LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 تموز/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.july27.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

رُوحُ الحَقِّ سوف يَقُودُ خُطَاكُم في الحَقِّ كُلِّهِ، لأَنَّهُ لا يَتَكَلَّمُ بِشَيءٍ مِنْ عِنْدِهِ، بَلْ يَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا يَسْمَع، ويُنْبِئُكُم بِمَا سَيَأْتِي. وهُوَ سَوْفَ يُمَجِّدُنِي لأَنًّهُ سَيَأْخُذُ مِمَّا لي ويُنْبِئُكُم بِهِ.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/نصرالله يؤكد أن لبنان هو بلد العجائب وكذلك ترسانة سلاح حزبه

الياس بجاني/عُقد اليسار الملحد وسعيه لتعهير المجتمعات وضرب وحدة العائلات فيها

الياس بجاني/إباحية عروض “مشروع فرقة ليلى” ونعمة الخجل التي تميز الإنسان عن باقي المخلوقات

الياس بجاني/الحرية بمفهوم البعض خراب ودمار وتحطيم للمجتمعات

الياس بجاني/الحرية المتفلتة من الضوابط سرطان قاتل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ماذا كانت خطية سدوم وعمورة؟

٢٩ ألف و ٢٧٢ أعجوبة للقديس شربل منذ انتقاله إلى السماء حتى اليوم

ماذا سيفعل عباقرة الحكم عندنا للرد على تهديدات مندوب اسرائيل الدائم في الأمم المتحدة/خليل الحلو/فايسبوك

الياس الزغبي: على الرؤساء إنقاذ ما تبقى من هيبة الشرعية وعدم تجييرها بالكامل ل"حزب الّله"

الفاتيكان حزين... والسبب لبنان!

استدعاءات بحقّ ناشطي مرج بسري: سدّ لإسكات المعارضين؟/إيلده الغصين/الكلمة أولاين

المديرية العامة لرئاسة الجمهورية: لغط يحيط بإقرار المادة 80 من الموازنة يفرض جلاؤه والرئيس عون يدرك أهمية إقرار الموازنة ونشرها

حزب الله" يُمسك معابر الحدود الشرقية وشقّ طرقاً لمرور الشاحنات والمقاتلين إلى سوريا

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 26/07/2019

أسرار الصحف اللبنانية ليوم الجمعة 26 تموز 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

رئيس الجمهورية رد قانونين الى مجلس النواب لاعادة النظر فيهما معللا الاسباب

باسيل يعرقل تعيين 900 موظف في القطاع العام بحجة عدم مراعاة التوازن الطائفي

مصير الحكومة بين الحقل الإيراني والبيدر السوري/سناء الجاك/نداء الوطن

باسيل تلقى رسالة من بومبيو أكد فيها التزام دعم استقرار لبنان وأمنه

انطباعات أسبوعية

الأحرار: ردود الفعل على خطوة وزير العمل خرجت عن المنطق القانوني

الكتلة الوطنية: تعطيل الحكومة يؤكد أن هم المواطنين في واد وأهواء السياسيين في آخر

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تونس تعلن الحداد... ورئيس البرلمان يتولى الرئاسة مؤقتاً وتقديم موعد الانتخابات الرئاسية... ودعوات للتهدئة والالتفاف حول المؤسسات الدستورية بعد وفاة السبسي

بروفايل: قائد السبسي... الزعيم الذي أثرى المشهد السياسي التونسي لـ70 عاماً

بريطانيا تكلف البحرية بمرافقة السفن التي ترفع عَلَمها عبر مضيق هرمز

تلميح إيراني لتبادل الناقلات... ولندن تنفي إرسال وسيط

روحاني: طهران مستعدة للتفاوض ما لم تكن المفاوضات تعني الاستسلام

عبّاس يعلن وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل مع الجانب الإسرائيلي».

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 إلى الناقورة.. والباقي «على الله» و«حزبِه»!/طوني عيسى/الجمهورية

في حضرة المزبلة/راجح الخوري/النهار

إلى أين يمضي ”حزب الله” في اشتباكه مع المختارة ومتى الحل؟/ابراهيم بيرم /النهار

ريمون اده: "أيقونة"رسمها صاحبها/سمير عطاالله/موقع المرصد

لبنان "الشيخ نعيم"... أوهن من بيت العنكبوت/علي الأمين/نداء الوطن

استعادة تاريخية لمواجهة شمعون - جنبلاط... فمَن رافعة باسيل الإقليمية في اشتباك الجبل؟/رلى موفّق/اللواء

مع المملكة: القابض على عروبته كالقابض على الجمر/رضوان السيد/الشرق الأوسط

أخطبوط الإرهاب الإخواني/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

طهران والخليج وإغراق الأسماك/أمير طاهري/الشرق الأوسط»

«الثورة السورية» انطلقت جنوباً وتحققت في الشمال/فوزة يوسف/الشرق الأوسط

ولكن... ما الذي بقي للنظام السوري؟/أكرم البني/الشرق الأوسط

دولة «حماس» غير المعلنة/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية افتتح اليوم العالمي للتذوق ويوم العرق اللبناني باسيل: ما حصل بالنسبة للمادة 80 ليس بسيطا لناحية الاخلال بالتوازنات

عون في زحلة مدشنا القصر البلدي بعد تحديثه ومفتتحا الاحتفال باليوم العالمي للتذوق ويوم العرق الحسن: كل اللبنانيين يلتفون حول رئيس الجمهورية

عون في زحلة مدشنا القصر البلدي بعد تحديثه ومفتتحا الاحتفال باليوم العالمي للتذوق ويوم العرق الحسن: كل اللبنانيين يلتفون حول رئيس الجمهورية

رئيس الجمهورية تسلم دعوة لزيارة الباراغواي واوفد المدير العام للرئاسة الى السفارة التونسية معزيا بالسبسي: غيابه خسارة للعالم العربي

سامي الجميّل للحرة: أخاف على الحريات في لبنان، والتعطيل يدل على قلّة مسؤولية

نصرالله: نحن مع عقد جلسة الحكومة في أسرع وقت ممكن وأنفي إدعاء أن حزب الله يستخدم مرفأ بيروت لنقل سلاح أو مكونات سلاح إلى لبنان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

رُوحُ الحَقِّ سوف يَقُودُ خُطَاكُم في الحَقِّ كُلِّهِ، لأَنَّهُ لا يَتَكَلَّمُ بِشَيءٍ مِنْ عِنْدِهِ، بَلْ يَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا يَسْمَع، ويُنْبِئُكُم بِمَا سَيَأْتِي. وهُوَ سَوْفَ يُمَجِّدُنِي لأَنًّهُ سَيَأْخُذُ مِمَّا لي ويُنْبِئُكُم بِهِ.

إنجيل القدّيس يوحنّا16/من12حتى15/:قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «لَدَيَّ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ أَيْضًا أَقُولُهَا لَكُم، ولكِنَّكُم لا تَقْدِرُونَ الآنَ أَنْ تَحْتَمِلُوهَا. ومَتَى جَاءَ رُوحُ الحَقِّ فَهُوَ يَقُودُ خُطَاكُم في الحَقِّ كُلِّهِ، لأَنَّهُ لا يَتَكَلَّمُ بِشَيءٍ مِنْ عِنْدِهِ، بَلْ يَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا يَسْمَع، ويُنْبِئُكُم بِمَا سَيَأْتِي. وهُوَ سَوْفَ يُمَجِّدُنِي لأَنًّهُ سَيَأْخُذُ مِمَّا لي ويُنْبِئُكُم بِهِ. كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لي. لِهذَا قُلْتُ: إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لي ويُنْبِئُكُم بِهِ.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

نصرالله يؤكد أن لبنان هو بلد العجائب وكذلك ترسانة سلاح حزبه

الياس بجاني/26 تموز/2019

بما أن السيد نصرالله أكد اليوم بأن حزب الله لا يسيطر على المطار والبور وباقي المرافيء فهذا يعني أن ترسانة سلاحه الهائلة من الصواريخ وغيرها قد دخلت إلى لبنان بالسفن والطائرات الإلهية ولهذا كل انتصاراته إلهية..هلق فهمنا!

 

عُقد اليسار الملحد وسعيه لتعهير المجتمعات وضرب وحدة العائلات فيها

الياس بجاني/24 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76956/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%8f%d9%82%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%b3%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%ad%d8%af-%d9%88%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d9%87-%d9%84/

كارثة الكوارث الدولية الراهنة والتي تهدد الراوبط العائلية تكمن هي ثقافة جماعات اليسار المعقد والمصر على تعهير المجتمعات في كل بلدان العالم ونشر الإلحاد وضرب القيم فيها وفرط وتهميش وتحقير وشيطنة كل المعايير الأخلاقية.

هذا اليسار الملحد والمعكسر والمجيش بإستمرار فعلها في دول الغرب ونجح ودمر اسس ترابط العائلة والقيم فيها ولم يترك رمزاً دينياً إلا وشيطنه.

وها هو اليوم يستهدف لبنان ومجتمعه وروابط عائلاته والقيم فيه.

من هنا فإنه من حق اللبناني المؤمن لأي مذهب انتمى وفي أي موقع كان أن يصون مجتمعه وترابطه وأسس العائلة التي تجمع ولا تفرق ويرد عنه الشواذات كافة المتسللة بخبث ودهاء على اكتاف ومن خلال أقلام وجناجر جماعات اليسار الملحدة والمختبئة وراء مسميات الحرية.

لا ليس من يرفض التسويق للشواذات الجنسية والإيمانية هو رجعي وعنصري، بل العكس هو الصحيح.

إن فجور اليسار ورموزه من الإعلاميين والنشاطين بهدف نشر الإلحاد والترويج للشواذات يجب أن يواجه بسلم وحضارة وبقوة اعلامية وعلمية وإيمانية موحدة ودون تردد وذلك لفضحه وتعرية أهدافه التدميرية والغرائزية الحاقدة.

يبقى أن السكوت في وجه الترويج للشواذات لم يعد ينفع، ولا هو قادر على رد هجمات اليسار المتسلل بإلحاده إلى مجتمعاتنا، ومن هنا فالجرأة في الشهادة للحقيقة وللإيمان وللروابط العائلية امست ضرورية، لا بل واجباً وطنياً.

إيمانياً نذكر من يعنيهم الأمر بأن السيد المسيح نفسه غضب وثار وطرد الباعة والصيارفة من الهيكل ودافع عن نقاوة وقداسة بيت أبيه، وبالتالي من حقنا نحن كلبنانيين أن ندافع عن وطننا الذي هو بيتنا وعن أسس ترابط عائلاتنا وعن تقاليدنا وعن سلم المعايير المجتمعية التي تصوننا وتحمينا من الشر والأشرار ومن كل ما هو شاذ وشواذ وشاذين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

إباحية عروض “مشروع فرقة ليلى” ونعمة الخجل التي تميز الإنسان عن باقي المخلوقات

الياس بجاني/24 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76951/76951/

من يراقب ويتابع ما يجري على مواقع التواصل كافة بما يخص “فرقة مشروع ليلى” والاعتراضات الكنسية والشعبية على تقديم عروضها في منطقة جبيل،

وفي نفس الوقت من يرصد حماس المدافعين عن الفرقة تحت لواء الحرية ودون الالتفات لمحتوى العروض وخطرها على المعايير المجتمعية اللبنانية،

يدرك بما لا يقبل الشك بأن مفهوم الحرية عند المدافعين هؤلاء هو مشوه ومغلوط ويتنافى مع حقيقة وواقع سلم القيم والأخلاق والإيمان عند أكثرية اللبنانيين.

نسأل منذ متى كان الترويج العلني والفاضح للشواذ الجنسي، والاستهزاء بالدين المسيحي وبمفاهيمه وبقيمه وبرموزه نوع من الحرية في المجتمع اللبناني المتدين بأكثريته والمتعلق بتقاليد وأعراف وقيم شرقية متأصلة ومتوارثة؟

ملعونة الحرية إن كانت هذه قواعدها ومنطلقاتها، فنحن نرفضها وليفرح بها ويمارسها وحده وبعيداً عنا من يريد من خلالها على يبدو تنفيس عقده والانتقام من المجتمعات اللبنانية وهدم أسسها.

نعم، إنه من حق أي إنسان أن يكون ما يريد وكيفما يريد بما يتعلق بخياره الجنسي، ولكن ليس من حقه أن يروج ويسوق لخياره هذا ويتطاول بوقاحة على حياء الآخرين ويستفزهم إن كان خياره شذوذاً وخروجاً عن المعايير المجتمعية.

ونعم إنه من حق أي إنسان أن ينتمي لدين ما أو أن لا ينتمي ويمارس الإلحاد بحرية، ولكن ليس من حقه اهانة رموز أي دين والتهجم عليها وتصويرها برسوم ترضي غرائزيته وعقده وشذوذه.

وهنا تحديداً في مفهوم كثر من اللبنانيين ونحن منهم تكمن مشكلة “فرقة مشروع ليلى” المثارة حولها الضجة الإعلامية بين مؤيد ومعارض.

فالفرقة ودون خجل أو وجل، أو احترام للمعايير المجتمعية لأكثرية اللبنانيين من المذاهب كافة تهين رموز دينية مسيحية من خلال أغانيها وتسوق للمثلية.

وهنا الاستغراب فعلاً من الحماس المنقطع النظير لبعض الإعلاميين والناشطين ودون حدود للدفاع عن الفرقة وعن المبادئ التي تروج لها وهي تفلت الحرية من الضوابط والأعراف المجتمعية والإيمانية.

يريدون للفرقة أن تروج للمثلية وأن تهين المسيحية ودون أي اعتراض كنسي أو شعبي مدعين أن هذه هي الحرية ومن يرفض بنظرهم هو متعصب ومنغلق وخارج العصر ورافض للحرية.

ما هي هذه الحرية بمفهومهم؟ لا هي ليست حرية بأي شكل من الأشكال، بل هي تسوّيق للفجور والقباحة والشذوذ.

هؤلاء عملياً داعشيون بثقافتهم وبممارستهم وبخطابهم لأنهم يكفرون من يقف ضد التسويق للشواذات الجنسية والإيمانية متلطين وراء عباءة الحرية.

المتحمسون هؤلاء في الدفاع عن الفرقة يتعامون عن حقيقة فيزيولوجية أساسية وهي نعمة الخجل التي وهبها الله للإنسان وميزه من خلالها عن باقي كل المخلوقات.

الإنسان هو الوحيد الذي يخجل ويستحي.

المتحمسون هؤلاء يتوقعون من أكثرية اللبنانيين أن يقتلوا نعمة الخجل في دواخلهم وأن لا يتركوها تنبههم لما هو مقبول ولما هو مرفوض.

نعم الخجل نعمة ونشكر الله على أنها لا تزال نابضة وفاعلة وحية بدواخل أكثرية اللبنانيين..

وهي النعمة التي تحرك من يعارضون السماح لفرقة ليلى التسويق داخل مجتمعاتهم للمثلية وللتعدي على الرموز والقيم الدينية.

يبقى أنه، “إن لم تستحي فافعل ما شئت”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الحرية بمفهوم البعض خراب ودمار وتحطيم للمجتمعات

الياس بجاني/23 تموز/2019

نسأل منذ متى كان الترويج العلني والفاضح للشواذ الجنسي والإستهزاء بالدين المسيحي وبمفاهيمه وقيمه ورموزه نوع من الحرية؟ ملعونة الحرية إن كانت هذه قواعدها ومنطلقاتها. نحن نرفضها وليفرح بها وحده وبعيداً عنا من يريدها انتقاماً من المجتمعات واسسها.

 

الحرية المتفلتة من الضوابط سرطان قاتل

الياس بجاني/23 تموز/2019

من حق أي أنسان أن يكون ما يريد بما يتعلق بخياراته الجنسية، ولكن ليس من حقه أن يروج ويسوق لخياره إن كان شذوذاً وخروجاً عن المعايير المجتمعية. ومن حق اي أنسان ان ينتمي لدين ما او ان لا ينتمي ولكن ليس من حقه أهانة رموز أي دين.وهنا تحديداً تكمن مشكلة فرقة مشروع ليلى التي تهين رموز دينية وتسوق للمثلية. أما المتحمسين دون حدود للدفاع عن تفلت الحرية من الضوابط والأعراف المجتمعية والإيمانية لدرجة القبول بمبدأ الترويج للعهر والفجور فهم داعشيون بثقافتهم لأنهم يكفرون من يقف ضد التسويق للشواذات الجنسية والإيمانية وغيرها..

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ماذا كانت خطية سدوم وعمورة؟

http://eliasbejjaninews.com/archives/77006/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%83%d8%a7%d9%86%d8%aa-%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a6%d8%a9-%d9%85%d8%af%d9%8a%d9%86%d8%aa%d9%8a-%d8%b3%d8%af%d9%88%d9%85-%d9%88%d8%b9%d9%85%d9%88%d8%b1%d8%a9%d8%9f-what-was-the-s/

الجواب: يسجل الكتاب المقدس قصة سدوم وعمورة في سفر التكوين الإصحاحات 18-19. يسجل تكوين 18 مجيء الرب وملاكين للحديث مع إبراهيم. أخبر الرب إبراهيم أن "صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّا" (تكوين 18: 20). وتسجل الآيات 22-23 توسل إبراهيم إلى الرب بأن يرحم سدوم وعمورة لأن إبن أخيه لوط وعائلته يعيشون في سدوم.

ويسجل تكوين 19 زيارة الملاكين إلى سدوم وعمورة متخفيين في صورة رجال من البشر. لقي لوط الملاكين في المدينة وطلب إليهما أن يبقيا في منزله. وقد وافق الملاكين. ثم يقول الكتاب المقدس: "وَقَبْلَمَا اضْطَجَعَا احَاطَ بِالْبَيْتِ رِجَالُ الْمَدِينَةِ رِجَالُ سَدُومَ مِنَ الْحَدَثِ الَى الشَّيْخِ كُلُّ الشَّعْبِ مِنْ اقْصَاهَا. فَنَادُوا لُوطا وَقَالُوا لَهُ: ايْنَ الرَّجُلانِ اللَّذَانِ دَخَلا الَيْكَ اللَّيْلَةَ؟ اخْرِجْهُمَا الَيْنَا لِنَعْرِفَهُمَا(نعاشرهما)" (تكوين 19: 4-5). بعد ذلك ضرب الملاكان جميع رجال سدوم وعمورة بالعمى وطلبا من لوط وعائلته أن يتركوا المدينة هرباً من الغضب الذي كان الله مزمعاً أن يسكبه عليها. هرب لوط وعائلته من المدينة ثم "امْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتا وَنَارا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ. وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ وَكُلَّ الدَّائِرَةِ وَجَمِيعَ سُكَّانِ الْمُدُنِ..." (تكوين 19: 24).

في ضوء هذا المقطع تكون الإجابة الشائعة على السؤال: "ماذا كانت خطية سدوم وعمورة؟" هي أن خطيتهم كانت الشذوذ الجنسي. ومن هنا إشتقت كلمة sodomy في اللغة الإنجليزية للإشارة إلى العلاقة الجنسية بين رجلين، سواء كان برضاء الطرفين أم لا. من الواضح أن الشذوذ الجنسي كان جزء من سبب تدمير الله للمدينتين. فقد أراد رجال سدوم وعمورة ممارسة الشذوذ الجماعي مع الملاكين (المتخفيين في صورة رجال). وفي نفس الوقت، ليس أمراً كتابياً القول بأن الشذوذ كان السبب الوحيد لتدمير الله مدينتي سدوم وعمورة. لأنه بالقطع لم تكن لم تكونا منفردتين بالخطايا التي سادت فيهما.

يعلن حزقيال 16: 49-50 "هَذَا كَانَ إِثْمَ أُخْتِكِ سَدُومَ: الْكِبْرِيَاءُ وَالشَّبَعُ مِنَ الْخُبْزِ وَسَلاَمُ الاِطْمِئْنَانِ كَانَ لَهَا وَلِبَنَاتِهَا, وَلَمْ تُشَدِّدْ يَدَ الْفَقِيرِ وَالْمِسْكِينِ. وَتَكَبَّرْنَ وَعَمِلْنَ الرِّجْسَ أَمَامِي...". إن الكلمة العبرية المترجمة "رجس" تشير إلى أمر بغيض أخلاقياً، وهي نفس الكلمة المستخدمة في سفر اللاويين 18: 22 للإشارة إلى أن الشذوذ الجنسي "عمل بغيض". وبالمثل تعلن رسالة يهوذا 7 "... سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَالْمُدُنَ الَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيقٍ مِثْلِهِمَا وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ". لهذا، مرة أخرى نقول، في حين أن الشذوذ الجنسي لم يكن هو الخطية الوحيدة التي إنغمست فيها مدينتي سدوم وعمورة، إلا أنه يبدو السبب الرئيسي لتدمير المدينتين.

إن من يحاولون رفض تفسير الإدانة الكتابية للشذوذ الجنسي يزعمون بأن خطية سدوم وعمورة كانت عدم إضافة الغرباء. إن رجال سدوم وعمورة كانوا بالتأكيد غير مضيفين. وربما لا يوجد أمر يتنافى مع الضيافة مثل الإغتصاب الجماعي الشاذ. ولكن القول بأن الله دمر المدينتين تماماً بكل سكانهما لعدم إستضافة غرباء بالتأكيد تفسير خاطيء. وفي حين أن سدوم وعمورة إرتكبتا العديد من الخطايا المرعبة الأخرى، فإن الشذوذ الجنسي كان هو السبب الرئيسي الذي جعل الله يسكب الكبريت على المدينتين ويدمرهما مع سكانهما بالكامل. وحتى هذا اليوم، يبقى الموقع الذي كانت فيه سدوم وعمورة أرض مقفرة. إن سدوم وعمورة مثل قوي يوضح شعور الله من جهة الخطية بصورة عامة، ومن جهة الشذوذ الجنسي بصورة خاصة.

 

٢٩ ألف و ٢٧٢ أعجوبة للقديس شربل منذ انتقاله إلى السماء حتى اليوم

هيثم الشاعر/موقع أليتيا/26 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77000/%d9%a2%d9%a9-%d8%a3%d9%84%d9%81-%d9%88-%d9%a2%d9%a7%d9%a2-%d8%a3%d8%b9%d8%ac%d9%88%d8%a8%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d9%85%d9%86%d8%b0-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%82/

الأب لويس مطر يروي تفاصيل أعجوبة جديدة للقديس شربل

كشف قَيَّم دير مار مارون- عنايا المسؤول عن توثيق عجائب القديس شربل في الدير الأب لويس

ولفت في تصريح إذاعي، إلى أنّ “الأعجوبة الثانية هي لامرأة حامل من صور، تبيّن نتيجة الصورة الصوتية أنّ الجنين ميّت في أحشائها منذ 3 أسابيع، إلّا أنّها رفضت أن تبقى في المستشفى وتخضع لعمليّة إجهاض”، موضحًأ أنّ “المرأة وضعت صورة القديس شربل على بطنها وصلّت لمدّة ثلاثة أيام. بعدها، ذهبت إلى طبيب آخر وخضعت للصورة الصوتيّة، وأكّد لها أنّ الجنين بصحة جيّدة. عندها عرضت عليه الصورة السابقة ولفت إلى أنّ مار شربل قام بأعجوبته معها”.

وأعلن الأب مطر “تسجيل 29 ألفًا و272 أعجوبة للقديس شربل منذ ظهوراته حتّى يوم السبت، و10 بالمئة مع غير المعمّدين”.

مار شربل يقيم الراهب المسؤول عن تدوين معجزاته من الموت. خاص الأب لويس مطر لأليتيا   ٢٠١٦

ألحديث عن مار شربل، يطول ويطول. الإعلام اللبناني والعالمي ومنذ انتقال قديس لبنان إلى الحياة الثانية، يكتب عن عجائبه، وسيبقى هذا الشربل ينبض قداسة حتى انتهاء الدهر.

الأب لويس مطر، قيّم دير مار مارون عنايا، والمسؤول عن تسجيل شفاءات ومعجزات القديس شربل أخبر أليتيا عن أمور تنشر للمرة الأولى.

بعد التحيّة لابن تنورين الراهب مطر، الذي مضى على وجوده في دير عنايا أكثر من 27 سنة، بادرناه بالسؤال التالي:

هل هناك قطبة مخفيّة في حياة الراهب شربل مخلوف على الأرض لا نعرفها جعلته قديساً استثنائياً بعد انتقاله إلى الحياة الأخرى؟

عرف شربل أن لا خلاص في هذه الحياة إلّا من خلال الله، لهذا لم يتمسّك بأي شيء آخر في هذه الحياة الفانية، لم يعبد بشر (كما نحن نعبد هذا الزعيم أو ذاك) ، لم يعبد شهوات، بكليّته توجّه إلى الله، عاش بعلاقة مباشرة معه حتى وصل إلى وقت سكر بالله، وأجمل لقب أعطي له “شربل سكران بالله”. هذا الرجل الذي أعطى حياته كلّها للرب، كان رجل صمت، رجل صلاة، رجل تقشفات وإيماتات، لم يهتمّ بوضع جسده الصحي أو الإهتمام بذاته، فعاش 23 سنة في صقيع المحبسة من دون تدفئة، راكعا على طبق من قصب حتى غرز القصب في رجليه، رابطاً المسح على بطنه من شعر الجداء بحبل شائك حتى دخل الشوك بطنه، مات وكان وزنه 45 كلغ فقط. هذا الشخص الذي كان نكرة على أرضنا، ربح في توجّهه إلى الرب، لا يرفض الله طلباً له، فالشفاءات طبعاً تتم على يد الرب.

قديسون كثر يُرفعون على مذابح الكنيسة، لكننا نشعر أنّ شربل مختلف. حركته الدائمة التي لا تهدأ تجعلنا نسأل، لماذا هو وليس سواه، لماذا الله أعطاه هذه القدرة أكثر من سواه؟

دعني أخبرك عن قصة شفاء للقديس شربل في أريزونا مختلفة عن قصة شفاء المرأة المكسيكية والتي لم يتكلّم الإعلام عنها.

شفاء ديانا الشدياق في أريزونا:

رجل لبناني من آل الشدياق من زحلة، وامرأته أميريكية اسمها ديانا تساعده في إدارة شركته التجارية في مساء كل يوم في وقت يعمل هو في الصباح. في إحدى الايام وهي عائدة إلى منزلها، فقدت وعيها مما أدى الى ارتطامها بالسيارات على الطريق العام، فنقلت فوراً إلى المستشفى. بعد شفائها، عادت ديانا إلى مزاولة عملها، فحصل الأمر ذاته، فقدت وعيها وارتطمت بجدار الطريق، أدخلت المستشفى من جديد، شفيت، عادت إلى عملها، وللمرة الثالثة فقدت وعيها، فقرر الأطباء إجراء فحوصات سريعة لمعرفة سبب فقدانها الوعي.

لاحظ الأطباء ورماً كبيراً في رأسها، ونصحوا زوجها الإسراع بأخذ موعد من إحدى أطباء أريزونا ذات الشهرة العالمية في أمراض سرطان الدماغ، وعلى الرغم من ضيق وقته وعدم إمكانية أخذ مواعيد، استطاعت عائلة ديانا حجز موعد لها، وكانت النتيجة أن تجرى لها عملية سريعة في الساعة السابعة من صباح اليوم التالي وإمكانية الشفاء ضئيلة.

دخلت ديانا غرفة العمليات، وقدّر الأطباء أن تبقى ديانا لمدة 6 ساعات على الأقل في حضور طبيبين مختصين بجراحة الدماغ، طبيبين آخرين مختصين في جراحة القلب، و4 ممرضات. في هذا الوقت، توجّهت عائلة الزوج في زحلة إلى كنيسة القديس شربل في المنطقة مصلّين لقديس لبنان.

بعد ساعة من الوقت، خرجت الممرضة طالبة من الرجل اللبناني التحدّث مع الطبيب، فاعتقد أنّ ديانا قد فارقت الحياة، فسأل الحكيم فوراً: هل ماتت ديانا؟ فكان جواب الطبيب مفاجئاً: امرأتك بصحة جيدة، ما إن فتحنا جمجمتها، حتى قفز الورم والشرايين المعلّقة بالرأس خارجه، وبعد قيامنا بالفحوصات، تبين انّ العملية تمّت بنجاح. ضحك الرجل قائلاً، إنّه مار شربل.

جاءت عائلة الشدياق إلى دير عنايا وسجّلا الشفاء، في وقت طلب الطبيب الأميريكي من الأب لويس الصلاة له و بركة قديس لبنان.

وبحسب التقارير الطبية السابقة، فإن السرطان كان بحجم الليمونة وذات شلوش عميقة في رأس ديانا.

أنا مار شربل لبنان:

أنا مار شربل لبنان جايي إشفيك. هكذا يعرّف القديس شربل عن نفسه عندما يظهر لأشخاص غير لبنانيين. جعل عائلته لبنان، وليس مخلوف.

إليك هذه الأعجوبة. رجل لبناني مقيم في كندا وفاعل خير كبير، أصيب بمرض السرطان في حنجرته وكان على شفير الموت في غرفة المستشفى. ووفق التقارير الطبية، لم يبق من حياته سوى أيام معدودة. وفي أيامه الأخيرة هذه، الساعة الرابعة صباحاً، يدخل إليه راهب، يهزّه بيده، قم. قال له الراهب: أنا جايي اشفيك. سأله الرجل: ومن أنت. قال له الراهب: أنا مار شربل لبنان. ويضع مار شربل يديه على حنجرته فزال المرض للتو.

شفاه مار شربل ليكمل عمل الخير الذي يقوم به. عاد الرجل إلى لبنان وجثا أمام قبر القديس لساعتين، وقال: لن انسى لبنان طالما حييت.

للأسف، مار شربل يرفع اسم لبنان، ونحن نشد بلبنان لإغراقه في النفايات. لنصلي الى الله بشفاعة مار شربل ليحمي لبنان ورئاسة الجمهورية في لبنان.

وفي ختام الحديث سألت أليتيا الأب مطر: نريد أن نعرف عن علاقتك بمار شربل، هل حصل أن شفاك مار شربل أو ظهر لك؟

ضحك الأب مطر وقال: من سنتين تقريباً بينما كنت أحتفل بالذبيحة الإلهية في المحبسة يعاونني أحد الكهنة الكلدان القادم من الأردن لشكر مار شربل على شفائه من مرض السرطان، وفي وقت المناولة وقعت على الأرض وأنا أحمل كأس القربان في يدي.

فارقت الحياة من الساعة 10:55 حتى الساعة 1:45 ظهر ذاك اليوم:

أدخلت إلى مستشفى سيدة المعونات في جبيل، الدم متوقّف عن السريان في عروقي، نبضي ايضاً متوقف، طلب الطبيب الجراح من رئيس الدير إجراء عملية نسبة نجاحها لا تتعدى 4%، في وقت سارع طبيب الميل الدكتور “خرمة” بإدخال الميل من الفخذ في اتجاه القلب، فوجد أنّ الشريان ممتلىء بالحصى، فسارع الطبيب على ضخّ مواد سائلة لتحريك الحصى، أفلح حتى وصل إلى نقطة عجز خلالها انتزاع حصوة كبيرة، فتوقف سريان الدم ونظر الى المتواجدين في الغرفة قائلاً: لم يعد بامكاني القيام بأي شيء، “الأبونا راح”.

صرخ الرهبان بمار شربل، وللحال، أضاءة شاشة جهاز الميل فوراً وقذقت الحصوة خارجاً وعاد الدم إلى السريان من جديد.

أعطاني مار شربل حياة جديدة كي أتوب وأخبر عن عجائبه أكثر فأكثر. لهذا أنا متفرّغ لهذه الرسالة.

 

ماذا سيفعل عباقرة الحكم عندنا للرد على تهديدات مندوب اسرائيل الدائم في الأمم المتحدة

خليل الحلو/فايسبوك/26 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77003/%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%88-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%b3%d9%8a%d9%81%d8%b9%d9%84-%d8%b9%d8%a8%d8%a7%d9%82%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%85-%d8%b9%d9%86%d8%af/

أمام التهديدات الإسرائيلية الجديدة واضاءة مندوب اسرائيل الدائم في الأمم المتحدة على مرفأ ومطار بيروت ومعبر المصنع الحدودي مع سوريا متهماً حزب الله بتهريب الأسلحة عبرها (وهذه ليست المرّة الأولى) ماذا سيفعل عباقرة الحكم عندنا؟

- علاقات لبنان الرسمي الدولية هي الأسوأ منذ الإستقلال فبعدما كانت هناك دول كبرى تستمع إلينا وتقتنع بوجهة نظرنا في الأزمات مثل فرنسا والولايات المتحدة، وبعدما كان فؤاد بطرس وغسان تويني وغيرهما يلجأون إلى صداقاتهم ويفلحون بتخفيف الأضرار، ماذا سيفعل وزراء اليوم وهم ملتصقون بمحور إيران؟

- علاقات لبنان الرسمي مع العالم العربي الذي كان سنداً دبلوماسياً ومالياً، هي في أسوأ أيامها والدليل آخر مؤتمر قمة عربية في بيروت ومستوى التمثيل فيه! وأزمتنا المالية اليوم خانقة ولا مساعدات عربية! إلى من سيلجأ وزراء الممانعة؟

- لبنان الرسمي بيد حزب الله وهو لا ينطق بإسم الأحرار، وهؤلاء الأحرار ليسوا مسؤولين عن المرفأ والمطار ومعبر المصنع والـ138 معابر غير الشرعية، وهي كلها ممرات شرعية أو غير شرعية لتهريب بضائع على حد اعتراف الوزراء أنفسهم! لماذا لا يوقفوها؟ ألأنها موارد لحزب الله ولا تجرؤون على المس بها؟ أم لأنها معابر فسادكم السرطاني؟

- تهديدات إسرائيل تواجه بإعادة سيادة الدولة على كامل أراضيها وبزوال السلاح غير الشرعي أكان بيد حزب الله أو غيره أو التنظيمات الفلسطينية داخل وخارج المخيمات.

- تهديدات إسرائيل تواجه بدبلوماسية لبنانية تقليدية حقيقة وليس بسياسة خارجية في يد حزب الله ومخالفة تماماً لما ورد في خطاب القسم عند تولي رئيس الجمهورية مهامه.

- تهديدات إسرائيل تواجه بإعادة الثقة بين لبنان والعالم الحر والعالم العربي وليس بتحديهما وتهديدهما.

- لا تواجه تهديدات إسرائيل بالصمت المطبق الذي يدل أن جماعة السلطة لا يملكون أي قرار وأنهم وكلاء الوصاية الإيرانية.

- إذا إسرائيل إعتدت على لبنان سيكون لبنان الخاسر الأكبر فموازين القوى واضحة والحديث عن تدمير إسرائيل لو صح لكانت أزيلت إسرائيل من الوجود منذ زمن بعيد، وبعيداً عن العنتريات والقصائد الملحمية.

- أمام هذا الواقع أحرار لبنان يؤمنون أن التمسك بالقرارات الدولية ولا سيما القرارين 1559 و1701 وبإتفاقية الهدنة الموقعة في العام 1949 وبقرارات جامعة الدول العربية ولا سيما قمة بيروت في العام 2001 هي السبل لمواجهة الوضع المستجد، وعلى هؤلاء الأحرار إيصال صوتهم للعالم لأن الحكم في لبنان هو بالكامل في وضع الخضوع والكوما.

 

الياس الزغبي: على الرؤساء إنقاذ ما تبقى من هيبة الشرعية وعدم تجييرها بالكامل ل"حزب الّله"

وطنية - قال الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي في تصريح: "كان اللبنانيون ينتظرون من رئيسي الجمهورية والحكومة أن يتخذا خلال لقائهما أمس قراراً بعقد جلسة قريبة لمجلس الوزرء، لئلا يقال إن السيد حسن نصرالّله أفرج عن الحكومة في إطلالته المرتقبة اليوم".

وأضاف: "على المسؤولين الكبار أن يحافظوا على هيبة الشرعية في حدها الأدنى، وعدم تجييرها بالكامل ل"حزب الّله"، وأن يوحوا إلى المجتمع الدولي أن الدولة والمؤسسات موجودة، ولو في الشكل، كي يستحق لبنان اهتمام العالم والعرب وما قدماه ويقدمان له من مساعدات وبرامج نهوض".

* من يسمعهم يتحدثون عن "خطط وطنية شاملة" للنفايات والكهرباء والماء والطرق والنقل والصحة والحدود والسدود وسواها...يخال نفسه في النعيم أو الجنّة الأرضية! وهي، في حقيقتها، طواحين كلام ووعود وعهود، وهم دونكشوتيون يعلكون الهواء والهراء...قبل أن يبيعوهما للناس!

 

الفاتيكان حزين... والسبب لبنان!

المركزية»/26 تموز/2019

لطالما أبدى الفاتيكان اهتماماً خاصاً بالمسيحيين في الشرق، وعمل جاهداً من أجل تجذّرهم وبقائهم في أرضهم والحفاظ على هويتهم، ولعل رسائل البابا فرنسيس الى الرؤساء العرب خير دليل إلى شعوره العميق ليس فقط مع المسيحيين في الشرق إنما أيضاً مع المسلمين والاقليات والمضطهدين، كما يولي البابا اهتماماً خاصاً بالعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين ويحاول جاهداً القيام بخطوات من شأنها أن تساهم في تعزيزها وترسيخها.

الامارات: وأهم دليل هي وثيقة الأخوّة الإنسانية التي وقّعها في أبو ظبي كلّ من البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيّب والتي تعتبر مرحلة بالغة الأهميّة في الحوار مع الإسلام، خاصة "أن المبدأ الأساسي المذكور في الوثيقة، كما يقول الكاردينال بيترو بارولين أمين سرّ الفاتيكان، هو المواطنة: كلّ سكّان البلد هم مواطنون ويتمتّعون بالحقوق والواجبات نفسها مع تمييز ديني". وأضاف: "هذه الوثيقة دخلت في برامج الدراسة في المدارس والجامعات في بعض البلدان الإسلامية. وهذه علامة جيّدة. يجب انتظار نضوج بطيء وضروري لحصول تغيّرات أخرى".

سوريا: وتؤكد مصادر مطّلعة "ان الفاتيكان يركّز في الوقت الراهن على الملف السوري، فقد أرسل البابا منذ أيام الكاردينال بيتر كودو أبيا توركسون، موفداً الى سوريا، وحمّله رسالة الى الرئيس السوري بشار الاسد عبّر فيها البابا عن "قلق عميق" إزاء الوضع في سوريا خصوصا السكان المدنيين في محافظة إدلب.

ويحثّ الفاتيكان في رسالته، بحسب المصادر، الرئيس السوري بشار الاسد للوصول الى مخارج وان يقبل بتعديل الدستور السوري لتجنيب سوريا مآسي جديدة لأن الاوضاع اصبحت مأساوية، في ظل  التهجير الكبير الحاصل، وتخسر سوريا بنتيجته طاقات كبيرة، خاصة المسيحية منها، والتي يرغب الفاتيكان في المحافظة عليها في الشرق الاوسط". وتلفت المصادر إلى أن الموفد الفاتيكاني فسّر للرئيس الاسد القضية والوضعية وبأن الشعب السوري هو من يقرر مصيره، وبأن لا أحد يمكنه التدخل لا الروسي ولا الاميركي ولا الايراني ولا اي احد آخر".

يُذكر أن محافظة إدلب تشهد ظروفًا إنسانية سيئة مع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية التي يشنها النظام السوري بدعم روسي على المنطقة، منذ نيسان الماضي. وركزت الحملة على قصف الأحياء السكنية بعيدًا من الجبهات العسكرية، إلى جانب تركيزها على المراكز الحيوية من المستشفيات والنقاط الطبية والمدارس والمخابز ومرافق المياه. ووثق فريق "منسقي الاستجابة" في الشمال مقتل 912 مدنيًا في الشمال السوري، جراء القصف الذي ينفذه النظام السوري وروسيا، في إطار الحملة العسكرية الأخيرة. وبلغ عدد النازحين من قراهم وبلداتهم، بحسب الفريق، أكثر من 97 ألفًا و404 عائلة (633118 نسمة).

لبنان: أما عن الوضع اللبناني، فأوضحت المصادر "أن الفاتيكان يشعر بالأسى والحزن لما يحصل في لبنان، وخاصة بعد حادثة الجبل التي اهتزت فيها المصالحة التي حصلت على يد البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير ويتابعها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، متمنياً ان تنتهي هذه القضية بسرعة وينتهي التوتر الحاصل، لأن مردوده سلبي على الجميع وعلى المسيحيين خصوصاً". فلسطين: واليوم وجّه رؤساء بلديات بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، نداءً الى البابا، حول المخاطر المحدقة بالوجود المسيحي في الاراضي المقدسة، والقيود التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي على المجتمع المسيحي في الاراضي المقدسة، بهدف إجباره على الرحيل. طالبين منه التدخل العاجل لمنع تغيير الوضع القائم "الستاتيكو"، والحفاظ على "الحجارة الحية من أبناء وبنات الاراضي المقدسة".

اليمن: وفي وقت سابق، دعا البابا للصلاة من أجل الشعب اليمني الذي أنهكه صراع مسلح طويل الأمد والأطفال يعانون من الجوع. إن صراخ هؤلاء وصراخ ذويهم يرتفع أمام محضر الله، وحثّ الجماعة الدولية على العمل من أجل خير الشعب وطلب من المؤمنين الصلاة من أجل اليمن".

فهل يتمكن البابا فرنسيس بحكمته وتواضعه من إرساء أسس السلام في الشرق؟

 

استدعاءات بحقّ ناشطي مرج بسري: سدّ لإسكات المعارضين؟

إيلده الغصين/الكلمة أولاين»/26 تموز/2019

جديد ملف سدّ بسري والاعتراضات عليه، أنّ «استدعاءات طاولت الأسبوع الماضي أكثر من عشرة معارضين لمشروع السدّ، بعدما كانوا كتبوا تعليقات عبر موقع فايسبوك، رافضة لكلام مدير المشروع في مجلس الإنماء والإعمار (إيلي موصللي) حول تفكيك آثار المرج ونقلها إلى أماكن أخرى... وقد حقّق مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتيّة حتى الآن مع اثنين منهم» كما يقول لـ«الأخبار»، المدير التنفيذي للمفكّرة القانونيّة المحامي نزار صاغيّة.

الكلام جاء على هامش مؤتمر صحافي عُقد أمس، في مكاتب المفكرّة، بعنوان «سدّ لإسكات الأصوات المدافعة عن مرج بسري»، شارك فيه صاغيّة ومنسّق حملة «أنقذوا مرج بسري» رولان نصّور، وحضره ناشطون من «الحملة الوطنية للحفاظ على مرج بسري». صاغيّة قدّم مطالعة استندت إلى المادة 3 من قانون البيئة (444/2002) التي تنصّ على أنّه «لكل إنسان الحقّ ببيئة سليمة ومستقرة، ومن واجب كل مواطن السهر على حماية البيئة وتأمين حاجات الأجيال الحالية من دون المساس بحقوق الأجيال المقبلة»، معتبراً أن «التدقيق في هذه المادة يبيّن أنّ المشرّع أعطى البيئة أهميّة كبرى، لدرجة حوّل كلّ مواطن (ولو كان بلا صفة رسميّة) إلى جندي للدفاع عنها، والقانون بذلك أولى البيئة حماية استثنائيّة». لكن وبرغم التعديات التي تطاول الأملاك العامة والبيئة وآخرها مرج بسري، يقول: «نرى أن السلطات العامة اللبنانية تذهب في اتجاه معاكس لتردع المواطن وتثنيه عن الدفاع عن البيئة، منكرةً حقّه وصفته في الدفاع عنها». ويتابع «لا بل إن النيابات العامة تكون أكثر اجتهاداً ومثابرة في التحرّك ضد الناشطين البيئيّين بسبب نشاطهم في حماية البيئة، فيما لا تحرّك ساكناً ضدّ من يعتدي عليهم». «السورياليّة» تتمثّل في «أن مواطنين يدافعون عن الدولة ويتقدّمون بشكاوى إلى مجلس شورى الدولة لحماية ملكها العام، فيما مسؤولو الدولة يقنعون المجلس بردّ الدعاوى لأن لا صفة للموطنين للمداعاة أو التحرّك».

طالب صاغيّة القضاة، خاصة في شورى الدولة، بـ«أن يكونوا على الوعد»

وعلى قاعدة أن القضاة طالبوا الشعب بدعمهم في معركتهم الأخيرة للاستقلالية ومكافحة الفساد، طالب صاغيّة القضاة بـ«أن يكونوا على الوعد»، خاصة مجلس شورى الدولة «الذي ما زلنا ننتظر منه أن يقرّ صفة الجمعيّات البيئيّة والمواطنين في الدفاع عن البيئة والملك العام»، كما النيابات العامة «التي يتعيّن عليها أن تتحرّك ضدّ كل من يخالف البيئة وينتهكها ويعتدي على المدافعين عنها، كما يحصل مع ناشطي مرج بسري». صاغيّة شدّد على أنه «آن للنيابة العامة أن تنشر تقريراً عن عمل المدّعين العامين البيئيين، وأن تفعّل مجمل القوانين التي تؤطّر عملها». وتوجّه أيضاً إلى «جميع القضاة الذين يحاكم أمامهم ناشطون بيئيّون بدعاوى القدح والذم، إذ يُنتظر منهم تغليب المصلحة العامة على سمعة أي شخص عملاً بمبدأ التناسب».

 

المديرية العامة لرئاسة الجمهورية: لغط يحيط بإقرار المادة 80 من الموازنة يفرض جلاؤه والرئيس عون يدرك أهمية إقرار الموازنة ونشرها

وطنية - الجمعة 26 تموز 2019

صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية البيان الآتي: "بالاشارة الى القانونين المصدقين من مجلس النواب والمتعلقين بنشر الموازنة للعام 2019، وإنجاز قطوعات الحسابات وتأمين الموارد اللازمة لديوان المحاسبة، إضافة الى قانون الموازنة والموازنات الملحقة للعام 2019، يهم المدير العام لرئاسة الجمهورية الافادة بأن هذه المديرية العامة تسلمت القوانين المشار اليها أعلاه مساء الاربعاء 24 تموز 2019، وقد باشرت الدوائر المعنية فيها دراستها وفقا للأصول الادارية والقانونية المعتمدة، قبل رفعها الى فخامة رئيس الجمهورية لاتخاذ القرار المناسب في شأنها وذلك استنادا الى مواد الدستور 19 و56 و57.

وقد تبين ان لغطا يحيط بشأن اقرار المادة 80 من قانون الموازنة، الامر الذي يفرض جلاؤه، علما أن فخامة الرئيس يدرك أهمية إقرار ونشر الموازنة وانتظام الوضع المالي".

 

حزب الله" يُمسك معابر الحدود الشرقية وشقّ طرقاً لمرور الشاحنات والمقاتلين إلى سوريا

نداء الوطن/26 تموز 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77020/%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d9%8f%d9%85%d8%b3%d9%83-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%a8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%b4/

تحرك لبنان عبر مندوبته لدى الأمم المتحدة أمل مدللي لدعوة مجلس الأمن الدولي للإعتراض على ما أوردته إسرائيل عن إدخال أسلحة إلى لبنان عبر مرفأ بيروت والمطار والمصنع.

من جهتها، أكدت إدارة الجمارك ان الشاحنات التي تدخل عبر المرافق الشرعية تخضع للتفتيش والقوة البحرية التابعة لليونيفيل بإمكانها تفتيش أي سفينة مشكوك بأمرها تدخل المياه الإقليمية اللبنانية. الا ان الاحتجاج والنفي لا يلغيان واقع قدرة "حزب الله" على التصرف بحرية مطلقة عبر الحدود اللبنانية، وتحديداً على امتداد المرتفعات الحدودية الشرقية وصولاً الى الهرمل. ومن يَقم بجولة ميدانية في المنطقة، يلاحظ بالعين المجردة إمكانات "الحزب" لتأمين نقل كل ما يعلن أمينه العام عن امتلاكه من صواريخ او غيرها. فهذه المنحدرات تفتح المجال الرحب لحرية الحركة والانتقال والتخزين.

لا وجود للدولة هنا

"نداء الوطن" جالت في بلدتي جنتا ويحفوفا في قضاء بعلبك، حيث المشهد يحكي عن الواقع من دون حاجة الى بحثٍ وتقصٍ. المغاور بادية للعيان، لا عشب حولها ولا عوائق من حجارة او صخور تمنع الدخول اليها. والطرق مشقوقة من اسفل المنحدرات الى قمم الجبال. بعضها معبد وبعضها الآخر ترابي. كما يمكن رؤية حبال التدريب بين الجبال.

عدد السكان قليل في القريتين. وهما تشكلان المقلب الآخر للقلمون السورية. ووجود "الحزب" بديهي، كما يقول راعٍ من الأهالي في منطقة عين الجوز من وادي يحفوفا لـ"نداء الوطن". ويضيف: "لولا وجود المقاومة في هذه المرتفعات لكان ارهابيو "داعش" هجموا علينا وذبحونا". يوضح الراعي ان عدد العائلات المقيمة لا يتجاوز الثماني شتاءً. ولا يرتفع العدد كثيراً في الصيف، ويشير الى ان الدولة تهملهم، لم يشعروا يوماً بوجودها.

بالفعل لا وجود للدولة هنا، لا جيش ولا قوى أمن داخلي ولا مخفر ولا حتى عناصر من المجلس البلدي. آخر حضور أمني ينتهي عند بلدة رياق على مدخل قضاء بعلبك. ويقول الراعي ان "وجود البلدية يقتصر على مطالبتنا بالرسوم، لكن حال الطرق داخل القرية سيئة جداً". وشهادته تعكسها مبانٍ مهجورة لسكة الحديد، وبيوت خاوية يفترض انها لعمال الزراعة. وعلى قمة احد المرتفعات المحيطة بالوادي علم أسود لـ"حزب الله".

الراعي يشبِّه المنطقة بالجنة. بالفعل المياه المتدفقة مصدرها نبع نهر سرغايا الذي يخترق الحدود ويغذي نهر بردى في المقلب السوري، وشجر جوز وتفاح. ويضيف: "دوي القتال كان مسموعاً قبل فترة. فقد تمركز الداعشيون في مقلب الجبل، ولولا المقاومة لكانوا هجموا علينا". ويشير الى انه "لم ير هؤلاء الداعشيين لكنه سمع عنهم، والحزب سيطر على المنحدرات من الجهتين اللبنانية والسورية". المنطقة مراقبة عن كثب رغم السكون وانعدام حركة الناس. فالحديث مع الراعي، يثير الفضول، ويستدعي اقتراب راكب دراجة نارية ليتقصى بلطف سبب وجودنا في المكان.

خطوط إمداد عسكرية وبشرية

ويوضح مصدر أمني متقاعد ان "هذه الأبنية المهجورة في الظاهر تستخدم لإقامة من يدربهم الحزب، فيتوارون فيها نهاراً ليخرجوا ليلاً".

ويضيف ان "الحزب حوّل منطقة جنتا ووادي يحفوفا الى خط إمداد عسكري وبشري للقلمون عبر الطرق المشقوقة الى معابر غير شرعية. ولا وجود للقوى الأمنية من جيش وأمن داخلي وجمارك". ويشير الى "ان عناصر الحزبين الشيوعي والقومي السوري الاجتماعي يتدربون في المكان. واستخدام الحزب للمغاور يجعل استهداف عناصره بالطيران مستحيلاً".

الا ان عميداً متقاعداً كان مسؤولاً في منطقة رياق، يوضح ان "الجيش اللبناني كان منتشراً في منطقة نبع الجوز ووادي يحفوفا حتى العام 2009، والمغاور وأدوات التدريب من حبال وما الى ذلك، كانت موجودة، وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، تستخدمها قواعد عسكرية محمية بصواريخ سام من الجيش السوري. لكن بعد انسحاب سوريا من لبنان، انسحبت القيادة العامة من هذه المواقع وتسلمها حزب الله. وكان يدرب فيها عناصره وعناصر عراقية ويمنية تابعة للمحور الإيراني".

ويروي ان "مجموعة من الكلاب الشرسة كانت منتشرة في المرتفعات وكان عناصر الجيش اللبناني يتولون اطعامها، فتحولت هذه الكلاب الى "عيون مراقبة" لمصلحة الجيش اللبناني، وفي الليل اذا ما حاول احد التسلل عبر المرتفعات التي تحرسها، كانت تبدأ بالعواء وتطوقه وتقوده الى مركز الجيش. وغالباً ما كانت الكلاب تمسك بالمتسللين العراقيين او السودانيين او الاثيوبيين الذين يرغبون بالعمل في لبنان".

الآن يسيطر على المنطقة الصمت المطبق بعد انسحاب الجيش اللبناني، ولا يعكره سوى هدير شاحنات قليلة تعبر من الأراضي السورية الى الاراضي اللبنانية من اعلى الجبل.

ويوضح العميد المتقاعد ان "قبل حرب تموز 2006 كان القصف الإسرائيلي يستهدف الحزب في هذه المنطقة من الجهة اللبنانية. اما اليوم فإن الطيران الإسرائيلي يقصف قوافل للحزب وهي لا تزال في الجهة السورية للجبل في القلمون". ويشير الى ان "المنطقة بقيت لفترة خامدة من أي نشاط، وتحديداً غداة حرب تموز 2006 وصدور القرار 1701، الذي فرض على لبنان إقامة مراكز مراقبة على الحدود الشرقية مع سوريا، وتولى الجيش البريطاني اعداد حرس حدود من عناصر الجيش وتقسيم المنطقة الى ثلاث مناطق، من بعلبك الى الهرمل، ومن بعلبك الى المصنع، ومن المصنع الى شبعا. على ان تضم كل منطقة 72 مركز مراقبة مجهزة بمعدات ومناظير تُمكن الجيش من ضبط الحدود. لكن مع الحرب السورية، تغيرت المعطيات وانحسر وجود الجيش من هذه المنطقة".

مناطق أمنية وحركة ليلية للشاحنات

المصدر الأمني يؤكد ان "التدريبات عادت الى هذه القواعد مع الحرب في سوريا، وحوَّل "حزب الله" المناطق الحدودية الى مناطق أمنية، تعبر منها شاحنات الأسلحة كما يعبر المقاتلون، ولا يسمح للمدنيين بارتيادها. وحواجزه موجودة اذا ما توغلنا أكثر في المرتفعات. فهذه المنطقة الخلابة محظورة والمنتزهات خالية من الرواد، وقد استسلم أصحابها لهذا الواقع، وفهموا الرسالة، وبعد ان تجرأوا على الاستثمار في ارضهم أتى من يفتعل المشاكل ويبعد الرواد. والصمت يسود نهاراً، لكن مع اقتراب الليل تنشط الحركة في المرتفات المحيطة بالوادي حيث حواجز حزب الله".

يضيف: "الحدود من الناقورة الى الهرمل تقع كلها تحت سيطرة "الحزب" على مقلبي الجبل في الحدود الشرقية وصولاً الى الهرمل، وتحديداً في منطقة القلمون. وعبر الطرق المعبدة التي شقت حديثاً، يمر المقاتلون كما تمر شاحنات لا نعرف ما فيها".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 26/07/2019

* مقدمة نشرة اخبار"تلفزيون لبنان"

المنطقة تغلي وسط تفاقم الاحتدام الاميركي-الايراني من بوابة مضيق هرمز

وبين الداخل والخارج برز نبأ لوكالة رويترز لم ينف من الجهة المعنية نسبت فيه معلومات لمسؤول لبناني بأن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم قد نجح باتمام وساطة تقضي باطلاق مواطن اميركي كان محتجزا في سوريا، موضحة بانه ليس -أوستن تايس- الصحفي المحتجز في سوريا منذ 2012.

اما الجهود المتواصلة للواء ابراهيم في حادثة قبرشمون فلم تثمر بعد وقد عرضت تفاصيلها في لقائه مع الرئيس بري اليوم.

وهذا المساء غادر الرئيس الحريري للخارج في زيارة خاصة قبل ان تظهر مؤشرات على عقد جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل.

وفي اطلالة له اكد السيد حسن نصرالله ان تصويت كتلة الوفاء على الموازنة جاء نتيجة التحسس بدقة الوضع الاقتصادي، الذي سيتحمل حزب الله المسؤولية بشأنه اكثر من اي وقت مضى وانه لا ينوي تعطيل الحكومة، داعيا لاجتماعها في اسرع وقت ممكن، جازما بأن الحزب لا يحكم البلد كما يشاع بهدف تحميله تبعات الفساد وتحريض اميركا والعالم ضد لبنان، نافيا بشكل قاطع ادعاءات اسرائيل ان حزب الله يستخدم مرفأ بيروت لنقل الاسلحة منبها من محاولات فرض وصاية على المرافق.

واليوم تلقى الوزير باسيل رسالة من نظيره الاميركي تؤكد دعم مهمة اليونيفيل في الجنوب متحدثا عن موازنة رشيقة لعملها.

من جهته رئيس الجمهورية الذي جال مساء في زحلة يتمهل التوقيع عليها بانتظار جلاء ماهية المادة 80 وقد اعاد لمجلس النواب قانونين يتعلقان بالمرأة المتزوجة من أجنبي وبالفساد.

الرئيس العماد عون جال مساء في زحلة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

جهاد وبناء، ومسار من العطاء لم يبخلوا فيه بتقديم اغلى التضحيات، حتى عطاء الدم بقرابين من الشهداء.

في ذكرى التأسيس لمؤسسة جاهدت لتبني ما هدمه الاحتلال، وتقديم ما امكن ليليق باهل المقاومة والوفاء، أطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مؤكدا حفظ الامانة التي كانت منذ السيد الشهيد عباس الموسوي:”سنخدمكم باشفار عيوننا”.

وعلى اعين الاحداث العالقة في وطن الأزمات، جدد الامين العام لحزب الله ثوابت سياسية قد لا يفهمها الكثيرون عن العلاقة بالحلفاء والاصدقاء، ورفض الوصايات والاملاءات.

بادئا من حادثة قبر شمون وما يحيط بها من تداعيات، فنحن مع حليفنا النائب طلال ارسلان، ومع جلسة الحكومة باسرع وقت ممكن، قال سماحة السيد حسن نصر الله، وليناقش الحادث بمنطق ان زميلكم على طاولة مجلس الوزراء الوزير صالح الغريب كان عرضة للقتل.

ولكي لا تعرض التاويلات والتحليلات، فان حزب الله لا يواجه احدا بالواسطة، ولا يستخدم أحدا بوجه أحد.

اما الادعاء بان حزب الله يسيطر على الحكومة فهي لتحميل الحزب مسؤولية الوضع القائم، وتحريض الخارج واميركا ضد لبنان.

وبوجه التحريض الصهيوني بادعاء ان حزب الله ينقل السلاح عبر مرفأ بيروت، رفض السيد نصر الله رفضا قاطعا تلك الادعاءات التي هي مقدمات لفرض الوصاية على المرفأ والمطار، وهو ما عجزوا عنه في حرب تموز.

في الحرب الصهيونية المفتوحة على الفلسطينيين لا سيما عمليات الهدم في القدس، اعتبر الامين العام لحزب الله ان هذه الجريمة المستنكرة نتاج صفقة القرن، وان موقف السلطة الفلسطينية تعليق العمل بالاتفاقات مع العدو قرارات مرحب بها، مؤكدا ان أكثر ما يوجع الاحتلال وقف التنسيق الامني معه.

اما التنسيق اللبناني الفلسطيني فهو ضرورة لمعالجة ملف العمال الفلسطينيين في لبنان، داعيا الجميع الى الهدوء ووقف المزايدات والشعارات، فهو ملف سياسي ولا يمكن من خلاله معاملة الفلسطيني كأي عامل اجنبي في لبنان .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المستقبل"

يتجدد الكلام عن مبادرة جديدة لخرق الجدار القضائي الناشيء عن حادثة قبر شمون ، وان اللواء عباس ابراهيم الذي زار الرئيس نبيه بري اليوم ، اعاد تشغيل محركاته في هذا الشأن ، بعد ان حصل على الضوءالاخضر من رئاسة الجمهورية .

وكي تتحول المبادرة الى مخرج ، مازالت دونها صعوبات وملاحظات تستدعي المزيد من الاتصالات ، ما يعني ان ولادتها تحتاج لمزيد من التداول وتشذيب بعض النتؤات السياسية والدستورية .

في المبادرة عودة لاقتراح المضي باحالة قضية قبر شمون الى المحكمة العسكرية ، وانتظار القرار الظني ليبنى عليه فيما اذا كان هناك من داع لنقل القضية الى المجلس العدلي ام لا .

وكي يكتمل عقد المبادرة يحكى عن توجه لاجتماع خماسي في بعبدا يحضره الى الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري الوزيران وليد جنبلاط وطلال ارسلان ، للبحث في آليات تطبيق المبادرة .

مصدر حكومي مطلع ، رأى ان المبادرة تتضمن قاعدة اساسية للحل ، لكن سعي البعض الى ربط الدعوة الى جلسة مجلس الوزراء بمسار المبادرة ، لا يقع في مكانه الصحيح ، لا سياسيا ولا دستوريا .

ويشدد المصدر على ان الدعوة الى مجلس الوزراء أمر يبته حصرا رئيس الحكومة الذي خوله الدستور توجيه الدعوة واعداد جدول الأعمال ، وكل كلام خلاف ذلك يرمي الى تعليق الدعوة على اي اجتماع سياسي يقع خارج حدود الدستور ، ولا مكان له في قاموس الرئيس سعد الحريري .

ومجلس الوزراء بالنسبة لرئيسه هو مجلس كامل الصفات والاعضاء والنصاب السياسي ، وعندما يقرر الدعوة لجلسة فان الجلسة توجه لجميع الوزراء دون استثناء ، لانه من غير المنطقي ان يتحول الى مجلس وزراء مبتور تحت وطأة هذه الأزمة او تلك .

وعلى هذا الخط كلام للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وتغريدة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط معربا عن خشيته من تتهم القاضية عون التي اقفلت كسارة فتوش من قبل محور الممانعة بان هذا القرار جزء من المؤامرة الامبريالية الصهوينية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

باللغة المحكية ، وبتبسيط مطلق ، يمكن توصيف الوضع بكلمة: " سكرت " : في الحكومة وفي حادث قبر شمون وفي الموازنة.

ومن مؤشرات " التسكير " سفر الرئيس الحريري, كلمة السيد حسن نصرالله ، والإشكالية المرتبطة بالمادة ثمانين من مشروع قانون الموازنة ، والعقدة الكبرى أن هذه العقد الثلاث باتت مرتبطة ومتادخلة .

في موضوع الحكومة ، سفر رئيس الحكومة مؤشر إلى التعثر ، وهذا المساء طرأت عقدة جديدة, إذ طلب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن يطرح ملف قبرشمون في الجلسة ، وهذا ما يرفضه الرئيس سعد الحريري وبالتأكيد يرفضه وليد جنبلاط، وفي عقدة الموازنة لا حلول في الأفق .

اليوم صدر موقف لافت عن قصر بعبدا، الموقف يتحدث عن " لغط يحيط بشأن إقرار المادة 80 من قانون الموازنة ، الأمر الذي يفرض جلاءه ، علما ان فخامة الرئيس يدرك أهمية إقرار ونشر الموازنة وانتظام الوضع المالي.

في المقابل كان موقف من مصادر في المجلس النيابي جاء فيه أن المادة 80 موجودة ولم تشطب ، وهي نوقشت في المجلس النيابي.

من خارج السياق ، وفي تطور قضائي بارز ، القاضية غادة عون اتخذت قرارا بإغلاق كسارات بيار فتوش في ضهر البيدر لعدم حيازته ترخيصا قانونيا من المجلس الوطني للمقالع والكسارات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

لبنان معلق بين مجلسين: المجلس العدلي ومجلس الخدمة المدنية.

فحكومة "الى العمل" ممنوعة من العمل لأنها عاجزة حتى عن الانعقاد في ظل الخلاف السياسي الحاد على احالة قضية قبرشمون او عدم احالتها على المجلس العدلي.

ومع ان التحركات المكوكية متواصلة من سعاة الخير، فان الاجتماعات لم تحقق، حتى الان اي خرق ، فشبه المبادرة الجنبلاطية سقطت بالضربة القاضية الارسلانية ، ولقاء الرئيسين عون والحريري في بعبدا أمس لم يغير أي شيء في الواقع المعقد.

وعليه فان الاسبوع ينتهي كما بدأ، فالكلام كثير، لكن الفعل قليل، بل قليل جدا.

واللافت في الموضوع ما اعلنه السيد حسن نصر الله قبل قليل، حين جدد التأكيد انه مع الامير طلال ارسلان في ما يقرر ، اي انه بطريقة غير مباشرة مع احالة القضية على المجلس العدلي.

فماذا سيفعل الرئيس الحريري لمواجهة التعطيل الحكومي؟ وهل هو قادر فعلا على دعوة مجلس الوزراء للاجتماع في الاسبوع المقبل؟.

في المقابل قضية اللا توازن الطائفي للناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية تعلق نشر الموازنة، فرئيس الجمهورية يتريث في التوقيع عليها انطلاقا من اللغط الذي احاط اقرار المادة 80 من قانون الموازنة، وهو لغط ينبغي توضيحه، كما اشار الى ذلك بيان صادر عن رئاسة الجمهورية.

البيان الرسمي الصادر عن دوائر القصر الجمهوري تبعه موقف متقدم للوزير جبران باسيل في زحلة وأمام رئيس الجمهورية بالذات ، اعتبر فيه ان تمرير المادة 80 يشكل اخلالا بالتوازنات والتفاهمات والاتفاقيات.

موقف بعبدا استفز فريق الرئيس نبيه بري، اذ اعلن عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد نصر الله لوكالة الانباء المركزية انه لا لغط حول الموازنة العامة وانها عند رئيس الجمهورية ليوقعها.

فهل نحن أمام ازمة جديدة بين مكونات الحكم؟ وهل ننتقل قبل حل قضية قبرشمون الى قضية عنوانها:اللا توازن الطائفي للناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

من جهاد البناء وضع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أسس المواقف من أكثرمن ملف ساخن على الساحة الداخلية، من أبسط شؤون التفكك الأسري وخطره على المجتمع إلى أوسع إدانة لهدم بيوت الفلسطينيين في غلاف القدس وتهجير الأسر.

رسخ صاحب الوعد مفاهيم التحالف القائم على الاحترام، لا على الفرض ومصادرة رأي الحليف، رد ضيم التهم عن حزب الله بالسيطرة على لبنان ومتهكما، أجاب على من يحمل الحزب تبعات كل الفساد والتعطيل ،أنا حاكم لبنان وأنا المرشد الأعلى.

قارب نصرالله تصويت الحزب لمصلحة الموازنة وللمرة الأولى بعدما وصل السكين إلى العظم، صوتت الوفاء للمقاومة بنعم حيثما دعت الحاجة لتخرج الموازنة من مجلس النواب قوية لا هزيلة، وذلك من باب تحصيل بعض المكاسب للناس وتحصين التعاون لتجاوز الوضع الاقتصادي والمالي الصعب.

ولأن الفقر عابر للطوائف منعنا تجميد التوظيف ثلاث سنوات في الجامعة اللبنانية، وعلى قاعدة أن كل شيء يجري تسييسه ثمة من استخدم حق العامل الفلسطيني في العمل للتحريض الداخلي على الآخر ورمى بالتهمة على حزب الله بأنه المحرض على اعتصامات المخيمات ومنعا للعب على حق العمل بالمساواة بين كل العمال الأجانب، قال نصرالله أن لا بلد للفلسطينيين يعودون إليه، وإذا أردتم ذلك فافتحوا لهم الحدود ليعودوا فموضوع العامل الفلسطيني مرتبط بقضية عليها إجماع هي القضية الفلسطينية ناصحا من يلعب على هذا الوتر بعدم الخلط بين العمل والتوطين ولا داعي إلى الشعارات والمزايدات.

وضع نصرالله الأمور في نصابها واستدرك بالقول ليس عن عبث تحميل حزب الله المسؤولية في كل شيء، ومن أهم أهداف ذلك تحريض أميركا على لبنان وتحريض دول العالم على لبنان وعلى اقتصاده وعلى المصارف وسيدر بظهرها، وطالب بتأسيس ملف قضائي لوقف التزوير.

على الدماء التي سالت في البساتين علم نصرالله الخصوم كيف يكون الحلفاء، وقال بالفم الملآن "نحنا معك يا مير"نحن لسنا بلسانين ولا بوجهين حليفنا مقتول ونحن خلفه ولا نخلي ظهره "فما تكبروا الموضوع لتضيعوه" وما حدا يكبر موضوع قبرشمون من موقع المستهدف ولمتهميه بالضغط على أولياء الدم، أضاف نصرالله نحن نواجه مباشرة ولا نواجه بالواجهات، وبمعزل عن التصويت قال نصرالله من آخرها نحن مع جلسة للحكومة بأسرع وقت ولتناقش القضية في مجلس الوزراء وسنكون أول الحاضرين.

وختام الكلام كان بالنفي القاطع لادعاء المندوب الإسرائيلي في مجلس الأمن بأن حزب الله يستخدم مرفأ بيروت، وردا على الادعاء جزم نصرالله قائلا "لو في شي منو أنا ما بنفي أنا بسكت" ورأى في ذلك مقدمة لفرض وصاية متعددة الجنسية على المرفأ والمطار والحدود، وهو ما عجزوا عن تحقيقه في حرب تموز.

أنهى نصرالله فصل الخطاب فيما كان رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل يحييان عيد العرق وفي العصارة موقف متلت عوني أكيد بقول باسيل في كلمته إن ما حصل معنا في المادة الثمانين من الموازنة ليس بسيطا من ناحية الإخلال بالتفاهمات والتوازنات والاتفاقيات لكن الاختلال ليس وليد سكرة النبيذ بل هو سجل حواصل انتخابية بعشرات آلاف الوظائف الانتخابية التي تورط الجميع فيها ذات انتخابات نيابية، الدستور كفل الكفاءات لا المحسوبيات وجعل المواطنين سواسية في الحقوق فأين المؤتمن على الدستور من ضرب الدستور في حرب التغيير والإصلاح.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

في الاسبوع الرابع ما بعد حادثة قبرشمون ، ما زالت محركات الحل تعمل بكامل طاقتها للخروج باطار يرضي الافرقاء كافة ، فتعود الحكومة الى عملها، علما انه سجلت اليوم مغادرة رئيس الحكومة سعد الحريري الى الخارج في زيارة قيل انها خاصة .

وبكل الاحوال مغادرة الحريري لن تفرمل المحركات ، فاليوم وبعد سقوط طرح الاشتراكي باحالة حادثتي الشويفات وقبرشمون الى المجلس العدلي في الوقت عينه مبدئيا ، ظهر طرح اخر تكشف عنه ال otv في سياق نشرتها .

هكذا من المتوقع ان تشهد نهاية الاسبوع اخذا وردا حول الطرح الجديد ، على ان تتم غربلة الاراء وصولا الى تحديد الوجهة: فان سقط تكون البلاد امام جولة جديدة من المقترحات، وان نجح ندخل رسميا في مرحلة تفعيل العمل الحكومي , وفي هذا الاطار خرج رئيس تكتل لبنان القوي الوزير جبران باسيل ليرد من جديد على اتهام التكتل بتعطيل الحكومة مؤكدا اننا بانتظار دعوة رئيس الحكومة الى جلسة لمجلس الوزراء .

باسيل نفسه كان تلقى رسالة من نظيره الأميركي مايك بومبيو، أكد فيها التزام الولايات المتحدة بدعم استقرار لبنان وأمنه وازدهاره، ودعمه قوات الطوارئ العاملة في الجنوب ، معتبرا أن لديها دورا أساسيا تلعبه ويجب المحافظة على ولايتها.

الى ذلك تفاعل اليوم الجدل حول المادة 80 من قانون الموازنة التي رأى رئيس الجمهورية انها تحمل لغطا.

وبالتوازي مع هذا التطور رد رئيس الجمهورية اليوم قانونين الى المجلس النيابي احدهما على صلة بالفساد طالبا ادخال تعديلات عليهما.

رئيس الجمهورية توجه عصرا الى زحلة عاصمة البقاع في جولة قادته الى القصر البلدي المعاد تدشينه ، قبل ان يرعى يوم العرق والتذوق اللبناني ، وفي استقبال الرئيس عون حضور رسمي استثنائي وترحيب شعبي رافقه على طريق الوصول الى المدينة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

لبنان أمام فرصة جيدة تخدم كل الأطراف، ولذلك ينبغي إلتقاط طرح إحالة قضيتي الشويفات وقبرشمون إلى المجلس العدلي، كونه قابلا للتطبيق والإقرار في مجلس الوزراء، على أن يليه لقاء مصالحة شاملة في قصر بعبدا تعيد الأمور إلى ما قبل حادثة الشويفات.

رئيس مجلس النواب نبيه بري تابع إتصالاته ولقاءاته في هذا المجال والتقى المدير العام اللواء عباس إبراهيم الذي إكتفى بالقول إن الإجتماعات مع الرئيس بري دائما إيجابية.

واليوم تابع رئيس المجلس مسألة العمالة الفلسطينية مع وزير العمل كميل أبو سليمان وقضية الكوستا برافا مع وزير البيئة فادي جريصاتي.

وربطا بالشأن الحكومي غادر رئيس الحكومة سعد الحريري لبنان في زيارة خاصة، فيما رأى الرئيس بري ان كل النمو الإقتصادي بلا أي معنى إن بقي الشلل الحكومي على ما هو عليه، داعيا لتدارك الأزمة والعودة إلى إطلاق عجلة الحكومة اليوم قبل الغد.

أما عجلة الموازنة التي كان من المفترض أن يوقع قانونها وينشر بالأمس فقد أصيبت بداء اللغط وفق توصيف المديرية العامة لرئاسة الجمهورية لما يتعلق بإقرار المادة 80 من قانون الموازنة.

هذا في وقت أعاد فيه رئيس الجمهورية إلى مجلس النواب قانوني مكافحة الفساد وإعفاء اولاد المرأة المتزوجة من غير لبناني من الإستحصال على إجازة عمل.

في موضوع الموازنة إشادة من الأمين العام لحزب الله بالجدية في نقاشها ورفض لإتهام الحزب بتحريض الفلسطينيين على الإحتجاج ودعوة لمعالجة هادئة لملف العمالة الفلسطينية.

السيد حسن نصرالله تحدث عن حادثة قبرشمون رافضا إتهام حزب الله باستخدام النائب طلال أرسلان كما نفى أن يكون الحزب يستهدف أي قوة سياسية عبر هذا الإستخدام المزعوم، وأكد أن الحزب مع عقد جلسات للحكومة ومناقشة تلك الحادثة التي كادت تودي بوزير.

 

أسرار الصحف اللبنانية ليوم الجمعة 26 تموز 2019

وطنية _ الجمعة 26 تموز 2019

النهار

المعارضة العونيّة

لوحظ أن أعضاء في المعارضة العونيّة ينظّمون جولات وواجبات اجتماعيّة معاً كتعبير عن انتظامهم في العمل.

أطباء إيرانيّون

للمرّة الأولى في لبنان، تُطلق "جمعيّة الأطباء الرساليّين بدون حدود الإيرانيّة" نشاطاً بارزاً في المخيّمات الفلسطينيّة في رسالة مزدوجة التوجّه إلى الداخل والخارج.

الاخبار

وزارة الخارجية لا تتحرّك!

باستثناء المديرية العام للأمن العام، لم تتحرّك أجهزة السلطة التنفيذية، وتحديداً وزارة الخارجية، للتواصل مع السلطات الفرنسية بشأن اللبناني مازن الأتات الموقوف في فرنسا منذ تشرين الثاني الماضي، من دون توجيه أي تهمة له. فالأتات موقوف بناءً على طلب من السلطات الأميركية التي تريد ترحيله من فرنسا إلى الولايات المتحدة الأميركية، لمحاكمته بتهمة تمويل الإرهاب وخرق العقوبات على سوريا. ورغم أن القضاء الفرنسي لم يتسلّم من واشنطن أي أدلة مقنعة تسمح بتسليم الأتات إلى القضاء الأميركي، إلا أن باريس لا تزال تعتقل الشاب اللبناني. وعندما راجع الأمن العام أجهزة الاستخبارات الفرنسية، أجاب مندوبو الأخيرة بأن الملف بيد القضاء الفرنسي وأنهم لا يمكنهم التدخل فيه! ويواجه الأتات خطر الترحيل إلى الولايات المتحدة، حيث سيعرض عليه الادعاء العام الأميركي «صفقة» تقضي بالاعتراف بالتهم المنسوبة إليه، رغم غياب أي دليل عليها، في مقابل بقائه سنوات في السجن وتغريمه مبالغ مالية طائلة!

القوات مع حق التملّك للفلسطينيين؟

يقول نواب في القوات اللبنانية، وبعد الحملة الفلسطينية ردّاً على إجراءات وزير العمل كميل أبو سليمان لـ«تنظيم العمالة الأجنبية في لبنان»، إنّ حزبهم سيتقدم بعدد من اقتراحات القوانين لتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للاجئين الفلسطينيين، وحصولهم على حقوقهم المدنية، «ومنها حقّ تملكهم، ضمن شروط معينة».

الجمهورية

إشتكى مواطنون من أنهم تقدموا بطلبات لتركيب ساعات للكهرباء منذ أكثر من أربعة أشهر وما زالوا ينتظرون والجواب أن الشركة ليست لديها ساعات للتركيب.

قال وزير بارز عن الإصطفافات الحاصلة وعرقلة مجلس الوزراء أن أحداً لا يستطيع إلغاء أحد إنما بهذه التصرفات هم يلغون البلد.

وجهت شخصية سياسية لوماً مباشراً إلى فاعلية ناشطة لإطلاقها كالماً غير موزون وغير دقيق في ما خصّ موضوع حرّكَ الشارع أخيراً.

البناء

خفايا

قالت مصادر قريبة من رئيس الحكومة إنّ مساع قواتية لتجاوز التصويت ضدّ الموازنة لم تنجح في ترتيب العلاقة بين رئيس الحكومة والقوات تمهيداً للبحث في ملف التعيينات الذي سيوضع على الطاولة بمجرد الانتهاء من حلّ قضية حادث قبرشمون، والذي تسعى القوات لحجز حصتها فيه بينما تسود علاقتها بالتيار الوطني الحر حال من التوتر ودخل الجفاء على علاقتها برئيس الحكومة الذي لا يملك تفسيراً لتصويت القوات ضدّ الموازنة إلا اعتباره موجهاً ضدّه شخصياً!

كواليس

قالت مصادر في أسواق النفط إنّ إيران تمكّنت من بيع مليون برميل يومياً خلال شهر حزيران الماضي رغم العقوبات الأميركية المشدّدة، وإنّ الوسائل التي تعتمدها إيران لبيع نفطها لا يزال أغلبها غامضاً رغم الادّعاءات الأميركية باتهام الصين بتأسيس شركات وهمية للقيام بعمليات الشراء وتحمّل العقوبات الناجمة عنها، وقالت المصادر إنّ هذه الأنباء الصادمة مقلقة لواشنطن لأنها تدفع ثمن سياسة العقوبات غالياً في العلاقات الدولية ولا تحقق المرجو منها.

اللواء

غمز

تمر العلاقة بين مرجع كبير ومرجع مالي مسؤول بما يشبه الأزمة الصامتة!

لغز

تتفاعل مواقف معروفة في وسط سياسي واسع، احتجاجاً على محاولة احداث أزمة على مستوى الحكومة.

همس

شكّل تجميد وزير سيادي للموازنة «صدمة سلبية» لدوائر القرار الاقتصادي الدولي حول لبنان، وأبلغ مَن يعنيه الأمر بذلك.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

رئيس الجمهورية رد قانونين الى مجلس النواب لاعادة النظر فيهما معللا الاسباب

وطنية - الجمعة 26 تموز 2019

اعاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى مجلس النواب بموجب المرسوم الرقم 5271 تاريخ 25 تموز 2019، القانون الذي اقره المجلس في 27 حزيران الماضي، والرامي الى "اعفاء اولاد المرأة اللبنانية المتزوجة من غير لبناني والحائزين على اقامات مجاملة من الاستحصال على اجازة عمل"، وذلك لاعادة النظر فيه. وجاء في الاسباب التي دفعت الرئيس عون الى طلب اعادة القانون الى مجلس النواب، النقاط الآتية:

- ان الفقرة "ج" من الدستور تنص على أن لبنان جمهورية تقوم على المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين، مبدأ المساواة هذا الذي تستعيده المادة 7 من الدستور،

- ان المساواة في الحقوق بين جميع المواطنين تفترض المساواة بين أولاد اللبنانيات، بحيث لا يمكن ربط الحق بالعمل وإجازته بحيازة إقامات المجاملة الخاضعة أساسا لسلطة الإدارة الاستنسابية،

- ان القانون المطلوب إعادة النظر فيه يكتنفه الغموض المبطل للنصوص "Inintelligibilité de la loi" حول ما إذا كانت إجازة العمل الحكمية المنصوص عنها فيه (أي باعتبار إقامة المجاملة بحد ذاتها إجازة عمل)، تشمل جميع ميادين العمل بما في ذلك المهن المنظمة بقوانين تشترط لممارستها حيازة الجنسية اللبنانية، بما يعني تعديلا ضمنيا لتلك القوانين لهذه الجهة، لا سيما وقد جاء في الأسباب الموجبة للقانون المطلوب إعادة النظر فيه أنه يهدف إلى "تشريع قاعدة كلية، مفادها: للمرأة اللبنانية حقوق أقرها الدستور وأولها مساواتها بالرجل"،

- ان سن الخامسة عشر تتعارض كليا مع المعايير الدولية للعمل، حيث تم تخصيص وضع قانون خاص لعمل الأحداث وظروفه وشروطه،

- ان القانون الحاضر يعالج جزءا من مشكلة حقوق أولاد اللبنانية والتي تتطلب معالجة شاملة ما زالت موضع مقاربات مختلفة، لا سيما في مجلس النواب ولجانه المختصة،

- ان مبدأ المساواة يقاس ويعمل به في أوضاع مماثلة وليس في أوضاع قانونية مختلفة، كما هي الحال مثلا بتخصيص لبنانيين ببعض المهن والأعمال بالنظر إلى خصوصيتها ومبدأ المعاملة بالمثل وما شابه من اعتبارات وطنية بحتة، وبما أنه في المرحلة الحاضرة نقترح أن يصار إلى تمييز أولاد المرأة اللبنانية المتزوجة من غير لبناني بإعطائهم الأفضلية على الأجانب في سوق العمل عن طريق تيسير العمل في لبنان بقدر ما تسمح به وتتيحه سوق العمل بعد استيعاب اللبنانيين.

قانون مكافحة الفساد

كذلك، اعاد الرئيس عون الى مجلس النواب، بموجب المرسوم الرقم 5272 تاريخ 25 تموز 2019، القانون الذي كان اقره المجلس في 27 حزيران الماضي، الرامي الى مكافحة الفساد في القطاع العام وانشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وذلك لاعادة النظر فيه.

وجاء في الاسباب التي دفعت الرئيس عون الى طلب اعادة القانون الى مجلس النواب، النقاط الآتية:

- من منطلق تحصين هذا القانون كي يؤدي الهدف السامي والمنشود من وراء أحكامه وآلياته فيأتي متكاملا وموائما ومتلائما مع منظومة مكافحة الفساد القانونية،

- ان هذا القانون، من حيث المبدأ، يجب أن يندرج صحيحا في سياق "الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد" التي لم تقر بعد، والتي يجب الإسراع في إقرارها، وذلك كي يحاكي مستلزماتها كافة ولا ينشئ مساحات من التناقض أو التناقص في معالجة آفة الفساد،

- ان المعتمد في الانتظام القانوني للدول التي تصدت بشكل فاعل للفساد، وبالنظر إلى التوصيات والمعاهدات الدولية بهذا الشأن، أن يضاف إلى القطاع العام قطاع الأعمال "Secteur des Affaires" أي القطاع الخاص المتعاقد والقطاع العام أو المشارك له لتعميم أحكام مكافحة الفساد على كليهما،

- ان ثمة اتفاقيات يجدر بلبنان الانضمام إليها أو إبرامها كي تكتمل العدة القانونية بالمفهوم الدولي لمكافحة الفساد، كاتفاقية منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية "OCDE" لمكافحة رشوة الموظفين العموميين الأجانب في المعاملات التجارية الدولية (23 أيار 1997)، والتي باشرنا بالآلية الدستورية للانضمام إليها عملا بالمادة 52 من الدستور، علما بأن لبنان معني، أكثر من أي وقت مضى، بأحكام مثل هذه الاتفاقيات وهو على أهبة التشارك مع مؤسسات وشركات دولية في ميادين شتى، ما يدعو على الأقل إلى الاستئناس بأحكامها عند صوغ قوانين مكافحة الفساد،

- ان الفقرة "ج" من الدستور تنص على أن لبنان جمهورية تقوم على احترام الحريات العامة، وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين، وإن المادة 13 من الدستور تنص على كفالة حرية الاجتماع وحرية تأليف الجمعيات ضمن دائرة القانون،

- ان هذا القانون حجب، في مادته السادسة، عضوية الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد عن الأعضاء الحاليين والسابقين في الأحزاب اللبنانية ومن دون تمييز واضح بين الأعضاء في مجالس إدارة الأحزاب والأعضاء المنتسبين إلى الأحزاب، كما يكتنف عدم الوضوح عبارة "منصب سياسي"، فضلا عن أنه ناط بهيئة ناخبة من 800 قاض أصيل تقريبا من القضاء العدلي والإداري والمالي انتخاب قاضيين متقاعدين، ما يجعل من جمع هذه الهيئة بعديدها أمرا متعذرا،

- ان القانون المطلوب إعادة النظر فيه قد نص، في مادته السابعة، على أن الموظفين العامين يعتبرون بحكم المستقيلين بمجرد قبولهم التعيين في الهيئة، بينما ليس في عداد المرشحين لعضوية الهيئة أي موظف عام عامل، ما لم يكن القانون الحاضر قد اعتبر أن الخبراء الثلاثة الذين يرشحهم وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية من الموظفين العامين، في حين يستحسن ألا يكون الخبراء من عداد الموظفين العامين،

- ان القانون المطلوب إعادة النظر فيه قد نص، في مادته العاشرة، على أنه في حالة شغور مركز في الهيئة قبل انتهاء ولايتها بستة أشهر على الأقل، يجري اختيار البديل خلال 15 يوما من تاريخ أخذ مجلس الوزراء علما بالشغور الحاصل، إنما لم يوضح ما إذا كان هذا الاختيار يتم على أساس اللائحة التي قدمتها الهيئة التي ينتمي إليها العضو الذي شغر مركزه عند التعيين الأول، وإذا لم يكن الأمر كذلك وكان لا بد من ترشيح جديد، لم يلحظ القانون الحاضر مهلة للهيئة المعنية لتقديم هذا الترشيح.

- ان القانون المطلوب إعادة النظر فيه قد نص، في مادته الحادية عشر، على أن لا يشارك في التصويت في جلسة إعطاء الإذن بملاحقة أعضائها العضو المعني بطلب الإذن، بينما يقتضي النص على أن لا يحضر هذا العضو جلسة التصويت، وذلك حرصا على حرية إرادة الأعضاء في التصويت،

- ان القانون المطلوب إعادة النظر فيه قد أعطى مجلس الوزراء في البند "د" من المادة 12 منه، صلاحية وقف عمل الهيئة عند الإخلال الفادح بموجباتها، ما يفتح باب الاستنساب السياسي واسعا على استمرارية عمل الهيئة وضماناتها،

- ان القانون المطلوب إعادة النظر فيه أخضع، في مادته الرابعة عشر، الأمين العام للهيئة وسائر أعضاء الجهاز الإداري لقانون العمل، بينما تقوم الهيئة بمهام إدارية بحتة ويلحظ القانون الحاضر في مادته التاسعة عشر إمكانية تفويض بعض صلاحيات الهيئة لأحد العاملين لديها، الأمر الذي يتطلب إخضاع الأمين العام للهيئة وسائر أعضاء الجهاز الإداري للقانون الإداري ومبادئه التي تراعي متطلبات حسن سير المرفق العام الإداري وليس لقانون العمل، غير المعني أصلا بالهيئة والمهام التي ناطها القانون بها، مع الإشارة إلى أن هذه الهيئة لا يجوز لها مخاطبة الضابطة العدلية إلا بواسطة النيابة العامة المختصة،

- ان القانون المطلوب إعادة النظر فيه ناط، في مادته الثامنة عشر، بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد مهمة تلقي التصاريح عن الذمة المالية وحفظها وإدارتها والتدقيق بها وفق أحكام قانون الإثراء غير المشروع، من دون أن يوضح ما إذا كانت هذه المهمة مكملة لمهام الهيئات التي تتلقى التصاريح حاليا بموجب قانون الإثراء غير المشروع، أم أن الهيئة تحل، بموجب النص الحاضر، محل جميع الهيئات المذكورة في هذا القانون الأخير بمهمتها في استلام التصاريح".

 

باسيل يعرقل تعيين 900 موظف في القطاع العام بحجة عدم مراعاة التوازن الطائفي

بيروت: سناء الجاك/الشرق الأوسط»/26 تموز/2019

تتعرض الموازنة التي أقرها البرلمان اللبناني إلى أزمة جديدة، بعد اعتراض «تكتل لبنان القوي» على فقرة أضيفت إلى المادة 79 المتعلقة بوقف التوظيف في القطاع العام، تحفظ حق الناجحين في المباريات التي أجراها مجلس الخدمة المدنية بناءً على قرار مجلس الوزراء وأعلنت نتائجها. وذلك بعد مناقشتها في لجنة المال والموازنة وفي الهيئة العامة للمجلس النيابي. ويبدو أن تولي رئيس لجنة المال وعضو «تكتل لبنان القوي» إبراهيم كنعان دراسة المواد لم يشفع للموازنة التي استغرقت رحلتها بين مجلسي الوزراء والنواب نحو ثلاثة أشهر، أشبعت خلالها درساً وتمحيصاً وشهدت خلافات حادة. ولكنها اليوم مهددة بالتعطيل نتيجة رفض التكتل ورئيسه وزير الخارجية جبران باسيل هذه الفقرة، ما يضيِّع مستقبل نحو 900 موظف فازوا في المباريات منذ العام 2016 ولم يتم تعيينهم في مراكزهم، رغم أن قسماً منهم ترك عمله الخاص بعد صدور النتائج. أما الحجة التي يتمسك بها باسيل فهي افتقار هذه التعيينات إلى التوازن الطائفي. رغم أن المادة 95 من الدستور تحصر التوازن الطائفي في وظائف الفئة الأولى.

ويحتاج تفعيل الاعتراض على التوظيف امتناع رئيس الجمهورية ميشال عون عن توقيع قانون الموازنة، بعد أن وقعه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، الذي أحاله على رئاسة الجمهورية. ويوضح النائب أيوب حميد لـ«الشرق الأوسط» أن «المادة المتعلقة بحفظ حق الناجحين في مجلس الخدمة دخلت إلى نص الموازنة وأقرت، حتى لا يسقط هذا الحق بمرور الزمن، أي بعد سنتين من نجاحهم إذا لم يتم إلحاقهم بالوظائف التي تقدموا إليها. وبالتالي يلزم الجهات المعنية في مجلس الوزراء والوزارات توقيع المراسيم وإلحاقهم حيث يجب». ويضيف: «يمكن الطعن بهذا البند من خلال مجموعة من النواب، كما هو معروف. ووزير العدل قال خلال مناقشة الموازنة إن تعيين المساعدين القضائيين الذين نجحوا في امتحاناتهم قد سقط بعد مرور أكثر من عامين. لذا بادرنا إلى تضمين الموازنة هذا البند حتى نحفظ حقوق الناجحين الذين لم يتم تعيينهم لأسباب لا علاقة لها بالقانون. وكأن الكفاءة لم تعد معياراً».

وعن مصير الاعتراض يقول حميد: «يحق لرئيس الجمهورية خلال مهلة 40 يوماً أن يعترض على الموازنة ويردها كلها أو يرد إحدى موادها، فيعلن نيته بذلك في مجلس الوزراء، ثم يرسل الرد إلى مجلس النواب، لتعاد مناقشته، وإذا صوت أكثر من ثلثي أعضاء المجلس على رفض الاعتراض والرد يبقى المجلس على قراره السابق». أما النائب في تكتل «لبنان القوي» ماريو عون فيقول إن «قضية الناجحين نوقشت في مجلس النواب من دون التوصل إلى أي قرار. وعلى أي حال ليست أولوية في خضم التحديات التي نواجهها للخروج من الأزمات الراهنة. بالمبدأ من ينجح يستحق التعيين بغض النظر عن أي معيار آخر. لكن في لبنان كثير من الأمور غير المحقة، وإن كانت بديهية في غيره من الدول. فالموضوع دقيق في التركيبة اللبنانية لارتباطه بخصوصيات تتعلق بالتوازنات الطائفية التي يجب احترامها. وإن كان رأيي الشخصي يقضي باحترام الكفاءة في التعيينات، لكن لا يمكن إغفال الاتفاقات التي قد يحيكها بعض أصحاب القرار، فالبلد كله محاصصة». لكن النائب محمد نصر الله من كتلة «التنمية والتحرير» يقول لـ«الشرق الأوسط»: «مؤسف أن يكون السبب لعدم تعيين هؤلاء هو طائفتهم. والمفارقة هي في عدم احترام القوانين بدءاً من الحكومة. فهناك 52 قانوناً أقرها مجلس النواب ولا تنفذها الحكومة». ويشير إلى أن «مجلس النواب مدد صلاحية تعيين الناجحين لحفظ حقوقهم. لكن يستمر الإصرار على عدم التعيين وليس بيدنا إلا أن نصبر ونحاور الفريق الذي يعرقل ذلك».

ويحذر نصر الله من أن «لبنان ذاهب إلى كارثة اجتماعية. فالتوظيف ممنوع لثلاث سنوات ويتراوح عدد المتخرجين من الجامعات بين 90 إلى 100 ألف متخرج، لا مجال لتوظيفهم في القطاع العام، مع الإشارة إلى صعوبة الحصول على عمل في القطاع الخاص».

 

مصير الحكومة بين الحقل الإيراني والبيدر السوري

سناء الجاك/نداء الوطن/26 تموز 2019

يبدو أن مصير الحكومة معلق على تجاذبات بين المشاريع الإقليمية الكبيرة المرسومة للبنان والتي يتولاها "حزب الله" بتوكيل من طهران، وبين المشاريع الكيدية الصغيرة التي أوكل بها النظام السوري حلفاءه الأوفياء لتصفية حساباته وإذلال من تجرأ عليه في لحظات التخلي، وتطويع كل من لا ينصاع ويلتحق به. وذلك في حنين سقيم الى المرحلة الذهبية التي ولت لهذا النظام. هذا التمايز يشي به التصلب في قضية قبرشمون واشتراط إحالتها الى المجلس العدلي لفك أسر اجتماع مجلس الوزراء. ويؤشر الى هذا التمايز ما يتسرب عن وصول المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الى حائط مسدود في وساطته. كذلك يؤشر اليه ما لا حاجة لتسريبه عن تأييد رئيس مجلس النواب نبيه بري حليفه التاريخي وليد جنبلاط، واستيائه واستغرابه من تعثر عقد جلسة حكومية فيما الملفات الضاغطة كثيرة، ولا تحتمل التأجيل. ويبقى الأهم، وهو حاجة "حزب الله" الى بقاء الحكومة وتفعيلها ما دامت له اليد الطولى في تسيير مصالحه من خلالها، وتحديداً بعد تصويت نواب "الحزب" لمصلحة الموازنة، وللمرة الأولى. في المقابل، يرتفع سقف التهديد، يتولاه من يستقوي بمحور الممانعة ليمرر رسائله، ويتجاوز الهدف المعلن، أي جنبلاط، الى الهدف المضمر وهو رئيس الحكومة سعد الحريري، وذلك من خلال حملات مبرمجة لتوجيه الإساءات بغية إضعاف موقع الحريري كشخص وكممثل لمذهب، وهو همّ نظام دمشق الاول. لذا، لا تقتصر الحملات على تسخيف واقع شعور جنبلاط بالاستهداف، لتتجاوزه الى الحريري اذا لم يدرج المجلس العدلي بنداً في اول اجتماع مقبل لمجلس الوزراء. ويلوِّح أصحاب هذه الحملات بسهولة استبدال الحريري، معتبرين ان لا ضمان له للبقاء رئيساً للحكومة الا برضى "حزب الله"، والاشارة الى ان البديل الجدي جاهز وهو "شاكر البرجاوي المتمتع بثقافة سياسية والقادر على شد العصب السني". لكن اين هي القطبة المخفية في هذا التمايز بين الحقل الإيراني الذي يحرثه "حزب الله" وبين البيدر السوري؟ هل من وجود لقطبة في الأساس أم ان الأمر لا يتجاوز توزيع الأدوار، مع اجتهادات خاصة وفق القدرات والمهارات القائمة على دس السم في الدسم واثارة الشائعات والسمسرة على حساب الدماء؟الله أعلم...

 

باسيل تلقى رسالة من بومبيو أكد فيها التزام دعم استقرار لبنان وأمنه

وطنية - الجمعة 26 تموز 2019

تلقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رسالة من نظيره الأميركي مايك بومبيو، أكد فيها التزام الولايات المتحدة دعم استقرار لبنان وأمنه وازدهاره، كما أكد دعمه قوات "اليونيفيل"، التي "لديها دور أساسي تلعبه في جنوب لبنان، وعلينا المحافظة على ولايتها". واعتبر ان "قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هي من الوسائل الأساسية لمواجهة تحديات السلام والأمن، وعلينا التأكد من أن ميزانيتها رشيقة، وهي مجهزة لأنجاز مهماتها على الأرض".

كذلك أكد "دعم عمليات السلام في العالم مع مواصلة الجهود لجعلها أكثر فاعلية".

 

انطباعات أسبوعية

26 تموز/2019/العدد

*قوة الاحتلال السوري في لبنان لم تكن بعدد دباباته، إنما بسيطرته على القرار السياسي اللبناني من خلال إمساكه بالمؤسسات الدستورية، وليس عن طريق الصدفة استعجاله للانتخابات النيابية قبل أوانها، وتفصيله القانون الانتخابي الذي يناسبه، ومحاصرته القوات اللبنانية وصولا الى حلِّها واعتقال قائدها من أجل إلغاء أي معارضة جدية في وجهه.

*الهدف الأساس للنظام السوري كان الإمساك بمفاصل الدولة من اجل ان تعلن الدولة برمتها ان الوجود السوري في لبنان "شرعي وضروري ومؤقت".

*مناسبة هذا الكلام اليوم للتدليل على أهمية المواقع الدستورية والحضور الفاعل داخلها، والتحوّل الجوهري بين حقبة ما قبل الخروج السوري من لبنان وما بعدها يتمثّل بانتزاع 14 آذار مساحة داخل الدولة لم تكن متوفرة في زمن الاحتلال السوري، الأمر الذي يستدعي الحفاظ على هذه المساحة وتوسيعها وليس تقديمها على طبق من فضة لحزب الله.

*النتيجة الأولية لانتفاضة الاستقلال كانت تحوّل الرئاسة الثالثة إلى الموقع السيادي الأول في لبنان، وهذا ما يفسِّر الحملات التي استهدفتها من أجل تغيير هويتها وإعادتها إلى الحضن السوري، وبعد فشل كل هذه المحاولات لم يتمكّن حزب الله إلا الاعتراف بهذا الواقع.

*الرئيس سعد الحريري أقوى من الرئيس ميشال عون، والحريري يشكل حاجة لعون وحزب الله معا، وفي حال استقالته لا رئيس حكومة من بعده إلا الطوفان والانقسام.

*يكفي ان يلوِّح الحريري بالاعتكاف او الاستقالة ليقلب الطاولة على رؤوس الجميع.

*خطأ الحريري الأساسي انه لا يستخدم قوته، ويظنّ عن خطأ أيضا ان عدم استخدامها يصبّ في مصلحة البلد الذي لا يحتمل الانقسامات، فيما التراخي هو الذي يضر البلد، وعدم استخدام ورقة القوة في أوانها الصحيح هو الذي يضر البلد، لان الطرف الآخر يستغل حرص الحريري على البلد بغية مواصلة مشروعه الذي لا يشبه البلد.

*يكفي ان يدعو الحريري الى جلسة لمجلس الوزراء وان يحمِّل عون وحزب الله مسؤولية تعطيل الجلسة الحكومية، لأن أحدا لا يصدِّق ان التعطيل مركزه خلدة.

*دعوة الحريري إلى جلسة حكومية تكشف المعطلين الحقيقيين وترفع الغطاء عنهم وتحرجهم وتنقل الصراع إلى مكانه الفعلي، وهذه الطريقة الوحيدة لفتح ثغرة في الجدار المقفل والدفع باتجاه إنهاء التعطيل.

*الدعوات الموجهة للرئيس الحريري من اجل الدعوة الى جلسة حكومية تتوالى: القوات اللبنانية وصفت التعطيل بالجريمة الوطنية، كتلة المستقبل دعت "رئاسة مجلس الوزراء إلى حسم الأمر واتخاذ كل ما من شأنه تحريك عجلة العمل الحكومي"، المفتي دريان شدد على "ضرورة انعقاد مجلس الوزراء خلال الأيام المقبلة"، بالإضافة إلى دعوات أخرى طبعا، وبالتالي الكرة في ملعب الحريري من اجل ان يبادر.

*الوزير جبران باسيل يتنصّل من مسؤولية التعطيل ويضع الكرة في ملعب رئيس الحكومة، ويكرر الموقف القائل بانه سيشارك في اي جلسة يدعو إليها الحريري، وهذا الموقف يعني إما ان باسيل ضد موقف أرسلان واستطرادا حزب الله، وإما انه يتلطى خلف عدم دعوة رئيس الحكومة.

*كلام باسيل عن حادثة البساتين يحمل في طياته خلفية سيئة للغاية، وهذا ما يدفع وليد جنبلاط الى الارتياب مما يحضّر له، سيما ان موقف حزب الله لا يخرج عن هذا السياق.

*رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اعتبر ان سيناريو سيدة النجاة يتكرر اليوم مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وأشار الى "انه يحق لجنبلاط الخوف من اللجوء المحتمل إلى المجلس العدلي"، موضحاً أنه عندما ينظر المجلس العدلي في القضية، فإن التحقيقات تُسند إلى قاضي تحقيق مختص، يعيّنه وزير العدل. ووزير العدل الحالي، ألبيرت سرحان محسوب على فريق معيّن".

*يحاول الفريق الممانع تكرار سيناريو تأليف الحكومة عبر الضغط لتوزير سني ودرزي من 8 آذار، ويظنّ انه بهذه الطريقة يستطيع ان ينتزع المجلس العدلي، ولكنه مخطئ للغاية ليس فقط لأن البلد على شفير الهاوية ولا يحتمل عدم انعقاد مجلس الوزراء، بل لأن جنبلاط على دراية كاملة للمخطط المعمول، وبالتالي لا تنازل ولا مساومة لا من قريب ولا من بعيد.

*الحريري لا يمكن ان يتراجع عن رفضه إدراج المجلس العدلي على جدول الأعمال لسببين أساسيين:

السبب الأول يتعلق بالتوازنات الداخلية، حيث ان الإطاحة بالإشتراكي تؤدي إلى تطويقه وإضعافه،

والسبب الثاني لأن السعودية أبلغت من يعنيهم الأمر بانها ضد الإحالة على المجلس العدلي، وهذا الموقف يتكامل مع الموقف الأميركي.

*يجب ان تشكل هذه الواقعة درسا للفريق الممانع، وان يخرج منها منهزما، والطريقة الوحيدة تكمن في دعوة الحريري مجلس الوزراء الى الانعقاد، وفلتزلزل الدنيا من بعدها، لأن هذا الفريق لا يفهم إلا بهذه الطريقة.

*معلوم وحتى إشعار آخر ان حزب الله يريد الاستقرار خشية وترقبا للتطورات الكبرى على خط النزاع الأميركي-الإيراني، ولكنه يهوى اللعب على حافة الهاوية، ولذلك يجب جرّه إلى مواجهة على حافة الهاوية من اجل دفعه الى التراجع.

*اللعب تحت السقف الذي يريده حزب الله خطأ كبير يستفيد منه الحزب، ومن هذا المنطلق يجب رفع مستوى المواجهة.

*هل يعقل ان البلد في حالة شلل لان أحد النواب المدعوم من هذا الطرف او ذاك يريد فرض شروطه بحادثة معينة أثبتت كل التحقيقات انها بعيدة كل البعد عن محاولة اغتيال؟

*أي عقل يمكن ان يصدِّق بان الكمين يزرع بواسطة ناس مكشوفة الهوية والانتماء؟ فكل الكلام عن كمين هرطقة بهرطقة.

*تعوّد هذا الطرف ان يفرض إيقاعه على الحياة السياسية، ولذلك مبادرة الحريري الى جلسة للحكومة تضع حزب الله في موقع رد الفعل، ويكون الحريري هو من فرض الإيقاع المطلوب وطنيا.

*كل العوامل الداخلية والخارجية لا تصبّ في مصلحة باسيل وحزب الله، ولذلك يجب المبادرة من أجل إرباكهما ودفعهما إلى التراجع.

*خسر محور الممانعة وباسيل ضمنه جولة مهمة في حادثة البساتين، ورفع سقف شروطه ستكون نتيجة خسارة أخرى مدوية.

*طلال أرسلان أصبح أسير مواقفه، خسر على الأرض ويحاول التعويض سياسيا، وهذا التعويض لن يتحقق.

*في حال لم يتراجع حزب الله، واستمر تعطيل الحكومة، يجب التفكير جديا بان الحزب لم يعد يأبه للاستقرار، ويريد الانتقال إلى مرحلة جديدة تنفيذا للأجندة الإيرانية التصعيدية في المنطقة.

*يجب التهيؤ لكل الاحتمالات ومواجهتها، ولكن الأكيد ان الخاسر الأكبر سيكون العهد، لأن التعطيل يصيب عهده بالمباشر.

*يملك الحريري أوراق قوة عدة وفي طليعتها الاستقالة او الاعتكاف في السراي و"بطيخ يكسٍّر بعضه"، واي خطوة من هذا النوع "ستفٍّش" خلق الناس التي "طلع دينها" من تصرفات باسيل والمحور الذي ينتمي إليه، واعتكافه يجعله محور الحدث، ويدفعهم إلى الهرولة إلى السراي او بيت الوسط متضرعين عودته عن الاعتكاف...

 

الأحرار: ردود الفعل على خطوة وزير العمل خرجت عن المنطق القانوني

وطنية - الجمعة 26 تموز 2019

رأى حزب الوطنيين الأحرار، في بيان بعد اجتماع لمجلسه السياسي برئاسة رئيسه دوري شمعون، أنه "لم يعد جائزا ولا مقبولا إبقاء أبواب مجلس الوزراء مقفلة، بينما تقضي الضرورات بعقد أكثر من جلسة أسبوعية. وليس هناك من يجهل تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تستدعي مواجهتها للحد من تداعياتها وفي ظل تأزم الوضع الإقليمي. الى ذلك المطلوب من الحكومة بدء العمل على تحضير موازنة العام المقبل من جهة وتأمين قطوعات الحساب من جهة أخرى، ناهيك بمقتضيات مؤتمر سادر تتطلب جهوزية لمواجهتها حتى تتحقق. ونكتفي بهذا القدر من الأسباب التي توجب قيام الحكومة بما هو منتظر منها وفي أسرع وقت ممكن لا ترك الأمور على ما هي عليه وكأنها غير موجودة". واستنكر "ردود الفعل على قيام وزير العمل بتطبيق القانون اللبناني، والتي خرجت عن المنطق القانوني الذي اعتمده. ان أسوأ ما سجل على هذا الصعيد كان لجوء البعض الى إثارة اللاجئين الفلسطينيين وتأليبهم على الوزير مصورين قراره على غير حقيقته وكأن المطلوب إثارة المشاكل وتوتير العلاقات بين لبنان والسلطة الفلسطينية، مع العلم ان إجازة العمل التي تعطى للفلسطيني معفاة من الرسوم على خلاف ما هو الحال عليه بالنسبة للآخرين. وإننا، إذ نؤيد تطبيق القوانين في كل المجالات وعلى كل الصعد، ندعو الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر الى الكف عن ممارساتهم الهدامة والى التصرف وفق ما ينص عليه القانون الذي يضمن حقوق الجميع". وأضاف البيان: "لطالما حذرنا في بياناتنا الأسبوعية من انفجار أزمة النفايات وغياب الحلول لمعالجتها. وكنا نشدد على محدودية استيعاب مكبي الكوستابرافا وبرج حمود، وهذا ما حصل للمكب الأخير، فاتخذ قرار امتداده الى الجديدة الذي جاء دوره في ظل غياب الحل البديل. وجل ما قررت السلطة القيام هو توسيع المكبين المذكورين. هذا القرار هو بمثابة هروب الى الأمام إذ انهما سريعا ما سيصبحان غير قادرين على استيعاب الكميات التي ستنقل اليهما. كل ذلك وما زالت الحلول مستعصية والآراء متضاربة عن كيفية معالجة النفايات. لذا نقترح على وزير البيئة تشكيل لجنة طوارئ تضم خبراء وناشطين في هذا المجال تعقد خلوة لتخرج بنظرة موحدة". ولفت الى "ضرورة الاقتداء بالدول التي عانت هذه المشكلة واعتماد الحلول التي توصلت اليها، وان العبرة هي في وجود إرادة وتفاهم لتجنيب الوطن مزيدا من الأزمات البيئية التي تضاف الى الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية".

 

الكتلة الوطنية: تعطيل الحكومة يؤكد أن هم المواطنين في واد وأهواء السياسيين في آخر

وطنية - الجمعة 26 تموز 2019

رأى "حزب الكتلة الوطنية اللبنانية" في بيان، أن "أزمة تعطيل عمل السلطة التنفيذية بسبب خلاف على الجهة المختصة قانونيا بمتابعة جريمة قبرشمون، تؤكد من دون أدنى شك أن هموم المواطنين في واد وأهواء الطبقة السياسية في آخر". وسأل: "ما الفرق بين إجراء المحاكمة أمام محكمة جزائية أو عسكرية أو المجلس العدلي وصدور الحكم عن إحداها؟ فجميعها يطبق القوانين اللبنانية المرعية الإجراء لهذه الجهة". واعتبر أن "كل ما في الأمر أن الصراع المعطل لاجتماعات الحكومة يتمحور حول السلطة، والهدف إلهاء الناس عن فشل "الأحزاب - الطوائف" في إدارة المال العام ونجاحها في هدره وتغطية الفساد وتفشي الزبائنية"، مؤكدا ان "هذا الموضوع يأخذ حاليا وجها آخر عبر المتاجرة بأرواح الناس". وأشار إلى أن "بعض الأفرقاء يتوهمون بإمكانية إلغاء طرف سياسي أو استبدال زعامة بأخرى لأحد "الأحزاب -الطوائف" كحالة رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، في حين أن صاحب حق "الإقصاء" الوحيد هو المواطن من خلال صندوق الاقتراع"، لافتا الى أن "كل محاولة إقصاء بالقوة ولو نجحت جزئيا أو مرحليا، سترتد على صاحبها وستفشل في نهاية المطاف، لأن الزعامات تستمد قوتها وثباتها من تأييد المواطنين لها". وذكر حزب الكتلة أن "تاريخ لبنان شاهد على أن لا أحد بإمكانه إلغاء الآخر وبالنتيجة يجب أن يعي المواطنون أن كل محاولة إقصاء تخدم الطبقة السياسية من دون أي أخذ في الاعتبار مصلحة المواطنين ورأيهم". وختم مشددا على "وجوب محاكمة كل مسؤول عن جريمة قبرشمون ومساهم فيها وممهد لها سواء بخطابات نارية أو مواكب استفزازية أو نشر السلاح بين الناس وتهييج الغرائز ومنع القوى الأمنية عن القيام بواجباتها، غير آبه بأرواح المواطنين".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تونس تعلن الحداد... ورئيس البرلمان يتولى الرئاسة مؤقتاً وتقديم موعد الانتخابات الرئاسية... ودعوات للتهدئة والالتفاف حول المؤسسات الدستورية بعد وفاة السبسي

تونس: كمال بن يونس – لندن/الشرق الأوسط»/26 تموز/2019

دخلت تونس حدادا رسميا لمدة 7 أيام، تنفيذا لقرار أصدره رئيس الحكومة يوسف الشاهد بعد وفاة الرئيس محمد الباجي قايد السبسي صباح أمس في المستشفى العسكري، الذي نقل إليه بصفة استعجالية مساء أول من أمس، وذلك للمرة الثالثة في ظرف شهرين بعد تدهور حالته الصحية. ومن المقرر أن تنظم جنازة وطنية لقايد السبسي غدا السبت. وكشف الحبيب خضر، المقرر العام للدستور التونسي وعضو البرلمان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن مواعيد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة لشهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين سوف تتغير بعد وفاة الرئيس، لأن الدستور ينص على استكمال كل إجراءات انتخاب الرئيس الجديد في ظرف أدناه 45 يوما، وأقصاه 90 يوما من شغور منصب رئيس الدولة. وقال خضر إن المقصود من استكمال كل إجراءات الانتخابات الرئاسية إنهاء عميلة الانتخاب على دورتين، والطعونات والبت فيها، وتنصيب الرئيس الجديد، وهو ما يعني أن الانتخابات الرئاسية قد تنظم خلال شهر سبتمبر (أيلول) أو مطلع شهر أكتوبر المقبلين حتى يباشر الرئيس الجديد مهامه بعد ثلاثة أشهر بالضبط، أي يوم 25 أكتوبر المقبل. وتماشيا مع تنصيص الدستور التونسي على مبدأ الفصل بين موعدي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فقد تضطر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى تغيير موعد الانتخابات البرلمانية أيضا، ليصبح بعد انتخاب الرئيس الجديد وتنصيبه. علما بأن القانون الانتخابي يسمح بتنظيم الانتخابات البرلمانية، وإعلان نتائجها بعد أسابيع من موعدها الأول والمحدد في السادس من أكتوبر المقبل.

وكشف نبيل بافون، رئيس الهيئة العليا للانتخابات، أن مجلس الهيئة سوف يعقد اجتماعات طارئة يبحث فيها سيناريوهات تغيير روزنامة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بالتشاور مع الرئيس المؤقت محمد الناصر والحكومة، والأطراف السياسية والبرلمانية. لكن يرجح أن يؤجل الإعلان عن مواعيد الانتخابات بعد غد الأحد، أي إلى ما بعد الانتهاء من تنظيم موكب التعازي والجنازة الوطنية للرئيس السبسي. ومباشرة بعد تأكيد رئاسة الجمهورية خبر وفاة الرئيس قايد السبسي، خاطب رئيس البرلمان محمد الناصر الشعب من مكتبه، بعد أن عقد اجتماعا تشاوريا مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد، أكد فيه أن مؤسسات الدولة «سوف تتابع عملها في ظروف عادية»، موضحا أنه سوف يتولى مؤقتا مهام رئاسة الدولة، مثلما ينص على ذلك الفصل 84 من الدستور.

وأدى رئيس البرلمان أمس اليمين الدستورية لتولي منصب الرئاسة بصفة مؤقتة، وقال موجها كلمته لنواب البرلمان : «أريد أن أثمن ما قام به الرئيس في بناء دولة الاستقلال وفي رئاسة الجمهورية في السنوات الخمس الماضية». وقد تقرر أن يؤدي محمد الناصر اليمين الدستورية أمام البرلمان لأن الظرف الطارئ لا يسمح بانتظار حضور كل النواب من مختلف المحافظات والمدن البعيدة لعقد جلسة عامة. وقال صادق بلعيد، عميد كلية الحقوق السابق والخبير الدولي في القانون، إن «انتقال السلطة في تونس سلمي ويجري فور إعلان الشغور»، أي أنه لا يؤجل لبضعة أيام، وهو ما يضمن استمرارية مؤسسات الدولة. مؤكدا أن انتخاب الرئيس الجديد «ينبغي أن يتم في أجل أدناه 45 يوما وأقصاه 90 يوما». ومنذ صباح أمس انطلقت في قصر الرئاسة بقرطاج مراسم تقبل التعازي، وتلاوة القرآن الكريم على الرئيس السبسي، حيث توافد على القصر عدد كبير من الشخصيات الوطنية البارزة.

كما صدرت تعزيات في فقدانه من طرف زعماء ورؤساء دول عربية وأجنبية، ودعوات إلى التهدئة والتحلي بالروح الوطنية من ممثلي كل التيارات ومن الرئيسين السابقين فؤاد المبزع، والمنصف المرزوقي. كما نشرت وسائل الإعلام المحلية تعزية بعث بها الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، نوه فيها بخصال قايد السبسي ودعا فيها الشعب إلى الوحدة الوطنية والتكاتف. ومنذ الصباح الباكر تجمع عدد كبير من المواطنين والسياسيين أمام قصر قرطاج والبرلمان، تعبيرا عن حزنهم لوفاة «أبو تونس» في الـ92 من عمره. وقطعت أغلب وسائل الإعلام العمومية والخاصة برامجها لتقدم برامج دينية وإخبارية، وومضات تدعو إلى الوحدة الوطنية، واستئناف المسار السياسي والديمقراطي في ظروف عادية.

ومن المقرر أن تنظم جنازة وطنية للرئيس السبسي غدا السبت، ولهذا السبب ألغيت في كل المدن التونسية الاحتفالات التي كانت مقررة أمس بمناسبة الذكرى الـ62 لإعلان النظام الجمهوري في البلاد. في المقابل، أكدت الهيئة العليا للانتخابات أن وفاة الرئيس «لن تؤدي إلى المساس بالمسار السياسي والانتخابي التعددي، على أن يعاد النظر في الروزنامة عند الاقتضاء». وكان السبسي قد وقع مطلع الشهر الحالي الأمر الرئاسي الذي يدعو الناخبين إلى الانتخابات البرلمانية في أكتوبر المقبل والرئاسية مطلع شهر نوفمبر المقبل. لكن وفاته ستغير لا محالة في هذه التواريخ.

ونعى رئيس الحكومة يوسف الشاهد وباقي الأحزاب التونسية الرئيس الراحل، علما بأن الشاهد أحد القياديين السابقين في حركة نداء تونس، التي أسسها الرئيس الراحل عام 2012. وكان مرشحه لمنصب رئيس الحكومة الذي تولاه في 2016، لكن العلاقة بين الرجلين اتسمت بالفتور منذ 2018، وكانت آخر النقاط الخلافية بين الرجلين عندما رفض السبسي التوقيع على تعديلات لقانون الانتخابات، التي صادق عليها البرلمان في يونيو (حزيران) الماضي، بدعوى أنه قد يفضي إلى إقصاء أطراف سياسية. وكتب رئيس الحكومة على صفحته الرسمية عبر موقع «فيسبوك»: «برحيله (السبسي) تفقد تونس مناضلا وطنيا صادقا، ورجل دولة وهب نفسه وحياته للعمل الوطني. وكان له دور أساسي ومحوري في إنجاح الانتقال الديمقراطي في بلادنا... وقد خبرت عن قرب غيرته على تونس وحرصه على تغليب مصلحتها». بدوره، قال حزب حركة النهضة، حليف الشاهد في الحكم، في بيان حمل توقيع رئيسها راشد الغنوشي «الرئيس الباجي قايد السبسي، هو أول رئيس تونسي منتخب مباشرة وبصورة ديمقراطية، ودوره كان محوريا في استمرار التجربة الديمقراطية التونسية، وحماية سلامة بلادنا وقيادة توافق وطني تاريخي». وجاء في بيان حركة نداء تونس «بهذا الحدث الجلل تفقد تونس أحد زعمائها الكبار، ممن ساهموا في جميع معاركها الكبرى في التاريخ المعاصر، المعركة من أجل تحرير البلاد من ربقة المستعمر، والمعركة من أجل بناء الدولة الوطنية المستقلة، والمعركة من أجل إرساء النظام الديمقراطي وتحقيق المصالحة الوطنية، وإنجاز أهداف الثورة». كما نعت باقي الأحزاب التونسية الرئيس الراحل، ومن بينها حركة مشروع تونس، والجبهة الشعبية، وحركة الشعب. وطالب رئيس حزب البديل ورئيس الحكومة السابق المهدي جمعة، الدولة بتنظيم جنازة وطنية كبيرة تليق بمقام الباجي قايد السبسي وما قدمه للدولة التونسية على امتداد أكثر من 50 سنة، وخاصة ما قدمه بعد الثورة في سبيل إنجاح المسار الانتقالي، والحفاظ على وحدة الدولة والشعب. بدوره، نعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ببالغ الحزن رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي. ووفق المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية بسام راضي، على صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»، فقد تقدم الرئيس المصري بخالص التعازي والمواساة لأسرة الرئيس الباجي قايد السبسي وللشعب التونسي الشقيق. كما قدم الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي التعزية للشعب التونسي والأمة العربية في وفاة الرئيس التونسي. مؤكدا تضامن ووقوف البرلمان العربي مع الجمهورية التونسية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها.

 

بروفايل: قائد السبسي... الزعيم الذي أثرى المشهد السياسي التونسي لـ70 عاماً

تونس: كمال بن يونس/الشرق الأوسط»/26 تموز/2019

الباجي قايد السبسي أو محمد الباجي، كما يحلو لبعض المقربين منه تسميته، سيبقى من بين السياسيين القلائل في العالم، الذين أثروا في شؤون الحكم والمعارضة، على حد سواء، لمدة قاربت نحو 70 عاماً كاملة، بدأت قبل استقلال تونس عن فرنسا في 1956. وأيضاً في عهد الرئيس الأول الحبيب بورقيبة (1956 - 1987)، والرئيس الثاني زين العابدين بن علي (1987 - 2011)، ثم بعد انتفاضة يناير (كانون الثاني) 2011. التي أدت إلى تغيير جوهري في النظام، ووصول المعارضين السابقين، بمن فيهم ممثلون عن الأحزاب اليسارية والإسلامية إلى السلطة. ولد محمد الباجي قائد السبسي في ضاحية سيدي بوسعيد السياحية (20 كلم شمالي العاصمة)، غير بعيد عن المبنى الذي اتخذه الحبيب بورقيبة قصراً لرئاسة الجمهورية قبل نحو 60 عاماً. لكن شاءت الأقدار أن يعود إليه في 31 من ديسمبر (كانون الأول) 2014 رئيساً منتخباً من الشعب، وذلك في أول انتخابات رئاسية تعددية شهد العالم بنزاهتها، وانتصر فيها آنذاك على رئيس المرحلة الانتقالية (2011 - 2014) الحقوقي المنصف المرزوقي، كما فاز فيها حزبه «نداء تونس» بالمرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية، مما سمح له بالتحكم في مقاليد السلطتين التنفيذية والبرلمانية طوال الأعوام الخمسة الماضية، رغم فوز حزب النهضة (إسلامي) بالمرتبة الثانية في تلك الانتخابات.

- سليل عائلات الأعيان

ولد محمد الباجي قائد السبسي عام 1926 لعائلة عثمانية، خدمت في القرن التاسع عشر داخل قصر ملوك تونس في باردو. وقد مكنه انتماؤه لعائلات الأعيان من تكوين ثقافة مخضرمة، مثل أغلب أبناء البورجوازية الصغيرة في العاصمة.وقد اعترف قائد السبسي في تصريحاته أنه حفظ بأمر من والدته التونسية ربع القرآن، ومجموعة كبيرة من النصوص الأدبية والشعرية بالعربية والفرنسية قبل ولوج المدرسة العصرية، التي كانت تدرس في نفس الوقت باللغتين العربية والفرنسية. وبعد ذلك أكمل دراسته الثانوية في معهد الصادقية بتونس العاصمة، فيما أنهى الجزء الثاني من الباكالوريا بمعهد ديجون في فرنسا سنة 1948. وبين عامي 1949 و1952 درس الحقوق في باريس، وفيها تعرف على زعيم الحزب الدستوري والحركة الوطنية الحبيب بورقيبة، وعلى عدد من الطلاب التونسيين، الذين تسلموا بعد الاستقلال مسؤوليات عليا في الدولة والحزب الحاكم، بينهم محمد المصمودي، وأحمد المستيري، والهادي البكوش.

- مسار سياسي حافل

في سنة 1952 بدأ الباجي قائد السبسي مسيرته المهنية والسياسية في تونس محامياً، وهو ما مكنه من الانخراط قبل 70 عاماً في الجدل بين الزعماء السياسيين والحقوقيين، وبين مؤيدي المشاركة في حكومات مؤقتة قبل الاستقلال وبعدها، أو البقاء في صفوف المعارضة. خلال هذه المرحلة تعرف قائد السبسي عن قرب على الأمين العام للحزب الدستوري والزعيم الثاني للحركة الوطنية صالح بن يوسف، وبدأ مسيرته المهنية محامياً طموحاً في مكتب صهره فتحي زهير، وظل مكتب الباجي قائد السبسي المحامي مفتوحاً حتى دخوله قصر قرطاج.

وخلال مساره المهني الحافل، عين قائد السبسي منذ حكومة الاستقلال الأولى في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي مديراً مركزياً في وزارة الداخلية، ثم عين في حقبة الستينات مديراً عاماً للأمن الوطني، قبل أن يصبح وزيراً للداخلية ثم وزيراً للدفاع. وقد مكنته هذه المسؤوليات الكبيرة من أن يكون من المقربين للرئيس الحبيب بورقيبة في معاركه مع معارضيه، المناصرين للأمين العام المنشق صالح بن يوسف، ثم مع العروبيين واليساريين. لكن بعد مؤتمر الحزب الحاكم عام 1971 انحاز قائد السبسي إلى المعارضين الليبيراليين لسياسات بورقيبة من داخل الحزب الحاكم.

لكن بورقيبة وصقور الحزب الموالين له طردوه مع بقية رموز المعارضة، بزعامة وزير العدل والداخلية السابق أحمد المستيري، فعاد إلى مكتب المحاماة، وساهم مع المنشقين عن الحزب أواخر السبعينات في تأسيس النواة الأولى للمعارضة الليبيرالية، ومنظمات حقوقية غير حكومية. غير أن بورقيبة أعاد قائد السبسي إلى الحكومة، وعينه وزيراً للخارجية في عهد رئيس الحكومة الليبرالي محمد مزالي ما بين 1981 و1986. وبعد تقلد مهام على رأس سفارات تونس في الخارج، عاد قائد السبسي إلى قيادة الحزب الحاكم في عهد الرئيس زين العابدين بن علي، ثم عين رئيساً للبرلمان عامي 1991 و1992.

غير أن بن علي سرعان ما أبعده، مثلما أبعد غالبية رموز الدولة في عهد سلفه الحبيب بورقيبة، فعاد الباجي قائد السبسي إلى مكتب المحاماة مع شقيقه صلاح الدين قائد السبسي. لكنه احتفظ حتى 2003 بصفة عضو في اللجنة المركزية، أي القيادة الموسعة للحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي).

- من التقاعد إلى رئاسة البلاد

ظل الباجي قائد السبسي يسير مكتب المحاماة عن بعد بواسطة شقيقه وبعض شركائهما، ويقضي وقتاً طويلاً بين صالونات السياسيين ورجال الأعمال، بمن فيهم عدد من المعارضين والمغضوب عليهم من قبل الرئيس زين العابدين بن علي. وفي هذه الفترة كان قائد السبسي يلتقي كل يوم تقريباً أصدقاءه من رجال الأعمال والسياسيين السابقين، ومن بينهم الأشقاء كمال وصلاح الدين ورؤوف لطيف، الذين كانوا مقاولين ناجحين ومستثمرين بارزين في قطاع العقارات، ومن بين أكثر المقربين من قصر الرئاسة في قرطاج ما بين 1987 و1992. لكن بن علي أبعدهم بعد طلاقه من زوجته الأولى نعيمة الكافي، وإعلان زواجه من ليلى الطرابلسي، وذلك بسبب معارضتهم لهذه الخطوة. وفي عهد بن علي تعرض قائد السبسي لعدة مضايقات بسبب هذه الصداقات. لكنه حافظ عليها، خاصة أن مكتب كمال اللطيف، المقاول والمستشار السياسي غير الرسمي السابق لبن علي ورجالات الدولة كان مجاوراً لبيته في ضاحية سكرة (10 كلم غربي العاصمة).لكن بعد سقوط بن علي في يناير 2011، رد كمال اللطيف وإخوته والمقربون منه الجميل لقائد السبسي، وشكلوا مجموعة ضغط دعمت ترشيحه لرئاسة الحكومة الانتقالية عام 2011، ثم دعموا مشروعه الحزبي والسياسي، الذي أوصله إلى الحكم في نهاية 2014.

- تقييم أداء قائد السبسي

يختلف التونسيون في تقييم حصيلة الأعوام الخمسة لأداء الباجي قائد السبسي في قصر قرطاج وخارجه. لكن غالبية المراقبين من داخل منظومة الحكم والمعارضة، وبينهم عدد من الدبلوماسيين المعتمدين في تونس، يسجلون أن من بين نقاط قوة قائد السبسي نجاحه في التوفيق بين مواقفه الحداثية والعلمانية المعادية للتيارات الدينية والسياسية المتطرفة، وسياسة «التوافق» و«الوحدة الوطنية»، بما في ذلك مع من وصفهم منذ 2011 بالإسلاميين الذين تصالحوا مع قيم الديمقراطية والحداثة. في إشارة إلى التيار السائد في حركة النهضة.

وقد نظم قائد السبسي ومقربون منه اجتماعاً في صيف 2013 مع زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي وبعض رفاقه، أسفر عن موافقة الغنوشي على مغادرة السلطة، وتنظيم انتخابات جديدة تدعم خلالها حركته قائد السبسي في الرئاسيات، مقابل مشاركة رمزية في الحكومة وحضورها في البرلمان. وقد مكن هذا الخيار التوافقي تونس من تجنب سيناريوهات القطيعة والصدام والحروب الأهلية التي وقعت في أغلب دول «الثورات العربية»، حسب عدد من المراقبين. لكن التقييمات اليوم لحصيلة هذه السياسة التوافقية تظل متباينة داخل حزب قائد السبسي نفسه، الذي تمزق لأسباب عديدة، من بينها انتقادات بعض القياديين فيه لتحالفات زعيمهم مع من يسمونهم بقيادات «الإسلام السياسي». لكن في كل الأحوال سيبقى قائد السبسي السياسي والزعيم، الذي أثر في أطول فترة في تاريخ تونس، أي 70 عاماً كاملة.

 

بريطانيا تكلف البحرية بمرافقة السفن التي ترفع عَلَمها عبر مضيق هرمز

لندن/الشرق الأوسط»/26 تموز/2019

قالت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم (الخميس)، إن البحرية البريطانية سترافق السفن التي ترفع عَلَم البلاد عبر مضيق هرمز بهدف الدفاع عن حرية الملاحة بعد احتجاز إيران لناقلة بريطانية. وذكر متحدث باسم الحكومة البريطانية في بيان: «تم تكليف البحرية الملكية بمرافقة السفن التي ترفع عَلَم بريطانيا عبر مضيق هرمز، سواء كانت فرادى أو في مجموعات، بشرط الحصول على إخطار قبل عبورها بوقت كافٍ». وأضاف: «حرية الملاحة مسألة حاسمة بالنسبة إلى نظام التجارة العالمي واقتصاد العالم، وسنبذل كل ما بوسعنا للدفاع عنها»، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء. وتزايدت المخاوف من تعطل إمدادات النفط في مضيق هرمز، الذي تُنقل عبره نحو 20% من إمدادات الخام العالمية يومياً، بعد أن احتجز «الحرس الثوري» الإيراني ناقلة نفط ترفع العَلَم البريطاني في الممر المائي يوم (الجمعة) الماضي، فيما يبدو أنه رد على احتجاز بريطانيا ناقلة إيرانية قبل أسبوعين.

 

تلميح إيراني لتبادل الناقلات... ولندن تنفي إرسال وسيط

روحاني: طهران مستعدة للتفاوض ما لم تكن المفاوضات تعني الاستسلام

لندن/الشرق الأوسط»/26 تموز/2019

عادت طهران للتحذير من تشكيل قوة أمن أوروبية، أمس، وتعهَّد الرئيس الإيراني حسن روحاني بردّ مناسب على الدول الأوروبية «إذا أوقفت مخالفاتها في جبل طارق»، ورهن ضمناً الإفراج عن الناقلة البريطانية بالإفراج عن ناقلة «غريس 1» الإيرانية المحتجزة في جبل طارق، وتمسَّك في الوقت نفسه بالمفاوضات ما لم تكن تعني الاستسلام. وفي المقابل، دحضت بريطانيا، أمس، تصريح مسؤول إيراني عن إرسال وسيط. ورفض روحاني ضمناً الدعوات الأميركية والأوروبية لضمان أمن الملاحة في المياه الإقليمية، وذلك بهدف رد تهديدات «الحرس الثوري»، بعد استهداف ناقلات نفط واحتجاز ناقلة نفط تحمل علم بريطانيا منذ بداية تفاقم التوتر بين إيران والولايات المتحدة، إثر تشديد العقوبات النفطية الأميركية. وقال روحاني في هذا الصدد إن «المسؤولية الأساسية للحفاظ على أمن مضيق هرمز والخليج على عاتق إيران ودول المنطقة بشكل أساسي»، واعتبر الاهتمام الدولي بأمن الممر الاستراتيجي «ليس من شأن الآخرين»، قبل أن يخاطب الدول الأوروبية: «ستتلقى ردّاً مناسباً إذا التزمت هذه البلدان بالأطر الدولية، وتخلَّت عن إجراءاتها الخاطئة، بما فيها ما ارتكبوه في جبل طارق».

وتعليقاً على احتجاز «الحرس الثوري» ناقلة النفط البريطانية، قال روحاني إن «مضيق هرمز ليس مكاناً للمزاح ولا اللعب بالقوانين الدولية»، مضيفاً: «يجب على كل العالم أن يشكر (الحرس الثوري) على أمن الخليج».

وذهب أبعد من ذلك، عندما قال: «لن نسمح لأحد بأن يثير الفوضى في الخليج ومضيق هرمز»، لكنه، في الوقت ذاته، نوه بأنه «لسنا وراء التوتر والمواجهة العسكرية مع بعض الدول الأوروبية».وكان وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت قد أعلن مشاورات تجريها لندن مع حلفائها الأوروبيين لتشكيل قوة أمنية بقيادة أوروبية لضمان الملاحة الآمنة، واصفاً احتجاز الناقلة البريطانية بـ«قرصنة الدولة». وحذر من أنه «على إيران قبول أن الثمن سيكون وجوداً عسكرياً غربياً أكبر في المياه على امتداد سواحلها إذا واصلت هذا المسار الخطير». وفي المقابل، قال نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أول من أمس، في تحذير، إن إيران «لا تسعي للمواجهة لكنّ لدينا ساحلاً بطول 1500 ميل على الخليج، وهذه مياهنا وسنحميها». ونسبت وكالات إيرانية لحسين دهقان مستشار المرشد في الشؤون العسكرية ووزير الدفاع السابق قوله، أمس، إن أي تغيير في أوضاع مضيق هرمز سيؤدي إلى مواجهة خطيرة. وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن روحاني كان يلمح إلى استعداد طهران لتبادل الناقلات مع بريطانيا، وإجراء محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، بشأن برنامج بلاده النووي والعقوبات. واقتراح روحاني لم يكن جديداً، أمس. ويوم الاثنين الماضي، رهن كمال خرازي رئيس اللجنة الاستراتيجية للعلاقات الخارجية وأحد مستشاري خامنئي في الشؤون الدولية إطلاق الناقلة الإيرانية «غريس 1» المحتجزة في جبل طارق شرطاً لبدء ما وصفه بـ«المسار القانوني للإفراج عن ناقلة النفط البريطانية (ستينا إمبيرو)».

وبذلك انحاز روحاني إلى رواية المسؤولين الحكوميين حول قانونية احتجاز الناقلة لضبط النظم في المضيق، وعلى نقيض ما تقوله حكومة روحاني هناك رواية إيرانية وردت على لسان أكثر من مسؤول إيراني، وهي أن احتجاز الناقلة البريطانية يأتي ردّاً على احتجاز ناقلة نفط إيرانية في جبل طارق قبل نحو ثلاثة أسابيع.

في هذه الأثناء، قالت وزارة الخارجية السويدية، أمس، إنها تجري محادثات مع إيران وبريطانيا وآخرين بشأن الناقلة التي تملكها شركة سويدية وترفع علم بريطانيا، التي احتجزها «الحرس الثوري» الإيراني منذ الجمعة الماضي. وذكرت في بيان: «تشعر السويد بالقلق إزاء التطورات في مضيق هرمز. من الضروري للغاية بالنسبة للسويد والاتحاد الأوروبي حماية حرية الملاحة. في ضوء الخطورة الشديدة للوضع في المنطقة، من المهم أيضاً أن تساهم الخطوات التي يتم اتخاذها في تهدئة التوتر». وأضافت: «تجري السويد حواراً على مستويات مختلفة مع المملكة المتحدة وإيران وأطراف معنية أخرى، ونأمل في التوصل إلى حل للقضايا وتهدئة الوضع المتوتر». وقال مصدر دبلوماسي بريطاني لوكالة «رويترز»، أمس، إن بلاده لم ترسل أي ممثلين إلى إيران كوسطاء، وذلك في رد على ما تداول في الوكالات عن إرسال وسيط لبحث تحرير ناقلة ترفع علم بريطانيا تحتجزها إيران. وأضاف المصدر: «لسنا على علم بإرسال أي ممثلين كوسطاء إلى إيران».' وأفادت وكالة «تسنيم» التابعة لجهاز استخبارات «الحرس الثوري» عن محمدي غلبيغاني، مدير مكتب المرشد الإيراني إن «(الحرس الثوري) باحتجاز ناقلة النفط وطأ رأس البريطانيين بالأرض»، وأضاف أن «البلد الذي كان يختار الوزير ووكيله في زمن ما، وصل به الأمر إلى إرسال وسيط، ويلتمسون من أجل إطلاق الناقلة». جاء ذلك بينما نفى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي الربيعي، أن تكون قضية الثأر مطروحة في احتجاز الناقلة البريطانية.

أتى ذلك قبل ثلاثة أيام من وصول وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى طهران لبحث التوتر الإقليمي. ولكن لم يتضح ما إذا كانت مسقط تنوي القيام بجهود وساطة لاحتواء التوتر بين طهران ولندن. وقال روحاني، أمس، إن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات، لكنه شدد على أنها «لن تقبل الاستسلام عند طاولة المفاوضات تحت مسمى التفاوض» وتابع: «ما دمت مسؤولاً عن الواجبات التنفيذية للبلاد، فنحن مستعدون تماماً لإجراء مفاوضات عادلة وقانونية وصادقة لحل المشكلات»، غير أنه لم يحدد ما المحادثات التي يعنيها، لكن بدا أنه يشير إلى مفاوضات محتملة مع الولايات المتحدة بحسب وكالة «رويترز». ولفت روحاني إلى أن بعض الدول «تقوم بالوساطة» في هذا الإطار، مشيراً إلى اتصالات ومراسلات تجري حالياً لبدء التفاوض مع واشنطن. وبالتزامن مع توجيه رسائل خارجية، بدت تصريحاته موجهة لانتقادات داخلية، عندما جدد دفاعه عن الاتفاق النووي، واعتبره إيجابياً لكسر المأزق السياسي لبلاده على الصعيد الدولي. وقال إن حكومته «لم ولن تهدر فرصة التفاوض». ويتناقض موقف روحاني مع المرشد على خامنئي، وهو المسؤول الأول في البلاد الذي وصف التفاوض مع الولايات المتحدة بـ«السمّ»، معتبراً التفاوض مع ترمب بـ«السم المضاعف». وقبل أسبوع، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن إيران مستعدة لإعادة التفاوض حول «بند الغروب» في الاتفاق النووي، وقبول تفتيش دائم لمنشآتها النووية بشرط أن ترفع الولايات المتحدة بشكل نهائي العقوبات الاقتصادية، وذلك من دون أن يتطرق لمفاوضات تطالب بها واشنطن ضمن 12 شرطاً أعلنها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، العام الماضي، لاحتواء تهديدات إيران الإقليمية وبرنامج الصواريخ الباليستية. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحب، العام الماضي، من اتفاق فيينا النووي الذي أُبرِم قبل أربع سنوات تحديداً، وأعاد العقوبات الأميركية على إيران قبل أن يشدد العقوبات في بداية مايو (أيار)، بعدما قام بخطوة رمزية في أبريل (نيسان) بتصنيف قوات «الحرس الثوري» الخاضعة لسلطة المرشد الإيراني، على قائمة المنظمات الإرهابية.

 

عبّاس يعلن وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل مع الجانب الإسرائيلي».

الشرق الأوسط»/26 تموز/2019

وقال عباس، عقب اجتماع طارئ عقدته القيادة الفلسطينية في مقرّ الرئاسة برام الله في الضفة الغربية المحتلة، إنّه «أمام إصرار سلطة الاحتلال على التنكّر لجميع الاتفاقيات الموقّعة وما يترتّب عليها من التزامات، نعلن قرار القيادة وقف العمل بالاتفاقيات الموقّعة مع الجانب الإسرائيلي والبدء في وضع آليات اعتباراً من الغد لتنفيذ ذلك».وكثّفت القيادة الفلسطينية اجتماعاتها خلال اليومين الماضيين، لا سيّما عقب هدم إسرائيل منازل فلسطينيين على أطراف مدينة القدس. وكان عبّاس التقى، أمس (الأربعاء)، في عمّان العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، في اجتماع قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إنّه تناول «آليات التنسيق بين البلدين» إزاء آخر التطورات. واليوم، نقلت «وفا» عن عباس قوله بخصوص اجتماع القيادة الفلسطينية الذي دعا إليه إنّ «أهمّ ملف على طاولة الاجتماع هو هدم منازل المواطنين في منطقة (أ)»، مضيفاً: «لا نغفر الهدم في مناطق (أ) أو (ج)، لكن هذه أول مرة يتم الهدم بهذه المنطقة، وهو ما نعتبره منتهى الوقاحة والعدوان على الحقوق الفلسطينية». وأضاف: «لا بدّ أن نتّخذ خلال الاجتماع موقفاً واضحاً وصريحاً ومحدّداً من كلّ هذه الإجراءات». وعقب الاجتماع قال عباس: «لن نرضخ للإملاءات وفرض الأمر الواقع على الأرض بالقوة الغاشمة، وتحديداً في القدس، وكلّ ما تقوم به دولة الاحتلال غير شرعي وباطل». وشدّد على أنّ «أيدينا كانت وما زالت ممدودة للسلام العادل والشامل والدائم، لكن هذا لا يعني أنّنا نقبل بالوضع القائم أو الاستسلام لإجراءات الاحتلال، ولن نستسلم ولن نتعايش مع الاحتلال، كما لن نتساوق مع (صفقة القرن)، ففلسطين والقدس ليستا للبيع والمقايضة، وليستا صفقة عقارية في شركة عقارات». وشدّد عباس على أنّه «لا سلام ولا أمن ولا استقرار في منطقتنا والعالم دون أن ينعم شعبنا بحقوقه كاملة، ومهما طال الزمان أو قصر فسيندحر الاحتلال البغيض وستستقلّ دولتنا العتيدة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 إلى الناقورة.. والباقي «على الله» و«حزبِه»!

طوني عيسى/الجمهورية/26 تموز/2019

إنها نهاية سعيدة للمهمّة، وانتصارٌ ديبلوماسي لديفيد ساترفيلد، في المهلة الإضافية الممنوحة له في الوساطة بين لبنان وإسرائيل، قبل تموضعه في تركيا. فمجرد إعلان الرئيس نبيه بري أنّ الحلّ لمفاوضات الترسيم مع إسرائيل قد اقترب، يعني أنّ الأمور لن تعود إلى الوراء. ومجرد تولّي رئيس المجلس الملف يشكّل ضمانةً لعدم تشكيك «حزب الله» بالموقف الرسمي في المفاوضات وتحويله أزمةً سياسية داخلية. وهو ما كان سيحصل لو وُضِع الملف في يد الرئيس سعد الحريري مثلاً...

في رسالة السفيرة إليزابيت ريتشارد إلى بري، أنّ الجانب الإسرائيلي وافق على تلبية معظم الشروط اللبنانية في مفاوضات الترسيم. وهكذا، صار مرتقباً بدء المفاوضات في الناقورة خلال أسابيع قليلة، بتأخير معقول عن الموعد الذي كان يتوقعه الكثير من الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل، أي تموز الجاري.

وعلى الأرجح، ستُعقد المفاوضات وفقاً للأسس الآتية:

1- يكون أعضاء الفريق اللبناني المفاوض من التقنيين لا الديبلوماسيين، علماً أنّ هناك لجنة عسكرية مشتركة تعقد اجتماعات دورية في الناقورة بهدف حلحلة الإشكالات الطارئة.

2- لا يرتبط الجانب اللبناني بموعدٍ رسمي محدَّد لإنهاء المفاوضات لئلّا يقع تحت ضغط الوقت. لكنّ الجانب الأميركي يكون ضمانةً لحلحلة العقد، ما يسرِّع الوصول إلى نتائج ضمن مهلة أشهر.

3- تكون الأمم المتحدة هي الراعي الرسمي لعملية التفاوض، وهي تستضيف المفاوضات في مقرِّها. وأما الولايات المتحدة فتكون الضامن والوسيط.

4- يراعى طلب لبنان تلازم التفاوض حول الحدود براً وبحراً. وثمّة كلام في بعض الأوساط على احتمال قبول إسرائيل به وتعهدها بالتزامه، بدعم أميركي، من دون إلزامها بالتوقيع على هذا الشرط رسمياً.

5- هناك مساعٍ لمعالجة بعض الشروط اللبنانية المتعلقة بآليات التفاوض. وعلى الأرجح، لن يكون الأمر عائقاً أمام الانطلاق في المفاوضات بعدما جرت حلحلة المسائل الأكثر تعقيداً.

مصادر مطلعة تقول: اقتنع كل من الأطراف الثلاثة، لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة، بأنّ هناك مصلحة مؤكدة له في المفاوضات، وإن اختلفت منطلقات كل طرف بين تقنية وسياسية.

1- الجانب اللبناني: يستعجل الترسيم، كي يبدأ عملية التنقيب والاستفادة من كميات الغاز في البلوك 9، في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها. وكذلك، ليوقف عمليات النهب التي يُشتبه في أنّ إسرائيل تقوم بها ضمن منطقته الاقتصادية الخالصة.

فقد وردت إلى مراجع لبنانية، أيام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، معلومات مفادها أنّ إسرائيل تستولي على الغاز اللبناني عبر أنبوب جرى مدُّه في المياه الإقليمية اللبنانية المتاخمة للحدود. وقد نقل لبنان شكواه إلى الجانب الأميركي فنصحه بالتزام الهدوء وفتح الباب للمفاوضات غير المباشرة.

كما أنّ الترسيم جنوباً يسهّل على لبنان مفاوضة قبرص حول الملف النفطي أيضاً، خصوصاً في ما يتعلق بخط غاز المتوسط الذي يربط إسرائيل بأوروبا بحراً، بطول 1300 كلم. فلبنان يعتقد أنّ هذا الخط يمسّ بسيادته في بعض النقاط. كما ستتيح المفاوضات للبنان أن يتفاهم مع إسرائيل على نقاط الحدود البرية التي لطالما كانت موضعَ خلاف، وبينها 13 نقطة أساسية، أبرزها في منطقة الناقورة.

2- إسرائيل: تريد التفاوض مع لبنان لحسم الخلاف على الحدود البحرية، واقتطاع مساحة ربما تصل إلى 360 كيلومتراً مربعاً من أصل 860 كيلومتراً هي موضع الخلاف مع لبنان، أي توزيع المساحة بنسبة تقارب الـ 40% مقابل 60% للبنان.

لكنها في العمق تريد أن يتزحلق لبنان في مناخ تفاوضي، بتشجيع من الولايات المتحدة، ليلاقي عمليات الحوار والتقارب والتطبيع المرتقبة بين إسرائيل ودول عربية عدة في المرحلة المقبلة. وهذه الدول العربية لها موقعُها ورصيدُها في لبنان.

ولذلك، كان من شروط إسرائيل أن يكون التفاوض على المستوى الديبلوماسي وأن ترعى الولايات المتحدة هذه المفاوضات، لا الأمم المتحدة، وأن يكون الوقتُ عاملاً ضاغطاً لدفع لبنان إلى تقديم التنازلات.

3- الولايات المتحدة: تريد أولاً أن تكون لها الحصة الكبرى في قطاع النفط والغاز في تلك المنطقة والمتوسط عموماً. ويقول المطّلعون إنّ واشنطن تخلّت عن تمسكها بـ«خط هوف» الحدودي الملائم لإسرائيل، تجنّباً لاستفزاز الجانب اللبناني، وتركت الأمر للطرفين المعنيَّين كي يتفقا على الترسيم بالتفاوض.

ففي النهاية، مصلحة واشنطن هي في مساعدة الطرفين على إنجاح المفاوضات والتمهيد لمناخات التفاوض السياسي في مرحلة لاحقة، توازياً مع الخطوات المتوقع تحقيقها نتيجة التقدّم في مفاوضات «صفقة القرن» التي بدأت تشهد فصولها التنفيذية الأولى، بدءاً بمؤتمر المنامة، وبمشاركة وتغطية وازنة من أغنياء العرب، فيما تتصدّى لها إيران… حتى يتاح لها الدخول على الخط وقبض الأثمان.

إذاً، كل مناخات التصعيد أو التوتر التي يمكن أن تظهر بعد اليوم، من جانب 3 قوى أساسية، هي إسرائيل والولايات المتحدة وإيران، ستكون جزءاً من التمهيد لعملية التفاوض حول الحدود… وما بعد الحدود.

هنا، يصبح ممكناً وضع الضغوط الأميركية على إيران في السياق، ومنها زيادة العقوبات على «حزب الله» وتوسيعها لتشمل حلفاءه في لبنان، والتلويح بورقة المساعدات و«سيدر» والدول المانحة التي تمون عليها واشنطن. كما يصبح ممكناً التفكير في خلفيات الاتهام الإسرائيلي للبنان، مِن على منبر الأمم المتحدة، بتسليم أمور المرفأ والمطار إلى «حزب الله» والضغط على «اليونيفيل».

في المقابل، سيكون هناك تصعيد إيراني. وستدافع إيران عن مصالحها بالضغط على الحكومة اللبنانية، التي تمتلك معظمَ قرارها. وستكون لها بمثابة ورقة ضغط جديدة على خصومها في لبنان وعلى إسرائيل. وطبعاً، سيأخذ «حزب الله» على عاتقه ترجمة هذا الموقف بما يتوافر من وسائل.

ولكن، سيكون لبنان في موقع حرج بين القوى الضاغطة، خصوصاً إذا كان الأميركيون والإسرائيليون يرغبون في تحويلها إلى مفاوضات ذات طابع سياسي، توازي المفاوضات التي ستدور لاحقاً بين إسرائيل وأطراف عربية عدّة تحت مظلة «صفقة القرن». كما ستدخل المسألة في صراع النفوذ بين المحاور.

فليس صدفةً أن يتحرّك ملف المفاوضات الحدودية مع إسرائيل، بمسعى أميركي، فيما الأميركيون مستاؤون من قبول لبنان دعوة روسيا إلى مؤتمر أستانا حول الملف السوري وتعقيدات النازحين السوريين في 1 و2 آب المقبل، مقابل مقاطعته الدعوة الأميركية إلى مؤتمر المنامة حول الملف الفلسطيني وتعقيدات النازحين الفلسطينيين!

وهكذا، سيكون على الوفد اللبناني أن يحزم حقائبه ويمضي إلى طاولة الناقورة بأعصاب باردة. البعض سيتَّكل «على الله»… لكنّ البعض الآخر سيتَّكل على «حزبه» أيضاً.

 

في حضرة المزبلة

راجح الخوري/النهار/26 تموز/2019

يوم الأحد في ٢٣ آب من عام ٢٠١٥، قال الرئيس تمام سلام، كلاماً سيبقى دائماً أفضل ما قيل عن مأساة لبنان، الذي بات من الدول الفاشلة وحتى المهترئة، قال : “ان مشكلة لبنان هي النفايات السياسية”. طبعاً النفايات السياسية موجودة وقوية ونافذة منذ زمن بعيد، لكنها لم تتمكن وبالأحرى يبدو أنها لا تريد ان تحلّ مشكلة الزبالة المتفاقمة، والتي يقال إنها تدرّ مالاً وأرباحاً على ذوي الشأن والقرار.

ولهذا لم يتحرك أحد مثلاً في تشرين الأول من عام ٢٠١١ ، عندما بثت القناة الفرنسية التلفزيونية الثانية france 2 تحقيقاً كان عنوانه حرفياً Le Liban : poubelle de la méditerranée أي لبنان مزبلة المتوسط، ربما لأن هذه المزبلة تحوّلت مصدراً لأرباح، كان السياسيون يتقاسمونها ضيزه كما يقال، ولهذا لم يكن هدفهم يوماً إيجاد حلٍ لهذه المشكلة المعيبة.

الآن نحن من جديد أمام مشكلة غرق البلاد في النفايات التي اوصلناها يوماً الى شواطئ قبرص وتركيا، لأننا شعب من الزبّالين ينتج الزبالة ويكبّها في البحر، وهذا عمل “مليح” للسياسيين، الذين لم يقصّر تمام سلام يوم قال إنهم نفايات سياسية. ولكن ما النفع؟

نفايات سياسية تجمع الثروات وتترك الناس ينامون في المزابل ويتسممون في المزابل ويختنقون في المزابل ويموتون في المزابل ويدفنون في المزابل، ذلك ان كلام الرئيس سلام يومها، جاء على خلفية التظاهرات الشعبية العارمة أمام السرايا التي تكررت مراراً ولكن من دون جدوى، لا بل ان الذين تظاهروا تعرضوا للإعتداء ووعد سلام يومها بالمحاسبة ولكننا في دولة لا تعرف الحساب ولا المحاسبة، ولهذا رأى محقاً ان الصرخة الشعبية وإلّا لم ليسا ابني ساعتهما بل أنهما نتيجة التراكم في التقصير والغياب السياسي المتمادي! ها نحن من جديد في حضرة المزبلة، تعود لتصل الى الشرفات على ما يبدو تشجيعاً لموسم الإصطياف، الذي يقرعون طبوله ويبثون أوهامه، ولكن من الذي يختار ان يمضي عطلته في مزبلة لست أدري!

يوم الجمعة في ٢٠ تموز بثت قناة CNN تقريراً عن تلوث الشاطئ اللبناني، صوّر النفايات تحت الماء وعلى سطحها، وشبّه الرائحة المنبعثة بأنها مثل رائحة الحمامات العمومية، مشيراً الى ان هذا يشكل جريمة تلوث المتوسط كله، لكن المسؤولين في البلاد “لم سمعنا لم قشعنا … فقط أين حصتنا من الدولارات “!

بداية شهر آب أبدت ١٢ شركة سويدية وفرنسية وألمانية وأوروبية موافقتها على إستيراد النفايات من لبنان ومعالجتها، وقد أعطت المفوضية الأوروبية الإذن لهذه الشركات بأخذ هذا النفايات من لبنان، لكن الدولة اللبنانية الناصعة، لم تتفضل وتضع مناقصة دولية تساعدها على تقديم عروضها ولم تحرك الدولة ساكنا! ورغم ان السفارة الألمانية في بيروت أصدرت يومها، بياناً في أول آب من عام ٢٠١٥ أعربت فيه عن إستعدادها لطرح هذا الموضوع والمساهمة في إيجاد الحل المناسب لهذه المشكلة، ولعب دور الوسيط بين الشركات الأوروبية والجانب اللبناني، وأجرت إتصالات رسمية مع وزراء مسؤولين يومها، إلا ان الكلمة كانت طبعاً للزبالة السياسية، فإستمرت المشكلة، وستستمر بعد كل ما قيل وسيقال عن “الكوستا برافا”، ورغم الحديث المضحك المبكي عن “التفكك الحراري” في بلد يستحق ان يُحرق حرارياً بعدما تفكك من زمان، لأن لا شعب في لبنان، بل شعوب غارقة في الطائفية والمذهبية، ولهذا صحتين ايها الشعب الغشيم.

 

إلى أين يمضي ”حزب الله” في اشتباكه مع المختارة ومتى الحل؟

ابراهيم بيرم /النهار/26 تموز/2019

المواجهة المتوالية فصولاً بين “حزب الله” من جهة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من جهة أخرى، ليست مستجدة بل هي سمة من سمات العلاقة بين الطرفين منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتبوؤ زعيم المختارة موقع الريادة في فريق 14 آذار والنطق بلسان حاله، وهي (المواجهة) كانت تجنح حيناً نحو التهدئة والمهادنة، خصوصاً بعد أحداث أيار عام 2008، لكنها ما تلبث أن تعاود التأجج والظهور حيناً آخر.

غير أن الملموس هذه المرة هو حدّة الحزب في هذه المواجهة ولجوئه إلى استخدام الكثير من الأسلحة خلافاً للمرات الماضية حيث كان من مميزات نهج حارة حريك في مثل هذا النوع من المعارك التروّي إلى أقصى الحدود وترك “باب للصلح” و”خط رجعة” انطلاقاً من دراية عميقة في وجدان “حزب الله” لهذه الزعامة ودورها وموقعها، واستطراداً لحساسية العلاقة مع الطائفة الدرزية.

وحيال كل هذه المعطيات، فإن السؤال المطروح هو: هل إن “حزب الله” قرر فعلاً حرق كل مراكب علاقته مع المختارة؟ أو كما يصرح التقدميون الاشتراكيون أنفسهم بأن الحزب ماضٍ إلى النهاية في عملية محاصرة لا هوادة فيها ولاعودة عنها لـ”البك”؟

ويقدم هؤلاء في خطابهم السياسي اليومي سلّة إثباتات لتوكيد منطقهم تقوم على الأسس الآتية:

– إن الحزب هو الذي يتحمل تبعة هذا الكمّ من التصلب الذي يبديه خصومه الدروز في مرحلة ما بعد حادث قبرشمون وإيصالهم الأمور إلى مرحلة غير مسبوقة من التصعيد والاحتقان والتعطيل و”كربجة البلد والحكومة”.

– لم يعد خافياً أن خطاب رموز الاشتراكي بات ينهض على دفاع وقائي عنوانه العريض “أن جوهر مشكلة الجبل يكمن في تدخُّل الآخرين (حزب الله) في الشؤون الداخلية للطائفة الدرزية”.

– إن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله هو من اختار السير قدماً في المواجهة، وهو ما تجلّى من خلال الكلام الذي اطلقه حول هذا الموضوع في إطلالته الإعلامية الأخيرة، كما تجلّى في إعطاء الضوء الاخضر للسيد بيار فتوش (صاحب معمل اسمنت عين دارة) ليفتح مواجهة إعلامية مع جنبلاط مباشرة، أبرز خلالها وقائع ووثائق تدعم الوجهة التي قدّمها نصرالله حول أبعاد الاشتباك مع جنبلاط واسبابه.

– إن جنبلاط، وفق معلومات، عمل على “تدويل المواجهة وتعريبها” مع الحزب كاجراء دفاعي وقائي يُظهِر من خلاله مظلوميته وأنه في موقع الدفاع عن النفس، إذ نقل شكواه إلى ديبلوماسيين أجانب وإلى عواصم عربية، فضلاً عن “الرفاق السابقين” في موسكو عبر إيفاد مَن يمثله إليها لتكون في الأجواء.

– لم يفوّت الاشتراكي قصة إقفال مطمر الكوستابرافا من جانب اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية من دون أن يدرجها، ولو تلميحاً، في سياق هجمة “حزب الله” المفتوحة على مداها على زعيمه ويعتبرها مادة من مواد محاصرته حد الاختناق.

ولئن كانت هذه الوقائع هي بعضٌ من منظومة دفاع متكاملة يقدمها المحيطون بجنبلاط ضد الحزب، فإن السؤال الموازي هو: ماذا عن رد الحزب المضمر والمعلن على مضبطة الاتهام الجنبلاطية الطويلة هذه؟ وهل ولج طور “زرك جنبلاط بالزاوية” ومن ثم الدخول في عملية مناوشة معه إلى أجل غير مسمى؟

لا تخفي مصادر على صلة بدوائر القرار في الحزب استنتاجاً راسخاً في وجدان الحزب فحواه ان “العلاقة مع جنبلاط متعبة جداً سواء كانت قائمة على خصومة أو مبنية على تحالف، فالتذبذب واطلاق حبل التوجسات والهواجس على غاربه هو سمة اصيلة في العقل الجنبلاطي إلى درجة لا يمكن التكهن بما يرضي الرجل أو يزعله”.

وفي كل الحالات، تضيف المصادر عينها، أن الحزب “لم يكن يوماً في وارد فتح أبواب الخصومة وخطوط تماس مع المختارة، وقد سبق وأبلغناه مراراً مباشرة وعبر موفدين أننا لن ندخل إطلاقاً في معركة تهميشه هو أو أي جهة أخرى. ونحن والحال هذه مَن يوجه إليه أصابع الاتهام بأنه هو من “بدأ الملامة” لحظة قرر أن “يصدح” من غير مناسبة بمقولة لا لبنانية مزارع شبعا. وإذا كان حق له أن يطلق ما يراه صائباً، فإن من حقنا ايضاً أن نعتبر أننا معنيون وأن هذا الكلام موجه ضدنا، وأنه استطراداً مقدمة لما يليه، وبالتالي أن نبدي جانب الحيطة والحذر ونبني على الشيء مقتضاه، حتى عندما حاول جنبلاط أن يوصل إلينا انه تسرَّع في إطلاق هذا الموقف وأنه لم يقصد الإساءة”.

وتضيف المصادر عينها أن “ممثلَي الحزب كانا واضحين في لقاء عين التينة الذي جمعهما بممثلي التقدمي برعاية الرئيس نبيه بري، إذ وضعا النقاط على الحروف تماماً وقالا كل ما عندهما معتبرَين أن الجلسة نفسها علامة على عدم المضي قدماً في السلبية حتى في قضية كسارات عين دارة سعياً لارساء تفاهم، ولكن يبدو أن المرامي الجنبلاطية كانت أبعد وأعمق”.

وعن مشكلة الجبل الأخيرة (حادث قبرشمون – البساتين)، قالت المصادر عينها أنها “ناجمة بالأصل عن العقلية التي مازالت ترى منطقة حكراً لها وتتحسس من أي دخول إليها، فنحن لم نكن يوماً معترضين عندما رعى جنبلاط “مصالحة دير القمر” أخيراً مع الوزير جبران باسيل علامة على رغبة في الانفتاح ومد الجسور، كما أننا كنا غائبين لحظة قرر أخيراً أن يفعل العكس ويأمر بقطع الطرق وقفل الأبواب أمام الآخرين تحت ذرائع شتى ليست بالضرورة مقنعة أو منطقية”.

وتستطرد المصادر: “نحن لم ننكر يوماً أن الأمير طلال ارسلان هو حليفنا الدائم والتاريخي، وقلنا أننا مع دعوته إلى إحالة قضية قبرشمون على المجلس العدلي، ولكن أعلنّا صراحة أن الأمر عائد له وأن القرار قراره، فإذا ارتأى توجهاً آخر فلن نعترض، والزعامة الإرسلانية متجذرة في الجبل منذ قرون ولها حيثيتها الراسخة وهي راشدة وحكيمة، ونعتقد أن المشكلة هي في العقليات الإلغائية التي ترفض رؤية الآخر، وكلما وجدت نفسها في أزمة تبادر إلى رمي كرة المسؤولية على الآخر وتتهمه باستهدافها وتحجيمها”.

 

ريمون اده: "أيقونة"رسمها صاحبها

سمير عطاالل/موقع المرصد/26 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77013/%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b9%d8%b7%d8%a7%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d8%af%d9%87-%d8%a3%d9%8a%d9%82%d9%88%d9%86%d8%a9%d8%b1%d8%b3%d9%85%d9%87%d8%a7-%d8%b5/

لا حاجة الى مناسبة كي نتذكر ريمون اده. فهو على جدار الذاكرة مثل الايقونات التي تعلّق للزينة بلا سبب محدد. وتظل معلّقة لأن أسباب صدارتها باقية، كمن يعلق لوحة لشروق، أو غياب، جميل الألوان.

أعادني كتاب الاستاذ شكري نصرالله "مذكرات قبل أوانها" (1) الى أيام عايشنا في باريس بهاء المنفيين الذين غابوا، وغاب معهم عطر الحرية وعبق الاستقلال: علياء الصلح وصائب سلام وريمون اده. وكانت الست عليا تسر إليّ في خليط من الحب والتشفي المحب: "ريمون معقد من قامته"! وكنت اقول لها "العميد عنده عقدة واحدة؟ إنه لا يرى أحداً في هامته".

يروي شكري نصرالله ما سمعه من العميد العنيد مثل شجرة أرز، الإنسان الذي لم نشهده في لحظة خضوع، أو موقف تسوية: "لم أتزوج لأن الزواج فيه أولاد. وأنا لا احتمل مشهد ابني مريضاً يبكي. الأبوّة تحتاج الى قوة أقوى من قوتي".

ذلك ما كان يقوله السياسي اللبناني الذي رفض كل ضغط سياسي، بما فيه محاولات الاغتيال، وكل اغراء مالي لا حدود له، وكل عرض سياسي قدم له على مر السنين، من القوى التي تملّكت في المراحل صوت الانتصار. ريمون اده كان يزدري الانتصار الوصولي ويقبل شيئاً واحداً: الفوز.

رسم طريقاً مستقيماً ومشى. مات وهو لم يسامح اميل اده، على قبوله الرئاسة على طبق فرنسي، وعاش وهو يرفض جميع الاطباق التي تلت، بينما كان المتدافعون يتنقلون من عتبة الى عتبة. قلة قليلة جداً دخلت السياسة في مثل قوته، وخرجت منها في مثل نصاعته. ولو استمرت شراكته في الحكم مع فؤاد شهاب، لكانا غيّرا حتى في النفس اللبنانية المسترخية. لكن واحداً كان يفضل الحرية بأي ثمن، وآخر كان يريد النظام ولو بالقليل منها.

لكن كلاهما تحدر من عائلة ذات إرث في التاريخ والبورجوازية العاملة: الأول أمير افتقر، والثاني نجل أمير حديث وأم سرسقية، كان يتحاشى الاشارة إليها. وكلاهما كان كاثوليكياً يسوعياً لا يطيق الخطايا الاصلية أو العرضية. ولا المخالفات الصغيرة أو الكبيرة، ويقدس المال العام، ويزكّي للفقراء والمحتاجين، ويكره العنف والقسوة، ويعتبر العمل واجباً: Devoir.

كان مستحيلاً أن يطلب أحد من ريمون اده، وخصوصاً محازبوه، "خدمة" أو غرضاً أو وساطة. وإذا حدث، فهو سوف يدقق في قانونية الطلب وشرعيته ومدى أهلية الطالب واستحقاقه. ولأنه ولد في بيت رئيس للجمهورية، حرص على ان يكون معارضاً، ومشككاً في المنافقين، ولم يسمح لنفسه مرة بانتهاز أي فرصة ولا سمح لأي انتهازي بالاقتراب منه. وكان شعاره الضاحك على الدوام "ليس هناك شيء اسمه نصف حبلى أو نصف عذراء".

لا نعرف ماذا كان فعل لو أصبح رئيساً للجمهورية مثل فؤاد شهاب. لكن الأكيد أنه كان في داخله فرح بكونه اتخذ حجم الرئاسة، من دون الوصول الى ممالكها ومسالكها، كما في قول القزويني. كان يحبها ويخاف مهاويها، تماماً كما كانت علاقته بالنساء. اقترب منهن في المخادع، وابعدهن في الخدع. لا تسوية في شيء.

كانت عقدة حياته الديكتاتورية. بسببها اتخذ موقفاً من العسكر الذين سيطروا على السلطة في العالم العربي، وخشي أن يضموا لبنان إلى ما كان يسميه "ثقافة الديكتاتوريات". آمن أن عدو لبنان الطبيعي الأول هو اسرائيل، لأنه ديموقراطية طبيعية لا تحتمل نظام الرجل الواحد، والرأي الواحد، والآمر الأعلى. فؤاد شهاب كان مقتنعاً بأن لبنان مجتمع فاسد ضعيف النفس، نفعي، وبلا قيم، ولذا، يجب مراقبته على الدوام. ليس بالعصا، بل بالجرس.

العميد كان مقتنعاً بأنه لكي يبقى لبنان في هذا الشرق المتهافت، لا بد من سر وجود مختلف: الحرية والديموقراطية والبرلمان والحياة الفكرية والفنية الخلاّقة، التي لا يمكن ان ينهض ويستمر بغيرها.

ولد ريمون اده أوائل القرن الماضي (1913) في الاسكندرية، يوم كانت أولى مدن المشرق المتألق، والتي سوف ترثها بيروت في تعددها وازدهارها وانفتاحها قبل أن يدخل الحكم العسكري الى مصر وتتقوقع المدينة على نفسها، وتقفل الجامعات الكبرى، ويخلو الميناء المزدحم إلا من السفن السوفياتية.

لم يكن يريد أن يفقد المدينة الكوزموبوليتية مرتين. وعندما أمضى 27 عاماً في باريس، كانت لا تزال النموذج الذي قلدته الاسكندرية وبيروت. لكنها لم تكن الاسكندرية، ولا بيروت. لا دفء المتوسط، ولا دفء المشارقة، ولا نسائم صوفر، حيث اعتاد العميد ان يمازح الضيوف ويسخر من السياسيين ويذكر العجائز بإناقتهن زمن الحرب العالمية، الثانية، على الأرجح.

يروي شكري نصرالله في مذكراته الممتعة كيف كان ريمون اده طوال ثلث قرن، يعيش وحيداً في جناح صغير (صغير جداً) على سطح فندق متواضع في حي الفنادق الفخمة، وحيداً. كان يطعم الطيور "المقيمة"، أو الطيور المهاجرة التي اعتادت المرور بشرفته كل عام والاستراحة هناك، وقد أمن لها الأكل والماء.

النسر المهاجر لم يفكر مرة في العودة الى مرابع شبابه وساحاته. كان الاكثر معرفة بالنفس البشرية. نقل صيفه من "الكوت دازور" إلى بلاد الباسك لئلا "يُحرج" اللبنانيين الذين لا يتجرأون على زيارته: "لست بطلاً شعبياً، ولا اريد أن اكون. الشعبوية لها طبع خاص". لذلك، رفض ان يستغل منفاه وسيلة للعودة، الجميع استغلوا منافيهم، كان يقول. نابوليون في البا، وغريبالدي في اميركا اللاتينية، ولينين في سويسرا. ثم ينتفض ضاحكاً: "يا خيي شو بدك فيي. أنا مش نابوليون. أنا ريمون اده".

لم يسامح لوالده خطأ قبول الرئاسة العاصفة، ولم يسامح نفسه على الدخول في حلف سياسي يتحدث لغة طائفية. في هذا أيضاً كان مثل فؤاد شهاب: الطائفية لغة الشارع، والشارع فوضى وغرائز ومصارعة ثيران: "لست مستعداً للمشاركة في أي عمل تسيل فيه نقطة دم".

على رغم شخصيته البسيطة، المحببة، الضاحكة، الفوارة دائماً مثل نبع من علو النفس، كان يخفي وراء ذلك المظهر معرفة علمية بالناس. أدرك انه ليس في صف الجماهيريين المولعين بالذات، المنغلقي الأفق. ولا مرة خضع الناس للعادلين المتسامحين، بل دائماً لكبار المهووسين بالذات، الاحاديين الذين تجرأوا على اعتبار حقيقتهم الوحيدة الممكنة وارادتهم الصيغة الاساسية لقانون العالم (2).

طالما كانت معرفة الناس مواضيع الحوار مع العميد، قديس الطمأنينة والسكينة المذهل. قاس مع نفسه، صامد على الآخرين، كاثوليكي بلا قداديس. أحب في شبابه ممثلة مسرحية فرنسية، لكن امه عارضت الزواج، فظل يلتقيها سراً. لكن ليس في جناحه، يروي شكري نصرالله. لا يجوز أن يُرى وقد خرجت سيدة من عنده.

عندما عاد جثماناً الى كاتدرائية مار جريس، أخرج رأسه من نعشه لكي يتأمل معرفته بالناس. إنهم لا يحبون العادلين والمتسامحين وذوي النفوس العالية. خافوا حضور الجناز. وارسل حافظ الأسد وفداً عسكرياً يعزي بالرجل الوحيد الذي قال لا. وامتلأت الكنيسة بالدروز، جاءوا يودعون الشجاع الذي رفض الحرب. استراحة المحارب النبيل الذي ودعته الجمهورية، وودعها، فيما الشعب الأبي يؤلف حكومات وطاقة.

1 – شركة المطبوعات للتوزيع والنشر

2 – ستيفان زفايغ، "عنف الديكتاتورية"، دار الفرات

- يغيب "مقال الأربعاء" في اجازة الصيف من الاسبوع المقبل

 

لبنان "الشيخ نعيم"... أوهن من بيت العنكبوت

علي الأمين/نداء الوطن/26 تموز 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77018/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d9%86%d8%b9%d9%8a%d9%85-%d8%a3%d9%88%d9%87%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a8%d9%8a/

من مقام تربوي وكعادته كل عام، أطل نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم قبل يومين في حفل تكريم الأوائل في الشهادات الرسمية من المنتسبين الى مدارس المصطفى، ولأن المناسبة تتصل بالتربية والتعليم، كان لا بد للشيخ نعيم الذي بدأ حياته كأستاذ ثانوي ودرّس الكيمياء لست سنوات، واستمر في الاشراف على سلسلة مدارس المصطفى التي أسسها في العام 1984، ان يقول كلاماً يتصل بالعلم والمعرفة وقيم المواطنية وفي شرح المفاهيم التي يجب أن تقدم للناشئة من الطلاب في هذه المؤسسة. ويشكل موقعه الحزبي الذي يشغله منذ العام 1991 كنائب للأمين العام في "حزب الله"، عنصراً حيوياً في اطلالته في هذه المناسبة السنوية، فـ "الشيخ نعيم" المعني بعدم الفصل بين السياسي والديني والتربوي والمقاوم، كان لا بد له أن يستحضر في خطابه مناسبة حرب تموز 2006 أو كما يسميها "نصر تموز"، فاعتبرها "محطة انتصار ليست كالمحطات الأخرى، لأن نصر تموز احدث تغييراً جذرياً في المنطقة ونقلها من حالة التدهور والإحباط إلى حالة المقاومة والحضور والتحرير والحرية"، طبعاً ليست مآسي المنطقة مرتبطة بهذه الحرب، التي تبقى مآسيها اللبنانية مستمرة، من دون أن نقلل من مظاهر بطولية عسكرية وانسانية، طالما استثمرت لبنانياً في سياقات التغيير لمصلحة الاستبداد، واللااستقلال أو التبعية ولمزيد من تدهور الدولة ومؤسساتها.

لا نعرف اذا كان "الشيخ نعيم" حين استخدم مصطلح "المنطقة" قصد "المنطقة العربية" أو "المنطقة الإسلامية"، لعل مصطلح "دول غرب أسيا" هو المقصود، (بناء على تعريف المرشد السيد علي خامنئي الجديد للمنطقة كما قال السيد حسن نصرالله في اطلالتيه الأخيرتين) واذا كان هذا هو المقصود بـ"المنطقة" وهو كذلك، فان الواقع يكشف أن التدهور والانهيارات والتشظي الاجتماعي والمذهبي والتبعية والاستبداد، هي الظواهر التي زادت وترسخت في المنطقة العربية، ولا ندري ان كان المقصود بدول غرب آسيا، محاولة انهاء ما تبقى من النظام الإقليمي العربي، لمصلحة تغطية وتشريع التمدد الإقليمي والنفوذ للمثلث الإسرائيلي - التركي - الإيراني.

عندما قال الشعب السوري بملايينه نعم للحرية في الدولة السورية، لم يكن صدى هذا الصوت الاّ التشكيك من حامل لواء "المقاومة" و"الحرية" و"نصر تموز". حقّ الشعب السوري بالحرية وحقّه في الخلاص من نظام الاستبداد لم يكونا حقين مرحباً بهما، كما كان الترحيب بما جرى في مصر وتونس وليبيا، والتي سماها المرشد السيد خامنئي في حينه "الصحوة الإسلامية"، كان الجواب كالعادة تجاه أي تعبير حر، هي المؤامرة، وبعد اسقاط المؤامرة في سوريا ما هي حصيلة الانتصار اليوم... بالتأكيد لا الاستقلال ولا الحرية ولا التحرر ولا المقاومة..

يضيف الشيخ قاسم في كلمته الى الطلاب "إسرائيل ليست قدراً ولبنان الضعيف ولّى إلى غير رجعة، ونحن في مرحلة لبنان القوي المستقل.." القول إن إسرائيل ليست قدراً ليس جديداً ولا يغني عن واقع تمدد إسرائيل ونفوذها تحديداً منذ حرب تموز الى اليوم وفي المنطقة حتى المسماة دول غرب آسيا، أما القول أنّ "لبنان قوي"، فلا ندري عن ايّ واقع يتحدث الشيخ قاسم، قوة الدولة أم قوة الدويلة؟ كلاهما في وضع لا يحسدان عليه، لكن ما يعنينا الدولة اللبنانية التي باتت أشلاء في زمن "الانتصارات" في الاقتصاد والإدارة العامة، دولة لا تستطيع ماليتها أن تصمد في وجه مجرد اجراء مالي عقابي يصدر من واشنطن، أو "الشيطان الأكبر".

يضيف الشيخ نعيم: "لن نردَّ على الأصوات التي تدعو لبنان إلى الضعف كي يكون مقبولا في سوق النخاسة، وإننا سنحافظ على لبنان القوي ليكون مرفوع الرأس، يأتيه الآخرون ولا يذهب إليهم ويحترمه الآخرون ولا يتحكمون به، ويعترفون باستقلاله ولا يكون تابعا". هذا اللبنان الذي يصفه الشيخ قاسم، بالتأكيد ليس دولة لبنان التي نحيا فيها، ولا بأس أن يكون هذا الخطاب في سياق الطموح، لكن قلب المفاهيم أمام الناشئة وبيع الأوهام لم يعد يجدي، فما يعيشه اللبنانيون اليوم، هو، أنهم هم في سوق تديره هذه السلطة القائمة وسلطة فعلية مستعدة أن تشعل حرباً في سبيل تحسين شروط تفاوض طهران مع واشنطن، و"سلطة وصاية" في صلب عقيدتها وسياستها أن "حفظ الجمهورية الإسلامية في ايران، هو واجب مقدم على حفظ لبنان، فيما لو تعارضت مصالح الدولتين". الانهيار الذي يحذر منه الجميع، ليس انهياراً اقتصادياً أو مالياً، أو كما يحب البعض ان يحيل الخيبات وأسباب الفشل الى "مؤامرة صهيونية" هو انهيار سياسي بالدرجة الأولى، جذره الأساس في مسيرة اضعاف الدولة وسيادة القانون فيها، والتي باتت في كل مقوماتها الدستورية والقانونية وبعد كل "الانتصارات" على امتداد "غرب آسيا" ويا للمفارقة "أوهن من بيت العنكبوت".

 

استعادة تاريخية لمواجهة شمعون - جنبلاط... فمَن رافعة باسيل الإقليمية في اشتباك الجبل؟

الحديث في الكواليس اليوم يتعلق بالثمن المطلوب تدفيعه لزعيم المختارة

رلى موفّق/اللواء/26 تموز 2019

أرسلان يشكّل لباسيل و«حزب الله» حصان طروادة لاختراق الجبل

يذهب حلفاء النائب طلال أرسلان إلى محاولة تسويق حادثة قبرشمون - البساتين على أنها مشكلة درزية - درزية، وكأنها مفصولة عن سياق ما سبقها من أحداث وتراكمات لمنطق الاستفزاز والاستعلاء الذي مارسه رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل حيال الجبل، والموقع السياسي والتاريخي الذي تشكله المختارة وزعيمها وليد جنبلاط في المعادلة اللبنانية، وكأنها ليست حصيلة طبيعية لحالة الاحتقان الذي انفجر نتيجة تلك الزيارة – التحدي إلى الجبل، والتي في محطتها الأولى في الكحالة نكأ الجراح بين المسيحيين والدروز, ونبش القبور في ذاك الأحد المشؤوم.

في اللعبة السياسية، يُشكِّل أرسلان لباسيل و«حزب الله» حصان طروادة لاختراق الجبل. حليف درزي لا يُشكّل وزناً في الثقل السياسي للجبل يتم رفعه بكل الوسائل، تارة عبر خلق كتلة نيابية له، وطوراً عبر ابتداع تحالف ضعفاء علّهم يصبحون أقوياء، لتتم عملية الاختراق والتمدد والقضم التدريجي، حتى لو اقتضى الأمر خلق فتن في «البيت الواحد» ما دام هناك مَن يتبرّع بالقيام بها بدماء الدروز، وتقديمهم قرباناً على مسرح الحسابات الصغيرة والشخصية والمشاريع الكبيرة والمحاور السياسية في الصراع القائم في المنطقة والحرب المفتوحة بين إيران والولايات المتحدة.

ما كان أرسلان، بحجمه السياسي، قادراً على فعل ما يفعله من تشبث بإحالة حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي كشرط لانعقاد مجلس الوزراء لو لم يكن باسيل، المُصاب بانتكاسة سياسية في الجبل ثم في طرابلس، خلفه. ما لا يستطيع باسيل فعله نظراً إلى دقة الوضع، والخوف من السقوط في محظور الحرب الأهلية المسيحية - الدرزية مجدداً، يفعله أرسلان الذي يُلوِّح بأنه لا يهاب حرباً درزية - درزية من باب الثأر.

كثير من المراقبين يرغبون في الفصل بين باسيل والعهد، لكن هذا الفصل غير واضح المعالم. في القراءة أن صهر «الرئيس القوي» ما كان قادراً على ممارسة هذا القدر من الاستقواء لو لم يكن يتّكئ على الموازين السياسية في البلاد التي أفرزها قانون الانتخابات النيابية بعد التسوية الرئاسية التي جاءت واقعاً بمرشح «حزب الله» ميشال عون إلى سدّة الرئاسة، بعدما نجح الاثنان في تعطيل النصاب لجلسة انتخاب الرئيس لسنتين ونصف السنة، وأعادت الزعيم الأبرز لدى السنّة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة. هوسه في وراثة عمِّه في موقع رئاسة الجمهورية دفعه إلى تجاوز الخطوط الحمر في الأخلاقيات السياسية واستخدام الغرائز والتحدي واستحضار مفردات زمن الحرب من أجل شعبوية في بيئته، يعتقد أنها تجعله رقماً صعباً على الساحة المسيحية لا يمكن لأحد آخر مجاراته فيها، أو اللحاق به.

حتى في الاستعارة التاريخية لدور الرئيس كميل شمعون في مواجهة كمال جنبلاط، ومحاولة استنساخ تلك التجربة، فإنها لا تستقيم من دون رافعة سياسية. في الماضي شكّلها حلف بغداد، أما اليوم فتُشكّلها حارة حريك ضمن مشروع لا يخفي رئيس الجمهورية انحيازه إليه، وهو مشروع «تحالف الأقليات»، حيث ذهب إلى موسكو طالباً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حماية المسيحيين في لبنان والشرق، بمشروع يبدأ من حارة حريك ويمر في دمشق بحلم بقاء السلطة بيد العلويين سالكاً طريق بغداد، الواقعة تحت القبضة الشيعية السياسية، وصولاً إلى طهران «بيت القصيد».

فمقولة «حزب الله» أنه يقف خلف حلفائه مقولة صالحة ما دامت تخدم مشروعه وأجندته. تمسكه بـ«اللقاء التشاوري» الذي يجمع النواب السنّة المنتميين إلى «8 آذار» كان ترجمة لما يعتبره انتصاراً سياسياً حققه في الانتخابات النيابية من خلال نجاحه في اختراق كبير للطائفة السنيّة عبر حلفائه الذين خرجوا من البرلمان منذ 2005 وما كانوا ليستطيعوا العودة من دون قانون الانتخاب الجديد، وبالتالي عدم تمثيل هؤلاء في السلطة التنفيذية كان «الحزب» يعتبره ضرباً لهذا «الانتصار» أولاً، وإضعافاً لهؤلاء الحلفاء أمام جمهورهم ثانياً. القول إن تلك المقولة تنطبق على أرسلان تصح إلى حدود ألاّ تكون متعارضة مع أولوية أجندته. في الأولويات التي يحاضر بها، يأتي الاستقرار الداخلي وانتظام عمل الحكومة لمعالجة التحديات الاقتصادية والمالية. تلك الأولوية يعطي لصيقون بـ«الحزب» أدلة عليها هي تصويته مع الموازنة «اللاشعبية». ويستندون إلى تأكيد أمينه العام حسن نصرالله على دعمه للحكومة وحسم مسألة تمسكه ببقاء الحريري رئيساً لها.

لكن نصرالله بكلامه عن الحكومة وبقاء رئيسها, وبتبنيه في إطلالته بذكرى حرب 2006 لمطلب أرسلان بالمجلس العدلي، ونظرية محاولة اغتيال وزير في الحكومة وذهابه بعيداً في الهجوم على جنبلاط، أراد إيصال رسائل في غير اتجاه، منها ما هو داخلي ومنها ما هو فوق لبناني. يهوى اللصيقون بـ«حزب الله» اعتبار أن صيرورة الأحداث فرضت نفسها على المشهد، لكن الواقع أن كلاً من الحلفاء على محور دمشق - طهران أراد توظيف حادثة قبرشمون إلى الحد الأقصى، ولكل من هؤلاء أهدافه.

المهم في هذا السياق، ما يريده «حزب الله». أرسلان المتهاوي في بيئته لا يمكنه تحمّل مزيدٍ من الخسائر بعدما رفع السقف عالياً بشرط المجلس الأعلى، وباسيل ومِن ورائه العهد غير قادرين على تحمّل مفاعيل الانتكاسة بعد الاندفاعة، و«حزب الله» يعتبر أن خروج جنبلاط منتصراً من هذه المواجهة سيعطيه مساحة أوسع في الخيارات السياسية في لحظة تشكّل الإقليم بين خيارات انتماء الجماعات إلى البعد العربي أو الانخراط في تحالف الأقليات. فحين يُعبِّد جنبلاط الطريق من جبل الدروز إلى جبل لبنان صوب الحاضنة العربية والهوية العربية بديلاً عن الهوية الدرزية الأقلوية، وحين تُشرع الأبواب أمام نسج علاقات أوسع عربياً ودولياً في لحظة الحصار على الآخرين، يصبح المطلوب محاصرته بغية تطويقه وجعله يدفع ثمناً سياسياً. الحديث اليوم في الكواليس يدور حول الثمن الذي لا بد من أن يدفعه جنبلاط.

في حصيلة الحسابات الراهنة، فإن عملية كسر جنبلاط غير ممكنة، ذلك أن مشروعيته السياسية ليست منحة يمكن سحبها إذا ما أرتأى ذلك هذا الفريق أو ذاك. هو جزء من زعامة تاريخية ترتبط بوجود لبنان وتكوينه ومساره وصيرورته، واللعب بهذه المعادلة هو مغامرة محفوفة بالمخاطر على الجميع!.

 

مع المملكة: القابض على عروبته كالقابض على الجمر

رضوان السيد/الشرق الأوسط»/26 تموز/2019

هبّت عاصفة جديدة من الانتقادات على المملكة العربية السعودية من أدعياء العروبة، وأدعياء الإسلام، لأنّ المملكة أذِنَت بدخول قواتٍ أميركية إلى المملكة لدعم الأمن والاستقرار. وما قال السعوديون أكثر من ذلك، أما الأميركيون فلم يصرحوا بشيء. وأما أنا فتذكرتُ العام 1990 بعد غزو صدام حسين للكويت، ومجيء الأميركيين وغيرهم لتحريرها. لقد فهمتُ من القرار - وأرجو أن أكونَ مخطئاً - أنّ أخطار الحرب الشاملة تتصاعد، رغم تأكيد الطرفين الأميركي والإيراني أنهما لا يريدان الحرب. وحتى بريطانيا التي احتجز الإيرانيون ناقلة نفط لها، استبعدت خيار تحريرها بالقوة، وفكرت في الضغط من طريق الدبلوماسية... والعقوبات. وبدلاً من أن يُظهر الرئيس ترمب حماسة لنصرة حليفته، قال إن على البريطانيين أن يحموا ناقلاتهم بقواتهم! وقد عمدتُ إلى هذا الاستطراد عن المشكلة البريطانية، لأؤكد غير المؤكد وهو عدم نشوب الحرب!

لكنْ ماذا نسمّي ما يجري على أمن المملكة والعرب من سنواتٍ وسنوات؟ نعم، يستبعد الجميع الحرب، ولو تأملنا الوقائع ولا شيء غير، لوجدنا أنّ الحرب مشنونة علينا جميعاً، وعلى رأسنا المملكة، أبرز دول العرب بالمنطقة، ومهد العروبة والإسلام، وحاضنة الحرمين. كنتُ أقول لعراقي يقيم في عمّان، ويعتبر أنّ حرب اليمن المقصود بها استنزاف المملكة، ماذا كان بوسع المملكة أن تفعل، هل تترك الأمور على عواهنها إلى أن يغزو الإيرانيون وذوو التوجه الإيراني مكة؟! ولاحظ الرجل نفاد صبري معه، فتراجع وقال: هل تعرف قضاء النخيب؟ قلت: لا. قال: هو جزءٌ من محافظة النجف ويقع على حدود المملكة، وما كان لأهله أي دور في أحداث أعوام «داعش». لكنّ «الحشد الشعبي» أتى إلى القضاء ومعه «الحرس الثوري» عام 2016 فهجّروا سكانه واستقروا فيه، وجلبوا إليه السلاح الثقيل والصواريخ. وقلت: لماذا نذهب بعيداً ونحن نتحدث في لبنان: هذا نصر الله خطب أول من أمس متعرضاً إلى السعودية كعادته، وأنا أكتب هذه المقالة مساء الثلاثاء (23 - 7 - 2019) وصحف اليوم حافلة بأخبار زيارة وفد «حماس» برئاسة صالح العاروري إلى طهران، وقد «تشرفوا» بمقابلة خامنئي الذي لم يقابلهم منذ العام 2012 وهو يحدّثهم عن تحرير القدس، وهم يبايعونه للدفاع عن الجمهورية الإسلامية بالطريقة التي يحب! كلُّ هذا يحدث، إضافة إلى تفخيخ السفن الأربع في ميناء الفجيرة، والصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على جازان وعلى أبها، ومن قبل على مكة، ثم يطمئننا الخبراء العسكريون إلى أنّ الحرب لن تقع؟! لقد وقعت الحرب علينا من زمان في العراق وسوريا ولبنان والسعودية والبحرين والكويت واليمن، وكل المغيرين من إيران والميليشيات الطائفية التابعة لها في بلداننا. قبل أيام خطب نصر الله كعادته مهدداً ومتوعداً السعودية وأميركا وإسرائيل. وأخبر جمهوره (وإسرائيل بالطبع) أنه سحب معظم قواته من سوريا، واستقرت في مواقع على الحدود، لأنه ما عادت هناك حاجة إليها، وعندما يطلبها الأسد من جديد فستعود حتماً. قوات نصر الله انسحبت بالطبع بسبب الغارات الإسرائيلية والطلب الروسي. إنما إلى أين انسحبت؟ إلى قرى ومواقع في الزبداني وداريا والقلمون وإلى القصير، وهي قرى وبلدات هجَّرت ميليشيا الحزب سكانها بعد تجويعٍ وقتل، وأسكنت فيها بشراً من العراق وأفغانستان... الخ. وما سمعتُ عالماً إيرانياً أو عراقياً بارزاً قال شيئاً عن التهجير الطائفي، وعن القتل والتشييع والتهجير للملايين في سوريا والعراق. إنّ الحرب الإيرانية على العرب، مثل الحرب الإسرائيلية: هي حربٌ قومية، وحربٌ دينية، وحربٌ إحلالية. اليهود يهدمون البيوت ويبنون على أنقاضها بلداتٍ ومُدُناً، والإيرانيون يقتلون الناس ويهجِّرونهم، ويأخذون البلدات جاهزة لسُكنى القادمين المذهبيين الجدد. لقد شكا إلي أُناسٌ من «الجهاد الإسلامي» ومن «حماس» طوال السنوات الماضية، أنه صارت في غزة فرقة شيعية تُعدُّ بالمئات، ومعظمهم زاروا طهران وقم وتعلّموا في المدارس الدينية.

إنّ هذا هو الخطر والواقع الذي تواجهه المملكة على أرضها وحدودها، وفي أنحاء من الجزيرة، وشتى بلدان المشرق العربي. وهي تواجهُ ذلك وحدها تقريباً. وإذا كان الأمل مقطوعاً من القومجيين واليساريين؛ فإنّ الفجيعة في الإسلاميين معتدلهم ومتطرفهم. فهم مع إيران تارة من أجل فلسطين، وطوراً لأن حكوماتهم ضدهم، وطوراً ثالثاً بسبب علاقاتهم مع قطر وتركيا؛ أما علاقاتهم بدينهم وأمتهم فتقع في آخر اعتباراتهم! ما عاد من الممكن اتخاذ مواقف رمادية. هناك هذا الحصن الصامد الذي ما بقي للعرب غيره. وهو ليس ضعيفاً ولا مشلولاً، فحيث يجد ولو خرم إبرة يمكن التدخل من خلاله لحماية البلدان والأنفس واستعادة الاستقرار، وإيقاف القتل والدمار؛ فإنه لا يتأخر. وبتعبيرٍ آخر: المملكة هي الدولة التي تحمل الدعوة العربية للتضامن والتماسك والدفاع، وهي الجهة التي تحمي ديننا ومقدساتنا، دون أن تدخل في الطائفيات والمذهبيات التي انغمست فيها إيران الإسلامية!

من حق المملكة أن تستخدم كل وسيلة ممكنة للدفاع عن النفس وعن الأمة وعن العرب وعن كلّ ما نُقدّسُ ونحترم. وما وصلت المملكة ولن تصل قومية وديناً إلى «مواصيل» إيران 1985 - 1986 التي تعاونت مع إسرائيل عندما اضطرتها الحربُ لذلك. ويتشاجر الإيرانيون مع الأميركيين الآن، لكن هناك «قواعد اشتباك» يراعيها الطرفان، كما كان نصر الله يفتخر بقواعد اشتباكه مع إسرائيل. لكنّ الإيرانيين وميليشياتهم لا يراعون «قواعد الاشتباك» مع العرب، بل هي حربٌ شاملة تلك التي يشنونها، وأفظع ما فيها أمران: استخدام فئات شعبية عربية في تدمير المجتمعات والدول، واستخدام الدين والمذهب بكثافة ليس مع أميركا وإسرائيل؛ بل معنا نحن العرب والمسلمين.

ما علينا! هذه هي إيران، التي خاطبناها بكل خطابٍ ممكنٍ خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، وقد اعتبرت ذلك كلَّه ضعفاً، وزادت في عدوانها. وقد قال لي باحث إيراني قبل سنوات: الضعيف هو الذي يلجأ إلى المنطق والعقل، أما القوي فلا يعجبه غير الضرب!

ما عاد من الممكن أن يكون المرء نصف عربي ونصف إيراني، أو نصف عربي ونصف إسرائيلي، أو نصف عربي، والنصف الثاني أي شيء آخر. إنّ الموقف من المملكة ومعها هو الميزان الذي ينبغي أن توزن به أفكارنا وأعمالنا في المجال الوطني والعربي، وهذا هو مقتضى الأمانة والشجاعة والثبات.

الواقف مع عروبته وعربيته في هذا الظرف الصعب، مَثَلُه المَثلُ الذي ذكره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن المؤمن في المحن التي يكون القابض على دينه فيها كالقابض على الجمر!

 

أخطبوط الإرهاب الإخواني

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط»/26 تموز/2019

قطر رعت تفجيرات الصومال... هذه هي آخر الفضائح التي كشفتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية بعد تسريب مكالمة بين السفير القطري لدى الصومال، ورجل أعمال مقرب من حاكم قطر، و«صديق دراسة» للسفير، كان يتحدث فيها عن تفجير إرهابي قامت به جماعتهم «لتعزيز مصالح قطر من خلال طرد منافسيها». فالصحيفة الأميركية كشفت عن أن قطر استخدمت متطرفين لتنفيذ هجمات، الأمر الذي يؤكد ما ذكرته دول عدة ومنها الرباعية العربية وكذلك الحكومة الليبية المؤقتة، عن أن قطر دولة راعية للإرهاب وتستخدم جماعات متطرفة لضرب أهداف وإحداث حالة من الفوضى في المنطقة.

خبر «نيويورك تايمز» لا يمكن القفز عليه، والاختباء خلفه، فالدليل والشاهد هذه المرة هو رجل الأعمال خليفة كايد المهندي المقرب من رأس النظام القطري. وهذه ليست المرة الأولى التي تتهم فيها صحيفة كـ«نيويورك تايمز» حكام الدوحة بتمويل الإرهاب، فقد سبق أن نشرت أن «الدوحة موّلت ميليشيات مختلفة في سوريا، وتدخلت في شؤون داخلية بعدة دول عربية، عبر تبنيها لـ(الإخوان المسلمين)». لقطر في صناعة الإرهاب وتمويله ورعايته، تاريخ طويل من أجل إمبراطورية الوهم القطرية الإخوانية، فقد سبق أن قال الرئيس الأميركي ترمب عن تاريخ قطر مع الإرهاب: «قطر كانت تاريخياً مموِّلة للإرهاب على أعلى مستوى، وقد حان الوقت لأن تُنهي قطر تمويل الإرهاب»، ليبقى السؤال: هل فعلاً تخلصت قطر من صناعة الإرهاب وتمويله؟

ليس الصومال الحالة الاستثنائية لقطر في دعم الإرهاب، بل إن الشواهد على النظام القطري منذ زمن الحمدين على دعم قطر للإرهاب كثيرة، فقطر التي قوّضت الاستقرار، بعد أن وجدت في الانتفاضات العربيّة فيما عُرف بالربيع العربي، قاعاً عميقاً لا قرار له، لترمي به بعضاً من ثروتها الطائلة، تنامى دورها المموِّل والحاضن للإرهاب في بلدان الربيع العربي، وكانت ليبيا التي تعمّها الفوضى هي وجهة قطر ومسعاها لتحويلها إلى موطن ينتج الإرهاب بتمويل قطري، فقطر استطاعت تنفيذ مخططها في ليبيا بدءاً من دعم ميليشيات مرتبطة بـ«الإخوان» و«القاعدة» ومنها «أنصار الشريعة» و«الجماعة الليبية المقاتلة» و«ميليشيات بوسليم»، و«سرايا الدفاع والدروع». لقد وقعت قطر في مستنقع العناد والمكابرة والإصرار على السير في الطريق الخطأ، فالنظام القطري لا يزال يستعدي جيرانه ويهدد أمنهم القومي بل وحتى السلم المجتمعي، ويراهن على أطراف لها مشاريع ضارة بالمنطقة، ومنها إيران ونظام المرشد وولاية الفقيه، الذي لم يتوقف عن تصدير «الثورة» الخمينية. النظام القطري استخدم ماكينة التضليل الإعلامي، عبر قنوات الفتنة وخطاب الكراهية من خلال تجزئة الصورة وبعثرتها، وتقديم مشهد بشكل مزيف، وهذا ما يصنعه إعلام النظام القطري، عبر فضائيات، وحسابات مواقع التواصل والمنصات الإعلامية المتنوعة، التي ينفق عليها بسخاء.

تسريب مهاتفة السفير القطري وزميل دراسته المقرب من النظام القطري، حول تفجيرات مقديشو التي تبناها تنظيم «داعش» الإرهابي، تؤكد تورط هذا النظام مع «داعش»، وليس فقط مع حلفاء «داعش» وأنصارها في المنطقة.

 

طهران والخليج وإغراق الأسماك

أمير طاهري/الشرق الأوسط»/26 تموز/2019

هل تحاول الجمهورية الإسلامية جمع الأصول الجديدة بغية الدخول في حوار محتمل مع الشيطان الأميركي الأكبر؟ من شأن نمط الأخبار ذات الصلة بإيران عبر الأسابيع القليلة الماضية أن يجعل من «نعم» إجابة معتبرة. لقد شنت طهران بالفعل سلسلة من الهجمات على ناقلات النفط في الفجيرة الإماراتية، وبالقرب من شبه جزيرة جاسك الإيرانية. كما أطلق وكلاؤها في العراق حفنة من الصواريخ على أهداف متصلة بالوجود الأميركي هناك. وأدلى الوكلاء الحوثيون الموالون لإيران في اليمن بدلوهم في الأمر عبر إطلاق حفنة أخرى من الصواريخ لرفع حدة التوتر من دون التأثير المباشر على الأوضاع العسكرية العامة في البلاد. وفي الأسبوع الماضي، استولى «الحرس الثوري» الإيراني على ناقلتي نفط ترفعان العلم البريطاني، وقد أطلق سراح إحداهما بعد إظهار صارم للقوة أعقبه تحذير بالغ الشدة.

وكانت طهران قد قدمت روايات متضاربة بشأن ناقلة النفط البريطانية المحتجزة؛ إذ قال رئيس المجلس الإسلامي (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني، إن إيران استولت على ناقلة النفط الإيرانية رداً على احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية كانت تحاول كسر العقوبات الاقتصادية المفروضة من جانب الاتحاد الأوروبي على سوريا. ومع ذلك، صرح المتحدث الرسمي باسم الرئيس الإيراني حسن روحاني قائلاً إن الحالتين منفصلتان تماماً، وإن الناقلة البريطانية احتُجزت لدى السلطات الإيرانية لمخالفتها قانون البحار، بصرف النظر تماماً عما يعنيه ذلك!

وفي رواية أخرى ذات صلة، أصدرت طهران أوامرها للفرع اللبناني من «حزب الله» بتعزيز مواقعه بالقرب من خطوط وقف إطلاق النار مع إسرائيل في كل من لبنان وسوريا. وعلاوة على ذلك، استقبل المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم الاثنين الماضي، وفداً رفيع المستوى من حركة «حماس»، الفرع الفلسطيني لتنظيم «الإخوان المسلمين»، في محاولة لبحث إمكانية الصلاة ليوم واحد فقط في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة. كما بعث خامنئي لقادة «حماس» برسالة طمأنينة بشأن مواصلة الدعم المالي الإيراني للحركة على الرغم من صعوبات التدفق المالي التي تعاني منها طهران إثر العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة عليها.

وتعزيزاً للانطباع بأن العقوبات الأميركية لم تجبر طهران على تغيير سلوكياتها كما تطلب إدارة الرئيس ترمب، خرجت وزارة الأمن الإسلامية علينا بمجموعة من الأنباء المثيرة الخاصة بتفكيك شبكة من عملاء الاستخبارات المركزية الأميركية الذين تسللوا إلى الهياكل الحكومية بالجمهورية الإسلامية وشركات القطاع الخاص الكبرى ذات الصلة بها. وحقيقة أن رواية الوزارة الإسلامية مفعمة بالثغرات والتناقضات تشير إلى عباءة التيه والتفاخر التي اعتادت الزمرة الرسمية الحاكمة في إيران ارتداءها معزِّزةً بها الصورة الصارمة التي ترغب طهران في الظهور بها قبل الخضوع مذعنةً للضغوط الدولية المتنامية.

بادئ ذي بدء، تحدثت وزارة الأمن الإسلامية عن اكتشاف شبكة من المفترض أنها خاضعة لسيطرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية من موقع مجهول. كما زعمت الوزارة في تصريحاتها أن تلك الشبكة كانت جزءاً من جهود مبذولة حديثاً من قِبل السيدة جينا هاسبل، مديرة الاستخبارات المركزية الأميركية. كذلك، ووفقاً للروايات الأولية بشأن القضية، فإن عملاء الشبكة المشار إليها كانوا قد تلقوا تدريبات رفيعة المستوى على تقنيات التخابر والتجسس، وكانوا مزودين بأجهزة بالغة التقدم في نقل المعلومات إلى الخارج.

مع ذلك، ووفق روايات أخرى لاحقة، أصرت الوزارة الإيرانية على أن العملاء الـ17 كانوا يتعاملون بصفة فردية، ولم تُسجل أي اتصالات بينهم، وبالتالي يصعب سحب وصف «الشبكة» – السالف الذكر – عليهم. والأهم مما تقدم، زعمت الوزارة الإيرانية أيضاً أن أغلب العملاء المكتشفين كانوا ضحايا «تصيد» وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مع وعود بتأشيرات أميركية وتصاريح بالعمل في الولايات المتحدة. بعبارة أخرى، لم يكن من الممكن أن يكون هؤلاء من العملاء المدربين تدريباً فائقاً على أعمال التجسس والتخابر بأي معايير معروفة. والأسوأ من ذلك، أن الوزارة – التي تغافلت عن مزاعمها الأولى بأن السيدة هاسبل كانت العقل المدبر وراء الشبكة الفارسية الخبيثة – عادت لتزعم أن عملاء الشبكة خضعوا للتجنيد قبل ست سنوات كاملة، أي قبل وقت طويل من وصول الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض ومن تولي السيدة هاسبل منصبها الجديد على رأس الوكالة.

بناءً عليه، يمكن اعتبار العملاء الـ17 المعنيين رهائن لدى طهران، بالإضافة إلى 41 رهينة آخرين محتجزين لدى الجمهورية الإسلامية بالفعل.

على صعيد متصل، فإن الصورة الأكثر صرامة وتجهماً التي تحاول طهران بثها ونشرها في الآونة الراهنة من الهجوم على الناقلات النفطية، وغيرها من الأهداف السهلة، وإيماءات تنظيم «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس» الفلسطينية، واحتجاز المزيد من الرهائن، هي أحد جوانب الخطة التي تباشرها طهران في الوقت الحالي. ومن ناحية أخرى، تحاول زمرة الملالي الحاكمة البعث برسالة «يائسة» خفية تعكس استعدادهم التام للدخول في محادثات إيجابية وبناءة مع الأطراف الأخرى المعنية. ويتحمل محمد جواد ظريف، الذي لا يزال يلعب دور وزير الخارجية لدى المنتديات الغربية والبرامج التلفزيونية، مسؤولية تسويق هذه الرواية في الخارج. وفي أثناء وجوده في نيويورك التقى ظريف مع السيناتور الجمهوري راند بول، في محاولة لموازنة الاجتماع الذي عقده سابقاً مع السيناتورة الديمقراطية ديان فاينشتاين في زيارة سابقة. ووفقاً للمصادر المطلعة، عقد جواد ظريف اجتماعين طويلين آخَرين مع اثنين من رجال الأعمال الأميركيين المعنيين بالشؤون الإيرانية. ومن المعروف سلفاً أن جميع مَن اجتمعوا مع ظريف كانوا قد حصلوا مسبقاً على إيماءة بالموافقة، على الأقل، من جانب البيت الأبيض.

وكما أشرنا في مقال سابق، بدأت طهران بالفعل الامتثال للعديد من المطالب التي حددها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في مذكرته الشهيرة ذات الـ12 نقطة. وفي نيويورك، أضاف السيد ظريف التعهد بالنظر في مطلب مهم آخر، ألا وهو إعادة صياغة الاتفاق النووي الإيراني بهدف جعل القيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني دائمة بدلاً من تقييدها لفترة زمنية محددة ومقدرة بـ10، أو 15، أو 20 عاماً. ويمكن تنفيذ ذلك، بصفة جزئية على الأقل، من خلال توقيع إيران على البروتوكولات الإضافية الخاصة بمعاهدة حظر الانتشار النووي، وهو الأمر الذي كانت إيران قد تعهدت به قبلاً إبان إدارة الرئيس السابق باراك أوباما غير أنها تغافلت عنه.

تستند لعبة طهران السياسية إلى استراتيجيةٍ كان الفرنسيون قد أطلقوا عليها مسمى «إغراق الأسماك». فمن خلال خلق أو تسليط المزيد من الأضواء على مختلف القضايا الساخنة الراهنة، تتفادى طهران منح الانطباع للخارج بإذعانها للاستسلام المشين. ويمكنها إطلاق سراح بعض الرهائن كإشارة على حسن النية. كما يمكن إعادة الناقلة البريطانية المحتجزة كجزء من تدابير بناء الثقة المتعارف عليها. وربما يستفيد جواسيس «الشبكة» الأميركية المزعومين من المعاملة المتساهلة عوضاً عن الإعدام من دون محاكمة كما هو معتاد في إيران الإسلامية.

ترزح الجمهورية الإسلامية، جراء العقوبات الاقتصادية الأميركية التي لا تكلّف البيت الأبيض شيئاً البتة، تحت ضغوط هائلة لم تَخْبُرها من قبل. وهذا هو السبب في أن خامنئي، على الرغم من صلفه وتفاخره الشديد، بات على استعداد للقيام بما يُقال له شريطة تأمين الحد الأدنى الممكن من حفظ ماء الوجه. وتكمن غايته الأولى في الآونة الراهنة في الصمود والنجاة من الحفرة الوعرة التي حفرها له دونالد ترمب. ويمكن بلوغ هذه الغاية إن سُمح له ببيع مليون برميل من النفط فقط يومياً بغية تمويل مشاريعه المفضلة وتغطية تكاليف وكلاء إيران في الداخل والخارج. فهل من شأن ترمب أن يخضع لاستمالات إعلان النصر السريع ويسمح للجمهورية الإسلامية بالإفلات من المصيدة في وقت تترنح فيه تحت ضربات العقوبات المتتالية؟ ربما ندرك الإجابة في وقت مبكر من الشهر المقبل مع انتهاء صلاحية الإعفاءات التي أصدرها الرئيس ترمب لسبع دول بشأن التعاون النووي مع الجمهورية الإسلامية. فإنْ قرر الرئيس الأميركي عدم تجديد الإعفاءات، فسوف يعكس هذا الموقف عدم استعداده لقبول مغريات الانتصار الجزئي. وفي الأثناء ذاتها، ورغم كل شيء، سوف يكون من المستحيل على إيران بلوغ حد الامتثال التام للاتفاق النووي المحتضر. وبعد أسبوع واحد من ذلك، سوف يحين ميعاد انعقاد قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في فرنسا، حيث تعتزم الولايات المتحدة وأوثق حلفائها اتخاذ القرار ما إذا كان ينبغي السماح لإيران بالإفلات من المصيدة مرة أخرى، وكما هو الحال دائماً، سوف يكون ذلك في مقابل حزمة معتبرة من التنازلات الجزئية و«التجميلية» إلى حد كبير.

 

«الثورة السورية» انطلقت جنوباً وتحققت في الشمال

فوزة يوسف/الشرق الأوسط»/26 تموز/2019

الثورة من أكثر المصطلحات التي تم تداولها في السنوات العشر الأخيرة، وبخاصة بعد الربيع العربي. السبب يعود إلى حاجتنا إلى التغيير وتوقنا لحياة جديدة. فشلت كل محاولات «الربيع» في منطقتنا لأن الثورة والثوار خرجوا عن مسارهم، وتم استخدامهم من قبل أجندات مضادة لمصالح الشعوب التي كانت مستعدة لتقديم كل شيء فقط كي تحقق حياة تليق بإنسانيتها. هكذا هي الثورة السورية أيضاً. عندما خرج الشعب في درعا لم يخرج كي يتحول مع الزمن إلى ضحية لأجندات خارجية، ولم يكن هدفه خلق سماسرة حرب يسمون أنفسهم «قيادات الثورة»، ثم يعملون وفقاً لأجندات القوى التي ترعاهم.

الشعب عندما هبّ كان هدفه العيش بكرامة، أن تكون له كلمة، أن يسير في الشارع دون الخوف من رجال الأمن، دون الاضطرار إلى دفع الرشوة لرجال الشرطة، وأن يكون كل فرد من هذا الشعب مواطناً من الدرجة الأولى وليس من الدرجة الرابعة، وأن يعيش في نظام لا يقصي هويته، لغته، إرادته السياسية، دينه ومذهبه، لكن خيانة الثورة وخيانة الشعب أدتا إلى أن تتحول مهد الثورة السورية مدينة درعا إلى مدينة تتجول فيها الأشباح، حيث تم وأد الثورة هناك وعلى أيدي من كانوا يسمون أنفسهم أبناء الثورة.

الثورة تبدأ بالتغيير وتتحقق إذا ما كان هناك ثوار يؤمنون بمبادئ هذه الثورة، فالثورة يخلقها الثوار الذين ثاروا في البداية على ما في أنفسهم من خصائص ورواسب رثّة، ثاروا على كل شيء رجعي. فالثورات التي لا تملك ثواراً حقيقيين يضحون بكل ما لديهم من أجل تحقيق هذه الثورة لا يمكن أن تصل إلى النجاح. فالثوري هو من يجسد في نفسه نموذج المجتمع الذي يصبو إليه بأفكاره وأفعاله. لذلك؛ فإن الثورة في جنوب سوريا وغربها فشلت لأنها لم يكن لديها ثوار يقودون الحركة الشعبية تلك، فالذين كانوا يسمون أنفسهم «قادة الثورة» كان هدفهم فقط تغيير أشخاص الحكومة والجلوس على مقاعدهم وليس تغيير النظام الإداري والسياسي والاقتصادي الذي دمر السوريين. لن يكون من الخطأ القول إن الثورة والحراك الشعبي بدآ في الجنوب، لكن حققا هدفهما في الشمال؛ لأن القوى السياسية في الشمال السوري كانت تملك مقومات القيام بالثورة.. نظرياً كانت تملك برنامجاً سياسياً واضحاً، وهو مناهضة نموذج الدولة القومية وطرح البديل وهو دولة لا مركزية تعتمد على الإدارات الذاتية، أيضاً كان لديها ثوار وقادة حقيقيون قادرون على تحقيق الثورة في ذاتهم.

إذا ما قيّمنا السنوات السبع «ثورة 19 يوليو (تموز)» التي بدأت في مدينة عين العرب (كوباني)، حيث ثار الشعب على المؤسسات الحكومية التي سلبت منه وأعادها للشعب، نرى أن سر نجاح الثورة الشعبية يعود في البداية إلى ما كانت تعتمد عليه من نظرية وبرنامج الأمة الديمقراطية، حرية المرأة ومبدأ الدفاع المشروع، وأيضاً السبب كان وفاء القادة والثوريين وصدقهم للشعوب في سوريا. أيضاً، استقلالية الفكر والإرادة التي كانت موجودة لدى القوى السياسية في شمال وشرق سوريا كانت سبباً رئيسياً في تحقيق كل تلك الإنجازات التي تحققت خلال السنوات السبع الماضية.

كانت بالفعل ثورة؛ لأنها جسدت في ذاتها نموذج سوريا المستقبلية بما حققته من تعايش سلمي بين الشعوب، ومن تطورات في النظامين السياسي والاجتماعي، ومن تغيير في البنية الثقافية التي كانت سائدة. هناك من يقارب هذا الواقع وكأن الثورة انتهت وأننا في فترة ما بعد الثورة، لذلك يطلبون مقاييس من الخدمة والتطور تعجز عنها أقدم الدول في المنطقة، ينسون أنه خلال السنوات السبع الماضية كنا في حالة حرب، والحرب، إن أبعدت عن بعض المناطق، لم تنتهِ تكاليفها وقد كنا نبني بيد ونحارب باليد الأخرى. الثورة لم تنتهِ كما يزعم البعض، فما زلنا نواجه تهديدات وتحديات كبيرة، بالطبع حققنا مكاسب وإنجازات كبيرة، لكن يجب أن يتم تأطيرها وضمانها دستورياً، على هذا يجب ألا ننسى أننا ما زلنا في بداية الثورة؛ لأن الثورة حتى تتحقق لا بد من خلق تغيير في طريقة أفكارنا، أسلوب حياتنا، في رؤيتنا لأنفسنا وللآخرين، في علاقاتنا ضمن العائلة، في رؤيتنا للرجل والمرأة ...الخ. لأنه بقدر ما تتحول الثورة إلى ثقافة اجتماعية قد حققت هدفها. ثورتنا ما زالت كطفل في السابعة من عمره يحتاج إلى كثير من الرعاية والاهتمام والمتابعة، ويجب أن نعمل سوياً حتى يعيش الطفل ويكبر وينمو نمواً صحيحاً، ويجب ألا ننسى أيضاً أننا معه سنكبر ومعه سنحقق آمالنا وطموحاتنا.

- خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

ولكن... ما الذي بقي للنظام السوري؟

أكرم البني/الشرق الأوسط»/26 تموز/2019

أمر بديهي ألا يهتم أهل الحكم بالمشهد الكارثي الذي أوصلوا سوريا إليه، وهم الذين أعلنوا جهاراً استعدادهم لحرق البلد من أجل دوام تسلطهم وفسادهم وامتيازاتهم، والأنكى أن تسمع من بعضهم أن الفتك والتنكيل اللذين مورسا ضد انتفاضة السوريين ليسا كافيين، وكان يفترض أن يكونا أشد هولاً لوأد ما يعدّونها فتنة ومؤامرة في مهدها. لكن، وفي ضوء تكرار ظواهر إذلال النظام السوري وازدرائه من قبل حلفائه، ألا يبدو غريباً ألا تلمس لدى أحد من الجماعة الحاكمة أو من الدائرين في فلكها أي حاجة لإجراء مراجعة نقدية لما صارت إليه أحوالهم كسلطة؛ ماذا تبقى لهم منها، وأين أصبحت تبجحاتهم عن السيادة الوطنية والقرار المستقل، وأي ثمار حصدها إيغالهم المفرط في العنف والفتك والتدمير واستجرار من هبّ ودبّ ليعيث قهراً وفتكاً بالسوريين؟! إذا كانت المؤسسة العسكرية والأمنية هي الذراع الضاربة للنظام، التي منحته، طيلة عقود، السيطرة والقوة والجبروت، فهي قد تفككت وأنهكت تماماً خلال السنوات الماضية، ليغدو جلياً عجزها في غير مكان عن تحقيق أي تقدم عسكري حاسم، بل صارت أحوالها في الويل وعلى مشارف هزيمة ساحقة لولا مسارعتها لاستجرار التدخل والدعم الخارجيَين؛ الأمر الذي انعكس في عجز آخر عن الحد من نمو ميليشيات منفلتة، كاللجان الشعبية والقوات الرديفة، وفي وقف تغوّل مراكز قوى عسكرية باتت لها الكلمة الفصل في أهم مناطق الصراع، بعيداً عن رأي قادة السلطة وقرارهم، فكيف الحال حين نسمع عن صراع بين روسيا وإيران على ترتيب المؤسسة العسكرية واختيار قادة الأجهزة الأمنية، أو حين يصل الخلاف إلى صراع دموي بالسلاح الحي، بين الفرقة الرابعة الموالية قيادتها للنفوذ الإيراني وبين الفيلق الخامس وقوات سهيل الحسن الموالية للنفوذ الروسي؟ وكيف الحال حين تفرض على النظام فرضاً المصالحات والتسويات مع المعارضة المسلحة، ويقاد مرغماً إلى اجتماعات آستانة، ولتنفيذ ما تقرره مؤتمرات سوتشي، وأيضاً حين يغدو بعض مناطق البلاد حكراً على ميليشيا أو طرف عسكري خارجي استولى عليها من دون أن يسمح للنظام بدخولها، كمنطقة القصير في مدينة حمص مثلاً، التي استولى «حزب الله» عليها وشجع الموالين له على الاستيطان فيها والاستيلاء على بيوتها وأراضيها وحوّلها إلى ما يشبه المعسكر المغلق؟!

صحيح أن الدولة والسلطة هما كيانان متمايزان كلاهما عن الآخر، لكنهما في سوريا أصبحا كياناً واحداً بعد أن التهمت السلطة، خلال العقود الماضية، مؤسسات الدولة كافة؛ الإدارية والخدمية والاقتصادية، وسخّرتها لخدمة أهدافها ومصالحها، من خلال شبكات الفساد والمحسوبية والروابط الطائفية والعائلية، لتغدو هذه المؤسسات أهم مورد للنظام، والتي منحته الفرصة للزعم بأنه الكيان الوحيد الذي يخدم المواطنين، ليس فقط لأنها الموفر الأكبر لفرص العمل والتشغيل في البلاد، وإنما أيضاً لأنها عوّدت الناس على أن تكون المزود الرئيسي بالسلع الأساسية واحتياجاتهم الضرورية.

والحال؛ إذ أفضى العنف المفرط والتدمير العشوائي للمدن والأرياف إلى تعميق أزمة الاقتصاد السوري وإضعاف البنية الإنتاجية إلى حد كبير، وتالياً فرض تخفيضات حادة في ميزانية الحكومة، فهذا يعني أنه لم يبقَ في يد النظام اليوم تلك القدرة والموارد المالية التي كان يرشو بها ملايين العمال والموظفين، أو التي كانت تمكنه من توفير السلع الأساسية كالخبز والأرز والسكر، والاحتياجات الضرورية من الماء والكهرباء والوقود وخدمات النقل والتعليم والرعاية الصحية؛ الأمر الذي جعل غالبية المواطنين يكابدون عوزاً وشظف عيش لم يسبق لهما مثيل، وأنهى، عملياً، ما تسمى إجراءات الدعم التي شكّلت في سوريا أحد مقومات «العقد الاجتماعي الخفي» بين السلطة والمجتمع.

يحلو للنظام السوري أن يروّج أنه خرج منتصراً على خصومه وحسم المواجهة عسكرياً ضد المطالبين برحيله وأعاد السيطرة على الجزء الأكبر من مناطق البلاد المأهولة ومن مدنها الكبرى، لكن اليوم، هو خير من يدرك أنه نجح فقط في إنقاذ ذاته، كسلطة شكلية لا تحل ولا تربط وفقدت كل قدرة على اتخاذ القرار في القضايا المصيرية، وأيضاً خير من يعرف مدى انحسار قاعدته الاجتماعية، التي كان يتغنى ويتباهى بها قبل موجة الربيع العربي، وبأنها ملتفّة حوله وليس لديها أي دافع للثورة ضده كما حدث في تونس ومصر... فها هو قد خسر نفوذه التاريخي على الفصيل الكردي القوي الموالي لحزب العمال الكردستاني، والذي تحالف مع عدوه اللدود واشنطن ونجح في دحر تنظيم «داعش» والتمدد في شمال وشرق البلاد، وصار يفرض شروطاً لإعادة صياغة علاقته مع النظام، يبدو الأخير غير قادر على تنفيذها، بينما تراجعت ثقة الأقليات الدينية به، والتي لطالما ادعى حمايتها، وقد أدركت أن الحضور العسكري الروسي هو الذي أنقذها وليس النظام الذي ابتزها وتلاعب بهمومها ومخاوفها وبقي عاجزاً حتى عن رد القذائف التي كانت تطلقها الجماعات الإسلاموية المسلحة على مناطقها، والأهم أن الروابط بدأت تتفكك بينه وبين الطائفة العلوية التي استمد منها القوة والعصبة، فحين تخسر غالبية عائلاتها خيرة شبابها، وتكتظ قراها ومدنها بألوف مشوهي الحرب والمعوقين الذين يعانون الأمرّين دون أن تتمكن الدولة من تقديم المساندة والمساعدة لهم، فيمكن أن نفهم ونفسر تواتر انتقادات واتهامات أبنائها للسلطة السورية بأنها حولتهم إلى حطب رخيص لتسعير نار الصراع والمعارك كي تستمر في تسلّطها وتنعّمها بالأمان والخيرات.

ربما لم يبقَ للنظام السوري اليوم ما يمكنه من تقرير مصيره السياسي ومصير البلاد، وقد باتا مرهونين بما يتوافق عليه الأجنبي، لكن ما بقي له هو هذا التفنن الفريد في الجمع بين تدمير العمران ونهب ثروات المجتمع، وما فعله معول الطائفية البغيض من هدم وتمزيق في النسيج الوطني، والأهم السجل الأسود الذي يضم أرقاماً مخيفة عمّا ارتكبته أياديه بحق السوريين، وعن مئات ألوف الضحايا الذين سقطوا وقضوا جراء القصف والتدمير العشوائيين وبفعل المجازر المرعبة والقتل العمد تحت التعذيب... وعن مئات آلاف المعتقلين والمختفين قسراً والذين يلفّ مصيرهم الألم والغموض... عن ملايين المشردين الذين فقدوا أحبتهم وكل ما يملكون، ويهيمون على وجوههم بحثاً عن ملاذ آمن، نزوحاً داخلياً محفوفاً بالعوز والقهر والحرمان، ولجوءاً خارجياً أنّى تصل بهم أقدامهم المتعبة.

 

دولة «حماس» غير المعلنة

نبيل عمرو/الشرق الأوسط»/26 تموز/2019

مصطلح دولة غير معلنة رغم أنه ينطبق تماماً على «حماس» وغزة، فإنه قليل التداول في وصف واقع الحال على أرض مساحتها 300 كيلومتر مربع وسكان تعدادهم أكثر من مليونين نسمة. «حماس» تدير القطاع وأهله بتحكم مطلق في كل نواحي الحكم والإدارة، فهي تجبي الضرائب وتسن القوانين وتدير جهازاً قضائياً ومحاكم، تعتقل وتفرج، وفيما يتصل بالحدود شمالاً وجنوباً، فهي المتحكم في من يدخل أو يخرج وفق المساحة المحددة من الطرفين الممسكين بالمنافذ... مصر جنوباً وإسرائيل شمالاً. اصطلح العالم على وصف سلطة «حماس» في غزة بأنها سلطة الأمر الواقع، وتحت هذا الوصف تقيم «حماس» علاقات كاملة مع دول وحكومات بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فمن أجل مصداقية أدبيات المقاومة وشعاراتها تقيم الحركة علاقات تفصيلية مع إسرائيل تحت عناوين متعددة ومن خلال أطراف كثيرة، ومن أجل نفي الاتهام بأنها تقيم دولة خاصة بها في غزة بديلاً عن الدولة الفلسطينية المنشودة على جميع الأراضي في عام 1967، تكثر من الحديث عن المصالحة وسعيها من أجل إنضاجها، ذلك أن مصطلح المصالحة المحبب جماهيرياً يصلح كغطاء بريء للاستقلال التام عن الكيان الواحد المفترض أن تعبيره التاريخي والسياسي والتمثيلي هو منظمة التحرير وذراعها السلطة الوطنية.

مظاهر الاستقلال عن الجسم الأصلي ليس فقط إدارة سلطة كاملة داخل البقعة الجغرافية المقتطعة من الوطن وما عليها من بشر، بل من خلال ممارسة سياسة خارجية لا تمارسها عادة إلا دول مستقلة، ذلك يتجلى في رزمة علاقات خارجية سياسية ودبلوماسية وتحالفية، ما كانت تمارس قط زمن كان الجميع يلتزم بمنظمة التحرير بوصفها ممثلاً وحيداً للشعب الفلسطيني، فـ«حماس» (حاكمة غزة) تقيم علاقاتها مع الحكومات والدول بمنطق دولة لدولة وتنافس السلطة الشرعية في أمر متابعة شؤون الفلسطينيين مع الدول والحكومات التي يقيمون داخل كياناتها، وتنشئ وترعى أجساماً جديدة في المنافي على حساب مسلّمة وحدانية التمثيل الفلسطيني التي كان عنوانها وإطارها منظمة التحرير.

صحيح أن معظم الأجسام التي أنشئت عبر مؤتمرات حاشدة وأفرزت إطارات ذات أسماء مختلفة كانت تستخدم اسم منظمة التحرير وترفع شعار تصويب مسارها، إلا أن الأمر في هذا المجال يشبه استخدام مصطلح المصالحة لغوياً وشعارياً، بينما ما يجري على أرض الواقع هو الذهاب سريعاً نحو الانفصال.

خصوم الفلسطينيين - وهم ليسوا قليلي الشأن على أي حال، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وإسرائيل - يقرأون الخريطة الفلسطينية بكل تضاريسها وتفاصيلها ويراقبون استفحال وتعمق الانقسام كل يوم، وهذا الواقع الذي يستخدمه الخصوم بكفاءة هو ركيزة سياساتهم التدميرية ضد الفلسطينيين وحقوقهم وحلمهم المشروع في إقامة دولتهم على أرض وطنهم، فأميركا تطرح الحل الاقتصادي مستفيدة من الواقع المأساوي لأهل غزة، وتوغل «حماس» في السعي وراء المزايا الموعودة في التهدئة، أما إسرائيل التي لا تحتاج لأي قدر من التمويه على سياستها، وخصوصاً تجاه غزة، فتعلن كل يوم أنها ستحافظ على الانقسام بوصفه ذخراً استراتيجياً لها وهي على أتم الاستعداد لتقديم كل ما يلزم كي يظل قائماً ومتجذراً، بما في ذلك حمل المال القطري على الأكتاف وإيصاله إلى غزة، ويجري الحديث الآن عن مستشفى كبير يقام على الحدود للتخفيف من معاناة المرضى الغزيين، وعلى الطريق مشاريع أخرى هي في الواقع تطبيق عملي لما ترفضه شعارات «الحل الاقتصادي». السكين الإسرائيلي بمقبضه الأميركي يشق طريقه بسهولة شق قالب من الزبدة؛ ذلك أن الوضع المأساوي في غزة يجعل كل ما يطرح من مشاريع تنموية وإسعافية أمراً لا يمكن رفضه، وهذه هي الأرض التي ينمو عليها الحل الاقتصادي الذي تسعى صفقة القرن لجعله بديلاً عن الحل السياسي الذي يسعى الفلسطينيون إليه متجسداً في حق تقرير المصير. على صعيد المواقف المعلنة، فإن هنالك اتفاقاً بين طرفي الانقسام على رفض صفقة القرن، غير أن ما تحت هذا الرفض وما فوقه هو اختلاف على كل شيء يغطى باتهام متبادل بأن كل طرف ضالع في تنفيذ صفقة القرن.

إن صدقية رفض الصفقة لا تستقيم مع استمرار الانقسام والجري الحثيث نحو الانفصال.. إن صدقية الرفض يجسدها توجه عاجل وجذري لإعادة الوحدة السياسية والكيانية والإدارية للأرض والشعب الفلسطيني، ودون ذلك فإن كل ما يقال لا صدقية له.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية افتتح اليوم العالمي للتذوق ويوم العرق اللبناني باسيل: ما حصل بالنسبة للمادة 80 ليس بسيطا لناحية الاخلال بالتوازنات

وطنية - الجمعة 26 تموز 2019

أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ان "ما حصل في مجلس النواب في المادة 80 من قانون الموازنة، ليس بسيطا لناحية الاخلال بالتوازنات والتفاهمات والاتفاقيات"، وتساءل: "ما هي المصلحة اليوم في ايقاظ المخاوف والهواجس التي اعتقدنا اننا تخلصنا منها".

وإذ شدد على "عدم تحميل رئيس الجمهورية مسؤولية عدم اصدار الموازنة او اعادتها"، لفت الى انه "لا يريد ايضا تحمل مسؤولية الطعن بالموازنة لا داخليا ولا خارجيا".

وسأل الوزير باسيل في كلمة ألقاها بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في الاحتفال باليوم العالمي للتذوق ويوم العرق اللبناني في زحلة: "ما معنى مقتضيات الوفاق الوطني؟ ما معنى الميثاقية؟ وما معنى الشراكة؟ وما هو تفسير المادة 95 من الدستور التي تتكلم عن حصر المناصفة بالفئة الاولى فقط بعد تأليف الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية، والا تزيد نتيجة ما حصل، خوفنا من تشكيل هذه الهيئة، في الوقت الذي كنا نسعى فيه الى الاعلان عن مشروعنا للدولة المدنية؟".

واكد أن "ما حصل يتطلب التقدم بقانون لالغاء اللغط المتعمد الذي حصل، اذا كان هناك رفض لالغائه على اساس السهو او الخطأ المطبعي"، مشددا على "ضرورة عدم تكريس اعراف تضرب صلاحيات رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، والوزير".

وقائع الاحتفال

وكان رئيس الجمهورية افتتح، مساء اليوم، الاحتفال ب"اليوم العالمي للتذوق ويوم العرق اللبناني"، الذي تنظمه وزارة الزراعة في "بارك جوزف طعمة سكاف" بزحلة، بحضور نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، وزير السياحة اواديس كيدانيان، وزير البيئة فادي جريصاتي، والنواب: سليم عون، جورج عقيص، ميشال ضاهر، ادي دمرجيان، قيصر معلوف، سيزار ابي خليل، نقولا صحناوي، هاكوب ترزيان، ادي معلوف، اسعد درغام، مطران زحلة للموارنة جوزف معوض، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش، مطران زحلة للسريان الأرثوذكس مار يوستينوس بولس سفر، متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران أنطونيوس الصوري، اضافة الى وزراء ونواب سابقين، وكبار موظفي الدولة، وقضاة، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير، وشخصيات رسمية ودينية وعسكرية، وفاعليات المنطقة.

زغيب

في مستهل الاحتفال، ألقى رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل أسعد زغيب كلمة قال فيها: "أبدأ كلمتي اليوم بعبارة "كاسكن"... كأس الاصالة والكرم والكرامة، كأس لبنان العظيم، كأس زحلة الابية، كأس شعب تاريخي فصلت الحياة على قياسه. كأس العرق الزحلاوي، وهو اساس العرق الذي بدأت قصته من خارج لبنان، ولفتت نصف العالم قبل ان تصل الى لبنان مع الجيش الانكشاري، الا ان العرق لم يكتسب مفهومه الحالي الا بعد ان تعمد في زحلة عام 1920، حين اخترع الزحلاوي خليل نحاس "العروس" وطور مفهوم "الكركي". ومنذ ذلك الحين، اصبح العرق جزءا اساسيا من التركيبة الاجتماعية والاقتصادية لزحلة، وبات الخبراء والباحثون يعرفون ان العرق زحلاوي من خلال رائحته وجودته، وتحولت زحلة الى البيئة الحاضنة لهذه الصناعة".

أضاف: "مرافقة العرق ل"المازة" اللبنانية التي نشأت على ضفاف البردوني، جعلت من زحلة عاصمة عالمية للطعام اللبناني، وصنفت عام 2013 مدينة عالمية للتذوق، وانضمت الى شبكة "الاونيسكو" للدول المبدعة وسفيرة لبنان في العالم اجمع، سفيرة الاصالة والابداع والرقي وحسن الضيافة اللبنانية".

وأشار إلى أن "زحلة التي تجمع الامجاد في تاريخها، تتوج نجاحاتها اليوم بحضور فخامة الرئيس ميشال عون"، قال: "إن حلوله اليوم بيننا هو بركة، ونحن نحتفل سويا للسنة الثانية على التوالي بيوم العرق اللبناني ويوم التذوق العالمي، وتنتظرنا ايضا سنوات من الاحتفالات والمهرجانات".

أضاف: "نعمل في زحلة على تطوير ابداعاتنا، من خلال المحافظة على اصالتنا ومواكبة اساليب التطور التي شملت كل المجالات، ونعمل على تشجيع المبادرات الفردية الهادفة الى نشر التميز الزحلاوي بكل القطاعات. كما نعمل على خلق اجواء مناسبة للاستثمار. من هنا، ادعو الجميع الى المجيء الى زحلة والاستثمار في بيئتها النظيفة وجوها الآمن، فهي كانت وستبقى مدينة على قدر طموحاتنا، مدينة عالمية للسياحة والثقافة والابداع".

وختم: "فخامة الرئيس، نشكر لكم حضوركم ورعايتكم واهتمامكم الدائم بزحلة وكل لبنان، كما دعمكم لاهلنا الزحلاويين. كما نشكر وزارة الخارجية والمغتربين ووزيرها النشيط معالي الصديق جبران باسيل لاهتمامه بالانتاج اللبناني ونشره في العالم، وبخاصة احتضانه للنبيذ والعرق والمونة وتعيينه لملحقين اقتصاديين في دول العالم. وشكر من القلب ايضا لوزارة الزراعة والمهندس لويس لحود وشركة LNE بشخص السيد غسان خوري لمشاركتها الفاعلة معنا، وكل من ساهم في إنجاح المهرجان، فلنرفع سويا كأس زحلة مدينة الشعر والخمر، وكأس لبنان بلد الكرامة والابداع".

خوري

من جهته، ألقى رئيس جمعية الطاقة الوطنية اللبنانية غسان الخوري كلمة قال فيها: "تأسست جمعية الطاقة الوطنية اللبنانية LNE بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية وبلورة الخيارات الاستراتيجية التي يملك لبنان قدرة تنافسية فيها: رصد الطاقات اللبنانية الوطنية، تفعيل الحركة التجارية، خلق فرص عمل، تنشيط الاقتصاد الوطني، ودعم وتسويق المنتجات اللبنانية، وهي تشكل اساس التعاون القائم بين LNE والقطاعين العام والخاص".

أضاف: "وبتوجيهات وقيادة معالي الوزير جبران باسيل، تأسست LNE لتكون كتلة طاقات بشرية منتجة ومساحة حوار وتواصل وعمل لدعم اللبناني في البقاء بأرضه والاستثمار في الزراعة والسياحة والصناعة والشباب. هكذا نواكب عهدكم، فخامة الرئيس، من خلال عمل منتظم ومنتج من دون تعب او ملل. لقد وضعت جمعية LNE، للسنة الثانية على التوالي، يدها بيد وزارتي الزراعة والخارجية والمغتربين، بالتعاون مع بلدية زحلة، لانجاح يوم العرق اللبناني واليوم العالمي للتذوق".

وتابع: "إن العرق مشروب تراثي، متجذر بعاداتنا وتاريخنا، كما تجذرنا بهذه الارض التي احتضنت آباءنا واجدادنا، وهدفنا اليوم هو المحافظة على هذا التراث وتطويره لنقله الى اولادنا. ان دعمنا للعرق هو كدعمنا لمنتجات وقطاعات اخرى اساسية للاقتصاد اللبناني، ومن المهم الاشارة الى ان تصحيح الخلل الكبير القائم في ميزان السلع وتخفيض العجز في ميزان المدفوعات، يبدأ عبر المساعدة في ايجاد حلول مستدامة وتحفيز الصناعة والزراعة اللبنانية ودعم القطاعات المنتجة لزيادة صادراتنا من المنتجات اللبنانية التي تنافس بجودتها اهم السلع العالمية. نطمح إلى أن يساهم العرق، ولو بشكل صغير، في النهوض بالاقتصاد وتحويله الى منتج. كل ذلك، يدخل ضمن استراتيجية واضحة تقوم على المشاركة في النشاطات التسويقية ومواكبة تطوير الزراعة والانتاج، وحث المعنيين على احترام أعلى معايير الجودة العالمية ومساعدتهم على فتح اسواق جديدة داخلية وخارجية، لتصريف الانتاج الوطني".

وأردف: "إن LNE في صدد تنظيم مؤتمرات وندوات متخصصة خلال الاشهر المقبلة لمواكبة الاستراتيجيات الموضوعة لتنمية وتحفيز قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة والبيئة والصحة وتثبيت ودعم دور الشباب اللبناني بنهضة الوطن. ولا بد من الترحيب بالطلاب اللبنانيين من بلاد الاغتراب، الذين قدموا الى لبنان في اطار برنامج Political Tourism Program الذي اطلقه الوزير باسيل ليتعرفوا على سياسات بلدهم الام ويدعموا اقتصاده".

وختم: "نشكركم فخامة الرئيس على دعمكم وروح التغيير ونفس الاصلاح والعطاء من دون مقابل الذي زرعتموه فينا، ونعدكم بتحقيق الانجازات التي يطمح اليها اولادنا ليبقوا في وطنهم ويبقى الوطن لهم".

لحود

بعدها، ألقى المدير العام لوزارة الزراعة كلمة شكر فيها "الرئيس عون على حضوره ورعايته هذه المناسبة"، وقال: "مرت سنتان ونيف على انتخابكم، وقد تميزت ولايتكم بإنجازات عدة على الصعد كافة، الوطنية والاجتماعية والاقتصادية والامنية. وها انتم اليوم ترعون احتفالنا في عروس البقاع، زحلة، عاصمة الحضارة والشعر والخمر والرجولة والإباء، المزهوة بعراقة أهلها ونبل سكانها، وموقعها في قلب لبنان النابض دائما".

أضاف: "فخامة الرئيس، في خطاب القسم، أشرتم إلى إطلاق نهضة اقتصادية ترتكز على التخطيط والتنسيق في ما بين الوزارات، وتعتمد خططا قطاعية، واننا - من حكمتكم في التعاطي مع الشأن الزراعي - نستمد هديا وإرشادا،. فالقطاع الزراعي في لبنان هو الركيزة الاساسية لترسيخ العلاقة بين الانسان والطبيعة والحد من النزوح والهجرة وتثبيت اللبناني في ارضه. ولذلك، ركزت وزارة الزراعة في محاورها الاستراتيجية على اولوية زراعة المعرفة والانتقال من مفهوم الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد الانتاجي وتشجيع الاستثمار في المجال الزراعي. وفي هذا الاطار، نتوجه بالتحية الى معالي وزير الزراعة الدكتور حسن اللقيس للجهود التي يقوم بها من خلال سعيه إلى تنمية هذا القطاع في كل المناطق اللبنانية، كي يصبح شريكا أساسيا في ازدهار الاقتصاد الوطني. ونتوجه اليكم يا سيد العهد لمزيد من احتضانكم ورعايتكم لهذا القطاع، لان فيه لقمة خبز الشعب اللبناني الذي يتطلع شبابه الى عهدكم بأمل كبير بالمستقبل، كما يتطلع فيه المزارع اللبناني الى حماية انتاجه وتعبه ورزقه من آفة التهريب لانها اصبحت عبئا ثقيلا عليهم، والى اعادة تقييم الاتفاقيات مع كل الدول لحماية اكبر للانتاج المحلي".

وتابع: "فخامة الرئيس، تسعى وزارة الزراعة، بالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين، الى فتح اسواق جديدة امام الانتاج اللبناني. ولقد بدأنا بعقد مذكرات تفاهم مع دول اوروبا الشرقية مثل هنغاريا وبولندا وصربيا وتشيكيا وبلغاريا، وسنتابع مع الدول الأخرى. ولا بد لنا أن نتوجه بالتحية الى معالي وزير الخارجية والمغتربين المهندس جبران باسيل، وقد عودنا، إضافة إلى مسؤولياته الكبيرة في وزارة الخارجية والمغتربين، على إهتمام لافت، ودعم كبير للقطاع الزراعي، وتسويق المنتجات الزراعية اللبنانية في الاسواق الخارجية ومتابعته الدقيقة لكل مراحل العمل مع البعثات والسفارات اللبنانية في كل أنحاء العالم. وسنطلق اليوم شعار: لتحافظ ع ارضك استهلك مونة لبنانية".

وأردف: "فخامة الرئيس، بدأت وزارة الزراعة، مع وزارة الخارجية، في تسويق 25 منتجا من المونة اللبنانية: ماء ورد، ماء زهر، بن بزورات وبهارات، حلويات عربية، طحينة وحلاوة، اعشاب وبهارات، حمص بالطحينة وبابا غنوج، عسل، زيت زيتون، نبيذ، عرق، فريكة، زعتر وسماق، دبس رمان وخروب وعنب، خل التفاح، مخللات لبنة بالزيت، شرابات ومربيات، خبز وحلويات محضرة على شكل بودرة وصابون، وذلك من خلال تنظيم أيام المنتوجات الزراعية والمونة والمطبخ اللبناني في لبنان والخارج. واناشد كل لبناني في الاغتراب والانتشار التسويق لهذه المنتجات وأن يفتخر فيها لانها من تراث اجدادنا في لبنان وتساهم في المحافظة على اهلكم، فكل تسويق للمونة والمطبخ اللبناني هو دعم لقراكم وبلداتكم في لبنان".

وقال: "أتوجه بالشكر من فخامتكم ومن دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ سعد الحريري ومن مجلس الوزراء على ثقتكم بي من خلال قرار تفويضي صلاحيات قطاع النبيذ والعرق والمنتجات الكحولية الأخرى. وقد تنبهت وزارة الزراعة إلى أهمية قطاع النبيذ اللبناني لما له من أهمية إقتصادية وإجتماعية ووطنية، وقد أصبح سفيرا متألقا في كل الاسواق العالمية بعد فتح وزارة الزراعة أسواقا جديدة في الدول الأوروبية والأميركية من خلال تنظيمها أيام النبيذ اللبناني، وستواصل تسويقه في أسواق اسكندينافيا من خلال تنظيمها لأيام النبيذ في الدانمارك في تشرين الثاني المقبل. وسأعلن عن فتح أسواق الصين للنبيذ اللبناني وإطلاق وزارة الزراعة، بالتعاون مع وزارة السياحة ووزارة الخارجية والمغتربين، برنامج سياحة النبيذ في لبنان".

أضاف: "اليوم، تستضيف زحلة اليوم الثاني للعرق اللبناني، فالعرق وصناعته مرتبطان بذاكرة ابناء زحلة الذين يرددون نشيد: زحلة زحلة زحلتنا وشرب العرق عادتنا. فصناعة العرق قد اشتهرت بها زحلة لتنتقل من البيت الى الخمارات التي اشتهر البعض منها بالسبيرتو والبعض الآخر بخلطه مع اليانسون لتحويله عرقا، فأصبح العرق اللبناني عنصرا مزينا للمازة اللبنانية، أعلن اليوم ان وزارة الزراعة، وعلى غرار ما قامت به للنبيذ اللبناني، ستعمل على إعادة العرق اللبناني الى أمجاده في كل لبنان. وفي هذا الاطار، اشيد بمثابرة منتجي العرق اللبناني واحترامهم المواصفات واستثمارهم في هذا القطاع".

وتابع: "من عروس البقاع زحلة التي تحتضن اليوم كل منتجي العرق في لبنان في يوم العرق اللبناني، سنطلق شعار عرق لبناني 100 % من لبنان إلى العالم، وستبدأ وزارة الزراعة، بالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين، بتسويق العرق اللبناني في كل الأسواق الخارجية. ومع التكنولوجيا والمنافسة، سنعمل على اعطاء قيمة مضافة للعرق وابتكار وصفات جديدة، بما يساهم في اطلاق خطط تسويقية جديدة وطموحة. ونعلن عن وضع حجر أساس بيت العرق اللبناني في زحلة خلال آب المقبل".

وأردف: "فخامة الرئيس، إن زحلة أعلنت عام 2013 عضوا في شبكة منظمة الاونيسكو للمدن المبدعة، وخصوصا في مجال فنون صناعة المآكل، وتنظم كل عام يوم التذوق العالمي. ولذلك، سيجمع يوم العرق اللبناني والتذوق العالمي 26 منتج عرق من كل لبنان وأربعين عارضا في مجال التذوق من زحلة".

وختم: "يسعدني، الترحيب، باسم وزارة الزراعة وباسمي الشخصي في زحلة بفخامتكم وأصحاب الدولة والمعالي والسعادة والسيادة، وأتوجه بالشكر الى تعاون كل من وزارة الخارجية والمغتربين ورئيس وأعضاء بلدية زحلة وجمعية الطاقة الوطنية مع وزارة الزراعة على تنظيم هذا الحدث. وأحيي كل فريق عمل وزارة الزراعة على جهوده الجبارة. وأشكر وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء لتغطية هذا الحدث وكل نشاطات وزارة الزراعة. عاش فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قدوة لبنانية مضيئة، عاشت الزراعة، عاش لبنان".

باسيل

وألقى الوزير باسيل كلمة قال فيها: "بات للعرق يوم، كيف لا؟ وهو مشروبنا الوطني وأحد رموز لبنان. في الماضي، كان العرق يحل يوميا على طاولتنا، ويحن له المنتشر اللبناني، فهو جزء من تراثنا تناقلته الاجيال، وتنقلت الكركة من الاب الى الابن، فمن منا لم يسهر ليلا قرب كركة للعرق؟".

أضاف: "العرق هو مشروب مشرقي بامتياز، فالعنب والخبرة من لبنان واليانسون من سوريا، والسر باليانسون الفاخر هو الذي يميزه عن غيره من المشروبات العالمية المشابهة. لقد

بات للعرق يوم، وسيكون له بيت في زحلة وفي بلدة عبرين، بفضل وزارة الزراعة وبفضل LNE، ونتيجة التعاون بين القطاعين العام والخاص وجمعيات المجتمع المدني، وهذا ما سيساعدنا الى الانتقال من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج. ننتج ونستهلك من انتاجنا، ونصدره الى الخارج لادخال العملة الصعبة، بدلا من عدم الانتاج، والاستهلاك من انتاج غيرنا عبر الاستيراد، واخراج العملة الصعبة من لبنان، وهذا ما اوقعنا في عجز تجاري مخيف بلغ 17 مليار دولار، وأخرج الاموال الى الخارج، والتي لا تعوض عنها تحويلات المنتشرين اللبنانيين، ولا الودائع الآتية الينا".

وتابع: "العرق هو المنتج المناسب للتصدير، وزحلة هي مدينة الانتاج، ومدينة الذوق والتذوق بحسب اليونيسكو، هي زهرة البقاع وعاصمة الانتاج الزراعي. ارتباط زحلة بالعرق جوهري قبل ارتباطها ب"مربى الاسودي". وارتباط زحلة بالعرق تاريخي، وكلنا نعرف "توما" و"غنطوس وابو رعد". وقبلهما، اول معملين في لبنان كانا لبطرس قازان ولأبي سعدى. كانوا يشترون كل عنب سوريا لأن عنب لبنان لم يكن يكفي".

وأردف: "انتاج العرق في الثمانينات بلغ 25 مليون قنينة. واليوم، انخفض الى مليونين ونصف مليون قنينة، فهذا اليوم هو لاعادة مستوى الانتاج الى ما كان عليه في السابق، كي يكون الانتشار اللبناني سوقا لاستهلاك العرق، ويكون السوق اللبناني لاستهلاك العرق الداخلي، بما فيه الfusion عرق الذي بدأنا نسوق له. زحلة هي المكان، ومنطقة الكروم التي ينهشها الباطون بدلا من الدوالي التي استقت منها لقب وادي العرائش. ارضنا ليست للبيع والمضاربة العقارية، بل هي تربة ومزارع وانتاج، اذا عرفنا كيف نحسن النوعية والتسويق والبيع بأسعار جيدة".

وقال: "نحن جاهزون في الحكومة لتنفيذ معركة في الموازنة، وجاهزون في وزارة الخارجية لتكون معركتنا في الديبلوماسية الاقتصادية. انظروا ماذا حققنا في الديبلوماسية الغذائية في المونة والنبيذ اللبناني. لقد انتقلنا في فترة قصيرة من انتاج 5 ملايين قنينة نبيذ الى انتاج اكثر من 10 ملايين قنينة، وهدفنا القريب أن نصل الى 20 مليون قنينة، وهدفنا البعيد ان نصل الى 100 مليون قنينة. فكروا ماذا يقدم ذلك إلى إنتاجنا؟ يمكن ان يقول البعض إن هذا مستحيل. بالامس، استضفت وزير خارجية الباراغوي، هذا البلد الصغير في اميركا الجنوبية، الذي لا يتخطى عدد سكانه ال5 ملايين نسمة، اعجب بالنبيذ اللبناني الذي تذوقه، واخذ يسألني عنه، وكان برفقته شابان لبنانيان، أبديا رغبتهما في استيراد النبيذ اللبناني بكميات هائلة اذا حصلا على الاذونات اللازمة من الباراغوي".

أضاف: "لدي ايضا تجربة مع شاب من البقاع يعيش في اميركا ويبيع النبيذ اللبناني في عدد من مطاراتها. وهناك جهد ايضا للتوجه الى اسواق الصين والهند وروسيا واميركا اللاتينية، التي تضم ملايين الاشخاص من أصل لبناني. واجبنا اليوم، بمساعدة الملحقين الاقتصاديين، ان نفتح الاسواق امام رفيق المائدة اللبنانية، أي العرق اللبناني".

وتابع: "إن اللبناني يحمل مطبخه معه أينما توجه، وبات سفيرنا الاول في العالم. ودبلوماسية الطهي هي تشجيع اللبنانيين على فتح مطاعم في الخارج، وأدعو المطاعم اللبنانية الى فتح فروع لها في الخارج، وهي بامكانها ان تستهلك الانتاج اللبناني، وتساعدنا على النهوض من ازمتنا الاقتصادية، وتثبت المزارع في ارضه، وتجنبنا صعوبات الغربة، وتحمي لبنان من مخاطر افراغه من ابنائه ليحل الاجنبي مكانهم. عهد علينا فخامة الرئيس، نحن واهلنا في زحلة، الا نوفر اي جهد لنبقى نحن والمزارعون في ارضنا، ولنمنع عنهم النزوح الداخلي، والهجرة الى الخارج. نحن اصحاب الارض، ومثلما صمد اهل زحلة دفاعا عنا ايام الحرب وانتصروا، اليوم سينتصرون على الازمة الاقتصادية، ويبقون في ارضهم. مدينة زحلة التي تجمع خشوع الكنائس وشموخ المئاذن، لن تعصى عليها ازمة اقتصادية".

وأردف: "هنيئا لاهلنا في زحلة هذه الارض الخيرة التي سميت اهراءات الشرق، والتي زرع ابناؤها القمح وحصدوا الخبز، وزرعوا الكرمة وحصدوا نبيذا وعرقا، وزرعوا الفاكهة والخضار وحصدوا منتجات غذائية متنوعة. والاهم ان زحلة زرعت شبابا وحصدت اسودا. وقد انجبت زحلة في تكتلنا وزيرين ونائبين نفتخر بهم. والاهم ان زحلة لديها صهر، وبامكانه ان يكون سندة ضهر لها.علينا جميعا مسؤولية تجاهها، لاطلاق مشاريع منها كما هو حاصل اليوم. ومن عاصمة الكثلكة في الشرق، اعلن اننا سنحافظ على المنتوجات الكيانية، للمحافظة على كياننا. اعرف ان كياننا مميز، ولديه تنوعه وخصائصه، وان تسمية المنتوجات الكيانية تزعج البعض، لأنهم لا يحبون فكرة الكيان، ولكن هذا هو مبدأ شراكتنا، وميثاقنا، واتفاقنا، ليكون لنا لبنان الكبير، وليس اللبنانات الصغيرة".

وقال: "ما حصل معنا فخامة الرئيس في قانون الموازنة في المادة 80 منه في مجلس النواب، ليس بسيطا ابدا لناحية الاخلال بالتوازنات والتفاهمات والاتفاقيات. ولا يجب ان نضرب هذه الامور الثلاثة من اجل 400 موظف نريد ان نفرضهم على القطاع العام، خصوصا ان هناك انسانا صادقا قال لنا قبل ايام، إن هذه الامور لا تحصل بالفرض، بل بالحوار والتفاهم. لا اعرف ما هي المصلحة اليوم في ان يتم ايقاظ المخاوف والهواجس التي اعتقدنا اننا تخلصنا منها، نحن في عهد الميثاقية".

أضاف: "فخامة الرئيس، لا نريد تحميلك مسؤولية عدم اصدار الموازنة او اعادتها، لاننا نعرف حرصك على البلد في هذا الوقت الصعب والدقيق. ونحن ايضا لا نريد ان نتحمل مسؤولية الطعن بالموازنة لا داخليا ولا خارجيا، لأنك تدرك حرصنا على البلد. ولكن ما حصل يستأهل منا جميعا ان نطرح سؤالا: ما معنى مقتضيات الوفاق الوطني؟ ما معنى الميثاقية؟ ما معنى الشراكة؟ ما هو تفسير المادة 95 من الدستور التي تتكلم عن حصر المناصفة بالفئة الاولى فقط بعد تأليف الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية، والا تزيد نتيجة ما حصل، خوفنا من تشكيل هذه الهيئة، في الوقت الذي كنا نسعى فيه الى اعلان جبهة، وعن مشروعنا للدولة المدنية".

وتابع: "ما حصل يستوجب ان نطرح سؤالا على بعضنا كلبنانيين، وهو اهم من موضوع الموظفين. هذا يمس بكياننا ووجودنا في هذا البلد. ويتطلب ايضا ان نتقدم بقانون لالغاء هذا اللغط المتعمد الذي حصل، اذا كان هناك رفض لالغائه على اساس السهو او الخطأ المطبعي. كما يتطلب ان نختبر شريكنا اذا كان سيلتزم بتعهداته بعدم القبول بتمرير حالات فاضحة وفاقعة بالخلل الاداري. نحن لا نتكلم عن 50/50 او 60/40 او 70/30، نحن نتكلم عن 90/10، فهل هذا ما نريده في بلدنا ولبناء ادارتنا؟ هذا السؤال الكبير الذي يتطلب منا الالتزام بحذفها اما بقانون او في الموازنة المقبلة، وعدم تكريس اعراف تضرب صلاحيات رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، والوزير".

وأردف: "فخامة الرئيس، في يوم العرق لن ندع الزعل يحل علينا، ولا على اللبنانيين، رغم الصدمة الكبيرة التي نعيشها. سنفرح على طريقتنا، على الطريقة الزحلاوية، ونشرب نخبكم ونخب هذه المدينة والوطن، ونخب اهل زحلة واسودها".

وفي الختام، قدم الوزير باسيل ومدير عام وزارة الزراعة هدايا تذكارية الى الرئيس عون من منتجات المونة اللبنانية والعرق.

 

عون في زحلة مدشنا القصر البلدي بعد تحديثه ومفتتحا الاحتفال باليوم العالمي للتذوق ويوم العرق الحسن: كل اللبنانيين يلتفون حول رئيس الجمهورية

وطنية - الجمعة 26 تموز 2019

زار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم، مدينة زحلة لرعاية حفل تدشين وترميم القصر البلدي، ثم رعاية الاحتفال بافتتاح "اليوم العالمي للتذوق ويوم العرق اللبناني"، الذي تنظمه وزارة الزراعة.

ولدى وصوله إلى المدينة التي ازدانت شوارعها باللافتات الترحيبية، توجه الى مبنى القصر البلدي، حيث كان في استقباله وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزيرة الداخلية والبلديات ريا حفار الحسن، محافظ البقاع كمال ابو جودة، ورئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل أسعد زغيب.

وبعد إزاحة الستارة عن لوحة تذكارية تؤرخ للمناسبة، دخل الرئيس عون إلى قاعة الاحتفال، التي غصت بحضور رسمي وشعبي. وكان أبرز الحاضرين: نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، وزير البيئة فادي جريصاتي، ووزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، والنواب: غازي زعيتر، عاصم عراجي، سليم عون، علي المقداد، جورج عقيص، هنري شديد، قيصر معلوف، محمد القرعاوي، جميل السيد، ميشال ضاهر، بكر الحجيري، ادي دمرجيان، وروجيه عازار، مطران زحلة للموارنة جوزف معوض، رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش، مطران زحلة للسريان الأرثوذكس مار يوستينوس بولس سفر، متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران أنطونيوس الصوري، رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، اضافة الى وزراء ونواب سابقين، وكبار موظفي الدولة، وقضاة، وعدد من رؤساء الهيئات الرقابية، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير.

اسعد زغيب

في بداية الحفل، ألقى رئيس البلدية اسعد زغيب كلمة قال فيها: "أغتنم هذه المناسبة السعيدة لتوجيه تحية اكبار ومحبة إلى فخامة الرئيس، ولأرحب به في بيته، في مدينة السلام والعنفوان، زحلة التي احببتموها وبادلتكم المحبة، واعطيتموها اغلى ما عندكم، كما اعطتكم اغلى ما عندها".

أضاف: "إن زحلة اليوم هي كالعروس، ترتدي أبهى وأجمل حلة لديها لتستقبلكم وتؤكد لكم أن هذا المنزل كان وسيبقى منزلكم، بيت الكرامة والشهامة، بيت الكرم والجود. إن زيارتكم الى بيتكم هذا مباركة، فهو الذي كان على مر التاريخ مقصدا ومحجا لكل انسان اراد التمرد على الظلم والطغيان، وتحول الى مربى الاسود ودار السلام". وتابع: "ها هي زحلة اليوم تولد من جديد، وتعيد الاعتبار الى كل فرد فيها، وتعطي لكل صاحب حق حقه، وتكتب صفحات جديدة من تاريخها المجيد بأحرف من نور وثقافة وانفتاح وبالطبع انماء. نحتفل اليوم مع فخامتكم بإعادة ترميم القصر البلدي الزحلي، هذا المبنى التاريخي الذي يدل على عراقة المدينة واهلها، استطعنا المحافظة على اصالته، وحولناه في الوقت نفسه الى مبنى اخضر Green Building. كما جعلنا منه مكانا لخدمة ابناء المدينة، وبات بإمكان ذوي الاحتياجات الخاصة اكمال معاملاتهم بأنفسهم، وان يصبحوا موظفين في البلدية. وقريبا، ستتحول البلدية الى النظام الالكتروني E- Municipality". واوضح "إن أساس عملنا مبني على رؤية واضحة، وعلى عشق لمدينتنا وشغف بالعمل والانتاج. لقد ورثنا عن اسلافنا قسما كبيرا من المشاكل، وهدفنا ألا نورث اولادنا صعوبات، بل تسليمهم مدينة نظيفة وعصرية يمكنهم الافتخار بها. لقد دفعت زحلة ثمنا كبيرا في الحرب اللبنانية، وكانت النتيجة انهيارا اقتصاديا وتراجعا عمرانيا وتدهورا مالياً، والاسوأ كان تباعدا ثقافيا وشبه انفصال عن محيطها، وهذا ما دفعنا الى خلق جو جديد من الانفتاح والتفاعل مع اهلنا في الوطن. وتوجنا مسيرتنا الوطنية بإقامة مباريات ثقافية بين الطلاب من مختلف الطوائف والمذاهب والمناطق ضمن القضاء من اجل تفاعل حضاري ثقافي وتكوين جيل وطني يحب لبنان وينتمي اليه اولا وقبل كل شيء".

وقال: "إن همنا هو همكم، فخامة الرئيس، وهدفنا هو هدفكم، ولبنان الذي تطمحون اليه هو لبناننا وحلمنا، وندرك أن همكم هو ربط البقاع ببيروت ضمن شبكة طرقات مميزة، وهذا هو مطلبنا ايضا. كما ندرك أن من همومكم وجود مبنى جامعي للجامعة اللبنانية في زحلة، يجمع كل ابناء البقاع في قلب البقاع، وهذا هو مطلبنا ايضا. ندرك سعيكم الى وجود ملاعب رياضية في المدينة تجمع شبابنا واولادنا من كل المناطق والطوائف، وهذا هو مطلبنا ايضا".

أضاف: "فخامة الرئيس، إن الامانة التي نحملها في بلدية زحلة غالية جدا، وكي نحافظ عليها ونسلمها إلى الاجيال المقبلة، نطلب بكل محبة رعايتكم ودعمكم الدائم لنا. ان لبنان كان بحاجة الى زحلة منذ 100 عام كي يصبح كبيرا، ويومها لبت المدينة النداء وولد لبنان الكبير. واليوم، تطلب زحلة من لبنان أن يلبي النداء لتصبح بلديتها كبيرة، وهي تملك كل المقومات اللازمة لذلك. ولذلك، نطلب من فخامتكم الدعم لنحقق معا هذا الحلم، في عهدكم. واسمحوا لي أن أوجه تحية تقدير الى وزيرة الداخلية السيدة ريا الحسن التي نكتشف من خلالها يوما بعد يوم، قوة عطاء المرأة اللبنانية ونجاحها في كل الميادين، وفعاليتها وتفانيها في عملها، وإن شاء الله نصل معك إلى تحقيق حلمنا الكبير نحو اللامركزية الادارية في عهد صاحب الفخامة العماد ميشال عون".

وشكر "الرئيس عون والوزيرة الحسن واعضاء المجلس البلدي وموظفي البلدية وكل من تبرع لانجاز ترميم القصر البلدي وعمل لانهاء هذا الصرح. كما شكر "اهالي زحلة والحاضرين".

الحسن

ثم ألقت وزيرة الداخلية كلمة قالت فيها: "في البداية، أود أن أحيي فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وأشكر حرصه على رعايته وحضوره حفل تدشين القصر البلدي العريق والتراثي، لما لزحلة وأهلها من مكانة في قلبه وعقله، وكذلك لاهتمامه الدائم بكل ما يصب في إطار تعزيز اللامركزية، وبكل ما يساهم في تحقيق التنمية المحلية. إن كل اللبنانيين يلتفون حولك، يا فخامة الرئيس، في سعيك إلى تسليم الرئيس المقبل وطنا افضل بكثير مما هو عليه اليوم، ونحن كحكومة سنعمل على تحقيق هذا الهدف، بالتعاون مع مجلس النواب والمجتمع المدني والقطاع الخاص. ولقد بدأنا بالفعل نسير في الاتجاه الصحيح نحو تحسين وضع بلدنا، وكل ما نأمله ألا تشكل السياسة وتجاذباتها مجددا عقبة أمام هذه المسيرة. كذلك، أتوجه بالتهنئة الى رئيس واعضاء بلدية زحلة، على انجاز عملية تأهيل القصر البلدي، ليكون اليوم في هذه الحلة الحديثة".

أضافت: "من زحلة القديمة، كما تسمونها، تولد اليوم لزحلة بلدية جديدة، عصرية شكلا ومضمونا، معماريا كما إداريا. تحت قرميد هذا المبنى التراثي الذي يروي قصة تطور العمل البلدي، في عروس البقاع وفي لبنان كله، وبحجارة هذا السراي، التي تحمل تاريخا عريقا منذ اول "قوميسيون بلدي"، في القرن التاسع عشر، تضع زحلة لنفسها مداميك إدارة بلدية تنتمي كليا إلى القرن الحادي والعشرين، فالتسهيلات المتوافرة للمواطنين والمراجعين في القصر البلدي الجديد والتصميم المدروس لمسار المعاملات، سيجعلان الخدمات تنساب كمياه البردوني. ومن أهم الإنجازات في المبنى الجديد، أنه أخذ في الاعتبار تسهيل حركة ذوي الاحتياجات الخاصة، مما يتيح لهم إتمام معاملاتهم بأنفسهم، ويفتح الباب أمام توظيف هؤلاء في البلدية. وأود هنا أن أنوه بحرص البلدية على هذا الجانب، وهو نموذج ينبغي أن يتعمم على كل المقار الرسمية، المركزية والمحلية. كما أن المبنى بات يتمتع بمواصفات صديقة للبيئة، في مجالي التدفئة والتبريد، ويعتمد على الطاقة الكهربائية البديلة، وهذا أيضا ما يجب أن يكون في كل الدوائر الرسمية".

وتابعت: "لقد كان هذا السراي طويلا مقرا لكل الإدارات الحكومية في زحلة، وحتى للسجن. واليوم، أصبح بأكمله مقرا للبلدية وحدها، وهذا يرمز بلا شك إلى الأهمية المتزايدة للبلديات، التي تعتبر المحرك الاساسي لتحقيق التنمية المحلية. ولذلك، تلقى البلديات دعما من المجتمع الدولي والجهات المانحة، في مسعى إلى تعزيز قدراتها وتمكينها من مواجهة كل التحديات في مجال التنمية من جهة، ومساعدتها على التخفيف من وطأة النزوح السوري من جهة ثانية. وبلدية زحلة اختبرت هذا النوع من الدعم، الى جانب بلديات اخرى، من اجل تطوير عمل وحدات الشرطة البلدية التابعة لها، لمواءمة عملها مع احتياجات المجتمع في زحلة". وقالت : "سعيا إلى تفعيل العمل البلدي في كل أنحاء لبنان، وتذليل كل العراقيل التي تعترضه، فاننا في وزارة الداخلية في صدد التحضير لاجراء انتخابات بلدية فرعية للبلديات المنحلة في الخريف، لكي لا تبقى أي منطقة من دون بلدية. وإذا كانت مشاركة المرأة في عملية صنع القرار شهدت تطورا نسبيا على المستوى المركزي، كما على المستوى المحلي، فإن تعزيز هذه المشاركة لا يزال يحتاج إلى دفع أكبر وأقوى من خلال إقرار مبدأ الكوتا. ومن هذا المنطلق، فإن وزارة الداخلية ستطرح على اللجان النيابية التي تدرس تعديل قانون البلديات، اعتماد كوتا نسائية لتأمين مشاركة أوسع للمرأة في المجالس البلدية، بحيث يكون للمرأة دور أكبر في العمل البلدي وفي عملية التنمية. وختاما، أهنىء بلدية زحلة مجددا على هذا الإنجاز، وأتمنى أن يكون هذا المبنى، نقطة انطلاق لمزيد من التطوير، من أجل خير زحلة وأبنائها".

هدية تذكارية

وفي ختام الاحتفال، قدم رئيس البلدية هدية تذكارية هي كناية عن منحوتة تمثل العذراء مريم والسيد المسيح للفنان رودي رحمة، إلى رئيس الجمهورية الذي غادر بعدها مقر البلدية، متوجها إلى "بارك جوزف طعمة سكاف" لافتتاح اليوم العالمي للتذوق ويوم العرق اللبناني.

لافتات رفعت في زحلة

ومن اللافتات التي رفعت في شوارع زحلة الى جانب صور رئيس الجمهورية: " كلمتك ثقة، وعدك شرف، اسمك هيبة"، "على العهد يا سيد العهد"، "نحن الجيل الذي سيشهد قيامة لبنان القوي بحكمة فخامة الرئيس العماد ميشال عون"، و"زحلة أرض الصمود والكرامة تتكلل بالغار وتستقبل بي الكرامة".

 

بري استقبل وزيري العمل والبيئة وابراهيم جريصاتي: اللقاء كان ايجابيا وقريبا سيتم ترحيل أزمة النفايات لتصبح وراءنا

وطنية - الجمعة 26 تموز 2019

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وزير العمل كميل أبو سليمان الذي غادر من دون الادلاء بأي تصريح.

جريصاتي

وعرض الرئيس بري مع وزير البيئة فادي جريصاتي خطة عمل وزارته ومعالجة ازمة النفايات والمخطط التوجيهي للمقالع والكسارات .

وقال جريصاتي بعد اللقاء: "الاجتماع مع دولة الرئيس نبيه بري كان بطبيعة الحال حول موضوعين اساسيين، موضوع المقالع والكسارات وقد اصبحنا فيه على نهايته وقريبا نتمنى ان يقره مجلس الوزراء وكان هناك توافق تام مع دولة الرئيس في هذا الموضوع. والموضوع الاخر هو استراتيجية وخارطة طريق النفايات التي تقدمنا بها وتناقش اليوم وهذا الموضوع مهم وطارىء ويهم الناس".

اضاف: "مع دولة الرئيس كان هناك افكار مشتركة والاجتماع اجزم انه كان ايجابيا جدا واخذت منه كل الدعم فهناك بطبيعة الحال قوانين يجب ان تقر في مجلس النواب ودولة الرئيس دعمه في هذا المجال اساسي وقد أخذت منه كل جرعات الدعم المطلوبة لهذا الموضوع ويبقى علينا في مجلس الوزراء الاستعجال باقرار خارطة الطريق وارسال مشروع القانون الى المجلس النيابي ومن هناك نبدأ بالمرحلة التنفيذية بسرعة".

وتابع: "هناك اجراءات سوف نتخذها بجرأة في المرحلة المقبلة وهناك امور غير شعبية يجب ان تتخذ لكن بالنهاية مسألة النفايات مسؤولية كل اللبنانيين الدولة عليها وضع استراتيجية والقوى الامنية عليها المساعدة في التنفيذ ونعلم ان ليس كل الحلول عليها اجماع ومن الطبيعي ان يكون هناك معارضة من البعض. الأهم ان يكون هناك حوار مع اللبنانيين حول كل ما نقوم به بشفافية واطلاعهم على خططنا والى اين سنصل وهذا ما سيسمعه اللبنانيون ابتداء من الاسبوع المقبل حيث سيكون هناك حوار مفتوح مع اتحادات البلديات والاقضية ومع النواب ليكون الجميع شركاء في القرار لان الامر ليس من مسؤولية وزارة البيئة فقط".

وختم: "الامور تسير بطريقة ايجابية وقريبا ستسمعون أخبارا مفرحة لجهة ترحيل أزمة النفايات لتصبح وراءنا".

ابراهيم

كما استقبل بري المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي اكتفى بالقول بعد انتهاء اللقاء: "دائما الاجتماعات مع الرئيس بري ايجابية".

قاضي ديربورن

واختتم الرئيس بري لقاءاته فاستقبل قاضي محكمة ديربورن في ولاية ميتشيغن الاميركية القاضي سالم سلامة والقنصل الفخري في الولاية حسين لحاف".

 

رئيس الجمهورية تسلم دعوة لزيارة الباراغواي واوفد المدير العام للرئاسة الى السفارة التونسية معزيا بالسبسي: غيابه خسارة للعالم العربي

وطنية - الجمعة 26 تموز 2019

تسلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالة خطية من نظيره الباراغواياني اللبناني الاصل ماريو عبدو بينيتز، نقلها اليه وزير خارجية الباراغواي لويس البرتو كاستيغليوني خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا على رأس وفد ضم دبلوماسيين ورجال اعمال باراغوايانيين متحدرين من اصل لبناني.

وأعرب الرئيس الباراغواياني في رسالته، عن رغبته في "تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين لبنان والباراغواي وبين الشعبين الصديقين". ووجه دعوة للرئيس عون "لزيارة الباراغواي"، متمنيا قبولها، مشيرا الى انها "ستكون المرة الاولى التي يزور فيها رئيس الجمهورية اللبنانية رسميا الباراغواي، وهي الدولة التي رحبت بآلاف اللبنانيين كوطنهم الثاني بما في ذلك اسلافي".

وأعرب عن أمله بأن تتاح له الفرصة لزيارة لبنان "أرض اجدادي الذين اتعاطف دائما مع حكومتهم وشعبهم وثقافتهم".

كاستيغليوني

وخلال اللقاء الذي حضره وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والمستشار السياسي لرئيس الجمهورية الوزير السابق بيار رفول والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير وعدد من المستشارين، تحدث الوزير كاستيغليوني ناقلا "تحيات رئيس جمهورية وشعب الباراغواي الى الرئيس عون والشعب اللبناني"، مشيرا الى أن "الجالية اللبنانية في الباراغواي مهمة جدا، لا سيما لناحية الدور الذي لعبته في اعمار البلاد وازدهارها، وقد نجح افرادها في مختلف المجالات، ومنهم رجال اعمال كبار لهم اهميتهم، لا سيما في القطاعين السياسي والزراعي كما في المجال القضائي، إذ ان بعض اعضاء المحكمة العليا في الباراغواي هم من اصول لبنانية، وكذلك في القطاع الثقافي حيث سجل عدد كبير منهم عطاءات مميزة، ما يدل على الدور الفاعل لهذه الجالية في تطور الباراغواي خصوصا أن رئيس الجمهورية الحالي هو من اصول لبنانية".

وتوقف عند علاقة الصداقة وروابط القربى بين شعبي البلدين، فلفت الى أن زيارته هذه "هي الاولى للبنان ولن تكون الاخيرة"، ومن خلالها يوجه رسالة شكر "للبنان واللبنانيين على تعاونهم البناء مع الباراغواي سلطة وشعبا وعلى رحابة استقبالهم"، معبرا عن سعادته لوجوده في لبنان ول"اللقاءات المثمرة والبناءة التي عقدتها منذ وصولي مع المسؤولين اللبنانيين، لا سيما مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ووزير السياحة اواديس كيدانيان، ورجال الاعمال اللبنانيين الذين بدورهم أكدوا ضرورة تفعيل العلاقات والاتفاقيات بين البلدين بهدف فتح اسواق اميركا اللاتينية امام المنتجات اللبنانية". واكد أنه سيبذل جهده عند استلامه عام 2020 رئاسة الـ"Mercosur "السوق المشتركة لدول اميركا الجنوبية، ل"توقيع مشروع الاتفاقية الجاهزة بين لبنان وهذا السوق، ما من شأنه توسيع افق هذه العلاقات".

وإذ اشار الى أنه "تم خلال لقاءاتي التأكيد على ضرورة تفعيل عمل لجان الصداقة بين برلماني البلدين"، وكشف من جهة ثانية أنه "تم امس توقيع اتفاقية في المجال السياحي بين لبنان والباراغواي".

ولفت كاستيغليوني من جهة ثانية الى "دعم الباراغواي لقضايا لبنان في المحافل الدولية"، لافتا الى أن بلاده "تؤمن بأن احترام القانون الدولي والحوار والتفاوض يشكل الطريق الوحيد لحل مختلف القضايا والنزاعات".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوزير كاستيغليوني في لبنان، وقال: "لقد سررت بوجودكم هنا وبمحبتكم التي عبرتم عنها للبنانيين الموجودين في الباراغواي، وقد اندمجوا بإيجابية في المجتمع حيث لعبوا دورا مفيدا في ازدهار وتقدم بلدكم"، مؤكدا ان "لبنان يتطلع لمزيد من تطوير العلاقات مع الباراغواي في المجالات كافة، لا سيما سياسيا واقتصاديا وثقافيا"، موضحا أنه "تم في هذا السياق إنشاء خط طيران مباشر بين لبنان ومدريد لتسهيل الانتقال والتواصل بين لبنان ودول اميركا اللاتينية"، آملا "ان ينعكس ذلك على التبادل السياحي بين لبنان والباراغواي".

وقدم الرئيس عون في ختام اللقاء لوزير الخارجية نسخة عن المبادرة التي اطلقها لبنان من الامم المتحدة لإنشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في لبنان، والتي "من شأنها أن تؤسس للسلام الحقيقي بين الشعوب"، مشيرا الى أنها "ستعرض للتصويت امام الجمعية العامة للامم المتحدة التي تعقد اجتماعاتها في ايلول المقبل"، آملا "دعم الباراغواي للبنان في هذا المجال". ورد الوزير كاستيغليوني مؤكدا دعم بلاده للأكاديمية والتصويت الى جانب لبنان في الامم المتحدة.

رئيسة الحزب الحاكم في كيبيك

وفي الاطار الاغترابي، استقبل الرئيس عون رئيسة الحزب الحاكم في كيبيك "ائتلاف مستقبل كيبيك" اللبنانية الاصل السيدة أليس ابو خليل وعرض معها العلاقات اللبنانية -الكندية عموما، والعلاقات مع مقاطعة كيبيك الكندية وأوضاع الجالية اللبنانية فيها وسبل التعاون.

معوض

سياسيا، استقبل الرئيس عون رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد والتطورات الاخيرة ومرحلة ما بعد اقرار موازنة العام 2019.

وشدد النائب معوض على "اهمية إعادة تفعيل العمل الحكومي لمتابعة تنفيذ مقتضيات الموازنة والتحضير لموازنة العام 2020 لتحقيق الاصلاح الفعلي واخراج لبنان من الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها".

الحاج

وفي قصر بعبدا، القنصل اللبناني الفخري في جمهورية باناما المحامي محمد الحاج الذي اطلع رئيس الجمهورية على اوضاع افراد الجالية اللبنانية في باناما "الذين يزيد عددهم عن الـ4 آلاف شخص والاعمال التي يقومون بها في الميادين الاقتصادية والمالية والتجارية"، مشيرا الى أن "التواصل دائم معهم للاطلاع على حاجاتهم وتعزيز علاقتهم بوطنهم الام".

ونقل القنصل الحاج تحيات ابناء الجالية اللبنانية للرئيس عون وتمنياتهم له ب"التوفيق في قيادة مسيرة البلاد نحو المزيد من التقدم والاستقرار".

كما تحدث القنصل الحاج عن "الدور الذي تلعبه وزارة الخارجية والمغتربين والوزير جبران باسيل في المحافظة على الترابط بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر".

وهنأ الرئيس عون القنصل محمد الحاج على مسؤولياته القنصلية الجديدة، متمنيا له التوفيق، وحمله تحياته لابناء الجالية اللبنانية في باناما، مشددا على "ضرورة العمل لتعزيز التعاون بين البلدين، إضافة الى الاهتمام بأوضاع اللبنانيين والمتحدرين من اصل لبناني".

تعازي بالرئيس التونسي

على صعيد آخر، أوفد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير الى سفارة الجمهورية التونسية حيث دون في سجل التعازي الذي فتح في السفارة لمناسبة وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي تعازي الرئيس عون بالراحل.

وقد اعتبر الرئيس عون "غياب الرئيس السبسي خسارة لتونس وللعالم العربي لاحد رجالات الدولة الذي عمل من دون كلل من اجل سيادة مبادئ العدالة والقيم الانسانية واحترام تنوع الحضارات والثقافات".

واشار الى أن "بصمات الراحل الكبير الحاضرة دائما في الحياة التونسية ستبقى ماثلة ايضا في التونسيين ليثابروا على القيم والمبادئ نفسها التي انتهجها".

وكان العلم اللبناني قد نكس على سارية القصر الجمهوري حدادا على الرئيس التونسي وتنفيذا للمذكرة الصادرة عن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بإعلان الحداد الرسمي لثلاثة ايام.

 

سامي الجميّل للحرة: أخاف على الحريات في لبنان، والتعطيل يدل على قلّة مسؤولية

موقع الكتائب/26 تموز/2019

اعتبر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ان المخيف في الأزمة اللبنانية اليوم هو قلة المسؤولية عند أركان السلطة، لافتا الى أن الوضع الاقتصادي بحالة انهيار كامل، وداعيا الى عقد خلوات على مدى أيام متتالية بهدف البحث عن حلول للخروج من المأزق والكارثة.

وعن تعطيل مجلس الوزراء لفت في حديث عبر تلفزيون "الحرة" إلى أن 4 أسابيع مرّت من دون عقد جلسة لمجلس وزراء، وفي هذا دليل على عدم تحمّل المسؤولية من قبل أركان السلطة أمام الخطر الداهم على المستويات كافة، سواء منها الاجتماعية أم النقدية أم الاقتصادية.

ولفت الى أن الأزمة اليوم تستدعي عقد اجتماعات يومية للحكومة، مكرّرا أن التعطيل يدل على قلّة المسؤولية.

وعن التحركات الفلسطينية التي تبعت قرار وزير العمل، أكد الجميّل أن وزير العمل يطبق نصّ القانون اللبناني كما فعل سلفه، معتبرا أننا لا نعلم ما سبب الانتفاضة الشعبية غير المبررة.

وفي موضوع النازحين السوريين قال رئيس الكتائب: "يجب أن يعلم الجميع أن لبنان وبعد 7 سنوات من استقباله السوريين ومع كل تداعيات هذا الوجود على البنية التحتية، وعلى الصعيد الاجتماعي، والحياتي والاقتصادي لم يعد يستطيع أن يتحمل هذا الكمّ من اللاجئين".

أضاف: "في الدول الأجنبية يستقبلون 100 سائح وعندما يزداد العدد قليلاً يثير الأمر جدلاً وقلقاً في صفوفهم، بينما في لبنان فإن مليون ونصف مليون لاجئ يشكلون ربع اللبنانيين تقريباً، ومن الطبيعي أن يطالب اللبنانيون بحل لهذه المشكلة بأي طريقة، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل المسؤولية معنا".

ورأى الجميّل أن جريمتنا الوحيدة هي أننا على الحدود السورية، لافتا الى أننا قدّمنا لهم كافة الخدمات واستقبلناهم ومع مرور الوقت بدأ التوتر يظهر وهذا ليس ذنب اللبنانيين أو السوريين.

وأشار الى أن على الأمم المتحدة ان تأخذ بعين الاعتبار الوضع المأساوي، داعيا الى مساعدة لبنان على تحمّل هذا العبء، موضحا في الوقت عينه أنه تم تصنيف لبنان ثالثًا لناحية أكثر البلدان اكتظاظاً في العالم.

وفي ملف حزب الله قال رئيس الكتائب: "وجود حزب الله كميليشيا يتناقض مع القانون والدستور اللبناني والقانون الدولي، مشيرا الى أن دعوتنا تتكرر لوضع امكانيات القدرة العسكرية لحزب الله بإمرة الجيش اللبناني لانهاء هذه الحالة الشاذة".

أضاف: "هذه الميليشيا تسيطر على القرار مع حلفائها في السلطة، فهي حليفة لرئاسة الجمهورية وتملك مع حلفائها عدداً كبيراً من النواب والوزراء، وهذه السيطرة على القرار تعادي الأشقاء وحلفاء الدولة اللبنانية".

وأشار الى أن الكتائب تريد فضح هذا التواطؤ الذي يهدف إلى السيطرة على القرار السياسي في لبنان، معتبرا ان كل الأفرقاء في السلطة متواطئون في هذا الامر.

وتابع: "لم نكن سنعاني من هذا التوتر، ما لم يكن لدينا هذه الميليشيا التي تجر المؤسسات واللبنانيين بمعركة لا علاقة لهم بها".

وردا على سؤال عن علاقة الشعب اللبناني بالخلاف القائم بين إيران وأميركا، أبدى الجميّل أسفه لأنهم يجروننا بالقوة إلى هذه المعركة ونحن نرفض تماماً أن يدفع لبنان ثمنها.

وفي ملف الموازنة وردا على سؤال حول مقولة لافتة لرئيس الكتائب ومفادها انها ربما تكون آخر جلسة تشريعية للبرلمان قبل وصول لبنان إلى مرحلة خطيرة جداً، أجاب الجميّل: "ما قلتُهُ بمثابة جرس إنذار لكافة الطبقة الموجودة في السلطة"، مضيفا: "لا يجوز غياب الاصلاح الجوهري والبنيوي في الموازنة، فهذا يدل على عدم الشعور بخطورة الوضع وبأهمية المسؤولية الملقاة على كاهل من يتولّوْن السلطة".

وأعرب الجميّل عن أسفه لعدم اتخاذ اجراءات جذرية، مبديا تخوفه من عدم صمود لبنان على المستوى النقدي إلى حين موعد جلسة موازنة جديدة.

وأعرب الجميّل عن قلقه من وصولنا الى انهيار اقتصادي في ظل عدم اقرار خطوات إصلاحية حقيقية وتعطيل مجلس الوزراء.

وأكد الجميّل أن معارضتنا هي بوجه كل المنظومة التي قرّرت تسليم لبنان إلى حزب الله وجعلت من مؤسسات الدولة درعاً له في معركته الإقليمية، لافتا الى أن اعتراضنا هو على انعدام المسؤولية على الوضع الحالي وعدم تقديم إصلاحات.

وشدد على أننا نؤمن بضرورة وجود معارضة قوية في لبنان، مشيرا الى أننا العمود الفقري للمعارضة، وداعيا كل اللبنانيين الشرفاء لأن يشاركونا وجهة نظرنا، ولوضع أيديهم بأيدينا من أجل تشكيل جبهة مضادة لطريقة حكم وضع اليد على لبنان من أجل الوصول إلى التغيير الذي نطمح إليه،ومن أجل إيجاد دولة ديمقراطية فيها حُكّام أكفّاء يملكون رؤية للإنقاذ.

واوضح أننا نؤمن بأن إنقاذ البلد يحصل عن طريق التغيير البنيوي الذي يبدأ بمحاسبة الناس للقوى السياسية ومن خلال انتخابهم أشخاصاً يملكون رؤية.

ورداً على سؤال حول منع حفل "مشروع ليلى" وحول التخوّف على الحريات في لبنان قال (سامي الجميل): "هناك خطر على الحريات، ومنذ سنوات نرى اجراءات بوليسية تمنع أفلاماً، كتباً وتقمع أشخاصاً يعبّرون عن آرائهم على مواقع التواصل، ولذلك كنا نحذّر ونعبر عن قلقنا حيال الحريات".

أضاف: "كنا نتمنى في لبنان، هذا البلد الذي تكمن أهميته باعتداله وانفتاحه، ألّا نعطي بأي شكل من الأشكال إشارة إيجابية للمتطرفين تسمح لهم بالسيطرة على جميع اللبنانيين"، خاتمًا: "نحن نؤمن باحترام الأديان واحترام العقائد، وفي الوقت نفسه بالمحافظة على حريتنا المقدسة التي لا وجود للبنان من دونها".

 

نصرالله: نحن مع عقد جلسة الحكومة في أسرع وقت ممكن وأنفي إدعاء أن حزب الله يستخدم مرفأ بيروت لنقل سلاح أو مكونات سلاح إلى لبنان

وطنية - الجمعة 26 تموز 2019

القى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة في الذكرى الواحدة والثلاثين لتأسيس مؤسسة جهاد البناء الإنمائية في مجمع الإمام المجتبى في السان تيريز قال فيها:"بعد الشكر على الحضور والترحيب بالأخوة والأخوات الكرام الاعزاء، أبارك لأخواني وأخواتي العيد الـ 31 للتأسيس الرسمي لمؤسسة جهاد البناء، أشكرهم على جهودهم الكريمة والشجاعة خلال كل المراحل، المراحل الصعبة والمضنية، وأتوجه بالتحية في بداية الكلمة خصوصا، الى أرواح شهداء هذه المؤسسة الأعزاء: الأخ الشهيد المهندس نزار صالح، الأخ الشهيد محمد طالب، الأخ الشهيد غسان عكنان، الأخ الشهيد لطفي ماضي، الأخ الشهيد محسن بجيجي. ولأن إنجازات المؤسسة خلال عقود من الزمن هي نتيجة جهود وجهاد أجيال منذ أكثر من 31 عاما، فيجب أن نحيي أيضا جميع المدراء العامين، والمدراء والمهندسين والمسؤولين والعاملين في هذه المؤسسة من الأخوة والأخوات، الذين تحملوا المسؤولية طوال عقود من الزمن سواء من بقي منهم في المؤسسة أو انتقل الى مواقع أخرى في مسيرتنا، ولا بد أن أخص بالذكر اليوم الأخ الحاج المهندس محمد الحاج، المدير العام الذي أمضى سنوات طويلة في هذه المسؤولية ونسأل الله تعالى أن يتقبل منه، كما أسأل الله تعالى كل التوفيق لمن تحمل هذه المسؤولية بعده الأخ المهندس محمد الخنسا، كما أدعو الله سبحانه وتعالى لكل اخواني وأخواتي في هذه المؤسسة المجاهدة والكريمة التوفيق في هذا الجهاد المتواصل والدؤوب في خدمة الناس، خدمة الناس أيها الاخوة والاخوات في ثقافتنا، في إيماننا، هي من أعظم العبادات لله سبحانه وتعالى، وهي من أعظم مصاديق الجهاد في سبيل الله. عندما نقول جهاد في سبيل الله، من أعظم مصاديق الجهاد في سبيل الله هو خدمة الناس وبذل الجهد وتحمل المشقة والتعب في خدمتهم وفي رفع الضيم عنهم وفي توفير فرصة الحياة الكريمة والآمنة والسعيدة لهم.

ذكرت في بداية الكلمة قلت التأسيس الرسمي 1988، يعني الحصول على الترخيص من الوزارة المعنية، وإلا فإن بداية انطلاقة مؤسسة جهاد البناء كانت عام 1985 يعني الانطلاقة الفعلية ولكن غير الرسمية.

الانطلاقة كان لها حيثيتان، أولا مجزرة بئر العبد وما خلفه التفجير آنذاك من أضرار بالغة في البيوت والمنازل والممتلكات، وثانيا، بدء مرحلة جديدة من العمل المقاوم، سنة 85 كلنا نذكر، عندما انسحب الاسرائيلي من الساحل من صيدا، صور، النبطية، من جزء كبير من البقاع الغربي الى ما كان يعرف الى عام 2000 بالشريط الحدودي المحتل، بالتالي أصبح هناك خط تماس بين المقاومة وبين الاحتلال وكان هناك عمليات يومية واعتداءات إسرائيلية يومية وكانت هذه الاعتداءات تطال البيوت والمنشآت العامة والحقول والمزارع، وبالتالي كان جزءا من المسؤولية مواجهة هذا التحدي بهذه الحيثيتين، حيثية الحادثة الاولى وحيثية المعركة الكبرى الثانية انطلقت مؤسسة جهاد البناء.

يجب أن أذكر على سبيل الوفاء، في ذلك الوقت في الـ 82 لم يكن عندنا توصيف الأمين العام لحزب الله، كان لدينا شورى، ما زالت الشورى موجودة، ولكن لم يكن لدينا موقع تنظيمي اسمه الأمين العام، الشهيد السيد عباس رحمه الله كان أحد أعضاء الشورى الأساسيين، يجب أن أسجل هنا، أن الاكثر إيمانا واندفاعا لقيام هذه المؤسسة، هذا المشروع، هذا العمل، والذي تبناه معنويا وماديا وماليا، وكان يسعى لتحقيقه وتقويته وتطويره، كان الشهيد السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه.

هذه المؤسسة منذ البداية كانت جزءا من المقاومة، الآن في هذه الايام التي فيها لوائح عقوبات يجب على بعض المؤسسات ان تقول انه يجب أن نأخذ مسافة من حزب الله وان لا نقول اننا جزء من حزب الله حتى لا تشملنا العقوبات، جهاد البناء تفتخر انها جزء من حزب الله وانها جزء من المقاومة ونحن نفتخر بها ايضا. منذ البداية مؤسسة جهاد البناء كانت جزءا من المقاومة، من مميزات تجربة المقاومة الاسلامية في لبنان لمن يريد أن يقرأ هذه التجربة ويقيمها، ان المقاومة عملت في مواجهة الاحتلال لتحرير الأرض على أبعاد متعددة في عرض واحد وفي آن واحد، بمعنى أنها لم تذهب إلى الخيار العسكري والعمل العسكري الميداني وتغفل بقية الجوانب والأبعاد الأساسية والمكملة والمساندة.

منذ البداية، المقاومة العمل العسكري، الجهاد المسلح، الكفاح المسلح، سموه ما شئتم كان هو الخيار الأساسي. إسرائيل لا تخرج من أرضنا من دون قتال، لكن إلى جانب القتال الذي كانت له تشكيلاته الجهادية، عمل حزب الله على أبعاد متعددة في عرض واحد، البعد السياسي، اعتبر أولويته حماية خيار المقاومة في كل المواقع السياسية، قبل البرلمان، في البرلمان، في الحكومة، في المواقف السياسية، في التحالفات السياسة، في البعد الثقافي والإيماني والمعنوي والإستنهاضي، في البعد الإعلامي والحرب النفسية، في البعد الرعائي لعوائل الشهداء والجرحى والأسرة وعائلاتهم، في البعد الصحي، المستشفيات، والمراكز الصحية والصيدليات وفي المستوصفات والدفاع المدني وفي أبعاد عديدة، أختم لندخل الى جهاد البناء، في بعد الصمود، صمود الناس في أرضهم في بعد بقاء الناس في أرضهم، وهذا كان يتطلب أنه عندما كانت تقصف القرى في الخطوط الأمامية ، تتضرر بحيث لا تعود قابلة للسكن، كان المطلوب المسارعة لترميم البيوت خلال أيام قليلة ليبقوا الناس في بيوتهم، وليبقوا الناس في قراهم، وهذا ما فعلته جهاد البناء.

لكل بعد من هذه الأبعاد كان لدينا مؤسسات ووحدات وأطر تنظيمية عاملة، البعد المرتبط بالصمود بالبقاء في الأرض، بأعمال الترميم، بالجانب الزراعي، بمساعدة الناس في الجنوب، خصوصا في الجنوب والبقاع والبقاع الغربي، على البقاء وعلى تحمل تبعات هذا الخيار، لأنه على الدوام حتى سنة 2000 كان البقاع شريكا في تحمل تبعات المقاومة وليس فقط القرى الأمامية، البقاع الذي كان يتعرض بشكل دائم لقصف الطيران الإسرائيلي، ويسقط شهداء وجرحى وتدمر بيوت.

مؤسسة جهاد البناء أخذت هذا الموقع، وتحملت المسؤولية في مسيرة المقاومة في هذا البعد، ولأن المقاومة كانت مقاومة متكاملة وتعمل في أبعاد متعددة، وكل العاملين في كل أبعادها كانوا من المخلصين، من المؤمنين بهذه القضية وبهذا الطريق، من الصادقين، من الذين يبذلون جهودهم ومهجهم ويحملون دماءهم على أكفهم، استطاعت هذه المقاومة بالتعاون مع بقية فصائل المقاومة في لبنان أن تصل عام 2000 إلى الانتصار الكبير والتحرير الذي حصل في ذلك الوقت.

هذه هي بداية مؤسسة جهاد البناء وهذا هو موقعها منذ البداية، واستطاعت بالفعل حتى عام 2000 ان تقدم خدمات كبيرة وجليلة، كل البيوت التي كانت تتضرر كان يسارع الى ترميمها، كان يتم التعويض على الأثاث ومعالجة مشاكل الزجاج والأبواب والنوافذ والمساعدات في المجال الزراعي، إضافة إلى المساعدات التي كانت تقدمها الدولة من خلال مجلس الجنوب.

طبعا، قبل عام 2000 كل ما قدمته جهاد البناء من مساعدات في هذا السياق كان بدعم من الجمهورية الاسلامية في إيران، ومن تبرعات الداعمين والمساندين والمؤمنين في هذا الطريق.

حسنا، اليوم بعد عام 2000 كان التحدي الكبير الذي واجهناه عام 2006، كانت الحرب، كان الصمود، وكان الانتصار في مثل هذه الأيام. أنا أود أن أعود بكم في الذاكرة إلى ذلك الوقت، الأخوة قبلي أشاروا الى هذا الموضوع، في ذلك الوقت عندما توقف العدوان لأنه حتى الآن لا يوجد اتفاق وقف إطلاق نار، عندما توقف العدوان وعادت الناس لتشاهد هذا المشهد الكبير الذي خلفه العدوان، دمار كبير وهائل، القوى الإقليمية والدولية واسرائيل نفسها راهنوا كثيرا، ان الناس عندما تعود الى قراها والى بيوتها في 14 آب وتشاهد هذا المنظر سيتحول كل الانتصار الذي تحدثت عنه المقاومة الى هزيمة، وسينقلب جمهور الناس وبيئة المقاومة على المقاومة، وكان هذا تحدي، وأنا لا أريد أن أفتح جراحا وأذكر بكلمات قيلت في ذلك الوقت حتى من بعض المسؤولين في لبنان، في كل الأحوال، نحن كنا قد خططنا قبل وقف العدوان، في الأسبوعين الآخرين، لأنه كان واضحا لدينا أن العدوان سيتوقف لأن المفاوضات الجدية كانت قد بدأت في هذا السياق، بدأنا التحضير في بعض أطر حزب الله، لمرحلة اليوم الذي سيتوقف فيه العدوان، ووضعت فكرة وخطة ومشروع، وكانت جهاد لبناء هي العامل الرئيسي في هذه الخطة إلى جانب بقية تشكيلات حزب الله وبالخصوص المناطق المختلفة في تشكيلاتنا.

الخطة كانت تقضي بمجرد وقف العدوان، جهاد البناء بكل ما لديها من مهندسين وخبراء في المجالات المختلفة ستقوم بعملية مسح سريعة وواسعة، البيوت القابلة للترميم يجب أن نبادر ونسارع إلى ترميمها، البيوت المهدمة كليا، يجب أن نقدم بديلا للناس، نساعدهم في استئجار منزل لسنة أو لسنتين، ونقدم أيضا أثاثا مقبولا يمكن تأمين حياة معقولة لكل الذين فقدوا أثاث منزلهم، خلال أيام قليلة وبدون مبالغة عندما توقف العدوان، قامت جهاد البناء بكل مسؤوليها ومهندسيها وأخوانها وأخواتها، بالتعاون مع بقية تشكيلات حزب الله بإجراء المسح الكامل للأماكن السكنية، لأن الأولوية كانت للسكن وللعائلات، وخلال أيام بدأت عملية ترميم المنازل بشكل مرن بالتعاون مع أصحابها، وتحديد المنازل التي هي غير صالحة للسكن حتى بعد الترميم، التي يجب إعادة بنائها، وتقديم مساعدة أثاث معقول ومقبول في ما سمي في ذلك الحين بمشروع الإيواء، خلال أيام، أنا أظن خلال أسبوعين بدون مبالغة، الذين راهنوا أن يبقوا أهلنا الشرفاء الذين أسميهم أشرف الناس وأكرم الناس، أن يبقوا في الطرقات وفي الشوارع وفي الخيم وفي الحدائق العامة يتصدق عليهم فلان ويمن عليهم فلان، وخصوصا أولئك الذين أرادوا سفك دمائهم فعندما عجزوا جاؤوا ليمدوا لهم يد المساعدة مع التفضل، خلال أسبوعين لم يكن هناك أحد في الشارع.

هذه التجرية أيها الأخوة أحببت أن أتوقف عندها في أيام حرب تموز في الذكرى الـ 13، لأقول هذه التجربة غير مسبوقة في التاريخ البشري، والذي يقول أنه يوجد تجربة مشابهة لها فليدلنا عليها كي نصحح ونقول أنه يوجد أحد قد سبقنا، هذه التجربة غير مسبوقة في التاريخ البشري، وفي الحروب المعاصرة عندما تحصل أي حرب في أي بلد حتى في الدول الغنية، ليس لأنهم لا يملكون المال، يمكن لأن لديهم بيروقراطية ولأنه ليس لديهم مدراء كفوئين، ويمكن لأنه ليس لديهم إحساس كاف بالمسؤولية، يبقى الناس لسنوات في خارج بيوتهم وخارج منازلهم.

إنطلقت أيضا تجربة من أحضان جهاد البناء ومقدمات وتحضيرات جهاد البناء، إنطلقت مؤسسة وعد، والتي أنجزت الوعد خمس سنوات، وأيضا هنا للانصاف الدعم الأكبر كان من الجمهورية الإسلامية في إيران، إضافة إلى المساعدات التي قدمتها الحكومة للعائلات وبالتفاهم بين العائلات ومؤسسة وعد، والتي لم تستكمل حتى الآن، مازالت هذه الأموال لم تستكمل حتى الآن، لكن أمكن إنجاز هذا الوعد خلال خمس سنوات.

هذه التجربة رائعة وكبيرة وضخمة، ويجب الإستفادة منها دائما.

بعد العام 2006، تحولت جهاد البناء المؤسسة إلى البعد الإختصاصي، خط تماس ليس لدينا، وأعمال ترميم ليس لدينا، الإعتداءات توقفت، وبحمد الله عز وجل لبنان ينعم بالأمن والأمان والسلام، لا إعتداءات إسرائيلية مباشرة أو ملحقة بالأذى، نحن نعتبر الخروقات الجوية والبحرية هي إعتداء أيضا، المهمة الأساسية تحولت إلى البعد التالي، البعد الزراعي يعني الإهتمام الزراعي في الجانب الزراعي وفي الجانب البيئي وفي جانب التعاونيات الجانب التعاوني، وفي موضوع مساعدة الناس في التدريب المهني والحرفي.

الإخوة والأخوات في المؤسسة خلال العقود الماضية عملوا على مجموعة مشاريع تم إجمالها قبل قليل، من خلال التقرير ومن خلال كلمة الأخ المدير العام، أنا أود أن أتوقف عند بعض هذه العناوين للتأكيد عليها، لأنه يوجد أناس لم يسمعوا التقرير أو لم يروه، لكنهم الآن يسمعون كلمتي، فلمزيد من الفائدة والتأكيد، لأنني أريد أن أرتب آثار على التأكيد على هذه المشاريع.

أولا: ما يسمونه في جهاد البناء مشروع "الشجرة الطيبة"، والذي يعني بمكافحة التصحر ، وطبعا في لبنان هذه المشكلة موجودة، الآن نحن لدينا مناطق بكاملها كانت توجد فيها أشجار لكنه لم يعد فيها شيء إنتهى، وتوجد مناطق تسير نحو التصحر، إما لأنه يوجد أناس يقطعون الشجر ويعملوا مشاحر، أو نتيجة عدم الرعاية والعناية والحراسة، وتوجد أزمة أسمهتا حراسة الأحراش، أو بسبب الكسارات التي تعمل بشكل غير منظم وغير مدروس وغير محسوب لأسباب كثيرة، أو لإجتياح البنيان في كثير من المناطق أيضا، هذا لبنان الأخضر الذي نتغنى به جميعا يبدو أنه سوف يصبح لونه باطونا.

هذه واحدة من المشكلات الضخمة التي نواجهها في البلد.

جهاد البناء مؤسسة في حزب الله واحدة من مسؤولياتها والملقاة على عاتقها وواحدة من مهامها ومن وظائفها المساهمة في مكافحة التصحر، وأحد أشكال المهمة في هذه المواجهة هو أعمال التشجير الواسعة، والتعاون مع البلديات والجمعيات والأهالي في القرى والبلدات والمدن وفي كل مكان لتعميم ثقافة "التشجير".

في السابق أيضا أنا أدخلوني في هذا المشروع وتعلمنا كيف نزرع شجرة، ونحن أولاد مزارعين وفلاحين، لكن صرنا بعيدي العهد في الزراعة والفلاحة، لكن هذا المشروع إنطلق ويجب أن يستمر.

من باب العلم، خلال عمل جهاد البناء طوال السنوات الماضية كانت تحصل وبعناية كريمة من السيد الرئيس بشار الأسد وقبله أيضا السيد الرئيس حافظ الأسد والحكومة السورية ووزارة الزراعة بشكل خاص وبعض الجهات الحكومية بمساعدة دائمة سنويا، حتى في زمن الأحداث هذه المساعدة لم تتوقف، وهو تقديم أعداد كبيرة من الأغراس التي يتم توزيعها على البلديات والجمعيات والتعاونيات الزراعية، حيث تم خلال السنوات الماضية توزيع أكثر من عشرة مليون وما يقارب عشرة مليون وستماية ألف غرسة، غير المليون التي غرسناها في سنة مشروع "المليون غرسة"، والذي أنا شرفوني بأن أغرس الغرسة المليون أمام بيتنا في حارة حريك. إنني اليوم أناشد أولا: تحت هذا العنوان، أولا: أناشد جميع الناس وجميع اللبنانيين في كل المناطق، بأهمية الحفاظ على ما زرع وعلى ما هو موجود وعلى ما هو مزروع، على كل شجرة وعلى كل نبتة، وعلى كل ما هو أخضر في كل المناطق، وثانيا: مواصلة العمل على الزرع والتشجير في كل المناطق، في المناطق الحدودية وفي غير المناطق الحدودية، هذه مسؤولية وطنية وأخلاقية وصحية وبيئية، فوائدها لا تحتاج إلى نقاش وإلى إستدلال وهي من البديهيات، بل أود أن أقول لكم أيضا هي من المسؤوليات الدينية للمؤمنين المتدينين، الذين يتطلعون إلى آخرتهم، إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر، أقول لهم: إن غرس الأشجار والزراعة هو مما يتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى، وقد جاءت فيه الأحاديث الشريفة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا موجود في كتب المسلمين من السنة والشيعة، وبالتالي أيضا هذا بعد أو جانب من جوانب العبادة.

إذا أولا ، العنوان الأول: لأنه سوف يدخل إلى القطاع الزراعي، هو مشروع" الشجرة الطيبة"، الإخوة في جهاد البناء بالتعاون مع الجميع، مع الوزارت المعنية والإدارات المعنية والبلديات والأهالي والناس، هذا يجب أن يكون هدفا كبيرا وحاضرا في الليل وفي النهار.

المشروع الثاني يسمونه جهاد البناء "حاضنة الأعمال"، حاضنة الأعمال اليوم نحن من أهم التحديات الموجودة في بلدنا هو موضوع فرص العمل، ونسمع كثيرا من الشعارات حول تأمين فرص عمل، ويوجد مأزق حقيقي في هذا الموضوع، وأحيانا توجد معالجات جادة وأحيانا توجد معالجات خاطئة.

في كل الأحوال، فيما يتعلق بجهاد البناء في هذا المشروع، مواصلة العمل على التأهيل المهني والحرفي للناس ولكل من هو لديه إستعداد، وبالتالي إقامة الدورات التأهيلية والإرشاد، وأيضا مساعدة هؤلاء على تأمين فرص عمل، ومساعدة هؤلاء على تصريف إنتاجهم، الذي الذي يأتي في العنوان الثالث بعد قليل.

هذا أيضا أمر جليل وعظيم، هذا من أهم عوامل أو أشكال ومصاديق خدمة الناس، نحن نريد مجتمعا عاملا ومجتمعا نشيطا ومجتمعا حيويا، حتى في تعابير أدبياتنا الدينية، التأكيد على العمل وكرامة العامل وموقع العامل، العامل ليس المقصود منه هنا العامل فقط بالمعنى المصطلح الآن في لبنان، عندما يقول لك عمال ومزارعون وفلاحون كلا، العامل هو كل هؤلاء، التاجر عامل والمزارع عامل والفلاح عامل والصناعي عامل، يعني عامل باللغة العربية في ذلك الوقت الذي يعمل مقابل الذي لا يعمل.

هذا العامل وهذا الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله، نحن نريد مجتمع عمل ولا نريد مجتمع كسالى ولا مجتمع تنابل ولا مجتمع إتكالي، الآن يوجد أناس ليست لديهم القدرة على العمل، نحن هؤلاء هم المساحة الطبيعية لتقديم المساعدة والعون، حتى في عالم الصدقات والقروض، هل تعرفون أنه لدينا تأكيدات دينية وشرعية على أن ثواب القرض، عندما تعطي قرضا أي دينا بمعنى قرضا حسنا من دون فائدة، هو أفضل وأعلى من ثواب الصدقة، لأن ثواب القرض غير أنه يحل مشكلة الطرف الذي أنت تعطيه الدين، هو يذهب ليشتغل ويعمل حركة إقتصادية، ويعمل حيوية، ويستحصل على لقمة عيشه بعرقه وبيده وبعرق جبينه وبكد يده وبتعبه وبسهره.

إذا، هذا العنوان أيضا أيا تكن مساحة التأثير التي تتركها جهاد البناء في هذا العنوان، يجب المواصلة.

ثالثا: "سوق المونة"، ومعارض المنتجات الزراعية والحرفية تحت عنوان "أرضي" في المدن أو في القرى أو في البلدات أو في المناطق، هذا المشروع انطلق قبل سنوات، كان تأثيره كبيرا جدا، وشهد حضورا من كل المناطق اللبنانية ومن كل البلدات اللبنانية، عرضوا منتوجاتهم، وحصلت عملية بيع كبيرة جدا ، وأهمية هذه المعارض أنها تختصر، ليس فقط تختصر بل تعمل علاقة مباشرة بين المزارع وبين المنتج وبين المستهلك، وبالتالي تلغي كل المسافات، وتوفر على المستهلك بعض النقد، وأيضا توفر للمنتج الميدان السريع لتصريف إنتاجه.

أنا أود أن أشيد بشكل خاص بهذا النوع من المعارض، وأدعو إلى تكثيفه ومواصلته، وعدم التوقف عنه أيا تكن الظروف.

رابعا: مشروع "العباس عليه السلام" لمياه الشفة في الضاحية الجنوبية، أنا أريد أن أقول للبنانيين وللذين يسمعوننا خارج لبنان، هل تعلمون أن الضاحية الجنوبية التي يسكنها على بعض الأقوال 800 ألف وعلى بعض الأقوال 900 ألف وعلى بعض الأقوال مليون، ويوجد أحد يقول أكثر من مليون، لنقل 800 ألف نسمة وليس مليون في مساحة جغرافية معينة، هل تعلمون أنه منذ عشرات السنين لا يوجد لدى هؤلاء اللبنانيين مياه شرب؟ لا يوجد مياه شرب؟ لا يشربون ماء، إما أن يشتروا بالصهاريج أو بالقناني أو يحتاجون إلى من ينقل لهم الماء ويقدم لهم الماء، مذكرا بل أكثر من ذلك، هذه مياه الشفة ومياه الشرب، أما مياه الخدمة العادية، التي لا تشرب ولا تنقل أيضا في أغلبها لأنها مياه كلسية، 25% فقط من المياه هي التي يتم تأمينها للضاحية الجنوبية، وهذا جزء من لبنان، عندما يحدثوك عن الإنماء والإنماء المتوازن والحرمان، يا أخي هنا يوجد الحرمان، الآن لا أريد أن أتكلم عن بعلبك الهرمل والبقاع وعكار، هنا يوجد شكل من أسوأ أشكال الحرمان، الماء الذي الله سبحانه وتعالى يقول " وجعلنا من الماء كل شيء حي"، الماء هو أبسط حقوق المواطن اللبناني، هو لا يحصل عليه من الدولة اللبنانية حتى الآن، نعم يوجد مشاريع يتابعها النواب والوزارات والحكومات، الآن ناطرين إن شاء الله يعد سنة ونصف أو سنتين أو ثلاثة الله أعلم أربعة، إذا لم يتعثر شيء وإذا لم يتعطل شيء، يعني يوجد أمل أن يأتي ماء للشرب إلى الضاحية، وهذا السعي قائم، لكن ما أحببت أن ألفت إليه أنه خلال ثلاثين سنة أو أربعين سنة أنا سألت أحد الإخوان: منذ متى لا يوجد ماء شرب في الضاحية؟ الآن عمر الأخ خمس وأربعون أو قريب من الخمسين لا أعرف، قال لي " منذ وعيي أنا لا أتذكر أنه يوجد ماء شرب في الضاحية".

جهاد البناء منذ البدايات ذهبت إلى هذا المشروع، يوجد في الضاحية الجنوبية 134 خزان مياه من هذه الخزانات الكبيرة، عندما تتجولون في الضاحية سوف تجدونها، وطبعا منذ البداية كانت بتمويل من الجمهورية الإسلامية، ووضعنا عليها أعلام إيران، يوجد أناس إعترضوا، لماذا وضعتم أعلام إيران على خزانات الماء؟ يعني يريدون منا، لا يريدون أن يساعدوننا ولا يريدون أن يعطوا الحق الطبيعي لأهل الضاحية في المياه، وإذا أتى أحد وساعدنا يجب أن لا نقول له شكرا!

وهذا المشروع ما زال مستمرا حتى الآن، طبعا هو في الآونة الأخيرة حظي برعاية خاصة من إتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، إضافة إلى تأمين المياه في الخزانات، تعقيم الخزانات وتعقيم المياه وصيانة هذه الخزانات، وعلى مدى عشرات السنين هذا المشروع مستمر، ونأمل طبعا أن يبقى مستمرا، إلى اليوم الذي إن شاء الله تعالى وبجهاد وعمل المخلصين، تصل مياه الشرب بالحنفيات إلى أهل الضاحية الجنوبية.

خامسا، الملف التعاوني والتعاونيات، ثقافة العمل التعاوني، العمل الجماعي، الارشاد، التأهيل، التسبيب، المساعدة على تشكيل التعاونيات، المساعدة على الحفاظ عليها وتفعيلها، هو ما نحتاج إليه بقوة في لبنان ولكن العنوان الأخير في جهاد البناء قبل أن أدخل إلى بعض الموضوعات السياسية السريعة هو القطاع الزراعي، لأن كل ذلك له علاقة بنهاية المطاف بهذا القطاع. مؤسسة جهاد البناء أصبح مسؤوليتها بعد 2006 بشكل أساسي التفرغ بالكامل لهذا الجانب وإعطائه كامل الأهمية والأولوية، التقرير ذكر عن أعمال الإرشاد الزراعي في كل المناطق، مراكز الإرشاد الزراعي، المساعدات التي تقدم، الإستشارة، التأهيل، التدريب، تقديم بعض المساعدات وبالمواد العينية، المساعدة في تصريف الإنتاج، ما تقوم به جهاد البناء على هذا الصعيد هو عمل كبير جدا، من هنا أود أن أتوقف عند هذه النقطة ومنها أدخل إلى بعض العناوين الداخلية، المشكلة في لبنان إما لا توجد رؤية، عندما يتكلمون عن الرؤية الاقتصادية المستقبلية، أو إذا توجد رؤية لا توجد جدية، يعني لا توجد قناعة حقيقية في تنظيم الأولويات. من أبسط الأمور أيها الأخوة والأخوات، اللبنانيون، يعني وضع الكثير من الدراسات والخطط والمشاريع ومؤتمرات إنمائية وإقتصادية، ما نحتاجه في لبنان ليس الفهم ولا الرؤية، ما نحتاجه هو الإرادة والجدية والعمل والتخطيط العملاني، الذهاب الى العمل. حسنا، من أوضح الواضحات، وهذا لا يحتاج إلى إختصاصي بالإقتصاد، أنه في أي بلد إذا ما أراد ان يقف على قدميه إقتصاديا يجب أن تكون لديه قطاعات إنتاجية، هذا من البديهيات. يوجد بلدان تنتج النفط والغاز، ولديها إكتفاء مالي وتوزع اموالا أيضا في العالم وتخوض حروبا في العالم، ممتاز، ولكن لديه قطاع إنتاجي، حسنا، نحن نحتاج إلى قطاعات إنتاجية. لبنان بسبب الجغرافيا والتربة والهواء والمناخ والمياه والموارد البشرية والكفاءات البشرية والمجتمع الريفي ويوجد عوامل كثيرة تقول أنه يستطيع أن يمتلك أفضل وأقوى قطاع زراعي. نحن ما هي خياراتنا، لدينا القطاع الزراعي والصناعي والسياحة والخدمات، أما موضوع إستخراج النفط والغاز "فعلينا خير" لنرى وقتها ماذا يحدث، لكن اليوم أنا لا أريد أن أتكلم ببقية القطاعات ولكن بسبب مناسبة جهاد البناء أريد أن أتكلم كلمتين عن القطاع الزراعي، حتى الأن لا توجد سياسية حكومية، المشكلة ليست في وزارة الزراعة، ولا في وزير الزراعة وبمعزل ما إذا كان وزير الزراعة كفوءا أو غير ذلك، هذا بحث أخر، لكن أساسا المشكلة ليست في وزير الزراعة، لا الحالي ولا الذي قبله ولا الذي قبله، بمرحلة كان من حزب الله، مرحلة من أمل، مرحلة من أحزاب وقوى سياسية أخرى، حسنا، وزارة الزراعة بموازنتها الهزيلة، وإمكانياتها المتواضعة لوحدها لا تستطيع أن تحيي وتقوي وتفعل القطاع الزراعي. الدولة، الحكومة، مؤسسات الدولة، الهمة الوطنية العامة، يوجد مجموعة عناوين، يجب أن توضع بعد السياسات، حسنا لماذا في الدول الأخرى حتى المجاورة لنا، هذه سورية في ظل الحرب وأسوأ ظروف الحرب والحصار وووو لديهم قطاع زراعي قوي جدا، لماذا؟ لأنه يوجد سياسة حكومية من اليوم الأول أخذت على عاتقها دعم هذا القطاع وحماية هذا القطاع وتفعيل هذا القطاع وهذا موجود في دول أخرى، نحن لا يوجد لدينا هذا، بالعكس خلال السنوات والعقود الماضية كل ما يؤدي إلى تدمير هذا القطاع، ليس فقط أنه لم يتعرض للحماية، بل تعرض للخطر والتدمير والتضييع والتضعيف. نحن اليوم ندعو إلى الإهتمام بهذا القطاع، تشجيع الزراعة، مساعدة القطاع الزراعي والمزارعين. واحدة من مشاكل اللبنانيين عندما نأتي إلى المزارعين هي تصريف إنتاجهم، نعم أنه كلفة الإنتاج الزراعي عالية، لماذا كلفة الإنتاج الزراعي عالية؟ لأنه لا توجد حماية حكومية، لا توجد رعاية حكومية ولا توجد مساعدة، المساعدة في تخفيف كلفة الإنتاج، المساعدة في إيجاد الاسواق، الحل عند اللبنانيين دائما يذهبون إلى أرخص الحلول، اغلقوا الحدود على الإنتاج الزراعي الأتي من الخارج، أو بالقطاع الصناعي، كيف نحمي القطاع الصناعي، إرفع الضرائب على المستوردات من الخارج، هذا لا يحيي قطاعا زراعيا ولا صناعيا، هذا يجب أن يكون جزءا من خطة، لوحده يكون مشوها وله تداعيات إقتصادية ومالية وإجتماعية خطيرة أحيانا، نحن نحتاج إلى خطة كاملة، كلبنان، كحكومة لبنانية، إلى جدية, أنظروا إلى مشاريع سيدر، غدا ستظهر حصة القطاع الزراعي من مشاريع سيدر، يظهر أن المشكلة بالثقافة، المشكلة بالتوجه، المشكلة بالرؤية، المشكلة بالقرار، أنه أنت تريد قطاع زراعي منتج فعال أو لا، عندما يصبح لدينا قطاع زراعي منتج وفعال أنظروا إلى النتيجة.

1- توفير فرص عمل كبيرة جدا وعمل كريم وشريف، عمل لا يتسلط به احد على أحد، حسنا، هذا واحد، إثنان تقوية الأرياف. واحدة من مشاكلنا في لبنان هي الإكتظاظ السكاني الكبير في بيروت الكبرى وفي المدن الأساسية. القطاع الزراعي يرد الناس إلى الأرياف، يخفف لك الإكتظاظ ومشاكل السير. يوجد بيئة ضخمة وصحية ضخمة ومن أهم إيجابيته، الإيجابيات الإجتماعية الضخمة، في ظل العودة إلى الريف نستطيع أن نحافظ على العائلة وهي وحدة من العوامل، الحفاظ على الأسرة، التي يتم تفكيكها وتدميرها في المدن، في البناية ترى الناس يتقاتلون، الجيران في الأحياء في الشوارع، على ركن السيارة على الكراج على الناطور والمصعد وعلى كل شيء، على مولد الكهرباء، هل هذا صحيح أم لا.

أن نعود إلى الأرياف، كل واحد في بيته، أمامه يوجد حديقة، وأولاده يلعبون ولا يعودون مكبوتين ومعقدين وغارقين بالانترنت ويتنفسون هواء طبيعيا ويأكلون طعاما طبيعيا ويشربون مياه صحية. نحن نحتاج إلى إستراتيجية العودة إلى الأرياف، إلى قرانا وضيعنا، إلى بلداتنا، إلى أرضنا الطيبة، إلى مياهنا الطيبة، إلى هوائنا الطيب، ونخفف قليلا عن المدن، جهاد البناء أيضا معنية أن تمارس هذه المسؤولية، بمناسبة الحديث عن الحفاظ على الأسر، أختم الشق الأول من خطابي ومن كلمتي بالدعوة إلى ما يلي، يمكن هي من خارج سياق جهاد البناء الزراعي والإنمائي، يصادف أنه بعد بضعة أيام، الأول من ذي الحجة تأتي مناسبة زواج مبارك وعظيم وكريم، هو زواج الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من السيدة فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم، سيدة نساء العالمين، نحن ندعو كجهة، وليس موقف رسمي لبناني، لكن على طريقة أسبوع المقاومة وأسبوع الوحدة ويوم المستضعفين إلى تبني من 26 ذو القعدة إلى واحد ذو الحجة أسبوع الأسرة، ونعمل جميعا، العلماء، الخطباء، المشايخ الخطباء الإعلام، التلفزيون، الإذاعة، المؤسسات، المدارس، الجامعات، الأطر الثقافية والفكرية لتثقيف وتأهيل الناس ووضع خطط حقيقية للحفاظ على العائلة، للحفاظ على الأسرة.

اليوم هذا تحدي كبير لا يقل عن تحدي الوضع المالي والاقتصادي، لا يقل عن تحدي المخدرات، إستحقاق تفكك الأسر، هذا بكل لبنان، هذا ليس بمنطقة ضمن منطقة حتى لا يخرج أحد ويقول أنه لا شأن له، أو عند طائفة دون طائفة، أو في مدينة دون مدينة، كلا، للأسف الشديد أنظروا إلى نسب الطلاق الموجودة في كل المناطق وفي كل الطوائف، هذا إستحقاق خطير جدا ويجب أن يواجه، أنت إذا مجتمع متفكك أي بلد تبني ولمن؟ ستأتي بسيدر إلى من؟ تعالج الوضع الإقتصادي لمن؟ اول شيء، الإنسان والعائلة التي تتشكل النواة الأولى فيها هي الأسرة.

سأنتقل إلى يعض النقاط السياسية.

النقطة الأولى، أريد ان أعلق بشكل مختصر جدا على مسالة الموازنة. طبيعي كان يوجد ملاحظة في البلد انه لأول مرة كتلة الوفاء للمقاومة تصوت إيجابا وبالتأييد لميزانية الحكومة، خلال كل السنوات الماضية كنا نناقش وفي أحسن الأحوال نمتنع عن التصويت نتيجة ملاحظات جوهرية وأساسية ترتبط بالموازنة، هذه السنة نتيجة عوامل معينة، أهمها، أننا كلنا مجمعين أنه نحن أمام وضع إقتصادي ومالي صعب ونحتاج جميعا إلى التعاوين لمعالجته. طبعا يوجد تفاوت في توصيف هذا الوضع المالي والإقتصادي، يوجد من يقول لك على حافة الإنهيار، يوجد من يقول لك أننا ذاهبون إلى الإنهيار، يوجد من يقول لك أن الوضع جيد ولكن إذا إستمررنا هكذا سنذهب إلى الإنهيار، لكن لا يوجد نقاش أنه يوجد وضع صعب ويحتاج إلى تعاون وتحمل مسؤولية ونحن منذ اليوم الأول للبدء بنقاش الموازنة قلنا أنه سنتحمل المسؤولية.

2_- ذهبنا إلى نقاش جدي، في مجلس الوزارء ناقشنا جديا الموضوع، هناك عدد من ملاحظاتنا أخذ بها وعدد أخر لم يأخذ بها، ذهبنا إلى لجنة المال والموازنة، أيضا خضنا نقاش جديا ولاحقا في مجلس النواب، أنا لا أذكر لأنني لا أتابع بشكل كبير، هل شهدت حكومات سابقة عن هذه الحكومة الحالية ولجان مال موازنة في السابق عن لجنة المال والموازنة الحالية نقاشات واسعة ومعمقة وصعبة كما حصلت هذه السنة، أنا لا أعرف، لكن فيما أذكر لعل هذه أكثر سنة حصل فيها دقة ونقاش لأنه بالحقيقة الجميع كان يعمل، لأن السكين كاد يصل إلى العظم، عندما سيصل إلى العظم طالما أنه يوجد لحم وشحم إلخ ممكن أن يتحمل بعض الجراح، لأنه يصل إلى العظم يعني أننا ذاهبون إلى الكسر، الكسر يعني إنكسار البلد ولكن يسجل أنه نعم كان يوجد جدية عالية سواء في الحكومة او في لجنة المال والموازنة أو مجلس النواب لمناقشة الموازنة، أولا كتعبير عن تحملنا المسؤولية وجديتنا في مقاربة الوضع الإقتصادي والمالي، إثنان، نتيجة الحاجة إلى أن تخرج الموازنة من مجلس النواب قوية وليست هزيلة لأن خروجها هزيلة سيؤثر على سمعة لبنان عند مؤسسات الدولة والخارج.

3- وهو المهم جدا بالنسبة إلينا، أنه في لجنة المال والموازنة، إضافة إلى ملاحظاتنا في الحكومة أخذ أيضا ببعض الملاحظات الأساسية وليس بأجمعها، في مجلس النواب نحن وصلنا إلى نقطة، وجدنا أنه إذا أعطينا ثقتنا للموازنة يمكن ان نحصل بعض المكاسب للناس، لا يوجد مكاسب لحزب الله بالمعنى الحزبي، ولا يوجد مكاسب هنا بالمعنى المذهبي أو الطائفي أو المناطقي، كلا، مكاسب لها علاقة بالناس، على سبيل المثال لأن الوقت ضيق، واحد، كان لدينا مشكلة كبيرة جدا في موضوع وضع ضريبة 2% على كل المستوردات، وبالتأكيد كانت هذه تصيب شريحة ضخمة من الفئات الفقيرة، ولذلك نحن رفضنا هذا الموضوع بقوة، نحن وقوى سياسية أخرى، حتى لا أقول لوحدنا، حسنا، عرضت تسوية، أنه إما أن نمشي بـ 2 % على كل شيء، وكانت يمكن أن تحصل على الأغلبية المطلوبة في مجلس النواب وإما أن تصوتوا معنا ونلغي 2 % لكن نستبدلها ب 3 % على الإستيراد الذي هو بأغلبه أو بكله كمالي أو يطاق، يعني تتحمله الفئات الميسورة ولا يطال بشكل عام او مباشر الفئات الفقيرة.

إثنان، حصل هناك نقاش بالبنزين لأنه هو كان مشمولا بالـ 3 % تم إستثنائه في الدقائق الأخيرة، قلنا لهم لا يوجد مشكلة، وأيضا كان هناك نقاش كبير جدا على موضوع الـ 100 مليون التي يأخذون عليها VAT ويريدون ان ينزلونها إلى 50 مليون، قلنا لهم إذا تدعون القانون كما كان نحن نمشي به. إستثناء أساتذة الجامعة اللبنانية من تجميد التوظيف خلال ثلاث سنوات لأن الجامعة اللبنانية إذا جمدت فيها التوظيف خلال ثلاث سنوات يمكن أن تذهب إلى التداعي والإنهيار وهي جامعة كل الوطن وهي جامعة اللبنانيين وهي جامعة الفقراء الموجودين في كل الطوائف، والفقر أصبح عنوان كل الطوائف، ولا يقولن أحد انها جامعة الفقراء يعني جامعة الطائفة الفلانية، الحمد لله اليوم، الفقر للأسف الشديد، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه عابر للطوائف، مع نقاط أخرى، فنحن اعتبرنا أنه نعم هذا إذا يستجاب له، هذا يستحق أن نعطي ثقتنا للموازنة من أجل تحقيق هذه الايجابيات وهذه الإنجازات.

هذه سابقة، صحيح هي سابقة، ولكنها لن تبقى سابقة فريدة، هذه بداية، بداية تقول أن حزب الله في الموضوع الاقتصادي والمالي سيتحمل المسؤولية أكثر من أي زمن مضى بسبب موقعه المؤثر الجديد ضمن المعادلة اللبنانية.

العنوان الثاني، حقوق العمال الفلسطينيين.

تحت عنوان أنه نريد أن نؤمن فرص عمل للبنانيين، وهو هدف جيد وشريف وصحيح، قالوا نريد أن نطبق قانون العمل لأن فرص العمل بالأعم الأغلب تذهب إلى غير اللبنانيين. حصل اصطدام بواقع اسمه العمال الفلسطينيين. مؤسف جدا في البداية أنه في لبنان كل شيء يسيس، كل شيء يستخدم للاساءة للآخر أو للتحريض الداخلي على الآخر، يعني مثلا سمعنا كلاما باليوم الأول عندما خرج إخواننا الفلسطينيين على أبواب المخيمات ليعتصموا، أحد قال أن هذه الاعتصامات والاضرابات تحصل بالتحريض من حزب الله وحركة حماس، على أي أساس؟! يعني اليوم الفلسطيني أو غير الفلسطيني، عندما أنت تريد أن تمنعه من العمل - بمعزل عن الأسباب - تريد حرمانه من لقمة العيش، هو لا يحتاج إلى من يقول له تفضل واعتصم وأضرب، بالعكس هو محرض في الأساس، هو يحتاج لمن يهدئه، هو يحتاج لمن يقول له تعال أريد أن أساعدك لنعالج الموضوع، لكن كما هي العادة في لبنان وفي العالم أيضا، ليس هنا فقط في لبنان، يعني بولتون مثلا من عدة أيام قال أن حزب الله هو الذي يتدخل في فنزويلا ويدافع عن الرئيس مادورو ويحمي الأنظمة الديكتاتورية في أميركا اللاتينية، أين؟! في أميركا اللاتينية!!

على كل، بالتوظيف السياسي، ضمن الوضع اللبناني هناك بعض الشرائح الشعبية عندها حساسية خاصة من الفلسطينيين، إذا جئنا وقلنا لهم أن حزب الله يحرض الفلسطينيين على الاعتصام بالمخيمات، يعني أننا نحرض هذه الشريحة على حزب الله وبالتحديد المسيحيين، هذا أمر معيب وغير أخلاقي، لأن هذا كذب، هذا ظلم، هذا غير صحيح، هذا تزوير للحقائق.

في موضوع الفلسطينيين في لبنان والعمالة الفلسطينية يجب أن يعالج الموضوع على أساس إنساني وأخلاقي وقانوني معا، بعيدا عن المزايدات، الآن لا يوجد انتخابات، ما زال هناك سنتان ونصف السنة للانتخابات، لما العجلة لا أعرف؟! بشكل هادئ يجب أن يعالج هذا الأمر.

نحن رأينا، أن هناك فارقا كبيرا بين العامل الفلسطيني والعامل غير الفلسطيني، الأولوية للعامل اللبناني لا يوجد نقاش، لكن عندما نأتي للعمال غير اللبنانيين هناك مميزتان مهمتان للعامل الفلسطيني:

الميزة الأولى، أنه ليس لديه بلد يرجع إليه ليعمل، مع احترامنا للنازحين السوريين، عندهم فرصة للعودة إلى سوريا والعمل في سوريا، العامل السوداني عنده بلد يمكن أن يعود إليه، العامل المصري عنده بلد يمكن أن يعود إليه، أما الفلسطيني ما هو البلد الذي يستطيع أن يعود إليه؟! أين بلده؟! بلده تحت الاحتلال، يعني عندما تخرج بعد الأصوات في المخيمات الفلسطينية يجاوبونهم بعض اللبنانيين، يقولون لهم عودوا إلى بلادكم واعملوا هناك، عظيم افتحوا لهم الحدود!! أبعدوا الجيش اللبناني عن الحدود واسمحوا للفلسطينيين أن يعودوا لفلسطين المحتلة، تفضلوا!! ألستم تطالبونهم أن يعودوا إلى بلدهم، هذا الطريق إلى بلدهم.

فإذا الميزة الأولى أنه هو لاجئ منذ سنوات طويلة ليس له بلد يعود إليه لأن بلده محتل.

الميزة الثانية، أن الموضوع الفلسطيني، العامل الفلسطيني، هو يرتبط بقضية سياسية ووطنية وقومية مجمع عليها لبنانيا وعربيا، هي القضية الفلسطينية، هذا ليس موضوع تقني بحت، ليس موضوع فني بحت، هذا موضوع سياسي واستراتيجي بامتياز ويجب أن يقارب من هذه الزاوية، لا أحد يخلط بين إعطاء حقوق العمل للفلطسينيين والتوطين، ليس له علاقة أبدا، التوطين شيء وأن يعمل العامل الفلسطيني في لبنان ضمن ضوابط معينة وتسهيلات معينة، ليس هناك علاقة بالتوطين على الإطلاق.

لذلك في هذه المسألة نحن ندعو إلى الهدوء، هدوء الجميع، وقف المزايدات، وقف الشعارات، الذهاب إلى معالجة هادئة من قبل الحكومة، رئيس الحكومة وعد في مجلس النواب، وعد النواب أنه سوف يعالج هذا الأمر مع وزير العمل، نحن دعونا إلى حوار لبناني - فلسطيني، فليكن حوار لبناني - فلسطيني، وليتم التعامل مع العمال الفلسطينيين من هذا المنظار ولا يصح أن يقال عمال لبنانيين وعمال غير لبنانيين، إذا تريديون هناك عمال لبنانيون وهناك عمال فلسطينيون وهناك بقية العمال الذين وضعهم مختلف جدا من هذه الزوايا عن العامل الفلسطيني.

نرجو وقف المزايدات، نرجو معالجة هذا الموضوع بشكل علمي وموضوعي وأخلاقي وإنساني بعيدا عن المزايدات وبعيدا عن المخاوف.

النقطة الأخيرة، الشأن الحكومي، أنا قرأت في الصحف في اليومين الماضيين أن فلانا يريد أن يخطب نهار الجمعة وهو إن شاء الله يحسم الشأن الحكومي ويحدد المسار وإلى أين سيصل الشأن الحكومي في لبنان.

اسمحوا لي أن أؤكد على أساسيات في الفهم والتحليل لفهم الموقف وفي الأخير أقول الموقف، لأنه في هذا البلد يقال الشيء ونقيضه من ذات الأشخاص ومن ذات الجهات، يقولون الشيء ونقيضه، في نفس الساعة، في نفس اليوم، وأحيانا في نفس الخطاب وفي نفس المقالة التي يكتبونها.

البند الأول، هناك دائما من يصور في لبنان أن اليوم الذي يحكم لبنان هو حزب الله - تحدثت سابقا في هذا الموضوع - وأن حزب الله يسيطر على الحكومة وعلى المجلس النيابي، خرجت روحنا حتى استطعنا 2% و 3% في اللحظة الأخيرة حتى عولج. على كل، والمجلس النيابي والسلطات القضائية والأجهزة الأمنية والجيش وإدارات الدولة والمرفق والمطار والمعابر والحدود وفوق الأرض وتحت الأرض، حزب الله هو الحاكم المطلق في لبنان، أكبر كذبة في تاريخ لبنان هي هذه الكذبة، هذا تزوير، هذا غير صحيح، والآن لا أريد أن أدخل بالاستدلال، أنا أستطيع أن أقدم لكم من كل يوم، اليوم الجمعة وأمس الخميس وغدا السبت، كل يوم أقدم لكم 50 دليلا و 100 دليل وحادثة، أن حزب الله ليس حاكما للبنان، بل ما يجري في لبنان خلاف رغبته وخلاف إرادته وخلاف ما يتطلع إليه، هذه النقطة الأولى.

والذي يؤكد هذا المعنى، أنت تتهمني بتعطيل حكومة، هذه إذا كانت حكومة حزب الله لماذا سأعطلها؟! إذا أنا كنت مسيطر على القضاء اللبناني وعلى الحكومة اللبنانية كانت تحولت منذ زمن قضية قبرشمون على المجلس العدلي، من اليوم الثاني من الحادثة، نجمع مجلس الوزراء ونضع السلاح على الطاولة ونقول لهم حولوها على المجلس العدلي فيحولها على المجلس العدلي، هكذا عندما تكون حاكم لبنان. تتهمنا أننا نحكم البلد ومعطلين أنفسنا، كيف ذلك!؟

البند الثاني، طبعا لماذا هذا الإصرار أن حزب الله حاكم لبنان، هم يعرفون أنهم يكذبون، ويعرفون أنهم يظلمون، ويعرفون أنهم يزورون، ويعرفون أنهم يضللون الرأي العام اللبناني، هناك أهداف، هذا ليس عبثا، وإلا أنا يمكنني أن أقول أنا حاكم لبنان وأنا المرشد الأعلى والذي نريده يحصل وصيت الغنى أفضل من صيت الفقر، هي ليست قصة مزايدات إعلامية، الموضوع له أهداف، من أهدافه تحميل حزب الله أمام الشعب اللبناني كل تبعات وسيئات ومصائب وثغرات وفساد الوضع القائم في لبنان، أنه أنت الحاكم في لبنان، لماذا الوضع هكذا؟ حزب الله الحاكم، لماذا يحصل هكذا؟ حزب الله الحاكم، لماذا في الضاحية لا يوجد مياه للشرب؟ حزب الله الحاكم، لا يسمح لأهل الضاحية، يحرم نفسه من مياه الشرب لأنه هو حاكم، لماذا لا يوجد فرص عمل؟ لماذا لا يوجد جزء كبير من العدالة؟ حزب الله الحاكم. الإساءة لحزب الله وتحريض الناس عليه وتحمليه مسؤولية الأوضاع الصعبة الموجودة في لبنان الذي ورثها اللبنانيون من عقود من الحروب الأهلية والفساد ووو...

والأمر الثاني تحريض الخارج، تحريض أميركا على لبنان، هذه ليست قصة بسيطة، لا أحد يضحك عندما يقول فلان السياسي يقول حزب الله حاكم لبنان، أنا أقول لكم وهذا يجب حتى قضائيا أن يقارب، هذا تحريض لأميركا على لبنان، هذا تحريض لدول العالم على لبنان، هذا تحريض على لبنان، على اقتصاده، على المساعدات، على العقوبات وعلى المصارف وعلى سيدر وعلى كل شيء. كل شخص يقول كذبا وزورا وظلما أن حزب الله حاكم لبنان هو يحرض على لبنان دوليا وإقليميا، تحريض السعودية على لبنان، تحريض إسرائيل على لبنان، أنتم مشكلتكم مع كل لبنان لأن حزب الله حاكم لبنان، وأنا برأيي هذا يجب أن يؤسس له ملف قضائي، ليس لكم الأفواه وإنما لوقف الكذب والتزوير والتضليل.

أيضا في الموضوع الداخلي، البند الثاني، على طول الخط كنا وما زلنا وسنبقى هكذا، هناك فهم خاطئ لعلاقتنا مع حلفائنا، طبعا فهم خاطئ عند أخصامنا وليس عند حلفائنا، حلفاؤنا ليس عندهم هذا الفهم الخاطئ لأن هناك ممارسة طويلة، هناك علاقة عمل طويلة بيننا وبينهم.

نحن مع حلفائنا نتعاطى باحترام، لا نفرض عليهم شيئا ولا نطلب منهم أن يسألونا شيئا ويراجعونا بشيء، يأخذ قراره ويمشي، يصوت كما يريد في مجلس النواب، يمكن أن نكون ندافع عن شيء معين، نائب حليفنا ونحن ساعدناه في الانتخابات يقف ضدنا وليس عندنا مشكلة ولا نعاقبه وهذا حقه وهذا احترامنا له واحترامنا لعقله. نحن حلفاؤنا نحترمهم، لا نفرض عليهم شيئا ولا نضغط عليهم بشيء بل أكثر من هذا، من المهين - لأن هناك أناس يتصرفون بهذه الطريقة - الذي يقول أن حزب الله يستخدم حلفاءه الدروز في الساحة الدرزية ويستخدم حلفاءه السنة في الساحة السنية ويستخدم حلفاءه المسيحيين في الساحة المسيحية، أنتم يمكن أن تستخدموا حلفاءكم، تنظروا لهم كأدوات، نحن أبدا، نحن حلفاؤنا أصدقاء وأعزاء وكرام ومحترمين، نحن لا نقبل لأنفسنا أن نستخدم صديقا أو حليفا، لا نقبل لأنفسنا ولا نقبل له، وأي كلام من هذا النوع هو إهانة له وإهانة لنا، أيضا هذا يبقى في البال على طول الخط.

بناء على الأولى والثانية أدخل إلى المعضلة الموجودة الآن، التي إسمها بعد أحداث قبرشمون لأنهم يقولون أنها عطلت البلد.

حصلت حادثة قبرشمون استشهد أعزاء في الموكب - موكب الوزير صالح الغريب - كاد الوزير أن يقتل، أنا لا أريد أن أقدم توصيفات قضائية، كمين أو غير كمين، التحقيق يقول، لكن هناك حادثة وهناك إطلاق نار وهناك شهداء وهناك جرحى وهناك وزير في الحكومة الحالية كاد أن يقتل. الوزير ينتمي إلى حزب، قام رئيس الحزب الذي هو المير طلال، صديقنا وحليفنا، وطالب بتحويل الحادثة إلى المجلس العدلي لأن هذه كادت أن تودي بالسلم الأهلي والأمن في البلد.

أريد أن أعيد، المير طلال لم يسألنا، وانظروا أنا كل الذي سأقوله ونحن دائما هكذا واحفظونا في لبنان هكذا، نحن لسنا بلسانين بل بلسان واحد، ولسنا بوجهين بل بوجه واحد، الذي أقوله للمير طلال بالجلسة الداخلية أقوله في وسائل الإعلام، والذي أقوله لك بحضورك هو ذاته الذي أقوله بغيابك، نحن هكذا، غيرنا كيف يكون هذا شأنه. الرجل لم يسألنا وليس واجبه أن يسألنا ولا نعتب عليه، يعني عندما أقول لم يسألنا ليس يعني أنني عاتب عليه، هذا حقه الطبيعي، هو المقتول وهو المظلوم وهو صاحب القرار في حزبه وهو أخذ هذا القرار، لم يسألنا ولم يستشرنا، نحن أخذنا علم مثل كل العالم، حتى من التلفزيون، حليفنا مقتول ومظلوم وبالفعل هذه الحادثة كادت أن تؤدي إلى تهديد السلم الأهلي في البلد فالمطلب محق، المطلب محق وهناك حليف وصديق مظلوم ومقتول ويقول خذوا القضية إلى المجلس العدلي، نحن معه، أتعلمون ماذا فعلنا أيها اللبنانيون؟! الآن كل الذين يكتبون مقالات ويظهروا على التلفزيونات، كل ما فعله حزب الله قال أنا معك يا مير بهذا الموضوع، فقط، لم نضغط على أحد ولم نتظاهر ولم نهدد أحد ولم نرعد أحد، لا شيء.

حسنا، الآن بدأ القول بأن هناك استهداف لفلان - هذا الذي أريد أن أعالجه - حزب الله يستهدف فلان، يستهدف الزعامة الفلانية، العائلة الفلانية، الحزب الفلاني والمير طلال للأسف، هذا مهين له ولنا، أن يخرج أحد ويقول هو أداة يستخدمها حزب الله أو تستخدمها سوريا في حصار فلان أو الحرب على فلان أو إفتتان الطائفة اللبنانية، هذا كله ظلم وكذب وتزوير للحقائق وتضليل للرأي العام وهروب من الاستحقاق ومن الحقيقة وإلتفاف على ما حصل. نحن نعطل مجلس الحكومة والوزراء؟! نحن لا نعطله، في الجلسة الأولى نحن ذهبنا وكنا جاهزين لحضور الجلسة الأولى لكن بالتفاهم، رئيس الوزراء قال فلنؤجل لأن الجو محتقن، إذا دخلوا إلى مجلس الوزراء هناك وزير كان سيقتل وهناك وزير متهم أنه خلف عملية القتل، ماذا سيحصل في مجلس الوزراء؟ ماذا سيحصل؟ فتم التأجيل، لكن نحن ثاني يوم وثالث يوم وبعد جمعة والآن أعيد وأقول، فلتجتمع الحكومة نحن لا نقول لا تجتمع الحكومة، رئيس الوزراء لا يريد أن يجمع الحكومة لأنه خائف من المناخ داخل الحكومة، هذا أمر طبيعي، يا أخي هناك مشكل كبير حصل، لماذا الاستهانة بالناس، بدماء الناس بهذه الطريقة.

حسنا، قيل فلتجتمع الحكومة ولا تناقش هذا الأمر. عجيب، نحن نقول ناقشوه بمعزل عن نتيجة النقاش، بمعزل عن نتيجة التصويت، لكن ناقشوا، يا أخي هناك وزير جالس على الطاولة كاد أن يقتل، هناك وزير جالس معكم على الطاولة زميلكم في الحكومة في سيارته يوجد 16، 17 رصاصة، تدخلون إلى مجلس الوزراء وتتكلمون بالمواد العادية وتتجاهلون أن أخوكم ووزيركم وصديقكم بالحكومة ممنوع بحث هذا الموضوع، بأي منطق؟ بأي منطق؟

مع ذلك في كل هذا الملف، وأريد أن أقول كلام واضح جدا، والذي هو التالي - هذا كان البند الثالث الذي كان يجب أن أقوله ونسيت أن أقوله، سأقوله - عندما كنت أقول نحن مع حلفائنا نتعاطى هكذا، نحن لا نستخدم حلفاءنا هذا كلام معيب، كنت أريد أن أكمل وأقول، نحن إذا عندنا مشكلة مع أحد، نحن إذا نريد أن نواجه أحدا، نواجهه مباشرة، بإعلامنا، بوجوهنا، بأصواتنا، بحضورنا، نحن لا نواجه بواجهات، أبدا، هذا الضعيف، هذا الخائف، هذا المحتال الذي يمكن أن يلجأ إلى هذا الأسلوب، نحن لا، بمعزل عن التوصيفات، هناك أناس يعتبرون هذا ذكاء، بالنسبة لنا أنا أحب أن أقول لكم، في لبنان أي أحد، أي قوة سياسية أو شخصية سياسية يعتبر أن هناك استهدافا سياسيا أو قضائيا أو إعلاميا له من حزب الله، حزب الله عندما يكون له مشكلة معك هو يقف بوجهه وصوته وإعلامه وسياسييه ونوابه ووزرائه في وجهك نهارا جهارا لا يختبئ خلف حليف ولا خلف صديق ولا خلف وسيلة إعلام ولا خلف صحيفة ولا خلف أحد على الإطلاق، هذه أبقوها في بالكم، لأنه نحن لسنا ضعفاء ولا جبناء ونحن لنا كامل الشجاعة والمنطق والحق عندما نريد أن نواجه أحدا، نحن لم نحرض أحدا على أحد، أبدا. هؤلاء إخواننا، حلفاؤنا المسيحيون اسألوهم، هل حرضنا في يوم من الأيام التيار الوطني الحر على القوات اللبنانية، عندما ذهبوا وعملوا إتفاقية معراب وضعونا في الصورة وأخبرونا. قلنا لهم الذي تجدونه مناسبا اتكلوا على الله واعملوا مصلحتكم. اللقاء التشاوري نحن كنا نتوسط مع رئيس الحكومة نقول له هؤلاء إخوانك وأهلك استقبلهم واجلس معهم وتكلم معهم. بالطائفة الدرزية نحن نتأمل أن يجلس زعماء هذه الطائفة ويتحاوروا ويحلوا مشاكلهم بالتي هي أحسن.

نحن لم نحرض أحدا على أحد ولسنا نحرض أحدا على أحد.

لذلك من آخرها، نحن مع عقد جلسة الحكومة في أسرع وقت ممكن، فليناقش هذا الموضوع في جلسة الحكومة أين المشكلة؟ أصلا من غير الطبيعي أنه لديك وزير في حكومتك، يعني هذا وزير من أي دولة!؟ هذا وزير في الحكومة اللبنانية كاد أن يقتل، بعد قليل لا شيء هناك اذهبوا إلى المواد العادية.

ثلاثة، أنا أفهم جيدا أن كل الذين يحاولون أن يقولوا أن حزب الله يحرض المير طلال، يستخدم المير طلال، يعطل الحكومة هو للضغط علينا لنضغط على المير طلال ليتخلى عن حقه، هذا الهدف يا إخوان. وأنا أقول لهم اضغطوا كما تريدون وتكلموا كما تريدون، من اليوم الأول - وهذا موقفنا للذين ينتظرون حلا أو ليس حلا، حل على حساب من؟ كيف يعني حلا؟ - نحن من أول يوم من الحادثة، من أول ساعة، قلنا للمير طلال أنت وأولياء الدم، أهل الشهداء والحزب الذي ترأسه، أنتم حلفاؤنا وأنتم أصدقاؤنا وهذا حقكم، أنتم أخذتم هذا القرار نحن معك، نحن إلى جانبك، نصوت معك، لا نتخلى عنك، لكن في كل المشاورات نحن لسنا طالبين من المير طلال أن يستشيرنا ولا نعرض عليه مبادرات، أنا أستحي أن أعرض عليه مبادرات، ولم أضع فيتو على شيء أبدا أبدا، القرار الذي يأخذه نحن معه، هذا يعني الاحترام، هذا يعني الصداقة وهذا يعني الحفاظ على حقوق الناس، ولا أحد يهرب من استحقاق قبرشمون يكبر الملف ويقول استهداف لطائفة واستهداف لزعامة واستهداف لحزب، ليس استهدافا لأحد، هناك حادثة، هناك شهداء، هناك أناس تم الاعتداء عليهم، هناك بلد كاد أن يخرب، هناك طرح للمعالجة، ناقشوا الموضوع بهذه الحدود لا تكبروا الموضوع حتى تضيعوه.

أما بالنسبة لحزب الله أختم بالقول في هذه القضية، نحن لا نعطل الحكومة وغدا إذا دعا رئيس الوزراء إلى جلسة وزراؤنا سيكونوا أول الحاضرين ومن المنطق أن يطالب بنقاش قضية بهذا الحجم، نحن لم نضغط بأي شكل على المير طلال وعلى الإخوة في الحزب معه وعلى عوائل الشهداء، نحن معهم في ما يقررون، يبقى على المجلس العدلي، يقبل بأي صيغة ثانية، يقبل بأي حل ثالث، هو صاحب القرار ونحن خلفه لا نخلي له ظهره، أنا لا أقول أنه صاحب القرار يعني اذهبوا واضغطوا عليه، أنا أقول صاحب القرار لأقول لكم لا تضغطوا علينا لأنه لا تتوقعوا أنه نحن سنضغط عليه، الحل يكون ضمن هذه الآلية والمناسبة.

كلمتان سريعتان، أنا أنفي نفيا قاطعا إدعاء المندوب الإسرائيلي في مجلس الأمن أن حزب الله يستخدم مرفأ بيروت لنقل سلاح أو مكونات سلاح إلى لبنان، وبكل صدق أنفي ولو كان هذا صحيحا أن أصمت ولا أنفي، ليس هناك داع أن أقول أننا ننقل لكن يكفي أن أصمت، لكن أنا أنفي. لكن هذا يأتي في سياق أقول لكم، هذه مقدمات لفرض وصاية يريد البعض أن يصل إليها في لبنان، وصاية على المرفأ ووصاية على المطار ووصاية على الحدود وما عجزوا في أحد أهداف عدوان تموز أن يحققوه وهو المجيء بقوات متعددة الجنسيات إلى المرفأ وإلى المطار وإلى الحدود، هذه قد تكون مقدمات له.

في هذا الموضوع أيضا يجب أن يكون هناك مسؤولية وطنية لبنانية ولا يدخل هذا الموضوع بالمزايدات، لأنه إذا هناك أحد عنده مشكلة مع حزب الله يقوم ويعرض مرفأ بيروت للمخاطر، أنا بكل صدق وبكل شجاعة ووضوح ولا أحتاج إلى أن أقسم يمينا أن هذا الادعاء غير صحيح.

الكلام عن موضوع المعابر الشرعية وغير الشرعية ملف كبير نتكلم فيه لاحقا.

يجب أيضا أن أختم بالتوقف والإدانة لأعمال التهديم الإسرائيلية والتهويد لمنطقة القدس ومدينة القدس والقرى المحيطة وهدم بيوت الفلسطينيين وهذا يأتي في سياق صفقة القرن وبعض الدعم الرسمي العربي غير المعلن والواقعي والحقيقي لهؤلاء.

طبعا نحن ندعم أي موقف فلسطيني، ما أعلنه رئيس السلطة الفلسطينية بالأمس عن وقف تنفيذ كل الاتفاقات مع العدو الإسرائيلي، لا يوجد شك هذا أمر يضغط، لكن في كل الاتفاقات أهم شيء يضغط على الإسرائيلي، والفلسطينيون يعرفون ذلك، لسنا نحن من يدلهم، هم يعرفون ولكن نحن نتكلم بالعلن، هو وقف التنسيق الأمني، الذي يهلك الإسرائيلي وقف التنسيق الأمني، لا يخاف من الجنائية الدولية ولا يخاف من مجلس الأمن ولا يخاف من أحد في الدنيا لأن أميركا تحميه، أميركا تحميه أينما كان، وأمس وضعت فيتو في مجلس الأمن الدولي. المكان الوحيد الذي يوجع الإسرائيلي هو التنسيق الأمني، هذا السلاح موجود في يد السلطة وهي تستطيع أن تلجأ إليه لمنع هدم المزيد من بيوت الفلسطينيين.

إخواننا في جهاد البناء وأخواتنا كل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  25 و26 تموز/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Machrouh Lyla Band Challenge is A Leftist-Agnostic Riot Against Lebanon’s Culture & Faith
 Elias Bejjani/July 25/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/76977/elias-bejjani-machrouh-lyla-band-challenge-is-a-leftist-agnostic-riot-against-lebanons-culture-faith/

 

Click onthe link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for July 27/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77022/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-july-27-2019/

 

ماذا كانت خطية سدوم وعمورة؟

http://eliasbejjaninews.com/archives/77006/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%83%d8%a7%d9%86%d8%aa-%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a6%d8%a9-%d9%85%d8%af%d9%8a%d9%86%d8%aa%d9%8a-%d8%b3%d8%af%d9%88%d9%85-%d9%88%d8%b9%d9%85%d9%88%d8%b1%d8%a9%d8%9f-what-was-the-s/

 

ماذا كانت خطيئة مدينتي سدوم وعمورة؟

What was the sin of Sodom and Gomorrah

http://eliasbejjaninews.com/archives/77006/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%83%d8%a7%d9%86%d8%aa-%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a6%d8%a9-%d9%85%d8%af%d9%8a%d9%86%d8%aa%d9%8a-%d8%b3%d8%af%d9%88%d9%85-%d9%88%d8%b9%d9%85%d9%88%d8%b1%d8%a9%d8%9f-what-was-the-s/

 

لبنان "الشيخ نعيم"... أوهن من بيت العنكبوت

علي الأمين/نداء الوطن/26 تموز 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77018/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d9%86%d8%b9%d9%8a%d9%85-%d8%a3%d9%88%d9%87%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a8%d9%8a/

 

 

ريمون اده: "أيقونة"رسمها صاحبها

سمير عطاالله موقع المرصد/26 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77013/%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b9%d8%b7%d8%a7%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d8%af%d9%87-%d8%a3%d9%8a%d9%82%d9%88%d9%86%d8%a9%d8%b1%d8%b3%d9%85%d9%87%d8%a7-%d8%b5/

 

 

 

Is Kushner's latest Mideast trip a waste of time?
 
هل جولة كوشنير الأخيرة للشرق الأوسط هي مضيعة للوقت؟
 Ynetnews/The Media Line/July 26/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/77010/%d9%87%d9%84-%d8%ac%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%83%d9%88%d8%b4%d9%86%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d9%87%d9%8a/