LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 كانون الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january05.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

النَبِيَّةٌ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيل تبارك الطفل يسوع في الهيكل وتشكر الرب

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الرد الملالوي على اغتيال سليماني سيكون مسرحياً ولرفع العتب

الياس بجاني/قاسم سليماني واجه العدالة التي يستحقها

الياس بجاني/لا للتطاول والتعدي الظالم على د. عصام خليفة

الياس بجاني/لا حلول قبل تحرير لبنان من احتلال حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع د.عصام خليفة: الجامعة اللبنانية بفسادها ومفسديها وزبائنيتها وفئويتها وهرطقات رئيسها فؤاد أيوب على مشرحة د.خليفة

لا للتطاول والتعدي الظالم على د. عصام خليفة

فيديو مقابلة من تلفزيون المر منير بركات/اضغط هنا أو على الربط في أسفل لمشاهدة المقابلة

الإعدام لعصام خليفة/سيزار معوض

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 4/1/2020

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 4 كانون الثاني 2020

التشكيلة شبه النهائية للحكومة

 جندي أميركي إلى لبنان لحماية “قلعة عوكر”700

أميركا وإيران... دبلوماسية الحرب/أنور عقل ضو

السنيورة: فلتخرج إيران من العراق وسوريا واليمن ولتتوقف عمّا تقوم به من تدخلات

المنطقة بعد سليماني… "شرق أوسط جديد"؟ هيبة خامنئي على المحك!

إلى دولة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة: "خود وقتك"!

“حزب الله” يُراجع حساباته ويتشدد في مطالبه بشأن تأليف حكومة دياب

تصفية قاسم سليماني في العراق عقَّدت من عملية التشكيل الوزاري في لبنان وأعادتها إلى المربع الأول

السفارة الأميركية في بيروت تدعو رعاياها لتوخي الحذر وقوة من “المارينز” وضعت في حالة تأهب للتدخل وحمايتها

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ابنة سليماني تسأل روحاني عن الثأر

كرة مقتل قاسم سليماني تتدحرج وتُنذر بحرب بين أميركا وإيران

واشنطن ترسل 3500 جندي للكويت وتستبعد قيام طهران بـ"أعمال حربية" وتستعد للسيناريوهات كافة

الجيش الإيراني: سنمتنع عن أي ردٍّ مُتهور ومتسرع… وروحاني: أميركا ستشهد التداعيات لسنوات قادمة

الأمم المتحدة: العالم لا يتحمل حرباً جديدة في منطقة الخليج واستنفار بريطاني ودعوات أوروبية للتهدئة

قاتلة سليماني… “درون” من نوع “MQ-9 Reaper”

طهران: واشنطن طلبت ألا يتجاوز الرد الإيراني سقف الانتقام لسليماني

أسرار من أميركا… سليماني لم يكن مُهتماً بإخفاء مسار تحركاته

الحرس الثوري: 35 موقعاً أميركياً حيوياً بالمنطقة في مرمى إيران في الخليج وسورية ولبنان والعالم

الإعلام الإيراني ينشر وصية سليماني لزوجته

ماكرون يدعو لمنع تحويل العراق إلى ساحة صراع

“الناتو” والتحالف الدولي يُعلِّقان المهام التدريبية في العراق … وأميركا تُصنِّف “العصائب” إرهابية

عبدالمهدي تقدَّم مُشيِّعي سليماني والمهندس... وبغداد قيَّدت عمل الأميركان

ترامب يحذر القيادة العراقية من النفوذ المتزايد لإيران على سياسة بغداد

المشيعون يرددون شعارات “الموت لأميركا” ويطالبون بالقصاص والثأر

مجلس النواب العراقي يعقد جلسة استثنائية اليوم لتوحيد الموقف الرسمي

ترشيح العامري نائباً لرئيس “الحشد الشعبي”

إيران تدعو “الحشد الشعبي” للانتقام من القوات الأميركية بالعراق وترامب دعا المتظاهرين للتحرر من سيطرة طهران... و"كتائب حزب الله" هددت النواب

الصدر يعزي عائلة سليماني

البرلمان العراقي يعقد جلسة استثنائية اليوم

كردستان ترفض تصفية حسابات الدول بالعراق

الاتحاد الأوروبي يدعو لوقف دوامة العنف

الإمارات تدعو إلى تغليب الحكمة

شركات الطيران تستأنف رحلاتها بعد تعليق موقت

صالح وأردوغان يؤكدان أهمية التعاون الدولي والإقليمي لمحاربة الإرهاب

محادثات روسية ـ تركية بشأن سورية وليبيا والعراق وأنقرة رحلت 150 مقاتلاً أجنبياً إلى بلدانهم

قلق أممي على حياة 3 ملايين في إدلب … وقوات الأسد تستهدف نقطة مراقبة تركية و380 ألف قتيل حصيلة 9 سنوات من الحرب بسورية

السعودية تدعو لضبط النفس وتطالب العالم بضمان أمن المنطقة

تركيا تبدأ خطة غزو ليبيا بـ 200 عسكري وعناصر استخباراتية

برلمان بنغازي ألغى اتفاق "الوفاق" واتهم السراج بالخيانة... والأزهر: تدخل أنقرة "فساد في الأرض"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله سيحارب لفظياً.. خوفاً على سلطته في لبنان/منير الربيع/المدن

ساحات أميركا وإيران: سلامة لبنان أولاً/أحمد جابر/المدن

قصتنا مع قاسم سليماني/عمر قدور/المدن

رد بارد على اغتيال سليماني؟/مهند الحاج علي/المدن

المصارف تبدأ معركتها ضد اللبنانيين.. سطواً على أموالهم؟/خضر حسان/المدن

تاريخ قاسم سليماني اللبناني: الكمائن والمفجّرون الانتحاريون/سامي خليفة/المدن

عقاب جماعي لأهل عكار.. والانتحار فقراً بالمنكوبين/جنى الدهيبي/المدن

هكذا تنبّأ نتنياهو بمخطط قتل سليماني/أدهم مناصرة/المدن

بين كارلوس غصن وكارلوس إدّه/إيلي الحاج

ما الذي ننتظره من الثورات؟/د. منى فياض/الحرة

مَن هو وزير الخارجية المقبل؟/مرلين وهبة/الجمهورية

لبنان ... الأسير الأعظم./ادمون الشدياق

سنةٌ بفصلٍ واحد: التغيير/سجعان قزي/ جريدةُ النهار

لا خائفًا ولا خانعًا/هنري زغيب/النهار

الحكومة وهمومٌ أُخرى/الياس الديري/النهار

قواعد الاشتباك الجديدة والسيناريوهات بعد مقتل قاسم سليماني/ د. خطار أبودياب/العرب

تصلّب عوني شديد في رفض تكليف الحريري!/سركيس نعوم/النهار

“تحرير القدس “سلعة الأنظمة المُفلسة/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

غارة أمنية تحطم خيمة في ساحة الشهداء: "حجمها كبير"!

يوم الثلاثاء موعد جديد لولادة الحكومة: سلطة الحزب والتيار

وديع العبسي: غير مرشح لدخول الحكومة الجديدة وغير معني بما يتم تداوله

الإعلام اللبناني والعربي يشيع الزميلة قاسم في جون

صرف شك في أحد مصارف صيدا بعد اغلاق مداخله بآليات ثقيلة

المحامي طعمة: تسجيل الإخبار ضد كارلوس غصن في سجلات النيابة العامة التمييزية

شيخ العقل زار مؤسسة العرفان: لتوحيد الكلمة والموقف وجمع الشمل لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة التي نمر بها

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

النَبِيَّةٌ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيل تبارك الطفل يسوع في الهيكل وتشكر الرب

إنجيل القدّيس لوقا02/من36حتى40: كَانَتْ هُنَاكَ (في أُرشليم) نَبِيَّةٌ طَاعِنَةٌ جِدًّا في أَيَّامِهَا، هِيَ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيل، مِنْ سِبْطِ أَشِير، عَاشَتْ مَعَ زَوْجِهَا سَبْعَ سَنَوَاتٍ مُنْذُ بَكَارَتِهَا، ثُمَّ بَقِيَتْ أَرْمَلةً حتَّى الرَّابِعَةِ والثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهَا، لا تُفَارِقُ الهَيْكَلَ مُتَعَبِّدَةً بِالصَّوْمِ والصَّلاةِ لَيْلَ نَهَار.فَحَضَرَتْ في تِلْكَ السَّاعَة، وأَخَذَتْ تُسَبِّحُ الرَّبّ، وتُحَدِّثُ عنِ الطِّفْلِ جَمِيعَ المُنْتَظِرينَ فِدَاءَ أُورَشَلِيم. ولَمَّا أَتَمَّ يُوسُفُ ومَريَمُ كُلَّ ما تَقتَضِيهِ شَرِيعَةُ الرَّبّ، عَادَا بِيَسُوعَ إِلى الجَلِيل، إِلى النَّاصِرَةِ مَدِينَتِهِم.وكانَ الطِّفْلُ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى ويَمْتَلِئُ حِكْمَة. وكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْه.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الرد الملالوي على اغتيال سليماني سيكون مسرحياً ولرفع العتب

الياس بجاني/04 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82027/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%b3/

رغم كل النفخ الإعلامي الفارسي الوهم لقوة نظام الملالي في إيران، فإن الحقائق العسكرية هي في غير قاطع 100% نقضاً لكل هذه الخزعبلات والأكاذيب والمسرحيات العنترية.

عملياً وفي مقارنة مع عظمة وتفوق القوة الأميركية على كافة الصعد وفي كل المجالات، فإن إيران هي دولة ممزقة وضعيفة للغاية ومعدمة عسكرياً واقتصادياً ونظاماً.

الشعب الإيراني يكره نظامه الملالوي ويريد التخلص منه وهو يثور عليه كلما سنحت الفرص له.

الشعب الإيراني يعاني من الجوع  والفقر وثلثه عاطل عن العمل وكل الأفاق مسدودة في وجهه.

نظام الملالي يكره شعبه ويحكمه من خلال كل وسائل الإجرام والقهر والظلم والإرهاب والسجن والقتل.

واقعياً، ليس لدى نظام الملالي المذهبي والدكتاتوري والمنتمي بثقافته وممارساته لما هو ما قبل عصور القرون الحجرية، ليس لديه ما يقدمه لشعبه وللشعوب التي يتدخل في شؤونها من خلال أذرعته العسكرية والميليشياوية غير الفقر والعزلة وثقافات الكراهية والحقد والموت والحروب العبثية

من فإن الرد الملالوي على عملية اغتيال المجرم والقاتل والإرهابي قاسم سليماني سيكون بالتأكيد رداً مسرحياً ولرفع العتب ليس إلا.

سيكون الرد مسرحي وغير فاعل أو مؤثر وذلك خوفاً على مصير نظام الملالي نفسه لأن أي تهور غبي وغير مدروسة عواقبه سيجبر أميركا على مهاجمة إيران وإسقاط نظامها بعد تدمير كل معسكرات جيشها وتحويل بناها التحتية إلى رماد.

في الخلاصة فإيران دولة ورقية وهزيلة وضعيفة ونمر من كرتون..

الغرب عموماً، وتحديداً أميركا هم من اسقط نظام الشاه وجاء بنظام الملالي خدمة لمصالحه.

من هنا فإن نظام الملالي الإيراني ورغم كل مسرحيات العداء الغربية والإسرائيلية معه لا يزال حتى اليوم يخدم مصالح إسرائيل ودول الغرب، ويوم يقرر هذا الغرب سيسقطه وبسهولة.

يبقى أن نظام الملالوي الإيراني، ومعه كل أذرعته الميليشياوية والإرهابية المذهبية في لبنان والعراق واليمن وسوريا وغزة ودول الخليج العربي وفي غيرها من الدول.. هو نظام "أداة" لا يريد وليس بمقدوره لا تحرير فلسطين ولا محاربة أميركا، وإنما هو كان ولا يزال نظام "أداة" بيد إسرائيل والقوى الدولية والغربية تحديداً مسخر بالكامل خدمة لمصالح هذه الدول وهي يوم تقرر ستسقطه خلال 24 ساعة.. ونقطة ع السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

قاسم سليماني واجه العدالة التي يستحقها

الياس بجاني/03 كانون الثاني/2020

قتل سليماني هو عملياً وواقعاً قتل للهيبة الملالوية العسكرية الكاذبة والورقية وفرح الشعوب العربية بمقتله يبين كرهها واحتقارها لهذا النظام المذهبي والتوسعي والعدائي الحامل ثقافة وفكر ومنطق القرون الحجرية

 

لا للتطاول والتعدي الظالم على د. عصام خليفة

الياس بجاني/02 كانون الثاني/2020

التطاول على د.عصام خليفة اهانة واحتقار لكل لبناني سيادي واستقلالي وشريف وحر. عهد فاسد وبلد محتل وقضاء مسيس وطاقم سياسي ورسمي عفن

 

لا حلول قبل تحرير لبنان من احتلال حزب الله

الياس بجاني/02 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/81954/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%ad%d9%84%d9%88%d9%84-%d9%82%d8%a8%d9%84-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a7/

المرّض لا يعالج إن لم يتم تشخيصه والتعاطي معه بجدية وبشكل مباشر، وليس فقط التلهي بأعراضه.

في وطن الأرز، المرض السرطاني ومنذ العام 2005 هو احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي، ومن هنا فإن كل ما يعاني منه الوطن وأهله على كافة الصعد، وفي المجالات كافة هي كلها مجرد أعراض لمرض الاحتلال، وبالتالي لا خلاص ولا شفاء من خلال علاجات ترقيعية وآنية.

وفي هذا الإطار فإن فلا تغيير الحكومة واستبدال الوزراء بغيرهم ينهي الاحتلال ويعيد للبلد سيادته المصادرة، واستقلاله المسروق وقراره المهيمن عليه بالقوة.

ولا إقرار الموازنة مهما زينت وجملت نظرياً وفخخت عملياً وواقعاً لإفقار الناس أكثر وإسقاط الدولة سيكون لها أي تأثير على واقع الاحتلال.

وكذلك لن يفيد تعاظم الوعود والعهود ومعها زجليات وعنتريات العهد القوي وكل ما يقال ويشاع باطلاً عن نواياه الطيبة.

وفي نفس السياق عبثية وملهاة هي كل مسرحيات تبادل الاتهامات “من فج وغميق” بين أصحاب شركات الأحزاب التعتير التي اقترفت خطيئة الصفقة وداكشت الكراسي بالسيادة، ولا بينهم وبين غيرهم من السياسيين والإعلاميين أكانوا طرواديين أو ملجميين أو وطنيين.

كما أن لا جدوى من تهديدات عصابات ومافيات نفاق التحرير والممانعة والمقاومة والهروب إلى الأمام وإلهاء الناس بملفات يقولون أنها لعملاء لإسرائيل، في حين أن العمالة والعملاء هم في مكان آخر ومتفلتين من كل حساب ومحاسبة وفي مقدمهم جماعات نفاق المقاومة هؤلاء أنفسهم.

ولا خلاص بأي شكل من الأشكال ما دام حزب الله وأسياده في إيران يصادرون ويتحكمون بسيادة واستقلال وقرار لبنان.

وعلى الأكيد لا أحد من الخارج، لا أميركا ولا الدول الغربية ولا السعودية ولا غيرهم سيأتون لتحريرنا وتخليصنا مما نحن غارقين فيه.

الحل الوحيد فقط، والذي من بعده يبدأ العمل الصعب والمضني على حل كل مشاكل لبنان واللبنانيين هو تحرير البلد من احتلال حزب الله.

ولإنجاز التحرير هذا علينا أولاً أن نحرر أنفسنا من الخوف واليأس والاستسلام، ومن كل أوبئة السياسيين، ومن نفاق واسخريوتية أصحاب شركات الأحزاب، ومن الغرائزية والأطماع، ونجاهر بالحق والحقيقة ونقول لا لحزب الله، ولكل من هو في خدمة مشروعه في أي موقع كان.

وأول خطوة في سياق التحرير والتحرر هي كشف وتعرية كل أداوت الحزب المحتل من سياسيين وأصحاب شركات أحزاب ومسؤولين وإعلاميين وعزلهم والإتيان بطبقة سياسية شريفة ووطنية بديلة تخاف الله ويوم حسابه الأخير.

هذا عمل بإمكان كل مواطن أن يلتزم به وينفذه دون صعوبة وذلك برذل كل هؤلاء السماسرة ومحترفي الصفقات وفي مقدمهم أصحاب شركات الأحزاب والابتعاد عنهم وعدم السير ورائهم وتركهم كلياً.

يبقى أن الثورة الشعبية المستمرة بقوة منذ ما يزيد عن الشهرين أمر جيد وصحي ولكنها لن تحقق أية نتائج أساسية وسيادية ما لم تسمي مرض الاحتلال بإسمه وتتوقف عن التزلف والتملق له وتتركه بذمية وباطنية وخوف يتاجر بكذبتي المقاومة والتحرير.

وفي الخلاصة لا قيام للدولة في ظل الدويلة، وما لم تقوم الدولة المستقلة والسيادية والممسكة بقرار الحكم فلا حلول لا صغيرة ولا كبيرة وفالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع د.عصام خليفة: الجامعة اللبنانية بفسادها ومفسديها وزبائنيتها وفئويتها وهرطقات رئيسها فؤاد أيوب على مشرحة د.خليفة

http://eliasbejjaninews.com/archives/82035/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d8%af-%d8%b9%d8%b5%d8%a7%d9%85-2/

https://www.youtube.com/watch?v=AEW2QcWqIQw

لا للتطاول والتعدي الظالم على د. عصام خليفة

الياس بجاني/04 كانون الثاني/2020

التطاول على د.عصام خليفة اهانة واحتقار لكل لبناني سيادي واستقلالي وشريف وحر. عهد فاسد وبلد محتل وقضاء مسيس وطاقم سياسي ورسمي عفن

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المر منير بركات/اضغط هنا أو على الربط في أسفل لمشاهدة المقابلة

https://www.youtube.com/watch?v=nHf917Zmusc

 

الإعدام لعصام خليفة..

سيزار معوض/04 كانون الثاني/2020

لا يكفي أن تصدر السلطة الموقرة قرارا بإلقاء القبض على المؤرخ عصام خليفة، رجل كهذا ينبغي أن يرجم بالرصاص او أن يكون حكمه الصلب بالمقلوب في ساحة الشهداء ليكون عبرة لمن اعتبر.  فجرم عصام خليفة لا يغتفر ونحن كثوار لن نرضى الا بقطع رأسه عسانا نتمكن من قطع شمراخ  الأفعوان الأكبر..  فعصام خليفة كان ولا يزال مجرما برتبة عميل. جرمه أنه متعبد للبنان وأرزته ورايته والأنكى أنه عميل لوطنه ولم يرض يوما أن يكون مخبرا وسمسارا على حساب ال10452 كلم.. عصام خليفة مجرم لأنه رفض أن يكون شريكا للملياردير اليهودي جورج سوروس في محطات الوقود الممتدة بين القارتين الأوروبية والأميركية وأن يدخل لعبة العصابات وغسل الأموال وتهريبها. وهو طبعا آثم أكبر لأنه حافظ ولا يزال على نظافة كفه طيلة توليه مسؤوليته في الجامعة اللبنانية رافضا منطق الفساد ومنظومتها ناهيك عن المحاصصة والمحسوبيات.. إعدام عصام خليفة لا يفينا حقنا نحن الثوار، وهو يستحق عقابا اكبر واعظم لأنه يتفوه بكلمة الحق دوما وابدا وفي كل اطلالاته الإعلامية يرفض المواربة واللف والدوران ولا يحيد عن قول الحقيقة، كل الحقيقة.. مشكلة عصام خليفة أنه لا يعرف تمسيح الجوخ عن اكتاف الوالي وبالتالي لا يقوم بطأطأة رأسه أمام القيصر كلما دعت الحاجة وهو جرم يعاقب عليه القانون اللبناني والدستور..

من الواجب نقل خليفة مكبلا ومخفورا للاعدام  وسط تغطية صحفية مبرمجة فهو لم تثبت عليه ولو تهمة فساد واضحة وليس عنده سلوك فاضح وهو ما لا يمكن القبول به في بلد الأرذال الأنذال والميليشيات.. رجل كهذا تاريخه نظيف كبياض الثلج يجب أن يعذب وأن يقهر وأن يذل وأن يذبح ويفصل رأسه عن جسده ويقطع اربا اربا ويرمى إلى كلاب السلطة المسعورة كي تنهشه عساها تسد جوعها المزمن والعتق.. من غير المقبول أن يبقى عصام خليفة حرا طليقا خارج أسوار السجون فالمؤرخون ورجال العلم والمعرفة مكانهم داخل القطبان لا خارجها..

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 4/1/2020

وطنية/السبت 04 كانون الثاني 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فيما تنتظر الأوساط السياسية الاعلان القريب عن التشكيلة الحكومية مطلع الأسبوع المقبل، دخلت المنطقة مرحلة جديدة بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني، عنوانها تهديدات إيرانية برد صاعق يستهدف المصالح الأميركية في المنطقة، على حد ما قال قيادي في الحرس الثوري الايراني بأن 35 موقعا أميركيا حيويا في المنطقة تقع في مرمى ايران.

وفيما شيع اليوم كل من قاسم سليماني ومهدي المهندس في العراق، دخلت قطر وروسيا وتركيا وفرنسا على خط التهدئة والتفاوض، من خلال سلسلة اتصالات مع الجانب الايراني والعراقي، منعا للتصعيد في المنطقة. وبرزت زيارة وزير الخارجية القطرية طهران ولقاؤه نظيره الايراني والرئيس حسن روحاني.

أما في لبنان، فتأليف الحكومة بسرعة واجب تقتضيه الظروف، خصوصا أن التوتر في المنطقة عارم وشديد وثقيل، ويمتد من الخليج والعراق فسوريا، امتدادا إلى ليبيا مرورا بفلسطين.

ومرحلة العد العكسي لولادة الحكومة بدأت، فاللبنانيون لا يملكون ترف الوقت، في ظل الأزمات الإقتصادية الضاغطة، التي تدفع اللبنانيين إلى الانتحار وإحراق أنفسهم بعدما ضاقت بهم السبل. وإذا صحت التسريبات، فإن ولادة الحكومة متوقعة مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير، بعدما رست بورصة التسميات والتوزيع على الأحزاب المشاركة في هذه الحكومة.

وما حصل اليوم في طرابلس بعدما أقدم ابن منطقة المنكوبين على حرق نفسه، بعدما اقفلت كل السبل أمامه بتأمين قوت يومه له ولعائلته، خير دليل على ما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية في لبنان.

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، نشير إلى خبر سقوط منذ قليل صاروخ كاتيوشا داخل المنطقة الخضراء في بغداد، دون وقوع إصابات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هو مشهد فاصل بين فعل وردة فعل، مئات آلاف المشيعين جابوا الشوارع في بغداد وطهران، ورفعوا الراية الحمراء رمزا إلى طلب الثار للدماء الزكية.

الرد على العدوان الأميركي، لن يقف عند حدود السقف المرسوم أميركيا، كما أعلن الحرس الثوري، بل سيتوالى إلى أن يدرك الرئيس الأميركي الخطأ الكبير الذي ارتكبه.

ترامب أدخل المنطقة مرة جديدة في وضع حساس لا يمكن تجاوزه من دون ثمن، والثمن المطلوب غير محدد إن في الزمان أو المكان أو المستوى، إلا أن الأكيد أنه سيكون مكلفا لواشنطن.

في لبنان، تتكثف الاتصالات لاعلان التشكيلة الحكومية، بعد الاتفاق على عدد كبير من أسماء الوزراء والحقائب التي بات بعضها شبه نهائي، فمتى تبصر الحكومة النور؟.

على خط المصارف، وبعد الاعلان عن اغلاقها في منطقة عكار، شهدت احتجاجات في مختلف المناطق، ودعوات لعدم الدفع رفضا للاجراءات التي تتخذها بحق المودعين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بين مقامات الأئمة وقلوب الأحبة، كان طواف الوداع لقادة النصر والجهاد. آخر الجولات على الأرض التي حرراها ورفاقهما من الارهاب، كانت لجثماني الشهيدين الكبيرين الفريق قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس وثلة من الشهداء.

لم يعهد عراق الحزن تشييعا مهيبا كهذا، ولم تكن حروف بغداد العريقة لتفي بلاغة الحزن والفخر في آن، وكقداسة كربلاء كان خشوع التأبين، والنجف آخر المحطات العراقية، في آخر زيارة للحجي قاسم إليه.

لكنه باق، يقول العراقيون والايرانيون وكل أبناء محور المقاومة، في ضريح توأم جهاده أبو مهدي المهندس، ومع المرابطين بوجه العدو التكفيري، والهاتفين بوجه الاحتلال الأميركي حتى التحرير. فالمهمة التي جاء لأجلها الفريق سليماني إلى العراق، ستنجز باذن الله- وعد العراقيون- والهتاف المخضب بالدم والعزيمة أمام نعوش الشهداء، ألا وجود للأميركي على أرض العراق الأبي.

ما هتف به العراقيون أكده الايرانيون، لا سيما قادة الحرس الثوري الذين أقسموا على انجاز مهمة الحاج قاسم، باخراج الأميركي من المنطقة ككل، بفيض الدم الزاكي وسواعد أبناء مدرسته الخمينية، الذين سيجعلون الأميركي نادما على فعلته الاجرامية.

وفيما تستعد ايران لاستقبال سيد شهداء محور المقاومة، ويتحضر لبنان لحفل التأبين غدا برعاية قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله، كانت فلسطين اليوم تلهج باسم توأم انتصاراتها، ومداد مقاوميها، وعنوان الرعب المزروع في قلب أعدائها، الحاج قاسم سليماني.

الحاج الذي وصفه الصهاينة بالعدو الأكثر خطرا على كيانهم، الذي حاصرهم وخنقهم بالصواريخ في عملية ممنهجة، كما قال محللوهم. أما التحليلات الأمنية لديهم ولدى الأميركيين فأوصلتهم إلى أعلى درجات الرعب والاستنفار من الرد الحتمي على عملية الاغتيال.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أراد دونالد ترامب من خلال اعطائه الأمر بقتل قاسم سليماني، أن يكون أول رئيس أميركي يأمر بأول اغتيال مباشر لأول مسؤول ايراني كبير، في خطوة لم تقدم عليها اسرائيل- التي كانت تنتظر فرصتها ربما- وهو أرادها ضربة انتخابية ترفع من شعبيته وتحد من تراجع شرعيته المهتزة أصلا، بفعل الملفات المفتوحة في وجهه من خصومه والحلفاء على حد سواء داخل بلاده.

في العام 1979، احتل الطلاب الايرانيون سفارة واشنطن في طهران، ولم ينته احتلال السفارة والافراج عن الموظفين والمارينز إلا بعد انتخاب رونالد ريغان وخسارة جيمي كارتر. يومها وجدت ايران نفسها تلعب دور المرجح والمؤثر والفاعل في الانتخابات الأميركية رغما عنها. وتأكد الدليل العام 1980، عندما دفعت أميركا وبعض حلفائها العرب، في خطوة انتقامية استباقية اجهاضية، بصدام حسين إلى مهاجمة ايران وبدء حرب أنهكت بغداد واستنزفت طهران لثمانية أعوام. اليوم يغتنم ترامب حادثة اقتحام سفارته في بغداد، لاقحام طهران في سعيه لولاية ثانية، مطالبا إياها بثمن سياسي في المنطقة، بعدما حصل على أثمان فلكية مالية من بعض العرب لتمويل ضروبه وحروبه.

يرى ترامب في العرب خزنات ويخشى في ايران رجالات. يأخذ الخزنات ويقتل الرجالات. وكله بلغة شارلز لاكي لوتشيانو: لا شي شخصيا بل محض أعمال. هاتان الجملتان طغتا على المشهد الأميركي منذ مئة سنة في شيكاغو ونيويورك، واليوم تعودان بقوة مع مجموعة "وول ستريت" الجديدة.

ترامب يحاول اتباع سياسة العصا والجزرة مع إيران، لكنه يتصرف وفق قاعدة اضرب وفاوض. يغتال ويختال. يقايض ويزايد. يتجرأ ويتبرأ. يتذاكى ويتباكى.

أرادها ضربة لتأكيد بقائه في البيت الأبيض، لكن إيران ستعمل- وفي المرحلة المقبلة وتباعا وبشكل حثيث ومصمم- على إخراجه من العراق. اغتيال سليماني والمهندس وحد شيعة العراق الذين تناسوا خلافاتهم واختلافاتهم، وجمعتهم ضربة غير محسوبة العواقب لجيران ايران وأصدقاء العم سام في الخليج والمنطقة. الترجمة العملية لتجاوز خلافاتهم، ستكون في تشكيل حكومة عراقية جديدة، وسحب فتيل التفجير من الشارع، وكبح الانتفاضة وإعادة انتاج السلطة.

منذ شهر قال بومبيو إن شعب العراق يروم التخلص من نفوذ ايران. بعد اغتيال سليماني وتوحد الشيعة، غير بومبيو المقولة لتصبح: ان شعب العراق يريد التخلص من الفساد.

إغتيال رئيس أركان حرب محور المقاومة، من أفغانستان إلى الجولان، اعتبرته إيران اعلان حرب مباشرة ومواجهة مفتوحة. في حين يصر ترامب على اعتباره رسالة سلام ممهورة بدم شخص يستحسن أن يكون موته- برأي ترامب- فداء عن شعب وأن يكون كبش فداء، أي على طريقة قيافا رئيس كهنة المعبد وفتواه الشهيرة منذ 2000 عام، والتي يبدو أن المقلدين لها والمتمسكين بها كثر.

وفي لبنان، ترقب لكلام السيد حسن نصرالله، وتحسب لردود الفعل عليه اسرائيليا وإقليميا. الواضح أن البيان المقتضب، لكن الواضح والمعبر البارحة للسيد نصرالله، يشي بأبعاد، تأثيرات وتداعيات ما حصل على الساحة اللبنانية، واعتبار أن الرد على اغتيال سليماني هو مسؤولية المقاومين في كل المنطقة، أي أن الساحة اللبنانية ليست ساحة الرد، وأن الرد الحقيقي يكون بتحصين الوضع الداخلي، وحماية الاستقرار بحكومة جديدة تنتظر مرور عاصفة اغتيال سليماني في الأيام القليلة المقبلة، والتحضر لمواجهة الاعصار الاقتصادي-المالي قبل أن يقتلع ما تبقى من حلم للبنانيين ببقائهم على قيد الأمل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أيهما يسبق، السعي إلى انقاذ الوضعين الاقتصادي- المالي والأمني، فيتم تشكيل الحكومة المنتظرة على أحر من الجمر وذل المجاعة، أم إلحاق لبنان قسرا وتجنيده رسميا في صف الممانعة، من خلال إسقاط حكومة الاختصاصيين لصالح حكومة تكنو- شبه عسكرية، لمواجهة الأميركيين والانتقام منهم لدم الجنرال سليماني، يتولى فيها "حزب الله" عبر وزراء موثوق بهم حقائب الخارجية والدفاع؟.

السؤال يبدو مشروعا، بعدما أفادت معلومات بأن عملية التأليف تراجعت خطوات إلى الوراء، إذ أن ما كان يسوق بأن الأسماء الشيعية المرشحة للتوزير ما عادت، لأن ما قبل اغتيال سليماني لن يشبه بالضرورة ما بعده. وإذا صحت هذه المعلومات، فإنها ستبدد حكما المعطيات المتفائلة التي وزعت نهاية الأسبوع، وتنبأ مسوقوها بأن الحكومة صارت على لياليها، وهي سترى النور الاثنين أم الثلثاء.

الأجواء الثقيلة التي تلت اغتيال سليماني، مردها إلى الخشية من أن العملية أدخلته شريكا مضاربا في تشكيل الحكومة، انطلاقا من حتميتين ألزمت طهران نفسها بهما: الأولى، الرد على واشنطن، وقد رفعت راية الثأر الحمراء في أعلى مقام الامام المهدي، وهي لا تنزع قبل تحقيق الثأر. والثانية، تفادي المواجهة المباشرة مع أميركا، وهذا يفترض أن إيران ستتكل على الجيوش الصغيرة التي أنشأها سليماني وأدلجها وسلحها في المنطقة، و"حزب الله" أقواها.

صدى ذلك في مطابخ التأليف، أن الثنائي الشيعي يتريث في حسم الأسماء التي ستمثله بعدما تردد طويلا انها حسمت. ولتبيان الصورة، يتعين استشراف وجهة رياح التأليف في كلمة السيد حسن نصرالله في تأبين سليماني الأحد.

توازيا، يتواصل الكباش على الحصة المسيحية بين الرئيس دياب والوزير جبران باسيل. وبحسب المعطيات التي حصلت عليها الـ mtv، فإن هذه المشاكل العميقة ستؤخر ولادة الحكومة إلى ما بعد الثلثاء بأيام. ووسط التكهنات والتساؤلات، الثابت أمران: استمرار تدهور الوضع الاقتصادي، وارتفاع منسوب غضب الناس والذين يترجمونه حتى الساعة ب"فش خلقهم" بفروع المصارف وبعض المقرات والمرافق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

إنها المواجهة الكبرى بين واشنطن وطهران، فمنذ لحظة اغتيال الجنرال قاسم سليماني أصبح الاشتباك الأميركي- الإيراني مباشرا، وسقطت معه كل الخطوط الحمر التي ضبطت إيقاع الصراع التاريخي بين البلدين، منذ إعلان الجمهورية الاسلامية في ايران واقتحام السفارة الأميركية في طهران في العام 1979.

تقول كل المعطيات إن سليماني قائد فيلق القدس، تنقل في السنوات الأخيرة في شكل شبه علني، وهو من ضمن لعبة الخطوط الحمر المرسومة بين بلاده والولايات المتحدة، لم يعتبر نفسه هدفا محتملا، ما جعله يتحرك بسلاسة بين إيران والعراق وسوريا وصولا إلى لبنان، حتى آخر رحلة له من مطار دمشق الدولي، وعلى متن طائرة مدنية غير تابعة للحرس الثوري الإيراني في اتجاه بغداد، حيث نفذت عملية اغتياله.

هذه العملية، أكدت ايران أنها بمثابة اعلان حرب، فسليماني بالنسبة للجمهورية الاسلامية، يشكل الذراع القوي على امتداد منطقة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، حيث أنشأ كيانات وقوات موالية لبلاده، كذلك فإنه يحظى بشعبية كبيرة في الداخل الايراني.

على هذا الأساس، أصبح الرد حتميا، فمن دونه تتآكل قوة الردع الإيرانية، فيما المطلوب إعادة التوازن الذي فقد باغتيال رجل طهران القوي، وتثبيت قواعد اللعبة مجددا.

أما متى يحصل الرد وأين وكيف، فأسئلة تمتلك طهران وحدها الرد عليها، وسط معلومات تتحدث عن أن الصراع الكبير سيحول العراق إلى ساحة نزاع بين البلدين، تظهر أولى نتائجها من خلال تصويت البرلمان العراقي غدا على قرار إخراج القوات الأميركية من العراق، مع كل ما يترتب عن ذلك من نتائج ميدانية.

الصراع على أرض العراق، لا يعني بالضرورة تجنيب دول المنطقة تداعيات اغتيال سليماني، فاستهداف المصالح الأميركية مفتوح، وتنفيذه قد يحصل من قبل إيران أو حلفائها، وقد لا يكون في القريب العاجل، فهل ينعكس ذلك على لبنان من خلال "حزب الله"؟.

الجواب هنا ينتظر من خلال إطلالة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله غدا على اللبنانيين، فهل يطمئنهم إلى الآتي من المواجهة؟.

التطورات الدراماتكية هذه تضع كل الشرق الأوسط أمام واقع حرب محتملة، حتى ولو أعلن الرئيس الأميركي أن بلاده لا تريدها. فهل لدى الادارة الأميركية الغارقة في مواجهة محاكمة الرئيس ترامب أمام مجلس الشيوخ والتحضير لانتخابات رئاسية مقبلة، استراتيجية واضحة تستوعب الرد الإيراني، وتاليا تمهد لفرصة حقيقية تعيد سكة التفاوض بين البلدين؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على أرض العراق كانت الضربة، ومن مجلس نوابه ستتلقى واشنطن الرد، لكن المكتوب قرئ من العنوان، برفض رئيس الحكومة المستقيلة عادل عبد المهدي الرد على اتصالات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، ودعا إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب من أجل تنظيم الموقف الرسمي العراقي، واتخاذ القرارات التشريعية والإجراءات الضرورية، بعد وصفه الضربة الأميركية بالخرق الفاضح لشروط الوجود الأميركي في البلاد.

أما أولياء الدم، فإلى جانب مراسم التشييع وتقبل واجب العزاء، توعدوا بالردود وتركوها لزمانها ومكانها، ولم يحددوا هدفا من لائحة الأهداف الجاهزة، بحسب ما كشف رئيس الحرس الثوري.

سياسة النفس الطويل كحياكة السجاد، ماركة مسجلة للإيرانيين، وبالأصالة أو بالوكالة فإن أقرب الردين متروك غدا لنواب العراق، لكون عملية الاغتيال وقعت على أراضيه، حيث رفعت عند عتباته المقدسة الراية الحمراء طلبا للثأر.

من أحد القرار في بلاد ما بين النهرين، إلى اثنين الغطاس، حيث تأليف الحكومة لن يتأثر بالمنخفض الأمني الإيراني- الأميركي. وبحسب مصادر "الجديد"، فإن الرئيس المكلف يستمع ويلتقي ويناقش ويدرس سيرا ذاتية، ليقف على تشكيلة ترضي الشارع ولا ترتضي تدخلات من هذا الطرف أو ذاك، تشكيلة يكثر طباخوها باخراج لوائح على صفحات الجرائد، أو بطرح أسماء واجتهادات لغاية في نفس توزير هذا أو ذاك. وبحسب مصادر الرئيس المكلف، فقد كثرت الترشيحات والتسميات، لكن الموقف النهائي سيكون في وضع الوزير المناسب وصاحب الاختصاص في الوزارة المناسبة، بعد التشاور والاتفاق مع رئيس الجمهورية، ومن دون إغفال مطالب الانتفاضة، لأن دياب سيكون تحت مجهرها، والشارع نفسه سيكون مختبر التشكيلة الحكومية، وهو سيقرر مدى مطابقتها لمواصفات الانتفاضة.

والانتفاضة نفسها طردت اليوم الوزير السابق أحمد فتفت من غرفة التجارة والصناعة في طرابلس، لينضم إلى المختفين عن الأنظار، ويلاقي مصير الرئيس فؤاد السنيورة ذات هتاف "طلعوا برا..برا" الجامعة الأميركية في بيروت. لكن الانتفاضة نفسها تعرضت فجر اليوم لإنزال في ساحة الشهداء، كان من نتيجته إزالة إحدى الخيم الكبيرة المنصوبة فيها منذ بدء الثورة، في عملية سرية بالغة الدقة والاحتراف، نفذتها مجموعة كوماندوس من قوى مكافحة الشغب، حضرت ببزات عسكرية ووجوه ملثمة، لكون الخيمة لا تستوفي الشروط المطلوبة، وتشكل خطرا على المصلحة العامة.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 4 كانون الثاني 2020

وطنية/السبت 04 كانون الثاني 2020

أسرار النهار

تؤكد أكثر من جهة متابعة لحراك مرجع حكومي موجود في الخارج أنّه يتابع اتصالاته بعيداً عن الأضواء مع دول أوروبية وأخرى صديقة للبنان وثمة مواقف ستظهر تباعاً.

بعد تلقي زوجها تأكيدات بأنه سيكون من بين الوزراء في الحكومة الجديدة، عمدت زوجة احد رجال الاعمال الى ترتيب هديتين الاولى لجبران باسيل والثانية لعلي حسن خليل تقديرا لموقفهما الداعم لزوجها.

يؤكد أحد السياسيين المخضرمين أنّ موسكو لم تكن متحمسة إطلاقاً للانتفاضة الشعبية في لبنان وتناغمت مع إيران حول هذه المسألة وكان لكلتيهما دور في اخمادها من خلال حلفائهما في لبنان

أسرار اللواء

ترددت معلومات عن اتجاه لدى دول صديقة بالامتناع عن المشاركة بأية مساعدة في حال تمثلت جهات حزبية معروفة..

ما يزال سفير دولة أوروبية صديقة يربط المساعدات بالاصلاحات وليس بالحكومة.

وصف قيادي بارز بعض الترشيحات لملء الشواغر عن طائفة كبرى بأنها في "منتهى الإفلاس"!

خفايا نداء الوطن

إرتسمت علامات استفهام حول ما إذا كانت مقابلة وزير الدفاع الياس بوصعب التلفزيونية تدخل ضمن الحملة التي تُشن ضد قائد الجيش قبيل تشكيل الحكومة تمهيداً لطرح اسمه ضمن لائحة أسماء قادة الأجهزة الأمنية المنوي تغييرهم.

يلجأ بعض المصارف إلى تجار ورجال أعمال للحصول منهم على سيولة بالليرة اللبنانية مقابل استبدالها بفتح حسابات لهم بالدولار.

رجّحت مصادر مطّلعة عدم توزير زياد بارود ودميانوس قطّار بسبب "فيتو" الوزير جبران باسيل عليهما.

البناء

خفايا

قالت مصادر دبلوماسية غربية إن شأن تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان تراجع إلى قضية من المرتبة العاشرة في ضوء التطوّرات الجارية في المنطقة والتي سيكون لبنان في قلبها. واعتبرت أنه يجب انتظار كلمة السيد حسن نصرالله يوم الأحد لمعرفة البوصلة التي تجب متابعتها يوم الإثنين.

كواليس

قال مرجع أمني عراقي إن القيادة الأميركية العسكرية في مطار بغداد تبلّغت بشكل رسمي موعد وصول الجنرال قاسم سليماني كمبعوث دبلوماسي بصفة مستشار لدى قائد القوات المسلّحة وتكليف نائب رئيس الحشد الشعبي باستقباله رسمياً. وهذا يعني أن العملية الأميركية كانت انتهاكاً صارخاً للأعراف الدبلوماسية وغدراً سافراً ولا يمكن وصفه إطلاقاً بالنجاح الاستخباري.

الجمهورية

يسعى مستشار رئاسي للحصول على موقع وزاري، للمرة الاولى، في الحكومة الجديدة والامور مرهونة بالمشاورات.

يحاول حزب بارز تسويق وزير له على أنه تكنوقراط فيما هو يستورد سلعا أساسية من دولة إقليمية غير مرتبطة بآلية الوزارة المتبعة قانونيا

عممت قيادة حزب بارز على كوادرها ضرورة الصمت وعدم التعليق على ما حدث في دولة إقليمية.

الأنبـاء

تعزيزات أمنية

لوحظ ارتفاع نسبة التعزيزات الأمنية في محيط إقامة مرجعية سياسية منذ عصر أمس دون معرفة الأسباب.

فضيحة تزوير؟

تتردد معلومات غير موثّقة بعد عن فضيحة تزوير بطلها أحد المرشحين للتوزير.

ضغط لإنجاز معاملات المحسوبيات

عدد من وزراء حكومة تصريف الأعمال المنتمون الى احزاب ستشارك بالحكومة المقبلة بشخصيات جديدة، يعمدون إلى الضغط على موظفي وزاراتهم لإنجاز معاملات لمحسوبين عليهم.

 

التشكيلة شبه النهائية للحكومة

مواقع الكترونية/04 كانون الثاني/2020

أـ سُنَّة: 1- الرئيس حسان دياب.

2 – طارق المجذوب (للتربية والشباب والرياضة).

3 – العميد المتقاعد طلال اللادقي (للداخلية)، لكن هناك اعتراض من جهة حزبية فاعلة.

4 – عثمان سلطان (للاتصالات).

ب- شيعة: 1- غازي وزنة (المال).

2- عبد الحليم فضل الله (صناعة)

3- علي حيدر (زراعة)

4- الطبيب قاسم رضا (للصحة)

ج- دروز: رمزي مشرفية (بيئة وشؤون اجتماعية).

مسيحيون:

أ- موارنة: 1- ناصيف حتي (الخارجية) مقرّب من الحراك المدني

2-فيليب زيادة (الطاقة) وهو أميركي من أصل لبناني، عينه الوزير جبران باسيل قنصلاً في لاس فيغاس (Las Vegas)

3- القاضي هنري خوري (للعدل)

4- زياد مكاري عن المردة (للأشغال)

ب- ارثوذكس: 1- النقيبة أمل حداد، نائب رئيس مجلس الوزراء، بعدما اعتذر وديع عبسي لأسباب صحية.

2- جان صرّاف (للاقتصاد)

3- ميشال منسى (وزير للدفاع)

ج- الكاثوليك: 1- بترا خوري (للعمل)

د- أرمن أرثوذكس: مارتين اوهانيان (اعلام وثقافة).

 

700 جندي أميركي إلى لبنان لحماية “قلعة عوكر”

الحرة/04 كانون الثاني/2020

وضعت الولايات المتحدة قوة عسكرية قوامها المئات في حالة تأهب، للتوجه إلى لبنان لحماية السفارة الأميركية في بيروت، وفق ما قال مسؤول عسكري أميركي. وأضاف المسؤول لوكالة اسشيوتد برس أن القوة المتمركزة في إيطاليا، وضعت في حالة تأهب كخطوة ضمن عدد من الإجراءات العسكرية لحماية المصالح الأميركية في الشرق الأوسط. وأوضح المسؤول، طالباً عدم الكشف عن هويته، أن وزارة الدفاع الأميركية، قد ترسل ما بين 130 و700 جندي إلى بيروت. وكان البنتاغون أعلن أن كتيبة من فرقة الـ 82 المجوقلة، (والكتيبة تراوح ما بين 3000 إلى 4000) عنصراً ستتوجه في الساعات المقبلة إلى الشرق الاوسط، وستنتشر في الكويت لرفع قدرات القوات الأميركية وجهوزيتها ضد التهديدات الإيرانية. والتأهب الأميركي يأتي على خلفية مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني بضربة جوية أميركية فجر الجمعة قرب مطار بغداد الدولي، رفقة أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق. وأعلن البنتاغون أنه “بتوجيهات” من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قام الجيش الأميركي “بعمل دفاعي حاسم لحماية الأفراد الأميركيين في الخارج بقتل قاسم سليماني.

 

أميركا وإيران... دبلوماسية الحرب

أنور عقل ضو/04 كانون الثاني/2020

ما قصدناه بـ "القوة المرنة" في مقالتنا أمس، وكانت بعنوان "إيران و(القوة المرنة)... ضربات موضعية ولا حرب شاملة!"، ظن البعض أننا نوارب في قراءة خلفيات اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني، والتقليل من حجم قوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودورها في المنطقة، لكن لم يتنبَّهْ كثيرون إلى أنه لا يمكن التحليل والإستنتاج بالإستناد إلى الخطابات والردود الإنفعالية، وما أكدناه أمس يبدو أكثر جلاء اليوم، مع تبلور جملة من الأمور والمواقف بدت أكثر هدوءا وأقل انفعالا. وما قلناه بالأمس أيضا، أكده اليوم مصدر رفيع في الجيش الإيراني، حين قال بـــ "أننا سنمتنع عن أي رد متهور أو متسرع على مقتل (قاسم) سليماني"، واستخدام مفردتي "التهور والتسرع" يُستشف منهما أن ما أكدناه أيضا لجهة ألا حرب شاملة بات أكثر وضوحا، وهذا يعكس طبيعة النظام الإيراني الذي يتسم بواقعية في مقاربة ما يواجه من أخطار دون تبني مغامرات غير محسوبة النتائج، وهذه سمة الأقوياء، خصوصا وأن مفهوم القوة هنا لا يقاس بالقدرة الصاروخية وترسانة إيران العسكرية، وإنما بتصميمها وقدرتها على اللعب في حدود المتاح لها دون المساومة على ما تعتبره ضامنا لحقوقها ولدورها ولأمنها. وما يعزز ذلك، تلقي إيران رسائل أميركية عبر سفير سويسرا في طهران، إذ لا علاقات دبلوماسية بين البلدين، وتعتبر السفارة السويسرية الراعي لمصالح واشنطن في طهران، وقد نقل السفير السويسري رسائل من الولايات المتحدة إلى القيادة الإيرانية، التي استدعت القائم بأعمال السفارة بطهران للمرة الثانية وجرى إبلاغه بالرد على الرسالة الأميركية واحتجاجها الشديد على اغتيال قاسم سليماني. وإذا كان العالم يراقب ويتوجس خيفة من أية مواجهات واسعة في المنطقة، فإن الأمور تنحو في اتجاه عمل عسكري محدود، ستفرضه "دبلوماسية الحرب" بين واشنطن وطهران!

 

السنيورة: فلتخرج إيران من العراق وسوريا واليمن ولتتوقف عمّا تقوم به من تدخلات

النشرة/04 كانون الثاني/2020

أبدى رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، اسفه أن "تتحول بلاد العرب والعراق الشقيق على وجه التحديد إلى ساحة مواجهة وتصفية حسابات ومسرح اغتيالات بين قوتين خارجيتين لا تبحثان عن مصالح العراق والشعب العراقي او مصالح الشعوب العربية بل عن مصالحهما وقوة نفوذهما على الأرض العربية"، داعيا الولايات المتحدة الاميركية وإيران لوقف تدخلهما في الشؤون العربية. واعتبر السنيورة ان "هذه المواجهة الجارية والمتصاعدة بين القوتين الخارجيتين على ارض العراق تلحق الضرر بالمصالح العربية عامة والعراقية على وجه الخصوص، والمطلوب ان تعود الدول العربية للامساك بزمام قضاياها وأمورها، وإعطاء الأولوية للاهتمام بمصالح أوطانها وشعوبها، والمطلوب من إيران ان ترفع يدها عن العراق وتتوقف عن إشعال الفتن والانقسامات في الدول العربية، والتدخل بشؤونها الداخلية"، مشيرا الى أن "الاهداف التي يجب التركيز عليها في العراق من الان وصاعدا هي العمل على عودة العراق الى الحضن العربي دولة ديمقراطية تحترم فيها حقوق المواطن والانسان وتعتمد فيها قواعد الشفافية والحكم الرشيد وأن تكون بوصلة الحكم متجهة إلى الحرص على مصالح العراق والعراقيين". وشدد على أن "العراق دولة عربية مستقلة لها سيادتها على أرضها وقد عبر الشعب العراقي الابيّ عما يريده عبر انتفاضته المباركة في كل مدن العراق والرسالة واضحة فلتخرج إيران من العراق وسوريا واليمن، ولتتوقف عمّا تقوم به من تدخلات مباشرة أو عبر أذرعها في كل بلد عربي، ولتنسحب الولايات المتحدة الأميركية من العراق، ولتوقف انحيازها الى إسرائيل، والذي كان من آخر شواهده القرارات الجائرة التي اتخذتها الإدارة الأميركية بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والقرار بضم الجولان والمستعمرات الإسرائيلية من الضفة الغربية المحتلة ومماشاة إسرائيل في قضمها المتمادي للأراضي الفلسطينية"، معربا عن أمله بأن "يبقى لبنان بعيدا عن التداعيات السلبية القائمة والمحتملة بسبب الأحداث والتطورات الأخيرة في العراق وفي المنطقة. فشعب لبنان لا ينقصه المزيد من المشكلات والتعقيدات في هذه الظروف، لذلك وجب القول الى من يندفعون للمواجهة والردود العنيفة، ابعدوا الشرور عن لبنان، وتوقفوا عن كلّ أمرٍ لا تكون المصالح الوطنية اللبنانية هي أساسه وأهدافه".

 

المنطقة بعد سليماني… "شرق أوسط جديد"؟ هيبة خامنئي على المحك!

نداء الوطن/04 كانون الثاني/2020

هو يد إيران الطولى على امتداد خريطة الإقليم، وسيف مرشدها المصلت على المنطقة وشوكته الغارزة في خواصر العرب والغرب… فكيف سيردّ المرشد الإيراني علي خامنئي على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أن "كسر شوكته" ووضع هيبته على المحك أمام أعين الإيرانيين والعالم أجمع؟ من نافل القول إنّ اغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني جاء بمثابة "الطعنة في الوجه" لخامنئي يصعب عليه تورية ندبتها، وبات لزاماً عليه أن يتدبّر أمر حفظ "ماء وجه" نظامه ويشدّ من عضد أتباع محوره، عبر عملية نوعية لا تقل إيلاماً عن الوجع الذي تكبده هو نفسه جراء خسارة عظيمة بحجم بتر يده العسكرية العابرة للدول والمحيطات والقارات. بلا أدنى شك، ومع انطلاق صاروخ "Hellfire" على موكب سليماني، كان الأميركيون مدركين أنّ أبواب جهنّم قد تُفتح عليهم من بين نيران تفحّم الموكب الذي قضى فيه سليماني نحبه، ورغم ذلك فعلها ترامب ولم يرتجف له جفن ولا قلم في التوقيع على قرار تصفية رجل خامنئي الأول، واضعاً نفسه في موقع الفعل والمرشد في خانة رد الفعل، ليرى ما هو فاعل بين خطين أحمرين رسمهما أمامه "حرب خاسرة" أو "مفاوضات رابحة".

وبانتظار ما سيؤول إليه الوعد الإيراني بالانتقام لمقتل سليماني "في الزمان والمكان المناسبين"، نشطت الديبلوماسية السويسرية في نقل الرسائل المتبادلة بين واشنطن وطهران على وقع الدعوات الغربية والعربية والأممية إلى ضبط النفس وإخماد رماد البركان المتفجر في المنطقة، في وقت ذهب البعض إلى ترقب ولادة "شرق أوسط جديد" بدأت معالمه ترتسم في المنطقة تأسيساً لمرحلة ما بعد اغتيال سليماني، على أن يبقى اتضاح تكاوين المولود الجديد رهناً بالمسار الذي سيسلكه تخصيب مستوى الرد الإيراني الموعود، بين سقف الاكتفاء بالتهويل وحرق الأعصاب والوقت توصلاً إلى الجلوس إلى مائدة التفاوض، بعد ردّ خلّبي يقي طهران شر المواجهة المباشرة مع "الشيطان الأكبر"، وبين الإقدام تحت هول الفاجعة الإيرانية على لعبة "صولد" دموية في المنطقة، من قبيل الترجمة العملانية لتهديد خليفة سليماني، إسماعيل قاآني، بقوله في أول تصريح له بعد تعيينه قائداً لـ"فيلق القدس": "أصبروا قليلاً وسترون بأم أعينكم بقايا جثث الشيطان الأكبر في الشرق الأوسط". وإذا كان قاآني يتكل بطبيعة الحال في تهديده هذا على الأذرع العسكرية المتشابكة التي أورثه إياها سليماني على طول هلال محور الممانعة، وقد تداعت بمجملها أمس إلى تسطير بيانات تؤكد جهوزيتها للرد على اغتيال قائدها بعيد وصوله من دمشق إلى بغداد، فإنّ الأنظار تتركز على "حزب الله"، باعتباره درّة التاج العسكري الإيراني في المنطقة والسلاح الأمضى في قبضة المحور الممانع، لرصد حجم انضوائه تحت راية الانتقام لسليماني، وما إذا كان سيشكل رأس حربة هذا الانتقام بشكل قد يضع لبنان في "بوز مدفع" إعادة ترسيم الخطوط الحمراء بين طهران وواشنطن، وهو ما سيكون بالإمكان استشراف باكورة ملامحه عصر الغد من خلال خطاب الأمين العام لـ "الحزب" السيد حسن نصرالله، الذي سيطلّ "معزياً ومباركاً ومؤكداً المُضيَ على طريق الجهاد حتى تحقيق كل ما كان يعمل لأجله سيد شهداء مِحورِ المقاومة قاسم سليماني"، حسبما أعلنت "المنار" مساءً، بينما الدولة اللبنانية من رأس جمهوريتها إلى رأس خارجيتها حسمت تموضعها مع بزوغ فجر اغتيال سليماني في الوقوف صفاً مرصوصاً في خانة المندّدين بالعملية الأميركية، وقد أكد الرئيس ميشال عون للرئيس الإيراني حسن روحاني أنه تلقى "بألم نبأ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري"، مؤكداً "إدانة لبنان للجريمة التي أدَّت إلى مقتل اللواء سليماني وصحبه".

يبقى أن الترقب سيكون سيّد الموقف ريثما يقول المرشد الإيراني كلمة الفصل في رسم خريطة "ساحات الانتقام" في المنطقة، بمعزل عن الرسائل الاستيعابية التي حرص الرئيس الأميركي على إيصالها للإيرانيين، عبر إشارته إلى كون قرار تصفية سليماني أتى في معرض "منع الحرب لا إشعالها"، بعدما تبيّن للإدارة الأميركية أنه كان "يخطط لهجمات وشيكة وشريرة ضد ديبلوماسيين وجنود أميركيين"، مشدداً في الوقت عينه على أنّ "استخدام إيران لمقاتلين بالوكالة لزعزعة استقرار دول الجوار يجب أن يتوقف الآن".

 

إلى دولة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة: "خود وقتك"!

"لبناني عنيد"/موقع اليسار نيوز/04 كانون الثاني/2020

إلى دولة الرئيس المكلف تشكيل حكومة العهد الثانية الدكتور حسان دياب "خود وقتك"، لا تتسرع، الوضع العام في البلاد لا يستدعي العجلة، الإزدهار يعم والإقتصاد نهر هادر بالخيرات، الوظائف على "قفا مين يشيل"، البطالة انعدمت، لبنان بحاجة ليد عاملة أوروبية، الليرة "تنطح" الدولار، المصارف تشارك المودعين أرباحها، كل مودع شريك، قطاع الاتصالات نُحسد عليه، الكهرباء 26 على 24، "فاطمة غل" غادرت شواطئنا وشقيقاتها التركيات، أكثر من 120 بالمئة من "كهربائنا" تُنتج من الطاقة الشمسية والطاقة الإيجابية والسلبية، يجتمعان فيقدح الشرر وتُشغّل معامل الإنتاج وتدور طواحين الهواء.

لا أزمات في لبنان، شبِّه للناس الحقودين فقرروا المناكدة والنزول إلى الشارع وافتراش الساحات العامة، كل مواطن متآمر على دولته حتى يثبت العكس، أما سائر المسؤولين فأتقياء أنقياء يرشح زيت قداستهم من الأكمام والجيوب ولا تعتري سيئاهم "عيوب".

دولة الرئيس "خود وقتك"!

 

“حزب الله” يُراجع حساباته ويتشدد في مطالبه بشأن تأليف حكومة دياب

تصفية قاسم سليماني في العراق عقَّدت من عملية التشكيل الوزاري في لبنان وأعادتها إلى المربع الأول

بيروت ـ”السياسة” /04 كانون الثاني/2020

تساؤلات عديدة طرحت في الساعات الماضية، عن انعكاسات اغتيال قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، على عملية تشكيل الحكومة اللبنانية المعقدة أصلاً، وما إذا كان “حزب الله” الساعي للامساك بورقة الحكومة الجديدة، سيتشدد أكثر فأكثر في المفاوضات الجارية بهذا الشأن، بعد الضربة الموجعة التي تلقتها إيران، بتصفية أحد أبرز مسؤوليها العسكريين في المنطقة، والذي تربطه صلات وثيقة بالأمين العام للحزب حسن نصرالله. ووفقاً للمعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، من أوساط العارفين بمشاورات تأليف الحكومة، فإنه قد يكون ل”حزب الله”، موقف آخر من الملف الحكومة، بعد اغتيال سليماني، سيدفعه لمراجعة حساباته، وتالياً عدم التسليم في السير بحكومة اختصاصيين، كما يريد الرئيس المكلف حسان دياب الذي يجهد لإزالة العقبات من أمام الولادة الحكومية، الأمر الذي سيعيد التأليف إلى المربع الأول، لأن الحزب سيقدم الاعتبارات الإقليمية المتأتية عن اغتيال سليماني، على تشكيل الحكومة، وهو أمر لا يمكن أن يعارضه حلفاء الحزب، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي. ومن جانبه، كشف القيادي في “تيار المستقبل” الدكتور مصطفى علوش، لـ”السياسة”، أن “الخيارات المتصلة بالمشاورات الدائرة لتشكيل الحكومة، سائرة باتجاه التصعيد”. ولفت إلى أن “الحكومة إذا شكلت، فإنها لن تكون فاعلة، باعتبار أنها ستكون في ظل هذا الوضع المتشنج، مجرد قشرة رميت في نهر جارف، وتالياً لن يكون لها أي تأثير، فهي إن لم تتمكن من استدراج أقلة ستة مليارات دولار إلى لبنان، فإن الوضع ذاهب إلى الاهتراء”. وقال: “إن السير بحكومة مواجهة سيأخذ البلد إلى الانتحار، أو تشكيل حكومة لا لون لها ولا طعم، وفي الحالتين، فإن الوضع الإقليمي يتخطى بأشواط ما يمكن أن يحدث في لبنان”، لافتاً إلى أن “منح الثقة للحكومة من جانب كتلة “المستقبل” النيابية، سيكون مرتبطاً بشكل الحكومة وبيانها الوزاري”.

وأشار علوش، إلى أن “تحول لبنان صندوق بريد، مرتبط بقرار إيران وما إذا أرادت أن تفتح أبواب المواجهة على مصراعيها”. وتابع،: “لبنان سيكون جزءاً من المناطق التي ستتحرك فيها إيران، باعتبار أن الأخيرة ستحاول قدر الممكن الابتعاد عن المواجهة المباشرة”.

إلى ذلك، وفي انتظار ما ستحمله الساعات المقبلة على الصعيد الحكومي، استقرت آخر بورصة الأسماء لتشكيل الحكومة على الشكل التالي:

مسلمون: سُنَّة: الرئيس حسان دياب، وطارق المجذوب للتربية والشباب والرياضة، والعميد المتقاعد طلال اللادقي، للداخلية، لكن هناك اعتراض عليه من جهة حزبية فاعلة، وعثمان سلطان، للاتصالات.

أما الشيعة فهم: غازي وزنة، المالية، وعبد الحليم فضل الله، الصناعة، وعلي حيدر الزراعة، والطبيب قاسم رضا، للصحة، والدروز: رمزي مشرفية للبيئة وشؤون اجتماعية، ومسيحيون: موارنة: ناصيف حتي، المقرّب من الحراك المدني، للخارجية، وفيليب زيادة، للطاقة، وهو أميركي من أصل لبناني، عينه الوزير جبران باسيل قنصلاً في لاس فيغاس، والقاضي هنري خوري، للعدل، وزياد مكاري عن المردة، للأشغال.

أما الارثوذكس فهم: النقيبة أمل حداد، نائب رئيس مجلس الوزراء، بعدما اعتذر وديع عبسي لأسباب صحية، وجاك صرّاف، للاقتصاد، وميشال منسى، للدفاع، والكاثوليك: منال مسلم (زحلة) للبيئة والتنمية الادارية، وبترا خوري، للعمل، ومن الأرمن الأرثوذكس: مارتين اوهانيان، للاعلام والثقافة.

وفي السياق، أعلن وديع العبسي، أنه لا يرغب في تولي أي حقيبة وزارية، وأنه غير معني بما تم تداوله ويؤكد بأنه غير مرشح لدخول الحكومة الجديدة.

على صعيد آخر، لفتت وزيرة الطاقة في حكومة تصريف الاعمال ندى البستاني، الى أن “الهدف من بدء الدولة استيراد البنزين هو ادخالها الى هذا القطاع”.

وخلال تسلم الدفعة الأولى لمادة البنزين بعد المناقصة التي أجرتها إدارة منشآت النفط لصالح الدولة، اشارت بستاني، الى أن “الباخرة الاولى التي وصلت أمس تبلغ حمولتها 24 ألف طن وبقية الحمولة ستصل في بواخر أخرى قادمة”.

وذكرت أن “الحمولة في الباخرة ستوزع على محطات البنزين وعلى الجيش اللبناني الذي سيكون من ابرز الزبائن”، مؤكدة أن “لا أزمة بنزين بعد اليوم”.

ميدانياً، وفي اليوم الـ80 للانتفاضة، التزمت فروع كل المصارف في العبدة، حلبا، رحبة والقبيات في محافظة عكار بالاقفال التام حتى اشعار آخر، على اثر القرار الذي اتخذته جمعية المصارف. وجاء قرار جمعية المصارف احتجاجًا على ما حصل في فرع مصرف لبنان والمهجر في حلبا من تكسير وتحطيم لواجهات ولاثاث المصرف المذكور، خلال المواجهات التي حصلت بين محتجين في ساحة اعتصام حلبا وعناصر من القوى الامنية، على خلفية اصرار المحتجين على ضرورة ان يدفع المصرف مستحقات احد المودعين. واقدم مجهولون على رمي البيض على أبواب فروع المصارف في بكفيا، وكتبوا عليها كلمة “ثورة”. كما عمد محتجون الى إقفال مدخل بنك “لبنان والخليج” في صيدا بواسطة شاحنات ورافعة، بسبب رفض ادارة المصرف صرف شيك بالليرة اللبنانية لاحد المواطنين، ما اضطر مدير المصرف، إلى دفع قيمة الشك للمواطن مصطفى البيطار كاملا، وتم سحب الآليات وإعادة فتح ابواب المصرف امام المواطنين. وكان البيطار استقدم رافعة وآليات ثقيلة الى أمام المصرف ووضعها على مداخله مغلقا ابوابه بها، احتجاجا على عدم صرف البنك شكا بقيمة 16 مليون ليرة. ونتيجة للإشكالات التي حصلت أمام عدد من المصارف، أكدت قوى الأمن الداخلي في بيان، أنها قررت تشديد إجراءات الحماية أمام المصارف، لمنع الاعتداءات التي تستهدفها

 

السفارة الأميركية في بيروت تدعو رعاياها لتوخي الحذر وقوة من “المارينز” وضعت في حالة تأهب للتدخل وحمايتها

بيروت ـ”السياسة” /04 كانون الثاني/2020

أرخت تداعيات اغتيال قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بثقلها القوي على تطورات الأوضاع في لبنان، وتقدمت على ما عداها من أحداث، سيما المتصلة بتشكيل الحكومة، بانتظار ما سيقوله الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله في كلمته، اليوم، في مناسبة تأبين سليماني، وسط مخاوف من أن تعمد إيران عبر الحزب إلى استخدام لبنان، كصندوق بريد، للرد على تصفية الأميركيين مسؤولها العسكري الأبرز في المنطقة. وعشية كلمة نصرالله، علمت “السياسة”، أن “حزب الله” رفع من جهوزية بعض وحداته العسكرية، في لبنان وخارجه، استعداداً لما قد يطلب منه، بالتوازي مع ارتفاع وتيرة التهديدات الإيرانية ضد الولايات المتحدة، وما إذا كانت الأراضي اللبنانية، ستكون إحدى ساحات هذا الرد. وأكد الدكتور فارس سعيد ل”السياسة”، أن “اغتيال سليماني نقطة تحول في المنطقة، أي أنه سيكون قبلها وما بعدها، بمعنى أن النفوذ الايراني الذي كان بدأ يتمدد في المنطقة منذ ما بعد الـ2004، سيواجه قراراً دولياً كبيراً بوضع حد له، خاصة وأن هذا النفوذ لم يستفد من مرحلة السماح الدولية التي أعطيت له، وبدل أن يأتي إلى المنطقة، بكهرباء وماء ومستشفى وجامعة، ارتكز نفوذه على استخدام العنف وتقوية منظمات ارهابية تقود عملياً حرباً على الاستقرار في كل المنطقة”، مشدداً على أنه “بعد اغتيال سليماني، فإن إيران ستعود إلى داخل حدودها الجغرافية”.إلى ذلك، وضعت الولايات المتحدة قوة عسكرية قوامها المئات في حالة تأهب، للتوجه إلى لبنان لحماية السفارة الأميركية في بيروت، وفق ما قال مسؤول عسكري أميركي. وأضاف المسؤول: “أن القوة المتمركزة في إيطاليا، وضعت في حالة تأهب كخطوة ضمن عدد من الإجراءات العسكرية لحماية المصالح الأميركية في الشرق الأوسط”، موضحاً، أن “وزارة الدفاع الأميركية، قد ترسل ما بين 130 و700 جندي من المارينز إلى بيروت”. وكان البنتاغون قد أعلن أن “كتيبة من فرقة الـ 82 المجوقلة، (والكتيبة تراوح ما بين 3000 إلى 4000) عنصرا ستتوجه في الساعات المقبلة إلى الشرق الاوسط، وستنتشر في الكويت لرفع قدرات القوات الأميركية وجهوزيتها ضد التهديدات الإيرانية”. ودعت السفارة الأميركية في لبنان، “رعاياها لتوخي درجة عالية من الحذر، بسبب الاحداث التي شهدها العراق بعد غتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس.

وفي الجنوب، سادت حالة من الترقّب والحذر جانبي الحدود مع إسرائيل، حيث اتخذ الجيش الاسرائيلي بعض التدابير الاحترازية على طول الخط الحدودي. كما غابت الدوريات الاسرائيلية عن الجانب المحتل المحاذي للخط الازرق. وسحب الجيش الاسرائيلي الورش العسكرية المتعددة التي كانت تقوم بأعمال تحصين وتدشيم مواقع في محور الوزاني ومزارع شبعا. ورفع مناصرون لـ”حزب الله”، صورة لقائد “فيلق القدس” السابق قاسم سليماني، عند بوابة بركة النقار بمحاذاة الخط الحدودي لمزارع شبعا التي تغطيها الثلوج اليوم، كتب عليها “بدمائك سنعبرها”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ابنة سليماني تسأل روحاني عن الثأر

الحرة/04 كانون الثاني/2020

نشر الصحفي الإيراني محمد مجيد الأحوازي مقطع فيديو يظهر ابنة قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وهي تطلب من الرئيس حسن روحاني "الثأر" لوالدها. وقتل سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بغارة أميركية الخميس أدت أيضا إلى مقتل قادة ميليشيات آخرين. وبحسب ترجمة الحوار الذي دار بالفارسية، سألت ابنة سليماني روحاني الذي يبدو أنه كان بمنزل العائلة من أجل تقديم العزاء: "من يثأر لأبي؟ أريد أن تأخذوا ثأر دماء أبي".

وعلق الصحفي: "أباك يا زينب قتل مليون سوري، وسيحاسب على كل قطرة أسفكت في العراق وسوريا ولبنان واليمن". ورد روحاني على سؤال ابنة سليماني بالقول: "كوني مطمئنة سيتم الانتقام له"، حسبما تداول مغردون نشروا الفيديو.

 

كرة مقتل قاسم سليماني تتدحرج وتُنذر بحرب بين أميركا وإيران

واشنطن ترسل 3500 جندي للكويت وتستبعد قيام طهران بـ"أعمال حربية" وتستعد للسيناريوهات كافة

الجيش الإيراني: سنمتنع عن أي ردٍّ مُتهور ومتسرع… وروحاني: أميركا ستشهد التداعيات لسنوات قادمة

طهران، واشنطن، عواصم – وكالات/04 كانون الثاني/2020

 فيما أكد تقرير لمحرر الأمن الوطني في شبكة “سي إن إن” الأميركية زخاري كوهين، أن تهديدات متزايدة تستهدف المصالح الأميركية في الكويت وقطر رصدت منذ أشهر عدة، وارتفعت عقب مقتل قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، إضافة إلى رصد صواريخ محملة على عربات تقترب من قاعدة عين الأسد في العراق، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية “بنتاغون” أن الولايات المتحدة بصدد نشر نحو 3500 جندي إضافي في الشرق الأوسط. وذكر بيان للمتحدث باسم “البنتاغون” أن التعزيزات تأتي من قوة رد سريع تابعة للفرقة 82 المحمولة جوا، كانت وضعت في حالة تأهب بعد مهاجمة السفارة الأميركية بالعاصمة العراقية بغداد، مضيفا أن “الكتيبة ستنشر في الكويت، وهو إجراء مناسب ووقائي استجابة لتزايد مستوى التهديد ضد القوات والمنشآت الأميركية”. ومع الدفعة هذه، تكون الفرقة 82 إنزال جوي بأكملها قد أُرسلت إلى منطقة الشرق الأوسط.

في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم الجيش الإيراني أبو الفضل شكارجي أمس، أن بلاده ستمتنع عن أي رد متهور ومتسرع على اغتيال قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني قاسم سليماني. وزعم أن “من حق بلاده الرد على الجريمة، وسوف ترد”، مضيفا أنه “لو شنت حرب في المنطقة، فمشعلها الرئيسي هي الولايات المتحدة، ولن تنجو منها بالتأكيد وستنال ضربة قاسية”.من جانبه، حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني، من أن الولايات المتحدة ستشهد تداعيات مقتل سليماني لسنوات قادمة، زاعما خلال زيارته لمنزل “فيلق القدس” للتعزية، أن واشنطن ارتكبت خطأ كبيرا لا تدركه.

وقال: “إن الفراغ الذي تركه سليماني لا يمكن ملؤه بسهولة، لأنه لم يكن فقط قائدا للعمليات العسكرية ومخططا رئيسيا لها، بل أيضا شخصية سياسية وستراتيجية متميزة لا مثيل له”.

بدوره، أعلن المتحدث باسم القضاء الايراني غلام حسين اسماعيلي، أن السلطة القضائية وبالتعاون مع وزارة الخارجية ستتابع في المحافل الدولية مقتل سليماني، زاعما أن “قيام الحكومة الاميركية المجرمة باغتيال سليماني وأبو مهدي المهندس ومرافقيهما، يعتبر من الناحية القانونية عمل إرهابي ومثال بارز للارهاب”.

من جهته، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف، إن رد بلاده سوف يتم “في أي وقت وبأي وسيلة”، زاعما أن خطوة الولايات المتحدة عمل من أعمال “الإرهاب الجبان”، المستند جزئيا إلى “ضغينة متجذرة” ضد قاسم سليماني، وسعي ترامب لإعادة انتخابه وصرف الأنظار عن إجراءات عزله. وذكر أن العواقب ستكون “على نطاق واسع”، وستكون خارج أيادي إيران. من ناحيته، دان مجلس الأمن القومى الإيراني بعبارات شديدة وهدد الولايات المتحدة بالثأر، قائلا عقب اجتماع أزمة في طهران إن “الولايات المتحدة تعرف أن هذا هو الآن أكبر خطأ ستراتيجي لها في المنطقة، وأنها لن تخرج من هذا الأمر سليمة”، مضيفا أن الانتقام الإيراني سيأتي “في الوقت والمكان المناسبين”.

وفي نفس الإطار، عقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف محادثات مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن في طهران، كما التقى الوزير القطري الرئيس حسن روحاني. في المقابل، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، التزام بلاده بوقف التصعيد، وقال إن تعاون أوروبا لم يكن مفيدا بالقدر الذي كانت تأمل به الولايات المتحدة، بشأن قتل سليماني. وأوضح بومبيو أنه اتصل بمسؤولين في جميع أنحاء العالم لمناقشة الهجوم، لكنه واجه تحذيرات من أنه يمكن أن يؤجج التوتر في المنطقة، قائلا “إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا يجب أن يدركوا أن ما فعلته الولايات المتحدة أنقذ أرواحا في أوروبا كذلك، وأن العملية كانت جيدة للعالم بأسره، داعيا الجميع إلى الوقوف بجانب ما تحاول الولايات المتحدة فعله، ودفع إيران إلى اتباع سلوك دولة طبيعية”. من جانبه، استبعد مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية قيام إيران بأعمال حربية، قائلا إن سليماني “خاضع لحظر سفر من الأمم المتحدة، لذا ربما يكون السؤال الأولى هو لماذا كان إرهابي مصنف من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خارج إيران”. وتابع أن سليماني كان “يخطط لشن هجمات وشيكة على الديبلوماسيين الأميركيين وأعضاء قواتنا المسلحة في العراق ولبنان وسورية و(غيرها) في المنطقة”.

واضاف “لقد أظهر الرئيس ضبطا هائلاً للنفس على مدار العام ونصف العام الماضيين ضد كل هذه الاستفزازات التي نراها”. وعما إذا كان يتوقع أعمال حرب إضافية من جانب الإيرانيين، أجاب المسؤول الأميركي “لا أتوقع ذلك”. من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي، إنه لا يزال من الممكن تنفيذ مؤامرات سليماني رغم مقتله، مضيفا أن بلاده تدرك تماما التداعيات الستراتيجية لقتل سليماني، ولكن خطر عدم التحرك كان يفوق خطر التحرك ضد إيران. من ناحيته، اعتبر مسئول بوزارة الدفاع “بنتاغون”، أن تصفية قاسم سليماني هي “مجرد البداية”، وأن إرهابيين إيرانيين آخرين “سيلقون نفس مصيره”.

بينما قال عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو، إن الشرطة المحلية ستتخذ خطوات فورية لحماية المدينة من أي انتقام محتمل، مضيفا أنه ناقش تدابير السلامة مع مفوض شرطة نيويورك ورئيس مكافحة الإرهاب، بهدف حماية مواقع مدينة نيويورك الرئيسية من أي محاولة من جانب إيران أو حلفائها للرد على الولايات المتحدة، وموضحا أنه “سيتعين علينا توخي الحذر من هذا التهديد لفترة طويلة قادمة”. وفي الإطار نفسه، قال زعيم الأغلبية بمجلس النواب ستيني هوير، إن الرئيس دونالد ترامب كان بحاجة إلى تفويض لاستخدام القوة العسكرية من الكونغرس، “بسبب عدم وجود هجوم مباشر على قواتنا”، من أجل مهاجمة إيران، داعيا إلى إحاطة كاملة يوم الثلاثاء أو الأربعاء المقبل بشأن قتل سليماني، معتبرا مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، أن قتل سليماني تم بدون الموافقة على استخدام القوة العسكرية ضد الإرهابيين.

قال المبعوث الأميركي الخاص بالشئون الإيرانية برايان هوك، إنه اطلع على التقارير الاستخباراتية الخاصة بنشاط سليماني، مؤكدا أن قرار الإدارة الأميركية باستهدافه “لم يكن صعبا.. فسليماني المخطط الأساسي لكل عملية إرهابية شنتها إيران على مر العقدين الماضيين .. لو اطلع أي شخص على المعلومات الاستخباراتية، لكان اتخذ القرار نفسه وإلا أصبح متهما بالإهمال الجسيم”، واصفا مقتله بـ”الصفعة القوية لإيران”. ولفت هوك إلى أن سليماني “تسبب في المعاناة الموجودة في اليمن من خلال تزويده للحوثيين بالسلاح لمهاجمة السعودية”، مؤكدا أن مقتله إنجاز كبير للإدارة الأميركية التي استطاعت “إخراجه من ميدان المعركة”، مشيرا إلى أن سليماني كان على قائمة الأمم المتحدة للمحظورين من السفر. وحول التهديدات الإيرانية، أكد أن الإدارة الأميركية تأخذ التهديدات كافة على محمل الجد، لافتا إلى مهاجمة وكلاء إيران للسفارة الأميركية في بغداد، ومشددا على أن واشنطن أوضحت منذ فترة طويلة أن على النظام الإيراني أن يخفض من التصعيد، وإلا سوف يواجه تبعات كبيرة.

 

الأمم المتحدة: العالم لا يتحمل حرباً جديدة في منطقة الخليج واستنفار بريطاني ودعوات أوروبية للتهدئة

عواصم – وكالات/04 كانون الثاني/2020

حذرت الأمم المتحدة من حرب جديدة في الخليج العربي، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، إن الأمين العام قلق للغاية وحذر من حرب جديدة في الخليج العربي، مؤكدا أن “العالم لا يمكنه تحمل هذه الحرب”. من جانبها، دعت سويسرا التي تمثل المصالح الأميركية في إيران، كلا من إيران والولايات المتحدة إلى تجنب التصعيد، وقالت الخارجية السويسرية في برن إن القائم بأعمال السفارة السويسرية في طهران استدعي إلى وزارة الخارجية الإيرانية، على خلفية توليها حماية المصالح الأميركية في إيران. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي، أنه تم تسليم القائم بالأعمال السويسري بطهران رد طهران على رسالة اميركا التي نقلها لإيران من قبل. بدوره، دعا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، “إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وإظهار المسؤولية في هذه اللحظة الحاسمة”، قائلا إنه “يجب وقف دورة العنف الحالية قبل أن تخرج عن السيطرة.”بدورهما، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي، إلى ضبط النفس، واتفقا على العمل من أجل تجنب تصعيد الوضع في المنطقة. من جهته، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من “عواقب وخيمة”، مؤكدا خلال اتصال هاتفي مع نظيره الاميركي مايك بومبيو، أن الخطوة الأميركية لن تساعد على دعم جهود إيجاد حلول للمشكلات المعقدة التي تعاني منها المنطقة، “بل على العكس ستؤدي الى مزيد من التصعيد”. وبينما كشفت مصادر رسمية أن القواعد العسكرية البريطانية وسفن البحرية الملكية العاملة في الشرق الأوسط وضعت في حالة تأهب قصوى، نصحت لندن رعاياها بعدم السفر إلى إيران إلا في حالات الضرورة، مؤكدة في بيان أنه “يتعين على البريطانيين في إيران التفكير في المغادرة إذا لم يكن وجودهم ضروريا”.

 

قاتلة سليماني… “درون” من نوع “MQ-9 Reaper”

واشنطن – وكالات/04 كانون الثاني/2020

 ألقت وسائل إعلام أميركية الضوء على طائرة الدرون “MQ-9 Reaper” التي استخدمت لاستهداف قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، لما تتميز به من قدرات ودقة عالية. وأشار موقع “نيويورك بوست” إلى أن الطائرة الملقبة بـ “الحاصدة” تمتلك القدرة على التحليق لعلو يصل إلى 50 ألف قدم، فضلا عن كونها “طائرة مسلحة متعددة المهام ومتوسطة الارتفاع وقوية التحمل، يتم التحكم فيها عن بعد، وصممت بالأساس لتنفيذ ضربات هجومية”. ونقل عن وزارة الدفاع الأميركية، أنه “بالنظر إلى الزمن الطويل الذي يمكن للطائرة أن تبقى فيه بالقرب من هدفها، وكذا أجهزة الاستشعار واسعة النطاق، فإن للطائرة قدرة فريدة على تنفيد الهجمات ضد أهداف حساسة في لحظات وجيزة”.

 

طهران: واشنطن طلبت ألا يتجاوز الرد الإيراني سقف الانتقام لسليماني

طهران – وكالات/04 كانون الثاني/2020

 كشف نائب قائد “الحرس الثوري” الإيراني علي فدوي أمس، عن مضمون الرسالة الأميركية التي سلمتها سويسرا إلى إيران، بشأن اغتيال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني في ضربة جوية أميركية. وقال فدوي إن “الرسالة الرسمية طلبت ألا يتجاوز حجم الرد الايراني سقف الانتقام لسليماني فقط”. وأكد أنه “لا يمكن لواشنطن أن تحدد شكل وطبيعة وسقف الرد الإيراني بعد اغتيالها سليماني”، مشيراً الى أن “الخبراء يعرفون أن جريمة أميركا تفتقر لأي قيمة أمنية، فتحركات سليماني لم تكن سرا”.

 

أسرار من أميركا… سليماني لم يكن مُهتماً بإخفاء مسار تحركاته

واشنطن- وكالات/04 كانون الثاني/2020

 كشفت صحيفة لوس أنجلوس تايمز، أمس، معلومات استخبارية عن مسار تحركات قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، وجدول أعماله واحتياطاته الأمنية قبل أن تقتله غارة أميركية فجر أول من أمس. وقالت الصحيفة إن الاستخبارات الأميركية كانت على علم بأن سليماني سيسافر جوا من دمشق الى بغداد في غضون أيام، وذلك ضمن جولة تقوده أيضا إلى لبنان. وحسب لوس أنجلوس تايمز فإن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” ووكالة الاستخبارات المركزية “سي آي أي” وجهات أخرى بذلت جهودا مكثفة لتحديد مكان الجنرال الإيراني واتخاذ التدابير لقتله. وكشفت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين لاحظوا أن سليماني لم يكن مهتما بإخفاء مسار تحركاته.

 

الحرس الثوري: 35 موقعاً أميركياً حيوياً بالمنطقة في مرمى إيران في الخليج وسورية ولبنان والعالم

طهران – وكالات/04 كانون الثاني/2020

 أكد أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي، أن بلاده ترصد المصالح الأميركية وحاملات الطائرات في منطقة الخليج، استعدادا للرد على اغتيال قاسم سليماني. واضاف، ان المقاومة الإسلامية في اليمن وسورية ولبنان والعراق، ومناطق أخرى أتحفظ على ذكر اسمها، جميعهم يتأهبون لعملٍ ما سيحدث” . إلى ذلك، قال القيادي بالحرس الثوري الإيراني الجنرال غلام علي أبو حمزة إن 35 موقعا أميركيا حيويا في المنطقة، بالإضافة إلى تل أبيب تقع في مرمى إيران، مشيرا إلى إمكانية شن هجمات على سفن في الخليج. وقال، “مضيق هرمز نقطة حيوية للغرب وإن عددا كبيرا من المدمرات والسفن الأميركية يمر من هناك… وحددت إيران أهدافا أميركية حيوية في المنطقة منذ وقت طويل… نحو 35 هدفا أميركيا في المنطقة ،بالإضافة إلى تل أبيب في متناول أيدينا”. من هنا، وباعتبار أن اغتيال سليماني حصل في بغداد وأن طهران لديها نفوذ عميق في العراق، يعتقد أن هذا البلد سيكون مسرحاً رئيسياً للثأر الإيراني. كما إن وجود القوات الأميركية قرب تنظيمات إيرانية في سورية، يجعل منها هدفا مباشرا، أو شن هجمات على إسرائيل، لكنها تخشى من قوة واحتمالات الرد الإسرائيلي. كذلك… لإيران نفوذ قوي في لبنان من خلال “حزب الله”، ما يجعل إمكانية الانتقام من الأهداف الأميركية أو شن هجمات على إسرائيل ممكناً.

وفي قطاع غزة، لم تتأخر “حماس” و”الجهاد”، في إدانة اغتيال سليماني الذي “هندس” شخصياً العلاقة مع قادة هذين الفصيلين الفلسطينيين. وفي الخليج، لوّحت إيران أكثر من مرة، عبر وكلاء وتنظيمات مدعومة لها باحتمالات شن ضربات على مصالح أو قواعد أميركية في دول المنطقة. ويمكن لإيران أن تدفع الحوثيين في اليمن لشن هجمات انتقامية، أو في أفغانستان، بالنظر إلى العلاقة القديمة بين طهران و”طالبان” للضغط على الأميركيين لاستعجال الانسحاب من هذا البلد المجاور لإيران. إضافة إلى ما سبق، لإيران شبكات واسعة من المتعاونين والمتعاطفين في أميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية وآسيا. وتم الربط بين طهران واعتداءات وخطط لتنفيذ هجمات في دول أوروبية في السنوات الأخيرة.

 

الإعلام الإيراني ينشر وصية سليماني لزوجته

طهران – وكالات/04 كانون الثاني/2020

 نشرت وسائل إعلام إيرانية أمس، وصية تركها قائد “فيلق القدس”، التابع لـ “الحرس الثوري” الإيراني قاسم سليماني لزوجته، قبل اغتياله. وجاء في نص وصية سليماني: “زوجتي لقد حددت مكان قبري في مقبرة الشهداء في كرمان، محمود (نجل سليماني) يعرف ذلك، فليكن قبري بسيطاً كقبور أصدقائي الشهداء، وليكتب عليه الجندي قاسم سليماني وليس أي كليشات أخرى”. وكان “الحشد الشعبي” نشر أول من أمس، شهادة وفاة نائب رئيس “الحشد الشعبي” أبومهدي المهندس، الذي اغتيل مع سليماني بضربة أميركية قرب مطار بغداد. وأرفقت شهادة الوفاة بعبارة ذكر “الحشد” أنها تعكس وصية المهندس بأن يسجل في هذه الشهادة كـ “متطوع في الحشد”.

 

ماكرون يدعو لمنع تحويل العراق إلى ساحة صراع

بغداد – أ ش أ/04 كانون الثاني/2020

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي أمس، مع نظيره العراقي برهم صالح، ضرورة العمل لمنع تحويل العراق إلى ساحة صراع بين الأطراف المتنازعة. وذكرت رئاسة الجمهورية العراقية في بيان، أن “صالح تلقى اتصالاً من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، تم خلاله تبادل وجهات النظر بشأن التطورات المتسارعة في البلاد والمنطقة”. و أضافت إن ماكرون شدد على حرص بلاده على استقرار العراق وسيادته وسلامة أراضيه، مشيراً إلى أن استقرار الشرق الأوسط يتطلب العمل من أجل تجنيب العراق تداعيات الأزمات الدولية والإقليمية. وقال ماكرون إنه “على الجميع العمل لمنع تحويل العراق إلى ساحة صراع بين الأطراف المتنازعة في الأزمات الدولية، ومواصلة الشركاء دعم الدولة العراقية ومؤسساتها لحفظ الأمن والسيادة”. من جانبه، أعرب صالح عن تقدير العراق للمساندة التي يقدمها الأصدقاء كطرف أساسي يدعم ضرورات الاستقرار في المنطقة، مؤكداً حرص العراق على أن يكون عامل استقرار وتوافق في المنطقة والعالم وعدم السماح بامتداد الصراع إلى أراضيه أو تحوله إلى ساحة للخلافات.

 

“الناتو” والتحالف الدولي يُعلِّقان المهام التدريبية في العراق … وأميركا تُصنِّف “العصائب” إرهابية

عبدالمهدي تقدَّم مُشيِّعي سليماني والمهندس... وبغداد قيَّدت عمل الأميركان

ترامب يحذر القيادة العراقية من النفوذ المتزايد لإيران على سياسة بغداد

المشيعون يرددون شعارات “الموت لأميركا” ويطالبون بالقصاص والثأر

مجلس النواب العراقي يعقد جلسة استثنائية اليوم لتوحيد الموقف الرسمي

عواصم – وكالات/04 كانون الثاني/2020

 أعلن حلف شمال الأطلسي “الناتو” والتحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، أمس، عن تعليق مهمات التدريب في العراق، وذلك عقب مقتل قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، ونائب رئيس “الحشد الشعبي” أبومهدي المهندس، إثر هجوم جوي للقوات الأميركية قرب مطار بغداد.

وعلقت الولايات المتحدة وحلفاؤها، تدريب القوات العراقية، بسبب التهديد المتزايد الذي يواجهونه، بعد مقتل سليماني والمهندس. ووفق رسالة من الجيش الألماني، موجهة إلى لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الألماني “البوندستاغ”، فإنه تقرر زيادة الحماية على قوات عملية “العزم الصلب” الموجودة في العراق، مشيرة إلى وجود نحو 120 جندياً ألمانياً ضمن العمليات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق.

وأعربت نائب رئيس “البوندستاغ” كلاوديا روت، عن اعتقادها بأن تعليق مهمة الجيش الألماني في العراق غير كاف. وقالت إن تعليق المهمة هو “القرار الوحيد الصحيح، وحالياً يجب إجراء مراجعة جذرية للمهمة في ضوء التطورات الأخيرة”.

واتهمت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمضيه قدماً في عمليات القتل المستهدفة أخيراً، بأنه “اتخذ خطوة أخرى غير مسؤولة وربما مخالفة للقانون الدولي في دورة تصعيد بين البلدين هي بالأساس غير مسؤولة”. وكان التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، حفض أمس، عملياته في العراق لأسباب أمنية. وبعد ساعات من مقتل سليماني، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” إن الولايات المتحدة بصدد نشر نحو 3500 جندي إضافي في المنطقة لتعزيز أمن المواقع الأميركية.

من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية في ثلاثة بيانات منفصلة، إن مايك بومبيو أجرى اتصالا هاتفيا بكل من الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ورئيس حكومة إقليم كردستان منصور بارزاني، حيث أوضح لقادة العراق أن الولايات المتحدة “لا تزال ملتزمة وقف التصعيد”، وأن الجميع اتفق على أهمية الحد من التوترات في العراق والمنطقة ومواصلة الحوار.

في المقابل، أكد مدير إعلام وزارة الدفاع العراقية يحيى رسول أمس، أن تأثر القوات العراقية بقرار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بخفض عملياته في العراق، لن يكون كبيراً. من جانبه، أعلن متحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية أمس، بأن العراق أصدر قراراً بتقييد عمل القوات الأميركية بالبلاد بعد مقتل سليماني والمهندس، واصفاً مقتلهما بأنه “طعنة في الظهر والعمليات يجب أن تتم بموافقة العراق”، مضيفاً إن “التحقيق بدأ مع طاقم الطائرة التي أقلت سليماني إلى بغداد قبيل مقتله”.

وفي سياق آخر، أدرجت الولايات المتحدة “عصائب أهل الحق” على قائمة المنظمات الإرهابية، مع قائدين للفصيل العراقي المسلح الذي وصفته بأنه وكيل لإيران.

وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول من أمس، القيادة العراقية من النفوذ المتزايد لإيران على سياسة العراق. وقال إن المواطنين في العراق لا يرغبون في أن تكون بلادهم “خاضعة للسيطرة والهيمنة” الإيرانية، مضيفاً إنه “في النهاية هذا شأن العراقيين، ولكن خلال الأعوام الخمسة عشر الأخيرة تزايد النفوذ الإيراني في العراق، الأمر الذي يثير استياء كثير من العراقيين”. من ناحية ثانية، تقدم رئيس حكومة تصريف الأعمال في العراق عادل عبدالمهدي أمس، مراسم رسمية وشعبية لتشييع جثامين قتلى القصف الأيميكي في محيط مطار بغداد الدولي. وانطلقت مراسم التشييع من مطار المثنى، حيث حملت الجثامين على حافلات عسكرية مروراً بمرقد الأمام الكاظم في منطقة الكاظمية، فيما بلغت ذروة المراسم في حي الجادرية بمشاركة تصر عبدالمهدي وزعيم “منظمة بدر” هادي العامري وزعيم “تيار الحكمة” عمار الحكيم، وكبار الشخصيات والآلاف من العراقيين يتقدمهم جمع من الفصائل المسلحة. ورفع المشيعون أعلام العراق والفصائل المسلحة وصوراً لسليماني والمهندس، مرددين شعارات “الموت لأميركا”، ومطالبين بالقصاص من أميركا والثأر للضحايا. وأغلقت السلطات العراقية عدداً من الشوارع لتأمين أجواء آمنة لإجراء مراسم التشييع بعد نشر المئات من قوات الجيش والشرطة و”الحشد الشعبي”، فيما حلقت مروحيات الجيش العراقي في سماء مكان التشييع. وأفادت أنباء صحافية بأن القتلى في الغارة الأميركية هم كل من قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني ونائب رئيس “الحشد الشعبي” أبومهدي المهندس، وسامر عبدالله، صهر عماد مغنية، وزوج بنت سليماني ومدير تشريفات “الحشد” في المطار محمد رضا الجابري، وحسن عبدالهادي ومحمد الشيباني وحيدر علي. وجاء التشييع عقب إعلان مصادر أمنية عراقية سقوط قتلى من “الحشد الشعبي” في قصف استهدف موكباً على طريق التاجي شمالي بغداد فجر أمس. ونفى “الحشد” في بيان، أن تكون الغارة استهدفت عدداً من قياداته، كما نفت قيادة العمليات المشتركة، الأنباء نفسها.

وكانت وكالة “رويترز” نقلت عن مصدر عسكري قوله، إن النيران اشتعلت في سيارتين من أصل ثلاث سيارات، وشوهدت ست جثث محترقة جراء القصف الذي أدى أيضاً إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح بالغة. إلى ذلك، قال مصدر أمني عراقي أمس، إن الطيران الأميركي عاود التحليق فوق مناطق عدة في بغداد.

 

ترشيح العامري نائباً لرئيس “الحشد الشعبي”

بغداد – د ب أ/04 كانون الثاني/2020

أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية عبدالكريم خلف، ترشيح رئيس “تحالف الفتح” هادي العامري لمنصب نائب رئيس “الحشد الشعبي”. من جانبه، دعا العامري في بيان، نعى فيه قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، ونائب رئيس “الحشد” أبومهدي المهندس، القوى الوطنية “لتوحيد الصفوف من أجل إخراج القوات الأجنبية من العراق”. وقال: “ندين هذه الاعمال الاجرامية القذرة، نؤكد أنها لن تزيدنا إلا عزماً وإرادة وتصميماً وإصراراً على مواصلة طريق الجهاد والتضحية في سبيل المبادئ والقيم الإلهية وبناء العراق العزيز القوي المقتدر وتحقيق السيادة الكاملة”.

 

إيران تدعو “الحشد الشعبي” للانتقام من القوات الأميركية بالعراق وترامب دعا المتظاهرين للتحرر من سيطرة طهران... و"كتائب حزب الله" هددت النواب

بغداد – وكالات/04 كانون الثاني/2020

 وصف المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني حسين نقوي حسيني أمس، وضع الأميركيين في المنطقة بأنه ضعيف، مضيفاً إنه يمكن بسهولة استهداف مصالح الأميركيين في المنطقة. وقال حسيني، إنه يمكن لـ”الحشد الشعبي” في العراق بسهولة الانتقام من القوات الأميركية، رداً على هجوم شنه الطيران الأميركي على مواقع تابعة لـ”كتائب حزب الله”. وأضاف إنه “إذا تم الانتقام، فلن تعد أميركا تنفذ هجمات عسكرية ضد قوات الحشد الشعبي في العراق، وإذا وقفوا بحزم ضد الولايات المتحدة، فسيتراجع الأميركيون”، معتبراً أن “الهجوم الذي نفذته أميركا على مواقع عسكرية لجماعة حزب الله في العراق وسورية، عدوان مفتوح على البلاد ويجب متابعته في المحافل الدولية”. وأشار إلى أنه “من الطبيعي أن يتم مهاجمة الحشد الشعبي من قبل الولايات المتحدة، لأن تلك القوات لعبت دورين مهمين جداً في العراق، الأول، الوحدة الوطنية والتماسك الداخلي، والثاني، المواجهة ووقف الغزاة الإرهابيين من تنظيم داعش ودفع المخاطر الأمنية عن العراق”. وأكد أن “الولايات المتحدة تكره الحشد الشعبي في العراق، كما تكره قوات الباسيج، وفيلق القدس التابعين للحرس الثوري الإيراني، ويريدون الانتقام من تلك الفصائل”.

من ناحية ثانية، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، العراقيين إلى التحرر من “سيطرة” إيران. وقال، “لهؤلاء الملايين من الناس في العراق الذين يريدون الحرية ولا يرغبون بالهيمنة والسيطرة الإيرانية هذا هو وقتكم”. من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على حسابه بموقع “تويتر”، ليل أول من أمس، إن العراق سيواصل تحمل مسؤوليته في تأمين الأفراد الأميركيين في البلاد. وأضاف “تحدثت مع رئيس الوزراء العراقي (عادل) عبدالمهدي، الذي وافق على أن العراق سيواصل الالتزام بمسؤوليته في تأمين الأفراد الأميركيين وإبعاد المهاجمين المدعومين من إيران عن السفارة الأميركية في بغداد”، مؤكداً “سنواصل التعاون لمساءلة إيران ووكلائها”. واتهم النظام الإيراني بأنه “نسق الهجوم الذي نفذه الإرهابيون ضد سفارة الولايات المتحدة في بغداد”. وفي سياق آخر، حذرت الولايات المتحدة في نشرة “حمراء”، أمس، مواطنيها من السفر للعراق، مؤكدة أن “المواطنين الأميركيين في العراق عرضة بصورة كبيرة لأعمال عنف وخطف”.

وذكرت أن “ميليشيا طائفية مناهضة للولايات المتحدة قد تهدد المواطنين الأميركيين والمصالح الغربية في أنحاء العراق”. وكانت السفارة الأميركية أعلنت في وقت سابق، تعليق جميع عملياتها القنصلية حتى إشعار آخر بسبب “هجمات الميليشيات على مجمع السفارة” ونصحت رعاياها بعدم الاقتراب منها. وكان “الحشد الشعبي” دعا في وقت سابق، وبعد وقوع مواجهات في محيط السفارة الأميركية في بغداد، أنصار الفصائل المنضوية ضمنها إلى الانسحاب. وذكرت “الكتائب” في بيان، أن مقاتليها “انسحبوا من محيط السفارة الأميركية مقابل تعهد رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبدالمهدي بالعمل الجاد على تشريع قانون لإخراج القوات الأميركية والأجنبية الأخرى من البلاد”. في المقابل، أفاد شهود عيان بأن “أنصار كتائب حزب الله نصبوا خياماً في الضفة المقابلة من نهر دجلة، مقابل السفارة”. بدورها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان، انسحاب جميع المحتجين من محيط السفارة الأميركية في بغداد، ورفع السرادق.

وذكرت أنه “بناء على التزامات العراق في حماية البعثات الديبلوماسية، والسفارات الدول داخل الأراضي العراقية، فقد وجه رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة بتأمين وحماية السفارة والموظفين العاملين فيها، كما دعا المتظاهرين والمعتصمين الغاضبين للانسحاب من محيطها وانهاء الاحتجاجات والاعتصام وأن رسالتهم قد وصلت”. وأضافت “وعليه جرى انسحاب جميع المحتجين ورفع السرادق وإنهاء المظاهر التي رافقت الاحتجاجات، كما أمنت القوات الأمنية محيط السفارة بالكامل”. وفي السياق، جدد وزير الخارجية محمد الحكيم في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، التزام العراق بحماية أمن وسلامة السفارات والبعثات الديبلوماسية. وقال إنه تحدث مع عبدالمهدي، بشأن ضرورة إنهاء الاحتجاجات أمام السفارة الأميركية وسلامة الموظفين والمنشآت. وشدد على أن حماية الديبلوماسيين والبعثات الديبلوماسية وسفاراتها تبقى من مسؤولية العراق، الذي تعهد بها بموافقته على اتفاقية جنيف. من ناحية ثانية، هددت “كتائب حزب الله” أول من أمس، نواب البرلمان العراقي، الذين لن يصوتوا على مشروع قانون إخراج القوات الأميركية من العراق. ورد عضو البرلمان سركوت شمس الدين، على تهديد الميليشيا بأن لا أحد يستطيع تحديد البرلمان والنواب على الإطلاق، قائلاً، إن البرلمان صوت الشعب ولا أحد يملك سلطة تقويضه، نقطة على السطر”. في غضون ذلك، استنكر زعيم “ائتلاف الوطنية” إياد علاوي أمس، أي اعتداء يطال البعثات الديبلوماسية أو العسكرية الموجودة بالعراق. وأكد أن التظاهر والاعتصام حق دستوري وفق الطرق والأساليب القانونية، مشيراً إلى أن للسفراء والضيوف محل احترام وتقدير، دواعيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس بدلاً من اللجوء إلى أساليب تسيء للعراق وسمعته.

 

الصدر يعزي عائلة سليماني

طهران – وكالات/04 كانون الثاني/2020

 زار زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر أمس، منزل عائلة قائد “فيلق القدس”، التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني، “لتقديم واجب العزاء”. وقالت مصادر في “التيار الصدري” إن الصدر “حضر مع جموع المعزين إلى منزل سليماني لتقديم واجب العزاء”.

 

البرلمان العراقي يعقد جلسة استثنائية اليوم

بغداد – كونا/04 كانون الثاني/2020

 أعلن مجلس النواب العراقي، أنه سيعقد جلسة استثنائية اليوم الأحد، لبحث ملف الغارة الأميركية في بغداد، التي تسببت بقتل قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس “الحشد الشعبي” أبومهدي المهندس. وذكر البرلمان في بيان، ليل أول من أمس، أن الجلسة ستخصص لبحث “الاعتداء الأميركي على العراق”. ورجح مراقبون أن تبحث الجلسة الاتفاقيات الأمنية التي تربط العراق والولايات المتحدة والتواجد الأميركي العسكري في العراق. وكان رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي دعا في وقت سابق، لمجلس النواب لعقد جلسة استثنائية لبحث تداعيات الحادث.

 

كردستان ترفض تصفية حسابات الدول بالعراق

بغداد – أ ش أ/04 كانون الثاني/2020

 أعربت رئاسة إقليم كردستان أمس، عن رفضها خطوات تصفية حسابات الدول على أرض العراق، وبالتالي انتهاك سيادته، داعية كل الأطراف إلى الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس ومنع حدوث أي تطورات خطيرة. وذكرت رئاسة الإقليم في بيان، تعليقاً على القصف الأميركي، الذي تسبب بمقتل نائب رئيس “الحشد الشعبي” أبومهدي المهندس وقائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، أن الأحداث الأخيرة التي وقعت في كركوك والقائم وأمام السفارة الأميركية ببغداد، مؤشرات تدل على ازدياد تعقيد الأوضاع في العراق وأدت إلى أفعال وردود أفعال متكررة. وأكدت أنه لا يجوز اتخاذ العراق ساحة لحسم صراعات الدول، داعية إلى حل المشكلات عن طريق الحوار واحترام العراق وسيادته، مشيرة إلى أن استمرار هذه التعقيدات والأفعال وردود الأفعال سيمضي بالبلاد والمنطقة نحو الهاوية ومستقبل مجهول وسيؤدي كذلك إلى إحياء وتقوية القوى المتشددة والإرهابية كتنظيم “داعش” الإرهابي وغيره.

 

الاتحاد الأوروبي يدعو لوقف دوامة العنف

بروكسل – وكالات/04 كانون الثاني/2020

 شدد الاتحاد الأوروبي، على ضرورة “وقف دوامة العنف الحالية في العراق قبل أن تخرج عن السيطرة”، داعيا إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية في هذه اللحظة الحرجة”، ومحذرا من أن أزمة جديدة تهدد بتقويض جهود الاستقرار.

 

الإمارات تدعو إلى تغليب الحكمة

أبوظبي، عواصم – وكالات/04 كانون الثاني/2020

 دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إلى معالجة سياسية للموقف بعيدا عن التصعيد، قائلا في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إنه “في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة لا بد من تغليب الحكمة والاتزان، وتغليب الحلول السياسية على المواجهة والتصعيد”. وأضاف أن “القضايا التي تواجهها المنطقة معقدة ومتراكمة، وتعاني من فقدان الثقة بين الأطراف، والتعامل العقلاني يتطلب مقاربة هادئة وخالية من الانفعال”.

 

شركات الطيران تستأنف رحلاتها بعد تعليق موقت

بغداد – وكالات/04 كانون الثاني/2020

 كشفت سلطة الطيران المدني العراقي أمس، عن شركتين علقتا رحلاتهما للعراق، استأنفت إحداهما رحلاتها، فيما تعاود الأخرى طيرانها غداً الاثنين. وقال المتحدث الإعلامي باسم السلطة سلطة الطيران المدني جهاد الديوان، إن شركة الخليج للطيران استأنفت رحلاتها إلى العراق، في حين ستستأنف شركة “الملكية الأردنية” رحلاتها غداً الإثنين. وأضاف إن الحركة طبيعية جداً في مطارات العراق، ولا يوجد أي تأخير، أو تأجيل للرحلات. وأشار إلى أن “السلطات العراقية أرسلت تطمينات لشركات الطيران في البلاد باستقرار الأوضاع في بغداد”. وكان مصدر في وزارة النقل العراقية أفاد في وقت سابق، بعودة الحياة طبيعية إلى مطار بغداد الدولي، مؤكدا أن الحركة طبيعية والعمل مستمر.

 

صالح وأردوغان يؤكدان أهمية التعاون الدولي والإقليمي لمحاربة الإرهاب

بغداد – وكالات/04 كانون الثاني/2020

 أكد الرئيسان العراقي برهم صالح، والتركي رجب طيب أردوغان، أمس، أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب، والعمل على تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط عبر التعاون بين دولها وشعوبها. وذكر المكتب الإعلامي للرئاسة العراقية في بيان، أن “الرئيس صالح جدد، خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان تأكيده على ضرورة التعاون الإقليمي والدولي من أجل حل الأزمات والبناء على المشتركات”. وأشار إلى أن “الجانبين بحثا في الأوضاع الراهنة في العراق والمنطقة، وكذلك مناقشة سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين”. وأضاف “اتفق الرئيسان على أن الأولوية يجب أن تبقى لمحاربة التطرف والإرهاب وتعزيز استقرار المنطقة من خلال التعاون والتفاهم بين شعوبها ودولها”. وأكد صالح حرص العراق على تعزيز علاقاتها الثنائية مع تركيا استناداً إلى علاقات الجوار، مشيراً إلى “تقدير العراق لدعم الأشقاء والجيران لسيادته، وحماية استقراره ومنع تحوله إلى ساحة للصراعات، والتي لا تضر فقط بمصالح شعب العراق ومستقبله، وإنما تضر بمصالح واستقرار المنطقة عموماً”. من جانبه، أكد أردوغان حرصه على استقرار العراق، ودعم وحدته وحماية سيادته واستقلاله، ومنع تحوله إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، مشدداً على أهمية تمكين المؤسسات العراقية الوطنية من التصدي لدورها في حماية أمن العراق واستقراره. وجاء الاتصال بعد يوم من اغتيال قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس “الحشد الشعبي” أبومهدي المهندس، وآخرين بضربات أميركية قرب مطار بغداد الدولي. وكانت وزارة الخارجية التركية أكدت في بيان، أول من أمس، “رفضها التدخلات الخارجية وعمليات الاغتيال والصراع الطائفي في المنطقة”، داعية “جميع الأطراف إلى الاعتدال لتجنب الخطوات الأحادية التي قد تهدد السلام والاستقرار في المنطقة وإعطاء الأولوية للديبلوماسية”. وذكرت أنه “من الواضح أن الغارة الجوية الأميركية التي استهدفت سليماني ستفاقم عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة”.

 

محادثات روسية ـ تركية بشأن سورية وليبيا والعراق وأنقرة رحلت 150 مقاتلاً أجنبياً إلى بلدانهم

أنقرة – وكالات/04 كانون الثاني/2020

 أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية التركية أمس، أن وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، ناقش مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، هاتفياً، الوضع في سورية وليبيا والعراق. وقال المصدر “أجرى الوزير محادثات هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، حيث ناقش الطرفان الوضع في سورية وليبيا والعراق، كما تم استعراض آخر التطورات في المنطقة”. من ناحية ثانية، أعلنت وزارة الداخلية التركية أول من أمس، أن السلطات الأمنية رحلت 150 من المقاتلين الأجانب “ال‘رهابيين” المعتقلين لديها إلى بلدانهم. وقال نائب وزير الداخلية التركي اسماعيل جاتكلي في مؤتمر صحافي، إن السلطات الأمنية بدأت ترحيل المقاتلين الأجانب منذ 11 نوفمبر العام 2019، حيث وصل عدد من تم ترحيله حتى الآن إلى 150 شخصاً. وفي سياق آخر، أشار إلى أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين تم ترحيلهم العام الماضي، بلغ 103 آلاف و858 مهاجراً، في حين وصل عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا لبلادهم إلى نحو 373 ألف شخص من اجمالي 3.57 ملايين سوري يعيشون في المخيمات بتركيا. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية أمس، تحييد اثنين من “حزب العمال الكردستاني” في عملية عسكرية بإسناد جوي، شمال العراق. وذكرت الوزارة أنه جرى تحييد إثنين من عناصر الحزب، كانا يستعدان لتنفيذ هجوم في منطقة أفاشين ـ باسيان، في عملية بإسناد جوي، مؤكدة استمرار العمليات ضد عناصر الحزب في المنطقة، بكل زخم.

 

قلق أممي على حياة 3 ملايين في إدلب … وقوات الأسد تستهدف نقطة مراقبة تركية و380 ألف قتيل حصيلة 9 سنوات من الحرب بسورية

دمشق – وكالات/04 كانون الثاني/2020

 استهدفت قوات النظام السوري، بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية كلاً من مدينة معرة النعمان وتلمنس وبابولين والصالحية وكفرباسين وتقانة ومعرشورين ومعرشمشة بريف إدلب الجنوبي والجنوب الشرقي بعد منتصف ليل أول من أمس. وقالت مصادر ميدانية أمس، إن قوات النظام استهدفت أيضاً بالقذائف الصاروخية محيط نقطة المراقبة التركية في معرحطاط بريف معرة النعمان. من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات النظام المتمركزة في قرية الوضيحي بريف حلب الجنوبي قصفت مواقع الفصائل في قرية خلصة بالريف ذاته. وأضاف إن محاور التماس بريفي إدلب الشرقي والجنوب الشرقي تشهد أيضاً استهدافات متبادلة ومتقطعة بالقذائف والرشاشات الثقيلة، بين قوات النظام من جانب وفصائل المعارضة منجانب آخر، بينما تغيب طائرات النظام وروسيا عن أجواء منطقة “خفض التصعيد” في ظل استمرار سوء الأحوال الجوية هناك. كما دمرت وحدات من جيش النظام أمس، أوكاراً وتحصينات للمعارضة في ريفي إدلب الجنوب الشرق وحلب الجنوب الغربي. وأفادت وكالة أنباء النظام “سانا” بأن “وحدات من الجيش نفذت عمليات قصف مدفعية وصاروخية طالت مواقع المجموعات الإرهابية ومحاور تحركاتها في مدينة معرة النعمان وبلدات سراقب ومعرشورين ومعرشمشة وتلمنس بريف إدلب الجنوب الشرقي”.

وأضافت إن “الضربات أسفرت عن القضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير أسلحتهم وذخيرتهم”. وفي ريف حلب الجنوب الغربي، استهدف النظام بضربات مدفعية أوكاراً وتحصينات للمعارضة في قرية خلصة موقعة في صفوفهم قتلى ومصابين.

وفي سياق آخر، عقد مجلس الأمن الدولي أول من أمس، جلسة مشاورات مغلقة بشأن الوضع في سورية، تحدث فيها كل من وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية روزماري ديكارلو، ووكيله للشؤون الإنسانية مارك لوكوك. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، إن العاملين بالمجال الإنساني أكدوا أن “المنظمة لا تزال تشعر بقلق عميق بشأن سلامة وحماية أكثر من ثلاثة ملايين مدني في إدلب”.، بعد تشريد نحو 300 ألف شخص من جنوب إدلب منذ 12 ديسمبر الماضي. على صعيد آخر، أفادت وزارة الدفاع الروسية أمس، بأن الجانب الروسي في لجنة الهدنة الروسية – التركية في سورية رصد خلال الـ24 ساعة الأخيرة، 16 خرقاً لنظام وقف العمليات العسكرية، بينما رصد الجانب التركي ثمان خروقات. من ناحية ثانية، تسببت الحرب السورية منذ اندلاعها قبل نحو تسع سنوات بمقتل نحو 380 ألف شخص، بينهم نحو 115 ألف مدني، وفق حصيلة جديدة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. ووثق المرصد، مقتل 380 ألفاً و636 شخصاً منذ اندلاع النزاع، بينهم نحو 115 ألف مدني، موضحاً أن بين القتلى المدنيين نحو 22 ألف طفل ونحو 13 ألف امرأة. وبشأن القتلى غير المدنيين، أحصى المرصد مقتل نحو 128 ألف عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، أكثر من نصفهم من الجنود السوريين، بينهم 1682 عنصراً من ميليشيا “حزب الله” اللبناني، الذي يقاتل بشكل علني إلى جانب دمشق منذ العام 2013. في المقابل، قتل نحو 69 ألفاً على الأقل من مقاتلي الفصائل المعارضة و”قوات سورية الديموقراطية” (قسد). كما قتل أكثر من 67 ألفاً من مقاتلي تنظيم “داعش” و”جبهة تحرير الشام” (جبهة النصرة) ومقاتلين أجانب من فصائل متطرفة أخرى.

 

السعودية تدعو لضبط النفس وتطالب العالم بضمان أمن المنطقة

الرياض، عواصم – وكالات/04 كانون الثاني/2020

 أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، أن بيان المملكة بشأن الأحداث في العراق يؤكد على نظرة المملكة لأهمية التهدئة، لتجنيب دول المنطقة وشعوبها مخاطر أي تصعيد. وأعلنت السعودية متابعتها للأحداث في العراق، والتي “جاءت نتيجة لتصاعد التوترات والأعمال الإرهابية التي شجبتها، وحذرت المملكة فيما سبق من تداعياتها”. وقال مصدر مسؤول إنه “مع معرفة ما يتعرض له أمن المنطقة واستقرارها من عمليات وتهديدات من قبل الميليشيات الإرهابية تتطلب إيقافها، فإن المملكة وفي ضوء التطورات المتسارعة تدعو إلى أهمية ضبط النفس، لدرء كل ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بما لا تحمد عقباه”، مشددة على وجوب اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع. على صعيد متصل، تلقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بحثا خلاله تطورات الأحداث في العراق، كما بحثا الجهود المبذولة لنزع فتيل التوتر في المنطقة، وما يمكن عمله للحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط في هذه الفترة المضطربة.

 

تركيا تبدأ خطة غزو ليبيا بـ 200 عسكري وعناصر استخباراتية

برلمان بنغازي ألغى اتفاق "الوفاق" واتهم السراج بالخيانة... والأزهر: تدخل أنقرة "فساد في الأرض"

طرابلس، عواصم – وكالات/04 كانون الثاني/2020

 نقل موقع “218” الليبي عن مصادر خاصة، أن تركيا تدرس إرسال نحو 200 جندي تركي إلى ليبيا، كدفعة أولى في إطار تنفيذ بنود مذكرتي التفاهم الليبية – التركية. وبحسب الموقع، فإن تركيا تدرس إرسال ما بين 150 إلى 200 عسكري باختصاصات متنوعة تشمل القوات الخاصة، وعناصر استخباراتية، ومستشارين عسكريين، بالإضافة إلى المهندسين. وأشارت المصادر إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا يزال يدرس تفاصيل إرسال القوات ولم يضع خطة لإمدادها لوجستيا، خصوصا أن الجزائر لم ترد على مقترح تركيا، لاستخدام أراضيها ومطاراتها في عملية إمداد ودعم القوات التركية.

ونوه الموقع بإمكانية قيام الرئيس التركي أو وزير دفاعه بزيارة الجزائر للتسريع من هذه الخطوة، خصوصا بعد تأخر الرد الجزائري على المقترح. في غضون ذلك، صوّت أعضاء البرلمان الليبي بالإجماع على قطع العلاقات مع تركيا، متهما رئيس حكومة الوفاق فايز السراج بارتكاب جريمة خيانة عظمى، مطالبين بإحالته إلى النائب العام لمحاسبته. وصوّت المجلس بالإجماع على رفض مذكرتي التفاهم الموقعتين بين تركيا وحكومة الوفاق، وهما ترسيم الحدود البحرية والتعاون الأمني والعسكري، كما طالب بتفعيل اتفاقيات الدفاع المشترك لصد التدخل التركي، والطلب من مجلس الأمن عقد جلسة طارئة، مفوضا القيادة العامة للقوات المسلحة لتعطيل المطارات والموانئ والمنافذ البرية، الواقعة تحت سيطرة حكومة “الوفاق”، وذلك لمواجهة الغزو التركي المرتقب. وقرر المجلس، تخصيص ميزانية طوارئ للقوات المسلحة بقيمة 20 مليار دينار، على أن تخصم من ميزانية الدولة للعام 2020.ومن جانبه، أعلن قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر عن التعبئة العامة والمقاومة للقوات الأجنبية وسط خطط تركية لإرسال قوات لدعم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا. ودعا حفتر الأتراك إلى الانتفاض ضدّ أردوغان “المغامر المعتوه الذي يدفع بجيشه إلى الهلاك ويشعل الفتنة بين المسلمين وشعوب المنطقة بأسرها إرضاء لنزواته”. ومن جانبها، شددت مصر، مجددا على موقفها الرافض للتدخل التركي في الشأن الليبي. وقالت الخارجية المصرية، في بيان لها، إن “الوزير سامح شكري أجرى اتصالات مع كل من سكرتير عام الأمم المتحدة ومستشار الأمن القومي الألماني والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بخصوص الملف الليبي”. وفي وقت سابق، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من مغبة إرسال قوات عسكرية أجنبية إلى ليبيا. الى ذلك، أصدرت هيئة كبار العلماء بالأزهر بيانا، أمس، دانت فيه “التصعيد تجاه ليبيا”، مؤكدة فيه أن “أي تدخل خارجي على الأراضي الليبية هو فساد في الأرض ومفسدة لن تؤدي إلا إلى مزيد من تعقيد الأوضاع في ليبيا وإراقة المزيد من الدماء وإزهاق الأرواح البريئة”. على الصعيد الأفريقي، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، عن قلقه إزاء “التدخل” في ليبيا، بعد قرار تركيا نشر قواتها في هذا البلد الذي تسود فيه الفوضى. وعسكريا، أفادت وسائل إعلامية ليبية، أمس، أن طيران الجيش استهدف مقر القوة الثامنة في النواصي شمال طرابلس. وشنّ سلاح الجو الليبي، غارات على عدد من مواقع معسكر الوفاق في طرابلس، منها مشروع الموز، الذي كان الوفاق يعمل على تجهيزه ليكون مهبطا للطائرات التركية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله سيحارب لفظياً.. خوفاً على سلطته في لبنان

منير الربيع/المدن/05 كانون الثاني/2020

تبدّلت أطوار حزب الله واهتماماته، حسب تغير الأوضاع الإقليمية والدولية. ودور الحزب الأساسي والكبير في المنظومة الإيرانية، جعل لبنان يتأثر بالحوادث السياسية والأمنية وتداعياتها في المنطقة أكثر من أي وقت مضى.

بين السلاح والسياسة

ففي كل محطّة وطور كان دور حزب الله في لبنان يتبدل ويتطور ويتخذ أشكالاً مختلفة: من العمل السري، إلى العمل العسكري الذي يخلط بين السرية والعلنية،  ثم إلى دخوله البرلمان اللبناني عام 1992، والحكومة وصلب النظام اللبناني بعد اغتيال الحريري. حتى استقر أخيراً في الدور الذي كان يقوم به النظام السوري الأسدي في لبنان، لكن لصالح الوصاية الإيرانية الكاملة على السياسة اللبنانية. وإذا أردنا أن نفصل قليلاً نجد أن حزب الله كان في صف المعارضة بين العام 2005 والعام 2009. ومعارضته تلك وتّرت الأوضاع في لبنان، وشهدت خوض حزب مقاومة إسرائيل حروباً داخلية وخارجية، وصولاً إلى تكريس سلطته. ولطالما عمل هذا الحزب المسلح على الاستثمار في التوتير الأمني والسياسي، وتوظيف معاركه سياسياً، أو في تحقيق أهداف سياسية. وهكذا حقق غايته الإيرانية: السيطرة الكاملة على لبنان، سياسياً وأمنياً، وعلى سياسته الخارجية في تسوية العام 2016، والمستمرة حتى اليوم.

أثناء حقبة معارضته، بعد الانقسام العمودي في لبنان، كانت مصلحة حزب السلاح ترتكز على منع الاستقرار. اليوم تبدلت أولوياته: صار الاستقرار هماً استراتيجياً، للحفاظ على مكتسباته.

السلطوية الشرسة

لذا كان حزب الله أكثر القلقين جراء تطور الأوضاع في العراق، بعد اندلاع الاحتجاجات الشيعية فيه. مركز القلق كان إيرانياً، وانسحب على حلفاء ايران. وانتقل القلق أقوى وأشد إلى لبنان، فور اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول. فعمل الحزب بقوته كلها، على خنقها في المهد، لكنه عجز عن ذلك. ثم انتقل إلى منعها من تحقيق أي من أهدافها، كي لا تتغير أو تتعدّل التركيبة السلطوية الحاكمة التي يمسك بمقاليدها. ولذلك رمى الحزب ما يجري في لبنان والعراق في سلة المؤامرة الأميركية على إيران. وهذه ما سيركز عليه الحزب بعد اغتيال قاسم سليماني، للانقضاض على الاحتجاجات في لبنان والعراق، والعودة إلى القواعد السابقة.

من الحرب إلى السيطرة

تدرك إيران مع حلفائها قواعد الاستثمار في أي ضربة يتعرضون لها. ليست المعركة غايتهم الآن، بقدر تشددهم في الحفاظ على المكتسبات السياسية. فإيران خاضت معاركها بأداتها اللبنانية الشيعية، بغية تحقيق السيطرة السياسية عليه، بعد الأمنية. وهنا تجدر الملاحظة أن ردود إيران على الضربات التي تلقتها في المدة الأخيرة، كانت ميادينها خليجية، وليس في بلدان سيطرتها السياسية . لذا يمكن اعتبار قاسم سليماني  ابن مرحلة إيرانية انتهت على وجه الإجمال. أي ابن مرحلة المعارك والحروب وتحقيق التوسع. أما الحقبة الآن فللاحتفاظ بالنفوذ السياسي لذاك التوسع. وهذا يعني أن المفاوضات هي المبدأ الأساسي، على الرغم من التصعيد والتهديد،  لأن الحروب لا يمكن أن تكون مستمرة.

الانكفاء والتراجع

التطور الإقليمي الحاصل، لم تعد مساراته كما كانت من قبل بالنسبة إلى إيران. هناك اليوم اقتناع بتراجع الدور الإيراني التقريري، بعدما لم تعد إيران صاحبة قرار منفرد في معادلات المنطقة. ففي سوريا تراجع الدور الإيراني من المرتبة الأولى إلى الثالثة، بفعل الدور الروسي وتنسيق الروس مع الأميركيين. وخصوصية الوضع السوري وتعقيداته جعلت إيران مطوقة في عملياتها السياسية والعسكرية. وفي العراق تجدد واشنطن نشاطها ضد الإيرانيين، لمنع طهران من السطوة الكاملة. لذلك تدرس إيران أفق الردّ على اغتيال سليماني، لتقدّمه في صيغة أنها لن تسمح لواشنطن باستدراجها إلى الردّ الذي قد يدفع أميركا إلى تبرير شن حرب على إيران. هذه الذريعة تستند عليها طهران لتتجنّب الدخول في مواجهة. وهذه ليست المرّة الأولى التي تعضّ ايران على جراح الضربات، تماما كما فعل حزب الله الذي لم يرد على اغتيال عماد مغنية حتّى الآن، ويترك الردّ مرتبطاً بحسابات التطورات الإقليمية.

المواجهة خطابية فقط

في لبنان يدرك حزب الله أنه يسيطر سيطرة كاملة، بعدما نفذ إلى داخل الدولة وإداراتها ومركز سلطتها. وهذه هي فرصة لم تتحصل لأحد في تاريخ لبنان. لذا لن يغامر حزب الله بها، ما دامت تكتسب الأهمية الأولى لديه. ولذا يدرك الحزب الإيراني أن المواجهة، ببعدها الاستراتيجي، وبالذهاب إلى صراعات كبرى، لم تعد ممكنة كالسابق عندما كان في المعارضة، إلا خطابياً وكلامياً. الأساس عنده هو الحفاظ على مكتسباته السلطوية. وهذا يظهر في عملية تشكيل الحكومة حالياً، والحفاظ على الاستقرار، ومنع تدهور الأوضاع. بعدما لعب الدور الأساسي والرئيس في مواجهة الانتفاضة اللبنانية، وظهر المدافع الأول عن المنظومة اللبنانية. أما العودة إلى اللعبة السابقة أو التماهي مع الصفائح المتحركة في العراق وغيرها، فستكون عاملاً تهديدياً لمكتسباته. لن يغامر حزب الله بأي عمل أمني تفرض عليه فتح مواجهة مع الأميركيين والإسرائيليين. لا بل على العكس، هو يريد أن يقدّم نموذجاً مغايراً يحافظ على التركيبة اللبنانية، ويقدم رسائل إيجابية للمجتمع الدولي. طبعاً سيكون حزب الله على رأس التفاعل اللفظي والمعنوي مع ما تعرض له سليماني. لكنه لا يريد التورط في أي عمل عسكري. وهنا لا يمكن تحييد الخصوصية اللبنانية، لأن الدخول في أي مواجهة خارجية تحرجه مع حلفائه المسيحيين، ويظهر أنه يخوض معارك لا علاقة للبنانيين بها، وهي لن تحصل على احتضان لبناني.

 

ساحات أميركا وإيران: سلامة لبنان أولاً

أحمد جابر/المدن/05 كانون الثاني/2020

جرت العادة الكتابية مجرى إعلان النضالية والتحررية، عندما يتعلق الأمر بحدث تكون الولايات المتحدة الأميركية أحد أطرافه. خلافاً لهذه العادة، وفي مناسبة الاستهداف الأميركي لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، من الأجدى قراءة الحدث في سياقه، وربط المستهدفين بسياق السياسة العامة التي جعلتهم موضع استهداف. في السياق السياسي العام للصراع الدائر بين السياستين الأميركية والإيرانية، يفهم الفعل الأميركي سياسياً ومصلحياً، وعلى ذات المعنى يفهم الفعل الإيراني بارتباطه بمجمل التصورات الاستراتيجية، التي يسعى نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى تحقيقها. هكذا يكون المراقب أمام مشهد متحرك تستخدم فيه كل الأدوات والأساليب المتاحة في كواليس السياسة، وفوق تراب الميادين. في المشهد هذا يتساوى طرفا الصراع أو أطرافه، وتكون المسؤولية عن النتائج السلبية مشتركة، وتبادل الموقع، بين فعل ورد فعل، حركة ينفذها ويكون فيها كل من انتسب إلى صراع سياسي واسع، ما يعني أن الفعل الهجومي المتصاعد لا يكون سياسة مبادرة لطرف واحد محدد، وأن الفعل الدفاعي لا يكون سياسة "رد ضرر" من قبل طرف آخر معين. هذا التحديد الذي ينسب إلى كل المتصارعين والمتقاتلين، الهجوم والدفاع بالتناوب، أو في اللحظة ذاتها، يجري مجرى السهولة عندما يكون المراقب غير منتمٍ لدوائر الصراع، وبعيداً من مجرياتها وتداعياتها، وهذا على عكس الذي يرفع شعارية المواجهة على امتداد الإقليم، ويتجاوز بمشاركته أو بإدانته أو بدعوته، حدود البلد والمنطقة إلى ساحات وبلدان بعيدة.

هدوء لبناني ممتنع

وضعية المراقبة من بعيد، لا يستطيعها اللبناني العادي الذي يسكن الخارج داخله، وتعكير الرؤية من البعد، يشترك في إثارتها المقيم البلدي الذي يرى في بلده تفصيلاً غير مهم، بمقياس القضايا الكبرى التي تستحق أن يسقط من أجلها وطن وبلدان. لكن امتناع الهدوء على طالبيه، لا يمنع من الإدلاء برأي مخالف لكل السياق، الذي يدّعي أهله أن ضجيجهم هو الممر الإجباري، لابتكار هدوء يكون مقدمة لسكينة سلام مستدامة، في ظل نسق إيديولوجي، يشرف عليه قادة تصطفيهم الآلهة أو ينجبهم التاريخ الخلاصي، أي التاريخ الذي ينيط بكل قائد ملهم مهمة تحقيق غايات الزمان في حلبات المكان. الرأي الذي يتمسك ببعده عن السائد الإندماجي في صراعات الخارج، هو أضعف إيمان كل ذي نظرة معترضة تسعى إلى صياغة نسيج الداخل من خيوطه المحلية، والتي تدرك أن الألوان الاجتماعية المتعددة هي المشهدية الانسجامية التي تفترض تناسقاً لونياً واضحاً، وتعلم أن نشاز اللون الأهلي الفئوي ينتج لوحة تخضع باستمرار إلى إعادة نظر في التشكيل وفي التعديل.

ألوان لبنانية

يصطبغ كل طيف أهلي لبناني بلون محدد. هذا أمر يجب الإقرار به اليوم أكثر من ذي قبل. ذلك أن الاعتراف المتبادل يشكل أساساً للمواقف والسياسات التي يجب اتخاذها حيال المشهد، الذي نجم عن اغتيال الجنرال قاسم سليماني، وما قد ينجم عن ذلك من تداعيات لها صداها لدى فئة لبنانية واسعة.

تأسيساً على ما حصل في العراق من قبل الأميركيين، تبرز الدعوة إلى إعلاء شأن التماسك الداخلي، وعدم تعريضه إلى التحاق يفوق طاقة احتماله، وإلى تجنب استخدامه كاحتياط في حسابات الاستراتيجي الخارجي، الذي هو حالياً السياسي الإيراني والسياسي الأميركي. تستدعي معادلة التماسك القول باستبعاد ما حصل في العراق عن أوهام توظيف نتائجها في لبنان. هذا يعني أنه من الجهل السياسي التنظير لإضعاف حزب الله أو استضعافه على خلفية أن اللحظة مؤاتية، كذلك من الجهل السياسي التبرير للعملية الأميركية العسكرية، وتنسيبها إلى هجوم معاكس شامل مرتقب، بحيث يبشِّر المنتظرون المتفائلون بقرب انقلاب التوازنات الداخلية اللبنانية. في امتداد ذلك، وساق المطالب على الساق، فإن مجموع المنادين بـ"محور المقاومة"، وفي طليعتهم حزب الله، مطالبون بفهم صعوبة اللحظة اللبنانية، وهم مدعوون إلى العمل بموجب هذا الفهم، الذي يستدعي إبقاء لبنان بعيداً عن كل الدعوات الثأرية التي انطلقت من طهران ووصلت إلى آذان "محورها" كأمر عمليات للمستقبل، الذي قد يقصر أمده أو يطول. حزب الله غير محاصر، وحصاره مرفوض لبنانياً. إطلاق يد حزب الله أو سواه في الوضع اللبناني مرفوض أيضاً. الممكن والمقبول هو القول السياسي الذي يجب أن يظل بعيداً عن الميدان العملي، وعن تداعياته.

واجبات لبنانية

ضمن معادلة التعايش بين الممكن والمقبول، وغير الممكن والمرفوض، يحضر واجب القادرين في كواليس المحاور التي ينتمون إليها. وعلى هؤلاء تقع مسؤولية شرح معنى تحييد لبنان عن الأعباء. لأن في ذلك سياسة مفيدة للداخل اللبناني، ولكل القوى التي تقيم صلات مع المحاور الخارجية. وعلى سبيل الظنّ، تستطيع الثنائية الشيعية القول في المحفل الإيراني، إن خصوصية لبنان الآن ستنوء حتى السقوط بأي أثقال سياسية خارجية. مصدر الاعتقاد بقدرة الثنائية، حقيقة تقديماتها الكثيرة للسياسة الإيرانية. لذلك، فهي "تمون" على تلك السياسة في لحظة مصيرية صعبة كما هي عليه الحال اللبنانية الراهنة.

وللتأكيد، ولو من باب التكرار، يقع على عاتق باقي القادرين اللبنانيين عبء القول في مجالس الساسة الذين ينسجمون مع سياساتهم، لا قدرة للوضع اللبناني على الاحتفاء بما تعتقدونه "فوزاً"، ولا طاقة لهم للاستجابة إلى دعوات الانتفاضة على فئة من شركائهم في البلد، وأن للبنانيين طريقة حصار للنشاز الداخلي، من مظاهره الأبرز، التحرك الشعبي الذي اندلعت شرارته في البلاد منذ 17 تشرين الأول 2019. خلاصة الأمر، طهران معنية بردودها. أميركا معنية بأفعالها. على اللبنانيين السعي إلى أن لا يكونوا وكيلاً عن أصيل، وأن لا يكون بلدهم بديلاً في المواجهة عن أي من البلدان... وعند مخالفة منطق اللبنانية الصعبة الآن، ومن أي جهة أتت هذه المخالفة، ستكون المعارضة هي السلاح في مواجهة كل الخارجين على منطق السلامة اللبنانية.

 

قصتنا مع قاسم سليماني

عمر قدور/المدن/05 كانون الثاني/2020

كان ثمة شبح يخيّم في رأسي، اسمه قاسم سليماني. أكتب بداية كسوري يُفترض به نظرياً أن يتلقى خبر مقتله كحدث لا يمسّه مباشرة، كتصعيد بين واشنطن وإيران في العراق وربما الخليج. لكنني لست من استدعى سليماني إلى رأسه، هو من حشر نفسه عنوة فيه، وفعل المثل بملايين رؤوس السوريين بينما كانت تتوالى أخبار تحركاته مع الميليشيات التابعة له في مختلف أنحاء سوريا مخلّفة الإبادة والدمار. في أواخر ربيع 2011 كنا مجموعة صغيرة تقلّب الفيديوهات الآتية من جسر الشغور، حيث كان الأهالي يتظاهرون ضد بشار الأسد. استوقفتنا آنذاك المواجهة الصامتة بين المتظاهرين والسدّ المسلّح الذي يقف في مواجهتهم، كنا نعيد التسجيل بطيئاً، ونكرر التوقف عند سحنات أولئك المسلحين وردود أفعالهم على هتافات المتظاهرين. لم يكن ذلك السد المسلّح من مخابرات الأسد أو شبيحته، صار ذلك مؤكداً بسبب سحناتهم وتعابير أوجههم التي لا تتفاعل سلباً "وبالتأكيد لا تتفاعل إيجاباً" مع الهتافات. إنهم إيرانيون؛ كنا أكثر من جازمين في استنتاجنا هذا، ولم نكن سعيدين به لأنه يعِد بمواجهة لا نتمناها. باكراً جداً، عندما كان الرصاص الوحيد الذي يُطلق يأتي من بنادق ورشاشات مخابرات الأسد وشبيحته، شاعت بين السوريين أخبار مجيء قاسم سليماني وإشرافه المباشر على إعادة هيكلة القوات المكلّفة بحماية بشار الأسد شخصياً. تلك الأخبار لا علاقة لها بما سيُشار إليه كصراع شيعي-سني في المنطقة، يجد له ساحة في سوريا، ففي ذلك الوقت كان الطرف "السني" يبذل جهوداً ودودة لإقناع بشار بإجراء بعض الإصلاحات لامتصاص النقمة. في ما بعد ستأتي الأخبار من الإعلام الإيراني، لتكشف عن انتصار رأي سليماني الذي قرر مبكراً "بدعم من المرشد" التدخل لإنقاذ بشار، عندما كان بعض المسؤولين الآخرين يفكرون في فرضية استبداله.

أيضاً كنا نعلم، أبكر بكثير من إعلانه عن تدخله، أن تدخل ميليشيات حزب الله في سوريا لا يأتي إلا بتنسيق وثيق مع طهران، بما فيه التنسيق الميداني. سيكشف سليماني في شهر تشرين الأول الماضي أنه كان قائداً ميدانياً في حرب تموز 2006، لأن مثل هذه المشاركة ترفع من أسهمه في سوق الممانعة، أما التأويل الأوسع فسيتولى موقع المرشد خامنئي تقديمه، إذ اعتبر "نصر" تموز بمثابة هندسة جديدة للمنطقة تلبي المصالح التوسعية الإيرانية. لا حاجة للقول أن سليماني لم يستأذن اللبنانيين ليقود معركة في أرضهم، وأننا قد لا نحظى قريباً برواية دقيقة كاملة عن دوره كقائد ميداني في سوريا، رغم أنه وحليفه اللبناني كانا يسوّقان رواية قتالهما "اليهود" فيها. تتضارب الأنباء حول تفاصيل مقتل سليماني، وما إذا كان وقت مقتله قادماً من لبنان أو سوريا! الحاج، كما يلقَّب أحياناً، يتنقل بحكم عمله الدموي بين هذه الدول التي صرّح أكثر من مسؤول إيراني بأنها صارت تابعة لحكم الملالي، أما استخدام مطار بغداد الدولي ليسافر منه وإليه فهو بمثابة استخدام مطار داخلي إيراني ليس إلا. وكالة "إرنا" الإيرانية أعلنت عن قدوم القتيل من لبنان، وبات معروفاً أن برفقته نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي، مع التذكير بوجود ثورة في لبنان وأخرى في العراق، ودور الرجلين البارز في مسلسل القتل الذي يلاقيه نشطاء عراقيون، وبالتكهنات التي سبقت مقتلهما عن نية لتصعيد الحل الأمني في لبنان. هذا مسلسل من بطولة سليماني، كنا شهدنا حلقاته الأكثر دموية كسوريين، أو وفق دورنا الذي كان يُروّج له، مرة كأنصار لمعاوية وقتلة ليزيد وأخرى كـ"يهود" يمر من فوق جثثهم طريقه المزعوم إلى القدس.

صحيح أن سيرة سليماني فيها محطات بارزة عديدة، إلا أن "نجمه الذي يخصنا" سطع بعد انطلاق الثورة السورية، ليظهر لاحقاً في اليمن، ثم في العراق، وربما لم يسعفه القدر لنرى "بركاته" على لبنان. وأن يبرز اسمه مع ثورات الشعوب، وعلى الضد من تطلعاتها، فهذا وحده كافٍ لوصف الرجل، مع التنويه بوقوفه يوماً ما ضد الرئيس محمد خاتمي الذي كان يُعدّ الوجه المنفتح لحكم الملالي، بل توقيعه مع آخرين على ما يعتبر إنذاراً للرئيس. لا ننسى أيضاً ما يُنسب له من دور مع قادة الحرس الثوري في قمع أكثر من انتفاضة إيرانية، ووجوده بين أولئك القادة له مدلول خاص عطفاً على اعتباره الابن المدلل للمرشد، والوحيد الذي نال منه تكريماً على أعلى مستوى، فوق ما يُقال عن تمتعه بالقدرة على الإنفاق المالي لصالح فيلقه دونما حساب.

كنا نستحق رؤية سليماني في قفص العدالة، كي نطلع على الحقائق والأدوار التي لعبها وذهب ضحيتها عشرات أو مئات الآلاف من أبناء المنطقة. ذلك لم يعد متاحاً، لا بسبب مقتله فحسب، وإنما أيضاً بسبب ما جرت عليه العادة من غياب العدالة في منطقتنا. موقع سليماني نفسه، الموقع الذي يدركه هو تماماً، يجعل منه قاتلاً أو مقتولاً، إذ اختار لنفسه منذ البداية أن يكون محارباً على النحو الذي كان عليه. كان المرشد يطلق عليه لقب "الشهيد الحي"، وأغلب الظن أنه كان سعيداً باللقب، وربما عن إخلاص كان يتمنى موته قتلاً كما حصل، أقلّه هذا قدر أرحم له من المثول أمام عدالة قاتلَ كي لا تتحقق من أجل الآخرين.

سيكون من السهولة تذكيرنا، إذا نسينا، بأن سليماني هو فرد ضمن منظومة لن تكف عن عملها، بل قد تنتقم بوحشية. وسيكون من السهل تذكيرنا، وكأننا لا نعلم، بأن آخر ما تكترث به واشنطن هي مصالح شعوب المنطقة، وبأنها لم تتحرك إلا عندما بدأت أذرع قاسم سليماني بتهديد مصالحها والتوعد بالمزيد. لكن من السهل أيضاً التذكير بأن سليماني كان ذلك الفرد الذي أنفق الكثير من الجهد، وأُنفق عليه الكثير منه، من أجل الظهور كواجهة استثنائية لمشروع لا يعرف الكلل أو الخسارة. من السهل التذكير بأن اغتياله كان خطاً أحمر أمريكياً، قبل أن يكون كذلك إيرانياً، وبأن المخابرات الأمريكية منعت من قبل محاولتي اغتيال بسبب وجوده مع آخرين مُستهدفين. لن ننسى بالتأكيد أن ميليشيات سليماني كانت تعمل ضمن ما ترضى عنه واشنطن، أو لا يثير غضبها، وأنه هو الذي خرج عن السيناريو المعمول به لسنوات طويلة. لقد دفعنا غالياً ثمن التفاهم غير الصريح بين الطرفين، وقد نشارك في دفع ثمن صراعهما؛ ذلك قد يصحّ أكثر على غير السوريين، السوريين الذين كان لسليماني يد طولى في ألا يبقى لديهم ما يخسرونه.

 

رد بارد على اغتيال سليماني؟

مهند الحاج علي/المدن/05 كانون الثاني/2020

ليس التكهن بالرد الإيراني على اغتيال قاسم سليماني، قائد فرقة "القدس" في الحرس الثوري الإيراني، سهلاً في هذه المرحلة، سيما أن أحداً لم يتوقع إقدام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على اتخاذ هذا القرار. لكن سلوك طهران في المنطقة، وتحديداً خلال السنتين الماضيتين، يجعلنا نفكر بـ3 مرتكزات للسياسة الإيرانية والتي بدورها ستُحدد مسار القرار بالرد. أولاً، ليس هناك ما يوحي بتخلي طهران عن استراتيجية الحروب بالوكالة، وبالتالي من المستبعد أن نرى رداً إيرانياً مباشراً. لم يقع الاغتيال على الأراضي الإيرانية، بل في العراق، ما يضعه في سياق حروب الوكالة التي تمرست فيها إيران خلال الفترة الماضية، وبات سليماني نفسه أحد أبطالها ورموزها. علينا التفكير هنا بقدرة الوكلاء على الرد، مع أو من دون تجاوز "الخط الأحمر" الذي رسمته الولايات المتحدة وبقوة، أي قتل جنود أو مواطنين أميركيين. يبقى أن استهداف الأميركيين ممكن ومحتمل وربما متوقع في العراق حيث نزع الطرفان قفازاتهما خلال الأسابيع الماضية، وباتت المواجهة بينهما مفتوحة على كل الاحتمالات. لكن من المستبعد وقوع قتلى أميركيين نظراً للقدرات العسكرية المتفوقة والتحصينات. لذا فإن استهداف الأميركيين وقواعدهم مُرجح في العراق (رمزياً) ومستبعد خارجه (سوريا واليمن ولبنان)، على الأقل مرحلياً.

أمام صانع القرار الإيراني هدفان أساسيان قد يرمي إلى تحقيقهما من خلال التصعيد في العراق، وهما انسحاب أميركي ووقف للاحتجاجات المناوئة من خلال المزيد من القمع والاعتداءات الدموية على المتظاهرين العراقيين. ذلك أن اغتيال "أبو مهدي المهندس" قد يُساعد حلفاء إيران في العراق على تبرير موجة جديدة من العنف، بحجة اصطفاف المحتجين مع الولايات المتحدة، سيما في حال تبدل جذري في موقف مقتدى الصدر. لكن، في المقابل، بإمكان إيران التصعيد أكثر في مواجهة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. وهنا نجد مروحة من الاحتمالات تتراوح بين استخدام الميليشيات للتصعيد، والعودة الى مجموعة الأهداف السابقة من تفجير ناقلات نفط إلى عمليات قصف صاروخية لبنى تحتية حيوية لاقتصاد المنطقة والعالم. وهذه كارثة على المنطقة بأسرها.

ثانياً، لم يتهور الإيراني في الرد، إلى الآن على الأقل، بل يدرس عادة خياراته بهدوء ويبقى ضمن أولوياته الاستراتيجية. سبق لإسرائيل أن قتلت قادة وجنوداً ايرانيين على الأراضي السورية، وجاء الرد باهتاً بصواريخ لم تصب أهدافها في الجولان السوري. ليس لأن طهران غير قادرة على ضرب إسرائيل وايقاع ضحايا، بل لأن لإيران أولويات استراتيجية في سوريا منها انقاذ النظام السوري والتأسيس لنفوذ طويل الأمد. حتى هذه اللحظة، لا يبدو أن النمط الإيراني في اتخاذ القرار قد تغير.

ثالثاً، للداخل الإيراني حسابات في السياسة الخارجية، سيما في هذه المرحلة الحساسة. ذاك أن سليماني تمتع خلال الفترة الماضية بشعبية كبيرة في أوساط الإيرانيين، ظهرت في استطلاعات الرأي، إذ إن للرجل معجبين من خارج نادي مؤيدي النظام. وبالتالي، يُساعد هذا الاغتيال النظام على تجاوز النقمة الشعبية على تردي الوضع الاقتصادي نتيجة العقوبات الأميركية وتراجع صادرات النفط إلى عشرة بالمئة مما كانت عليه قبل سنوات قليلة.

لكن في المقابل، ستنعكس أي حرب أو مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة سلباً على الاقتصاد الإيراني، وعلى قدرة النظام في ضبط الداخل، وستزيد من احتمالات ضعفه وربما انهياره. لهذا السبب، يُرجح أن تلجأ ايران إلى الوكلاء للتصعيد في المنطقة دون تجاوز خطوط ترامب. لكن هنا لحظة مصارحة مؤلمة مع الواقع إذ يهتز العالم لمقتل أميركي أو إيراني، في حين يستحيل الآلاف من أبناء العراق وسوريا ولبنان واليمن مجرد أرقام لا يحتسبها أو يكترث بها أحد أباطرة حروب الوكالة. الرد الإيراني سيُعري واقعاً مؤلماً في وضوحه ووقاحته.

 

المصارف تبدأ معركتها ضد اللبنانيين.. سطواً على أموالهم؟

خضر حسان/المدن/05 كانون الثاني/2020

لم تستوعب المصارف بعد أنها ما عادت حرّة طليقة في ممارساتها وتعسّفها بحق المودعين. ويُخفي هذا التصرف عدم دراية قوى السلطة أيضاً، أنها ما عادت قادرة على حماية نظامها السياسي والاقتصادي، المرتكز على حُكم المصارف. وبدل التفكير في اجراءات تُهدّىء غضب المواطنين، مودعين وغير مودعين، تُغالي المصارف بالتعسّف، عبر اجراءات غير قانونية وغير أخلاقية ومُستفِزة للمواطنين. أما التهديد بالإقفال تحت الذريعة الأمنية، فإنها بمثابة الشرارة التي ستوجّه المصارف نحو معركة خاسرة مع المواطنين، ستدفع المصارف ثمنها غالياً.

الإقفال ليس حلاً

تمارس المصارف لعبة الهروب الى الأمام عن طريق إعلانها إقفال أبوابها، سواء بقرار مباشر من جمعية المصارف، أو بصورة مُوارِبة، عبر دفع نقابة الموظفين إلى إعلان الاضراب. فالهدف بالنسبة للمصارف هو الإقفال، بغض النظر عن الجهة الداعية له. والإقفال يعطي مساحة للمصارف، للمناورة وتجميع بعض الدولارات. لكن هذه السياسة ما عادت تنفع بعد نحو ثلاثة أشهر على تفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية بصورة متسارعة، وانطلاق التظاهرات ضد السلطة السياسية في 17 تشرين الأول. فالمصارف لا تراعي عامل الوقت، الذي لا يمكن تجميده. فكيف بمحاولة إعادته إلى الوراء؟

ومع ذلك، أصرّت جمعية المصارف على إقفال جميع فروع المصارف في منطقة عكار، حتى إشعار آخر، تحت حجة "ما تتعرّض له فروع المصارف في بعض المناطق اللبنانية". الإقفال ليس حلاً، وإنما تصعيد وحيلة مكشوفة. إذ تبدأ المصارف، بواسطة الإقفال، برفع المتاريس بينها وبين المواطنين. لأنها بالإقفال تحرم المواطنين من رواتبهم الشهرية، أي من لقمة عيشهم ودوائهم. وهو ما لا يغفره أي مواطن الذي سرعان ما سيجد نفسه أمام خيار واحد، وهو الانتقام. والانتقام سيبدأ بتكسير واجهات المصارف المقفلة، وربما إحراقها. فلا سبيل آخر لتخفيف الاحتقان، بعد الإيقان بأن الأموال تبخّرت.

لذلك، الأجدى بالمصارف البحث عن حلول واجراءات مطمئِنة، لا مستفِزّة.

أهلاً بالقانون

تُمثّل عكار منطقة المحرومين والفقراء. فهي منطقة تتجاهلها السلطة، إلاّ في زمن الانتخابات. وهذه السياسة هي التي دفعت أهل عكار ومنطقة الشمال عموماً، إلى الانتفاض، وتحويل عاصمة الشمال طرابلس الى أيقونة لثورة 17 تشرين الأول. وهذه المؤشرات هي أدلة على أن عكار لن تسكت على ابتزاز أهلها عبر إقفال المصارف وحرمان أبنائها من حقوقهم. فالإقفال يعني إشاحة المصارف وجهها عن وجه المواطنين أصحاب الحقوق، أي كأن المصارف تقول لمودعيها "فلتشربوا البحر". واللافت أن المصارف تجاهر بوقاحتها عبر وصفها احتجاجات المواطنين بأنها "تعدّيات وانتهاكات تخالف القوانين المرعية". لكن غاب عن بال المصارف أن الحديث عن القانون يصب في صالح أصحاب الحقوق، لا المصارف. وبشهادة نقيب المحامين في بيروت محلم خلف، إلاّ إذا أرادت المصارف سحب شهادة الحقوق وترخيص نقابة المحامين، من يد خلف. فإذاً، أهلاً وسهلاً بالقانون. فالقانون يمنع المصارف من اتخاذ إجراءات وقرارات تحتجز أموال المودعين. والقضاء ينتصر للمودعين دائماً. وآخر الانتصارات هو قرار قاضية الأمور المستعجلة في بيروت كارلا شواح، التي ألزمت بنك "ميد" بإجراء حوالات للخارج، للمبالغ المودعة في حساب جارٍ لأحد المودعين.

وعليه، فإن القانون ليس في صالح المصارف.

الاعتراف بالخطأ فضيلة

اعتراف المصارف بخطئها، هو الخطوة الأولى نحو حل الأزمة. وضغط المصارف على السلطة السياسية لحثّها على اعادة مليارات الدولارات إلى داخل لبنان، هو الخطوة التالية. فالمصارف يجب أن تكون في صف المودعين، لأنها متضررة من تفاقم الأزمة. فالسياسيون هرّبوا أموالهم للخارج، واستفادوا من السياسات المصرفية، وألقوا بالمسؤولية على المصارف وحدها، متنصّلين من حصّتهم من المسؤولية. واستمرار الوضع على حاله، يعني أن المصارف ستواجه الأزمة وحدها، وستخسر. لأن السلطة السياسية لن تواجه الناس أكثر مما واجهتهم في الساحات. إذ يكفيها خسائر سياسية وشعبية أمام جمهورها، الذي انقسم بين ثائر على أحزابه وبين منتظرٍ غاضبٍ وخائفٍ، لا يُعرَف موعد انتفاضه. أقصى ما استطاعت فعله القوى السياسية لحماية المصارف، هو وضع عناصر من قوى الأمن الداخلي أمام أبواب الفروع. لكن هذه الخطوة لم تؤتِ ثمارها، لأن العناصر هم أيضاً أصحاب حقوق ومعنيّون بالأزمة، أي أنهم في الطرف المعادي للمصارف. ومن جهة أخرى لن يرضى هؤلاء بوضعهم في مواجهة المواطنين. الوقت عامل مهم في هذه الأزمة، وهو بالتأكيد ليس في صالح المصارف. إذ حين لن يجد المودعون أموالهم، لن يكون هناك ما يخسرونه. فيما المصارف لديها ما تخسره، وسيكون ذلك محفزاً للمواطنين لتوجيه ضربات موجعة للمصارف.

 

تاريخ قاسم سليماني اللبناني: الكمائن والمفجّرون الانتحاريون

سامي خليفة/المدن/05 كانون الثاني/2020

أثار اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني صدمة كبيرة في العالم، فقد كان لرجل الظل الإيراني دور كبير في تعزيز نفوذ إيران في المنطقة وتقديم الدعم لحزب الله في لبنان. ولا شك أن اغتياله سيفتح فصلاً جديداً من التوتر الجيوسياسي في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط.

سنواته الأولى

انضم سليماني إلى الحرس الثوري الإيراني في أوائل العشرينات من عمره بعد ثورة الخميني عام 1979. ومنذ عام 1998، شغل منصب قائد فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، فقام بخلط العمل الاستخباراتي مع استراتيجية عسكرية، لإنشاء قوات أجنبية خارج الحدود تعمل بالوكالة وفق ما تشتهي إيران. كُرست السنوات الأولى من ولاية الجنرال سليماني في أواخر التسعينيات من القرن الماضي لدعم حزب الله ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. وقاد سليماني، إلى جانب القائد العسكري لحزب الله، عماد مغنية، حملة متطورة من حرب العصابات، جمعت بين الكمائن والمفجرين الانتحاريين والقتل المستهدف لكبار الضباط الإسرائيليين والهجمات على المواقع الإسرائيلية. وفي النهاية استطاع تحقيق الانتصار مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000.

حرب تموز 2006

بثت القناة الأولى في التلفزيون الإيراني الرسمي في تشرين أول 2019، مقابلة كشف فيها قاسم سليماني أنه خلال حرب تموز كان يخرج مع أمين عام حزب الله حسن نصرالله وعماد مغنية في الضاحية رغم وجود طائرات الاستطلاع الإسرائيلية.

وقال سليماني في المقابلة أنه كان يرسل من لبنان تقارير عبر الخط الآمن إلى طهران، كاشفاً عن أنه كان لحزب الله غرفة عمليات في قلب الضاحية. وكانت طائرات الاستطلاع الاسرائيلية تحلق بشكل متواصل في سماء الضاحية بمجموعات ثلاثية، وترصد كل التحركات بدقة.

العمل الميداني

تقسم صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، حياة سليماني المهنية إلى فترتين. الفترة الثانية بعد الحركات الاحتجاجية الضخمة التي انطلقت في بعض البلدان العربية خلال أواخر عام 2010 ومطلع عام 2011، كان سليماني فيها قائداً لقوة لها فروع في أنحاء مختلفة من العالم، تنشط بشكل رئيسي في سوريا ولبنان والعراق. لكن في نهاية المطاف تعمل بشكل سري لأهداف متعددة. أما الفترة الأولى فكانت عند غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، حين خاض رجال الميليشيات الإيرانية وحلفاؤهم العراقيون حرباً سرية ضد القوات الأميركية، وأطلقوا الصواريخ على القواعد وهاجموا القوافل. وتشير الصحيفة الأميركية، أن سليماني اعتبر أن هذه الحرب لحظة "لن تتكرر أبداً". إذ أنها ضمنت بقاء العراق ضعيفاً وغير قادر على أن يشكل مرة أخرى تهديداً لإيران بعد الإطاحة بصدام حسين، الذي دعمته الولايات المتحدة أثناء حربه مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. في بعض الأحيان، كان المسؤولون الأميركيون يتواصلون سراً مع الجنرال سليماني في محاولة لتخفيف التوترات في العراق. في عام 2008، كان الجنرال الأميركي، ديفيد بترايوس، يحاول التوصل إلى هدنة بعد قتال شنته القوات الأميركية والجيش العراقي ضد الميليشيات الشيعية الموالية لإيران. وفي رواية بترايوس للقصة، عُرض عليه رسالة نصية مفادها: "الجنرال بترايوس، عليك أن تعلم أنني، قاسم سليماني، أتحكم في سياسة إيران فيما يتعلق بالعراق ولبنان وغزة وأفغانستان".

غض النظر الأميركي

في شباط 2008، وبينما كان عملاء المخابرات الإسرائيليون والأميركيون يتعقبون عماد مغنية لتصفيته، رصد العملاء مغنية وهو يتحدث مع رجل آخر، وعلموا بسرعة أنه قاسم سليماني. اتصل الإسرائيليون بكبار المسؤولين الحكوميين. لكن رئيس الوزراء إيهود أولمرت حينذاك رفض اغتيال سليماني، لأنه وعد الأميركيين بأن مغنية هو الوحيد الذي سيكون مستهدفاً في العملية. هذا، ونشر موقع "إنترسيبت" وصحيفة "نيويورك تايمز" في تشرين ثاني 2019، برقيات إيرانية سرية تظهر الدور الإيراني في العراق. وأهم ما جاء فيها كان زيارة سليماني في عام 2014 وزير النقل العراقي حينذاك بيان جبر، طالباً منه استخدام المجال الجوي العراقي لنقل طائرات محملة بالإمدادات العسكرية لدعم حكومة الأسد في سوريا. متجاهلاً الضغوط التي مارستها إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لإغلاق المجال الجوي العراقي على الرحلات الجوية إلى دمشق.

النموذج الأقوى

وفي معرض استعراضها لسيرة سليماني، جزمت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن النموذج الأقوى الذي استطاع سليماني تحقيقه، تمثل بحزب الله، الأكثر قوةً وتنظيماً من بين جميع الوكلاء الإيرانيين في الشرق الأوسط. بعد الغارة الجوية التي أودت بحياة سليماني، تنقل الصحيفة عن فتح الله نجاد، الباحث في معهد "بروكينغز" الأميركي، أن الرد الإيراني من خلال حزب الله لا يزال محتملاً، محذراً من أن "طهران ليس لديها أي خيارات جيدة". وأضاف نجاد بأن حرباً شاملة مع الولايات المتحدة من شأنها أن تعرض بقاء النظام الإيراني للخطر، كما أن التصعيد في الخليج العربي سيحرم إيران من ما تبقى من دخل مهم من خلال صادرات النفط، أما في العراق، فإمكانات التصعيد تبدو محدودة. لذلك فعبر حزب الله في لبنان، يمكن لإيران أن تنتقم من إسرائيل، وهذا ما سيؤثر على صورة حزب الله في لبنان سلبياً كراع للمصالح الإيرانية.

تغيير ميزان القوة

من جهتها، رأت مجلة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن العراق ولبنان نجحا حتى الآن في التوفيق بين العلاقات مع واشنطن وطهران، لكن مقتل قائد فيلق القدس يغير المعادلة في الشرق الأوسط. وتشير المجلة أن العراق ولبنان نجحا في الحفاظ على توازن بين واشنطن وطهران. وقامت الولايات المتحدة بتدريب وتمويل قوات الأمن اللبنانية والعراقية حتى مع استمرار حزب الله في السيطرة الإستراتيجية على السياسة الخارجية للبنان، ومع تولي الوكلاء الإيرانيين مناصب أمنية عليا في بغداد. وترى المجلة أنه على الرغم من اغتيال سليماني، فإن ميزان القوة سيتغير. فالجميع في الشرق الأوسط يدرك أن هدف الرئيس ترامب المعلن هو الانسحاب من المنطقة. ويعرف الوسطاء في الشرق الأوسط جيداً أن أي شخص يتحالف مع الولايات المتحدة يمكن أن يتعرض للخيانة بين عشية وضحاها، كما حدث للقوات الكردية السورية قبل بضعة أشهر وحسب.

تأهب إسرائيلي

وفي السياق، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن قيام أجهزة الأمن برفع حالة التأهب عند الحدود اللبنانية وهضبة الجولان تحسباً من أي رد إيراني قد يطال إسرائيل انتقاماً لمقتل سليماني. وقطع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زيارته إلى اليونان وعاد إلى تل أبيب صباح يوم الجمعة. كما تحدث الإعلام الإسرائيلي عن استنفار غير مرئي وتحركات مؤللة للجيش الاسرائيلي على طول الخط الحدودي لمستعمرة المطلة ومراقبة من خلال الكاميرات المنتشرة على الجدار الفاصل وفي المواقع العسكرية المشرفة على الجانب اللبناني.

 

عقاب جماعي لأهل عكار.. والانتحار فقراً بالمنكوبين

جنى الدهيبي/المدن/05 كانون الثاني/2020

يبدأ العام 2020 بمآسٍ في طرابلس وعكار، تنذر بانفجار اجتماعي كبير يصعب ضبطه، في ظلّ جشع المصارف وكبار المتمولين بقضم حقوق الفقراء، وإذلالهم بلقمة عيشهم ورواتبهم. في الشمال، بلغ الغضب الشعبي من الأحوال المعيشية ذروته، مقابل تفاقم الفقر المدقع وتسريح آلاف العمال يوميًا من أشغالهم واحتجاز أموال الناس داخل البنوك. الفاجعة الإنسانية، وقعت صباح السبت في 4 كانون الثاني، بعد أن لقي المواطن عبدالقادر.ج. (45 عامًا) حتفه في منزله في منطقة المنكوبين، إثر إقدامه على إحراق نفسه أمام زوجته بسبب أوضاعه المعيشية الصعبة. وفي المعطيات الأولية لملابسات الحادث، فإنّ عبد القادر يعاني من تراكم الديون، ويعجز عن تسديدها. أقدم صباح السبت على محاولة حرق نفسه بواسطة رمي كمية من البنزين على جسده. وبعد أن حاولت زوجته، التي طلبت النجدة من الجيران والقوى الأمنية، منعه من هذه الخطوة.. لجأ إلى إشعال سيجارة فاشتعل جسده ومنزله بالكامل، إلى أن حضر فوج إطفاء طرابلس وأخمد الحريق في المنزل وساعد زوجته، لكنّ عبد القادر سرعان ما فارق الحياة جراء إلتهام النار لجسده. هذا المواطن، وهو واحد من آلاف يعيشون ظروفاً مماثلة وأصعب منها، خسر حياته بنهايةٍ مأساوية. ويبقى دمه في ذمّة السلطة التي لا تؤمن أدنى مقومات العيش بكرامة.

واليوم، أحدثت قصّته صدمةً في المدينة وأنحائها، إزاء الخوف من لجوء آخرين إلى هذه الخيار للتخلص من ضغوطهم المعيشية والاقتصادية.

انتحر حارقاً نفسه ومنزله

أمّا في محافظة عكار، فكانت الصدمة يوم الجمعة بإصدار جمعية مصارف لبنان قرارًا يقضي بإقفال جميع فروع المصارف في عكار حتى إشعار آخر. وفي وقت لا تتوقف فيه المصارف عن تجاوز القوانين والدستور، وتجاهر بحجزها عنوةً لأموال المودعين الصغار ورواتبهم الشهرية، علّلت الجمعية قرارها، بـ"إزاء ما تتعرض له فروع المصارف في بعض المناطق اللبنانية من تعدّيات وانتهاكات تخالف القوانين المرعية، وتتعارض مع كلّ التحركات والطروحات الإصلاحية المشروعة، وشجباً للهجوم المستنكر والمدان على فرع بنك لبنان والمهجر في بلدة حلبا الشمالية، وما تخلله من تهديد لحياة وسلامة موظفيه وزبائنه".

ماذا جرى دار المصرف؟

هذا القرار التعسفي والمجحف بإقفال المصارف الذي يشكل عقابًا صريحًا لأهالي عكار، جاء على خلفية إطلاق ثوار ساحة حلبا حملة "التحرك ضدّ المصارف"، التي تهدف لـ"مساندة المودعين وإجبار الإدارة على إعطاء المواطنين أموالهم المحتجزة". لكنّ الإشكال الكبير، وقع داخل مصرف "لبنان والمهجر" في ساحة حلبا، بعد أن طلب أحد المواطنين مساندة أصحاب الحملة، للحصول على أمواله من المصرف. وبعد فشل المفاوضات بين المعتصمين الثوار والإدارة، على وقْع ترديد الشعارات ضدّ المصرف واتهامه بالسطو على أموال المودعين، تطورت الأمور إلى تضارب كبير مع بعض عناصر الأمن الداخلي، أسفر عن سقوط جرحى من الجانبين، واحتدم العراك ضرباً وتكسيراً للمحتويات وتحطيم مكاتب المصرف.. فحضرت تعزيزات أمنية إضافية من قوى مكافحة الشغب، وأطلقت القنابل المسيلة للدموع داخل المصرف! وفي السياق، يشير الناشط في الحملة غيث حمود لـ "المدن"، أنّ الهدف من دخول المصرف لم يكن للتضارب مع القوى الأمنية، وإنّما بطريقة سلمية لمساندة المودعين. يقول: "دخلنا مع المواطن بدر الضناوي الذي طلب مساعدتنا، لأن المصرف كان يرفض أن يعطيه وديعته المستحقة، وكانوا يريدون إعطاءه نصف قيمتها فقط، بحجة انتهاء الدولارات لهذا اليوم، بينما كنّا نشاهدهم يجمعوها قبل وقف استقبال السحوبات". لكنّ ما أشعل التشابك في المصرف، وفق غيث، كان بسبب إقدام أحد عناصر القوى الأمنية على إهانة المعتصمين بكلامٍ طائفي، وتوجه إليهم قائلًا "هاجمين علينا الإسلام"، بينما "لسخرية القدر كان جزء كبير منا من الطائفة المسيحية"، يضيف غيث. يستغرب غيث لجوء فئة من المواطنين إلى توجيه أصابع اللوم للثوار، بعد قرار الجمعية بإقفال المصارف. ويعتبر أنّ معظهم تربطه شبكة مصالح مع هذه البنوك، ويتشارك بطريقة غير مباشرة لتعزيز سطوتها على الناس. فـ"نحن ندخل للمطالبة بحقوق الناس وأموالهم، وللدفاع عن جميع المودعين الذين يتعرضون لأبشع الضغوط، وقرار الجمعية أخذ الإشكال ذريعة للانطلاق بقرار البدء في إقفال جميع المصارف أمام الناس".

في طرابلس أيضاً

ورغم أن قرار جمعية المصارف هدف إلى ترهيب المودعين، استمرت التحركات التصعيدية ضدّ المصارف في طرابلس، فدخلت مجموعة من المتظاهرين صباح اليوم السبت، إلى بنك لبنان والمهجر في شارع عزمي، ونجحوا في مساندة أحد المواطنين لسحب راتبه. وقد علقت الناشطة إيمان ابراهيم بالقول: "اليوم، من بلوم بنك فرع عزمي ما فلّينا حتى أخدنا مصرياتنا! نحن مش زعران! نحن مش شبيحة! نحن ناس ما رح تسكت عن حقا ونحن تحت سقف القانون اللي بيمنع المصارف تحجز أموال المودعين الصغار والحسابات الجارية. ما تخلوّهن يضحكوا عليكن بخبرية ما في مصاري!".

آلاف العائلات

وحيال هذه الأوضاع، بدأت تظهر في الأسابيع الأخير على امتداد المناطق الشمالية، حالات سرقة بيوت ومحال تجارية وجزادين ودرجات نارية، مقابل إقدام آلاف العائلات على تسجيل أسمائها بجميعات خيرية، بغية تلقي المساعدات الطبية والمعونات الغذائية. أمّا الخوف، مع تدهور الأوضاع في هذه المناطق معيشيًا ونفسيًا واقتصاديًا، هو أن يطال التدهور الأوضاع الأمنية، من دون أن تُقدم هذه السلطة والقيادات السياسية على تحريك ساكن. فمن ينقذ الشمال من كلّ مآسيه؟

 

هكذا تنبّأ نتنياهو بمخطط قتل سليماني

أدهم مناصرة/المدن/05 كانون الثاني/2020

برزت العلاقة التكاملية بين الموساد والإعلاميين الإسرائيليين المختصين بالمسائل الأمنية

منذ الوهلة الأولى، لم يجادل الإعلام الإسرائيلي بحتمية الرد الإيراني على اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني إثر قصف أميركي قرب مطار بغداد، فجر الجمعة.. لكنه انشغل في قراءاته على كيفية الرد ونوعيته، وبالتالي مآلاته. الحق، أن إعلام إسرائيل بكل أشكاله بدا متبايناً في تخيّل حجم الرد الإيراني، فمنه من توقع أن يكون ردّ إيران على اغتيال قاسم سليماني "عنيفاً، لكن من دون إشعال حرب".. ومنه مَن اعتقد أن احتمالية الحرب الشاملة برمتها معتمدة على كيفية وحجم الرد الإيراني ونوعيته. في خضمّ التخمين الإعلامي الإسرائيلي لشكل الانتقام الايراني، ارتأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن يشبّه القرار الأميركي باغتيال سليماني، بـ"الرهان على الرصيد الشرق أوسطي كله"، معتبراً أن هذا الاغتيال أصاب "نقطة إيرانية حساسة". بينما كتب المحلل العسكري للفضائية 13 العبرية ألون بن دفيد، في صفحته في "تويتر" بعد نبأ اغتيال الجنرال سليماني، قائلاً: "ليلة اغتيال سليماني نقطة تحول في منطقة الشرق الأوسط، ومن الصعب التقدير إلى أين يمكن أن تقود، الولايات المتحدة ضربت قلب النظام الإيراني وبشكل علني.. سيكون ثمن لعملية الاغتيال، إيران ستنتقم من أميركا، وربما من إسرائيل أيضاً". في صحيفة "معاريف"، لم يخلُ مقال المحلل العسكري، تل ليف رام، من إثارة ضمنية للخوف من اليوم التالي لاغتيال سليماني ومعه نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.. فيقول ليف رام "إنه من المبكر التنبؤ كيف سيكون ردّ الإيرانيين على اغتيال سليماني، لكن الصورة ستبقى مبهمة مع حالة توتر بمنطقة الشرق الاوسط، والأفضل لإسرائيل البقاء بعيدة عن المشهد".

بيدَ أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" ظهرت عبر مقال كتبه محللها العسكري رون بن يشاي، وكأنها تشكك في جدوى العملية، وكان عنوانه "اغتيال سليماني لن ينهي أنشطة إيران التآمرية ولا تطلعاتها إلى الهيمنة". غير أنّ الصحيفة العبرية رأت أن التغير الوحيد الذي سيحصل هو أن المواجهة مع أميركا وحلفائها في المنطقة ستزداد حدة نتيجة عملية بغداد، لكن سيمتنع الإيرانيون، على ما يبدو، من القيام بخطوات تؤدي إلى حرب مع الأميركيين أو مع إسرائيل، بحسب رؤية بن يشاي. ثم أخذت "يديعوت أحرونوت" تتنبأ بشكل الرد، قائلة "سينتظرون الوقت الملائم للانتقام، ربما بواسطة إطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية من خلال ميليشيات شيعية في سوريا، وربما حتى من غزة".. لكن هجمات إيران "الانتقامية الجوهرية"، تفترض الصحيفة العبرية أن إيران ستنتظر بعض الوقت حتى تقوم بالإعداد لها استخباراتياً وعملانياً.

كما واستعرض الإعلام العبري حالة التأهب الأمني بالحدود الشمالية مع بقاء الحياة الاعتيادية للإسرائيليين في المناطق المتاخمة لسوريا ولبنان.. بموازاة تعميم السفارات الإسرائيلية في أنحاء العالم إرشاداتها لموظفيها بشأن كيفية التصرف بحالات الطوارئ، في أعقاب "تصفية سليماني"، على حد تعبيرها.

لم تنسَ محطات التلفزة والإذاعة في إسرائيل أن تنشر تقرير "بروفايل" عن سليماني، حتى أنّ  فضائية "مكان" الرسمية بثت تقريراً وثائقياً مطولاً يستعرض حياة ومسيرة الجنرال سليماني وتحليلاً لشخصيته وتأثيره، وكيف تحول من فقير وعامل بناء ثم تقنياً في مجال المياه في مسقط رأسه كرمان في وسط إيران، وبعدها إلى "مقاتل فذ"- كما وصفه أحد ضباط الموساد في التقرير- فأصبح رجلَ الخامنئي في الشرق الأوسط و"مُصدّر ثورته العابرة لحدود الجمهورية". اللافت أن هذا التقرير -ومدته 11 دقيقة وتم بثه في برنامج "استديو مكان" بعد ساعات من الإغتيال- اقترب من شكل الفيلم الوثائقي "القصير" عن سليماني، وتضمن لقاءات مع باحثين ومسؤولين في جهاز الموساد وصور وفيديوهات نادرة للجنرال الإيراني.. من الواضح أن هذا التقرير الوثائقي قد تم إنتاجه مسبقا وقبل الإغتيال، لكنه لم يُبث إلا عندما حانت المناسبة وهي "تصفية سليماني". وهنا تبرز العلاقة التكاملية بين الموساد والإعلاميين الإسرائيليين المتخصصين في المسائل الأمنية!

يطرح معد التقرير الوثائقي سؤالاً على "عاملي الموساد" حول سبب القرار الإيراني بخروج "جنرال الظل" إلى الأضواء في السنوات الأخيرة بعدما ظل بعيداً منها لسنوات طِوال.. وسؤال آخر رفض الموساد الإجابة عليه وهو: هل صحيح منعتكم الولايات المتحدة من اغتيال سليماني حينما حانت الفرصة ذات مرة؟

بالتأكيد، وجدت محطات التلفزة العبرية فرصة لبث شريط فيديو انتشر في مواقع التواصل الإجتماعي ويظهر عدداً من الأشخاص العراقيين وهم يحتفلون بمقتل سليماني في أحد شوارع بغداد؛ متهمين إياه بأنه أعطى أوامر مباشرة للجماعات الموالية له بالعراق، كي تقتل العشرات من المتظاهرين السلميين.

بالانتقال إلى تحليل الخطاب الإسرائيلي، فإن نتنياهو بارك "حزم" الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سياق "حق الولايات المتحدة بالدفاع عن النفس كما إسرائيل"..  نتنياهو حاول بكلامه هذا أن يجعل مسألة اغتيال سليماني ومن معه، أمراً خاصاً بواشنطن مع إبعاد اسرائيل، وذلك بالقول "إن أميركا ردت على قتل مواطنيها".

في غضون ذلك، تحاشى الإعلام العبري الخوض كثيراً في السؤال عن دور إسرائيل بالاغتيال؟.. وما إذا كانت تعلم مسبقاً بالعملية؟ الواقع، أن تصريحاً أدلى به نتنياهو قبل ساعات من الاغتيال، قد أثار استغراباً متصلاً بالسؤال سالف الذكر.. إذ قال إنه على تواصل دائم مع مسؤولين أميركيين حول "حدث خطير" بالشرق الأوسط. لم يوضح نتنياهو حينها ماهية هذا الحدث الخطير، وما إذا كان يقصد عملية الاغتيال! خصم نتنياهو السياسي ورئيس تحالف "أزرق أبيض"، الجنرال الإسرائيلي السابق بني غانتس، علق هو الآخر على"موقعة التصفية"، حيث وضعها في سياق "رسالة لرؤوس أفاعي الإرهاب العالمي".

وفيما غاص اعلام اسرائيل في عملية الاغتيال الأميركية التي اتسمت بـ"المشهدية" نظراً لانتشار صور جثث محترقة ومركبة مشتعلة، قام بعض الصحافيين الإسرائيليين بإعادة نشر صور يبدو أنها لجثة قاسم سليماني في صفحاتهم في "تويتر"، وكتبوا فيها: "في العراق لا رقابة على وسائل التواصل الاجتماعي".

وفي خضم الربط الإسرائيلي بين سليماني ودوره بدعم حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، ذكر موقع "واللا" العبري أن إسرائيل حذرت الحركتين من مغبة الرد على اغتيال سليماني.. على الرغم من هذا، فإن جهات أمنية إسرائيلية ترجح أن يكون الرد الإيراني ضد المصالح الأميركية في منطقة الخليج وربما في السعودية!

 

بين كارلوس غصن وكارلوس إدّه

إيلي الحاج/04 كانون الثاني/2020

لا أدري لماذا قفز إلى ذهني كارلوس إده عندما سمعت خبر هرب كارلوس غصن من طوكيو. بدون مقدمات بادرت صديقاً على الهاتف بماذا تجيب ابنك إذا سألك هل تفضل أن يكون مثله الأعلى في الحياة كارلوس غصن أو كارلوس إده؟

جاوبني بسؤال حائر "ما الذي يجعلك تفكر بكارلوس إده اليوم؟".

لأن هذين الرجلين شديدا التشابه والاختلاف في آن واحد، قلت. دعك من أنهما يحملان الاسم نفسه. كنت أخبرتك بعدما أُوقف رئيس "رينو" و"نيسان" في شباط الماضي في طوكيو عن اكتشافي مصادفة أن والده، جورج غصن، كان متورطاً في أعمال تهريب ماس ذهب ومجوهرات من البرازيل وأفريقيا في الخمسينيات، وأن أحد شركائه كان كاهناً في بلدة عجلتون الكسروانية من آل مسعد، ووقع بينهما خلاف إثر عملية تهريب قام بها رجل الدين وادعائه لاحقاً أن عصابة سلبته في الهند. حكم القضاء اللبناني بعد أشهر على شخص من آل عبد الخالق بالسجن المؤبد بقتل الكاهن في محيط منطقة صوفر عام 1961، وعلى غصن بالسجن عشرين عاماً بجرم التحريض على القتل، بعدما اعترف القاتل بأنه لم يكن يعرف الضحية وأن محرضه أعطاه مالاً لقاء فعلته.

لم يمض الوالد مدة سجنه كاملة بل خرج بعد نحو عشر سنوات بذريعة أنه مريض مصاب بأوجاع، وبعد نحو سنتين عاد إلى السجن بناء على حُكم قضائي بجرم بيع قطع أرض لمهاجرين إلى البرازيل بموجب وكالات مزورة. وبعد سنتين أو ثلاث خرج وغادر وعائلته لبنان إلى البرازيل وانقطعت أخبارهم إلى أن برز اسم كارلوس بتعيينه رئيساً لشركة "رينو" في فرنسا، فتذكره رفاقه في مدرسة الجمهور وفرقة الكشاف فيها، كما في صربا - جونية، حيث انتقلت العائلة للإقامة بعد انتقالها من مسقطها في عجلتون.

"هل تريد من هذه المقارنة القول إن الفارق في الأب؟" ، سألني صديقي.

-"الأب وما خلف الأب" ، أجبته. "لاحظ أن كلّا من الرجلين، كارلوس وكارلوس، يحمل ثلاث جنسيات، اللبنانية والبرازيلية والفرنسية، وكلّاً منهما يتكلم العربية والفرنسية والإنكليزية والبرتغالية، وكلّاً منهما خبير صناعي ومالي. يا لها مفارقات! هل تعلم أن لكارلوس إده ابنة هي اللبنانية الوحيدة التي قبلت اليابان أن تكون موظفة بمرتبة مهمة فيها، غير كارلوس غصن طبعاً ؟

وهل ضروري أن أخبرك عن بيار إده والد كارلوس الآخر؟ كان والده إميل رئيس جمهورية ووالدته لودي سرسق وشقيقه العميد ريمون إده. اكتشفت أخيراً أن عمه ميشال إده، غير الوزير السابق الذي رحل أخيراً، كان أميرالاً في الأسطول البحري الفرنسي الذي كان يرابط في قاعدة أرواد خلال الحرب العالمية الأولى وكان له دور رئيسي في إيصال مساعدات المغتربين المالية التي أنقذت معظم مَن بقوا قيد الحياة زمن المجاعة في لبنان".

- إلى أين تريد الوصول؟ سألني.

- لا أشك بأن كارلوس غصن عبقري في عالم صناعة السيارات، ونجاحه مذهل في "رينو" و"نيسان". ولكن أتساءل هل يكون الابن صورة معدلة لوالده أخلاقياً، والابنة لوالدتها؟

وكان رأيه "ليس حتماً إنما الاحتمال كبير".

وقال بعد لحظة صمت: "جواباً عن سؤالك، رأيي أن ما أتيح لكارلوس إده لم يُتح لأحد غيره. مجد عائلة زعامة وعز ومال وأملاك وصيت ذهب وحزب سياسي كان في ما مضى من أهم الأحزاب، لكنه تخلى وترك مكانه في السياسة لأنه لم يتحمّل عقلية الشعب اللبناني ووضاعة ثقافته ومعاييره. والده بيار إده هو أيضاً عندما خسر في انتخابات بيروت عام 1960 طلّق السياسة 8 سنوات، وأنا أكيد أن كارلوس إده "إذا وقع نصفه على الأرض لا يلمّه". ولا يمد يده إلى مال عام أو خاص ليس له. تربية عائلة خواجات، والناس في لبنان يحترمون الغني الأزعر. لا يهم كيف حصلت على المال ولا كيف وصلت إلى المركز. يجذبهم مثال "النجم اللبناني العالمي الشبّيح المتألق"، فكيف إذا صرف مالاً على سياسيين ووسائل إعلام وصحافيين وإعلاميين يروجون له كما فعل رياض سلامة؟ ألم يكن حتى الأمس في نظر العامَّة أيقونةً، وضمان استقرار الليرة؟".

- إذاً؟

أجاب بعد تفكير: هل سمعت بسليم ميشال إده، صاحب شركة "موركس" للمعلوماتية ومؤسس متحف "ميم" للمعادن؟ أتمنى أن يكون ابني مثله.

 

ما الذي ننتظره من الثورات؟

د. منى فياض/الحرة//04 كانون الثاني/2020

في العادة، لا تسمح أي نخبة لنفسها أن تتملك المزيد من المال والسلطة بشكل عشوائي ومعلن. يبحثون عن خطاب مفذلك يفسر ويبرر التنظيم الاجتماعي الذي سمح لهم بذلك وأنتج اللامساواة الاجتماعية. وهذا الخطاب يملك عادة الحد الأدنى من المعقولية، فهو خليط من الصدق والخبث.

لكن في لبنان، تحول اختلاس أموال الدولة إلى منهبة علنية دون أي تغطية أيديولوجية أو سياسية من أي نوع. أنتج هذا الأمر لامساواة متطرفة وانهيارا اقتصاديا. من هنا، قامت الثورة بعد تمارين عدة لانتفاضات غطت سحابة العقد الذي يوشك على نهاياته.

البعض لا يفضل استخدام تعبير أو مفهوم ثورة في وصف الاحتجاجات المستمرة منذ 17 أكتوبر. منهم من يرصد الساحات والتظاهرات فيسجل تراجعها. البعض الآخر من اللبنانيين يثقون في الثورة فيخافون عليها ويحرصون على استمراريتها بزخمها الأول.

تاريخ المجتمع هو سلسلة متواصلة الحلقات رغم ما قد تتعرض له من انكسارات

لكن الثورة ليست نزهة ولا حدثا آنيا يبرز فجأة فيحدث التغيير المطلوب كوجبة جاهزة معلبة. إنها مسار طويل يتطلب خوض معارك والتزام الصبر والجهد كي تثمر مع الوقت. بالنسبة لعلم السياسة، تعني الثورة تغيير النظام السياسي ورموزه. أما بالنسبة لعلم الاجتماع فتعني التغيير الجذري والعميق في المجتمع وفي البنى الاجتماعية.

كما لا يوجد تعريف واحد للثورة، فنتائجها غير واضحة أيضا؛ يمكن للثورة أن تنجح أو أن تفشل. وبحسب "كرين برينتن" في كتابه الشهير "تشريح الثورة" يتّصف مفهوم الثورة بالغموض، والأفعال المرتبطة بها ليس لها حدود. فمن الثورة الصناعية وثورة الاتصالات إلى "الثورة الفرنسية"، و"الثورة الأميركية"... باختصار أصبحت كلمة "ثورة” مرادفا لكلمة "تغيير". لكنه يتساءل: هل يمكن إطلاق تسمية الثورة على التغيير من دون اللجوء إلى العنف؟

هناك اتجاه سوسيولوجي، بدأ بعد موجة الثورات التي تلت انهيار الاتحاد السوفياتي وعرفت بالملونة، يعتبر أنه آن الاوان لنعيد النظر في تعريف مفهوم الثورة وفي ربطها بالعنف. فعلى غرار ما يحصل في لبنان والجزائر والسودان والعراق، بالرغم من مواجهة الثوار بالعنف، تسلك تلك الثورات مسارا سلميا لمشاركة شعبية هدفها إحداث تغيير سياسي.

هذا التغيير لا يتمثل بالضرورة بتغيير النظام، بل بتغيير القيادات السياسية، وهو ما يصاحبه الأمل بتغيير القيم والممارسات السياسية. من هنا يعد الأمر خطوة في سيرورة طويلة من التحوّل الاجتماعي الذي سيطال الميدان الثقافي والسلم القيمي عموما. عندما يتحقق ذلك نقول حينها إن الثورة حققت هدفها.

لذلك، يلزم وجود جو عام داعم. وفي هذا المعنى نقل هاشم صالح في مقال له ما شرحه فوكو في إحدى صفوفه في "الكوليج دو فرانس" من أن كانط كان يرى أن التعاطف مع الثورة لا يقل أهمية تقريبا عن المشاركة فيها مباشرة. فالتعاطف معها أو التحمس لها يحيطانها بحزام من الحب والدعم وحرارة الوهج والإشعاع. يضاف إلى ذلك أن هذا التعاطف مع الثورة وتضحياتها هو علامة لا تخطئ على أنه يوجد في صميم الجنس البشري ميل إلى التقدم الأخلاقي، أي ميل لحب الخير وكره الشر المتمثل بأنظمة الفساد وسجن الباستيل والحكم البوليسي الرهيب. وعندما فشلت الثورة الفرنسية مؤقتا في تحقيق هدفها، أشعلت شعلة تذكرتها شعوب أخرى في أمكنة أخرى وأعادت التجربة نفسها من أجل الحرية.

في لبنان ومع كل محاولات إفشال الثورة وشيطنتها، لا تزال أهدافها تلقى الدعم والتعاطف. وهذا ما بينه الإحصاء الذي قامت به IPSOS لحساب تلفزيون LBC عن مواقف اللبنانيين من مختلف الاعمار والمناطق تجاه الثورة وجاءت نتائجه كما يلي:

ــ بعد شهرين ونصف لا يزال 62 في المئة من اللبنانيين يؤيدون الثورة.

ــ 50 في المئة منهم أعلنوا أنهم على استعداد للتضحية بشكل من أشكال نمط حياتهم، كخسارة جزء من راتبهم أو العام الدراسي، من أجل تحقيق مطالب الثورة. وفي هذا تأكيد على درجة الدعم الذي تحظى به.

أما لائحة المطالب التي يجمع عليها المحتجون فهي:

ــ استرداد الأموال المنهوبة (88 في المئة).

ــ محاسبة الفاسدين (87 في المئة).

ــ تشريع قوانين متعلقة بحقوق الإنسان (88 في المئة).

ــ قانون انتخابي جديد وانتخابات مبكرة (79 في المئة).

ــ استقلالية القضاء (79 في المئة).

ذلك يعني أن الشعب اللبناني يرغب بمحاسبة المسؤولين وتغيير الطاقم السياسي ويريد محاسبته وممارسة الرقابة والمساءلة. فأداء هذه السلطة منعدمة الأهلية كما أن إداراتها غير كفؤة على نحو كارثي فتسببت بهجرة كثيفة للشباب وبانهيار المؤسسات والإفلاس المالي والسياسي.

وطبيعي أن تتعرض الثورات لثورات مضادة. فتُخضَع فئة من الثوار عن طريق إغرائها بالمشاركة في السلطة وأخرى ترضخ للتهديدات.

من هنا نفهم ما أظهره الإحصاء لجهة أن نسبة 63 في المئة مع مطلب حكومة التكنوقراط المستقلين، وربطه مع تكليف حسان دياب الذي بدا شكليا ملبيا وعد الاستقلالية:

ــ 55 في المئة يؤيدون تكليفه و45 في المئة لا يؤيدون.

ــ 44 في المئة يعتقدون أنه سينجح في تشكيل الحكومة و56 في المئة لا يعتقدون بذلك.

أما التوزيع الطائفي لمؤيدي تكليف دياب وإيمانهم بنجاحه:

ــ انقسم المسيحيون بين مؤيد ومعارض له.

ــ 24 في المئة من السنة يؤيدونه و70 في المئة يعارضونه.

ــ 82 في المئة من الشيعة يؤيدون دياب و18 في المئة يعارضونه.

ــ 25 في المئة من الدروز يؤيدونه و75 في المئة لا يؤيدونه.

هذا ما يظهر بوادر انقسام طائفي، فغالبية السنة والدروز ضد التكليف وغالبية شيعية معه. المسيحيون منقسمون. في المناسبة، يجدر التنويه أن أقل نسبة من المؤيدين حاليا للثورة (32 في المئة) هي عند الشيعة.

رغم ذلك، هناك ما يفسح بالمجال للتفاؤل في المستقبل، لأن نسبة من يثقون بالثورة ومستقبلها تبلغ 45 في المئة، وهم من فئة الشباب وأعمارهم بين 18 و24 عاما.

لا شك أننا جميعنا قادرون على تلمس التغيير الذي أصاب لبنان؛ صحيح أن هناك قلقا من قدرة السلطة على زرع الفتنة بين الطوائف واستعادة أجواء الانقسام والاستمرار بالقمع على غرار مذكرة القبض على المؤرخ والمناضل عصام خليفة، والذي لن يمر مرور الكرام.

لكن لا شك في حصول عملية انقطاع في مسار الأمور ولو أنها لم تؤد بعد إلى تحقيق ما يريده المحتجون. لكننا في مرحلة جديدة تماما. الثورة لا تستهدف فقط تغيير الأشخاص الذين يتولون إدارة شؤون المجتمع بالطريقة التي دفعت إلى التمرد، بقدر ما تهدف إلى تغيير كل أساليب الحياة والمبادئ التي يقوم عليها بناء المجتمع.

هذا يعني أننا في بداية مرحلة جديدة وشكل جديد من التطور؛ فتاريخ المجتمع هو سلسلة متواصلة الحلقات رغم ما قد تتعرض له من انكسارات.

جميعنا قادرون على تلمس التغيير الذي أصاب لبنان

إنها مرحلة التعبير الغاضب ضد الأوضاع التي حرمت الشعب للبناني من الحقوق التي تفرضها القيم الإنسانية الجوهرية والمبادئ البسيطة التي تضمن له آدميته كعضو في وطن على أمل الوصول إلى لبنان جديد يحرص على تطبيق تلك المبادئ والقيم.

نحن في سياق ثورات حديثة تقوم بها الشعوب لاستعادة ما تعتقد أنه حقوقها المسلوبة وكثيرا ما تؤدي إلى تغييرات أيديولوجية عميقة وليس فقط تعديلات في بعض النظم والعلاقات السياسية والاقتصادية.

فبحسب "حنة ارندت" الثورة هي مسار التاريخ الذي بدأ فجأة من جديد. إنه قصة جديدة تماما، قصة لم تروَ سابقا ولم تُعرف قط، هي على وشك أن تظهر.

مع ذلك يتصرف المسؤولون كأن شيئا لم يكن. يضعون رؤوسهم في الرمال ولا يتحملون مسؤولياتهم، ربما عن قصد. يتركون البلد يتجه نحو الإفلاس والتهاوي. هذا يهدد بالتحول نحو العنف، الذي يريده "الثوريون" على طريقة القرن التاسع عشر.

لكني آمل أن يتمكن الوعي الشعبي من معاكسة المخططات المرسومة.

 

مَن هو وزير الخارجية المقبل؟

مرلين وهبة/الجمهورية/04 كانون الثاني/2020

منذ الاستقلال عام 1943 تعاقب على وزارة الخارجية اسماء لشخصيات عدة، منها ما لمع ومنها من لم يتمكن من تصدّر المشهد الخارجي على مستوى الديبلوماسية على رغم من مكانته داخلياً، في وقت أدركت الدولة اللبنانية أهمية هذه الحقيبة وما تعكسه من ثقل معنوي وسياسي على صورة لبنان الخارجية.

تأسّست وزارة الخارجية مع حكومة الاستقلال الاولى وتولاها سليم تقلا، الذي تميّز بإعتماده الحياد الإيجابي في التعاطي الخارجي، كذلك تعاقب على تولّي هذه الوزارة شخصيات من مختلف المذاهب اللبنانية المسيحية، كالموارنة والأورثوذكس، والاسلامية من الطائفتين السنّية والشيعية.

ومن أبرز الشخصيات التي تركت بصمة في وزارة الخارجية، شارل مالك الذي اعتمد الديبلوماسية اللبقة، وكان يؤمن بفكر الحرّية الإنسانية، ولذلك كان يناقش حتى في الأنظمة التوتاليتارية والشيوعية من منطلق أنّ حرّية الإنسان والرأي هي الأساس. وعندما اتخذ لبنان موقف الحياد من العدوان الثلاثي الفرنسي ـ الإسرائيلي ـ الإنكليزي على قناة السويس، وعند النقاش مع المعترضين، قال لوزراء الخارجية العرب مقولته الشهيرة: «لبنان إبنكم الصغير يمكنكم توجيه صفعة له سيتحمّلها من العائلة، لكنه لن يتحمّل الفأس التي ستقطع رأسه من الغريب»... أي الغرب.

كذلك، الوزير فؤاد بطرس لمع إسمه في الخارجية واعتمد الحياد الإيجابي لإيصال فكر لبنان ورسالته وحقوقه الى الخارج بطريقة سلسة... ومن الأسماء التي لمعت في الماضي القريب والبعيد الوزير السابق والنائب الحالي جان عبيد، الذي قال عنه الامير سعود الفيصل أنّه «حكيم حكماء العرب ووزير خارجية العرب». ومن الأسماء التي لمعت أيضاً الوزراء: فؤاد عمون، ايلي سالم، خليل ابو حمد، حيث كانت تدار الديبلوماسية في حقبة هؤلاء وغيرهم من الأسماء بحنكة، في وقت لم يتمكن البعض ممن تولّى هذه الوزارة من رسم السياسة الخارجية للبنان بدراية وديبلوماسية بمقدار طموحات الشعب اللبناني، بل بقوا اداة في يد سلطات ولّت مباشرة أو مداورة.

هل تعود الى الشيعة؟

وفي العودة الى المشهد الداخلي، يبدو أنّ سيناريوهات عدة يتمّ تداولها حول حقيبة الخارجية، ومن بينها احتمال انتقالها من الطائفة المارونية الى الطائفة الشيعية، او بالأحرى عودتها الى الطائفة الشيعية، بعد ان كانت تولتها في العام 1992 الى العام 2014 حيث تسلّمها الوزير جبران باسيل حتى نهاية 2019.

أوساط قريبة من الخارجية تنفي علمها بإحتمال المداورة في الحقائب. وتقول، إنّ من المفترض أن لا تتمّ المداورة بل إبقاؤها كما هي، نافية أن يكون لديها أي معلومة عن إمكانية التعديل، لأنّ الملف محصور بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف.

أوساط متابعة للتشكيلة الحكومية الجديدة استبعدت أيضاً «الاستبدال»، مذكّرة انّه بعد «إتفاق الطائف» رست وزارة المال على الطائفة الشيعية، وهي حقيبة سيادية اصرّت عليها الطائفة لأنّها ارادت ان يكون لها التوقيع الرابع للدولة اللبنانية وان تكون شريكة في توقيع المراسيم، فاختارت وزارة المال، وبذلك تكرّست بعد «إتفاق الطائف» هذه الحقيبة الوزارية للشيعة،علماً انّ الرئيس الراحل رفيق الحريري والرئيس فؤاد السنيورة وشخصيات أخرى غير شيعية، تولّت هذه الوزارة لسنوات قبل ان تعود الى الشيعة مع الوزير علي حسن خليل، وكانت حالها كحقيبة وزارة الخارجية التي لم تُكرّس عملياً للموارنة بل انّ الزعماء السياسيين الموارنة اختاروا الحقيبة لأنهم:

أولاً: لم يستطيعوا في «إتفاق الطائف» الإحتفاظ لا بوزارة المال ولا بوزارة الداخلية، علماً أنهما الحقيبتان السياديتان الابرز في الحكومة. ولكن الموارنة اكتشفوا لاحقاً انّ حقيبة الخارجية لا تقلّ اهمية عن هاتين الحقيبتين، اقله خارجياً، حيث لعب باسيل، على سبيل المثال لا الحصر، دوراً بارزاً في الوزارة عبر توسيع مروحة الاتصالات وتفعيل الديبلوماسية الاغترابية والإقتصادية في الخارج والداخل على مستويات عدة، بدأت بمؤتمرات «الطاقة الاغترابية» ولم تنته في الامم المتحدة.

سيناريو آخر وفق المعلومات تتمّ «حياكته» لحقيبة الخارجية وهو احتمال استبدالها بحقيبة الدفاع للموارنة، مقابل اسنادها الى شخصية ارثوذكسية أو كاثوليكية، ولهذا السيناريو قراءات عدة:

1 - يتوجس باسيل من خَلفه الماروني الذي قد ترشحه الخارجية رئيساً محتملاً لرئاسة الجمهورية.

2 - حرص باسيل على حقوق رئيس الجمهورية وحقيبة الدفاع تحديداً، خصوصاً بعد الخلافات في وجهات النظر بين العهد وقيادة الجيش التي تظهرت في بداية الانتفاضة الشعبية في 17 تشرين الاول الماضي، الامر الذي استدعى تخطيطاً لاستعادة التوازن على مستوى القيادة العسكرية في الدولة اللبنانية والتي يحرص عون وباسيل على ضبطها ضمن صفوف العهد.

دياب يعارض

وفق المعلومات، فإنّ هذا السيناريو اصطدم أيضاً بمعارضة الرئيس المكلّف حسان دياب، الذي انجز مشروع التشكيلة الوزارية التي تسرّبت غالبية اسمائها، وما زال بعضها ثابتاً، فيما بعضها الآخر متحرّك... في حين ما زالت حقيبة الخارجية عالقة لأنّ دياب يصرّ شخصياً على تسمية شخصية مسيحية لها، فضلاً عن تسمية وزيرين مسيحيين في حكومته لوزارتين أخريين، فيما يصرّ باسيل على تسمية وزير الخارجية.

وترجح المعلومات اختيار باسيل احد شخصيتين: سيدة ديبلوماسية او شخصية اغترابية لامعة.

وتعلّق اوساط قريبة من باسيل على المشهدية الكاملة للتأليف الحكومي سائلة: «هل «الداخلية» أو «المالية» سُجلت بعقد رسمي باسم الطائفتين السنّية والشيعية؟ إذا أرادوا «الخارجية» نحن ايضا نريد «المالية والداخلية».  وعليه، تقول اوساط متابعة لإعداد التشكيلة الوزارية إن التبادل في حقيبة الخارجية وارد بين الموارنة والارثوذكس وربما مع الطائفة السنّية، ولكن ليس مع الطائفة الشيعية مطلقاً. الاّ أنّ اوساط تيار»المستقبل» ترفض بشدة التخلّي عن حقيبة الداخلية للطائفة السنّية او استبدالها بالخارجية، لأنّ من يُمسك بوزارة الداخلية سيتمكن من الأمساك بمفاصل الدولة واداراتها. والطائفة السنّية اليوم احوج اليها اكثر من اي يوم مضى في ظل محاولات إقصائها سياسياً على المستويين الداخلي والخارجي.

من يملأ «الخارجية»؟

مقرّبون لباسيل يعتبرون انّه «من الصعوبة بمكان تعبئة مكان باسيل في الخارجية. فظله سيبقى مخيّماً عليها وتأثيره باقٍ لما انعكس اداؤه فيها من صولات وجولات مكوكية تفرّد بها، إن من خلال رحلاته السندبادية للمساعدة في فك اسر الرئيس سعد الحريري حيناً أو لإعلاء شأن الطاقة الاغترابية حيناً آخر».

فيما يدرك القاصي والداني، أنّ المؤتمرات الاغترابية والدبلوماسية اللبنانية قلبت رأساً على عقب وزارة الخارجية، فبدّلت نظرة المجتمع الغربي الى لبنان، فيما أولت الخارجية أهمية للطاقات اللبنانية في الخارج، ولاسيما المبدعين منهم، والتي يبدو انّ الوزير باسيل لم يوفرها ويستعين بها للحكومة المقبلة.

العقدة

وبالعودة الى خريطة التشكيلة الحكومية، ولا سيما العالق منها وأبرزها الخارجية، تفيد المعلومات انه لم يتم حتى الساعة حسمها في ظل الكلام عن استبعاد اسمين بارزين عنها هما الوزيران السابقان زياد بارود ودميانوس قطار. فيما تقرأ الاوساط نفسها الاستبعاد الذي طال هذين الاسمين المارونيين في خانة وضعه ضمن اطار اقفال الباب امام كل شخصية مارونية محتملة لمنصب رئاسة الجمهورية، على ان يستكمل الاسم المطروح للخارجية مشروع باسيل الشخصي للرئاسة، الذي تنطلق دعائمه من الخارجية اللبنانية ومن توغلها في العالم، وهي الحقيبة التي ستعطيه مشروعية دستورية للتواصل مع الخارج وعقد الاتفاقات وربما التسويات للرئاسة المقبلة. ولذلك اي تهديد اليوم لموقع باسيل المستقبلي والخارجي والذي بنى مداميكه منذ 2014 في الخارجية لن يتخلّى عنه بسهولة. فالخارجية بالنسبة الى باسيل لا تقلّ اهمية عن حقيبة وزارة الطاقة التي يتمسّك بها ايضاً.

باسيل راجع!

في الكواليس، يلمّح البعض انّ باسيل ربما سيلجأ في المرحلة الحالية الى المناورة وخصوصاً بعد المستجدات الامنية والاقليمية في العراق، وتحديدا بعد اغتيال قاسم سليماني، والتي تحسن شروط الموالاة في ولادة الحكومة الجديدة دون اعتراض الشارع أو المعارضة التي تترقّب ردات فعل «حزب الله» بعد المستجدات، والتي تبدو حتى الساعة متأنية أقلّه ليس بالنسبة للتشكيلة الحكومية... والسؤال الكبير الذي يُطرح اليوم: هل ستتسبب الانعكاسات الامنية المستجدة في الخارج بتسريع ولادة حكومة موالاة؟ وهل تخفي مفاجآت تفضي الى العودة الى الحكومة التكنوسياسية بفعل حجم التحولات الاقليمية التي تتطلب وجوداً سياسياً فاعلاً في الحكومة المقبلة؟ وهل تخبئ بالتالي مفاجأة احتمال عودة علنية لباسيل الى الخارجية، حتى لا يصبح صورة معلّقة على احدى جدران الوزارة كما قال أخيراً، خصوصاً انّ اللبنانيين جميعاً يتذكرون انّه قالها أيضاً في السابق... بأنه «لن يعود الى الخارجية» ... لكنه عاد.

 

لبنان ... الأسير الأعظم.

ادمون الشدياق/04 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82022/%d8%a7%d8%af%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%82-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b9%d8%b8%d9%85-2/

لبنان هو الأسير الأعظم.

نعم لبنان هو الأسير الأعظم لأنه وأن كان لكل من أبنائه جوزاً واحد من الأغلال فللبنان أغلال كثيرة لا تعد أقساها واخطرها ثلاثة:

1-أول أغلال لبنان الأسير هو فئة كبيرة من أبنائه. فبالرغم من أن الكثير من اللبنانيين قدموا دمائهم وحريتهم على محراب وطنهم، فأن هناك فئة كبيرة أخرى تتعامل مع وطنها من منطلقات ومسلمات مختلفة تماماً.

هذه الفئة (وهي بالمناسبة ليست تابعة لطائفة أو مجموعة معينة) تقسم إلى قسمين:

القسم الأول متعربن، متفرس، متسورن عينه دائماً على الخارج. لا يؤمن أصلاً بوجود لبنان كدولة مستقلة قائمة بحد ذاتها، غير منعوتة إلا بذاتها، ذات تراث مميز، فاعل وأصيل.

ولذلك فهو في حركة دائمة لضم لبنان إلى حضارة ما أو دولة ما أو أمة ما. فتطالعك أسماء وأسماء (حضارة عربية، أمة عربية، سوريـة كبرى، سوريـة صغرى، هـلال خصيب، جمهوريـة عربيـة متحدة، جمهوريـة إسلامية، ولاية فقيه، دولة الملالي … الخ )

القسم الثاني بلا اخلاق وصولي انبطاحي يتعامل مع لبنان وكأنه سهم من أسهم البورصة فإذا كان سعره مرتفع وبداء بالهبوط يبيعونه وأن كان سعره منخفض وبداء بالارتفاع يشترونه.

فالولاء الوطني تتحكم به حركة السوق.

والسوق عرض وطلب.

والشاطر بشطارته.

ومين اخد امي بيصير عمي.

ومتسلط دمشق شهبندر التجار، وباش بزق الضاحية قائد الإنكشارية، وصراف قريطم حارس بيت المال، ونرفوز بعبدا باش كاتب الديوان.

2- ثاني أغلال لبنان الأسير هو محيطه. فبينما نجد بأن الله حبا لبنان بطبيعة خلابة وينابيع فوارة وتاريخ مديد وإنجازات حضارية فريدة، لكن ابتلاه بمحيط جاف، قاسي تعبق منه روائح نتانة التطرف والتخلف والقبلية والجاهلية.

محيط لا يعترف إلا بحضارة البلنكو والأسيد وأعقاب السجائر وصعقات الكهرباء.

محيط لا يحكم فيه إلا الجلاد، ولا حرية فيه حتى للموالاة، ولا نظام فيه إلا نظام التقية.

محيط أصبح مقبرة للتاريخ وللحضارة وليس من علامة للحياة فيه سوى زهرة بخور مريم واحدة اسمها لبنان تختنق من نتانة الجيف.

3- ثالث أغلال لبنان الأسير هو النظام العالمي النتن.

هذا النظام المتحكم برقاب الشعوب ومصائرها. يأطرها ويكودرها طبقاً لحسابات ربحه وخسارته.

نظام نرسيسي يؤله صورته ومثاله، كلما ماثلة هذه الصورة كلما رضي عنك وأعتبرك خليقاً بالحياة.

وعنده أقوى جيوش الأرض في حال أن تقارير جمعياته لم تقنعك بما فيه الكفاية.ينادي بحقوق الشعوب والإنسان وحتى الحيوان ويرفع راية الحرية،.

وبذات الوقت يتآمر مع إسرائيل، يساوم مع سورية.

يماليء مع ابومازن ويناور مع ايران والملالي والثمن أمنك وأرضك ومن ثم تتنادى جمعيات حقوق إنسانه لتحصي على الذين يحتلون ارضك والمعتدين عليك خروقاتهم.

ممثلي الشرق يتناهشون ويتكالبون ويقترعون على رداء وطنك، وممثلي الغرب يتأمرون ويدونون ويبوبون ولبنان يقبع في زنزانته بجسم منهوش وأغلال كثيرة تحز على معصميه حتى العظم ينتظر الفرج ويتطلع إلى البعيد إلى أقدام جليلي ناصري مصلوب ينتظر القيامة.

 

سنةٌ بفصلٍ واحد: التغيير

سجعان قزي/ جريدةُ النهار/04 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82014/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%b3%d9%86%d8%a9%d9%8c-%d8%a8%d9%81%d8%b5%d9%84%d9%8d-%d9%88%d8%a7%d8%ad%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ba%d9%8a%d9%8a%d8%b1/

2020 هي أوّلُ سنةٍ "جديدةٍ" منذ سنةِ 1992. ما خلا سنتَي 2000 (انسحابُ إسرائيل) و2005 (انسحابُ سوريا)، تشابَهت السنواتُ الثلاثون المنصرِمةُ في الانحرافِ السياسيِّ والانحطاطِ الحضاريّ واقْتبسَت الرقـمَ ذاتَه. وما لم تكن سنةُ 2020 مختلفةً، فلا داعي لأن تأخذَ رقمًا جديدًا وتَــهُلَّ علينا. السنةُ الجديدةُ بدأت هذه المرّةَ في 17 تشرين الأوّل الماضي ولا نعلم متى ستَنتهي. ثارَ الشعبُ في أواخِر السنةِ ويُتابع ثورتَه ولا نعلم أيضًا متى وكيف ستَنتهي. قيمةُ الزمنِ في مضمونِه التغييريِّ لا في تعاقُبِه الروتيني، وقيمة المكان (الوطن) في تواصُله مع العالمِ لا في انغلاقِه.

في فرنسا سَمّوا الثلاثينَ المجيدةَ (les Trente Glorieuses) ما بين 1945 و 1975، إذ ساد الازدهارُ والاستقرارُ والنموُّ والبحبوحةُ وارتَفعت القدرةُ الشِرائيّة. وتوازَت تلك المرحلةُ الفرنسيّةُ مع ثلاثين سنةً مجيدةً في لبنان أيضًا، فكانت سنواتُ الاستقلالِ والاستقرارِ والإشعاعِ والحضارةِ والرجالاتِ الكبار. كان لبنانُ "ذهبيَّ الشَعرِ شرقيَّ السِمات، عريسَ البحرِ وحلمَ الخَيال". كان "كأسًا يَشتهي الكرمُ خمرَه، وحبيبًا يتمنّى الكأسُ ثغرَه"... أين من عيونِ أجيالِنا الجديدةِ "هاتيكَ المجالي" (بتصرّفٍ من قصيدةِ "الجندول" للشاعرِ المِصريِّ علي محمود طه والتي لـحَّنها وغنّاها محمد عبد الوهاب).

وفيما استَكمَلت فرنسا نَهضتها، دَخل لبنانُ في سنواتِ البؤسِ الوطنيّ حتّى وَقَع الآنَ في "الثلاثةِ المجيدة" (les Trois Glorieuses) نسبةً إلى الأيّامِ الثوّريّةِ الثلاثة: 27 و28 و29 تموز 1830 حين ثار الشعبُ الفرنسيُّ مرَةً ثانيةً بعد ثورةِ 1789، وافترَش الساحاتِ والطرقاتِ واقتَحم المؤسَّساتِ، فهربَ الملكُ شارل العاشر من باريس، وتولّى الملكُ لويس فيليب العرش. الثورةُ اللبنانيّةُ أسقطَت عرشَ الحكومةِ في "ثلاثةِ أيّامٍ مجيدةٍ" كذلك (27 و28 و29 تشرين الأول 2019).

لكنَّ الثورةَ الآنَ مُحتارةٌ كيف تُكمِلُ المسيرة. إنها تَمْضَغُ مطالبَها من دونِ أن تُحوِّلَها واقعًا، فيما السلطةُ تسعى إلى خَرقِها ونَعيها. انتصرت الثورةُ في الطرحِ الاجتماعيِّ وأَخفقت في التغيير السياسيّ. تأقْلَمت مع ذاتِها من دونِ أن تَتأقلمَ مع الأحداث. نَجحت في صَقْلِ شعبٍ وفَشِلت في إبرازِ قيادة.

التغييرُ في لبنان إشكاليّةٌ مزدوجةٌ: عدا أنَّ حدودَه هي الثوابتُ اللبنانيّةُ التاريخيّة، إذ إنَّ لبنانَ هو وسيبقى بلدَ التعدديّةِ الطائفيّةِ والحضاريّة، التغييرُ مَدعوٌّ أيضًا لأن يواكِبَ التحوّلاتِ العالميّةَ المعقّدَة. فلبنان يقومُ على الانفتاحِ والتعاونِ الدوليَّ، كما أن غالِبيّةَ مصادرِ نموّه مرتبطةٌ بالنظامِ العالميِّ من خلال اللبنانيّين العاملين في الخارج والمغتربين والنظامِ المصرِفيِّ وحركةِ التجارةِ والسياحةِ وشبكاتِ التكنولوجيا والمعلوماتيّة ومنظومةِ التسلّحِ والقراراتِ الدوليّةِ والقوّاتِ الدوليّة. وهنا يواجه التغييرُ إشكاليّةً مزدوجة أخرى: الثوابتُ اللبنانيّةُ التاريخيّةُ اعتراها تعديلٌ حضاريٌّ وديمغرافيٌّ ودينيٌّ ولم تَستقِر على نظامٍ دستوريٍّ نهائي. والتحوّلاتُ العالميّةُ بدورِها في ضياعٍ استراتيجيٍّ وأخلاقيٍّ ولم تَستقِر بعدُ على نظام عالميٍّ ثابت.

لبنان في أزمةِ الميثاقيّةِ بأبعادِها الوطنيّةِ والدستوريّة. الميثاقيّةُ التي ابتَدَعْناها لحمايةِ صيغةِ تعايُشِنا، صارت خطرًا على نظامِنا الديمقراطي. والميثاقيّةُ التي طَعّمنا بها الدستورَ لتعزيزِ مناعتِه الوطنيّة، صارت سلاحًا ضِدَّ الدستورِ والوطنيّة. باستثناءِ المكوّنِ السُنّيِ الـمُسْتكفي بدستورِ الطائف، سائرُ المكوّناتِ تُفكّرُ في التغييرِ ولا تجرؤُ على طرحِ البديل لأن البديلَ هو دستورُ هيمنةٍ أو دستورٌ اتّحاديّ. وإحدى معضلاتِ الثورةِ هي أنّها تريدُ تَخطّي الميثاقيّةِ باسمِ العَلمانيّةِ من دونِ التسلُّحِ بالدستورِ القائم، ومن دونِ التَحقُّقِ من فُرصِ العَلمنة، فبات التغييرُ في لبنان حلًا مختلَفًا عليه. والاختلافُ في دولةٍ مركزيّةٍ وتعدديّةٍ وميثاقيّةٍ يُجمِّدُ مشروعَ الثورةِ كما جمّدَ مشروعَ الدولة. هكذا يَتبيّنُ أنَّ أيَّ مشروعِ تغييرٍ نوعيٍّ يَمرُّ بثابتٍ هو النظامُ كـمُجَسَّمٍ ديمقراطيٍّ، وبمتغيِّرٍ هو الوِحدةُ المركزيّةُ بما هي حاضِنةُ التعدديّة وقابلةُ التعديلِ نحو الاتحاديّةِ أو اللامركزيّةِ الموسَّعة.

والعالمُ من جهته يجتاز ثلاثَ أزماتٍ مصيريّةٍ على الأقل: الأولى أزمةُ نظامٍ وطنيٍّ/اجتماعيٍّ تَطال الدولَ الكبيرةَ قَبْلَ الصغيرة، والمتقدِّمةَ قبلَ النامية. انتقَل العالمُ من الدولةِ ــ الأمّةِ بعد الحربِ الأولى 1918، إلى الدولةِ ـــ الراعيةِ بعد الحربِ الثانيةِ 1945، فإلى الدولةِ العاجزةِ بعد العولمةِ في الثمانيناتِ الماضيةِ، وما أعقَبها من أزَماتٍ ماليّةٍ واجتماعيّة.

الثانيةُ أزمةُ نظامٍ استراتيجيٍّ/أمنيٍّ، فالعالم خَرج دوليًّا من الحربِ الباردةِ لكنّه أَحْياها إقليميًّا في أكثر من منطقة، وتعاطى مع الأحداثِ باعتباطيّةٍ من دونِ معاييرَ موحَّدَةٍ وقواعدَ ثابتة. تَقلّصَت الأحَديّةُ الأميركيّةُ الشاردةُ لحسابِ ثنائيّةٍ أميركيّةٍ/روسيّةٍ غيرِ متوازِنة، وأخرى أميركيّةٍ/صينيّةٍ غيرِ مستقِرّة. رافَقت فوضويّةَ هذه الأنظمةِ العالميّةِ قيدَ الإعداد تحالفاتٌ هجينةٌ وعداواتٌ عشوائيّة: تَحالَف العدوُّ مع عدوِّه وتنازعَ الحليفُ مع حليفِه (أميركا وأوروبا، إيران وتركيا، تركيا وروسيا، كوريا الشمالية وأميركا، دول الخليج وقطر، إلخ...). في ظلِّ الفوضى العالميّةِ وَقعت حروبٌ عبثيّةٌ ومأسويّة، وثارَت شعوبٌ، سلميًّا في الدولِ المتقدِّمةِ وعنفيًّا في الدولِ المتخلِّفةِ، علّها تغيّرُ نظامًا أو حدودًا أو تُقرِّرُ مصيرَها الذاتيّ.

والثالثةُ هي أزمةُ الديمقراطيّة/النيوليبراليّة. انتقل العالمُ من نظامِ الأحزابِ العقائديّةِ إلى نظامِ الأحزابِ السياسيّةِ ومن نظامِ الأحزابِ الاجتماعيّةِ إلى نظامٍ مُقـنَّـعٍ هو سلطةُ المؤسساتِ المالية. وفيما تَحرّرَ المواطنُ من الالتزامِ الحزبيِّ المرصوصِ، وَقع تحت سيطرةِ القرارِ الماليِّ الذي يُحرّك مراكزَ القرارِ السياسيّ، فصارت الديمقراطيّةُ رهينةَ النيوليبراليّة عِوض أن تكونَ صوتَ الشعب. النيوليبراليّةُ جعلت النظامَ الدوليِّ نظامَ الــ 5% من العالم. حصل ذلك والدولُ تنتقلُ من قيادةِ الشخصِ الواحدِ إلى قيادةِ الزعامات الكبيرةِ فقيادةِ الشخصيّاتِ السياسية وصولًا إلى قيادةِ التكنوقراط. وإذ نَجح التكنوقراط في تنظيمِ الإداراتِ فَهُم فَشِلوا في قيادةِ الشعوبِ وفي السياساتِ الخارجيّةِ والأمنيّةِ والدفاعيّة. اختلفوا مع العظمةِ وتَحالفوا مع الأرقامِ فتَحجَّمت الشعوبُ والدول. العالمُ يحتاجُ إلى زعاماتٍ كبيرة، ولو على حسابِ قليلٍ من الديمقراطيّة ليستعيدَ توازنَه وحلمَه ومجدَه.

ليس لبنانُ وحدَه مَن يَمرُّ في نظامِ وجودٍ قيدَ الإعداد، بل العالمُ أيضًا. هذا يعني أنَّ "الفوضى البنّاءة" ليست فوضى فقط، بل فرصةٌ أمامَ الشعوبِ لتَصنعَ مصيرَها وتُقدّمَه للعالمِ كجزءٍ من نظامِه الجديد. هل يعي لبنانُ، الدولةُ والثورةُ، هذا الواقعَ التاريخيَّ فيَصنعُ نفسَه ويُساهمُ في صناعةِ النظامِ العالميِّ الجديد؟ هذا هو التغييرُ الحقيقيّ، وهذا دورُ لبنان.

 

لا خائفًا ولا خانعًا

هنري زغيب/النهار/04 كانون الثاني/2020

لا الصيحات ولا الاعتراضات ولا الإِضرابات القطاعية أَثَّرت على إِقرار الرئيس الفرنسي ماكرون قانونَ التقاعد. ظلَّ عنيدًا في تصميمه لِـما فيه صالح فرنسيِّـي العُمْر الثالث، وبادرَ إِلى حجْب معاشه التقاعدي: ظاهرةٌ لم يسبق حصولها في تاريخ رؤَساء فرنسا.

قلتُ “عنيدًا لصالح الفرنسيين”، وكان قبلًا أَصرَّ على عناده حيال مطالب السترات الصفر فلم يحقِّق إِلَّا ما فيه صالح الفرنسيين. فصالح الوطن أَهمُّ من صالح الأَفراد حين مَطالبُهم ليست مقْنِعة ولا مُـجْديةً خزينةَ الدولة.

علامة الحاكم القويّ كلمتُه الفصل/النصل، لا تلتوي مثلما حدُّ النصل لا يلتوي. مقتلُ الحاكم وُعودٌ يطْلقها ارتجالًا أَو تهدئةً ثم لا تصْدُق الوعود، ويفضحه الارتجال.

الثورة اللبنانية، منذ اندلاعها في تشرين اللبناني، قوَّتُها أَن ثوَّارها يعرفون الــ”ماذا” والـ”كيف” والـ”لـماذا” فيسمُّون مسَبِّبي الهدر والفساد ويعرفون مكامن الصفقات بالأَرقام والتواريخ والوقائع، يرفضون عودة الفاسدين إِلى قيادة الوطن ولن يقْبَلوا بأَيٍّ منهم في أَيِّ تركيبة حكومية أَو نيابية وحتى إِدارية.

الذي يجري أَن قادة الوطن، بجميع فصائلهم السياسية والإِقطاعية والزعاماتية، ما زالوا يستغْبُون عقول الشعب بعبارات يظنُّونها تُقْنعه، مكابرين على اقتناعهم أَن الشعب لن يرضى قهرَه بعد اليوم بحكومة “تكنوقراط” تَـخرج من عباءَة السياسيين، ولا بحكومة مستقلِّين اختصاصيين يحركهم جهازُ تَحَكُّم عن بُعد، ولا بحكومةٍ مسخٍ يَضرب المسؤُولون موعدَ ولادتها “قبل نهاية الأُسبوع”، أَو “بعد أُسبوع”، أَو “خلال أَيام”، فلا الموعد يأْتي، ولا تَصْدُق الأَيام، وينطوي أُسبوع بعد أُسبوع، ولا يصحُّ وعدٌ ولا تكون ولادة لأَن زعماء العشيرة يُرشِّحون أَو يعاندون أَو يَحردون أَو يَتَوَيْتَرُون (على التويتر) أَو يَفرضون، ويتغرغرون بتسميات “تكنوقراط” أَو “تكنوسياسية” وتسمياتٍ سخيفةٍ مقَنَّعَة فيما أَهل السلطة والبلاط، بوزراء منتمين إِلى من كانوا سببًا في الخراب، يَطبخون حكومةً ميتةً سلفًا ويتهيَّأُون لتوزيع الحقائب محاصصةً، ظنًّا منهم أَن الشعب سيرضخ لِمن أَغرقوه في الانهيار أَن يعودوا لإِنقاذه من الانهيار.

هذا هو الفرق البَيِّنُ بين مسؤُولين شجعان ومسؤُولين جبناء. المسؤُول الشجاع يقول كلمته الوُثقى ويبقى عنيدًا بها لأَنه مالكُ فاعليتها وظروفها ونتائجها. الجبان يتلطَّى خلف تعابير مائعة ملتبسة مُقَنَّعة تضخُّ وعودًا جوفاء وافتراضاتٍ عمياء وتفاؤُلاتٍ جرداء ويتوهَّم أَن الشعب يرضى به كما كان راضيًا قانعًا خانعًا منذ سنوات. الشعب اللبناني اليوم لم يَعُد شعبَ الخنوع والتصديق، بل هو انتفض على جلَّاديه فاستلَّ منهم الكرباج تَهَيُّؤًا لِـجَلْدهم لأَنه فاضحٌ أُلعبانياتهم ووقاحتهم وعُهرهم السياسي وصفقاتهم وصفاقاتهم، ويتحفَّز للقضاء على حاضرهم السياسي ومستقبلهم في السُلطة.

الحكْم في لبنان لن يكون كما كان: الشعب لم يعُد مجموع قطعانٍ أَغنامية ترضى بجزَّاريها وتصفِّق للحاكم، والكرباج انتقل إِلى يد الشعب وبات كل الشعب، في كل لبنان وفي المغتربات، متوثِّبًا لِـخلْع أَيِّ كرسيٍّ ينوي الجلوسَ عليه كلُّ مَن مكانُهُ بعد اليوم تحت شفْرة الـمقصلة.

 

الحكومة وهمومٌ أُخرى

الياس الديري/النهار/04 كانون الثاني/2020

 الذي يجري أَن قادة الوطن، بجميع فصائلهم السياسية والإِقطاعية والزعاماتية، ما زالوا يستغْبُون عقول الشعب بعبارات يظنُّونها تُقْنعه، مكابرين على اقتناعهم أَن الشعب لن يرضى قهرَه بعد اليوم بحكومة "تكنوقراط" تَـخرج من عباءَة السياسيين، ولا بحكومة مستقلِّين اختصاصيين يحركهم جهازُ تَحَكُّم عن بُعد، ولا بحكومةٍ مسخٍ يَضرب المسؤُولون موعدَ ولادتها "قبل نهاية الأُسبوع"، أَو "بعد أُسبوع"، أَو "خلال أَيام"، فلا الموعد يأْتي، ولا تَصْدُق الأَيام، وينطوي أُسبوع بعد أُسبوع، ولا يصحُّ وعدٌ ولا تكون ولادة لأَن زعماء العشيرة يُرشِّحون أَو يعاندون أَو يَحردون أَو يَتَوَيْتَرُون (على التويتر) أَو يَفرضون، ويتغرغرون بتسميات "تكنوقراط" أَو "تكنوسياسية" وتسمياتٍ سخيفةٍ مقَنَّعَة فيما أَهل السلطة والبلاط، بوزراء منتمين إِلى من كانوا سببًا في الخراب، يَطبخون حكومةً ميتةً سلفًا ويتهيَّأُون لتوزيع الحقائب محاصصةً، ظنًّا منهم أَن الشعب سيرضخ لِمن أَغرقوه في الانهيار أَن يعودوا لإِنقاذه من الانهيار.

هذا هو الفرق البَيِّنُ بين مسؤُولين شجعان ومسؤُولين جبناء. المسؤُول الشجاع يقول كلمته الوُثقى ويبقى عنيدًا بها لأَنه مالكُ فاعليتها وظروفها ونتائجها. الجبان يتلطَّى خلف تعابير مائعة ملتبسة مُقَنَّعة تضخُّ وعودًا جوفاء وافتراضاتٍ عمياء وتفاؤُلاتٍ جرداء ويتوهَّم أَن الشعب يرضى به كما كان راضيًا قانعًا خانعًا منذ سنوات. الشعب اللبناني اليوم لم يَعُد شعبَ الخنوع والتصديق، بل هو انتفض على جلَّاديه فاستلَّ منهم الكرباج تَهَيُّؤًا لِـجَلْدهم لأَنه فاضحٌ أُلعبانياتهم ووقاحتهم وعُهرهم السياسي وصفقاتهم وصفاقاتهم، ويتحفَّز للقضاء على حاضرهم السياسي ومستقبلهم في السُلطة.

الحكْم في لبنان لن يكون كما كان: الشعب لم يعُد مجموع قطعانٍ أَغنامية ترضى بجزَّاريها وتصفِّق للحاكم، والكرباج انتقل إِلى يد الشعب وبات كل الشعب، في كل لبنان وفي المغتربات، متوثِّبًا لِـخلْع أَيِّ كرسيٍّ ينوي الجلوسَ عليه كلُّ مَن مكانُهُ بعد اليوم تحت شفْرة الـمقصلة.

 

قواعد الاشتباك الجديدة والسيناريوهات بعد مقتل قاسم سليماني

 د. خطار أبودياب/العرب/04 كانون الثاني/2020

تحول العراق في الفترة الأخيرة بفضل قدر الجغرافيا وتطور الأحداث منذ 2003، إلى الساحة الأساسية في اختبار القوة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران. ويمكننا القول بأن عملية “البرق الأزرق” التي استهدفت قاسم سليماني (قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني) وأبومهدي المهندس (رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق) وصحبهما، تعتبر تصعيدا لا سابق له في المسلسل الطويل من التجاذب والتوتر بين واشنطن وطهران. ومما لا شك فيه أن مصرع سليماني رمز المشروع الإمبراطوري الإيراني ومنفّذه، يضع الشرق الأوسط والخليج في عين العاصفة أكثر من أيّ وقت مضى. وهذا التجاوز للخطوط الحمراء سياسياً وأمنياً وعسكرياً وصل إلى حده الأقصى ويعقّد السيناريوهات المرتسمة، ويزيد من الاحتمال بأن يكون العام 2020 عام إيران وعام مرحلة جديدة ستسمح بتوضيح مآل مجمل المشهد الإقليمي.

قبل الوصول إلى “الضربة القاضية” في بدايات 2020، كان حصاد العام الماضي المتباين عامل التباس ربما جعل حسابات إيران خاطئة في تقييم ردة فعل ترامب عند بعض المفاصل. وازداد قلق الدوائر العليا في إيران نتيجة تزامن الاحتجاجات في داخلها مع الانتفاضات التي هزّت وتهزّ دائرة نفوذها في العراق ولبنان. في مواجهة استراتيجية “الضغط الأقصى” التي مارستها الإدارة الأميركية على طهران (منذ مايو 2018) لإرغامها على العودة إلى طاولة المفاوضات والبحث في اتفاق نووي جديد يشمل برنامجها الصاروخي وتطلعاتها الإقليمية، انتقلت إيران إلى سياسة أكثر جرأة إزاء حلفاء واشنطن في المنطقة، شملت هجمات نسبت إليها أو إلى وكلائها على ناقلات نفط.

وقد نجحت العقوبات الأميركية في إضعاف الاقتصاد الإيراني وتقليص دعم طهران لوكلائها، ولكن في غياب استراتيجية متكاملة للمواجهة، لجأت إيران إلى سياسة حافة الهاوية فانتقلت من هجوم إلى آخر أقوى، وكأنّ لا شيء أكثر تخسره. وكاد إسقاط “الحرس الثوري” طائرة تجسس أميركية مسيّرة لدى اختراقها المجال الجوي الإيراني، أن ينقل المواجهة إلى مرحلة جديدة لولا تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اللحظة الأخيرة. لكن الهجوم على منشأتي “أرامكو” كان الأخطر إطلاقاً وشكّل الصدمة الكبرى في قطاع إنتاج النفط في 63 سنة.

ومع أن أدلة أظهرت تورطا إيرانيا مباشرا في الهجوم، لم تتخذ واشنطن أيّ إجراء عسكري لوقف طهران عند حدها. وهكذا فإنه مع تراجع ترامب عن توجيه ضربة عسكرية في يونيو 2018 إلى طهران رداً على إسقاطها الطائرة المسيرة، تأكدت طهران من أن سيد البيت الأبيض لن يذهب أبداً إلى الحرب، وأن تهديداته التي يطلقها عبر “تويتر” ليست إلا استعراضات ومن هنا كانت ضربة أرامكو وتباهي إيران بربح المواجهة وعدم ليّ ذراعها.

بيد أن تطور الأحداث من العراق إلى لبنان أعاد خلط الأوراق. وأدى خوف إيران من خسارة نفوذها في محورها لارتكاب خطأ تقديري مع استهداف قاعدة أميركية في العراق ومقتل متعاقد أميركي، وهي كانت تعتقد بأن هذه الضربة لا تخرق الخطوط الحمراء وما تعتبره نوعاً من “قواعد الاشتباك” مع واشنطن. لكن تطور المشهد بمجمله وحصول مناورات بحرية في مياه الخليج بين روسيا والصين وإيران للمرة الأولى، كان من العوامل التي دفعت بالبنتاغون لتوجيه ضربات كبيرة للحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني في الأنبار وعلى الحدود العراقية – السورية.

ونظراً لقساوة الخسائر وطبيعة الاستهداف، كان لا بد من رد متناسب ظنوا أن السفارة الأميركية في بغداد يمكن أن تكون هدفه المثالي للتهويل والضغط على إدارة ترامب. وهنا كان الخطأ الجسيم لأن ذلك ذكّر الرئيس الأميركي بمصير غريمته هيلاري كلينتون بعد مقتل السفير الأميركي في بنغازي، وأعاد للذاكرة قبل أربعين سنة احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران وكأن الزمن لم يغير أساليب النظام الإيراني. إزاء هذا التحدي لمجمل الوجود العسكري الأميركي في العراق وكل الإقليم، كان القرار بتصفية سليماني والمهندس وأترابهما من ضباط وقيادات الحرس والحشد وحزب الله.

إن اتخاذ القرار باغتيال “الرجل القوي” لإيران وواضع استراتيجية التمدد الإيراني في الإقليم وحول العالم، هو أول قرار من هذا النوع تتخذه واشنطن منذ أربعة عقود من الزمن، ويشكل كسبا يضع حداً لمسلسل “هوليوودي” ظنت طهران أنها ستلعبه طويلاً. خلافاً لكل الإدارات السابقة، تجرأ ترامب والبنتاغون على تغيير قواعد الاشتباك ونقل الصراع إلى مصاف جديد مع الخسائر التي لحقت بقيادات لإيران وأذرعها. والأدهى أيضا بالنسبة إلى إيران الضربة التي تلقتها هيبتها ومن الصعب ترميمها.

وهذه النقلة الأميركية مرتبطة بتصاعد الاختراق الروسي في المنطقة والصعود الصيني، والملاحظ أن ردود الفعل الروسية والصينية حيال الضربات الأميركية التي سبقت عملية “البرق الأزرق” تشي برغبة في عدم التصعيد بين ثالوث الكبار وعلى الأرجح وصولاً إلى تقاسم النفوذ. ومن الأسباب الأخرى لزيادة الاندفاع الأميركي، القلق الذي برز في واشنطن إثر الكلام عن إمكانية حوار بين طهران وبعض العواصم في الخليج العربي، وفقدان صدقية واشنطن حول الالتزام بأمن الخليج وأمن الطاقة. ومن هنا أتى التصعيد الأميركي ليضرب عدة أهداف في وقت واحد.

إزاء خسارة لا تعوض بالنسبة إلى طهران، خاصة أن استبدال قاسم سليماني ليس بالأمر اليسير لأنه لم يكن صاحب الخطط العسكرية لإنقاد النظام في دمشق فحسب، بل كان كذلك صانع السياسة الإيرانية في العراق ولبنان واليمن ومحرك الخلايا النائمة. ولذلك سيصعب على “الجمهورية الإسلامية” تحمّل خسارتها ولا بدّ لها من الردّ والأرجح ألا يكون شاملاً لأنها لا تتحمل مجابهة شاملة في ظل انهيار اقتصادي واحتجاج داخلي. والأرجح أن يكون الردّ محصوراً في العراق حيث ليس من المستبعد إعادة انتشار وانسحاب أميركي على المدى المتوسط. لكن تدحرج التصعيد يمكن أن يجعل الوضع خارجا عن السيطرة وأن يتصور البعض في طهران أن خسارة ترامب الانتخابات تمرّ عبر جرّه إلى مواجهة كبرى من دون احتساب مخاطر الردّ الأميركي الصاعق. لكن هذا السيناريو في الردّ المحدود يرتبط كذلك بعوامل أخرى وبالعامل الإسرائيلي تحديداً، لأن قرار عدم السماح بالتمركز الإيراني في سوريا والعراق يمكن أن يفجر الموقف وصولا لاستهداف البرنامج النووي الإيراني. ولذا ستكون الأشهر القادمة حافلة بالتصعيد والمتغيرات. وتبدو كل المنطقة على صفيح ساخن حتى إشعار آخر.

 

تصلّب عوني شديد في رفض تكليف الحريري!

سركيس نعوم/النهار/04 كانون الثاني/2020

لم يدخل مساعد وزير الخارجيّة الأميركي ديفيد هيل في أثناء محادثاته مع المسؤولين السياسيّين اللبنانيّين في تفاصيل المساعي الجارية لتأليف الحكومة. لكنّه، إضافة إلى تأكيده لهم أنّ الموضوع الحكومي لا يعني بلاده وأنّه من مسؤوليّتهم، أشار إلى معرفته الرئيس المُكلَّف الدكتور حسّان دياب يوم كان سفيراً في لبنان وكان الأوّل وزيراً للتربية في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وإلى لقاءات عدّة حصلت بينهما في حينه. في أيّ حال انّ ما يهمّ الناس اليوم معرفة أسباب تحوّل دياب مُرشّحاً جديّاً لتأليف الحكومة بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري عن ذلك والجهات التي زكّته فصار خلال مدّة قصيرة رئيساً مُكلَّفاً. علماً أن أحداً من مُتعاطي السياسة والشأن العام في البلاد لم يسمع باسمه مُرشّحاً لهذا الموقع المُهمّ رغم معرفة كثيرين منهم تجربته الوزاريّة اليتيمة، وانتماؤه إلى الجامعة الأميركيّة في بيروت تلميذاً ثم أستاذاً فنائباً لرئيسها. وقد حاول “الموقف هذا النهار” منذ تكليفه البحث عن الأسباب المُشار إليها من خلال من يعرفون بعض سيرته، ويطّلعون يوميّاً على التحرّكات التي يُجريها مع “طبّاخي” الحكومة العتيدة من المرجعيّات الرئاسيّة والأحزاب القويّة صاحبة الدور في تسهيل ولادتها أو تعقيدها. وقد خرج بمُعطيات ومعلومات تُشير إلى أن دياب أقام علاقة جيّدة مع رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي خلال تولّيه وزارة التربية بين 2011 و2014، وحافظ عليها بعد عودته إلى عمله ونشاطه الأكاديميّين. وتشير أيضاً إلى أنّه كانت له اتصالات وأحياناً تواصل مع جهات سياسيّة أخرى، كما كان لديه طموح إلى العمل السياسي وتحديداً في المجال الحكومي وزيراً أو رئيساً للوزراء. لكنّه عمل على ذلك كلّه بكثير من التكتّم والتحفّظ بحيث لم ينتبه إليه كثيرون من العاملين في المجال السياسي وفي الأوساط الشعبيّة. لكن المعطيات والمعلومات تشير ثالثاً إلى أنّه لم يكن مُرشَّحاً لرئاسة الحكومة عند “حزب الله” وفي نظره. لكنّه فكّر فيه عندما رفض الحريري وعلى نحو جازم المحافظة على موقعه في السرايا الحكوميّة على رأس حكومة جديدة، وطَرَح اسمه عليه. فكان جوابه الرفض. وعندما سألوه عن السبب رغم عقده اجتماعاً معه بدا وديّاً، أجاب: “كنت أُفكِّر فيه وزيراً”. لكن المُلفت في نظر “الحزب” كان أنّه بمجرّد أن طرح اسم حسّان دياب لتأليف الحكومة لاحظ أنّه حطّ وفي سرعة في القصر الرئاسي في بعبدا عند رئيس الجمهوريّة ميشال عون. ويومها لم يكن وزير الخارجية جبران باسيل خلف الأخير في رئاسة “التيّار” الذي أسَّسه موجوداً لاشتراكه في مؤتمر دولي في جنيف. وهنا “لعب الفأر” في عبّ “الحزب” وتساءل مسؤولون فيه: ماذا يفعل عند سيّد القصر؟ وتُشير المُعطيات والمعلومات رابعاً إلى أنّ الاتّفاق كان تمّ في ذلك الوقت مع المُرشَّح للتكليف وبموافقة “الثنائيّة الشيعيّة” وقصر بعبدا و”التيّار الوطني الحر” على حكومة اختصاصيّين. لكن باسيل غيَّر رأيه فأصرّ على إعادة ندى البستاني وزيرة للطاقة في الحكومة الجديدة وعلى بقاء سليم جريصاتي وزيراً فيها لشؤون الرئاسة على الأرجح. فاجأ ذلك “الثنائيّة” فاتّخذت موقفاً بالإصرار في حال تمسّك باسيل بموقفه على بقاء الوزراء علي حسن خليل وجميل جبق وحسن اللّقيس في الحكومة الجديدة ومع الحقائب نفسها. طبعاً أثار ذلك تساؤل الناس عن سبب هذا الإصرار وكذلك سياسيّون وجهات عدّة. لكن تفاجؤهم زال عندما علموا أنّه ردٌّ على “رغبات” صهر رئيس الجمهوريّة.

وتُشير المُعطيات والمعلومات نفسها خامساً إلى أنّ “حزب الله” كان مُتمسِّكاً وبصدق بعودة الرئيس الحريري على رأس الحكومة الجديدة، وإلى أن علاقتهما كانت جيّدة، لكن رفض الأخير ذلك كان بسبب استحالة التوافق بينه وبين باسيل رغم التسوية الرئاسيّة ولاحقاً الحكوميّة والمصلحيّة التي جمعت بينهما، وانعكاس ذلك سلباً بل توتُّراً على علاقته بالرئيس عون. وتشير أيضاً إلى أن قرار الأخير كان تكليف النائب فؤاد مخزومي تأليف الحكومة بعد الاستشارات النيابيّة المُلزمة الأولى التي أرجأها أسبوعاً وأيضاً بعد تحديده الموعد الثاني لها. وبقي مُصرّاً رغم رفض “حزب الله”، وبدا من تأجيله الثالث والصغير للاستشارات استجابة لطلب الحريري أن صبره نفد ولم يعد يريده أبداً رئيساً للحكومة. وفي هذا المجال تفيد المعلومات أنّ البحث بينه وبين “الحزب” حول هذا الموضوع كان صعباً. إذ تمسَّك سيِّد قصر بعبدا بإقصاء الحريري، وأبلغ إليه أنّه حتّى لو حصل على موافقة 128 نائباً على تكليفه تأليف الحكومة في الاستشارات المُلزمة فإنّه لن يُكلِّفه ولن يوقِّع المرسوم الخاصّ بذلك وأكّد أنّه يرفض أن يجلس معه على طاولة واحدة. وفي المجال نفسه حصل عون من مستشار له على “فتوى” تُبرِّر له الأمر المذكور لأنّه الرئيس ولأن توقيعه لازم للتكليف ولأنّ هناك نصّاً على تشاور بينه وبين رئيس مجلس النوّاب بعد انتهاء الاستشارات بوقت قصير. وفي ذلك هرطقة قانونيّة في نظر الفقهاء في الدساتير والقوانين.

هذا على صعيد رئيس الجمهوريّة. ماذا على صعيد الرئيس الحريري في موضوع العودة إلى رئاسة الحكومة كما في موضوع اختيار رئيس جديد لها؟ ليس سرّاً تفيد المُعطيات والمعلومات إيّاها أن “حزب الله” كان يريد حكومة برئاسة الحريري. لكنّه لم يُوفَّق بذلك لأسباب تتعلَّق بعون وباسيل وفي الوقت نفسه بالحريري الذي أربك الجميع باستقالته واستدارته وعجزه عن الاستمرار في سياسة بل في تسوية كلّفته الكثير شعبيّاً. وكان يريد استمراره رئيساً لحكومة تصرِّف الأعمال بقوّة إلى أنّ تسمح الظروف بتأليف حكومة جديدة، لكنّه لم يقبل. ما هي العروض التي قُدِّمت إلى الحريري؟

 

“تحرير القدس “سلعة الأنظمة المُفلسة

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/05 كانون الثاني/2020

منذ إعلان قرار التَّقسيم في العام 1947، تحول تحرير فلسطين شعاراً عربياً وإسلامياً، وأصبحت بيت المقدس الهدف السياسي والإعلامي الأول لكل القوى والتيارات والأنظمة في المنطقة، ومبرراً مباشراً للانقلابات العسكرية في النصف الثاني من القرن العشرين، بدءا من ثورة الضباط الأحرار على الملك فاروق العام 1952، حين أعلن جمال عبدالناصر أن ما سمي “الأسلحة الفاسدة” كان الدافع الى تلك الثورة، ليحل بعده شعار “رمي اليهود في البحر” و”تحرير الأراضي المحتلة كاملة”، وعلى هذا الأساس خاضت مصر أربع حروب لم ينتصر عبدالناصر في واحدة منها، بل بدلا من التحرير ضاعت كل فلسطين في العام 1967. بعد رحيل عبدالناصر تصدَّرت المشهد الشعارات الثورية والتحريرية بدءاً من مواقف معمر القذافي في ليبيا، والنظامين البعثيين، في العراق وسورية، لتتحوَّل أيضاً لأزمة لكل الفصائل المسلحة ليس في فلسطين وحدها، بل في طول العالم العربي وعرضه.

اليوم وبعد 73 عاماً على ضياع فلسطين، لا يزال بعض العرب والمسلمين يستثمرون في شعار “تحرير القدس” سياسياً، فالأنظمة تقمع الشعوب، وتندلع الحروب الأهلية، عربياً وإسلامياً، ويموت آلاف الضحايا فقط تحت هذا الشعار، فيما لم تتحرك فرقة عسكرية على جبهات الدول المحيطة بفلسطين المحتلة طوال 47 عاما، رغم ارتفاع يافطات “الممانعة” و”المقاومة” و”الصمود والتصدي” التي كانت تنتهي الى تنازلات عن الحقوق.

في ثمانينات القرن الماضي، أعلن صدام حسين تأسيس”جيش القدس”، بتعداد سبعة ملايين مقاتل، بهدف دخول الأراضي الفلسطينية لتحريرها من دنس الاحتلال، لكن بدلا من ذلك أدخل صدام هذا الجيش الى الكويت غازيا في الثاني من أغسطس العام 1990، ومثلما هللت له بعض الفصائل الفلسطينية واعتبرته منقذ الأمة، بعدما أغدق المال على قادتها، فعلت الأمر نفسه بعدما غزا الكويت، بل رفعت شعار أن “طريق القدس تمر بالكويت”، تماما كما فعلت في لبنان حين أعلنت أن “طريق القدس تمر في بيروت وجونية” عندما سيطرت على هذا البلد بحجة عدم كشف ظهر المقاومة الفلسطينية.

في العام 1979 كان الشعار الأول للحكم الجديد في إيران هو “تحرير فلسطين” ومن أجل هذا تأسس “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، وبات نظام طهران يحتفل سنويا بـ”يوم القدس”، لكن بدلا من التوجه الى فلسطين، رأينا هذه القوة تقاتل السوريين في سورية، واللبنانيين في بلدهم، وتقمع الثورة العراقية المستمرة ضد الفساد منذ نحو ثلاثة أشهر، وتتدخل في اليمن، وقبل ذلك كانت زرعت خلاياها الإرهابية في الكويت والسعودية والبحرين، ولم تطلق يوما رصاصة على الاسرائيليين، رغم أنها حاليا على حدود الجولان المحتل. الأغرب من كل هذا أن فلسطين ذاتها غرق أهلها في الانقسام والخلافات بين “حماس” و”فتح” وبدلا من العمل على شد عضد الدولة الوليدة التي يمكن أن تشكل نواة حقيقية للدولة المستقلة، تحولت غزة دويلة يستثمر قادتها بؤس نحو مليوني مواطن في مراكمة ثرواتهم من الأنظمة التي يقبضون منها، بينما في الجانب الآخر سلطة لا حول لها ولا قوة، لا تملك غير بيانات الشجب والاستنكار. “تحرير القدس” كان ولا يزال شعاراً مغرياً لكل عربي ومسلم يسعى الى دور سياسي في بلاده أو الإقليم، بينما القدس تُهَّود، وباتت بعد الاعتراف الأميركي بها عاصمة لاسرائيل خارج الحسابات السياسية الدولية، بل يسعى الفلسطينيون أنفسهم الى جعل أبوديس عاصمة بديلة عنها، فهل من أجل ذلك قتل مئات آلاف العرب والمسلمين، وتقمع الشعوب في دول عربية عدة؟ من سخرية الأقدار أن تتحول القضية العربية والإسلامية الأولى سلعة للاستثمار السياسي في وقت تتآكل هذه القضية جرّاء الانغماس بالشعارات للدَّجل على الشعوب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

غارة أمنية تحطم خيمة في ساحة الشهداء: "حجمها كبير"!

المدن/05 كانون الثاني/2020

أقدم نحو مئة عنصر من القوى الأمنية على تحطيم خيمة للمتظاهرين في ساحة الشهداء قرابة الساعة الثالثة فجر يوم السبت. ووفق أيمن يونس، الذي شارك في تركيب الخيمة، داهمت القوى الأمنية المكان وعملت على تمزيق الشوادر، وأتت بمعدات لقص أعمدة الحديد، رغم طلب المتواجدين في الخيمة السماح لهم بإعادة تقسيم الخيمة إلى خيم عدة. إذ تذرعت القوى الأمنية بحجم الخيمة، و"بقيام الشبان فيها بأفعال مخالفة للآداب العامة". وفي التفاصيل أكد يونس أن القيم على الخيمة (مجموعة الصمود ومجموعة الرينغ) طلبوا الإذن من القوى الأمنية لتركيب الخيمة، وأتى أحد الضباط وكشف على المكان، وأخذ علماً بكل التفاصيل وحجم الخيمة. وبعد مرور أقل من 17 يوم على تركيب الخيمة، حضر أحد الضباط يوم رأس السنة وطلب من المجموعتين تقسيم الخيمة إلى ثلاث خيم، لأنه من غير المسموح تركيب خيم بهذا الحجم الكبير. وثم عاد الضابط في اليوم التالي وطلب منهم فك الخيمة. ولم يستجب الشبان لهذا الطلب، فحضرت سريتين من قوى الأمن الداخلي وعملت على نزع الخيمة بالقوة. ووفق يونس، قرر الشبان نصب هذه الخيمة بعدما تحطمت الخيم بفعل العوامل الطبيعية، وبعد الحريق الذي أتى على بعضها خلال المواجهات التي حصلت أمام المجلس النيابي منذ أسبوعين. واتفقت المجموعات الشبابية على تركيب الخيمة الكبيرة، وتم تجهيزها بمعدات طبية واسعافات أولية، وبما يلزم كي تكون مقصداً لجميع الراغبين بعقد ندوات ونقاشات عامة.  بعد هذه الحادثة تداعت المجموعات الشبابية إلى تنفيذ وقفة احتجاجية لاستنكار ما قامت به القوى الأمنية من تحطيم للخيمة. وأشار يونس إلى أنهم يعتزمون إعادة تركيبها من جديد ومن دون أخذ الإذن هذه المرة، في تحدٍ واضح للقوى الأمنية.

 

يوم الثلاثاء موعد جديد لولادة الحكومة: سلطة الحزب والتيار

المدن/05 كانون الثاني/2020

يستعجل حزب الله ورئيس الجمهورية إنجاز التشكيلة الحكومية في الأيام القليلة المقبلة. فعلى عكس التوقعات، لم يتمكن تحالف حزب الله والتيار الوطني الحرّ من إنجاز الحكومة اليوم السبت لإعلانها. ويوم الجمعة خرج رئيس الجمهورية معلناً أنه يأمل تشكيل الحكومة خلال الأسبوع المقبل، تلبي تطلعات اللبنانيين وتبدأ العمل على حلّ المشاكل الاقتصادية. وحسب المعلومات، فإن ما يعيق تشكيل الحكومة، هو الخلاف على بعض الحصص والمواقع، والتمسك ببعض الوزارات. هذا، ويصرّ حزب الله على منع تأثير الملف العراقي الملتهب على الملف اللبناني، ولذلك يريد الإسراع في إنجاز الحكومة.

إملاءات باسيل

رئيس الحكومة المكلف أيضاً يستعجل تشكيل حكومته، قبل حدوث أي تطورات دراماتيكية في المنطقة، تؤدي إلى فرملة التشكيل أو تأخيرها. وهناك قوى أخرى تفضّل التريث بانتظار ما يمكن أن تسفر عنه الأحوال الإقليمية وتداعياتها على لبنان. لكن هذا الرأي لم يلق تجاوباً من الحزب ورئيس الجمهورية. ولذلك، فإن الإصرار حالياً هو على إعلان الحكومة يوم الثلاثاء، لأن تشكيلها بالنسبة إلى الحزب وعون سيكون أفضل من تأخيرها. مساء الجمعة، عقد لقاء بين الرئيس المكلف حسان دياب والوزير جبران باسيل، جرى خلاله البحث في تذليل العقبات المتبقية. وفيما كان هناك تجاوب حول وزارة الطاقة، بعدما بقي باسيل متمسكاً بها، وقد اختار لها أحد المحسوبين عليه، فيليب زيادة، وهو كان قد عينه سابقاً قنصلاً في لاس فيغاس ويحمل الجنسية الأميركية.. تؤكد المصادر أن ما أخّر إعلان التشكيلة الحكومية هو خلافات على الحصص والأشخاص، خصوصاً أن باسيل يرفض توزير موارنة من خارج عباءته، كزياد بارود ودميانوس قطار، ويفضل استبدالهم بآخرين موالين له بالكامل. أما الوزراء المسيحيون الذين يرضى أن لا يكونوا شديدي الولاء له، فلا يريدهم أنم يكونوا موارنة، ويشدد أكثر على عدم توزير أي شخصية مارونية جرى التداول باسمها سابقاً لرئاسة الجمهورية.

الخارجية والداخلية

وبعد استبعاد دميانوس قطار من وزارة الخارجية بسبب رفض باسيل، تسربت معلومات عن إمكانية إسناد هذه الوزارة لناصيف حتّي. لكن هذا الإسم لم يحسم حتى الآن. فالرجل يصنف في خانة المستقلين، وكان سابقاً قريباً من قوى 14 آذار، ولديه بعض العلاقات في الولايات المتحدة الأميركية. لذا، لم يحسم إسمه بعد، خصوصاً وأن باسيل يريد بقاء وزارة الخارجية خاضعة له. وفيما استبعد اسم القاضي فوزي أدهم من وزارة الداخلية، تتحدث المعلومات عن تسمية العميد المتقاعد طلال اللادقي. لكن أيضاً حسم هذا الإسم يحتاج إلى المزيد من المشاورات. أسماء كثيرة تبدلت بين يومي الخميس والسبت. وقد تتبدل أسماء أخرى من الآن حتى الثلاثاء، إلا أن الصيغة المتداولة حالياً تتوزع على الشكل التالي: "حصة السنّة، إلى جانب رئيس الوزراء سيكون هناك ثلاثة وزراء، طارق المجذوب للتربية، عثمان سلطان للاتصالات ممثلاً للقاء التشاوري، وطلال اللادقي للداخلية.

التشكيلة المتداولة

أما الحصة الشيعية فهي أربع وزراء. إثنان لحزب الله، هما عبد الحليم فضل الله للصناعة، وقاسم رضا للصحة. وإثنان لحركة أمل، هما غازي وزني للمالية، وعلي حيدر للزراعة. حصة الدروز ثابتة عند رمزي مشرفية بحقيبتي البيئة والشؤون الاجتماعية، وسط اعتراض درزي. أما الموارنة فهم مبدئياً، ناصيف حتّي للخارجية، فيليب زيادة للطاقة، هنري خوري للعدل. وهم محسوبون على التيار الوطني الحرّ ورئيس الجمهورية، بينما وزارة الأشغال لزياد مكاري المحسوب على تيار المردة. حصة الأرثوذكس، من نصيب نقيبة المحامين السابقة أمل حداد نائبة لرئيس مجلس الوزراء، بعد استبعاد وديع العبسي. وهي محسوبة على التيار الوطني الحرّ. جاك صراف وزيراً للاقتصاد، وميشال منسى للدفاع. أما الكاثوليك، فبترا خوري للعمل. وهي أيضاً من حصة التيار ورئيس الجمهورية، ومنال مسلّم للبيئة والتنمية الإدارية. والأرمن الأرثوكس لمارتين أوهانيان لوزارتي الإعلام والثقافة عن حزب الطاشناق.

 

وديع العبسي: غير مرشح لدخول الحكومة الجديدة وغير معني بما يتم تداوله

وطنية - السبت 04 كانون الثاني 2020

أوضح رجل الأعمال وديع العبسي، في بيان صادر عن مكتبه، وعطفا على "ما تم تداوله في وسائل الإعلام المحلية والعربية من معلومات حول تسمية وديع العبسي لمنصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير للدفاع الوطني، نتيجة لعلاقته الشخصية برئيس الجمهورية العماد ميشال عون والعلاقات الممتازة التي تربطه بأطراف سياسية فاعلة"، أنه أكد منذ العام 2010 أنه لا يرغب "في تولي أية حقيبة وزارية وغير معني بما يتم تداوله وغير مرشح لدخول الحكومة الجديدة". كما أكد ان علاقة الصداقة الشخصية التي تربطه برئيس الجمهورية "هي أكبر وأسمى من أي منصب وزاري"، معربا عن "كامل الاعتزاز والتقدير لمواقف فخامة الرئيس العماد ميشال عون ووقفاته الوطنية النبيلة"، ومؤكدا انه سيبقى "صديقا للقوى السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية". وأعرب عن استمراره واستعداده الدائم "للعمل من أجل لبنان من خلال العمل الاجتماعي والإنساني"، نافيا "الرغبة في تسلم أي موقع وزاري"، ومتقدما بالشكر من كافة وسائل الإعلام التي تداولت موضوع تسميته "بإيجابية وترحيب". وختم آملا "أن تكون هذه السنة سنة خير على لبنان واللبنانيين".

 

الإعلام اللبناني والعربي يشيع الزميلة قاسم في جون

وطنية - السبت 04 كانون الثاني 2020

شيعت بلدة جون ومنطقة إقليم الخروب والجسم الإعلامي اللبناني والعربي، الزميلة الراحلة نجوى قاسم بمأتم حاشد، شارك فيه النائب محمد الحجار ممثلا رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، النائب بلال عبدالله ممثلا رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، النائبة بهية الحريري، النائب ماريو عون، أحمد زهير الحجار ممثلا الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، قائمقام الشوف مارلين قهوجي ضومط، قنصل لبنان في دبي عساف ضومط، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي رئيس بلدية جون جورج مخول، النقيب السابق للمحامين بطرس ضومط، نائب رئيس "تيار المستقبل" النقيب السابق سمير ضومط، المنسق العام ل"تيار المستقبل" في جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال، وكيل داخلية اقليم الخروب في الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور بلال قاسم، الزميل منير الحافي ممثلا مجلس نقابة المحررين، القاضي عفيف شمس الدين وحشد كبير من زملاء الفقيدة من إعلاميين في المحطات اللبنانية والعربية والأهل والأصدقاء وأبناء المنطقة ورؤساء بلديات ومخاتير وممثلين للأحزاب. وكان نقل جثمان قاسم من منزلها عبر إسعاف البلدة بمرافقة الأهل والأصدقاء، وأنزل النعش في الشارع الرئيسي في وسط البلدة، وحمل على الأكف وصولا حتى جبانة البلدة حيث صلي على جثمانها، وأم المصلين امام مسجد البلدة الشيخ خضر عيد. وبعد مراسم الدفن كانت التعازي في حسينية بلدة جون، على أن تستمر طيلة أيام الأسبوع في منزلها في جون.

 

صرف شك في أحد مصارف صيدا بعد اغلاق مداخله بآليات ثقيلة

وطنية - السبت 04 كانون الثاني 2020

أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في صيدا ان مدير مصرف "لبنان والخليج" في صيدا دفع قيمة الشك المصرفي للمواطن مصطفى البيطار كاملا، وتم سحب الآليات وإعادة فتح ابواب المصرف امام المواطنين. وكان البيطار استقدم رافعة وآليات ثقيلة الى أمام المصرف ووضعها على مداخله مغلقا ابوابه بها، احتجاجا على عدم صرف البنك شكا بقيمة 16 مليون ليرة.

 

المحامي طعمة: تسجيل الإخبار ضد كارلوس غصن في سجلات النيابة العامة التمييزية

وطنية - السبت 04 كانون الثاني 2020

أعلن المحامي جاد طعمة، وهو أحد المحامين الثلاثة الذين تقدموا بإخبار لدى النيابة العامة التمييزية ضد رجل الأعمال كارلوس غصن، أنه تم أمس تسجيل الإخبار "في سجلات النيابة العامة التمييزية برقم 63/م/2020، من دون اتخاذ أي قرار بشأنه من قبل مدعي عام التمييز، ومعلوم حسب العرف السائد أنه كان متاحا للمدعي العام التمييزي حفظ الإخبار دون تسجيله، في حال رأى عدم جدية مضمونه، الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات حول الوجهة القانونية التي يمكن أن تظهر فجأة وتؤدي إلى احتمال توقيف غصن بعد التحقيق معه". وأشار طعمة، إلى أن "الجرائم المطلوب التحقيق بشأنها مع غصن تتعلق بدخوله إلى الكيان الصهيوني وإبرامه إتفاقات إقتصادية تعزز إقتصاد هذا الكيان، وأن هذه الأفعال الجرمية منصوص عنها في قانون العقوبات اللبناني، كما في قانون مقاطعة إسرائيل، وهي من النوع الجنائي الذي تصل العقوبة فيه إلى السجن لمدة عشرة سنوات، وبالتالي لا يمكن الحديث عن مرور الزمن على اقتراف الجرم". أضاف: "إن تطبيق القوانين اللبنانية على غصن أمر محتوم تبعا للصلاحية الشخصية للقضاء اللبناني، فلا إمكانية للتذرع بحيازته جنسيات أخرى، خصوصا أن الدولة اللبنانية أكدت رسميا على إعتبارها غصن مواطنا لبنانيا إثر تداول خبر وصوله إلى لبنان، ففي حال التذرع بكونه مواطنا أجنبيا سيكون لزاما تنفيذ مضمون إشارة الأنتربول الحمراء وإعتقاله". وختم: "لا شيء موجه ضد غصن شخصيا، وإنما خضوع جميع المواطنين لأحكام القانون حتم تقديم الإخبار، وكل ما يصبو إليه موقعو الإخبار هو سيادة القانون على الجميع، وليتخذ القضاء القرار الذي يراه عادلا ومنصفا في حقه، لكن يبقى أن رفض التطبيع مع العدو هو مبدأ عام متوافق عليه بين اللبنانيين". يشار إلى أن مقدمي الإخبار هم: طعمة والمحاميان حسن بزي وعل

 

شيخ العقل زار مؤسسة العرفان: لتوحيد الكلمة والموقف وجمع الشمل لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة التي نمر بها

وطنية - السبت 04 كانون الثاني 2020

زار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، مؤسسة العرفان التوحيدية في السمقانية، متفقدا القسم الديني فيها ومطلعا على برنامج عمله ومنهجه التربوي، في حضور جمع من مشايخ الخلوات الدينية وسواسها ومشايخ القرى في منطقة الشوف. ورافق شيخ العقل، قاضي المذهب الشيخ غاندي مكارم ومستشارو مشيخة العقل للشؤون الدينية الشيخ غسان الحلبي، الشيخ نسيب ماضي، الشيخ حسن ماهر ووفد من المشايخ من منطقة الغرب، وكان في استقبالهم رئيس المؤسسة الشيخ نزيه رافع وأمينها العام الشيخ سامي أبي المنى ومستشار الهيئة الإدارية الشيخ عزت عبد الخالق وأعضاء الهيئتين الإدارية والعامة، وعدد من مسؤولي الدائرة الدينية ومدرسي التربية التوحيدية في مدرسة العرفان فرع السمقانية.

أبي المنى

بداية الجولة استقبال في مكتب رئاسة المؤسسة، ثم لقاء في قاعة المدرسة رحب خلاله أبي المنى بشيخ العقل والحضور، مؤكدا على "أهمية الاحتضان الروحي للعرفان باعتبارها رسالة وأمانة بين أيدينا"، ومركزا على "الاحتضان الأول للعرفان من قبل المرحوم الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين في فترة التأسيس والانطلاق"، وعلى "رعاية دار المختارة للمؤسسة ودعمها منذ تأسيسها وحتى اليوم، مما أثمر تطورا وانتشارا لمدارس العرفان، وتكاملا في دور العرفان التربوي والاجتماعي والديني". وقال: "لقد اهتمت المؤسسة بزرع بذور القيم والفضائل في نفوس النشء وتغذية أرواحهم وعقولهم بغذاء الإيمان والتوحيد، إضافة إلى غذاء العلوم والمعارف، وكانت ولا تزال حريصة على إقامة التوازن بين التطور والتحديث التربوي وبين الاهتمام بالرسالة التوحيدية التي هي الأساس، وعلى التكامل مع مشيخة العقل والمجلس المذهبي ومؤسسات الطائفة والوطن، وعلى وحدة الموقف، من أجل النهوض بالمجتمع التوحيدي وتربية أبنائه تربية صالحة، ورعاية المحتاجين منهم من دون تمييز أو تفرقة".

حسن

وبعد عرض درس نموذجي قدمه أحد معلمي التربية التوحيدية مع مجموعة من التلاميذ بواسطة اللوح التفاعلي، ألقى شيخ العقل كلمة قال فيها: "ليست المرة الأولى التي نلتقي في هذا الصرح الكريم مع مشايخ أفاضل وأخوة وأخوات مبتغاكم ومبتغانا صلة القلوب مع الرب المعبود. فمؤسسة العرفان هي مبادرة صلاح ونهضة مباركة جاءت في توقيت دقيق من حيث تبدل طرائق العيش اليومي، وأصبحت العلوم المختلفة يحتاجها الموحد لاكتساب مهنة توفر له الرزق الحلال. (مع التمييز). ومعلوم أن الشيخ الجليل أبا محمد جواد رحمات الله تعالى عليه كان يذكر الدائرة الدينية العرفانية من حيث أنها يجب أن تكون في المؤسسة محط اهتمام من أولى الأولويات. لأن ثمارها هي الجوهر الباقي من العرض الفاني ولأن الجسم بالروح يحيا". أضاف: "إن المعنى الحيوي الذي نتظلل به في هذا اللقاء الذي نرجوه ميمونا، هو ما يمكن أن يسمى: فقه مسؤولية التربية التوحيدية. ويراد بالفقه هنا فعل فقه، أي فهم الأمر وأدركه بعد تفكير وأحسن إدراكه، والفقه هو الفهم والعلم والفطنة. والمسؤولية هي في حال أو صفة من يسأل عن أمر تقع عليه تبعته، فالمربي هو من تحمل مسؤولية التهذيب والتعليم والتنشئة. فإذا كانت التربية الاجتماعية قوام كل مجتمع يتطلع الى السمو، فكيف الحال في مجال التربية التوحيدية، تحمل كل تلك المعاني مفهوم الالتزام الصادق في أدق مقاصده. ذلك أن التبعات هنا مرتبطة بالذمة الدينية التي يسأل فيها المربي أمام الله تعالى في مرآة اللطائف الحكمية. إن الأفعال في هذا الحقل الروحاني اللطيف هي بالضرورة لازمة ومتعدية يعبر عنها بالمثل البسيط: لا يمكن أن تضيء سراج غيرك ما لم يكن سراجك مضاء منيرا. فمن أوصاف العالم ان يكون أعمل بعلمه من متعلمه". وتابع: "لا شك أن الدائرة الدينية العرفانية حملت شرف نصيبها من المسؤولية منذ تأسيسها برعاية شيوخ أفاضل أعيان. وراكمت الكثير من الإنجازات من منشورات وندوات ودروس ورعاية روحية وأخلاقية لأجيال على مدى ما يقارب نصف قرن. كل هذا يعتبر ذخيرة عملية لكل المربين والمربيات في هذا المجال الشريف. وكم نتمنى ان تتوثق عرى التعاون مع اللجنة الدينية والمصلحة التربوية في المجلس المذهبي. ما يمكن أن يذاكر به اليوم هو التطور المتسارع في أدوات التواصل والوسائل السمعية- البصرية التي من شأنها أن تغرق الحواس الظاهرة بالمؤثرات الهائلة التي تجتاح العالم المعاصر. وموضع الهم هنا هو الأجيال الناشئة والتفكير في الأساليب التربوية وطرق المخاطبة ومنهجيات المذاكرة بمعناها التعليمي الذي تهدف إلى مواجهة شتى أنواع الإغواء النفسي والمغالطات الفكرية والنزعات الضدية التي تبعد الذات عن نهج الحقائق المحقق للسجايا الإنسانية الرفيعة، وفي الآن عينه تهدف أيضا إلى توليد الصلة الحية بمعاني الفضل والشرف والعفاف من حيث هي وسائل تحقق لفضيلة الذات واتحادها بآثار العقل الأرفع وبالتالي، إقبالها على ما يحرر طريقها إلى وعي الغاية الأشرف من وجودها في هذا العالم. من هذا المنظور يطرح السؤال الكبير: كيف يمكننا جميعا أن نتلافى الاطمئنان اللفظي الجامد نحو إذكاء المشاعر الوجدانية الحية لتحقيق القاعدة الذهبية التي تستند إليها الديانة السليمة وهي: تهذيب الأخلاق واستشعار الخلاق. إنها قاعدة محورية تهدي إلى السبيل الصحيح لكل من المفترضات المسلكية والعقائدية. ويمكن الاستئناس بالقواعد الجوهرية من الأصول الشريفة ومنها قاعدة: أدب الدين قبل الدين، مع الإشارة التي ذكرها الأمير السيد قدس الله روحه وأوضحها الشيخ الفاضل (ر) بأن الأدب هنا هو طبائع الخير التي تؤتي ثمرها تحديدا بالتوازن بينها من دون غلبة سجية على ما قابلها تحت طائلة فساد نظام النفس. وكم نتمنى ان تعتمد الدائرة الدينية سيرة الفاضل العلم الشيخ أبو حسين محمود فرج في مذاكراتها".

واستطرد: "يمكن ذكر قاعدة ثانية جوهرية تعتبر أصلا ضروريا من أصول سلامة الديانة وهي: سلامة النظر بالبصيرة في السلوك التوحيدي بكل خفاياه لا بالأبصار. ومن لم تنكشف بصيرته بالحق فقد فاته العدل الذي هو محراب الضمائر والسرائر. ولا يمكن أن تنكشف البصيرة بقلب منغمس في المقاصد الدنيوية إلى الحد الذي يلهيه ويذهله عن استبصار لطائف المعلوم الشريف ومأثورات السلف من الأفاضل الكبار. وكم نحن بحاجة الى التقيد بصفات الموحد التي ذكر السيد الأمير (ق) "من منحه الله بالقبول والترقي والعروج الى حد الإنسانية، كان من ثمرة أفعاله العقل والحلم والسكون والرزانة والرجحان، والعفاف والصيانة والنظافة والطاعة والطهارة ومكارم الاخلاق، والزهد في المطالب الدنياوية، والخوف والمراقبة والثبات على الأوامر، والتزام النواهي، والصبر والاحتمال والغضو عن بلوغ الأغراض. إن ما سبق ذكره يتضمن أمورا لا يمكن على الإطلاق أن لا تكون جلية واضحة ومترسخة بالعمل والتحقق في نفوس وعقول كل العاملين على الخصوص في الدائرة الدينية. ومن باب ثان يجب الانتباه إلى أن الوسط المدرسي وهو استكمال للوسط الأساس، أي الكنف العائلي". وقال: "في أول احتفال للعرفان قال سماحة شيخ العقل الراحل الشيخ محمد أبو شقرا: إن الحاجة ملحة الى مثل مؤسسة العرفان في هذا العصر أكثر من الحاجة الى الخبز لأنه بالعلم المفيد تحيا الأرواح. وإذ نحن نوافقه على هذا القول، فإننا نرى وفي هذا العصر الاهتمام بالخبز أيضا، هو أمر في غاية الأهمية في العصر الحاضر".

أضاف: "لا يسعني إلا أن أقدم لمؤسسة العرفان، لمديرها العام فضيلة الشيخ نزيه رافع، ولجميع أعضاء مجلس الإدارة والعاملين فيها، قربان الشكر من الجنان قبل اللسان، ومن اللطافة قبل الكثافة، دون أن ننسى أفضال المؤسس الشيخ علي زين الدين. نسأل الله تعالى أن يسدد خطانا، وينير بصائرنا، ويلهمنا إلى كل ما فيه الخير والفلاح في المسالك الشريفة التي بها وحدها تكتسب مدارك التوحيد التي بها تحيا النفوس الطيبة والمجتمعات الصالحة". كما شدد شيخ العقل على "وحدة الكلمة والموقف وجمع الشمل، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي نمر بها"، مطالبا "الشيوخ كل في منطقته ومجتمعه" ب"الحث على التمسك بالأصول والتقاليد الشريفة".

وختاما تفقد شيخ العقل والمشايخ صفوف القسم الديني وباركوا المعلمات والطالبات بالتوجيه والتلاوة العطرة والتشجيع.

رافع

وألقى رافع كلمة استذكر فيها مراحل التأسيس ووصايا الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين الشفهية والمكتوبة منها، والتي أوصى فيها بالقسم الديني "كأساس لنجاح العرفان"، وأكد أن "المؤسسة تحمل الوصية وتتحمل المسؤولية وتحرص كل الحرص على رعاية هذا القسم في كل مدارس العرفان، بمساعدة الخيرين وبتصميم ثابت ودائم من رئاسة المؤسسة وإدارتها". وإذ ذكر بالمشايخ الأوائل "الذين احتضنوا المؤسسة وواكبوا انطلاقتها"، أكد "إننا نعتبر أن القسم الديني هو جوهرة المؤسسة وخميرة وجودها، وإن حدث أن أخطأنا يوما أو قصرنا في العمل، فذلك لن يكون أبدا عن قصد أو توان، فنحن نسعى بكل ما أوتينا من عزم ورؤية مستمدة من شيوخنا الأفاضل إلى ما هو أحسن وأفضل وأكثر فائدة لمجتمعنا التوحيدي".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  03-04 كانون الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

الرد الملالوي على اغتيال سليماني سيكون مسرحياً ولرفع العتب

الياس بجاني/04 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82027/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%b3/

 

 

 

لبنان ... الأسير الأعظم.

ادمون الشدياق/04 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82022/%d8%a7%d8%af%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%82-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b9%d8%b8%d9%85-2/

 

 

 

 

The End of an Era, the Challenges of Iran after Suleimani/Charles Elias Chartouni/January 04/2020

The Iranian Imperial Adventurism and the Middle Eastern Tinderbox/Charles Elias Chartouni/January 03/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82031/charles-elias-chartounithe-end-of-an-era-the-challenges-of-iran-after-suleimani-the-iranian-imperial-adventurism-and-the-middle-eastern-tinderbox/

 

Analysis/The Four Critical Questions After the Assassination of Iran’s Soleimani/Anshel Pfeffer/Haaretz/January 04/2020
 
انشيل فايفر/هآرتس: الأسئلة الأربعة الحرجة بعد اغتيال قاسم سليماني
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/82024/%d8%a7%d9%86%d8%b4%d9%8a%d9%84-%d9%81%d8%a7%d9%8a%d9%81%d8%b1-%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%a6%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad/