LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 كانون الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december28.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أدُّوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ إِلى قَيْصَرَ ومَا للهِ إِلى الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/باسيل هو مجرد أداة بيد حزب الله

الياس بجاني/حزب الله، الأداة الإيرانية الشياطية نجح في تدمير قطاع لبنان المصرفي

الياس بجاني/الخلافات بين ربع الصفقة الخطيئة: بطيخ يكسر بعضه

الياس بجاني/سيدنا الراعي والمواقف الغير شكل!!

الياس بجاني/روحية الميلاد: محبة وتواضع ومصالحة وعطاء

الياس بجاني/ذكرى الميلاد المجيد وواجبات المؤمن

الياس بجاني/زمن الإحتلال والبؤس والكفر جاء بأمثال مي خريش إلى عالم السياسة

الياس بجاني/لا السعودية ولا إيران.. بل فقط لبنان

الياس بجاني/زلم وليد بيك ينضمون في تعدياتهم على خيم الثوار إلى شبيحة بري ونصرالله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

هكذا يحاول حزب الله تجنيد الشبان جنوب سوريا

أرقامٌ مخيفةٌ يكشفها جواد عدرا

هذا ما بحثه الرئيسان عون ودياب

الخارجية الفرنسية: لحكومة فعالة في لبنان تتخذ القرارات اللازمة لتلبية مطالب الشعب

"بلومبيرغ" تحذّر: لبنان في دائرة الخطر في 2020... و9 آذار يوم حاسم!

صحافية تتهم “ثائراً مندسّاً” بالتنسيق مع “شباب الخندق”

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 27 كانون الأول 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الفرد رياشي: لا تسويات "ولا بلّوط" والوضع إلى مزيد من الانهيار...

المعلوماتية تستدعي الناشط ربيع الأمين.. والسبب مروان خير الدين!

دياب يواجه مشكلة اختيار الوزراء السنة في حكومته

احتجاجات لبنان تنهي الجمود السياسي وتعيد إنتاج معارضة فعلية

عون وبري يطلبان من دياب «التروي» في اختيار الأسماء

الأحرار: لتأليف حكومة من قامات مشهود لهم بالاستقلالية والكفاءة

الحريري.. نصف توقيع على مرسوم ترقية الضباط

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

السيسي وبوتين يتوافقان على وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في ليبيا

إردوغان يقرر إرسال قوات إلى ليبيا ويطلب موافقة البرلمان وروسيا تعبر عن قلقها وإيطاليا تستنكر... ومصر تطالب أميركا بوضع حد للتدخلات

حملة اعتقالات في إيران تحاصر ذكرى قتلى الاحتجاجات

تركيا تستعد لنقل قوات بحرية ومتمردين سوريين إلى ليبيا ومسؤول ليبي أكد موافقة حكومة فايز السراج على هذا الانتشار

باريس تستدعي السفير الإيراني للتنديد باعتقال أستاذين جامعيين فرنسيين

الإفتاء» المصرية: «داعش» استلهم بذور «التطرف والتكفير» من «الإخوان»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

باسيل يفخّخ الحكومة قبل ولادتها.. وبرّي يكبحه/منير الربيع/المدن

الحبل السرّي بين الحريري وحزب الله سيُسقط دياب/منير الربيع/المدن

آخر نسخة حريرية/أحمد جابر/المدن

حزب الله والاوليغارشيات والتدمير المنهجي للدولة اللبنانية/شارل الياس شرتوني

رضوان السيد/آهات الحسرة بعد خراب البصرة…مقالة تحكي دور الحريري وباسيل في صفقات السمسرات والقفز فوق القوانين/رضوان السيد/الشرق الأوسط

ارتياح أميركي لانكشاف «حزب الله» بفقدان غطاء حلفائها عن الحكومة/رلي موفق/اللواء

الشرطة الروسية تسيطر على معابر حدودية بين لبنان وسوريا/طوني بولس/انديبندت عربية

عون وبري يطلبان من دياب «التروي» في اختيار الأسماء/خليل فليحان/النهار

استفاقة الحريري ضد باسيل وجعجع: وحدي فوق الشبهات/هيام القصيفي/الأخبار

هل هناك محاولات لـ السطو على رئاسة الحكومة/غسان ريفي

"حزب الله يُحرِّك اللعبة على خطين/طوني عيسى/الجمهورية

لبنان... هل تنجح مبادلة الفاخوري بحكومة اللون الواحد/وليد شقير/انديبندت عربية

عام 2019... سقطت المقدسات السياسية في لبنان/سوسن مهنا/انديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى القادة الأمنيين مهنئين بالاعياد: لمكافحة اي خلل امني ونأمل مع تشكيل الحكومة تخطي الازمة

رئيس الجمهورية عرض مع دياب مسار التأليف ومع وزير الدفاع موضوع الترقيات بو صعب: سأرسل مرسوم الترقية الى امانة مجلس الوزراء

الراعي استقبل بطريرك الارمن الكاثوليك والفرزلي وفد حزب الله: مع حكومة كفية واختصاصيين نظيفي الكف

الابيض سلم زاسبكين رسالة الى الرئيس الروسي: للمساعدة في معرفة مصير ابراهيم ويازجي والوقوف الى جانب الشعب اللبناني المستقل

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

إنجيل القدّيس لوقا12/من13حتى21/:”قَالَ وَاحِدٌ مِنَ الجَمْع لِيَسُوع: «يَا مُعَلِّم، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي المِيرَاث». فَقَالَ لهُ: «يا رَجُل، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا وَمُقَسِّمًا؟». ثُمَّ قَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا، وَتَحَفَّظُوا مِنْ كُلِّ طَمَع، لأَنَّهُ مَهْمَا كَثُرَ غِنَى الإِنْسَان، فَحَياتُهُ لَيْسَتْ مِنْ مُقْتَنَياتِهِ». وَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ. فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟ ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي! فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الأعياد وواجب المسامحة والمصالحة

بالصوت/تعليق الياس بجاني لليوم/احترام وتكريم الوالدين والقداسة/مع موجز الأخبار/27 كانون الأول/10

http://www.eliasbejjani.com/elias%20audio10/elias.love27.12.10.wma

تعودنا في جبالنا اللبنانية الأبية وفي كل مناطق ريفنا ساحلاً وجبلاً أن نحترم الوالدين وأن لا نترك مناسبات الأعياد والأحزان والأفراح دون أخذ رضاهما وفي نفس الوقت مصالحة كل من يخاصمنا عملاً بقول المعلم: "أحبوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم"، "احبوا اعدائكم وباركوا لاعنيكم"، وعملاً بالوصية التي تقول: أكرم أباك وأمك". المحبة التي هي الله لا تعرف الحقد ولا الكراهية ولا الخصام ولا الطمع والأنانية وهي التي يجب أن تسيرّ حياتنا بالأفقال والأقوال والفكر.

في أيام الأعياد من واجب الأبناء أن يكرموا الأباء والأمهات وأن يتصالحوا مع كل من يخاصمهم ويفتحوا صفحة جديدة من الأمل والتواضع والغفران.

احترام المسنين عمل مقدس ويقول مثلنا الجبلي: "يلي ما عندو يكبير بيبقي دائما صغير".

وفي سفر يشوع بن سيراخ/3/1-16/ اجمل ما جاء في الإنجيل حول واجب تكريم الوالدين: "يا بني اسمعوا لي أنا أبوكم واعملوا هكذا لكي تخلصوا فإن الرب أكرم الأب في أولاده وأثبت حق الأم على بنيها. من أكرم أباه فإنه يكفر خطاياه ومن عظم أمه فهو كمدخر الكنوز. من أكرم أباه سر بأولاده وفي يوم صلاته يستجاب له. من عظم أباه طالت أيامه ومن أطاع الرب أراح أمه. ويخدم والديه كأنهما سيدان له. في العمل والقول أكرم أباك لكي تنزل عليك البركة منه. فان بركة الأب توطد بيوت البنين ولعنة الأم تقلع أسسها. لا تفتخر بهوان أبيك فإن هوان أبيك ليس فخرا لك بل فخر الإنسان بكرامة أبيه ومذلة الأم عار للبنين. يا بنى، أعن أباك في شيخوخته ولا تحزنه في حياته. كن مسامحا وإن فقد رشده ولا تهنه وأنت في كل قوتك. فان الإحسان إلى الأب لا ينسى ويعوض به عن خطاياك. في يوم ضيقك تذكر وكالجليد في الصحو تذوب خطاياك. من خذل أباه كان كالمجدف ومن أغاظ أمه فلعنة الرب عليه".

 

الياس بجاني(الأرشيف)/في ذكرى اغتيال د. محمد شطح: التايوانيون من أصحاب شركات أحزاب 14 آذار يغتالون محمد شطح كل يوم 100 مرة

الياس بجاني/27 كانون الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/archives/50620/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d9%8a%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7/?fbclid=IwAR2pYw5UYOpK1CXob_BqoVWuPnf_VYqbcoqFDX-hk9KJIZVCOBr1nCyouFA

من فعلاً اغتال الشهيد محمد شطح وغيره من شهداء وطن الأرز والرسالة والقداسة ليس فقط من فجر بحقده وإرهابه وهمجيته وكفره أجسادهم الطاهرة..

ولكن من فعلاً وعملياً اغتالهم ويقتلهم كل يوم 100 مرة هم التايوانيون الفجار من أصحاب شركات أحزاب 14 آذار الذين باعوا القضية ومعها السيادة والحريات والاستقلال.

هؤلاء الجاحدين قفزوا فوق دماء الشهداء ..

هؤلاء المارقين نحروا ثورة الأرز وسكروا ورقصوا فرحين على دمها..

هؤلاء الخبثاء يسمون باطلاً الشر خيراً والخير شراً.

هؤلاء تجردوا من إنسانيتهم واستهانوا بكل التضحيات..

هؤلاء خدروا ضمائرهم والوجدان..

هؤلاء قتلوا في قلوبهم كل ما هو رجاء ومحبة.

هؤلاء التحقوا زاحفين وراكعين وبذل وقلة وفاء وجبن بقوافل الإسخريوتيين الخانعين والمستسلمين..

هؤلاء وبسبب قلة إيمانهم وخور الرجاء في دواخلهم الأنانية أوقعوا أنفسهم في أوحال تجارب إبليس وكل شياطينه.

هؤلاء اختاروا دسم الحقائب الوزارية والأبواب الواسعة على مبدأ الشهادة للحق.

هؤلاء فضلوا بجشع مقزز مواقع السلطة الفانية وثرواتها الترابية..

هؤلاء تخلوا بوقاحة عن كل قيم الكرامة والرجولة وعزة النفس والوفاء.

هؤلاء تعروا بفرح ووقاحة حتى من أوراق التوت..

هؤلاء شوهوا ثقافة المقاومة النبيلة وسمموا عقول أتباعهم وحولوهم إلى قطعان من الأغنام..

هؤلاء نصبوا أنفسهم آلهة وجروا الأتباع من قطعانهم على عبادتهم والتبخير لهم.

هؤلاء هم الذين أقولاً وأفعالاً وعهراً ومعهم كل من يماشيهم في طرواديتهم والملجمية اغتالوا محمد شطح ويغتالون كل يوم مليون مرة قوافل الشهداء..

هؤلاء من يتنازل عن الوطن وأهله ويسلمونهم مقابل ثلاثين من فضة إلى الغزاة والإرهابيين وجماعات البربرية والهمجية.

في ذكرى استشهاد محمد شطح نجدد التزامنا بلبنان الرسالة والسيادة والاستقلال والقضية والإنسان..

ومع الذكرى نطلب من الخالق جل جلاله الرحمة لنفوس كل الشهداء الأبرار.

وبصوت عال نرفض واقع الاحتلال الإيراني المفروض على وطننا الحبيب.. لبنان القداسة والرسالة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

باسيل هو مجرد أداة بيد حزب الله

الياس بجاني/26 كانون الأول/2019

كل من يهاجم باسيل ويصوره بصاحب القرار هو ذمي ومنافق ويخاف تسمية حزب الله الممسك بالحكم وبالحكام ومنهم باسيل الأداة. لبنان بلد محتل

 

حزب الله، الأداة الإيرانية الشياطية نجح في تدمير قطاع لبنان المصرفي

الياس بجاني/26 كانون الأول/2019

سرطان حزب الله يزداد تفشياً وبمنهجية يدمر كل الأسس الكيانية للبنان وها هو يسقط آخر الحصون الذي هو القطاع المصرفي. لبنان بلد محتل

 

الخلافات بين ربع الصفقة الخطيئة: بطيخ يكسر بعضه

الياس بجاني/25 كانون الأول/2019

إلإتهامات بين باسيل وعون وجعجع وفرنجية وباقي ربع الصفقة الخطيئة خلفيتها الحصص وبالتالي لا تعني السيادين والشرفاء. ينضربوا ببعضون

 

سيدنا الراعي والمواقف الغير شكل!!

الياس بجاني/25 كانون الأول/2019

سيدنا الراعي معود دائماً يكون موقفه وبحدة مع آخر شخص قابله واليوم متل من قبل..سيدنا مع دياب ومع الثورة..مش زابطا هيك

 

روحية الميلاد: محبة وتواضع ومصالحة وعطاء

الياس بجاني/25 كانون الأول/2019

إن لم تكن وبفرح قد تصالحت اليوم مع كل من تخاصمهم أو يخاصمونك فأنت لم تستقبل بعد ميلاد الرب المتجسد الذي هو محبة وعطاء وتواضع

 

ذكرى الميلاد المجيد وواجبات المؤمن

الياس بجاني/25 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81741/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%84%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d9%88%d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%a8/

تحمل ذكرى ميلاد السيد يسوع المسيح معاني وعبر ومفاهيم مقدسة كثيرة من أهمها المحبة والعطاء والفداء والتواضع والتسامح.

الذكرى هي نموذج للمحبة لأن الله وهو محبة، ومن قدر وعظمة محبته لنا، نحن البشر أولاده، تجسد من أجلنا وولد من رحم امرأة، ولبس جسدنا البشري، وعاش على الأرض كإنسان بطبيعته البشرية، وذلك من أجل أن يعتقنا من الخطيئة الأصلية، ويرفعنا بالعماد بالماء والروح القدس إلى درجة القداسة.

الذكرى هي درس في العطاء لأن الله المتجسد أعطانا ذاته وافتدانا وتحمل كل العذابات ليخلصنا ويؤكد لنا بالقول والفعل أنه أب عطوف ومحب ومعطاء.

الذكرى تجسد كل معاني الفداء لأن الله المتجسد افتدانا وارتضى بفرح أن يُعذب ويصلب ويهان من أجلنا.. ومن أجل خلاصنا.

الذكرى هي صورة مشرفة للتواضع حيث قبل الله المتجسد أن يولد في مزود وأن يعيش حياته على الأرض ببساطة وتواضع.

الذكرى هي عمل تسامح لأن الله تجسد وتحمل ما تحمل من أجل غفران خطيئتنا وخلاصنا وإعتاقنا من عبودية الخطيئة الأصلية.

تعلمنا الذكرى أنه من واجبات كل مؤمن أن يمارس إيمانه بالأقوال والأفعال وليس فقط بالاكتفاء بمظاهر طقوس الزينة والهدايا والاحتفالات.

الذكرى المقدسة توجب علينا أن نمارس بمحبة كل القيم الميلادية  والإنجيلية وأن نمد يدنا لكل من هو بحاجة ونحن قادرين على مساعدته لأن الله وهبنا النعم والوزنات “مجانا” وعلينا واجب مقدس أن نعطيها مجاناً.. (مجانا أعطيتم مجانا تعطون)

الذكرى تلزمنا إيمانياً أن نغفر لكل من أساء إلينا، وأن نعتذر لكل من أخطئنا بحقه مع تقديم الكفارات أي التكفير والتعويض عما اقترفتاه من ذنوب وأذى.

الذكرى تلزمنا بتنفيذ الوصايا العشرة وفي مقدمها “محبة الوالدين”..

الذكرى تتطلب منا العودة للاستماع لضميرنا والذي هو صوت الله بداخلنا.

الذكرى تلزمنا الاعتراف بفضل وجميل وعطاءات وتضحيات كل من يساعدنا، وأن لا نغرق في أوحال وغياهب الجحود ونقع في تجارب غرائزنا ونعبد ثروات الأرض الفانية من مال وسلطة وعزوة.

الذكرى توجب علينا الصلاة من أجل عودة أهلنا المبعدين قسراً واللاجئين في إسرائيل منذ العام ألفين.

الذكرى تتطلب منا الخشوع والصلاة من أجل معرفة مصير أهلنا المغيبين تعسفاً وظلماً في السجون السورية…وكذلك الصلاة والعمل من أجل تحرير وطننا الغالي لبنان، من اغلال الإحتلال.

كما لا يجب أن يغيب عن بالنا ولو للحظة كل ما قدمه الشهداء الأبرار الذين ارتضوا أن يكونوا قرابين من أجل وطننا وهويتنا ووجودنا وانساننا وكرامتنا.

أعاد الله العيد على وطننا الحبيب وعلى أهلنا وعلى العالم أجمع بالمحبة والطمأنينة والسلام.

كل عيد ميلاد والجميع بخير

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الميلاد وصراع الخير والشر

الياس بجاني/24 كانون الأول/2019

في داخل كل منا ملاك وشيطان. مع ميلاد الرب يسوع دعونا نلجم الشيطان ونخرسه ونترك للملاك الحرية ليقودنا إلى طرق المحبة والتسامح

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

هكذا يحاول حزب الله تجنيد الشبان جنوب سوريا

 دبي - العربية.نت/الجمعة 27 كانون الأول 2019

على الرغم من كل المظاهرات المناوئة له في تلك المنطقة، يسعى حزب الله اللبناني إلى ترسيخ نفوذه جنوب سوريا، لاسيما في محافظة القنيطرة على مقربة من الحدود مع الجولان السوري المحتل عبر العمل على استقطاب الرجال والشبان وتجنيدهم في صفوفه مقابل مبالغ مالية واللعب على الوتر الديني والمذهبي، وذلك بحسب ما أفادت به مصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان. موضوع يهمك?أثناء قيامها بأداء عملها الاعتيادي بتغطية أحداث الحراك في العاصمة بيروت، قام عناصر من مناصري ميليشيا حزب الله بالاعتداء...شاهد.. مناصرو حزب الله يعتدون على مراسلة قناة "الحدث" شاهد.. مناصرو حزب الله يعتدون على مراسلة قناة "الحدث" سوشيال ميديا في التفاصيل، تتركز عمليات "التشيُّع" في مدينة البعث وبلدة خان أرنبة، فيما يلجأ الشبان والرجال إلى الانضمام للميليشيات الموالية لحزب الله هرباً من ملاحقة أجهزة النظام الأمنية بشأن الخدمة الإلزامية والاحتياطية، ونظراً لتردي الأحوال المعيشية مع انعدام فرص العمل.

والقنيطرة أيضاً في السياق ذاته، تواصل قوات حزب الله اللبناني مساعيها الهادفة إلى إخضاع محافظة القنيطرة لسيطرتها الكاملة عبر رؤوس أموال متنفذين في المنطقة، إضافة للسيطرة على المنشآت والدوائر الرسمية عبر أصحاب نفوذ موالين لها بالمنطقة، بالإضافة لعمليات التجنيد المتواصلة للشبان والرجال هناك. وينتشر عناصر حزب الله في عموم محافظة القنيطرة ويتخذون من مدينة البعث وبلدة خان أرنبة مراكز رئيسية لهم. يشار إلى أن مظاهرات مناوئة لـ"النظام السوري" و"الميليشيات الإيرانية" ما زالت تخرج منذ فترة في محافظة درعا جنوب سوريا، للمطالبة بـ"إسقاط النظام السوري وخروج الميليشيات الإيرانية من محافظة درعا وإطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام. إلى ذلك، رصدت عبارات خطها مجهولون على بعض الجدران في بلدة الشجرة بريف درعا الغربي، كتب فيها: "المعتقلون أولاً، يسقط حزب الله اللبناني وإيران، مقبرة حزب الله اللبناني في حوران، لن نتخلى عن مبادئ الثورة السورية".

 

أرقامٌ مخيفةٌ يكشفها جواد عدرا

موقع ليبانون ديبايت/27 كانون الأول 2019

أعلن رئيس "الدولية للمعلومات" جواد عدرا في تغريدةٍ على حسابه عبر "تويتر"، أنّ "الرواتب والأجور وصلت إلى 5.2 مليار$ والإيرادات إلى 8.49 مليار$ حتى أيلول 2019".

وتابع:"أي أنّ الرواتب استحوذت على 61.2% من الإيرادات وبلغت فائدة الدين 3.789 مليار$ أو 44.6% من الإيرادات، بندان إستحوذا على 106% من الإيرادات. هذا من دون كلفة الكهرباء وغيرها، لنتخيّل الكلفة اليوم".

 

هذا ما بحثه الرئيسان عون ودياب

 ليبانون فايلز/الجمعة 27 كانون الأول 2019

علم موقع "ليبانون فايلز" ان الرئيسين ميشال عون وحسان دياب تباحثا مطولاً في توزيع الحقائب الوزارية والوزارات التي سيصار الى دمجها او الغائها، وفي اسماء بعض الوزراء الممكن توزيرهم، وتوقعت ولادة للحكومة خلال الايام القليلة المقبلة ويرجح أن تكون بعد عيد رأس السنة.

 

الخارجية الفرنسية: لحكومة فعالة في لبنان تتخذ القرارات اللازمة لتلبية مطالب الشعب

 ليبانون فايلز/الجمعة 27 كانون الأول 2019

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية انه "منذ 19 من كانون الاول الحالي سلطت مجموعة الدعم الدولية، التي اجتمعت في باريس الضوء على ضرورة تشكيل حكومة جديدة لتنفيذ كل الاجراءات والإصلاحات في لبنان، وخاصة التي تعنى بالشأن الاقتصادي، وبالطبع عبر تطبيق هذه الخطوات يمكن تحقيق مطالب اللبنانيين الذين عبروا عنها منذ 17 تشرين الاول الماضي". وذكرت أن "مجموعة الدعم الدولي مستعدة لمساندة لبنان ومرافقته على هذا الطريق"، مشيرةً الى انه "ليس لها ان تقرر تكوين الحكومة اللبنانية المستقبلية، وانما الامر متروك الى اللبنانيين"، متمنيةً "تشكيل حكومة فعالة تساعد على اتخاذ القرارات بسرعة كبيرة، وتلبي هذه القرارات مطالب الشعب اللبناني".

 

"بلومبيرغ" تحذّر: لبنان في دائرة الخطر في 2020... و9 آذار يوم حاسم!

المركزية/الجمعة 27 كانون الأول 2019

نشرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية تقريراً رصدت فيه المخاطر التي ينبغي للمستثمرين الالتفات إليها في الشرق الأوسط في العام 2020، محذرةً من أنّ لبنان ليس بمنأى من تداعياتها. ونبّهت الوكالة من قدرة تعثّر لبنان عن سداد ديونه على زعزعة استقرار المنطقة، مشيرةً إلى أنّ الأنظار تتجه إلى 9 آذار المقبل، حين يُفترض سداد سندات خزينة بقيمة 1.3 مليار دولار؛ علماً أنّ لبنان الذي لم يتخلّف مرة عن الوفاء بالتزاماته خلال الحرب والصراعات السياسية، سدّد الشهر الفائت استحقاق سندات يوروبوند بقيمة 1.5 مليار دولار. وأوضحت أنّ المسألة تتعلق اليوم بأي مدى يمكن للبنان الاستفادة من احتياطات العملة الأجنبية، تزامناً مع عمله على احتواء أسوأ أزمة عملة منذ ربط الليرة بالدولار قبل عقديْن من الزمن. وفي السياق، علّق مدير الأموال في شركة "Eaton Vance"، التي تتخذ بوسطن مقراً لها، مايكل سيرامي قائلاً "مع تقلّص الاحتياطي، يصبح احتمال مواجهة المستثمرين بعض أشكال التخلف عن السداد، مثل "قص الشعر" (اقتطاع نسبة من الودائع) أو تمديد فترة استحقاق السندات أكثر ترجيحاً". وفي سياق متصل، تناولت الوكالة تراجع أسعار برميل "برنت" بنحو 20% بعدما بلغ أعلى مستوياته في تشرين الأول من العام 2018، الذي فاقم العجز المالي في بعض دول المنطقة، منبهةً من أنّ أي انخفاض إضافي للأسعار سيفاقم الأزمة، وذلك على حدّ ما نقلت عن وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني. في المقابل، نقلت "بلومبيرغ" عن "وكالة الطاقة الدولية" قولها في كانون الأول الجاري إنّ أسواق النفط العالمية ما زالت تواجه فائضاً في العام 2020، وإن اعتمدت دول "أوبك" (منظمة الدول المصدرة للنفط) وشركاؤها خفض الإنتاج المعلن عنه مؤخراً بالكامل، حيث تواصل الإمدادات من خارج المجموعة، بقيادة النفط الصخري الأميركي، نموها بوتيرة أسرع من الطلب العالمي. وفي تحليلها، حذّرت الوكالة من أن هذا الواقع سيزيد الضغط على الإقراض، ناقلةً عن رئيس إدارة الأصول ذات الدخل الثابت في شركة "أرقام كابيتال" في دبي عبدالقادر حسين، حديثه عن احتمال قيادة السعودية وسلطنة عمان والبحرين ومصر مبيعات السندات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتطرّقت الوكالة إلى ارتفاع معدلات البطالة لدى الشباب وسوء الحوكمة وغيرهما من المشاكل المتجذرة التي ساهمت في موجة "الربيع العربي" عام 2011، مبينةً أنّ هذه المشاكل ما زالت تهدد الاستقرار السياسي في عدد من بلدان المنطقة. ونقلت عن المدير في وكالة "فيتش" كريسجانيس كروستينس، تحذيره من أنّه في مواجهة هذه العقبات، ستكافح الحكومات العراقية واللبنانية والمصرية والجزائرية والإيرانية والسودانية لإجراء إصلاحات اقتصادية عبر برامج "قد لا تكون شعبية".

وأوضح كروستينس أن "الإصلاحات الرامية إلى إرساء استقرار على مستوى المالية العامة والخارجية في الدول المستوردة للنفط وبعض الدول المصدّرة تهدد بردة فعل اجتماعية وسياسية أوسع".

 

صحافية تتهم “ثائراً مندسّاً” بالتنسيق مع “شباب الخندق”

 النهار/27 كانون الأول 2019

منذ اليوم الأول، يحمل الثوار هاجس تنظيف صفوفهم من المتسلقين. متسلقون لديهم إمكانيات لا يملكها الثائرون من مال وإعلام ونفوذ. كثيرٌ هم من ركبوا أمواج الإنتفاضة لغاية في نفس يعقوب، لمنصب في السلطة أو لمقعد مرتقب في البرلمان. ليس لانعدام الثقة بين شرائح المعتصمين، بل هو الحرص الدائم على ثورة نظيفة في مطالبها ورموزها. لا شك في أن الثورة التي لم تنتج قيادة موحدة أنتجت رموزاً تصدرت الإعلام المحلي والعربي. ومتى تحول الناشط إلى وجه معتمد لدى الإعلام بات محط أنظار المواطنين في الساحات وفي منصات التواصل الاجتماعي. هذا ما دفع الصحافية والناشطة السياسية زينة منصور إلى كتابة تعليق في فايسبوك بعدما تقاطعت لديها المعلومات تجاه “بطل الإعلام” كما وصفته.وفي اتصال مع صيحات، أشارت زينة إلى أن احد الناشطين البارزين كان على علم مسبق بالهجمات التي قام بها شبان من محلة خندق الغميق تجاه ساحة الاعتصام وسط بيروت.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 27 كانون الأول 2019

وطنية/الجمعة 27 كانون الأول 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تسريع لوتيرة التأليف الحكومي أوحت به مشاورات المعنيين ولقاءات الرئيس المكلف، وهو ما أشار إليه رئيس الجمهورية خلال لقائه القادة الأمنيين. ورغم ذلك، الأسماء ما زالت قيد التداول بين الأفرقاء قبل أن ترشح معلومات عن صيغتها النهائية.

وهذا المساء، وقع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري جميع مراسيم ترقية الضباط التي أعدتها قيادة الجيش، كما وردت إليه. بعد شرح كان قد تقدم به وزير الدفاع الياس بو صعب عن موجبات عدم توقيع مرسوم ترقية العمداء لاختلال بالتوازن الطائفي، متحدثا عن حلول تم صوغها، متمنيا الوصول إلى الدولة المدنية وتجاوز طائفية الوظيفة في المواقع كافة.

وعلى وقع الأعياد المصحوبة بغصة الأزمة المالية التي يرزح تحتها المواطنون مع السقف المفروض لسحوبات المودعين، يدرس حاكم مصرف لبنان خطوات جديدة، في إطار هندسته المالية للنقد الوطني والعملة الأجنبية على ضوء ما تم التوافق عليه في الاجتماع الاستثنائي للجنة المال في ساحة النجمة بحضوره، بما يطلق تحقيقا بشأن تحويلات المصارف الى الخارج التي تركت تأثيرا على الاستقرار النقدي.

وسط ذلك، دعت الخارجية الفرنسية إلى حكومة فعالة تتخذ بسرعة القرارات اللازمة لتلبية مطالب الشعب اللبناني، وقالت: ليس لنا أن نقرر تكوين الحكومة اللبنانية المستقبلية، فالأمر متروك للبنانيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم. تي. في"

عشت مستقلا وسأبقى مستقلا، هكذا غرد رئيس الحكومة المكلف. في المقابل، أعلن رئيس وفد "حزب الله" إلى بكركي أن لا وجود في لبنان لمستقل بالمعنى الكامل للكلمة.

التناقض بين دياب و"حزب الله"، بل ومع الثنائي الشيعي ككل، لا يقتصر على هذا الموضوع فقط، إذ ثمة مواضيع خلافية أخرى، فدياب يريد حكومة مصغرة لا تتعدى الثمانية عشر وزيرا، فيما يرغب الثنائي الشيعي في توسيعها.

كذلك، يريد دياب اقتصار الوزارة على اختصاصيين مستقلين، في حين يريد الثنائي أن تضم سياسيين. كما أنه لا يؤمن بوجود مستقلين أصلا. فكيف سيواجه دياب التناقضات القائمة بينه وبين الثنائي الشيعي؟ وهل يستطيع الرئيس عون أن يغلب موقف دياب على موقف "حزب الله" و"أمل"؟

توازيا، دياب لا يزال يواجه الفيتو السني المرفوع ضده، سواء من "تيار المستقبل" أو من عدد لا يستهان به من المراجع السياسية والروحية للطائفة، وحتى الآن لا شيء يدل على أن الفيتو المذكور سيسقط أو سيضعف. وكل المعلومات تتقاطع عند التأكيد أن التحركات ذات الطابع السني ضد دياب ستقوى بعد فترة الاعياد. كما أن الفيتو السني قد يضاف إليه فيتو من الانتفاضة الشعبية، في حال لم يتمكن دياب من تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين.

كل هذا يجري، فيما معاناة الناس تكبر، والمعالجات المالية والاقتصادية والاجتماعية شبه معدومة. أما الانتفاضة الشعبية ففي مرحلة انتظار ستنتهي حكما مع انتهاء الاعياد ومع تبلور التشكيلة الحكومية التي يطرحها دياب.

فهل نحن ذاهبون الى مواجهة شرسة بين السلطة والناس مع بدايات ال2020، خصوصا أن ولادة الحكومة ستكون على الأرجح بعد رأس السنة، كما قال مصدر مقرب من الرئيس عون الى وكالة "الأناضول"؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن.بي.أن"

رياح العاصفة تنحسر، واتصالات التشكيل تتقدم، فهل تنقشع الرؤية الحكومية قبل نهاية العام؟ الرئيس المكلف حسان دياب قصد بعبدا مجددا اليوم، حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال عون وأطلعه على آخر المستجدات المتعلقة بعملية التأليف. لقاء الساعتين استعان دياب بعده على قضاء حوائجه الحكومية بالكتمان، إلا أن ما رشح من معلومات للNBN يشير إلى أن البحث وصل إلى التفاصيل، من الحقائب إلى العقد المتبقية مرورا بالأسماء.

وبانتظار مرسوم التأليف، تقدم مرسوم من نوع عسكري إلى الواجهة، إثر الإشكالية بين الرئيس سعد الحريري ووزير الدفاع الياس بو صعب على ترقية ضباط إلى رتبة عميد، بعد رفض الحريري توقيع المرسوم، ومبادرة بو صعب إلى إرسال المرسوم كما هو إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء لحفظ حقوق الضباط.

الحريري أعلن لاحقا عن توقيع جميع مراسيم الترقية التي أعدتها قيادة الجيش، كما وردت إليه، وهي من رتبة عقيد وما دون.

بعدما تم التداول به من معلومات حول نية "تيار المستقبل" النزول إلى الشارع بعد الإعياد للتصعيد، نفى مصدر قيادي في التيار لموقع "المستقبل ويب" وجود قرار بهذا الشأن، مؤكدا أن حملة الترويج هذه تصب في إطار التحريض على الفتنة وجر البلاد إلى الفوضى، وبالتالي هي تستدعي تحرك القضاء لملاحقة المحرضين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

سباق مع الوقت يعيشه الوطن الذي يصارع الأزمات، محاولات لضبط ما أمكن من المالية المتهالكة مع طرائق لاستعادة الأموال الهاربة أو المهربة، وأخرى لإنجاز التشكيلة الحكومية بسرعة لا تسرع، وبما يتناسب مع حاجة المرحلة وضروراتها.

زيارة صامتة قام بها الرئيس المكلف لقصر بعبدا التقى خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على مدى ساعتين.

مدة اللقاء تؤكد فعالية النقاش وجديته، بحسب مصادر متابعة كشفت أن البحث كان في عدد الوزراء وأسمائهم، حيث بات لدى الرئيس المكلف مجموعة من الأسماء.

وفيما لم يحسم أي شيء بعد، فقد أشارت المصادر الى أن الرئيس المكلف طلب مواعيد من الحزب التقدمي الاشتراكي، و"تيار المستقبل"، و"التيار الوطني الحر".

في الإقليم، موعد ضربته مناورات استثنائية روسية - صينة - إيرانية في مياه المحيط الهندي وخليج عمان، عمت رسائلها دولا قريبة وبعيدة. مناورات اعتبرتها الدول المشاركة طبيعية، وتحت سقف القانون والممارسات الدولية، واعتبرها محللون أنها فوق كل الاستعراضات، وذات رسالة استراتيجية تؤكد ما آلت اليه العلاقة بين الدول الثلاث، يضاف اليها دلالات المكان. وهو ما أشارت اليه صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية (GLOBAL TIMES)المقربة من الحزب الحاكم، معتبرة أن المناورات البحرية المشتركة بين ايران والصين وروسيا في المياه الخليجية، رسالة مباشرة إلى أميركا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل.بي.سي"

التأليف في عنق الزجاجة... الرئيس المكلف زار قصر بعبدا، واجتمع مع رئيس الجمهورية على مدى ساعتين. وبالتأكيد، كانت هناك جوجلة للاسماء في ما يعني إصرارا من الرئيس المكلف على الاستعجال.

فهل تكون الحكومة "عيدية" ما بعد رأس السنة؟ من السابق لأوانه المغامرة بتقديم جواب، خصوصا أن "بيت الوسط" ما زال في مرحلة عدم قبول الرئيس المكلف، وأن الرهان هو على اعتذاره عن عدم تمكنه من إكمال مهمة التأليف... أما عدا ذلك من أجواء فلا يعدو كونه عدم الوقوف وجها لوجه مع الرئيس المكلف الذي يمتلك عناصر قوة وعناصر ضعف.

من عناصر القوة أنه يحوز غطاء رئيس الجمهورية و"تكتل لبنان القوي" والثنائي الشيعي... ومن عناصر الضعف هزالة تأييد الشارع السني له، فكيف سيتصرف حيال هذه المفارقة؟

يعتمد الرئيس المكلف سلاح الصمت، حتى أنه يتحاشى الرد على ما يكتب عنه، ربما يعتقد أن العبرة في التسريع في التشكيل، وليس في تأجيج الإشكالات... التصعيد السني في وجه الرئيس المكلف، ربما شكل حافزا لتسهيل شيعي وعدم عرقلة من جانب "التيار الوطني الحر"... فهل ينجح الرئيس المكلف في تجاوز رقعة الشطرنج؟

في سياق آخر، يظهر أكثر فأكثر التباعد بين رئيس الحكومة والوزير باسيل من خلال شبه القطيعة بين الرئيس الحريري ووزير الدفاع، وهذا ما يمكن تلمسه في إشكالية مرسوم ترقية الضباط والذي سنفصله في سياق النشرة.

أما الملف الأكثر تسببا لوجع الرأس فهو الذي يتمثل في الأوضاع المالية والنقدية، والتعويل على وضع توصيات اجتماع لجنة المال والموازنة أمس موضع التنفيذ، خصوصا أن الإجتماع ضم جميع المعنيين بالقطاع المالي والمصرفي والنقدي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو.تي.في"

لبنان ما بين العيدين: عين على الحكومة، وعين على الوضعين الاقتصادي والمالي.

حكوميا، الجو الإيجابي سيد الموقف، بغض النظر عن الكم المعتاد من الأخبار المغلوطة التي ترمى في سوق التداول السياسي والإعلامي، لا سيما عبر مواقع التواصل، سواء من باب جس النبض، أو من باب ادعاء المعرفة، أو حتى ربما من باب التسلية.

واليوم، لفت كلام وفد "حزب الله" الذي زار بكركي معايدا، حيث تحدث عن تأليف سريع، ولكن ليس متسرعا، مؤكدا أن الحكومة لن تكون من لون سياسي واحد.

وعن موقف الرئيس سعد الحريري، شدد "حزب الله" على أنه تمسك بأن يكون رئيسا الوزراء، وعمل جاهدا لذلك، لكن الحريري اعتذر وانسحب وأصر على ذلك، رغم اصرار "حزب الله" على بقائه.

أما على المستوى الاقتصادي والمالي، فيأمل اللبنانيون في أن ينعكس تشكيل حكومة جديدة، تحسنا متدرجا في الأوضاع، وهو ما عبر عنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي التقى للمرة الثانية في أقل من أسبوع، وعلى مدى ساعتين اليوم، رئيس الحكومة المكلف حسان دياب، في وقت طمأن رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزيف طربيه من بكركي إلى أن ودائع المواطنين وغيرهم في أمان، والقطاع المصرفي اتخذ اجراءات تتيح حماية هذه الودائع، والدولة تضع تشريعات لرفع قيمة ضمان معظم الودائع في لبنان، فلا خوف على المودعين ولا على ودائعهم، كما قال.

وأشار إلى أن مصرف لبنان قادر على الحفاظ على سعر صرف الليرة إذا ما التزمت الدولة موازنة شفافة، صادقة ومتوازنة تضمن عصرا جديا للنفقات يتيح ايجاد التوازن بين الواردات والنفقات.

واليوم، ومن باب مرسوم الترقيات تحديدا، برزت إشكالية جديدة على علاقة بالتلكؤ عن ممارسة الحد الأدنى من تصريف الأعمال، فوزير الدفاع الياس بو صعب لم يتمكن من الاجتماع مع رئيس حكومة تصريف الاعمال لمجرد البحث في الاشكالية المطروحة بالنسبة إلى ترقيات العقداء الى عمداء، ليبقى الخيار الوحيد المتاح هو ارسال المرسوم كما هو، والجدول كما هو، الى الامانة العامة لمجلس الوزراء لحفظ حقوق هؤلاء الضباط.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

خضعت التشكيلة الحكومية لفحوص عينية اليوم في بعبدا التي زارها الرئيس المكلف حسان دياب. وطبقا للمصادر المطلعة الموزعة، فإن التوليفة تبلغ سن الرشد... 18 وزيرا من أهل الاختصاص وإلغاء وزارات، لكن إسقاط الأسماء على الحقائب لا يزال في طور البحث، والأبحاث العلمية لدياب لا تعني انقطاعها عن ممثلي الأحزاب والتيارات، إذ أنه يواصل اجتماعاته بعدد من المكونات، وآخرها مع نواب "اللقاء التشاروي" الذين زاروه في منزله، وخرجوا بانطباع إيجابي.

وقالت مصادر الرئيس المكلف ل"الجديد": إن دياب لا يزال يعمل بصمت، ووفق معايير حكومة الاختصاصيين، ويجري التواصل مع القوى السياسية المتمسكة بتمثيل سياسي للوصول إلى اتفاق يلاقي تصور الرئيس في شكل الحكومة. أما بالنسبة إلى التواصل مع رئيس الجمهورية فهو مستمر، وبات محسوما أن لا ولادة للحكومة قبل رأس السنة...

وعن الأسماء المتداولة، قالت المصادر عينها: إن هناك أسماء جرى اقتراحها فعلا، وسربت قبل تبنيها من الرئيس المكلف.

وعلى ضفاف التأليف، عادت أزمة توقيع مرسوم عام أربعة وتسعين، حيث غابت تواقيع رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير المال لتعذر وجودهما في مكان العمل، وهي الذريعة التي يتخذها الطرفان للتهرب من توقيع مرسوم سبق أن شهد خلافا سياسيا وعسكريا وطائفيا.

وإذا كان من المتعذر وجود الحريري وإن لصقا، فإن وجوده السياسي معرض بدوره للانقراض بعد عمليات العزل التي واجهته تارة لا إراديا، وطورا بملء إرادته. ومع نفي قيادي في "المستقبل" أنباء الاستعداد للتحرك في الشارع، تظهر أولى علامات التحرك المنظم على شكل عفوي، وهي مرحلة تمهيد ليقول المستقبل غدا: "ما آني "، ولست مسؤولا عن تحركات شعبية خرجت غيرة على الصلاحيات والطائفة. ويفصل الحريري بذلك بين "المستقبل" والحريرية السياسية. لكن هل يوافق المنتسبون إلى "تيار المستقبل" على هذا الخط بعد كل ما سمعوه من خطر الشارع؟ وهل استمعوا الى تحذير الرئيس نبيه بري من اللعب بالنار؟ هل بحريرية سياسية تأخذ الشارع رهينة؟ وهل بإمكان شارع أن يفك عزلة الحريري؟

والعزلة هنا تتمدد... من "القوات" التي خذلته، الى بري الذي خذله الحريري مرات ثلاث، الى وليد جنبلاط الساكن في منطقة معارضة، إلى "حزب الله" الذي دلل الحريري "لآخر نفس"، فضلا عن عزلته الأساسية عن "التيار الوطني" بفخامته وجبرانه.

وخيار النأي بالنفس عن زعيم "تيار المستقبل" جاء فرنسيا أيضا وسطرته الخارجية الفرنسية ببيان "أخذ المسافات "، وقالت: "إن ليس لفرنسا أن تقرر تكوين الحكومة اللبنانية المستقبلية، وإنما الأمر متروك للبنانيين"، متمنية "تأليف حكومة فعالة تساعد على اتخاذ القرارات بسرعة كبيرة، وأن تلبي هذه القرارات مطالب الشعب اللبناني".

فماذا بقي من الرواية الغربية؟ باريس الحاضنة قررت ألا تنام على حرير.. أميركا سبقتها إلى ترسيم الحدود السياسية مع الحكومة المقبلة وإعلانها انتظار نتائج التأليف، فماذا عن أموال "سيدر" بعد المسافة الفرنسية ؟ وهل تفرج عنها فرنسا والدول الخليجة بمعزل عن اسم سعد الحريري؟

لعل العبارة التي أعاد ترميمها الشهيد رفيق الحريري على اعتاب السرايا تبدو اليوم في أوج تألقها "ولو دامت اليك لما آلت لغيرك".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الفرد رياشي: لا تسويات "ولا بلّوط" والوضع إلى مزيد من الانهيار...

أخبار لبنان/27 كانون الأول 2019

أعلن الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي، انه لا تسويات ولا بلوط وان الوضع اتٍ على المزيد من الانهيار، حيث وبالرغم من التحذيرات من توجه الامور نحو الهاوية، وصولاً للمبادرات بغية تمهيد الامور نحو طريق الحل والتي يتم عرقلتها من قبل جهة إقليمية معينّة... نعيد ونكرر، بأنه وللاسف لا يوجد اي تسويات سياسية تلوح في الأفق، وان كل ما يحكى وحكي عن التوصل لحل لا يتعدى عن كونه حقن مورفين متأثرة ببعض اللقاءات الودية لا أكثر ولا اقل... وبناء عليه، ندعو فوراً الافرقاء جميعاً اولهم حزب الله، ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والرئيس المكلّف الصديق الدكتور حسان دياب، الى التحلي بروح المسؤولية منعاً لتفاقم وتدهور الوضع نحو النفق المظلم. الا اذا تم التجاوب مع "المبادرة الانقاذية" التي طرحت على الجهات الفاعلة في البلاد...

 

المعلوماتية تستدعي الناشط ربيع الأمين.. والسبب مروان خير الدين!

جنوبية/27 كانون الأول 2019

بعد تغريدة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي يرفع فيها الصوت على الاجراءات والقيود المصرفية الجائرة على اموال الموديعين، استدعى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، الناشط ربيع الأمين إلى التحقيق، الإثنين المقبل، بدعوى مقدّمة ضدّه من بنك “الموارد” لصاحبه مروان خير الدين، حسبما أعلن الأمين في منشور فايسبوكي وذلك بعدما نشر بوست يهاجم فيه خير الدين اثر تغريدة الأخير الذي يدعو فيها الى تحويل الودائع بالدولار إلى الليرة اللبنانية ما يعني خسارة الموديعين لنصف قيمة مدخراتهم علما ان سعر صرف الليرة في السوق الموازي تخطى عتبة الـ 2000 ليرة. وقد اثار استدعاء الأمين سخطا كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وبادر زملائه للتعليق مستهجنين بالتأكيد على ان الأمين قال الحقيقة. وقال الأمين “طبعاً لن أكون وحيداً في هذا المكتب إن قررت الامتثال والذهاب، وطبعاً لن تثنينا تهديدات المصارف عن رفع صوتنا ضدها وعن مطالبتها بإعادة الأموال العائدة للمودعين والتي تحبسها عنهم وتمنعها عنهم. وطبعاً لن نقبل أن يعمل مروان خير الدين القاتل للحيوانات البرية والمفتخر بفعلته بأن يروّج لمشروع تحويل الودائع بالدولار إلى الليرة اللبنانية”. وأضاف: “لن نسكت وفي كل دعوى ترفعها هذه المصارف علينا سنرفع وتيرة المواجهة وسننال منها ومن سياساتها بقوة القانون وبقوة الاصرار والموقف..”.

وأضاف الأمين في منشور آخر قائلاً: “المصارف التي تحجز على أموالنا، المصارف التي تهددنا بالدرك المدجج بالسلاح إن رفع أي منا صوته بوجهها مطالباً بماله، المصارف التي تهدد بإقفال حسابات من يعترض مطالباً بماله.. اليوم مصرف فالت من عقاله يحاول اصطيادنا عبر القضاء … بنك الموارد لصاحبه صياد الحيوانات المهددة بالانقراض مروان خير الدين يرفع أول دعوى لقمع الصوت المعترض .. بنك الموارد يعلن حربه على حق التعبير وحرية التعبير بعد أن أعلن حربه على مودعيه!”.

 

دياب يواجه مشكلة اختيار الوزراء السنة في حكومته

محمد شقير/الشرق الأوسط/27 كانون الأول/2019

مصدر مقرب من رؤساء الحكومة السابقين: الإعداد لإطاحة الحريري بدأ منذ استقالته

ما إن كُلّف نائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة حتى بدأ يواجه مجموعة من العقد، أبرزها البحث عن أسماء الوزراء من الطائفة السنّية المرشحين لدخول الحكومة، في ضوء توالي الاعتذارات من قبل معظم من تواصل معهم حتى الآن، وفي مقدّمهم المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص والمهندس حسان قباني وعدد من الشخصيات السنّية العاملة في الحقلين العام والخاص.

لكن دياب يواصل مساعيه بحثاً عن أسماء لا تستفز أو تتحدى تيار «المستقبل» بزعامة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، أو الحراك الشعبي الذي يُفترض بالحكومة الجديدة أن تلبي طموحاته في استجابتها لمطالبه، آخذة بنصيحة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل للذين التقاهم في زيارته الأخيرة لبيروت من دون أن يتدخّل في الشأن الحكومي تكليفاً وتوزيراً.

ومع أن دياب كان يتطلع إلى إسناد وزارة الاتصالات للمهندس قباني والداخلية للواء بصبوص فإنه يدرس اختيار العميد المتقاعد في الجيش اللبناني لبيب بوعرم للداخلية، إضافة إلى أنه على وشك الانتهاء من إعداد لائحة شبه نهائية بأسماء الوزراء السنة يتوقف عددهم على التركيبة الوزارية العتيدة التي ستتراوح بين 18 وزيراً و24 وزيراً. إلا أن إعداد دياب لهذه اللائحة لا يعني أن المواجهة السياسية ستكون محصورة بينه وبين الشارع السنّي بمقدار ما أنها ستتجاوزه إلى مواجهة من العيار الثقيل بين الأخير ورئيس الجمهورية ميشال عون ومن خلاله رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل.

وفي هذا السياق، عزا مصدر مقرّب من رؤساء الحكومة السابقين تصاعد مثل هذه المواجهة مع عون إلى أنه «تولى شخصياً رعاية الانقلاب الذي حال دون عودة الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن عون «كان وراء رفض المواصفات التي وضعها الحريري لتشكيل حكومة إنقاذ من اختصاصيين لمرحلة انتقالية لمدة ستة أشهر». ولفت المصدر نفسه إلى أن رئيس الجمهورية «اشترط أن تتشكّل الحكومة من تكنوقراط وسياسيين بذريعة أن التركيبة التي يقترحها الرئيس الحريري تفتقر إلى قاعدة سياسية تمثيلية في البرلمان تتولى الدفاع عنها وهذا ما قاله بوضوح في مقابلته المتلفزة مع الزميلين سامي كليب ونقولا ناصيف». وقيل في حينه إن عون، كما يقول المصدر نفسه، يريد مراعاة «الثنائي الشيعي» والتناغم معه في مطالبته بأن تكون الحكومة الجديدة مختلطة تتشكل من سياسيين وتكنوقراط، لكنه سرعان ما بدّل موقفه مع تكليف دياب بتأليف الحكومة مؤيداً إياه في إصراره على أن تتشكّل من اختصاصيين ومستقلين. وسأل المصدر عن «الأسباب التي أملت على عون موافقته على المواصفات التي وضعها الحريري، لكنه بادر إلى تجييرها لمصلحته فور إعلان زعيم المستقبل عزوفه عن الترشّح لرئاسة الحكومة». وقال إن «مثل هذا التصرّف يدعونا للتأكيد على أن رئيس الجمهورية سرعان ما انقلب على التسوية التي أبرمها مع الحريري رغم أنها أخذت تتهاوى وتكاد تكون من الماضي».

ورأى أن «الإعداد لإطاحة الحريري تمهيداً لشن حملة منظمة تستهدف الحريرية السياسية لم يبدأ مع اعتذاره عن الترشُّح لرئاسة الحكومة وإنما بوشر في التخطيط له منذ استقالة الحكومة». وقال إن باسيل حاول تسويق النائب فؤاد مخزومي لتولي رئاسة الوزراء، لكنه اصطدم كما تردّد برفض من «حزب الله».

وأكد أن رفض «حزب الله» أعطى الضوء الأخضر للبحث عن مرشح بديل كان من نصيب دياب الذي عمل على تسويقه المدير العام السابق لصندوق المهجّرين شادي مسعد الذي كان رشّحه «التيار الوطني» للمقعد النيابي الأرثوذكسي عن (مرجعيون - حاصبيا) ولم يحالفه الحظ. وقال إن «مسعد أسرّ باسم دياب لعدد من الأصدقاء منذ أسابيع عدة على هامش الاحتفال الذي أقامته السفارة العُمانية في بيروت بمناسبة العيد الوطني».

ورأى أن «تسويق مسعد لاسم دياب تناغم مع ما تناقلته مصادر وزارية ونيابية عن لسان مقربين من باسيل وهم في الوقت نفسه على تقاطع مع الأجواء التي كانت سائدة لدى فريق محسوب على الرئاسة الأولى وخلاصته أن لا حكومة برئاسة الحريري».

وكشف المصدر أن مسعد الذي «يُنظر إليه على أنه العرّاب الذي تولى تسويق دياب والترويج له»، هو من «اصطحبه للقاء باسيل ومن ثم الرئيس عون». وقال إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري «فوجئ بترشيحه، ولا صحة لما نُقل عنه بأنه سأل الحريري بعد أن وضعه في الأسباب التي دفعته إلى الاعتذار عن رأيه في ترشيح دياب». وشدد المصدر على أن «الموقف ليس موجّهاً ضد دياب وإنما يستهدف عون وباسيل على خلفية انقلابهما على الميثاقية من جهة والتفافهما على اتفاق الطائف من جهة ثانية، وصولاً إلى تعديله بالممارسة». ورأى أن قول نائب رئيس «التيار الوطني الحر» مي خريش بأن الاستشارات النيابية مُلزمة لرئيس الجمهورية لكن نتائجها ليست مُلزمة ويحق له أن يستمزج الآراء في تسمية الرئيس المكلف «يكشف النيات المبيتة ضد اتفاق الطائف، وبالتالي يستعيد موقف التيار منه بذريعة أنه كان وراء نفي عون إلى فرنسا».

ورأى أن «ضرب الميثاقية بعرض الحائط سيلقى رد فعل يتجاوز الشارع السني إلى عدد من الدول العربية الداعمة للبنان والمؤيدة للطائف، وأعتقد أن دياب أُحيط علماً بذلك».

أما فيما يخص التمثيل الشيعي، فعلمت «الشرق الأوسط» أن لقاء دياب بالمعاونين السياسيين لرئيس البرلمان علي حسن خليل والأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل لم ينتهِ إلى نتائج حاسمة ويُنتظر أن يُستكمل بلقاءات أخرى، في ضوء إصرارهما على تطعيم التشكيلة الوزارية بوجوه سياسية من الوزن الخفيف «لقطع الطريق على انزلاق الحكومة في متاهات إقليمية ودولية غير محسوبة».

ويتردد أن دياب أثار مع عون وجهة نظر «الثنائي الشيعي»، وكان جوابه العودة إلى التواصل معهما، علما بأن إصرار هذه الثنائية على موقفها يكمن في أن مجرد موافقتها على حكومة من اختصاصيين «ستؤدي إلى إحراجها أمام الحريري على خلفية رفضها لتركيبة وزارية من هذا النوع، سيما وأن الحريري حرص على تحييدها في حملته على عون وباسيل وتحدّث بإيجابية عن تعاونها معه». ناهيك من أن «الثنائية الشيعية» ترفض حصر الحوار معها حول الأسماء الشيعية المرشّحة لدخول الحكومة وتصر على أن يشمل البحث جميع الأسماء من الطوائف الأخرى. كما أن أي تركيبة وزارية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار رد فعل الحراك الشعبي لجهة إمكانية استيعابها لمطالبه، إضافة إلى ضرورة احتضانها من المجتمع الدولي، وأيضاً من غالبية الدول العربية، وهذا ما يتطلب من الرئيس المكلف تأليف حكومة متوازنة لا تُحدث خللاً يؤشر إلى توظيفها من قبل «العهد القوي» وباسيل في محاولتهما لتصفية حساباتهما مع الحريري بعد أن أُعيدت العلاقة إلى المربع الأول الذي سبق انتخاب عون رئيساً للجمهورية.كذلك لا ينبغي إغفال مواقف أحزاب «التقدمي الاشتراكي» و«القوات اللبنانية» و«الكتائب» المعترضة، في حال أتاحت التشكيلة الوزارية لباسيل فرض سطوته على الحكومة من خلال وزراء محسوبين عليه يعتقد بأن وجودهم يعزّز له طموحاته الرئاسية، وإلا لماذا استحضر اسم السفير قبلان فرنجية ليكون في عداد الحكومة اعتقاداً منه بأنه يزعج «تيار المردة» ورئيسه سليمان فرنجية، مع أنه يُدرك سلفاً أن «تحرشه» سيرتدّ عليه.وحصلت «الشرق الأوسط» على عيّنة من أسماء المرشحين لدخول الحكومة ضمّت دميانوس قطار، زياد بارود، شادي مسعد، فايز الحاج شاهين، النقيبة السابقة للمحامين آمال حداد، العميد لبيب بوعرم، غسان العريضي (رجل أعمال مقيم في دبي)، نجاة صليبا، حسين قعفراني، غازي وزنة، لكن لا شيء نهائياً ما دام أن المشاورات ما زالت في أول الطريق، وإن كان باسيل يرشّح مسعد لوزارة الدفاع.

 

احتجاجات لبنان تنهي الجمود السياسي وتعيد إنتاج معارضة فعلية

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/27 كانون الأول/2019

هشّمت الاحتجاجات التي اندلعت في لبنان في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حال الجمود السياسي الذي كان قائماً منذ العام 2014 مع دخول عاملين أساسيين، أولهما الأزمة الاقتصادية التي فتحت على مصراعيها، ولا أفق لإعادة تثبيتها، وثانيهما تثبيت المحتجين لمعادلة جديدة قوامها تشكيل معارضة من خارج النظام، ستلزم السلطة بإعادة إنتاج معارضة من داخل المؤسسات بعد تدجينها بفعل التسويات السياسية. وتعد النتيجة الثانية أبرز ما أنتجته التحركات الاحتجاجية التي كشفت عن ثغرة أساسية في النظام السياسي القائم. فمنذ العام 2014، ثبتت التسويات بين الأفرقاء مبدأ الشراكة في داخل النظام، وتكرست في الانتخابات الرئاسية في 2016 وبلغت ذروتها في حكومة ما بعد الانتخابات النيابية 2018، حيث باتت الحكومة نسخة مصغرة عن البرلمان لجهة تمثيل القوى السياسية فيها بحسب حجمها في المجلس النيابي، وهو ما ألغى المبدأ الذي تقوم عليه الأنظمة البرلمانية الديمقراطية، لجهة وجود أكثرية تحكم، وأقلية تعارض. وعليه، لعب الشارع دور المعارضة الملغاة في داخل النظام، وفرض نفسه مراقباً وضاغطاً، ما أسفر عن إسقاط الحكومة في الشارع، وانسحاب قوى سياسية من المشهد في الحكومة التي يجري التحضير لتأليفها لتتحول فعلياً إلى صفوف المعارضة.

وفيما كرر «حزب القوات اللبنانية» رفضه للمشاركة في أي حكومة، دافعاً باتجاه تأليف حكومة من الاختصاصيين تلبي مطالب المنتفضين، وتنهض بالبلاد من أزماتها الاقتصادية والمالية، بقي الرئيس سعد الحريري على موقفه لجهة تأليف حكومة من الاختصاصيين، مدفوعاً بدعم من «تيار المستقبل»، بحيث يتعزز دور البرلمان في مراقبة الحكومة. وإثر فشل المشاورات لتشكيل حكومة من الوزن السياسي الثقيل، على غرار الحكومات السابقة، أعلن «التيار الوطني الحر» عن توجهه لعدم المشاركة في الحكومة، والانحياز إلى صفوف المعارضة، رغم أن رئيس الجمهورية ميشال عون، المؤسس لـ«التيار الوطني الحر» سيحتفظ بحصة له في الحكومة. في المقابل، تنازلت كل القوى السياسية عن مطالبها بتشكيل حكومات تشبه النماذج السابقة، تحت ضغط الشارع وضغط الأزمات الاقتصادية، وهو تغيير أساسي تحقق في الأزمة الأخيرة، رغم أن حكومات لا تتضمن تمثيلاً سياسياً بالحد الأدنى ستواجه تحديات كثيرة في ظل التركيبة السياسية اللبنانية وتوزع القوى في البرلمان. فأي حكومة تؤلف على قاعدة الخصومة الكاملة مع القوى السياسية، من الصعب أن تحظى بثقة البرلمان، ومن الصعب أيضاً أن يوافق البرلمان على مشاريع قوانين تقترحها، ومن ضمنها مشروع موازنة المالية العامة، وهو واقع يعرفه المحتجون الذي يراهنون على تغيير في نتائج الانتخابات عبر المطالبة بانتخابات نيابية مبكرة. وبينما يكافح الشارع للحفاظ على زخمه في الضغط لتحقيق مطالبه، يرزح السكان تحت ضغط اقتصادي كبير، يتمثل في إقفال الكثير من المؤسسات التي بلغ عددها في الشهر الأخير نحو 70 مؤسسة أبلغت وزارة العمل بالاستغناء عما يزيد على 1500 موظف، لترتفع نسبة البطالة، بحسب التقديرات، إلى 50 في المائة من القوى العاملة في البلاد.

وترافقت تلك التطورات مع تدني القدرة الشرائية وإجراءات مصرفية تواكب التحديات المستجدة، وأبرزها تراجع تدفق التحويلات الأجنبية والودائع الأجنبية المالية. وشهدت البلاد ندرة في توافر الدولار إثر إجراءات اتخذتها المصارف لتقليص التداول بالعملة الصعبة، وهو ما رفع سعر الدولار في السوق الموازية 25 في المائة من قيمته الفعلية، ما انعكس على أسعار السلع. وتفاوت ارتفاع الأسعار بين سلعة وأخرى، وبين تاجر وآخر. وبالمجمل ارتفعت أسعار بعض السلع بنسبة 40 - 60 في المائة، وأسعار أخرى بنسبة 100 في المائة. واستغل التجار الوضع الراهن في لبنان، حيث أقدم بعضهم على تبديل أسعار السلع مرات كثيرة خلال فترة الـ15 يوماً الأخيرة، ولم يعد يلتزم بعضهم بهوامش الأرباح، ما أسهم في تفلت الأسعار في السوق. وارتفعت تكلفة الفوائد على الشركات من 7.5 إلى 12 في المائة، والرسوم على الدفع بالبطاقة الائتمانية، التي كانت تتراوح تكلفتها على المحال التجارية بين 0.85 و1.25 إلى 2 في المائة، ومن ثم فرض 3 في المائة كرسوم جمركية على مواد استهلاكية مستوردة، وفرض رسم جمركي تراوح بين 10 و20 في المائة على بعض المواد المستوردة الأخرى.

هذه الوقائع دفعت باتجاه شكل جديد من الحكم سيتمثل في الحكومة الجديدة التي ستتضمن اختصاصيين يتولون الحقائب الوزارية الأساسية ويساهمون في النهوض بالبلد، ويعزز وجودهم ثقة المجتمع الدولي بلبنان، تمهيداً لمرحلة أخرى في العام 2020 تحمل آمالاً كثيرة بالنسبة للبنانيين. لكن هذه الآمال ستكون مشروطة. فقد حدد المجتمع الدولي شكلها، إذ أكدت «مجموعة دعم لبنان» التي انعقدت في باريس في 11 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن المحافظة على استقرار لبنان وأمنه واستقلاله السياسي تتطلب تشكيل حكومة فاعلة وذات صدقية وقادرة على الاستجابة لتطلعات جميع اللبنانيين، وتتوافر لها الإمكانيات لإطلاق حزمة الإصلاحات الاقتصادية، وأن تكون ملتزمة سياسة النأي بالنفس عن التوترات والأزمات الإقليمية. ودعت المجموعة إلى أن ترى هذه الحكومة النور في أسرع وقت.

وإلى جانب المساعدات العاجلة التي يمكن أن ترسل إلى حكومة موثوقة لتخفيف الأزمة الاقتصادية، ستدفع حكومة تطمئن المجتمع الدولي، إلى تنفيذ مقررات «سيدر» الذي سيضخ نحو 13 مليار دولار على شكل مشاريع متوسطة وبعيدة الأمد تعيد تشغيل العجلة الاقتصادية وتضخ أموالاً بالعملة الصعبة في البلاد.

الرهان الثاني في 2020 سيكون على الأرقام التي ستتمخض عن حفر أول بئر للغاز في البلوك رقم 4 في المياه الاقتصادية اللبنانية، حيث سيبدأ تحالف الشركات الثلاث (توتال الفرنسية وإيني الإيطالية ونوفاتيك الروسية) بحفرها مطلع العام، ومن المتوقع أن تصدر نتائجها بعد 60 يوماً. فوجود غاز أو نفط في المياه الاقتصادية اللبنانية، من شأنه أن يرفع قيمة السندات السيادية اللبنانية ويزيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان، وهو ما يراهن عليه لبنان، بحسب ما تقول مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط».

أما أزمة وجود الدولار النقدي في الأسواق، فهي تحد آخر، لا يرتبط بالأزمات المحلية فقط، بل يتعداها إلى أزمات إقليمية. وتقول مصادر مصرفية إن العملة الصعبة الورقية «قليلة في الأسواق الآن»، وهناك «إجراءات استثنائية تتخذها المصارف، تتمثل في إعطاء الناس حاجاتها، وإتاحة المعاملات المصرفية عبر الشيكات والبطاقات الائتمانية»، لافتة إلى تحول الورقة النقدية بالعملة الصعبة (الدولار) إلى «سلعة يتم تداولها والاتجار بها عبر الصرافين بغياب رقابة قوانين حماية المستهلك». ولا تنفي المصادر أن تحول العملة الصعبة إلى سلعة، أدى إلى استفادة التجار السوريين منها عبر تهريبها إلى الداخل السوري الذي يعاني من أزمة الدولار إثر العقوبات عليه. ورغم المخاوف من إجراءات مصرفية قاسية بحق المودعين، تنفي مصادر مصرفية ذلك، مؤكدة أن المصارف اللبنانية «تمتلك خارج لبنان 21 مليار دولار، بينها 9.5 مليار على شكل ودائع يمكن إحضارها كسيولة إلى البلاد، وقد طالبها حاكم مصرف لبنان بذلك لتعزيز الثقة بالقطاع المصرفي وزيادة الملاءة بالعملة الصعبة وضخها بالأسواق». ويراهن اللبنانيون على تغييرات سياسية تعزز ثقة المجتمع الدولي بلبنان، لتغيير إجراءات اعتمدتها المصارف عموما وهي تدابير أكثر تشددا تمثلت في تقييد التحويلات إلى الخارج المشروطة بتوفر السيولة لدى المصرف والتوقيت الذي يحدده لإمكانية التنفيذ. وتم خفض السقوف بحيث لا تتجاوز 500 دولار أسبوعيا كحد أقصى، كما أن أغلب المصارف يمنع تنفيذ أي سحوبات من الودائع المربوطة بأجل قبل الاستحقاق، بعدما كان متاحاً التصرف بنسبة 10 في المائة من إجمالي المبلغ.

 

عون وبري يطلبان من دياب «التروي» في اختيار الأسماء

بيروت: خليل فليحان/الشرق الأوسط/27 كانون الأول/2019

كشفت مصادر في الرئاسة اللبنانية ورئاسة مجلس النواب أن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس نبيه بري طلبا من الرئيس المكلف تأليف الحكومة حسان دياب «التروي»، بعدما لمسا «استعجاله لإنجاز التشكيل خلال أيام». وأوضحت مصادر الرئاستين لـ«الشرق الأوسط» أن طلب التروي جاء لعدد من الأسباب، بينها أن أسماء مقترحة في اللائحة التي قدمها دياب «غير معروفة»، مشيرة إلى أن «الحاجة ملحة لمعرفة معلومات عن سيرهم الذاتية وخبراتهم ونوعية اختصاصهم». وضربت مثالاً بالوزير السابق دميانوس قطار المقترح لوزارة الخارجية، موضحة أنه «اشتهر بكل ما هو متصل بالمال لكن لا أحد من الرسميين يعرف مدى طاقته لقيادة الدبلوماسية اللبنانية، لا سيما أن العلاقات بين لبنان وعدد من دول الخليج ليست على ما يرام مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، وكذلك الأمر بالنسبة لعلاقات لبنان مع الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، إذ لم تكن جيدة على الصعيد الدبلوماسي أثناء فترة باسيل». وقالت مصادر رئاستي الجمهورية والبرلمان إن عون وبري سألا الرئيس المكلف عن الجهة التي اختارت أو أوحت له بالأسماء «فلم يقتنعا بأجوبته، فاتفقا معه على أن يستمزج رأي الفاعليات بالأسماء والحقائب المقترحة من أجل تأمين الثقة لدى مجلس النواب لحكومته». ولفتا إلى أن الأسماء الواردة التي جرى تداولها لحقائب معينة «أدت إلى اشتباكات كلامية قاسية النبرة بين الفاعليات السياسية المتضررة على مختلف المستويات التي شملت عون من جهة والحريري من جهة أخرى». وهاجم الوزير السابق زعيم «تيار المردة» سليمان فرنجية، رئيس «التيار الوطني الحر» واتهمه بأنه هو الذي يشكل الحكومة، ما دفع عون إلى نفي ذلك، مؤكداً أن من يؤلّف الحكومة هو رئيسها المكلف. وأفادت مصادر أن أكثر ما أزعج فرنجية هو لجوء باسيل إلى تضمين التشكيلة اسم سفير لبنان في جنوب أفريقيا قبلان فرنجية من دون استمزاج مسبق له، ما اعتبر تحدياً ومحاولة من باسيل لبناء شعبية في زغرتا من نفس العائلة.

كما أن شادي مسعد المقترح في مشروع التشكيلة الوزارية وزيراً للدفاع ونائباً لرئيس مجلس الوزراء معروف عنه أنه ترشح على لائحة «التيار» في الانتخابات النيابية الأخيرة في قضاء مرجعيون ضد النائب أسعد حردان، وهذا ينافي المواصفات الموضوعة لاختيار الوزراء. وأفاد أحد المتابعين لسير الاتصالات لطبخة حكومة دياب بأن تأليف الحكومة وتوزيع الحقائب واختيار الوزراء تم بين «التيار» و«حزب الله» و«حركة أمل» خلال اجتماعات مكثفة، إضافة إلى بعض الأسماء التي أضافها الرئيس المكلف. ولم يصدق بعض السياسيين دياب عندما قال إن «الأمور تسير على ما يرام والحكومة ستكون جاهزة» بعد زيارتيه لقصر الرئاسة في بعبدا للتكليف ثم لمعايدة عون في الميلاد. وقالت مصادر بعبدا وعين التينة لـ«الشرق الأوسط» إن «ما هو متفق عليه هو هيكل الحكومة، أي أن تتألف من 18 وزيراً، 12 رجلاً و6 نساء». وأكدت أن «معظم الأسماء جديدة ويجب أن تحظى بموافقة الأطراف، ما يستوجب بعض الوقت، ومن هنا كانت زيارة دياب لعين التينة» أمس. ولفتت إلى أن «التوزيع الوزاري المتداول على بعض المواقع الإلكترونية بعضه ممكن والبعض الآخر غير نهائي إطلاقاً». وأشارت إلى أن «الثنائي الشيعي هو الذي سيوافق على المرشحين من الوزراء الشيعة الأربعة، والتيار سيوافق على الوزراء المسيحيين فيما يرفض حزبا القوات والكتائب المشاركة». وكشفت المصادر أن العقبة الأساسية في إحراز أي تقدم أن كل من طرحت عليهم حقائب من السنة رفضوها، باستثناء من أيدوا مجيء دياب.

 

الأحرار: لتأليف حكومة من قامات مشهود لهم بالاستقلالية والكفاءة

وطنية - الجمعة 27 كانون الأول 2019

دان المجلس الأعلى لحزب "الوطنيين الأحرار" في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة دوري شمعون وحضور الأعضاء، "صم آذان المسؤولين عن صوت الشعب الصارخ من عمق مأساته الاقتصادية والمالية، التي أوصلته إليها ممارسات السلطة، والمدوي في الساحات منذرا بسقوط الهيكل والانهيار التام بفعل ارتداد هذه الممارسات على السياسات المالية الغامضة والتسويفية التي تمارس، والتي جعلت من قدرات اللبنانيين جميعا تتهاوى نحو الإفلاس التام". وأكد المجتمعون أن "روح ثورة الشعب الحقيقية الحرة التي تتجدد في ساحات الوطن بأكملها، لم ولن تستكين إلى أن تستجيب هذه المنظومة الحاكمة لمطالب الانتفاضة"، معتبرين أن "نقض الدستور واستباحة مفاهيم الوحدة والعيش المشترك والاستقواء بمراكز القرار والسلاح والاستهتار بمطالب الشعب ونداءاته، أضحت من شيم أهل السلطة وممارستهم الدائمة". وسألوا: "بأي معايير وطنية ودستورية يتم تأليف الحكومة العتيدة؟ بأي روح من الانسجام والتكامل مع مطالب اللبنانيين يبنى الهيكل الجديد لقيامة لبنان من محنته ولخلاصه؟"، مؤكدين أن "التحدي والتذاكي على شعب أكد بثورته وعيا وإصرارا على مبادئه ووحدة وطنية، لن ينطلي عليه تذاكي المسؤولين وخطابهم عن نيتهم تأليف حكومة اختصاصيين مموهة ومكشوفة أمام الجميع سلفا". واعتبر البيان أن "السبيل الوحيد لخلاص لبنان هو بالتخلي عن الأنانيات والمصالح الخاصة والعمل بشفافية وصدق، والانكباب بالسرعة القصوى على تشكيل حكومة مؤلفة بكامل أعضائها من قامات وطنية مشهود لهم باستقلاليتهم وكفاءتهم المهنية ونظافة كفهم". ودعا المجتمعون إلى "استغلال الفرصة السانحة لتأليف هكذا حكومة يرضى عنها اللبنانيون أولا وتوحي بالثقة للمجتمعين العربي والدولي خدمة لمساعدة اقتصاد لبنان ونهوضه"، محذرين من أن "عدم الاستجابة الفورية لهذا التأليف يبقي لبنان في النفق المظلم ويضعه في الانهيار الكامل". وختم البيان: "لمناسبة الاعياد المجيدة وحلول العام الجديد، نجدد ثقتنا بقيامة لبنان، رغم الاوضاع الصعبة، سائلين الله أن يلهم الجميع العمل لما فيه الخير العام، وأن يعيد العام المقبل على اللبنانيين بالخير والطمأنينة وعلى لبنان بالسلام والازدهار".

 

الحريري.. نصف توقيع على مرسوم ترقية الضباط

المدن/27 كانون الأول/2019

لم يتأخر الرئيس سعد الحريري في تعطيل توقيع مرسوم ترقيات الضباط بما فيهم من هم برتبة عقيد إلى عميد. حتى قبل ظهر الجمعة كان الحريري يرفض توقيع المرسوم، ما دفع بوزير الدفاع الياس بو صعب التصريح بأنه حاول التواصل مع الحريري لعقد لقاء معه لكنه لم يلق أي إجابة. حتى الآن لم تظهر الأسباب التي دفعت الحريري إلى التراجع وتوقيع المرسوم، لكن بالتأكيد أن هناك اتصالات معينة قد حصلت دفعته إلى عدم الإصرار على موقفه.  وكان الحريري يرفض توقيع المرسوم بسبب "فقدان التوازن الطائفي". وهذه المرّة كانت القاعدة معكوسة، فمن يعطل توقيع المرسوم هو رئيس حكومة تصريف الأعمال، سعد الحريري، بذريعة عدم تحقيق التوازن الطائفي في هذه الترقية، لا سيما أن رتبة عميد تصنّف في خانة موظفي الفئة الأولى، التي يشملها نص اتفاق الطائف بوجوب مراعاة التوازن الطائفي والمناصفة فيها. عدد العقداء الذين من المفترض أن يصدر مرسوم ترقيتهم هو 126 ضابطاً، 98 مسيحياً، و28 مسلماً، من ضمنهم ضباط دورة العام 1994. وهي آخر دورة ضباط دخلت إلى "المدرسة الحربية" أيام كان ميشال عون رئيساً للحكومة العسكرية (1990).

قطيعة الحريري

في اجتماع المجلس العسكري الأخير، وقع انقسام طائفي ومذهبي بين أعضائه، فرفض الأعضاء المسلمون التوقيع على هذا المرسوم، السني والشيعي والدرزي، في مقابل تصويت الأعضاء المسيحيين عليه. في هذه الحالة يصبح صوت قائد الجيش هو المرجح، فصوّت مؤيداً المرسوم ووقعه، وأحاله إلى وزير الدفاع الياس بو صعب.

في البداية تريث بو صعب في توقيعه، محاولاً إجراء اتصالات مع الحريري للوصول إلى تسوية. لكن الحريري، وبسبب الخلاف السياسي مع التيار الوطني الحرّ، كان قد قطع خطوط التواصل مع كل المحسوبين على التيار، ليعود بو صعب ويوقع المرسوم، مستمراً بمحاولات التواصل بالحريري، الذي لم يجب على اتصالات وزير الدفاع. وهنا تعتبر مصادر قريبة من الحريري، أن التيار الوطني الحر لا يراعي التوازن الطائفي حيث يجب أن يراعى في المواقع الأولى في الدولة، بينما يلجأ إلى تعطيل وعرقلة كل المراسيم الأخرى لصغار الموظفين، كما هو حال تعطيل جبران باسيل لمراسيم مأموري الأحراج، والناجحين في مجلس الخدمة المدنية. وليس الحريري وحده من يعارض توقيع هذا المرسوم، إنما رئيس مجلس النواب نبيه بري أيضاً، خصوصاً أن العضو الشيعي في المجلس العسكري قد رفض التصويت على إقراره، وأيضاً سيكون هناك توقيع وزير المال الضروري على هذا المرسوم. وهنا ثمة احتمالان، إما ان يتم الوصول إلى اتفاق مع الحريري وبري على توقيعه، كترقية فقط 28 عقيداً مسيحياً إلى رتبة عميد، فيُظلم ضباط آخرون، أو أن يُنتظر تشكيل الحكومة الجديدة ويأتي الرئيس الجديد ليوقع المرسوم. وهنا ستتوجه الأنظار إلى موقف برّي، وإذا ما كان سيتراجع عن رفضه.

نبيه برّي "العلماني"

بعد لقائه رئيس الجمهورية، قال بو صعب: "لدينا 181 عقيداً مرشحاً لمنصب عميد، ولم يتم اختيار سوى 160 وأنا أعلم أن هذا القرار لن يحبذه الكثيرون، لذلك سأقوم بعدد من الاتصالات لأتحاشى هكذا إشكالات". وأشار بو صعب، إلى أنه "حتى الساعة لم أتمكن من الحصول على لقاء من الرئيس سعد الحريري، وأبلغته أن هناك مبادرة يمكن أن نمضي بها على أمل الوصول إلى حل. وقلنا له أنه يمكن تخفيض العدد لهذا العام، على شرط أن نحفظ حقهم بالترقية في الأعوام المقبلة. وللأسف، المشكلة كانت بعدم التوازن الطائفي في هذه الترقيات". وقال بو صعب: "رئيس مجلس النواب نبيه بري قال لي أنا أفكر مثلك بطريقة علمانية ويا ليت لبنان يمشي بهذا النهج". مضيفاً: "علمت أن الترقيات العالقة تشمل قوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة. ونأمل أن لا تدفع الأجهزة الأمنية والعسكرية الثمن". وقال:"يجب إيجاد حل لهذه الدورات. ويجب تأمين الترقية. وموضوع الإصلاحات في المؤسسات العسكرية ضروري جداً. وتواصلت مع قائد الجيش، وأوصلت له أفكاري. وقمنا بمراسيم تطبيقية منذ اليوم الأول، ولا يجب بسبب الاصلاح وتخفيض عدد الترقيات أن نظلم أشخاصاً استحقوها".

خلاف الوزير والقائد

من جهة أخرى تفيد بعض المعطيات أن هناك خلافاً بين قيادة الجيش ووزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال الياس بو صعب، يتعلق بتمديد خدمة 1300 عسكري من بينهم 767 عسكرياً لم يبلغوا سنوات الخدمة التي تخولهم الحصول على معاش تقاعدي، وهي 18 سنة وما فوق، وتحتاج قيادة الجيش لخدماتهم في قطعات متعددة نظراً لتوقف التطويع. لكن بو صعب يرفض التوقيع على هذا التمديد، بحجة مراجعة وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، لأنه يرتب أعباء مالية على خزينة الدولة كما يقول، في حين ترى مصادر عسكرية أن لا أعباء إضافية حالياً، في حال تم تمديد خدمتهم، باعتبار أنهم مازالوا يتقاضون رواتبهم، وأن عملية التمديد هذه لا تحتاج سوى لتوقيع وزير الدفاع بموجب قانون الدفاع.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

السيسي وبوتين يتوافقان على وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في ليبيا

القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/27 كانون الأول/2019

استعرض الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم (الجمعة)، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، تطورات الأوضاع في ليبيا. وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في بيان، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، أن الاتصال تناول استعراض تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث تم التوافق في هذا الإطار على أهمية تكثيف الجهود المشتركة بين البلدين بهدف تسوية الأزمة الليبية، ومكافحة الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، ووضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي. وأضاف أن السيسي أكد تطلع مصر لتعميق العلاقات المصرية الروسية في كافة المجالات، مشيداً بالمشروعات التنموية المهمة التي يتعاون البلدان في تنفيذها في مصر، ومن بينها مشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، ومشروع المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس. وتابع راضي أن بوتين أكد الأهمية التي توليها موسكو لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر في الفترة المقبلة، وفي إطار اتفاق الشراكة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين.

 

إردوغان يقرر إرسال قوات إلى ليبيا ويطلب موافقة البرلمان وروسيا تعبر عن قلقها وإيطاليا تستنكر... ومصر تطالب أميركا بوضع حد للتدخلات

أنقرة: سعيد عبد الرازق - القاهرة: «الشرق الأوسط»/27 كانون الأول/2019

لمّح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى إمكانية إرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة فائز السراج خلال شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، بعد عودة البرلمان للانعقاد، ومنح تفويض لحكومته. وتوقع إردوغان حصول حكومته على تفويض من البرلمان في الثامن أو التاسع من يناير القادم من أجل إرسال جنود إلى ليبيا، تلبية لدعوة حكومة السراج. وقال في كلمة ألقاها أمس خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة أنقرة: «يسألوننا عما إذا كنا سنرسل الجنود إلى ليبيا... نحن نتجه إلى المكان الذي نُدعى إليه... وسنلبي دعوة ليبيا لإرسال الجنود بعد تمرير مذكرة التفويض من البرلمان فور افتتاح جلساته». وشدد إردوغان على أن تركيا ستقدم جميع أنواع الدعم لحكومة السراج ضد الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، المدعوم من بعض الدول قائلا: «هؤلاء يدعمون «بارون الحرب»، ونحن نلبي دعوة الحكومة الشرعية في ليبيا... هذا هو الفارق بيننا». مجددا تأكيده على أن تركيا تصر على مشاركة تونس وقطر والجزائر في مؤتمر برلين المزمع عقده حول ليبيا. من ناحية أخرى، قال إردوغان إن هدف تركيا في البحر المتوسط «ليس الاستيلاء على حق أحد، بل على العكس من ذلك، منع الآخرين من الاستيلاء على حقنا». وأضاف موضحا: «لقد قررنا مع تونس إقامة تعاون من أجل تقديم الدعم السياسي للحكومة الشرعية في ليبيا». إلى ذلك، دخلت مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري، الموقعة بين تركيا وحكومة السراج، حيز التنفيذ أمس، بعد نشرها في الجريدة الرسمية التركية.

ونشرت الجريدة قرار المصادقة على مذكرة التفاهم، التي أبرمت بين حكومتي تركيا والوفاق الوطني الليبية في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والتي أقرها البرلمان في 21 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ثم صادق عليها إردوغان. وتشمل المذكرة دعم إنشاء قوة الاستجابة السريعة، التي تقع ضمن مسؤوليات الأمن والجيش في ليبيا، لنقل الخبرات والدعم التدريبي، والاستشاري والتخطيطي والمعدات من الجانب التركي، وإنشاء مكتب مشترك في ليبيا للتعاون في مجالات الأمن، والدفاع بعدد كاف من الخبراء والموظفين. كما تنص المذكرة على توفير التدريب، والمعلومات التقنية، والدعم والتطوير والصيانة، والتصليح والاسترجاع، وتقديم المشورة، وتحديد الآليات، والمعدات، والأسلحة البرية، والبحرية، والجوية، والمباني والعقارات، ومراكز تدريب بشرط أن يحتفظ المالك بها. كما تشمل تقديم خدمات تدريبية واستشارية، تتعلق بالتخطيط العسكري ونقل الخبرات، واستخدام أنشطة التعليم والتدريب على نظم الأسلحة والمعدات في مجال نشاطات القوات البرية والبحرية والجوية، الموجودة ضمن القوات المسلحة داخل حدود البلدين.

وتتضمن المذكرة كذلك المشاركة في التدريب والتعليم الأمني والعسكري، والمشاركة في التدريبات العسكرية أو المناورات المشتركة، والصناعة الخاصة بالأمن والدفاع، والتدريب، وتبادل المعلومات الخاصة، والخبرات وتنفيذ المناورات المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وأمن الحدود البرية، والبحرية، والجوية. كما تنص المذكرة على التعاون في مجال مكافحة المخدرات، والتهريب، وعمليات التخلص من الذخائر المتفجرة والألغام، وعمليات الإغاثة في حالات الكوارث والطبيعية، والتعاون في مجال الاستخباراتي والعملياتي.

في غضون ذلك، أعلن رئيس حزب «المستقبل» المعارض الجديد، رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو، تأييده توقيع تركيا مذكرتي التفاهم مع حكومة السراج في مجالي التعاون العسكري والأمني وتحديد مناطق السيادة في البحر المتوسط، واعتبرهما «خطوة مهمة على الطريق الصحيح».

وقال داود أوغلو، في تصريح عقب اجتماع مع أعضاء حزبه، إن تركيا لا تستطيع البقاء في معزل عن التطورات المتعلقة بالبحر المتوسط، موضحا أن شرق المتوسط من المناطق الحيوية بالنسبة لتركيا، وأن تركيا تمتلك مصالح حيوية في المنطقة لا ينبغي إهمالها من الناحية الاستراتيجية، لا سيما على صعيدي الأمن العسكري وأمن الطاقة، وبالتالي فإن التفاهمات الموقعة مع ليبيا خطوة قيمة في الاتجاه الصحيح. وشدد داود أوغلو، على أهمية إبرام هذه التفاهمات مع حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، وضرورة حماية تركيا لمصالحها دون الانجرار إلى خضم الحرب الأهلية في ليبيا.

في المقابل، جدد حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، رفضه تدخل إردوغان في ليبيا، قائلا إنه «يؤجج الأوضاع في هذا البلد».

وقال سعيد طورون، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، في مؤتمر صحافي: «لسنا مع التدخل التركي في الشأن الداخلي الليبي، فهذا أمر غير صائب. وقرار ما يجري هناك من المفترض أن يحسمه أهل البلد... وإن أردنا أن نقدم شيئا هناك فيجب أن يكون لتحقيق السلام وليس لتأجيج الأوضاع... هناك علاقات صداقة قديمة بين تركيا وليبيا، وعلينا أن نبتعد عن أي تصرفات تؤدي لسوء تلك العلاقات».

وخلفت تصريحات إردوغان ردود أفعال متباينة عربياً ودولياً؛ إذ جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، دعمه للجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، مشدداً على رفضه التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وذلك في اتصال مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي.

وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن الرئيس السيسي تناول في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإيطالي الملفات الإقليمية، خاصة الوضع في ليبيا، حيث أكد السيسي «ثوابت موقف مصر الداعم لاستقرار وأمن ليبيا، وتفعيل إرادة الشعب الليبي، وكذلك مساندة جهود الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية، التي تمثل تهديداً ليس فقط على ليبيا، بل الأمن الإقليمي ومنطقة البحر المتوسط، مع رفض كل التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي».

ونقل المتحدث في بيان له، عن رئيس الوزراء الإيطالي، استنكاره للخطوة التركية، وسعي بلاده لـ«حل الوضع الراهن وتسوية الأزمة الليبية»، باعتبارها «تمثل تهديداً لأمن المنطقة بأكملها، بهدف عودة الاستقرار إلى ليبيا وتمكينها من استعادة قوة وفاعلية مؤسساتها»، وتم التوافق على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة في هذا الإطار. كما أكد الرئيس المصري، أمس، في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، دعم مصر لتفعيل إرادة الشعب الليبي في تحقيق الأمن والاستقرار لبلاده.

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أنه تم خلال الاتصال التباحث وتبادل وجهات النظر حول تطورات بعض الملفات الإقليمية، خاصة الوضع في ليبيا؛ حيث أكد الرئيس السيسي على أهمية الدور الذي يقوم به الجيش الوطني الليبي في هذا السياق لمكافحة الإرهاب، وتقويض نشاط التنظيمات والميليشيات المسلحة التي باتت تهدد الأمن الإقليمي بأسره، مشدداً في ذات الوقت على ضرورة وضع حد لحجم التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي. وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تناول كذلك عدداً من الموضوعات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين الصديقين. من جهته، عبر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن انزعاجه من حالة التصعيد الخطيرة التي تشهدها الساحة الليبية حالياً، وقال أمس إن «من شأنها أن تساهم في إذكاء الأوضاع العسكرية والأمنية على الأرض، وخاصة حول العاصمة طرابلس، وتعقيد الجهود العربية والدولية الرامية إلى التوصل إلى تسوية متكاملة للأزمة الليبية». بدوره، قال الكرملين، الذي عبر عن قلقه من التدخل التركي في ليبيا، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي اتفقا أمس، على أن الموقف في ليبيا يجب أن يحل بطريقة سلمية، رداً على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي قال أمس إن بلاده سوف ترسل قوات إلى ليبيا بناءً على طلب من طرابلس في وقت قريب قد يكون الشهر المقبل.

 

حملة اعتقالات في إيران تحاصر ذكرى قتلى الاحتجاجات

لندن: «الشرق الأوسط»/27 كانون الأول/2019

أطلقت قوات الأمن الإيرانية، أمس، حملة اعتقالات بالتزامن مع فرضها طوقاً أمنية على مناطق متوترة في كبريات المدن، تحسباً لتجدد الاحتجاجات في الذكرى الأربعين على سقوط قتلى في عدة محافظات، منتصف الشهر الماضي. وتناقل ناشطون عشرات التسجيلات، أمس، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، توضح انتشار قوات من الشرطة في الميادين الرئيسية بالعاصمة طهران. وأظهر تسجيل أن قوات الأمن اعتقلت عدداً من الأشخاص في مقبرة مدينة كرج، كبرى مدن ضاحية غرب طهران. وردَّد بعض المشاركين هتاف «الموت للديكتاتور». وكانت أسرة بوريا بختياري الذي سقط قتيلاً برصاصة في الرأس، الشهر الماضي، قد دعت الإيرانيين إلى المشاركة المكثفة، في مراسم ذكرى الأربعين بمقبرة كرج. واعتقلت السلطات الإيرانية، والدي بختياري، منذ الثلاثاء. وبعد تفاعل واسع مع معلومات نشرها ناشطون، دخلت وكالة «مهر» الحكومية على خط الجدل، ونقلت عن مصدر مطلع تأكيده عن اعتقال أقارب الشاب.

وأورد موقع «مركز حقوق الإنسان في إيران»، على الإنترنت، الثلاثاء، أن وزارة الاستخبارات والسلطات القضائية في بلدة كرج الواقعة غرب طهران استدعت منوشهر، والد بختيار، مرتين في الأسبوع المنقضي لاستجوابه. وأضاف التقرير أنهم طلبوا منه إلغاء إحياء ذكرى الأربعين لوفاة ولده في 26 ديسمبر (كانون الأول)، خشية أن يتسبب ذلك في حدوث اضطرابات. وقال الموقع إن منوشهر رفض طلب السلطات. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على «تويتر» إن «الولايات المتحدة تدين بشدة اعتقال والدي بويا بختياري، وتدعو إلى الإفراج عنهما فوراً». وقال: «حان الوقت كي يقف المجتمع الدولي مع الشعب الإيراني، ويحاسب النظام». وأشارت تقارير إلى اعتقال حورية طاراني شقيقة أحد قتلى احتجاجات الحركة الخضراء التي شهدتها إيران في 2009، بعدما رفض المرشحان الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها محمود أحمدي نجاد، المرشح المدعوم من المرشد الإيراني حينذاك. وقال شهود عيان إن الشرطة نشرت سيارات مدرعة ومكافحة للشغب. وقالت وکالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» إن الشرطة الإيرانية اعتقلت ثلاثة أشخاص بمدينة قم من «شبكة معادية للثورة»، واعتبرتها مسؤولة عن إدارة قناة على «تلغرام»، تدعو نجل شاه إيران للعودة إلى البلاد. وأشارت الوكالة إلى ضبط ثلاثة آلاف ملصق ومائتي لافتة «بمحتوى غير لائق»، وعدد من أجهزة التصوير. ونقلت الوكالة عن قائد شرطة طهران، حسين رحيمي، أن العاصمة الإيرانية «هادئة ومستقرة»، مشيرة إلى عدم تسجيل أي حادث أمني. وحذّر من وصفهم بـ«الأعداء» من «تحدي» الشرطة. وقال قائد الشرطة حسين اشتري إن «الاحتجاجات ناتجة من حقد الأعداء»، مشيراً إلى «إخماد» الاحتجاجات في أقل من 72 ساعة. في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال ثلاثة مسؤولين في وزارة الداخلية الإيرانية لـ«رويترز» في تقرير نُشِر الاثنين إن نحو 1500 شخص لقوا حتفهم في المظاهرات التي اندلعت يوم 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد رفع أسعار البنزين، واستمرّت أقل من أسبوعين.ويزيد هذا العدد كثيراً عن تقديرات منظمات دولية لحقوق الإنسان، ورفضه متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأعلى في إيران، بوصفه «أنباء كاذبة»، حسبما قالت «وكالة أنباء تسنيم» شبه الرسمية.

 

تركيا تستعد لنقل قوات بحرية ومتمردين سوريين إلى ليبيا ومسؤول ليبي أكد موافقة حكومة فايز السراج على هذا الانتشار

إسطنبول: «الشرق الأوسط أونلاين»/27 كانون الأول/2019

قال مسؤولون كبار في تركيا وحكومة فايز السراج في ليبيا، رفضوا تسميتهم لحساسية القضية، إن مجموعات من العرقية التركمانية المتمردة التي تدعمها تركيا في سوريا سوف تنضم قريباً إلى قوات حكومة الوفاق للقتال ضد قوات الجيش الوطني الليبي. وقال مسؤول بحكومة الوفاق إن الحكومة عارضت في البداية فكرة مثل هذا الانتشار، لكنها قبلته في النهاية مع تقدم قوات المشير خليفة حفتر تجاه طرابلس، حسبما ذكرت، اليوم (الجمعة)، وكالة «بلومبرغ» الأميركية. وقال مسؤول آخر بالحكومة إن الدعم مما يطلق عليه «لواء السلطان مراد» السوري، وهي مجموعة متمردة، لن ينظر إليها على أنها نشر رسمي لـ«قوات تركية». ومن جهة أخرى، قال مسؤول تركي إن بلاده قد ترسل أيضاً قواتها البحرية لحماية طرابلس، في حين تقوم تركية بتدريب وتنسيق أنشطة قوات فائز السراج. كان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، قد ذكر، أمس (الخميس)، أن الفصائل المسلحة الموالية لتركيا افتتحت مراكز لتسجيل أسماء الأشخاص الراغبين بالذهاب للقتال في ليبيا. وأفادت مصادر لـ«المرصد السوري»، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، بأنه تم افتتاح أربعة مراكز في منطقة عفرين شمال حلب لاستقطاب المقاتلين، ضمن مقرات تتبع للفصائل الموالية لتركيا، حيث افتتح مكتب تحت إشراف «فرقة الحمزات» في مبنى الأسايش سابقاً، وفي مبنى الإدارة المحلية سابقاً تحت إشراف «الجبهة الشامية»، كما افتتح «لواء المعتصم» مكتباً في قرية قيبارية، وفي حي المحمودية مكتباً آخر تحت إشراف «لواء الشامل». ورصد المرصد توجه عشرات الأشخاص إلى تلك المراكز، للالتحاق بالمعارك في ليبيا، للعمل تحت الحماية التركية هناك، وأكدت مصادر أن الفصائل الموالية لتركيا تشجع الشباب على الالتحاق بالحرب الليبية، وتقدم مغريات ورواتب مجزية تتراوح بين 1800 و2000 دولار أميركي لكل مسلح شهرياً، علاوة على تقديم خدمات إضافية تتكفل بها الدولة المضيفة. في حين أكدت مصادر أخرى أن مقاتلين اثنين لقيا حتفهما قبل أيام في ليبيا، وهما من مهجري دمشق ومنتسبي الفصائل الموالية لتركيا.

 

باريس تستدعي السفير الإيراني للتنديد باعتقال أستاذين جامعيين فرنسيين

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»/27 كانون الأول/2019

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنها استدعت، اليوم (الجمعة)، السفير الإيراني للتنديد بـ«الاعتقال الذي لا يُحتمل» منذ ستة أشهر لأستاذين جامعيين فرنسيين بدأ أحدهما إضراباً عن الطعام. ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قال بيان: «أبلغت وزارة أوروبا والشؤون الخارجية السفير الإيراني قلقنا العميق لوضع السيدة فاريبا عادلخا التي توقفت عن الأكل، وكررت طلبنا لقاءها الذي رُفِض حتى الآن». وفي سياق متصل، جددت أكاديمية أسترالية، محتجزة في سجن إيراني بسبب اتهامات بالتجسس، نداءها لزعماء بلادها، بضمان إطلاق سراحها، في خطاب تم نشره، أمس (الخميس). وكايلي مور جيلبرت، وهي محاضرة بإحدى جامعات ملبورن، محتجزة في سجن «إيفين» سيئ السمعة في طهران منذ أكثر من عام، بعد الحكم عليها بالسجن عشر سنوات، في محاكمة سرية من قبل السلطات الإيرانية بتهمة التجسس، بحسب «وكالة الأنباء الألمانية». ووصفت الظروف في السجن بأنها «لا تُطاق»، وكتبت أنها أضربت عن الطعام خمس مرات «لكن دون جدوى»، في ندائها إلى الحكومة الأسترالية، الذي نشره «مركز حقوق الإنسان» في إيران ومقره الولايات المتحدة. وكتبت: «أتوسل إليك، رئيس الوزراء سكوت موريسون، باتخاذ إجراء فوري، حيث إن صحتي الجسدية والعقلية ما زالت تتدهور كل يوم أبقى فيه مسجونة في تلك الظروف».

 

«الإفتاء» المصرية: «داعش» استلهم بذور «التطرف والتكفير» من «الإخوان»

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط أونلاين»/27 كانون الأول/2019

قال الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، أمس، إن «جماعات الإسلام السياسي كجماعة (الإخوان)، هي من بذرت بذور التطرف، واستلهم (داعش) منهجهم المنحرف في تكفير المجتمعات المسلمة»، مؤكداً أن «دار الإفتاء قامت بالرد على تلك الأفكار المنحرفة، وتفكيكها في تقارير وإصدارات كثيرة»، لافتاً إلى أن «الإفتاء اتبعت جميع الوسائل التكنولوجية الحديثة واستفادت من الفضاء الإلكتروني في إيصال رسالتها الوسطية والرد على الأفكار المتشددة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بلغ عدد المتابعين لصفحة الدار الرسمية على (فيسبوك) ما يزيد على 8 ملايين و600 ألف متابع، فضلاً عن إنشاء الدار لوحدة الرسوم المتحركة». وعُزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة «الإخوان»، في يوليو (تموز) 2013، بعد عام فقط من حكمه، إثر احتجاجات واسعة... وفي عام 2014، صنفت السلطات المصرية الجماعة «تنظيماً إرهابياً» رسمياً. والتقى مفتي مصر، أمس، وفداً من أئمة ليبيا، لبحث أوجه تعزيز التعاون الديني بين الدار وليبيا خاصة في مجال مواجهة التطرف والإرهاب. وأكد مفتي مصر أن «مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء الشاذة التابع للدار، قام برصد الفتاوى والمقولات التكفيرية، التي تبثها التنظيمات المتطرفة على مدار الساعة، وقام بتحليلها وتفنيدها والرد عليها عبر عدد من التقارير، وبلغ عدد التقارير منذ إنشائه في عام 2014 حتى الآن ما يزيد على 500 تقرير»، موضحاً أن «التعاون بين العلماء في مختلف الدول، أمر ضروري في الحرب ضد التطرف والإرهاب، لأن العلم يأخذ بأيدي الناس ويحصنهم ضد التطرف الفكري، ولا يمكن الوصول إلى الطريق الرشيد في الحياة؛ إلا بالعلم، ليس فقط العلم الشرعي، بل كل علم من شأنه أن ينفع البشر». وأكد علام أن «التماسك المجتمعي أمر أساسي في بناء كل دولة وقوتها، والتجربة المصرية رائدة في العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين عبر التاريخ، وتتسم بالمحبة والمودة والوئام»، مضيفاً أن «دار الإفتاء عملت على مواجهة أصحاب الفكر المتطرف، الذين يسعون لبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، فأجرت دراسة ردت فيها على ما يزيد على 5 آلاف فتوى متشددة، تناولت العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وقامت بتفنيدها والرد عليها بمنهجية علمية منضبطة، بينت أنها في مقياس العلم فتاوى واهية بعيدة كل البعد عن مقاصد الشرع وإدراك الواقع».إلى ذلك، أعلنت الإفتاء المصرية أمس، أنها «أصدرت خلال عام 2019 مليون ومائة ألف فتوى، وأنها تمتلك 16 صفحة رسمية على (فيسبوك) بأكثر من لغة، وحسابين على (تويتر)، وحساباً على (إنستغرام)، و(يوتيوب)، وقناة (تليغرام)، و(ساوند كلاود) تبث من خلالها أنشطة مختلفة تعرض تفنيد الفكر المتطرف والرد الصحيح عليه».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

باسيل يفخّخ الحكومة قبل ولادتها.. وبرّي يكبحه

منير الربيع/المدن/27 كانون الأول/2019

بعيد تكليفه تشكيل الحكومة، أعلن حسان دياب وشدد على أنه سيشكل حكومة اختصاصيين ومستقلين، وأن يكون هو صاحب الخيار الأساسي في تشكيل حكومته! لكن بري سرعان ما بادره بإصراره على حكومة تكنوسياسية تضم المكونات المختلفة.

باسيل العائد بقوة

في الأثناء بدأت الكواليس تضج ببعض أسماء التركيبة الحكومية. فظهر لعين التينة (نبيه برّي) وحارة حريك (حزب الله) وبنشعي (سليمان فرنجية)، أن جبران باسيل يستأثر بالتركيبة. فهو سمّى الوزراء المسيحيين كلهم، خصوصاً بعد اقتراحه توزير قبلان فرنجية، الخصم اللدود لسليمان، واقتراحه أسماء سياسية بغطاء تكنوقراطي، مثل شادي مسعد لوزارة الدفاع، وهو كان في الانتخابات الأخيرة مرشحاً لمقعد نيابي في حاصبيا - مرجعيون على لائحة التيار العوني. وينطبق الأمر نفسه على الوزير الدرزي المقترح، غسان العريضي، صديق الوزير الياس بو صعب المقرب. واقترح باسيل أيضاً توزير مروان خير الدين، وغسان مخيبر، وسمّى وزراء من الطائفة الشيعية على قاعدة الاختصاصيين أو المستقلين، بلا تنسيق مباشر مع الثنائي الشيعي. وحتى الوزارات المقترحة للثنائي، باستثناء وزارة المالية لغازي وزني، هي وزارات "بسيطة" وبلا أهمية.

وظهر أن باسيل اقترح لوزارة الداخلية العميد المتقاعد لبيب بو عرم، فيما يرغب الثنائي الشيعي التفاوض مع الحريري على الداخلية، لتليين موقفه والحصول منه على غطاء سنّي رفض الحريري منحه للحكومة المرتقبة، ورفض أيضاً طلب الثنائي أن يقدم أسماء للتوزير.

حياكة قديمة متجددة

وسط حياكة هذه التفاصيل المعتادة، خرج فرنجية بموقف تصعيدي في وجه دياب وباسيل، معتبراً أن باسيل يستأثر في تشكيل الحكومة. وهذا الموقف يطابق موقف الحريري الذي فجّر العلاقة مع باسيل وعون، ونزع "الغطاء الميثاقي" عن التشكيلة. بالطبع، لا يناسب فرنجية وبرّي أن تكون حكومة حسان دياب من تركيب باسيل. وحزب الله لا يرضى ضمناً بذلك، على ما أوضح النائب حسن فضل الله، الذي أكد تشكيل حكومة تضم المكونات كلها، وتقوم على أسس التفاهم. يصر رئيس الجمهورية على ولادة الحكومة سريعاً. دياب يجاريه في ذلك. لكن السرعة تتعثر بسبب طريقة التشكيل التي لا تناسب قوى أساسية في 8 آذار، مبدئياً وفي التفاصيل. ففي اللقاءات السابقة كانت النقاشات تتركز على كيفية توزيع الحصص والحقائب السيادية والأساسية. ما يعني أن هناك الكثير من التفاصيل التي تعوّق الاتفاق. لكن الأكيد أن حكومةً لا يوافق عليها برّي وفرنجية، لن تمر. وهذا بمعزل عن موقف "اللقاء التشاوري" الذي يطالب بوزير من الشمال يمثله.

كالعادة يلعب الجميع على خيط رفيع: عون مصرّ على الإقدام. بري وحزب الله وفرنجية يفضلون التريث، لعلّهم يصلون إلى تفاهم مع الحريري.

خيارات محتملة

هناك وجهتا نظر حول ما يجري: إما أن يشكل دياب حكومة تكون معركتها الأساسية نيل الثقة وتوفيرها. وإذا توفرت تكون الحكومة أمام استحقاقات كبيرة قاسية، لا يُعرف مدى صمودها في وجهها، وفي وجه موقف المجتمع الدولي منها. وجهة النظر الأخرى تقترح تحويل الحكومة - في حال عدم نيل الحكومة الجديدة الثقة، بسبب رفض بري وفرنجية التصويت لها - إلى حكومة تصريف أعمال. وتؤكد معلومات استحالة السير بالتركيبة الحكومية المقترحة، من دون موافقة بري وفرنجية. وهذا يسقط احتمال الذهاب إلى مجلس النواب لكي تنال الحكومة الثقة. أما في حال طال التأليف كثيراً، فإن المعطيات والظروف تتغير، فينسحب دياب، ويُعاد إبرام تسوية جديدة بالتفاهم مع الحريري. في المعطيات الأخيرة المتوفرة، يتحدث عون وحزب الله ونبيه بري عن إحتمال ولادة قريبة للتشكيلة الحكومية قد تكون الأسبوع المقبل، ولكن مسألة الأسماء لم تحسم بعد، خصوصاً ان لائحة الـ 50 إسماً التي أعطاها باسيل لدياب تم رفض الكثير منها ويتم البحث بأسماء جديدة، كما سيتم البحث في اليومين المقبلين بكيفية توزيع الحصص على كل فريق. لكن المشكلة الأساسية تبقى في توزير الشخصيات السنية، إذ اعتذر العديد منهم عن التوزير بعد موقف الحريري. هنا يتم العمل على انتقاء الأسماء السنية، على ألّا تكون مستفزة للحريري. فيما تلفت المصادر ان الأسماء التي يتم اقتراحها لن تكون نهائية، وبعضها الهدف منه الحرق. يشير رعاة الحكومة إلى التفاؤل، لكنهم لا يريدون الغرق فيه، كي لا يصطدمون بعقبات غير ظاهرة كما حصل مع مرشحين سابقين.

لا شيء تغير

هذا كله يذكّر اليوم بما كان يجري في الأمس. كأنما شيء لم يستجد ويحدث: لا انتفاضة شعبية على عادة تشكيل الحكومات، وسوس الدولة والحكم على هذا النحو. ولا أزمة مالية واقتصادية خانقة وغير مسبوقة في تاريخ لبنان. من الممارسات المعتادة في تشكيل الحكومات، نستعيد هنا ما حدث بعد استقالة الرئيس عمر كرامي في شباط 2005: بعد تلك الاستقالة، ذهب كرامي إلى عين التينة، فالتقى برّي. كانت توجهات حزب الله وحركة أمل آنذاك، تصر على إعادة تكليفه تشكيل الحكومة. لكن كرامي اشترط أن يُترك له هامش التشكيل وفق ما يراه مناسباً. حصل على ضوء أخضر من برّي، وبدأ يضع تصوره الأولي لحكومته. وعندما التقى إميل لحود للتشاور حول التركيبة الحكومية، أبلغه كرامي أنه لا يريد سليمان فرنجية في وزارة الداخلية، لأنه يستفز قوى 14 آذار، واقترح أن يمنحه وزارة الصحة. رفض لحود ذلك بذريعة أن برّي يريد وزارة الصحة لمحمد جواد خليفة، ولا يمكن إعطاءها لفرنجية. أجاب كرامي أنه اتفق مع بري على تشكيل الحكومة وفق ما يشاء ويراه مناسباً، فأشار إليه لحود بوجوب التواصل مع بري. سارع كرامي إلى الاتصال بعين التينة، فكان جواب برّي حاسماً: وزارة الصحة لمحمد جواد خليفة، ولن تكون لفرنجية. فهم كرامي الرسالة، وعلم أن المواقف الأولية تختلف عن لحظة التطبيق، ولن يُترك له هامش تشكيل الحكومة وفق ما يريد، فانسحب. القصة نفسها تتكرر.. لكن كل مرة تصير النسخة الجديدة أردأ من سابقاتها.

 

الحبل السرّي بين الحريري وحزب الله سيُسقط دياب

منير الربيع/المدن/27 كانون الأول/2019

بعد أيام قليلة من استقالة الرئيس سعد الحريري، أكد حزب الله وحركة أمل على موقفهما: عودة الحريري حصراً إلى رئاسة الحكومة. وهما عبّرا عن ذلك مباشرة وعلناً، وأكثر من مرة. وكلما حاول الثنائي الشيعي  التقارب مع الحريري، كان هو يبتعد أكثر فأكثر، ويضع المزيد من الشروط. لقد صعَّد الحريري لإجبار الطرف الآخر على تقديم تنازلات.

محاولات لفهم الحريري

من الخيارات التي كانت مطروحة: تلويح الثنائي وباسيل للحريري بالعمل على تكليف شخص غيره لتأليف الحكومة، على ما أشارت "المدن" في أكثر من مقال في حينه. وكان هدف هذا التلويح إرغام الحريري على الإقلاع عن تصلبه، وتقديم تنازلات للعودة إلى رئاسة الحكومة. وظل حزب الله وحلفاؤه، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، على استغرابهم مواقف الحريري وشروطه. فكروا كثيراً في دوافعه، فاعتبروا أنه يريد استعادة التوزان، بعد الضغط الشعبي والضغط الخارجي. وهناك من اعتبر أن هناك رفضاً خارجياً لعودة الحريري، لأنه لم يحافظ على التوازن، وتنازل عن كل شيء لحزب الله وعون. ولكن هذا ما دفع حزب الله إلى التمسك به أكثر، معتبراً أنه يريد العودة بنفسه لرئاسة الحكومة، ولا أحد سواه، وينتظر الوقت والظرف المناسبين. ويوم كان الحريري مزمعاً على الاستشارات لتكليفه، أيقن حزب الله من أنه حسم خياره وأمره. لكن الحزب سرعان استشف في موقف القوات اللبنانية إشارة أميركية وسعودية إلى عدم رغبتهما في عودته. ذلك أن حزب الله لا يرى في مواقف القوات اللبنانية سوى  انعكاس للموقف الأميركي - السعودي. وهذا يعني أن ترؤس الحريري الحكومة أمامه عقبات وعثرات كثيرة، ولن يتمتع بأي غطاء، ولن يحظى بمساعدات. في المقابل، كان واضحاً للحريري أنه لا يمكنه العودة إلى حكومة لتحمل مسؤولية الانهيار والإفلاس. وما لم يحظ بوعود دولية حقيقية بالمساعدات، فهو لن يعود، لأن الأزمة ستنفجر بوجهه مجدداً.

المعركة مع عون

ثمة من يعتبر أن المعركة لم تكن مع حكومة الحريري حصراً، بل إن المعركة الإقليمية والدولية كانت مع عهد ميشال عون، الذي استفز العرب والقوى الدولية، وأتخذ مواقف واضحة إلى جانب روسيا وإيران. وهكذا اعتبرت القوى الدولية أن موعد تصفية الحساب مع عون قد حان: الحصار المالي والاقتصادي. لكن هذا المسار هدفه تقديم تنازلات جدية على الصعيد السياسي. وحتى لو تمكن العهد من تشكيل حكومة مهما كان شكلها، فإن الموقف منها سيكون مرتبطاً ببرنامجها وآلية عملها ومواقفها. بعيد تكليف حسان دياب تشكيل الحكومة، وُجهت أسئلة كثيرة إلى بعض الدول المعنية والمقرِرة في الملف اللبناني، فلم تقدم الدول المعنية إجابة واضحة أو شافية. كل الإجابات كانت مبهمة، وفي انتظار تشكيل الحكومة. ديفيد هيل قال إنه يجب انتظار الحكومة، ولا تعنيه أسماء الوزراء. وهذا ما اعتبره عون وحزب الله إشارة إلى عدم اهتمام أميركي بلبنان، فمضوا في خيارهم.

معطيات جديدة

لكن معطيات جديدة طرأت عبر مواقف ورسائل، فبدلت المشهد. أبرزها تبدل موقف الحريري العنيف إلى حدّ الانتفاضة. وهذا أحرج حزب الله نسبياً، لأنه يعني فقدان الرئيس المكلف الغطاء السني، مما يضع الحكومة المرتقبة في مواجهة السنّة وتيار المستقبل ودار الفتوى.

وفي هذه الحال يكون حزب الله قد خرج على خياره السابق: تشكيل حكومة لا تكون في مواجهة مع أي من المكونات، وخصوصاً المكون السنّي الذي يرغب توفيره، بعد توفير الغطاء المسيحي. وهو يريد الحفاظ على الحريري، لا سيما في ظل الحديث عن قرب صدور حكم المحكمة الدولية في اغتيال والده. وحزب الله يرغب في حدوث ذلك والحريري في السلطة أو شريكاً فيها.

الحقد العوني

يحرص حزب الله على مراعاة الحريري والشارع السنّي، بخلاف عون الذي يستعجل مع دياب تشكيل الحكومة، للانتقام من الحريري وتطويقه وإخراجه نهائياً من السراي الحكومية. ولا يريد حزب الله الدخول في خلاف مع عون، فاضطر إلى السير بتكليف حسان دياب. لكن التأليف مسألة مختلفة. ومن الواضح التباعد في وجهات النظر بين الطرفين، حول شكل الحكومة ونوعية الوزراء وعددهم وكيفية توزيع الحقائب. هنا ثمة مفارقة: هل يستطيع دياب التفرد بتشكيل الحكومة، وهل لديه القدرة على معارضة توجهات حزب الله، واستجابة توجهات عون، مستنداً إلى دعمه وحده، أم هنالك أمور أخرى في الخفايا؟

يصر الثنائي الشيعي على حكومة من 24 وزيراً، ليتسع فيها هامش المناورة. دياب يريد بحكومة من 18 وزيراً، جميعهم من الاختصاصيين المستقلين. هذا ما بحثه مع عون من دون حمله صيغة محددة أو أسماء. تناقشا في دمج عدد من الحقائب. لكن الثنائي الشيعي يتمسك بتمثيل حزبيين اخصائيين. وهذا ما عبر عنه مسؤول حزب الله من بكركي، وتحدث عن أن النقاش لم يصل إلى الأسماء بعد. ما يعني أن تأخير ولادة الحكومة واقع. وهذا ما سيبحثه غداً دياب والخليلين.

ثمة توازنات سياسية يعرفها حزب الله جيداً وبدقة، وهذا ما لا يعرفه دياب، أو يعرفه ويتجاهله. أما عون فهو يصرّ على تجاهله.

حكومة ميتة

وفي حال ولادة حكومة دياب - باسيل على هذا النحو، تكون ولادتها بحكم الميتة، خصوصاً في ظل موقف الحريري. وهكذا تستمر الأزمة السياسية. فحزب الله لا يريد حكومة مواجهة، لأنه يعرف تداعياتها دولياً. والحلّ يبقى في يد حزب الله، وفي كيفية الوصول إلى نقطة تقاطع مع الحريري، لتحديد الوجهة المقبلة. وإذا ما استمر دياب على هذا المنوال، وشكل حكومة ما، فإن حكومته لن تستمر، بل تسقط .

الحبل السرّي بين الحريري وحزب الله وحدهما، وهو كفيل بترتيب الأمور: عودة الحريري.

 

آخر نسخة حريرية

أحمد جابر/المدن/27 كانون الأول/2019

قد يكون سعد الحريري نقطة ختام الظاهرة التي أطلق عليها اللبنانيون إسم الحريرية. سادت التسمية على الرغم من أن صاحبها الأصلي تعجّب منها في البداية، ثم أعجب بها لاحقاً. وما هو مُثار الآن، أي في اللحظة الوطنية المأزقية الحالية، ليس مصير الحريرية التي قذفها الشارع خارج أولوياته، بل المطروح قدرة آخر عنقودها السياسي على الصمود في موقع الاعتراض من داخل التشكيلة السياسية، بعد أن استبعد عن التصدي لمهمة الإنقاذ التي افترض أنه قادرٌ على النهوض بأعبائها، وما نجم عنها من تداعياتٍ خطيرة، على صعيد الأمن الاجتماعي اللبناني العام. هذا، في الوقت الذي تشير كل سيرة التشكيلة الحاكمة والمتحكمة الحالية، إلى أن هذه التشكيلة لا تستطيع، إن ارادت، أكثر من تجميل قبحْ نظامها، ولن تذهب أبعد من ترميم أجزاء النظام المكسورة، من الآن وحتى أجل معلوم أو غير معلوم. في السياق السياسي المأزوم هذا، تحضر حسابات الحريري الوريث حول مستقبله السياسي، ولا تخطئ عين مراقبة أن مصير الرئيس المستقيل ارتبط ارتباطاً وثيقاً بوجوده في موقع الرئاسة الثالثة، وأن قدرته على النهوض عن كرسي المنصب، ومن ثمَّ التخفف من أعبائه، أمران لا يستطيعهما الحريري الإبن اختيارياً، لأنه بالموقع الحاكم كان، وبه يستمر "كائناً"، بعد أن فقد الكثير من مقومات "كينونته" الرسمية، على امتداد سنوات طويلة من سياق التراجع السياسي الشعبي المرير.

مناورة والتفاف

وما بدا للحظة أنه ارتفاع إلى مستوى الاستجابة لضرورات "اللحظة" الشعبية، انكشف لاحقاً عن استقالة رسمية تضمر العودة بشروط معدّلة. على درب الإضمار، ناور الحريري، وكانت مناورته مكشوفة، لذلك أمكن للاعبين الآخرين أن يردوا عليه بمناورات التفافية، وأن يناوشوه من الحركة، وأن يؤجلوا المعركة الصدامية معه إلى حين تهيئة وتجهيز الميدان الملائم لهذه المعركة. وقد كان لمن كانوا في موقع الدفاع الانتقال إلى الهجوم، فأوصلوا الرئيس المهاجم إلى ما يشبه حالة الحصار، وهم وإن لم يطبقوا طوق الحصار من حوله لفترة، فإنهم تركوا ثغرة للتراجع، ربما لأنه لا مصلحة سياسية ترتجى من إيصال الحريرية الحالية إلى حدود الهزيمة الشاملة، بل يكفي كسر إرادتها وسحبها من ميدان المواجهة إلى الخطوط السياسية الخلفية. المواجهة بالمناورات المتبادلة أفضت إلى هزيمة سعد الحريري بتكليف سواه، وما بدا أنه دعم سابق له من حلفائه وخصومه في الحكم، لم يتجاوز القول المعروف "عن الحبل الذي يدعم عنق المشنقة". وعليه، فإن الحريري الذي تخلى عن اسمه كرئيس، لم يقترح اسم غيره، وباشر انسحاباً لا يبدو منظماً حتى الآن، ما يجعل سلوكه حالياً، بمثابة نصف انكسار، وعلى النجاح في الدفاع من وضعية نصف المنكسر، تترتب معطيات النجاة من وضعية الإنكسار السياسي الكامل.

ما الذي يدفع إلى هذه الخلاصة؟ ما يدفع هو كل سياق الاشتباك السياسي الذي ما زال مندلعاً حول السلطة التنفيذية التي يتقاسمها رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة، وسياق الاشتباك الذي تديره الشيعية السياسية مع السنية السياسية، في الإطار الداخلي، وبالارتباط مع كل الإطار الإقليمي المحيط بلبنان. إذن، كان الأمر وما زال، محمولاً على الإضعاف المتزايد لموقع رئاسة الحكومة، والسعي إلى استقرار "طيف" الحكومة الاجتماعي في الضعف، وتثبيت نتائج مسار تراجع نفوذ حاضنة الحريري المحلية والعربية. هذا التراجع الذي استمرَّ مطرداً منذ أشرف سعد الحريري على إدارة شؤون سنوات الحكم العجاف، وحتى اختيار المكلف الحالي، الدكتور حسان دياب.

ختام تقويمي

لقد تمسَّك سعد الحريري بشرط تشكيل حكومة من ذوي الاختصاص، ورفض مشاركة ذوي السياسات. الحصيلة تقول بالوضوح الملآن، أن الحريري أخطأ في حساب التوازنات، وأخطأ في تقدير موازين القوى، وأخطأ في طموحه إلى تشكيل حكومة "على هواه". لقد نسي الرئيس المشترط، أو أنه لم ينتبه، إلى أن ما يطلبه يعادل الانقلاب السياسي على مجمل التشكيلة السياسية. تحضر أسئلة من قبيل: من أشار على الحريري بذلك؟ كيف استحضر المستشارون الحسابات؟ على من كان الرهان؟ سنستبعد سلفاً، افتراض استناد سعد الحريري ومستشاريه إلى ضغط التحرك الشعبي المعارض، فهؤلاء ليسوا من أبناء الحركة الشعبية، والحريرية السياسية عموماً، لم تكن من هؤلاء الأبناء. وقائعياً، فشل "الانقلاب" الحريري المحتمل، وكان الرد انقلاباً مضاداً عليه، كشخص رئيسي في بنيان العهد الحالي، وكرمزٍ متقدم على أقرانه من رموز السنيّة السياسية الآخرين. التفاتة ضرورية إلى موقف القوات اللبنانية، وإلى موقف التيار العوني، فلقد أثبتت التطورات أن ثوابت الطرفين ظلَّت على أصالتها في توظيف الاستفادة من خلاف "الإسلام السياسي"، هذا الذي أخذ مجتمعاً مما يعتبره فريقا المسيحية السياسية حقوقاً للمسيحيين. حركة الحزب والتيار لم تموهها السياسات المتحركة، وكل منهما عاد إلى حساب الحقل الذي اختلف هذه المرّة مع حساب البيدر. لا ضرورة لنصح سعد الحريري الآن، لكن من ضمن الحسابات الحقيقية، يمكن القول للرئيس الذي لم يستقر على حساباتٍ جليّة، ولا على نهجٍ اعتراضي رسمي واضح، حضرة الرئيس: هل تستطيع سياسةً واضحةً بديلة، من ضمن اللعبة التقليدية اللبنانية! عليك أن تستطيع ذلك، هذا إذا أردت ألاَّ يكون ابتعادك، أو إبعادك عن موقع الرئاسة الثالثة، آخر نسخة حريريةٍ سياسيةٍ فاعلة.

 

حزب الله والاوليغارشيات والتدمير المنهجي للدولة اللبنانية

شارل الياس شرتوني/27 كانون الأول/2019

ثمة نقطة تقاطع تجمع حزب الله والاوليغارشيات الحاكمة في هذا البلد، هي تشبثهم بالاقفالات السياسية، والامتيازات المالية والاقتصادية التي مكنتهم من تحويل الدولة اللبنانية الى متغير تابع لسياسات النفوذ، وتثبيت الطابع الريعي للدولة والاقتصاد، وتفكيك أوصال النظام الديموقراطي لحساب السياسات الزبائنية التي قوضت اركان دولة القانون (الحقوق الأساسية والولاءات المدنية، وصدقية التمثيل السياسي، واستقلالية المواطنين المعنوية والادائية، وتعمم الفساد على كل المستويات). هذه الاستنتاجات تظهرها التطورات السياسية الأخيرة لجهة تمدد الفراغ الحكومي والإبهام الذي يحيط الأوضاع المالية:

أ- ان التعثر المتمادي لتأليف الحكومة عائد لاعتبارين، الأول يعود للطابع المفاجىء للثورة المدنية التي أطاحت بشرعية السياسات الاوليغارشية وممثليها، والثانية ترجع الى نظام المحاصصة بين أطراف النادي الاوليغارشي المغلق. سياسة التمادي في الفراغ الحكومي ترمي الى استنزاف الحراكات المدنية، وتفعيل تناقضاتها والحؤول دون تحولها الى منازع فعلي لها، والحؤول دون فتح باب المشاركة السياسية وانهاء واقع الاوليغارشيات السياسية المقفلة. ان حيثيات تكليف حسان دياب والمداولات المحيطة بتشكيل الحكومة، تعيدنا الى سياسة وضع اليد التي صاغها حزب الله منذ نهاية الانتخابات النيابية الأخيرة والتي تستكمل اليوم من خلال تأليف حكومة تابعة. الحول السياسي لحزب الله يعود الى سوء تقدير قدراته على صعيد المبادرة السياسية والعمل الحكومي، وهامش حركته الإقليمية والدولية الضيق والمحفوف بالمخاطر، واعطابه الاستراتيجية لجهة انخراطه المباشر في نزاعات الداخل السوري، وتداعيات الصراع السني-الشيعي اقليميا، واستدعاء النزاع العسكري الأرعن مع اسرائيل. ان تخليه عن النهج السياسي الميثاقي والتوافقي لحساب وضع اليد المباشرة على الحكم في البلاد سوف ينتهي بالفشل، وادخال البلاد في متاهات نزاعية مدمرة ومفتوحة على كل مصادر الصراعات الإقليمية. ناهيك عن حالة عداء مفتوحة مع غالبية الفرقاء السياسيين والمدنيين اللبنانيين، بما فيهم أوساط المعارضة الشيعية المتنامية، وفي حالة انكشاف تامة حيال سياسات العقوبات المالية، والملاحقة الجنائية من جراء أعماله الاقتصادية وممارساته المالية غير السوية.

يصر حزب الله، على الرغم من كل ذلك، متابعة أدائه غير المتبصر، والمغالي في تقدير الإمكانيات، والتنكر للحدود والمخاطر. أما تحالفه مع التيار الوطني فقد تحول الى علاقة استتباعية أفقدته صدقيته في الأوساط المسيحية، وأنهت قدرته على المبادرة الخارجية. كما ان تقسيم العمل بينه وبين زعامة نبيه بري القائمة على رعاية الفساد والنفوذ الاعتباطي داخل ادارات الدولة، واستعمال سياسة ارهاب الرعاع للنيل من سياسات الممانعة تجاه كليهما، لن يثنيا احدا عن المواجهة وسوف يفضيا الى تفعيل النزاعات الأهلية على تنوع وتائرها وفاعليها. أما سياسة تقاسم المسالب مع الاوليغارشيات السنية ( الحريري، الميقاتي، الصفدي ) ، والسعي الى تفتيت الساحة السنية ( عبد الرحيم مراد، فيصل كرامي، تجمع علماء المسلمين ) فقد افضت الى تفعيل الحراكات المدنية، والنزاعات السنية والشيعية في الداخل، كما نشهد منذ بضعة أسابيع. حزب الله يعمد الى سياسة التفرد والاستعداء المجاني في وقت تصطدم فيه سياسة النفوذ الإيرانية بالانهيارات المتسارعة في دواخلها، وفي العراق الشيعي ولبنان الملتئمين حول ديناميكيات الثورات المدنية التي حفزها الفساد السرطاني والاقفالات الاوليغارشية الخانقة.

ب- ان الإبهام الذي يكتنف السياسات المالية وأوضاع المصارف لجهة مراقبة حركة الرساميل التي اقتصرت على احتجاز أموال المواطنين، وفتح باب التسرب الذي يقارب عشرات المليارات، كما افصح عنه الخبير الاقتصادي مروان إسكندر ( نقلا عن صحافية سويسرية، افادت ان البرلمان الكونفدرالي السويسري هو بصدد إعداد تحقيق يعد للنشر حول ودائع السياسيين اللبنانيين في المصارف السويسرية )،وكما أوحت به تصريحات حاكم البنك المركزي رياض سلامة، وسليم صفير ، رئيس جمعية المصارف . ان الغموض والتكتم والادعاء بعدم حيازة المعلومات، هي خدع صبيانية لا تنطلي على المواطنين الذي كانوا السباقين في الإعلان عن سياسات التهريب التي لم تتوقف خلال الشهرين المنصرمين. هذا الواقع المخزي كاف وحده لابراز الطلاق الفعلي بين المجتمع المدني والنادي الاوليغارشي على اختلاف تشكلاته. هذه الاداءات اللاالأخلاقية وغير المسؤولة والجرمية الطابع، تستهدف بشكل إرادي الاستقرار المالي في البلاد وتؤكد ان هذه الاوليغارشيات لا هم لها سوف تهريب سرقاتها، دون أي اكتراث لمفاعيلها على مستقبل الاستقرار النقدي في البلاد وتداعياتها الكارثية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسلم الأهلي.

ج- تحيلنا هذه الوقائع الى مواقف سياسية تملي على الحراكات المدنية والسياسات المعارضة التوجهات التالية: ١) ضرورة مواجهة حازمة مع حزب الله لجهة تعديل مساره السياسي باتجاه توافقي يغلب الواقعية والاعتدال على الجموح السلطوي الأعمى، والشطحات السياسية والأيديولوجية، والحسابات الاستراتيجية الخاطئة وغير المتزنة، ولاحاجة لتجارب مماثلة لما جرى في ٢٠٠٦، او لفلتان الإرهاب المتفجر الذي لازم المداخلات في العمق النزاعي السوري، او لتمدده باتجاهنا للاستدراك… ٢) لا بد من اللجوء الى الفصل السابع من قانون الأمم المتحدة من اجل توسيع مهمات القوات الدولية باتجاه الداخل حؤولا دون الانزلاق باتجاه النزاعات الأهلية ٣)لا بد من تشكيل لجنة دولية للتحقيق والتدقيق المالي من اجل تحديد مواطن الفساد ومصادرها وفاعليها، ورصد حركة الأموال المنهوبة وشبكات تبيض الأموال، ورفع دعاوى باسم الشعب اللبناني، والعمل على إصدار مذكرات توقيف جنائية بواسطة المحاكم الأوروبية والاميركية وإجراء محاكمات، ومصادرة الأموال المنهوبة، كما شهدنا من خلال مصادرة أموال صدام حسين، وموبوتو سيسيسيكو، ونيكولاي تشاوشيسكو، ومعمر القذافي، ومانويل نورييغا، والاوليغارشيات الفنزويلية الحالية، واستثمارات حزب الله وشراكاته وعمليات تبييض أمواله …،. ولا سبيل الى ذلك الا من خلال خطة لاستعادة الأموال تنطلق من الخارج باتجاه الداخل تحفزها إثباتات التورط في عمليات سرقة الأموال العامة التي تمتلكها الدول الديموقراطية المعنية. لا سبيل الى حلحلة عقدة الحيات القائمة على تقاطع ممانعة حزب الله والاوليغارشيات، الا من خلال الحركة الخارجية، علها تجعل من الاعتدال والتسوية مسارا واقعيا وبديلا عن سياسات الجموح والفساد والإسقاطات غير الواقعية والمدمرة على خطوط التقاطع بين الداخل والخارج.

 

رضوان السيد/آهات الحسرة بعد خراب البصرة…مقالة تحكي دور الحريري وباسيل في صفقات السمسرات والقفز فوق القوانين

رضوان السيد/الشرق الأوسط/27 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81804/%d8%b1%d8%b6%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d8%a2%d9%87%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%ae%d8%b1%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b5%d8%b1/

عشية عيد الميلاد للعام 2019 خرج سعد الحريري أخيراً ثائراً على جبران باسيل شريكه الحميم في تسوية العام 2016 التي جاءت بالجنرال عون للرئاسة، وأعطت فريق 8 آذار الأكثرية في مجلس النواب بقانون انتخاباتٍ غريب عجيب، وأزالت الحدود بين الدولة اللبنانية ودويلة «حزب الله»، ونشرت محاصصات الفساد والاستعباد والفقر والبؤس في أنحاء البلاد، ودمّرت مؤسسات الدولة وأجهزتها بحشد المحاسيب والجهلة والفاسدين فيها، ودفعت سياسات لبنان المالية والاقتصادية باتجاه الإفلاس والخراب. أما السياسات الخارجية العربية والدولية فحدِّثْ ولا حرج، إذ ما أبقت لبلد الأرز علاقات إلاّ بالنظامين السوري والإيراني ومحور الممانعة العظيم!

إنّ هذه الممارسات التي استمرت ثلاثة أعوامٍ طويلة طويلة، ما كانت تجري في الخفاء، ولا في غفلة من الجمهور اللبناني والعربي والدولي، بل جرت وتجري تحت أبصار الجميع وبصائرهم. وتجري وسط الاستنكارات والإنذارات والمقاطعات والغضبات من الخبراء والسياسيين والمواطنين بالداخل والخارج. وما كان ذلك كلُّه يُهمُّ المعنيين الرئيسيين بهذه الفظائع، وأعني بهما جبران باسيل والحريري. وحتى الثنائي الشيعي الذي كانت حصصه ووجوه استيلائه على الدولة تتنامى وتتضاعف، استطاع التخفّي وراء تحالف باسيل - الحريري، واعتبار الزواج الماروني بين الحريري وباسيل وليس هو، المسؤول الأول عن التصدع الذي ينال من البلاد والعباد!

أين تبدو مسؤولية الرئيس الحريري؟ وأنا أُسمّيه رئيساً هنا لهدفٍ واضح، وهو أنّ رئاسة الحكومة تتولى بحسب الدستور السلطة التنفيذية أو الإجرائية في نظام الطائف. وإذا كان أضعف من أن يمشي بسياساتٍ جديدة في كل الميادين، باعتبار الشراكة والتحالف مع الفرقاء الأقوياء في التسوية، فقد كان يستطيع أن يمنع بتوقيعه أو عدم توقيعه، كلّ ما جرى إفساده بأشكالٍ متعمدة وفضائحية. وأعرف أنّ ذلك قيل له ونُصح به مئات المرات وفي كل محط ومحطة تعيينٍ أو إجراءٍ مفسد، وكان يجيب دائماً أنه لا يريد الإساءة إلى التحالف، ولا يريد سوء تفاهمٍ من أي نوعٍ مع الرئيس عون، ولا يريد تأزماً في إدارة البلاد. وقد قال لي مرة قبل سنتين عندما كنتُ لا أزال على علاقة به إنّ رئاسته للحكومة هذه المرة هي غير العام 2009، إذ يومها فاز بتحالفه في الانتخابات، وكان مضطراً لذلك، أما مع الرئيس عون وفي عهده، فهو خطّط وجاء برغبته ليشارك في كتابة صفحة جديدة في تاريخ البلاد والعباد!

لقد كانت ولا تزال صفحة شديدة السواد بالفعل. والرئيس الحريري بهذه الصفة والصلاحيات يتحمل المسؤولية بثلاثة معانٍ؛ أنه أجرى التسوية غصباً عن الجميع ومن دون شروطٍ أو ترتيبات غير بقائه هو في رئاسة مجلس الوزراء (التي تخلّى عنها طوعاً للجنرال عون شكلاً وموضوعاً)، والمعنى الثاني أنه أساء إساءات بالغة في إدارة التسوية أو أنه وبحكم الصلاحيات التي يخوّله إياها منصبه تخلّى عن الإدارة والمتابعة لغيره وظل توقيعه أو ظلت موافقته مضمونة دائماً. والمعنى الثالث أنه شارك عن قُربٍ ومباشرة في الكثير من الأحيان في سائر عمليات المحاصصة الجارية، وما ظهر تذمره إلاّ في ظروفٍ ووقائع نادرة. ولذلك دأبْتُ وفي سائر المطالعات والمتابعات على التأكيد على الرُباعية: التفويت، فسوء التقدير، فسوء التدبير، فالتواطؤ. وفي كثيرٍ من الأحيان أيضاً وأيضاً يحدث التواطؤ دون المرور بكل هذه المراحل!

لقد جاء هذا العهد ورجالاته وأعلامه إلى السلطة بمقولتين علنيتين وثالثة مضمرة وظاهرة أيضاً. المقولة الأولى: السنة واتفاق الطائف والدستور افترسوا حقوق المسيحيين وينبغي استرجاعها بالقوة، وتغيير الدستور. والمقولة الثانية: التيار الوطني الحر وزعيمه هو الفريق المسيحي الأقوى في أوساط المسيحيين، ولذلك فإنّ من حقه الحصول على رئاسة الجمهورية ليقوم من خلالها باستعادة السلطات والحقوق. والأمر الثالث المضمر والذي ظهر بسرعة هو نزوع الجشع المنقطع النظير للامتلاك المادي والرمزي ومن أصغر الأمور إلى أكبرها. وحتى الانتفاضة الشعبية الأخيرة مضوا بعيداً في غرائز الجشع الذي لا يشبع، ضاربين عُرض الحائط بالأعراف والقوانين ووجوه الاحترام لنظام الدولة ومؤسساتها وسياسات لبنان المالية والاقتصادية والخارجية. أما الدستور فإنّ الوزير سليم حريصاتي أقنعهم أنه لا حاجة للتغيير في النصوص، ما دام التأويل ممكناً والاحتيال ممكناً، والحريري لا يحتج، و«حزب الله» صار دولة كاملة بالقوة دونما حاجة لتغيير الدستور!

آهات الحسرة سواء تعلقت بالبصرة أو بغرناطة أو ببيروت أو ببغداد أو بطرابلس الغرب أو بحلب أو بالموصل... إلخ، لا تفيد. تصوروا كم فقدنا من مدنٍ ومدنيات بنتها أمتنا، خلال عشر سنواتٍ فقط! همُّنا الآن بيروت ولبنان. ونحن محتاجون بل مضطرون إلى أمرين:

الأمر الأول العمل الجادّ السياسي والثقافي والاجتماعي والإنساني لإنهاء هذا العهد وابتداعاته وفساده ومصائبه. منذ العام 1943 ما عرفنا انهياراً مالياً واقتصادياً مثل هذا الانهيار. وثلث الديْن العام يأتي من ملف الكهرباء، ولا يزال باسيل وأعوانه يتولون هذا الملف المفزع. وبالأمس وفي ظل حكومة تصريف الأعمال جاءت وزيرة باسيل بشركة جديدة لشراء الوقود. المصريون يقولون: «فلان لا يخاف ولا يختشي»، أي لا يستحي. وسيقال: لكنّ محاولة الإنهاء تعني المزيد من الانهيار، وأنا أقول إنّ الانهيار حصل وسيتعاظم إن بقيت هذه الإدارة للدولة، وقد اشتعلت الانتفاضة ضدها، وينبغي أن نبقى في الشارع إلى أن يحصل الشعب على التغيير الجذري المنقذ. لقد ثبت أنه لا يمكن القيام بإصلاح جزئي من داخل العهد القائم لأنّ الفساد الهائل معششٌ في كل مفاصله. الحراك والانتفاضة هما الحل وهما الوسيلة وهما الهدف الهادف للإصلاح والإخراج من المأزق.

أما الأمر الثاني فيتعلق لسوء الحظ بأهل السنة، وهم مسؤولون عنه، وعليهم القيام به، وهو واجب جرف هذا الرجل الذي كلفه برلمانهم بعد انتظار أكثر من شهرين بتشكيل الحكومة العتيدة. لقد اعتاد السياسيون السنة القول إنهم لا يقصدون شخص حسان دياب، بل الطريقة المعلَّبة التي جاء بها! وأنا أقصد الشخص والطريقة معاً. فالرجل لا يصلح لرئاسة الحكومة وما كان صالحاً للوزارة التي تولاها عام 2011، كانت إدارة وزارة التربية أيامه كما عشتُها وكنتُ لا أزال أستاذا بالجامعة اللبنانية بأيدي مندوبين ومستشارين للثنائي الشيعي وجبران باسيل. وكان هو مهموماً بجمع آلاف الصور لنفسه في شتى المواقف لينشرها بعد ذلك في كتابٍ ضخمٍ على نفقة الوزارة. ولذلك رأينا نحن بالجامعة اللبنانية لاحقاً أن الوزيرين الأسوأ للتربية منذ الطائف هما حسان دياب وبوصعب. دياب بسبب قلة الكفاءة، وبوصعب بسبب العصبية والحزبية.

إنّ على أهل السنة ألا يسمحوا وبكل الوسائل السلمية (وأقلها البقاء في الشارع) أن يبقى الرجل في هذا الموقع الذي لا يستحقه ولا يمثلهم. ظل الثنائي الشيعي، وظل العونيون طوال قرابة العقدين يتحدثون عن الميثاقية وعن الأقوى في طائفته. وقد حققوا هذين الأمرين غير الدستوريين، والآن هم يبتلون المسلمين واللبنانيين برجل لا تتوافر فيه هاتان الصفتان ولا الصفات الأُخرى الضرورية للشخصية السياسية في هذا الموقع. لقد أتى بسبب اكتشاف أنصار «حزب الله» بالجامعة الأميركية لمواهبه، واعتبروا أنهم رموا الكرة في ملعب سعد الحريري وملعب الأميركان.

لن تخرب البصرة اليوم وغداً بسبب نهوض شبابها، كما لن تخرب بيروت، إنما ينبغي الخروج من سيطرة الميليشيات المسلحة، وميليشيات باسيل على عيش اللبنانيين ومصائرهم!

 

ارتياح أميركي لانكشاف «حزب الله» بفقدان غطاء حلفائها عن الحكومة

رلي موفق/اللواء/27 كانون الأول/2019

عملية التأليف كـ«السهل الممتنع»... ودياب يُفاقِم عُزلة الشارع السُنيّ الكامن له على المفترق!

ماكينة المحور السياسية والإعلامية تنسج سيناريوهات مُتخيَّلة في لعبة الحرب النفسية  ورفع المعنويات

تذهب المخيلات في نسج «سيناريوهات» أقرب ما تكون إلى أفلام «هوليود». في الواقع أن الماكينة السياسية والإعلامية لمحور 8 آذار خلاقة في ابتداع الروايات. فقبل أن يحط وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية الرحال في بيروت، روَّجت ماكينة «المحور الإيراني» أنه آتٍ برسالة واضحة «إما تكليف السفير السابق نواف سلام تشكيل الحكومة وإما الفوضى» في استحضار لـلجملة الشهيرة «إما مخايل الضاهر أو الفوضى» التي أطلقها المبعوث الأميركي ريتشارد مورفي عشية الانتخابات الرئاسية عام 1988. وأكملوا الحبكة بأن الذهاب إلى خيار حسان دياب كان هدفه قطع الطريق على الموفد الأميركي وإسقاط ما في يده.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، فبعد أن أجرى محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، خرجت الماكينة ذاتها لتقول إن هيل لم يُظهر أي انزعاج من تكليف دياب. ووصل الاستنتاج في التحليلات بأن واشنطن وحلفاءها عازمون على مساعدة لبنان إذا التزم بالشروط التي تعهَّد بها عشية مؤتمر «سيدر»، من دون أن يكون لإبعاد سعد الحريري تأثير سلبي، وبأن كل ما طلبه هو العمل على تشكيل حكومة تلقى قبول المجتمع الدولي. فهذا هو «السهل الممتنع».

وبعد، ذهبت ماكينة «المحور» إلى الترويج بأن هيل يأتي بمهمة ضغط على لبنان للقبول بترسيم الحدود البحرية مع «إسرائيل» والقبول بما  يُعرف بـ«خط هوف». ولاقاه، عشية وصوله، القيادي في حزب الله النائب محمد رعد بخطاب عالي النبرة، حيث قال: «يأتي الأميركي وغير الأميركي(...) ولن نسمح لأحد بأن يسلبنا غازنا الموجود في مياهنا الإقليمية ولو كان الاختلاف على 5 سم. ويريد الأميركي سلبنا 862 كيلومتراً مربعاً إرضاء لإسرائيل».

وحين تبين أن هيل لم يطرح هذا الملف، نسجت المخيلات الوافرة الإبداع روايتها بأن تكليف دياب قبل ساعات من وصول الموفد الأميركي غيّر في أولويات الزائر، وأبقى في حقيبته ملف ترسيم الحدود والبلوكات النفطية في المنطقة الحدودية، ليركز في محادثاته فقط على تشكيل الحكومة والإصلاحات المطلوبة من الدولة اللبنانية. في الواقع، فأنه على عكس ما كانت أشاعته ماكينة «المحور»، فإن رئيس الجمهورية هو من تناول ملف الترسيم، بطلبه من الولايات المتحدة تجديد مساعيها لإقناع إسرائيل بالالتزام بترسيم الحدود البحرية بهدف تثبيت الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان.

في مقابل «ماكينة المحور» ولعبة الحرب النفسية ورفع المعنويات، يبقى السؤال المطروح يتعلق بما هدفت إليه زيارة الموفد الأميركي، وأي استنتاجات خرج بها؟

ما نقله خلال لقائه، أعلنه على الملأ بأنه حث القادة السياسيين على الالتزام بإجراء إصلاحات هادفة ومستدامة يمكنها أن تقود إلى لبنان مستقر ومزدهر وآمن، وأن الوقت حان لترك المصالح الحزبية جانباً والعمل من أجل المصلحة الوطنية ودفع عجلة الإصلاحات وتشكيل حكومة تلتزم وقادرة على إجراء تلك الإصلاحات. وليس لدينا أي دور في قول مَن الذي ينبغي أن يتولى رئاسة الحكومة وتشكيلها، أو بالأحرى أي حكومة.

بيت القصيد هو أن المطلوب واضح لا يرقى إلى اجتهاد في التفسير. ولكن هل هذا ممكن تحقيقه، فيما العقلية المتحكمة بأداء الأكثرية، والتي جاءت بالرئيس المكلف، لا تُعبّر عن فهم جديد لكيفية ممارساتها السلطة، وعن رغبة في التنازل عن مكتسبات في «جنة الحكم والمحاصصة» تراها حقاً أوكله لها الشعب في صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية الأخيرة، فيما أصيبت تلك الوكالة في صدقية تمثيلها بعد «ثورة 17 تشرين» التي طالبت بتغيير الطبقة السياسية بتبني شعار «كلن يعني كلن».

وفي معطيات من التقاهم هيل، تبدو الصورة مغايرة لما تعتقده قوى 8 آذار. بدا الموفد الأميركي مرتاحاً لخطوة الأكثرية النيابية في تسمية دياب الذي قدمه الإعلام الغربي على أنه مدعوم من «حزب الله». ومرد الارتياح لا ينطلق من بروز حلحلة ما على مستوى المواجهة الأميركية - الإيرانية ترجمت في الساحة اللبنانية التي يرغب منظرو «حزب الله» على اعتبارها ساحة تشابك لا اشتباك، وميدان ترجمة رسائل «حسن النوايا»، إنما ينطلق الارتياح من نقاوة المشهد. فالدور الذي كانت القوى السياسية المحسوبة على الولايات المتحدة الأميركية ودول الاعتدال العربي تلعبه في توفيرها الغطاء السياسي لـ«حزب الله» تحت اعتبارات شتى، ما عاد متوفراً الآن، الأمر الذي يضع الحكومة العتيدة في وضعية انكشاف كليّ مع المجتمع الدولي ولا سيما مع الولايات المتحدة. وهذا بالتالي يُسهل عليها مهمة مواجهة «حزب الله».

فواشنطن لا تزال ماضية في سياسة محاصرة «حزب الله» بوصفه أحد الأذرع الرئيسية لإيران. وستستمر في فرض عقوبات عليه وعلى من يتعامل معه من أفراد وكيانات. ولن تتوانى عن توسيع رقعة استهدافها لتطال حلفاءه حين يقدمون له المساعدة على الالتفاف أو خرق العقوبات. وستصبح الأمور أكثر تعقيداً على حلفاء سوريا - إيران، بعد توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب «قانون قيصر» الذي صادق عليه مجلس الشيوخ الأميركي، والذي يفرض عقوبات وقيوداً على من يقدمون الدعم لأفراد النظام السوري، وإيران وروسيا عن جرائم الحرب التي ارتكبت في سوريا.

ولا يتوقع أن يكون المشهد أكثر انفراجاً في المدى المنظور، مع اشتداد الضغوط على إيران اقتصادياً ومالياً، وتعرّض ساحات نفوذها إلى اهتزازات متتالية سواء في العراق مع ارتفاع وتيرة الاحتجاجات الشعبية، التي تصيب حلفاءها المباشرين في السلطة، أو في لبنان مع ارتقاب تصعيد جديد في الحركة الاحتجاجية في ظل تنامي الأزمة الاقتصادية وغياب أي أفق للحلول، وتزايد إقفال المؤسسات وصرف الموظفين، وتمادي المصارف في التحكم بأموال المودعين وإذلال الناس الكفيلة وحدها بإعادة تأجيج الشارع، في وقت لا تشي الأجواء المحيطة بحركة الرئيس المكلف أنه قادر على القيام بما وعد به من إنجاز تشكيلة حكومية من اختصاصيين تلبي طموحات الشارع، فضلاً عن بروز العقدة السنية أمامه لجهة رفض شخصيات وازنة المشاركة في الحكومة، الأمر الذي سيفضي إلى مزيد من العزلة في الشارع السنيّ وهو الفاقد لغطائه، والكامن له على المفترق!.

 

الشرطة الروسية تسيطر على معابر حدودية بين لبنان وسوريا

طوني بولس/انديبندت عربية/27 كانون الأول/2019

أكثر من رسالة تحذير إقليمية وغربية، وصلت إلى لبنان بضرورة ضبط الحدود اللبنانية السورية. وتشير تقارير رسمية إلى وجود 136 معبراً غير شرعي مقابل 5 معابر شرعية هي العريضة والعبودية والبقيعة وجوسيه - القاع والمصنع. في حين يقيم الجيش اللبناني 38 برج مراقبة، إضافة إلى نحو 200 مركز عسكري حدودي.

قرار صارم

في المقابل، تشير مصادر ميدانية سورية إلى تحركات لقوات الشرطة الروسية في أكثر من ناحية على الحدود اللبنانية من الناحية السورية لإقفال ممرات غير شرعية تُستخدم للتهريب بالاتجاهين.

وتفيد المصادر بأن قوات الشرطة الروسية، استطاعت إقفال 23 معبراً من ناحية القلمون الشرقي، الموازي لقرى القاع والفاكهة وصولاً إلى عرسال، في حين تبقى المعابر بين منطقة الهرمل اللبنانية والقصير السورية بمعظمها تحت سيطرة حزب الله من الناحيتين.

وأضافت المصادر أن الشرطة الروسية منعت دخول قافلة مؤلفة من 5 شاحنات محملة بمواد غذائية من الناحية السورية وأجبرتها على العودة من حيث أتت بعدما حجزتها لساعات عدّة، مؤكدة أن هناك قراراً صارماً بمنع انتقال أي بضائع من سوريا إلى لبنان من أي نوع كانت، علماً أنّ عدد الشاحنات التي تنقل البضائع المهربة إلى لبنان يقدر بأكثر من 100 شاحنة يومياً، ما يحرم الخزينة اللبنانية من عائدات الجمارك ورسوم أخرى.

تقاسم الأرباح

ووفق المصادر ذاتها، فإن عصابات التهريب تتقاسم أرباحها التي تُقدّر بـ 300 ألف دولار يومياً، مع حزب الله وميليشيات موالية للنظام السوري، ويتقاضى الحزب مبلغاً يتراوح بين 5 و10 آلاف دولار لقاء كل حاوية تبعاً لنوعية البضاعة المنوي إدخالها إلى لبنان.

في سياق النشاط الروسي بإقفال معابر غير شرعية عدّة، توضح أوساط دبلوماسية أن هذا القرار يأتي نتيجة تسويات إقليمية، أبرزها مقررات القمة الأمنية الثلاثية التي عُقدت في إسرائيل في يونيو (حزيران) الماضي، وجمعت إضافةً إلى نتنياهو، مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، والتي أكدت عمق التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين هذه الدول والسعي لإعادة تعزيز الحلف بينها.

صواريخ حزب الله

من جهة ثانية، ترجّح الأوساط أن يكون ضمن الاتفاق، منع حزب الله من إدخال الأسلحة الاستراتيجية والصواريخ الدقيقة عبر الحدود السورية إلى لبنان، وتعهّد روسيا بتشديد قبضتها على الحدود وإقفال المعابر غير الشرعية التي ترصد عبر الأقمار الصناعية، مشددةً على أن تقارير أمنية أميركية عدّة نُقلت إلى الجانب اللبناني، تحذر من ترك الحدود اللبنانية سائبة بما يتناسب مع المشروع الإيراني بفتح ممر بري من بيروت إلى طهران وتحت حراسة حزب الله في لبنان وأجزاء من سوريا.

الجيش اللبناني مقيد

في المقابل، توضح مصادر عسكرية لبنانية أنّ قضية المعابر غير الشرعية، قضية سياسية وأنّ بإمكان الجيش اللبناني إقفالها بشكل شبه تام عندما يكون هناك قرار سياسي صادر عن مجلس الوزراء، كونه يخضع لقرارات مجلس الوزراء، مشيرةً إلى أنّ هناك قيوداً على الجيش بشأن تحرك حزب الله على الحدود اللبنانية السورية، كذلك آلياته والشاحنات التابعة له انطلاقاً من البيان الوزاري للحكومة الذي يعطيه شرعية التحرك تحت مبررات "أمن المقاومة". ولفتت المصادر العسكرية أن الجيش اللبناني تسلّم من بريطانيا والولايات المتحدة معدات مراقبة وأبراج لضبط الحدود، مشيرةً إلى زيارات عدّة قام بها قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزيف فوتيل للاطلاع على قدرات الجيش اللبناني على الحدود الشرقية.

الحدود اللبنانية الإسرائيلية أيضاً

في سياق متصل، تشير مصادر سياسية إلى الرفض الإيراني – السوري الدائم لترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية، حيث تتداخل مساحات واسعة على طول الحدود الشرقية للبنان، الأمر الذي يترك بعض المناطق كملاذ لعصابات التهريب، معتبرةً أن أحد أبرز الحلول حالياً، طلب لبنان من مجلس الأمن الدولي، توسيع صلاحيات القرار 1701 ونشر قوة دولية على طول هذه الحدود، ومشكّكةً بالإجراءات الروسية التي ترجّح أن تكون مرحلية نتيجة الضغوط الدولية. ولفتت المصادر إلى أن الحدود اللبنانية بجميع اتجاهاتها البحرية والبرية، بحاجة إلى ترسيم دقيق بالتعاون مع الأمم المتحدة، موضحةً أنه في الوقت الذي يتسبب فلتان الحدود الشرقية مع سوريا بخسائر اقتصادية فادحة، إضافةً إلى تقويض السيادة اللبنانية، باتت أيضاً الحدود الجنوبية مع إسرائيل مصدر قلق وتهديد أمني مستمر لناحية عدم معالجة النقاط المتنازع عليها من ناحية، وإمكانية تقويض الثروة النفطية في البلوكات رقم 8 و 9 و 11 ضمن المياه الإقليمية اللبنانية، إذ تبلغ المساحة المتنازع عليها مع إسرائيل 854 كيلومتراً مربعاً. وترى المصادر أن بإمكان لبنان اللجوء إلى التحكيم الدولي، أو مطالبة مجلس الأمن الدولي بترسيم الحدود اللبنانية انطلاقاً من الخرائط الرسمية التي تمتلكها الأمم المتحدة، معتبرةً أن هذا الأمر يستوجب قراراً من الحكومة اللبنانية، وهذا أمر متعذر كون مصلحة حزب الله تقتضي الإبقاء على مكامن النزاع تبريراً لسلاحه، ومؤكدةً أن بعض القوى السياسية حاولت طرح المشكلة أمام مجلس الوزراء، لكنها اصطدمت برفض الحزب.

 

عون وبري يطلبان من دياب «التروي» في اختيار الأسماء

خليل فليحان/النهار/27 كانون الأول/2019

كشفت مصادر في الرئاسة اللبنانية ورئاسة مجلس النواب أن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس نبيه بري طلبا من الرئيس المكلف تأليف الحكومة حسان دياب «التروي»، بعدما لمسا «استعجاله لإنجاز التشكيل خلال أيام». وأوضحت مصادر الرئاستين لـ«الشرق الأوسط» أن طلب التروي جاء لعدد من الأسباب، بينها أن أسماء مقترحة في اللائحة التي قدمها دياب «غير معروفة»، مشيرة إلى أن «الحاجة ملحة لمعرفة معلومات عن سيرهم الذاتية وخبراتهم ونوعية اختصاصهم». وضربت مثالاً بالوزير السابق دميانوس قطار المقترح لوزارة الخارجية، موضحة أنه «اشتهر بكل ما هو متصل بالمال لكن لا أحد من الرسميين يعرف مدى طاقته لقيادة الدبلوماسية اللبنانية، لا سيما أن العلاقات بين لبنان وعدد من دول الخليج ليست على ما يرام مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، وكذلك الأمر بالنسبة لعلاقات لبنان مع الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، إذ لم تكن جيدة على الصعيد الدبلوماسي أثناء فترة باسيل». وقالت مصادر رئاستي الجمهورية والبرلمان إن عون وبري سألا الرئيس المكلف عن الجهة التي اختارت أو أوحت له بالأسماء «فلم يقتنعا بأجوبته، فاتفقا معه على أن يستمزج رأي الفاعليات بالأسماء والحقائب المقترحة من أجل تأمين الثقة لدى مجلس النواب لحكومته». ولفتا إلى أن الأسماء الواردة التي جرى تداولها لحقائب معينة «أدت إلى اشتباكات كلامية قاسية النبرة بين الفاعليات السياسية المتضررة على مختلف المستويات التي شملت عون من جهة والحريري من جهة أخرى».

وهاجم الوزير السابق زعيم «تيار المردة» سليمان فرنجية، رئيس «التيار الوطني الحر» واتهمه بأنه هو الذي يشكل الحكومة، ما دفع عون إلى نفي ذلك، مؤكداً أن من يؤلّف الحكومة هو رئيسها المكلف. وأفادت مصادر أن أكثر ما أزعج فرنجية هو لجوء باسيل إلى تضمين التشكيلة اسم سفير لبنان في جنوب أفريقيا قبلان فرنجية من دون استمزاج مسبق له، ما اعتبر تحدياً ومحاولة من باسيل لبناء شعبية في زغرتا من نفس العائلة.

كما أن شادي مسعد المقترح في مشروع التشكيلة الوزارية وزيراً للدفاع ونائباً لرئيس مجلس الوزراء معروف عنه أنه ترشح على لائحة «التيار» في الانتخابات النيابية الأخيرة في قضاء مرجعيون ضد النائب أسعد حردان، وهذا ينافي المواصفات الموضوعة لاختيار الوزراء. وأفاد أحد المتابعين لسير الاتصالات لطبخة حكومة دياب بأن تأليف الحكومة وتوزيع الحقائب واختيار الوزراء تم بين «التيار» و«حزب الله» و«حركة أمل» خلال اجتماعات مكثفة، إضافة إلى بعض الأسماء التي أضافها الرئيس المكلف. ولم يصدق بعض السياسيين دياب عندما قال إن «الأمور تسير على ما يرام والحكومة ستكون جاهزة» بعد زيارتيه لقصر الرئاسة في بعبدا للتكليف ثم لمعايدة عون في الميلاد. وقالت مصادر بعبدا وعين التينة لـ«الشرق الأوسط» إن «ما هو متفق عليه هو هيكل الحكومة، أي أن تتألف من 18 وزيراً، 12 رجلاً و6 نساء». وأكدت أن «معظم الأسماء جديدة ويجب أن تحظى بموافقة الأطراف، ما يستوجب بعض الوقت، ومن هنا كانت زيارة دياب لعين التينة» أمس. ولفتت إلى أن «التوزيع الوزاري المتداول على بعض المواقع الإلكترونية بعضه ممكن والبعض الآخر غير نهائي إطلاقاً». وأشارت إلى أن «الثنائي الشيعي هو الذي سيوافق على المرشحين من الوزراء الشيعة الأربعة، والتيار سيوافق على الوزراء المسيحيين فيما يرفض حزبا القوات والكتائب المشاركة». وكشفت المصادر أن العقبة الأساسية في إحراز أي تقدم أن كل من طرحت عليهم حقائب من السنة رفضوها، باستثناء من أيدوا مجيء دياب.

 

استفاقة الحريري ضد باسيل وجعجع: وحدي فوق الشبهات!

هيام القصيفي/الأخبار/27 كانون الأول/2019

أبى رئيس الحكومة سعد الحريري أن يغادر السرايا الحكومية من دون تصفية حساباته مع حلفائه وخصومه، لكنه لم يختر من بينهم سوى التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. إلا أن ردة الفعل العشوائية تجاه الحزبين اللذين صودف أنهما الحزبان المسيحيان الأكثر تمثيلاً، لافتة بمعنى الميثاقية التي طالب بها مناصرو الحريري، لتغطية تكليف حسان دياب، وإن كانت أسبابها تختلف في جوهرها وتفاصيلها في تعاطي الحريري مع الطرفين. لعل أبرز ما حققته التحركات الشعبية بعد استقالة الحريري أنها تمكنت من فك ارتباطه برئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، اللذين كانا حتى ليل 17 تشرين الأول مستمرين في «حكومتهما»، يصيغان معاً عدداً من الاتفاقات، بينها النفط والكهرباء وسلّة التعيينات التي كان يتم التفاوض عليها بالأسماء والمراكز، ويتفاوضان حتى على تقاسم حصة وزراء القوات بعد استقالتهم. لولا هذه الانتفاضة، لم يكن هذا الفصل ممكناً منذ خياطة تفاهم ثلاثي في أول لقاء خارج لبنان، قبل إطاحة ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، والاتفاق على التسوية الرئاسية. فبين سعد الحريري ومستشاره السابق نادر الحريري وباسيل كثير مما هو غير معروف ولم يخرج الى العلن بعد. لكن ما كتب بين الثلاثة وبعلم حزب الله، سمح للحريري وباسيل بأن يكوّنا ثنائياً، طوال ثلاث سنوات، لم يتمكن الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من زعزعزته، رغم تأثيراته السلبية.

لذا تبدو لافتة استفاقة الحريري المتأخرة على «ارتكابات» باسيل، التي لم يدخر أركان تيار المستقبل ونوابه السابقون والحاليون جهداً للفت نظره إليها من دون جدوى. لا بل إن كل المعترضين على أداء باسيل وتغطية الحريري له في مجلس الوزراء وتخلّيه عن صلاحياته أزيحوا جانباً، لمصلحة كل من صرَف النظر عن التسوية ومفاعيلها. من هنا، ينظر بعض السياسيين الى ردة فعل الحريري بمفعول رجعي، من زاوية محاولته توجيه رسائل إقليمية ودولية عن تمايزه، والتخفيف من الأضرار التي لحقت به جراء خروجه من الحكومة، وعدم قدرته على امتصاص نقمة الشارع الحقيقي الذي تظاهر ضده، فعاد الى شارعه السني وإلى المربع الأول في عام 2005، إذ تتجدّد النصائح من قلب بيته له بصياغة تحالف رباعي، من دون القوى المسيحية. وهذه النواة التي يحرص اليوم على التمسك بها، فيرتد على باسيل كأحد أركان التسوية، من دون أن يتوجه بكلمة انتقاد واحدة لحزب الله، محركاً في الوقت نفسه الشارع في لعبة مزدوجة، علماً بأن باسيل لم يرتكب اليوم جديداً لم يرتكبه خلال ثلاث سنوات، في ظل رئاسة الحريري الحكومية، واللغة التي ينتقدها الحريري استخدمها باسيل علناً في أكثر من مناسبة وردّ بها على بري، مطالباً بحفظ «حقوق المسيحيين» ومصرّاً على صياغة خطاب طالما اتهمه به خصومه بأنه عنصري وطائفي، سواء بالنسبة الى النازحين السوريين أو استرداد المناصب الإدارية وتحصيل المقاعد النيابية والوزارية، علماً بأن الحريري يعرف تماماً أن خط الدفاع عنه لدى العهد ومناصريه هو باسيل وليس رئيس الجمهورية الذي كان ينحاز عند أول اصطدام الى استبدال الحريري برئيس حكومة آخر، وكانت ضحكته كبيرة بحسب من التقاه أخيراً بعدما انتهت الاستشارات النيابية بتسمية دياب. ورغم أن جنبلاط ذهب أبعد من القوات والتيار في تسمية السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة، منتقداً عدم مجاراته في هذه التسمية، إلا أن ردة فعل الحريري انحصرت بالقوات اللبنانية وجاءت أيضاً في غير سياقها، لأنه تصرف وكأن له دَيناً في ذمة القوات لم تسدده. لم يفهم بعد أسباب نقمة الحريري عليها، فإذا كان السبب سعودياً أو أميركياً، فهو أول من يجب أن يتفهم ذلك. وإذا كان السبب محلياً بحت، كما تصرّ القوات نتيجة مداولات داخلية، فإن الحريري يفترض أن يجيب عن أسئلة مشروعة عن كيفية قيامه منذ ما قبل التسوية الرئاسية بسلسلة خطوات ناقصة تجاهها. ففي الانتخابات النيابية، لعب الحريري بنصيحة نادر الحريري ورقة التيار الوطني في أكثر من دائرة، لتجيير أصوات له. وحين حالف القوات بطريقة محدودة، في عكار مثلاً إنما فعل ذلك تحت الضغط الخارجي ليس أكثر. وخلال المفاوضات الحكومية، أعطى الحريري لباسيل ما طلبه وما لم يطلبه، ولم يراعِ القوات في ما تعتبره حقاً لها. وتخطّى الحريري كل جسور العلاقة معها لمصلحة تفاهم حيوي مع التيار خلال جلسات مجلس الوزراء والملفات التي كانت مطروحة عليه. خلال ثلاث سنوات، معدودة هي اللقاءات التي جرت بين الحريري وجعجع، كما نقاط التفاهم بينهما، الذي كانت القوات تصرّ على حصرها بـ«البعد الاستراتيجي». لكن واقع الأمر هو أن الحريري تخلّى عن القوات أكثر من مرة، ليوفد عند اشتداد الأزمة، وعند الحاجة الماسة الى جعجع، مستشاره الوزير غطاس خوري هو نفسه الذي لا يوفر جعجع والقوات بكلمات حادة، كل مرة يشتد فيها الكباش بينهما، منذ استقالة الحريري من السعودية.

تكمن خطورة هذا الاشتباك السياسي، مع التيار والقوات، مهما ارتكبا من أخطاء، أنه يلعب على حد التوتير الطائفي، لأن الحريري يستغل الشارع في أكثر من اتجاه. لكن التيار الوطني الحر لم يعد في زمن 2005، بل بات يستخدم فائض القوة بحكم وجوده في السلطة. أما الهجمة الارتجالية على القوات، فورقة خاسرة بالنسبة الى الحريري، إقليمياً وأميركياً، ما يجعله في موقع المطلوب منه الحدّ من الخسائر التي لا ينفكّ يلحقها بنفسه وبتياره.

 

هل هناك محاولات لـ السطو على رئاسة الحكومة؟…

غسان ريفي/27 كانون الأول/2019

ما تزال التسوية التي جاءت بالدكتور حسان دياب رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة مبهمة وغير مفهومة لدى كثير من المتابعين، وسط تساؤلات عدة أبرزها: هل كانت التسوية بفعل إتفاق أميركي ـ إيراني؟، أم أنها نتاج تفاهم محلي على الاطاحة بالرئيس سعد الحريري بعدما سقطت التسوية الرئاسية؟، أم أن هناك محاولات جدية لـ”السطو” على رئاسة الحكومة وصلاحياتها وضرب إتفاق الطائف وتعديل الدستور من خلال الاتيان برئيس للحكومة مقطوع من شجرة طائفيا وسياسيا وشعبيا غير قادر على المواجهة، يمكن من خلاله تحقيق أحلام تاريخية لطالما راودت تيارات سياسية؟.

يبدو واضحا أن وجهات النظر ما تزال غير متطابقة حيال عملية تأليف الحكومة، فالرئيس دياب يغرد في سرب الاختصاصيين المستقلين، بينما يغرد من قاموا بتسميته في سرب شخصيات سياسية يتطلعون الى فرضها في الحكومة العتيدة، لذلك فقد رفضوا بحسب المعلومات أكثر من مسودة أسماء قدمها الرئيس المكلف الذي بدأ يشعر بأن الخناق يشتد عليه من خلال مقاطعة تيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي لحكومته، ومطالب التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل وتيار المردة وحلفائهم، علما أن ما تم تسريبه من تشكيلات حكومية أثار غضب الحراك المدني الذي قد ينفجر مجددا في الشارع إحتجاجا على حكومة لا تمثل تطلعاته.

في غضون ذلك، ما يزال كلام رئيس الجمهورية ميشال عون في بكركي في يوم الميلاد يتفاعل في الأوساط السياسية والشعبية، خصوصا أنه جاء ممن أقسم اليمين على حماية الدستور اللبناني والحفاظ عليه، ما أعطى إنطباعا أن تكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة كان مجرد واجهة لعملية تأليف تتشارك فيها التيارات التي قامت بتسميته، لذلك فقد أعطى الرئيس عون صهره جبران باسيل الحق في أن يشكل الحكومة كونه رئيس أكبر تكتل نيابي، الأمر الذي يضع صلاحيات وحضور وهيبة رئيس الحكومة في مهب الريح، ويضرب الدستور اللبناني بعرض الحائط ويهدد إتفاق الطائف.

لطالما تذكر بعض اللبنانيين مقولة عدد من نواب التيار الوطني الحر خلال فترة الانتخابات بأننا “إستطعنا أن نعدل الدستور بالممارسة ما لم نستطع تعديله بالنصوص”، فهل يسعى التيار الوطني الحر الى مزيد من التعديل عبر “السطو” على رئاسة الحكومة ومصادرة صلاحيات رئيسها بالكامل، علما أن عملية التأليف بحسب الدستور، هي حصرا من صلاحيات ومهام رئيس الحكومة، ولا يحق لأي كان التدخل فيها، فرئيس الجمهورية يوافق على التشكيلة ويوقع مراسيم الحكومة أو لا يوافق ويطرح بعض التعديلات، ورئيس أكبر تكتل نيابي أو أصغر كتلة نيابية تنحصر مهامه في تسمية الرئيس المكلف وفي منحه الثقة أو حجبها عنه في مجلس النواب من دون أن يكون له أي حق بالتدخل في عملية التأليف. يؤكد مطلعون “أن لبنان يقوم على توازن دقيق جدا بين السلطات، وأن ضعف أي منها مقابل السلطات الأخرى من شأنه أن يعرض الاستقرار السياسي والأمني للاهتزاز”، لافتين الانتباه الى أن “ما شهده لبنان منذ يوم الاستشارات النيابية الملزمة من عدم ميثاقية في التكليف ومن غضب شعبي لشريحة طائفية معينة، ومن ثم إستهداف صلاحيات رئيس الحكومة المكلف الى حدود مصادرتها، من شأنه أن يكون له عواقب وخيمة، خصوصا أن الشارع اللبناني قد يكون في الأيام المقبلة أمام حراكين، الأول شعبي ضد الحكومة الجديدة، والثاني طائفي ضد إضعاف رئاسة الحكومة التي سيُسأل عنها حسان دياب!..

 

"حزب الله يُحرِّك اللعبة على خطين!

طوني عيسى/الجمهورية/27 كانون الأول/2019

يقول العالمون: كل «المراجل» المتبادلة بين الرئيس سعد الحريري وخصومه أو شركائه في الملف الحكومي ليست ذات شأن، فلا أحد من القوى الداخلية يمكنه ادّعاء البطولات و«تهبيط الحيطان». وفي العمق، هناك لاعب واحد يتحكم بكثير من عناصر اللعبة، إنه «حزب الله». ما يريده «حزب الله» اليوم هو إمرار «القطوع». هو يدرك أنّ الموجة التي تستهدفه عاتية، وليس من الحكمة الوقوف في وجهها. لذلك، يبدو أنه اختار «الدخول في الموجة»، لعله يقلّص حجم الأضرار الآتية، والتي لا بد أن تصيبه بخسائر فادحة. يعرف «الحزب» أنّ المواجهة التي يخوضها مع الولايات المتحدة وقوى أخرى دولية وإقليمية لن تهدأ إلا بالحسم أو باتفاق دولي - إقليمي. فالأميركيون يصرّون على انتزاع الورقة اللبنانية من يد طهران. ويعتمد الأميركيون أسلوب الجولات المتتالية في هذه المواجهة، منذ سنوات، ويطمحون إلى إضعاف «الحزب» في شكل تدريجي أو بأسلوب القضم، والجولة الحالية ربما تكون الأعنف. فالإدارة الأميركية تبدو أكثر حزماً هذه المرّة. وهذا ما أدركه «حزب الله». ويعرف «الحزب» نقطة ضعفه في المواجهة. فواشنطن استفادت من مناخ النقمة الشعبية العارمة ضد سلطةٍ يَتزاوج فيها نفوذ «الحزب» وسلاحه مع فساد الطبقة السياسية. ولذلك، قرّر أن يأخذ على عاتقه إيجاد مخارج على خطين: حكومة مقبولة ومخارج للأزمة المالية وفق المعايير التي ترضي طموحات الشارع الغاضب ومطالب المجتمع الدولي.

1- في ملف الحكومة، يضطلع «الحزب» بالدور الأساسي في عملية التأليف، بعد عملية التكليف. ووفق المعلومات أنّ «الثنائي الشيعي» هو الذي بادر إلى تسمية دياب بعدما «يَئس» من مساعيه مع الرئيس سعد الحريري. وهو أيضاً يرغب في إتمام عملية التأليف بسرعة، تجنباً لمزيد من المخاطر المالية.

ويقول مطلعون إنّ «حزب الله» أخذ على عاتقه تسهيل ولادة حكومة تكنوقراط في أقرب وقت ممكن، يمكن في الشكل تصنيف أعضائها في خانة «شبه الحياديين»، ولكنهم في الواقع يحظون بالتغطية السياسية والحزبية. ويسعى «الحزب» إلى تسويق تركيبة حكومية، واجهتها دياب، تنال رضى المعنيين في الداخل والخارج، ولاسيما الأميركيين الذين منحوه فرصة معينة لإثبات استقلالية هذه الحكومة عن النفوذ السياسي. وهذه التركيبة قد تولد في غضون الأسبوع أو الأيام العشرة المقبلة، تجنّباً لمزيد من الاهتراء السياسي والاقتصادي. 2- على المستوى المالي، بدأ «الحزب» يتحرك مباشرة لتقديم نفسه شريكاً في عملية الإنقاذ من الكارثة المحتومة، إذ لا جدوى من قيام أي حكومة كانت إذا كان البلد قد سقط فعلاً في الانهيار المالي والنقدي والاقتصادي والفشل الإداري الكامل، مع تعثّر تمويل الدولة والقطاع العام. وكلام النائب حسن فضل الله عن الـ11 مليار دولار المحوَّلة من لبنان إلى الخارج ليس عادياً، لا في المضمون ولا التوقيت. ونقاشات لجنة المال النيابية كانت أمس ذات أهمية اسثنائية، لأنّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أطلق خلالها وعداً بأن تتولّى هيئة التحقيق الخاصة مهمّة التقصّي عن كل التحويلات إلى الخارج خلال 2019. الواضح أنّ «الحزب» يبذل أقصى جهده لإظهار دور له في تجاوز الانهيار المالي، وإبعاد أصابع الاتهام التي توجَّه إليه عادةً لأنه شريك في تركيبة السلطة المسؤولة عن وصول البلد إلى الكارثة.

ويرى كثيرون أنّ «حزب الله» هو الأقدر على المساهمة عملياً في كشف ملابسات المأزق المالي، لأنه وحده بين القوى المحلية يمتلك قدرات معلوماتية ولوجستية، وبينها تلك المتعلقة بتنقُّل الأموال ضمن مؤسسات الدولة وأجهزتها ومصالحها.

وقد يملك «الحزب» حدّاً معيناً من المعلومات عن حركة الأموال التي تدخل القطاع المصرفي اللبناني أو تخرج منه. وتالياً، هو يستطيع أن يضع نفسه في خدمة الهيئات الرقابية والمالية والقضائية لكشف بعض الجوانب. لكنه بالتأكيد سيضطر لاحقاً إلى التخلي عن بعض ميزاته، ولاسيما منها تلك المتعلقة بالمعابر والجمارك.

هل سينجح «الحزب» في هذا الامتحان الذي اختاره لنفسه؟

أيّاً يكن الأمر، فـ»الحزب» يعرف أنّ «الدخول في الموجة» يبقى أفضل لأنه يقلّص حجم الخسائر في أي حال، ولأنه لن يستطيع بعد اليوم الاتكال على التغطية التي توفّرها له تركيبة السلطة الحالية، الفاسدة والتي تتلاشى سريعاً، وستعرّضه للانكشاف. ولكن، ثمة مَن يرى أنّ «الحزب» ربما يكون أمام فرصة للتقاطع مع الانتفاضة، على حساب شركائه في السلطة. فهل يمكن أن يلتقي الطرفان في منتصف الطريق، بدءاً من كشف الحقائق حول الأموال المحوَّلة واسترداد الأموال المنهوبة؟ الأمر يحتاج إلى تغييرات عميقة في جانب «الحزب». ولكن أيضاً، ربما يحتاج إلى إنضاج الظروف والمعطيات إقليمياً ودولياً، ولاسيما منها مناخ المواجهة بين واشنطن وطهران.

 

لبنان... هل تنجح مبادلة الفاخوري بحكومة اللون الواحد؟

وليد شقير/انديبندت عربية/27 كانون الأول/2019

قراءة 8 آذار والعونيين تفترض التخلي الغربي والعربي عن الحريري

يراهن بعض أوساط قوى 8 آذار وبعض القياديين في التيار الوطني الحر على أن يمر تكليف الدكتور حسان دياب بتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة من دون اعتراضات خارجية، استناداً إلى بعض المؤشرات التي تسمح بتمرير الحكومة المقبلة على الرغم من معارضة قوى سياسية وازنة لها ورفضها الاشتراك فيها.

ويقرّ بعض هذه الأوساط بأن رفض رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري وتيار المستقبل، وحزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الكتائب دخول الحكومة ولو من باب تسمية اختصاصيين قد يضعف التغطية والسياسية والبرلمانية. لكن أوساط التيار الحر تعتبر أن عودة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى خيار حكومة اختصاصيين بعدما كانت هذه الصيغة سبب خلافه مع الحريري، وكذلك من قبل الرئيس دياب، مع تسمية وزراء مستقلين سيرد الطابة إلى الأفرقاء الأربعة المعترضين ويضعف حجتهم في مواجهة الحكومة. وتعتقد أوساط في التيار ومحيط عون أن صيغة الاختصاصيين ولو مموّهة، ستشجع المجتمع الدولي على التعامل معها، وهذا ما يدفع إلى تجاهل هذا الفريق غياب التغطية السنية لتكليف دياب، والفشل في إقناع شخصيات سنية ورموز من الحراك الشعبي في المشاركة في الحكومة، على الرغم من استحضار بعض الأشخاص للقاء الرئيس المكلف قبل أيام، تبيّن أن بعضهم مسيّر من جهات في قوى 8 آذار أو من أجهزة أمنية ولا يمثلون الانتفاضة الشعبية.

إلاّ أنّ مصدراً متصلاً بقوى 8 آذار أوضح لـ"اندبندت عربية" أن هناك قراءة خاصة للموقف الدولي والأميركي حيال التطورات اللبنانية هي التي تجعل تحالف التيار الحر وحزب الله يراهن على إمكان نجاح خطة استبدال الحريري برئيس حكومة آخر، وبإعادة تكريس سيطرة هذا التحالف على القرار السياسي اللبناني الذي اهتز نتيجة الانفجار الشعبي في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

موقف 8 آذار من الحريري وجديد هيل

تستند قراءة هذا الفريق وفق المصدر إلى ما يعتبره معطيات خارجية كالآتي:

-أن عدداً من الدول الأوروبية والعربية لم يعد يعتبر الحريري حاجة إلى الاستمرار في السلطة من أجل حماية مصالحها في لبنان، وأن بعض العواصم أخذ يبحث عن بديل له بعد استقالته، والبعض الآخر لم يعد يكترث لهوية رئيس الحكومة، لاعتقاده أن السنوات الثلاث التي أمضاها في رئاسة الحكومة لم تؤدِّ إلى تحقيق ما وعد به لجهة تنفيذ الإصلاحات الضرورية لمعالجة الوضع الاقتصادي، ولا سيما الإصلاحات المطلوبة لإعادة هيكلة الدولة والحد من الفساد. كما أن بعض هذه العواصم يرى أن الحريري لم ينجح حين ذهب نحو خيار التسوية الرئاسية، في خلق مسافة بين الرئيس عون وبين حزب الله الذي أدى انخراطه في الأزمات الإقليمية إلى تفاقم المشكلة الاقتصادية والمالية، نظراً إلى امتناع الدول الصديقة للبنان عن الاستثمار فيه ومدّ يد العون له، بل إن الحريري جنح نحو عقد التسويات مع الحزب وليس مع عون فحسب. ويلفت بعض الأوساط في هذا المجال إلى بيان الخارجية الفرنسية عقب تكليف دياب، الذي حرص على التأكيد أن باريس لا تتدخل في تسمية الرئيس المكلف كتعبير عن الحيادية إزاء استبعاد الحريري.

-بصرف النظر عن صحة أو مغالاة فريق التيار الحر وبعض قوى 8 آذار في تقدير تراجع التأييد الغربي والعربي لبقاء الحريري على رأس الحكومة اللبنانية، فإن تطوراً طرأ على الموقف الأميركي حيال لبنان قد يستفيد منه فريق الرئاسة وحزب الله لاستبعاد زعيم تيار المستقبل عن رئاسة الحكومة. ويشير المصدر المتصل بقوى 8 آذار والتيار الحر لـ"اندبندت عربية" إلى الزيارة التي قام بها مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل نهاية الأسبوع الماضي، معلّقاً أهمية على تفاصيل ما دار بين الأخير وبين عون من مداولات.

وأبلغ المصدر "اندبندت عربية" أن حزب الله كان شديد الارتياح إلى نتائج لقاء هيل مع عون الذي جرت العادة أن يطلع حليفه على فحوى لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين. فاللقاء مع هيل حصل غداة تكليف دياب، ونسب المصدر إلى المسؤول الأميركي قوله، كما تسرّب بعد اجتماعه مع عون، إنه يعرف الرئيس المكلف منذ كان سفيراً لدى بيروت وكان دياب وزيراً للتربية في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي (2011-2013) وأنه يتمنى له كل التوفيق. وأردف هيل قائلاً لعون وفق المصدر المتصل بالحزب والرئاسة، إن بلاده لا تتدخل في عملية تأليف الحكومة باعتبارها شأناً لبنانياً داخلياً، وأن ما يهم واشنطن أن تبدأ تنفيذ الإصلاحات المطلوبة التي تأخرت. كما أن هيل حرص على إبلاغ عون بأن بلاده لن تتخلى عن لبنان و"كنّا إلى جانبه وسنبقى" في دعم معالجة أزمته الاقتصادية وفق برنامج الإصلاحات. وأثار هيل مع عون الاتهامات لبلاده بأنها تقف وراء الاحتجاجات الشعبية، نافياً ذلك، لكنه كرر دعوة واشنطن السلطات اللبنانية إلى التعامل بطريقة سلمية مع الحراك الشعبي، ممتدحاً ما يقوم به الجيش والقوى الأمنية في هذا المجال. وهو ما جعل فريق الرئاسة يصف موقف هيل بأنه "حيادي" وإعلام 8 آذار على غير عادته، يبرز تلك الحيادية بعدما دأب على اتهام واشنطن بتحريك الاحتجاجات في الشارع.

إصرار ترمب على الفاخوري

لكن الأكثر أهمية في لقاء هيل وعون، كان وفق قول المصدر المتصل بحزب الله والقراءة العونية للموقف الأميركي، هو الحديث المطوّل لهيل عن رغبة الرئيس دونالد ترمب في أن تفرج السلطات اللبنانية عن المتهم بالتعامل مع إسرائيل عامر الفاخوري بصفته مواطناً أميركياً (حاز الجنسية الأميركية بعد مغادرته لبنان إلى إسرائيل ثم الى أميركا عام 2000 مع الانسحاب الإسرائيلي، من خلال ابنته المولودة هناك) المسجون في لبنان منذ عودته إلى بيروت مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي والذي أوقف في المطار ويخضع للمحاكمة من القضاء اللبناني. وذكر المصدر إياه أن هيل أسهب في تناول قضية الفاخوري باعتبارها تهمّ ترمب شخصياً، وأنه ترك للرئيس عون التفتيش عن الوسائل القانونية للتعامل مع هذه المسألة. أضاف المصدر لـ"اندبندت عربية" أن ترمب يبدي اهتماماً استثنائياً في الإفراج عن مواطنين أميركيين مخطوفين أو موقوفين في الخارج في كسب الشعبية قبيل احتدام الحملة الانتخابية الرئاسية وفي مواجهة حملة الحزب الديمقراطي عليه. وهو استفاد من الإفراج عن مواطن أميركي كان محتجزاً في إيران قبل أسابيع.

في اعتقاد بعض الأوساط أن الطلب الأميركي من عون التدخل في هذه المسألة بقدر ما يؤشر إلى أنه المرجعية في البلد، هو طلب أميركي غير مباشر من حزب الله بصفته حليف الرئيس اللبناني وصاحب الكلمة الأقوى في هذه القضية وغيرها.

وتفترض الأوساط التي تولي أهمية للطلب الأميركي الملح، أن تلبيته تتيح لعون وحزب الله إنجاز صفقة غير مباشرة مع واشنطن تقضي بالإفراج عن الفاخوري (إذا وجدت المخارج القانونية لذلك) مقابل غض النظر الأميركي عن تأليف الحكومة الجديدة ولو كانت من لون واحد تحت غطاء الاختصاصيين الملوّنين بأصدقاء لحزب الله والتيار الحر. وتستند الأوساط المطلعة على الموقف الأميركي في هذا المجال إلى أن إدارة ترمب معروفة بهذا النوع من الصفقات. لكن التدقيق في ما يحيط بقضية الفاخوري يفضي إلى صعوبة الإخراج القانوني الذي يتولاه عادة فريق الرئاسة، وإلى الثمن الذي يمكن أن يقابل موافقة "حزب الله" على خطوة من هذا النوع على الصعيد الشعبي. وعلى الرغم من أن قراءة فريق 8 آذار والتيار الحر للظرف الدولي الإقليمي قد يكون ملائماً لاستئثاره بتأليف الحكومة، فإن أوساط القوى السياسية المعارضة للتركيبة التي يجري إعدادها، ترى أن هذه القراءة تناقض التوجهات المعلنة والمقبلة، المستندة إلى تصعيد العقوبات ضد "حزب الله" واتساع رقعة الدول المشاركة فيها، وآخرها انضمام ألمانيا إلى الدول التي تحظّر الحزب.

 

عام 2019... سقطت المقدسات السياسية في لبنان

سوسن مهنا/انديبندت عربية/27 كانون الأول/2019

انتفاضة على الحكم والفساد وارتفاع نسبة البطالة مع حصار مالي

اللبناني الذي نزل إلى الشارع عام 2019 وطالب بإسقاط السلطة السياسية، هو نفسه من أفرز هذه الطبقة في الانتخابات النيابية عام 2018 . 

سيتذكر اللبنانيون هذه السنة طويلاً عاماً تصاعدت أحداثه لتبلغ ذروتها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) بانتفاضة شعبية، هزت كيان الطبقة السياسية، وتركتها مذهولة لحدث لم يشهد لبنان مثيلاً له. يوم 17 أكتوبر اجتمع مجلس الوزراء وأقر مجموعة ضرائب جديدة، منها زيادة الرسوم على المشتقات النفطية والسجائر، وفرض رسم 6 دولارات على الاتصال بواسطة تطبيق واتساب. وكأن الضريبة الأخيرة، كانت إشارة لاندلاع شرارة الاحتجاجات، إذ  توسعت لتشمل كل الفئات والطوائف وجميع المناطق اللبنانية، حتى بات الناس يقولون ما قبل 17 أكتوبر ليس كما بعده.

ووصفت هذه التظاهرات من قبل مراقبين بأنها الأولى من نوعها في تاريخ لبنان الحديث، من حيث كثافة المشاركين والانتشار الجغرافي ولا مركزية التحركات.

وحّدت هذه الانتفاضة الصوت اللبناني تحت شعار واحد وهو تغيير النظام وإسقاط الحكومة ورموز السلطة. انتفاضة اخترقت تابوهات وهدمت أصناماً سياسية كانت حتى قبل يوم واحد من اندلاع التظاهرات مقدسة وممنوع التلفظ بأسمائها، ما استدعى استقالة الحكومة تحت وطأة الشارع.

الحكومة التي تشكلت في شهر فبراير(شباط) الماضي، التي كانت عبارة عن حكومة وحدة وطنية ثلاثينية برئاسة سعد الحريري، وأطلق عليها اسم حكومة "إلى العمل"، بعد مشاورات شاقة استمرت 252 يوماً، لم تعش طويلاً.

قدمت استقالتها نزولاً عند إرادة الناس، علماً بأنها ضمت وللمرة الأولى 4 نساء، منهن من تسلمن وزارة سيادية وهي وزارة الداخلية، وللمرة الأولى منذ الاستقلال عبر الوزيرة ريا الحسن. صحيح أن الحكومة استقالت تحت وطأة الأحداث، لكنها منذ ولادتها وحتى "موتها"، وهي تشهد خلافات بين أعضائها، على ملفات كثيرة، من موضوع النازحين السوريين إلى تطبيع العلاقات مع سوريا، إلى حادثة كفرمتى التي أعادت أجواء حرب الجبل إلى الذاكرة.

 برزت فتنة قبرشمون- كفرمتى (قضاء عالية)، وهما بلدتان ذات غالبية درزية، حين كان وزير الخارجية جبران باسيل، يقوم بجولة إلى تلك المنطقة قوبلت باحتجاجات وقطع طرقات، منعاً لدخوله بعض المناطق، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي، (رئيسه وليد جنبلاط) وبين مناصري الحزب الديموقراطي اللبناني (رئيسه طلال أرسلان)، مما أسفر عن سقوط مرافقين اثنين لوزير شؤون النازحين صالح الغريب. إثر ذلك، تحوّلت هذه القضية إلى أزمة حكومية، ما استدعى تدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري واللواء عباس ابراهيم لاحتواء الخلاف وإيجاد مخارج للأزمة، بعد أن تحولت مادة للخلاف السياسي بين الأقطاب الدرزية جنبلاط وأرسلان، على خلفية تسليم المطلوبين التابعين للاشتراكي إلى التحقيق، أو تحويل الملف إلى المجلس العدلي. لبنان الذي يعاني أزمات عدة وفساد يطال مختلف قطاعاته، وصل الفساد فيه هذه المرة إلى المساحة الخضراء التي يتغنى بها البلد. حيث حاصرته الحرائق المتنقلة ليل الاثنين ونهار الثلاثاء 14 و15 أكتوبر، وتجاوز عدد الحرائق 140 حريقاً في مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما في محافظة جبل لبنان والشمال والجنوب وعكار.

 حرائق امتدت لبعض المناطق السكنية والقرى، وحاصرت مدنيين في منازلهم، وقضت على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وأعداد هائلة من المنازل، كما أدت إلى سقوط قتلى وجرحى وخسائر اقتصادية.  وتصدر هاشتاغ #لبنان_يحترق و #PrayForLebanon  قائمة أكثر الوسوم انتشاراً على موقع تويتر حول العالم، وتفاعل معه المغردون بغضب واحتجاج بسبب تعامل السلطات اللبنانية مع أزمة الحرائق، واتهموها بـ"الفشل"، و"الفساد"، بعدما كانت وزيرة الداخلية ريا الحسن طلبت المساعدة بمكافحة الحرائق من الدول المجاورة كقبرص واليونان والأردن، وعبرت قائلة، إن الطائرات الخاصة بمكافحة الحرائق التي يملكها لبنان، "قديمة وبحاجة إلى صيانة". لاحقت تهمة الفساد والفشل السلطات اللبنانية، أيضا بعدما غرقت طرقات وشوارع بأكملها في بيروت والشوف والجنوب والشمال، جراء منخفض جوي عصف بأجوائه. وكشفت العاصفة عدم جهوزية البلديات والبنى التحتية لتصريف مياه الأمطار، وفاضت قنوات الصرف الصحي وعلِق المواطنون ساعات في سيارتهم التي غرقت.

واجتاحت السيول بيوتاً ومؤسسات تجارية. وتصدر هذه المرة هاشتاغ #لبنان_يغرق وسائل التواصل الاجتماعي.

على الصعيد السياسي، عقوبات أميركية جديدة طاولت أشخاصاً وقياديين ومؤسسات مالية مقربة أو تابعة لحزب الله، وكانت المرة الأولى التي تطاول فيها العقوبات مباشرة نواباً حزبيين (محمد رعد وأمين شري) إضافة إلى وفيق صفا. كما طاولت هذه العقوبات مصرف "جمال ترست بنك" لاتهامه بتقديم خدمات مصرفية لحزب الله، ما أجبره على تصفية نفسه. على الصعيد الاقتصادي، استقبل لبنان أعمال القمة العربية الاقتصادية في دورتها الرابعة، في شهر يناير (كانون الثاني). هذه القمة التي كشفت عمق الأزمة اللبنانية بعد إلغاء العديد من رؤساء الدول العربية مشاركتهم، بسبب الملف السوري والنزاعات الداخلية في لبنان، بعدما كان وزير خارجية حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل قد دعا إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

اقتصادياً

كما كانت للبنان مشاركة في مارس (آذار) في مؤتمر "بروكسل 3"، الذي عُقد تحت عنوان "دعم مستقبل سوريا والمنطقة". وحصل على مجموعة مساعدات بلغت نحو مليار و400 مليون دولار ومليار و63 مليون يورو، إضافة الى مشاركته في مؤتمر "آستانة" بصفة مراقب.

كما عمدت الوكالات العالمية للتصنيف الائتماني، "فيتش" و"موديز" و"ستاندرد آند بورز"، إلى خفض التصنيف الائتماني للدولة، وعدد من المصارف. وكانت وكالة "موديز" وفي مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي خفضت مرة جديدة تصنيف لبنان الائتماني إلى  Caa2، مشيرة إلى تنامي احتمالات إعادة جدولة ديون ستصنفها على أنها تخلف عن السداد. كما خفضت تصنيف الودائع بالعملة المحلية لدى بنوك "عودة" و"بلوم" و"بيبلوس الى Caa2 .

كما خفضت موديز في يناير 2019، تصنيف لبنان للدين السيادي من B3 الى Caa2 .

هواجس لبنانية

أهم أحداث شهدها عام 2019 وإلى أين سيذهب لبنان بعد ارتفاع نسبة العاطلين من العمل، وإقفال العديد من المؤسسات التجارية والصناعية أبوابها، سؤال توجهت به "اندبندنت عربية" إلى مدير عام شركة "ستاتيستكس ليبانون" Statistics Lebanon   ربيع الهبر. يقول الهبر "أبرز ما حصل على المستوى السياسي هو انتفاضة 17 تشرين الأول، ليس فقط بوصفها أكبر تظاهرة سياسية في تاريخ لبنان الحديث، بل لأنها أظهرت التحول الكبير عند الناس. فالمواطن الذي نزل إلى الشارع عام 2019 وطالب بإسقاط السلطة السياسية هو نفسه من أفرز هذه الطبقة بالانتخابات النيابية عام 2018. الناس تظاهرت ضد نتائج انتخابات 2018. ونزلت لأنها لم تعد تحتمل، من الضروري القول أن الـ70 في المئة من الشعب اللبناني الذي تظاهر يضم موالين أو محازبين لأحزاب السلطة، هنا السؤال هل هؤلاء سيستمرون بدعم الثورة أم أنهم سيعودون للسير وراء أحزابهم؟". ويضيف الهبر "أن الأزمة الحقيقية في البلد هي مواجهته لأزمة اقتصادية لم نرَ لها مثيل من قبل، هذه الأزمة ابتدأت قبل الثورة ولن تنتهي بانتهائها". إذاً إلى أين يتوجه البلد؟ يجيب الهبر، "استلزمنا لبناء مؤسسات البلد المالية والمصرفية عشرات السنين، كما بنينا ثقة هائلة بالقطاع المصرفي، ها هو لبنان يفقد الثقة العالمية بأهم قطاع لديه، بعدما توقفت التحويلات المالية إلى مصارفه، في حين كانت هناك تحويلات بمليارات الدولارات سابقاً. هذا ونحنا ما زلنا في بداية انهيار هذا القطاع، لذا فإن البلد يتوجه نحو الأسوأ".

ولكن ماذا عن الحلول؟ يوضح الهبر، أن "عدم وجود حكومة، كما انعدام المبادرات الأجنبية لإنقاذ المصارف، إضافة إلى تسارع انهيار القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية، أيضاً القطاع الصناعي يواجه أزمة استيراد، حيث إن الاعتمادات المصرفية مفقودة. لكن قد يكون البدء ببعض الإجراءات السريعة والضرورية والمؤلمة لاستعادة الثقة الدولية بلبنان. تأليف حكومة، تدبير capital control ولكن بشكل رسمي وقانوني، وليس كما يحصل الآن في المصارف، حيث إن أموال المودعين يتم الاستيلاء عليها، والمخالفات القانونية التي تحصل مع التحويلات المصرفية، ومخالفة قانون النقد والتسليف".

ويضيف "يجب تطبيق هذا التدبير لكن مع الترشيد المقنن للحاجات غير الملحة، حيث إن بعض المودعين يحوّلون شيكات مصرفية لصالح شراء عقارات، وهذا ما يجعل المصارف بحاجة إلى العملات الأجنبية، أيضا تجميد الودائع. كما على الدولة أن تحرّر سعر صرف الدولار مقابل الليرة، إذ إنه من غير الممكن أن يبقى المصرف المركزي يدفع هذه الفوائد المرتفعة للمصارف المحلية لتثبيت سعر صرف الليرة. كذلك على الدولة طلب المعونة الخارجية من 6 إلى 15 مليار دولار. كل هذه الإجراءات قد تؤسس للخروج من الأزمات خلال 5 إلى 6 سنوات". أما عن نسبة العاطلين عن العمل، يقول الهبر، "في عام 2016 كانت نسبة البطالة 31.5% وهي ستتصاعد لتصل إلى 40% مع نهاية العام الحالي، حيث إن المؤسسات تقوم بعمليات صرف لموظفيها، أو تدفع نصف راتب وهذا ما يرفع نسبة البطالة المقنعة، وهي الأخطر". ويرى مدير عام شركة "ستاتيستكس ليبانون"، "أن البلد مفلس منذ فترة ومنذ بدأ وزير المالية يقول لقد تدبرنا رواتب الموظفين في القطاع العام لهذا الشهر. إنهم يؤمنون الرواتب شهراً بشهر".

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى القادة الأمنيين مهنئين بالاعياد: لمكافحة اي خلل امني ونأمل مع تشكيل الحكومة تخطي الازمة

وطنية - الجمعة 27 كانون الأول 2019

هنأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون القوى الامنية بعيد الميلاد المجيد والسنة الجديدة، منوها ب"الجهود التي تبذلها من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان، وخصوصا في الأيام السبعين الأخيرة التي شهدت تظاهرات وحراكا شعبيا"، ودعاها الى "التيقظ لمكافحة اي خلل امني يحصل، وابقاء عيونها ساهرة لمكافحة الفساد ومعالجة الخلل وفق ما يعود اليها من صلاحيات يصونها القانون". كما دعاها الى "البقاء متضامنة لأنها تعي واجباتها الوطنية وهي تقوم بها على أكمل وجه". ولفت الرئيس عون إلى أن "البلاد تمر اليوم بظروف صعبة جدا وأزمة غير مسبوقة في تاريخها، لكننا نأمل مع الحكومة الجديدة ان يبدأ الوضع بالتحسن تدريجا ونتخطى الازمة ويعود لبنان الى ازدهاره". وأشار الى أن "الازمة الاقتصادية والمالية التي نعيشها عمرها 30 سنة وليست وليدة الحاضر، وهي بدأت منذ ان تحول الاقتصاد الى اقتصاد سياحة وخدمات، وتراكمت الديون دون ان تعمد الدولة الى تسديدها، فوقعت اليوم في عجز كبير. لذا نعيش اليوم في مرحلة تقشف على المستوى الفردي وعلى مستوى الدولة ومؤسساتها، لكن ذلك مطلوب في الوقت الحاضر للمساعدة على تجاوز الازمة الراهنة". كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله القيادات الأمنية قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، قدمت اليه التهاني بعيد الميلاد وحلول السنة الجديدة.

قيادة الجيش

في مستهل اللقاءات، استقبل الرئيس عون قائد الجيش العماد جوزاف عون على رأس وفد من القيادة.

العماد عون

والقى العماد جوزاف عون كلمة جاء فيها: "تحل الاعياد المجيدة هذا العام ووطننا يعاني أزمة أرخت بثقلها على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والامنية. لكن المعاني التي تحملها هذه الاعياد من أمل ورجاء، تجعلنا نتمسك بإيماننا أن غدا سيكون أفضل. هذا الايمان نابع من حكمة اعتدناها في شخصكم، حكمة تقارب كل الملفات الشائكة بوعي وإصرار وحزم على معالجتها. لا شك ان مهمتكم اليوم كما في الماضي، لا تخلو من الصعاب والتحديات، لكن عاطفتكم الابوية وايمانكم بسمو القضية الوطنية التي تحاربون من اجلها يجعل من المستحيل ممكنا. فخامة الرئيس، سبعون يوما وجنودنا متأهبون لمواكبة الحراك الشعبي والاستحقاقات الدستورية. سبعون يوما والجيش يسعى لضمان سلامة المتظاهرين السلميين، كما توفير حرية التنقل والمحافظة على الاملاك العامة والخاصة، مزودا بدعم فخامتكم وتوصياتكم وحرصكم على احترام الدستور والقانون وحرية التعبير. جيشنا الذي اعتاد قتال الاعداء، يجد نفسه امام واقع أليم، وإن كان تحمله المسؤولية نابعا من قناعته وحرصه على السلم الاهلي ومنع الفتن. جيشنا سيستمر في هذه المهمة مهما كانت التضحيات. فخامة الرئيس، في زمن الميلاد المجيد، نرفع الصلوات معكم لاجل لبنان، آملين ان يحمل ميلاد السيد المسيح الفرح والرجاء لنا جميعا. نتقدم من فخامتكم بأسمى التمنيات بميلاد مجيد وعام سعيد، عله يحمل معه كل الخير والسلام، تحقيقا للاهداف التي رسمتموها من اجل لبنان افضل".

الامن العام

ثم استقبل رئيس الجمهورية المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم على رأس وفد من الضباط الكبار في المديرية.

اللواء ابراهيم

والقى اللواء ابراهيم كلمة باسم الوفد، جاء فيها: "يحل عيدا الميلاد المجيد ورأس السنة المباركة ولبنان لا يزال على فوهة بركان التوترات الإقليمية والدولية من جهة، والتحديات الداخلية من جهة اخرى. كنتم يا فخامة الرئيس منذ لحظة انتخابكم اول من اطلق العمل الجدي لنقل البلاد الى دولة الحداثة والتطور، وصولا الى قيام الدولة المدنية التي طالما ناديتم بها من اجل الانسان في لبنان وحفظ مستقبل ابنائه وحقوقهم. فخامة الرئيس، يرى اللبنانيون فيكم أمل الخلاص للعبور من هذه الازمة الوطنية الاستثنائية التي تتخبط فيها البلاد الى بر الامان، لأنكم فخامتكم كنتم السباقين في الاستماع الى صرخات ابنائكم في الساحات، الذين عبروا عن آلامهم واوجاعهم في مطالبتهم بدولة حديثة بكل معانيها ومضامينها، لا سيما منها الاقتصادية والاجتماعية. دولة تحظى بإدارة نظيفة خالية من الفساد الذي انهك المؤسسات وساهم في تشويه صورة لبنان في الداخل وامام المجتمع الدولي، دولة تتقدم فيها المواطنية الصالحة ويعيش ابناؤها في وطن تحكمه الديموقراطية التي حمت لبنان التنوع بأدواتها وآلياتها المرتكزة على الشرعية الدستورية التي تشكل خط الدفاع الاول عنه، وبهذا فقط يكون ارساء دولة القانون وتدعيمها. فخامة الرئيس، إذ اتقدم منكم باسم ضباط ومفتشي ومأموري المديرية العامة للامن العام بالتهنئة بالمناسبتين السعيدتين، اؤكد لكم استنادا الى الصلاحيات والمسؤوليات المنوطة بالأمن العام وكما عهدتمونا، سنبقى سدا منيعا في مواجهة الأخطار والتحديات التي لا تزال تستوطن وطننا وتهدده. سنعمل بكل امكاناتنا، ووفاء لقسمنا وتحت رعايتكم ورعاية السلطة التنفيذية، لحماية لبنان وشعبه وسلمه الاهلي، وصون استقراره الوطني العام".

قوى الامن الداخلي

بعدها، استقبل الرئيس عون المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان على رأس وفد من المديرية.

اللواء عثمان

وهنأ اللواء عثمان رئيس الجمهورية بالاعياد، والقى كلمة جاء فيها: "إن قوى الأمن الداخلي كما عهدتموها ماضية في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتضعها في أولى أولوياتها، وكما تعلمون أن قوى الأمن وفي السنوات العشر الأخيرة، تمكنت بفضل الجهود المبذولة من المعنيين فيها، من التوصل لكشف الجرائم ومرتكبيها بسرعة ملحوظة، فضلا عن إمكانيتها في كشف المخططين لهذه الجرائم قبل وقوعها في أحيان كثيرة. ونحن لا نألو جهدا إلا ونبذله في سبيل تطوير عمل مؤسستنا باعتماد الأساليب التقنية الحديثة والخروج من الأساليب التقليدية، ولهذا نحن نسعى جاهدين لتنفيذ خطتنا الإستراتيجة ضمن الإمكانات المادية والبشرية المتاحة ونطمح لتحقيقها مع نهاية العام 2022، بحيث نصبح على المستوى المطلوب بين المؤسسات الأمنية والشرطية العالمية المتطورة. فخامة الرئيس، إن لدى قوى الأمن الداخلي مهمات متعددة وحساسة غير مكافحة الإرهاب والجرائم، فهي تقوم بمهام الضابطتين العدلية والإدارية ومهام حفظ الأمن والنظام وحراسة المؤسسات الرسمية والدستورية، إضافة إلى إدارة وحراسة السجون وتأمين ضابطة السير وغير ذلك من مهمات يتم تكليفها بها بموجب القانون... ومؤخرا نقوم بحماية المصارف موقتا لمنع حصول الإشكالات فيها وللحفاظ على استمرارية عملها تحت غطاء أمني يطمئن موظفيها والمواطنين على السواء.

فخامة الرئيس، إن عناصر قوى الأمن الداخلي أمضوا مؤخرا بسبب الأوضاع الراهنة، ما لا يقل عن 70 يوما في الشارع بين المحتجين، ونسبة جهوزيتهم تتراوح بين 80 و 100%، منذ اليوم الأول للتحركات الشعبية، وعناصرها موزعون على كل المهمات المطلوبة من قوى الأمن الداخلي، ذلك ما يشكل ضغطا كبيرا على جميع الوحدات العملانية والعدلية والإدارية. وكما تعلمون فخامة الرئيس أن قوى الأمن الداخلي باتت تعاني من نقص حاد في عديدها نتيجة عدم التطويع فيها منذ سنوات. فخامة الرئيس، إن علاقتنا مع المتظاهرين تتمحور ضمن النصوص القانونية لجهة حماية الحريات العامة وحرية التعبير ضمن الأطر المشروعة، ونحن حريصون على تنفيذ القوانين بحرفيتها، لا سيما لجهة التدرج في استعمال القوة حيث لا يمكن تجاوز حدود مكافحة الشغب المسموح بها قانونا. إن القانون أعطانا حقوقا تعرف تشريعا بالصلاحيات الإكراهية، وبالمقابل فرض علينا واجبات، منها إجتناب كل عنف لا تقتضيه الضرورة أثناء ممارسة هذه الصلاحيات الإكراهية. لذلك، فنحن نقوم بحل معظم الإشكالات التي تعترض عملنا في هذا المجال بالطرق المناسبة، بحيث نحفظ صفتنا الحيادية في العمل وبقاءنا على مسافة واحدة من الجميع، ومن جهة أخرى تنفيذ القانون وعدم السماح بتجاوزه مع الحفاظ على حقوق المواطنين. وقد تعرضت وحداتنا إلى مواجهات مع بعض المحتجين لمنعهم من تجاوز القانون، وقد أصيب 295 عنصرا من قوى الأمن الداخلي بجراح مختلفة خلال تلك المواجهات، ونحن ماضون في تحمل المسؤوليات وتقديم التضحيات على مذبح الوطن من أجل حماية مؤسساته والحفاظ على كيان الدولة.

فخامة الرئيس، نحن بتنا وبشكل أكثر من أي وقت مضى، نعاني من إنعكاس السياسة وتأثيرها بشكل كبير على الأمن، ونحن حريصون على التدخل في الوقت المناسب والقيام بواجباتنا في كل الأمور المتعلقة بالإحتجاجات والتظاهرات، على رأسها حماية المواطنين، خصوصا عند انقسامهم في الأراء الإحتجاجية، وهذه من أصعب المهام التي تواجه عمل قوى الأمن الداخلي أو أي قوى أمنية وعسكرية أخرى، كونها تتعاطى في نهاية الأمر مع مواطنين يعبرون عن آرائهم ضد سياسات معينة أو من أجل مطالب إجتماعية ومعيشية وليس مع أعداء أو إرهابيين. فعناصر قوى الأمن الداخلي يتم استخدامهم بشكل مكثف ومتواصل في مهامهم، وهم يقومون بواجباتهم على أكمل وجه ويعيشون في حالة نكران للذات ولعائلاتهم الذين يمضون معظم أوقاتهم بعيدا عنهم ليسهروا على أمن المواطنين، فليلة الميلاد أمضوها ساهرين على أمن الكنائس والمصلين ولم يكونوا بين عائلاتهم كسائر المواطنين، وهم سيقومون بذلك أيضا ليلة رأس السنة وفي غيرها من مناسبات. لكن في المقابل هؤلاء العناصر وعائلاتهم هم جزء من هذا المجتمع، ونرى من الضروري العمل على تحصينهم في أوضاعهم المادية والإجتماعية لأن الأمن هو أساس المجتمعات وأهم ركن في مؤسسات الدولة وبقائها.

فخامة الرئيس، بصفتكم القائد الأعلى للقوات المسلحة، نؤكد لكم أننا تحت رعايتكم كقوى معنية بإنفاذ القانون، نعمل ضمن منطوقه ونضحي بأنفسنا في سبيل تطبيقه ليبقى بلدنا في أمن وأمان. آملين أن تكون الأعياد المجيدة بادرة خير وانطلاقة لإيجاد حلول تؤمن الإستقرار الأمني على ربوع الوطن، على أمل أن يكون العام المقبل عام خلاص ورخاء نستطيع فيه إعادة النهوض من جديد ببلدنا الحبيب لبنان". ثم قدم اللواء عثمان الى رئيس الجمهورية نسخة عن آلية حفظ الامن والنظام التي وضعتها المديرية، ونسخة عن نسبة الجرائم التي وقعت في لبنان في خلال السنة الجارية والتي انخفضت عما كانت عليه العام الماضي.

امن الدولة

ثم استقبل الرئيس عون المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا على رأس وفد المديرية.

اللواء صليبا

وهنأ اللواء صليبا رئيس الجمهورية بالاعياد، والقى كلمة جاء فيها: "نلتقي اليوم وفخامتكم في ذكرى خلاصية مرتبطة بقيم الامل والمحبة والرجاء التي عودتمونا عليها، طامعين بتوجيهاتكم الحكيمة والهادفة دائما لما فيه خير الوطن. نتقدم منكم بالتهاني لمناسبة عيد الميلاد المجيد وحلول العام الجديد، وكلنا أمل بأن يعم الاستقرار والازدهار وطننا الحبيب، بالرغم من الازمات التي تعصف به من كل حدب وصوب. ونتعهد امامكم بمتابعة مسيرة انجازات المديرية العامة لامن الدولة وجهودها لتصبح نموذجا يحتذى به في بناء مؤسسات المجتمع وحماية امنه الاجتماعي، خصوصا وان الجهود المبذولة في مكافحة الفساد بدأت تثمر وتحصد النتائج المرجوة، معاهدين فخامتكم على تحويلها الى عملية مستدامة يشترك فيها المواطنون مع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، بما يضع حدا لمنطق المحسوبيات وذهنية الحمايات واشكالية الامتيازات والحصانات. فخامة الرئيس، نقدر عاليا دوركم الابوي في احتضان مؤسسات الدولة، ومنها مديريتنا ودعمها المطلق لتحقيق اهدفاها، ونعايدكم ونعاهدكم في هذه الظروف الحالكة بأن نخلق من اليأس أملا، ومن الاحباط رجاء، وبأن لا نألو جهدا في تسييج منعة الوطن الداخلية وتحصينه سبيلا للدفاع عن الارض والانسان. في هذه المناسبة الجامعة، نتضع كما صاحب العيد، ونطلب منه ان يمدكم بالصحة والعافية لتقفوا سدا منيعا في وجه المؤامرات، على امل ان نلتقي في العام المقبل وتكون امنياتنا قد تحققت. ونرجو طفل المغارة ان يمن على عائلتكم وعائلاتنا ولبناننا الحبيب بالفرح والسلام".

الجمارك

وتقبل الرئيس عون كذلك، التهاني من المدير العام للجمارك بدري ضاهر على رأس وفد من المديرية.

ضاهر

وعرض ضاهر لرئيس الجمهورية، بعض الانجازات التي حققتها المديرية خلال سنوات 2017-2018 وحتى منتصف العام الحالي، والقى كلمة جاء فيها: "بعد انطلاقة عهد فخامتكم، وما نتج عنه من عودة المؤسسات الدستورية الى عملها الطبيعي، حاولنا النهوض بالجمارك الى المستوى المطلوب الذي يعول عليه الجميع، ايمانا منا بالقيم والمبادىء السامية والتطلعات التي ارساها خطاب القسم، منتهجين دوما خطى هذا العهد الذي نغذ السير تحت رايته وقيادته. لقد وضعنا نصب اعيننا، ما جاء في خطاب القسم من التعامل مع الارهاب استباقيا وردعيا وتصديا، واشراك القطاع الخاص مع القطاع العام، واعتماد التخطيط الذي بدونه لا يستقيم بناء الدولة، ومبدأ التأليل، كما وارساء نظام الشفافية عبر اقرار منظومة القوانين التي تساعد على الوقاية من الفساد، واطمئنان اللبنانيين الى دولتهم الحامية لهم. كما اتخذنا ما ورد في البيان الوزاري للحكومة، حجر اساس راسخ ومتين، لنبني عليه خطتنا الاصلاحية التي بدأناها حاليا في الجمارك، من تقديم الخدمات بطريقة مستدامة ومتوازنة بإدارة شفافة ونزيهة، والتنظيم والتطوير والتخطيط للإصلاحات، وتحسين الخدمات نوعا وكلفة وسرعة، بالإضافة الى اتخاذ اجراءات سريعة وفاعلة، ووضع استراتيجية وطنية عامة لمكافحة الفساد وتشكيل لجنة للمباشرة بتنفيذها. إننا، وفي هذا الوقت بالذات، نبحث عن مستقبل وطن يشبه تربيتنا وقيمنا واخلاقياتنا، نورثه اجيالا قادمة، ننتظر ما سنحققه لها من استقرار وازدهار للبنان. إن الطريق طويلة وشاقة، غير ان الفشل ليس بالقدر المحتم، انما هو نتيجة تصرفات قد تكون خاطئة. لذلك، يجب معالجة الامور بعزم واقدام ورقي وتجرد وشفافية وعلمية ومهنية وحرفية وموضوعية، بعيدا عن الغوغائية والعبثية والجدلية البيزنطية، بهدف الوصول الى تنمية مستدامة وتحديث وتطوير وسلام يقوم على عدالة اجتماعية. لا شك ان اقتصاد بلدنا يعاني من مشاكل متعددة، وقد تكون الجمارك احدى جوانبها، لذلك توجب ان تكون لدينا رؤية مستقبلية واضحة متكاملة عبر خطة ترتقي الى المستوى المطلوب من الشفافية، من اجل الخروج من التخبط في الظلام والجدل العقيم والاوهام، وذلك على الرغم من الموارد البشرية والمالية المتواضعة. نعم، نحن بحاجة لتغيير واصلاح حقيقيين في مواجهة تحديات المستقبل وحماية حقوق المواطن والدولة وتغيير المسار الانحداري الذي يطغى بشكل عام.

وختاما، نضع بين ايديكم بعض الارقام التي تعبر عن النتائج التي حققناها لغاية تاريخه، معاهدينكم الا نضيع فرصة او وسيلة الا ونستثمرها في سبيل تحقيق الامن الاقتصادي، يحدونا في ذلك واجب وطني وقانوني ومناقبي وسعي حثيث للقيام بمهامنا مهما كانت الصعاب، دعما لدولة القانون والمؤسسات وانهاضا للوطن، وتواكبنا عقدة راسخة ان لا مستقبل لاحد في لبنان الا بقيام هذه الدولة".

 

رئيس الجمهورية عرض مع دياب مسار التأليف ومع وزير الدفاع موضوع الترقيات بو صعب: سأرسل مرسوم الترقية الى امانة مجلس الوزراء

وطنية - الجمعة 27 كانون الأول 2019

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس الحكومة المكلف الدكتور حسان دياب، الذي اطلعه على آخر المستجدات المتعلقة بعملية تأليف الحكومة. وقد غادر الرئيس دياب بعدها دون الادلاء بأي تصريح.

بو صعب

وكان الرئيس عون استقبل ظهرا، وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال الياس بو صعب وبحث معه التطورات العامة في البلاد وموضوع ترقيات ضباط الجيش.

بعد اللقاء، صرح الوزير بو صعب الى الصحافيين، فقال: "اود بداية التوجه الى عناصر الجيش وضباطه بالتهنئة بمناسبة الاعياد، وبتحية من القلب فردا فردا لكل جندي وضابط منتشر على الحدود وفي داخل المدن. واود معايدتهم، قائلا لهم ان هذه المعايدة هي باسم الشعب اللبناني بأسره، على الرغم من كل ما يحكى ونسمعه. فنحن نعرف ان الجندي او العسكري او الضابط الذي يضحي، انما يقوم بهذه التضحية كي نبقى جميعا موجودين هنا. والايام السبعون التي مرت اكبر دليل على الحاجة الى جهوزية الجيش وضباطه وجنوده".

اضاف: "تذكرون انه عندما كنا نناقش الموازنة، جرى الحديث عن التدبير رقم 3 وكيف يجب التعاطي معه. وقد رفضت حينها حتى المناقشة في موضوع هذا التدبير في مجلس الوزراء، وقلت ان هذا الموضوع يجب مناقشته مع القيادة وفي المجلس الاعلى للدفاع، وهذا قرار يعود الى وزير الدفاع. وتخيلوا لو كنا عمدنا حينها الى تغيير هذا التدبير، فيما نحن نريد اليوم ان يكون الجيش مستنفرا 24/24. انطلاقا من ذلك، علينا ان نعرف ان للمؤسسة العسكرية خصوصيتها. وعندما رفضت الكلام بالموضوع في غياب المعنيين، كنت اعرف ان ما من احد باستطاعته ان يقدر الحاجات المطلوبة كي يبقى الأمن ممسوكا الا القيادة المعنية".

وتابع: "لماذا اتكلم عن هذا الموضوع كمقدمة؟ لأننا وصلنا اليوم، ومع نهاية العام 2019 الى ترقيات مستحقة لضباط الجيش على مختلف المستويات، من ملازم اول وصولا الى رتبة عميد. بالأمس، وقعت جداول القيد ل598 ضابطا من ابطال الجيش اللبناني، من رتبة ملازم اول وصولا الى رتبة عقيد. واتوقع ان تسير مراسيم هذا الموضوع بطريقة صحيحة، دون اشكالية حولها. ولكن لدينا اشكالية متعلقة بترقية العقداء الى رتبة عميد. هناك 181 عقيدا مرشحين ليصبحوا عمداء. وقد اجتمع المجلس العسكري واقر ترقية 126 من اصل 181. لكننا عرفنا ان هذا القرار سيواجه اشكالية اصدار مرسوم، بمعنى ان المرسوم قد لا يصدر ب126 عميدا. ولأنني حريص على عدم عرقلة هذا الموضوع، قمت بزيارة رئيس الجمهورية قبل اسبوع وقلت له انني سأحاول خلال اسبوع القيام باتصالات لعدم حصول أي اشكال بخصوص توقيع مراسيم ترقية الضباط من رتبة عقيد الى رتبة عميد، وسأطلعه بعدها على النتائج".

وأوضح بو صعب: "التقيت في خلال هذا الاسبوع بمسؤولين وبرئيس مجلس النواب (نبيه بري)، وتم الكلام عبر الهاتف مع الرئيس سعد الحريري، دون ان اتمكن من اللقاء به. وتواصل معي مستشارون من قبله وكذلك الامين العام لمجلس الوزراء (القاضي محمود مكية)، وبالأمس تكلم معي اللواء اسمر الذي ارسلته من قبلي الى الرئيس الحريري مع رسالة واضحة تفيد ان لدينا مبادرة يمكن ان تفضي الى حل، لأنني مؤمن انه بالتفاهم والحوار يمكن ان نحل الامور".

ولفت الى انه "في مجلس الوزراء عندما كنا نناقش الموازنة، تحدثنا عن تخفيض عدد العمداء، لكن هذا التخفيض يكون عند الترقية سنويا الى رتبة عميد مقارنة بهرمية الجيش، لا بحرمان من يستحق الترقية. وهذا لا يعني ايضا انه اذا لم تتم ترقية احد هذا العام، فلن تتم الترقية العام المقبل. فكانت المبادرة بأن نتواصل مع الرئيس الحريري ونبلغه بإمكان تخفيض عدد الترقيات لهذا العام والذي يبلغ 126، مع حفظ حق من لا تتم ترقيته الى العام المقبل او العام الذي يليه. البعض يعتبر، وآسف ان اقول ذلك، ان هناك خللا في التوازن الطائفي في هذه الترقيات. انا شخص علماني واعرف ان تفكير فخامة الرئيس علماني، والمؤسسة العسكرية تحديدا لا يجب ان يكون فيها تفكير من هذا النوع، لكن البلد محكوم بمثل هذه القرارات التي تؤثر ايضا على الحياة السياسية".

واشار الى انه "في احد لقاءاتي مع الرئيس بري، تمنيا ان ينسحب التفكير العلماني على كل وجوه الدولة اللبنانية وصولا الى دولة مدنية، وهو الحل الافضل. وهذا يشمل ايضا كل الناجحين في مجلس الخدمة المدنية وحراس الاحراج وكل انسان نجح لوظيفة وظلم بسبب التركيبة الطائفية المذهبية. وانا اتكلم هذا الكلام تحديدا من قصر بعبدا، متمنيا ان نصل الى اليوم الذي تتحقق فيه الدولة المدنية وان يكون تفكير الحكومة الجديدة بهذا الاتجاه".

واردف: "عندما كنت في وزارة التربية، يعرف الجميع ان الاساتذة الذين نجحوا في مجلس الخدمة المدنية وباتوا في التعليم الثانوي لا يخضعون للتوازن الطائفي. وجاء بعضهم يقول لي هل تعرف حجم الخلل؟ فأجبته لا يهمني ان اعرف، يهمني من نجح في مجلس الخدمة المدنية".

وقال: "اذا ناقشت موضوع الترقيات مع فخامة الرئيس واطلعته على الخيارات الموجودة امامي، علما انني لم اتمكن من التواصل مباشرة مع الرئيس الحريري ضمن اجتماع، بل تم الكلام معه عبر الهاتف لنتمكن من طرح حل لهذه المسألة. ما زال لدينا ثلاثة ايام قبل نهاية العام، واذا انتهى دون ان اوقع جدول القيد للترقيات، سيخسر هؤلاء الضباط الذين يستحقون الترقية جميعا الفرصة كي يصبحوا عمداء. من هنا بقي لدي خياران، اما ان اوقع جدول القيد كما هو، او ان نحقق تسوية لم نتمكن من التفاهم عليها. وانا لن اقبل بأن اظلم ضباطا في الجيش بمنع ترقيتهم الى رتبة عميد عبر عدم توقيع الجدول. على الاقل عليَّ ان احفظ حقهم بأن يتم توقيع مرسوم خاص بهم ليصبحوا عمداء في يوم ما، لأنهم يستحقون ذلك، وحتى لو تم توزيعهم على اكثر من سنة. وما ابلغت به ان الترقيات العالقة التي نتكلم عنها، تشمل قوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة".

وأمل بو صعب "الا تدفع المؤسسات العسكرية والاجهزة الامنية الثمن، اي الا يدفع الثمن هؤلاء الضباط الذين يضحون تماما كالجنود الموجودين اليوم على الارض والذين اوجه لهم التحية. هذه الدورة بجزء منها هي دورة العام 1994. هناك ايضا دورتا العامين 1995 و 1996. اذا كانوا يرون خللا في التوازن الطائفي في مكان ما يميل لصالح المسيحيين، فالدورتان التاليتان تعكسان هذا الخلل نتيجة الاحداث التي حصلت في الاعوام 1990 و1991 و 1992 عندما تم حل الميليشيات ودمجها بالأجهزة الامنية. علما ان هذا ليس حالة طبيعية نصادفها في الجيش. فقط هاتان الدورتان تحديدا بحاجة الى حل لأن هؤلاء الضباط يستحقون الترقيات".

وتابع: "اما بالنسبة الى الاصلاح في المؤسسة العسكرية، فهذا الموضوع ضروري جدا. لا يمكننا ان نتحدث عن اصلاح في لبنان دون ان نفكر بالإصلاح في المؤسسات العسكرية. منذ اليوم الاول تحدثت بذلك مع قائد الجيش (العماد جوزاف عون) وانجزت مراسيم تطبيقية بهذا الخصوص، خمسة منها باتت جاهزة واثنتان ما زالتا في المجلس العسكري. هذه المراسيم التطبيقية اذا اضيفت عليها هرمية الجيش وعديده وفق قانون الدفاع، يصبح لدينا الاعداد المحددة المطلوبة، وهكذا نواصل العمل في مجلس النواب او عبر اللجان او عبر فخامة الرئيس لنسير خطوة خطوة باتجاه الاصلاح، ان كان في المؤسسة العسكرية او خارجها، وهذا هو تفكير قائد الجيش ايضا. لذلك يجب ان يكون هناك تعاون اكثر في المرحلة المقبلة للسير في هذا الاتجاه، لأن الاصلاح هو مسيرة ويمتد الى سنوات الى الامام".

سئل: هل ستوقع المراسيم دون انتظار جواب الرئيس الحريري كسبا للوقت؟

اجاب: "جاءني الجواب منه اليوم بأن القرار هو عدم توقيع المرسوم، وبالتالي لم يعد لدي اي خيار سوى ارسال المرسوم كما هو والجدول كما هو الى الامانة العامة لمجلس الوزراء لحفظ حقوق هؤلاء الضباط".

سئل: هل عرضت عليك مقايضة بالقبول بتوقيع هذا المرسوم مقابل توقيع مراسيم عالقة؟

اجاب: "نحن حاولنا الكلام من اجل الوصول الى حلول، عدم اللقاء هو الذي اقفل الابواب على اي تفكير من هذا النوع".

سئل: علمنا بوجود مشكلة مالية حول تمديد خدمة 1300 عسكري من بينهم 767 لم يبلغوا سن التقاعد القانوني، هل من ايضاحات حولها؟

اجاب: "ما يحكى هو عن تأجيل تسريح رتباء وافراد بلغوا السن القانوني، ولم يخدموا السنين المطلوبة ليتمكنوا من تقاضي معاشات التقاعد. ذكر اليوم في احد المواقع ان هذا الموضوع هو مشروع خلاف بيني وبين قائد الجيش. اود ان اوضح ان هذا الموضوع ليس مشروع خلاف، وتفكيري متطابق مع تفكير قيادة الجيش. انا عادة آخذ وقتي لتدوير بعض الزوايا، لأن المطلوب من اي سياسي ان يجد حلا لمثل هذه المواضيع، وانا لست عسكريا، لكنني اريد التعبير عن الامر بكل وضوح. هناك كلفة مالية اضافية على الخزينة لتقاعد هؤلاء الرتباء، لأننا نمدد لهم كي يستحقوا معاش التقاعد. ولكن هذا الامر مستحق لهم، لن اختبئ وراء حجة اننا بحاجة لهم، وليس هناك كلفة اضافية للتمديد، انا اوقع على القرار ومقتنع به، فلا يعقل ان يخدم عسكري 15 سنة ولا يتقاضى معاشا عند نهاية الخدمة".

اضاف: "تكلمت مع وزير المال وانتظرت منه جوابا بعدما استمهلني لدراسة الملفات، ولم يكن معارضا، ولكن بعد اسبوعين على الامر لم يعد لدي وقت للانتظار واضطررت اليوم الى توقيع قرار التمديد".

 

الراعي استقبل بطريرك الارمن الكاثوليك والفرزلي وفد حزب الله: مع حكومة كفية واختصاصيين نظيفي الكف

وطنية - الجمعة 27 كانون الأول 2019

بكركي - واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي استقبال المهنئين بعيد الميلاد، فاستقبل، في بكركي اليوم، وفدا من "حزب الله" برئاسة المسؤول عن جبل لبنان والشمال الشيخ محمد عمرو الذي أعلن بعد اللقاء "ان الزيارة هي لتقديم التهاني بالعيد، فعيد السيد المسيح نموذج وأيقونة السلام وحب الفقراء، وهو أراد ان يضرب الاخطبوط المادي ويجعل الروح هي الاساس في هذه الارض".

وقال: "في مناسبة الميلاد، جئنا الى سيدنا البطريرك لتهنئته وللكلام في بعض الامور المقبلة على البلد، وكلنا نعيش ازمة البلد وأزمات الثقة المتبادلة والفساد المستشري والاقتصاد والتدخلات الخارجية التي تريد ابقاء الهيمنة على مرافق هذا البلد: امواله وممتلكاته الباطنية والظاهرية. وكل هذا يؤدي بنا وبكل لبناني الى الاتحاد لاثبات وطنيته وانه يخدم لبنان فقط ومصالح لبنان. ولذلك نؤيد حكومة الرئيس حسان دياب ونستبشر بها خيرا لأنها واعدة بشخص كفي، نظيف الكف، اداري وجاء ليقول، ومن دون خلفية، إنه يريد ان ينقذ البلد ويصلح الوضع الاقتصادي، ونحن في حاجة الى حكومة من أكفياء، نظيفي الكف، مخلصين للبلد ليكون مستقلا اقتصاديا ومستقلا بسيادته عن كل اطماع الخارج، حكومة تحافظ على كل حبة تراب ونقطة ماء وما فيها وفوقها وتحتها".

واضاف: "نحن نؤيد الحكومة العتيدة ونأمل منها خيرا في إنقاذ البلد لأنها ستضم كفايات علمية،ادارية وسياسية تؤدي بهذا الوطن الى الخلاص والى انقاذ الوضع الاقتصادي".

واشار الى "ان "حزب الله" مع حكومة كفية واختصاصيين نظيفي الكف، على رغم كل انتماءاتهم السياسية، وهمه الاوحد الاخلاص للوطن وانقاذه".

وتابع: "لا نتصور ان هناك مستقلا بالمعنى الكامل للمستقل. ولذلك، لا بد ان تكون حكومة اختصاصيين، كما قال فخامة الرئيس، ولكن ان يؤيدها المجلس النيابي وتقوم بعملها ضمن هذه الشبكة الموجودة من تعقيدات اقليمية ودولية".

وردا على سؤال، قال: "لم نقدم أي اسم وننتظر ان يتصل بنا الرئيس المكلف وان يكون جاهزا للأسماء، وبناء عليه سنتكلم، ولكن الوقت ما زال مبكرا لطرح الاسماء".

وعن عرقلة في تأليف الحكومة، قال: "نحن مطمئنون الى أنه سيكون هناك تأليف سريع ولكن ليس متسرعا، ولن تكون الحكومة من لون سياسي واحد انما حكومة لبنانية صرف وتخدم كل لبنان وتنقذ الوضع الاقتصادي، لأن هذا هو هدفها بغض النظر عن مواضيع سياسية اخرى. ومع احترامنا للرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، وكنا وما زلنا نتمسك بأن يكون رئيسا الوزراء، وعملنا جاهدين لذلك، لكنه اعتذر وانسحب وأصر على ذلك على رغم اصرارنا على بقائه. وعندما قدم اليه فخامة الرئيس الأسماء الثلاثة قال ان الرئيس حسان دياب رجل كفي ومخلص، ولذلك نحن واياه ورئيس الجمهورية وكثيرون متفقون على الرئيس المكلف، لأننا نأمل أن تكون هذه الحكومة حكومة انقاذ وطني فعلي وليست لعبة سياسية مقبلة".

واضاف: "ما سمعناه من البطريرك ايجابي ورؤيته متوافقة مع رؤيتنا اللبنانية ولحكومة لبنان المقبلة ووجوب انقاذ البلد، ونحن مطمئنون الى المستقبل ولبنان سيكون مستقلا شامخا وسيقدم نموذجا بقوة ارادته وشعبه وامكان اصلاح الشعب نفسه بنفسه وتأليف حكومة نظيفة تؤدي واجب خلاص البلد، ولكن الامر يحتاج الى بعض الوقت، ولا خوف على لبنان".

طربيه

واستقبل البطريرك الراعي رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب الدكتور جوزف طربيه الذي أمل في "تأليف الحكومة الجديدة سريعا، ووفقا لما يطالب به الشعب والحراك المدني، وما تنظر اليه المرجعيات في الداخل والخارج. والمطلوب من هذه الحكومة معالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية وليس مقاربتها فقط، لأن الوضع قابل للمعالجة وخلاصتها تبدأ بمعالجة مديونية الدولة".

ورأى "ان الانعكاسات السلبية التي حصلت سواء على القطاع المصرفي او على باقي الصعد ناتجة من العجز الفادح لميزانية الدولة والانفاق المتمادي وعدم وضع موازنة صادقة يعبر فيها فعليا عن صحة الواردات، والا نكتفي فقط بصرف النفقات مما ادى الى عجز غير منتظر أساء الى المشهد المالي والائتماني والمصرفي".

وردا على سؤال اكد "ان ودائع المواطنين وغيرهم في امان، والقطاع المصرفي اتخذ اجراءات تتيح حماية هذه الودائع، والدولة تضع تشريعات لرفع قيمة ضمان معظم الودائع في لبنان، فلا خوف على المودعين ولا على ودائعهم".

واشار الى "ان مصرف لبنان قادر على الحفاظ على سعر صرف الليرة اذا ما التزمت الدولة موازنة شفافة، صادقة ومتوازنة تضمن عصرا جديا للنفقات يتيح ايجاد التوازن بين كفتي الواردات والنفقات".

بطريرك الارمن الكاثوليك والفرزلي وزوار

ومن زوار بكركي على التوالي: سفير لبنان في السعودية فوزي كبارة على رأس وفد من مجلس العمل والاستثمار اللبناني ورجال الاعمال اللبنانيين في المملكة العربية السعودية، وبطريرك الارمن الكاثوليك غريغوريوس بطرس العشرون، نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، الوزير السابق جهاد أزعور وشقيقه انطوان.

 

الابيض سلم زاسبكين رسالة الى الرئيس الروسي: للمساعدة في معرفة مصير ابراهيم ويازجي والوقوف الى جانب الشعب اللبناني المستقل

وطنية - الجمعة 27 كانون الأول 2019

سلم رئيس المجلس الارثوذكسي اللبناني روبير الابيض، سفير روسيا الكسندر زاسبكين، خلال زيارته السفارة الروسية على رأس وفد من المجلس، رسالة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأعلن الابيض ان الرسالة مقسمة الى جزأين، ناشد فيها المجلس الرئيس بوتين "المساعدة من اجل كشف مصير المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي وذلك بعد مرور 6 سنوات على اختطافهما قسرا، خلال الحرب في سوريا، وبما ان الحرب قد انتهت لا بد ان تنجلي وتنتهي قصة خطف المطرانين ويصار الى معرفة مصيرهما. فاذا كانا حيين، علينا ان نعرف اين هما. اما اذا كانا شهيدي يسوع المسيح علينا ان نصلي لراحتهما. ونحن نعلم جيدا ولنا ملء الثقة بقدرة الدولة الروسية على مساعدتنا من اجل انهاء هذا الملف وانهاء عذاب ست سنوات لطائفتي الروم والسريان الارثوذكس". واوضح ان الجزء الثاني، "يتعلق بالمعاناة التي يعيشها الشعب اللبناني من الناحية الامنية والاقتصادية"، مشيرا الى انها "المرة الاولى في تاريخ لبنان التي يقول الشعب كلمته بحرية وكرامة ومحبة، ويتحد بكل طوائفه من مسلمين ومسيحيين..، وانها "فرصة للتغيير والانتقال من النظام السياسي الطائفي "الميثاق الطائفي منذ عام 1943"، الى نظام مدني جديد حديث عصري". وطالب الابيض الدولة الروسية "بالوقوف الى جانب الشعب اللبناني المستقل ودعم هذه الانتفاضة"، مشددا على ان التغيير يبدأ بحكومة مستقلة تكنوقراط من أصحاب الاختصاص والكفاءة وغير الحزبين، انتخابات برلمانية مبكرة بقانون خارج القيد الطائفي ولبنان دائرة واحدة من خلال قانون النسبية الموسعة على صعيد المحافظة، انشاء مجلس الشيوخ يجمع كل الاطياف والطوائف اللبنانية وهذا بحسب ما جاء في وثيقة الطائف ويحافظ على التمثيل الحقيقي لجميع اللبنانيين، انشاء مجلس قضاء مستقل، الاسراع في وضع قانون "الاثراء غير المشروع" ومحاسبة كل من سرق أموال الدولة والشعب. وختم: "فرصتنا اليوم في اتحادنا ضد الفساد، الشعب قال كلمته على القدر ان يستجيب والدعم من الذين يحبون ويؤمنون بهذا البلد الشفاف بشعبه الرائع بأرضه، فلنا الحق ان نعيش بسلام. نامل فخامة الرئيس بوتن زيارتكم لمنطقة الشرق الاوسط وخصوصا للبنان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  27-28 كانون الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني(الأرشيف)/في ذكرى اغتيال د. محمد شطح: التايوانيون من أصحاب شركات أحزاب 14 آذار يغتالون محمد شطح كل يوم 100 مرة

الياس بجاني/27 كانون الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/archives/50620/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d9%8a%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7/?fbclid=IwAR2pYw5UYOpK1CXob_BqoVWuPnf_VYqbcoqFDX-hk9KJIZVCOBr1nCyouFA

 

حزب الله والاوليغارشيات والتدمير المنهجي للدولة اللبنانية

شارل الياس شرتوني/27 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81807/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%ba%d8%a7%d8%b1/

 

 

رضوان السيد/آهات الحسرة بعد خراب البصرة…مقالة تحكي دور الحريري وباسيل في صفقات السمسرات والقفز فوق القوانين

الشرق الأوسط/27 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81804/%d8%b1%d8%b6%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d8%a2%d9%87%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%ae%d8%b1%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b5%d8%b1/

 

Enemies of Lebanon (3 of 3): The Clergy/Elie Aoun/December 27/2019

ايلي عون: اعداء لبنان (الجزء الثالث).رجال الدين

Enemies of Lebanon (2 of 3): The Secret Societies/Elie Aoun/December 10/2019

ايلي عون: اعداء لبنان – الجزء الثاني

Enemies of Lebanon (01 of 03): The Monetary System/Elie Aoun/November 30/2019

أعداء لبنان (01من03): النظام النقدي

http://eliasbejjaninews.com/archives/81328/elie-aoun-enemies-of-lebanon-2-of-3-the-secret-societies-%d8%a7%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a7%d8%b9%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/