LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 06 تموز/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.july06.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

روحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا، وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

إلياس بجاني/حزب الله يحتل البلد وهو أمسى الحاكم والحكم والملاذ

إلياس بجاني/هيدا نحن وهيدا حالنا وكيف نكون يولى علينا

إلياس بجاني/وهيدا كمان نحن مش غيرنا..شوفو وين أولوياتنا ..قليل كتير يلي عم يصير فينا

إلياس بجاني/نجاح كبير لحزب الله في وضع اللبنانيين في مواجهة بعضهم البعض

إلياس بجاني/صحيح باسيل فاشل وتعيس إلا أن البدائل أتعس وأخطر وداكشت الكراسي بالسيادة وبمليون لون

إلياس بجاني/وجع الدروز هو وجع كل اللبنانيين

إلياس بجاني/تعليقاً على تصريح النائب محمود قماطي من دارة النائب أرسلان: في حال كان حزب الله ضد الميليشيات، وضد المناطق المغلقة، ومع القانون والقضاء، فليسلم سلاحه، ويفكك دويلاته، ويتبرأ من إيرانيته ويعود لحضن الدولة الشرعي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وحدة الجبل وثعالب السياسة/أبو أرز- اتيان صقر

الموساد: إيران فعّلت شبكات حزب الله في الخارج/سامي خليفة/المدن

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 05/07/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 5 تموز 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بين الرئيس وميراي... "مش ظابطا"... وهذا ما يحصل

الحبس لجيري ماهر في دعوى وفيق صفا

الأحرار: لتوفير الهدوء وأجواء المصالحة على صعيد الجبل والوطن

برّي والحريري وجنبلاط: أقل من حلف وأكثر من تفاهم/منير الربيع/المدن

باسيل في طرابلس السبت: حتى كرامي سيغيب/جنى الدهيبي/المدن

الوزير النيروني/بتول خليل/جنوبية

فضول... وملاحظات/بشارة شربل/نداء الوطن

محرقة بلدية بيروت: الشيطان في دفتر الشروط وباسيل لم يلغ زيارة طرابلس والحكومة غير سالكة بعد

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

توتر غير مسبوق بين إيران وروسيا شرق سوريا

إيران تعلن "حرب ناقلات" على بريطانيا ولندن تنضم إلى الموقف الأميركي المتشدد حيال طهران في تحول لافت في السياسة البريطانية التي تبذل مجهودات لإنقاذ الاتفاق النووي.

لافروف: اتفاق قريب حول سوريا

تركيا: تفجير يستهدف 3 سوريين..وأردوغان يرجح فرضية الارهاب

إعادة هيكلة الحشد الشعبي تسلط الضوء على الوضع الشاذ للبيشمركة الكردية وأربيل ترفض قطعيا أي مقارنة للبيشمركة بميليشيات الحشد.

حظر النقاب شرارة أولى لمعارك الشاهد مع النهضة في تونس

اتفاق تاريخي ينهي الخلاف بين الفرقاء السودانيين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رسالة بقلم الرئيس عون إلى اللبنانيين: إلى شباب لبنان

خصوصية باسيل وخصوصية الجبل/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

أحداث جبل لبنان والمقتولون «في حمى الأمير»/رضوان السيد/الشرق الأوسط

باسيل يُجيّر فائض قوة العهد لطموحه الرئاسي... لكن الأثمان باهظة/رلى موفّق/اللواء

المعجبون بحكم الجيوش/توفيق شومان

"النأي بالنفس" .. بين الدولة و"الدويلة"/بديع يونس/الكلمة أونلاين

 الجبلُ ... وحروبُ الإلغاء/جوزف الهاشم/الجمهورية

مفاوضات ترسيم الحدود عالقة بالتشدد الإيراني والتملص الإسرائيلي/منير الربيع/المدن

جنبلاطية الأصل.. البشيرية الطارئة/أحمد جابر/المدن

”جمهورية موز” منتفخة/نبيل بومنصف/النهار

باسيل إلى طرابلس الأحد.. فهل ستواجهه تحركات شعبية/أحمد شنطف/جنوبية

مكيافيلي يخاطب أهل الأرض/فارس خشّان/الحرة

سبع خرافات حول عقوبات ترمب ضد إيران/أمير طاهري/الشرق الأوسط

ماذا لو... قنبلة نووية إيرانية/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

لعبة الكراسي وصراعاتنا/د. محمّد النغيمش/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية أكد أن المصالحة في الجبل ثابتة:ما حدث في عاليه يجب ألا يتكرر وحرية تنقل اللبنانيين ولا سيما ممثلي الشعب في المناطق يجب أن تبقى مصانة

الحريري استقبل فوشيه وزياد عيتاني وخالد الضاهر نقل عنه إصراره على معالجة كل القضايا بحكمة وأناة

الحريري عرض الاوضاع مع ابراهيم والتقى شخصيات اقتصادية ورياضية

بري التقى رئيس لجنة المال ونوابا ووديع الخازن كنعان: نحرص على التوفيق بين الهم الاقتصادي والمالي والهم الاجتماعي

الراعي استقبل مدير عام الجمارك وعرض مع كوبيس ملف النازحين وترأس اجتماع مجلس الشؤون الإقتصادية في البطريركية

أرسلان خلال تشييع رامي سلمان في الرملية: الجبل ليس مستباحا ومفتاح الحل يبدأ بالمجلس العدلي

لقاء في السفارة الإيرانية في ذكرى خطف الديبلوماسيين الأربعة موسى ممثلا بري: لجلاء هذه القضية المحقة وكشف مصيرهم وإعادتهم سالمين

نحن والاتحاد الاوروبي ندوة في مؤسسة فؤاد شهاب وكلمات اكدت ان الاوروبيين ملتزمون بازدهار وتقدم لبنان والعمل لتوفير ما هو مطلوب في سيدر

باسيل في حفل تخرج طلاب الجامعة الأنطونية: معركتنا بين مفهومي الدولة والتسلط وما بين نهجي المؤسسات والفلتان وقوى الشر لن تقوى على الخير

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا، وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ

إنجيل القدّيس لوقا04/من14حتى21/:”عَادَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلى الجَلِيل، وذَاعَ خَبَرُهُ في كُلِّ الجِوَار. وكانَ يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهِم، والجَمِيعُ يُمَجِّدُونَهُ. وجَاءَ يَسُوعُ إِلى النَّاصِرَة، حَيْثُ نَشَأ، ودَخَلَ إِلى المَجْمَعِ كَعَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْت، وقَامَ لِيَقْرَأ. وَدُفِعَ إِلَيهِ كِتَابُ النَّبِيِّ آشَعْيا. وفَتَحَ يَسُوعُ الكِتَاب، فَوَجَدَ المَوْضِعَ المَكْتُوبَ فِيه: «رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا، وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ.»ثُمَّ طَوَى الكِتَاب، وأَعَادَهُ إِلى الخَادِم، وَجَلَس. وكَانَتْ عُيُونُ جَمِيعِ الَّذِينَ في المَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْه. فبَدَأَ يَقُولُ لَهُم: «أَليَوْمَ تَمَّتْ هذِهِ الكِتَابَةُ الَّتي تُلِيَتْ على مَسَامِعِكُم».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حزب الله يحتل البلد وهو أمسى الحاكم والحكم والملاذ

الياس بجاني/06 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76385/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%ad%d8%aa%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d8%af-%d9%88%d9%87%d9%88-%d8%a3%d9%85%d8%b3/

من في لبنان وخارجه من اللبنانيين لا يعلم علم اليقين بأن مشعل الحرائق والإطفائي واحد في كل المناطق، وبين كل الشرائح المذهبية والمجتمعية؟

هو حزب الله مباشرة أو مواربة وراء كل مشكل أكان كبيراً أو صغيراً أو بين بين…وهو أيضاً مايسترو كل حل.

هو يشعل الحرائق وينجح لأن الأرض حالياً هي في حالة من اليباس والقحط الوطني والسيادي والاستقلالي.

وهو ينجح لأننا في زمن بؤس وتعتير على مستوى القيادات والأطقم السياسية.

وهو ينجح في حين أن من هم في مواجهته ينزلقون من فشل إلى آخر لأننا في زمن كفر وجحود وخنوع أصحاب شركات أحزاب تجارية.

وفي وضعية كل هؤلاء القادة يصح 100% قول مثلنا الجبلي..”بزمن المّحل العنزي بتنط ع الفحل”.

الحزب اللاهي ينجح ويكرر ارتكاباته لأن هناك كثر عندنا من أنفار الطاقم السياسي والحزبي والرسمي لم يعد في ضمائرهم ولا في أولوياتهم أية روادع وطنية.

وفي هذا السياق الإنبطاحي والمّحل فإن ما جرى في الجبل مؤخراً ليس هو أول حادث من نوعه.

وبالتأكيد لن يكون الأخير ما دام حزب الله محتلاً للبنان ومتحكماً بقراره؟

ونعم سوف يستمر حزب الله في مسلسل شق الشرائح المجتمعية والمذاهب وتقليبها بوجه بعضها البعض لإلهاء الجميع وتخويفهم واشعارهم بخطر وجودي وكياني.

الحزب يحاول باستمرار تصوير نفسه بالحامي لمن يرضخ لمشيئته ويرضى بمشروعه الفارسي بكل متدرجاته المحلية والدولية والإقليمية.

الهدف اللاهي الأساس لحزب الله هو إضعاف الجميع وتهميش أدوار ومواقع وهيبة القيادات كافة، وعملياً تكريس مرجعيته كحاكم وكحكم وكملاذ في آن.

وما حدث مع السيد وليد جنبلاط، أو بالأحرى، ما أوقع نفسه فيه من ورطة، هو نموذج مستنسخ لأحداث سابقة ولأخرى قادمة بسيناريوهات وقوعها وأسبابها ونهاياتها السعيدة.

في هذا الإطار يتم افتعال المشكل غب طلب حزب الله وما يتوافق مع أجندته وهناك دائماً من هو جاهز ليكون الأداة طمعاً بمنافع ذاتية في مقدمها مواقع ومنافع سلطوية.

يتورط الجميع، ترفع السقوف، وتوضع الخطوط الحمر وتعلو الأصوات والنبرات،

وعندما تصل كل الحلول إلى انسداد يضطر الجميع إلى اللجوء لحزب الله أو لأحد وكلائه المعتمدين إما لنصرتهم، أو طلباً لحمايته، أو رضوخاً لفرماناته كفاً لشروره.

ولأن أولويات من هم بمواجهة حزب الله من قادة وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب ورسميين، هي أولويات شخصية وذاتية نرسيسية بامتياز وغير وطنية فهم يزدادون ضعفاً وهزالاً…

أما الحزب الذي يجيد دور مشعل الحرائق والإطفائي في أن، والذي يلعب بمهارة على تناقضاتهم وأكروباتيتهم هو يقوى ويتمدد أكثر وأكثر وهم من تقزيم إلى آخر.

في الخلاصة فإن كل قادة لبنان في الوقت الراهن، وتحدياً المشاركين منهم في الصفقة الرئاسية وما تبعها من صفقات تجارية وسلطوية…وكذلك من هم في الحكم والحكومة قد حولوا أنفسهم وطوعاً إلى مجرد أدوات ورهائن بيد حزب الله.

وعلى خلفية دهاء وفطنة الحزب، وبسبب نرسيسية من هم بمواجهته فقد فرض الحزب وضعيته الإحتلالية عليهم جميعاً. .. وهي وضعية الحاكم والحكم والملاذ.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

هيدا نحن وهيدا حالنا وكيف نكون يولى علينا

الياس بجاني/04 تموز/2019

شعب نموذج حياته يتمظهر في هيفاء وهبي وميا دياب يستأهل طبقة سياسية وحزبية ورسمية تعتبره سلعة للتجارة وتستغبيه وتستهزئ به.

 

وهيدا كمان نحن مش غيرنا..شوفو وين أولوياتنا ..قليل كتير يلي عم يصير فينا

الياس بجاني/04 تموز/2019/اضغط على الرابط في أسفل

http://bintjbeil.org/article/162129?fbclid=IwAR3tDXCrKZNGuPZUSbCcVzBeI_B_xJKu6AD3MqTZ3RX3fNrWCpdQtnnRWiI

 

نجاح كبير لحزب الله في وضع اللبنانيين في مواجهة بعضهم البعض

الياس بجاني/04 تموز/2019

حزب الله هو المستفيد من الخلافات المذهبية والمجتمعية لأنها تبعد الجميع عن واقعه الإحتلالي وتكرسه حكماً وحاكماً وملاذاً.

 

صحيح باسيل فاشل وتعيس إلا أن البدائل أتعس وأخطر وداكشت الكراسي بالسيادة وبمليون لون

الياس بجاني/03 تموز/2019

صحيح بأن باسيل سياسي حديث النعمة وفاشل ومستفز ومتفرسن ومصاب بوهم العظمة إلا أن البدائل المارونية الحزبية كافة هي أسخريوتية وفاشلة وتفتقد للرؤيا وتداهن حزب الله كرمى للكرسي

 

وجع الدروز هو وجع كل اللبنانيين

الياس بجاني/02 تموز/2019

لأن الطافة الدرزية تواجه أزمة حقيقية وخطرة مطلوب من العقلاء فيها وهم كثر أن يوقفوا السجالات التصعيدية ويفرضوا على المتخاصمين من قادتها حلاً يصونها ويحفظ سلمها وآمنها.. والعقلاء هؤلاء قادرين على ذلك. علماً أن وجع الدروز يصيب كل لبنان لأنه لبنان جسم واحد مكون من عدة اعضاء وأي أذى يصيب أي عضو يؤذي كل الأعضاء. وحقيقة فإن كل الأحرار والسياديين والشرفاء والكيانيين في لبنان  وبلاد الإنتشار يؤلمهم ما حل بالطائفة الدرزية ويأملون بإنهاء حالة التوتر التي أصابتها.

 

تعليقاً على تصريح النائب محمود قماطي من دارة النائب أرسلان: في حال كان حزب الله ضد الميليشيات، وضد المناطق المغلقة، ومع القانون والقضاء، فليسلم سلاحه، ويفكك دويلاته، ويتبرأ من إيرانيته ويعود لحضن الدولة الشرعي

الياس بجاني/02 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76268/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82%d8%a7%d9%8b-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d8%b5/

في أسفل تقرير من وكالة الأنباء الوطنية نشر أول أمس عقب زيارة الوزير محمود قماطي، (وزير حزب الله في حكومة الرئيس الحريري)، لدارة النائب طلال أرسلان في الشويفات بعد ساعات قليلة على وقوع الحدث الدامي الذي شهده الجبل في بلدة كفرمتى.

وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي من خلدة: ولى زمن المليشيات والمناطق المغلقة ولمحاسبة المرتكبين وأدا للفتنة

وطنية – الأحد 30 حزيران 2019/(“أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي بعد زيارته النائب طلال أرسلان في دارته في خلدة أن “من واجباتنا أن نكون إلى جانب حلفائنا في هذه الحادثة، وما حصل كبير وخطير جدا، وما يهمنا، هو الاستقرار في لبنان وفي الجبل، وعلى التوافق اللبناني القائم حاليا”. وقال: “العودة إلى الأعمال الملشياوية هو خرق للسيادة اللبنانية ولدماء الجيش والمقاومة. لقد دفع لبنان الشهداء من الجيش والمقاومة لتحقيق هذا الاستقرار، والاستقرار الأمني تحديدا، ومنعنا الإرهاب التكفيري والإسرائيلي لبناء وطن جديد، ولا يجوز أن نعود إلى خرق الأمن”. أضاف: “يجب أن ننتبه أننا كدنا أن نفقد وزيرا في الحكومة، لذلك، على الجيش والقوى الأمنية العمل، للحفاظ على الاستقرار بتسليم الجناة إلى القضاء، ليأخذوا ما يستحقون من عقاب، وأدا للفتنة”، وتابع: “لا نقبل أن تكون هناك منطقة مغلقة على أي لبناني، ويحق لأي مواطن أو مسؤول، زيارة أي منطقة، كما أن حرية التعبير والرأي كفلها الدستور”. ودعا إلى “اعتماد الخطاب السياسي الذي يتحلى بالأخلاقية السياسية، وعدم الإهانة، وألا يواجه أي حراك سياسي بالعنف والقوة”، مؤكدا “لقد ولى عصر المليشيات والمناطق المغلقة”. وكرر التأكيد أنه “لا يجوز المماطلة في تسليم الجناة واعتقال المرتكبين، من أجل ضبط الأوضاع والحفاظ على الاستقرار في الجبل. ونحن يهمنا كثيرا أمن الجبل والاستقرار فيه، وأن يهدأ الناس وألا ننتقل إلى دم جديد، لذلك ندعو الجيش والقوى الأمنية والقضاء إلى محاسبة المرتكبين وألا تتجدد الفتنة”. وردا على سؤال حول إذا ما كان يتواصل مع رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في هذه الحادثة، أجاب: “نحن الآن في دارة الأمير طلال أرسلان والتواصل قائم على الساحة الوطنية”)

بداية فإن المعايير القانونية المحلية والدولية لما يسمى ميليشيات، ولما يمكن أن يكون مناطق مغلقة، وكذلك لكل ما هو معايير ومقاييس للأمن والسلام والعيش المشترك والقضاء في دولة لبنان … هي كلها معايير وضوابط الدستور اللبناني والقوانين اللبنانية والقضاء اللبناني، وكذلك الشرائع الدولية كما هو معترف بها من قّبل الأمم المتحدة.

من هنا فإن الغرابة والاستغراب والغربة في كامل محتوى تصريح النائب محمود قماطي يمكن بمنتهى البساطة تفسيرهم بمنطقين متعارضين،

الأول يقول ودون خجل أو وجل بأن الجهة التي ينتمي إليها الوزير، التي هي حزب الله، الإيراني من رأسه حتى أخماسه لا تعترف بالدولة اللبنانية، ولا بكل مؤسساتها ولا بدستورها وقضائها وقواها الأمنية، وأن عندها (حزب الله) معاييرها ومقاييسها الخاصة بها والتي تناقض وتتعارض 100% مع كل ما هو لبنان ولبناني من قوانين ودستور وأعراف ومؤسسات وأعراف مجتمعية،

أو ثانياً بأن النائب “اللاهي” المفوه لا يحترم لا ذكاء ولا علم ولا معرفة اللبنانيين.

وفي الحالتين يتبين جلياً ما هو محسوس وملموس ومعاش على أرض الواقع الإحتلالي والقمعي واللاهي حتى العظم، وهو بأن حزب الله غريب ومغرب عن كل لبنان، وعن كل ما هو لبناني، أكان في مفهومه للبنان الهوية والتاريخ والدور والحضارة والرسالة ونمط حياة بنيه وتعايشهم الحضاري، أو فيما يتعلق بأسلوب تعاطيه الإستكباري والفوقي المستهزئ دائماً بلبنانيتهم وبمعرفتهم وبقدرتهم على التفريق بين الحق والباطل، والوطني والإحتلالي، والصادق والمنافق.

لمن يهمهم الأمر وحتى لا يمر كلام النائب القماطي مرور الكرام ودون تعرية قانونية لمحتواه الأستغبائي والإرهابي، ودون سحب الكلام وتفسيره طبقاً لمعايير الدستور اللبناني، وعملاً بكل ما ورد في اتفاقية الطائف، وما جاء من بنود تتعلق به وبوضعيته الشاذة في القرارين الدوليين 1701 و1559.

طبقاً لكل هذه المعايير والمقاييس والضوابط اللبنانية والدولية هذه هي وضعية حزب الله القانونية لبنانياً ودولياً:

1- لبنانياً، حزب الله هو تنظيم غير مرخص له، وعملاً بالقوانين اللبنانية المرعية الشأنً هو عبارة عن جماعة من المسلحين الخارجين عن القانون.

وطبقاً لبنود اتفاقية الطائف تحديداً، فالحزب هو من ضمن الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وكان من المفترض أن يلتزم بتنفيذ كل البنود التي أدرجت تحت خانة الميليشيات.

2- دولياً حزب الله هو منظمة ارهابية وإجرامية، ومصنف تحت هذه الخانة في معظم دول العالم، عربية وغير عربية.

3- ودولياً وبما يخص القرارات الدولية الخاصة بلبنان (1559 و1701) الحزب هو ميليشيا مسلحة مطلوب منها تسليم سلاحها للدولة اللبنانية، وتفكيك مربعاتها الأمنية، والالتزام بالقوانين اللبنانية.

وحتى لا نطيل الشرح فإن كلام النائب القماطي هو إدانة للحزب بالكامل كون فاقد الشيء لا يعطيه.

فالحزب ميليشيا مذهبية وإرهابية، وهو مسلح وتابع لدولة إيران وليس للبنان، ويحتل لبنان، وعنده مربعات ودويلات أمنية لا سلطة للدولة عليها، ويحارب في العديد من الدول لمصلحة إيران وبأوامر مباشرة من قادة عسكرها، وتطول ولا تنتهي قائمة مخالفات الحزب للبنان ولكل ما هو لبناني.

وإن كان فعلاً قماطي وحزبه جديين في أي كلمة قالها من الشويفات فالبداية تكون بتسليم المحكمة الدولية المطلوبين بتهمة اغتيال الرئيس الحريري وإلا فالج لا تعالج.

يبقى أن كلام النائب محمود القماطي مستنكر ومرفوض وهو يدين الحزب ويعري وضعيته الإحتلالية والإرهابية والمذهبية والعنفية واللالبنانية واللاشرعية.

في الخلاصة، فإن ما حدث في الجبل ورغم مأساويته وخطورته، فهو عارض من أعراض مرض الاحتلال الإيراني للبنان، وربما ما كان ليحدث لولا وجود هذا الاحتلال ونجاحه للأسف في شق معظم الشرائح اللبنانية المجتمعية ووضعها في مواجهة بعضها البعض على خلفية مبدأ فرق تسد.

وبالتالي فإن التركيز الوطني والسيادي الجاد والمستمر يجب أن يكون على إنهاء هذا الاحتلال، وبعدم تضييع الوقت والجهد في التعاطي فقط مع الإعراض مهما كانت ضاغطة ومهمة أكانت معيشية أو أمنية أو مالية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

وحدة الجبل وثعالب السياسة

أبو أرز- اتيان صقر/06 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76388/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d9%88%d8%ad%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8%d9%84-%d9%88%d8%ab%d8%b9%d8%a7%d9%84%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3/

نحن على ثقة بان الطائفة الدرزية الكريمة قادرة على التصدي للمؤامرة الدنيئة الزاحفة اليها من كل حدبٍ وصوب، وقادرة ايضا بفضل حكمة عقلائها على وأد هذه الفتنة الشيطانية التي تمكنت من التسلل الى قلب الجبل بقصد النيل من مناعته وصموده وتماسكه ، وذلك عبر ثعالب السياسة واقزامها ومراهقيها.

وكلنا ثقة بان هذه الطائفة العريقة في لبنانيتها، المتمرّسة في مغالبة المحن، المتمسكة بفضائل العقل، لن تقع في المحظور الذي وقعت فيه القيادات (المسيحية) في حرب الإلغاء، هذه الحرب التي ادت الى كوارث مدمرة سنظل ندفع اثمانها الغالية الي اجيال قادمة عديدة.

وثقتنا كبيرة في احفاد فخر الدين الكبير باني مجد لبنان واستقلاله الحديث، بانهم لن يقدموا على اي فعلٍ من شانه المساس بوحدة الجبل وسلامته، باعتبار ان سلامة لبنان من سلامة الجبل وفق ثوابت التاريخ.

وفي هذا السياق نتذكر المعلم سعيد عقل الذي كان يحلو له، كلما اتى على ذكر الجبل، ان يردد الشعار التالي: ” الدروز هم سيوف لبنان .”

لبيك لبنان/ابو ارز

 

الموساد: إيران فعّلت شبكات حزب الله في الخارج

سامي خليفة/المدن/07 تموز/2019

تنظر إسرائيل بعين الريبة لانعكاسات التوتر الأميركي-الإيراني، فالاستنفار الداخلي والتأهب على الحدود، لم يعد كافياً، مع حصول الدولة العبرية على معلوماتٍ عن تفعيل إيران لشبكة تضم خلايا من حزب الله في جميع أنحاء العالم، جاهزة لضرب المصالح الإسرائيلية والأميركية، وحتى المعارضين الإيرانيين.

ما وراء الشرق الأوسط

تمثل الحوادث التي شهدتها المنطقة مؤخراً، كما ترى الأجهزة الاستخباراتية في إسرائيل، عينة صغيرة من قدرات إيران. فقد بنى الإيرانيون شبكة واسعة من الوكلاء، تمتد إلى ما وراء الشرق الأوسط. وفيها يوجد جيوش هرمية مثل حزب الله، المسلح بترسانات هائلة من الصواريخ، ولديه خلايا نائمة، كامنة في أوروبا وأميركا الشمالية وأميركا اللاتينية. وانطلاقاً من القلق الإسرائيلي المستجد من شبكات إيران في الخارج، سلط موقع" ألغماينر" اليهودي النيويوركي، الضوء على دور إسرائيل في تحديد هجمات حزب الله ورصدها ومنعها، بالإضافة إلى تنبيهها في الفترة الأخيرة وكالات الاستخبارات الغربية من الخطط التي تُحاك في الكواليس.

حرب الظل

في تصريحات ألقاها يوم الاثنين 1 تموز 2019 في مؤتمر هرتسليا، قدم رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، لمحة عن حرب الظل التي تقودها إيران. وقال إن الحرس الثوري الإيراني ووزارة الاستخبارات الإيرانية مسؤولتان عن العمليات الإرهابية في الخارج. مشيراً إلى أن وزارة الاستخبارات الإيرانية مسؤولة عن تشكيل فرق القتل، التي تستهدف شخصيات المعارضة الإيرانية في الخارج، في حين يسعى الحرس الثوري الإيراني، مع حزب الله، إلى ضرب أهداف إسرائيلية، فضلاً عن أهداف يهودية. من شأن تصريحات كوهين، أن تفسر، حسب الموقع، الاكتشاف والإعلان الأخير عن مصنع متفجرات لحزب الله في لندن. ويبدو من المحتمل جداً أن القنابل كانت مصممة لخلايا الحزب التي تنوي مهاجمة أهداف إسرائيلية في بريطانيا. وقد حدث سابقاً أن قامت وزارة الاستخبارات الإيرانية بتنشيط شبكاتها الأوروبية، كما قامت في السنوات الأخيرة بقتل شخصيات معارضة إيرانية في تركيا وهولندا، بينما تم إحباط مؤامرة اغتيال أخرى في الدنمارك والسويد.

جمع المعلومات

بينما كان كوهين غارقاً في الشرح عن حالة التأهب التي يعيشها الموساد اليوم، كشف عن قيام فيلق القدس بتجنيد 300 مقاتل في العراق وسوريا، ونقلهم إلى أفريقيا لإنشاء شبكة إرهابية قادرة على ضرب أهداف غربية عبر القارة الأفريقية. وحذر من أن عملاء إيرانيين بما فيهم حزب الله جمعوا "معلومات استخبارية عن المعارضة الإيرانية، وعن أهداف إسرائيلية في أذربيجان والولايات المتحدة والدنمارك، وهذه ليست سوى قمة جبل الجليد". يشارك الموساد ودوائر المخابرات الإسرائيلية بعمق، وفق الموقع، في الجهود المبذولة لإحباط هذه التهديدات. ويعمل الجهاز الإسرائيلي مع أجهزة البلدان الأخرى. فالمعلومات التي كشفها كوهين تتضمن أيضاً خططاً إيرانية تنطوي على إعداد هجمات على المصالح الأميركية الخارجية. وإعطاء الأوامر بمهاجمة أهداف أوروبية وإسرائيلية في أي وقت. ولقد فعلت إيران هذا من قبل. ففي عام 2012، على سبيل المثال، أمرت بموجة من الهجمات على أهداف إسرائيلية في بلغاريا وقبرص والهند وكينيا، رداً على حملة تخريبية لبرنامجها النووي نسبتها إلى إسرائيل. كما شهدت الحوادث الماضية قيام عناصر حزب الله بتوسيع نطاق الأهداف الإسرائيلية في دول بعيدة مثل البيرو.

في كندا

كشفت وسائل الإعلام الكندية، الشهر الماضي، عن قيام أحد نشطاء حزب الله بجمع معلومات مفصلة عن مطار بيرسون، في تورنتو في عام 2017. وقد أعدت هيئة أمن النقل الجوي الكندية تحقيقاً حول عميل خلية نائمة لحزب الله يُدعى علي كوراني، كان عضواً في وحدة حزب الله 910، المسؤولة عن تنفيذ عمليات في كل أنحاء العالم. تحدث الإعلام الأميركي سابقاً عن كوراني بشكل مكثف، إلا أن دوره في كندا بقي خفياً حتى الشهر الماضي، حين ورد للمرة الأولى أنه زار بيرسون سبع مرات، قبل القبض عليه، واعترف أن الوحدة 910 كانت أكثر نشاطاً في كندا منها في الولايات المتحدة. وأنها تحاول تهريب متفجرات إلى الولايات المتحدة من كندا. وبالنظر إلى هذه المعلومات، وما أضافه كوهين عن تحويل إيران مؤخراً  100 مليون دولار إلى حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، سيتعين على وكالات الاستخبارات في جميع أنحاء العالم، حسب الموقع، أن تكون في حالة تأهب قصوى لشبكة الإرهاب الدولية النشطة والقاتلة التي تشغّلها إيران.

خلايا حزب الله

ينبع خوف الموساد من مدى قدرة خلايا الحزب على التحرك والضرب في الخارج. وهناك حوادث لم يتطرق إليها الموقع بالتفصيل لكنها ما زالت تؤرق الأجهزة الاستخباراتية في تل أبيب، وأهمها إدانة محكمة قبرصية في عام 2013 عميل للحزب، يُدعى حسام يعقوب، يحمل جنسيتين سويدية ولبنانية، بالتخطيط لمهاجمة مصالح إسرائيلية لحساب الحزب. ولعل القضية الأبرز تبقى تفجير حافلة بورغاس في بلغاريا عام 2012، الذي خلّف خمسة قتلى إسرائيليين وسائقهم البلغاري، ودفع الاتحاد الأوروبي لإدراج الجناح العسكري للحزب على لائحته السوداء كمنظمة "ارهابية"، وبالرغم من نفي الحزب لأي درو يربطه بالتفجير، يصر الموساد بأن ما حدث كان رسالة قاسية تدل على خطورة شبكات الحزب في الخارج.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 05/07/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

فيما تعاني من ثورة اليهود الأثيوبيين داخلها حاولت إسرائيل تحميل لبنان مسؤولية فشل المحادثات حول ترسيم الحدود البحرية والبرية، وقال أحد وزرائها إن حزب الله يضغط على الحكومة.

وفي المنطقة الأصبع على الزناد الإيراني في اقتراب الرد على الضبط البريطاني بإيعاز أميركي لناقلة النفط الإيراني قبالة جبل طارق.

وفي السودان محاولة إتفاق على حكومة من المجلس العسكري والحركة الشعبية غير أن رئاسة الحكومة هي العقدة البارزة.

وفي ليبيا اشتد القتال حول العاصمة طرابلس الغرب في وقت عنفت فيه حدة الإشتباكات في مناطق التوتر في اليمن.

اما في ملف الخليج فقد دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى اجتماع عاجل بشأن الملف النووي الإيراني بناء على طلب من واشنطن.

محليا تشييع رامي سلمان الذي سقط في حادث الجبل والنائب طلال ارسلان جدد المطالبة بإحالة القضية الى المجلس العدلي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

بين أضلاع المعالجة الثلاثية يتواصل العمل في السياسة والأمن والقضاء سعيا للوصول إلى نهاية سريعة للوضع المتوتر بعد حادثة قبرشمون.

الرملية ودعت اليوم ابنها رامي سلمان وهو أحد ضحايا الحادثة إلى مثواه الأخير.

رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال ارسلان دعا خلال التشييع الدولة إلى أن تتفضل وتتحمل مسؤوليتها كاملة، وإلا فهو غير مسؤول على حد قوله متسائلا عن سبب الخوف من المجلس العدلي.

أمنيا أيضا أعلن تنظيم داعش الارهابي عبر صحيفة النبأ التابعة له مسؤوليته عن هجوم طرابلس الشهر الماضي الذي استشهد فيه اربعة عناصر من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي.

وقال التنظيم في صحيفته الأسبوعية إن المهاجم عبد الرحمن المبسوط هو من (جنود الخلافة) ولم يقدم أي دليل على ذلك.

في يوم شهيد أمل جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري العهد لمن رسموا خارطة الوطن بالدم، مشددا في رجع لصدى صوت الإمام السيد موسى الصدر، أن سلام لبنان الداخلي أفضل وجوه الحرب مع إسرائيل.

لأن إقرار الموازنة يحتاج إلى تهيئة الأرضية المناسبة بما يوفق ما بين الهم الاقتصادي المالي والهم الاجتماعي عقد الرئيس بري لقاء في مقر الرئاسة الثانية حضره رئيس لجنة المال ابراهيم كنعان وعدد من النواب لمواكبة اختتام أعمال نقاش الموازنة والبدء بإعداد تقرير لجنة المال وتوصياتها لرفعها إلى رئيس المجلس.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

في ظل ما يعصف بالبلاد من أزمات، أخلاقيا قبل السياسة والاقتصاد وغيرهما، ليس تفصيلا أن يخص رئيس الجمهورية شباب لبنان برسالة خلاصتها أن "حرية التعبير مقدسة، لكن سقفها الحقيقة وحدودها الأخلاق. فإطلاق الشائعات والأكاذيب، أو اعتماد لغة الشتم وبذاءة الكلام، لا يندرجان ضمن أي حرية لأنهما اعتداء على حقوق الآخر وعلى كرامته وسمعته ومصداقيته. أما حق الاختلاف وحرية المعتقد والرأي والتعبير، فالتجربة علمتنا أنها ثوابت لا يجب أن تمس، وعندما جنحنا إلى المس بها كدنا نخسر الوطن" ...

وفي وقت تستمر المساعي للملمة تداعيات كمين قبرشون، ليس تفصيلا أيضا أن يشير رئيس الجمهورية أمام زواره اليوم إلى أن "ما حدث ليس عارضا و يجب ألا يتكرر، فحرية تنقل اللبنانيين في المناطق يجب أن تبقى مصانة، فكيف بالحري حرية تنقل ممثلي الشعب من وزراء ونواب

يمثلون الأمة اللبنانية، خصوصا اذا كان تنقلهم في المنطقة التي انتخبوا فيها". وأضاف الرئيس عون: لن نسمح لأحد بأن يكمل في هذا المسار في أي منطقة لبنانية كان، وعند أي مكون طائفي، فنحن لا نريد ان يصبح لبنان بلدا للكانتونات في ظل ما يجري في المنطقة. أما المصالحة في الجبل فثابتة، وما حصل في العام 1983 لن يتكرر اليوم".

رئيس الجمهورية شدد على ان "التدابير التي اتخذت في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع ستنفذ، والبيان الذي صدر هو رسالة الى الجميع"، مؤكدا "وجوب تقديم مرتكبي الاحداث الاخيرة الى القضاء"...

ووسط عاصفة التحريض والكذب وقلة التهذيب، ليس تفصيلا أيضا وأيضا، أن يتمسك جبران باسيل بالتواصل بين اللبنانيين وأن يصر على زيارته الطبيعية لشمال لبنان، حاملا رسالة الانفتاح والتفاهم كما دائما، إلى كل اللبنانيين

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

مصالحة الجبل ثابتة ولا نريد للبنان ان يصبح بلدا للكانتونات.

بين الطمأنة والتحذير رسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موقفه الواضح بعد احداث قبرشمون، مع تأكيده أن التدابير التي اتخذت في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع ستنفذ، وان مرتكبي الاحداث الاخيرة سيقدمون الى القضاء لتأخذ العدالة مجراها الطبيعي..

كلام رئاسي طبيعي في حادث هز الوطن، لكن ارتداداته بدأت بالانحسار، ومركز الاهتزاز قيد المساعي لمعاودة الارتكاز.

فمفتاح الحل في المجلس العدلي، والاقفال وان تحركت لكنها لم تحل بعد، هذا ما خرج من تشييع عضو المجلس التنفيذي في الحزب الديمقراطي رامي سلمان في بلدته الجبلية الرملية، فالهدوء جمع خشوع الحزن واتزان السياسية، والمطالب المدرجة لا للثأر بل لاحقاق الحق بحسب النائب طلال ارسلان، والمسؤولية على الدولة لايجاد الحل ..

حل السير فيه لا زال وفق المخطط له، والجميع لا يزالون يحافظون على التزاماتهم كما قال اللواء عباس ابراهيم للمنار، ولا نريد تحويل الوقت الى عامل ضغط ..

عوامل السياسة ومؤشراتها بالتوازي مع الامن والقضاء سجلت من عين التينة، فالرئيس نبيه بري مطمئن الى احتكام جهات الخلاف الى الحكمة والتعقل..

في المنطقة وبعيدا عن كل حكمة او تعقل، كان الاجراء البريطاني بحق ناقلة النفط الايرانية في مضيق جبل طارق، ما ضيق افق المساعي بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والاتحاد الاوروبي بخطوة بريطانية من وحي الضغوط الاميركية..

ومن وحي الاحداث قرأ مستشار الامام السيد علي خامنئي، علي اكبر ولايتي ان اميركا تخرق الاتفاق النووي مباشرة واوروبا مواربة، مؤكدا وقوف الجمهورية الاسلامية بكافة سلطاتها خلف الرئيس الشيخ حسن روحاني بخطواته بعد مهلة الستين يوما، مهلة أعطيت للاوروبيين للالتزام بتعهداتهم لانقاذ الاتفاق النووي، وتنتهي الاحد..

اما امين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي فقد دعا الى رد مماثل على بريطانيا، فهل تكون المعادلة ناقلة بناقلة؟ والى اي مرحلة تنقل بريطانيا المواجهة؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

العمل على احتواء انعكاسات حادثة قبر شمون يوم الاحد الماضي، لا يزال مستمرا على المسارات الثلاثة السياسية عبر جملة من الاتصالات بين مختلف الافرقاء والامنية عبر تثبيت الامن وتسليم المطلوبين والقضائية عبر انطلاق التحقيقات لتحديد المسؤوليات.

اما انعكاس حادثة الاحد على العمل الحكومي فهو ايضا موضع معالجة من قبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي نقل عنه النائب السابق خالد الضاهر، حرصه على معالجة الامور بحكمة ومطالبة الجميع بتحمل مسؤولياتهم، والوقت ليس للخطابات والكلام ، انما للعمل لحل ازمات البلد، من الموازنة والنفايات والقضايا الاساسية ليستقر البلد ويسير على السكة الصحيحة.

وفيما العمل يجري لتحصين الواقع الحالي هناك من يعمل ليلا نهارا على ضرب المؤسسات وتشويهها لتصفية حسابات سياسية وشخصية، وآخر هذه الإبداعات التسريب المتعمد عن القاضيين هاني الحجار والاء الخطيب لتشويه سمعتهما بهدف حماية القاضي بيتر جرمانوس الذي من المفترض اتخاذ القرار المناسب بحقه بعد توصية هيئة التفتيش القضائي بكف يده عن العمل اسوة بخمسة من القضاة كانوا قد سبقوه. وسيفتح تلفزيون المستقبل اعتبارا من الليلة هذا الملف عبر سلسلة تقارير تتضمن ووثائق ومعطيات تكشف للمرة الاولى.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

هل سقطت الحكومة بنيران حادثة قبرشمون ؟

ثمة من يستفظع السؤال ، لكن قراءة في خارطة التطورات منذ الأحد الماضي تعلل السؤال وتجعله منطقيا ...

فالحكومة من دون جلسات مجلس الوزراء تعتبر سلطتها التنفيذية مبتورة، إذ كيف تتخذ قراراتها إذا لم تجتمع ؟

جلسة يوم الثلاثاء الفائت طارت، والرئيس الحريري تحدث بعدها عن كل شيء إلا عن موعد جديد لجلسة جديدة . بات النجاح في تحديد موعد لجلسة جديدة مرتبطا بشرط إحالة حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي . ظروف تحقيق الإحالة غير متوافرة، فماذا لو بقي الإنقسام قائما بين من يطالب بالمجلس العدلي وبين من يرفض هذه المطالبة؟ هل يعني ذلك أن جلسات مجلس الوزراء طارت؟ هل يحتمل البلد هذا الشلل المتمادي؟ منذ منتصف حزيران الماضي لم تنعقد سوى جلستين لمجلس

الوزراء، والثالثة طارت، فهل يمكن اعتبار ان الحكومة دخلت في غيبوبة التعطيل؟ في هذه الحال، ماذا عن الموازنة التي لم يحدد رئيس مجلس النواب جلسة عامة لمناقشتها؟ ثم كيف يحدد موعدا للجلسات، وكيف ستجلس الحكومة على المقاعد المخصصة لها فيما أعضاؤها لا يجلسون مع بعضهم

البعض؟ وماذا لو تأخر إصدار الموازنة في قانون، هل يمدد العمل بالقاعدة الإثنتي عشرية إلى ما بعد تموز؟ وما هي مفاعيل الموازنة في هذه الحال إذا كان مر من السنة سبعة أشهر؟

جديد الموازنة ما اعلنه رئيس لجنة المال والموازنة من انها ختمت أعمالها باستثناء المواد والاعتمادات المعلقة المتوقع اقرارها في جلسة واحدة، وهناك اجتماع ثان مع وزير المال لوضع اللمسات الأخيرة على صيغ الخفض المطروحة. أنجزت لجنة المال عملها ولكن ماذا عن الجلسة العامة؟

حادثة قبرشمون قد تكون الرصاصة التي أصابت الحكومة مقتلا، في وقت تتجمع الإستحقاقات المالية والإقتصادية والبيئية، وكلها تحتاج إلى جلسات لمجلس الوزراء فيما هذه الجلسات معطلة، فهل دخل البلد في مرحلة جديدة مجهولة الآفاق ؟ تبدو التحديات المتبادلة بين الأطراف السياسيين أهم من هاجس الإنجازات، خصوصا ان المحاسبة غير متوافرة، فلا انتخابات قريبة لتكون المحاسبة في صناديق الإقتراع، وليس في الوارد تحديد جلسة نيابية لمساءلة الحكومة، وهكذا تكون النتيجة : هذا البؤس السياسي الذي يعيشه البلد.

في موضوع زيارة الوزير جبران باسيل لطرابلس، حسم الأمر بأن يقتصر برنامج الزيارة على لقاء شعبي في معرض رشيد كرامي، لمدة ساعة ثم يتوجه باسيل إلى عكار ليعود عند التاسعة إلى نبع رشعين في زغرتا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

مهلة 24 ساعة التي وضعها الرئيس الحريري للدعوة الى مجلس الوزراء انتهت، لكن مجلس الوزراء لم يدعى السبب ان الاتصالات والمباحثات لم تؤدي حتى الان الى تجاوز تداعيات حاثة قبر شمون، اكثر من ذلك الخلاف لا يزال مستحكما حول مسألتين جوهر يتبين عدد المطلوبين من الحزب التقدمي الاشتراكي، الذين يجب ان يسلموا الى الاجهزة الامنية، ثم مسألة احالة حادثة قبر شمون او عدم احالتها على المجلس العدلي، لكن البارز اليوم على صعيد المواقف ما اعلنه رئيس الجمهورية الرئيس عون اعتبر ان حرية تنقل اللبنانيين بين المناطق ولا سيما ممثلين الشعب يجب ان تبقى مصانة وانه لا يجوز ان تسود القوقعة من جديد وان يصبح لبنان بلدا لكانتونات الموقف المذكور بشكل انتقادات وغير مباشرا للنائب السابق وليد جنبلاط ولما اقدم عليه الحزب التقدمي الاشتراكي الاحد الفائت عندما منع الوزير جبران باسيل من استكمال زيارته الى الجبل.

في الاثناء شيعب بلدة الرميلة ابنها رامي سلمان فيما تستعد بعلشمي غدا لوداع سامر ابو فراج ومع التشييع يواصل اللواء عباس ابراهيم مساعي التهدئة والمحطة اليوم عند الرئيس الحريري في بيت الوسط، السؤال المطروح مع نهاية الاسبوع هو هل ينعقد مجلس الوزراء في السبوع المقبل ام تبقى امور البلد معلقة لان لا معالجة جذرية لما خلفته حادثة الجبل.

وفق المعلومات المتوافرة فإن الاتصالات تجري على اعلى المستويات وتحديدا بين الرؤوساء الثلاثة، فهل تنجح الاتصالات المذكورة لتحقيق الخرق المطلوب ام ان حادثة قبر شمون سيكون لها تأثيرات عميقة وطويلة على الوضع السياسي وحتى على تأخير انجازات الموازنة ما يعرقل اكثر فأكثر تحقق وعود سيدر؟

في موضوع الموازنة اكدت مصادر مواكبة للملف ان تقدم كبيرا تحقق على صعيد انضاج المواد المعلقة على خلفية التوازن بين الاستقرار الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي وبتوقيع عقد اجتماع ثاني الاثنين المقبل بين الوزير علي حسن خليل والنائب ابراهيم كنعان وضع اللمسات الاخيرة على صيغ ابرزها اقتراح تدني نسبة العجز الى 59،7 بالمئة.

توازيا الوزير جبران باسيل غدا في طرابلس وعقار الاعين شاخصة الى العاصمة الثانية بعد كل ما اثير عند زيارة باسيل اليها.

مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

ظهر غد على توقيت جبران باسيل ستحط جولات رئيس التيار القوي رحالها في طرابلس وعكار معا. فزيارة الوزير سابق عصره غيرت زمنها واستبقته بيوم واحد فكانت السبت بدلا من الأحد لكن اللعب مع الزمن لم يلغ حربا نشبت وأشعل وقودها من بوابة معرض رشيد كرامي الدولي اليوم .

فعند منتصف هذا النهار وصل طلب شفهي بافتتاح المعرض لإقامة مهرجان سياسي غدا، ولما كانت إدارته قد اتخذت قرارا بمنع المهرجانات في مؤسسة عامة ذات طابع اقتصادي تدخل وزير الاقتصاد منصور بطيش بوصايته الوزارية على المعرض وحضرت القوى الأمنية إلى المكان بهدف التفتيش.

لكن الأمر ليس برسم الدخول السياسي بل في قلوب مليانة بدأت بإظهار رفضها زيارة باسيل مذ تقرر تاريخها .. لتدخل طرابلس بدورها ضمن الإمارات والمحميات الطبيعية سياسيا من دون أن تجد مسؤولا يقف ليرحب أو ليعتذر فالرئيس نجيب ميقاتي وضع فلسفته في حوار الحضارات وأوكل مهمة استكمال نظريات الاستقبال في علم الأدغال إلى مستشاره خلدون الشريف قبل أن يتغيب بداعي السفر أو الأصح هربا من حراجة الموقف . أما النائب السابق محمد الصفدي فقد آثر أيضا المغادرة مع السيدة وزيرته منعا لالتقاء الساكنين . المستقبل بدوره أبدى استياء عبر عنه الوزير السابق مصطفى علوش ورسم علائمه اليوم اللواء السياسي الركن غطاس خوري .

أشرف ريفي كان أكثر شراسة ونافس نجم المدينة مصباح الأحدب في عبارات القدح والذم بالوزير القادم .

ولم يبق أمام جبران باسيل من حبيب سوى سليمان فرنجية الزعيم الذي لم يرشقْه بوردة منذ تاريخ إعلان الزيارة التي سوف تعرج في المناسبة على نبع رشعين في عشاء هيئة قضاء زغرتا.

وعلى وقع الزيارة فإن البلاد تهتز تحت ارتدادات الجبل وطلب إحالة ملف الشحار الى المجلس العدلي الذي يهدد العمل الحكومي برمته .

فريق يشد بالإحالة وفريق آخر يرفض الأمر من دون أن يعرف اللبنانيون لماذا هذا التخوف وحالات الرعب من أعلى سلطة قضائية .

فلبنان سلم أخطر ملفاته وأهدى قضاءه ومعلوماته مرفقين بحرية اعلامه الى المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري . واليوم يبدي بعض السياسيين توجسا وحالة هلع غير مبررة من المجلس العدلي

ثم يظهر من يخوف الناس بأن العدلي سوف يأخذنا الى التفجير .. أو أنه يهدد بالفلتان كحال تصريح المير طلال أرسلان الذي قال اليوم في تشييع الضحية رامي سلمان

"يا الدولة بتعمل واجباتا يا انا ما بتحمل شو بصير"

وبديل القضاء والمجلس العدلي هو وساطة من هنا ووساطة من هناك. وتبويس لحى ومحميات وخصوصيات كما روج لها رئيس مجلس النواب نبيه بري وانضم اليه اركان من الدولة لكن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون افتاها اليوم واعلن

أن حرية تنقل اللبنانيين، في المناطق يجب أن تبقى مصانة، فكيف بحرية تنقل ممثلي الشعب فلا يجوز أن تسود لغة القوقعة من جديد، ولا نريد للبنان أن يصبح بلدا للكانتونات

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 5 تموز 2019

النهار

لا تزال وزارات مُستحدثة تفتّش عن هويّتها وعن دورها إذ لا عمل لها ولا ملاك إلّا إكمال العدد والاستخدام السياسي بعكس ما يجري مع وزارات الدولة في دول العالم.

يجري مراراً وتكراراً التمديد للمجلس الإسلامي العلوي منذ وفاة رئيسه من دون الإقدام على انتخاب مجلس جديد.

نفى رئيس بلدية طرابلس علمه بزيارة الوزير باسيل إلى المدينة غداً كما نفى النائب الصفدي تنظيم لقاءات الأخير في مركزه الثقافي.

الجمهورية

نُقِل عن أحد المسؤولين تعليقاً على الأحداث الأخيرة: لا أستغرب ما حصل ولن أستغرب ما قد يحصل مع سياسيّين فقدوا الحياء الأخلاقي والسياسي.

لاحظت أوساط سياسية أن مرجعاً روحياً كان وراء إفشال مخطط رسمه البعض كان سيؤدي إلى أضرار كبيرة تصيب مباشرة المواطنين.

يتردّد أن أحد الوزراء خلق تململاً داخل حزبه بسبب قرارات إتخذها متمايزة عن قرارات القيادة.

اللواء

خلافاً لتقارير تتحدث عن عدم تأثر الموسم الاصطيافي بأحداث الجبل، غاب سياح خليجيون عن المقاهي والشوارع السياحية في بيروت؟

تتجه المصارف لرفع الفوائد في ضوء توجهات دولية، والحاجة إلى توفير سيولة، تعقب الصرف على أساس الموازنة الجديدة.

اعتبرت مصادر سياسية أن خطوة أقدم عليها مرجع كبير هي لوضع حدّ لاستنتاجات غير صحيحة في ما يتعلق بتحالفاته!

البناء

قالت مصادر روسية إنّ تحريكاً لمسار التسوية السياسية في سورية قد تمّ وفقاً لتفاهم روسي أميركي تمثل بتفعيل نشاط المبعوث الأممي غير بيدرسون الذي ينتظر أن يزور دمشق قريباً بعد زيارته لموسكو خلال هذين اليومين، وسيحمل بيدرسون إلى دمشق مقترحات جديدة حول تشكيل اللجنة الدستورية لتحريك عملية تشكيلها كما سيشكل انعقاد قمة روسية تركية إيرانية في الشهر المقبل مناسبة لدفع مساعي تشكيل اللجنة الدستورية إلى الأمام.

الأخبار

تضع اللجنة الإدارية في وزارة الخارجية والمغتربين (مؤلفة من الأمين العام ومديرَي الشؤون السياسية والإدارية)، اللمسات الأخيرة على التشكيلات الدبلوماسية، بعدما حُلّت إشكالية أحد السفراء، الذي كان يعمل على التمديد لنفسه ثلاث سنوات. فرئيس البعثة اللبنانية في لندن، السفير رامي مرتضى، طلب رسمياً من إدارته التمديد له بحجة أنّه لم يُتم بعد المدة القانونية في الخارج، والمُحدّدة بـ 10 سنوات. ولكن، بعدما تبيّن وجود مرسوم منشور في الجريدة الرسمية (راجع "الأخبار"، عدد 24 حزيران) يكشف أنه أمضى أكثر من 10 سنوات في الخارج، وبعد تحقيق "الخارجية" بالموضوع، تبيّن أنّ السفير "لم يكن دقيقاً" بالمعلومات التي زوّد إدارته بها، وتم تثبيت عودته إلى الإدارة المركزية، أسوةً ببقية الدبلوماسيين الذين أتموا مدة خدمتهم في الخارج. وتتوقع مصادر متابعة أن يتمّ إعلان تشكيلات الفئة الثالثة الأسبوع المقبل، وهي بحاجة إلى قرار من الوزير، أما تشكيلات الفئة الأولى فتنتظر انعقاد مجلس الوزراء.

تنعقد اليوم جلسة للمجلس الأعلى للحزب السوري القومي الاجتماعي، تسبق جلسة السبت المُخصصة لانتخاب رئيسٍ جديد للحزب، بعدما استقال الرئيس حنا الناشف بناءً على طلب المجلس الأعلى. وتُخصّص جلسة اليوم لاستكمال النقاش حول هوية الرئيس الجديد، مع وجود توجه لدى رئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان إلى اختيار شخصٍ من خارج المجلس الأعلى يعمل على تطبيق خطة الحزب التي وُضعت في عهد الناشف، بحجة الحفاظ على "الإجماع"، مُعتبراً أنّ أي عضو من المجلس الأعلى لا يخدم هذا الهدف. قبل يوم من الانتخابات، لم يُقدّم أحد طلباً رسمياً للترشح، ولكن الأسماء المتداولة بين القوميين، "ويُزكيها حردان"، بحسب المصادر، هي: وليد عبد الرحيم، يوسف كفروني وربيع الدبس (كان يشغل منصب مدير مكتب حردان، حين كان الأخير رئيساً للحزب)، وجميعهم من خارج المجلس الأعلى.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بين الرئيس وميراي... "مش ظابطا"... وهذا ما يحصل

الكلمة أونلاين/05 تموز/2019

يوما بعد يوم تتسع داخل أوساط التيار الوطني الحر دائرة الكلام عن مقاطعة المستشارة الأولى لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون قصر بعبدا لعدم رضاها عن الآداء السياسي لرئيس تكتل لبنان القوي وصهرها, زوج شقيقتها الوزير جبران باسيل، حيث لم تعد تحضر الى مكتبها في قصر بعبدا.

وكشفت الأوساط أن الرئيس عون أراد احتواء هذا الأمر مع كريمته ميراي حيث فاجأها في حضوره حفل تخرج أحد أبنائها في مدرسة الجمهور منذ نحو اسبوعين من أجل ترميم العلاقة معها واعادة المياه الى مجاريها، على أن تثمر هذه الخطوة عودتها الى ممارسة مهامها الى جانب رئيس الجمهورية الذي وصفها مرارا في الاعلام بأنها عقله. الا أن ميراي عون تعتبر بأن عدم الأخذ بملاحظلاتها وتبني رئيس الجمهورية لكل خطوات باسيل معناه بأنها على خطأ بعدما كان يستعين برأيها على مدى عقدين ونيف من الزمن. وبعد تدخلات حثيثة من قبل شقيقتها كلودين حضرت ميراي احدى المرات الى قصر بعبدا لتناول الغداء مع والدها على قاعدة مناقشة الأمر لكن كلامها لم يقنع الرئيس عون بأن ما يقدم عليه باسيل يحمل خطأ في بعض المحطات وينعكس على رصيد رئيس الجمهورية، حيث دافع عون بقوة عن خيارات باسيل ومواقفه التي يتبناها هو شخصياً. نتيجة ذلك، عادت ميراي عون الى خيارها بعدم ممارسة مهامها على قاعدة أن الأمور "مش ضابطا" بالنسبة اليها, على ما تقول الأوساط, وهي تفضل أن تكون بعيدة في هذه المرحلة عن قصر بعبدا لكي لا تكون شاهدة على أمر هي لا توافق عليه، كما أن زوار بعبدا من الاقتصاديين باتوا يلاحظون غيابها أيضا عن الاجتماعات التي من المفترض أن تكون مشاركة فيها من موقعها المتابع للملف الاقتصادي.

 

الحبس لجيري ماهر في دعوى وفيق صفا

المدن - ميديا | الجمعة 05/07/2019

أصدر القاضي المنفرد الجزائي في بعبدا، جوزف تامر، حكماً غيابياً على الصحافي والناشط، ابراهيم الغوش، المعروف باسم "جيري ماهر"، في الدعوى المقامة ضدّه من مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله"، وفيق صفا، بجرم الذمّ به عبر حساباته في "فايسبوك" و"تويتر".

وقضى الحكم بإدانة الغوش وحبسه مدة شهر وتغريمه مبلغ 200 ألف ليرة لبنانية، وإلزامه بأن يدفع مبلغ 20 مليون ليرة لبنانية، للمدعي بمثابة تعويض عن الضرر الذي لحق به. وقال القاضي تامر في حيثيات الحكم إنّه "لا يسوغ للفرد التذرّع بحريّته في إبداء رأيه بغية النيل من كرامة واعتبار وسمعة شخص آخر عبر بثّ أخبار مزيّفة وأكاذيب عنه أو نشر صور محرجة له أو خلق صفحة باسمه للتنمّر عليه أو عرض تسجيل يشهرّ به، حتّى ما إذا فعل ذلك وقع سلوكه تحت طائلة التجريم القانوني تماماً كما هو الحال بالنسبة لجرم الذمّ". وبحسب الوقائع الواردة في نصّ الحُكم، فإنّ صفا كان قد تقدّم بواسطة وكيله القانوني، المحامي حسين همدر، بشكوى جزائية أمام النيابة العامة التمييزية اتخذ بموجبها صفة الإدعاء الشخصي بوجه المدعى عليه، لإقدامه في 18 حزيران/يونيو 2017 على نشر تغريدة ورد فيها: "ما هي الاعترافات التي أدلى بها رضا المصري أثناء التحقيق معه وبخصوص دور وفيق صفا بتبييض الأموال وتجارة المخدرات واختلاس 350 مليون؟" وأضاف صفا في شكواه بأنّ الأخبار التي أتى على ذكرها الغوش في مواقع التواصل "كاذبة وملفّقة وترمي إلى تشويه سمعته، لأنّه يشغل موقعاً حسّاساً في حزبٍ لبنانيٍ سياسيٍ"، طالباً في الختام إدانته بالجرائم المدعى بها وإلزامه بالتعويض عليه نتيجة الضرر الذي ألحقه به. وبعدها أحيلت هذه الشكوى إلى قسم المباحث الجنائية المركزية لإجراء التحقيقات اللازمة بشأنها، وأفضت التحريات إلى تحديد هوية صاحب الحساب الالكتروني مشغّل صفحة Jerry Maher في منصّتي "تويتر" و"فايسبوك" على أنّه المدعى عليه ابراهيم أحمد الغوش، الملقّب بـ"دانييل"، وهو لبناني يحمل جواز سفر سويدياً ويقيم في السويد حالياً. وعلى إثر ذلك، جرى تعميم بلاغ بحث وتحرّ بحقّه، ثمّ أحيل محضر التحقيق إلى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان التي ادعّت في ضوء ذلك عليه.

 

الأحرار: لتوفير الهدوء وأجواء المصالحة على صعيد الجبل والوطن

وطنية - الجمعة 05 تموز 2019

عقد المجلس السياسي لـ "حزب الوطنيين الأحرار" اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء.

وجدد الحزب في بيان، استنكاره "للظروف التي ادت الى حادثة قبرشمون ودعوتنا الى تغليب ثفافة الإنفتاح والإعتدال والحوار"، داعيا "الجميع الى التحلي بالحكمة وبقبول الآخر كما هو بعيدا عن التطرف وفرض القناعات عليه"، مطالبا "الأجهزة الأمنية والقضائية بالتحلي بأقصى درجات الكفاية في القيام بواجباتها". كما طالب "المرجعيات السياسية كافة بتوفير الهدوء وأجواء المصالحة على صعيد الجبل خصوصا والوطن عموما. وإذا توفرت هذه الشروط وتم طي صفحة الماضي على قاعدة احترام القوانين وفرض العدالة يمكن ان نتفاءل بحياة مشتركة لا تشوبها شائبة". وتوقف عند "التقارير الصادرة عن المؤسسات الدولية المختصة بما فيها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والتي أجمعت على تحذير لبنان من تفاقم وضعه المالي. وذهب بعضها الى التأكيد ان العجز في الموازنة سيتخطى 9% على عكس ما خلص اليه مشروع الموازنة الذي حدد نسبة 7,59%. من هنا جاءت بعض الاقتراحات التي يجب التزامها ومنها ما هو شديد التأثير كونه يطاول كل شرائح المجتمع"، داعيا "مجلس النواب الى التركيز على الهدر كونه السبب الأول للعجز وعبثا تبحث عن مصادر تمويل طالما لم يتم وقفه، ومكافحة الفساد قولا وفعلا وهذا ما لم يحصل على المستوى المطلوب حتى الساعة". ولفت "المسؤولين المعنيين بوضع المؤسسات الاجتماعية، التي تمر بمرحلة صعبة على صعيد استمرارها في خدماتها، الى ضرورة دعم هذه المؤسسات رغم الوضع المالي المزري"، معتبرا انها "جديرة بالاستثناء كونها تهتم بالفئات الأضعف في المجتمع والتي لا سند لها ولا دعم باستثناء المساعدات التي تقدمها الوزارات المختصة وأصحاب الأيادي البيضاء"، خاصا "بالذكر المؤسسات التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة وبالأيتام والعجزة"، مطالبا "بتمييزها في زيادة الموازنة المخصصة لها"، مؤكدا ان "عدم إقرار هذه الزيادة يهدد المؤسسات المذكورة بالتوقف"، متسائلا "ما عساه يكون مصير المواطنين الذين يحظون بالرعاية والمساعدة".

 

برّي والحريري وجنبلاط: أقل من حلف وأكثر من تفاهم

منير الربيع/المدن/الجمعة 05/07/2019

غيوم كثيرة تلبّدت في سماء العلاقة بين الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط. ظهر هذا التوتر في العلاقة وتصاعد في محطات كثيرة، منذ التسوية الرئاسية. ومرّات كثيرة بقي الغضب مكتوماً من الطرفين. وأسوأ ما يعتري أي علاقة "حميمة" وينتج الغضب، هو سوء التفاهم، أو سوء التواصل والتنسيق، والذي لطالما حاول الرجلان تجنّبه، لكنهما واظبا على الوقوع فيه. وغالباً، في لحظة سوء الفهم هذه، يسارع جنبلاط إلى التعبير عن امتعاضه بـ"تغريدة"، غالباً ما تكون قاسية. وقد وصل الأمر ذات مرّة لإعلان استعداده لوقف التغريد والانتقاد ومعالجة الأمور عبر القنوات الخاصة. لكن، حتى هذا المسار لم ينجح طوال الفترة الماضية، رغم توسط أكثر من طرف لترتيب العلاقة، التي بقيت بحاجة الى معالجات عميقة.

بغياب المراعاة والتفهم

في مراحل سوء التفاهم ووانقطاع التنسيق بين الرجلين، انفجرت العلاقة أكثر من مرة. كان جنبلاط يعتبر أن الحريري لا يراعي ظروفه، ويتوغل في تحالفه مع التيار الوطني الحرّ بعيداً جداً، إلى حدّ طي حقبة التحالف مع حلفائه السابقين أي "الاشتراكي" و"القوات"، بل والسكوت عن ممارسات التيار الوطني الحر ومجاراته، من قانون الانتخاب إلى تشكيل الحكومة، وثلثها المعطل بيد باسيل، وآلية سير جلساتها، وصولاً إلى التعيينات وغيرها.. كلها وضعها جنبلاط في خانة ضرب اتفاق الطائف وضرب التوازنات. في المقابل، كان الحريري يعتبر أن جنبلاط يريد لنفسه كل شيء، وهو غير مستعد للبحث بما لا يتلاءم مع مصالحه، ومن دون مراعاة ظروف رئيس تيار المستقبل الصعبة أيضاً، والتي تحتاج إلى تفهّم ومراعاة، بعد كل ما حدث معه في السنوات الأخيرة. ولدى الحريري ملامة على جنبلاط بأنه يسارع إلى إبرام تسويات واتفاقات مع رئيس الجمهورية، من دون التنسيق معه، كما جرى يوم تنازل جنبلاط عن تمسكه بالمقاعد الدرزية الثلاثة في عملية تشكيل الحكومة. ما بين "شجار" وآخر، كان جنبلاط يبعث رسائل إلى الحريري، تارة تكون هادئة وطوراً عنيفة وجارحة، وأغلبها تكون تحذيرية، من مضيه بتقديم التنازلات لصالح باسيل، كونها ستخسره ليس الطائف فقط، بل حتى جمهوره ودوره وموقعه. خصوصاً، أن جنبلاط يقرأ في الأبعاد الإقليمية التي يستند إليها باسيل في سياسته، لتحجيم خصومه وخدمة حلفائه، وتطويع رئيس الحكومة.

بمنتهى الصراحة

قبل حادثة قبرشمون في الجبل، كان الرئيس نبيه بري قد بدأ اتصالاته للجم التوتر بين الحليفين الأساسيين. وهو الذي سمع حرصاً حريرياً على العلاقة مع جنبلاط، وتمسكاً بدوره وعدم نسيان لمواقفه، كما سمع تمسكاً جنبلاطياً بالعلاقة الاستراتيجية مع الحريري، على الرغم من تعرّضها للكثير من الندوب، والتي لا بد من معالجتها، لأن مصير الرجلين سيكون مترابطاً. فجاءت حادثة الجبل، كحافز طارئ لترتيب اللقاء. هكذا، كانت الاتصالات، والمواقف الإيجابية التي برزت على الفور من الحريري تجاه جنبلاط، عبر رفض ابتزازه أو محاصرته، قبل وبعد واقعة الجبل، خصوصاً أنه رفض إحالة ملف الحادثة إلى المجلس العدلي، كي لا تكون القرارات سياسية واستنسابية. ما يعني أن الحريري اتخذ موقفاً ثابتاً ضد الاستفراد بجنبلاط. ولم يتوان عن إطلاق موقف انتقد فيه باسيل، حين قال إن الذين يريدون إجراء جولات في المناطق عليهم تحمل اعتراض الناس على استفزازاتهم. وسجّلت خلوة دار الطائفة الدرزية كسراً للجليد، وتحضيراً للقاء عين التينة، الذي كان بمنتهى الصراحة. وحسب ما تؤكد مصادر متابعة للقاء عين التينة، فإن الرئيس نبيه بري شدد على وجوب الحفاظ على الهدوء والاستقرار والتسوية بين مختلف الأطراف. وهذا يتم عبر الالتزام بالعلاقات الإيجابية بين مختلف القوى، بمعزل عن الحسابات والمصالح الضيقة. وهذا يجب أن يتعزز من خلال الحفاظ على التوازن. الأمر الذي تجاوب معه الحريري وجنبلاط، وانطلقا بلغة المصارحة والمكاشفة إلى الحديث عن كل المرحلة السابقة وظروفها.

التشخيص والتناغم

وتشير المصادر إلى أن الرئيس سعد الحريري توجه إلى جنبلاط بتأكيده التمسك بالعلاقة معه، والحرص عليها، لما بينهما من تاريخ مشترك، قائلاً إنه يخاف عليه كما يخاف على نفسه، ومصرّ على الحفاظ على دوره الحافظ للتوازنات في البلاد، ولن يسمح لكل ما يعرّض جنبلاط أو دوره للخطر، لأنه يؤمن أن لبنان لا يقوم على إلغاء أحد. الأمر الذي وافق عليه جنبلاط، متوجهاً للحريري بالقول إنه قد تملكه الغضب في فترة من الفترات. وقد بدر منه كلاماً ومواقف قاسية، وهو لم يكن يقصد توجيهها للحريري بشكل شخصي، بل كانت تعبيراً عن غضب من تصرفات وممارسات، خصوصاً أن هناك قوى تتربص بالدولة ومواقعها، وتريد احتكار كل شيء لذاتها، وقد يكون الحريري (برأي جنبلاط) يترفع عن بعض التفاصيل أو متابعة الأمور بشكل مفصّل، لأنه يتعالى على الصغائر، بينما الآخرون لا يعملون إلا بمنطق نصب الأفخاخ وتوجيه الطعنات. ولذلك، حسب جنبلاط، لا بد من توحيد الموقف ورص الصفوف بمعزل عن الانقسامات العمودية التي كانت سابقاً، إنما تحت سقف حماية التنوع السياسي في البلد، وعدم السير نحو نموذج الحزب الواحد. وهذا يحتّم التواصل مع كل القوى، ومع رئيس الجمهورية، لحماية عهده وتعزيزه، بدلاً من إغراقه في صراعات ثنائية أو ثلاثية. وشدد جنبلاط على أنه لا يريد للحريري أن يدخل في صدام مع رئيس الجمهورية أو وزير الخارجية جبران باسيل، لا بل على العكس، من الضروري أن تبقى العلاقات الإيجابية، وتشمل الجميع، لما فيه من تحصين للوضع الداخلي، ومواجهة أي محاولة استفزاز من أي طرف. فإذا كان هذا الحال، فإن الجميع سيلجأ حكماً إلى رئيسي الجمهورية والحكومة. بدا الحريري متناغماً مع كلام جنبلاط وبري، خصوصاً بعد ما جرى في جلسة الحكومة الأخيرة، ومبادرة باسيل بتعطيلها، الأمر الذي عبّر الحريري عن غضبه منه. وهنا قيل له أن هذا بالضبط هو ما كانوا يحذرونه منه سابقاً، عما يريد باسيل الوصول إليه، إذا ما بقي الحريري مترفعاً عن الردّ عليه واستسهال ما يجري.

خريطة طريق

وتعبّر مصادر الحريري عن ارتياح كامل لأجواء اللقاء، مشيرة إلى حصول اتفاق على التواصل اليومي والدائم، لمنع تراكم أو تفاقم أي مشكلة. معتبرة أنه تمت تصفية القلوب إزاء المرحلة الماضية. وكان هناك توافق في وجهات النظر حول طريقة الحل العادل والمنطقي لأحداث الجبل، وتسليم كل المطلوبين من دون استثناء، والتفاهم على خطوط عامة لخريطة طريق سياسية تحمي البلاد والاستقرار في المرحلة المقبلة. وهي تنطلق من الحفاظ على اتفاق الطائف، والموازنة بين جميع القوى، وعدم تعزيز دور أي فريق على حساب الآخر. لا يمكن اعتبار اللقاء بأنه انطلاقة لتحالف سياسي جديد في البلد، ولا حتى اعتباره تمهيداً لتوسيعه، ليشمل القوات اللبنانية وتيار المردة، لأن ذلك سيضعهم في مواجهة حلفاء آخرين. لكن الأكيد ان التواصل سيستمر بين مختلف القوى، لإبقاء التوازن والحفاظ عليه.

 

باسيل في طرابلس السبت: حتى كرامي سيغيب

جنى الدهيبي/المدن/الجمعة 05/07/2019

تأكيداً لما نشرته قبل يومين، علمت "المدن" من مصدرٍ موثوق في "التيار الوطني الحرّ"، أنّ الوزير جبران باسيل قرر رسميًا، منذ ساعاتٍ قليلة، القيام بزيارة إلى مدينة طرابلس، صباح السبت في 6 تموز 2019. وبذلك يكون باسيل قد عدّل موعد زيارته التي كانت مقررة يوم الأحد في 7 تموز 2019، وقرّبه إلى يوم السبت.

إلى عكار وزغرتا

ويشير المصدر أنّ البرنامج الذي كان مُعدًا ليوم الأحد، جرى نسفه كليًا، وألغيت منه جميع الزيارات الرسمية التي حُكي عنها. وفي البرنامج المُعدّ لنهار السبت، فإنّ الوزير باسيل سيصل إلى طرابلس عند الساعة 11:30 صباحًا، وستكون وجهته مباشرةً إلى معرض رشيد كرامي الدولي، حيث سيلتقي حتّى الساعة الواحدة ظهرًا، فعاليات شعبية وحزبيين وكوادر من التيار في المدينة.

بعد ذلك، سيتوجه إلى عكار، ومن المقرر أن يقوم هناك بجولةٍ على عددٍ من المناطق، للقاءات شعبية وحزبية. أمّا مساءً، فستكون محطته الأخيرة في منطقة زغرتا الزاوية، وهناك سيلتقي مع هيئة التيار الحزبية على مأدبة عشاء.

ولدى السؤال إن كان الوزير باسيل سيتناول الغداء في ضيافة النائب فيصل كرامي في طرابلس مثلما كان مقررًا، يشير المصدر أنّ النائب كرامي سيكون نهار السبت خارج طرابلس، وأنّ باسيل ستكون زيارته إلى طرابلس سريعة، نظرًا لضيق الوقت، بعد تعديل أجندة البرنامج، ليصبح شاملًا عكار وزغرتا.

"ليس خائفاً"

أمّا عن التحذيرات من تبعات زيارة الوزير باسيل إلى طرابلس، وإن كانوا يتخوفون من أحداثٍ مفاجئة وردود أفعال سلبية، نتيجة الأجواء الشعبية والسياسية الرافضة لهذه الزيارة، يؤكد المصدر لـ "المدن" أنّ باسيل ليس خائفًا من شيء، وأنّه آتٍ إلى الشمال لاستكمال سلسلة جولاته حول المناطق اللبنانية، للقاء كوادره الحزبية ولتعزيز التواصل مع جميع أبناء هذه المناطق، وأنّ هذا حقّ طبيعي يكفله الدستور لأيّ مواطن لبناني. فـ "نحن في النهاية لسنا ضدّ أحد، ونتمنى على المعترضين أن يسمعوا كلام الوزير باسيل جيدًا، بعيدًا عن العصبيات، ويروا كيف يفكر تجاه طرابلس والشمال، قبل أن يعترضوا على زيارته. وهو ينوي لاحقًا، أن يقوم بزيارةٍ موسعة إلى طرابلس، ليلتقي فيها جميع القيادات السياسية والروحية داخل المدينة".

 

الوزير النيروني

بتول خليل/جنوبية/الجمعة 05/07/2019

السؤال الذي وجّهه النائب السابق، مصباح الأحدب، حول دافع الوزير جبران باسيل لزيارة طرابلس، بالرغم من إعلان قيادات وأهل المدينة عدم ترحيبهم به، وقوله بأنّ "طرابلس بكل طوائفها تحتقرك يا جبران بقدر ما تحتقرها"، شكّل التعبير الأبلغ والأدق عن المدى الذي آلت إليه حالة الاستياء والرفض للرجل الذي تحوّل إلى عبء ينوء بحمله كاهل شريحة واسعة من اللبنانيين.

الأحدب الذي بدا أنه ضاق ذرعاً بتصريحات باسيل، قرر دكّ برجه العاجي من خلال اللجوء إلى الأسلوب المباشر والحاد في التصويب عليه، بعدما نشر في حسابه الرسمي في "فايسبوك" رسالة مصوّرة تستبق زيارته المقررة إلى طرابلس نهاية هذا الأسبوع، مخاطباً إياه بالقول: "أنت تقوم بهذه الزيارات لإستفزاز اللبنانيين لأنك تريد التغطية على أمرين، الأول هو الفضائح، والأمر الثاني هو فشلك بأي انجاز، فما هي الانجازات التي أتيت بها غير العودة بالوطن الى زمن الحرب الأهلية؟"، مضيفاً بأنّ "طرابلس، عاصمة الثقافة والعراقة لها تاريخ مشرف بنيناه جميعاً، هو تاريخ العيش المشترك والانفتاح والتعددية، وهذا التاريخ يرفض التطرّف والتعصّب والحقد الدفين، الذي لا يُوصل إلى أي نتيجة".

كلام الأحدب أتى معبّراً عن غالبية قيادات طرابلس ومواطنيها ومنسجماً مع مواقفهم تجاه باسيل المتمسّك بزيارة المدينة، رغم ما عبّروا عنه في الإعلام ومواقع التواصل عن نيتهم بإغلاق أبواب المدينة في وجهه، بعدما طفح كيلهم وبلغ بهم السيل الزبى، نتيجة لما لمسوه من جهل الرجل بحساسيات وتوازنات المناطق اللبنانية، وإصراره على إبراز استهتاره بمشاعر غالبية المواطنين اللبنانيين، ومواظبته على المُضي في استفزازهم واحترافه بابتداع الوسائل التي تُخرجهم عن طورهم، فيما هو تتلبّسه حالة عجيبة وغير مفهومة من الإنكار لكلّ هذا الواقع وتعامله معه وكأنّه لم يكن، مصحوباً بإلحاح عجيب باقتحام سياج الرفض وتجاهل النقمة عليه، والتوغّل في انفصاله عن الواقع، كونه يعيش داخل فقاعة تُزيّن له أن كلّ مظاهر الاعتراض والاحتجاج والرفض الموجه له لا يعدو كونه تمنّعاً ناتجاً عن الغنج والمزاح، كونه يرى في نفسه قائداً فذّاً وملهماً، يملك رصيداً شعبياً لا يهتز ولا يتراجع.

باسيل الذي أثبت براعته وموهبته الفريدة في إظهار أسوأ ما في الآخرين، تجمهر أنصاره في مواقع التواصل، وهبّوا للدفاع عنه ونصرته في وجه الأحدب وكلامه الذي وصفوه بـ"التحريضي" و"الخارج عن القيم"، وذلك ضمن حالة الإنكار نفسها التي يتشاركها هؤلاء مع زعيمهم، مظهرين تماهيهم مع خطابات الرجل وتصريحاته وعنجهيته التي تخطّت كلّ الحدود، ما حدا بهم إلى التعبير عن قناعتهم بأن موقف الأحدب وما صدر عنه هو مجافاة للحقيقة، ناكرين أحقيته في رفع صوته في وجه باسيل والتكلّم باسم الطرابلسيين كونه الخاسر في الانتخابات النيابية الأخيرة، في حين أن رمزهم المُبجّل يمثّل الكتلة النيابية الأكبر في المجلس النيابي، ما يُعطيه الحق في فرض إرادته على اللبنانيين، الذين لا يُنتظر منهم سوى الإذعان والامتثال لطموحاته والاعجاب بخطاباته، مهما بلغ مستوى التخريب والتحريض والتفرقة الكامنة فيها، وهو منطق وصفه بعضٌ من أهل طرابلس بالمنطق النيروني، نسبة لنيرون روما.

وفي حين يفترض المنطق السليم أنه يستوجب على السيّد الوزير، صاحب أكبر كتلة نيابية، أن يُجانب الحكمة ويتلمّس الصواب، انطلاقاً من موقعه كمسؤول رفيعٍ وولي عهد منتظر، ما يجعل من الأجدر نصيحته وتسليط الضوء على مكامن الخلل في تصريحاته وتعابيره ومواقفه، بدلاً من التركيز على شنّ الهجمات على الأحدب وتصويره بأنه يقوم بشحذ همّة الطرابلسيين وتحريضهم، بحسب أحد المغردين المنضوين تحت لواء الدفاع عن باسيل، والذين كعادتهم تجاهلوا أنه مهما بلغ حجم التمثيل النيابي الناتج عن تحالفات سياسية ومصلحية نفعية حالية، فإنها بنسجيها المتنافر لا تُشكّل بالضرورة ركيزة لاكتساب محبّة الشعب ولا تؤهّل صاحبهم لتبوّء موقع  قيادته. إذ إنّ جبران باسيل يُعتبر، من وجهة نظر الكثيرين، لم يبلغ موقعه الحالي إلا لكونه شكّل تقاطع مصالحٍ آنياً قابلاً للتبديل والتغيير في المستقبل القريب أو المتوسط، والذي لا بدّ أنّ يُسبب التلاشي لانتفاخه الكاذب وطيّه في صفحات النسيان. 

 

فضول... وملاحظات

بشارة شربل/نداء الوطن/05 تموز 2019

يستحق ما جرى في الأيام الأخيرة منذ اندلاع حادثة قبرشمون جملة ملاحظات تثير فضول كثيرين. أولاها وأخطرها ان المواطن يمكن أن يستيقظ فجأة ليجد أن الدولة التي تُصرف على أجهزتها الأموال، اختفت، وأن الأمن والاستقرار اللذين تكتب لهما الأشعار، صارا في خبر كان، أو رهن مزاج زعيم أو "زويعم" أو أمير. وأكثر ما يدفع المواطن الى الاستياء هو التحذير المشين من "الفتنة"، التي هي تعريفاً "مشكل أهلي دموي" ينفجر بين القبائل أو المجموعات أو العائلات التي لا تقيم للمؤسسات كبير حساب معتبرة تقاليدها في أخذ الحق باليد، ثأراً أو ديّة أو مقايضة، أعلى من القانون وأسمى من مصلحة البلاد العليا وفقاً لأي قياس. أما الأنكى فتلك اللهجة المتعالية والوضيعة التي يقارب بها زعماء وسياسيون المستجدات. واحد يهدّد، وثان يتوعّد، وآخر يطمئن، فيما هم يستمدون قوتهم من طأطأة الرأس عند مشغّليهم وتقديم الخدمات بأبخس الأثمان، ويخرسون حين يتبلّغون التعليمات. وفي المبدأ لا يحق لأحد أن يقفل مناطق، مثلما لا يجوز لوزير مسؤول ومرشح رئاسي هو "الأول بين المتسابقين" أن يطلق تصريحات شيطانية تثير الحساسيات، مثلما لا يجوز الانطلاق من الحادثة لتركيب سيناريوهات أو ملفات تستخدم القضاء مطية وتعيد إلى الأذهان تجارب مشؤومة للمجلس العدلي أو لأحكام قضائية يخجل منها مبتدئ في مهنة المحاماة. ملاحظة إضافية: كان لافتاً ذاك الحوار في "مجلس الدفاع الأعلى" الذي يفترض أن يضم زبدة أهل السياسة والأمن ويمثل أعلى درجات المسؤوليات وصنع القرار. فبئس مناسبة جعلت وزيري الدفاع والخارجية يتساجلان مع "سيدة الداخلية" بعدما حاولا أخذها بالتهديد المغلّف بالعتاب. هذا العهد وعَد اللبنانيين بالمنّ والسلوى. وانتظرنا سنتين ونصف السنة من التعطيل ليمتلئ قصر بعبدا ويبتهج بساكنيه. واللبنانيون بعد اقتراب الولاية من منتصفها لا يزالون ينتظرون على جمر أي انجاز، فيما هم غارقون في روائح النفايات وغبار الكسارات. وإذ ييأسون من تحقيق اختراقات في عهد شاخ قبل الأوان، فإنهم يتمنون اللطف على الأقل بمشاعر الناس وكبح المسيئين إلى المصالحات والمتلاعبين بلا مسؤولية بكل التوازنات.

 

محرقة بلدية بيروت: الشيطان في دفتر الشروط وباسيل لم يلغ زيارة طرابلس والحكومة غير سالكة بعد

نداء الوطن/05 تموز 2019

تحولت محرقة النفايات التي تنوي بلدية بيروت استحداثها تحت مسمّى "معمل التفكيك الحراري" الى قضية رأي عام. وفيما جرت محاولات حثيثة لإقرار دفتر الشروط المتعلق بها وسط اعتراضات، فقد بدا واضحاً أن الأرض لإقامة هذا المشروع لم تتأمن بعد، في ظل تأكيد رئيس البلدية جمال عيتاني لصحيفتنا "ان عدم إيجاد أرض للمحرقة يعني إلغاء المشروع". وأمام احتشاد ناشطين ومواطنين انضم اليهم بضعة نواب أمام القصر البلدي تزامناً مع جلسة بت المجلس البلدي بنود المحرقة، إضطر المجلس الى إرجاء ذلك إلى وقت لاحق وسط تأكيد من عيتاني أنّ أعضاء "القوات" و"التيار الوطني الحر" وأربعة آخرين طلبوا دراسة الملاحظات حول المحرقة ولهذا تم تأجيل بت البنود. في هذا الوقت انحسرت العاصفة "الأنتي جنبلاطية" بعض الشيء، وظهر أن عشاء عين التينة أمس الأوّل قد أثمر، من ناحية قطع الطريق على المسعى لتحويل المطلوبين في حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي، وفي ظل تشديد من رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط على أنّ هذه الإحالة "ليست مزحة وستأخذ الدروز إلى مكان صعب جداً". وفيما يواصل اللواء عباس ابراهيم جهوده لتسليم جميع المطلوبين، وسلّم "الإشتراكي" خمسة منهم بالفعل، ويطالب حزب النائب طلال أرسلان بتسليم ثلاثين يستبعد أن يكونوا كلّهم متورّطين، لوحظت علامات عدم الإرتياح لدى وزير العهد جبران باسيل لمسار الأمور، مع استبعاد التصادم مع الحريري بهذا الصدد، فيما يجمع موقف رئيس الجمهورية ميشال عون بين تفهّم أهمية المعالجة السياسية وبين الغضب من سلبية جنبلاط في الفترة الأخيرة. بيد أنّ تراجع وتيرة الحماوة السياسية لا يعني أن الطريق أمام استئناف عمل الحكومة أصبح سالكاً، وينتظر أن يتواصل رئيسها سعد الحريري مع عون لتقرير مصير جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل. ويأتي ذلك فيما عاد موضوع زيارة باسيل إلى طرابلس إلى التداول، مع تسريب أجواء بأن الزيارة ما زالت قائمة رغم كل الدعوات لإلغائها أو تأجيلها. ومن ناحيته، شدّد النائب السابق مصطفى علوش على أنّ "تيار المستقبل لا يرفض هذه الزيارة، لكن على باسيل أن يعرف أن أبناء المدينة لا يرحّبون به ويعتبرون زيارته استفزازية". أما النائب فيصل كرامي فقد بدا مبتهجاً بهذه الزيارة واعتبر ان المدينة "مفتوحة للجميع وخصوصاً للتيار الوطني الحرّ".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

توتر غير مسبوق بين إيران وروسيا شرق سوريا

العرب/06 تموز/2019

دمشق – كشفت مصادر لشبكة الـ”بي.بي.سي” البريطانية، الجمعة عن استنفار عسكري غير مسبوق بين الميليشيات الموالية لإيران وقوات روسية في شرق سوريا. وذكرت المصادر أن هذا الاستنفار يأتي على خلفية مساع روسية لتحجيم النفوذ الإيراني في تلك المنطقة.

ويكتسي شرق سوريا المحاذي للحدود مع العراق أهمية خاصة لإيران، حيث ترمي عبره تشييد جسر يربطها بشرق البحر المتوسط، وبحليفها حزب الله في لبنان. وبالتالي فإنه من غير المرجّح أن تقبل طهران بسهولة التخلي عنه أو تخفيف حضورها هناك. وتتقاسم القوات الإيرانية والروسية من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من جهة ثانية المنطقة، بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية. وقد حرصت إيران على مدى الفترة الماضية على تعزيز تواجدها في شرق سوريا، مع مساعيها المستمرة إلى استقطاب العشائر في تلك الأنحاء، ويشكّل الوجود الإيراني أحد الأسباب الرئيسية في تردد الإدارة الأميركية في عملية سحب قواتها من تلك البقعة الجغرافية. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في ديسمبر الماضي عن قرار مفاجئ بسحب القوات الأميركية وقوامها أكثر من ألفي عنصر من سوريا، بيد أنه جوبه بمعارضة شديدة من الداخل والخارج، خاصة وأن الأسباب الموجبة لهكذا انسحاب لم تنتف بعد ومنها الوجود الإيراني. ودخلت الإدارة الأميركية في مفاوضات مع حلفائها الغربيين المتحفظين على الانسحاب. وحملت تصريحات صدرت مؤخرا عن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري بوادر انفراجة في تلك المحادثات، حيث أعلن بعد جولة أوروبية عن اتفاق مع دول حليفة مشاركة في التحالف الدولي لإرسال المزيد من قواتها إلى شمال شرق سوريا.

وأشار جيفري إلى أن ذلك سيجري خلال أسابيع قليلة، تاركا الكشف عن أسماء الدول للحكومات المعنية.

وأكد المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة ستحتفظ بجزء من وجودها في هذا البلد، وكشفت صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق أن واشنطن ستبقي نحو 1000 عنصر من قوات المارينز، أي قرابة نصف قواتها. وكانت كل من فرنسا وبريطانيا الشريكتين الأوروبيتين الرئيسيتين في التحالف الدولي قد شددتا على أنهما ليستا بوارد ملء الفراغ الأميركي في سوريا، وأنهما قد تقبلان تقاسم الأعباء ولكن ليس تحملها بمفردهما. ويرجح محللون أن تكون أجواء المفاوضات الأميركية الأوروبية غير بعيدة عن روسيا، وأنها قد تكون في صلب عملية شاملة ومتدرجة لإنهاء النزاع السوري الذي اندلع في العام 2011، وخلّف مئات الآلاف من القتلى فضلا عن الملايين من المهجّرين في الداخل والخارج. ويلفت المحللون إلى أن الاجتماعات الأميركية الأوروبية تزامنت مع لقاءات قمة روسية أميركية، أبرزها الاجتماع الذي جمع الشهر الماضي مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بنظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، في مدينة القدس ودام يومين برعاية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقد أعلن نتنياهو أن الاجتماع كان جيدا للغاية، وركز بالأساس على الوجود الإيراني في سوريا، لافتا إلى أنه سيتم استكمال البحث في مضمونه خلال اللقاء الذي دار إثر ذلك بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية.

وكان الكرملين قد أشاد بذلك اللقاء قائلا على لسان المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف إن ترامب أظهر للمرة الأولى جدية في الوصول لتعاون أكبر مع روسيا. ويرجّح على نطاق واسع أن يكون تم التوصل خلال المحادثات الروسية الأميركية لاتفاق بشأن سبل تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، رغم التصريحات الروسية التي تؤكد على رفضها لمنطق الصفقات وحرصها على المحافظة على مصالح كل الأطراف بمن فيها إيران. وتقاتل روسيا مع إيران دعما للرئيس بشار الأسد، ولكن هذا التعاون بينهما أصبح عبئا ثقيلا لجهة إدراك موسكو أنه لا مجال لإنهاء الصراع دون التوصل إلى تفاهمات مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي. وسبق وأن صرّحت روسيا في بداية العام الجاري أنها بصدد تشكيل مجموعة عمل دولية من ضمنها إسرائيل للتوصل إلى تسوية للأزمة السورية. وتعتبر إسرائيل أن الوجود الإيراني في سوريا يشكّل تهديدا خطيرا لأمنها القومي، حيث أنه من شأنه أن يمنح طهران جبهة جديدة متقدمة ضدها. وشنّت إسرائيل منذ العام 2013 المئات من الغارات الجوية على مواقع عسكرية محسوبة على إيران في الداخل السوري، وأيضا على قوافل أسلحة يشتبه بأنها إيرانية متجهة إلى حزب الله. ولئن تأخذ روسيا في حسبانها الهواجس الأميركية الإسرائيلية حيال وجود إيران، بيد أن ذلك ليس السبب الوحيد الذي يدفعها لتحجيم الأخيرة، فقد برزت في السنوات الأخيرة ملامح منافسة بين الطرفين على المواقع الاستراتيجية والعقود الاستثمارية. ويعتقد مراقبون أنه بعد الانتهاء من معركة طرد التنظيمات الجهادية التي ترعاها تركيا من محافظة إدلب، فإن عملية ليّ الذراع الروسية الإيرانية ستأخذ إثر ذلك مدى أبعد.

 

إيران تعلن "حرب ناقلات" على بريطانيا ولندن تنضم إلى الموقف الأميركي المتشدد حيال طهران في تحول لافت في السياسة البريطانية التي تبذل مجهودات لإنقاذ الاتفاق النووي.

العرب/06 تموز/2019

انضمت بريطانيا، بعد فترة من التحفظ، إلى الموقف الأميركي المتشدد حيال أنشطة إيران في المنطقة وأجنداتها التخريبية، ما يمثّل تحولا لافتا في السياسة البريطانية التي تبذل مجهودات مضنية لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، حيث وصل الأمر بها إلى غض البصر في الكثير من الأحيان عن تصرفات طهران في المنطقة. ولا يبدو الموقف البريطاني حيال أنشطة طهران المزعزعة لاستقرار المنطقة أقل شراسة من الموقف الفرنسي الذي بدأ يفقد ليونته ويقترب أكثر فأكثر من الموقف الأميركي، بعد أن رفضت باريس الفصل بين الاتفاق النووي مع إيران وبرنامجها الباليستي.

طهران - هدد قائد بالحرس الثوري الإيراني الجمعة، باحتجاز ناقلة بريطانية ردا على احتجاز مشاة البحرية الملكية البريطانية ناقلة نفط إيرانية عملاقة في جبل طارق، فيما غادرت لندن مربع التحفظ حيال أنشطة إيران التخريبية في المنطقة بعد أن حمّلتها مسؤولية تخريب ناقلة نفط في خليج عمان الشهر الماضي. وقال محسن رضائي على تويتر “إذا لم تفرج بريطانيا عن ناقلة النفط الإيرانية سيكون على السلطات (الإيرانية) واجب احتجاز ناقلة نفط بريطانية”. وكتب أن “الثورة الإسلامية لم تكن الطرف البادئ بإثارة التوتر في أي قضية في عمرها الـ40، لكنها لم تتوان عن الرد على المتغطرسين والبلطجية”، مضيفا “إن لم تفرج بريطانيا عن حاملة النفط الإيرانية، فوظيفة الأجهزة المسؤولة الرد المماثل واحتجاز ناقلة نفط بريطانية”. وطالبت طهران لندن “بالإفراج الفوري” عن ناقلة النفط المحتجزة في جبل طارق، متهمة بريطانيا باعتراض هذه السفينة بأمر من الولايات المتحدة للاشتباه بأنها تنقل نفطا إلى سوريا في انتهاك للعقوبات الأميركية والأوروبية.

وذكرت حكومة جبل طارق أن أفراد طاقم الناقلة (غريس 1) الموجودين على متنها يخضعون للاستجواب كشهود وليس كمجرمين في مسعى إلى تحديد طبيعة الشحنة ووجهتها النهائية. واعتلى مشاة البحرية الملكية الناقلة الخميس قبالة المنطقة التابعة لبريطانيا وسيطروا عليها. وأنزلوا طائرة هليكوبتر على متن الناقلة وهي تتحرك وسط ظلام دامس. وتصعد هذه الخطوة مواجهة بين إيران والغرب بعد أسابيع قليلة من تراجع الولايات المتحدة عن تنفيذ ضربات جوية ضد طهران في اللحظة الأخيرة وتلقي بحليف وثيق لواشنطن في أتون أزمة سعت فيها القوى الأوروبية جاهدة إلى أن تبدو محايدة. واستدعت طهران السفير البريطاني الخميس للتعبير عن “احتجاجها القوي على الاحتجاز غير المقبول والمخالف للقانون”، وهي خطوة بددت أيضا الشكوك في ملكية السفينة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي إن شحنة النفط الخام كانت من إيران. وتقول أوراق السفينة إن النفط من العراق، لكن بيانات التتبع التي تشير إلى أنه تم تحميله في ميناء إيراني. وغادرت بريطانيا مربع التحفظ حيال أنشطة إيران التخريبية في منطقة الخليج باتهام طهران رسميا بالوقوف وراء تخريب ناقلتي النفط في خليج عمان، ما يقرّب موقف الحليف البريطاني الساعي إلى إنقاذ الاتفاق النووي من الموقف الأميركي المتشدد حيال أنشطة طهران والذي بدا معزولا في أول المطاف. وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت مؤخرا، إن بريطانيا “شبه متأكدة” من أن إيران تقف وراء الهجمات على ناقلتيْ النفط في خليج عمان الشهر الماضي، مضيفا أن لندن لا تعتقد أن أي أحد آخر يمكنه القيام بذلك، ما يقرّب الموقف البريطاني المتحفظ عموما حيال إيران من الموقف الأميركي المتشدد حيال أنشطتها التخريبية في المنطقة،

وتابع “يجب على إيران أن توقف أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، في لبنان عبر حزب الله وفي اليمن من حيث تطلق صواريخ على السعودية، وفي الخليج كما رأينا، وهنا يكمن الحل على الأمد البعيد”. ويأتي استهداف ناقلتيْ نفط في خليج عمان، بعد شهر من إعلان الإمارات تعرّض 4 سفن شحن تجارية لعمليات تخريبية قبالة ميناء الفجيرة، ثم تأكيد الرياض، تعرّض ناقلتين سعوديتين لهجوم تخريبي، وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي، قرب المياه الإقليمية للإمارات، فيما ألقى مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي باللوم على إيران في هذه الهجمات. واتخذت الدول الأوروبية مسلكا حذرا منذ العام الماضي عندما تجاهلت الولايات المتحدة مناشداتها وانسحبت من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، الذي ساعد طهران على الوصول إلى التجارة العالمية مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. واحتجزت الناقلة (غريس 1) في جبل طارق عند الطرف الجنوبي لإسبانيا بعدما قطعت طريقا طويلا حول أفريقيا للوصول إلى البحر المتوسط، وهو طريق يوضح الخطوات غير العادية التي يبدو أن إيران تتخذها لمحاولة الحفاظ على تدفق بعض صادراتها. وذكر متحدث باسم حكومة جبل طارق أن أغلب الطاقم، الذي يضم 28 فردا ظلوا على متن الناقلة العملاقة، من الهنود وبعضهم من باكستان وأوكرانيا. وظلت الشرطة ومسؤولو الجمارك على متن الناقلة لإجراء التحقيقات، لكن مشاة البحرية الملكية البريطانية غير متواجدين. ولم يحذُ الاتحاد الأوروبي حذو الولايات المتحدة في تشديد العقوبات على إيران، لكنه يفرض عقوبات منذ 2011 تحظر مبيعات النفط إلى سوريا.

ويفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على سوريا منذ 2011. وتشمل العقوبات 227 مسؤولا سوريا، بينهم وزراء في الحكومة بسبب دورهم في “القمع العنيف” للمدنيين. وتم تمديدها في مايو الماضي حتى الأول من يونيو 2020، وتشمل حظرا نفطيا وتجميد موجودات يملكها المصرف المركزي السوري في الاتحاد الأوروبي. وقالت حكومة جبل طارق إن لديها أسبابا وجيهة تدعوها للاعتقاد بأن الناقلة (غريس 1) تحمل شحنة من النفط الخام إلى مصفاة بانياس في سوريا. ولم تذكر شيئا عن ملكية الناقلة أو منشأ الشحنة. وفي بيان ذكرت الخارجية البريطانية “نرحب بهذا العمل الحاسم من قبل سلطات جبل طارق التي عملت على تطبيق نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا ويأتي احتجاز الناقلة البالغ طولها 330 مترا في وقت حساس في العلاقات الأوروبية الإيرانية، فيما يدرس الاتحاد الأوروبي سبل الرد على إعلان طهران تخصيب اليورانيوم بمستوى يحظره الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بينها وبين الدول الكبرى.ويتزامن ذلك مع توتر شديد بين إيران والولايات المتحدة، وصل إلى ذروته في 20 يونيو، حين أسقطت إيران طائرة أميركية دون طيار قائلة إنها انتهكت مجالها الجوي وهو ما نفته واشنطن. وكانت طهران تعهدت بموجب اتفاق فيينا عدم السعي إلى امتلاك السلاح الذري والحدّ من أنشطتها النووية مقابل رفع قسم من العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها. وبات الاتفاق مهددا بعدما انسحبت منه بشكل أحادي في مايو 2018 الولايات المتحدة التي أعادت فرض عقوبات اقتصادية ومالية على الجمهورية الإسلامية، ما حرم إيران من الفوائد التي كانت تتوقعها من الاتفاق.

 

لافروف: اتفاق قريب حول سوريا

المدن - عرب وعالم | الجمعة 05/07/2019

أعرب وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، عن أمله في قرب انطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية، مؤكدا عقد لقاء تحضيري بصيغة أستانة قريباً، تمهيداً لقمة روسية تركية إيرانية جديدة حول سوريا، يتوقع عقدها في أنقرة الشهر المقبل. وتأتي تصريحات لافروف خلال اجتماع مع المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن، الذي يزور روسيا حالياً. وقال لافروف، بفضل جهود أستانة والحوار السوري في سوتشي "استطعنا تحريك المسار السياسي، كما ثمن لافروف جهود بيدرسن في التواصل مع الحكومة السورية لفتح قنوات اتصال". من جانبه، اعتبر بيدرسن أن الأطراف المعنية اقتربت من تشكيل اللجنـة الدسـتورية وثمن الدور الروسي في هذا المسار. ووصف بيدرسن اللجنة الدستورية بأنها باب للتسوية في سوريا وإنهاء النزاع، مشيرا إلى أن بدء عمل اللجنة الدستورية يعتمد على تحقيق بعض العوامل المهمة مثل إطلاق سراح السجناء السياسيين من قبل دمشق. وقال بيدرسن، إن "أساس التعاون بيننا هو التمسك بالقرار الأممي واستثناء أي قرارات عسكرية"، معلناً أنه سيتوجه إلى دمشق بداية الأسبوع المقبل ويأمل بنجاح تشكيل اللجنـة الدستورية، متوقعاً مناقشة الوضع في إدلب وهذا الأمر يتطلب التعاون مع روسيا وتركيا. وكانت كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا خلال جلسة لمجلس الأمن حول سوريا قبل أسبوع تقريبا، قد أعلنتا تخليهما عن مشروع تشكيل اللجنة الدستورية السورية العالقة منذ أكثر من عام بين الأطراف الإقليمية والدولية. وقال السفير الأميركي في الأمم المتحدة جوناثان كوهين: "الوقت حان لكي يتخلّى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن عن هذا المشروع، ويفكّر بمبادرة أخرى". من جهته، أقرّ السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر، أنّه لم يتمّ إحراز أي تقدّم على صعيد تشكيل اللجنة الدستورية. وقال: "المسؤوليات واضحة؛ النظام السوري يرفض أيّ حلّ وسط ويضاعف مناورات التسويف للحؤول دون نجاح هذا المنتدى الأول للحوار". وأضاف السفير الفرنسي "الأمر متروك للمبعوث الخاص بيدرسن لإخبارنا بكل صراحة عندما يعتقد أنّه استنفد كلّ وسيلة ممكنة للتوصّل إلى اتفاق بشأن اللجنة، إذا أبقى النظام على رفضه فسيكون الوقت قد حان لهذا المجلس لكي يستخلص العبر ويفكّر في طرق أخرى للمضي قدماً". وبحسب خطة الأمم المتحدة، فاللجنة الدستورية، التي من المفترض أن تقود عملية مراجعة الدستور وعملية انتخابية، يجب أن تتضمن 150 عضواً، 50 منهم يختارهم النظام، و50 تختارهم المعارضة، و50 يختارهم المبعوث الخاص للأمم المتحدة بهدف الأخذ بعين الاعتبار آراء خبراء وممثلين عن المجتمع المدني. ولم يتم الاتفاق بعد على الأسماء في اللائحة الثالثة التي تثير خلافات بين دمشق والأمم المتحدة، إلا أنّ الأمم المتحدة تقول إنّه يتعيّن تغيير ستة أسماء فقط على هذه اللائحة.

 

تركيا: تفجير يستهدف 3 سوريين..وأردوغان يرجح فرضية الارهاب

المدن - عرب وعالم | الجمعة 05/07/2019

قتل شخصان وأصيب آخران بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة، الجمعة، في بلدة ريحانلي (الريحانية) في ولاية هطاي (الاسكندرون) جنوبي تركيا، بحسب وكالة "الأناضول". ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية أن الحادث وقع في شارع محمد عاكف أرصوي، على بعد نحو 750 متراً عن مبنى القائمقامية، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية أن ثلاثة سوريين قتلوا في انفجار سيارة في جنوب تركيا قرب الحدود مع سوريا. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن مقتل 3 سوريين جراء الإنفجار. وقال: "من الواضح أن هناك قنبلة بداخل السيارة، ونتيجة انفجارها قُتل 3 سوريين وفق المعلومات التي زودني بها وزير الداخلية". وأشار إلى أن السلطات المعنية تجري حالياً التدقيقات اللازمة في السيارة، للكشف عن ملابسات الحادثة، وأنه تم تحديد هويات القتلى. وبيّن الرئيس التركي أن نتيجة التدقيقات ستظهر خلال فترة قصيرة، وأن وزارة الداخلية ستصدر التوضيحات اللازمة خلال الساعات القادمة. وأوضح أن المعطيات الأولية حول الحادثة تشير إلى احتمالية وجود صلة بالإرهاب. ونقلت وكالة "الأناضول" عن والي هطاي رحمي دوغان قوله، إنه لم يتم تحديد سبب الانفجار حتى الآن. ولفت الوالي أنه كان هناك 3 أشخاص يحملون الجنسية السورية على متن السيارة حيث قتل اثنان، فيما أصيب الآخر بجروح ونقل إلى المشفى. بدورها، أشارت ولاية هطاي في بيان، إلى أن الانفجار وقع أثناء مسير السيارة. ولفتت إلى أن الانفجار نجم عن قنبلة مصنعة يدوية كانت في السيارة، ويتم التحقيق في صلات الأشخاص الثلاثة الذين كانوا في السيارة. وأكدت أن كافة الوحدات المعنية تعمل من أجل الكشف عن ملابسات الانفجار.

 

إعادة هيكلة الحشد الشعبي تسلط الضوء على الوضع الشاذ للبيشمركة الكردية وأربيل ترفض قطعيا أي مقارنة للبيشمركة بميليشيات الحشد.

العرب/06 تموز/2019

أربيل (العراق) - أطلق الأمر الديواني الذي أصدره مؤخّرا رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي ونصّ على إعادة تنظيم فصائل الحشد الشعبي وتوحيدها تحت راية القوات المسلّحة، المقارنات بين الحشد وقوات البيشمركة الكردية على اعتبار الأخيرة غير خاضعة بدورها لسلطة الحكومة العراقية التي يشغل رئيسها أيضا منصب القائد العام للقوات المسلّحة. ورغم الشكوك في دوافع إصدار ذلك الأمر، ورغم الغموض الذي لفّ الجانب التنفيذي فيه، وعدم الوثوق بإمكانية تطبيقه على أرض الواقع، إلاّ أنّه أعاد تسليط الأضواء على وضع شاذ في العراق يمثّل أحد أكبر العوائق أمام إعادة ترميم هيبة الدولة العراقية واستعادة سلطاتها، وهو وجود قوى مسلّحة أصبحت بفعل كثرة أعداد مقاتليها ومستوى تسليحها وخضوعها لأوامر قادتها ومموليها، بمثابة جيوش رديفة للجيش العراقي. وعلى اعتبار الحشد الشعبي مؤلّفا في غالبيته العظمى من ميليشيات شيعية فإنّ الطابع الطائفي هو الغالب عليه، بينما السمة القومية والعرقية هي ما يميّز قوات البيشمركة التي هي بمثابة جيش لإقليم كردستان العراق. ولئن تشترك القوّتان رغم تبعيتّهما الصورية للقوات المسلّحة العراقية فإن زمام قيادتهما ليس بيد الدولة المركزية بل بيد قادة ميليشيات وأحزاب بالنسبة للحشد، وبيد قيادات إقليم كردستان العراق من الحزبين الكبيرين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني، بالنسبة للبيشمركة. ومن هذا المنطلق لا تخدم القوّتان بالضرورة أهداف الدولة العراقية خصوصا إذا تضاربت مصالحها مع مصالح مراكز القوى التي تخضعان لها. وعلى سبيل المثال فإنّ العديد من الفصائل المشكّلة للحشد الشعبي موالية لإيران على أساس عقائدي وطائفي كما أنّها مدينة لها بالمساعدات المالية والتقنية ما يجعلها مستعدّة لخوض معارك إيران والانخراط في صراعاتها، وهو بالتحديد ما يثير المخاوف بشأن استخدام طهران لتلك الفصائل في ضرب القوات والمصالح الأميركية على الأراضي العراقية في إطار التصعيد الحالي بينها وبين واشنطن. أمّا بالنسبة للبيشمركة، فإنّها لم تكتف بالحفاظ على استقلالها الكامل عن سلطة الحكومة العراقية، وعن إمرة رئيسها القائد العام للقوات المسلّحة، بل إنّها أظهرت خلال حرب السنوات الأخيرة ضد تنظيم داعش استعدادها لأن تتحوّل إلى “قّوة احتلال” للمناطق المتنازع عليها والتي يطالب إقليم كردستان العراق بضمّها إليه. وبالفعل استغلّت البيشمركة مشاركتها الفاعلة في تلك الحرب وبسطت سيطرتها على عدد من تلك المناطق في شمال وغرب العراق حتّى إنّ القائد التاريخي الكردي مسعود البارزاني قال حينها إنّ حدود إقليم كردستان بصدد الرسم بالدم.

وفي أوضح تناقض بين القوات العراقية والبيشمركة الكردية استخدم الجيش العراقي في خريف سنة 2017 إثر تنظيم إقليم كردستان استفتاء على استقلاله عن الدولة العراقية، القوّة لطرد البيشمركة من كركوك أهم منطقة عراقية متنازع عليها، وحلّ محلّها في المحافظة الغنية بالنّفط. وصدرت أوضح مقارنة بين الحشد الشعبي والبيشمركة الكردية كقّوتين تستحقّان معا إعادة الهيكلة عن رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي قائد ائتلاف النّصر. وطالب الائتلاف في معرض التعقيب على قرار رئيس الوزراء الحالي عادل عبدالمهدي إعادة تنظيم الحشد، بأن تشمل الإجراءات التنظيمية المنصوص عليها في الأمر الديواني قوات البيشمركة. وعبّر ائتلاف العبادي عن تأييده لقرار عادل عبدالمهدي إعادة ترتيب أوضاع الحشد الشعبي، لكنّه دعاه في المقابل إلى إصدار أوامر وتعليمات لتنظيم البيشمركة وجميع الأجسام العسكرية وشبه العسكرية في البلاد.

وقال المكتب الإعلامي للائتلاف في بيان إن “ائتلاف النصر يعلن تأييده للأمر الديواني 237 الخاص بتنظيم مؤسسة الحشد الشعبي، ويؤكد دعمه لأي مسار يعزز من قوة وسيادة الدولة”، معتبرا أنّ “وحدة واستقرار الدولة يقتضيان واحدية قوّتها وقواتها، وواحدية سلطاتها ومؤسساتها. واستثناء أي قوة خارج إطار التنظيم والسيطرة والتوجيه الحكومي سيرسخ تشظي الدولة وانقسام سلطاتها وذهاب هيبتها وسيادتها”. ويسلّم أكراد العراق بالتبعية الصورية للدولة المركزية العراقية وهو وضع يستفيدون منه سياسيا وماليا وكثيرا ما يحتالون لتكييفه بطريقة تبقي على قدر كبير من استقلاليتهم، على غرار بيعهم النفط المنتج بالإقليم وعدم ضخ عوائده في خزينة الدولة العراقية مثلما تنصّ عليه القوانين، لكنّهم عندما يتعلّق الأمر بقوات البيشمركة فإنّ رفضهم يكون باتّا وقاطعا لأي إجراءات من شأنها أن تجعل تلك القوات خاضعة بالفعل لأوامر بغداد وسلطتها.

وظهر هذا الموقف الحازم مجدّدا في الردّ على مطالبة العبادي بأن تسري إجراءات عبدالمهدي على البيشمركة كما على الحشد الشعبي. ورفضت وزارة البيشمركة أي مقارنة لقواتها بميليشيات الحشد، معتبرة أنّها تختلف عنها جذريا، وأن الاختلافات بشأن المسائل الهيكلية والتنظيمية للبيشمركة جزء من “القضايا العالقة بين أربيل وبغداد وبحاجة إلى اتفاق بين الطرفين”. ونقلت شبكة رووداو الإعلامية عن وكيل وزارة البيشمركة سربست لزكين قوله إنّ البيشمركة تعتبر نفسها جزءا من المنظومة الدفاعية للعراق، وهي مختلفة جدا عن الحشد الشعبي من النواحي التاريخية ومن حيث المواقف، مؤكّدا “نحن مع إعادة النظر في وضع البيشمركة، لكن الحكومة العراقية لم تمد لنا يد العون حتى الآن، ولم تقم إلا في السنة الحالية بتثبيت ميزانية للبيشمركة رغم أن تلك الميزانية لم تُصرف”. ورغم الامتعاض الكردي من أي حديث عن إعادة ترتيب وضع قوات البيشمركة على يد الدولة المركزية العراقية، فإنّ هذا الاحتمال يظل شبه مستحيل بالنظر إلى أوضاع تلك الدولة وطبيعة نظامها القائم على المحاصصة، والمسلّم بالتقسيمات الطائفية والعرقية والمناطقية كأمر واقع، كما أنّ إعادة هيكلة الحشد الشعبي بحدّ ذاته تبدو صورية إلى أبعد حدّ ويبدو طرحها أقرب إلى خطوة تكتيكية هادفة إلى تجنيب حكومة رئيس الوزراء الحرج وإبراء ذمّتها من أي انخراط محتمل للميليشيات الشيعية في أي صدام مسلّح يمكن أن ينشب بين إيران والولايات المتحدة وتكون الأراضي العراقية أحد مسارحه.

 

حظر النقاب شرارة أولى لمعارك الشاهد مع النهضة في تونس

العرب/06 تموز/2019

تونس - يتجه التحالف البرلماني والحكومي بين حركة النهضة وحزب “تحيا تونس الذي يرأسه رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى التصدع مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، وهو ما كشف عنه قرار الشاهد بحظر النقاب داخل المؤسسات العمومية. ويقول متابعون للشأن التونسي إن حظر النقاب سيكون الشرارة الأولى لمواجهة انتخابية حامية بين الحزبين اللذين يمتلكان أكبر كتلتين في البرلمان، والمرشحين لمواقع متقدمة في الانتخابات التشريعية المقررة ليوم 6 أكتوبر القادم. وقرر الشاهد، الجمعة، منع كل شخص “غير مكشوف الوجه”، من دخول مقرات المؤسسات العامة لـ”أسباب أمنية”.

وأكد مفدي المسدي، مستشار رئيس الحكومة، أن الشاهد أصدر منشورا حكوميا (قرارا)، يتم بموجبه منع كل شخص غير مكشوف الوجه، من دخول مقرات الإدارات والمؤسسات والمنشآت العمومية لأسباب أمنية. ويعد القرار بمثابة رسالة سياسية مفادها أنه إذا كانت النهضة قد نجحت إلى حد ما في إشاعة تقاليد “أسلمة المجتمع وتوظيفها في استراتيجية الهيمنة على المؤسسات والشارع، فإن رئيس الحكومة وحزب “تحيا تونس الذي يضم قيادات شبابية براغماتية، يريدان التأكيد على أن التحالف مع النهضة كان ظرفيا وبسبب مخلفات نتائج انتخابات 2014 وسياسة التوافق مع الحركة ذات الخلفية الإخوانية، وأن أفكار الحزب تتناقض تماما مع أفكار النهضة ورؤيتها للمجتمع. وقرار الشاهد ليس فقط رسالة إلى النهضة، ولكن الأهم رسالته إلى الجمهور الانتخابي الذي سيتجه إليه في حملاته الانتخابية التي سيكون فيها التمايز عن النهضة وإظهار الخلاف معها عنصرا رئيسيا في استقطاب هذا الجمهور الذي لا يزال تحت وقع صدمة انتخابات 2014 وكيف أوصلت البلاد إلى تحالف بين نداء تونس وحركة النهضة.

وفي 2013 تشكلت جبهة مدنية واسعة لمواجهة حركة النهضة ونموذجها الاجتماعي، ونجحت تلك الجبهة في حشد أنصار الدولة الوطنية حول الباجي قائد السبسي لتكوين حزب نداء تونس والفوز في الانتخابات التشريعية والرئاسية. لكن النظام الانتخابي الهجين لم يسمح لكتلة نداء تونس بالحكم بمفردها واضطرت لتوافق مرحلي مع النهضة في تصادم مع جمهور الحزب وأنصاره. ويستفيد حزب الشاهد من تراجع نداء تونس بشكل واضح بما سمح له بمرتبة متقدمة في استطلاعات الرأي، مع قدرته على استقطاب كفاءات أغلبها من مؤسسات حكومية تُيسّر له التواصل والاستقطاب. ولا يحرص الشاهد على إظهار أي ولاء للنهضة أو دفاع عنها بمناسبة أو دونها، وعلى العكس فقد عمد إلى نقدها، وإظهار أنه يختلف معها جذريا، ولا يؤمن بخيار “الإسلام هو الحل”. كما أشار في أكثر من مرة تصريحا وتلميحا إلى أن حركة النهضة تعطل حكومته. لكن المراقبين يقولون إنه تحالف الضرورة خاصة مع الخلافات الحادة التي نشأت بينه وبين حزبه الأم نداء تونس. وتتخفى النهضة وراء حكومة الشاهد للحفاظ على صفة “حاكم الظل”، بهدف التهرب من التهم القضائية التي وقع توجيهها لها في قضايا منها الجهاز السري وعلاقته بالاغتيالات السياسية، أو قضية تسفير الشباب إلى ليبيا وسوريا والعراق للمشاركة في الحرب ضمن تنظيمات مصنفة إرهابية مثل النصرة وداعش. ويقول محللون سياسيون إن تحريك ملف النقاب قبل الانتخابات، وبقدر ما يجلب مكاسب للشاهد، فإنه يجلب متاعب إضافية للنهضة من خلال وضعها في الزاوية، فهي تحتاج إلى أصوات المجموعات الدينية لكنها لا تستطيع أن ترفض القرار أو تهاجمه لكونه سيطيح بشعاراتها عن الانفتاح والاعتدال والانتقال إلى حزب مدني. وتنظر تلك الجماعات إلى النهضة كمحام عنها وعن أنشطتها، وخاصة سيطرتها على المساجد. ولكن مع بدء الحكومة باستعادة المساجد الخارجة عن سيطرتها والتدقيق في الأنشطة المثيرة للشك، بدأت تلك المجموعات في الانقلاب على النهضة واتهامها بالخيانة. وما من شك في أن قرار منع النقاب سيزيد في توسيع دائرة الخلاف بينهما.

ولن يربك القرار أداء الشاهد وحكومته، وعلى العكس فسيكون عنصرا داعما لشعبيته مع ارتفاع الدعوات في الشارع التونسي لمنع هذا اللباس الوافد والمتناقض مع الهوية المحلية ومع المدارس الفقهية التاريخية للبلاد.

وقال رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، جمال مسلم، “نحن في الأصل مع حرية اللباس، ولكن اليوم ومع الظرف الحالي والتهديدات الإرهابية في تونس وفي المنطقة نجد مبررا لهذا القرار”. إلا أنه استدرك “لكن هذا القرار يجب أن يكون ظرفيا ولا يجب أن يستمر إثر عودة الوضع الأمني إلى حالته الطبيعية”. وكانت وسائل إعلام محلية تداولت أخبارا مفادها أن شهود عيان أكدوا أن الإرهابي أيمن السميري، الذي فجر نفسه، الثلاثاء، لدى ملاحقته من قوات الأمن، كان متنكرا في “زي امرأة منقبة”. وأعلنت الداخلية أن إرهابيا مطلوبا من قِبلها على خلفية تفجيرات، الخميس، فجّر نفسه في إحدى ضواحي العاصمة، باستخدام حزام ناسف كان يرتديه، أثناء إطلاق قوات الأمن النار عليه. وفي 27 يونيو الماضي، استهدف تفجيران انتحاريان العاصمة تونس، وأسفرا عن مقتل رجل أمن وإصابة 5 آخرين، إضافة إلى 3 مدنيين توفي أحدهم، الخميس. وانتشر ارتداء النقاب بعد ثورة 2011 في ظل مناخ الحرية لكنه أثار جدلا مستمرا داخل المؤسسات الجامعية بشكل خاص. وكانت وزارة التربية أصدرت قرارا في 2015 بمنع النقاب في المؤسسات التعليمية ونفذت عقوبات على مخالفي هذا القرار.

 

اتفاق تاريخي ينهي الخلاف بين الفرقاء السودانيين

العرب/06 تموز/2019

الخرطوم - عكس الاتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي وائتلاف الحرية والتغيير نجاحا للواقعية السياسية التي اعتمدها الطرفان، فضلا عن نجاح الضغوط الأفريقية والدولية في الدفع نحو اختصار الوقت والتركيز على عناصر الخلاف الأساسية وحلها. ويأتي هذا الاتفاق كتتويج لأدوار سودانية وإقليمية ودولية داعمة للثورة ومرافقة لها. كما يقطع الطريق على أي تراجع قد يفتح الباب أمام تسلل المنظومة القديمة. وينتظر السودانيون تسمية أعضاء المجلس السيادي الـ11 من قبل المجلس العسكري الانتقالي وتحالف الحرية والتغيير، وتشكيل الحكومة المدنية من جانب الأخير فقط، لتطمئنّ قلوبهم إلى عبور الأزمة والانصراف إلى تسيير حياتهم بصورة طبيعية. وفرضت الواقعية السياسية نفسها في السودان على المفاوضات بين الطرفين، ودفعتهما إلى التعامل بمرونة مع المبادرة الأفريقية-الإثيوبية المشتركة، بما أدى إلى تجاوز عقدة رئاسة المجلس السيادي، في جولة حاسمة اختتمت في ساعة مبكرة من صباح الجمعة.

وأشار الاتفاق إلى أن الفترة الانتقالية تستمر ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، على أن تكون رئاسة الـ21 شهرا الأولى من نصيب المجلس العسكري، والـ18 شهرا التي تعقبها للحرية والتغيير، وتشكيل مجلس وزراء من الكفاءات الوطنية، وتأجيل تشكيل المجلس التشريعي لمدة تتراوح بين 45 و90 يوما. ويتكون المجلس السيادي من 5 عسكريين و5 مدنيين بالإضافة إلى عضو مدني يتوافق عليه الطرفان ليصبح المجموع 11 عضوا، بدلا من 15 عضوا، حسب المقترح السابق للمبادرة المشتركة. وعلمت “العرب” من مصادر سودانية أن رأس المجلس السيادي سيكون “مدنيا ذا خلفية عسكرية، ويتم البدء في إصدار قرارات تعيين أعضاء المجلس أولا ثم الحكومة المدنية”.

وأكدت المصادر أنه تم التفاهم على تشكيل لجنة فنية من قانونيين بمشاركة أفريقية تنهي أعمالها خلال 48 ساعة، ابتداء من صباح السبت، ليتسنى توقيع الاتفاق النهائي خلال أسبوع، وضمان عدم التنصل من بنوده، وتتواصل الاجتماعات لحل المشكلات الخلافية الأخرى. ويحتاج الاتفاق إلى صياغات قانونية تبلور ما تم الإعلان عنه من نقاط، ويعد التوافق على تلك الصياغات العامل الأهم خلال الفترة المقبلة. وقال منتصر الطيب، رئيس مبادرة أساتذة جامعة الخرطوم للانتقال السلمي للسلطة، وعضو تحالف الحرية والتغيير، إن الاتفاق “أخرج السودان من عنق زجاجة، وكانت البلاد على وشك الذهاب إلى حافة الحرب الأهلية، وفتح الباب أمام تشكيل حكومة كفاءات مدنية لبدء التعامل مع الأزمات المعيشية المتفاقمة، بعد 6 أشهر من الشلل التام في جميع الخدمات”. وأوضح الطيب لـ”العرب”، وهو أحد الأسماء المرشحة لتولي رئاسة الحكومة، أن السودان استفاد من التجارب الداخلية في دول متعددة شهدت عثرات سياسية سمحت بالانقلاب على السلطة واستخدام السلاح، وساعد وجود برنامج مسبق متفق عليه من قبل المعارضة والمجلس العسكري في سرعة التوصل إلى الاتفاق الأخير. ولفت المحلل السياسي السوداني خالد التيجاني في تصريح لـ”العرب”، إلى أن المكسب الكبير يتعلق بوقف إراقة الدماء، وإدراك أن الحوار وحده قادر على إنهاء الخلافات بين الفرقاء الوطنيين، وعدم الرجوع إلى نقطة الصفر ما يعطي إشارات إيجابية بشأن المستقبل. وارتفعت مصداقية الطرفين السودانيين والقائمين على الوساطة الأفريقية في الشارع السوداني، حيث تم نزع فتيل أزمة كاد التباين حول آليات تسويتها يعصف بالأمن والاستقرار.

واستقبل الشارع السوداني وقوى حزبية وحركية الاتفاق بالترحيب، واعتبروه طاقة أمل جديدة لتجاوز الخلافات التي تعمقت بعد توقف الحوارات المباشرة بسبب عملية فض الاعتصام في 3 يونيو الماضي ووقوع العشرات من الضحايا بين المواطنين.

وساهمت ضغوط إقليمية ودولية عدة في الدفع نحو اتفاق يؤدي إلى تهدئة الشارع، بعد أن ظل سقف توقعاته للثورة الشعبية منحصرا في عودة الجيش إلى ثكناته وترك السلطة السياسية تماما للمدنيين، بما قاد إلى انسداد سياسي أفضى إلى تباعد المسافات بين الطرفين. ودعا تجمع المهنيين السودانيين، الجمعة، إلى التماسك من أجل “حراسة الثورة وضمان تحقيق أهدافها”، في إشارة ترمي إلى أن هناك أشواطا أخرى صعبة ومعلقة لوضع الاتفاق النظري عمليا على الأرض، وما يتطلبه ذلك من جهود تؤدي إلى التوصل إلى اتفاق كامل. وحرص الاتفاق على الإشارة إلى مشاركة قوى مختلفة لم تتورط في أعمال فساد، ما يعني عدم استبعاد وجود أعضاء في حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقا، وغيره من الأحزاب الإسلامية التي لم تقدم على القيام بتصرفات سياسية مخلة. وقال نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد حمدان دقلو (حميدتي) “نودّ أن نطمئن كل القوى السياسية والحركات المسلحة بأن الاتفاق سيكون شاملا لا يقصي أحدا ويستوعب كل طموحات الشعب السوداني بثورته”، متوجها بالشكر إلى المبعوثين الأفريقي والإثيوبي والسعودية والإمارات لدورهم الكبير في تقريب وجهات النظر.

لكن مراقبين حذروا من أن تكون هذه المرونة مدخلا تتسلل منه مجموعات محسوبة تاريخيا على النظام السابق وكانت أداة فعالة في تثبيت انقلاب 1979 لثلاثين عاما، مشيرين إلى قدرة تلك المجموعات على التلون وتغيير ولاءاتها وإدانة ماضيها. وأعلن المراقب العام للإخوان المسلمين بالسودان، عوض الله حسن، الجمعة، تأييده لأي اتفاق يحفظ البلاد. كما أعلن حزب المؤتمر الشعبي (حزب مهندس انقلاب 1979 حسن الترابي)، الجمعة، تأييده للاتفاق السياسي بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، لأنه “سيخرج البلاد من أزماتها”. وقال القيادي بالحزب أبوبكر عبدالرازق للأناضول، إن “الاتفاق جيد، خاصة أن اختيار الشخصيات من الكفاءات والخبرات لمجلس الوزراء، سيكون بإجماع كافة القوى السياسية”. وأضاف “الاتفاق لم يُقص أحدا، ونحن راضون تماما”. وحث المراقبون على تشريك أكثر ما يمكن من القوى السياسية والعسكرية المتضررة من حكم عمر حسن البشير، في توقيع هذا الاتفاق التاريخي، واعتماد المرونة اللازمة في تمكين مجموعات من تحقيق مطالبها، محذرين من تحويل الاتفاق إلى عنوان فضفاض يتم من خلال حصر المستفيدين في فريقين اثنين قد يعيد السودان إلى المربع الأول، أي استمرار الحرب الأهلية على أكثر من جهة. وقال رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، الجمعة، إن الاتفاق السياسي بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير “لا يعبر عن قضايا الوطن، ولا يقدر تضحياته”، مشددا على أن “أي اتفاق لم يؤسس على أرضية السلام يعتبر امتدادا للإنقاذ (النظام السابق)”. ودعا مناوي إلى الوصول إلى “اتفاق ينهي الحرب ويزيل آثارها من خلال عودة اللاجئين والنازحين”. كما أعلنت حركة تحرير السودان، جناح عبدالواحد نور، رفضها أيضا للاتفاق السياسي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رسالة بقلم الرئيس عون إلى اللبنانيين: إلى شباب لبنان

05 تموز/2019

رسالتي اليوم هي لكم يا شباب لبنان

لأنكم أنتم لبنان الآتي،

لقد ورثنا عن أجدادنا وطناً جميلاً ولكن منهكاً يحتاج الى الكثير من الجهد والعمل على مختلف الأصعدة، ونحن نسعى بكل ما أوتينا لكي نسلمكم إياه بصورة أفضل، لتتابعوا أنتم بدوركم ويستلم أبناؤكم وأحفادكم ما هو أجمل وأرقى.

هي سنّة الطبيعة والحياة، أن يتكئ كل جيل على الدعائم التي يرسيها من سبقه، ويرتكز على خبرة الاجيال السابقة، يطوّرها ويغنيها بتجربته، بعلوم ومعارف جديدة، ويزيد مدماكاً جديداً... هكذا تطوّرت البشرية، وهكذا تراكمت المعرفة والعلم والثقافة، وهكذا وصل الانسان الى ما وصل اليه من اختراعات وإبداعات.

نعم، أنتم مؤهلون أن تمتلكوا معرفة أكبر من تلك التي لدينا، كما سبق وامتلكنا نحن معرفة أكبر من تلك التي كانت لدى آبائنا؛ فالمعرفة في تطوّر دائم، وفي سباق مستمر مع الزمن.

ولكن، المبادئ والقيم والمثل هي الثابتة وهي التي في خطر، فاحذروا لأنها ملح المجتمع، وفي سقوطها سقوطه.

إنّ البشر جميعهم يتساوون في الولادة وفي الموت، ويتمايزون ويختلفون في عيش الحياة.

يبدأ التمايز في الشكل واللون، في بصمة العين وفي بصمة الاصبع وبصمة الصوت،

ويبدأ الاختلاف في بصمة الفكر وفي الرأي وفي الشعور وفي الانتماء،

وهذا الاختلاف هو أكثر من حقّ، هو عصب الحياة وعصب التطور لأنه فرادة الإنسان، لولاه لما تقدمت الانسانية ولما عرفنا اي إبداع؛ تخيّلوا للحظة لو أن البشر جميعاً، منذ الإنسان الأول، مستنسخون فكرياً، يحملون الرأي ذاته والتفكير ذاته، هل كانت البشرية خرجت من الكهوف؟

إن الاختلاف إذاً نعمة وليس نقمة، والمهم هو طريقة إداراته وكيفية التعاطي معه، فجمع الفارق بيننا يغنينا ويدفعنا الى الأمام في جميع الميادين، أما إذا جنحنا الى الخلاف فعندها نطرح فوارقنا ونتقوقع، فنخسر ونفتقر ونتراجع.

الإدارة الصحيحة لحقّ الاختلاف تعني أولاً الاعتراف به، أي الاعتراف بحق الآخر أن يكون موجوداً ومختلفاً، بلونه وانتمائه وتفكيره ومعتقده ورأيه... هذا هو المجتمع الانساني الذي ننتمي اليه جميعاً.

إن حرية المعتقد الديني والسياسي مقدّسة، وتذكّروا دائماً أن علاقة الإنسان مع خالقه علاقة عمودية مباشرة، لا يحق لأحد التدخل بها. وتذكّروا أيضاً أن فكر الإنسان حرّ يحلّق به كيفما شاء، وهو وحده يتحمّل مسؤوليته في الخطأ وفي الصواب.

وبعد قبول حق الاختلاف تأتي حرية التعبير، وهي أيضاً مقدسة ولكن سقفها الحقيقة وحدودها الأخلاق؛ فلكل إنسان الحقّ بالتعبير عن ذاته، عن رأيه ومعتقداته والسعي لإقناع الآخرين بها بالحجة والمنطق، ولكن إطلاق الشائعات والاكاذيب أو اعتماد لغة الشتم وبذاءة الكلام لا يندرجان ضمن أي حرية لأنهما اعتداء على حقوق الآخر وعلى كرامته وسمعته ومصداقيته.

هذه هي مداميك المجتمع المتضامن والسور الذي يحمي الوطن، تذكّروها جيداً: حق الاختلاف، حرية المعتقد والرأي، حرية التعبير، والتجربة علّمتنا أنها ثوابت لا يجب أن تمس، وعندما جنحنا في مرحلة الى المس بها كدنا نخسر الوطن.

أملي أن تتمكنوا أنتم من ترسيخها أكثر فتنجحون حيث فشلنا.

 

خصوصية باسيل وخصوصية الجبل

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/05 تموز/2019

في ظاهرها، تبدو الأحداث الأخيرة في الجبل اللبناني، كأنها نتيجة نزاع على حق وزير وزعيم حزبي هو الوزير جبران باسيل، في الوصول إلى إحدى المناطق. وهو حق يفترض أن يكون طبيعياً في بلد طبيعي؛ لكن الظاهر يخفي صراعاً أعمق ويجب أن يشكل بالتالي مصدراً للقلق. فبالإضافة إلى أن الزيارة حملت أكثر من معنى نتيجة ملامستها ما وصفت بأنها «خصوصية منطقة الجبل»، وهي خصوصية ناتجة عن أهميتها في نشأة الكيان اللبناني، وعن تنوع ولاءاتها السياسية، فإنها لامست خصوصية أخرى، تتعلق بالوزير باسيل، أقوى وجوه السلطة في العهد الحالي، وأقوى المرشحين (كما يقال) لخلافة صاحب هذا العهد. ذلك أن هذه هي المرة الأولى التي تواجَه جولة من جولات الوزير النشيط التي دأب على القيام بها إلى مختلف المناطق بموقف سياسي وأمني، أدى إلى إلغاء إحدى محطات جولته.

في خلفية الحادث الذي وقع في منطقة الجبل، نزاع بين القوى السياسية المتورطة فيه على اتجاه البلد وعلى موقعه في صراعات المنطقة، وهو الصراع الذي ما زالت تحاول كل قوة من القوى المتنازعة على النفوذ أن تكسبه. وليس هذا النزاع جديداً، إذ بدأ منذ استيلاء النظام السوري على تطبيق اتفاق الطائف بالطريقة التي أرادها، والتي أدت إلى هيمنته على القرار السياسي هو وحلفائه اللبنانيين، ثم بلغ الصراع على النفوذ ذروته مع خروج الجيش السوري، بعد الزلزال الذي شكله اغتيال الرئيس رفيق الحريري و«ثورة الأرز» التي تبعت ذلك، وبعد ذلك مع انحياز كل من الأطراف اللبنانيين إلى الجهة التي اختار الوقوف إلى جانبها في الثورة السورية، والرهانات المختلفة التي بناها كل طرف على النتيجة التي كان يحلم بها لتلك الثورة.

لذلك بدت زيارة باسيل إلى منطقة الجبل، من جانب الفريق المناهض سياسياً له وللمشروع الذي يدعمه، وهو فريق النائب السابق وليد جنبلاط، وكأنها عملية «اقتحام» أكثر مما هي جولة انتخابية. فهذا الفريق يشعر الآن أنه يحاول حماية أحد آخر مواقعه السياسية والحزبية، بعدما تعرضت لأكثر من تهديد، كان أكثره عنفاً ما وقع خلال مواجهات مايو (أيار) من عام 2008، مع «حزب الله»، على خلفية اتهام جنبلاط للحزب باختراق أمن مطار بيروت، ثم أخذ طابعاً سياسياً حاداً خلال المعركة الانتخابية الأخيرة عام 2017، التي اعتبر جنبلاط أن القانون الانتخابي النسبي الذي جرت على أساسه وُضع خصيصاً لتحجيم دوره، كما أدوار آخرين من الفريق السياسي نفسه. كما يشعر الزعيم الدرزي اليوم بأن هناك محاولة من خصومه لجعله يدفع ثمن مواقفه العالية السقف ضد نظام بشار الأسد، الذي يستعيد قوة موقعه في سوريا، بينما لا يخفي حلفاء هذا النظام مشروعهم لاستعادة النفوذ الذي خسروه في لبنان.

من هنا تخوف كثيرون من أن تكون أحداث الجبل مقدمة لما هو أوسع. صحيح أن دماء كثيرة سالت في الماضي القريب في مواقع هذه الأحداث، من الكحالة إلى عاليه وسوق الغرب، وهي مناطق كانت تمثل عناوين للسياحة، قبل أن تحولها حروب الميليشيات إلى رموز لانتصارات وهزائم؛ لكن الصحيح أيضاً أن إحياء هذه الذكريات الدامية يعني أن التاريخ لا يزال حياً في الحاضر؛ لأن «أبطال» تلك المرحلة، ومن أبرزهم العماد ميشال عون ووليد جنبلاط، هم بكامل عدتهم على المسرح السياسي اليوم، يدافع كل منهم عن موقعه ودوره، ويحاول الحفاظ عليه بكل ما لديه من نفوذ.

بهذا المعنى، يفترض وضع هذه الأحداث في سياق الصراع السياسي القائم، الذي يتحول في لبنان بسهولة إلى مواجهات مسلحة على الأرض، نظراً لارتفاع مستوى الحساسيات ولانتشار السلاح بشكل منفلت، ولعدم تنفيس الصراع السياسي بشكل طبيعي وسليم داخل مؤسسات الدولة والسلطة.

لهذا لا يتعلق الأمر فقط بزيارة زعيم مسيحي إلى منطقة درزية، أو بالإيحاء - كما فعل أنصار باسيل - بأن هناك محاولة لمنع الزعيم المسيحي «القوي» من الوصول إلى محازبيه. ذلك أن زعماء مسيحيين آخرين زاروا الجبل من دون أن تؤدي زياراتهم إلى أي حساسيات، ومثلهم يفعل قادة وزعماء آخرون من مختلف الطوائف في تجولهم في كثير من المناطق.

المسألة هنا تعبر عن أزمة سياسية، أكثر مما هي مشكلة طائفية. فالوزير باسيل هو سليل مشروع سياسي، وهو مشروع يدعمه «حزب الله»، ومحور «الممانعة» لبنانياً وإقليمياً، ويشعر أنه انتصر بوصول العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا، بالصورة التي حصل بها هذا الوصول، الذي كانت رافعته الأساسية الدعم الذي وفره «حزب الله»، والضغوط التي مورست على البلد وعلى رئيس الحكومة سعد الحريري، لتمرير ما صار معروفاً بـ«التسوية الرئاسية».

في هذا المناخ، نحن إذن نتعاطى مع أكثر من مجرد زيارة وزير لبناني لمنطقة لبنانية. فزيارة كهذه في الظروف العادية لا يفترض أن تحمل معها مستوى التوتر الذي رافق زيارة باسيل إلى منطقة عاليه. ففضلاً عن القلق من تداعيات المشروع السياسي الذي يتبناه باسيل، ومعه رئيس الجمهورية، هناك القلق من المعركة الرئاسية التي يبدو أن باسيل بدأ خوضها مبكراً، محاولاً استباق خصومه على الفوز بالمقعد الأول في الدولة، وعلى الأخص زعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وهو ما يعني، بنظر معارضي باسيل، تمديد الوضع الذي يقيم فيه لبنان اليوم، في سياساته الداخلية والإقليمية، 6 سنوات أخرى، تضاف إلى السنوات الثلاث المتبقية من العهد الحالي.

مشكلة باسيل أن منطقة الجبل، ومثلها بعلبك وطرابلس، وسواها من المناطق التي لا تقيم فيها أكثرية مسيحية، ليست مناطق «ناخبة» للرئيس «المسيحي القوي»، بحسب الشروط التي يعتمدها وزير الخارجية و«تياره» لشغل المناصب الأساسية في الدولة، على قاعدة حق «القوي» في طائفته، بتولي المنصب المخصص لهذه الطائفة. فالتيار الذي يعتمد المعيار الطائفي قاعدة لنشاطه السياسي، يبرر حركته على مجمل الخريطة اللبنانية بتسويق نفسه على أنه تيار «عابر للطوائف». لقد واجهت هذه الازدواجية تساؤلات خلال جولة باسيل في منطقة بعلبك، عندما تم انتقاده بسبب رفضه الموافقة على عدد من التعيينات، بحجة أنها لا تراعي حصة المرشحين المسيحيين، وها هي جولته في الجبل تواجه انتقادات بسبب محاولة استغلال خلاف درزي - درزي لأغراض انتخابية. فيما أخذت نداءات ترتفع من أكثر من موقع تدعو وزير الخارجية إلى التفرغ لشؤون حقيبته، والاهتمام بشؤون ناخبيه.

 

أحداث جبل لبنان والمقتولون «في حمى الأمير»!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/05 تموز/2019

في عام 1958 وقد انتهى النزاع الداخلي على التمديد للرئيس كميل شمعون، بانتخاب قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية، بالتوافق عليه بين الأميركيين (الذين كان شمعون قد استدعى قوات مارينزهم إلى لبنان لمساعدته!) ومصر جمال عبد الناصر، يومها شعر مسيحيو الرئيس شمعون بالهزيمة؛ فتحدى النائب الشمعوني عن منطقة الشوف الواقع الجديد وعاد إلى بلدة دير القمر المسيحية مُدْلياً بتصريحاتٍ مُثيرة. ولأنه شعر بالملاحقة فقد لجأ إلى حمى الأمير (فؤاد شهاب) في بيت الدين وهي البلدة المجاورة التي كان الرئيس الجديد يصطاف فيها. يومها كتب المعلِّق السياسي الشهير ميشال أبو جودة في صحيفة «النهار» مقالة ساخرة وضع لها عنوان: «في حمى الأمير»، زعم فيها مقتل شمعون على باب القصر؛ قاصداً أنّ الأمن لم يتحقق للقتيل حتى في جوار الأمير (وآل شهاب هم أُمراء جبل لبنان القدامى). ولنقفز لمسافة زمنية شاسعة هي عام 2008. يومها اقتحم «حزب الله» مدينة بيروت بالسلاح لضرب «المؤامرة» على المقاومة كما قال زعيمه. ولأنّ وليد جنبلاط (ابن كمال جنبلاط الذي تزعّم ثورة عام 1958) كان ما يزال حليفاً لسعد الحريري وقوى الرابع عشر من آذار، فقد أراد الحزب معاقبته بالهجوم على منطقة الجبل المشرفة على بيروت. الحزب احتلّ بيروت، لكنه وبكلّ قواته الزاحفة ومدفعيته ما استطاع التقدم إلى الأعالي للمقاومة الشرسة التي واجهه بها الدروز. في اليوم الرابع (بين 8 و12 مايو/ أيار) أُعلن عن وقفٍ لإطلاق النار بين الطرفين، بوساطة من طلال أرسلان كلفه بها نصر الله، ووافق عليها وليد حنبلاط.

بين العامين 2008 و2018 جرت في النهر مياهٌ كثيرة. غادر جنبلاط التحالف مع سعد الحريري وقوى الرابع عشر من آذار، بل ودخل في حكومة «اللون الواحد» كما سميناها يومَها، والتي شكّلها الحزب على أثر إسقاط حكومة الرئيس الحريري عام 2011. بيد أنّ ما في القلوب بقي في القلوب بل والأسماع. ظلّ جنبلاط مُعاديا لنظام بشار الأسد، كما ظلَّ معارضاً لوصول عون لرئاسة الجمهورية. لكنّ الجنرال الطامح للرئاسة منذ عام 1988، والذي ظلّ مرشح «حزب الله» للرئاسة منذ تحالُفه معه عام 2006؛ وصل لرئاسة الجمهورية عام 2016 بدعمٍ من «حزب الله» وسعد الحريري معاً. ومرة ثانية أو ثالثة سلّم جنبلاط بالأمر الواقع وزار الرئيس المسيحي القوي، بل وسلّم بنيابة لطلال أرسلان، وبوزارة لصالح الغريب أحد محازبي أرسلان قال إنه تعهد بها لرئيس الجمهورية.

بيد أنّ مشكلات جنبلاط ما انتهت بذلك. فقد استقرّ بخَلَدهِ، أنّ بشار الأسد الذي أخرجته كلٌّ من إيران وروسيا من الغرق لم ينسَه. فقد أيقظت استخباراته النزاع الجنبلاطي - الأرسلاني، ووضع كلاً من طلال أرسلان ووئام وهاب في مواجهة جنبلاط وبحماية مباشرة ودعمٍ من «حزب الله». وهكذا ومنذ بداية عهد العماد عون صارت الحوادث في الجبل شبه يومية. ودائماً يُقتل أُناسٌ من هذا الطرف أو ذاك، ودائماً يختفي الفاعلون.

ولو ظلَّ الأمر قصراً على المماحكات الدرزية - الدرزية؛ واختيار شيخ عقل جديد أرسلاني الهوى، لربما أمكن للعُقال بين الدروز، أن يتوسطوا، وأن ينادوا ظاهراً الدولة والأمن والعدالة وإنْ ليس من مُجيب. لكنّ الذي حصل أنّ صهر رئيس الجمهورية الوزير جبران باسيل أراد أن يخلُف عون في منصب الرئاسة، وأن يعمل على ذلك منذ الآن بل ومنذ أمس. أما هو فيعتبر نفسه خليطاً من الرئيسين كميل شمعون وبشير الجميل، وأما خصومه فيعتبرونه ويسمونه الصهر وحسْب! في السنتين الأُوليين لعهد العماد انصرف باسيل إلى مواجهة الحريري في كل شيء، باعتبار أنه يريد استعادة حقوق المسيحيين منه ومن السنة كما قال مؤخراً، ضارباً عُرض الحائط بالطائف والدستور، وحق رئيس الحكومة في إدارتها. وما تمرد السنة إلاّ منذ شهرين وبعد فوات الأوان، وقال الحريري كلمتين غاضبتين ما غيّرتا في كلام باسيل وحركاته! وخلال ذلك اطّرد نشاط باسيل باتجاه إزالة المسيحيين الطامحين للرئاسة الذين يعتبرهم منافسين له، فمضى في عراضاتٍ إلى مناطق سليمان فرنجية وسمير جعجع، وأقام احتفالاتٍ ضخمة، وألقى خطابات باستثارة العصبيات دونما إجابة من أحدٍ على التحدي، لدى السنة ولا لدى المسيحيين.

أما تحركاته الأخيرة باتجاه الجبل فقد لا تكون مصادفة. إذ دأب على اختراق الجبل من أقصاه إلى أقصاه، مكرراً الكلام العالي الوتيرة هنا وهناك، مذكِّراً المسيحيين بالهزائم والانتصارات والحقوق التي يريد الاستمرار في انتزاعها، وينتهي به الجَوَلان عند وئام وهّاب أو طلال أرسلان، وأخيراً عند آل الغريب. وبالطبع فإنّ هذه الخطابات والاستعراضات ما كانت تقع على آذانٍ صماء. ودروز جنبلاط، - ومعظم الدروز جنبلاطيون اليوم بل ومنذ عقود - لا يتوتّرون وحسْب للنزاع التاريخي بين الجنبلاطيين والأرسلانيين أو اليزبكيين، بل ولأنهم يعتبرون هؤلاء موافقين على العمل للنظام السوري الذي فتك بإخوانهم في السويداء وسائر جبل العرب. ثم يأتي الصهر باسيل ليهينهم في ديارهم، ويذكّرهم بالنزاع الدرزي - المسيحي الممتد عبر ثلاثمائة عام. وإلى هذا وذاك هم يُحسُّون بالوحدة والانفراد، وأنهم من دون حلفاء بالداخل والخارج. فقد خسروا هم والسنة الحرب في سوريا. و«حزب الله» يتحكم بهم وبالسنة والدولة.

إنّ الذي حدث في الجبل يوم الأحد في 30/ 6/ 2019 ناجم عن التوترات التي أحدثتها جولات باسيل وخطاباته، وأحدثتْها استنصارات خصوم جنبلاط بالنظام السوري، وبرئيس الجمهورية وصهره، وإحساس الجنبلاطيين وهم الأكثرية بين الدروز، أنه حتى مناصبهم في الإدارة لم تعد مضمونة. مضى باسيل كعادته في خطاباتٍ مثيرة من الكحالة وإلى صوفر مُريداً المُضي من هناك إلى منازل آل الغريب في قرية كفرمتى للغداء، وبعدها كانت الخطة أن يزور قرى مسيحية أُخرى، ويتعشى عند طلال أرسلان في خَلدة في ساحل الشوف. وليس واضحاً حتى الآن ماذا كان دورُ الوزير الغريب وموكبه المسلَّح في شملان، هل ملاقاة باسيل، أو فتح الطريق له، لأنّ المتظاهرين كانوا يحاولون سدَّ الطريق. والمهم أنه وقبل ظهور باسيل وعند موكب الغريب اندلع إطلاق النار وسقط مرافقان للغريب، كما جُرح بعض المتظاهرين. طلال أرسلان قال إن المراد كان اغتيال الغريب. وأنصار جنبلاط يقولون إنهم كانوا يتظاهرون سلمياً ضد زيارة باسيل، وإنّ المواكبين للغريب هم الذين بدأوا بإطلاق النار. ماذا سيحدث الآن؟ يريد الأرسلانيون وباسيل بعد اجتماع مجلس الدفاع الأعلى تحويل القضية إلى المجلس العدلي المختص قضائياً بالجرائم التي تهدد أمن الدولة. ومقصدهم اتهام جنبلاط وشهيب بمحاولة اغتيال وزير أو وزيرين. والتحويل يحتاج إلى موافقة رئيس الحكومة وهو ما يزال معارضاً لذلك، ولذا فقد عطلوا اجتماع مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي.

 

باسيل يُجيّر فائض قوة العهد لطموحه الرئاسي... لكن الأثمان باهظة!

زيارة طرابلس «مأزق» لكنها ضرورة لـ«التيار الوطني» للحد من خسائر الانتكاسة السياسية بعد حادثة قبرشمون

رلى موفّق/اللواء/05 تموز/2019 

جنبلاط ينجح في إحباط الانقلاب على الزعامة التاريخية في الجبل

لا يزال من المبكر إجراء الحسبة في «منازلة» قبرشمون. يحتاج تحديد ميزان الربح والخسارة إلى انتهاء موسم الحصاد، وهو لم ينتهِ بعد، ولا حتى شارف على الانتهاء. في قياس اللحظة وعملية التطويق السياسي لـ«سيّد» قصر المختارة، والتي بدأت منذ حين، يمكن القول إن وليد جنبلاط نجح في إحباط الانقلاب على الزعامة التاريخية التي يُمثلها في الجبل، وعلى ما تُشكّله بوابة المختارة من ثقل سياسي، ليس في المعادلة الدرزية فحسب بل في المعادلة الوطنية.

لم يتهرّب جنبلاط من التغطية السياسية لبيئته التي خرجت الأحد الماضي رفضاً لزيارة رئيس التيار الوطني جبران باسيل إلى كفرمتى، وهي البيئة التي تشعر بكثير من الاستفزاز المتمادي لها، والذي يطبع عادة حملات الانتخابات النيابية وما تستدعيه من تعبئة وتأجيج المشاعر واستثارة الغرائز واللعب على الوتر الطائفي لكسب الصوت، بل استمرت وتيرته. وأتى قدّاس ديرالقمر تحت عنوان توبة ومغفرة، الذي أراد باسيل إحياءه في يوم السادس عشر من آذار، ذكرى اغتيال كمال جنبلاط وما لحق بالمسيحيين في بعض قرى الشوف من مجازر انتقامية، وجرى تأجيله أسبوعاً لنزع فتيل التوتر والفتنة، ليرفع من منسوب الاحتقان، مع كلام باسيل عن التوبة والمغفرة وما يحمله من معان بأن ثمّة من يطلب التوبة وثمّة من يمنحها، كأن المصالحة التاريخية في الجبل التي رعاها البطريرك مار نصرالله بطرس صفير لا أثر لها في سجل الأحداث السياسية. 

ويذهب العقل السياسي لباسيل، في واقع الأمر إلى هنا. فمعه يبدأ كل شيء. قبله لا معنى للمصالحة ما دام لم يكن جزءاً منها، ولا تبدأ بالمعنى الحقيقي والفعلي إلا حين يتم الاعتراف بأن ما سبق ليس إلا خطوات في مسار عودة المسيحيين إلى ديارهم، وهي خطوات لا تزال تنتظر أن تتكرّس وتصبح واقعاً حقيقياً على يده.

مَن يعرف الرجل يُدرك أن كل ما يقوم به ينطلق من حلم يراوده بأن يكون «بشير الجميل في الوجدان المسيحي»، لا بل أن يتخطى بشير في ذلك. هو بكل بساطة يستعيد المفردات التي طبعت مرحلة الحرب الأهلية التي شعر فيها المسيحيون في لبنان بأنهم في خطر. فكما خاض بشير معركة الدفاع عن المسيحيين وحماية أمن المجتمع المسيحي، فإن باسيل يقود معركة استعادة حقوق المسيحيين التي سُلبت منهم في «اتفاق الطائف» من صلاحيات رئاسية ومن إضعاف لرئاسة الجمهورية الموقع المسيحي الأوّل، وهو القادر من خلال الانضمام إلى تحالف الأقليات في المنطقة برعاية روسية أن يحمي هذا الوجود، بل أن يعززه ويُعيد الاعتبار إلى ما كان يُشكّله في الماضي.

هو مشروع طموح لدى رئيس تيار سياسي يتكىء على العهد. باسيل يُجسّد العهد والعهد يُجسّده. التمايز الوحيد هو في أن موقع رئيس الجمهورية يتطلب مقاربة مختلفة وأداء أكثر مداراة بوصفه رئيس البلاد والحَكم بين الأطراف السياسية، فيما باسيل مُتفلّت من القيود والضوابط ويُجيّر فائض القوة الذي يستمده من العهد ومن حلفاء العهد في خدمة تعبيد الطريق أمام طموحه الرئاسي خلفاً لعمّه.

لا وهم عند أحد من المتابعين أن باسيل لم ينجح في اكتساب قدر كبير من الشعبوية في الشارع المسيحي. وهذا ما يجعل القوى السياسية الأخرى في موقع المُربك، ولا سيما حين تصل المسألة إلى «القوات اللبنانية» التي تحرص بشكل كبير على الحفاظ على المصالحة القواتية - العونية التي تعتبر أنها كانت حاجة وضرورة في معركة استعادة الحقوق المسيحية من ضمن التوازن والشراكة، وأنها طوت صفحة أليمة في الصراع المسيحي - المسيحي وحجزت لنفسها مكاناً لدى شريحة واسعة من المسيحيين في المستقبل ترى أن «القوات» هي المؤهلة  لوراثة إرث الحالة العونية. ولا تقل الكنيسة بقيادة البطريرك الراعي في هذا الإطار إرباكاً عن «القوات»، في لحظة خسرت فيها بكركي الوهج السياسي والدور القيادي الذي كان يلعبه البطريرك صفير. وعلى وقع هذا الإرباك، كان باسيل يتقدّم في معركة تحسين موقعه كمرشح طبيعي للرئاسة من موقع ما يحققه شعبياً ضمن بيئته مع غزارة زياراته المناطقية التي تخطت 35 زيارة، وكان في كل واحدة منها يضيف مدماكاً إلى مداميك الأسطورة التي يصنعها لنفسه فاتحاً ومنقذاً وزعيماً أول لدى طائفته لا يمكن تجاوزه من قبل الشركاء في الوطن في كل المفاصل والاستحقاقات.

لكن زيارة الجبل وما أحدثته من تداعيات بعد حادثة قبرشمون لم تضعف حليفه الدرزي فحسب، بل أدخلته في مأزق، وطني، حيث بات التراجع يشكل انتكاسة سياسية قاتلة له. من هنا باتت الأنظار تتجه إلى ما ستؤول إليه زيارة طرابلس. فعلى الرغم من نصائح جاءته إلى تأجيلها نظراً إلى حالة التوتر السياسي العام في البلد وتجنباً لتعريض البلد لمخاطر سياسية وأمنية، إذا ما حصل أي اختراق أو حادثة، فإن الأجواء المحيطة به ترى أن أثمان إرجاء الزيارة أضحت اليوم كبيرة، فهي لن تضرب صورته وتضعفها بل أيضاً ستضرب صورة العهد وتضعفه، بينما من شأن حصولها أن تقلل من الخسائر التي أصيب بها في منازلة الجبل التي حصلت بأيد درزية - درزية، بانتظار أن تفضي المعالجات الجارية إلى إعادة التقاط الأنفاس على جبهة الجبل الذي يسود الاعتقاد بأن الإصرار على إحالة الحادثة إلى المجلس العدلي ليست إلا ورقة لرفع السقف التفاوضي، إذ إن تمرير هكذا قرار ليس ممكناً في موازين القوى السياسية داخل مجلس الوزراء، حيث أن «التيار» لم يكن ليجد إلى جانبه في هذا الموضوع سوى «حزب الله»، المضطر إلى الوقوف إلى جانب الرئيس!.

 

المعجبون بحكم الجيوش

توفيق شومان/05 تموز/2019

كانت مدينة اسبارطة مجتمعا معسكرا ، لم تقدم للبشرية مصطلحا ولا مفهوما ولا علما ، ويصفها ول ديورانت ( 1885ـ 1981) في كتابه الأشهر عالميا " قصة الحضارة " بأنها دولة بلا حضارة (1)، إذ حتى الموسيقى كان ممنوع تطويرها ، فمن غير المسموح زيادة وتر على آلة موسيقية ، فيما الغناء تم تجنيده ، وما عاد المغنون ينشدون إلا جماعيا وبما يمجد الحياة العسكرية والنظام القائم .

على النقيض من اسبارطة ، كانت أثينا تناقش وتجادل في كل شيء ، لم يبق فن ولا علم ولا فكرة ولامفهوم لم يناقشها أهل أثينا ، من الطبيعة وما بعدها ، إلى الإنسان والكون والوجود ، وحتى المحرمات السياسية مثل أنظمة الحكم خضعت بدورها لجدل ونقاش عميقين ، فأفلاطون ( 428 ق .م ـ 347 ق.م) أفاض تفصيلا بها في كتاب " الجمهورية " (2) وأطال أرسطو(384 ق.م ـ 322.ق.م) شرحا لها في كتاب " السياسيات " (3)، وفيما يرى أفلاطون أن طبقة المحاربين واجبها الحفاظ على حدود الدولة ليس إلا ، وحذر من مخاطر استيلاء هذه الطبقة على الدولة ، فإن أرسطو رأى إشراكها في الحكم وعلى قاعدة خضوعها لحكم الفضلاء .

لم يناقش العرب أنظمة الحكم ولا أنواع السياسات وأجناسها ، وفيما تجنبوا في عصور الترجمة من اليونانية الى العربية نقل التراث الأدبي اليوناني ، بإعتباره خارجا عن الحاجة العربية ، فلدى العرب منه ما يغنيهم عن ألوان غيرهم وخصوصا في مجال الشعر ، فإنهم تفادوا تحليل السياسة كظاهرة وآليات حكم وسلطة ، وعلى ما يقول محمد عابد الجابري في مقدمة " الضروري من السياسة " ، أن التراث العربي ـ الإسلامي عرف ثلاثة اصناف من الفكر السياسي ، الأول يدور حول الخلافة والإمامة ، والثاني حول الآداب السلطانية ونصائح الملوك ، والثالث أقرب إلى الفلسفة من السياسة (4)، ودارت هذه الأصناف بمجموعها حول السياسة كفعل نصيحة للملوك انطلاقا من قاعدة القول " من اشتدت وطأته وجبت طاعته " (5)، ونزولا عند ذلك ، ذهب العرب إلى نحل الكتب السياسية وتنسيبها إلى فلاسفة اليونان كما فعل يوسف ولد الداية ( ت ـ 950 م ) في كتاب أسماه " العهود اليونانية " ، وأرجعه إلى أفلاطون ، او مثلما فعل يوحنا بن البطريق (730 م ـ 815 م) صديق الخليفة العباسي المأمون ، حين وضع كتابا بعنوان " سر الأسرار: السياسة في تدبير الرئاسة " وألصقه بأرسطو ، وكلا الكتابين لا علاقة لهما بأفلاطون ولا بأرسطو ، ولكنهما شاعا وسادا في عصور الترجمة من اليونانية لإسقاط "حكمة الإغريق " على سلطة المستقوي ، على ما يرى أيضا عبد الرحمن بدوي في كتابه " الأصول اليونانية للنظريات السياسية في الإسلام "(6).

عن هذه القاعدة شذ إبن رشد ( 1125 م ـ 1198) في كتابه " الضروي من السياسة : مختصر كتاب السياسة لأفلاطون ، ففيه اكتشاف لوجه آخر من وجوه عقلانية ابن رشد وأفقه الإصلاحي على أرض الواقع ، فإبن رشد ضمن هذا النحو يبدو معارضا لما يسميه " وحدانية التسلط " للنظام الذي كان قائما في عصره ، ولو جرت مقارنته مع الفارابي (875 م ـ 950) ومدينته الفاضلة ، فإن الفارابي يرى أسبقية الرئيس الفاضل للمدينة على المدينة ذاتها في شكلها وصفاتها ، مما يقربه من سياسة الآداب السلطانية القائمة على أسبقية الحاكم على النصيحة +.

بعد إبن رشد ، سينتظر العرب مئتي عام حتى يطل إبن خلدون (1332 م ـ 1406) بنظرية العمران غير المسبوقة بشريا على الإطلاق ، وإذ كان هذا الفتح المعرفي الفذ لإبن خلدون في دراسته لأسباب العمران في الأرض وأطوار الدول وصراع البداوة والحضارة ، فإن رؤيته لشكل النظام السياسي كانت تقليدية على غرار ما سبقها من رؤى مطبوعة بسلطة المتغلب وهيمنته ووجوب طاعته ، مع مفارقة مدهشة تكمن في تجويزه وجود خليفتين أو حاكمين (7).

هل فتح إبن خلدون باب التفكير على أكثر من شكل للنظام السياسي حين قال بجواز وجود خليفتين ؟.

ذاك ما يدعو للتأمل بالفعل .

على أي حال ، ستخبو بعد ابن خلدون الإضافات الفكرية المرموقة ، إلى أن يطل بعد أربعمئة عام ، عبدالرحمن الكواكبي ( 1855 ـ 1902) في كتابه الشهير " طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد " ، وفيه يقول : " لا تُعرف للأقدمين كتب مخصوصة في السياسة لغير مؤسسي الجمهوريات في اليونان والرومان " ، ويقول في موضع آخر : " وأما في القرون المتوسطة ، فلا تؤثر أبحاث مفصلة في هذا الفن لغير علماء الإسلام ، فهم ألفوا فيها ممزوجا في الأخلاق ، كالرازي والطوسي والغزالي ، وممزوجا بالأدب كالمعري والمتنبي ، وممزوجا في التاريخ كإبن خلدون وإبن بطوطة " (8)، وكأن الكواكبي في هذا الشأن يقول إن ثمة نقيصة في العقل العربي لعزوفه عن الخوض في إشكاليات السياسة وأنظمة الحكم ، فاستقر المخيال السياسي لدى العرب على قاعدة تساوي بين الغلبة والسياسة كأنهما مترادفان لمعنى واحد ودلالة واحدة ، إلا أن الكواكبي يذكر قلة من المتأخرين العرب الذين سبقوه بالتفكير السياسي ويقول : " المؤلفون العرب قليلون ومقلون والذين يستحقون الذكر ، رفاعة الطهطاوي و خير الدين التونسي وأحمد فارس وسليم البستاني " ، وفي سياق وصفه لأنواع الإستبداد وأشكاله وأنماطه يقول : " أشد مراتب الإستبداد حكومة الفرد المطلق القائد للجيش "(9).

قبيل عبد الرحمن الكواكبي إذا ، ومعه وبعده ، تم فتح النقاش العربي في السياسة ، فتعددت الآراء وزخرت عقود ما قبل خمسينيات القرن العشرين بأفكار قل نظيرها لاحقا ، ولتظهر بعد حين وتشتد بعد آوان مقولة " حكم الجيوش " كضرورة لضبط المجتمع وإيقاف هياجه وصراعاته ، وهذا يعيد النقاش بطبيعة الحال إلى ما قبل السياسة ، وإلى تجاهل القواعد التي تعتمدها الجيوش في الحكم ، وإلى التغافل عن المؤديات والنهايات المفجعة التي تجلبها سلطات الجيوش وقبضاتها .

وفي ذلك حديث طويل ، هذه بعض تفاصيله :

يرتكز " حكم الجيوش " على مقولة أخلاقية مضمونها أن الشرف العسكري أعلى قيمة من الفعل السياسي ، فالجيوش تولي اهتمامها للدولة والوطن ، والسياسيون يولون اهتماماتهم لمصالحهم ونزعاتهم ونزاعاتهم وأهوائهم (10).

وتحت ظلال هذه المقولة تتقدم الجيوش نحو السلطة ، فتصادرها كافة ، تحت ذريعة إعادة تنظيمها بعد فساد ضربها أو بعد فوضى عصفت بها ، أو بعد خيانة من كان يشغلها سابقا ، وغالبا ، ما تؤكد الجيوش القابضة على السلطة حديثا ، أن استيلاءها على السلطة مؤقت وإلى أجل محدد ، وأنها ستعمل على حماية الحريات العامة ، وعلى تهيئة الأجواء لإنتخابات نزيهة ، وهي في خطابها الواعد ذاك ، تقبض على السلطة القضائية ، وتحل المجالس النيابية المنتخبة ، وتتعهد بصياغة دستور جديد ، وتطلق العنان للحديث عن مشاريع اقتصادية تنموية ضخمة تنقل البلاد من حال إلى حال .

وحين تتمكن " سلطة الجيوش" من وضعيتها الحاكمة ، تذهب إلى حل الأحزاب ، وإلى السيطرة على الإعلام ، وإلى تكوين طبقة اجتماعية ـ سياسية تسير في ركبها ، وفي سياق تكوين هذه الطبقة ، يتكثف خطاب التحذير من الخارج وخطاب التخيير بين الأمن أو الفوضى في الداخل ، ويترافق ذلك في أول الأمر ، مع تقديمات مالية او توظيفية للطبقة الإجتماعية الموالية المراد تكوينها ، فالجيوش تدرك أن آليات الإستمرار في السلطة لا تقتصر على " القوة الصافية " ، بل هي بحاجة إلى بيئات موالية تواجه بها معارضيها والأحزاب التقليدية.

وكلما اطمأنت الجيوش إلى استقرار سلطتها ، تلجأ إلى الإنقلاب على وعودها الأولى ، فتعمد إلى تنظيم انتخابات نيابية تضمن لها الفوز الساحق والماحق ، ثم تصوغ دستورا يتكفل مجلس النواب الجديد بالمصادقة عليه ، وبعد ذلك تتجه إلى إبرام صفقات سلاح كبرى مع دول كبرى ، يكون هدفها توثيق وتقوية العلاقة بين " سلطة الجيوش " والخارج.

وحين يمر وقت ، قصير أو طويل ، على "سلطة الجيوش" ، يأخذ التطلع إلى " مغانم السلطة " مأخذا من قادة سلطة الجيوش " ، فتدب الهوجاء بينهم وتكثر نزاعاتهم ، وتبدأ مرحلة التصفيات بين القادة المتصارعين ، فيقاتل بعضهم بعضا ويتذابحون بشراسة وبلاهوادة ، فينجو من يحالفهم او من يحالفه حظ الحياة ، والنظر إلى " سلطات الجيوش " التي تعاقبت على العالم العربي ، تعطي صورة واضحة عمن قضوا نحبهم اقتتالا وغيلة وسجنا ، وعمن بقي حيا مع أقلية شاءت الأقدار أن تقتل أكثرية من رافقها إلى جلجلة السلطة ×.

تقدم " سلطة الجيوش " نفسها وفقا لمظهرين :

ـ الأول : أن مؤسسة الجيوش هي الأكثر تنظيما ومأسسة وتطويرا وتطورا من مؤسسات المجتمع الأخرى ، فالجيوش أكثر مناقبية يعني أكثر انضباطا ، كما أنها أكثر التصاقا بصناعات العصر والحداثة ، أي التكنولوجيا ، نظرا لحاجتها الدائمة إلى التسليح الحديث ، وبالتالي فهي المؤسسة الأكثر حداثة وتطورا في المجتمع .

ـ الثاني : أن اتساع الطبقة الإجتماعية الموالية التي تنتجها "سلطة الجيوش "، وهي عادة أوسع من " جماهيرية " الأحزاب أو المعارضات ، دليل إلى رجاحة الحكم القائم على " سلطة الجيوش ".

وحقيقة الأمر ، أن أحوال الوقائع وحوادث الأيام ، تنفي ذلك ، وتجعل هذين المظهرين أشبه بالصورة الخارجية إذا تمت استعارة منطق أرسطو الذي لا ينظر إلى تفاصيل المادة فيكتفي بالصورة ويظنها اليقين ، فالمناقبية والإنضباط ، وهما من شعارات الجيوش وخطاباتها ، لم تمنعا انقلاب قادة الجيوش على قادة الجيوش ، ولا انقلابات الضباط الأصغر رتبة على الضباط الأكبر رتبة ، ولا شك أن الناظر إلى أحوال العرب وأيام انقلاباتهم لا يحتاج أمثلة شائعة وقرائن ثابتة .

وأما ما ينحو نحو القول بأن مؤسسة الجيوش هي الأكثر حداثة وعصرنة ، ففي ذلك القول الكثير من العسف ، فنسبة كبرى من الضباط والجنود حين تحال على التقاعد بعد خدمة مديدة ، عادة ما تعود إلى نمط العيش التقليدي في بيئاتها المحلية ، أي تنشد إلى جذورها الأولى ، فيما نسبة كبرى أخرى ، تنخرط بعد التقاعد ، في مهن لا تتطلب مهارة ، من مثل قيادة سيارات الأجرة أو الحراسات الأمنية أو الأعمال التجارية المختلفة ، وهذا لا يجعلها مختلفة عن فئات اجتماعية عدة ، وكل هذا يطرح أسئلة التطور والحداثة والعصرنة على مؤسسة الجيوش وعن مكامن التطور التي تميزها عن غيرها ، وعن الفرد الحداثي والإنسان الجديد الذي تنتجه مؤسسة الجيوش ولا تنتجه مؤسسات وهيئات المجتمع الأخرى ؟!.

والمظهر الثاني المتمثل بالطبقة الإجتماعية ـ السياسية الموالية ، فهو أكثر المظاهر الخطابية خداعا ، إنه شكل لا صلة له بالمضمون وصورة بلا واقع ، فالطبقة الإجتماعية ـ السياسية التي تبدو موالية ل " سلطة الجيوش " في لحظة استئثارها بالسلطة ، هي أكثر الطبقات أوالفئات تمردا على " سلطة الجيوش " حين تتعرض هذه السلطة لتحدي حقيقي ، وقد تكون أولى الشرائح الإجتماعية التي ترفع السلاح بوجه " سلطة الجيوش" حين اهتزاز السلطة المذكورة ، لأسباب في طليعتها أن هذه الطبقة ـ الفئة ، تعتبر أن موالاتها ل " سلطة الجيوش" ، كانت أثمانه الريعية قليلة ، ولم تنل ما تستحقه من ولاء سوى مكاسب أولية انخفضت نسبها وأحجامها ولم تعد تسد الحاجة والفاقة مع تعاقب الأيام والسنوات ، كما أن خطاب الأمن الذي بنت " سلطة الجيوش " حكمها عليه ، تفكك وانهار ، مما يعني فقدانها للمكاسب المادية التي أرادتها وللأمن الذي أنشدته ، ولعل ما جرى مع النظام العراقي السابق بقيادة صدام حسين ( 2003)، وما تكرر مع النظام الليبي المنهار بقيادة معمر القذافي ( 2001)، وما حدث مع النظام المصري بزعامة حسني مبارك ( 2001)، وما يحدث في السودان والجزائر منذ العام 2018 ، شواهد ومشاهد تختزن الكثير من عوامل عدم الرهان على ولاء طبقة شعبية تنتجها " سلطة الجيوش" ، فهذا الولاء رهن بسخاء المكاسب وقوة السلطة ، وحين تذهب المكاسب وتهتز القوة ، تتبدد هذه الطبقة .

من مأثورات الداعين إلى " سلطة الجيوش " ، أن أغلب الناس أغبياء وقليلي الفهم والوعي ،++ ولذلك لا بد من قوة تجرهم من رقابهم وأذيالهم ، ومثل هذه المأثورات سار عليها اليساريون السوفييت سبعة عقود ، فكانت النتيجة انهيار الإتحاد السوفييتي ، وفي التاريخ العربي ـ الإسلامي نماذج احتقارية لا تقل شأنا عن النموذج السوفييتي ، ففرقة المعتزلة التي تعاونت مع ثلاثة خلفاء عباسيين ، طفح خطابها بذم العامة واحتقارهم ، ومثلها بعض فرق أخرى ، ونقل المؤرخون والضليعون في الملل والنحل الإسلامية ،عن الفقيه المعتزلي ثمامة بن الأشرس قوله للخليفة العباسي المأمون : " ... وما العامة ، والله لو وجهت إنسانا ، على عاتقه سواد ، ومعه عصا ، لساق إليك عشرة آلاف من العامة "(11).

إن تلك المأثورات تغري من بيده السلطة ، وتغوي من اجتمعت بقبضته دوائر القوة ، خصوصا حين يكون قائلها فقيه أو مثقف ، فتقع الجيوش تحت سطوة إغواء الكلمة فتقبض بشراسة على سطوة القوة ، وسرعان ما تتحول الجيوش نفسها التي حكمت بالقوة إلى ضحايا القوة المضادة ، فحكم القوة يجلب قوة مضادة ، وهكذا تستمر آليات الصراع بين القوة المستشرسة بالسلطة والقوة المتربصة بالسلطة ، إلى أن تنقشع الرؤية عن دمار مبين .

هل يراد تكرار فجائع العقود العربية الماضية، حين يذهب مثقفون إلى القول بأن الخلاص محصور ب " سلطة الجيوش " فيدعون الجيوش إلى التحكم بالمصير والمصائر؟ .

تكادالإجابة على هذا السؤال تقول إن بعض المثقفين يمتهنون مهنة الجلادين حين يزينون للجيوش طريق السلطة ، جلادون يبغون تحويل الجيوش والشعوب إلى ضحايا من جديد، بحيث تكون الصورة على هذا الوجه : فريق من الجيش ينقلب على سلطة فريق من الجيش ، وسلطة الجيش تواجه الشعب أو فريقا منه ، ومختصر العقود العربية الماضية لا يحيد عن هذه الصورة المفجعة.

ما العمل ؟

ذاك هو السؤال .

ربما من نافذة هذا السؤال قد يكون من المفيد إعادة النقاش إلى صلب السياسة ، والإعتراف بأن الأحزاب العربية على مختلف مشاربها وعقائدها ، فشلت في تقديم نموذج سياسي رائد في الحكم والسلطة ، وكذلك لا بد من الإعتراف بأن " سلطة الجيوش " فشلت هي الأخرى في بناء النموذج المطلوب ، فتشاركت الأحزاب والجيوش في صناعة الفجائع ، وهذا يتطلب شجاعة النقد الذاتي للأطراف التي تعاقبت على السلطة في أكثر الأقطار العربية ، مما يفضي إلى " عقد اجتماعي " حقيقي ينظم آليات إدارة السلطة ويمهد لبناء نظام سياسي جديد ، وليس إعادة انتاج ما ثبت فشله وما أوصل البلاد إلى الهلاك والتهلكة .

وبما أن الأحزاب العربية هي أحزاب استئثارية بالسلطة كما تدل تجارب حكمها ووقائعها ، وبما أن الجيوش العربية ، لا تغادر طموحات الغلبة والوصول الى السلطة بأي وسيلة من الوسائل ، فهل يمكن الوصول إلى "عقد " متوازن بين الطبقة السياسية والطبقة العسكرية ، بحيث تكون آلية الحكم تشاركية ـ تنافسية ـ انتخابية بين الطبقتين ، عبر واجهات حزبية أواقتصادية أو اجتماعية ، لا تحتكر الواحدة منها السلطة ولا تهيمن على المجتمع ، ولا تدعي إحداها " الشرعية الثورية " ، ولا تزعم الأخرى " الشرعية الإجتماعية " ، فتتحول معها الممارسة السياسية إلى فعل علني مكشوف ، لا " تقية سياسية " فيه ولا " تقية انقلابية " ، فتضمن الجيوش دورها ومصالحها ، ويضمن الآخرون وجودهم ؟.

يرى المفكر الفرنسي جان توشار(12) أن الديموقراطية نشأت في أوروبا على قاعدة توازن القوى ، وبعد صراعات مريرة بين قوى تقليدية وقوى ناشئة ، وبين معيارين للحكم ، الحكم المطلق والحكم المقيد ، وبين الإستئثار والمشاركة ، وهي المعايير نفسها التي يتصادم حولها في الأقطار العربية ، الحزبيون والحزبيون ، والحزبيون والعسكريون ، والعسكريون والعسكريون ، مع اختلاف واحد في طبيعة القوى التمثيلية التي كانت تتصارع في الغرب والقوى التمثيلية التي تتصارع في أقطار العرب .

هل يمكن البدء من هنا ... من فكرة الشرعية الإنتخابية القائمة على " التشاركية المقيدة " بين الجيوش والأحزاب ، وبما يشبه نظام الحزبين في بريطانيا ، فيكون " حزب الجيوش " أقرب إلى حزب المحافظين ذي النزعة الملكية ـ النبلائية ، وتكون الأحزاب الأخرى أو من يمثلها أشبه بحزب العمال ، الشعبي الجذور ، وأمام ذلك نكون أمام " عقد اجتماعي انتقالي " ، قد يمهد لعقد جديد و لزمن سياسي جديد؟.

مراجع ومصادر معتمدة :

ـ1: ـ ول ديورانت ـ قصة الحضارة ـ الجزء الأول من المجلد الثاني ـ ترجمة محمد بدران ـ المنظمة العربية للثقافة والعلوم ـ بيروت / تونس 1988ـ ص : 129القسم الخاص بإسبارطة .

ـ 2: ـ افلاطون ـ الجمهورية ـ ترجمة حنا خباز ـ تقديم : فؤاد صروف ـ مطبعة المقتطف والمقطم ـ القاهرة 1929ـ ص: 42ـ 44ـ 49ـ 88ـ97ـ 109ـ210.

ـ 2: ـ أرسطو ـ السياسيات ـ تعريب أوغسطينس البولسي ـ اللجنة الدولية لترجمة الروائع الإنسانية ـ بيروت 1957ـ الفصل الخامس : ص: 135 وما بعدها .

ـ للمزيد : انظر :

ـ ماجد فخري ـ أرسطوطاليس المعلم الأول ـ المطبعة الكاثوليكية ـ بيروت 1958.

ـ 4: محمد عابد الجابري ـ الضروي من السياسة : مختصر كتاب السياسة لأفلاطون ـ مركز دراسات الوحدة العربية ـ بيروت 1998ـ ص: 13.

ـ 5ـ : المصدر نفسه ـ ص: 15

ـ 6ـ : عبد الرحمن بدوي ـ الأصول اليونانية للنظريات السياسية في الإسلام ـ مكتبة النهضة المصرية ـ القاهرة 1954ـ ص: 8 وما بعدها .

+ـ يراجع في هذا الجانب : محمد عابد الجابري ـ مصدر سابق ـ ص: 22.

ـ 7ـ : طه حسين ـ فلسفة ابن خلدون ـ مطبعة الإعتماد ـ القاهرة 1925ـ ص :133.

ـ للمزيد : انظر :

ـ إبن خلدون ـ المقدمة ـ ضبط المتن ووضع الحواشي والهوامش خليل شحادة ـ مراجعة سهيل زكار ـ دار الفكر ـ بيروت 2001.

ـ 8:ـ ـ عبد الرحمن الكواكبي ـ طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد ـ تقديم أسعد السحمراني ـ دار النفائس ـ بيروت 2006ـ ص : 33.

ـ 9 : ـ المصدر نفسه : ص: 38.

ـ 10 : ـ ـ فؤاد اسحق الخوري ـ العسكر والحكم في البلدان العربية ـ دار الساقي ـ بيروت 1990ـ ص: 53.

×ـ راجع في هذا الصدد : جهاد كرم : بعثيون من العراق كما عرفتهم ـ الدار العربية للعلوم / ناشرون ـ بيروت 2010.

ـ للمزيد : انظر : غسان تويني ـ منطق القوة أو فلسفة الإنقلابات في الشرق العربي ـ دار بيروت ـ بيروت 1954.

++ـ سعود القحطاني : الشعوب الجاهلة لا تصلح أن تكون قواعد للثورة بل وقودا للفتنة ـ صحيفة " المصري اليوم " ـ القاهرة ـ3ـ1ـ2007.

ـ للمزيد :

ـ كتب يوسف الكويليت :" الغرب ظل ينظر لروسيا باستحالة أن تطبق ديموقراطية تشابه أنظمتها، غير أن كاتبا روسيا، قال إن الغرب لا يفهمنا، لقد عشنا أنظمة دكتاتورية أثرت في سلوكنا العام، ولا يزال كل روسي يؤمن بالسلطة القوية، أكثر من دولة ديموقراطية، وربما أن الأمة العربية تعيش نفس الأسباب، إذ لم يشهد التاريخ العربي نظاماً لمشاركة السلطة للشعب في إدارة العمل المشترك، ربما أننا نقع بنفس الظروف والواقع التاريخي الذي لا تزال تعيشه روسيا، لكن هناك تجارب نجحت رغم قسوة تاريخها مثل الهند واليابان ودول لاتينية وغيرها، ونبقى نحن في الظل من الحدث التاريخي وتطوره " ـ صحيفة " الرياض" ـ 25 ـ 12ـ 2010.

ـ وكتب استاذ القانون الدولي الدكتور حنا عيسى فقال :" الديمقراطية نظام يتيح للشعب حكم نفسه بنفسه، وهو قيمة إنسانية عالية بحد ذاتها، إلا أن لها مساوئ عديدة كتأجيج الصراعات الدينية والعرقية لما تفرضه من قيم مشتركة بين الشعب، فتظهر الفوارق القومية واللغوية والدينية خلال عملية الدمقرطة بالإنتقال من حكم غير ديمقراطي، ومن مساوىء الديمقراطية: انتخابات كل اربع سنوات ـ الديمقراطية حكم الأقلية السياسية ـ الديمقراطية تضع مقاليد الحكم في ايدي عامة الشعب وهي طبقة فوضوية جاهلة...إلخ " ـ .abouna.orgـ 20 ـ11ـ 2013.

ـ وكتب فاروق جويدة فقال : " في يوم من الأيام غضب المصريون لأن مسئوولا كبيرا في النظام السابق قال في أحد تصريحاته ان الشعب المصري غير مهيأ للديمقراطية، ويبدو ان كلام الرجل كان اكثر فهما للواقع المصري البغيض فقد تأكد لنا بعد ذلك ان التربة غير مناسبة علي الإطلاق لهذا الحلم الكبير وان الإنسان المصري لا يستطيع ان يتحمل هذه الأمانة التي تسمى الديمقراطية " ـ صحيفة " صدى البلد" ـ نقلا عن صحيفة " الأهرام" ـ القاهرة ـ1ـ12ـ 2015.

ـ 11: ـ علي الوردي ـ منطق ابن خلدون ـ دار كوفان ـ لندن 1994ـ ص: 183ـ 184.

ـ 12: ـ جان توشار ـ تاريخ الأفكار السياسية ـ histoire des idees politiques ترجمة ناجي الدراوشة ـ الجزء الثاني ـ دار التكوين ـ دمشق 2010ـ ص: 344.

 

"النأي بالنفس" .. بين الدولة و"الدويلة"

بديع يونس/الكلمة أونلاين/05 تموز/2019

يبدو أن مبدأ "النأي بالنفس" اختلط على سياسيي لبنان، فبدل النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، نأوا بأنفسهم عن مصلحة المواطن اللبناني. الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أطلّ بوقت ليس بالبعيد مفاخراً ومتحدياً مؤسسات لبنان ودولته "أكلنا وشربنا ورواتبنا وصواريخنا وسلاحنا من إيران". هو السلاح نفسه الذي يموت به أبرياء لبنانيون بـ"رصاص طائش" عندما يلقي نصرالله كلمة له، أو بـ"رصاص موجّه"عندما يقرّر "القبضايات" الاحتكام إلى قانون الغاب داخل دويلة الحزب أو خارجها. هي الصواريخ نفسها التي تضبط توقيت إطلاقها إيران وتوجّهها.. وليس على حزب الله إلا الضغط على زر التشغيل وجرّ البلاد إلى حرب كان آخرها عام 2006 دمّرت لبنان وبنيته التحتية قبل أن تعيد دول الخليج وعلى رأسها السعودية إعمارهما.

في الموازاة، تتمسّك السعودية ودول الخليج (نفسها التي يهاجمها نصرالله في كل خطاب له) بدعم مؤسسات لبنان الرسمي وجيشه كـ"قوة شرعية وحيدة"، وتربط الرياض إتمام الدعم المُقرّ بمبلغ 3 مليارات دولار للجيش اللبناني وهبة بمليار دولار شرط وضع آلية واضحة تكفل عدم وصول تلك الأسلحة إلى ميليشيات حزب الله والالتزام بها. السعودية تجدد التأكيد على دعمها للمؤسسة الرسمية وركن الأساس في الدولة اللبنانية، وتثبّت قدميها مجددا في دعم مفهوم "الدولة".. مقابل إيران التي نخرت أركان الدولة تباعاً عبر حزب الله كلما حاول لبنان النهوض بها.

السيناريو اللبناني غالباً ما كانت قراءته تمثّل الرؤية الخارجية للقوى الإقليمية، وذلك لطبيعة لبنان المذهبية والحزبية، لموقعه الجغرافي، وخصوبة "أرضه" لاستقطاب الأزمات، فيما موقعه الجيو- اجتماعي والجيو- سياسي يظهران سببية تصادم وتكسّر الأمواج الغربية والشرقية فيه.

منذ عام 2005 يتخبّط لبنان بين مشروعين اثنين: مشروع المستقبل ومشروع العصور القاتمة. مشروع "الدولة" ومشروع "الدويلة". لا يخفى على أحد المشهد اللبناني بصورة شاملة. طرف يدعو إلى دولة قادرة تحتكر السلاح والقوة على كل أراضيها بحدودٍ مُرسّمة وشعبٍ انتماؤه وطني لا مذهبي أو طائفي أو عرقي. طرف آخر انتماؤه خارجي سياسياً وعسكرياً.

وبين مزدوجين وقبل استكمال المقال يجدر التذكير بماهية الدولة وأهدافها وأركانها. (فإن الدولة بإنشائها هدفت الى وضع ضوابط بين أفراد قرروا التخلي عن بعض حقوقهم الشخصية لمصلحة الحق العام، والتخلي عن بعض ٍمن مصلحتهم الفردية لصالح المصلحة العامة، على أن تؤمن الدولة في المقابل أمنهم الاجتماعي والشخصي وتضع أفرادها على قدم مساواة أمام القانون الوضعي. أمّا متى دخل ثالث بين الموقّعين على هذا العقد اختلط الحابل بالنابل وفُقدت الثقة وساد قانون الغاب مجددا، وحكم القوي).

في المقابل، وبالبحث في معاجم اللغة العربية، لا تعريف دقيقاً لمفردة "دويلة" إلا بمعنى دولة صغيرة. بالتالي فإنّه تعبير سياسي مستحدث للإشارة إلى الدولة داخل الدولة. عدم وروده في المعاجم اللغوية أو السياسية لهو دحض له ويثبّت أنه مفهوم غير طبيعي يتعارض مع ما يُتعارف عليه في مفهوم "الدولة". الدويلة إذن هي سلطة مستقلة عن سلطة الدولة. المنتفعون منها هم فصيل أعطى لنفسه "سيادة" ومنافع ضمن حدود معيّنة. قد يمتلك السلاح ومؤسسات خاصة بطابع عام تعمل داخل هذه الدويلة أو تغذيها من الخارج. ما يحدث في داخل الدويلة يبقى في داخلها.

المسألة حسابية وبسيطة وتتبع حبل المنطق العلمي: إيران تدعم الدويلات على حساب الدول من منظورها الأحادي لـ"أمبراطوريتها" التي تمر بالعراق وسوريا ولبنان إلى فلسطين المحتلّة وصولاً إلى اليمن. تقدّم الدعم المالي والعسكري لميليشيات يكفي وجودها في المعادلة لضرب مفهوم الدولة. فبين حزب الله وحماس وفتح الإسلام والجهاد الإسلامي ودعم نظام الأسد (للإبقاء على الجسر البري - العسكري) وصولا إلى الحوثيين في اليمن، يبدو الرابط الأوحد بين الميليشيات تلك هو المسعى لبناء دويلات تنسف مفهوم الدولة وتقدّم الطاعة لليد الإيرانية التي تطعمها. التقاؤها في المعادلة الحسابية المذكورة يعزّز النظرية القائلة إن نظاماً في سوريا اليوم بالنسبة إلى إيران ليس سوى فرع بعنوان "دويلة الأسد" تماماً كـ"دويلة حماس" ودويلة "حزب الله" ودويلة "فتح الإسلام" في نهر البارد سابقاً ودويلة الحوثيين في صنعاء اليوم.

على الضفة الأخرى، مشروع معتدلٌ، داعمٌ لـ"الدولة"، أكيدٌ من أنّ الخلاص لا يأتي إلا من باب الشرعية والمؤسسات الرسمية والقانون. مشروع يرى أن الدولة وحدها هي ضابطة الإيقاع في منطقة إن لم تضرب الدولة فيها بيد من حديد، يتحوّل المشهد فيها إلى ما يبدو عليه اليوم. فغياب الدولة القادرة والجامعة في عدد من بقع المنطقة الجغرافية تحوّل إلى مغناطيس للمناهج المتطرفة في وجه مشاريع "دويلات إيران" المبنية على أسس طائفية ومذهبية. في وجه تهديد الدويلات القائمة تلك، استشعرت شريحة كبيرة بتهديد وجودي ليتم توظيف هذا التهديد في مصلحة مشروع متطرّف "إرهابي" لم ينتهِ. وبين المشروعين، تبقى الدولة الضامن الوحيد لإعادة ضبط الإيقاع ونبذ التطرف وضرب برنامج "الدويلات"... والإرهاب في آن. قناعة جديدة مفادها أن انفجار المنطقة ودخول إيران على الخط ـ في فترة ما بعد الثورة ـ بمنهج سياسي- ديني- متطرّف أفضى إلى ضرب "الدولة" وثقة الأفراد فيها، ليستفيد "تجار الدين" من هذه الثغرة ويزيدونها اتساعاً ويوظفونها في مشروع متطرّف لمواجهة التطرف المضاد.

سنوات مرّت وازداد المشروعان بُطشاً.. وبات المشهد على ما هو عليه اليوم.

يتخبّط لبنان بين الدولة و"الدويلة"، أما النأي بالنفس عن صراعات المنطقة لا يعني مواساة الجلاد والمجلود. لا يعني القبول بدويلة على حساب الدولة في لبنان. النأي بالنفس هو بعدم المشاركة بالصراع لا بالسكوت عن الجريمة التي ترتكبها إيران بحق لبنان عبر دويلتها. صالح لبنان وقيام دولته يتعارض مع مشروع إيران وبالتالي مواجهته لا تتضارب مع سياسة بالنأي بالنفس وإلا أصبحت نأياً بالنفس عن السيادة ومصلحة المواطن اللبناني، وهو ما لا يكفله الدستور.

 

 الجبلُ ... وحروبُ الإلغاء

جوزف الهاشم/الجمهورية/05 تموز/2019

ماذا يجري في الجبل...؟

ما هي قصَّةُ هذا الجبل في صراعه مع التاريخ...؟

هذا الذي قال عنه النبيّ: «إنّـه أحدُ جبال الجنّة» (1)... ينقسمُ الى قِمَـمٍ متناطحةٍ على لَهَـبٍ جهنَّمي.

نعم... إسمحوا لنا من فضلكم أن نستـنْجد بالتاريخ فهو المعلّم الأكبر، نستذْكِرُ أحداثَـهُ الـمُفْجِعة للإعتبار مخـافةَ الوقوع في التكرار.. لأن الذين يتنكَّرون للماضي يخرجون من المستقبل.

للجبل مع التاريخ حكاياتٌ موصولةٌ بالأحداث العاصفة، إنْ تهيَّـبْنا الغوصَ في عمقها الأبعد، فلا بـد من التوقّف حيال الأحداث الجاثمـة على مرمى أنظارنا، فإذا جبل لبنان الجنوبي يخوض حرباً مع الغريب لإلغاء الآخر القريب، وينتهي بحربٍ باردةٍ مع الذات.

وجبل لبنان الشمالي يخوض حرباً على الآخر الغريب، وحرباً على الآخر القريب وتنتهي بـهِ الحرب صراعاً مع الذات حامياً وبارداً.

والصراع مع الذات يعني التعرّي من إطارها الواقي، فَمن ينزع ثيابـه يبـرد، والذي يبـرد يلجأ الى النار.

الثنائية الشيعية خاضت هذه التجربة عند انطلاقتها، إلا أنها انتصرت على الأهواء الذاتية بفضل صرخة الذات التاريخية المخضّبة بدم الجور العنيف.

ولم تشكّل في المقابل صرخة الدم العنيف: الدرزية – المسيحية والضاربة في أعماق التاريخ، عِبْـرَةً زاجرة ودعوةً الى اليقظة.

الثنائية الشيعية أثْـنَتْها عن الصراع الذاتي مآثـرُ الأئمة وشهادةُ الحسين.

والثنائية الدرزية – المسيحية لم تُـثْنها شهادة الأمير فخر الدين مع حسين إبن يوسف سيفا، الذي قـدّم لـهُ باسم أبيـه هديةَ جيادٍ عربية بعد عودته من «صقلية»: فرفضها الأمير قائلاً: «نحن لا نحتاج الى الجياد بل الى المواد لإعادة بناء البيوت التي هدمها والدك في دير القمر».

ولم تقْتـدِ هذه الثنائية بالأمير بشير الثاني الذي كان مسيحياً بالمعمودية، مسلماً بزواجه، درزياً لدى أعوانه. (2)

المشكلة في الجبل بما حملته من إرثٍ تاريخي واجتياح عارم وتهجير، تحتاج الى أكثر من مصالحات كهنوتية تـتِمُّ بمبادرة من البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، أو بقداس لاهوتي في دير القمر، الى التوغُّل في العمق الوجداني والبنيان الإنساني المشترك دونما الإكتفاء بغسل اليدين على طريقة بيلاطس..

أي إنها تحتاج، إلى ثقافة روحية وجدانيةٍ مشتركة على نحو رغبة الإنخراط المسيحي في المفاهيم الإنسانية والعقلية عند الأجاويد الدروز، كمثل ما عبَّـر يوماً الطالب كمال جنبلاط عن رغبة الإنخراط في الرهبنة وهو في مدرسة عينطورة. (3)

والمشكلة في الجبل لا تقتصر على الجبل، بل هي الموروث الثقافي العام الذي خلّفته مدارس الميليشيات في حرب 1975 والتي خلَقتْ طبقةً معسكرةً جعلَتْ من المقاتلين قتَـلَةً ومن السياسيين حربيِّـين، ومن الحربيِّـين حاكمين.

والحربيُّون، إنْ توقفت الحرب على أيديهم، تستمرُّ متأججةً في نفوسهم، حتى وإنْ كانوا مسالمين فقد يذكِّرون دائماً بالحرب، وهو ما يُعرف في علم النفس بآليةِ استحضار الأحوال النفسية، كمثلِ ما تُذكِّـرُ رُؤْيـةُ الغيومِ بالمطرِ ورؤيـةُ الدخانِ بالنار.

والحربيُّون هم الذين جعلوا من الدولة المركزية الجامعة مجموعةَ دويلاتٍ متنازعة، في كلِّ منطقةٍ دولةٌ، ولكلِّ دولةٍ مذهبها الخاص وحدودها الخاصة ونظامها الخاص.

في دولةٍ محلولة لا مجالَ للخلاص، بل ستظل هذه المسرحية التاريخية تفاجئُنا بالفواجع ما دامت المعالجة تقتصر على تغيير المشاهد لا على تغيير الأبطال.

1– مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 4/17 مؤسسة العرفان بيروت 1986.

2– فيليب حتي: تاريخ لبنان.

3– من كتاب: «كمال جنبلاط وحقيقة الوجود» - رياض الريّس ص. 45

 

مفاوضات ترسيم الحدود عالقة بالتشدد الإيراني والتملص الإسرائيلي

منير الربيع/المدن/السبت 06/07/2019

في الزيارة ما قبل الأخيرة، التي أجراها نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، ديفيد ساترفيلد، إلى لبنان، أشارت "المدن" في تقرير سابق، أن مفاوضات ترسيم الحدود، ضاعت بين تصعيد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، والصواريخ التي أعلن عن امتلاكها، وبين الانتخابات الإسرائيلية المبكّرة. كانت بعض المعلومات تشير إلى أن أموراً طرأت، من شأنها تأخير عملية التفاوض، التي تعامل معها الطرفان باستعجال، في المرحلة الأولى من تجديد ساترفيلد نشاطه وتحركاته.

اللهفة على النفط

تحركت المفاوضات، برسالة وجهها لبنان إلى الولايات المتحدة الأميركية يبدي فيها استعداده لبدء التفاوض. يومها اتفق اللبنانيون على موقف موحد فيما بينهم. وبعد زيارة ساترفيلد الأولى، تحدّث المسؤولون اللبنانيون عن انتصارات تحققت بفعل نجاح لبنان في إجبار إسرائيل على الخضوع لشروطه. وما كادت تمضي أيام قليلة على إعلان هذا الإنتصار، حتى بدأت الأجواء تتغير، باعتبار أن إسرائيل بدأت بالتراجع عن ما التزمت أو تعهّدت به. فوقعت المفاوضات - ولا تزال - في دوامة واحدة، هي عدم التوافق على التلازم البري والبحري في مسارات الترسيم، ورعاية الأمم المتحدة للمفاوضات، بعدما كان لبنان في البداية قد سجّل "انتصاره الإعلامي" معلناً قبول إسرائيل بالتلازم. من بين الأسباب التي دفعت اللبنانيين إلى موقف موحد، هو اللهفة للتنقيب عن النفط واستخراجه، في ظل الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد. لكن ما لا يمكن إغفاله أيضاً، أن تحرك المساعي جاء بتوقيت متزامن مع التصعيد الأميركي ضد إيران وفرض حزمة عقوبات جديدة عليها. فحاولت واشنطن استخدام ذلك، لجرّ لبنان إلى التفاوض، خوفاً من أن تطاله شظايا العقوبات على طهران. كانت واشنطن وتل أبيب تستعجلان المفاوضات لاستخراج النفط أيضاً من جهة، وللتمهيد لبدء الاجتماعات المتعلّقة بـ"صفقة القرن". يومها، وصلت إلى لبنان إشارات متعددة، توحي أن كل ملفات الدعم المالي والاقتصادي التي يحتاجها من المؤتمرات الدولية، ستكون مرتبطة بإنجاح ترسيم الحدود وباجتماعات ومؤتمرات "صفقة القرن". وتم تغليف كل ذلك برسائل وتقارير كثيرة، تحدّثت عن تطبيق القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701، والتلويح بأن الشركات لن تبدأ بالتنقيب من دون وجود اتفاق واضح (بين لبنان وإسرائيل) يضمن سلامة العمل.

تحذيرات أميركية

على المقلب الآخر، كانت إيران تتشدد بمواجهة العقوبات الأميركية، لكنها أيضاً قامت بمبادرات إيجابية، لعلّها تمثّل مدخلاً لفتح باب التفاوض مع أميركا. فكان تسهيل حزب الله لصوغ الموقف اللبناني الموحد في إطلاق المفاوضات. وكان معروفاً منذ اليوم الأول، أن مفاوضات ترسيم الحدود، لن تنفصل عن ملفات المنطقة مجتمعة. وهذه النظرة ما لثبت أن تأكدت، زيارة بعد أخرى لساترفيلد. في الزيارة الأخيرة التي اجراها الموفد الأميركي، اتضح الأمر جلياً. وحسب ما تكشف مصادر متابعة، فإن السفير الأميركي السابق في لبنان، قد توجه بكلام صريح إلى بعض مَنْ التقاهم من المسؤولين قائلاً إنه لم يعد بالإمكان القبول بالطريقة التي يتبعها لبنان بالتفاوض. ولم يتوان ساترفيلد عن توجيه رسالة توبيخ واضحة، مفادها إذا لم يتجاوب لبنان فإن الأمور لن تكون في صالحه. ما أبلغه ساترفيلد بجلاء هو أن تل أبيب ترفض التلازم بين ترسيم البري والبحري، كما أنها ترفض أن تكون الأمم المتحدة هي الراعية للمفاوضات، بل أن تكون واشنطن هي الراعية لها. هذا الأمر يرفضه الرئيس نبيه بري، معتبراً أنه لا يمكن الوثوق بإسرائيل، وأيضاً لا يمكن الدخول في تفاوض مباشر معها من دون الأمم المتحدة.

التحكّم الإيراني

ما يؤكد ارتباط ملف ترسيم الحدود بصفقة القرن، وغيرها من الملفات الإقليمية، هو الإصرار الإسرائيلي على استدراج لبنان إلى مفاوضات مباشرة، تكون الأولى من نوعها، وتمثّل درجة من درجات التطبيع، خصوصاً في ظل الوعود التي يتلقاها لبنان، بالحصول على المزيد من المساعدات. وكذلك، ترتبط مفاوضات ترسيم الحدود بمسار العلاقة الإيرانية الأميركية، فإذا ما سارت نحو التصعيد فإن المفاوضات ستتعرقل، وإذا ما سارت العلاقة إيجاباً فسيتم تسهيل العملية. خصوصاً أن الموقف اللبناني "الموحد" لا يزال "مائعاً"، حسب ما تشير مصادر، لأن تل أبيب تصرّ على أن الترسيم البري قد أنجز، وهو وفق الجدار الذي تم تشييده قبل أسابيع، فيما لبنان يتحدّث عن تحفظات. ولكن عندما طرح الإسرائيليون التوقيع على الترسيم البرّي، رفض لبنان إلى أن يتم إنجاز الترسيم البحري، وهذا يعني أن القضية تبقى مرتبطة بما هو أبعد منها، لبنانياً، وسورياً، وإقليمياً. وإيران تحتفظ بالكثير من الأوراق في لبنان أو سوريا تتعلق بترسيم الحدود، خصوصاً فيما يتعلّق بمزارع شبعا وتلال كفر شوبا.لطالما كان لبنان ملزماً بـ"وحدة المسار والمصير" مع سوريا. اليوم هذا الإلزام يتكرر مع إيران، ليونة أو تشدداً. وإيران راهناً عادت إلى مبدأ أن لبنان سيكون آخر ساحات التفاوض، تسهيلاً أو تعقيداً.

 

جنبلاطية الأصل.. البشيرية الطارئة

أحمد جابر/المدن/| الجمعة 05/07/2019

من التاريخ:

من دون العودة إلى نسب آل جنبلاط، ومن دون الرجوع إلى بلد المنشأ، ومن ثم التذكير بالدروب التي قادت آل جنبلاط إلى "لبنان الصغير"، يكفي التذكير بالجنبلاطية السياسية، ما كان منها كيانياً مع بشير جنبلاط، عمود السماء، وما تجدد منها مع " المعلم" كمال جنبلاط، وما يعيش منها في المشهد السياسي اليوم مع وليد جنبلاط. التذكير بجنبلاطية المنشأ النسبي والمسار السياسي، يستحضر التذكير بالبشيرية التي بدأت مع الأمير بشير الشهابي، وبالبشيرية التي حاول بعثها من رماد التاريخ الرئيس اللبناني الراحل بشير الجميل. مضمون التذكير واحد: الصراع على جبل لبنان، وعلى السيطرة عليه، بواسطة السلاح الأهلي الطائفي المحلي، وبسلاح التبعية للخارج وطلب الدعم منه. في هذا المشهد الصراعي، لم يغب عن البشيرين السالفين حلم توسيع ولاية جبل لبنان بعد استحواذ السيطرة على "المركز الجبلي"، ولم يفتهما أن تحويل طلب السيطرة والتمدد إلى واقع عياني يلزمه دائما دعم "الباب العالي" العثماني حيناً، والبونابرتي حيناً آخر، والمصري عندما تدعو الحاجة، على غرار ما حصل في عهد محمد علي باشا الكبير.. كان لكل دعم ثمنه في أوقات ازدهاره، وكان له ثمنه أيضاً في أيام أفوله، وللأيام هذه صفحات ذكرها التاريخ، وأشار إلى كلفتها الطائفية بين المتخاصمين، وإلى الأعباء التي رتبتها على العموم تلبية لطلبات كل باب عالي خارجي.

من تاريخ كمال جنبلاط:

استأنف المركز اللبناني صراعه مع كمال جنبلاط الذي ورث "العصبية" الجنبلاطية الأصلية، لكنه عمل على تطعيمها بما يخالف جوانب من بنيتها التكوينية المذهبية، وبما يتجاوز عدداً من عناصر تعريفها الجغرافي الذي يجعلها منعزلة في رقعة جغرافية محددة.

لقد حقق كمال جنبلاط "المعلم" نجاحاً في بعض ما سعى إليه من خلال مد بصره الفكري إلى لبنانية أرحب، وإلى فضاء عروبة أعمق حرية، وإلى عالمية إنسانية أكثر مساواة وإنسانية. من موقعه هذا، خاض كمال جنبلاط معركته "الجبلية" بالانخراط في الصراع الاجتماعي ضمن صفوف الحركة الشعبية اللبنانية الصاعدة، وكان له تولي قيادتها في زمن الحرب الأهلية المدمرة، ثم جاء من وضع حداً للمسيرة الجنيلاطية بالقتل الجسدي، بعد أن مهد ورثة" البشيرية" المنصرمة لهذه الجريمة، من خلال النظام الطائفي الذي صد محاولات إصلاحه، ورأى في الفوز الجنبلاطي بالإصلاح تعديلاً تاريخياً لتوزع الهيمنة الطائفية الموروثة.

وعلى غرار السلف البشيري، استعان نظام البشيرية الوارث بالخارج العربي، فكان له الدعم السوري " الشقيق"، ثم مد يده إلى الخارج الصهيوني، فكانت له مؤازرة الاحتلال الذي حمل البشيريين السياسيين الجدد إلى موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية.

مرة أخرى، وفي تاريخ معاصر، دفعت المسيحية السياسية والدرزية السياسية كلفة محاولات الاستئثار بالقرار اللبناني الشامل. أما الجديد فكان تحميل اللبنانيين كافة وزر الخراب الذي كان النظام الطائفي المعاق تاريخياً وسياسياً مبادراً إليه، بعد أن بات هذا النظام حاكماً لما صار "لبنان الكبير"، أي الرقعة الجغرافية الأوسع التي لم يستطع حكامها تحويلها إلى مساحة أوسع في الاجتماع والمواطنة والانتماء..

من سيرة وليد جنبلاط:

فاجأت الأحداث وليد جنبلاط بغياب والده غير" المتوقع"، وكان لزاماً عليه حمل الإرث الثقيل الذي لم يكن معداً له. خاض وليد جنبلاط غمار مرحلة انتقالية على رأس قيادة الحركة الوطنية، التي كانت قد أسلست زمام القيادة للمعلم كمال جنبلاط، ووجد السياسي الجديد من يقدم له الدعم اللازم في مسيرته الصعبة الجديدة، من جمهوره الخاص، ومن رفاق والده في قيادة الحركة الوطنية، ومن المدى العربي والدولي الذي كان صديقا للجنبلاطية "الراحلة".

الزمن الانتقالي راكم جنبلاطية جديدة تكيفت مع معطيات ما بعد الجنبلاطية الأصلية، وقد كان للتراكم هذا أن يحدث انقطاعا نوعيا مع جوانب مهماً مع كمال جنبلاط الشعبي، وكمال جنبلاط المتقدم على النظام اللبناني، اعتراضاً وإصلاحاً، من ضمنه وفي مواجهته. في مقابل الانقطاع عن الجنبلاطية" التقدمية" كان وليد جنبلاط وريثا أكثر قرباً من بشير جنبلاط، فلم يكن صعبا تبين خيوط اتصال مع البيئة البشيرية الأصلية المستندة إلى عصبيتها التكوينية المذهبية أولاً، والمدافعة عن حقوقها أولاً، والمستفيدة من درس المارونية السياسية الذي يقضي بالاستعانة بالخارج في مواجهة الخصوم المحليين..

لقد صعدت جنبلاطية وليد جنبلاط بالتحالف مع مذهبيات داخلية، وتعاظم وزنها بالتحالف مع "سوريا العربية الشقيقة"، وظلت الفلسطينية بياناً عاماً يدلى به عند الحاجة، وعندما تستدعي الظروف الداخلية والمحيطة ذلك.. تلك كانت محطات من تكيف الجنبلاطية "الوليدية" حيث بات من الصعب أحياناً، تبين وجه كمال جنبلاط، أو قراءة بعضاً من وجهته السياسية. كان التحول الأعمق ذاك الذي حصل بعد الاحتلال الصهيوني عام 1982، وما حمله من اختلال في ميزان القوى الداخلي، وما استشعرته الفئويات اللبنانية من خطر تبدل تراتبيتها في ترسيمة النظام الرسمية.

حرب الجبل أطلقت شرارة التكيف الجنبلاطي الجديد. كان ذلك رداً على بشيرية بشير الجميل الذي سعى إلى إحياء وتجديد هيمنة بشير الشهابي، انطلاقاً من الجبل، وفي مواجهة سائر خصوم الداخل السياسيين.

لم يقيض لبشير الجميل "الأصلي" استكمال مشروعه، فسقط مقتولاً على عتبته، وكان للورثة خطأ وخطيئة المضي على درب المسعى ذاته في الهيمنة.

واقعياً، حاول وليد جنبلاط تفادي الحرب، ورفع مطلب دخول الجيش إلى الجبل، لكنه لم يجد آذانا صاغية من قبل أركان الحكم الجديد، وجاء الرد على شكل انتشار واسع" للقوات اللبنانية"، أي لرأس حربة المشروع البشيري، الذي لم يتوقف أركانه عند نقطة السيطرة العامة على لبنان، بل أرادوا المضي نحو تأكيد تلك السيطرة في كل قرية من الجبل، وفي كل مدينة يستطيعون مد اليد المهيمنة إليها. كان ذلك مشروع انتحار البشيرية المعاصرة، ووضع نقطة قطع ثقيلة أمام البشيرية التاريخية، ونقطة تحول حاسمة للجنبلاطية التي وضعت نفسها في قلب تحالف من المذهبيات المحمية عربياً، وشكلت طليعة هجوم ضد مناوئي هذه التشكيلة في الداخل وفي الخارج.

زمنان متعاكسان:

شهد الخط البياني للجنبلاطية الجديدة صعوداً بلغ ذروته مع اتفاق الطائف، وانحدرت البشيرية التي حاولتها "العونية" قبل أن تصير "تياراً وطنياً حراً" إلى نقطة انطلاق الخط البياني. استمر ذلك، وعلى غير نمطية ممنهجة، حتى اغتيال الرئيس رفيق الحريري. كان هذا وقت تحول حاسم في مسار الجنبلاطية التي اعتمدت نهج معارضة حليفها السوري، ومعارضة حلفائه في الداخل، وكان في الوقت ذاته محطة تأسيسية لعونية أخرى، سترث التحالف مع النظام السوري ومع من يؤيدونه ويناصرونه في الداخل.. تباعاً تدهورت الجنبلاطية، بثبات تقدم التيار الوطني الحر. ومن دون قفازات وبلا أقنعة، عاد مطلب "المسيحيين أولاً" ليكون شعاراً هادياً للتيار، الذي عمل مؤسسه على إلغاء خصومه عندما كان رئيساً لحكومة "نصف لبنان"، والذي يعمل من صار رئيساً لهذا النهج على استكماله بعد أن صار المؤسس رئيساً لكل لبنان.

لا صعوبة في قراءة مصطلح "الشعب المسيحي" الذي حملته القوات اللبنانية مع بشير الجميل ذات يوم، ووجه المقارنة جائز بين محاولة مد النفوذ إلى جزء من جبل لبنان في أيام البشيرين، وبين المحاولة الراهنة التي يقدم عليها رئيس التيار الوطني الحر، الوزير جبران باسيل.

ومع المقارنة يجب التذكير أن كل محاولة قسرية من هذا القبيل، تشكل عنصر اهتزاز للتساكن "الجبلي" المقيم على هشاشة منذ تاريخ وحتى اليوم. في هذا السياق لا مكان للكلام عن الديموقراطية وحق كل لبناني في التنقل ورفض التقوقع والمجال المفتوح.. هذا كلام نظري تجابهه كل الوقائع اليومية، وما سبق قوله لا يكون مادة استخدام استنسابي، في الوقت الذي يعرف القاصي والداني، أن في الأمر استعصاء بنيوياً لا تحله مقولات التكاذب المتبدلة والمتبادلة.

من الأول: كان بشير الشهابي طارئاً سياسياً على الجبل في أيام إمارته، وأخطاؤه أسست لأخطاء لاحقة بنى عليها من احتل لبنان الصغير والكبير، ومن فرض الانتداب عليه أيضاً، بفرعيه الغريب والشقيق.

وكان مشروع بشير الجميل طارئاً سياسياً على الجبل أيضاً، عندما تلاعب بتوازناته، وعندما توسم أصحاب النهج في أنفسهم القدرة على تنفيذ مندرجاته.

ويتراءى اليوم أن بشيرية الهيمنة "التيارية الحرة" طارئة سياسية أيضاً، لجهة عدم استفادتها من مرارة التجارب القديمة، ولجهة إصرارها على تجريب المجرب الذي حصد أصحابه فشلاً واضحاً مازالت المسيحية السياسية تلملم آثاره حتى اليوم.

هل يستدرك الطارئون سياسياً بالسياسة أولا؟ أم أنهم سيأخذون المشهد العام إلى مداه التخريبي؟.

الكل مسؤول. الجنبلاطية المتحولة والإرسلانية المعاد تصنيعها وأصحاب النزعة البشيرية التي لن تكتب لها الحياة الراسخة الأصيلة.

 

جمهورية موز” منتفخة!

نبيل بومنصف/النهار/05 تموز/2019

بصرف النظر عن غرائبيات النمط الشخصي الذي يتبعه الوزير جبران باسيل في عراضات جولاته في المناطق تخرج ملابسات هذا النمط عن سياق تنافس سياسي بين تيار العهد والقوى الاخرى لتطاول مصير النظام برمته. سيكون من الغباء الاستغراق طويلا في التركيز مدحا او هجاء لوزير الخارجية لان التمادي في هذا النفخ لدور اي شخصية لبنانية في الظروف الدراماتيكية التي يجتازها لبنان يجعل تصنيف لبنان في مصاف “جمهورية موز” لاهية بألاعيب تلهي ناسها عن الافلاس والتقهقر. ولذا باتت الحاجة تتعاظم الى توصيف علمي وموضوعي للواقع السياسي اولا على غرار التصنيفات التي تجود بها على لبنان وكالات التصنيف المالية الدولية في تقاريرها المتعاقبة. يمكن انطلاقا من الضرورة الملحة لتشخيص الـ”ميني انفجار” الحاصل منذ الاحد 30 حزيران الفائت تاريخ حادث قبرشمون اعتبار لبنان في مهلكة حكم وازمة حكومة ربما تقودان سريعا جدا الى انفجار ازمة النظام الدستوري كلا التي لا نظن ان معنيا في السياسة والدستور يخفى عليه ان لبنان يعاني منها معاناة معتملة في ظل التسوية التي تظلل هذا العهد.

لا يمكن المضي بعد معاينة المواقف والاتجاهات والشكليات المتصلة بأيام الازمة الاخيرة بعد حادث قبرشمون في التستر على نمط سياسي لم يراع حتى الشعار الاول الذي واكب انتخاب رئيس الجمهورية الحالي باعتباره “الرئيس القوي” فاذا بممارسة الرعونة تأتي على حساب العهد اولا ومعه الحكومة وصلاحيات رئيسها والافتئات مجددا على أصول وأعراف دستورية يبدو ان لا مكان لها في قاموس لاعبين لا يقيمون شعائر الاحترام الا لمعيار القوة والاستقواء ولو في مغامرة ظرفية. مهما تشاطر بعضهم واصطنع البراءة في تسويغ تعطيل الحكومة فان هذا التعطيل بشركة القوى المعروفة ذات التاريخ الجلي في تعطيل الاستحقاقات وشل المؤسسات فان ذلك لم يعد كافيا لحجب الخط البياني الآخذ بالتصاعد في رسم أعراف وقواعد وقوانين جديدة للعبة السياسية الدستورية تهدف الى تسليط سياسات الاستقواء على القواعد الدستورية وإحلال بدائل وردائف تدريجيا لمصلحة قوى التعطيل. لم تكف هذه القوى التسوية التي حملت الرئيس عون الى قصر بعبدا لان صرف ميزان القوى وتسييله لا يزال في حاجة الى عاملين اثنين اساسيين لكي يستتب الامر للقوى “الحاكمة” على يمين الرئيس ويساره.

الاول كسر شوكة القوى التقليدية المتمسكة بقوة غير قابلة للتراجع بالطائف وكل مساراته الدستورية خصوصا بعدما ايقنت القوى ذات الطموحات الانقلابية على الطائف وفي مقدمها “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” ان انهيار الإطار الجبهوي لقوى 14 آذار لم يجعل هذه القوى متفرقة تتراجع اقله عن مسارها المبدئي الصارم في مقاومة اي زحف انقلابي على الطائف. والثاني ان شعار القوة يبقى كلاما في الهواء ان لم يقترن باستبدال ملاكات الدولة ومناصبها بزحف من نوع آخر عبر التعيينات واحكام السيطرة الساحقة على سائر القطاعات. لذا سيكون حادث الجبل كما اي حادث اخر سياسي او امني او اقتصادي محطة عابرة في مسار صدام يعتمل بقوة تصاعدية يصعب تصور نهاية مفترضة لها اقله في سنوات العهد المتبقية.

 

باسيل إلى طرابلس الأحد.. فهل ستواجهه تحركات شعبية؟

أحمد شنطف/جنوبية/05 تموز/2019 

بعد أحداث الجبل، الأسبوع الماضي، تتجه الأنظار الى طرابلس يوم الأحد المقبل، بعد تأكيد زيارة وزير الخارجية جبران باسيل لها، في ظل توقعات بتحركات شعبية رافضة لها، مع عدم وضوح بجدول الجولة والشخصيات المتوقع لقائها هناك. إلا أنه ما هو مؤكد هو زيارة باسيل للنائب فيصل كرامي، الذي بدوره علّق على الزيارة المرتقبة حيث قال: “طرابلس ليست مقفلة أمام أي فريق سياسي لبناني وليس لديها بوابات أو مفاتيح، خصوصًا التيار الوطني الحر الذي يملك مكاتب مفتوحة ونشاط سياسي في طرابلس”. مشيرا الى أنها ليست المرة الأولى له في طرابلس، والزيارة ستبحث مشاريع انمائية للمدينة. وبعد كلام عن لقائه بالنائب السابق محمد الصفدي، تم نفي ذلك بعد تصريح الوزيرة فيوليت الصفدي أنها ستسافر اليوم مع زوجها، أما في ما يخص لقاءه مع مفتي طرابلس مالك الشعار فنقل أنه سيتجنب هذه الزيارة، في حين لم يصدر بيان رسمي عن الأمر. اقرأ أيضاً: أبو الحسن لجنوبية: لقاء عين التينة أسّس لمرحلة سياسية جديدة أما في ما يخص التحركات الشعبية المتوقعة رفضاً لحضور باسيل، أكدت مصادر مستقبلية لجنوبية، أنه لم يحضّر شيئاً في هذا الصدد، وأن لا معلومات عن توجه لتحركات شعبية على الأرض. وأشارت المصادر الى أن المدينة مفتوحة للجميع، إلا أنه على الجميع أن يتمتع أيضاً بخطاب مسؤول لا يمس منطقة ما أو طائفة ما أو شخصية ما، وهذا ما يجنبه هذا الكم من الرفض في مكان أو آخر. أما استمرار التسوية فهو لمصلحة البلد وذلك مع الحفاظ على أسسها، وكما قال الرئيس سعد الحريري، فالخطاب السياسي اليوم “ما بطعمي خبز” والناس تريد تسيير أمورها. وعن التوتر الحاصل خصوصاً بعد نشر الحوار الذي دار بين باسيل والوزيرة ريا الحسن، أفادت المصادر أن الحسن قد أعلنت رأيها بطريقة التضامن معها دون الإنجرار الى تصرفات غير أخلاقية وتمس بالأمن، وبالتالي لا يتوقع أن تشكل الزيارة أي نوع من الخلل الأمني وغيره. من جهة أخرى، قالت المؤلفة والدكتورة هلا أمون، في حديث لجنوبية، أن الرفض لهذه الزيارة لا ينبع من أي بعد شخصي، وكلنا نقول بأن طرابلس منفتحة على الجميع، ولكن ما يثير الإستغراب هو مضمون الزيارة التي أشار اليها النائب كرامي حيث وضعها بإطار إنمائي. هلا رشيد امونالدكتورة هلا أمون اقرأ أيضاً: غُلوّ باسيل سببه «النسبية» وسألت: “هل من يطالب بمنطقة اقتصادية في البترون بدلاً من طرابلس بامكانه أن يبحث هكذا أمور في المدينة؟ فمن يأخذ لا يعطي”. وعن التحركات المتوقعة، قالت أمون أن الرفض شعبي، وليس من المسؤولين، فإن نواب وفعاليات المنطقة إذا شعروا بأن مصالحهم الشخصية مترابطة مع باسيل فلن يعترضوا على جولته وكلامه بل العكس. مضيفة: “لا أعتقد أن أحد الأحزاب سينظم تحركات شعبية رافضة، وإذا شهدنا على ردود أفعال معينة من قبل أهالي المدينة فستكون بشكل عفوي”. تعريفات : جبران باسيل | طرابلس | فيصل كرامي

 

مكيافيلي يخاطب أهل الأرض

فارس خشّان/الحرة/05 تموز/2019

ثمة حدث جلل في "عالم ما بعد الموت".

نيكولو مكيافيلي يحمل الريشة من جديد كاتبا، لمرة واحدة وبصورة استثنائية، بشفاعة ملهمه الثقافي ومواطنه الفلورنسي دانتي أليغييري الذي وجد أن الحياة على أجزاء واسعة من الأرض، أضحت أسوأ من الحياة في الجحيم الذي وصفه في الجزء الأول من كتابه "الكوميديا الإلهية".

وقد صرخ مكيافيلي، مرات ومرات، بعدما نشروا له كتاب" الأمير"، منذ ما يقارب خمسة قرون، متبرئا من هؤلاء الذين يستعملون اسمه تبريرا لأفعالهم التدميرية، لكن صوته كان يتردد حصرا في "عالم الصم"، إلى أن تدخل دانتي مشفقا، واستحصل له على إذن خاص بأن يكتب لأهل الأرض عموما ولأبناء الشرق الأوسط خصوصا. من منكم لا يصدق ما ورد في رسالتي هذه أحيله على قراءة كتابي "الأمير" ليتأكد بنفسه

وهذا ما جاء في رسالة مكيافيلي التي انتهى من كتابتها قبل ساعات:

"يا أبناء الأرض...

لا تغيب شمس يوم واحد من دون أن تسمعوا باسمي.

غالبيتكم تلعنني. كلّما قُتل واحد من بينكم في مؤامرة، أو خسر ماله في عملية لصوصية، أو رُمي في معتقل، وكلما بليت أوطانكم بحاكم حقير، أو حاز سخيف على تعظيم، أو تقدّم غبي من المنبر، أو ارتقى انتهازي في المجتمع، تفعلون ذلك.

لا ألومكم على لعنتكم إياي. ثمة من علّمكم، من خمسة قرون حتى اليوم أن هؤلاء "مكيافيليون" أي أن هؤلاء، وفق ما زعموه أمامكم، يسيرون، بموجب إرشاداتي، فيقتلوا ويسرقوا ويظلموا ويتملّقوا ويغدروا ويستخبثوا ويجبنوا ويستغلوا اسم الله.

يا أبناء الأرض...

إنني بريء من هؤلاء وأفعالهم...

كتبت "الأمير" لكنني لم أنشره. وجهته، في حينها، الى أمير حاكم، حتى يُحسن إدارة شؤون السلطة، ويؤمن بعاطفة الناس، ويحيط نفسه بأفضل الأعوان، وحتى أضخ فيه شجاعة المواجهة تحريرا لبلادي المحتلة وتوحيدا لها بعدما أسقطها التشرذم، ومن أجل أن يعمل على "علمنتها" بفصل السياسة عن الدين بعدما أرهقها الانحراف هنا والتشدد هناك.

لم أخطه، في حينه، ليكون دليلا للطامحين إلى السلطة بل مرشدا لحاكم فعلي. لم أقصد فيه أن أعلم المحكوم أن يستغل كل الوسائل ليصبح حاكما، بل أن يتوسل الحاكم كل ما يملك من قدرات حتى يحصّن نفسه بناسه وبشجاعته وبمعاونيه ويتخلّى عن المرتزقة ومرتكبي المجازر ويتوقف عن فرض الضرائب المرهقة وعن توسل المحتل الأجنبي لتثبيت سلطته.

يا أهل الأرض...

أنا على يقين بأنّ كلماتي هذه حين تصلكم ستصيبكم بالدهشة، لأنكم اعتدتم أن تسمعوا بأن كل من يرتكب موبقة هو "مكيافيلي"، حتى حسبتم أنكم إذا ما رميتم في الجحيم الذي أبدع بوصفه دانتي أليغييري الذي تتلمذت على يده، إنما يكون ذلك نتاجا بديهيا لإرشاداتي.

لا...

مرتكبو المجازر المتنقلة ليسوا "مكيافيليين"، فأنا نصحت أميري بأن يتجنّب المجازر في حروبه...

والسلطويون الذين يهينون الناس ويستخفون بهم وينكلون بهم ليسوا مكيافيليين، فأنا نصحت أميري بأن يحصّن نفسه بعاطفة الناس ولذلك كتبت له بأوضح الوضوح بأن" أفضل القلاع التي يمكن أن يملكها الأمير تكون في عاطفة شعبه".

لم أخط "الأمير" ليكون دليلا للطامحين إلى السلطة بل مرشدا لحاكم فعلي

وهؤلاء الذين يتوسلون السلطة بالاستعانة بالخارج ليسوا مكيافيليين، وقد كنت مباشرا بكتاباتي لهذه الجهة، رافضا الاستعانة بالفرنسي أو بالإسباني، لتحقيق المكاسب السياسية.

إن هؤلاء الذين يحيطون أنفسهم بنوع سيء من المعاونين ليسوا مكيافيليين. لقد كتبت بأنصع الحروف عن ذلك، إذ ذكرت أنه عندما نريد الحكم على قدرات الأمير، إنما نبدأ بتقييم الأشخاص الذين يحيط نفسه بهم، فهو لا يكون حكيما إلا إذا كان هؤلاء مميّزين.

كما أن هؤلاء الذين يسخرون من الشجاعة ليسوا مكيافيليين، وكم فاضت ريشتي وهي تخط هذه التوجيهات، فحظرت على الأمير أن يكون مترددا وخفيفا، ودعوته إلى أن يكون، عند الضرورة قاسيا، لأنه بتقديم أمثلة قليله عن الحزم، يتمكن بالنتيجة أن يحكم برأفة أكبر من هؤلاء الذين بفائض من الشفقة يتركون الأمور تتفاقم بالفوضى المنتجة للجرائم والموبقات، وكتبت له أن الأمير الذي لا يجبن بسبب الخوف على حياته يصبح سيدا على حياة الآخرين، كما أنه يجب ألا يستكين إلى حظه، لأن الحظ هو نصف الطريق والنصف الطريق المتبقي هو متروك لوعيه وجهده وحكمته وشجاعته.

وهؤلاء الذين "يتثعلبون" دائما ليسوا مكيافيليين، فأنا واثق بنصيحتي التي وجهتها وهي أن على الأمير أن يتمتع بمزايا الثعلب والأسد في آن. ثعلب حتى يتبيّن الأفخاخ المنصوبة له، وأسد حتى يتمكن من الإنقاض على كل من يتهدد سلطته وحياة شعبه.

إنّ من ينحنون أمام القوي بحجة تجنّب الحرب ليسوا مكيافيليين، وشرحت تفصيليا كيف أن هذا الدافع يؤتي بثمار عكسية، لأنه يزرع الاضطراب، والاضطراب يقضي على أوراق القوة، وتاليا يحقق الأمير المتخاذل للقوة التي يتجنّب مواجهتها أهدافها والى آجال بعيدة.

يا أهل الأرض...

لم أكتف بنصح الأمير، في كتابي، بل في الوقت نفسه، حرصتُ على توجيه نصائح غير مباشرة إلى الناس، بإفهامها أنه يمكن التلاعب بها وبمصالحها، لأنها لا ترى بعينيها إنما بأذنيها، وبأنه عليها أن تتخطى ظاهر الأمور لتتبيّن الحقائق المخفية، وشجعتُ المضطهدين والمظلومين المقموعين على حمل السلاح.

وفي مطلق الأحوال، كان كتابي، بكل ما فيه من معطيات، ابن بيئته، أي ابن العصور الوسطى، حيث كانت المجازر خبرا يوميا، والمحارق جهنما فكريا، والانحرافات سلوكيات بديهية، والديكتاتوريات أنظمة طبيعية، والقوي يملك الضعيف، والغني يستعبد الفقير.

يا أهل الأرض...

ما كتبته، في حينه، كان ثورة على الجبن والاتكالية والعمالة والمظلومية والظلامية والسخافة والغباء والإجرام والأذية، من دون أن أغرقه بالمثاليات الأفلاطونية التي لم تكن لها لا تربة صالحة ولا آذان صاغية.

يؤسفني في زمنكم هذا، حيث انتشرت أفكار التنوير، وتعرفتم على النظم الديمقراطية، وحررت أديانكم من الأساطير، وأوقفتم المحارق الثقافية، وتخليتم عن نظام العبودية، وأقمتم المحاكم الوطنية والدولية، وانتقلت الكتب لتسكن، ليس في أحيائكم فقط بل في هواتفكم أيضا، أن أعرف أن بين حكامكم من هو أكثر إجراما من أعتى ملوكنا وأمرائنا، أو أكثر ترددا وجبنا من أضعف رجالاتنا، وأن بين شعوبكم شعوبا يمكن أن تسكت على إفقارها واستعبادها واعتقالها وسحلها ونفيها وتهجيرها وقتلها جماعيا...

ما كتبته، في حينه، كان ثورة على الجبن والاتكالية والعمالة والمظلومية والظلامية

يا أهل الأرض...

تكثرون من استعمال مصطلح المكيافيلية ولكن ليس بينكم حتى مكيافيلي واحد...

وهذه رسالة لكم لأبرئ ذمتّي من الهلاك الذي يصيبكم وسوف يتفاقم.

ومن منكم لا يصدق ما ورد في رسالتي هذه أحيله على قراءة كتابي "الأمير" ليتأكد بنفسه من صحة كل حرف ورد هنا.

 

سبع خرافات حول عقوبات ترمب ضد إيران

أمير طاهري/الشرق الأوسط/05 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76382/76382/

مع تشديد الرئيس ترمب سياسته تجاه النخبة الحاكمة الحالية في طهران، يدور جدل ساخن في وسائل الإعلام والمراكز الفكرية والدوائر السياسية الأميركية حول التداعيات المحتملة لسياسته. علاوة على ذلك، ونظراً لأن جمهور الناخبين الموالي لترمب يقع خارج هذه الدوائر النخبوية، فإن الانطباع العام القائم يوحي بأنه إما أن السياسة الأميركية تجاه إيران فشلت، أو أنها ستفرز تداعيات سلبية غير مقصودة. في هذا الإطار، ثمة سبعة ادعاءات أساسية تشكل الموضوعات الرئيسية للحملة التي أطلقها اللوبي المؤيد لطهران بدعم من قطاعات من داخل الحزب الديمقراطي وجهات أخرى لا تود ترمب لأسباب مختلفة.

يكمن الادعاء الأول في أن العقوبات غير ناجعة. يجري تكرار هذه العبارة دونما توضيح للأهداف المقصودة من العقوبات. من ناحيته، قال ترمب إن هدفه يكمن في إقناع العصبة الخمينية الحاكمة في طهران بتغيير بعض جوانب سلوكها بالخارج. من هذا المنظور، تبدو العقوبات ناجحة، فقد شرع الملالي في تقليص وجودهم في سوريا واليمن، دون اتخاذ قرار بالانسحاب الكامل. وأغلقت مكاتب مفتوحة في أكثر عن 30 مدينة إيرانية لضم «متطوعين» من أجل «الجهاد» في سوريا، وتوقفت جهود إرسال مرتزقة أفغان وباكستانيين إلى هناك. كما جرى تقليص الوجود العسكري والدبلوماسي لطهران داخل اليمن، لأسباب من الواضح أنها أمنية. ولا يزال تهريب أسلحة للحوثيين مستمراً، وإن كان بمعدلات أقل.

كما أن أزمة نقص الأموال النقدية التي سببتها العقوبات أجبرت الملالي على خفض الأموال الموجهة إلى عناصر تعمل بالوكالة، أبرزها جماعة «حزب الله» اللبنانية وجماعة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية بنسبة نحو 10 في المائة، مع احتمالات إقرار مزيد من التخفيض. أيضاً، وجدت طهران نفسها مجبرة على الرضوخ لقرار تفكيك قوات «الحشد الشعبي» العراقية التي جرى توجيه إنذار لها بالتخلي عن أسلحتها في غضون 30 يوماً، والتحول لحزب سياسي، أو الاندماج في صفوف الجيش العراقي تحت قيادة رئيس الوزراء. الأهم عن ذلك، أن الملالي جمدوا البرنامج الصاروخي عند المدى الحالي البالغ 2000 كيلومتر. أيضاً، أدت مشكلات في التدفقات المالية إلى تقليص أعداد الكيانات السياسية والتجارية الفرعية التابعة لـ«الحرس الثوري». ومع انكماش الموارد المالية المتاحة أمام النظام، فإنه ما من سبيل أمامه سوى تخفيض إنفاقه على مغامراته بالداخل والخارج.

أما الادعاء الثاني، فيتمثل في أن العقوبات ناجعة بالفعل، لكنها تضر بالمواطنين الإيرانيين العاديين. وكثيراً ما يجري تكرار النغمة المألوفة حول الأطفال الرضع الذين لا يجدون الحليب، والنساء العجائز اللائي يعانين الفقر عبر الكثير من مقالات الرأي والأوراق الصادرة عن منظمات فكرية تتبع لوبي الملالي وأنصارهم داخل الولايات المتحدة.

ومع ذلك، أعلنت وزارة الصحة في إيران ذاتها رفضها هذا الادعاء من خلال التأكيدات التي تصدرها باستمرار بشأن حقيقة أن الأغذية والإمدادات الطبية وعناصر إنسانية أخرى لا تشملها العقوبات، وبالتالي ليس بها نقص، على عكس ما يجري الترويج له.

والادعاء الثالث أن الملالي ربما يقررون اتخاذ إجراءات انتقامية ضد الولايات المتحدة وحلفائها. وربما فعلوا ذلك بالفعل بمهاجمتهم ناقلات نفط بالقرب من الفجيرة وشبه جزيرة جاسك في خليج عُمان، وإسقاط طائرة «درون» أميركية. ومع ذلك، جرى تنفيذ هذه الهجمات بحرص بالغ على ألا تسقط ضحايا بشرية أو خلق تهديد خطير لتدفق النفط.

وعلينا ألا ننسى أن هذا هو النظام الذي أرسل تفجيريين انتحاريين لقتل 241 من قوات «المارينز» الأميركية و52 من جنود المظلات الفرنسيين أثناء نومهم في بيروت، وأثناء ما عرف باسم حرب الناقلات عام 1987 ألحق النظام الإيراني حالة من الفوضى بالحركة الدولية لناقلات النفط. أما قرار الملالي بزيادة مخزونهم من اليورانيوم منخفض التخصيب، الذي لا يجدي نفعاً في أي شيء، ومعاودة إنتاج البلوتونيوم، الذي لا يحمل أدنى منفعة حقيقية هو الآخر، فيعتبر في حقيقته مثيراً للسخرية على نحو يجعله غير جدير بأي دراسة جادة.

ويتمثل الادعاء الرابع في أن العقوبات التي فرضها ترمب ربما تحوّل نظام الملالي إلى ما يشبه قطاً محاصراً في زاوية ضيقة لا يجد أمامه مهرباً، وبالتالي قد ينفجر في وجه من يحاصره. أيضاً، قارن واحداً أو اثنين من أفراد اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة بين الوضع داخل إيران بما كان عليه الحال داخل ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى عندما جرى فرض إجراءات عقابية ضدها من جانب الحلفاء، عاونت في تدمير جمهورية فايمار والدفع بهتلر إلى رأس السلطة. ومع هذا، فإن النظام الخميني في طهران أبعد ما يكون عن الديمقراطية التي اتسمت بها جمهورية فايمار، وتسيطر على طهران بالفعل عناصر فاشية.

والادعاء الخامس، أن العقوبات التي يفرضها ترمب تشكل ضغوطاً على التحالف عبر الأطلسي، وأن قوى أوروبية ربما تعين النظام الخميني على البقاء لعقود مثلما حدث مع كاسترو في كوبا. ومع هذا، يبقى اختلاف كبير بين الحالتين. في حالة كوبا، قاطعت الولايات المتحدة الجزيرة، لكنها لم تفرض عقوبات ضد الدول الأخرى التي تتعاون معها تجارياً. وقد تمكنت العصبة المعاونة لكاسترو من البقاء بفضل الدعم الذي لاقته من الاتحاد السوفياتي وكندا وأوروبا وبعض دول أميركا اللاتينية. على النقيض، نجد أن عقوبات ترمب تفرض خياراً شديد الصرامة: إذا تعاونت تجارياً مع إيران، لن يمكنك الدخول في علاقات تجارية مع الولايات المتحدة!

نظرياً، أي حكومة بإمكانها خرق هذه العقوبات، ومع هذا نجد أنه لم تقدِم أي من دول الاتحاد الأوروبي على ذلك، وقبلت بحدوث انخفاض حاد في تبادلاتها التجارية مع إيران، بلغت في حالة ألمانيا 45 في المائة. ويدور الادعاء السادس حول أن العقوبات ربما تجبر إيران على الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي والمضي قدماً في صنع قنبلة نووية. إلا أن هذا الادعاء هو الآخر يبدو مثيراً للسخرية. جدير بالذكر، أنه طبقاً لما ذكره وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فإن طهران يتعين عليها بيع 1.5 مليون برميل نفط يومياً لتغطية النفقات الحالية بما في ذلك سداد رواتب عاملين عسكريين ومدنيين. الشهر الماضي، تراجعت صادرات إيران من النفط إلى 500.000 برميل يومياً، ما يمثل المستوى الأدنى منذ عام 1955. وحال عدم تخفيف حدة العقوبات، فإن بناء قنبلة نووية يشكل ترفاً لا تقدر طهران عليه.وأخيراً، يتمثل الادعاء السابع في أن العقوبات التي يفرضها ترمب تعزز موقف الفصائل المتشددة وتلحق الضعف بـ«الإصلاحيين» المحيطين بالرئيس حسن روحاني. بيد أنه نظراً لأن روحاني ومعاونيه لم يسبق لهم قط قول، أو حتى التلميح إلى، ما يرغبون تحديداً في إصلاحه، فإنه من الصعب الحديث عن وجود فصيل «إصلاحي». علاوة على ذلك، فإن عملية التطهير المكثفة داخل صفوف المؤسسة العسكرية التي يجريها «المرشد الأعلى» علي خامنئي اليوم لا يبدو أنها أثرت على أي «عناصر معتدلة». أما من تأثروا بالإجراءات الجارية حتى اليوم فهي العناصر الأكثر جنوناً مثل قائد «الباسيج»، الجنرال غلام حسين غيب برور الذي روّج لفكرة تحويل البيت الأبيض في واشنطن إلى حسينية.

 

ماذا لو... قنبلة نووية إيرانية؟!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/05 تموز/2019

ماذا لو أصبحنا، أو أمسينا، على لحظة تفجير إيران لأول قنبلة نووية لها أمام العالم؟

يبدو هذا السيناريو كارثياً ملحمياً يشبه أفلام الرعب والخيال الحربي البوليسي التي يسابق فيها الزمن رجال المخابرات الأميركية والخدمات السرية لمنع «الشرير» من الحصول على سلاحه المدمر. المقاربة الأوروبية والغربية بشكل عام تركز الخطر الإيراني على امتلاك النظام الإيراني القنبلة النووية، على أساس أن النظام المعتوه الخرافي، لن يتورع عن إلقاء هذه القنابل على الخصوم، مستبيحاً إياهم، الأمر الذي يعني إطلاق سباق نووي خطير في منطقة الشرق الأوسط، لأنه في حال امتلاك إيران هذا السلاح، فلن يقف الآخرون، السعودية خاصة، في حالة تفرج وشكوى لأوروبا «اللئيمة»، بل سيأخذون بمبدأ «إذا لم يكن إلا الأسنة مركباً/ فما حيلة المضطر إلا ركوبها»!

بعد إحكام قبضة الحصار الاقتصادي على حلق النظام الخميني، تخبّط وتلبّط قادة الجمهورية الخمينية، وكلما زاد تخبطهم، اشتد خناق الحبل على العنق وتحزّزت طيات الرقبة من أثر الحبل الغليظ. جزء من هذا التخبط كان سعي قادة «الحرس الثوري» مع المرشد المهتاج في «استدعاء» الحرب، من خلال مجموعة عمليات عدوانية ضد السعودية والإمارات وأميركا والنرويج والبحرين وغيرها من الدول، لعل هذه الحرب تلغي كل ما قبلها، و«تجبّ» المشهد وتؤسسه من جديد، فلا صوت يعلو على صوت المعركة، وسيكون الشعب الحانق من ضيق العيش وكآبة المنظر مصطفاً خلف الدولة في حرب الوجود والكرامة... إلى آخر هذه الشعارات الرهيبة. كما أن مظهراً آخر من مظاهر التخبط هذا هو التهديد بتجاوز الاتفاق المعقود بين الدول «الخمس زائد واحد» مع إيران بخصوص التخصيب النووي، وزيادة معدلات التخصيب الخطر، ما لم يساعد الأوروبيون إيران في ردع ترمب عن المضي قدماً في الحصار والعقوبات.

يعني أن إيران تناور بموضوع التهديد النووي، وليست جادة، أو حتى قادرة على الوصول إلى الصباح النووي الموعود الذي بدأنا به الحديث. لكن هل أَمْنُ الناس والوجود والدول عرضة للمراهنات والمقامرات والمغامرات؟! السعودية وغيرها من الدول المتضررة من شرور إيران لن تضع أمنها ومصالحها وديعة في يد الغرب أو الشرق.. أعتقد هذا أمر واضح وليس مثاراً للدهشة، يعني النووي مشمول فيه! بعد هذا كله، من قال إن تضرر السعودية وبعض دول الخليج والعراقيين والسوريين واليمنيين واللبنانيين وغيرهم، محصور بامتلاك رجال «الحرس الثوري» للقنبلة النووية؟ ما هو أخطر من القنبلة النووية، هو افتراس إيران لمفهوم الدولة في العالم العربي وبثّ التحريض ورعاية العصابات وخلق الكيانات الموازية.. وهذا ما هو «شغّال» فعلاً منذ 1979 مع هذا النظام الخبيث.. وليس وجود قنبلة نووية.

 

لعبة الكراسي وصراعاتنا

د. محمّد النغيمش/الشرق الأوسط/05 تموز/2019

في المشهد الأخير من مسرحيته يجسد لنا الفنان الكويتي حسن البلام مشهداً في غاية الروعة عن خطورة «لعبة الكراسي» التي يمارسها الأطفال منذ عقود، حيث انتقدها بشدة. فهو يرى فيها سبباً لتعزيز مفهوم الأنانية في أجيالنا. فأنت على استعداد لأن «تدفع بأمك أو أخيك أو عمك» بعيداً لتظفر بالجلوس على هذا الكرسي. شخصياً شارك أحد أبنائي في هذه اللعبة ولما لم يحالفه الحظ نزل من المسرح مقهوراً. ولا ألومه لأن لعبة الكراسي تعلمنا أن الفرص تسع شخصاً واحداً، وهو أمر لا يمت للواقع بصلة. فقد تفتتح بقالة أنت وجارك في الحي نفسه مصادفة ويربح كلاكما إن أحسنتما إدارة «البزنس».

ويمكن أن يبزغ نجم دولة ناجحة ومتألقة ولا ينتقص ذلك بالضرورة من وهج جارتها المجتهدة. ويمكن لأحدنا أن يكون مديراً ناجحاً من دون أن يشكل أي ضرر على نظيره في الإدارة المجاورة. غير أن سوء الحظ قد يحول بيننا وبين الحصول على الترقية المرتقبة ليس لسبب سوى أن النظام لا يمنح سوى خمسة أشخاص تقدير امتياز حداً أقصى في إدارة تضم ضعف هذا العدد من الموظفين! وهذا إمعان في ترسيخ روح الأنانية بين الموظفين، وهي صورة من صور لعبة الكراسي. فما ذنب إدارة أبلى جميع من فيها بلاءً حسناً استحقوا عليه بجدارة تقدير الامتياز في تقويم الأداء؟!

حتى في عالم البزنس تتنافس الشركات للتربع على قمة كرسي المنافسة، وهي أن تستحوذ الشركة على أكبر حصة سوقية ممكنة. غير أن الكرسي في الواقع يسع أكثر من شركة، فالأكبر حصة لا يعني أن الثاني قد فشل. فلربما تحقق الشركة الثانية من حيث الحصة السوقية هامش ربح مضاعفاً عن الأولى لاعتبارات كثيرة؛ منها طبيعة تنوع البزنس أو استراتيجيته الذكية أو كفاءة تقليص المصاريف. وهذه المواجهات قد تزداد حدتها إذا ما استمررنا في الترويج للعبة الكرسي الغربية. لماذا لا نطبق النسخة اليابانية في رياض الأطفال التي تخبرهم بأن عددهم (عشرة) أكثر من الكراسي (تسعة) فإذا انتهت اللعبة ولم يجد شخص واحد كرسياً يجلس عليه فسيخسر الجميع، لأن الكراسي سيتم تقليلها تباعاً، وعليه ينبغي أن يحتضن بعضهم بعضاً في كراسي مشتركة. وهم بذلك يغرسون فيهم روح التعاون والتآزر، وأن فوزك لا يكون على حساب تدمير نفسية خصمك.

مشكلة الكرسي أنها تذكي روح الصراع غير الشريف بين الناس. فهناك من ينسى أو يتناسى أن الكرسي يجب ألا يدفعه نحو التنازل عن قيمه النبيلة فيتجرأ على ظلم الناس، أو قهرهم، أو قذفهم، أو التعريض بهم من أجل كرسي زائل.

ما زلت أذكر الكاريكاتير الجميل للفنان السعودي المبدع الوهيبي، عندما نشر بصحيفة «الرياض» عام 1991، رسماً لكرسي دوار في مكتب، يرتفع كلما أدرته، على غرار المقاعد القديمة، فقال ما معناه، إن بعض الناس كلما لف ودار ارتفع، مثلما يرتفع هذا الكرسي!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية أكد أن المصالحة في الجبل ثابتة:ما حدث في عاليه يجب ألا يتكرر وحرية تنقل اللبنانيين ولا سيما ممثلي الشعب في المناطق يجب أن تبقى مصانة

وطنية - الجمعة 05 تموز 2019

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن "ما حدث في منطقة عاليه ليس عارضا ولا يجب ان يتكرر، وحرية تنقل اللبنانيين في المناطق، ولا سيما ممثلي الشعب، يجب أن تبقى مصانة". ولفت الرئيس عون إلى أن "المصالحة في الجبل ثابتة ولا يجب ان يخشى احد على ذلك"، وقال: "لا يجوز ان تسود لغة القوقعة من جديد، ولا نريد ان يصبح لبنان بلدا للكانتونات في ظل ما يجري في المنطقة". وشدد على أن "التدابير التي اتخذت في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع يوم الاثنين الماضي ستنفذ، والبيان الذي صدر هو رسالة الى الجميع"، مؤكدا "وجوب تقديم مرتكبي الاحداث الاخيرة الى القضاء لتأخذ العدالة مجراها الطبيعي". كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، مع وفد من أعضاء المجلس الأبرشي العام واللجان العاملة في الابرشية، في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والنائب ميشال ضاهر.

درويش

في مستهل اللقاء تحدث المطران درويش فقال:" عندما نخاطبكم او نكون في حضرتكم فإنما نخاطب فيكم مزِيتين: الاولى مزية ابن المؤسسة العسكرية الضابط، والمنضبط وصاحب القرار. أما الثانية فهي مزية رجل الدولة الرؤيوي الذي يجمع بين الحزم والحكمة في تقدير مصلحة الوطن، حيث الدستور هو المرجع وحيث روح الدستور هي المُفاعل المعياري الخلاق. لذلك نطمئن رغم الانواء، لأن ربان السفينة المتشبث بالبوصلة مصمم على السهر حتى الرسو على شاطئ الامان، ومن بعد الامان على انطلاق ورشة التأهيل الكبرى لدولة حديثة لا يخفق فيها الى جانب العلم المفدى سوى نبض المواطنة، حتى يُقبل المواطنون على صنع غد جديد مشرق عنوانه تثبيت السلم الاهلي والتنافس على الخير العام والغنى الروحي وتسديد كامل الدين من اجل الانطلاق نحو البحبوحة والازدهار".

أضاف: "نحن ندرك ان لبنان كله في قلبك، بل المشرق كله. لكننا نأمل عناية استثنائية بزحلة وخصوصيتها، بل بسهل البقاع الفسيح، المحتاج الى مشاريع انمائية على الصعد كافة، ونسُوق مثالا على ذلك، الجامعة اللبنانية حيث بات لها مجمعاتها في المناطق كافة، باستثناء البقاع. لذلك نثق بأن يكون لهذا الشأن الحيوي متابعة حثيثة من السلطة التنفيذية لوضع القرارات المتخذة على هذا الصعيد موضع التنفيذ. كما يعنينا في سياق التصدي للأولويات الملحة ان يراعى الوضع الصحي البالغ الحساسية في المستشفيات اللبنانية التي يوشك بعضها على الاقفال بسبب انتفاء القدرة على التكيف مع العجز المتراكم والمتفاقم منذ سنوات عديدة، من دون ان ننسى الجهود الميدانية الحثيثة التي يبذلها معالي وزير الصحة مع الفريق الوزاري المختص على هذا الصعيد". وأشار إلى أن "الوفد جاء لشكر الرئيس عون على رؤيته الثاقبة للبنان، بلد الرسالة. ولدعوته لرعاية هذه السنة عيد الابرشية في الخامس عشر من شهر آب وهو عيد سيدة الانتقال، اضافة الى حضور تدشين المطرانية بعد اعادة تأهيلها". وقال: "اطلعنا اليوم عبر وسائل الاعلام على رسالتكم الموجهة الى شبيبة لبنان، انها وثيقة مهمة تضع شبيبتنا في موقع المسؤولية، ومن جهتنا سنوزع هذه الوثيقة على جميع ابنائنا وبناتنا في الابرشية وستكون موضوع درس في مؤتمر شبيبة كنيستنا الذي سينعقد في الربوة خلال شهر آب القادم". وختم: "فخامة الرئيس نشد على ايديكم ونبتهل الى الله ان يسدد خطاكم ويمنحكم الصحة والعافية لما في مصحة لبنان ومنعته واستقراره."

الرئيس عون

ورحب الرئيس عون بالوفد، واعرب عن سروره بالدعوة التي وجهت اليه، متمنيا التوفيق لأبناء رعية الروم الملكيين الكاثوليك في البقاع. ثم تطرق أمامهم إلى الأحداث الأخيرة في عاليه، وما خلفته من تداعيات داخلية، فأكد أن "ما حدث ليس عارضا و يجب ألا يتكرر، وحرية تنقل اللبنانيين في المناطق يجب أن تبقى مصانة، "فكيف بالحري حرية تنقل ممثلي الشعب من وزراء ونواب يمثلون الأمة اللبنانية، خصوصا اذا كان تنقلهم في المنطقة التي انتخبوا فيها". وقال: "لن نسمح لأحد بأن يكمل في هذا المسار في أي منطقة لبنانية كان وعند أي مكون طائفي. ولبنان سيظل موحدا، واتمنى على الجميع ان يؤكدوا على ذلك في كل مناسبة". أضاف: "اذا أرادت الأحزاب أن تتمسك بطابعها الطائفي فلبنان الى زوال. المنطقة كلها تواجه خطر التقسيم، ولا نريد ان يصبح لبنان بلدا للكانتونات في ظل ما يجري فيها. المصالحة في الجبل ثابتة ولا يجب ان يخشى احد على ذلك. وما حصل في العام 1983 لن يتكرر اليوم". وأاكد العمل على "توحيد لبنان سياسيا"، مشيرا الى تصميمه "على ازالة نتائج الحرب الاهلية من النفوس وعلى الارض". وشدد رئيس الجمهورية على ان "التدابير التي اتخذت في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع يوم الاثنين الماضي ستنفذ، والبيان الذي صدر هو رسالة الى الجميع، مؤكدا على وجوب تقديم مرتكبي الاحداث الاخيرة الى القضاء لتأخذ العدالة مجراها الطبيعي، وهذا ما سيحصل دائما".

بانو

على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون نائب بيروت العميد المتقاعد انطوان بانو، واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع السياسية والتطورات الاخيرة، ومداولات لجنة المال والموازنة، لا سيما في ما خص المتقاعدين. كما تطرق البحث الى حاجات مدينة بيروت عموما والدائرة الاولى فيها خصوصا.

البستاني

وعرض الرئيس عون مع الوزير السابق ناجي البستاني الوضع العام في البلاد والتطورات الاخيرة التي شهدتها منطقة عاليه وردود الفعل عليها. واوضح البستاني انه مهما يحصل، تبقى الدولة الملاذ الاول والاخير، والقانون الحكم والفيصل الذي يصون الحريات ويؤمن الحقوق، "فالجبل هو للجميع ومن الجميع، فيه يتجلى النسيج اللبناني بتنوعه وخصوصياته، الكل مسؤول عنه وفيه، خصوصا في الوضع الدقيق اقليميا ودوليا وما يتلازم معه من استحقاقات مهمة واحداث داهمة. وقد اكد لي فخامة الرئيس على انه سينتقل هذه السنة الى قصر بيت الدين، وهذا ما سيسعد الجميع لان في حضوره رمزية، ولانعقاد مجلس الوزراء فيه ابعاد وطنية".

بدوره

وفي قصر بعبدا، مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف السفير سليم بدوره، الذي اطلع رئيس الجمهورية على عمل المنظمات الدولية في الفترة الراهنة وعلاقات لبنان معها في كافة المجالات".

 

الحريري استقبل فوشيه وزياد عيتاني وخالد الضاهر نقل عنه إصراره على معالجة كل القضايا بحكمة وأناة

وطنية - الجمعة 05 تموز 2019

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم في "بيت الوسط" السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه وعرضا للأوضاع العامة وللعلاقات الثنائية بين البلدين.

الضاهر

واستقبل الحريري النائب السابق خالد الضاهر الذي قال: "التقيت اليوم الرئيس الحريري، وكان كعادته، تفاؤله دائم وحرصه دائم وتدويره للزوايا دائم ومسؤوليته كبيرة، وإن كنت قد لاحظت أنه يشعر بالانزعاج من هذا الجو السياسي القائم، الذي لا يخدم البلد، إلا أنه مصر على أن يكمل المسيرة والتعاون مع الطيبين والسير في معالجة كل القضايا بحكمة وأناة، وهو يعمل على مطالبة الجميع بتحمل مسؤولياتهم، ويقول إن الوقت الآن ليس للخطابات والكلام، وإنما وقت العمل لمعالجة شؤون هذا البلد. وقد سمعت منه أن العمل ينبغي أن ينصب على مصلحة البلد ومعالجة كل أزماته، المتعلقة بالنفايات والموازنة وغيرهما، والانتهاء من القضايا الأساسية، هو الأهم، حتى يستقر البلد ويسير على السكة الصحيحة". وأضاف: "كذلك بحثت مع دولته ما جرى من لغط في شأن كلام رئيس بلدية بيروت عن محرقة في عكار أو بعلبك. وقد أوضح الرئيس الحريري أن رئيس البلدية كان في معرض كلام عن شروط المحارق، وذكرت عكار، والأمر ليس فيه إساءة لعكار، بل إنه أكد أنه لا يقبل أن تكون ثمة إساءة لعكار". وتابع: "في مواضيع المشاريع، كلنا ننتظر إقرار الموازنة وتنفيذ مقررات مؤتمر سيدر، بما ينعكس إيجابا على المشاريع الضرورية التي تخدم لبنان وتعزز الثقة بالدولة والمؤسسات، آملين في أن تسود لغة القانون وأن يطبق الدستور وينتهي السلاح غير الشرعي الذي يضرب أسس الدولة ويعمل على إضعافها". وختم: "الأمل بالله كبير، والجهود مستمرة، والرئيس الحريري حريص كل الحرص على إكمال المسيرة مع كل المخلصين لخدمة هذا البلد، إن شاء الله".

بيلازيكجيان

ثم استقبل الحريري السيدة ماري جان بيلازيكجيان وعرضا لأوضاع البقاع عموما ومدينة زحلة خصوصا، ومطالب الأهالي.

عيتاني

كما استقبل الحريري الممثل المسرحي زياد عيتاني.

 

الحريري عرض الاوضاع مع ابراهيم والتقى شخصيات اقتصادية ورياضية

وطنية - الجمعة 05 تموز 2019

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وعرض معه اخر المستجدات السياسية والاوضاع العامة.

جمعية ماراثون صيدا

وكان الحريري استقبل وفدا من جمعية ماراثون صيدا الدولي برئاسة الدكتور ناصر حمود في حضور النائب بهية الحريري، شكره على دعمه للرياضة بشكل عام ولماراثون صيدا الدولي بشكل خاص وذلك للعام الثالث على التوالي، ووجه اليه دعوة لرعاية ثرياتلون صيدا الذي سيقام في الاول من ايلول ويشمل رياضات السباحة وسباق دراجات والركض. كما أطلع الوفد الرئيس الحريري على نشاطات الجمعية للعام المقبل وأبرزها الماراثون الذي سيقام في 22 اذار تزامنا مع مئوية لبنان الكبير، وقدم له درعا تذكارية للمناسبة.

ثم التقى الرئيس الحريري القاضي هاني الحجار وعرض معه آخر التطورات.

 

بري التقى رئيس لجنة المال ونوابا ووديع الخازن كنعان: نحرص على التوفيق بين الهم الاقتصادي والمالي والهم الاجتماعي

وطنية - الجمعة 05 تموز 2019

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان والنواب ياسين جابر، علي عمار، حسن فضل الله، آلان عون، علي فياض ونقولا نحاس.

كنعان

بعد اللقاء، قال كنعان: "تشرفنا انا وعدد من النواب المتابعين والمواكبين لاعمال الموازنة بلقاء دولة رئيس مجلس النواب لوضعه في أجواء النقاشات واختتام اللجنة لاجتماعاتها قريبا بعد انهاء مواد القانون والاعتمادات لكل الوزارات والصناديق والهيئات والتحضيرات لبت المواد العالقة والاعتمادات المعلقة بعد الرقابة البرلمانية المتشددة التي اجرتها لجنة المال بشكل واضح لكل الناس".

وأضاف: "دولة رئيس مجلس النواب كان واضحا في موقفه المقدر والداعم لعمل لجنة المال، خصوصا على مدى أقل من شهر. هي عملت ليلا ونهارا وكان الموقف واضحا بدعم خلاصاتها وضرورة إرساء ثقافة الرقابة الجدية في المجلس النيابي، خصوصا بعدما تبين لنا ان هنالك امكانات جدية لتحقيق وفر والدخول للمرة الاولى بجدية على ما سمي المحميات، وبالتالي هذا الامر يريح ليس فقط الناس والرأي العام والمجتمع الدولي الذي يتابع، بل أيضا يريح العجز، لأننا اذا اردنا الدخول الى كل الطبقات الفقيرة والمتوسطة والغنية والذهاب الى كل القطاعات الاقتصادية وغيرها، المفروض بشكل اساسي وبأولوية ان ندخل على ما سمي المحميات التي يكون فيها الانفاق الكبير بآلاف المليارات". وتابع: "لقد كان للجنة المال والموازنة مواقف واضحة بعد نقاش جدي، وكان هناك عمليا تعليق لمبالغ وصلت الى حدود 600 الى 700 مليار. هذه الامور تحتاج الى بت علمي وليس بالسياسة ولا بأي اعتبارات أخرى يمكن ان تكون موجودة عند أحد".

وأضاف: "من هنا، حتى في مواد القانون، كان هناك مراعاة للاستقرار الاجتماعي والمالي والاقتصادي، وهذا يعني ان المجلس النيابي ولجنة المال والموازنة كانوا حريصين على التوفيق بين الهم الاقتصادي والمالي والهم الاجتماعي، وبالنهاية نجحت هذه اللجنة في أن تنجز التوافق والتوازن دون أن تمس بالعجز، انما العكس، اذا صدقت النيات وكان هناك تعاون مع وزير المال وسائر الكتل، فيمكن الوصول الى خفض النسبة التي اقرتها الحكومة وهذا امر جدي جدا ويمكن تحقيقه".

وختم كنعان: "دولة الرئيس بري أبدى دعمه المطلق لعمل لجنة المال، ووعدناه بأن يكون هناك في الايام المقبلة اختتام للعمل بجلسة واحدة، وسأبدأ باعداد تقرير الموازنة وتوصياتها لرفعها لدولة رئيس مجلس النواب".

الخازن

وكان بري استقبل ايضا الوزير السابق رئيس المجلس الماروني العام وديع الخازن الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس بري الذي يتولى في هذه الفترة دورا محوريا، يساعده مدير الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، في إطار معالجة ذيول ما حدث من اضطرابات وصدمات في الجبل. وقد أعرب دولته عن اطمئنانه الى احتكام أطراف الخلاف الى الحكمة والتعقل بعد موجة الغضب الشعبية التي عصفت بالأوضاع النائمة على نار تحت الرماد. وقد كان اجتماعه أمس برئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط مدعاة اعتزاز للأجواء التي سادت هذا اللقاء من شعور وطني حريصا على وحدة الجبل والمصالحة التاريخية التي أنجزها غبطة البطريرك الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير مع سيد المختارة، والتي تجلت بلقاءات لتفعيل العمل على دعوة المسيحيين جميعا الى منازلهم وأملاكهم. فاليوم، الفرصة متاحة أمام الجميع لإعادة وصل ما انقطع في الحوار والتشاور وبناء جسر من الثقة يدعم التسليم بمنطق التوازن المفقود، إذ من دونه لن تقوم قائمة لدولة أو حكومة أو سلطة". وختم: "تطرق دولة الرئيس بري الى ما بذله من جهود لتسريع إنجاز الموازنة بالحد الأدنى من التقشف لتوفير المستوى التي تتطلبه الحاجة الداخلية وتوصيات المؤسسات المالية الدولية المعنية باستنهاض الأوضاع المالية والإقتصادية في لبنان".

 

الراعي استقبل مدير عام الجمارك وعرض مع كوبيس ملف النازحين وترأس اجتماع مجلس الشؤون الإقتصادية في البطريركية

وطنية - الجمعة 05 تموز 2019

التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ظهر اليوم، مدير عام الجمارك بدري ضاهر وكان عرض للأوضاع العامة في البلد ولنشاط المديرية.

واثنى الراعي على اداء مديرية الجمارك مشددا على "دورها الجوهري في مكافحة التهريب ومحاربة الغش، وحماية مصالح لبنان الإقتصادية والإجتماعية بدفع من الروح الوطنية التي يتمتع بها افرادها". كما استقبل الراعي المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيس، وكان تأكيد على "ضرورة واهمية تثبيت الإستقرار والأمن في لبنان، الأمر الذي ينعكس ايجابا على الوضع الإقتصادي فيه ويساعد على حلحلته".

كما تم التطرق الى مسألة النازحين السوريين في لبنان، وكان "تشديد على وجوب تأمين عودة سريعة ولائقة لهم لما فيه خيرهم وخير اللبنانيين معا".

وبعد الظهر ترأس الراعي اجتماع مجلس الشؤون الإقتصادية في البطريركية المارونية، حيث تم البحث في مواضيع متصلة بالشأنين الإقتصادي والإجتماعي.

 

أرسلان خلال تشييع رامي سلمان في الرملية: الجبل ليس مستباحا ومفتاح الحل يبدأ بالمجلس العدلي

وطنية - الجمعة 05 تموز 2019

ودعت بلدة الرملية، ابنها رامي سلمان الذي قضى في حادثة قبرشمون، بمأتم تقدمه رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان والوزير صالح الغريب ورئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، وفاعليات المنطقة ومحازبون ومناصرون.

واستقبل ذوو سلمان الجثمان، محمولا على الاكف، وملفوفا بعلم الحزب "الديموقراطي اللبناني".

أرسلان

وقال أرسلان: "يعز علي كثيرا عندما أقف لوداع أي شاب من شباب هذه الطائفة المعروفية التوحيدية الكريمة. لا أحسد على هذا الموقف لأننا نعيش مع الناس ومع ألم الناس ومع ألم الامهات والاولاد والاخوات، على قول تربينا عليه كان يكرره بطل الاستقلال الامير مجيد ارسلان رحمه الله، عندما كان يقول بالعامية: من لا يشعر مع الناس لا يكون منهم. والحمد لله نحن نشعر مع الناس، نشعر مع ألمهم واحزانهم كما نشعر مع أفراحهم".

أضاف: "رحم الله رامي وسامر وكل قافلة الشهداء، سأذكر حادثة قلة يعرفونها، رامي وسامر وعدد من الشبان، كانوا يذهبون الى حدود الجولان حتى آخر منطقة وهي قرية معروفية أصيلة تعرفونها جميعا واسمها حضر. عندما طوقت حضر من الارهاب التكفيري ومن كافة الجهات وكان المنفذ الوحيد باتجاه الجيش الاسرائيلي العدو الذي يضع شريطا شائكا، أتى الصهاينة في إحدى الليالي وفكوا الشريط الشائك وسمحوا لجبهة النصرة وداعش بأن يطوقوا القرية من كافة الاطراف. وأذكر أن أكرم وهو والد رامي، جاءني وقال لي: رامي يحضر مجموعة من الشباب بسلاحهم وعتادهم الكامل بغية الذهاب الى بلدة حضر. إنه لا يريد من المشايخ واهل حضر أن يكونوا وحدهم في المواجهة وهو في لبنان. وقال أكرم: أنا لم استطع ان امون عليه، ولا أحد يمون عليه غيرك. ومباشرة اتصلت برامي وطلبته بعد ساعة ونصف من النقاش، وقد وعدته بأنه عندما تكون هناك حاجة واهلنا في حضر في ضيقة جدية، سأرسل في طلبك وأرسلك الى هناك. وبعد جهد قال لي: أنا مستعد أن أموت فداء لعزة وكرامة هذه الطائفة المعروفية".

وتابع: "لا أخفي عليكم وقد قلت لرامي أنا احتاجك هنا، وأنا كنت أعرف الاندفاع عند رامي وسامر من اجل الحق وضد الباطل، ويحبون العزة والكرامة والشرف لكل الناس، صحيح أنهم من الحزب الديموقراطي اللبناني الذي افتخر برئاسته، الا اننا لا نعرف التزمت ولا الكراهية ولا الاحقاد وقد تربينا على قاعدة وحيدة بين السياسة وزواريبها وأن نعيش بكرامتنا، فنحن لا نسأل عن المناصب الا أن نعيش بكرامة وعزة نفس كما تعودنا منذ الف سنة وحتى اليوم. نحن وكل المسؤولين وحتى الوزير صالح الغريب يقول يا ليتني انا الذي اصبت واستشهدت بدل رامي وسامر، هذه هي التربية التوحيدية الصحيحة والشريفة".

وأردف: "آسف أن أقول إنه عندما يغيب الحق وشريعة التوحيد نصبح في شريعة الغاب، وهذا أمر مؤسف لا يليق بماضينا ولا بحاضرنا ولا بمستقبلنا. وأقول لمشايخنا الاتقياء، إن حفظ الاخوان لا يتم الا بصدق اللسان، وهذا لم يأت من فراغ او عبث بل أتى في التوحيد الشريف الذي نعتز ونفتخر بالانتماء اليه. نحن لا نفكر بالثأر وهو ليس في تربيتنا، انما نحن اصحاب حق وقضية، واحتراما لهذا المقام الكريم لن اتكلم بالسياسة فهي لا تعنيني انما ما يعنيني هو كرامة الناس ودمهم والاودام. سياسة على من؟ وهل السياسة تعني الاستباحة أو أن نستقيل من دورنا كمسؤولين للحفاظ على لقمة عيش الناس وعلى عاداتنا وتقاليدنا الشريفة ووحدة مجتمعنا وعائلاتنا وأولادنا؟ أين صارت الناس وأين نحن، لقد اصبحنا في القرن الواحد والعشرين لا بيت الا وفيه شهادات وعلوم، فأين هم أولادنا اليوم؟ وبماذا نتلهى؟".

وقال: "أنا تعودت أن أضع اصبعي على الجرح ولا أحيد عن درب الحقيقة مهما كانت مكلفة ومتعبة، وأنا أعرف أن الحقيقة تجرح ولكن يجب أن تقال. نحن اليوم ندفن شهيدا من اعز واصلب الرجال، شهيدا لا يهاب الموت، وانا أشهد على محطات ومحطات كثيرة وكثيرة والشهادة هي امانة وحق. وانا في هذه المناسبة الاليمة أقول فقط كلمة: أناشد فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس الحكومة ألا تخلطوا الدم بالسياسة، فهذا دم ابرياء والجبل في أمانة الدولة. نحن لا يمكننا الاستمرار على هذه الحال والأمور متفلتة، فكلما خطر لأحدهم أن يقطع طريقا يقطعها، وكلما خطر لأحدهم التحريض يحرض، إن الجبل ليس مستباحا".

أضاف: "إن مطالبتنا بالمجلس العدلي ليست من خلفية ثأرية ولو أردنا أن نثأر لا نطالب به، ولكنني أرى خطورة الاستفراد والاستئثار بأمن الناس والمجتمع. وانطلاقا من هنا، لماذا الخوف من المجلس العدلي؟ فهل سيقطع رؤوسا؟ لا، بل كل ما نريده ألا يحصل احتيال على التوصيف الجرمي، هناك قضايا أقل من ذلك بكثر وقد تم تحويلها الى المجلس العدلي. إنه جسم قضائي لبناني، وهذا مطلب الجبل والأهل وكل من يريد حقن الدماء. وأنا لا أذيع سرا، فالبارحة، أخونا الوزير صالح الغريب زار الرئيس نبيه بري، وكانت جلسة طويلة وصريحة ونحن نعرف حرص فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس الحكومة على أمن الناس وأمن المجتمع، وقد أكد الرئيس بري أن الأمور تستدعي حلولا وحوارا، ويجب أن نسعى -بالاذن من دولة الرئيس بري- صالح الغريب لم يسألني، وأجابه على الفور قائلا: يا دولة الرئيس ما تريد منه شبرا نحن نريد مترا. ولتكن واضحة للجميع ان مفتاح الحل يبدأ بالمجلس العدلي، وبعد ذلك نحن حاضرون. ما هو المطلوب؟ لا يمكننا الاستمرار على هذه الحال، فالمرجعيات الكبرى في هذه الطائفة لا يسمع كلامها ولا نصائحها ولا توجهاتها".

وتابع: "إذا، الى أين تذهب الناس ولمن تلجأ؟ هذه كلمة أن يا مير بدك تحمل. أحمل ماذا؟ الظلم حملته، والتعدي حملته، ليس من اليوم بل منذ سنوات وسنوات، ولكن لا يمكن أن أحمل قطرة دم في الجبل، ولا يمكن أن اساير أحدا بها، لا كبيرا ولا صغيرا. إن المسلسل الذي يقول حاصبيا لها مفتاح وراشيا لها مفتاح والجبل له مفتاح والمتن الاعلى له مفتاح، يجعلنا نسأل نحن في أي عصر نعيش؟ كيف تمارس هذه السياسة وهذه الاساليب غير المقبولة؟ رامي سلمان شهادته عليا ولم يتعلم ليقوم بما قام به، إنما ما أجبرك على المر هو الامر منه".

وأردف: "أنا من موقعي المسؤول أطلب من الجميع، والحاضر يعلم الغائب، نحن لا نطلب شيئا ولا أقبل بإطلاق نار لا ابتهاجا ولا حزنا، انما لتتفضل الدولة وتتحمل مسؤولياتها كاملة، والا أنا غير مسؤول. أنا لست مسؤولا، ونحن -لا قدر الله- لا نتحمل وزر دماء ابرياء، ومن يعرف تاريخ الدروز يعرفنا جيدا، منذ الف سنة وحتى اليوم نحمل السلاح لكن ليس لنقتل احدا في الداخل، وهذا شرف كبير جدا. الامير مجيد حمل السلاح في وجه الانتداب، وبعد خمس سنوات ذهب الى فلسطين فدخل المالكية واكمل نحو الناصرة. نحن نحمل السلاح في وجه العدو والاستعمار "وعلى قلبنا مثل العسل"، وكثيرون من الموجودين هنا يسألون اهلهم وأجدادهم كيف وصلوا مع الامير شكيب الى ليبيا لمقاتلة الايطاليين. من يحمل على أكتافه بقدر ما حملنا دفاعا عن كرامة وهوية ووحدة وعزة هذه الطائفة، نقبل بأن يقف الى جانبنا، ولكن أمامنا لن يقف أحد".

وختم: "اليوم في الرملية وغدا في بعلشميه، رحمك الله يا سامر، فأنتما كنتما صديقي ولدي مجيد وبمثابة أخوين له، وأعرف كيف كنتم تسهرون وتذهبون معا. طبعا، لا يمكنني المزايدة على أهلكم ولكن اقول إنني خسرتكما وأنتما بمقام ابني. وتأكدوا يا أخوتي جميعا، أن دم وحيدي مجيد لن يكون يوما اغلى من دم أي نفر يحمل حمل التوحيد عن صدق وأمانة. رحم الله الشهداء، وقدرنا على الصبر على قاعدة الحق، فعندما يحضر الحق يغيب الباطل".

 

لقاء في السفارة الإيرانية في ذكرى خطف الديبلوماسيين الأربعة موسى ممثلا بري: لجلاء هذه القضية المحقة وكشف مصيرهم وإعادتهم سالمين

وطنية - الجمعة 05 تموز 2019

نظمت سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية لقاء في مقرها في بئر حسن، في الذكرى الـ37 لخطف الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة، حضره رئيس لجنة حقوق الانسان النائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، القنصل باسيل عويدات ممثلا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النائبان ابراهيم الموسوي وأنور جمعة، الوزير السابق عدنان منصور، القائم بأعمال السفارة السيد أحمد حسيني، شخصيات ديبلوماسية وعسكرية وأمنية وإجتماعية وإعلامية، ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطينية وعلماء دين.

حسيني

وألقى السيد حسيني كلمة قال فيها: "نجتمع هنا مرة جديدة لإحياء مناسبة متجددة في ذكراها السابعة والثلاثين بالرغم من ان لا جديد تحت شمس قضية الدبلوماسيين الاربعة الا نور قمر هذه القضية المحقة و التي ما انفكت تؤرق ضمائرنا وتخاطب انسانيتنا وتضغط على وجدان مسؤولياتنا كل في موقعه تجاه هذا الموضوع الهام بابعاده الانسانية والاخلاقية و القانونية. فأصحاب هذه القضية من العوائل مازالوا ينامون ويستيقظون على امل تحديد مصير ابنائهم المخطوفين عل القضية تصل الى خواتيمها المرجوة. فالجرح ما زال نازفا والعين مازالت دامعة ولا بد من مجيء يوم ينجلي معه هذا الهم المتراكم في القلوب والعيون المنتظرة ولو بعد حين. كما ان حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية تشاركها حكومة الجمهورية اللبنانية تتابعان معا هذا الملف الانساني

والحقوقي الحساس".

وأضاف: "لقد اجتمعنا هنا للتعبير عن انحيازنا الى الحق والى هذه القضية الانسانية المشتركة ولنعلن بكل وضوح وصراحة وقوفنا وتضامننا مع هذا المطلب الذي يستند الى الحق المطلق والى تطلعات الاسر المفجوعة التي تحملت خلال كل هذه السنوات المعاناة القاسية و مازالت تامل باشراق يوم تنجلي فيه الملابسات التي تكتنف القضية لتنتهي هذه التراجيديا و المحنة و ليلتئم هذا الجرح المفتوح النازف و لتطمئن القلوب و تقر العيون التي ما ما انفكت تتساقط منها الدموع". وتابع: "مرة اخرى، اجتمعنا هنا لنعلن ادانتنا واستنكارنا الشديدين ازاء عمليات الخطف و لنخاطب الجهة الخاطفة و الافراد المتهمين باننا لن نترك هذا الملف و لن ننساه لأن اصداءه تردد في المؤسسات الحكومية والجهات المختصة والشارع الايراني. فيكون من البديهي متابعة هذا الموضوع باستمرار كما ضمائر الخاطفين تلاحقهم فلا يظنن احد أننا تخلينا او نتخلى عن المتابعة والملاحقة القانونية انطلاقا من المسؤولية الاخلاقية والقانونية تجاهها، فالقضية بالنسبة الينا حية محفورة في وجداننا وذاكرتنا كما هي موثقة في السجلات. فهي بالنسبة الينا وكأنها حدثت امس او بعضا من اليوم فلن تفقد بريقها ورونقها ولن يبهت لونها مهما طال الزمن ومهما كلف الامر. فصبرنا وانفاسنا طويلة واما العار فسيبقى على جبين الخاطفين واللعنة التي ارتضوها لانفسهم واما القانون العادل فسيلاحقهم عاجلا ام اجلا ولو بعد حين ولو كنتم في بروج مشيدة". وأشار إلى "أننا اجتمعنا هنا لنقول إن هذه القضية لا تخص فقط عددا من العوائل المفجوعة، فالجمهورية الاسلامية الايرانية، حكومة وشعبا، معنية بهذا الامر كما يكون لبنان معنيا به، حكومة وشعبا، لأن العملية حصلت هنا على اراضي هذا البلد وعلى يد فئة حزبية متطرفة معروفة الحقت اللعنة والعار الابدي بنفسها، وسبب فعلها الشنيع الاساءة الى من لا ذنب لهم من ابناء الطائفة التي تنتمي اليها و الى عموم ابناء البلد الطيبين وهم أبرياء منها، نعم اجتمعنا هنا لنشدد و نقول انه لا بد من كشف كل ابعاد القضية وملابساتها والغموض الذي يعتري بعضا منجوانبها ولو ان مسرح الجريمة

والجهة الفاعلة معروفان لا لبس فيهما ولا يطويها الزمن".

وقال: "كما نحن اليوم نمثل الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذا البلد العزيز حيث تم ايفادنا لنعمل على توسيع رقعة التعاون والتبادل بين البلدين الشقيقين وتقوية وشائج الاخوة والمحبة والصداقة البينية في جميع المجالات المتاحة سواء على صعيد المؤسسات الحكومية او القطاع الخاص والمجتمع المدني، تم ايفاد هؤلاء الديبلوماسيبن الاربعة ايضا للقيام بالمهمة والواجبات نفسها، ولو انهم جاؤوا في الوقت الذي كانت اجزاء كبيرة من الارض اللبنانية تعيش تحت نير احتلال الكيان الصهيوني وكان البلد يمر في ظروف بالغة الخطورة حيث كانت العاصمة بيروت في حينها تعيش تحت الطوق والحصار الاسرائيلي افتقر البلد الى الثبات والاستقرار". وشدد على الآتي: "اولا: اننا اذ نتقدم بالشكر للحكومة في الجمهورية اللبنانية و سائر الجهات المختصة لديها على حسن تعاملها و اظهار تعاطفها تجاه الموضوع و كذلك لكافة الاجراءات التي اتخذتها خلال السنوات الماضية لغاية الان خصوصا الرسالة التي وجهتها في 13 أيلول 2008 إلى الأمين العام للأمم المتحدة مؤكدة فيها خطفهم على الأراضي اللبنانية"، نحضها على بذل المزيد من الجهد والاستمرار في عملها لمتابعة ملف الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة المخطوفين في لبنان حتى وصول القضية الى نهايتها المرجوة.

ثانيا: بما ان عملية الخطف تمت على الاراضي اللبنانية وكان الديبلوماسيون الاربعة يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية و الحقوق المندرجة ضمن اتفاق جنيف الرابع، نناشد الحكومة اللبنانية وكل السلطات المعنية فيها بان تتابع الملف بجدية بهدف ملاحقة الجهة الخاطفة تحت طائلة القوانين المرعية.

ثالثا: في عام 1982 كان لبنان يعاني من الاحتلال الصهيوني و على هذا الاساس نحمل الكيان المحتل المسؤوليات الحقوقية و القانونية و السياسية لهذا العمل الارهابي كما نحمله جميع التداعيات المترتبة عليه

رابعا: ثمة ادلة وشواهد تؤكد نقل الديبلوماسيين الاربعة الى فلسطين المحتلة، الا ان هذا الكيان لايزال يتنصل من مسؤولياته تجاه هذا الامر

خامسا من المتوقع بل يتوجب على امين عام الامم المتحدة و كذلك رئيس منظمة الصليب الاحمر الدولي و ساير المنظمات الحقوقية المعنية بحقوق الانسان ان تقوم بواجباتها القانونية والاخلاقية لتحديد وضع هولاء الديبلوماسيين المخطوفين الاربعة".

موسى

من جهته، قال النائب موسى إن "هذه الذكرى الأليمة تحل والجمهورية الإسلامية الصديقة تتعرض لحصار اقتصادي ظالم من أجل تطويع إرادتها ولي ذراعها، لمصلحة مخططات العدو الإسرائيلي الغاصب الذي يمعن في السعي إلى طمس هوية الشعب الفلسطيني وتراثه وتاريخه، إلى جانب قضم أرضه المحتلة وتهويدها لإقامة دولة يهودية عنصرية تشكل نقيضا صارخا للنموذج اللبناني الفريد الذي ينشد الحرية والديموقراطية والتعايش بين الأديان والطوائف والإتنيات، ويتماهى مع الشرعة الدولية لحقوق الإنسان". وأضاف: على رغم كل ما تعيشه منطقتنا من حروب وحرائق متنقلة ومحاولات مستمرة لشرذمة دولها وتشريد شعوبها، تبقى هذه القضية الإنسانية حاضرة في الضمائر ونقطة سوداء في جبين الرأي العام العالمي الساكت عن الظلم وانتهاك القوانين الدولية والإنسانية". وتابع: "قبل 37 عاما، ارتكتبت هذه الجريمة على الأراضي اللبنانية، فيما كان الإحتلال الإسرائيلي قد اجتاح معظمها مغيبا الدولة والمؤسسات الشرعية، في خرق فاضح لمعاهدة فيينا وكل الشرائع والمواثيق الدولية ذات الصلة، التي تضمن سلامة التمثيل الديبلوماسي. ومنذ ذلك الحين، والعدو الصهيوني يحاول إنكار مسؤوليته المباشرة عن هذه الجريمة النكراء، ويسعى إلى التنصل من تبعاتها، ويدأب في محاولة طمسها بأضاليل وتسريبات، متسلحا بتجاهل دولي لطالما استغله لتنفيذ مخططاته ومشاريعه العدوانية على حساب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية". واعتبر أن "سياسة النعامة وإدارة الظهر لمثل هذه الواقعة الجرمية، لن تثني القوى والدول المحبة للسلام والمنادية بحق الشعوب في إسقاط الظلم وإزالة الإحتلال، عن المضي في المطالبة بشتى الوسائل المشروعة، بجلاء هذه القضية المحقة وكشف مصير الديبلوماسيين الأربعة وإعادتهم سالمين إلى عائلاتهم ووطنهم. فليس غريبا على العدو الإسرائيلي الذي يمارس الإرهاب ويدنس كل المحرمات والمقدسات المسيحية والإسلامية، ويسخر كل طاقاته لإبادة الشعب الفلسطيني والقضاء على هويته الوطنية، وينكل به ويحاصره داخل سجن كبير، ويمضي قدما في سياسة اقتلاع أبناء الأرض وتوسيع الإستيطان، ضاربا عرض الحائط كل القرارات والمواثيق الدولية، ليس غريبا على هذا العدو أن يخطف ديبلوماسيين، وهو الذي يخطف شعبا بأكمله، ويمارس كذبه وادعاءاته المكشوفة". وقال: "إننا إذ نجدد تضامننا مع حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إيران، ومع عائلاتهم الديبلوماسيين الأربعة، ندعو تكرارا القوى المحبة للسلام والحكومات الصديقة والمنظمات الدولية المعنية، إلى رفع الصوت من أجل كشف زيف ادعاءات العدو، وإحداث صحوة لدى الضمير العالمي من أجل تحقيق العدالة. ولا يسعنا إلا أن نعرب عن أسفنا لإرتكاب هذه الجريمة النكراء على الأرض اللبنانية، بقصد النيل من دولة صديقة تربطها بلبنان أواصر تاريخية، مطالبين بوقفة دولية إنسانية وحقوقية واحدة لفضح ما اقترفه هذا العدو، بطعنه مبادئ حقوق الإنسان في الصميم، واعتدائه المتواصل على القيم والشرائع الدولية". ورأى أن "هذه القضية الإنسانية ستبقى وصمة عار في جبين الإنسانية، ما لم تجد طريقها سريعا إلى اماطة اللثام عن مصير هؤلاء المظلومين الذي آن لفجر عودتهم أن ينجلي".

 

نحن والاتحاد الاوروبي ندوة في مؤسسة فؤاد شهاب وكلمات اكدت ان الاوروبيين ملتزمون بازدهار وتقدم لبنان والعمل لتوفير ما هو مطلوب في سيدر

وطنية - الجمعة 05 تموز 2019

نظمت "مؤسسة فؤاد شهاب" ندوة اليوم، بعنوان "نحن والاتحاد الاوروبي" عند الثانية عشرة، من ظهر اليوم، في فندق "فينيسيا"، شارك فيها كل من سفيرة الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن، السفير الفرنسي برونو فوشيه، السفير الالماني جورج برغيلين، الوزير السابق الدكتور طارق متري، رئيس مؤسسة فؤاد شهاب الوزير السابق شارل رزق.

حضر الندوة وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية مي شدياق، النائب انور جمعة، الوزيران السابقان: ابراهيم شمس الدين ومعين المرعبي، النائبان السابقان: مصباح الاحدب وانطوان سعد، نقيب المحررين جوزف القصيفي، المستشار الاول في سفارة فرسان مالطا فرانسوا ابي صعب المستشار لدى السفارة الروسية ديمتري ليبيديف وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية.

رزق

بداية القى رزق كلمة قال فيها: "ان سلسلة هذه المحاضرات هي من وحي تجربة الرئيس شهاب التي بناها على مبادرة تأسيسية ديبلوماسية الطابع ومن وحيها اردنا في المؤسسة ان نخصص سلسلة المحاضرات للعالم 2019 لمواضيع ديبلوماسية وللنظر في موقع لبنان في محيطه الاقليمي والدولي، وضمن هذه السلسلة، بدأنا وكان هذا التسلسل فقط لاسباب تتعلق برزنامة كل سفير، بدأنا بندوة في 11 حزيران الماضي مع السفير الروسي الذي خاطبنا بصراحة كبيرة، واليوم الحلقة الثانية مخصصة لعلاقتنا بالاتحاد الاوروبي ومدى التأثر به، وسوف تكون المحاضرة المقبلة مع السفير الصيني حول موضوع الصين ونحن، وستلي محاضرات اخرى منها ديبلوماسي الطابع ومنها داخلي".

لاسن

و تحدثت لاسن فأعلنت ان "الاتحاد الاوروبي يعمل على دعم لبنان في هذا الظرف العصيب، ولقد تطور تعاوننا من مجرد تقديم مساعدات انسانية الى دعم هيكلي وبنيوي للمؤسسات اللبنانية، واوضحت ان دعم الاتحاد الاوروبي زاد في السنوات التسع الاخيرة للبنان اكثر من 7 مرات، وكل ذلك من اجل مواجهة تحديات تتمثل بالارهاب وحماية الحدود والتنمية الاقتصادية والحد من التلوث والمحافظة على البيئة".

وقالت: "هناك اكثر من 100 شخص يعملون لصالح الاتحاد الاوروبي على مجمل الاراضي اللبنانية كما ان هناك ما يزيد عن 300 مشروع لنا في لبنان، ونحن نعتبر لبنان حليفا اساسيا لنا في المنطقة، فهو قريب لنا على المستوى التاريخي الثقافي وهو المكان الاقرب الى اوروبا بسبب الحوارات السياسية التي اقمناها اكان هنا او في بروكسل وبسبب اتفاق الشراكة الذي وقع عليه الطرفان".

واشارت الى "عدم التوازن بين اوروبا ولبنان في الميزان التجاري ونحن نحاول ان نتخطاه وقمنا باتصالات واجراءات لتسهيل وصول المنتجات اللبنانية الى الاسواق الاوروبية".

واعلنت ان "الاتحاد الاوروبي يستثمر نحو مليار وسبعمائة مليون اورو في لبنان اضافة الى مساعدات اخرى تقدمها الدول الاوروبية فيرتفع المبلغ بذلك الى 4 مليارات اورو وهذا كله دليل على مدى التزام اوروبا لمساعدة لبنان"،

وقالت: "سنزيد عطاءاتنا على مشاريع تربوية، ومشاريع تحسين البنى التحتية والمياه النظيفة وادارة النفايات"، واضافت: "نحن ندعم القطاع الامني في لبنان من جيش وقوى امن، وامن المطار وستلاحظون التغيير في المطار فهناك نظام جديد يطبق لتفتيش الامتعة ولتحسين امن الحدود".

وتطرقت الى اطلاق مشاريع وبرامج مخصصة للتنمية الاقتصادية وقالت: "لهذا الغرض اطلقنا برنامجا كبيرا للغاية في طرابلس حول مسائل تتعلق بالشباب وبالبطالة وبإعادة تأهيل بعض الاحياء والمناطق كما اننا سنزيد التمويل من اجل تحريك عجلة الاقتصاد".

واعلنت العمل "لتوفير ما هو مطلوب في مؤتمر سيدر وسنقدم 150 مليون اورو للمساعدة في الاستثمار ويمكن ان يصل مبلغ القروض الميسرة التي سنقدمها الى 5,3 مليارا"، وعرضت لاجندة مؤتمر "سيدر" وقالت: "ان الاصلاحات الهيكلية ستكون اساسا من اجل جذب الاستثمارات"، واملت من الحكومة "اجراء الاصلاحات التي هي في مصلحة لبنان من اجل تحريك الاقتصاد وتحسين البنى التحتية".

وتطرقت الى موضوع الحوكمة وحقوق الانسان، وقالت:" نحن سعداء لان الحكومة اللبنانية الملتزمة بمؤتمر سيدر تكافح الفساد وقد انشأت لجنة لمكافحة الفساد، كما تناولت موضوع مكننة النظام القضائي"، واعلنت ان "هناك الكثير من الخطوات تقوم بها على مستوى المحاكم لزيادة الشفافية".

فوشيه

بدوره، تطرق السفير فوشيه الى "السياسة العربية التي تعتمدها فرنسا والتي اصبحت فيما بعد السياسة الاوروبية وهي تعود الى حقبة حكم الجنرال شارل ديغول الذي اراد ان يقف على مسافة بعيدة من سياسة الولايات المتحدة الاميركية في المنطقة ويستقل عنها، كما اردنا ان نأخذ مسافة بعيدة عن اسرائيل وان نتوجه الى الجميع بمن فيهم العرب واستخدام كل الادوات السياسية الخارجية للتدخل في الازمات العالمية، وهذه السياسة يعتمدها ايضا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

وقال: "لفرنسا خلفية تفكير تجعل اوروبا مستقلة عن حمايتها في الحرب العالمية الثانية اي الولايات المتحدة اكان بالنسبة لمجلس الامن او الجيش الاوروبي والمحاور الاوروبية"، ورأى ان "النقاش حول انشاء جيش اوروبي بدأ يتدعم اكثر فاكثر، وآخر تطور حصل كان انشاء صندوق اوروبي قدره 15 مليار اورو للتسلح واصبح الان لاوروبا امكانية لتمويل كل الابحاث في هذا الاطار تقريرا لعملياتها العسكرية".

واعلن ان "الرئيس الفرنسي ماكرون يريد اتخاذ تدابير كثيرة لاعادة الديناميكية لاوروبا لتصبح قوة عظمى في حد ذاتها، وانا ارى ان اوروبا تطورت بشكل كبير خلال 40 سنة الماضية".

اضاف: "قال لي الايرانيون مؤخرا: "اوروبا ليست موجودة، انتم لا وجود لكم ولستم اقوياء في وجه الولايات المتحدة، انتم مقسمون وليس لديكم سياسة مستقلة، فأجبتهم انتم تقللون من قيمة الجهود التي قمنا بها لخلق اداة Instex التي تمكننا من التحايل على الحظر الاميركي والبدء بعمليات تجارية خارج الدولار ونحن نقوم بجهود جبارة من خلال هذه الادوات وهنا تكمن قوتنا".

السفير الالماني

واعتبر السفير الالماني ان "الدعم الذي يقدمه الاتحاد الاوروبي للبنان ليس جهودا مشتركة فقط انما جهود ثنائية متعددة النطاقات.

واعلن ان "مؤتمر سيدر فرض العديد من الشروط ومنها اصلاحات ادارية وهيكلية، والسؤال هل ما يزال يلزم بهذه الشروط"، ورأى ان "البرلمان اللبناني لا يزال يعمل على الموازنة، ونأمل ان يقرها في الاسبوع المقبل وان يتم تخفيض نسبة العجز التي لا تزال مرتفعة"، واعتبر ان "الموازنة جيدة ولكن يجب ان ترفق بمزيد من الاجراءات والتدابير"،، مشيرا الى "ضرورة مكافحة الفساد".

وقال: "عندما اتيت الى لبنان منذ سنة وجدت انه بلد فريد ولكنه ليس مريحا على الصعيد الجيو - سياسي فتساءلت كيف استطاع النظام السياسي ان يبقى سليما بينما كل الانظمة حولكم تتزعزع".

وتطرق إلى الاختلاف بين اوروبا والولايات المتحدة في شأن ايران وقال: "ليس كل ما يقوله الرئيس ترامب خاطىء ولكن نحن لا نتشاطر معه فكرة انه يجب ازالة ايران من الوجود، او انها محور الشر، لكن نرى ان تدخلها بالشؤون الداخلية لدول المنطقة بما فيه لبنان عبر حزب الله ليس بالامر الجيد، والسؤال كيف ستقاربون هذا الامر ورأى انه من الصعب تخيل ما سيحصل اذا انفجر الصراع في المنطقة".

واعلن ان "عدد اللاجئين السوريين في لبنان مقارنة بعدد السكان اللبنانيين غير مقبول، ونحن لا نربط عودتهم بأي حل سياسي للوضع في سوريا، ولكن ما ندعو اليه هو اتباع مبادىء الامم المتحدة والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين اي ان تكون العودة طوعية وتحترم كرامة وسلامة اللاجئين، وبتقديري هم لا يعودون لانهم يخافون من الاعتقال ومن حرمانهم من ابسط حقوقهم، وبرأيي من اجل عودتهم يجب ان نتواصل مع حكومة دمشق".

متري

وتحدث الوزير متري فقال: " الاوروبيون ملتزمون بازدهار وتقدم لبنان ولكن هناك تساؤلات حول قوة هذا الالتزام وسوء الادراك المتعلق به، البعض يذكر احيانا ان لبنان مهم بحد ذاته لاسباب تاريخية وهناك من يعتبر بأن لبنان بات متروكا بسبب التغير في دوره الاقليمي والتفكك الحاصل في المنطقة، فالسياسة الاوروبية الان تركز على مكافحة الارهاب ومواجهة تدفق النازحين".

واعلن ان "اللبنانيين ينظرون الى الاتحاد الاوروبي كدول مانحة ويريدونها ان تقدم المزيد من الدعم غير المشروط ولكن هذا النوع من الدعم غير موجود في اي مكان من العالم، كما يريدونها ان تضخ المزيد من الاموال ليتمكن السوريون من العيش هنا، لكي لا يصلوا الى درجة يأس تقودهم الى هجرة عشوائية على الطريقة الليبية".

وتطرق الى معاهدة الشراكة مع الاتحاد الاوروبي التي تركز على "دعم حقوق الانسان والمجتمع المدني"، وقال: "هناك الكثير من منظمات حقوق الانسان تستند على دعم الاتحاد الاوروبي لمناصرتها حقوق الانسان ولكن من الصعب قياس هذا الدعم في التأثير على سياسات لبنان على مستوى حقوق الانسان".

 

باسيل في حفل تخرج طلاب الجامعة الأنطونية: معركتنا بين مفهومي الدولة والتسلط وما بين نهجي المؤسسات والفلتان وقوى الشر لن تقوى على الخير

وطنية - الجمعة 05 تموز 2019

اقامت الجامعة الأنطونية حفل تخرج دفعة العام 2019 "سفراء الأنطونية"، تخلله توزيع شهادات على 439 طالبا من فروع الجامعة في الحدت - بعبدا وزحلة - البقاع ومجدليا -زغرتا ومن مختلف الاختصاصات. حضر الإحتفال ممثل رئيس الجمهورية وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ممثل رئيس المجلس النيابي النائب فادي علامة، ممثل رئيس الحكومة الدكتورداوود الصايغ، الى جانب حشد من الشخصيات تقدمهم إلى الرئيس العام للرهبنة الأنطونية الأباتي مارون أبو جودة، ورئيس الجامعة الأب ميشال جلخ والنائب حكمت ديب، السفير الإسباني في لبنان خوسيه ماريا فيريه ديلا بينا، وعدد من الوزراء والنواب السابقين القضاة والنقباء والإعلاميين ولفيف من الرهبان والشخصيات الوطنية والفعاليات.

المتخرجون

بعد النشيد الوطني، رحب الاعلامي بسام براك بالحضور، بعدها ألقى تباعا، كل من الطلاب مروى زين الدين، كلوي ميراي غريس شدياق ، وأحمد نور الدين كلمات بإسم المتخرجين.

الأب جلخ

ثم ألقى رئيس الجامعة الأب ميشال جلخ كلمة توجه فيها الى المتخرجين قائلا: "إنه يومكم الكبير يوم تتويج الجهد والمثابرة والطموح، والانطلاق إلى جهد أعلى وطموح أنبل"، لافتا الى أن رسالة الجامعة كانت وستبقى إنشاء شبيبة قادرة على التفكير النقدي، وعلى التمييز، ضمن الكم الهائل من المعلومات الذي تغرقنا به وسائل الاتصال الحديثة، بين ما هو موثوق وما هو مزيف، بين ما هو بداهة حقيقية، وما يبدو حقيقة لكثرة التكرار وكسل المكررين، الى جانب إنشاء حماة للديمقراطية، قادرين على المشاركة في الحياة العامة وفي مجتمع المعرفة مشاركة مسؤولة، مصرين ليس فقط على الفعل المسؤول بل وعلى الكلام المسؤول القابل للمحاسبة، على عكس ما هو الحال في ديمقراطيتنا حيث يكثر الكلام ويقل الحوار". وتابع الأب جلخ متوجها الى المتخرجين بالقول "إنكم لبنان الآتي"، مستشهدا بكلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في رسالته الى شباب لبنان "لقد ورثنا عن أجدادنا وطنا جميلا، والكلام لفخامته، وطنا جميلا ولكن منهكا يحتاج الى الكثير من الجهد والعمل عل مختلف الأصعدة، ونحن نسعى بكل ما أوتينا لكي نسلمكم إياه بصورة أفضل، لتتابعوا أنتم بدوركم ويتسلم أبناؤكم وأحفادكم ما هو أجمل وأرقى. ودعا الأب جلخ المتخرجين الى عدم إهمال التعلم الدائم لئلا تصبح شهادتهم تذكارا لا غير. وقال:"استعملوا شهاداتكم مفاتيح للتعلم الآتي، لا أبوابا تغلقونها خلف ما تعلمتموه حتى الآن. فثورة الذكاء الاصطناعي لن تتسع للجميع، وحدهم المثابرون القادرون سوف يتمكنون من التأقلم والتقدم. أنتم أبناء آباء وأمهات ثابروا وكدوا وتعبوا لكي تحصلوا على أفضل تعليم، أنتم أبناء جامعة تطمح لأعلى درجات الجودة بأقل كلفة ممكنة. أهلكم، وأنتم، ونحن، عائلة كبيرة يجمعها الطموح العنيد وتحدي الظروف". وأوصى رئيس الجامعة دفعة متخرجي " سفراء الأنطونية" الى النظر الى المستقبل، مشيرا الى ان المستقبل هو لمن يراه ويسير إليه منذ اليوم. وقال :" لا تنظروا إلى أرجلكم لئلا تتعثروا بل أنظروا إلى البعيد وبادروا، فهذه الأرض لطالما كانت أرض من يتحدون الصعوبة".

وخلص الأب جلخ الى القول:" فخورون بكم أنطونيون أينما حللتم. كونوا خميرة في هذا المجتمع بمن سبقكم وبمن سيليكم من شبان وشابات، الذين نطلقهم خميرة في هذا المجتمع، سفراء يسهمون في تفعيل الطاقة الإيجابية والأمل فيه، سفراء يسهمون في تقديم لبنان بأبهى صورة وبإعطائه مستقبلا أفضل. من سبقوكم من أفواج الأنطونية هم اليوم في مختلف دول العالم، سفراء هذه الجامعة".

باسيل

وألقى راعي الحفل الوزير باسيل كلمة قال فيها: "أيها الآباء والأمهات، الذين بذلتم الغالي والنفيس في سبيل تعليم أولادكم، ولم تبخلوا لا بمال ولا بجهد ولا بصلاة، من أجل نجاح أولادكم، أنتم أصحاب الفرحة الكبرى وأنتم أصحاب الفضل الأول بنجاح أولادكم، لكم ننحني، لكل أم وأب ربوا وتابعوا وسهروا وبكوا فرحا في هذا اليوم المنتظر".

وأضاف: "أما التحية الثانية فهي للخريجين والخريجات الذين إجتهدوا وسهروا الليالي للوصول الى اليوم الكبير، "يوم التخرج"، اليوم كوفئتم على جهودكم ومن زرع منكم حصد. والتحية الثالثة هي للجامعة الأنطونية التي زرعت فيكم العلم وأهلتكم لتنطلقوا في الحياة وتحصدوا ما هي زرعته فيكم".

وتابع :"نحن اليوم في جامعة هي على صورة لبنان، جامعة حاضنة للتنوع ولا غرابة في ذلك فالرهبانية الانطونية نمت في مناطق لبنان المختلطة، جامعة طموحة حصلت الاعتماد المؤسسي من الوكالة السويسرية (Institutional accreditation) وهي تشغل المواقع الاولى في اكثر من مجال ولديها شراكات بحث وتطوير مع شركات عالمية، جامعة متجذرة في هويتها (المشرقية، اللبنانية) ومنفتحة على العالم، لا بل تحمل هويتها المشرقية الى العالم. (ويمكن مش كلكن بتعرفوا انو الجامعة الانطونية هي من الأهم عالميا بمجال البحث في موسيقات المشرق مثلا).

وأردف: "اليوم تفتحون صفحة جديدة أكثر قسوة وجدية، اليوم تنتقلون من مقاعد الدراسة الى سوق العمل، تنتقلون من حضن الأهل الى حضن الحياة، اليوم يصح قول جبران خليل جبران أنكم صرتم "أبناء الحياة". والحياة هي فقط لمستحقيها، فلا توقفكم صعوبات، ولا يهد عزيمتكم حاسد أو فاشل.الحياة تفتح أياديها لكم فأثبتوا أنفسكم عبر عملكم ولا تؤمنوا لا بواسطة سياسية أو إقطاعية أو طائفية بل آمنوا بأنفسكم، وأنا أعاهدكم أن أعمل، ولكي لا يحل مكانكم في سوق العمل أي غريب أو أجنبي".

واكد الوزير باسيل أن الجامعة الأنطونية تشبه لبنان، ونريد لبنان شبيها بها

1 - نريد لبنان مصرا على استعادة ابنائه.

2 - نريد لبنان يتمتع بأعلى درجات الجودة والشفافية.

3 - نريد لبنان ينظر للغد . نريده متقدما في التكنولوجيا، نريد اقتصادا نوعيا مرتكزا على المعرفة. لبنان لا يملك القدرة على ربح معارك الكم، والاقتصاد التقليدي، لكن بامكانه ان يحفظ لنفسه موقعا مميزا في صناعات وخدمات تعتمد على الكفاءة البشرية وعلى المعرفة والتكنولوجيا. تماما مثل ما ابتدعت الأنطونية اختصاصات جديدة تنافسية: مثل الادارة الرياضية Sports Managment ، المعالجة بالموسيقى، misicotherapie- علم الشيخوخة Gerontologie .

واشار الوزير باسيل الى "اننا نحلم ونعمل ونحلم بلبنان قادر يعطي للخريجين فرص عمل تليق بطموحهم.نحلم بلبنان يخطط للمستقبل الاقتصادي، ويعرف ما هي المهن التي سيحتاجها اقتصاده، قبل ان يعطي رخصا للجامعات والاختصاصات، بدل ان يخرج طاقات للهجرة.

نحلم بلبنان يدعم الجامعات، يمد الجسور بينها وبين الصناعة ويؤمن موارد اكبر للبحث العلمي، وانا اراكم اليوم ارى لبنان كله، لبنان كما يجب ان يكون، و"متل ما بيلبقلو يكون"، لبنان متوجه للطاقات المحلية، قبل ان يطلب خبراء دوليين. لبنان مركز متقدم وموثوق للتعليم عن بعدe-learning ، لبنان يحتل سنة وراء سنة مراتب اعلى بالتصنيفات العالمية الخاصة بالتعليم العالي.لبنان يكون مجددا جامعة العالم العربي والبحر المتوسط".

وتابع باسيل قائلا: "لا شيء يجعل الانسان يشعر ان الحلم ممكن اكثر من يظهر في عيون الطلاب الذين انهوا اختصاصاتهم ويرى بعيونهم حلمهم الأول وقد تحقق، ويعمل معهم ليحقق احلامهم الباقية بوطن يليق بهم وباحلامهم. نحن واهلكم الذين يتحدون الصعوبات لكي تصلوا الى هذا النهار نتطلع اليكم ونحلم بلبنان افضل". اسمحوا لنا رغم كل شيء ان نحلم معكم والزمونا بحسكم الوطني ومحاسبتكم للفساد والاستهتار وعدم قبولكم بسياسات الترقيع، الزمونا ان نحلم كرمى لكم.

وختم قائلا "معركتنا بين مفهومين، مفهوم الدولة ومفهوم التسلط، وما بين نهجين، نهج المؤسسات ونهج الفلتان، وأطمئنكم أن قوى الشر لن تقوى على قوى الخير.لذلك إطمئنوا على مستقبلكم وإجعلوا من الله شريككم في خياراتكم، ومن إتكل على الله وعلى ساعديه سوف يصل الى النجاح".

بعدها قدم الأب جلخ ريشة الجامعة الفضية للوزير باسيل، تلى ذلك توزيع الشهادات على المتخرجين والمنح والدروع التكريمية على المتفوقين الى جانب منحة "ريمون نجار" لطليع كلية الهندسة.

وأحيا الإحتفال الذي تلاه نخب المناسبة في حرم الجامعة الفنان مارك حاتم.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  04 و05 تموز/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

حزب الله يحتل البلد وهو أمسى الحاكم والحكم والملاذ

الياس بجاني/06 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76385/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%ad%d8%aa%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d8%af-%d9%88%d9%87%d9%88-%d8%a3%d9%85%d8%b3/

 

وحدة الجبل وثعالب السياسة

أبو أرز- اتيان صقر/06 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76388/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d9%88%d8%ad%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8%d9%84-%d9%88%d8%ab%d8%b9%d8%a7%d9%84%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3/


 Trump’s Iran Sanctions Face Seven Fallacies/Amir Taheri/Asharq Al Awsat/July 05/2019
 
سبع خرافات حول عقوبات ترمب ضد إيران/أمير طاهري/الشرق الأوسط/05 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76382/76382/

 

 Trump’s Iran Sanctions Face Seven Fallacies/Amir Taheri/Asharq Al Awsat/July 05/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/76382/76382/

 

سبع خرافات حول عقوبات ترمب ضد إيران/أمير طاهري/الشرق الأوسط/05 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76382/76382/

 


 Analysis/With His Good Pal Trump in the White House, Erdogan's Conquests Will Be Much Easier
 
زفي بارئيل/الهآرتس: غزوات أردوغان ستصبح أكثر سهولة بوجود صديقه ترامب في الأبيض
 Zvi Bar'el/Haaretz/July 05/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/76376/%d8%b2%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d8%ba%d8%b2%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%88%d8%ba%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d8%aa%d8%b5%d8%a8/