LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 04 كانون الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january04.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

تقدمة يسوع في الهيكل وسمعان الشيخ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/قاسم سليماني واجه العدالة التي يستحقها

الياس بجاني/لا للتطاول والتعدي الظالم على د. عصام خليفة

الياس بجاني/لا حلول قبل تحرير لبنان من احتلال حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الإعتداء على رمزية عصام خليفة في زمن الثورة/انطوان الخوري طوق

اتهامية بيروت احالت ملف الدكتور خليفة على النيابة العامة

عصام خليفة... قضية رأي عام

النائب نديم الجميّل: تحولت إدارة الجامعة اللبنانية الى مكافأة تُعطى لمن ينفذ أوامر حزب الله

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 3/1/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 3 كانون الثاني 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ملامح تشكيل الحكومة اللبنانية: أسماء جديدة لمسميات قديمة

القوى السيادية: قضية د. عصام خليفة كشفت خضوع الجامعة الوطنية لقوة فوق سياسية

بعد الشائعات حول مقتله... الشيخ كوثراني بخير وفي لبنان

نصرالله نعى أبو مهدي المهندس وسليماني:الشعب العراقي لن يسمح لدمائهما ان تذهب هدرا

إسرائيل ترفع حالة التأهب على الحدود بعد اغتيال سليماني

حزب الله نفى سقوط شهداء لبنانيين في الغارة على العراق

الأحرار: المطلوب سماع صوت الشعب المنتفض وتصحيح مسار التأليف

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

قاآني خلفًا لسليماني

عراقيون يرقصون في الشارع بعد مقتل سليماني

مجلس الأمن القومي الإيراني يتوعد أميركا بـ"ثأر كبير"

بالاسماء - هؤلاء قُتلوا مع سليماني...!

ترامب: كان يجب اغتيال سليماني قبل سنوات

الكشف عن رسالة من بومبيو "رفضها" سليماني

بيان للسفارة الأميركية في لبنان بعد مقتل سليماني.. هذا ما طلبته من رعاياها

د.مصطفى علوش: هل فهم ابن سليماني ما معنى الموت بمتفجرة أو برميل بارود؟

من خطط ونفذ وأشرف.. تفاصيل هجوم السفارة الأميركية و"الاجتماع السري"

النهاية العبثية للجنرال قاسم سليماني

هكذا علّقت السعودية على مقتل سليماني

بعد سليماني... غارة أميركية جديدة بالعراق تقتل 6 من الحشد الشعبي

خيارات محدودة أمام إيران للرد على مقتل قاسم سليماني

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جثّة سليماني ومخالب "النسر الأميركي" التي "نسيناها"/فارس خشّان/الحرة

مئوية لبنان.. دولة لحزب الله خارج العالم العربي والغرب/منير الربيع/المدن

غصن في أحضان "العهد" بتواطؤ فرنسي وصمت حزب اللهي/منير الربيع/المدن

اغتيال سليماني: حزب الله يتشدد سياسياً ويهدأ عسكرياً/منير الربيع/المدن

تاريخ قاسم سليماني اللبناني: الكمائن والمفجّرون الانتحاريون/سامي خليفة/المدن

أمل" تغني الراب لشبِّيحتِها.. أدامهم الله في ديارنا/محمد أبي سمرا/المدن

مجدداً.. أزمة بنزين ومازوت تلوح في الأفق/عزة الحاج حسن/المدن

لا أعادَهُـمُ اللهُ عليكم/جوزيف الهاشم/الجمهورية

خيار لبنان ومعادلة الثورة/رفيق خوري/ اندبندنت عربية

كارلوس غصن والنُّحاة/سمير عطا الله/الشرق الاوسط

هل تصفّي واشنطن كل قادة الهجوم على سفارتها؟/ثناء علي/موقع درج

لبنان... وصلت ثورة الجياع!/راجح الخوري/الشرق الأوسط

مقتل سليماني… هل الرد من لبنان؟/هديل مهدي/موقع درج

مقتل سليماني رسالة للعبث الإيراني/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

البرق الأزرق... إيران إلى أين؟/إميل أمين/الشرق الأوسط

خصوم ترمب لن يهزموه بالكاريكاتير/أمير طاهري/الشرق الأوسط

مصير إدلب يرسم ملامح مستقبل سوريا/شارلز ليستر/الشرق الأوسط

أميركا وإيران.. الصراع القاتل على النفوذ/سامي كليب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

وزارة الخارجية عزت ايران والعراق: ندين عملية الاغتيال التي ذهب ضحيتها اللواء قاسم سليماني والحاج أبو مهدي ورفاقهما

الإعلام الأميركي يعلّق على مقتل سليماني.. هكذا وصفه!

جمعية المصارف: لاقفال جميع فروع المصارف في عكار حتى اشعار آخر

اسمعوا وعوا يا اصحاب المصارف لكل مواطن الحق بالعيش الكريم من ماله.

كارلوس غصن «لم يعد آمناً» حتى بعد وصوله لبنان.. محامون يحاولون سجنه بسبب زيارة سابقة له لإسرائيل

رئيس الجمهورية أمل ان تبصر الحكومة النور الاسبوع المقبل وابرق الى نظيريه الايراني والعراقي معزيا بسليماني والمهندس وصحبهما

بري استقبل سفيري فرنسا واليابان وأبرق الى خامنئي وروحاني ولاريجاني معزيا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

تقدمة يسوع في الهيكل وسمعان الشيخ

إنجيل القدّيس لوقا02/من25حتى35/كانَ في أُورَشَلِيمَ رَجُلٌ ٱسْمُهُ سِمْعَان. وكانَ هذَا الرَّجُلُ بَارًّا تَقِيًّا، يَنْتَظِرُ عَزَاءَ إِسْرَائِيل، والرُّوحُ القُدُسُ كانَ عَلَيْه. وكانَ الرُّوحُ القُدُسُ قَدْ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنَّهُ لَنْ يَرَى المَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبّ. فجَاءَ بِدَافِعٍ مِنَ الرُّوحِ إِلى الهَيْكَل. وعِنْدَما دَخَلَ بِٱلصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاه، لِيَقُومَا بِمَا تَفْرِضُهُ التَّورَاةُ في شَأْنِهِ، حَمَلَهُ سِمْعَانُ على ذِرَاعَيْه، وبَارَكَ اللهَ وقَال: «أَلآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ بِسَلام، أَيُّهَا السَّيِّد، بِحَسَبِ قَولِكَ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتا خَلاصَكَ،أَلَّذِي أَعْدَدْتَهُ أَمَامَ الشُّعُوبِ كُلِّهَا، نُوْرًا يَنْجَلي لِلأُمَم، ومَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل!.» وكانَ أَبُوهُ وأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا يُقَالُ فِيه. وبَارَكَهُمَا سِمْعَان، وقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: «هَا إنَّ هذَا الطِّفْلَ قَدْ جُعِلَ لِسُقُوطِ ونُهُوضِ كَثِيرينَ في إِسْرَائِيل، وآيَةً لِلخِصَام. وأَنْتِ أَيْضًا، سَيَجُوزُ في نَفْسِكِ سَيْف، فتَنْجَلي خَفَايَا قُلُوبٍ كَثيرَة».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

قاسم سليماني واجه العدالة التي يستحقها

الياس بجاني/03 كانون الثاني/2020

قتل سليماني هو عملياً وواقعاً قتل للهيبة الملالوية العسكرية الكاذبة والورقية وفرح الشعوب العربية بمقتله يبين كرهها واحتقارها لهذا النظام المذهبي والتوسعي والعدائي الحامل ثقافة وفكر ومنطق القرون الحجرية

 

لا للتطاول والتعدي الظالم على د. عصام خليفة

الياس بجاني/02 كانون الثاني/2020

التطاول على د.عصام خليفة اهانة واحتقار لكل لبناني سيادي واستقلالي وشريف وحر. عهد فاسد وبلد محتل وقضاء مسيس وطاقم سياسي ورسمي عفن

 

لا حلول قبل تحرير لبنان من احتلال حزب الله

الياس بجاني/02 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/81954/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%ad%d9%84%d9%88%d9%84-%d9%82%d8%a8%d9%84-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a7/

المرّض لا يعالج إن لم يتم تشخيصه والتعاطي معه بجدية وبشكل مباشر، وليس فقط التلهي بأعراضه.

في وطن الأرز، المرض السرطاني ومنذ العام 2005 هو احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي، ومن هنا فإن كل ما يعاني منه الوطن وأهله على كافة الصعد، وفي المجالات كافة هي كلها مجرد أعراض لمرض الاحتلال، وبالتالي لا خلاص ولا شفاء من خلال علاجات ترقيعية وآنية.

وفي هذا الإطار فإن فلا تغيير الحكومة واستبدال الوزراء بغيرهم ينهي الاحتلال ويعيد للبلد سيادته المصادرة، واستقلاله المسروق وقراره المهيمن عليه بالقوة.

ولا إقرار الموازنة مهما زينت وجملت نظرياً وفخخت عملياً وواقعاً لإفقار الناس أكثر وإسقاط الدولة سيكون لها أي تأثير على واقع الاحتلال.

وكذلك لن يفيد تعاظم الوعود والعهود ومعها زجليات وعنتريات العهد القوي وكل ما يقال ويشاع باطلاً عن نواياه الطيبة.

وفي نفس السياق عبثية وملهاة هي كل مسرحيات تبادل الاتهامات “من فج وغميق” بين أصحاب شركات الأحزاب التعتير التي اقترفت خطيئة الصفقة وداكشت الكراسي بالسيادة، ولا بينهم وبين غيرهم من السياسيين والإعلاميين أكانوا طرواديين أو ملجميين أو وطنيين.

كما أن لا جدوى من تهديدات عصابات ومافيات نفاق التحرير والممانعة والمقاومة والهروب إلى الأمام وإلهاء الناس بملفات يقولون أنها لعملاء لإسرائيل، في حين أن العمالة والعملاء هم في مكان آخر ومتفلتين من كل حساب ومحاسبة وفي مقدمهم جماعات نفاق المقاومة هؤلاء أنفسهم.

ولا خلاص بأي شكل من الأشكال ما دام حزب الله وأسياده في إيران يصادرون ويتحكمون بسيادة واستقلال وقرار لبنان.

وعلى الأكيد لا أحد من الخارج، لا أميركا ولا الدول الغربية ولا السعودية ولا غيرهم سيأتون لتحريرنا وتخليصنا مما نحن غارقين فيه.

الحل الوحيد فقط، والذي من بعده يبدأ العمل الصعب والمضني على حل كل مشاكل لبنان واللبنانيين هو تحرير البلد من احتلال حزب الله.

ولإنجاز التحرير هذا علينا أولاً أن نحرر أنفسنا من الخوف واليأس والاستسلام، ومن كل أوبئة السياسيين، ومن نفاق واسخريوتية أصحاب شركات الأحزاب، ومن الغرائزية والأطماع، ونجاهر بالحق والحقيقة ونقول لا لحزب الله، ولكل من هو في خدمة مشروعه في أي موقع كان.

وأول خطوة في سياق التحرير والتحرر هي كشف وتعرية كل أداوت الحزب المحتل من سياسيين وأصحاب شركات أحزاب ومسؤولين وإعلاميين وعزلهم والإتيان بطبقة سياسية شريفة ووطنية بديلة تخاف الله ويوم حسابه الأخير.

هذا عمل بإمكان كل مواطن أن يلتزم به وينفذه دون صعوبة وذلك برذل كل هؤلاء السماسرة ومحترفي الصفقات وفي مقدمهم أصحاب شركات الأحزاب والابتعاد عنهم وعدم السير ورائهم وتركهم كلياً.

يبقى أن الثورة الشعبية المستمرة بقوة منذ ما يزيد عن الشهرين أمر جيد وصحي ولكنها لن تحقق أية نتائج أساسية وسيادية ما لم تسمي مرض الاحتلال بإسمه وتتوقف عن التزلف والتملق له وتتركه بذمية وباطنية وخوف يتاجر بكذبتي المقاومة والتحرير.

وفي الخلاصة لا قيام للدولة في ظل الدويلة، وما لم تقوم الدولة المستقلة والسيادية والممسكة بقرار الحكم فلا حلول لا صغيرة ولا كبيرة وفالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الإعتداء على رمزية عصام خليفة في زمن الثورة

انطوان الخوري طوق/03 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/81989/%d8%a7%d9%86%d8%b7%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%b7%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d8%aa%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b1%d9%85%d8%b2%d9%8a%d8%a9-%d8%b9/

عصام خليفة ضمير الوطن ولن يقيده إدعاء او حكم جائر، ولا يمكن إلقاء القبض على الكلمة ولا على التاريخ.

 

اتهامية بيروت احالت ملف الدكتور خليفة على النيابة العامة

ليبانون فايلز/الجمعة 03 كانون الثاني 2020

 أحالت الهيئة الاتهامية في بيروت، ملف الدكتور عصام خليفة على النيابة العامة الاستئنافية في بيروت، تمهيداً لإحالته على محكمة الجنايات في بيروت، وتحديد موعد للاستجواب التمهيدي وبدء محاكمته بجناية "تقديم شهادة زور أمام القضاء"، في الدعوى المقامة ضده من رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب.

وفيما أعلن الدكتور خليفة أن وكيله القانوني سيميز قرار الهيئة الاتهامية، ويطلب إبطاله وتصديق القرار الظني الذي أصدره قاضي التحقيق في بيروت أسعد بيرم، ومنع عنه المحاكمة في هذا الجرم، نفذ عدد من الأساتذة الجامعيين والطلاب والمثقفين وناشطين في الحراك المدني، اعتصاماً أمام قصر العدل في بيروت، رفضاً لقرار الهيئة الاتهامية في بيروت، وإصدار مذكرة إلقاء قبض بحق خليفة، ثم انتقلوا للاعتصام أمام الإدارة المركزية للجامعة اللبنانية في المتحف، وطالبوا بإبعاد ملف الجامعة اللبنانية عن التسييس.

 

عصام خليفة... قضية رأي عام

ليبانون فايلز/الجمعة 03 كانون الثاني 2020

تحولت قضية دعوى رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد ايوب ضد الدكتور عصام خليفة، الى قضية رأي عام، ولم تعد قضية قضائية محصورة بالشخصي وبتهمة القدح والذم. فالدكتور خليفة اكاديمي عتيق ومتمرس ومقاتل في سبيل الجامعة اللبنانية ورفعة شأنها. إستنئاف الدكتور ايوب قراري قاضي التحقيق في بيروت اسعد بيرم الظنيين، الصادرين في تاريخي 13/6/2019 و19/11/2019 ، اللذين فصلا بالدعوى المقدمة من أيوب ضد خليفة بجرم القدح والذم، ومنع بموجبهما المحاكمة عن خليفة، لم يعد مجرد إجراء قضائي، بل تحول الى محاولة تأديب عبر استخدام القضاء بحق خليفة ، وهو المدافع عن الجامعة اللبنانية وعن مستواها وعن حقوق اساتذتها، برغم ان البعض يعتبر ان هدف خليفة كان الوصول الى رئاسة الجامعة. وهذه هي ليست المواجهة القضائية الاولى بين الرجلين، اذ كانت الخلافات قد بدأت بين ايوب وخليفة على خلفية مطالبة خليفة ايوب، بتقديم الوثائق وكشف الحقائق، في شأن ما قيل عن شهادةٍ أكاديمية مزوّرة لرئيس الجامعة. وهذه المطالبة كلفته 6 دعاوى حتى الآن، كما يقول خليفة. لذلك يعول الرأي العام دائما على القضاء النزيه لإعطاء الحق الى اصحابه.

 

النائب نديم الجميّل: تحولت إدارة الجامعة اللبنانية الى مكافأة تُعطى لمن ينفذ أوامر حزب الله

تويتر/الجمعة 03 كانون الثاني 2020

كتب عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميّل عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "تحولت إدارة الجامعة اللبنانية الى مكافأة تُعطى لمن ينفذ أوامر حزب الله. لم تعد الجامعة لبنانية كما أردناها أن تكون لجميع اللبنانيين. نحن معك د. عصام خليفة".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 3/1/2020

وطنية/الجمعة 03 كانون الثاني 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

احبس انفاس وغليان في المنطقة إثر ضربة تكاد تكون الاقوى التي تتلقاها الجمهورية الاسلامية منذ قيامها.

عملية اميركية بأمر مباشر من ترامب استهدفت قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس..

فالرجل الذي استهدفته الولايات المتحدة بغارة في بغداد، يعتبر ثاني اهم قيادي في البلاد بعد مرشد الثورة علي خامنئي وهو يعتبر رأس حربة ايران في المنطقة..

حتى الساعة، لا تحديد بعد لطبيعة الرد الايراني وكل الاحتمالات مفتوحة غير ان المؤكد ان الانتقام سيحصل فخامنئي الذي ترأس لاول مرة اجتماع مجلس الامن القومي هدد الولايات المتحدة بأن انتقام إيران سيكون ساحقا، واعلنت أعلى هيئة امنية ايرانية ان الهجوم على سليماني أكبر خطأ استراتيجي، ترتكبه الولايات المتحدة وسيكون وبالا عليها وعلى المجرمين ان يترقبوا انتقاما قاسيا في الوقت والمكان المناسبين.

هذه التهديدات رد عليها بومبيو مغردا ان الولايات المتحدة ستحمي شعبها ومصالحها فيما ابلغ لافروف بعدم التصعيد مع ايران.

ووسط التهديد والوعيد هل يمكن القول اننا على شفير حرب بين طهران وواشنطن وهل سترد ايران على هذه الضربة الاميركية الموجعة في العراق ام في ساحة اخرى..

وعلى وقع التهديدات ترقب لتداعيات هذا الحدث على الساحة اللبنانية وسيكون للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة يوم الأحد المقبل خلال مراسم تأبين سليماني والمهندس في الضاحية..

والسؤال المطروح هل سيكون لهذا الحدث انعكاس على مسار التأليف الحكومي الذي يبدو ان مسودة التشكيلة تنتظر اسقاط بعض الاسماء في الحصة المسيحية، بعدما تم تذليل معظم العقد باستثناء مسألة التمثيل الدرزي التي لم تحسم بعد، ما يعني ان الولادة قد تكون مطلع الاسبوع المقبل على أبعد تقدير.. واشارت المعلومات الى لقاء يفترض ان يجمع رئيس الجمهورية الى الرئيس المكلف حسان دياب، وقد تمنى الرئيس عون ان تبصر الحكومة النور الاسبوع المقبل مؤكدا ان العمل جار لتأليفها من وجوه جديدة من الاختصاصيين تتولى معالجة الاوضاع القائم وتتجاوب مع توجهات اللبنانيين وتطلعاتهم..

البداية من عملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

سليماني حكيم قوة القدس ... والمهندس الشعبي للحشد المقدس ... شهيدان.

شهيدان قاما ... فيلق وحشد قادا والعين على النصر والقلب على الشهادة... والبوصلة دائما فلسطين وعزة الأمة .. وللقصة بقية تأتي ....

على مقياس رد الفعل وعود بأن يكون الرد على الجريمة وتجاوز الخطوط الحمر (قاسما ومهندسا) وبلغة العسكر حاسما وواضحا.

هذا الأمر تجلى واضحا في الموقف الرسمي للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بعد اجتماعه الطارئ الذي ترأسه للمرة الأولى مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي، حيث دعا المجلس المجرمين إلى أن يترقبوا إنتقاما قاسيا وأعتبر أنه على واشنطن أن تدرك أنها إرتكبت أكبر خطأ إستراتيجي.

وفيما اكتفى ترامب بتغريدة خالية من الكلمات إلا من صورة العلم الأميركي كتعليق أول، أكد السيد خامنئي أن انتقاما قاسيا سيواجهه المجرمون فيما تتالت ردود الفعل الدولية على قدر هذا العدوان الأميركي الخطير وأبرزها من وزارة الدفاع الروسية، التي أعتبرت ان العملية الأميركية تعبر عن قصر نظر فيما نظرت فرنسا وبريطانيا وتركيا بقلق الى المسار الذي يمكن أن تسير فيه المنطقة.

في لبنان أبرق رئيس الجمهورية ميشال عون إلى القيادتين الإيرانية والعراقية معزيا.

اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فأبرق إلى المرجعية والقيادة الإيرانيتين معزيا بمن وصفه بأنه إبن وفي من أبناء الثورة الإسلامية الإيرانية وقائد طليعي في مقاومة الإحتلال إينما حل، وأبرق أيضا معزيا إلى رئيس الحكومة العراقية والمرجعيات الرشيدة في العراق.

كما أكدت حركة أمل على أن طريق فلسطين كانت وستبقى لب الصراع في مواجهة الصهيونية.

مراسم تأبين يقيمها حزب الله بعد غد الأحد للشهيدين سليماني والمهندس في الضاحية الجنوبية، يتخللها كلمة للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي كان قد أكد اليوم أن القصاص العادل من قتلة سليماني مسؤولية المقاومين على امتداد العالم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

وما قتلوه، بل رفعه الله عزيزا.. بعد أن اتم مناسك الجهاد، ارتقى شهيدا..

طاف بلاد المستضعفين، وسعى بين جبهات المقاومين، ورجم كل صنوف الارهاب والمستكبرين، ارتوى من زمزم الصبر، وفدى شعوبا بسني العمر، فكان جزيل البذل على طريق فلسطين ..

وما قتلوه، وهو المقاوم الابدي، له طيف وحواريون، شربوا من معين عمقه الممتد من تلك الثورة العصية على كل جور السنين..

قاسم لمحور شرهم، وسليماني القدس وقائد فيلقها، وبعد… لن ينال نملهم من صلابة منسأته، وطوع يديه ملائكة مجاهدون، وهدهده بشارة نصر تلو نصر، من بيادر الجنوب اللبناني الى قفار الشام العربي، المملوءة عزا والمروية دما حتى كان الفتح.. وفيما قلبه كان يلهج دعاء للاطفال اليمنيين، كانت يداه تكدان دفاعا عن العراقيين، فكان قاهر الاميركيين في غزوتهم الاولى، والقاضي على اذنابهم الداعشيين والرادع لابنائهم الاسرائيليين، والحامل وجع ارامل العراق وايتامه وشبابه وشيوخه وكل الوان طيفه..

وحيث كان النصر، كان الجزاء شهادة، والصحبة مهندس محترف لكل صنوف الجهاد والوفاء، المنتمي لامة ما قبلت ذلا امريكيا ولا صهيونيا ولا تكفيريا، فكان الحجي قاسم كما سماه العراقيون ومعه ابو مهدي المهندس لعز العراق واهله، توأمي قيادة وجهاد وشهادة..

وكل شهادات عارفيه ان قبلة جهاده وفكره ونضاله، فلسطين كل فلسطين، اليها وصلها دمه الطاهر، وسيصلها اترابه المجاهدون، يرونه بعيدا ونراه قريبا، مع فيض الدم الهادر من بغداد ملاحقا كل المعتدين..

وعلى المجرمين ان يترقبوا انتقاما شديدا كما أكد الامام السيد علي الخامنائي، وجدد المجلس الاعلى للامن القومي الايراني، فجريمة الاميركيين أكبر خطأ استراتيجي لن ينجوا من عواقبها، قال المجلس، وعليه اتخذ القرار المناسب بالرد على اغتيال اللواء سليماني في الوقت والمكان المناسبين..

وبتوقيت الشهداء، والمعرفة بجهادهم ونضالهم، وكثير مخازن اسرارهم، يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عند الثانية والنصف من عصر الاحد معزيا ومباركا ومؤكدا المضي على طريق الجهاد حتى تحقيق كل ما كان يعمل لاجله سيد شهداء محور المقاومة قاسم سليماني والقائد الكبير ابو مهدي المهندس ورفاقهم من الشهداء.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

الجنرال قاسم سليماني... الإسم الذي كان يتردد في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين منذ نحو ربع قرن، تاريخ تعيينه قائدا لفيلق القدس في إيران، سقط ليل الخميس - الجمعة بصاروخ أميركي إستهدف سيارته عندما كان خارجا من مطار بغداد عائدا ربما من دمشق وربما من بيروت، وتم التعرف إليه من خاتم في إصبعه.

الضربة التي تلقتها إيران ربما هي الأقسى منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، صحيح أن إيران تلقت منذ نشوء الجمهورية الإسلامية ضربات موضعية، لكن اغتيال الجنرال سليماني يعتبر من أقسى الضربات خصوصا أن له بصمات بارزة في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، إلى درجة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في تغريدة له إن "الجنرال قاسم سليماني أسقط آلاف الأميركيين بين قتيل وجريح على مدى فترة طويلة من الوقت وكان يدبر لقتل المزيد والمزيد".

وما إن أعلن عن مقتل الجنرال سليماني حتى بدأ الترقب يسود وبدأت التساؤلات تكبر... أين سترد إيران؟ ومتى؟ ما هي الإنعكاسات في المنطقة ولاسيما في الدول المعنية كلبنان؟ وإذا صح أن سليماني كان في بيروت قبل توجهه إلى العراق، فما هي المهمة التي كان فيها في بيروت؟ في أي حال، موقف حزب الله سيعبر عنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بعد غد الأحد.

في سياق آخر، لبنان ما زال منشغلا بما يقال انه قرب ولادة الحكومة، في هذا المجال تقاطعت المعطيات عند أن الولادة باتت بين يوم وآخر، وعلى ابعد تقدير مطلع الأسبوع المقبل. وتضيف المعطيات أن أسماء كانت حسمت ثم عادت وسحبت من التشكيلة لتحل محلها أسماء أخرى، وهذا التبديل ينطبق أكثر مما ينطبق على الأسماء المسيحية فيما لا إشكاليات على الأسماء الشيعية والسنية، ليبقى السؤال: كيف سيتلقف المجتمع الدولي الحكومة الجديدة؟ وماذا سيكون عليه موقف الثورة في حال لم تأت الحكومة على قدر تطلعاتها؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

ما حدث على أرض العراق ليس تفصيلا، ولن يكون عابرا.

فالمستهدف قوة دولية عظمى، والمستهدف قوة إقليمية عظمى. أما الشهيد الأبرز، فالمسؤول العسكري الإيراني الأبرز، الذي لعب أدوارا محورية على الساحات العربية المشتعلة، خصوصا في العقد الأخير.

طهران توعدت بالرد على ألسنة كبار مسؤوليها وهيئاتها. أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فعلق مغردا: ايران لم تربح يوما في حرب، ولكنها لم تخسر أبدا في مفاوضات.

وإذا كان حبس الأنفاس سيد الموقف على المستويين الإقليمي والدولي، فالموعد مع سيد المقاومة في لبنان الأحد المقبل، لرصد الموقف والتوجهات.

وفي غضون ذلك، يبقى أن بين العراق ولبنان، ترابط تاريخي في الأحداث.

فانقلاب عبد الكريم قاسم الذي أطاح النظام الملكي العراقي تزامن مع ثورة 1958 في لبنان، والاجتياح العراقي للكويت تلاه الدخول السوري إلى قصر بعبدا عام 1990، والحراك الشعبي الأخير في لبنان ترافق مع تطورات شعبية ثم أمنية متسارعة على أرض العراق.

وفيما يترقب اللبنانيون ولادة حكومتهم الجديدة، على وقع فشل جديد لنهج قطع الطرق، أمل في ألا تعرقل الأحداث على أرض العراق المسار الدستوري الداخلي، وفي هذا السياق، فأعرب رئيس الجمهورية عن امله في ان يسهم تشكيل الحكومة في تعزيز الاجواء الايجابية، لا سيما مع الدول الراغبة بمساعدة لبنان، متمنيا ان تبصر الحكومة النور الاسبوع المقبل، ومؤكدا ان العمل جار لتأليفها من وجوه جديدة من الاختصاصيين.

وشدد الرئيس عون على ان ما حدث اخيرا على الساحة الداخلية يشكل عبئا كبيرا، وعلينا في المقابل الخروج منه ومن الازمة الاقتصادية الراهنة، مذكرا بأن ممارسات خاطئة عدة حصلت خلال السنوات الاخيرة اوصلت البلاد الى ما هي عليه حاليا، خصوصا على الصعيد المالي والتعامل بالدولار.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

طريق دونالد ترامب الثانية إلى البيت الأبيض أقلعت ليلا من مطار بغداد..في اعتداء هو الأخطر على دولة العراق أوقع شهداء النخبة..قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

قال ترامب كل ما عنده بالدم.. أجرم حد الاعتراف والفخر بالقتل واغتال على الطريقة الإسرائيلية.. لكن إيران لم تكشف عن مخزونها الثقيل في الرد، فيما أعلن البرلمان العراقي جلسة استثنائية الأحد لبحث الضربة الجوية الأميركية على أرض العراق.

وقبل مراسم تشييعه أودعت إيران في المنطقة خلف قائد فيلق القدس قاسم سليماني، واختارت الجنرال إسماعيل قاآني لاستكمال الطريق إلى القدس، وهو أحد أبرز قادة الحرس الثوري في حرب السنوات الثماني بين العراق وإيران الذي وجدت في سيرته الذاتيه أنه ملم بدول الجوار.

وهذه الدول لم تخرج في المواقف عن ردود الفعل الداعية الى ضبط النفس مع ابداء القلق، لكن المواقف لم تستطع ان تتجاهل ان اغتيال قاسم سليماني وشبيهه العراقي ابو مهدي المهندس، قد وضع المنطقة في تحول إستراتجي وإن اختلفت التوقعات حول السيناريوات المحتملة، هذا الاغتيال يكرس تبدلا كبيرا في قواعد اللعبة وقواعد الاشتباك.

لا أحد يريد الحرب، لأن الحرب ستكون مدمرة على الجميع وهو ما حاول إبرازه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشغلا هواتفه بكل اتجاه، لاسيما صوب المحرك الروسي في المنطقة معلنا أنه يستبعد الحرب .. لكن من الصعب الافتراض أن طهران لن تثأر بمقتل مهندس نفوذها الإقليمي لأن كرامتها مست في الصميم. وستحاول الرد على المستوى نفسه تحت سقف عدم الإنجرار إلى حرب مفتوحة لا يرغب فيها أحد.

ستلجأ إلى أوراق الضغط في نقاط تماسها مع الأميركي في المنطقة من أفغانستان شرقا إلى مكان الحدث في العراق نفسه. ليلة المطار أدخلت المنطقة في مسار خطر وحاسم مع توقع تعديل في قواعد الاشتباك .. فهل تنعكس هذ القواعد استعجالا في تأليف حكومة لبنان؟ بالتمنيات أمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن تبصر الحكومة النور الاسبوع المقبل بوجوه من الاختصاصيين ما يعزز ثقة الخارج والداخل في آن واحد ويساهم في تعزيز الأجواء الإيجابية لا سيما مع الدول الراغبة في مساعدة لبنان وبالأفعال فإن الرئيس المكلف حسان دياب يخضع تشكيلته للتعديل الأخير قبل أن يصعد بلائحة الثمانية عشر إلى قصر بعبدا .. مستبقا ذلك بالاستماع الى الاراء السياسية لكن من دون أن تلزمه قيودها لكن الحرب على الحكومة الطالعة نحو التأليف يخوضها قطاع الطرق بالوان الحريرية السياسية تارة .. وقواتية تارة اخرى ..وهم لا يقطعون الشوارع على حكومة ستخرج الى النور قريبا بل على مواطنين يقعون رهينة طرق مسلوبة من احزاب قررت ان تحارب دياب عبر عذابات الناس.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

انه زلزال كبير يهز المنطقة، ولبنان ، مبدئيا، لن يكون بمنأى عن ارتداداته. عنوان الزلزال: اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني بأمر مباشر من الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

الرواية الاميركية تقول ان ترامب اتخذ القرار بناء على معلومات استخباراتية تؤكد ان سليماني يخطط للقيام باعمال كبيرة في المنطقة تعرض حياة المئات من الاميركيين للخطر. سواء صحت الرواية الاميركية ام لا فالثابت ان أميركا تجاوزت الخطوط الحمر وعرضت الهيبة الايرانية لاهتزاز كبير. وبالتالي فان الرد من ايران واذرعها الموزعة في المنطقة آت لا محالة، اي ان الشرق الاوسط دخل من جديد في دائرة البارود والنار. وأكبر دليل على ذلك ان آية الله علي خامنئي اعلن الحرب المقدسة وجهاد المقاومة، متوعدا الاميركيين بنصر حاسم عليهم.

الواضح من المواقف الايرانية ان رد طهران لن يقتصر على منطقة واحدة، بل سيكون لا مركزيا بحيث يشمل كل المناطق والبلدان التي تملك فيها ايران قوة عسكرية او امنية.

فهل ايران قادرة حقا على الرد؟ واذا كان الجواب بالايجاب فمتى سترد ؟ واين؟ وهل يشمل الرد لبنان بحيث نتحول من جديد الى ساحة من ساحات التنازع بين اميركا وايران، بل هل نتحول صندوق بريد متفجرا لرسائل تكتب بالدم والدموع؟

محليا، الطبخة الحكومية أضحت شبه جاهزة الا في بعض التفاصيل التي لا تغير في الجوهر شيئا. والجوهر ان حكومة حسان دياب لا تختلف في شيء عن الحكومات التي سبقتها. فتشكيل الحكومة العتيدة يرتكز كما تشكيل الحكومات السابقة على المحاصصة السياسية والطائفية والمذهبية، وعلى مبدأ "مرقلي ت مرقلك". فكأن السياسيين لم يتعلموا مما حصل في السابع عشر من تشرين الاول وبعده، وكأنهم ينكرون ان هناك انتفاضة اندلعت. والانكى ان السياسيين واركان السلطة يتصورون ان بامكانهم الضحك على الشعب عبر الاتيان بوزراء يوحي ظاهرهم انهم تقنيون ومستقلون، لكنهم في الحقيقة تابعون للسياسيين الذين سيدخلونهم جنة الحكم والحكومة.

على اي حال الحكومة العتيدة ينتظر ان تولد في مطلع الاسبوع المقبل على ابعد تقدير وستعجل الضربة الاميركية في ولادتها ، لكنها ستكون محاصرة من اربع قوى: القوى السياسية المعارضة، الشوارع الطائفية والمذهبية الرافضة، قوى الانتفاضة الشعبية والمجتمع الدولي. باختصار انها حكومة بدلا من ان تخرج لبنان من ازمته، ستجعله محاصرا من الداخل ومن الخارج. فهل يتحول لبنان غزة ثانية في منطقة تلتهب وتعيش فوق برميل من بارود؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 3 كانون الثاني 2020

وطنية/الجمعة 03 كانون الثاني 2020 ة

 الأنباء

-حظوظ المرأة حكوميا تتراجع‎ ‎

بعد الأجواء التي تداولتها وسائل إعلام عن توزير أكثر من وجه نسائي في الحكومة المقبلة، ‏فإن التسريبات الأخيرة للأسماء توحي أن حظوظ المرأة لن تكون كبيرة.

‎‎تناغم واضح

يظهر التناغم الواضح بين الدولة اللبنانية ودولة غربية في المواقف بما يتعلق بقضية كارلوس ‏غصن على خلاف طبيعة التواصل القائم مع دولة أخرى معنية في القضية.

‎‎- اسم يرتبط بقطع الطرقات

الدعوات للعودة الى قطع الطرقات في بعض المناطق ترتبط بأحد الناشطين الذين كانوا محط ‏الكثير من التساؤلات كما ارتبط اسمه بقضية قضائية مؤخرا.

النهار

عُلم أنّ شاباً قدم إلى إحدى بلدات الجبل ورفع علم "حزب الله" ما أثار التساؤلات حول الخطوة لتُحل المسألة لاحقاً مع ‏المعنيين على خلفية أنّ من قام بهذه الخطوة إنّما من تلقاء نفسه ولا علم للقيادة بفعلته.

تردد ان الجنرال قاسم سليماني زار بيروت قبل عشرة ايام والتقى السيد حسن نصرالله للتشاور في عدد من الملفات ‏الاقليمية من لبنان مرورا بسوريا وصولا الى العراق.

بدأ مرفق حيوي جوي يعيد برمجة وتخفيض عدد الرحلات ويقوم بإجراءات تقشفية قبل أي خطوة لصرف ‏الموظفين على الرغم من الأرباح التي جناها في الاعوام الماضية، وقد تُتّخَذ تدابير أخرى قاسية إذا استمرت الأوضاع ‏على ما هي عليه خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

تردد ان وزيرا سابقا امتنع عن كيل المزيد من الشتائم لاحد رجال الاعمال بعدما سدد له الاخير دفعة بمئات آلاف ‏الدولارات بواسطة احد المصارف.

يحكى ان وزيرا فاتح مسؤولا اميركيا بطلب عمولة لقاء تسهيل عمل الشركات النفطية الاميركية في لبنان لكن الاخير ‏قال ان الموضوع لدى الشركات ويخرج عن اطار عمله.

لم يتضح الخلاف مع شركة التأمين في تلفزيون لبنان ما بين وزير الاعلام ونقابة العاملين ما جعل الموظفين من دون ‏تأمينات بدءا من رأس السنة موعد انتهاء العقد وعدم تجديده او توقيع البديل.

أسرار اللواء

توقع دبلوماسي غربي أن تحدث قضية رجل أعمال وصل حديثاً إلى بيروت، مجموعة معقدة من الأزمات، تنعكس ‏سلباً على لبنان.

لوَّح الرئيس المكلف بالاعتذار إذا استمرت الفيتوات على أسماء يقترحها لتكون من فريقه أسوة برئيس الجمهورية..

ترددت معلومات أن حزباً بارزاً رفع أجور ومرتبات العاملين في مؤسساته بنسبة تعادل ما خسرته بالليرة اللبنانية ‏جرّاء ارتفاع الدولار.

نداء الوطن

لوحظ أن مرشحاً لتولي حقيبة المال غاب عن "المداخلات" الإذاعية والتلفزيونية منذ لحظة تسريب اسمه ليكون من ‏حصة الرئيس نبيه بري في حكومة "المستقلّين".

يتردد أن القوى السياسية تعمدت طرح أسماء غير معروفة للتوزير، في حين يتم الحديث عن "مفاجأة" في اسم وزير ‏الأشغال.

عُلم أن المرشح لتولي وزارة الاتصالات عثمان سلطان هو رئيس تنفيذي لشركة DU في الإمارات وكان قد تنحى عن ‏منصبه ليخلفه رئيس آخر بدءاً من مطلع العام 2020‏.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ملامح تشكيل الحكومة اللبنانية: أسماء جديدة لمسميات قديمة

العرب/04 كانون الثاني/2020

يسعى رئيس الحكومة اللبنانية المكلف حسان دياب إلى تقديم تشكيلة حكومية تقبل بها الدول المانحة، فيما يعي جيدا أن أزمة لبنان لا يمكن حلها إلا عن طريق مساعدات دولية عاجلة، وأن مصادر هذه المساعدات لن تفعل شيئا إذا لم تأت الحكومة مطابقة للمواصفات التي تنتظرها الدول الداعمة. لكن في المقابل تلوح في الأفق تشكيلة حكومية تخضع للمحاصصة الحزبية. بيروت - يتابع المراقبون في لبنان ما يمكن للتصعيد الأميركي الإيراني، إثر اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، أن يكون له من تداعيات مباشرة على عملية تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب.

وفيما يرى البعض منهم أن الحدث قد يؤخر عملية التشكيل بانتظار انقشاع ضباب هذه المرحلة وتأثيراتها على موازين القوى في المنطقة، يرى آخرون أن الحدث قد يسرّع من عملية التأليف بغية قطع الطريق على أي بدائل قد تهدد قوة نفوذ حزب الله في لبنان. وكانت المعلومات، بعد اجتماع دياب مع وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة جبران باسيل، قد أوحت بالإيجابية، لاسيما أن باسيل نفسه كان قد أعلن قرب ولادة الحكومة. ويلفت مراقبون إلى أن التسريبات حول هذا الشأن تفيد بأن رعاة دياب السياسيين قد اتفقوا على الصيغة المثلى لإرضاء التيارات السياسية المتحالفة مع حزب الله. وتسعى هذه الصيغة للحفاظ على حدود دنيا من التوازن الطائفي، على أن تشكل الوجوه الجديدة صدمة يراد لها أن تكون إيجابية علّها تخفف من احتقان الشارع المنتفض منذ أكثر من شهرين في لبنان. وكانت المعلومات قد رجحت ولادة الحكومة قبل الاثنين المقبل، إلّا أن التطورات الدراماتيكية في العراق قد تدفع إلى تعديل في توقيت هذا الإعلان. وتتخوف بعض المراجع السياسية أن تكون الحكومة الجديدة عنوانا للضغوط التي يمكن أن يمارسها المجتمع الغربي على إيران في حال تمدد التوتر العسكري الحالي باتجاه لبنان، ولو عن طريق التهديد.

رعاة حسان دياب السياسيون اتفقوا على الصيغة المثلى لإرضاء التيارات السياسية المتحالفة مع حزب الله

ويرى هؤلاء أن دياب الذي يعمل على تقديم تشكيلة حكومية تقبل بها الدول المانحة قد تجابه بعدائية كاملة من هذه الدول، خصوصا وأن هذه الحكومة لا تمتلك الحصانات الكافية التي تمكنها من حماية لبنان من أزمة دولية خطيرة من هذا النوع. وكانت آخر المعلومات قد تحدثت عن أن الحكومة ستضم 18 وزيرا موزعين على الطوائف وفق التقليد النصفي بين المسلمين والمسيحيين، على أن تحتفظ بعض الطوائف بوزاراتها داخل تشكيلة حكومة سعد الحريري المستقيلة مع تغيير في وجوه الوزراء. وقالت المعلومات إن حزب الله سيحتفظ بوزارة الصحة (على الرغم من المعارضة الأميركية السابقة على الأمر بما أثر على برامج التعاون الأميركي مع الوزارة)، لكنه سيستبدل الوزير الحالي جميل جبق، وهو طبيب، بطبيب آخر من منطقة البقاع وصف بأنه مستقل غير حزبي. وتضاربت المعلومات حول هوية وزير الحزب الثاني بانتظار حسم اسم حقيبته. وقالت المعلومات إن رئيس مجلس النواب زعيم حركة أمل سيتخلى عن توزير، مساعده للشؤون السياسية، الوزير علي حسن خليل لوزارة المالية، لصالح المختص في الشؤون المالية غازي وزني. فيما سيختار شخصية بقاعية لتولي وزارة الزراعة. والظاهر أن دياب ذاهب إلى تجاوز الضغوط التي تمارسها مراجع الطائفة السنية وأن 3 شخصيات سنية (إضافة إلى دياب) ستدخل حكومته. وعلم أن من سيتولى وزارة الداخليّة هو القاضي فوزي فيما ستسند وزارة الاتصالات إلى عثمان سلطان الذي كان يتولى سابقا منصب الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات الإماراتية “دو”، علما أن خبرته في هذا القطاع تعود إلى 30 عاما، وفي أكثر من دولة. وفيما أثيرت في الأيام الأخيرة عقدة التمثيل الدرزي، بحيث اجتمعت شخصيات سياسية متعارضة مثل وليد جنبلاط ووئام وهاب وطلال أرسلان وشيخ العقل على التنبيه من غبن قد يصيب الطائفة الدرزية، تحدثت معلومات عن اتفاق على تولي الدكتور رمزي مشرفيّة بصفته شخصية درزية مستقلة، مع رفض لوزارة البيئة التي تتجنّبها غالبيّة القوى السياسيّة.

ومع ذلك فقد غرّد وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال وائل أبوفاعور، المقرب من جنبلاط، معتبرا أن “الحكومة المقبلة ستكون حفلة تنكرية بامتياز، أسماء جديدة لمسميات قديمة، العقل الاستبدادي الجشع نفسه يتحكم بالتأليف، يزيدون مكاسبهم بحقائب إضافية، يزدرون المكونات الوطنية المؤسسة بحقائب ثانوية، ويتذاكون على مطالب المواطنين بالحراك. أسقطنا محاولات التحجيم والإلغاء سابقا وسنسقطها في المستقبل”.

ووسط غموض يكتنف هوية التمثيل المسيحي تردد اسم رئيس جمعية الصناعيين السابق جاك صراف لوزارة الصناعة، كما تردد اسم رجل الأعمال وديع العبسي لدخول الحكومة. وجرى تداول أسماء عديدة في الساعات الأخيرة تمّ نفي بعضها من قبل التيار الوطني الحر، مع العلم أن التيار ما زال يروج بأنه داعم لوزراء اختصاص مستقلين. ويتمسك رئيس التيار جبران باسيل بهذه الحجة لتبرير موقفه قبل أسابيع برفض المشاركة في حكومة يترأسها الحريري واشتراطه خروج الأخير من الحكومة ليقبل الخروج من الحكومة الجديدة. ولم يظهر حتى الآن من الذي سيتولى وزارة الأشغال التي سيحتفظ بها تيار المردة بزعامة الوزير الأسبق سليمان فرنجية. ورجحت المصادر أن يتمثل حزب الطاشناق الأرمني بسيدة هي فارتي كيشيشيان المتخصصة في علم الاجتماع لتولي حقيبتي الإعلام والثقافة. وتقول بعض المصادر أن العراقيل الكبرى التي أثارتها أحزاب 8 آذار قد زالت، وأن ما قد يؤخر إعلان الحكومة هو حالة التريث التي فرضها الحدث العراقي بعد اغتيال سليماني. ورجحت المصادر جلاء الصورة خلال الساعات المقبلة بعد وضوح الصورة في طهران وواشنطن وكذلك وضوح المواقف الدولية بشأن الأزمة الحالية، وبالتالي تداعياتها اللبنانية. وكانت وزارة الخارجية اللبنانية قد عبرت، الجمعة، عن قلقها ممّا حصل في بغداد وأعلنت في بيان أنها “تدين عملية الاغتيال التي ذهب ضحيتها اللواء قاسم سليماني والحاج أبومهدي المهندس ورفاقهما، وتعتبرها انتهاكا لسيادة العراق وتصعيدا خطيرا ضد إيران من شأنه زيادة التوتر في المنطقة”. ‏وأكد البيان أن “لبنان يشجع دوما على تغليب منطق الحوار وضبط النفس والحكمة لحل المشاكل بدلا من استعمال القوة والعنف في العلاقات الإقليمية والدولية كما تدعو إلى تجنيب المنطقة تداعيات الاغتيال وإبعاد لبنان عن انعكاسات هذا الحادث الخطير، لأنه أحوج ما يكون إلى الاستقرار الأمني والسياسي لتأمين خروجه من الأزمة الاقتصادية والمالية ‏الخانقة”.

 

القوى السيادية: قضية د. عصام خليفة كشفت خضوع الجامعة الوطنية لقوة فوق سياسية

03 كانون الثاني/2020

عقد “لقاء سيدة الجبل” بالشراكة مع حزبي الكتائب اللبنانية والوطنيين الاحرار اجتماعاً استثنائياً في مكاتبه في الأشرفية وأصدر البيان التالي:

استنكر المجتمعون إصدار الهيئة الاتهامية في بيروت مذكرة “إلقاء قبض” على الأكاديمي الوطني الدكتور عصام خليفة، الذي كان همه ولا يزال، إنقاذ الجامعة اللبنانية من الأجندات المذهبية والسياسية التي تهدد بانهيارها. ففي زمن الثورة، اعتمدت السلطة الفاسدة اسلوباً بوليسياً ينال من شفافية القضاء، اكثر مما ينال من رمز للنضال النقابي مدافع بالوثائق التي جمعها عن حدود لبنان البرية والبحرية. ويندرج القرار المستنكر في إطار سياسة كم الأفواه وتعطيل حرية الرأي، ارضاءً لمن يحتمي بسلطةً الفساد والميليشيات التي لم توفر  منذ 17 تشرين الأول وسيلة لتقويض الثورة.

ورأى المجتمعون أن قضية الدكتور عصام خليفة كشفت خضوع الجامعة الوطنية اللبنانية لقوة فوق سياسية تسيّر أمورها. وهم يدعون أساتذة الجامعة وطلابها الى تحويل معركة التضامن والدفاع عن الدكتور  خليفة الى معركة لاسترداد جامعتهم  الوطنية من المحاصصة كخطوة لا بد منها في إطار انتفاضة اللبنانيين لاستعادة كرامتهم وحقوقهم بوطن سيد وقضاء حر مستقل.

وأكّد المجتمعون أخيراً على الآتي:

لا لجامعة المربعات السياسية والحزبية نعم لجامعة المواطنة والكفاءة والشفافية والمسائلة والمحاسبة.

لا لترهيب الأساتذة والباحثين وقمعهم ومنعهم عن التعبير نعم لحصانة الاستاذ المعنوية والعلمية.

لا للقضاء الاستنسابي. إن القرار القضائي الجائر بحق الدكتور خليفة يضرب محاولات تحسين صورة القضاء التي أمعن فيها الحكم تشويهاً واستغلالاً

اطلاق ورشة الثورة التربوية بدءًا من الجامعة اللبنانية.

وحضر الاجتماع كل من: الوزير السابق سليم الصايغ والنائب نديم الجميل والنائب السابق فارس سعيد والمهندس نمر شمعون والدكتور توفيق كسبار والسيدات ربى كبارة وحُسن عبود وسناء الجاك والاساتذة غسان مغبغب وميشال رجي وايلي القصيفي وايلي الحاج وايلي كيرللس وسعد كيوان وأمين بشير وادمون رباط وطوني حبيب.

 

بعد الشائعات حول مقتله... الشيخ كوثراني بخير وفي لبنان

وكالات/الجمعة 03 كانون الثاني 2020

اكدت مصادر موثوقة في حزب الله لموقعنا، ان لا صحة لما تردد عن استشهاد مسؤول الملف العراقي في  الحزب الشيخ محمد كوثراني، في الغارة الاميركية التي استهدفت موكب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني في بغداد.

وقالت المصادر: ان الشيخ كوثراني موجود في لبنان وليس في العراق وهو بخير.

 

نصرالله نعى أبو مهدي المهندس وسليماني:الشعب العراقي لن يسمح لدمائهما ان تذهب هدرا

وطنية - الجمعة 03 كانون الثاني 2020

نعى الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله "القائد أبو مهدي المهندس وثلة من إخوانه من مجاهدي الحشد الشعبي الذين استشهدوا في العراق"، وتقدم من "الإمام القائد السيد الخامنئي والمرجعية الدينية في النجف الاشرف ومن القيادات العراقية والشعب العراقي المظلوم والصابر والمجاهد وخصوصا من قادة ومسؤولي ومجاهدي الحشد الشعبي وفصائل المقاومة العراقية المجاهدة ومن عائلة الشهيد ابو مهدي المهندس وعوائل الشهداء معه بأسمى آيات التبريك لنيلهم الوسام الإلهي الرفيع وأسمى آيات العزاء والمواساة". وقال: "أبارك لهم وأعزيهم بشهادة القائد قاسم سليماني الذي بذل آخر سني عمره في نصرة العراق وشعبه وفي تحريره من الاحتلال والإرهاب حتى سفكت دماؤه الزكية على أرض العراق". أضاف: "سيثبت الشعب العراقي العزيز وفصائله المقاومة وفاءهم الكبير والصادق لهؤلاء القادة الشهداء وكل الشهداء ولأهدافهم النبيلة، ولن يسمحوا لهذه الدماء الطاهرة التي سفكت ظلما وجورا ان تذهب هدرا وإنما ستشكل كل ذكريات الجهاد والتضحيات مع هذين القائدين العظيمين وحافزا قويا لهم من أجل مواصلة المسير وحمل الراية وتحقيق الأهداف والآمال في عراق حر، عزيز، مستقل، قوي، مزدهر وخال من الاحتلال والإرهاب". وختم: "للقائد أبو مهدي المهندس وجميع الشهداء معه الرحمة والبركة والرفعة وعلو الدرجات".

 

إسرائيل ترفع حالة التأهب على الحدود بعد اغتيال سليماني

وكالات/الجمعة 03 كانون الثاني 2020

رفعت إسرائيل حالة التأهب على الحدود مع لبنان وفي هضبة الجولان تحسبا من رد فعل إيراني في أعقاب اغتيال قائد فليق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني في بغداد بضربة أميركية. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه "إثر تقييم للوضع الأمني تقرر عدم فتح موقع جبل الشيخ للزوار، اليوم". وأضاف: "لا توجد تعليمات أخرى لسكان الجولان والمنطقة، والوضع العادي مستمر". ويعقد وزير الحرب الإسرائيلي نفتالي بينيت مداولات لتقييم الوضع الأمني إثر اغتيال سليماني، في مقر وزارة الحرب في تل أبيب، وبمشاركة رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي. وفي السياق ذاته، قطع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو زيارته إلى اليونان، وعاد إلى إسرائيل صباح اليوم، لمتابعة التطورات الأمنية في أعقاب اغتيال سليماني.

 

حزب الله نفى سقوط شهداء لبنانيين في الغارة على العراق

وطنية - الجمعة 03 كانون الثاني 2020

أصدرت العلاقات الإعلامية في حزب الله البيان التالي:" يتداول بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي شائعات عن سقوط شهداء لبنانيين في الغارة الأميركية العدوانية على العراق. إن العلاقات الإعلامية في حزب الله تؤكد أن كل ما يتم تداوله من شائعات بهذا الخصوص غير صحيح بتاتا".

 

الأحرار: المطلوب سماع صوت الشعب المنتفض وتصحيح مسار التأليف

وطنية - الجمعة 03 كانون الثاني 2020

عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار، في البيت المركزي للحزب في السوديكو، اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيس الحزب النائب السابق دوري شمعون وحضور الأعضاء. ولفت في بيان إثر الاجتماع، الى أنه "مع بداية العام الجديد، ومع تمنيات اللبنانيين بأن يكون هذا العام، عام قيامة لبنان ونهوضه من كبوته، يعلن الحزب تمسكه بالمبادىء التي وضعها مؤسسه الرئيس كميل شمعون والواردة في نظام الحزب الأساسي، ومنها التزامه بنهائية لبنان الكيان الموحد والمتعدد، وبالدفاع عن حريته واستقلاله، وباحترام الحرية الفردية وحقوق الانسان، وبالنظام الليبرالي ودور المرأة، وتطوير قدرات الشباب، وتوطيد علاقات المغتربين مع وطنهم، وبترسيخ علاقات لبنان وتعزيز دوره الجامع والمحايد مع محيطه العربي ولا سيما دول الجامعة العربية، وبإقامة أفضل العلاقات مع الاسرة الدولية، وبتثبيت رسالته المميزة بلدا للحوار والتلاقي بين حضارات العالم وأطياف أديانه". وقال في البيان: "إن ما نراه اليوم من ممارسات المسؤولين، وبخاصة ما يحاك وما يتسرب بشأن تأليف الحكومة العتيدة، ينسف كل ما تبقى من آمال لدى اللبنانيين بقدرة هؤلاء المتسلطين التخلي عن انانياتهم، والتحلي بالمسؤولية الوطنية في هذا الظرف الملتهب من تاريخ لبنان، وكأنهم يستولدون نسخة عن الحكومات السابقة التي أوصلتنا الى هذا الانهيار القاتل على كافة الصعد المحلية من اقتصادية ومالية واجتماعية، وعلى الصعد الدولية بأحجام الدول الصديقة عن مساعدة لبنان وعدم ثقتهم بقدرة هذه الدولة على إصلاح إدارتها ومحاربة فسادها". واعتبر الحزب أخيرا، أن "المطلوب سماع صوت الشعب المنتفض والمحق وتنفيذ مطالبه وتغيير مسار التأليف وتصحيحه بالسرعة القصوى، والبدء فورا بتشكيل حكومة من اختصاصيين مستقلين نظيفي الكف يضيق بهم وبإنجازاتهم وإبداعاتهم لبنان والعالم بأسره".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قاآني خلفًا لسليماني

وكالات/الجمعة 03 كانون الثاني 2020

أصدر قائد الثورة الاسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي، حكما بتعيين "العميد اسماعيل قاآني" قائدا لفيلق القدس في حرس الثورة الاسلامية خلفا للفريق قاسم سليماني. وأكد خامنئي أن اهداف "قوة القدس" ستبقى كما كانت في زمن قيادة سليماني.

 

عراقيون يرقصون في الشارع بعد مقتل سليماني

وكالات/الجمعة 03 كانون الثاني 2020

نشر بومبيو مقطع فيديو يظهر فيه المواطنين العراقيين وهم يرقصون عقب مقتل سليماني. نشر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على تويتر فيديو قال إنه لعراقيين "يرقصون في الشارع" احتفالا بمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس في غارة أميركية في العراق. وكتب بومبيو في تغريدة مرفقة بالفيديو الذي يظهر فيه حشد يجري في شارع وهو يرفع أعلاما ولافتات "عراقيون - عراقيون - يرقصون في الشارع من أجل الحرية، معبرين عن امتنانهم لأن الجنرال سليماني لم يعد موجودا".

 

مجلس الأمن القومي الإيراني يتوعد أميركا بـ"ثأر كبير"

وكالات/03 كانون الثاني/2020

أصدر مجلس الأمن القومي الإيراني، مساء اليوم الجمعة 3 كانون الثاني، بيانا، توعد فيه بالانتقام من قتلة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني. وقال مجلس الأمن القومي الإيراني في بيانه: "الانتقام الصارم ينتظر المجرمين الذين نفذوا عملية اغتيال (قاسم) سليماني".وأشار المجلس إلى أن أميركا "ثأر كبير" لدماء سليماني في الوقت والمكان المناسبين. وتابع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قائلا "النظام الأميركي سيكون مسؤولا عن عواقب هذه المغامرة الإجرامية". وأوضح المجلس في بيانه "الهجوم الأمريكي الإجرامي ضد سليماني هو أكبر خطأ استراتيجي أميركي في منطقة غرب آسيا، وهي لن تنجو من عواقب هذا الخطأ". وقال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إنه اتخذ القرارات المناسبة للرد على قتل سليماني، مشيرا إلى أن قائد فيلق القدس، كان "رمزا للكرامة ليس للإيرانيين فحسب بل لجميع المسلمين المضطهدين في جميع أنحاء العالم".

وأضاف المجلس "تدرك الولايات المتحدة أن الهجوم الإجرامي على قاسم سليماني هو أكبر خطأ استراتيجي في منطقة غرب آسيا، وأن الولايات المتحدة لن تنجو بسهولة من عواقب هذا الحساب الخاطئ". وأشار إلى أن "سفك دماء القادة الإيرانيين والعراقيين سيعزز الصلة غير القابلة للكسر بين البلدين". وتوعد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي والرئيس الإيراني، حسن روحاني، قتلة سليماني بالانتقام من الولايات المتحدة. وقتل نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، بغارة أمريكية على موكبهما قرب مطار بغداد الدولي، أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى، بينهم "شخصيات مهمة". وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن الجيش قتل قاسم سليماني بناء على تعليمات الرئيس دونالد ترمب، وأنه إجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأمريكيين في الخارج.

كما أكد الحرس الثوري الإيراني، فجر اليوم الجمعة، مقتل قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني في بغداد "بهجوم أميركي". وكان الحشد الشعبي قال في تغريدة على حسابه في موقع تويتر إنّه "يؤكّد استشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الحاج أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس قاسم سليماني بغارة أمريكية استهدفت عجلتهما على طريق مطار بغداد الدولي".

ويأتي مقتل سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، بعد ثلاثة أيام على هجوم غير مسبوق شنّه مناصرون لإيران على السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية. واكتفى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بعد انتشار نبأ مقتل سليماني، بنشر صورة للعلم الأمريكي على حسابه في موقع تويتر من دون أي تعليق. والمهندس هو رسمياً نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي لكنّه يعتبر على نطاق واسع قائد الحشد الفعلي وقد أدرجت الولايات المتحدة اسمه على قائمتها السوداء. أما سليماني، الجنرال الإيراني الذائع الصيت، فهو قائد فيلق القدس، الجهاز المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، وهو أيضاً رجل إيران الأول في العراق. وليل الأحد الماضي، شنّت واشنطن غارات جوية على قواعد لكتائب حزب الله العراقي أسفرت عن مصرع 25 عنصراً، وأثارت هذه الغارات استياءً في العراق بلغ ذروته الثلاثاء بمهاجمة آلاف العراقيين المؤيدين لفصائل مسلحة، السفارة الأمريكية في بغداد. وانسحب المتظاهرون من محيط السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء الأربعاء لكن هجومهم غير المسبوق الذي تخلّله رشق السفارة بالحجارة وكتابة عبارات على جدرانها وإضرام النيران حولها، أثار مخاوف من أن يتحول العراق إلى ساحة لتسوية الخلافات بين إيران والولايات المتحدة. وكان وزير الدفاع الأمريكي مارك أسبر أعلن الخميس أنه يتوقع أن تقوم الفصائل الموالية لإيران في العراق بشن هجمات جديدة على القوات الأمريكية، متوعداً إياها بأن الولايات المتحدة "ستجعلهم يندمون" عليها.

 

بالاسماء - هؤلاء قُتلوا مع سليماني...!

وكالات/الجمعة 03 كانون الثاني 2020

أعلن مكتب قيادة فيلق القدس في حرس الثورة الاسلامية عن أسماء الشهداء الايرانيين الذي ارتقوا اليوم في الهجوم الارهابي الاميركي في العاصمة العراقية بغداد.

وافاد التقرير ان عدد الشهداء الذين ارتقوا اليوم الجمعة في الهجوم الارهابي الاميركي في العاصمة العراقية بغداد هم عشرة أشخاص خمسة ايرانيون بينهم الشهيد قاسم سليماني وخمسة شهداء آخرين من الحشد الشعبي في العراق بينهم الشهيد ابومهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي.

وفيما يلي أسماء الشهداء المرافقين للفريق قاسم سليماني:

1 - العميد بالحرس الثوري حسين جعفري نيا

2 - العقيد بالحرس الثوري شهرود مطفري نيا

3 - الرائد بالحرس الثوري هادي طارمي

4 - النقيب بالحرس الثوري وحيد زمانيان

ونفى هذا التقرير الشائعات التي تحدثت عن وجود واستشهاد صهر الشهيد الفريق قاسم سليماني في الهجوم الارهابي الاميركي الذي وقع صباح اليوم الجمعة في العاصمة العراقية بغداد.

 

ترامب: كان يجب اغتيال سليماني قبل سنوات

وكالات/الجمعة 03 كانون الثاني 2020

اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في بغداد، "كان يجب أن يتم قبل عدة سنوات"، لأنه "كان مسؤولا عن قتل الملايين". وكتب ترامب في تغريدة على "تويتر": "اللواء قاسم سليماني قتل أو أصاب الآلاف من الأمريكيين بجروح بالغة على مدى فترة طويلة من الزمن، وكان يخطط لقتل الكثيرين غيرهم، لكن تم إيقافه". وأضاف: "كان مسؤولا بشكل مباشر وغير مباشر عن مقتل ملايين الأشخاص، بما في ذلك العدد الكبير الأخير من المحتجين الذين قتلوا في إيران نفسها". وتابع: "إيران لن تكون قادرة على الاعتراف بذلك بصراحة، فقد كان سليماني مكروها داخل بلاده. هم لا يشعرون بالحزن كما يود قادة إيران إظهار ذلك للعالم... كان يجب أن يتم قتله منذ عدة سنوات". وقال ترامب في تغريدة سابقة اليوم، إن "إيران لم تنتصر أبدا في أي حرب.. لكنها لم تخسر في أي مفاوضات". وأعلن التلفزيون الحكومي العراقي اليوم الجمعة، مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني ومجموعة من قيادات "الحشد الشعبي" العراقي بينهم أبو مهدي المهندس في قصف جوي أمريكي بالقرب من مطار بغداد الدولي.

 

الكشف عن رسالة من بومبيو "رفضها" سليماني

روسيا اليوم/03 كانون الثاني/2020

جاء اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بغارة أميركية في العراق بعد عامين من رفضه تسلم رسالة تحذير من وزير الخارجية الأميركي الحالي مايك بومبيو. وفق ما أفادت "روسيا اليوم". ففي الثاني من كانون الاول من عام 2017، أعلن بومبيو الذي كان يتولى حينذاك منصب مدير وكالة المخابرات المركزية CIA، أثناء منتدى ريغان للدفاع القومي، أنه حذر في الرسالة سليماني من أن الولايات المتحدة ستلاحقه وإيران عمومًا في حال إقدام قوات موالية للجمهورية الإسلامية على مهاجمة العسكريين الأميركيين في سوريا والعراق. وقال بومبيو، "كان بودنا الاقتناع بأنه والقادة الإيرانيون يدركون ذلك بكل وضوح"، مؤكدًا، أنّ سليماني رفض تسلم الرسالة.

 

بيان للسفارة الأميركية في لبنان بعد مقتل سليماني.. هذا ما طلبته من رعاياها

وكالات/03 كانون الثاني/2020

دعت السفارة الأميركية في لبنان، "رعاياها لتوخي درجة عالية من الحذر، بسبب الاحداث التي شهدها العراق فجر اليوم الجمعة، والتي ادت الى اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس.

وذكرت، في بيان، "عددًا من الإجراءات الواجب اتخاذها:

- مراقبة موقع سفارتنا ووسائل الإعلام المحلية والدولية للحصول على التحديثات

- البقاء في حالة تأهب في المواقع التي يرتادها الغربيون.

- أن يكون لديكم خطة طوارئ للحالات الطارئة.

- زيارة موقعنا على الانترنت قسم "السفر إلى المناطق الشديدة الخطورة."

 

د.مصطفى علوش: هل فهم ابن سليماني ما معنى الموت بمتفجرة أو برميل بارود؟

تويتر/03 كانون الثاني/2020

علق عضو المجلس السياسي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش على مقتل قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، فقال في تغريدة على حسابه عبر موقع تويتر: "شاهدت اليوم ابن قاسم سليماني متأثرًا وباكيا لمقتل والده فتذكرت مئات آلاف السوريين الذين بكوا أحباءهم وملاين السوريين اللاجئين في الخيام تحت الثلج والجوع وشوارع حلب المنكوبة ووالده يجول متفاخرا بانجازاته. فهل فهم ابن سليماني ما معنى الموت بمتفجرة أو برميل بارود أو صاروخ".

 

من خطط ونفذ وأشرف.. تفاصيل هجوم السفارة الأميركية و"الاجتماع السري"

الحرة/03 كانون الثاني/2020

كشفت مصادر مقربة من مسؤول أمني وقيادي كبير بالحشد الشعبي، الخميس، أسماء شخصيات خططت ونفذت الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بغداد، الثلاثاء الماضي. وقالت المصادر لموقع "الحرة" إن "خطة الهجوم على السفارة.. ومحاصرتها وضعتها شخصيات تابعة للميليشيات المسلحة وبالتعاون مع قائد أمني حكومي عراقي له سلطة داخل المنطقة الخضراء".

"الاجتماع الليلي"

وأضافت أن "أبو مهدي المهندس"، واسمه الحقيقي جمال جعفر آل إبراهيم، اجتمع، ليل 30-31 ديسمبر الماضي، مع الأمين العام لكتائب حزب الله المصنفة إرهابية، الملقب أبو حسين الحميداوي. وحضر الاجتماع، بالإضافة إلى الحميداوي، واسمه الحقيقي أحمد محسن فرج الحميداوي، ضابط سابق في الجيش العراقي، هو كريم محسن الزيرجاوي الملقب بـ"الخال"، وفق ما أضافت المصادر عينها. والخال يعد الرجل الثاني في كتائب حزب الله وهو نائب الأمين العام ومسؤول الشورى في هذه الميليشيات المرتبطة بالنظام الإيراني، على غرار معظم ميليشيات الحشد الشعبي. وبعد الهجوم على السفارة، انتشرت صور لشعارات كتبت على سور المبنى، بينها صورة لشعار "الخال مر من هنا" على أحد جدران السفارة، في إشارة إلى أنه أشرف على العملية. وأكدت المصادر أن الاجتماع السري، الذي عقد في منزل خاص بمنطقة الجادرية قرب دائرة أمن الحشد، حضره ضابط في فيلق القدس الإيراني، يدعى الحاج حامد، وهو اسم حركي للجنرال الإيراني. وخلال الاجتماع، طلب الحميداوي من أبو مهدي المهندس "منح إجازة وتفريغ لـ3500 عنصر من أفراد الحشد الشعبي التابعين لكتائب حزب الله ضمن لواء 45 و46 وأفواج سرايا الدفاع الوطني لمدة شهر واحد". وطبقا للمصادر، فإن الهدف من الإجازة هو "التفرغ لواجب خاص وهو الاشتراك بالتظاهرات والاعتصام أمام السفارة الأميركية ومهاجمتها"، وهو ما وافق عليه أبو مهدي المهندس وأبلغ به فالح الفياض، رئيس هيئة الحشد الشعبي، الذي أثنى على الموافقة وأبدى عدم ممانعته.

أوامر سليماني

وكانت خطة المجتمعين، التي رسمها قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، تقضي بأن يقود هادي العامري وقيس الخزعلي، زعيما أكبر المليشيات وقائدا أكبر الكتل السياسية في البرلمان، الحشود لمهاجمة السفارة. وقضت الخطة أن يصطف خلف الخزعلي والعامري وباقي قادة الميليشيات "أفواج من ألوية الحشد الشعبي وميليشيات كتائب حزب الله والعصائب وبزيهم العسكري"، وهو ما أظهرته الصور لاحقا. ونصت الخطة أيضا، وفق المصادر، أن يقتحم هؤلاء المنطقة الخضراء لمهاجمة السفارة الأميركية، على أن يلتحق بهم في "مجموعات أخرى كل من مستشار الأمن الوطني رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ونائبه أبو مهدي المهندس..". ويتبعهم أيضا "معاون مستشار الأمن الوطني الإداري حميد الشطري، وهو المسؤول الأعلى عن الحشد العشائري، مع بعض النواب في كتلة صادقون، بينهم النائب حسن سالم، والقيادي في الحشد الشعبي ريان الكلداني مسؤول مليشيا بابليون المسيحية".

وكان في استقبالهم لتسهيل أمر دخولهم وفتح بوابات المنطقة الخضراء كل من "مستشار رئيس الوزراء العسكري الفريق أبو منتظر الحسيني، وضابط أمني كبير في الحكومة العراقية"، وفق ما أكدت المصادر. ورفض المصدر الكشف عن هوية الضابط الأمني الكبير، واكتفى بالقول إن له سلطة في المنطقة الخضراء ويحضر اجتماعات مجلس الأمن الوطني وبات "معروفا". وأضافت المصادر أن الخطة كانت تقضي "حسب توجيهات سليماني أن يقوم المتظاهرون باقتحام وحرق الأجزاء الأولى للسفارة الأميركية، وتدمير واجهتها وتطويقها بالحشود..". بالإضافة إلى "نصب خيم وسرادق للاعتصام أمام السفارة مع تحشيد من المحافظات الجنوبية ونقل أشخاص إلى بغداد يوم الخميس والانطلاق نحو السفارة الأميركية بحشود كبيرة مع تعبئة الرأي العام"، وهو ما فشلت فيه الميليشيات. وبعد وقت وجيز على الهجوم، أعلن المتظاهرون في بغداد براءتهم من الهجوم على السفارة، رافضين الاشتراك بهذه العملية، قبل أن يحتشد الآلاف في ساحة التحرير وسط بغداد احتفالا بنهاية 2019. وكانت الخطة تنص أيضا على أن تعمد الميليشيات، يوم الجمعة وبعد انتهاء صلاة الجمعة، باقتحام السفارة "من قبل الكتيبة التكتيكية الخاصة في كتائب حزب الله وقتل ومهاجمة من في السفارة..". وسعى المخططون إلى زج مدنيين ونساء في عملية اقتحام "السفارة وإحراج القوات الأميركية بعدم الرد والعمل بنفس سيناريو السفارة الأميركية في إيران عام 1979"، حسب ما ذكرت المصادر. وقالت المصادر إن سليماني "شدد في تعليماته أن يحسم الأمر يوم الجمعة مستغلا أيام العطل في الولايات المتحدة وتعطيل دوائر القرار السياسي عن العمل". وكانت خطة سليماني تقضي "وبعد نجاح دخول المتظاهرين الجمعة وإحراق وقتل من في السفارة، إعلان المبنى مقرا عاما للحشد الشعبي، ومن ثم يصدر رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي وحكومته قرارا بتعليق وتجميد الاتفاقية الأمنية بين الحكومة والولايات المتحدة الأميركية والعمل على قطع العلاقة الدبلوماسية". جدير بالذكر أن سرعة التحرك الأميركي وإرسال قوات لحماية السفارة في بغداد وتوعد واشنطن لطهران برد قاس أحبط خطة سليماني، حيث انسحبت، اليوم الخميس، الميليشيات من محيط السفارة. كشفت مصادر مصادر مقربة من مسؤول أمني وقيادي كبير بالحشد الشعبي، الخميس، أسماء شخصيات خططت ونفذت الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في العاصمة الأميركية بغداد.

 

النهاية العبثية للجنرال قاسم سليماني

موقع درج/03 كانون الثاني/2020

خطوة مهاجمة السفارة في بغداد قبل أيام من قبل "الحشد الشعبي"، امتداد طبيعي لوجهة النفوذ الذي بناه قاسم سليماني في العراق، وقرار واشنطن قتل الرجل الذي قاتلت إلى جانبه قبل أقل من ثلاث سنوات، بدا كسراً لهذا المسار.

ثمة بعد عبثي لخطوة الرئيس الأميركي المتمثلة في إعطاء الأمر لقوات المارينز بقتل قاسم سليماني بالقرب من مطار بغداد، على رغم السياق الواقعي للعملية. البعد العبثي يتمثل في أن الرجلين وقبل أقل من ثلاث سنوات كانا يقاتلان جنباً إلى جنب في الموصل! فما الذي دهاهما؟

المعادلة عام 2017، تمثلت على النحو التالي: قاسم سليماني يقود “الحشد الشعبي” في الحرب على “داعش”، فيما يتولى الجيش العراقي التنسيق مع طائرات التحالف التي كانت تستهدف مواقع التنظيم تمهيداً لتقدم مجموعات الحشد. لقد شهدنا ذلك بأم أعيننا نحن الذين كنا على تخوم الشاطئ الأيمن من المدينة، وكان بيننا على خطوط القتال خبراء أميركيون يتولون تنسيق العمليات، وكان أيضاً أبو مهدي المهندس!

السنوات الثلاث التي تفصل بين القتال إلى جانبه وبين قتله، لم تكن قطعاً لمسارات الحرب المشتركة. ما كان لهزيمة “داعش” أن تُنجز لولا قوات المارينز. لكن الأميركيين عملوا ما بوسعهم لكي تنجز طهران مهمة قضمها العراق، بدءاً من معاهدة الانسحاب التي وقعها الرئيس السابق باراك أوباما، ووصولاً إلى الانكفاء بعد هزيمة “داعش”. الجنرال سليماني لم يبذل جهوداً كبرى في العراق أثناء قضمه نفوذ واشنطن فيه. في سوريا كانت مهمته أصعب وكلفتها أكبر. في العراق، بدا أن واشنطن تفسح للرجل المجال، وتتولى تسليمه الموقع تلو الآخر. وفي اللحظة الأخيرة استيقظ دونالد ترامب على ضرورة قتله.

انعطافة كبرى في شكل المواجهة بين واشنطن وطهران. الإدارة الأميركية أعلنت أنها أقدمت على تنفيذ العملية، ما يعني أنها مستعدة لما يتبعها من احتمالات. طهران بدورها صار صعباً عليها ألا تبادر إلى الرد

هذا المسار هو تماماً ما يرسم البعد العبثي لقرار ترامب قتل سليماني. لقد تمدد الرجل في بلاد الرافدين تحت أنظار الأميركيين. واشنطن أسقطت صدام حسين وباشرت انكفاءها، وفي الحصيلة الأولى ثَبُت أن طهران هي المستفيد الأول من إسقاطه. واشنطن فشلت في تحويل عراق ما بعد صدام حسين إلى نموذج الدولة التي ترغب بها. لقد كانت خطوة مهاجمة السفارة في بغداد قبل أيام من قبل مناصرين لفصائل “الحشد الشعبي”، امتداد طبيعي لوجهة النفوذ الذي بناه قاسم سليماني في العراق، وقرار واشنطن قتل الرجل الذي قاتلت إلى جانبه قبل أقل من ثلاث سنوات، بدا كسراً لهذا المسار.

الخطوة ليست قطعاً مع هذا المسار فحسب، إنما انعطافة كبرى في شكل المواجهة بين واشنطن وطهران. الإدارة الأميركية أعلنت أنها أقدمت على تنفيذ العملية، ما يعني أنها مستعدة لما يتبعها من احتمالات. طهران بدورها صار صعباً عليها ألا تبادر إلى الرد. وبهذا المعنى فإن ترامب أعلن حرباً لا عودة عنها.

ثمة خطأ كبير في مشهد تجاور النفوذين الإيراني والأميركي في العراق. فلحظات الانسجام وإن بقيت ضمنية كانت كثيرة. اسقاط صدام كان أحد هذه اللحظات، وهزيمة “داعش” أيضاً، وبين هذين الحدثين نشأت قوى محلية حائرة في علاقاتها وولاءاتها، عادت طهران وأخضعتها، ثم تمكنت من استخدامها في نزاعها مع واشنطن، وكان آخرها واقعة مهاجمة السفارة. وقبل هذه الواقعة جاءت الغارات الغامضة على مواقع فصائل الحشد الموالية لطهران، وبعدها استهداف القواعد الأميركية ومقتل مدني أميركي بالقرب من كركوك، وهو ما ردت عليه واشنطن بالإغارة على البوكمال. كل هذا كان يحصل في منطقة نفوذ مشترك بين عدوين كبيرين. كان لا بد لهذا النزاع أن يتحول إلى حرب معلنة، وخطوط قتال واضحة. مقتل قاسم سليماني سيكون تحولاً نحو هذه الوجهة. لقد صار من الصعب أن يتجاور النفوذان الأميركي والإيراني في العراق، وربما في لبنان أيضاً. قد تكون قدرة واشنطن على الردع أكبر، لكن قدرة طهران على هضم الصفعة الأميركية منعدمة. الحرب خارج أرضها خيار ممكن. العراق قريب من أجوائها وحدودها، ولواشنطن قواعد فيه، وقدرة على المبادرة. لبنان وسوريا متاحان، وربما الخليج.

 

هكذا علّقت السعودية على مقتل سليماني

وكالات/03 كانون الثاني/2020

دعت المملكة العربية السعودية اليوم الجمعة، إلى "ضبط النفس، لدرء كل ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع"، وذلك بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أميركية بالعاصمة العراقية بغداد. وكانت غارة أميركية نُفذت بطائرة من دون طيار، استهدفت فجر الجمعة، سيارة كانت تقل قاسم سليماني وآخرين بالقرب من مطار بغداد الدولي. ونقلت وكالة "واس"، عن مصدر سعودي مسؤول قوله، إن المملكة "تابعت الأحداث في العراق، التي جاءت نتيجة لتصاعد التوترات والأعمال الإرهابية التي شجبتها وحذرت المملكة فيما سبق من تداعياتها". وأضاف المصدر: "مع معرفة ما يتعرض له أمن المنطقة واستقرارها من عمليات وتهديدات من قبل الميليشيات الإرهابية تتطلب إيقافها، فإن المملكة وفي ضوء التطورات المتسارعة، تدعو إلى أهمية ضبط النفس لدرء كل ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بما لا تحمد عقباه". كما أكدت السعودية على "وجوب اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع"

 

بعد سليماني... غارة أميركية جديدة بالعراق تقتل 6 من الحشد الشعبي

اندبندنت عربية/04 كانون الأول/2020

التلفزيون الرسمي العراقي أكد أن الهجوم استهدف قياديا في الفصيل الموالي لإيران

قال مصدر عسكري عراقي فجر السبت، إن "ستة أشخاص قُتِلوا وأصيب ثلاثة آخرون بجروح بالغة في ضربات جوية استهدفت قوات الحشد الشعبي العراقية المدعومة من إيران قرب معسكر التاجي شمالي بغداد".وذكر المصدر، طبقاً لما أوردته (رويترز)، أن "اثنتين من ثلاث مركبات كانت تشكّل قافلة لإحدى الفصائل احترقتا، فضلاً عن تفحم ست جثث". وأضاف، "الضربات وقعت في الساعة 1:12 صباحاً بالتوقيت المحلي للعراق". من جانبه أعلن التلفزيون العراقي عن مقتل شبل الزيدي الأمين العام لحركة العراق الاسلامية (كتائب الأمام علي) في الغارة الجوية. يأتي ذلك بعد 24 ساعة على غارة مماثلة أدّت إلى مقتل كل من قائد فيلق قدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس أثناء خروج موكبهما من مطار بغداد.

استمرار العمليات

وقالت المتحدث باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، "سنستمر في عملياتنا حتى يتحمّل الإرهابيون مسؤولية أعمالهم". وأضافت، في حديثها إلى قناة (الحرة)، "الرئيس ترمب ووزير الخارجية مايك بومبيو حصلا على معلومات استخبارية تفيد بأن سليماني يخطط لتنفيذ هجمات، لذا كان التخلص منه هو القرار الأفضل". وأكدت أورتاغوس، أن "واشنطن ستواصل حملة الضغط القصوى على إيران"، وحثت القيادة العراقية على "حماية مصالح الولايات المتحدة في البلاد". وتابعت، "إيران عبر وكلائها هاجمت السفارة الأميركية في بغداد، والعالم يمكنه أن يرى ما فعلته كتائب حزب الله المتعاطفة مع إيران".

وكانت أورتاغوس، قد بعثت برسالة تحذير إلى النظام الإيراني في أثناء أحداث اقتحام السفارة الأميركية بالعراق من قِبل الميليشيات التابعة لإيران وقبل حدوث الغارة الأميركية، قائلة "على النظام الإيراني أن لا يفسّر التحركات الأميركية الهادئة على أنها ضعف من واشنطن"، مشيرة إلى أن "طهران تخلط بين استراتيجيتنا وصبرنا وتعتبره (الصبر) ضعفاً". وحسب المتحدثة الأميركية، في تصريحاتها وقتها، فإن ترمب لديه "تشكيلة واسعة من الخيارات" بشأن الإجراءات اللازم اتخاذها تجاه إيران بشأن الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، وضمان أمن العاملين فيها، مؤكدة أن الولايات المتحدة "ستقف مع مواطنيها الأميركيين، وستدافع عن حلفائها ومصالحها".

مشاورات دبلوماسية

وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة "ملتزمة بخفض التصعيد" بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني بضربة أميركية، مؤكدا ان قائد فيلق القدس كان يخطط لـ"عمل كبير" يهدد مواطنين أميركيين. وأمضى الوزير الأميركي نهار الجمعة في إجراء اتصالات بقادة العالم للتأكيد على "التزام" الولايات المتحدة "خفض حدّة التصعيد". وتحادث بومبيو بالخصوص مع نظرائه الفرنسي والصين والروسي والبريطاني والألماني، وكذلك مع الرئيسين الأفغاني أشرف غني والعراقي برهم صالح. كما شكر بومبيو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في اتصال هاتفي على "الدعم والاعتراف الراسخين للتهديدات العدوانية المستمرّة التي يشكّلها فيلق القدس الإيراني". وبالموازاة أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها أدرجت "عصائب أهل الحق" على قائمتها للمنظمات الإرهابية. وبموجب القرار الأميركي فإنّ "عصائب أهل الحق" التي تعتبر من أبرز فصائل الحشد الشعبي ستخضع لعقوبات أميركية تشمل تجميد أصولها وكذلك أصول اثنين من قادتها وسيمنع أيضاً أي شخص أميركي من التعامل معها.وأوضحت الخارجية الأميركية أنّ هذا الفصيل "مموّل ومدرّب إلى حدّ كبير" من قبل فيلق القدس الذي تعتبره واشنطن منذ أبريل (نيسان) 2016 منظمة إرهابية. وجاءت الضربة الأميركية بعد ثلاثة أيام على هجوم غير مسبوق شنّه مناصرون لإيران وللحشد الشعبي على السفارة الأميركية في العاصمة العراقية ما أعاد الى الأذهان أزمة السفارة الأميركية واحتجاز الرهائن في طهران في 1979. وذكرت وزارة الدفاع الأميركية أن سليماني كان وراء هجمات على قواعد التحالف في العراق خلال الأشهر الماضية ومن بينها هجوم 27 ديسمبر (كانون الأول) أدى إلى مقتل متعاقد أميركي. وقالت الوزارة ان سليماني "وافق كذلك على الهجمات" على السفارة الأميركية في بغداد. وذكر بومبيو ان سليماني كان قبل مقتله يخطط لعمل وشيك يهدد المواطنين الأميركيين. وقال ترمب في كلمة ألقاها أمام وسائل الإعلام إنه أمر بقتل سليماني لمنع حرب لا لإشعالها، مشيراً إلى أن الأخير كان يخطط لهجمات وشيكة ضد أميركيين. وأبلغ الرئيس الأميركي الصحافيين في منتجعه مار-الاغو بولاية فلوريدا "سليماني كان يخطط لهجمات وشيكة وشريرة ضد دبلوماسيين وجنود أميركيين لكننا ضبطناه وقمنا بتصفيته". وأضاف "تحركنا الليلة الماضية لمنع حرب. لم نتحرك لإشعال حرب" مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى تغيير النظام في إيران. إلى ذلك فقد نقل عن مسؤولين أميركيين، أن البنتاغون وافق على إرسال نحو 3000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط كإجراء احترازي في ضوء تصاعد التهديد.

هوية مرافقي سليماني

وأعلن فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري أن الغارة الجوية التي استهدفت موكب قاسم سليماني أسفرت عن مقتل 10 أشخاص.وأضاف، "الضباط العشرة بينهم خمسة إيرانيين منهم الجنرال قاسم سليماني، وخمسة آخرين من (الحشد الشعبي) بالعراق، كان من ضمنهم أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي". وحسب وكالة فارس الإيرانية، فإن الإيرانيين كان بينهم 4 من ضباط (الحرس الثوري) وكانوا برفقة قاسم سليماني، وهم النقيب وحيد زمانيان، والرائد هادي طارمي، والعقيد شهرود مظفري نيا، واللواء حسين جعفري نيا. وأعلن الحشد الشعبي عن تشييع قتلى الغارة الأميركية بمن فيهم قاسم سليماني يوم السبت في بغداد قبل انتقال جثمانه إلى إيران.

 

خيارات محدودة أمام إيران للرد على مقتل قاسم سليماني

العرب/04 كانون الثاني/2020

واشنطن تنهي رحلة طويلة من التخفي لـ"ثعلب إيران"

بغداد - يتكون بنك الأهداف الإيرانية للرد على مقتل قائد قوة القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني بغارة أميركية في مطار بغداد فجر الجمعة، مستويين، الأول يخص المواقع العسكرية والثاني يتعلق بالمدنيين. وتوعّد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بالانتقام “في الوقت والمكان المناسبين” لمقتل سليماني، واصفا الهجوم بأنه "أكبر خطأ استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة غرب آسيا، وأن الإدارة الأميركية لن تفلت بسهولة من تداعيات حساباتها الخاطئة”. وتأتي السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وسط بغداد في أعلى لائحة الأهداف التي قد تخطط طهران لضربها بصواريخ ميليشيات عراقية موالية لها. لكن قصف السفارة، التي ربما فرغت من أيّ وجود مدني الآن، لن يكون معادلا موضوعيا لقتل سليماني، إذ سبق للميليشيات أن ضربت مقر البعثة الأميركية ببغداد مرارا. وربما تنظر إيران، والميليشيات العراقية المتحالفة معها، إلى أهداف أخرى، تتمتع بقيمة اعتبارية أكبر، لكنها لن تجد في مرماها الكثير، لأن معظم المواقع التي تشغل القوات الأميركية جزءا منها في العراق سبق أن تعرض لهجمات صاروخية. وتريد إيران هدفا مؤثرا كي تثأر لسليماني، وربما لن تجد أفضل من قاعدة عين الأسد في الأنبار التي تحولت خلال العامين الماضيين إلى معسكر أميركي كبير يضم مدرج طائرات معدلا وفق مواصفات قياسية ليستطيع استقبال الطائرات الكبيرة. لكن الوصول إلى عين الأسد سيكون محفوفا بالمخاطر، لأن هذه القاعدة تقع وسط بيئة مهادنة للولايات المتحدة، وربما لن تتردد في تقديم المساعدة لحمايتها. وخلق احتلال تنظيم داعش لأجزاء واسعة من العراق صيف العام 2014 تحولا عميقا في المزاج السني، ليتحول من مناهضة الولايات المتحدة إلى السعي وراء التحالف معها والاستفادة من وجودها لاستحصال الحقوق من الأغلبية الشيعية.

وتحظى القوات الأميركية بترحيب سكان الأنبار وساستها وشيوخ عشائرها، ما يعقّد مهمة إيران في استخدام أرض هذه المحافظة لضرب قاعدة عين الأسد. ومؤخرا حدث تطور أثبت أن الولايات المتحدة تحظى بصداقات حقيقية مع السكان السنة في الأنبار، إذ ساعدوا في توفير معلومات قادت إلى اعتقال قيادي في الحشد الشعبي تورط في تنسيق هجوم بخمسة صواريخ على قاعدة عين الأسد، لم يسفر عن إصابات. وهذه هي المرة الأولى التي تلقي الولايات المتحدة فيها القبض على أحد المتورطين في استهداف شيء من مصالحها في العراق. في المستوى الثاني، تقع جملة أهداف مدنية، ربما يترك أمر التعامل معها للميليشيات المحلية وفرق الاغتيال المرتبطة بها، على غرار العديد من الأعمال المماثلة التي وقعت خلال الشهور الثلاثة الماضية، التي شهدت احتجاجات شعبية واسعة للمطالبة باستعادة قرار البلاد السياسي من إيران. وتضم لائحة الأهداف المدنية صحافيين وكتابا ونشطاء ومتظاهرين وساسة مناهضين للنفوذ الإيراني في العراق. وسارع قادة الميليشيات الشيعية في العراق إلى التلويح بأن “عملاء أميركا في الداخل لن يفلتوا من العقاب”. و”عملاء أميركا” مصطلح شائع في الأوساط السياسية والميليشياوية الموالية لإيران، ويقصد به الجمهور المناهض لطهران أو المطالب بموازنة العلاقات الخارجية بين إيران وغيرها من الدول. ومنذ بدء الاحتجاجات الشعبية مطلع أكتوبر من العام الماضي قتلت القوات الحكومية والميليشيات الموالية لإيران أو اعتقلت عشرات الصحافيين والكتاب والنشطاء والمتظاهرين في ساحات التظاهر أو في منازلهم، ضاربة عرض الحائط بحملات الإدانة الداخلية والخارجية لهذه الاعتداءات. وتعتقد الميليشيات الموالية لإيران أن النشطاء والإعلاميين المستقلين هم أشد خطرا على مشروعها في العراق، لأنهم دوما ما يدعون لاستعادة قرار بلادهم المختطف إيرانيا، لذلك تضعهم في لائحة اهتماماتها دوما.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جثّة سليماني ومخالب "النسر الأميركي" التي "نسيناها"

فارس خشّان/الحرة/03 كانون الثاني/2020

عندما تُقدِم الإدارة الأميركية، عن سابق تصوّر وتصميم، على تنفيذ "حكم الإعدام"، بشخصية إيرانية من مستوى الجنرال قاسم سليماني، فهذا يعني أن قواعد المواجهة في الشرق الأوسط قد تغيّرت جذريا.

واشنطن ما بعد الثالث من يناير 2020 لم تعد تكتفي في علاقتها المأزومة مع إيران بالتكشير عن أنيابها، بل بدأت باستعمالها. فقتل سليماني، الذي كان يعتبر الرجل الأقوى في الشرق الأوسط المدمّر، لا يمكن التعاطي معه على أساس أنه عمل انفعالي أو ابن لحظته، بل هو يندرج في سياق نهج جديد جرى إنضاجه، منذ تلك اللحظة التي مزّق فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق النووي مع إيران مستبدلا إياه بقائمة من العقوبات تبدأ بالاقتصاد والمال ولا تنتهي بلصق تهمة الإرهاب على جبين "الحرس الثوري الإيراني".

منذ تلك اللحظة الترامبية الحاسمة، وفيما كان جميع من اعتادوا على إمساك طهران بخيوط اللعبة في الشرق الأوسط، يسألون عن طريقة الرد الإيراني ومكانه وأفقه، كانت واشنطن تجهّز نفسها لقطع اليد الإيرانية إن امتدت عليها.

قتل سليماني لم يخرج لاعبا محترفا من الميدان فحسب، بل قلب قواعد اللعبة رأسا على عقب أيضا

لم يكن هذا المنحى الأميركي خافيا على أحد من اللاعبين، حتى على قاسم سليماني نفسه الذي وصلته التحذيرات، تباعا، ولكن لم يكن أحد يصدّق لأن قناعة رسختها سنوات طويلة، ولا سيما سنوات عصر باراك أوباما، بأنّ واشنطن تريد الخروج من المنطقة، وبأن مصالحها لم تعد في الشرق الأوسط بل انتقلت إلى بحر الصين، وبأنها لم تعد تريد أن تدفع ثمن المواجهات، وبأنها تفضل استثمار الاضطرابات التي تصنعها إيران من أجل ابتزاز دول الخليج الغنيّة، وبأنّها تتحضّر لصفقة جديدة مع إيران القوية.

ولكنّ قتل قاسم سليماني لم يخرج لاعبا محترفا من الميدان فحسب، بل قلب قواعد اللعبة رأسا على عقب أيضا.

منذ 3 يناير 2020 لن تعود إيران قادرة على استسهال العبث مع النسر الأميركي، بعدما أذهلتها مخالبه التي توهّمت طويلا أنها لم تعد صالحة لطرائد الشرق الأوسط.

ولهذا فإن السؤال من الآن فصاعدا ليس عمّا تعده طهران لواشنطن إنما عمّا تضمره واشنطن لطهران، على اعتبار أن إدارة ترامب، بما أقدمت عليه، وقّعت خطتها الجديدة التي تقوم على معادلة بسيطة جدا: كل فعل إيراني معاد سيرد عليه بفعل صاعق.

وهذه المعادلة أصبح لها تواريخها، ففي 27 ديسمبر 2019 قصفت ميليشيا "حزب الله" العراقي قاعدة أميركية فجاء الرد صاعقا، بتدمير قواعد لهذه الميليشيا وقتل 25 شخصا منها. فيما اقتحام بوابات مجمع السفارة الأميركية في بغداد، بعد ذلك، وإصدار تهديدات باستهداف المصالح الأميركية في الشرق الأوسط وإخراج الأميركيين من العراق، ردّت عليه واشنطن بقتل "القائد الأعلى" لمجموعات الهجوم والتهديد قاسم سليماني وأبرز معاونيه العراقيين، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس.

إزاء ذلك ماذا يمكن لإيران أن تفعل؟

منذ 3 يناير 2020 لن تعود إيران قادرة على استسهال العبث مع النسر الأميركي

كل فعل سيواجه برد أعنف لدولة تعاني الأمرين ماليا واقتصاديا وسياسيا، وتواجه انتفاضات شعبية في الداخل الإيراني وتستهدفها مباشرة في العراق وغير مباشرة في لبنان، واستعدادات إسرائيلية بارزة وعلنية، في حال غامرت إيران بدفع "حزب الله"، وهو أثمن أدواتها، إلى تحريك الجبهة الجنوبية في لبنان.

ولهذا فخيارات إيران محدودة جدا ومكلفة للغاية، فقد باتت الآن تدرك، بدليل جثة سليماني المقطعة وجثة المهندس المفتتة، الأثمان الباهظة التي عليها أن تدفعها لكل خطوة يمكن أن تقدم عليها.

إن فصل قتل قاسم سليماني له عنوان كبير في الكتاب الأميركي: نهاية زمن الاستفادة الإيرانية من حروبنا.

سليماني هو مهندس هذه الاستفادة الإيرانية، والأميركيون قتلوا شخصا يعرفونه عن كثب، كما يعرفون إمكاناته، وأدواته وأساليبه، فهم على علاقة قديمة معه، بدأت عندما قدّم لهم ما يحتاجونه من معلومات بخصوص الحرب على أفغانستان، ويعرفون رجالاته العراقيين الذين كانوا تحت مظلته في إيران قبيل إسقاط نظام صدام حسين، ويعرفون خفايا أعماله في كل من لبنان وسوريا، ويعرفون ما يترك وراءه من خطط، والأهم أنهم يعرفون أن كل من يعمل ضمن "الخط الإيراني" يناديه بـ"المعلّم".

 

مئوية لبنان.. دولة لحزب الله خارج العالم العربي والغرب

منير الربيع/المدن/04 كانون الثاني/2020

يفتتح حزب الله العام 2020 بتثبيت معادلات لبنانية لطالما سعى إليها. في مئوية لبنان الكبير، عمل حزب الله على توسيع لبنان وحدوده، جغرافياً وسياسياً، أكبر مما كان عليه منذ في العام 1920. وسّع الحزب حدود لبنان الجغرافية بتوسيع انتشاره وتمدده إلى سوريا ومنها إلى حدود العراق. ويقرن ذلك بتوفير خط إمداده، الغذائي والمالي والعسكري، من إيران برّاً إلى لبنان، رابطاً سفوح سلسلة جبال لبنان الشرقية على مقلبيها السوري واللبناني، لتصبح مناطق خاضعة لسيطرته.

الانزياح نحو إيران

وفي المقابل، يخرج لبنان في العام 2020 من الرحاب العربية إلى الامتداد الإيراني الصرف. النفوذ الغربي الذي كان أساسياً في توفير مقومات نشوئه ورعايته، يتراجع لصالح نفوذ الداخل الشرقي، سواء بنزعة رئيس الجمهورية ميشال عون وجبران باسيل "المشرقية"، أو عبر اقتراح السيد حسن نصر الله بالتوجه شرقاً (نحو الصين) رفضاً للضغوط الغربية. هكذا، يخسر لبنان جزءاً من هويته لصالح هويات جديدة متقاتلة ومتصارعة، لا على الصعيد الثقافي فقط، بل الاقتصادي أيضاً، وما يرتبط بها من تغييرات جذرية في بنية النظام المالي والاقتصادي اللبناني الذي انهار نهائياً في العام 2019.

وكما يخرج لبنان بعيداً عن الغرب (المثال السياسي والحقوقي والثقافي) يخرج من العباءة العربية أيضاً، وينزعها عن نفسه لصالح الانتماء إلى المحور المناهض.. فعلى أرض الواقع السياسي اليومي، وانطلاقاً من هذه المتغيرات، كرّس حزب الله ما سعى إلى تحقيقه منذ العام 2005، في تثبيت وصايته على لبنان، والتي بدأت عملياً بعد حرب تموز، وبعد اجتياح 7 أيار 2008، وصولاً إلى التسوية الرئاسية في 2016، وصولاً إلى ما يجري حالياً على صعيد تشكيل الحكومة.

فوائد "الطائف" الميت

هذه الحكومة الجديدة التي يسعى الحزب إلى تشكيلها بأسرع وقت ممكن، مقدماً الكثير من التسهيلات لولادتها، وعاملاً على تدوير الزوايا لتأليفها بصيغة المستقلّين، ستكون عملياً حكومته، خصوصاً أن "خصومه" المفترضين سيكونون خارجها. وبالطبع سيحرص على أن يقدّمها كحكومة اختصاصيين مستقلين، لعدم استفزاز الأطراف الأخرى ولإضعاف أي حركة سياسية اعتراضية على هذا المسار. وهو يتمسك بولادة الحكومة قبل نهاية الأسبوع الأول من العام الجديد. إذا تم ذلك، يكون قد وضع كل اللبنانيين أمام خيار من اثنين. إذا ما نجحت هذه الحكومة واستمرت، يكون قد كرّس وصايته التي تسمح لجميع القوى بالاستمرار بعملها سواء كانت راغبة بالمشاركة فيها أم لا، تحت السقف الذي رسمه. أما بحال فشلت الحكومة واستعصى الخصوم على التطويع وتقديم التنازلات والركون إلى الأمر الواقع، فيعني أنهم سيصبحون حكماً أمام معضلة أكبر وهي أزمة نظام. ما يعني الاضطرار للبحث عن تعديلات جذرية في بنية النظام السياسي. وهذه أيضاً يلتقي عليها الحزب مع رئيس الجمهورية ميشال عون. فأي تعديل أو تغيير جوهري لبنية النظام، سيكون خاضعاً لموازين القوى التي تميل لصالح الحزب، فيكون انتصاره السياسي حينها مكرساً أكثر دستورياً ومؤسساتياً. طبعاً، لا يريد استفزاز اللبنانيين واستنفارهم عليه، طالما أنه يحقق ما يريده، بالسياسة. يعلم أن اتفاق الطائف قد انتهى. قوة التأثير "السنّة" في المعادلة انعدمت. ووجود السنّة في الحكم خاضع له ولموافقته. وبالتالي، لا يضيره استمرار الطائف وفق هذه الحالة حالياً، متجنباً إخافة اللبنانيين بعنوان طرحه سابقاً، "المؤتمر التأسيسي"، الذي يصوره خصوم الحزب بأنه سيكون عبارة عن تكريس منطق المثالثة بدلاً من المناصفة. وعلى هذه الحال، يجبر من يريد الحفاظ على الطائف، ولو صورياً أو نظرياً، إلى تقديم فروض الطاعة والتنازل للمشاركة في جنّة الحكم التي يديرها الحزب بنفسه ويحافظ عليها. ولذا، فقد عمل بكل جهد لإجهاض "ثورة تشرين" وتفكيكها وإضعافها، مقابل إعادة اللعبة إلى ما بين الأحزاب والطوائف.

بيت الطاعة

خطوة تشكيل حكومة حسان دياب ستدفع خصوم الحزب، من وجهة نظره، إلى العودة ولو بعد حين إلى بيت الطاعة، تماماً كما عمل عبر انقلابه على الحريري في العام 2011، وشكل حكومة نجيب ميقاتي. فجاء الجميع إليه فيما بعد صاغرين في تسوية 2016. حكومة حسان دياب إذا ما عاشت لأشهر، ستكون مهمتها حصراً تكريس ما هو أبعد مما تحقق خلال حكومة ميقاتي. لذلك، يعتقد الحزب أن الحريري سيعود فيما بعد، ووفق شروط الحزب لا كما كان يطمح الحريري ويشترط بعد استقالته. بعد هذه المتغيرات، لن يعيد حزب الله العمل بمعادلة كانت مكرسة في الحقبة السابقة. أي أن تكون السياسة والعسكر والأمن بيد جهة، والاقتصاد بيد جهة أخرى. فهذا التوزيع للأدوار الذي كان مكرساً أيام الوصاية السورية مع رفيق الحريري، هو الذي تغير. السياسة الخارجية والداخلية والاستراتيجية العسكرية الداخلية والخارجية، مناطة بالحزب، تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى الاقتصاد والقطاع المصرفي، بعد الأزمة التي عصفت به وأطاحت بثقة اللبنانيين والمستثمرين.

اقتصاد الضاحية

الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها اللبنانيون تعود على الحزب بكثير من الفائدة، سواء بالنسبة إلى الدولار المتوفر لديه، أو لجهة شرائه بسعر أعلى من كل المناطق الأخرى، ما دفع اللبنانيين إلى تصريف دولاراتهم في الضاحية الجنوبية، ليكسبوا أكثر، فيما كان الحزب هو الذي يستحوذ على المزيد من الدولارات. أما بالنسبة إلى الأزمة المعيشية وغلاء أسعار المواد الغذائية فقد حقق منها الحزب دورة اقتصادية موازية، بافتتاح العديد من المتاجر التي تبيع بأسعار رخيصة جداً مقارنة مع سعر السوق، بفضل استيراده البضائع المتوفرة لديه من سوريا ومن إيران أو العراق، من دون رسوم جمركية، تدخل إلى لبنان عبر المعبر الاستراتيجي من طهران إلى بيروت مروراً بالأراضي السورية والعراقية، فتدفع اللبنانيين من كل الطوائف الى شراء احتياجاتهم من هذه المحال التجارية، ليتكرس الاقتصاد الموازي لدى الحزب، كما تتكرس مركزية القرارات الأساسية لديه.

وفي هذا الوقت، يتلهى خصومه بهوامش الأمور، والخلافات على الحصص والمواقع، انسجاماً مع مبدأ "القلّة تولّد النقار".

 

غصن في أحضان "العهد" بتواطؤ فرنسي وصمت حزب اللهي

منير الربيع/المدن/04 كانون الثاني/2020

في العام 2017، صدر للمرّة الأولى طابع رسمي لبناني تكريماً لرجل الأعمال كارلوس غصن، باعتباره مثالاً للنجاح والتميز اللبنانيَين. الطابع حمل اسمه وصورته تقديراً لإنجازاته في مجاليّ الصناعة والإدارة. كان الطابع الرسمي دليلاً على توطد العلاقة ومتانتها بين هذا الرجل وعهد الرئيس ميشال عون، وترجمة لطموحات الوزير جبران باسيل تجاه "المنتشرين" اللبنانيين، والاستفادة منهم ومن مقدراتهم وخبراتهم، في تعزيز الاقتصاد اللبناني. وقبل سنتين تعمقت العلاقة بين باسيل وغصن، خصوصاً أن رئيس التيار الوطني الحرّ، وزير الخارجية، يعمل سياسياً وانتخابياً على استقطاب رجال الأعمال والمتمولين في الداخل والخارج.

باسيل ورجال الأعماليوم أوقف غصن في اليابان، كان رد الفعل اللبناني داعماً له بالمطلق. وسعى لبنان بجهود فعلية لاسترداده. حينها، صرّح الوزير سليم جريصاتي بوجوب العمل على إستعادة غصن، وصولاً إلى حد مطالبة اليابان بإطلاق سراحه فوراً واسترداده إلى لبنان. وحظي غصن باهتمام رسمي من قبل العهد وأركانه كما لم يحظ أي شخص آخر. وهذا يمثّل الأهمية التي يوليها العهد لهذا الرجل. وبُعيد توقيفه وإطلاقه بكفالة مالية، وإخضاعه للإقامة الجبرية، كان اللبنانيون المحسوبون على العهد يسوقون لضرورة عودته، بل وتسّلمه مناصب رسمية في الدولة، أو تسليمه حقيبة وزارية، باعتباره الوحيد القادر على النهوض بالاقتصاد والصناعة اللبنانيَين. تلك المؤشرات تدلّ على كيفية التفكير التي ينتهجها التيار الوطني الحرّ في عهد جبران باسيل، الذي يقدّم حساب رجال الأعمال على غيرهم من "المناضلين"، والتي عكست تغيراً في في نهج التيار، ودفعت إلى ابتعاد الكثير من المناضلين الذين اتهموا التيار بأنه أصبح نادياً للرأسماليين ورجال الأعمال والمصالح مالية. وهذا ما تجلّى أصلاً في المنتسبين الجدد للتيار والذين أصبحوا وزراء ونواباً. وجميعهم من أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة. وهذا التغير كاف لإظهار مدى الارتباط العميق بين التيار الوطني الحرّ وكارلوس غصن، بوصفه إمبراطوراً مالياً وصناعياً واقتصادياً. وقد يكون إصدار الطابع باسمه مقدّمة لتوليه منصباً سياسياًن كان يحضّر له قبل تكشّف قضيته وتوقيفه في اليابان.

رعاية رسمية

بُعيد هربه الأسطوري من اليابان، أظهر أداء العهد الاستثنائي مع هذه القضية، أن تهريب غصن حظي بالدعم والتغطية الكاملة من قبل الدولة اللبنانية. وبالتأكيد، هناك أسئلة كثيرة تحتاج لزمن مديد لتتوفر الإجابات عليها، حول ملابسات وخلفيات ودوافع عملية تهريبه وتوفير الحماية له. طبعاً، وجود غصن في لبنان قانوني، لأنه غير مطلوب من قبل القضاء اللبناني، ولا يوجد أي اتفاقية بين لبنان واليابان لاسترداد المطلوبين. وهذه النقاط يرتكز عليها العهد في توفير الدعم والحماية والغطاء الكامل لغصن. لكن، بلا شك، تغطية تهريب شخص يُحاكَم في دولة أخرى، سيقدم صورة سيئة عن لبنان. وقد يؤدي إلى أزمة ديبلوماسية بين لبنان واليابان. إلا إذا كان هناك قطب مخفية أكثر، ترتبط بالوضع داخل اليابان. لا يزال الغموض هو الذي يحيط بكل متفاصيل القضية. فبينما غصن وداعموه يعتبرون أن النظام القضائي في اليابان ظالم، خصوصاً في فرض الإقامة الجبرية والمراقبة والحراسة المفروضة عليه، قبل البدء بمحاكمته التي كان من المرجح أن تطول كثيراً ولسنوات. مع ذلك، فإن تنفيذ خطة تهريبه لا يمكن أن تتم من دون تواطؤ أجهزة أمنية رسمية أو خاصة، وجهات دولية عديدة توفر التسهيلات الضرورية لعملية بهذا الحجم والتعقيد، تحتاج إلى الكثير من المتطلبات اللوجستية. ولا شك أن دولاً عدة متورطة في عملية تهريبه، لأن جوازات سفره مصادرة من قبل السلطات اليابانية. والرجل دخل بجواز سفر شرعي، سواء كان جواز السفر فرنسياً أو لبنانياً، فهذا يعني أنه تم إصدار جواز سفر جديد له. فإذا كان جواز السفر هذا لبنانياً جاز القول أن لبنان عمل رسمياً على توفير ظروف تهريبه. وبحال كان فرنسياً، فبديهي القول أن فرنسا أيضاً متورطة، وأراد لبنان أن يأخذ القضية بصدره مقابل تنصل الفرنسيين من العملية. وهذا سيكون له ثمن مقابل يحصل عليه لبنان من فرنسا.

تناغم لبناني فرنسي

تتعدد الاحتمالات الدافعة لتهريب غصن. فأولها، يمكن أن تكون القضية بسيطة وشخصية، ترتبط بحسابات مالية ومردود مالي هائل لكل المتعاونين في تهريبه. وثانيها، أن تكون الجهات والدول الذي وفرت الغطاء لتهريبه تبتغي تحقيق جملة أمور، على رأسها عدم التوسع بالتحقيقات معه، كي لا تتكشف ملفات وفضائح أخرى، خصوصاً أن الأشخاص الذين من طينة غصن لديهم ارتباطات واسعة وهائلة. وهذه بالتأكيد لا تنفصل عن الاعتبارات الصناعية والاقتصادية بين فرنسا واليابان، والتداخل بين شركتي رينو ونيسان. صدور بيان الخارجية اللبنانية الذي تنصل من أي معرفة في كيفية هروب غصن، وتالياً موقف الخارجية الفرنسية المماثل، يظهر تناغماً فرنسياً لبنانياً. وعندما أعلنت مصادر رسمية لبنانية أن غصن يحظى بحماية الدولة اللبنانية، جاء أيضاً الموقف الفرنسي معلناً أن باريس لن تسلمه لليابان إن جاء إلى فرنسا. وهذا أيضاً يظهر الغطاء الفرنسي للرجل. والعلاقة الفرنسية اللبنانية "المميزة" في عهدي ماكرون وعون، تشير إلى توزيع المصالح المتبادلة بين الطرفين، فماكرون أظهر دعماً استثنائياً للبنان والتسوية التي أوصلت عون رئيساً للجمهورية. والعلاقات لا تقف عند هذه الحدود، بل ترتبط بمسارب وصلات أخرى، يمثّل كارلوس غصن إحدى نقاط تقاطعها، فهو عدا عن تمتعه بعلاقات جيدة في لبنان وفرنسا، له علاقات مع إيران ومع إسرائيل التي زارها أكثر من مرّة، والتقى فيها رؤساءها ومسؤوليها.

حزب الله وعمليات التبادل

في أحداث متعددة، ظهر عميقاً ارتباط أشخاص بسياسات دول ومصالح مالية واقتصادية. وكان هؤلاء الأشخاص مساهمين في الوساطات السرية، للتفاوض والتقارب بين هذه الدول. قد لا تحتمل قضية غصن كل هذا التحليل. لكن أيضاً كل شيء وارد، خصوصاً في عملية من هذا النوع لا يمكن أن تتم من دون أن تؤثر على العلاقات بين الدول. والغريب في قضية غصن الذي زار إسرائيل وعقد الكثير من اللقاءات مع مسؤوليها، لم يحظ دخوله إلى لبنان بأي تعليق من حزب الله أو اعتراض، الأمر الذي يطرح المزيد من علامات الاستفهام والغموض. وهذا ما يدفع البعض إلى الربط بينه وبين عامر الفاخوري وبين قاسم تاج الدين، الذي حكي عن إمكانية شموله بعملية تبادل، كاستكمال لعمليات التبادل بين إيران والولايات المتحدة الأميركية. وهنا لا يمكن فصل دور اليابان التفاوضي بين واشنطن وطهران.

 

اغتيال سليماني: حزب الله يتشدد سياسياً ويهدأ عسكرياً

منير الربيع/المدن/04 كانون الثاني/2020

يمكن تشبيه قاسم سليماني بعمود الخيمة الإيرانية فوق الدول العربية. هو مهندس الوجود الإيراني في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن. معاونوه، ومن هم أدنى منه رتبة، أعلنوا أكثر من مرّة أن إيران سيطرت على أربع عواصم عربية. وجهت واشنطن ضربة إلى عمود هذه الخيمة، بهدف الإيحاء بالاستعداد لهدمها تمزيقها. إنها ضربة تغيير قواعد اللعبة مع إيران، ولن تقتصر عليها فقط. ستطال لبنان والعراق والمنطقة كلها. خصوصاً أن سليماني اغتيل في العراق بعد وصوله إلى بغداد قادماً من لبنان عبر سوريا. والأكيد أن لقاءاته السرية في لبنان كانت ذات أهمية وبعد سياسي واستراتيجي للمرحلة المقبلة.

طائرات الضاحية

اغتيال قاسم سليماني لم يأتِ من محاولة أولى بالتأكيد. في إحدى مرّاتها ربما كان يراد للبنان أن يكون المسرح. وهنا لا بد من العودة إلى العملية التي نفذتها طائرتان اسرائيليتان في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أشهر. بعدها أعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، إن إسرائيل أرادت استهداف شخصية مهمة، نحن نعرفها وهم يعرفونها. لكن العملية فشلت، ويتوجب الردّ عليها. فهل كان يومها سليماني هو المستهدف؟ خصوصاً أنه حينها كان في لبنان وانتقل منه إلى العراق وسوريا.  بعدها، نفذ الإسرائيليون أكثر من عملية ضد القوات الإيرانية في سوريا، وصولاً إلى عملية "القائم" قبل أيام، التي استهدفت قيادات من الحشد الشعبي والحرس الثوري، رداً على مقتل شخص أميركي في كركوك. باغتيال قاسم سليماني، يقول الأميركيون إنهم خلعوا القفازات. لم يعد استهداف إيران يتم عبر استهداف حلفائها، أو من قبل الضربات الإسرائيلية، إنما القوات الأميركية هي التي تتولى توجيه الضربات بنفسها لشخصية محورية بالنسبة إلى إيران، المصدّرة لثورتها والباسطة لنفوذها في المنطقة والطامحة إلى توسيعه أكثر. الحسابات الأميركية متعددة ومتداخلة. لكن الأكيد أن واشنطن أرادت استعادة هيبتها في هذه الضربة، وتهشيم الهيبة الإيرانية. دونالد ترامب سيكون أكبر المستفيدين قبل الانتخابات الرئاسية. سيقول للأميركيين إنه الأقوى الذي أنهى تنظيم داعش وقتل زعيمه، وقتل أيضاً الشخص الإيراني الأقوى في المنطقة العربية. سيكون لذلك مردود لصالح ترامب من حلفائه العرب.

الثأر بتأنٍ

أراد ترامب الرد على الاستفزازات الايرانية المتكررة ضد واشنطن في العراق، وآخرها الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد. فواشنطن تبنّت العملية سريعاً، في إعلان مباشر منها أنها غيّرت اللعبة وقواعدها، وانتقلت إلى مرحلة جديدة. في المقابل، كان الإيرانيون يتعاطون مع الأميركيين عندما يلجؤون إلى تنفيذ أي ضربة لهم، وفق توقعات لردود فعل معروفة سلفاً. بعد اغتيال سليماني، لعبة حافة الهاوية تغيرت وأصبح اللعب في الهاوية نفسها وليس على حافتها. مع ذلك، في هذا الوقت أكد المسؤولون الأميركيون، من بينهم وزير الخارجية مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة لا تريد التصعيد أو الدخول في حرب. وهذا فحوى الرسالة الأميركية إلى إيران نقلتها عبر سويسرا، بالتزامن مع سلسلة اتصالات دولية للجم تصعيد الأوضاع. إيران أيضاً، لا تريد الدخول في حرب، لكنها تبحث عن عمل أمني ثأري مشغول بتأن لا يفضي إلى الحرب. فما حصل يمثّل ضربة قوية وقاصمة للإيرانيين. وسيكون من الصعب التعويض عنهاز لكن أي عملية انتقامية ستقوم بها إيران تؤدي إلى مقتل أميركيين سيحتم رداً أميركياً عنيفاً من قبل ترامب. طبعاً الهدف الأميركي النهائي هو الضغط إلى أقصى الحدود على إيران لجلبها إلى طاولة المفاوضات. بمعنى حرمانها من أي خيار، إلا التفاوض وتقديم التنازلات أو الدخول في حرب مع استمرار العقوبات والحصار والعزل.

سلوك حزب الله

عملية الاغتيال تعني أن الأميركيين يباشرون مرحلة ما بعد العقوبات الاقتصادية. وطبعاً، إيران سترد بضربة دقيقة ومركزة، لا تهدف إلى توريط المنطقة بحرب مفتوحة، بل الاكتفاء بمبدأ ضربة مقابل ضربة، أو بأقصى حدّ استعادة مرحلة الثمانينات، في العمليات المتنقلة التي حصلت بين الإيرانيين والأميركيين. وراهناً قد يتولى جزء من هذه العمليات حلفاء إيران في اليمن والعراق وسوريا. أما لبنان، حسب المعطيات المتوفرة حالياً، فسيكون محيّداً عن هذا الصراع، طالما أن الأمور لن تتطور دراماتيكياً. وسيرد حزب الله سياسياً بتكريس نفوذه أكثر، سواء بتشكيل حكومته، أو بالتشدد ضد معارضيه للاستمرار في إخضاعهم وتطويعهم.

تريد واشنطن من هذه الضربة تغيير سلوك إيران وحلفائها في المنطقة، وضبط مناطق ومواقع النفوذ. ولذلك غيّرت قواعد اللعبة. وهذه المعركة ستأخذ وقتها على شاكلة عمليات أمنية. ستسعى واشنطن لدفع إيران إلى التراجع، بينما سترفع طهران من شعارات محاربة أميركا لإخراجها من العراق. وستعمل دول عديدة على مفاوضات بين الطرفين، فتحقق عبرها الولايات المتحدة أهدافها الاستراتيجية. وقد تعلن الانسحاب من العراق على غرار انسحابها من سوريا. وقد يدّعي بعدها الإيرانيون الانتصار و"تحرير العراق".

هكذا تستمر اللعبة العنيفة والرقص القاتل على مسرح الجغرافيا السياسية العربية المنتهكة.

 

تاريخ قاسم سليماني اللبناني: الكمائن والمفجّرون الانتحاريون

سامي خليفة/المدن/04 كانون الثاني/2020

أثار اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني صدمة كبيرة في العالم، فقد كان لرجل الظل الإيراني دور كبير في تعزيز نفوذ إيران في المنطقة وتقديم الدعم لحزب الله في لبنان. ولا شك أن اغتياله سيفتح فصلاً جديداً من التوتر الجيوسياسي في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط.

سنواته الأولى

انضم سليماني إلى الحرس الثوري الإيراني في أوائل العشرينات من عمره بعد ثورة الخميني عام 1979. ومنذ عام 1998، شغل منصب قائد فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، فقام بخلط العمل الاستخباراتي مع استراتيجية عسكرية، لإنشاء قوات أجنبية خارج الحدود تعمل بالوكالة وفق ما تشتهي إيران. كُرست السنوات الأولى من ولاية الجنرال سليماني في أواخر التسعينيات من القرن الماضي لدعم حزب الله ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. وقاد سليماني، إلى جانب القائد العسكري لحزب الله، عماد مغنية، حملة متطورة من حرب العصابات، جمعت بين الكمائن والمفجرين الانتحاريين والقتل المستهدف لكبار الضباط الإسرائيليين والهجمات على المواقع الإسرائيلية. وفي النهاية استطاع تحقيق الانتصار مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000.

حرب تموز 2006

بثت القناة الأولى في التلفزيون الإيراني الرسمي في تشرين أول 2019، مقابلة كشف فيها قاسم سليماني أنه خلال حرب تموز كان يخرج مع أمين عام حزب الله حسن نصرالله وعماد مغنية في الضاحية رغم وجود طائرات الاستطلاع الإسرائيلية. وقال سليماني في المقابلة أنه كان يرسل من لبنان تقارير عبر الخط الآمن إلى طهران، كاشفاً عن أنه كان لحزب الله غرفة عمليات في قلب الضاحية. وكانت طائرات الاستطلاع الاسرائيلية تحلق بشكل متواصل في سماء الضاحية بمجموعات ثلاثية، وترصد كل التحركات بدقة.

العمل الميداني

تقسم صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، حياة سليماني المهنية إلى فترتين. الفترة الثانية بعد الحركات الاحتجاجية الضخمة التي انطلقت في بعض البلدان العربية خلال أواخر عام 2010 ومطلع عام 2011، كان سليماني فيها قائداً لقوة لها فروع في أنحاء مختلفة من العالم، تنشط بشكل رئيسي في سوريا ولبنان والعراق. لكن في نهاية المطاف تعمل بشكل سري لأهداف متعددة. أما الفترة الأولى فكانت عند غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، حين خاض رجال الميليشيات الإيرانية وحلفاؤهم العراقيون حرباً سرية ضد القوات الأميركية، وأطلقوا الصواريخ على القواعد وهاجموا القوافل. وتشير الصحيفة الأميركية، أن سليماني اعتبر أن هذه الحرب لحظة "لن تتكرر أبداً". إذ أنها ضمنت بقاء العراق ضعيفاً وغير قادر على أن يشكل مرة أخرى تهديداً لإيران بعد الإطاحة بصدام حسين، الذي دعمته الولايات المتحدة أثناء حربه مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. في بعض الأحيان، كان المسؤولون الأميركيون يتواصلون سراً مع الجنرال سليماني في محاولة لتخفيف التوترات في العراق. في عام 2008، كان الجنرال الأميركي، ديفيد بترايوس، يحاول التوصل إلى هدنة بعد قتال شنته القوات الأميركية والجيش العراقي ضد الميليشيات الشيعية الموالية لإيران. وفي رواية بترايوس للقصة، عُرض عليه رسالة نصية مفادها: "الجنرال بترايوس، عليك أن تعلم أنني، قاسم سليماني، أتحكم في سياسة إيران فيما يتعلق بالعراق ولبنان وغزة وأفغانستان".

غض النظر الأميركي

في شباط 2008، وبينما كان عملاء المخابرات الإسرائيليون والأميركيون يتعقبون عماد مغنية لتصفيته، رصد العملاء مغنية وهو يتحدث مع رجل آخر، وعلموا بسرعة أنه قاسم سليماني. اتصل الإسرائيليون بكبار المسؤولين الحكوميين. لكن رئيس الوزراء إيهود أولمرت حينذاك رفض اغتيال سليماني، لأنه وعد الأميركيين بأن مغنية هو الوحيد الذي سيكون مستهدفاً في العملية. هذا، ونشر موقع "إنترسيبت" وصحيفة "نيويورك تايمز" في تشرين ثاني 2019، برقيات إيرانية سرية تظهر الدور الإيراني في العراق. وأهم ما جاء فيها كان زيارة سليماني في عام 2014 وزير النقل العراقي حينذاك بيان جبر، طالباً منه استخدام المجال الجوي العراقي لنقل طائرات محملة بالإمدادات العسكرية لدعم حكومة الأسد في سوريا. متجاهلاً الضغوط التي مارستها إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لإغلاق المجال الجوي العراقي على الرحلات الجوية إلى دمشق.

النموذج الأقوى

وفي معرض استعراضها لسيرة سليماني، جزمت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن النموذج الأقوى الذي استطاع سليماني تحقيقه، تمثل بحزب الله، الأكثر قوةً وتنظيماً من بين جميع الوكلاء الإيرانيين في الشرق الأوسط. بعد الغارة الجوية التي أودت بحياة سليماني، تنقل الصحيفة عن فتح الله نجاد، الباحث في معهد "بروكينغز" الأميركي، أن الرد الإيراني من خلال حزب الله لا يزال محتملاً، محذراً من أن "طهران ليس لديها أي خيارات جيدة". وأضاف نجاد بأن حرباً شاملة مع الولايات المتحدة من شأنها أن تعرض بقاء النظام الإيراني للخطر، كما أن التصعيد في الخليج العربي سيحرم إيران من ما تبقى من دخل مهم من خلال صادرات النفط، أما في العراق، فإمكانات التصعيد تبدو محدودة. لذلك فعبر حزب الله في لبنان، يمكن لإيران أن تنتقم من إسرائيل، وهذا ما سيؤثر على صورة حزب الله في لبنان سلبياً كراع للمصالح الإيرانية.

تغيير ميزان القوة

من جهتها، رأت مجلة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن العراق ولبنان نجحا حتى الآن في التوفيق بين العلاقات مع واشنطن وطهران، لكن مقتل قائد فيلق القدس يغير المعادلة في الشرق الأوسط. وتشير المجلة أن العراق ولبنان نجحا في الحفاظ على توازن بين واشنطن وطهران. وقامت الولايات المتحدة بتدريب وتمويل قوات الأمن اللبنانية والعراقية حتى مع استمرار حزب الله في السيطرة الإستراتيجية على السياسة الخارجية للبنان، ومع تولي الوكلاء الإيرانيين مناصب أمنية عليا في بغداد. وترى المجلة أنه على الرغم من اغتيال سليماني، فإن ميزان القوة سيتغير. فالجميع في الشرق الأوسط يدرك أن هدف الرئيس ترامب المعلن هو الانسحاب من المنطقة. ويعرف الوسطاء في الشرق الأوسط جيداً أن أي شخص يتحالف مع الولايات المتحدة يمكن أن يتعرض للخيانة بين عشية وضحاها، كما حدث للقوات الكردية السورية قبل بضعة أشهر وحسب.

تأهب إسرائيلي

وفي السياق، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن قيام أجهزة الأمن برفع حالة التأهب عند الحدود اللبنانية وهضبة الجولان تحسباً من أي رد إيراني قد يطال إسرائيل انتقاماً لمقتل سليماني. وقطع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زيارته إلى اليونان وعاد إلى تل أبيب صباح يوم الجمعة. كما تحدث الإعلام الإسرائيلي عن استنفار غير مرئي وتحركات مؤللة للجيش الاسرائيلي على طول الخط الحدودي لمستعمرة المطلة ومراقبة من خلال الكاميرات المنتشرة على الجدار الفاصل وفي المواقع العسكرية المشرفة على الجانب اللبناني.

 

"أمل" تغني الراب لشبِّيحتِها.. أدامهم الله في ديارنا

محمد أبي سمرا/المدن/04 كانون الثاني/2020

لترميم الرضوض التي أصابت أجهزة "حركة أمل" و"حزب الله" التنظيمية للتعبئة الجماهيرية الشيعية، في مجابتهما انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، أنشأ "الثنائي الشيعي" كورساً مشتركاً لإنشاد أهزوجة مصورة على شريط فيديو، تستعيد صوره استعراضاتهما العسكرية وعراضاتهما الجماهيرية. وفي الأيام الأخيرة من العام المنصرم، راج الشريط موسوماً بـ"أخوة بعهد الله"، وينشد الكورس في مطلعه - اللازمة الآتية: "مش رح نركع لا والله/القلب بينبض أمل.. والدم حزب الله/أخوة بالسلم وبالحرب/مع نصرالله وبري". وجاءت الأهزوجة على إيقاعات لحنيّة بلدية.

الحركة القابضة

ويبدو أن "حركة أمل" - وهي أصابتها رضوض الانتفاضة أكثر بكثير مما أصابت "حزب الله"، ذا التنظيم العسكري الحديدي والولاء الشيعي العريض والمتجذر لإنجازاته الأسطورية العظمى - لم تكتفِ بشريط الأهزوجة البلدية المشتركة. فعمدت في الأيام الأولى من العام 2020 إلى إعداد أهزوجة جديدة منفردة، على أيقاعات الراب السريعة المحمومة. وهذا، ربما، لتلبية اندفاع محازبيها ورهطها الأهلي وزمر شبانها وفتيانها، وشحذ هممهم لجبه التهم التي يوصمون بها: "المستفزون، المختلون، الأشرار، المجانين"، على ما يرد في الأهزوجة. لكن الاستجابة "الأملية" لإيقاعات الراب السريعة المحمومة، تنم عن انقباض يد الحركة الشيعية البخيلة في صرفها الريوع وأموال الصفقات الضخمة التي جنتها منذ عقود ولا تزال، على جهازها الدعائي والتحريضي. فهي أعدت أهزوجتها الجديدة بكلفة مادية شديدة التقشف: ليس من مشاهد مصورة، والآلات الموسيقية المستعملة قليلة وهزيلة. فريوع "أمل المحرومين" لا تُجبى وتُجنى لتُبذل جزافاً، ولتُصرف على إعالة عامتها الأبرار، بل لتتكدس في أيدي مقدميها ومتنفذيها من كبار عرابي المافيا الميامين. أولئك الذين تمجدهم الأهزوجة، وتنفي عنهم الصفات "الحميدة" الغزيرة التي يوصمون وتُوصم الحركة بها، وهم براء منها.

نص الأهزوجة

تبدأ الأهزوجة بالإهداء: "هاي  للحركيّة، هاي للشياح، للضاحية، لبيرحسن تحية، لأبو علي دمشق، واللواء الحاج الكبير. تحية ليوسف ديب الشياح، مرتع الرجال، حرس الرئيس". ثم يهزج الكورس: "شيعة شيعة/حركة أمل ما منبيعا، نحنا صوت الحق، وانتو كلكن شبيحة. شيعة شيعة/ حركة أمل ما منبيعا/شيعة شيعة".

ويتساءل منشد الراب "الأملي": "عن أمل تخليت؟ يعني بعت ديني! هيدي رصاص ودم، مش رسالة حزيني. يا غربة خديني وجيبيني". بري النبوّة واليقين  ويعرِّف المنشد بنفسه وبحركته مردداً: "بري عقلي، بري قلبي، بري بفكري ويقيني. ع خط الشهادة موسى الصدر مربيني. حركة بالدم، بالفطرة، ومرتاح ضميري. نحنا الشرف والكرامي/سلاحي على خصري زينة". وهنا يطلق المنشد صوررة ملحمية عن جهاد حركته:

"يا جيوش حاصريني، دمريني، فجريني. لبيك يا نبيه، على خط النار بتلاقيني. للضاحية، للجنوب، للبنان حبي وحنيني. بير حسن، الضاحية، الشياح، شباب بتقدم على كفوفها أرواح. بوج إخواتنا يابا/ ما منحمل سلاح/بواب السلم بتتفتح/ما بحاجة لمفتاح. جيوش بري، يا أسود علينا دلي،

الأرض جحيم ونار منخلي". هنا لا بد من شهادة منزّلة من إمام الحركة، بل نبيّها، بصوته الحي في إحدى خطبه العصماء: "أشهد باسم كل هذه الجماهير أننا شيعيو الهوية، سنيو الهوى لبنانيو الحمى".

تهديد ووعيد

ويهدد المنشد المطيع، والمسبّح باسم نبيّه: "الغلط معنا مش مسموح، بتغلط بتاكل سحسوح/ شباب عم تتفلفل/ والاحتمال مطروح. مش علينا الزعرنات. انقلع تضبضب بالبيت، واسمع صوت التمشيط/ حمّل أشلاء، حمّل أموات. الفوتة فينا دمار/طير وفرقع يا بوشار/سيوف بتنزل عالارض/محفور عليها ذو الفقار/ما تسألني شو صار/ لما فات الغدار/الشباب عملت شغلها/ بس أخدنا القرار/ دايماً ع خطوط النار". ويتساءل المنشد مجدداً: "بيسمونا الأشرار؟!"، ويجيب: "إرفع راسك بالعالي/ ابن الضاحية مغوار. بدك تعرف نحنا مين؟ بيسمونا المختلين/ بدنا حركة لنفتح مشكل/ دايماً مسلحين/ هول شباب مجانين/ دايماً مستنفرين/ راسك إلنا بطيخة بتنفرم عالسكين. دايما منعيدها ومنقولها/ أنو الضاحية هي الأولى/لو سلحبتو ما بحياتكن بتوصلولا".

شهادة الإمام المؤسس

وهنا مقتطف من عبارات بصوت إمام الحركة المؤسس، موسى الصدر: "نحن  نشاهد عالمنا العربي، ويعز عليّ أن أقول إن عالمنا العربي وما نشاهد في الأجواء، أمر لا يشرِّفنا". ويعرِّف المنشد بصاحب الصوت: "هاي كلمة للإمام المغيب القائد موسى الصدر، ركزوا منيح عالكلام".

وأخيراً يردد الكورس لازمة الأهزوجة: "شيعة شيعة/ حركة أمل ما منبيعا/نحنا صوت الحق/ وانتو كلكن شبيحة/شيعة شيعة". أدام الله "حركة الأمل" في ديارنا لنفوز فوزاً عظيماً.

 

مجدداً.. أزمة بنزين ومازوت تلوح في الأفق

عزة الحاج حسن/المدن/04 كانون الثاني/2020

عندما أكدت وزيرة الطاقة في حكومة تصرف الأعمال، ندى البستاني، في 9 كانون الأول الفائت، أن لبنان لن يشهد مجدّداً أزمة بنزين، لم تكن تدرك حينها أنها تتعامل مع تجمّع يضم "تماسيحَ" كبرت على جني أرباح من دون سقوف، وترعرعت على كسر شوكة الدولة على مدار عقود، تناوب خلالها وزراء طاقة، من مختلف التيارات السياسية، وإن كان للتيار الوطني الحر حصة الأسد فيها. فتجمع الشركات المستوردة للنفط الذي افتعل أزمة المحروقات الأخيرة، وأمعن في إذلال المواطنين على مدار أكثر من 48 ساعة، مطلع شهر كانون الأول الفائت، في محاولة منه للتنصّل من الالتزام بسداد 85 في المئة من قيمة الشحنات بالليرة اللبنانية و15 في المئة بالدولار، وتحميل الموزعين والمحطات مسؤولية سداد قيمة الـ15 في المئة من البضائع بالدولار، بخلاف ما يفرضه جدول تركيب الأسعار الصادر عن وزارة الطاقة، والقاضي بتسليم المحروقات بالليرة اللبنانية فقط.. تنازل حينها عن تعنّته، ووافق على الحل الوسطي المطروح من قبل الوزيرة البستاني، وهو توزيع أعباء الـ15 في المئة على جميع الأطراف. ولكن منذ ذلك الحين وحتى اليوم، لم تلتزم جميع الشركات المستوردة بالاتفاق الوسطي، وهو ما يهدّد بوقوع أزمة بنزين جديدة.

إخلال بالاتفاق

الاتفاق الوسطي الذي جرى في شهر كانون الثاني، قضى حينها بتحمّل الجميع عبء الـ15 في المئة من ثمن البضاعة بالدولار. فساهمت محطات المحروقات بـ475 ليرة، والصهاريج ساهمت بـ40 ليرة، وشركات التوزيع بـ 100 ليرة، وشركات الاستيراد بـ 150 ليرة فقط، شرط أن يسلّموا البضاعة بالليرة اللبنانية بنسبة 100 في المئة. علماً أن من مسؤولية الشركات المستوردة تحمّل أعباء الـ 15 في المئة من قيمة البضاعة بالدولار، مع الالتزام بالبيع بالليرة اللبنانية فقط. لكن، ورغم مساهمة الجميع بتحمّل الأعباء، لم تلتزم غالبية الشركات بالاتفاق، وفق مصدر موثوق لـ"المدن"، ومنها شركات توتال وكورال ويونايتد وغيرها. ولا زالت حتى اليوم تسلّم المحطات نسبة 15 في المئة من البضاعة بالدولار وليس بالليرة. وتعليقاً على إخلال عدد من الشركات بالاتفاق الوسطي، لفت عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات، جورج البراكس، في حديث إلى "المدن"، إلى أن الدولة عاجزة عن حماية حقوق الطرف الأضعف، وخاضعة لإرادة الشركات المستوردة، التي  تتطاول على حقوق المحطات وتخالف قرار الوزارة، كما تخالف تعميم مصرف لبنان. علماً أن الشركات تستورد ما يفوق 2 مليار دولار سنوياً، ويمكنها تحمّل تراجع أرباحها بنسبة طفيفة.

أزمة مرتقبة

ومع تنصّل عدد من الشركات المستوردة من الاتفاق، بدأت شركات أخرى داخل التجمّع بالتململ من الاتفاق. وحسب المصدر، باتت فكرة تراجع التجمّع عنه رسمياً، والعودة إلى تحميل عبء الـ15 في المئة كاملة للمحطات أمراً وارداً. وهو ما يُنذر بوقوع أزمة محروقات من جديد، لاسيما أن المحطات تتهيأ لتنفيذ إضراب شامل، في حال لم يتم التزام الشركات كافة بالاتفاق السابق. وقد أعرب البراكس عن تخوّفه "من وقوع الأزمة من جديد، في ظلّ إصرار الشركات المستوردة على تسليم المحروقات بالدولار وتهرّبها من التزاماتها مع باقي أطراف القطاع، على الرغم من مساهمة المحطات بنحو 475 ليرة من جعالتها، التي كان من المفترض أن تكون على حساب الشركات. وأي خلل في هذا الإطار سيؤدي إلى عودة الأزمة من جديد".

أزمة مازوت

وللمازوت قصة أخرى. فالشركات تصرّ على تقاضي 15 في المئة من قيمته بالدولار، وتحميل الأعباء للمحطات التي يحمّل بعضها العبء للمواطن. فتعمد العديد من المحطات لاسيما الكائنة في المناطق الجبلية، حيث الطلب مرتفع على المازوت، إلى بيعه بأعلى من تسعيرته بنسبة تقارب 19 في  المئة.

فغالبية المحطات في مناطق البقاع الأوسط والشمالي والجبل تسعّر صفيحة المازوت بـ21 ألف ليرة، علماً أن السعر الرسمي للصفيحة- حسب جدول تركيبة الأسعار، الصادر عن وزارة الطاقة والمياه- يبلغ 17800 ليرة لبنانية. ما يعني أن المحطات تحقّق أرباحاً إضافية عن كل صفيحة مازوت لا تقل عن 3200 ليرة، بصورة غير قانونية. وتبقى فضيحة الفضائح تسلّم الشركات المستوردة لنحو 90 في المئة من كميات المازوت التي تستوردها الدولة، وتخزنها في منشآت الزهراني وطرابلس، والتي تسد نحو 35 في المئة من حاجة السوق، وتبيعها بدورها (أي الشركات) للموزعين والمحطات على أساس 85 في المئة منها بالليرة و15 في المئة بالدولار!

 

لا أعادَهُـمُ اللهُ عليكم

جوزيف الهاشم/الجمهورية/03 كانون الثاني/2020

لا أعادهُ اللهُ عليكم كهذا العيد عيداً، ولا أعادَهُمُ اللهُ عليكم طبقةً سياسية حاكمة لا يكون معها أعيادٌ بل أثوابُ حداد. في خطاب نصف الولاية، وليتَ الولايةَ لـم تنشطر الى نصفيـن، لأنّ جبران… خليل جبران يقول: لا تقبلْ بالنصف فلستَ نصفَ إنسان… في ولاية ذلك النصف، أعلنَ الرئيس ميشال عون: «وجوبَ اختيار الوزراء والوزيرات وفقاً للكفاءة والخبرة وليس وفـقَ الولاءات السياسية أو استرضاءً للزعامات»… ولكن يبدو أن الزعامات هي التي تتحايل على اختيار الحكومة وفـقَ الولاءات من طريق فبركة الوزراء بالإستنساخ والتمويه والنظارات السود وثيابِ المهّرجين المزركشة بألوانهم.. وغـاب عن أذهان الأذكياء أن التبـرّج لا يمكن أن يُخْفيَ عاهاتِ المشوّهين. ورئيس الحكومة المكلّف وعَـدَ.. بحكومة المستقلّين، أي بالمستقلّين عنهم وعـن كلِّ زعامات السلب والنهب ودعارة الفساد، بحكومة الإختصاصيين والتقنوقراطيين والتقنيّـين وعَـد، ولا يكفي أن تكون التقنية حسب تعريفها التمتُّع بالمهارة والإتقان في مزاولة العمل، ولا يكفي أن يكون الوزير صاحبَ كـفٍّ نظيف وسمعةٍ حسنة والدجاجةُ تأكل عشاءه، بل يقتضي أن يملك من الذكورية ما يجعله يقـفُ في وجـه الكفوف الملوّثة والديوك الصائحة على مزابلها. أصحابُ نظافة الكفوف لا يخافون حتى ولو كان اللصوص ينتسبون الى مرجعيات مدجَّجة بالسيوف، لأن الأيدي الملوَّثة لا تستطيع أن ترشق الآخرين بحجر، ولأن السارق المكشوف جبانٌ وبسيفه يجرح نفسه. في قانون العقوبات: الذي يُقْدم على إخفاء معالم الجريمة يكون شريكاً في الجرم، والذي اشترك في الحكم على مدى ثلاثين سنة أو ثلاث سنوات أو ثلاثة أشهر، لا يستطيع أن يتنصّل من المسؤولية سارقاً كان أو بريئاً أو ساكتاً عن الشرّ أو شاهد زور، ولا يستطيع المرتكب أنْ يهرب من الحكم إلى الحكم، أوْ من حكم المحكمة الى حكم الحكومة. لا نصدّق أنّهم ما زالوا يتكمّشون بكراسي الحكم على أنّـه مصدرٌ للفواحش وستّارٌ للعيوب، وما زالوا يعيشون في رخـاء الفلَكِ الأعلى منقطعين عمّا في الأرض من فواجع، والأرض التي تـدور حول الشمس يعيش عليها الشعب بلا نـور.

ثمـة حالةٌ تنطبق على مَـنْ يتمتّعون بالألم الشعبي يصفها الإصطلاح الفلسفي بالـهوَسَ الناتج عن اضطرابات نفسية واندفاع غريزي لإشباع حاجة النفس بهوى السرقة وهوَس العظمة. يقابله هوسٌ من نوع آخر يتأتّـى من مآسي الشعب وأوجاعه ومن صرخةٍ عارمة لن تتوقف عند إسقاط الحكومة، بل تنطلق كالعاصفة إلى اقتلاع كلّ الشجر في جنَّـةِ الحكم بـما في ذلك شجرُ النخل. ومن يقتل "المعلّم" يستحيل ألا يكون هو، بدوره "معلّما".

 

خيار لبنان ومعادلة الثورة

رفيق خوري/ اندبندنت عربية/04 كانون الأول/2020

نظام المحاصصة الطائفية قوي وإن كان فاشلا وعاجزا عن إيجاد حلول سهلة لأزماته المتعاقبة

خيار لبنان بالإصلاح أو بالتغيير، كان ولا يزال محكوماً بعاملين متكاملين: صعوبة الخروج من نظام المحاصصة الطائفية، والوقوع في أسر الصراعات الإقليمية والدولية. أيام المقاومة الفلسطينية من لبنان كان الجدل يدور حول رمزين للخيار: هونغ كونغ أو هانوي. أي الجنة الاقتصادية الملائمة للوطن الصغير أم ساحة الحرب مع العدو الإسرائيلي.

ولم يكن الخلاف على الجواب خارج اللعبة الطائفية، لكنه كان يتجاهل الظروف الموضوعية في تلك الأيام. فلا لبنان كان في وضع هونغ كونغ وظروفها، حيث هي المركز المالي الثالث في العالم إلى جانب القاعدة الصناعية والتجارية والحماية من النظام العالمي الذي يخدم الوضع مصالحه. ولا بيروت هانوي التي كانت مدعومة من الصين والاتحاد السوفياتي في حربها لتحرير فيتنام الجنوبية من النظام الفاسد والقوات الأميركية التي تحميه. والنتيجة حرب لبنان الأهلية والإقليمية والدولية، ومن ثم الاجتياح الإسرائيلي لإخراج المنظمات الفلسطينية وتخريب الجنة الاقتصادية.

وفي أيام المقاومة الإسلامية المقتصرة على "حزب الله" ضمن دوره الإقليمي يتكرر طرح الخيار نفسه: هونغ كونغ أم هانوي؟ أي لبنان النمو الاقتصادي و"النأي بالنفس" عن المحاور الإقليمية أم لبنان القاعدة الأمامية لمحور "الممانعة والمقاومة" الذي تديره إيران ضد أميركا وإسرائيل وبلدان الخليج ومصر؟

لكن الجدل يدور ونحن في هاوية الانهيار النقدي والمالي والاقتصادي، لا على حافة الهاوية كما يقال. فضلاً عن أن هانوي اليوم تبحث عن الاستثمارات الأميركية والأوروبية وتطلب خبرة الذين قاتلتهم لبناء اقتصاد قوي.

أما هونغ كونغ، فإنها تشهد ثورة شبابية سلمية منذ أشهر بدأت ضد مشروع قانون قدمته إدارة كاري لام لتسليم المطلوبين إلى بكين وتطورت نحو المطالبة بحكم القانون ونوع من الاستقلال عن الصين التي تشدد قبضة الحزب الشيوعي على السياسة والثقافة وترخيها في الاقتصاد. والمسألة ليست فقط أن عروبة لبنان هي قدره وخياره، وأن حياته مرتبطة بعمقه العربي وحاجته إلى العرب والغرب، بل أيضاً أن أخذه إلى المحور الإيراني هو وصفة لوضعه تحت الحصار الاقتصادي من دون مقومات البقاء لدى إيران نفسها.

السؤال الواقعي حالياً هو: ماذا بعد الثورة الشعبية السلمية العابرة للطوائف والمذاهب والتي دخلت شهرها الثالث؟ الجواب المباشر هو أن هذه الثورة نجت حتى الآن من العنف الذي تعرضت له الثورة الشعبية في العراق، لكنها تواجه مثلها مشكلة الصراع الأميركي- الإيراني ومعضلة نظام المحاصصة الطائفية.

الصراع الأميركي والعربي من جهة، والإيراني من جهة أخرى طويل ومتشعب، تبدو فيه طهران أكثر ثباتاً من أميركا التي أهدتها انتصارات منذ غزو العراق، وتعمل على التغلغل في النسيج الاجتماعي إلى جانب رعايتها لوكلائها: حزب الله في لبنان، الحشد الشعبي في العراق، الميليشيات في سوريا، وأنصار الحوثي في اليمن. نظام المحاصصة الطائفية قوي، وإن كان فاشلاً وعاجزاً عن إيجاد حلول سهلة لأزماته المتعاقبة. وليس من التوقعات أن يتخلى أمراء الطوائف عن السلطة والامتيازات والنفوذ. فهم ضد أي تغيير حقيقي، وإن حاولوا الإنحناء أمام العاصفة بتقديم إصلاحات جزئية. وهم من تلاميذ ماكياڤيللي القائل "ليس من الحكمة أن تدافع عن شيء من واجبك التخلي عنه". فضلاً عن أنهم يمارسون بالفطرة نظرية لامبيدوزا في "الفهد"، "إن تغير كل شيء قليلاً كأنك تبقي كل شيء على حاله". فلا تغيير الحكومات سوى واحدة من ألعاب النظام. ولا حتى الانتخابات النيابية المبكرة سوى خدعة لإعادة إنتاج السلطة نفسها ولو بالتزوير.

وفي هذا الإطار، فإن الثورة الشعبية السلمية تواجه معادلة صعبة: لا تستطيع تغيير النظام بيدها، ولا هي في وارد الحصول عليه بالتظاهرات وحدها. لكن الثورة، في المقابل، صارت رقماً صعباً في المعادلة الوطنية. فهي فتحت مساراً يصعب إغلاقه أو الحؤول دون الذهاب فيه إلى النهاية. وهي تجاوزت الأحزاب الحالية، بحيث صار الصوت الصارخ في لبنان والعراق وتونس، هو المطالبة بحكومات من المستقلين عن الأحزاب.

والوقائع ناطقة. ثورات "ربيع الشعوب" الأوروبية في القرن التاسع عشر كانت عنفية وجذرية. لكن الأنظمة القديمة تضامنت وتغلبت عليها في النهاية. الموجة الأولى من "الربيع العربي" الذي أخذ اسمه من ربيع الشعوب كانت سلمية ومن ثم "تعسكرت" وتحولت حروباً أهلية تدخلت فيها قوى إقليمية ودولية كما في ليبيا وسوريا واليمن. الثورات العنفية فشلت وانتهى زمانها. والتي نجحت منها صارت شيئاً آخر. الثورة الإيرانية صارت نظاماً ثيوقراطياً يحكمه الملالي بقيادة الولي الفقيه. الثورة الساندينستية في نيكاراغوا صارت نظاماً شمولياً رئيسه الدائم قائد الثورة دانيال أورتيغا ونائبة الرئيس وزيرة الاتصالات زوجته روزاريو موريللو، وأولادهما في المراكز العليا في الصناعة والغاز والتلفزيون. ولا رد على الثورة السلمية الشعبية الحالية سوى القمع والعنف. ومهما يكن، فإن المستقبل للربيع العربي الذي صار في الشارع.

 

كارلوس غصن والنُّحاة

 سمير عطا الله/الشرق الاوسط/03 كانون الثاني/2020

في قواعد الصحافة الأولى أن كتابة الخبر تفرض الإجابة عن خمس من أدوات الاستفهام. مَن؟ أين؟ متى؟ لماذا؟ وكيف؟ في لبنان، تُصاغ الأخبار على هواها وتُطرح الأسئلة من دون أي ضرورة للأجوبة. جميع نشرات الأخبار المسائية ومعظم عناوين الصحف اليومية تطرح، مع قارئها الأسئلة، من دون أن تعتبر نفسها ملزَمة بأي جواب. وإذا كان من نقص في كثافة الأسئلة في الأيام الماضية، فقد عوّضها وصول الصناعي كارلوس غصن في عملية شديدة الغموض، ساخرة المعاني، ومثيرة الجوانب. وفي ظنّي أن عدد الأجوبة في نهاية المطاف سوف يظلّ أقلّ بكثير من عدد الأسئلة وعلامات الاستفهام. أفضل ما يحصل في مثل هذه الحالات المليئة بالحيرة والشكوك والغموض، هو اللجوء إلى ما لجأ إليه السادة النُّحاة في حيرتهم ما بين شواذ اللغة وقواعدها. وقد أعلنوا يائسين، يجوز هذا ويجوز ذاك والله أعلم. إن ثلاث دوَل معنية تتساءل كيف فرّ كارلوس غصن من «خروم الشبك» حسب التعبير اللبناني، فتمكّن من أن يغادر منزله وكاميراته جميعاً، ثم أن يدخل مطار أوساكا ويخرج منه بطائرة خاصة ومن ثم يهبط في إسطنبول ويغيّر طائرته ويكمل الرحلة السعيدة إلى بيروت من دون أن تقع عليه عين شرطي أو جمركي. بين الدول الثلاث، برز لبنان كالعادة، بلا أي مسؤولية قضائية أو إجرائية. فقد وصله المواطن العزيز مطبّقاً جميع الأصول: هوية لا شك فيها، ورحلة قادمة من إسطنبول، مختومة كما يجب، وليس من شأن مطار بيروت أن يعرف أن القادم العزيز بدأ رحلته في أوساكا على المقلب الآخر من الكرة الأرضية. طبعاً، اليابان سوف تسأل وسوف تعترض، وقد يكون هناك استدعاء سفراء ومذكّرات احتجاج وإعلان بعض الدبلوماسيين أشخاصاً غير مرغوب فيهم.

إلا أن كل ذلك لن يشكّل الإجابة الكافية عن الأسئلة التي تحيط بهروب أشهَر رجل في صناعة السيارات منذ هنري فورد. هل كان اعتقاله في الأساس عملاً سياسياً أم عملاً قضائياً فعلاً؟ فإذا كانت القضية قضائية، فلماذا لم ينتبه القانون الياباني إلى ذلك خلال عشرين عاماً عاشها كارلوس غصن في طوكيو؟ ولماذا يقرّر القضاء أن يحمّل اليابان خسائر بمليارات الدولارات من أجل استعادة بضعة ملايين خالف بها كارلوس غصن؟ ولماذا اعتُقل الرجل كأسوأ من قاتل فارّ؟ وأقيمت حوله حراسة لا تُقام إلا حول عتاة المجرمين؟ المؤسف أنني شاركت أنا أيضاً بصحافة الأسئلة التي لا أجوبة لها. سوف ننتظر ولا ندري إلى متى ولا كيف ولا أين ولا لماذا؟

 

هل تصفّي واشنطن كل قادة الهجوم على سفارتها؟

ثناء علي/موقع درج/03 كانون الثاني/2020

أعلنت القوات الأميركية نجاحها في تصفية كل من أبي مهدي المهندس الذي ظهر أمام السفارة الأميركية أثناء هجوم أتباع "الحشد الشعبي"، وقائد "فيلق القدس" قاسم سليماني الذي أكد بتهديد صرّح عنه للإعلام أنه سيمحو الوجود الأميركي من العراق.

عند الواحدة بعد منتصف الليل، في 3 كانون الأول/ ديسمبر 2020، سمع سُكان جانب الكرخ من العاصمة بغداد دوي انفجارتٍ متكررة. يقول زياد طارق أحد سُكان منطقة حيّ الجهاد المجاورة لشارع مطار بغداد الدولي: “في بادئ الأمر سمعنا ضربات كثيرة، ومن ثم سمعنا صوت طائرات تدور فوق سماء مطار بغداد، وفجأة سُمع دوي انفجار رهيب هزّ جانب الكرخ بأكمله.” سُكان الكرخ كانوا يتوقعون أن الحادث هو قصف مطار بغداد الدولي بطائرات كاتيوشا، إلا أن الوقائع اختلفت. محمد عبد الواحد أحد الشهود إذ يقع بيته في الشارع المجاور لشارع المطار يقول:” أنا وأصدقائي اعتدنا السهر بعد منتصف الليل أمام منزلنا والثرثرة، فوجئنا بالنيران التي تصاعدت بعد دوي الانفجار وذهبنا لرؤية ما يحدث ولكن على بعد مسافة ليست بالقليلة، لأن الوضع مُتأزم في العراق ولم يكن  سهلاً الاقتراب من الانفجار، إلا أنه لم يكن تفجيراً للمطار بل كان تفجيراً لرتل من السيارات المدنية.”

قاسم سليماني

بعد ساعات، أعلن النائب في البرلمان العراقي عن الطائفة السنية مشعان الجبوري نعياً لكل من أبي مهدي المهندس وقاسم سليماني، فانتشر الخبر في وسائل الإعلام العراقية والعربية والعالمية. مصدر مقرب من “هيئة الحشد الشعبي” رفض الكشف عن اسمه، يؤكد لـ”درج” أن “نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبا مهدي المهندس توجه إلى مطار بغداد لاستقبال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وأنه توجه بسيارات مدنية، وكان بصحبته كل من محمد الشيباني وحسن عبد الهادي ومحمد رضا الجابري وهم مسؤولون في مكتب المهندس، وبعد إخراج سليماني من المطار تمت عملية القصف بطائرات أميركية مسيّرة، وفق المعلومات الأولية”.

تهديد مُسبق

أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تغريدة على “تويتر” أن أميركا ستحاسب كل قادة الحشد الشعبي من الزعماء أو السياسيين الذين خرجوا للتظاهر أمام السفارة الأميركية في العراق، والذين ساهموا بالاعتداء على السفارة. هذه التغريدة جاءت بعد ساعات من وصول أتباع “الحشد الشعبي” وقادتهم إلى مقر السفارة الأميركية في بغداد، وعلى إثرها ينشر رئيس “هيئة الحشد الشعبي” فالح الفياض صورته الشخصية عبر حسابه في “فايسبوك”، يؤكد من خلالها وقوفه عند جسر الطابقين في بغداد عند مدخل المنطقة الخضراء، وأنه حضر تشييع جثامين قتلى لواء 46 و45 للحشد الشعبي الذي تعرض لهجوم أميركي، وأنه لم يشارك في الوصول إلى مقر السفارة. وكأنه بذلك يقدم تبريراً لبومبيو. سُكان الكرخ كانوا يتوقعون أن الحادث هو قصف مطار بغداد الدولي بطائرات كاتيوشا، إلا أن الوقائع اختلفت. وعند الساعة الواحدة والنصف ليلاً، أعلنت القوات الأميركية نجاحها في تصفية كل من أبي مهدي المهندس الذي ظهر هو الآخر أمام السفارة الأميركية أثناء هجوم أتباع “الحشد الشعبي”، وقائد “فيلق القدس” قاسم سليماني الذي أكد بتهديد صرّح عنه للإعلام أنه سيمحو الوجود الأميركي من العراق. ثم جاءت أنباء لوكالات أجنبية ودولية عن اعتقال كل من زعيم “منظمة بدر” هادي العامري والأمين العام لفصيل “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي. وأكد المتحدث العسكري باسم حركة “عصائب أهل الحق” جواد الطيباوي لـ”درج” أن “لا صحة لأنباء اعتقال الشيخ قيس الخزعلي من قبل القوات الأميركية، وأن الولايات المتحدة لا تستطيع القيام بذلك أبداً، فالشيخ لديه أتباع قادرون على إيقاف القوات الأميركية عند حدّها في الوقت المناسب.”

مظاهر الاحتفالات

يقول وائل:” ما أن انتشر بيان مقتل سليماني والمهندس حتى رفع المتظاهرون في ساحة التحرير الأعلام العراقية وأخذوا يجوبون ساحة التظاهر بفرحٍ وعلت أصوات الأهازيج، نعم فدماء أبنائنا لم تذهب سُدى. جُملة (الخال مرّ من هُنا) التي كتبها المتظاهرون أمام السفارة الأميركية هي ذاتها الجملة التي كتبها القاتلون الذين أحرقوا كراج جسر السنك، والذين رشقوا المتظاهرين ليلتها بالرصاص الحي، من هنا علمنا وتيقنا أن الذين قتلوا المتظاهرين هم المهندس وسليماني، ولا سبيل لنا سوى الاحتفاء.” سياسياً ودولياً، يؤكد المحلل السياسي غالب الشابندر أن “تصفية المهندس وسليماني في العراق هو انتهاك واضح لسيادة العراق، بالضبط كما اعتدى متظاهرو الحشد الشعبي على السفارة الأميركية الذي كان انتهاكاً واضحاً أيضاً لسيادة البلد، وما حصل وسيحصل سيجعل العراق أرضاً لتصفية الحسابات وهذا أمر مقلق سيجرنا إلى حروب لا نهاية لها ولن يخسر فيها سوى العراق”. لم تستمر مظاهر الاحتفال في بغداد طويلاً، فما أن مدّت خيوط النهار ضوءها حتى انتشرت قوات من الجيش العراقي في شوارع العاصمة بغداد، وعاد المتظاهرون مضطرن إلى الهدوء. يقول ابراهيم عدنان:” هُنالك جماعات تدخل ساحة التحرير، وتبث تهديداتها بين المتظاهرين بأن أي احتفال أو مظاهر احتفال بمقتل سليماني والمهندس ستؤدي إلى قتل المتظاهرين وذبحهم، وإنهاء التظاهرات أصبح وشيكاً وعلينا ألا نفرح فالعبرة بمن يضحك في النهاية.”

تحليلات وتهديدات وهروب

النائب العراقي السابق فائق الشيخ علي يُطالب المتظاهرين بالترويّ وعدم إبداء أي مظاهر للاحتفال قائلاً: “لاتحتفلوا بمقتل سليماني والمهندس لأنكم ستذبحون”. ووجه علي رسالة إلى أتباع الميليشيات:” لا تستعرضوا عضلاتكم على العراقيين، وإن كنتم قادرين على فعل شيء فواجهوا أميركا”. وتوجه إلى الميليشيات المسلحة قائلاً: “أفرغوا الأماكن السكنية في الأحياء الفقيرة من أسلحتكم بعدما جعلتم هذه الأحياء مخابئ لأسلحتكم، لأن أميركا ستقوم بقصف هذه الأماكن ومن يدفع الثمن هم العراقيون فقط.” المحلل السياسي العراقي سلام عبد الرحمن يؤكد أن “ما يحصل مهزلة وانتهاك واضح للسيادة العراقية سواء من قبل إيران أو الولايات المتحدة الأميركية. في الواقع نحن لم نرَ حتى الآن جثماني سليماني والمهندس. من قال أن هذا ليس اتفاقاً أميركياً – إيرانياً مع الحكومة العراقية لقمع التظاهرات في ساحة التحرير؟ من قال إنه ليس أسلوباً لإلهاء العراقيين عن اختيار رئيس حكومة يناسبهم؟ هُنالك أسئلة كثيرة والوضع شائك ولا تمكن قراءته بسهولة.” ويذكر مصدر من جهاز الأمن الوطني أن “فالح الفياض رئيس الأمن الوطني سيهرب خارج العراق بعد مقتل سليماني والمهندس.” “ما أن انتشر بيان مقتل سليماني والمهندس حتى رفع المتظاهرون في ساحة التحرير الأعلام العراقية وأخذوا يجوبون ساحة التظاهر بفرحٍ وعلت أصوات الأهازيج، نعم فدماء أبنائنا لم تذهب سُدى”. في المقابل، تتوعد الحكومة الإيرانية بالانتقام والرد على الولايات المتحدة الأميركية، ويخشى محللون سياسيون أن يكون هذا الانتقام على الأراضي العراقية أيضاً .

تناقضات تغريدة الصدر

بتغريدةٍ تعج بالتناقضات، عزّى زعيم التيار الصدري الجمهورية الإسلامية في إيران بمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، إلا أن تغريدة الصدر لم تكُن بريئة كما وصفها المحلل السياسي عبد الستار الحلي قائلا،ً “التغريدة التي انطلقت بالآية الكريمة (فرحين بما اتاهم الله من فضله مستبشرون… وتنتهي بـ(لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، والتي تضمنت تقديم التعازي لإيران بسليماني، من دون ذكر أبي مهدي المهندس، لم تكن مجرد التعزية بريئة، وكأن الصدر يُعلن أن أتباعه يسيرون في طريقٍ صحيحة، وكأنه يستبشر بمقتل أبي مهدي المهندس الذي أدى وجوده إلى زهق الكثير من الأرواح العراقية البريئة”.

احتفالات في ساحة التحرير في بغداد

ومن خلال تغريدة الصدر نجده يعيد تفعيل مهمات ميليشيات “جيش المهدي” و”لواء اليوم الموعود”. وفي هذا الصدد، يذكر الحلي أن “التشديد على كلمة “المنضبطة” في تغريدة الصدر، والتي يشير بها إلى الميليشيات التي أعاد تفعيل مهماتها، تدل على أن الصدر لا يبتغي بذلك اقتتالاً داخلياً لتصفية الحسابات بين الولايات المتحدة وإيران، وأنه أعاد تفعيل هذه الميليشيات لحماية الأراضي العراقية على أن تكون منضبطة وألا تستغل كوسيلة لتصفية المواطنين العراقيين”.

 

لبنان... وصلت ثورة الجياع!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2020

مرت الأعياد بلا هدايا سياسية في لبنان، ورغم أن تشكيل الحكومات، بغضّ النظر عن شكلها وكفاءة وزرائها، ليست من الهدايا في أي بلد يحترم قواعد الديمقراطية والتمثيل العام، فإن الرئيس عون لم يتردد في القول عندما صعد إلى بكركي في عيد الميلاد، إن الحكومة الجديدة ستكون هدية الأعياد!

ومرّ العيدان أي الميلاد ورأس السنة، ولم تصل تلك الهدية العظيمة ملفوفة بالورق الملوّن تفتحها العائلة اللبنانية بفرح وحبور، لا بل ظلت قصة ولادتها ملفوفة بالعُقد والشروط والشروط المضادة، واستمرّ الحديث عن ولادة قيصرية لها، رغم أنه بات واضحاً منذ تكليف الدكتور حسان دياب تشكيل الحكومة، أنها ستكون حكومة اللون الواحد رغم تكراره مراراً التمسك بتشكيل حكومة اختصاصيين وتكنوقراطيين.

كان تصريح عون في بكركي مفاجئاً عندما قال: «إن الحكومة لن تكون تكنوسياسية بل حكومة اختصاصيين»، لكن بعد ساعات قليلة جاءه الجواب من «حزب الله»، عندما قال محمد فنيش وزير الشباب والرياضة في الحكومة المستقيلة إن «الحكومة المقبلة في حاجة إلى غطاء سياسي، وعليه فإننا ندعو إلى مشاركة واسعة من الجميع»، في وقت بات من الواضح أن تيار المستقبل لن يشارك في الحكومة ولن يعطيها الثقة في البرلمان، وكذلك موقف الأستاذ وليد جنبلاط و«اللقاء الديمقراطي» وكذلك موقف «القوات اللبنانية».

ما معنى القول إن الحكومة في حاجة إلى غطاء سياسي، سوى أنها ستخرج من رحم الأحزاب والقوى السياسية المعروفة، أو أنها ستكون عملياً تحت الوصاية السياسية لهذه الأحزاب، والدليل ذلك الجدل الذي يدور منذ عشرة أيام حول استحالة إيجاد وزراء ليس عليهم بصمات أو ظلال سياسية وحزبية، وقد بدا من الواضح من خلال بعض التسريبات التي تتعلق بأسماء وزراء محتملين في الحكومة العتيدة، أنهم يَرشَحون سياسية وحزبية، لا بل بات واضحاً أن هناك قتالاً يدور حتى في كواليس جماعة الثامن من آذار حول الحصص والحقائب، بعدما حمل الرئيس المستقيل سعد الحريري على الوزير جبران باسيل صهر عون قائلاً إنه لن يتعاون بعد اليوم «مع باسيل الطائفي والعنصري» متهماً إياه بالسعي إلى إدارة البلد، في حين غرّد الوزير السابق سليمان فرنجية قائلاً إنه حتى الآن طبخة الحكومة تُظهر أنها حكومة ظاهرها مستقل وباطنها مرتبط بباسيل، حكومة تضمّ مستقلين تاريخهم تسويات مع أصحاب النفوذ والسلطة وسياسيين مشهود لهم بالتقلّب. وفي حين يتمسك دياب دائماً بتكرار التزامه تشكيل حكومة من الاختصاصيين، بدا الإعلان عن أنه اجتمع في الأسبوع الماضي مع عدد من رموز الثورة المندلعة منذ 79 يوماً، كأنه محاولة للتعمية أو للالتفاف، بهدف زرع الانقسامات في صفوف الثوار الذين يرفضون أي اتصال معه، ويستمرون في رفع الشعارات التي تدعو إلى قلب الصفحة الفاسدة من الكتاب السلطوي السياسي، والدعوة إلى تغيير كل هذا الطاقم من السياسيين والزعماء الذين أوصلوا البلاد إلى الجوع والانهيار.

في غياب التأييد السني لدياب وحكومته العتيدة، ومع الرفض الجنبلاطي والقواتي الحاسم لحكومة اللون الواحد، التي من الواضح أنها ستكون واقعة تحت سيطرة «حزب الله»، رغم الحديث عن أن التحالف بين عون والتيار الوطني الحر من جهة وبين الحزب وحركة «أمل» من جهة أخرى، لا يعني أنها ستكون حكومة يديرها حزب الله، فقد جاء تصريح علي ولايتي مستشار المرشد الإيراني خامنئي، الذي رحّب بتكليف دياب تشكيل الحكومة، والذي حمل في الوقت عينه على الانتفاضة اللبنانية، معتبراً أن قوى خارجية ضالعة في تحريكها، وهو الاتهام الذي سبق أن ساقه أيضاً حسن نصر لله، ليؤكد تماماً أن الحكومة العتيدة هي حكومة اللون الواحد التي ستعجّل في إفلاس لبنان وانهياره، لأنه بطبيعة لونها السياسي لا يمكن أن تحصل على أي مساعدة أو دعم لا من الدول الخليجية ولا حتى من الدول الغربية المانحة.

وفي هذا السياق، كان من المثير أن يعلن نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، قبل أسبوعين، أن إيران وعلى غرار تدخلها في السياسات الداخلية العراقية تتدخل في السياسة اللبنانية، وأن على المسؤولين في بيروت استيعاب رسالة الشارع، ومن الواضح أن هناك أكثر من 11 مليار دولار تنتظر، ولكن لا توجد حكومة غربية مستعدة لإنقاذ لبنان إذا لم يستوعب المسؤولون دعوات الشارع المنتفض.

وعندما قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الوضع المالي في لبنان خطير جداً وسنرى تشكيل الحكومة قبل الاستجابة لطلبات الدولة، كان المسؤولون في هذه الدولة منهمكين في محاولات تمزيق الشارع وإحباط الثورة، وفي الإصرار على تشكيل حكومة تقع تحت سيطرتهم السياسية بالتعاون مع «حزب الله»، سواء سُميت تكنوسياسية كما قيل سابقاً، أو حكومة اختصاصيين كما يقول دياب الآن، فيرد عليه الثنائي الشيعي، لكنها حكومة تحتاج إلى ثقة مجلس النواب بما يعني أنها تحتاج إلى غطاء سياسي كما قال محمد فنيش، والغطاء يعني أنها ستولَد من رحم التحالف بين عون والتيار الحر والثنائية الشيعية.

وسط كل هذا يبدو أن المسؤولين في كوكب والشعب اللبناني الثائر في كوكب آخر، يلتهون في اقتسام الحكومة وحصصها والمقاعد، في وقت يقول وليد جنبلاط إن لبنان واصل إلى مجاعة، بعدما كان قائد الجيش العماد جوزيف عون قد أعلن في بيان قبل أسبوعين رداً على محاولات إجهاض الثورة عبر هجمات مؤيدي «حزب الله» وحركة «أمل»، أن الجيش استطاع امتصاص كل المحاولات الممنهجة لتفجير الوضع الأمني، لكنّ هذا لا يعني الاستمرار في تضييع الوقت في السياسة، لأن الأوضاع المعيشية تنذر بما هو أخطر، وعند خروج الطبقة الفقيرة بسبب الانهيار الاقتصادي، لن تكون أي معالجة أمنية قادرة على ضبط الوضع، ولن يكون الجيش قادراً على القيام بمهامه لأنه لن يواجهه هؤلاء «احذروا ثورة الجياع».

لكن المسؤولين انهمكوا في ترتيب الحصص والألوان في حكومة لا يملك دياب سوى القول إنها ستكون وجه لبنان وحكومة اختصاصيين، في حين يبرز وجه لبنان الحقيقي الراهن في أمكنة وتصريحات أخرى، فها هو وزير المال علي حسن خليل، يبشّر اللبنانيين بأن عجز ميزانية العام المنصرم 2019 أكبر بكثير مما كان متوقعاً، وأن «لدينا أرقاماً مقلقة جداً، فقد تراجعت الإيرادات بنسبة 40%خلال ثلاثة أشهر، أي ما قيمته خمسة آلاف مليار ليرة، بما سينعكس تلقائياً على موازنة السنة الجديدة».

والمضحك المبكي أن وزير المال لم يتردد في اتهام البنوك اللبنانية بحبس رواتب الموظفين، في وقت لم يعد غائباً عن ذهن أحد، أن المسؤولين السياسيين في لبنان جعلوا من القطاع العام وحشاً يلتهم القطاع الخاص، ليس بدليل التراشق بتهم الفساد وإجماع السياسيين على أن البلد منهوب فحسب، بل بدليل بسيط يشكل مؤشراً مهماً، فلقد طلب الحريري قبل أن يستقيل من الوزارات والإدارات، تزويده بعدد موظفيها خلال أسبوعين، ولكن الدولة حتى هذه اللحظة لا تعرف عدد موظفيها، ولا كيف ومن أين تدفع لهم الرواتب، التي باتت الآن مهددة بالتوقف ما سيؤجج الثورة.

تستمر طوابير الغاضبين أمام المصارف التي تمتنع عن إعطائهم أكثر من 300 دولار من ودائعهم، ويحلّق الدولار في السوق السوداء إلى ما يتجاوز ألفي ليرة بينما سعره الرسمي 1507 ليرات، وتهدد المستشفيات بالتوقف عن استقبال المرضى، ويصل عدد المنتحرين إلى ثمانية في خلال شهر بسبب العوز والفقر والجوع، وتنقل شاشات التلفزة صورة تختصر الوضع تماماً، عندما يركض مواطن ليسرق رغيف شاورما ويفر هارباً، فقد تجاوزت نسبة البطالة 55% منهم 30%تحت خط الجوع، وهناك 1000 مؤسسة تقفل شهرياً في حين تُبيّن الأرقام أن 560 ألف عائلة تعتاش من القطاع الخاص، ويقال للشعب استعدوا لمزيد من التقنين الكهربائي، بعدما كبّدت الكهرباء لبنان ثلث دينه العام، أي أكثر من 33 مليار دولار كانت كافية لإنارة قارة آسيا. وعندما يدخل مواطن إلى المصرف حاملاً الفأس ومهدداً للحصول على حقه، ويسرق آخرُ رغيف شاورما، وينتحر ثالث لعدم قدرته على شراء منقوشة بألف ليرة لابنته، يكون لبنان فعلاً في أشداق المجاعة، والمسؤولون غارقون في البحث عن تركيبة حكومية من لون واحد لا تستطيع أن تحصل على فلس من المساعدات... فأبشروا!

 

مقتل سليماني… هل الرد من لبنان؟

هديل مهدي/موقع درج/03 كانون الثاني/2020

من يجول في مناطق نفوذ "حزب الله" في الضاحية الجنوبية أو في جنوب لبنان سيلمس ثقل الخبر، فهناك ما يذكر بأجواء هذه المنطقة يوم اغتيل عماد مغنية، رفيق درب سليماني عام 2008 بتفجير في سوريا. استيقظت الضاحية الجنوبية لبيروت وحال من الصدمة تسود أرجاءها. شبان يتبادلون العزاء وأجواء ترقب تسود شوارع المنطقة التي هزتها كما هزت شوارع العراق وطهران أنباء اغتيال قائد “لواء فيلق القدس” قاسم سليماني ومعه نائب رئيس “الحشد الشعبي العراقي” أبو مهدي المهندس في غارة أميركية قرب مطار بغداد. صفحات مواقع التواصل الاجتماعي اللبنانية التابعة لجمهور “حزب الله” والأحزاب المتحالفة معه اتشحت بالسواد وبعبارات النعي والتحسّر من جهة والتحدي والوعيد من جهة أخرى. في شوارع الضاحية انتشر شبان “حزب الله” يتبادلون العزاء، لا سيما أنه في بادئ الأمر تردد أن هناك قادة لبنانيين تابعين للحزب قتلوا في موكب المهندس لكن “حزب الله” نفى الأمر لاحقاً.

ثمة ما يوحي بأن محور المقاومة والممانعة بات يتيماً بغيابه، علماً أن قائد “فيلق القدس” قاتل في دول المنطقة المختلفة كلها كلبنان وسوريا والعراق واليمن، ما عدا “القدس”. من يجول في مناطق نفوذ “حزب الله” في الضاحية الجنوبية أو في جنوب لبنان سيلمس ثقل الخبر، فهناك ما يذكر بأجواء هذه المنطقة يوم اغتيل عماد مغنية، رفيق درب سليماني عام 2008 بتفجير في سوريا. إعلام “حزب الله” كرس متابعته للحدث ووصف سليماني بـ”الشهيد” وكذلك فعل إعلام الأحزاب والتيارات المتحالفة مثل التيار العوني الذي وصف إعلامه أيضاً سليماني بالشهيد. امتلأت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام المقاومة بتحليلات تتحدث عن ضرورة الانتقام والثأر.

صفحات مواقع التواصل الاجتماعي اللبنانية التابعة لجمهور “حزب الله” والأحزاب المتحالفة معه اتشحت بالسواد وبعبارات النعي والتحسّر من جهة والتحدي والوعيد من جهة أخرى. الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله أصدر بيان تعزية أكد فيه أن “القتلة الأميركيين لن يستطيعوا أن يحققوا أياً من أهدافهم بجريمة اغتيال قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس”، مشدداً على أن “القصاص العادل من قتلة المجاهدين سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين”. كما أبرق رئيس مجلس النواب نبيه بري لمرشد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي ولرئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني معزياً بسليماني. أسئلة كثيرة مطروحة حول موقع لبنان و”حزب الله” تحديداً حيال مقتل سليماني. هل سترد إيران عبر “حزب الله”؟ هل سيكون الرد عبر لبنان؟  الوقت ما زال مبكراً، لكن الأكيد أن الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها لبنان منذ أكثر من شهرين ستأخذ منحى جديداً اليوم، والترقب الذي يلف شوارع البلاد الآن يبدو أنه سينجلي إلى شيء آخر يرجّح أن يكون أكثر خطورة. جنوباً، أغلقت القوات الإسرائيلية منطقة جبل الشيخ على الحدود مع سوريا تحسباً لأي رد مع رفع حالة التأهب على الحدود الجنوبية، وقطع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو زيارته إلى اليونان بعد هذا التطور.

عبر وسائل التواصل حصل انقسام حاد في أوساط المتابعين بين جمهور عبر بصراحة عن فرحته بالاغتيال، فيما رد جمهور “حزب الله” عبر إطلاق “هاشتاغ”، “#سننتقم”، مع التنديد بمن يشمت بموت سليماني والمهندس، وتوعّد كثيرون بأن الردود على اغتيالهما ستكون حتماً مدروسة حتى تصل قوى المقاومة إلى أهدافها الكبرى والأخذ بثأر من وعد بتحرير القدس.  ثمة ما يوحي بأن محور المقاومة والممانعة بات يتيماً بغيابه، علماً أن قائد “فيلق القدس” قاتل في دول المنطقة المختلفة كلها كلبنان وسوريا والعراق واليمن، ما عدا “القدس”.وزارة الخارجية اللبنانية قدمت التعازي للجمهورية الإسلامية في إيران وللجمهورية العراقية، وأصدرت بياناً قالت فيه: “تنظر وزارة الخارجية والمغتربين بقلق إلى ما حصل في بغداد، وتدين عملية الاغتيال التي ذهب ضحيتها اللواء قاسم سليماني والحاج أبو مهدي ورفاقهما، وتعتبرها انتهاكاً لسيادة العراق وتصعيداً خطيراً ضد إيران من شأنه زيادة التوتر في المنطقة”. ‏ودعت إلى “تجنيب المنطقة تداعيات الاغتيال وإبعاد لبنان من انعكاسات هذا الحادث الخطير لانه أحوج ما يكون إلى الاستقرار الأمني والسياسي لتأمين خروجه من الأزمة الاقتصادية والمالية ‏الخانقة”. المشهد من لبنان لا يزال في بدايته، والأيام المقبلة ستحمل صورة أوضح لجهة الدور الذي يمكن أن يلعبه “حزب الله” في سياق الرد الإيراني على الضربة الأميركية واغتيال سليماني.  هل سيكون رد إيران عبر لبنان؟ أم ستكون لها استراتيجية مختلفة. في كل الأحوال يشهد لبنان حالياً مرحلة حبس أنفاس وقلق حول الاحتمالات التي ستؤول إليها المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران.

 

مقتل سليماني رسالة للعبث الإيراني

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2020

مقتل قاسم سليماني يعتبر طياً لصفحة من كتاب الإرهاب الإيراني، فمقتل سليماني، الجنرال الإيراني الذي كان يتنقل بين لبنان والعراق وسوريا، مهندساً للتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية ذات سيادة، بصواريخ أميركية في طريق مطار بغداد قادماً من لبنان فجراً، يطرح أسئلة كثيرة عن سبب وجوده في لبنان، الذي يشهد حراكاً شعبياً رافضاً للطائفية والتبعية التي يتبناها «حزب الله» اللبناني ذراع إيران في لبنان ومحيطه، وعن حجم الدور الذي كان يلعبه سليماني بين لبنان والعراق لكبح جماح الحراك الشعبي في البلدين المنتفضين، وقد عبر المتظاهرون في ساحات العراق عن فرحتهم بمقتل جنرال سليماني قاتل المتظاهرين السلميين.

قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، صنفته الولايات المتحدة كإرهابي معروف ولا يحق لأي مواطن أميركي التعامل معه، ووضع على القائمة التي نشرت في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، هو المسؤول الإيراني عن العبث الإيراني وعن التهديدات وحوادث في المنطقة، ليس آخرها سقوط ضحايا المظاهرات السلمية في ساحات العراق، وحوادث إخرى في العالم، جعلته الهدف الأول للحكومة الأميركية.

مقتل سليماني، الذي يمسك بملفات مهمة في سوريا والعراق ومناطق أخرى، جاء تبريره من وزارة الدفاع الأميركية في بيان يؤكّد أن «الجيش وبناءً على تعليمات الرئيس قتل قاسم سليماني وذلك كإجراءٍ دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأميركيين بالخارج»، وقال البيان: «إن سليماني كان يطور بنشاط خططاً للهجوم على الدبلوماسيين الأميركيين وأفراد الخدمة بالعراق وفي جميع أنحاء المنطقة»، وحمله البيان مسؤولية الهجوم على السفارة الأميركية في العراق.

النظام الإيراني وسياسة تطاير شرر الحرب للمنطقة، عبر التصادم مع القوى الكبرى، يتسبب في تهديد السلم الإقليمي والعالمي، خاصة أن إيران على قائمة الدول المتهمة برعاية الإرهاب، وتم إدراجها في محور الشر، حيث سعى النظام إلى تصدير الإرهاب تحت ستار «الثورة» الخمينية إلى دول الجوار وزعزعة السلم المجتمعي، عبر تهييج النعرات الطائفية فيها.

مقتل سليماني يعتبر خسارة فادحة للنظام الإيراني، الذي قد يغامر إلى توسيع قاعدة الاشتباك، وستوكل مهام الانتقام والرد، لأذرع إيران في لبنان كـ«حزب الله» أو «الحشد الشعبي» و«عصائب أهل الحق» في بغداد والحوثيين في اليمن وحتى فصائل «الإخوان».. جميعها احتمالات مفتوحة بعد تغريدات قائد «عصائب أهل الحق» ودعوته «للنفير». رغم التهديدات بالانتقام لمقتل سليماني والتي غرد بها رئيس مصلحة تشخيص النظام محسن رضائي الذي قال في تغريدة على «تويتر» «سليماني انضمّ إلى إخوانه الشهداء لكنّنا سننتقم له من أميركا شرّ انتقام». ورغم حالة الغضب التي انتشر شرارها بين المسؤولين الإيرانيين لا أعتقد أن النظام الإيراني الغارق في الأزمات الاقتصادية، بعد خسارة أكثر من 200 مليار دولار جراء العقوبات الأميركية الأخيرة، قادر على خوض معركة مواجهة مباشرة مع أميركا، وسيكتفي بالبيانات التي بدأت بالانهمار على وسائل الإعلام وفي الأروقة السياسية الإيرانية والتابعة لها.

الرد الإيراني سيكون بحجم الرد على مقتل مغنية، مجرد تنديدات وغضب كلامي، خاصة أن النظام الإيراني يدرك تماماً حجم المواجهة التي لا قبل له بها عسكرياً، في ظل تفوق جوي وبحري أميركي كبيرين، ووجود ترسانة إيرانية قديمة مهترئة، وضعف في سلاح الجو والدفاعات مما يجعله في حرب خاسرة قبل أن تبدأ.

الرسالة الأميركية في مقتل سليماني واضحة، فقد عبر عنها النائب الجمهوري دوغ كولينز بالقول: «مقتل سليماني رسالة قوية لعدم العبث مع أميركا».

 

البرق الأزرق... إيران إلى أين؟

إميل أمين/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2020

ربما لم يقرأ الملالي تصريح عضو مجلس الشيوخ النافذ، السيناتور ليندسي غراهام، كما أنهم بكل تأكيد وتحديد لم يأخذوا تهديدات الرئيس دونالد ترمب على محمل الجد، وها هي المحصلة، سقوط الطير الإيراني الثمين، المتمثل في قائد «فيلق القدس»، الجنرال اللامرئي، قاسم سليماني، ومن معه من قيادات عراقية الهوية، إيرانية الهوى. لن يضحى العراق بنغازي جديدة، هكذا أشار غراهام في إشارة لا تخطئها العين لعملية اغتيال السفير الأميركي في ليبيا، كريستوفر ستيفنز، في 11 سبتمبر (أيلول) 2012.

الجالس في البيت الأبيض هو دونالد ترمب «الوايت أنغلوساكسون بروتستانت»، الذي لا يقبل أي مواءمات مع جماعات الإسلام السياسي، أو السعي إلى اتفاق سيئ السمعة مع إيران، كما سلفه باراك أوباما، الرجل الذي لو قدر لنايجل هاملتون، كاتب السيَر البريطاني الأشهر أن يضيف سيرته لكتابه «القياصرة الأميركيون»، لوصفه بأنه «من لعنه الأميركيون لاحقاً».

قبض ترمب على الجمر هذه المرة، ما يذكرنا بسابقة تاريخية تعرف باسم «براينغ مانتس»، جرت وقائعها في أبريل (نيسان) من عام 1988؛ حين أهلكت القوات الأميركية نصف الأسطول الإيراني، رداً على لغم أصاب الفرقاطة الأميركية «صمويل روبرتس»، في مياه الخليج.

كان لتهديد ترمب أن يجد طريقه سريعاً، غير أنه هذه المرة كان الصيد ثميناً جداً، إنه الرجل الأخطر في الشرق الأوسط، صاحب اللقب الشهير «قائد فيلق القدس»، مع أن الراوي يقول إنه لم يره أبداً في «طريق الآلام» سائراً متألماً مع جماهير الفلسطينيين المنكوبين، ولا عرفه أحدهم في شوارع القدس العتيقة زائراً على الأقل وليس محرراً، في حين أن مدن العراق وسوريا لم تخلُ من صوره صباح مساء، سنوات العقد الماضي.

حين أصدر ترمب توجيهه الرئاسي إلى البنتاغون للاقتصاص مما جرى للسفارة الأميركية في بغداد، والذي لم يبلغ إلى درجة ما شهدته بنغازي، أو سفارة واشنطن في طهران عام 1979، كان يدرك أنه سيقتنص الصيد الإيراني الأثمن، والرجل الذي عمل جاهداً على إعادة تشكيل الشرق الأوسط لصالح إيران، فمن اغتيال الأعداء، إلى تسليح الحلفاء، كان سليماني يعمل كوسيط أحياناً، وكقوة عسكرية أحياناً أخرى، ولأكثر من عقد كان عمله توجيه الشبكات الشيعية المسلحة داخل العراق، وبناء قوة «حزب الله» في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، وحتى دعم أبرز حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين كـ«حماس» و«الجهاد الإسلامي».

صنفت واشنطن سليماني إرهابياً من قبل، كما فرضت عليه الخزانة الأميركية عقوبات، بينما أعين البصاصين الأميركيين وكبار رجال عسسهم شاهدوه كثيراً في مواقع عدة، ولم تشأ واشنطن استهدافه من قبل، إلا أن مقتل المقاول الأميركي ومهاجمة قواعد أميركية في الأسابيع الأخيرة، جعلا منه هدفاً مطلوباً على عجل، الأمر الذي جرت به المقادير على بوابة مطار بغداد الجريحة، التي أضحت أرضها ميداناً لحروب أممية، وتدخلات خارجية؛ بل وصراعات عقائدية.

تقول التقارير الاستخباراتية التي كانت الأساس الذي بنى عليه الرئيس الأميركي قراره، إن سليماني كان قد رتب أوراقه لاستهداف مزيد من الأميركيين، أفراداً ومؤسسات، في العراق والشرق الأوسط، وعليه لم يكن هناك مجال لرفاهية الانتظار من قبل الجانب الأميركي، لا سيما بعد المظهر السيئ لاقتحام السفارة، وكسر الهيبة الأميركية أمام شعبها وأمام العالم، ما وضع القيادة الأميركية أمام اختبار يتطلب الرد السريع، وهو ما حدث بالفعل، باعتبار أنه نوع من أعمال التكتيك الدفاعي الاستباقي الذي يحفظ أرواح الأميركيين وممتلكاتهم في منطقة مشتعلة بالفعل.

ضرب البرق الأزرق سليماني، بسرعة ودقة عاليتين، وإن كان ذلك لم يتم إلا عبر اختراق استخباراتي على أعلى مستوى، في الدائرة الضيقة المقربة من سليماني نفسه، بدليل معرفة موعد وموقع الوصول بهذه الدقة، التي سمحت لصواريخ العم سام بإعمال مشرطه الجراحي بدقة فائقة.

السؤال هنا: إلى أين ستمضي إيران بعد أكبر لطمة وصفعة وجهت إليها في العقد الأخير، وربما سابقه؟

من خلال ردات الفعل الإيرانية الأولية، يمكن للمرء أن يذهب إلى أن الملالي ماضون في طريق الانتقام، ما يفهم من تصريحات وزير الدفاع الإيراني، ورجال مثل حسام الدين آشنا، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي صرح بأن من يتجاوز الخطوط الحمراء لإيران فعليه تحمل التبعات.

بينما محسن رضائي، أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، والقائد السابق لـ«الحرس الثوري» يؤكد أن إيران سوف تنتقم بشدة من الولايات المتحدة لمقتل سليماني.

هل علينا أن نصدق هذه التصريحات مرة وإلى الأبد، وخصوصاً في ظل ما تقوم به إسرائيل طوال العامين الماضيين من دك لقواعد إيرانية في سوريا والعراق أسبوعياً، بينما إيران تتفرج ومن غير إطلاق رصاصة واحدة على الحدود الإسرائيلية، كما حالها منذ أربعين سنة؟

الفطنة تعلمنا أن نترك هامشاً للشك، غير أن ما لا يتعارض مع أبجديات المنطق هو إدراك إيران لفكرة «ميزان الانتباه العسكري»، بمعنى أن أي تهور استراتيجي إيراني، يمكن أن يقابل بردات فعل أميركية لا تصد ولا ترد؛ ردات يمكن أن تصل إلى العمق الإيراني، ما ينقل المعركة إلى داخل الإطار الجغرافي للملالي، الأمر الذي يحاولون تجنبه قدر المستطاع، وجعل المعركة تجري خارجاً.

هل جهوزية واشنطن تدفعنا لليقين بأن لديها سيناريوهات اليوم التالي؟

من يحلل تصريحات وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، عطفاً على رصد تحركات قطع الأسطول الأميركي، التي أخلت مواقع كثيرة في بحر الصين وشرق آسيا وتوجهت إلى منطقة الخليج، يدرك أن هامش مناورات إيران يضيق؛ بل يضيق جداً.

 

خصوم ترمب لن يهزموه بالكاريكاتير

أمير طاهري/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2020

إن التزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب أسلوبه المعتاد، فمن شأن محاكمة عزله من منصبه أن تبدأ في غضون وقت قصير من بداية السنة الجديدة. ويريد ترمب الزوال السريع لهذه العقبات وفي أقرب وقت ممكن، حتى يتمكن من الاستعداد وتكريس طاقاته لحملة إعادة الانتخاب. وربما يكون هو السبب نفسه الذي يجعل خصومه الديمقراطيين يسعون بكل ما أوتوا من قوة لتأخير ميعاد المحاكمة المزعومة، حتى قبل وقت يسير من بداية الحملة الانتخابية الرسمية في الصيف القادم. وبصرف النظر تماماً عن طريقة أو ما تتكشف عنه حالة التنافس البيزنطي بين الرئيس الأميركي وخصومه، فهناك أمر واحد يقيني بالفعل. لقد فشل كثير من خصوم ونقاد الرئيس ترمب في العثور على وسيلة مجدية يمكنهم الاستعانة فعلياً بها في خلعه عن كرسيه. والسبب الحقيقي وراء هذا الفشل يكمن في أن خصوم الرئيس الأميركي على تياري اليمين واليسار السياسي، كانوا يتعاملون مع صورة جد كاريكاتورية للرئيس، وبالتالي أسفر ذلك عن تجاهل لازم للواقع الأكثر تعقيداً عن فترة رئاسته ومجرياتها الحقيقية.

وهناك في واقع الأمر أربع صور كاريكاتورية للرئيس دونالد ترمب:

الصورة الأولى معلقة في أذهان كبار دهاقنة الحزب الجمهوري التقليديين، الذين شرعوا في وصمه بالمتسلل المزعج، لينتهي بهم الأمر إلى وصفه بالمبتدئ الساذج في مضمار السياسة، الذي يسهل التلاعب به بشتى الطرق والوسائل.

وفي عام 2016، قبل فوز دونالد ترمب بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية، تأكد لي من بعض معارفه داخل أوساط الحزب الجمهوري، أن قطب العقارات القادم من مانهاتن، سيكون من اليسير للغاية استمالته وإغواؤه كمثل خادمات القصور في الحقبة الفيكتورية القديمة! وقالوا إن وجود دونالد ترمب داخل البيت الأبيض سوف يمكننا من الدفع بالغوريلا الأميركية هائلة الحجم في خوض الحروب التي نحلم بخوضها، أو المضي قدماً على طريق السياسات التي يخجل رجل السياسة العادي من مجرد ذكرها، فضلاً عن التطرق إلى مناقشتها.

وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات، صار من الواضح أنه على الرغم من إخفاقات الرجل المتكررة، فإنه لن يغني أبداً من نوتة موسيقية ليست من تأليفه. وفي واقع الأمر، كان أول رئيس للولايات المتحدة - منذ الرئيس الراحل جيرالد فورد - لم يورط الولايات المتحدة في أي مغامرات حربية جديدة. كما أنه لم يحاول أبداً الاستعانة بالإجراءات التي تضع الولايات المتحدة في أوضاع اقتصادية محرجة لا يمكن التراجع عنها، ولا على الصعيد الاجتماعي، أو في مضمار السياسات الخارجية للبلاد.

وجاءت الصورة الكاريكاتورية الثانية للرئيس الأميركي مما يمكن لأحدنا تسميته «النادي الريفي للحزب الجمهوري»، والمعروف سابقاً باسم «جمهور روكفلر». وتلك الحفنة الأبوية الشوفينية من الحزب الجمهوري تأخذ السياسات على محمل الجدية المطلقة، مع استنادها في ذلك إلى الجماهير ضعيفة التعليم والخبرات، والتي تستحق العناية والاهتمام، مع عدم السماح لها مطلقاً بالإدلاء بأي آراء تتعلق بالسياسات العليا للبلاد. وتبدو صورة الرئيس ترمب في هذا الكاريكاتير، وكأنه الدب الراقص الذي يسلي برقصاته كبار رجال الدول في سيرك السياسة!

ويتغافل أولئك الذين رسموا هذه الصورة الكاريكاتورية للرئيس ترمب، عن الأهمية البالغة وعن الجانب الجمالي الناجم عن إقناع الملايين من الناخبين الأميركيين - المستبعدين بصورة روتينية عن فعاليات السياسات العليا في البلاد - باكتشاف أو إعادة اكتشاف تحديات المشاركة الفعلية في الحياة الديمقراطية العامة للأمة الأميركية. ومع السخرية منهم بأنهم شعبويون لا يدركون حقيقة الواقع، إلا أن ما يقرب من ربع قاعدة ترمب الانتخابية، يقولون إنهم لم يذهبوا إلى مراكز الاقتراع إلا لأنهم يعتبرونها بالغة الأهمية.

ويرسم بعض خصوم ترمب من الديمقراطيين صوراً كاريكاتورية مختلفة عنه.

وهم يرون ترمب كالإعصار العاصف بالإجماع الذي جرى التوصل إليه بالجهد المضني وشق الأنفس، على القضايا المهمة في الحياة الوطنية والدولية، أو كالثور الهائج في متجر صيني، الذي إن لم تتم السيطرة عليه فسوف يلحق الأضرار البالغة بمقدرات الأمة. ومع ذلك، فإن نظرة فاحصة تعكس صورة غير جذابة على الإطلاق. فلقد نجح الرئيس ترمب في التفاوض بشأن الحلول الوسط مع المعارضة الديمقراطية في بلاده، حول ثلاث ميزانيات وطنية من قبل. كما أنه نجح كذلك في الدفع بمرشحه الخاص إلى صفوف المحكمة العليا الأميركية المرموقة، فيما وصفت بأنها أعنف الحملات الحزبية التي شهدتها البلاد ضد إرادة الرئيس في البيت الأبيض.

وتعزز التركيز على هذه الصورة الكاريكاتورية للرئيس ترمب، بسبب بعض التصريحات التي أطلقها عبر منصته على «تويتر» في كثير من الأحيان كعادته. لقد وصف الرئيس ترمب حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأنه منظمة عفّى عليها الزمن، غير أنه فعل كثيراً مما لم يفعله أسلافه من الرؤساء، إذ جذب الانتباه إلى الحاجة لإصلاح الحلف، وإقناع كافة الدول الأعضاء فيه بسداد نصيبها العادل من تكاليف الدفاع الجماعي. وفي عهد الرئيس ترمب؛ بلغت الميزانية الدفاعية للولايات المتحدة أعلى مستوياتها المسجلة منذ سنوات طويلة. وأطلقت مرحلة جديدة من بناء القواعد العسكرية الجديدة في أوروبا، لا سيما في منطقة البلقان ودول البلطيق على وجه الخصوص. كما أعادت الولايات المتحدة تقييم علاقاتها الثنائية مع تركيا - العضو في حلف شمال الأطلسي - للحد من دورها الفعلي في الحلف، من دون وقف الدور التركي على الإطلاق.

وبعيداً تماماً عن التراجع في مواجهة السياسات التوسعية الروسية المزعومة، عملت الولايات المتحدة على زيادة قواتها المنتشرة والعاملة في أوروبا، كما وافقت على حزمة من المساعدات العسكرية الموجهة إلى أوكرانيا، والتي كانت قد تجمدت بأوامر الرئيس الأسبق باراك أوباما.

ووجهت الاتهامات إلى الرئيس الأميركي، بأنه المسؤول الأول عن خروج المملكة المتحدة من تحت عباءة الاتحاد الأوروبي، في محاولة منه لتقويض أركان الاتحاد على نحو ظاهري، لاسترضاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومع ذلك، فلقد انتظم الاستفتاء الشعبي البريطاني على مغادرة المملكة المتحدة لعضوية الاتحاد، قبل فوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة، وعلى الرغم من تدخلات باراك أوباما العلنية للمساعدة في وقف الاستفتاء.

وتستخدم الصورة الكاريكاتورية نفسها للرئيس ترمب، لانتقاد موقفه من رفض التوقيع على اتفاق باريس المناخي. ومع ذلك، تقول الحقيقة الواقعية إن أياً من البلدان التي وقعت على الاتفاق، بمن في ذلك المروّجون الرئيسيون للاتفاق في المقام الأول، قد التزموا تعهداتهم بموجب بنود الاتفاق. وأظهر مؤتمر متابعة اتفاق باريس المناخي الذي انعقد في مدريد، أن الاتفاق كان مجرد احتفالية دولية صاخبة، إن لم يكن حيلة من الحيل السياسية لإطالة أمد القضية العاجلة لأطول فترة ممكنة.

ولقد كان باراك أوباما هو الذي أطلق ما يُعرف باسم «حلم خط أنابيب محور الباسيفيكي»، كوسيلة من وسائل تحويل توجهات السياسة الأميركية بعيداً عن أوروبا. وبدلاً من ذلك، تدخل دونالد ترمب لإجبار الصين على الدخول في محادثات تجارية، تهدف إلى إقناع القيادة السياسية في بكين بالامتثال إلى القواعد والمعايير التجارية الدولية المنصفة، التي يمكن أن تستفيد منها أوروبا في نهاية المطاف.

وربما تكون العلاقات قد هدأت على نحو ما مع ألمانيا، وفرنسا، وكندا؛ حيث جرى اعتبار الحماية الأميركية من الأمور المسلم بها، وتحول تقريع الولايات المتحدة إلى أحاديث الاستهلاك الشعبي التي لا طائل منها. وبدلاً من ذلك، قام الرئيس ترمب بتحسين العلاقات مع البلدان التي تعتبر الولايات المتحدة حليفاً وليس مجرد شريك في تحالف مهلهل فضفاض، ومن بينها بلدان مثل البرازيل، وأستراليا، والمملكة العربية السعودية، واليابان، وبولندا، والمجر، وجمهورية التشيك، وإسرائيل، والمملكة المتحدة.

أخيراً، هناك صورة كاريكاتورية أخرى للرئيس ترمب، تصوره بأنه مصاب بجنون العظمة، ويعتبر نفسه محور الكون بلا منازع، وأنه هو مقياس الصواب والخطأ في العالم. وبرز دونالد ترمب في صورة بطل شعار «أميركا أولاً»، وبالتالي فهو من ألد أعداء التعددية. غير أن هذه المزاعم يصعب تأييدها أو الاستناد إليها في شيء. لقد حضر الرئيس الأميركي كافة فعاليات قمم مجموعة السبع الكبار التي عُقدت منذ وصوله إلى عتبات البيت الأبيض، ومن المقرر في الآونة الراهنة أن يستضيف إحدى هذه القمم في ولاية فلوريدا خلال العام الحالي.

كما نالت الانتقادات من الرئيس ترمب بسبب إدانته لما يسمى «الاتفاق النووي الإيراني»، والذي أشرف الرئيس السابق أوباما على إبرامه، بغية تهميش الدور الحقيقي لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، ولتهميش دور الكونغرس الأميركي، وحتى مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران. وبدلاً من ذلك، يدعو الرئيس ترمب إلى إجراء محادثات جديدة ضمن إطار فعال من الشفافية القانونية، وفق ما هو محدد في قرارات مجلس الأمن السبعة المعنية بالجمهورية الإسلامية، مع خضوع نتائج تلك المحادثات للتصديق النهائي من قبل كونغرس الولايات المتحدة، والبرلمان الإيراني، والمجالس التشريعية في الدول المعنية.

وما تتجاهله كافة الصور الكاريكاتورية عن الرئيس ترمب، هو أنه رئيس لدولة كبيرة ذات تنظيم جيد للغاية، وذات قاعدة شعبية صلبة، ولا يمكن تغيير سياساتها وتصرفاتها على نحو جذري بقرارات رئيس واحد. ولقد حاول كل من بيل كلينتون وباراك أوباما ضخ جرعة هائلة من الاشتراكية في القاعدة الشعبية الأميركية، عن طريق استحداث جزء من الصناعات الصحية والتأمين الطبي في البلاد، وهي التي تمثل 16 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، إلى المجال العام. ولقد أخفقت مساعيهما في ذلك تماماً، وخلفا وراءهما قدراً كبيراً من المشكلات التي سوف تضطر الولايات المتحدة إلى التعامل معها ومعالجتها حتى مرور جيل كامل آخر. أولئك الذين يريدون النيل من دونالد ترمب في نوفمبر (تشرين الثاني)، لن يتمكنوا من ذلك عبر الصور الكاريكاتورية؛ بل إنهم في حاجة إلى الاعتراف أولاً بقاعدة تأييده ودعمه الكبيرة، كحقيقة واقعة في البلاد، مع الإقرار بأنه يمثل الروح الأميركية المعاصرة التي ترفض النخبوية السياسية المتعجرفة، ويؤمن بالرجال الأقوياء الذين يفعلون ما يقولون.

 

مصير إدلب يرسم ملامح مستقبل سوريا

شارلز ليستر/الشرق الأوسط/04 كانون الأول/2020

تعرّض أكثر عن 300 ألف مدني سوري للتشريد من منازلهم خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، منذ استئناف قوات النظام وقوات روسية هجومهما الوحشي ضد إدلب.

في وقت سابق من عام 2019، خلّف هجوم استمر 5 أشهر مئات الآلاف من المشردين وأكثر عن 1000 قتيل في صفوف المدنيين. ويعيش حالياً ما يصل إلى 3.5 مليون مدني في منطقة إدلب، التي تمثل نحو 3 في المائة من إجمالي مساحة سوريا. وتبعاً للتقديرات الحالية للسكان، فإن هذا يعني 20 في المائة من مجمل الـ17 مليون نسمة الموجودين حالياً في سوريا. ونظراً لضخامة العدد وتكدسه في جيب صغير، فإن هذا يجعل منهم أهدافاً سهلة للطائرات السورية والروسية التي تستهدف على نحو خاص تجمعات المدنيين والبنية التحتية، سواء مدارس أم مستشفيات أم أسواق.

وفي تلك الأثناء، يقف العالم متفرجاً وملتزماً الصمت التام ويبدو لامبالياً تجاه التطورات الجارية على جبهة الحرب السورية المشتعلة منذ نحو 10 أعوام. ومع هذا، فإن تبعات ما يجري في إدلب قد ترسم ملامح مستقبل سوريا، وهو بلد يبدو مرشحاً بالفعل لسنوات كثيرة قادمة من غياب الاستقرار والمعاناة. على الجانب الآخر، يرتكب النظام السوري وشركاؤه من الروس أكثر حملاتهم وحشية وإجراماً على مدار الحرب، بينما لا يمكن تفسير الصمت الدولي سوى أنه دعم فعلي. وبالنظر إلى فداحة المخاطر الإنسانية التي ينطوي عليها هذا الوضع، تبدو هذه مأساة متكاملة الأركان. وعلى خلاف الحال مع جميع العمليات السابقة التي شنها النظام، لا يتوافر أمام سكان إدلب أي طريق للفرار. بجانب ذلك، فإنه مثلما اتضح مراراً من قبل، فإن كثيراً من سكان شمال غربي سوريا عارضوا على نحو متكرر الوجود المهيمن للمتطرفين، الذين لا يزالون موجودين حتى اليوم، ومن خلال وقوفنا ساكنين، فإننا نخاطر بدفع بعض من هؤلاء السوريين إلى أحضان الجماعات المتطرفة.

في الواقع، كان لقرارنا الجمعي في الغرب والشرق بوقف دعم الحركات المناهضة للأسد داخل سوريا عامي 2016 و2017 دور مباشر في تمهيد الطريق أمام سلسلة متوالية من الانتصارات العسكرية للنظام السوري خلال السنوات الأخيرة. واليوم، فَقَدَ ما كان يوصف ذات يوم بالمعارضة المعتدلة أو التيار الرئيسي للمعارضة أهميته تماماً. وتخلى كثير من شركائنا السابقين عن القتال تماماً، وسعوا للجوء في تركيا أو الأردن أو أوروبا. وباع بعض منهم نفسه إلى تركيا وتنازل عن مواقفه الثورية مقابل راتب ووظيفة مرتزق، سواء في شمال سوريا أو ليبيا. ولا يزال القليل مشاركين في القتال في إدلب، لكن قدرتهم على فرض أنفسهم أصبحت محدودة، بعد أن فاقتهم قدرة منذ أمد بعيد جماعات متطرفة على صلة بتنظيم «القاعدة».

ومثلما كتبت من قبل، منها كتابات في هذه الصحيفة الغراء، فإن بشار الأسد لم يفز بالحرب في سوريا، وإنما فقط نجا منها، وخرج منها حياً. أما الدولة والأمة التي يسيطر عليها اليوم فممزقة ومحطمة ومدمرة. وليست هناك إمكانية لتحقيق عملية إعادة بناء ذات معنى حقيقي، في الوقت الذي تمنى المحاولات الروسية لتحقيق «مصالحة» بالفشل. ولا يزال تنظيما «داعش» و«القاعدة» موجودين على نحو راسخ داخل مناطق سورية، وكذلك الحال مع جماعة «حزب الله» وكثير من الميليشيات التي تسيطر عليها إيران.

أما الفساد اليوم، فأصبح أضخم من أي وقت مضى، في وقت يعاني فيه الاقتصاد من الانهيار. ونتيجة استخدامها حق الفيتو داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تبدو روسيا عاقدة العزم على إنهاء جميع المساعدات الإنسانية المتدفقة عبر الحدود إلى داخل سوريا، ما يجبر المجتمع الدولي على نقل جميع المساعدات عبر بوابة النظام في دمشق. وبالتالي فإن ملايين السوريين ممن يعيشون خارج المناطق الخاضعة لسيطرة النظام يبدو أنهم في طريقهم لأن يقضوا عاماً دونما مساعدات خلال 2020.

في ظل هذه البيئة البائسة، تبقى الثورة المضادة للأسد صامدة دونما هزيمة، لكنها تغيرت، ذلك أن تآكل التيار الرئيسي من المعارضة إلى درجة قاربت التلاشي داخل سوريا وفّر فرصاً استثنائية للمتطرفين، بما في ذلك «داعش» و«القاعدة». ومع ذلك، تبدو الجهة الأكثر احتمالاً للانتفاع من هذا الوضع «هيئة تحرير الشام»، الجماعة التي كانت تابعة فيما مضى لـ«القاعدة» وتهيمن حالياً على كثير من أرجاء إدلب. ورغم أن كثيراً من الدوائر الثورية تشعر نحوها بالكراهية والشك، فلا تزال «هيئة تحرير الشام» أكثر جهة مؤهلة لأن ترث الثورة في سوريا، سواء نجت إدلب أم لم تنجُ. وبينما تحتفظ جماعة «تنظيم حراس الدين» الموالية لـ«داعش» و«القاعدة»، بأجندة عالمية واضحة ومعلنة، يتركز اهتمام «هيئة تحرير الشام» حصراً على المسرح السوري.

وفي بيان أعلنه في 24 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، طرح زعيم «هيئة تحرير الشام»، أبو محمد الجولاني، تقييماً لحالة الثورة السورية وقدم نافذة على رؤية الجماعة المستقبلية. وأشار الجولاني إلى أنه بعد 9 سنوات من الحرب، فإن تحطم الدولة السورية يعتبر دليلاً على النجاح الثوري، وليس إخفاقه. وأضاف أن الأسد لم تعد له أهمية تذكر اليوم، بينما تقبع سوريا فعلياً تحت احتلال روسي وإيراني، ما يجعل النضال المسلح سعياً «للاستقلال» ضرورة. ورغم استخدامه مصطلحات في كثير من المواضع، بدت هذه الرسالة موجهة إلى جمهور أوسع من السوريين الذين لا يزالون متمسكين بمناهضة نظام الأسد وحلفائه. ومع انقسام «القاعدة» واستمرار حديث «داعش» عن النضال العالمي ضد «الصهاينة والصليبيين»، ترمي رسالة «هيئة تحرير الشام» لاجتذاب يسار الثورة. وهذه بالتأكيد رسالة خطيرة.

ومع بداية 2020، تبدو إدلب مؤهلة لأن تظل منطقة صراع مكثف داخل سوريا. وبجانب استمرار أعمال القتال التركية - الكردية، والعربية - الكردية، والإسرائيلية - الإيرانية، من المحتمل أن تشهد «داعش» تعافياً بطيئاً ومستمراً، خاصة في قلب الصحراء. إلا أن الأهم من ذلك أنه من المحتمل أن يكون عام 2020 عام انتشار المقاومة المسلحة داخل عدد أكبر من الجيوب داخل سوريا. ونظراً لاعتمادها في استرداد قوتها على الرفض المستمر لنظام الأسد، والممارسات الوحشية والفاسدة التي يتبعها، والسخط العميق الذي يشعر به كثيرون، فإن جماعات مثل «هيئة تحرير الشام» تبدو مؤهلة لقيادة حركة حرب عصابات واسعة عبر أرجاء البلاد. وينبغي أن يشكل ذلك مصدر قلق كبير للشرق الأوسط. أما الحل الوحيد فهو إرساء العدالة الحقيقية والمحاسبة في سوريا، وجيران سوريا يتحملون المسؤولية الأساسية عن دفع المجتمع الدولي بهذا الاتجاه.

* خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

أميركا وإيران.. الصراع القاتل على النفوذ

سامي كليب/03 كانون الثاني/2020

كان قائد فيلق القدس الجنرال الايراني قاسم سليماني يعرف أنه مستهدف بالاغتيال. وكان يعرف كذلك أنه بذهابه الى العراق، يعني أنه دخل دائرة الخطر الكبير في ظل التوتر الاستثنائي القائم بين إيران وأميركا على خلفية التظاهرات التي حاولت إقتحام السفارة الاميركية في العراق. لكنه ذهب. فالعراق دولة محورية لا بل الأهم حاليا في الصراع الكبير بين إدارة الرئيس دونالد ترامب وقيادة السيد علي خامنئي. لا أحد يستطيع خسارة هذا الموقع الاستراتيجي الهام، ولا أحد نجح حتى الآن في ربحه تماماً. العراق هو خط الوصل الأول بين إيران وبقية محور المقاومة. وهو المتنفس في وقت التضييق الاقتصادي والمالي الأميركي الكبير على ايران وحلفائها، وعبره يمكن للرئة السورية ورئة حزب الله في لبنان أن تتنفسا أيضاً اقتصادياً وفي مجالات أخرى. من يخســر العراق، يخسر دوره الأهم في الوقت الراهن. سعت واشنطن لتقزيم الدور الايراني على الأراضي العراقية. شجعت التظاهرات ضد طهران في قلب المناطق الشيعية الجنوبية والتي بلغت حد المطالبة بخروج إيران من العراق. تماما كما حصل في بداية الحراك اللبناني حيث رُفعت شعارات ضد حزب الله. لكن طهران امتصت الغضب، وفككت اللعبة الأميركية (أو هكذا اعتقدت) وانتقلت من الدفاع الى الهجوم، فتوالت التطورات من تطويق للسفارة الأميركية الى استهداف لقاعدة أميركية في الشمال. كذلك كان الشأن عند حليفيها في سوريا ولبنان، مع التقدم الكبير في ادلب ومع استعادة حزب الله زمام التركيبة الحكومية وامتصاص غضب الشارع. كان كلام ترامب وكذلك وزارة الدفاع الاميركية في الساعات الماضية واضحا لجهة الرد على إيران والقول بان طهران “ستندم”، وكان الكلام الايراني وتصريحات الحشد الشعبي واضحين أيضا في الحديث عن “طرد الاحتلال” الأميركي. بلغ الاحتقان ذروته. شعر ترامب وهو المقبل على انتخابات رئاسية صعبة هذه السنة، بأن ما يحصل في العراق يُعرّض هيبته للإذلال، وكانت إسرائيل طبعا تزيد الشحن سراً وعلانيةً. فقاسم سليماني عدو كبير لها.

قتلت أميركا قاسم سليماني ومعه نائب رئيسَ هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، واعترفت علانية بتنفيذها الغارة فجرا، معللة ذلك بانه “عمل دفاعي” يهدف الى ردع ايران عن القيام باعتداءات جديدة.

نحن أمام أكبر عملية تصفية جسدية لأحد أهم القادة العسكريين والاستراتيجيين الإيرانيين على أرض عراقية. لا تستطيع إيران السكوت على ذلك. هي سترد حتما وفي فرصة قريبة، وستحاول الرد بالمستوى نفسه ان لم تكن راغبة بالانجرار الى حرب لا هي تريدها ولا اميركا. من غير المعروف في أوقات كهذه كيف يمكن ان تتدحرج الامور لكن يمكن توقع الآتي:

ستسعى إيران للعب أكثر اوراقها قوة في العراق بعد الآن ولكن أيضا في عدد من دول المنطقة من سوريا الى لبنان ففلسطين.

صار الوجود الاميركي في العراق ابتداء من اليوم مُعرّضا لهجمات حتمية، خصوصا ان معظم قادة البيت الشيعي العراقي بمن فيهم مقتدى الصدر تآلفوا حول ضرورة تحميل واشنطن المسؤولية.

سيكبر الجدل في أميركا، وقد بدأ عدد من كبار القادة الأميركيين وبينهم قادة في الكونغرس بتحميل ترامب مسؤولية هذه المغامرة، ما يعني التأثير حتما على شعبيته الانتخابية، وهنا ستكون ايران قادرة على التأثير على هذه الانتخابات من خلال كيفية ردها وقدرتها على ضبط الرد.

ستحاول دول كثيرة الدخول على الخط لضبط النفس، وإعادة الامور الى نصابها والسعي لفتح حوار بين اميركا وإيران، لكن صار من الصعب جدا على السيد خامنئي القبول بمفاوضة من قتل أحد أبرز قادته العسكريين والاستراتيجيين. وهو ان قبل بالتفاوض فحتما سيكون ذلك مع خلف ترامب وليسه معه، أو سيكون بشروط إيرانية عالية جدا. لكن هذا الأمر مستبعد الآن.

سترتفع أصوات في العراق وفي بعض دول الخليج المجاورة وفي دول أخرى من العالم، لإعادة النظر بالدور الايراني في المنطقة والعراق، وسيزداد الضغط على طهران لمطالبتها بترك العراق للعراقيين.

قبل فترة كشفت طهران عن تورط جهات عربية وإسرائيلية بمحاولة اغتيال قاسم سليماني عبر تفخيخ الأرض المجاورة لقبر والده، فماذا لو تم الكشف هذه المرة عن تعاون استخباري عربي واسرائيلي في عملية قتل سليماني؟ كيف سترد طهران. فقاسم سليماني قاتل بصدق إسرائيل وساهم بتأسيس جبهات مقاومة في لبنان وسوريا والعراق وربما اليمن، وكشف مؤخرا عن دوره الكبير في دعم حزب الله في حرب تموز/يوليو 2006 بين لبنان وإسرائيل.

لا تستطيع ايران هذه المرة تكليف حلفاءها بالرد، فكرامتها مُسّت في الصميم، ودورها على رأس المحور سيصاب بنكسة كبيرة ان صمتت وهضمت ما تعرّضت له، لكنها لا تستطيع ولا تريد على الأرجح أيضا توسيع دارة الرد للوصول الى الحرب. هي حتما ستنتهز هذه الفرصة للخروج من التضييق الكبير عليها. لكن كيف ومتى؟ ربما قريبا.

ثمة من يعتقد بأن هذه المغامرة الدموية التي أقدم عليها ترامب، والتي سترد عليها ايران حتما، ليست محسوبة بما فيه الكفاية، وأنها ستضعف كثيرا الدور الاميركي في المنطقة وتسرّع الانسحاب، ولا شك في أن دولا كبيرة مثل روسيا والصين ستجدان الفرصة مناسبة للتقدم أكثر على حساب الدور الاميركي.

نحن في فترة خطيرة جدا وحاسمة جدا في الصراع الاميركي الايراني، وكل شيء فيها قابل للتفجير، لكن في احداث كبيرة كهذه، تسعى الدول الإقليمية والدولية الكبرى لاستغلال هكذا خطر لرسم حدود تفاوض جديدة وبشروط جديدة حتى ولو كانت بعيدة المدى. فلا أحد يريد الحرب، رغم هول ما حصل، لان الحرب ستكون مدمرة على الجميع. بين الحرب والتفاوض، لا شك ان العراق صار أكثر الساحات خطورة في الصراع الايراني الاميركي على الأقل حتى اشعار آخر.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

وزارة الخارجية عزت ايران والعراق: ندين عملية الاغتيال التي ذهب ضحيتها اللواء قاسم سليماني والحاج أبو مهدي ورفاقهما

وكالات/03 كانون الثاني/2020

صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين البيان الآتي:

“تنظر وزارة الخارجية والمغتربين بقلق إلى ما حصل في بغداد فجر اليوم، وتدين عملية الاغتيال التي ذهب ضحيتها اللواء قاسم سليماني والحاج أبو مهدي ورفاقهما، وتعتبرها انتهاكا لسيادة العراق وتصعيدا خطيرا ضد إيران من شأنه زيادة التوتر في المنطقة. وتؤكد وزارة الخارجية، أن لبنان يشجع دوما تغليب منطق الحوار وضبط النفس والحكمة لحل المشاكل بدلا من استعمال القوة والعنف في العلاقات الإقليمية والدولية كما تدعو إلى تجنيب المنطقة تداعيات الاغتيال وإبعاد لبنان عن انعكاسات هذا الحادث الخطير لانه أحوج ما يكون إلى الاستقرار الأمني والسياسي لتأمين خروجه من الازمة الاقتصادية والمالية الخانقة”. وتتقدم الخارجية اللبنانية بالتعزية من الجمهورية الإسلامية في إيران ومن الجمهورية العراقية”.

 

الإعلام الأميركي يعلّق على مقتل سليماني.. هكذا وصفه!

الشرق الأوسط/03 كانون الثاني/2020

تحول مقتل قائد «فيلق القدس» في ««الحرس الثوري»» الإيراني، قاسم سليماني، ومستشاره في العراق نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، بضربة أميركية، لعنوان رئيسي لكافة وسائل الإعلام الأميركية، التي تنوعت التحليلات المنشورة فيها بين آثار مقتل الجنرال الإيراني، وانعكاساته على الداخل والخارج. واعتبرت شبكة «سي إن بي سي» الأميركية مقتل سليماني التي رأته «الرجل الأسوأ» في العالم، هو رد فعل على أعماله الوحشية في الشرق الأوسط، على مدار السنوات الماضية، من دعم لبشار الأسد في قتل وتشريد آلاف من شعبه، إلى الإشراف على مقتل مئات المحتجين العراقيين الذين تظاهروا مؤخراً ضد النفوذ الإيراني في بلادهم، مروراً بدفع الحوثيين لإشعال الحرب الأهلية في اليمن. ويظل أحد الدوافع الرئيسية وراء هذا التحرك الأميركي، وفقاً للشبكة الأميركية، هو دور الجنرال الإيراني في مقتل مئات الجنود الأميركيين خلال حرب العراق، على مدار الأعوام الماضية؛ حيث قدرت وزارة الخارجية الأميركية عدد القتلى الأميركيين على أيدي الوكلاء الإيرانيين في العراق بـ608 منذ عام 2003. وأوضحت الشبكة في تحليل منشور لأحد كتابها، أن مقتل القائد الإيراني سيؤدي لإنقاذ مزيد من الأرواح؛ فقد كان سليماني أكثر انشغالاً من أي وقت مضى؛ حيث كان يدير الفوضى في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، بينما نقلت عن الناشط الإيراني مسيح ألينجاد قوله إن سليماني كان كارهاً للإيرانيين العاديين الناقمين على تاريخه الطويل من الوحشية ضد شعبه، وحملاته الدموية على طلاب الجامعات في إيران في التسعينات. ورأت شبكة «بلومبرغ» أن مقتل الجنرال الإيراني سينعكس على مزيد من التوتر في العلاقات بين واشنطن وطهران، التي قد تصل لمرحلة «الانتقام الساحق»، كما توعد مسؤولو إيران في بياناتهم، تعليقاً على مقتل سليماني. وحول انعكاس هذه الضربة على الداخل الأميركي، ذكرت «نيويورك تايمز» الأميركية أن مقتل سليماني، في غارة جوية بطائرة من دون طيار، قد يؤدي إلى انقسام حاد في الكونغرس الأميركي، في ضوء الانتقادات من جانب بعض النواب الديمقراطيين، ويُثير جدلاً عما إذ كان الكونغرس سيتجه لتقليص صلاحيات الرئيس الحربية. بينما رأى المشرعون الجمهوريون في مقتل ترمب تحقيقاً للعدالة لعشرات العائلات العسكرية الأميركية التي فقدت أبناءها في حرب العراق، وكذلك عقاباً على الأنشطة الإيرانية العدائية عموماً في الشرق الأوسط.

 

جمعية المصارف: لاقفال جميع فروع المصارف في عكار حتى اشعار آخر

وكالات/03 كانون الثاني/2020

إزاء ما تتعرض له فروع المصارف في بعض المناطق اللبنانية من تعديات وانتهاكات تخالف القوانين المرعية وتتعارض مع كل التحركات والطروحات المشروع وشجبا للهجوم المستنكر والمدان على فرع بنك لبنان والمهجر في حلبا الشمالية وما تخلله من تهديد لحياة وسلامة موظفيه وزبائنه، دعت جمعية مصارف لبنان إلى اقفال كل فروع المصارف العاملة في منطقة عكار حتى اشعار آخر.

 

اسمعوا وعوا يا اصحاب المصارف لكل مواطن الحق بالعيش الكريم من ماله.

وكالات/03 كانون الثاني/2020

بيان نقيب المحامين في بيروت من الإجراءات المصرفية

إزاء ما ورد إلى نقيب المحامين في بيروت من إجراءات مصرفية مقيّدة للسحوبات والتحاويل التي فرضتها المصارف بناء على تعميم من جمعية المصارف، وما ورد إليه من مراجعات وشكاوى بهذا الخصوص، يبدي نقيب المحامين في بيروت ما يلي:

أولاً: إن النظام الاقتصادي في لبنان ليبرالي حرّ قائم على حرية التداول وحرية التحاويل وحرية القطع. وهذه المبادئ مكفولة في مقدمة الدستور وفي القوانين اللبنانية المرعية الإجراء.

• ولطالما اعتبر المواطنون اللبنانيون ان النظام الإقتصادي يشكّل ميزة تفاضلية أساسية للبنان لا يمكن التفريط بها، وإن وضع النظام الإقتصادي الليبرالي الحرّ بمواجهة الإستقرار النقدي والمالي لهو أمر مرفوض، والخاسر الأكبر من هذه المواجهة هو عامل الثقة، الذي حينما يُفقد يصعب نيله مجدداً.

• إن الاجراءات المقيّدة التي اتخذها القطاع المصرفي أخيراً، وفي غياب أحد أهم الأدوار المفترضة للبنك المركزي والهيئات الرقابية في الحفاظ على هذه الثقة أتت نتيجتها معاكسة تمثّلت بتراجع الثقة الداخلية والخارجية بالقطاع المصرفي اللبناني وازدادت خشية المودعين، إضافة إلى عوامل أخرى بنيوية منها ما يتعلّق بسوء الإدارة الحكومية المتراكمة وضعف الرقابة البرلمانية وصولاً إلى عوامل أخرى سياسية وأخرى تتعلّق بالمخاطر السيادية.

ثانياً: انطلاقاً ممّا تقدّم، إن التمسّك بهذه المبادئ - الثوابت لهو أمر مبدئي لنقابة المحامين في بيروت ولا يحيدها عنه وضع سياسي أو اقتصادي مأزوم أو التزامات وخيارات ائتمانية غير محسوبة كانت ذهبت إليها المصارف دون ارتقاب كافٍ لما حصدته راهناً ولما ستتركه من عواقب على ثقة المودعين والخارج.

ثالثاً: إذا كان ثمّة من مبرّر - وفقط في حال وجود مبرّر جدّي وحقيقيّ - لإجراء أي قيود على حركة السحوبات والتحاويل المصرفية " تداركاً لتهافتٍ أو إنهيارٍ مُفترض"، فإنها ليست من اختصاص جمعية المصارف التي هي جهاز نقابي للمصارف ولا تشكّل سلطة دستورية على المودعين ولا يحق لها أساساً القيام بهذه الإجراءات غير القانونية والإستنسابية والتعسفية مستغربين هنا سياسات المصرف المركزي بهذا الصدد. وإن كان من مبرّر صريح أكيد وملح، كان الأصح والأجدى صدور نظير هذه الإجراءات أو بعضها، في الشكل بقانون يصدر عن مجلس النواب، وفي المضمون على نحو عادل يميّز بين وضعيات قانونية مختلفة للمودع كأن يُصار إلى مراعاة النفقات الشخصية الحياتية للأفراد والتشغيلية للمؤسسات التجارية والمهنية وضرورات الاستيراد وحفظ الحقوق، الأمر الذي لم تراعِه هذه الاجراءات.

لذلك، يدعو نقيب المحامين في بيروت وإحقاقاً للحقوق وتحسساً بهموم الناس، وعلى ضوء التجارب الدولية التي عالجت أزمات مشابهة، إلى وقف هذه الاجراءات غير الدستورية وغير القانونية فوراً والإمتناع عن فرضها مجدداً إلا وفاقاً للآلية المنوّه عنها أعلاه وفقط في حال وجود مبرّر جدّي وحقيقيّ لها.

رابعاً: لنقيب المحامين في بيروت ملء الثقة بالقضاء اللبناني لوضع حدّ لأيّ تجاوز أو تعسّف بحق المودعين الذين لا يمكن تحميلهم عبء الأزمة البنيويّة للبلاد. وفي هذا المجال ستواظب نقابة المحامين في بيروت السهر على هذا الملف منعاً للتمادي في هذه الاجراءات وسعياً وراء إحقاق الحقوق.

بيروت في 3/1/2020

ملــحم خــلف

نقيب المحامين

 

كارلوس غصن «لم يعد آمناً» حتى بعد وصوله لبنان.. محامون يحاولون سجنه بسبب زيارة سابقة له لإسرائيل

وكالات/03 كانون الثاني/2020

ذهبت صحيفة The Independent البريطانية بلغةٍ حاسمة، إلى أن كارلوس غصن لن يكون في مأمن بعد وصوله إلى لبنان، وذلك على خلفية زيارة سابقة له لإسرائيل.

كارلوس غصن ليس آمناً في لبنان

تقدّمت مجموعةٌ من المحامين، يوم الخميس، 2 يناير/كانون الثاني 2020، بشكوى إلى القضاء اللبناني، قالوا فيها إنَّ زياراته إلى إسرائيل بمقتضى منصبه كرئيسٍ لشركة Renault -ومن بعدها Nissan- تُمثّل جريمةً بموجب القانون الذي يحظر على المواطنين التعامل مع عدو لبنان اللدود، والذي دخل في حالة حربٍ مع لبنان منذ 60 عاماً. من شأن هذا الاتهام أن يضعه في موقفٍ أصعب من أيِّ اتّهامات بالاختلاس وارتكاب المخالفات المالية، التي تعتبر ممارسات مُعتادة بين نخب المجتمع اللبناني شديدة الفساد. إذ يُعتبر التعاون مع العدو جريمةً خطيرة، وربما أكثر خطورةً من التهم التي كان يُواجهها مدير Nissan السابق، حين فرَّ من اليابان في وقتٍ مُبكّر من الأسبوع الجاري، قبل أن يظهر في بيروت وهو يتوقّع استقبالاً حاراً. في حال إدانته، فقد يُواجه غصن المولود في البرازيل -والذي يحمل جوازات سفر لبنان وفرنسا- عقوبةً بالسجن تصل إلى 15 عاماً في لبنان، بحسب مسؤولين قضائيين.

إذا أدين كارلوس غصن فسوف يدخل السجن

ربما تتهدّم الرواية السائدة حول أنّ غصن هو بطلٌ لبناني، وابنٌ من أبنائها الذين انطلقوا إلى العالم الخارجي ليصنعوا ثروةً طائلة.

إذ قال محمد عبيد، المحلل السياسي اللبناني: «إذا كان يعتقد أنّه محميٌّ هنا، فهذا لن يحدث لأنّه زار إسرائيل، التي تُعتبر دولةً عدوةً بموجب القانون اللبناني. فهو فاسدٌ أولاً، وخائنٌ ثانياً. فكيف سيكون بطلاً لبنانياً إذاً؟ وربما كان مشهوراً بين بعض أصدقائه، ولكنّه مُطبّعٌ بالنسبة لغالبية اللبنانيين». جاء صداع الرأس اللبناني الجديد لغصن في أعقاب اندفاع المجتمع الدولي لمحاولة كشف لغز الكيفية التي فرّ بها من اليابان، حيث كانت السلطات اليابانية والمحامون يحتفظون بجوازات سفره. فيما ألقت الشرطة التركية القبض على سبعة أشخاصٍ يوم الخميس، من بينهم أربعة طيارين، للاشتباه في مساعدتهم غصن على الفرار من اليابان والعبور من إسطنبول في طريقه إلى لبنان. وأوردت وكالة أنباء الأناضول في تقريرها أنّه قد جرى فتح تحقيقٍ حول «وصول غصن بطريقةٍ غير شرعية» إلى تركيا، في أعقاب فراره من الإقامة الجبرية المفروضة عليه في اليابان. يُعتَقَدُ أنّ الطيارين الأربعة سافروا على متن الطائرة الخاصة التي جلبت غصن من اليابان في طريقه إلى بيروت. كما أُلقِيَ القبض على اثنين من موظفي شركة مناولةٍ أرضية خاصة، إلى جانب مُدير العمليات في إحدى شركات الشحن الخاصة.

من جهته يحاول الإنتربول الدولي الوصول لكارلوس غصن

حيث قالت وزارة العدل اللبنانية، يوم الخميس، إنّها تسلّمت إخطاراً من الشرطة الدولية (الإنتربول) يُفيد بأنّ غصن شخصٌ مطلوب. ورغم أنّ «الإخطارات الحمراء» من الإنتربول تُعلِمُ الشرطة بالهاربين المطلوبين دولياً، لكن الدول ليست مُجبرةً على احتجاز أي مُتّهم. قال مسؤولٌ أمنيٌّ لبناني بارز إنّ لبنان لم يكُن ينتوي التصرّف بموجب الإخطار، لأنّ غصن ليس مطلوباً بتهمة ارتكاب أيّ جرائم في لبنان. وأوضح: «بمجرد دخوله البلاد قانونياً لا تصير لدينا سلطة القبض عليه. فهو لم يقتل أحداً أو يرتكب جريمةً دولية. ورغم ذلك يجب علينا مراقبة التطوّرات، لأنّ الأمور تزداد تعقيداً».

صرّح غصن بأنّه ليس هارباً من العدالة، ولكنّه فارٌّ من الظلم والاضطهاد السياسي. قارن الخبراء القانونيون المستقلون بين المعاملة القاسية التي تعرّض لها غصن في اليابان -حيث قضى أكثر من 120 يوماً رهن الاحتجاز داخل زنزانةٍ ليس بها تدفئة، وخضع لساعاتٍ من الاستجواب دون حضور محامٍ في مواجهة تهم تصل عقوبتها القصوى إلى السجن 15 عاماً- في حين يُفلِتُ مُديرو الشركات اليابانيون من جرائم أشد خطورة دون عقابٍ يُذكر. رغم ذلك، لا تزال هناك أسئلةٌ كُبرى تنتظر الإجابة حيال فترة رئاسة غصن لشركتي Nissan وRenault، وهي شركات سياراتٍ نجح في تحويل ثرواتها ودمجها داخل تحالفٍ قوي. ووُجِّهَت لغصن أربع تهم سوء سلوكٍ مالي وانتهاك ثقةٍ بالغ، وهذا يشمل مزاعم عدم الإبلاغ عن دخله بالكامل، وإثراء نفسه من خلال مدفوعات الوكلاء في الشرق الأوسط.

لكن تعقيد الأمر لكارلوس غصن يتوقف على نتائج الوضع السياسي في البلاد

حيث إن ازدياد تعقيد الأمور بالنسبة لغصن في لبنان قد يتوقّف على متاهة السياسات اللبنانية. إذ إنّ البلاد تتأرجح في أعقاب موجةٍ من الاحتجاجات الشعبية المُطالبة بإصلاحات جذرية في النظام، الذي اعتاد تقسيم المناصب النافذة بين الطوائف. وعلى نحوٍ منفصل، تدفع الأزمة المالية بالبلاد في اتجاه الانهيار الاقتصادي الكامل. فيما يتمتّع غصن بحلفاء أقوياء، من بينهم وزير خارجية البلاد جبران باسيل، ووالد زوجته الرئيس اللبناني ميشال عون. وهم من بين الزعماء المُتصارعين على النفوذ في مناصب الحكومة المقبلة مع الفصائل اللبنانية الأخرى، ومن بينها «حزب الله» القوي.

إذ قال سامي نادر، مدير معهد Lebanese Institute for Strategic Affairs، إنّ هناك مُخاطرةً بأن يتحوّل غصن إلى لعبةٍ سياسية وسط صراع السلطة اللبناني الأوسع، ويصير بمثابة ورقة مساومة تُستخدم خلال المفاوضات على الحكومة الجديدة. وأردف: «لقد جرى تدويل القضية بالفعل. ويبقى السؤال الآن: هل ستصير قضيةً للبنان أيضاً؟».

ويحاول المحامون مواجهة غصن وحبسه بسبب زيارة إسرائيل

في حين قال المحامون الذين رفعوا القضية إنّهم ليست لديهم دوافع سياسية، سوى التأكّيد على إحساسهم بالعدالة. إذ أوضح علي عباس، أحد المُحامين، أنّه يدعم الثورة الشعبية ضد الحكومة اللبنانية. وأردف قائلاً إنّه لأمرٌ سخيف أن يُرحّب بعودة غصن إلى لبنان بعد تعامله مع إسرائيل، وهي الدولة التي قتلت مدنيين لبنانيين خلال حروبها ضد لبنان. حيث نصّت القضية المرفوعة في مكتب النائب العام: «إنّ التسامح مع التطبيع مع الكيان الصهيوني (أي إسرائيل) ليس أمراً مقبولاً. ومحاولة إظهار كارلوس غصن في صورة البطل القومي ومُنقذ البلاد من الأزمة الاقتصادية، رغم تعامله مع إسرائيل، هو أمرٌ لن نقبل به نحن نشطاء المجتمع المدني». قال أصدقاءٌ لغصن إنّه لا يُنكر زيارته لإسرائيل. إذ تُظهره الصور عبر الشبكات الاجتماعية وهو يلتقي الرئيس الإسرائيلي وقتها شمعون بيريز، ورئيس وزرائه إيهود أولمرت، وذلك خلال زيارته بغرض إتمام صفقةٍ لإنتاج السيارات الكهربائية بين شركة Renault وبين إسرائيل عام 2008.

قال صديقه ريكاردو كرم، الإعلامي اللبناني: «إنّه رئيسٌ تنفيذي عالمي يمتلك ثلاثة جوازات سفر، وقد زار إسرائيل في رحلة عملٍ لتمثيل الشركات التي يرأسها». يعود تاريخ تلك الصور إلى أكثر من 10 سنوات، لذا فليس من الممكن محاكمته على تلك الزيارات بموجب قانون التقادم اللبناني. لكن المحامين يزعمون أنّ غصن زار إسرائيل في وقتٍ قريب، وأنّ الأمر متروكٌ الآن أمام القضاء اللبناني للتحقيق في صحة الأمر بحسب النائب العام غسان عويدات. أضاف أنّه يتوقّع الإعلان عن نتيجة التحقيق، في التاسع من يناير/كانون الثاني. وفي حال وجود تهم فسوف يُطلب من غصن المثول أمام محكمةٍ عسكرية.

حيث أصدرت لبنان قانوناً يجرم زيارة لبنان لمواطنيها

لم يتم تطبيق قانون زيارة إسرائيل بشكلٍ عادل في الماضي، إذ قضى بعض المواطنين أحكاماً مطوّلة داخل السجن، في حين أفلت آخرون دون عقاب. واعتُقِلَ زياد دويري، المخرج المرشّح لجائزة أوسكار، عام 2017، ومثل أمام محكمةٍ عسكرية بسبب تصوير جزءٍ في أحد أفلامه داخل إسرائيل، لكن أُطلِقَ سراحه لاحقاً. قال نادر إنّ الأمر قد لا يصل إلى تلك المرحلة. وأوضح: «يستطيع اللعب على وتر الانقسامات في المجتمع اللبناني وبين المسؤولين اللبنانيين. إذ تستطيع دائماً العثور على سبيلٍ للخروج وسط النظام اللبناني، ورحلته لم تنته بعد».

 

رئيس الجمهورية أمل ان تبصر الحكومة النور الاسبوع المقبل وابرق الى نظيريه الايراني والعراقي معزيا بسليماني والمهندس وصحبهما

وطنية - الجمعة 03 كانون الثاني 2020

اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن أمله في "ان يسهم تشكيل الحكومة الجديدة في تعزيز الاجواء الايجابية، لا سيما مع الدول الراغبة في مساعدة لبنان"، متمنيا ان "تبصر الحكومة النور الاسبوع المقبل بما يعزز ثقة الخارج والداخل في آن"، لافتا الى ان "العمل جار لتأليفها من وجوه من الاختصاصيين". كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفدا من المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة شارل جورج الحاج، وحضور الرئيس الفخري للمؤسسة النائب نعمة افرام.

الحاج

في مستهل اللقاء، القى الحاج كلمة، فقال: "أتينا بكل محبة واحترام لنتمنى لكم اعيادا مجيدة، ونسأل الله تعالى ان يمنحكم الصحة والحكمة لكي تقودوا وطننا وشعبنا وتساعدوه على تجاوز هذه الايام الصعبة. إذ ان فخامتكم، وانتم الحريصون على شعبكم، تعلمون ان اللبنانيين قلقون على مستقبلهم في ظل تنامي المخاوف من فقدان السيولة وارتفاع نسب البطالة، وبالتالي من زيادة عدد الأسر التي تعيش تحت خط الفقر". أضاف: "وغني عن القول، ان سهولة التواصل والتنقل في عالمنا اليوم وحاجة المجتمعات الغربية لمهاجرين من مواصفات ومؤهلات شبابنا في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، من شأنها ان تؤدي الى واحدة من اكبر موجات الهجرة التي عاشها هذا البلد".وتابع: "بالنسبة الى المؤسسة المارونية للانتشار، يهمنا ان نؤكد لفخامتكم، انها ماضية في عملها الرامي الى تعزيز الروابط بين جناحي الوطن المقيم والمنتشر في جهات العالم كافة، وتشجيع المنتشرين على الاضطلاع أكثر فأكثر بشؤون وطنهم وهموم اهلهم وإبداء المزيد من  التضامن الذي لم يبخلوا به يوما. وقد اتخذ مجلس ادارة المؤسسة قرارا بمواصلة التوسع في الحضور في العالم حيث توجد كثافة من المنتشرين اللبنانيين، خدمة لرسالتها الاساسية، بالتعاون مع وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية. غير ان اللبنانيين المنتشرين الذين يتعبون ويشقون ويتحملون الصعاب في كل مكان من اجل الفوز بحياة كريمة وتأمين مستقبل زاه لابنائهم، قلقون على جنى عمرهم ومدخراتهم التي يعدونها لتقاعدهم، وثمة حاجة لطمأنتهم واعادة ثقتهم بالقطاع المصرفي التي تعرضت لاهتزاز كبير جراء ما حدث في الاشهر الماضية".

واردف: "كما قررت المؤسسة أن تستضيف الاكاديمية المارونية هذا العام، تخليدا لذكرى الراحل الكبير الوزير ميشال اده، رقما قياسيا من الطلاب الآتين من اكثر من اربعين دولة وخصوصا من اميركا اللاتينية والمكسيك. وتعرفون فخامتكم، اهمية هذا النشاط على مستوى ربط الاجيال الجديدة من المتحدرين من اصل لبناني بوطن الآباء والاجداد". وقال: "فخامة الرئيس. نعايدكم برأس سنة العام 2020، الذكرى المئوية لتأسيس دولة لبنان الكبير، ولا شك في انكم تشرفون على التحضيرات لهذه الذكرى، وخصوصا على صعيد التفكير برسالة لبنان واعادة صوغ دوره في عالم اليوم، الذي يتطلب ليس فقط ان يتماهى مع الركب الحضاري العالمي ولغة العصر وقيمه، بل ايضا انتهاج سياسات تعتمد الشفافية والحوكمة والعدالة الاجتماعية لتعيد ثقة المواطنين بالدولة. عسى ان نعايدكم في العام المقبل وتكونون بافضل صحة وعافية ولبنان قد بلغ شاطىء الامان وان نكون قد اجتزنا العام الجاري بخير وسلامة".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مهنئا المؤسسة رئيسا واعضاء، على "النشاطات التي تقوم بها في خدمة الاهداف التي انشئت من اجلها". ثم تطرق الى الواقع الاقتصادي والمالي الصعب الذي تمر به البلاد، ملاحظا ان "ممارسات خاطئة عدة حصلت خلال السنوات الاخيرة اوصلت البلاد الى ما هي عليه حاليا، خصوصا على الصعيد المالي والتعامل بالدولار"، لافتا الى ان "لبنان يكاد يكون الدولة الوحيدة التي تتعامل داخليا بعملة اجنبية". واعاد رئيس الجمهورية تأكيد "اهمية التحول من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتج، بما يحقق نوعا من التوازن في ميزان المدفوعات، بعدما زادت نسبة الواردات اخيرا بشكل كبير وبفارق حوالى 12 مليار دولار، ما انعكس شحا في الداخل واجبر المصارف على اتخاذ مجموعة تدابير بهدف تجنب التعثر والحفاظ على اموال المودعين". واعرب الرئيس عون عن امله في "ان يسهم تشكيل الحكومة في تعزيز الاجواء الايجابية، لا سيما مع الدول الراغبة بمساعدة لبنان"، متمنيا ان "تبصر الحكومة النور الاسبوع المقبل بما يعزز ثقة الداخل والخارج في آن"، مؤكدا ان "العمل جار لتأليفها من وجوه جديدة من الاختصاصيين". وشدد على ان "ما حدث اخيرا على الساحة الداخلية يشكل عبئا كبيرا، وعلينا في المقابل الخروج منه ومن الازمة الاقتصادية الراهنة"، مؤكدا ان "الشعب اللبناني الذي ثار اخيرا على الوضع الراهن يتمتع بكل الحق، ولطالما اكدت على هذا الحق ودعوت الشعب الى البقاء في الشارع كي نتمكن من احداث تغيير في ظل عدم القدرة على الاستمرار بالشكل الذي كان سائدا". واشار الرئيس عون الى ان "خطة "ماكينزي" الاقتصادية تشكل تصورا واقعيا لتطوير القطاعات المنتجة في لبنان وبالتالي تأمين فرص عمل وتخفيف الاستيراد، وسنبدأ فورا بالعمل وفقها".

قطاع الشباب في الوطني الحر

واستقبل الرئيس عون وفدا من قطاع الشباب في "التيار الوطني الحر"، تحدث بإسمه منسق القطاع جهاد سلامة، ناقلا اليه تهنئة القطاع بالاعياد.

ثم دار حوار بين الرئيس عون واعضاء الوفد تناول التطورات الراهنة محليا واقليميا، اضافة الى الاوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة.

واكد رئيس الجمهورية للوفد "العمل على الخروج من الازمة الحالية من خلال جملة اجراءات، من بينها تشكيل حكومة جديدة تتولى معالجة الاوضاع القائمة وتتجاوب مع توجهات اللبنانيين وتطلعاتهم، لا سيما اولئك الذين نادوا من الساحات باجراء اصلاحات كنا بدأنا بها قبل اشهر، لكن استقالة الحكومة اوقفت العمل"، مشددا على أن "الاولوية ستكون لتحقيق هذه الاصلاحات بالتعاون مع جميع المعنيين".

وشدد الرئيس عون على ان "حملة مكافحة الفساد مستمرة، لكن زخمها سوف يزداد في الآتي من الايام، خصوصا ان الاصلاح لا يزال بحاجة الى عمل دؤوب وتصميم ثابت"، مؤكدا "دور اللبنانيين المنتشرين في الخارج لجهة دعم وطنهم الام في الدول التي يقيمون فيها".

تعزية الرئيسين الايراني والعراقي

وابرق الرئيس عون الى نظيره الايراني حسن روحاني معزيا ومدينا جريمة اغتيال اللواء قاسم سليماني وصحبه. وجاء في البرقية: "تلقيت بألم نبأ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني ومجموعة من المسؤولين والمرافقين، في توقيت بالغ الدقة في منطقة الشرق الأوسط، وبما يمكن أن يرفع حجم التحديات التي تواجهها دول المنطقة ومنسوب التوتر والتهديدات الأمنية. في هذه المناسبة الأليمة، أتوجَّه اليكم وإلى الشعب الايراني الصديق بتعزيتي القلبية، مؤكدا إدانة لبنان للجريمة التي أدَّت إلى مقتل اللواء سليماني وصحبه، سائلا الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته، ويمنحكم الصحة والحكمة لمواجهة تداعيات هذه الحادثة، وتثبيت الاستقرار والسلام في ربوع بلادكم وتحقيق الأمن والازدهار لشعبكم". كما وجه الرئيس عون برقية مماثلة الى نظيره العراقي برهم صالح، معزيا ومدينا "الجريمة التي ادت الى اغتيال نائب قائد الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، والتي اتت فيما تسعون الى تثبيت الاستقرار في بلادكم ومواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والامنية".

تهنئة بالاعياد

الى ذلك، تلقى الرئيس عون برقيات تهنئة بالاعياد من عدد من الملوك والرؤساء العرب والاجانب.

وفي هذا السياق، ابرق ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة مهنئا ومتمنيا لرئيس الجمهورية والشعب اللبناني الازدهار والصحة.

كما ابرق امير الكويت صباح الاحمد الجابر الصباح، سائلا الله ان "يجعل هذا العام الجديد عام خير على امتينا العربية والاسلامية والانسانية جمعاء، وان يعم الامن والسلام ويتحقق الرخاء والازدهار لكافة الشعوب الشقيقة والصديقة".

اما امير قطر تميم بن حمد آل ثاني، فتمنى للرئيس عون الصحة والعافية وللشعب اللبناني التقدم.

وتمنى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان "يتيح العام الجديد فرصة لتضافر جهودنا من اجل التغلب على التحديات الجسام التي يشهدها عالمنا اليوم للمضي قدما نحو تحقيق اهداف السلام والاستقرار والتنمية التي نسعى اليها جميعا".

وضمن الرئيس الفلسطيني محمود عباس برقيته، تقدير الفلسطينيين "لمواقف الدعم الاخوي الثابت التي تقفونها في لبنان مع شعبنا ونضاله من اجل نيل حريته واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، الضمانة الاكيدة لتحقيق السلام العادل الذي تتوق اليه شعوب منطقتنا كافة".

كما تلقى الرئيس عون برقيات تهنئة من نظيريه الايراني حسن روحاني والبولوني اندريه دودا.

 

بري استقبل سفيري فرنسا واليابان وأبرق الى خامنئي وروحاني ولاريجاني معزيا بسليماني: قدر المقاومين إما النصر او الشهادة

وطنية - الجمعة 03 كانون الثاني 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية، في عين التينة، السفير الفرنسي برونو فوشيه حيث جرى عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين وآخر المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة.

كما التقى السفير الياباني الجديد تاكيشي اوكوبو.

وبعد الظهر استقبل بري رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران وأعضاء مجلس الديوان القضاة فوزي خميس، جمال محمود عبد الرضا ناصر، انعام البستاني ونيللي ابي بولس.

وفي اطار التهاني بالاعياد استقبل بري المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم على رأس وفد من ضباط المديرية حيث قدم للرئيس بري التهاني بالاعياد المجيدة.

برقيات

وكان بري ابرق لقائد الثورة الاسلامية في ايران السيد علي الخامنئي ولرئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني معزيا بإستشهاد قائد قوة القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني.

وجاء في نص البرقية للسيد خامنئي التالي: "هو قدر المقاومين ... إما النصر او الشهادة... فمن عظيم النعم التي من بها الباري عز وجل على الثورة الإسلامية في ايران وعلى امتنا الإسلامية وعلى المقاومين الأحرار في العالم... اننا في مقام رحيل واحد ممن حازوا الحسنيين النصر والشهادة عنيت به الشهيد الحاج قاسم سليماني... الذي نحتسبه شهيدا من شهداء الجنة الميامين.

نسأل الله العلي القدير ان يسكن الشهيد الراحل الفسيح من جنانه ويلهمنا وإياكم الصبر والسلوان".

وجاء في نص برقية التعزية للرئيس روحاني: "بمزيد من الفخر والإعتزاز والصبر والسلوان تلقينا نبأ إستشهاد الحاج قاسم سليماني، نفتقده إبنا وفيا من أبناء الثورة الإسلامية الإيرانية المباركة وقائدا طليعيا في مقاومة الإحتلال أينما حل ونذر نفسه من أجل تحرير فلسطين ومسرى الأنبياء في القدس الشريف...

حسبنا وحسبكم حيال هذا المصاب الجلل قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم

"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا". صدق الله العظيم".

وفي برقية التعزية لرئيس مجلس الشورى علي لاريجاني:" وحدهم الشهداء يصنعون التاريخ ويكتبون صفحات المجد لهذه الأمة بأبهى ما يمكن ان تكتب ... هو الشهيد الحاج قاسم سليماني واحد من القلة الذين أعاروا جماجمهم لله نصرة لقضايا الحق والعدالة وتحرير الارض والانسان.

اننا اذ نتقدم من دولتكم ومن سائر أعضاء مجلس الشورى ومن الشعب الايراني العظيم بأسمى آيات التبريك، نسأل الله العزيز القدير ان يسكن الشهيد الراحل الفسيح من جنانه ويلهمنا وإياكم عظيم الأجر والثواب. وتفضلوا بقبول أحر التعازي والتبريكات".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  02-03 كانون الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com