LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 تموز/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.july15.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا فِضَّةَ عِنْدِي ولا ذَهَب، بَلْ مَا هُوَ لِي إِيَّاهُ أُعْطِيك: بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلمَسيحِ ٱلنَّاصِريِّ قُمْ وٱمْشِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ترك جنبلاط وحيداً بمواجهة حزب الله ونظام الأسد أمر خطير للغاية

الياس بجاني/الإيراني ليس أول محتل في تاريخ لبنان وكما كانت نهاية كل الذين سبقون بالتأكيد ستكون نهايته

الياس بجاني/حزب الله قوة احتلال إيرانية

الياس بجاني/العقوبات الأميركية على قادة ونواب من حزب الله هي محقة 100%، ونؤيدها بالكامل

الياس بجاني/هل يتواضع ويتكرم الحكيم المعرابي ويخبرنا ما هو الفرق بين البعبعة والجعجة؟

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رد إسرائيلي على تهديد نتنياهو لحزب الله: "الكلب الذي ينبح لا يعض

نتنياهو: سنسدد ضربة "مدمرة" لحزب الله إذا هاجم إسرائيل

كثّفت تل أبيب في الأعوام الماضية وتيرة قصفها لمواقع إيرانية في سوريا

تقرير إستخباراتي يكشف تغلغل حزب الله داخل مدينة أوروبية مهمة

تقليص حزب الله لمسلحيه بسوريا.. "بداية الانكماش"]

رسالة لنصرالله: فتوش وعين دارة نقطة في بحركم"

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 14/7/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جنبلاط يعيد التصويب على "سلاح الغدر" ردا على نبش نصرالله في قضية عين دارة

ليست قصة نائب إنها مأساة غدير نواف الموسوي/جنى الدهيبي/المدن

رواية عائلة المقداد لـ"النهار"... تفاصيل الاشكال الدامي مع النائب الموسوي/ أسرار شبارو/النهار

لقاء الحريري جنبلاط ممتاز

نصرالله الآمر الناهي حتى على القضاء!

برلمان لبنان يناقش الموازنة والحكومة تجتمع قريباً

باسيل من الجنوب: من يتحدث عن الرئاسة يخرب على عهد عون

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أنقرة تدير الخلية الإخوانية المقبوض عليها في الكويت

فشل احتواء النفوذ الإيراني يتسبب في تصدع علاقة واشنطن ببغداد'

روحاني: إيران مستعدة للحوار مع أميركا إذا رفعت العقوبات

واشنطن وتل أبيب تراقبان «القاعدة العسكرية» لطهران في البوكمال

لندن تعزز انتشارها في مياه الخليج وطهران تهددها بـ«صفعة»

جبل طارق تفرج عن أفراد طاقم الناقلة الإيرانية المحتجزة

فرنسا تحذر من خطر الانزلاق لحرب بين الولايات المتحدة وإيران

باريس ولندن وبرلين حذَّرت من انهيار الاتفاق النووي... وعدم توجُّه "غريس1" لسورية شرط الإفراج عنها

لندن تعزز انتشارها في مياه الخليج وطهران تهددها بـ«صفعة»/«دانكان» ترافق «مونتروز» لـ«الحفاظ على وجود أمني متواصل» و«دعم حرية حركة السفن»

إعادة هيكلة استخبارات «الحرس الثوري» الإيراني وتوسيع نطاق العمليات في الخارج وتركيز على «الحرب الشاملة» ضد أميركا

موغيريني تحذر من «مغامرات خطيرة» في الشرق الأوسط

الأسد يستهدف المعارضة في ريفي إدلب وحماة والتصعيد الروسي والسوري أخرج 20 مستشفى عن الخدمة

عشرات القتلى بمعارك شمال حماة... والنظام يقصف مدينة إدلب قوات الحكومة تستعيد قرية وسط البلاد

أميركا تعلن عن حزمة عقوبات ضد تركيا قريباً وبوادر أزمة صامتة تعصف بعلاقات أنقرة مع الدوحة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كلهم قوى إحتلال/د. رندا ماروني

الحريري وجنبلاط: قوة السياسة بوجه سياسة القوة/منير الربيع/المدن

"العصر الحجري" إذ يفضح لبنان/ساطع نور الدين /المدن

قضية عين دارة وصراع جنبلاط مع الأسد ونصرالله/سامي خليفة/المدن

عقوبات العزل والحصار واستفزاز الداخل الإيراني ستضع طهران على شفير الصفقة أو الانتحار/راغدة درغام

“إلا ابنتي”: نواف الموسوي يواجه قوانين الأحوال الشخصية بـ”السلاح”/ديانا مقلد/موقع الدرج

هل أتاك نبأ {إخوان} الإرهاب في الكويت؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

روسيا... الحنين الإمبراطوري واقتناص الفرص/سام منسى/الشرق الأوسط

قفا نبك.. جمهورية فؤاد شهاب/د. منى فياض/الحرة

هل تنتقل تركيا إلى المعسكر الروسي؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

بريطانيا تتحرك في الخليج/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

لماذا تدخّل الكرملين/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

السودان يتجه نحو التسويات في غياب الحلول/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

“الإخوان”… تاريخ من الخيانة والدم/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

لماذا يقفون دوماً ضدّ حرّيّة الآخرين؟/حازم صاغية/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

باسيل جال في النبطية: لبنان الكبير يتسع للجميع وليس من الضروري حدا يشيل التاني ليجلس محله

باسيل زار عين ابل ودبل: موضوع رئاسة الجمهورية خارج البحث ومن أحبني وأحب التيار عليه أن لا يتحدث به

باسيل زار جديدة مرجعيون والقليعة: ملتزمون بقضية المبعدين إلى فلسطين المحتلة كالتزامنا بالسيادة وضمن قانون يساعد على عودتهم

السفير الفرنسي: السلام والاستقرار الدوليان عرضة للتهديد المستمر ووحده احترام سياسة النأي بالنفس يتيح للبنان البقاء بمنأى عن النزاعات

الراعي من الديمان: الحكومة ممنوعة من الاجتماع أو مقيدة بالمطالب المتناقضة للأفرقاء فيما هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الحاسمة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا فِضَّةَ عِنْدِي ولا ذَهَب، بَلْ مَا هُوَ لِي إِيَّاهُ أُعْطِيك: بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلمَسيحِ ٱلنَّاصِريِّ قُمْ وٱمْشِ

سفر أعمال الرسل03/من01حتى10/:”يا إِخْوَتِي، كَانَ بُطْرُسُ ويُوحَنَّا صَاعِدَيْنِ إِلى ٱلهَيْكَلِ لِصَلاةِ ٱلسَّاعَةِ ٱلثَّالِثَةِ بَعْدَ ٱلظُّهْر، وكَانَ رَجُلٌ أَعْرَجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يُحْمَلُ كُلَّ يَوم، ويُوضَعُ عِنْدَ بَابِ ٱلهَيْكَل، ٱلَّذِي يُدْعَىٱلبَابَ ٱلجَمِيل، لِيَطْلُبَ صَدَقَةً مِنَ ٱلدَّاخِلينَ إِلى ٱلهَيْكَل. ورَأَى بُطْرُسَ ويُوحَنَّا وهُمَا يَهُمَّانِ بِالدُّخُولِ إِلى ٱلهَيْكَل، فَأَخَذَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِمَا لِيَنَالَ صَدَقَة. فَتَفَرَّسَ فِيهِ بُطْرُسُ مَعَ يُوحَنَّا، وقَال: «أُنظُرْ إِلَيْنَا!». وكَانَ ٱلأَعْرَجُ يُرَاقِبُهُمَا مُتَوقِّعًا أَنْ يَنَالَ شَيْئًا مِنْهُمَا. فَقَالَ بُطْرُس: «لا فِضَّةَ عِنْدِي ولا ذَهَب، بَلْ مَا هُوَ لِي إِيَّاهُ أُعْطِيك: بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلمَسيحِ ٱلنَّاصِريِّ قُمْ وٱمْشِ!‍». ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِيَدِهِ ٱليُمْنَى وأَقَامَهُ، وفَجْأَةً تَشَدَّدَتْ قَدَمَاهُ وكَعْبَاه. فَوَثَبَ وَاقِفًا يَمْشِي ودَخَلَ ٱلهَيْكَلَ مَعَهُمَا، وهُوَ يَمْشِي ويَثِب، ويُسَبِّحُ ٱلله. ورَآهُ ٱلشَّعْبُ كُلُّهُ يَمْشِي ويُسَبِّحُ ٱلله. وكَانُوا يَعْرِفُونَهُ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ مِنْ أَجْلِ ٱلصَّدَقَةِ عِنْدَ بَابِ ٱلهَيْكَلِ ٱلجَمِيل، فَٱمْتَلأُوا ذُهُولاً ودَهْشَةً مِمَّا حَدَثَ لَهُ”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ترك جنبلاط وحيداً بمواجهة حزب الله ونظام الأسد أمر خطير للغاية

الياس بجاني/14 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76655/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d9%83-%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%b7-%d9%88%d8%ad%d9%8a%d8%af%d8%a7%d9%8b-%d8%a8%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87%d8%a9/

إن ترك الحرية المطلقة للسيد حسن نصرالله ولحزب الله ولنظام الأسد للاستفراد بالسيد وليد جنبلاط هو موقف في منتهى الخطورة سيادياً واستقلالياً وكيانياً، وسوف يكون له ارتدادات كبيرة في حال تم دون ممانعة ومساندة قانونية وسلمية وحضارية من الجميع، ارتدادات وعواقب ستطاول مستقبلاً كل القادة والأحزاب والسياسيين في لبنان بمن فيهم حتى المنضوين حالياً تحت مظلته حزب الله أو المتحالفين معه.

إن موقف المتفرج أو المتشفي أو الخائف، وترك وليد جنبلاط وحيداً في مواجهة الهجمة الشرسة عليه، سوف عملياً، وإن تدريجياً يلغي الوجود السياسي الحر والديمقراطي والمستقل لكل الأحزاب، ولكل الناشطين، ولكل من يمثل الشرائح والمذاهب اللبنانية بمن فيهم جماعة 08 آذار، وسوف يحرمهم جميعاً وبالقوة والتخويف من أي تحرك أو موقف أكان صغيراُ أم كبيراً دون رضى ومباركة حزب الله.

كما أن نجاح حزب الله وأمينه العام بعزل أو إخضاع جنبلاط بالقوة والتخويف والتخوين سوف يعجل من تحقيق مخطط الحزب اللاهي الهادف إلى حكم لبنان وإسقاط نظامه التعايشي والديمقراطي.

على الجميع بمن فيهم الذين لا يثقون بجنبلاط ويخافون من احتمال تبدل موقفه في أي لحظة كما هي عادته،(وهذا أمر وارد)، عليهم أن يتعظوا من حكمة الثورين الأبيض والأسود والأسد.

منطقياً، مطلوب من كل القيادات اللبنانية التي تدعي أنها خارج مظلة حزب الله أن لا تترك جنبلاط وحيداً في مواجهة الهجمة السورية والإيرانية عليه والهادفة بوضوح لإعادته إلى بيت الطاعة بالقوة وتحت التهديد بالعزل وربما بالسجن، وجعله أن نجحوا في مخططهم ليكون أمثولة لكل من لا يماشي الحزب على عماها وبكل شيء.

على الجميع أن يدركوا أنهم بدفاعهم عن جنبلاط ، إنما يدافعون عن أنفسهم لأن الاستفراد به سيسهل على حزب الله معاملتهم بنفس الطريقة أجلاً أم عاجلاً.

مطلوب حل قانوني وقضائي عادل للمشكلة القائمة، وليس الاستفراد بجنبلاط… والعقل اللبناني مبدع وخلاق في إيجاد الحلول.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الإيراني ليس أول محتل في تاريخ لبنان وكما كانت نهاية كل الذين سبقون بالتأكيد ستكون نهايته

الياس بجاني/13 تموز/2019

الإيراني ليس أول محتل في تاريخ لبنان، وكما كانت نهاية كل الذين سبقون بالتأكيد ستكون نهايته مهما تكبر وتجبر هذا التنظيم الإرهابي والملالوي، ومهما نفخ السيد صدره وتعالى وهدد وتوعد.. ومع كل محتل كان هناك من أهلنا جماعة انتهازية ووصولية من المرترتزقة المحليين ...الذي هو وضع حالياً كل ما يسمى 8 آذار وتيار باسيل وما بينهم..التاريخ سيعيد نفسه شاء من شاء.. وإلى آخره.

 

حزب الله قوة احتلال إيرانية

الياس بجاني/13 تموز/2019

مقابلة السيد نصرالله ألغت عملياً وكما كل اطلالته السابقة، ألغت كل ما هو دولة وقانون ودستور ومؤسسات واعراف وقرارات دولية وقادة وأحزاب وحكام. كل موقف اعلنه نصرالله بمقابلته يؤكد ان حزبه يحتل لبنان ويمسك بقراره ويتحكم بمؤسساته ويعطل دستوره ولا يقيم وزناً لا لحكامه ولا لقادته ولا للشعب..حزب الله قوة احتلال إيرانية

 

العقوبات الأميركية على قادة ونواب من حزب الله هي محقة 100%، ونؤيدها بالكامل

الياس بجاني/13 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76608/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%82%d8%a7/

“شعبي ظالموه اولاد. ونساء يتسلطن عليه. يا شعبي مرشدوك مضلون ويبلعون طريق مسالكك” (اشعيا03/12)

لبنان ال 10452 كلم مربع، والأرز، والرسالة، والحضارة، والهوية، والتاريخ، والشهداء، والقداسة والقديسين، والمحبة والانفتاح..

هذا اللبنان لن يركع، ولن يستسلم، لا لحزب الله الملالوي والإرهابي والمذهبي الذي يحتل حالياً ومنذ العام 2005 لبنان،

ولا لبقايا وأيتام النظام السوري البراميلي والمجرم،

ولا لحديثي النعمة من أصحاب شركات الأحزاب والسياسيين والرسميين الفجار والتجار والإسخريوتيين.

لبنان القداسة والقديسين لن يستسلم،

والأحرار من اللبنانيين السياديين، وهم كثر ومن كل الشرائح المذهبية والمجتمعية، لن يستكينوا ولن يتجابنوا تحت أي ظرف، ولن يوالوا قادة وزعماء وسياسيين ومسؤولين ورجال دين وأصحاب شركات أحزاب هم 100% تجار وفجار وطرواديين وملجميين.

نعم، وبإذن الله، لن يستكين الأحرار والشرفاء من أهلنا أكان داخل الوطن المحتل أو في بلاد الانتشار، وذلك قبل استرداد السيادة والاستقلال والقرار الحر، وقبل عودة الدولة إلى ذاتها، وقبل تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان، وتحديداً ال 1559 وال ،1701، وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية، وضبط الحدود، ووضح حد نهائي وإلى الأبد لكل تجار نفاق وهرطقات المقاومة والممانعة والمتاجرين بقضية فلسطين من عروبيين وفرس وجهاديين وغيرهم كائن من يكونون.

أما الطقم السياسي اللبناني النتن والجبان واللاسيادي واللا وطني واللا بشيري الذي باع 14 آذار، وتخلى عن ثورة الأرز، وغرق في صفقات الذل، وقفز فوق دماء الشهداء، وداكش الكراسي بالسيادة، ويتلذذ متوهماً بالثلاثين من فضية.. فإلى جهنم وإلى أحضان نارها ودودها، وبؤس المصير.

يبقى أن العقوبات الأميركية الأخيرة على قادة ونواب من حزب الله هي محقة 100%، ونؤيدها بالكامل، ونرحب بها، ونتمنى أن تتوسع لتطاول أي لبناني لأي مذهب أو حزب انتمى لا يقف بالكامل مع لبنان، ومع دستوره وسيادته وحرية، ومع قراره الحر، ومع تنفيذ كل القرارات الدولية الخاصة به، ومع تجريد كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها، ومع تفكيك كل الدويلات والمربعات الأمنية، وضبط الحدود مع كل من سوريا وإسرائيل.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

هل يتواضع ويتكرم الحكيم المعرابي ويخبرنا ما هو الفرق بين البعبعة والجعجة؟

الياس بجاني/13 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76578/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d8%aa%d9%88%d8%a7%d8%b6%d8%b9-%d9%88%d9%8a%d8%aa%d9%83%d8%b1%d9%85-%d8%ad%d9%83%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%a7/

("أَعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ خُمُول، وأَعْطَاهُم عُيُونًا كَيْ لا يُبْصِرُوا، وآذَانًا كَيْ لا يَسْمَعُوا، إِلى هذَا اليَوم». ودَاوُدُ يَقُول: «لِتَكُنْ مَائِدَتُهُم فَخًّا وَشَرَكًا وَعِثَارًا وجَزَاءً لَهُم! وَلْتُظْلِمْ عُيُونُهُم فَلا يُبْصِرُوا، وَلْتَكُن ظُهُورُهُم دَوْمًا مَحْنِيَّة!»). (من رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة11/من01حتى12)

أطل علينا أمس الخميس الحكيم المعرابي من قلعته الكسروانية المعسكرة باستكبار ونفخة صدر وتكبر لافت، وأتحفنا بتناوله كخبير ومتخصص ومتمرس متعدد المواهب والكفاءات كمية كبيرة من الملفات الحياتية والمعيشية والاقتصادية متعامياً عن الملف والمشكل الأساس والمرض السرطاني الذي يضرب ويفكك لبنان وكل ما هو لبناني والذي هو احتلال حزب الله الإيراني والمذهبي.

ومع أنه حكيم بمهنته ما قبل السياسة، إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً كحكيم في تشخيص المرض واكتفى فقط وبهدف التعمية بسرد الأعراض.

تصرف الحكيم المعرابي من خلال إطلالته وخدمة لأجندته الرئاسية والزعامتية والسلطوية "بتونالية فاضحة ومكشوفة" برؤيته ومقارباته للواقع اللبناني الحالي المُهيمن عليه بالكامل من قبل حزب الله.

لم يترك الحكيم المعرابي "التونالي برؤيته" الانتقائية والمصلحية وعن سابق تصور وتصميم عارضاً واحداً لمرض سرطان الاحتلال الإيراني إلا وتناوله، بدءاً من المطار والبور والاقتصاد والموازنة والحدود والتهريب والجمارك، ومروراً بالكهرباء والموازنة وع الأكيد وشي مليون مرمة ع الأكيد لم يوفر أو ينسي في النهاية الصهر جبران باسيل وقد أجاد وتفنن في توجيه السهام صوبه والقوس عليه وعلى أسلوب تعاطيه معه شخصياً ومع شجون وشؤون الحكم والحكومة.

والأخطر في إطلالة "الحكيم التونالي الرؤية" أنه رأي باستهزاء وبضحكة صفراوية لئيمة بأن من هم خارج الحكومة "يبعبعون ع الفاضي"، في حين من هم في الحكومة على الأقل يحاولون التأثير من الداخل، مؤكداً بأن نواب شركة حزبه لن يستقيلوا، وكذلك الرئيس الحريري لأن حزب الله بحاجة له.

يبقى أن سمير جعجع صاحب شركة ما يسمى زوراً "حزب القوات اللبنانية" أهان ذكاء وعقول ومدى اطلاع ومعرفة الشعب اللبناني من خلال تشاطر وتذاكي وباطنية هو يجيدهم بمهارة إلا أنهم أصبحوا يعانون من حالة ترعي ستربتيزية لكثرة ما يلجأ إلى خداع الناس من خلالهم.

وباختصار ودون لف أو دوران.. سؤالنا لحكيم معراب هو : هل تكرمت يا حضرة الزعيم وتنازلت وتواضعت وتحننت وأخبرتنا وأخبرت اللبنانيين (من غير زلمك وأتباعك والهوبرجية والأبواق والصنوج) ما هو عملياً وعلمياً ووطنياً وسيادياً واستقلالياً وبشيرياً ما هو الفرق بين البعبعة من خارج الحكومة والجعجعة من داخلها؟

يبقى أنه ع الأكيد محزن زمننا المّحل والبؤس الحالي حيث بات الرعاة هم من يضللون ويشتتون خرافهم.

 *مرفق مع تعليقنا هذا في اسفل صفحة النشرة وقائع نص المؤتمر الصحفي لحكيم معراب، وكذلك فيديو كامل لها (يوتيوب)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رد إسرائيلي على تهديد نتنياهو لحزب الله: "الكلب الذي ينبح لا يعض

روسيا اليوم/14 تموز/2019

شن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، هجوما على رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وهذه المرة على خلفية التوتر الكلامي مع حزب الله. ووصف ليبرمان، رئيس الوزراء نتنياهو بـ "الكلب الذي ينبح ولا يعض"، تعقيبا على تهديد الأخير لـ "حزب الله"، بـ "تسديد ضربة عسكرية ساحقة له وللبنان، إذا ما تجرأ على ارتكاب حماقة وهاجم إسرائيل". وصرح الوزير السابق في حديث إذاعي الأحد قائلا: "أعتبر الاعتذار عن قتل عنصر حركة (حماس) جنونا مطلقا.. إنه مؤشر على حالة من الذعر.. رئيس الحكومة يعدّ على الفور قائمة بالمزيد من التنازلات التي تتم بطريقة متهورة وغير مسؤولة". وأضاف قائلا: "كل شهر ندفع لـ (حماس) المزيد والمزيد من الرشاوى، حتى لا يهاجموننا"، ويعني ليبرمان بذلك سماح تل أبيب، بإدخال الأموال القطرية إلى القطاع، كجزء من التفاهمات التي تتوصل إليها مع "حماس" بوساطة مصرية وأممية.  وعلى الرغم من أن ليبرمان يُعتبر من معسكر اليمين الإسرائيلي، الذي يتزعمه نتنياهو، إلا أنه دخل في خلافات حادة معه، حينما استقال من حكومته في تشرين الثاني 2018، وتعمّقت الخلافات بينهما، بعد أن رفض ليبرمان الانضمام إلى حكومة نتنياهو الأخيرة، بعد الانتخابات التي جرت في شهر نيسان 2019.

 

نتنياهو: سنسدد ضربة "مدمرة" لحزب الله إذا هاجم إسرائيل

كثّفت تل أبيب في الأعوام الماضية وتيرة قصفها لمواقع إيرانية في سوريا

وكالات/14 تموز/2019

توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، حزب الله المدعوم من إيران بتوجيه ضربة "مدمرة" إليه إذا هاجم إسرائيل.

وقال نتنياهو خلال مجلس الوزراء الأسبوعي، "سمعنا خلال عطلة نهاية الأسبوع (الأمين العام لحزب الله حسن) نصرالله يتباهى بخططه لشن هجوم". وأضاف "لنكن واضحين. إن تجرأ حزب الله وأخطأ بمهاجمة إسرائيل، فسوف نسدد إليه ضربة عسكرية مدمرة".

وكان نصرالله قال في مقابلة مع قناة المنار التابعة لحزبه، الجمعة، إن "إيران قادرة على قصف اسرائيل بشراسة وقوة". وسأل "إذا حصلت حرب على إيران، من قال إنه سيتم تحييد اسرائيل؟".وأكد نصرالله أن كل المنشآت والمرافق والوزارات والمصانع والمطارات الموجودة في المنطقة الممتدة من نتانيا إلى أشدود الإسرائيليتين "تحت مرمى صواريخنا ونستطيع أن نطالها"، مشيراً إلى أن حزب الله قادر على الوصول "إلى أبعد من إيلات". وكثّفت إسرائيل في الأعوام الماضية وتيرة قصفها في سوريا، قائلةً إنها تستهدف مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله، وهي تُكرّر التأكيد أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله. ويتزايد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران وسط تصعيد في منطقة الخليج ومخاوف حول صمود الاتفاق النووي الإيراني، المهدد منذ انسحاب واشنطن منه في خطوة أحادية وإعادة فرضها عقوبات على إيران.

 

تقرير إستخباراتي يكشف تغلغل حزب الله داخل مدينة أوروبية مهمة

موقع نيويورك مورننك/14 تموز/2019

أفاد تقرير لوكالة استخبارات ألمانية أن مدينة هامبورغ تضم نحو 30 مسجدا ومركزا ثقافيا على صلة بحزب الله اللبناني الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية.

وجاء في التقرير الذي أوردته محطة “فوكس نيوز” الإخبارية الأميركية والصادر عن وكالة الاستخبارات في مدينة هامبورغ أن “هذه المراكز المقربة من حزب الله وأيدولوجيته تشهد اجتماعات منتظمة لعملاء الحزب”.

ووفقا للوثيقة الاستخباراتية المؤلفة من 282 صفحة وتقارير ألمانية أخرى اطلعت عليها “فوكس نيوز”، فإن هناك نحو 1050 من أنصار حزب الله وأعضائه في ألمانيا.

وقال السفير الأميركي لدى ألمانيا ريتشارد غرينيل لـ”فوكس نيوز” إن “خطر قيام المتعاطفين مع حزب الله بجمع الأموال في هامبورغ هو دليل إضافي على وجوب حظر الحزب في ألمانيا بالكامل”.وأضاف أن “الأموال التي يتم جمعها لصالح حزب الله ستستخدم من قبل النظام الإيراني لدعم أعمال بشار الأسد في سوريا ورعاية الإرهاب في جميع أنحاء العالم”. وذكر تقرير الاستخبارات أن “جمع التبرعات هو إحدى أهم مهام المراكز والجمعيات حيث يجتمع عملاء حزب الله ويرسلون الأموال إلى مقر الحزب في بيروت”.

وتصنف الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وهولندا وإسرائيل وجامعة الدول العربية، حزب الله بأكمله منظمة إرهابية، فيما يفرق الاتحاد الأوروبي بين الجناح العسكري للحزب وجناحه السياسي، وقد أدرج الجناح العسكري فقط على قائمة الاتحاد للمنظمات الإرهابية. ومؤخرا فرضت الولايات المتحدة عقوبات غير مسبوقة على ثلاثة مسؤولين بارزين في الحزب بينهم نائبان في البرلمان اللبناني، بتهمة استغلال النظام السياسي والمالي اللبناني لصالح حزبهما وإيران الداعمة له. وتبنى الكونغرس الأميركي في عام 2015 قانونا يفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع حزب الله أو تقوم بتبييض أموال لصالحه. وفي المجمل، بات 50 عضوا أو كيانا مرتبطين بحزب الله موضوعين منذ عام 2017 على لائحة العقوبات الأميركية للإرهاب.

رابط التقرير 

 

تقليص حزب الله لمسلحيه بسوريا.. "بداية الانكماش"

سكاي نيوز عربية/14 تموز/2019

"لا داعي لأن تبقى الأعداد هي نفسها".. بهذه الكلمات أعلن أمين عام حزب الله ، حسن نصر الله، تقليص قواته في سوريا، مدعيا أن الوضع هناك لا يحتاج أعدادا كبيرة من المقاتلين، لكن وراء هذه الكلمات تختبئ أزمة مالية تخنق إيران وتصل بتداعياتها إلى حزب الله، بالإضافة إلى أوضاع ميدانية قلبت الطاولة على الاثنين. وكان نصر الله قد أعلن، الجمعة، أنه قلص قواته في سوريا، قائلا: "ليس هناك مناطق في سوريا أخليناها بالكامل، لكن لا داعي أن تبقى الأعداد هي نفسها. ما زلنا موجودين في كل الأماكن التي كنا فيها في سوريا، لكن قلصنا القوات بما يحتاجه الوضع الحالي." وصرح في الوقت نفسه، أنه من الممكن إعادة كل من تم سحبهم "إذا دعت الحاجة لذلك". تصريحات إن دلت على شيء، فهو أن حزب الله يحاول أن يظهر بمظهر القوي، ليخفي واقعه الاقتصادي المتأزم، بعد أن طالت العقوبات الأميركية المشددة إيران، محركه الرئيسي والآمر الناهي له، بالإضافة إلى مسؤولين كبار فيه، يلعبون دورا مهما في تمويله. وكانت آخر العقوبات الأميركية، تلك التي أعلنتها وزارة الخزانة يوم الثلاثاء الماضي، على نائبين من حزب الله في البرلمان اللبناني، إلى جانب مسؤول الأمن في الميليشيا، علما أنها المرة الأولى التي تطال فيها العقوبات نوابا في البرلمان. وشملت العقوبات الأميركية رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني محمد رعد، والنائب أمين شري، لاتهامهما بـ"استغلال النظام السياسي والمالي" اللبناني لصالح حزبهما وإيران الداعمة له، بالإضافة إلى مسؤول الأمن في حزب الله، وفيق صفا. وعلق مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات، العميد المتقاعد خالد حمادة، على الدوافع وراء خطوة حزب الله الأخيرة، وقال في حديث خاص موقع "سكاي نيوز عربية": "العقوبات الأميركية أعطت مفعولا قويا ليس فقط على حزب الله، وإنما على كل أنشطة إيران". وأضاف: "أثر هذه العقوبات لا يمكن استنتاجه من خلال تقليص حزب الله لوجوده العسكري في سوريا فقط، وإنما من نتائجها التي ألقت بظلالها على مجتمع حزب الله بأكمله، بما لديه من مؤسسات وأفراد تابعين له، وعائلات تتقاضى رواتب منه". وأوضح حمادة أن تقلص الإمكانيات المادية لحزب الله "خلق مشكلة مع عناصره وعائلات مقاتليه، خاصة وأن أكثر من 5 آلاف شخص من عناصره لقوا مصرعهم في سوريا، مما يعني وجود عشرات الآلاف من الأطفال الأيتام والأسر التي تعتمد عليه لتلقي الأموال، التي يعاني من قلتها أصلا". من جانبه، شدد مدير مركز أمم للأبحاث، لقمان سليم، على المعاناة التي تواجهها إيران ووكلاؤها، ومنهم حزب الله، نتيجة العقوبات الأميركية، والإمدادات الكبيرة التي دفعا بها إلى سوريا، والتي أثرت على أوضاعهما المالية.

وتابع: "بين عامي 2012 و2016، تم تجنيد الآلاف من عناصر حزب الله للدفع بهم إلى جبهات القتال في سوريا، لكنه الآن بحاجة إلى مراعاة أوضاعه المالية، وهو السبب الذي دفعه إلى تسريح البعض، وتحويل مقاتلين إلى مهن مدنية برواتب أقل".

وردا على تصريحات نصر الله، بأن "الوضع العسكري على الأرض لا يستدعي وجود أعداد كبيرة من المقاتلين"، قال حمادة: "هذا الكلام غير صحيح، ولا قيمة عسكرية له، لأن الحجة التي اعتمدها الحزب لتبرير وجوده في سوريا كان المساعدة على استعادة الجيش السوري السيطرة على أراضي البلاد، وهو ما لم يتحقق حتى الآن". وأشار مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات، إلى تقلص النفوذ الإيراني على الأرض في سوريا، بعد دخول قوى عظمى على الخط، مثل روسيا وأميركا وتركيا، بالإضافة إلى مسلحي المعارضة. واستطرد قائلا: " يرتبط حزب الله وإيران في سوريا، بعلاقة غير واضحة مع روسيا، التي لا تبدي حماسا لدور سياسي لإيران في سوريا، بالإضافة إلى الرفض الأميركي التام للوجود الإيراني هناك". وتابع: "قد ترى إيران أن تهدئة الأوضاع في سوريا بمثل هذا التوقيت أمر مطلوب، وبالتالي أعطت أوامرها لنصر الله بتقليص الأعداد، إلا أن عناصر حزب الله التي ما زالت موجودة في سوريا ستبقى على أهبة الاستعداد لتنفيذ أوامر إيران متى صدرت". وشدد سليم، على أن عدد عناصر حزب الله في سوريا "لا يشكل أي تغيير لحقيقة أنه خرق سياسة النأي بالنفس التي يفترض اتفاق اللبنانيين عليها، واعتدى على الإجماع اللبناني". وأوضح أن سوريا هي بمثابة "مسرح عمليات  واحد لإيران وحزب الله، وهو ما يترجم نفسه بواقع أن حزب الله يسطر على مساحات واسعة من الحدود اللبنانية السورية، وتأكيد نصر الله أن الانسحاب لا يعني أن العودة إلى سوريا أمر غير متوقع". واعتبر سليم أن التقليص الذي يقوم به حزب الله لمقاتليه في سوريا هو بغرض "إعادة التموضع والانتشار في مسرح العمليات السوري واللبناني أيضا". كما نوه إلى أن "تقليص حزب الله لعناصره في سوريا، لن يغير من الوضع الكثير، لأنه ينفذ أجندة إيرانية بحذافيرها، وبالتالي فإن سحب بضع مئات من المقاتلين أو تغيير مسماهم الوظيفي لن يغير من الأمر شيئا". وتطرق مدير مركز أمم للأبحاث إلى نقطة مهمة في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية"، وهي أن النظام الإيراني "يفضل أن يجوع الشعب كما يحدث بالفعل، على أن يقلص ميزانيته الدفاعية". وبيّن: "بالتأكيد تعاني إيران من وضع اقتصادي ضاغط، لكن في كل الساحات التي تنتشر فيها إيران وعملاؤها، سيكون التقليص الأخير هو ذلك الذي يمس المجهود الحربي". وتعكس هذه الأحداث الأخيرة، شراسة تدخلات النظام الإيراني في دول المنطقة، ومحاولاته المستميتة، هو  وأذرعه، لالتقاط أنفاسه والاستمرار في معارك خاسرة مزعزعة للاستقرار، بالرغم من أوضاع عسكرية ومالية وسياسية واجتماعية خانقة.

 

رسالة لنصرالله: فتوش وعين دارة نقطة في بحركم"

تويتر/14 تموز/2019

غرد النائب بلال عبد الله عبر حسابه على "تويتر"، قائلا: "الانحياز لفريق دون آخر بحجة الوقوف مع الحليف، واستباقا للتحقيقات والتدابير القضائية المرعية الاجراء، يظهر الازدواجية والاستنسابية في المواقف، وينزع عن البعض صفة ودورا لطالما ادعوا حرصهم على ممارسته. فتوش وعين دارة نقطة في بحرهم.... فهل تريدوننا أن نفتح كل الملفات؟.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 14/7/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني استعداد ايران للحوار مع واشنطن الآن وفي أي مكان، إذا ما رفعت العقوبات الاقتصادية وعادت للاتفاق النووي، خرق أجواء التوتير المتصاعدة في المنطقة، تاركا ضبابية الصورة لتتوضح في الساعات المقبلة. أما فرنسا وبريطانيا وألمانيا، فأكدت في بيان مشترك التزامها بالاتفاق النووي.

إلى ذلك، بقيت مواقف الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، محور ردود فعل. وقد برز اليوم تهديد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو "حزب الله" بتوجيه "ضربة ساحقة"، على حد تعبير نتانياهو الذي قال في اجتماع حكومة العدو اليوم، إن "حزب الله" إذا ما تجرأ على القيام بحماقة ومهاجمة إسرائيل، سنوجه ضربة ساحقة إلى لبنان.

وإذا كان كلام نتانياهو غير مفاجىء، فإن اللافت أن الرد عليه جاء من وزير حربه السابق أفيغدور ليبرمان، الذي عقب على كلام نتانياهو قائلا: إن الكلب الذي ينبح لا يعض، منتقدا بشدة أيضا الاعتذار الاسرائيلي عن قتل عنصر من حركة "حماس".

وسط هذه الأجواء، جنوبا توجه الوزير باسيل، والجولة جاءت مسبوقة باستضافة اللواء عباس ابراهيم، الذي يكثف مساعيه بتكليف رسمي لانهاء تداعيات حادثة قبر شمون.

وفي ساحة النجمة يسطع نجم الموازنة، مع التئام جلسة ماراتونية لمجلس النواب أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس لمناقشة الموازنة وإقرار بنودها، وسط إصرار الرئيس بري على إحالة قطع الحساب إلى الهيئة العامة، قبل إقرارها، احتراما للقوانين والدستور، وعلى وقع اعتصام تحذيري للعسكريين المتقاعدين يوم الثلاثاء، رفضا للمس بحقوقهم.

وفي "بيت الوسط"، تحضيرات ومشاورات لعقد جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، ولقاء للرئيس الحريري هذا المساء رؤساء الحكومات السابقين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

نهاية أسبوع هادئة نسبيا تسود الجبهات المحلية، وفي مقدمها جبهة حادثة قبرشمون. لا جديد طرأ على هذا الصعيد، فالقضية تراوح مكانها، وتتأرجح بين الإحالة إلى المجلس العدلي أو عدم الإحالة، والجميع ينتظر نتائج المعالجات التي يتولاها رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة والمدير العام للأمن العام.

على ضفاف هذه القضية، اندلع سجال "اشتراكي"- "برتقالي" بين الوزيرين وائل أبو فاعور وغسان عطالله. الأول رأى أنه من الخطأ إسناد وزارة المهجرين إلى تيار لا يؤمن بالمصالحة. فرد عليه الثاني: اللبنانيون يدركون من يريد عودة المهجرين ومن استعمل الوزارة في السمسرة وابتزاز الناس.

على أن التركيز في الأسبوع الطالع، سينصب على موازنة 2019 من باب حضورها في جلسات مجلس النواب المقررة الثلاثاء والأربعاء والخميس.

أما مجلس الوزراء فلا مؤشرات جازمة على استئناف جلساته في الأيام القليلة المقبلة. من هنا سجل رأس الكنيسة المارونية موقفا يؤكد فيه أنه لا يجوز لرجال السياسة تعطيل عمل المؤسسات الدستورية، ولا سيما الحكومة والمجلس النيابي. وأوضح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أن أمور البلاد تحلها السلطة الإجرائية لا الوساطات المشكورة وحدها التي ربما لا تنتهي، وبالتالي تبقى الحكومة ممنوعة من الاجتماع أو مقيدة بمطالب الأفرقاء المتناقضة.

ولأن الوساطات بالوساطات تذكر، استرعت الانتباه استضافة اللواء عباس ابراهيم في منزله بكوثرية السياد الوزير جبران باسيل قبل إنطلاقه في جولته الجنوبية، حيث حرص على الإلتزام بقضية عودة من وصفهم بالمبعدين إلى إسرائيل.

وقال باسيل إن لبنان انتصر على إسرائيل سياسيا وعسكريا، ولكنه لم ينتصر اقتصاديا، مشددا بالتالي على ضرورة تأمين المقاومة الاقتصادية.

ومن خارج الحدود أطل بنيامين نتنياهو مهددا لبنان بضربة عسكرية ساحقة إذا هاجم "حزب الله" إسرائيل، ومستشهدا بالمثل الشعبي: "ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع". وربما كان هذا المثل ينطبق أكثر ما ينطبق على نتنياهو نفسه وكيانه المحتل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

المساعي والتحركات الهادفة إلى انعقاد مجلس الوزراء مستمرة، من دون أن يكون لحادثة قبرشمون- البساتين أي ترددات في مناقشاتها، فيما ينطلق المجلس النيابي الثلاثاء في جلسة عامة تمتد حتى الخميس، لمناقشة وإقرار موازنة العام 2019، على الرغم من عدم إيجاد مخرج لمسألة إحالة قطع الحساب من الحكومة إلى البرلمان.

ووسط هذه الأجواء، لقاء مسائي بين رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقين في "بيت الوسط"، لمناقشة الأوضاع الراهنة قبل مغادرتهم غدا إلى المملكة العربية السعودية للاجتماع إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

وفي المعلومات، أن الزيارة تهدف إلى التواصل واستعراض الأوضاع في لبنان والمنطقة، وسيتخللها تشديد على أهمية العلاقات بين البلدين وعلى علاقات الأخوة اللبنانية- السعودية، كما سيؤكد رؤساء الحكومات السابقين على موقف لبنان الداعم لأسرته العربية وعلى الحضور السعودي في لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لن يتجاوز كيان الاحتلال ترددات مواقف السيد نصرالله، خلال مقابلته مع قناة "المنار" في ذكرى يوم النصر والكرامة. تل أبيب التي فقد محللوها وخبراؤها مفردات التعبير، حاول بنيامين نتنياهو التعويض بثلاث جمل تداركا لانفجار قنبلة الانتقادات الداخلية بوجهه مجددا، وهو الخارج من اخفاقات حكومية مريرة أعادته إلى المربع الأول انتخابيا.

هدد نتنياهو لبنان و"حزب الله" بضربة ساحقة، ثم قال إنه لن يكشف خططه لذلك، مذكرا بما أسماه الأنفاق على حدود لبنان. ولكن، من لا يذكر كيف امتطى نتنياهو هذه الحجج لتحقيق زخم اعلامي انتخابي بائس يائس، باعتراف قادة واعلاميين وشخصيات سياسية صهيونية مؤثرة؟. وأي خطط بقيت لنتنياهو تقي كيانه العودة إلى العصر الحجري، كما أكد السيد نصرالله؟. هو العجز بأم عينه، وبضعة سطور من التهويل لا تنتشل تل أبيب من بئر اخفاقاتها ومخاوفها، ولا تمنع افيغدور ليبرمان من وصف كلام خصمه اللدود نتنياهو كنباح الكلب الذي لا يعض.

لبنان الجاهز لصد أي عدوان، يرزح حاليا تحت أثقال سياسية كبيرة. لا أفق حكوميا واضحا، ولا بشائر لوصول الاتصالات إلى نقطة تنهي ذيول حادثة قبرشمون، ولكن يؤمل أن تكون جلسات مجلس النواب التشريعية لاقرار الموازنة، فرصة جمع تحت قبة البرلمان لتذليل العقبات، وبحسب مصادر ل"المنار" فإن اتصالات تتركز على تأمين انعقاد مجلس الوزراء يوم الأربعاء في بعبدا، لإحالة قطوعات الحساب إلى جلسات مجلس النواب الأسبوع الطالع. فهل عساه يكون خيرا، ولا يطير تخفيض العجز وتعديلات النفقات والايرادات ومعها مشاريع "سيدر" إلى غير رجعة؟.

اليوم، ومن الجنوب، وصف الوزير جبران باسيل جلسات مجلس النواب بالاستحقاق، وخلال لقائه مناصري "التيار الوطني الحر" في بعض بلدات مرجعيون وبنت جبيل والنبطية، أكد أن الوحدة الوطنية هي التي تحقق الانتصارات على التهديدات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

رسمت حادثة قبرشمون أكثر من علامة استفهام، لكنها أسفرت عن الكثير من علامات التعجب. رفعت المحجوب وراء الستارة، وكشفت المكتوب من وراء كمين السيارة. بعد أسبوعين على أكثر من حادثة وأقل من كارثة، بدأت ملامح السيناريو تتظهر، وبدأت الأجوبة تتوفر: هناك من يريد أن يزيل آثار العدوان الانتخابي عليه، كما يعتبره ويسميه بكل الوسائل. ما أخذ بالانتخابات النيابية والأصوات الشعبية، نستعيده بالزخات النارية والخوات السياسية والوقائع الميدانية. باختصار رفض المعادلة التي رسا عليها الجبل انتخابيا وسياسيا.

ثانيا، وهو أمر لا يقل أهمية وخطورة، أن الأمن بالتراضي عاد ليطل برأسه، لا بل فرض نفسه أمرا واقعا، مع ما يعنيه ذلك من ايذاء وتجريح بهيبة الدولة. الأمن بالتراضي برضى الجميع واشتراط توفير الغطاء السياسي لأي خطوة أو تدبير أو اجراء يمكن الدولة من ممارسة سلطانها وسلطتها من دون طرق باب زعيم العشيرة أو استئذان شيخ القبيلة في أي منطقة.

ثالثا، إعادة إحياء العظام وهي رميم، بمعنى بعث الروح في تحالفات ثنائية وثلاثية أو رباعية أو خماسية لم يعد باستطاعة أي عطار أن يصلح ما أفسد الدهر فيها، ولا الوقوف في وجه تفاهمات صمدت رغم الاهتزازات واستمرت رغم الهزات.

رابعا، خلط الأوراق وقلب الطاولة، والقيام بحركات اعتراضية أشبه بالاستعراضية، تجمع بين المغامرة والمقامرة والبأس واليأس. وعلى طريقة "ضربني وبكى" يتم استحضار مشهد سيدة النجاة لادراج الحادثة الأمنية في سياق المظلومية السياسية واستنفار العصبية المحلية وشحذ الذكريات الخلافية.

خامسا، ان ما حدث أوصل الحكومة إلى وضع لا تحسد عليه، في وقت يواجه لبنان أسوأ تدهور اقتصادي وموازنة غير شعبية وغير انقاذية في الوقت نفسه، وعقوبات غير مسبوقة على نواب في "حزب الله"، ومطالبة صريحة من واشنطن للحكومة اللبنانية بمقاطعة نواب "حزب الله"، أو التعرض بدورها لاجراءات عقابية تضعها جنبا إلى جنب "حزب الله"، ما يعني ان "هيدا شي جديد" الذي تحدث عنه الرئيس الحريري، في سياق تعليقه على العقوبات الاميركية الجديدة على "حزب الله"، يؤشر إلى نقل التحدي والأزمة إلى داخل المؤسسات اللبنانية التي سيكون عليها أن تقاتل على جبهات عدة.

الأسبوع الطالع يفترض أن يكون للموازنة، وللمخارج المقترحة لمأزق قبرشمون، والتي لمح اليها بعبارة قصيرة وعابرة وليد جنبلاط، بعد زيارته للحريري في "بيت الوسط"، على أن يتولى حلال المشاكل وكاسحة الألغام عباس ابراهيم التنسيق والتدقيق وترتيب المخارج على قاعدة: ما للدولة للدولة وانتهت الجولة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

يشهد اللبنانيون بذهول تحول العدالة إلى سوق حرة مفتوحة، يختار فيها المستقوون على الدولة المحاكم التي تناسبهم ووسائل العقاب التي تناسبهم. وعلى ما يبدو فإن المحاكم العادية ما عادت تشبع غليل البعض، فبعد حادثة قبرشمون والاصرار على تحويلها إلى المجلس العدلي، وقبل أن ينجلي غبار المعركة الدائرة حولها، والتي من ارتداداتها توقف الحكومة عن العمل ومجلس الوزراء عن الاجتماع، شهد اللبنانيون فصلا جديدا من العدالة المباشرة مثل فيها نائب "حزب الله" نواف الموسوي دور الشريف في أفلام الغرب الأميركي، إذ اقتحم مخفر قوى الأمن الداخلي في الدامور على رأس كوكبة من عشرين مسلحا، لمعاقبة طليق ابنته، فأصابوه برصاصة في يده وتلقى طعنات خطرة استوجبت نقله إلى المستشفى، علما بأن المعتدى عليه موقوف ويخضع للتحقيق وليس فارا، وقد قام رجال قوى الأمن بواجبهم على أكمل وجه ومن دون تباطؤ، لكن على ما يبدو فإن النائب حاول اختصار المراحل والعدالة البطيئة، فحكم ونفذ، و"يا عدالة ما أصابك شر".

توازيا، الدولة المعطلة منذ حادثة قبرشمون، لا تزال تتلمس طريقها لتحرير مجلس الوزراء الذي تنتظره استحقاقات كبرى بدءا من مطلع الأسبوع. فجلسات مناقشة الموازنة ستترافق مع اعتصامات للعكسريين المتقاعدين والأساتذة وكل المتضررين من الاقتطاعات والخائفين على المكتسبات. ولا تتوقف المشاكل عند هذا الحد إذ أن الجلسات ستنعقد قبل أن يجتمع مجلس الوزراء، أي من دون أن يتسلم المجلس النيابي قطوعات الحساب، ما سيجعل الموازنة برمتها عرضة للطعن.

أكثر من ذلك، إن بنود الموازنة لا تحظى كلها برضى المكونات الحكومية، بل يتم تعامل هؤلاء معها بالقطعة، ما سيظهرها ضعيفة وسيعرضها للنيران الصديقة والعدوة في آن.

في الانتظار، جولة جنوبية هادئة نسبيا للوزير باسيل الذي جال في أرض صديقة، وفي مناطق وقرى تم نزع الألغام السياسية منها على عجل، بفعل تفاهمات لعب فيها "حزب الله" واللواء عباس ابراهيم دورا رئيسا، وتحديدا على خط حركة "أمل"، ما جعل باسيل يحل أهلا ويطأ سهلا.

توازيا، عدد من رؤساء الحكومات السابقين في "بيت الوسط"، للمرة الثانية في أقل من أسبوع، لوضع اللمسات الأخيرة على زيارتهم إلى السعودية بالتنسيق مع الرئيس الحريري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

اعتبارا من الغد، تدخل البلاد في أسبوع أقل ما يقال فيه أنه حاسم في أكثر من اتجاه.

في السياسة الاقليمية، لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري مع رؤساء الحكومات السابقين، قبل لقاء رؤساء الحكومات السابقين في السعودية غدا، الذي يحمل أيضا رسائل. فاللقاءات نسقت مع الرئيس الحريري، وهي تأتي بعدما أثيرت مسألة صلاحيات رئاسة الحكومة.

في السياسة الداخلية، آخر حراك قبل 24 ساعة بين الحريري- جنبلاط، لقاء علمت الـLBCI أن عبره وجهت أكثر من رسالة من لحظة الاستقبال إلى لحظة انهاء جنبلاط كلامه السياسي من "بيت الوسط" وعبره، والرسائل مفادها: علاقة البيك بالشيخ خط أحمر، فالحريري باق إلى جانب حليفه، تقول مصادر المستقبل الـLBCI، في وجه من يحاول استبدال مكون درزي في السياسة الداخلية بمكون آخر.

أما في السياسة الدولية، وفيما العين على لقاءات وزير الخارجية جبران باسيل في واشنطن، اعتبارا من الثلثاء وما قد يتأتى عنها، سواء على مستوى اللقاءات أو نتائجها، تقدم كلام السيد نصرالله عن أن الادارة الاميركية سعت لفتح قنوات اتصال مع "حزب الله" من خلال وسطاء. وقد علمت الـLBCI من مصادر ديبلوماسية، أن الوسيط هو ألمانيا والهدف: تحييد الحزب نفسه في حال اندلاع مواجهة أميركية- إيرانية في المنطقة.

هذا في السياسة، أما في الاقتصاد فلبنان كله أمام 3 أيام دقيقة تناقش في خلالها موازنة العام 2019 في مجلس النواب. وفي معلومات للـLBCI فإن الإجتماعين الماليين اللذين عقدا في السراي، نجحا في تقريب وجهات النظر بين مختلف الكتل النيابية، باستثناء نقطة أو نقطتين من مواد الموازنة ستطرحان على التصويت.

صحيح أن التصويت سيحصل، إلا أن لا شيء دراماتيكيا بالمفهوم الاقتصادي سيسجل. الموازنة ذاهبة صوب الاقرار بنسبة عجز قد تنخفض أو ترتفع ولو بشكل ضئيل عن النسبة التي خرجت من مجلس الوزراء وبلغت 7.59 من الناتج المحلي، ما يضعنا أمام مسار جديد: انتهى موضوع الموازنة في مجلس النواب وبدأ العمل الفعلي ببرنامج "سيدر".

هذه المواضيع على أهميتها، لم تحجب الضوء عن حادثة اطلاق النار بين النائب الموسوي وصهره، والتي فتحت جرح المرأة النازف أبدا في المحاكم الشرعية والروحية في لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من دون أضرار تذكر سواء في الأرواح أو الممتلكات، أتم رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل جولته في قرى الجنوب، والتي عبرها من طريق كوثرية السياد ومنزل اللواء عباس ابراهيم، متناولا فطور الصباح بأمن عام وشامل، ومنطلقا بأمان الله وحزبه.

لكن الطريق الساحلية جنوبا، كانت أحداثها تعيد اسم النائب نواف الموسوي ثانية في عام واحد، وهذه المرة كانت معركته بين الحصانة والحضانة. خطف نواف بريق جبران، وجازف بحصانته النيابية للدفاع عن ابنته وعلى طريقته، بعد أن تبلغ تعرضها للخطر على يد طليقها المحصن نفسه بعائلات ومرجعيات.

وقبل منتصف ليل أمس بقليل، سجلت فصيلة الدامور الواقعة، والتي دخل فيها النائب الموسوي مع عدد من مرافقيه ومناصريه إلى باحة المخفر لاصطحاب ابنته، فوقع اطلاق نار اتهم فيه نائب "حزب الله"، لكن الموسوى نفى اقدامه على اطلاق الرصاص قائلا ل"الجديد": "بدي احمي بنتي يلي عندي ياها قد الدني.. ولتسقط كل الحصانات أمامها".

أعقب ذلك تعرض الموسوي لتعنيف عبر وسائل التواصل ومجموعات الضغط الافتراضية، لاقدامه على استخدام عراضة عسكرية، لاسيما وأن المعتدي على ابنته قد أصيب بطلقة نارية، لكن الرأي العام سرعان ما تعاطف بعضه مع أب دافع عن ابنته وأولادها الذين حرمت منهم طويلا، بسبب ظلم المحاكم الروحية وقرارتها القاتلة للعاطفة.

وغدير الموسوي اليوم هي امرأة من بين كثيرات يحرمن رؤية أولادهن، ويتم الاعتداء عليهن، وتسحب منهن أرواحهن التي يشكلها أطفال يذهبون فرق زواج وطلاق. وخطأ النائب الموسوي أنه هاجم مخفرا بانتظار التحقيق في واقعة اطلاق النار، وأنه عرض نيابته وسمعة حزب يمثله إلى أقوال سوء، لكنه في الوقت نفسه كان أبا عن جد، اشتاق لحفيديه اللذين منع عنهما شهورا، وبكى ابنته وأولادها ذات جلسة مختصة برفع سن الزواج المبكر، قائلا إن حزبه لا يمانع لكن مسألة البت باأمر هي لدى المرجعية في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى.

على أن المجلس هو الأعلى في فرض العقوبات على المرأة، والتي عليها أن تخضع لأحكام من عمامات بعضها يمارس العمى عن رؤية القهر، ويناصر الرجل ظالما كان أم ظالما، لأن من يحرم الأم من روحها لن يكون مظلوما في أي من الأحوال.

ومن حرقة أم، إلى حريق بيوت الفقراء حيث لم تشرق شمس البياعين في سوق طرابلس اليوم، بعد أن صحوا على كارثة حارقة طالت منطقة جسر أبو علي، وقضت على المحلات التجاريه والبسطات، ما تسبب بتشريد عشرات العوائل. وقد صدر القرار الظني السياسي الذي شكك "بفعل فاعل".

كل هذا، وجولة باسيل ما تزال بخير ولم يمسها أي مكروه، معلنا تحريم الكلام في استحقاق الرئاسة، قائلا: "نحنا ما عنا ساعات تخلي ولا فيه تولي ومن يتحدث بالرئاسة هم من يخربون على عهد الرئيس ميشال عون.

لا حديث في الرئاسة، ولا جلسات حكومية حتى الساعة لحين انطلاق عجلات الموازنة في مجلس النواب يوم الثلاثاء المقبل.

وعلى نية قيام الساعة الحكومية، يحج رؤوساء الحكومات السابقين إلى المملكة العربية السعودية. وتنسيقا للزيارة عقد في "بيت الوسط" اجتماع ضم الرؤساء فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام مع الرئيس سعد الحريري.

وتزامنت زيارة الرؤساء إلى السعودية، مع تخفيض حدة التوتر في المنطقة بعد نزول بريطانيا عن الشجرة، وطلبها ضمانات من ايران بأن السفينة لن تبحر إلى سوريا. ومن يعرف العقل الايراني، يؤكد أن طهران لن تقدم أي ضمانات. وإذا كان هناك من تفاوض فإن وزير خارجيتها محمد جواد ظريف سيجريه في مصب النبع، في نيويورك التي وصلها بالأمس.

أما ما تبقى من أزمات ومعضلات، فسيتولى أمرها الرؤساء ميقاتي- سلام- السنيورة في حجهم إلى المملكة.. وسعي مشكور.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جنبلاط يعيد التصويب على "سلاح الغدر" ردا على نبش نصرالله في قضية عين دارة

العرب/15 تموز/2019

تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأخيرة خلفت المزيد من التصدعات على مستوى العلاقة مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط حينما أعاد نصرالله النبش في قضية عين دارة، التي كان يعتقد أنه تم طي صفحتها، بعد قرار القضاء.

بيروت – عمقت تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة الشرخ في العلاقة مع الحزب التقدمي الاشتراكي، واعتبر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أن ما ورد في حديث نصرالله بشأن الخلاف في عين دارة غير صحيح.

وقال جنبلاط عقب لقائه رئيس الحكومة سعد الحريري “مش (ليس) حلوة بحقك يا سيد أن تنتهي بالمطالعة الكبيرة بالحديث عن فتوش”، مؤكدا “إنني لم أطلب في حياتي شراكة مع فتوش أو غيره” و”شو عدا ما بدا يا سيد حسن، أعدتنا إلى الـ2005 وإلى سلاح الغدر وقد التقينا 6 مرات بعدها برغم كل ما حدث وهذا أمر مزعج وأذكرك أنني معك فقط في ما يخص فلسطين”. ونبّه جنبلاط إلى “ألا ينقل أشخاص حول حسن لهم علاقة بكسارات فتوش معلومات خاطئة إليه”، موضحا أن “الوزير أكرم شهيّب وضع عندما كان وزير بيئة مخططا توجيهيا يقضي باستيراد الرمل من سوريا”.

الكاردينال بطرس الراعي: لا يحق للسياسيين تسخير المؤسسات الدستورية لمطالبهمالكاردينال بطرس الراعي: لا يحق للسياسيين تسخير المؤسسات الدستورية لمطالبهم. وكان نصرالله قد أعاد، في معرض حديث تلفزيوني أجراه مع قناة المنار التابعة للحزب الجمعة عن الوضع الداخلي اللبناني والإقليمي، النبش في الملف الخلافي مع الحزب التقدمي الاشتراكي المتعلق بمعمل يعود لآل فتوش في عين دارة، كان وزير الصناعة وائل أبوفاعور قد ألغى رخصته التي منحها الوزير السابق حسين الحاج حسن. واعتبر نصرالله أن خطوة وزير التقدمي الاشتراكي نابعة من كون آل فتوش رفضوا القبول بالدخول في شراكة مع جنبلاط قائلا بهذا الخصوص “النائب جنبلاط سعى لأن يكون شريكا لفتوش”، مضيفا “إن حزب الله لا يرغب بأن يكون شريكا أو حائزا على أي سهم.. أما صاحب المعمل بيار فتوش، فهو لا يريد شراكة مع جنبلاط، لأن السوق السوري يمنعه من الشراكة”. وتأتي تصريحات نصرالله المثيرة لتثير المزيد من التجاذبات على الساحة السياسية اللبنانية التي لا تزال تعالج تداعيات حادثة قبرشمون.

وتكرس تصريحات نصرالله قناعة جنبلاط بشأن وجود حملة ممنهجة لاستهدافه شعبيا وسياسيا، بدأت منذ إقرار قانون انتخابي يقوم على النسبية مع الصوت التفضيلي مرورا بضرب تمثيله في الحكومة وصولا إلى محاولة إحراجه أمام بيئته الشعبية في حادثة قبرشمون، حينما أصر حليفا حزب الله رئيس التيار الوطني الحر ورئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان على ضرورة إحالة المطلوبين وهم من أنصاره على المجلس العدلي المكلف بالنظر في القضايا الكبرى.

وتعود حادثة قبرشمون إلى 30 يونيو الماضي، حينما اصطدم موكب لوزير المهجرين بمجموعة من الغاضبين من أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي كانوا يحتجون على زيارة لباسيل لجبل لبنان ما أدى إلى اشتباك بين الطرفين سقط خلاله اثنان من مرافقي الغريب قتلى وهما من عناصر الحزب الديمقراطي.

وكادت أن تفجر الحادثة فتنة درزية درزية في الجبل، لكن تحركات رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نجحت في امتصاص فتيلها الأمني بيد أن مفاعيلها السياسية لا تزال قائمة من خلال عرقلة باسيل مسنودا بحزب الله جلسات مجلس الوزراء، إلى حين تسليم جنبلاط للمطلوبين وإحالتهم على المجلس العدلي. ويثير سلوك باسيل والحزب استهجان الشارع اللبناني خاصة وأن البلاد “على كف عفريت” في ظل وضع اقتصادي أقل ما يقال عنه أنه صعب، ويحتاج أكثر من أي وقت مضى لاستمرارية عمل مؤسسات الدولة لمواجهته.

ويستعد البرلمان الثلاثاء لمناقشة موازنة العام 2019 حيث يرجح أن تخوض الحكومة معركة كبرى لتمريرها، وهذا يحتاج بالضرورة تفعيل عمل مجلس وزرائها.

ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية حادة، ويواجه ضغوطا من المجموعة الدولية الداعمة لإقرار إصلاحات جوهرية على مستوى الموازنة.

وقال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس الأحد “لا يحق لرجال السياسة تسخير نشاط المؤسسات الدستورية لرغباتهم ومطالبهم، وبالتالي تعطيل عملها، مثل اجتماع الحكومة وعقد جلسات المجلس النيابي، فيما الأخطار الاقتصادية والتوطين وسواهما من الأزمات توجب أن تكون هاتان المؤسستان الدستوريتان في حالة انعقاد دائم لدرء هذه التهديدات”. ولفت الراعي إلى أن “أمور البلاد تحلها السلطة الإجرائية لا الوساطات المشكورة وحدها التي ربما لا تنتهي، وبالتالي تبقى الحكومة ممنوعة من الاجتماع أو مقيدة بمطالب الفرقاء المتناقضة، فيما هي المسؤولة أولا وآخرا عن طرح المعضلات ودرسها واتخاذ القرار الحاسم الأخير. وفي كل حال، الممارسة الشاذة عندنا تشوه مفهوم الديمقراطية التوافقية”.

 

ليست قصة نائب إنها مأساة غدير نواف الموسوي

جنى الدهيبي/المدن/15 تموز/2019

تعيدني قضية غدير نواف الموسوي، إلى شهر شباط من هذا العام، حين كتبتُ مقالة عن المحاكم الدينية في لبنان. حينها، تفاجأت باتصال والدها للاستفسار عمّا نُشر. أقول "والدها" بدل "النائب" نواف الموسوي، لأنّنّي أتذكر جيدًا صوته، أسئلته، وطريقة تفاعله في تعقيبه على المقالة، ومن ثمّ استطراده بالحديث عن جزءٍ من معاناة ابنته مع طليقها حسن المقداد.

تذوق الكأس المرّة

كان يتحدث بوصفه "والدًا" محبًا وخائفًا على ابنته فقط. لحظة تأثّره في حديثه عنها، يبدو كأنّه يتجرّد في لاوعيه من انتمائه الحزبي والسياسي، المنضوي في عباءة منظومة دينية، تمسك زمام أمور المحاكم الجعفرية، التي هي في قوانين أحوالها الشخصيّة، سبب مأساة غدير ومعاناتها.

لا يخفي نائب حزب الله، مناصرته لقضية ابنته، التي يعتبرها قضيّة كلّ النساء. لا يستحي ولا يتردد، رغم كلّ الضغوط التي يمكن أن نتصور ممارستها عليه، أن يجاهر أمام الملأ وفي مجلس النواب وخلال اجتماعات اللجان النيابية المخصصة لمناقشة تعديلات قانون حماية المرأة من العنف، جملته الشهيرة: "أنا نائب ومسؤول ولم استطع حماية ابنتي". نواف الموسوي، الذي عانى من إقصاءٍ ومعاقبةٍ حزبية تعلّق نشاطه وتمنعه من التصريح، لم يعد خافيًا على أحد مناصرته لقضايا النساء، لا سيما في الشقّ المتعلق بالمحاكم الدينية. لا مجال للشكّ أنّ تحول الموسوي من نائب ملتزمٍ بكلّ السقوف والضوابط  الحزبية والعقائدية الصارمة، إلى نائبٍ قد يكون المسلم الوحيد الذي يتجرأ مع تسعة نواب آخرين أن يوقع على اقتراح تعديل قانون حماية المرأة من العنف. كان دافعه عاطفيًا بالدرجة الأولى. ذاق الموسوي مرّ الكأس، واختبر مع ابنته الشابة حجم الإذلال الذي تعيشه النساء على أبواب المحاكم الدينية، التي يديرها غالبًا قضاةٌ ذكوريون، ومحسبون لطرفٍ ضدّ آخر، لتكون المرأة هي الحلقة الأضعف.

غياب الملاحقة القضائية

حصلت "المدن" على معلومات خاصة حول قضيّة غدير الموسوي، التي نشرت فيديو صوَّرته أثناء ملاحقة طليقها لها، وهي تقود السيارة مع شقيقتها وابنتها في محلة الدامور على الطريق الدولية باتجاه صيدا، قبل أن يقع الإشكال، وتصطحبهم دورية من وحدة القوى السيارة إلى مخفر الدامور.

تبلغ غدير نواف الموسوي 28 عامًا (1991)، ولديها طفلين من طليقها حسن المقداد. راشد عمره 7 سنوات، وجنى 5 سنوات. قبل عام، وحين احتدمت المشاكل بينها وبين حسن المقداد، لم يقبل تطليقها، فخلعته، ودفع له الموسوي مبلغًا ماليًا حتّى يتركها. اشترط المقداد على ابنة الموسوي أن تتنازل عن حضانة ابنتها، فوافقت للتخلص منه، مقابل موافقته على رؤية ولديّها ليومٍ واحدٍ في الأسبوع. لكنّ، حتّى هذا اليوم، كان يمنعه عنها. بعدها، تدخل بعض القضاة الذين تعاطفوا معها، واستطاعوا أن يتوصلوا إلى اتفاقٍ على المناصفة لرؤية الطفلين في أيام العطلة، ومع ذلك لم يلتزم طليقها. وكلّما أخذت قرارًا برؤية طفليّها، يمتنع بالقوّة عن تنفيذه، في ظلّ غياب الملاحقة القضائية والأمنية له.

الرواية الثانية

بعد هذا الإشكال، حاول حسن المقداد انتزاع طفليّه من غدير الموسوي، لكنّها امتنعت محتفظةً بحقّها القانوني، وهي ضمن مهلة عطلة الأيام الثلاثة، لا سيما بعد أن مرّ أكثر من ثلاثة أسابيع منعها فيهم من رؤية طفليها. لكن، ما هي الرواية الثانية لإشكال مخفر الدامور؟

نفى الموسوي رواية اقتحام المخفر وإطلاق النار على المقداد، واعتبرها "كذب بكذب". فحادث الاوتوستراد الذي كان كفيلًا أن يودي بحياة غدير، وصفته قوى الأمن بـ "الإشكال" فقط، وهو ما يعكس فعليًا مدى أهلية هذه القوى بالتعاطي مع قضايا النساء وتسخيفها، لدرجة ذهبت شريحة من الرأي العام للاقتناع بأنّ المعتدي هو الضحية وليس العكس! وحسب الرواية الثانية التي حصلنا عليها، وصلت غدير إلى مخفر الدامور، مع شقيقتها التي تبلغ 23 عامًا عند العاشرة ليل السبت. بقيت وقتًا طويلًا إلى ما بعد منتصف الليل، وكانت أمام طليقها وهو غير مكبل ولا مقيّد، وإنّما كان يجلس على سجيته ويوجه لها الإهانات أمام القوى الأمنية ويطلق عليها الشتائم، من دون أن يحرك أحد ساكنًا. بعدها، جاء والدها غاضبًا من هكذا حال ليأخذها معه، فيما هو ينفي إطلاق النار على المقداد.

الوكيل الشرعي للإمام الخامنئي

تفيد المعلومات أيضًا أنّ حسن القداد، وهو ابن محمد توفيق المقداد، الذي يشغل منصب مدير مكتب الوكيل الشرعي للإمام الخامنئي (ما يبرر ربما سبب استقوائه!)، عاطل عن العمل حاليًا، والبعض يحكي عن تعاطيه للحبوب المخدرة، وهو يحرض طفليّه دومًا على والدتهما غدير، لا سيما ابنه راشد، الذي يشكو مع شقيقته بعد الحادثة من وضعٍ نفسي غير سليم على الإطلاق. بعد هذه الحادثة، نُقلت غدير الموسوي إلى مكانٍ آمنٍ، من دون أن يغفل ذويها أنّ حياتها لاحقًا معرضة للخطر والتهديد من طليقها. وما يُضاعف من عاطفة النائب الموسوي تجاه ابنته في هذه القضية واندفاعه لحمايتها، هو أنّها كانت مع شقيقتها الصغيرة تعانيان من مرض السرطان، وقد تخلصا منه بعد تلقي العلاج الكامل، من دون أن يراعي طليقها هذا الوضع الصحي الحساس، الذي مرّت به أمّ طفليّه!

العبرة للبقية

اليوم، ليست القضيّة هي في "النائب نواف الموسوي"، وإنّما هي قضية الضحية "غدير الموسوي"، التي تمثلّ نساء كثيرات يُداس عليهن وعلى أطفالهن في المحاكم الدينية، ويتعرضن لخطر الملاحقة والموت من أزواجٍ ورجالٍ يستقوون عليهم بسوء القوانين، من دون أن يدري بهن أحد، ومن أن يكون لهن سندًا.

أمّا أن يكون نواف الموسوي نائبٌ في حزبٍ سياسي وعقائدي، يتصدّى لمناصرة قضايا النساء وتعديل القوانين التي تؤمن الحماية لهن، فبإمكان ذلك أن يكون نقطة قوّة بدل أن يكون ضعفًا. فنائب بصفات نواف الموسوي، كفيل أن يسبب إحراجًا كبيرًا لحزبه وفي بيئته، وكفيل أيضًا أن ينقل عدوى الحرج إلى بقية الأحزاب والتيارات السنيّة والمسيحية التي تعاني من رهاب سطوة المؤسسات الدينية وحاجاتهم لها، عساهم يسرعون إلى تعديل قوانين الأحوال الشخصية، وتشريع أخرى لحماية النساء من العنف الأسري ومنع تزويج القاصرات، قبل أن يأتي الدور عليهم، ويتلوعوا على ابنةٍ أو قريبةٍ مثل زميلهم نواف!

فهل حان الوقت أنّ نقول للمحاكم الدينية كُفّي يدك عن حياتنا ومصائرنا؟

 

رواية عائلة المقداد لـ"النهار"... تفاصيل الاشكال الدامي مع النائب الموسوي

 أسرار شبارو/النهار/14 تموز 2019

بعد انتشار خبر محاولة النائب نواف الموسوي قتل صهره السابق حسن المقداد ليل امس نتيجة خلافات بين الاخير وطليقته غدير، وتداول فيديو يظهر ملاحقة المقداد لطليقته على اوتوستراد الدامور الامر الذي تسبب بحسب عائلة الموسوي بغضب والدها النائب وتوجهه الى المخفر واعتداء معارفه على الشاب، اكدت عائلة المقداد لـ"النهار" ان "ابنها لم يكن يلاحق طليقته بل التقى بها صدفة عندما كان متوجها الى منزله في الدامور، في حين كانت هي وشقيقتها وولديه متوجهين الى الجنوب، فحاول الحديث مع ابنته وابنه واذ به يتفاجأ بشقيقة غدير تقوم بتصويره، الامر الذي اثار حفيظته".

طعن واطلاق نار

ولفتت عائلة المقداد الى ان "حسن ترجل من سيارته كي يلزم شقيقة طليقته والاخيرة على مسح الفيديو الذي صورته، فحصل اشكال بينهم، صودف مرور عناصر من شعبة المعلومات فاصطحبوهم الى مخفر الدامور، عندها توجه أيمن، شقيق النائب نواف وعدد من الاشخاص معه الى المخفر وبدأوا بضرب حسن حيث لم يكن يتواجد في المخفر سوى ثلاث عناصر فقط، ثم قام ايمن بطعنه في فخده وخصره، بعدها هجم النائب الموسوي ومعه نحو عشرين شخصا على المخفر لكن قوى الامن منعتهم من الدخول، فما كان من النائب نواف الا ان اطلق النار من خارج المخفر من زجاج الغرفة على حسن فأصابه في معصمه ولولا انه كان يضع يده على وجهه لكان اصيب اصابة قاتلة".

الموسوي حاول دخول مخفر الدامور برفقة عشرين مسلحاً... الأمن يؤكد و"حزب الله" ينفي

لم يمر على انفصال حسن عن زوجته السنة، ولفتت عائلة المقداد الى انه "كان يتعرض دائما لتهديدات من قبل عائلة طليقته على خلفية رؤية الطفلين، مع العلم ان حسن كان يسلم طفليه الى طليقته ويستلمهما منها في المخفر"، مضيفة ان "ما حصل في الامس خير دليل على انه كان في نية النائب الموسوي قتله، وقد نقل حسن الى مستشفى الحياة حيث خضع لعملية نزع الرصاصة من معصمه وهو يتلقى العلاج في رجله ونحمد الله ان وضعه مستقر".

ونفت مصادر #حزب_الله لـ"النهار" ما يتم تداوله عن "اقتحام النائب نواف الموسوي لمخفر الدامور مع 20 مسلحا وإطلاقه النار من مسدّس حربي على غرفة رئيس المخفر".

وبعد التفاعل الكبير للفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، رأى البعض أن "فعل الموسوي هو رد فعل طبيعي من أب تعرضت ابنته للاعتداء من طليقها"، في حين هاجم البعض الآخر الموسوي لتخطيه القانون وعدم لجوئه الى المعنيين لحماية ابنته.

وتحوّلت الحادثة في حيّز منها الى فتح النقاش حول سن الحضانة لدى الطائفة الشيعية والدعوة الى تعديله بما يراعي حقوق الأم في رعاية أطفالها بعد الطلاق.

وأظهرت مشاهد فيديو حالة هلع وصراخ داخل سيارة ابنة النائب الموسوي، فيما بدا انه مطاردة من سيارة طليقها على الأوتوستراد.

 

لقاء الحريري جنبلاط ممتاز

النهار/14 تموز 2019

ما بين ثلاثية الهيئة العامة لمناقشة مشروع قانون موازنة 2018 تمهيداً لإقرارها، والحركة السياسية الجارية لمعالجة ذيول حادثة قبرشمون، وتفاعلاتها سياسياً وحكومياً وقضائياً، تعكس وتيرة الاتصالات المتسارعة، قراراً سياسياً باحتواء الملفات المتفجرة، ولملمة تداعياتها، في ظل الضغوط الخارجية المتنامية على لبنان وعلى "حزب الله" تحديداً، مع ارتفاع حدة التضييق الأميركي على الحزب من باب العقوبات الاقتصادية والمالية. وكان للمواقف التي أطلقها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عبر قناة " المنار" أول من امس دوره في الإسهام في إشاعة أجواء حلحلة أو مهادنة في الشأن الحكومي، حيث بدا واضحاً حرص نصرالله على تفعيل عمل الحكومة وتحصينها، ودعم رئيسها، بما يؤمن الغطاء الشرعي الذي يحتاجه الحزب اليوم في ظل العقوبات الأميركية على نائبين فيه، وسط معلومات عن توسع دائرة تلك العقوبات لتطال وزراء في الحكومة، لا يستبعد أن يكون وزيرا الحزب في صلبها. وانطلاقاً من كلام نصرالله، لا تسقط مصادر وزارية رفيعة حظوظ انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في الأسبوع الطالع، بعد أن تكون الاتصالات السياسية على أكثر من محور، والتي يقود جانباً منها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم قد أسفرت عن إيجاد المخارج المطلوبة لأزمة حادثة قبرشمون، ومنها لازمة انعقاد جلسة حكومية لإقرار قطوعات الحسابات المطلوب إنجازها قبل إقرار الموازنة في المجلس بعد ثلاثية الهيئة العامة.

وثمة اقتراح يتردد في عين التينة، يمكٓن الحكومة من أن تقر قطوعات الحسابات في أي يوم من أيّام الثلاثية قبل المصادقة على القانون.

 

نصرالله الآمر الناهي حتى على القضاء!

الحياة/الاحد 14 تموز 2019

قالت مصادر "الحزب التقدمي الاشتراكي" لـصحيفة "الحياة": "إن اللقاء مع الحريري كان إيجابيا وان العلاقة بين الحزب وجنبلاط من جهة ورئيس الحكومة ممتازة". واوضحت المصادر ردا على سؤال عن موقف الحريري من إحالة حادثة قبرشمون على المجلس العدلي أن "البحث لم يتطرق إلى هذا الموضوع، لأن المطلوب انتظار انتهاء التحقيقات في الحادثة ليبنى على الشيء مقتضاه ونحن منذ البداية نقول فليأخذ التحقيق مجراه. هكذا تقضي الأصول". وأشارت المصادر إلى ان البحث "تطرق إلى موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اول من أمس. وقالت: "إن السيد نصرالله في مطالبته بالمجلس العدلي من دون الأخذ بالأصول التي تقول بانتظار التحقيق، يعني انه يتصرف على انه الآمر الناهي حتى على القضاء". اضافت المصادر في "الاشتراكي" ان "السيد نصرالله كشف بموقفه هذا انه يقف وراء المطالبة بالمجلس العدلي من قبل البعض". وكرر المصدر القول: "إننا ننتظر استكمال التحقيق وكي يحصل ذلك يجب ان تتسلم القوى الأمنية جميع المطلوبين. نحن سلمنا من هم مطلوبون وننتظر ان يسلم الآخرون، ولسنا مستعجلين". وذكرت مصادر أخرى معنية باجتماع الحريري وجنبلاط ان البحث تطرق إلى اجتماع مجلس الوزراء المقبل، مشيرة إلى ان "الاتجاه العام هو لانتظار مرور الموازنة في المجلس النيابي الذي سيعقد اجتماعات على مدى ثلاثة أيام، ليجري بعدها البحث بعودة مجلس الوزراء للإلتآم، على ان تعتبر الجلسات النيابية بروفة للتهدئة التي يصر عليها الحريري قبل دعوة الحكومة للاجتماع". ورأت هذه المصادر أن "اجتماعي اللجنة الوزارية التي انعقدت برئاسة الحريري في الأيام الماضية والتي تضم كل الفرقاء الممثلين في الحكومة، بمن فيهم رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، ووزير الصناعة ممثل الاشتراكي في اللجنة كان أيضا بروفة إيجابية، باعتبار انه لم يحصل أي صدام بينهما، وتركز النقاش على الموازنة"

 

برلمان لبنان يناقش الموازنة والحكومة تجتمع قريباً

باسيل من الجنوب: من يتحدث عن الرئاسة يخرب على عهد عون

بيروت ـ “السياسة” »/الاحد 14 تموز 2019

يشهد الأسبوع الجاري، تزخيماً في حركة الاتصالات الساعية لعودة مجلس الوزراء إلى الاجتماع، من خلال توفير الدعم المطلوب لمهمة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، تمهيداً لتسليم المطلوبين في حادثة الجبل، والعمل في مرحلة لاحقة على تحقيق المصالحة بين الأطراف المعنية، فيما يعقد مجلس النواب بدءاً من غد جلسات يومية وعلى مدى ثلاثة أيام لمناقشة الموازنة، على وقع تصعيد متوقع للعسكريين المتقاعدين الذين أعلنوا أنهم سيمنعون النواب من الوصول إلى البرلمان. وفي إطار جولاته المناطقية كان الجنوب، أمس، محطة جديدة من محطات رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، واستهل جولته في بلدة جديدة مرجعيون، بمواكبة أمنية مشددة، حيث كان في استقباله حشد من مناصري “التيار”. وأكد باسيل في كلمة ألقاه، أنه “ممنوع على التيار الوطني الحر أن يفكر برئاسة الجمهورية، وهذا الموضوع خارج البحث ومضيعة للوقت”، مضيفاً إن “من يتحدث عن الرئاسة هو الغارق فيها أو يريد أن يخرب على عهد الرئيس عون”. واعتبر أن “الوقت حالياً ليس مناسباً للحديث عن رئاسة الجمهورية بل وقت العمل ومجلس النواب أمام تحدي إقرار موازنة إصلاحية”. وأشار إلى أن “كل يوم نصحو على شائعة جديدة وتوقعوا الأسبوع الجاري، كما هائلاً إضافياً منها”. وأكد أن “الوحدة الوطنية تعني أولاً الدفاع عن السيادة التي لا تتجزأ، وفي ذكرى حرب تموز نعيش معنى السيادة ولولا الوحدة الوطنية لما تحقق الانتصار”. وأشار إلى أن “وزير العدل أعد مشروع مرسوم لوضع آلية تطبيق قانون المبعدين الذين يحق لهم بالعودة وفق وضعهم وبالقانون”. وشدد على أنه “من الآن إلى الوصول إلى الدولة المدنية يجب أن نعيش المساواة بين المسيحيين والمسلمين وفق نظامنا ودستورنا، لكن ليس لنبقى أسرى الطائفية، فنحن مقتنعون بالدولة المدنية”. إلى ذلك، شدد البطريرك بشارة الراعي في قداس الأحد، على أن “العقلاء عندنا يطالبون المسؤولين السياسيين التحلي بالحكمة والفطنة، مدركين الخطر الكبير الذي يواجهه لبنان، أوضاع المنطقة التي تعيش على فوهة بركان، الخطر الاقتصادي الذي يهدد الاستقرار المالي والآخذ بإفقار الشعب يوماً بعد يوم، و صفقة القرن الفاعلة تحت الكواليس من أجل توطين اللاجئين الفلسطينيين رغماً عنهم”. وأكد أنه “لا يحق لرجال السياسة تسخير نشاط المؤسسات الدستوريّة لرغباتهم ومطالبهم، وبالتالي تعطيل عملها، مثل اجتماع الحكومة وعقد جلسات المجلس النيابي، فيما الأخطار المذكورة وسواها من الأزمات توجب أن تكون هاتان المؤسستان في حالة انعقاد دائم”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أنقرة تدير الخلية الإخوانية المقبوض عليها في الكويت

العرب/15 تموز/2019

الكويت- كشفت مصادر كويتية مطلعة بان الاستخبارات المصرية زودت السلطات الأمنية الكويتية بمعلومات تفيد بأن عن الخلية الاخوانية المصرية التي تم القبض عليها في الكويت مؤخرا كانت تدار من قبل تركيا وذكرت المصادر في تصريح لـ”العرب” بان عباس كامل مدير المخابرات المصرية الذي زار الكويت الشهر الماضي زود الكويتيين بقائمة بالأسماء المطلوبة للأعضاء الفاعلين في الاخوان المتواجدين في الكويت، وكيف يدارون من قبل جهات عليا في تركيا.وأكدت أن كامل شرح بالتفصيل للكويتيين عمل الخلية الإخوانية المتهمة بالإرهاب وطريقة مراسلاتهم وتحويل الأموال إلى مطلوبين من قبل السلطات المصرية من تنظيم الاخوان يقيمون في تركيا وقطر. عباس كامل زود الكويت بمعلومات عن مراسلات أفراد الخلية مع تركياعباس كامل زود الكويت بمعلومات عن مراسلات أفراد الخلية مع تركيا وقالت إن خطورة المعلومات التي قدمها مدير المخابرات المصرية  دفعت بالجهات الأمنية الكويتية لإيصالها الى أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد. ومع أن السلطات الكويت لم تعلن عن زيارة عباس كامل، إلا أن مصادر كويتية مطلعة أكدت خبر الزيارة وأن أمير الكويت استقبله بعد أن تم اطلاعه على ملف خليه الإخوان الذي أعدته المخابرات المصرية. وأكد مدير المخابرات المصرية لأمير الكويت ان خطورة عمل الخلية الإخوانية المتواجدة في الكويت تكمن بأنها تدار من أعلى الجهات السياسية في تركيا.

وحصل مدير المخابرات المصرية على وعد كويتي بإجراءات قضائية بشأن أفراد الخلية المطلوبة. واصدر السلطات الكويتية بعدها أحكام قضائية على إفراد الخلية المطلوبة، كما أرسلت تفاصيل الإحكام الى الانتربول في حالة هرب أي من العناصر المطلوبين. وراقبت السلطات الأمنية الكويتية عناصر الخلية قبل أن يهرب عدد منهم الى تركيا وقطر، الأمر الذي مكنها من اعتقال عشرين عنصرا. وكانت وزارة الداخلية الكويتية أعلنت الجمعة ضبط “خلية ارهابية تتبع تنظيم الاخوان المسلمين” واعتقال عناصرها. ونقل بيان للوزارة أن عناصر الخلية المعتقلين “كانت قد صدرت بحقهم أحكام قضائية من قبل القضاء المصري وصلت الى (السجن) 15 عاما”. وقالت إن عناصر الخلية قاموا بالهرب والتواري من السلطات الأمنية المصرية متخذين من الكويت مقرا لهم، موضحة أن الجهات المختصة في الوزارة رصدت مؤشرات قادت إلى الكشف عن وجود الخلية. وكشفت مصادر أمنية كويتية أن مدرسة النجاة الخاصة التابعة لجمعية النجاة الخيرية العائدة للإخوان المسلمين قد كفلت العناصر الذين تم القبض عليهم من أجل إقامتهم في الكويت. وطالب نواب من الإخوان في البرلمان الكويتي السلطات في بلادهم  بعدم تسليمهم إلى مصر والسماح لهم بالمغادرة إلى قطر أو تركيا. وعندما لمسوا أن الحكومة الكويتية لا تتجاوب صعدوا تحركهم في قضية انتحار شخص من البدون بداية شهر يوليو الحالي، الأمر الذي تسبب باستياء أمير الكويت من عملية الابتزاز التي مارسها برلمانيون من الاخوان، وأمر بتسليم المقبوض عليهم الى مصر واعتقال من خطب في تجمع للبدون بعد انتحار الشاب داعيا للتصعيد ضد الحكومة. وتعد العملية الأمنية التي أقدمت عليها السلطات الكويتية بشأن الخلية الإخوانية من المرات النادرة التي تتخذ فيها الكويت موقفا حازما من قضية الاخوان. وطالما تساهلت السلطات الكويتية مع عناصر الإخوان سواء داخل البرلمان أو التجمعات العامة، لكن استياء أمير الكويت هذه المرة بعد ان تحولت القضية الى تصعيد وابتزاز للحكومة. وتكمن أهمية الكويت في أنها تشكل مصدر دعم مالي مهم للجماعة، سواء من خلال إخوان الكويت بشكل مباشر، أم عبر بناء إخوان مصر الفارّين لشبكة علاقات واسعة بالمجتمع الكويتي الثري، بما في ذلك جمع أموال طائلة لفائدة التنظيم تحت ستار “العمل الخيري” الذي تمارسه “جمعية الإصلاح الاجتماعي” التابعة للإخوان.

 

فشل احتواء النفوذ الإيراني يتسبب في تصدع علاقة واشنطن ببغداد

العرب/15 تموز/2019

بغداد – قدم تطوران جديدان، مؤشرا قويا على التصدع الكبير في علاقة الولايات المتحدة والعراق، بسبب عجز بغداد عن احتواء النفوذ الإيراني المتجذر في البلاد. وتزامن التطوران، بشكل لافت، إذ أجلت واشنطن موعد استقبال رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، الذي كان مقررا هذا الشهر، إلى إشعار غير محدد، فيما بدأت السفارة الأميركية ببغداد تنفيذ خطة لتقليص عدد موظفيها بشكل كبير. وضغطت الولايات المتحدة على العراق بشدة، لتعديل سياسة الانفتاح اللامحدود على إيران، إلى درجة إرسال وزير خارجيتها إلى بغداد، لنقل هذه الرغبة إلى المسؤولين العراقيين. وبالرغم من أن المسؤولين العراقيين وعدوا الولايات المتحدة بفعل كل ما من شأنه تهدئة مخاوفها من النفوذ الإيراني، إلا أن الوقائع على الأرض لا تشير إلى وجود أي تحول استراتيجي. وللمرة الثانية، يؤجل موعد زيارة عبدالمهدي إلى واشنطن من طرف الولايات المتحدة دون إبداء الأسباب، ما ترك علامات استفهام كبيرة حول التقييم الذي يضعه المسؤولون الأميركيون لرئيس الوزراء العراقي. ومع أن موعد هذه الزيارة لم يكن معلنا، إلا أن إشارات متعددة صدرت من بغداد خلال الأسابيع الماضية، تشير إلى أنه “قريب”.وحاول رئيس الوزراء العراقي تلبية رغبات الولايات المتحدة بشأن تنظيم عمل قوات الحشد الشعبي، بما يضمن خروجها من تحت تأثير العباءة الإيرانية. وأصدر عبدالمهدي أمرا خاصا في هذا الإطار، لكنه لم يتضمن جديدا، فضلا عن المصاعب التي تمنع تطبيق بنوده، التي ينحدر معظمها من القانون الذي شرع خلال ولاية رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.

وفشل عبدالمهدي في محاسبة المتورطين في هجمات طالت مبنى السفارة الأميركية في بغداد وعددا من المعسكرات العراقية التي ينتشر فيها جنود أميركيون، خلال مايو الماضي. ويواجه عبدالمهدي مشكلة مركبة في هذا الملف، إذ أن “تحالف الفتح” برئاسة هادي العامري المدعوم من إيران الذي يوفر جزءا مهما من الغطاء السياسي للحكومة العراقية، متهم بأنه على صلة بأجنحة عسكرية تنفذ أوامر إيرانية، وربما تورطت في هجمات مايو. ويقول مراقبون إن ثمن المواجهة بين الحكومة والحشد الشعبي، في حال اندلعت، ربما يكون رأس عبدالمهدي نفسه، ما يلقي الكرة في ساحة رئيس الوزراء العراقي، المتهم بانتهاج سياسة استرضاء لطهران، على حساب العلاقة مع واشنطن. وفي سياق الانحدار في العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق، تمضي السفارة الأميركية في بغداد إلى تقليص كوادرها الدبلوماسية، لتتحول من إحدى أكبر بعثات واشنطن في العالم، إلى أقلها عددا على مستوى الأفراد. وباشرت الولايات المتحدة في نقل الجزء الأكبر من موظفيها المدنيين في السفارة الأميركية ببغداد، في إطار ما كان يعتقد أنه خطة مؤقتة لحمايتهم، بعد التهديدات الإيرانية المتزايدة لسلامتهم، لاسيما بعد هجمات مايو.

لكن مصادر في سفارة الولايات المتحدة تؤكد أن خطة التقليص ربما لن تكون مؤقتة، في ظل ضعف الاستجابة العراقية للمخاوف الأميركية. ووفقا لتقارير غربية، فإن عدد العناصر الأميركيين الذين سيتركون في سفارة واشنطن ببغداد، لن يتجاوز المئة، بعدما كان عددهم بالآلاف. لكن سياسيا عراقيا على صلة بمكتب رئيس الوزراء، قلل من قيمة هذه التطورات. وقال السياسي العراقي لـ”العرب”، إن “تأجيل زيارة عبدالمهدي إلى واشنطن، يرتبط بالتزامات طارئة في البيت الأبيض”، مؤكدا أن “التواصل مستمر مع المسؤولين الأميركيين لتحديد موعد الزيارة”. وأضاف أن “العراق لا يستطيع أن يعلق على ترتيبات الدول بشأن أمن سفاراتها وعدد موظفيها”، نافيا أن يكون مكتب عبدالمهدي تلقى أي إشارات أميركية في هذا الصدد. وأكد أن “العلاقة بين بغداد وواشنطن في أفضل صورها، حاليا”. ويقول معلقون عراقيون إن الولايات المتحدة تمضي في ضغوطها على العراق، لتصحيح مسار علاقته بإيران، فيما يحذر مراقبون من أن واشنطن قد تتخلى عن بغداد، إذا ما أصرت على استمرارها في الخضوع للنفوذ الإيراني. ومع أن هناك من يستبعد توجه الولايات المتحدة نحو ترك العراق لقمة سائغة للنفوذ الإيراني، إلا أن التحذيرات تتزايد من أن سياسات الرئيس دونالد ترامب، الخارجة عن المألوف، قد تجنح نحو مثل هذا الخيار، في حال اليأس من إصلاح الوضع العراقي، ما يعني وضع بغداد وطهران في سلة واحدة، في مواجهة عقوبات اقتصادية مزدوجة.

وكانت صحيفة “العرب” كشفت في عدد سابق أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قدم لكل من رئيس الجمهورية برهم صالح وعادل عبدالمهدي، خلال زيارة سرية قام بها للعراق في الأسبوع الأول من مايو الماضي، أدلة استخبارية تشير إلى تخطيط مجموعة عراقية على صلة بإيران لتنفيذ عملية عسكرية ضد مجمع يضم قوات أميركية شمال بغداد، وآخر غربها. وشملت المعلومات الاستخبارية أيضا “خططا تتعلق بمهاجمة مبنى السفارة الأميركية في بغداد عبر صواريخ قصيرة المدى”، فضلا عن “خطط إيرانية جدية لإغلاق مضيق هرمز”. وعقب انتهاء مباحثاته مع صالح وعبدالمهدي، أبلغ بومبيو الصحافيين الذين يرافقونه في طائرته، بأنه بحث مع المسؤولين العراقيين “أهميّة أن يضمن العراق قدرته على توفير الحماية المناسبة للأميركيين في بلدهم”، مشيرا إلى أنّ المسؤولين العراقيين “أظهروا أنّهم يدركون أن هذه مسؤوليتهم”. وأقر بأنه أطلع المسؤولين العراقيين “على سيل التهديدات المتزايد الذي رأيناه من إيران”، فضلا عن إعطائهم “خلفية أكثر قليلا حول ذلك حتى يقوموا بكل ما بوسعهم لتأمين الحماية لفريقنا”. وقال مراقب سياسي عراقي إن الإدارة الأميركية لا تثق بالحكومة العراقية لا بسبب شكها بولاء تلك الحكومة لإيران بل لأنها تعتبرها حكومة ضعيفة لا تقوى على اتخاذ قرار مستقل، يجعلها في مواجهة القوى المهينة على الشارع العراقي، وهي قوى موالية لإيران. وأضاف المراقب في تصريح لـ”العرب” تفضل الولايات المتحدة أن لا تحرج “أصدقائها” في العراق في هذا الوقت العصيب. غير أنها في ذات الوقت لا تظهر تساهلها مع أية محاولة لفك ارتباط العراق نهائيا بالولايات المتحدة. فمثلما تعتقد إيران أن العراق هو حديقتها الخلفية في أية مواجهة محتملة فإن الولايات المتحدة تعول على وجودها العسكري في العراق في تلك المواجهة. وليس ضروريا بالنسبة للولايات المتحدة نوع الموقف الذي تتخذه الحكومة العراقية فهي لا ترى في ذلك الموقف مؤشرا على تغيير ميزان القوى. ذلك لأن الحكومة العراقية لا تملك القدرة على منع القوات الأميركية من التحرك بحرية على الأراضي العراقية. غير أن كل الإجراءات الاحترازية انما تتخذ من أجل سلامة الموظفين المدنيين الذين تعجز الحكومة العراقية عن حكايتهم. وأكد المراقب أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتخلى عن العراق لا من أجل حمايته بل لأنها تعتبره رأس الحربة في مشروعها في الشرق الأوسط.

 

روحاني: إيران مستعدة للحوار مع أميركا إذا رفعت العقوبات

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/الاحد 14 تموز 2019

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم (الأحد) إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة الأميركية إذا رفعت واشنطن العقوبات عن طهران، وعادت إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 الذي انسحبت منه العام الماضي. وقال روحاني في كلمة أذاعها التلفزيون الرسمي الإيراني «نؤمن دائما بالمحادثات... إذا رفعوا العقوبات وأنهوا الضغوط الاقتصادية المفروضة وعادوا إلى الاتفاق، فنحن مستعدون لإجراء محادثات مع أميركا اليوم والآن وفي أي مكان».وتدهورت العلاقات بين طهران وواشنطن بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو (أيار) 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على إيران.

 

الجيش الإيراني: هجومنا سيكون مدمراً ولن نكتفي بالدفاع

طهران – وكالات»/الاحد 14 تموز 2019

 زعم القائد العام للجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي أمس، أن “القوات المسلحة للبلاد تتسم بقوة هجومية مدمرة، ولن تعتمد الدفاع فقط”. وقال خلال استعراض للواء 25 من قوات الردع السريع الخاصة بالقوة البرية للجيش في تبريز، إن “إيران لم ولن تكون البادئة بأي حرب، إلا أنها لا تعتمد الدفاع فقط”، معتبرا الظروف السائدة على صعيدي المنطقة والعالم تتطلب الجهوزية أكثر مما مضى. وأكد أن “إيران ستعتمد الدفاع عند بدء هجوم الأعداء، الا أن قوتها الهجومية وقدراتها على توجيه الضربات بعد بدء هجماتهم ستكون مدمرة وتبعث على ندمهم” وقال “إن الاعداء اللدودين والمستكبرين والمصابين من ضربات الثورة، يحيكون المؤامرات والمخططات الشيطانية وهو مايتطلب الجهوزية الوطنية والعسكرية والتي بامكانها إحباط دسائسهم”، منوها إلى أنه “كلما كانت الجهوزية القتالية ذات مستوى رفيع، فإن القوة الدفاعية والهجومية بعد الدفاع الابتدائي ستزداد”.

 

واشنطن وتل أبيب تراقبان «القاعدة العسكرية» لطهران في البوكمال

موقع «ديبكا» الاستخباراتي/تل أبيب - واشنطن - لندن: «الشرق الأوسط»/الاحد 14 تموز 2019

أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن بلدة البوكمال شرق سوريا وقرب حدود العراق، تحولت إلى «قاعدة عسكرية» لإيران، وأن أميركا وإسرائيل «تراقبان ذلك بشكل دائم». وأفادت المصادر بأن إيران «قامت بإنشاء مقرها في البوكمال لشن الهجمات على القوات الأميركية المنتشرة في شرق سوريا، فضلاً عن أهداف أخرى داخل إسرائيل، كجزء من الرد الإيراني على العقوبات الأميركية المشددة على مبيعاتها وصادراتها النفطية للخارج؛ حيث أقامت مرافق التدريب الخاصة والمخصصة للقوات الموالية لإيران بشأن تنفيذ هذه الهجمات، فضلاً عن وجود مراكز القيادة وترسانة الأسلحة هناك». كما استولى «بعض القادة على المدارس السابقة، في حين يجري تخزين الأسلحة داخل مباني المستشفيات السابقة. كما أقام الإيرانيون برجاً للاتصالات في وسط البلدة للربط بين الوحدات والمنشآت المختلفة». ونشرت إيران في البوكمال عناصر من «حزب الله» اللبناني، و«حزب الله» العراقي، و«النجباء»، والأفغان «الفاطميون»، و«الزينبيون» الباكستانيين.

وتقع البوكمال على الضفة الغربية لنهر الفرات، بينما ينتشر الجيش الأميركي وحلفاؤه الغربيون والمحليون السوريون شرق الفرات. كما تفصل البوكمال عن قاعدة التنف في زاوية الحدود السورية - العراقية - الأردنية عن شرق الفرات. من جهته، أفاد موقع «ديبكا» الاستخباراتي، بـ«نشر صواريخ أرض - أرض الإيرانية ذات المدى القصير والمتوسط في البوكمال، بالإضافة إلى الصواريخ المضادة للطائرات. وجرى نشر هذه الصواريخ في مناطق مختلفة من البلدة وفي القرى النائية التابعة لها». وتابع بأن طهران «تتوقع هجوماً من الوحدات الأميركية المتمركزة في سوريا والعراق على مقر القيادة الإيراني المتقدم في البوكمال إلى جانب إسرائيل، إما بصورة استباقية وإما كرد عقابي بعد هجومهم». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد حذر، الثلاثاء، بأن سرب طائرات «إف - 35» المقاتلة الخفية والتابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، يمكنه الوصول إلى أي نقطة في منطقة الشرق الأوسط، وليس فقط إيران، وإنما سوريا كذلك. وبحث الرئيس الأميركي دونالد ترمب هاتفياً، الأربعاء، مع نتنياهو في الأنشطة «الضارة» لإيران، وفق ما أعلن البيت الأبيض، الخميس، في وقت يهدد فيه التوتر المتصاعد بين طهران وواشنطن بتقويض الاتفاق النووي التاريخي الموقع عام 2015. وقال مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض، جاد دير، في بيان، إن الجانبين «ناقشا التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل لتعزيز أمنهما القومي (...) وخصوصاً الجهود لمنع الأنشطة الضارة لإيران في المنطقة». وكان ترمب ونتنياهو قد تحدثا هاتفياً الأربعاء، وحذر الرئيس الأميركي في تغريدة على «تويتر» من عقوبات سيتم تشديدها قريباً «في شكل كبير» ضد طهران، وذلك بعدما أوردت إيران أن مخزونها من اليورانيوم المخصب تجاوز الحد الذي نص عليه اتفاق فيينا حول برنامجها النووي. وأكد نتنياهو إجراء المحادثة، وغرد بدوره بأن الجانبين ناقشا «التطورات الإقليمية ومسائل أمنية». وأضاف نتنياهو: «في مقدم (المسائل التي نوقشت) إيران. شكرت للرئيس ترمب عزمه تشديد العقوبات ضد إيران».

 

لندن تعزز انتشارها في مياه الخليج وطهران تهددها بـ«صفعة»

لندن: «الشرق الأوسط»/الاحد 14 تموز 2019

أعلنت بريطانيا، أمس (الجمعة)، إرسال سفينة حربية ثانية إلى مياه الخليج، في مؤشر جديد إلى خشيتها من محاولة إيران ثانية اعتراض سفنها المدنية خلال عبورها مضيق هرمز بعد محاولة فاشلة لاعتراض ناقلة نفط بريطانية قامت بها زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» قبل أيام. يأتي ذلك في وقت قال رجل دين بارز في طهران إن بريطانيا ستتلقى قريباً «صفعة على الوجه»، لأنها احتجزت ناقلة إيرانية الأسبوع الماضي. وقالت متحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمس، إن المناقشات بين بريطانيا والولايات المتحدة مستمرة لتعزيز وجودهما العسكري في الخليج. وتابعت: «نجري محادثات مع الولايات المتحدة بشأن تعزيز وجودنا في وجه التهديدات الأخيرة التي تواجه الملاحة بالمنطقة». ويجيء هذا في وقت تتزايد فيه التوترات مع إيران بعدما احتجزت بريطانيا ناقلة إيرانية في جبل طارق، وبعدما قالت إن سفناً إيرانية حاولت اعتراض الناقلة «بريتيش هيريتدج» التي تشغلها شركة «بي بي» في مضيق هرمز.

وقال مسؤولون بريطانيون، أمس، إن البحرية الملكية ستزيد موقتاً انتشارها العسكري في الخليج بتقديم موعد تناوب مقرر بين سفينتين حربيتين، حيث سيتم نشر السفينتين معاً في الوقت الحاضر قرب المياه الإيرانية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناطق حكومي بريطاني أن السفينة «دانكان» التابعة للبحرية الملكية «ستنتشر في المنطقة لضمان الحفاظ على وجود أمني متواصل، فيما توقف السفينة (مونتروز) مهمتها لأعمال صيانة مقررة مسبقاً وتغيير أفراد الطاقم». وأضاف أنه تم تقديم موعد عملية التناوب بضعة أيام وسط تصاعد التوتر في المنطقة. أما «رويترز» فنقلت عن بيان حكومي أن عملية الانتشار في الخليج «ستضمن أن تتمكن المملكة المتحدة مع الشركاء الدوليين من مواصلة دعم حرية حركة السفن في هذا الممر الحيوي». وفي الإطار ذاته، قال وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، إن بريطانيا لا تسعى إلى تصعيد الوضع مع إيران، في ظل استمرار التوتر بين لندن وطهران بسبب الناقلة الإيرانية المحتجزة في جبل طارق وقضية مرور السفن عبر مضيق هرمز. ونقلت «رويترز» عن هانت قوله لتلفزيون «سكاي نيوز»: «هذا رد فعل منا على ما يحدث بطريقة محسوبة وحذرة، ونوضح لإيران أننا لا نسعى إلى تصعيد هذا الوضع». وأكد أن بلاده «تريد تجنب تصعيد قد يكون خطيراً». وتابع: «لا المملكة المتحدة ولا حلفاؤها يريدون صراعاً» مع إيران. وقال رئيس حكومة جبل طارق، أمس، إن الإجراء الذي اتخذته حكومته، الأسبوع الماضي، بالتحفظ على الناقلة الإيرانية «غريس 1» يرجع إلى انتهاكها للعقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، وليس بناءً على طلب أي دولة أخرى. وتحفظت قوات مشاة البحرية الملكية البريطانية على الناقلة قبالة ساحل جبل طارق للاشتباه في انتهاكها العقوبات المفروضة على سوريا. وقال رئيس وزراء جبل طارق، فابيان بيكاردو، أمام البرلمان: «اتُخذت قرارات حكومة صاحبة الجلالة في جبل طارق بصورة مستقلة تماماً بناءً على انتهاكات لقانون قائم، وليس استناداً إلى اعتبارات سياسية خارجية على الإطلاق»، حسب ما أوردت وكالة «رويترز». وأضاف: «هذه القرارات المهمة بشأن انتهاك قوانيننا لم تكن قرارات اتخذت نيابة عن أي دولة أو طرف ثالث»، في إشارة إلى مزاعم مفادها أن البريطانيين أوقفوا الناقلة الإيرانية بناءً على طلب أميركي. وفرضت واشنطن عقوبات على إيران بهدف وقف صادرات النفط الإيرانية بالكامل. ولا تفرض دول أوروبا عقوبات على طهران، لكنها تفرض عقوبات على حليفتها سوريا منذ عام 2011.

وقال بيكاردو في كلمته أمام البرلمان: «كل القرارات التي تتعلق بهذا الأمر اتخذت نتيجة مباشرة لوجود أسباب منطقية تدعو حكومة جبل طارق للاعتقاد بأن السفينة تخالف العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا». وأضاف: «لن نسمح باستغلال جبل طارق بعلمها، أو من دون علمها، للتواطؤ في انتهاك عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي أو أي عقوبات دولية أخرى». وأعلنت شرطة جبل طارق، أمس، أنها أوقفت اثنين من أفراد طاقم ناقلة النفط الإيرانية، وذلك غداة توقيف القبطان ومساعده. وقالت شرطة جبل طارق، في بيان أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، إن الرجال الأربعة يحملون الجنسية الهندية، ويتم استجوابهم في سياق «تحقيق بشبهات تصدير النفط الخام إلى مصفاة بانياس في سوريا». وفي المنامة، قالت وزارة الخارجية البحرينية، أمس، إنها «تدين بشدة» ما وصفته بمحاولة إيران اعتراض طريق ناقلة بريطانية في الخليج. ووصفت تلك الواقعة بأنها «عمل عدائي يجسد إصراراً إيرانياً على تهديد الأمن والسلم والإضرار بحركة الملاحة البحرية وتعريضها للخطر». في غضون ذلك، نقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن رجل دين بارز قوله أمس (الجمعة)، إن بريطانيا ستتلقى قريباً «صفعة على الوجه» لأنها احتجزت الناقلة الإيرانية. ووفقاً للتلفزيون الإيراني، قال رجل الدين كاظم صديقي، للمصلين، خلال خطبة الجمعة: «مؤسسة إيران القوية ستوجه قريباً صفعة على وجه بريطانيا لأنها تجرأت واحتجزت ناقلة النفط الإيرانية»، حسبما أوردت وكالة «رويترز».

 

جبل طارق تفرج عن أفراد طاقم الناقلة الإيرانية المحتجزة

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/الاحد 14 تموز 2019

قالت شرطة جبل طارق، أمس (الجمعة)، إنها أفرجت عن كل أفراد طاقم الناقلة الإيرانية «غريس 1» الأربعة بكفالة دون توجيه اتهامات لهم بعد احتجاز الناقلة، الأسبوع الماضي، للاشتباه بانتهاك العقوبات الأوروبية بنقلها النفط إلى سوريا. وكانت الشرطة قد قالت في وقت سابق إنها اعتقلت الاثنين الآخرين من أفراد الطاقم بعد يوم واحد من اعتقال قبطان الناقلة وكبير ضباطها. وقالت الشرطة في بيان إنه تم الإفراج عن كل أفراد الطاقم الأربعة بكفالة مع شروط. ولم تدلِ بتفاصيل، ولكنها قالت إن التحقيقات جارية، وإن الناقلة ما زالت محتجزة. ووصلت الناقلة إلى جبل طارق وعلى «بدنها» اسمها المسجل في بنما، لكن الحكومة البنمية ذكرت لاحقاً أنها حذفت السفينة من السجلات في 29 من مايو (أيار). وأوضحت سلطة النقل البحري في بنما، اليوم (السبت)، إن بنما ستسحب علمها من المزيد من السفن التي تنتهك العقوبات والقوانين الدولية، وذلك بعد حذف نحو 60 سفينة على صلة بإيران وسوريا من السجلات البنمية في الشهور القليلة الماضية. وكانت الناقلة العملاقة «غريس 1» قد أبحرت إلى جبل طارق في مطلع يوليو (تموز) حيث احتجزتها البحرية البريطانية للاشتباه في انتهاكها للعقوبات على سوريا. وذكرت السلطات في جبل طارق أن الناقلة كانت محملة بكامل طاقتها بخام يُشتبه في أنه كان في طريقه إلى مصفاة بانياس السورية. ودعت إيران الحكومة البريطانية أمس (الجمعة) للإفراج الفوري عن «غريس 1» وحذرت من الرد بالمثل، وذلك بعد محاولة ثلاث سفن إيرانية اعتراض سبيل ناقلة تابعة لشركة بريطانية في مضيق هرمز يوم الخميس.

 

فرنسا تحذر من خطر الانزلاق لحرب بين الولايات المتحدة وإيران

باريس ولندن وبرلين حذَّرت من انهيار الاتفاق النووي... وعدم توجُّه "غريس1" لسورية شرط الإفراج عنها

باريس، واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/الاحد 14 تموز 2019

 وصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، انتهاك ايران لقيود تخصيب اليورانيوم بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، بأنه “رد فعل سيء على قرار سيء” ويثير مخاوف من الانزلاق إلى حرب. وقال لو دريان ردا على سؤال حول خطر اندلاع حرب أوسع نطاقا في الشرق الاوسط، إن “الوضع خطير. تصاعد التوترات قد يؤدي إلى وقوع حوادث”، مضيفا أن “حقيقة أن ايران قررت التراجع عن بعض التزاماتها المتعلقة بالانتشار النووي مبعث قلق إضافي. أنه قرار سيء ورد فعل سيء على قرار سيء اخر وهو الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي قبل عام”. وقال “لا أحد يريد الحرب. لاحظت أن الجميع يقولون أنهم لا يريدون بلوغ قمة التصعيد. لا الرئيس الايراني حسن روحاني ولا الرئيس ترامب ولا زعماء الخليج الاخرين. لكن هناك بعض مقومات التصعيد التي تثير القلق”. وأضاف أن “إيران لا تجني شيئا من التخلي عن التزامها بموجب الاتفاق النووي. الولايات المتحدة أيضا لا تجني شيئا اذا حصلت ايران على أسلحة نووية لذا من المهم اتخاذ اجراءات لخفض التصعيد لتهدئة التوترات”. في غضون ذلك، وفيما حذر بيان فرنسي بريطاني ألماني أمس، من انهيار الاتفاق النووي، مؤكدا التزام البلدان بالاتفاق، تعهد وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، بالإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية “غريس 1، المحتجزة في إقليم جبل طارق التابع للتاج البريطاني، في مقابل ضمانات بعدم ذهابها إلى سورية. وقال في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن “قلقنا يتعلق بمقصد الناقلة وليس البلد الأصلي لها، وأن المملكة المتحدة ستسهل الإفراج عنها إذا تلقت ضمانات بعدم ذهابها إلى سورية”. وأضاف: “قال ظريف لنا إن إيران ترغب في حل القضية ولا ترغب في التصعيد”. من جانبه، أكد ظريف أن بلاده ستواصل تصدير النفط “مهما كانت الظروف”، قئلا لهنت إن الحظر النفطي الأميركي على إيران غير قانوني، ومضيفا أن بلاده ستواصل تصدير نفطها “في كل الظروف”.

وقال إن الاتحاد الأوروبي الذي عارض دوما فرض الحظر الأميركي خارج الحدود، لا يمكنه أن يبادر هو نفسه إلى هكذا إجراء، مطالبا الحكومة البريطانية بسرعة إنهاء “الاحتجاز غير القانوني” لناقلة النفط الإيرانية. على صعيد آخر، نفت إيران وجود أي مفاوضات مع المسؤولين الأميركيين، وقال المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي، إن “طهران ليس لديها أية مفاوضات مع المسؤولين الأميركيين على المستويات كافة”، نافيا تسلم أي رسالة أميركية عبر روسيا للتفاوض على مستوى وزراء الخارجية. من جانبه، أعلن الرئيس الايراني حسن روحاني تراجع ديون بلاده الخارجية إلى 5ر9 مليار دولار، مسجلة انخفاضا بنسبة 25 في المئة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها. وأشار إلى تراجع معدل البطالة في بلاده إلى 8ر10، مقارنة بمستواه الذي بلغ 1ر12 في المئة العام الماضي. إلى ذلك، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أن ناقلات النفط التي تنقل الخام خارج منطقة الشرق الأوسط، باتت تتلقى دعما متزايدا من قبل سفن حربية وسط إجراءات أمنية مشددة، تستهدف تأمين مرور السفن التجارية، في ضوء تصاعد التوترات في المنطقة على خلفية تهديد إيران. وأوضحت أن إحدى الناقلات التي ترفع العلم البريطاني عبرت مضيق هرمز يوم الخميس الماضي تحت حراسة بحرية، في حين أجلت سفينة أخرى قبالة سواحل السعودية عملية تحميل النفط في انتظار حراسة هي الأخرى، حسبما أفادت مؤسسة “كبلر” لبيانات الطاقة والتي تتخذ من لندن مقر لها.

 

لندن تعزز انتشارها في مياه الخليج وطهران تهددها بـ«صفعة»/«دانكان» ترافق «مونتروز» لـ«الحفاظ على وجود أمني متواصل» و«دعم حرية حركة السفن»

لندن: «الشرق الأوسط»/الاحد 14 تموز 2019

أعلنت بريطانيا، أمس (الجمعة)، إرسال سفينة حربية ثانية إلى مياه الخليج، في مؤشر جديد إلى خشيتها من محاولة إيران ثانية اعتراض سفنها المدنية خلال عبورها مضيق هرمز بعد محاولة فاشلة لاعتراض ناقلة نفط بريطانية قامت بها زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» قبل أيام. يأتي ذلك في وقت قال رجل دين بارز في طهران إن بريطانيا ستتلقى قريباً «صفعة على الوجه»، لأنها احتجزت ناقلة إيرانية الأسبوع الماضي. وقالت متحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمس، إن المناقشات بين بريطانيا والولايات المتحدة مستمرة لتعزيز وجودهما العسكري في الخليج. وتابعت: «نجري محادثات مع الولايات المتحدة بشأن تعزيز وجودنا في وجه التهديدات الأخيرة التي تواجه الملاحة بالمنطقة». ويجيء هذا في وقت تتزايد فيه التوترات مع إيران بعدما احتجزت بريطانيا ناقلة إيرانية في جبل طارق، وبعدما قالت إن سفناً إيرانية حاولت اعتراض الناقلة «بريتيش هيريتدج» التي تشغلها شركة «بي بي» في مضيق هرمز.

وقال مسؤولون بريطانيون، أمس، إن البحرية الملكية ستزيد موقتاً انتشارها العسكري في الخليج بتقديم موعد تناوب مقرر بين سفينتين حربيتين، حيث سيتم نشر السفينتين معاً في الوقت الحاضر قرب المياه الإيرانية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناطق حكومي بريطاني أن السفينة «دانكان» التابعة للبحرية الملكية «ستنتشر في المنطقة لضمان الحفاظ على وجود أمني متواصل، فيما توقف السفينة (مونتروز) مهمتها لأعمال صيانة مقررة مسبقاً وتغيير أفراد الطاقم». وأضاف أنه تم تقديم موعد عملية التناوب بضعة أيام وسط تصاعد التوتر في المنطقة. أما «رويترز» فنقلت عن بيان حكومي أن عملية الانتشار في الخليج «ستضمن أن تتمكن المملكة المتحدة مع الشركاء الدوليين من مواصلة دعم حرية حركة السفن في هذا الممر الحيوي».

وفي الإطار ذاته، قال وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، إن بريطانيا لا تسعى إلى تصعيد الوضع مع إيران، في ظل استمرار التوتر بين لندن وطهران بسبب الناقلة الإيرانية المحتجزة في جبل طارق وقضية مرور السفن عبر مضيق هرمز. ونقلت «رويترز» عن هانت قوله لتلفزيون «سكاي نيوز»: «هذا رد فعل منا على ما يحدث بطريقة محسوبة وحذرة، ونوضح لإيران أننا لا نسعى إلى تصعيد هذا الوضع». وأكد أن بلاده «تريد تجنب تصعيد قد يكون خطيراً». وتابع: «لا المملكة المتحدة ولا حلفاؤها يريدون صراعاً» مع إيران.

وقال رئيس حكومة جبل طارق، أمس، إن الإجراء الذي اتخذته حكومته، الأسبوع الماضي، بالتحفظ على الناقلة الإيرانية «غريس 1» يرجع إلى انتهاكها للعقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، وليس بناءً على طلب أي دولة أخرى. وتحفظت قوات مشاة البحرية الملكية البريطانية على الناقلة قبالة ساحل جبل طارق للاشتباه في انتهاكها العقوبات المفروضة على سوريا. وقال رئيس وزراء جبل طارق، فابيان بيكاردو، أمام البرلمان: «اتُخذت قرارات حكومة صاحبة الجلالة في جبل طارق بصورة مستقلة تماماً بناءً على انتهاكات لقانون قائم، وليس استناداً إلى اعتبارات سياسية خارجية على الإطلاق»، حسب ما أوردت وكالة «رويترز». وأضاف: «هذه القرارات المهمة بشأن انتهاك قوانيننا لم تكن قرارات اتخذت نيابة عن أي دولة أو طرف ثالث»، في إشارة إلى مزاعم مفادها أن البريطانيين أوقفوا الناقلة الإيرانية بناءً على طلب أميركي. وفرضت واشنطن عقوبات على إيران بهدف وقف صادرات النفط الإيرانية بالكامل. ولا تفرض دول أوروبا عقوبات على طهران، لكنها تفرض عقوبات على حليفتها سوريا منذ عام 2011. وقال بيكاردو في كلمته أمام البرلمان: «كل القرارات التي تتعلق بهذا الأمر اتخذت نتيجة مباشرة لوجود أسباب منطقية تدعو حكومة جبل طارق للاعتقاد بأن السفينة تخالف العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا». وأضاف: «لن نسمح باستغلال جبل طارق بعلمها، أو من دون علمها، للتواطؤ في انتهاك عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي أو أي عقوبات دولية أخرى». وأعلنت شرطة جبل طارق، أمس، أنها أوقفت اثنين من أفراد طاقم ناقلة النفط الإيرانية، وذلك غداة توقيف القبطان ومساعده. وقالت شرطة جبل طارق، في بيان أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، إن الرجال الأربعة يحملون الجنسية الهندية، ويتم استجوابهم في سياق «تحقيق بشبهات تصدير النفط الخام إلى مصفاة بانياس في سوريا». وفي المنامة، قالت وزارة الخارجية البحرينية، أمس، إنها «تدين بشدة» ما وصفته بمحاولة إيران اعتراض طريق ناقلة بريطانية في الخليج. ووصفت تلك الواقعة بأنها «عمل عدائي يجسد إصراراً إيرانياً على تهديد الأمن والسلم والإضرار بحركة الملاحة البحرية وتعريضها للخطر». في غضون ذلك، نقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن رجل دين بارز قوله أمس (الجمعة)، إن بريطانيا ستتلقى قريباً «صفعة على الوجه» لأنها احتجزت الناقلة الإيرانية. ووفقاً للتلفزيون الإيراني، قال رجل الدين كاظم صديقي، للمصلين، خلال خطبة الجمعة: «مؤسسة إيران القوية ستوجه قريباً صفعة على وجه بريطانيا لأنها تجرأت واحتجزت ناقلة النفط الإيرانية»، حسبما أوردت وكالة «رويترز».

 

إعادة هيكلة استخبارات «الحرس الثوري» الإيراني وتوسيع نطاق العمليات في الخارج وتركيز على «الحرب الشاملة» ضد أميركا

واشنطن: أمير توماج/الشرق الوسط/الاحد 14 تموز 2019

اتخذت إيران، الشهر الماضي، قراراً جديداً بشأن جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني، ويتعلق القرار بتوسيع نطاق عمليات الجهاز في الخارج، تلك التي تركز على الولايات المتحدة وخوض «حرب استخبارات شاملة». وأشار الحرس الثوري إلى دمج مديرية الاستخبارات الاستراتيجية تحت مظلة جهاز استخبارات الحرس، باعتبارها من مكونات مهمة الجهاز الموسعة. وأعلنت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، في 18 مايو (أيار) الماضي، عن استمرار حسين طيب، رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري في منصبه، مع تعيين حسن مهاجغي نائباً جديداً له، وهو الذي كان يرأس مديرية الاستخبارات الاستراتيجية بالحرس الثوري سابقاً. وصدر القرار بتخفيض منصب النائب الأسبق حسين نجات إلى نائب رئيس الحرس الثوري للشؤون الاجتماعية والثقافية. ومنذ عام 1979، تاريخ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران، خضع مجتمع الاستخبارات بالحرس الثوري إلى سلسلة تغييرات، واكتساب مزيد من القوة على حساب وزارة الاستخبارات الرسمية. وبعد تولي الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية، مقاليد الحكم في البلاد، كانت وحدة الاستخبارات والتحقيقات بالحرس الثوري المسؤول الأول عن أنشطة الاستخبارات في البلاد. وفي عام 1980 وسع الحرس الثوري من نطاق عمليات الاستخبارات العسكرية بسبب الحرب العراقية - الإيرانية. ثم في عام 1983 تشكلت وزارة الاستخبارات من وحدات الأمن الداخلي التابعة للحرس الثوري، تلك الوزارة التي تولت فيما بعد مهام العمليات الخارجية، ثم تغيّر اسم وحدة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري إلى مديرية الاستخبارات.

ولعبت وزارة الاستخبارات دوراً رئيسياً، بالتعاون مع «حزب الله» والحرس الثوري، في تنفيذ سلسلة من عمليات الاغتيالات، بلغت نحو 60 عملية في الخارج، في الفترة بين ثمانينات وتسعينات القرن العشرين. وفي أعقاب الحرب، نحو عام 1990، أنشأت إيران قوة القدس، باعتبارها فرع العمليات الخارجية التابع للحرس الثوري، والمسؤول عن مباشرة العمليات الحربية غير التقليدية، فضلاً عن توطيد أواصر العلاقات مع الجماعات المتطرفة والمسلحة في الخارج. وكان من بين أفراد القوة الجديدة الضباط القدامى في مديرية الاستخبارات و«قاعدة رمضان»، وهي مركز تخطيط وإدارة العمليات الخاصة «خلف خطوط العدو» أثناء الحرب العراقية – الإيرانية، إلى جانب دعم المتمردين ضد النظام العراقي. وبعد انتخاب الرئيس المعتدل محمد خاتمي، والكشف في عام 1999 عن حوادث القتل العنيفة بحق المفكرين والمثقفين والمعارضين للنظام، قرر المرشد الأعلى علي خامنئي، إثر عدم ثقته في وزارة الاستخبارات، ترقية مديرية استخبارات الحرس الثوري إلى وكالة استخبارات موازية. وبين عامي 2005 و2006 تأسست مديرية الاستخبارات الاستراتيجية من رحم المركز الاستراتيجي للحرس الثوري. وفي أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت إثر انتخابات عام 2009 الرئاسية، انتقد المسؤولون الإيرانيون وزارة الاستخبارات لفشلها المتصور في منع الاحتجاجات، وتحدثوا عن الانقسامات الظاهرة داخل الوزارة. وجرى تطهير ضباط الاستخبارات. وقررت الجمهورية الإسلامية ترقية مديرية الاستخبارات بالحرس الثوري إلى مستوى الجهاز، ووسعت من ميزانيته ونطاق أعماله. وتركزت أعمال جهاز استخبارات الحرس الثوري بالأساس على الاستخبارات المضادة والأمن الداخلي.

بالتالي، اكتسبت قوة القدس مزيداً من الأهمية على حساب وزارة الاستخبارات. وفي ردها على عمليات التخريب الأميركية والإسرائيلية لبرنامجها النووي في أوائل عام 2010، أنشأت قوة القدس الإيرانية مجموعة العمليات الخارجية الخاصة بها، والمعروفة باسم «الوحدة 400». حققت تلك الوحدة، جنباً إلى جنب مع تنظيمي «حزب الله» اللبناني و«الجهاد الإسلامي» الفلسطيني، نسب نجاح منخفضة للغاية في سلسلة من الهجمات التي شنتها ضد أهداف أميركية وإسرائيلية في أوائل عام 2010. وأشار قائد الحرس الثوري حسين سلامي إلى توسيع مهام الحرس الثوري، مع التركيز بصفة خاصة على الولايات المتحدة. وقال سلامي أثناء مراسم تنصيب قائد الحرس الثوري ونائبه، إن جهاز استخبارات الحرس الثوري سيوسع من نطاق أنشطته الاستخبارية في الخارج، وإن مجال عمل الجهاز يتعلق بالنظام بأسره، والثورة الإسلامية، وجغرافية التهديد ضد إيران. وأضاف قائلاً: «نحن في حرب استخبارية شاملة ضد أميركا اليوم، وهذه البيئة تضم مزيجاً من العمليات النفسية والإلكترونية والتحركات العسكرية والدبلوماسية العامة وبث الخوف». واعتبر أنه لا يجب على الحرس الثوري التخلي للحظة واحدة عن تحليل الاستراتيجيات والسلوكيات الأميركية. كما حدد سلامي معيار النجاح بقوله: «يمكننا هزيمة العدو في حرب الاستخبارات، إن نجحنا في تثبيط إرادة العدو استخدام القوة، فإن هذا يعني نجاحنا في تحييد قوته».

ويحمل دمج مديرية الاستخبارات الاستراتيجية ضمن جهاز استخبارات الحرس الثوري كثيراً من التداعيات. وذكرت وسائل إعلامية ذات صلة بالحرس الثوري أن عملية الدمج كانت من الإجراءات المتزامنة مع تعيين حسن مهاجغي نائباً جديداً لجهاز استخبارات الحرس الثوري. وحدث الاندماج على الأرجح للحد من المنافسة القائمة، وتنظيم وحدات الاستخبارات بصورة أفضل للقيام بالمهام الجديدة. ومع ذلك فإن تصور وجود بعض الاحتكاكات ليس أمراً مستبعداً؛ حيث يعتاد حسن مهاجغي جلب رجاله من ضباط الحرس بصحبته إلى جهاز الاستخبارات. ولا يتوفر كثير من المعلومات في المجال العام بشأن مديرية الاستخبارات الاستراتيجية، على الرغم من أن التقارير الإخبارية ذات الصلة بالحرس الثوري قد ربطت أنشطة المديرية ببيان الجنرال سلامي بشأن البيئة المعقدة ومتعددة الأوجه التي يتصدى لها الحرس الثوري، مما يشير إلى أن مهمة المديرية قد شملت التعريف العام بمفهوم الاستخبارات الاستراتيجية، وهو المعني بتحديد التهديدات القائمة على المستوى الوطني، وفي الأنساق العملياتية والتكتيكية.

قد يدور تركيز جهاز استخبارات الحرس الثوري على المنهج المتبع، وتكليفه بمهام استخبارية أكثر أهمية، مع توسيع نطاق حافظة الأعمال في الخارج. وقد يلعب الجهاز دوراً أكبر في تنظيم مثل هذه الأنشطة في الحرس الثوري، والتي تستهدف الولايات المتحدة. ونظراً إلى هيمنة الحرس الثوري على أركان أمن الجمهورية الإسلامية وصناعة القرارات العسكرية، فمن شأن جهاز استخبارات الحرس الاضطلاع بدور أكثر مركزية؛ من حيث دعم السياسات الإيرانية المتبعة في الخارج.

وأفضى تصور التهديدات المحتملة من جانب الولايات المتحدة إلى إجراء التغييرات الأخيرة في هيكل استخبارات الحرس الثوري. ففي عام 2017 ذكرت وسائل إعلام أميركية أن وكالة الاستخبارات المركزية قد أنشأت مركز المهمات الإيرانية لجمع موارد ومعلومات الوكالات بشأن إيران. وكان الجنرال سلامي واضحاً للغاية حين أشار إلى أن الحرس الثوري يعتبر نفسه في حالة حرب استخباراتية مفتوحة ضد الولايات المتحدة، الأمر الذي يشير إلى أن الحرس يستشعر مقدار الضغوط الممارسة عليه. كما تأتي إعادة هيكلة جهاز استخبارات الحرس الثوري في أعقاب إدراجه من قبل الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. وكان هذا هو السبب وراء استبدال الجنرال سلامي للجنرال محمد علي جعفري؛ حيث أطلق الجنرال جعفري تهديدات مباشرة ضد الولايات المتحدة، مثل التهديد بأنه سيتعين على الولايات المتحدة إخلاء قواعدها العسكرية في نطاق يبلغ 1000 كيلومتر من إيران، الأمر الذي وضع طهران في موقف محفوف بمخاطر اندلاع المواجهة العسكرية المباشرة ضد الولايات المتحدة إن توجهت إلى دعم وإسناد التهديد. ومن شأن مهام جهاز استخبارات الحرس الثوري أن تتداخل مع مهام وزارة الاستخبارات الإيرانية. ومن شأن ذلك أن يخلق تداخلاً في المسؤوليات وقدراً معتبراً من التنافس فيما بينهما. وربما كانت حالة التنافس الراهنة، وما سبقها من حالات أخرى، هي السبب وراء عقد الجنرال سلامي اجتماعاً في شهر مايو الماضي بين وزارة الاستخبارات وجهاز الاستخبارات بالحرس الثوري. وقال خلال الاجتماع إن الجهازين الكبيرين يمثلان عيون النظام الإيراني، وإن كلاً منهما يكمل الآخر. ومن المرجح أن يكون العمل المشترك بين الجهازين في الخارج مزيجاً من التعاون والمنافسة، مع أفضلية خاصة يحظى بها جهاز الاستخبارات بالحرس الثوري.

وكانت وزارة الاستخبارات الإيرانية ضالعة في كثير من المؤامرات الفاشلة في الآونة الأخيرة، مما كان له أثره الواضح أيضاً على قرار تعزيز دور جهاز الاستخبارات بالحرس الثوري. وفي عام 2018 قامت السلطات في ألبانيا والدنمارك وفرنسا باعتقال أو طرد عملاء وزارة الاستخبارات الإيرانية، لاتهامات بالتآمر أو التجسس. وكانت أبرز هذه الحالات مؤامرة تفجير تجمع للمعارضة قرب باريس. كما طردت السلطات الهولندية اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين بعدما خلصت إلى استعانة إيران في عام 2015 باثنين من المجرمين لاغتيال أحد الأشخاص. ولم تذكر السلطات اسم الوكالة التي استعانت بالمجرمين. وألقت عمليات الاعتقال اللاحقة مزيداً من الضوء على الاستعانة بمصادر خارجية في تنفيذ المهام، الأمر الذي أسفر عن تدهور واضح في قدرات الوزارة، مقارنة بنحو 60 عملية اغتيال في الخارج، في الفترة بين ثمانينات وتسعينات القرن العشرين، تم معظمها باستخدام عملاء من «حزب الله»، سواء في التنفيذ أو الإسناد.

ومن شأن جهاز استخبارات الحرس الثوري أن يعمل إلى جانب قوة القدس، إلى الحد الذي تترابط فيه المهام بعضها ببعض، ولا سيما فيما يتعلق بالأهداف الأميركية، رغم أن المجال قد يتسع لظهور المنافسة بينهما. ومن الجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى حالات فشل قوة القدس في أوائل عام 2010، ألقت السلطات القبض على عملاء مشتبه بهم في ألمانيا، كما كشفت خلية تابعة في جمهورية أفريقيا الوسطى. ومن غير الواضح ما إذا كان جهاز استخبارات الحرس الثوري سيعتمد على قوة القدس في العمليات، أو يلجأ إلى تشكيل قسم العمليات الخارجية الخاص به. وأشار توسيع نطاق مهام جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني إلى هيمنة الحرس الثوري على مجتمع الاستخبارات في الجمهورية الإسلامية. كما تعكس الجهود الجارية اهتماماً إيرانياً بتوسيع حملة الاستخبارات غير المتناظرة ضد الولايات المتحدة الأميركية، والهدف المعلن منها يتعلق بردع الولايات المتحدة عن استخدام القوة العسكرية ضد إيران.

 

موغيريني تحذر من «مغامرات خطيرة» في الشرق الأوسط

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»/14 تموز/2019

قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، اليوم (السبت)، إن الاتحاد يدعم تماماً جهود العراق لنزع فتيل التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران، موضحة أن أي صراع ستكون له عواقب وخيمة على جميع الأطراف. وأضافت موغيريني، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم، خلال زيارة لبغداد، أن الاتحاد يقدر ويدعم سياسة العراق الساعية للحفاظ على علاقات طيبة مع كل جيرانه، محذرة من أي «مغامرات خطيرة» بالمنطقة. وقالت: «تحدثت أنا والوزير باستفاضة عن التوتر المتزايد حول العراق والحاجة أولاً وقبل أي شيء إلى تجنب التصعيد وتجنب أي حسابات خاطئة قد تفضي إلى عواقب خطيرة للغاية بالنسبة للعراق أولاً وقبل كل شيء وما وراء ذلك أيضاً». وقال وزير الخارجية العراقي: «العراق يجب ألا يكون ساحة للصراع بل دور مساعد بالمشاركة في حل هذه الأزمة مع الدول العربية الأخرى، خصوصاً الكويت وعمان»، مضيفاً أن نشوب أي صراع سيعقد أيضاً جهود مكافحة الإرهاب. وقال الوزير العراقي مشيراً إلى انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي: «إلغاء الاتفاق النووي من طرف واحد سبب أزمة كان من الممكن تجاوزها بالمفاوضات»، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي يمكنه لعب دور مهم في خفض حدة التوتر. وأوضحت موغيريني أن الاتحاد الأوروبي يؤيد مقترح العراق بعقد مؤتمر إقليمي بين إيران ودول الخليج، خصوصاً السعودية والإمارات. وقالت: «التجربة الأوروبية تقول إنه حتى في أصعب الأوقات من الأفضل دوماً الجلوس والتحدث بدلاً من الدخول في طرق المجهول التي قد تكون خطيرة على الجميع». والتقت المسؤولة الأوروبية خلال الزيارة أيضاً برئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي والرئيس برهم صالح.

 

الأسد يستهدف المعارضة في ريفي إدلب وحماة والتصعيد الروسي والسوري أخرج 20 مستشفى عن الخدمة

دمشق – وكالات/الاحد 14 تموز 2019

 استهدفت جيش النظام السوري، بسلاحي الصواريخ والمدفعية مواقع المعارضة المسلحة في بلدات عدة بريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي. وذكرت وكالة أنباء النظام “سانا” أن الجيش وسع نطاق عملياته على مواقع انتشار المعارضة لتشمل تجمعاتهم في قرى وبلدات عدة في ريف إدلب الجنوبي بالتزامن مع مواصلة استهدافاتها بالمدفعية لمواقعهم بريف حماة الشمالي. وأضافت إن “الضربات المكثفة تركزت على تحصينات لجبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها في قرى وبلدات كفروما وحاس وكفريا وخان شيخون ومعرة حرمة بريف إدلب”. وأشارت إلى أن “الجيش خاض اشتباكات عنيفة مع النصرة في ريف حماة الشمالي”. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، أمس، أن الاشتباكات في ريفي إدلب وحماة أدت إلى خروج 20 مستشفى ومركزاً طبياً عن الخدمة جراء التصعيد السوري والروسي في المنطقتين. وفي ريف حمص الشرقي، استهدفت المعارضة أمس، خطا للغاو، ينقل 2.5 مليون متر مكعب يومياً، وتسبب في خروجه عن الخدمة. وفي وقت لاحق، أعلن النظام عن ضبط أسلحة وذخيرة وسيارات من دون لوحات في منزل بإحدى قرى محافظة حمص. ويربط خط الغاز يربط بين حقل الشاعر ومعمل “إيبلا” للغاز بريف حمص الشرقي، ومنه إلى محطات توليد الكهرباء، فيما بدأت فرق التصليح الفنية التابعة للنظام العمل على إصلاحه. على صعيد آخر، أعلنت روسيا أول من أمس، أن دورية من الشرطة العسكرية التابعة لها تعرضت لهجوم بواسطة عبوة ناسفة في محافظة درعا جنوب سورية من دون وقوع إصابات. من جهة أخرى، أكد نائب وزير خارجية النظام فيصل المقداد أول من أمس، أنه سيناقش في الاجتماع المقبل في كازاخستان بشكل عملي “تقييم لما حدث فمثلاً وقف إطلاق النار في ادلب لم يتحقق نتيجة جرائم حكومة أردوغان بحق شعبنا في إدلب ودعمها للمجموعات الإرهابية بما فيها جبهة النصرة”.

 

عشرات القتلى بمعارك شمال حماة... والنظام يقصف مدينة إدلب قوات الحكومة تستعيد قرية وسط البلاد

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»/14 تموز/2019

قُتل 10 مدنيين على الأقل، الجمعة، 3 منهم في مدينة إدلب، جراء غارات نفّذتها قوات النظام على شمال غربي سوريا، في وقت ارتفع عدد قتلى الاشتباكات بين شمال حماة وجنوب إدلب حيث استعادت قوات النظام قرية خسرتها أول من أمس.

وتزامنت الغارات مع استمرار المعارك بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، على رأسها «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) في المنطقة، لتتخطى حصيلة القتلى منذ ليل الأربعاء 120 قتيلاً على الأقل من الطرفين. وتتعرّض محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، تؤوي نحو 3 ملايين نسمة، لتصعيد في القصف منذ أكثر من شهرين، يترافق مع معارك عنيفة، تتركز في ريف حماة الشمالي. وتمسك «هيئة تحرير الشام» بزمام الأمور إدارياً وعسكرياً في المنطقة؛ حيث توجد أيضاً فصائل إسلامية ومقاتلة أقل نفوذاً. وتسببت غارات نفّذتها قوات النظام بمقتل 10 مدنيين على الأقل، بينهم 3 أطفال، وإصابة أكثر من 45 آخرين بجروح، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقتل 3 من الضحايا في غارات استهدفت مدينة إدلب، التي بقيت منذ بدء التصعيد نهاية أبريل (نيسان) بمنأى عن القصف إلى حد كبير. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «هذه أول مرة تطال فيها الغارات وسط مدينة إدلب، بعدما اقتصرت سابقاً على أطرافها، وحصدت قتيلاً واحداً الشهر الماضي». وتعدّ مدينة إدلب معقل «هيئة تحرير الشام» ومقرّ المؤسسات والإدارات المنبثقة عنها.

وقال مصور إن القصف استهدف أبنية سكنية، بالقرب من ساحة السبع بحرات، أكبر ساحات المدينة. وشاهد مسعفين من الدفاع المدني يعملون على نقل الضحايا. في ريف حماة الشمالي الغربي، استعادت قوات النظام، بدعم روسي، بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، قرية الحماميات، وتلّة قربها، بعد شنّها هجمات معاكسة ترافقت مع عمليات قصف جوي وبري كثيفة، وفق «المرصد». قال أحد قادة القوات الحكومية السورية: «تمكنت قواتنا بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة من السيطرة على قرية الحماميات وتلّتها الاستراتيجية، بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة التي استقدمت الانتحاريين للهجوم على مواقع الجيش». وأكد القائد الميداني، الذي لم يتم تسميته، لوكالة الأنباء الألمانية: «تمكن سلاح الجو من تدمير كل خطوط إمداد المسلحين من بلدة كفر زيتا باتجاه الحماميات، وتمّ قتل وجرح العشرات منهم». من جانبه، قال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير المعارضة: «انسحبت قواتنا من قرية الحماميات وتلّتها، بعد تصديها لـ9 محاولات من القوات الحكومية، ولكن ما دفعنا للانسحاب كان كثافة القصف الجوي، وليس التقدم البري، حيث تجاوز عدد الغارات الجوية منذ صباح الخميس 400 غارة على محاور ريف حماة وإدلب، وأكثر من 215 غارة للطيران المروحي، و65 غارة للطيران الروسي، و135 غارة للطيران السوري». وأكد القائد العسكري «مقتل وجرح أكثر من 100 عنصر، بينهم ضباط من القوات الحكومية والروسية وعناصر (حزب الله) اللبناني و(الحرس الثوري) الإيراني و(فيلق القدس) الفلسطيني». وأوضح القائد العسكري أن القوات المهاجمة وضعت كل قوتها لاستعادة السيطرة على الحماميات، باعتبارها مدخل بلدة كرناز، التي تضم أكبر قاعدة للقوات الروسية في ريف حماة، إلى جانب معسكر بريديج. وأحصى «المرصد» منذ ليل الأربعاء مقتل 67 من قوات النظام والمجموعات الموالية لها، مقابل 56 من الفصائل، بينهم 39 مقاتلاً جهادياً في المعارك المستمرة بين الطرفين. وأدّت قذائف أطلقتها الفصائل على بلدة كرناز، الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في ريف حماة الشمالي الغربي، إلى إصابة 6 أطفال على الأقل بجروح، وفق «المرصد». وكانت محافظة إدلب ومحيطها شهدت هدوءاً نسبياً، بعد توقيع اتفاق روسي - تركي في سبتمبر (أيلول)، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين قوات النظام والفصائل، لم يُستكمل تنفيذه. إلا أن قوات النظام صعّدت منذ فبراير (شباط) قصفها، قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقاً. ومنذ بدء التصعيد نهاية أبريل، قتل أكثر من 580 مدنياً جراء الغارات السورية والروسية، فيما قتل 45 مدنياً في قصف للفصائل المقاتلة والمتطرفة، وفق «المرصد». ودفع التصعيد أكثر من 330 ألف شخص إلى النزوح من مناطقهم، وفق الأمم المتحدة، التي أحصت تعرّض أكثر من 25 مرفقاً طبياً للقصف الجوي منذ نهاية أبريل. وندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في بيان الخميس، بـ«شدة» الغارات التي «تستهدف مدنيين»، وتطال «منشآت طبية وعاملين طبيّين»، رغم مشاركة إحداثياتها مع أطراف النزاع. وذكّر بوجوب «حماية المدنيين والبنية التحتيّة المدنيّة، بما في ذلك المنشآت الطبية».

 

أميركا تعلن عن حزمة عقوبات ضد تركيا قريباً وبوادر أزمة صامتة تعصف بعلاقات أنقرة مع الدوحة

واشنطن – وكالات/14 تموز/2019

 كشفت وكالة “بلومبيرغ” أمس، عن توصل فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لحزمة عقوبات لمعاقبة تركيا على تلقيها أجزاء من نظام “أس 400” الصاروخي الروسي، مشيرة إلى أن الفريق اتفق على إعلان الخطة خلال الأيام المقبلة. وذكرت “بلومبيرغ” أن الإدارة الأميركية اختارت واحدة من ثلاث مجموعات من الإجراءات الموضوعة لإحداث درجات متفاوتة من الأضرار، طبقاً لقانون مكافحة أعداء أميركا من دون تحديد المجموعة التي تم اختيارها. ونقلت عن مصدر أميركي قوله، إن “الإدارة اتفقت على الإعلان عن العقوبات في أواخر الأسبوع، وتريد الإدارة الانتظار حتى بعد الإثنين (اليوم)، الذي تحل فيه ذكرى محاولة الانقلاب الفاشلة العام 2016 ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتجنب إثارة مزيد من التكهنات بأن الولايات المتحدة كانت مسؤولة عن محاولة الانقلاب، كما يزعم أنصار الرئيس التركي”. وأضاف إنه تم وضع الخطة بعد أيام من المناقشات بين المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي الأميركي. من ناحية ثانية، دخلت العلاقات بين تركيا وقطر، في أزمة حقيقية، قد تضع العلاقة بين الطرفين على مفترق طرق، وذلك عقب بث قناة “الجزيرة” الإنكليزية تقريراً شديد اللهجة بشأن حالة القمع التي ينتهجها أردوغان ضد الصحافيين. وأجرت مذيعة البرنامج مقابلات مع ثلاثة صحافيين بارزين، بعضهم يحسب بشكل أو بآخر على جماعة فتح الله غولن، التي تتهمها أنقرة بالضلوع خلف محاولة الانقلاب في العام 2016، وتطرقت إلى إغلاق أردوغان لنحو مئة وسيلة إعلامية منذ الانقلاب. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، وصول طائرة روسية سادسة محملة بمعدات منظومة صواريخ “أس 400” ، بينما ذكرت وكالة “الأناضول”، أن القوات التركية اعتقلت 557 شخصاً يشتبه في انتمائهم لما يسمى بمنظمة “الكيان الموازي” حاولوا التسلل الى اليونان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كلهم قوى إحتلال

د. رندا ماروني/15 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76681/%d8%af-%d8%b1%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%83%d9%84%d9%87%d9%85-%d9%82%d9%88%d9%89-%d8%a5%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84/

على وقع الإحتجاجات الشعبية سيلتئم مجلس النواب صاما الآذان عما يحدث خارج رواقه لإقرار الموازنة مسجلا مخالفتين دستوريتين، الأولى تطال من حقوق المواطنين النقدية والعينية المباشرة، والثانية تطال من الحقوق غير المباشرة وتخالف وتتجاوز أصول الإقرار دون قطع الحساب لتسجل مرة أخرى جديدة تعنتا ووضعا لليد على المال العام دون حسيب أو رقيب، وكيف لا وهو بلد يحتوي كبار صغار ممن يعتبرون أنفسهم فوق المحاسبة، حيث تنتظر آلياتها خارج أبوابهم.

تأتي المخالفة الدستورية الأولى لتتطاول على حقوق المواطنين مسجلة تجاوزا إشتراعيا فاضحا، حيث أن المشترع عندما يسن قانونا يتناول الحقوق والحريات الأساسية لا يسعه أن يعدل أو أن يلغي النصوص القانونية النافذة الضامنة لهذه الحريات والحقوق دون أن يحل محلها نصوصا أكثر ضمانة أو تعادلها على الأقل فاعلية وضمانة، بمعنى أنه لا يجوز للمشترع أن يضعف من الضمانات التي أقرها بموجب قوانين سابقة لجهة حق أو حرية أساسية سواء عن طريق إلغاء هذه الضمانات دون التعويض عنها أو بإحلال ضمانات محلها أقل قوة وفاعلية، وما أوردته هنا ليس إلا ما ورد في قرار المجلس الدستوري ٥/٢٠٠٠ .

وفي هذا السياق يأتي تعديل المادة ٤٧ من المرسوم الإشتراعي رقم ١٤٤ تاريخ ١٢/٦/١٩٥٩ وتعديلاته (قانون ضريبة الدخل)، بموجب المادة الثامنة والأربعين والتي سيصدق عليها مجلس النواب في الأيام القادمة، يأتي التعديل ليسقط البند الرابع من النص الأساسي والتي يستسثنى بموجبه من الضريبة، معاشات التقاعد التي تمنح لموظفي الدولة والمصالح العامة أو المؤسسات العامة والخاصة وفقا لقوانين التقاعد وأنظمته.

إن إلغاء هذا البند أو سقوطه كما يتم التداول به جهلا بمحتواه واعتبار سقوطه تراجعا للدولة في تدابيرها التعسفية، هو بالحقيقة ليس سوى سقوط للدعم وسقوط للاستثناء من فرض الضريبة لتشمل كل من تم ذكرهم في البند الرابع من المادة ٤٧ والتي سوف تعدل بموجب المادة ٤٨ المعدة للطرح أمام المجلس النيابي.

اذا لقد سقطت الاستثناءات من الإعفاءات مع سقوط الفقرة الرابعة لتبقى تسعة بنود مجدولة معفية ومستثناة من الضريبة، على الشكل التالي:

١- المخصصات التي يتناولها رجال الدين لقاء قيامهم بالطقوس الدينية

٢- الرواتب وملحقات الرواتب التي يقبضها سفراء الدول الأجنبية وممثلوها الدبلوماسيون وقناصلها وممثلوها القنصليون، والرعايا الأجانب من موظفيهم وذلك شرط المعاملة بالمثل

٣- الرواتب وملحقات الرواتب التي يقبضها العسكريون من أية رتبة كانوا التابعون لجيوش الدول الحليفة

٤- ملغاة،  وسقط مع هذا الإلغاء الإستثناء من الضريبة عن معاشات التقاعد التي تمنح لموظفي الدولة والمصالح العامة أو المؤسسات العامة والخاصة وفقا لقوانين التقاعد وأنظمته

٥- التخصيصات المدى الحياة والتعويضات المؤقتة التي تدفع لضحايا حوادث العمل

٦- أجور اليد العاملة الزراعية

٧- أجور الخدم في المنازل الخاصة

٨- أجور الممرضين والممرضات والخدم  في المستشفيات والمياتم والملاجئ وغيرها من مؤسسات التمريض والإسعاف

٩- تعويض الصرف من الخدمة المدفوع وفقا للقوانين النافذة في لبنان

١٠- التعويضات العائلية المدفوعة وفقا للقوانين النافذة

هذا التجاوز الدستوري المزدوج هو سيصبح في الأيام القليلة المقبلة أمر واقع رغم كل المعارضات الشعبية ورغم كل ما سيحدث في الشارع، والإعتراض على عدم دستورية القوانين وعلى ما سوف يشرع في مجلس النواب، ومحاولة تصويب الأمور تقتضي الطعن أمام المجلس الدستوري من قبل عشرة نواب وهو الخيار الأقرب إلى الممكن الحدوث، إلا أن ما حققه المجلس الدستوري الحالي من إنجازات وقبول للطعون وإصدار قرارات، وما اتصف به من صدقية وجدية في العمل، وخروجه عن الإنتماءات والولاءات السياسية وعدم الانصياع للضغوط، هذه الصورة المشرقة بدأت تتلاشى وتتبخر   وخاصة بعد عملية التعيين الإنتخابية التي جرت في جلسة مجلس النواب السابقة، بعد أن ضاق ذرع السياسيين من قرارات المجلس الدستوري الحالي، فتم تعيين خمسة أعضاء بالتوافق الزعماتي وشلت العملية الإنتخابية، كما أنه لم تلحظ الأسماء المتوافق عليها من هو خبير في القانون الدستوري بل يمثلون خلفيات قضائية أخرى ومنها العسكري، على أن يعين مجلس الوزراء خمس أعضاء آخرين لاكتمال النصاب، وهذا الأمر الذي تعطل بدوره نتيجة أحداث البساتين والتي جسدت صراعا سياسيا وشللا في عمل الحكومة.

هذه التجاوزات الدستورية في قانون الموازنة التي سوف يقر في مجلس النواب، حتى لو تم الطعن في هذا القانون المخالف للدستورية المطلوبة، إلا أن نسب النجاح في معارضة ما يتم التحضير له بدأت تتلاشى في دولة تتجاوز الدستور وتقتص من حقوق المواطنين، وتعين التابعين، فلم يعد انتهاك الشرعية الدستورية للسلاح غير الشرعي وحده بل تشاركوا وعقدوا التسويات وتقاسموا المغانم وحملوا المواطنين أعباء سرقاتهم ليضحوا كلهم قوى إحتلال.

كلهم قوى

إحتلال

سود الأيادي

وأرذال

زمرة لا

خير فيها

إصلاح أضحى

محال

شفير الهاوية

أوصلونا

أدخلونا عصر

الأدغال

مشاة حفاة

أرجعونا

نتمنى إمتطاءا

الجمال

زادوا اوزانا

وحملونا

أطنانا وأثقال

الجبال

فروض الطاعة

علمونا

وطقوس الخنوع

والإجلال

والكرامة، أبلغونا

ملاحقة للإغتيال

شوهوا الصورة

وأوهمونا

تلال تحت

الرمال

كلهم قوى

إحتلال

سود الأيادي

وأرذال

زمرة لا

خير فيها

إصلاح أضحى

محال.

 

الحريري وجنبلاط: قوة السياسة بوجه سياسة القوة

منير الربيع/المدن/15 تموز/2019

من المعروف عن الرئيس سعد الحريري أنه الشخص الذي تأخذ منه الكثير في التفاوض والمساومة، إنما لا يمكن التعامل معه بالفرض والإملاء، أو محاولة الكسر والإجبار. ومن المعروف عنه أيضاً، أنه غالباً ما يجنح نحو التعالي عن الكثير من الصغائر والمناكفات والتجاوزات. بل وأثبت أنه "طويل البال" إزاء هكذا ممارسات. اليوم، يبدو أن صبره بدأ بالنفاد أمام استفحال الكثير من الممارسات السياسية السيئة. ولذلك، يغلّب الرجل في كلامه العلني الحديث عن الاقتصاد، كاتماً غيظه من التفاصيل السياسية المنفرة. فنراه يردد: "إن ما يهم المواطن هو القضايا المعيشية والاجتماعية". لكن، حتى في إصراره على هذا المسار، لم يستطع تجنّب محاولات تجاوزه سياسياً، ومحاولات "مصادرته" وفرض أمر واقع عليه، وإلزامه السكوت عما يحدث، خصوصاً في استهداف ممنهج لأفرقاء أساسيين في التركيبة السياسية للبلد. أسلوب الحريري في الصبر والبحث عن التوازن، ورفض الإملاء أو الانكسار، يتّبعه مع كل القوى. وتجلّى بالتحديد منذ إنجاز التسوية الرئاسية.

بين جنبلاط وباسيل

يصرّ الحريري داخلياً، على سياسة "صفر مشاكل". يتجنّب الاشتباكات والمعارك السياسية، حتى مع القوى التي يختلف معها بشكل جذري كحزب الله، حتّى بات حاجة لمختلف القوى، وبشهادة حسن نصرالله الذي أكد تمسكه بالتسوية "الصامدة"، وبالحفاظ على الحريري رئيساً للحكومة، بوصفه نقطة وصل وتقاطع للمصالح بين الجميع. فهو حاجة لحزب الله، وللتيار الوطني الحرّ، ولحزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي. وعليه يمثّل الرجل أهمية استثنائية في هذه المرحلة، لأهمية الدور القادر وحده حالياً على لعبه.

فترة التوتر المكشوف بين سعد الحريري ووليد جنبلاط، كان مردها بعض المواقف العنيفة التي أطلقها رئيس "الاشتراكي" ضد رئيس الحكومة. وكان الحريري يفضّل السجال وتناول الاختلاف بعيداً من الإعلام. لكن عندما كان يتعرّض لانتقاد لاذع من جنبلاط، كان يضطر إلى الرد عليه مباشرة أو مداورة. ما أدى إلى تدهور العلاقة بينهما، إلى أن ترتبت لقاءات عديدة عملت على تسوية العلاقة.

ما كان يعانيه الحريري مع جنبلاط، إثر انتقادات جنبلاط المتكررة لمآل "التسوية الرئاسية" ومسارها، كونها برأيه ستؤدي إلى محاصرته، ومن ثم إلى محاصرة الحريري نفسه.. كان الأخير قد عاناه مع التيار الوطني الحرّ أيضاً. وقد تجلّت هذه المعضلة في المواقف التي أطلقها الوزير جبران باسيل، واستدعت رداً مباشراً من الحريري. واستمرت "معاناة" الحريري، إثر مسلسل زيارات وجولات رئيس التيار الوطني الحرّ، في مناطق وبلدات ومدن، أجمعت معظم القوى السياسية على أنها استفزازية وأفضت إلى توترات خطيرة. ثم كان الهجوم "الباسيلي" على وزيرة الداخلية ريا الحسن واللواء عماد عثمان، ومن بعدها تعطيل عمل مجلس الوزراء، عبر التلويح باستخدام الثلث المعطل، ووضع الشروط للمشاركة بأي جلسة حكومية، منها شرط إحالة ملف حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي.

مغالبة ومكاسرة

هنا وجد الحريري نفسه يتعرّض لسياسة الفرض والإملاء والإخضاع. وهذا بالضبط المنطق الذي لا يستقيم معه. وهو يكرر في مجالسه أن بإمكان أي شخص أن يأخذ منه بالحسنى، ما لا يمكن أخذه بالقوة أو العناد.

منذ حادثة الجبل، ومحاولة تطويع الحريري وحشره في خانة التيار الوطني الحرّ، بدا واضحاً تغيّر أداء الرجل. وظهر منتفضاً على محاولة مغالبته ومكاسرته. صحيح أنه تلقى رسالة تعطيلية من قبل وزراء التيار الوطني الحرّ، لكنه قبل ذلك أطلق موقفاً واضحاً أنه لن يوافق على إحالة الملف على المجلس العدلي، ولن يسمح لحكومته أن تكون مسرحاً لكسر وليد جنبلاط أو تطويقه أو تصفية الحسابات معه. وعليه استمرّ في موقفه الواضح إلى جانب جنبلاط. ولا يزال على هذا الموقف. وهذا ما أبلغه إلى جنبلاط في اللقاء الذي عقد في بيت الوسط مساء السبت الماضي. إذ كان الحريري واضحاً بأنه لن يدعو إلى أي جلسة لمجلس الوزراء في ظل الإصرار من قبل طرف على إحالة الملف إلى المجلس العدلي.

ليلة السبت

لقاء الحريري جنبلاط الأخير، هو الثالث الذي يعقد في خلال أسبوعين. ما يوحي بعودة الحرارة للعلاقة بينهما. بل وكان معلناً تشديدهما على الاستمرار بالتنسيق في مختلف القضايا. وهذا التنسيق وحده سيكون كفيلاً بإستعادة التوازن السياسي وتعزيزه في البلد. وحسب ما تكشف مصادر متابعة، فإن اللقاء كان ودياً وحمل الكثير من الإيجابيات، إذ جرى تجديد التأكيد على "وحدة الموقف"، وتسهيل التحقيقات القضائية في حادثة قبر شمون. وهنا تتوقع المصادر، أن الأمور تحتاج إلى المزيد من الوقت لتبريد الأجواء العامة، بما يتيح عقد جلسة لمجلس الوزراء. وسيستكمل الحريري الاتصالات والمشاورات مع مختلف الأطراف لإيجاد المخرج الملائم. من الواضح حتى الآن أن ترميم العلاقة وتمتينها بين جنبلاط والحريري، يغير المشهد السياسي نوعياً، سيترجم بإرساء توازن نسبي، خصوصاً وأن الحريري اكتشف خطورة محاولات البعض جرّه عنوة إلى موقع ليس موقعه، ومحاولة تجريده من حلفائه. "ممانعة" الحريري ضد محاولات استضعافه ستؤسس لواقع سياسي جديد، ولو تحت سقف الحفاظ على التسوية واستمراريتها. والجديد هنا في صلابة الأداء وفي التنسيق التام بين الحريري وجنبلاط، على نحو يستمر الأخير بمواقفه، فيما الأول يستمرّ في دور إطفاء أي حريق.

ذاك الحلف المشتهى

طبعاً، لا يمكن راهناً الحديث عن إعادة إحياء تحالف سياسي يقوم على مواجهة تحالف آخر، على الرغم من وجود الرغبة والنية. هناك "ثوابت" في الأصل، تتعلق بمفهوم الدولة وعقيدتها السياسية، وبتصورات كبرى حول وجهة لبنان وهويته وعلاقاته الإقليمية والدولية.. ثوابت لها علاقة بروحية "الطائف" ونصه، كما بالنظام السياسي وبتحكيم الدستور. كل هذا، ما زال فاعلاً في "الانقسام" اللبناني رغم كل التسويات. ولذا، ستبقى تلك الرغبة العميقة باستعادة ما يشبه أو يوازي ذاك الحلف المعارض الجامع الذي تأسس في خريف العام 2000، واستمر عملياً حتى العام 2008. لكن هذا الطموح سيبقى معلقاً ومؤجلاً، ارتباطاً بالظروف والتحولات المحلية والإقليمية والدولية. وربما يحتاج إلى وقت مديد.

هذا الخيار – الطموح لم يسقطه جنبلاط من موقفه بعد لقائه الحريري، عندما ردّ على كلام نصر الله، قائلاً له: "أنا أخاصم رجالاً وأصادق رجالاً"، في إشارة واضحة من جنبلاط إلى الثبات على موقفه، وعدم تراجعه، خصوصاً أن ما يرمي إليه ويقصده في كلامه، هو أن كل حلفاء الحزب الذين يحاولون مهاجمته أو تطويقه أو البحث عن مكاسب على حساب مكانته ونفوذه وزعامته، إنما يتحركون لا بقوتهم الذاتية ولا بحيثية سياسية مشروعة، بل باستقوائهم بآخرين (حزب الله والنظام السوري). فأراد جنبلاط أن يبلغ موقفه مباشرة نصر الله. وهذا أمر نادر منذ سنوات طويلة، حين كان يفضّل عدم الردّ مباشرة على الحزب أو أمينه العام. وهذا مؤشر على تغيّر في اللهجة والأداء. ردّ جنبلاط على كلام نصر الله بما يخص قضية معمل عين دارة، نافياً أن يكون قد حاول الدخول شريكاً مع بيار فتوش، محذراً أمين عام حزب الله من أن يقدّم له بعض مقربيه معلومات مغلوطة، أو أنهم "مستفيدون" من معمل فتوش، مبدياً أسفه لتقديم نصر الله مطالعة استراتيجية انتهت بفتوش: "ليس جميلا أن تنتهي بعد كل هذه المطالعة الكبيرة بقصة فتوش". واستكمل جنبلاط رده المتشعب، والذي يعكس إصراره على عدم التراجع، عندما أبدى استغرابه إزاء نبش نصر الله جملة لجنبلاط في العام 2005 حول "سلاح الغدر"، وكان الافتراض أن لغة الصدام هذه تم تجاوزها منذ سنوات، وجرت في الأثناء تفاهمات وتسويات كثيرة. استذكار نصرالله لعبارة جنبلاط، تقول أن حزب الله مازال هناك في العام 2005، بوجهيها "المجيد" و"الدموي". وربما بهذا المعنى يفرض على الجميع أن يعودوا بدورهم إلى هناك.

 

"العصر الحجري" إذ يفضح لبنان

ساطع نور الدين /المدن/15 تموز/2019

لعل الامر متعلق بتكوين لبنان وحدوده وطبيعته وهوائه وغذائه. لكنه ثابت من الثوابت اللبنانية المستمرة: بين الحين والاخر، يظهر في لبنان "قائد" لا يكتفي بالقيادة المحلية، بل يتنطح للريادة الاقليمية وحتى العالمية.

الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليس إستثناء، هو مجرد إستكمال لتقليد لبناني عريق، سبق أن شهد الكثير من الرموز الذين بسطوا راحتهم على خريطة الشرق ومدوا أيديهم الى الخريطة العالمية، وقدموا أنفسهم وجماعتهم، بصفتهم الرقم الصعب الذي يقلب المعادلات ويخرق الحدود.

قدم المسيحيون أكثر من نموذج مشابه، وتزعم السنة أكثر من "قائد" عابر للحدود، وأدمن الدروز في مختلف قياداتهم على التعبير عن ضيقهم بتلك الحدود وعدم الاعتراف بها.

الى أن جاء دور الشيعة كي يبنوا على المظلومية التاريخية، واحداً من أهم مظاهر التمرد والعصيان، والخروج على الكيان، للالتحاق بالمحيط الرحب الذي كان ولا يزال يحتاج الى المتمردين الشيعة، ويتباهى بفورتهم الحماسية التي لا مثيل لها.

قد تكون حالة نصرالله وحزب الله فريدة من نوعها، في حماستها وتطرفها ومراكمتها تجربة طويلة من التحدي الذي وضع في بعض المراحل السابقة، الطائفة الشيعية في مواجهة حلف شمال الاطلسي كله، في إستعارة مشوهة لتجربة حلف وارسو الشهير، الذي يبدو أن زواله ضاعف العبء الملقى على كاهل شيعة لبنان ، وزاد من مسؤولياتهم الاقليمية والدولية ، حتى باتوا هم طليعة الصراع مع الاميركيين والغرب، ومقدمة الزاحفين الى القدس المكلفين وحدهم بمهمة إزالة دولة إسرائيل من الوجود.

المختلف في تجربة نصرالله وحزب الله وخطابه وبرنامجه، أن حالات الجنون اللبناني السابقة كانت منضبطة تحت سقف متواضع يرسمه الخارج، الذي كان معنياً على الدوام بعدم التفريط بحلفائه اللبنانيين، ودعوتهم الى التعقل والتروي، حرصاً على أنفسهم وعلى بلدهم وعلى العلاقة مع بقية طوائفه.

الآن يبدو أن إيران لا تأبه لتهور حليفها اللبناني، ولا تمانع في أن يفشي الاسرار ويهدد الاقدار ويطلق التهديدات التي تتهيب طهران توجيهها.

التبرير المتكرر لتلك اللغة المتصاعدة هو أن نصر الله يهدد، فقط لكي يمنع الحرب على إيران ولبنان.

لكن خطاب الردع معطوب من داخله، من تكراره، من عناصره نفسها..

فضلا عن أن عيبه الجوهري يكمن في أن إعادة إسرائيل الى العصر الحجري، إذا كانت متاحة، لا يجوز أبداً أن تكون مرهونة قصف طهران.

دمار غزة وحصارها كان وسيبقى دافعا إنسانياً وسياسياً أقوى وأشد لإنزال أقسى العقاب بالاسرائيليين.

فالفلسطيني قريب لشيعة لبنان أكثر من الايراني، كما أن اللبناني السني والدرزي والمسيحي لصيق بشيعة لبنان أكثر من الايراني طبعا.

ولهؤلاء جميعا الحق بالسؤال: لماذا الآن بالذات، ولأي مصلحة لبنانية او عربية؟

هو سجال قديم، لم يغير يوماً في لغة حزب الله ولا في مقاربته اللبنانية او في "طموحاته" الخارجية، التي يبدو اليوم أنها تواجه ساعة الحقيقة الايرانية، أكثر من أي وقت مضى من عمر ذلك الحلف المقدس.

ولم يفعل نصر الله في كلامه الاخير سوى الكشف عن أن النظام الايراني يعيش لحظة مصيرية، تستدعي الوقوف الى جانبه، ومساعدته في توجيه او بالاحرى في تفسير التهديدات المتداولة في طهران والموجهة الى كل من أميركا وإسرائيل ودول الخليج العربي.

 لا دليل حتى الآن على أن تلك التهديدات تؤخذ على محمل الجد، او تخدم حتى المصلحة الايرانية في زمن يفترض أنه يحيّد الحرب ويستبعدها ويبحث عن بدائلها.

لكن، سبق للمسؤولين الايرانيين أن لاموا حزب الله في مناسبات عديدة، على خطابه المفرط في الحماسة، ورددوا أمام محاوريهم الغربيين أن ذلك الخطاب لا يعنيهم ولا يمثل وجهة نظرهم الرسمية، لأنه جزء من التكوين اللبناني وتعبير عن طبيعة لبنانية أصيلة، كانت على الدوام خارج المنطق وخارج الحدود.  

 

قضية عين دارة وصراع جنبلاط مع الأسد ونصرالله

سامي خليفة/المدن/15 تموز/2019

مع ارتفاع منسوب التوتّر الأمني في بلدة عين دارة ومحيطها، بعد إصرار رجل الأعمال بيار فتوش على بناء مصنع ضخم للإسمنت، مع خطط للتصدير إلى سوريا، ووسم القضية ببعد سياسي، سلطت مجلة "ذا ناشيونال"، الإماراتية الناطقة بالإنكليزية، الضوء على هذا الملف من خلال تحقيقٍ أجرته في لبنان عن معركة وصفتها بأنها تجسد التنافس السياسي الطويل الأمد في البلد الصغير.

طموحات فتوش

يتطلع بيار فتوش، وهو رجل أعمال لديه اهتمامات في العديد من البلدان، بما فيها أرمينيا وجنوب السودان، لبناء أكبر مصنع للإسمنت في لبنان، بالقرب من قرية عين دارة الصغيرة، والتي لا يتجاوز عدد سكانها بضعة آلاف، ولكنها تقع في موقع استراتيجي بالقرب من طريق بيروت - دمشق السريع.

تشير المجلة بأن فتوش، يراقب السوق السورية، بعد أن تباطأت عمليات البناء في لبنان، بسبب أزمة قروض الإسكان في السنوات الأخيرة. وهو تربطه علاقات جيدة بأسرة الأسد الحاكمة، ويتطلع لأن يكون شريكاً في إعادة الإعمار. وقد واجه مشروعه الطموح منذ البداية مقاومة شرسة، ففي عام 2015 حاول فتوش بناء المصنع في مدينة زحلة البقاعية. وبعد أن واجه اعتراضاتٍ كبيرة، بسبب المخاوف البيئية، انتقل مخطط البناء إلى قرية عين دارة.

معركة سياسية

لكن ما بدأ في الفترة الأخيرة، حسب المجلة، باحتجاجات مجموعة من القرويين المعنيين في عين دارة على الفساد والتدهور البيئي، تحول إلى معركة سياسية، بين السياسيين المؤيدين والمناهضين للنظام السوري. وهذا ظهر مع انتقاد الزعيم  الدرزي اللبناني الأبرز، وليد جنبلاط، النظام السوري وفتوش، واصفاً مشروع مصنع الإسمنت بأنه "جريمة بيئية"، ومتهماً فتوش بأنه ينفذ مصالح الأسد في لبنان. ازدادت حدة الاتهامات المتبادلة حول مصنع الإسمنت، قبل أسبوعين. فقد اتهم وزير الصناعة وائل أبو فاعور، فتوش، بتأليب الزعماء الدروز ضد بعضهم البعض. وفي مقابلة إذاعية، قال "هناك معركة بيننا وبين النظام السوري.. لسوء الحظ، يتم استخدام بعض المرتزقة اللبنانيين من قبل فتوش تحت ستار الموظفين لخلق فتنة في الجبل". ويبدو أن هذا التوتر سيتصاعد في المرحلة المقبلة، إذ أن أبو فاعور قام في أواخر آذار الماضي، لأسباب صحية وبيئية بإلغاء التصريح الخاص بمصنع الإسمنت، الممنوح من قبل سلفه وزير حزب الله حسين الحاج حسن. لكن في تحولٍ مذهل، أصدر مجلس شورى الدولة في شهر نيسان، قراراً قضائياً قضى بـوقف تنفيذ قرار وزير الصناعة وائل أبو فاعور، وأعطى فتوش الضوء الأخضر لبناء مصنعه.

التفاخر بالأسد!

دفعت هذه الأحداث التي تأخذ طابعاً بيئياً وسياسياً، المجلة الإماراتية لإرسال فريق تحقيق في أواخر نيسان الماضي، لزيارة عين دارة والمقالع والكسارات المحيطة بها، وأثناء تجولها برفقة رئيس بلدية عين دارة السابق فؤاد هيدموس، شاهدت المجلة كيف قامت بلدية عين دارة بإلقاء أكوام من الرمال على ارتفاع عدة أمتار لمنع فتوش من جلب الآلات لبدء بناء مصنع الإسمنت. خلال اجتماع قصير في وقت سابق من ذلك اليوم في زحلة، بعد مؤتمر صحافي عقده أخوه السياسي المعروف نقولا فتوش، نصح بيار فتوش المجلة بشدة بعدم زيارة عين دارة، قائلاً "إن ذلك ليس آمناً لأن رجال جنبلاط أغلقوا الطريق". كما ادعى أن هناك متشددين من تنظيم داعش في المنطقة، وهو ادعاء أثار استغراب المجلة، لأن آخر جيوب لداعش في لبنان تم القضاء عليها قبل عامين، وكانت على بعد حوالى 100 كيلومتر شمال شرق عين دارة، بالقرب من الحدود السورية.

وعند سؤاله عن مشروع الإسمنت، رفض بيار فتوش مناقشة المشروع الخاص به بالتفصيل مع المجلة، وهذا ما دفع أخيه نقولا فتوش للتدخل، متهماً جنبلاط بمعارضة خطط شقيقه خوفاً من المنافسة. مضيفاً "إنه لشرف كبير أن نكون أصدقاء لبشار الأسد الذي حارب الإرهاب في بلاده".

خيبة أمل

تداخل الأمور البيئية والسياسية، يزيد - حسب المجلة - من تعقيد الأمور، وحتى أن التحليلات العلمية تخضع للاصطفافات السياسية. وهذا ما ظهر جلياً عندما رفض النائب عن كتلة "الوسط المستقل" نقولا نحاس، مدير شركة "ترابة سبلين" حتى عام 2010، في حديث مع المجلة، الادعاءات عن التلوث، مؤكداً  أن الشركة لديها أصغر مصنع للإسمنت في البلاد. كما رفض هذا الأخير أي علاقة مع النظام السوري بقوله "طالما أن الأسد في السلطة، فإن شركة "ترابة سبلين" المحسوبة على وليد جنبلاط لن تصدر إلى سوريا". هذه المعطيات تسببت بخيبة أمل كبيرة لدى أهالي القرية، بسبب التحول السياسي الذي اتخذه مشروع مصنع الإسمنت، وقد عبّر بعض سكان عين دارة للمجلة عن رغبتهم بإخراج جميع السياسيين من الصورة. ومن جهته، يقوم حسن زيتوني، وهو مدرس تاريخ وناشط بيئي محلي، بحملات لإغلاق الكسارات والمقالع، والاستثمار في السياحة البيئية لزيادة دخل القرية، التي على الرغم من موقعها الاستراتيجي بالقرب من طريق سريع ومحمية الشوف البيئية، لا يوجد فيها مطعم أو فندق واحد. يعتقد زيتوني، في نهاية التحقيق، أن الاحتمالات لا تزال في صالح معارضي مصنع الإسمنت. لكن مع دعم حزب الله والنظام السوري لعملية البناء، يمكن أن يتغير ميزان القوى في أي لحظة، ما يفتح مجالاً تجارياً مربحاً لفتوش ويدعم النفوذ السوري في منطقة الشوف.

 

عقوبات العزل والحصار واستفزاز الداخل الإيراني ستضع طهران على شفير الصفقة أو الانتحار

راغدة درغام/14 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76658/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b5%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa/

تحتدّ حرب العقوبات والناقلات وسط أجواءٍ تصعيدية من الطرفين الأميركي والإيراني، وستزداد حدّةً هذا الأسبوع لأن صنّاع القرار في طهران يعتبرون الوضع الراهن المتوتّر لصالحهم وهم مرتاحون لمستوى القلق في صفوف الأوروبيين والوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما صنّاع القرار الأميركي يمارسون الصبر الاستراتيجي وهم مرتاحون في استراتيجية التطويق والخناق الاقتصادي لطهران لعلّها تكعى وتوافق أولاً على التفاوض على اتفاقية نووية جديدة تشمل الصواريخ الباليستية، وثانياً، لعلها تقتنع بالكفّ عن توسعاتها الإقليمية وبإصلاح منطق نظامها. كلاهما يريد الصفقة بشروطه المستحيلة لدى الآخر، وكل منهما يستعد بإجراءات نوعية تزيد الوضع اقتراباً الى المواجهة العسكرية. واشنطن بدأت تشكيل تحالف عسكري بحري قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد عنه انه سيكون جاهزاً بعد أسبوعين وان هدفه حماية الملاحة البحرية في مضيقي هرمز وباب المندب. هذا فيما حمّلت الولايات المتحدة وبريطانيا الى إيران مسؤولية الهجمات التي تعرّضت لها ناقلات ومنشآت نفطية، كما تحركت سفينة حربية بريطانية ثانية الى الخليج قرب المياه الإيرانية. ردّت إيران على تشكيل هذه القوة البحرية التي ستكون بقيادة وسيطرة السفن الأميركية مُطالِبةً بمغادرة جميع القوى الأجنبية للشرق الأوسط. القيادة في طهران تعتبر ان إطالة الوضع الراهن هو في مصلحتها لأن التراجع الآن بات مكلفاً لها، ولذلك تنوي التصعيد نوعيّاً، بمعنى استهداف القاعدتين الأميركيتين في البحرين وقطر في حال أطلقت واشنطن الرصاصة الأولى. إدارة ترامب أيضاً ستصعّد نوعياً عبر "تشديد كبير" للعقوبات على إيران وأذرعتها، حسب تعبير الرئيس دونالد ترامب. مصادر قالت ان هذه العقوبات ستكون بمثابة حصار تام لعزل وتطويق إيران كاملاً مع تجميد أرصدة لإيرانيين وغير إيرانيين تابعين لإيران. مصادر أخرى قالت ان إدارة ترامب ستفرض الأسبوع المقبل عقوبات ستطال الحياة المعيشية للمواطنين الإيرانيين وذلك بهدف تحريضهم على الانتفاض ضد النظام في طهران أو الانفجار من الداخل implosion. الطرفان يتّخذان الاستعدادات العسكرية بتأهب لحرب موسّعة شاملة. وبحسب المصادر، تحتاج الولايات المتحدة الى حوالى أسبوع قبل أن تصل مرتبة الجهوزية الكاملة لصراع مفتوح وحرب شاملة، لكن قدرتها الحالية كافية لجهوزية ضربات عسكرية، إذا برزت الحاجة. إيران تتأهب بقواتها وقدراتها وكذلك عبر القوات غير النظامية التي أنشأتها في دول عربية مثل "حزب الله" في لبنان و"الحشد الشعبي" في العراق. ما لم تزاحم الصفقة المواجهة، ان المسار يشير الى حتمية العمليات العسكرية في الخليج والشرق الأوسط. فمن وجهة النظر الأميركية، ويوافقها الرأي الآن الدول الأوروبية التي كانت طهران راهنت عليها وفشل الرهان، انّ كشف الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن مدى تخصيبها لليورانيوم لا يمكن تجاهله، مهما كان.

جميع الوساطات فشلت حتى الآن بإقناع القيادة الإيرانية بالتراجع عن مطالبتها واشنطن رفع العقوبات أو تخفيفها قبل الموافقة على خيار المفاوضات، وعن مطالبها من دول الاتحاد الأوروبي رفع الحصار النفطي عنها، وإطلاق سراح الناقلة التي اعترضتها بريطانيا في مضيق جبل طارق، وتفعيل الآلية المالية "انستكس" التي وُلِدَت ميتة بسبب تربّص واشنطن للذين يطبّقونها بعقوبات قاسية عليهم.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما زال يحاول أن يلعب دوراً مميّزاً مع القيادة الإيرانية كي تعدل عن التصعيد وتتوقف عن سياسة الاستفزاز الى الخط الأحمر واستدراج ضربة عسكرية أميركية تُنقذها – في نظرها – من خناق العقوبات ومن تمرد داخلي. محاولاته السابقة باءت بالفشل، لكن بوتين مستمر في سعيه ان يكون عرّاب ايقاف قطار المواجهة العسكرية والحرب الموسّعة.

الإيرانيون في القيادة منزعجون من المواقف الروسية لأنها في رأيهم "طريّة جداً" ويجب أن تكون أكثر دعماً للمواقف الإيرانية من مجرد التنديد. فهم راهنوا على روسيا والصين ودول الاتحاد الأوروبي ليشكِّلوا رادعاً للإجراءات الأميركية العقابية، الاقتصادية منها والعسكرية. ما وجدوه ان التصعيد الإيراني أدى الى النتيجة العكسية مع الأوروبيين إذ زادوا ابتعاداً عن طهران وتحالفاً مع واشنطن بعدما عبر الإيرانيون خط تخصيب اليورانيوم الذي فضح الثغرة والنقص في الاتفاقية النووية.

وما لمسه الإيرانيون من الصين هي انها غير راغبة وغير مستعدة ان تدخل الصراع الأميركي – الإيراني لأنه ليس في مصلحتها. لذلك ستحصر مواقفها في الإدانة اللفظية العامة.

أما مع روسيا، فلقد أخطأت الحسابات الإيرانية في الافتراض ان التحالف العسكري الروسي – الإيراني الميداني في سوريا سيُترجم نفسه بتحالف مماثل في اطار مواجهة أميركية – إيرانية – إسرائيلية. موسكو واعية للاستراتيجية الإيرانية القائمة على دفع إدارة ترامب الى الخط الأحمر، والكرملين ليس مقتنعاً بحكمة هذا التكتيك. ثم ان موسكو لن تدخل طرفاً مع إيران في وجه حلف أميركي – إسرائيلي في حرب شرق أوسطية شاملة.

مع عبور إيران نسبة تخصيب اليورانيوم الى نسبة 20% في غضون 60 يوماً، انها تعبر خطوط حمر غير مقبولة لدى أيٍّ ممّن راهنت على مساندتهم لها في وجه إدارة ترامب - أوروبا والصين وروسيا، وكذلك القاعدة الشعبية الأميركية وأعضاء الكونغرس. صحيح ان أعداء دونالد ترامب يريدون له الفشل ومعارضيه يتمنون إخراجه من البيت الأبيض، لكن امتلاك الجمهورية الإسلامية الإيرانية السلاح النووي أو القدرة على تصنيعه هو الخط الأحمر لدى الأميركيين شأنهم شأن بقيّة العالم.

لذلك سيحظى دونالد ترامب بالدعم الأميركي والدولي الذي أراد حشده في العد العكسي الى الضربة العسكرية، بالرغم من الانتقادات والكراهية له.

الخطوة التالية في العقوبات النوعية التي ينوي فرضها ستزيد القيادة الإيرانية جنوناً لدرجة اما التهوّر أكثر واتخاذ قرار الانتحار، أو لربما تقودها الى الحكمة فتجمع أوراقها المتناثرة وتعيد النظر وتقبل بشرب كأس السم وتتراجع عن مواقفها وترضى بتعديل سلوكها الإقليمي وبإعادة التفاوض على الاتفاقية النووية.

تلك الخطوة ستكون عبارة عن حصار بحري وإجراءات عزل تمنع جميع الدول من التعاطي مع إيران وأذرعتها، مالياً أو عبر توفير السلاح لها. إذا أضيفت اليها العقوبات التي تثير نقمة الشعب الإيراني على النظام، سيدفع هذا التصعيد الأميركي القيادة الإيرانية الى الاختيار بين التنازل وبين الانتحار.

هناك من هو مقتنع بأن لدى الوصول الى حافة الهاوية Brinkmanship لن تختار طهران الانتحار لأن الانتحار ليس من طبيعة الإيرانيين. المَخرج عندئذ سيكون في وساطات سرّية على نسق الوساطة العُمانية في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما والتي أمَّنت للإيرانيين والأميركيين قناة بالغة السرية للتفاوض أُخفيَت عن الدول الخليجية الحليفة لعُمان، فتم التوصّل الى الاتفاقية النووية التي كان أحد أهم شروطها الإيرانية استبعاد دور إيران الإقليمي وتطبيق نموذج نظامها في دولٍ عربية.

اليوم، تعي الدول الخليجية العربية ان الحرب ستكون مدمِّرة لها وهي تتجنب تبنّي التصعيد الأميركي وتوجيه التهم الى إيران. لكن هذه الدول تعي وتخشى أن تتم الصفقات السرّية وراء ظهرها وعلى حسابها وتريد أن تكون على طاولة مفاوضات تدق في عصب أمنها ومستقبلها. انها تتمنى لو تتفق الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية على تجنّب الحرب، لكنها تخشى ان تتوصّل هذه الإدارة الى ما توصّلت اليه الإدارة السابقة من صفقة نووية تضرب بعرض الحائط سياسات إيران التوسعية في الجغرافيا العربية.

دونالد ترامب فقط يعرف ما في ذهن دونالد ترامب. لكن إيران ستسعى وراء ابتزاز الانتخابات الرئاسية لتضغط على الرئيس الأميركي كي يقنّن المفاوضات حصراً في الملف النووي والباليستي في مقايضة استبعاد التوسّع الإيراني إقليمياً. إسرائيل مهمّة في هذه المعادلة لأن دونالد ترامب منحاز لإسرائيل ويضع أمنها فوق كثير من اعتباراته في الشرق الأوسط. والسؤال هنا هو: هل سترغب إسرائيل في الحفاظ على استمرار علاقاتها التهادنية التاريخية مع إيران ضمن تفاهمات مع طهران حول تواجدها في سوريا وحول مصانع صواريخها في لبنان وحول "حزب الله"، أو انها ستفضِّل استغلال فرصة القضاء على التهديد الوجودي لها الذي تتوعّد به طهران؟

إذا وقعت الصفقة الكبرى Grand Bargain، من الضروري ألاّ تُستَبعد الدول العربية عنها بل أن تكون جزءاً أساسياً منها. وإلاّ فإنها صفقة خطيرة وناقصة. إذا تمكّن دونالد ترامب من اتمام الصفقة الكبرى – التي تبدو اليوم صعبة المنال – يكون قد حقق انجازاً تاريخياً لن يُغضِب سوى شركات السلاح الكبرى، الأميركية والروسية وغيرها. وهذه ليست بمسألة هامشية لأن الكثير من سياسات الدول مبنيّة على تجارة السلاح.

الى حين وضوح آفاق امكانية الوصول الى الصفقة، تمضي طهران وحلفاؤها في التأهب عسكرياً. "حزب الله" في لبنان يتخذ اجراءاته ويتأهب في انتظار القرار من طهران – ان كان في اطار الاستباقية العسكرية وضرب اسرائيل قبل أن تضرب إيران، أو في إطار الرد على ضربة عسكرية اسرائيلية ضد المفاعل النووية في إيران.

في هذه الأثناء، يعتزم "حزب الله" الرد على العقوبات الأميركية ضد أفراد بارزين في شقّه السياسي الى جانب أحد أهم أركانه الأمنية، ليس عبر استهداف مباشر للولايات المتحدة وإنما من خلال الفرض على الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري إصدار موقف رسمي يندّد بالعقوبات الأميركية ويعلن دعمه لـ"حزب الله". واشنطن أبلغت الحكومة اللبنانية ان اتخاذها مثل هذا الموقف سيأتي بردة فعل عنيفة وسيعرّض لبنان الدولة الى عقوبات. "حزب الله" سهَّل تشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري كي يكون الحريري صمّام أمان لـ"حزب الله" أمام مختلف الضغوط الدولية، والحزب يطالب الحريري اليوم أن يفعّل نفسه كصمّام أمان.

إذا رفض اتخاذ هذا الموقف، ينوي "حزب الله" اسقاط الحكومة والعودة الى مجلس النواب حيث له أكثرية بتحالفه مع "التيار الوطني الحر" برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون. بعدها سيتم تشكيل حكومة مواجهة عسكرية لبنانية ويقع لبنان، عسكرياً وقضائياً وأمنياً واقتصادياً، في قبضة "حزب الله". وسيكون لبنان لاعباً تابعاً لانتماء "حزب الله" الى المحور الاقليمي بقيادة طهران.

واشنطن قد تضيف عقوبات جديدة الأسبوع المقبل ليس فقط على "حزب الله" وإنما على الذين يؤمّنون له الغطاء السياسي. اما اذا سقطت الحكومة واستُبدلت بحكومة مواجهة، فلبنان كله تحت طائلة العقوبات الأميركية.

 

“إلا ابنتي”: نواف الموسوي يواجه قوانين الأحوال الشخصية بـ”السلاح”

ديانا مقلد/موقع الدرج/14 تموز/ 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76661/%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%86%d8%a7-%d9%85%d9%82%d9%84%d8%af-%d8%a5%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d8%a8%d9%86%d8%aa%d9%8a-%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%88%d9%8a-%d9%8a%d9%88%d8%a7/

أنا نائب ومسؤول ولم استطع حماية ابنتي”.

هذه الجملة كررها نائب “حزب الله” نواف الموسوي في أكثر من جلسة في اجتماعات اللجان النيابية المخصصة لمناقشة تعديلات قانون حماية المرأة من العنف، والتي عُقدت في مجلس النواب قبل أشهر، معرباً أمام من شاركوا فيها صراحةً، عن ضيقه بظلم القضاء الشرعي للنساء وفساد قسم كبير من القضاة فيه.

“غدير”، ابنة الموسوي خاضت تجربة طلاق وحضانة مريرة، أدت إلى منعها من رؤية طفليها أكثر من ستة أشهر، ولم يجدِ موقع والدها النائب عن “حزب الله” في تخفيف معاناتها. “أنا لم أستطع حماية ابنتي فكيف بالأخريات؟” كان يقول الموسوي أمام اللجان، كما أكد لنا أحد من شهدوا تلك الجلسات، واستمعوا إلى مشاركات الموسوي وتبدلاته في السنوات الماضية.

شكوى الموسوي من ظلم القوانين بحق ابنته، تحولت من مرارة كلامية إلى عمل مسلح بالأمس، حين لاحق مسلحون تابعون له طليق ابنته حسن المقداد، بعدما طارد الأخير طليقته غدير، وتمكنت هي من تسجيل ملاحقته إياها عبر هاتفها، قبل أن يتحول الأمر الى صدام وإطلاق نار في مخفر في الدامور واصابة المقداد بجروح.

الملابسات كثيرة وليس سهلاً في لبنان الوصول الى رواية كاملة دقيقة، لكن الأكيد أن اسم غدير نواف الموسوي، كان يمكن أن يضاف بصمت إلى أسماء لبنانيات أخريات يعانين من قوانين الأحوال الشخصية الدينية التمييزية في لبنان.

لكن غدير هي ابنة نائب في الحزب الذي أعلن أمينه العام حسن نصرالله صراحة رفض منع تزويج القاصرات، بل وتمسكه بتزويجهن. إنها ابنة نائب في حزب تقع تحت رعايته ورعاية “حركة أمل”، المحاكم الجعفرية التي تحفل أروقتها بأحكام ظالمة بحق النساء، فهذه المحاكم لا تمنح المرأة حق الطلاق، باعتباره قراراً حصرياً بيد الرجل. وهذه المحاكم تمنح الأب حق الحضانة من عمر السنتين، كما أنها لا تحدد سناً للزواج، ما شرع الباب أمام زواج الصغيرات، وهي ظاهرة تزايدت في السنوات الأخيرة. والمحاكم الجعفرية ليست وحيدة في منظومة قوانين أحوال شخصية طائفية، ففي لبنان 15 قانوناً تحدد خيارات النساء في الزواج والطلاق والحضانة والإرث بحسب تفسيرات الطوائف والأديان.

ليس الموسوي بالشخصية التي يسهل تحديد موقف واحد منها، فهو مدافع شرس عن “حزب الله” وعن سلاحه وعن مغامراته، هو صاحب مواقف شديدة العدائية تجاه خصوم وأطراف سياسية، لكن اليوم يقف الموسوي على الضفة الأخرى من الواقع اللبناني، إنه يقف في الموقع ذاته الذي علقت فيه نساء كثيرات باسم طوائف لبنان وباسم الدين.

كيف تبدلت مواقف الموسوي؟

كان على الموسوي ولكي يحمي ابنته، أن يقف بوضوح ضد منظومة هو جزء منها وهو فعل ذلك قبل أن تحصل قضية السلاح بالأمس. كل من حضر اجتماعات اللجان النيابية المتعلقة بتعديلات قانون حماية المرأة، أو اجتماعات لجنة حقوق الإنسان، لحظ التبدل الهائل في خطاب الموسوي وهو تبدل خاضه وحيداً من كتلة نواب حزبه.

ينتمي الموسوي الى حزب صوت عام 2014 ضد قانون حماية المرأة من العنف، بل وخرج النائب علي عمار حينها بمطالعة تهاجم القانون. كان الموسوي ضد القانون عام 2014، لكن حاله انقلبت بالكامل اليوم، وهو انقلاب دفع زملاءه من كتلته الى انتقاده، واعتبار أنه “مدفوع بعواطفه”، كما أسرّ الموسوي لأحد المشاركين من المنظمات المدنية في اجتماعات اللجان. وبحسب هذا المشارك الذي طلب عدم نشر اسمه، فإن الموسوي طالب المنظمات الحقوقية برفع لواء قانون الزواج المدني الاختياري.

لم يتحول الموسوي إلى شخص علماني، فهو لا يزال يتمسك بقناعاته الدينية، لكنه قفز في النقاشات في اللجان النيابية قفزات إيجابية هائلة، إلى حد أنه كان شرساً في العمل على تعديلات قانون حماية المرأة من العنف، وكان يصر على أن يتضمن التعديل مسألة العنف المعنوي والكلامي.

المشاركون في اجتماعات اللجان سمعوا مراراً من الموسوي روايته عن ظلامة ابنته، وكيف أن هذه الظلامة دفعته لأن يدقق في حكايات نساء كثيرات ومعاناتهن مع قوانين الأحوال الشخصية، لتحوله من نائب يحمل مواقف سلبية عدائية من المطالبة بقوانين أحوال شخصية مدنية إلى نائب يحمل لواء حماية المرأة من العنف، ويقف بوجه رجال الدين. بل إن انقلاب الموسوي جعله النائب المسلم الوحيد من بين النواب العشرة، الذين وقعوا على اقتراح تعديل قانون حماية المرأة من العنف في وجه رفض شرس من مؤسسات دينية، وتحديداً دار الفتوى والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. وهو رفض دفع النواب المسلمين إلى الحذر وتجنب التوقيع، خصوصاً أن التعديل يطرح قضايا تعتبر إشكالية لدى المؤسسات الدينية، لا سيما منع تزويج القاصرات وتجريم التحرش الجنسي.

من تابع مداخلات الموسوي في السنوات القليلة الماضية في مجلس النواب، قبل أن يعلق “حزب الله” نشاطه بسبب مواقف سياسية عدائية أطلقها بحق الرئيس الراحل بشير الجميل، والتي كادت تتسبب بأزمة طائفية في البلاد، لم يفاجأ بما أقدم عليه النائب بالأمس، بل هناك من يعتبر أن إقصاء الموسوي ومعاقبته بقرار سياسي بعد تصريحه الشهير عن الجميل، لم يكن لضبط جموحه في الخطاب السياسي بالنسبة إلى الحزب وحسب، بل المقصود منه أيضاً، ضبط خيارات أقدم عليها الموسوي في قضايا حقوقية نسوية لا تنسجم مع خيارات الحزب.

وليس أدل على ذلك من حقيقة أن النائب حسن فضل الله الذي تم تكليفه متابعة الملفات التي كان يشارك فيها الموسوي في مجلس النواب، لم يشارك في أي من جلسات اللجان النيابية المتعلقة بتعديلات قانون حماية المرأة من العنف.

ليس الموسوي بالشخصية التي يسهل تحديد موقف واحد منها، فهو مدافع شرس عن “حزب الله” وعن سلاحه وعن مغامراته، هو صاحب مواقف شديدة العدائية تجاه خصوم وأطراف سياسية، لكن اليوم يقف الموسوي على الضفة الأخرى من الواقع اللبناني، إنه يقف في الموقع ذاته الذي علقت فيه نساء كثيرات باسم طوائف لبنان وباسم الدين.

لقد حمل الموسوي السلاح ليدافع عن ابنته، ولعل القائلين بأنه اقتحم مركزاً للدرك في الدامور مستقوياً بـ”سلاح المقاومة”، يغفلون حقيقة أن اشتباكاً مسلحاً أدى إلى مقتل شابين قبل أيام، وليس بعيداً من الدامور، لم يكن فيه “سلاح المقاومة” طرفاً. إنه لبنان، غابة لسلاح المقاومة والمقاومات. الموسوي غضب لابنته، التي شاهدنا كلنا شريط الفيديو الذي صورته أثناء ملاحقة زوجها لها، وسمعنا أصوات استغاثة أطفالها. إنها اللحظة التي يجب أن ننحاز فيها إلى الضحية، تماماً كما انحزنا إلى ضحايا سلاح الحزب في 7 أيار وفي سوريا.

 

هل أتاك نبأ {إخوان} الإرهاب في الكويت؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/14 تموز/2019

إن لم تكن الأولى، فهي أضخم واقعة يتم فيها وصم جماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب كويتياً.

هذا أمر له ما بعده، لأن حضور جماعة الإخوان بالكويت كبير، سياسياً من خلال نواب الجماعة، ومالياً من خلال شركاتها المالية، واجتماعياً وثقافياً ودينياً من خلال جمعية الإصلاح، وهي تقريباً أقدم مؤسسة إخوانية مستمرة في الخليج العربي منذ أيام المؤسس الحاج عبد الله العلي المطوع، وقبله شقيقه عبد العزيز، صاحب جمعية الإرشاد؛ والأخير كان تلميذاً مباشراً للمؤسس حسن البنا. إعلان الداخلية الكويتية عن ضبط خلية مصرية إرهابية إخوانية أمر جليل، وليس شيئاً عابراً؛ إنها «المرة الأولى»، حسبما يقول النائب الكويتي أحمد الفضل، أو كما قالت صحيفة «الراي» الكويتية، في تحقيقها المثير عن هذه الخلية: «من النادر، بل هي المرة الأولى التي تعلن فيها وزارة الداخلية ضبط خلية إرهابية من الإخوان المسلمين». «الراي» أضافت في تحقيقها الغني، نقلاً عن مصادرها الخاصة، أن «المطلوبين المضبوطين كانوا يشكلون جزءاً مهماً من مصادر التمويل المالي لنشاطات الإخوان المسلمين في مصر». وذكرت الصحيفة أن أبا بكر عاطف الفيومي هو أخطر عناصر الخلية، وأضافت أنه (الفيومي)، ومن خلال اتصالاته مع أشخاص في مصر، كان يدعو الإخوان الفارين من القضايا الإرهابية إلى القدوم إلى الكويت لأنها «حتة آمنة».

لقد كانت خلية إرهابية بامتياز، لديها ملفات مثل القتل والتفجير والاغتيال بمصر، مثل قضية اغتيال النائب العام هشام بركات. العجيب ما ذكرته «الراي» الكويتية، من أنه قبل الإعلان الرسمي عن ضبط أعضاء الخلية، حاول نواب في مجلس الأمة (أكيد إخوان أو متحالفين معهم) ممارسة ضغوط شديدة على مسؤولين كويتيين لإطلاق سراح الثمانية المحكومين في مصر، أو على الأقل السماح لهم بمغادرة الكويت إلى جهات أخرى غير مصر، إلا أن المسؤولين لم يعيروا محاولات الضغط والتوسط بالاً، ومن المتوقع أن يكون لذلك انعكاسات محلية ستجابه بتشدد حكومي كبير.

بصراحة، هذا موقف وطني، وتصرف غاية في المسؤولية، من وزارة الداخلية الكويتية التي قالت بصريح العبارة إن من يتعرض لأمن الكويت يضرب بيد من حديد. أمن الكويت لا عبث فيه، سواء من جماعة الإخوان التي أساءت فهم التسامح الكويتي، وعبثت بالحال والمآل، أو من جماعات الحرس الثوري.

بعض المعارك لا تختارها، بل تفرض عليك. وهنا يتبين، للمرة العاشرة، أن هذه الجماعات، سنية وشيعية، من محترفي الإسلام السياسي، مهما لان ملمسها، لديها «تقية سياسية» ونموذج شرعي «منتظر»، وغير ذلك «حديث خرافة يا أم عمرو». أمن الكويت من أمن السعودية، من أمن بقية الخليج، وشرعية الحكم في الكويت خط أحمر. حمى الله دانة الخليج من كل سوء، بقيادة آل الصباح الأكارم.

 

روسيا... الحنين الإمبراطوري واقتناص الفرص

سام منسى/الشرق الأوسط/14 تموز/2019

تكاد الأزمة بين واشنطن وطهران تحجب باقي الأزمات التي تعصف في الشرق الأوسط، بحيث تتركز الأنظار راهناً على مآلاتها، على ما كان الحال في العقد الأخير على أدوار الولايات المتحدة في نزاعات الربيع العربي تارةً تدخلاً وطوراً انسحاباً، فننحو إلى نسيان انخراط روسيا في هذا الغليان غير المسبوق في الإقليم.

أربع محطات تفرض نفسها في أي محاولة لتبيان الدور الروسي في المنطقة: الاجتماع الأمني الثلاثي (الأميركي - الروسي – الإسرائيلي) الذي عُقد في القدس في 25 يونيو (حزيران) 2019، والمعارك الشرسة في محافظة إدلب السورية، والحل السياسي المنشود للحرب في سوريا وإعادة الإعمار وعودة النازحين السوريين، وأخيراً دور روسيا في الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران. خلال الاجتماع الأمني الثلاثي، حاولت موسكو التموضع بموقع الوسيط والضابط الدولي، فأمسكت العصا من المنتصف، حيث دافعت من جهة عن إيران، واعتبرت أن أي «محاولة لإظهارها كتهديد لأمن العالم غير مقبولة»، مؤكدةً بذلك تحالف الدولتين، واعترفت من جهة أخرى بحق إسرائيل في تأمين حدودها مذكّرةً بأنها نجحت في إبعاد إيران وحلفائها إلى مسافة 80 كلم من الحدود الإسرائيلية، وأنها عازمة على تحجيم الدور الإيراني في الداخل السوري. وكلا الأمرين عُرضة للنقاش. فالعلاقة بين الدولتين، أقلُّه في سوريا، هي علاقة حلف بين متنافسين جمعت بينهما مصالح متعددة أكثر منها علاقة حليفين مبنية على تلاقٍ في الاستراتيجية والأهداف. وبدأ الخلاف بينهما يظهر مع الأنباء التي تحدثت عن اشتباكات بين الميليشيات التابعة لهما في حلب وحماة ودير الزور، مواجهات لم تمنع الميليشيات الإيرانية من تعزيز وجودها حيث تريد.

في المقلب الآخر، ترشِّح الوقائع على الأرض فشل موسكو في إبعاد إيران وميليشياتها عن الحدود الإسرائيلية مسافة 80 كلم في جنوب سوريا، إذ تبيَّن أنها ما زالت في مواقعها إنما ببزّات سورية مرقطة. ولا بد هنا من التذكير بأن العلاقة العضوية «الوجودية» بين إيران ونظام الأسد سمحت لطهران بالتغلغل والإمساك بعدد من مراكز القرار في الجيش والمخابرات، بما يجعل التمييز معدوماً أو يكاد بين الجيش السوري والميليشيات الإيرانية.

وبرز الأسبوع الماضي حدث مهم رأى الكثيرون أنه يدخل ضمن التنافس بين روسيا وإيران والخلاف بينهما حول مسألة الابتعاد عن الحدود، وهو إقالة مدير المخابرات الجوية السورية اللواء جميل الحسن. تضاربت الأنباء حول إذا ما كان الحسن رجل إيران أم رجل روسيا، وأيهما وراء إقالته. التقارير ذكرت أن إقالته جاءت عقب اجتماعه مع قادة إسرائيليين في القنيطرة بحضور بعض قادة الفيلق الخامس التابع لروسيا. وإذا ما جمعنا هذه الوقائع مع مواصلة إسرائيل عمليات قصف مواقع إيرانية في سوريا، آخرها قصف موقعين غرب حمص أواخر يونيو الماضي، نرى أن موسكو فشلت في إبعاد إيران عن الحدود الإسرائيلية وعلاقتهما غامضة ودورها أبعد ما يكون عن الوسيط أو عن الضابط الذي بإمكانه الإمساك بالأمور. ولعل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كان أصدق ما كان عندما أقرّ أن بلاده عاجزة وحدها عن إخراج إيران من سوريا، ويدرك أن الدبلوماسية وحدها لن تنجح في دفع إيران إلى ترك كل ما اكتسبته في سوريا، كما يدرك في الوقت عينه أن استعمال روسيا للقوة غير عملي لحاجة الطرفين أحدهما إلى الآخر: روسيا تسيطر على الجو وإيران تمسك بالأرض.

يقال إن روسيا عرضت في مؤتمر القدس تحجيم إيران في سوريا، مقابل موافقة أميركية على الاعتراف بشرعية نظام الأسد ودعمها لإعادة الإعمار، وبالتالي عودة النازحين، إلا أن الواضح أن هذا الأمر سيبقى على مستوى النيات والتمنيات، لأنها إذا عجزت عن إبعاد إيران عن الحدود الإسرائيلية، فما بالنا باقتلاع إيران من سوريا وهي المتجذرة فيها.

المحطة الثانية، هي معارك إدلب المفترض أنها من «مناطق خفض التوتر» وتخضع لاتفاق تم بين روسيا وتركيا وإيران يقضي بوقف العمليات الحربية فيها. إلا أن إدلب تشهد حالياً أعنف المعارك البرية وأشرسها تحت غطاء من صواريخ الطيران الروسي ووابل من براميل النظام المتفجرة، في انقلاب روسي يصعب تفسيره على اتفاق وضعته. ومن المفيد التذكير هنا بشريط اتفاقات وقف إطلاق النار الفاشلة التي رعتها روسيا على غرار وقف النار في فبراير (شباط) 2016 الذي انهار كلياً بعد أربعة أشهر وفي جنوب سوريا في يونيو 2018، ما يؤشر إلى أنها إما متواطئة مع النظام وإما غير قادرة على إجباره على التقيد بها. وفي إطار المحطة الثالثة، أي الحل السياسي المنشود وإعادة الإعمار وعودة النازحين، أخفقت موسكو جراء عدم التزامها بمسار الحل السياسي وفق مرجعية جنيف وقرار مجلس الأمن 2245 المبنيّ على مبادئ اتفق عليها في فيينا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وزير الخارجية الأميركي آنذاك جون كيري، ولافروف. وأنشأت مسار آستانة الموازي، وأخفقت فيه أيضاً ولم تتقدم قيد أنملة. ولا إعادة إعمار دون حل سياسي ودستوري كما لا عودة للنازحين من دونه.

تحاول روسيا دوماً القفز فوق الحل السياسي على غرار مبادرتها لعودة النازحين من لبنان والتي لا تزال متعثرة، كما ادعائها تحجيم إيران في سوريا أو إبعادها عن حدود إسرائيل أو الالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار.

أما المحطة الرابعة والأخيرة فهي الموقف الروسي من الأزمة الأبرز والأخطر في الإقليم وهي التوتر الإيراني الأميركي.

إن سياسة موسكو في هذه الأزمة تحكمها العوامل الآتية:

أولاً، تحقيق مصالح روسيا وعلى رأسها إبعاد واشنطن عن المنطقة، وهو هدف روسي رئيس ينبغي ألا يغيب عن أي مراقب. تراهن روسيا على أن الخروج الأميركي يفتح أبواب المنطقة السياسية والاقتصادية أمام موسكو أولاً وبكين ثانياً.

ثانياً، حرصها على إضعاف إيران دون كسرها، وهذا ما يدفعها إلى السعي الجاد لمنع الحرب بين واشنطن وطهران مع السعي إلى إبقاء العلاقات بين إيران والغرب بعامة والولايات المتحدة بخاصة في منزلة الوسط؛ لا حرب ساحقة ولا سلام وعلاقات دافئة. أكثر ما تخشاه موسكو (والصين) هو الانفتاح الجدي بين الولايات المتحدة وإيران، ما من شأنه قلب كل المعادلات.

وثالثاً، ارتفاع أسعار البترول الذي تستفيد منه موسكو.

قال لي أحد الخبراء المخضرمين في الشأن الروسي «إن من يفكر أن موسكو قد تتخلى عن طهران فهو مجنون». قد يكون على حق وقد لا يكون، إذ كل النفوذ الذي اكتسبته موسكو في المنطقة منذ اندلاع الحرب السورية لم يأتِ ثمرة استراتيجية روسية واضحة بقدر ما هو نتيجة لاقتناصها فرصاً في سياق الأزمات التي هزت المنطقة، ما يدفعنا إلى الاعتقاد أن سياساتها مجرد تكتيك ودورها في المنطقة يبقى ملتبساً وحتى قد يصعب التعويل عليه.

 

قفا نبك.. جمهورية فؤاد شهاب

د. منى فياض/الحرة/14 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76669/%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%82%d9%81%d8%a7-%d9%86%d8%a8%d9%83-%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d8%a4%d8%a7%d8%af-%d8%b4%d9%87%d8%a7%d8%a8/

يكثر التحسر هذه الأيام على جمهورية فؤاد شهاب، التي أورثتنا المؤسسات التي عشنا على فضلاتها إلى أن قضت عليها أوهام الهيمنة والقوة: قوة لبنان وجمهوريته، قوة الرؤساء، قوة أمراء الطوائف والقبضايات وهيمنة جنود الأولياء من الفقهاء المشكوك في صلاحهم.

لكن الغرابة تكمن في أن البعض، وحتى الآن، يجيبك مستنكرا: "كيف يمكن التحسر على حقبة فؤاد شهاب؟ وزمن الشعبة الثانية؟ الله لا يقدر يرجعوا!".

غريب هذا الحقد الذي لا ينضب، متعاميا عن المستنقع الآسن من العنف والعفن والنفايات الذي يغمرنا، فيقفز عنها نصف قرن ليدين ممارسات المكتب الثاني!

لم تعرف الطبقة السياسية في تاريخها رجلا كفؤاد شهاب

هذا الحقد الذي لاحق شهاب وضباطه الذين اعتمد عليهم في حياته، جعله يصرح: "لو كنت أعرف أن الضباط سيلاحقون على نحو كهذا من التشفي والانتقام، ويساء إليهم ويحاكمون على ما لم يرتكبونه، لما كنت ترددت في العودة إلى الرئاسة"، كما أتى في كتاب "جمهورية فؤاد شهاب" لنقولا ناصيف. أسفه وندمه جعله يتساءل عن جدوى حصر تفكيره في مصلحة بلده بعيدا عن مصلحته الشخصية: "أدرك الآن متأخرا أن معظم الحاكمين لا يقومون إلا بلعب أدوار في ملهاة كبيرة تجعلهم يبدون وطنيين كبارا". تحول البلد الآن بأكمله إلى مسرح لملهاة سوداوية كبرى.

ينطبق على غالبية اللبنانيين الآن ما تنبأ به أحد الضابط الفرنسيين، كما نقل فؤاد شهاب، ما سمعه في فترة نضال الحكومة اللبنانية للاستقلال، عن امتعاض ضابط فرنسي كبير من ابتهاج الجنود اللبنانيين بقرب حصولهم على استقلالهم الوطني، فعلق: "أنتم الآن مسرورون بما يحصل وبتحقيقكم، ربما، استقلال بلدكم. لكنكم ستندمون كثيرا فيما بعد، عندما يترك الجيش الفرنسي لبنان".

كمثل نبوءة، لا تنطبق علينا فقط؛ فكم مرة قرأنا هذا التعليق أو سمعناه من أصدقاء ومعارف يتحسرون على أيام الانتداب؟ في بعض البلدان العربية نسمع أيضا تحسراتهم على الحكام الذين أطاحت بهم الانقلابات التي سميت ثورات. ألا يتحسر المصريون على أيام الملك فاروق عبر استعادته على شكل مسلسلات تسترجع حنينا موجعا! والليبيون على السنوسي؟ والسودانيون يريدون العودة إلى ما قبل الثلاثين سنة الأخيرة!

في المقدمة التي كتبها فؤاد بطرس، لكتاب "جمهورية فؤاد شهاب" لنقولا ناصيف، ينقل حديثا جرى بينه وبين فؤاد شهاب في إحدى لقاءاتهما حول التطورات والتوقعات عندما سأله: "هل تعرف سابقة كان على سياسي لبناني أن يختار بين مصلحته الخاصة ومصلحة البلد فآثر مصلحة البلد على مصلحته الخاصة؟ يكتب بطرس: ترددت قليلا وأجبته بأني لا أذكر سابقة من هذا القبيل. فصمت وهز رأسه. وحيال دقة الظروف والتوقعات السوداء نصحني عندما ودعني بأن "أحمل السلم بالطول لا بالعرض". قاصدا الحياة وإشكالاتها.

لم تعرف الطبقة السياسية في تاريخها رجلا كفؤاد شهاب تميزت شخصيته الإنسانية والسياسية بالنبل واحتقار الإغراءات من أي نوع كانت وبالترفع عن المصلحة الخاصة. حريصا على مساءلة النفس باستمرار ومحاسبتها دون مراعاة.

وتبين سيرته أنه لم يطمح لأن يتولى دور زعيم لبنان بل سعى إلى أن يوطد مركزه ودوره كرئيس على رأس دولة بالمعنى الصحيح. وبحسب تجربته ومعرفته بالوضع اللبناني ورؤيويته لمهامه كرئيس للجمهورية، قال في منتهى الوضوح: "لبنان لم يتمكن بعد من أن يشكل دولة بالمعنى الصحيح، كما أنه لا يشكل أمة بمعنى الوطن". لذا أخذ على عاتقه وضع برنامج مفصل على أمل أن يصبح لبنان دولة بالمعنى الصحيح للتوصل إلى بناء أمة.

لكن الأحداث جعلته يصاب باليأس والإحباط في آخر أيامه، ونتبين هذا مما قاله لضباطه قبيل وفاته في 19 مارس 1973: "إذا لم يتوصل المسؤولون إلى إيجاد حل، فما يتراءى لعيني هو توقع حمام دم بين اللبنانيين. هذه المرة لن يكون ثمة لا غالب ولا مغلوب، بل مغلوبان كبيران هما السيادة والاستقلال".

المؤسسات التي تركها كانت بداية لتأسيس دولة المواطنة والرفاه والمساواة

وها قد غلبنا على أمرنا وفقدناهما معا، وصح ما قاله خطاب ذكرى الاستقلال 21 نوفمبر 1960: "الاستقلال الحق لا يؤخذ ولا يعطى. إن الاستقلال يبنى". الطبقة السياسية الحاكمة مارست الهدم بكل قواها، بل سلمت لبنان للإحتلال الايراني "الناعم" وبالوكالة.

كان يعلم أن "المشكلة الأساسية في لبنان، اليوم وغدا، اجتماعية. ويجب إرساء توازن اجتماعي في لبنان لا وجود له. كان هذا هدفي عندما استلمت الحكم. أي حدث يبلور عدم الرضى من شأنه التسبب بانفجارات أخرى. إذا، وحده، إرساء العدالة الاجتماعية يؤمن للبنان توازنا حقيقيا".

المؤسسات التي تركها كانت بداية لتأسيس دولة المواطنة والرفاه والمساواة، قدر الإمكان، إذ لا وجود لمساواة مطلقة في أي مكان على الكرة الأرضية. ولكن العمل على هدم ما بناه بدأ مباشرة بعد رفضه التجديد. ومن هذا المنطلق يلام "الحلف الثلاثي" الطائفي و"المارونية السياسية" التقليدية على تفريطها بلبنان وتوازنه من أجل مصالحها الضيقة ورفضها إرساء عدالة كانت تطالب بها الشرائح الطائفية الأخرى ـ إلى جانب مسؤولية القوى الأخرى. فكانت الحرب الأهلية والخراب العميم الحالي؛ بذريعة وهم استعادة النظام الرئاسي الذي كان عليه لبنان ما قبل الحرب الأهلية!

سأله موريس دوفرجيه لماذا لم يرد البقاء في الحكم كي يفرض الإصلاحات التي كان يراها ضرورية، فأجابه فورا وبلا دوران:" لأنني لم أشأ التصرف كديكتاتور كما كان ينبغي فعله حينذاك".

بالطبع لم يعرف لبنان سوى قلة قليلة من رجال الدولة الذين لم يكن هدفهم مراكمة الثروات فقط ولو عبر الاستتباع لقوى خارجية. فؤاد شهاب لم يترك سوى منزلا عاديا بناه على قطعة أرض أورثه إياها خاله وديع حبيش في جونية حيث توفيت زوجته التي عجزت عن تدفئته.

أين نجد أمثال رجل، حتى بعد محاولة الانقلاب التي نفذها الحزب القومي الاجتماعي بمؤازرة ضباط من الجيش ضد عهده عام 1961، ظلّ يصرّ على نزهاته بلا مواكبة! فكانت سيارات مرافقيه تتبع سيارته، وفي داخلها عناصر من الشعبة الثانية في ثياب مدنية لحمايته، من دون أن يكتم أحيانا تذمره منهم. فيما بعضهم يسير مئات الجنود لحمايته كما يلزمهم ربع ساعة لمرور سيارات مواكبهم!

لم يعرف لبنان سوى قلة قليلة من رجال الدولة الذين لم يكن هدفهم مراكمة الثروات

تفادى شهاب الاستفادة من المخصصات المرصودة للقائد في موازنة وزارة الدفاع الوطني التي يجيز له القانون التصرف بها، دونما إخضاعها لمراقبة وزارة المال! فيما الهدر والسرقات تظهره الموازنة حاليا علنا ومع سبق الإصرار.

هل سنجد ذات يوم رئيسا يجعله إيمانه يشبه الدستور بالإنجيل، مفسرا العلاقة بين الإنجيل والدستور، بأنه يرسي أيضا، الحياة المشتركة للمواطنين من خلال مؤسسة عادلة ومنصفة هي الدولة، فهدفهما خدمة الإنسان.

يدعونا ذلك إلى الدعاء: اللهم أنعم علينا بفؤاد شهاب آخر، يمكنه لجم طبقتنا السياسية الفلتانة. ويعيد لنا لبنان كما رغبه مؤسسوه الأوائل: تعددي وديمقراطي متخلصا من أمراضه الطائفية.

أم أن الوضع ميؤوس على ما قاله السفير الفرنسي دوكان: إن "لبنان بلد غير صالح للإصلاح؟".

 

هل تنتقل تركيا إلى المعسكر الروسي؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/14 تموز/2019

بوصول أول دفعة من السلاح الروسي الاستراتيجي، صواريخ إس 400، لا يعرف في أي اتجاه يأخذ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بلاده.

استبعد أنه كان لدى أنقرة ترتيبات مسبقة أدت إلى الوضع القائم، بل تبدو هي نتيجة سلسلة أحداث خرجت عن السيطرة. الثورة السورية وفشل الدور التركي فيها الذي كان المحوري في إدارة المعارضة. دخول إيران عسكرياً بقوة في سوريا والمناطق المحاذية لتركيا، ثم دخول القوات الروسية، ودخول القوات الأميركية في المناطق الكردية السورية، ودخول سلاح الجو الإسرائيلي في الحرب. وهناك ثلاثة أحداث خطيرة هي: إسقاط الطائرة الروسية على الأراضي التركية، واغتيال السفير الروسي في أنقرة، ومحاولة الانقلاب على إردوغان. وفي الوقت نفسه قام إردوغان بتغيير نظام الحكم من رأسين إلى واحد ممثل في شخصه، رئيساً للجمهورية وإلغاء دور رئيس الوزراء.

إردوغان يحارب على عدة جبهات، ومن الواضح أنه لم يوفق في أي منها؛ فقد خسر معركة سوريا، وهو يقدم تنازلات متكررة لروسيا وإيران هناك. وأصبح هدفه محدداً في منع قيام جبهة كردية يمكن أن تهدد تركيا لاحقاً، وهذا وضعه في صدام مع الولايات المتحدة التي تعتمد على حليفها الكردي.

هذه الأحداث المتعددة في كفة ومغامرته بالانتقال إلى المعسكر الروسي في كفة أخرى، أكثر خطورة. وأنقرة تحاول تهدئة غضب واشنطن وأصدرت عدة تصريحات بأنها مستعدة للتفاهم على حلول لا تجبرها على التخلي عن صفقة السلاح الروسية.

لكن في حال فشل التوفيق مع واشنطن قد تتسبب الصفقة العسكرية بواحد من التحولات السياسية المهمة إقليمياً وقارياً، فقد كانت تركيا من الأعمدة الثابتة في ترتيبات العلاقة الدولية بين الشرق والغرب. وتترافق مع تطورات مماثلة، مثل سعي واشنطن لإجبار إيران على التغيير. صفقة السلاح الروسية لتركيا قد تغير التحالفات كما فعلت الصفقة التشيكية لمصر عبد الناصر التي بسببها انتقل إلى معسكر السوفيات. أنقرة وواشنطن في علاقة استراتيجية تأسست منذ ستين عاماً، على أنقاض الحرب العالمية الثانية.

الآن نرى عودة للاستقطاب، وملامح حرب باردة جديدة. هل إردوغان حقاً ينوي مغادرة المعسكر الغربي، وقد تتسبب الصفقة بسلسلة من الخلافات تعزل تركيا تدريجياً وربما تقصيها من حلف الناتو. وهل حلف الأطلسي مستعد للتخلي عن تركيا، الدولة التي على خط المواجهة مع روسيا؟

بل هل يرى الغرب تركيا هي إردوغان؟

كل الدلائل تشير إلى أن التحول الجزئي نحو موسكو هو من نزعات إردوغان أكثر من كونه استراتيجية تتبناها الدولة التركية بمؤسساتها، وقد لا تدوم بخروجه من الحكم بعد ثلاث سنوات، إن خرج بنهاية رئاسته. الخلاف بين إردوغان وأقرب الناس إليه في الحزب، وكانوا في الحكومة، مثل د. داود أوغلو رئيس الوزراء ووزير الخارجية سابقاً، شمل إدارته السياسة الخارجية، بما فيها أسلوبه في إدارة العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن. بالنسبة لإردوغان خلافه الأعمى مع حليفه السابق، الداعية غولن، بلغ به درجة رهن علاقة تركيا مع أميركا بمطلب تسليمه، الأمر الذي رفضته واشنطن! لقد كثرت مشاكل إردوغان مع واشنطن من قضية اعتقال القس وطلاب أميركيين، وضرب المتظاهرين في واشنطن، وتهديد تنظيم «قسد» الكردي حليف واشنطن. نقرة في لحظة ضعف أمام روسيا خوفاً من بطشها عندما أسقطت مقاتلة تركية طائرة حربية روسية على الحدود السورية، وتلتها ببضعة أشهر محاولة الانقلاب. بعدها أعلن إردوغان عن صفقة مع موسكو ودفع مبلغاً مبدئياً. وكان يعتقد حينها أن تركيا تساوم الشركات الغربية التي سعت للفوز بالعقد أولها شركة «رايثيون» الأميركية عن نظام باتريوت للدفاع الصاروخي. لكن بوصول أول شحنة من السلاح الروسي المتقدم هذا الأسبوع يبدو أن الوضع بات أكثر تعقيداً مما كان يظن. العقوبات الأميركية المحتملة قد تتسبب بتدمير الاقتصاد التركي القائم على الأسواق الغربية وهو حالياً في أسوأ أوضاعه، إضافة إلى الخلافات التي نشبت داخل الحزب الحاكم، والانشقاقات الاحتجاجية من كبار رجالاته، رفضاً لقرارات إردوغان الذي يتهمونه بأنه يجر البلاد إلى الهاوية.

 

بريطانيا تتحرك في الخليج

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/14 تموز/2019

من الجيد أن تتحرك بريطانيا تجاه التهديدات الإيرانية في الخليج العربي، فهي تنحاز مجدداً إلى أميركا، وهو ما يعني ما تسعى له أميركا من خلق تحالف دولي لمواجهة المشاغبات الإيرانية في تهديد نقل النفط وتهديد طرق الإمدادات التجارية العالمية.

بريطانيا التي تنتظر حكومة جديدة عما قريب يرجح أن يقودها بوريس جونسون وهو يتقارب في موقفه تجاه إيران من موقف الإدارة الأميركية، وقد بدأت بريطانيا باتخاذ إجراءات عملية تجاه إيران من حجزها لناقلة نفط إيرانية متجهة لسوريا في مخالفة للعقوبات على النظام السوري إلى محاولة إيران السيطرة على إحدى السفن البريطانية في الخليج؛ ما دفع بها إلى إرسال سفينة عسكرية ثانية لتأمين مصالح بريطانيا في الخليج العربي وخليج عمان. ذا التوجه البريطاني فيه تعزيز دولي لموقف أميركا والعقوبات القاسية التي تفرضها على نظام طهران، وبريطانيا منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية تعتبر أقرب الحلفاء للولايات المتحدة، وهذا يؤذن بتوسيع هذا التوجه دولياً لإيقاف النظام الإيراني عند حده لا فيما يتعلق بالملف النووي الذي أعلنت إيران رفع التخصيب فيه خلافاً للاتفاق النووي فحسب، بل وفي تدخلات إيران التوسعية في الشؤون الداخلية لأربع دول عربية، العراق وسوريا ولبنان واليمن.

صبر دول الخليج على الحماقات الإيرانية في السعودية وخليج عمان والطائرات المسيرة التي ترسلها ميليشيا الحوثي للسعودية أو تلك التي تأتي من العراق، هو صبر استراتيجي محسوب العواقب، فمع أقسى العقوبات التي تخضع لها إيران، فإن النظام الإيراني يضعف بشكل كبير وملحوظ وقدراته على دعم الميليشيات التابعة له في المنطقة بدأت تتضح آثارها، ومحاولاته إنعاش تنظيم «القاعدة» لم تزل تبوء بالفشل الذريع، وبالتالي فالنظام الإيراني سيكون على شفير الانهيار في مدة ليست بالطويلة.

كأي نظام فاقدٍ للشرعية فإن طريق الخروج من الأزمات الداخلية هو بتصديرها للخارج، وخلق أعداء خارجيين تعلّق عليهم كل مشاكل النظام وهي أجدى المخارج للنظام الإيراني تحديداً، فهو نظام قام في الأساس على مبدأ «تصدير الثورة»، ومارسها على مستويين؛ الأول طريقة الخميني حيث الدخول في الحرب المباشرة مع العراق... وفشل فيها، وتجرع السم وذل الهزيمة، والثاني، طريقة خامنئي في خلق ميليشيات وجماعات وتنظيمات إرهابية سنية كانت أم شيعية لخلق حالة يسميها كاتب هذه السطور «استقرار الفوضى»، وقد نجحت في أربع دول عربية مذكورة أعلاه.

الخطاب الداخلي للنظام الإيراني الموجه للشعب يسعى لإقناعهم أن النظام يخضع لمؤامرة دولية، بسبب عقيدته وآيديولوجيته الطائفية لا بسبب استراتيجياته المعلنة بنشر الإرهاب، وقتل الناس رغبة في التوسع وبسط النفوذ، ومن لم يقتنع بذلك فهو يواجه أعتى نظام ديكتاتوري عرفه التاريخ، نظام يقتل الشعب باسم الله وباسم الطائفة، وهو محمي بعشرات الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تجبن عن خوض الحروب المباشرة، ولكنها شجاعة في قمع الشعب ومتفننة في إفقاره فقراً مدقعاً وتعذيبه تعذيباً منهجياً.

هذا التوجه البريطاني الجديد، وبريطانيا نفذت تحقيقاً مستقلاً في استهداف السفن في خليج عمان، وخلصت للنتيجة الأميركية الخليجية نفسها، وهي أن النظام الإيراني بنفسه لا بالميليشيات التابعة له هو من استهدف تلك السفن، وهي خطوة مهمة وضرورية لإقناع دول أخرى لاتخاذ الموقف نفسه تجاه نظام لا يعبأ بالمصالح الدولية، ويسعى للإضرار بها قدر ما يستطيع.

بعض الدول الأعضاء في الاتفاق النووي لم تصل بعد لمثل هذا الموقف البريطاني الواعي، فضلاً عن الموقف الأميركي الصارم، وتحديداً في ألمانيا وفرنسا، مع سعي الأخيرة الحثيث لخلق مجالٍ تفاوضي بين أميركا وإيران، وهو سعي باء وسيبوء بالفشل لعدم استعداد إيران لتغيير سياساتها واستراتيجياتها الداعمة للإرهاب واستقرار الفوضى. لنظام الإيراني خارج التاريخ وخارج القانون، خارج التاريخ لأنه لا ينتمي للعالم الحديث بل ينتمي للماضي السحيق ومواضعته ومعطياته وعنصريته وطائفيته وحروبه الطاحنة على الهويات الضيقة، وخارج القانون الدولي المعاصر الذي يعترف بسيادة الدول ويرفض التدخل في شؤونها الداخلية، والذي تمثله المؤسسات الدولية الكبرى كالأمم المتحدة ومجلس الأمن، وهو غير قابل للإصلاح بالدبلوماسية ويحتاج لصدمات قاسية تعيده من أوهام النفوذ والتوسع، ومن خرافات الآيديولوجيا إلى العصر الحديث والقوانين الدولية.

المشاغبات الإيرانية تقتصر هذه الأيام على نشاطات الحرس الثوري في مياه الخليج العربي، وبعض الطائرات المسيرة التي تأتي من اليمن أو العراق، وهذه مشاغبات يجب توثيقها دولياً حتى تأتي ساعة الرد، ولكنها غير مضرة بشكل يدعو لإشعال حربٍ كما يطمح النظام الإيراني، ولكن بالمقابل فإنها لم تحرك ساكناً تجاه إسرائيل ولم يرمِ جندي واحد من «حزب الله» اللبناني الميليشيا الأقوى التابعة لإيران حجراً واحداً باتجاه إسرائيل، فعلى الرغم من أن إسرائيل وأميركا هما الدولتان الحاضرتان بقوة في كل شعارات النظام الإيراني، فإن الهجمات تتركز على السعودية ودول الخليج واليمن وسوريا والعراق.

«الرأي قبل شجاعة الشجعان» كما كان يقول المتنبي، والرأي هو إجبار النظام الإيراني على الخضوع للعقوبات الدولية القاسية لأطول فترة ممكنة حتى يستجيب لتجرع السم مرة ثانية، بعدما كان قادته يتفاخرون ببناء إمبراطورية فارسية جديدة، ويتمجدون بالسيطرة على أربع عواصم عربية عبر استراتيجية خامنئي في التغلغل في الدول المجاورة وشراء الذمم والسيطرة على النخب السياسية وصناعة القرار بالترغيب والترهيب والاغتيالات، وبناء ميليشيات تابعة له يتم تدريبها وتسليحها بالكامل من إيران.ستثبت هذه العقوبات أن الاتفاق النووي كان أسوأ اتفاق في التاريخ، كما هي عبارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشهيرة، وأن قادة إيران سيقدمون تنازلات مهمة حين تجبرهم العقوبات على ذلك، وكما قال الرئيس ترمب أيضاً، فإنه ليس مستعجلاً للتعامل مع النظام الإيراني، والعقوبات تأثيرها تراكمي؛ فكلما أخذت وقتاً كان مفعولها أقوى وأقسى، ودول المنطقة تعيش نهضة تنموية باهرة، فيما يعيد النظام الإيراني شعبه إلى عصور ما قبل التاريخ. خيراً، فالشعوب العربية في العراق ولبنان وسوريا واليمن بدأوا يتذمرون من أتباع إيران في قيادة بلدانهم، حيث الفشل الذريع في بسط الأمن أو خلق التنمية، أو العنجهية التي يتعاملون بها مع شعوبهم.

 

لماذا تدخّل الكرملين

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/14 تموز/2019

في روسيا ضجة لم يبقَ خارجها فلاديمير بوتين. هو أيضاً لا يرضى أن يكون سعر الملفوف (الكرنب) قد ارتفع 17 في المائة هذا العام. طبعاً أسعار الخضراوات الأخرى ارتفعت هي أيضاً، لكنني لا أدري ما هي خصوصية الملفوف عند الروس. في السبعينات، ذهب أمين معلوف إلى موسكو، وعاد يكتب، في جملة ملاحظاته، أن الروس يقفون في الطوابير في انتظار الحصول على ملفوفة. والطوابير، أو آدابها، أو فلسفتها، حضارة يفاخر بها الإنجليز؛ إنهم أكثر من يحترمها في العالم. لاحظ بأي هدوء يمارسون الانتظار أمام السينما، أو المسرح، أو الباعة.

لكن طابور الملفوف قضية أخرى. إننا نتحدث عن واقع اجتماعي له دلالات مزعجة. وإلا كيف لسيد الكرملين أن يتدخل في الأمر وأمامه مسؤوليات من نوع الحرب في سوريا أو أوكرانيا. في لا وعيه، يريد، على الأرجح، ألا يربط الناس بين طوابير الأمس التي أدت إلى سقوط النظام، وبين الدولة اليوم. إذا شاهدت فيلماً أميركياً (أو أوروبياً) عن الثلاثينات أو العشرينات، سوف ترى الكثير من مشاهد الطوابير، خصوصاً أمام مكاتب التوظيف. فقد كانت البطالة على مستوى كارثي في مدن مثل نيويورك. وقال أحد الكتّاب يومها: «لقد تحولنا جميعاً آنذاك إلى باعة تفاح؛ لم نكن نجد عملاً آخر سوى بيع التفاح على زوايا الشوارع، ولم يكن أحد منا يملك أن يأكل تلك الثمرة اللذيذة». إذا كان الوضع متشابهاً في حقبة واحدة بين أميركا الرأسمالية وروسيا الشيوعية، فلماذا استمرت الأولى وانهارت الثانية؟ لم تتفق الدراسات على جواب واحد. والتبسيط لا يجوز في مثل هذا المتغير الهائل. ولكن الأقرب إلى المنطق أن الاستبداد وغياب الحريات وإلغاء المبادرة الفردية جعل شعباً عظيماً مثل الشعب الروسي يقف في الطوابير للحصول على ملفوفة، بينما خرج الأميركيون من كوارثهم الاقتصادية. وهو ما حصل أيضاً في أوروبا، بين شرقها وغربها، أمام ووراء ما سماه تشرشل الستار الحديدي. الشعوب التي تفقد الحرية والمحفز الفردي لا تنتج. والفارق اليوم أن الملفوف الروسي مرتفع الثمن، لكنه متوافر كالقمح.

 

السودان يتجه نحو التسويات في غياب الحلول

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/14 تموز/2019

كانت الساعات القليلة الفائتة تمر ثقيلة بانتظار إعلان «التفاهم» المأمول بين «المجلس العسكري الانتقالي» و«قوى الحرية والتغيير». والكل مترقب، متفائل، لكن يده على قلبه تخوّفاً من الاصطدام بعقبة جديدة، على غرار ما عايشناه خلال الأسابيع الماضية.

الأرجح أن الجميع يريدون الخروج بتسوية تعيد قطار التغيير إلى السكة. لكن الأرجح أيضاً أن منسوب التفاؤل بالتوصل إلى حلول ناجعة تراجع كثيراً منذ تبيّنت عدة معطيات، أهمها:

- أن التوليفة العريضة في الحراك الشعبي المتمثّل بـ«قوى الحرية والتغيير»، ورغم تماسك عمودها الفقري، لا تخلو من هشاشة التعددية في بلد كالسودان يضم طيفاً واسعاً من الانتماءات العقائدية والقَبلية والحزبية والإقليمية. وهذا، حتماً، من دون الإسقاط من الاحتمالات وجود جماعات مندسّة في صفوف الحراك ما زالت على تبعيتها لـ«الدولة العميقة»... بل ربما كان بعض هذه القوى في فترات متفاوتة من أركان تلك «الدولة» وجزءاً من «شرعية» وجودها.

- أن لدى «المجلس العسكري الانتقالي» مفهومه الخاص، وهذا المفهوم مألوف في الثقافة العسكرية على امتداد العالم، بالنسبة إلى دوره في «حماية البلاد» و«صون الدستور» و«الدفاع عن السلم الأهلي»... إلى ما هنالك. ومن ثم، فإن إصرار «المجلس العسكري» على ما يعده حقه في الإمساك برئاسة «مجلس السيادة» – المنوطة به المسائل الأمنية المصيرية – موقف لا يقبل المساومة.

- أن الأحداث الدامية التي واكبت فكّ الاعتصامات الشعبية، انطلاقاً من منطقة كولومبيا بالخرطوم، والكلام التهديدي الصادر عن بعض أفراد «المجلس العسكري»... ثم لاحقاً، تحميل «المجلس» عسكريين «تابعين» للنظام السابق مسؤولية التورط بالعنف في عملية فك الاعتصامات، لم تخدم أجواء الثقة الضرورية لأي عملية تفاوض سياسي. أيضاً لم يخدم أجواء الثقة تحرّك جماعات ترفع شعارات إسلامية معارضة متهمة «قوى الحرية التغيير» باستثنائها من حراكها وتجاهلها في مفاوضاتها السياسية مع «المجلس العسكري».

- مع أن إطاحة الرئيس السابق عمر حسن البشير ما كانت لتتحقق في الشارع وحده، بل كان محوَرياً تحرّك كبار ضباط الجيش ضده، فإن قطاعاً واسعاً من المعارضة لا يرى في «الثورة» التي حصلت في أبريل (نيسان) الماضي سوى تغيير محدود لرأس النظام لا غير. هذا القطاع من المعارضة يعتقد أن البشير تحوّل عبئاً على سلطة كان على رأسها لثلاثة عقود... وبالتالي، صار من مصلحة النظام إعادة ابتكار نفسه.

هذه المعطيات الأربعة كافية جداً لخلق «أزمة ثقة» لا تتيح التوصل إلى ما هو أكثر من تسويات واقعية حذرة. ذلك أن الثقة يستحيل أن تُبنى بين ليلة وضحاها، ولا سيما، في ظروف داخلية وخارجية كالظروف التي يعيشها السودان.

داخلياً، بصرف النظر عن مسؤولية سياسات البشير عن انفصال الجنوب والوضع في دارفور - الذي عرّضه لقرار جرم دولي بحقه - يمكن التطرق إلى عوامل سياسية واقتصادية معيشية أنهكت حكمه. ولعل أبرز العوامل السياسية فقدانه السيطرة على ولاء عدد من زملائه من كبار الضباط، ولا سيما، غداة قراره الترشّح مجدداً للرئاسة خلافاً لنص دستور 2005، ومن ثم، إزاحته عدداً من كبار معاونيه العسكريين - وبالأخص، عن بعض المواقع الأمنية الحساسة - وكذلك عدداً من السياسيين في الحزب الحاكم والحكومة.

أما بالنسبة إلى العوامل الاقتصادية المعيشية، فكانت، بالذات، مؤثرة جداً في زيادة السخط والاحتقان في الشارع. وما يُذكر أنه في يناير (كانون الثاني) 2018 اتخذت الحكومة قرار رفع سعر الدولار الجمركي من 6.9 جنيه إلى 18 جنيهاً، تسبب بارتفاع حاد في أسعار السلع المحلية والمستوردة بلغت في بعض الحالات نسبة 300%. كذلك أعلن البشير عن توجه حكومته إلى امتصاص السيولة النقدية من السوق وتحديد سقف لسحب العملاء من أرصدتهم البنكية، ما أدى إلى شح كبير في السيولة.

بطبيعة الحال، أثارت هذه الإجراءات سخطاً واسعاً في الشارع، فخرجت مظاهرات احتجاجية في العديد من مدن السودان على تدهور الأوضاع المعيشية والغلاء وفقدان السلع الضرورية. إلا أن السلطات استخفّت بها، ورمتها بشتى التهم التشكيكية والتخوينية، ومالت إلى التعامل معها بالقمع بدلاً من التعاطي معها كمطالب معيشية محقّة. وشيئاً فشيئاً، تنامت الاحتجاجات وتصاعدت في وجه المعاندة السلبية من قبل السلطة. وفي نهاية المطاف، عندما أدرك البشير عقم تجاهل ما يحصل كان هو وحكومته قد فقدا زمام المبادرة.

هذا داخل السودان، لكن خارجه ما كان وضع البشير - المحسوب أصلاً على «الإسلام السياسي» - أفضل بكثير. ففي أعقاب العقوبات الدولية التي فُرضت عليه، لكنها جُمّدت فعلياً إثر رضوخه لمطلب تقسيم السودان والموافقة على انفصال الجنوب، واجه الرئيس السابق مناخاً إقليمياً استقطابياً بين «الإسلام السياسي» و«البديل العسكري». ومن ثم كان ثمة حالة من «التعايش المتعِب» لنظامه المأزوم مع المستجدات الإقليمية.

هنا لا بد من الإشارة إلى أن هناك بعض النماذج عن «تعايش تشاركي» في بعض الدول بين «الإسلام السياسي» و«المؤسسة العسكرية»... منها باكستان. ففي باكستان، هوية البلاد - بل مبرّر وجودها كدولة مستقلة - الإسلام. وبالتالي، فحماية «الهوية الإسلامية - الوطنية» في وجه «علمانية» الهند «الجار - الخصم» عبر الحدود الشرقية... لا يضمنها سوى الجيش. ولهذا، كان هناك ترابط مزمن بين المؤسسة العسكرية الباكستانية والجماعات الإسلامية.

أكيد، الوضع السوداني ليس استنساخاً للنموذج الباكستاني، مع أن غالبية السودان تدين بالإسلام. ثم إن الإسلام كان جزءاً من الهوية «الطائفية» لأكبر حزبين مدنيين عريقين هما حزب «الأمة» الممثل السياسي التاريخي لطائفة الأنصار، و«الحزب الوطني الاتحادي» المرتبط طويلاً بالطائفة الختمية. أما لجهة «الإسلام السياسي» بوجهه «الإخواني» فلقد كان له حضوره في الجيش، وكان البشير نفسه من ممثليه قبل خلافه المعروف مع قائد «الإخوان» السودانيين التاريخي الدكتور حسن الترابي.

لكل ما تقدم، أتوقع أن نكون الآن أمام «مرحلة ضبابية» أفضل الممكن فيها التسوية المؤقتة، لأنه لا فرص للاتفاق على الحلول الحقيقية. إذ إن مثل هذه الحلول ما زالت تنتظر ثقة غائبة... وتوافقاً إقليمياً مغيّباً!

 

الإخوان”… تاريخ من الخيانة والدم

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/14 تموز/2019

هل الخلية “الإخوانية” التي ألقي القبض عليها وفقاً للإجراءات القانونية والمعاهدات الدولية هي آخر المطاف؟

هذا السؤال يجب أن يكون ماثلاً في أذهان الجميع عند الحديث عن الأمن في الكويت، أو بقية دول الخليج العربية، لأن تاريخ الجماعة يوحي باستمرارها في التآمر والتخريب إلى أن يُقضى عليها تماماً في الدول العربية كافة. طوال 91 عاما من عمر الجماعة لم تمارس العمل العلني إلا لسنوات قليلة، وذلك لأنها قامت أساساً على فكرة الاستيلاء على الحكم تحت أي ظرف من الظروف، وممارسة التدليس في شعاراتها، وبرامجها، كأن تقبل بالمشاركة البرلمانية من أجل تحقيق أهدافها، أي تعبئة الناس ضد نظام الحكم. هذا مارسته في العهد الملكي بمصر حين بدأت التحريض على الدولة واستخدمت العنف، وتفجير عدد من المؤسسات، ما دفع بالحكومة يومذاك إلى حلها، فأقدمت على اغتيال رئيس الوزراء النقراشي باشا رداً على ذلك. وفي أوائل خمسينيات القرن الماضي، حتى بعد تحالفها مع الناصريين عمدت إلى شن الهجمات على المؤسسات الرسمية، وارتكاب عدد من الجرائم، كانت أشهرها محاولة اغتيال جمال عبدالناصر في عام 1954 لتعود إلى العمل السري بعد إعلان حظرها. لم تكن سبعينيات القرن الماضي أفضل حالاً، فقد حاول الرئيس أنور السادات إعادة “الإخوان” إلى العمل العلني، سعياً منه إلى ترسيخ الديمقراطية عبر مؤسسات منتخبة، غير أنهم لم يستسيغوا ذلك فأقدموا على اغتياله في عام 1981 ليعاد حظر تنظيمهم مرة أخرى.

المحاولة ذاتها كررها الرئيس حسني مبارك ومنحهم فرصة تاريخية عبر دخولهم البرلمان، إلا أنهم استمروا في التحريض على الدولة، بدلاً من المساهمة في التنمية التي كانت بحاجة لجهود الجميع، وانتهت تلك التجربة في 25 يناير عام 2011 حين ركبت الجماعة موجة الاحتجاجات الشعبية، واستولت على الحكم عبر التدليس في انتخابات عام 2012. لم يتحمل الشعب المصري حكم مكتب “الأوغاد” الذي وضع يده خلال أشهر قليلة على غالبية المؤسسات الاقتصادية، وقد تحالف مع إيران وقطر وتركيا، ساعياً إلى جعل مصر حصان طروادة لتمرير المخطط الجهنمي لذلك المعسكر في السيطرة على الإقليم، إضافة إلى إقصاء الكفاءات وتقديم المنتسبين للجماعة في كل مؤسسات الدولة، ما دفع بالمصريين إلى الثورة الشعبية في 30 يونيو عام 2013، وانحياز الجيش إلى الشعب، فكان رد الجماعة الاعتصام في ميدان رابعة العدوية. ما كان للجماعة أن تسقط لولا القرار التاريخي الذي اتخذته مؤسسات الحكم المصري بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بفض اعتصام “ميدان رابعة العدوية” والتصدي للأعمال الإرهابية التي مارستها الجماعة في أنحاء مصر، منذ تلك اللحظة بدأت نهاية الجماعة، التي أدرجت على قائمة الإرهاب في عدد من الدول العربية، لاسيما الخليجية منها. اليوم مع هذه الخطوة التي أقدمت عليها الكويت تكون قد وضعت الجماعة، أسوة بباقي دول الخليج، على خط الزوال النهائي، لكن ذلك لا يعني الاكتفاء بهذا الإنجاز الأمني الكبير، فـ”الإخوان” معتادون على العمل في الظلام، ما يعني استمرار المواجهة، كي لا يكون لدينا ميدان “رابعة” آخر، أو يعود الذين يجري إقصاؤهم من نوافذ الواسطة، أو الرهان على متغيرات سياسية محلية، فهذا سيؤدي إلى تكرار أحداث الأربعاء الأسود، وما أدراكم ما الأربعاء الأسود؟

 

لماذا يقفون دوماً ضدّ حرّيّة الآخرين؟

حازم صاغية/الشرق الأوسط/14 تموز/2019

بدا لافتاً في الأسابيع الماضية ظهور موقف عربي ممانع من جزيرة هونغ كونغ. الموقف يستكثر عليها أن تحتفظ ببعض الاستقلال عن سلطة الحزب الواحد في البرّ الصينيّ.

النظريّة الرسميّة للصين التي نسبت الانتفاضة الشعبيّة إلى «مؤامرة استعماريّة»، غالباً إنجليزيّة، هي نفسها النظريّة التي تبنّتها منصّات الممانعين ومنابرهم. فحين أقدم شابّ غاضب على رفع العلم البريطاني فوق برلمان الجزيرة هتف الجميع: «وجدتُها». ها هي «جهيزة» التي تقطع كلّ شكّ بوجود المؤامرة.

في آخر الأمر، هل يُعقَل أن يوجد مَن يفضّل حكم لندن ومجلس عمومها على حكم بكين ومكتبها السياسيّ؟ الصين، التي رفضت هونغ كونغ الانصياع لها، هي ذاتها التي «تفصل بشكل متعمّد الأطفال المسلمين عن عائلاتهم، وعن البيئة الدينيّة واللغويّة الخاصّة بهم، وتضعهم في مناطق بعيدة في إقليم شينغيانغ». هؤلاء الأطفال، وقد عمم مأساتهم تقرير مفصّل لمحطّة «بي بي سي»، يَعدّون بمئات الآلاف. البعض يقولون إنّهم مليون من صغار مسلمي الإيغور محبوسون في «مراكز إعادة التعليم». «بي بي سي» قابلت العشرات من ذوي الأطفال الذين أكّدوا صحّة الجريمة.

الصين لا تريد أثراً للإسلام في ثقافة «أبنائها» المسلمين. إنّها تفعل هذا بوحشيّة قد تتمرّن إسرائيل المتوحّشة قرناً كاملاً لبلوغها. لنفترض لوهلة أنّ مسلمي الولايات المتّحدة وبريطانيا تعرّضوا لهذا العدوان الإنساني والثقافي الخطير الذي نزل، وينزل، بمسلمي الصين! شيءٌ كهذا كان ليُطلق عندنا سيلاً من الشتائم و«التحليلات» (والشتائم هي نفسها التحليلات) تمتدّ من اجتثاث الهنود الحمر إلى انبعاث النازيّة مجدّداً وفتكها بمسلمي الغرب! ألم نقل لكم مراراً وتكراراً إنّ الشرّ فيهم طبيعة لا تتغيّر.

لكنّنا هنا نتعامل مع طرف مختلف تماماً: إنّه الصين.

والصين صاحبة أيادٍ بيضاء ثلاث على الأقلّ:

أوّلاً، تربطها علاقات غير سويّة مع الولايات المتّحدة الأميركيّة، ويرشّحها خصوم أميركا بديلاً عنها، بل يذهب بعضهم إلى أنّها «ستحطّمها» في غد قريب.

وثانياً، تربطها علاقات ودّيّة مع سوريّا الأسد وإيران خامنئي، أو، في الحدّ الأدنى، نظامُها السياسي يشبه نظاميهما.

وثالثاً، تناهض الديمقراطيّة والحرّيّة وتعتبر المطالبة بهما مؤامرة أجنبيّة دنيئة. إنّها تفعل ذلك بصوت الناجح والواثق الذي لا يخشى في «الحقّ» لومة لائم.

إذاً هناك ما يكفي من جذور وتطلّعات مشتركة تبرّر مسامحة الصين على أفعال قبيحة كريادتها الحاليّة لحركة العولمة الرأسماليّة. لهذا فحين يُضطهَد المسلمون على يدها يمرّون، هُم واضطهادهم، مرور الكرام على انتباه الممانعين. إنّهم، والحال هذه، لا يزِنون وزن ريشة. ذاك أنّ الأخيرين لا يستوقفهم البشر المضطَهَدون بل يستوقفهم الطرف الذي يضطهِدهم. إنّهم اختصاصيّون فحسب في الاضطهاد الإسرائيليّ، وفي الاضطهاد الغربي حين يحصل. سواه من الاضطهادات يقع خارج اختصاصهم. وإذا بدا الأمر مفهوماً جزئيّاً في حالتي «القوميين» و«اليساريين» من الممانعين، فهو يستغلق تماماً في حالة إسلاميي الممانعة الذين يُفتَرض أن تشدّهم رابطة الأخوّة الدينيّة إلى سائر مسلمي العالم. لكنّ التضامن الديني المعطّل لا يفعل إلاّ ما يفعله التضامن الإنساني المعطّل، لأنّ العطل هو المصدر الأوّل للشعور والسلوك. ومَن لا يتمنّى الحرّيّة لمسلمي الصين يُستَبعَد أن يتمنّاها لسكّان هونغ كونغ أو هضبة التيبت.

هناك، على أي حال، سابقة بارزة: صربيا سلوبودان ميلوشيفيتش، حيث تعاطفت البيئة السياسيّة إيّاها، بعلمانييها ومؤمنيها، مع جزّار بلغراد الذي كان مسلمو البوسنة طليعة ضحاياه (وتحلّ، هذه الأيّام، الذكرى الـ24 لأكبر مذابحهم، مجزرة سرِبرِنيتشا). ذاك أنّ ميلوشيفيتش مناهض للولايات المتّحدة، فضلاً عن كونه هو نفسه خلطة شيوعيّة – قوميّة تخفق لها قلوب الممانعين.

ولنتذكّر كيف أنّ هذه البيئة وقفت بين قلّة قليلة في العالم تتّهم المنشقّين الروس بالعمالة للغرب والصهيونيّة، حتّى إذا سقط «المعسكر الاشتراكيّ» راحت تتقبّل التعازي وتتبادل التحسّر على تصدّع ذاك السجن الكبير. أمّا خطّ الدفاع الأخير فإن خصوم الحرّيّة المذكورين، في الصين وروسيا ويوغسلافيا السابقة وسواها، إنّما «يدعمون قضايانا». لكنْ إذا كانت قضايانا على طرف نقيض دائم مع حرّيّات الشعوب، فهذا ما ينبغي أن نعامله كهاجس يقضّ المضاجع ويدفع إلى تساؤل حارق: كيف نُدخل في سياساتنا جرعة أكبر من القيم، ومن قيمة الحرّيّة خصوصاً؟ وكيف نشارك الشعوب همومها، إن لم يكن حبّاً بها فمن أجل أن تشاركنا همومنا؟ عدد من المراقبين والمعلّقين لاحظوا في الآونة الأخيرة مفارقة تتعلّق بالقضيّة الفلسطينيّة التي غالباً ما تُختَصر فيها قضايانا كلّها على تعدّدها واختلافها. مفاد المفارقة أنّ هذه القضيّة تقوى في الغرب، حيث هناك حياة سياسيّة ونقاش عامّ، ولكنْ أيضاً حيث يربطها بعض ممثّليها بهموم تقدّميّة أخرى، كمناهضة العنصريّة والدفاع عن التعدّد والحرّيّات. لكنّها، في المقابل، تضعف عندنا، حيث يُدرجها بعض ممثّليها في مجابهة مع الطلب على الحرّيّة، كما في سوريّا مثلاً، من غير أن يقطعوا حبل سرّتها مع الزمن السوفياتي ومنظّمات الحروب الأهليّة والإرهاب. هذا،

في عمومه، مدعاة للتأمّل... التأمّل على الأقلّ.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

باسيل جال في النبطية: لبنان الكبير يتسع للجميع وليس من الضروري حدا يشيل التاني ليجلس محله

وطنية - الأحد 14 تموز 2019

جال رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، في منطقة النبطية، اليوم، وسط إجراءات أمنية مشددة للجيش والقوى الأمنية.

بداية الجولة، كانت من مكتب التيار في بلدة حبوش، حيث التقى باسيل منسق هيئة قضاء النبطية الدكتور خالد مكي وأعضاء المنسقية، ثم انتقل بعدها، إلى بلدة كفروة، حيث قدم التعازي لعائلة نهرا، التي فقدت منذ يومين، في حادث سير أليم ابنها نديم نهرا وكريمته كريستين، ومنها توجه إلى بلدة الكفور، فزار بداية منزل الدركي علي سعد، بغرض التعزية، لينتقل بعدها إلى ساحة الكنيسة في وسط البلدة، حيث استقبل بنثر الأرز والورود وترجل مصافحا مستقبليه.

وأقيم احتفال بالمناسبة، تحدث فيه إلهام سركيس سمعان، خوري البلدة الأب يوسف سمعان، الشيخ ياسر فقيه، كريم ميلان باسم هيئة الكفور في التيار وتوفيق صفا باسم البلدية.

باسيل

وألقى باسيل كلمة، استهلها بالقول: "مساء الخير جميعا، أهلنا في التيار الوطني وفي الكفور، الحقيقة لا يستطيع الإنسان أن يكون هنا تحت الهلال والصليب، من دون أن يتكلم عن معنى هذا التلاقي، الذي تعيشونه بشكل طبيعي، أنتم في هذه البلدة، وهو صورة عن لبنان المعاش، فالموجود هنا ليس مأمولا، إنما حقيقي ومعاش، الجامع والكنيسة، ليس اليوم بنيا بالقرب من بعضهما، كما أن أهالي الكفور، ليس اليوم يعيشون مع بعضهم، إنهم تربوا هكذا، وعاشوا هكذا، ومعنى أن جدة العماد عون، هي من هذه البلدة، وهو ما يفسر الكثير من تربيتنا الوطنية، ونحن أولاد مدرسة أسسها العماد عون على الوطنية وعلى فهمه وتربيته للبنان، أن نتعانق ونعيش مع بعضنا". أضاف: "أنتم تعرفون، أن الأم تنقل كل شيء في تربيتها، وهي التي تعلم ابنها، والعماد عون يخبر أن أمه علمته تجنب العيب والحرام، وهي أهم تربية تبدأ مع الشخص في بيته وحياته، ونحن انتقلت لنا هكذا على التيار الوطني الحر، لذلك اليوم الجامع والكنيسة يتعانقان مع بعضهما، كما أهل الكفور، يعيشون مع بعضهم، كما نحن في التيار الوطني الحر المسلم والمسيحي متعانقان مع بعضهم في حياتهم الحزبية الواحدة، ويعممونها على الحياة الوطنية أكثر وأكثر، هذا التعانق عشناه نحن وحزب الله منذ سنة 2006 إلى اليوم"، آملا أن يمتد إلى "الثنائي "حزب الله" وحركة "أمل" لكي نعيش التفاهم بمعناه الأوسع ، كما شاهدنا الأعلام متعانقة مع بعضها على العامود، إن شاء الله تتعانق الناس مع بعضها على الارض بشكل كامل، وهذا هو أماننا ومرتجانا لاننا هكذا نرى لبنان، والتيار "الوطني الحر" يأمل إنجاز تفاهمات على مستوى الوطن ككل، لكي لا يبقى أحد خارجها، لأنه ليس ضروريا أن يحل علم مكان علم، لكن العلمان الى جانب بعضهما، ويأتي العلم اللبناني أكبر منهم وأعلى منهم أيضا وفوق الكل". وختم "في هذا البلد مش ضروري حدا يشيل الثاني ليجلس محله، وهناك محل للكل وكلنا نتسع الى جانب بعضنا البعض، وعندما نتكلم عن لبنان الكبير إنما نعني لبنان الذي يتسع للكل، وعندما نقول إننا لا نستطيع أن نرى لبنان صغيرا أو مقسما، خبروني كيف يتقسم لبنان الكبير؟، فإذا كانت بلدتكم تتقسم فلبنان يتقسم، فسروا لي هنا، كيف تتقسم الكفور بين بيت وبيت وبين شارع وشارع؟، وعندما نعلم أن هذا الامر مستحيل نفهم أن لبنان مستحيل أن يتقسم، وهذه هي إرادتنا الاساسية وهذه قيمة التيار الوطني الحر الذي لا يعيش فقط، رفض التقسيم، إنما يعيش الوحدة الوطنية التي تتجلى في داخله وفي التفاهمات التي يقيمها، والتي هي نصرنا الحقيقي وهي التي أنجزت الانتصار في العام 2006، وهي تمنع أي عدو من أن يمد يده على بلدنا، لانه بوحدتنا ننتصر عليه، هذا معنى حياتنا المشتركة وهذه قيمتها، علينا أن نعيشها بكل حقيقتها وعلينا تعميمها، وهذا هو تيارنا وهذه هي وطنيتنا".

وتسلم باسيل في الختام درعا تقديرية، كما جرى توزيع الدروع على الخطباء، من قبل هيئة التيار في الكفور.

 

باسيل زار عين ابل ودبل: موضوع رئاسة الجمهورية خارج البحث ومن أحبني وأحب التيار عليه أن لا يتحدث به

وطنية - الأحد 14 تموز 2019

زار رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، في إطار جولته الجنوبية اليوم، حرش الصنوبر في بلدة عين ابل، على رأس وفد، وبمواكبة أمنية مشددة، كان في استقباله رئيس أساقفة صور للموارنة المطران شكر الله نبيل الحاج، رئيس البلدية عماد اللوس، حشد من مناصري التيار ومحازبيه وفاعليات بلدية، اختيارية واجتماعية. وأقيم احتفال استقبالي بدأ بالنشيد الوطني ونشيد "التيار الوطني الحر" وبكلمة هيئة مجلس التيار ألقاها المنسق عصام الحاج، ثم ألقى باسيل كلمة حيا فيها "اللقاء المميز" وذكر بمعاناة الاهالي إبان حرب تموز 2006، وقال: "في هذه المناسبة اذ نتذكر الدموية والدمار ولكن كان في المقابل عنفوان وتضامن وطني، ونذكر الماضي لنعيش الأمل معا في نسيج من التلاقي والوحدة". وقال: "خلال جولتي لمست الكثير من المشاريع المخطط لاقامتها لمستقبل آمن ومزدهر وهذا ما يزيدنا طمأنينة للمستقبل"، مضيفا "سيبقى التيار الوطني الحر يبني للعمل مع المجتمع لتنميته وازدهاره، ونحن نريد العمل وهناك من سيعرقل، ولكن يجب أن نستمر رغم ما نسمع يوميا من الخبريات الكاذبة، وتوقعوا خبريات جديدة لأنني بعد يومين سأذهب إلى أميركا وستسمعون عن هذه الزيارة الكثير من التأليف و"التخبيص" والاشاعات، اما زيارتي إلى اميركا فهي بدعوة من وزير الخارجية لمؤتمر حول الأديان، ومن المناسب ان لا يغيب عنه لبنان لرمزيته وأهمية الحدث ومن دون أي ارتباط ثان، وهذه المؤتمرات تجمع عددا كبيرا من الدول ونعرف الغاية منها وما تحققه، واينما كنا في لبنان او خارجه نتحدث عن فكر لبنان الواحد الموحد". وتوجه إلى المناصرين في التيار ب"عدم الحديث عن رئاسة الجمهورية"، قائلا "ممنوع على التيار الوطني الحر ان يفكر حتى برئاسة الجمهورية، وهذا الموضوع هو خارج البحث، ومن أحبني واحب التيار عليه أن لا يتحدث بهذا الموضوع".واضاف: "هذا الوقت هو وقت عمل والبلد يمر بأزمات اقتصادية صعبة ومجلس النواب أمام تحد في الأسبوع القادم وعلى الجميع بدءا من تكتل لبنان القوي وبعيدا عن الشعبوية اخذ القرارات الجريئة والعمل على تخفيف الأزمات والبلد مر بحالات أصعب من هذه وعلينا أن نعمل معا بإخلاص للوصل للحل، المرحلة تتطلب مسؤولية وعمل ولا تتطلب لا تخلي ولا تولي". وتوجه إلى الأهالي قائلا: "سنبقى نلتقي معكم دائما ولقاءاتنا ستكون طبيعية كما انتم لكي نعزز كل المجالات الزراعية والاقتصادية وغيرها لكي تبقوا في هذه المنطقة"

وختم باسيل: "ان كل باب يستقبلنا في الجنوب هو بوابة لنا، ولنا الفخر أن ندخل من أصغر باب في الجنوب ومن أفقر ناس في الجنوب فتحية لكل الجنوب وتحية لكم".

بعدها أقيمت مأدبة غداء على شرف الوزير باسيل والوفد المرافق.

دبل

وانتقل الوزير باسيل والوفد المرافق من بلدة عين ابل إلى بلدة دبل حيث كان في استقباله وفود شعبية وفاعليات البلدة وأقيمت بعد حفل الاستقبال صلاة عند مزار السيدة العذراء.

 

باسيل زار جديدة مرجعيون والقليعة: ملتزمون بقضية المبعدين إلى فلسطين المحتلة كالتزامنا بالسيادة وضمن قانون يساعد على عودتهم

وطنية - الأحد 14 تموز 2019

استهل رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، جولته الجنوبية من بلدة جديدة مرجعيون، حيث وصل الى البلدة على رأس وفد كبير وبمواكبة أمنية مشددة، وكان في استقباله مناصرو التيار ومحازبوه، وعقد لقاء مغلقا مع هيئة ومجلس القضاء في منسقية حاصبيا مرجعيون في التيار.

ثم انتقل الجميع للمشاركة في القداس الإلهي في كنيسة مار جرجس في القليعة الذي ترأسه المونسنيور منصور الحكيم وعاونه الاب انطونيوس فرح، بحضور ممثل الوزير طلال ارسلان وسام شروف، النائبين سليم عون وسليم خوري، الوزير السابق طارق الخطيب، قائمقام حاصبيا احمد كريدي ورئيس بلدية القليعة حنا الخوري. وبعد القداس توجه الوزير باسيل والحضور الى قاعة مار يوسف في البلدة حيث عقد لقاء مع الاهالي والمحازبين والمناصرين من أقضية حاصبيا ومرجعيون وجزين.

دعيبس

بداية ألقى الدكتور يوسف دعيبس كلمة باسم أهالي القليعة مرحبا بالوزير في "قلعة الابطال قرية ال200 شهيد وبلدة القديس جاورجيوس البطل الشجاع شفيعها القائد،

قائلا: "تميزت القليعة على مدى التاريخ بتنوع انتماءاتها السياسية، لكننا نعلم يقين العلم أننا لبعضنا البعض وهدفنا واحد وهمنا واحد وهو ان نكون يدا واحدة في مواجهة كافة الازمات وان تعم ‏هذه الثقافة كل الوط ، ونحن مرتاحون جدا بتبني التيار هذا المفهوم".

ثم عدد المشاكل التي يعاني منها اهالي المنطقة بشكل عام وبلدة القليعة بشكل خاص كإقرار قانون العفو عام 2005 والذي لم يشمل أهلنا المشردين.

واضاف: "نحن فرحون بعودة الدولة إلى القليعة وعودة القليعة إلى الوطن ولكن لا يكتمل الوطن الا بعودة أبنائه وفرحة القليعة لا تكتمل الا بعودة اهلها الى منازلهم. ‏نتأسف بقولنا هذا ولكن الدولة بعيدة عنا. ‏فمجلس الجنوب يتوقف عند مداخل بلدتنا وكأنها بلد غريب، والهيئة العليا للاغاثة لم تسمع اننا ‏نتعرض للاضرار من العوامل الطبيعية أسوة بغيرنا، وزارة الاتصالات لا تعير البلدة اهتماما في ما يتعلق بإزالة عامود إرسال للشركات الخليوية الموضوع فوق رؤوس أطفالنا وعائلتنا وتتغاضى النظر عن الأمراض التي يمكن ان يتسبب بها، ووزارة الزراعة لا تعيرنا اهتمامها وغائبة عنا رغم اننا نعتبر بلدة زراعية ولدينا انتاج كبير من الخضار والزيتون، وأخيرا وليس آخرا نحن اليوم مجتمعون في قاعة مار يوسف التابعة لراهبات مار يوسف دو ليون اللواتي اتين الى البلدة عام 1959 وأسسن مدرسة تحت اسم مدرسة مار جرجس المجانية، ولكنها للاسف اغلقت ابوابها اليوم، وبعد مرور 60 عاما، بسبب عدم دفع الدولة مستحقاتها منذ اربع سنوات وتدني عدد طلابها، فكيف لها ان تستمر في ظل هذه الازمة الاقتصادية التي تسبب في ازدياد وتيرة هجرة الشباب الى الخارج. لذا نطلب مساعدتكم بهذا الملف وان تولوه اولى اهتماماتكم".

واختتم شاكرا التيار لاهتمامه بموضوع تلوث مياه الشفة الذي يسببه مخيم مرج الخوخ ل13 بلدة في قضاء مرجعيون، وتقديم الشكوى الى وزارة البيئة وبإنتظار اخذ الاجراءات الضرورية والاساسية في ازالة هذا المخيم الذي بات عدد اللاجئين فيه يفوق استيعابه.

مسعود

ثم كانت كلمة لمنسق التيار الوطني الحر في مرجعيون وحاصبيا ايلي مسعود، شكر فيها الوزير على اهتمامه بحقوق المسيحيين وبشؤون المنطقة مطالبا بازالة مخيم مرج الخوخ للنازحين السوريين في خراج ابل السقي قضاء مرجعيون.

باسيل

بعدها ألقى الوزير باسيل كلمة تطرق فيها الى عودة اللبنانيين الموجودين داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة ضمن قانون، مشيرا الى "حقهم بالعودة الى وطنهم، وان وزير العدل ألبرت سرحان سيتقدم بمشروع مرسوم لوضع آلية تطبيق للقانون الذي يساعد على عودة المبعدين وعلى بدء مسيرة العودة"، مؤكدا أننا "ملتزمون بهذه القضية كالتزامنا بالسيادة وسنعمل على هذا القانون كما عملنا للمبعدين في السويد حتى يبقوا هناك لأن السويد دورة اوروبية وعملنا بحسب واجبنا ولم نقبل ان يعودوا الى لبنان"، آملا أن "نستطيع ردهم في ظروف أفضل ولا يخسروا كل ما بنوه في حين انه يجب العمل على اعادة المبعدين الى وطنهم".  واكد انتصار لبنان على اسرائيل قائلا: " لقد انتصرنا سياسيا وعسكريا ولكن لم ننتصر اقتصاديا وواجب علينا ان نؤمن المقاومة الاقتصادية"، مشيرا الى "اننا بوزارة الخارجية بدأنا بالاهتمام كيف سنصدر الانتاج اللبناني ومنه الزيت والزيتون الى الخارج".

وتناول موضوع الزراعة في المنطقة والسعي لتصدير الانتاج من قبل الدولة الذي يساعد في تمسك الاهالي بأرضهم ووطنهم، مؤيدا المطالبة بازالة مخيم مرج الخوخ للنازحين السوريين بسبب الضرر البيئي وما يسببه من ضغط اجتماعي في المنطقة.

واختتم بالتطرق الى موضوع الدولة المدنية، لافتا الى أننا "نتحدث عن هذا الموضوع بقناعة وعبره يستطيع المواطنون أن يأخذوا حقوقهم"، مشددا على "أنه المشروع الذي يساعدنا على الوصول الى لبنان الذي نحلم به والى ذلك الحين يجب ان نعيش المساواة بين المسلمين والمسيحيين تحت سقف الدستور". وفي نهاية اللقاء قدم له المحازبون درعا تقديرية وشتلة زيتون. بعدها غادر الوزير باسيل منطقة مرجعيون متوجها الى بنت جبيل.

 

السفير الفرنسي: السلام والاستقرار الدوليان عرضة للتهديد المستمر ووحده احترام سياسة النأي بالنفس يتيح للبنان البقاء بمنأى عن النزاعات

وطنية - الأحد 14 تموز 2019

أقام السفير الفرنسي برونو فوشيه، حفل استقبال بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، مساء اليوم في قصر الصنوبر، حضره ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري الدكتور محمود بري، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل أفيوني، الرؤساء: أمين الجميل، ميشال سليمان، وحسين الحسيني، وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، ممثلة وزير الخارجية والبلديات جبران باسيل السفيرة نجلا عساكر، النواب: هنري حلو، ياسين جابر، ميشال معوض، علي عسيران وهنري شديد، سفراء: الاتحاد الأوروبي، اليونان، رومانيا، إيطاليا، السعودية، فلسطين، صربيا، إسبانيا، العراق، المغرب، ألمانيا، الجزائر، والسفير البابوي جوزف سبيتري، الوزراء السابقون: آلان حكيم، سليم الصايغ، وليد الداعوق وزياد بارود، رئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد، المطارنة بولس مطر، إلياس عودة، سلوان موسي، جورج بقعوني وجورج قصارجي، مفتي الشمال مالك الشعار، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، رئيس الجامعة اليسوعية الأب سليم دكاش وحشد من الشخصيات.

فوشيه

بداية مع النشيدين الوطني والفرنسي، أدتهما جوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب توفيق معتوق، وعزفتهما فرقة موسيقى قوى الأمن الداخلي، ثم ألقى السفير الفرنسي.

وألقى فوشيه كلمة، استهلها بالقول: "أنا سعيد جدا لاستقبالكم هذا المساء في قصر الصنوبر، هذا المكان الحافل بالذكريات التاريخية، حيث يطيب للفرنسيين واللبنانيين الالتقاء للاحتفاء بالصداقة القديمة التي تجمعهم. أنا سعيد لاستقبالكم هنا للمرة الثالثة على التوالي، منذ وصولي إلى لبنان، في يوم العيد الوطني الفرنسي في 14 تموز، هذا التاريخ الذي يذكرنا، كل سنة، بضرورة أن نناضل من دون هوادة للدفاع عن القيم الثلاثة الأساسية في جمهوريتنا، التي غالبا ما تتعرض للانتهاك في العالم المعاصر، عنيت بذلك الحرية والمساواة والأخوة".

أضاف: "إن التحديات التي تواجهنا كلنا اليوم، على الصعيدين الداخلي والدولي، تزايدت خلال العام المنصرم. كما وأن قيم الانفتاح والاستقبال، التي تتميز بها مبدئيا الديمقراطيات دون سواها، تصطدم اليوم بالنزعة المتنامية نحو التقوقع على الذات. إن هذه القيم تتعرض للحط من شأنها من جانب الشعبويين من كافة المذاهب والمشارب، الذين يريدون أن يقنعوا الشعوب بأنه من الممكن أن يدافع المرء عن مصالحه من دون مراعاة مصالح الآخرين. أما السلام والاستقرار الدوليان، فهما عرضة للتهديد المستمر. وهذا الأمر يعرفه جيدا الشرق الأوسط بما أنه شهد، ولا يزال، العديد من النزاعات. والواقع أن الأمر الوحيد الذي من الممكن أن يمنع الانزلاق المميت نحو دوامة لا نهاية لها هو العودة إلى الحوار وممارسة ضبط النفس. والرئيس ماكرون سيستضيف، من هذا المنظار نفسه، منتدى باريس للسلام، في دورته الثانية، في الخريف المقبل، من أجل التفكير معا، ومع المجتمع المدني بحلول عملية لنتمكن جميعا من مواصلة العيش معا".

وتابع: "في هذا السياق الصعب، تمكن لبنان من الحفاظ على وحدته واستقراره وانفتاحه على العالم. وهذا ليس بالأمر اليسير. وحده احترام سياسة النأي بالنفس يتيح للبنان البقاء بمنأى عن النزاعات، لا سيما النزاع المتأجج منذ أكثر من ثماني سنوات في سوريا المجاورة".

على الصعيد الأمني، قال: "منذ بضع سنوات، تمكنت القوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي اللبنانية، التي أحيي استعدادها الدائم في كل لحظة، من الدفاع عن لبنان في وجه أعمال العنف الخارجية والتهديد الإرهابي. أنا لا أنسى الهجوم الذي استهدف مؤخرا مدينة طرابلس. أود هنا أن أحيي ذكرى العسكريين ورجال الشرطة الأربعة الذين دفعوا حياتهم ثمنا لإيقاف هذا الهجوم والدفاع عن المواطنين. لقد كان هذا الاعتداء الشائن محدودا ومحدد الهدف، ويجب ألا يتسبب بنسيان مستوى الأمن المرتفع الذي تتمتع به البلاد منذ العملية، التي شنت في صيف العام 2017 في الجزء الشمالي- الشرقي منها".

على الصعيدين الإنساني والاجتماعي، قال: "لقد استقبل لبنان، بسخاء كبير وبدعم دولي مؤكد، عددا كبيرا جدا من اللاجئين السوريين الذين هربوا من الحرب وأعمال العنف. هم بغالبيتهم يودون العودة إلى بلادهم ويجب ألا يتم ثنيهم عن ذلك. غير أن الأكثرية العظمى منهم لا تفكر بهذه العودة على المدى القريب. لماذا؟ لأنها تخشى، بكل بساطة، ألا يكون أمنها مضمونا في سوريا. إن فرنسا، والدول الأخرى التي تدعم لبنان لمواجهة هذه الأزمة، ترغب هي أيضا في أن يتمكن اللاجئون السوريون من العودة إلى بلادهم. لكننا نعتقد أن مفتاح هذه العودة موجود في دمشق. غير أن دمشق لم تبد في العام الفائت رغبة حقيقية بتسهيل هذا الأمر. لقد رفضت أن تتخذ الحد الأدنى من إجراءات الثقة. أنا لا أخفي عنكم قلقي، وهو أيضا قلق الأسرة الدولية، إزاء خطابات الكراهية والرفض التي تتزايد ضد اللاجئين. فإن أحدا لم يحل أية مشكلة، مهما كانت حساسة، بإذكاء العنف وتأجيج الانقسامات. لبنان يتشرف إذ يجسد الانفتاح. والمجتمع الدولي سيبقى بجانبه، كلما اقتضت الحاجة، لمساعدته على مواصلة مواجهة هذا الوضع الذي يجب ألا يدوم إلى الأبد".

على الصعيد السياسي، قال: "لقد شكل لبنان، في أواخر شهر كانون الثاني الماضي، حكومة سرعان ما انطلقت "إلى العمل"، وهي التسمية التي أطلقتها هي على نفسها، من أجل التعويض عن الأشهر الضائعة في العام 2018. وتم اعتماد أو الشروع باتخاذ أولى التدابير الهامة في مجال الإصلاح، لا سيما في قطاع الكهرباء. كما وأنه من المتوقع أن يتم التصويت قريبا في مجلس النواب على موازنة العام 2019، التي تلحظ تخفيضا لعجز الموازنة وتعكس مسار الإنفاق العام. نحن نأمل أن يتم وضع هذه الموازنة موضع التنفيذ فعلى هذا الأمر تتوقف قدرة لبنان على سلوك طريق النمو مجددا والتصدي لآفة الدين التي تثقل كاهل الأجيال المقبلة. ومن المتوقع أن تبدأ قريبا المناقشات المتعلقة بصياغة موازنة العام 2020. نحن نأمل أن تشكل فرصة للتقدم أكثر بكثير على طريق تنفيذ الخطوات الإصلاحية، التي ينتظرها جميع اللبنانيين".

أضاف: "بما أنني أتطرق إلى الإصلاحات، إسمحوا لي أن أعبر لكم عن قناعتي الراسخة التي هي أيضا قناعة السلطات في بلادي، لا بل أعتقد أنه بإمكاني القول أيضا إنها قناعة أصدقاء لبنان جميعهم: إن هذه الإصلاحات هي الطريق الوحيد الذي يجب السير فيه لكي يتطلع لبنان بكل ثقة نحو المستقبل والتنمية والحداثة والفعالية. الطريق الوحيد لكي تتولد لدى الشباب اللبناني، وهو شباب مثقف وموهوب للغاية ويتقن العديد من اللغات، رغبة في البقاء هنا، أو في العودة إلى هنا، ليضع مؤهلاته وطاقاته في خدمة وطنه. الطريق الوحيد لكي تقوم الشركات الأجنبية، وفي طليعتها الشركات الفرنسية، بالاستثمار في هذا البلد. وأخيرا الطريق الوحيد لكي يبعد لبنان نهائيا شبح الأزمة الاقتصادية، التي كثيرا ما أثارت المخاوف، وكثيرا أيضا ما تم تجنبها بأعجوبة".

وتابع: "إن شركاء لبنان، ولا سيما فرنسا، الذين اجتمعوا في باريس في شهر نيسان الماضي في إطار مؤتمر "سيدر"، عبروا أبلغ تعبير عن الدعم الذين هم مستعدون لتقديمه للبنان من أجل مواكبته في طريق الإصلاح. ومقاربة مؤتمر "سيدر" تقوم على الشراكة بين لبنان والمجتمع الدولي. هي شراكة تظللها النوايا الطيبة ولكنها أيضا شراكة متطلبة. فمن أجل وضعها موضع التنفيذ، من الضروري أن تسود أقصى درجات الثقة بين الطرفين. غير أن هذه الثقة لا تتغذى إلا بالإجراءات الملموسة وبالأعمال التي تنم عن تصميم لا يتزعزع. إن الوضع الاقتصادي الحالي، الذي هو وضع صعب، يتطلب خطوات حاسمة من جانب لبنان للتصدي فورا، ومن دون أي انتظار، للمشاكل القديمة والعميقة التي يعاني منها هذا الاقتصاد. إن التسويات وأنصاف التدابير لم تعد متاحة.

كما تعلمون، إن الرئيس ماكرون هو وراء انعقاد مؤتمر "سيدر" كما أنه لم يأل جهدا من أجل إنجاح مؤتمر "روما-2" لدعم القوى الأمنية اللبنانية. ويهمه جدا نجاح هذين المسارين، لا سيما أنهما يشكلان ضمانة للبنان القوي والمزدهر. ونحن نعمل بشكل دؤوب مع السلطات اللبنانية لتحقيق ذلك".

في المجال الأمني، قال: "لفرنسا طموحات عالية من أجل لبنان. كما قلت في مقدمة كلمتي، تلعب قوات الأمن اللبنانية دورا أساسيا للحفاظ على استقرار البلد وللتأكيد على سيادته واستقلاله. قدمت فرنسا في روما عرضا لفتح خط ائتماني بقيمة 400 مليون يورو. الهدف منه هو إنشاء قوة بحرية لبنانية حقيقية قادرة على قيادة ما نسميه عمل الدولة في البحر، وبشكل خاص في المنطقة الاقتصادية الخالصة، التي تحتوي على ثروات لم يتم اكتشافها بعد"، داعيا إلى "وضع اللمسات الأخيرة سريعا على هذا المشروع، الذي يندرج في إطار شراكة قديمة العهد وقائمة على تبادلات متواصلة وعلى تعاون كثيف، على صورة التمرين البحري "الأرزة الزرقاء" الذي نفذ مؤخرا بمشاركة ناقلة المروحيات الفرنسية "Dixmude" والفرقاطة "Guépratte" و1200 عسكري لبناني وفرنسي. في الأمس، رست فرقاطة "Aconit" في مرفأ بيروت. إنها المرة الثامنة والعشرين، منذ 2015، التي تصل فيها سفينة فرنسية إلى لبنان. إنني أحيي وجود عناصر طاقمها وقائدها بيننا هذا المساء".

أضاف: "هذه الأرقام تتحدث عن نفسها، وتعبر عن قوة التعاون في مجال الدفاع مع لبنان - وهو شريك مهم لفرنسا في الجهة الشرقية من المتوسط - إذا ما أضيفت إليها التجهيزات المقدمة وكذلك التعاون الحاصل في مجالات متعددة وحساسة. يجب ألا ننسى المشاركة المهمة لفرنسا في قوات اليونيفيل. إنني أحيي وجود ممثلين عن الكتيبة الفرنسية، التي تضم ما يقارب 700 عنصرا، بيننا هذا المساء. يتمتع جنوب لبنان بدرجة عالية من الاستقرار منذ 13 عاما، أي منذ تعزيز قوات اليونيفيل المنتشرة في المنطقة، مؤازرة للقوات المسلحة اللبنانية، غداة النزاع الدموي، الذي وقع في صيف 2006. اسمحوا لي أن أحيي الدور الحاسم الذي تؤديه قوات اليونيفيل للتخفيف من التوترات، التي تبرز من وقت إلى آخر في المنطقة. نأمل أن يتم إحراز تقدم في الأشهر المقبلة في مسألة ترسيم الحدود البحرية والبرية في الجنوب. سيشكل ذلك رسالة سلام قوية في منطقة تسودها توترات كبيرة.

وتابع: "أود أن أنهي برسالة أمل وثقة إلى الشباب اللبناني. هذا الشباب الذي يتمتع بمستوى عال من التحصيل العلمي وبقدرة إبداعية وبروح المبادرة بشكل مذهل، ويتميز بإتقانه العديد من اللغات. هذا الشباب هو خزان نمو لبنان الغد! لديكم في لبنان إمكانية الحصول على مستوى عال من التعليم. ساهمت فرنسا في ذلك بشكل كبير، منذ القدم، وسنواصل القيام بذلك. ليس فقط من أجل السماح للبنان باستقبال العدد الأكبر من التلاميذ في مدارسه الرسمية، إنما أيضا من أجل تحسين الجودة في النظام التربوي، الخاص والرسمي على السواء، خصوصا في القسم الفرنكفوني. نقوم بذلك عبر وكالة التنمية الفرنسية التي تزيد من مشاريعها التي تصب في هذا الاتجاه. نقوم بذلك أيضا من خلال مساهماتنا متعددة الأطراف التي سمحت بشكل خاص بإطلاق برنامج واسع في سنة 2019، وبفضل وزارة التربية، يهدف إلى الارتقاء بمستوى القسم الفرنكفوني، الذي كان معرضا بشكل كبير في السنوات الماضية للتراجع. ولا يمكن تقويته بشكل فعلي، إلا من خلال إصلاح المناهج والامتحانات التي هي، في وضعها الحالي، غير مؤاتية للقسم الفرنكفوني".

وأردف: "كما نقوم بذلك عبر وكالة التعليم الفرنسي في الخارج: في لبنان، هناك أكثر من 60000 تلميذ ملتحقين بمدراس تتبع النظام الفرنسي التربوي ـ هذا رقم قياسي عالميا، مما يعكس الامتياز ما نقدمه على المستوى التربوي، وكذلك ترسخ اللغة الفرنسية في لبنان. إننا ننوي مضاعفة هذا العدد بحلول 2030. يسعدني أن أعلن في هذا الإطار أن العديد من المدراس سوف تنضم إلى شبكتنا مع بداية السنة الدراسية المقبلة. يجب ألا ننسى التعليم العالي. وإذ نواصل دعمنا للجامعات في لبنان، نأمل باستقبال عدد أكبر من الطلاب اللبنانيين في فرنسا. أريد أن أذكر بأن 40% من الطلاب اللبنانيين في الخارج اختاروا فرنسا. فهي بلد الاستقبال الأول بالنسبة إليهم. على الرغم من ارتفاع الرسوم الجامعية - تم التحدث كثيرا عن هذا الأمر - والتي تبقى مع ذلك مقبولة، لا تنفك هذه الحركة تزداد زخما. أود أن ألفت انتباهكم إلى القرار الفرنسي لتوسيع إمكانية منح بطاقات إقامة خلال السنوات الأربعة، التي تلي حصول الطالب على شهادة ماجستير. من شأن هذا القرار أن يسهل السفر ذهابا وإيابا بين فرنسا ولبنان، وهذا هو هدفنا المشترك. نقوم بكل ذلك من أجل لبنان، وأيضا من أجل فرنسا: لتجديد العلاقات الإنسانية بين فرنسا ولبنان، هذه العلاقات التي تنسج في المدارس وفي الجامعات ومن خلال شبكات القدامى. هذه العلاقات التي تشكل إسمنت العلاقة الفريدة من نوعها التي تجمع بلدينا".

وأكد أنه "في هذه الأزمنة الدقيقة، على المستويين الاقتصادي والإقليمي، يمكن للبنان الاعتماد على فرنسا. فرنسا هي أيضا تعتمد على لبنان من أجل قيادة المشاريع التي تم إطلاقها معا نحو بر الأمان. علاقتنا الوطيدة والحميمة، إنما تشكل عنصر استقرار وتنمية لا يقدر بأي ثمن".

وخاطب الحضور بالقول: "أشكركم جميعا أيها الحاضرون، من مسؤولين ونواب وأصحاب مبادرة وجمعيات ومواطنين، ناطقين باللغة الفرنسية أو محبين لفرنسا، أشكركم لإبقائكم هذه العلاقة حية"، شاكرا "الفرقة الموسيقية التابعة لقوى الأمن الداخلي، بقيادة العقيد أنطوان نعمة، وكذلك الأب توفيق معتوق وجوقة الجامعة الأنطونية لأدائها الرائع للنشيدين اللبناني والفرنسي"، موجها التحية ل"ذكرى مدير المعهد العالي للأعمال، السيد ستيفان أتالي، الذي غادرنا مؤخرا. كان ستيفان شخصا استثنائيا ومعطاء بشكل غير محدود. إن العلاقة اللبنانية - الفرنسية تدين له بالكثير".

وختم "عاشت فرنسا، عاش لبنان، عاشت العلاقة الفرنسية - اللبنانية".

 

الراعي من الديمان: الحكومة ممنوعة من الاجتماع أو مقيدة بالمطالب المتناقضة للأفرقاء فيما هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الحاسمة

وطنية - الأحد 14 تموز 2019

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم، قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه فيه نائبه العام المطران جوزيف نفاع والمونسنيور طوني جبران وكاهن وقفية سيدة العناية في ادونيس جبيل الخوري انطوان خضرا والقيم البطريركي الخوري طوني الآغا وأمين سر البطريرك الخوري شربل عبيد، وخدمت القداس جوقة حصرون. بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "كونوا حكماء كالحيات وودعاء كالحمام" (متى 16:10)، قال فيها: "فيما يرسل الرب يسوع المؤمنين به لنشر ملكوت الله في عالم الخطيئة والشر يقول لهم: "أرسلكم كالخراف بين الذئاب. كونوا حكماء كالحيات وودعاء كالحمام"(متى 16:10). أجل، يعيش الناس اليوم، في معظم البلدان والمجتمعات، وعندنا أيضا في لبنان، كأنهم بين ذئاب الظلم، والتعدي على الحقوق، ونهب المال العام، والفقر، وفوضى النفوذ السياسي، وسواها من الأمور التي لا تطاق. ولذا يدعو الرب يسوع في إنجيل اليوم إلى التحلي بثلاث فضائل: الحكمة والوداعة والصبر". أضاف: "يسعدني أن أحييكم جميعا، ونحن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية في الديمان، على مشارف وادي القديسين. فيه عاش آباؤنا البطاركة والأساقفة والنساك وشعبنا الماروني، معتصمين بالصلاة، متأصلين في الأرض، ومقاومين بتمسكهم السلمي بالإيمان المسيحي والاستقلالية الحرة. أحيي بنوع خاص رعية حصرون العزيزة الحاضرة بكهنتها ومؤمنيها، هذه البلدة التاريخية التي أعطت وجوها مشرقة في الكنيسة والوطن. أعطت بطاركة وأساقفة ومن بينهم العلامة الكبير يوسف سمعان السمعاني حافظ المكتبة الفاتيكانية وصائغ نصوص المجمع اللبناني المنعقد سنة 1736 في دير سيدة اللويزه، وكان موفدا بابويا إلى هذا المجمع، فضلا عن الأحبار السماعنة الآخرين. كما أعطت كهنة ورهبانا وراهبات، وشخصيات مثقفة لمعت في المجتمع المدني. ويطيب لي أن أحيي ابن حصرون سعادة النائب المهندس جوزف إسحاق، ورئيس بلديتها المهندس جيرار السمعاني. والآباء الأنطونيين، وراهبات المحبة شاكرا إياهم على الرسالة التربوية التي يقومون بها على أرضها. أتمنى لهذه البلدة العزيزة دوام النمو والازدهار. ونذكر في هذه الذبيحة الإلهية كل أبنائها وبناتها المقيمين والمنتشرين، ونلتمس الراحة الأبدية لموتاكم الذين سبقونا إلى بيت الآب. ونحيي لجنة وقفية سيدة العناية التي تأتي من أدونيس جبيل. وما زلنا نتذكر طيب اللقاء بكم خلال زيارتنا الأخيرة للوقفية".

وتابع: "يتنبأ الرب يسوع عن واقع المصاعب التي نواجهها في الحياة من مثل: التعدي الجسدي، والتعذيب، والاضطهاد، وخيانة الأقربين، والبغض والظلم. لذا يدعونا لنتسلح بالحكمة وهي أولى مواهب الروح القدس السبع. وتعني الفطنة في القول والعمل، وفي مواجهة المصاعب ولاسيما تلك الآتية من الناس. إنها التنبه للشر والاحتيالات والمكايد، باليقظة والاحتياط. تطلب الحكمة أولا من المسؤولين، أكانوا في الكنيسة أو المجتمع أو الدولة، العقلاء عندنا يطالبون المسؤولين السياسيين بالتحلي بالحكمة والفطنة، مدركين الخطر الكبير الذي يواجهه لبنان: أوضاع المنطقة التي تعيش على فوهة بركان، الخطر الاقتصادي الذي يهدد الاستقرار المالي والآخذ بإفقار الشعب يوما بعد يوم، و "صفقة القرن" الفاعلة تحت الكواليس من أجل توطين اللاجئين الفلسطينيين رغما عنهم، ومن أجل توطين النازحين السوريين بترغيبهم وتخويفهم، والخطر الإسرائيلي الدائم على الاستقرار والسلام. فلا يحق لرجال السياسة تسخير نشاط المؤسسات الدستورية لرغائبهم ومطالبهم، وبالتالي تعطيل عملها، مثل اجتماع الحكومة وعقد جلسات المجلس النيابي، فيما الأخطار المذكورة وسواها من الأزمات توجب أن تكون هاتين المؤسستين الدستوريتين في حالة انعقاد دائم لدرء هذه الأخطار".

وقال: "أمور البلاد تحلها السلطة الإجرائية لا الوساطات المشكورة وحدها التي ربما لا تنتهي، وبالتالي تبقى الحكومة ممنوعة من الاجتماع أو مقيدة بمطالب الأفرقاء المتناقضة، فيما هي المسؤولة أولا وآخرا عن طرح المعضلات ودرسها واتخاذ القرار الحاسم الأخير. وفي كل حال، الممارسة الشاذة عندنا تشوه مفهوم الديموقراطية التوافقية". أضاف: "يدعونا الرب يسوع لنتحلى بالوداعة التي توحي الثقة للغير، وتعطيهم الطمأنينة، فلا تضمر أي غش وازدواجية. وهذه أيضا فضيلة مطلوبة لدى كل مسؤول. فهو ليس ناظرا، وليس من أصحاب النهج البوليسي، ولا هو مجرد مراقب. مثل هذه التصرفات لا توحي بالثقة لدى من هو مسؤول تجاههم وعنهم. المسيح المعلم والرب يدعونا باستمرار "للذهاب إليه، في همومنا وصعوبات مسؤولياتنا ومتعاعب الحياة "ونتعلم منه أنه وديع ومتواضع القلب، فنجد راحة لنفوسنا" (متى29:11). الوداعة وإيحاء الثقة وإعطاء الطمأنينة لا تعني إهمال السهر المطلوب من المسؤول، لكي لا تدب الفوضى، ويطاح بالقانون، ويتصرف كل واحد على هواه. غير أن الوداعة تعني أساسا التجرد من المصلحة الذاتية. عندما يتجرد المسؤول من مصالحه الخاصة، يتصف بالتواضع، ويكون قدوة ومثالا، ويصبح قويا حقا لأنه لا يريد إلا الخير العام الذي منه خير كل إنسان وكل المواطنين. ويكون المسؤول أضعف المواطنين عندما ينأسر لمصالحه الخاصة أو الفئوية أو العائلية أو الحزبية؟ ويدعونا الرب يسوع أخيرا لنتحلى بالصبر بوجه المحن. إن فضيلة الصبر هي الثبات في الإيمان والرسالة والشهادة. وهي التمسك بالحق والعدل. فبهذه القيم نستطيع المواجهة ونقاوم الشر، ونبدل وجه المجتمع، ونبني عالما أكثر إنسانية وجمالا".

وختم الراعي: "المسيح الرب خلص العالم، والمسيحية نمت واتسعت وسع الكرة الأرضية بقوة هذه الفضائل الثلاث: الحكمة والوداعة والصبر، لا بقوة السلاح والمال وسلطان النفوذ. إلى هذه المسيحية ننتمي ونواصل رسالتنا بقيمها في لبنان وبلدان الشرق الأوسط وحيثما حل المسيحيون. وبهذه الشهادة والرسالة نجعل من حياتنا في حلوها ومصاعبها نشيد شكر وتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي المشاركين في الذبيحة الإلهية.

وكان استقبل مساء أمس النائب السابق بطرس حرب، ثم وفد المعهد المسكوني للشرق الاوسط الذي أنشىء بمبادرة صادرة عن لقاء الشبيبة المسيحية ويضم شباب من لبنان ومصر والسودان وفلسطين والعراق والأردن وسوريا، ورحب بالشباب، مؤكدا "ضرورة الحفاظ على جذورنا المسيحية التي قدمت الشهادات وتتعايش مع مختلف المجتمعات بالمحبة، وهذا يسهم في التعاطي الايجابي بين الناس"، وحيا الشباب على نشاطاتهم الاجتماعية والروحية التي تصب في هذا الاطار وتعززه.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  13 و14 تموز/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

اضغط على الرابط في أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 14 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76648/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-423/

 

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for July 14/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76644/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-july-14-2019/

 

 

 

عقوبات العزل والحصار واستفزاز الداخل الإيراني ستضع طهران على شفير الصفقة أو الانتحار/راغدة درغام/14 تموز/2019

Tehran is preparing for a showdown with the US/Raghida Dergham/The National/July 14/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76658/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b5%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa/

 

توقع صدور قرار كويتي بحظر جماعة الإخوان المسلمين الأسبوع المقبل أسوة بالمعمول به في دول أخرى

اضربوا “إخوان” الإرهاب بيد من حديد/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/13 تموز/2019

اجتثاث السرطان الإخواني/سطام أحمد الجارالله/السياسة/13 تموز/2019

«الكويت تعلن “الإخوان” جماعة إرهابية/خالد الهاجري/السياسة/13 تموز/2019

Muslim Brotherhood cell in Kuwait involved in murder of Egypt public prosecutor

Kuwaiti authorities arrest militant cell linked to Muslim Brotherhood

http://eliasbejjaninews.com/archives/76650/%d8%aa%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%b5%d8%af%d9%88%d8%b1-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b1-%d9%83%d9%88%d9%8a%d8%aa%d9%8a-%d8%a8%d8%ad%d8%b8%d8%b1-%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ae%d9%88%d8%a7/

 

 

Tehran is preparing for a showdown with the US
 Raghida Dergham/The National/July 14/2019
 Iran's escalation has backfired, even with trusted allies, and it is edging closer to red lines
 http://eliasbejjaninews.com/archives/76658/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b5%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa/

 

 

عقوبات العزل والحصار واستفزاز الداخل الإيراني ستضع طهران على شفير الصفقة أو الانتحار

راغدة درغام/14 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76658/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b5%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa/