. ففي زحلة سقط في ٤ نيسان ١٩٨١ الرفيق جوزيف عفيش، وفي الحادي عشر من الشهر ذاته إنطفأت شعلة مضيئة في سماء الوحدات بإستشهاد الرفيق سليمان صوايا الذي بقي جثمانه على تلال زحلة مدة مائة يوم حتى إستطاع الرفاق نقله إلى مثواه الأخير.كان "شلومو" نائباً لقائد الثكنة، لذلك ووفاء لتضحياته سمّي معهد القتال في مفوّضية بيروت للقوى النظامية بإسمه تخليداً لذكراه.

 (...) بعد عودة رفاقنا الإبطال من زحلة في نهاية شهر حزيران ١٩٨١ بادر الشيخ بيار الجميل إلى تعليق "وسام زحلة" على علم الثكنة تقديراً للجهود ووفاءً للشهداء الإبطال.خاضت الوحدات معارك الإسواق التجارية وخاصة بناية الأحدب وتحرير بناية الكمال، كما خاضت معارك الجبل.

قدّمت ثكنة وحدات الدفاع-بيروت ثمانية عشر شهيداً منذ تأسيسها- إرتفع عدد الشهداء إلى خمسة وعشرين شهيداً لغاية حلّ هذه الوحدة في العام ١٩٨٥-

(بتصرّف-كتب هذا النصّ في مجلة المسيرة العسكرية، العدد ٢١ تاريخ ١٥ كانون الأول١٩٨٣)

 

"واشنطن بوست" عن الحرب: سيارات مفخخة و"حزب الله" سيمطر إسرائيل بـ150 ألف صاروخ!

لبنان 24/21 أيار/2019

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالاً حول الحرب الأميركية مع إيران، والتي حذّر من خطورتها وحجمها الكاتب ماكس بوت، وهو باحث بارز في مجلس العلاقات الخارجية ومؤلف كتاب "جيوش غير مرئية: ملحمة التاريخ من حرب العصابات في العصور القديمة إلى يومنا هذا".

 وأشار الكاتب إلى أنّه في الوقت الذي تبرز فيه أجواء الحرب، سرّبت الإدارة الأميركية المناقشات التي دارت بين مسؤولين أمنيين حول خطّة لنشر 120 ألف جندي في الشرق الأوسط لمحاربة إيران، إضافةً إلى معلومات استخباراتية تُشير إلى أنّ إيران قامت بنصب صواريخ على قوارب صغيرة لمهاجمة السفن الحربية الأميركية، ما جعل كثيرين يشبهون المرحلة المقبلة بحرب العراق. وأضاف أنّ التصعيد الأخير جاء من خلال منصة "تويتر"، حيثُ كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب: "إذا كانت إيران تريد القتال، فستكون هذه هي النهاية الرسمية لها".

وبعد انتشار تقارير كثيرة عن الحرب المرتقبة، يقول الكاتب: "لقد قضيت الأسبوع الماضي في دراسة القدرات الإيرانية ولا أرى أي خيار عسكري يمكن اعتباره حاسمًا أو منخفض التكلفة. وما أراه هو أنّ القادم هو أكبر المستنقعات"، وأضاف: "إنّ الصراع المرتقب سيجعل حرب العراق كأنها "نزهة" إذا ما تمّت مقارنة الحدثين". وتابع: "يمكن للولايات المتحدة أن تقصف إيران، إلا أنّ هذه الخطوة لن تكون منخفضة التكلفة  مثل قصف العراق في العام 2003"، موضحًا أنّ إيران تمتلك منظومة دفاع جوي متطورة لكي تواجه الطائرات الأميركية، كما توقّع أن تؤدّي الحرب إلى خسارة حياة طيارين، وخسارة طائرات بشكل لم تعتد عليه واشنطن في السابق. ورأى الكاتب أنّه إذا تمكّنت الولايات المتحدة من تحييد الدفاعات الجوية الإيرانية، ستستطيع قصف البنية التحتية العسكرية والاقتصادية لإيران "ولكن إلى أي حد؟"

وهنا ذكّر الكاتب أنّه في عام 2012، قدرت مجموعة من الديبلوماسيين والجنرالات السابقين أنّه يمكن للغارات الجوية الأميركية أن تؤخر البرنامج النووي الإيراني "لمدة تصل إلى أربع سنوات"، إلا أنّ الاتفاق النووي فيما بعد كان أفضل بكثير، فقد فرض قيودًا على البرنامج النووي لمدة 15 عامًا.

توازيًا، فقد اعتبر الكاتب أنّ الولايات المتحدة تفتقر إلى خيار عسكري على الأرض مع إيران، التي يبلغ عدد سكانها 83 مليونًا وتبلغ مساحتها 617 ألف ميل مربع، أمّا العراق فكان يضمّ في العام 2003، 30 مليون مواطن، ومساحته 170 ألف ميل مربع.

وأضاف الكاتب أنّه بعملية حسابيّة سريعة، يجب أن يكون 20 جنديًا متواجدين بين كل 1000 نسمة، ولذلك كانت الولايات المتحدة تحتاج إلى حوالى 600 ألف جندي في العراق، ولكن لم يكن على الأرض أكثر من 180 ألفًا. وبهذه المعادلة الرياضيّة،  ستحتاج أميركا إلى أكثر من 1.6 مليون جندي للسيطرة على إيران، وهذا الرقم هو أكثر من ضعف القوة الفعلية لفرقة مشاة البحرية والقوات الأميركية مجتمعة، والبالغ عددها 656403 جنديًا.

ولفت الكاتب إلى أنّه لو تدخّل حلفاء أميركا وساعدوا بإسقاط الحكم الحالي في إيران، بمساعدة قوات حليفة، إلا أنّ مغادرة هذه القوات بعد تنفيذ مهمتها ستخلق فوضى في إيران، على غرار ما حصل في ليبيا أو قد يظهر نظام جديد مناهض لأميركا.

وفي المقابل، يقول الكاتب عن سيناريو الردّ الإيراني: "يمكن لإيران أن تستخدم صواريخ "كروز" المضادة للطائرات خلال الحرب، إضافةً الى الطائرات من دون طيار والغواصات والقوارب الصغيرة، ويمكن أن تستهدف القواعد الأميركية في المنطقة بترسانتها الصاروخية، ويمكن أن تطلق هجمات إلكترونية تستهدف شبكات أميركية، ويمكن أن تستخدم "حزب الله" وجماعات أخرى لشن هجمات في الخارج. وقد ترسل مجموعات مسلحة بالصواريخ والسيارات المفخخة لمهاجمة 19000 جندي أميركي في العراق وسوريا وأفغانستان، كما يُمكن أن تطلب من "حزب الله" إطلاق 150 ألف صاروخ على إسرائيل".

 

اللواء أشرف ريفي لعون: سياستك الخارجية عزلت لبنان عربياً ودولياً

بيروت ـ “السياسة” /21 أيار/2019/رد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي بعنف أمس، على رئيس الجمهورية ميشال عون، محملاً فريقه السياسي وحلفاءه في “الثامن من آذار” مسؤولية الوضع الذي وصلت إليه البلاد. وقال ريفي في بيان، “يقول الرئيس ميشال عون إننا ورثنا ورثة ثقيلة ، 80 مليار دولار من الديون، ويتناسى أنه شارك فعلياً في السلطة اعتباراً من عام 2008، وأن فريقه تسلم وزارة الطاقة منذ عشر سنوات وهي الأكثر كلفةً على الخزينة، وهذه الوزارة راكمت هدراً من دون إيجاد حل فعلي للكهرباء بنحو عشرين مليار دولار من الخسارة فضلاً عن استجلاب بواخر الهدر”. وأضاف “نذكر فخامته أن عهده قارب نهاية نصف الولاية فماذا فعلتم بالدين العام؟، ماذا فعلتم في ملف الكهرباء؟، في ملف النفايات؟، في الدورة الاقتصادية المتوقفة؟، في إيجاد فرص العمل للشباب؟، ما هي نسبة النمو في سنوات عهدكم؟، وأنتم تعملون أنها تقارب الصفر؟، نذكِّركم أن حلفاءك الجدد من النظام السوري ودويلة “حزب الله” هما الذين تسببوا بتبذير كل عائدات باريس 1 وباريس 2 وباريس3، التي جهِد الرئيس الشهيد رفيق الحريري لإنقاذ الاقتصاد اللبناني من خلالها”. وخاطب عون قائلاً، إن “السياسة الخارجية التي تنتهجها وتغطيها سببت عزلة لبنان العربية والغربية، وضربت قطاع السياحة وهددت قطاع المصارف بفعل العقوبات”.

 

حزب الله الأيديولوجي من التمرد على «النظام» إلى تبنّي خطاب «الأنظمة»

جنوبية/21 أيار/2019/حزب الله الذي بدأ بتكفير النظام اللبناني، وقاتل الكثيرين في سبيل إنجاح الثورة الإسلامية في لبنان، وخوّن كل من هادن إسرائيل، أو عقد اتفاقا معها، ودائما زحفا زحفا نحو القدس الشعار الذي لا هوادة فيه، واقع الحال اليوم يقول شيئا آخر، انها سيرة تكفير النظام الى تبني خطاب الأنظمة. تحميل الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية التوتر في المنطقة العربية من قبل نائب أمين عام حزب الله خلال لقائه أمس في بيروت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، لا يقلل من شأن الجملة التالية التي أكد فيها للمسؤول الدولي أن “قوة حزب الله وجهوزيته هي من أجل حماية لبنان فقط” حزب الله يقول لضيفه، أنه ليس لديهة نوايا للتدخل في ما هو خارج لبنان، ولم يقل “سنكون حيث يجب أن نكون”، وهي العبارة التي طالما كانت شعاراً يردده أمين عام حزب الله للرد على انتقاد حزب الله للتدخل في دول عربية.

معظم المواجهات، التي خاضها حزب الله في مراحله الأولى مع أحزاب سياسية لبنانية ومع مؤسسات أمنية وعسكرية رسمية لبنانية خلال عقد الثمانينات عسكرياً، وما بعده سياسياً وايديولوجيا، كان مطالبة هؤلاء بتنفيذ القرار الدولي رقم 425 الذي دعا لانسحاب إسرائيل من أراضي لبنان المحتلّة، دون قيد أو شرط. وفي خطاب حزب الله أن من يدعو الى تطبيق هذا القرار يضع نفسه في موقع الخصم والمتآمر. كما شكل السجال حوله أحد أسباب الحرب الدموية التي قامت بين حركة أمل التي كانت تتبنى القرار وتدعو إلى تطبيقه، وبين حزب الله الذي كان يرى فيه خيانة للقدس وفلسطين. باعتبار أن الهدف ليس فقط تحرير أراضي لبنان. وهذا انطبق على مزارع شبعا المحتلة، التي قوبلت الدعوة إلى تفاوض لبنان حولها بجملة بليدة ومريبة: “فلتنسحب إسرائيل منها وبعد ذلك نتفق مع سوريا”. والنتيجة أن ما كان متاحا في العام 2000 ومطروحا من إسرائل، بات تحقيقه اليوم أكثر تعقيدا، إن لم يكن مستحيلا.

لم تكن طريق القدس خارج السجال أيضاً، فقد كانت التسويات التي انخرطت فيها منظمة التحرير الفلسطينية مع اسرائيل في اوسلو، خيانة تتيح قتل من تورط بها، على ما ذهبت خطابات قادة حزب الله طوال عقود. وعن طرق القدس التي شقها حزب الله داخل سوريا، لم يجد ضيرا بعد “انتصاراته” مع محور المقاومة، أن يصمت على كل الاستثمارات الإسرائيلية في في هذه “الانتصارات”. وما كان يعتبره خيانة أو سقوطا في سلوك الجهات الفلسطينية الرسمية سابقا، لم يجد ضيرا في “نسخه” اليوم وتقبّل الوقائع السياسية الإقليمية والدولية.

اي أن حزب الله أتاح لنفسه الصمت على الضربات الإسرائيلية التي تستهدفه وعدم الرد عليها، كما هو حال نظام سوريا منذ عقود، في وقت يخوّن من لا يرد على العدوان الاسرائيلي، ويذهب إلى التفاوض معها أو يدعو إليه، باعتبار أن الجلوس مع العدو خيانة.

فكرة التفاوض مع إسرائيل حول ترسيم الحدود هي خيانة عظمى ومس بالعقيدة في عقد التسعينيات، لكنها تصبح مبررة اليوم ومقبولة. علما انها كانت في حينه تحت رعاية الأمم المتحدة، ومن دون مشاركة اميركية. اليوم واشنطن هي من يدير التفاوض ويعدّ له والامم المتحدة صفتها استشارية في احسن الأحوال، وحزب الله لا يجد في هذه الخطوة انتهاكا لعذرية المقاومة، إذ يكفي أن يقال “فلسطين المحتلة” لا إسرائيل، كي يصبح التفاوض حلالاً. كان حزب الله يعتبر أن الأنظمة هي المسؤولة عن منع الشعوب من تحرير فلسطين، لكن المفارقة أنه في لحظة صعود قوة حزب الله داخل لبنان وسوريا، لا نجده محتفياً بأن فلسطين على مرمى حجر، وتعوّد نغمة تشبه لهجات الأنظمة العربية التي حاربها ولم يستسِغها. وها هو يتبنى منطقها عمليا. فعدم المباشرة بتحرير فلسطين سببه انتظار تأمين التوازن الاستراتيجي مع العدو، على رغم أن بعض القيادات الايرانية أعلن عن قدرة إيران على تدمير إسرائيل في فترة وجيزة حتى لا نقول بضعة دقائق. هذه المفارقات التي تجعل على سبيل المثال سياسة عدم الرد على الضربات الإسرائيلية عقلانية اذا صدرت من قبل حزب الله، وخيانة اذا صدرت عن سواه. ليس غاية ما تقدم سوى القول إن الأحزاب الايديولوجية والتي تقوم على التقديس، وعلى نظام حديدي، لا تتيح اي هامش أو دور للمحازبين في ممارسة فعل النقد والمساءلة واختيار القيادة انتخابا، ما يسمح بتفاعل حرّ ضمن المؤسسات الحزبية أو في العلاقة مع المجتمع. أحزاب يصعب على قياداتها أن تعترف بالخطأ، فهي لا تخطئ وبالتالي لا يمكن أن تُساءل، فالمخطىء الوحيد في مثل هذه الأحزاب هو من يصبح خارجها، بإرادته أو رغما عنه، ومن يخاصمها في بيئتها، أو في وطنها الأصلي. ببساطة مع الوقت يفلس منطقه وتستهلك بنيته الايديولوجية، واركان تعبئته العقائدية.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 21/05/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

مشروع الموازنة بلغ الشوط الأخير نحو الإنجاز والأرقام مقبولة بحسب المعنيين مباشرة بتفاصيل المشروع والعجز سينخفض الى أكثر من سبعة بالمئة بقليل.. وفي الجلسة السابعة عشرة عصر اليوم، بات المشروع شبه نهائي وسيكون متبلورا" نهائيا" في الجلسة الثامنة عشرة والأخيرة غدا" في السراي حيث سيعقد بعدها رئيس مجلس الوزراء مؤتمرا" صحافيا" كتوقيع على المشروع أمام الملأ قبل ان يتم التتويج في جلسة في قصر بعبدا من أجل إحالته الى البرلمان لمناقشته باستفاضة ثم المصادقة فالإصدار.

وفي شأن الإضرابات تراجعت حدتها فعليا" والبنزين متوافر ويلزمه قليل القليل من الوقت ليستقر مبيعه..

في الخارج الجو محتقن في المنطقة وتحديدا" في الخليج، فيما سلطنة عمان تولت دور التهدئة بين واشنطن وطهران..

في الغضون الاستعدادات لقمتي مكة المكرمة الخليجية والإسلامية مستمرة.

وبالتوازي وعلى ما يبدو فإن ما يعرف بصفقة القرن بدأت تطل بقرنها أو بالأحرى بقرونها من زوايا عدة منها اقتصادية وعبر مناطق عدة ضمنها واشنطن وتل أبيب.

إذن مجلس الوزراء في جلسته السابعة عشرة المخصصة لبلورة مشروع قانون الموازنة العامة أنجز أكثر من تسعين في المئة من المشروع ويبقى بعض الأرقام تركت للإنتهاء منها في جلسة غد وقبل جلسة قصر بعبدا حيث يتوج الإنجاز.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

الموازنة إنتهت ... وطبعت... وهي ستخضع لقراءة أخيرة في جلسة محددة الوقت بساعتين يليها مؤتمر صحفي لرئيس الحكومة سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل.

أما أية إقتراحات و "تفتق" أفكار حول مواد جديدة فلن يكتب لها سبيل الدخول إلى الموازنة عبر وزارة المالية التي أدت واجباتها على أكمل وجه.

وانطلاقا من ذلك شدد الوزير خليل أمام مجلس الوزراء على أن إضافة إقتراحات جديدة بعدما أشبعت الموازنة درسا على مدى عشرات الساعات ستدفعه إلى عدم المشاركة ونقطة على السطر.

ارتباطا بالموازنة ظل الإرباك يتحكم بسوق المحروقات لليوم الثاني نتيجة اعتكاف موظفي الجمارك عن العمل.

ورغم تعليقهم المؤقت لهذا الاعتكاف اليوم لم ينتظم تسلم الشركات المستوردة للنفط المحروقات لتزويد المحطات بالمحروقات وخصوصا البنزين ما دفع المواطنين إلى وضع يدهم على قلوبهم خشية تكرار مشهد طوابير السيارات أمام المحطات أمس.

إلا أن المدير العام للجمارك بدري ضاهر حرص على نفي وجود أزمة مؤكدا ألا داعي للهلع وقال انه ليس مع إضراب موظفي الجمارك ولكنه مع مطالبهم المحقة ويتفهم هواجسهم إزاء ما يطرح في مشروع الموازنة.

على مستوى المنطقة كشفت بغداد عن وساطة تحاول القيام بها بين طهران وواشنطن لتهدئة التوتر.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في

الكباش الظاهر والعلني بين الوزير علي حسن خليل والوزير جبران باسيل انتهى بإنتصار وجهة نظر باسيل، حسن خليل اكد قبل جلسة مجلس الوزراء ان الموازنة انتهت بالنسبة اليه والى وزارة المال. وفي المقابل قال باسيل ان الموازنة تنتهي حين تنتهي وان لا وقت محددا لها، موقف رئيس الحكومة كان اقرب الى موقف خليل والدليل ان الاجواء في السراي الحكومي كانت تشي ان الموازنة ستقر في مجلس الوزراء نهائيا وان رئيس الحكومة ووزير المال سيعقدان مؤتمرا صحفيا لشرح ما تحقق للرأي العام، لكن رغبة الحريري وحسن خليل في التسريع سقطت ورحل انجاز الموازنة الى جلسة نهائية تعقد غدا في السراي الحكومي.

التأجيل واكبه تأكيد من تكتل من لينان القوي، ان الحكومة لا تزال تستطيع تحقيق المزيد من التخفيضات في عجز الموازنة والمزيد من الزيادة في الواردات، فهل يعني هذا ان الكباش بين وزير المال والخارجية لم ينته بعد؟

على صعيد اخر قضية بشارة الاسمر التي خبا وجهها اعلاميا مستمرة قضائيا ويعكس المتوقع فإنه لم يتم اليوم اخلاء سبيل الرئيس السابق للاتحاد اذ اصدر قاضي التحقيق في بيروت مذكرة وجاهية بتوقيفه بعد استجوابه على مدى ساعة ونصف الساعة. واذا كانت قضية رئيس الاتحاد المستقيل سلكت مسارها القانوني بعد الضجة الكبيرة التي اثارتها فإن قضية الاتحاد ككل باتت موضوعة على طاولة البحث وخصوصا ان قضية الاسمر ابرزت المشاكل الكثيرة التي تهدد الاتحاد بنويا وتنظيميا وحتى سياسي، فهل يستقاد ما حصل لاعادة النظر في الاتحاد ككل؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

شارف مسلسل الموازنة على نهايته. غدا الحلقة الاخيرة وكلام للرئيس الحريري عن الارقام والحسومات والتنزيلات على العجز وابواب التقشف ومخارج الازمة. بجدال اقرب الى النزال تنهي الحكومة غدا وبتأخير اشهر موازنة 2018 في وقت يفترض ان تكون موازنة 2019 على الطاولة لا في الجيب وعلم الغيب. حكي الكثير عن تخفيض العجز الى 7.5 % لكن الملموس قليل. حسم من هنا واوكازيون من هناك وتكسير اسعار من هنا وتصفية من هناك.

التخفيض لا يتجاوز النصف مليار دولار بانتظار الجلسة الاخيرة غدا وادراج ابواب توفير وتقتير ووقف الهدر والتبذير . الرؤية الاصلاحية مفقودة والمعالجة الاقتصادية محدودة.

موازنة من له يعطى ويزاد ومن ليس له يؤخذ منه. خزان الهدر كبير وحنفية الاصلاح صغيرة. الناس تنتظر رفع السرية المصرفية عن الطارئين وحديثي النعمة ورفع الحصانة عن سماسرة اخر زمن واستعادة الاموال المنهوبة الى الدولة المنكوبة ومكافحة التهرب الضريبي والتهريب على المعابر برا وبحرا وجوا وتنتظر تخمين مخالفات الاملاك البحرية والنهرية، في وقت يقطعون نفس الشعب بالتلوث ويقطعون اعمارهم بالامراض ويقطعون ارزاقهم باباحة العمالة الاجنية واستباحة الوظائف لذوي الحظوة وتطفيش الشباب ورميهم في احضان المخدرات.

غدا الجلسة الاخيرة لكن يجب انتظار اجتماع المجلس الاعلى للدفاع مع عودة قائد الجيش من واشنطن لدرس موازنات الاسلاك العسكرية والامنية والتدابير 1 و2 و3 وعندها يبنى على الشيء مقتضاه.

ومن جلسات الموازنة الى جوقات الشائعات التي تنمو كالفطر السام وتتكاثر كالجرذان مرسلة الاكاذيب في كل اتجاه لا لشيء الا لاحباط عزيمة اللبنانيين بايام اجمل ومستقبل افضل. جوقة لا عمل لها الا تعليق اوراق النعي والندب واللطم على الليرة تارة والمصارف طورا وانقطاع البنزين حينا والتخويف من الحرب دائما.

بعد الموازنة يوم اخر وتحديات جديدة، وبعد الموازنة يقف لبنان امام استحقاق المواجهة في المنطقة والقمة الطارئة التي دعت اليها السعودية نهاية الشهر الجاري ويواجه لبنان اختبارا جديدا وطارئا لسياسته الاقليمية وعلاقاته العربية في القمة الاسلامية التي دعي اليها في ظل احتدام الصراع بين ايران ودول الخليج كجزء من المواجهة المفتوحة بين ايران ووشنطن ولبنان واجه هذا الاختبار من قبل في قمم عربية عندما تعلق الامر بسوريا واليوم يواجهه في ظل طرح الملف الايراني وستكون قمة مكة المكرمة اختبارا جديدا للنأي بالنفس وللاجماع اللبناني الذي سيتجاوز القطوعات والاختبارات كما اعبرها من قبل بوحدته وثوابته وتضامن ابنائه

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

انتهت الجلسة السادسة عشرة ولم تنته الحكومة من درس موازنتها، فهل هو اتزان حكومي زائد لتمحيص البنود والارقام، ام انه السعي لشراء مزيد من الوقت على طريق تظهير الانجازات؟

لم تف الحكومة بوعدها اتمام النقاش اليوم، وأجلت الى الغد القراءة النهائية في الارقام كما قال بعض الوزراء، فماذا سيزيد الغد عن اليوم؟

على كل حال مخطئ من يتوهم ان الموازنة ستكون اصلاحية لحال البلد كما قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، فهي موازنة القليل من التقشف لخفض العجز ضمن الشروط الدولية للدائنين..

وللمعنيين كلام صريح: رواتب ذوي الدخل المحدود لن تمس قال رعد، ورواتب الموظفين فوق الخمسة والعشرين مليون ليرة لا يمكن ان تبقى..

وحتى تنهي الحكومة موازنتها، وترفعها الى المجلس النيابي لنقاشها ومن ثم اقرارها، فان رئيس الجمهورية يستعجل تلك الاجراءات الضرورية التي سيكون لها آثار ايجابية على الاقتصاد، وتساهم بمواجهة الارث الذي حمله العهد بدين ثمانين مليار دولار كما قال ..

في الاقليم ما زالت بورصة المواقف الاميركية المتقلبة مؤشر على حجم الارباك الذي اوقع به دونالد ترامب ادارته وبلاده.. فالرئيس التائه بحثا عن سلم ينزل به عن شجرة التهويل ضد طهران، أكثر من البحث عن خطوط للتواصل معها، والرد الايراني الثابت ولا يزال: لا تفاوض تحت التهديد، ولا نريد الحرب، لكن لا نخشاها..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

يعود مجلس الوزراء للانعقاد غدا لاجراء قراءة في التعديلات والاضافات التي حصلت في جلسة اليوم على ان يلي الجلسة مؤتمر صحافي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ولوزير المال علي حسن خليل

هذا ما اعلنه وزير الاعلام جمال الجراح فيما تحدث وزيرا الاقتصاد والصناعة عن اجراءات اتخذت لحماية الانتاج الوطني وذلك عن طريق وضع رسوم مقطوعة بنسبة 2% على كل المستوردات ما عدا الأدوية والسيارات الصديقة للبيئة. كما تقرر اعطاء عشرين منتجا لبنانيا حوافز جديدة بزيادة رسم على مثيلاتها المستوردة .

وفي غمرة النقاشات التي شهدها مجلس الوزراء عبرت كتلة المستقبل النيابية عن إرتياحها لجهة ما يعلن عن إجراءات وسياسات هدفها تخفيض نسبة العجز في الموازنة، وأسفت لبعض التحركات الاستباقية والمشبوهة في مقاربة الشأن الاقتصادي وذلك على صورة ما شهده محيط السراي الحكومي ومحاولات الاقتحام والشتائم والتهديدات . واكدت الكتلة أن مقر رئاسة الحكومة وسائر المقرات الرسمية اللبنانية ليست أرضا سائبة لأي جهة تعطي نفسها حقوقا باقتحام المؤسسات الدستورية والتطاول عليها .

وفيما اعلنت كتلة المستقبل انها تضم صوتها الى أصوات اللبنانيين الذين عبروا عن إدانتهم للكلام المسيء الذي صدر عن بشارة الأسمر بحق البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير فقد اصدر قاضي التحقيق في بيروت مذكرة وجاهية بتوقيف الأسمر بعد استجوابه على مدى ساعة ونصف الساعة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

وزارة الصحة تحذرك من مضار التدخين " ... لكن " وزارة المال لا تحذرك من مضار التدخين " ... هذا هو المضحك المبكي في البلد ، وصلنا إلى " النفس الأخير " بفرض ضريبة على " نفس النرجيلة " الذي هو مضر بالصحة لكنه " صحي " لخزينة الدولة ، علما أن تقديم النرجيلة في بعض الأماكن يخالف قانون منع التدخين، لكن لا بأس، إذا كان المردود المادي أهم من الوقاية الصحية ومن تطبيق القانون .

هاجس المردود، أو الإيرادات، هو الهاجس الذي يتحكم بجلسات مجلس الوزراء الذي انعقد اليوم على أساس أنها الجلسة الأخيرة ، ليتبين أن هناك جلسة غدا تتم فيها قراءة نهائية لمشروع الموازنة، تنتهي بمؤتمر صحافي مشترك للرئيس الحريري ووزير المال علي حسن خليل ...

أبعد من إنجاز مشروع الموازنة، يبقى الهاجس الأساسي: من أين ستتأمن الإيرادات ؟ وكيف ستخفض النفقات ؟ يخشى أن تكون النفقات باليد، والإيرادات على الشجرة ... النفقات مضمونة، وهي أصلا أنفقت في جزء كبير منها على القاعدة الإثنتي عشرية، ولم يبق من السنة إلا سبعة أشهر سيذهب منها شهر على الأقل لصدور الموازنة بقانون بعد مرورها بقطوع مجلس النواب، فهل تكون الإيرادات مضمونة ايضا...

ما هو مضمون في الإيرادات هو الإقتطاعات من الرواتب والتعويضات والضرائب المباشرة، لكنْ ما ليس مضمونا هو تحصيل الغرامات ...

والريبة من توفير الإيرادات لها ما يبررها من سوابق، أليس هذا ما حصل في صيف العام 2017 حين أقرت سلسلة الرتب والرواتب؟ جرى الحديث عن إيرادات ليتبين أنها " سمك في البحر " فازدادت الأعباء.

يخشى أن يعيد التاريخ نفسه، فتكون النفقات في اليد والإيرادات على الشجرة ... ولئلا تكون هذه المعادلة حتمية، هل تحزم السلطة التنفيذية أمرها وتضبط النفقات بشكل صارم لتصل فعلا، لا نظريا، إلى النسبة المقبولة للعجز ؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

عرضت اليوم الحلقة ما قبل الأخيرة من الموازنة على أن يكون العرض النهائي يوم غد وفقا للإعلان الرسمي عن أكثر مسلسلات رمضان رتابة وسيلي الجلسة " ديو " مشترك لرئيس الحكومة ووزير المال، أما ثمار اليوم الضرائبية فهي: رفع رسم الزجاج الداكن إلى مليون ليرة فرض رسوم على بعض المنتجات، وهو ما وصفه الوزير وائل أبو فاعور بيوم الصناعة الأبيض، افال مؤسسات غير شرعية يشغلها أجانب وذلك بما يتصل بملف النازحين.

وبدا من خلال التصريحات والتسريبات أن الجلسة أدارها وزيرا مال اثنان علي حسن خليل وجبران باسيل ، والوزيران كانا على حرب باردة وإن ضبطت انفعالاتها أمام الإعلام وفيما كان يصر الوزير خليل على أن الموازنة انتهى نقاشها، كان وزير الخارجية يعلن أن الموازنة "بتخلص بس تخلص".

لعبة العروش في الموازنة ثبت فيها باسيل أنه مقرر الأرقام وإصلاحاتها، لكن من دون أن تمس هذه الإصلاحات جيوب السياسيين حيث نجا النواب من" قطع أرزاقهم" وظلت رواتبهم . صاغ سليم " مع احتمال خفضها في الدورات اللاحقة وسقط كذلك اقتراح وزير السياحة افيديس كيدنيان الذي سعى جاهدا وبشق النفس "الى إنقاذ "الارجيلة " من براثن ضريبة الألف ليرة لكنه لم يوفق في مسعاه .

وفي الجلسة مرت الاملاك البحرية بلا نقاش، فيما اشتد النقاش حول مرفأ بيروت " السائب " وأمواله والجهات الضامنة والراعية له في شد سياسي إنمائي بين التيار والمردة، لكن رئيس الحكومة حسم الجدل بإحالة الملف إلى لجنة مختصة لم تفعل شيئا منذ أكثر من شهرين . وحده القضاء كان فاعلا اليوم برجل أصبح " مفعولا به " مصروفا من الاتحاد العمالي ممنوعا من الصرف في أهراءات المرفأ وكل حيوية القضاء اللبناني أنزلت على بشارة الأسمر الذي أوقف وكبل " واستقيل " وسيق مخفورا الى القاضي جورج رزق الذي أصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقه. ولو اتبعت هذه العقوبة بالحيوية نفسها وبمفعول رجعي لوجدنا أن عددا كبيرا من السياسيين والزعماء قد أودعوا السجن اليوم على أقوال أخطر وأقل أخلاقا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 21 أيار 2019

النهار

بدأت الصراعات داخل عدد من الرهبانيّات التي تشهد انتخابات رئاسيّة جديدة هذا الصيف تظهر إلى العلن.

وفّر حزب "القوّات" أمناً احتياطياً حول منزل بشارة الأسمر الصيفي خوفاً من ردّات فعل شعبيّة تقلب السحر على الساحر.

نفى حزب "القوّات" وجود استقالات في صفوفه في جزين رغم الخلافات الناشئة والتي استدعت رسائل تنبيه وتحذير من الانسياق وراء رجال أعمال ونوّاب.

لم تُعلن نتائج التحقيق في استقالة مدير أحد الفروع الجامعيّة في البقاع بعدما تلقّى تهديداً من مسؤول حزبي واضح الهويّة والانتماء.

الجمهورية

يردِّد قطب حزبي في مجالسه الخاصة أن لدى حزبه نظرة مختلفة كلّياً عما يؤيِّده حليف له لجهة قانون أقرّته الحكومة وهو يعترض عليه بالمطلق شرعياً.

توقّع قيادي في تيار بارز أن يردّ المجلس الدستوري الطعن المقدّم في قانون الكهرباء من قبل نواب حزب معارض.

قال مرجع إقتصادي إن ما نراه اليوم من إزدحام على محطات البنزين يُذكّرنا بأيام سوداء كانت سيئة جداً على لبنان.

اللواء

يراجع فريق سياسي وثيقة من 64 صفحة، من شأنها ان تكشف المستور في السياسة اللبنانية، وستكون لها تداعياتها المباشرة والمؤثرة!

لا يلقى طرح كتلة لمشروع انتخابي اهتماماً من فريق موالٍ، الأمر الذي سيعيد ترتيب خلافات جديدة.

نجحت قيادة نقابية في احتواء ازمة كيانية، حتى الآن، بانتظار ما سيطرأ من طروحات، قد تعقد الوضع ككل.

البناء

توقفت مصادر أوروبية دبلوماسية في لقاءاتها في عواصم المنطقة أمام الإعلان الإيراني عن رفع كمية اليورانيوم المخصب أربعة أضعاف وتوضيحها أنّ نسبة التخصيب لم يتمّ رفعها بعد، وإعتبرت أنّ تسريع الحصول على كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب على درجة منخفضة يعني التلويح بسرعة القدرة على رفع مستوى تخصيب هذه الكمية بعد نهاية مهلة الستين يوماً التي ستقرّر بنهايتها طهران مبدأ البقاء او الخروج من التفاهم النووي…

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

رحم الله الكاردينال صفير والاتحاد العمالي العام

وفيق الهواري/جنوبية/21 أيار/2019

الخطأ الذي ارتكبه بشارة الاسمر كان الباب الذي تسرب من خلاله فتيل النزاع بين مواقع سلطوية مختلفة للامساك بالاتحاد العمالي العام. أمس لفتني ما قاله الوزير السابق شربل نحاس حول دور غازي كنعان وعبد الله الامين بالسيطرة على الاتحاد العمالي العام في تسعينيات القرن الماضي.

بدا حديثه وكأن النظام السوري هو المسؤول، لم يشر في حديثه الى الدور الاساس الذي لعبه اركان نظام المحاصصة في ذلك. بعد السيطرة على المؤسسات الرسمية بعد اتفاق الطائف كان الاتحاد كالطائر الذي يغرد خارج السرب، وكان واضحا الدور الذي لعبه محور بري- الحريري بتفريخ نقابات واتحادات عديدة كمدخل للسيطرة وكان الامين الهراوة التي استخدمت في الوصول الى الهدف . وعند الوصول الى عام 1996 كان الاتحاد قد صار مؤسسة ممسكا بها ومسيطر عليها من السلطة. وكنت انا شخصيا في قيادة اتحاد نقابات العمال في صيدا والجنوب وحصلت السيطرة من المحور نفسه في معظم النقابات، وفي النقابة التي انتسب اليها كان الحل من خلال قرار وزير العمل انذاك اسعد حردان بحل المجلس النقابي وتشكيل لجنة تمثل تيار المستقبل واصدر قرار اخر بمنعي من الترشح والانتخاب. وبعد ذلك وبعد السيطرة على بقية النقابات تحول الاتحاد الى مؤسسة تابعة لمحور بري – الحريري.

واليوم قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ان التيار سيقاطع الاتحاد اذا لم يعدل بسياساته ومواقفه وبذلك يفتح النزاع مع حركة امل لتعديل الحصص السلطوية في قيادة الاتحاد، لذلك يظهر ان الخلاف ليس على قضايا العمال بل كيف سيستخدم اطراف النظام هذه المؤسسة في نزاعها فيما بينها ليس الا. بالعودة الى الاسمر، لا يستطيع احد تبرير الاساءة التي ارتكبها بحق الكاردينال صفير الذي يبدو ان الاساءة قد لحقت به في حياته وبعد مماته. أذكر اذا لم تخني الذاكرة ولا اعرف اذا كان جبران باسيل يذكر ايضا ان البعض قد تعرض للكاردينال صفير عند اقتحام بكركي عام 1989، وقام هؤلاء بتكسير بعض الكراسي وتوجيه كلمات نابية له، وهو الذي اعطي مجد لبنان له.

 

ساترفيلد: ترسيم حدود أم رسائل سياسية؟.. حزب الله «يلتزم الصمت

أحمد شنطف/جنوبية/21 أيار/2019

يبدو أن نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد سيختم مهامه في هذا المنصب بحل أزمة الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة التي تعود الى سنوات طويلة، حيث أن زياراته المكوكية بين لبنان والأراضي المحتلة في الأيام السابقة بدأت توحي بأن الملف يأخذ منحى جدي، وأن رحلة الوساطة الأميركية لحله قابلة للترجمة على أرض الواقع. المسعى الأميركي هذا ليس بجديد، لكن الوساطات الأميركية السابقة منذ سنة 2012 لم تصل الى هذا الحد من الجدية، ولكن السبب حينها لم يكن تراخي أميركي بالتعامل مع الملف بل بسبب رفض لبنان حينها التسوية التي كانت مطروحة باعطاء اسرائيل الحق بـ40% من المساحة المتنازع عليها والتي تقدر بـ860 كلم مربع، أما اليوم فلبنان هو من طلب هذه الوساطة من أميركا في الفترة الاخيرة، وهو من عاد ووافق على التسوية القديمة، وهذا ما يفسر وجود ساترفيلد المستمر بين لبنان والقدس المحتلة.

فقبل حوالي الأسبوعين، وخلال لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون مع ساترفيلد، أبلغ عون الموفد الأميركي بالموافقة على الوساطة الأميركية لترسيم الحدود البرية والبحرية، بشكل متواز ومتكامل. كما الموافقة على إحياء اللجنة الرباعية. أما في ما يخص الفائدة الأميركية من هذا العمل رغم عدم مشاركتها بالتنقيب، فقد يكون مثلاً بهدف إنشاء شركة قابضة ، تعمل على شراء المنتوجات النفطية من لبنان وكذلك من إسرائيل، لتصبح هذه المنتوجات ملكها، وهي القادرة على التحكم بتسويقها، من دون أي علاقة مباشرة بين لبنان وإسرائيل.

هذا من الجانب الإقتصادي، أما سياسياً فالأهداف الأميركية من شأنها أن توقف أي تقدم، أو أن تشرع بالتنفيذ بحسب “اللهجة” التي ستتبع، فإذا دخل حزب الله وسلاحه بالعملية كشرط على لبنان، فسنكون أمام عراقيل كثيرة ستمنع إكمال ما تم بحثه والوصول اليه، أما إذا اقتصر الأمر على حل نزاع قائم يخدم اسرائيل ولبنان معاً، فلن يكون هناك من عراقيل جوهرية تذكر، خصوصاً أن عون لم يكن ليتحرك بهذا الملف دون معرفة مسبقة عن رأي حزب الله بالموضوع، إضافة الى أن الزيارات المستمرة تحصل بين ساترفيلد ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري، وبالتالي لبنان الرسمي بقبول جميع الأطراف هو من يحرك ركود هذا الملف. لا شك أن العودة الأميركية القوية الى لبنان لا يمكن فصلها عن التطورات السياسية في المنطقة ككل، خصوصاً بعد الفترة مليئة بالتحذيرات والضغوط المستمرة، التي دفعت ببعض المسؤولين اللبنانيين الى القبول مجدداً بالوساطة الأميركية كنوع من إظهار جانب لبناني إيجابي يخفف من حدة الخطاب الأميركي تجاهه، وبالتالي يبعد المخاطر التي كانت لتظهر مع تغيير طريقة تعاطي أميركا مع لبنان.

ما هي رسائل ساترفيلد؟

في هذا الشأن، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي لقمان سليم، في حديث لجنوبية، أن زيارات ساترفيلد المتكررة ليست لها علاقة فعلية بملف ترسيم الحدود البحرية والبرية، وأشار الى أن المبعوث الأميركي يأتي لإيصال رسائل واضحة للحكومة اللبنانية، لكنه بحاجة الى سبب لمجيئه، والسبب الذي يحفظ وجه ماء الجميع هو الحديث عن ترسيم الحدود.

وعن إشاعة جو ايجابي عن الملف، قال سليم: “هذا جزء من حركة أميركية أوسع، ولكن لا أظن أنه باللحظة التي يتم بها اعادة ترسيم الحدود في المنطقة ستميز أميركا لبنان بهذا الشكل الذي يروج له، بالتالي فان ما يحصل مرتبط بالوضع الإقليمي أكثر منه بالوضع اللبناني الحدودي”.

وعن الرسائل التي قد يكون نقلها ساترفيلد الى لبنان، قال: “بكل وضوح يقول الجانب الأميركي أن أي استخدام للبنان من ناحية جغرافيته أو لجهة ادارة مؤسساته وغيرها ضد المصالح الأميركية في المنطق، فان نتائجه لن تكون جيدة بالنسبة لنا”.

موقف حزب الله

من جانب آخر، اعتبر عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش، في حديث لجنوبية، أن ترجمة ملف الحدود على أرض الواقع وارد حدوثه، ذلك لأنه مطلب لبناني بالأساس وبالتالي لن يكون المعرقل، وهذا الحراك ليس بجديد بل بدأ بالتفعيل منذ سنة ونصف.

وأشار “حينها لم نصل الى نتيجة مرضية، انما اليوم يبدو أنه قد نصل لذلك، مضيفاً: “هناك اعتداء اسرائيلي مبني على نظرية معينة بما يخص الحدود البحرية لم يوافق لبنان عليها سابقاً، أما اليوم فعلينا أن نتابع كيفية الوصول الى حل لذلك”.

أما عن موقف حزب الله “غير المعرقل” لحد الآن للمفاوضات قال علوش: “لبنان لا يقوم بمفاوضات مباشرة مع اسرائيل، وحزب الله هو رائد بالمفاوضات غير المباشرة مع العدو عندما كان يحرر الأسرى ويستلم جثامين مقاتليه وغيرها، بالتالي لا يمكنه الإعتراض على أمر هو يقوم به”.

وعن امكانية دخول مسألة سلاح الحزب بملف ترسيم الحدود، أكد علوش “منطقياً لا يمكن حل مسألة السلاح عبر هذا الملف، وحزب الله ينفذ بالنهاية مشروع الولي الفقيه، بالتالي بالنسبة له سواء ترسمت الحدود أم لم ترسم أو اذا كانت مزارع شبعا لبنانية أم غير لبنانية، أو حتى اذا اسرائيل معتدية أم غير معتدية، فكل ما يهمه هو تنفيذ مشروع ولاية الفقيه”.

 

روجيه اده: أهم شروط التفاوض مع النظام الايراني تفكيك أية منظومة تأتمر بها وحتى الان ولا رؤية إنمائية ولا إقتصادية لدى الحفنة الحاكمة، التي أولويتها تمويل"إستثمار النفوذ"،عبر الدولة!

نالسي جبرايل يونس/اللواء/21 أيار/2019

اعتبر رئيس حزب السلام اللبناني المحامي روجيه اده ان المناورات البحرية الجارية  في بحر العرب توجه بحد ذاتها رسالة تهديد ووعيد لردع النظام الإيراني،وربما بدء حصار بحري يخيّر النظام بين الإستسلام أو الموت البطيء.واشار ان أهم شروط التفاوض مع النظام الايراني تفكيك أية منظومة تأتمر بها، من أدوات"تصدير الثورة"،التي أهمها على الإطلاق"حزب الله"، المنتشر إنطلاقاً من قواعده في لبنان الى المحيط العربي،والى شتى أنحاء المعمورة،لاسيما الولايات المتحدة.  وسائر دول أميركا وجزرها.واضاف ‏لغاية الآن، يخطئ النظام الإيراني، في حساباته، في التعاطي مع الرئيس ترامب،اذ لن يكون لديه أكثر من ستة أشهر،لتصحيح مساره الإنتحاري!  اذ انه ومع قرع طبول المفاوضات بين «أميركا أولاً» و«إيران أولا " ان قبول شروط ترامب بومبيو ال١٢ شرط مسبق،لمباشرة أية مفاوضة مباشرة!  ولَن يُعط لنظام إيران بعد اليوم حتى شكليات،"إنقاذ ماء الوجه"،تماماً كما كان الأمر في تعاطي الرئيس بوش الأول،مع صدام حسين‏

وفي الشأن الداخلي اعتبر اده ‏مطار دولي بين جبيل وطرابلس ضروري سياحاً وجيوسياسياً!

 وهو قابل للتمويل والإدارة من خلال القطاع الخاص، على أن يبقى كل ما له علاقة، بالأمن السيادي بيد  القطاع العام كما ان مطاري عكار والرياق يحتاجان لمناطق حرّة في محيطهما،وإعطاء الأولوية في تصميم تطويرهما للنقل التجاري (CARGO) لإنجاحهما!  ورفع اده صرخة ‏عشرات المؤسسات التي أقفلت وصرفت عمّالها.حيث ان القطاع التجاري في دائرة الخطر! وحتى الان ولا رؤية إنمائية ولا إقتصادية لدى الحفنة الحاكمة، التي أولويتها تمويل"إستثمار النفوذ"،عبر الدولة! القطاع المصرفي العام والخاص، يمول نفسه والدولة، بربى فاحش يصحّر الإقتصاد‏. وختم  لا مفر من تخفيض  الضرائب والفوائد تدريجياً،إن لم يكن فوراً، لأدنى حد ممكن،وتشجيع دفع الضرائب من أكبر عدد ممكن،لتحفيز توظيف الرساميل في الإقتصاد، عوض تمويل أرباحها مع المصارف، من خلال فوائد الربى الفاحش،التي تخنق الإقتصاد والنمو،وستهجر الرساميل يوم تخشى، إفلاس الدولة.

واشار اده في كلمة حول المثلث الرحمة  البطريرك مار نصرالله بطرس صفير انه بطرك الإلفة الوطنية، تلك الإلفة التي تشعّ من المحبّة،تختصر حياةً،زيتها نُسكٌ وقداسة،ونضال مؤمن بأن تاريخ الوطن اللبناني والأمة المارونية؛ تاريخ لم يبدأ به ولن ينتهي معه! قديس قدّوس،يبقى معنا ولنا شفيعاً، يرعى إعجوبة أمّةٍ، ملحها الإيمان ومعدنها المحبة.

 

باسيل غير مستعجل على الموازنة وساترفيلد ينقل موقف لبنان الى اسرائيل

النهار/21 ايار 2019/لن تحتمل الحكومة على الارجح تأجيلاً اضافياً لجلسات مناقشة الموازنة بعد الجلسة الـ17 التي سيعقدها ظهر اليوم ‏مجلس الوزراء في السرايا في "خاتمة الاحزان وبداية الافراح المالية" على حد قول وزير الصناعة وائل ابو فاعور ‏لان أي تمديد آخر للجلسات سيفضي الى مزيد من التعقيدات والفوضى الاحتجاجية في الشارع على غرار ما حصل ‏أمس امام السرايا الحكومية بالذات. ذلك انه مع الوعود القاطعة بان تكون جلسة اليوم هي نهاية المخاض المالي ‏الصعب والشاق الذي خاضته الحكومة لبلوغ الخفوضات القسرية والطوعية في آن واحد لعجز الموازنة الى ما دون ‏الـ8 في المئة، فان تساؤلات وشكوكاً مشوبة بريبة متعاظمة طرحت أمس حيال اكتساب الاعتصامات الاحتجاجية ولا ‏سيما منها اعتصام العسكريين المتقاعدين جوانب عنفية لم تكن مبررة بل جاءت نتيجة تحريك مفتعل للشائعات ثبت ‏عدم صحتها على ما أكد وزير الدفاع الياس بو صعب لوفد المعتصمين الذي التقاه وسط اشتداد خطر حصول مواجهة ‏بين القوى الامنية المكلفة حماية السرايا ومجموعات المتقاعدين العسكريين الذين حاولوا اقتحامها. لا بل ان الشكوك في توظيف سياسي للتحركات الاحتجاجية اتخذت دلالاتها الابلغ مع تغريدتين لرئيس الحزب التقدمي ‏الاشتراكي وليد جنبلاط الذي تساءل أولاً: "هل يعقل ان يقف بعض من الدولة يتفرج على البعض الاخر يقتحم السرايا ‏الحكومية. هل يعقل ان نصل الى هذه الدرجة من الفوضى فقط لانه مطلوب اعادة النظر في التدبير رقم 3 في الحد ‏الادنى لترشيد الانفاق. ما هو المطلوب الفوضى والافلاس ورفض الاصلاح. ما هو المطلوب رقم 3 أو لا أمن؟".

ثم عاد وغرد لاحقاً: "هل علينا ان ندفع ثمن صراع الاجنحة داخل البيت الواحد من اجل الرئاسة؟ كفى تلك المهزلة ‏في ظل الصراع الاقليمي الذي بات واضحاً انه لن يوفر أحداً. نعم لاعادة النظر في جوانب من التدبير رقم 3 وكفى ‏تهربا من الاملاك البحرية وغيرها من نقاط الهدر. نريد من الرئيس عون حسم الامور".  ومن المقرر ان يعقد مجلس الوزراء ظهر اليوم جلسة يفترض انها الأخيرة لمناقشة الموازنة وأرقامها النهائية بعدما تمْ ‏خفض العجز الى 7,6%. وكان المجلس أجرى مراجعة اخيرة لأرقام موازنات الوزارات بعدما تمٌ ضبط نفقاتها الى ‏الحد الأدنى الممكن.

لكن المجلس لن يتجرأ على الاقتراب من رواتب موظفي والمتقاعدين القطاع العام على وقع أصوات المعتصمين في ‏ساحة رياض الصلح، وناقش أمس رواتب الرؤساء والنواب والوزراء وتبين ان مخصصات رئيس الجمهورية لا يمكن ‏المس بها طوال ولايته عملاً بمادة دستورية، انما يمكن تعديلها مع رئيس مقبل.

وينتظر ان يتخذ مجلس الوزراء اليوم قراراً بالنسبة الى تعويض النواب السابقين فلا تبقى بصفة دائمة. وفيما بدا وزير المال علي حسن خليل مستعجلاً الانتهاء من مناقشة الموازنة واقرارها بعدما استنفد البحث في كل ‏المواد والأرقام، اصر وزير الخارجية جبران باسيل على اعطاء كل الوقت اللازم لإنجاز الموازنة ومناقشة أمور يراها ‏مرتبطة بالاقتصاد ومنها 20 مشروعاً لوزارة الاقتصاد سيبحث فيها في جلسة اليوم. وصرح باسيل بعد الجلسة: "صحيح إننا نعد موازنة لكننا نعد معها اقتصاداً ونناقش ملفات عالقة منذ عشرات السنين ‏كالعمالة الأجنبية وملفات الاقتصاد وادخلنا مواد قانونية جديدة وصلت الى 90 مادة". وأضاف: "من يقول اننا سننتهي ‏اليوم او غدا فاننا نقوم بعمل لأول مرة ولا داعي لإعطاء مهل". اما الوزير علي حسن خليل فرأى ان كلام الوزير باسيل عن التأخير "لا مبرر له وتجاوز المنطق ويؤدي إلى استمرار ‏التوتر في الشارع". ونقل خليل عن رئيس الوزراء سعد الحريري قوله إن "لا مبرر للتأخير وكان يجب أن ننتهي ‏اليوم" (امس).واشارت مصادر وزارية الى اقرار الرسم المقطوع 2 في المئة على المستوردات حماية للانتاج الوطني، وهي ‏الضريبة التي اقترحها فريق "لبنان القوي"، وقام حولها اعتراض من الفريق الآخر، فخفضت النسبة المقترحة من 3 ‏الى 2 في المئة، واستثني منها الدواء وكل ما يعتبر حاجة للصناعة اللبنانية وللإنتاج المحلي، كالآلات والماكينات ‏والأسمدة والسيارات الصديقة للبيئة. كما نوقش وضع رسم على رخص السلاح والزجاج الداكن وعلى النارجيلة.

وفي النتيجة أمكن خفض العجزالى 7,67 % في المئة بعدما كان 11,47 في المئة.

كذلك تم الاتفاق على زيادة على رسم الطابع في وزارة الخارجية، فرفع من الف إلى 5 الاف ليرة.

وقالت مصادر وزارية إن جو النقاش في الجلسة كان بناء وإيجابياً، كما أدخلت مواد عدة على ‏مشروع الموازنة نتيجة النقاشات.

ودخل مجلس الوزراء مجدداً في جدل حول توظيف نحو 500 فائز في امتحانات مجلس الخدمة المدنية وكالعادة حصل ‏الجدل حول كون الدستور لا ينص سوى على المناصفة في الفئة الأولى، من وجهة نظر "حزب الله" و"أمل" ‏والاشتراكي، فيما اعترض باسيل مدعوماً باجتهاد دستوري من الوزير سليم جريصاتي، وأدى التباين الى طي الملف ‏مجدداً.

وقال الوزير يوسف فنيانوس ان في الطيران المدني 11 موظفاً متقاعداً ينتهي عقدهم الآن وهو مضطر الى تجديد ‏العقود معهم بسبب الشغور في الملاك وعدم ملء هذا الشغور جراء الخلاف على الخلل الطائفي في الفائزين.

ومساء أمس وزعت النسخ المعدلة لمشروع قانون الموازنة على الوزراء بعد ادخال كل التعديلات التي طرأت عليه ‏بفعل مناقشات مجلس الوزراء تمهيدا لاقراره اليوم. وتنشر "النهار" النص الحرفي للمشروع المعدل في موقعها ‏الالكتروني.

ساترفيلد و"الايجابيات"

وسط هذه الاجواء عاد امس الى بيروت مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، بعد ‏محطة له في اسرائيل والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري لاستكمال البحث في موضوع ترسيم الحدود البحرية ‏والبرية. كذلك استقبل الرئيس الحريري الديبلوماسي الأميركي في السرايا الحكومية، في حضور الوزير السابق غطاس ‏خوري. ومساء التقى ساترفيلد وزير الخارجية جبران باسيل. وأفادت مصادر مواكبة لتحرك ساترفيلد أنه أطلع المسؤولين على الرد الإسرائيلي على الورقة اللبنانية والملاحظات ‏التي وضعت في هذا الخصوص. وذكرت المصادر إنه "يمكن القول إن جملة من الأمور ما زالت تحتاج إلى إيضاحات من الجانب الإسرائيلي على رغم ‏إظهاره بعض الليونة حيال بنود في الورقة". وعلى رغم كل ذلك يمكن القول إن الأمور تسير نحو "الايجابية". وبات معلوماً أن ساترفيلد سيعود إلى إسرائيل لمتابعة اتصالاته وحصول لبنان على أجوبة أخرى. وأكد المسؤولون اللبنانيون الذين التقوا ساترفيلد أمس أن موقف لبنان لم يتبدل وهو يصر على ترسيم الحدود في البر ‏والبحر في آن واحد وفي رعاية الأمم المتحدة وأميركا ليشرفا معا على وساطة نزيهة تساعد في بلورة الحلول ‏المطلوبة. وتبين للجانب اللبناني أن موقف واشنطن تبدل بعد زيارة وزير خارجيتها مايك بومبيو لبيروت. وتعمل أميركا هنا ‏على تقديم المساعدة اللازمة بين لبنان وإسرائيل. وأعلنت المصادر المتابعة لزيارة ساترفيلد أن موقف لبنان يركز على الأتي:

- التلازم بين الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل وعدم تجزئتها.

- البدء بالتنفيذ معا في المحلين وفي وقت واحد

وتبقى العبرة في كل هذه العملية من التطبيق وهذا ما يهم لبنان من أجل أن تثمر كل هذه الاتصالات والمحاولات ‏الايجابيات المطلوبة.

 

جلسات الموازنة: قرارات النرجيلة والجبنة الفرنسية

المدن - لبنان | الأربعاء 22/05/2019

انتهت جلسة مجلس الوزراء مساء يوم الثلاثاء، الّتي كانت مخصّصة لاستكمال مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة، في السراي الحكومي، على أن تُعقد جلسة أُخرى غدًا ظهرا في السراي الحكومي. وأعلن وزير الإعلام جمال الجراح: "اليوم كانت القراءة النهائية للأرقام، وغداً الأربعاء، عند الواحدة والنصف، تتم قراءة الموازنة العامة بشكل نهائي". وقال الجراح: "تم تكليف وزارة المالية والخارجية بزيادة الرسوم على الأعمال القنصلية في الخارجية، وتكليف وزارة الخارجية بتحضير مرسوم يتعلق بتأشيرات الدخول إلى لبنان، مع مبدأ المعاملة بالمثل. كما تم تكليف وزارة الخارجية إعداد مشروع مرسوم بتنظيم جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة. وكذلك، تكليف وزارة الأشغال رفع التعرفة على فتح صالون الشرف لتصبح 500 ألف ليرة لكل ساعة و100 ألف عن كل شخص مرافق يتجاوز الـ18 سنة"، مشيراً إلى أن "مجلس الوزراء وافق على فرض رسوم نوعية حماية للمنتجات اللبنانية".

خليل وباسيل

وكانت الجلسة قد بدأت بخلاف بين وزير المال علي حسن خليل، ووزير الخارجية جبران باسيل حول موعد الانتهاء من الموازنة، إذ اعتبر خليل أن "الموازنة انتهت بالنسبة إلي وإلى وزارة المال"، مشدداً على أن "الرسوم الأخيرة التي أقرت، لن يدخل أثرها في هذه الموازنة".  وأضاف: "لم يعد هناك لزوم لكثرة الكلام والتأخير"، وقال "قدمت كل الأرقام بالصيغة النهائية". في المقابل، ردّ رئيس التيار الوطني الحر، وزير الخارجية جبران باسيل: "أننا ننتهي حين ننتهي، ولا وقت محدداً لانتهاء النقاش". وأشار وزير المال بعد الجلسة، إلى أن الأرقام مطمئنة. وهناك خطوات جدية نحو إصلاح حقيقي وتخفيض للعجز بنسبة جيدة جداً، معتبراً ان الموازنة العامة انتهت، كاشفاً أن الرئيس الحريري يعقد غداً (الأربعاء) مؤتمراً صحافياً حول هذا الموضوع، قائلاً: "حققنا نسبة عجز مقبولة، وقدمت في آخر الجلسة كلّ ما تمّت مناقشته". أما وزير الدفاع الياس بوصعب، فقال: "تبين أن هناك أموراً تغيرت، وأُعيد النقاش بها، بما يؤدي لزيادة الإيرادات. لذلك حُددت جلسة غداً".

رواتب النواب

وبخصوص رواتب النواب، أشار بو صعب إلى تقديم مقترحات حول كيفية تخفيضها، حسب عدد الدورات. وحسب ما تكشف مصادر لـ"المدن"، فإن هذا الإقتراح هو من نتاج ورقة الوزير جبران باسيل، الذي اعتبر أنه يجب تخفيض رواتب النواب السابقين، وفق شطور معينة، وصولاً إلى حدّ إلغاء رواتب بعض النواب، أو إعطاء راتب للنواب السابقين حسب عدد الدورات، فمثلاً من يكون نائباً لدورة واحدة، يدفع له راتب لدورة ثانية وبعدها يتم إيقافه، ومن يكون نائباً لدورتين يدفع له لدورتين بعد خروجه من المجلس. وبعد انقضاء المدة، يتم إيقاف الراتب. وكذلك اتُخذت قرارات في ملف النازحين، منها إقفال المؤسسات غير الشرعية التي يشغلها أجانب، ووضع رسوم على إقامة العامل الأجنبي، وكذلك على اللبناني الذي يشغّل أجنبياً بطريقة غير شرعية.

نفس النرجيلة

وفيما أعلن وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي أن "جلسة أخيرة غداً للموازنة تعقد ظهراً في السراي الكبير"، أفادت المعلومات بأن الحكومة لم توافق على طلب وزير السياحة أواديس كيدانيان إلغاء رسم الألف ليرة على كل نفس "نرجيلة" في المطاعم والفنادق. وصرح وزير الصناعة، وائل أبو فاعور، أن مجلس الوزراء اليوم اتخذ قراراً غير اعتيادي، و"قراراً استراتيجياً بفرض رسوم نوعية على بعض المنتجات حماية لبعض القطاعات أو المنتجات. وهذا سيساهم بشكل كبير في تحسين الصناعة الوطنية". وأشار أبو فاعور إلى أن الاجراءات لا تمس بالاتفاقات الدولية، ولا تسبب مشاكل للصناعة اللبنانية.

الجبنة الفرنسية

وزير الاقتصاد منصور بطيش، شدد على ضرورة إعادة بناء اقتصاد منتج، وتحسين الخدمات والعمل على زيادة الإنتاج، لأن هذا الأمر سينعكس إيجاباً على المواطن، مشيراً إلى الوصول إلى المراحل الأخيرة من دراسة الموازنة، والعمل جيد في التعاون بينه وبين وزير الصناعة. مؤكداً: "أعد اللبنانيين بأن نعمل أكثر لزيادة الإنتاج والتشدد بمكافحة التهريب والتهرب الضريبي، ولدينا عمل متكامل. وعلينا واجبات بحماية المستهلك، من خلال التوعية". وأضاف: "لن يرتفع سعر البنزين. ويهمنا ان نأكل جبنة لبنانية لا فرنسية، ومن يريد الجبنة الفرنسية "صحتين على قلبه"، ولكنه سيدفع 2 في المئة إضافية على سعره". من جهتها، أشارت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن إلى أنه تم رفع الرسوم على الزجاج الداكن للسيارات إلى مليون ليرة، وطرح لوحات سيارات مميزة في السوق وعددها نحو 2500، ستؤمن وفراً بحدود 140 مليار ليرة.

 

ديمة جمالي ورُلى الطَبْش وبشارة الأسْمَر

المدن - لبنان | الأربعاء 22/05/2019

ديمة جمالي ورُلى الطَبْش وبشارة الأسْمَر

تنتقي "المدن" من صفحات التواصل الاجتماعي بعض التدوينات، التي تدلنا إلى حد ما على عناوين تشغل الرأي العام وسجالاته. 

أحمد بيضون:

يُسْتَخْلَصُ من تويتر وفيسبوك اللبنانيَّيْن أنّ ما نَحْن فيه من وَيْلٍ وثُبُورٍ مَرَدُّهُ، أوّلاً، إلى أمثال ديمة جمالي ورُلى الطَبْش وبشارة الأسْمَر...

لا شكَّ أنّ ما يَظْهَرُ من هؤلاءِ يُشيرُ إلى أمورٍ أبْعَدَ منه وأهَمّ. ولكنّ هذه قَلَّما يُشارُ إليها.

لا شَكَّ أيضاً أنّ كلّ شيءٍ يصلُحُ موضوعاً لهذا "التَواصُل" الذي نتعاطاهُ فلا يَصِحُّ إلْزامُه بما يجافي طبائعَهُ... ولكنَّ النِسبَ تَبْقى ناطقة...

فيبدو راجحاً أنّ "تواصُلَنا" الذي يَعْتَمِدُه أكْثَرُنا مَرْجِعاً رئيساً لاستخراجِ صورةِ الوضْعِ العامّ، كلَّ يومٍ، يواظِبُ على حَجْبِ هذا الوضعِ خَلْفَ أَتْفَهِ عناصِرهِ الظاهرة.

هو، بهذا المعنى، "تَواصُلٌ" زائفٌ ورَجْعِيٌّ، إذْ هُوَ لا يُجاوزُ، في نهايةِ مَطافِهِ، تَزْكيةَ القُعُودِ بتَوَهُّمِ الفِعْل.

جنى الحسن:

المرأة في بعض المسلسلات العربية:

  بغار عليكي من كل شي بيلمس ايدك (هي تتصهصن وتضحك وبعدين بتقلو ولو شوبيييك) وبكون حديث ما اله علاقة بأي حدث هيك فجأة.

  بتتفركش وبتلاقي سندها وبتضل بينها وبينه نظرة ٦٠ ثانية ليمط المسلسل على طول شهر رمضان.

  من طبيبة ناجحة متمسكة بمهنتها بتتحول فجأة لزوجة وسيدة مجتمع وبس.

   مرا ماسكة بنطلون زلمة خانها مع اختها وعم تقلو بليز خليك معي انا سامحتك.

  مرا بتطبخ هي ولابسة بنطلون جلد احمر وكعب ٢٠ سم.

  مرا بتنضرب بترجع بعد شوي بتسامح. #أوقفوا_السيناريوهات_الرديئة

علي أحمد مراد:

مخيف جداً حجم تسرب الأفكار العنصرية المعادية للسامية عند بعض الرفاق الشيوعيين/ات.

انتبهوا يا شباب، أنتم المفترض ورثة عصبة مكافحة الفاشية في الثلاثينات.

ميشال الدويهي:

بهدوء..

1- قلة التهذيب وإن كانت بهذا المستوى الرخيص والبذيء ليست جرماً. قلة التهذيب هي قلة أخلاق وقلة شهامة. على رئيس الاتحاد العمالي العام (المحسوب على محور الممانعة بالمناسبة)، ولأنه منصب "رسمي" مسؤول، أن يستقيل فقط ولكن فوراً. ولتكن هذه الاستقالة مدخلا لاستعادة اتحاد العمالي العام دوره الحقيقي والريادي الغائب منذ 1990.

من هنا، أي محاكمة للرجل على أقواله ستكون "انتصاراً" وهمياً و"فشة خلق" لا قيمة سياسية لها، بينما الانتصار الحقيقي هي محاكمة معظم الطبقة السياسية يوماً ما، لما اقترفته من أفعال بحق كل الشعب اللبناني.

2- لنبقى جميعا مركزين على الموازنة. هنا الكباش السياسي الحقيقي حاليا.

هاني منقارة:

بشارة الأسمر موظف منذ التسعينات في الأهراء (مرفأ بيروت)، ويقبض راتبه من دون أن يحضر.

لكن لم يتحرك أحد ضده إلا اليوم.. ولسبب ديني (رغم استنكاري لبذاءة كلامه وللتعرض للمقدسات).

رولا الطبش تقدمت بقانون للمساواة بين المرأة والرجل في حق منح الجنسية.. لكن الجماهير هاجت لأنها مفطرة علناً.

هكذا هي الذهنية اللبنانية المريضة.. محاسبة السياسي على الإيمان والأفعال الدينية.. وليس على القيام بواجبات الوظيفة.

إيلي الحاج:

لم يفعل بشارة الأسمر سوى التعبير عن نظرة العونيين إلى البطريرك صفير.. احبسوا العونيين.

محمد بركات:

سؤال: هل يجرؤ العسكريون المتقاعدون على اقتحام قصر بعبدا حين تقرّ الموازنة في اجتماع الحكومة هناك؟ أم أنّ هناك لكلّ مقام من يحرّض عليه؟ #مقام_رئاسة_الحكومة #بدأت_الرسائل؟

 

محور المقاومة يستبعد حرباً اميركية

بولا مراد/الديار/21 أيار/2019

"لم يسبق للعلاقات الأميركية ـ الإيرانية، أن بلغت هذا المستوى من التوتر والتصعيد، بعد الحشود العسكرية الأميركية ووصول أكبر حاملة طائرات الى مياه الخليج العربي، وموافقة المملكة العربية السعودية على إعادة انتشار القوات الأميركية في دول الخليج العربي بما تقول انه يهدف الى ردع ايران ووقف تهديداتها لدول الجوار ودفعها الى تغيير سلوكها، في مقابل الاستعراض العسكري الإيراني بالصواريخ المتطورة، وتأكيد طهران أن منظومة صواريخها المتوسطة المدى كافية وحدها لتدمير الأسطول الأميركي في البحر و"إلحاق الهزيمة بالأعداء".

في الشكل بات الطرفان جاهزين للحرب، كلّ منهما يضع الأصبع على الزناد، لكنه ينتظر الآخر ليبدأ إطلاق النار وإشعال فتيل المواجهة وتحميله مسؤولية اندلاعها، لكن في المضمون يحرص الطرفان على تجنّب الحرب، لأن كليهما يعرف أثمانها الفادحة، وأنها كفيلة بإشعال المنطقة من المحيط الى الخليج، وأن أي حربٍ مهما بلغت ضراوتها لن تحقق النتائج المرجوة لأي منهما، لكن كليهما يسعى لجرّ الآخر الى طاولة المفاوضات بشروطه، وأن يقدّم نفسه المنتصر على الآخر في عملية عضّ الأصابع.

لا شكّ أن ايران تعرف تماماً أن الولايات المتحدة دولة عظمى وتمتلك قدرات عسكرية هائلة، وأي حرب معها سترتب نتائج تدميرية، في المقابل تدرك واشنطن سواء عبر صقورها ومتطرفيها، أو الحمائم الذين يستندون الى التقييم الذي تقدّمه مراكز الدراسات الاستراتيجية، أن الحرب مع ايران ليست نزهة، وستكون لها أثمان كبيرة جداً وأشدها ايلاماً أن الحرب المتوقعة لن تحقق طموحات الفريق المتشدد داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب، بكسر ايران أو إلغاء دورها في المنطقة، ويدركون أيضاً تداعياتها المأسوية على القوات العسكرية الأميركية وعلى حلفاء واشنطن في المنطقة، هذا في الأثمان العسكرية، أما في السياسة، فستكون لها نتائج كارثية داخل الولايات المتحدة، وعلى الانتخابات التي يتهيّأ ترامب لخوضها لانتخابه لولاية ثانية، وهو مقتنع بأن المجتمع الأميركي لا يرغب بالتورّط في الحروب مجدداً.

أمام معادلة توازن الرعب، فإن كلتا القيادتين الأميركية والإيرانية تعدّ للألف قبل الذهاب الى خيارات مدمرة، لكن الى جانب الحشود العسكرية والحرب النفسية، يحاول البنتاغون توجيه رسائل من شأنها إحراج ايران ودفعها الى تقديم تنازلات سياسية، عبر تحميل حلفائها مسؤولية الانزلاق الى عمليات محدودة قد تنفذها القوات الأميركية، أو توكل المهمة الى طرف ثالث لتوجيه ضربة أو ضربات غير مؤذية تستهدف المصالح الأميركية في المنطقة، وتحمل طهران وحلفاءها مسؤولية هذه العمليات والردّ بضربات عسكرية جوية قد تستهدف هؤلاء الحلفاء سواء في العراق أو سوريا ولبنان، وليس أدلّ على ذلك من مسرحية إطلاق صاروخ بدائي الصنع على المنطقة الخضراء في بغداد، وإعلان مسؤول أميركي أن بلاده تحقق للثتبّت مما إذا كانت المجموعات المسلّحة الموالية لإيران وراء إطلاق هذا الصاروخ ومعاقبتها.

هذا التطوّر سبقه كلام بالغ الدلالة لعضو لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي، النائب في الحزب الجمهوري مايكل ماكول، الذي أعلن أن "هناك معلومات استخباراتية دفعت البنتاغون إلى نشر حاملة طائرات، إلى جانب قاذفات بي 52 والقوات العسكرية الأخرى، في الشرق الأوسط"، معتبراً أن "هذه الخطوة اتخذت لمواجهة تهديدات ذات مصداقية من إيران للقوات الأميركية في المنطقة".

وتوقّفت مصادر سياسية عند المزاعم التي استند اليها النائب الأميركي، في تقييمه لعملية ارسال الحشود العسكرية الأميركية الى المنطقة، بقوله إن "مسؤولي المخابرات الأميركية علموا أن قائد فيلق القدس الإيراني في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، اجتمع بمن أسماها ماكول "الميليشيات الإيرانية بالوكالة بما فيها جماعة حزب الله، وقال لها نحن نستعد لخوض حرب بالوكالة واستهداف الأميركيين"، مذكراً بأن "إحدى خلايا حزب الله معروفة بعمليات الخطف والقتل، جرى توجيهها للدخول وقتل الجنود الأميركيين وخطفهم". وترى المصادر أن هذه الفرضية تخدم إسرائيل بشكل أساس، لأنها تستهدف المقاومة في لبنان وتستدرج الأميركيين الى توجيه ضربات لها في أكثر من مكان.

هذا السيناريو يأخذه حزب الله على محمل الجدّ، وترى مصادر مقرّبة من الحزب، إن الولايات المتحدة "عاجزة عن خوض حرب عسكرية مع إيران، لكنها قد تستعيض عنها بتوجيه ضربات الى أطراف في محور المقاومة، سواء لـ حزب الله في سوريا عبر التحالف الدولي أو في العراق عبر القوات الخاصة، أو في لبنان إذا أوكلت هذه المهمة لإسرائيل، وذلك للتعويض عن إخفاقاتها بمواجهة ايران بالذات". وشددت المصادر على أن "أي ضربات من هذا النوع لن تبقى بلا ردّ، وأن المقاومة في لبنان لديها ما يكفي من أوراق القوّة، وستتعامل مع كلّ عدوان وفق حجمه وخطورته"، مشيرة الى على أن "الاعتداء المحدود سيواجه بردّ محدود لكنه موجع". ولا تستبعد المصادر أن يؤدي هذا الاحتمال الى توسيع رقعة التصعيد العسكري"، مؤكدة أن "محور المقاومة يستبعد الحرب ولا يسعى اليها، لكنه بات على جهوزية تامة لخوضها إذا فرضت عليه، وسيخرج منها منتصراً، والأيام القادمة ستثبت صحّة هذه الأقوال".

بقي أن نترقب ما يحضّره رئيس أمل لرئيس "التيار الوطني الحر"، سياسياً وبرلمانياً.. وانتخابياً.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أميركا: دلائل على استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية

العربية.نت - وكالات/الثلاثاء 21/05/2019/أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنّ هناك "مؤشرات" على أنّ نظام الرئيس السوري بشار الأسد شنّ صباح الأحد هجوما كيميائياً في شمال شرق سوريا، متوعّدة إياه بردّ "سريع ومناسب" إذا تأكّد ذلك. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغن أورتاغوس في بيان إنّ "هجوم مفترضاً تمّ بغاز الكلور في شمال غرب سوريا صباح 19 أيار/مايو"، مضيفاً "نكرّر تحذيرنا، إذا استخدم نظام الأسد أسلحة كيميائية، فإن الولايات المتحدة وحلفاءنا سيردّون بسرعة وبشكل مناسب وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إنّ استخدام الأسلحة الكيميائية خط أحمر، وقد أمر حتى اليوم مرتين بشنّ ضربات ضدّ أهداف عسكرية سورية. وبحسب بيان الخارجية الأميركية فإنّ "الهجوم المزعوم" الجديد "يندرج في إطار الحملة العنيفة التي يشنّها نظام الأسد في انتهاك لوقف إطلاق النار الذي حمى ملايين المدنيين في محافظة إدلب". وأضاف البيان "يجب أن تتوقف هجمات النظام على المجتمعات في شمال غرب سوريا". وجدّدت الخارجية الأميركية تحذيرها لدمشق.وقالت "تكرّر الولايات المتحدة التحذير الذي وجّهه الرئيس ترامب في أيلول/سبتمبر 2018: أي هجوم على منطقة خفض التصعيد في إدلب سيكون تصعيداً غير مدروس يهدّد بزعزعة استقرار المنطقة".

 

البنتاغون: منعنا وقوع هجمات إيرانية بعد نشر قواتنا بالخليج

العربية.نت/ الثلاثاء 21/05/2019/أعلن وزير الدفاع الاميركي بالوكالة باتريك شاناهان أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسعى لردع إيران وليس لإشعال حرب ضدّها، وذلك بعد إطلاعه أعضاء الكونغرس على التطورات المتعلقة بهذا الملف. وقال شاناهان للصحافيين بعد خروجه من اجتماع مغلق مع وزير الخارجية مايك بومبيو "هذا بشأن الردع وليس الحرب. نحن لسنا على وشك الذهاب الى حرب". وأوضح شاناهان أنّ إحباط التهديات الايرانية تمّ بفضل التحرّكات العسكرية الأميركية القوية في الأسابيع الأخيرة والتي شملت نشر حاملة طائرات في مياه الخليج. وقال "قمنا بدرء هجمات ضد القوات الأميركية"، مضيفاً "تركيزنا الكبير ينصبّ في هذه المرحلة على منع ايران من ارتكاب أي خطأ في التقدير. لا نريد تصعيداً في الموقف". وقال بومبيو إنّه وشاناهان وضعا السلوك الايراني في سياق "40 عاماً من الأعمال الإرهابية"، منذ عام 1979 عندما أطاحت الثورة الاسلامية بحكومة الشاه الموالية لواشنطن ليحل مكانها نظام ديني معاد لواشنطن.

الكونغرس يستمع

فيما أكد الكونغرس، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أوضح أنه لا يريد الحرب مع إيران لكنه لم يستبعد الخيار العسكري. وأضاف أن إيران تواصل سياستها العدوانية في سوريا ولبنان والعراق، مشيرا أن الكونغرس استمع إلى إحاطة من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حول التهديدات الإيرانية، وأن الأخير قال إن لا توجه لشن حرب ضد إيران، لكنه أكد أن الولايات المتحدة سترد على أي تهديد إيراني. وقال عضو بالكونغرس أن "بومبيو شرح لنا الهجمات التي شنها وكلاء إيران على اليمن والسعودية". وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد قال في وقت سابق اليوم إنه "من الممكن جدا" أن تكون إيران تقف وراء اعتداءات الخليج العربي. وأوضح: "بالنظر إلى جميع النزاعات الإقليمية التي شهدناها في العقد الماضي وشكل هذه الهجمات، يبدون أنه من الممكن جدا أن تكون إيران وراءها". وتابع بومبيو "الأهم هو أننا سنواصل اتخاذ إجراءات لحماية المصالح الأميركية والعمل لردع إيران عن السلوك السيئ في المنطقة والذي يهدد بحق بتصعيد الوضع بحيث ترتفع أسعار النفط". في المقابل قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه يسعى للحصول على صلاحياتٍ تنفيذيةٍ موسعة للتعامل بشكل أفضل مع ما أسماه بالحرب الاقتصادية مع الولايات المتحدة. وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية استشهد روحاني خلال لقاء مع رجال دين إيرانيين بالصلاحيات التي كانت ممنوحة للمجلس الأعلى خلال الحرب الإيرانية العراقية في 1980 والمتعلقة بالقرارات الاقتصادية وقرارات الحرب.

 

الأزمة الإيرانية الأميركية: المخاطر عالية.. والاخطاء مستبعدة

المدن - عرب وعالم | الثلاثاء 21/05/2019

الأزمة الإيرانية الأميركية:المخاطر عالية..والاخطاء مستبعدة روحاني: الإدارة الأميركية مؤلفة من سياسيين مبتدئين ذوي أفكار ساذجة

قال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان إن التهديدات الإيرانية "كانت عبارة عن هجمات وقد أوقفناها". وأضاف الثلاثاء، أن "مستوى التهديدات الإيرانية لا يزال عالياً ونحرص على ألا تخطئ طهران في الحساب". من جهته، وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني الإدارة الأميركية بأنها مؤلفة من "سياسيين مبتدئين ذوي أفكار ساذجة"، وقال إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تراجع عن تهديداته لطهران بعد أن حذره مساعدون عسكريون من خوض حرب إيران. وأضاف في خطاب بثه التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة أن وحدة الأمة الإيرانية غيرت قرار ترامب بشأن الحرب. ورفض روحاني إجراء أي محادثات مع الولايات المتحدة. وقال: "الوضع اليوم غير موات لإجراء محادثات وخيارنا هو المقاومة فحسب". ودعا إلى منح الحكومة المزيد من السلطة لإدارة الاقتصاد الذي يعاني من العقوبات في ظل ما وصفها بأنها "حرب اقتصادية". وقارن روحاني الوضع الحالي بالحرب التي خاضتها إيران في الثمانينات ضد العراق، وقال إن الحكومة تحتاج إلى سلطات مماثلة لتلك التي أعطيت لها في ذلك الوقت لإدارة الاقتصاد. وتابع الرئيس الإيراني: "لم نواجه في أي فترة سابقة ما نواجهه اليوم من مشكلات في قطاعي البنوك ومبيعات النفط، لذلك نحتاج من الجميع التركيز والشعور بظروف الحرب الاقتصادية".

بدوره، أكد وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الثلاثاء، رفض بلاده التفاوض مع ترامب ما لم تظهر بلاده "الاحترام" لطهران وتلتزم بالاتفاق النووي. وقال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" إن الولايات المتحدة "تلعب لعبة خطيرة جداً جداً" من خلال تعزيز تواجدها العسكري في المنطقة. وانتقد واشنطن لإرسالها حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" والمجموعة الضاربة المرافقة لها إلى الخليج بدعوى مواجهة "تهديدات محتملة" من إيران. وقال ظريف إن "امتلاك كل هذه الأصول العسكرية في منطقة صغيرة هو بحد ذاته عرضة للحوادث؛ الحذر الشديد واجب، فالولايات المتحدة تلعب لعبة بالغة الخطورة". وأضاف أن بلاده "لن تنحني للتهديدات، ولا تتفاوض بالإكراه. لا يمكنكم تهديد أي إيراني". وقال: "الطريقة الوحيدة للتفاوض تكون عبر الاحترام لا التهديدات". وفي السياق، قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الثلاثاء، إن العراق سيرسل وفوداً إلى واشنطن وطهران للمساعدة في تهدئة التوترات وسط مخاوف من مواجهة بين الطرفين. وأكد عبد المهدي أنه ليس هناك أي طرف عراقي يريد الدفع صوب حرب، وذلك بعد يومين من إطلاق صاروخ في بغداد وسقوطه قرب السفارة الأميركية. من جهة ثانية، قال وزير المالية الفرنسية برونو لومير الثلاثاء، إن أوروبا التي تواجه ضغوطاً هائلة من الولايات المتحدة بشأن آلية التجارة التي اتفقت عليها مع إيران، لن تخضع لتحذيرات طهران. وأضاف لومير: "لا أعتقد أن أوروبا ستنجر إلى فكرة التحذيرات هذه". وقال إن "الأوروبيين يواجهون ضغوطاً هائلة من واشنطن في ما يتعلق بالتجارة مع إيران، والتهديدات الإيرانية بالانسحاب من الاتفاق النووي مع القوى العالمية غير مفيدة". وكانت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أعلنت الاثنين زيادة إيران حجم إنتاجها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى 4 أضعاف، عقب وقف طهران بعض التزاماتها بالاتفاق النووي مع الغرب. ويسمح الاتفاق النووي لإيران بإنتاج 300 كلغ من اليورانيوم منخفض التخصيب، ويمكنها نقل الكميات الزائدة خارج البلاد للتخزين أو البيع.

 

الوحدتان «400» و«190» في «الحرس» سلاح إيران بحرب الاستخبارات

لندن/الشرق الأوسط/21 أيار/2019/بدلاً من الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة، سعت إيران إلى حرب استخباراتية ضد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، تلعب وحدتان في «الحرس الثوري» دوراً رئيسياً فيها.

وكان القائد العام لـ«الحرس الثوري» اللواء حسين سلامي قال في مراسم تقديم ووداع مسؤولي استخبارات «الحرس» أول من أمس: «نحن قادرون على هزيمة العدو في الحرب الاستخباراتية». ووصف معركة الاستخبارات بين إيران وأميركا بأنها «حقيقية وجادة»، مضيفاً: «إننا اليوم نعيش أجواء حرب استخباراتية شاملة مع أميركا وجبهة مناوئي الثورة والنظام، وهذه الأجواء تمثل تركيبة من العمليات النفسية والعمليات السايبرية والتحركات العسكرية والدبلوماسية العامة، وإثارة الرعب. وعلينا في هذه المعركة ألا نغفل لحظة واحدة عن التفكير بأميركا والتركيز على العدو وتشخيص استراتيجياته ونمطه السلوكي». ويتولى اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس»؛ ذراع العمليات الخارجية في «الحرس»، مهمة رئيسية في ترجمة ذلك إلى واقع عبر توكيل مختصين في أعمال الاغتيالات والتخريب والاتجار بالسلاح والإرهاب، ولديهم براعة في محو الآثار التي قد تقود إلى سادتهم في إيران.

وبحسب مصادر استخباراتية إسرائيلية، ينتظم هؤلاء المختصون في وحدتين: «الوحدة 400» و«الوحدة 190»، وشارك أعضاء من الوحدتين في الهجمات التخريبية الأخيرة.

يذكر أن «الوحدة 400» تجري «عمليات سرية حساسة في الخارج» وتعمل تحت رعاية المرشد الإيراني علي خامنئي. أما «الوحدة 190»؛ فمختصة في نشاطات الاغتيالات والاتجار بالأسلحة في الخارج. وتشكل الوحدتان اثنتين من الأدوات المهمة تحت قيادة سليماني وتعملان في تكتم شديد.

وتتألف «الوحدة» من نحو ألفي ضابط وضابط صف من عناصر «فيلق القدس» الذي يتراوح إجمالي عدد قواته بين 10 آلاف و15 ألفاً. ويقود الوحدة النائب السابق لوزير الاستخبارات والمعلومات ماجد علوي الذي استغل منصبه واجهةً لعقد اتصالات مع «حزب الله» اللبناني ومنظمات إرهابية أخرى تخدم مخططات طهران في المنطقة. عام 2011، انتقل علوي إلى «فيلق القدس». وبعد عام، يعتقد أنه رُقّى ليصبح قائد «الوحدة 400». وتعدّ «العمليات الحساسة السرية في الخارج» التي تنفذها هذه الوحدة مجرد تعبير مخفف عن هجمات إرهابية سرية واغتيالات وخطف وتخريب، بحسب مصادر استخباراتية أميركية. ولدى هذه الوحدة سجل حافل في دعم جماعات عراقية متطرفة، إلى جانب إمداد متمردين أفغان بالسلاح والمعدات والتدريب والمال، وتهريب أسلحة إلى داخل سوريا ولبنان، وتنظيم تدريبات عسكرية لـ«حزب الله» ومنظمات فلسطينية.

وقال موقع «ديبكا» الاستخباراتي الإسرائيلي، إن «الوحدة 400» لها أيضاً سجل أميركي؛ إذ إنه في مايو (أيار) 2013 كشف «مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)» مخططات إرهابية في واشنطن اقتفى أثرها حتى وصل إلى «الوحدة 400». وبعد اختراق المخطط، وضع مسؤولو المكتب أيديهم على أموال بقيمة 100 ألف دولار نُقلت إلى الموكلين تنفيذ العملية. وعندما حاول أحد المتآمرين الاستعانة بعضو في إحدى عصابات المخدرات المكسيكية، اكتشف أنه سقط بيد عميل سري لـ«إف بي آي».

تعدّ هذه واحدة من الحالات القليلة التي ضُبط فيها عميل سري إيراني متلبّساً في مهمة لتنفيذ جريمة. أما في أغلب الحالات، فإنه عادة ما يجري تحويل المهمة إلى أحد الأذرع التابعة لإيران، مثل «حزب الله» أو تنظيمات عراقية من دون دور مباشر لمسؤول إيراني.

في الظروف العادية، تتولى «الوحدة 190» بصورة أساسية مهمة نقل وتهريب أسلحة إلى داخل مناطق صراعات لتقديمها إلى جماعات تخدم النشاطات الإيرانية التوسعية الساعية نحو «تصدير الثورة». يقدر عدد أعضاء «الوحدة 190» بما بين 200 و300 فرد. وتعتقد مصادر استخباراتية أميركية أن هذه الوحدة نقلت آلاف الأطنان من الأسلحة إلى الميليشيات الحوثية في اليمن و«حزب الله» في لبنان والنظام السوري وفصائل فلسطينية متشددة في قطاع غزة. وتتسم «الوحدة 190» بكفاءة عالية في التمويه على أدوات الحرب وجعلها تبدو سلعاً عادية مع إخفاء صلتها بإيران. وكثيراً ما يجري شحن الأسلحة داخل صناديق مطابقة لتلك المستخدمة في نقل مواد بناء وألبان مجففة وقطع غيار سيارات... وما شابه ذلك. وعادة ما يجري نقل مثل هذه الأسلحة المموهة عبر سفن أو طائرات أو قطارات أو شاحنات تجارية. وقال «ديبكا»: «اللافت أن كثيراً من هذه الأسلحة لم يجر تصنيعه داخل إيران. وفي خضم مساعيها لنقل أسلحة لنظام بشار الأسد في سوريا، لجأت طهران إلى إجراء استثنائي تمثل في نقل شحنات من الأسلحة عبر طائرات مدنية تتبع شركة الخطوط الجوية الإيرانية و(ماهان إيران) و(كاسبيان إير) و(ميراج إير لاينز)، وأخرى حربية». وأوضح الموقع الاستخباراتي أن الذراع البحرية لـ«الوحدة 190» كانت أهم العناصر التي خدمت برنامج «فيلق القدس» للانتقام من العقوبات الأميركية؛ إذ إن الوحدة تملك غواصات صغيرة وقوارب سريعة لوحدات خاصة (كوماندوز)، وتقدم «خدمات قيمة في تهريب مواد وتقنيات محظورة للبرنامجين النووي والصاروخي لإيران». ووضعت الوحدة وقائدها بهنام شهرياري الفرق البحرية التابعة لها تحت تصرف «فيلق القدس» لشن هجمات ضد خطوط الملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر. يذكر أن شهرياري الذي تولى مهمة تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين «الحرس الثوري» و«حزب الله»، يعد من القادة المفضلين لدى سليماني الذي يملك خططاً كبيرة من أجل مستقبل هذه الوحدة السرية، بحسب المصادر الاستخباراتية.

 

بن علوي يزور طهران وسط تصاعد التوتر الأميركي ـ الإيراني

لندن/الشرق الأوسط/21 أيار/2019/التقى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في زيارة مفاجئة إلى طهران لبحث التطورات الإقليمية، وذلك مع تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة.

وناقش بن علوي وظريف «القضايا الإقليمية والدولية المهمة»؛ وفق بيان وزارة الخارجية الإيرانية، من دون ذكر تفاصيل. وأفادت «رويترز» بأن الوزير العماني ناقش مسائل إقليمية ودولية مع نظيره محمد جواد ظريف. ولم يتضح ما إذا كانت هذه الزيارة تهدف إلى خفض التوتر بين إيران والولايات المتحدة.

وتأتي الزيارة بعد أيام من اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بسلطان عُمان قابوس بن سعيد. وكانت الخارجية الأميركية ذكرت أن الجانبين بحثا «التهديدات التي تتعرض لها منطقة الخليج من جانب إيران» إلى جانب تطورات الوضع في اليمن. وكانت إدارة دونالد ترمب قد سحبت الشهر الماضي إعفاءات من العقوبات في اتفاق البرنامج النووي الإيراني، ومنعت طهران من تخزين فائض المياه الثقيلة في عمان. وقبل أسبوعين أبدت حنينة المغيري السفيرة العمانية لدى الولايات المحتدة استعداد بلادها للعودة إلى لعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن. وعلى مدى سنوات شكلت مسقط جسراً للتواصل السري بين طهران وواشنطن؛ إذ استضافت مفاوضات مباشرة بين الجانبين في فترة الرئيسين السابقين؛ الأميركي باراك أوباما والإيراني محمود أحمدي نجاد، حول البرنامج النووي الإيراني، قبل أن تعلن طهران رسمياً عودتها إلى طاولة المفاوضات النووية مع الدول الكبرى في بداية رئاسة حسن روحاني وذلك بعدما أوصى المرشد الإيراني علي خامنئي الحكومة في 2013 بضرورة اتباع نهج «المرونة البطولية». واكتفت الخارجية الإيرانية، أمس، بنشر بيان مقتضب مرفقة به 4 صور عبر حساب المتحدث باسم الخارجية في شبكة «تلغرام»، للإعلان عن وصول بن علوي.

وازدادت التكهنات في وسائل إعلام الأوساط المؤيدة لسياسات الرئيس الإيراني حسن روحاني حول مساع للوساطة بين طهران والولايات المتحدة.

وقبل لقاء بن علوي بساعات، رد ظريف على تغريدة للرئيس الأميركي حول إيران، ودعا الولايات المتحدة إلى التحدث مع إيران بـ«احترام وليس بالتهديد بالحرب». وقال ترمب على «تويتر» أول من أمس الأحد: «إذا أرادت إيران القتال، فستكون النهاية الرسمية لها. لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى أبداً».

ورد ظريف في حسابه على «تويتر» قائلاً: «لا تهددوا إيرانياً أبداً. جربوا الاحترام فهو أفضل!». وقال إن ترمب سمح لبعض مساعديه؛ بقيادة مستشار الأمن القومي جون بولتون، «بتدمير الدبلوماسية». في الأثناء، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه، أمس، إن سفراء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا سيعقدون اجتماعاً الأسبوع المقبل في البرلمان الإيراني حول الاتفاق النووي. وبحسب فلاحت بيشه، فإن الاجتماع يأتي بدعوة من اللجنة البرلمانية المشرفة على الاتفاق، موضحاً أن هذه هي الجلسة الثانية التي تعقد مع سفراء الدول الأربع، من دون الكشف عن توقيت الاجتماع الأول. وقال المسؤول الإيراني إنه من المقرر أن تعقد اللجنة البرلمانية سلسلة اجتماعات مع سفراء الدول الأربع حول الاتفاق النووي والتعهدات، لكنه في الوقت نفسه أوضح أنه لم تتقرر بعد كيفية إقامة الاجتماعات. في شأن متصل، أفادت وكالة «إيسنا» الحكومية، أمس، بأن الرئيس الإيراني أمر الأجهزة الحكومية بـ«تسهيل عملية الاستثمار الداخلي والأجنبي». وأشارت الوكالة إلى أن مرسوماً رئاسياً تضمن رفع القيود والإجراءات التي تمنع اندماج المستثمرين الإيرانيين في الخارج، علاوة على تسليم المراكز الاقتصادية للقطاع الخاص.ويمر الاقتصاد الإيراني بواحدة من أسوأ فتراته على مدى 4 عقود في ظل حكم النظام الحالي. وساهم قرار الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي بشكل لافت في تفاقم الأزمة الاقتصادية، مما أدى إلى اقتراب التضخم من 40 في المائة بعدما كان تراجع إلى أقل من 10 في المائة عقب تنفيذ الاتفاق النووي ورفع العقوبات في منتصف يناير (كانون الثاني) 2016.

وشملت أوامر روحاني قطاعي السياحة والزراعة كذلك لتشجيع وجذب السياح وتعزيز المنتجات الزراعية. ويطالب روحاني وزارة الزراعة بتعزيز الإنتاج الداخلي أو عبر دول الجوار.

كما يأمر روحاني وزارتي التعليم والتربية، والتعليم العالي والأبحاث والتكنولوجيا بتقليل ساعات التعليم النظري والعمل على التعليم العملي والمهني في المراكز التعليمية. وأوصى جميع الأجهزة الحكومية؛ بما فيها هيئة الإذاعة والتلفزيون، باتخاذ الإجراءات اللازمة لخلق فرص العمل ودعم الأنشطة الاقتصادية والتعليمية والثقافية. ونسبت وكالة «تنسيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» إلى مستشار وزير الخارجية بهزاد صابري أنصاري قوله إن «الاتفاق النووي سيتحول إلى نسخة خاسرة لجميع أطراف الاتفاق إذا لم تعمل بتعهداتها». ودافع مستشار ظريف عن تجميد جزء من الاتفاق النووي، معرباً عن اعتقاد إيراني بأن نص الاتفاق يسمح للإيرانيين بوقف تعهداتهم النووية إذا ما لم تعمل الأطراف المقابلة بتعهداتها. ونوه صابري بأن «وقف إيران تعهداتها يأتي في إطار الحق الذي يمنحه لها الاتفاق النووي»، مشيراً إلى أن الاتفاق «دخل مرحلة جديدة» وقال: «إذا لم يتحرك الأوروبيون في الاتجاه الصحيح، فلن نتضرر، لأننا لم نستثمر في الأوروبيين». وفي الوقت ذاته، قال مستشار ظريف إن إيران «لديها تنسيق جيد في مواقفها مع الصين وروسيا».

 

بريطانيا تنصح إيران بعدم استفزاز أميركا لتجنب الرد

لندن/الشرق الأوسط/21 أيار/2019/حذرت بريطانيا طهران من استفزاز الولايات المتحدة والاستهانة بعزمها على ردع التهديدات ضد أهداف أميركية في المنطقة. وقال وزير الخارجية جيرمي هانت إذا تعرضت المصالح الأميركية لهجوم فإن إدارة الرئيس دونالد ترمب سترد. وقال وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت للصحافيين على هامش اجتماع لجمعية الصحة العالمية في جنيف: «إنهم (الأميركيون) لا يريدون حرباً مع إيران. لكن إذا تعرضت المصالح الأميركية لهجوم فسيردون». وأفادت «رويترز» عن هانت قوله للإيرانيين: «لا تستهينوا بعزم الجانب الأميركي»، وحث الإيرانيين على ضرورة «التفكير فيه بتمعن شديد». ونوه بأن «الحل طويل الأمد لهذه المشكلة هو أن تكف إيران عن أنشطة زعزعة الاستقرار التي تقوم بها في المنطقة». وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في الأسابيع الأخيرة، بعدما هددت طهران بالرد على خطة تصفير النفط. وعقب تهديدات إيرانية، أمرت البنتاغون بتوجه مجموعة حاملة سفن وقاذفات بي 52 وإعادة نشر منظومة باتريوت في المنطقة قبل أن تعلن دول مجلس التعاون موافقتها على إعادة نشر القوات الأميركية. وتقول الولايات المتحدة إن إعادة نشر قواتها يأتي بهدف ردع التهديدات الإيرانية، مشيرة إلى تقارير عن هجمات وشيكة تعدها إيران ووكلاؤها في المنطقة. وكانت إدارة ترمب قد أقرت تشديد العقوبات النفطية الشهر الماضي. كما أدرجت قوات «الحرس الثوري» على قائمة المنظمات الإرهابية. على الجهة الأخرى، أقر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تصنيف القوات الأميركية في المنطقة على قائمة الإرهاب. وقبل ذلك، كان المرشد الإيراني علي خامنئي قد طلب من رئيس الوزراء العراقي العمل على طرد القوات الأميركية فوراً. من جهة ثانية، جددت الخارجية الألمانية أمس دعوتها إلى وقف التصعيد في الشرق الأوسط في ظل تزايد حدة التوتر مع إيران. ووصف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إطلاق صواريخ كاتيوشا على المنطقة الخضراء عالية التأمين في العاصمة العراقية بغداد بأنه «مقلق للغاية». وقال ماس أمس، في العاصمة البلغارية صوفيا: «إننا نعتقد أن التوترات حالياً عالية للغاية لدرجة أنه من الممكن أن يتم تصعيد العنف من خلال أحداث غير متوقعة، ومن خلال اعتداءات أو هجمات». وقال ماس إن الحكومة الألمانية لا تزال تعول على وقف التصعيد وتستخدم قنوات الحوار مع كلا الجانبين من أجل ذلك، مؤكداً أنه على قناعة بأن هذا هو الطريق الوحيدة. وأحجم ماس عن تقييم تحذير الرئيس الأميركي لإيران على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وقال: «توقفت بالفعل منذ بعض الوقت عن التعليق على تغريدات دونالد ترمب». وقبل ماس بساعات، أفادت وكالة الأنباء الألمانية نقلاً عن المتحدث باسم الخارجية الألمانية: «جميع الأطراف مطالبة بممارسة أكبر قدر ممكن من ضبط النفس، والتوقف عن مواصلة تأجيج الوضع». وتعليقاً على تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي حذر الإيرانيين من تهديد الولايات المتحدة، قال ديوان المستشارية: «الحكومة الاتحادية علمت بالتصريحات، ولكنها لن تعلق عليها». وكان ترمب قد كتب بشكل مباشر: «إذا أرادت إيران القتال، ستكون هذه النهاية الرسمية لها. لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى مطلقاً». وفسرت وسائل إعلام تغريدة ترمب بأنها رد على تصريحات وردت على لسان قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي اعتبر فيها القوات الأميركية «هدفاً قتالياً بعدما كانت هدفاً استراتيجياً»، وذلك في إشارة إلى اقتراب قطاعات من الجيش الأميركي من الأراضي الإيرانية. وجاءت تغريدة ترمب بعد لحظات قليلة من إطلاق صاروخ من طراز كاتيوشا بالمنطقة الخضراء في بغداد بالقرب من السفارة الأميركية بجانب مبانٍ حكومية. وكان سلامي صرح أمام حشد لقادة الحرس في طهران أول من أمس، بأن بلاده لا تسعى للحرب، ولكنها لا تخشاها، ووصف الولايات المتحدة بأنها «قوية ظاهرياً، ولكنها تعاني من الهشاشة داخلياً»، مؤكداً أنه رغم أن إيران وحرسها (الثوري) لا يريدان الحرب، فإنهما ليسا خائفين من ذلك.

 

واشنطن «ترجح»: إيران مسؤولة عن محاولات التخريب في الخليج وتحذيرات أميركية من «مخاطر مرتفعة»

واشنطن/الشرق الأوسط/21 أيار/2019/قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم (الثلاثاء)، إنه «من الممكن جداً» أن تكون إيران مسؤولة عن تخريب المصالح النفطية الخليجية. وأضاف بومبيو أمام جلسة استماع في الكونغرس: «بالنظر إلى جميع النزاعات الإقليمية التي شهدناها في العقد الماضي وشكل هذه الهجمات، يبدو أنه من الممكن جداً أن تكون إيران وراءها». ومن جهته، قال القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان، خلال جلسة الاستماع، رداً على سؤال بشأن التهديدات الإيرانية،: «أنهينا احتمال شن هجمات على الأميركيين»، موضحاً أن تحرك الولايات المتحدة ورد فعلها السريع مكّن من إبطال مفعول مخاطر التهديدات الإيرانية. وثمّن شاناهان نشر الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفات في الخليج، وقال: «نحن في فترة لا تزال فيها المخاطر مرتفعة». ووقعت عملية هجوم تخريبي على 4 ناقلات نفط في المياه الإقليمية للإمارات مطلع الأسبوع الماضي، واتهمت فيه واشنطن طهران أو وكلاءها بالمسؤولية عنه، كما أعلنت ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران مسؤوليتها عن هجوم استهدف محطتي ضخ نفط سعوديتين بطائرات من دون طيار يوم الثلاثاء الماضي.

 

روحاني يطلب «صلاحيات خاصة» لـ«إدارة الحرب الاقتصادية» وقال إن الوضع غير مواتٍ للحوار

لندن/الشرق الأوسط/21 أيار/2019/قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في ساعة متأخرة أمس (الاثنين)، إن بلاده اليوم «في حرب اقتصادية» تتطلب «تركيز الصلاحيات واتخاذ القرار لتحسين إدارة الظروف» المحيطة بها، بحسب ما نقلت عنه وكالة «تسنيم» الإيرانية. وذكّر روحاني بمركزية القرار خلال سنوات الحرب العراقية - الإيرانية، قائلاً: «منحنا الإمام (مرشد الجمهورية) خلال ثماني سنوات من الحرب تفويضاً خاصاً مكننا من إدارة الحرب، بل وحتى تحقيق الكثير من الإنجازات. اليوم نحتاج مثل هذه الصلاحيات». وأضاف الرئيس الإيراني أنه يحبذ المحادثات والدبلوماسية لكنه لا يقبلهما في ظل الظروف الراهنة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن روحاني قوله إن «الوضع اليوم غير موات لإجراء محادثات وخيارنا هو المقاومة فحسب». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد صرح في وقت سابق أمس إن إيران ستواجه «قوة هائلة» إن هي حاولت فعل أي شيء ضد مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مضيفا أنها أبدت عدائية شديدة تجاه واشنطن. وأضاف ترمب في حديث للصحافيين أثناء مغادرته البيت الأبيض لحضور فعالية في بنسلفانيا، أنه لا يزال مستعدا لإجراء محادثات مع الايرانيين «عندما يكونون مستعدين».

 

فرنسا: أوروبا لن تخضع لتهديدات إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي

باريس/الشرق الأوسط/21 أيار/2019/قال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير اليوم (الثلاثاء) إن أوروبا لن تخضع لتحذيرات إيران وتهديداتها بالانسحاب من الاتفاق النووي. وأضاف للصحافيين «لا أعتقد أن أوروبا ستنجر إلى فكرة التحذيرات هذه». وتابع أن الأوروبيين يواجهون ضغوطا هائلة من الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتجارة مع إيران وأن التهديدات الإيرانية بالانسحاب من الاتفاق النووي مع القوى العالمية لا تفيد تأسيس آلية التجارة وما يتعلق بهذا الأمر. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن قبل انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الدولي المبرم في 2015 ويهدف إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع عقوبات عن طهران، وأعادت واشنطن فرض العقوبات الاقتصادية على إيران في نوفمبر (تشرين) الثاني الماضي، ما أدى إلى توتر العلاقات مع طهران. وفي أعقاب الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، أطلقت المفوضية الأوروبية آلية لحماية شراكتها من تأثير العقوبات الأميركية على الشركات الأميركية التي تريد الاستثمار في إيران.

 

تركيا تستجيب للعقوبات الأميركية على إيران وأغلقت موانئها أمام النفط الإيراني

أنقرة/الشرق الأوسط/21 أيار/2019/أغلقت تركيا موانئها أمام النفط الإيراني، في امتثال كامل للعقوبات الأميركية على موردها الرئيسي، رغم انتقاد أنقرة العلني لقرار الولايات المتحدة إنهاء إعفاءات الاستيراد وتحذيرها من صعوبات في إيجاد بدائل. وأنهى قرار الولايات المتحدة إعادة فرض العقوبات بالكامل على قطاع النفط الإيراني إعفاء دام لستة أشهر منحته لتركيا وسبعة مستوردين كبار آخرين للخام الإيراني مع تصعيد واشنطن جهودها لعزل إيران وحرمانها من إيرادات النفط. ويثير تنامي الحضور العسكري الأميركي في المنطقة مخاوف أيضا من صراع محتمل بين الولايات المتحدة وإيران. يتيح الامتثال الكامل لتركيا تفادي العقوبات الأميركية حتى مع تعرض علاقاتها بحليفها في حلف شمال الأطلسي لضغوط على جبهات أخرى، مثل الشراء المزمع لنظام دفاع صاروخي روسي وهو ما قد يوقد شرارة عقوبات أميركية منفصلة. وقال مصدر مطلع إن توبراش، أكبر شركة تكرير تركية، ضغطت على واشنطن لتمديد إعفاء الواردات قبل انتهائه في أول مايو (أيار)، مضيفا أنه حينما لم تمددها الولايات المتحدة، أوضحت الشركة أنها ستُوقف جميع الواردات من إيران. ولم ترد توبراش حتى الآن على طلب من «رويترز» للتعقيب. وتظهر بيانات رفينيتيف عدم استقبال الموانئ التركية لأي ناقلة جرى تحميلها في إيران منذ بداية الشهر الحالي. وقال إحسان الحق المحلل النفطي لدى رفينيتيف إنه بعد انتهاء الإعفاء بأربعة أيام، كانت هناك ناقلة تحمل 130 ألف طن من الخام الإيراني في طريقها عبر البحر المتوسط إلى تركيا، إلا أنها غيرت مسارها وأغلقت نظام التتبع. وقال محللون، استنادا إلى صور الأقمار الصناعية، إن من المرجح أن تكون الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء بانياس السوري بدلا من تركيا. وأظهرت البيانات أن تركيا بدأت تقليص وارداتها الإيرانية في أوائل مارس (آذار). وقال المحللون إن أنقرة أحلت نفطا من العراق وروسيا وكازاخستان محل الخام الإيراني. وفي الأسبوع الماضي، أوردت «رويترز» أن صادرات إيران من النفط الخام هبطت إلى 500 ألف برميل يوميا أو أقل هذا الشهر، مع اتجاه الجزء الأكبر منها إلى آسيا، بحسب بيانات الناقلات ومصادر في القطاع. وانتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في وقت سابق العقوبات، قائلا إنها تزعزع الاستقرار في المنطقة. وفي واشنطن الشهر الماضي، قال متحدث باسمه إن تركيا لا تريد أن تُحرم من حقها في شراء النفط والغاز من إيران. وبعد يوم من إنهاء الإعفاءات التي كانت ممنوحة للصين والهند واليابان ومستوردين كبار آخرين، قال وزير الخارجية التركي إنه لا يبدو ممكنا تنويع الموردين في مثل تلك الفترة القصيرة. لكن مسؤولا تنفيذيا بقطاع النفط طلب عدم الكشف عن هويته قال إن توبراش، التي تستهلك معظم واردات تركيا من النفط الخام، عادت إلى نهجها القديم الذي اتبعته في 2012 و2013 حين دفعتها عقوبات أميركية سابقة على إيران إلى زيادة الإمدادات من العراق وروسيا. وتابع: «هي القصة ذاتها... يستوردون هذه المرة مزيدا من النفط من كازاخستان» مضيفا أن الواردات من كازاخستان سجلت أعلى مستوياتها خلال عشرين عاما في فبراير (شباط). وتعتمد تركيا، أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، على الواردات في سد احتياجاتها من الطاقة. وقبل مايو 2018، حين انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، كانت تركيا تستورد 912 ألف طن في المتوسط من الخام الإيراني شهريا، بما يعادل 47 في المائة من إجمالي وارداتها.

وفي أربعة أشهر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، حين أعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات ومنحت إعفاءات محدودة، استوردت تركيا 209 آلاف طن في المتوسط من النفط الإيراني، أو 12 في المائة من إجمالي احتياجاتها، وفقا لحسابات أجرتها «رويترز» من واقع بيانات تنظيمية. وأظهر أحدث تقرير من الجهة المنظمة لقطاع الطاقة التركي أن الخام الإيراني شكل 15 في المائة من استهلاك تركيا النفطي في فبراير، بينما أسهم النفط العراقي بنسبة 23 في المائة والروسي 20 في المائة ونفط كازاخستان 16 في المائة. وقال وزير النفط العراقي ثامر الغضبان الأسبوع الماضي إن تركيا طلبت مزيدا من النفط.

 

التحالف»: تصعيد الهجمات الإرهابية الحوثية تهديد إقليمي ودولي وتوعد الميليشيا المدعومة من إيران بوسائل ردع حازمة

الرياض/الشرق الأوسط/21 أيار/2019/أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، أن الميليشيا الحوثية الإرهابية قامت بمحاولة استهداف أحد المرافق الحيوية في مدينة نجران الذي يستخدمه المدنيون من مواطنين ومقيمين بطائرة بدون طيار تحمل متفجرات. وأوضح العقيد المالكي، أن الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران تواصل تنفيذ الأعمال الإرهابية التي تمثل تهديداً حقيقياً للأمن الإقليمي والدولي، من خلال استهدافها للأعيان المدنية والمرافق المدنية، وكذلك المدنيين من مواطنين ومقيمين من جميع الجنسيات. وحذر المالكي بـ"أشد العبارات" الميليشيا الحوثية الإرهابية من مواصلة استهدافها للأعيان المدنية والمرافق المدنية وكذلك المدنيين، مشيراً إلى أنه ستكون هناك وسائل ردع حازمة، وأن قيادة القوات المشتركة ستتخذ كافة الإجراءات الرادعة بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.

 

نتيجة {مخيبة للآمال} بعد اجتماع «العسكري» والحراك السوداني/الأنظار تتجه إلى القصر الرئاسي ودعوات لمسيرة مليونية نهاية الأسبوع

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/21 أيار/2019/توقع السودانيون أن تشرق الشمس أمس وثورتهم قد «حققت أهدافها» وأن يتم الاتفاق على مدنية الحكومة المنبثقة منها، وذلك بعدما اتجهت الأنظار إلى القصر الرئاسي؛ حيث الاجتماع «المهم» بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير، وأثناء ذلك أعلن عن عدد من الأنشطة الاحتجاجية طوال الأسبوع الجاري، تتوج بمسيرة مليونية نهاية الأسبوع. وجاءت نتيجة الاجتماع «مخيبة»، وأعلن المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير فشلهما في الوصول لاتفاق، بشأن التمثيل في المجلس السيادي ورئاسته، ووعدا بمواصلة التفاوض، فيما أعلن الاتحاد الأفريقي دعمه وشركاؤه الدوليون لأي اتفاق يتوصل إليه الطرفان يتعلق بالحكومة الانتقالية. وتوصل الطرفان الأربعاء الماضي إلى اتفاق قضى بفترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات، ورئيس، ومجلس وزراء مدني يتم تشكيله من قبل قوى إعلان الحرية والتغيير، ومجلس سيادي لقيادة الثورة السودانية يتمتع بما نسبته 67 في المائة من الحكم، وذلك قبل تعليق رئيس المجلس العسكري الانتقالي السبت الماضي، التفاوض، تحت ذريعة التصعيد الذي رافق اعتداءات نفذتها قوات بثياب عسكرية أدت لمقتل 4 معتصمين، وضابط، وجرح وإصابة أكثر من مائتين. وقال الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الانتقالي، شمس الدين كباشي، في مؤتمر صحافي مشترك بالخرطوم، فجر أمس، إن جولة التفاوض الطويلة دارت حول «هياكل السلطة السيادية»، ووعد بمواصلة الاجتماعات مساء اليوم التالي، متوقعاً الوصول لاتفاق خلالها.

وأوضح كباشي أن الطرفين اتفقا على تكوين لجنة لمتابعة التحقيقات الخاصة بالاعتداءات على المعتصمين في الثامن من رمضان، وما نتج عنها من مقتل 4 معتصمين وضابط في الجيش، وإصابة وجرح أكثر من مائتين. وذكر الشهود أن المعتدين كانوا يرتدون أزياء وعلامات قوات «الدعم السريع»، بيد أن المجلس العسكري نفى ضلوع تلك القوة في العملية، وقال إنه ألقى القبض على متهمين سيقدمهم للمحاكمات. وفي المؤتمر الصحافي ذاته، أكد المتحدث باسم قوى إعلان الحرية والتغيير مدني عباس مدني للصحافيين، على ما أعلن عنه كباشي، وأبدى أمله في التوصل لاتفاق، وأضاف: «اتفقنا على تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة عمل لجنة التحقيق المشكلة من المجلس العسكري الانتقالي، للتحقيق في أحداث الثامن من رمضان». وكان السودانيون قد انتظروا نتائج الاجتماع الذي علقوا الآمال عليه للتوصل لاتفاق يتحدد بموجبه تحقيق الثورة السودانية لأهدافها، بينما انتظرتها كاميرات التلفزيون ووسائل الإعلام المحلية والدولية طوال الليل وحتى وقت متأخر من الصباح، بيد أن حديث الرجلين لم يكشف اتفاقاً، ولم يحدد كذلك القضايا الخلافية التي أدت لفشل الاتفاق.

وتقدمت قوى إعلان الحرية والتغيير في وقت سابق، بمقترح مجلس سيادة مدني برئاسة مدنية مع تمثيل عسكري، فيما يطالب المجلس العسكري الانتقالي بأغلبية عسكرية مع تمثيل للمدنيين، مع احتفاظه برئاسة المجلس. وذكرت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن اجتماع أمس لم يشهد تقدماً كبيراً، رغم الروح «الطيبة» التي سادته، وأوضحت أن قوى إعلان الحرية والتغيير حرصت على تأكيد ما تم الاتفاق عليه الأسبوع الماضي، إثر ذيوع «أنباء» عن رغبة العسكريين في التراجع عنه.

وقالت إن الاجتماع لم يشهد تغيّراً لافتاً عن المواقف السابقة، وتمسك خلاله كل طرف بمقترحه، وبحقه في الحصول على أغلبية في المجلس السيادي ورئاسته، بيد أن المصدر توقع الوصول لاتفاق، سيما وأن هناك رؤى جديدة من بينها الحديث عن رئاسة دورية للمجلس السيادي، مع نسب متساوية في التمثيل فيه. ويواجه الطرفان ضغطاً محلياً وإقليمياً عنيفاً لحسم قضية مدنية الحكومة، فالاتحاد الأفريقي منح المجلس العسكري مهلة شهرين لتسليم السلطة للمدنيين، فيما طالبت دول غربية ومن بينها الولايات المتحدة، الأطراف بالتوافق على سلطة مدنية.

وعشية الثامن من رمضان قتل أربعة متظاهرين، وضابط برتبة رائد في الجيش، في إطلاق نار، حملت المعارضة المسؤولية عنه لقوات «الدعم السريع» وقالت إنها أطلقت النار على المعتصمين أثناء محاولتها إزالة المتاريس، وهو الأمر الذي نفته تلك القوات والمجلس العسكري الانتقالي، وبدلاً عن ذلك حملا المسؤولية لمجموعات «مندسة». ولاحقاً عرض التلفزيون السوداني ما سماه «اعترافات» من قبل مجموعة تتهمها سلطات المجلس العسكري الانتقالي بقتل المعتصمين.

ولم تلق الرواية التي نقلها التلفزيون الحكومي قبولاً من الثوار وقيادتهم، وقوبلت بسيل من السخرية بين المواطنين، وعلى وسائط التواصل الاجتماعي، واعتبرت تحايلاً يذكر بـ«حيل» النظام المعزول و«أكاذيبه» التي دأب من خلالها على التنصل من جرائمه. بدوره، قال الاتحاد الأفريقي إنه سيدعم مع شركائه الدوليين أي اتفاقات بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير التي تقود الثورة، تؤدي لسلطة مدنية خلال الفترة الانتقالية.

وقال مبعوث الاتحاد الأفريقي محمد الحسين، الذي يزور البلاد حالياً، بعد اجتماعه بالمتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي شمس الدين كباشي، أمس، إن كباشي أطلعه على أجواء التفاوض والخطوات التي أنجزت، وبحث معه التفاوض مع قادة الثوار.

وأوضح الحسين في تصريحات أمس، أن الاتحاد سيدعم اتفاق القوى السياسية السودانية، وقال: «الاتحاد الأفريقي وشركاؤه الدوليون سيدعمون بقوة أي اتفاقات بين القوى السياسية السودانية، وخصوصاً بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير».

من جهتها، تعهدت قوى إعلان الحرية والتغيير بمواصلة الاحتجاجات والضغط الشعبي من أجل تحقيق أهداف الثورة، وتكوين حكومة مدنية، وأعلنت «لجنة العمل الميداني» التابعة لها جدولها الأسبوعي للحراك السلمي، وتتويجها بمسيرة مليونية الخميس المقبل.

ويتضمن الجدول عدداً من الأنشطة، من بينها «يوم الحشد الأسري» الذي ينظم اليوم، ومواكب «تنمية الريف السوداني في القرى» والوقفات الاحتجاجية للقطاعات المهنية والعمالية في القطاعين العام والخاص في اليوم ذاته، إضافة إلى خطابات مسائية في الأحياء وأماكن التجمعات بالميادين والقرى الأربعاء المقبل. ودعت لموكب مليوني يوم الخميس المقبل، تحت عنوان «مليونية المدنية والبناء» تتحرك من أحياء الخرطوم ومدنها وتتجه إلى ميدان الاعتصام، قبالة القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة.

وشددت اللجان التابعة لقيادة الثورة على «عدم إغلاق الطرق والكباري»، والتحلي باليقظة وعدم الانسياق خلف ما أسمته «الإشاعات المغرضة التي يسعى أصحابها لزرع بذور التخذيل بين صفوفنا».

واعتبرت المواكب والمسيرات التي تحرص على تنظيمها مواصلة لـ«الثورة السلمية»، وقالت: «تحدونا عزيمة لا تلين، وثقة لا تساورها شكوك، في الوصول إلى سودان الحرية والسلام والعدالة».

 

مصر: مقتل 16 إرهابياً في مواجهات مع الشرطة بالعريش والقضاء على خليتين كانتا تخططان لاستهداف منشآت حيوية وشخصيات مهمة

القاهرة/الشرق الأوسط/21 أيار/2019/أعلنت وزارة الداخلية المصرية، اليوم (الثلاثاء)، القضاء على خليتين للعناصر الإرهابية في توقيت متزامن بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء، ومقتل 16 من عناصرهما والعثور بحوزتهم على أسلحة نارية ومتفجرات. وأوضحت الوزارة في بيان، أن قطاع الأمن الوطني تمكّن من رصد بؤرتين للعناصر الإرهابية تخطط لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية ضد المنشآت المهمة والحيوية واستهداف الشخصيات المهمة بمناطق مختلفة بالعريش. وأشارت إلى أن «مواجهات مسلحة حدثت مع العناصر الإرهابية، مما أسفر عن مقتل 16 إرهابيًا والعثور بحوزتهم على ثماني بنادق آلية، وبندقية FN، وثلاث بنادق خرطوش، وثلاث عبوات متفجرة، وحزام ناسف». ولفتت الوزارة إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية وتوالي نيابة أمن الدولة العليا مباشرة التحقيقات. ومنذ إطاحة الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة «الإخوان المسلمين» في يوليو (تموز) 2013، تدور مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومجموعات متطرفة، خصوصا في شمال ووسط سيناء. وفي التاسع من فبراير (شباط) 2018 بدأ الجيش المصري بالتعاون مع الشرطة عملية عسكرية شاملة في سيناء التي يتركز في شمالها الفرع المصري لتنظيم «داعش» (ولاية سيناء) المسؤول عن شن عدد كبير من الاعتداءات الدامية ضد قوات الأمن والمدنيين. وأسفرت هذه العملية حتى الآن عن مقتل نحو 650 من العناصر الإرهابية، ونحو 45 عسكريا، بحسب الأرقام التي أعلنها المتحدث العسكري المصري.

 

حفتر إلى فرنسا ويهدد بقصف سفن السلاح التركي/معارك عنيفة جنوب طرابلس والجيش الوطني يفرض «حظراً تاماً» على موانئ المنطقة الغربية

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/21 أيار/2019/هدد المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، الذي يستعد لزيارة فرنسا خلال الساعات المقبلة، بقصف أي سفينة آتية من تركيا إلى موانئ المنطقة الغربية للبلاد، في محاولة لمنع القوات الموالية لحكومة الوفاق التي يرأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس من الحصول على مزيد من الأسلحة، خصوصاً من تركيا، بالتزامن مع تقارير إيطالية تحدثت عن مفاوضات غير معلنة مع مصراتة عبر روما للتوصل إلى حل سياسي مع حفتر. وذكرت وكالة «آي جي سي» الإيطالية أنه في ظل الوضع السائد في طرابلس، فإن مصراتة تسعى إلى التفاوض مرة أخرى على سحب ميليشياتها من طرابلس، مقابل عدم دخول الجيش الليبي إلى مصراتة، مشيرة إلى أن الميليشيات في طرابلس تتكبد خسائر فادحة. كان العميد خالد المحجوب، مسؤول الإعلام بالجيش الوطني، قد لمح إلى هذه المعلومات مؤخراً، لكن ميليشيات مدينة مصراتة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق طرابلس التزمت الصمت، علماً بأن هذه الميليشيات تمثل حالياً العدد الأكبر من القوات الموالية لحكومة السراج، كما تعد «الأكثر تجهيزاً وتمرساً في القتال»، خصوصاً بعد قيادتها معارك تحرير مدينة سرت التي كانت المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» في ليبيا. وزار حفتر الأسبوع الماضي روما، الحليف الوطيد الصلة بميليشيات مصراتة، لكنه رفض وقف النار الذي عرضه رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي. ومن المنتظر أن يزور حفتر باريس لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يواجه اتهامات من حكومة السراج بدعم حفتر سياسياً وعسكرياً، وهو ما نفته السلطات الفرنسية في السابق.

وجرت منذ صباح أمس معارك عنيفة باستخدام مختلف أنواع الأسلحة في محاور خلة الفرجان ومشروع الهضبة، بالضواحي القريبة من مطار طرابلس، جنوب العاصمة، بين قوات الجيش الوطني والميليشيات التابعة لحكومة الوفاق. وقررت القوات البحرية التابعة للجيش الوطني فرض حظر بحري كامل على الموانئ غرب ليبيا تطبيقاً لقرار القائد المشير حفتر قطع الإمدادات عن الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة السراج. وبحسب بيان لشعبة الإعلام الحربي، فقد أعلن اللواء فرج المهدوي، رئيس أركان القوات البحرية بالجيش الوطني «حالة النفير لكامل القوات، وفرض حظر بحري تام على كامل الموانئ البحرية في المنطقة الغربية». وهدد المهدوي بـ«الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاقتراب من موانئ المنطقة، خصوصاً السفن القادمة من تركيا». وجاء التهديد عقب تسلم قوات السراج شحنة أسلحة مثيرة للجدل من تركيا أول من أمس في وضح النهار، تم توزيعها على الميليشيات الموالية للحكومة المدعومة من بعثة الأمم المتحدة. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن قوات حكومة الوفاق أعلنت السبت، في صفحتها على «فيسبوك»، أن حكومة السراج «تعزّز قواتها المدافعة عن طرابلس بمدرعات وذخائر وأسلحة نوعية»، في إشارة إلى الأسلحة التركية. ورداً على سؤال للوكالة الفرنسية، أكد متحدث باسم حكومة الوفاق وصول تعزيزات عسكرية، من دون أن يكشف مصدرها. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية صوراً تظهر آليات عسكرية لدى إنزالها من سفينة شحن تحمل اسم «أمازون» في ميناء طرابلس. وبحسب موقع «فيسيلفايندر»، فإن سفينة الشحن التي ترفع علم مولدافيا وصلت من مرفأ سامسون في شمال تركيا، بحسب ما أشارت إليه الوكالة الفرنسية التي نقلت أيضاً عن أرنو دولالند، مستشار شؤون الدفاع والاختصاصي في ملف ليبيا، قوله: «يبدو أن تركيا تتحمل كلياً مسؤولية هذا الدعم».

 

ترحيب عربي متزايد بعقد قمتين خليجية وعربية في مكة المكرمة والجامعة العربية بدأت توجيه الدعوات إلى الأعضاء... والقمة الإسلامية تناقش جملة من القضايا

القاهرة: سوسن أبو حسين - جدة: /الشرق الأوسط/21 أيار/2019/واصلت دول عربية ترحيبها ودعمها لانعقاد قمة عربية وأخرى خليجية في مكة المكرمة، تسبقان القمة الإسلامية التي ستُعقد في المدينة المقدسة نهاية هذا الشهر. وأعلنت جامعة الدول العربية، أمس، عن بدء تعميم الدعوة الموجّهة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى قادة الدول العربية لعقد قمة عربية طارئة بمكة المكرمة في 30 مايو (أيار) الحالي لـ«بحث الاعتداءات على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطيتين بالمملكة، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية». ورحب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، للمشاركة في قمة مكة المكرمة، وقال: «ولا يسعنا في إطار ما تشهده ظروفنا الإقليمية من تطورات ومستجدات، إلا أن نشيد بالجهود الكبيرة التي يبذلها أخونا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي نرحب بمبادراته السبّاقة ودعوته الكريمة لنا للمشاركة مع الإخوة قادة الدول العربية والإسلامية في اجتماعات مكة المكرمة، مؤكدين على وقوفنا بجانب مساعيه المباركة من أجل توحيد مواقف المسلمين وإعلاء شأنهم».

كما رحبت دولة الكويت بالدعوة لعقد القمتين، وأوضحت المندوبية الدائمة لدولة الكويت لدى جامعة الدول العربية أمس، أنها قد باشرت فور تسلمها الدعوة، إرسال دعم وتأييد دولة الكويت لعقد القمة العربية الطارئة في مكة المكرمة. بينما أعربت جمهورية القمر المتحدة عن تأييدها ودعمها للقمة العربية، وأوضحت وزارة خارجية القمر المتحدة في بيان صادر أمس، أنه تحقيقاً للأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة والعالم، فإنها تؤكد «وقوف حكومة جمهورية القمر المتحدة وشعبها بجانب السعودية، وتؤيد وتدعم عقد القمة العربية». ومن العاصمة الخرطوم، رحب السودان بالدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين لعقد قمتين عربية وخليجية وثمنت وزارة الخارجية السودانية في بيان صادر عنها، الجهود المخلصة والمتواصلة التي تقوم بها السعودية، والرامية إلى «تعزيز السلام في المنطقة، والتضامن العربي والإسلامي»، معربة عن تطلعها إلى أن تخرج القمتان بالنتائج المرجوة، بما يعود على شعوب المنطقة بالاستقرار.

من جانبها، رحبت موريتانيا بدعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في الـ30 من الشهر الحالي، وذلك من أجل التشاور والتنسيق «في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، في ظل الاعتداءات الأخيرة على المملكة والإمارات»، وثمنت الخارجية الموريتانية في بيان حرص السعودية على «جمع الكلمة وتقوية الوحدة العربية، في ظل هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة». وكانت اليمن قد رحبت بالدعوة لعقد القمة العربية الطارئة في مكة المكرمة «للوقوف أمام التحديات التي تمر بها المنطقة، وتداعياتها على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، في ظل التهديدات الإيرانية وأذرعها المتمثلة في قيام ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بالهجوم على محطتي ضخ نفط في المملكة، والأعمال التخريبية التي تعرضت لها سفن تجارية بالقرب من المياه الإقليمية للإمارات». من جانب آخر، أوضح الدكتور يوسف العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن توقيت انعقاد القمة الإسلامية العادية الرابعة عشرة في مكة المكرمة يوم 26 من شهر رمضان الجاري: «يؤكد مكانة المملكة العربية السعودية القيادية سياسياً واقتصادياً»، وقال: «إن جسامة القضايا، وكبر حجم التحديات التي تواجه العالم الإسلامي في هذه الأيام، تتطلب الدفع بالجهود الإسلامية لمواجهة التحديات التي تعترض الأمة الإسلامية. ومن هذا المنطلق، فإن قيادة تحرك جماعي للعمل على حل المشكلات والأزمات والتصدي للتحديات التي تواجه عالمنا الإسلامي، انطلاقاً من المملكة العربية السعودية، سيكون له أثره الإيجابي». وأضاف: «إن استضافة المملكة للقمة التي تنعقد وسط ظروف وتحديات تواجه العالم الإسلامي، تأتي للتأكيد على المكانة الريادية للمملكة العربية السعودية، دولة المقر للمنظمة». ونوه العثيمين بما يبذله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، من جهود «في جمع شمل الأمة الإسلامية وخدمة قضاياها، وإيضاح الصورة الحقيقة للإسلام الوسطي المعتدل، النابذ للإرهاب والغلو والتطرف».

ولفت الأمين العام إلى أن القمة سوف تبحث جملة من القضايا الراهنة، وسوف تبلور موقفاً إسلامياً موحداً تجاه كل ما يلتبس على الأمة الإسلامية، لتخرج بقرارات تؤازر العالم الإسلامي في مجابهة الأزمات، مبيناً أن القمة ستضع على رأس أولوياتها قضية فلسطين، والتطورات الجارية في المنطقة، ومواجهة الإرهاب والتطرف، والتصدي لحملة الكراهية التي تبثها حركات اليمين المتطرف، وسوف تستعرض وضع الأقليات المسلمة في العالم، ودعم خريطة طريق لقضايا اقتصادية وثقافية وعلمية كثيرة، تشغل منظمة التعاون الإسلامي وقادة دولها.

 

نتنياهو يأمر جيشه بالابتعاد عن «ساحة الحرب» في الخليج

تل أبيب/الشرق الأوسط/21 أيار/2019/بعد أيام من نشر الأنباء عن قصف إسرائيلي لأهداف إيرانية في سوريا، كشفت مصادر أمنية في تل أبيب أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أعطى تعليماته لقادة الجيش والمخابرات الإسرائيلية بالتصرف بحذر شديد إزاء إيران في الحقبة الراهنة والابتعاد عن ساحة الحرب المستعرة في الخليج بين إيران من جهة والولايات المتحدة والدول العربية من جهة ثانية. وجاء التنبيه خلال جلسة حضرها نتنياهو بوصفه وزيراً للدفاع، ومعه رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، ورئيس الموساد، يوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شباط، ورئيس الشاباك (جهاز المخابرات العامة)، نداف أرغمان ورئيس «أمان» (شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي)، تمير هايمن، وغيرهم من كبار المسؤولين. وقد استمع نتنياهو إلى تقارير عن الوضع في الخليج وتأجيج نيران الصراع الحربي ومدى المساعي الإيرانية لتوريط إسرائيل فيها. ونقلت المصادر أن تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية تشير إلى أن «إيران تقف وراء أعمال العنف الأخيرة في المنطقة، بما في ذلك الهجوم على ناقلات النفط في خليج عُمان، وهجوم الحوثيين على بنى تحتية نفطية تابعة للسعودية». وأن «الغرض من هذه الهجمات هو إيصال رسالة بأنها قادرة على وقف تدفق النفط من الخليج». وبحسب المصادر الإسرائيلية قد نقل الإيرانيون، مؤخراً، عدداً كبيراً من الصواريخ إلى المجموعات التي يدعمونها في العراق وسوريا. وأفادت تقارير بأنّ قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» قاسم سليماني أمرَ جميع القوات في العراق بالاستعداد للصراع. وقال مصدر سياسي إسرائيلي، إن إيران ستبرز قوتها لردع ترمب عن الدخول في حرب، من خلال رسالة مفادها بأن «الحرب ضد إيران لن تكون مثل الغزو الأميركي للعراق». ولكن «إيران في الوقت ذاته، تجنبت التدخل المباشر في هذه الهجمات، مفضلة استخدام وكلائها». وترجح المصادر الإسرائيلية أنه «في حال اندلاع حرب شاملة، فسوف يتدخل الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر، وتعتقد إسرائيل أنها ستكون في مقدّمة الأهداف الإيرانية». ووفقاً لهذه المصادر، فإنّ نتنياهو يعلم أنّ فرص تجنب الحرب ضئيلة، وأنه ليس لديه أي فرصة لإبقاء إسرائيل خارج قائمة الأهداف الإيرانية الرئيسية. وقد أصدر نتنياهو تعليمات إلى جميع الفروع الأمنية لمحاولة إبعاد إسرائيل عن هذا الصراع. ولاحظ مراقبون إسرائيليون أن القصف الأخير في سوريا، الذي جرى يومي الجمعة والسبت الأخيرين، ونسبا لسلاح الجو الإسرائيلي، لم يؤديا إلى قتلى أو جرحى إيرانيين أو سوريين. وأكدوا أن هذا كان متعمدا، وهدفه التحذير أكثر من الضرب.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هذا ما عاد به ساترفيلد الى بيروت

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 21 أيار 2019

كان سيخيب ظنُّ اللبنانيين لو لم يعد مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد الى بيروت بعد جولته على المسؤولين الإسرائيليين، إذ إنّ بعض المؤشرات أوحى باستبعاد العودة خصوصاً أنه كان قد شدّ أحزمته بعد ظهر السبت الماضي عائداً الى بلاده، لأنّ الزيارة لم تكن موفّقة بكاملها والثقة المفقودة ببعض ما طرحه لبنان إسرائيلياً تلاقت مع الشكوك الأميركية. فما هي المعلومات المتوافرة، وما هو المنتظر؟

عندما غادر ساترفيلد بيروت الجمعة الماضي الى تل ابيب توسع بعض المحللين في الحديث عن أجواء ايجابية الى حدود المغالاة. فالمهمة التي تكفّل الرجل المضي بها لـ «تسهيل» المفاوضات غير المباشرة في شأن ترسيم الحدود البرية والبحرية مع اسرائيل في اطار سلة واحدة ليست سهلة، لأنه يدرك حجم المخاطر المحيطة بها لأسباب تتصل بالواقع اللبناني وأخرى مرتبطة بساحة المنطقة التي تغلي على وقع المواجهة المفتوحة بين واشنطن وطهران على شتى الإحتمالات. ولا يمكن استثناء الساحة اللبنانية من كونها إحداها، فعليها من القوى المستهدفة بالعقوبات الأميركية المفروضة ابرز اصدقاء ايران وأقواهم ليس في لبنان فحسب بل في منطقة انتشار النفوذ الإيراني خارج الحدود الجغرافية للجمهورية الإسلامية.

وخلافاً لما تمّ تصويرُه من اجواء ايجابية مرتقبة من زيارة اسرائيل، فإنّ ساترفيلد الذي رحب بتوحيد الموقف اللبناني من مسألة الترسيم لم يقتنع بكل الطروحات اللبنانية. فهو يعرف تمام المعرفة الملاحظات اللبنانية التي تنسف الخرائط التي وضعها الموفد الأميركي السابق كريستوفر هوف منذ العام 2009 في شأن الخط البحري للمياه الإقتصادية الخالصة واعتراضه على شطب 860 كيلومتراً مربعاً من المياه الإقليمية من البلوكين 8 و9. وليس من السهل تجاوز هذه العقدة بوجهيها اللبناني والإسرائيلي على حدّ سواء.

والأخطر في ما هو متداول من «عقد بحرية» مستعصية، فإنّ المعضلة مرتبطة برسم رأس الخط البري فهو في اساس الترسيم البحري الذي بناه لبنان نتيجة اعتماده النقطة «B1» الواقعة عند آخر شبر من الأراضي اللبنانية البرية الساحلية التي يمكن أيّ لبناني ان يقف عندها ولا يمكنه القبول بالتراجع عنها. فيما تصرّ اسرائيل على اعتماد نقطة أخرى تقع شمالها بعشرات الأمتار. وهو خلاف تسبّب بنسف الآمال في إمكان أن تحقق كل المحاولات السابقة للترسيم اهدافها وهو ما شهدت عليه مهمة كل من الموفدين الأميركيين كريستوفر هوف وعاموس هولكشتاين ما بين العامين 2008 والعام 2013 ولم ينجح مَن تسلّم الملف بعدهما في مهمته حتى اليوم.

وفي المعلومات المتداولة على نطاق ضيق انّ ساترفيلد إصطدم بالرفض الإسرائيلي للعرض اللبناني مشكِّكاً بالتوافق اللبناني على مثل هذه الخطوة التي عدّها جديدة. فلمسات «حزب الله» لم يرها أحد منهم في الصيغة المقترحة وهم يتوقعون رفضاً من جانب قيادة «حزب الله» الذي سيكون عليه في حال التفاهم النهائي ان يفكك ترسانته المسلحة وينهي دوره العسكري. فهو، اي «حزب الله» - وفي رأي المسؤولين الاسرائيليين، لا يستسيغ التزامن بين الترسيمين البري والبحري النهائي بحجم الخلاف القائم بإجماع لبناني «يتلطّى» خلفه الحزب على 13 نقطة برية ومن بينها أم العقد. فهم يربطون النزاع بعقدة هي الأكثر صعوبة عندما يتصل الأمر بترسيم الحدود عند مثلث الأراضي اللبنانية ـ السورية ـ الفلسطينية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر.

فإسرائيل ما زالت على موقفها من «سورنة الأرض» متسلحة بالنقاش السابق مع السوريين الذي يلحظ احتفاظهم بمثلث المزارع في اعتبارها أراضي سورية تخضع لمقتضيات التفاهم بين الدولتين بموجب هدنة حرب تشرين الـ 1973 عندما رسم خط هذه الهدنة ووضع في عهدة فريق قوات «الإوندوف» بمهمة منفصلة عن قوات «اليونيفيل» على كل المستويات.

وعلى رغم من الإعتقاد انّ المخاوف الإسرائيلية مبنية على الإدعاء بعدم وجود ايّ إقتناع بتسهيل «حزب الله» التسوية الحدودية الكاملة بين البر والبحر فإنّ ذلك ليس كافياً لتبرير الرفض الإسرائيلي. فالإسرائيليون ما زالوا على موقفهم الرافض أيّ دور أو مهمة للأمم المتحدة في مثل هذه الصيغ، وفي اعتقادهم انّ المهمات الموكلة اليها لا تؤهلها لعب الدور المطلوب وانّ تعديلها امر ليس سهلاً على الإطلاق لأنّ فتح باب النقاش في مهماتها وقواعد سلوكها قد يؤدي الى تعقيدات الجميع في غنى عنها حالياً.

فإسرائيل رفضت مبدئياً ايّ وجود لرجال ومراقبي الأمم المتحدة على اراضيها منذ نشأتها وأنّ مهمات «اليونيفيل» كما قوات «الاندوف» على خط التماس في الجولان السوري المحتل خير دليل على ذلك، فوجودهم لا يتخطى الأراضي اللبنانية والسورية لم ولن تسمح اسرائيل لهم أن يدخلوا ولو على شبر واحد من الأراضي المحتلة. على هذه الأسس عُلِمَ ان ساترفيلد لن يعود إلى اسرائيل وسيقوم بجولة اوروبية قبل العودة إلى المنطقة ويأتي هذا التطور على وقع المعلومات التي تم تبادلها قبل عودة ساترفيلد إلى بيروت ولقائه بالرئيسين سعد الحريري ونبيه بري والوزير جبران باسيل.

تبادلت المراجع المعنية في عطلة نهاية الأسبوع معلومات سبقت عودة ساترفيلد الى بيروت تتحدث عن مخاوف اميركية من استمرار وجود تهديد جدي بإمكان خرق «حزب الله» المحتمل لـ«قواعد الإشتباك» المرسومة على طول الحدود الجنوبية في أيِّ لحظة نتيجة ارتفاع منسوب الضغوط عليه وعلى ايران. كذلك بالنسبة الى المخاوف من استهداف المصالح الأميركية على غرار أحداث بغداد على رغم من الخصوصية التي ما زالت تفصل الساحة اللبنانية عن الساحات السورية والعراقية واليمنية وما تشهده من مظاهر التوتر بين الطرفين.

 

موازنة التحالفات والإستحقاقات!

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 21 أيار 2019

إنها موازنة التأسيس للتحالفات استعداداً للاستحقاقات الدستورية المقبلة، ولذلك يطول النقاش فيها لأنّ كل فريق سياسي يحاول أن يجد فيها ضالته قبل تحضير نفسه لخَوض تلك الاستحقاقات مُعجّلة أو في مواعيدها الطبيعية، خصوصاً أنّ على نتائجها يتوقف مصير الجميع ومواقعهم في مستقبل الحياة السياسية.

لا يمكن تفسير الإطالة المتمادية في مناقشة مشروع الموازنة العامة التي تطلّبت حتى الآن اكثر من 16 جلسة لمجلس الوزراء في خلال نحو شهر سوى انّ المعنيين، أو فريقاً كبيراً منهم على الاقل، يريد أولاً إعاقة التوصّل الى الموازنة الى مزيد من الوقت، ليظهر نفسه أنه صاحب الكلمة الفصل وانّ «الأمر لي» في الموازنة وفي كل قضية وطنية كبرى، متسلّحاً بشعار «القوة».

وثانياً، يريد إظهار أنّ الموازنة هي إنجازه كون المطلوب إقليمياً ودولياً أن تكون إصلاحية، استجابة لِما طلبته مجموعة المانحين في مؤتمر «سيدر» شرطاً لتقديم قروض ميسّرة للبنان بقيمة 11 مليار دولار على مدى 5 سنوات.

ولكنّ محاولات هذا الفريق باءت بالفشل، فما كان منه إلا ان ذهب الى تقديم مقترحات من خارج نصوص مشروع الموازنة، واستدار الى اقتراح فرض رسوم وضرائب في مجالات تكاد تكون هامشية على لائحة الواردات المقدّرة فأظهرته كمَن أفلس وانبرى الى التفتيش في ثياب والده العتيقة لعلّه يعثر فيها على ضالّته.

ويبدو انّ هذا الفريق لجأ الى طرح هذه الرسوم بعد «الهروب» من خفض رواتب الرسميين ومخصصاتهم الذي كان مقترحاً بنسبة 50 في المئة، وكذلك بعد سحب موضوع حسم 15 في المئة من رواتب موظفي القطاع العام في كل الاسلاك لمدة 3 سنوات، بحيث يكون هذا الحسم ديناً لهؤلاء الموظفين في ذمّة الدولة يُعاد اليهم بعدها بمفعول رجعي وفوائد.

ولتغطية هذا «الهروب» ذهب هذا الفريق الى اقتراح رسوم في مجالات لا تسمن ولا تغني من الجوع الى خفض العجز في الموازنة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فرض رسم بقيمة 500 ألف ليرة على لوحات السيارات ذات الارقام الثلاثة، و250 الف ليرة على الارقام الأربعة، وكذلك رسم على رخصة الزجاج العازل بقيمة 500 ألف ليرة، ورسم بقيمة 200 ألف ليرة على رخصة حمل السلاح الفردي، والأدهى فرض رسم 1000 ليرة على كل «نفس» اركيلة في المطاعم والمقاهي، فضلاً عن رسوم في مجالات اخرى. ذلك انّ حسبة صغيرة لِما يمكن ان يستجمع من هذه الرسوم، يظهر أنّ الرقم ربما يكون بعشرات الملايين، وربما ببضع مئات من الملايين، ما يعني انها ليست من الموارد التي يمكن الاعتداد بها لتحقيق خفض العجز المطلوب، الذي لا يمكن تحقيقه إلّا بقرارات كبرى تقتطع نفقات في مجالات كبرى تنفق فيها مبالغ ضخمة، الى مجالات يبدو الانفاق فيها غير مُجدٍ، كذلك يمكن إيجاد إيرادات من موارد مختلفة ليس أقلها الأملاك البحرية، ولا الضرائب على الودائع والفوائد المصرفية.

والواقع انّ درس الموازنة كان يفترض ان يكون أول مهمة للحكومة عند تأليفها قبل بضعة أشهر، مع العلم أنّ هذه الموازنة كان قد أعدّها وزير المال علي حسن خليل في آب من الصيف الماضي، ولكن استجابة لمتطلبات مؤتمر «سيدر» ارتؤي إعادة النظر فيها ووضعها في صيغة جديدة تأخذ في الاعتبار مطالب المانحين، وكذلك الأخذ بما ذهبت اليه الحكومة في بيانها الوزاري على هذا الصعيد.

ولكن ككل استحقاق، تعوّد اللبنانيون ان يتعرّض استحقاق الموازنة للاستثمار على يد بعض القوى السياسية، التي بادرت الى وضع الموازنة على الطاولة تشريحاً وتفريعاً ودرساً وتمحيصاً، بحثاً عمّا يمكن استغلاله منها خدمة لمصالح هذه القوى في الاستحقاقات المقبلة، وأبرزها الاستحقاقات الانتخابية البلدية والنيابية والحكومية والرئاسية التي تُصادف ربيع سنة 2022 وصيفها وخريفها، وهذه الاستحقاقات بدأت تَتشكّل لأجلها منذ الآن تحالفات بين بعض القوى السياسية التي وجدت أنّ هناك مصالح تجمع في ما بينها، وتفرض عليها نسج مثل هذه التحالفات. وفي هذا السياق يبدو انّ تيار «المستقبل» بزعامة الرئيس سعد الحريري و«التيار الوطني الحر» بزعامة الوزير جبران باسيل هما الاقرب الى التلاقي، حيث انهما ينسجان تحالفاً بينهما بعيداً من الأضواء يطمحان من خلاله الى ضمان بقائهما في سدّتي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال عون، كما هي حالهما الآن، وإن كان كثيرون يعتقدون انّ مصير مثل هذه الاستحقاقات، وحتى التحالفات في شأنها، يَتحدّد قبل أيام من مواعيدها. وقد كان الدليل على هذا التحالف المنتظر بين التيارين الازرق والبرتقالي التناغم والانسجام في مجلس الوزراء حول المقترحات التي قدّمها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل وكادت ان تعيد خلط أوراق مشروع الموازنة، الى أن استقرّت على مادة تقترح فرض رسوم في مجالات صنّفها أصحاب هذه المقترحات في إطار «الكماليات». إلّا انّ فريقاً من السياسيين لا يُبدي تفاؤلاً في تحقيق الخفض المرجو في عجز الموازنة من 11,7 في المئة الى 8 في المئة وما دون، لأنّ الحكومة قد لا تتمكن من تحقيق الايرادات الدفترية المحددة في الموازنة، اذ غالباً ما يأتي الواقع مخيّباً للظن لجهة الموارد المقدرة، حيث أنّ التقديرات تأتي أقل من التوقعات، وفي هذه الحال يتحول الخفض في العجز إعلامياً أكثر منه عملياً.

 

ماذا طلب جعجع؟ وما هي نصيحة «التيار»؟

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 21 أيار 2019

من جديد «ولعت» بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية». لا تكاد جبهة السجالات تهدأ حتى تشتعل مجدداً، وهذه المرّة كان الاشتباك السياسي- الإعلامي عنيفاً واستُخدمت فيه «أسلحة ثقيلة»، ما يدفع الى التساؤل عن جدوى المصالحة ومصيرها؟

بمعزل عن أسباب المواجهة التي تختلف في كل جولة، فإنّ الثابت هو انّ «التيار» و«القوات» ينتميان الى مدرستين متعارضتين في التفكير والسلوك، كما في الحسابات والمصالح. حاولت المصالحة تنظيم التعايش بين هاتين المدرستين اللتين تجمعهما ساحة واحدة، سعياً الى التخفيف من أضرار نزاعهما وتداعياته على البيئة المسيحية، إلاّ انّ أزمة الثقة المتراكمة والمزمنة تحاصر تلك المصالحة وتضعها في استمرار امام تحدّيات واختبارات صعبة.

واللافت في السجال الأخير، انّه كان من العيار الثقيل، وانّ الادبيات التي استُخدمت فيه تعود الى حقبة ما قبل المصالحة، بعدما تمّ نبش ملفات قديمة والخوض في اساءات شخصية، حتى يكاد يُهيأ للسامع انّ الزمن عاد بين ليلة وضحاها نحو 30 عاماً الى الوراء، وتحديداً الى مرحلة 1990-1989 حين كانت المواجهة بين «التيار» و«القوات» في أوجّها.

كان يكفي أن يقول باسيل من الكورة «نحن جئنا من الجيش وليس من الميليشيات وهذا أمر يشرفنا»، حتى يستشيط بعض نواب «القوات» غضباً ويطلقوا العنان لردود فعل حادّة، من دون التمييز في «بنك الاهداف» بين ما هو شخصي وما هو سياسي، فأتى الرد من «التيار» قاسياً بدوره مستعيداً دور «القوات» في محاربة الجيش خلال فترة قيادة العماد ميشال عون.

وقد أشاع هذا «الاشتباك» الحاد مخاوف من سقوط «ضوابط» المصالحة لدى بعض الأوساط المسيحية، خصوصاً تلك التي لا تنتمي الى الطرفين، فيما انخرطت شريحة من المناصرين والحزبيين من الجانبين عبر مواقع التواصل الاجتماعي في «مطحنة» الردود المتبادلة.

وعُلم أنّ اتصالات تمّت لاحتواء الموقف المتشنج، فيما تردّد انّ رئيس «القوات» سمير جعجع أبدى انزعاجه مما جرى، وانّه لم يكن على علم مسبق بطبيعة الردود التي صدرت عن بعض مسؤولي حزبه، وبالتالي هو لم يكن مرتاحاً الى نمط التخاطب الذي اتخذ بُعداً شخصياً.

ويوضح مصدر قريب من معراب، انّ جعجع أعطى تعليماته لمسؤولي «القوات» بضرورة التهدئة ووقف هذا النوع من السجال العبثي.

ويؤكّد المصدر «القواتي» انّ «المصالحة ثابتة على رغم من كل الضغوط التي تواجهها»، لافتاً الى انّ «القوات» تتمسّك بها وترفض العودة الى الخلف»، مشدداً على عدم السماح بنقل التشنج السياسي الذي يحصل احياناً الى الارض التي استعادت تماسكها بعد إنجاز المصالحة.

ويلفت المصدر الى «انّ جعجع حريص على حماية المصالحة المسيحية، ويتعامل مع «التيار» على القطعة بلا أحكام مسبقة، فينتقد حيث يجب ويشيد حيث يجب، كما فعل حين نوّه بأداء وزيرة الطاقة ندى البستاني من دون تردّد.

اما على الضفة البرتقالية، فهناك استهجان للطريقة الانفعالية التي تعاملت بها بعض الشخصيات «القواتية» مع كلام باسيل في الكورة، «حيث تمّ اجتزاؤه واخراجه من سياقه». وما يزيد من منسوب الاستغراب لدى الفريق العوني، هو انّ باسيل لم يلجأ الى تسمية «القوات» في تصريحه، بل تكلم عن الميليشيا عموماً، «فلماذا اعتبروا انّهم هم المقصودون والمستهدفون، حتى بات يصح فيهم القول: «اللي في تحت باطو مسلّة بتنعرو»، و«كاد المريب أن يقول خذوني».

ولئن كان بعض نواب «التيار» قد ردّوا بعنف على تصريحات زملاء لهم في «القوات»، إلّا انّ العونيين يلفتون الى «انّ البادئ أظلم» وعليه ان يتحمّل تبعات ما أدلى به.

ويرجح العونيون «ان يكون السبب الحقيقي الكامن خلف توتر «القوات» هو الانزعاج من النجاح الذي يعكسه سلوك وزراء «التيار» حتى الآن مقابل التراجع في صورة وزراء «القوات» الحاليين قياساً على ما كانت عليه في الحكومة السابقة، وكأن المطلوب تهشيم صورة الغير للتغطية على الإخفاق في مكان آخر». ويشير هؤلاء الى «انّ المقارنة بين تجربتي الجانبين منذ تشكيل الحكومة الحالية تُنصف وزراء «التيار» وتُبيّن انّهم يضعون الخطط ويحققون الانجازات خلافاً لواقع وزراء «القوات».

ويدعو العونيون «القوات» الى التأمّل في حقيقة وضعها والكف عن الهجوم على الآخرين والهروب الى الامام، «إذ من الأفضل لهم ان يراجعوا انفسهم بدلاً من ان يخسروا الوقت والفرص في مراقبة الآخرين، لأنّ من راقب الناس مات همّا».

ويؤكّد التيار العوني انّ «السجالات المفتعلة لن تلهيه عن اولوياته»، لافتاً الى «التمسّك بمبدأ المصالحة على رغم من كل الغبار».

 

عكار "خزّان الجيش" وموازنة الحكومة: المزيد من الفقر

جنى الدهيبي/المدن/الأربعاء 22/05/2019

في ظلّ تصعيد العسكريين المتقاعدين لحراكهم "المطلبي" أمام السراي الحكومي، المنشغل بإقرار مشروع الموازنة، وفي ظلّ ضغطهم الذي بلغ ذورته الاصطدام بالقوى الأمنية، للحؤول دون المساس بمخصصاتهم ورواتبهم والتدبير رقم 3، تحولتْ قضيّة العسكريين، رغم الخلافات القائمة حولها، إلى مسألة رأي عام لبناني، تقدّمت في السجال القائم حولها على قضايا بقية العاملين في القطاع العام، "الخائفين" من مشروع الموازنة.

مداخيل العسكريين

على المستوى الشعبي، وفي حالةٍ طبيعيّة، كان من المفترض أن تشهد محافظة عكار الشمالية، استنفارًا قائمًا بحدِّ ذاته، يكون موازيًا لحراك العسكريين المتقاعدين، كترجمة طبيعية لمعنى أن تكون "عكار خزان الجيش اللبناني". فعلى مرّ عقودٍ طويلة، صُبِغتْ عكار بهذه الصفة، بعد أن أصبح كلّ بيتٍ عائلةٍ عكاريّة، لا يخلو من عسكري مجنّد في الجيش اللبناني، أو قوى الأمن الداخلي. وعلى مرّ هذه العقود نفسها، أصبح الثقل الأكبر من اقتصاد عكار مستنداً على مداخيل أبنائها العسكريين، تحت وطأة الإهمال التنموي المديد، الذي تسبب بتدهور أوضاعها الإنمائيّة والمعيشية والاجتماعية.

لذا، كان من الطبيعي، في عكار، التي هي في الوقت نفسه "خزان الجيش اللبناني" و"محافظة محرومة" تعدُّ الأكثر فقرًا في لبنان، أن ينظر أهلها إلى مسألة احتمال المساس بمخصصات العسكريين ورواتبهم بحساسية بالغة، لا سيما أنّ أي مساس بمكتسبات العسكريين حاليًا أو لاحقًا، يعني ارتدادًا سلبيًا واضحًا ومباشرًا على عكار، بكلّ المقاييس الاقتصاديّة والمعيشيّة. والسؤال داخل دوامة التصعيد القائمة التي يقودها العسكريون المتقاعدون: لماذا لم يبادر متقاعدو عكار العسكريون إلى تنظيم تحركٍ خاصٍ يأخذ طابع الدفاع عن "اقتصاد عكار"؟

الارتباط بالأحزاب

يشير العميد المتقاعد علي عمر لـ"المدن"، وهو من عكار، أنّ لجوء العسكريين المتقاعدين إلى توحيد تحركهم تحت غطاءٍ واحد، خارج المفهوم المناطقي، والتحرك على مستوى لبنان في نقطة تجمع موحدة، و"إن كان إيجابيًا"، سببه "أنّ عددًا قليلًا من العسكريين المتقاعدين يتجاوب للتحرك بالنزول إلى الشارع". والمشكلة، هي "أنَّ معظم العسكريين المتقاعدين لديهم حساباتهم الخاصة، المرتبط بالأحزاب والتيارات السياسية التي يؤيدونها أو يتبعون لها"، ولديهم معها شبكة من المصالح العميقة. لذا، "لم يكن متوفرًا أن يتحرك عسكريو عكار بمفردهم، رغم تعويلنا عليهم، وبعد أن ثبت أن العسكريين المتواجدين على الأرض لن يتراجعوا عن مطالبهم وتمسكهم بحقوقهم المكتسبة". العميد عمر الذي يعتبر أنّ مبدأ "التخفيضات" قد يؤدي إلى عدم توازن منطقي بين الفئات الوظيفية في البلد، يرى أنّ البند الأخطر في حال إدراجه ضمن مشروع الموازنة، هو "عدم جواز الحصول على راتبين من الدولة اللبنانية، الذي يهدف إلى ضرب العسكريين المتقاعدين وحسب، لأنّ معظهم من يتقاعد منهم بسنّ مبكرة، يبدأ العمل في قطاعٍ آخر، وهذا حقّ مشروع لنا".

المحافظة الفتية

عمليًا، لم يأتِ اتكال أبناء عكار على الانخراط في السلك العسكري من عدم. وبعيدًا عن "سيمفونيّة" "حُبّ الجيش والوطن"، جاء سعي العكاريين للدخول في المؤسسة العسكرية، وهي محافظة لديها توأمة متأصلة مع "الحرمان"، نتيجة تداعي مختلف قطاعاتها الزراعية والصناعية والحرفية الصغيرة. وحتّى العاملين في سهولها وجرودها، يتكبدون أوضاعًا اقتصاديّة ومعيشية صعبة للغاية، نظرًا لمحدوديّة عملهم وضيق أفقه. حتّى القطاع الزراعي الذي كان يشكل عمود عكار الفقري، تتراجع انتاجيته عامًا تلو الآخر، نتيجة استيراد لبنان  للمنتجات الزراعية من الخارج، وعوامل أخرى كسوء التسويق، ما يتسبب بكساد المزروعات أمام المزارعين العكاريين، ومن ثمّ تلفها. لذا، لم يكن أمام أبناء عكار، وهي منطقة تُصنّف بـ"الفتيّة"، ومعدلات الشباب فيها تتنامى بشكلٍ مطرد، بحكم ارتفاع معدلات الولادة، لا يجدون خياراً إلا  أن يهاجروا للعمل خارج لبنان، أو الانخراط في المؤسسة العسكرية، وهو ما يفعله أغلبهم. وفي هذا السياق، يشير رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع - عكار عبدالإله زكريا لـ"المدن"، أنّه رغم تكرار التطمينات بعدم المساس برواتب العسكريين، إلّا أنّ الأمر إن وقع، "يؤثر سلبًا على عكار أكثر من أيّ منطقة أخرى"، لا سيما أنّ في عكار لا يوجد رتب عالية، بل "هناك قاعدة شعبية كبيرة من الجنود تحت رتبة المؤهل، وهؤلاء قد يكونوا من أكثر المتضررين، لأن مداخليهم في الأصل متدنية".

الضمان والطبابة

وواقع الحال، إذا مرّ أحدٌ أمام أيّ حاجزٍ أو شاحنة للجيش، يلحظ أنّ أعمار معظم العناصر تتراوح بين 18 و20 عامًا. وحسب زكريا، القائم على شؤون أكبر منطقة في عكار، فإنه إضافة إلى محبة أبنائها للجيش والحاجة الاقتصادية، يُعدّ "التسرب المدرسي"، هو العامل الأساسي لانخراط العكاريين جنودًا في المؤسسة العسكرية لدى بلوغهم سنّ الـ 18 عامًا: "باعتبارها المتنفس الوحيد، في منطقة تخلو من انتشار المؤسسات والمصناع والمشاريع الاستثماريّة". يشير زكريا أنّ 65 في المئة من عناصر الجيش اللبناني هم من أبناء عكار، وهو "ما سبق أن أقرّ به قائد الجيش". وهذه النسبة الكبيرة ليست سهلة، وإنّما هي "دليل دامغ أنّ المؤسسة العسكرية تستهدف في عكار الجيل الذي لم يُكمل تعليمه"، الذي يعتبر أنّ دخوله السلك العسكري "فرصة ذهبية" قد لا تتوفر له في أيّ قطاعٍ آخر لغير المتعلمين. فـ"ابن عكار يبحث عن ضمانٍ وتعليمٍ وطبابة، لن يجدها حتّمًا في غير المؤسسة العسكرية"، يضيف زكريا. وعكار، ليست "خزان الجيش اللبناني" و"الحرمان" وحسب، وإنّما هي أيضًا خزان "الطائفة السنيّة" وجمهور "تيّار المستقبل". وبينما ينأى أغلب عسكريي عكار المتقاعدين بأنفسهم، ويتفادون خوض معركة زملائهم في الشارع بغية الحفاظ على "الارتباطات السياسية"، والتي قد تكون ارتداداتها بالتوظيف والمناصب أجدى وأكثر نفعًا، بدأ النقاش الشعبي في عكار عن حصّة المنطقة من مشروع الموازنة، التي بدو غائبة، وهو ما أثاره الوزير السابق معين المرعبي على حسابه في فايسبوك سائلًا ومستنكرًا: "حصّة عكار بالموازنة مسؤولية مين؟!".

 

برّي آخر قلاع "الطائف" لمواجهة "السلطان" باسيل

منير الربيع/المدن/21 أيار/2019

وسط صمت حزب الله، حالياً، إزاء المشهد السياسي والمالي القائم في البلد.. وفي ظلّ صمت رئيس الحكومة سعد الحريري، أيضاً (بالمعنى السياسي)، ثمة مواجهة من نوع آخر، تستكمل دورتها بين التيار الوطني الحرّ وحركة أمل. لا تُخفى العلاقة التي "لا تُهضم" بين الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل. والأخير يبحث دوماً عن تسجيل "انتصارات" على حساب رئيس المجلس النيابي. يعرف باسيل أن جزءاً أساسياً من شعبيته، يقوم على مهاجمة القوى الأخرى، سياسياً وشعبوياً، مدعياً "الهجوم على الفساد وضرورة مكافحة رموزه"، كما الترويج أن "التيار الوطني الحرّ" ورث إرثاً ثقيلاً من الديون، واستعصاءً للحلول. ولذلك، المقدام الذي لا يتراجع عن المواجهة وشن الحملات.

البحث عن العدو

قد يكون تصريح باسيل الشهير والذي أهان فيه رئيس المجلس، أحد أبرز العوامل التي ارتكز عليها لخوض معركته الانتخابية. فهي بنظره أسهمت في تجييش جمهوره، بعد تحالفه مع الرئيس سعد الحريري، رمز السنية السياسية، التي لطالما خاض التيار الوطني الحرّ معاركه ضدها، وحرض جمهوره ضد إرثها. فتحولت المعركة من مواجهة السنية السياسية، التي تنازلت لرغبات التيار الوطني الحرّ، إلى مواجهة حركة أمل. طبيعة باسيل وقوته الشعبية والسياسية، لا يمكن لها أن تستمر من دون عدو أو خصم. ومنذ التسوية الرئاسية، فإن الخصم الأساسي لباسيل يبقى رئيس مجلس النواب. هذا بمعزل عن القوات اللبنانية وتيار المردة في البيئة المسيحية. المشكلة الأساسية لدى الرجلين اللدودين، هي أنهما "يلعبان" مع بعضهما البعض الدور نفسه لدى حزب الله. يمثّل نبيه برّي "عقل" حزب الله في مؤسسات الدولة وفي العلاقات مع الخارج. وبالتالي، هو أحد المرتكزات الأساسية في معادلة الحزب السياسية. باسيل من جهته أيضاً، كرئيس للتيار الوطني الحرّ، هو واحد من تلك المرتكزات الحزب. ولا يتوانى عن اللعب في كل الساحات لكسب ودّ حزب الله وتأييده الشامل. سعى منذ البداية إلى التقدّم على رئيس تيار المردة وقطع أشواطاً بذلك. والآن يركّز معركته مع برّي. تبدو حظوة باسيل في مكان ما أكبر من حظوة برّي، باعتباره رئيس أكبر تيار مسيحي، على عكس برّي الذي لا يمكنه تمنين الحزب على مواقفه.

ما يريده حزب الله

صحيح أن حزب الله أوكل للرئيس نبيه برّي ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية، وهذا لم يرق لباسيل، الذي أراد أن يكون الإخراج المُرضي للحزب، من صنعه. وهذا ما أدى إلى التوافق اللبناني على موقف موحد في التلازم بين ترسيم الحدود البرية والبحرية. وهو العنوان الذي رفعه برّي والحزب. إلا أن باسيل في اجتماعاته مع ساترفيلد، ذهب أبعد من ذلك. صحيح أيضاً أنه وافق على ترك المساحة المتنازع عليها في البحر رهن سير المفاوضات، إلا أنه لم يوافق على الاقتراب من نقطة أساسية، وهي أن ترسيم الحدود براً وبحراً لن يكون له علاقة بطرح ملف سلاح حزب الله على طاولة البحث، وهذا موقف كبير من الديبلوماسية اللبنانية تجاه الغرب وخصوصاً واشنطن، لصالح حزب الله. وفق هذا المنطق، يقود باسيل مختلف معاركه. وهو يرفع شعار "الشراكة الكاملة"، أو الاستمرار في معركة استعادة "الحصة الكاملة" في السلطة. وهو موقف كرره باسيل خلال تعليقه على توقيف رئيس الاتحاد العمالي العام، بشارة الأسمر، مطالباً باستقالته، ومعلناً عدم الاعتراف بالاتحاد وهيئاته قبل تصحيح التمثيل فيه، طامعاً في منازعة بري في السيطرة على الاتحاد العام. كانت معارك التيار الوطني الحرّ مركزة على السنّية، بوصفها التي تأكل حصة المسيحيين، وفق التحالف الذي قام في السنوات السابقة بين السنّة والموارنة. وبعد التحالف بين التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل، كان لا بد لباسيل من البحث عن معركة "استعادة الحقوق" في مكان آخر، فلم يجد غير رئيس مجلس النواب.

الاتحاد العمالي

وتتجلى هذه المعركة في محطات متعددة، كان أبرزها مؤخراً، معركة افتتحها باسيل باكراً لاستعادة موقع رئاسة الاتحاد العمالي العام، ومعركة الموازنة، التي أراد باسيل أن يختار هو بنفسه توقيت إنجازها، ونجح في فرض ورقته، كخلاصة للأرقام التي يجب أن تتحقق. وهذا ما أدى إلى نشوب خلاف بينه وبين وزير المال علي حسن خليل، الذي كان يؤكد بأن الموازنة انتهت، فيما باسيل يشير إلى أنها بحاجة إلى المزيد من الجلسات. وبالنهاية حصل ما يريده باسيل، الذي يحسن صناعة الصورة والخبر عن نفسه، ويجيد سرعة صناعة الحدث وكأنه صانعه، فينسب كل الإنجازات لنفسه ولو كان الآخرون قد تقدموا بها.

يحاول باسيل الاستفادة أكثر من الوضع القائم اليوم. وهو يراهن على التحالف مع حزب الله، وعلى غض النظر من قبل الحزب عنه، على قاعدة مقايضة، قوامها كما بات معروفاً أن يقدّم التيار الوطني الحرّ للحزب ما يريده في الاستراتيجيا، مقابل أن يمنحه الحزب ما يريد في السلطة. وهذه التصرفات التي يحسن باسيل القيام بها، تتسبب ببعض من الإرباك لدى الحزب، الذي يحرص على التوفيق بين حليفيه. خصوصاً أن المعركة التي يخوضها باسيل هي ضد رئيس مجلس النواب، الذي يُعتبر في الوجدان الشيعي بأنه حارس حقوق الطائفة داخل الدولة. وبهذا المعنى، قد يخطئ باسيل ويسيء فهم صبر نبيه برّي عليه حتى الآن.

صورة الضعف

يعمل باسيل وفق قاعدة يسعى هو بنفسه دوماً إلى تكريسها، وهي أن برّي لم يعد بالقوة التي كان يتمتع بها سابقاً، لا بل أصبح في حال ضعف، لا سيما بعد تراجعت أرقام حركة أمل في الانتخابات الأخيرة. وحتى أن هناك تراجعاً في دور برّي على طاولة مجلس الوزراء. فهو الذي كان سابقاً يلجأ إليه الجميع لإيجاد المخارج للأزمات الحكومية. هذا الدور يتعرّض للقضم من قبل باسيل، الذي يصرّ دوماً على إظهار نفسه "المقرر". وهذا ما أراد تكريسه أثناء جلسات الحكومة لمناقشة الموازنة. يراهن باسيل على فقدان "العصبية" لدى حركة أمل، باعتبار أن حزب الله نجح في السيطرة ليس على الطائفة الشيعية فقط، بل على لبنان ككل. ونجح في الاستحواذ على شعبية برّي داخل الطائفة الشيعية، فقوة برّي لا تترجم إلا داخل البيئة الشيعية. وبما أن أرقام الانتخابات أظهرت أن ما حققته حركة أمل هو أقل من نصف الأصوات التي حصل عليها نواب حزب الله، دفعت باسيل إلى اعتبار أن قوة برّي وفعاليته على أرض الواقع ليستا كما هي مصّورة، والتي يحرص حزب الله على الحفاظ عليها مناصفة. فينظر باسيل إلى حزب الله كممثل أول للطائفة الشيعية، مغذياً صورة الضعف لحركة أمل ونبيه برّي.

 

خطة وزير المال وسندات خزينة بقيمة 11 تريليون

علي نور/المدن/الأربعاء 22/05/2019

بفضول ومزيج من التفاؤل والحذر، تلقّفت الأسواق الماليّة إعلان وزير الماليّة، علي حسن خليل، عن سعي الحكومة إلى إطلاق سندات خزينة بقيمة 11 ألف مليار وبفائدة واحد في المئة، في مسعى إلى توفير ألف مليار ليرة (بحدود 660 مليون دولار) من خدمة الدين العام. وما لبث أن فتح كلام علي حسن الخليل الباب أمام التساؤلات والتحليلات، خصوصاً أنّه لم يقدّم أي إيضاحات حول هذا الإصدار المرتقب، بعد إقرار موازنة العام وسبل التمويل.

إعادة تقديم الخطّة المحضّرة

للأمانة، لم تكن هذه المرّة الأولى التي يعلن فيها وزير الماليّة عن تطلّعه إلى التعاطي مع خدمة الدين وفق أساليب غير تقليديّة، من هذا القبيل. فمنذ أربعة أشهر أثار الوزير خضّة كبيرة في الأسواق الماليّة، عندما أعلن في تصريح صحافي عن خطط موجودة "لإعادة هيكلة الدين العام"، وهو ما أثار زوبعة من المخاوف من إمكانيّة إقدام الدولة اللبنانيّة على خطوات تعيد جدولة السندات الحكوميّة وفوائدها بعمليّات قسريّة، أي من خارج آليّات العرض والطلب، ومن دون موافقة الدائنين. لم تخمد يومها الزوبعة إلا بعد سلسلة تصريحات رسميّة –ومنها تصريح للوزير نفسه- أعادت التأكيد على إلتزام الدولة بموجباتها كما هي، ونفت كلام الخليل السابق.

بمعزل عن كل هذا التشديد على النفي، كانت التسريبات تؤكّد دوماً على وجود خطط لإعادة جدولة جزء من الدين، لكن وعلى عكس ما فهمته الأسواق من تصريح الوزير الأوّل: من خلال عمليّات طوعيّة مع المصارف ومصرف لبنان. تأكّد الأمر لاحقاً، مع تضمين وزير الماليّة تخفيض في بند خدمة الدين بقيمة 1,000 مليار ليرة في مشروع الموازنة المقدّم من قبله إلى مجلس الوزراء. كان التخفيض دلالة أخرى إلى وجود خطط من هذا النوع، من دون تقديم أي تفاصيل إضافيّة في الإعلام، إلى أن جاء التأكيد الآن من خلال إعلان الوزير شخصيّاً عن وجود هذه الخطّة. وهكذا، يمكن القول أنّ ما أعلن عنه اليوم بسلاسة وإيجابيّة وزير الماليّة، لم يكن سوى الخطّة نفسها التي تحدّث عنها منذ خمسة أشهر، والتي اضطر يومها إلى نفي وجودها من منبر القصر الجمهوري، بعد أن تسببت طريقة تقديمها بأزمة في الأسواق الماليّة.

سلامة يواكب وزارة الماليّة

إذاً، هذه المرّة كان الوزير أحرص، وأكثر دقّة، من خلال تأكيده على عبارة "من خلال التنسيق بين الماليّة والمصرف المركزي والمصارف"، وهي العبارة التي أراد من خلال التشديد على "طوعيّة" هذه العمليّات. هذا الحرص على تظهير الخطّة بشكل إيجابي، واكبه رياض سلامة شخصيّا من خلال اجتماعه الأخير مع جمعيّة المصارف، حين أكّد – ردّاً على سؤال المصارف عن الخطّة- على أن أي تصحيح لن يفرض شيئاً على السوق، وأي مشاركة في هذا النوع من العمليّات ستكون إراديّة. كان تطمين سلامة وتأكيده على مواكبة الخطوة هذه المرّة، دلالة إضافيّة على إيجابيّتها تجاه الأسواق، وهو ما جنّب الخطّة الآن الردود السلبيّة التي رافقت تقديمها في المرّة الأولى.

تخفيض ألف مليار في خدمة الدين

التخفيض المستهدف في خدمة الدين، والبالغ ألف مليار ليرة، سيكون منطقيّاً بالنظر إلى الرقم التي تشمله العمليّة، والبالغ 11 ألف مليار ليرة. فالفائدة المدفوعة حاليّاً على سندات الدين بالليرة اللبنانيّة بلغت أخيراً عتبة الـ10.5 في المئة، وهو ما يعني أن بإمكان الدولة توفير 9.5 نقاط مئويّة على مبلغ 11 ألف مليار في حال تمكّنها من الإستدانة بفائدة 1 في المئة، وفق الإكتتاب الاستثنائي الذي تحدّث عنه وزير الماليّة. وبإمكان وزارة الماليّة أن تستعمل مردود هذا الإكتتاب الاستثنائي لسداد جزء من قيمة سندات الدين القائمة، والتي تدفع بموجبها الدولة الفوائد الإعتياديّة، وهو ما يُعد عمليّاً "إعادة هيكلة" غير تقليديّة للدين العام. كما بإمكان وزارة الماليّة إستعمال العوائد لتوفير حاجات الدولة التمويليّة، عوضاً عن الإستدانة وفق فوائد السوق الرائجة اليوم.

هندسات جديدة؟!

وإذا كان حجم التخفيض في خدمة الدين منطقيّاً، في حال توفّر التمويل لهذا الإكتتاب بهذه الفائدة، فاللغز المحيّر يكمن تحديداً في طبيعة الحافز الكفيل بتأمين التمويل المطلوب من المصارف. فوزير المال يطرح فائدة منخفضة جدّاً مقارنةً بفوائد السوق، بينما يؤكّد حاكم مصرف لبنان أن التمويل سيكون طوعيّاً وبقدر رغبة كل مصرف، وهو ما يطرح تلقائيّاً السؤال حول الدافع الذي سيجعل المصارف تؤمّن هذا التمويل بهذه الكلفة. السيناريو الأوّل المحتمل يتمحور حول إمكانيّة إستحداث آليّة تسمح للمصارف بتحقيق أرباح معيّنة من هذه العمليّات من خلال هندسات معيّنة، شبيهة بالهندسات التي يقوم بها مصرف لبنان منذ عدّة سنوات في سياق إستيعاب تداعيات الأزمة. لكنّ هذا السيناريو يعني ببساطة نقل كلفة خدمة الدين من الميزانيّة الحكوميّة إلى ميزانيّة مصرف لبنان الخاصّة، من خلال كلفة هذه الهندسات. بالتأكيد سيسمح هذا الإجراء بتجميل الميزانيّة العامّة، وفق شروط مؤتمر سيدر، لكنّه لن يعالج في الواقع أي جزء من أزمة كلفة خدمة الدين العام على الدولة. مع العلم أن جزءاً من الهندسات الماليّة التي تم اتباعها سابقاً، قام أساساً على امتصاص مصرف لبنان للسيولة بفوائد مرتفعة، مقابل الإكتتاب بفوائد أقل بسندات الدين الحكومة، وهو ما كان ينقل جزءاً من كلفة خدمة الدين إلى ميزانيّة المصرف المركزي. أما السيناريو الثاني المحتمل فيتمحور حول إمكانيّة إيجاد آليات لتخفيض جزء من إحتياطات المصارف التي لا تتقاضى عليها فوائد في مصرف لبنان، مقابل التوظيف في الإكتتاب بفائدة 1 في المئة، مع العلم أن أساليب شبيهة كان يتم اعتمادها لتوفير القروض الميسّرة من المصارف في السابق. هذا الطرح – في حال اعتماده- لا يحمّل مصرف لبنان أو المصارف كلفة فعليّة، ويسمح بالمقابل بتأمين التمويل المطلوب، لكنّه لا يمثّل معالجة فعليّة، كون المبالغ التي سيتم تأمينها كانت مودعة أساساً في مصرف لبنان، الذي يوظّفها بدوره في شراء سندات الخزينة.

بإنتظار الشفافيّة في المعالجات الماليّة

بالتأكيد لا يمكن الحسم بخصوص السيناريوهات المطروحة، خصوصاً أن الوزير المعني لم يقدّم حتّى اللحظة أي تفاصيل بخصوص شكل هذه العمليّات ونوعيّتها. لكنّ الأكيد أن المطلوب اليوم قدر واسع من الشفافيّة في هذا النوع من العمليّات والمعالجات، على خلاف المرحلة السابقة التي شهدت عمليّات نقديّة استثنائيّة لم تخرج إلى العلن إلا عبر التسريبات الإعلاميّة. وحتّى مصارحة الرأي العام، ستبقى التكهّنات والتحليلات سيّدة الموقف.

 

الترسيم البحري: لبنان حقق انتصاراً.. ولكن أين ستُجرى المفاوضات وما دور حزب الله؟

 هيام القصيفي/الأخبار/21 أيار/2019

مواكبةً لجولة الموفد الأميركي دايفيد ساترفيلد إلى بيروت حول الترسيم البحري بين لبنان وفلسطين المحتلة، لا يزال الحديث اللبناني يتركز على سلسلة نقاط، تتعلق بواقع المفاوضات التي ستُجرى ومكانها، ودور حزب الله في الموافقة عليها وأسبابها.

ينطلق لبنان الرسمي، ومعه وحزب الله، من واقع أن الولايات المتحدة وإسرائيل استجابتا لمطالبة مزمنة، وأن واشنطن بعد رفض طويل لدور الأمم المتحدة في الترسيم البحري، عادت وقبلت بهذا الدور، ما يعني في حد ذاته «انتصاراً معنوياً ومادياً». فمنذ أن بدأ ساترفيلد جولاته المكوكية بين بيروت وتل أبيب، سمع رواية واحدة، من المسؤولين السياسيين والأمنيين على السواء، وموقفاً واحداً متمسكاً - كما يردد الرئيس نبيه بري - بعدم التفريط بكوب ماء واحد من بحر لبنان، في مقابل تمسك واشنطن بخط هوف. على مدى أشهر التفاوض، طرح لبنان موضوع الأمم المتحدة كطرف تُجرى تحت رعايته المفاوضات، فرفضت واشنطن، رغم أن العرض اللبناني تضمن قبولاً بدور واشنطن كمراقب أو مشارك. وفي الوقت ذاته عرض لبنان أيضاً دخول واشنطن على خط التفاوض مع قبرص، التي عقدت اتفاقاً مع إسرائيل في شأن البحر، من دون إعلام لبنان، خلافاً لما يجب فعله وفق المعاهدة المعقودة بينهما. علماً أنه يحق للبنان رفع سقف موقفه الرافض للتصرف القبرصي إلى الأمم المتحدة. رفضت واشنطن وحصرت مهمتها في التنسيق مع إسرائيل ونقل الرسائل لإقناع لبنان بخط هوف وحده بلا بدائل.

أتى تطور الموقف الأميركي وخلفه الإسرائيلي، بعدما تبلغ لبنان سلفاً وقبل وصول ساترفيلد الأسبوع الماضي، جواً إيجابياً حول المنحى التفاوضي الجديد، في توقيت إقليمي ضاغط، نتيجة الكباش الأميركي - الإيراني، والجو الذي كان قد رفع منسوب المحاذير من نشوب حرب إقليمية. ما طرح أسئلة عن مغزى التطور الأميركي، ومعه أيضاً موقف حزب الله، ليس لجهة قبول واشنطن العرض اللبناني، بل مبدأ التفاوض في حد ذاته.

يفاوض لبنان اليوم على تلازم البر والبحر، وهذا يعني أن لا ترسيم بحرياً من دون الاتفاق على النقاط المختلف عليها براً، والتي لا يزال يحتاج لبنان وإسرائيل إلى مفاوضات برعاية الأمم المتحدة للبتّ بها، والانطلاق من نقطة b1 الصخرية في الناقورة التي يتمسك بها لبنان منطلقاً للترسيم البري، وإذا لم يحل الخلاف على الترسيم البري لن ينطلق الترسيم البحري.

علماً أن لبنان، بعد أخطاء وقع فيها سابقاً بتحديد المساحة الكاملة التي يحق له بها براً والتي أفقدته جزءاً مهماً من البحر اللبناني، بات أكثر دقة في التعامل مع عمليات الترسيم، وحريصاً على التمعن بكافة النقاط موضع الجدل، لأن الملف بات أكثر جدية مع تقدم الموقف الأميركي.

هذا التفاوض يطرح بنوداً تحتاج وقتاً لبلورتها: أين ستُجرى المفاوضات، في الناقورة استكمالاً لمهمة الأمم المتحدة في لبنان، ما يستلزم تغييراً في مهمتها قانوناً، أم ينقل الملف برمته إلى الأمم المتحدة في نيويورك، ويفترض منحىً آخر من التفاوض؟ وكيف تُعدَّل مهمة اللجنة الثلاثية المكلفة حتى الآن التنسيق بشأن الحدود الجنوبية، وما هي حدود الدور الأميركي في أي لجنة موسعة؟ علماً أن الفقرة التنفيذية 10 من القرار 1701 تلحظ الترسيم الحدودي، بالقول: «يطالب الأمين العام بتطوير - بالتنسيق مع فاعلين دوليين أساسيين والأطراف المعنية - اقتراحات لتطبيق بنود اتفاق الطائف ذات الصلة، والقرارين 1559 (2004) و1680 (2006)، تتضمن نزع السلاح، وترسيم حدود لبنان الدولية، خصوصاً في تلك المناطق، حيث هناك نزاع أو التباس، بما في ذلك معالجة مسألة مزارع شبعا». وهنا يكمن بعض اللغط حول التزامن بين الترسيم البحري وعودة النقاش مجدداً في مسألة مزارع شبعا ولبنانيتها، في توقيت واحد، علماً أن الأجهزة اللبنانية بدأت تعد ملفاتها حول شبعا والغجر، تزامناً مع فتح ملف الحدود البحرية والبرية.

يسرّع الأميركيون عملية استحصال إسرائيل، وهي الجاهزة أكثر من لبنان، على غاز البحر المتوسط

تتوزع قراءة مرحلة الترسيم الحالية من زاويتين: الأولى أن حزب الله سبق أن وافق على مبدأ الترسيم والرعاية الأممية منذ الانسحاب الإسرائيلي عام 2000، ولاحقاً مع القرار 1701، وصولاً إلى ترسيم الحدود مع سوريا على طاولة الحوار عام 2006 التي حضرها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله شخصياً، وطالب حينها باستخدام كلمة تحديد بدل ترسيم، وكان هذا الجانب يتعلق بمزارع شبعا. بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب عام 2000، حُدِّدَت نقاط الانسحاب التي وافق عليها لبنان بنسبة تجاوزت تسعين في المئة، وبقيت 13 نقطة اعترض عليها لبنان عند ما بات يُعرَف بالخط الأزرق. وقد استمرّ التفاوض حولها لسنوات، وعند الانتهاء منها يمكن الانطلاق للترسيم البحري. وهذا يعني أن مبدأ التفاوض بذاته معترف به من جانب الحزب، حتى لو كانت إسرائيل قد حاولت مراراً القفز فوقه وعدم الموافقة على تلازم مساري الترسيم البري والبحري. لكنه اليوم يأخذ إطاراً أوسع لأنه بذلك يسحب من الداخل أي نقاش حول الاستراتيجية الدفاعية وسلاح الحزب وكل ما يمتُّ إليه بصلة. أما الأميركيون، فيتعاملون مع الملف من زاوية مقابلة، وهم دخلوا إلى خط التفاوض بقوة الحضور والمشاركة الأممية، على اعتبار أنهم بذلك يسحبون من الحزب بدورهم أي ذريعة مستقبلية لسلاحه ووجوده وتطويق أي احتمالات يدخل إليها الحزب في سعيه إلى تحرير الأرض والبحر. فرغم أن لبنان بدا متمسكاً بقوة التفاوض وتلازم المسارين، إلا أنه في لحظات أيضاً لم يستطع أن يغامر كثيراً في اتخاذ خطوات دفاعية، كما حصل في اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع بعد قضية الأنفاق والجدار الإسرائيلي. واستفاد الأميركيون من نقطة الضعف تلك، مع تعدد وجهات النظر المحلية الأمنية والسياسية، تجاه الوضع الحدودي، فسارعوا إلى تغيير استراتيجية التفاوض. يضغط الأميركيون إقليمياً، فيصعّدون إلى حد دفع الجميع إلى حافة الهاوية، من دون إعلان قرار الحرب، ويكثفون أوراق الضغط في كل الاتجاهات، فيعطون لبنان رعاية أممية للترسيم، ويسحبون ورقة ضغط من حزب الله على إسرائيل، ويسرّعون عملية استحصالها وهي الجاهزة أكثر من لبنان، على غاز البحر المتوسط.

 

لبنان ما له وما عليه في "صفقة القرن"!

 هتاف دهام/لبنان 24/21 أيار/2019

لا يختلف اثنان على أن التسويق الأميركي لصفقة القرن أو لخطة السلام في الشرق الأوسط، جار على قدم وساق. فالبيت الأبيض كشف عن خطوة أولى من خطوات الالف الميل في إطار مؤتمر البحرين المزمع عقده بين 25 حزيران المقبل و26 منه بمشاركة رؤساء حكومات وممثلين بارزين عن المجتمع المدني وقطاع الأعمال مقابل غياب الطرف الاساس المتمثل بالسلطة الفلسطينية، وذلك بهدف تحفيز الدعم للاستثمارات الاقتصادية في المناطق الفلسطينية كخطوة أولى لخطة السلام الخاصة بتسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

ان بنود صفقة القرن باتت بمجملها معروفة بعد تسريبها وتتصل بتوقيع اتفاق ثلاثي بين إسرائيل ومنظمة التحرير وحركة "حماس" لاقامة "فلسطين الجديدة" على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، من دون "المستوطنات اليهودية" القائمة، وسيطرة إسرائيل على كامل مدينة القدس على أن تبقى الكتل الإستيطانية بيدها وتضم إليها المستوطنات المعزولة، مع عدم السماح بعودة اللاجئين بمعنى بقائهم في الاردن ولبنان، خاصة وأن الولايات المتحدة قررت بالتوازي مع ذلك ايقاف أي تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، علما ان هذا الأمر أثار مخاوف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي ابدى خشيته  خلال لقائه الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس ايلول الماضي من أن يكون وراء قرار واشنطن رغبة في توطين الفلسطينيين في الدول التي لجأوا اليها.

وبينما يحتدم الصراع في المنطقة، فإن التمهيد لخطة جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب، المتمثلة بتصفية القضية الفلسطينية يجرى بالتزامن مع تشديد الادارة الأميركية الضغوط والعقوبات والحصار الاقتصادي على طهران. فواشنطن تهدف من سياستها الجديدة "تركيع" ايران بحجة أنها تهددها وتهدد حلفاءها في الاقليم، ما يعني ان هذه الصفقة اشبه بتشكيل ائتلاف غربي- إسرائيلي عربي لعزل إيران في مرحلة مقبلة، بمعزل عن إمكانية تحقيق ذلك من عدمه.

وعليه، فإن لبنان لن يكون بمنأى عن تبعات وتحديات صفقة القرن. وتشدد مصادر مطلعة  على أن دور لبنان محوري في صفقة القرن، ليس من خلال الشراكة المباشرة إنما من خلال تلقي التبعات الناتجة عنها. فالحكومة اللبنانية تعيش تحت وطأة الضغط الأميركي الممنهج عليها والمتصل بالعقوبات على "حزب الله" والوضع الاقتصادي السيء، إلى حد أن لبنان باتت سيادته مرهونة للمؤسسات الدولية عبر مؤتمر "سيدر" وغيره مما يسمى بمؤتمرات الدعم. فهريان الدولة وإظهارها كأنها على شفير الإفلاس في توقيت شديد الحساسية، يحمل في طياته علامات استفهام كثيرة.

وفي السياق، تتوقف المصادر نفسها عند سعي واشنطن الدؤوب "لأمركة" الجيش عبر الدعم المالي واللوجستي. فهناك نحو 80 في المئة من تجهيزات المؤسسة العسكرية تأتي من واشنطن، بالتوازي مع الانقلاب في الموقف الاميركي المفاجىء في موضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية والتنقيب عن النفط من أقصى السلبية الى اقصى الايجابية. فمساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد عكس في زيارتيه الاخيرتين انطباعا ايجابياً، على عكس الزيارات السابقة التي حملت تشدداً أميركياً في ملف الترسيم منسجما مع المطلب الاسرائيلي، وبالتالي فإن ما تقدم تضعه المصادر نفسها، في إطار التمهيد الممنهج و"سياسة التنعيم" لقدرة لبنان على تلقف ما هو مطلوب منه في صفقة القرن.

وعلى هذا الأساس ترى المصادر أن المطلوب من لبنان يتمثل بـ:

- أن يبقى في حالة دفاع انكفائي تمنع المقاومة أن تكون جزءاً من إسقاط صفقة القرن.

- تامين صيرورة التواصل مع العدو الإسرائيلي ولو من خلال ايجابيات ملف النفط والغاز.

- إبداء الجهوزية لتوطين الفلسطينيين كثمن لعدم سقوط لبنان في هاوية مديونية اقتربت من 100 مليار، في اطار خطة ممنهجة ومدروسة، بعدما استوى على ثمرة المعاناة من دون هز العصا الغربية.

- سحب الذرائع من لبنان المقاوم حتى لا يبقى لـ"حزب الله" أي مبرر استراتيجي للتمسك بسلاحه.

وسط ما تقدم، فإن الحركة الأميركية المكوكية تجاه لبنان والمترافقة مع زيارات بريطانية، والتي تمثلت بزيارتي وزير الدولة اليستر بيرت وكبير موظفي وزارة الدفاع السير جنرال نيكولاس كارتر، تأتي في سياق المنظومة الغربية تجاه لبنان التي تحاول تطويعه في خدمة السياسة الاميركية. وبينما تشكك بعض الأوساط بقدرة الحكومة بمكوناتها كافة على أخذ المبادرة لمواجهة ما يحضّر للبنان،  تشدد المصادر السابقة الذكر على أن هذه الصفقة اذا كتب لها النجاح فانها لن تكتفي بتوطين اللاجئين فحسب إنما ستكون مقدمة لبقاء وتوطين النازحين السوريين، ما يعني سقوط لبنان ونهايته، الامر الذي سيدفع الفرقاء كافة الى توحيد الكلمة لمواجهة المجتمع الدولي والتصدي له والتمسك باستراتيجية المقاومة خاصة وأن المعنيين على حد سواء يدركون خطر التوطين وأنه يخدم مشروع إسرائيل.

 

لبنان العقوبات والفساد.. والقمع أيضاً

سعد كيوان/القدس العربي/21 أيار/2019

ما يجري هذه الأيام في بلاد الأرز فريد عجيب، يجعل من لبنان دولة بعدة دويلات. الأولى، الرسمية التي يرأسها ميشال عون، ولها جمهورها وقوانينها وجيشها وأمنها وقضاؤها واقتصادها وطوائفها ومحاسيبها، وإنما لها "حاكم مفوّض" واحد، هو جبران باسيل، المكلف إدارة شؤونها نيابة عن كل هذه السلطات. وهناك دويلة حزب الله التي لها سلاحها وجمهورها وزعيمها وطائفتها وقوانينها ومؤسساتها وتجارتها وحصانتها، ثم في المرتبة الدنيا اللادولة التي تضم كل من ليس شريكا أو جزءا من تينك الدولتين، مع أنها تضم سياسيين كباراً وأحزاباً وأصحاب مواقع ومصالح ونفوذ وطوائف، كما أنها تضم أولئك الذين لا ولاء صافيا لهم، ولا حظوة لديهم ولا سند. والكل في هذه اللادولة مضطر لأن يرضخ لمعادلة الدولتين وحساباتهما. إنه واقع يجسد، إلى حد بعيد، ما كتبه المؤرخ كمال الصليبي في بحثه القيم عن لبنان "بيت بمنازل كثيرة"!

وبما أنه كذلك، ولأنه كذلك، فإن لبنان الدويلات هذه تحاول أن تتعايش في ما بينها عبر المشاركة في المؤسسات السياسية والإدارية والاقتصادية والتربوية، وليس تماماً في الجغرافيا (على الرغم من الاختلاط) والديموغرافيا والاجتماع والتربية والعادات والتقاليد والقناعات والاهتمامات والهموم. ويصبح هذا التعايش أقرب إلى المساكنة بين اثنين أو طرفين مختلفين، مضطرين أن يتعايشا معا تحت سقف واحد، أو في بلد واحد. وقد حدّد سمير فرنجية مفهومه للنموذج اللبناني بأنه "العيش بين مختلفين دينيا وثقافيا ومتساوين في الحقوق والواجبات". ولكن هذه التجربة واجهت وتواجه، منذ أكثر من نصف قرن، تحدياتٍ كادت، في بعض المحطات، أن تطيح هذا النموذج الفريد، وهي اليوم تواجه تحدّياً من نوع جديد، من شأنه أن يعرّضها لخطر التشظّي.. ففي حين تمارس الدويلة نفوذها، وسلطتها العميقة استراتيجيا، وتضبط الإيقاع أمنيا وعسكريا، وتتدخل سياسيا عند الضرورة، تقوم الدولة الرسمية بإدارة الشؤون اليومية، من

حدّد سمير فرنجية مفهومه للنموذج اللبناني بأنه "العيش بين مختلفين دينيا وثقافيا ومتساوين في الحقوق والواجبات خدماتية وحياتية، كالكهرباء والماء والاتصالات والطرقات والسياحة، وبعض المشاريع الإنمائية. أي أنها عمليا أشبه بسلطة مجلس بلدي، تنسق، عند الضرورة، في المهمات الكبرى، مع قيادة الدويلة الوصية على القرار السيادي والاستراتيجي، إلا أن محاولة الاستئثار بالإدارة الداخلية تتعرّض لانتقادات شديدة ومعارضات متنوعة، تصل إلى حد كشف فضائح واتهامات بالفساد وهدر المال العام بمئات ملايين الدولارات في قطاع الكهرباء والاتصالات والتهرب الضريبي والتعدي على أملاك الدولة، خصوصاً البحرية منها.

وقد أدّى هذا الأداء في السنوات الأخيرة إلى زيادة التضخم والعجز في ميزانية الدولة وارتفاع في حجم الدين الذي قارب 90 مليار دولار، وبمعدل لافت بلغ ستة مليارات دولار في السنتين الأخيرتين، أي منذ تولي الجنرال عون وتياره السلطة (أواخر 2016)، وهو الذي يرفع شعار "التغيير والإصلاح". ما دفع معظم القطاعات الإنتاجية والتربوية وموظفي الإدارات الرسمية والعامة إلى النزول إلى الشارع ضد الإجراءات التي تحاول السلطة اتخاذها، لمواجهة احتمال الانهيار الاقتصادي! وكان لافتا ومثيرا في آن مشاركة أحد أصهرة الجنرال، وهو نائب حالي وضابط سابق، في تظاهرة للعسكريين المتقاعدين، احتجاجاً على سعي الحكومة إلى اقتطاع جزء من معاشاتهم التقاعدية. ويقف هذا النائب - الصهر أمام إحدى شاشات التلفزة ليعلن أن "السلطة الحالية هي أيضاً فاسدة". علماً أن باسيل، وهو الصهر الآخر ورئيس التيار العوني ووزير الخارجية، كان أول من اقترح فكرة تخفيض المعاشات بنسبة تصل إلى 30%، ما أثار موجة احتجاج واستنكار واسعة. وفي الوقت نفسه، كان باسيل أول المحتجين على من رد مطالبا بتخفيض معاشات النواب والسياسيين، قائلا إن ما يتقاضاه هو الوزير لا يغطي مصروفه الشهري من البنزين.

وكان رئيس حكومة الدولة الرسمية، سعد الحريري، في محاولةٍ منه لتفادي الوصول إلى الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية، قد وسّط الحكومة الفرنسية التي تجاوبت، وأخذت على عاتقها تنظيم مؤتمر من الدول المانحة لمساعدة لبنان. وعقد بالفعل مؤتمر "سيدر" في باريس في إبريل/ نيسان 2018، وأقر صرف مبلغ 11 مليار دولار لمساعدة لبنان، مشترطا أن تترافق هذه المساعدات مع خطة إصلاحية لإعادة هيكلة الاقتصاد، وتنظيم عمل المؤسسات، وتفعيل مبدأي الرقابة والمحاسبة. ذلك أن هذا المؤتمر ليس الأول من نوعه، فقد سبقته ثلاثة مؤتمرات (باريس 1و2 و3) للغاية نفسها منذ منتصف التسعينيات. وفي كل مرة، كان لبنان يستفيد من هذه الأموال التي تذهب هدرا على مشاريع ومنافع ومحسوبيات، من دون وضع أي خطة إصلاحية، أو حتى الالتفات إلى البنى التحتية التي من شأنها أن تنعش حركة الاقتصاد الداخلي، وتساهم خصوصا في جلب المشاريع والمستثمرين الأجانب. لذلك، كان المانحون حازمين، هذه المرة، في تحذيرهم السلطة السياسية من أن عدم إقرار أي خطة إصلاحية، وتأسيس هيئات ناظمة ومستقلة لإدارة القطاعات، يعني أن لا صرف لهذه الأموال. وعلى الرغم من مرور سنة على المؤتمر، فإن الحكومة لم تقر بعد الإصلاحات اللازمة، وهي اليوم في سباق مع الوقت. ولكنها في سباق هو أقرب إلى الصراع بين مكوّناتها، عزّزه، لا بل فجره، سيف العقوبات الأميركية المفروضة على إيران وعلى حزب الله. وهو سيف يكاد يكون مسلطا عمليا فوق رؤوس الجميع، فالمتورّطون بالفساد والصفقات يسعون إلى عدم إقرار أي إجراءات تقشفية قوية وحاسمة، بإمكانها أن تؤمن تخفيضا ضروريا للعجز، لا يقل عن ثلاثة مليارات دولار، ما يحرمهم قدرتهم على الاستفادة من مزاريب الهدر، فيما يريد "الممانعون" وحلفاؤهم مواجهة العقوبات أو التعويض عنها بعدم إقرار أي إجراءات تقشفية، متحججين بأنها ستصيب القطاعات الحيوية لمتوسطي الدخل وأصحاب الدخل المحدود الذين يشكلون الخزان البشري لسياستهم "الممانعة".

وهنا يدخل العنصر الجديد الذي يوحد الدولة الرسمية والدويلة في خط مواجهة العقوبات، أي 

"الكل في هذه اللادولة مضطر لأن يرضخ لمعادلة الدولتين وحساباتهما" محاولة الاستيلاء على القرار المالي، فسلطة الدويلة في يدها القرار الاستراتيجي – العسكري – الأمني، ومرتاحة إلى القرار السياسي الذي يضبطه حليفها العوني الذي أحكم سلطته على قرار الحكومة في ظل شبه صمت للحريري، وعلى السلطة القضائية، وكذلك الأجهزة الأمنية، التي يتقاسمها مع حزب الله، فيما باسيل يتحرّك يمينا وشمالا، ومن الشرق إلى الغرب، لاهثا وراء خلافة عون في الرئاسة...

ويبقى القرار المالي الذي يمسك به فعليا البنك المركزي، ومن ثم المصارف التي تشكل العمود الفقري للسياسة المصرفية ولمالية الدولة، إذ أكثر من نصف أموال البنك المركزي هي ودائع مصرفية. كما تقوم المصارف بتمويل البنك المركزي ورفده بالسيولة، لقاء فوائد عالية. ومن دون الاستفاضة في شرح هذه المعادلة المالية المعقدة، يمسك الطرفان باقتصاد البلد، وبعصبه المالي، وبأموال المودعين من رجال أعمال وأصحاب مصالح وتجار كبار ومتوسطين وصغار المودعين والموظفين العاديين من الاتجاهات والانتماءات السياسية والطائفية والمذهبية كافة. وهم أيضا المعنيون بتطبيق العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على حزب الله تحديدا، والذي بفعلها لم يعد بإمكان أي منتمٍ لهذا الحزب أو متعامل معه أو مقرّب منه أو على علاقة ما، حتى ولو كانت تجارية، أن يفتح حسابا أو يتعامل مع أي مصرف لبناني! لذلك حاول الثنائي إخضاع البنك المركزي والمصارف، عبر تحميلهما كلفة التقشف المطلوب، ملوحا بإلغاء الأشهر الإضافية (16 بدل 12)، وتخفيض معاشات موظفي البنك المركزي، المعروف أنهم يتقاضون رواتب جدا مرتفعة، مقارنة بالمؤسسات الأخرى، وبمضاعفة الضريبة على الفوائد التي تتقاضاها المصارف جراء تمويلها البنك المركزي، إلا أن السحر انقلب على الساحر، بفعل تمرّد البنك المركزي الذي أعلن 

"شارك أحد أصهرة الجنرال، وهو نائب حالي وضابط سابق، في احتجاج على سعي الحكومة إلى اقتطاع جزء من معاشاتهم التقاعدية" موظفوه لأول مرة الإضراب، ما أدّى إلى شل المصارف، وتوقف البورصة عن العمل، وإلى نقص حاد في السيولة وارتفاع في الطلب على الدولار.. فأسقط في أيدي السلطة!

وسط هذا المأزق الكبير، والبلبلة التي سادت، فقدت السلطة أعصابها، فكانت فشّة الخلق في أكثر من اتجاه، طاولت أيضاً الصحافة كالعادة، فهذا باسيل يواكب فرقة من جهاز أمن الدولة، تقتحم مبنى وزارة الخارجية، بحثاً عن مسربي محاضر لقاءات مسؤولين في واشنطن بين السفراء الذين تم احتجاز بعض منهم قيد التحقيق، ثم يرسل في صباح اليوم التالي الجهاز نفسه إلى صحيفة الأخبار التي نشرت المحاضر، ثم توجه العناصر إلى تطويق منزل رئيس تحريرها! وفي اليوم التالي، تتعرض قوى الأمن بالعصي والضرب لأهالي يحتجون على تركيب عمود كهرباء للتوتر العالي، يمر فوق منازلهم، على اعتبار أنه مضرٌ بصحتهم، ويتم توقيف رجل ثمانيني محترم لأنه شتم المسؤولين. وقبل ذلك كله، تصدر محكمة المطبوعات حكما بالسجن 22 شهرا على الصحافي فداء عيتاني، لأنه انتقد سلوك باسيل المسيء للنازحين السوريين، وكذلك تم استدعاء زميلة من إذاعة صوت لبنان، لمجرد أنها نقلت خبراً عن حيازة رئيس الجامعة اللبنانية شهادة مزوّرة!

 

لبنان في عين العاصفة  

د.مصطفى علوش/الجمهورية/السبت 18 أيار 2019

وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ   

«وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ

مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً   

وَتَضرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ

فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها»

وَتَلقَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئِمِ

(زهير بن أبي سلمى)

لبنان في عين العاصفة؟ ومتى لم يكن؟ فلم يكن أصلاً خيار لبنان أن يكون في موقعه الجغرافي، فالتاريخ أوجده هنا، في موقع لم يتوقف، منذ فجر التاريخ، عن كونه نقطة تلاقٍ وجبهة مواجهة في آن. ولو راجعنا التاريخ الموثق منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، لكان هذا الأمر جلياً، والشعوب لا خيار لها إن لم يعجبها واقع جغرافيتها، فما عليها إلّا الرحيل أو القهر إن عجزت عن تغيير ظروف واقعها.

مقدّمة وجودية لبحث لا يمكن حصره، لذلك سأحصر الكلام بإيران ولاية الفقيه وتأثير صراعاتها المتعددة على لبنان، من دون الذهاب إلى وقائع تاريخية أهمها الحقبة الصفوية في إيران، وهي حقبة أساسية للواقع القائم اليوم، وذلك لما كان من تأثير عميق لفقهاء جبل عامل الشيعة على الفكر الصفوي. والكلام اليوم عنوانه الصراع الأمريكي - الإيراني وتأثيره على لبنان.

منذ اليوم الأول لانقلاب الوضع من الشاه إلى الولي الفقيه في إيران، سنة 1979، تحوّلت إيران من شرطي الخليج إلى فزّاعة الخليج. وهذا ليس افتراءً على إيران، بل هو أمرٌ فرضه منطق تعميم الثورة الذي طرحه الإمام الخميني بعد الثورة. وفي الوضعين، خدمت إيران الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة أو بأخرى، لذلك فمن الخطأ وصف القضية بالمواجهة الأمريكية - الإيرانية بشكل دائم. فإيران الولي الفقيه، من باب العداء، أعطت للولايات المتحدة الأمريكية منافع أوسع أحياناً مما قدّمه الشاه في حال التبعية شبه التامة. ولا أريد أن أقول هذا الكلام بدافع العدائية، فأنا أرى أنّ صدام حسين مثلاً قام بالشيء نفسه وأكثر بالنسبة لأمريكا وحتى لإسرائيل، عندما أطلق جماح شهوته للسلطة والعظمة وقاد قادسيته متشجعاً بعداء أمريكا مع إيران، فتسبب بإنهاك إيران والعراق والخليج، وأدخلها جميعها في سباق تسلّح غير مسبوق كانت حصيلته حتى اليوم عدة تريليونات من الدولارات، ذهبت بمعظمها إلى أمريكا، ومثلها من الدمار وحيوات لا تقدّر بثمن من أبناء هذه المنطقة المنكوبة.

تاريخياً، بدأ الدخول الإيراني العسكري والأمني إلى لبنان منذ الأسابيع الأولى للثورة في إيران على خطين، الأول من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت واقعة بين مطرقة إسرائيل وسندان حافظ الأسد، فراح ياسر عرفات يبحث عن سند له عند الخميني. الخط الثاني كان في التجمعات السياسية والمذهبية والعسكرية، الشيعية بشكل أساسي ودون حصر. لكن الدخول الواسع لم يحدث إلّا بعد الفراغ الكبير الذي أحدثته حرب 1982 في الوجودين الفلسطيني والسوري العسكريين. ومن هناك بدأ التأثير الخطير للتغلغل الإيراني، المستورد منه والمحلي، من خلال سلسلة طويلة من الأعمال العسكرية، المختلف على تسميتها بين الإرهاب والمقاومة، وبالأخص ما كان خارج نطاق المواجهة المباشرة مع إسرائيل، كتفجير المارينز والقوة الفرنسية والسفارات والخطف والإغتيالات العديدة التي أعلنت مسؤولياتها عنها مجموعات علمنا لاحقاً أنّها تابعة لإيران الجديدة.

منذ ذلك التاريخ، أصبح واقع إيران أساسياً في المعادلة اللبنانية بمختلف أشكالها. وهنا، وبغض النظر عن الغرضية والإنتماء السياسي، فإنّ هذا الوجود، المتمثل بواقع مذهبي معقّد وله أصول تاريخية، معظم تداعياته كانت تتراوح بين سلبية ومدمّرة بالنسبة للبنان. ويستهجن البعض هذا الكلام بالإشارة إلى دور إيران في دعم «حزب الله»، وبالتالي تحرير الجنوب. لكن، ذلك الطرح يستدرج جملة من الفرضيات التي تبدأ ولا تنتهي عند الإحتمالات الأخرى، في حال لم تكن إيران جزءاً من المعادلة! فهناك من كان سيقول إنّ لبنان كان وجد سبلاً أخرى لتحرير أرضه غير واقع تسليم قراره للحرس الثوري الذي أصبح يحتل عملياً القرار السياسي والأمني للبنان.

ولكن ماذا الآن؟ وماذا عن تأثير ما يمكن تسميته اليوم بالمواجهة الأمريكية- الإيرانية؟ فالواقع أصبح واضحاً في هذه اللحظات، ورغم أنّ طبول الحرب تقرع بشدة وبشكل متسارع بعد أحداث الأسبوع الماضي، وإن كان المستقبل ما زال غائماً.

المواجهة في لبنان محصورة في كون «حزب الله» أداة تفخر بكونها جزءاً من الحرس الثوري، الذراع العسكرية والمخابراتية للولي الفقيه، وبغض النظر عن الحق ومن يملكه، وبغض النظر عن أهداف الولايات المتحدة الحالية من هذه المواجهة غير المتكافئة، فإنّ التأثير سلبي حتى الآن على المستويات السياسية والأمنية والإقتصادية بالنسبة للبنان. ووضعنا اليوم ما هو إلّا تراكم عمره عدة عقود من غياب قرار الدولة، وصل اليوم إلى مرحلة لم يعد من الممكن فيها اللعب على الحبال، أحياناً بالألفاظ والشعارات، وأحياناً أخرى باتخاذ موقف الحياد المشابه لحياد نعامة تدفن رأسها في الرمال.

الوضع خطير سواء حدثت المواجهة عسكرياً أم لم تحدث. فحتى لو انتهت المواجهة باتفاق ما، يؤدي إلى تقليم أظافر إيران، فإنّ فترة الإنتظار شديدة الخطورة بتداعياتها على مختلف الأصعدة. ويكفي أن نذكر مثلاً بسيطاً، هو بالتأكيد في حسبان «حزب الله»، وهو تحول حوالى 50 ألف موظف في مؤسساته المتعددة، من عسكرية ومدنية، إلى عاطلين عن العمل، مع زوال ما يقدّر بمليار دولار دعم، قسمه الأكبر من إيران. أما في حال ذهاب المواجهة إلى أكثر من ذلك، فإنّ الأمور عندها ستكون مرهونة بحجم ومدة ما قد يحدث من عمليات عسكرية.

لبنان يبدو اليوم كمَن يسير على حافة ضّيقة وزلقة فوق حقل الغام، يحاول بشكل مثير للشفقة العبور إلى نوع من الإستقرار متكئاً على توازن وطني ودولي غير واضح المعالم، وفوقها وأهمها اليوم هي التحدّيات المالية الإقتصادية والأمنية العسكرية، حيث انّ أي مفاجأة سلبية على إحدى الجبهتين يمكن أن تشكّل سبباً للوقوع في المحظور. قد يكون ما في يدنا هو الأمل بأن تكون الكارثة علينا أقل من المتوقع، أو أن يفهم من ربط مصيره بإيران، أنّ وقت خيار المصلحة المحلية أصبح ملحاً وعليه أن يختار لجمهوره، على الأقل، خيار السلامة.

 

الاشتباك الإيراني – الأميركي يحتدم.. فهل تقحم طهران "حزب الله"؟

علي الحسيني/مستقبل ويب/21 أيار/2019

يتفاعل الإشتباك الأميركي – الإيراني على امتداد الخارطة الإقليمية مع اشتداد الخناق المالي والاقتصادي والنفطي على طهران بشكل بات يتهدد وجودياً محورها المتمدد في عمق الساحات العربية، تحت وطأة انقطاع المدّ المالي إلى التنظيمات والميليشيات المسلحة التي ترتزق من خزائن المال الإيراني.

ووسط احتدام المشهد في سوريا واليمن والخليج العربي، ثمة سؤال يطرح نفسه في أروقة المتابعين: هل ستعمد إيران إلى إقحام "حزب الله" مباشرةً في اشتباكها مع الولايات المتحدة؟ وإذا كانت أغلبية الآراء تتفق على أنّ الحزب "مجبر لا بطل" في المعادلة الإقليمية إذا ما أتاه "تكليف شرعي" ما، غير أنّ البعض من المراقبين يميل إلى أرجحية استمرار إيران بالنأي بـ"حزب الله" عن الاشتباك المباشر مع واشنطن في المرحلة الراهنة لعدة اعتبارات أبرزها أنّ الحزب هو أحد أهم وآخر "الأوراق" التي قد تلجأ القيادة الإيرانية إلى استخدامها خشية إحراقها باكراً على طاولة الكبار، هذا من ناحية، بينما من ناحية ثانية يستدل أصحاب هذا الرأي (لتأكيد صوابية ترجيح استبعاد إقحام "حزب الله" في مواجهة طاحنة حالياً) على الاستنزاف الذي تعرض له "حزب الله" في الفترات الماضية مادياً ومعنوياً بالمقدرات والأرواح في سوريا وغير سوريا وصولاً إلى استفحال أزمته المالية راهناً حسبما بدأت تظهر مؤشراته تباعاً على ملامح قطاعات الحزب نتيجة إحكام العقوبات الأميركية قبضتها على مصادر تمويله.

وفي هذا الإطار، تبرز انعكسات درامية للعقوبات على مختلف مؤسسات "حزب الله" سواءً الإعلامية أو التربوية أو حتّى الطبيّة، وصولاً إلى بدء ملامح تسلل هذه الانعكاسات إلى منظومة الحزب العسكرية من خلال تقارير تكشف تفاصيل لافتة للانتباه خصوصاً تلك المتعلقة بفتح قيادة "حزب الله" باب الإستقالات أمام فئات ونوعيات محددة من المقاتلين لدواعي التخفيف من الأعباء المالية والحد من الاستنزاف الناتج عن الحصار الخانق.

ولعلها من المرات النادرة التي لا يستطيع أن يكابر فيها "حزب الله" في معرض إقراره بتأثيرات الحصار المالي على العديد من جوانبه التنظيمية، وهذا ما كان أكده السيد حسن نصرالله نفسه خلال إطلالاته الأخيرة.. وصولاً إلى ما كشفه "موظف" في "حزب الله" لصحيفة "واشنطن بوست" لناحية تأكيده "تسريح عدد من المقاتلين في الحزب ونقل عدد آخر إلى قوات الاحتياط. والعديد منهم تم سحبهم من سوريا حيث كانوا لعبوا دوراً مهما في القتال"، مشيراً إلى إلغاء الامتيازات التي كان المقاتلون المسرّحون أو المحالون إلى الاحتياط يتقاضونها. وفي السياق عينه، سرت معلومات خلال اليومين الماضيين تتعلق بتوقيف قناة "المنار" بعض برامجها وإقالة عدد من الموظفين لديها "نتيجة الضائقة المالية".

.. إلى أقل من الثلث!

وفي خضم هذا الوضع المتأزم، تؤكد مصادر موثوقة من داخل بيئة "حزب الله" أن الأزمة المالية لن تؤثر على جهوزية الحزب الدائمة لمواجهة كافة الاحتمالات بما فيها الحرب مع إسرائيل، لكنها تقر في الوقت عينه بضراوة التداعيات السلبية لهذه الأزمة قائلةً لـ"مستقبل ويب": "بعض المتغيّرات بدأت تؤكد في الآونة الأخيرة مدى الإنعكسات السلبية على الحزب وبيئته الحاضنة من جراء الحصار المالي"، وكشفت على سبيل المثال عن وجود "محلات تجارية كانت تستفيد من بيع كميّات كبيرة من البضائع المُختلفة لـ"حزب الله" سواءً التموينية أو الإلكترونية أو أمور أخرى تخص مكاتبه الأمنية والشرعية الدينية، مقابل مبالغ شهرية كان يدفعها الحزب دورياً، لكن نتيجة التقشف الذي يعتمده الحزب راهناً تراجعت هذه الحركة المالية في أسواق بيئة الحزب إلى أقل من الثلث".

 

القوميات واضطهاد الأقليات

حسين عبدالحسين/الحرة/21 أيار/2019

نشرت وكالة رويترز تحقيقا حول قيام الكرد السوريين، لأول مرة في تاريخهم، بتعليم الكردية في مدارس سورية شرقي الفرات، حيث تنحسر سلطة النظام السوري. ولفتت الوكالة إلى انتشار المكتبات التي تبيع كتبا بالكردية، وقالت إن الكرد السوريين يعتقدون أنهم لن يعودوا إلى زمن ما قبل الثورة السورية، في العام 2011، يوم كانت سلطات حزب "البعث العربي الاشتراكي" السوري الحاكم تحظر اللغة الكردية، وتعتقل وتعذب من يتداولون مطبوعات كردية أو يقيمون مدارس لتعليمها.

أن يضطهد نظام عائلة الأسد، الذي يحكم سوريا منذ مطلع السبعينيات، الاستقلاليين والسياسيين الكرد أمر مفهوم، فنظام الأسد لا يقبل المشاركة مع أحد، لا مع سياسيين من الغالبية العربية، ولا من الكرد، ولا من الأقليات السورية الأخرى. ما هو غير مفهوم هو العداء للتراث غير العربي والثقافة غير العربية لدى الأقليات السورية، واعتقاد أن مجرد إتقان لغة غير العربية يعني خروجا على طاعة الحاكم.

اللغات والأديان والثقافات لا تنتشر بالفتوحات، ولا بالاضطهاد، ولا بمراسيم حكومية

صحيح أن عقيدة البعث العربي التافهة ساهمت في القمع الثقافي وفي فرض الأحادية العربية، لكن اضطهاد الأقليات، وأديانهم، وتراثهم، وثقافاتهم، لا ينحصر بسوريا البعثية، ولا بالعالم العربي أصلا.

إيران، مثلا، تمنع الأقلية العربية، التي تشكل غالبية سكان الساحل الجنوبي المطل على الخليج، تعليم لغتها في المدارس على الرغم أن إيران، ذات الحكم الإسلامي، يفترض أن ترفع العربية إلى مرتبة اللغة الأولى حسب تعليمات الإسلام الذي لا يجيز العبادة ـ أي الصلاة وتلاوة الذكر ـ بلغة غير العربية.

ومثل اضطهاد إيران لأقلياتها، دينيا وثقافيا وتراثيا، كذلك اضطهدت تركيا أقلياتها، خصوصا الكرد منهم، وفرضت التتريك عليهم، ومنعتهم لزمن طويل من استخدام لغتهم. وهكذا العراق مع الكرد، وحكومات شمال أفريقيا العربية مع الأمازيغ. كله اضطهاد لا يرتبط بالسياسة.

ربما تعتقد الحكومات المضطهدة في الشرق الأوسط، العربية والإيرانية والتركية، أن انتشار ثقافة ولغة غير الرسمية تؤدي إلى تفكك النسيج الوطني، وتذكي نار الشرذمة والانقسام. لكن اللغة الواحدة والثقافة الواحدة والدين الواحد لم تكن يوما سببا في وحدة منشودة، وهذه دول العرب، ذات الغالبية المسلمة، منقسمة في 22 حكومة متناحرة يستحيل التناغم، إن لم نقل الوحدة، بينها. ومثلها دول متجانسة لغويا وثقافيا ومتجاورة، لا تتحد، مثل أميركا وكندا، أو دول جنوب أميركا الناطقة بالإسبانية.

مثل اضطهاد إيران لأقلياتها، دينيا وثقافيا وتراثيا، كذلك اضطهدت تركيا أقلياتها

اللغات والأديان والثقافات لا تنتشر بالفتوحات، ولا بالاضطهاد، ولا بمراسيم حكومية، ومن يعتقد ـ خاطئا ـ أن العربية انتشرت بالفتوحات، عليه أن يفسر لماذا لا يتحدث ولا نفر العربية، كلغته الأم، في المساحة ذات الغالبية الإسلامية الممتدة من حدود الهند إلى حدود العراق. ومن يعتقد أن الاضطهاد هو السبيل لنشر لغة ما، عليه أن يفسر لما لم تمت العربية، رغم كل محاولات التتريك العثمانية، ولما لم تمت الكردية، رغم قرون من الاضطهاد على أنواعه للكرد. لكن لغات أخرى ماتت، مثل الفينيقية، والعبرية القديمة، والمصرية الفرعونية (باستثناء في الكنيسة القبطية).

إن حياة اللغات والثقافات ترتبط بالظروف المحيطة بها، فتتوسع اللغة والثقافة يوم يتمتع أهلها بنفوذ مالي واقتصادي، وتتحول لغتهم إلى وسيلة ترقي طبقي واجتماعي لمن يتحدثها من غير متحديثها كلغتهم الأم. لهذا السبب، علّم علية القوم العرب أبناءهم التركية مع بداية القرن الماضي، اعتقادا منهم أن مستقبل أولادهم كان في اسطنبول، عاصمة السلطنة، حيث المال والنفوذ والقرار. وللسبب نفسه، تبنت شعوب العالم لغات الإمبراطوريات الثلاثة الأخيرة، البريطانية والفرنسية والاسبانية.

الحفاظ على اللغات بقرار حكومي، كردي ذاتي أم عربي دمشقي، لن ينجح

ومع تفوق أميركا منذ منتصف القرن الماضي، تحولت الإنكليزية، والثقافة الأميركية بشكل عام، إلى لغة العالم، بالتزامن مع تحول الدولار عملة العالم، فمن يتقن الإنكليزية، تنفتح أمام ترقيه الطبقي ومصالحه أبوابا كثيرة، ومن لا يتقن لغات غير المحكية في قريته النائية، يصعب عليه الانخراط في اقتصاد معولم تسوده في هذا الزمن الإنكليزية.

التنوع مفيد، والحفاظ على اللغات القديمة محكية يبقي أبوابا مفتوحة على ماض رحل وعلى تراث رافقه. لكن الحفاظ على اللغات بقرار حكومي، كردي ذاتي أم عربي دمشقي، لن ينجح. ما ينجح هو نجاح المتحدثين بلغة ما، وتقديمهم اختراعات للبشرية بلغتهم، وتحول مدنهم إلى محطات عالمية للتجارة والسياحة والمصارف والخدمات. وقتذاك، تدخل لغتهم في نادي اللغات المفيدة لمصالح من يتحدثها. أما تعليم اللغات في المدراس، فجميل من باب التنوع والحفاظ على التراث، ولا مبرر لمنعه أو اضطهاده، ولكنه يبقى على ما هو عليه، جزء من تراث رحل وبلا مستقبل منظور.

 

3 سيناريوهات محتملة للمواجهة العسكرية بين أميركا وإيران

اللواء الدكتور محمد صالح الحربي/الشرق الاوسط/21 أيار/2019

أجواء حربٍ تلوح في سماء المنطقة الملبّدة بغيوم قاتمة، مع الأحداث المتسارعة والمتلاحقة، وأخبار غير مسبوقة حول سيناريوهات الحرب ومخرجاتها أو اللاحرب ومعطياتها... الكل يترقب المشهد.

توالت الأخبار عن إرسال حشد عسكري أميركي غير مسبوق منذ غزو العراق عام 2003، رداً على مؤشرات رفع جاهزية النظام الإيراني لشنّ عمليات هجومية ضد القوات والمصالح الأميركية في المنطقة، ويؤكد ذلك ما لوحظ في الأيام الماضية من تصريحات للمسؤولين الأميركيين عن ورود معلومات استخباراتية بوجود تهديدات ونوايا من قبل نظام طهران لزعزعة أمن المنطقة، ولتصعيد محتمل من وكلائها وأذرعها السياسية والعسكرية في المنطقة، بينما تظهر المواقف السياسية والعسكرية للنظام الإيراني التصعيد من خلال تصريحات مسؤوليه المعهودة منذ 4 عقود وحتى الوقت الراهن، والتي تمحورت مؤخراً حول عدم رغبة النظام الإيراني في إجراء محادثات مع أميركا، وأن الأخيرة لن تجرؤ على القيام بأي عمل عسكري ضدها، وهذا هو النهج والأسلوب الذي دأب عليه النظام الإيراني في سياسة تصدير الأزمات، واستغلال الأحداث السياسية، واللعب على كسب الوقت، وشغل الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، للحصول على مكاسب يعتقدون أنهم ينجحون بها لاستمرارية زخم ثورتهم المزعومة، وضمان بقائهم في السلطة... هذا ما أدركه البيت الأبيض في التعامل مع الموقف الحالي.

ميزان القوى

رفعت القوات الأميركية الجاهزية والتأهب لقطاعاتها وقواعدها العسكرية كافة في المنطقة وأساطيلها البحرية؛ الرابع والخامس والسادس. تزامن ذلك مع إرسال «حاملة الطائرات والفرقاطات المساندة لها»، والمدمرات الاستراتيجية والقاصفات الأميركية العملاقة، تحسباً لأي تهديد إيراني محتمَل قد تتعرض له المصالح الأميركية في المنطقة.

الخصائص الجيوبولوتيكية المؤثرة

يتسم مسرح العمليات بخصائص جغرافية وديموغرافية محددة ومعقدة، ومؤثرة (الخواص الجغرافية والطبيعية، وتوظيفها لتحقيق الأهداف السياسية)؛ فمسرح العمليات يشمل مناطق سياسية وجغرافية واقتصادية مهمة على خريطة مصادر الطاقة وإنتاجها (حيث توصف منطقة الخليج العربي بأنها أكبر خزان نفط استراتيجي)... وبالتالي يمتد إلى محاور عدة:

1- الاتجاه الشمالي: العراق - سوريا - لبنان - الأراضي الفلسطينية - تركيا - أوكرانيا - اليونان - إيطاليا.

2- الاتجاه الجنوبي: عمان - اليمن.

3- الاتجاه الغربي: السعودية - مصر.

4- الاتجاه الشرقي: أفغانستان - باكستان - الهند.

ويضم البحار والممرات البحرية: الخليج العربي - خليج عدن - بحر العرب - البحر الأحمر - البحر الأبيض المتوسط - بحر قزوين - البحر الأسود.

الموقف الاستراتيجي والسياسي العام للولايات المتحدة وحلفائها:

1- الدفاع عن المصالح الغربية في المنطقة.

2- المحافظة على الوضع السياسي القائم.

3 - ضمان وصول إمدادات النفط.

4 - صدّ أي هجوم محتمل على المنطقة.

5 - محاربة انتشار الفكر الثوري الطائفي وامتداده في المنطقة.

6 - إيقاف البرامج النووية والصاروخية المهددة للمنطقة والعالم.

الموقف العسكري والسياسي العام

الموقفان السياسي والعسكري متلازمان ومتوازيان لاتخاذ قرار الحرب بعد تقدير الموقف وما يتخلله من متغيرات سياسية وعسكرية وجيواستراتيجية على المستويين الإقليمي والدولي.

السيناريوهات المحتملة

> سيناريو الحرب.

> الاستسلام من دون حرب.

يتوقع بعض الخبراء الاستراتيجيين والعسكريين وقوع حرب شاملة ومحتدمة في المنطقة، تشنها الولايات المتحدة ضد إيران، خصوصاً في ظل قيادة أميركية متشددة غير قابلة للتوقع، وبالتزامن مع أزمات كثيرة في الخليج، تمثل إيران عاملاً مشتركاً فيها، وهذا هو السيناريو الأسوأ، وفي حال وقوعه فسيتم اللجوء لأحد سيناريوهات الحرب التالية:

1- حرب تكتيكية خاطفة سريعة (جراحية):

تشن لحسم الحرب سريعاً لإحباط وإرباك وإضعاف النظام الإيراني وأذرعه، وتوجيهه إلى المسار السياسي والمفاوضات المشروطة. والسلاح الحاسم للجيش الأميركي في هذه الحرب هو «الضربات الاستباقية»: pre - emptive strikes بأبعادها وأعماقها؛ بداية من شن ضربات مركزة ودقيقة موجهة ضد عناصر الدفاع الجوي والقواعد الجوية ومراكز القيادة والسيطرة والتجمعات التعبوية الرئيسية للقوات المعادية في الداخل والخارج... وبالتالي تؤدي إلى إرباك العدو في إعادة التجميع والسيطرة على قواته، وتكبيده خسائر مؤثرة على قدراته في أي رد فعل.

2- حرب تكتيكية متوسطة:

تشن بأبعاد ومعطيات الحرب السريعة الخاطفة نفسها، وتتوسع إلى مواقع حيوية مهمة ومؤثرة في المجال الحيوي الإيراني.

3- حرب استراتيجية شاملة:

ونوجزها بالانهيار والهزيمة الساحقة التامة للنظام الإيراني واجتثاث أذرعه من جذورها.

بوجه عام تدار الحرب بأبعادها ومستوياتها وأنواعها كافة عبر غرفة عمليات مركزية رئيسية تتبعها غرف عمليات فرعية Command، Control، Communications، omputers، Collaboration، and Intelligence للقيادة والسيطرة والتحكم والاتصالات والرصد والتتبع والتحليل الآني للمعلومات والتنسيق بين جميع أفرع القوات العسكرية، وكل ما يخص المعركة من النواحي العملياتية كافة، بناء على أوامر عمليات وأوامر عمليات مجزأة وتقدير الموقفين العام والخاص... ويتم نقل الأحداث لمجلس الحرب والأمن القومي للتوجيه بما يلزم سياسياً وعسكرياً.

تسبق كل ذلك الخطط الشاملة والجزئية للحرب، والتي تحتوي على: الهدف - التنفيذ والتوقيت - الموقفان العام والخاص - تقدير الموقف - الاحتمالات والحلول...

أما السيناريو الأكثر ترجيحاً في رأينا؛ فهو الوقوف على تخوم الحرب، وليس قيام حرب فعلية، بناء على الموقف السياسي المتغير وغير الواضح للمراقبين العسكريين والاستراتيجيين؛ حيث ستتوالى الضغوط السياسية والاقتصادية، الأمر الذي يجبر النظام الإيراني على تقديم تنازلات لتجنب الحرب. وفي كل الاحتمالات، فالنظام الإيراني وأذرعه السياسية والعسكرية هو الخاسر الأكبر.

أغلب المؤشرات تظهر أن إيران ستخضع للضغط الأميركي الجاد، كرهاً أو طوعاً، سلماً أو حرباً، وستتهاوى أذرع إيران العسكرية والسياسية في الخارج بعدما وصل الاقتصاد الإيراني إلى مرحلة الركود والانكماش (6 في المائة هذا العام)، والتضخم إلى 50 في المائة، متراجعاً خلف الاقتصادين الفنزويلي والزيمبابوي، وهي الدولة التي رغم امتلاكها ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم ورابع احتياطي عالمي من النفط الخام، فإن اقتصادها هشّ (بين الأضعف عالمياً) مقارنة بعدد السكان... وبالتالي ستعيد بناء علاقاتها الدولية مجدداً والعودة إلى نقطة الصفر، وبناء دولة حديثة متقدمة ومتطورة لتحقيق وتعزيز الأمن والسلم العالميين.

 

الأزمة ستغيّر طهران

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/21 أيار/2019

كل يوم يمر إيران تنزف خسائر هائلة، تفقد أكثر من نصف ما كانت تحصل عليه قبل عام بسبب تطبيق العقوبات عليها. ولو استمرت بمثل هذا النزف، فإن النظام مهدد بالسقوط، لهذا نحن فعلاً في وسط حرب دون أن نرى رصاصاً. وكأي حرب موجعة، وفي الوقت نفسه، الوضع الحالي يجعل من في إيران نمراً جريحاً ومستعداً للدخول في أي معركة، على غير عادته، لأن وضعه صار خطيراً. هذا ما يدفع كل الأطراف المواجهة لإيران للتحسب لما قد ترتكبه إيران، أو ميليشياتها في المنطقة، كما فعلت الأسبوع الماضي عندما نفذت هجومين على الإمارات والسعودية.

هذه المرة، المواجهة ليست حرباً دعائية، بل معركة بقاء حقيقية، بخلاف المرات الماضية التي كانت جزءاً من لعبة المساومات والضغوط والحصول على اتفاقات مناسبة. ردود فعل طهران، قد تكون أكثر شراسة، نتيجة نزفها اليومي. كما أننا لا ننسى أن على السلطة الإيرانية استحقاقات لا تستطيع المفاضلة بينها، كلها مهمة لبقائها، وتمويل نشاطاتها الداخلية، ودفع رواتب موظفيها، ولا ننسى أنها تمول كل السلع الرئيسية بمبالغ طائلة، إضافة إلى مليارات الدولارات تدفعها سنوياً لميليشياتها التي تحارب في سوريا ولبنان واليمن وغيرها. بسبب الحصار الخانق لم يعد ممكناً أن تفي بدفع فواتيرها الأساسية، وفي الوقت نفسه تستمر المظاهرات في أنحاء البلاد، وترافق ظهورها منذ العام الماضي مع بدء العقوبات، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية الصعبة. إيران تعتقد أنها بتهديد ممرات الملاحة، وناقلات النفط، وقصف منشآت الضخ البترولية ستتسبب في رفع أسعار النفط وسينجم عنها أزمة اقتصادية ضد أميركا والعالم، وتهدد موارد دول الخليج، هي الأخرى. بذلك تأمل أن تدفع واشنطن وحليفاتها إلى التراجع عن الحصار، أو التفاوض معها بشروط أفضل. وفي تصوري لا شيء من الاثنين سيتحقق، وسيضطر القادة في طهران إلى الاتصال بالرئيس الأميركي وتقديم تنازلات أساسية. وهم يدركون اليوم أن احتمالات خوض دونالد ترمب انتخابات الرئاسة الأميركية والانتصار فيها وارد جداً، وأن المراهنة على فشله مغامرة ستؤذي أكثر. نتيجة لذلك الضغط وخشية من انفجاره، تمخر السفن الحربية العملاقة البحار متجهة نحو منطقة التوتر قبالة إيران وميليشياتها، لأنه من الصعب التكهن بما قد تفعله إيران في هذه الظروف غير العادية. خياراتها، أن تتسبب في حرب واسعة، ولو فعلت سيعجل بانهيار النظام، أو أن تعض على أصابعها وتتحمل الخسائر حتى يتم التوصل إلى اتفاق ما مستقبلاً. لماذا لا تشن الحرب وبالتالي نختصر الوقت ويتم إسقاط النظام الشرير في إيران؟ تبعات الحروب دائماً خطرة، ولا أحد يريد المزيد من الانهيارات والفوضى في المنطقة. فإن كان من الممكن إجبار النظام على تعديل سلوكه، فهو انتصار أقل أذى، وإن رفض سيستمر ينزف وبالتالي مآله للانهيار. وهذا ما يدفع دول المنطقة، مثل السعودية، وكذلك الولايات المتحدة، إلى تكرار القول، لا نريد الحرب، لأنهم بالفعل يستطيعون تحقيق الأهداف النهائية من دون مواجهة عسكرية.

 

الحرب بدأت... كيف ستتطور؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/21 أيار/2019

تكاد تكون جملة «لا نريد الحرب» هي القاسم المشترك الأوضح في خطاب عموم الأطراف الداخلة في أزمة إيران مع المنطقة ومع أميركا. تقول إيران إنها لا تريد الحرب. ومثلها السعودية والإمارات وأميركا وإسرائيل، غير أن الجميع يتصرفون على قاعدة أن الحرب واقعة، لا محال، وتحديداً بشكلها العسكري التقليدي. التحشيد العربي، الأميركي، الإسرائيلي من جهة والخرمشات الإيرانية في غزة والمنطقة الخضراء والإمارات والسعودية، كلها تقول إن الحرب العسكرية ليست احتمالاً بعيداً أو أن الانزلاق نحوها يتطلب الكثير.

أما تشديدي على الحرب بشكلها العسكري، فلأن الحرب دائرة أصلاً بشكلها الاقتصادي البالغ القسوة على إيران. وهي وإن كانت حرباً أميركية بالأساس، على صلة بالاشتباك حول الملف النووي الإيراني، إلا أن كلاً من السعودية والإمارات، ولحساباتهما النووية وغير النووية، شريكتان مباشرتان وعلنيتان فيها، من خلال تعهدهما بتعويض النقص النفطي لمن يلزم، جراء خروج الناتج النفطي الإيراني من السوق، ومن خلال التعبئة السياسية والإعلامية والدبلوماسية المرافقة لتصعيد الموقف من قِبل نظام الملالي. آخر البيانات المتوفرة تفيد بأن العقوبات قلّصت الناتج الإيراني إلى ما دون خمسمائة ألف برميل في اليوم، بالتوازي مع الكشف عن معلومات أن الخزانة الأميركية جهّزت حزمة عقوبات جديدة تطال مجمل قطاع البتروكيماويات الإيراني... وهذا بمثابة رصاصة في رأس الاقتصاد.

السؤال الأدق هو كيف ستتطور الحرب القائمة، وفي أي اتجاه، وبأي حدة، وليس ما إذا كانت ستقع أم لا؟

بموازاة ذلك، تنتشر الغمغمة هنا وهناك عن قنوات التفاوض المفتوحة بين إيران والأميركيين، تارة في عُمان التي تحدث وزير خارجية أميركا مايك بومبيو إلى السلطان قابوس عبر الهاتف، وتارة بعد الإعلان عن استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، نظيره السويسري في البيت الأبيض، وكلتا الدولتين شكّلتا في الماضي البعيد والقريب قنوات للحوار الأميركي الإيراني، الناجح منه والفاشل، والمنتج منه والعقيم. وهنا أيضاً يعمّ وهمٌ آخر، وهو أنه بمجرد الحديث عن الحوار يقفز البعض، إما في معسكر المتشائمين الخائفين من صفقة على حسابهم وإما في معسكر الواهمين بأن إيران حصدت مبتغاها، للاستنتاج أن إيران وأميركا عقدتا الصفقة المثالية لمصالح طهران وواشنطن! مهلاً. أميركا دونالد ترمب تريد اتفاقاً نووياً أفضل، يضمن للأبد، وليس لعقد من الزمن، إقفال السبل أمام استحواذ إيران على القنبلة النووية. وأميركا دونالد ترمب تريد أيضاً نقل إيران من خانة الثورة، إلى خانة الدولة، مع ما يستلزم ذلك من إقفال دكاكين الميليشيات في الشرق الأوسط وبتر أذرع الأخطبوط المافيوي الإيراني الممتد نحو أفريقيا وأميركا اللاتينية والحدائق الخلفية لواشنطن، عبر كارتيلات تبييض الأموال وتجارة المخدرات وغيرها من أوجه الجريمة المنظمة.

أما إيران فتريد تفاوضاً يعينها على تجميد العقوبات عند الحد الحالي، وامتصاص اندفاعة ترمب، وإرباك الحيوية العربية التي تقودها السعودية بالشراكة مع الإمارات ومصر، من دون أي معالجة جدية لأصل المشكل. فالتفاوض الجاد يعني أن إيران الملالي اتخذت قراراً استراتيجياً بألا تعود إيران الملالي، وهو ما لا دليل عليه حتى الآن. ولا أعتقد أن الإدارة الأميركية الحالية معرّضة للسقوط في فخ لعبة شراء الوقت، لا سيما أن أركان الإدارة السابقة يعترفون بأن أحد أكبر الأخطاء الاستراتيجية في التعامل مع إيران هو عدم شمول الاتفاق السابق معالجة لدورها الإقليمي التخريبي. آخر «الاعترافات» في هذا السياق ما قاله مهندس التفاوض النووي السري مع إيران ويليام بيرنز، في كتاب مذكراته بعنوان «القناة الخلفية»، إذ يؤكد أنه «كان بإمكاننا القيام بالمزيد لنُظهر للإيرانيين أن الاتفاق النووي هو بداية وليس ختام السياسة المتشددة تجاه إيران».

بإزاء هذا الفارق العظيم بين ما تريده واشنطن وما تريده إيران من التفاوض، لا تبدو حظوظ الحلول الطرية عالية. إلى ذلك، غالباً ما يهمل المراقبون الحسابات المستقلة لما أسميها دول «الخمسة زائد واحد» المعنية بالمشكلة الإيرانية، وهي غير الدول التي فاوضت على الاتفاق النووي. الخمسة زائد واحد التي تعنيني هنا هي السعودية والإمارات ومصر والبحرين وإسرائيل زائد روسيا، باعتبارها من دول المنطقة، منظوراً إليها من زاوية علاقتها بإيران وعلاقتها بإسرائيل لا سيما في سوريا حيث تبني موسكو منصة حضورها وتأثيرها السياسي في الشرق الأوسط. بتفاوت، تمتلك هذه المجموعة مشكلات رئيسية مع إيران، يصل بعضها إلى حد كونها أسئلة مصيرية ووجودية، وهي لن تغامر مجدداً في ترك الأمور تذهب باتجاه ترتيبات تسمح لإيران بإدامة مشروعها، حتى ولو تعارضت حساباتها مع واشنطن. يجب ألا يسقط من حسابات أحد أن السعودية والإمارات ضمن «قوات درع الجزيرة» دخلتا إلى البحرين في ربيع 2011 من دون إعلام واشنطن التي كان وزير دفاعها بوب غيتس قد زار المنامة قبل 48 ساعة من قرار عبور الجسر. اللحظة الراهنة كأنها عام 1967، بحربها الباردة العربية العربية بين الأنظمة المحافظة والأنظمة الثورية، وبالاستغلال التعبوي للموضوع الفلسطيني وشعارات المقاومة ومكافحة الإرهاب. بدل عبد الناصر يومها، نظام الملالي اليوم. وما أشبه الأمس باليوم. نظامان منهكان اقتصادياً وفي أقصى درجات الشراهة للدور الإقليمي، تقابلهما دول تحكمها نخب جديدة متحفزة، قادرة، وصاحبة قرار.

 

الإخوان واستماتتهم للسيطرة على مستقبل ليبيا

مها محمد الشريف/الشرق الأوسط/21 أيار/2019

لا بد من التسليم بأن فشل «الإخوان» في مصر حدد هوية هذا التنظيم، الذي اتسم بالخداع والتقية والقفز على ظهر الثورات للاستيلاء على مكتسباتها، ومع ذلك كان الكثير من الناس مخدوعين بالنظريات المطروحة من قبل هذا التنظيم الإرهابي وحماسته الثورية، وأرغموا مجتمعاتهم على متابعة هذا التيار المعادي للبشرية واستقرار الدول، فمنذ ذلك الحين ولدت أغلب الجماعات الإرهابية من رحم التنظيم، وأصبحت ذراع «الإخوان» لنشر الفوضى في المنطقة.

وتأسيساً على ذلك، باتت كثير من الأحزاب السياسية في منطقة الشرق الأوسط لها علاقة وروابط بأولئك الذين يتاجرون بالدين، لتحقيق المنهج السياسي المطلوب، ويخدم أجندتهم في كل بلد، ولهم في كل مكان قاعدة جماهيرية وحزبية سياسية، ومنها حزب «التنمية والعدالة» التركي الذي يستقبل بصدر رحب المندسين في عباءة «الإخوان»، الفارين من بلدانهم، لإشعال فتيل مزيد من الفوضى في المنطقة، ولكن تغير قواعد اللعبة في دعم الإسلام السياسي من قبل الولايات المتحدة أثبت أن ظاهرة الإسلام السياسي لا تزول إلا بزوال أسبابها.

ومحاربة الإرهاب من قِبل الولايات المتحدة تستهدف إيران وأنشطتها المخادعة و«الإخوان»، فقد سعى الرئيس دونالد ترمب إلى إدراج جماعة «الإخوان المسلمين» على قوائم الإرهاب، مما يعد صفعة جديدة تلقاها تنظيم «الإخوان» الإرهابي. أيضاً أعلنت الإدارة الأميركية أنها تتخذ خطوات على الصعيد الداخلي لإتمام هذه العملية، كما كشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، من خلال تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، نقلت فيه عن مسؤولين مطلعين على القضية، أن الإدارة الأميركية تعمل على تصنيف الجماعة «تنظيماً إرهابياً خارجياً»، وهي الخطوة التي ستُفرض بموجبها عقوبات اقتصادية واسعة النطاق على الجهات التي تتعامل تجارياً مع «الإخوان». هناك تغيرات ملموسة في السياسة الأميركية حول الإسلام السياسي بإيقاف هذا التيار عن استمرارية السلطة الاستبدادية المعارضة لاستقرار الدول. بل هي الخطوة الأكثر أهمية التي تنهي آمال التنظيم الإرهابي، وهذا بلا شك يبعثر أوراق حزب «العدالة والتنمية» التركي، ويعطي الضوء الأخضر لاستراتيجية لم تكن موجودة في صفوف هذه الحركات المنظمة من قبل تركيا وقطر، ولا يغيب عن ذهن الرئيس إردوغان الآن أن التفاهم حول المكونات الدينية للمنطقة، ومنطق القوة واستمالة الجماهير بدأ في الأفول، وافتضح أمر سياستهم العدوانية، ومعرفة الحقيقة العميقة التي تدفع نحو تدمير الدول العربية، وفتح بوابات عبور للمعارضين السياسيين والجماعات الإرهابية. لقد تبدت دوافع وأسباب عداء «الإخوان» لقومية الدولة وصناعة الانطلاقة الحقيقية الثابتة على مدى سنوات من قبل كل من تركيا وقطر و«الإخوان»: ثالوث الفوضى والإرهاب في ليبيا، بعد أن حاولت جماعة «الإخوان» التغلغل في دهاليز صناعة القرار في الغرب من خلال تقديم مشروع زعمت أنه سلمي في البداية، إلى أن تجلت نتائجه في مصر حين لجأت إلى العنف والإرهاب.

وها هنا تبدو المواجهة فعلياً بين قوى نشر الفوضى في المنطقة، وبين الدول التي تريد عودة الاستقرار إليها؛ بين قوى تريد تمكين الإسلام السياسي وبين دول تريد دولة مدنية، وليست تحت آيديولوجيا «الإخوان» وغيرهم، ومطامع إردوغان بعودة استعمار المنطقة، ولكن عبثاً ما صنع وخطط، فالدول العربية لن تكون إلا للعرب. إن غاية الدول العظمى لا تقبل النقاش، فهي تنظر إلى «الإخوان» على أنهم جسر عبور لتحقيق بعض الخطط السياسية بالمنطقة، وهذا ما ظهر جلياً في ليبيا «دوافع نفطية فضحت أبعادها المستترة بأقنعة الديمقراطية وحقوق الإنسان ونزع أسلحة الدمار الشامل» كما قال نعوم تشومسكي. وأثبت تصاعد الخلاف بين فرنسا وإيطاليا جزءاً من حقيقة أن هذا البلد ما هو إلا ساحة معارك بين جماعات إرهابية ليبقى منفذاً إلى أفريقيا، وساحة تنافس لدول عظمى مثل إيطاليا وبريطانيا وروسيا وأميركا وفرنسا.

هذا التحول الكبير في السياسة الأميركية سيكون الفيصل بين العنف والسلام في دول المنطقة، على الرغم من التقارير الإعلامية الأجنبية التي تفيد بأن سباقاً محموماً يدور بين إيطاليا وفرنسا، فيما يخص هذا الشأن للسيطرة على مفاتيح القرار لمستقبل ليبيا، في الوقت الذي حذرت فيه وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا، السلطات الفرنسية، من تدخلها في الشأن الداخلي للدولة الواقعة في الشمال الأفريقي؟ بالطبع، هذا ما حققه إرهاب «الإخوان» والدعم المستمر من تركيا وقطر لاحتلال الأراضي الليبية، وإحلال الفوضى والقتال عوضاً عن السلام والاستقرار، ورأى جبريل أوحيدة، في حديث لـ«العربية نت»، أنه في حالة انتصار الجيش الوطني الليبي وسيطرته على العاصمة طرابلس، سينهي حكم الميليشيات المسلّحة، وحكم «الإخوان»، وهذا ما يريده أغلب الليبيين، خصوصاً في منطقة الشرق، وغيرها سيؤدي إلى تقسيم البلاد، مشيراً إلى أن «هذه الخطّة هي التي يعوّل عليها تيار (الإخوان)، ومن يدور في فلكهم».

 

سؤال القمّتين

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/21 أيار/2019

يخيل إليّ أن الدعوة إلى قمّتين؛ عربية وخليجية، في وقت واحد، تهدف إلى التأكيد على خطورة المرحلة للفريقين: الأمة العربية بمداها الجغرافي، وصولاً إلى موريتانيا، والخليج العربي بصفته الجوار المباشر لإيران، والمعنيّ أكثر من سواه بالتهديد العسكري والنفطي والاقتصادي.

وفي مثل هذه المرحلة من الوقوف على حافة الحرب الكبرى، بين إيران والأمة، وإيران والخليج، لا مكان للمنطقة الرمادية: على جميع الدول أن تحدد موقعها وأن تعلن هويتها. الكلام المائع، أو المزدوج، لا يحل المشكلة، بل يفاقمها ويزيد من أخطارها الواضحة للعالم أجمع.

الحرب أسوأ الحلول. ولن يكون فيها منتصر، وإنما سوف تكون خسائر فريق أفدح من خسائر الآخر. ويرجى من جميع الإخوة المحللين ألا يطربونا بالنظريات حول من هو الفريق المولع بالحروب. عندما يقف العالم برمّته على شفير الحريق، فلا يعود السخف مسموحاً، ولا الرقاعة مقبولة. المسألة أخطر بكثير من أن تردد الفرق المألوفة أغاني الأرشيف. القمّتان مدعوّتان إلى تقرير المصير العربي في هذا الصراع المعلن، غير المتوقف، الذي بدأته إيران بجميع الوسائل وفي كل مكان، ولقد وضعت العالم العربي برمّته، والخليج العربي بصورة خاصة، في حالة استنفار واستنزاف دائمة. وحركت المشاعر والعصبيات القبلية في كل أرض، وصولاً إلى آسيا الوسطى. وحولت الخلافات المذهبية القائمة منذ قرون إلى نزاعات ملتهبة وصراعات حارقة.

كل هذا المشهد لم يكن قائماً قبل قيام الجمهورية الإسلامية، التي وضعت العرب على حافة الجدار، ووضعت نفسها قبالته. القمّتان اللتان دعا إليهما الملك سلمان بن عبد العزيز، بطريقة لا سابقة لها، هما من أجل أن يحسم العرب قرارهم، بعدما نقلت إيران الصراع من عربي - إسرائيلي، إلى عربي - إيراني. ونقلت لغة الغطرسة من تل أبيب إلى طهران. وبكل بساطة، اتخذت هي خيارها بين العرب، فذهبت إلى حلف مع الدوحة وأنقرة، معلنة العداء الشرس لجميع الآخرين من العرب. التاريخ الذي شهدناه وعشناه جميعاً منذ 50 عاماً إلى الآن، كل ما فعله الخليج فيه أنه حاول صدّ الهجمات والاجتياحات والمؤامرات... من الجزر الإماراتية المسروقة، إلى الغزو العراقي للكويت، إلى حروب النفط في الخليج، إلى تهديد الممرات المائية والمصافي، إلى محاولة الزعزعة في دولة صغيرة مثل البحرين، إلى خطف اليمن نحو لغة الإخوة في «الجزيرة» ومضافات إردوغان في إسطنبول. إذا كانت إيران صادقة حقاً في أنها لا تريد الحرب الكبرى، فيجب أن تكفّ أيضاً عن الحروب الصغيرة. هذا سيكون السؤال الرئيسي في القمّتين.

 

قلب الإرهاب أم عقله؟

يوسف الديني/الشرق الأوسط/21 أيار/2019

سيظل إلى أجل غير مسمى ملف الإرهاب هو الأول على قائمة القضايا الكبرى التي يعاني منها عالم اليوم، إذ يزداد القلق في المجتمع الدولي بأسره، وليس في الدول التي تتعرض لعمليات إرهابية تتذرع بإرادة التغيير العنفي للواقع.

التطرف بكل صوره وأشكاله لم يعد جدلاً داخلياً، بل أصبح تياراً «معولماً» تحاول التنظيمات الإرهابية استغلال حضوره الطاغي على مشهد الأحداث لتنفّذ بوسائلها الإعلامية نصب الفخاخ لعقول الناشئة بهدف اجتذاب المزيد من الأنصار والمتعاطفين الذين يمكن تحويلهم إلى عناصر «تضحوية» بسهولة في ظل غياب البرامج المضادة التي تحاصر هذا الفكر المتطرف باستراتيجية بعيدة المدى تصل إلى قلوب الشباب وعقولهم وتقدم البدائل الملموسة لهم. أصبح عبء الإرهاب الأمني يلقي بظلاله على كل دول العالم ودون استثناء، لكن هذا العبء أيضاً انعكس على مسألة أساسية تغيب في زحام الأحداث الإرهابية التي تتصدر المشهد بوتيرة سريعة؛ وهي الجانب الفكري في المسألة، فإذا كان ثمة تراجع في الدافع الديني للكوادر الشابّة المأخوذة بميديا التنظيمات الإرهابية المتطورة؛ فإن المحرّك للشعارات وبناء خطابات التجنيد والاستثمار في المقاتلين فكرياً ما زال هو الخزان الذي يعتمد عليه الإرهابيون في ملء نضوب تنظيماتهم متى اشتد الخناق عليها أو تمت محاصرتها مالياً.

في زحمة الفتاوى والبرامج الدينية كل عام تتكرر الأسئلة والإجابات ذاتها عن مسائل شرعية تفصيلية، معظمها يدخل في مجال المباحات أو الأحكام التعبدية التي يعاد السؤال عنها بـ«وَرَع بارد» مع جذوة الحماسة الدينية في شهر رمضان، وهذا كله أمر متفهَّم ولا غبار عليه. لكن الإشكالية تبدأ من تحول الأسئلة عن مجالها الشرعي إلى مجالات أخرى سياسية واقتصادية، ويتم الزج بقائمة طويلة من أعقد القضايا الشائكة التي يعاني منها العالم على أكثر من مستوى، ليطالَب الشيخ وبشكل ارتجالي بالبت فيها، ومن ثمّ تتحول رؤيته الشخصية إلى موقف شرعي يتم تداوله وتحويله إلى منتجات ثقافية تبدأ برسائل الجوال وتنتهي إلى مشاريع وحملات احتجاجية على مواقع الإنترنت، وكل فئة تنتمي إلى تيار فكري معين تستجلب مثل هذه المواقف المرتجلة لتأييد رؤيتها الخاصة في صراعها مع المنافسين أو حتى الخصوم من المعارضين لهكذا استغلال للشعارات الدينية التي تعبّر عن اجتهادات شخصية، وليست معبرة عن خطاب ديني مستند إلى رؤية شرعية بحثية قائمة على الفحص والتأمل وقراءة الواقع بأدوات متخصصة.

هناك اضطراب شديد وحمى بيانات وفتاوى مرسلة هذه الأيام، أغلبها لا يعدو أن يكون تسجيل موقف بشكل انطباعي من طرف الذهن، بسبب الحرص الشديد على التزامن مع ما يجري في مسرح الأحداث السياسية من تفاعلات النخب الفاعلة، سواء الفكرية منها أو الإسلامية، هذا التصارع لتسجيل موقف لا يعكس طبيعة الأمانة التي يتحملها العلماء والدعاة والمتحدثون باسم الإسلام، الديانة التي يعتنقها أكثر من مليار شخص، بقدر أنه رغبة في التسيّد وامتلاك مشاعر الجماهير، والفوز بشرف تمثيلهم والتعبير عنهم بشكل قاطع ونهائي. إن التحول من التطرف الديني البغيض الذي يختزل رحابة الإسلام ومدنيته وإنسانيته وتسامحه في التجييش والمواجهة واستعداء الآخرين، هو المشكلة الحقيقية التي هيّأت للإرهاب أن يتعملق ويصبح واقعاً معيشاً بعد أن كان فكرة منبوذة، والتماثل في كثير من الأفكار النظرية بين الإسلام الأصولي النظري والممارسة القاعدية هو الذي يجعل تحول أحد أطراف الفريقين إلى الآخر مرهوناً بقناعته الشخصية وتقديره للمصلحة، ومهما قيل عن تراجعات وخطاب جديد داخل تيار عريض من الدعاة، وهذا يجب أن نثمّنه ونشدّ من عضده، إلا أن التحولات الكبرى على مستوى الثقافة الاجتماعية السائدة في العقل الجمعي والتي تشكلت عبر سنوات طويلة منذ انشقاق الحركات الأصولية من عباءة الحركات الإصلاحية الدينية، بحاجة إلى استراتيجيات ثقافية بديلة طويلة المدى، تشارك فيها الحكومات والمؤسسات الرسمية والجمعيات الأهلية المتخصصة، بمساندة مراكز الأبحاث المتخصصة في دراسة الظواهر الفكرية وعلائقها الاجتماعية.

لقد ضحّت المجتمعات الإسلامية والعربية كثيراً في مواجهة الإرهاب وربما أكثر من غيرها، لكن مناخات التطرف وخزانات التفكير للعقل الإرهابي تلوذ بالفرار كل مرة، وتعيد بناء نفسها؛ ولا يمكن الخروج من هذه الدوامة دون استراتيجيات مؤسسية ومجتمعية لوقاية الأجيال الجديدة عبر مبادرات ومشاريع الأمن الفكري طويلة المدى، لضمان عدم استنساخ وجه التطرف القبيح لذاته مرّات وكرّات.

 

الفضل ناسب بيننا!

تركي الدخيل/الشرق الأوسط/21 أيار/2019

في الكتابة، ليس أصعب من الحذف بعد الإثبات!

تتبُّع صورة أو لقاء، وتكتبه بأكثر من طريقة، لتقربَه للقارئ الذي تتمنى بصدق أن تحافظ على تركيزه واستمتاعه بما يقرأ، محاذراً أشدَّ الحذر أن يقولَ: ما لهذا الكاتب الثرثار، يُكثر الحشوَ، ويقفز بي من فكرة لغيرها، بل ويسهب في الحديث عمّن لا يهمني.

وإن استدركت على كتاب «التسامح»، كثيراً من القصص التي سوّدتها وحفظتها، ولم أضعها في الكتاب، مخافة إطناب يملّه القارئ، لكن مَن قرأ الكتاب علمَ إعجابي بصداقة رجلين كانا نموذجَ التسامح والصداقة والمحبة، رغم فارق العمر واختلاف الديانة وانتفاء المصالح الذاتية.

أما الأول، فعميد فأشعر القرشيين، كما يتفق كثيرون، وليس مثلي من يخالفهم، ولحسن حظه أنه ولد بعد أربع سنوات من مقتل شاعر العرب الأول أبي الطيب المتنبي، فقد قال الشعر في العاشرة من عمره، وتولى نقابة الطالبيين، وإمارة الحج، والنظر في المظالم، قبل أن يجاوز الحادية والعشرين من عمره العريض.

كان الشريف الرضي عاليَ الهمة موفورَ النعمة، على زهد لا ينكره من عرفه، ولم تمنعه مكانته من قرض الشعر وسحر القلوب، فها هو الدكاترة زكي مبارك، الذي يرى الشريف أشعر من أبي الطيب، يقول في كتابه الجميل «عبقرية الشريف الرضي» بصريح العبارة: «طُلب إليَّ أن أكتب عن أعظم شاعر أنجبته العربية، فكتبت عن الشريف الرضي». ومَن وقف على ديوان الشريف رأى رجلاً يريد الوثبة فلا يطيعه الزمان، وأصاب غبارُ الحرب عينه وأنفه، وكبده مفتتة حال الحزن، وهو من أرقّ الناس قلباً، وأكرمهم نفساً.

في سيرة الشريف الرضي، أنه كان عفيفاً لا يقبل الصِّلات (الهبات)، ولا الجوائز، مخافة أن يَمدح من لا يستحق، أو أن يشعر بمنة أحد، حتى ردَّ ما كان جارياً لأبيه من صِلات الخلفاء والملوك.

أصرَّ بنو بويه عليه ليأخذ الصِّلة، فما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.

وما أجمل وصف السيد الرفاعي للشريف الرضي بأنه: «كان أشعر قريش؛ وذلك لأن الشاعر المُجيد من قريش، ليس بمُكثر، والمُكثر ليس بمجيد، والرضي قد جمع بين فضلي الإكثار والإجادة، وكان صاحب ورع، وعفة، وعدل في الأقضية، وهيبة في النفوس»!

ومن عجيب خبر الرضي، الذي يرفض العطايا مخافة استمالة أبياته، أنه يُحَبِّرُ قلمه ثناء، وتفيض قريحته مدحاً في رجل من عامّة الناس، بل من أقليات بغداد التي اشتغلت بالطب، وهو من الصابئة، فجدُّه ثابت بن قرة، الذي «أدخل الصابئة إلى أرض العراق، فثبتت أحوالهم وعلت مراتبهم، وبرعوا في مختلف الآداب والعلوم»، طبقاً لابن القفطي.

وإذا ذُكر الصابئة، ذُكر أبو إسحاق، صاحب صاحبنا الشريف الرضي، وخليصه من الناس، رغم فارق العمر، واختلاف الديانة، ولا ندري أيهما البادئ بالفضل على صاحبه، إذ نجد أن الشيخ أبا إسحاق، الذي يكبر الشريف الرضي، يرى فيه النجابة مبكراً، فيقول فيه:

أبا حسنٍ لي في الرجالِ فراسةٌ

تعودتُ منها أن تقولَ فتصدقـا

وقد خَبَرَتني عنكَ أنّك مـــــاجدٌ

سترقى من العليا أبعـدَ مرتقى

فوفَيتُكَ التعظيم قبل أوانـــــــــه

وقلتُ أطالَ اللهُ للسيـدِ البقـــــا

ولأنَّ الشيبَ، صبغ مفرق أبي إسحاق، فيما الفتى القرشي لم يجاوز السابعة عشرة، فلم تقبل شيمة الشريف ألا يُسلّي صاحبه ويواسيه، فقال:

ولو أنَّ لي يوماً على الدهر إمرة

وكان لي العدوى على الحدَثانِ

خلعتُ على عطفيك بُرد شبيبتي

جَواداً بعمري واقتبال زماني

وحمَّلتُ ثقل الشيب عنك مفارقي

وإن فلّ من غربي وغضّ عناني

وما سبق ليس نادراً، فبين الرجلين شعر ونثر كثير، جُلُّهُ رقيق يُسعد النفوس، ويشعرك بجمال العلاقات الإنسانية حين يكون الوداد عمادها والصداقة منبتها.

ولا أنفي أن البعض تتبعوا علاقة الرجلين، مستندين إلى غرابتها، إنْ بالنظر إلى الفوارق العمرية أو الدينية، وبخاصة أن أثر هذه العلاقة الشفافة باقٍ إلى اليوم، فخلصوا إلى أن أبا إسحاق كان جليساً لوالد الشريف، نديماً له، كما يجمعهما بغضُ عضد الدولة البويهي، لكن جامع البغض المشترك، وإنْ عظم، لا يُنبت رقّة كالتي بين الشاب سليل بيت النبوة، والشيخ الصابئي الذي لا تجمعه بالشريف سوى علائق الأدب، وتقدير النباهة، وصداقة الأب، فيضع الشريف الرضي المعيار الحقيقي بين الناس:

الفضل ناسب بيننا إن لم يكن

شرفي مـناسبه ولا ميلادي

إِلا تكن من أُسرتي وعشائري

فلأنت أعلقهم يداً بـودادي

أو لا تكن عالي الأصول فقد وفى

عِظــمُ الجدود بسؤدد الأجــداد

ولا يقصر أبو إسحاق في الوصال، بل يشتاق إلى مجلس الشريف، ويندب حظه إن لم يره لبُعد المسافة، فيكتب إليه بدم القلب:

فإن تنأَ عنك الدارُ فالذِّكر ما نأى

وإن بان منّي الشخص فالشوق لم يَبِنِ

وقد فُجع أبو إسحاق باثنين من أبنائه، فكانت الرسائل بين الرجلين أرقى مواساة وأجمل تسلية، صنيع محبة الصديق الذي لا يرجو إلا الترويح عن صاحبه.

أما الشيخ، فلم يخفِ لوعة اشتياقه لخليله، إذ قال:

أشتاقكم فدواعي الشوقِ تُنهضني

إليكمُ وعوادي الدهر تُقعدنـي

وأعرضُ الودَّ أحياناً فيؤنسني

وأذكرُ البُعدَ أطواراً فيوحشنـي

هذا ودجلــةُ ما بينــي وبينكــــــمُ

وجانب العبرِ غيرُ الجانب الخشنِ

وإنْ برع أبو إسحاق في النثر، أكثر من الشعر، إلا أنه كان يطلب من صديقه الشريف رأيه حين يجترح الشعر، ويفرح بردود الرضي، التي لم تكن تبطئ أبداً، وفي ذلك يقول أبو إسحاق: «فلو استطعت أن أسعى إلى أنامله، التي سطرت تلك البدائع، ورصفت تلك الجواهر، لفعلت مسارعاً، حتى أودعهن عن كل حرف قُبلة، إذ كن للفضائل معادن وللمحاسن مكامن».

عُرضت الوزارة على أبي إسحاق، شريطة أن يسْلم ويترك دينه، لكن الرجل احتفظ بدينه ولم يطمع في المنصب، ورغم تقلب الأحوال بالرجلين، إلا أن كلاً منهما ضرب أروع الأمثلة في الإخاء والصداقة المتعالية على تقلب الأيام واختلاف الأحوال.

وأرهف حواسك لوصف الشريف، المحبة العالية:

إخاءٌ تساوى فيه أُنساً وإلفــــــــة

رضيعُ صفاء أو رضيع لِبـــــــــان

تمازج قلبانا مزاج أخوة

وكلُّ طلـوبي غايـة أخوان

وغيـرك ينبو عنه طرفي مجانباً

وإن كان مني الأقرب المتداني

وربَّ قريب بالعداوة شاحط

وربَّ بعيد بالمودة داني

وقد كان الشيخ أسبق إلى ربِّه من الشاب، الذي جُمع له الشعر بعد أبي الطيب، ولم يبخل صاحبنا الشريف على صديقه بالرثاء، فرثاه بدالية وقافية ويائية، بثلاث قصائد، كل واحدة أرقّ من أختها، فمن داليته يقول:

فقد كنت أهوى أن أُشاطرك الردى

لكن أراد الله غير مُرادي

ثكلتْك أرضٌ لم تلد لك ثانياً

إني ومثلك مُعوزُ الميلاد

لك في الحشا قبرٌ وإن لم تأوِه

ومن الدموع روائحٌ وغوادي

هذا نزر يسير من علاقة محبة وصداقة لولا التسامح لما كانت ولما نُقلت إلينا هذه النصوص التي تفيض رقةً وإحساساً وإنسانية.

 

الإخوان» واستماتتهم للسيطرة على مستقبل ليبيا

مها محمد الشريف/الشرق الأوسط/21 أيار/2019

لا بد من التسليم بأن فشل «الإخوان» في مصر حدد هوية هذا التنظيم، الذي اتسم بالخداع والتقية والقفز على ظهر الثورات للاستيلاء على مكتسباتها، ومع ذلك كان الكثير من الناس مخدوعين بالنظريات المطروحة من قبل هذا التنظيم الإرهابي وحماسته الثورية، وأرغموا مجتمعاتهم على متابعة هذا التيار المعادي للبشرية واستقرار الدول، فمنذ ذلك الحين ولدت أغلب الجماعات الإرهابية من رحم التنظيم، وأصبحت ذراع «الإخوان» لنشر الفوضى في المنطقة. وتأسيساً على ذلك، باتت كثير من الأحزاب السياسية في منطقة الشرق الأوسط لها علاقة وروابط بأولئك الذين يتاجرون بالدين، لتحقيق المنهج السياسي المطلوب، ويخدم أجندتهم في كل بلد، ولهم في كل مكان قاعدة جماهيرية وحزبية سياسية، ومنها حزب «التنمية والعدالة» التركي الذي يستقبل بصدر رحب المندسين في عباءة «الإخوان»، الفارين من بلدانهم، لإشعال فتيل مزيد من الفوضى في المنطقة، ولكن تغير قواعد اللعبة في دعم الإسلام السياسي من قبل الولايات المتحدة أثبت أن ظاهرة الإسلام السياسي لا تزول إلا بزوال أسبابها. ومحاربة الإرهاب من قِبل الولايات المتحدة تستهدف إيران وأنشطتها المخادعة و«الإخوان»، فقد سعى الرئيس دونالد ترمب إلى إدراج جماعة «الإخوان المسلمين» على قوائم الإرهاب، مما يعد صفعة جديدة تلقاها تنظيم «الإخوان» الإرهابي. أيضاً أعلنت الإدارة الأميركية أنها تتخذ خطوات على الصعيد الداخلي لإتمام هذه العملية، كما كشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، من خلال تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، نقلت فيه عن مسؤولين مطلعين على القضية، أن الإدارة الأميركية تعمل على تصنيف الجماعة «تنظيماً إرهابياً خارجياً»، وهي الخطوة التي ستُفرض بموجبها عقوبات اقتصادية واسعة النطاق على الجهات التي تتعامل تجارياً مع «الإخوان».

هناك تغيرات ملموسة في السياسة الأميركية حول الإسلام السياسي بإيقاف هذا التيار عن استمرارية السلطة الاستبدادية المعارضة لاستقرار الدول. بل هي الخطوة الأكثر أهمية التي تنهي آمال التنظيم الإرهابي، وهذا بلا شك يبعثر أوراق حزب «العدالة والتنمية» التركي، ويعطي الضوء الأخضر لاستراتيجية لم تكن موجودة في صفوف هذه الحركات المنظمة من قبل تركيا وقطر، ولا يغيب عن ذهن الرئيس إردوغان الآن أن التفاهم حول المكونات الدينية للمنطقة، ومنطق القوة واستمالة الجماهير بدأ في الأفول، وافتضح أمر سياستهم العدوانية، ومعرفة الحقيقة العميقة التي تدفع نحو تدمير الدول العربية، وفتح بوابات عبور للمعارضين السياسيين والجماعات الإرهابية. لقد تبدت دوافع وأسباب عداء «الإخوان» لقومية الدولة وصناعة الانطلاقة الحقيقية الثابتة على مدى سنوات من قبل كل من تركيا وقطر و«الإخوان»: ثالوث الفوضى والإرهاب في ليبيا، بعد أن حاولت جماعة «الإخوان» التغلغل في دهاليز صناعة القرار في الغرب من خلال تقديم مشروع زعمت أنه سلمي في البداية، إلى أن تجلت نتائجه في مصر حين لجأت إلى العنف والإرهاب. وها هنا تبدو المواجهة فعلياً بين قوى نشر الفوضى في المنطقة، وبين الدول التي تريد عودة الاستقرار إليها؛ بين قوى تريد تمكين الإسلام السياسي وبين دول تريد دولة مدنية، وليست تحت آيديولوجيا «الإخوان» وغيرهم، ومطامع إردوغان بعودة استعمار المنطقة، ولكن عبثاً ما صنع وخطط، فالدول العربية لن تكون إلا للعرب. إن غاية الدول العظمى لا تقبل النقاش، فهي تنظر إلى «الإخوان» على أنهم جسر عبور لتحقيق بعض الخطط السياسية بالمنطقة، وهذا ما ظهر جلياً في ليبيا «دوافع نفطية فضحت أبعادها المستترة بأقنعة الديمقراطية وحقوق الإنسان ونزع أسلحة الدمار الشامل» كما قال نعوم تشومسكي. وأثبت تصاعد الخلاف بين فرنسا وإيطاليا جزءاً من حقيقة أن هذا البلد ما هو إلا ساحة معارك بين جماعات إرهابية ليبقى منفذاً إلى أفريقيا، وساحة تنافس لدول عظمى مثل إيطاليا وبريطانيا وروسيا وأميركا وفرنسا.

هذا التحول الكبير في السياسة الأميركية سيكون الفيصل بين العنف والسلام في دول المنطقة، على الرغم من التقارير الإعلامية الأجنبية التي تفيد بأن سباقاً محموماً يدور بين إيطاليا وفرنسا، فيما يخص هذا الشأن للسيطرة على مفاتيح القرار لمستقبل ليبيا، في الوقت الذي حذرت فيه وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا، السلطات الفرنسية، من تدخلها في الشأن الداخلي للدولة الواقعة في الشمال الأفريقي؟ بالطبع، هذا ما حققه إرهاب «الإخوان» والدعم المستمر من تركيا وقطر لاحتلال الأراضي الليبية، وإحلال الفوضى والقتال عوضاً عن السلام والاستقرار، ورأى جبريل أوحيدة، في حديث لـ«العربية نت»، أنه في حالة انتصار الجيش الوطني الليبي وسيطرته على العاصمة طرابلس، سينهي حكم الميليشيات المسلّحة، وحكم «الإخوان»، وهذا ما يريده أغلب الليبيين، خصوصاً في منطقة الشرق، وغيرها سيؤدي إلى تقسيم البلاد، مشيراً إلى أن «هذه الخطّة هي التي يعوّل عليها تيار (الإخوان)، ومن يدور في فلكهم».

 

الميزة التنافسية!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/21 أيار/2019

لي صديق عزيز من سوريا، ابن أسرة كريمة من دمشق، يعاني مر المعاناة جراء طغيان وقمع نظام بشار الأسد، ما اضطره لترك البلاد، واليوم وهو في النصف الثاني من الخمسينات العمرية بات ينظر لحياته بحس فلسفي عميق وروحانية نقية، ويستطيع أن يقول ما استفاده في حياته دون خوف أو مجاملة.

وقال لي: اليوم وبعد أن قمت بعمل جرد وكشف حساب لحياتي تبين لي أن أهم قيمة في الحياة هي الحرية، وأتعجب من نفسي ماذا لو اشتريت هذه القيمة مع كل نفس من أنفاس حياتي، ماذا لو كنت تجرعت ثقافة الجرأة والنقد، بدلاً من أسمال الخوف وثقل الفزع من صفعة شاردة من يد رجل أمن يحمي فاسدين، فيصفعنا بدلاً من أن يصفعهم، إذا أساءوا، أوليس هذا دورهم الأصلي، ومهمتهم الأساسية، بموجب القانون؟ إنها الحرية. تذكرت هذا الحوار مع صديقي، وأنا أتابع تداعيات خبر إلغاء شركة «غوغل» الأميركية الدعم التقني والتطبيقات والتحديثات لكل برامجها لهواتف شركة «هواوي» الصينية، في ضربة مؤلمة وموجعة جداً، نظراً لأهمية برامج «غوغل» للمستخدمين، فهي تملك أهم موقع بحثي على الشبكة العنكبوتية، وأهم موقع للبريد الإلكتروني، وأيضاً موقع «يوتيوب» المشهور، وبالتالي لن يكون أمام «هواوي» من خيارات سوى إطلاق مواقع «بديلة».

هذه جولة في الحرب التجارية الهائلة بين أميركا والصين، و«غوغل» ترد «الدين» للصين التي منعتها من ممارسة عملها في الصين، وحجبت مواقع الشركة بها، وقامت الصين بتوفير منتج «بديل» يشمل موقع الشركة الأصلي، تماماً كما وفرت مواقع «بديلة» لـ«تويتر» و«فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب».

مواقع عليها رقابة هائلة من النظام، ولا يوجد أي معيار لحرية النقد والتعبير والإبداع فيها، هذه النوعية من المنتجات لن تكون بالإمكان ناجحة، وتعبر الحدود كبديل لـ«غوغل» وغيرها. الذي تعوَّد على الحرية لن يستطيع التكيف على الاختناق. وهذه هي الميزة الأهم في الاقتصاد الرقمي الجديد الذي تروج له أميركا.

حرية الرأي والتعبير بالتقنية هي مسألة لا يمكن أن تنافس فيها الصين بوضعها الحالي. الحرية حق مكفول في الأديان والفطرة، ويكون أعظم لو كان للتقنية دور في ترويج وتمكين الإبداع والتميز لأجل ذلك. الصين فشلت في تصدير المواقع والتطبيقات التي استحدثتها لسوقها المحلية كبديل للمواقع المشهورة في أميركا، لأنها مواقع مقيدة. الإبداع لا يكون إلا بمناخ حر وغير مقيد. هذه أهم شروط نجاح المبدع، ويبقى ذلك الأمر سر تفوق وتميز أميركا. إنها الفكرة التي تولد من رحم الإبداع الذي يأتي من الحرية.

 

هل تصمد إيران أمام المطرقة الأميركية؟

جورج حايك/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 21 أيار 2019

تزيّن لوحة جدارية رائعة الجناح الرئيسي للقصر الملكي في مدينة أصفهان الإيرانية، حيث يتجسّد فيها رسم لمعركة تشالديران التي تعود إلى القرن السادس عشر، وقد جرت بين الإمبراطوريتين التركية العثمانية والفارسية الصفوية. يبدو أنّ اللوحة الجدارية تُظهر الجيش الفارسي منتصراً، بعد أن سحق خصمه التركي. لكنّ حقيقة ما ترمز اليه هذه الجدارية هي انتصار حاسم للعثمانيين، الذين أرادوا ضمّ شرق الأناضول وشمال العراق. يصرّ الإيرانيون على التشويه التاريخي الذي يخدم كبرياءهم فيجعلوا من الهزيمة انتصاراً، بل إنهم يفاخرون بالشجاعة والبطولة التي قاوموا بها عدوّاً تفوّق عليهم بالعدد ونوعيّة السلاح.

يجب على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن تستخلص الدروس والعِبر من هذه الجدارية الفنّية كثيرة الرموز والدلالات حول مفاهيم الربح والخسارة لدى الإيرانيين. لقد مر عام على تخلّي ترامب عن الاتفاق النووي الذي وُقّع عام 2015 وأدى إلى تراجع الأنشطة النووية الإيرانية ووضعها تحت نظام التفتيش الدولي الأكثر صرامة قبل أن تفرض واشنطن على إيران أحد أكثر أنظمة العقوبات قسوة يمكن أن تفرض على أيِّ خصم، وقد أدرجت وزارة الخزانة الأميركية ما لا يقل عن 1000 من الكيانات والأفراد الإيرانيين على اللائحة السوداء، واستهدفت كل قطاعات الاقتصاد الإيراني تقريباً. لا شك في أنّ سياسة «الضغط الأقصى» للإدارة الأميركية تلحق الضرر الاقتصادي الكبير بإيران ما أفقد العملة الإيرانية ثلثي قيمتها، وانخفضت صادرات النفط إلى معدلات غير مسبوقة. وعلى رغم من أنّ الغذاء والدواء معفيّان من العقوبات، فإنّ عزل إيران عن النظام المالي العالمي يؤدي إلى أزمة إنسانية، حتى إنّ بعض العائلات باتت محرومة من تناول اللحوم منذ أشهر وتعاني من نقص في الأدوية الأساسية. مع ذلك، لم نلمح حتى الآن أيَّ مؤشر الى أنّ سياسات إيران الإقليمية تتغير أو أنّ قادتها على استعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات والاستجابة لمطالب إدارة ترامب. ولم تظهر في الأفق أيّ إشارات بأنّ الضغوط الاقتصادية قد تؤدي إلى اضطرابات شعبية تهدّد بقاءَ النظام. يبدو أنّ هناك اعتقاداً راسخاً لدى صانعي القرار في الولايات المتحدة، بأنّ إيران لن تستسلم إلّا لضغوط هائلة، وهي نقطة لم تصل اليها بوضوح. مع الانتخابات الرئاسية المقررة في الولايات المتحدة في نهاية السنة المقبلة، تصعّد الإدارة الأميركيّة بسرعة وتيرة العقوبات من خلال خطوات غير مسبوقة شملت تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وقلّصت صادرات النفط الإيراني إلى الصفر بين ليلة وضحاها، حسب التقارير الاميركية.

لكنّ ثلاثة عوامل رئيسة قد تُفقد سياسة الولايات المتحدة فاعليتها حيال ايران:

ـ أولاً، تبدو ايران حتى الآن مستعدة لتحمّل العقوبات عوضاً عن رفع الراية البيضاء وهي تدرك انّ فريق الأمن القومي الخاص بترامب يريد إسقاط الجمهورية الإسلامية، وتعتبر قيادتها أنّ العقوبات الاقتصادية مجرد خطوة من ضمن مجموعة من التدابير الرامية إلى زعزعة استقرارها. لذلك تعتمد استراتيجيّة مضادة تُختصر بكلمتين: المقاومة والبقاء على قيد الحياة. وتقول إنّ مجرد البقاء على قيد الحياة سيشكل انتصاراً مهما كانت الفاتورة باهظة. فلا الحصار ولا المعاناة الاقتصادية الطويلة أمر جديد بالنسبة الى حكّام إيران أو لشعبها. لقد سبق أن شهدوا نصف عائدات البلاد النفطية تتبخّر خلال الحرب الإيرانية ـ العراقية في الثمانينات، ومرة ثانية خلال الأزمة المالية الآسيوية في عام 1997، ومرة ثالثة نتيجة للحظر النفطي الأوروبي والعقوبات الأميركية عام 2012. وهذا يعكس براعة إيرانية في الالتفاف على العقوبات والحفاظ على الدولة، وعلى المجتمع واقفاً على قدميه.

ـ ثانياً، تجد طهران نفسها مضطرة إلى الإثبات لصانعي السياسة في الولايات المتحدة إفلاس نظرياتهم بأنّ الضغط الشديد يمكن أن يجبرها على الخضوع. في عام 1988، أعلن روح الله الخميني على مضض أنه «سيشرب من الكأس السامة»، ووافق على وقف إطلاق النار مع العراق. ولكن عندما صمتت المدافع، وبعد مئات الآلاف من القتلى والمصابين تمكنت إيران من ترسيخ حكم الجمهورية الفتية من دون أن تفقد مساحة من الأراضي. تمّ تطبيق منطق مشابه في عام 2003، بعد الغزو الأميركي للعراق، ضغطت طهران على زر التوقف الموقت للبرنامج النووي السري، خشية من أن تصبح الهدف التالي لتغيير النظام.

ـ ثالثاً، لن تتفاوض ايران مع واشنطن ما لم تكن تعلم أنّ لها يداً قوية نسبياً. على سبيل المثال عندما دخلت في مفاوضات جادة مع الولايات المتحدة عام 2012، اكتسبت نفوذاً كبيراً، تمثّل بآلاف أجهزة الطرد المركزي النووية، طن من اليورانيوم منخفض التخصيب، منشآت تخصيب اليورانيوم ومفاعل يعمل بالماء الثقيل. وها هي تحرّك حلفاءها الحوثيين و«حزب الله» لزعزعة الاستقرار الاقتصادي في الخليج، وما ضربات سفن الفجيرة ومهاجمة انابيب النفط السعودية إلّا رسائل ستستخدمها على طاولة المفاوضات مستقبلاً لرفع العقوبات مقابل الاستقرار في الخليج.

في المقابل ثمّة مَن يجد انّ ايران تلعب كل أوراقها على شفير الهاوية وبالتالي إذا استمرت في التخلي عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، فسترد الولايات المتحدة وإسرائيل باستهداف البرنامج النووي الإيراني، وعندها ستلعب ايران اوراقها بإطلاق يد حلفائها في المنطقة لاستهداف الغرب.

يبدو السباق محموماً بين نهج ترامب المتسارع في التصعيد وحشد قواه في بحر الخليج من جهة ورهان ايران على خسارة ترامب على المدى الطويل من خلال نهجها الذي يعتمد على النفس الطويل من جهة أخرى. لا يختلف اثنان على انّ ايران بلد يعاني اقتصاده من الخراب إلّا انّ نظامه قوي وقادر على الصمود بعد، وهو يتطلع إلى أن يقتنع ترامب بضرورة الخروج من المواجهة المتصاعدة إلى مفاوضات رابحة.

 

السيد خامنئي… مكة المكرمة من أمامكم اخلعوا عباءة الضلالة وادخلوها تائبين آمنين

 أحمد عبد العزيز الجارالله /السياسة/21 أيار/2019

* بداية أيَّدنا ثورتكم باعتبارها كما صوَّرتم للعالم ثورة شعب على نظام ظالم لكنكم بدلتم ظلماً بظلم أشد ومَذْهَبْتُم الدولة واعتديتم على دول الإقليم تحت شعار تصدير الثورة وأطلقتم وحوش الميليشيات والخلايا الإرهابية على أشكالها

* ولغتُم بدم اللبنانيين وهجَّرتم شبابه وقوَّضتم أجمل تجربة تعايش وطني إسلامي في العراق… أما في سورية فقد جعلتم شعبها حطباً في محارق توسعكم وصولاً إلى اليمن حيث افتعلتم حرباً أودت به إلى الهلاك… فعن أي حُسن جوار تتحدثون؟!

حين يقول رئيس الجمهورية الإيرانية السابق محمد خاتمي إنه لا يتوقع استمرار النظام الحالي حتى الانتخابات النيابية المقبلة بعد عشرة أشهر، بسبب الوضع الداخلي، فإنه بذلك يعبر عن حقيقة وليس خيالاً أو أوهاماً نتيجة معارضته للسلطة الحالية، وعلى هذا الأساس أيضا يمكن لنا كخليجيين، بوصفنا الجيران الأقرب إلى إيران، أن نتحدث بصراحة، ومكاشفة قادتها بكل ما نشعر به ونتوجس منه.

المرشد السيد علي خامنئي

أنا مواطن خليجي ممن أيدوا ثورتكم في عام 1979 باعتبارها ثورة شعب على نظام ظالم، أو هكذا صوَّر الإيرانيون الأمر للعالم، ورأينا فيها بداية جديدة يمكن البناء عليها استنادا إلى الشعارات التي أطلقتموها عن الأخوة الإسلامية، وحسن الجوار، ولم يكن لكل من في المنطقة، وقتذاك، أي شك أن ثمة علاقة جيدة مبنية على السلام والاستقرار ستكون بيننا، لكن المفاجأة الأولى جاءت من دستور دولتكم بتضمينه مبدأ الدولة الأممية الإسلامية، والتي تبدأ من المرحلة الخضراء وتعني احتلال دول الخليج العربية بداية، تحت عنوان أممية ولاية الفقيه، وهو ما درج على تسميته “تصدير الثورة”.

ثانيها, كانت من خلال مذهبة الدولة تحت شعار المذهب الواحد لها، لكن ربما يكون ذلك شأنا داخليا لا علاقة لأحد به، إنما حين يتحول إلى إثارة فتن مذهبية في العالمين العربي والإسلامي، وحين تصبح البحرين والمنطقة الشرقية والعراق، من وجهة نظركم مناطق محتلة، وفقا للنظرة المذهبية التي انطلقتم منها، عندها لا بد أن نتوقف طويلا أيضا عند هذا الأمر.

قبل ثورة الإمام الخميني، لم يكن في العالم الإسلامي أي تفريق بين سني وشيعي، بل هذه مذاهب تَعبُّّد لا تخرج عن هذا الإطار، ولو كانت هذه النظرة موجودة لدى المسلمين لكانوا استغلوها في الموقف من نظام حكم الشاه الشيعي، وبنوا عليها عدائية كبيرة، غير أن مفهوم الوحدة الإسلامية القائم على الفطرة في التنوع والتسامح التي رسخها الإسلام، كانت أقوى من تلك التناقضات الثانوية، بل الترهات المؤدية إلى فساد المجتمعات. الصدمة الثالثة بدأت مع قرع طبول الحرب عبر عمليات إرهابية ضد الآمنين الأبرياء في العراق مهَّدت لحرب ضروس استمرت ثماني سنوات، بلغت حصيلة ضحاياها أربعة ملايين بين قتيل وجريح ومعوق من الشعبين، ومثلهم نازحون ومهجرون عدا الخسائر المالية المباشرة التي قدّرت بـ600 مليار دولار. يومها خلع نظامكم الأقنعة كافة حين استغل تلك الحرب للمزيد من الإرهاب في المنطقة، سواء أكان في الكويت أم في المملكة العربية السعودية، لا سيما في محيط بيت الله العتيق والتفجيرات التي طالت الحجيج، وإطلاق الميليشيات المذهبية في العالم العربي تحت مسمى”أحزاب الله” التي هي أبعد ما تكون عن هذه التسمية، لأنها ولغت بدماء المسلمين والأبرياء في المنطقة والعالم. في تلك المرحلة كنتم السبب في استدراج القوات الأجنبية إلى المنطقة، وحربكم التي لم ينتصر فيها أحد، لا أنتم ولا عراق صدام حسين، وقد تسببت في دفع صدام لغزو الكويت هربا من أزمته الداخلية، فيما أنتم لجأتم إلى التلويح باحتلال البحرين، واستمرار مشروعكم التوسعي القائم على فرضية واهية وهي تفوق العرق الفارسي على الآخرين والعودة إلى مجد الامبراطورية التي أسقطها نور الإسلام حين دخل بلاد فارس.

السيد المرشد

مصطلح المرشد أساسه الرشد في التوجيه والمنطق والموقف والنظرة الحكيمة إلى الأمور، ويقوم على إفشاء السلام بين الأمم، وليس إشاعة الفرقة والحرب، وهنا ربما عليكم العودة إلى دستوركم الذي يتحدث في مواد عدة عن هذا الأمر، خصوصا ما يسمى المبادئ العامة فيه، لكن للأسف ما واجهته المنطقة طوال أربعة عقود من سلوك قادتكم، سواء أكان في عهد الإمام الخميني أم في عهدكم، لم يخرج عن إثارة الفتن والسعي إلى الحروب، وكأنكم تنفذون تلك الترهات التي أطلقها رئيس الجمهورية السابق محمود أحمدي نجاد عن ضرورة شيوع المظالم والمفاسد والحروب من أجل التسريع بظهور المهدي المنتظر، وكلنا في العالم الإسلامي نعرف، شيعة قبل السُّنة، أن ظهور المهدي المنتظر لن يكون بهذا الشكل إنما هو وعد الله للمسلمين كخلاص لهم حين تحين الساعة. في السنوات الأربعين الماضية امتدت أيديكم إلى لبنان حين ولغتم بدم أبنائه، هذا البلد الجميل الذي أصبح اليوم أشبه بالخرابة، وتسببتم بتهجير نحو أربعة ملايين من أبنائه إلى الخارج، وأحلتم هذا البلد الذي كان رئة يتنفس منها العالم العربي، بل العالم الثالث حضارة وحرية، مزرعة بوليسية، تسودها شريعة الغاب التي يستفيد منها حسن نصرالله وعصابته المسماة “حزب الله”، أستغفر الله أن يكون له أحزاب. مددتم يدكم على العراق ورحتم تعبثون به، حتى قوضتم أجمل تجربة تعايش وطني إسلامي، وأطلقتم وحوش الميليشيات المتعطشة للدماء، وساهمتم بتأسيس”داعش”، بل أفسحتم له المجال كي يستولي على مساحات شاسعة من العراق ويؤسس لصراع مذهبي لن تخمد أواره ربما بعد مئة سنة. ثم ذهبتم إلى سورية حيث زعمتم الدفاع عن شعبها الذي حوَّلتموه حطبا لحرب توسعكم، تحت شعار الوصول إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، فيما في اليمن قفزتم على مطالب الشعب وصادرتم عبر حفيد سيف بن ذي يزن الحوثي الإرادة الحرة وافتعلتم حربا مستمرة منذ أربع سنوات طمعا منكم في الوصول إلى شبه الجزيرة العربية والسيطرة على الأماكن الإسلامية لإضفاء الشرعية الدينية على مشروعكم الفارسي، غير أن الحرب المستمرة منذ أربع سنوات ونيف، ورغم كل صواريخكم التي يقصف بها الحوثي المملكة العربية السعودية يتهاوى مشروعكم وتندحرون أمام الجيش والمقاومة اليمنية.

السيد المرشد

تطول قائمة الصدمات والمفاجآت التي جعلتنا نتخذ الموقف المعادي من هذا السلوك التدميري الذي سرتم عليه طوال العقود الماضية، علما أن الله جل جلاله يقول في كتابه العزيز:”قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ”(آل عمران:64). إذا كان العزيز الجبار دعانا إلى أن نأتي بكلمة سواء إلى أهل الكتاب، أليس الأولى أن تكون كلمة السواء هذه بين المسلمين أنفسهم، أم أن شعار إسلامية الدولة لديكم ينفصل عن الواقع عندما يتعلق الأمر بطموحات أشخاص تتحكم بهم جاهلية العصور الظلامية وتحركهم فكرة التوسع والسيطرة والهيمنة؟

في العقود الأربعة الماضية خسرت المنطقة بسبب الحروب التي تسببتم بها، واستدراجكم للعقوبات على شعبكم، والإرهاب الذي رعيتموه نحو ثلاثة تريليونات دولار، ألم يكن من الأفضل توفير كل هذا من أجل رفاه وسعادة شعوبها، خصوصا شعبكم الذي يعيش نحو 56 في المئة منه حاليا تحت خط الفقر، ألا تتصورون أن أي حرب مقبلة، مهما كانت حدتها ستؤدي إلى انهيار كامل في البنى التحتية في بلادكم وموجة تهجير مليونية من شعبكم باتجاه الدول المجاورة، ولن تنتصروا في الحرب، لأن العالم كله ضدكم؟

السيد خامنئي

هناك قمة إسلامية في مكة المكرمة بعد أيام ألا ترونها مناسبة كي تتخلوا عن كل العنجهية وتأتوا إلى إخوانكم المسلمين متخلين فيها عن كل ترهات الحرب، وتحفظوا شعبكم وشعوب المنطقة… أليست هذه كلمة سواء بيننا وبينكم؟

إنها مناسبة جد مهمة في هذا الشهر الفضيل -الذي تكون فيه إثارة البغضاء والفتن أشد حرمة- أن تقرنوا القول بالفعل في ما أدمنتم على التصريح في شأنه وهو حسن الجوار، والأخوة الإسلامية، والسعي إلى التنمية المشتركة، من خلال بيان واضح للقمة الإسلامية تتخلون فيه، فعلاً لا قولاً، عن عصابات الإرهاب، وحلها، وعدم التدخل بشؤون الدول، أليس جوار بيت الله الحرام هو المكان الصحيح لإعلانكم هذا إذا كنتم تريدون فعلاً الجوار الحسن؟

والسلام ختام.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء وافق على طلب بطيش بفرض رسوم نوعية لحماية المنتجات الوطنية وفقا لطلب أبو فاعور وجلسة غدا لإجراء قراءة نهائية للموازنة

الثلاثاء 21 أيار 2019 /وطنية - انتهت عند السادسة جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت اليوم في السراي الحكومي برئاسة الرئيس سعد الحريري.

بعدها، تلا وزير الاعلام جمال الجراح المقررات الرسمية الآتية: "قرر مجلس الوزراء اليوم الطلب من كل الادارات اتخاذ الاجراءات القانونية بحق المؤسسات التي يستثمرها اجانب بشكل مخالف للقانون او تلك التي تستعين بعمال اجانب لا يحوزون على اجازة عمل قانونية.

- تكليف وزارتي المالية والخارجية والمغتربين إعداد مشروع مرسوم بزيادة الرسوم على الاعمال القنصلية في الخارج.

- تكليف وزارة الخارجية والمغتربين اعداد مشروع مرسوم يتعلق بتعديل الرسوم على تأشيرات الدخول الى لبنان مع الاخذ في الاعتبار مبدأ المعاملة بالمثل.

- تكليف وزارة الخارجية والمغتربين اعداد مشروع مرسوم يتعلق بتنظيم قسم جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة وتعديل الرسوم عليها.

- تكليف وزارة الاشغال العامة والنقل رفع التعرفة على فتح صالون الشرف بحيث تصبح 500 الف ليرة عن كل ساعة يفتح فيها الصالون لشخص واحد مع مئة الف ليرة اضافية عن كل شخص مرافق يتجاوز عمره الثمانية عشر عاما.

- الموافقة على طلب وزير الاقتصاد والتجارة المتعلق بفرض رسوم نوعية لحماية المنتجات الوطنية، وفقا لطلب وزير الصناعة وائل ابو فاعور والجدول المرفق بهذا الطلب".

ومن خارج الجدول، وافق المجلس على بعض القضايا.

وقال الجراح: "أجرينا اليوم القراءة النهائية، وانتهينا من الارقام والقوانين المرفقة بالموازنة. وغدا، عند الأولى والنصف سيلتئم مجلس الوزراء لإجراء قراءة نهائية لمشروع الموازنة، أي التعديلات والاضافات التي حصلت اليوم، وسيقوم وزير المالية بالعمل عليها تمهيدا لعرضها على مجلس الوزراء غدا على ان يلي الجلسة مؤتمر صحافي للرئيس الحريري والوزير خليل".

بطيش وأبو فاعور

بعد انتهاء الجلسة، تحدث وزيري الاقتصاد والتجارة منصور بطيش والصناعة وائل أبو فاعور إلى الصحافيين. وقال بطيش: "نود أن نعلم جميع الصناعيين وكل قطاعات الإنتاج في لبنان، أن كان هناك تعاون وثيق بين وزارة الصناعة وجمعية الصناعيين، وتفاهم مع جمعية التجار في بيروت، على إجراءات عدة، حماية للانتاج الوطني وتحفيزا للانتاج المحلي وتأمينا للتنافسية من دون أي احتكار. اتخذت إجراءات عدة بالأمس واليوم في مجلس الوزراء". أضاف: "الإجراء الأول وضع رسوم مقطوعة بنسبة 2 فيالئمة على كل المستوردات، بما يساهم في تحفيز الإنتاج الوطني، ما عدا الأدوية والسيارات الصديقة للبيئة وكل ما يستخدم من آلات وماكينات في الاقتصاد والإنتاج. وفي الوقت نفسه، هناك عشرون منتجا لبنانيا تقرر إعطاؤها حوافز جديدة من خلال دعمها بزيادة رسم على مثيلاتها المستوردة، من دون أن يؤثر ذلك على المستهلك اللبناني، وبما يؤمن إيرادات للخزينة ويساعد الإنتاج الوطني في أن يكون أكثر فعالية". وتابع: "هدفنا زيادة الإنتاج وبناء اقتصاد منتج في لبنان وليس فقط المالية العامة، رغم أهميتها. واليوم وبمناسبة إقرار الموازنة، وقد أصبحنا في المراحل النهائية منها، فإننا ننظر الى مرحلة جديدة، وهي كيفية تحسين اقتصادنا في كل القطاعات. العمل كان وثيقا للغاية بين الوزير أبو فاعور وبيني، وإن شاء الله يبقى التعاون مستمرا لما فيه مصلحة البلد".

أبو فاعور

ثم تحدث أبو فاعور فقال: "أعتقد أن اليوم هو يوم أبيض للصناعة اللبنانية والإنتاج في لبنان. فقد اتخذ مجلس الوزراء قرارا استراتيجيا غير اعتيادي بفرض رسوم نوعية على بعض المنتجات أو بعض القطاعات حماية لبعض المنتجات أو القطاعات الصناعية اللبنانية. هذا الرسم النوعي سيساهم بشكل كبير في حماية الصناعة اللبنانية وتخفيف العجز بالميزان التجاري وإعادة استنهاض عدد كبير من الصناعات التي كادت أن تندثر". أضاف: "القرار الذي صدر يشمل قطاعات الرخام والغرانيت، صناعة كرتون صواني البيض، البسكويت والويفر الذي كان سبق أن صدر قرار بمنع استيراده وأثبت عدم جدواه، قطاع النسيج والملبوسات الذي هو قطاع لبناني آيل للاندثار - لولا هذه الإجراءات التي نأمل أن تعيده إلى الحياة - قطاع ورق التخديد والتسليف، مواد التنظيف، البرغل والطحين، من دون المساس بسعر ربطة الخبز، أنابيب الحديد التي هي صناعة لبنانية مهمة جدا، الألومينيوم، الأدوات الصحية والمفروشات، فلبنان كان تاريخيا من أهم الدول المنتجة والمصدرة للمفروشات، أما اليوم فالسوق مستباحة بشكل كامل. فعلى سبيل المثال، في طرابلس فقط كان هناك 600 معمل مفروشات لم يبق منها سوى حوالى 10 في المئة والبقية أقفلت أبوابها وتوقفت عن الإنتاج. وكذلك، يشمل القرار الكورنفليكس والبرادات والمجمدات والأفران والغسالات، صناعة المحارم المعطرة والمأكولات المعلبة والورق الصحي، الأحذية والمصنوعات الجلدية ومستلزماتها، فهذا قطاع كبير جدا حيث كانت هناك معامل في لبنان تصنع وتصدر لكبرى الشركات. أما اليوم فقسم كبير من هذه المعامل إما أقفل إما آيل للاقفال. كما يشمل القرار قطاع الألبان والأجبان البيضاء، صناديق الشاحنات، وهذه الصناعة مهمة جدا في لبنان أيضا". وتابع: "أوجه الشكر لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي كان مبادرا وداعما لهذه الخطوة. كما أوجه الشكر لدولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي كان داعما وراعيا ايضا. كما أشكر الشريك الكامل الشراكة وزير الاقتصاد الصديق، الذي عملنا معه جنبا إلى جنب وكتفا إلى كتف من أجل الوصول إلى هذه النتيجة التي أؤكد أنها أدخلت الصناعة اللبنانية في مرحلة مختلفة كليا. هذا كسر لمحظور تاريخي بعدم حماية الصناعة اللبنانية، وهذا لا يمس بالاتفاقات الدولية مع الدول التي عقدنا معها اتفاقيات ولا يسبب مشاكل للصناعة اللبنانية أو للاقتصاد اللبناني مع أحد، لكني أعتقد أن الصناعة اللبنانية دخلت منعطفا استراتيجيا مختلفا اليوم. كما أوجه الشكر إلى الزملاء الوزراء والقوى السياسية المكونة لمجلس الوزراء، وآمل أن نكون اليوم قد خطونا الخطوة الأولى على طريق نهوض الصناعة اللبنانية".

 

رئيس الجمهورية: لبنان سيعود الى الموقع الافضل في المنطقة ونأمل موسما سياحيا واعدا جدا

الثلاثاء 21 أيار 2019/وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "ما نقوم به حاليا على الصعيد الاقتصادي سيعيد لبنان الى الموقع الافضل في الشرق الاوسط"، واشار الى ان "المواطنين لن يدركوا اهمية هذه التدابير الا بعد ان يلمسوا نتائجها الايجابية قريبا"، وامل ان "يشهد لبنان موسما سياحيا واعدا جدا هذا العام بفضل التمتع بمستوى امني افضل من اوروبا". كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من نقابة المهن البصرية في لبنان برئاسة احمد شري، الذي شكر رئيس الجمهورية على "اهتمامه ورعايته الدائمة للنقابة ولصدور قانون تنظيم المهن البصرية الذي نعتبر ان رده من قبلكم في المرة الاولى كان اجراء في محله، لأنه ادى الى اصلاح خلل واضافة تعديلات هامة جدا". واكد شري "السير في عملية تطهير المهنة من الدخلاء وانهاء الفساد فيها، وهو امر سوف يكتمل بدعمكم لتعديل بعض المواد في القانون المذكور، تتحول من خلاله نقابتنا الى نقابة آمرة لها سلطة الاشراف والضبط والمحاسبة".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشددا على "مواصلة العمل من اجل اصلاح ما يمكن والتغيير نحو الافضل"، وقال: "الكثير من التغييرات بدأت تظهر. هناك تظاهرات وشكاوى من قبل المواطنين، لكن لو لم نسلك هذا المسار لوصلنا الى الهاوية. فقد ورثنا ديونا زادت عن 80 مليار دولار، فضلا عن غياب سياسية اقتصادية واستدانة لتأمين الحاجات اليومية. بتنا نشتري من الخارج ولا ننتج شيئا، فيما الانتاج هو اساس الاقتصاد. وبالتالي ما قمنا به كان ضروريا، ولن يدرك المواطنون اهميته الا بعد ان يلمسوا نتائجه الايجابية قريبا". اضاف: "كنت دائما اخاطب الناس واقول ان الوضع صعب ولكن بامكاننا تخطيه. لكن كيف يمكن الخروج من الازمة اذا لم يساهم اللبنانيون في انجاح التدابير المتخذة للوصول الى الغاية المرجوة؟ لقد سبق وأشرت خلال كلمتي في حفل الافطار الذي اقيم في قصر بعبدا، الى انه اذا اردنا المحافظة على كل الميزات دون تضحية فسنخسرها كلها، وعلينا ان نضحي بالقليل من اجل استعادة الوضع الجيد الذي نتمناه". وتابع: "ان ما نقوم به حاليا، سيعيد لبنان الى الموقع الافضل في الشرق الاوسط. ففي ظل ما يحصل من حولنا، حافظنا على الامن والاستقرار وتمتعنا بمستوى امني افضل من اوروبا، ونأمل ان نشهد موسما سياحيا واعدا جدا هذا العام بفضل هذا الاستقرار الامني والى اشغال الفنادق بنسبة 100 في المئة. كما انطلقنا للتحضير لنهج اقتصادي ينهض بالبلد ويضعه على الطريق القويم".

عطاالله

الى ذلك، عرض رئيس الجمهورية مع وزير شؤون المهجرين غسان عطاالله خطة عمل وزارته "لاستكمال اعادة المهجرين الى مناطقهم وقراهم واقفال ملف المهجرين، واستطرادا اقفال الوزارة والصندوق المركزي للمهجرين واستبدالهما بوزارة الانماء الريفي، وذلك ضمن مهلة لا تتجاوز ثلاث سنوات" واوضح الوزير عطاالله انه "منذ تسلمي وزارة المهجرين وتنفيذا لما ورد في البيان الوزاري وبعد الاطلاع على الملفات المنجزة، شكلت فريق عمل متكامل اجرى مسحا شاملا ودقق بملفات كل قرية وبلدة على حدة، وتم على اساسه تحديد الآليات والضوابط لمعالجة كل العناوين، واحالة الملفات المستحقة الى صندوق المهجرين لصرف التعويضات بعد توافر الاعتمادات". واشار الى انه "بتوجيه من الرئيس عون وبالتعاون مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، فإن العمل سوف يستمر لانجاز هذه الخطة وفقا للاليات التي تم تحديدها"، لافتا الى ان "انجاز استكمال عودة المهجرين الى قراهم ومناطقهم بعد مرور 29 عاما على انتهاء الحرب اللبنانية و 26 عاما على عمل وزارة المهجرين والصندوق المركزي للمهجرين، سوف يتطلب اقرار قانون برنامج يخصص فيه اعتماد قدره 630 مليار ليرة لبنانية يمتد من العام 2019 الى العام 2032".

الرئيس عون

ونوه الرئيس عون بالخطة التي وضعها الوزير عطاالله، ولفت الى "اهمية انهاء هذا الملف الانساني والوطني في آن وطيه بصورة نهائية".

منظمة مالطا

ديبلوماسيا، استقبل الرئيس عون سفير "منظمة مالطا ذات السيادة في لبنان" برتران بزانسونو، يرافقه رئيس "الجمعية اللبنانية لفرسان مالطا" مروان صحناوي والمستشار في سفارة المنظمة في بيروت فرنسوا ابي صعب.

وتم خلال اللقاء البحث في عمل المنظمة في لبنان، من خلال مراكزها المنتشرة في عدد من المناطق اللبنانية. وعرض السفير للزيارة الرسمية المرتقبة للبنان والتي سيقوم بها الامير الرئيس الاكبر للمنظمة جياكومو دالا توريه ديل تامبيو دي سانغوينيتو في 4 تشرين الثاني المقبل لاجراء محادثات رسمية مع المسؤولين اللبنانيين، وتفقد مراكز المنظمة والنشاطات الصحية والانسانية التي تقوم بها. ووجه السفير بزانسونو دعوة للرئيس عون لحضور القداس السنوي الذي تقيمه المنظمة لمناسبة عيدها المصادف مع عيد شفيعها القديس يوحنا المعمدان، وذلك في 24 حزيران المقبل في كنيسة القديس يوسف للاباء اليسوعيين في شارع مونو في بيروت.

وفد مشيخة عقل

واستقبل الرئيس عون وفدا من مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، ضم القاضي الشيخ غاندي مكارم ممثلا شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن وعضو المجلس المذهبي الدرزي الشيخ سامي عبد الخالق، ووجها اليه دعوة لحضور الافطار الذي تقيمه مشيخة العقل غروب يوم السبت 25 ايار الجاري.

 

بري عرض الوضع مع كوبيش واستقبل نقابة اطباء الاسنان

الثلاثاء 21 أيار /2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش، وعرض معه للاوضاع في لبنان والمنطقة.

وكان الرئيس بري استقبل نقابة اطباء الاسنان في بيروت برئاسة النقيب روجيه ربيز وجرى عرض لشؤون وشجون المهنة ومطالب نقابية.

 

الراعي تسلم رسالة تعزية بالبطريرك صفير من رئيس الامارات العربية المتحدة

الثلاثاء 21 أيار 2019 /وطنية - استقبل البطريرك الكاردينال ماربشارة بطرس الراعي، سفير دولة الامارات العربية المتحدة د.حمد سعيد الشامي، ناقلا رسالة تعزية من معالي وزير التسامح الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، تضمنت تعازي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، بوفاة المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير، والذي وصفه بأنه كان من أكرم الناس وقدوة في الحكمة وبُعد النظر، وكان مساهماً في بناء الانسان المؤمن بربه والمخلص لوطنه، كما ساعد في الحفاظ على المكانة المرموقة للبنان في المنطقة والعالم.

 

كتلة المستقبل دعت لتحييد الحركة النقابية عن الاستغلال السياسي: لموازنة ترقى الى مستوى التحديات المالية والاقتصادية

الثلاثاء 21 أيار 2019 /وطنية - عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعا بعد ظهر اليوم، برئاسة النائبة بهية الحريري، في "بيت الوسط"، استعرضت خلاله آخر المستجدات والاوضاع العامة، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب نزيه نجم سجلت فيه الكتلة "لمجلس الوزراء عمله المتواصل ليلا ونهارا، لانجاز موازنة نأمل أن ترقى لمستوى التحديات المالية والاقتصادية التي تواجه لبنان". وأشارت الى أن "الحكومة مدعوة الى حسم التجاذب القائم داخل مجلس الوزراء وخارجه"، آملة "الانتهاء من إنجاز الصيغة النهائية للموازنة وإحالتها الى مجلس النواب بحيث تكون جاهزة لوضعها موضع التنفيذ في أقرب وقت ممكن.

وعبرت الكتلة عن إرتياحها "للنتائج التي توصلت إليها مناقشات مجلس الوزراء، خصوصا لجهة ما يعلن عن إجراءات وسياسات هدفها تخفيض نسبة العجز في الموازنة وإقفال ابواب الهدر في مختلف الوزارات وضرورة تكليف الجيش والقوى الامنية ضبط المعابر غير الشرعية ومنع التهريب، والتأسيس لقواعد ومبادىء جديدة في إعداد الموازنات والتي سيتم ترجمتها في موازنات السنوات الخمس المقبلة". من جهة أخرى، شددت الكتلة على أن "استرداد الدولة لمقدراتها وسلطتها وهيبتها يشكل هدفا ينبغي العمل عليه دون اي تأخير لتحقيق دولة المواطنة والمؤسسات بعيدا عن المحاصصة والمحسوبيات وإثارة النعرات والحساسيات المذهبية والمناطقية". وأسفت "لبعض التحركات الاستباقية والمشبوهة التي تتجاوز حدود المنطق في مقاربة الشأن الاقتصادي وإعداد موازنة تقشفية وتحقيق الاصلاحات المطلوبة، وذلك على صورة ما شهده محيط السراي الحكومي امس ومحاولات الاقتحام والمواجهات والشتائم والتهديدات التي ساقتها ألسنة بعض العسكريين المتقاعدين بدخول السراي عنوة واحتلال مواقع المجتمعين على طاولة مجلس الوزراء"، مؤكدة أن "مقر رئاسة الحكومة وسائر المقرات الرسمية اللبنانية، ليست أرضا سائبة لأي جهة تعطي نفسها حقوقا باقتحام المؤسسات الدستورية والتطاول عليها. إن التصرفات التي وقعت في الساعات الماضية، مرفوضة جملة وتفصيلا ولا تليق ولا تشرف من أقدم عليها وتنم عن رغبة باستخدام المؤسسات العسكرية والأمنية وشهداء الوطن، لأغراض غير بريئة تتجاوز الشعارات المطلبية التي ينادون بها". وضمت الكتلة "صوتها الى أصوات اللبنانيين الذين عبروا عن إدانتهم للكلام المسيء الذي صدر عن السيد بشارة الأسمر بحق البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير، ورأوا فيه قمة في الإسفاف وسقطة أخلاقية مشينة أصابت شظاياها قيادة الاتحاد العمالي العام وما تمثله في وجدان الناس". واذ أكدت على "وجوب عدم أخذ الاتحاد العمالي وتاريخه النضالي الطويل، بجريرة ما صدر عن الاسمر"، نوهت ب"القرار الذي اتخذه المكتب التنفيذي للاتحاد بقبول استقالة الاسمر من رئاسة الاتحاد"، داعية الى "تحييد الحركة النقابية والعمالية عن الاستغلال السياسي، والكف عن محاولات صبغها بألوان المتنافسين على قياداتها واتحاداتها". وعرضت الكتلة ل"تطورات الوضع الإقليمي وارتفاع حدة المواجهة السياسية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج العربي، على خلفية الأحداث والاعتداءات الامنية التي استهدفت دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية"، مشددة على "أهمية التزام لبنان موجبات التضامن العربي والمشاركة في القمة العربية التي دعا اليها خادم الحرمين الشريفين، وهي تدعو كافة القيادات اللبنانية الى التزام حدود المصلحة الوطنية في مقاربة أوجه التصعيد في الساحة الإقليمي ، وتحذر من مخاطر استخدام الساحة المحلية صندوقة بريد لتوجيه الرسائل السياسية وغير السياسية وزج لبنان بصراعات هو في غنى عن التورط فيها وجني نتائجها المدمرة على كل صعيد".

 

التيار المستقل::عدم المس بالرواتب ومتمماتها قبل تنفيذ من اين لك هذا

الثلاثاء 21 أيار 2019 /وطنية - عقد المكتب السياسي للتيار المستقل اجتماعه الدوري في مقره في بعبدا برئاسة اللواء عصام أبو جمرة وأصدر البيان التالي:"ينام اللبنانيون على وقع أزمة، ويصحون على ازمة أخرى، وكأنه كتب لهم العيش في دوامة عذاب على أيدي مسؤولين عن ازمة افلاس بسبب اختلاسات للمال العام... وبعدها يبحثون عن فلس الارملة بين مخصصات العسكريين والمتقاعدين من استشفاء ورواتب الموظفين و تأخير تسريح من هنا وتأخير خدمة من هناك الى تخفيض لسقف ضريبة بحثا عن دخل يسد عجزا تسببت به جرائم مالية موصوفة.

وعوض الالهاء والتلهي بهذه الصراعات الشائكة بين السلطة والشعب اصر المجتمعون لاسترداد المال المنهوب على استخدام الدواء الشافي فورا: وهو اصدار قانون من اين لك هذا؟ تحت اشراف رقابة دولية من خبراء مال دوليين محايدين يرفعون السرية المصرفية عن اموال المسؤولين الذين تعاقبوا على الحكم منذ انسحاب القوات السورية من لبنان، والتقصي عن مصادره لاستعادة اية اموال دخلته عن طريق الاثراء غير المشروع لاعادتها الى الخزينة اللبنانية. وتساءل المجتمعون عن مصير التوظيفات العشوائية الاخيرة؟ وهل اوقفها وزير المال بسبب الازمة المالية الراهنة ...؟ ونصحوا الوزراء المزايدين الذين يتخطون صلاحياتهم ببدء تطبيق ما ينادون به على انفسهم بوقف التوظيف غير الملح والكف عن استجرار الصفقات على حساب المال العام وخرق قوانين المحاسبة العمومية وتخطي اللجان والهيئات الرقابية وادارة المناقصات العامة وقرار منع التوظيف وما يترتب على تخطيه من نتائج مالية سلبية على المالية العامة للدولة؟ ويساهم في تسريع الافلاس.وطلب المجتمعون من السلطتين التنفيذية والتشريعية:عدم المس بالرواتب ومتمماتها العائدة للقضاة والعسكريين في الخدمة والمتقاعدين منهم وبقية موظفي الدولة قبل تنفيذ "من اين لك هذا". وتخفيض رواتب اعضاء هاتين السلطتين اذا ما بقيت الحاجة تقتضي".

 

كلودين عون روكز سلمت الحريري نسخة عن مشروع قانون تعديل قانون الجنسية

الثلاثاء 21 أيار 2019/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي، وفدا من الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية برئاسة كلودين عون روكز، ضم الوفد أعضاء المكتب التنفيذي في الهيئة وأعضاء اللجنة القانونية واللجنة التوجيهية المعنية بوضع خطة العمل الوطنية التنفيذية لقرار مجلس الأمن 1325.

روكز

بعد اللقاء، تحدثت روكز وقالت: "سلمنا الرئيس الحريري نسخة عن مشروع القانون الذي يرمي إلى تعديل وإضافة مواد إلى قانون الجنسية اللبنانية لجهة إقرار حق المرأة اللبنانية المقترنة بأجنبي بنقل جنسيتها لأولادها، ومشروع خطة العمل الوطنية لتطبيق قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن، واللذين أعدتهما الهيئة بتكليف من رئاسة الحكومة اللبنانية". ووزعت الهيئة نص المشروع القانون الذي قدمته إلى رئيس الحكومة كالآتي: "إنصاف المرأة المتزوجة من أجنبي وإنصاف أولادها انطلاقا من حقها الطبيعي ومن رابطة الدم التي تجمعهم، ومن مبدأ العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين الذي ينص عليه الدستور اللبناني، وذلك بالنسبة لنقل جنسيتها، عند نفاذ القانون لأولادها كما هو الحال بالنسبة إلى الأب اللبناني. ويشمل ذلك أولاد المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي، القاصرين منهم أي الذين لم يتمموا سن الثامنة عشر، عند نفاذ القانون. أما الأولاد الذين بلغوا سن الثامنة عشر وما فوق عند نفاذ القانون، فيحصلون على الحق بالبطاقة الخضراء، التي تولي حاملها الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية كافة التي يتمتع بها اللبنانيون، باستثناء الحقوق السياسية وحق تولي الوظائف العامة وحق التملك على أن يطبق عليهم قانون اكتساب غير اللبنانيين الحقوق العينية العقارية فيما يختص بهذه الحقوق".

ويلحظ مقترح القانون "إمكانية أن يتقدم حامل البطاقة الخضراء، بعد انقضاء مهلة خمس سنوات على تاريخ استلامه البطاقة، بطلب الحصول على الجنسية اللبنانية إذا ثبت أنه يستوفي شروطا معينة، منها استيفاءالحصول على سجل عدلي "لا حكم عليه".

ويميز مشروع القانون المقدم من الهيئة للمرأة اللبنانية "بين الحق الطبيعي للمرأة المتزوجة من أجنبي في نقل جنسيتها لأولادها، وبين تنظيم عملية اكتساب الجنسية اللبنانية من جانب الراشدين غير المولودين من أم لبنانية أو أب لبناني أي التجنيس".

إشارة إلى أن مشروع قانون الجنسية يأتي ضمن إطار التزام لبنان بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. أما مشروع خطة العمل الوطنية لتطبيق قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن، فأعدته الهيئة الوطنية لشؤون المرأة أيضا بتكليف من رئاسة الحكومة، وبنهج تشاركي، وذلك تدعيما لمركز المرأة في المجتمع واحتراما لالتزامات لبنان الدولية، حيث أن اللجنة المختصة بمتابعة اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) في الأمم المتحدة، قد أوصت بذلك بعد استعراض تقرير لبنان الرابع والخامس في العام 2015، على أن تستعين الدولة بمساعدة من الأمم المتحدة في إعداد وتنفيذ هذه الخطة.

وقد أبرز قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة الرقم 1325، الصادر في العام 2000، الدور الذي للمرأة أن تلعبه في تحقيق شروط السلام والأمن في المجتمعات الإنسانية، فاعترف بأهليتها التامة للمشاركة أسوة بالرجل في بناء المجتمعات وفي قيادتها للمسار الإصلاحي توصلا إلى حالات السلام والأمن. وقد تضمن هذا القرار أربعة محاور شملت مواضيع حماية النساء من العنف ومن انتهاكات حقوقهن خلال النزاعات، والوقاية من حصول مثل هذه الانتهاكات واستفادتهن من الإغاثة والإنعاش في حال حصولها ومشاركتهن في عمليات بناء السلام والأمن والمساهمة في الحؤول دون نشوب النزاعات.

يحظى هذا القرار الأممي بتأييد شامل ويتطلب وضعه موضع التنفيذ إلتزاما من جانب الدول باتخاذ التدابير الكفيلة بتنفيذه. وتعتبر الأمم المتحدة أن لبنان، بإعداده مشروع الخطة الوطنية، قد خطا خطوة جدية في مجال الالتزام بتطبيق القرار 1325، إنما لهذه الخطوة أن تستكمل بالاعتماد الرسمي وبالتطبيق.

من هنا، أملت الهيئة أن "يقر مجلس الوزراء مشروع تعديل قانون الجنسية لمنح المرأة حق نقل جنسيتها لأولادها، وأن يصادق على مشروع خطة العمل الوطنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1325، بما لهذين المشروعين من وقع إيجابي على مسيرة النضال نحو تقدم أوضاع المرأة في المجتمع اللبناني".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 18 و19 آيار/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for May 22/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75082/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-may-22-2019/