LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 تموز/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.july08.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

اعْلَمُوا هذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/صلاحية أصحاب شركات أحزابنا الموارنة كافة هي منتهية Expired وهم أصبحوا 100% المشكل وليس الحل

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/حزب الله” يحتل البلد وأمسى الحاكم

إلياس بجاني/جبران عاطل بين عاطلين

إلياس بجاني/جبران عارض ومجرد عارض صغير للمرض الأساس الذي هو احتلال حزب الله

إلياس بجاني/حزب الله يحتل البلد وهو أمسى الحاكم والحكم والملاذ

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أحزاب السلطة (الحكومة) كلها استسلمت لمايسترو واحد وبعدهم مستسلمين/خليل حلو/08

لا تتركوا على صفحاتكم كثيراً من الخصوم خصوصاً إذا كانوا من النوع السمج السفيه الذي لا يعرف حدوده ولا يحترم أصول الضيافة/كمال يازجي/فايسبوك

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 7/7/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تحولات خريطة حزب الله العسكرية في سوريا/منير الربيع/المدن

"الوطني الحر" و"امل" الى مصالحة اعلامية

"المستقبل" يرد على باسيل.. اعلامياً

"مكاسب" باسيل من زيارة طرابلس الفاشلة/منير الربيع/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

"مكاسب" باسيل من زيارة طرابلس الفاشلة/منير الربيع/المدن

وزير خارجية عُمان في دمشق

تظاهرات حاشدة في برلين تطالب بقطع العلاقات مع نظام إيران

رجوي: الملالي أكبر تهديد للسلام... وطهران: حذرنا واشنطن من أن أي عمل عسكري "إعلان حرب"

طهران تلوّح بفرض رسوم على عبور السفن مضيق هرمز

مصر: السجن لمدانين بالتخابر مع إيران

إيران ترفع نسبة تخصيب اليورانيوم وتمهل أوروبا 60 يوماً

السفير البريطاني في واشنطن: إدارة ترامب غير كفوءة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حلف اتفاق الطائف بوجه "العهد"/جليل الهاشم/المدن

تفاهم «التيار» و«حزب الله» أصل الأزمة الراهنة/حازم صاغية/الشرق الأوسط

تسوية بلا شركاء/رفيق خوري/نداء الوطن

قتلى قبضايات هنري فرعون في الخمسينات اللبنانية/محمد أبي سمرا/المدن

"فتنة باسيل وبيضة القبان"/منى فياض/الحرة

موسكو طهران بين متلازمتين/مصطفى فحص/الحرة

صراعات المنطقة وصناعة الفخر/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

نساؤُنا السفيرات/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

ثقافة القانون!/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

الرقة.. عودة مبتسرة/ريم جبر/المدن

لبنان يصارع لاستقطاب التحويلات الخارجيّة/علي نور/المدن

طهران واختبار القوّة من جديد/عصام الجردي/المدن

إيران … أكبر الانتصارات عدم خوض الحرب/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: مصالحة الجبل كنز وفوق كل اعتبار ويجب العمل لتوطيد أركانها كفى الهدم المتواصل للدولة وهذا القهر للشعب المحب والمسالم

جعجع: باسيل اعادنا 50 عاما الى الوراء ويطرح الامور بقلب اسود ولا أعلم إن كان رئيس الجمهورية مؤيدا لما يفعله باسيل أو لا

طليس من سهل عكار: كيف يجمع باسيل وزراءه في وزارة الخارجية ثم يحدثوننا عن الميثاق؟

قتلى قبضايات هنري فرعون في الخمسينات اللبنانية/محمد أبي سمرا/المدن

باسيل من زغرتا: نريد لبنان 1920 والبعض يطلون من رؤوسهم التقسيمية اليوم لاعادة الرسم على الارض خطوط تماس

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

اعْلَمُوا هذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس05/من01حتى07/:”يا إِخْوَتي، كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللهِ كأَوْلادٍ أَحِبَّاء. وَٱسْلُكُوا في المَحَبَّةِ كَمَا المَسِيحُ أَيْضًا أَحَبَّنَا، فَبَذَلَ نَفسَهُ عَنَّا قُربَانًا وذَبيحَةً لله، طيِبًا ذَكِيَّ الرَائِحَة. أَمَّا الفُجُورُ وكُلُّ نَجَاسَة، أَوِ الجَشَع، فلا يُذْكَرْ حتَّى ٱسْمُهَا بَيْنَكُم، كَمَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسِين؛ ولا البَذَاءَةُ ولا الكلامُ السَّفِيه، أَوِ السُّخْرِيَّة، كُلُّ هذِهِ لا تَلِيق، بَلْ بِالأَحْرَى الشُّكْرَان. إِعْلَمُوا هذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله. لا يَخْدَعَنَّكُم أَحَدٌ بِكلامٍ بَاطِل، فبِهذَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان. فلا تَكُونُوا لَهُم شُرَكَاء.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

صلاحية أصحاب شركات أحزابنا الموارنة كافة هي منتهية Expired وهم أصبحوا 100% المشكل وليس الحل

الياس بجاني/07 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76435/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b1/

إن مشكلة، بل هزال وقزمية وتعتير من هم في مواجهة جبران باسيل من القيادات المارونية الحزبية كافة ودون استثناء واحد، مشكلتهم أنهم جماعة ردات أفعال ويفتقدون للرؤية ولا يقومون بأي فعل خارج اطر مصالحهم الآنية والذاتية.

ففي حين أن جبران يقوم بالفعل (أكان جيداً أو سيئاً، وطنياً أو تبعياً) ويقتحم ويستفز ويتحدى ويجول ويصول وينبش القبور…هم، أي من هم في مواجهته، ولأنهم أقزام ونرسيسيون ومرتبطون باتفاقيات وصفقات تخدم مصالحهم وأجنداتهم الزعامتية والسلطوية ينبرون له فقط بردات الأفعال التافهة والصبيانية دون رؤيا أو طروحات بديلة تستقطب الأحرار والسياديين.

نحن نرى بأن أصحاب شركات أحزابنا المارونية الذين هم في مواجهة جبران باسيل في الوقت الراهن لا يمكن وصفهم بغير جماعة من التجار والدكتاتوريين والإقطاعيين والمقاولين الباحثين دائماً وأبداً على منافع وكراسي وزعامة وأتباع عبيد..

هؤلاء أنفسهم وبسبب فشلهم وتعاستهم كانوا أصلاً هم وراء بروز ونجاح وانتشار تيار عون وحالياً فشلهم وصغرهم ونرسيسيتهم هي سبب بروز الصهر لأنهم لا يعرفون ألف باء لا الحرية ولا الديمقراطية ولا الرؤيا ولا مفهوم العطاء ولا خدمة الناس وتحسس أوجاعهم .. وطريقة تعاطيهم داخل شركاتهم الحزبية تعريهم وتؤكد بأنهم الفشل بلحمه وشحمه.

في الخلاصة، صحيح أن جبران باسيل هو سياسي حديث النعمة وواهم وغير مبدئي ومتقلب وفاجر في خطابه وفجعان سلطة ولعبة في يد حزب الله، إلا أن بدائله المارونية شي تعتير ع الآخر.. وبالتالي  هو سيبقى مستمراً في صعوده السلطوي والسياسي وهم سيستمرون بتقزمهم وفي زحفهم إلى تحت ما هو تحت التحت.

في الخلاصة، نحن موارنة لبنان بحاجة إلى خامة جديدة من القادة ليس من خامة جبران ولا من خامة لا سامي ولا سمير.. ولا من كل ما هو من قماشتهم وخلفياتهم وثقافتهم ودكتاتوريتهم وفجعهم السلطوي وإلا فالج لا تعالج.

ولأنه برأينا المتواضع لا قيامة ولا خلاص للبنان دون قيامة وخلاص الموارنة، فنحن الموارنة بتنا بحاجة ماسة لقيادات مارونية حقيقية لا تشبه بأي شيء قادتنا الحاليين.

يبقى أن أصحاب شركات أحزابنا الموارنة الحاليين كافة صلاحيتهم منتهية Expired وهم أصبحوا 100% المشكل وليس الحل..  واستبدالهم بات ضرورة لخلاص الموارنة ومعهم لبنان.

على سبيل المثال لا الحصر نسأل: ترى هل من عاقل يتوهم بأن سمير جعجع طالما هو حي سيحل أحد مكانه في رئاسة شركته المسماة زوراً “قوات”، أو أن سامي الجميل هو الآخر سوف يُنتخب أحد مكانه لرئاسة شركته المسماة “كتائب” طالما هو حي.. اطال الله بعمرهما وبأعمار الجميع.

على شعبنا أن يستفيق من غيبوبة وسرطانيات الزعامات لأن بوجودهم لا أمل بخلاص لبنان. عملياً هم المشكلة وليس الحل لأنهم جميعاً يشخصنون كل كبيرة وصغيرة ويقولبونها على مقاس اجنداتهم الشخصية.

وصحيح نحن نركز على احزابنا المارونية وعلى أصحابها “الغير شكل” أما أحزاب باقي الشرائح المذهبية فأعطل مما عندنا بملايين المرات..ولهذا نترك أمر التضوية عليها  لمن هم أفراد من داخل كل شريحة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/“حزب الله” يحتل البلد وأمسى الحاكم/06 تموز/2019

http://al-seyassah.com/%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%ad%d8%aa%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d8%af-%d9%88%d8%a3%d9%85%d8%b3%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d9%83%d9%85/

 

جبران عاطل بين عاطلين

الياس بجاني/06 تموز/2019

أصلاً تيار عون ومن ثم باسيل وجدا لأنه وبعد غياب بشير خلت الساحة المسيحية من قيادات تعرف معنى القيادة وتحترم نفسها وناسها ..ولأن هؤلاء أي قادتنا الموارنة الحاليين هم أقزام ولأنهم لا يزالون أقزام ومجرد أقزام فجبران باق وسوق يقوى أكثر وذلك حتى ظهور قائد من خامة بشير وليس لا من خامة جبران ولا ع الأكيد من خامة القيادات الحزبية المارونية الحالية الأقزام والنرسيسيين ودون استثناء واحد. جبران عاطل بين عاطلين.

 

جبران عارض ومجرد عارض صغير للمرض الأساس الذي هو احتلال حزب الله

الياس بجاني/06 تموز/2019

نجاح باهر لحزب الله في مسرحية شيطنة الصهر فهو يلهي الناس به وبتصرفاته المتفلتة من مبدأ احترام الغير والصبيانية والغبية بإمتياز وذلك لإبعادهم عن واقع احتلاله ولتعميتهم عن مشروع الملالي التوسعي والإستعماري. مرتا مرتا!!

 

حزب الله يحتل البلد وهو أمسى الحاكم والحكم والملاذ

الياس بجاني/06 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76385/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%ad%d8%aa%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d8%af-%d9%88%d9%87%d9%88-%d8%a3%d9%85%d8%b3/

من في لبنان وخارجه من اللبنانيين لا يعلم علم اليقين بأن مشعل الحرائق والإطفائي واحد في كل المناطق، وبين كل الشرائح المذهبية والمجتمعية؟

هو حزب الله مباشرة أو مواربة وراء كل مشكل أكان كبيراً أو صغيراً أو بين بين…وهو أيضاً مايسترو كل حل.

هو يشعل الحرائق وينجح لأن الأرض حالياً هي في حالة من اليباس والقحط الوطني والسيادي والاستقلالي.

وهو ينجح لأننا في زمن بؤس وتعتير على مستوى القيادات والأطقم السياسية.

وهو ينجح في حين أن من هم في مواجهته ينزلقون من فشل إلى آخر لأننا في زمن كفر وجحود وخنوع أصحاب شركات أحزاب تجارية.

وفي وضعية كل هؤلاء القادة يصح 100% قول مثلنا الجبلي..”بزمن المّحل العنزي بتنط ع الفحل”.

الحزب اللاهي ينجح ويكرر ارتكاباته لأن هناك كثر عندنا من أنفار الطاقم السياسي والحزبي والرسمي لم يعد في ضمائرهم ولا في أولوياتهم أية روادع وطنية.

وفي هذا السياق الإنبطاحي والمّحل فإن ما جرى في الجبل مؤخراً ليس هو أول حادث من نوعه.

وبالتأكيد لن يكون الأخير ما دام حزب الله محتلاً للبنان ومتحكماً بقراره؟

ونعم سوف يستمر حزب الله في مسلسل شق الشرائح المجتمعية والمذاهب وتقليبها بوجه بعضها البعض لإلهاء الجميع وتخويفهم واشعارهم بخطر وجودي وكياني.

الحزب يحاول باستمرار تصوير نفسه بالحامي لمن يرضخ لمشيئته ويرضى بمشروعه الفارسي بكل متدرجاته المحلية والدولية والإقليمية.

الهدف اللاهي الأساس لحزب الله هو إضعاف الجميع وتهميش أدوار ومواقع وهيبة القيادات كافة، وعملياً تكريس مرجعيته كحاكم وكحكم وكملاذ في آن.

وما حدث مع السيد وليد جنبلاط، أو بالأحرى، ما أوقع نفسه فيه من ورطة، هو نموذج مستنسخ لأحداث سابقة ولأخرى قادمة بسيناريوهات وقوعها وأسبابها ونهاياتها السعيدة.

في هذا الإطار يتم افتعال المشكل غب طلب حزب الله وما يتوافق مع أجندته وهناك دائماً من هو جاهز ليكون الأداة طمعاً بمنافع ذاتية في مقدمها مواقع ومنافع سلطوية.

يتورط الجميع، ترفع السقوف، وتوضع الخطوط الحمر وتعلو الأصوات والنبرات،

وعندما تصل كل الحلول إلى انسداد يضطر الجميع إلى اللجوء لحزب الله أو لأحد وكلائه المعتمدين إما لنصرتهم، أو طلباً لحمايته، أو رضوخاً لفرماناته كفاً لشروره.

ولأن أولويات من هم بمواجهة حزب الله من قادة وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب ورسميين، هي أولويات شخصية وذاتية نرسيسية بامتياز وغير وطنية فهم يزدادون ضعفاً وهزالاً…

أما الحزب الذي يجيد دور مشعل الحرائق والإطفائي في أن، والذي يلعب بمهارة على تناقضاتهم وأكروباتيتهم هو يقوى ويتمدد أكثر وأكثر وهم من تقزيم إلى آخر.

في الخلاصة فإن كل قادة لبنان في الوقت الراهن، وتحدياً المشاركين منهم في الصفقة الرئاسية وما تبعها من صفقات تجارية وسلطوية…وكذلك من هم في الحكم والحكومة قد حولوا أنفسهم وطوعاً إلى مجرد أدوات ورهائن بيد حزب الله.

وعلى خلفية دهاء وفطنة الحزب، وبسبب نرسيسية من هم بمواجهته فقد فرض الحزب وضعيته الإحتلالية عليهم جميعاً. .. وهي وضعية الحاكم والحكم والملاذ.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أحزاب السلطة (الحكومة) كلها استسلمت لمايسترو واحد وبعدهم مستسلمين!

خليل حلو/08 تموز/2019

التسوية الرئاسية التي حصلت منذ 3 سنوات لم تبرهن حتى هذه الساعة عن فائدتها لكافة الذين انخرطوا بها ولا حاجة للبراهين على انها لم تعط أية قيمة مضافة للشعب اللبناني.

لن نستفيض في شرح ما يجري فالجميع يعرف أن حزب الله يدير خيوط اللعبة بالكامل من خلف الكواليس دون ترك أية بصمات.

هدف كل ما يجري:

إزالة آثار الخط الوطني أي الخط الذي رسم بدماء الشهداء في 14 آذار 2005.

هذا الخط نسفه في البداية من كان فيه ولم يتضامنوا مع بعضهم عند الشدائد بل فرطوا ولكن بقيت الروح في شعب 14 آذار.

هذه الروح هي التي يقوم جماعة العهد بضربها الآن سواءً عن سابق تصور وتصميم أم نتيجة الغباء الوطني والعمى السياسي.

في 14 آذار تجلت وحدة المصير بين مكونات البلد أما اليوم هناك إمعان بإحداث الشرخ بين الطوائف وبإستثارة الغرائز وبإعلاء الصوت السفيه واللامسؤول.

عندما تشكلون حكومة إئتلافية وتتركون الشعب يتشرذم شظايا، بئس هكذا حكومة فلتسقط وليتوحد القدر الأكبر من اللبنانيين أفضل من الحفاظ على الحكومة وتفتت البلاد!

أحزاب السلطة (الحكومة) كلها استسلمت لمايسترو واحد وبعدهم مستسلمين!

مبسوطين هيك؟

هلأ صار بدها مساعي لإجتماع مجلس الوزراء؟

ما عم تقدروا تجمعوا الحكومة وعم تدّعوا أنكم وحدتم البلد؟

ما بتستحوا على حالكم؟

يمـّـا عايشين عالبهدلة؟

ما بتسمعوا وبتقرأوا وبتفتحوا واتساب وتويتر وفيسبوك؟

ما بتسمعوا أخبار؟

العهد ليس قوياً بل سيصبح أضعف العهود وأكثرها فوضوية!

والتاريخ سيحمل مسؤولية الفرص الضائعة لمن ارتكب جريمة فرط 14 آذار.

أما الشرفاء فمستمرون بالنضال للحريات والسيادة والإستقلال

عاش لبنان

 

لا تتركوا على صفحاتكم كثيراً من الخصوم خصوصاً إذا كانوا من النوع السمج السفيه الذي لا يعرف حدوده ولا يحترم أصول الضيافة.

كمال يازجي/فايسبوك/07 تموز/2019

ما تكتُبه على فايسبوك او على غيره مهما كان صحيحاً ومدعوماً بالحجة لن يغيّر البتة رأي خصومك السياسيين ولن يزعزع قناعاتهم الراسخة.  وإذا كنتَ تعتقد أنه يُشوّش تفكيرهم على الأقلّ.

ويُربكُهم ويدفعُهم الى الشك ّفمن الأفضل ألا تبالغ في التفاؤل ذلك أن الإنسان ليس كائناً عقلانياً خلافاً لما يعتقده عن نفسه ولا يقتنع بالحجج والبراهين.

لا يتأثر بما تقولُه لأنك صاحب حجة بل على العكس فإن رد فعله التلقائي هو الحذر وعدم التصديق حتى لو لم يكن يملك في حينها حجة مضادة يقارعك بها.

الإنسان هو كائن عاطفي في المقام الأول يثق بك ويصدّق ما تقولُه إذا أحبّك اولاً واطمأنّ اليك.

القلب هو الذي يقرّر والعقل تابعٌ له وظيفته التبرير وإيجاد الوسائل للتنفيذ.

الخلاصة العملية التي أريد أن أصل اليها وهي نصيحة أُسديها الى الرفاق والأصدقاء: لا تتركوا على صفحاتكم كثيراً من الخصوم خصوصاً إذا كانوا من النوع السمج السفيه الذي لا يعرف حدوده ولا يحترم أصول الضيافة.

هؤلاء لا يُمكن إلا أن يكونوا مصدر إزعاج كالذباب ولن تُقنِعوهم على اي حال انتم تكتبون عملياً لأصدقائكم وللذين يثقون بكم لتوجيههم وإفادتِهم ولفت انتباههم الى بعض المسائل أما الإخرون فارسلوهم ليلعبوا.

كلٌ امام منزله ولا تشعروا بأي ذنب فانتم لا تحرمونهم من حرية التعبير انما تُفسحون لهم في المجال لممارستها بعيداً عنكم في رحاب الله الواسعة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 7/7/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إذا كانت الحكومة الجديدة ما بعد الإنتخابات النيابية في شهرها السابع المنتظر أن تضع فيه مولودها البكر- الموازنة، تعرضت لخضة أو هزة من الجبل لا تزال ارتداداتها تؤثر في صحتها سلبا، إلا أن المعالجات ومحاولات تعافيها مستمرة، على رغم ما يعتريها، وما يواجه القابلة، من توترات متقابلة ترفع من منسوب السلبيات على حساب الإيجابيات، في وقت بدا أن الإنعقاد البديهي افتراضا لمجلس الوزراء أضحى من الأهداف المرتجاة.

أوساط رئيس الحكومة سعد الحريري نقلت عنه، أنه لن يسمح بالتعطيل الحكومي، وسيسعى لحسم الأمر بعد عودته إلى لبنان ليل الإثنين- الثلاثاء من رحلته الخاصة، وسيعمل جاهدا لفصل مفاعيل ما حصل في الجبل الأحد الماضي، عن مسألة عقد جلسة مجلس الوزراء.

وفي الواقع تنشط الجهود والإتصالات في عدد من الإتجاهات، في محاولة للحؤول دون أن تلفح سخونة حادث قبرشمون ومندرجاته أكثر فأكثر، مسألة عقد الجلسة الموعودة الخميس المقبل.

وفيما العقدة المباشرة هي جدلية إحالة الجريمة إلى المجلس العدلي، فإن مطالبة المير طلال أرسلان الحكومة بذلك، ومن حيث العددية الوزارية، دونها موانع. فهي لن يتأمن لها النصف زائدا واحدا داخل مجلس الوزراء في حال انعقد وتم طرح الموضوع. ناهيك بأن المسار السياسي الأوسع لسياق قضية قبرشمون ككل، يضغط في اتجاهات عدة وعلى ملفات داخلية عدة ومع مفعول رجعي، كما أنه يلامس ما يسمى الجو الاستراتيجي "المحلي- إقليمي".

لكن الاتصالات والأجواء في الساعات الماضية، أوحت ضمنا بأن بعض القوى، وفي مقدمتها "حزب الله"، ترغب في عدم إيصال لصق أجوبة الاستفسار بمسار خارج أو ما بعد حدود لبنان، أقله بحسب ما يتسرب من معلومات حتى الآن.

بالتوازي نقل عن أوساط قريبة من عين التينة، ما يشير إلى استبعاد الرئيس نبيه بري إحالة الحادث على المجلس العدلي.

في الغضون، وبعد ستة أيام على الزيارة الشهيرة لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لعاليه، وبعد الذي حصل في موازاتها في قبر شمون، أتت زيارة الوزير باسيل للشمال أمس مقتصرة على يوم واحد، بلقاء كوادر "التيار الوطني الحر" في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، ولقاء آخر في عكار. باسيل يستعد لزيارة الجنوب، ولقد أكدت أوساطه "أن جولات باسيل لا ترمي إلى استفزاز أي أحد".

في المقابل، بدأ وليد بك تحركا في اتجاه سفراء الدول الكبرى، لشرح تفاصيل ما حصل في الجبل. أما البطريرك الراعي فقد أكد أن مصالحة الجبل التي أرسيت مع البطريرك صفير هي كنز وفوق كل اعتبار، رافضا الخطابات التي تحرض والتي تفرق.

كل ذلك يحصل في لبنان، فيما المنطقة تتماوج على صفيح القضايا الساخنة، من التطورات الايرانية- الأميركية، إلى مجريات الأزمة السورية، امتدادا إلى السودان فليبيا ومجمل المغرب العربي ضمنه الجزائر، وصولا إلى بيت القصيد ألا وهو "صفقة القرن" التي وصفها البطريرك الراعي بصفعة القرن، ونعتها البعض بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية.

وحدها سلطنة عمان تخرق الجو الاقليمي، وتضطلع بدور ضمن ما يسمى "مساعي استعادة الأمن في المنطقة". وقد التقى وزير خارجيتها لهذا الشأن، الرئيس السوري في دمشق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أسبوع جديد أمام اللبنانيين، يفترض أن تتكثف فيه المساعي لاحتواء تداعيات حوادث الجبل التي وقعت الأحد الماضي، ولإعادة الروح إلى مجلس الوزراء وضبط الأولويات على النحو الذي تتطلبه المرحلة سياسيا واقتصاديا وماليا.

حتى الآن لم يعثر على معطيات جدية تؤكد إزالة العوائق من طريق استئناف جلسات مجلس الوزراء المعلقة، لكن الاتصالات السياسية جارية على هذا الخط في السر والعلن. في هذا الشأن، تقول مصادر في تيار "المستقبل" إن الرئيس سعد الحريري لن يقف مكتوف اليدين حيال أي توجه لتعطيل انعقاد مجلس الوزراء، وإنه يرى ضرورة فك الاشتباك بين الأزمة الناشئة عن حوادث الجبل وبين عمل المجلس.

لكن مرصد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لم يلتقط أي إشارة توحي بانعقاد مجلس الوزراء قريبا، متهما الوزير جبران باسيل بتعطيل جلسات المجلس لتحقيق مصالح حزبية ضيقة، وقائلا: إن رئيس "التيار الوطني الحر" ذا القلب الأسود يردنا بخطاباته خمسين عاما إلى الوراء.

أبعد من لبنان، انتهت مهلة الستين يوما التي منحتها إيران للأوروبيين للوفاء بتعهداتهم، من دون أن يغتنموها. وعليه، بدأ اليوم كلام إيراني آخر يعكس مرة أخرى مقدرة طهران على الدفاع عن حقوقها حتى آخر رمق، في مواجهة سياسات التهديد والتهويل.

القرار الذي أعلنت عنه إيران اليوم، يقضي بزيادة درجة تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من الثلاثة فاصل سبعة وستين بالمئة الواردة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015. أكثر من هذا، أكد الإيرانيون أنهم سيرفعون التخصيب إلى أي درجة يرونها مناسبة وإلى أي كمية يحتاجونها، إذا لم تتمكن الدول الأوروبية من تلبية مطالبهم. بمعنى آخر، لم تقفل طهران الباب نهائيا، فالمسار الديبلوماسي ما زال مفتوحا، وهي تتطلع إلى التوصل لحل مع الأوروبيين خلال مهلة جديدة من ستين يوما، وإلا ستتخذ خطوة ثالثة.

رد الفعل الأوروبي الأول، تولاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكد ضرورة استئناف الحوار في الخامس عشر من تموز بين الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي.

في المقابل، لم يتأخر بنيامين نتنياهو المسكون دائما بال"فوبيا" الإيرانية، في الافراج عن انزعاجه من قرار طهران التخصيبي، وهو رأى فيه خطوة خطيرة جدا، ودعا بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى فرض عقوبات تلقائية على إيران.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هل يحمل الأسبوع المقبل مؤشرات العودة إلى العمل المؤسساتي البناء، بعيدا عن أجواء الشحن والتشنجات، بعد المواقف التي أطلقت في سياق السجالات التي لم تهدأ، وماذا عن العقبات التي تعترض العودة إلى طاولة مجلس الوزراء، المكان الوحيد الذي من شأنه التصدي للمأزق الاقتصادي وللنهوض بالبلاد؟.

من الواضح أن الرهان في الاجابة على هذه الأسئلة، يبقى في نتائج الاتصالات والتحركات التي سيجريها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بداية الأسبوع، والتي من المنتظر أن تتواكب مع خطوات معينة في اتجاه الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء، وفق ما أكدت مصادر متابعة ومعنية لتلفزيون "المستقبل".

وبالانتظار، تأكيدات على ضرورة العودة إلى طاولة مجلس الوزراء، وهذا ما ألمح إليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لافتا إلى أن التوتر السياسي عطل اجتماع مجلس الوزراء، فيما الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمالية تتفاقم والديون تتراكم، وكأن البلاد سفينة ضائعة في وسط البحر تتلاطمها الأمواج.

إقليميا، التحدي الإيراني بزيادة تخصيب المفاعلات النووية، قابلته أوروبا بالدعوة لاجتماع لجنة العمل المشتركة الخاصة بالاتفاق. وفيما تحدث وزير الخارجية الإيرانية عن إمكانية التراجع عن خطوات بلاده في حال نفذ الأوروبيون التزاماتهم، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يرى في زيادة نسبة التخصيب خطوة بالغة الخطورة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

متمسكة بكامل حقوقها وباستراتيجية التكريس الديبلوماسي، نفذت الجمهورية الاسلامية الإيرانية خطوتها الثانية من تخفيض التزاماتها بالاتفاق النووي، والقاعدة الجديدة: تخصيب فوق الثلاثة والنصف في المئة وفق الحاجات، وكم هي حاجات ايران السلمية عديدة وكبيرة، وهي الدولة التي تعرف كيف توثق العرى في السياسة وعلى خطوط المواجهة على حد سواء.

أعلى الأصوات القلقة من خطوة إيران خرج من كيان الاحتلال، وبنيامين نتنياهو لم يجد العبارة التي تعكس مستوى إحباطه فرمى بكرة عتابه في ملعب الأوروبيين، منتظرا صديقه دونالد ترامب لمساندته بتغريدة ما.

أوروبيا، فرنسا التي كان رئيسها على اتصال بنظيره الإيراني قبيل ساعات من اتخاذ إيران خطوتها الثانية، فقد كانت في رد فعلها أقرب إلى التمسك بالحوار مع طهران منه إلى الاستنكار والتصعيد، وكذلك دعمت فريدريكا موغريني هذا التوجه في اطار الاستفادة من المهلة المتجددة لعلها تتحلل من الضغط الأميركي، وينشط اتحادها على خط القناة التجارية الناشئة مع ايران لمصالح عديدة.

إلى الآن تتحكم إيران بحكمة كبيرة باللعبة النووية، وفي برنامجها خطوة ثالثة جاهزة، وربما أكثر، بحسب ما يقتضيه الموقف واداء الخصوم في ميادين السياسة وغيرها.

في المنطقة، عودة خليجية إلى دمشق حملتها زيارة وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي، ولقاؤه الرئيس بشار الأسد للبحث في التطورات الاقليمية. وفي الانجازات اليمنية، لم يتمكن العدوان وحصاره من تكبيل يد الصناعات العسكرية التي حققت مستويات متطورة كشف عنها النقاب، على وقع انجازات كبيرة في الجبهات.

في لبنان، لا تزال تداعيات حادثة قبرشمون ترخي بظلالها على المشهد السياسي، وأسئلة عما قد يحمله الأسبوع الطالع من اتصالات تعيد الحكومة إلى جلساتها، فيما تبقى التحديات متراكمة، ولا ينتج عن تأخر الحلول إلا المزيد من الأزمات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في المنطقة قرع لطبول التوطين، وفي الداخل يقرع البعض طبول التقسيم. ليس في هذا القول مبالغة ولا تضخيم، ولا هو استعادة لتجارب لبنان الكبير في أكثر من محطة، أبرزها عام 1975، ولا هو تعبير جديد عن نظرية المؤامرة.

وللتأكيد، فلننظر معا إلى الصورة العامة: قبل أيام، أعلن جاريد كوشنير أن بقاء فلسطينيي الشتات حيث هم، في اطار حل سياسي، هو جزء أساسي من الخطة الأميركية الجديدة للسلام. وقبل هذا الاعلان الصريح، كانت التسريبات المتعددة تؤكد الأمر بوضوح، وقد تناقلتها جميع وسائل الاعلام المحلية والعالمية.

تزامنا، خرجت في لبنان أصوات تندد بالتسوية الرئاسية، التي تشكل جزءا من تفاهم وطني عام على اعادة تحريك عجلة الحياة السياسية، لكن هذه المرة استنادا إلى معيار الميثاق.

واستهداف هذا التفاهم الوطني، كان لا بد أن يمر بالتصويب على أحد أبرز العاملين لارسائه، أي جبران باسيل، بما ومن يمثل اليوم. شوهوا مضمون لقاء في البقاع الغربي ليقولوا إنه ضد السنة، وافتعلوا همروجة في البقاع الشمالي ليصوروه معتديا على حقوق الشيعة. أما في عاليه، فشحنوا الجو، ودفعوا بالمناصرين إلى الشارع، وسقط شهيدان، لتكون الخلاصة أنه ينتهك الخصوصية الدرزية.

وعلى الفور، بادرت أبواق الفتنة إلى التشويش على زيارته المقررة منذ مدة طويلة لطرابلس وعكار، فاعتمدت الأحذية لغة، وبات التهديد بالقتل أمرا عاديا، وصار اللجوء إلى مفردات من نوع "نحتقرك" و"نكرهك" من اليوميات، لا تعبيرا عن احتقار أو كره لشخص، بقدر ما هو احتقار للتواصل بين اللبنانيين، وكره للتوازن والشراكة والعيش الواحد المتناصف، الذي يشكل أشد الأسلحة الوطنية فتكا في مواجهة التوطين.

وفي موازاة ما سبق، يبقى الذميون على استنفارهم للتبخير لمن ارتكب المعصية والتبييض مع الجاني، واعتماد الهجاء للارضاء كمسار سياسي شبه وحيد.

بكل بساطة، هذا هو الواقع، لمن يريد أن يرى. أما من يغمض عينيه عن الحقيقة، فليبق أسير المعادلة اللبنانية القديمة التي أوصلت البلاد إلى حيث هي اليوم، حيث بات اتخاذ قرار انقاذي اصلاحي مقرون بخطوات عملية على المستوى الوطني، هو باب الخلاص الوحيد.

فليجتمع التوحيديون مهما اختلفوا في السياسة، وليتوحد اللبنانيون رفضا للتقسيم وكسرا للتقسيميين بغض النظر عن التنافس الداخلي. وها هو قضاء زغرتا خير نموذج و"نيال أهل زغرتا فيه"، كما قال باسيل أمس. فلبنان الواحد الموحد هو الجامع، والتقسيم والكانتونات هما المرفوضان. أما التباين السياسي والتنافس الانتخابي، فشأنان طبيعيان تحت العنوان الديموقراطي.

وعلى وقع دعوة وئام وهاب اليوم إلى مصالحة درزية، الأكيد أن عودة التواصل بين الجميع هو القاعدة، أما ما حصل في الأيام الأخيرة فهو الاستثناء.

يبقى أن الأسبوع الطالع حاسم على المستوى الاقتصادي والمالي، فانجاز الموازنة لم يعد يحتمل مماطلة، ولا بد من اشارة للداخل والخارج، قبل أن نقع في المحظور.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الحكم والحكومة ليسا على ما يرام، وما بعد حادثة قبرشمون لن يكون كما قبلها. ففي ذكرى الأسبوع على حادثة الجبل، يبدو الوضع اللبناني على حافة الهاوية. الرئيس سعد الحريري خارج لبنان، وهو لا يستطيع دعوة الحكومة إلى الانعقاد، علما أنه كان وعد اللبنانيين الثلثاء الفائت، بأنه سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء خلال ثلاثة أيام على الأكثر.

في المقابل التصعيد السياسي يقوى، وكل فريق يستخدم كل ما لديه من حجج وأدلة وبراهين ليواجه الفريق الآخر. اليوم مستشار الرئيس الحريري الدكتور عمار حوري قال لل "أم تي في" إن جبران باسيل "مجنن" البلد. بالتوازي، مصادر "الحزب التقدمي الاشتراكي" تحدثت لل "أم تي في" عن اغتيال سياسي يتعرض له رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وعن سيدة نجاة ثانية تشبه تلك التي فبركت للدكتور سمير جعجع. أما جعجع فاعتبر أن باسيل يرد البلد خمسين عاما إلى الوراء وبقلب أسود.

في المقابل، لا يزال "الحزب الديمقراطي اللبناني" مصرا على إحالة قضية قبرشمون على المجلس العدلي للاقتصاص من الجناة.

ففي ظل الاصطفاف السياسي العمودي والخلاف الحاد، ألا يمكن القول إن مجلس الوزراء قد يذهب ضحية المجلس العدلي؟. وفي النتيجة الحكومة أضحت حكومتين، والمتاريس بين الفريقين المتواجهين ترتفع أكثر فأكثر يوما بعد يوم. فمن جهة أولى هناك "الحزب التقدمي الاشتراكي" مدعوما من الرئيس نبيه بري والرئيس الحريري والدكتور جعجع، وفي الجهة المقابلة هناك "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" و"الحزب الديمقراطي اللبناني".

فهل يعني هذا الأمر أننا أمام مشهد سياسي جديد، هدفه الانقلاب على التسوية التي أتت بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية؟. المؤشرات إلى الآن لا تنبىء أننا أمام عملية انقلاب كاملة، بل أمام عملية تصحيحية للتسوية القائمة. فالرئيس بري والحريري منزعجان من أداء الوزير جبران باسيل، كما أن النائب جنبلاط متوجس من حرب الغاء يتعرض لها، فيما الدكتور جعجع غير راض عن عدم تطبيق تفاهم معراب.

فهل تنجح الحركة التصحيحية في تحقيق أهدافها فتعود الحكومة إلى الانعقاد قريبا، أم أننا أمام أزمة حكومية مفتوحة، يمكن أن نشهد فيها المزيد من التوترات والحوادث والأزمات؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لماذا في لبنان لا تلتقي السياسة والسياحة؟، ولماذا لا يعرف السياسيون كيف يفرقون بين العطلة والتعطيل؟. سؤالان استراتيجيان يطرحان كثيرا هذه الأيام، فالسياسة منذ أكثر من أسبوع وحتى اليوم، كادت أن تطيح السياحة، وما يعول عليها من إنعاش للحركة الإقتصادية سواء في العاصمة أو في المصايف.

اللبنانيون يعولون على تموز وعلى جزء من آب، والمؤسف أن بعض السياسيين أعدوا لهم "مهرجانات تصعيد"، في مقابل المهرجانات الفنية التي ينتظرها اللبنانيون والمغتربون والسياح من سنة إلى سنة، فمن يسمح لنفسه أن يحرم اللبنانيين والمغتربين الصيف بمهرجاناته وفرحه وزحمته؟.

هذه التساؤلات تنقلنا إلى السؤال الثاني، وهو: من يشرح للسياسيين الفرق بين العطلة والتعطيل؟، لماذا لا تأخذون عطلتكم فتريحوننا من تعطيلكم؟. نعرف أن عطلاتكم محسوبة ومضمونة ومقررة ومعظمها خارج لبنان، فلماذا تتمتعون بعطلكم وتفرضون على البلاد تعطيلكم؟.

السؤال الواحد الوحيد على ألسنة الناس هو: هل طارت الصيفية؟، هل المصطافون الذين أتوا سيغادرون؟، هل الذين لم يصلوا بعد سيعدلون عن المجيئ؟. الأجوبة وقف على السياسيين: توقفوا عن التصعيد. السياحة تستعيد شيئا من رونقها وألقها.

أجلوا مماحكاتكم التي لا تنتهي، فما تدلون به ليس جديدا، حتى أنكم لا تبذلون جهدا لتقديمه في قالب جديد. في اختصار: "أعطونا سكوتكم" فالبلاد تحتاج إلى راحة وإلى نقاهة لتخرج من المعاناة التي سببتموها لها. إذا أردتم العمل فانصرفوا إلى ما يفيد لا إلى ما يلهب الأوضاع ويهز الإستقرار: أمامكم ملفات كثيرة فلماذا العبث واللهو؟.

هل نسيتم أن أمامكم موازنة يجب أن تصدر بقانون، ولو بتأخير سبعة أشهر؟. هل نسيتم أن أمامكم ملف الدين العام الذي لامس المئة مليار دولار؟. هل نسيتم أن لديكم التزامات تجاه دول وهيئات "سيدر"؟. هل نسيتم أن لديكم إدارة مترهلة، فاسدة، بحاجة إلى ترشيق وإلى ضخ دم جديد فيها؟. هل نسيتم أنكم تعاقبون الشعب اللبناني بتقنين قاس، لأنكم فشلتم في تحقيق وعودكم لهذا الشعب؟.

في لبنان مؤسسات وسلطات: من مجلس النواب إلى مجلس الوزراء، فلماذا لا تعالجون الملفات في قاعة مجلس النواب وعلى طاولة مجلس الوزراء؟. أما إذا أردتم تغليب الشارع على المؤسسات، وقارعة الطريق على قاعة مجلس الوزراء، فهذا يعني أنكم تريدون عن سابق تصور وتصميم بناء دولة الشارع لا دولة المؤسسات.

في انتظار أجوبتكم، تفرجوا على تحدي السياحة للسياسة. السياحة البناءة تتفوق على السياسة الهدامة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لم يرفع جبران باسيل اليوم من معدلات تخصيبه السياسي، وترك الساحة لإيران التي زيحت تاريخها السابع من الشهر السابع بإشارة نصر، وعلامة رفعها هنا تقديرها طهران التي أصبحت على حافة القنبلة النووية، وإعلان الجمهورية الإسلامية فك القيود النووية يعني عمليا أن لا عوائق لديها بعد اليوم لصنع القنبلة التي تخشاها أوروبا وتخافها إسرائيل، لأن كل الدول الأوروبية ستكون إذا وقع أي محظور تحت الإشعاع النووي الإيراني.

والقلق دفع بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تناول "حبة تحت اللسان"، قبل أن يجري اتصالا بنظيره الإيراني حسن روحاني دام ساعة كاملة، قبل ليلة واحدة من انتهاء المهلة. والساعة بقرب روحاني أفضت إلى اتفاق أعلنه ماكرون، قضى بتوفير الظروف الملائمة لعقد اتفاق بحلول الخامس عشر من تموز، وقال إنه سيواصل المحادثات مع السلطات الإيرانية والأطراف الأخرى المعنية بوقف التصعيد.

ولأنه ليس هناك من أطراف معنية بالتصعيد سوى أميركا، فسيتولى الرئيس الفرنسي مهمة وسيط الجمهورية، لرد الضيم عن أوروبا والتفاوض مع الولايات المتحدة بهدف تخفيف العقوبات عن إيران. وأبدى ماكرون لروحاني قلقه البالغ من عدم التزام إيران بالاتفاق النووي، لكن الرئيس الفرنسي يقلق على ما صنعته يداه ومعه كل أوروبا التي انصاعت إلى أمر أميركي، فانحنت وتراجعت ولم تقدم على خطوة واحدة تلتزم فيها بالاتفاق.

اليوم يطلب ماكرون من إيران أن تبقى في اتفاق خرجت منه أوروبا وخذلت طهران، وأطاحت كل نداءات الجمهورية الإيرانية للالتزام بما جرى التوقيع عليه. أطاح الأوروبيون ما وقعوا عليه على قاعدة: نحن في حل من الاتفاق لأن أميركا تحرضنا ضدكم، أما أنتم أيها الإيرانيون فممنوع عليكم الخروج، ظلوا وسنفاوضكم.

والتفاوض هو عمليا جسر عبور أوروبي يصل إيران بأميركا، والتي اتضح أنها تراسل المسؤولين الإيرانيين بالمباشر وليس من خلال عمان أو اليابان، وقد كشف الإيرانيون اليوم عن رسالة أميركية بعد إسقاط الطائرة المسيرة، مفادها أن واشنطن سترد بضربة محدودة ليست ذات أهمية لحفظ ماء الوجه، طالبة من إيران عدم الرد. وقد سربت الجمهورية الإسلامية مضمون هذه الرسالة على توقيتها المناسب، معلنة أن أي ضربة، محدودة كانت أم مدمرة، فسترد عليها، وليس في قاموسها العسكري والسياسي أي تسويات من تحت الطاولة.

لكن اللغة الفارسية قابلة للأخذ والرد، إذ بدا أن إعلان طهران رفع نسبة التخصيب أمر يخضع لإعادة الصياغة، سواء في الارتفاع الإضافي أو في الخفض التدريجي بحسب سوق العرض والطلب السياسي، ومن دون ضغوط أو تهديد بعقوبات.

وعلى المفاعل النووي الحكومي محليا، فإن مصير جلسة مجلس الوزراء يخضع لتخصيب بمياه ثقيلة، ولم تصل بعد أنباء الطرد المركزي من الخارج، حيث يواصل رئيس الحكومة إجازة طارئة. فيما رمت "القوات اللبنانية" تهمة تعطيل مجلس الوزراء على الوزير جبران باسيل. وقال رئيس حزب "القوات" سمير جعجع إن باسيل يعطل من أجل بعض المكاسب الحزبية الصغيرة. وإذا كانت هذه هي نوعية القوى السياسية "ما بعرف وين بدنا نروح". وعلمت "الجديد" أن تواصلا قد جرى بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري الذي يتمسك بعقد جلسة لمجلس الوزراء يوم الخميس المقبل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تحولات خريطة حزب الله العسكرية في سوريا

منير الربيع/المدن/الإثنين 08/07/2019

قبل أيام، تحدّثت معلومات عن إجراء حزب الله لانسحاب سرّي لقواته، من العاصمة دمشق ومحيطها باتجاه القلمون والزبداني. لكن هذه المعلومات ليست الأولى من نوعها، خصوصاً أن الحزب عمل على إجراء العديد من عمليات إعادة التموضع على امتداد الجغرافيا السورية، بعدما تغيّرت خريطة المعارك العسكرية هناك. فأكثر من عملية انسحاب من مناطق حساسة أنجزها الحزب في الفترة السابقة، بعد انتفاء الحاجة لإبقاء قواته فيها، طالما أن المعارك قد وضعت أوزارها، وحقق فيها ما أراد.

ميليشيات موالية

بطبيعة الحال، فإن الواقع الذي أصبحت عليه سوريا، لم يعد بحاجة إلى هذا الكمّ الكبير من المقاتلين والوحدات على أراضيها. ما دفع الحزب إلى إعادة الكثير من مقاتليه إلى لبنان، ويمكن ربط عملية سحب القوات مع انتفاء الحاجة العسكرية إليها، ومع العقوبات التي فرضت على الحزب، التي تجبره على اتخاذ إجراءات وقائية وتقشفية. قبل أشهر، ومع بدء بروز مفاعيل العقوبات، نفذ حزب الله أول عملية إعادة تموضع، من مناطق بمحيط حلب، وإدلب، وشرق سوريا، وحتى حمص، باتجاه غرب سوريا، والعاصمة دمشق. وأصبح ثقل وجوده وتمركزه يتمحور في محيط العاصمة، وريفها، والقلمون وصولاً إلى ريف حمص من الجهة اللبنانية، وتحديداً مدينة القصير، التي أصبحت قاعدة عسكرية أساسية وكبرى له. لكن إعادة التموضع هذه، لا تعني أن الحزب ترك نقاطه السابقة بشكل كامل، إنما احتفظ بنقاط مراقبة أو فرق إستشارية عند كل نقطة حساسة، على نحو يشرف مسؤول من قبله على مجموعات سورية أصبحت هي الممسكة بزمام الأمور على الأرض. ينتهج حزب الله في سوريا، بالتكافل مع إيران، النموذج نفسه الذي اتبعته طهران مع حلفاء لها بالعديد من دول المنطقة، ومن بينها لبنان ودور الحزب فيه، أي تعزيز أدوار أبناء المنطقة الأصليين، مقابل الإشراف عليهم ودعمهم ومساعدتهم. فطهران كما حزب الله يعلمان بأن البقاء هناك لن يكون طويلاً أو أبدياً. والغاية الأساسية تبقى بالحفاظ على النفوذ والتأثير. وبذلك، يخفف الحزب وإيران من الأعباء والتكاليف المالية والبشرية، مقابل الاحتفاظ بالقوى الموالية التي تصون مناطق النفوذ، وتضمن الحضور في أي مفاوضات تنطلق للبحث عن حلّ للأزمة السورية.

ضربة إسرائيلية نوعية

بعد أيام على تلك الانسحابات الأخيرة من العاصمة دمشق باتجاه القلمون، برز توتر إيراني روسي جديد، على خلفية مطالبة موسكو لطهران بضرورة سحب قواتها من بعض مناطق شرق سوريا. وبعد الإنسحابات بساعات، تعرّضت مواقع للحزب في محيط العاصمة السورية، لضربة نوعية من قبل الإسرائيليين. تتحدث المعلومات عن أن الضربة هذه المرّة حققت أهدافاً مباشرة في العتاد والأرواح، واستهدفت قافلة لنقل الأسلحة، بالإضافة إلى موقع حساس. وهذا مؤشر يعيد التذكير بالضربات الأولى التي كانت إسرائيل توجهها لقوافل الحزب، والتي كانت تعتبرها متجهة نحو لبنان. ما يعني أن تل أبيب تريد التأكيد أن هدفها الأساسي هو طريق إمداد حزب الله من سوريا إلى لبنان. ولذا، يمكن الاستنتاج أن إعادة الانتشار لحزب الله لها أهداف حمائية أيضاً، تجنباً لأي ضربات أخرى باتت محتملة جداً بعد لقاء تل أبيب الثلاثي وتفاهماته (الروس والإسرائيليون والأميركيون). والانسحاب نحو القلمون هو بسبب ميزة تضاريس المنطقة، وما تحويه من مغاوره، وطبيعتها الصعبة والوعرة، قد تشكل عنصر حماية لأسلحة الحزب من الغارات.

تخوم الجولان

حسب ما تؤكد معلومات متابعة، فإن حزب الله لديه خطة جاهزة لسحب أغلب قواته من سوريا. وهذه الخطة ستطبق على مراحل من الآن إلى نهاية السنة. لكن في المقابل، لن يكون ذلك على حساب نفوذ الحزب وتأثيره هناك، بل سيبقى في مناطق حساسة وأساسية، في العاصمة دمشق، أو في محيط السيدة زينب، أو في ريف حمص، عبر الاحتفاظ بنقاط مرابضة لقيادييه، الذين سيتناوبون المهام في تلك المواقع بالتعاون مع مقاتلين سوريين. وسيبقى الهدف الأهم، بالنسبة إلى الحزب في هذه المرحلة، هو الحفاظ على أكبر عدد من المقاتلين في الجنوب السوري، على تخوم الجولان، لأهداف استراتيجية رغم كل الضغوط والأثمان. فورقة الجنوب السوري ستكون بالغة الأهمية، ومصدر قوة بيده، في حال تصاعد المواجهة بين واشنطن (وتل أبيب) وطهران. يسعى الحزب لأن يبقي هذه المنطقة خاضعة لسيطرته، كما هو الحال في جنوب لبنان. هي فائقة الأهمية سواء فيما يتعلق بـ"مواجهة صفقة القرن" وتعطيلها، أو بـ"مواجهة حرب إسرائيلية" أو بما يساعد إيران في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة. حالياً، الستاتيكو السوري سيبقى ثابتاً، ولا حاجة لقتال فيه من قبل إيران أو الحزب، إنما الحاجة والاستفادة ستكون في وجهات أخرى، أبرزها الحدود الإسرائيلية والداخل الفلسطيني وطريق طهران -بغداد - دمشق - بيروت، ونفوذ إيران في المنطقة.

 

"الوطني الحر" و"امل" الى مصالحة اعلامية

المدن - ميديا | الأحد 07/07/2019

هي المرة الاولى التي يظهر فيها وزير الخارجية جبران باسيل على قناة "ان بي أن" الناطقة باسم "حركة أمل"، في مؤشر انفتاحي لدى الطرفين على بعضهما البعض، وتأكيداً على تخطي ترسبات الماضي التي فجرت الخلافات وضاعفت احتقانات الشارع بينهما. وقبل أسبوع على زيارة باسيل الى الجنوب، يطل وزير الخارجية مساء الاثنين ضمن برنامج "آخر كلام" الذي يقدمه الزميل عباس ضاهر، وهو مدير البرامج السياسية في القناة، بحسب اعلان المحطة وباسيل على حد سواء. وتحمل هذه الاطلالات مؤشرات بالغة الاهمية على اعادة تصويب العلاقة بين "الوطني الحر" و"حركة أمل"، رغم أن ترسبات الماضي لا تزال موجودة ضمن بيئة "أمل" على خلفية اشتباك سياسي ومنازلات في التصريحات شهدتها مرحلة ما قبل الانتخابات النيابية الاخيرة، في حين يستمر التواصل السياسي بين قياديين في التيار مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادات "أمل"، وكان آخرها اللقاء الذي جمع بري بوزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي الاسبوع الفائت. وتأتي اطلالة باسيل على "ان بي أن" بعد اطلالة وزير المال علي حسن خليل، المعاون السياسي للرئيس بري، على قناة "او تي في" يوم الثلاثاء الماضي ضمن برنامج "بدبلوماسية" الذي تقدمه روزانا رمال. وبدا من هذا التبادل ان هناك مصالحة اعلامية بين الطرفين، بعد تصويب العلاقة السياسية التي شهدت توترات، لكنها لم تؤثر على تحالفهما مع حزب الله.

 

"المستقبل" يرد على باسيل.. اعلامياً

المدن - ميديا | الأحد 07/07/2019

تكفل اعلام تيار "المستقبل" بالرد على تصريحات وزير الخارجية جبران باسيل في طرابلس أمس، حيث أذاعت قناة "المستقبل" مقدمة نارية انتقدت فيها باسيل من غير أن تسميه، قائلة: "من يعتقد ان استحضار خطاب الإنقسام والعصبيات وفرز المكونات اللبنانية بين مكون آدمي وبين مكون أزعر ، يستحق وسام الجنون السياسي عن جدارة واستحقاق". ويلجأ "المستقبل" أخيراً الى مقدمات نشرات الاخبار للتعبير عن الموقف السياسي عندما يصل الاحتقان والتباين الى مستويات مرتفعة. وأبرزت المقدمة ليل السبت موقف المستقبل الرافض لانتقاد باسيل لـ"القوات اللبنانية" ضمناً، واستهلت المقدمة بالقول: "من يسمع موجات الردح والقدح والسجال السياسي التي تطرق آذان اللبنانيين، يتأكد له ان العصفورية السياسية اللبنانية في اسوأ تجلياتها".  جاء في مقدمة المحطة التلفزيونية: "بدل التداعي لوقف مسلسل التصعيد الكلامي، والعمل على توسيع رقعة التهدئة وضبط الفلتان السياسي، شهدت الساعات الماضية مباراة عنيفة بالمصارعة الخطابية، من شأنها ان تضع اكثر من علامة استفهام على نوايا الكثيرين تجاه معالجة الاحداث الأمنية الاخيرة وتداعياتها السياسية". وسألت: "هل المقصود استدراج البلاد الى مأزق أمني، يعيدنا الى مناخات الانقسام الاهلي والتقاتل الداخلي؟ أم المقصود شل العمل الحكومي وتعطيل انطلاقة الدولة نحو البرنامج الموعود للاستثمار الاقتصادي والانمائي؟ ام ان هناك من يجد الفرصة سانحة للانقضاض على التسوية السياسية، واعادة عقارب الساعة الى الوراء"؟ وأكدت ان الناس في واد وبعض القيادات السياسية في واد آخر، والكلام العالي الذي يصم الآذان، يحجب عن اللبنانيين صوت العقل والحكمة، لتحل مكانه ابواق الاحتقان وتأليب النفوس على تعميم الكراهية بين ابناء الشعب الواحد والملة الواحدة".  ورأت أن الحريري "بقي يعزف على أوتار التهدئة، من دون أن يخفي انزعاجه الشديد من مواصلة الشحن بكل الاتجاهات، وتحذيره من مخاطر الاستمرار في الخطاب السياسي العشوائي وارتداداته الخطيرة على الشأن الاقتصادي".

 

"مكاسب" باسيل من زيارة طرابلس الفاشلة

منير الربيع/المدن/الأحد 07/07/2019

لا يمكن التعاطي مع إصرار وزير الخارجية جبران باسيل إلى طرابلس، باستخفاف أو استهزاء فقط. فبمعزل عن رفض المدينة للرجل بسياسييها ومواطنيها، وخواء مضافة استقباله في "معرض رشيد كرامي"، إلا أن رئيس التيار الوطني الحرّ، بما يمثّل كـ"صهر للعهد"، أراد التفوق على كلّ خصومه. فهو بحراكه، يقول لمختلف القوى السياسية أنه يزور كل المناطق، بخلافهم إذ تقتصر جولاتهم على مناطق نفوذهم وحسب. هو أراد أيضاً أن يقارن الناس بينه وبين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، تحديداً في طرابلس، حيث يعتقد باسيل أن ليس بإمكان جعجع زيارتها، ربطاً بتهمة اغتيال الرئيس رشيد كرامي (قال باسيل ظهر السبت 6 تموز، في تلك القاعة البائسة: "لسنا نحن من اغتال رئيس الحكومة من طرابلس").

حيلة "تحييد" الرئيس

أراد باسيل كذلك، أن يقول إنه شخصية مستقلة، تثير الجدل والخلافات. ولا يتوانى عن خوض المعارك بمعزل عن رئيس الجمهورية أو العهد ككل. فيضع نفسه في مكان يواجه فيه الجميع، محاولاً ترسيخ مكانته السياسية وموقعه ودوره، بعيداً عن رئاسة الجمهورية. وهذا ما ينجح فيه باسيل بعد استثارة كل خصومه، الذين يستهدفونه فقط، ويحيدون رئيس الجمهورية. بالضبط كما هي حال أعتى معارضي باسيل، كسمير جعجع ووليد جنبلاط، اللذين يؤكدان حرصهما على العلاقة مع رئيس الجمهورية والدعوة لحماية العهد وحماية المصالحة. في المقابل، يتحضر رئيس الجمهورية للعب دور يؤدي إلى ترسيخ مكانة باسيل السياسية ونفوذه، عبر مساعي قد تعمل بعبدا على إنجازها لعقد لقاء بين وليد جنبلاط وباسيل مثلاً، بما يحقق للرجل المزيد من الندية مع القوى الأخرى. وبحال استمرّت القوى السياسية المعارضة لباسيل مسار تحييد الرئيس، فسيعني ذلك أنها تسير وفق ما يرسمه باسيل، الذي يستفيد في كل الحالات: إذا ما تعرّض للهجوم، أو تم الردّ عليه، أو تم تجاهله. على هؤلاء أن يعلموا أن مواجهة باسيل وتطويقه يتمّان باستخدام سلاحه.

إثارة النعرات

أصر باسيل على زيارة طرابلس ليقول لأبنائها من الطائفة السنية إنه إلى جانبهم. وربما كان ينوي إحضار فريق من وزراء وترتيب مؤتمر صحافي ليطلق جملة وعود بمشاريع كعادته. ولاحقاً، عندما لا يتم إقرار المشاريع التي تحتاجها المدينة، وتوفر لأبنائها فرص عمل، سيخرج ليقول: "ذهبنا إليكم للوقوف على همومكم ومشاكلكم بعيداً عن الطائفية والعصبية، لكنّ المسؤولين لديكم قد منعوكم من لقائنا، وحالوا بيننا وبينكم، كما كانوا في السنوات السابقة كانوا يحولون بيننا وبين جمهورنا". سيحوّل باسيل عدم الترحيب به في المدينة إلى فرصة سياسية له، على طريقته، مخاطباً "السنة" في لبنان، أنه هو خلاصهم، في الوظائف وفي الإدارات وفي المشاريع. إصراره على الزيارة وفشلها، لن يقف عند هذا الحدّ، خصوصاً إذا ما استمرّ خصومه على كسلهم أو على تهاونهم. صحيح أن مختلف القيادات الطرابلسية قاطعت زيارة الرجل. فعمد هو بالمقابل إلى مهادنتها وعدم الدخول في أي اشتباك مع السنية السياسية. ولذلك ركّز هجومه على القوى الأخرى، التي يعتبرها تتنازع معه على استقطاب رئيس الحكومة سعد الحريري إلى جانبها. وهو إذ أدرك أن زيارته إلى طرابلس فاشلة بالمطلق، أراد أن يحارب طواحين الهواء، مطلقاً سهامه تجاه القوات اللبنانية، محاولاً كعادته نبش قبور الماضي، واستثارة ذاكرة الحرب بوجه "القوات اللبنانية" لدى الطرابلسيين مع كلامه عن اغتيال رشيد كرامي، متناسياً الاتهام الذي أطلقه الرئيس الراحل عمر كرامي تجاه قائد الجيش آنذاك، العماد ميشال عون، أنه عمداً لم يوفر الحماية اللازمة لشقيقه.

التنافس على الحريري

ركز باسيل هجومه على جعجع وجنبلاط، واتهمهما إلى جانب آخرين من الذين يدافعون عن صلاحيات رئيس الحكومة بأنهم تآمروا على سعد الحريري، متناسياً موقف جنبلاط الواضح في تلك الفترة والذي رفض صيغة تولّي بهاء الحريري بدلاً من شقيقه سعد. وبذلك، أيضاً أراد أن يوقع الشرخ بين هؤلاء والبيئة السنية، في سياق معركته المستمرة للاحتفاظ بالرئيس سعد الحريري إلى جانبه. حجم الردود السياسية على مواقف باسيل وزيارته إلى طرابلس، يتصاعد أكثر فأكثر، وليس بسيطاً، أن تتزامن زيارته إلى المدينة، التي لطالما اتهمها تياره بعاصمة الإرهاب ووصفها بقندهار، مع لقاء بين الاشتراكي والقوات اللبنانية، وزيارة أخرى لوفد من الاشتراكي إلى بكركي. قراءة ما بين سطور هذه التحركات واللقاءات، تشير إلى أن محاولات تطويق باسيل ستبقى مستمرة، ولكن أيضاً لا يمكن نجاح هذه المحاولات بالبقاء على المسار التقليدي لمعارضي الرجل. بل عليهم إبتكار أفكار وتوجهات سياسية مختلفة عما كان سائد سابقاً. وإذا ما كان الرجل ينفّر الناس، بمواكبه العسكرية والأمنية، فعلى هؤلاء إيجاد طريقهم إلى الناس وقلوبهم وهواجسهم، قبل البحث عن لقاءات واجتماعات مغلقة وخلف الكواليس. فليعد معارضو باسيل إلى الشارع ليعودوا إلى وضوحهم، بدلاً من ترك الساحة متاحة له، بناسها أو بفراغها.

 

لبنان يصارع لاستقطاب التحويلات الخارجيّة

علي نور/المدن/الإثنين 08/07/2019

شهدت الأسواق الماليّة، خلال الأيام الماضية، مبادرات جديدة لمصرف لبنان، تعكس إصراره على خوض معركة استقدام الدولارات إلى السوق اللبناني من الخارج بأي ثمن، في ظل الأزمة الماليّة التي بلغت ذروتها هذه السنة. فالموجودات الخارجيّة لدى القطاع المالي، والتي تتضمّن السيولة بالعملة الصعبة التي يملكها القطاع، انخفضت هذه السنة ولغاية شهر أيار بأكثر من 5.19 مليار دولار. وهو ما يُظهر تحولاً قياسياً للعملة الصعبة باتجاه الخارج، مع العلم أن لبنان لم يشهد سابقاً هذا المستوى من التحويلات للخارج في سنة واحدة. في الواقع، يدرك مصرف لبنان أنّ هذه المشكلة بالذات هي العامل الأكثر خطورة اليوم على النظام الاقتصادي القائم، وهو ما يبرر توجّه قراراته الأخيرة نحو تطويق هذه المشكلة بالذات.

عمليّات استثنائيّة جديدة من مصرف لبنان

لا يبدو أنّ مصرف لبنان يحبّذ إطلاق توصيف "هندسات" على عمليّاته الاستثنائيّة الجديدة، والتي يحاول من خلالها الحصول على العملة الصعبة، ربما بسبب موجة الانتقادات الصريحة والمبطّنة التي تعرّض لها عند إجراء هندسات الـ2016 من كثير من الأطراف. لكنّ المبادرة التي قرر مصرف لبنان إطلاقها الآن تشبه إلى حد كبير منطق الهندسات الماليّة نفسها. إذ تعتمد على منح أرباح كبيرة وسهلة من خلال عمليّات متزامنة، مقابل توظيف العملة الصعبة لديه. فالمبادرة التي يطلقها مصرف لبنان اليوم، تقوم على تحفيز المصارف على اجتذاب الدولارات من الخارج وتوظيفها، عبر شراء سندات اليوروبوند التي بحوزته، والتي تستحق خلال فترات تتراوح بين 3 و5 سنوات. مع العلم أن أسعار السوق لهذه السندات حاليّاً تمنح عوائد مرتفعة تصل لغاية 11 في المئة لبعض إصدارات اليوروبوند. في المقابل، يمنح مصرف لبنان قروضاً مدعومة لهذه المصارف بالقيمة نفسها بالليرة اللبنانيّة، بفوائد رمزية تبلغ 2 في المئة. وعمليّاً، ستتمكّن المصارف من توظيف هذه السيولة المقترضة في سندات الخزينة بالليرة اللبنانيّة، محققة فوائد تتجاوز 10 في المئة. بمعنى آخر، ستتمكّن المصارف من تحقيق الربح من ناحيتين: أولاً عبر العوائد التي ستتقاضاها من خلال شراء سندات الخزينة بالدولار (بين 10.25 في المئة و11 في المئة)، وثانياً من خلال الفارق بين فائدة القرض المدعوم التي ستدفعها، والفائدة التي ستتقاضاها من التوظيف في سندات الخزينة بالليرة (يتجاوز الفارق 8 في المئة).

المصارف تواكب المبادرة

لم تتأخّر المصارف في العمل من أجل الاستفادة من هذه المبادرة الجديدة. فخلال الأيام الماضية، تداول اللبنانيون نسخة من رسالة الكترونيّة من أحد المصارف اللبنانيّة الكبرى، تحتوي على عرض خاص يمنح فوائد تصل لغاية 40 في المئة خلال فترة ثلاث سنوات (أي بحدود 13.3 في المئة سنويّاً). ويقوم العرض على تجميد المبلغ خلال هذه الفترة، مقابل أن يتقاضى المودع أوّل دفعة من الفائدة قبل بدء التجميد (ربع قيمة الفائدة)، فيما يتم تقسيم دفعات الفائدة الباقية خلال السنوات الثلاثة. وفي نص الرسالة، يبدو من الواضح أن العرض يشترط أن يكون مصدر الوديعة من خارج لبنان، وهو ما يؤكّد ارتباط هذا العرض المصرفي بمبادرة مصرف لبنان التي تشترط الأمر نفسه. ومن ناحية أخرى، يمنح العرض المصرفي نسبة فائدة مرتفعة جدّاً على الدولار مقارنةً بفوائد السوق الحاليّة، وهو ما لا يمكن تبريره إلا من خلال عمل المصرف على الاستفادة من هذه الودائع، للمشاركة في عمليّات مصرف لبنان الاستثنائيّة الجديدة، التي تمنح فوائد أعلى.

إغراءات "محاسبيّة"

لم تقتصر الإجراءات الجديدة على منح التوظيفات بالعملة الصعبة أرباحاً استثنائيّة ومرتفعة. فقبل أيام أصدر حاكم مصرف لبنان تعميماً عدّل فيه من طريقة احتساب المصارف لأرباحها من توظيفاتها في عمليّات وهندسات مصرف لبنان الاستثنائيّة. فالتعميم سمح للمصارف بتسجيل كامل الأرباح المحققة من كل عمليّة بشكل فوري في ميزانيّاتها، بينما كانت تفرض الشروط السابقة على المصارف تقسيم تسجيل هذه الأرباح على مدى السنوات التي تشملها العمليّة. هذا التعديل في طريقة احتساب وتسجيل الأرباح، والذي يسمح بتجميل الميزانيّات المصرفيّة وأرقامها، يمثّل اليوم حافزاً إضافيّاً للمصارف للمشاركة في هذا النوع من العمليّات، خصوصاً أنّه يسمح بتحسين أرقام رساميلها وأرباحها خلال هذه الفترة التي تضغط على أرباحها. وبالتالي، يتكامل هذا القرار مع كل جهود مصرف لبنان التي تنصب على تشجيع استقطاب العملة الصعبة، في إطار العمليّات الاستثنائيّة التي يجريها.

ظروف ضاغطة

لا يمكن فصل هذه القرارات والإجراءات عن الظروف الماليّة الضاغطة، التي أشار إليها تقرير صندوق النقد، حين تحدّث عن ضعف تحويلات المغتربين، وتوقّف الودائع عن النمو، وتراجع إحتياطات مصرف لبنان بقيمة 6 مليار دولار. كما لا يمكن فصلها عن الوقائع التي ذكرها تقرير موديز عن الضغوط القاسية، من ناحية التحويلات الخارجيّة والعملة الصعبة المتوفّرة، والتي ربطها التقرير بالقدرة على إيفاء سندات اليوروبوند عند الاستحقاق. ومن هنا، يبدو أن مصرف لبنان قرر محاولة لملمة آثار الأزمة وشراء الوقت على المدى القصير، من خلال هذا النوع من الإجراءات. لكنّ مشكلة هذه الإجراءات – مثل مشكلة هندسات 2016 - أنّها لا تفيد إلّا بإخفاء بعض العوارض خلال الأشهر القليلة المقبلة، بينما لا تساعد على المدى الأطول في تحقيق أي إصلاح بنيوي، قادر على انتشال الإقتصاد اللبناني من أزمته العميقة. وعلى أرض الواقع، تكمن الحلول الحقيقية لهذه الأزمة في الإطار الاقتصادي الشامل والسياسات الرسميّة المتعلّقة به، وليس على المستوى المالي أو النقدي، وهو ما يعني أن الحل لا يجب أن يكون من خلال مصرف لبنان أو المصارف.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الأسد يعفي الحسن من المخابرات الجوية ويعين نائبه

المدن - عرب وعالم | الأحد 07/07/2019

كشفت صفحات موالية للنظام السوري، الأحد، عن عدد من التغييرات التي طالت مراكز قيادية وأمنية حساسة في كل من إدارتي المخابرات الجوية والمخابرات العامة. وقالت المصادر، إن اللواء غسان جودت إسماعيل، تسلم منصب إدارة المخابرات الجوية السورية، خلفاً للواء جميل الحسن الذي أعفي من منصبه بعد أيام على تمديد خدمته عاماً إضافياً. وكان الحسن قد أدرج ضمن قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي إلى جانب كبار مسؤولي النظام منذ العام 2011، كما أن منظمة الإنتربول لمكافحة الجرائم الدولية قد وضعت قبل أشهر إشارة حمراء على اسمه. وشملت التغييرات شعبة المخابرات العامة أيضاً، حيث جرى تعيين اللواء حسام لوقا بدلاً من اللواء ديب زيتون كرئيس للشعبة، فيما تم تعيين اللواء ناصر العلي كرئيس لشعبة الأمن السياسي خلفاً لحسام لوقا. ويتحدر اللواء غسان جودت إسماعيل، من بلدة دركوش بريف طرطوس، وهو من مواليد عام 1960، وكان يشغل منصب نائب مدير إدارة المخابرات الجوية قبل ترفيعه خلفًا لجميل حسن. ووفقاً لموقع "مع العدالة"، فقد برز اسم غسان جودت لدى خدمته في إدارة المخابرات الجوية، كرئيس فرع المهام الخاصة برتبة عميد، حيث شارك عناصر هذه القوة مع الفرقة الرابعة في عمليات قمع المتظاهرين في مدينتي داريا والمعضمية في تموز 2011.

ووفقاً لشهادة أحد المنشقين عن فرقة العمليات الخاصة، والتي نشرها تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الصادر بتاريخ 15/12/2011 تحت عنوان "بأي طريقة!: مسؤولية الأفراد والقيادة عن الجرائم ضد الإنسانية في سوريا"، فإن: "العقيد غسان إسماعيل قائد وحدة العمليات الخاصة أعطى أوامر شفهية بإطلاق النار على المتظاهرين، عندما تم إرسال وحدته لقمع مظاهرة في داريا أثناء عملية أخرى في يونيو، مع الفرقة الرابعة"، وكانت أوامره تنص على ما يلي: "لا تطلقوا النار في الهواء، صوبوا مباشرة على المتظاهرين". وفي عام 2015 قامت المملكة المتحدة بتجميد أرصدة غسان إسماعيل ضمن إجراءات اتخذتها بحق مجموعة من ضباط النظام المسؤولين عن الانتهاكات بحق السوريين. وفي بداية عام 2018 تمت ترقية غسان لرتبة لواء، وعُين في آذار 2018 نائباً لمدير إدارة المخابرات الجوية. وللواء غسان عدد من الإخوة الذين قضوا في العمليات العسكرية للنظام، منهم العقيد عمار الذي قُتل بعد أسره من قبل مقاتلي المعارضة في أيلول 2012، وشقيقه زياد الذي كان يقاتل في صفوف الشبيحة وقتل في العام نفسه. وله شقيق آخر هو العميد سامر إسماعيل، يعمل قاضياً في محكمة الإرهاب. ولا يعلن النظام السوري رسمياً عن التعينات العسكرية في المناصب العليا لأجهزة المخابرات، والتي تتم بأوامر خطية من الرئيس السوري، إنما يتم إرسال برقيات تتضمن تعميمات داخلية حول التعيينات الجديدة.

 

وزير خارجية عُمان في دمشق

المدن - عرب وعالم | الأحد 07/07/2019

أجرى وزير الخارجية العمانية يوسف بن علوي، محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، تناولت العلاقات الثنائية ومساعي "استعادة الأمن والاستقرار" في المنطقة، وذلك بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن وزارة الخارجية العمانية. وزيارة بن علوي النادرة من نوعها لوزير عربي إلى دمشق، هي الثانية له منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011 بعد زيارة أولى في تشرين الأول/اكتوبر 2015. وهو الوزير الخليجي الوحيد الذي زار سوريا في السنوات الثماني الأخيرة. وقالت الوزارة العمانية في تغريدة على "تويتر": "استقبل فخامة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، معالي الوزير يوسف بن علوي الذي يزور دمشق حاليا". وأضافت أنّ بن علوي نقل خلال اللقاء "تحيات حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم" قابوس بن سعيد. وبحسب الوزارة، بحث اللقاء "العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيز المساعي الرامية إلى استعادة الامن والاستقرار في المنطقة". كما عقد بن علوي جلسة مباحثات رسمية مع نظيره السوري وليد المعلم جرى خلالها "استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الراهنة على الساحة العربية الإقليمية"، وفقا لوزارة الخارجية العمانية. وزار المعلم مسقط مرتين على الأقل منذ اندلاع النزاع في بلده. وسلطنة عمان هي الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية والسياسية مع دمشق كما فعلت باقي الدول الخليجية. وتسعى دول عربية إلى إعادة علاقاتها مع دمشق بعدما حققت قوات النظام، بدعم إيراني وروسي كبير، تقدماً ميدانياً خلال العامين الأخيرين. وتمثل ذلك بافتتاح كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين سفارتيها في دمشق بعد اقفالهما منذ العام 2012.

 

تظاهرات حاشدة في برلين تطالب بقطع العلاقات مع نظام إيران

رجوي: الملالي أكبر تهديد للسلام... وطهران: حذرنا واشنطن من أن أي عمل عسكري "إعلان حرب"

طهران – وكالات/الأحد 07/07/2019

 دعا آلاف المتظاهرين الإيرانيين في العاصمة الألمانية برلين، والذين جابوا شوارع المدينة بعد ظهر أول من أمس، إلى محاكمة ومعاقبة وطرد عناصر المخابرات وفيلق الحرس في أوروبا، وقطع العلاقات مع النظام الإيراني لدعمه الإرهاب. وأكدت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي في رسالة للمتظاهرين عبر الفيديو، أن “الشعب الإيراني يناشد المجتمع الدولي، وخاصة أوروبا بضرورة وقف سياسة منح التنازلات للنظام الحاكم في إيران». وشدّدت على أن النظام الإيراني هو أكبر تهديد للسلام في عالم اليوم. بدءا من تخصيب اليورانيوم، أي الاستعداد لتصنيع قنبلة نووية وإلى تطوير برنامج الصواريخ الباليستية، في انتهاك لقرار مجلس الأمن 2231، وحتى نشر قواتهم في سورية، وانتهاك القرار 2254، وتصعيد حربهم الإجرامية في هذا البلد». وشارك في التظاهرات التي نظمتها منظمة “مجاهدي خلق”الإيرانية المعارضة، وانطلقت من بوابة براندنبورج الشهيرة في برلين، تحت شعار “تضامنا مع الاحتجاجات المدنية في إيران ضد عقوبة الإعدام»، نحو 15 ألف من أبناء الجالية الإيرانية، وحمل كثيرون أعلاما إيرانية وبالونات ضخمة تحمل الألوان القومية الإيرانية “الأخضر، الأبيض، الأحمر»، وحاول المتظاهرون التوجه إلى مقر المستشارية الألمانية. وتحدث عدد من الشخصيات السياسية أمام التظاهرة، مثل النائب الأميركي السابق باتريك كينيدي، والمرشحة السابقة للرئاسة الكولومبية انغريد بيتانكور، وعضو البرلمان الاتحادي الألماني توماس نورد، والنائب السابق لوزير الداخلية الألماني ادوارد لينتنر، وعمدة المنطقة المركزية في برلين اشتفين فون داسل، والسيناتور جري هورغان من أيرلندا، وعضو البرلمان البولندي ميهال كامينسكي، ورئيس لجنة إيران حرة في ألمانيا العضو السابق للبرلمان الاتحادي الألماني ليو داتسن بيرغ. في غضون ذلك، زعم قائد منظمة الدفاع المدني الإيرانية غلام رضا جلالي أمس، إن أميركا بعثت رسالة إلى طهران بعد إسقاط الطائرة المسيرة تحذر من ضربة محدودة، وقال إن طهران ردت على الرسالة الأميركية بأنها تعتبر أي عمل عسكري “بداية حرب».

 

طهران تلوّح بفرض رسوم على عبور السفن مضيق هرمز

طهران – وكالات/الأحد 07/07/2019

 ذكّر رئيس الكتلة النيابية الخاصة بالإجراءات الاستباقية لمواجهة التهديدات الأميركية، النائب الإيراني البارز أمير حسين قاضي زاده هاشمي بمشروع قانون، يقضي بفرض الرسوم على مرور السفن وناقلات النفط عبر مضيق هرمز مقابل توفير أمن المضيق والخليج. وزعم أنه “إذا كانت إيران هي الحامي الحقيقي للمنطقة والمياه الدولية، ووفقا للنهج والأعراف الدولية والأميركية، فإن البرلمان يعتقد أيضا أن كلفة ذلك يجب أن تدفعها المراكز التجارية والسفن العابرة للمنطقة على شكل رسوم جمركية”. وأوضح هاشمي أن هذه الرسوم لن تشمل السفن والمراكز التابعة للدول التي لم تعترف بالعقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن على إيران، مؤكدا أن طهران يمكنها تحديد سقف هذه الرسوم ورفعها أو خفضها أو إلغائها بالنسبة لبعض الدول. في غضون ذلك، دعا الاتحاد الأوروبي إيران لوقف التصعيد، وقالت المتحدثة الرسمية باسم الاتحاد الأوروبي، مايا كوسيانيتجيتش، “قلقون للغاية من تجاوز إيران مستوى التخصيب إلى أكثر 3.67 في المئة”، مضيفة “نتشاور مع الأطراف المعنية بشأن الخطوات المقبلة بمقتضى الاتفاق النووي”. ودعت طهران إلى التراجع عن الخطوات التي اتخذتها، مضيفة “ننتظر المزيد من المعلومات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

 

مصر: السجن لمدانين بالتخابر مع إيران

القاهرة، عواصم – وكالات/الأحد 07/07/2019

عاقبت محكمة مصرية أمس، بالسجن المؤبد والمشدد 15 عاماً، متهمين في قضية التخابر مع إيران. وقضت محكمة جنايات القاهرة وجنايات أمن الدولة العليا طوارئ، بمعاقبة كل من علاء علي بالسجن المشدد 15 سنة وغرامة 500 ألف جنيه، ومعاقبة كل من حسن درباغي ومحمد حسن وحميدة أنصاري وكريمي محسن وشفيعي حسن بالسجن المؤبد وغرامة 500 ألف جنيه، وذلك لإدانتهم في قضية التخابر مع إيران. وكشفت التحقيقات أن المتهمين ارتكبوا في الفترة من عام 2012 وحتى أبريل 2016 جرائم التخابر مع إيران، حيث اتفق المتهم الأول مع باقي المتهمين وبينهم مسؤول الملف المصري بالحرس الثوري الإيراني، على العمل لصالح إيران، من خلال إمدادهم بمعلومات عن أوضاع مصر الداخلية، وتمكينهم من تجنيد آخرين، وتكوين مجموعات تابعة لإيران تشكل نفوذاً سياسياً وعسكرياً بمصر. في غضون ذلك، أفاد تقرير استخباراتي ألماني، بأن تنظيم “الإخوان” يخطط لـ “أسلمة” ألمانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي من خلال ما يعرف باسم الهجرة. ونقلت تحقيقات صحافية نشرها موقع “دي واي” الألماني و”جهات ووتش” عن الصحافية الكندية كريستين وليامز قولها، إن تزايد معدلات الهجرة أو التسلل إلى أوروبا أدى إلى ارتفاع مستوى نجاح التطرف على الأراضي الغربية. مضيفة ان “الإخوان” أحد اللاعبين الرئيسيين في عملية “الجهاد”، وتسعى في سرية نحو توسيع الدعوة لتطبيق الشريعة وتحقيق أهدافها.وأوضحت أن أعضاء “الإخوان” نجحوا في خداع الغرب بجعلهم يعتقدون أن هجرتهم غير ضارة، بل إن السلوك المناسب للتعامل معهم هو مساعدة اللاجئين والأشخاص المحتاجين، لكن الغربيين ساعدوا اللاجئين المحتاجين لفترة طويلة مع حماية حدودهم وتوقعوا أن تكون الهجرة طريقاً ذا اتجاهين. من ناحيته، قال خبير شؤون الإرهاب الصحافي الألماني أكسيل سبيلكر عن تهديد “الإخوان” في ألمانيا، إن “الجماعة الإسلامية في ألمانيا، والمنظمات التي تعمل معها، تسعى في النهاية إلى إقامة دولة قائمة على الشريعة الإسلامية، لذلك، يصنف تهديد الإخوان لألمانيا على المدى المتوسط بأنه كان أكبر من الجماعات المتطرفة الأخرى، مثل داعش والقاعدة”.

 

إيران ترفع نسبة تخصيب اليورانيوم وتمهل أوروبا 60 يوماً

المدن/الأحد 07/07/2019

أعلنت إيران، الأحد، رفع نسبة تخصيب اليورانيوم في مفاعلاتها النووية، كما حددت عبر وزارة خارجيتها مهلة جديد لمدة 60 يوماً لدول الاتحاد الأوروبي الموقعة على الاتفاق النووي لتنفيذ التزاماتها ضمن الاتفاق. وقال عباس عراقجي، مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية: "نحن اليوم في نهاية الـ 60 يوماً للخطوة الأولى في تقليص الالتزامات في الاتفاق النووي، وبما أن مطالبنا وبيع النفط في مستوى ما قبل الاتفاق، لم يتحقق فإننا نتخذ الخطوة الثانية، حيث نقوم فيها برفع نسبة تخصيب اليورانيوم لتتجاوز 3.67 بالمئة". وأضاف عراقجي "يبعث (وزير الخارجية محمد جواد) ظريف اليوم برسالة الى موغريني، سيتم فيها الاعلان بصراحة عن فقرات من الاتفاق النووي بشأن عدم التزامنا بنسبة تخصيب اليورانيوم، وسيعلن مهلة 60 يوما جديدة". وأوضح "أن وتيرة تقليص التزامات إيران تأتي في إطار صيانة الاتفاق النووي، وقد تؤدي هذه الوتيرة الى إنهاء مشاركتنا في الاتفاق النووي". واعتبر عراقجي أن إيران تواجه مهزلة بشأن موافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على طلب اميركا عقد اجتماع لمجلس الحكام، موضحاً أن أميركا التي خرجت من الاتفاق النووي تطالب بعقد اجتماع لمجلس الحكام. وأضاف "بالطبع فإن أيا من اعضاء مجلس الحكام يمكنه ان يطالب بعقد اجتماع طارئ للمجلس.. الا أن أميركا فرضت العزلة على نفسها بهذه الخطوة (الانسحاب من الاتفاق النووي) وأصبحت وحيدة. ونتوقع أن مجلس الحكام سيستمع في اجتماعه الى منطق إيران، ومن المؤكد سيتقبل الأعضاء أن إيران منحت الفرصة الكافية للدبلوماسية". وأشار عراقجي إلى اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس الايراني حسن روحاني، ليلة السبت/الأحد، ووصفه بالبناء. وأكد أنه "تم الاتفاق على تمهيد الارضيات لإطلاق المحادثات بين الجانبين، وأن ندخل في محادثات نصل من خلالها الى حل معقول، ومن المقرر ان يعقد اجتماع لوزراء الخارجية. إذ إن الباب مفتوح للحوار والدبلوماسية، ومن المهم ان يتم البحث عن حلول". وبشأن مفاعل أراك، بيّن عراقجي، أن رسالة ظريف إلى موغريني تؤكد أن موضوع مفاعل اراك موضوع منفصل، وإذا لم تتمكن الاطراف الباقية في الاتفاق النووي من العودة الى الجدول الزمني بشأن تحديث مفاعل اراك، فإننا سنقوم بإكمال وإنشاء مفاعل اراك بناء على الصيغة السابقة. وكانت إيران قد أعطت كلاً من دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا المشاركة في الاتفاق النووي، مهلة لـ 60 يوماً بدأت منذ الـ8 من أيار/مايو الماضي، للعودة إلى الاتفاق النووي. كما أمهلتها لإيجاد آلية للتبادل التجاري ونظم المدفوعات الدولية، في ظل العقوبات الأميركية المفروضة ضد طهران. ويسمح الاتفاق النووي لإيران بتخصيب اليورانيوم إلى 3.7 في المئة من المادة الانشطارية وهو ما يقل عن نسبة العشرين في المئة التي كانت تصل إليها قبل الاتفاق ونسبة التسعين في المئة تقريبا الملائمة لإنتاج سلاح نووي. ويعتبر البعض أن الإعلان الإيراني برفع نسبة التخصيب انتكاسة للدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي والتي تمارس ضغوطاً لإقناع إيران بالبقاء ملتزمة بالاتفاق. وقالت إيران إن الأوروبيين "لم يفعلوا سوى القليل جدا وبعد فوات الأوان" لإنقاذ الاتفاق وحماية المصالح الإيرانية من العقوبات الأميركية.

 

السفير البريطاني في واشنطن: إدارة ترامب غير كفوءة

واشنطن – وكالات/08/07/2019

 وصف السّفير البريطاني لدى الولايات المتحدة كيم داروش، الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته بأنهما «غير كفوئين» وبأن أداءهما «معطل بشكل غير مسبوق»، وذلك وفقاً لمذكرات ديبلوماسية مسربة نشرتها صحيفة «ذا ميل أون صنداي» أمس. ونقل عن السفير داروش في مذكرات سرية أرسلت إلى بريطانيا واطلعت عليها الصحيفة، قوله، إن رئاسة ترامب قد «تتحطم وتحترق» و»تنتهي بوصمة عار». وأضاف: «لا نعتقد حقاً أن هذه الإدارة ستصبح طبيعية أكثر، وأقل اختلالاً، وأقل مزاجية، وأقل تشظياً، وأقل طيشاً ديبلوماسياً». وأشار إلى أن ترامب «يشع اضطراباً»، ونصح المسؤولين في لندن بأنهم إذا أرادوا التعامل معه بفاعلية «فعليكم بطرح أفكاركم ببساطة بل وبفظاظة». ووصف الإدارة الأميركية في مذكرات أخرى، بأنها «لا تؤدي واجباتها كما ينبغي على نحو فريد»، مشيراً إلى أن تقارير إعلامية عن «معارك بالسكاكين» داخل البيت الابيض «صحيحة في معظمها». وفي الوقت نفسه، حذر داروش، المسؤولين البريطانيين من تجاهل ترامب قائلاً، إن هناك فرصة «يُعتد بها» لفوزه بفترة ثانية في الرئاسة، مضيفاً ان ترامب «قد يخرج من وسط النيران متضرراً، لكن سليماً مثل الممثل أرنولد شوارزنيغر في المشاهد الأخيرة من فيلم ذا ترمينيتور (المدمر)».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حلف اتفاق الطائف بوجه "العهد"

جليل الهاشم/المدن/الإثنين 08/07/2019

نجح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، في إعادة الاعتبار للسياسة وتوازناتها المحلية. وفرض نفسه من جديد مدافعاً عن كل لبنان في وجه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وضد أي محاولة لتحقيق غلبة فريق لبناني على آخر. فريق يستجدي استقواءً من النظام السوري أو من حزب الله.

بمعنى ما، ضرب جنبلاط يده على الطاولة، وقال لا لإملاء الفراغ بالوزير جبران باسيل، منفرداً، يجول في طول البلاد وعرضها، مستحضراً باستنسابية مقصودة، محطات من التاريخ اللبناني، يستخدمها في كل زيارة بطريفة مشوهة حيناً ومتعمدة أحياناً، لتكريس نفسه زعيماً أوحداً على المسيحيين واللبنانيين.

"غضب الأهالي"

قال جنبلاط إن ما صحّ في بشري وزغرتا لا يصحّ في الجبل، لا يمكن للوزير باسيل أن يملي على الحزب الاشتراكي في دير القمر طلب "التوبة"، في حرب لم يكن لباسيل ولتياره يد فيها. فجنبلاط أنجز المصالحة مع المسيحيين، من خلال بطريركهم، وأكملها مع قياداتهم، وتاليا لا لزوم لأن "يدحش" باسيل نفسه طرفاً موازياً للجميع وينوب عن الجميع، ليفرض على جنبلاط طلب التوبة والمسامحة.

لا يمكن لباسيل، أن يفتعل قيادات درزية، هي في الأصل ليست من تياره، كالوزير صالح الغريب، المعروف بانتماءاته السياسية الموالية لنظام دمشق، ولا حتى دعم الوزير طلال أرسلان في مواجهة جنبلاط، بطريقة مفتعلة أيضاً، ولا من هم على شاكلة وئام وهاب. علماً أن جنبلاط سلم بنتائج الانتخابات، ولم يسع إلى إلغاء منافسيه من الدروز، بل يحرص دوماً على إبقاء مقعد المير طلال شاغراً، كي لا تأخذ الحماسة مناصريه فيسقطونه في الانتخابات. أحرج أهالي الجبل، حين قطعوا الطرقات على مواكب باسيل، جميع القيادات السياسية في البلاد، فـ"غضب الأهالي" ليس اختصاصاً جنوبياً في مواجهة قوات الطوارىء الدولية وحسب، بل يمكن أن يطبق في أي منطقة من لبنان، أوليس هذا ما حصل في بشري، حين تجمع أنصار حزب "القوات اللبنانية" غير مرحبين بزيارة باسيل؟

حركة سليمان فرنجيه

غضب أهالي الجبل، أعاد تحريك المياه الراكده في مستنقع السياسة اللبنانية، التي كان باسيل نجمها الأوحد. تحولت اللقاءات السياسية، التي كانت معدة ما قبل أحداث قبر شمون، و تلك التي عقدت على عجل في ضوئها، إلى لقاءات تبحث في خطورة ما تؤول إليه خطابات الوزير باسيل، سواء في مجلس المطارنة الموارنة أو في دارة النائب فريد هيكل الخازن، أو في عين التينة. في دارة النائب فريد هيكل الخازن، كان رئيس تيار المرده، سليمان فرنجيه، على مائدة العشاء بحضور عدد من القيادات المسيحية التي تمثل أطياف المسيحيين كافة، من قوات ومستقبل ومستقلين، ودار النقاش حول خطورة أحداث الجبل. وكان تعليق فرنجيه في بداية الأحداث، واصفاً الوزير باسيل، من دون أن يسميه، بـ"الفتنة المتنقلة"، وطالب الوزير يوسف فنيانوس بحضور جلسة مجلس الوزراء، وعدم الموافقة على إحالة الجريمة إلى المجلس العدلي. وفي الاجتماع الدوري الذي شارك فيه فرنجيه والخازن مع مجلس المطارنة، كان فرنجيه واضحاً في مطالبة البطريرك الراعي وأحبار الكنيسة بضرورة بذل كل الجهود لتحصين المصالحة في الجبل، ووقف خطابات التحريض الفتنوية. وهذا ما انعكس في بيان المجلس، الذي طالب بتحقيق العدالة ووقف الخطابات التي تشعل الغرائز. فرنجيه نقل إلى المجلس هواجس وطنية ومسيحية، من اختصار المسيحيين بفريق سياسي واحد، لم يحسن إدارة التنوع اللبناني، فسقط في بداية الطريق. واستمرار سقوطه وتعنته سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، حسب فرنجيه، محذراً من أن أي رئيس لم يحسن إدارة التنوع اللبناني شهدت ولايته انتكاسات مصيرية على الوطن. كما حذر فرنجيه من ضرب اتفاق الطائف، بالممارسة اليومية السياسية لفريق رئيس الجمهورية، مشيراً إلى أن ما يجري هو "فدرلة الدولة". بمعنى العمل على تخصيص الوظائف المسيحية في الدولة، وتحويلها للوزير باسيل وتياره، وفقا لمشتهى باسيل، وتخصيص الوظائف الشيعية للثنائي الشيعي، والدرزية مناصفة بين جنبلاط وخصومه، والسنية توزع على القيادات السنية التي تتحالف مع التيار العوني، ورئيس الحكومة. وشدد فرنجيه أمام مجلس المطارنة الموارنة على ضرورة التمسك باتفاق الطائف نصاً وروحاً، لأن أي مساس به سيدفع نحو ما لا تحمد عقباه على المسيحيين، المتناقصين تدريجياً بالهجرة ومحدودية الإنجاب.

بري وتصويب المسار

على المقلب الآخر، كان الرئيس نبيه بري يعمل على معالجة التوتر بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي. وكما فرنجيه كذلك الرئيس بري، الذي توجس من محاولات تطويق حليفه الاستراتيجي وليد جنبلاط، تمهيد لضربه. فالكل اعتبر أن دوره سيأتي بعد جنبلاط في حال نجحت المحاولة. فالرئيس بري، زار العراق ومرجعياته الشيعية العربية، (وهذا ما لن يمر من دون مساءلة إيرانية)، علماً أن الوزير باسيل آل على نفسه الاضطلاع بدور رأس حربة لـ"تأديب" الخارجين عن بيت الطاعة، بحجج مسيحية واهية. حوادث قبر شمون كانت حاضرة بقوة في اللقاء الثلاثي، الذي جمع الرئيسين بري والحريري بجنبلاط. وكان الوقوف في وجه محاولات الالغاء التي يقوم بها باسيل، من الشمال إلى الجبل، محط اهتمام القيادات الثلاث. فكان اتفاق على تصويب المسار السياسي في البلاد، وإعادة التوازن إلى اللعبة السياسية الداخلية، وعزل تأثيراتها الخارجية.

"القوات" واكتمال العقد

حزب القوات اللبنانية، بدوره أعلن تمسكه بمصالحة الجبل، رافضاً أيضاً الخطابات التحريضية. وتالياً، جاء موقفه منسجما مع ما دار في مجلس المطارنة الموارنة، وعين التينة، ودارة النائب فريد هيكل الخازن. وبذلك استطاع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الدفع نحو حلف خماسي غير معلن بينه والرئيسين بري والحريري وحزب القوات اللبنانية وتيار المرده، وعدد من المسيحيين المستقلين، لتأييد مواقفه السياسية، من ضرورة الاحتكام إلى اتفاق الطائف وتطبيقه نصاً وروحاً، وعدم القبول بإخلال التوازنات القائمة حالياً في البلاد. هكذا، تحولت أحداث قبر شمون إلى قضية ثانوية، يأخذ فيها العدل مجراه، بعيداً عن التوظيفات السياسية التي يسعى المير طلال ارسلان ومعه الوزير صالح الغريب، ومن خلفهما الوزير باسيل، إلى تحويلها قضية سياسية لابتزاز الحزب الاشتراكي.

 

تفاهم «التيار» و«حزب الله» أصل الأزمة الراهنة

حازم صاغية/الشرق الأوسط/07 تموز/2019

يصعب ردّ التوتّر الذي ضرب لبنان مؤخّراً إلى عامل واحد وطرف وحيد. يصعب ردّه إلى شعور فئة بالحصار أو رغبة فئة بالتسلّط في معزل عن الخلفيّة المشتركة بين الحالتين.

الخلفيّة هي «تفاهم مار مخايل» بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» الذي يجوز اتّهامه بأنّه الحاضن الأهمّ لكلّ توتّر يطرأ، والتفعيل الأبرز لأي جموح أهلي يفيض عن ضفاف التسويات.

صحيح أنّ نظامنا الطائفيّ؛ خصوصاً في لحظاته الأشدّ استقطابيّة، يُنتج حواضن للتوتّر سخيّة ومعطاء، حواضنَ يشارك الجميع فيها من غير استثناء. لكنّ «تفاهم» فبراير (شباط) 2006 يبقى أقواها بلا منازع. إنّه اللبنة التأسيسية الأولى للبنان ما بعد الوصاية.

ما هي الروح العميقة لذاك «التفاهم»؟ إنّها عدم التفاهم مع كلّ مَن يقع خارجه، واستدراجه إلى نزاعٍ نتيجتُه معروفة سلفاً بفعل توازن القوى الذي هندسه «التفاهم» إيّاه. بيروت 2008 طريّة في الذاكرات.

والحال أنّ خطيئة مميتة اسمها «الحلف الرباعيّ» الذي حُكمت به انتخابات 2005 هو ما دفع إلى «التفاهم». يومذاك بدا أنّ قوى «14 آذار» تعمل ببرنامجين متناقضين، وأنّها، من ثمّ، خصم سهل وجسم تتحارب أعضاؤه. لكنْ بدا أيضاً أنّ ثمّة رغبة جامحة في إبقاء المسيحيين ضعفاء في الجبل، وبالتالي في لبنان، وأنّ نهاية الحضور العسكري السوري لن تكون نهاية لضعفهم. هذه الخطيئة عزّزت في العونيّة أكثر مُكوّناتها عدوانيّة وثأريّة. دفعتها إلى حضن «حزب الله» الذي كان، هو الآخر، يبحث عن حليف يفكّ به العزلة التي تحشره في النطاق الشيعيّ.

«التفاهم» نمّ عن عبقريّة طرفيه في الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، أي في إحكام الحصار على حريريّة ساهية وجنبلاطيّة لاهية. لكنّها، مثل كل عبقريات الشر، مكّنت عناصر الحرب الأهليّة القائمة عبر إنشائها تسوية قاتلة للسياسة والبلد بأسرهما، تسوية ترتكز على دعامتين:

يُقطِع «التيّار الوطني الحرّ» الحدود لـ«حزب الله» فيما الأخير يُقطعه الداخل. هكذا تأتلف نزعتان عدوانيّتان، واحدة رأينا ذروتها في سوريّا، وأخرى تتّخذ شكل القضم السياسي انطلاقاً من منصّة الرئاسة وتوسيع صلاحياتها. خصوم «التفاهم» يُطبِق على صدورهم، والحال هذه، الداخل والخارج في وقت واحد. من يعرف التركيب اللبناني يدرك أنّ هذا الإطباق إطباق على كلّ شيء.

بالتأكيد ليست العلاقة بين العونيّة و«حزب الله» متجانسة، وهناك ألف سبب لسوء التفاهم داخل «التفاهم». فسياديّة التيّار القصوى مُطالَبَة، بفعل التسوية، أن تتخلّى عن عنصر سيادي حاسم هو قرار الحرب والسلم. أمّا الحزب فمدعوّ إلى تحمّل طرف يستكثر على الشيعة مُساكَنة المسيحيين في منطقة واحدة.

إنّ ما حصل في الحدث يلخّص العلاقة وتوتّرها. وفي الحساب الأخير، نحن أمام قوّتين طائفيّتين قصويين، إحداهما دينيّة أيضاً، فيما الثانية خرج من محيطها بعض أبرز مَن شُكّك بعدائهم لإسرائيل التي يقاتلها الحزب.

شيء من «عبء الرجل الأبيض» ممزوج بشيء من «حرب التحرير الشعبية». النتيجة: كراهية اسمها الحَرَكي «حبّ».

بيد أنّ تسوية الحبّ الكاذب تنمّ عمّا هو أفدح: عن استحالة بناء كتلة حاكمة متجانسة، ولو كان طابعها مُركّباً، وبالتالي عن استحالة استقرار المجتمع اللبناني، ورسوّه على سلم أهلي نسبي الديمومة.

إنّ نظريّة «الداخل للمسيحيين والحدود للشيعة» تذكّر بنظريّة «الاقتصاد للسنة والمقاومة للشيعة» في مرحلة سابقة. النظريّتان تنطويان على فرضيّة تقول إنّ الدولة تؤخذ بالمفرّق والمجزّأ وتُكرّس بصفتها هذه. هكذا لا يبالغ من يقول إنّ هذه الصيغة المارونيّة - الشيعيّة لن تكون أمتن من أختها السنّيّة - الشيعيّة المرعيّة سوريّاً، والتي انفجرت في 2005، لكنّها أيضاً لن تكون أقلّ كلفة.

هذا دليل أكثر من كافٍ على الطابع الترقيعي والسلبي للتسويتين. دورة الحياة الوطنيّة تُزجّ، والحال هذه، في انحطاط واستنزاف لا يوقفهما إلاّ تغيّران كبيران:

على صعيد لبنانيّ، تحوّلٌ في الزعامة السنّيّة يثقّلها ويُكسبها قدرة أكبر على الفعل والتأثير، لا سيّما إذا ارتكز تحوّل كهذا على توازنات قوى إقليميّة مختلفة لا تكون لمصلحة الحلف الإيراني - السوريّ.

أمّا على صعيد الجبل تحديداً، فإحداث نقلة فعليّة في العلاقات المسيحيّة - الدرزيّة تنظّف الدم السيّئ المتراكم الذي يصبغ تلك العلاقات. فـ«مصالحة الجبل»، على أهميّتها، لا تكفي لتبديد قناعة كلّ من الطرفين بأنّ إضعاف الآخر هو الممرّ الإجباري إلى اكتساب القوّة. ولئن أفضى تنامي الوزن العوني بين المسيحيين إلى تعقيد مهمّة كهذه، فهذا ما يضاعف الحاجة إلى اتفاق تاريخي يرعاه «الحزب التقدّمي الاشتراكي» والقوى المسيحيّة غير العونيّة، خصوصاً «القوّات اللبنانيّة». فحتّى في الحساب اليومي البارد لن يكون في وسع وليد جنبلاط أن يقاتل على جبهات عدّة في وقت واحد، فيما التكتكات التي تشبه «الحلف الرباعيّ» سيّئ الصيت تقرّب العنق من المقصلة ولو بعد حين.

سلوكٌ كهذا شرط شارط للحدّ من الإغراء الباسيلي للمسيحيين الذين يلوّح لهم الوزير الأعلى بالتفّاحة السامّة.

التغيّران يبدوان اليوم مُستبعدين جدّاً.

 

قتلى قبضايات هنري فرعون في الخمسينات اللبنانية

محمد أبي سمرا/المدن/الإثنين 08/07/2019

كان الياس الصوري المقيم في المريجة بساحل المتن الجنوبي، أحد أبرز شبكة أتباع هنري بك فرعون ومحاسيبه من ما كان يسمى القبضايات. والكلمة هذه تركية المصدر، وتعني الخال الغليظ الخشن، ويتصل بمعناها هذا استعمال القبضيات وأتباعهم عبارة "أيش ياخال" تحيّة ومحطة كلامية في ما بينهم. وكان نحو عشرين شابًا من عزوة الصوري وأتباعه في خمسينات القرية الساحلية، منهم راوي هذه الأخبار خليل خالد الفغالي المولود سنة 1934 في المريجة، وريمون أبو زيد، وابنا الطبيب البيطري أبو معروف علامة، الذي كان يعمل في طبابة الأبقار التي كانت تكثر تربيتها في قرى ساحل المتن الجنوبي، وكان ساعد من ساعديه مقطوعًا وركّب مكانه ساعدًا وكفًا من خشب. إبنا أبو معروف، رامز وابرهيم، كانا يعملان في معمل للبلاط يملكه آل المر قرب معمل غندور في الطيونة، ويعمل معهما أيضا شاب يدعى ميشال شرابية، اللبناني المولود في مصر، حيث توفي والده ووالدته، فنشأ وتربى في ميتم للراهبات اللعازريات في القاهرة، قبل أن تصطحبه وتعود به إلى لبنان راهبة لبنانية من آل باسيل، تعهدت رعايته وتربيته في الدير القاهري. ليجاري أقرانه العمال في فتوتهم وقوتهم البدنية، أقبل شرابية الشاب على التمرين في ناد لكمال الأجسام في المريجة، مدفوعا برغبته المحمومة في الدفاع عن نفسه، ورد تحرش العمال به واستضعافه كغريب بينهم وبلا سند من عائلة وأهل، إضافة الى سخريتهم الدائمة من لهجته المصرية. وبعدما امتلك في نفسه وجسمه قوة وشكيمة، عزم على الانتقام من مستضعِفيه، فقام بتحدي القبضاي ريمون أبو زيد وتمكن منه في مشاجرة حضرها رفيقاه في معمل البلاط، رامز وابرهيم علامة اللذان لم يهن عليهما أن يَكسر شوكة قبضاي المحلة شابٌ غريب وصاحب لهجة غريبة. لذا التقى الثلاثة الراوي الفغالي وأخبروه بما حصل، وحرّضوه على تحدي شرابية المتنطح لدور القبضنة وفرض سطوته بين الشبان.

لغة الفتوّات

صبيحة نهار الخميس الواقع فيه اليوم الأول من تشرين الثاني 1951، غادر والد الراوي الشاب منزله في المريجة وأوصى ابنه خليل بأن يخلط التراب بالرمل الذي جلبه جمّالون، لفرشه في البستان لتصير تربته أكثر خصوبة. وصل إلى البستان الأخوان رامز وابرهيم علامه ومعهما ميشال شرابية الذي بادر الراوي قائلا في لهجته المصرية: فين التقّالة دي (أي العَمْدَة أو المحدلة التي يتباهى الشبان برفعها) عاوز أرفعها. أشار الراوي بيده إلى موضع المحدلة، فقام شرابية برفعها إلى فوق رأسه، ثم رماها أرضًا، قبل أن يقول متحديًا: أنا بكسر راسك وبمصّ عظامك. أنت متأكد من كلامك؟ جاوبه الراوي متسائلا، فقال شرابية: طبعا متأكد. ترك الراوي الرفش واندفع مسرعًا إلى منزله. في المطبخ كانت أمه تقلي أقراصا من الكبّة على بابور الكاز، فسألها عن المسدس الذي كان تركه على الطاولة، فأرشدته إلى موضعه، فحمله مع طلقاته النارية، وخرج إلى الحديقة مناديًا شرابية وسأله إن كان لا يزال مصرًّا على أن يمصَّ عظامه؟ فجاوبه شرابية أنه سيفعل، ثم اقترب من أحد الأخوين علامة، وحاول أن ينتزع من يده بندقية صيد كان يحملها. خشية أن يتناول البندقية ويطلق منها النار عليه، سارع الراوي إلى إطلاق النار من مسدسه، رصاصة أولى وثانية وثالثة، فتكوّم شرابية أرضًا. حين رآه يهوي ويتكوّم، انطلق راكضًا، فسمع عمّته - التي رأته يطلق النار ورأت الشاب يهوي - تصرخ مع جارة لها تدعي تريزة: هروب يا خليل، هروب.

قبضايات في تتخيتة

هرب الشاب خليل راكضًا في الحقول وصولًا إلى منزل الياس الصوري ليختبئ عنده ويحتمي به، فقالت له زوجته إنه ركب سيارته وغادر. ولما عاد الصوري بعد وقت قصير، قال للراوي إنه كان في ساحة المريجة وعلم بما فعله، ثم أدخله إلى مطبخ المنزل ذي السطح القرميد العالي، وقال له أن يصعد سلمًا طويلًا الى تتخيته في جانب من المطبخ، ليختبئ ويرفع السلّم إلى التتخيتة، حيث سيجد أشخاصًا مختبئين. وقال له أيضًا إنه سيغادر ويرسل إلى بيته أحد أزلامه، المدعو جريس أبو زيد. وجد الراوي ثلاثة أشخاص مسلحين في تتخيتة المطبخ: عنتر أبو زهر، أحد قبضايات جديتا في البقاع، وابنه ابراهيم، وجوزف أيوب، صاحب محطة محروقات في زقاق البلاط (مشهورة حتى اليوم باسم محطة أيوب)، غير بعيد من القصر الجمهوري في القنطاري آنذاك. أبو زهر يحمل بندقية ألمانية، وينتعل جزمة، ويعتمر كوفية وعقالًا، فيما يحمل ابنه ابراهيم مسدسًا. وهما من بطانة قبضايات هنري فرعون وزعامته الكاثوليكية الممتدة من القاع ورأس بعلبك في شمال لبنان الشرقي، وصولًا الى شرق صيدا جنوبًا، مرورًا بعاصمة الكاثوليك في الشرق، زحلة التي كان ينافس فرعون فيها جوزف سكاف. وكان أبو زهر قد دخل أحد مقاهيها وتشاجر مع أزلام سكاف، فقتل أحدهم وهرب إلى المريجة للاحتماء في منزل الصوري. أما جوزف أيوب، فكان تشاجر مع رجل  يعمل في إطفائية بيروت، وأطلق النار عليه، ثم هرب والتجأ أيضًا الى حماية الياس الصوري.

مداهمة شكلية

بعد قليل من الوقت وصلت إلى منزل الصوري سيارته يقودها تابعه جريس أبو زيد، كي يخلي المنزل من زوجته إيفون البستاني وأولاده، ويوصلهم إلى منزل أهلها في المريجة. ومضت ساعتان قبل أن تصل قوة من الدرك في شاحنة طوّق رجالها المسلحون منزل الصوري، بقيادة آمر فصيلة بعبدا الضابط سامي الحشيمي. فورًا هرع القبضايات القتلة المطاردون إلى مخبئهم في تتختية المطبخ، فكتموا أنفاسهم بعدما رفعوا سلّمها إلى أعلى وأخفوه. بعد وقت قصير سمعوا هدير سيارة رأوا الصوري يخرج منها ويقف أمام منزله مع الحاج نقولا مراد وشاكر البعقليني، وهما من أزلام هنري فرعون الأخصاء. اقترب الصوري من الضابط وقال له: نعم يا سامي أفندي حشيمي، شو في مطوقين البيت؟! فقال الحشيمي: المجرم اللّي قتل ميشال شرابية عندك، وبدنا ياه. ما عندي حدا، جاوبه الصوري، ومنعه من الدخول إلى بيته. بعدما تبادلا كلمات التحدي، ركب الصوري سيارته وغادر، تاركًا الحاج نقولا مراد والبعقليني أمام البيت مع الضابط الحشيمي. بعد بعض الوقت عاد الياس الصوري إلى منزله ودخله مع الحاج نقولا ومراد والبعقليني، فبدأت قوة الدرك بالانسحاب. أخبر الصوري المختبئين في منزله بأنه اتصل هاتفيًا بهنري فرعون، فتلقى الضابط الحشيمي من مدعي عام جبل لبنان، بطرس نجيم، أمرًا بالانسحاب.

الحاج نقولا مراد

كان الحاج نقولا مراد في كامل أناقته وإهابه المعهودين: خيزرانته في يده، يحركها ويضرب بطرفها حذاءه اللماع ضربات خفيفة. مسدسه المرخص على خصره، ومرتديًا غمبازه الذي كان يسمى أيضًا غبانة، فوق شرواله العربي الزاهي. طربوشه الأحمر على رأسه، شارباه مفتولان مرفوعان من طرفيهما، وذقنه حليقة. وكان حضوره ودماثته وخدماته جعلته صاحب حظوة ومسموع الكلمة في الأشرفية التي كان كبير مفاتيحها الانتخابية، فيتمكن بتجييشه عائلات الناخبين فيها أن يُسقط لائحة مرشحين إلى النيابة وينجّح أخرى لصالح هنري فرعون الذي كان الحاج نقولا يدين له بالولاء والنفوذ، وشيّد بناية من أربع طبقات قرب ملعب نادي السلام لكرة القدم بالأشرفية، وسكن فيها، محولًا بيته القديم سيركًا لألعاب القمار، فيما كان شاكر البعقليني تابعه وساعده الأيمن. وسأل الحاج نقولا الراوي: كيف ولماذا أطلقتَ النار على الصبي؟، فروى له ما حدث، فتدخل البعقليني قائلا: ما اسم الصبي؟ وما أن سمع اسم ميشال شرابية، حتى امتقع وجهه. من المطبخ، حيث كان الراوي يحضّر القهوة تلبية لطلب الصوري، سمع أن شرابية هو ابن خالة البعقليني الذي قال له الحاج نقولا: إذا بتفتح تمك (فمك) بكلمة واحدة راسك بشيلو، ولا كلمة. وفيما هم يشربون القهوة كان الصوري يكتم اضطرابه وقلقه من ورطته الجديدة، إذ صار يأوي في منزله، إضافة إلى المجرمين الثلاثة، مجرمًا رابعًا، هو الراوي، ويحاول البعقليني الإيقاع به إنتقامًا لقريبه شرابية. وبعدما غادر الصوري والحاج نقولا والبعقليني المنزل، قال عنتر أبو زهر للراوي: شو جابك أنت لهون، منين جيتنا وليه؟! رح نروح كلنا عَ الإعدام راكضين عَ أجرينا!

الحوّالة والمناصب

جريًا على عادة أمنية عثمانية، جاء فصيل من فوج الدرك اللبناني السيّار ورابط في بيت أنطون خالد الفغالي، والد الراوي والمفتش العام في وزارة التربية. كانت هذه العادة العثمانية تقضي بأن يرابط فصيل من الحوّالة في منزل من ارتكب جرمًا ما وفرَّ، ويظل الفصيل مرابطًا في المنزل حتى القبض على المجرم.

وفي المرويات والأدبيات الفولكلورية، كان من عادة رجال الحوّالة العثمانيين، الإقامة في بيت المطلوب والتصرف على هواهم وسجيتهم، فيتسلّطون على أهل البيت ويأكلون من مؤونته ما يطيب لهم، فيذبحون شاة أو خروفًا أو طيور دجاج، يولمها لهم أهل المطلوب ويطعمونهم. وهذا ما استوحى منه الأخوان رحباني مشهدًا من مسرحيتهم الغنائية "ناطورة المفاتيح" (ُعُرضت في بعلبك صيف 1970)، وأنشدت فيروز قائلة في ذلك المشهد أن ليس لديها سوى "طنجرة وثلاث دجاجات". لكن التدبير العثماني الذي بدأ يفقد وجهه التسلطي في عهدي الانتداب الفرنسي والاستقلال، أبقاه الكسل الإداري والقانوني اللبناني ساريًا على نحو شكلي في ممارسات أجهزة الدولة الأمنية والقضائية اللبنانية حتى أواخر عهد الرئيس فؤاد شهاب الذي ألغاه. أما حين جاء مفتش التربية العام إلى منزله (عام 1951) ورأى رجال الدرك مرابطين في حديقته، فأجرى اتصالات هاتفية كثيرة بمعارفه من أصحاب المناصب الإدارية والحظوة، سعيًا إلى تأمين انسحابهم، فوفّق في مسعاه، بعد اتصاله بنائب قائد الدرك العقيد فيليب أبي نادر، الذي كان القائد الفعلي للدرك وفي يده الحل والربط، فيما كان القائد جميل الخطيب، ضعيف النفوذ.

بائعو الدم

فور انسحاب فصيل الفوج السيّار من منزله، انصرف المفتش العام التربوي إلى متابعة تطبيب ميشال شرابية (ضحية المشاكسات بين صغار  الفتوّات الناشئين) في مستشفى أوتيل ديو الذي كان المفتش على معرفة بأحد أطبائه الجراحين، هو الطبيب الفرنسي المدعو سيودو. كان شرابية في حاجة إلى كميات وفيرة من الدم لإنقاذه من نزيف داخلي. وجريًا على عادة شائعة في تلك الأيام كان رجال سلك الإطفاء في بيروت، الأقوياء البنية البدنية، يبيعون دمهم للمحتاجين إليه في المستشفيات، فاشترى المفتش كثيرًا من ليترات دم الإطفائيين، بسعر ليرة واحدة لكل غرام واحد. أما الشأن القضائي في الجريمة، فتولى متابعته صديقه المدعي العام في جبل لبنان، بطرس نجيم.

 

تسوية بلا شركاء

رفيق خوري/نداء الوطن/07 تموز 2019

في القرن التاسع عشر دعا فريدريك انجلز الى الانتقال من أفكار سان سيمون عن "حكم الأشخاص" الى "إدارة الأشياء". وفي القرن الحادي والعشرين يواصل لبنان السير في الاتجاه المعاكس:

التكييف مع الفشل في "إدارة الأشياء" والتأزم في "حكم الأشخاص". العام المقبل سنحتفل بمئوية لبنان الكبير ولا نزال عاجزين عن إدارة حتى الأشياء "البلدية" كالنفايات والكهرباء والماء والتلوث ومنع زحف التصحّر على لبنان الأخضر سابقاً. وفي كل عام تزدهر بدل أن تموت العصبيات في ظل حكم الأشخاص الذين تتكرر أسماء بعضهم منذ الإستقلال وما قبله. كثير من الثرثرة السياسية في تشييع السياسة بالرصاص الى مثواها الأخير. وقليل من الحكمة وسط طوفان الحماقة، بحيث صار تعطيل عمل الحكومة نوعاً من "الإنقاذ" للبلد. ومن الوهم أن نتوقع أموراً مختلفة من "حكومة الأشخاص" التي تدور الصراعات داخلها بعدما دارت المعارك من أجل التوصل الى تركيبتها المسماة تمثيلية وطنية. وهي تركيبة جاهزة في أي وقت للتفجر، ومانعة في كل الأوقات للجرأة على إجراء الإصلاحات البنيوية التي من دونها لا أمل في الخروج من الركود الاقتصادي الى الازدهار. أليس النمو المفترض هذا العام هو بنسبة "صفر بالمئة" وجنون العظمة والتفشيط بنسبة مئة في المئة؟ أليست المعادلة المتحكمة بنا هي: أمراء طوائف أقوياء وسلطة ضعيفة في دولة فاشلة؟ وكيف يمكن أن نحلم بالانتقال من حكومة الأشخاص الى دولة المؤسسات، وسط تلاقي المصالح على بقاء المؤسسات هياكل شكلية؟

الوقائع ناطقة. التسوية السياسية التي جاءت بالوضع الحالي في أزمة. وهذا من طبائع الأمور، لا من غرائبها. فالحكمة التقليدية في العالم تقول "إن أكبر عدو للتفاهمات والتحالفات هو النجاح..." وليس هناك معاهدة قابلة للاستمرار ولو حملت فصولها ما جاء في نصوص المعاهدات بين بريطانيا العظمى، ومشايخ الخليج: استمرار التعاهد "حتى يشيب الغراب". فالغراب لا يشيب. وبريطانيا رحلت وبلدان الخليج استقلت. ومصالح الناجحين هي التي تقرر. فما لم يتبدل في أركان التسوية هو التفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله". وما تبدلت الحسابات حوله هو "تفاهم معراب" بين "التيار" و"القوات اللبنانية" والتفاهم بين التيار الأزرق والتيار البرتقالي. لكن الحاجة الى الرئيس سعد الحريري تفرض الحرص عليه مع السعي لإضعافه. والسؤال هو: من يدفع في النهاية ثمن التحول الى تسوية بلا شركاء؟

 

"فتنة باسيل وبيضة القبان"

منى فياض/الحرة/07 تموز/2019

يبدو الوضع بعد حادثة الجبل وكأنه عاد إلى ما قبل التسوية التاريخية بين البطريرك مار نصرالله صفير والزعيم الدرزي وليد جنبلاط.. حتى أن امتدادات الشرخ الذي برز تمتد إلى أسس لبنان الكبير،وإلى الوجود الدرزي المؤسس نفسه.

ويبدو أن الجمهورية ستعيش من الآن وصاعدا، وأكثر من قبل، على وقع تحركات وزير خارجيتنا وتصريحاته!

هذه عينة من عناوين الصحف:

زيارة باسيل فجرت توترا في مصالحة الجبل

انفجار التأزم السياسي في الجبل لمناسبة زيارة الوزير باسيل: توتر وقطع طرق وقتيلين..

أخطر اهتزاز للسلم الأهلي خلال زيارة باسيل للجبل

زيارة باسيل تشعل الجبل

باسيل تلقى إشارات سلبية لماذا لم يلغها؟

زيارة باسيل والتصدي لها ينكآن الجراح... ويوتران الجبل

المطلوب القضاء على كل من يهدد مستقبل الصهر الرئاسي

أما العناوين بعد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، وبعد الجدل الذي شغل الأوساط السياسية والشعبية حول تهديده للوزيرة الحسن"

هل هدّد باسيل وزيرة الداخلية فعلا؟

باسيل لم يُهدّد الحسن... وهذه وقائع "الحوار"

ريفي: ‏التحية والتضامن مع ريا الحسن

وبالرغم من أن الوزير يظن أن خطابه خطاب محبة وتعايش وقبول للآخر وتطبيق للقوانين ونبذ للعصبيات والطائفية... إلا أن معظم المرجعيات السياسية والشعبية تجمع على وصفه "بالفتنة المتنقلة". فلقد أثار الاستياء في زيارته إلى كل من البقاع وبشري وزغرتا؛ وكان قد نكأ الجراح سابقا في قداس التوبة والغفران في دير القمر بما أثار انزعاج الحضور الدرزي. وذكّر في جولته بمعارك سوق الغرب و"دحرجة الرؤوس فيها" والشحار وضهر الوحش وبحادثة الكحالة؛ الأمر الذي استفز أهالي المنطقة ما جعلهم يصرحون: "لو جاء جبران باسيل مع وليد جنبلاط إلى كفرمتى والشحار لن نسمح لهما بالدخول". ودفعهم إلى قطع الطرقات رفضا للزيارة.

والغريب أن هذه الجولات الانتخابية العجراء (الفجة وقبل أوانها) في سباقه للهيمنة بهدف الوصول إلى رئاسة الجمهورية، تسابق الغرق إذا ما استعدنا تصريح رئيس الجمهورية عن أن وضعنا شبيه بوضع سفينة تايتانيك التي غرقت في المحيط الأطلسي فيما ركابها يتراقصون.

وما دام الأمر كذلك، أليس من الأجدى العمل على إنقاذ السفينة بدل التعجيل بإغراقها؟

لكن الوزير النشط يبدو من أتباع قول الإمام علي: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل للآخرة كأنك تموت غدا". أو أنه يراهن بنجاته كونه في الطابق العلوي!

لذا يتفقد: "التيار الموجود في كل المناطق وفي كل الطوائف. وهذا من جملة التنوع الذي نعيشه في تيارنا. ونحن سعداء بالقدرة على توسعنا بالقرى والطوائف"، ويشدد على أن "السؤال الأساسي هو لماذا تزعج جولات التيار الوطني الحر البعض؟ وبالنسبة لنا المناطق اللبنانية هي لنا جميعا... ألا يحق لنا زيارة مراكزنا المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية؟ هل يمنع علينا أن نعمل لإقامة الدولة المدنية؟ هل منعنا أحد من التجول في مناطقنا؟".

متجاهلا فضيحة لم يمر عليها الزمن، عندما منع رئيس بلدية الحدث، جوزف عون المنتمي إلى التيار الوطني الحر، بموجب قانونه الخاص بيع واستئجار مسلمين في منطقته!

إضافة إلى سؤال أي دركي، هل يمكنه أن يدخل الضاحية دون إذن الحزب؟ وهل يمكن مثلا لجعجع أن يزورها لملاقاة مؤيدين له، هل يتجرأ هؤلاء على كشف أنفسهم؟

هذا مع العلم، وبحسب تصريح الوزير نفسه: "بدأت تردنا معلومات قبل يومين من زيارتنا إلى عاليه حول قنابل مع كلام سياسي عالي النبرة، ما دفع بالجيش والقوى الأمنية لاتخاذ تدابير".

فما هو هذا الهاجس القهري الذي يدفع بالوزير إلى الإصرار على جولته بالرغم من التحذيرات؟ ما الذي يدعوه كمسؤول إلى المغامرة بالسلم الأهلي من أجل الترويج لحزبه؟ أليس وزيرا ونائبا عن جميع اللبنانيين؟ أم أنه يمثل فئة أو حزبا حصرا؟

ألم يعلن لنا: "أنا مش مهم، أنا ثانوي لكن كان هاممني (يهمني) سلامة الناس اللي كانوا معي في الجبل!". وأنه باستلامه مهامه استعد لأن يضحي بنفسه! ما الداعي إذن لموكب يقال إنه مكون من عشرات السيارات المصفحة وتجندت من أجله 6 سرايا من الجيش (600 عسكري) لحمايته؟! أليس من الأجدى أن يوفر على الدولة المفلسة ويحد من نفقاته وتنقلاته؟

لكن يبدو وكما صرح أن ما يريده "مصالحة عميقة، مش فايشة"! المصالحة الموجودة إذن فايشة، سيفصّل لنا مصالحة "عميقة" على مقاسه.

يبدو أن دولة القانون التي نعيش فيها صارت دويلة الازدواجية بامتياز: فتطبيق القوانين استنسابي؛ وفيما يُستنكر قطع طريق على فئة، يسمح لأخرى أن تشعل الدواليب وتقطع الطرقات في خلدة وفي ضهر البيدر كردة فعل دون تعليق! وفي دولة القانون أيضا يتكفل وزير في موكب مسلح بإطلاق النار على مواطنين يعترضون على زيارة مسؤول، على ما رود في فيديو انتشر!

أما أكثر من يحرص على القانون فهو وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي، المنتمي إلى حزب الله الذي يضرب بالدولة اللبنانية بأمها وأبيها عرض الحائط، وبعد أن أقرّ زميله النائب الموسوي بأنه تم انتخاب الرئيس عون بسلاح المقاومة، فيقول لنا: "ما حصل كبير جدا وخطير جدا وما يهمنا هو الاستقرار، والعودة عن الأعمال الميليشياوية التي تشكل خرقا للتوافق اللبناني بحيث كدنا نفقد وزيرا من وزرائنا وندعو لتوقيف الجناة فورا، ولا يجوز العودة إلى خرق الأمن". ولفت إلى "أن ما حصل غير مقبول ومدان بشكل كامل ونحن نقول إنه لا يجوز ولا نقبل أن تكون هناك منطقة مغلقة على أي مواطن وحرية التعبير مصانة بالدستور". وأضاف أن عصر الميليشيات قد ولى! أجل فهو ينتمي إلى جمعية خيرية عابرة للحدود.

قيل لنا إن التسوية هي المنقذ وإنها ستجلب الاستقرار الأمني والسياسي والرفاه الاقتصادي. كل الدلائل تشير إلى أننا في عز انهيار وتفكك الدولة. إن ما يتحكم بالسياسات اللبنانية منطق العصبيات التي استعادت زخمها في سيرورة تبدو لا عودة عنها إذا ظلت الممارسات من قبل بعض أركان السلطة على ما هي عليه.

يبدو أن دولة القانون التي نعيش فيها صارت دويلة الازدواجية بامتياز

المطلوب القضاء على كل من يهدد مستقبل الصهر الرئاسي. فالجميع يعلم أن المقصود تحجيم النفوذ الجنبلاطي و"كسر بيضة القبان" التي لعبها الأخير منذ انفصاله الموصوف عن قوى "14 آذار" في العام 2011. لذا تتدرج محاولات إضعافه في بيئته وتشجيع الزعامات الفرعية من أجل تقسيم الدروز تمهيدا لإلغاء وجوده. فيضعف الجميع وتسلم الثنائية الشيعية بفضل اللاصق الإيراني.

ويبدو أن هذا يشكل نقطة التقاء المصالح بين النظام السوري و"حزب الله" و"التيار". وتستخدم لذلك جميع الأسلحة، بما فيها استخدام الثلث المعطل الذي أصر العهد على امتلاكه، بما يهدد التسوية أو يؤدي إلى المزيد من الخنوع.

أختم بتعليق الصديق "الفيسبوكي" غازي بنجك: "زعماء وقادة على 1073 مكب زبالة ومجرور أوساخ، وبلد عايش بالعتمة والعجقة والقواص ودين 100 مليار وقطعان من 4 مليون".

 

موسكو طهران بين متلازمتين

مصطفى فحص/الحرة/07 تموز/2019

يُصر النظام الإيراني على التمرس خلف الجغرافيا، متمسكا بمعادلة أنها الثابت الوحيد الذي يحميه وسط متغيرات كبرى ومتحولات قاسية، ويراهن عليها كحيز جغرافي يبقيه بمأمن من تهديدات الخارج ويعطيه المبرر الشرعي داخليا.

ونجح في الإضفاء على جغرافيا إيران السياسية عقيدة توسعية تلبي طموحات المدى الإيراني المفتوح على فرض نفوذ دائم خارج الحدود الوطنية، ووجد ضالته مبكرا في شعار تصدير الثورة التي شكلت الأداة الأكثر جاذبية في إعادة إنتاج الهيمنة على الجغرافيا المحيطة بإيران، فالرغبة التاريخية الإيرانية في تحقيق الهيمنة الخارجية بدأت مع الصوفيين وهي مستمرة الآن مع الإسلاميين حيث يستخدمها نظام الملالي منذ عام 1979 من أجل تحقيق الارتباط التاريخي بين النظام الحاكم والجغرافيا العقائدية، التي شكلت الذريعة التوسعية لكل من حكم بلاد فارس أكان سلطانا أو شاها أو ولي فقيه.

فرضت هذه الضرورات على النظام الإيراني اللجوء الجغرافي إلى روسيا

لكن رهان إيران التاريخي على الجيوسياسية اصطدم تاريخيا بثوابت جغرافية ضخمة وشرسة حاصرت طموحات إيران وقيدتها وحولتها في محطات كثيرة إلى عبء على المجتمع الإيراني الذي اضطر إلى الموائمة ما بين حاجة نظامه إلى استغلال الجغرافيا من أجل بقائه، وقدرته على تحمل الأثمان التي تفرضها الضرورات الجيوسياسية وحمايتها.

فقد فرضت هذه الضرورات على النظام الإيراني اللجوء الجغرافي إلى روسيا، رابطا ما بين نظامه الثوري وموقعه الجغرافي، ومصالح روسيا السياسية والاقتصادية والاستراتيجية في منطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي، في إعادة إنتاج واضحة للسياسات القاجارية التي خضعت للهيمنة القيصرية الروسية وحولت إيران إلى أداة روسية في مواجهة نفوذ بريطانيا العظمى حينها في إيران وشبه القارة الهندية وآسيا الوسطى.

هذا الانشغال الإيراني بالربط بين متلازمة النظام، "الثورة الجغرافيا"، وروسيا، نجح في نقل العلاقة المعقدة بين البلدين التي شهدت 4 حروب، وحالات عنف داخلي وانتفاضات واحتجاجات شعبية ضد الهيمنة والوصاية الروسية على إيران إلى مستوى الجيوعقائدي، عبّر عنه مُنظِر الأورآسيوية الروسي المفكر القومي ألكسندر دوغين بقوله "إن التحالف بين إيران وروسيا لا غنى عنه من أجل إقامة أوراسيا قوية ومستقلة وآمنة ومستقرة، فبإمكان العلاقة الإيرانية الروسية أن تتطور إلى مستوى أهم تحالف موجود بل ينبغي عليها ذلك، لتتمكن إيران من الدفاع عن نفسها ضد القوى الإمبريالية في الغرب، وفي الوقت نفسه السماح لروسيا بالانضمام إلى المياه الدافئة التي كانت دائما الهدف الرئيسي لسياستها الخارجية".

في المقابل تسبب خيار النظام في ربط "الثورة والجغرافيا" بروسيا إلى امتعاض نخب إيرانية، تشكل عصب الدولة التي تختلف بخياراتها الخارجية عن خيارات النظام، المتهم من قبل هذه النخب الاجتماعية والثقافية والطبقة الوسطى المتمسكة بخيار "الدولة والثروة" المرتبط تلقائيا بالغرب والذي يرفض هيمنة الثورة على الدولة ويقف بوجه تعطيل استغلال الثروة في سبيل حماية الجغرافيا.

هذا الامتعاض تحول في هذه المرحلة إلى استياء شعبي عام لدى الإيرانيين، المسكونين أصلا بهواجس الهيمنة الروسية وضرائبها القاسية على مجتمعهم واقتصادهم. فالذاكرة الإيرانية ما زالت مسكونة بهواجس التدخلات الروسية التاريخية بشؤونهم الداخلية، حيث انحازت موسكو دائما للأنظمة الاستبدادية على حساب تطلعات الشعب الإيراني وحقوقه، عندما وقفت إلى جانب حاكم إيران القاجري الفاسد والمستبد مظفر الدين شاه بوجهة الثورة الدستورية سنة 1906 وساعدته في قمع مطالب الشعب الإيراني في وضع الدستور، وقامت قوتها العسكرية "القوزاق" سنة 1908 بقصف البرلمان وإلغاء العمل بالدستور، مما أدى إلى اندلاع أعمال عنف، حيث تمكن الثوار من إلحاق الهزيمة بالقوات الروسية والسيطرة على طهران، مما أجبر الحاكم القاجاري محمد علي شاه على الفرار إلى السفارة الروسية، ومن ثم تنازله عن العرش بمساعدة بريطانية.

وبلغت الهيمنة الروسية على السيادة الإيرانية ذروتها عندما عينت الحكومة الإيرانية خبيرا ماليا أميركيا يدعى موركان شوستر سنة 1911 إضافة إلى مدربين عسكريين من أجل تطوير مستوى الجندرمية الإيرانية، فوجهت بطرسبرغ إنذارا شديد اللهجة إلى حكومة طهران طالبت فيه بطرد شوستر والمدربيين الأميركيين، وعندما رفض البرلمان الإيراني مطالب الروس، قامت قوات روسية إيرانية مشتركة باحتلال البرلمان، وأبلغت الحكومة الإيرانية شوستر بالمغادرة، وتسببت أعمال العنف حينها بفوضى مسلحة في عدة مدن إيرانية وأدت إلى قيام المدفعية الروسية إلى قصف مرقد الإمام الرضا في مدينة مشهد.

تسبب خيار النظام في ربط "الثورة والجغرافيا" بروسيا إلى امتعاض نخب إيرانية

عود على بدء، إلى ألكسندر دوغين الذي زار مدينة قُم الإيرانية سنة 2016، هذه المدينة التي يوجد فيها المدارس الدينية الشيعية المعروفة "بالحوزة العلمية" إضافة إلى "مدارسها الفقهية المتعددة" بالرغم من سطوة سلطة ولاية الفقية، حيث اختصر دوغين لقاءاته بجهات راديكالية متشددة لا تمثل الثقل الفكري والتنويري لمدارس المدينة الفقهية وقال أثناء اجتماعه "إنني سعيد للغاية لأنني أتيت إلى المعقل الرئيس لمكافحة الحداثة، فإنني وقفت حياتي لمكافحتها، لأنني اعتبر أن الحداثة تعني الشيطان".

على ما يبدو، أن دوغين أراد العزف على لحن الغرب والحداثة مستغلا موقف حلفاء بلاده المسكونين بالخوف الدائم من الحداثة، كونها رؤية ترفعها أغلبية إيرانية تكافح لبناء دولة حديثة وترفض اختزال النظام لموقع ودور إيران في تحالفاته الجغرافية، ضاربا بمصالح الدولة التي تحاول تخطي الجغرافيا التي تعطل نُموها بسبب خياراته الجغرافية. باختصار، لم يعد مستبعدا أن تكون موسكو أول المتضررين من مواجهة مقبلة في إيران بين متلازمتين "الثورة والجغرافيا" في مواجهة "الدولة والثروة". وهي مواجهة تتراكم ظروفها الداخلية منذ سنوات، وقد تشهد انفجارا في أي لحظة سياسية.

 

صراعات المنطقة وصناعة الفخر

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/07 تموز/2019

الأمم والدول والشعوب فضلاً عن المجتمعات والأفراد تستجيب استجابة طبيعية للفخر الوطني والاعتزاز بتاريخ المجد وواقع العز ومستقبل الفخار، ودون فخامة التراث وانتشار الثقافة وتفشي الوعي وقوة الاقتصاد فإن صناعة الفخر تصبح شبه مستحيلة وصناعة التاريخ غير ممكنة.

زيارة ولي العهد السعودي لليابان ومشاركته الفاعلة في قمة العشرين أوضحتا لدول العالم الكبار مكانة السعودية وقوة تأثيرها ووضحتا خياراتها واستراتيجياتها المستقبلية في صراعات المنطقة كما في توازنات القوى في العالم، وكانتا فرصة ليرى العالم بأسره ما هي السعودية الجديدة التي يتحدث عنها السعوديون ويفخرون بها وبعرّاب رؤيتها والقائم على تنفيذها وتحقيق نجاحاتها.

في ورشة التنمية الكبرى التي تعيشها السعودية والنجاحات المستمرة التي يتحدث بها شباب العرب لا الشباب السعودي فحسب، تفاصيل مذهلة سيرويها التاريخ يوماً ملحمة تفوق الوصف والكلمات ولولا احتشاد الشعب السعودي خلف قيادته وجيشه وجنوده البواسل في الحد الجنوبي للبلاد والفخر الوطني الكبير الداعم لهم لما شعر أحد في السعودية أنها دولة تخوض حرباً عسكرية وتعيش صراعات إقليمية طاحنة في سلسلة أزماتٍ متتابعة.

يعلم الجميع أن المنطقة تشهد مشاريع ثلاثة تصطرع فيما بينها، المشروع الطائفي الإيراني والمشروع الأصولي التركي القطري والمشروع العربي المعتدل الذي تقوده السعودية وحلفاؤها من الدول العربية، وهذه لحظة تاريخية كاشفة يمكن أن يستشف منها الجميع أين يتجه كلٌ من هذه المشاريع.

السعودية عضو فاعل في مجموعة العشرين التي تجمع أهم وأكبر اقتصادات العالم، وهي ستستضيف القمة القادمة للمجموعة وهي تتمتع بعلاقاتٍ وطيدة مع هذه الدول الفاعلة، وهي بشهادة الجميع دولة فتية جامحة باتجاه المستقبل وصناعته والتأثير فيه والأرقام الدولية والإحصائيات المعلنة والمؤشرات الكبرى في العالم تحكي جميعها حجم النجاحات التي تم تحقيقها وحجم الطموحات التي تسعى إليها وقوة التحالفات التي تعتمد عليها، وهي شريك مهم على المستوى الدولي في نشر التنمية ودعم استقرار الدول وبث السلام.

أما المشروع الإيراني الداعم للإرهاب والناشر للطائفية فهو يرزح تحت عقوباتٍ أميركية قاسية وغير مسبوقة منذ سيطرة النظام الحالي على مقاليد الحكم في إيران لأربعة عقودٍ كاملة، وهو نظام يذوي ويضعف تحت نير العقوبات ويسعى بكل ما يستطيع لإشعال الحروب وخلق الفتن ودعم استقرار الفوضى في كل الدول التي أنشأ فيها ميليشيات تابعة له تنشر الموت والخراب في بلدانها وتقتل شعوبها باسم الله واسم الآيديولوجيا المتطرفة تحت شعارات التوسع وأوهام بسط النفوذ، والأمثلة واضحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

هذا المشروع الإيراني أثبت للجميع حول العالم أنه لا ينتمي للعالم الحديث ولا يقيم اعتباراً للقوانين الدولية والمؤسسات الأممية، فهو ينتمي للماضي لا للحاضر وهو أعتى نظام قمعي يعرفه التاريخ المعاصر، بل إنه لا يوجد نظام معاصر ينشر القتل والدماء كل يوم في المنطقة والعالم مثلما يفعل هذا النظام المارق.

رأس النظام خامنئي هو هتلر العصر الحديث كما صرح سابقاً ولي العهد السعودي، هو هتلر بتعصبه وطائفيته وعرقيته ودمويته، هو هتلر بسياساته واستراتيجياته واعتماده الإرهاب والعنف والتدمير والتخريب سبيلاً وحيداً لتحقيق أحلامه التوسعية وبناء الإمبراطورية الفارسية البائدة من جديد غير آبهٍ بالشعب الإيراني الذي يعبث بمقدراته ويخضعه لأقسى درجات الفقر والديكتاتورية.

المشروع الثاني هو المشروع الأصولي التركي القطري الداعم لجماعات الأصولية والإرهاب كجماعة «الإخوان» وتنظيمي «داعش» و«القاعدة»، وهذا المشروع باتت خسائره واضحة على المستوى الإقليمي، فالسودان تخلّص من حكم «الإخوان المسلمين» الممتد لثلاثة عقود وهو يفتش عن مستقبل أفضل لدولته معتمداً على جيشه وشعبه والتوافقات المدعومة من الدول العربية الشقيقة وقد رفض استقبال مسؤولين قطريين وقرر طرد المحتلين الأتراك من جزيرة سواكن وهو يتجه للعودة مجدداً لعمقه الاستراتيجي العربي.

قطر ترزح تحت مقاطعة صارمة من دول «الرباعي» العربية، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وهي تخسر في كل يومٍ واقتصادها يتضعضع وشعبها قلقٌ وغير راضٍ عما ترتكبه قيادته من جرائم في حق الشعوب العربية بدعمها اللامحدود لجماعات الأصولية والإرهاب، وهي قيادة مهما كابرت أو اعتمدت العناد الاستراتيجي فإنها ستخضع في النهاية، وهي تعيش أزمة حقيقية اليوم بسبب الأزمة الشديدة التي تتصاعد بين النظام الإيراني الذي تدعمه الدوحة وبين الولايات المتحدة التي تمتلك أكبر قاعدتين عسكريتين في قطر، وصانع القرار هناك في حيرة شديدة تزيدها خسائره في كل الدول العربية التي تدعم الدوحة الفوضى والإرهاب فيها. أما في تركيا فالصورة أوضح في الخسائر المتتالية داخلياً وخارجياً، فالعملة شبه منهارة والاقتصاد متضعضع والشعارات الرنانة لم تعد تعني المواطن التركي الذي بدأ يخسر قوت يومه بسبب تلك الشعارات والسياسات التي تسعى لاستعادة الخلافة وتتحالف مع جماعات الإسلام السياسي وتعادي كل دول الإقليم باستثناء النظام الإيراني. داخلياً، المؤشرات كثيرة، فالفوز الساحق لحزب الشعب الجمهوري في انتخابات إسطنبول كان بمثابة الزلزال لإردوغان، والانشقاقات عن حزب إردوغان والنقد اللاذع الذي يقدمه بعض رموز الحزب يوضحان حجم التململ الحزبي من تفرد إردوغان برأيه واستخدامه لسياسات ديكتاتورية ضد خصومه السياسيين ملأت السجون ونشرت الرعب واستخدمت القتل ضدّ المواطنين الأتراك والسياح الأجانب على حدٍ سواء. هذه السياسة هي أحد الثوابت في تفكير الرئيس التركي، فهو انقلب من قبل على معلمه وأستاذه نجم الدين أربكان ثم انقلب على معلمه وأستاذه فتح الله غولن ثم انقلب على رفيق دربه عبد الله غل وعلى أحمد داود أوغلو وعلى غيرهم، ويبدو أنه عاجز عن الخروج من وهمه الكبير بأنه سيصبح خليفة للمسلمين يعيد طغيان العثمانيين وجرائمهم فيما يحسبه مجداً لتركيا.

وخارجياً، فهو يتبع سياسات أضرت كثيراً بتركيا ومصالحها وعلاقاتها، فالعالم يعرف أنه أكبر داعمٍ ومستفيد من تنظيم «داعش» الإرهابي، وأنه تلاعب بدماء السوريين وهو المشرف اليوم على نقل الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا وهو المطرود من السودان، وهو المهدد بعقوبات أميركية وربما بالخروج من حلف شمال الأطلسي، وهو تحت ضغوطٍ هائلة من الاتحاد الأوروبي. أخيراً، ما يثبته المشروع السعودي العربي للاعتدال هو أن الدول يمكن أن تنجح بالتنمية والسلام والاتجاه للمستقبل دون الاعتماد على الطائفية والأصولية والإرهاب، وتكون فخورة بإنجازاتها ورؤيتها ونجاحاتها.

 

نساؤُنا السفيرات

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/07 تموز/2019

رغم كل ما يمر به الفضاء العربي الإسلامي من مشاكل وتوترات ومؤشرات تبعث على التشاؤم والحيرة في أقل الحالات، فإننا لا نستطيع أن ننكر أن هناك حراكاً في أكثر من مجال وتوجد مظاهر تفاؤل وأمل وعلامات تدل على مكاسب حقيقية بدأت تتحقق وتتراكم ويمكن التعويل عليها في مواجهة غول التشاؤم وأسبابه الجديّة. ذلك أن رهان البلدان العربية منذ تواريخ الاستقلالات على التعليم، ونضال الحركات الإصلاحية التحررية على تعليم البنت العربية المسلمة منذ عقود طويلة، قد بدآ يعطيان أكلهما بشكل مزدهر، خصوصاً أن تحسن واقع المرأة العربية على أكثر من صعيد هو في حد ذاته علامة إيجابية على مسار التغيير الثقافي في البلدان العربية. سأنطلق من الحدث المهم الذي شغل وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة والمتمثل في تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للمملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة. ويبدو لنا أن أهمية هذا التعيين لا تكمن فقط في كون صاحبته أول امرأة في تاريخ السعودية تتقلد رئيسة بعثة دبلوماسية وفي سفارة استراتيجية جداً، بل إن الأمر تكمن أهميته الجوهرية في تزايد عدد السفيرات العربيات وتأكد الرهان على دور المرأة العربية في الدفع بالدبلوماسية العربية نحو الأمام.

طبعاً نحن نعلم أن العمل الدبلوماسي ذكوري بالأساس في الفضاء العربي الإسلامي، ولكن رغم ذلك فإن تعيين نساء سفيرات ليس بالأمر الجديد ويمكن الحديث عن تاريخ المرأة العربية في مجال الدبلوماسية حتى لو كان شحيحاً ويتميز بالندرة على مستوى الكم. وفي هذا السياق نشير إلى تعيين الراحل أنور السادات للمحامية والسياسية عائشة راتب سفيرة لدى الدنمارك ثم لدى ألمانيا. أيضاً تم تعيين المغربية الأميرة جمالة العلوي سفيرة المملكة المغربية في لندن ثم لدى الولايات المتحدة.

كذلك في تونس نذكر تعيين السيدة راضية المستيري سفيرة لتونس في أكثر من عاصمة، والسيدة نزيهة زروق لدى لبنان، وأخريات... وهو ما يجعلنا نستنتج أن قائمة أسماء السفيرات العربيات بدأت تطول وتتسع في العقدين الأخيرين.

ولعله من المهم الإشارة ببعض الحذر إلى أن ترؤس المرأة للعمل الدبلوماسي في العالم ليس بالعريق كما يذهب في ذهن البعض، فمثلاً في فرنسا بلد الثورة الفرنسيّة لم يتم تعيين امرأة سفيرة لفرنسا إلا عام 1972 وتدعى مارسيل كامبانا (Marcelle Campana)، حيث كانت سفيرة لدى باناما.

أيضاً هناك ملاحظة تستحق الانتباه وهي أنّه في السنوات الأخيرة أصبحت الدول الأوروبية ترسل نساء على رأس بعثاتها الدبلوماسية للبلدان العربية. كما أنه بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 عينّت الولايات المتحدة سفيرات لدى بلدان عربية نذكر منها الجزائر والإمارات العربية والمغرب... وهو تعيين استراتيجي ومقصود، حيث إن المرأة في الدبلوماسية الأميركية وأيضاً الأوروبية أظهرت تمكناً في التغلغل في أوساط النخب والاقتراب منها وفهم مجتمعاتنا، إذ أصبحت السفارات الأميركية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 منفتحة على النخب العربية بمختلف أطيافها وأكثر نشاطاً دبلوماسياً مقارنة مع فترة ما قبل الأحداث المشار إليها. إنّ تزايد عدد النساء السفيرات في العالم بشكل عام فسره المهتمون بهذه المسألة بأن الجندرة في مجال الدبلوماسية قد أضحت من بين أولويات القرن الحادي والعشرين. ويبدو لنا أن بداية التراكم الكمي لعدد السفيرات العربيات يندرج ضمن هذا الأفق العالمي، باعتبار أن قيم المواطنة والتحديث قد هبت بوتيرات مختلفة ولكنها شملت العالم بأرجائه المختلفة والمتفاوتة. أيضاً نوعياً أثبتت المرأة العربية جدارة وكفاءة، ويكفي النظر في السير الذاتية لنسائنا السفيرات حتى نشعر بالفخر وباستحقاقهن لمثل هذه المناصب المرموقة والمهمة. وإذا كان تعيين نساء في البرلمانات أو منحهن حقائب وزارية قد يتم أحياناً تحت ضغط الانتماء الحزبي السياسي وأحياناً يستجيب لتوجه المحاصصة الذي اختارته بعض البلدان للتشجيع على مشاركة المرأة في الحياة السياسية، فإن الدبلوماسية ظلت رهينة الكفاءة في اللغات والكفاءة العلمية، وهذا يزيد في تثمين جندرة الدبلوماسية العربية بحكم غلبة عامل الكفاءة أولاً وأخيراً.

لنأتِ الآن إلى الرسالة التي نرسلها للعالم عندما نراهن على النساء بصفتهن رئيسات بعثات دبلوماسية، وهي نقطة مهمة جداً في اللحظة الحضارية الثقافية الملتبسة التي يعرفها الفضاء العربي والإسلامي بشكل عام، ذلك أن مجرد وجود امرأة سفيرة في عواصم كبيرة هو في حد ذاته رسالة تمحو كثيرا من الأفكار المسبقة وتغير ولو جزئياً أفكار الأوروبيين عنا. ونعتقد أن خبر تعيين أول امرأة سعودية في منصب سفيرة هو في حد ذاته دعاية مهمة جداً للمملكة ولمنطقة الخليج وللعرب المسلمين. بمعنى آخر، فإن نساءنا السفيرات دون استثناء هن وجه العالم العربي والجزء الجميل من حقيقته التي أساء إليها الظلاميون. كما أن نساءنا السفيرات دليل صارخ على أننا بصدد التغيير والتقدم وأن هناك تنمية وثمرات في ربوع العالم العربي، وأننا أيضاً في تفاعل مع قيم التحديث والمواطنة ونؤمن مثل غيرنا بالمساواة بين الجنسين وبكفاءة المرأة.

وكل هذه الرسائل كي تصل إلى أكثر ما يمكن من حاملي الأفكار المسبقة لا بد من نشاط دبلوماسي كبير ومن تأطير إعلامي يجيد إبرازه.

 

ثقافة القانون!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/07 تموز/2019

منذ أيام أتمّت إحدى أهم دور المزادات العالمية بيع قناع تمثال مصري قديم لتوت عنخ آمون، الشخصية الفرعونية القيادية المشهورة، رغم الاحتجاجات الكبيرة من السلطات المصرية التي تشير إلى أن هذا المزاد «غير قانوني»، لأن التمثال تمت حيازته بشكل غير مشروع، وتمّت سرقته وتهريبه إلى خارج مصر، ولكن بحسب مسؤولي الدار، فإن مصر لم تستطع أن تثبت موقفها بشكل «قانوني» مصحوباً بالوثائق والأدلة والبراهين. وقبل ذلك كانت هناك «معارك» كلامية من الأطراف العربية ضد إسرائيل، في مطالبتهم «بحقوقهم» الخاصة بملكية الفلافل والحمص والتبولة بوصفها أطباقاً تراثية وتاريخية، سبقتهم إليها إسرائيل بتسجيلها بالطرق القانونية. طبعاً هناك تحايل إسرائيلي واضح، ولكن المعركة كانت قانونية، ولذلك سجلت إسرائيل «موقفاً»، ودعمته بالأدلة والحجج. وتُبين لنا هذه الأمثلة أن هناك تقليلاً من أهمية «القانون» في الثقافة العامة لدى بعض الدول في العالم العربي، وأن ترسية دولة «القانون» ما هي إلا شعار جميل وبراق، ولكن عملياً وواقعياً يبقى ذلك الأمر بعيداً عن أرض الواقع، وبلا أثر مؤثر وفعال في حياة الناس والمجتمع. إنها مرحلة القانونيين ولا ريب. كل الشعارات والمعارك الكلامية التي فُتِحت لأجلها جبهات كثيرة، وسقط بسببها العديد من الأبرياء، مطلوب أن يتم تحويلها إلى سجال قانوني لسن أنظمة وقوانين تكون الغاية منها حماية الحقوق بجميع أشكالها، وترسيخ مرحلة جديدة من استخدام القانون أداة حكم وعدل بدلاً من القرارات الإدارية الفردية. وبالمناسبة، كان هذا التوجُّه أحد أهم أسباب التفوق الإسرائيلي في القضايا مع المجتمع الغربي، وهو الاعتماد على سلاح القانون، إذ عملت بجد ومثابرة على تسجيل معاداة السامية على أنها جريمة يعاقب عليها القانون الدولي، وكذلك فعلت بخصوص موضوع إنكار المحرقة المعروفة باسم «الهولوكوست»، وكذلك فعلت في معارك جانبية أخرى ومختلفة.

القانون منظومة متكاملة... هي ثقافة تتم تغذيتها بشكل دوري في الأعمال الأدبية والأفلام السينمائية وغير ذلك، بحيث تترسخ مفاهيم وقيمة القانون بوصفها قيمة مضافة ملموسة في المجتمع بأكمله، وتُضرب الأمثلة بفيلم «السيد سميث يذهب إلى واشنطن»، ويحكي عن قانوني يناضل في «الكونغرس» لسن تشريعات مطلوبة في المجتمع. وهناك رواية «من أجل قتل طائر مزعج»، وهي للمؤلف هاربر لي، عن محامٍ شاب يدافع عن فلاح أسود متهم باغتصاب فتاة بيضاء، وسط مجتمع الجنوب الأميركي العنصري البغيض، وطبعاً ساهمت هذه الأعمال وغيرها في رفع درجة التقدير والاحترام لمفهوم دولة القانون والقانونيين فيه.

ساحات القانون شهدت معارك مهمة حول العالم، واستُخدمت فيها قوانين محورية ساهمت في حماية المجتمع، أو على الصعيد الدولي في استعادة الحقوق. عربياً هي ساحة لم تلقَ القدر الكافي، والمستحَق من الاحترام والتقدير، وهذا أحد أهم أسباب تراجع المنطقة عن المكانة الدولية التي تستحقها.

رسوخ دولة القانون وتوفير جميع المعطيات التي تمكّن من تحقيق ذلك، مطلب تنموي لا يقل أهمية عن الصحة والتعليم، بأي حال من الأحوال.

 

الرقة.. عودة مبتسرة

ريم جبر/المدن/الأحد 07/07/2019

في ظل غياب الاستقرار الامني في الرقة، الاستياء الشعبي يتعاظم في عاصمة "الخلافة" الداعشية الآفلة. ويغذي هذا الاستياء شح مساعدات الإعمار وإمساك الأكراد بمقاليد الامور في المدينة. وعاد كثيرون الى مدينتهم ليجدوا أنها استحالت ركاماً جراء الضربات "التحالف الدولي".  ودمرت حملة التحالف الجوية بمساعدة قوات سوريا الديموقراطية (قسد) 80 في المئة من المدينة بحسب منظمة العفو الدولية والمنظمة غير الربحية "إيروورز" التي تعنى برصد وتوثيق الحملات الدولية على داعش وغيرها من التنظيمات في سوريا والعراق وليبيا وتتقصى الأنباء عن الضحايا المدنيين الذين سقطوا بضربات التحالف الدولي أو الضربات الجوية الروسية. وسقط في الحملة أكثر من 1600 مدني بين حزيران/يونيو، وتشرين الاول/أكتوبر 2017. ولا يملك شطر راجح من العائدين مبالغ يقتضيها اعمار منازلهم، وكلفة تشييد المنزل الواحد تبلغ نحو 20 مليون ليرة سورية. وتنزل الأسر العائدة في غرف مستأجرة وهي تسعى طوال الشهر كله لتأمين كلفة الايجار من جهة، وبدل الاشتراك بالمولد الكهربائي البالغة نحو 10 آلاف ليرة سورية، من جهة أخرى. وبينما أغلبية سكان الرقة عرب، يرجح تأخر عملية الإعمار كفة المآخذ على الحكام الأكراد الجدد. ونقلت هيلين سالون في "لوموند الفرنسية" رأي زبير شوير، مدير جمعية "إيمباكت" المحلية، في غضب السكان. فهم أرادوا الخلاص من براثن داعش، ولكن الثمن كان باهظاً. وعدد قتلى الاهالي على أيدي التنظيم ضئيل قياساً على عدد ضحايا القصف. ولكن بعد انقضاء عامين على تحرير المدينة، لا يزال مستقبل الحياة فيها قاتماً ومبهماً. 

العائدون أقل من نصف السكان

ومشكلات محافظة الرقة لا تنتهي. ومن العائدين 100 ألف نازح كانوا في مناطق يسيطر عليها النظام السوري. ومنذ انتهاء المعارك، عادت 54 ألف أسرة الى الرقة، أي 40 في المئة من السكان فحسب عادوا إلى ديارهم. وتعدد ليلى مصطفى، وهي على رأس المجلس المدني في الرقة مع مشلب الدرويش، وهو عربي من أبناء المدينة، نجاحات البلدية في عام واحد: إزالة 8 آلاف لغم من وسط المدينة ، وتشغيل 24 محطة مياه واستصلاح 220 كلم من قنوات الري، ترميم 18 مستشفى أو مركز صحي و319 مدرسة. ولكن حاجات المنطقة ضخمة في المجالات كلها: التعليم والصحة والكهرباء والنقل وترميم الجسور والزراعة.

شح التمويل... ومحاولات انتحار

المساعدات الدولية لإعادة اعمار الرقة شحيحة، على رغم أن معركة الرقة كانت دولية، وهذا لسان حال كثر من أبناء المدينة. وترى ليلى مصطفى أن تنظيم داعش قد يجد تربة له في السكان الغاضبين، لذا، أرست آلية مساعدات في إطار خطة "ستارت فوروورد". وكانت الادارة الاميركية قلصت تدخلها في المنطقة إثر اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترمب في آذار/مارس 2018 تجميد 200 مليون دولار مخصصة لسوريا. ولكن ما لا يخفى هو رفض دول التحالف الدولي تولي الزمام بعد اندحار داعش وتحمل مسؤولية الإعمار، على ما ينبّه نديم حوري، مدير  برنامج الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش " في حديث مع صحيفة لوموند. ويقول ديبلوماسيون فرنسيون أن إحباط  أهالي الرقة خطير وقد يساهم في بروز داعش من جديد. وفي نيسان/أبريل 2018، خصص الرئيس الفرنسي 50 مليون يورو لتمويل منظمات غير حكومية فرنسية عاملة في سوريا، 30 منها لمناطق منكوبة في شمال شرق سوريا. والتمويل الفرنسي هو وراء فتح  أربعة أقسام تخصصية في مستشفى الرقة أبوابها من جديد. ولكن على رغم تخصيص باريس مبلغاً مماثلاً في العام الجاري لأعمال الإغاثة في سوريا إلا أن واقع الأمور لا يزال أليماً وقاتماً. فالمساعدات الدولية غير كافية. ولا يجد كثير من المنظمات غير الحكومية العاملة في الرقة تمويلاً دولياً.

نقلت مراسلة لوموند عن محمود الهادي منسق في منظمة "هوب مايكرز" (صناع الامل) عثرات اعمال الاغاثة والمساعدة، فهو اضطر الى بيع هاتفه الخليوي لتسديد كلفة عملية جراحية يحتاجها أحد جرحى الحرب الذين يقارب عددهم في الرقة ألفي جريح، ومعاناة الناس وفقدان الأمل يحملان كثيرين منهم على محاولة الانتحار.

الأمم المتحدة في دمشق.. ليست في الرقة

لا تملك منظمات الامم المتحدة المساهمة في إعمار الرقة. فهي تعمل من مكاتبها في دمشق، وهي مقيدة اليد في تقديم مساعدات للأراضي "المحررة". وغياب دورها في التنسيق والإغاثة الانسانية بالغ الأُثر. ويتستر عدد من المنظمات غير الحكومية التي تملك مقرات في دمشق عن عمله في مناطق السيطرة الكردية مخافة ملاحقة النظام السوري له وقطع الرواتب عن عاملي الإغاثة. ومراعاة منظمات أممية النظام السوري هو مأخذ سبق أن برز في ما بعد الهجمات الكيميائية، وندد أطباء أميركيون، أبرزهم آني سبايرو في "فورين آفيرز"، بتواطؤ مضمر بين المنظمات هذه وبين المقربين من النظام. فعلى سبيل المثل، وزعت المساعدات الغذائية الأممية في مناطق النظام وليس في المناطق المنكوبة أو "المحررة". وكذلك، يخشى عدد من الجمعيات غير الحكومية استياء تركيا التي ترفض بروز منطقة كردية على حدودها. ووزن تركيا راجح في ملف اللاجئين السوريين في حسابات الدول الاوروبية، وتحديداً ألمانيا التي استقبلت نحو مليون منهم. ومع اغلاق الحدود التركية مع سوريا بين 2016 و2017، صارت الحدود العراقية هي الباب الوحيد الى أعمال الاغاثة.  وفاقم القلق اعلان واشنطن في كانون الأول/ديسمبر 2018 سحب القوات الاميركية. وكثير من المنظمات غير الحكومية بدأت تعيد النظر في برامج المساعدات وتعد للانسحاب. فمن دون مرابطة أميركية، من العسير انجاز هذه البرامج.

انسحاب أميركي

يسري قلق من احتمال سحب اميركا جنودها في أوساط قوات "قسد" وأهالي الرقة على حد سواء. فالاكراد يخشون الاضطرار إذ ذاك الى مفاوضة دمشق والتنازل عن سلطاتهم في محافظة يسيطرون على 75 في المئة منها، في وقت تمسك دمشق بمقاليد 25 في المئة فحسب منها. وأهالي الرقة يخشون انتقام النظام الذي انتفضوا عليه في 2011. ويشعر العرب أنهم غير ممثلين في إدارة مدينتهم ويرون أن من تنتدبهم القوات الكردية لتمثيلهم هم في مثابة دمى. والسلطة اليوم في الرقة هي في يد "قسد" وليس في يد زعماء العشائر حيلة. وعلى رغم أنهم يدلون برأيهم في المجالس، إلا أن كلامهم يبقى حبراً على ورق. ولسان حال الأزمة في الرقة هي، على قول ديبلوماسيين غربيين، "السلطة كردية كثيراً، والسكان العرب كثيرين".

طيف داعش

منذ كانون الاول/أكتوبر 2018، وسبحة الاغتيالات تكر حتى في وضح النهار، وتستهدف زعماء محليين وشيوخاً ومحامين واعضاء في المجلس المدني المحلي. وهذه الاغتيالات فاقمت غضب الأهالي من الادارة الكردية، ويرون أنها مسؤولة عن الأمن وغيابه.  وتروي هيلين سالون أن ثمة نساء يتمسكن بالنقاب في الرقة مخافة داعش، وكثيرات منهن لا يخرجن بعد غياب الشمس مخافة الخطف أو القتل. وليس تنظيم داعش مصدر الخطر فحسب، بل الناس كلهم، على ما أسرت ابنة السابعة عشر ربيعاً لمراسلة لوموند. فالناس بعد أن تكبدوا الحياة في حكم داعش، لم يعودوا يخشون شيئاً، صاروا بلا وازع أو رادع، صاروا "وحوشاً".

 

طهران واختبار القوّة من جديد

عصام الجردي/المدن/الإثنين 08/07/2019

دخل المسار الأميركي الإيراني بدءاً من اليوم، منعطفاً غير مسبوق منذ توقيع الاتفاق النووي في 2015. أقرت طهران بتجاوزها معدل التخصيب المحددّ في الاتفاق، وكميات الخزين من اليورانيوم الضعيف التخصيب. وأعلنت عزمها على المضي في الطريق نفسه حتى تفي الدول الأوروبية الموقعة الاتفاق التزاماتها. وبينما حذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب طهران من "اللعب بالنار"، عادت المخاوف تتأرجح بقوة بين  الحرب وبين تسوية أميركية إيرانية، قد تشمل منطقة الخليج والشرق الأوسط.

اختلالات ثلاثة

إيران قررت زيادة معدل تخصيب اليورانيوم فوق 3.67 في المئة. وتجاوزت فعلا مستوى 300 كليو غرام من اليورانيوم الضعيف التخصيب في إثر انتهاء مهلة 60 يوماً حددتها كي تفي الدول الأوروبية التزاماتها الإقتصادية. وفي مقدمها العلاقات المالية والمصرفية وتصدير النفط الإيراني. المهلة الجديدة المماثلة التي قطعتها طهران 60 يوماً تنتهي في السابع من أيلول المقبل. لم توضح طهران نسبة التخصيب التي تنوي الوصول اليها قبل أيلول. بيد أنها كانت أعلنت أكثر من مرة حاجتها إلى 5 في المئة من اليورانيوم المخصّب لتشغيل مفاعل الطاقة الكهربائية. في حين تقول الوكالة الدولية للطاقة النووية أن نسبة 3.67 في المئة كافية. الخشية الآن أن تقوم طهران برفع معدل التخصيب إلى 20 في المئة لغاية البحوث البحوث العلمية. وأن يتجاوز خزين المياه الثقيلة 130 طناً. وهو أمر ألمح اليه مسؤولون إيرانيون في السابق. مع ذلك، فتصنيع السلاح النووي حسب الخبراء يحتاج إلى 90 في المئة تخصيباً. لكن الوقت اللازم للتخصيب على درجات أعلى أقل منه في التخصيب على درجات أقلّ. ويقدر الخبراء أن بلوغ طهران اليورانيوم المخصّب بدرجة 20 في المئة، ستتوفر لديها القدرة لإنتاج سلاح نووي في أقل من عام. وهذا الأمر كان مستبعداً كلياً.

بانسحاب ترمب من الاتفاق النووي، انكشف الاتفاق على اختلالات ثلاثة بنيوية لمصلحة طهران. لم تقل طهران ولا مرة إنها تنوي امتلاك السلاح النووي. وتصر على حقها بالطاقة النووية السلمية. على الورق نفذّت طهران كل التزاماتها. الدليل تقارير الوكالة الدولية للطاقة النووية المكلفة مراقبة تنفيذ الاتفاق. الإختلال الأول، لا يوجد بند في الاتفاق يحدد مسؤوليات الدول فرادى في الإلتزامات المتبادلة بين اطرافه في حال انسحاب طرف من جانب واحد. واعتُبر الاتفاق منظومة واحدة لا تتجزأ. إنسحبت واشنطن وفرضت عقوبات اقتصادية لا تحملها طهران. وواشنطن خارج المحاسبة بأي وجه من الوجوه. الإختلال الثاني الذي استولد حنقاً كبيراً لدى طهران، جاء بعد تمسك الفريق الأوروبي بالاتفاق، إنما من دون أن يفي بالشق الإقتصادي، ولا تمكن من الإلتفاف على العقوبات الأميركية.

هنا برز الإختلال الثالث بالأمر الواقع، وظهر ما لم يكن في الحسبان. الفريق الأوروبي راغب في الذهاب نحو علاقات اقتصادية كاملة مع طهران، خصوصاً في الجانب الاستثماري لعدم النكول بالتزاماته من جهة، وللمنافع التي يمكن أن يجنيها من تلك العلاقات من جهة أخرى. لكن شركات القطاع الخاص الأوروبية أعرضت عن ذلك خيفة سقوطها في فخ العقوبات الأميركية، ووقف تعاملها المالي والإستثماري والتجاري مع  الولايات المتحدة. علماً أن شركات الدول الأوروبية واقتصاداتها نفسها خسرت المليارات نتيجة العقوبات الأميركية على طهران. إعلان الإتحاد الأوروبي الجمعة الماضي تفعيل آلية الدفع الخاصة "إنستكس" التي أُنشئت لمساعدة إيران في الالتفاف على العقوبات وإنقاذ الاتفاق لا يؤتي أُكله. القسم 36 من الاتفاق النووي يتيح لأيٍ من أطرافه تقديم شكوى رسمية في حال نكول طرف ما بتعهداته. وفي انتظار بت الشكوى يمكن لصاحبها تعليق التزاماته في الاتفاق. هناك غموض غير بنّاء حيال ما اذا كانت طهران استخدمت حقها في هذا المجال.

مشاريع جيوسياسية

من حق إيران امتلاك الطاقة النووية السلمية. غيرها يملكها عسكرياً. ومن حق أفرقاء الاتفاق النووي الإعتقاد في أن السلاح النووي هو هدف إيران النهائي. فلديها من احتياطات النفط والغاز ما يكفي ويزيد لتأمين الطاقة الكهربائية. والطاقة المتجددة والنظيفة أيضاً. وتعلن جهارة استمرارها في مشاريعها الجيوسياسية في المنطقة للسيطرة على دول عربية ذوات سيادة. وتأمين التمويل لمشاريعها رغم أزمتها الإقتصادية وظروف الإيرانيين المعيشية. من الصعوبة أن تستمر طهران في نهجها مهما تمكنت من تطويع الشعب ومحاولة إقناعه بجدوى سياساتها الخارجية وبـ"النصر المبين". الرئيس حسن روحاني لم يخف في تصريح لوكالة "إرنا" الحكومية في أيار الماضي وطأة العقوبات الثقيلة. قال في إشارة إلى الحرب العراقية الإيرانية، لا يمكن الحديث عمّا إذا كانت الظروف أفضل من فترة (1980-1988) أم أسوأ. لكن خلال فترة الحرب لم تكن لدينا مشكلات مع مصارفنا أو مبيعات النفط أو الواردات والصادرات. وكانت هناك عقوبات فقط على مشتريات السلاح". ختم، "ضغوط الأعداء حرب غير مسبوقة في تاريخ ثورتنا الإسلامية".

نموذج كوريا الشمالية

قد تعتقد طهران أن تجربة كوريا الشمالية مفيدة لها. النظام الكوري في عزلة عن العالم منذ عقود. لكن كل العقوبات التي اتخذت ضده، والمقاطعة السياسية والدبلوماسية مع الكثير من دول العالم لم تحمله على الإذعان للإملاءات الأميركية. لأن في جعبة كيم جونغ أون السلاح النووي. ومستمر في تجاربه النووية كل فترة خلافاً للاتفاقات الدولية على كتف كوريا الجنوبية حليف واشنطن الأول في شرق آسيا. أقامت كوريا الشمالية علاقات حسنة مع روسيا والصين. تتحول جيدة بحسابات الدولتين حين تكون الولايات المتحدة العدو بيونغيانغ الأول. وتستخدمان الأخيرة تبعاً لمصالحهما الجيوسياسية والتجارية.

مع ذلك، دعونا نقول إن إسرائيل غير دول الخليج العربية في اعتبارات ترمب. لو افترضنا أن كل حساباته قائمة على ولاية ثانية في البيت الأبيض في انتخابات 2020. ومزاج الرأي العام الأميركي يعارض الحرب في المنطقة ومع طهران. لكن لنا أن نعتقد بعد التطورات الأخيرة في الملف النووي سيناريوين. أمّا الأول، فلن تسمح الولايات المتحدة حتى بالحرب، وكذلك أوروبا، بأن تصبح إيران قادرة على إنتاج سلاح نووي. حتى ولو لم تمتلكه. والثاني، أن يتوصل ترمب إلى اتفاق مع طهران بموافقة حلفائه في الخليج العربي والمنطقة، أو من دونهم. بعد أن أثبتت طهران إنها الرقم الصعب في السلم والحرب.

 

إيران … أكبر الانتصارات عدم خوض الحرب

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/08 تموز/2019

دخل التصعيد الإيراني مرحلة جديدة وحساسة بعد تنفيذ طهران تهديدها بزيادة التخصيب عن الحد المسموح به في الاتفاق النووي سيئ الذكر، وفيما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الخروج من الاتفاق هزيمة للجميع، لا يزال نظام الملالي يتبع سياسة التنمر والتحدي للمجتمع الدولي، بينما يتوسل الدول الأوروبية أن تفتح كوة في جدار حصار العقوبات الخانق الذي أرخى بظلاله على كل نواحي الحياة في إيران. لم تكن إيران بحاجة إلى كل هذه الضوضاء التي تفتعلها وتجر عليها العداء من مختلف دول العالم، وكانت قادرة على أن تتحول قوة اقتصادية كبيرة في غضون سنوات قليلة، لو عمل قادتها وفقاً لما يقره الدين الحنيف الذي يتخذون منه شعاراً لجمهوريتهم، غير أن الروح الانتقامية الشخصية التي تحركهم، وربما التأكد من أن شعبهم لن يتقبلهم، لأنه عاش الحرية طوال عقود قبل الثورة المشؤومة، جعلت هذا الشعب العظيم يراوح مكانه لأربعة عقود مظلمة.

اليوم يتزايد الضغط على إيران، ويعتقد القادة أن سياسة التنمر هذه ستؤدي بهم إلى النصر، فيما الحقيقة أن هذا النظام أثبت عدم رشده، لأنه لم يستفد من الدروس المشابهة التي مرت بها دول أخرى.

فإذا كان قادة طهران يسعون إلى استنساخ النموذج الكوري الشمالي، فإن نهاية سياسة بيونغ ينغ أدت إلى مجاعة داخلية كبيرة، دفعتها إلى الإذعان للشروط الدولية، بدليل القمم المتتالية التي يعقدها زعيمها مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورؤساء الدول الأخرى، بعد التخلي التدريجي عن المشروع النووي العسكري، وتفكيك المنشآت النووية، والقبول بشروط المجتمع الدولي بشأن الصواريخ البالستية. وإيران التي استفادت كثيراً من الخبرة الكورية الشمالية في مشروعيها النووي والبالستي، لم تصل إلى الحد الذي وصلت إليه كوريا الشمالية، أما إذا كانت تراهن على النموذج الصدامي، فعليها أن تنظر في النتائج التي أدت إليها تلك السياسة، فصدام حسين الذي ملأ العالم تهديدات، وتباهى بما يسمى الكيماوي المزدوج وأنه يستطيع إحراق نصف إسرائيل، وغزا الكويت، انتهى الأمر به في حفرة بإحدى المزارع في العراق، وسيق إلى حبل المشنقة بعد محاكمته عن كل جرائمه.

أن يعود قادة نظام طهران إلى رشدهم هو السبيل الوحيد لإنقاذ شعبهم من براثن الجوع، لأنه كلما ازداد الحصار زادت النقمة الشعبية، وبالتالي اقتربت إيران من بركان حرب أهلية لا يتمناها أحد في الإقليم لما لها من تبعات سلبية على المحيط، لذلك على هؤلاء أن يدركوا أن التنمر هو فعل صبياني لن يؤدي بهم إلا إلى التهلكة، خصوصاً أن طبول الحرب لا تزال تقرع في الإقليم، ولا تزال الولايات المتحدة والدول الحليفة لها تحشد من أجل تخليص المنطقة من شرور حرب لن يكون الخاسر فيها إلا الشعب الإيراني. يبقى القول إن أكثر الانتصارات فائدة هي الحرب التي لا تخوضها الدول، وهو ما يجب أن يتنبه له قادة نظام الملالي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: مصالحة الجبل كنز وفوق كل اعتبار ويجب العمل لتوطيد أركانها كفى الهدم المتواصل للدولة وهذا القهر للشعب المحب والمسالم

وطنية - الأحد 07 تموز 2019

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد الأول في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وجوزيف نفاع والقيم البطريركي في الديمان الخوري طوني الآغا وأمين سر الديوان الخوري خليل عرب وأمين سر البطريرك الخوري شربل عبيد وكاهن رعية الديمان حبيب صعب والاب سابا مهنا، في حضور عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب جوزيف اسحق ومختار الديمان ريمون البزعوني ورئيس نادي الديمان انطوان فرنسيس ومنسق القوات في البلدة المحامي ماريو صعب وحشد كبير من ابناء الديمان مقيمين ومغتربين ومؤمنين من كل قرى الجبة وبلداتها.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "دعاهم واعطاهم سلطانا وأرسلهم"، استهلها بالترحيب باسحق والمختار ورئيس النادي والوفد الآتي من ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية برفقة الاب مهنا وباهالي الديمان المقيمين المغتربين الذين توافدوا الى البلدة من كندا وأوستراليا وكل دول الانتشار، للمشاركة في تدشين الكنيسة الجديدة في 18 الجاري، ونوه ب"الايادي الخيرة التي ساهمت في بناء هذه الكنيسة". وقال: "يسعدني ان امضي معكم هذا الصيف في هذه النيابة البطريركية العزيزة وفي ربوع الوادي المقدس وبلدة القديس شربل المفعمة بالايمان والمعطرة بأريج القديسين ونحن وانتم نحافظ عليها ونتمسك بها ونتأصل".

أضاف: "كما في كل عام نقيم القداس الاول في هذا الصرح مع اهالي الديمان، احييكم جميعا واحيي الوفد المرافق للاب مهنا واتمنى لهم طيب الاقامة في لبنان ونقدم هذه الذبيحة على نية كل الحاضرين وبنوع خاص على نية ابناء الديمان العزيزة، نصلي من اجل الاحياء منهم والمرضى والأجيال الجديدة ومن أجل المنتشرين ومن أجل الذين سبقونا الى بيت الاب".

وتابع: "دعاهم وأعطاهم سلطانا وأرسلهم". الرب يسوع اختار الاثني عشر تلميذا ودعاهم وأعطاهم سلطانا ويواصل دعوته الى الاساقفة والكهنة ومعاونيهم ليكونوا امناء على الدعوة الالهية المجانية. أعطاهم سلطانا للشفاء من كل مرض وعلة بقوة السلطان الالهي لا بقوتهم. أما المرض الاساسي والعلة الاساسية فهما مرض الخطيئة والحزن واليأس والاحباط وفقدان الفرح وسعادة الحياة. أمراض جسدية وروحية ومعنوية ونفسية، تواجهها الكنيسة بواسطة رعاتها وتدعو المسؤولين السياسيين للمساهمة في شفائها من ضمن نطاق مسؤولياتهم. و"ارسلهم"، انهم دائما في حال ارسال من يسوع المسيح ليواصلوا رسالته اي اعلان ملكوت الله. هكذا اشركهم في رسالته المثلثة، النبوية، بالانجيل والتعليم والارشاد وممارسة الاسرار ونقل نعمها لتقديس النفوس بقوة الروح القدس على اساس الحقيقة والمحبة والوحدة. وهنا للمسؤولين السياسيين الدور الاساسي في بناء وحدة اللبنانيين وشد أواصرها، وأعلنا أمس الخبر المفرح وهو اعلان قداسة البابا البطريرك الياس الحويك الذي عاش الفضائل المسيحية والالهية والانسانية، مكرما وينتظر اجتراح اعجوبة لاعلانه طوباويا، واننا نصلي لكي ننال نعما بشفاعته وان يظهر الله قداسته فترفعه الكنيسة طوباويا على مذابحها".

وقال: "على المستوى الوطني، البطريرك ترأس الوفد اللبناني الى مؤتمر السلام في فرساي - باريس سنة 1919 وناضل في سبيل اعلان دولة لبنان الكبير في اول ايلول 1920، مستعيدا الاراضي والسهول التي سلختها عنها السلطة العثمانية وتسبب مع الحصار البحري والبري بمقتل ثلث الشعب اللبناني جوعا سنة 1914 و1915 فأمر البطريرك الحويك بفتح الكرسي البطريركي والمطرانيات والاديار والمؤسسات لمساعدة المنكوبين وسد جوعهم. ما زلنا نعيش اليوم وللاسف التوتر السياسي بسبب حادثة قبرشمون وقد عطلت اجتماع مجلس الوزراء فيما الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمالية تتفاقم والديون تتراكم والعجز يكبر وفقر الشعب يتعمق والمدارس تعاني والمتاجر تقفل وكان البلاد سفينة ضائعة في وسط البحر تتلاطمها الامواج والرياح من كل جانب ومتروكة للقدر". أضاف: "نود التأكيد أن مصالحة الجبل هي الكنز الذي نتمسك به وهي فوق كل اعتبار، ذلك أن سلامة الوطن هي من سلامة الجبل ونعمل وندعو الى العمل معا في سبيل توطيد أركان المصالحة سياسيا وواقعيا وخلق فرص عمل للجميع لكي يعود العيش معا الى سابق عهده وثانيا اعتماد خطاب سياسي يجمع ولا يفرق، يسير الى الامام ولا يعود الى الوراء، يبني ولا يهدم، يتعاون ولا يقصي، يأتي بمشاريع اقتصادية وإنمائية ولا يردد كلمات وشعارات من دون مضمون سوى التأجيج. سئم الشعب مناكفات السياسيين على حسابه وعلى حساب تعطيل عمل المؤسسات وعلى حساب قيام دولة العدالة والقانون والرقي. ونقول كفى هذا الهدم المتواصل للدولة ومؤسساتها وهذا القهر للشعب المحب والمسالم وإقحامه على هدم ما تبقى عنده من ثقة بالمسؤولين السياسيين".

وختم الراعي: "بشفاعة امنا مريم العذراء سيدة قنوبين وتشفع المكرم البطريرك الحويك، نلتمس نعمة الخروج من حالات التأزم فنرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس الاب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي في صالون الصرح اسحق والمشاركين في القداس، والقى مختار الديمان كلمة باسم اهالي البلدة، رحب فيها بغبطته في الديمان، متمنيا له "صيفا مثمرا"، مؤكدا ان "بين الديمان والكرسي البطريركي عهد ووعد دائمين"، واستذكر المثلث الرحمة الكاردينال مار نصرالله صفير "الذي لا يزال صوته ومواقفه وحكايته مع الديمان واهلها راسخا ومتجذرا في النفوس والاذهان". وشكر للراعي "مساهمته الحثيثة التي ترجمت صرحا كنسيا يستقبل ضيوف الديمان واهلها"، منوها بمتابعته "استكمال مشروع تمليك المنازل والاراضي وسعيه الدائم لتذليل كل العقبات التي تعترض طريقه"، شاكرا له "جهوده الدؤوبة للوصول الى تحقيقه". ورد البطريرك بكلمة اكد فيها "مواصلة العمل من اجل تأمين ما يحتاجه اهالي البلدة ليبقوا متجذرين في ارضهم"، وكرر شكره لابناء البلدة المغتربين "الذين لا يوفرون أي فرصة تسهم في خدمة بلدتهم وانمائها". بدوره، قال اسحق بعد لقاء الراعي: "رحبت بصاحب الغبطة في جبة بشري باسم رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وباسم النائبة ستريدا جعجع وباسمي، وخصوصا اننا نعتبر وجوده في المنطقة نعمة، ونحن نقف بجانبه دائما في مواقفه الحكيمة التي يتخذها، وهذا ليس بغريب عنا فنحن دائما بجانب البطريركية المارونية ونؤيد ايضا ما ورد في عظته خلال القداس لجهة الابتعاد عن المواقف الاستفزازية ونعمل من اجل الالتقاء واطلاق المواقف الجامعة وخصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان اقتصاديا وماليا".

 

جعجع: باسيل اعادنا 50 عاما الى الوراء ويطرح الامور بقلب اسود ولا أعلم إن كان رئيس الجمهورية مؤيدا لما يفعله باسيل أو لا

وطنية - الأحد 07 تموز 2019

أسف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للأجواء "التي لا توحي باجتماع للحكومة في الأيام المقبلة"، معتبرا أنها "جريمة بحق الوطن، اذ في الوضع الذي نعيش فيه وفي ظل صعوبات معيشية تزداد يوميا، نحتاج إلى اجتماعات مكثفة وسريعة".

ولفت، في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر"، الى أنه من غير المقبول "أن يعطل وزير الخارجية جبران باسيل اجتماع الحكومة من أجل بعض المكاسب الحزبية الصغيرة"، مضيفا انه "إذا كانت هذه هي نوعية القوى السياسية، ما بعرف وين بدنا نروح".

وأضاف جعجع: "كي يزول التشنج في البلد يجب ان يزول الخطاب الذي يتسبب به باسيل. ما لحقنا خلصنا من الجبل، زار باسيل طرابلس ولم أفهم مغزى كلمة من خطابه او محلها من الإعراب. لم يتكلم بالوضع الحالي ولا عن المشاريع التي ينوي تكتله أن يتقدم بها، التكتل الأكبر في الوقت الحالي". وشدد على أن "باسيل أعادنا 50 عاما إلى الوراء، يطرح الأمور بقلب أسود، ويشنج الأجواء من جديد"، مضيفا "ليس مستغربا أن تستقبل منطقة كطرابلس، باسيل، الاستقبال الذي استقبلته به". ورأى أنه "لإزالة التشنج والعودة إلى حياة سياسية طبيعية، على باسيل ان يوقف خطاباته المتشنجة وعدم مهاجمة الآخرين وإثارة مواضيع كانت حساسة أيام الحرب، والبعض منها سبب حربا بين اللبنانيين". وأضاف: "باسيل يعيد المواضيع الخلافية الحساسة ويتمرجل في الوقت الذي لم يكن هو في الحرب". وتمنى "ألا تكون تصاريح الوزير باسيل خلال زيارته الجنوب مماثلة لتصاريحه أثناء زيارته الجبل وطرابلس لأن الضرر الذي لحق بلبنان حتى الآن دفعنا جميعا لان نكون منكبين لإنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي، وحتى هذه المحاولات الخجولة تعطلت بسبب خطابات متشنجة أدت إلى انعكاسات تترجمت في الجبل".

وتابع: "بدلا من أن يعتذر باسيل لما تسبب به في الجبل، عطل الحكومة للضغط لتحويل قضية الجبل مسبقا الى المجلس العدلي. هناك تسلسل طبيعي للأمور، التحقيقات يجب أن تكتمل ويجب أن يسلم من يظهره التحقيق مذنبا وعلى ضوء التحقيقات الأولية تأخذ الأمور مجراها، إما تحال القضية على المجلس العدلي أو لا. لا يجب إطلاق أحكام مسبقة".

وأشار إلى أنه "حصلت عدة حوادث في لبنان ذهب ضحيتها عدد من الأشخاص لم تحول إلى المجلس العدلي. مع كل أسفنا على الضحايا، ولكن إحالة الملف إلى المجلس العدلي يعود إلى التوصيف القانوني الذي يصدر عن التحقيقات، وهذا ما لا يقبل به باسيل".

ولفت جعجع إلى أنه "في بعض الأوقات هناك أشخاص من التيار الوطني الحر منزعجون من باسيل بقدر ما نحن منزعجون منه. ولا أعلم إن كان رئيس الجمهورية ميشال عون مؤيدا لما يفعله باسيل أو لا".

وعن زيارة وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي معراب، قال جعجع: "الوفد شرح لي بالتفصيل ما حصل في الجبل، الأسباب التي أدت إلى الحادثة، الاتصالات التي حصلت، ومحاولة لثني باسيل عن عدم الزيارة، مع تأكيدي أن لكل مواطن لبناني له الحق أن يجول لبنان، لكن الأمور تحتاج إلى لباقة وحسن دراية وإدارة".

وأضاف: "تكلمنا أيضا عن عدة مواضيع كتعطيل الحكومة الذي اتفقنا على أنه غير مقبول. والتركيز الأساسي كان على ألا مشكلة بين المسيحيين والدروز في الجبل، ليطمئن الجميع لأننا نحن من جهة والاشتراكي من جهة أخرى ساهرون على الوضع، على الرغم من التشنجات التي يتسبب بها باسيل بتصريحاته وخطاباته السياسية". وعن مشروع إعادة احياء 14 آذار، أوضح جعجع ألا حديث عن "إعادة احياء 14 آذار بشكل مؤسساتي إنما بشكل تفاهم سياسي أكبر وأكبر. تحصل تفاهمات سياسية بيننا وتيار المستقبل من جهة خصوصا مع رئيس الحكومة سعد الحريري، كما تحصل تفاهمات بيننا وبين الاشتراكي من جهة أخرى، علما أن هذه التفاهمات لم تتوقف وموجودة أساسا لكن لا شيء أبعد من ذلك في الوقت الحاضر".

 

طليس من سهل عكار: كيف يجمع باسيل وزراءه في وزارة الخارجية ثم يحدثوننا عن الميثاق؟

وطنية - الأحد 07 تموز 2019

أقام الشيخ محمد شحادة، لقاء تكريميا لعضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى علي طليس، في دارته في بلدة تل اندي في سهل عكار، في حضور الشيخ خلدون عريمط، رئيس دائرة أوقاف عكار الشيخ مالك جديدة، عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" سامر حدارة ومنسق عكار في التيار خالد طه، رؤساء بلديات وفاعليات اجتماعية وتربوية ودينية وشبابية.

طليس

وألقى طليس كلمة حمل فيها على وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، سائلا "كيف يجمع باسيل وزراءه في وزارة الخارجية، ثم يحدثوننا عن الميثاق". وقال: "نحن نريد عهدا قويا ولكنكم أنتم أضعفتموه، والرئيس (سعد) الحريري حمل العهد عل كاهله على أساس أنكم ثقة ومصداقية وليس على أساس نقض العهد ولتحصلوا على كل شيء". وأضاف قائلا عن باسيل: "كان عندنا بالأمس وأهلا وسهلاً به، لكننا نطلب منه لائحة خدماته لعكار بكل طوائفها، وليبين لنا أين هي حصة عكار، مسلمين ومسيحيين، في التعيينات الديبلوماسية؟". وتابع: "يتحدثون عن التوظيف في وزارة الاتصالات، مع أن هؤلاء الموظفين هم مناصفة وموزعون على كل المناطق. ولكن فلنسأل عن التوظيفات في الكهرباء، أليست كلها من لون واحد؟، ووزارة الطاقة تخسر ملياري دولار أميركي سنويا، ما يعني أن إدارتكم ليست حكيمة وغير ناجحة، وهي بموظفيها ومتعهديها محسوبة عليكم ومن عندكم. وأتيتم بشركات الخدمات لتدفعوا لها على حساب الشعب. لماذا لا توظفون أبناء المناطق في وزارة الطاقة؟، هل يعقل أن شركة كهرباء قاديشا في طرابلس أصبحت مليئة بموظفين من البترون؟. لقد سبق ونادينا بأننا نريد وزارات خدمات لعكار، لأننا كنا نرى أن الوزارات صارت محسوبيات".

واستطرد: "نحن دعاة المناصفة الحقيقية. ونحن دعاة إنصاف كل المناطق والطوائف في كل وزارات الدولة. ولذلك نريد حصتنا منها في التعيينات المقبلة في كل فئاتها، فلتسمع الدولة بكل مؤسساتها ومكوناتها، نحن أبناء عكار مسلمين ومسيحين، لنا حق مع الدولة، ولنا عتب كبير عليها". وأكد أن عكار "هي صورة عن العيش المشترك الفعلي، وهي إلى جانب الجيش اللبناني والقوى الأمنية"، داعيا إلى "البحث في كيفية إيجاد فرص عمل"، مشددا على "ضرورة تشغيل مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات، وهو جاهز، وينتظر القرار السياسي، وتشغيله يستفيد منه أبناؤنا. ولا يعقل أن يعيش كل لبنان على مطار واحد، ونطالب الرئيس سعد الحريري بتشغيل المطار". وختم بالاشارة إلى "إمكانية إنشاء مرفأ على ساحل عكار، حيث يوفر آلاف فرص العمل ويخفف زحمة السير عن بيروت وباقي المدن".

جديدة

وألقى صاحب الدعوة الشيخ شحادة كلمة رحب فيها بالحاضرين، ونوه بالدور الذي يقوم به طليس، مؤكدا وقوفه إلى جانب الرئيس سعد الحريري. ثم ألقى الشيخ جديدة كلمة أكد فيها أيضا الوقوف إلى جانب الرئيس الحريري. وتحدث عن "انجازات وعطاءات طليس الذي يستحق التكريم، فهو من طينتنا كرما وشهامة، وهو رجل الصلح والعطاء فعلا، وقد اكتشفنا كنزا من كنوز عكار يوم أطل علينا بالمجلس الإسلامي الشرعي، فكان لنا سندا في الأوقاف يتابع كل المشاريع حتى صارت تقر وتنفذ مشروعا مشروعا. ولا أنسى وقوفه إلى جانب مدارس المقاصد في محنتها، فاذا بعلي طليس نجده حريصا على أسرتهم ووقف، وحده ليدفع رواتب المعلمين والمعلمات ولكي تبقى المقاصد منارة علم في عكار". وطالب بحصة عكار من موظفي الفئة الأولى، كما طالب بحصة أكبر في المجلس الإسلامي الشرعي.

 

باسيل من زغرتا: نريد لبنان 1920 والبعض يطلون من رؤوسهم التقسيمية اليوم لاعادة الرسم على الارض خطوط تماس

وطنية - الأحد 07 تموز 2019

اقامت هيئة قضاء زغرتا في التيار الوطني الحر عشاءها السنوي في بلدة رشعين، برعاية رئيس التيار الوطني الحر، وزير الخارجية جبران باسيل وحضوره الى رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، النائبين السابقين جواد بولس، قيصر معوض، الوزيرين السابقين بيار رفول ورائد الخطيب، محافظ الشمال رمزي نهرا، رئيس حركة الارض طلال الدويهي، المحامي توفيق معوض، وحشد من الفاعليات السياسية، القضائية، الثقافية، التربوية، البلدية، الى منسقي الأقضية الشمالية، وحشد واسع من مناصري التيار.

بعد النشيد الوطني، كان شريط مصور عن نشاطات هيئة قضاء زغرتا. ثم كلمة ترحيب وتعريف من الاستاذ شربل فرنسيس الذي أشار الى "ان التيار هو التزام التزمنا به منذ انطلاقته تلبية لقائد كشف للعالم ان الوجود خارج إطار الحرية هو شكل من أشكال الموت".

ثم كانت كلمة منسق هيئة التيار في زغرتا الاستاذ عبدالله بو عبدالله قال فيها: "نعم ان جبران باسيل هو رجل الإنماء اينما حل، وإنتم العجز والحرمان. جبران باسيل هو رجل الانفتاح والتلاقي على مساحة الوطن، وأنتم محصورون في زواريب ضيقة، اسرى لحقدكم وفشلكم، ويجب ان تعرفوا إن وجودكم مرتبط بوجود جبران باسيل، ولو لم يكن لما كنتم، ولولاه لكنتم اليوم في اقبية النسيان".

رفول

ثم تحدث رفول فقال: "ما يجمعنا اليوم هو اكبر من حفل عشاء، انه مشروع لبنان القوي وخدمة شعبه، ان مسيرتنا النضالية ترتكز على مبادىء وطنية صافية انطلقت مع الرئيس العماد ميشال عون، هناك فريق في لبنان كان يتمسكن كي يتمكن واظهر ان نهج المزارع لا يزال قائما ولا يزال يدغدغ مشاعر البعض وما حصل اخيرا كان خطة واضحة لعملية اغتيال موصوفة والهدف كان جبران باسيل، هناك حملة تجريح وكذب مبرمجة وبوابات لطلب الاذن والرضى وعلى مزاجهم، وجريمة جبران الكبرى انه يريد بناء وطن. اننا دائما منفتحون على الاخر وابوابنا مفتوحة امام الجميع، لكن لن نسمح لاي احد بان يقفل ابوابه في وجهنا".

باسيل

اخيرا كانت كلمة باسيل الذي قال: "مساء الخير، اهلنا في زغرتا الزاوية الحضور وضيوفنا الكرام، اصدقائي بالتيار الوطني الحر. انها المرة الثانية التي اقوم بها بزيارة زغرتا خلال شهرين، ومن الواضح أن هناك ما يشدني الى هذه المنطقة اكثر واكثر، وأقصد بذلك التيار الوطني الحر وهيئة القضاء والمنسق الذي اريد ان اهنئه اليوم على هذا العمل، من اليوم سنعتاد على المساحات الواسعة لأنه من الطبيعي تيار مثل تيارنا سينمو، وهذا من مسؤوليتكم عندما تنجزون اعمالكم على أسس ومبادىء سليمة، اشكركم وقد قلت لكم سابقا بأننا لن نترك زغرتا الزاوية، لقد تنازلنا وضحينا وقد فكرنا بمساحة الوطن وقلنا بأننا لا نريد ان ننحصر في مكان واحد ولكن من الواضح بأننا قد أخطأنا. نحن واياكم قد كرسنا التنوع السياسي بهذه المنطقة بنتيجة الانتخابات وهذا التنوع يظهر اليوم على الطاولة وعلى المشهد السياسي الزغرتاوي، وهذه هي زغرتا وهذا هو قانون الانتخابات النسبي الذي سمح لكل مناطقنا وأقضيتنا ان تعيش تنوعها اللبناني والتخلص من منطق الاغلبية والاكثرية وان يغلب منطق التعايش والتنوع السياسي بين الطوائف وبين المناطق وهذه هي طبيعة لبنان وهذا هو جماله، هذا لا يعني بانه لدينا اعداء، نحن عندنا منافسون ولا يمكننا ان نتعاطى مع اي لبناني من منطلق العداوة ولكن نفكر كي نتنافس على الافضل، ومن الطبيعي ان نمد له يدنا لأنه عندما نتنافس هناك امور على الصعيد الوطني يجب ان نبعدها عن صراعاتنا السياسية ونتفاهم عليها، ودائما التيار الوطني الحر يمد يده لكل الناس، هناك أناس لا يبادلوننا مد اليد، ليست مشكلة ننتظر، وسيأتي يوم وسيمدونها لنا، نحن لا نأتي لاي مكان كي نلغي احدا، فهذا البلد لا يمكن ان نلغي فيه أحدا ولا يجوز ان نلغي فيه أحدا، ولكن نحن لا يمكننا ان نقبل بالتسلط او الاحتكار او بالاحادية في هذا البلد، لا على مستوى الوطن ولا الطوائف ولا على مستوى المواطن، نحن نريد ان نكرس التعددية والشراكة في كل منطقة، حتى في الامكان التي يكون فيها التيار أكثرية وأكثرية كبيرة، نريد التنوع لصحة العمل السياسي، التيار لا يعزل ولا يعزل ولا ينعزل، التيار هو رافعة اصلاحية في وجه العقليات المتحجرة".

اضاف: "يقولون بأننا ضد العائلات وهذا ليس صحيحا فنحن ضد العائلية السياسية الذي يعتبرها البعض بأنها ملكيته خاصة به يمكن على اساسها ان يمسك ارادة الناس، ولكن الذي يستحقها بإرادة الناس نحن لسنا ضده والبرهان على ذلك اليوم معنا ميشال معوض الذي اتى من تاريخ سياسي ومن عائلة سياسية ولكن انظروا الى أدائه وكيف يقدم نموذجا حديثا ومتطورا للحياة السياسية في لبنان، وانا لم اتصور يوما بأنه يمكننا ان نكمل بعضنا ليس فقط على المستوى السياسي والانتخابي بل ايضا على المستوى الاقتصادي والانمائي لأننا نواكب التطور بهذا العالم، نحن اصحاب مشروع اقتصادي قائم على الانتاجية النوعية، وليس لدينا اي عقدة بأن نلتقي مع اي شخص يمكنه ان يواكبنا، وليم طوق هو نموذج ثاني، فيصل كرامي هو ايضا نموذج، والكثير من الناس الذين نحلم معهم كيف يمكننا ان نعمل لزيادة الوزنات وليس ان نتكل على ماضينا وصورتنا، ولكي نقول لشبابنا بأننا نمثل النموذج الذي يحلمون فيه. احدهم قال بأن من ليس لديه ماضي ليس لديه لا حاضر ولا مستقبل، انا اقول لكم بأن من لديه هكذا ماضي ليس لديه لا حاضر ولا مستقبل، الماضي هو اساس نتكل عليه لنرى حاضرنا اين وكيف يمكن ان نطور مستقبلنا ولكن لا نكتفي فيه ونتغنى فيه لوحده، على هذا الاساس اقول لكم لدينا تحديات كبيرة ومرحلة صعبة ولكن لقد مررنا بأسوء من هذه المرحلة فلن تصعب علينا هذه، كلنا نعلم بأن البلد يمر بأزمة اقتصادية ليست وليدة اليوم بل وليدة سياسات وسنوات طويلة، نحن على مقربة من استحقاق حقيقي هو استحقاق الموازنة".

وقال: "الاسبوع المقبل يجب ان يكون اسبوع الموازنة ويجب على مجلس النواب ان ينهي في لجنة المال العمل ونذهب الى الهيئة العامة ونبرهن اننا قادرون على الالتزام بسياسة اقتصادية وموازنة تخلص البلد من الحالة التي وصل اليها، المرحلة لا تحتاج الشعبوية يجب ان يكون لنا قدرة على مخاطبة ناسنا وجمهورنا بالحقيقة، لان الحقيقة وحدها هي التي تخلصنا، يجب ان نواجه الناس بالحقيقة الاقتصادية 7,59 في الموازنة لا تكفي يجب ان ننزل عنها، هذه هي الجرأة، السياسة هي ان نواجه الناس بالحقائق ونقدم لهم الحلول ليس ان نعيشهم في الكذبة لنعيش على وهم سياسي وانتخابي لا يدوم، الناس تريد في هذه السياسة ان تعي الحقيقة الاقتصادية المرة. يجب ان نتخذ الاجراءات اللازمة وان لا نتأخر حتى نخلص اقتصادنا وتصمد ليرتنا، القدرة موجودة باقتصادنا وشعبنا وشبابنا، كل مقومات الاقتصاد الناجح موجودة، لكن المشكلة هي بسياسيينا الذين لا يريدون اخذ قرار انقاذي واصلاحي في البلد. تارة نتحجج بفئة شعبية وتارة نتحجج بسياسة مفلسة، انبه وواجبي ان انبه هذا الكلام الشعبي، اقبل ان ادفع ثمنه ولكن نكون عند هل نخلص البلد والاقتصاد والليرة اللبنانية. هذا هو الحل وكلنا امام التحدي في الاسبوع المقبل، سيدر موجود وممكن ان نتكل على امواله، ماكنزي موجود ويمكن ان نتكل على سياساته، لكن من دون اخذ القرار السياسي لا يمكننا فعل شيء". وتابع: "علينا اعطاء الاشارة لشعبنا والمجتمع الدولي الذي يريد ان يقرضنا وليس ان يساعدنا، ولكي يبقى من يقرضنا يجب ان نبرهن اننا قادرون ان يكون لنا صدقية وجرأة سياسية لنأخذ القرارات اللازمة. هذا التحدي الكبير لنمتن اقتصادنا ووطننا لاننا مقبلون على تحديات اكبر، ما حصل يدل على ان هناك فتنة تتحضر في البلد وهذا ليس بالشيء الجديد على لبنان من قبل ال75 وبعدها قبل 90 وبعدها، قبل 2005 وبعدها وقبل ال 2017 وما حصل مع رئيس حكومتنا وبعدها، وهذا قبل 30 حزيران عاليه 2019 وبعدها، هناك من يريد رمينا في قلب الفتنة ومن اخراجنا منها، والفتنة هي برفض الاخر والتحريض عليه ونرسم خطوط التماس داخل البلد ونقسم المناطق اللبنانية ومحاربة الفتنة هي بالانفتاح الذي نمارسه والتلاقي ونحن اليوم في التيار الوطني الحر بدأنا نهارنا في طرابلس واكلمناه في عكار وننهيه في زغرتا لنقول ان الشمال كله واحد بفكر لبناني وطني واحد. انتبهوا جديا التقسيميون يتجمعون بتصاريحهم ومواقفهم ولفتاتهم، والتوحيديون يتجمعون ليسكروا التقسيميين في هذا البلد، نحن لسنا اقل من مشروع وحدة لبنان مقابل تقسيم لبنان، نحن اليوم امام لبنان الكبير مقابل لبنان الكانتونات، نريد لبنان 1920 والبعض يطلون من رؤوسهم التقسيمية اليوم لاعادة الرسم على الارض خطوط تماس. نشكر الله ان في زغرتا لا يوجد هذا الهاجس لان كل زعامات وعائلات زغرتا هي مع لبنان الواحد غير المقسم وهذا الامر نحسدكم عليه. وحتى لو اختلفوا في زغرتا يبقى آل فرنجيه ومعوض وكرم وبولس والدويهي كلهم بوحدة لبنان وهكذا نوحد زغرتا ضد المشروع التقسيمي.

وختم: "انتبهوا في كل مرة يتم الكلام عن خطر التوطين من جهة يظهر معه خطر التقسيم من جهة اخرى، الاشارة تأتي من الخارج بمشروع يقول اصحابه ان الفلسطنيين ليس لهم حق العودة وسيبقون في المكان الموجودين فيه، عندما تاتي الاشارة من الخارج تأتي الاشارة من الداخل بكلام تقسيمي بمحاولة عزل المناطق وتقسيم اللبنانيين عن بعضهم، التيار الوطني الحر يكسر كل الحواجز ولا يسمح لاحد بالتدخل في البلد. هذا هو مغزى معركتنا اليوم، سنلاقي اللبنانيين الذين يريدون لبنان واحدا لبنان الكبير، لبنان المسيحي والمسلم العيش الواحد وهم اكثر بكثير من التقسيميين واذكر بكلمة الرائد لبنان اكبر من ام يبلع واصغر من ان يقسم.. هذه كانت معركتنا في 1988 وهذه هي معركتنا في 2020 هكذا انتصرنا وبقي لبنان موحدا وهكذا سننتصر غدا ويبقى لبنان واحدا وكبيرا.

بعدها تسلم باسيل درعا تكريمية من هيئة قضاء زغرتا في التيار وكان تكريم وتسليم دروع لناشطين في التيار، واستكمل العشاء على انغام الموسيقى والاغاني الطربية.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  07 و08 تموز/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

صلاحية أصحاب شركات أحزابنا الموارنة كافة هي منتهية Expired وهم أصبحوا 100% المشكل وليس الحل

الياس بجاني/07 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76435/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b1/

 

 

“You Are Born to Clean Our Houses”: Persecution of Christians, April 2019
 
ريموند إبراهيم/معهد كايتستون: قائمة بحوادت اضطهاد المسيحيين لشهر نيسان 2019/انتم خلقتم لتنظيف بيوتنا
 Raymond Ibrahim/Gatestone Institute/July 7, 2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/76431/%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d9%82%d8%a7%d8%a6%d9%85%d8%a9-%d8%a8%d8%ad/
 
https://www.gatestoneinstitute.org/14469/persecution-of-christians-april

 

 

Iran’s proxies defy Iraqi PM’s anti-militia decree
 
بارعة علم الدين: الأذرع الإيرانية في العراق تتحدى قرار رئيس الحكومة دمجها في الجيش
 Baria Alamuddin/Arab News/July 07/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/76445/%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%b9%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b0%d8%b1%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84

 

 

Europe should pull the plug on Iran nuclear deal
 
د.مجيد رافيزدا: مطلوب من أوروبا اتخاذ موقف واضح ومتشدد من الإتفاق النووي مع إيران
 Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/July 07/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/76442/%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%b7%d9%84%d9%88%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%a8%d8%a7-%d8%a7%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%b0-%d9%85%d9%88/