LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 آيار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may12.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يا إخوَتِي، أَيُّهَا الأَوْلاد، أَطِيعُوا في الرَّبِّ وَالِدِيكُم، فَإِنَّ ذلِكَ لَعَدْلٌ. «أَكْرِمْ أَبَاكَ وأُمَّك»، تِلْكَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ مُرْتَبِطَةٍ بِوَعْد: «لِتَنَالَ خَيْرًا، ويَطُولَ عُمْرُكَ في الأَرْض

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/غبطة أبينا وسيدنا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في ذمة الله

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/ استكبار أصحاب شركات أحزاب لبنان

الياس بجاني/سيدنا صفير هو بطريرك المحبة والصبر والتواضع والإيمان

الياس بجاني/الكلمة هي أمضى الأسلحة: يا حكام لبنان خافوا الله ويوم حسابه الأخير

الياس بجاني/عجيبة بكركي: لا يمكن فهم اقناع البستاني سيدنا بأن التوتر العالي فوق الأرض لا يضر أهل المنصورية بغير مفهوم العجيبة. شوف وين صرنا!

الياس بجاني/غزوة المنصورية الغبية: استكبار حكام وذمية أصحاب شركات أحزاب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بكركي تنعي البطريرك صفير: الكنيسة المارونية في يتم ولبنان في حزن

السيرة الذاتية للبطريرك صفير

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 11/5/2019

اسرار الصحف ليوم السبت 11 ايار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

أسباب غياب "القوات" عن المنصوريّة

ترقب وقلق في “الخارجية اللبنانية”

ترقب وقلق في “الخارجية اللبنانية”

ألف لاجئ فلسطيني ونازح سوري أفضل من مسؤول لبناني فاسد/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

فارس سعيد: باسيل يحاول التمايز عن حزب الله والإظهار لأميركا أن قذيفة رأس إسطا فُرضت عليه

باسيل يناجي سوريا من عنجر/جيلبير رزق/موقع الكتائب الألكتروني

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تهدد بضرب «إس 300» في سوريا

 ترمب «مرّر رقم هاتفه» لإيران عبر سويسرا

 «الحرس الثوري» يرفض المفاوضات مع واشنطن

قاذفات «بي ـ 52» تصل الخليج وسط تحذيرات من هجمات إيرانية

الأسطول الأميركي الخامس: «أبراهام لينكولن» سترسَل إلى مضيق هرمز إذا اقتضت الحاجة

استعراض قوة أميركي في مواجهة إيران

واشنطن تحذر سفن الشحن التجاري من هجمات... وبكين تتوقف عن استيراد نفط طهران

 روحاني: الضغط الأميركي «حرب غير مسبوقة» في تاريخ إيران ودعا إلى الوحدة بين الفصائل السياسية

حفتر يتقدم جنوب طرابلس والسيسي أكد له دعمه عمليات الجيش الليبي

 رفض يمني لـ«مسرحية حوثية ثانية» في الحديدة/اليماني لـ«الشرق الأوسط»: لا يوجد في اتفاق استوكهولم «انسحاب أحادي»

 قياديون في حزب إردوغان يتوعدون فنانين معارضين

السعودية: القضاء على خلية إرهابية من 8 عناصر بالقطيف شُكّلت حديثاً وخططت لاستهداف منشآت حيوية ومواقع أمنية

غوايدو يطلب التواصل مع الجيش الأميركي

الصين: محادثات التجارة مع أميركا مستمرة رغم «النكسات الصغيرة»

مسلحون يقتحمون فندقاً في باكستان

 قوى الحراك السوداني تعلن استئناف التفاوض مع المجلس العسكري وأكدت سعيها للوصول لاتفاق خلال 72 ساعة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مجد لبنان اعطي له »: البطرك نصرالله صفير على عتبة الـ١٠٠!/الشفاف

بطريرك كبير من عمر لبنان الكبير/خيرالله خيرالله/العرب

مذكرة الحريري وتغريدة باسيل: هل نتجه لدولة بوليسية/أكرم حمدان/المدن

حركة نجيب ميقاتي الدؤوبة: كأنه رئيس الحكومة غداً/منير الربيع/المدن

هوذا الراهب المقاوم/سيزار معوض/المرصد اونلاين

العسكريون المتقاعدون: أول عصيان «غير متـآمر»/نقولا ناصيف/الأخبار

جنبلاط: معركة إقفال «المغارات» قاسية جداً/كلير شكر/الجمهورية

مصيرنا هناك.. في طهران/يوسف بزي/موقع سوريا

العربدة الإيرانية على المحك/حنا صالح/الشرق الأوسط

5 حزيران الثالث/أحمد الغز/اللواء

طهران اتخذت قرار التهوّر الاستراتيجي والصفقة السرّية في بالها/راغدة درغام

ناطح الصخرة يدمي رأسه/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

هل أميركا فعلاً تريد الحرب على إيران/عبد الرحمن الراشد/صحيفة الشّرق الأوسط

هل يتم تعميم النموذج الليبي/عبدالله بن بجاد العتيبي/صحيفة الشّرق الأوسط

سقف التصعيد العسكري الأميركي ضد إيران/إياد أبو شقرا/صحيفة الشّرق الأوسط

رسائل غرينبلات والتهديدات المقنّعة/د. آمال موسى/صحيفة الشّرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري استقبل السفيرة الأميركية ونقيب الصحافة بيروتي والرامي: موعودون بموسم سياحي مزدهر

بري استقبل العريضي وعرض الوضع المالي مع حمود الرياشي: لتعيينات ادارية في الفئة الأولى وفق آلية الكفاءة

مقابلة مع  الخبير الاقتصادي اللبناني توفيق كسبار: كسبار يقول بأن هناك ما زال في الإمكان إنقاذ لبنان من الانهيار ولا بد من مساءلة للسياسة/رلى موفّق /القدس العربي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يا إخوَتِي، أَيُّهَا الأَوْلاد، أَطِيعُوا في الرَّبِّ وَالِدِيكُم، فَإِنَّ ذلِكَ لَعَدْلٌ. «أَكْرِمْ أَبَاكَ وأُمَّك»، تِلْكَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ مُرْتَبِطَةٍ بِوَعْد: «لِتَنَالَ خَيْرًا، ويَطُولَ عُمْرُكَ في الأَرْض

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس06/من01حتى09/:”يا إخوَتِي، أَيُّهَا الأَوْلاد، أَطِيعُوا في الرَّبِّ وَالِدِيكُم، فَإِنَّ ذلِكَ لَعَدْلٌ. «أَكْرِمْ أَبَاكَ وأُمَّك»، تِلْكَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ مُرْتَبِطَةٍ بِوَعْد: «لِتَنَالَ خَيْرًا، ويَطُولَ عُمْرُكَ في الأَرْض». ويَا أَيُّهَا الآبَاء، لا تُغْضِبُوا أَوْلادَكُم، بَلْ رَبُّوهُم بِتَأْدِيبِ الرَّبِّ ونُصْحِهِ. أَيُّهَا العَبِيد، أَطِيعُوا أَسْيَادَكُم بِحَسَبَ الجَسَد، بِخَوفٍ ورِعْدَة، وَبِبَسَاطَةِ قَلْبِكُم، كَمَا تُطِيعُونَ المَسِيح، لا حِينَ يُراقِبُونَكُم كَمَنْ يُرْضِي النَّاس، بَلْ كَخُدَّامٍ لِلمَسِيح، عَامِلِينَ بِمَشِيئَةِ اللهِ مِنْ صَمِيمِ قُلُوبِكُم، خَادِمِينَ بِنِيَّةٍ طَيِّبَةٍ خِدْمَتَكُم لِلرَّبِّ لا لِلنَّاس، عَالِمِينَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ، مَهْمَا يَعْمَلُ مِنْ صَلاح، فَمِنَ الرَّبِّ يَنَالُ المُكافَأَة، عَبْدًا كَانَ أَم حُرًّا. ويَا أَيُّهَا الأَسْيَاد، عَامِلُوا عَبِيدَكُم بِٱلمِثْل، مُتَجَنِّبينَ التَّهْدِيد، عَالِمِينَ أَنَّ رَبَّهُم ورَبَّكُم هُوَ في السَّمَاوَات، ولَيْسَ عِنْدَهُ مُحابَاةٌ لِلوُجُوه.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

غبطة أبينا وسيدنا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في ذمة الله

الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً

الياس بجاني/12 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74740/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%BA%D8%A8%D8%B7%D8%A9-%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/

جاء في خبر عاجل لوكالة الأنباء الوطنية قبل قليل بأن الموت قد غيب غبطة أبينا وسيدنا غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي كان يعالج في مستشفي أوتيل ديو منذ عدة أيام.

سيدنا صفير في المفهوم الإنجيلي المسيحي لم يمت، بل هو انتقل من الموت إلى الحياة.. الحياة الأبدية حيث لا خوف ولا وجع، بل فرح وسعادة أبديين.

جسد سيدنا صفير الترابي هو الذي توقفت فية الحياة بعد أن استرد الخالق جل جلاله وديعة الحياة منه.

فمن التراب جبل جسد الإنسان الترابي وإلى التراب يعود.

ولكن روح سيدنا صفير هي الآن في السماء تنظر إلى لبنان وأهله من فوق تباركهم وتصلي لهم وتتضرع من أجل عودة السلام والحريات والإستقلال والسيادة إلى وطن الأرز الذي أحبه سيدنا وقدم حياته على مذبحه.

روح سيدنا صفير الطاهرة هي في السماء محاطة بالملائكة وبين أيدي الخالق جل جلاله.

سيدنا صفير تمم واجباته الإيمانية والكهنوتية والكنسية والوطنية والإنسانية، وكان طوال حياته تقياً ومؤمناً وشفافاً ومتواضعاً وحاملاً بعناد رسالة المسيح ومبشراً بها دون تعب أو كلل.

دائماً كان يشهد للحق ببساطة دون مواربة، وبكلمات قليلة، ولكن معبرة ونافذة إلى القلوب والعقول والوجدان.

لم ييأس يوماً،

ولم يُحبط،

ولا قل إيمانه،

ولا خاب رجاؤه في مواجهة التجارب والصعاب الجسام والشدائد.

بل كان دائماً مؤمناً وبثقة صلبة وأكيدة برحمة ومحبة الله.

سيدنا صفير كان حارساً أميناً على الكنيسة المارونية، وراعياً أميناً لرعيته، وهو عمل دون كلل وبحماس وصبر وبعناد وصلابة وإيمان على تأمين وحماية حقوق ووجود كل المسيحيين في لبنان وبلاد الإنتشار عموماً والموارنة منهم تحديداً.

وقف بعناد وكالجبل الشامخ في مواجهة الاحتلال السوري ورموزه المحليين وكان رأس حربه في إنهاء هذا الاحتلال الغاشم من خلال لقاء قرنة شهوان السلمي والحضاري والعابر للطوائف.

سيدنا صفير رعى مصالحة الجبل ولم يقطع الاتصالات مع أي شريحة من شرائح وطن الأرز المذهبية والمجتمعية ولم يقفل باب الصرح البطريركي بوجه أحد.

سيدنا صفير وبشهادة كثر من اللبنانيين، مواطنين ورجال دين وقادة، كان أباً ومرشداً ومسانداً ومتفهماً للجميع، وقد لاقاه الكل بمحبة واعترفوا له بفضائله الحميدة وبرعايته المخلصة واعتبروه عن قناعة وعن تجربة وأفعال أباً وصديقاً لهم.

في المسيحية لا موت، بل انتقال من الموت إلى الحياة.. وسيدنا صفير انتقل اليوم إلى جوار ربه ليكون بمعية وإلى جانب البررة والقديسين.

ذكراه العطرة باقية طالما بقيت ذاكرة حية وعرفان بالجميل وتقدير للكبار والعظماء والبررة عند الموارنة بشكل خاص، وعند اللبنانيين السياديين والشرفاء والاستقلاليين والوطنيين عموماً.

الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/12 أيار/2019/استكبار أصحاب شركات أحزاب لبنان/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86/

 

سيدنا صفير هو بطريرك المحبة والصبر والتواضع والإيمان

Patriarch Mar Nasrallah Sfier: A Clergy of Faith love, humility and Perseverance

Elias Bejjani/May 11/2019

الياس بجاني/11 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74722/elias-bejjani-patriarch-mar-nasrallah-sfier-a-clergy-of-faith-love-humility-and-perseverance-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%B5/

صلاتنا للبطريك الكبير مار نصرالله بطرس صفير، رمز التواضع والإيمان والثبات، وربنا، وأمنا مريم العذراء، وكل البررة والقديسين اللبنانيين يكونون معه وإلى جانبه في محنته الصحية حيث هو في المستشفي في حالة صحية صعبه على خلفية عمره البالغ 100سنة.

البطريرك الكبير ومهما كانت وضعيته الصحية أو الحايتية هو باق معنا بالأمثولة الحسنة والإيمانية والوطنية حتى بعد رحيله عن هذه الأرض الفانية.

إن مصير البطريرك صفير الصحي هو اليوم بين أيدي الله سبحانه وتعالي الذي له المجد والتكريم والطاعة.

نعم، نعم، الموت الجسدي الترابي هو حق ومصير حتمي لكل مخلوق بشري ولا مهرب منه.

ولكن الموت الجسدي-الترابي في مفهومنا المسيحي هو ليس موتاً بالمعايير الأنسانية، بل هو انتقالاً من الموت إلى الحياة بالمفهوم الإنجيلي…فالإنسان قد جبل من التراب وإلى التراب سيعود.

صلاتنا هي مع سيدنا صفير ومصيره الجسدي هو اليوم بين يديه.

 

الكلمة هي أمضى الأسلحة: يا حكام لبنان خافوا الله ويوم حسابه الأخير

الياس بجاني/11 أيار/2019

للرئيس عون وللدكتور جعجع ولسيدنا الراعي ولباقي رعاتنا والمسؤولين عن تدبير شؤوننا خافوا الله ويوم حسابه وتذكروا أن أهل المنصورية هم أهلكم وأن كل ما على هذه الأرض الفانية باقي عليها..ومع بولس الرسول نقول معكم وبصوت مدوي: "يا إخوَتِي، مَهْمَا فَعَلْتُم فَٱعْمَلُوهُ مِن صَمِيمِ قُلُوبِكُم، كَمَا لِلرَّبِّ لا لِلنَّاس".

من رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي03/من23حتى25//04/من01حتى07/يا إخوَتِي، مَهْمَا فَعَلْتُم فَٱعْمَلُوهُ مِن صَمِيمِ قُلُوبِكُم، كَمَا لِلرَّبِّ لا لِلنَّاس

 

عجيبة بكركي: لا يمكن فهم اقناع البستاني سيدنا بأن التوتر العالي فوق الأرض لا يضر أهل المنصورية بغير مفهوم العجيبة. شوف وين صرنا!

الياس بجاني/10 أيار/2019

شوف وين صرنا: ذكرت المصادر المطلعة امس وعقب لقاء بكركي الكهربائي بأن سيدنا البطريرك الراعي اقتنع من شرح الوزيرة ندى البستاني بأن التوتر العالي فوق الأرض لا يضر أهل المنصورية وقال الناطق الإعلامي بإسم البطريركية المارونية المحامي وليد غياض بأن الأشغال في المنصورية سوف تستمر ولا يجب عرقلتها....وشوف وين صرنا..إنه فعلاً زمن عجائب ..عجائب غير شكل

 

غزوة المنصورية الغبية: استكبار حكام وذمية أصحاب شركات أحزاب

الياس بجاني/10 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74685/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%B3%D8%AA/

مما لا شك فيه فإن غزوة المنصورية الغبية والجاهلية والفاجرة، وطبقاً لكل المقاييس والمعايير الأخلاقية والإيمانية والوطنية، تبين بوضوح فاضح ومخجل ولابط للضمائر المخدرة كم أن غالبية المدعين نفاقاً بأنهم حماة الوجود المسيحي أكانوا في سدة الحكم أو في أحضان ذل واستسلام “الصفقة الخطية”.. تبين كم هم فعلاً غرباء ومغربين عن أوجاع وهموم ومشاكل وتطلعات الشرائع الشعبية التي أوصلتهم من خلال تضحياتها وعطاءاتها إلى ما هم فيه من وضعية سلطوية وحزبية وبحبوحة مالية مفرطة لم يكونوا في يوم من الأيام يحلمون بأي منها.

نعم، وبراحة ضمير نقول بأنهم غرباء ومغربون عن الوطن والسيادة والاستقلال والحريات والكرامات والقرارات الدولية، والأخطر أنهم في غربة قاتلة ومخجلة عن كل شعاراتهم التي تؤكد مجريات الأحداث وتعرجاتها وتلون وتذبذب مواقفهم بأنها شعارات نفاق ودجل و”عند الجد” هي خاوية وخالية من كل ما هو صدق ومصداقية وشفافية ووطنية واحترام للذات وللغير.

وبما يخص غزوة المنصورية الغبية يتصرف أهل الحكم ومعهم ربع “الصفقة الخطيئة” من أصحاب شركات الأحزاب الطروادية التي داكشت الكراسي بالسيادة وتتلحف هرطقتي الاستقرار الواقعية وتتاجر بدماء الشهداء وبملف المعتقلين والمغيبين في سجون الأسد، يتصرفون إما بالتعامي والتجاهل الكلي “ومقطشين قريعا” وكأن ما يجري في المنصوربة هو يحصل بلاد السند والهند، أو بما يخص أهل الحكم فهم يتعاطون مع الغزوة بفوقية وجهل وأنانية وعملاً بحسابات شخصية خلفيتها النكد والشماتة واستغلال مآسي الناس وأوجاعهم.

في الخلاصة فإن ممارسات من هم في سدة الحكم، ومن هم متلحفين “الصفقة الخطيئة” ومستسلمين لشروطها ولعشق كراسيها، فإنها ممارسات الفشل المدوي بلحمه وشحمه.

إنه فشل ماروني على مستوى الأحزاب والحكام والقادة والرعاة.. فشل كامل الأوصاف.

يبقى أننا نحن الموارنة مصيبتنا الأعظم تكمن في أنانية واسخريوتية وأجندات معظم قادتنا وأصحاب شركات أحزابنا حيث أنهم عملياً تجار هيكل ويفصلون مواقفهم وتحالفاتهم وطول وقصر أو بلع ألسنتهم على مقاس غرائزهم وأطماعهم السلطوية.

وطبعاً هناك أثمان لكراسي السلطة ولعشقها ولعبادتها ولأوهام الجلوس عليها. كما أن المغرم الولهان بالكرسي، وعلى خلفية قلة الإيمان وخور الرجاء والوقوع في تجارب إبليس وأوحاله، يتخلى أولاً عن ذاته وعن إنسانيته، ومن ثم يقتل الضمير في داخله والذي هو صوت الرب، ويصبح رهينة رخيصة ومطواعة لغرائزه السلطوية، وبالتالي يتنازل عن كل ما هو قيم ومبادئ وأخلاق وثوابت.

وهذا الحال الدركي إيمانياً هو للأسف حال المدعين اليوم باطلاً تولي مهمة الدفاع عن حقوق المسيحيين من أولئك الذين في سدة الحكم وكذل ربع “الصفقة الخطيئة”…الشامتين وربما الفرحين بما يجري في المنصورية والمتعامين عنه كلياً.

في المحصلة، فإنها الطبيعة البشرية البشعة التي تتحكم بعقول وممارسات غالبية قادتنا والرعاة وهم قد عادوا بسبب موت ضمائرهم وقلة إيمانهم والغرائزية، عادوا إلى الإنسان العتيق، وإلى عبادة تراب الأرض وثرواتها الفانية.

علماً أن السيد المسيح بتجسده وصلبه وقيامته كان حررنا من ذاك الإنسان العتيق الغرائزي، إنسان الخطيئة الأصلية، وعمدنا بالماء والروح القدس، ورفعنا إلى درجة القداسة، وجعلنا أبناءً للرب.

حال هؤلاء اللاإيماني يتلخص في مفهوم وثقافة الأبواب الواسعة الإنجيلية، حيث كل من يسلكها بنتيجة الوقوع في التجربة ودناءة النفس، ينتهي في نار جهنم وفي أحضان دودها.

معيب أن تتصرف أصحاب الأحزاب المارونية الغارقين في أوهام مكاسب “الصفقة الخطيئة” وكأن المنصورية هي كند أو الصين وليست في قلب المتن الشمالي…

يبقى أن ما من شر يدوم، ولا من شرير يستمر في شروره، لأن الحق والذي هو الله في النهاية ينتصر دائما وأبداً.

 ولا بد هنا من التذكير بأن من قام من النواب والأحزاب والإعلاميين ورجال الدين فهم قد قاموا بواجباتهم والتزموا بوعودهم وعهودهم وهؤلاء يستحقون الإحترام.

في الخلاصة، إن من يتخلى عن ناسه في شدتهم، وعن كراماتهم، ويقوم بحرمانهم من حقوقهم، أو لا يساعدهم للحفاظ عليها سوف يحاسب لا محالة، وإن تفلت من عدل الأرض، فهو بالتأكيد لن يتفلت من عدل وقضاء قاضي السماء.

نختم مع القديس بولس الرسول لنقول معه لكل متعامي عن غزوة المنصورية وصامت عن الشهادة للحق، خوفاً إما من ملاحقة قانونية، أو من غضب صنم من الأصنام الحاكمة أو السياسية والحزبية، أو بهدف الشماتة والتشفي،: “لو كنت أساير مقامات الناس ما كنت عبداً للمسيح”

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بكركي تنعي البطريرك صفير: الكنيسة المارونية في يتم ولبنان في حزن

الأحد 12 أيار 2019

وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي في الصرح البطريركي في بكركي ما يلي:

"الكنيسة المارونية في يتم ولبنان في حزن".

بالألم والحزن الشديدين المقرونين بالرجاء المسيحي، يعلن غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي خبر وفاة المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، أيقونة الكرسي البطريركي وعميد الكنيسة المارونية وعماد الوطن. فعند الساعة الثالثة من فجر اليوم ، الأحد 12 أيار اسلم الروح بالتسليم المطلق لإرادة الله، منتقلا الى بيت الآب في السماء، بعد ثلاثية صلاة رافقته في هذا العبور من البيوت والكنائس والأديار وسواها، وبعد أيام من العناية الطبية الفائقة في مستشفى أوتيل ديو.

يطلب غبطة ابينا البطريرك قرع الأجراس حزنا في جميع الكنائس عند الساعة العاشرة، والصلاة لراحة نفس الراحل الكبير في كل قداسات هذا الأحد الذي فيه ذكرى قيامة المسيح من الموت.

تقبل الله روحه الطاهرة في مجد السماء، ورحم جميع الموتى المؤمنين.".

 

السيرة الذاتية للبطريرك صفير

الأحد 12 أيار 2019/وطنية - تنشر الوكالة الوطنية للاعلام السيرة الذاتية للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير :

في نشأته

- وُلد نصرالله صفير في ريفون - كسروان بتاريخ 15 أيار 1920. في بيت عُرف بالتقوى. والده مارون صفير ووالدته حنه فهد من غوسطا، وله خمس شقيقات: ماتيلا، جوهرة، أوديت، لور، ميلانه.

أتمّ دروسه الابتدائيّة والتكميليّة في مدرسة مار عبدا - هرهريا في عرمون - كسروان، ثم دروسه الثانوية في المدرسة الإكليريكيّة البطريركيّة المارونيّة في غزير - كسروان، وفي المعهد الإكليريكي الشرقيّ التابع للجامعة اليسوعيّة، حيث تابع دروسه الفلسفيّة واللاهوتيّة

سيرته الكهنوتية

في 7 أيّار 1950، رقّي إلى درجة الكهنوت، وعيّن خادماً لرعيّة ريفون وأمين سرّ أبرشيّة دمشق (صربا اليوم) وأمين سرّ البطريركية المارونيّة

رُقِّي إلى الدرجة الأسقفيّة وعيِّن نائباً بطريركيّاً في 16 تمّوز 1961:

عيّن مدبراً بطريركياً .ورئيسًا للّجنة التنفيذيّة لمجلس البطاركة والأساقفةالكاثوليك في لبنان: عام 1975 وممثلاً لرئيس مجلس البطاركة الكاثوليك في لبنان لدى كاريتاس لبنان سنة: 1977، ومستشاراً للّجنة الخاصّة بإعادة النظر في الحق القانوني الشرقي ومرشداً روحياً لمنظّمة فرسان مالطة ذات السيادة

بطريرك وكاردينال

- انتخبه مجلس المطارنة بطريركاً في 19 نيسان 1986،وهو البطريرك السادس والسبعون في سلسلة البطاركة الموارنة

. شغل منصب رئيس لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان . وشارك في 6 مجامع عامة لسينودوس الأساقفة ، وفي جمعية سينودوس الأساقفة الخاصة بلبنان، وسينودس مسيحيّي الشرق الأوسط. وهو عضو مؤسّس لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك: عقد المجمع البطريركي الماروني سنة 2003 وهو الأول بعد المجمع اللبناني الذي انعقد سنة 1736

عين كردينالاً في 26 تشرين الثاني 1994، ثم عضواً في المجلس الحبري لتفسير النصوص التشريعيّة وعضواً في المجلس الحبري لراعوية الخدمات الصحية

مؤلفاته وترجماته

-ألّف: من ينابيع الإنجيل، وغابت وجوه (جزئين)، عظة الأحد، رسائل الصوم . وكتابي رتبة العماد والزواج.

له عّدة ترجمات: أهمها: يسوع حياة النفس، يسوع المسيح ، بالإضافة إلى ترجمة عدد كبير من الرسائل البابوية والإرشادات الرسولية .

كتبت عنه عدة مؤلفات : (طريق العودة، السادس والسبعون (جزآن)، حارس الذاكرة، الجيل حقًا قام، رحلة إلى أوستراليا، صوت الراعي. وقام الأب أنطوان ضو والإعلامي جورج عرب بجمع وتحقيق الأعمال الكاملة للبطريرك صفير.

إنجازاته

على الصعيد الكنسي والإداري: عيّن نوّابًا بطريركيّين في جبيل، البترون، الجبّه، دير الأحمر، صربا، جونيه. وترأس سيامة 44 أسقفًا منهم البطريرك الحالي،وأعلن رتبة القداس الماروني الجديد وشارك في السينودس من أجل لبنان: 1995 الذي تلته زيارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إلى لبنان: 1997.

ألغى الشراكة وملّك الشركاء بيوتهم في الديمان ووادي قنوبين وبلوزا وسرعل وأسّس الصندوق الاجتماعي الماروني والصندوق التعاضدي الاجتماعي الصحّي واستصلح أراض في الديمان وإنشأ صندوق ضمان المطارنة المتقاعدين المشترك وعمل لتصنيف وادي قنوبين وغابة الأرز في لائحة التراث العالمي وأسّس المركز الماروني للتوثيق والأبحاث ومؤسّسة البطريرك نصراللّه صفير والمؤسسةو المارونية للانتشار.

على الصعيد العمراني: إنشاء جناح جديد، جنوب الصرح، يضم قاعات مختلفة: قاعة كبيرة للمحفوظات، مكتبة، قاعة البابا يوحنا-بولس الثاني، غرف للأساقفة،. وجناح شمال الصرح، يشتمل على مساكن راهبات وموظّفين ومرافقي الأساقفة، مع قاعة رحبة للمحاضرات ولاجتماعات مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان: إنشاء ساحة مهيّأة للإحتفالات الدينيّة الكبرى، مقابل مدخل الصرح، تشتمل على خوروس رحب ومذبح، وتتّسع لحوالي 20 ألف نسمة وأنشاء قاعة في بكركي باسم البابا يوحنا بولس الثاني وترميم بعض أجزاء المقر البطريركي في قنوبين وإقامة راهبات فيه. وإنشاء بناء جديد يجمع : المحكمة الروحيّة المارونيّة والصندوق الاجتماعي الماروني واللجنة البطريركيّة للشؤون الليتورجيّة الأمانة العامة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان ولمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك المركز الماروني للتوثيق والأبحاث

على الصعيد الكنسي والإداري: عيّن نوّابًا بطريركيّين في جبيل، البترون، الجبّه، دير الأحمر، صربا، جونيه. وترأس سيامة 44 أسقفًا منهم البطريرك الحالي، ضم أبرشية صربا إلى الأبرشية البطريركيّة وإعلان نيابة جبيل البطريركيّة أبرشيّة قائمة بذاتها وضمّ أبرشيّة جونيه إلى الأبرشيّة البطريركيّة وإعلان نيابة البترون البطريركيّة أبرشيّة قائمة بذاتها.

بناء مركز البطريرك صفير الطبي في منزله الوالدي في ريفون، الذي وهبه لرابطة كاريتاس لبنان لإدارة المركز المذكور والمكتبة والقاعات التابعة له.

تحسين كنيسة سيدة لبنان في باريس وترميم البيت الفرنسي اللبناني وترميم كنيسة سيدة لبنان والبيت الفرنسي-اللبناني في مرسيليا - وترميم المدرسة المارونية في روما وإعادة فتحها

على صعيد الزيارات الراعوية والرسمية

- قام بزيارات رسمية وراعوية إلى: الفاتيكان والاتحاد السوفياتي والجزائر والولايات المتّحدة الأميركيّة والكويت وقبرس والمانيا وأفريقيا الجنوبية ومصر والأردن واستراليا والبراز يل ونيجيريا، وغانا وشاطئ العاج وتوغو وبنين والسنغال وكندا والأرجنتين والمكسيك والأورغواي وبلجيكا وسويسرا والسويد وبريطانيا: وقطر واسبانيا

لقد أسهم البطريرك الكاردينال مار نصراللّه بطرس صفير في الكشف عن نفائس الكنوز الروحيّة في كنيستنا المارونيّة، فكان له دور بارز في إعلان تطويب وتقديس عدد كبير من أبناء الكنيسة المارونيّة الذين عاشوا البرارة وسلكوا بأمانة بحسب نهج القديس مارون.

شارك غبطته ،في روما، بحدث إعلان الأب شربل مخلوف الراهب اللبناني الماروني طوباوياً وقديسًا، وشارك في إعلان الأخت رفقا الراهبة اللبنانية المارونية مكرّمة ثمّ، طوباويّة وقدّيسة وفي إعلان الأب نعمةاللّه الحرديني الراهب اللبناني الماروني مكرّماً ثمّ طوباوياً و قديساً وفي إعلان الأخ اسطفان نعمه الراهب اللبناني الماروني مكرّماً ثمّ طوباويًا وترأس غطته بتكليف من قداسة كما تمّ فتح دعوى تطويب وتقديس كلّ من رجل الله المكرّم البطريرك مار اسطفان الدويهي الإهدني. رجل اللّه المطران عبداللّه قراعلي أحد مؤسّسي الرهبانيّتين اللبنانيّة المارونيّة والمريميّة المارونيّة والأب الحبيس أنطونيوس طربيه الراهب المريمي الماروني.

وفي مطلع سنة 2011 تقدّم غبطته باستقالته، طالباً إعفاءه من المهام البطريركيّة والانصراف إلى التأمّل والصلاة. فانتُخب المطران بشارة الراعي بطريركاً، بتاريخ 15/3/2011، وهو البطريرك السابع والسبعون.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 11/5/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تسلم الجيش اللبناني عددا من آليات نقل الجنود المصفحة، المقدمة من الحكومة الفرنسية، في وقت بدأ قائد الجيش العماد جوزاف عون، زيارة على رأس وفد لواشنطن، لحضور المؤتمر (اللقاء السنوي الذي يعقد من أجل تقييم المساعدات الأميركية للجيش والحاجات المستقبلية) وإجراء مباحثات حول التعاون العسكري.

وفي المنطقة، الوضع حساس، وحشد الأساطيل الاميركية متواصل، وإيران ترد على الرئيس ترامب برفض الاتصال به للحوار، كما طلب.

وفي فلسطين المحتلة، نشر إعلام اسرائيلي صورا لبيروت خلال عملية اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة قبل ستة وأربعين عاما.

وعند الحدود، لوحظ كثافة تنقلات للآليات الاسرائيلية، في مواجهة "الخط الأزرق" الذي يتواجد عنده جنود لبنانيون وآخرون من قوات اليونيفيل.

وفي الداخل اللبناني، مشاورات واسعة في عطلة الأسبوع حول مشروع قانون الموازنة، الذي سيواصل مجلس الوزراء درسه في جلسة جديدة، تعقد عند التاسعة من مساء غد الأحد. وقد أوضح نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني أنه يتوقع إقرار مشروع الموازنة الأسبوع المقبل، في جلسة لمجلس الوزراء في القصر الجمهوري.

في مجال آخر، طلب البطريرك الماروني الصلاة من أجل البطريرك صفير، واصفا وضعه الصحي بالدقيق، فيما اعتبر طبيب صفير أن هذا الوضع خطير.

وفي الحديث مجددا عن الموازنة، يشير الخبير غازي وزني إلى قراءة للتقشف الذي تعتزم الحكومة القيام به.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بحلول اليوم، تكون قد مرت المئة يوم الأولى من عمر الحكومة الذاهبة في استراحة محارب لأربع وعشرين ساعة، قبل أن تعقد غدا وبعد غد، جلستي الحسم لمشروع الموازنة التقشفية.

الموازنة إذا قاب يومين من الإقرار في مجلس الوزراء إلا إذا. وأساسها دائما التضحية لتحقيق عجز مخفوض يدور في فلك التسعة بالمئة. المجلس كان قد أسس للتقدم المنجز في جلسته التاسعة التي لامست بنودا ساخنة، كضريبة الفوائد والمصارف، والمنح الدراسية/ والتدبير الرقم ثلاثة وتقاعد العسكريين.

وفي غمرة مقاربة مجلس الوزراء البنود الصعبة، تبقى يد المعترضين في الشارع على زناد الإضرابات والاعتصامات، تعبيرا عن مخاوفهم على رواتبهم ومكتسباتهم. هذا هو مثلا حال العسكريين المتقاعدين وأساتذة الجامعة اللبنانية وهيئة التنسيق النقابية وسواهم.

من بيروت إلى صيدا حيث بدأت الخطوات التنفيذية للاتفاق اللبناني- الفلسطيني الذي رعاه الجيش، لإنهاء المظاهر المسلحة في مخيم المية ومية، وتفكيك الحالة العسكرية فيه. وبحسب مصادر فلسطينية فإن هذه الخطوة هي الأولى من سلة خطوات متدحرجة ستظهر في المرحلة المقبلة. فهل تفتح خطوة اليوم الطريق إلى مخيمات أخرى؟.

خارج لبنان، برزت أربع قضايا: أقربها في سوريا حيث دخل الجيش الحدود الإدارية الجنوبية لمحافظة إدلب. وثانيها في اليمن حيث بدأ "أنصار الله" انسحابا أحاديا من موانئ في الحديدة. أما الثالثة والرابعة ففي الولايات المتحدة الأميركية حيث أعلن عن إرسال صواريخ "باتريوت" إلى الشرق الأوسط بزعم مواجهة التهديدات الإيرانية، بالتزامن مع مطالبة الرئيس دونالد ترامب السعودية بدفع ثمن حماية بلاده لها، وذلك في موقف هو الثاني على هذا المقاس خلال أسبوعين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الرد الحقيقي على الشائعات التي تطلق متناولة الأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد، لن يكون إلا بإقرار الموازنة، هذا ما تؤكد عليه مصادر اقتصادية خبيرة، لافتة إلى أن الأطراف السياسية تجمع على أهمية أن يكون العجز فيها منخفضا، في وقت تتواصل فيه الاتصالات واللقاءات البعيدة عن الأضواء لادراك هذا الهدف.

وفيما ينتظر أن يعود مجلس الوزراء إلى الانعقاد في جلسة مسائية غدا لاستكمال المناقشات، سجل اليوم تأجيل هيئة التنسيق النقابية لاعتصامها الذي كان مقررا اليوم إلى موعد آخر، في وقت أمل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمام زواره بانجاز موازنة العجز فيها منخفضا للانتقال إلى مرحلة تنفيذ مشاريع مؤتمر "سيدر" وإنعاش الاقتصاد.

محليا أيضا، شهدت مستشفى أوتيل ديو المزيد من الزوار المطمئنين إلى صحة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير. ومن بين الزوار الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي أكد أن وضع البطريرك صفير دقيق، فيما تمنى السفير السعودي في لبنان وليد البخاري للبطريرك صفير الشفاء العاجل، وقال إن صفير قامة كبرى في العالم العربي والاسلامي والمسيحي.

إقليميا، واصلت القوات الأميركية الدفع بعتاد عسكري متقدم وقوة نارية هائلة إلى المنطقة، في خطوة هي الأكبر على مدار السنوات الأخيرة، بحسب مجلة "بيزنيس إنسايدر". وأوضحت القيادة المركزية للقوات الأميركية أن عملية نشر هذه القوة النارية العالية، تأتي ردا على مؤشرات واضحة على أن قوات إيرانية أو وكلاء لها كانت تجري استعدادات لمهاجمة قوات أميركية في المنطقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

في مشهد كوميدي- تراجيدي في آن معا، ظهر ترامب في ولاية فلوريدا الأميركية. وعلى قاعدته "معك دولار بتسوى دولار"، خاطب الرئيس الأميركي الملك سلمان مجددا: السعودية ليس لديها شيء سوى المال وعليها الدفع مقابل الحماية، وهي ستدفع. وإن كان المشهد مكررا تقريبا لأكثر من تسع مرات منذ تسلم ترامب مهام الرئاسة، إلا أنه نجح بأسلوبه التهكمي في إضحاك الحضور.

فالأمر بالنسبة لهم يتعلق بمئات مليارات الدولارات وبخلق مئات آلاف فرص العمل، إلا أنه مبك لأمة يتنعم الآخر بثرواتها ويعبث حكامها بخيراتها ويستقوون على شعوبهم. مصادر تتحدث عن سقوط شهداء وجرحى في استباحة السلطات السعودية بلدة تاروت في القطيف. والمبكي أيضا ما تحدثت عنه أوساط اعلامية صهيونية عن نصائح يتبرع السعوديون بتقديمها لجيش الاحتلال عن كيفية تسديد الضربات للمقاومة في قطاع غزة.

لكن المفرح أنه ما زال في هذه الأمة من يقف أمام الغطرسة الأميركية، موقف الند للند. فالجمهورية الاسلامية الايرانية، ومع إصرارها على رفض سياسة الهيمنة والاستعلاء، دفعت ترامب إلى أن يترك رقم هاتفه عند السويسريين لايصاله إلى الايرانيين بهدف الحوار، بحسب ما ذكرت شبكة "سي ان ان" الأميركية. وبحسب ما نقلت شبكة التلفزة عن مصدر ديبلوماسي، فإن سويسرا على الأرجح لن تسلم الرقم، ما لم يطلبه الايرانيون، وطهران لن تفعل ذلك. فإلى متى سيطول جلوس ترامب أمام الهاتف؟.

في لبنان، هل ينجح الحوار بين الدولة وأبنائها في حل أزمة الاضرابات الجماعية المرافقة لجلسات الموازنة الحكومية؟، فجلسة الغد الليلية حاسمة. فإذا اقترب المجتمعون من جيوب الموظفين، فإن اعتصامات الاثنين لناظرها قريبة. فهل تنجز الحكومة الموازنة غدا، وإذا انجزت فهل تلامس خزائن كبار الكسبة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بالرغم من كل شيء، والأهم من كل شيء، فإن ما حصل هذا الأسبوع وسيحصل في الآتي من الأيام، يثبت ويؤكد أن مسارين متلازمين للعهد انطلقا: الثقة والهيبة، الثقة قد تستعاد إذا ما انتكست، لكن الهيبة لا تعوض إذا ما انكسرت أو سقطت.

بمعزل عن "الهوبرة" و"البهورة" ومعارك "دون كيخوت" ورفيقه "سانشو بانثا" الهوائية، ولجوء بعض الصحافة الورقية إلى البكائية لتغطية عوارض مرضية طائفية أو سياسية أو شخصية لا فرق، بالرغم من كل ذلك، فإن ما حصل في أسبوع وأيام يشي بأن الهيبة والثقة والعهد بخير، من وصلة المنصورية إلى تحقيقات الخارجية، إلى مناقشات الموازنة، إلى جدارة ندى البستاني، العلامة الفارقة الجديدة في زمن السياسة اللبنانية التي وضعت حدا للمزايدات والافتراءات، وأقنعت البطريرك الراعي بالوقائع والبراهين والأرقام ما حاول البعض تعميمه بالشائعات وسفيه الكلام. كلها علامات واشارات وقرارات جريئة، تسجل للعهد والحكومة، والأمل المنتظر في أيام الدجل المعتبر.

الموازنة قريبا وقبل الفطر، كما تشي الجلسات والتحركات وراء الكواليس وبعيدا عن الاعلام. السلة ستكون متكاملة أو لا تكون. حل المسائل الخلافية من القطاع إلى العسكريين إلى القطاع المصرفي، وهو ما يسير بثبات ووضوح واتفاق على تنازلات وتضحيات محددة في سبيل المصلحة المؤكدة. بعد الموازنة تعيينات واستكمال معركة مكافحة الفساد وتحصين القضاء وتحسين الاقتصاد، ووضع مقررات "سيدر" موضع التنفيذ تدريجيا، وصولا في وقت وموعد يحدده الرئيس عون إلى الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية.

بين الخارجية والمنصورية، القرار بيد الدولة، وإقرار الموازنة جوهره الاقتصاد، كما أعلن الوزير باسيل من البقاع. واعلان مشرقي انطاكي لرأس الكنيسة الأرثوذكسية الانطاكية البطريرك اليازجي من عكار، حيث جدد ما كان يكرره المثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس هزيم أن المسيحيين أهل هذا الشرق وأصله، ولسنا ضيوفا فيه أو عليه.

في هذا الوقت يتلهى العالم بآخر نهفات وصرعات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يريد إضعاف إيران لكنه لا يريد إيذاءها، كما قال بالحرف، يريدها مطواعة ويرفضها شجاعة. يريد الحاق الهزيمة بها لكنه لا يريد الحرب معها. ومع هذا لم يسبق لرئيس أكبر دولة في العالم أن يقول لدولة خصم أو عدو: هذا رقم هاتفي.. اتصلي بي. هذا ما يفعله ترامب مع ايران "حاكيني عالتلفون"، كما تقول الأغنية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

حكوميا، اليوم كان هادئا، إذ انكفأت الحكومة لبلسمة جروحها بعد الأيام العاصفة التي واجهتها داخل مجلس الوزراء وخارجه، أثناء بحثها عن أبواب لتخفيض أرقام الموازنة. وغني عن القول إن ما وصفته الحكومة بالإنجازات على صعيد الاقتطاعات، يصفها المتضررون بالإعتداءات السافرة على المكتسبات التي تحققت من خارج النظام النقابي وبذل الدماء والتضحيات، فيما أبواب الإهدار الحقيقية معروفة وهي إن ضبطت توفر المليارات لخزينة الدولة، من دون أن تحبط قوى الإنتاج وتكربج النمو.

لكن الهدوء لن يدوم، إذ يستأنف مجلس الوزراء اجتماعاته المخصصة للموازنة، الأحد والاثنين، وربما تطلب الأمر المزيد من الجلسات. وصعوبة الجلسات المقبلة أنها ستلامس الملفات الأكثر إشكالية، والتي لا تحظى بإجماع حكومي حول سبل إنجازها، ما يعني أن عدو الحكومة ليس في خارج مجلس الوزراء، حيث تتظاهر كل قوى الإنتاج بحثا عن الحفاظ على مكتسباتها، بل في داخل مجلس الوزراء أيضا.

في الأثناء، اللبنانيون القلقون على وظائفهم وحقوقهم، تغمرهم موجة حزن عميق وهم يتتبعون أخبار البطريرك صفير، والتي تشير كلها إلى أن وضعه الصحي تجاوز كل الخطوط الحمر، بحسب ما صرح به طبيبه المعالج لل"أم تي في".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ينعقد مجلس الوزراء غدا بعد استراحة دامت يوما واحدا، ليعاود دراسة قانون الموازنة.

حتى الآن، تقول المعلومات إن تقدما بسيطا حقق على مستوى تخفيض النفقات، أمن وفرا من المفترض أن يعود وزير المالية بأرقامه إلى السراي غدا.

صورة الواردات من جهتها، تبين تقدما على مستوى رفع الضريبة على ودائع المصارف من 7 إلى 10 في المئة لـ 3 سنوات فقط كمرحلة انتقالية، في وقت أن المشاكل الجذرية للواردات لم تعالج بعد، بدءا من التحصيل الجمركي والتحصيل الضريبي وصولا إلى تحصيل مخالفات الأملاك البحرية.

ولأن الوقت أمام إقرار الموازنة بات ضاغطا، تحدثت المعلومات عن محاولة لفصل الورقة الاصلاحية عن قانون الموازنة، ما يعني عمليا إقرار الموازنة حاليا، وتشكيل لجان تدرس الاصلاحات لاحقا.

هذه المطالبات تقابلها أخرى، تتحدث عن ضرورة تلازم إقرار الموازنة مع اتخاذ مجلس الوزراء قرارات ومراسيم عمقها اصلاحي من شأنها تخفيف العجز.

أمام هذه المعطيات، يعود الوزراء إلى السراي غدا، مدعمين بقرارات متقدمة اتخذت في جلسة الأمس، عززت بعض الايرادات وخففت بعض النفقات.

عن هؤلاء الوزراء يغيب وزير الدفاع الياس بو صعب بداعي السفر، بعدما تقدم بتصور طرح قضى بموجبه تخفيف صفة الجهوزية لدى الجيش من التدبير رقم 3 إلى الرقم 1، مقابل أن تقوم قوى الأمن الداخلي بمهمة حفظ الامن في الداخل، يطبق على نحو 60 بالمئة من عديد العسكريين، ويحقق وفرا كبيرا في موازنة وزارة الدفاع، حسب الوزير بو صعب.

طرح بو صعب طلبت وزيرة الداخلية الاستمهال للاجابة عليه، فهل ستعود به إلى الوزراء غدا؟.

وفيما السياسة تفعل فعلها، وتناقش رواتب الأجهزة الامنية، حقق الجيش خطوة كبيرة، فنقل مخيم المية المية من مخيم مضطرب أمنيا إلى مخيم منزوع السلاح.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

هدوء ما قبل عودة نقاش الموازنة إلى مجاريه، انسحب على حراك هيئة التنسيق موظفين وأساتذة وعسكرا، فأجلوا اعتصامهم من عطلة نهاية الأسبوع إلى مطلعه.

وفي الوقت الضائع، قصد وزير الخارجية جبران باسيل خاصرة سوريا، بثياب رياضية قام بنزهة بقاعية بين نيحا والفرزل، ومن زحلة قال إننا محكومون بالجغرافيا والذي يحب سوريا ولا يحبها سيحبها، مستعيدا من دار السلام مجد عنجر كبوابة رئيسة لإعادة الإعمار في سوريا.

سرب باسيل موقفا سياسيا من باب أهمية المنطقة الصناعية عند الحدود اللبنانية- السورية، وهو موقف لزوم ما يلزم لعودة العلاقات الرسمية بين البلدين، ومن خلالها حل أزمة نازحين صارت بحجم أزمة المقيمين اجتماعيا واقتصاديا.

لكن تسريبا من نوع آخر سلك خطا عسكريا من واشنطن إلى صفحة جريدة، وأصاب سلكا ديبلوماسيا بنيران مقاضاة سفير على فعلة جهل فاعلها الأساسي. الادعاء على المولى سيقابله نهار الاثنين ادعاء مضاد، وبحسب موكله فلا المولى اعترف بفعلته، كما يشاع، ولا هو زود "الأخبار" ما لا يملك من نسخة ممهورة بختم أزرق، والتسريب سيواجه بالادعاء على مثله بجرم تسريب وتحريف ونشر تحقيقات يحظر القانون نشرها.

وبين تسريب مفبرك وتسريب موثق، عادت "يديعوت أحرونوت" ستة وأربعين عاما إلى الوراء، لتنشر معلومات جديدة عن عملية اغتيال ثلاثة قادة من "فتح" في بيروت، في محاولة للوقوف على ما تسميه أمجاد الماضي في وجه هزائم الاحتلال المتكررة، وآخرها توازن الرعب الذي رسخه قطاع غزة ب"الكورنيت". الموساد الذي جند عميلة لاغتيال من سماهم العصافير في القفص، هو نفسه اليوم من يزود البنتاغون المعلومات عن جاهزية إيران للهجوم على المصالح الأميركية.

واستعدادا لحرب خلبية، جندت واشنطن حاملات الطائرات، ونصبت في منطقة الشرق الأوسط بطاريات صواريخ الباتريوت لردع التهديدات الإيرانية. لكن التهديدات بخوض حرب النيات، يصرف من خزائن دول الخليج، على قاعدة إذا أردتم حمايتنا فعليكم أن تدفعوا الثمن.

سحب ترامب من دول الخليج شيكا مفتوح الرصيد، وأودع رقم هاتفه الخاص في حساب في سويسرا، لمنحه إلى قادة إيران في حال رغبوا في الاتصال به. وعملا بمبدأ السرية المصرفية، فإن الجانب السويسري أكد للبيت الأبيض أنه لن يمنح الرقم لقادة إيران ما لم يطلبوه. وفي انتظار كشف الحساب: حرب فوق المضيق وطلب تفاوض تحت الطاولة.

 

اسرار الصحف ليوم السبت 11 ايار 2019

النهار

أعرب مسؤول سياسي بارز عن اعتقاده أن مرحلة ما بعد إقرار الموازنة قد تشهد تطورات ايجابية لم تكن في حسابات كثيرين.

ساءت العلاقات أكثر فأكثر بين جهات حزبية من بيئة طائفية واحدة في ظل مماحكات تسببت بها قضية المنصورية المثيرة للخلافات.

تبيّن أن تسرعاً مهنياً كان وراء خطأ إثارة شائعات غير صحيحة اطلاقاً عن الواقع المصرفي المستقر والطبيعي.

البناء

سألت مصادر عسكرية إقليمية هل الحشود الأميركية في المنطقة هي تمهيد لشنّ حرب؟ وإنْ كانت كذلك فلماذا ربطها بتهديدات منسوبة لإيران وحلفائها باستهداف القوات والمصالح الأميركية؟ وإنْ كانت تحسّباً لهجمات إيرانية أو حليفة لإيران فهذا يعني أنّ تقييم واشنطن العسكري يقوم على إمتلاك إيران لزمام المبادرة والقدرة على التحرك واعتبارها في حالة قوة وليس كما تزعم أنها تختنق، وكذلك في التفاوض فهل واشنطن من تدعو إيران لقبول التفاوض ام إيران هي من يدعو ورفض إيران للتفاوض بذاته شهادة قوة لها فالخلاصة برأي المصادر أنّ واشنطن لا تثق بفعالية عقوباتها وتبحث عن سبل للتحرّش بإيران لدعوتها إلى التفاوض…

الجمهورية

قال وزير بارز في الحكومة إن وزراء حزب حليف يناقشون خلال جلسات مجلس الوزراء مشروع الموازنة الموضوع على الطاولة على طريقة أنهم لا يراعون التحالف وأن لديهم خطوطاً حمراً لا يقبلون تجاوزها.

تخوفت أوساط إقتصادية من تلويح قطاع هام بالإضراب وقالت إذا حصل ذلك فهو سيكلّف الدولة المليارات ويضرب قطاعاً رئيسياً في البلاد.

رأت أوسط سياسية أن مشروعاً حسّاساً أثار أزمة في الشارع سيسلك طريه إلى التنفيذ على رغم المعترضين عليه.

اللواء

غمز

يمر قطب وسطي بمرحلة إرباك لاعتبارات لا يرغب قريبون منه بالخوض فيها.

همس

تردّد أن مرجعاً تجاهل عن عمد ما كتب من معلومات حول أداء وزير سيادي، خلال استقباله، مع أن الأجواء المحيطة بما كتب لم تكن مريحة.

لغز

استغربت مصادر مصرفية المعلومات التي ضخت، وتبيَّن لاحقاً أن لا أساس لها، وقالت لم يتلق مدراء المصارف أية تعليمات تتعلق بالسحوبات أو بالتحويلات إلى الدولار!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

أسباب غياب "القوات" عن المنصوريّة

أم تي في/10 أيار/2019/كان لافتاً غياب حزب "القوات اللبنانيّة" عن تطورات المنصوريّة، رسميّاً على الأقل، الأمر الذي فتح مجالاً واسعاً للاستهداف السياسي وسط سيل من التساؤلات عن أسبابه. مصادر "قوّاتيّة" مطلعة أكدت أنّ هذا الغياب هو بحدّ ذاته رسالة حضور كان على المعنيّين قراءتها جيداً، لربما شكّلت تحولاً في الأحداث ووفّرت على الأهالي والقوى الأمنية على حدٍّ سواء عناء مواجهة كان بالإمكان تفاديها.وتابعت المصادر بأنّ موقف "القوات" كان معروفاً سلفاً وقد وصل إلى الأهالي بطريقة أو بأخرى وهو يأتي منسجماً مع قرار مجلس الوزراء بإنهاء وصلة المنصورية وجوارها والتي تشكّل أمراً حيوياً لا يمكن الإستغناء عنه لنقل الطاقة والحدّ من الهدر الفنّي. وأضافت المصادر أنّ كلّ وزير مسؤول عن ملفات وزارته التقنية، وحزب "القوات" أخذ موقفه بعد الإطلاع على تقارير ودراسات وزارة الطاقة، وشبّهت المصادر موقف "القوات" بقرار بكركي بعد الإطلاع على الدراسات والمعطيات التي قدّمتها وزيرة الطاقة لغبطة البطريرك الراعي. وأبدت المصادر انزعاجها ممّا آلت إليه الأمور على الأرض، معتبرةً أنّ "الأهالي وقعوا ضحية الأهداف الخبيثة والمزايدات التي أطلقتها بعض الجهات التي استثمرت هواجس الناس للتصويب سياسياً على "القوات" واستهداف النائب القواتي ماجد إدي أبي اللمع لاعتبارات مناطقية ضيقة، واستخدمت هذه الجهات خلال حملتها الأسلحة المحرّمة وطنياً وسياسياً ومذهبياً، ولكنّ الوعي كان أكبر من رعونة هذا الأسلوب وتمّ خنق هذه المحاولات من راعي الكنيسة". وأنهت المصادر "القوّاتيّة" كلامها بالحديث عن الموقف المستغرب والمتناقض لنوّاب المتن الآخرين لجهة غياب أيّ شجبٍ منهم لمظاهر العنف في الوقت الذي دان فيه نواب "القوات" اللجوء الى العنف بوجه الأهالي، وتبيّن في نهاية المطاف، وفق المصادر، أنّ "حزب "القوات" كان الأكثر حضوراً وصدقاً في غيابهم.

 

ترقب وقلق في “الخارجية اللبنانية”

بيروت ـ “السياسة” /11 أيّار 2019/تسود أروقة وزارة الخارجية والمغتربين أجواء ترقب وقلق، بعد ادعاء النائب العام الاستئنافي القاضي زياد أبو حيدر، على رئيس الدائرة العربية في الوزارة السفير علي المولى بتهمة تسريب مضمون التقارير الديبلوماسية التي وردت من السفارة اللبنانية في واشنطن، وإحالة الملف الى قاضي التحقيق الاول في بيروت القاضي غسان عويدات، بعد اعتراف المولى اثناء التحقيقات بأنّه هو من سرّب التقارير شخصياً. وبحث وزير الخارجية جبران باسيل في موضوع التسريب مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما أحدث الموضوع بلبلة كبيرة في السلك الديبلوماسي اللبناني في بيروت والخارج، مع ما أثاره من استياء عربي ودولي لخروجه عن الأعراف الديبلوماسية. وأكدت مصادر ديبلوماسية لـ”السياسة”، أن الوزير باسيل سيعقد مؤتمراً بعد اكتمال التحقيقات المتصلة بهذه “الفضيحة”، وسيضع النقاط على الحروف في كل ما يتصل بالاتهامات التي وجهت إليه.

 

قائد الجيش اللبناني في واشنطن لبحث التعاون العسكري

بيروت ـ “السياسة/11 أيّار 2019/غادر قائد الجيش العماد جوزاف عون على رأس وفد من ضباط الجيش إلى الولايات المتحدة الأميركية، في زيارة رسمية للمشاركة في اللقاء السنوي الذي يُعقد من أجل تقييم المساعدات الأميركية للجيش والحاجات المستقبلية، كما سيلتقي العماد عون خلال الزيارة، عدداً من المسؤولين الأميركيين المكلّفين ملف برنامج المساعدات. وعلمت “السياسة”، أن الزيارة تندرج في إطار التنسيق اللبناني الأميركي العسكري، والبحث في احتياجات الجيش اللبناني، من عتاد ومعدات عسكرية، في إطار حرص واشنطن على تقديم كل الدعم اللازم للجيش اللبناني للقيام بدوره على بسط سلطته على كامل الأراضي اللبنانية، حيث علم أن الجيش اللبناني سيحصل على أسلحة نوعية أميركية تمكنه من استكمال مهامه في مواجهة الإرهاب وخلاياه النائمة. وفي هذا السياق، تسلم الجيش اللبناني في مرفأ بيروت، بحضور عدد من الضباط، كمية من العتاد العسكري عبارة عن ناقلات جند مدرعة نوع (VAB HOT MEPHISTO)، بالإضافة إلى مستوعبات تحتوي على قطع بدل للآليات المذكورة، وعتاد تأليل، مقدمة هبة من السلطات الفرنسية”. على صعيد آخر، وقع إشكال في منطقة عائشة بكار في بيروت بين شبان من “حزب الله وأبناء المنطقة، وأدى إلى تضارب بالأيدي وإطلاق النار، ما دفع الجيش والقوى الأمنية للتدخل منعاً لتفاقم الأمور. وفي سياق أمني، نفذ الجيش اللبناني اتفاقاً مع الفصائل الفلسطينية في مخيم المية ومية، ينص على إزالة كافة المظاهر المسلحة لكافة الأفرقاء، بما في ذلك سحب العناصر المسلحة ‏ومنع حمل السلاح بشكل ظاهر او غير ظاهر ومنع ارتداء البزات العسكرية، وكذلك تجميع ‏وضبط كل فريق لسلاحه في مخزن عائد له داخل المخيم ومنع استخدامه من أي كان ولأي سبب ‏من الأسباب وتحت طائلة الملاحقة والتوقيف من قبل الجيش اللبناني.

 

ألف لاجئ فلسطيني ونازح سوري أفضل من مسؤول لبناني فاسد

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/11 أيّار 2019

عندما يتحدث الوزير جبران باسيل عن الأنبياء والقديسين!!

 هذه الأرض التي أثمرت أنبياء وقديسين، لن يحلّ فيها لا لاجئ ولا نازح ولا فاسد.

هذا القول لوزير خارجية لبنان جبران باسيل، وينُمّ عن لهجة عنصرية واستعلائية واستفزازية ضدّ اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وضد النازحين السوريين، و"الفاسدين" اللبنانيين.

الفاسدين الذين لا ينتمون "بالطبع" للتيار الوطني الحر الذي يرأسه معالي الوزير جبران باسيل، إنّهم "الأغيار" حسب العقيدة اليهودية التي تُميّز بين شعب الله المختار والاغيار الذين نبذتهم العناية الإلهية.

وإذ نلاحظ أن لا جديد في حملة الوزير باسيل الاستفزازية ضدّ النزوح السوري واللجوء الفلسطيني، إلاّ أنّه هذه المرة كشف عن جهلٍ مُعيب بسيرة الأنبياء والقديسين، والذين ليس منهم إلاّ من هو لاجئ أو نازح أو ضارب في أرض الله الواسعة، فالنبي موسى (ع) ألقتهُ أمُّه في اليمّ حتى انتهى عند عدوه فرعون مصر، والسيد المسيح عليه السلام وُلد في مغارة على القشّ وساح في البلاد والبراري والقفار ومات على الصليب، والنبي محمد ابن عبدالله (ص) قاسى أنواع العذاب مع أصحابه في مكة من قومه وأهله، حتى نزح ولجأ و"هاجر" إلى يثرب طلباً للعون والأمان. سنقتصر على أنبياء العزم هؤلاء طلباً للاختصار، ذلك أنّه ما من نبيٍّ إلاّ واضطُهد أو عُذّب أو نُفي حتى قيل: "لا كرامة لنبيٍّ في وطنه". أمّا أحوال القديسين فأدهى وأمرّ، فهم في طليعة النازحين واللاجئين، إلاّ أنّ عمى البصيرة عند الوزير باسيل أصعب من عمى النّظر، فالقديس مكسيموس المعترف مثلاً (وُلد في القسطنطينية عام ٥٨٠م)، عمل في روما وألّف في الرّد على أنصار القول بوحدة "المشيئة"، فاعتُقل هناك سنة ٦٥٣م وحُمل إلى القسطنطينية، وعندما أمر الامبراطور قسطنطين الثاني بوضع صيغة جديدة للعقيدة عُرفت بالنموذج (التّيبوس)، وتفرض الامتناع عن كلّ إشارة إلى المشيئة في المسيح، وطُلب من القديس مكسيموس أن يوافق عليها ويعترف بصحّتها فأبى، فنُفي سنة ٦٥٥م، وحاولوا إقناعه مرةً ثانية فلم يُفلحوا، حتى صدرت الأوامر بقطع لسانه ويده اليُمنى. أمّا القديس يوحنا الذهبيّ الفم كما أحبّ أنصاره أن ينادونه (ولد سنة ٣٥٤م، وكان واعظ أنطاكية الأوحد لمدة اثنتي عشرة سنة، حتى عُيّن بطريركاً على القسطنطينية.. ولم يسلم أواخر أيامه من الاضطهاد والنّفي، فنُفي أولاً إلى برج "قوقوزا" في أرمينيا الصغرى، ثمّ إلى جبال القوقاز، ومات في " تومانا" من أعمال إقليم النبطس يوم ١٤ أيلول سنة ٤٠٧م من المشاقّ التي كان قد كابدها في سفره هذا. في الضفة الإسلامية، نفى الخليفة الثالث عثمان بن عفان الصحابيَّ الجليل أبي ذرّ الغفاري إلى بلاد الشام لاعتراضه على توزيع الفيئ والمغانم على حاشية الخليفة، حيث مات غريباً طريداً منفيّا. أمّا في مسائل فساد الطبقة السياسية في لبنان، فالصّمتُ أبلغ من الكلام، ذلك أنّ الفساد يعُمّ هذه الطبقة من أولها إلى آخرها، ولعلّ الوزير باسيل يأتي في أولها، أو في أحسن الأحوال في وسطها، حتى بات اللبنانيون يتمنّون أن يحلّ بين ظهرانيهم كلّ يوم ألف نازحٍ سوري ولا يبقى في سدّة المسؤولية مسؤولٌ فاسدٌ واحد.

 

فارس سعيد: باسيل يحاول التمايز عن حزب الله والإظهار لأميركا أن قذيفة رأس إسطا فُرضت عليه

موقع الكتائب الألكتروني/11 أيار/2019/اعتبر النائب السابق فارس سعيد "أن الكادرينال مار نصرالله صفير من الشخصيات التي تبني لا تهدم وهو كان حاضراً روحاً وجسداً في كل الأوقات الصعبة التي مررنا بها، ومارونيته لم تصطدم يوماً بلبنانيته"، مضيفاً "أن صلابة الكاردينال صفير المارونية كانت هائلة وهو لم يرضخ يوماً لأي ضغط ومارونيته كانت بالتمسك بحرية لبنان". ورأى عبر mtv "أن البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم "قدّ الحِمل" في ظلّ ما يمرّ به لبنان حاليا وليست الدولة فقط من فقدت حريتها إنّما لبنان أيضاً في ظلّ وجود طرف يملي على الآخرين ويفرض خيارات عليهم". من جهة أخرى، أكد سعيد "أن  لبنان رهينة بيد "حزب الله" وأطراف التسوية" أصبحوا أسرى في هذه التسوية وأنا لا أطلب الدخول في مواجهة مع الحزب إنّما إعادة رسم الحدود بين مصلحة لبنان ومصلحة "حزب الله"، لافتاً إلى "أن باسيل يحاول التمايز عن "حزب الله" وأن يُظهر لأميركا أن قذيفة رأس إسطا فُرضت عليه وقد أصرّ على اكتشاف من الذي سرّب محاضر اللقاءات التي حصلت في الولايات المتحدة".وشدد على "أن إيران اليوم "مزروكة" و"حزب الله" أمام خيارين إمّا تعويض خسارة شريكه الإيراني بوضع اليد أكثر وأكثر على الجمهورية اللبنانية وإمّا الدخول في الدولة بعيداً عن السلاح".

 

باسيل يناجي سوريا من عنجر

جيلبير رزق/موقع الكتائب الألكتروني/11 أيار/2019

لم يقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل دقيقة صمت على أرواح الشهداء الذين قضوا بفعل التعذيب في أقبية الاستخبارات السورية في عنجر، ولم يتأمل للحظة بالمحطة الأخيرة التي كان يتوقف فيها المقاومون قبل أن يرسلهم نظام الأسد إلى مجاهل السجون السورية. قوافل قوافل خطّت تاريخا من ذهب، وتعيش اليوم في ضمير شعب حيّ لن يسقطها بفعل الهرولة إلى السلطة. باسيل مرّ مرور الكرام عليهم في عنجر، مكتفيا بالقول إن "عنجر ترمز في الذاكرة اللبنانية القريبة إلى حقبة لا نريد أبدا أن تتكرر" مضيفا أن "عنجر اللبنانية تساعد سوريا اليوم، ونحن جاهدنا لتكون حدودنا مع سوريا حدود السيادة والحرية والإستقلال وهذا هو خط العلاقة التي رسمناها".  لكن خط العلاقة ناقص يا سيّد الوزير بفعل إغفالكم المعتقلين بالسجون السورية، لأنك متقاعس كوزير خارجية لبنان في المطالبة بهم والإصرار على عودتهم، أو أن القضية اليوم لا تدرّ سلطة عليكم فتسقطوها من الحسابات؟ حدود العلاقة أيضا تحدّها حدود غير مرسّمة، ما يترك مزارع شبعا أيضا في معرض المزايدات السخيفة وورقة تين لسلاح حزب الله. صحيح أن عنجر كما قلت بوابة لبنان باتجاه سوريا وانه بحكم الجغرافيا سوريا المتنفس الوحيد، لكن العلاقة مع أي جار وغيره من الدول لا تبنى على منطق "الحيط الواطي"، فكرامة اللبنانيين أبدى من أي شيء، وقبل تحرير المعتقلين وتسليم المسؤولين عن متفجرات سماحة مملوك، وقبل الإعتذار من اللبنانيين على ما قاساه الشعب اللبناني في حقبة الإحتلال السوري، فأي تبادل أو تعاون مع النظام في سوريا ستكون حدوده التفريط بالقضية اللبنانية والتخاذل بحق الدماء التي سكبت في مسيرة لبنان السيد المستقل. في عنجر أيضا وإذا بدّلنا الأرقام من 13 تشرين إلى 31 تشرين 1622 ، تاريخ ليس بجديد تتحدث فيه حجارة عنجر عن بطل اسمه فخر الدين المعني الثاني، تسلح بلبنانيته وآمن بشعبه وبعزّة نفسه، فهزم والي دمشق مصطفى باشا وجيش السلطنة العثمانية في معركة عسكرية انتهت بأسر مصطفى باشا، وسمح هذا الانتصار لفخر الدين أن يحكم سوريا العثمانية الممتدة من حلب في الشمال إلى العريش في شمال سيناء. فأين نحن اليوم من مجد فخر الدين؟ لذلك ما علينا إلا أن نتكل على أنفسنا ونناصر الحق قبل أي مصلحة أخرى، ونقتنع أن لبنان بحاجة إلى إعادة إعمار مفهوم رسالته في الحياة السياسية قبل التفكير بإعادة إعمار الحجر في الدول المجاورة...

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تهدد بضرب «إس 300» في سوريا

 الشرق الاوسط/11 أيار/2019/قال سلاح الجو الإسرائيلي، إن منظومة «إس 300» الروسية في سوريا، وضعت في الخدمة الفعلية، وأن الجيش الإسرائيلي «يتجهّز لتحييدها للتوصل إلى حريّة الحركة في كل نقطة أثناء حرب محتملة». وأكد الضابط الكبير في سلاح الجو الإسرائيلي، تومير بار، في مقابلة مع صحيفة «معاريف» على موقعها الإلكتروني، أن «كل بطارية صواريخ تهدّد حريّة نشاطنا، وإتمام مهمّتنا، قد تجد نفسها عرضة للهجوم». وأضاف: «من غير الصحيح التوقف عند موضوع ما إذا كانت منظومة (إس 300) تدار من قبل السوريين، أو تحت مراقبة الروس، في كل الحالات علينا أن ننطلق من أن المنظومة جاهزة للتصدي لعملياتنا في صباح الغد». ولفت بار إلى أن مسار تدريب طواقم سورية للتعامل مع المنظومة، الذي استمرّ عدّة أشهر انتهى، «وقد يتطلّب الأمر تدريب طواقم أخرى». وأضاف بار أن الجيش الإسرائيلي «يعمل كي لا يكون هنالك (حزب الله) ثانٍ في سوريا. نعمل كل ما يجب كي لا يكون هناك وجود إيراني على الأراضي السورية. الإصرار الذي نبديه في هذا الموضوع أتى بنتيجة، لكننا لم نصل للنهاية بعد»، لكنّه لفت إلى أن الإصرار الإيراني على التموضع في سوريا «ما زال مستمراً».

 

 ترمب «مرّر رقم هاتفه» لإيران عبر سويسرا

واشنطن/الشرق الاوسط/11 أيار/2019/اتصل البيت الأبيض بالرئاسة السويسرية، وأعطاها رقم هاتف يمكن للإيرانيين التواصل به مع البيت الأبيض مباشرة في حال أرادوا إعادة التفاوض على الاتفاق النووي، وفقاً لمصدر دبلوماسي. ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن الدبلوماسي أن الاتصال جرى الخميس الماضي، وأن السويسريين الذين تتولى سفارتهم في طهران رعاية المصالح الدبلوماسية الأميركية، لن يسلموا الرقم للإيرانيين على الأرجح، ما لم تطلبه طهران. وليست بين الولايات المتحدة وإيران علاقات دبلوماسية رسمية، لكن سويسرا تتولى تمثيل مصالح أميركا الدبلوماسية في طهران وتؤدي خدمات للمواطنين الأميركيين مثل شؤون التأشيرات، كما أنها تعمل بمثابة قناة للدبلوماسية بين البلدين. يأتي ذلك بعد أن دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيران إلى الاتصال به وسط توترات متصاعدة. وتحدث ترمب من البيت الأبيض في نهاية الأسبوع الماضي قائلاً عن الإيرانيين: «أود أن أراهم يتصلون بي}. وقال مسؤول دائرة الشؤون السياسية في «الحرس الثوري» يدالله جواني لوكالة أنباء {تسنيم} الإيرانية يوم الجمعة الماضي، إن إيران لن تشارك في محادثات مع الأميركيين، مضيفاً: «لن يجرؤ الأميركيون على القيام بعمل عسكري ضدنا}. ويأتي عرض ترمب العلني في وقت زادت الولايات المتحدة من تواجدها العسكري في المنطقة، بسبب {معلومات استخباراتية محددة وذات مصداقية» عن {تهديدات} لواشنطن ولحلفائها في المنطقة من جانب إيران {ووكلائها}. وبعد فترة وجيزة من طلب ترامب من إيران الاتصال به، أصدر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بياناً يحذر فيه من أن الولايات المتحدة ستصدر رداً «سريعاً وحاسماً» على أي هجوم. وقال بومبيو إن إيران «انخرطت في سلسلة متصاعدة من الأعمال التهديدية في الأسابيع الأخيرة». وأشار مسؤولون أميركيون إلى رصد نقل الإيرانيين صواريخ على متن قوارب. ويصادف هذا الأسبوع ذكرى مرور عام على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني. وأعلنت إيران الأربعاء الماضي أنها ستخفف من التزامها بالاتفاق النووي. وبدورها فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران هذا الأسبوع تستهدف صادراتها من المعادن.

 

 «الحرس الثوري» يرفض المفاوضات مع واشنطن

لندن/الشرق الاوسط/11 أيار/2019/رفض «الحرس الثوري» الإيراني مقترحاً للرئيس الأميركي دونالد ترمب للتفاوض مع طهران، مستبعداً وقوع أي هجوم أميركي وسط صمت من حكومة حسن روحاني، وانتقد خطيب جمعة طهران محمد جواد حاج علي أكبري رد الدول الأوروبية على قرار طهران بتجميد جزء من التزاماتها النووية، وهدد خطيب جمعة أصفهان بشن هجوم صاروخي على الأسطول البحري الأميركي في حين طالب خطيب جمعة مشهد بتنحي مسؤولين ليسوا قادرين على قيادة الحرب. وقال «الحرس الثوري»، أمس: إن طهران لن تتفاوض مع واشنطن رداً على دعوة دونالد ترمب على إجراء محادثات بشأن التخلي عن برنامج طهران النووي وقال إنه لا يستطيع أن يستبعد مواجهة عسكرية. وأفادت وكالة «تسنيم» عن مسؤول دائرة الشؤون السياسية في «الحرس الثوري» يدالله جواني، قوله «لن نجري محادثات مع الأميركيين... لن يجرؤ الأميركيون على القيام بعمل عسكري ضدنا... أمتنا... ترى أن أميركا لا يعتد بها». وقال: إن إدارة ترمب «توقعت اضطراباً» بإيران في 2018، يجبر بلاده على قبول مباحثات هرباً من الانهيار. واتهم القيادي القوات الأميركية بتبني «أدبيات حربية» لتصنيفها قوات «الحرس» على قائمة الإرهاب وأرسال قواتها إلى المنطقة». وأعرب جواني عن ارتياحه بشأن قرار مجلس الأمن القومي تجميد الالتزامات الاتفاق النووي، وقال تعليقاً عن تصريحات ترمب «إنهم يعتقدون إذا أضافوا أدبيات عسكرية على العقوبات والضغوط الاقتصادية سيرهب الشعب الإيراني ويجبر رجال الدول في إيران على قبول المفاوضات، وهو ما أعلنه ترمب في تصريحاته الأخيرة بشأن تلقيه اتصالاً من المسؤولين الإيرانيين للتفاوض».

وهذا أول تعليق من القادة العسكريين الإيرانيين منذ إعلان فريق ترمب إرسال قوات إلى الشرق الأوسط لردع تهديدات إيرانية. وقبل أسبوعين، قال الإيراني حسن روحاني: إن «واشنطن ليست مستعدة للتفاوض»، وقال: «ليس الأمر كذلك إطلاقاً؛ البعض يدّعي أن الجانب الأميركي مستعد للتفاوض، إنهم ليسوا مستعدين للتفاوض». ورغم ذلك، قال حينها إن «المفاوضات ممكنة فقط عند رفع الضغوط كافة واعتذارهم عن تصرفاتهم غير القانونية، والاحترام المتبادل»، ونوه بأن بلاده «كانت دوماً أمة تَفاوض ودبلوماسية، كما كانت أمة حرب ودفاع». وتزامن موقف روحاني مع زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى نيويورك، حيث أرسل إشارات كثيرة عن رغبة للتفاوض، من بوابة تبادل السجناء بين الجانبين، وذلك في إشارة إلى استعداد إيراني للتفاوض حول «إطلاق سراح السجناء الأميركيين» وهو أحد 12 شرطاً وضعتها الإدارة الأميركية العام الماضي للتوصل إلى اتفاق شامل.

في المقابل، اعتبر قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، أن المفاوضات «ذل واستسلام»، ووصفها رئيس البرلمان علي لاريجاني بـ«الخطأ الاستراتيجي».

بدوره، شدد مجلس الأمن القومي على لسان متحدث باسمه، أمس، على عزم إيراني للمضي قدماً في المسار الجديد بشأن التزاماتها الاتفاق النووي، وقال إنه «سيكون على مراحل ومن دون توقف».

وأفادت «فارس»، وكالة «الحرس الثوري»، عن كيوان خسروي قوله: إن قرار إيران الجديد سينفذ من دون توقف، وأضاف أن القرار «يهدف إلى إعادة الأطراف الخاطئة إلى سكة الالتزام في الاتفاق النووي»، موضحاً أن خطوة طهران تخاطب الولايات المتحدة بالدرجة الأولى والدول الأوروبية بالدرجة الثانية. ورهن ختام المسار الحالي بسلوكهما. ولفت خسروي إلى أن مسار الاتفاق الذي حمل شعار «الربح للأطراف كافة» تحول إلى خسائر لبلاده عقب الانسحاب و«حركة أوروبا على هامش القرار الأميركي». وشارك آلاف الإيرانيين أمس في مسيرات نظمتها السلطات للتعبير عن دعمهم لقرار مجلس الأمن القومي بتقليص الالتزام بقيود ينص عليها الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وهددت بمزيد من الإجراءات إذا لم توفر لها الدول الموقعة على الاتفاق الحماية من العقوبات الأميركية. على خلاف ذلك، تحدث خطيب جمعة طهران علي أكبري، أمس، عن تغيير «خريطة القوى في العالم» لصالح إيران وأذرعها في المنطقة. ودافع عن قرار طهران تجميد التزاماتها النووية، لكنه اعتبرها «خطوة متأخرة، كان من الممكن أن تتخذ قبل عام»، أي بعد انسحاب واشنطن. وقال أكبري إن الواقع الميداني والشروط الراهنة تشير إلى «العدو في حالة الحرب» في المجالات الاقتصادية والسياسية والنفسية والثقافية، لكنه استبعد أن يكون عسكرياً. وأضاف: «العدو يلفظ آخر أنفاسه، وإن الفتوحات الكبرى وتجليها قريب منا». لكن أكبري وجه لوماً للدول الأوروبية بسبب موقفها الأخير من خطوة إيران بتجميد جزء من الاتفاق، ونصح الأوروبيين بالابتعاد من الولايات المتحدة والتوجه إلى إيران «إن أرادت الحفاظ على مصالحها»، وقال إن بلاده تعتبر تغيير بوصلة أوروبا من واشنطن باتجاه إيران «فرصة للأوروبيين». ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن خطيب الجمعة وممثل المرشد الإيراني في أصفهان يوسف طبطبائي نجاد، أن الأسطول البحري الأميركي «يمكن تدميره بصاروخ واحد»، وذلك تعليقاً على توجه حاملة طائرات أميركية إلى الخليج. من جانبه، جدد خطيب جمعة مشهد، أحمد علم الهدي، موقف المرشد الإيراني من اتخاذ إيران «حالة الحرب» أو التشكيلة الحربية، لكنه ذهب أبعد من ذلك عندما وجه انتقادات ضمنية إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، متهماً إياه بتجاهل تحذيرات المرشد من واشنطن وأوروبا لدى توقيع الاتفاق النووي، وقال: إن «الاتفاق وجه ضربات كبيرة للتكنولوجيا النووية»، وقال: إن إيران «تحتاج إلى قادة حرب» ومن دون أن يذكر اسم روحاني قال: «تنحوا عن المسؤولية إذا لم تتمكنوا»، مطالباً الحكومة بإعادة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة وإعادة تشغيل مفاعل أراك.

 

قاذفات «بي ـ 52» تصل الخليج وسط تحذيرات من هجمات إيرانية

الأسطول الأميركي الخامس: «أبراهام لينكولن» سترسَل إلى مضيق هرمز إذا اقتضت الحاجة

واشنطن: إيلي يوسف - لندن/الشرق الاوسط/11 أيار/2019/هبطت قاذفات من طراز «بي - 52 ستراتوفورتريس» في قاعدة أميركية في قطر في إطار تحرك واشنطن لردع تهديدات من إيران، في حين قال الأميرال جيم مالوي، قائد الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين، إنه سيرسل حاملة الطائرات الأميركية «أبراهام لينكولن» عبر مضيق هرمز إذا اقتضت الحاجة، في حين أصدرت الإدارة البحرية الأميركية تحذيراً لسفن الشحن التجاري من هجمات إيرانية ضد ناقلات النفط. وظهرت طائرتان في صورة التقطها أحد أفراد القوات الجوية الأميركية في قاعدة العديد ونشرها على موقع القيادة المركزية على الإنترنت. وقال التعليق المصاحب للصورة «وصول بي – 52، طائرات بي - 52 ستراتوفورتريس المكلفة في السرب العشرين للقاذفات متوقفة عند المهبط يوم 8 مايو (أيار) 2019»، بحسب «رويترز». جاء ذلك، غداة وصول حاملة الطائرات الأميركية «أبراهام لينكولن» إلى البحر الأحمر بعدما عبرت قناة السويس. وبحسب الجيش الأميركي، فإن قاذفات «بي – 52» ستكون جزءاً من قوات إضافية مرسلة إلى الشرق الأوسط لمواجهة «مؤشرات واضحة» على التهديدات الإيرانية. كما سرعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نشر «لينكولن»، وأرسلت قاذفات «بي – 52» إلى الخليج العربي بعد معلومات استخباراتية عن تحضيرات إيرانية محتملة لشن هجمات على قوات أو مصالح أميركية. قال الأميرال جيم مالوي، قائد الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين، إن معلومات استخباراتية أميركية تشير إلى وجود تهديد من قبل إيران، لن تمنعه من إرسال حاملة طائرات عبر مضيق هرمز إذا اقتضت الحاجة. وأضاف أن المعلومات الاستخباراتية مرتبطة «بنشاط حقيقي رصدناه»، وتابع: «بالتأكيد كان ذلك كافياً بالنسبة لي... للقول إننا رأينا في هذا تهديداً».

وقال مالوي «قد يكون تعاملاً جديداً مع التكنولوجيا من جانب إيران»، مضيفاً أن الأسلحة «تندرج تحت فئة (الأسلحة) المزعزعة للاستقرار والهجومية بطبيعتها». ولم يخض القيادي الذي يشرف على القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط، في تفاصيل المعلومات، لكنه قال إن بعضاً من المخاوف الأميركية يتركز على الصواريخ الإيرانية. وأفادت «رويترز» عن مسؤولين أميركيين، بأن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى نقل صواريخ إيرانية على زوارق. وقال مسؤول إن الصاروخ الذي جرى رصده على وجه التحديد يمكن على ما يبدو إطلاقه من سفينة صغيرة. كذلك، أشار المسؤولون إلى مخاوف متزايدة من خطر ميليشيات عراقية موالية لإيران. وأصدرت الإدارة البحرية الأميركية مساء الخميس تحذيراً لسفن الشحن التجاري، مفاده أن إيران ووكلاءها قد يستهدفون البنية التحتية لإنتاج النفط. وجاء في التحذير أن «ثمة خطراً متزايداً منذ مطلع شهر مايو من احتمال شن إيران أو وكلائها هجمات ضد مصالح الولايات المتحدة وشركائها بما فيها البنية التحتية لإنتاج النفط». وأضاف أن إيران وبعد تهديدها بإغلاق مضيق هرمز «قد تستهدف هي أو وكلاؤها سفناً تجارية، بما فيها ناقلات نفط، أو سفناً حربية في البحر الأحمر أو مضيق باب المندب أو الخليج». ويسري التحذير الأميركي حتى الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقال مسؤولون: إن الولايات المتحدة تدرس أيضاً إعادة نشر صواريخ باتريوت بعد سحب الكثير منها من المنطقة العام الماضي.

وأكد ترمب، أول من أمس، أنه لا يريد الصراع، وقال: «لدينا واحدة من أقوى السفن المسلحة في العالم ولا نريد أن نفعل أي شيء». وبعد ساعات هدّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بـ«ردّ سريع وحازم» على «أي هجوم» قد تشنّه إيران أو أي من حلفائها على مصالح أميركية. وقال بومبيو في بيان «نحن لا نسعى إلى الحرب»، لكن «ضبط النفس الذي نتحلّى به حالياً لا ينبغي أن تفسّره إيران خطأ على أنه افتقار للعزم»، في وقت أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفات من طراز «بي - 52» إلى المنطقة للتصدّي لمخاطر هجمات إيرانية «وشيكة». وبحسب بومبيو، فإنه «خلال الأسابيع الماضية شكّلت إيران مصدر سلسلة أعمال وتصريحات تهديدية أجّجت تصعيداً». ولفت بومبيو في بيانه إلى أن ما مارسته إيران «على مدى 40 سنة من قتل جنود أميركيين وشنّ هجمات على منشآت أميركية واحتجاز أميركيين رهائن، هو تذكير دائم لنا بأنه يجب علينا الدفاع عن أنفسنا». وأضاف بومبيو «على النظام في طهران أن يفهم أن أي هجوم من جانبه أو من جانب أي من أتباعه، أياً كانوا، ضدّ مصالح أميركية أو مواطنين أميركيين، سيلقى ردّا سريعاً وحازماً من الولايات المتحدة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «حتى الآن، كان الخيار التلقائي للنظام هو العنف، ونحن ندعو أولئك الذين هم في طهران ويرون طريقاً إلى مستقبل مزدهر من خلال نزع فتيل التصعيد إلى تغيير سلوك النظام». ولم يتضح حتى أمس ما إذا كانت المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» تتوجه إلى الممر المائي الاستراتيجي الواقع قبالة إيران، والذي يمر من خلاله خمس النفط المستهلك عالمياً. وقال مالوي لوكالة «رويترز»: «إذا احتجت إلى جعلها تمر من المضيق فسأفعل ذلك... لست مقيداً بأي حال، ولا تواجهني صعوبة بأي شكل من الأشكال لتشغيلها في أي مكان بالشرق الأوسط». وتتولى القيادة المركزية الأميركية مسؤولية العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط وأفغانستان. وكانت إيران قد ردت على تصنيف «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب برد مماثل وصنفت القوات الأميركية على قائمتها للمنظمات الإرهابية. وفي أول مقابلة له منذ تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، أكد مالوي أن القوات الأميركية في حالة تأهب شديد. لكنه قال: إن الجيش الأميركي لا يسعى أو يعد لحرب مع إيران. وأضاف: «لست في وضع التخطيط لحرب ولم توكل إليّ مهمة القيام بذلك... لكننا جاهزون تماماً للرد على أي عدوان ضد الولايات المتحدة أو الشركاء في المنطقة أو مصالحنا». وشددت واشنطن العقوبات المفروضة على إيران في الشهر الحالي، وألغت إعفاءات كانت تسمح لبعض الدول بشراء النفط الإيراني بهدف وقف صادرات طهران النفطية تماماً. وردت إيران بتخفيف بعض القيود المفروضة على برنامجها النووي رغم أنها لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة قبل عام. ومجموعة لينكولن التي تم تسريع نشرها بالشرق الأوسط من جانب إدارة الرئيس دونالد ترمب لتحذير لإيران، انتقلت عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر يوم الخميس وهي الآن تحت قيادة مالوي.

 

 استعراض قوة أميركي في مواجهة إيران

واشنطن تحذر سفن الشحن التجاري من هجمات... وبكين تتوقف عن استيراد نفط طهران

واشنطن: إيلي يوسف - لندن/الشرق الاوسط/11 أيار/2019/استعرضت الولايات المتحدة أمس مزيدا من قوتها في مواجهة إيران وسط معلومات استخباراتية تشير إلى هجمات إيرانية محتملة ضد المصالح والقوات الأميركية. وهبطت قاذفات «بي 52» في قاعدة أميركية في قطر. وظهرت طائرتان في صورة التقطها أحد أفراد القوات الجوية الأميركية في قاعدة العديد ونشرها على موقع القيادة المركزية على الإنترنت. إلى ذلك، قال الأميرال جيم مالوي، قائد الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين، إن معلومات استخباراتية أميركية تشير إلى وجود تهديد من قبل إيران، لن تمنعه من إرسال حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» عبر مضيق هرمز إذا اقتضت الحاجة. وأصدرت الإدارة البحرية الأميركية، مساء أمس، تحذيراً لسفن الشحن التجاري من «خطر متزايد منذ مطلع شهر مايو (أيار) من احتمال شن إيران أو وكلائها هجمات ضد مصالح الولايات المتحدة وشركائها، بما فيها البنية التحتية لإنتاج النفط». من ناحية ثانية، رفض «الحرس الثوري» الإيراني دعوة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى طهران للتفاوض مع طهران. في غضون ذلك، قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن شركة الصين للبتروكيماويات (مجموعة سينوبك) ومؤسسة البترول الوطنية الصينية، أكبر شركتي تكرير مملوكتين للدولة، تخلتا عن شراء نفط إيراني للتحميل في مايو (أيار) بعد إنهاء واشنطن العمل بإعفاءات من العقوبات لزيادة الضغط على طهران.

 

 روحاني: الضغط الأميركي «حرب غير مسبوقة» في تاريخ إيران ودعا إلى الوحدة بين الفصائل السياسية

دبي/الشرق الاوسط/11 أيار/2019/دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم (السبت)، إلى الوحدة بين الفصائل السياسية لتجاوز الظروف التي تمر بها البلاد، واصفاً الضغط الأميركي بــ"حرب غير مسبوقة"، مشيراً إلى أن الأوضاع التي تمر بها طهران "ربما تكون أصعب من أوضاع البلاد خلال الحرب مع العراق في الثمانينات". ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن روحاني قوله: "اليوم، لا يمكن قول ما إذا كانت الظروف أفضل أم أسوأ من فترة الحرب (1980-1988)، لكن خلال فترة الحرب لم تكن لدينا مشكلات مع بنوكنا أو مبيعات النفط أو الواردات والصادرات، وكانت هناك عقوبات فقط على مشتريات السلاح". وأضاف: "ضغوط الأعداء حرب غير مسبوقة في تاريخ ثورتنا الإسلامية... لكني لا أيأس ولدي أمل كبير في المستقبل وأعتقد أننا يمكن أن نتجاوز تلك الظروف الصعبة شريطة أن نتحد". وانتقد المتشددون روحاني بعدما انسحب ترمب من الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية في عام 2015، الذي أيده روحاني، وأعاد فرض عقوبات على طهران العام الماضي. كما تخلى بعض الحلفاء المعتدلين عن الرئيس أيضا. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد حث زعماء إيران يوم الخميس على الدخول في محادثات بشأن التخلي عن برنامجهم النووي، مشيراً إلى أنه لا ستبعد مواجهة عسكرية. وقدم ترمب العرض في الوقت الذي زاد فيه الضغوط الاقتصادية والعسكرية على إيران حيث عمل هذا الشهر على وقف كل صادرات النفط الإيرانية بينما عزز وجود القوات البحرية والجوية الأميركية في الشرق الأوسط.

 

حفتر يتقدم جنوب طرابلس والسيسي أكد له دعمه عمليات الجيش الليبي

الشرق الاوسط/11 أيار/2019/سُجّل أمس تقدم كبير لقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في المعارك الدائرة جنوب طرابلس، بالتزامن مع مؤشرات إلى فتح جبهة جديدة في مدينة سرت الساحلية. وأفيد بأن الجيش الوطني تقدم نحو مركز بلدة العزيزية، وسيطر على كوبري الزهراء. وبذلك تكون قوات المشير حفتر عاودت اقترابها من أطراف العاصمة في إطار الهجوم الذي يهدف إلى تحريرها، بحسب ما أعلن الجيش الوطني عند إطلاق عمليته نحو طرابلس. وتزامن ذلك مع مؤشرات إلى أن المشير حفتر يحضّر لفتح جبهة جديدة للقتال بإرسال وحدات عسكرية إلى مدينة سرت الساحلية. وقالت مصادر عسكرية لوسائل إعلام محلية، أول من أمس، إن قوات كبيرة من «الجيش الوطني» توجهت إلى سرت، مشيرة إلى أن هذا التحرك مرتبط بخطة «تحرير» العاصمة. وقبل مغادرة حفتر القاهرة، أمس، بعد زيارة لمصر استغرقت 3 أيام، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد له «دعم مصر جهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، وكذلك دور المؤسسة العسكرية الليبية لاستعادة الشرعية».

 

 رفض يمني لـ«مسرحية حوثية ثانية» في الحديدة/اليماني لـ«الشرق الأوسط»: لا يوجد في اتفاق استوكهولم «انسحاب أحادي»

لندن: بدر القحطاني/الشرق الاوسط/11 أيار/2019/أعربت الحكومة اليمنية عن رفضها أي مسرحيات انسحاب حوثية على غرار ما حدث في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك بعد أن بدأت الميليشيات الحوثية بشكل أحادي تسليم موانئ الحديدة أمس لعناصرها بعد أن ألبستهم الزي الرسمي لقوات خفر السواحل اليمنية. واتهم مسؤولون يمنيون الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث بأنهم يحاولون التغطية على الميليشيات الحوثية قبيل انعقاد الجلسة المقبلة لمجلس الأمن الدولي منتصف الشهر الحالي. من ناحيته، قال وزير الخارجية اليمني في اتصال مع «الشرق الأوسط» أمس، إنه لا يوجد في اتفاق استوكهولم «انسحاب أحادي»، مضيفا أن «عملية انسحاب الميليشيات الحوثية من الموانئ إن تمت من دون إشراف ورقابة لجنة تنسيق إعادة الانتشار وموافقتها ستشكل مخالفة لما تم التوافق عليه خلال الشهور الماضية»، محذرا من «تكرار مسرحية الانسحاب الأحادية التي تم تنفيذها سابقا في ميناء الحديدة بتاريخ 30 ديسمبر (كانون الأول) 2018». وأضاف اليماني: «اتفاق استوكهولم من حيث المحتوى القانوني هو آلية لبناء الثقة تؤسس لمشاورات سياسية شاملة، فإن فشل الحوثيون في العمل مع المجتمع الدولي والحكومة اليمنية وغادروا الحديدة وموانئها فكيف يمكننا أن نثق بأنهم أصحاب قرار ولا تحركهم أصابع إيران».

 

 قياديون في حزب إردوغان يتوعدون فنانين معارضين

الشرق الأوسط/12 أيار/2019/وجهت قيادات في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب إردوغان، تهديدات علنية لفنانين أتراك عبروا عن دعمهم لأكرم إمام أوغلو في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية إسطنبول التي ستجرى في 23 يونيو (حزيران) المقبل.

وتوعد رئيس بلدية نوشهير (وسط تركيا) المنتمي للحزب الحاكم، رسمي آري، عبر «تويتر» أولئك الفنانين بأنهم «لن يصعدوا إلى المسرح ولو في برنامج صغير داخل حدود مدينتهم».بدوره، خاطب نائب حزب العدالة والتنمية عن مدينة سكاريا (غرب)، كنعان صوفو أوغلو، في منشور على «فيسبوك»، الفنانين قائلا: «واأسفاه عليكم يا ناكري الجميل! كل منكم مليونير، ولديه حياة مرفهة وملايين المتابعين، بفضل إردوغان الذي أدار هذا البلد لما يقرب من 20 عاما».

 

السعودية: القضاء على خلية إرهابية من 8 عناصر بالقطيف شُكّلت حديثاً وخططت لاستهداف منشآت حيوية ومواقع أمنية

القطيف/الشرق الاوسط/11 أيار/2019/وصرح المتحدث الرسمي لرئاسة أمن الدولة في بيان، بأنه "نتيجة لمتابعة جهاتها المختصة لأنشطة العناصر الإرهابية تمكنت من القضاء على خلية إرهابية تتألف من 8 عناصر، حيث رصدت الجهات المختصة مؤشرات قادت بفضل الله إلى الكشف عن وجود خلية إرهابية تم تشكيلها حديثا تخطط للقيام بعمليات إرهابية تستهدف منشآت حيوية ومواقع أمنية، وقد تمكنت التحريات وإجراءات الاستدلال من تحديد موقع عبارة عن شقة سكنية في حي (سنابس) ببلدة (تاروت) بمحافظة القطيف، اتخذتها عناصر تلك الخلية وكرا لهم ومنطلقا لأنشطتهم الإجرامية".

وأضاف: "في ضوء هذه المعطيات باشرت الجهات المختصة عملية أمنية استباقية تم بموجبها محاصرة الموقع في تمام الساعة العاشرة صباح اليوم السبت، وتوجيه النداءات لتلك العناصر لتسليم أنفسهم إلا أنهم لم يستجيبوا وبادروا بإطلاق النار تجاه رجال الأمن الأمر الذي اقتضى التعامل بما يقتضيه الموقف لتحييد خطرهم والمحافظة على حياة الآخرين الموجودين في المحيط السكاني للموقع. وأشار المتحدث باسم رئاسة أمن الدولة إلى أن ذلك أسفر عن "مقتل العناصر الإرهابية وعددهم ثمانية أشخاص، فيما لم يصب أي من الساكنين أو المارة بذلك الموقع أو رجال الأمن بأي أذى".وأكد أن الجهات الأمنية المختصة ما تزال تباشر مهامها في الموقع وسيتم الإعلان لاحقاً عن المستجدات.

 

غوايدو يطلب التواصل مع الجيش الأميركي

كراكاس: /الشرق الاوسط/11 أيار/2019/ قال زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، اليوم (السبت)، إنه طلب من مبعوثه إلى واشنطن أن يتواصل مع القيادة الجنوبية للجيش الأميركي المختصة بأمريكا الجنوبية. وأضاف غوايدو أنه ما يزال يسعى أيضا إلى التحاور مع القوات المسلحة الفنزويلية.

ودعا زعيم المعارضة الفنزويلية أنصاره إلى «عدم السقوط في الخوف»، وذلك خلال مظاهرة جديدة في كراكاس ضد الرئيس نيكولاس مادورو بعد 11 يوماً من تمرد فاشل. وتراوح عدد المتظاهرين بين 1500 و2000 في ساحة «ألفريدو ساديل» في شرق كراكاس، وبخلاف المظاهرات السابقة المناهضة لمادورو والتي جمعت آلاف الأشخاص، لم يغادر المتظاهرون الساحة للسير في شوارع العاصمة الفنزويلية. وقال غوايدو أمام المتظاهرين: «نحن في لحظة تاريخية، إما أن نكون سجناء الخوف واليأس وعدم التحرك وإما أن نواصل احتلال الشارع بأمل وقوة وثقة». وستتيح هذه المظاهرات تقييم مدى التأييد الشعبي لغوايدو بعد دعوته إلى التمرد في 30 أبريل (نيسان). يذكر أن قائد القيادة الجنوبية الأميركية الأدميرال جريج فالر أبدي مؤخرا استعداده لإجراء مباحثات مع الجانب الفنزويلي، حيث قال في تغريدة على موقع تويتر «إذا دعاني خوان غوايدو والحكومة الشرعية في فنزويلا فأنا أرحب بمناقشة كيفية حماية الضباط الفنزويليين الذين سيتخذون القرار الصحيح وفقا للدستور الفنزويلي»، مؤكدا بالقول «نحن جاهزون». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد مجددا على أن «جميع البدائل مطروحة على الطاولة» فيما يختص بمشكلة فنزويلا، إلا أنه لم يعط مؤشرات محددة على تدخل عسكري أميركي.

 

الصين: محادثات التجارة مع أميركا مستمرة رغم «النكسات الصغيرة»

بكين/الشرق الاوسط/11 أيار/2019/قال نائب رئيس الوزراء الصيني، ليو هي، إن بكين وواشنطن اتفقتا على عقد جولة جديدة من محادثات التجارة في بكين في الوقت الذي أمر فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ببدء عملية فرض رسوم على كل ما تبقى من الواردات المقبلة من الصين. وعبر ليو عن تفاؤل حذر بشأن فرص التوصل إلى اتفاق، لكنه قال إن هناك «قضايا مبدئية» لا يمكن للصين أن تتراجع فيها، وقال إن الصين تعارض بقوة الزيادة الأخيرة في التعريفات ويتعين عليها الرد. ونقل التلفزيون الرسمي، اليوم (السبت) عن ليو، كبير المفاوضين بالمحادثات، قوله: «المفاوضات لم تنهر، بل على العكس تماماً، أعتقد أن حدوث نكسات صغيرة أمر طبيعي وحتمي خلال المفاوضات بين البلدين، عندما ننظر للأمام فإننا لا نزال نشعر بتفاؤل حذر». لكن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين قال في تصريحات لشبكة «سي إن بي سي»، أمس (الجمعة)، إنه لا توجد محادثات أخرى مزمعة مع الصين «حتى الآن». وصعدت الولايات المتحدة حربها التجارية مع الصين أول من أمس (الجمعة)، بزيادة الرسوم على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار في خضم المحادثات الرامية لإنقاذ اتفاق تجاري. وفي سياق متصل، حضّ ترمب الصناع الأميركيين على الإنتاج في الولايات المتحدة بدلاً من استيراد البضائع الصينية، وذلك من أجل تجنّب دفع الرسوم الجمركية الباهظة. وكتب ترمب على «تويتر»: «ما الطريقة السهلة لتفادي الرسوم الجمركية؟ اصنعوا وأنتجوا البضائع والسلع في الولايات المتحدة. الأمر بسيط جداً».

 

مسلحون يقتحمون فندقاً في باكستان

إسلام آباد/الشرق الاوسط/11 أيار/2019/هاجم مسلحون، اليوم (السبت)، فندق «بيرل كونتيننتال» في مدينة غوادار الساحلية في جنوب باكستان. وقال مسؤول: «اقتحم ما يصل إلى 4 مسلحين فندق بيرل كونتيننتال في غوادار وفتحوا النار»، مشيراً إلى أنه تم إجلاء غالبية النزلاء فيما تتصدى قوات الأمن للمهاجمين.

وقال رئيس الشرطة المحلية، إسلام بنغولزاي، إن تبادل إطلاق النار لايزال جارياً منذ ساعتين تقريباً داخل الفندق، ومن غير الواضح ما إذا كان هناك أي ضحايا، وأضاف أن الشرطة والقوات شبه العسكرية طوقت مجمع الفندق.

 

 قوى الحراك السوداني تعلن استئناف التفاوض مع المجلس العسكري وأكدت سعيها للوصول لاتفاق خلال 72 ساعة

الخرطوم/الشرق الاوسط/11 أيار/2019/أعلنت قوى «الحرية والتغيير» السودانية، وهو تحالف يضم أحزابا معارضة وتجمع المهنيين ومنظمات مجتمع مدني، اليوم (السبت)، استئناف التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي للاتفاق على النقاط الخلافية بشأن الحكم الانتقالي. وأكدت قوى «الحرية والتغيير»، في بيان صحافي اليوم، رغبتها في الاستمرار في التفاوض بعيدا عن التراشق الإعلامي، والوصول لاتفاق خلال 72 ساعة. وقالت إنها سترد على ملاحظات المجلس العسكري حول وثيقة الإعلان الدستوري التي دفعت له بها كتابة، وأشارت إلى نجاح الطرفين في تحديد نقاط الخلاف حول الإعلان الدستوري، وأكدت أن النقاش حولها سيكون حاسما. وشدد البيان على الاستمرار في الخطوات التصعيدية باعتبارها الضامن لتحقيق أهداف الثورة السودانية. وأعلنت الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار وصول وفد مقدمة إلى العاصمة السودانية الخرطوم ظهر اليوم للترتيب لعودة نائب رئيس الحركة ياسر عرمان للخرطوم، والدخول في تفاوض مع المجلس العسكري لإنهاء الحرب. وقالت الحركة الشعبية (فصيل مسلح يقاتل الحكومة السودانية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان)، في بيان، إنها ستوفد إلى الخرطوم اليوم وفد مقدمة من سبعة أشخاص برئاسة الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية مبارك اردول. وشدد البيان على ضرورة أن يكون وقف الحرب بمسارح العمليات المختلفة أولوية المرحلة المقبلة، داعيا قوى الكفاح المسلح والجيش السوداني لبناء ترتيبات أمنية جديدة لمصلحة الوطن ووقف الحرب في أنحاء البلاد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مجد لبنان اعطي له »: البطرك نصرالله صفير على عتبة الـ١٠٠!

الشفاف/11 أيار/2019

« نسأل الله أن يرزقَ شبابَ لبنان أياماً خير من هذه الايام البائسة“

 قلائل بطاركة الموارنة الذين مرّوا مرورَ الكرام على « كرسي انطاكية وسائر المشرق »!

فكل واحد منهم ترك بصماته على تاريخ البلاد والعباد. إلا أن التاريخ لاي ستطيع ان ينصفهم جميعا، بل هو يحفظ في ثناياه إنجازاتٍ تاريخيةكان يقف وراءها كل بطريرك ماروني، من “مار يوحنا مارون” الى البطريرك الراعي.

ولعل التاريخ اللبناني الحديث يحفظ اسماء البطريرك الياس الحويك “الحلتاوي” من قضاء البترون، الذي طلب في “مؤتمر الصلح” في باريس ضمَّ الاقضية الاربعة الى متصرفية جبل لبنان، فكان لبنان المستقل المعروف بحدوده الدولية الحالية. ومثله البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، الذي عمل بكدٍّ وصمت لانجاز “الاستقلال الثاني”، اعتبارا من العام 2000 حين أطلق ما يعرف اليوم بـ”نداء المطارنة الموارنة” الذي أسس للاستقلال الثاني في العام 2005.

لعل ابرز ما يميز بطريرك الاستقلال الثاني صلابته!

وهو مقلٌّ في الكلام، إلا أن القليل الذي كان ينطق به كان يعبر خير تعبير عن واقع البلاد وأزماتها، وينم عن حس وإدراك سياسي دقيق وعن تشخيص جرّاح للوضع السياسي اللبناني، واضعا النقاط على الحروف بـ »ما قلّ ودلّ » من الكلام.

البولوني واللبناني

يوم زار قداسة البابا يوحنا بولس الثاني  الشرق الاوسط، سأل الكاردينال صفير مرافقته الى دمشق، فرفض بتهذيبه المفرط، قائلا لقداسة البابا: « أذهب الى دمشق مع طائفتي، وأعود منها مع المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، فإذا كانت لدى قداستك ضمانات بتلبية مطالبي فأنا سأرافقك الى دمشق »!

ويوم كان متوجها الى روما، في صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي، أراد احد الصحافيين إحراج البطريرك صفير بسؤاله عن عدم مرافقة قداسة البابا الى قصر المهاجرين مقر الرئيس السوري بشار الاسد، فأجاب غبطة البطريرك صفير: « أين يقع قصر المهاجرين؟ »!

مصالحة الجبل: البطريرك صفير والزعيم وليد جنبلاط

وبعد تقاعده وأثناء مشاركته في قداس الشهداء الذي تحييه القوات اللبنانية سنويا، وكان قد أصبح بطريركا متقاعدا، وساءه ما آلت اليه الاوضاع العامة في البلاد، ولعله اراد ان يغمز من قناة خلفه البطريرك الراعي الذي كان زار سوريا بعيد انتخابه بطريركا، ولشدة شئمته رفض الحديث وتأبين شهداء القوات وفضّل الصلاة، من بعيد.

وبعدالحاح عليه ليقول كلمة، ارتجل قائلا: « نسأل الله أن يرزقَ شباب لبنان أياماً خير من هذه الايام البائسة“.

ولعل أبرز ما تجلت عنه بصيرة البطريرك صفير هو حكمه على قياديين إثنين عاصراه اولهما الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والرئيس الحالي الجنرال عون.

فلقد توسم في الرئيس الحريري صديقا مخلصا، وقياديا سنّيا منفتحا يمكن العمل معه على بناء دولة عصرية ومنفتحة على محيطها وعلى العالم،فكانت علاقتهما من المتانة والصلابة بحيث لم ينجح احدفي دق اسفين بين الرجلين،على الرغم من التباين في وجهات النظر الذي كان يطرأ على علاقتهما،فكان علاجه لايتطلب حتى العتابب بينهما.

اما الجنرال عون، فلم يبدِ البطريرك صفير يوما حماسا لهوَس الجنرال بالسلطة، ولا لعقل الجنرال الموسوم بالبروياغندا والغوغوغائية. وهو رفض اي مقترح لتولي عون رئاسة الجمهورية، وساند “اتفاق الطائف”، ودعم النواب الذبن وقعوا عليه، مسيحيين ومسلمين، الامر الذي دفع بالجنرال الى تحريض انصاره على مهاجمة الصرح البطريركي واحتلاله والتعرض للبطريرك صفير بشتى صنوف الاهانات المعنوية والجسدية، فكان يجيبهم بكبريائه المعهدة على خطى السيد المسيح: « إغفر لهم يا أبتها لانهم لا يدرون ماذا يفعلون ».

أما علاقة غبطته برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فقد حكمها سوء فهم في بدايات تسلم صفير سدة كرسي انطاكية البطريركية، وهو المتحدر من أصول سياسية كتلوية، ويرفض منطق الميليشيات. وما زاد الطين بلة قتل المونسنيور « البير خريش ». حينها كيلت الاتهامات للقوات اللبنانية باغتيال المونسنيور المذكور، وكان البطريرك صفير من الذين يتهمون « القوات » بالوقوف وراء الاغتيال، الى ان قامت القوات بتحقيقاتها واوفدت الى البطريرك صفير نتائج التحقيق الذي أشار الى قتل المونسنيور بطعنه بسكين وليس اغتيالا بالرصاص، وتضمن الملف كل حيثيات عملية القتل. فكان ان اصيب صفير بصدمة، بعد ان تلقى وعدا ما زال ساري المفعول الى اليوم، بأن يبقى هذا التحقيق سريا وقيد الكتمان، وهذا ما التزمت به « القوات » وشكل نقطة تحول، في علاقة البطريرك صفير بـ »القوات » وبقائدها سمير جعجع. فكان يتفهم هواجس جعجع وصولا الى ان لقبّه انصار عون بـ“أبو سمير” بعد ان حمل على منكبيه قضية إطلاق سراح الدكتور جعجع من سجنه، وفتح الصرح البطريركي لانصار القوات باذلاً ما يستطيع من جهد لتخفيف معاناتهم بعد اعتقال قائدهم.

تقاعد صفير بإرادة حرة منه، بعد ان استشعر عبء المسؤوليات والجسد ينوء بحملها، فكان كبيرا حتى في استقالته من منصبه، ليبقي للمقام هيبته وحرمته.

يقف غبطة البطريرك صفير على مشارف عامه المئة، قامة صلبة، يتطلع الى عهده مطمئن البال الى انه سلم « الأمانة البطريركية »، من دون تنازلات ولا اوهام « احلاف اقليات »! بل عمل على تكريس وتأصيل وجود الموارنة في لبنان بصفتهم « مواطنين » وليسوا « نزلاء فندق »، او « لاجئين »، تاركا للتاريخ ان يحكم على عهده وعهد خلفه » بما ستؤول اليه الاوضاع العامة في البلاد.

 

بطريرك كبير من عمر لبنان الكبير

خيرالله خيرالله/العرب/12 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74730/%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%83-%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D9%84%D8%A8%D9%86/

بقي البطريرك صفير، الذي تمكن من اللغة العربية كما لم يتمكن منها سوى قليلين، وفيّا لكل المبادئ التي نادى بها. حافظ على مقام البطريركية وجعل منه مرجعية لبنانية وليس مرجعية مسيحية فقط.

البطريرك صفير سعى إلى توفير الغطاء المسيحي المطلوب لاتفاق الطائف في العام 1989 بعيدا عن الحسابات الصغيرة لهذه الشخصية المسيحية أو تلك بالنسبة إلى معظم اللبنانيين، من كلّ الطوائف والمناطق، بقي البطريرك نصرالله صفير الذي خلف في العام 1986 البطريرك خريش على رأس الكنسية المارونية، سيّد بكركي. كان أكثر بكثير من بطريرك للموارنة. كان لكلّ لبنان. كان ولا يزال على الرغم من وضعه الصحّي الذي يزداد سوءا، مع اقترابه من سنّ المئة عام، خشبة الخلاص. إنّه خشبة الخلاص التي يفتقدها لبنان في هذه الأيّام السود.

عمر البطريرك صفير من عمر لبنان الكبير الذي أعلن في العام 1920 بناء على رغبة البطريرك الماروني إلياس الحويّك الذي شجع فرنسا على ضم الأقضية الأربعة والواجهة الساحلية إلى لبنان كي لا يبقى مجرد مساحة صغيرة تقتصر على جبل لبنان المسيحي – الدرزي.

كان البطريرك صفير، الذي ولد في مثل هذه الأيّام من العام 1920، رجل علم وانفتاح قبل أيّ شيء آخر. لكنّه كان أيضا رجلا مبدئيا يعرف معنى الهيمنة السورية أو الإيرانية على لبنان. لذلك، سعى إلى توفير الغطاء المسيحي المطلوب لاتفاق الطائف في العام 1989 بعيدا عن الحسابات الصغيرة ذات الطابع الشخصي لهذه الشخصية المسيحية أو تلك، وبعيدا خصوصا عن الجهل في التوازنات الإقليمية والدولية.

كانت البطريركية المارونية في أساس فكرة لبنان الكبير الغني بتنوعّه البعيد كل البعد عن فكرة حلف الأقليات وعن التقوقع. لم يكن البطريرك صفير ليغطي اتفاق الطائف لولا إدراكه أنّ لبنان تغيّر وأن توازنات جديدة ولدت من رحم الحرب التي امتدت بين 1975 و1988 والتي استمرت في 1989 و1990 على شكل مواجهة مسيحية – مسيحية بعدما أصبح العماد ميشال عون رئيسا لحكومة مؤقتة وأقام في قصر بعبدا.

كان اتفاق الطائف المخرج الوحيد بالنسبة إلى لبنان بعد كلّ الخسائر التي أصابت المسيحيين والتي نجمت عن تطورات داخلية وإقليمية في ظلّ تجاهل أميركي وأوروبي لهم. تجلّى هذا التجاهل في رفض الاستجابة للأوهام التي تحكّمت بعقول زعاماتهم منذ ما قبل اندلاع شرارة حرب السنتين في 1975 و1976 وصولا إلى الاجتياح الإسرائيلي في 1982 وحرب الجبل في 1983 و1984 وما أدت إليه من ضرب للعيش المشترك المسيحي – الدرزي.

تميّز البطريرك صفير، الذي عايش البطريرك بولس بطرس معوشي وعمل في ظلّه، بأنّه رجل دين يعرف في السياسة العميقة ودهاليزها. كان يعرف قيمة الكلمة وأن يكون البطريرك المقيم في بكركي قليل الكلام. كان لكلّ كلمة تخرج من فمه وزنها. كان يعرف تماما من مع لبنان ومن ضد لبنان. من لديه أطماع في لبنان ومن يمكن أن يخدم لبنان. كان يعرف معنى التهوّر. الثابت أنّه تعلّم الكثير من البطريرك المعوشي الذي وقف في العام 1958 في مواجهة الرئيس كميل شمعون. كان شمعون رجلا استثنائيا عرف كيف يبني. كان يمتلك فكرا طليعيا في مجال إقامة البنية التحتية التي يحتاج إليها لبنان. لكن ذكاءه الحاد توقف عند معرفة كيف المحافظة على التوازن المسيحي – الإسلامي في لبنان في وقت كان فيه نجم جمال عبدالناصر في صعود. لعب البطريرك المعوشي وقتذاك دوره في المحافظة على التوازن في البلد بعدما أصيب زعماء مسلمون كثيرون بالعمى السياسي بسبب الظاهرة الناصرية وبعدما بالغ كميل شمعون في تهورّه، خصوصا عندما رفض القول صراحة إنّه لا يريد تجديد ولايته الرئاسية…

انطوى كلّ فعل قام به البطريرك صفير، على خدمة لبنان السيّد الحرّ المستقل بمسيحييه ومسلميه. لذلك كان موضع شبه إجماع في تصديه الباكر للاحتلال السوري ولسلاح “حزب الله” وقبل ذلك للسلاح الفلسطيني. كان يعرف في العمق ما الذي يريده النظام السوري، خصوصا منذ اغتيال الرئيس رينيه معوّض في تشرين الثاني – نوفمبر من العام 1989. كان ذلك اغتيالا للطائف بصفة كونه اتفاقا يحظى بغطاءين عربي ودولي.

كان يعرف أيضا معنى الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في أيّار – مايو من العام 2000 ولماذا كانت تلك الرغبة السورية في عرقلة حصول هذا الانسحاب. هذا ما يفسّر مسارعته إلى الدعوة إلى الانسحاب العسكري السوري من لبنان كاسرا بذلك حاجز الخوف عند اللبنانيين، وهو حاجز لم يستطع كسره عندما دعا إلى مقاطعة انتخابات العام 1992، متجاهلا وقتذاك أن ليس في استطاعته الاعتماد على أكثرية إسلامية تسير معه في هذا الاتجاه وتخوض معركة المقاطعة.

استطاع رجل متقدّم في السنّ، سلاحه الوحيد الكلمة الصادقة وصلابة الموقف، الوقوف في وجه النظام السوري ومخططاته. هذا ما يفسّر ذلك التفاهم الذي قام بينه وبين رفيق الحريري، كما يفسّر تلك الشجاعة التي لا نظير لها في إتمام المصالحة المسيحية – الدرزية في صيف العام 2001، وهي مصالحة عرّضت حياته وحياة شريكه فيها، الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، للخطر.

لم يأبه للمخاطر. كان عملاقا بالفعل، خصوصا عندما وقف وراء لقاء قرنة شهوان الذي أسّس للاستقلال الثاني في 2005. وقف قبل ذلك خلف لقاء مار روكز الذي حقق انسحابا إسرائيليا سلميا من جزين في 1999 ودخول الجيش اللبناني إليها في وقت كان النظام السوري يسعى إلى عرقلة هذا الانسحاب من أجل بقاء البلدة رهينة ومن أجل ألّا ينسحب الإسرائيلي من الجنوب كلّه لاحقا.

إنه رجل الاستقلال غير الناجز الذي عرف “حزب الله” كيف يقضي عليه بعدما ملأ الفراغ الناجم عن الانسحاب العسكري والأمني السوري من لبنان. لعب الاستقلال غير الناجز وخيبات ما بعد الانسحاب السوري، إضافة إلى عوامل أخرى، دورا في استبدال البطريرك صفير في العام 2011 في مرحلة بدا فيها الرجل محبطا جراء ما حل بلبنان.

عبارات قصيرة مفعمة بالمعاني العميقة تقول الكثير عن البطريرك صفير. من بين هذه العبارات: “قلنا ما قلناه”. و”أين قصر المهاجرين؟”. “ما الذي تغيّر لأذهب إلى دمشق؟”. “ليس لسوريا في لبنان حلفاء، بل لسوريا في لبنان عملاء”. “لن أذهب (إلى دمشق) إلّا ورعيّتي معي”. الأكيد أنّه لو أطلق النظام السوري اللبنانيين الموجودين في سجونه، لكان البطريرك ذهب إلى دمشق وفتح صفحة جديدة مع النظام السوري. كان فعل ذلك من أجل لبنان ومن أجل اللبنانيين وليس من أجل صورة مع حافظ الأسد أو مع بشّار الأسد يسوقانها في الغرب.

لكلّ عبارة من هذه العبارات معنى خاص بها. لكنّها تعني قبل كلّ شيء أنّه لا يزال في لبنان رجال يرفضون الرضوخ للسلطة والمال والجاه. رجال يمتلكون ضميرا حيّا يقف في وجه الظلم والتهوّر والتطرّف قبل أيّ شيء آخر.

بقي البطريرك صفير، الذي تمكن من اللغة العربية كما لم يتمكن منها سوى قليلين، وفيّا لكل المبادئ التي نادى بها. حافظ على مقام البطريركية وجعل منه مرجعية لبنانية وليس مرجعية مسيحية فقط.

ليس سرّا أن البطريرك صفير في وضع صحّي خطير. ليس سرّا أيضا أن لبنان في غرفة العناية أيضا. ليس سرّا أن أكثر ما يفتقده لبنان في هذه الأيّام رجل من طينة البطريرك الماروني الذي سيدخل التاريخ من أبوابه الواسعة بصفة كونه مثّل أحد آخر الحواجز أمام سقوط لبنان بمؤسساته وبمسلميه ومسيحييه في آن.

 

مذكرة الحريري وتغريدة باسيل: هل نتجه لدولة بوليسية؟

أكرم حمدان/المدن/الأحد 12/05/2019

بينما تشتد وتيرة مناقشات الموازنة، وما تحمله من تخفيضات غير واضحة المعالم بعد، وفيما تتحرك غالبية القطاعات الوظيفية في الإدارات والمؤسسات العامة اعتراضاً على ما سيطالها في هذه الموازنة، "الأكثر تقشفاً" بتاريخ لبنان حسب توصيف رئيس الحكومة سعد الحريري، برز إلى واجهة المتابعة والاهتمام في الأيام الماضية الأخيرة، التوجس من نيات مبيتة لدى البعض نحو إنتاج أو إعادة إنتاج "دولة بوليسية" في عصر تنهار فيها كل "الدكتاتوريات" والأنظمة البوليسية. هذا التوجه والتوجس منه، جاء بعد المذكرة التي أصدرها رئيس الحكومة سعد الحريري بتاريخ 6 أيار2019، والتي تذكر بقانون الموظفين الصادر عام 1959، ولا سيما المادة 15 منه التي "تحظر على الموظف أن يقوم بأي عمل تمنعه القوانين والأنظمة النافذة، والتي تحظر أيضاً في فقرتها الثالثة على الموظف أن يضرب عن العمل أو يحرض غيره على الإضراب".

تغريدة باسيل

وما فاقم في التوجس، تغريدة وزير الخارجية والمغتربين، جبران باسيل، التي جاءت بعد قيام جهاز أمن الدولة بالتحقيقات في تسريبات وزارة الخارجية، وكذلك بـ"زيارة" مبنى جريدة "الأخبار"، والتي ذكر فيها بقانون العقوبات الصادر بالمرسوم الإشتراعي رقم 340 \1943 ولا سيما المادة 376 المعدلة بالقانون 239 \1993 والتي تأتي تحت باب "في إساءة إستعمال السلطة والإخلال بواجبات الوظيفة". وتولى باسيل في تغريدته شرح نص المادة التي تقول: "كلّ موظف أقدم بقصد جلب المنفعة لنفسه أو لغيره أو بقصد الإضرار بالغير على فعل لم يخص بنص في القانون ينافي واجبات مهنته، يعاقب بالحبس من شهر إلى ثلاث سنوات وبالغرامة من عشرين ألف إلى مئتي الف ليرة". هذا الشرح، وهذه التغريدة، طرحتا الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام في التوقيت والمعنى، والجهات الموجهة إليها. فهل المقصود هم الذين يتظاهرون في الشارع ويعتصمون في الساحات؟ أم المقصود الدبلوماسيين وموظفي وزارة الخارجية، التي ميزها باسيل مؤخراً بإلحاق الناجحين في مباريات مجلس الخدمة المدنية دون غيرهم من الناجحين لمصلحة الوزارات الأخرى، بحجة "التوازن الطائفي" غير الموجود إلا في ذهنه وذهن شركائه في السلطة السياسية الحاكمة؟ وفي محاولة لقراءة خلفيات المذكرة والتغريدة وما بينهما، أفصح بعض النواب لـ"المدن" أنهم يحضّرون موقفاً ما خلال الأيام المقبلة، حول هذا المسار، وسوف يعلنونه بعد جمع المعطيات. بينما اعتبر آخرون أنه "من المعيب والمخجل متابعة هذا النوع من التفاهات والتعليق عليه".

شطف الدرج

أما النائب زياد حواط فقد قال لـ"المدن": "بمعزل عن كل هذه الأمور، هناك محاولة لتحميل مسؤولية انهيار البلد للمواطن. وكأنه هو من أوصل الأمور إلى ما نحن عليه، بينما المطلوب هو شطف الدرج من الأعلى إلى الأسفل، أي عندما نبدأ نرى من خالف القانون ونهب وسرق من كبار المسؤولين يخضع للمحاسبة والعقاب، نكون فعلاً بدأنا نسير في الاتجاه الصحيح، وما عدا ذلك يبقى لتضييع الوقت وتشتيت الانتباه والأنظار إلى أماكن أخرى". بدوره النائب الدكتور بلال عبدالله أعلن رفضه لهذا المنطق السائد، بمعزل عن التفاصيل والحيثيات القانونية، وقال لـ"المدن": "إن هذه الأمور لا يجب أن تثار عبر الإعلام. وتهديد وترغيب الموظفين ليست شهادة إيجابية لأي وزير أو للحكومة، فالوزير هو رأس الهرم لوزارته سياسياً، ورئيس الحكومة كذلك هو المسؤول عن الحكومة ككل. ولكن هذا المنطق يوحي وكأن هناك من يذكر بالدولة البوليسية". وتابع عبدالله:" المطلوب ضبط الإدارة وتطبيق مبدأ المحاسبة والمساءلة. لكن هناك معايير ومقاييس لمساءلة الموظف، ولا يجب أن تثار هذه الأمور في الإعلام، لأن الإثارة الإعلامية لموضوع الموازنة مثلاً هو الذي أثار كل البلبلة القائمة حولها الآن، كذلك هناك حق ديموقراطي للموظفين عبر النقابات يجب حمايته. فنحن ما زلنا نعيش تحت وطأة قانون الموظفين الصادر منذ العام 1959، على الرغم من وجود عدد من اقتراحات التعديل لهذا القانون، لجهة إعطاء الموظفين حقوقهم عبر النقابات".

وأمل النائب عبدالله ألا نفقد الحس الديموقراطي الذي يميز لبنان، عبر هذه المواقف والمحاولات التي ليست في موقعها.في الخلاصة، يبدو أن الرئيس الحريري والوزير باسيل يتفقان على تحميل المواطنين وخصوصاً الموظفين، مسؤولية ما آلت إليه أوضاع البلد، على الصعيد الاقتصادي والمالي السيء، وينسيان بأن كل موظف فاسد تجرأ على المال العام، كان على الأرجح من أزلامهم وأتباعهم وشركائهم في السلطة.

 

حركة نجيب ميقاتي الدؤوبة: كأنه رئيس الحكومة غداً

منير الربيع/المدن/الأحد 12/05/2019

لا يهدأ رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي. يختار مواقفه عند كل محطة وحدث وكأنه يخوض انتخابات، أو كأنه في خضم حملة الانتخابية. هذه الحال هي أسلوبه في العمل. نشاطه الدائم يبدو متسقاً مع هدف أساسي يضعه نصب عينيه. فهو تارة يظهر - كما في هذه الآونة - كأنه يسعى إلى العودة رئيساً للحكومة، وطوراً يظهر وكأنه مهجوس بإثبات زعامته الطرابلسية وتوكيد وجوده. في كلا الحالتين، لا ينفصل الهدف الأول عن الثاني، وإن كان هو أول العارفين بارتباط هكذا طموح ودور بالظرف المحلي والإقليمي، والذي لا يبدو حالياً سانحاً لعودته إلى السراي الحكومي. وربما أكثر ما يبعد ميقاتي عن السراي الكبير، هو وجود شخص إسمه ميشال عون، رئيساً للجمهورية، وجبران باسيل فاعلاً ومؤثراً بالمجريات السياسية.

عائق عون وباسيل

يعرف نجيب ميقاتي أن التحالف بين عون والحريري غير قابل للاهتزاز حالياً، لكنه معرّض للسقوط في أي لحظة مستقبلاً، حالما تتغير الأوضاع، ويتكرر مشهد إسقاط حكومة الحريري في العام 2010. ويعرف أيضاً أنه ليس المفضّل لدى عون وباسيل، بناء على تجربة سابقة معه، اختصرت آنذاك بتقديم ميقاتي لاستقالته من رئاسة الحكومة، تحت ضغط معادلة رفعها عون آنذاك، وهي معادلة "لا أشرف ولا إشراف". في إشارة إلى عدم التمديد للواء أشرف ريفي على رأس قوى الأمن الداخلي، وعدم تعيين هيئة الإشراف على الانتخابات.

يوم جرى تكليف ميقاتي رئيساً للحكومة بعد إقالة حكومة الحريري، كان لدى عون خيار تفضيلي آخر. وحتّى بعد استقالة الحريري من المملكة العربية السعودية، لم يكن ميقاتي في حسبان خيارات عون، بل فضّل يومها الوزير السابق محمد الصفدي. وبما أن رئيس "تيار العزم"، عازم على الحركة دوماً، ولا يهدأ، فهو لا يتوانى عن محاولة تسجيل النقاط والتذاكي على الحريري، مع التنويع في الأسلوب واللغة طبعاً. فهو تارة يكون هجومياً "حرصاً على الموقع والصلاحيات"، وتارة أخرى يكون مسانداً للحريري على القاعدة نفسها، فيما بظروف أخرى تقوده إلى "التمايز" وبهدوء. ولأن طبيعته السياسية هي الحركة الدائمة (بعيداً عن الأضواء في أحيان كثيرة)، يحاول ميقاتي أن يكسب المزيد في الشارع السنّي، انطلاقاً من صورته كشخصية غير مقبولة لدى عون وباسيل.

مواجهة "العهد" لا الحريري

في الانتخابات النيابية الأخيرة في طرابلس، أظهرت الأرقام أن ميقاتي هو الأول في الحاضنة السنية. وثمة من يعتبر بأن الرجل حقق هذه الأرقام ليس بسبب الخدمات والمساعدات، ولا حتى بسبب المواقف السياسية أو السيادية، بل في جانب أساسي من شعور الناخبين، بأنه خارج "عباءة عون". وهذا ربما أفضل ما يتمناه الشارع السنّي، الذي يعارض الحريري على توجهاته. كان ميقاتي قد بدأ حملته الانتخابية باكراً جداً، افتتحها بافتعال سجال مع الرئيس سعد الحريري على الصلاحيات، بعد إحدى جلسات مجلس الوزراء، التي عقدت في قصر بعبدا، وترأسها رئيس الجمهورية، الذي اضطر إلى المغادرة في منتصف الجلسة، فأولى رئاستها إلى الحريري، ما دفع بالأخير إلى التغريد شاكراً لرئيس الجمهورية على ثقته. عندها ثارت ثائرة ميقاتي، فرّد مغرّداً على الحريري بوجوب أن يعرف صلاحياته، لأنه هو رئيس الحكومة و"ليس بحاجة لشكر رئيس الجمهورية على ثقته". فذلك حسب ميقاتي مثّل ضرباً للرئاسة الثالثة، وكان من واجب الحريري أن يغادر ويعلن انتهاء الجلسة، أو يعقدها في السراي الحكومي، ولا يبقى مترئساً إياها على طاولة القصر الجمهوري. غيّر ميقاتي من مساره التصادمي مع الحريري، وفق ما تقتضيه معاركه السياسية والانتخابية، فعند اشتداد أزمة الصلاحيات، كان ميقاتي من فريق رؤساء الحكومات السابقين الداعمين للحريري، دفاعاً عن صلاحياته في عملية تشكيل الحكومة. وهذه مواقف يتخذها غالباً، ليكون لها مردود شعبي في الشارع السني، فيراكمها إلى جانب مراكمات أخرى ضد "العهد"، الذي يُعتبر عند السنّة مسرحاً لإحباطهم وتطويقاً فعاليتهم.

إلى رئاسة الحكومة

وكما افتتح ميقاتي معركته الانتخابية عام 2018 باكراً، ها هو اليوم كأنه يفتتح معركته الانتخابية مبكراً، من خلال جولات عديدة يقوم بها في طرابلس، على قاعدة الإنماء والتنمية وافتتاح الأسواق وتعزيز المشاريع.. ولا يتوانى عن شكر الحريري، الذي سيدعم العديد من المشاريع التي يتقدم بها رئيس العزم لصالح المدينة. فيظهر نفسه بأنه العامل على تحييد الخلاف السياسي في كل ما يصب في صالح المدينة وأبنائها. لكنه في المقابل أيضاً لا يتوانى عن التمايز في المواقف، كما هو الحال بالنسبة إلى توقيع نائبين من كتلته النيابية على الطعن المقدّم ضد خطّة الكهرباء، بخلاف الحريري الذي يوافق عليها.

يبقى ميقاتي مرشّحاً دائماً لرئاسة الحكومة، وطامحاً دوماً للدخول من باب السراي الكبير، لكن مشكلته هنا مثلثة الأضلع، أولاً أن أزمته من أزمة السنّة في البلد، على صعيد الخيار السياسي والقرار، وثانياً بسبب الظروف الإقليمية والدولية، وغياب أي رؤية جديدة قابلة لتغيير "الستاتيكو" القائم، ما يعني أن الحريري باق رئيساً للحكومة. فالحريري وحده يحظى بالدعم السعودي لهذه المهمة، بمعزل عن أي تفاصيل أخرى قد تعبّر عن عدم رضى السعودية على أي من الزعامات السنية في هذه المرحلة، لكن الحريري يبقى حاجة للجميع. وثالثاً، القوى القادرة على التغيير السياسي في لبنان، وفرض رئيس الحكومة الذي تريده، لا تعتبر أن ميقاتي يلبّي لها ما تريد، بناء على تجربة سابقة معه. فهو غير قادر على تقديم أي تنازل. لأن أي تنازل قد يضرّه شعبياً وسياسياً، ويضرب مشروع زعامته، بينما تلك القوى تجد في بقاء الحريري مصلحة أكبر، لأن المشروعية الشعبية التي يتمتع بها تسمح له بتقديم ما يريد من تنازلات، من دون أن يتضرر كما يتضرر ميقاتي. لكن، ومع الضعف الظاهر والصعوبات المتفاقمة عند الحريري، بل ومع احتمال توسع الاضطراب في الشارع، بسبب الموازنة والأزمة الاقتصادية، لربما حدثت مفاجأة من نوع أن يُسقط الشارع وفوضاه الحكومة الحريرية.. وربما لهذا السبب، يبدو نجيب ميقاتي في هذه الأيام "متأهباً" و"جاهزاً".

 

هوذا الراهب المقاوم

سيزار معوض/المرصد اونلاين/11 أيار/2019

رجل ليس كباقي الرجال، شيخ متميز ومميز عن بقية المشايخ،  بنظره  الثوب ليس غير خرقة بالية من القماش.. لبناني الهوى والنوى معروف عنه بنضاله وثورته ضد طغيان حزب الله والمحور الإيراني القمعي الذي يوشوش جريا على العادة، لنشر الأضاليل والأكاذيب الهادفة إلى توجيه ضربة، ظنا منه، أنها موجعة إلى شيخ بات يعرف عنه أنه جبل أصلب وأمتن من التلال وأشمخ. كل حملات التجنّي  والإفتراءات منذ أكثر من عشرين عاما لم تفلح في تحقيق هدف إسقاط هذا الرمز الشيعي المنتفض دوما في وجه الفساد  ومرجعيات التحجّر والموروثات المضللة والهدامة، ناهيك عن التبعية وتأليه زعيم حزب بعيد  كل البعد عن الله . هو لم يرتم يوما بين أحضان حزب ولاية الفقيه الذي ينفجر من قلبه براكين أحقاد بوجه الحاج وأمثاله الشرفاء والوطنيين المعارضين بشرف وشغف.. كيف لا فالحاج هو  الشرس والشجاع الذي لا يخنع او يرتدع.. أردناها أن تكون مقابلة تقليدية كي نفهم منه أي شي وكل شي.  فكان له عبر موقعنا حوار لاذع، نادر وناري لا حدود له أو ضوابط بعيدا عن الخطوط الحمراء. فعنده تسقط الضوابط خاصة إذا كانت الكلمة، كلمة حق لا تقاس بمعيار ولا تقمع. وعليه.. بدأنا بالأسئلة الواحد تلوى الآخر فكان الحوار الآتي:

قررت لجنة التقييم والتنسيق التابعة لمكتب "شؤون الحوزة العلمية في هيئة التبليغ الديني في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان" اعتبار المدعو "محمد يوسف الحاج حسن" بأنه "منتحل صفة عالم دين"

، وطالبت بضرورة ملاحقته بالوسائل القانونية المتاحة، وترتيب الآثار القانونية على ذلك، لا سيما نزع عمامته والزي الخاص بعلماء الطائفة لوضع حدٍ لتماديه في ادعاءاته وإنحرافاته الفكرية والسلوكية متستراً بزي علماء الدين.. ما تعليقكم؟

هذا البيان لا قيمة له عندي لأنني لم أدّعي يوما" أنني في المجلس الشيعي أو حتى من مؤيديه وعلى العكس مواقفي واضحة منذ سنوات طويلة ضده بعد أن تحول إلى شركة عائلية لآل قبلان ، وهذه الشركة بدل التلهي ببيانات هدفها تخويف الناس مني عليها أن تطهر نفسها من فضائح الفساد ونهب المال العام والشرعي الّذي فاح من أروقتها مؤخرا" لا سيما ما ورد في تقارير الإعلامية غادة عيد ، وبالتالي نسأل لماذا اليوم ادعى هذا المجلس أنني منتحل صفة مع أنني موجود على الساحة منذ عشرين سنة والمحاكم الشرعية كانت تراسلني رسميا" بصفتي رجل دين للإستفسار عن بعض حالات الزواج والطلاق ؟ لذلك دعوتهم للإسراع إلى القضاء وهناك نقول ما يجب قوله ونمشي شامخين .

الأفكار التي اعتبروها ضالة ومنحرفة هي ثورة العقل التي أطلقتها وأحدثت خرقا" هاما" في ذلك الجدار الذي بنوه بالتشدد والفتاوى التي لا تتوافق مع العقل والدين الّذي نتطلع إليه كرسالة ربانية ، واعترافي بقدسية مار شربل هي التي فجّرت هذا الإستنفار وأنا أكثر من يفهمهم ، واليوم أجدد وبصلابة أن مار شربل قديس وشفيع وسيلازم حياتنا في بيتنا وسنكمل طريق الإيمان معه ولا يهمني من يرضا ومن يسخط .

والتهديد بالعمامة والزي والتسخيف بأن التشيع بات مجرد خرقة من القماش هو وصمة عار على من صاغ هذا البيان الدوني ، وسأكمل مناداتي بفكر أنسنة الدين بالثياب الرياضية فالناس تريد أن الفكر لا الثوب والفولكلور ، هؤلاء خافوا أن يعتبروا داعش خارج الإسلام ولكنهم شنوا حربهم عليي كأنني قاتل الحسين (ع) في كربلاء ، لأن داعش لا تعريهم ولكن أنا أجردهم من كل الأفكار الوهمية والفتاوى الضالة والممارسات الشاذة التي يمارسونها في الإدارات الدينية وللحديث تتمة ...

٢_ تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يحتوي على صور إباحية ووضعيات حميمة، للشيخ اللبناني محمد الحاج حسن، القيادي الشيعي المعروف في لبنان. ما صحة ما سرب ولما هذه الهجمة الممنهجة لتشويه سمعتكم؟

سمعتي لا ترتبط بصور تافهة ولم تعني لي شيئا" هذه الحملة وهم ابتدعوا آخر أساليب المواجهة واستخدام الكذب والإفتراء ظنا" منهم أنهم قادرون على إبعاد الناس عني أو إقصائي ولكنني رددت كيدهم في نحرهم وتعاطيت مع الموضوع بكثير من الصلابة والقوة لأن هدفي كان ليس الصور والبحث في جديتها من عدمه بل الوصول إلى من يقف خلفها وبتنا على مسافة قريبة ، وهناك معارض شيعي معمم متورط في مكان ما بهذه الحملة التي زادتني تحررا" وانفتاحا" وسترتد عليهم هذه الحملات لأن من يحبني بقي على حبه وازداد ومن يكرهني فليروي غليله بالحقد والكراهية ويشبع نفسه بالصور .

بعد حلقة نيشان وحديثي عن أنسنة الدين والإحتكام إلى العقل لا إلى موروثات الحديث ، وعن قدسية مار شربل بدأت حملة الشتائم والسباب بشكل فظيع تلاها فيديو كاذب يدعون فيه أنني أشتم العزة الإلهية ، ثم تلاها حملة شتم وتبليغ عن صفحة الفايسبوك ثم نشر صور ثم تقرير إخباري للجديد تقول فيه أنني ووليد فارس من يحض الإدارة الأميركية على فرض عقوبات على الرئيس بري وبعض الجماعات والأفراد ومن ثم بيان المجلس الشيعي .

طيب وما زلت صامدا" كما أنا ولو قطعتموني إربا" إربا" وأحرقتم جسدي رمادا" لن أقول غير ما أقتنع وأؤمن به ، وغذا كانت مشكلتكم الثوب فخذوه ولكنكم لن تأخذوا صوتي وحريتي .

٣_ما علاقتكم بوليد فارس وترامب وهل أنتم باللجنة الانتخابية لترامب؟

الدكتور وليد فارس شخصية عربية لبنانية أميركية ، له مكانته السياسية والعلمية في أميركا ونحن معه وإلى جانبه وهو صوت كل لبناني حر يريد مشروع الدولة وسيادتها ووحدة السلاح بيد الجيش اللبناني ، تعرض لحملات إعلامية بات معروفا" أن هذه الأبواق من مشيغن إلى الشرق الأوسط هي أدوات بيد حزب الله وإيران ، وهو يتصرف وفق القوانين المرعية الإجراء وهؤلاء سيتحملون نتائج فبركاتهم وأكاذيبهم .

ونحن سنكون مع الرئيس ترامب في حملته الإنتخابية المقبلة لأننا نرى أنه الرئيس القوي فعلا" وقولا" وحقق الكثير من أجل أميركا وشعبه وكان صادقا" في محاربته الجماعات الإسلامية المتطرفة .

٤_هل أنتم في أميركا بسبب تهديد حزب الله لكم ؟

لا أبدا" أنا مقيم مع عائلتي هنا منذ ست سنوات وتهديدات جماعة حزب الله باتت خلفنا وأنا أبلغت كل من يعنيه الأمر أن أي مساس بي أو ضرر بعائلتي يتحمل حزب الله المسؤولية الكاملة لأنه هو جزء أساسي من حملات التحريض ضدي منذ العام 2005 .

٥_هل حزب الله وراء إغلاق صفحاتكم على مواقع التواصل؟

كل متضرر من هذه المنصة هو مسؤول

٦_كيف تصفون علاقتكم بالعهد؟

كنا نتمنى أن يكون عهد التغيير والحريات وقيام دولة حقيقية لكن الصراحة عدنا إلى الدولة البوليسية والقمعية ، والإنحدار الكبير في الممارسات الأخلاقية للسياسة ناهيك عن التدهور الغير مسبوق للوضع الإقتصادي والفساد المستشري ، والعلاقات الشخصية لا تمنع أبدا" قول الحقيقة كما هي ، ولكن أتمنى على القوات اللبنانية التي أثبت وزراءها نزاهتهم حل الإشكاليات القائمة مع الكتائب اللبنانية التي أثبت الشيخ سامي الجميل أنه صوت معارض وطني حقيقي صادق وهذا التحالف يعطي قوة وجود ويشكل سدا" منيعا" في وجه أي مؤامرة تستهدف الوطن .

٧_هل ترون بصيص أمل للبنان؟

في ظل هذه السلطة الفاسدة وما نشهده من تهاوي لملفات الفساد دون محاسبة الرؤوس الفاسدة ليس هناك أمل مشرق لكن علينا الإستمرار بالنضال للوصول إلى فجر الخلاص ، وعدم تسليم الوطن لمن ربطوا أنفسهم بالخارج على كل المستويات .

 

العسكريون المتقاعدون: أول عصيان «غير متـآمر»

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 11 أيار 2019

غير مسبوق في تاريخ الدول والحكومات أن تعمد سلطة، تريد مواجهة ضائقة اقتصادية ونقدية الى معالجتها باقتطاع رواتب عسكرييها ومدنييها. ولأن الحكومة في صدد خيار كهذا، لم تجهر حتى الآن بالتفكير في التراجع عنه، سيكون الاستقرار في خطر فعلي

مع أن لبنان اعتاد، ماضياً بعيداً وقريباً وحاضراً، على تظاهرات العمال والمعلمين والدفاع المدني وهيئات المجتمع المدني وجمعياته، وعلى تظاهرات الطلاب في سني ما قبل الحرب، وفي مراحل متفاوتة على اعتصامات المحامين والقضاة والأطباء، بيد أنها المرة الأولى يُبصر فيها متقاعدو الأسلاك العسكرية في الشارع، في مهمة لا تمت بصلة الى ما شغلوه في ما مضى. بل أحياناً عُهِدَ إليهم في منع العصيان والتظاهر، وفي مرات ليست قليلة قمعها. هذه المرة، العسكريون هم في قلب الاحتجاج والاعتصام والتظاهر وإحراق الدواليب، في مشهد غير مسبوق: العسكريون المتقاعدون وجهاً لوجه مع الدولة والنظام اللذين تولوا حمايتهما، من دون أن يكون في الإمكان مواجهتهم بما كانوا عليه في الماضي، ولا وضع الجيش وقوى الأمن قبالتهم.

في غالب السوابق، لا يفقد العسكر الثقة بالنظام المنوط به الذود عنه، إلا عندما يقرّر الانقلاب عليه للاستيلاء على السلطة. هذه المرة، العسكريون المتقاعدون لا يفقدون الثقة فحسب، بل يتصرّفون كأنهم في الخدمة، يريدون الانقلاب عليها.

سواء كانوا محقين في ما ينادون به، وهو رفض التخلي عن أي اقتطاع لرواتبهم وتعويضاتهم، أو بانت الحكومة محقة في ما تتوخاه، فإن الظاهرة المستجدة مثيرة للجدل مقدار ما تنطوي على أسباب شتى للقلق:

أولها، مقدرة العسكريين المتقاعدين على استقطاب رفاقهم إليهم وعائلاتهم، والتحوّل قوة على الأرض أثبتت فاعليتها في قطع الطرق وتعطيل المرافق العامة وسد أبوابها، وشلّ ماكنة الدولة كما فعل موظفو مصرف لبنان والمرفأ، الى مقدرتهم أيضاً على المضيّ في حملتهم في مواجهة «الدولة»، بما ترمز إليها سلطاتها كلها.

ثانيها، إن التجييش الذي أظهروه لا يحجب واقعاً لم يعد مخفياً، هو أن رفاقهم في الخدمة صعوداً الى قيادتهم، ليسوا جميعاً بعيدين أبداً من تأييدهم. تبدو مشكلة العسكريين المتقاعدين جزءاً من كلٍ يطاول أيضاً الجيش المدعو ــــ هو صاحب الموازنة الأكبر بين سائر الحقائب ــــ الى تقشف مماثل. أضف إن تقليص الرواتب والتعويضات يساوي بين فريقي العسكريين في الخدمة والمتقاعدين. مع ذلك، حرص قائد الجيش العماد جوزف عون، في الأيام الأخيرة، على تأكيد مضيّه في سياسة تقشفية للجيش، من غير أن يبدو أنه مدعو ــــ كسائر اللبنانيين ــــ الى تسديد فاتورة فساد الطبقة السياسية بتعويض العجز الذي يتخبط فيه اقتصادهم ونقدهم من جرائها.

ثالثها، عدم اقتران نزول العسكريين المتقاعدين الى الشارع بأي علم حزبي، أو لافتة طائفية، أو عناوين تنطوي على رمز سياسي أو عقائدي أو ديني حتى. لم يسع الأحزاب الانخراط بينهم لإعطابهم، على نحو ما فعلت إبان تظاهرات المجتمع المدني في مرحلة الشغور الرئاسي (2014 ــــ 2016)، فأفسدته بعدما شتّتته. تالياً، قد تكون المرة الأولى منذ اتفاق الطائف، لا يقف قائد معلن وراء تحرّك العسكريين المتقاعدين، ولا يُتهمون بـ«التآمر» وتقويض الاستقرار. لعلها من المرات النادرة تخرج موجة احتجاجات وغضب لا يرافقها خطاب سياسي، وتقصر مهمتها على الدفاع عن حقوقها، من دون اتهامها بنعوت شتى تزامنت في السابق مع حالات مماثلة يتداخل فيها الخارج بالداخل. لم يُبصَر في صفوفهم «مندسّون»، شأن ما اختبره المجتمع المدني. كذلك لم يسع السلطات جميعاً، وهي تراقب تنامي القوة الجديدة، سوى الاحتساب والتحوّط من الخيارات الأسوأ.

رابعها، استمرار وجود العسكريين المتقاعدين في الشارع، ناهيك ببثّهم الحماسة في قطاعات أخرى، بينما الأحزاب تتفرّج، من دون أن تتقدّم حكومة الرئيس سعد الحريري بخطوة إيجابية واحدة حيالهم، قد ينذر بما هو أسوأ. لا يبدو في حسبان هؤلاء أن ثمة سقفاً يخفضون رؤوسهم دونه، أو يمنعهم من الذهاب الى أبعد في المغامرة التي تبدو مشروعة، إذ يتمسكون بحقوقهم. بذلك، من غير أن تصبح المشكلة الاقتصادية أزمة سياسية، إلا أنها مرشحة الى أن تتفاعل اجتماعياً، وربما تنفجر فوضى. الإنذار الذي أطلقوه البارحة، باستعدادهم للانتقال من السيئ الى الأسوأ، يُفصح تماماً عن أنهم ماضون في مواجهة حكومة الحريري، الى أن تذعن لمطالبهم.

محتجّون ومعتصمون بلا سقف سياسي أو حزبي أو طائفي

خامسها، الواضح الى الآن أن البون شاسع بين التقشف الذي تقترحه الحكومة على العسكريين المتقاعدين ورفاقهم في الخدمة، كما على موظفي القطاع العام، وبين نظرتهم هم الى مقدار مشاركتهم في «التضحية»، المدعوين الى بذلها لإنقاذ الاقتصاد والنقد الوطني. إلا أنه الثمن المكلف لأخطاء جسيمة ارتكبت بعد عام 2017، مع إقرار سلسلة رتب ورواتب غير محسوبة عائداتها، وعام 2018 مع رشوة مشهودة رافقت الانتخابات النيابية وأفضت الى توظيف حظّره قانون سلسلة الرتب، لم يمنع من إدخال ما يزيد على 21 ألفاً في الإدارة والأسلاك العسكرية. أضف أعباء العجز والديون المتراكمة مذ وضع اتفاق الطائف السلطة والحكم بين أيدي قوى سياسية، معظمها ــــ إن لم يكن كلها ــــ في أوقات متفاوتة متقلبة المراحل، قاتل الجيش. مذذاك، من خلال هذه القوى، لم يتوقف تمويل الدولة أحزابها وقادتها. ضاعف في وطأة التردي الاقتصادي في السنوات الثلاث الأخيرة، وتالياً الاتكال على تمويل الدولة لها، بوضع اليد على مرافقها، انقطاع مساعدات مالية ضخمة كانت تتدفق على طرفي النزاع السنّي ــــ الشيعي في لبنان، وهما السعودية وإيران. بات معلوماً أن الأحزاب الموالية لهاتين الدولتين بدأت تئن من افتقارها إليها. عبّرت عن هذا الشحّ نتائج انتخابات 2018، بعدما اختبرت انتخابات 2009 مدّ قوى 8 و14 آذار بالمال السخيّ على نحو غير مسبوق في انتخابات نيابية عامة شهدتها البلاد.

 

جنبلاط: معركة إقفال «المغارات» قاسية جداً

كلير شكر/الجمهورية/11 ايار 2019

وليد جنبلاط «إبن» النظام السياسي القائم، ليس فقط في منظومته الدستورية التي كرّسها «اتفاق الطائف»، بل في توازناته السياسية والمالية والسلطوية. أكثر من ذلك هو أحد صانعيه ومن أكثر العارفين بزواريبه وخباياه ومغاراته الخفيّة. ومع ذلك يستغرب الزعيم الدرزي «الاكتشافات» التي فجّرتها نقاشات مشروع الموزانة على طاولة مجلس الورزاء. يقول جنبلاط في دردشة لـ«الجمهورية» إنّ العمل على وضع موازنة تقشفية تهدف إلى تخفيف العجز في المالية العامة، أزال الستارة عن كنوز من الهدر كانت طوال عقود محصنة بقباب حديدية من السرية.

لا شكّ في أنّ أجواء الرعب التي يثيرها «إنحراف» الموازنة في اتجاه خطّ الفقر التقشفي، بعدما لامست المالية العامة خطوطاً حمراً تُنذر بالأسوأ، حوّلت اللبنانيين خبراءَ ماليين واقتصاديين وصاروا يفقهون لغة الأرقام والنسب المئوية وجداول المقارنات والنظريات النقدية بعدما تبيّن لهم أنّ دولتهم من فوق غير من تحت!

تضجّ مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات «الواتساب» بلوائح إتّهامية قادرة على مواجهة أرباب السلطة باتّهاماتٍ من عيار مليارات الدولارات، بعضها منظور وبعضها الآخر مدفون تحت «سابع» فتوى قانونية تسمح بنهب «جَمَل».

ولا غرابة بالتالي في أن يبدي جنبلاط تعجبّه ممّا يتم اكتشافه يومياً في جداول الإنفاق التي تجري مياهها من تحت أقدام المكلّفين. ولهذا يقول الرجل «إنّ المعركة قاسية جداً وتتطلب توحيد الجهود والكلمة لوضع موازنة متوازنة قادرة على وقف التدهور المالي».

وبينما قرّر العسكريون المتقاعدون تصعيد تحركهم الميداني تحت عنوان رفض «المَسّ بحقوقهم»، مطالبين السلطة «بسحب البنود التي تطاولهم... وإلّا التصعيد في كلّ المناطق»، اختار جنبلاط البند المتصل بوزارة الدفاع، ليصوّبَ على التدبير الرقم 3 وهو الذي يمنح الأسلاك العسكرية ضمائم حربية تعادل ثلاثة أضعاف مدة خدمتهم. وفي هذا السياق يعتبر أن «لا أحد يريد الاستخفاف بتضحيات الضباط والعسكريين وليس المقصود تحميلهم أعباء «مقص الاقتطاع»، لكن على الجميع المساهمة في ترشيد الموازنة وترشيقها، كما أن من غير المقبول التوسّع في اعتماد التدبير الرقم 3 ليشمل كل الأسلاك العسكرية وكل القطاعات، وهي أصلاً غير متكافئة في مهماتها وأعمالها. كما أنّ الغموض الذي يكتنف هذا التدبير، يدفع للدعوة الى إعادة النظر فيه».

ويؤكد جنبلاط أنّ «من أدبيات «الحزب التقدمي الاشتراكي» البديهية، الدعوة إلى اعتماد الضريبة التصاعدية كونها الأكثرَ عدالةً وتأخذ في الاعتبار الطبقات المتوسطة والفقيرة، ولذا نطالب بتوحيد الضرائب ووضعها على سلّم تصاعدي لا يأخذ من جيوب صغار المكلفين كما يأخذ من جيوب كبارهم، وهذا ما أثاره وزيرا «الحزب» على طاولة الحكومة». وبالتوازي يعتبر جنبلاط «أنّ ثمّة كثيراً من مواقع الهدر الممكن ضبطها ورفع إيرادات الخزينة جراء الغرف من «آبارها»، ومنها الأملاك البحرية على سبيل المثال لا الحصر، إذ لم تستطع الدولة مواجهة المعتدين والمالكين غير المستحقين من أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولا بدّ اليوم من الاستفادة من هذا «المزراب» الذي تعود أرباحُه إلى «واضعي اليدّ» على الأملاك العامة». كذلك يدعو جنبلاط إلى «توحيد صناديق التعاضد والصناديق الضامنة لتحقيق مزيد من الوفر». وفي المقابل، يعتبر «أنّ المَسّ برواتب صغار الموظفين أو ذوي الطبقات المتوسطة يقع في خانة الممنوعات التي يرفض الحزب التقدمي المساومة عليها». وفي انتظار بلوغ مجلس الوزراء «المربعات الساخنة»، التي تحدث عنها ووصفها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، يأمل جنبلاط في «بلوغ نهايات مرضية للجميع تمنع النزيف الحاصل في المالية العامة»، مشيراً إلى أنّ الاتفاق الذي حصل بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري «كفيلٌ بحماية النقاشات على طاولة مجلس الوزراء للتفاهم على موازنة إنقاذية». في المقابل، يحذر جنبلاط من أن يسعى كل فريق إلى حماية قطاع معيّن ويعفيه من «ضريبة» المساهمة في سلّة الحلول الإنقاذية، لأسباب سياسية أو طائفية، كونها معادلة خطرة ستحمل البلاد إلى مطارح صعبة ودقيقة جداً، مشيراً إلى «أنّ وحدة الموقف والكلمة هي الممرّ الإلزامي للاستفادة من هذه الفرصة الذهبية».

 

مصيرنا هناك.. في طهران

يوسف بزي/موقع سوريا/12 أيار/2019

للأسف، ما عاد مصير سوريا هو الذي يحدد وجه الشرق الأوسط، والمشرق العربي تحديداً. أما مصير فلسطين فصار معروفاً رغم استمرارنا بالمكابرة. مستقبل سوريا ليس فيها. إنه هناك في طهران تحديداً.

لذا، ما يحدث الآن بين الولايات المتحدة وإيران من استنفار تام، وصراع محتدم، هو العنوان الكبير الذي تحته سيُكتب الفصل الجديد لهذه المنطقة. فخلال العقدين الأخيرين، وما بين "سقوط بغداد" (2003) و"حرب تموز" (2006) وصولاً إلى الحربين المستمرتين، السورية واليمنية، تكرست إيران كأبرز قوة إقليمية تحمل مشروعاً قومياً – دينياً، كان مؤجّلاً (أو متعثراً) منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين الخميني وصدام حسين عام 1988، ثم بُعث مجدداً بزخم هائل، إثر الغزو الأميركي لكل من أفغانستان والعراق.

يقوم المشروع الإيراني على شرط "زعزعة الاستقرار" للكيانات السياسية، وتأليب الجماعات وإخراجها من كنف الولاء للدولة الوطنية، وتمكين بعضها من أسباب القوة والمدد وإلحاقها أيديولوجياً وسياسياً وعسكرياً بهذا المشروع، الذي يصح نعته بـ "الطموح الامبراطوري"، طالما أن أصحابه تفاخروا علناً بنفوذهم وسيطرتهم على أربع عواصم عربية (بغداد، دمشق، بيروت، صنعاء)، ويوحون دوماً أنهم يصبون إلى المنامة ومكة.. ناهيكم عن شعار "الزحف نحو القدس".

وتتصف السياسة الإيرانية بكثير من التخطيط المتكامل، والرصانة الاستراتيجية، طالما أنها رفدت، منذ البداية، انطلاق حملتها التوسعية الإقليمية بمشروع نووي، قادر من ناحية على تأمين المناعة والردع وإنشاء مظلة حماية قومية، وعلى نفح "نظام ولاية الفقيه" الحصانة والقوة والاستمرارية.

هكذا، أدرك الجميع أن "الملف النووي" الإيراني متصل جذرياً بنفوذها وسياستها التوسعية وبطموحاتها الامبراطورية، وأن نجاح إيران في نهاية المطاف بتصنيع السلاح النووي، سيضع المشرق العربي وشبه الجزيرة العربية تحت سيطرتها إلى ما شاء الغيب والقدر.

"الملف النووي" الإيراني متصل جذرياً بنفوذها وسياستها التوسعية وبطموحاتها الامبراطورية، وأن نجاح إيران في نهاية المطاف بتصنيع السلاح النووي، سيضع المشرق العربي وشبه الجزيرة العربية تحت سيطرتها إلى ما شاء الغيب والقدر

بالطبع، تيسر لإيران كل هذا النفوذ بسبب عاملين كبيرين: الأول، إسقاط الولايات المتحدة عدوين لدودين لإيران، نظام طالبان على حدودها الشرقية، ونظام صدام حسين على حدودها الغربية، من دون نجاحها في "بناء أمة" سياسية في هذه البلدين، أفغانستان والعراق. أما العامل الثاني، فهو غياب أي مشروع عربي مضاد. غياب بديهي بسبب طبيعة الأنظمة نفسها وبسبب القطيعة العميقة بين المجتمعات العربية والسلطات القائمة، وبسبب الفشل التاريخي لمشروع "الدولة الوطنية" في هذه الكيانات العربية الهشة، التي أنتجت للأسف إما سلطة فاسدة واستبدادية، وإما جماعات الإرهاب القاعدي والداعشي أو الاثنين معاً على الأغلب.

إزاء هذا المشهد الكبير والتراجيدي، اتجهت الولايات المتحدة (وأوروبا، والصين، وروسيا) في عهد الرئيس باراك أوباما نحو سياسة "واقعية" فحواها التسليم بالأمر الواقع، والتعامل مع إيران بوصفها سيد الشرق الأوسط الجديد، والعمل فقط على "تهذيب" هذا الطموح الامبراطوري ورسم حدوده، واستيعابه ضمن النظام العالمي القائم، ضمن تسوية تحفظ مصالح جميع المفاوضين (بالإضافة إلى إسرائيل).. على حساب العرب وحدهم.

كادت أهداف "الاتفاق النووي" المبرم بين إيران والدول الست (2015) أن تتحقق، وأن تستتب لإيران كل مكتسباتها، لولا أنها سرعان ما تجاهلت عمداً المغزى الجوهري لهذا الاتفاق، الذي عنوانه التقني كبح البرنامج النووي وضبطه، فيما مضمونه السياسي رسم الحدود النهائية للنفوذ الإيراني وتغيير سلوكه. فقد ظنت الدولة الإيرانية أن هذا الاتفاق هو منصة للانطلاق نحو الأبعد في التوسع، وفي ضم المزيد من مناطق النفوذ.

وأغلب الظن أن "طبيعة" النظام الإيراني هي التي تحتم عليه عدم تغيير سياساته وسلوكياته وأهدافه، ليس فقط بوصفه "ثورة مستمرة" وصاحب أيديولوجيا دينية وغيبية "مهدوية"، لكن لأن تحول إيران إلى دولة طبيعية بلا تعبئة حربية وبلا عدو وجودي، سيفضي إلى تهافت النظام وموته.

وظفت الدولة الإيرانية الكثير من إمكاناتها وطاقتها، وأنفقت أموالاً طائلة في مشاريعها السياسية والعسكرية الخارجية، خصوصاً في الدول العربية، وضحت بقادة عسكريين وجنود من "الحرس الثوري"، ومولت الكثير من الجماعات في لبنان وسوريا واليمن والعراق..إلخ، بتكاليف باهظة، عدا عن صرفها للمليارات من العملة الصعبة على مشروعها النووي وبرنامجها الصاروخي. وهذا الاستثمار الهائل على امتداد أكثر من ثلاثة عقود، الذي دفع كلفته الخيالية الشعب الإيراني.. لا يمكن التفريط به ولا التراجع عنه. وخسارة هكذا استثمار مديد تعني تلقائياً موت النظام وانهياره.

وأغلب الظن أن "طبيعة" النظام الإيراني هي التي تحتم عليه عدم تغيير سياساته وسلوكياته وأهدافه، ليس فقط بوصفه "ثورة مستمرة" وصاحب أيديولوجيا دينية وغيبية "مهدوية"، لكن لأن تحول إيران إلى دولة طبيعية بلا تعبئة حربية وبلا عدو وجودي، سيفضي إلى تهافت النظام وموته.

بعد الاتفاق النووي، وبدل أن تُظهر إيران نفسها كدولة "مسؤولة" وراشدة، تفاقم منسوب اللاعقلانية في ممارساتها، وتزايدت عدوانيتها وغرورها وجموحها. لقد اندفعت في سوريا (معركة حلب)، وتقدمت إلى الحدود مع الجولان المحتل. وفي العراق، كان قائد فيلق القدس قاسم سليماني يفرض وصايته على بغداد، فيما الصواريخ الإيرانية تنطلق من صنعاء وصعدة نحو السعودية، وتهريب الأسلحة الدقيقة والمتطورة يتوسع من إيران إلى لبنان وحدوده الجنوبية. كما ظهرت في أفغانستان كداعم رئيسي لحرب العصابات ضد الحكومة المركزية وقوات التحالف الدولي التي تقودها أميركا، فيما البرنامج الباليستي الإيراني يتطور كماً ونوعاً على نحو يطال الجنوب الشرقي لأوروبا. ولا يمكن إهمال وقائع لا تُعد ولا تُحصى عن أعمال "الحرس الثوري" و"حزب الله" من المغرب (الذي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران لهذا السبب) إلى فنزويلا والحدود الثلاثية بين الباراغواي والبرازيل والأرجنتين، مروراً بالخلايا الأوروبية النائمة، إلى قلب الولايات المتحدة نفسها..

نعود إلى الواقع اليوم، حيث "المواجهة" بين إدارة الرئيس دونالد ترامب وإيران. لقد بات واضحاً أن اتفاق لوزان عام 2015، بحاجة إلى تعديل جذري، والرجوع إليه كما هو غير ممكن. والمطروح هو ليس البرنامج النووي الإيراني فقط، بل النفوذ الإيراني برمته. العقوبات المتدرجة خطورة وقسوة التي تخنق الاقتصاد الإيراني تهدد جدياً قدرة النظام على الاستمرار في سياسات الدعم والتمويل لأنشطتها الخارجية ولأذرعها الإقليمية. فحتى ما قبل العقوبات، كانت السلطات الإيرانية تلجأ إلى اتخاذ إجراءات اقتصادية – اجتماعية تقشفية لتأمين كلفة رعاياتها لجماعات خارجية كثيرة، ولتمويل حروب متورطة فيها على امتداد المنطقة. ومع اشتداد العقوبات، يبدو أن تحديات كبرى قد فرضت على قدرة الدولة الإيرانية داخلياً وخارجياً.

وإذا كانت الحرب المباشرة والشاملة بين الولايات المتحدة وإيران مستبعدة راهناً، إلا أن أميركا لن تتراجع عن أهدافها من وراء سياسة الخنق هذه: حرمان إيران تماماً من القدرة على إنتاج سلاح نووي ووقف برنامجها الصاروخي، تقليص نفوذها إلى أدنى حد في العراق، انسحابها من سوريا، ترويض حزب الله، رضوخ إيران لشروط "أمن إسرائيل"، والإذعان لمبدأ عدم التدخل في دول الخليج وأفغانستان.

هذه الشروط (الأهداف) تفضي بالنظام الإيراني إلى هزيمة استراتيجية، وإلى تحول ضخم في خريطة المشرق العربي والشرق الأوسط الكبير. ومن الصعب على الإيرانيين، والحال هكذا، الارتضاء بها أو القبول بالجلوس على طاولة المفاوضات وفق هكذا جدول أعمال. لكن، في المقابل، الرفض الإيراني قد يجلب المزيد من الخنق والحصار والعزلة، والمزيد من الفاقة والعجز والصعوبات الاقتصادية التي قد تصل إلى الانهيار.

تقول إدارة ترامب أنها لا تريد تغيير النظام بل فقط سلوكه، لكن هذا تماماً ما حاوله العالم ما بين العام 2000 والعام 2011 مع النظام السوري، فكانت الكارثة المستمرة. فالنظام وسلوكه في إيران أو سوريا أو كوريا الشمالية.. "جوهر" واحد وطبيعة واحدة. لذا، ليس لإيران مع "ولاية الفقيه" إلا الكارثة، عاجلاً أو آجلاً.

 

العربدة الإيرانية على المحك

حنا صالح/الشرق الأوسط/11 أيار/2019

في 8 مايو (أيار) 2019، مرت الذكرى الأولى للانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران وعودة واشنطن إلى فرض عقوبات مشددة على طهران، وقبل أيام وُضِعَت في التطبيق المرحلة الثانية من العقوبات، وهي الأطول والأشد والأقسى، بإلغاء إعفاءات لثماني دول كانت أميركا قد سمحت لها مؤقتاً باستيراد النفط الإيراني. جاء القرار في سياق حملة أميركية هدفت إلى تصفير تصدير الخام الإيراني، ما يعني أنه من اليوم ستفقد الميزانية الإيرانية 40 في المائة، هي إيرادات متأتية من الصادرات النفطية. وبالتالي سيُحرم «الحرس الثوري»، الذي أُدرج على اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية، من الجزء الأكبر من إمكاناته المالية، التي سمحت لهذه الجهات التبجح بأنهم يسيطرون على 4 عواصم عربية، مطلقين التهديدات بأن «الهلال الشيعي» سيتحول بدراً!!

ردّت طهران بتهديدات متتالية بإقفال مضيق هرمز، وأبلغت الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي أنها ستُوقف بشكل «جزئي أو كلي لبعضٍ من التزاماتها في الاتفاق»، وفجأة وجّهت واشنطن «أرمادا» هجومية إلى المنطقة، بضوء معلومات استخبارية جدية أن طهران تُعدُّ لهجمات ضد القوات والمصالح الأميركية، وأُرفق التحرك الأميركي بمواقف حازمة من الوزير بومبيو، ومستشار الأمن القومي بولتون، فحواها أن أي استهداف مباشر أو من خلال وكلاء، فإن واشنطن ستحاسب طهران، لأنها ستعتبرها المسؤول المباشر. يتضح أن ضغط العقوبات جرى تعزيزه بالقوة الضاربة، والهدف إرغام حكام طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات، وفق جدول أعمال أميركي، ينطلق من طي صفحة حُلم السلاح النووي، إلى تغيير إيران سلوكها في الإقليم، وصولاً إلى إرغامها على التراجع إلى داخل حدودها، لأنها وفق الرؤية الأميركية هي الجهة المسؤولة عن زعزعة استقرار المنطقة، ومسؤوليتها لا تناقش في توسل الأعمال الإرهابية كمعبر للهيمنة.

من الثابت أن البلدان التي استفادت سابقاً من الإعفاءات لمدة 6 أشهر سحبت شركاتها واستثماراتها من إيران، وعوّضت حاجتها النفطية من بلدان أخرى، ما يعني أن الضجيج الإيراني مجرد لغو، لأنه حتى عمليات شحن الخام متعذرة مع غياب التأمين على الناقلات البحرية. يبقى احتمال التهريب وارداً، إن عبر بحر قزوين، أو من خلال جهات عراقية، لكن المحاذير كثيرة، والسوق السوداء ليست الحل. هذا فضلاً عن أن العقوبات الأميركية أدت واقعياً إلى إخراج إيران من النظام المالي العالمي (التعامل بالدولار).

يضع الضغط الأميركي طهران أمام تحديات دقيقة، قد تفضي إلى خطأ غرور القوة العسكرية، والرهان عليها. هذا التحدي يضع النظام الإيراني في عين العاصفة، ما لا يريح الملالي، الذين دأبوا على خوض كل حروبهم بالوكالة بواسطة الآخرين، ممن حوّلتهم طهران إلى مشروعات جاليات إيرانية في بلدانهم، أو أولئك الذين تم استقدامهم من باكستان أو أفغانستان. وكل المواقف الحربية والتلميحات عن الاستعدادات، خصوصاً بعد تعيين اللواء سلامي قائداً لـ«الحرس الثوري»، وهو اشتهر بتكرار التهديدات بإقفال مضيق هرمز، تندرج في سياق الرسائل الخاوية التي تطلقها طهران، رغم أن الجهات الدولية تعرف جيداً حجم القوة الحقيقية لإيران، والكل يعرف أن طهران هددت سابقاً واشنطن من أنه إذا انسحبت من الاتفاق النووي فإنها ستمزقه وستعود لتخصيب اليورانيوم، وعندما دقت ساعة الحقيقة تجاهلت تهديداتها... واليوم تتحدث عن وقفٍ جزئي لبنودٍ من الاتفاق بوهم الحفاظ على بعض المصداقية.

كل هذه العربدة عن أن «الحرس الثوري» ينتظر اللحظة لإنزال الهزيمة بالشيطان الأكبر، الولايات المتحدة، لا تعدو كونها مجرد استعارات من الصحاف، وزير صدام حسين، مبتكر تعبير «العلوج»، لأنه لو ارتكبت طهران الخطأ، فإنها تكون استفزت الولايات المتحدة، والمكانة التي تحتلها، كما دول المنطقة، كالسعودية والإمارات، التي تمتلك الكثير من عناصر القوة للحفاظ على مصالحها. احتمال مثل هذا الخطأ هو الذي دفع واشنطن إلى خطوات استباقية كبيرة، لأن في الأمر تحدي استخدام القوة، للحفاظ على التجارة الدولية وخطوط الملاحة في مضيق هرمز، كما باب المندب، فهل ستطوي إيران رغباتها؟ وهي تعلم أن أي مستوى من المواجهة قد تندفع إليه طهران سيؤدي بها إلى مزيد من العزلة، وأن حدود مواقف الآخرين وتأييدهم لها من الصين إلى روسيا والاتحاد الأوروبي معروفة، وأنه ما من جهة ستذهب بعيداً معهم.

رغم بعض التباينات تهاوت النظريات عن وجود أجنحة في السلطات الإيرانية، بين روحاني الذي يؤيد مفاوضات غير مشروطة مع الأميركيين، وبين المرشد وقيادات «الحرس الثوري» التي ترى ذلاً في مفاوضات تحت الضغوط الأميركية، وقد اعتبر الجنرال سليماني التفاوض الآن «استسلاماً محضاً»، ولم يعد من بديل على المستوى الإيراني إلا «اللجوء إلى الاقتصاد المقاوم» كما يردد سليماني وظريف وغيرهما، وهذا عنوان يجري استخدامه هذه الأيام في لبنان، وهو جزء من بروباغندا الفشل، كان قد طرحه خامنئي في العام 2011. وبدأ وصفة استراتيجية قادت إيران إلى الاختناق الاقتصادي، ودفعت بعموم الإيرانيين إلى حافة الفقر، وأخرجت الملايين الغاضبة إلى الشوارع. لذا احتمال الرد بالوكالة يبقى أمراً وارداً، لأن حكام طهران لم يقيموا يوماً أي اعتبار لاستقرار المشرق العربي، وهم من يتحمل المسؤولية الكبرى عن هشاشة دوله وتفكك نسيجها، رغم أن أي بحث عاقل يفيد بأن مزيداً من التخريب في لبنان وسوريا والعراق ليس السبيل لتخفيف العقوبات، لا، بل المنطقة اليوم أشبه بـ«التايتانك» لن ينجو منها النفوذ الإيراني. بهذا السياق المقلق، يجب النظر إلى التهديدات الإسرائيلية بذريعة الترسانة الصاروخية التي يتباهى بها «حزب الله» وتحديد بنك أهداف في لبنان، وكذلك المواقف التي أعلنها نصر الله عن أن الفرق والألوية الإسرائيلية التي ستفكر بالدخول إلى جنوب لبنان «ستدمر وتحطم أمام شاشات التلفزة العالمية»، يعني أن لا شيء يبشر بالخير، وما يزيد من بشاعة الصورة أن أهل نظام المحاصصة الطائفي يتعامون عن المخاطر الداهمة، وكلهم دفنوا الرأس في الرمل، وكأن شيئاً لم يكن!

 

5 حزيران الثالث

أحمد الغز/اللواء/11 أيار/2019

ارتبط تاريخ يوم الخامس من حزيران بالوعي العربي واللبناني بحرب الأيام الستة وذكرى نكسة الخامس من حزيران ١٩٦٧، والتي كانت بمثابة موت فكرة تحرير فلسطين عبر الجيوش العربية، بعد اتساع مساحة الاحتلال الاسرائيلي لتشمل الجولان والقنيطرة السورية والقدس والضفة الغربية وصحراء سيناء وإقفال قناة السويس، وهذه الدول انهمكت بتحرير ارضها المحتلة خلال حرب تشرين في العام ١٩٧٣ واستطاعت خلالها القوات المصرية عبور قناة السويس، واستعادت سوريا مدينة القنيطرة وصدور القرار ٣٣٨ الذي اكد على القرار ٢٤٢ وأكد على الشروع فوراً بمحادثات سلام، وذهبت مصر برئاسة المشير الجمسي الى مفاوضات الكلم ١٠١، وذهبت سوريا الى جنيف برئاسة العماد حكمت الشهابي للتفاوض مع العدو الاسرائيلي برئاسة موشيه دايان، وبذلك يكون يوم الخامس من حزيران الاول هو ذكرى موت فكرة تحرير فلسطين عبر الجيوش العربية.

يوم الخامس من حزيران الثاني كان ذكرى الاجتياح الاسرائيلي للبنان١٩٨٢، واحتلال العاصمة بيروت وانهاء الوجود الفلسطيني، وموت فكرة تحرير فلسطين عبر الكفاح الشعبي المسلح بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي تسبّب وجودها في لبنان باندلاع النزاع الأهلي المسلح، وتقويض اسباب الدولة وتفكك المجتمع اللبناني وخسارة لبنان لاستقراره وعمرانه ومستقبل أجياله، بعدما عرف آنذاك باتفاق القاهرة ١٩٦٩ الذي أعطى الفلسطينيين حق استخدام الاراضي اللبنانية لتحرير فلسطين، فكانت النتيجة بعد الخامس من حزيران الثاني ١٩٨٢ ان غادرت منظمة التحرير لبنان على متن البواخر الى تونس واليمن، واحتلت اسرائيل لبنان على مدى ثمانية عشر عاماً حتى العام ٢٠٠٠، وبذلك تكون مناسبة الخامس من حزيران الثانية ٨٢ هي مناسبة موت فكرة تحرير فلسطين عبر البندقية الفلسطينية من جنوب لبنان، وذهاب منظمة التحرير الى مفاوضات السلام في أوسلو، وتوقيع الاتفاق بين أبو عمار ورابين في حديقة البيت الابيض عام  ١٩٩٣، ثم توقيع اتفاق وادي عربة بين رابين والملك حسين عام ١٩٩٤.

جدد الاحتلال الاسرائيلي للجنوب اللبناني اسباب النزاع المسلح، فكانت المقاومة الوطنية ثم المقاومة الاسلامية حتى تحرير الجنوب عام ٢٠٠٠، وفي العام ٢٠٠٢ استقبلت بيروت القمة العربية وتم طرح المبادرة العربية للسلام والتي شكلت المضمون الوحيد للسياسة الخارجية العربية على مدى السنوات الماضية، وتستعد المنطقة هذه الايام ومنها لبنان لاستقبال الخامس من حزيران القادم والذي يصادف نهاية شهر رمضان المبارك، والذي حددته الادارة الاميركية مناسبة لطرح مبادرتها للسلام في المنطقة تحت عنوان صفقة القرن، ويراد من الخامس من حزيران الثالث موت فكرة الصراع مع اسرائيل نهائياً بعدما انخرطت شعوب المنطقة في نزاعات داخلية مدمرة ومأساوية، اذ اصبح الشعب الفلسطيني منعماً امام الشعب السوري والعراقي واليمني والليبي وغيرهم. تتعاظم التوترات السياسية والاستعدادات العسكرية، وتحتشد جيوش العالم في مياه المنطقة في المتوسط والخليج، وتتعاظم التهديدات والاستعدادات للانخراط في النزاعات القادمة مع تهيّب الجميع من عدم القدرة على تسويق صفقة القرن بعد نقل أميركا سفارتها الى القدس وتوقيع الاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان والحديث الاميركي عن عدم طرح الدولة الفلسطينية المستقلة او الحديث عن حق العودة او القدس الشرقية، فهل سيكون يوم الخامس من حزيران الثالث ٢٠١٩ شبيه بالخامس من حزيران المشؤوم الأول والثاني في ١٩٨٢ و١٩٦٧، وما هو مصير لبنان الحبيب رأس الحربة في النزاع المسلح مع العدو الإسرائيلي.

 

طهران اتخذت قرار التهوّر الاستراتيجي والصفقة السرّية في بالها

راغدة درغام/11 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74733/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%b7%d9%87%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d8%aa%d8%ae%d8%b0%d8%aa-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%87%d9%88%d9%91%d8%b1-%d8%a7/

 لن يستعجل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخيار العسكري نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية طالما لا تتخذ طهران اجراءات تصعيدية ضد المصالح الأميركية المتمثّلة في منطقة الخليج بمضيق هرمز للملاحة الدولية، الحُلفاء العرب كالسعودية والإمارات وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، واسرائيل في الشرق الأوسط. الخط الأحمر الأول هو، بالطبع، الجنود الأميركيين في المنطقة، سيما في العراق. دونالد ترامب لا يستسيغ التورط في حروب بعيدة لا تلقى ترحيب الشعب الأميركي، لكنه لن يتردد لحظة في الرد العسكري على ما يعتبره استفزازات إيرانية. الطابة العسكرية، عملياً، هي في الملعب الإيراني. واشنطن لن تكون البادِئة في ركل الطابة مهما زعم أولئك الذين يعادون كل من وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون ان الصقرين يخططان لحرب على إيران كتلك التي شنها الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش على العراق بذرائع ومعلومات استخبارية مفبركة. الطابة الديبلوماسية والسياسية هي أيضاً في الملعب الإيراني إذا اقتنع مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي وقيادات "الحرس الثوري" المتشدّدة بأن الوقت حان لإعادة النظر في منطق النظام القائم على تصدير الثورة الإيرانية الى الدول المجاورة وترسيخ نموذج الجيوش غير النظامية - مثل "الحرس الثوري" و"الحشد الشعبي" في العراق و"حزب الله" في لبنان - بولاء لمرشد الجمهورية الحاكم بإسم الله بصلاحيات قاطعة بموجب "ولاية الفقيه". فالسؤال الذي يجب أن يُطرَح هو: ماذا يريد النظام في طهران؟ ماذا ستقرر القيادات الإيرانية التي تَجمع الملالي والجيوش غير النظامية معاً ولا تشمل فعلياً القيادات المنتخبة التي لا تجرأ أساساً على تبنّي الاعتدال بجدّية؟ إذا قررت هذه القيادات ان المصلحة العليا تقتضي التمسّك بمنطق النظام قطعاً، لن يكون هناك حوار أميركي – إيراني ولا انحسار للعقوبات التي تخنق الاقتصاد الإيراني، بل سيزداد التوتر وسترتفع أسهم المواجهة إذا تبنّى حكام إيران الانتقام من عزم إدارة ترامب على اركاعهم، وسيدفع الثمن الشعب الإيراني بالدرجة الأولى. أما إذا استنتجت القيادات ان الأفضل لإيران وشعبها ولبقاء القيادات نفسها في السلطة أن تعدّل سلوكها في إصلاح جذري لمنطق النظام، سيكون ذلك عبارة عن صفحة جديدة في الخليج والشرق الأوسط وفي العلاقات الأميركية مع دول المنطقة.

المصادر الوثيقة الاطلاع على أجواء طهران أفادت ان القرار الإيراني تم اتخاذه على أعلى المستويات وخلاصته التهوّر الاستراتيجي، وليس استراتيجية التفاوض. خلاصة ما نقلته المصادر هو ان طهران قررت انها لن تقبل بأي حلول وسطى، ولن توافق على أية خطوة في اتجاه التراجع عن أهدافها الإقليمية التوسّعية، ولن تعيد النظر في صلب منطق النظام.

استراتيجية طهران، حسب هذه المصادر، هي ان تدفع بالوضع الراهن مع الولايات المتحدة الى "الخط الأحمر"، أي انها عمداً ستستدرج الولايات المتحدة الى العمل العسكري ضدها رداً على إجراءات إيرانية اقليمية بما فيها ضد مصافي النفط السعودية. القيادة في طهران تريد، حسب المصادر نفسها، "أزمة كاريبية" لأميركا، اشارة الى أزمة كوبا. وهي تعتقد ان العالم سيستنفر ضد الولايات المتحدة نتيجة افرازات المواجهة العسكرية الأميركية – الإيرانية سيما لجهة أسعار النفط وأبعاد الحرب الأميركية – الإيرانية عالمياً.

الوضع الاقتصادي الذي وصلت اليها إيران بسبب الخناق الاقتصادي الأميركي لها وتطويق صادراتها النفطية أدى بالقيادة الإيرانية على مستوى مرشد الجمهورية الى تبنّي استراتيجية التصلّب ورفض المرونة رفضاً قاطعاً. المنطق وراء هذه الاستراتيجية هو ان العمل العسكري الأميركي ضد ايران ستكون له ردود أفعال في الداخل الإيراني لصالح النظام. هذا المنطق ينطلق من استراتيجية الانقلاب على الاستياء أولاً واحتواء احتمالات التمرد ضد النظام ثانياً.

رهان القيادة الإيرانية الإقليمي هو ان دفع الأمور الى "الخط الأحمر" يعني دفع المنطقة الى شفير الكارثة إذا قررت واشنطن عبور الخط الأحمر. يعني أيضاً، من وجهة نظر القيادة الإيرانية، ان العالم سيستنّفر ضد الولايات المتحدة هلعاً من التطوّرات. بسيكولوجياً، يعني ذلك ان الدول المهمة مثل روسيا والصين والدول الأوروبية ستضغط على الولايات المتحدة للتوقف عن كامل سياستها نحو إيران – العسكرية منها والاقتصادية والسياسية. وهكذا "تنتصر" الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ما نقلته المصادر عن طهران هو ان القيادة لا تريد تعديل أو اصلاح النظام ولن ترضخ لأي شرط في هذا الاتجاه. جزمت هذه المصادر ان القيادة الإيرانية مستعدّة لإشعال المنطقة برُمتها قبل أن توافق على أية تعديلات على منطق النظام. انها مسألة وجودية للنظام. والقيادة جاهزة لتفجير المنطقة حتى إذا أدى ذلك الى زوالها. قرارها هو: عليَّ وعلى أعدائي.

لفتت المصادر الى تفكير القيادة الإيرانية الجدّي بالانسحاب من الاتفاقية النووية وربما من كامل اتفاقية حظر أسلحة الدمار الشامل في اطار استدعاء الحرب، الى جانب اجراءات مباشرة ضد الدول الخليجية ومصالحها النفطية. قالت ان "حزب الله" في حال تأهب باستعدادات اشعال الجبهة اللبنانية ضد اسرائيل حالما تبدأ العمليات العسكرية الأميركية، وأنه في جهوزية لإجراءات عسكرية استباقية في أكثر من جبهة عربية. قالت ان النزاع المسلّح دخل مرحلة العد العسكري في طهران، وتوقعت اندلاعه في غضون أيام. قالت ان الحرب ستكون اقليمية وليس ثنائية.

رهان طهران هو أن هلع روسيا والصين وأوروبا سيقودها الى ممارسة ضغوطها على واشنطن وسيؤدي، في اعتقاده، الى تراجع ادارة ترامب. انها لعبة في غاية الخطورة. انها مغامرة التهوّر الاستراتيجي المنبثق من حسابات الإفلاس.

فالصين لن تختار الاصطفاف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الولايات المتحدة سيما وانها في خضمّ المفاوضات الاقتصادية معها وفي صدد صياغة علاقات استراتيجية بعيدة المدى. أوروبا ستتشرذم شفوياً لكنها لن تدعم إيران عملياً ولا في وسعها الضغط على الولايات المتحدة. روسيا أيضاً لن تهرول الى انقاذ الجمهورية الإسلامية عندما يتوضّح ان طهران اعتمدت استراتيجية الحرب كخيارها الوحيد للخروج من المأزق والخناق لأنها ترفض قطعاً أي خيار آخر للتأقلم أو لإصلاح النظام. ثم ان موسكو لن تتمكن من دعم إيران إذا ما انسحبت من الاتفاقية النووية أو اتفاقية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل. وبالتالي، من الصعب على موسكو دعم إيران علناً في حرب تدخلها عمداً مع الولايات المتحدة، حسب المصادر الروسية.

ستكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمفردها اذن. لكن حكّام طهران يعتقدون ان لا مناص من الوضع الراهن سوى استدراج واشنطن الى عبور الخط الأحمر. وبحسب المصادر، لقد تم اتخاذ القرار ولا عودة عنه.

استراتيجية الرئيس الأميركي لم تتخذ الإجراءات العسكرية ركناً لها وانما تبنّت الخناق الاقتصادي وتطويق الصادرات النفطية ركنها الأساسي. طهران تعتقد ان جرّ دونالد ترامب الى الحرب واجباره على اتخاذ اجراءات عسكرية يقع في مصلحتها. فأما يختار الانزلاق الى المواجهة العسكرية التي لم تكن في حساباته. أو يختار التراجع عن شروطه ويدخل في مفاوضات بعد الاعتذار.

ترامب تحدّث مجدداً عن تطلعه الى التفاوض مع الإيرانيين اقتناعاً منه ان الضغوط الاقتصادية ستؤدي بقادة طهران للجلوس الى طاولة المفاوضات وإبرام الصفقة الكبرى. هذا رئيس يؤمن بجدوى الضغوط كقناة أساسية نحو المفاوضات والتوصل الى الصفقة. برز في الماضي كلام عن امكانية استغناء واشنطن عن الشق المتعلق بوقف إيران التوسّع الإقليمي من مطالبها مقابل تلبية طهران الشق المتعلق بإصلاح الاتفاق النووي والصواريخ الباليستية. هكذا يحقق دونالد ترامب انجازاً تاريخياً ولن تزعجه عندئذ تهمة خيانة الوعود والاستغناء عن الأصدقاء.

هناك كلام عام عن دخول سلطنة عُمان مجدداً حلبة تسهيل المفاوضات السرّية بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية لاحتواء الانزلاق الى مواجهة عسكرية. احياء عُمان القناة السرّية لإجراء مفاوضات بين عسكريين أميركيين وإيرانيين يجب ألا يكون، هذه المرة، مفاجأة لشركاء عُمان الاستراتيجيين في مجلس التعاون الخليجي، بالذات السعودية والإمارات مهما كانت المبررات.

هذا يتطلب من السعودية والإمارات والكويت والبحرين التوجّه الى عُمان لاقناع السلطنة بأن القناة السرّية الأميركية – الإيرانية تطعن في ظهر الدول الخليجية مهما كانت النوايا العُمانية حسنة، ولإبلاغ عُمان ان الاحتجاج ليس ضد استخدام نواياها الحسنة لاحتواء اندلاع الحروب وانما هو ضد تسهيل مفاوضات ثنائية حول مصير المنطقة باستبعاد للدول العربية عن الصفقة الأميركية – الإيرانية.

تلك الصفقة هي ما تسعى وراءه القيادة الإيرانية في فترة ما بعد المواجهة العسكرية، أو عشية اندلاعها. ففي رأي القيادة الإيرانية، لا مجال لبقاء النظام واستمرار منطق تصدير الثورة ونموذج الحكم الثيوقراطي الديني والجيش غير النظامي الى الدول العربية وغيرها سوى بدفع الأمور الى شفير الهاوية.

إدارة ترامب تأهّبت وأرسلت حاملات الطائرات بما فيها من طراز B-52 التي لم يسبق ارسالها الى الشرق الأوسط. بومبيو وبولتون ليسا وحدهما بين الذين تحدّثوا بحزم وانذرا إيران وانما أيضاً قائد القوات المركزية الأميركية US Central command الجنرال كينيث ماكنزي الذي تحدث عن تهديدات ايرانية تستحق كل الاستعدادات.

ملامح القرار الاستراتيجي الإيراني التي نقلتها المصادر المطّلعة تنذر بالأسوأ: لا مرونة على الإطلاق واندفاع نحو توريط الولايات المتحدة عسكرياً كمخرج وحيد من الورطة الإيرانية. ماذا ستكون ردود الفعل الأميركية وقرار إدارة ترامب الاستراتيجي ازاء الاستدراج الإيراني العسكري الى المواجهة العسكرية؟ العالم بِرُمته يترقّب، ومنطقة الشرق الأوسط ترتعد خوفاً من استراتيجية التهوّر الإيرانية.

 

ناطح الصخرة يدمي رأسه

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/12 أيار/2019

فتح الرئيس الأميركي نافذة أمام إيران بدعوته قادتها إلى الاتصال به من أجل تحييد المنطقة حربا جديدة، لا شك أنها ستكون مختلفة عما سبق من حروب إقليمية كما أن التداعيات التي ستترتب عليها ستكون كبيرة لجهة الانهيار المتوقع لبنية نظام الملالي وتأجُج موجة الاحتجاجات الشعبية، وحال الجوع والأزمة الاقتصادية الخانقة. هذه الفرصة تبدو الأخيرة المتاحة أمام نظام استدرج بغباء غير مسبوق الجيوش الأجنبية إلى المنطقة من خلال ممارساته الإرهابية، وتدخله بشؤون الدول المجاورة، إضافة الى رعايته الإرهاب، عبر الحواضن المليشياوية التي شكلها عملا بشعارات مؤسسه آية الله الخميني قبل أربعة عقود.

لابد لنظام الملالي من الاعتراف بأنه فشل في “تصدير ثورته” وسقط في شر أعماله، بدليل ما أدت إليه تدخلاته في العراق وسورية ولبنان واليمن، والنقمة التي استدرجها على أركانه وأذنابه جراء ذلك.

أما آن الأوان كي يستيقظ هذا النظام من لوثة جنون العظمة، وهوس السيطرة على الإقليم، ويلتفت إلى شؤونه ويعمل على حل مشكلات شعبه.

لا يوجد أي شعب في الإقليم يمكن أن يقبل بتحكم الفرس بمصيره، حتى تلك التي يدعي أن هناك تجانساً مذهبياً معها، وأنها قريبة ثقافياً منه، ولنا في العراق خير مثال على هذا الأمر، خصوصاً بعد النقمة الشعبية العارمة على “الحشد الشعبي” وميليشيات إيران وأذرعها الفتنوية والمذهبية ومنظومتها الدينية، لا سيما بعد انكشاف الطموحات الفارسية في الهيمنة على النجف والمرجعية العربية فيها. استناداً إلى هذه الحقائق لا يمكن لإيران الغارقة في الحصار إلى حد الاختناق أن تدفع بالوضع إلى المواجهة، لا سيما أن الحشد العسكري الأميركي الحالي يماثل ما كان عليه عشية عملية إسقاط نظام صدام حسين في عام 2003، والتحذير الأميركي الواضح من أن أي تحرش عسكري إيراني، بالقوات العسكرية أو السفن التجارية العابرة لمياه الخليج ومضيقي هرمز وباب المندب سيؤدي إلى حرب.

في السياسة دائما هناك مواءمة بين الأحلام والإمكانات والقدرة على تحقيق الأهداف، لكن يبدو أن هذه الحقيقة غائبة عن ذهن صانع القرار الإيراني الذي لا يزال يحاول عاجزا منذ أربعة عقود كالذي ينطح صخرة فيدمي رأسه ويغيب عن الوعي.

تبقى كل الوسائل متاحة لمنع هذا النظام الأهوج من الاستمرار في المغامرات الدموية، سواء أكان من خلال الضغط عليه عبر المزيد من العقوبات، وتخلي دول الاتحاد الأوروبي عنه، بعدما رفع الرئيس حسن روحاني من وتيرة التهديدات لها، إضافة إلى الحشد العسكري الأميركي، وبدء تفكك ميليشياته في الإقليم بعد اشتداد الأزمة المالية عليها. إن طبول الحرب التي تقرع على صفحة مياه الخليج العربي حاليا، أول من يسمعها الشعب الايراني الذي سيبقى يعاني مرارة الحصار طالما أن النظام الحاكم لم يأت إلى كلمة سواء، ولهذا فإن الحل لا يخرج عن خيارين، اما التفاوض على اتفاقات جديدة لا ألغام فيها، وإما اندلاع ثورة جياع في الداخل، وبذلك لن تفيده كل الأسلحة الاستعراضية التي أثبتت فشلها في التجارب، خصوصا أن المواجهة هذه المرة ستكون قاصمة وحاسمة.

 

هل أميركا فعلاً تريد الحرب على إيران؟

عبد الرحمن الراشد/صحيفة الشّرق الأوسط/12 أيار/2019

علينا ألا ننسى أن صدام حسين، الرئيس العراقي المهزوم الراحل، لم يستوعب أبداً جدية التهديدات الأميركية التي كانت تنذره بأنها تعتزم شنَّ حرب مدمرة عليه ما لم ينسحب من الكويت، وجرت آخر محاولة لإيصال الرسالة له في سويسرا، عندما التقى وزيرا الخارجية العراقي والأميركي، طارق عزيز وجيمس بيكر، قبيل الحرب الجوية بأيام، وبعد خمسة أشهر من الاحتلال والتحذيرات المتكررة. نحن أمام سيناريو مماثل، إنذارات متعددة لطهران بأنها إن نشبت ستكون حرباً مدمرة. الجانب الأميركي يكرر القول إنه لا يريد خوض الحرب، لكنه في الواقع يدفع نظام إيران إليها دفعاً، فالعقوبات الاقتصادية الأميركية تنهك النظام، وربما تسقطه دون إطلاق رصاصة واحدة عليه. وفي طهران، النظام لا يريد، هو الآخر، الحرب لأنه يدرك أنها ستدمره تماماً، لكنه يلعب لعبة التهديد بالقوة لفك الحصار، وربما يتجاسر على استخدامها بشكل محدود، مثل الاعتداء على مصالح نفطية خليجية سعودية أو غيرها. بذلك، ربما، يتصور النظام الإيراني أنه لو أقدم على اشتباك محدود ودعائي، كما كان يفعل «حزب الله» مع إسرائيل، سيبرر له التوصل إلى اتفاق ما. الخطورة في هذا التفكير، أي بالوقوف على حافة الهاوية، أنه قد يقود فعلاً إلى حرب شاملة والسقوط في الهاوية.

والذي يجعلنا نصدق باحتمالية وقوع الحرب هو عدد القطع البحرية العسكرية الأميركية القتالية التي وصلت إلى مياه الخليج والأخرى في المنطقة المحيطة بها. هذه ليست ألعاباً، ولا تتحرك إلا وهي بالفعل مستعدة للقتال وفي انتظار الأوامر العليا، وهي أقصى رسالة جادة يمكن أن تبعث بها واشنطن.

علينا أن نتذكر أن الولايات المتحدة قوة هائلة، مثل الفيل، تدوس على العشب ولا تنظر تحتها. ففي مناطق الصراع أصيبت بخدوش قابلة للمداواة، في حين أن النظام الإيراني قد يصيبه ما أصاب صدام في الحربين، تدمير وربما انهيار، وما أصاب حركة طالبان عندما تم تدميرها وإخراجها من كابل بعد هجمات سبتمبر (أيلول)، وحتى عندما هزمت غادرت فيتنام، بجروح نفسية، وهي تسعى لتقليل خسائرها البشرية.

وكثيراً ما تردد السؤال، طالما أن واشنطن تملك هذه القدرات الفتاكة فلماذا لم تستخدمها في عشرات المرات التي استهدفت إيران مصالح أميركا وحلفائها؟ سؤال يردده المحتارون، وكذلك مروجو نظرية المؤامرة، ومن يريد زرع الشك، عن علاقة سرية بين النظامين!

نظام إيران حذر وخبيث، فهو لم يصل في العداء مرحلة الاعتداء المباشر على الولايات المتحدة، سواء في المنطقة أو خارجها، فهو يستعين بوكلاء يقومون بالمهمة عنه، وبالتالي لا يدفع أي رئيس أميركي لشن حرب، بتأييد من الكونغرس، وهو شرط دستوري. كل الهجمات التي شنتها إيران نفذت بحذر شديد، كما لو كان قانونيون هم من خطط لها. في نفس الوقت، واشنطن، هي الأخرى، تدير عمليات عسكرية سرية ضد إيران ومصالحها، عبر مخابراتها وحلفائها، إضافة إلى المقاطعة الاقتصادية المؤذية جداً.

السبب الآخر، أن الولايات المتحدة لا تزال تأمل في أن إيران تتغير سياسياً، وتصبح دولة حليفة، وبالتالي تتحاشى دفعها في أحضان خصومها الكبار، روسيا والصين. وقد تتدخل إحدى هاتين القوتين وتمنح إيران الحماية لإبقاء النظام، ضمن لعبة الصراع على لوح الشطرنج. وهو ما فعلته روسيا، عندما تدخلت وأنقذت نظام الأسد من انهيار محتوم، وتفعله الآن مع نظام مادورو في فنزويلا. إنما النظام في إيران مريض بآيديولوجية دينية ثورية متطرفة، فشلت كل وسائل واشنطن في الترغيب والترهيب والمناصحة في تهذيبه وإصلاحه. ويبدو أن مصيره قد قارب على الحسم، خصوصاً أن الأنظمة الشريرة المماثلة قد تم التخلص منها، مثل صدام في العراق، والقذافي في ليبيا، والبشير في السودان، وتم إضعاف نظام الأسد في سوريا.

 

هل يتم تعميم النموذج الليبي؟

عبدالله بن بجاد العتيبي/صحيفة الشّرق الأوسط/12 أيار/2019

النموذج الليبي الذي يتم بناؤه اليوم هو نموذج بالغ الأهمية في صراعات المحاور في المنطقة وفي المصالح الدولية فيها، وحين يتم تعميمه في مناطق الأزمات الكبرى في المنطقة سيكون فاعلاً ومؤثراً.

في السياسة، من الجيد أحياناً أن تتراجع وتترك القيادة لمن هو أقدر وأقوى، وهو ما جرى في أحد أهم الملفات في المنطقة، وهو ملف النظام الإيراني الداعم للإرهاب والتطرف، حيث أخذت القوة الكبرى في العالم، الولايات المتحدة الأميركية، الملف بيدها، وأصبح النظام الإيراني تحت معاناة مستمرة، تكبر ولا تصغر، تزيد ولا تقل، تصبح فاعلة ومؤثرة بشكل يشهده العالم، ويشهد تطورات المتلاحقة من تصعيد العقوبات إلى ناقلات الطائرات والبوارج والمدمرات إلى المنطقة. ربما يتساءل البعض، ما هو النموذج الليبي؟ وكيف يتم تعميمه؟ وهو سؤال مشروع، إنه النموذج الجديد الذي يتم بناؤه بعناية وتخطيط ووعي، ولا يعني سوى إعادة بناء الدول العربية ودعم استقرارها وتنميتها، ودعم شعوبها وجيوشها للحصول على الخلاص، ما يعني القضاء على مخلفات الربيع الأصولي الذي سمي خطأ وزوراً الربيع العربي، من الميليشيات والجماعات والتنظيمات الأصولية والإرهابية، التابعة لمحور إيران وتركيا وقطر، وتخليص البلاد والعباد من كل تلك الشرور التي انتشرت قبل ما يقارب العقد من الزمان إبان ربيع الأصولية والإرهاب. يجب أن يعمم النموذج الليبي في كل جمهوريات الانتفاضات والاحتجاجات العربية، لتتخلص بشكل كامل ونهائي من الميليشيات والجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، وهو الخلاص الذي قادته الجيوش والشعوب في أكثر من دولة عربية، ونجحت فيه، في مصر وفي غيرها من الدول، وهو ما يجري اليوم في ليبيا ويمثل نموذجاً قابلاً للتوسيع والتعميم.

في اليمن مثلاً، مع مراعاة الفروق بالتأكيد، حتى لا نقع في وهم تطابق النماذج، فمن الجيد أن يعمم النموذج الليبي، وأن يتحمّل العالم مسؤولياته تجاه ما يجري هناك، ولئن خذّلت المؤسسات الدولية وتقاعست عن دورها فمن الواجب الانتباه إلى الدور التاريخي الذي تقوده الإدارة الأميركية تجاه هذا الملف المهم والمؤثر، وتبنيها لاستراتيجية فضح كل الدول الداعمة لميليشيا الحوثي وعلى رأسها إيران، وحشد تحالفات دولية فاعلة لإنهاء الأزمة اليمنية، والقضاء المبرم على الميليشيا التابعة لإيران تماماً كما تفعل نفس الإدارة تجاه «حزب الله» اللبناني.

يقول المثل إن الشيطان يكمن في التفاصيل، ولكن تفاصيل المنطقة تشمل الملائكة أيضاً، فمن الجيد أن يتخلص الشعب السوداني من الحكم الأصولي لجماعة «الإخوان المسلمين» المستمر منذ عقود، وأن يتخلص الشعب والجيش السوداني من كل علاقات نظام البشير مع تركيا وقطر وإيران، وأن يخرجوا المحتلّ التركي من كل السودان ومن جزيرة سواكن تحديداً، التي سلمها البشير للمستعمر التركي على طبق من خيانة، وأن يرفضوا أي علاقاتٍ بدولة قطر المنتمية للمحور المعادي للدول والشعوب العربية.

ينبغي على الدول العربية وشعوبها الانتباه للدور التركي القطري الرافض لاستقرار الدول العربية، والداعم لميليشيات وجماعات الإرهاب والأصولية، فهؤلاء لن يسكتوا ولن يرضوا بسقوط أتباعهم الخونة الذين يعملون لمصالح هذه الدول، وضداً لمصالح بلدانهم، وها هي الأخبار القادمة من ليبيا تتحدث بتفاصيل مريعة عما تصنعه قطر وتركيا من دعم للإرهاب ورموزه في غرب ليبيا، من أسلحة متنوعة إلى إخراج قادة الإرهاب إلى السطح ليقودوا تدمير ليبيا وقتل أهلها ومحاربة الجيش الوطني الليبي، وصولاً إلى استئجار الطيارين المرتزقة من شتى أصقاع الأرض ليحرقوا الأرض الليبية ويقتلوا الشعب ويشيعوا الفوضى.

لا تبدو المهمة في السودان أسهل منها في ليبيا بل ربما كانت أشد صعوبة، ذلك أن تغلغل هذه الجماعات والتنظيمات في السودان أعمق تاريخياً وأطول مدة في الحكم والسيطرة على مقاليد السلطة، وبالتالي فهم صيد سهل لقطر وتركيا وكل ساعٍ للعبث باستقرار الدولة السودانية وتدمير مقدرات الشعب السوداني، وبالتالي فمهمة فضح هذا المحور المعادي هي مهمة الشعب السوداني قبل كل شيء.

المحور المعادي للدول العربية مستمرٌ في استراتيجياته المعادية منذ عقودٍ تختلف من دولة إلى أخرى، وهو سيواصل عداءه للدول والشعوب العربية، وهو يحاول التماسك في مواجهة الاستراتيجية الأميركية الضاغطة على دوله، وتحديداً في الملف الإيراني والعقوبات الدولية عليها، والمسؤولون القطريون الذين قالوا قبل أيامٍ إنهم يعترضون على سياسات الرئيس ترمب وعقوباته على إيران هم أنفسهم الذي يستقبلون طائرات «بي 52» الأميركية في القواعد الأميركية في قطر لضرب أهداف إيرانية لو أخطأت إيران هذه المرة في كيفية إخراج خضوعها لأميركا، وسعت لأول مرة في تاريخها لتحويل الشعارات إلى تنفيذ؛ حيث كانت تكتفي طوال تاريخها بالشعارات والخضوع، وحين تضعف الإدارة الأميركية توكل ميليشياتها بمهمات إرهابية حول العالم، ولكنها لم تواجه قط كدولة. ما هو أقسى من العقوبات على إيران في توجهات إدارة الرئيس ترمب؟ هو التوجه إلى تصنيف جماعة «الإخوان المسلمين» جماعة إرهابية، وهو نهجٌ بدأته السعودية والإمارات ومصر؛ حيث لا يمكن القضاء على الإرهاب في العالم دون القضاء على الجماعة الأم والأب المؤسس لكل الأصولية والإرهاب المعاصر باسم الإسلام، وهو أمرٌ لو نجحت فيه، سيكون له بالغ الأثر على العالم بأسره.

هذا التوجه الأميركي إن اكتمل ونجح، فسيجبر الكثير من الدول الأوروبية على إعادة بناء استراتيجياتها وعلاقاتها بهذه الجماعة الإرهابية، وإن تمنّعوا لبعض الوقت فسيخضعون في النهاية، كما جرى في موضوع الملف النووي الإيراني، وخصوصاً أن بعض تلك الدول شهدت تغلغلاً «إخوانياً» قديماً في مجتمعاتها ومؤسساتها العامة والخاصة على مدى عقود من الزمن، مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا؛ حيث كانت الجماعة تستثمر أموالها هناك، وتفتتح البنوك والمؤسسات الاقتصادية الكبرى التي توفر الدعم للجماعة، وكانت هذه الدول ملجأ دائماً لرموز وعناصر هذه الجماعة وكل جماعات الإسلام السياسي وتنظيمات العنف والإرهاب. مع كل التعاطف مع الشعب الليبي في أزمته، ومع كل الأمنيات ألا تمرّ شعوب عربية أخرى بنفس المعاناة، إلا أن الخروج من عنق الزجاجة في تاريخ الدول والشعوب والأمم دائماً ما يكون مرحلة معاناة وألم، لكن ألم الأزمة ينهيه فرح النجاح، ونار الفوضى يطفئها برد الاستقرار.

سقف التصعيد العسكري الأميركي ضد إيران

إياد أبو شقرا/صحيفة الشّرق الأوسط/12 أيار/2019

بناء القوة العسكرية الأميركية الضاربة في منطقة الخليج يفترض أن يؤخذ على محمل الجد. فالمتغيرات كبيرة سواء على مستوى الشرق الأوسط، أو في حسابات واشنطن خارجياً وداخلياً. ومَن يرصد الشأن الأميركي يدركْ قوة الترابط بين السياستين الخارجية والداخلية.

حتى إذا اعتبرنا العلاقات بين إسرائيل وأي إدارة أميركية شأناً خارجياً - أو هكذا يفترض أن يكون - فإن الواقع في موازنات شبكة المصالح والاعتبارات الانتخابية تجعل من دعم واشنطن لأي رئيس وزراء إسرائيلي مسألة تعلو حتى على الانقسام الحزبي داخل الولايات المتحدة. ولئن كانت بعض الإدارات الأميركية تماهت مع السياسات الإسرائيلية إلى حد التطابق التام، فالسبب مرتبط بشبكة المصالح والاعتبارات الانتخابية. وهكذا، يتلاشى الفارق بين الشأنين الخارجي والداخلي.

بدرجة أقل بكثير، طبعاً، كان الوضع في عهد الإدارة السابقة التي اختارت التخلي ليس عن حلفائها العرب فحسب، بل عن عدد من ثوابت واشنطن الاستراتيجية من أجل إعادة رسم تحالفاتها الإقليمية في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، انصبَّ الجهد على التقارب مع طهران، ومد يد التعاون إلى من اعتبرته إدارة باراك أوباما الجناح المعتدل داخل «الإسلام السياسي». واللافت أن العلاقة الحميمة بين واشنطن وتل أبيب لم تتعرّض لاهتزازات تذكر، بينما كان مفاوضو إدارة أوباما يضعون اللمسات الأخيرة مع نظرائهم الإيرانيين على «اتفاق نووي» تعمد رُعاته تجاهل ما كان يحدث على الأرض.

هنا، قد يقول قائل، إن التجاهل كان متعمداً للتمدد الإيراني في قلب الوطن العربي، و«سيطرة طهران على أربع عواصم عربية»، كما تباهى أحد قادة الحرس الثوري. ثم إن هذا التجاهل ما كان محصوراً بإدارة أوباما، التي لم تُخف حرصها على إسقاط الحواجز مع نظام طهران، بل شمل أيضاً القيادة الإسرائيلية، التي ربما رأت لها فائدة كبرى من تصعيد طهران وزرعه بذور فتنة مذهبية وعرقية على امتداد العالم العربي.

سياسات إدارة أوباما ومقارباتها «الباردة» أرسلت أيضاً رسائل تشجيع غير مباشرة لروسيا، التي سعت بمزيد من الثقة بالنفس إلى استعادة مناطق نفوذها السابقة إبان الحقبة السوفياتية. ومع أن الروس اعتبروا أنهم هُمِّشوا في ليبيا، فإنهم حققوا خطوات مهمة في كل من الفضاء السوفياتي السابق (تحديداً، القرم وأوكرانيا) والمشرق العربي، حيث تركت لهم واشنطن حرية التصرف في سوريا، بعد سقوط «خطوط أوباما الحمراء» لبشار الأسد.

حتى في الملف الإيراني، تمتعت موسكو بهامش مناورة كبير. وجاء نجاحها المشترك مع طهران في تحويل الانتفاضة الشعبية السورية إلى «حرب» مفتوحة، اختارت لها عنوان «مكافحة الإرهاب»، ليعزز موقعها التفاوضي والتقايضي مع واشنطن على امتداد الشرق الأوسط.

انتخاب دونالد ترمب رئيساً على أساس برنامج يتناقض كلياً مع برنامج خصومه الديمقراطيين الذي كان يؤشر، بالنسبة لكثرة من المراقبين، إلى تغير جذري في تعامل واشنطن مع الوضع في المشرق العربي. وبالفعل، قبل إثارة الشكوك عن وجود مصالح لموسكو في انتصار ترمب وتياره، وكذلك تيارات اليمين الأوروبي، تعزّزت القناعات بأن «شهر العسل» الأميركي - الإيراني اقترب من نهايته.

وحقاً، بمرور الوقت، ظهرت فوارق في مقاربات واشنطن وردات فعلها، بين الإدارتين السابقة والحالية إزاء تركيا وإسرائيل وإيران.

إزاء تركيا فتر إلى حد ما الدعم السابق القوي للأكراد في منطقة شرق الفرات، وهو ما يشكل مصدر ارتياح للقيادة التركية، مع أن مواقف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لم تسمح بفتح صفحة جديدة. وفيما يخصّ إسرائيل تعزّزت وتوثّقت العلاقات أكثر، وتوّجت بقراري واشنطن نقل سفارتها إلى القدس المحتلة وإعلانها هضبة الجولان السورية المحتلة «أرضاً إسرائيلية» بلا تردد.

أما في الموضوع الإيراني، فكانت هناك نقلة نوعية أميركية شملت عدة خطوات تصعيدية متتالية ضد نظام طهران، في مقدمها انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وتشديد العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.

اليوم، تعيش منطقة الخليج عملية تحشيد وبناء عسكري جدّي أميركي يقرأها كثيرون على أنها رسالة تحذيرية صارمة إلى القيادة الإيرانية، تحثها على ضرورة خفض سقف طموحاتها الإقليمية. وفي هذا الاتجاه، جاءت عدة تصريحات لعدد من شخصيات إدارة ترمب، آخرها لجيمس جيفري المبعوث الأميركي لشؤون سوريا، لتؤكد أن واشنطن لا تريد حقاً أكثر من خفض سقف الطموح الإيراني، وأبرز الخطوات في هذا الاتجاه خروج القوات الإيرانية من سوريا.

جيفري قال في لقاء نشرته «الشرق الأوسط» قبل أيام عن موقف واشنطن من سوريا: «ليست لدينا سياسة لتغيير النظام بالنسبة إلى السيد الأسد. ما لدينا هو لغة القرار 2254 التي جاءت بقرار دولي وموافقة روسيا. تطلب تغييرات في الدستور وانتخابات برعاية الأمم المتحدة وتغييرات في الحكم. استعملت كلمة (الحكم) مرات عدة لأن (الحكم) الحالي غير مقبول ومجرم ووحشي. نريد التغيير، ومتمسكون بالتغيير. وسياستنا القائمة على الضغط لن تتغيّر إلى أن تتصرف دولة سوريا بطريقة مختلفة مع شعبها وجوارها...».

أما عن إيران، فقال: «ما نريده هو أن يعود حضور القوات الأجنبية إلى ما كان عليه قبل 2011 في نهاية العملية السياسية بموجب القرار 2254، ونحصل على حكومة سورية مختلفة بسلوكها عن الحالي. هذا هدفنا. طبعاً، القوات الإيرانية بين القوات التي يجب أن تنسحب. لكن القوات الإيرانية تهدد الدول المجاورة مثل إسرائيل...».

هنا، يمكننا قراءة التالي:

أولاً، لا خلاف أميركياً - روسياً إزاء ما تفعله القوات الروسية في سوريا.

ثانياً، ظهرت الرغبة واضحة بإبعاد إيران عن «سوريا الجديدة» بعد حسم أمر الجولان لصالح إسرائيل، والتفاهم الإقليمي والدولي الضمني على التقاسم الفعلي لسوريا، إن لم يكن على تقسيمها رسمياً.

ثالثاً، الرؤية متطابقة بين واشنطن وتل أبيب، حيال مستقبل الشرق الأوسط، ربما أكثر من أي وقت مضى.

رابعاً، لا ترى واشنطن مشكلة في بقاء نظام طهران إذا كان قابلاً للمساومة والتعايش بشروطها، إذ ما زال مغيباً لديها الربط بين حالات التمدد الإيراني وطبيعة ذلك النظام.

 

رسائل غرينبلات والتهديدات المقنّعة

د. آمال موسى/صحيفة الشّرق الأوسط/12 أيار/2019

يبدو لي أن الحديث الذي أدلى به السيد جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام إلى الشرق الأوسط، إلى مجلة «المجلة»، مدججاً بالرسائل وبالتهديدات المقنّعة، ويندرج ضمن خطاب الهيمنة وفرض الأمر الواقع. فما جاء في هذا الحديث السَّبْق والأول من نوعه قد شرح من خلاله السيد غرينبلات نقاطاً عدة لم تكن مجهولة في الحقيقة، ولكن تم تأكيدها. إضافة إلى أن المنطق المعتمَد في صياغة ما تُسمى «خطة السلام» أو «صفقة القرن» بدا مكشوفاً جداً ويبرر إلى حد بعيد أسباب الرفض الفلسطيني والعربي لهذه الخطة قبل الاطلاع عليها، لأن الخطة هي نتاج المنطق المعتمد، والحديث الصحافي للسيد جيسون غرينبلات لم يبخل في إظهار المقاربة «الترمبية» للسلام. أول رسالة وردت في الحديث هي توصيف الأطراف الرافضة للخطة الأميركية للسلام بأنهم «ضد السلام»، بما أنهم يرفضون خطة لم يطلعوا عليها بعدُ، وتحمل اسم «السلام». وهو توصيف يتضمن مناورة لغوية واضحة تقصي الرافضين وتحاول عزلهم رمزياً من خلال رفضهم المسبق للخطة. والسؤال هنا: هل فعلاً الجانب الأميركي يجهل أسباب الرفض المسبق؟

لا نظن ذلك. كما أن هذا الموقف من الرفض المسبق يُراد تغليبه على الرفض الذي ستُجابَه به الخطة. بل إن الولايات المتحدة الأميركية برئاسة ترمب قد أعلنت عن مقدمات هذه الخطة، الشيء الذي جعلها معلومة ومتوقَّعة المضامين حتى قبل الإعلان عنها ورؤيتها.

لذلك فنحن وإن لم نرَ الخطة بعد، فقد رأينا مقدماتها المتمثلة في اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وهو إعلان شكَّل صدمة في نهاية سنة 2017 لغالبية دول العالم حتى غير العربية وغير الإسلامية. ومن المقدمات الأخرى لهذه الخطة أيضاً الجهود التي بذلتها إسرائيل للاعتراف بسيادتها على هضبة الجولان المحتلة منذ 1967 التي أعلنت إسرائيل ضمَّها لأراضيها سنة 1981، دون أن تلقى اعترافاً دولياً لذلك.

فهذه المقدمات أعطت فكرة شافية وضافية عن مقاربة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

وهكذا يمكننا أن نستنتج أن الرفض المسبق للخطة هو نتيجة طبيعية جداً لمقدمات السياسة الأميركية في هذه القضية، ومن ثَم فالمتسبب في الرفض المسبق وعدم الانفتاح مقاربة السيد ترمب وفريقه نفسها.

أيضاً تضمن الحديث الصحافي المشار إليه تهديداً مباشراً للسلطة الفلسطينية، بأنها ستتعرض لحكم قاسٍ إذا رفضت خطة السلام الأميركية، وهذا في حد ذاته ضد السلام الذي تحاول هذه الخطة الإقناع به، خصوصاً أن ما يجري في الأراضي الفلسطينية منذ أسابيع من ارتفاع لوتيرة العدوان يبدو أنه ينضوي ضمن التكتيك غير المباشر للقبول القسري بالخطة، ويمثل انطلاقاً فعلياً في تنفيذ الحكم القاسي ضد السلطة الفلسطينية.

من جهة ثانية، من الواضح أن هذه الخطة ستكون بمثابة كيفية فرض الواقعية على الواقع نفسه. ويقول السيد جيسون غرينبلات في هذا السياق مادحاً خطة السلام الأميركية بأنها «شيء إيجابي للغاية مقارنة بما لديهم اليوم»، أي أن الخطة ليست تسوية توافقية للحقوق، وإنما هي تسوية في ظل موازين القوى الجديدة وشروط الواقع الفلسطيني الراهن، أي أنها خُطّة تقدم ما يمليه الواقع وموازين القوى والهيمنة. وبما أن الواقع الفلسطيني بالعين الأميركية والإسرائيلية هزيل في الوقت الراهن، فليس له ما يتكئ عليه غير هذا الواقع. وهو ما يعني أن خطة أميركية جديدة للسلام انطلقت من الصفر ولا تعترف بما وصفه جيسون غرينبلات نفسه بالإرث القديم من المبادرات السابقة غير الناجحة. وطبعاً هناك فرق تغاضى عنه ترمب وفريقه بين عدم نجاح المبادرات السابقة وعدم قبولها. إضافة إلى نقص وفقر ما تم قبوله تحت قهر الواقع وموازين القوى.

وكما تستند هذه الخطة إلى منطق وحقائق 2019، استندت الخطط السابقة إلى حقائق لحظاتها التاريخية. ولقد كان الدرس الذي يحاول الأميركان وإسرائيل عدم رؤيته واستيعابه أن السلام الحقيقي لا يُصاغ بواقع القهر، لأنه لا يثبت.

إن من يضع خطة للسلام يجب أن يلبي شروطَ تحقُّق السلام، خصوصاً أن السلام هو من مصلحة الأقوى، باعتبار أن الأضعف هو في وضع الخسارة، ولا يهم الخاسر خسارات جديدة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري استقبل السفيرة الأميركية ونقيب الصحافة بيروتي والرامي: موعودون بموسم سياحي مزدهر

السبت 11 أيار 2019 / وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية إليزابيث ريتشارد، وعرض معها الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

نقابات

ثم استقبل رئيس نقابة المؤسسات السياحية البحرية الأمين العام لاتحادات النقابات السياحية جان بيروتي، ورئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي.

بعد اللقاء، قال بيروتي: "كالعادة، عقدنا لقاء مثمرا مع دولته، حيث استعرضنا مجمل ما يدور حول الواقع الاقتصادي في البلد. وقد طمأناه إلى أننا موعودون بموسم سياحي قادر على تأمين دخل كبير للقطاع السياحي. بالمقابل، أردنا أن نطمئن منه إلى أن الوضع القائم في البلد والسجالات الحاصلة ستبقى بعيدة، لكي نتمكن من النهوض بهذا الموسم. كما أكدنا على دور المؤسسات السياحية عموما، والتي يمكنها أن تقدم دعما كبيرا وسريعا للاقتصاد. من جهته، أعرب الرئيس الحريري عن أمله في التوصل إلى موازنة يكون العجز فيها منخفضا، لكي ننتقل إلى مرحلة تنفيذ مشاريع مؤتمر "سيدر" وإنعاش الاقتصاد".

بدوره، أعلن الرامي أنه متفائل بأن البلد سيشهد موسما سياحيا مزدهرا، داعيا الإعلام إلى مواكبة هذا الموسم بكل إيجابية.

الكعكي

والتقى الحريري أيضا نقيب الصحافة عوني الكعكي الذي قال على الأثر: "زيارتي لدولته واجب، خاصة وأنني كنت مسافرا. وفي هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، قد يكون صوت الرئيس الحريري الأكثر سماعا، لأنه يوحي بالتفاؤل الدائم رغم صعوبة الأوضاع. لبنان يمر دائما بفترات من التصعيد السياسي، لكن في النهاية لا يصح إلى الصحيح، وإن شاء الله تستقيم الأمور وننتهي من الموازنة ونستفيد من فرصة مؤتمر "سيدر"، لأن البلد في أمس الحاجة إليها".

 

بري استقبل العريضي وعرض الوضع المالي مع حمود الرياشي: لتعيينات ادارية في الفئة الأولى وفق آلية الكفاءة

السبت 11 أيار 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل ظهر اليوم في عين التينة، الوزير السابق غازي العريضي وجرى عرض للوضع العام.

ثم استقبل رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود، وعرض معه الوضع المالي.

وبعد الظهر استقبل بري الوزير السابق ملحم الرياشي الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء دولته وناقشنا وضع البلد الدقيق، ولكنني سررت أن دولته متفائل، خصوصا أن الموازنة على قاب قوسين أو أدنى من إقرارها وإحالتها الى المجلس النيابي لدرسها ولبداية حلحلة حقيقية على المستوى الإقتصادي في البلد، ولا يعني ذلك نهاية الأزمة أو نهاية مشاكلنا، فمشاكلنا كثيرة، ولكن هي بداية على طريق سليم لحل مشاكلنا.

كذلك نقلت لدولته تحيات الحكيم، والتعاون على قدم وساق بين نوابنا ونواب حركة أمل وحتى في مجلس الوزراء هناك تعاون في بعض الملفات التي تلتقي الأفكار في ما بيننا حولها".

أضاف: "كذلك تكلمنا عن نقطة أساسية كان لي الشرف وكنت الوحيد الذي مارستها في الحكومة السابقة، وهي آلية التعيينات للفئة الأولى، وبعد إقرار الموازنة في مجلس النواب أو بعد إحالتها على المجلس النيابي سيفتح ملف التعيينات الإدارية على مصراعيه، وقد نقلت لدولته رغبة الحكيم بأن تتم التعيينات الإدارية وفق آلية الكفاءة لإعطاء الفرص لأكبر عدد من المواطنين والكفاءات اللبنانية في الفئة الأولى من كل المذاهب ومن كل الطوائف. وكان الرئيس بري مؤيدا لهذه الفكرة ويعتبر أن هذه الفرصة يجب أن تقتنص من قبل اللبنانيين للسماح لأن يكونوا في المكان المناسب وبالكفاءة المناسبة أيضا للوظائف التي تناسبهم وخصوصا في الفئة الأولى. إذا كان جديا هناك نية للاصلاح فإن آلية الكفاءة يجب أن تعتمد مثلما اعتمدت في تلفزيون لبنان ولم تقر حتى الآن ونتمنى أن تقر مع صديقنا الوزير جمال الجراح".

 

مقابلة مع  الخبير الاقتصادي اللبناني توفيق كسبار: كسبار يقول بأن هناك ما زال في الإمكان إنقاذ لبنان من الانهيار ولا بد من مساءلة للسياسة

رلى موفّق /القدس العربي/12 أيار/2019

الخبير الاقتصادي توفيق كسبار الذي عمل لسنوات طويلة في مصرف لبنان وفي صندوق النقد الدولي هو من الخبراء القلائل الذين حذّروا باكراً من تداعيات السياسات المالية والنقدية المُتعبة في لبنان، وكان يُنظر إليه على أنه من «الخبراء المعارضين» إلى حد تخوينه في أحيان كثيرة، رغم مقارعته بالرأي المستند إلى الأرقام الموثّقة رسمياً.

على الرغم من تشاؤمه، يعتبر كسبار أنه ما زال بالإمكان إنقاذ لبنان من شبح الانهيار بخطوات إصلاحية فعلية. وحين تسأله عن وصفته لذلك، يختصرها بإجراءين: أولهما، اجتماع لأركان الدولة والإعلان عن الالتزام بنسبة محددة سنوياً بدءاً من موازنة العام 2019 لتخفيض العجز لإعطاء الثقة. أما الثاني، فمساءلة مجلس النواب للسياسة النقدية، وهو أمر لم يحصل منذ عقود.

ويتوقف عند التسريب الصوتيّ لأحد مدققي الحسابات الأجانب العاملين مع صندوق النقد الدولي، الذي كان من ضمن فريق «باريس 2» و «باريس 3» وإشارته إلى أنه «إذا طبّقت الدولة اللبنانية القوانين القائمة مع قليل من الإصلاحات، ولا يقول ضرائب إضافية، بإمكانها الحصول على إيرادات تتراوح سنوياً بين 6 إلى 8 مليارات دولار، ليشير إلى أن هذا التصريح كان يجب أن يكون الموضوع الوحيد على طاولة مجلس الوزراء، لأنه يُعطي دلالة على كثرة الهدر والفساد وعلى تقاعس السلطات المعنية.

بالنسبة إليه ثمة فوارق بين «سيناريو لبنان» و «سيناريو اليونان». صحيح أن التشابه بين البلدين يتأتى من كونهما دولتين عاشتا لسنوات فوق طاقتهما، ولكن اليورو هو عملة اليونان، وبالتالي لا تستطيع تخفيض سعر عملتها، وكان لدى الأخيرة المجموعة الأوروبية لمساعدتها، فيما لا يمكنه التكهن بالقرار السياسي الدولي حيال لبنان، فهذا ليس في مجال اختصاصه.

وهنا نص الحوار:

بداية، كيف تصف لنا المشهدين الاقتصادي والمالي في لبنان؟

يمكن القول إننا في حالة ترقب، حيث مخاطر الانهيار المالي والنقدي تزداد، وعادة هذه المخاطر تتجلّى بهبوط سعر صرف العملة الوطنية. في كل بلدان العالم، ما عدا البلدان التي تطبع عملة صعبة، مثل أمريكا واليابان، المخاطر المالية والاقتصادية عندما تتعاظم، تنعكس مباشرة على سعر صرف العملة الوطنية، وبالتالي تزداد المخاطر.

ولكن لبنان يعتمد سياسة تثبيت سعر صرف عملته الوطنية؟

إذا استمرت السلطة بسياستها هذه، المعتمدة منذ أكثر من 25 عاماً، لا يمكن لها أن تحافظ على الاستقرار. كل مخاطر الانهيار النقدي والمالي تعود تقريباً، إلى سبب واحد، وهو أن الدولة تنفق أكثر من قدرتها لسنوات عديدة. كيف لنا أن نعرف ذلك؟ أولاً عندما يكون العجز متواصلاً في ميزانية الدولة، والعجز في الميزانية اللبنانية ليس عجزاً عادياً، يعني أنه ليس بسبب الإنفاق على البنى التحتية أو نتيجة نفقات استثمارية، بل إن غالبيتها نفقات جارية. أعطي مثلاً على ذلك أنه منذ العام 1993 ولغاية 2018، حسب الأرقام الرسمية، زهاء 8 في المئة فقط من كل نفقات الدولة، التي هي بحدود 244 مليار دولار، ذهبت إلى النفقات الاستثمارية، والباقي كله نفقات جارية بما فيها الهدر.

النقطة الثانية، وهي المؤشر الأهم، تتمثل في عجز ميزان المدفوعات الذي يعكس الحالة الشاملة، أي «الماكرو اقتصادية». عندما يكون ميزان المدفوعات بحالة عجز فهذا معناه أن الأموال التي تخرج من البلد أكثر من التي تدخل إليه. في لبنان العجز مستمر منذ العام 2011 ما عدا فائض بسيط تحقق عام 2016، بعد الهندسات المالية لمصرف لبنان. هذا الواقع خطير ومختلف عن السابق، لأنه منذ استقلال لبنان ولغاية 2010، أي لفترة 70 عاماً تقريباً، بما فيها سنوات الحرب، لم يعرف لبنان عجزاً في ميزان المدفوعات لأكثر من سنتين متتاليتين، في حين أن العجز الحالي مستمر عملياً منذ العام 2011، وهذا دليل على أن الدولة تعيش بأكثر من طاقتها.

عندما تقول إن 8 في المئة مما تمّ صرفه كان نفقات استثمارية، هل هذا يشمل القروض والهبات وعملية إعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية وحرب تموز 2006؟

لتبسيط الأمور، 8 في المئة من نفقات الدولة مهما كانت مصادرها ذهبت للمشاريع الاستثمارية. بالإمكان مراجعة الأرقام الرسمية المنشورة بوزارة المال. فمنذ سنة 1993 ولغاية 2018 أنفقت الدولة اللبنانية من خلال الموازنة ما يقارب 244 مليار دولار، 8.4 في المئة فقط بما فيه الهدر ذهبت كنفقات استثمارية.

تشير إلى أن العجز في ميزان المدفوعات مستمر على التوالي منذ 2011، ما هي الأسباب؟ هل من الأسباب تداعيات الأزمة السورية لجهة تعطّل حركة التصدير البري؟

«انتفاضة المحظوظين» قادت تحركات الشارع اللبناني لا النقابات

هذا خارج الموضوع تماماً، الأمر لا يرتبط فقط بحركة التصدير. منذ الاستقلال ولغاية يومنا هذا، لبنان يستورد كل عام أكثر مما يُصدّر، إنما حركة رؤوس الأموال والتحويلات هي التي كانت تُعوّض ذلك نتيجة الخدمات السياحية التي كان يؤديها والتي تنعش حركة دخول رؤوس الأموال والتحويلات، وتؤدي إلى فائض في ميزان المدفوعات. مهما كانت الأسباب لا يمكننا أن ننكر أننا «نعيش» بأكثر من قدرتنا.

المنحى السياسي الذي انتهجه لبنان في السنوات الأخيرة، ألم يكن من الأسباب التي أدت إلى فرض حصار غير معلن عليه، وإلى انسحاب رؤوس الأموال منه؟

لا شك في أن رؤوس الأموال التي تدخل والتحويلات ليست بنفس القوة التي كانت في الماضي، ولكن جزءاً كبيراً منها غاب بفعل الوضعين الاقتصادي والمالي المترديين. أي مستثمر يرى أن دولة تنفق أكثر من طاقتها بكثير وبشكل متنامٍ على نفقات جارية، وترفع الرواتب والتوظيف في القطاع العام وإنتاجية اقتصادها ضعيفة، لا يتحمّس لإيداع أمواله فيها. هناك سبب اقتصادي بحت يعود إلى السياسات الاقتصادية المالية والنقدية، يعني السياسات المتعلقة بالموازنة وسياسات المصرف المركزي، هذه أساساً أدت إلى هذا الوضع القائم.

وما الأسباب التي ساهمت في دفع الوضع إلى شفير الهاوية؟

العجز يعتبر سبباً رئيسياً، وهو يزداد بشكل كبير في السنوات الأخيرة، خاصة أنه ليس نتيجة نفقات استثمارية. هذا يضم هدراً وفساداً كبيرين. ولا يجب أن نغفل السياسة النقدية الخاصة بمصرف لبنان. على الأقل منذ العام 2003، نحن نستدين من المصارف بفوائد عالية جداً، وازدادت بشكل قوي منذ الهندسات المالية التي جرت عام 2016، ما أدى إلى حاجة متنامية للدولار ولعجز متنام في ميزان المدفوعات، فإذاً لا يجب أن نلوم فقط السياسة المالية التي تتمثل بنفقات الدولة وإيراداتها، بل أيضاً – حسب رأيي – يجب أن نلوم السياسة النقدية المتّبعة منذ العام 2003 ولغاية الآن، حيث وصلت أسعار الفائدة التي مستويات عالية جداً.

إذا نظرنا إلى الأرقام الرسمية التي ينشرها مصرف لبنان نفسه عن الوضع المصرفي نجد أن إقراض المصارف للقطاع الخاص أصبح باتجاه انحداري. منذ أواخر العام 2017 إلى آخر شباط 2019، واستناداً إلى الأرقام الرسمية، خفضت المصارف قروضها الممنوحة للقطاع الخاص ما يوازي 10 مليارات دولار، هذا لم نره من قبل! لماذا تفعل المصارف هذا الشيء؟ لأنها تستفيد أكثر من إقراض مصرف لبنان. هذا عامل أساسي ومهم جداً.

الدولة أنفقت 244 مليار دولار منذ 1993 منها 8% فقط على المشاريع الاستثمارية

البعض يعتبر أن السياسة الهندسية لمصرف لبنان هي لكسب الوقت أو بمعنى آخر لتأخير الانهيار بانتظار لحظة سياسية معينة… (مقاطعاً)

يجب التساؤل عن الكُلفة. لم يكن هناك من داع لذلك، بل إن الهندسة المالية فاقمت الأمر. هنا تقبع المشكلة، فمنذ القيام بهذه الخطوة والوضع يسوء أكثر وأكثر. مثال بسيط على ذلك، في أول شهرين فقط من العام الحالي، حسب أرقام مصرف لبنان، بلغ العجز في ميزان المدفوعات زهاء ملياري دولار. هذه الأرقام المخيفة لم نرها من قبل. لا يجوز أن يقول المصرف المركزي أنه يقوم بهذه الخطوات لكسب الوقت. ميزان المدفوعات يعطي النتيجة الصافية التي تلخّص كل العلاقات التجارية والمالية بما فيها التصدير والاستيراد.

في عام 1975 عند بداية الحرب في لبنان كان دين الدولة اللبنانية صفراً. في ثمانينيات القرن الماضي، أي بعد زهاء 10 سنوات من بداية الحرب، كان ميزان المدفوعات لا يزال في الغالب إيجابياً، ورغم مضي عدة سنوات من الحرب لم تستدن الدولة إلا القليل.

إلى ماذا تعزو الأسباب؟

رغم لومنا لها، كانت الدولة اللبنانية تتّبع آنذاك سياسة مالية محافظة جداً، وكانت هناك محاسبة. المواطنون لا يعرفون هذا الشيء، ولكن هذا مُثبت رسمياً، حتى عندما خرج لبنان من الحرب في آخر العام 1992 كان مجمل القروض التي تقع على عاتق الدولة لا يتجاوز الـ3 مليارات دولار، منها فقط 10 في المئة بالعملات الأجنبية.

بعض الخبراء كان يحذّر من مغبة السياسات المالية والاقتصادية المتّبعة، ولكن كان ثمة نكران، وفجأة باتت السلطة بمختلف أطيافها تتكلم عن مخاوف الانهيار لأن الدين تخطى الـ85 مليار دولار؟

وضعنا يشبه الرجل الثري المترف الذي يتناول شتى أنواع الطعام بغير حساب، متجاهلاً الآثار السلبية التي تُشكّلها على صحته، ولا يزاول الرياضة، فهو لا يشعر بأية عوارض في البداية، لكن فجأة تأتيه دفعة واحدة. الأمور بدأت بالتفاقم بعد العام 2011. لا يوجد وضع مالي ونقدي إلا وله حل، لكن المشكلة أن السلطة اللبنانية لم تفعل شيئاً، بل استمرت في نمط تصرفها وإنفاقها. ومثال ذلك مؤتمر «سيدر» الذي انعقد لدعم لبنان منذ عام ونصف العام تقريباً، الكل أجمع هناك أن على لبنان أن يُخفّض العجز زهاء 500 مليون دولار سنوياً، لكن الدولة اللبنانية أصدرت موازنة العام 2018 وأقرّتها بعجز ارتفع من 4.8 مليارات دولار في قانون موازنة عام 2018 إلى حوالي 6.5 مليارات دولار فعلياً، يعني تصرّف الدولة اللبنانية «احتقر» مقررات «سيدر». هذا يعطي صورة واضحة عن نظرة الدولة اللبنانية للإصلاح.

إذاً، على ماذا يستند المسؤولون اللبنانيون في إعطاء إشارات حول إصلاحات فعلية عبر خطة مالية شفافة؟

كل المسؤولين، ابتداء من الرؤساء الثلاثة والوزراء والنواب، يُصرّحون عبر الإعلام منذ أكثر من سنة، بأننا نعاني من أزمة اقتصادية، والكل يتكلّم عن الفساد ومكافحته، ولكن لغاية الآن لم يتغيّر شيء. ما يقومون به لن يوصل إلى شيء في أحسن حالاته، هذا معناه في السياسات المالية «صفر عمل» حتى الآن. يجب خفض العجز على الأقل 2.5 مليار دولار. في الإصلاح هناك شق سياسي مهم جداً، عندما يقوم بلد ما بإجراءات تقشفية إصلاحية أهم سؤال يُطرح: مَن هم الذين سيتحملون عبء الإصلاح والتصحيح؟ عندنا استسهلوا الحلول التي تأتي بالمال السريع: خفض الرواتب، والضرائب على الفوائد!

الطبقات الفقيرة الممثلة بالنقابات لم يعد لها صوت، لاحظي أن من يتحرّك هم موظفو مصرف لبنان والضمان الاجتماعي والمصارف والمرفأ وأساتذة الجامعة اللبنانية، هؤلاء في معظمهم دخلوا القطاع العام عبر دعم من السياسيين، ويعيشون بترف، أنا أسمّيها «انتفاضة المحظوظين». رواتب المدراء ونواب المدراء في مصرف لبنان تعادل ضعفي راتب رئيس الجمهورية، الحُكم يخافهم لذا أنا أستبعد القيام بإجراءات إصلاحية توزّع الأعباء على مختلف الفرقاء حتى تصبح مقبولة. أكثر من 10 آلاف موظف تم إدخالهم إلى القطاع العام نتيجة تدخلات سياسية، فلماذا لا يخرجونهم ولماذا لا يتكلمون عن الأملاك البحرية مثلاً؟

الوضع اللبناني بحاجة للإصلاح الفعلي سواء مع مؤتمر «سيدر» أو بدونه

اقفال مزاريب الهدر الحقيقية في الدولة هو عملياً ضرب لمصالح القوى السياسية…

أنا دائماً أستند إلى الأرقام الرسمية. إيرادات الدولة من الضريبة على القيمة المضافة ومن الجمارك لعامي 2009 و2010 لم تتغير منذ ذلك التاريخ رغم ازدياد الناتج زهاء الثلث وارتفاع الواردات. هذا شيء غير معقول، لأنه من هذين القطاعين يمكننا الحصول على مليار و300 مليون دولار إضافية سنوياً، فكيف إذا أضفنا الأملاك البحرية والمقالع والكسارات والمرفأ، وأوقفنا الهدر الحاصل في قطاع الكهرباء. هذه الأمور لا يتكلمون عنها لأنها مرتبطة مباشرة بالمصالح السياسية.

هناك تسريب صوتي لأحد مدققي الحسابات الأجانب العاملين مع صندوق النقد الدولي، كان من ضمن فريق «باريس2» و «باريس3». لقد قال بالحرف الواحد: «إذا طبّقت الدولة اللبنانية القوانين القائمة مع قليل من الإصلاحات، ولا يقول ضرائب إضافية، بإمكانها الحصول على إيرادات تتراوح سنوياً بين 6 إلى 8 مليارات دولار». هذا التصريح كان يجب أن يكون الموضوع الوحيد على طاولة مجلس الوزراء، لأنه يعطي دلالة على كثرة الهدر والفساد وعلى تقاعس السلطات المعنية.

تقاعس أم تواطؤ؟

بإمكانك تسميته بما تشائين.

كيف لهم إذاً أن يُقنعوا القائمين على مؤتمر «سيدر» بصوابية الإجراءات التي يتّخذونها، خاصة وأن البلد موضوع تحت المجهر؟

لقد أعطيتك المثل الصارخ، فبعد مؤتمر «سيدر» زادوا العجز بدلاً من أن يخفضوه. على كل حال، أنا برأيي «سيدر» ليس مهماً، فمعه أو بدونه الوضع بحاجة للإصلاح الفعلي.

لكن نحن بحاجة لرقابة معينة؟

أكرر بأن «سيدر» ليس مهماً، لأن الأمر المتردي تخطاه بأشواط. أموال «سيدر» تحتاج إلى سنين عديدة حتى تصل مكتملة. سأختصر الأمر: «الوضع المالي والاقتصادي يتردّى بسرعة، فإما أن تقوم السلطة بإجراءات وتشدّ الحزام بشكل قوي وليس عبر خطوات هامشية، وإلا فإن شبح الانهيار يخيّم علينا. هذه هي المعادلة ببساطة». مؤتمر «سيدر» نُظّم لمساعدتنا عبر قروض بقيمة 12 مليار دولار، ولكن أعتقد أن السلطة غير مهتمة، هي تهتم فقط بالمحاصصة.

رئيس الحكومة سعد الحريري صرّح بأن البلد بعيد عن الإفلاس، ولكنه قبل ذلك بأيام حذّر من سيناريو شبيه بـ»سيناريو اليونان… أين نحن برأيك؟

»سيناريو اليونان» يختلف عن» سيناريو لبنان». اليورو هو عملة اليونان، وبالتالي لا تستطيع تخفيض سعر عملتها، ناهيك عن أنه جاءتها مساعدات بمئات المليارات من المجموعة الأوروبية. التشابه بين البلدين يتأتى من كونهما دولتين عاشتا لسنوات فوق طاقتهما، وفي عجز متواصل مع توظيف كبير في القطاع العام وبرواتب مرتفعة، هذه هي نقاط التشابه فقط. اليونان لم تلجأ إلى تخفيض قيمة عملتها الوطنية كسبيل لتخفيض قيمة الرواتب، وهذا إجراء تقوم به كل الدول، لأنها أرادت البقاء ضمن منطقة اليورو، مع أن كثراً نصحوها بتركه.

كلامك هذا يجعل اللبنانيين في حالة خوف على ما تبقى لهم من مدخرات؟

أنا أتحدث عن احتمالات، وليس عمّا يجب أن يحدث. المسؤولون بدأوا منذ أكثر من سنة بالاعتراف بهذا الأمر، مع أنهم كادوا يحاكمونني بعد الدراسة التي أنجزتها عن احتمالات الانهيار، والتي نُشرت في آب 2017.

ثمة فوارق بين «سيناريو لبنان» و «سيناريو اليونان» وأثينا كان لديها المجموعة الأوروبية لمساعدتها

بعض الخبراء وصف مسودة الموازنة بأنها «جبانة» وبأنها نسخة معدلة عن سابقاتها لأن بعدها حسابيّ وليس إصلاحيّ… فكيف ستكون مقاربة «انتفاضة المحظوظين» وفق تسميتك، هل باستثناء هؤلاء؟ ومَن يضمن أن الآخرين في القطاع العام لن يخرجوا إلى الشارع؟

في كل بلدان العالم، لكن هنا بشكل أقوى، الفرقاء الذين ستتضرر مصالحهم نتيجة الإجراءات التصحيحية يستعرضون قوتهم، وهذا ما حدث عندما «نزلوا» إلى الشارع رافضين المساس برواتبهم. ثمة تراجع عن تخفيض الأجور. الاجتماعات في مجلس الوزراء هي للبحث في كيفية التعويض عن تخفيض الرواتب والأجور، لكن بغض النظر عن هذا، فإن تباشير الأرقام بمشروع الموازنة تُظهر بأنها «جبانة». يجب أن يكون التصحيح أقوى حتى نستعيد ثقة الأسواق المالية في لبنان والخارج بالليرة وبالأسواق اللبنانية، لأنهم لا يرون أن هذه الإجراءات كافية لضبط الأوضاع. تحسين الأوضاع يحتاج إلى أدوية تكون فعاليتها أقوى وجرعتها أكبر، خصوصاً أن مشروع موازنة العام 2019 هو مشروع موازنة لنصف العام فقط. أهم مؤشر عن مستقبل الأوضاع ومخاطر تدهور الأوضاع المالية والنقدية هو العجز المقدّر في الموازنة عند مناقشتها للتصويت عليها، هل تم تخفيضه كفاية لتعزيز المصداقية والثقة؟

كخبير اقتصادي، ما هي «وصفة الإنقاذ» التي تقدمها للحكومة؟

أقترح القيام بإجراءين محددين واضحين، أرددهما دائماً في كل كتاباتي بما فيهم دراستي التي أشرت إليها: وهو أولاً، أن يجتمع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، وأن يَصدر إعلان صريح وعلني بأن مشروع موازنة العام 2019 سيخفض العجز على مستوى سنوي 2.5 مليار دولار على الأقل، لنعود إلى مستوى الـ4 مليارات دولار على الأقل الذي كان في العام 2017، ولكن ليس على سنة واحدة، إنما على عدة سنوات. وفي العام 2020 يصبح 3.5، و3 مليارات دولار في العام 2021. هذا الإجراء يعطي صدمة إيجابية قوية جداً للأسواق. أما الثاني فهو مساءلة السياسة النقدية بالنسبة للفوائد المرتفعة جداً التي يدفعها مصرف لبنان للمصارف التي أدت منذ أكثر من 15 سنة إلى خسائر متراكمة.

طلب إخضاع المؤسسات والمصالح المستقلة لوزارة المال، حسب المادة 60 من مشروع الموازنة هل يُشكّل جزءاً من هذه المساءلة؟

علاقة وزارة المالية بمصرف لبنان يحددها قانون النقد والتسليف. والمادة 60 في مشروع الموازنة لا تأتي على ذكر سياسة مصرف لبنان. هي تقول بإخضاع موازنته، بمعنى أن لمصرف لبنان نفقات سنوية، أي موازنة نفقات من رواتب وأجور وفوائد، وأن هذه تخضع لموافقة وزير المال، وهذه بحد ذاتها لا تعني شيئاً، لأنه لم يجرِ التعرّض لا من قريب ولا من بعيد للسياسة النقدية المستقلة، لا أحد يقترب منها وهي مكرّسة بقانون النقد والتسليف. أضف إلى ذلك أنه حسب القانون لمفوّض الحكومة الحق بمراجعة هذا الشيء. الكلام عن إخضاع سياسة مصرف لبنان أو حتى موازنته لوزارة المال ليس له أي تأثير. أقول موازنة النفقات فقط، ولا أحد يتكلم عن السياسة النقدية.

هل كان يجب أن يطال المصالح المستقلة؟

المصالح المستقلة والمؤسسات العامة يجب أن تخضع للمراقبة لأن أغلبها لا نعرف شيئاً عن وضعه المالي، ولا يُقدّم بياناته المالية. مصرف لبنان هو المصرف المركزي وعنده وضع خاص حسب القانون. الذي يحكم علاقته بالدولة اللبنانية هو قانون خاص اسمه «قانون النقد والتسليف». المؤسسات العامة الأخرى مثل الكهرباء وغيرها هي مؤسسات عامة عادية، وحتى هذه لا تُقدّم حساباتها للدولة منذ أكثر من عشر سنوات. هذه بالتأكيد نحن بحاجة للتدقيق بها أكثر. هناك زهاء 70 مؤسسة عامة، لا نعرف الكثير عن أوضاعها.

كيف تتم مراقبة مصرف لبنان؟

قانون النقد والتسليف هو الذي يحكم علاقة مصرف لبنان بالدولة، ولم يقترب أحد منه، وليس هناك مسّ، لا من قريب ولا من بعيد، باستقلالية مصرف لبنان وبسياسته النقدية. أما بالنسبة للرقابة أو المساءلة، فسأقول لكِ شيئاً: أنا عملت بمصرف لبنان أيام الحرب مع الحاكم السابق ادمون نعيم، ذهبنا خلالها 3 مرّات إلى المجلس النيابي في مقره المؤقت آنذاك على المتحف. وظيفة المجلس النيابي أن يُسائل السياسة النقدية المتّبعة، هذا أمر بديهي في كل بلدان العالم. الحاكم مع نوابه ذهبوا إلى المجلس وتم طرح الأسئلة عليهم وانتقادهم، لأن النواب يريدون معرفة ماذا يحدث. الحاكمية الحالية المتواجدة منذ العام 1993 لم يُطرح عليها سؤال واحد!

لماذا لم يحصل ذلك برأيك؟

لا أدري، عليكِ بسؤالهم. المسؤولون في كل البنوك المركزية، تُطرح عليهم الأسئلة حول ماذا يفعلون وتصوّراتهم وحول أسعار الفائدة… هذا أمر طبيعي. المطلوب مراجعة سياسة مصرف لبنان حول هذه الخسارات المتراكمة، والفوائد العالية.

تعتبر أن هناك خسارات؟

نعم هناك خسارات. منذ تأسيسه ولغاية 2002 حتى أيام الحرب، كان مصرف لبنان ينشر تقريراً سنوياً فيه جدول يُبيّن حساب الأرباح والخسائر، هذا الأمر توقف منذ العام 2002، ويجب إعادة نشر هذا الجدول.

وإذا لم تتم المراجعة النقدية… إلى أين سنتجه؟

سيسوء الوضع أكثر، وأنا لا أستطيع التنبؤ بذلك.

وهل سنرى تحركاً معيناً للمجتمع الدولي تجاه لبنان؟

هذه قرارات سياسية دولية، أنا لست مطلعاً عليها، لكنه احتمال قائم. عندما يرى المجتمع الدولي بأن ليس من مصلحته انهيار الوضع الذي تكون له أبعاد سياسية، قد يطلب من بنوك مركزية صديقة كدول الخليج أن تضع ودائع كبيرة بالمصرف المركزي، هذا يعزز الثقة، لكنه موضوع سياسي لا أستطيع الحكم عليه.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 11 و12 آيار/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

غبطة أبينا وسيدنا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في ذمة الله

الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً

الياس بجاني/12 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74740/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%BA%D8%A8%D8%B7%D8%A9-%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/

 

 

سيدنا صفير هو بطريرك المحبة والصبر والتواضع والإيمان

الياس بجاني/11 أيار/2019

Patriarch Mar Nasrallah Sfier: A Clergy of Faith love, humility and Perseverance
 Elias Bejjani/May 11/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74722/elias-bejjani-patriarch-mar-nasrallah-sfier-a-clergy-of-faith-love-humility-and-perseverance-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%B5/

 

Patriarch Mar Nasrallah Sfier: A Clergy of Faith love, humility and Perseverance
 Elias Bejjani/May 11/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/74722/elias-bejjani-patriarch-mar-nasrallah-sfier-a-clergy-of-faith-love-humility-and-perseverance-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%B5/

 

 

الكلمة هي أمضى الأسلحة: يا حكام لبنان خافوا الله ويوم حسابه الأخير

الياس بجاني/11 أيار/2019

للرئيس عون وللدكتور جعجع ولسيدنا الراعي ولباقي رعاتنا والمسؤولين عن تدبير شؤوننا خافوا الله ويوم حسابه وتذكروا أن أهل المنصورية هم أهلكم وأن كل ما على هذه الأرض الفانية باقي عليها..ومع بولس الرسول نقول معكم وبصوت مدوي: "يا إخوَتِي، مَهْمَا فَعَلْتُم فَٱعْمَلُوهُ مِن صَمِيمِ قُلُوبِكُم، كَمَا لِلرَّبِّ لا لِلنَّاس".

من رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي03/من23حتى25//04/من01حتى07/

يا إخوَتِي، مَهْمَا فَعَلْتُم فَٱعْمَلُوهُ مِن صَمِيمِ قُلُوبِكُم، كَمَا لِلرَّبِّ لا لِلنَّاس

A Biblical call To the Lebanese Maronite Officials, Clergy and politicians:

"Whatever your task, put yourselves into it, as done for the Lord and not for your masters"

Letter to the Colossians 03/23-25//04,01-07

http://eliasbejjaninews.com/archives/38009/whatever-your-task-put-yourselves-into-it-as-done-for-the-lord-and-not-for-your-masters-%d9%85%d9%8e%d9%87%d9%92%d9%85%d9%8e%d8%a7-%d9%81%d9%8e%d8%b9%d9%8e%d9%84%d9%92%d8%aa%d9%8f%d9%85-%d9%81/

 

 

طهران اتخذت قرار التهوّر الاستراتيجي والصفقة السرّية في بالها

راغدة درغام/11 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74733/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%b7%d9%87%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d8%aa%d8%ae%d8%b0%d8%aa-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%87%d9%88%d9%91%d8%b1-%d8%a7/

 

Iran is pursuing a line of strategic recklessness, but still seeks a secret deal

Raghida Dergham/May 11/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74733/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%b7%d9%87%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d8%aa%d8%ae%d8%b0%d8%aa-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%87%d9%88%d9%91%d8%b1-%d8%a7/