LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 كانون الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january07.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عيد الدنح المجيد/يوحنا المعمدان يعمد السيد المسيح في نهر الأردن

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/اعلاميون أبواق وصنوج رخيصة واعلام عكاظي قداح ومداح بالأجرة

بالصوت والنص/الياس بجاني: (من الأرشيف) تأملات إيمانية وتاريخية في ذكرى عيد “الغطاس”.. دايم دايم وليكن سرورُكم واغتباطاً دائماً

الياس بجاني/الرد الملالوي على اغتيال سليماني سيكون مسرحياً ولرفع العتب

الياس بجاني/قاسم سليماني واجه العدالة التي يستحقها

الياس بجاني/لا للتطاول والتعدي الظالم على د. عصام خليفة

الياس بجاني/لا حلول قبل تحرير لبنان من احتلال حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 6/1/2020

أسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاثنين 6 كانون الثاني 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

خبير عسكري إسرائيلي: هذا ما يجب القيام به قبيل حرب لبنان الثالثة

زيادة يعتذر عن تولي وزارة الطاقة ... ويشكر دياب

الجيش: جورج القزي أوقف لاشتراكه في الاعتداء على مصرف

نقل زوج الفنانة عجرم الى المستشفى

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تشيّع سليماني بأكبر جنازة منذ الخميني وتنفلت من “النووي”

خامنئي أمّ صلاة الجنازة باكياً... والحكومة أعلنت عطلة رسمية وأغلقت المدارس والجامعات

ابنة سليماني: قتل والدي سيجلب موتاً أسود لأميركا… و”الحرس”: مقتل ترامب “ليس كافياً”

العربي الجديد: طهران تشيّع سليماني..والقائد الجديد لـ فيلق القدس: عزاؤنا طرد أميركا من المنطقة

ترمب: إيران لن تمتلك أبداً سلاحاً نووياً

ترمب يتعهد برد «ربما غير متناسب» على أي هجوم إيراني

ترمب يجدد تهديداته بضرب مواقع ثقافية في إيران ومجلس النواب سيطرح للتصويت قراراً للحد من التحركات العسكرية للرئيس الأميركي

صواريخ على المنطقة الخضراء ... وبومبيو يهدد «صناع القرار» في طهران

إيران تتحلل من التزاماتها النووية... والبرلمان العراقي يطلب إنهاء «الوجود الأجنبي» ... ونصر الله يتوعد القوات الأميركية

«الصندوق الأسود» لـ«فيلق القدس» أكبر خسائر إيران بعد سليماني من قُتِل معه في هجوم بغداد؟

الناتو والاتحاد الأوروبي يدعوان إلى التهدئة في الشرق الأوسط

«أسف» أوروبي و«قلق» بريطاني بعد تخلي إيران عن التزاماتها النووية وألمانيا تجري محادثات لـ«إنقاذ الاتفاق»

فرنسا تدعو إيران إلى الالتزام بالاتفاق النووي

بن لادن، البغدادي وسليماني... 3 تصفيات قام بها الأميركيون، فبماذا تختلف؟

الاتحاد الأوروبي يحذّر من «تصعيد وشيك للعنف» في ليبيا

اتفاق سعودي - مصري على رفض «التصعيد التركي» في ليبيا

النفط يتجاوز 70 دولاراً مع تراشق إيران وترمب بالتهديدات

إردوغان يعلن بدء إرسال القوات إلى ليبيا... ومقتل «سوري مرتزق» في المعارك و«حكومة الوفاق» تستهدف قاعدة للجيش بعد قصف الكلية العسكرية في طرابلس

قوات حفتر تعلن السيطرة الكاملة على سرت الليبية

ميليشيات إيران تخلي مقارها في البوكمال تحسباً لقصف أميركي و20 قتيلاً من النظام في هجوم لـ"داعش"

ميليشيات إيران بسورية تقتل 19 راعياً انتقاماً لسليماني

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

محاذير شيطنة السياسة ودروس «انتفاضة 14 آذار»/سام منسى/الشرق الأوسط

حزب الله والجنود الأميركيون في لبنان.. "التجاور" المخيف/منير الربيع/المدن

خطاب نصرالله والرسالة الأميركية: سنة دموية قبل الصفقة/منير الربيع/المدن

عودوا إلى الغضب والشتيمة.. ثورة على التهذيب/هاني حسن/المدن

خطة باسيل لإنقاذ البلد: قاطعوا مترو المدينة/نادر فوز/المدن

وداعاً أيها الحياد/مهند الحاج علي/المدن

ماذا سيحدث إن طرد العراق الأميركيين؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

سليماني ومقتل الخطوط الحمر/غسان شربل/الشرق الأوسط

انتبهوا: عُطارد زاحل نحو زُحل/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

احذروا "التخويف الإيراني"/بيير غانم/العربية

إيران ستدفن غرورها في قبر سليماني/فاروق يوسف/العرب

مقتل سليماني... قراءة من زوايا متعددة/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

تبعات التحرش الأميركي الإيراني/مأمون فندي/الشرق الأوسط

من يبكي على سليماني والمهندس؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

قاسم سليماني القنبلة العنقودية/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

الدراما التركية... «السم في العسل»/طارق الشناوي/الشرق الأوسط

قاسم سليماني.. لو كنت أعلم!/محمد قواص/ميدل إيست أونلاين

قواعد الاشتباك الجديدة والسيناريوهات بعد مقتل قاسم سليماني/د. خطار أبودياب/العرب

في ظل الخيارات المفروضة.. ماذا عن لبنان؟/د.مصطفى علوش/الجمهورية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري استقبل عباس ابراهيم وعرض الأوضاع مع كوبيتش

قيادة الجيش: نأسف لانحدار المستوى لدى البعض ليصل إلى درجة الإسفاف

وفد من التيار الوطني زار السفارة الايرانية معزيا

المكتب الاعلامي لدريان نفى دعمه او اختياره اسماء للتوزير

الراعي في عيد الغطاس: لتشكيل حكومة متحررة من نفوذ السياسيين والحزبيين المأسورين في مصالحهم وحساباتهم الرخيصة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

عيد الدنح المجيد/يوحنا المعمدان يعمد السيد المسيح في نهر الأردن

إنجيل القدّيس لوقا03/من15حتى22/فيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ المَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: «أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. في يَدِهِ المِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ». وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم. لكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا ٱمْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها، زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن. ولمَّا ٱعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، وٱعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا، وكانَ يُصَلِّي، ٱنفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، بِكَ رَضِيت»

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

اعلاميون أبواق وصنوج رخيصة واعلام عكاظي قداح ومداح بالأجرة

الياس بجاني/06 كانون الثاني/2020

من يحترم عقله وعقول الآخرين لا بد وأنه يتقيأ قرفاً ويلعن زمن وبؤس إحتلال حزب الله وهو يسمع تفاهات كل مقدمات نشرات تلفزيونات لبنان

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: (من الأرشيف) تأملات إيمانية وتاريخية في ذكرى عيد “الغطاس”.. دايم دايم وليكن سرورُكم واغتباطاً دائماً

http://eliasbejjaninews.com/archives/70751/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae%d9%8a%d8%a9/

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية وتاريخية في عيد الغطاس/06 كانون الثاني/20/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio wma15/elias bapitism06.01.15.wma

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية وتاريخية في عيد الغطاس/06 كانون الثاني/20/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias bapitism06.01.15.mp3

 

نصرالله وحزبه اللاهي هما سرطان ينهش في جسم وسلام وكيان لبنان

الياس بجاني/05 كانون الثاني/2020

خطاب نصرالله هو زعيق ورزم من الهلوسات والأوهام والخزعبلات كما أنه ارهابي واعتداء على كل ما هو لبناني وعربي وسلام في الشرق الأوسط

 

الرد الملالوي على اغتيال سليماني سيكون مسرحياً ولرفع العتب

الياس بجاني/04 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82027/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%b3/

رغم كل النفخ الإعلامي الفارسي الوهم لقوة نظام الملالي في إيران، فإن الحقائق العسكرية هي في غير قاطع 100% نقضاً لكل هذه الخزعبلات والأكاذيب والمسرحيات العنترية.

عملياً وفي مقارنة مع عظمة وتفوق القوة الأميركية على كافة الصعد وفي كل المجالات، فإن إيران هي دولة ممزقة وضعيفة للغاية ومعدمة عسكرياً واقتصادياً ونظاماً.

الشعب الإيراني يكره نظامه الملالوي ويريد التخلص منه وهو يثور عليه كلما سنحت الفرص له.

الشعب الإيراني يعاني من الجوع  والفقر وثلثه عاطل عن العمل وكل الأفاق مسدودة في وجهه.

نظام الملالي يكره شعبه ويحكمه من خلال كل وسائل الإجرام والقهر والظلم والإرهاب والسجن والقتل.

واقعياً، ليس لدى نظام الملالي المذهبي والدكتاتوري والمنتمي بثقافته وممارساته لما هو ما قبل عصور القرون الحجرية، ليس لديه ما يقدمه لشعبه وللشعوب التي يتدخل في شؤونها من خلال أذرعته العسكرية والميليشياوية غير الفقر والعزلة وثقافات الكراهية والحقد والموت والحروب العبثية

من فإن الرد الملالوي على عملية اغتيال المجرم والقاتل والإرهابي قاسم سليماني سيكون بالتأكيد رداً مسرحياً ولرفع العتب ليس إلا.

سيكون الرد مسرحي وغير فاعل أو مؤثر وذلك خوفاً على مصير نظام الملالي نفسه لأن أي تهور غبي وغير مدروسة عواقبه سيجبر أميركا على مهاجمة إيران وإسقاط نظامها بعد تدمير كل معسكرات جيشها وتحويل بناها التحتية إلى رماد.

في الخلاصة فإيران دولة ورقية وهزيلة وضعيفة ونمر من كرتون..

الغرب عموماً، وتحديداً أميركا هم من اسقط نظام الشاه وجاء بنظام الملالي خدمة لمصالحه.

من هنا فإن نظام الملالي الإيراني ورغم كل مسرحيات العداء الغربية والإسرائيلية معه لا يزال حتى اليوم يخدم مصالح إسرائيل ودول الغرب، ويوم يقرر هذا الغرب سيسقطه وبسهولة.

يبقى أن نظام الملالوي الإيراني، ومعه كل أذرعته الميليشياوية والإرهابية المذهبية في لبنان والعراق واليمن وسوريا وغزة ودول الخليج العربي وفي غيرها من الدول.. هو نظام "أداة" لا يريد وليس بمقدوره لا تحرير فلسطين ولا محاربة أميركا، وإنما هو كان ولا يزال نظام "أداة" بيد إسرائيل والقوى الدولية والغربية تحديداً مسخر بالكامل خدمة لمصالح هذه الدول وهي يوم تقرر ستسقطه خلال 24 ساعة.. ونقطة ع السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

قاسم سليماني واجه العدالة التي يستحقها

الياس بجاني/03 كانون الثاني/2020

قتل سليماني هو عملياً وواقعاً قتل للهيبة الملالوية العسكرية الكاذبة والورقية وفرح الشعوب العربية بمقتله يبين كرهها واحتقارها لهذا النظام المذهبي والتوسعي والعدائي الحامل ثقافة وفكر ومنطق القرون الحجرية

 

لا للتطاول والتعدي الظالم على د. عصام خليفة

الياس بجاني/02 كانون الثاني/2020

التطاول على د.عصام خليفة اهانة واحتقار لكل لبناني سيادي واستقلالي وشريف وحر. عهد فاسد وبلد محتل وقضاء مسيس وطاقم سياسي ورسمي عفن

 

لا حلول قبل تحرير لبنان من احتلال حزب الله

الياس بجاني/02 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/81954/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%ad%d9%84%d9%88%d9%84-%d9%82%d8%a8%d9%84-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a7/

المرّض لا يعالج إن لم يتم تشخيصه والتعاطي معه بجدية وبشكل مباشر، وليس فقط التلهي بأعراضه.

في وطن الأرز، المرض السرطاني ومنذ العام 2005 هو احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي، ومن هنا فإن كل ما يعاني منه الوطن وأهله على كافة الصعد، وفي المجالات كافة هي كلها مجرد أعراض لمرض الاحتلال، وبالتالي لا خلاص ولا شفاء من خلال علاجات ترقيعية وآنية.

وفي هذا الإطار فإن فلا تغيير الحكومة واستبدال الوزراء بغيرهم ينهي الاحتلال ويعيد للبلد سيادته المصادرة، واستقلاله المسروق وقراره المهيمن عليه بالقوة.

ولا إقرار الموازنة مهما زينت وجملت نظرياً وفخخت عملياً وواقعاً لإفقار الناس أكثر وإسقاط الدولة سيكون لها أي تأثير على واقع الاحتلال.

وكذلك لن يفيد تعاظم الوعود والعهود ومعها زجليات وعنتريات العهد القوي وكل ما يقال ويشاع باطلاً عن نواياه الطيبة.

وفي نفس السياق عبثية وملهاة هي كل مسرحيات تبادل الاتهامات “من فج وغميق” بين أصحاب شركات الأحزاب التعتير التي اقترفت خطيئة الصفقة وداكشت الكراسي بالسيادة، ولا بينهم وبين غيرهم من السياسيين والإعلاميين أكانوا طرواديين أو ملجميين أو وطنيين.

كما أن لا جدوى من تهديدات عصابات ومافيات نفاق التحرير والممانعة والمقاومة والهروب إلى الأمام وإلهاء الناس بملفات يقولون أنها لعملاء لإسرائيل، في حين أن العمالة والعملاء هم في مكان آخر ومتفلتين من كل حساب ومحاسبة وفي مقدمهم جماعات نفاق المقاومة هؤلاء أنفسهم.

ولا خلاص بأي شكل من الأشكال ما دام حزب الله وأسياده في إيران يصادرون ويتحكمون بسيادة واستقلال وقرار لبنان.

وعلى الأكيد لا أحد من الخارج، لا أميركا ولا الدول الغربية ولا السعودية ولا غيرهم سيأتون لتحريرنا وتخليصنا مما نحن غارقين فيه.

الحل الوحيد فقط، والذي من بعده يبدأ العمل الصعب والمضني على حل كل مشاكل لبنان واللبنانيين هو تحرير البلد من احتلال حزب الله.

ولإنجاز التحرير هذا علينا أولاً أن نحرر أنفسنا من الخوف واليأس والاستسلام، ومن كل أوبئة السياسيين، ومن نفاق واسخريوتية أصحاب شركات الأحزاب، ومن الغرائزية والأطماع، ونجاهر بالحق والحقيقة ونقول لا لحزب الله، ولكل من هو في خدمة مشروعه في أي موقع كان.

وأول خطوة في سياق التحرير والتحرر هي كشف وتعرية كل أداوت الحزب المحتل من سياسيين وأصحاب شركات أحزاب ومسؤولين وإعلاميين وعزلهم والإتيان بطبقة سياسية شريفة ووطنية بديلة تخاف الله ويوم حسابه الأخير.

هذا عمل بإمكان كل مواطن أن يلتزم به وينفذه دون صعوبة وذلك برذل كل هؤلاء السماسرة ومحترفي الصفقات وفي مقدمهم أصحاب شركات الأحزاب والابتعاد عنهم وعدم السير ورائهم وتركهم كلياً.

يبقى أن الثورة الشعبية المستمرة بقوة منذ ما يزيد عن الشهرين أمر جيد وصحي ولكنها لن تحقق أية نتائج أساسية وسيادية ما لم تسمي مرض الاحتلال بإسمه وتتوقف عن التزلف والتملق له وتتركه بذمية وباطنية وخوف يتاجر بكذبتي المقاومة والتحرير.

وفي الخلاصة لا قيام للدولة في ظل الدويلة، وما لم تقوم الدولة المستقلة والسيادية والممسكة بقرار الحكم فلا حلول لا صغيرة ولا كبيرة وفالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 6/1/2020

وطنية/الإثنين 06 كانون الثاني 2020

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حتى الساعة عملية التشكيل الحكومي "راوح مكانك"، ولا مؤشرات إلى أن الولادة باتت قريبة، وكل الأجواء الايجابية التي أشيعت في اليومين الماضيين كان مبالغ بها، وفق المصادر.

وقد تقاطعت المعلومات على أن الخلاف لا يزال كبيرا حول حقيبة الخارجية، إذ يصر الرئيس المكلف حسان دياب على الوزير السابق دميانوس قطار لتولي هذه الحقيبة، الأمر الذي يرفضه الوزير باسيل. فيما دخلت أسماء جديدة بورصة المرشحين لوزارة الطاقة، بعدما أعلن فيليب زيادة انسحابه من التشكيل الحكومي.

ومع المتغيرات الكبرى التي دخلتها المنطقة، والتي باتت على صفيح ساخن، يبدو أن صيغة حكومة التكنوقراط قد تراجعت، وبرز الاتجاه إلى حكومة تكنو- سياسية لتوزير شخصيات سياسية في الحقائب السيادية.

وفي المنطقة، غليان وقرع طبول الحرب. فإيران توعدت أميركا بانتقام ساحق وبفيتنام جديدة. أما الرد الأميركي على مطالبة البرلمان العراقي برحيل القوات الأميركية عن أراضيه، فجاء بالتهديد بفرض عقوبات على بغداد ستكون أشد من العقوبات على إيران. وتعليقا على إعلان طهران مواصلة برنامجها النووي، أكد ترامب أن إيران لن تمتلك أبدا سلاحا نوويا.

في المقابل، توالت الدعوات الدولية للتهدئة، تجنبا للمواجهة الإيرانية- الأميركية. فحثت فرنسا، بريطانيا وألمانيا، إيران على عدم الرد. فيما دعا مجلس التعاون الخليجي إلى التهدئة. وأكدت السعودية حرصها على عدم التصعيد ووعي المخاطر في المنطقة.

ويوم الجمعة، إجتماع لوزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي، لمحادثات طارئة حول إيران.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

على وقع التهديدات المتبادلة بين طهران وواشنطن، يعيش العالم في حالة ترقب لما ستؤول إليه المسارات، بعد ما بات واضحا أن وقت الديبلوماسية قد مضى، وأن الثاني من كانون الثاني الجاري كان التاريخ الفصل بين مرحلتين، إثر العدوان الأميركي الذي أدخل كل المنطقة في مدار فصل مختلف من الحسابات والوقائع.

العنوان العريض للمرحلة، هو خروج القوات الأميركية، وما يمكن أن يندرج تحته من بنود تتصل بآلية تطبيق وتنفيذ هذا العنوان، الذي جددت التأكيد عليه إيران اليوم، عبر قائد "فيلق القدس" الجديد الجنرال إسماعيل قاآني، مدعوما بقرار التصويت عليه من قبل البرلمان العراقي، حيث بدأت بغداد فعلا بإعداد آلية لسحب القوات الأجنبية من أراضيها.

في واشنطن، يستعد مجلس النواب الأميركي للتصويت على قانون يحد من تحركات ترامب العسكرية تجاه إيران.

أما في طهران، فحشود مليونية شيعت الشهيدين سليماني والمهندس ورفاقهما، في مشهد لم يتابعه العالم منذ تشييع الإمام الخميني قبل خمسة وعشرين عاما.

وبالتزامن، أقيم في رئاسة الوزراء العراقية، مجلس عزاء على أرواح المهندس ورفاقه. ومن بين المعزين السفير الصيني، الذي سمع من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، أن الإتفاق مع الصين أصبح قضية رأي عام، وسيعمل العراق على إنجازه من دون تردد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إنها الثورة الاسلامية في ايران التي حملها بين جنبيه، بل الثورة الأممية على الظلم والاستكبار التي قادها بساعديه، حملاه اليوم أيقونة للثوار والمستضعفين، ومجددا للعهد الخميني باذلال المستكبرين.

إنه لواء الاسلام الأعظم، ومعه مهندس نصر العراق الأكبر، وبرفقتهما ثلة من المجاهدين على طريق النصر الأكيد.

لم يسبق أن رأى العالم تشييعا على مدى أيام بزخم مليوني، من مدن العراق ومقاماته المقدسة، إلى كل أرجاء إيران وعتباتها المشرفة، ومعهم كل قفار الأرض التي شيد فيها الفريق قاسم سليماني بنيان نصر، أو جال فيها الحاج أبو مهدي المهندس رفيق جهاد.

من فلسطين الحبيبة إلى لبنان، ومن سوريا والعراق إلى يمن الأحرار، بل إلى كل حر في العالم رفض ظلما، وآمن بفكرة أن الأميركي ليس قدرا.

وأمام القدر الذي سيكتب للأمة نصرا بحجم الدم المسال، كان دمع القائد على خير ساعد جهادي، أرفع وسام. بكى الامام الخامنائي وجموع المحبين خشوعا في لحظة وداع، لينتهي الحزن الذي برأته كريمة اللواء سليماني بكلمتها، وأعانها صوت فلسطين، التي حضرت إلى طهران بمقاومتها، مؤكدة المضي على طريق شهيد القدس وناصرها، ومعهم كان محور المقاومة ممثلا في أرفع تأبين في العصر الحديث.

أما الحديث عن أول رد على الجريمة، كانت الجموع المليونية التي رسمت صورة المحور، وبعدها الرد الحتمي الذي يليق بدماء الشهداء، والذي سيكون اخراج القوات الأميركية من المنطقة، كما أكد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله. تأكيد صدقه الصهاينة المرعوبون، ومعهم الأميركيون المربكون، الذين يضربون أخماس السياسة بأسداسها بحثا عن مخرج للورطة التي وضعهم فيها دونالد ترامب.

وقبل الرد الميداني من ولاة الدم، كان الرد من غلاة التطرف الأميركي والغربي على حماقة دونالد ترامب، من سياسيين واعلاميين وأصحاب رأي أميركيين، بدأوا بتقدير خسائر بلادهم المفتوحة على كل احتمال.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إقليميا ودوليا، حبس الأنفاس مستمر بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني، والقراءات السياسية تتضارب بين من يحسم الاتجاه نحو الحرب، ومن يبشر بأن ما جرى سيفتح عاجلا أم آجلا الباب أمام مفاوضات تفضي إلى حل، على قاعدة "إذا ما كبرت ما بتزغر".

أما محليا، فاللبنانيون في انتظار حكومة مواجهة للأوضاع الاقتصادية والمالية والإقليمية الضاغطة، انطلاقا من العناوين الآتية:

أولا: ضرورة حماية لبنان، وتأمين الأمان والاستقرار، في ظل الوضع الخارجي الملتهب.

ثانيا: البدء بسياسات الاصلاح الاقتصادية والمالية.

ثالثا: تنفيذ السياسات الكفيلة بإعادة اطلاق الدورة الاقتصادية في البلاد.

وفي هذا السياق، تشدد أوساط متابعة على أهمية أن يعتمد الجميع سياسة التسهيل، انطلاقا من القواعد التي توفر شروط نجاح الحكومة وفاعليتها، وذلك باختيار أشخاص جديرين لتولي الحقائب الوزارية، بما يؤشر بوضوح إلى إرادة تغيير السياسات الخاطئة، ويكرس نهج محاربة الفساد تحقيقا لمطالب الناس وتأمينا لثقتهم.

وتشدد الأوساط عينها على ضرورة اعتماد معايير واحدة لاختيار الوزراء، بالتشاور بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، وبالتنسيق مع الكتل البرلمانية الراغبة، تكريسا للتوازنات الميثاقية، وتأمينا لثقة البرلمان.

لكن، قبل الغوص في التفاصيل الحكومية، نغوص بالصورة في المياه التي ملأت سد المسيلحة أو تكاد، بما يدحض كل تشكيك بجدوى السدود، عبر عنه أكثر من طرف في أكثر من زمان ومكان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

طهران ودعت قاسم سليماني بحشد غير مسبوق وبأجواء مشحونة. الحشود تخطت المتوقع بكثير، بحيث لم يتمكن ايرانيون كثر من الخروج من محطات المترو. الهتافات التي تصاعدت في شوارع العاصمة الايرانية دعت إلى الانتقام والرد المدمر، مؤكدة أن الجمهورية الاسلامية لن تسكت على الضربة الأميركية.

والواضح من خلال تتبع الأنباء الواردة من طهران، ومواقف كبار المسؤولين الإيرانيين فيها، أن قرار القيادة الإيرانية لا يمكن إلا أن يأتي متجانسا مع مزاج الشارع. فالرد الساحق، كما وصفه مرشد الثورة الايرانية آت، على ما يبدو، من دون أن يعرف أحد متى وكيف وأين، والأهم من كل ذلك من دون أن يعرف أحد مقدار قوته، أي ما إذا كان ساحقا فعلا أم لا. علما أن حجم الرد هو الذي سيحدد مسار الأمور والتطورات. فإذا جاء الرد الإيراني مضبوطا، فإن أميركا تستطيع استيعابه، أما إذا جاء قويا فإن كل الاحتمالات تصبح مفتوحة، بما فيها امكان اندلاع حرب اقليمية تخربط التوازنات القائمة، وتخلق واقعا استراتيجيا جديدا في المنطقة. فهل نحن على أبواب مثل هذا التحول المفصلي الاستراتيجي؟.

حكوميا، شيطان التفاصيل برز، في اللحظة الأخيرة، ليعرقل عملية التشكيل. فهل العرقلة موقتة وليحاول كل طرف تحسين شروطه في نهاية السباق، أم أنها عرقلة طويلة الأمد؟. حتى الآن لا جواب حاسما عن هذا السؤال. لكن الأكيد أن أطراف السلطة يعانون مشكلة كبيرة في ما بينهم، عنوانها: انعدام الثقة. فالرئيس نبيه بري لا يريد اعطاء الثلث المعطل ل"التيار الوطني الحر" وللوزير جبران باسيل. في المقابل، فإن "حزب الله" لا يريد أن يقدم وزارة الخارجية على طبق من ذهب إلى رئيس الحكومة المكلف. كما أن دياب لا يريد أن يستأثر باسيل بتسمية جميع الوزراء المسيحيين.

وكل هذه اللاءات تعني أمرا واحدا، هو أن الأطراف التي تشكل الحكومة لا تملك أدنى درجات الثقة ببعضها بعضا. فكيف يمكن حل هذه المعضلة؟. حتى الآن الحل مفقود، علما أن مصادر "التيار الوطني الحر" أكدت لل "ام تي في"، أن "التيار" هو من أكثر المتساهلين والمسهلين، كما أنه ليس متمسكا لا بحقيبة ولا باسم ولا حتى بالمشاركة في الحكومة.

فسواء كان الموقف المذكور حقيقيا أم للمناورة فقط، فهو يعني أن التشكيلة الحكومية يمكن أن توضع على طاولة البحث من جديد. فهل الحل بالعودة إلى حكومة تكنو- سياسية أو حتى سياسية؟، وهل يقبل حسان دياب بذلك أم أنه سيفضل الاعتذار؟، وفي حال الاعتذار هل ترمى الكرة من جديد بين يدي الرئيس الحريري؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

منذ الإعلان عن اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق، عائدا من سوريا ولبنان، والعالم يحبس أنفاسه: متى سيتم الإنتقام؟، اين سيكون؟. التهديد بالإنتقام صدر من طهران مرورا ببغداد، وصولا إلى الضاحية الجنوبية بلسان الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله. عنوان التهديد بالرد: لن يبقى وجود عسكري أميركي على أرض المنطقة. لكن يبقى السؤال: متى سيكون الرد؟، وأين؟.

في المقابل، واشنطن تواصل التصعيد، الرئيس ترامب اكتفى بتغريدة ليقول: "إيران لن تمتلك أبدا سلاحا نوويا". وما لم يقله الرئيس الأميركي، قالته مستشارة في البيت الأبيض، وفيه: "لا يزال من الممكن أن يتفاوض ترامب على اتفاق نووي جديد مع إيران". هكذا، بدأت مرحلة جديدة في المنطقة عنوانها: واشنطن وطهران في مواجهة مباشرة من دون وكلاء ومن دون ضوابط.

أما دول المنطقة ففي ضياع، يأتي في مقدمة الضائعين لبنان: الحكومة مستقيلة ولا تصريف أعمال. الرئيس المكلف مازال يفاوض ويفاوض ويفاوض، العقد كانت موجودة قبل اغتيال سليماني، جاء الإغتيال ليفرض نفسه عاملا أساسيا وربما عاملا وحيدا، فمنذ لحظة إعلان اغتيال سليماني ولائحة التشكيلة، أو ما بات نهائيا منها، موجودة في جيوب المعنيين ولا يعرفون ماذا يفعلون بها.

إنه وضع غير مسبوق: المستقيلة لا تصرف، الجديدة المفترضة لا تصرف. والمواطن عالق في ظل لا دولة: تنهشه الأسعار، ولا يملك خارطة طريق، والسلطة ضائعة لا تملك بدورها خارطة طريق. في اختصار: المواطن متروك لقدره.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قم.. لمشهد امتد من طهران إلى كرمان، في مد بشري جمع الملايين على امتداد رحلة العودة إلى المثوى الأخير. بالحشد الشعبي الإيراني، كان الرد الرمزي على اغتيال قاسم سليماني، قبل أن ينتقل المشهد إلى مستوى: إشتدي أزمة من دون باب فرج.

ففي اليوم الرابع على الاغتيال، بلغت لعبة عض الأصابع ذروتها بين واشنطن وطهران. المرشد تقدم الجموع وذرف الدموع، وقائد الفيلق إسماعيل قاآني توعد بطرد الولايات المتحدة من المنطقة. ومجلس خبراء القيادة رسم خريطة طريق واشنطن إلى مستنقع قاس عنوانه الانتقام، وأطلق النفير للقوى الثورية في العالم الإسلامي للاستعداد لإخراج القوات الأميركية. لتتوج الدعوات بقرار العراق: حان وقت خروج الأميركيين.

هذه المواقف استبقت بتهديد ترامب بقصف اثنين وخمسين موقعا ثقافيا إيرانيا، بمفعول رجعي يعود إلى أربعين عاما، حين حوصر اثنان وخمسون جنديا أميركيا في مبنى السفارة غداة الثورة. تلتها مطالبته العراق بدفع فاتورة بدل إقامة قاعدة جوية أميركية على أرض عراقية. لتقفل بورصة مواقفه على توعد إيران بأنها لن تمتلك سلاحا نوويا أبدا.

بين التهديد والتهديد المضاد، انتقلت الأزمة بين الطرفين إلى مستوى الإنذار الأحمر، وإلى مواجهة حقيقية قد تنتهي إلى ما لا تحمد عقباه، إذا لم يفلح الوسطاء في نزع فتيل التوتر، وإنهاء لعبة لا تسمح هيبة أي من الطرفين بالمبادرة إلى إنهائها. فإيران تريد الانتقام لأبرز قادتها، حفاظا على ماء وجهها، وتسعى لامتصاص الضربة وتحقيق المكاسب من دون الانجرار إلى حرب مفتوحة. وواشنطن تلعب على أرض غيرها في محيط جغرافي يغلي تحتها، وإذا ما واصل رئيسها ديبلوماسية الجنائز فسينتهي مصيره في صندوقة الانتخابات، عندما يعود الجنود الأميركيون أفقيا وفي الصناديق.

وعموديا نحو أفق الحكومة، فإن تشكيلتها مرجحة للسير في ركب الجنائز، إذا ما استمرت معلقة على أعمدة إقليمية. فمرحلة ما بعد سليماني فرضت مستجدات قد تدفع إلى إعادة البحث في حكومة تكنو- سياسية، وهذا ما سيرفضه الشارع، وستندلع الشرارة الثانية للنزول إلى الأرض. ومعالم هذا التوجه، والتحكم المروري السياسي للحكومة، قد تتضح في كلام رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في حلقة "#كشف_الحساب" مساء غد على "الجديد".

والجديد في اتهام الجديد يذكر، ولنا بدورنا كشف حساب بمفعول رجعي عن اثنين وثمانين يوما بعدد يوميات الثورة. فعن سابق احتقان وتصميم عن سنين أهدرناها على ملاحقة الفساد من دون توقيف الفاسدين، عن دولة نهبت عن بكرة مسؤوليها، وعن شعور بآلام الناس، وجدت "الجديد" نفسها في الشارع وفي مكانها الطبيعي دعما لثورة حق، صافية المطالب ومجروحة الصرخات. وخلال المسير، تلقت "الجديد" سيلا من الكدمات السياسية والحزبية، ووجدت أن مراسيلها قد أصبحوا "مشاعا" مستباحا لخارقي الخصوصيات.

فكانت الغزوة الأولى عبر هتك الحرمات الخاصة، وتوزيع الأرقام الهاتفية، والرمي باتهامات التخوين. إلى أن جاءت الغزوة الثانية، بقرار قطع البث الذي اتخذه ثنائي "أمل"- "حزب الله" بالتكافل والتضامن، وتطبيق العقوبات، فرض عين على مشاهدي "الجديد" وحرمانهم محطة يطالبون بها اليوم.

قرر الثنائي الشيعي في حينه، ولا يزال يقرر عن مواطنيه، أن يصادر رأيهم في التفكير، وتحديد ما يريدون من قنوات، وأن يحجب بنفسه ما يشاء، لكن "حزب الله" شاء، ولا تفكروا فنحن نأخذ هذه المهمة عنكم بالتعاون مع "أمل".

عارضنا القرار، فخونا وأصبحنا عملاء. إلى أن قرر الرئيس سعد الحريري أن ينزل بمناصريه إلى ساحات التدافع في الشوارع، يقطع طرقا وينفي، ويستخدم الطائفة الكريمة في حروب مكروهة، يصعد الى الباصات ويلامس الساحات. وصفنا الحدث. فأصيبت "الجديد" برشقات من الاتهامات أقلها أنها "محطة لحزب الله" الذي سبق أن عاقبها بقطع البث.

وعلى مدى ثمانين يوما قبضنا من قطر مبلغا وقدره، تسلمنا من الامارات عشرين مليون دولار، من السفارات والجمعيات مبالغ نقدية وعينية لم نستطع أن نقدرها بثمن. اتهامات بالعملة المفقودة تعد لا بل تحصى. وهي عبارة عن كذبة على أوراق إلكترونية تتكرر ويعاد فرزها مع كل طلعة صباح. وآخر الممولين جبران جرجي باسيل، الرجل الذي عرف عنه انه يوزع لقاء كل لقاء تلفزيوني، ثلاثة ملايين دولار، كأذوبة القرن العشرين.

نقبل النقد غدا على حلقة فاشلة، ونتحمل الغضب من كل حدب وصوب إذا مارسنا الرياء السياسي أو حابينا رئيس "التيار"، أو إذا انجرفنا إلى تيار سياسي دون آخر، واصطفينا وهادنا. لكن "الجديد" التي كانت وسوف تبقى لكل الناس، هي محطة ترفض الشروط، وتحاور الجميع تحت سقف المساءلة. سماؤها مفتوحة للجميع. فضاؤها يتنفس من الثورة وللثوار. لكن الأحرار هم من لا يضعون حواجز ويرفعون شعار المقاطعة الاعلامية. ومن سار تحت معادلة "كلن يعني كلن" في الشارع، لا يستثني جزءا منهم على الشاشة. واتهامنا بالملايين الفارغة من مضمونها اليوم، هو شكل من أشكال التعدي على "الجديد". وبضربة بحث بسيطة اكتشفنا الهويات السياسية لمن يطلق هذا الاتهام، وهم من بيوت "المستقبل" وآخرون.

توقفوا هنا، وكفاكم هدر أكاذيب تضر بالثوار قبل أن تطال سمعة "الجديد".

 

أسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاثنين 6 كانون الثاني 2020

وطنية/الإثنين 06 كانون الثاني 2020

أسرار النهار:

قال موفد غربي زار لبنان أخيراً لصديق لبناني، إنّه في لقاءاته عدداً من المسؤولين الكبار تمنّى عليهم عدم الذهاب كثيراً في علاقاتهم وسياساتهم مع بعض الدول الإقليمية لأنّ لذلك ضرراً على لبنان في كل المجالات.

تردد ان كارلوس غصن قد يرجئ مؤتمره الصحافي المقرر بعد غد الأربعاء حرصا على عدم تعقيد الوضع بين لبنان واليابان وافساحا في المجال امام الاتصالات الجارية على اكثر من صعيد لمعالجة القضية بأقل خسائر ممكنة للبنان.

عُلم أنّ الإجراءات الأمنية في سفارات غربية وعربية مُتَّخذة منذ أسابيع وهي تقدم عليها عادة في الحروب، ومرد ذلك الى مخاوفها من تدهور الوضع في لبنان ربطاً بوضع المنطقة وحراك الشارع والإشكالات المتنقلة.

أسرار الجمهورية:

تخوفت أوساط أمنية من إزدياد الفوضى والتوتر جراء نيّة عدد من المؤسسات التجارية إغلاق أبوابها مطلع العام.

نجا عدد من مساعدي مسؤول غير لبناني بحياتهم لمجرد بقائهم في بيروت قبل أن يغادروا الى بلد عربي.

نُقل عن مرجع غير مدني إستغرابه لمسلسل التفسيرات التي أعطيت لموقفه من موضوع حسّاس معتبراً أنه يُترجم موقف الأكثرية.

أسرار اللواء:

عُقدت عدة اجتماعات بعيدة عن الإعلام بين حزب ناشط على الساحة الرسمية وشخصيات بارزة في الحراك لمناقشة بنود وأفكار تم تداولها في خيم الحراك وإمكانية تنفيذها بعد تأليف الحكومة!

مع انتهاء فترة المرحلة الأولى لزيادة رؤوس أموال المصارف بنسبة عشرة بالمئة في نهاية السنة المنصرمة، لم يتم بعد أي إجراء عقابي بحق البنوك المتخلفة عن تنفيذ قرار البنك المركزي!

لاحظ رئيس هيئة اغترابية حصول تغيّر واضح في مواقف مرجعية روحية حاولت قبل فترة تحميل الحراك مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد، ثم استدركت في لقاء آخر ووضعت الأمور في نصابها بالإشارة إلى عجز السلطة عن مواجهة تداعيات الفساد والعجز المالي!

خفايا نداء الوطن:

ترددت معلومات أن رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل اتصل بأكثر من شخصية مقرّبة من أصحاب الاختصاص لتولي حقيبة الطاقة، إلا أن بعضهم اعتذر بسبب اشتراطه إبقاء المستشارين أنفسهم في الوزارة.

لوحظ أن الرئيس المكلف حسان دياب لم يشكل بعد فريق عمل متخصصاً ولم يعيّن مستشارين له بينما هو نفسه لا يزال "مبتدئاً" في تعامله مع مواقع التواصل الاجتماعي.

تبيّن أنّ الاسم الثابت الوحيد لدى "الثنائي الشيعي" والذي سارع خلال مرحلة طرح الأسماء إلى تسليمه للرئيس المكلف هو اسم غازي وزني لوزارة المال.

أسرار البناء:

قالت مصادر متابعة للملف الحكومي إن اللحظة السياسية الراهنة ليست مؤاتية لولادة مستعجلة للحكومة الجديدة، خصوصاً أن بعض التحسينات اللازمة على تركيبتها ضرورية لضمان تفاعل داخلي وخارجي إيجابي مع إعلان ولادتها. وتوقعت المصادر مزيداً من الوقت قبل صدور التشكيلة الحكومية.

توقفت مصادر دبلوماسية أمام الإعلان السعودي عن عدم وجود أي تشاور اميركي سعودي حول عملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني وربطت بينه وبين ما أعلنه رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي حول وظيفة زيارة سليماني لبغداد لنقل جواب رسمي إيراني على رسالة سعودية والخشية من تفسير الرسالة السعودية كفخ مبرمج لعملية الاغتيال.

أسرار الأنباء:

الأسرار

-غياب مواقف مستفزة

توقف مراقبون باهتمام عند غياب أي مواقف سياسية لبنانية مستفزة بعد عملية اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني لا سيما من قوى سياسية على خصومة مع حزب الله، الأمر الذي انعكس ارتياحًا في الساحة المحلية.

- لماذا غاب لبنان؟

لوحظ غياب لبنان والملف الحكومي عن كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فهل قصد تحييد لبنان ومصير الحكومة عن تطورات المنطقة؟

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

خبير عسكري إسرائيلي: هذا ما يجب القيام به قبيل حرب لبنان الثالثة

عربي21/ الاثنين 06 كانون الثاني 2020

قال كاتب إسرائيلي، إن "التحضيرات الإسرائيلية لحرب لبنان الثالثة تتطلب تهيئة الأجواء والاستعدادات لحسم هذه المعركة، أو إرجائها، وصولا إلى منعها كليا، وذلك من خلال جملة من الخطوات السياسية والعسكرية، الداخلية اللبنانية والإقليمية، وهي خطوات كلها ينبغي أن تسير بالتوازن قبل الحرب وخلالها وبعدها".

وأضاف عوفر يسرائيلي الخبير العسكري الإسرائيلي في مقاله بصحيفة "مكور ريشون"، أنه "مع العلم أن حرب لبنان الثالثة ستكون أكثر جوهرية وخطورة من الأولى والثانية، 1982 و2006، لأن حزب الله سيستخدم كل ما لديه من الإمكانيات العسكرية والقوة النارية التي يحوزها، وقد بناها خلال السنوات الأخيرة من أجل إمطار الجبهة الداخلية الإسرائيلية بآلاف القذائف الصاروخية". وأشار إلى أن "المنظومة الصاروخية التي يمتلكها الحزب ستستهدف المدن الإسرائيلية والأهداف الحيوية ومواقع الجيش بتل أبيب، وصولا لمواقع البنى التحتية، كالأبراج الزجاجية في حيفا، ومحطة الطاقة في الخضيرة، ومن خلال قدراته البحرية، فإنه سيسعى لاستهداف منصات الغاز والموانئ البحرية الإسرائيلية، كما سيعمل على تنفيذ خطته للمس، لإدخال قوات برية من أجل السيطرة على واحدة أو أكثر من التجمعات الاستيطانية الحدودية". وأوضح يسرائيلي، المحاضر بالعلاقات الدولية والسياسة الخارجية بأكاديمية الجيش الإسرائيلي، أنه "من أجل إرجاء حصول هذه الحرب، وربما منعها، وفي الوقت ذاته العمل على حسمها في حال اندلعت، يتطلب من إسرائيل القيام بكل تلك الخطوات الإسرائيلية الواردة أعلاه بنظرة أوسع، من خلال خطوات دبلوماسية وعسكرية واقتصادية ونفسية، إلى حين اندلاع الحرب وما بعدها".

وشرح قائلا إنه "من الناحية السياسية على إسرائيل العمل على تحصيل مشروعية للمس المستقبلي بحزب الله، وصولا إلى تدميره بالكامل في لبنان، وتشمل هجوما إعلاميا دوليا يحمّل الحزب مسؤولية الوضع المتدهور في لبنان، وعدم الاستقرار الذي تعيشه الدولة".

كما يوصي الكاتب بضرورة "القيام بخطوات سياسية، سرية وعلنية، أمام جهات دولية أخرى لديها وجود في الساحة اللبنانية، وتوصيتهم بحشر الحزب في الزاوية، ومنها الولايات المتحدة التي تدفع عشرات ملايين الدولارات للجيش اللبناني، وفرنسا صاحبة التأثير الأكبر في بلاد الأرز، والأمم المتحدة، فضلا عن السعودية التي تعتبر وكيلة الجامعة العربية في لبنان". وأضاف أن "النظرة العسكرية تعتبر الأكثر خطورة، تتضمن الاستعداد الاستراتيجي لتوفير الحسم العسكري، مما يتطلب من الجيش العمل على منع اندلاع حرب في جبهتين أو أكثر، وإنما تقليص الاحتكاك والتوتر مع حماس في غزة، وأمام القوات الإيرانية في سوريا، بجانب تحديد أهداف واضحة للحرب، وعلى رأسها تدمير القدرات العسكرية للحزب، وتثبيت سياسة لبنانية جديدة في نهاية الحرب". وأوضح أنه "لا بد من إعداد الجيش الإسرائيلي لتدمير الترسانة الصاروخية التي يملكها الحزب، والتأثير على وضعية مقاتليه لعدم الاستمرار في القتال، بما قد يضع تحديات أمام الحزب لترميم قدراته، فضلا عن الحاجة لاستخدام عنصر المفاجأة، وهو عنصر أساسي وحجر الأساس في الاستراتيجية القتالية الناجحة". وختم بالقول: "بكلمات أخرى، فإن إسرائيل قبل مبادرتها إلى شن الحرب الثالثة على لبنان من خلال توجيه ضربة استباقية، عليها أن تختار اللحظة الأكثر ملاءمة من الناحية الاستراتيجية".

 

زيادة يعتذر عن تولي وزارة الطاقة ... ويشكر دياب

الاثنين 06 كانون الثاني 2020

أعلن رجل الاعمال اللبناني الاميركي فيليب زيادة في بيان، أنّه "ما إن سُرّبَ إسم فيليب زيادة في الإعلام كأحد الاسماء المحتملة من أجل تولي حقيبة الطاقة في الحكومة العتيدة، والتي لم يصل البحث حولها مع الرئيس المكلَّف إلى قرار نهائي من قبل زيادة، حتى فوجىء هو واللبنانيون يومي السبت والأحد بحملة منظمةٍ استهدفته عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وبدا واضحًا أن الجهات التي صوّبت عليه لم تستطع تلفيق ملفات سوى التعرض له بأمور شخصية وتسريب صور التقطت أيام الدراسة الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية، وتعود لأكثر من عشرين عامًا".

وأضاف البيان، "إنّ زيادة وإذ يربأ بنفسه عن الردّ على تفاهات، يعتبر أنّ النجاح الذي حققته اعماله في مجالات الابتكار والتكنولوجيا والريادة هي التي تتحدث عنه وهي بالتالي التي أدت الى طرحِ اسمه في التداول لتولي حقيبة الطاقة في الحكومة العتيدة قبل أن يعتذر عنها نظرًا لظروفٍ خاصّة، ولكن يبدو أنّ بعض المغرضين والمشوشين لم يعرفوا بقرار الاعتذار، فشنّوا حملةً اعتبروها استباقية عليه". وأسف زيادة "الذي يشاطر اللبنانيين قلقهم حول المستقبل"، لـ "تلهي البعض في أمور ليست على قدر ما يطمح إليه اللبنانيون بعد أشهرٍ في الثورة والتظاهرات وهو يضع نفسه دائمًا من خارج المسؤولية الرسمية في خدمة لبنان في الداخل والخارج".

 

الجيش: جورج القزي أوقف لاشتراكه في الاعتداء على مصرف

وطنية - الإثنين 06 كانون الثاني 2020

أصدرت قيادة الجيش- مديرية التوجيه، البيان الآتي: "أوقفت مديرية المخابرات المدعو جورج القزي للإشتراك مع آخرين في عملية الاعتداء على مصرف الإعتماد اللبناني في منطقة ذوق مصبح- كسروان، ليل 4- 5/1/2020، والذي تم خلع بابه واحراق صرافه الآلي وتكسير زجاج واجهته الأمامية، وتتم المتابعة لتوقيف بقية المتورطين. بوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص".

 

نقل زوج الفنانة عجرم الى المستشفى

وطنية - الإثنين 06 كانون الثاني 2020

افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" ان الدكتور فادي الهاشم زوج الفنانة نانسي عجرم نقل الى مستشفى الحياة، بعدما أوقف في مخفر قوى الأمن الداخلي في زوق مصبح، بعدما أطلق النار على سارق من التابعية السورية تسلل ليلا الى فيلته في محلة نيو سهيلة بهدف السرقة وأرداه، بناء على إشارة النائبة العامة الإستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون التي كانت طلبت توقيف الهاشم لاستكمال التحقيق معه في ملابسات الجريمة، وسمحت عون بنقله بعد تدهور حالته النفسية. وسيحال الملف الى قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور الذي سيبت في إمكان إصدار مذكرة توقيف في حق الهاشم أو تخليته، سندا للمعطيات الواردة في الملف.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تشيّع سليماني بأكبر جنازة منذ الخميني وتنفلت من “النووي”

خامنئي أمّ صلاة الجنازة باكياً... والحكومة أعلنت عطلة رسمية وأغلقت المدارس والجامعات

ابنة سليماني: قتل والدي سيجلب موتاً أسود لأميركا… و”الحرس”: مقتل ترامب “ليس كافياً”

طهران، واشنطن، عواصم – وكالات الإثنين 06 كانون الثاني 2020

 خرج ملايين الإيرانيين إلى شوارع طهران أمس، للمشاركة في مراسم تشييع قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري قاسم سليماني ورفاقه، حيث ردد المشيّعون الشعارات المنددة بالضربة الأميركية التي قتلت سليماني على طريق مطار بغداد يوم الجمعة الماضي. وغصت شوارع العاصمة الإيرانية بحشود غفيرة، أثناء تشييع سليماني في مأتم رسمي وشعبي لم تشهد البلاد مثيلا له منذ تشييع قائد الثورة الإيرانية المرشد الخميني. ووصف تشييع سليماني بأنه أحد أكبر الجنائز في التاريخ، حيث قدرت وكالات أنباء إيرانية أعداد المشاركين في طهران بنحو خمسة ملايين مشارك. واحتشدت جموع غفيرة من المشيعين صباحا في جنازة كبيرة قرب جامعة طهران، بحضور المرشد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني، وذلك بعد تشييع جثمان سليماني في كل من الأهواز ومشهد قبيل نقله إلى العاصمة. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري وصلا إلى طهران للمشاركة في التشييع. وأمّ خامنئي صلاة الجنازة باكيا على جثمان سليماني ومرافقيه، في حين لوحت الحشود المحيطة بالجامعة والممتدة على مسافة كيلومترات بأعلام حمراء، وهتفت “الموت لأميركا” و”الموت لإسرائيل”. وتمت إذاعة صلاة الجنازة مباشرة على معظم القنوات التليفزيونية الإيرانية. ووفقا لوكالة “تسنيم”، فإن الجثامين وصلت مساء أول من أمس إلى طهران على متن طائرة قادمة من مدينة مشهد.وأعلنت الحكومة أمس عطلة رسمية في طهران حتى يتمكن الجميع من المشاركة في المراسم. وتم إغلاق العديد من شوارع وسط العاصمة أمام حركة السيارات بسبب العدد الضخم للحشود. كما أغلقت المدارس والجامعات أبوابها. وكانت الجثامين وصلت صباح أول من أمس إلى مدينة الأهواز غرب إيران قادمة من العراق، بعد أن جرت مراسم تشييع كبيرة لهم في عدد من المدن العراقية. وقبيل التشييع، جدد قائد “فيلق القدس” الجديد إسماعيل قاني التعهد بالثأر، قائلا “نتعهد مواصلة طريق ونهج الشهيد سليماني بنفس الحزم… وسنتخذ العديد من الخطوات لطرد أميركا من المنطقة”. بدوره، اعتبر قائد القوات الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري، أن قتل الرئيس الأميركي دونالد ترامب “لن يكون كافيا للثأر” لسليماني.

ورأى أن “الثأر لدماء سليماني هو إزالة وجود أميركا في المنطقة بالكامل”، مشددا على “ضرورة كف شر أميركا عن الشعوب المظلومة في المنطقة”.

من جانبها، هددت ابنة سليماني، زينب سليماني، بضربة قاسية توجه للولايات المتحدة وإسرائيل ثأراً لمقتله، قائلة إن “مقتله سيجلب يوما أسود على أميركا وإسرائيل”. من جهته، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني، أن رد بلاده على اغتيال سليماني هو بالتأكيد عسكري، ولكنه لا يقتصر على العمل العسكري. وزعم “إن الاميركيين والاستكبار سيدركون قريبًا، أن شهادة قاسم سليماني ستكون أكثر خطورة عليهم من حياته”. في غضون ذلك، أعلنت إيران رفع جميع القيود المنصوص عليها في الاتفاق النووي، في الخطوة الخامسة والأخيرة في تقليص التزاماتها تجاه الاتفاق النووي، والتي بموجبها لن تواجه طهران أي قيود تشغيلية بما في ذلك قدرة ونسبة التخصيب وكمية المواد المخصبة والبحث والتطوير. وقالت الحكومة الايرانية في بيان انها “لن تلتزم بأية قيود في مجال درجة نقاء تخصيب اليورانيوم وحجم إنتاجه وانشطة الابحاث والتطوير وعدد اجهزة الطرد المركزي”. وزعمت استمرار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرة الى أن طهران “ستعود الى التزاماتها كما كانت عليه في السابق، في حال رفع العقوبات كافة عنها وانتفاعها من الاتفاق النووي”. في المقابل، دانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الدور السلبي الذي لعبته إيران في منطقة الشرق الأوسط. وأعربت الدول الثلاث في بيان مشترك عن “قلقها البالغ إزاء الدور السلبي الذي لعبته إيران في المنطقة”، بينما دعا الزعماء الأوروبيون إيران إلى التوقف عن القيام بالمزيد من أعمال العنف أو الانتشار النووي. وحضوا طهران على التراجع عن جميع التدابير التي لا تتفق مع الاتفاق المرتبط بالبرنامج النووي الإيراني، كما دعوا إلى ضبط النفس في الخليج، وتحدثوا عن “الحاجة الملحة إلى وقف التصعيد”. من جانبه، أكد مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، أن برنامج إيران النووي سيظل خاضعًا لرقابة دولية صارمة، قائلا “إن إيران أعلنت أن برنامجها النووي سيكون مبنيًا على احتياجاتها التقنية.. وهذا القرار لا يجيب عن كل الأسئلة حتى الآن، وسيستغرق الأمر وقتًا طويلًا لتوضيح الصورة العامة وفهم واقع جديد”.

 

العربي الجديد: طهران تشيّع سليماني..والقائد الجديد لـ فيلق القدس: عزاؤنا طرد أميركا من المنطقة

وطنية - الإثنين 06 كانون الثاني 2020

كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: نقل الإعلام الرسمي في إيران عن القائد الجديد لـ"فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، قوله اليوم الاثنين، إنه سيسعى إلى طرد الولايات المتحدة من المنطقة، بعد مقتل قائد الفيلق قاسم سليماني، في ضربة أميركية بالعراق، في وقت بدأت فيه مراسم تشييع سليماني في طهران. واحتشد المشيّعون في شوارع طهران في وقت مبكر الاثنين، لتكريم سليماني. وتجمّعت حشود قبل الساعة الثامنة (بالتوقيت المحلي)، بالقرب من جامعة طهران، حيث يؤمّ المرشد الإيراني علي خامنئي في الصباح، صلاة الجنازة على جثمان سليماني. ونقلت الإذاعة الرسمية عن قاآني قوله، قبيل جنازة سليماني: "نتعهد بمواصلة مسيرة الشهيد سليماني بذات القوة... والعزاء الوحيد لنا سيكون طرد أميركا من المنطقة". وتوعّدت إيران، على لسان أكثر من مسؤول سياسي وعسكري بالردّ على مقتل سليماني. وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأميرال علي شمخاني، مساء الأحد، أنّ "ردنا سيكون عسكرياً حتماً، لكنه لن يقتصر على الإجراءات العسكرية"، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأميركية ستعلم أنّ اغتيال الجنرال سليماني "سيكون أخطر عليها من وجوده حياً". وأعلنت إيران، مساء الأحد، شروعها في تنفيذ خطوات المرحلة الخامسة "والنهائية" من تقليص تعهداتها النووية، وذكرت الحكومة أنها لن تبقى ملتزمة من الآن أيَّ قيود في إنتاج اليورانيوم ومستوى التخصيب والتطوير النووي، في تدبير يمكن اعتباره انسحاباً غير معلن من الاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى في 2015. ويمكن اعتبار هذا التصعيد الإيراني في الملف النووي، جزءاً من ردّ الفعل على اغتيال سليماني، إذ كشف المتحدث باسم الخارجية الإيراني، عباس موسوي، أمس الأحد، خلال مؤتمره الصحافي، أن بلاده كانت قد اتخذت قرارها بشأن خطوات المرحلة الخامسة مسبقاً، لكن "ستطاولها تغييرات بعد الأحداث الأخيرة"، في إشارة إلى اغتيال سليماني. إلى ذلك، صوّت البرلمان العراقي، أمس الأحد، على قرار يطالب القوات الأجنبية بمغادرة أراضيه، وهو قرار لقي رفضاً دولياً، بينما تواصلت الدعوات إلى التهدئة مع إيران. ويُلزم القرار الحكومة بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، ويتضمن القرار فقرات عدة، أبرزها إلزام الحكومة بإلغاء طلب المساعدة من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد "داعش"، بعد انتهاء العمليات العسكرية والحربية، والعمل على إنهاء وجود أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، مساء الأحد، إن الولايات المتحدة تشعر "بخيبة أمل" من دعوة البرلمان العراقي إلى إلزام القوات الأجنبية بالانسحاب من البلاد. وقالت المتحدثة باسم الخارجية مورغان أورتاغوس، في بيان: "بينما ننتظر مزيداً من التوضيح بشأن طبيعة قرار اليوم وأثره القانوني، نحثّ بقوة الزعماء العراقيين على إعادة النظر في أهمية العلاقة الاقتصادية والأمنية بين البلدين والوجود المستمر للتحالف الدولي لدحر تنظيم داعش" الإرهابي. في المقابل، أجرى الرئيس العراقي برهم صالح، مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني حسن روحاني، مساء الأحد. ووصف روحاني، خلال الاتصال، مصادقة البرلمان العراقي على مشروع قانون إنهاء الوجود العسكري الأميركي بأنها "خطوة مهمة وبداية لتحقيق المزيد من الاستقرار والأمن في المنطقة". واعتبر روحاني أنّ العلاقات بين إيران والعراق "تاريخية"، داعياً إلى "المقاومة بحزم لتحقيق الأمن والسيادة" في العراق، معلناً أنّ بلاده ستظل تدافع عن "السيادة العراقية".

 

ترمب: إيران لن تمتلك أبداً سلاحاً نووياً

واشنطن/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني 2020

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، أنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وذلك غداة إعلان طهران التخلي عن أي قيود في تخصيب اليورانيوم. وكتب الرئيس الأميركي في تغريدة على «تويتر»: «إيران لن تمتلك أبداً سلاحاً نووياً»، وذلك في سياق تهديداته المتصاعدة لإيران منذ اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد. وانسحبت إدارة ترمب عام 2018 من الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني المبرم عام 2015 بين إيران والأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي (الصين، والأمم المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا) بالإضافة إلى ألمانيا. ووافقت إيران، بموجب الاتفاق الذي بات مهدداً، على أن تخفض أنشطتها النووية بشكل كبير، لتثبت أن ليس لها أهداف عسكرية، في مقابل رفع جزء من العقوبات الاقتصادية الدولية التي تخنق اقتصادها. وأكدت مجدداً، أمس (الأحد)، استعدادها للعودة إلى تطبيق الاتفاق النووي كاملاً، إذا غيرت واشنطن سياستها تجاهها.

 

ترمب يتعهد برد «ربما غير متناسب» على أي هجوم إيراني

واشنطن/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني 2020

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الأحد)، إن الولايات المتحدة سترد سريعاً، و«ربما بطريقة غير متناسبة» إذا هاجمت إيران أي فرد أو هدف أميركي. وقال ترمب، على «تويتر»: «هذه المنشورات الإعلامية تمثل إشعاراً للكونغرس الأميركي بأن إيران إذا هاجمت أي شخص أو هدف أميركي، فسترد الولايات المتحدة بسرعة وبشكل كامل وربما بطريقة غير متناسبة». وأضاف: «مثل هذا الإشعار القانوني غير مطلوب، لكنه صدر رغم ذلك»، حسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وجاءت تغريدة ترمب في ظل التوتر الذي بلغ أوجه بين طهران وواشنطن، إثر اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في ضربة أميركية في بغداد. وحذّر الرئيس الأميركي مساء أمس (السبت) من أنّ الولايات المتّحدة حدّدت 52 موقعاً في إيران ستضربها «بسرعة كبيرة وبقوّة كبيرة» إذا هاجمت إيران أهدافاً أو أفراداً أميركيين. وفي تغريدة على «تويتر» دافع فيها عن الضربة الأميركية التي قُتل فيها قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني» الفريق قاسم سليماني (الجمعة) في بغداد، قال ترمب إنّ الرقم 52 يُمثّل عدد الأميركيين الذين احتجزوا رهائن في السفارة الأميركيّة في طهران على مدى أكثر من سنة أواخر العام 1979. وأضاف ترمب أنّ بعض تلك المواقع هي «على مستوى عالٍ جدّاً ومهمّة بالنّسبة إلى إيران والثقافة الإيرانيّة»، مشيراً إلى أنّ «تلك الأهداف، وإيران نفسها، سيتمّ ضربها بشكل سريع جدّاً وقوي جدّاً»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وقال ترمب: «إيران تتحدث بجرأة شديدة عن استهداف أصول أميركية محددة» رداً على وفاة سليماني. وأكد أن «الولايات المتحدة لا تريد مزيداً من التهديدات».

 

ترمب يجدد تهديداته بضرب مواقع ثقافية في إيران ومجلس النواب سيطرح للتصويت قراراً للحد من التحركات العسكرية للرئيس الأميركي

واشنطن/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني 2020

توعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجدداً مساء أمس (الأحد) بضرب مواقع ثقافية في إيران، رغم التنديد الذي أثارته تهديداته السابقة، سواء في إيران أو في الولايات المتحدة نفسها؛ حيث ارتفعت أصوات تتهمه بالتحضير لارتكاب «جريمة حرب». وأكد وزير الخارجية مايك بومبيو أن الولايات المتحدة ستحترم «القانون الدولي» في حال وجهت ضربات إلى إيران؛ لكن الرئيس الأميركي لم يتراجع عن تهديداته؛ بل جددها في المساء. وقال لصحافيين يرافقونه في الطائرة الرئاسية: «نسمح لهم بقتل مواطنينا، نسمح لهم بتعذيب وتشويه مواطنينا، نسمح لهم باستخدام قنابل لتفجير مواطنينا، ولا يحق لنا المس بمواقعهم الثقافية؟ الأمور لا تسير بهذا الشكل». ونشأ الجدل من تغريدة توعد فيها ترمب باستهداف 52 موقعاً في إيران، إذا ردت إيران عسكرياً على قتل قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال قاسم سليماني (الجمعة) بضربة أميركية في بغداد. وأوضح ترمب أن المواقع الـ52 تمثل عدد الأميركيين الذين احتجزوا رهائن في السفارة الأميركية في طهران لأكثر من سنة أواخر عام 1979، محذراً بأن بعض هذه المواقع «على مستوى عالٍ جداً وبالغة الأهمية بالنسبة إلى إيران والثقافة الإيرانية». بعد ذلك، جال بومبيو على البرامج الصباحية في كبرى الشبكات التلفزيونية الأميركية، ليؤكد أن واشنطن ستحترم «إطار القانون»، متفادياً في الوقت نفسه معارضة الرئيس بشكل صريح. وقال متحدثاً لشبكة «سي إن إن»: «على الأميركيين أن يعرفوا أننا سنحميهم على الدوام، وسنفعل ذلك باحترام القانون الدولي والدستوري الأميركي». كما قال لشبكة «إيه بي سي إن»: «أي هدف قد نضربه سيكون هدفاً قانونياً»، من دون أن يورد أي توضيح حول المواقع التي تم رصدها كأهداف. ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بأن استهداف مواقع ثقافية سيشكل «جريمة حرب»، وهو ما حذر منه أيضاً في الولايات المتحدة خبراء قانونيون، ودبلوماسيون سابقون، وشخصيات من المعارضة الديمقراطية. ونشر بعض رواد الإنترنت صوراً لمواقع تاريخية في إيران، التي تمتلك نحو عشرين موقعاً مصنفاً على لائحة «اليونيسكو» للتراث العالمي، بينها مدينة بم وبازار تبريز. وفي سياق متصل، ذكرت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أن المجلس سيطرح وسيصوت هذا الأسبوع على قرار بشأن صلاحيات الحرب، يهدف للحد من تحركات الرئيس دونالد ترمب العسكرية تجاه إيران. وقالت في بيان في وقت متأخر أمس الأحد: «هذا القرار يشبه القرار الذي قدمه السيناتور تيم كين في مجلس الشيوخ». وأضافت: «سيعيد (القرار) التأكيد على مسؤوليات الكونغرس الإشرافية الراسخة منذ فترة طويلة، بإصدار أمر بأن توقف الإدارة العمليات القتالية العسكرية فيما يتعلق بإيران خلال 30 يوماً، ما لم يتخذ الكونغرس إجراء آخر». ومن المرجح أن يحظى القرار بموافقة مجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون؛ لكن احتمالات إقراره أضعف في مجلس الشيوخ؛ حيث يسيطر عليه رفاق ترمب الجمهوريون، الذين قال كثيرون منهم إنهم يؤيدون تحركات ترمب ضد إيران. وشبه البعض تهديدات ترمب حول المواقع الأثرية، بإقدام حركة «طالبان» على تدمير تماثيل بوذا العملاقة في باميان في أفغانستان في مارس (آذار) 2001. وردت السيناتورة إليزابيث وارن التي تحتل موقعاً متقدماً في حملة الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لتعيين مرشح الحزب للبيت الأبيض، مباشرة على تغريدة الرئيس، فكتبت على «تويتر»: «تهدد بارتكاب جرائم حرب. لسنا في حرب مع إيران. الأميركيون لا يريدون حرباً مع إيران»؛ لكن مسؤولاً أميركياً كبيراً سابقاً أعرب عن شكوك حيال إعلان ترمب. وكتب كولين كال، المستشار السابق في المسائل الأمنية لنائب الرئيس الديمقراطي جو بايدن: «يبدو لي من الصعب أن أصدق أن البنتاغون حدد لترمب أهدافاً تتضمن مواقع ثقافية إيرانية». وتابع: «قد لا يكون ترمب يكترث لقوانين الحرب؛ لكن المسؤولين والمحامين (في وزارة الدفاع) يكترثون... والواقع أن استهداف مواقع ثقافية يشكل جريمة حرب».

 

صواريخ على المنطقة الخضراء ... وبومبيو يهدد «صناع القرار» في طهران

إيران تتحلل من التزاماتها النووية... والبرلمان العراقي يطلب إنهاء «الوجود الأجنبي» ... ونصر الله يتوعد القوات الأميركية

بغداد - واشنطن - لندن - الرياض/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني 2020

بعد ساعات من انتهاء مهلة حدّدها فصيل «كتائب حزب الله» الموالي لإيران لقوى الأمن العراقي بالابتعاد عن أماكن وجود القوات الأميركية بدءاً من الساعة الخامسة عصر أمس بالتوقيت المحلي، سقطت صواريخ قرب محيط السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء ببغداد. وأفادت تقارير بسقوط أحد الصواريخ على منزل ما أسفر عن جرح بعض ساكنيه. إلى ذلك, كشف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن تخلي واشنطن عن استهداف وكلاء إيران والتركيز بدلا منهم على «صناع القرار» في طهران. وتعليقاً على مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس {هيئة الحشد} العراقي أبو مهدي المهندس في ضربة جوية أميركية ليل الخميس - الجمعة قرب مطار بغداد، انتقد بومبيو تعامل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع الخطر الإيراني وقال: «لدينا مقاربة مختلفة تماماً. أبلغنا الإيرانيين: كفى، لا يمكن أن تفلتوا باستخدام الوكلاء وتظنوا أن بلادكم ستكون في أمن وأمان. سنرد على صُنّاع القرار الفعليين الذين يسببون هذا التهديد من إيران». من جهتها أعلنت إيران أمس «المرحلة الخامسة والأخيرة» من برنامجها القاضي بخفض التزاماتها الدولية التي نص عليها الاتفاق النووي، وأوقفت أي قيود تشغيلية بما في ذلك تلك التي تخص قدرة التخصيب، ونسبته، وكمية المواد المخصبة، والبحث والتطوير، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية. من جانبه، دعا البرلمان العراقي أمس الحكومة إلى «إنهاء وجود أي قوات أجنبية» في العراق عبر المباشرة بـ«إلغاء طلب المساعدة» المقدم إلى المجتمع الدولي لقتال «تنظيم داعش». وأعلن التحالف الدولي لمحاربة «داعش» الذي تقوده أميركا أمس وقف معظم العمليات ضد المتشددين في الوقت الحالي، والتركيز على حماية قوات التحالف وقواعده وسط تزايد حدة التوتر مع إيران. ودخل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله على خط الوعيد المتبادل بين طهران وواشنطن، ووصف مقتل سليماني بـ«التاريخ الفاصل بين مرحلتين». وقال نصر الله إن الرد يجب أن يكون بالقصاص العادل الذي هو الوجود الأميركي العسكري في المنطقة.

ومن العاصمة السعودية، الرياض، دعا الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الأطراف المعنية، إلى التهدئة وعدم التصعيد، وتغليب الحلول السياسية للأزمات لتجنيب المنطقة، المتوترة أصلاً، وشعوبها، أي تداعيات سلبية على أمنها واستقرارها.

 

«الصندوق الأسود» لـ«فيلق القدس» أكبر خسائر إيران بعد سليماني من قُتِل معه في هجوم بغداد؟

لندن/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني 2020

لم یکن قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» قاسم سليماني، ونائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، الخسائر الوحيدة في الهجوم الذي نفّذته طائرة درون أميركية في أول ساعات الجمعة في بغداد. وكان السفير الإيراني لدى العراق والقيادي السابق في «فيلق القدس» إيرج مسجدي، ذكر الجمعة، أن الهجوم على سيارة سليماني خلّف تسعة قتلى آخرين. وقال مكتب قيادة «فيلق القدس» لاحقاً في بيان إن أربعة عسكريين، كانوا برفقة سليماني سقطوا قتلى في الهجوم، هم العميد حسين مظفري نيا، والعقيد شهرود مظفري نيا، والرائد هادي طارمي، والنقيب وحيد زمانيان. وأعلنت هيئة الحشد الشعبي مقتل نائب قائدها أبو مهدي المهندس، ومسؤول العلاقات العامة محمد رضا الجابري، وثلاثة آخرين. وكانت تقارير أشارت إلى مقتل زوج ابنة سليماني لكن المصادر الإيرانية نفت لاحقاً. وكان الحشد الشعبي أعلن عن نقل جثة أبو مهدي المهندس لإجراء فحص الحمض النووي بسبب تشابك أشلاء بين جثامين المهندس وقتيل آخر من الحشد الشعبي وقاسم سليماني، قبل أن تشيّع إيران اليوم الأشلاء. ويعد حسين بور جعفري من أبرز مقربي سليماني على مدى 40 عاماً، بحسب وكالة تسنيم. ولد في 1967. وهو أيضاً من أهالي كرمان، ومن المقرر أن يدفن إلى جانب سليماني الثلاثاء. ويلقب بور جعفري بـ«الصندوق الأسود» لقاسم سليماني. وخلال الأيام الأخيرة نقلت وسائل إعلام إيرانية أن رئيس القضاء إبراهيم رئيسي، ورئيس البرلمان علي لاريجاني، وجواد الشهرستاني، ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني قدموا العزاء لأسرته في كرمان. ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن لاريجاني قوله في لقاء أسرته، إن بوري جعفري «قدم خدمات كثيرة (...) وكان مخلصاً وفعالاً» مضيفاً: «خسرنا طاقة كبيرة». ونشرت وسائل إعلام إيرانية في هذا الإطار صورة من لقاء يجمعه بأمين عام «حزب الله» اللبناني حسن نصرالله. وسيدفن طارمي وزماني من فريق حماية سليماني في طهران، فيما ستدفن جثة مظفري نيا في مسقط رأسه مدينة قم، بحسب وسائل إعلام إيرانية.

 

الناتو والاتحاد الأوروبي يدعوان إلى التهدئة في الشرق الأوسط

ابروكسل - برلين/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني 2020

دعا الأمين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ إيران، اليوم (الإثنين)، إلى «تجنب مزيد من العنف والاستفزازات» بعدما أجرى الحلف محادثات طارئة بشأن الازمة المتفاقمة في الشرق الأوسط. ومع تزايد التوتر عقب مقتل الجنرال قاسم سليماني، قال ستولتنبرغ من بروكسل: «أثناء اجتماعنا اليوم، دعا الحلفاء إلى ضبط النفس وخفض التصعيد. إن أي نزاع جديد لن يكون في مصلحة أحد، ولذلك على إيران ان تمتنع عن مزيد من العنف والاستفزازات». في موازاة ذلك، اعتبرت رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لايين الإثنين أن احتواء التوتر بين طهران وواشنطن بعد اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني هو «من مصلحة ايران والعراق»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت السياسية الألمانية على هامش اجتماع للمحافظين البافاريين في مدينة سيون: «من مصلحة إيران، وخصوصاًمن مصلحة العراق، سلوك نهج الاعتدال وليس طريق التصعيد». واضافت: «نحن قلقون جدا لكون إيران اعلنت انها لم تعد تشعر بأنها ملتزمة الاتفاق حول (البرنامج) النووي»، معتبرةً أن على «إيران ان تفهم ان من مصلحتها العودة الى الاتفاق النووي» الذي وقع العام 2015 بينها وبين الدول الست الكبرى وبينها ألمانيا. وأكدت فون دير لايين أن وزراء الخارجية الأوروبيين سيعقدون الجمعة اجتماعاً لمناقشة الأزمة بين واشنطن وطهران.

 

«أسف» أوروبي و«قلق» بريطاني بعد تخلي إيران عن التزاماتها النووية وألمانيا تجري محادثات لـ«إنقاذ الاتفاق»

بروكسل - برلين - لندن/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني 2020

عبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي غوزيب بوريل اليوم (الاثنين) عن «أسفه العميق» لإعلان إيران الأخير بشأن تخلّيها عن كل القيود المتعلّقة بتخصيب اليورانيوم. وكتب بوريل في تغريدة أن «التطبيق الكامل للاتفاق حول النووي من قبل الجميع يعد اليوم أهمّ من أي وقت مضى، من أجل الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي». إلى ذلك، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم إن إعلان إيران يبعث على القلق، وإن بريطانيا تتحدث بشكل عاجل مع الأطراف بشأن التحركات المقبلة التي ينبغي اتخاذها. ومن جانبه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية اليوم إن ألمانيا ما زالت ترغب في إنقاذ اتفاق إيران النووي الموقع مع القوى العالمية الست في عام 2015. وذلك برغم إعلان طهران أمس أنها ستتخلى عن القيود على تخصيب اليورانيوم. وقال المتحدث في مؤتمر صحافي اعتيادي: «سيشكل ذلك انتهاكاً آخر لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، لكن أريد أن أؤكد أنه لن ينهي الاتفاق بشكل تلقائي».

وأضاف: «لا يزال هدفنا إنقاذ الاتفاق. نجري محادثات بخصوص ذلك». وتم التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن وهي بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى ألمانيا بهدف تخفيف العقوبات على طهران مقابل خفض نشاطاتها النووية. وانسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق العام الماضي، وأعاد فرض مزيد من العقوبات على إيران، التي تخلت بدورها تدريجياً عن التزامات رئيسية بموجب الاتفاق، بما في ذلك سقف مخزونات اليورانيوم ومستويات تخصيبه. وأعلنت طهران مؤخراً أنها ستقوم بخطوة جديدة في هذا السياق مطلع يناير (كانون الثاني)، ويحاول الاتحاد الأوروبي، الذي ساعد في التوصل إلى الاتفاق، إلى إنقاذه رغم انسحاب واشنطن، إلا أن محللين يقولون إن احتمالات ذلك تراجعت بعد مقتل سليماني.

 

فرنسا تدعو إيران إلى الالتزام بالاتفاق النووي

باريس/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني 2020

دعت فرنسا طهران السبت إلى الالتزام بالاتفاق النووي المهدد بالانهيار، غداة مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة جوية أميركية. وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان - ايف لودريان بأنه ناقش المسألة مع نظيريه الصيني والألماني، على أمل تجنب التصعيد بين إيران والولايات المتحدة. وقال لودريان في بيان إن «فرنسا تشاطر ألمانيا بشكل تام الهدف الرئيسي بنزع التصعيد والحفاظ على اتفاق فيينا (النووي)». وأشار إلى «اتفاق» مع الصين «على حض إيران على تجنب أي انتهاك جديد لاتفاق فيينا». وتم التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن، وهي بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى ألمانيا، بهدف تخفيف العقوبات على طهران مقابل خفض نشاطاتها النووية. وانسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق العام الماضي، وأعاد فرض مزيد من العقوبات على إيران، التي تخلت بدورها تدريجيا عن التزامات رئيسية بموجب الاتفاق، بما في ذلك سقف مخزونات اليورانيوم ومستويات تخصيبه. وأعلنت طهران مؤخرا أنها ستقوم بخطوة جديدة في هذا السياق مطلع يناير (كانون الثاني)، ويتوقع أن تعلن هذه الخطوة الاثنين. ويحاول الاتحاد الأوروبي، الذي ساعد في التوصل إلى الاتفاق، إنقاذه رغم انسحاب واشنطن، إلا أن محللين يقولون إن احتمالات ذلك تراجعت بعد مقتل سليماني.

 

بن لادن، البغدادي وسليماني... 3 تصفيات قام بها الأميركيون، فبماذا تختلف؟

لندن: كميل الطويل/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني 2020

قتلت الولايات المتحدة من قبل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، وبعده بسنوات زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، والآن قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» قاسم سليماني. بماذا تختلف عمليات القتل هذه، وهل يمكن أن تختلف تداعياتها؟

- أسامة بن لادن

قُتل زعيم «القاعدة» في الثاني من مايو (أيار) 2011 بغارة لقوة كوماندوز أميركية على مخبأه في أبوت آباد بباكستان. كان مطارداً منذ سنوات، وسعى الأميركيون مراراً، خلال ولاية الرئيس السابق بيل كلينتون، لتحديد مكانه خلال اختبائه في أفغانستان، حيث أقام ما يشبه «دولة داخل دولة» لتنظيمه تحت حكم حركة «طالبان»، في النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي. لكن عدم تأكد الأميركيين 100 في المائة من وجوده في موقع محدد، وخوفهم من حصول خطأ يتسبب في قتل أشخاص آخرين من حوله، منعهم من تنفيذ الضربة. وزادت مطاردة الأميركيين له بعد تفجير تنظيمه سفارتيهم في نيروبي ودار السلام في أغسطس (آب) 1998، ثم بعد تفجير المدمرة «يو إس إس كول» أمام سواحل عدن في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2000، قبل أن يصبح مطلوباً حياً أو ميتاً بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في نيويورك وواشنطن، خلال ولايتي الرئيس السابق جورج بوش الأولى والثانية. لكن بن لادن ذاب (فص ملح ودام) إثر معركة تورا بورا في ديسمبر (كانون الأول) 2001. ولم يتمكن الأميركيون من تحديد مكان اختبائه وقتله سوى بعد 10 سنوات. في عام 2011، عندما تأكدوا من إقامته في منزل بابوت آباد، قرب روالبندي. نفّذ الأميركيون، بأمر من الرئيس السابق باراك أوباما، غارة لقوة كوماندوز ضد بن لادن، وتمكنوا من قتله. كانوا بالتأكيد يخشون رداً انتقامياً من تنظيمه وأنصاره. لكن «القاعدة» لم يتمكن من الانتقام. فقد جاء مقتل بن لادن في ظل تفكك واضح لتنظيمه، على خلفية اضطراره إلى البقاء مختبئاً، والاكتفاء بإدارة عملياته من بعيد، ومن خلال مراسلات شخصية غير مباشرة غالباً ما كانت تتأخر في الوصول إلى أصحابها. كما أن مقتل بن لادن جاء في ظل حرب لا هوادة فيها كانت طائرات «الدرون» الأميركية تشنها فوق وزيرستان وتحصد القائد تلو القائد في صفوف المخضرمين من زعماء «القاعدة»، إلى درجة أن لقب «الرجل الثالث» في التنظيم، بعد بن لادن ونائبه أيمن الظواهري، صار صاحبه لا يتوقع البقاء حياً سوى لشهور قليلة. بالإضافة إلى ذلك، جاء رحيل زعيم «القاعدة» في وقت كانت أفرع تنظيمه حول العالم تنهار واحدة تلو الأخرى على أيدي الأجهزة الأمنية، بدءاً بـ«جزيرة العرب» وانتهاء بـ«المغرب الإسلامي»، مروراً بـ«بلاد الرافدين».

- أبو بكر البغدادي

قُتل البغدادي في 26 أكتوبر 2019 بغارة نفذها كوماندوز أميركي على مخبئه في قرية باريشا بريف إدلب على مسافة قريبة من الحدود التركية. كان يختبئ هناك بعدما انهارت «الدولة» التي أقامها في عام 2014 عندما اجتاح عناصر «داعش» الموصل العراقية، وأعلنوا منها «خلافة» مزعومة امتدت على أجزاء واسعة من أراضي سوريا والعراق، وبمساحة تتجاوز مساحة بريطانيا. كان البغدادي، مثل بن لادن، مطارداً من أجهزة الاستخبارات العالمية، لكنه كان يحيط نفسه بطوق أمني محكم منع لسنوات تسرب أي معلومات حقيقية عن مكان وجوده. لكن «دولة داعش» كانت عند مقتل البغدادي قد باتت سراباً. فقبل شهور قليلة كان تنظيمه قد خسر آخر وجود له على أرض «الدولة» عندما سقطت بلدة الباغوز بريف دير الزور في أيدي تحالف يدعمه الأميركيون. وكما في حال بن لادن و«القاعدة»، كان تنظيم البغدادي، لدى مقتله، يعاني انهياراً واسعاً. فآلاف من عناصره معتقلون لدى حلفاء الأميركيين في سوريا والعراق، وفروع التنظيم حول العالم تعاني بدورها انهياراً كبيراً ومتتالياً، من معقل «داعش» الأساسي في سوريا والعراق، مروراً باليمن، إلى سيناء، وليبيا وخراسان. وهكذا مات البغدادي ولم يتمكن أنصاره بعد من الثأر له.

- قاسم سليماني

فجر الجمعة، 2 يناير (كانون الثاني) الحالي، بالتوقيت المحلي العراقي، نفّذت «درون» أميركية ضربة صاروخية دمّرت كلياً موكباً كان يستقله قاسم سليماني برفقة قياديين عراقيين وإيرانيين بجوار مطار بغداد الدولي. فاجأ قرار قتل سليماني كثيرين، على الرغم من أنه «تأخر كثيراً»، حسب ما قال صاحب هذا القرار، الرئيس الأميركي دونالد ترمب. كان قرار القتل هو الثاني من نوعه الذي يصدره ترمب في فترة شهرين ونيف الشهر فقط (بعد قرار البغدادي). ففي حالة البغدادي، بدا قرار تصفية زعيم «داعش» سهلاً، على الرغم من المخاوف من رد فعل «داعش». فالبغدادي كان مجرماً، من وجهة نظر إدارة ترمب، بعدما قتل رهائن أميركيين كانوا محتجزين لدى تنظيمه، وارتكب فظاعات كثيرة تبرر تصفيته. وفي حالة سليماني أيضاً، كان الأميركيون متأكدين من أن قائد «فيلق القدس» مسؤول عن عدد لا يحصى من قتلاهم في العراق بهجمات غالباً ما قامت بها ميليشيات كان سليماني نفسه يشرف على دعمها، ويمولها، ويدرب عناصرها، ويزودهم بأحدث تقنيات التفجير. المحاولة الوحيدة التي يُعرف أنها استهدفت سليماني على أيدي الأميركيين كانت في العراق في يناير 2007، في ذروة الدعم الذي كان يقدمه لفصائل شيعية عراقية كانت تستهدف جنود التحالف الدولي لإرغامهم على الانسحاب من العراق. اعتقلت قوات التحالف في تلك المحاولة 5 إيرانيين كانوا في موكب سليماني المفترض، لكنه لم يكن مع رجاله. ومنذ ذلك الوقت، بدا أن قائد «فيلق القدس» قادرٌ على التنقل تحت أنظار الأميركيين، أينما أراد، إذ كان دائم التنقل بين العراق وسوريا ولبنان، حيث يزور جبهات القتال، وأحياناً يلتقط صوراً مع مسلحين يعملون تحت إشرافه. ظل الأمر على هذا المنوال إلى حين قرر الرئيس ترمب تصفيته قبل يومين. وحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن قتل سليماني هذه المرة جاء تحت مبرر قانون أقره الكونغرس عام 2002 وسمح بغزو العراق، وكذلك بناء على مبرر «الدفاع عن النفس» الذي يتيحه القانون الدولي، وبناءً على السلطات الدستورية للرئيس الأميركي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة. لكن استهداف سليماني، بعكس بن لادن والبغدادي، طال شخصية كبيرة تحمل منصباً رسمياً في دولة، وهو أمر يمنعه قرار تنفيذي صدر في أميركا في السبعينات ويمنع عمليات «الاغتيال». لكن قرار المنع هذا لم يُطبق فعلياً في عمليات مكافحة الإرهاب، إذ جادلت إدارات ديمقراطية وجمهورية بأن منع الاغتيالات لا ينطبق على قتل الإرهابيين وأشخاص آخرين يمثلون خطراً وشيكاً على الولايات المتحدة، انطلاقاً من مبدأ الدفاع عن النفس. ويأتي في هذا الإطار قرار ترمب العام الماضي تصنيف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، وهي المرة الأولى التي تصنف فيها أميركا جهازاً حكومياً في دولة أخرى بوصفه إرهابياً.

- ثلاث تصفيات... و«ثأر»

وإذا كان خليفة بن لادن، أيمن الظواهري، وخليفة البغدادي، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، وكل فروع «القاعدة» و«داعش»، قد عجزت حتى الآن عن تنفيذ وعد «الثأر» من الأميركيين بعمليات ضخمة، فإن قتل سليماني ربما يكون مختلفاً هذه المرة، كما تلوّح تهديدات طهران. فـ«دولة سليماني»، أي إيران، هي دولة إقليمية قوية، وليست كـ«دولة داعش» في وضعها الحالي (مجرد اسم لا وجود له على الأرض)، وليست كـ«الدولة داخل الدولة» التي أقامها تنظيم «القاعدة» أيام حكم «طالبان» في أفغانستان. كما أن «الفروع» التي أنشأها سليماني و«الحرس الثوري» حول العالم، من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن، ليست في وضع ضعيف كوضع فروع «داعش» و«القاعدة». كلهم يعدون بـ«الثأر»، لكن هل ينجح خليفة سليماني، إسماعيل قاآني، فيما عجز عنه خليفتا بن لادن والبغدادي؟

 

الاتحاد الأوروبي يحذّر من «تصعيد وشيك للعنف» في ليبيا

بروكسل/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني 2020

دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم (الاثنين) إلى حل سياسي في ليبيا حيث أعلنت تركيا بدء نشر قوات ميدانية، كما حذر من «تصعيد وشيك للعنف» حول طرابلس. وقال بوريل في بيان إنّ «الأحداث الأخيرة في ليبيا تشير إلى أنّ تصعيد العنف حول طرابلس يمكن أن يكون وشيكاً». وأضاف في وقت يتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً حول ليبيا الاثنين بطلب من روسيا، «اليوم أصبح العمل الحقيقي على حل سياسي للأزمة في ليبيا ملحاً أكثر من أي وقت مضى». وتابع أنّ «الاتحاد الأوروبي يدعو كل الأطراف إلى المضي في مسار سياسي برعاية الأمم المتحدة». ومن المتوقع أن تثار خلال جلسة مجلس الأمن قضية تصاعد النزاع بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس التي تعترف بها الأمم المتحدة، وبين الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر. إلى ذلك كشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس (الأحد)، عن مقتل أول سوري في المعارك الدائرة في العاصمة الليبية طرابلس، مضيفاً أن القتيل كان ضمن نحو ألف من الموالين لتركيا الذين وصلوا للقتال إلى جانب قوات «حكومة الوفاق».

 

اتفاق سعودي - مصري على رفض «التصعيد التركي» في ليبيا

القاهرة/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني 2020

قالت وزارة الخارجية المصرية إن وزير الخارجية سامح شكري، ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اتفقا على رفض التصعيد التركي في ليبيا، وأكدا أهمية دفع الجهود الرامية إلى التوصل لتسوية شاملة تتناول أوجه الأزمة الليبية كافة. جاء ذك خلال لقاء الوزيرين اليوم (الاثنين)، على هامش اجتماع وزراء الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن في الرياض. وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد حافظ، أن الوزيرين «أكدا على عُمق العلاقة الاستراتيجية القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين وما يجمعهما من علاقات وطيدة، كما بحثا سُبل تعزيز مختلف مجالات التعاون المُشترك ودفعها إلى آفاق أرحب خلال الفترة المُقبلة». وأضاف أن اللقاء تناول التطورات المُتسارعة التي تشهدها الساحة الإقليمية، لا سيما التوترات المُتصاعدة على المشهد الليبي في ضوء الخطوة الأخيرة المُتعلقة بالتفويض الذي منحه البرلمان التركي لإرسال قوات تركية إلى ليبيا. حيث اتفق الوزيران على رفض التصعيد التركي بما يُمثله من مُخالفة للقانون الدولي فضلاً عن تأكيد أهمية دفع الجهود الرامية إلى التوصل لتسوية شاملة تتناول أوجه الأزمة الليبية كافة. وحسب المتحدث، تطرق الوزيران خلال اللقاء إلى الأوضاع في العراق والتدخلات الإيرانية والتركية في المنطقة، والتهديدات التي تتعرض لها الدول العربية الشقيقة في الخليج، واتفقا على أهمية عدم السماح للتطورات على الساحة الإقليمية بالتأثير سلباً على أمن واستقرار الخليج العربي. كما تبادل الوزيران الرؤى حول عدد من القضايا الأخرى والأزمات الراهنة وسُبل التنسيق المُشترك بين البلدين إزاءها بما يُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. من جانب آخر، التقى وزير الخارجية السعودي بنظيريه الأردني أيمن الصفدي، والصومالي أحمد عيسى عوض، واستعرض العلاقات الأخوية، وسبل تعزيزها في المجالات كافة، وجرى التأكيد على التنسيق والتعاون تجاه القضايا الإقليمية. كما تم بحث الموضوعات المدرجة على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن. من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الوزير أيمن الصفدي نقل تحيات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتأكيده أن الأردن تقف صفاً واحداً إلى جانب الأشقاء في مواجهة التحديات، وذلك خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين وزراء خارجية الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن. فيما حمّل خادم الحرمين الشريفين، وزير الخارجية الأردني تحياته إلى الملك عبد الله الثاني.

 

النفط يتجاوز 70 دولاراً مع تراشق إيران وترمب بالتهديدات

لندن/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني 2020

ارتفعت أسعار النفط أكثر من 1%، اليوم (الاثنين)، دافعة برنت فوق 70 دولاراً للبرميل، مع تأجج التوترات في الشرق الأوسط بفعل التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة وإيران والعراق بعد ضربة جوية أميركية قتلت قائداً عسكرياً إيرانياً. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت إلى 70.74 دولار للبرميل وسجلت 69.55 دولار في الساعة 11:50 بتوقيت غرينتش، مرتفعة 95 سنتاً بما يعادل 1.38% عن تسوية الجمعة. وسجل الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 63.77 دولار للبرميل، مرتفعا 72 سنتاً أو 1.14% بعد أن لامس في وقت سابق 64.72 دولار، أعلى سعر منذ أبريل (نيسان). وتتواصل المكاسب بعد صعود بأكثر من 3% يوم الجمعة، عقب ضربة جوية أميركية في العراق قتلت القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في ذلك اليوم، مما زاد المخاوف من تنامٍ للصراع في الشرق الأوسط والتأثير المحتمل على إمدادات النفط. وتسهم المنطقة بنحو نصف إنتاج العالم من الخام، في حين يمر خُمس شحنات النفط العالمية عبر مضيق هرمز. وأمس (الأحد)، هدد الرئيس ترمب بفرض عقوبات على العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك)، في حالة إجبار القوات الأميركية على الانسحاب منه. كانت بغداد قد دعت في وقت سابق القوات الأميركية والأجنبية الأخرى إلى مغادرة أراضي العراق. وقال ترمب أيضاً إن الولايات المتحدة سترد إذا ردّت طهران على الاغتيال. وقال نوربرت روكر مدير الاقتصادات لدى بنك «غوليوس باير» السويسري: «يضفي الوضعُ الكثيرَ من الضبابية مع محاولات للتنبؤ الجيوسياسي بردود الأفعال. في حين يظل إغلاق مضيق هرمز أمراً مستبعداً جداً. ينطوي التدهور في العراق على مخاطر على المعروض. عادةً ما تكون الجوانب الجيوسياسية قوة مؤقتة في أسواق النفط ونعتقد أنه لا جديد هذه المرة. نرفع توقعاتنا للمدى القريب إلى 65 دولاراً للبرميل، ونُبقي على نظرة محايدة».

 

إردوغان يعلن بدء إرسال القوات إلى ليبيا... ومقتل «سوري مرتزق» في المعارك و«حكومة الوفاق» تستهدف قاعدة للجيش بعد قصف الكلية العسكرية في طرابلس

القاهرة: خالد محمود - إسطنبول - لندن/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني 2020

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، أن وحدات من الجيش التركي بدأت التحرك إلى ليبيا لدعم «حكومة الوفاق الوطني» المتركزة في طرابلس برئاسة فائز السراج، وذلك تزامناً مع إعلان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ارتفاع عدد المرتزقة السوريين الموالين لتركيا الذين وصلوا إلى طرابلس إلى نحو 1000 ومقتل أحد هؤلاء خلال الاشتباكات الدائرة في طرابلس. وقال إردوغان في مقابلة مع محطة «سي إن إن ترك» التلفزيونية إن تركيا ترسل أيضاً كبار قادة الجيش. جاء هذا في الوقت الذي اعتبرت فيه القوات الموالية لحكومة «الوفاق الوطني» الليبية بقيادة فائز السراج أنها «نقلت معارك العاصمة طرابلس إلى أهم قاعدة عسكرية» لقوات «الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر»، قرب الحدود التونسية، وذلك بعد مقتل 30 شخصاً على الأقل، وإصابة العشرات من طلاب الكلية العسكرية في طرابلس في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، جراء قصف جوي تعرضت له الكلية.

وتحدثت وسائل إعلام محلية موالية للجيش الوطني عن «مقتل 3 جنود بقصف مسيّرة تركية قاعدة للجيش على الحدود مع تونس»، فيما نقلت عن مصادر عسكرية أن «القصف الذي تعرضت له القاعدة استهدف أحد تمركزات الحماية في محيطها، ما أسفر عن مقتل 3 وجرح 8 جنود تابعين للجيش الوطني».

لكن إدارة القاعدة أعلنت في بيان مقتضب، أن «القوة المساندة للجيش بالزنتان التابعة للجيش، والمتمثلة في الكتيبة 78 حماية قاعدة عقبة بن نافع (الوطية)، أكدت مقتل 3 جنود وإصابة 6 آخرين، إثر القصف الجوي الذي قالت إنه تم بالطيران التركي المسير على محيط القاعدة».

وتعد قاعدة الوطية الجوية (عقبة بن نافع)، من أهم القواعد العسكرية غرب ليبيا وأكبرها مساحة؛ حيث تمتد على مساحة تصل إلى 10 كيلومترات مربعة، ويفصل بينها وبين العاصمة طرابلس 140 كيلومتراً في الجنوب الغربي.

في المقابل، نقلت «عملية بركان الغضب» التي تشنها الميليشيات التابعة لحكومة فائز السراج، عن الناطق الرسمي باسمها أن قواتها استهدفت «تمركزات للجيش الوطني في قاعدة الوطية الجوية، دمّرت خلالها آليات عسكرية ومخزناً للذخيرة».

بدوره، قال «المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة» التابع للجيش الوطني إنه «لا صحة لما يردده إعلام الميليشيات عن مسؤولية قوات الجيش عن قصف الكلية»، معتبراً أن «ما تقوم به الميليشيات من استهداف مستمر بإطلاق القذائف العشوائية في اتجاهات مختلفة لإصابة المدنيين، ظن منهم أن هذه الأعمال غير مرصودة، وأنها فقط لمجرد إدانة قوات الجيش».

ونقلت وكالة الأنباء الليبية، الموالية للجيش الوطني في شرق البلاد، عن مصدر عسكري قوله، إن «الذي نفذ العملية الإرهابية ضد طلبة الكلية العسكرية في الهضبة هو مجرم حرب وإرهابي دولي، وعلى كل الأجهزة الأمنية والعسكرية سرعة ضبط من نفذ وخطط وساهم في هذه الجريمة، سواء من الليبيين أو الأجانب».

وأعرب المصدر عن «تخوف» من أن «تنفذ الميليشيات الإرهابية مزيداً من الأفعال الإجرامية في طرابلس خاصة، قبل وصول وفد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في محاولة لإيقاف عملية تحرير طرابلس»، وأضاف: «سنحاكم كل من استهدف أبناء المؤسسة العسكرية في طرابلس وغيرها أو سهّل تنفيذ هذه الجريمة الإرهابية كما فعلنا في بنغازي ودرنة، وهذا وعد علينا».

في المقابل، نقلت وسائل إعلام محلية عن فوزي أونيس، الناطق باسم وزارة الصحة بحكومة السراج، أن «حصيلة القصف بلغت 30 قتيلاً و33 جريحاً في غارة» لمن وصفه بـ«الطيران الأجنبي» الداعم لحفتر. وقال ناطق باسم وزارة الصحة بحكومة السراج لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الطلاب كانوا يقومون بعملية الجمع المسائي في الباحة الرئيسية للكلية، استعداداً للدخول إلى عنابرهم الخاصة، قبل تعرض الباحة لقصف جوي تسبب في سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا»، ووجه نداءً عاجلاً لسكان طرابلس للتوجه إلى المستشفيات للتبرع بالدم، نظراً للإصابات الحرجة التي سجلت بين طلاب الكلية.

من جهتها، اتهمت عملية «بركان الغضب» التابعة لحكومة السراج قواتِ الجيش الوطني بالمسؤولية عن القصف الجوي الذي أوقع العشرات من القتلى والجرحى، كما نشرت صوراً تظهر عدداً من المصابين والجثث العائدة لطلبة الكلية، وآثار دمار طالت الباحة الرئيسية للكلية حيث موقع القصف الجوي.

ونشر المركز الإعلامي لعملية «بركان الغضب»، التابعة لقوات حكومة السراج، صوراً ولقطات فيديو أظهرت جرحى أثناء تلقيهم العلاج اللازم، وأشلاء متناثرة وبقع دماء في موقع الحادث، كما أظهرت لقطات أخرى سيارات إسعاف تخرج من مقر الكلية بوسط طرابلس. بدورها، أدانت «بعثة الأمم المتحدة في ليبيا» في بيان لها بأشد العبارات القصف، معتبرة أن «التصعيد المتنامي في الأعمال العسكرية على هذا النحو الخطير يزيد من تعقيد الأوضاع في ليبيا ويهدد فرص العودة للعملية السياسية». وبعدما عبّرت عن «صادق التعازي لأسر الضحايا وتمنت الشفاء العاجل للمصابين»، ذكرت البعثة أن «التمادي المستمر في القصف العشوائي الذي يطال المدنيين والمرافق المدنية الخدمية كالمستشفيات والمدارس وغيرها، قد يرقى إلى مصاف جرائم الحرب، ولن يفلت الجناة من العقاب طال الزمن أو قصر». وكانت البعثة أعلنت أن الزيادة في الضربات الجوية والقصف داخل وحول طرابلس تسببت في وفاة 11 مدنياً على الأقل منذ مطلع الشهر الماضي، وإغلاق منشآت صحية ومدارس، كما أكدت على «الامتناع عن استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية في طرابلس، وأن هجمات من هذا النوع يمكن أن ترقى إلى جرائم الحرب».

وزادت الضربات الجوية والقصف حول طرابلس في الأسابيع الأخيرة، في ظل مخاوف من احتمال احتدام القتال بعد موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة السراج. وتشهد مناطق بجنوب العاصمة الليبية تصعيداً غير مسبوق في الغارات الجوية خلال الأسابيع الماضية، كما تصاعدت وتيرة المعارك في الآونة الأخيرة مع إعلان حفتر بدء «المعركة الحاسمة» والتقدم نحو «قلب طرابلس».

وتشهد ليبيا، الغارقة في الفوضى منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، مواجهات عنيفة منذ 4 أبريل (نيسان) الماضي حيث تشن قوات الجيش الوطني، هجوماً للسيطرة على طرابلس مقر حكومة السراج، وتسببت المعارك بمقتل أكثر من 2000 مقاتل ونحو 300 مدني، فيما نزح 146 ألف شخص، بحسب غسان سلامة المبعوث الدولي إلى ليبيا. في غضون ذلك، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن عدد المرتزقة السوريين الموالين لتركيا الذين وصلوا إلى طرابلس حتى الآن وصل إلى نحو 1000، وأشار إلى مقتل أحد هؤلاء خلال الاشتباكات الدائرة في طرابلس، أثناء قتاله إلى جانب «حكومة الوفاق». وأوضح «المرصد» أن القتيل يتبع فصيل «السلطان مراد» أحد أبرز الفصائل التي أرسلت مقاتلين للقتال في ليبيا. وكان «المرصد السوري» أعلن ارتفاع عدد المجندين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب إلى ما لا يقل عن 1600 من مقاتلي فصائل السلطان مراد وسليمان شاه وفرقة المعتصم الموالية لتركيا. وجرى نقل هؤلاء المرتزقة من منطقة عفرين بعد تسجيل أسمائهم، في الوقت الذي تتواصل فيه عملية تسجيل الأسماء بشكل واسع، إذ إن العملية مستمرة بشكل مكثف، مع التركيز الكبير عليها إعلامياً وسياسياً.

 

قوات حفتر تعلن السيطرة الكاملة على سرت الليبية

طرابلس/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/2020

أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، اليوم (الاثنين)، دخول مدينة سرت في وسط البلاد التي تسيطر عليها قوات حكومة الوفاق الوطني، والسيطرة عليها كاملة، وعلى مطار القرضابية في المدينة. وقال بيان صادر عن غرفة «عمليات سرت» التابعة لقوات المشير حفتر، نشرته عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إن القوات «تتقدم بخطى ثابتة في اتجاه قلب سرت لتطهيرها من قبضة الميليشيات المسلحة، و(...) تبسط سيطرتها على مواقع جديدة داخل مدينة سرت». وأكد سيطرة قوات حفتر على مطار القرضابية الدولي في سرت (450 كلم شرق طرابلس) الموجود داخل قاعدة جوية، مشيراً إلى تسليم «القوة المسلحة المكلفة بحماية المطار نفسها بكامل آلياتها ومهماتها لقواتنا». وتحدث عن «غنم أسلحة» والقبض على عناصر من القوات التابعة لحكومة الوفاق. في سياق متصل، أعلن اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم بالجيش الوطني الليبي، «تحرير مدينة سرت من الإرهاب بشكل رسمي»، بحسب صفحة المتحدث على موقع «فيسبوك». وتناقلت وسائل إعلام محلية ومواقع التواصل الاجتماعي صوراً تُظهر وحدات من قوات حفتر داخل مطار القرضابية وداخل أحياء في مدينة سرت. وتسيطر على المدينة منذ نهاية العام 2016 قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني يتحدر معظم عناصرها من مدينة مصراتة.

 

ميليشيات إيران تخلي مقارها في البوكمال تحسباً لقصف أميركي و20 قتيلاً من النظام في هجوم لـ"داعش"

دمشق – وكالات/06 كانون الثاني/2020

 أخلت ميليشيات موالية لإيران في سورية مقراتها في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور شرق سورية، تحسباً لقصفها من قبل القوات الأميركية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان، أمس، بأن تلك الميليشيات أخلت مقراتها في البوكمال، وباتت تنتشر في البساتين على ضفة نهر الفرات، بينما أبقت عناصر حراسة على مقراتها. وذكر أن طائرات مسيرة مجهولة شوهدت السبت الماضي في أجواء البوكمال، فيما أطلقت الميليشيات المتمركزة في محيط المدينة والمنطقة الحدودية مع العراق نيران رشاشات ثقيلة، من دون ورود معلومات إضافية بشأن ما إذا كانت تلك الطائرات محملة بصواريخ أو استطلاعية لمتابعة قادة تلك الميليشيات. وكان المرصد أشار في وقت سابق، إلى أن وفداً من بعض العشائر في المنطقة اجتمع في 26 ديسمبر الماضي، في طهران، مع قائد “فليق القدس”، التابع لـ “الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني، بهدف توجيه وتوحيد القوى ضد القوات الأميركية. من ناحية ثانية، شن النظام السوري غارات جوية على مواقع المعارضة في أرياف حلب وإدلب، استعداداً لفتح محاور جديدة في ريف حلب باتجاه الطريق الدولي، وفي ريف إدلب باتجاه سراقب ومعرة النعمان. وقال مصدر ميداني، إن “النظام يواصل تمهيده الناري لاستعادة الطريق الدولي الستراتيجي بين حلب وحماة بعملية قد تنطلق بأي لحظة”. وأضاف ان سلاح الجو أغار على “تجمعات وتحركات الإرهابيين في محيط مدينتي معرة النعمان وسراقب وفي بلدات عدة في ريف إدلب الجنوب الشرقي، بالإضافة إلى بلدة خان السبل، الواقعة على الطريق الدولي شمال معرة النعمان، في حين دمرت مدفعية الجيش في ريف حلب الجنوبي أهدافاً معادية”. من جانبهم، قال مراقبون: إن “لدى النظام خيارات ميدانية عدة وخطة محكمة بدقة للسيطرة على الطريق الدولي، منها حصار معرة النعمان وسراقب والسيطرة على مقاطع واسعة من الطريق وضفته الشرقية التي يسهل التقدم فيها قبل قضم مساحات من ضفته الغربية لتأمينه ثم مد نفوذه إلى المدن والبلدات الواقعة عليه من سراقب إلى معرة النعمان”. وفي إدلب، ذكرت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء أول من أمس، أن عشرة أشخاص لقوا مصرعهم بقصف شنته قوات النظام على منطقة خفض التوتر بادلب.

في غضون ذلك، كشف مدير شبكة “فرات بوست: الإخبارية أحمد الرمضان أمس، عن مقتل نحو 20 من عناصر جيش النظام في هجوم شنه مقاتلو “داعش” على مواقع للقوات السورية في بادية ريف دير الزور. وكان مسلحون من “داعش” أعدموا السبت الماضي، 19 من رعاة الأغنام في بادية السبخة في ريف الرقة الجنوبي. على صعيد آخر، ينذر تشكيل موسكو لمجموعاتٍ مسلحة شمال شرق سورية من العشائر العربية، باندلاع مواجهات جديدة في تلك المنطقة، الخاضعة لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) إذا لم تتمكن الأخيرة من الوصول لاتفاق مع النظام، لكن هذا التصعيد المرتقب يرتبط مباشرة بالحسم العسكري في إدلب. وفي السياق، استبعد المحلل الروسي إكبال درة، حصول مواجهات بين الجماعات المسلحة السورية الموالية لأنقرة ومجموعات مسلحة أخرى تسعى موسكو حالياً، لتشكيلها من العشائر العربية في مناطق سورية تقع على الحدود مع تركيا وتخضع لسيطرة “قسد”. وقال: إن “موسكو قد تستخدم تلك المجموعات المسلحة ضد جماعات أخرى حسب ظروفها، فقد يتم استخدامها ضد القوات المدعومة من أنقرة، وعلى سبيل المثال في حال فشلت موسكو في صنع اتفاق بين الأكراد ودمشق، قد تلجأ لاستخدام تلك المجموعات ضد وحدات حماية الشعب التي أسست قسد”. وأشار إلى أنه “يمكن لموسكو أن تستخدمها أيضاً ضد القوات الأميركية، لكن في ضوء التطورات الحالية، من المرجح أن يتم استخدام تلك المجموعات ضد القوات السورية الموالية لأنقرة، سيما أنها مصنفة إرهابية لدى موسكو، لكن العوامل المرتبطة بهذا التحرّك هي تطورات إدلب وسير المعركة هناك، لذلك من السابق لأوانه معرفة توقيت اندلاع هذه المواجهات، لاسيما أن تشكيل تلك القوات سيستغرق بعض الوقت”.

 

ميليشيات إيران بسورية تقتل 19 راعياً انتقاماً لسليماني

دمشق- وكالات/06 كانون الثاني/2020

 قتل نحو 20 مدنيا ذبحا بالسكاكين ورميا بالرصاص، أثناء رعيهم الأغنام في بلدتي معدان وسبخة في محافظة الرقة شمالي سورية، وسط تضارب حول ملابسات الجريمة. وذكرت مواقع للمعارضة السورية، أن الجريمة حدثت “بالتزامن مع انتقال مجموعات أجنبية مدعومة من إيران للرقة”، وأن هؤلاء ارتكبوا الجريمة انتقاما لمقتل قاسم سليماني الذي اغتيل بضربة جوية أميركية في بغداد، مؤكدة أن عدد القتلى 27 بالإضافة إلى فقدان 10 أشخاص آخرين. كما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي رواية أخرى تتهم جماعات كردية بارتكاب المذبحة. وقالت مصادر اعلامية إن الجريمة وقعت قبل أيام، وسقط ضحيتها 19 راعيا، وأنه وفقا لنتيجة التحقيق، تبين أن الخلاف عشائري. واستبعدت المصادر أن يكون الفاعلون منتمين لتنظيم “داعش” لبعد التنظيم عن المنطقة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

محاذير شيطنة السياسة ودروس «انتفاضة 14 آذار»

سام منسى/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82082/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d9%85%d8%ad%d8%a7%d8%b0%d9%8a%d8%b1-%d8%b4%d9%8a%d8%b7%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d9%88%d8%af%d8%b1%d9%88%d8%b3-%d8%a7%d9%86/

مع بداية السنة الجديدة ودخول الانتفاضة الشعبية في لبنان مشارف شهرها الثالث، يبدو أنها تواجه من جهة انسداداً على صعيد تجاوب الحكم معها وتجاهله مطالبها، ومن جهة أخرى الارتدادات المحتملة لاغتيال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، وأبو مهدي المهندس، نائب قائد «الحشد الشعبي» في العراق، لا سيما لجهة دور «حزب الله» وهو أهم ذراع لإيران في المنطقة.

وفي ظل ما هو رائج اليوم من شيطنة للسياسة، يفرض تدافع الأحداث هذا العودة إلى الحدث التأسيسي للمسار الحالي، أي «انتفاضة 14 آذار»، علّنا نستخرج بعض الدروس خدمةً لانتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول).

اندلعت الانتفاضة على وقع الأزمة الاقتصادية والمالية التي دخلت البلاد أتونها، وشكلّ الهم المعيشي الرابط الرئيس بين مختلف مكوناتها. ومع ذلك، تبقى أسبابها الكامنة سياسية بالدرجة الأولى، إنْ لجهة سوء إدارة البلاد ونظام المحاصصة الذي انسحب على المناصب السياسية كما على اقتسام المغانم الاقتصادية والمالية، أو لجهة عدم الإفراج عن المساعدات الدولية الموعودة لإنقاذ البلاد. فإذا كان السبب العلني وراء عدم تدفق هذه المساعدات من مصادرها الغربية أو العربية هو ضرورة أن تسبق هذه الخطوة إجراءات إصلاحية تبدأ بمكافحة الفساد وسوء الإدارة وصولاً إلى تحقيق الحوكمة الرشيدة، يبقى السبب الحقيقي سياسياً بامتياز ويتمحور بشكل رئيس حول الاتجاه الذي سلكه ويسلكه الحكم في لبنان بفعل هيمنة «حزب الله» وسطوته على صناعة القرار في البلاد.

ووسط وصول الأزمة بين طهران وواشنطن إلى ذروتها مع اغتيال سليماني في بغداد، ومع حبس العالم أنفاسه بانتظار الرد الإيراني، يستمر القيّمون على الحكم في لبنان بالتسلي بعملية تأليف حكومة يريدون إقناع اللبنانيين والعالم بأنها أولاً الحل السحري للأزمة المستفحلة الذي كان مفقوداً ووجدناه، وأنها ثانياً حكومة مستقلين فيما يدرك الجميع مَن وراءها. لن يتغير الموقف الدولي من لبنان مع أي حكومة يبقى لـ«حزب الله» اليد الطولى فيها، فكيف للبنان والحال هذه الخروج من أزمته تلك وسط الأوضاع المستجدة؟ وما الدور الذي تستطيع الانتفاضة بخاصة لعبه كما القوى السياسية الأخرى؟

لعله من المفيد أولاً العودة إلى الماضي القريب والإفادة من دروسه، وثانياً تصويب مسار انتفاضة 17 أكتوبر وبعض المفاهيم التي تتبناها. نعني بالماضي القريب تجربة حركة «14 آذار» 2005 المفصلية في الحياة السياسية اللبنانية، لا سيما لجهة وضوح رؤيتها السياسية ووضعها الإصبع على الجرح، وهو وقوع البلاد تحت احتلال سوري وصل إلى ذروة سطوته باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. فكانت الانتفاضة الشعبية المليونية التي تمكنت جراء تأطيرها السياسي الداخلي وظروف دولية وإقليمية من تحقيق خروج الجيش السوري من لبنان بعد نحو ثلاثة عقود على وجوده فيه. لكن على الرغم من هذا الإنجاز الكبير، لم تتمكن الطبقة السياسية من تحقيق مكاسب تنقل البلاد إلى مرحلة بناء الدولة لأنها تاهت مرة جديدة في غياهب المصالح الطائفية والحزبية الضيقة، فتغلبت الانتماءات الفرعية مرة جديدة على الانتماء الوطني الجامع. في الواقع، مر إجهاض حركة «14 آذار» بثلاث محطات رئيسة يجوز وصفها بمجازر ارتُكبت في حق حركة شكّلت فرصة تاريخية قد لا تعوَّض ولا تمرّ إلا نادراً في حياة الشعوب.

المحطة الأولى هي عمليات الاغتيال المبرمج لقيادات هذا الحراك ورموزه. والمحطة الثانية هي الأخطاء المميتة التي وقع بها المكون المسيحي في البلاد، بدءاً من رفضه «المس» برئاسة الجمهورية آنذاك ورفض إسقاط الرئيس إميل لحود الممددة ولايته، وصولاً إلى الانتحار السياسي الذي نفذه التيار الوطني الحر عبر ورقة التفاهم التي وقّعها مع «حزب الله»، والمحطة الثالثة هي التصفية الذاتية التي قامت بها هذه الحركة عبر مجموعة التسويات التي عقدتها مع ممثلي محور الممانعة المحليين. بدأت هذه التسويات باقتراح الوزير سليمان فرنجية رئيساً، ثم القبول بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، ثم الرضا غير المبرر بقانون انتخاب مفصّل على قياس «حزب الله» وحلفائه جاء بهم كأكثرية في المجلس النيابي، وبعدها القبول بالتشكيلة الحكومية الأخيرة التي جاءت لتُحكم قبضة «حزب الله» على المؤسسات الدستورية الثلاث: رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي والسلطة التنفيذية. المشكلة الكبرى هي أن هذه التسويات لم تكن تسويات بمعنى الكلمة أي تسويات تراعي مصالح طرفين، إنما جاءت على شكل وضع «العصفور في القفص» وفرض إقامة جبرية على بقايا «14 آذار» عبر إشراكها الصوري في الحكم سعياً وراء غطاء يقي «حزب الله» الضربات الإقليمية والدولية. هذا الأمر لا ينفي وجود نوع آخر من المحاصصة الاقتصادية - المالية أفاد عبرها جل من في السلطة من مواقعهم، فوصل حجم الفساد والتعدي على المال العام إلى مستوى فاضح لم يسبق له مثيل.

الجامع بين هذه المحطات الثلاث هو الرضوخ للواقع وعدم الاعتراف بالعطب الأساس الذي يضرب البلاد، وهو ازدواجية السلطة عبر سيطرة «حزب الله» على صناعة القرار وما يستتبع ذلك من تداعيات مدمرة على الاقتصاد والاجتماع والأمن.

أما الانتفاضة الشعبية الراهنة، فهي دون أدنى شك لحظة تاريخية أخرى علينا الإفادة منها في سعينا ليس للخروج من الأزمة الاقتصادية الاجتماعية الضاغطة فحسب، بل لاستعادة الدولة أولاً وإعادة بنائها ثانياً. ولا بد من الاعتراف بأن مطالب الانتفاضة كافة من مكافحة الفساد إلى استعادة الأموال المنهوبة إلى تشكيل حكومة اختصاصيين إلى انتخابات مبكرة، هي جميعها مطالب محقة ومشروعة، إنما تحقيقها يستدعي وجود دولة ذات سيادة والدولة مغيبة بفعل اختطاف قرارها. إن شعار «كلن يعني كلن» هو شعار له رنين جذاب، إنما يوقع الانتفاضة في خطأ جسيم وهو شيطنة السياسة والساسة واعتبار أن كل من خارجها غير صالح وينبغي أن تدخل في عداء معه. لن تتمكن الانتفاضة من ترجمة مطالبها إلى واقع إلا عبر الاعتراف أولاً بأن سبب مشكلات لبنان هو غياب الدولة وليس فقط الحكومة، وثانياً عبر إطار سياسي يسمح بإعادة التوازن إلى الحياة السياسية ويكون على شكل جبهة سياسية متماسكة تواكب الانتفاضة دون أن تنخرط في صفوفها، مؤلفة من قيادات وقوى لا يجوز إلغاؤها دفعة واحدة واعتبارها فاسدة لمجرد أنها شاركت في الحكم. صحيح أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، إنما الانتفاضة بحاجة إلى مثل هذه الجبهة للحد من عملية القضم والانقلاب الجارية، جبهة تشكل أداة ضغط وتتوجه إلى المجتمع الدولي والمجتمع العربي لتعلن أن في لبنان قوة وازنة لها رأي مختلف ولديها القوة والقدرة على منع محور الممانعة من الاستئثار بصناعة القرار السياسي في البلد.

إن المؤشرات الواردة وما قد يتبعها من الإقليم تدفع باتجاه العمل نحو إعادة التوازن إلى الحياة السياسية عكس ما تشي به مماحكات تشكيل الحكومة الجديدة. المهم السير نحو استعادة دولة كاملة غير منقوصة لا نصف دولة، وبالتالي أن تحاذر الانتفاضة من مغبات شيطنة السياسة.

 

حزب الله والجنود الأميركيون في لبنان.. "التجاور" المخيف

منير الربيع/المدن/07 كانون الثاني/2020

أصبح تشكيل الحكومة موضوعاً هامشياً، بعد المنعطف الذي سلكته التطورات في منطقة الشرق الأوسط، بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني. وأصبحت كل الجبهات موحدة ومترابطة، سواء جاء القرار بفتحها، أم عبر الاكتفاء بترابطها المعنوي. أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، يثبت مجدداً أن لبنان جزء لا يتجزأ من المحور الإيراني. لا بل أكثر من ذلك، بدا نصر الله وكأنه وريث دور سليماني في المرحلة المقبلة على الساحات العربية كلها. وذلك من خلال توجهه إلى حلفاء إيران بالنصائح. قال نصر الله إن طهران لن تطلب شيئاً من حلفائها. ما يعني أن عليهم بأنفسهم أن يجدوا الطريقة المناسبة للرد على اغتيال سليماني. فالضربة لم تستهدف إيران وحدها، بل كل "محور المقاومة" والمنتمين إليه.

توزيع المهام

وجّه نصر الله حلفاء إيران بضرورة الرد عبر استهداف القواعد الأميركية والجنود والبوارج في منطقة الشرق الأوسط. وهذه بحد ذاتها مؤشر إلى أن الرجل يوزع المهام ويحدد الفروض، كموجّه لحلفاء إيران في المنطقة. وهو الدور الذي كان يلعبه سليماني. وعلى كل حال، لنصر الله رمزية استثنائية وتأثير كاريزماتي داخل المحور الإيراني على جميع الحلفاء. نجله شهيد، ساعد حزبه في كل الصراعات والحروب التي خاضها حلفاء إيران من سوريا إلى العراق واليمن وفلسطين والبحرين وأبعد.. وهذا ما يؤهله إلى لعب هذا الدور. كما إن حزب الله هو الحليف الأقوى والأكثر تنظيماً وتأثيراً بالنسبة إلى إيران في المنطقة. فقد أحكم الحزب السيطرة المطلقة على لبنان سياسياً وعسكرياً، وبذلك هو يتقدم على الجميع. بمجرد أن يوجه نصر الله حلفاء إيران باستهداف الأميركيين في المنطقة، ضمن معركة إخراجهم منها بالنعوش وبعد إذلالهم، فذلك يفترض تغييراً بمعادلات وقواعد عسكرية وسياسية في كل الدول الخاضعة للنفوذ الإيراني، بما سينعكس حتماً على لبنان. وبات هناك سؤال أساسي لا بد من طرحه بعد موقف نصر الله: هل يمكن أن يبقى لبنان محيّداً عن خوض هذا الصراع أو المعركة الجديدة؟ فيما نصرالله اللبناني أرشد العراقيين والسوريين واليمنيين إلى استهداف الأميركيين؟ منطقياً، فإن ذلك لا يستقيم، على الرغم من أن نصر الله أعلن انه ليس قائداً ولا صاحب قرار ويتحدث بحكم معرفته بحلفائه. لكن حكماً الموقف يلزم الحزب بتنفيذ عمليات تستهدف الأميركيين كما سيفعل الآخرون.

أميركيو لبنان

صحيح أن ليس في لبنان قواعد عسكرية أميركية. لكن هناك جنوداً وضباطاً أميركيين موجودين في حامات، وقاعدة رياق الجوية وقاعدة عمشيت البحرية. ووجودهم يرتبط بالتنسيق وببرامج المساعدات للجيش اللبناني. ما يعني أن استهدافهم سيكون له انعكاسات سلبية على لبنان برمته. وهذا إذا حدث فما علينا سوى انتظار الرد الأميركي وكيف ستتعاطى واشنطن عسكرياً، ومالياً وسياسياً مع لبنان. ولا بد - التزاماً من نصر الله بموقفه- أن يستتبع ذلك بمواقف سياسية أخرى قد تطال حلفاء واشنطن في لبنان، أو المحسوبين عليها في النظام اللبناني، كالجيش وحاكم مصرف لبنان.

إذا ما قُرن الموقف بالفعل بالنسبة إلى الحزب، فإن لبنان أمام سيناريوهات دراماتيكية لا تقل عن خطورة الاوضاع السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية للعراق وسوريا. ومنطقياً فإن التورط بهكذا مغامرة مستبعدة من قبل الحزب، الذي يحكم السيطرة على المفاصل اللبنانية. فأي تخريب للمعادلة السياسية الحاكمة، ستجعل الحزب أول المتضررين. وليس الحزب ولا إيران ممن يتعاطون عاطفياً في هكذا ملفات. الحسابات السياسية تختلف هنا عن الخطب العاطفية. وما يصلح حالياً في لحظة "الدم الحامي" ستتراجع حماسته بعد فترة لصالح الهدوء والتكتيك والصبر. وأي تصعيد سيكون هدفه تحقيق المزيد من المكاسب السياسية في المنطقة.

تأخير الحكومة

لذلك تريث حزب الله بعيد اغتيال سليماني بموضوع تشكيل الحكومة. قد يكون التريث بسبب الاهتمام بتطورات الأوضاع في المنطقة، ومتابعة ما يجري. لأن ذلك يفوق أهمية من تفاصيل الحكومة. في اليوم التالي لاغتيال سليماني، تواصل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب مع الحزب للسؤال عن الوضع، فأجيب أن يستكمل مساعيه. لكن عندما واجه عقبات وعثرات من باسيل، استنجد بالحزب الذي تأخر في الإجابة والمساعدة. ما فُهم إنه تريث وعدم تفرغ للشأن الحكومي. وهذا ما أخّر الولادة الحكومية، التي تحال أسباب تأخيرها إلى خلاف بين باسيل ودياب. لكن حقيقة التأخير أن الحزب لم يتدخل لمعالجة الأمور. والجميع يبحث عن الاستفادة من هذا الوضع لتحسين شروطه.

 

خطاب نصرالله والرسالة الأميركية: سنة دموية قبل الصفقة

منير الربيع/المدن/07 كانون الثاني/2020

أجرى أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، عملية تعبوية مركّزة، رداً على عملية اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني. في تعبويته، أصرّ نصر الله على تحويل اغتيال سليماني إلى انتصار جديد لمحور المقاومة! باستعادة معادلة انتصار الدم على السيف، وتشبيه اغتيال سليماني بقتل الإمام الحسين وأهل البيت. وهذه يقصد منها التوجه إلى البيئة الحاضنة لشد عضدها ورفع معنوياتها وتحشيدها. أما الأساس فيبقى للنتائج السياسية المراد تكريسها ما بعد هذه العملية. وهي حتماً بالنسبة إلى الحزب تتعلق بتحقيق إنتصار سياسي للمحور الذي ينتمي إليه.

إغتيال سليماني يدشن دخول منطقة الشرق الأوسط في مرحلة جديدة. مرحلة مختلفة عن المعارك العسكرية، التي كان يقودها سليماني في دول هذه المنطقة، لتوسيع النفوذ والإيراني وتكريسه. والابتداء بمرحلة قطاف الثمار. أما العمليات العسكرية فقد اختصرها نصر الله في الرد على اغتيال سليماني باستهداف القواعد العسكرية الأميركية والجنود الأميركيين في المنطقة. وقد ذكّر الرجل بمراحل تاريخية من هذه المواجهات، التي دفعت الأميركيين إلى الانسحاب غامزاً من قناة تفجير السفارة الأميركية في بيروت ومقر المارينز، مطلع الثمانينات.

تحييد لبنان

اعتبر نصر الله حادثة مقتل سليماني بداية مرحلة جديدة في المنطقة كلها، أو هو تاريخ جديد. ويختصرها بعنوان مواجهة الوجود العسكري الأميركي. لكن، وفق كلام نصر الله والأهداف التي حددها، فإن هذه المعارك لن تشرك لبنان هذه المرة، وحالياً على الأقل، لأن ليس فيه قواعد عسكرية أميركية. وهناك قرار في تحييده. ولن يكون ساحة مواجهة. إنما قد يكون ساحة الإسناد والدعم، وممراً للمواجهة. والحال هكذا، ستجعل حزب الله، بالتأكيد، يسرّع في تشكيل حكومته في لبنان. وسيعلن حرباً إعلامية على واشنطن من لبنان. وقد يتشدد في مطالبة السلطات اللبنانية بإخراج الأميركيين الموجودين في لبنان داخل قواعد تابعة للجيش اللبناني.

وطبعاً، هذا الموقف لا ينفصل عن توجيه رسائل مباشرة للداخل اللبناني. وتتعلق بمشروع العداء لأميركا. ما قد يعزز الانقسام الداخلي اللبناني. وهو ما ألمح إليه نصر الله قائلاً أن هذه العناوين هي محطّ خلاف قديم ومستمر. ما سينعكس تشدداً سياسياً لحزب الله في لبنان مع حلفائه أو خصومه، أو أي جهة سياسية تحاول معارضة خياراته وتوجهاته.

فحوى الرسالة عبر سويسرا

وفق ما تشير المعلومات، وبعد اغتيال سليماني، سلمت الولايات المتحدة الأميركية عبر سويسرا رسالة رسمية إلى إيران، ومضمونها متفق عليه بين الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة، وفيها مقترح مقدم للإيرانيين والعراقيين، بأن يتم إصدار قانون لإخراج القوات الأميركية من العراق. هذا العرض الأميركي قدّم للإيرانيين عبر سويسرا، لتجنب الردّ التصعيدي على اغتيال سليمانيز وهذا يؤكد أن اغتيال سليماني كان يهدف إلى فتح صفحة جديدة في منطقة الشرق الأوسط.. تفتتح بمفاوضات غير مباشرة بين الإيرانيين والأميركيين.

وعلى هذا الأساس، سارع البرلمان العراقي إلى إقرار الخروج الأميركي من العراق. ولذلك أيضاً سارعت إيران لإعلان هذا العنوان كرد على سليماني، بما يسمح لها لاحقاً إعلان "الانتصار". والقرار سيحتاج إلى سنة لتنفيذه، ما يعني أن التوترات في المنطقة ستستمر طيلة هذه السنة، من بينها استهداف المصالح الأميركية، ضمن لعبة تسجيل النقاط، بانتظار ترتيب الأوضاع ومعرفة نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتي بعدها سيتبلور الاتفاق النووي الجديد بين واشنطن وطهران.

سيأخذ الإيرانيون مداهم في تجنب المواجهات العسكرية التقليدية والمباشرة، سواء بينهم وبين الأميركيين أو بين حزب الله وإسرائيل. وستكون الوجهة المقبلة هي عمليات متنقلة بين سوريا والعراق، عبر حلفاء إيران.

المشهد اللبناني

وكما أدى اغتيال الحريري في لبنان إلى إخراج الجيش السوري من لبنان، وتسليمه للإيرانيين عبر حزب الله، فإن نتيجة اغتيال سليماني ستكون خروج الجيش الأميركي من العراق، مقابل أن تثبت طهران نفوذها وقوتها هناك.

الأهم من كل التفاصيل اللبنانية بالنسبة إلى حزب الله، هو كيفية التعامل مع الملفات برمتها، خصوصاً ان الحزب ترك الحرية في تشكيل الحكومة لحليفيه الرئيسيين رئيس الجمهورية، ورئيس التيار الوطني الحرّ، اللذين كانا يجريان المقابلات واللقاءات لتسمية الوزراء واتخاذ القرارات المناسبة بشأن من سيسمونهم. أي أن الحزب كان يتعالى عن هذه التفاصيل ويوكلها لحلفائه، لأن اهتماماته ستكون أبعد من ذلك، بعد تكريس وصايته. وفي هذه التجربة ستتكرر تجربة الوصاية السورية مع حلفاء النظام ما قبل 2005 الذين كانوا يسيطرون على كل شيء على حساب خصومهم.

 

عودوا إلى الغضب والشتيمة.. ثورة على التهذيب

هاني حسن/المدن/07 كانون الثاني/2020

في أصل المعنى للكلمة، التهذيب يقال عن الشجر من ناحية قطعه وتنقيته وإصلاحه، لكي يصبح شجراً مهذّباً يأتي بالثمار المرجوّة؛ ويقال أيضا تهذيب الهندام أي إصلاحه؛ كما ويقال في تهذيب الكتاب أي تلخيصه وحذف ما فيه من إضافات غير لازمة.. وطبعاً، يقال التهذيب بالمعنى الأكثر شيوعاً من ناحية التربية وتطهير الأخلاق.

مشاعر الفاسدين

منذ اندلاع ثورة الشارع اللبناني ليل السابع عشر من تشرين الأول، وإلى يومنا، نشهد على خطوات حثيثة في تتابعها وتتاليها لـ"تهذيب" الثورة، بكل ما آنف ذكره من المعاني، من تنقية وإصلاح وحذف وتربية، إلى حد التطويع وجعلها "ثورة أليفة" تتساكن مع المستهدف في ثورانها.

في بداياتها، انطلقت الثورة من غضب عارم مفعم بالشجاعة، في وجه كل من رأته ووجدته من الطغمة الفاسدة، أو متحالفاً معها، أو متستّرا عليها، وأعلنتها صراحة "كلّن يعني كلّن". وانتفضت لإسقاط النظام، غير آبهة بالفراغ المهدّد به ولا ببطش حرّاس الهيكل المدافعين وبشراسة عن قياصرة الفساد وأمراء الحرب الباردة. خرجت الثورة من رحم الوجع والغضب والفرح والأمل، فخرجت خالعة عن جسدها قشور آداب القول والفعل، فشتمت ورقصت وقطعت طرقات، وافتخرت بظهورها انتفاضة شتم الفاسدين وناهبي أموال الشعب، ورقص الفرح المتحرّر من قيود المتزعمّين، وقطع الطرق في وجه ماض بائس مهترئ، أملاً بالإنطلاق نحو مستقبل يُرسم بأحرف الثورة نفسها. وخرج في وجه الثورة منذ أيامها الأولى من يهوّل عليها، ويأنّبها، ويخوّنها، ويهدّدها، ويحجّمها إلى بضعة مئات أو يعظّمها إلى عمل السفارات... أمّا هي، فمضت لا مبالية، تشتم، وتغنّي، وترقص، فتركل مرافقاً شاهراً سلاحه، وتمزّق صور أصنام السياسة اللبنانية ومشعوذيها، وتمضي قدما بخروجها عن التقاليد الخلقية الزائفة، لتقول ما لها وما عليها غير آبهة بمشاعر الفاسدين، سارقي أموال الشعب وناهبي هبات العالم.

إعلام أبوي

فكان لا بد من تهذيب للثورة، واستُجلبت وسائل شتّى نعلمها جميعاً، كوننا أبناء وبنات هذا المجتمع الأبوي الذكوري، الذي وجد لنفسه على مر العقود والقرون مهمّة تهذيبنا وتربيتنا على مذهب الإنصياع والطاعة؛ وبرأيي، فلقد سقطنا نحن بنات وبنين الثورة في فخ العودة إلى بيت الطاعة الخلقية التي تربينا فيه، حيث ترعرعنا على مبدأ "لازم تسمعوا الكلمة" المعطوف على مقولة "إن اللبيب من الإشارة يفهم". فكانت البداية بخطب إرشادية وأخر أبوية، مرفقة ببعض الحركات التهذيبية التي لا بد منها، من ضرب وحرق وخطف واعتقال، فتلاوة فعل الندامة والإعتذار (فيديوياً على الأغلب) عن بعض ما قيل في لحظات تخلّي وانفعال. أما الأدوات التي استعملت لهذه الغاية كثيرة متكاثرة، وجلّها من ينابيع الذكورية اللبنانية: من عصي وقبضايات وشتائم (نعم، شتائم لتربية من يشتم) وشعارات وعراضات، إلى إعلام أبوي يعود ويشدد على ما هو مقبول أو مرفوض، معتذرا من المشاهدين (قاصداً الآباء السياسيين) عن أي لفظ أو تجريح خرج عبر أثير المحطة المهذّبة. فخرج من باطنية الثورة إلى وعيها ذكريات الأب المزمجر المهمدر، المردّد دوما "قعدوا عاقلين"، والمشدّد أن كلمته لا تصبح إثنتين؛ فشعرت الثورة حينها بالذنب، وعادت إلى عقلها رويدا، وعاهدت نفسها (والأب الساكن فيها) على أن لا تشتم، ولا تقطع طرقات، ولا تخرج عن أدبيات الغضب، وأن تنأى بنفسها عن كل ما شابه.. ودأبت يوماً بعد حين على بلورة "إتيكيت" للثورة، ووضع أسس العمل المسموح والمقبول، فعاد وسمح لها الأباء أن تلعب في الشارع، شرط أن لا تلعب مع الزعران، وألّا تتصرف تصرفات خارجة عن اللياقة. ومع مرور الأسابيع، ظن ظان أن الثورة همدت، أو خفتت، وتكلّم كثر عن إحباط  أو ما شابه. غير أنه ما من إحباط، ولا تراجع للثورة واندفاعها؛ الواقع أنها ما زالت منطلقة، وبإصرار، غير أنها ولسوء القدر قد أضحت مهذّبة. رغم الإعلان جهاراً منذ أيامها الأولى على أنها أيضا ثورة على الذكورية، يبدو أننا عدنا طوعاً إلى طاعة آباء المجتمع والسياسة وإرشاداتهم. إنه سوء قدر وتقدير، ذهب بالثورة للظن بأنه يمكنها أن تثور من دون أن تخرج عن طورها، وأن تنقلب على طبقة متحكّمة بالبلد ومفاصله من دون أن تجرح مشاعرأهلها أو أن تخدش حياء مرهفي الإحساس منهم. فكأن الثورة اليوم بركان لطيف يجهد ليثور بصوت خافت، وبأقل كمّية ممكنة من الحمم، مستبدلاً الزلزال بما تيسّر من دغدغة، رأفة بمن يسكن في ظلاله ويقتات من خيراته.

الخروج من بيت الطاعة

كيف لثورة أن تثور في وجه فساد عفن، ومن ثم تهدّئ من ثورانها احتراماً لمشاعر الفاسدين؟ كيف لها أن تصرخ طالبة باسقاط نظام الزبائنية والمحاصصة، وفي الوقت عينه تخضع لقواعد اللعبة كما يضعها لها ذاك النظام عينه؟ كيف لثورة أن تطالب بإعادة الأموال المنهوبة، متوجهة خاشعة بطلبها هذا إلى من تتهمهم بالنهب والسرقة؟ وكيف لها أن تستعيد الوطن وتعيده إلى منازل الشعب وهي تتلافى إزعاج قياصرة القصور في مضاجعهم؟ لا إحباط في الشارع اليوم، ولا انهزام، ولا تراجع... بل هنالك تهذيب فائض وزيادة عن اللزوم. الثورة ما زالت في بداياتها، والآتي أبهى وأعظم، لكن عليها وعلينا جميعا أن نعود ونخرج من بيت الطاعة الأبوية، ونعود إلى الساحات لنرقص فرحا بتحرّرنا، ونشتم كل سرّاق ونصّاب وكذّاب من الساسة ولفيفهم، ونصرخ رفضاً بوجه كل من يطلب منا أن نتهذّب و"نقعد عاقلين"؛ على الثورة أن تستعيد الثوران المتّقد في وجه الاستغلال والاستبداد، وأن تعود لتركل ذكورية كل من يهددها من حرّاس الهيكل وقياصرته.

 

خطة باسيل لإنقاذ البلد: قاطعوا مترو المدينة

نادر فوز/المدن/07 كانون الثاني/2020

لنتخيّل مشهداً صباحياً لأحد مناصري التيار الوطني الحرّ. يستيقظ من تخته البرتقالي، يغسل أسنانه بفرشاته البرتقالية، يحضّر قهوته في فنجانه البرتقالي، يجلس على الكنبة البرتقالية ويفتح التلفاز على محطة الليمونة باللون البنفسجي. التبست الألوان لكن لا مشكلة. يفتح التلفاز، فيطلّ عليه خبر التيار وطلبه من كل مناصريه مقاطعة كل العروض في مترو المدينة، لكونها "فقدت قيمتها الثقافية والحضارية وتحوّلت إلى منصة للشتائم". ترك التيار الوطني الحرّ أزمة العهد وتشكيل الحكومة، وانشغل بمترو المدينة. وقريباً قد "يتفضّى" التيار، قيادةً وجمهوراً، للقصاص من كل معترض وكل من هتف ضد جبران باسيل وغيره من قيادات الزمرة الحاكمة. ولو يتسنّى للتيار الثأر من هذه الجموع اليوم، لفعل ذلك قبل الغد. وفي الأساس حملات الثورة المضادة بدأت فعلاً وتجلت في سياقات مختلفة؛ عبر الاستدعاءات إلى مكاتب التحقيق حيناً، وفي الدعاوى القضائية حيناً آخر، أو الترويج لحملات التخوين والترهيب، في مستوى آخر من الهيستيريا التي تجتاح جماهير الأحزاب والطوائف. فهذه الأحزاب وجماهيرها، والتيار منها طبعاً، تكره الثورات وما فيها من كسر للقيود والخطوط الحمراء الوهمية، التي رسمتها بنفسها بلغة الحرب. تريد إقناعنا مثلاً أنّ الشتم عيب، لكن قتل الناس في حروب الدفاع عن المصالح والمناصب مسلّمات وطنية ومن أشكال السلم الأهلي. هذه الأحزاب وجماهيرها تكره كل شيء لا تتحكّم بقواعد لعبته، والثورة منها.

هيلا هو

لا يزال هتاف "هيلا هو" يصيب السلطة بسهامه أينما حلّ. واعتماده شعاراً لثورة 17 تشرين مناسب، إذ يتماشى مع قطع الطرقات والمقار الرسمية وإخراج الطلاب من مدارسهم والتعبير عن الواقع في الكثير من محطات الثورة. لحن أخاذ وبسيط من تسعة مقاطع صوتية يلائم أي مطلب. صيغته الأساسية موجهة ضد جبران باسيل كممثل فعلي للعهد والسلطة. قبل الثورة يتعامل من موقعه على هذا الأساس، ولا يزال. ولأنّ الثورة مستمرة، ولكون أزلام السلطة على حالهم من التفنّن في المحاصصة والفساد، يستمرّ الهتاف بوتيرة متفاوتة في التبلور. وبات يُنشد في أي مناسبة وأينما كان، بين الرفقة وعلى الطرقات وفي السيارات والمقاهي والحانات. فكان ترداد "هيلا هو" في أمسية خلال العيد الثامن لمترو المدينة أمراً أكثر من طبيعي. وإضافة إلى هذا الهتاف، ردّدت الجموع تلك الليلة العديد من الأغاني الناقدة للسلطة والفساد. غنوا لـ"الطفل المعجزة" (روح قول لعمك روح قول له: يا عمّي الراحل جاني وأنا أهرب منه فين) وللبلد المديون وعبّروا عن خوف الناس وغضبهم.

جوّ المترو

منذ اليوم الأول للثورة، كان ما يُعرف بـ"جو المترو" مشاركاً في ساحات الاعتصام. قبل الثورة كانوا يقدّمون مساحة رحبة للجميع بعيدة عن كل الفيروسات الاجتماعية والموسيقية والفنية التي أكلت المدينة. يعطون نموذجاً جديداً من العروض والأغاني السياسية المفقودة في البلد. ومع الثورة شاركت هذه المجموعات بتلقائية في قطع الطرقات والمسيرات والاعتصامات في المصارف وغيرها. هم جزء فاعل من حركة الشارع، وظفّ مواهبه في العزف والغناء وساروا مع الناس. غنّوا ضد السلطة والقمع والفساد، ونزلوا إلى الميدان انسجاماً مع قناعاتهم وما يعبّرون عنه. هم ليسوا بحاجة إلى شهادة من أحد ولا إلى فحص أخلاقي من أي جهة لا في السلطة ولا خارجها. المترو وناسها جزء من هذه الجموع المنتفضة التي تكرهها السلطة مع أو من دون مبرّر. وبالأخص لكونه "جوّاً" لا يمكن ضبطه ولا التحكّم فيه وقيادته كما تشتهي ماكينات السلطة وغوبلز-اتها. يريد التيار الوطني الحرّ وأنصاره مقاطعة الأمسيات في مترو المدينة. قد يكون هذا دافعاً إضافياً للنزول إلى المترو، وهذا إعلان مجاني للمكان بصفته حاضنة دائمة للثورة ومن فيها.

مساحة للجميع

يقول هشام جابر في اتصال "سريع" مع "المدن" إنّ انزعاج العونيين "يبدو أنه من الهتافات، هيك شكله"، مع تأكيده على تمسّكه بحضور جمهور التيار الوطني الحر وغيره من التيارات "علّهم يتعرّفون على جو مختلف". علّهم يخرجون من قوقعة "الليمونة" أو غيرها من شعارات أدوات الإعلام الحزبية. وكتب جابر لاحقاً على "فايسبوك" مشيراً إلى أنّ المترو "لم يكن يوماً منبراً ثقافياً وحضارياً. وهذا حتماً ليس على جدول أعماله في السنوات المقبلة وبأن قلبه كبير ويتسع لجميع البشر بكل اشكالهم وألوانهم ومعتقداتهم، وبأن جمهوره هو خليط من كل الأطياف عبّر عن مشاعره الغاضبة في بلد منهوب وعلى شفير الهاوية وبأنهم أحلى عالم بالعالم. المشكلة مش بهتاف الجمهور المشكلة بتصغير العقل والحس القمعي العالي الجودة والمشكلة هلق اللي حطيتونا فيها هي إنو كيف بدنا نهدّي الجمهور من اليوم ورايح، مع العلم انو كنا وصلنا لمطرح معن كتير تمام وكانوا شبه مقتنعين إنو يوقفوا هالهتاف، وهيدا الشي بتتحملوا حضرتكن مسؤولية حدوثه مرة تانية أو أكثر. ملاحظة: العالم بلّشت تجوع والبلد فات بالانهيار - بعدك عم تحكيني بالليسترين؟!".

لا بل يجب التعديل: الناس جاعت وأخذت البلد إلى الانهيار بعد سرقته وأنت تسأل عن الـ"هيلا هو"؟!

 

وداعاً أيها الحياد

مهند الحاج علي/المدن/07 كانون الثاني/2020

مثّل خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في حفل تأبين قائد فرقة القدس في "الحرس الثوري الإيراني"، نقطة افتراق مفصلية في السياسة الداخلية لـ"حزب الله".

ذلك أن التنظيم دأب منذ سنوات على محاولة إيجاد توازن مع الداخل المغاير، عبر صفقات شملت قبولاً ولو على مضض بعلاقة مع الولايات المتحدة، وبمساعداتها الأمنية والعسكرية. ورغم فوز التنظيم وحلفائه الـ8 آذاريين بانتخابات العام الماضي، بقيت الأولوية تشكيل حكومة وحدة وطنية ولو بكلفة عالية. لكن اليوم، خُلعت القفازات، ولم تعد محاولات تدوير الزوايا تنفع. ويبدو أن الحزب سيخوض المواجهة ولو عن بعد. ذلك أن نصر الله رسم بوضوح هدف العملية الانتقامية لدماء سليماني، من دون أن يستثني لبنان. شدد على أن "قاسم سليماني ليس شأناً ايرانياً بحتاً بل يعني كل قوى المقاومة في المنطقة"، ولدى "محور المقاومة" مسؤولية حياله. "القصاص العادل" بالنسبة لنصر الله هو "الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، القواعد العسكرية، البوارج العسكرية الأميركية، كل ضابط وجندي أميركي على أراضينا، الجيش الأميركي هو من قتل وهو من سيدفع الثمن".

وهذا الموقف يطرح أسئلة حيال مصير برنامج المساعدات العسكرية الأميركية الى لبنان، سيما أن هناك مستشارين وخبراء عسكريين أميركيين على الأراضي اللبنانية لتطوير المؤسسة العسكرية وبناء قدراتها. لم يستثن الحزب لبنان من دائرة الرد على اغتيال سليماني، ولو بالتلميح. وهذا الموقف الملتبس قد يودي ببرنامج المساعدات بأسره، سيما أن هناك جدالاً داخل الإدارة الأميركية حيال جدوى الإستمرار فيه. سياسياً، لا بد أن تسقط المحاذير القديمة، ولو جزئياً، بما أننا دخلنا مرحلة جديدة تتسم بالدموية وباقتناص فرص الانتقام. وكلام نصر الله عن "المرحلة الجديدة"، أعاد تأكيده قياديان آخران هما نائبه نعيم قاسم ورئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" محمد يزبك. حتى إن قاسم تحدث عن "مسؤوليات اضافية" للتنظيم في المرحلة المقبلة، من دون توضيح ماهية هذا الدور الجديد، وعمّا اذا كان ذلك يعني بأن "حزب الله" سيضطلع ببعض مسؤوليات سليماني بعد رحيله. لكن السؤال الأكثر إلحاحاً هو ماذا سيكون موقع لبنان كساحة أو قاعدة نتيجة هذه المسؤوليات الاضافية، والمرحلة الجديدة؟ لا بد أن يظهر دور لبنان في قلب المواجهة بين واشنطن وطهران، في الحكومة المقبلة وإسمي وزيري الخارجية والدفاع فيها. ذاك أن مصادر عونية سرّبت للاعلام بأنها تُفوّض الحزب بالموافقة على إسم وزير الخارجية لأهمية المنصب له في المرحلة المقبلة، وكأن للبنان القدرة على تحمل وزر مواقف عدائية في المنطقة. بكل الأحوال، بات من الصعب اليوم أن يلتزم لبنان الحياد حيال صراعات المنطقة، حتى لو اقتصر التصعيد على التصريحات. أليس منطقياً أن يحذو لبنان حذو العراق في رفض الوجود العسكري الأميركي أو العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة؟ كيف سيُواصل "حزب الله" (المنوط بهذه المسؤوليات الجديدة) المطالبة بطرد الجيش الأميركي من العراق، من دون رفض وجود مستشاريه في لبنان والعمل على إخراجهم؟ واشنطن، وفقاً لنصر الله، "فشلت" في فنزويلا حيث "نجح" الطرف المقابل. كل الخشية أن يعمل التنظيم على إعادة إنتاج "النجاح الفنزويلي" في لبنان.

 

ماذا سيحدث إن طرد العراق الأميركيين؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/2020

ليس هناك أفضل من الأحزان لاستمالة القلوب الغاضبة، هذا سبب الحماس المفرط في بغداد لمساندة قتلى المطار، وعلى رأسهم جنرال النظام الإيراني قاسم سليماني. تقريباً، كل السياسيين في الحكومة العراقية والبرلمانيين مغضوب عليهم شعبياً، عاشوا 3 أشهر صعبة يواجهون الاحتجاجات ضدهم، من ملايين العراقيين يطالبونهم بالرحيل ويتهمونهم بإفقار البلاد وإفسادها.أمس صعّد السياسيون العراقيون فجأة ضد أميركا، يتسابقون للتعبير عن تضامنهم مع إيران وقتلاها، بالشكوى لمجلس الأمن، والسعي في البرلمان لإلغاء اتفاقيات التعاون الأمنية والعسكرية، والدعوة لطرد القوات الأميركية. ربما يرون فيها مناسبة لإنهاء احتجاجات  الشارع ضدهم، والترتيب لإنهاء المظاهرات لاحقاً، دون الخوف من التدخل الأميركي الذي كان محتملاً إن سعوا لسحقها، آنذاك. الآن، مع الأزمة سيطول عمر الحكومة المستقيلة، وأعضاء البرلمان، وتعود الحياة إلى طبيعتها قبل الانتفاضة الشعبية.

الأزمة الخطيرة الحالية الأميركية الإيرانية هي نتاج المظاهرات الشعبية. بدأت الشرارة بتدخل إيران، عبر ميليشياتها العراقية، للقضاء على الاحتجاجات التي حملت شعارات «إيران برا برا». قتل قناصة الميليشيات عشرات المحتجين المسالمين، ورموا آخرين من المباني العالية، فردّ المحتجون العراقيون عليهم بإحراق القنصليات الإيرانية في كربلاء والنجف وتمزيق صور المرشد الأعلى خامنئي، والجنرال سليماني.

في ظل ثورة الشارع العراقي على حكومته، وعلى النفوذ الإيراني، تحولت ميليشيات إيران إلى قصف محيط السفارة الأميركية بالصواريخ، وقتلت أميركياً وجرحت آخرين في كردستان العراق، فردّت القوات الأميركية بقصف مركز إيراني على معبر الحدود العراقية مع سوريا يستخدم لتخزين صواريخهم ومقراً لقياداتهم. رد الإيرانيون بالهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، ورفعوا أعلام «حزب الله العراق» على جدرانها، لتأتي ضربات درونز أميركية وتقضي على قائد «فيلق القدس» سليماني، المسؤول عن الميليشيات، الذي جاء قادماً من رحلة عمل، من سوريا ولبنان.

التسلسل أعلاه حقائق أحداث الأيام الخطيرة المتسارعة؛ تصعيد متبادل من الجانبين ولم يكن عدواناً غير مبرر كما يقول أصدقاء إيران في بغداد. لقد تقاعست السلطات العراقية عن حماية حليفها الأميركي، قواته وسفارته، فاضطر إلى أخذ الأمر بيده.

انحياز حكومة بغداد إلى صف طهران لن يخدم المصالح العراقية، ولا يفيد طهران في مواجهة الأميركان. ونظام طهران منذ فترة يريد السيطرة على مليارات العراق من النفط لتمويل عملياته العسكرية المكلفة في سوريا، ودعم «حزب الله» في لبنان. فوق ذلك، العراق حالياً يمول عشرات الآلاف من مقاتلي الميليشيات العراقية الذين يعملون لصالح إيران داخل بلدهم وخارجه. وفي حال تجرأت الحكومة المستقيلة، حالياً حكومة تصريف أعمال، على طرد الأميركيين عقاباً لهم على استهداف سليماني، فإنها ستعقد أوضاع العراق. سيهيمن عليه الإيرانيون، وسيرد الأميركيون بتطبيق عقوبات قاسية ضده. فالعراق لأول مرة منذ معاقبة نظام صدام على احتلال الكويت، صار ينتج 4 ملايين برميل نفط يومياً ويُمنح تسهيلات كبيرة، وهذه كلها قد تختفي وسيعود العراق بلداً محاصراً فقيراً، وستعمه الفوضى، نتيجة تورطه في مواجهة واشنطن اصطفافاً مع إيران. وفي الوقت الذي تخسر بغداد علاقتها مع الدولة الرئيسية الحامية لها، تكون طهران، بخلاف ذلك، قد شرعت في التفاوض مع واشنطن على أمل إنهاء الحصار الاقتصادي عليها. بإمكان العراق أن يلعب دوراً إيجابياً بين الجانبين، بدل أن يتورط في الخلاف، فالأزمة الحالية فرصة جيدة لبغداد لأن تلعب هذا الدور، على اعتبار أن المواجهة بين الأميركيين والإيرانيين وقعت على أرضها.

 

سليماني ومقتل الخطوط الحمر

غسان شربل/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/2020

للمرة الأولى منذ عقود، لا مبالغة في القول إن الشرق الأوسط يقف على فوهة بركان. يتضح ذلك من خلال دعوات الثأر التي انطلقت من طهران وبغداد وبيروت. كلام غير مسبوق في حدته يدعو إلى استهداف الوجود الأميركي في المنطقة، ويشكل إطلاق معركة إخراج أميركا من العراق الحلقة الأولى منه.

أقسى المواجهات هي تلك التي يصعب على طرفيها التراجع. من يعرف الدور المحوري للجنرال قاسم سليماني في النظام الإيراني ومشروعه الإقليمي يعرف أن ليس باستطاعة هذا النظام عدم الرد على قتل الرجل الأقرب إلى قلب المرشد، الذي يعتبر بحق جنرال جنرالات الهلال الإيراني. لهذا سارع علي خامنئي إلى التعهد بالثأر، وهو ما فعله قادة «الحشد» في العراق، والأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله.

لا تستطيع إيران التراجع عن الثأر لسليماني. اغتياله أصاب هيبتها بجرح، خصوصاً أن الرجل كان حارس الخيوط المعقدة التي نسجها بصبر وعناد من أفغانستان إلى لبنان، مروراً بالعراق وسوريا واليمن ومسارح أخرى. العارفون بتركيبة النظام القائم في طهران يقولون إن نبأ مقتل سليماني هو أسوأ نبأ تلقاه المرشد خلال إقامته المديدة في موقع القرار. المرشد نفسه ساهم في عملية إضفاء هالة استثنائية على دور هذا الجنرال الذي كانت صلاحياته الفعلية تتخطى بكثير صلاحيات منصبه. كان سليماني مهندس الاندفاعة الإيرانية الكبرى في الإقليم، وحارس الدور الإيراني فيه. ولا مبالغة في هذا الكلام. لا ينتخب رئيس ولا تشكل حكومة في لبنان من دون موافقته، والأمر نفسه في العراق. وكلمته في سوريا لا ترد، ويكفي التذكير بأنه حمل خرائط سوريا إلى سيد الكرملين، وأقنعه بالتدخل في هذا البلد لإنقاذ النظام القائم فيه، وهو ما حصل. وبصواريخ سليماني وطائراته المسيّرة، يواصل الحوثيون لعب الدور الذي أوكل إليهم.

لا تستطيع إيران التراجع عن الثأر. وواضح أنها معنية برد يحمل بوضوح بصماتها، وليس عبر الوكلاء، وأن يكون الرد موازياً للضربة التي شكلها شطب أهم جنرالاتها وأكثرهم شعبية. ولأن قتل سليماني يحمل بوضوح التوقيع الأميركي، فإن الرد يفترض أن يكون على الجيش الأميركي نفسه.

وعلى الضفة الأخرى، لا تبدو أميركا قادرة على التراجع. ذهبت بعيداً، وقد تضطر إلى الذهاب أبعد. الأمر يتعلق أيضاً بهيبة أميركا، ومؤسستها العسكرية والأمنية، وصورتها في المنطقة والعالم، من دون أن ننسى مصالحها. ويتعلق الأمر أيضاً بصورة رئيس في الطريق إلى انتخابات. بإصداره الأمر بقتل سليماني، اتخذ دونالد ترمب قراراً أصعب بكثير من ذلك الذي اتخذه بقتل زعيم «داعش»، أو القرار الذي اتخذه سلفه باراك أوباما بقتل زعيم «القاعدة». فقتل سليماني ليس موجهاً فقط إلى إيران ومؤسساتها، بل أيضاً إلى تلك «الجيوش» التي رعا قيامها داخل خرائط عدة في المنطقة. ولهذا يبدو مسرح المواجهة أوسع بكثير مما يعتقد.

كان قاسم سليماني جنرال الاختراقات والانقلابات؛ اختراق الخرائط وتنظيم انقلاب على التوازنات القائمة فيها. هذا ما فعله في لبنان بعد اغتيال رفيق الحريري، وحرب 2006 مع إسرائيل التي رافقها من داخل الأراضي اللبنانية. منع قيام حكومة لبنانية مستقرة صديقة للغرب، كما منع في العراق بعد إطاحة صدام حسين قيام مؤسسات مستقرة صديقة للغرب. واغتنم في العراق فرصة خطر «داعش» لتحويل «الجهاد الكفائي» الذي دعا إليه آية الله السيستاني إلى فرصة لتسليح «الحشد» وجعله قوة رسمية وشرعية، ما ساهم في مزيد من تقليص الحضور الأميركي في القرار العراقي. ونظم، بالتعاون مع فلاديمير بوتين، انقلاباً على مسار المواجهات في سوريا، مراهناً على أن قدرة بلاده على تجذير حضورها في المجتمع السوري تفوق بكثير قدرة روسيا على دور من هذا النوع. كما رعا الانقلاب الحوثي في اليمن الذي يجابه حتى اليوم بمقاومة شديدة، وسبقته تجربة اختراق غير موفقة في البحرين.

كان سليماني جنرال الاختراقات والانقلابات، وكان مهندس محاولات تطويق عدد من دول المنطقة بمنظومات صاروخية تقيم في دول مجاورة، بهدف التقليل من الأهمية الاستراتيجية لتلك الدول، والتأثير على قراراتها وتحالفاتها. وشهد في الشهور الأخيرة ما يشبه تحقق حلمه الكبير، وهو فتح الطريق من طهران إلى بيروت، مروراً ببغداد ودمشق. وخلال هذه الاندفاعة التي سهلها قيام الأميركيين باقتلاع نظام صدام حسين، شعر سليماني أن العائق الكبير أمام برنامجه هو الخيط الأميركي الذي تراهن عليه عواصم في المنطقة لوقف الهجوم الإيراني الواسع، أو إقامة توازن رادع له. كان حلمه الكبير قطع هذا الخيط.

التحرش بـ«الشيطان الأكبر» ليس نهجاً جديداً بالنسبة إلى إيران الحالية. فبعد تحويل الأميركيين رهائن في سفارة بلادهم في طهران، انتقلت التحرشات إلى الإقليم. كانت بيروت المسرح المفضل: تفجير السفارة الأميركية، وتفجير مقر قيادة المارينز، وخطف الرهائن الذي كان نوعاً من محاولة اقتياد دول كبيرة إلى «أقفاص صغيرة» بسبب عجز هذه الدول عن الاستقالة من مصير مواطنيها المخطوفين. لكن تلك التحرشات لم تحمل توقيعاً إيرانياً صريحاً، مثلها مثل الضربات التي وجهت إلى الجيش الأميركي بعد إسقاط صدام.

وعلى مدى أربعة عقود، تفادى الرؤساء الأميركيون الرد على إيران في إيران، وكان تبادل الضربات محدوداً مضبوطاً. وحققت إيران نجاحاً كبيراً حين تم إبرام الاتفاق النووي من دون التطرق إلى سلوكها الإقليمي، فتابع سليماني سياسة الاختراقات والانقلابات.

جاءت عملية قتل سليماني في وقت ينزف فيه الاقتصاد الإيراني بفعل عقوبات ترمب، وفي وقت يشهد فيه العراق ولبنان احتجاجات شعبية تظهر شيئاً من فشل السياسات المتبعة في دول الهلال الإيراني. لذلك يبدو تراجع المرشد مستبعداً. ثم إن لقتل سليماني في بغداد رمزية أخرى، فقد بدأ سليماني صعوده خلال مشاركته في الحرب العراقية - الإيرانية. وثمة من يقول إنه لم يغفر لأميركا منعها إيران من الانتصار في تلك الحرب. فحين رجحت كفة إيران في المعارك، كانت صور الأقمار الصناعية للحشود الإيرانية تنقل إلى السفارة الأميركية في قبرص، وتنقل من هناك إلى بغداد، على حد ما روى لي الوزير العراقي يومها، حامد الجبوري. أغلب الظن أن إيران أساءت تقدير قدرة ترمب على اتخاذ قرارات أمنية صعبة، خصوصاً بعدما ظهر أنه يفضل العقوبات الاقتصادية على الضربات العسكرية. وربما كان سليماني نفسه يعد سلامته خطاً أحمر لا يجرؤ أحد على اجتيازه والمغامرة بحرب. فوجئ الجميع بقتل سليماني. يمكن القول إن الخطوط الحمر قُتلت معه. بدايات شديدة السخونة لصفحة جديدة وسنة جديدة في الشرق الأوسط الرهيب.

 

انتبهوا: عُطارد زاحل نحو زُحل

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/2020

مع حلول السنة الميلادية الجديدة، تكثر في الغرب، وفي لبنان بصورة خاصّة، قراءة الأبراج ومتابعة حركتها في الفلك. ويبدو بالنسبة إلي أن انحراف عُطارد نحو المشتري خلال الشهر المقبل، سوف يؤثّر على حركة الزهرة، ولذا فإن الحظّ سوف يحالفني، أنا وكل الرفاق الذين وُلدوا تحت هذا البرج، في القارّات الخمس.

في كتابه الجديد «الشرق الأوسط: من الغيب إلى الغيبوبة» (دار صادر)، يعالج الدكتور مناف منصور هذه الظاهرة عند العرب منذ التاريخ، برغم أن الدين قد نهى عنها نهياً صريحاً، كما في الآية الكريمة: «قُل لَا يَعْلَمُ مَن فِي السَمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَا اللَه». أي أن الغيب شأن عائد إليه تعالى من دون خلقه جميعاً «وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو»، و«مفاتيح الغيب خمس»: «إن اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَة وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَي أَرْضٍ تَمُوتُ». الإسلام حرّم التنجيم (ادّعاء معرفة المصائر بحسب مواقع النجوم) والتبريج (بحسب الأبراج والكواكب) وعلى الإنسان أن يتّكل على الله: «وَلِلَهِ غَيْبُ السَمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَلْ عَلَيْهِ». عمل الدكتور مناف منصور مستشاراً في القصر الجمهوري لسنوات عدّة. وكانت مهمّته الأولى، وضع الخطب الرئاسية وشرح سياسات ومواقف الدولة. أي أنه مارس العمل السياسي من الداخل. إلا أنه يتّهم الشرقيين وحدهم بالافتتان بالكشف عن الخفي قبل حصوله، واستنباء الآتي ومعرفة ما هو غير منظور. «وبهذا خالفوا تعاليم القرآن وتعلّقوا بالتنجيم والتبصير»: يكفي الرجوع إلى العصور العبّاسية التي تمثّل ازدهار الإبداعات العربية الإسلامية، حيث شاع علم التنجيم وعمل به أبو جعفر المنصور الذي ما أصدر أمراً إلا باستشارة منجّميه حتى عندما وضع أساس مدينة بغداد، فقد اختار الوقت الذي حدّده له المنجّمان. كذلك المأمون، رائد حركة العلوم الطبيعية والفلسفية والدينية والفلكية. إلا أن الكلّ يعرف قصّة المعتصم الذي نصحه المنجّمون بتأخير غزو عمورية وأنذروه بالهزيمة وبالمرض، وطلبوا إليه الانتظار إلى ما بعد ذهاب مذنّب هالي، وإلى ما بعد حلول موسم التين والعنب، ولكن المعتصم خالفهم وانتصر وعاد سالماً. وهذا ما دعا أبا تمّام إلى القول: السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ/ في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ   أَيْنَ الروايَة بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا/ صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ

وقد قوّض العلم السّحر والتنجيم والتبريج والتبصير، لكنه لم ينجح أيضاً في اقتلاعها من الإنسان. غير أن الظاهرة ليست شرقية فقط كما يشدّد المؤلّف. ففي الغرب الأبراج صناعة قائمة بذاتها. والرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران كان يدعو إلى الإليزيه كل أسبوع، أشهر عرّافات فرنسا لكي يعرف منها ماذا سيحدث له إذا اقترب عُطارد من زُحل وأغضب ذلك المشتري.

 

احذروا "التخويف الإيراني"

بيير غانم/العربية/06 كانون الثاني/2020

عملت الآلة الإيرانية على رسم صورة النظام القوي، والمسلّح، والعنيف.

قويّ، بتماسكه وتخطّي الاحتجاجات في الداخل ومواجهة الضغوطات الخارجية أكانت اقتصادية أو سياسية.

المسلّح بترسانة من الصواريخ، وكلما أجرى الإيرانيون تجربة، عرضوها على التلفزيون ونشروا صوراً لصاروخ ينطلق في الأجواء ويتبعه بيان يقول، إن هذا الصاروخ يصل إلى مدى ألف أو ألفي كيلومتر، أي يصيب دول العالم العربي ويصل إلى أطراف أوروبا.

العنيف، بدءاً بتصفية رموز عهد الشاه وصولاً إلى تصفية المعارضين وقمع المتظاهرين وقتل ما لا يقل عن ألف منهم. صدّرت إيران هذه الصورة لتنطبق إلى كل يتبعها في الخارج، فميليشيات الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن وفاطميون في سوريا. كلها تنظيمات "متماسكة وقوية وعنيفة" ومستعدة لإرسال الانتحاريين وآلاف الصواريخ ضد المصالح الأميركية وعلى إسرائيل ومصافي النفط في الخليج العربي.

يضيرني أمران في هذه المسألة. الأول هو أن النظام الإيراني يريدنا أن نعيش في ظل الخوف، يريد أن يقول إنه قوي والناس ضعفاء، إنه مسلّح والناس عزّل، وإنه عنيف والناس مسالمون ويمكن أن يقتلهم.

الأمر الثاني الذي يضيرني هو أن الكثيرين سقطوا في فخّ "التخويف الإيراني"

منذ سنوات تظهر جوقات من المردّدين "الإيرانيين" على الشاشات، وتجلس في الصالونات، وتتحدّث عن مئات آلاف الصواريخ التي ستطلقها إيران وميليشياتها على دول الخليج العربي واسرائيل لو حصلت مواجهة. والآن قتل الأميركيون قاسم سليماني، وكلما فتحنا صفحة في الجريدة واستمعنا إلى نشرة أخبار، نجد أن الحديث يدور عن ردّ الفعل الإيراني وتهديدات إيران. أرى أن من المعيب أن يخاف الإنسان من الشرير!

من المؤذي أن يرتعب المسالم من مجموعات من المسلحين تلوّح له بالكلاشينكوف والسيارات المفخخة! من المهين أن يردّد من "يفك الحرف" ما تقوله دولة تهدّد جيرانها وترسل ميليشياتها لقتل الناس في الشارع. "التخويف" مؤامرة على كرامة الإنسان، وإرهاب الدولة مؤامرة على سيادة الدول. لا أنكر أنني متأثّر بما كتبه انطوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وقال في دراسة نشرها منذ عامين عن الميزان العسكري في الخليج العربي. وقال إن أسلحة إيران "تصلح لوضعها في المتحف".

فهل يريد أحد من شعوب العالم العربي أن يخافوا من كلام أشرار ويحملون سلاحاً يصلح للمتحف؟.

 

إيران ستدفن غرورها في قبر سليماني

فاروق يوسف/العرب/06 كانون الثاني/2020

بين حين وآخر كانت إيران تلجأ إلى ارتكاب خطأ مقصود من أجل استفزاز الولايات المتحدة. وإذا ما كانت تلك الأخطاء قد وصلت قمتها حين تم قصف المنشآت النفطية السعودية فإن رد الفعل الأميركي ظل يدور في نطاق البحث عن مخرج قانوني للأزمة.

في المقابل فإن إيران ارتكبت أخطاء غير مقصودة حين فسرت الصمت الأميركي على أساس كونه دعوة للتهدئة وتخطي ما جرى وهو ما دفعها إلى أن تقترح مشاريع وهمية مشتركة للحفاظ على الأمن والاستقرار في الخليج والحيلولة دون انهيار حالة السلم القلق.

سواء كانت أخطاؤها مقصودة أو لم تكن كذلك فإن إيران كانت تمارس ابتزازا علنيا للولايات المتحدة من خلال وضعها أمام خيارين. إما أن تقبل بالسياسات الإيرانية وترجع عن العقوبات التي فرضتها على إيران صاغرة أو أن تقوم إيران بالإضرار بمصالحها في المنطقة وهو ما واجهته الإدارة الأميركية بقدر من التعقل متحاشية إشعال حرب جديدة في المنطقة. كعادتها لم تفهم إيران رسائل الآخرين إليها في الوقت الذي كانت فيه تعتقد بوجوب أن يفهم الآخرون رسائلها. لغة مزدوجة تتسم بالتعالي والغرور والطيش هي ما أورثته إيران لميليشياتها التي صارت تتعامل بمنطق أن كل شيء قد حُسم لصالحها فصارت ترى في الحضور العسكري الأميركي في العراق نوعا من التجاوز على مناطق نفوذها.

ذلك المنطق هو ما دفع ميليشيات إيران في العراق إلى أن توجه في أوقات سابقة ضربات غير مؤثرة إلى القواعد الأميركية وإلى محيط سفارة الولايات المتحدة. وبالرغم من أن الإدارة الأميركية كانت واضحة في تحذيرها من أن أيّ خسائر بشرية من جراء ذلك القصف ستكون نتائجه وبالا على مَن يتسبب بها، فإن كتائب حزب الله العراقي أصرّت على أن ترتكب الخطأ القاتل الذي أدى في ما بعد إلى أن تقوم الولايات المتحدة بتوجيه ضربات ماحقة إلى معسكرات تلك الكتائب التي هي جزء من الحشد الشعبي الذي يقوده أبومهدي المهندس، أقرب زعماء الحشد إلى قلب ورؤية قاسم سليماني لمستقبل النفوذ الإيراني في المنطقة.

كان من الممكن تفهّم الموقف الأميركي من جهة كونه رد فعل متوقع، لولا أن “المهندس” نفسه أراد أن يصنع له منجزا تاريخيا على مستوى مقاومة الشيطان الأكبر فأمر بمحاصرة السفارة الأميركية ومحاولة اقتحامها من قبل حشد من الغوغاء أعلنوا عن هويتهم الإيرانية من خلال الصور التي حملوها والشعارات التي رسموها على الجدران الخارجية للسفارة. كان واضحا أن إيران راغبة في الوصول بالتحدي إلى قمته ما دام الأمر يتم بطريقة غير مباشرة. وكان ذلك خطأً في التقديرات نتج عنه أن قامت الولايات المتحدة بتوجيه ضربة نوعية حين اغتالت سليماني والمهندس باعتبارهما المحرضين الأساسيين على العدوان على سفارتها، وهي أرض أميركية. تلك ضربة سوف تضع حدا للسلوك الإيراني المتعجرف وقد تدفع الإيرانيين إلى مراجعة سياستهم القائمة على التحدي. وهو ما يعني أن التصعيد الأميركي لن يقابله كما أتوقع تصعيد إيراني.

لن تحبذ إيران أن يكون مقتل سليماني والمهندس بداية لانهيار مشروعها في العراق. لذلك فإنها ستلوذ بالصمت وتكتفي بإعلان الحداد. فأخطاؤها، المقصودة وغير المقصودة، لن تعتبر بعد التحول النوعي الأميركي في الرد نوعا من الاستفزاز الذي يُمكن التغاضي عنه. ما كان ممكنا بالأمس لم يعد كذلك بعد أن كشفت الولايات المتحدة عن نفاد صبرها وتخليها عن سياستها التقليدية القائمة على الاكتفاء بالعقوبات.

ما وقع سيشكل منعطفا مفصليا في الصراع الأميركي ـــ الإيراني، لا في العراق وحده بل في كل المنطقة. وهو ما دفع إسرائيل إلى أن تنتظر أن تغير إيران سياستها في سوريا بعد مقتل سليماني. لذلك فإن انتظار الرد الإيراني إنما يعبّر عن سوء فهم سعت إيران من خلال تكريسه دعائيا إلى الإيحاء بقوتها وقدرتها على مواجهة القوى العظمى. من غير مبالغة في التكهن يمكنني القول إن إيران ستدفن غرورها مؤقتا في قبر سليماني.

 

مقتل سليماني... قراءة من زوايا متعددة

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/2020

لم يسبق أن أثار اغتيال سياسي على كثرة هذا النوع من الاغتيالات، ما أثاره مقتل الجنرال قاسم سليماني من ردود فعل شملت العالم بأسره، ولأن الصدمة كانت مفاجئة وشديدة القسوة، فإن ردود الفعل على صعيد «أهل الفقيد» أولاً جاءت مهتاجة وفي حالات عديدة خارج المنطق المألوف. أما على صعيد القوى الإقليمية والدولية ذات الصلة بالوضع الإيراني وامتداداته وساحات عمله، فقد جاءت مواقفها المعلنة متحدة على مصطلح يُستخدم عادةً في ظروف من هذا النوع «التحذير من التصعيد والطلب من كل الأطراف ضبط النفس». عملية اليوم التالي التي نفّذتها أميركا في بغداد وراح فيها ضحايا قبل أن يشيّع المهندس وسليماني، أشارت إلى أن إدارة ترمب في غير وارد الإصغاء لدعوات ضبط النفس، بل إن لها تفسيراً خاصاً لهذا المصطلح، هو الامتناع حتى الآن عن الدخول في حرب شاملة مع إيران بما في ذلك ضرب أهداف حيوية بداخلها، أي في أي مكان تطاله الآلة الحربية الأميركية. وعلى الجانب الأميركي يبدو أن الدولة العميقة التي يقف على رأسها ترمب تعودت على مفاجآته، وقبلت ولو على مضض تجاوزاته للمؤسسات التي حكمت السياسات الأميركية داخلياً وخارجياً، وكان لها رأي حاسم حتى في الأمور الأقل من الذهاب إلى حدود الحرب، فالمؤيدون لأي قرار يتخذه الرئيس تنازلوا عن حقهم في المعرفة المسبقة، أما المعارضون فيكتفون بالتنديد ضمن حدود ما يخدم سجالهم الداخلي مع وليس بما يعيق تنفيذ سياساته وقراراته، ومثلما تعود الأميركيون على طريقة رئيسهم في العمل واتخاذ القرارات فإن على أصدقائهم وحلفائهم التعود على ذلك.

بالنسبة إلى العراق اختارت إدارة ترمب أن يكون هو الساحة الأسخن لترويض الخصم الإيراني، ما وضع الطبقة السياسية الحاكمة هناك أمام إحراجات لها أول وليس لها آخر... معنوياً فإن معظم إن لم يكن جميع وجوه وأركان هذه الطبقة ما كان لهم أن يصلوا إلى سدة الحكم لولا التبني الأميركي لهم حد نقلهم على أجنحتها إلى البلد الذي كانوا محرومين من مجرد زيارته. أما عملياً فإن العراق الآن موزع بين حراك شعبي مليوني أفضى حتى الآن إلى ما يشبه الفراغ في السلطة وبين ولاء مكلّف وقسري للجار الإيراني الذي لا يتساهل في أمر التبعية المطلقة له ولا يسامح من يخرج عن أجنداته ولو بالتظاهر، وهذا الحال الذي وصل إليه العراق تتحمل إيران جزءاً مهماً من المسؤولية عنه، وهذا في حد ذاته ما يغري رجلاً مثل ترمب ليس فقط على استخدامه بل وللذهاب به إلى حد جعله أرضاً محروقة. وبالنسبة إلى إيران، فلم يُحسن الجنرال قاسم سليماني الاستفادة من مواهب حسن نصر الله في حماية الذات، ذلك إن قائد الفيلق الخارجي الثاني الرديف لـ«فيلق القدس»، كان وعلى مدى سنوات طويلة الهدف الأول للاغتيال عند إسرائيل. لقد نجح حسن نصر الله في الإفلات ومواصلة العمل مع أن إسرائيل تقف على بُعد أمتار من مجاله الحيوي الضيق الممتد من الضاحية الجنوبية في بيروت حتى بوابة فاطمة على الخط الإسرائيلي مباشرةً. الفرق بين التوأم سليماني ونصر الله أن الأول اعتمد على الاعتبارات لتوفير حمايته، فلقد كان متأكداً من أن أميركا لن تجازف بقتله خوفاً من ردود الفعل، فاحتمى بهذا الاعتبار، ذلك على عكس نصر الله الذي نحّى كل الاعتبارات جانباً واعتمد على الترتيبات. ودعونا نعتبر هذا الجانب على أهميته ليس بالأمر الحاسم بالنسبة إلى جنرال عُرف عنه أنه يستعذب الشهادة.

ما لوحظ عبر كثافة التهديدات الإيرانية المنبثقة عن التجرؤ الأميركي على الكبرياء الإيرانية أنها تنطلق من فرضية اعتبار الوجود الأميركي في المنطقة رهينة محاصرة بقبضة إيرانية قوية تطبق عليه من كل الاتجاهات.. لا شك في أن إيران وأذرعتها المنتشرة في أكثر من مكان تمتلك إمكانيات جدية لمقارعة أميركا وإزعاجها وحتى استنزافها وتهديد مصالحها، إلا أنها وربما تفادياً لتخويف الذات والأذرع، تتجنب كلياً مجرد الإشارة إلى القدرات الأميركية في الرد وحتى الردع، وهذا أمر وإن كان يصلح إعلامياً ووفق متطلبات تقوية الحصانة المعنوية، إلا أنه يتنافى مع بدهيات الحسابات التي لا بد منها حال التورط في حرب كبرى، وما يزيد الحاجة إلى تغليب هذه الحسابات هو أن تكون الولايات المتحدة طرفاً مباشراً. مطلوب من الإيرانيين ليس هضم ما لا يمكن هضمه ولا الإذعان لمعادلة القوة الأميركية المتفوقة، فهذا أمر لا قِبل لهم به بل ويتنافى مع الأدبيات التي بُني الوعي الإيراني عليها منذ اندلاع ثورة الخميني حتى أيامنا هذه، بل المطلوب دقة في الحسابات ودقة في اختيار ساحات المواجهة ودقة كذلك في حجم الرد، ذلك إن المعركة الراهنة وفي حال فقدان السيطرة مما قد يؤدي إلى اتساعها، فإن الفرز المتسرع بين معسكر «المع» و«الضد» سيكون وبالاً على أهل المنطقة أكثر منها على الأميركي.

أما بالنسبة للأذرع، فهذا واقع تتعين قراءته بدقة وموضوعية، فالأذرع الإيرانية جميعاً ليست مالكةً درجةً كافيةً من الاستقلال وحرية الحركة، حتى «حزب الله» والحوثيون وغيرهم هم أجزاء في معادلات وليسوا المعادلات كلها؛ كانوا فعالين في حروبهم لأنهم تجنبوا المواجهة المباشرة مع أميركا، وهنا ينبغي أن تختلف الحسابات وأن تتخذ منحى آخر. ظهر في ساعات الصدمة الأولى مصطلح إشعال المنطقة، وهذا المصطلح وإن كان يقلق أهل المنطقة الذين لا ناقة لهم ولا جمل في مقتل سليماني إلا أنه يقرع جرس إنذار في غرف صناع القرارات من القوى الأكبر من إيران، تلك القوى التي تعمل على إنضاج مصالحها وفق حساباتها وليس وفق اشتعال قام به غيرهم. كانت الصدمة شديدة ومؤلمة إلا أن ما يحتاج إليه الجميع هو دقة الحسابات وواقعية القرارات.

 

تبعات التحرش الأميركي الإيراني

مأمون فندي/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/2020

في تحليل ما يحدث في العراق ومعه بقية الإقليم، انصبّ معظم التحليل السياسي على الأشخاص؛ مقتل قاسم سليماني قائد «فيلق القدس»، وتحييده من المعادلة الإقليمية وردة الفعل الإيرانية على تصفيته، وقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب... وفي هذا النوع من التحليل ينسى البعض أن الشخوص في السياسة الدولية هي مجرد رموز لا أكثر، وأن السياسة الدولية والحروب وتبعاتها هي شأن دول وسياقات أو طبيعة مسرح العمليات في المقام الأول لا شأن أشخاص، وإن كان للاعبين دور فهو ليس كل التحليل، فهي ليست مباراة كرة قدم يهتف فيها الجمهور بحياة اللاعب النجم، ومن هنا يأتي الخلل وسوء الفهم في العلاقات الدولية وأسئلة السلم والحرب وعدم قدرة الكثيرين على إدراك تبعات الأحداث الكبرى. هناك بعض الفائدة من الكتابة عن اللاعبين وسيرتهم الذاتية وطرقهم في اتخاذ القرار، وفي تصوري ما كُتب عن سليماني وترمب معاً حتى الآن كافٍ وزيادة. لذا سأحاول في هذا المقال الحديث عن عوامل الاستقرار والاضطراب في المنطقة بعد عملية الجمعة الفائتة في مطار بغداد والتي هزت العراق وإيران معاً، وبهزّات مرتدّة كالتي تأتي بعد الزلازل في بقية الإقليم، فما تلك التبعات على العراق، وإيران والمنطقة؟ على المستوى العراقي، العراق بلد منقوص السيادة تتحرك فيه القوى الأجنبية بحرية غير مسبوقة، لذلك لم يعد هناك مجال للمناورة وأصبح ضرورياً على الفرقاء العراقيين أن يختاروا بين الأجانب، إما دعم أميركا، وإما الوقوف إلى جانب إيران. ومن هنا يكون العراق مسرح عمليات دولية أو حرباً بالوكالة إنْ لم تكن حرباً أهلية. وعراق اليوم أضعف بكثير من عراق صدام حتى عام 2003 والذي لم يستغرق تفكيكه سوى ساعات لقوات أميركية دخلت يومها من شمال الكويت لتسيطر على بغداد في غضون أيام. ليصبح فيما بعد ساحة لوكلاء إيران وأميركا وتبقى مؤسساته مجرد واجهة، واستقلاله وسيادته مجرد عناوين صحافية مخالفة للواقع. إذن، العراق في هذه الحالة هو الذي سيكون وقود المواجهة الأميركية الإيرانية.

مما لا شك فيه أن الجغرافيا في هذه الحالة تلعب في صالح إيران نتيجة للقرب ووجود ميليشيات لها في دائرة نفوذها حسب التعريف الإيراني والتي تشمل مسرح عمليات غرب آسيا برمته من أفغانستان حتى الخليج العربي. أو ما يعرفه الأميركان في استراتيجيتهم العالمية بالمنطقة المركزية. ومع ذلك تبقى فكرة التمدد الزائد عن الحد (overstretching) هي التحدي الأكبر بالنسبة لكل من أميركا وإيران. والميزان هنا يميل لمصلحة أميركا كقوة عظمى.

ليست تلك بالمواجهة الأولى بين أميركا وإيران في المنطقة، وليست الأولى في التدخل الأميركي في الشرق الأوسط وغرب آسيا، ونتائج المواجهات السابقة من أفغانستان حتى العراق كانت وعلى المدى المتوسط تصب في مصلحة إيران أو بالأحرى في مصلحة الجناح المتشدد في النظام الإيراني وإعطاء النظام فرصة لاستمرار البقاء (new lease on life). على المستوى الإيراني، يتضح من خطاب النظام الداخلي وبيان مجلس الأمن القومي في طهران أن الرد الإيراني ضرورة داخلية في المقام الأول لاستثمار المواجهة في زيادة عمر نظام منهك بعد مرور أربعين عاماً على ثورة الخميني عام 1979، وهذا الرد لا بد أن يشمل تتسيقاً مع الميليشيات التابعة لإيران في كل الإقليم لضمان بقاء مناطق النفوذ. هذا الرد قد يستهدف أهدافاً أميركية عسكرية واقتصادية ومدنية في الخواصر الضعيفة للنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط. ومع ذلك تبقى فكرة أن يتخلخل النظام الإيراني من الداخل قائمة، ففكرة التمدد الزائد عن الحد لقوة متوسطة مثل إيران ليست بالأمر الهين خصوصاً تحت ضغط أميركي وإقليمي شديدين. وإذا كانت لإيران رغبة شديدة في الرد لأسباب داخلية، فإن الأمر ذاته ينطبق على إدارة أميركية تواجه عملية عزل لرئيس ضعيف نسبياً في الداخل وانتخابات مقبلة. وربما يؤدي سوء القراءة إلى أن الحرب قد تمد في عمر الإدارة الأميركية بالدرجة نفسها التي تمد فيها من عمر النظام في طهران. المواجهة بين أميركا وإيران تدفع قضايا إقليمية أخرى ملحة إلى ذيل القائمة. فبالأمس كان التدخل التركي في ليبيا مثلاً أمراً شديد الأهمية، اليوم لن يكون بذات الأهمية، ومهما حدث في ليبيا لن يثير الاهتمام كثيراً، فالأولوية الآن هي غرب آسيا وليس شمال أفريقيا. ومهما حدث في ليبيا ومهما كانت بشاعته ربما لا يلفت الأنظار في لحظة مواجهة بين قوة عالمية (أميركا) وقوه إقليمية (إيران). المشهد يزداد تعقيداً على المستوى الدولي، فاليوم هنالك لاعبون جدد في سياسة الإقليم، وأقصد هنا روسيا والصين، مما قد يحد من قوة الضربات الأميركية وحرية حركة قواتها.

ومع ذلك ورغم كل الوجود الدولي، فإن سياسة المنطقة ستظل بيد أهلها، أي أن التفاعلات المحلية هي التي سترسم دور كل من أميركا وإيران وليس العكس.

 

من يبكي على سليماني والمهندس؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/2020

أن يتنادى اللبناني حسن نصر الله، والعراقي هادي العامري، واليمني عبد الملك الحوثي، للنفير العام ضد أميركا، والمنطقة العربية كلها، ثأراً لمعلمهم الإيراني قاسم سليماني... فهذا مفهوم. التلميذ يغار لأستاذه، والمريد يغضب لشيخه، والجندي يصدع بأمر قائده؛ وهؤلاء (عصابات الحشد العراقي، والحزب اللبناني، والحوثي اليمني) حبّات مترابطة متراصّة في مسبحة قاسم سليماني، يحرّكها كيف شاء، وأينما أراد. لا قيس الخزعلي عراقي، ولا مهدي المشاط يمني، ولا نعيم قاسم لبناني، إلا بقدر ما يكون فلاديمير بوتين مواطناً كندياً أو أميركياً. هؤلاء انسلخوا من جلدهم الوطني، وصارت بوصلتهم، ومحركات مشاعرهم، وحاضرهم ومستقبلهم، وأملهم و«ألمهم»، محصورة مربوطة بحبل المشيمة الإيراني الخميني. هذي حقيقة، وليست وصفاً إنشائياً شاعرياً. ففي اللحظة التي يعاني فيها لبنان من تصدع الدولة، وغضب الشعب من تسرطن الفساد في شرايين الإدارة، وخلود الطائفية السياسية، وخطف قرار الحرب والسلم من مؤسسات الدولة الحقيقية... في هذه اللحظة، يخرج تلميذ قاسم سليماني، أو الحاج قاسم، حسن نصر الله، حزيناً راثياً متوعداً أميركا -مرة واحدة- بطردها من المنطقة! كحسن نصر الله، فعل اليمني عبد الملك الحوثي الذي لا نحتاج لكثير كلام من أجل وصف تعاسة الحال السياسي والاقتصادي والأمني والصحي والإداري في بلده اليمن، وتفسخ النسيج الاجتماعي بين مكوناته... عبد الملك ومهدي المشاط ومحمد علي الحوثي -عبقري العقل الحوثي المقاوم- يدعون للاصطفاف خلف ورثة قاسم سليماني ومرشده خامنئي.

لكن... ما على هؤلاء من حرج، وليس بعد بيع النفس للشيطان الإيراني من ذنب. الحرج، كل الحرج، والعيب كل العيب، والفضيحة كل الفضيحة، أن يذرف الدموع الغزار على قاسم سليماني، وأبي مهدي المهندس، وغيرهما من رموز الجريمة الخمينية الكبرى في ديار العرب، إثر مقتلهم بغارة أميركية -تأخرت كثيراً في الواقع!- عرب ليسوا من حزب ولا طائفة حتى قاسم سليماني، رغم أن رأس الحربة -بالمناسبة- ضد سليماني ونظامه الخميني في العراق هم أبناء الجنوب العراقي «الشيعي» الرائع. يذرف الدموع على سليماني والمهندس قادة حركة «حماس» الفلسطينية، وحركة «الجهاد» الفلسطينية، وجماعة أحمد جبريل، وغيرهم من مشوّهي القضية الفلسطينية. يذرف الدموع على سليماني رئيس دولة مسلمة كبرى، هو التركي رجب طيب إردوغان، ويصفه بالشهيد. يذرف الدموع على سليماني مرضى اليسار في العالم العربي، وفي أميركا وأوروبا، مثل المخرج الأميركي المتوتر الموتور مايكل مور، ويقارنه بشخصيات مقدسة في الإنجيل!

هنا، نعرف بالضبط نوعية الحلف الموبوء الذي نواجهه، نحن العرب وبقية المسلمين، وبقية الرافضين لمشاريع باراك أوباما وهيلاري كلينتون وجماعة «الإخوان» وجماعة الخمينية، بوجهها الإرهابي الإجرامي المهندس وسليماني، ووجهها الرخو المبتسم جواد ظريف. الحلف الثلاثي الإبليسي، اليسار الموتور و«الإخوان» والخمينية، هم الذين يبكون اليوم قاسم سليماني والمهندس، وكل مهندسي الخراب.

 

قاسم سليماني القنبلة العنقودية

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/2020

الرجل الشحنة التي تتدلى في غصن متحرك، حبات متعددة الألوان وقوة التفجير. اسمه كتاب الدلات صفحاته كتبت بحبر بعضه سري وآخر مجهول اللون. كان موته ورقة من ذات الكتاب. تفجيره في فجر يوم غامض في بغداد، وفي بغداد ألف ليلة وليلة تغيب كي تعود عطراً ومخامل ودماء. قاسم سليماني القادم ليلاً من دمشق وفي استقباله شخصية عراقية ذات حضور وظل يمتد من العراق إلى إيران أيضاً هو أبو مهدي المهندس قائد «الحشد الشعبي» عملياً. بعض الأشخاص يتم ترميزهم في أحاديث وحكايات تدخلهم في دنيا الأسطورة حيث تكون عجينة خاصة تصنع منها مفارقات تتحرك على الأرض وفي الخيال أيضاً. الجنرال الإيراني قائد «فيلق القدس» الذي لا يوجد في مكان ولا يخلو منه مكان كما صورته آلة الترميز، قائد قوة عنوانها «القدس» التي لم يرها ولم يكن له فيها نفس ولا أنفاس، كان المهندس المدني لتنفيد خريطة بناء رسمها مهندسها المعماري في الدستور الإيراني التي يراد بناؤها في المجال الحيوي للثورة الإيرانية في الشرق العربي، ورسم خطوطها رفسنجاني في كتابه «العروة الوثقى». عندما تختلط الآيديولوجيا المتصلبة بقوة السلاح تتحول إلى شحنة عنقودية متعددة الانفجار في أماكن وأوقات مفتوحة على الجغرافيا والأهداف، والمنفذ كائن مركب يتحرك بغرائز فيها شيء من تكوينه الأولي وشحنات من سيده العقائدي الذي يجاهد لنيل رضاه المقدس. كان دور سليماني في الحرب العراقية الإيرانية، الحبل الذي ربطه بقادة بلاده، استمرأ المغامرة ولذة الرضا الآياتي. من شاب بسيط فقير كادح لم ينل حظه من التعليم إلى آمر يتحكم فمه في إصدار الأمر إلى قوات عبر حدود عدد من الدول، ويده في صرف الملايين، وسار في أنفاق مظلمة للتواصل مع قوى شحنت رؤوسها بشعارات امتزج فيها التاريخ بالعقيدة وأهداف كتبت بحروف من خيال وأحلام. أسماء كثيرة عرفها التاريخ عاشت في ظلام التجسس والمخابرات والمغامرات، عاشت في دنيا خاصة صُنعت لها ولكنها خلقت تجويفات ذاتية شدت إليها مكونات أولية في تلك الشخصيات .

الجنرال قاسم سليماني، المقاتل والقائد الأسطوري الذي كان الفاعل الأساسي في العراق وسوريا ولبنان واليمن، رسم الخطط وأشرف على تنفيذها في هذه الأقطار كشخصية رسولية تنفذ المهمة المقدسة التي كُتبت في الدستور الإيراني بهدف التمكين لفكر الثورة الإيرانية ووجودها السياسي والعسكري والاقتصادي، كانت حياته ومماته مكوناً واحداً، تفجير حبات عنقود كبير يتدلى عابرا لمكان .

مات في تفجيرأشعل الدنيا إعلامياً وسياسياً وأمنياً، تناقلت وسائل الإعلام في كل أنحاء العالم الخبر، وتسابق المحللون يقرأون ما بعد الحدث. الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي غادر البيت الأبيض للاستجمام بمناسبة رأس السنة، أعطى الكثير من وقته ليصرح ويكتب عن قراره بقتل الجنرال سليماني، وانقسم الكونغرس الأميركي حول ذاك القرار بين مؤيد ومعارض ومتحفظ ، أما إيران فقد أطلقت مبكراً مدافعها السياسية والإعلامية مهددة بالانتقام المزلزل لقتل رجلها الأسطوري. في العراق لا تتوقف حبات العنقود المتفجر عن التداعي الساخن شعبياً وسياسياً وترتفع بعض الأصوات التي تطالب الأميركيين بمغادرة البلاد التي لا حكومة فيها تمتلك القرار، أما في لبنان فقد ظهر حسن نصر الله في خطاب طويل لم يخلُ من استدعاء ساخن اختلط فيه الوعد والوعيد بالتاريخ والدين وتقديم الوجه الآخر للجنرال الأسطورة سليماني الذي احتضن أمنيته الأولى وهي الشهادة التي لم تفارق قلبه وعقله يوماً. توعد نصر الله بالثأر للقتيل الذي لن يكون إلا بمغادرة القوات الأميركية لكل منطقة الشرق الاوسط، أما «أنصار الله» في اليمن لم يغب صوتهم المرتقع من أجل الثأر لقائدهم قاسم سليماني .

مراسم الجنازة لسليماني انطلقت من العراق وسط حشد كبير من المودعين اختلط فيه كل شيء بكل شيء، ومن هناك نقل الجثمان إلى مدن إيرانية التي هبّت آلافها تتدافع حول الجثمان ووراءه وهي تصرخ من أجل الثأر. حبات العنقود لن تتوقف عن الانفجار والتفجير وإن رحل عرجونها. السؤال الآن، ما هو الانفجار الأخير والكبير الذي ستشهده الايام المقبلة؟ مبارزة البنغ بونغ القادمة ستكون بين الولايات المتحدة وجمهورية إيران الأسلامية بكرة متفجرة. الرئيس الأميركي دونالد ترمب دخل معركته الكبرى وهي انتخابات هذه السنة، ولن يقبل بأي عمل من إيران يطال عسكرياً أو مواطناً أميركياً. لقد كان دافعه الأساسي لقتل سليماني المعلومات الاستخباراتية التي تؤكد أن قدومه إلى بغداد كان من أجل تحريك مجموعات موالية لإيران لاحتلال السفارة الأميركية، وللسفارات الأميركية تاريخ مع الانتخالات الرئاسية. في سنة 1979 احتل الطلاب الإيرانيون السفارة بطهران واحتجزوا دبلوماسيين أميركيين، وكان ذلك أحد أسباب خسارة الرئيس جيمي كارتر للانتخابات، وكذلك الهجوم سنة 2012 على القنصلية الأميركية ببنغازي ومقتل السفير كان له أثره على المرشحة هيلاري كلينتون. في إيران، لم يمضِ وقت على تراجع مظاهرات الغضب العنيف الذي شهدته البلاد، جاء مقتل سليماني ليفجر حالة تجمع الرأي العام وتشغله، المرشد الأعلى رفع سقف الوعيد بالانتقام وتعالت التهديدات بالحرب على القوات الأميركية في كل مكان. إذن المعركة قادمة لا محالة بين الطرفين. لقد حدد ترمب بنك الأهداف التي سيضربها في إيران إذا قامت بعمل ضد أميركا وهي خمسون هدفاً، ولكن إيران أين ستضرب؟ هل القواعد الأميركية في المنطقة أم غلق باب المندب أم الناقلات النفطية وأهداف مدنية في بعض دول الشرق الأوسط؟

هل يكون الانفجار الأخير للعرجون الأسطوري سليماني في داخل إيران نفسها وهو ميت بعد أن فجَّر بقعاً كثيرة خارجها وهو حي؟! مشروع المجال الطائفي الحيوي لإيران ذاته أمام مصير حقيقي، فقد كان ذراعه وحواسه وعقله الجنرال قاسم سليماني. قضى سنوات في الغوص في كل الأجسام السياسية والمسلحة، وعرف الكبار والصغار وصار له مريدوه المرتبطون به شخصياً، كان عسكرياً وسياسياً وآيديولوجياً ومصمم شفرة الخريطة الإيرانية الحركية في المنطقة، ولن يعوضه بسهولة خليفته الجنرال اسماعيل قآاني. ردّ الفعل الأميركي وحجمه ومداه يتوقف على الفعل الإيراني حيث سيكون انفجار الجنرال قاسم سليماني الأخير.

 

الدراما التركية... «السم في العسل»

طارق الشناوي/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/2020

في منتصف هذا العام نحتفي بمئوية الفنان الكبير فريد شوقي، والذي حظي قبل نحو سبع سنوات، بلقب النجم العربي الأول، من خلال الاستفتاء الذي أجراه مهرجان «دبي السينمائي الدولي».

ليس لهذا السبب فقط تذكرت «ملك الشاشة»، كما كانت تطلق عليه الجماهير، و«رئيس جمهورية التمثيل» كما كانت تلقبه قبيلة الممثلين، ولكن أتذكر «عثمان الجبار»، فهو اسم الفيلم التركي بين عشرة أفلام لعب بطولتها فريد، في إسطنبول نهاية الستينات، وحتى مطلع السبعينات، وحظي في أكثر من مهرجان، بجائزة أفضل ممثل، واعتبروه النجم الشعبي الأول في الشارع التركي. تلك بداية الخيط الذي أتمنى أن نُمسك به، وهو أننا كعرب قادرون على تقديم أعمال فنية ممتعة، بينما هم الآن يسكبون لنا «السم في العسل» في الأعمال الدرامية التاريخية، أحال إردوغان المسلسلات التركية المدعومة من الدولة إلى أسلحة لتزييف التاريخ، في محاولة فاشلة لاستعادة زمن ولى، ولم ولن يعود، قاومنا كعرب هذا العدوان، خضنا معارك عديدة لدحره، بينما هم يسعون الآن من خلال عدد من المسلسلات وآخرها (أرطغرل) لتصدير تاريخ زائف عن فتح عثماني، الكل يُدرك أنه كان غزواً واحتلالاً، قاومه العرب بكل بسالة قرونا من الزمان، اليد التركية عسكريا تمتد الآن لعدد من الدول العربية، مثل سوريا والعراق وأخيراً ليبيا. وهنا تُصبح المقاومة للعدوان واجبة، وتبـدأ بمقاطعة شراء الدراما وإيقاف ما تم بثه، وهي ضربة في مقتل، بدأت الآن الدراما التركية تبحث عن مصادر تمويل أخرى، رغم أن الدولة رسميا تُقدم لها دعما ماديا وأدبياً، فهي تعد بمثابة أذرع أخرى تستخدمها في معاركها. لا يفل الحديد إلا الحديد، وأيضا لا تواجه الدراما إلا الدراما، وهكذا جاء مسلسل «ممالك النار» من إنتاج دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو يحمل في طياته الرد الفوري والحاسم... التزم بالتاريخ، وقدم فيما لا يزيد على 14 حلقة فقط الحقيقة الموثقة، محملة برؤية فنية جاذبة، محققاً أعلى درجات المشاهدة عربياً، ووصلت قطعا الرسالة والتي أراها الأهم، لأنها تقول للعالم، إننا كعرب قادرون بأسلحتنا الناعمة على طرح قضايانا العادلة. الوصفة السحرية للنجاح ترتكن إلى الالتزام بالتاريخ، بينما هم قدموا «أرطغرل» المحمل برسائل مدمرة لاختراق الوجدان العربي بعدد لا نهائي من الأكاذيب، التي تنطلق أساسا بالشخصية عنوان المسلسل «أرطغرل»، حيث تشير العديد من المراجع الغربية الموثوق بها، إلى أنه شخصية وهمية صنعها ابنه عثمان، حتى تمهد له إقامة إمبراطوريته المزعومة. بدأت الدراما التركية تدخل البيت العربي، قبل نحو 15 عاماً، وسط ترحيب شعبي ورسمي، كانت تقدم رؤية اجتماعية ورومانسية مصنوعة تقنياً بطريقة جمالية عصرية جاذبة، وتم تكريم الأبطال الأتراك في العديد من المهرجانات العربية، وزاد عدد المواليد الذين يحملون اسم (مهند) بطل أحد المسلسلات المدبلجة باللهجة السورية، بعد ذلك اكتشفنا الخديعة السياسية التي حملتها الأعمال التاريخية، فكان حتما علينا غلق الباب، ثم تأتي الخطوة التالية، وهي أن ننتج أعمالا تملك سحر الإبداع، بدأ الغيث مع «ممالك النار»، ليؤكد أن «عثمان الجبار» الشهير بفريد شوقي، قادر بعد نحو نصف قرن على تحقيق الانتصار مجدداً، حتى في الشارع التركي.

 

قاسم سليماني.. لو كنت أعلم!

شيء ما حصل في واشنطن لم يعلمه سليماني فاجأ النظام، بحرسه ومحافظيه ومعتدليه في طهران.

محمد قواص/ميدل إيست أونلاين/06 كانون الثاني/2020

المرشد الأعلى علي خامنئي في جنازة قاسم سليمانيفات وقت البكاء

خلال أقل من 24 ساعة تراجعت منابر إيران عن التهديد برد مزلزل ساحق انتقاما لمقتل الجنرال قاسم سليماني، وباتت تهمس برد "مدروس" قد يجري الاتفاق حوله بالرعاية المعلنة للوسيط السويسري.

وفيما تهدد وستهدد الميليشيات التابعة لإيران في العراق ولبنان واليمن بالرد الموعود، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عاجل بالإعلان عن خطط واشنطن برد ساحق داخل إيران نفسها (52 هدفا مرصودا). وعليه فإن واشنطن تستعيد برشاقة زمام المبادرة، فيما تبدو طهران متخبطة مرتبكة، تستعين بترسانتها اللغوية، علّها تعوض ما نال من هيبتها خلال الساعات الماضية.

تفوقت الولايات المتحدة على العالم في ما تمتلكه من قوة اقتصادية هائلة، تقلق دولة عظمى كالصين وتجمعا دولي كالاتحاد الأوروبي، حين تلوّح بعقوباتها الاقتصادية. ذهبت الصين إلى اتفاق تجاري مع العملاق الاقتصادي الأميركي، فيما دول حلف شمال الأطلسي تذعن لمطالب ترامب برفع نسب مساهماتها في ميزانية الحلف العسكري الغربي، وتسعى دول أوروبية لإيجاد أرضية ترفع عن منتجاتها رسوم ترامب الجمركية الصاعقة.

لم يكن باستطاعة إيران أن تواجه العقوبات الأميركية المفروضة عليها. انهارت المكابرة، وبدأت كافة منابر النظام في طهران تعترف بأن العقوبات القاسية تخنق البلد. بدا أن طهران تخسر في هذه الساحة وبدا أنها تبحث للرد والدفاع في ساحات أخرى.

عملت إيران على استجداء مواجهة عسكرية ما مع الولايات المتحدة. اعتقدت أن إسقاط طائرة مسيرة أميركية من أحدث طراز في العالم ومن أغلاها ثمنا بصاروخ بخس فوق مياه الخليج (يونيو الماضي)، سيستدرج رداً أميركيا يتيح لإيران الاستمتاع بنعمة الأزمة العسكرية مع الدولة الأكبر. كان الهدف هو تحويل السجال من جدل حول برنامجها النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية ونفوذها "المزعزع للاستقرار في المنطقة"، وفق التعبير الأميركي الغربي، إلى انهماك دولي في كيفية إنهاء المواجهة العسكرية الثنائية على نحو يرفع إيران إلى مستوى الندية مع الولايات المتحدة، وبالتالي الذهاب إلى طاولة المفاوضين كمقاتلين يبحثون وقفا لإطلاق النار.

حاولت إيران تحقيق الأمر في الأشهر الأخيرة من خلال هجمات متعددة قامت بها ميليشيات عراقية موالية لطهران ضد القواعد الأميركي في العراق دون أن تحظى طهران بالمواجهة الأميركية الإيرانية الموعودة. بدا أن أذرعها في سوريا ولبنان مكبّلة بقرار دولي عام (تشارك به روسيا) يتيح لإسرائيل التعامل بحزم وحسم مع أي أخطار إيرانية تظهر هناك.

ويجوز القول أن طهران كانت تسلك منهجا صحيحا متكئة به على قواعد لعبة اعتادت عليها خلال العقود المنصرمة.

منذ أزمة الدبلوماسيين الرهائن في السفارة الأميركية في طهران، مرورا بخطف الرهائن وتفجير ثكنة المارينز في بيروت، انتهاء بتمدد النفوذ الإيراني في ميادين المنطقة، كانت إيران تلاحظ بتلذذ سلوكاً أميركيا يتراوح بين الانسحاب والتراجع والصمت البناء. حتى أن الولايات المتحدة التي لطالما وُصفت بـ "الشيطان الأكبر" في أدبيات "الثورة" الإيرانية، سعت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما إلى عقد صفقة الاتفاق النووي مع إيران، والتي تشكل في خفاياها تسليماً بقدر جمهورية الولي الفقيه، وتحضّر لشراكة أميركية إيرانية لمّح إليها أوباما نفسه.

ليس ذنب قاسم سليماني أنه كان واثقا بالثوابت الأميركية التي تربى عليها منذ أن قامت الجمهورية الإسلامية عام 1979. الرجل كان يتحرك بكل حرية يرسم خرائط الصراع في اليمن وسوريا والعراق ولبنان دون أي اعتراض من واشنطن. كان أمر الصمت الأميركي يشبه الرعاية الكاملة للتمدد الإيراني في كل المنطقة. ولطالما قيل إن التواطؤ الأميركي الإيراني بات أكبر وأكثر صلابة منذ أن أفتى منظرو المحافظين الجدد بأن السنّة، بعنوانيهم المتعددة، باتوا إثر اعتداءات 11 سبتمبر منتجين للعداء الدائم للولايات المتحدة، فيما أن الشيعة، بعنوانهم الوحيد في إيران، هم حلفاء كامنون. سقط نظاما العراق وأفغانستان بالتعاون الكامل مع إيران، وهيمنت طهران على بغداد بتواطؤ كامل مع واشنطن.

بدا أن الولايات المتحدة أنهت "التعاقد" مع إيران. تغير الزمن وبات متجاوزا لحضور سليماني ومهماته. صار العالم بأجمعه يريد تجاوز "الاستثناء" الإيراني، وبالتالي تجاوز واقعة سليماني وميليشياته. يكفي تأمل مواقف الصين وروسيا، المفترض أنهما حليفان لإيران، كما تأمل موقف أوروبا، المفترض أنها متعاونة مع إيران، لنفهم أن مقتل سليماني هو قرار دولي نفذته مسيرّات أميركية.

نعم سيكون رد إيران مزلزلاً. لكن ذلك الرد سيكون مزلزلا بالنسبة لكل الحالة الإيرانية التي تمددت في المنطقة. ستذهب إيران إلى طاولة المفاوضات التي يمعن ترامب في مدّها بعد اغتيال سليماني. لا تملك إيران، بعد رفع الرعاية الأميركية الدولية لتمددها، إلا الذهاب مهرولة لعقد اتفاق مع إدارة ترامب، بالذات، صونا لنظام بدا أن تصفية سليماني تمثل أعراض تهديد لبقائه.

كانت إيران تعوّل على عامل الوقت علّ المرشح دونالد ترامب يفشل في الانتخابات الرئاسية المقبلة لصالح منافس ديمقراطي يعيد إحياء إرث أوباما و"حنانه" تجاه إيران. كانت إيران تهدد ترامب المرشح بخيار عسكري لطالما وعد ناخبيه بتجنبه. بيد أنه وفي ليلة اغتيال سليماني، بدا أن واشنطن هي التي تستدرج طهران للحرب، وبدا أن ترامب المرشح بات يعتبر أن معركته مع إيران هي حصانه الرابح داخل حملته الانتخابية.

شيء ما حصل في واشنطن لم يعلمه سليماني فاجأ النظام، بحرسه ومحافظيه ومعتدليه في طهران.هو انهيار إيراني بامتياز. ولى عصر الثورة الإيرانية. من يقتل سليماني يملك أن يقتل كافة الرؤوس التي كانت تعمل تحت إمرته في كل المنطقة. ومن يقتل أكثر الجنرالات قربا من الولي الفقيه، يبلغ طهران بأن ما زعمته واشنطن من عدم وجود خطط لاسقاط النظام قد يصبح متقادما، وأن هيبة الولايات المتحدة في صراعها الطويل الأمد مع الأخطار الاستراتيجية الكبرى، لاسيما تلك التي تمثلها الصين مثلا، يستدعي إزاحة بيدق عن رقعة اللعب الكبرى.

 

قواعد الاشتباك الجديدة والسيناريوهات بعد مقتل قاسم سليماني

د. خطار أبودياب/العرب/06 كانون الثاني/2020

استبدال قاسم سليماني ليس بالأمر اليسير

تحول العراق في الفترة الأخيرة بفضل قدر الجغرافيا وتطور الأحداث منذ 2003، إلى الساحة الأساسية في اختبار القوة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران. ويمكننا القول بأن عملية “البرق الأزرق” التي استهدفت قاسم سليماني (قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني) وأبومهدي المهندس (رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق) وصحبهما، تعتبر تصعيدا لا سابق له في المسلسل الطويل من التجاذب والتوتر بين واشنطن وطهران.

 ومما لا شك فيه أن مصرع سليماني رمز المشروع الإمبراطوري الإيراني ومنفّذه، يضع الشرق الأوسط والخليج في عين العاصفة أكثر من أيّ وقت مضى. وهذا التجاوز للخطوط الحمراء سياسياً وأمنياً وعسكرياً وصل إلى حده الأقصى ويعقّد السيناريوهات المرتسمة، ويزيد من الاحتمال بأن يكون العام 2020 عام إيران وعام مرحلة جديدة ستسمح بتوضيح مآل مجمل المشهد الإقليمي.

قبل الوصول إلى “الضربة القاضية” في بدايات 2020، كان حصاد العام الماضي المتباين عامل التباس ربما جعل حسابات إيران خاطئة في تقييم ردة فعل ترامب عند بعض المفاصل. وازداد قلق الدوائر العليا في إيران نتيجة تزامن الاحتجاجات في داخلها مع الانتفاضات التي هزّت وتهزّ دائرة نفوذها في العراق ولبنان. في مواجهة استراتيجية “الضغط الأقصى” التي مارستها الإدارة الأميركية على طهران (منذ مايو 2018) لإرغامها على العودة إلى طاولة المفاوضات والبحث في اتفاق نووي جديد يشمل برنامجها الصاروخي وتطلعاتها الإقليمية، انتقلت إيران إلى سياسة أكثر جرأة إزاء حلفاء واشنطن في المنطقة، شملت هجمات نسبت إليها أو إلى وكلائها على ناقلات نفط.

وقد نجحت العقوبات الأميركية في إضعاف الاقتصاد الإيراني وتقليص دعم طهران لوكلائها، ولكن في غياب استراتيجية متكاملة للمواجهة، لجأت إيران إلى سياسة حافة الهاوية فانتقلت من هجوم إلى آخر أقوى، وكأنّ لا شيء أكثر تخسره. وكاد إسقاط “الحرس الثوري” طائرة تجسس أميركية مسيّرة لدى اختراقها المجال الجوي الإيراني، أن ينقل المواجهة إلى مرحلة جديدة لولا تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اللحظة الأخيرة. لكن الهجوم على منشأتي “أرامكو” كان الأخطر إطلاقاً وشكّل الصدمة الكبرى في قطاع إنتاج النفط في 63 سنة.

ومع أن أدلة أظهرت تورطا إيرانيا مباشرا في الهجوم، لم تتخذ واشنطن أيّ إجراء عسكري لوقف طهران عند حدها. وهكذا فإنه مع تراجع ترامب عن توجيه ضربة عسكرية في يونيو 2018 إلى طهران رداً على إسقاطها الطائرة المسيرة، تأكدت طهران من أن سيد البيت الأبيض لن يذهب أبداً إلى الحرب، وأن تهديداته التي يطلقها عبر “تويتر” ليست إلا استعراضات ومن هنا كانت ضربة أرامكو وتباهي إيران بربح المواجهة وعدم ليّ ذراعها.

بيد أن تطور الأحداث من العراق إلى لبنان أعاد خلط الأوراق. وأدى خوف إيران من خسارة نفوذها في محورها لارتكاب خطأ تقديري مع استهداف قاعدة أميركية في العراق ومقتل متعاقد أميركي، وهي كانت تعتقد بأن هذه الضربة لا تخرق الخطوط الحمراء وما تعتبره نوعاً من “قواعد الاشتباك” مع واشنطن. لكن تطور المشهد بمجمله وحصول مناورات بحرية في مياه الخليج بين روسيا والصين وإيران للمرة الأولى، كان من العوامل التي دفعت بالبنتاغون لتوجيه ضربات كبيرة للحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني في الأنبار وعلى الحدود العراقية – السورية.

 ونظراً لقساوة الخسائر وطبيعة الاستهداف، كان لا بد من رد متناسب ظنوا أن السفارة الأميركية في بغداد يمكن أن تكون هدفه المثالي للتهويل والضغط على إدارة ترامب. وهنا كان الخطأ الجسيم لأن ذلك ذكّر الرئيس الأميركي بمصير غريمته هيلاري كلينتون بعد مقتل السفير الأميركي في بنغازي، وأعاد للذاكرة قبل أربعين سنة احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران وكأن الزمن لم يغير أساليب النظام الإيراني. إزاء هذا التحدي لمجمل الوجود العسكري الأميركي في العراق وكل الإقليم، كان القرار بتصفية سليماني والمهندس وأترابهما من ضباط وقيادات الحرس والحشد وحزب الله.

إن اتخاذ القرار باغتيال “الرجل القوي” لإيران وواضع استراتيجية التمدد الإيراني في الإقليم وحول العالم، هو أول قرار من هذا النوع تتخذه واشنطن منذ أربعة عقود من الزمن، ويشكل كسبا يضع حداً لمسلسل “هوليوودي” ظنت طهران أنها ستلعبه طويلاً. خلافاً لكل الإدارات السابقة، تجرأ ترامب والبنتاغون على تغيير قواعد الاشتباك ونقل الصراع إلى مصاف جديد مع الخسائر التي لحقت بقيادات لإيران وأذرعها. والأدهى أيضا بالنسبة إلى إيران الضربة التي تلقتها هيبتها ومن الصعب ترميمها.

 وهذه النقلة الأميركية مرتبطة بتصاعد الاختراق الروسي في المنطقة والصعود الصيني، والملاحظ أن ردود الفعل الروسية والصينية حيال الضربات الأميركية التي سبقت عملية “البرق الأزرق” تشي برغبة في عدم التصعيد بين ثالوث الكبار وعلى الأرجح وصولاً إلى تقاسم النفوذ. ومن الأسباب الأخرى لزيادة الاندفاع الأميركي، القلق الذي برز في واشنطن إثر الكلام عن إمكانية حوار بين طهران وبعض العواصم في الخليج العربي، وفقدان صدقية واشنطن حول الالتزام بأمن الخليج وأمن الطاقة. ومن هنا أتى التصعيد الأميركي ليضرب عدة أهداف في وقت واحد.

إزاء خسارة لا تعوض بالنسبة إلى طهران، خاصة أن استبدال قاسم سليماني ليس بالأمر اليسير لأنه لم يكن صاحب الخطط العسكرية لإنقاد النظام في دمشق فحسب، بل كان كذلك صانع السياسة الإيرانية في العراق ولبنان واليمن ومحرك الخلايا النائمة. ولذلك سيصعب على “الجمهورية الإسلامية” تحمّل خسارتها ولا بدّ لها من الردّ والأرجح ألا يكون شاملاً لأنها لا تتحمل مجابهة شاملة في ظل انهيار اقتصادي واحتجاج داخلي. والأرجح أن يكون الردّ محصوراً في العراق حيث ليس من المستبعد إعادة انتشار وانسحاب أميركي على المدى المتوسط. لكن تدحرج التصعيد يمكن أن يجعل الوضع خارجا عن السيطرة وأن يتصور البعض في طهران أن خسارة ترامب الانتخابات تمرّ عبر جرّه إلى مواجهة كبرى من دون احتساب مخاطر الردّ الأميركي الصاعق.

لكن هذا السيناريو في الردّ المحدود يرتبط كذلك بعوامل أخرى وبالعامل الإسرائيلي تحديداً، لأن قرار عدم السماح بالتمركز الإيراني في سوريا والعراق يمكن أن يفجر الموقف وصولا لاستهداف البرنامج النووي الإيراني. ولذا ستكون الأشهر القادمة حافلة بالتصعيد والمتغيرات. وتبدو كل المنطقة على صفيح ساخن حتى إشعار آخر.

 

في ظل الخيارات المفروضة.. ماذا عن لبنان؟

د.مصطفى علوش/الجمهورية/06 كانون الثاني/2020

«عاشر من الناس كبار العقول وجانب الجُهّال أهل الفضول واشرب نقيعَ السُم من عاقلٍ واسكب على الأرض دواء الجَهول» (من «رباعيات الخيام»، ترجمة أحمد رامي)

لا أريد أن أصوّر مسألة اغتيال قاسم سليماني حدثاً مفصلياً في ما يجري اليوم في المنطقة، فالتاريخ محشو إلى حد الانتفاخ بالأحداث التي يعتقد المرء أنها متى حدثت تصبح نقطة تحوّل كبرى، ليتبين لاحقاً، وبسرعة، أنها مجرد نقطة في مسار يصبح اسمه «تاريخ» فقط. والتاريخ هو كما وصفه «هيرودوتس»، مجرد شاهد حيادي على ما يحدث، لا يتدخل ولا يتأثر، بل يكتب ما يراه، عسى البشر يتعلمون من تجارب بعضهم! لكن التاريخ نفسه يستنتج في كل محطة جديدة أنّ البشر، وإن ظنوا أنهم تعلموا، لكنهم في كل مرة يعيدون تجارب فاشلة بكل تفاصيلها، ظنّاً منهم، وبصدق وإيمان، أنهم أكثر فطنة أو إيماناً أو نضوجاً... ممّن سبقهم. لكن المصيبة هي أنه في كل مرة تعود التجربة بفاعليها الجدد، سواء نجحوا أم فشلوا، لكنّ الثمن يدفعه دائماً في الهزيمة أو الظفار، بَشر لم يكونوا أبداً في موقع القرار، إلّا نادراً. مثل ما حدث مع قاسم سليماني هو أنّ أحد أصحاب القرار كان أحد ضحاياه، بعد أن تسبب قراره فيما سبق بالمأساة لملايين من البشر.

هذا مع تفهّمنا لاعتقاد البعض أنّ سليماني كان يخدم قضية «فوق إنسانية إيمانية» ذات طابع كوني مُتسام، هي المعركة المقدسة بين الخير والشر التي فيها خلاص البشرية، لكن الكارثة تقع عندما يعتقد عدو خادم الخير أنه هو من يحمل الخير الحقيقي في مواجهة الآخر، خادم الشر! وعندها هل يصطدم الخير بالخير أم الشر بالشر؟ ومن هو الحَكَم في كل هذا، غير أنّ الضحايا هم أنفسهم للخير وللشر.

لماذا الكلام الآن من هذا الموضوع، وما دخله بما يحدث؟

لأنّ ما يهمنا نحن، في تفاهة وجودنا كأفراد بحسابات حاملي رايات القضايا الكبرى، هو كيف العبور في لحظة هبوب العاصفة بأقل مقدار من الخسائر. المصيبة هي أنّ في تاريخ لبنان على مدى وجوده لم تمر عاصفة من دون آثار قاتلة وكارثية على بشره وحجره! لكنني لا أريد من كل ذلك تبرئة «شعبنا العظيم الفطن والنزق» مما اقترفته أيدينا في مضاعفة خسائرنا مع كل حدث، حتى ذاك الذي يحدث بعيداً عنّا. فقد شرّعنا أبوابنا للرياح من كل حدب وصوب، ووضعنا أنفسنا، ونحن محشورون في بقعة صغيرة من جغرافيا العالم، في خدمة مصالح ومشاريع وأساطير لا يسعها حتى الكون، ظنّاً مناً، لنَزقنا، أننا فاعلون ومؤثرون، وحتى قادة. لكننا في الواقع مجرد نقطة ضائعة في التاريخ والجغرافيا.

مقدمة طويلة، وبصراحة رأيتها مملّة، ولكنني لن أمحوها وسأدخل أخيراً في صلب الموضوع. بالنسبة الى دونالد ترامب، فما يقوم به اليوم حسبما أرى، هو محاولة حثيثة لاستدراج إيران إلى معركة مفتوحة من خلال ما يقوم به اليوم من تكرار لعمليات مؤلمة واستفزازية تجاه المجموعات الملحقة بالحرس الثوري، وآخرها الذي حدث بالنسبة الى سليماني، ولا يبدو إلا أنه محطة ستستتبع بمحطات أخرى. ولكن ما الهدف من كل ذلك؟ فحسابات الرئيس الأميركي، مثله مثل معظم الرؤساء في أميركا، هي داخلية أولاً مرتبطة بالانتخابات المقبلة، وبالأزمة المتعلقة بمحاولات كف يده بخصوص موضوع أوكرانيا.

لذلك فما أراه هو أنه يحاول الذهاب في الضغط على إيران إلى ما بعد الحصار الاقتصادي المضني، إلى مرحلة استدراجها إلى النزاع العسكري المباشر، أي رد ايران بنحو موجع يسقط خلاله قتلى أميركيين، وهذا ما سيعطيه الرخصة لخوض غمار حرب جديدة. بالنتيجة، يكون ترامب قد رفع بذلك احتمال تجديد ولايته، لعلمه أنّ احتمال تغيير الرئيس في الولايات المتحدة الأميركية ضئيل في حالات الحرب.

أما في حال جنوح إيران إلى العقلانية، وهو أمر مستبعد في ظل العقلية العقائدية الحاكمة فيها، وتشابك المصالح الإيرانية مع الفكر المتشدد في الداخل والخارج، أي إذا فرضنا جدلاً أنّ إيران رضخت لمسألة تعديل الاتفاق النووي، فإنّ ترامب سيضمن بذلك تجديد ولايته على الأرجح من خلال التأكيد أنّ سياسته أدّت إلى جعل أميركا وإسرائيل أكثر أماناً، باتفاق أفضل بكثير مما أتى به الرئيس أوباما.

أما بالنسبة الى الخيارات الإيرانية فهي صعبة ومكلفة جداً، وذلك بغضّ النظر عن القرار، سواء كان حرباً أو سلماً أو حتى ما بين بين! فإن فرضنا عدم الرد، فهذا يعني إصابة جديدة في الهيبة التي بَنتها ثورة الخميني على مدى أربعة عقود، والمعروف عن أنظمة الشمولية السياسية هو أنها تحيا بالهيبة وبالبناء على وهم القوة والمنعة والصمود والقدرة على التحدي. وإن كان الرد مموّهاً وغير ذي ثقل، فإنّ ترامب سيسعى إلى مزيد من الاستفزاز عن طريق عمليات جديدة مؤلمة، وبالتالي فعلى الحرس الثوري الرد بالمِثل، فيدخل في الدوامة التي يسعى إليها ترامب.

أما إذا كان الخيار فتح حرب شاملة، فمع العلم بما ستؤدي اليه من خسائر، فإنّ النتائج ستكون مدمّرة لكل مشروع ولاية الفقيه، على الأقل عسكرياً، إلّا إذا حدثت أعجوبة ماورائية، هي أساساً في صلب قناعات مشروع ولاية الفقيه. وهنا أظن أنّ القيادات المدنية لإيران ليست في انتظار حصول الأعجوبة في الوقت الحالي.

في المحصّلة، فإنّ النتيجة الحتمية لكل الخيارات الإيرانية هي تحجيم النفوذ في أفضل الحالات، مادياً أو معنوياً أو الإثنين معاً، أو السقوط الكامل لمشروع ولاية الفقيه على المستوى الكوني والإقليمي، وبروز نظام جديد في إيران، أقل التصاقاً على الأرجح بعالم الأساطير!

لكن في ظل كل ذلك فما هو حال لبنان؟ الواضح هو أنّ بلدنا سيدفع أثماناً باهظة، كالعادة، في ظل العناد المرضي على عدم الذهاب إلى الحياد، أو ما هو معروف باسم الدلع «النأي بالنفس»، فسواء ركبت الحكومة أو لم تركب، وسواء كانت حكومة مواجهة أو سلام، فإن ما يحتاجه لبنان اليوم هو من يتحَنّن علينا بكتلة نقدية وازنة لوقف التدهور المالي، وهذا ما لا نراه قادماً في المدى المنظور. لكنّ الكارثة الكبرى ستكون في حال انطلق الرد الإيراني من لبنان، أو أصرار «حزب الله» على إلحاق البلد بالمحرقة في سبيل الأسطورة. جلّ ما نتمناه اليوم هو أن يكون البلاء أقل من المتوقع!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري استقبل عباس ابراهيم وعرض الأوضاع مع كوبيتش

وطنية - الإثنين 06 كانون الثاني 2020

إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، وجرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة. كما استقبل بعد الظهر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم.

 

قيادة الجيش: نأسف لانحدار المستوى لدى البعض ليصل إلى درجة الإسفاف

وطنية - الإثنين 06 كانون الثاني 2020

أصدرت قيادة الجيش- مديرية التوجيه، البيان الآتي: "تداولت بعض منصات التواصل الاجتماعي أخبارا تنسب إلى عسكريين صفات وتصرفات لا تليق إلا بمطلقيها المعروفين بأهدافهم الدنيئة وأخلاقهم السيئة وانعدام الحس الوطني لديهم. إن قيادة الجيش، إذ تأسف لانحدار المستوى لدى البعض ليصل إلى درجة الإسفاف، تدعو اللبنانيين إلى عدم الانسياق وراء هؤلاء المغرضين الذين لم يجدوا ما يتناولون به المؤسسة العسكرية إلا بث الشائعات الممزوجة بالكذب والكراهية، ونشر الاتهامات المفبركة والتي لا تشبه إلا مطلقيها، ولا تعبر إلا عن قلة أخلاقهم. وتشدد قيادة الجيش على أن ما يتمتع به أفرادها وعناصرها من أخلاق ومناقبية أقوى بكثير من أن تؤثر فيها فبركات كاذبة تندرج في إطار الحملة على المؤسسة العسكرية التي تقوم بعملها بكل أمانة واقتناع، وتضع مصلحة الوطن والمواطن فوق أي اعتبار، وتؤكد أنها سوف تتخذ الإجراءات القانونية تجاه كل من تسول له نفسه التطاول على المؤسسة وأفرادها وعناصرها".

 

وفد من التيار الوطني زار السفارة الايرانية معزيا

وطنية - الإثنين 06 كانون الثاني 2020

زار وفد من "التيار الوطني الحر" سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في بيروت، لتقديم التعازي بقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني ورفاقه. ضم الوفد: نائبة رئيس التيار للشؤون السياسية مي خريش، وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال غسان عطاالله، النائبان سيزار ابي خليل وادي معلوف، مدير مكتب الوزير جبران باسيل لشؤون التيار منصور فاضل، مسؤول الانتشار مارك زبال. ودان الوفد، الذي التقى السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا ومسؤولين في السفارة، عملية الاغتيال "التي تشكل انتهاكا صارخا لسيادة العراق وتصعيدا ضد إيران"، كما أمل الوفد ان "يغلب منطق الحوار على العنف لما فيه خير شعوب المنطقة كلها".

 

المكتب الاعلامي لدريان نفى دعمه او اختياره اسماء للتوزير

وطنية - الإثنين 06 كانون الثاني 2020

نفى المكتب الإعلامي في دار الفتوى كل ما ينسب الى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في احدى الصحف اللبنانية وبعض مواقع التواصل الاجتماعي، عن "دعمه او اختياره بعض الأسماء المرشحة للتوزير في الحكومة"، ويؤكد المكتب الإعلامي "ان كل ما ينشر في هذا الاطار هو عار من الصحة جملة وتفصيلا".

 

الراعي في عيد الغطاس: لتشكيل حكومة متحررة من نفوذ السياسيين والحزبيين المأسورين في مصالحهم وحساباتهم الرخيصة

الإثنين 06 كانون الثاني 2020

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداس عيد الغطاس في كنيسة الصرح، عاونه المطرانان سمير مظلوم وبيتر كرم، في حضور النائب السابق غطاس خوري، جمعية دعم الشباب اللبناني، لجنة التجذر التابعة للرابطة المارونية، جمعية أصدقاء المدرسة الرسمية، ومكتب رعوية الزواج العائلة والمرأة في البطريركية. وألقى الراعي عظة بعنوان: "لما اعتمد المسيح انفتحت السماء" (لو21:3)، قال فيها: "1. تقدم يسوع من يوحنا ماشيا مع الخطأة، وهو البريء من كل خطيئة، ليقبل معمودية الماء، رمزا لمغفرة الخطايا. تقدم مع الخطأة ليتضامن معهم في ضعفهم وتوقهم إلى الغفران، لا في خطاياهم. فكانت الشهادة الإلهية لبراءته وألوهته أمام الشعب كله. فلما اعتمد، وكان يصلي، إنفتحت السماء، ونزل عليه الروح القدس في صورة طير، وجاء صوت من السماء يقول: أنت هو إبني الحبيب، بك رضيت (لو3: 21-22).

2. إنه عيد الغطاس ويسمى كذلك بالنسبة إلى نزول يسوع في ماء الأردن، وسكب الماء على رأسه بيد يوحنا المعمدان. وهو عيد الدنح أي الظهور بحسب معنى اللفظة الآرامية الأصل. إنه ظهور الثالوث القدوس: الآب بالصوت، والروح القدس بحلوله في شبه طير حمامة، والابن يسوع المسيح المعلن من الآب "ابنه الحبيب". بهذا العيد تنتهي الأعياد الميلادية. فإنا نهنئكم به ونتمنى أن يكون فاتحة خير وبركة دائمين.

3. في هذا اليوم تبارك الكنيسة المياه أثناء الاحتفال بالليتورجيا الإلهية. فيجلب المؤمنون منه ليتبركوا منها ويباركوا بيوتهم، نيلا للنعم الإلهية، وتذكارا لولادتهم الثانية من الماء والروح بالمعمودية. فكانت العادة في عيد الغطاس بتبريك البيوت بالماء المبارك في الرعايا. وهي عادة تقوية حميدة تمكن الكاهن من زيارة المنازل في رعيته للبركة. من وحي تبريك الماء في عيد الغطاس، يوجد على مداخل الكنيسة جرن ماء، يرسم به الداخلون جباههم بإشارة الصليب تذكارا لتنقيتهم بماء المعمودية.

من المعتقدات الشعبية أن المسيح يطوف على البيوت في منتصف الليل ويباركها ويقول: دايم، دايم. وكثيرون من المؤمنين يصلون في الليل ساجدين لمروره. وكانت عادة الإحتفال بالقداس الإلهي عند منتصف الليل في الكنائس الرعائية.

فيما نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، يسعدني أن أرحب بكم جميعا وأوجه تحية خاصة لجمعية دعم الشباب اللبناني، ولجنة التجذر التابعة للرابطة المارونية، وجمعية أصدقاء المدرسة الرسمية في المتن وكسروان وجبيل، واعضاء مكتب راعوية الزواج والعائلة واعضاء مكتب راعوية المرأة في الدائرة البطريركية.

4. يذكرنا عيد الغطاس بمعموديتنا التي بها ولدنا أبناء وبنات لله من الماء والروح. هذا السر كشفه الرب يسوع لنيقوديموس، أحد رؤساء اليهود الذي قصده ليلا، إذ قال له: "الحق الحق أقول لك، لا أحد يقدر أن يدخل ملكوت الله ما لم يولد ثانية من الماء والروح" (يو5:3). هذه الولادة الروحية بمعموديتنا هي عمل الله الواحد والثالوث: فمحبة الآب ظللتنا ومنحتْنا البنوة بالابن الوحيد، ونعمة الابن افتدتْنا وكونتْنا أعضاء في جسده السري، وحلول الروح القدس حقق فينا ثمار الفداء وجعلنا خلقا جديدا.

5. هذا العمل الإلهي أشركنا في وظائف المسيح ورسالته، وهي ثلاث: النبوءة والكهنوت والملوكية. فنبويا، نتقبل الإنجيل ونجسده في أقوالنا وأفعالنا ومواقفنا وتضحياتنا؛ وكهنوتيا، نشارك في ذبيحة المسيح، ونضم إليها قرابين أعمالنا الصالحة وأتعابنا وآلامنا؛ وملوكيا، ننشر المحبة والعدالة، ونعمل على إنماء الإنسان والمجتمع، ونكافح الظلم والنزاعات وكل أنواع الشر.

فيا ليت المسيحيين الذين يتعاطون الشأن العام، السياسي والاقتصادي والإداري، يعرفون شرف هويتهم ورسالتهم المسيحانية، لكانوا حقا خميرة صالحة في مجتمعهم والوطن. في كل حال، من واجبنا أن نخاطب دائما ضمائر المسؤولين السياسيين الذين ما زالوا يعرقلون ولادة الحكومة الجديدة. وإنا نذكرهم أمام محكمة التاريخ بأنهم هم الذين أوصلوا لبنان إلى الحضيض الاقتصادي والمالي والمعيشي، بسبب سياسة المحاصصة في الوظائف والمال العام التي انتهجوها، والاقصاء والتفرد لأغراض خاصة، وبسبب انتهاكهم المتكرر للدستور والميثاق الوطني المتجدد في وثيقة الوفاق الوطني، وبسبب صم آذانهم عن صرخة النقابيين في إضراباتهم، وعن مطلب انتفاضة الشعب، بكباره وصغاره، في جميع المناطق اللبنانية ومن جميع الطوائف والأحزاب منذ نحو ثمانين يوما.

6. إننا نصلي إلى الله، سيد التاريخ، كي يخرج وطننا لبنان من وطأة أزماته وفي رأسها تشكيل حكومة متحررة من نفوذ السياسيين والحزبيين المأسورين في مصالحهم وحساباتهم الرخيصة. وإنا، مع هذا الالتماس نرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  05-06 كانون الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

قواعد الاشتباك الجديدة والسيناريوهات بعد مقتل قاسم سليماني/د. خطار أبودياب/العرب/06 كانون الثاني/2020

قاسم سليماني.. لو كنت أعلم/محمد قواص/ميدل إيست أونلاين/06 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82079/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d9%82%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%88-%d9%83%d9%86%d8%aa-%d8%a3%d8%b9%d9%84%d9%85-%d8%af-%d8%ae%d8%b7/

 

 

محاذير شيطنة السياسة ودروس «انتفاضة 14 آذار»

سام منسى/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82082/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d9%85%d8%ad%d8%a7%d8%b0%d9%8a%d8%b1-%d8%b4%d9%8a%d8%b7%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d9%88%d8%af%d8%b1%d9%88%d8%b3-%d8%a7%d9%86/