LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 كانون الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december24.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

طُوبى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ البِرّ، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّماوات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/زمن الإحتلال والبؤس والكفر جاء بأمثال مي خريش إلى عالم السياسة

الياس بجاني/لا السعودية ولا إيران.. بل فقط لبنان

الياس بجاني/زلم وليد بيك ينضمون في تعدياتهم على خيم الثوار إلى شبيحة بري ونصرالله

الياس بجاني/حسان دياب “الأرنب” الآتي من طاقية فطاحل محور الشر

الياس بجاني/تظاهروا ضد الحريري وأمام منزله وليس تأييداً له ودفاعاً عنه

الياس بجاني/لا زعلنا ع الحريري يلي راح ولا فرحنا بدياب يلي إجا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 23/12/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 23 كانون الأول 2019

طهران ترحّب بتكليف حسان دياب..ولايتي: تظاهرات لبنان تتم بتحريض من قبل السعودية وإسرائيل

حزب الله يستجدي الميثاقية لدياب.. وردّ عنيف من الحريري!

تكتيك التكليف من دون التأليف لإعادة الحريري؟

فضيحة إختفاء الدولار...ستة سياسيين حولوا المليارات إلى الخارج

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لقاء سيدة الجبل: انقاد لبنان من الكارثة يكون حكما بتدويل الأزمة

الحراك اللبناني يرفض محاورة رئيس الوزراء المكلف

مظاهرات في بيروت والمحافظات تطالب بحكومة إصلاح سياسي واقتصادي

وليد جنبلاط في حديث تلفوني مع الإغتراب الدرزي: لماذا الحريري والقوات لم يدعما نواف سلام؟.. غلطة الشاطر بألف

مكتب الحريري يُصدرُ بيانًا بشأنِ "موقفٍ" من تكليف دياب!

الحريري يقطع الطريق على حزب الله بنفيه دعم تكليف دياب

قماطي: تسمية دياب جاءت بعد موافقة الحريري ودعمه

الحراك سلّم مطالبه للرئيس عون... وثيقة من 6 نقاط نقلها عربيد الى بعبدا

الثوار: دياب مرفوض… لن نقبل برئيس حكومة صنيعة “الثنائي الشيعي” والغضب السُّني مرشح للتصاعد... و"دار الفتوى": لن نسمح بكسر هيبتنا ومكانتنا في لبنان مهما كلف الأمر

الحبتور يُقدِّم في لبنان مساعدات إنسانية إلى 10 آلاف عائلة في 100 قرية

الصراع على خلافة مفتي طرابلس والشمال يحتدم

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ما حقيقة مقتل قائد القوات الجوية الايراني خلال الغارات الإسرائيلية أمس؟

8 عناصر جديدة في القصف الإسرائيلي قرب دمشق

إسرائيل تقصف مواقع إيرانية في سورية وتقتل 3 من “الحرس الثوري”

تعزيزات عسكرية للمعارضة في إدلب وتحركات لتسليم معرة النعمان للنظام دون قتال

طهران تعلق مفاوضات الاتفاق النووي لحين إلغاء العقوبات

الطالباني: التظاهرات “جنة وأعياد” لـ”داعش”

العراق يدخل “الفراغ الدستوري” وسط رفض السهيل رئيساً للحكومة

المتظاهرون أضربوا عن الطعام... وبرهم صالح لوّح بالاستقالة... وتشكيل مجلس مفوضية الانتخابات من 9 قضاة

“الشهداء” تكتشف 18 مقبرة جماعية لقتلى “داعش” و”القاعدة” وانطلاق عملية أمنية لملاحقة الإرهابيين جنوب البصرة

نائبة عراقية: مناصب حكومية بمليون دولار

مقتل 1500 في احتجاجات رفع أسعار الوقود وإضراب المعلمين والتربويين يشلُّ مدارس إيران

روحاني واثق من وقف "الضغط الأقصى" وظريف في سلطنة عمان

الإعدام لـ5 والسجن 24 عاماً لـ3 متهمين في قضية مقتل خاشقجي/المحكمة عقدت 9 جلسات بحضور مندوبين عن تركيا ومجلس الأمن وأفرجت عن عسيري والقحطاني

نظام الأسد يحجز على أموال رامي مخلوف ورجال أعمال

احكام بالقصاص والسجن على قتلة خاشقجي/الإعدام لـ5 متهمين والسجن 24 عاماً لـ3 آخرين... وتبرئة 10 بينهم القحطاني والعسيري

التلفزيون الجزائري: وفاة رئيس اركان الجيش الجزائري النافذ الفريق احمد قايد صالح

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يعود لبنان لبنانا واحدا أم يبقى لبنانان؟/سيزار معوض/المرصد أولاين

ديفيد… ماذا فعلت بهم/نبيل بومنصف/النهار

الموارنة والشيعة يمثّلهم أقوياء لماذا لا يُعامَل السنّة بالمثل؟ /اميل خوري/النهار

اعتداءات متكررة على ناشطي عاليه.. الاشتراكيون ضد كمال جنبلاط!/أنور عقل ضو/المدن

إجراءات جديدة وقاسية تعزّز "فجور" المصارف: أموالكم ليست لكم/عزة الحاج حسن/المدن

حسان دياب حياكة إيرانية خالصة.. ضد العرب لا الأميركيين/منير الربيع/المدن

استشارات حسان دياب.. صالون ممتلئ بالفراغ/نادر فوز/المدن

الحكومة "الوهمية".. خدعة السلطة لتمزيق وحدة اللبنانيين/منير الربيع/المدن

نحو طيّ صفحة الميليشيات الإيرانية/خيرالله خيرالله/العرب

الإنتفاضة والحكومة: إلى أين؟/د.توفيق هندي/فايسبوك

قانون "قيصر" الأميركي هل يطال داعمي النظام السوري في لبنان؟/طوني بولس/انديبندت عربية

كيف خرج الحريري ودخل دياب؟/تراجع ملموس لغطرسة حزب الله أوضح تعابيرها زيارة ديفيد هيل الهادئة/طوني فرنسيس/انديبندت عربية

لبنان... الرئيس المكلف يواجه تجربة أمين الحافظ/تشابهت ظروف اختيارهما بين كونهما من خارج نادي الرؤساء ومواجهتهما لـ"فورة" شعبية/فيديل سبيتي/انديبندت عربية/

السلاح "زينة الحرمان" الشيعي بديلاً للعِصاميّة و"الأودمة"/محمد أبي سمرا/المدن

محمد شحرور يترجّل من على فوّهة العقل العربي!/علي الأمين/نداء الوطن

الانتفاضة اللبنانية ومسارات التغيير السياسي المستدام/بول سالم/موقع درج

الثورة أسيرة شعاراتها/محمد علي مقلد/نداء الوطن

على المستقلّين التنبّه إلى أهمية الانتخابات البلدية في عملية التصدّي للطبقة السياسية./مايكل يونغ/مركز كارنيغي للشرق الأوسط

واشنطن وسياسة «السلبية المبرمجة»/سام منسى/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون عرض مع الداود ورحمة وبقرادوني التطورات

الرئيس المكلف التقى ناجحين في الخدمة المدنية ومتقدمين لوظائف

السنيورة: المستقبل لن يشارك في الحكومة انسجاما مع موقفه بأن يكون أعضاؤها جميعا من المستقلين

المشنوق: لا لميثاقية بسمنة وأخرى بزيت وعلى الحريري إزالة الالتباس حول تكليف دياب

فنيش: الحكومة المقبلة بحاجة إلى غطاء سياسي ولا نسمح لأحد أن يمس بقوة لبنان

أسامة سعد: الحكومة العتيدة في حال تشكيلها لن تشكل إنجازا يلبي تطلعات الحراك

اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام هنأت بالأعياد وأملت حكومة إنقاذ تحظى بثقة الشعب ونددت بالتعرض للقوى الامنية

الراعي افتتح السنة القضائية 2019 2020 في المحاكم الروحية واصدر تعميما بشأن القانون المتعلق بعدم القدرة الطبيعية لعقد زواج صحيح

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

طُوبى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ البِرّ، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّماوات

إنجيل القدّيس متّى05/من01حتى12/:”لَمَّا رأَى يَسُوعُ الجُمُوعَ صَعِدَ إِلى الجَبَل، وجَلَسَ فَدَنا مِنْهُ تَلاميذُهُ،وفَتَحَ فاهُ يُعَلِّمُهُم قَائِلاً: «طُوبى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوح، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّمَاوَات. طُوبى لِلْوُدَعَاء، لأَنَّهُم سَيَرِثُونَ الأَرض. طُوبى لِلْحَزَانى، لأَنَّهُم سَيُعَزَّون. طُوبى لِلْجِيَاعِ والعِطَاشِ إِلى البِرّ، لأَنَّهُم سَيُشْبَعُون.طُوبى لِلْرُّحَمَاء، لأَنَّهُم سَيُرْحَمُون. طُوبى لأَنْقِيَاءِ القُلُوب، لأَنَّهُم سَيُعَايِنُونَ الله. طُوبى لِفَاعِلي السَّلام، لأَنَّهُم سَيُدْعَونَ أَبْناءَ الله. طُوبى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ البِرّ، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّماوات. طُوبى لَكُم إِذَا عَيَّرُوكُم وٱضْطَهَدُوكُم، وٱفْتَرَوا عَلَيْكُم كُلَّ سُوءٍ مِنْ أَجْلي. إِفْرَحُوا وٱبْتَهِجُوا، لأَنَّ أَجْرَكُم عَظِيمٌ في السَّمَاوات، فَهكَذا ٱضْطَهَدُوا الأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُم.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

زمن الإحتلال والبؤس والكفر جاء بأمثال مي خريش إلى عالم السياسة

الياس بجاني/23 كانون الأول/2019

مي خريش سطحية ولا علاقة لها بالسياسة وبالدستور وبالسيادة. متفلسفة عن جهل وغباء وربما لهذا اختارها باسيل. عدائية ومستفزة ومتعجرفة

 

لا السعودية ولا إيران.. بل فقط لبنان

الياس بجاني/21 أيلول/15/المقالة هذه هي من أرشيف سنة 2015

http://eliasbejjaninews.com/archives/81703/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81-%d8%b3%d9%86%d8%a9-2015-%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9/

المشكلة العويصة في لبنان حالياً تكمن ليس فقط في أن لبنان الرسالة والاستقلال والسيادة والقرار الحر والتاريخ والهوية والفرادة قد تم تغيبه وتهميشه وأبلسته، بل تم قهره وكبت كل مقوماته الحضارية والفكرية والتاريخية والحقوقية بالقوة والتسلبط، حيث يمسك بقراره وحكمه ومصيره وأعناق شعبه المظلوم والمقهور والغارق بين جبال القمامة، يمسك بقراره مناصفة فريق سياسي غير مسلح مثاله الأعلى الحكم السعودي، وهو استراتيجياً وإقليميا ملحقاً به وتابعاً له.

وفريق ثاني ميليشياوي وإرهابي مسلح حتى أذنيه يريد بالقوة فرض النموذج الإيراني الملالوي على لبنان واللبنانيين وقد حول وطننا الحبيب والمسالم عن طريق البلطجة والإجرام والغزوات إلى معسكر إيراني وقاعدة للملالي ولحكمهم الساعي بالقوة والتمذهب إلى إقامة الإمبراطورية الفارسية على أنقاض كل الدول العربية وشعوبها.

أما الخطير هنا، بل الكارثي في حالة المحل والبؤس هذه أن القيادات المارونية تحديداً والمسيحية عموماً دينية وزمنية ودون استثناءات والتي هي من المفترض أن تحافظ على هذا اللبنان الحضاري والمنفتح الذي كانت في صلب وأساس وعمق تكوينه وقيامته كنموذج للتعايش، الخطير، بل المدمر هنا أنها أي القيادات المسيحية بمعظمها للأسف تخلت عن دورها الوطني والكياني والاستقلالي وارتضت عن غباء ونرسيسية وقلة إيمان وخور رجاء الالتحاق مناصفة بين الفريقين، السعودي والإيراني، أي تيار المستقبل وحزب الله، فتم تهميشها كلياً ولم تعد شريكة لا في القرار ولا في الحكم، بل أداة مسيرة وغير مخيرة.

وحال القيادات المسيحية كافة التعيس والتبعي في الفشل القاتل والتهميش المرعب يتمظهر حالياً بجلاء معيب ومذل في عدم قدرتها على إقرار قانون انتخابي عادل وإعادة الجنسية للمغتربين وعجزها عن انتخاب رئيس ماروني حر لرئاسة الجمهورية.

إن حال البشيريين والسياديين والأحرار من اللبنانيين وهم من كل الطوائف والمذاهب يرفضون هذا الواقع اللالبناني ويقاومون بعناد الذوبان في أي من المشروعين السعودي والإيراني على حد سواء.

ونعم نحن اللبنانيين قلباً وقالباً وإيماناً ومن كل الشرائح الإثنية والمذهبية لا يناسبنا أي من النموذجين، لا الإيراني المعسكر والمذهبي والإرهابي، ولا السعودي الديني الملكي، حيث أنهما جوهراً ومفاهيم وممارسات وحضارة وانفتاح وشرعة حقوق عالمية ومساواة وقبول للآخر هما كلياً نقيض لكل ما نحن فيه وعليه ونريده ونسعى لتحقيقه.

نعم إن الآلاف من أهلنا يعملون في السعودية وفي دول الخليج العربي، وبالتالي العرفان بالجميل لهذه الدول الصديقة والسلمية واجب وحق، وكذلك شكرها من القلب وبصدق على مساعداتها المالية الكبيرة لبلدنا وخصوصاً في الشدائد، ولكن ضميرياً ووطنياً ومصيراً ووجوداً وقراراً حراً واستقلالية وحريات ونظام حكم علينا كلبنانيين شرفاء وسياديين ودون لبس أو ذمية وتقية أن نبقي لبنان في لبنان، ونبقي كل دولة في دولتها كائن من كانت هذه الدولة.

في الخلاصة، نحن لا ننكر أبداً أن الخطر الإيراني أكبر بكثير من الخطر السعودي، ولكن هيمنتهما المالية والعسكرية والسياسية والمذهبية على الكيان اللبناني وعلى كل مقوماته الحياتية، وعلى اللحمة بين اللبنانيين، وعلى قرار وتموضع شرائح لبنانية متعددة، وعلى دور لبنان الرسالة هو واحد في عواقبه والكوارث، وبالتالي علينا أن لا نغفل أو نهمل أو نغض الطرف على هيمنة أي منهما ونقاومهما ونمنعهما من إلغاء هويتنا وضرب حضارتنا وقتل استقلالنا وإلحاقنا بأي منهما.

نعم للبنان، ونعم لكل من يريد مساعدتنا في أطر احترام فرادتنا ورسالتنا واستقلالنا ومكونات مجتمعاتنا، ولا للسعودية وإيران في لبنان كقوى هيمنة واحتلال.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

زلم وليد بيك ينضمون في تعدياتهم على خيم الثوار إلى شبيحة بري ونصرالله

الياس بجاني/21 كانون الأول/2019

زلم شركة حزب جنبلاط يعتدون على خيمة الثورة في عاليه. يا بيك شو الفرق بين زلمك وبين شبيحة بري ونصرالله؟ عيب يا بيك، أين كل معلقات تغنيك بالحريات؟

 

حسان دياب “الأرنب” الآتي من طاقية فطاحل محور الشر

الياس بجاني/21 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81652/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%af%d9%8a%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d9%86%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d8%aa%d9%8a-%d9%85%d9%86/

طرح بعض السياسيين والناشطين الجديين على مواقع التواصل سؤال تقني وهو، “إذا كان تحالف اللون الواحد قد اختار حسان دياب لتأليف الحكومة، وإذا كانت مكونات اللون الآخر قالت إنها لن تشارك في حكومته، فلماذا يبشرنا هذا الرئيس المكلف بأن التشكيل لن يستغرق سوى ستة أسابيع فقط ؟ فليشكلها بست ساعات”

تحليلياً ودون معلومات مؤكدة نحن نعتقد بأننا أمام ثلاثة احتمالات:

الأول: حزب الله شكل الحكومة بالكامل واسقط اسم دياب عليها وهو عن طريق الأدوات التي نصبها بالقوة في المواقع الرسمية وطبقاً للأعراف الدستورية سيعلن عن ولادة حكومته عندما يكون الوقت مناسباً لأجندته الإيرانية.

الثاني: الأمر برمته هو خديعة ومناورة ذكية ورسالة للسيد ديفيد هيل وقد خاب ظن من كان ورائها لأن الزائر الأميركي تجاهلها كلياً ولم تحمل تصريحاته ما يدل على أنها لفتت انتباهه.

الثالث: التكليف برمته هو تشاطر لكسب الوقت ولاستعماله كورقة في عملية التفاوض الإيراني – الأميركي الموضوع على نار حامية.

في الاحتمالين الثاني والثالث فإن دور دياب هو “جوكر” وسيعود إلى البيت دون تشكيل حكومة ولكن مع لقب رئيس وزراء سابق وهو لقب ما كان يحلم به في يوم من الأيام.

وفي محاولات التعرف على شخصية على الدياب حسان، فإنه وكما بات معروفاً عنه من كثرة ما نشر عن تاريخه الهامشي والاستعراضي والسطحي بكل شيء، فالانطباع أنه مجرد ألعوبة وجوكر بيد من اختاره وبالتالي لا قرار ولا قول له.

كما أن من يتمعن تحليلياً وبمعايير نفسية علمية بتصريحات الحسان هذا منذ تكليفه المسرحي، ويحدق النظر الفاحص والثاقب بوجهه البوكر الملامح (poker face-showns no emotions)، وبتاريخه السياسي الاستعراضي وتحديدا خلال حقبة توليه وزارة التربية في حكومة حزب الله الأولى، يتبين أقله في التحليل بأن الرجل مخلوق هامشي ومتزلف ومحب للظهور.

إضافة إلى أن الكتاب “الصور” النرسيسي الهوى والنوى الفضيحة الذي طبعه على نفقة وزارة التربية وهو وزير لا يترك مجالاً لمخزون أية مصداقية أو استقلالية قرار أو ثوابت وطنية وسياسية.

يبقى أنه ولو كانت عند الرجل ذرة احترام للذات وللغير وقسط ولو بسيط من حسابات العواقب لما ورط نفسه في معمعته وأوحاله، لما كان ليقبل وبفرح أن يكون في هذا الموقع المعادي لكل أهل السنة في العالم عموماً… وحصرياً لثورة لبنانية جامعة وعابرة للمناطق والأحزاب والطوائف، هو عملياً لم يكن له ولو موقفاً واحداً قبل تكليفه بتأييدها.

وفي سياق متصل جاء في العديد من التغريدات بأن الحسان هذا الرجل الستيني يصبغ شعره.

وعلمياً هو شبه مؤكد في العديد من الأبحاث والدراسات، بأن الرجل الذي يصبغ شعره هو في طبيعة تكوين شخصيته قلق ولا يثق بنفسه وصورته لنفسه مشوشة (self image)، وفارغ المحتوى من الداخل ويتلطى بمظهر خارجي اصطناعي.

وللتذكير فقط عندنا في لبنان رجل دين في موقع مميز هو ثمانيني ويصبغ شعره ولم نحصد من أنجازاته ومن يومه الأول غير رزم من الكوارث والمسلسلات الخائبة، اضافةً إلى أطنان تقلبات أكروباتية.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

ملاحظة: بالتواريخ والارقام … فضائح وزير التربية السابق حسان دياب/صلاح تقي الدين في “المستقبل” الخميس 06 كانون أول 2012/اضغط هنا لقراءة التقرير

 

تظاهروا ضد الحريري وأمام منزله وليس تأييداً له ودفاعاً عنه

الياس بجاني/20 كانون الأول/2019

أعمال الإحتجاج الحاصلة تأييداً للحريري يجب أن تكون أمام منزله وضده لأنه مع جعجع وجنبلاط هم من سلموا حكم لبنان لحزب الله ولأدواته.

نعتقد بأن المخابرات اللاهية هي المحرضة على ما يجري ع الطريق الجديدة وهتافات الجحود والكفر التي تؤله الحريري هي لتسعير المذهبية تماماً كما كانت هتافات شيعة شيعة.. هذه مظاهرات ملغمة وضد الثورة.. وكلن يعني كلن

 

لا زعلنا ع الحريري يلي راح ولا فرحنا بدياب يلي إجا

الياس بجاني/20 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81619/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%b2%d8%b9%d9%84%d9%86%d8%a7-%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%b1%d8%a7%d8%ad/

سيذكر التاريخ بأن أسوأ 3 سياسيين عرفهم لبنان في زمن الإحتلال الإيراني هم سمير جعجع ووليد جنبلاط وسعد الحريري.

هؤلاء الثلاثة ودون مقاومة تخلوا عن كل ما هو سيادة واستقلال وقرار وقبلوا العيش والتعايش بذل وذمية مع احتلال وحروب ومذهبية وهيمنة وفجور وحكم وتحكم حزب الله.

هؤلاء الثلاثة ولفجعهم السلطوي، ولقلة إيمانهم بلبنان، داكشوا الكراسي بالسيادة وتنازلوا عن شيء..نعم عن كل شيء حتى عن ورقة التوت.

تخلوا عن انجازات ثورة الأرز الإستقلالية، وقفزوا فوق دماء شهدائها  وفرطوا 14 آذار وضربوا عرض الحائط بالوكالة الشعبية التي أعطيت لهم من شعبها المليوني، وكل على طريقته هرول باتجاه حزب الله عارضاً خدماته الاستسلامية.

هؤلاء تغنوا بحزب الله وتملقوه وداهنوه بذمية فاقعة ومقززة، كما حاول بعضهم نقل نموذجه الدكتاتوري إلى داخل شركات أحزابهم التعتير.

تحت بيارق نفاق الواقعية والسلم الأهلي والاستقرار وهرطقة “نحن أم الصبي” ذبحوا لبنان وافقروا ناسه وهجروه وسلموا البلد جثة إلى حزب الله، وحتى يومنا هذا هم متموضعين في هذا المسار الدركي.

وفي هذ السياق الإستسلامي والذمي 43 نائباً جلهم تابعين لهم لم يسموا أمس أي مرشح من قبلهم لتولي مهمة تشكيل الحكومة في موقف عجيب وغريب ومعيب وغير دستوري تنازلوا من خلاله عن وكالتهم النيابية وذلك خوفاً من حزب الله وتملقاً له.

من هنا، فإنه، ورغم ملالوية حسان دياب فهو 100 مرة أفضل من سعد الحريري ولسبب بسيط جداً وهو أنه زلمة حزب الله ع المكشوف وليس محسوباً زوراً على الخط السيادي والإستقلالي.

عملياً لم يعرف لبنان رئيس وزراء اضعف من الحريري.. فهو تنازل عن كل شيء وساوم على كل شيء بما فيها المحكمة الدولية، وبالطبع في معيته وإلى جانبه وبنفس الثقافة الدركية والإستسلامية كل من جعجع وجنبلاط.

هؤلاء وعلى خلفية الفجع السلطوي وقصر النظر سلموا حزب الله الرئاسات الثلاثة، ومعها مجلس النواب، وعلى ما يتبين يوماً بعد يوم هم على استعداد دائم للتنازل أكثر وأكثر، وبالتالي هم عملياً من أول وفي مقدمة كلن يعني كلن …المفروض أن يذهبوا إلى التقاعد.

في الخلاصة، لبنان محتل، والمحتل هو حزب الله الإيراني، وبالتالي لا إمكانية بأي شكل من الأشكال أن يتم حل أي مشكل على أي مستوى وفي أي مجال في ظل الاحتلال هذا.

يبقى أننا لم نحزن على سقوط الحريري يلي راح ومعه شريكيه في الصفقة الخطيئة، وبالطبع لم نفرح بالدكتور حسان دياب الملالوي يلي جابه حزب الله.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 23/12/2019

وطنية/الإثنين 23 كانون الأول 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

يبقى الوضع على ما هو عليه حتى بروز مؤشرات خارجية على ضمانات في اتجاهين:

-الأول حكومة الوزراء المستقلين، والثاني تقديم المساعدات العاجلة لضخها في شريان الإقتصاد اللبناني، إلا أن مصدرا دبلوماسيا وصف الوضع بالدقيق، وقال لا يمكن التفاؤل فيما سيكون عليه الوضع، مستشهدا بخوف جنبلاط من مجاعة يتعرض لها لبنان وكان جنبلاط قد اعتبر أن الحريري وجعجع أخطأ في التفاصيل.

الحكومة الجديدة للادارة والإقتصاد والقرار السياسي ليس لها.

هذه المعادلة تعني أن الحكومة تكنوقراط تضم وزراء إختصاصيين في مجملها، لكن الملفات السياسية الكبيرة ستكون في مكان الفاعليات والمراجع السياسية تحت مسمى منتدى الحوار الوطني الذي ستعمل عليه مراجع عليا بالتشاور مع مسؤولين في الطبقة السياسية.

ويرتقب إجتماع بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف في الساعات المقبلة وفي سياق تقديم التهاني بعيد الميلاد.

اعتصامات مفتوحة في المناطق، وقطع للطرق صباحا في بعض شوارع العاصمة وعلى المدخل الجنوبي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

يواصل الرئيس المكلف حسان دياب مشاوراته على خط تشكيل الحكومة والتي ستتوسع اليوم لتشمل عددا من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما سيلتقي أحزابا غير ممثلة في مجلس النواب في الأيام المقبلة.

وفي هذا السياق نفت مصادر قريبة من الرئيس المكلف ان مضمون بعض اللوائح التي تم تبادلها على وسائل التواصل الاجتماعي واعتبارها انها تشكيلة حكومية أولية ليس في مكانه واكدت مصادر الرئيس المكلف الى ان دياب يسعى الى حكومة مصغرة من الاختصاصيين الملمين بشؤون الوزارات تحديدا.

وبالتزامن مع حركة تلة الخياط فان حراك قطع الطرقات لم يهدأ حيث تواصل من بيروت وصولا الى الشمال والبقاع والطريق الساحلي من والى الجنوب.

وفي ظل المشهد السياسي والمعيشي المتأزم وعشية الأعياد غابت الزينة عن أسواق لبنان التي كانت تمني النفس بموسم يمكن أن يعوض ما خطه سعر صرف الدولار وشح العملة وتراجع القدرة الشرائية وأصبحت كما قيل في إحدى مسرحيات الرحابنة ونسيتو في ناس لا أعياد ولا زينة....

وعشية الميلاد المجيد ينظر الشعب اللبناني بأمل ورجاء وصلاة وتضرع للخروج من هذه الأزمة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

طريق الحل تمر بالمؤسسات.

إنها الثابتة الوحيدة في زمن تحولات كثيرة، بدأ في السابع عشر من تشرين الأول 2019، وأدخل البلاد في مرحلة انتقالية، يأمل اللبنانيون في أن تفضي إلى تحقيق نقلة نوعية على مستويين: الأول، إبعاد شبح الانهيار الاقتصادي والمالي، عبر إجراءات سريعة تسترجع الثقة قبل الأموال المنهوبة، والثاني، تحويل مكافحة الفساد إلى عملية مستدامة، يشترك فيها المواطنون مع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، بما يضع حدا لمنطق المحسوبيات وذهنية الحمايات وإشكالية الامتيازات.

وفي وقت يترقب اللبنانيون استكمال المشاورات التي يجريها رئيس الحكومة المكلف مع الراغبين من الحراك الشعبي، على وقع تباين حاد حول المشاركة في الحوار من عدمها، تتواصل الحملات ضد الرئيس حسان دياب، وبلغ الأمر بنائبة عن الأمة اللبنانية حد مهاجمة الرئيس المكلف بناء على تصريحات نسبت زورا إليه عبر حساب تبين أنه غير رسمي باسمه على تويتر.

وفي كل الأحوال، في زمن الميلاد، "ممكن نخبر الناس شي غير النق والانهيار وقطع الطرقات والأرزاق وربط ربطة الخبز باسترداد الأموال المنهوبة... وأقساط المدارس والقروض السكنية وضمان الودائع المصرفية بالانتخابات النيابية ؟ ايه ممكن، اذا اشتغلنا اكتر وحكينا أقل، والخميس عندي خبرية باذن الله". الكلام لرئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان... وإن الخميس لناظره قريب!

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

رغم ضجيج البعض، وصخب البعض الآخر، يعمل الرئيس المكلف بكثير من التأني والجدية، والصمت البعيد عن العراضات الاعلامية. مع تأكيد مصادره ادارته للعجلة الحكومية بزخم يوازي حاجة المرحلة وحراجتها، وما تفرضه من اوسع مشاورة ومشاركة لتأليفها..

بين السياسيين والمتظاهرين تتوزع اللقاءات والاتصالات للرئيس المكلف حسان دياب، ومع اصرار البعض على تكليف الوطن المزيد من الخسائر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتعميق الشرخ بين ابنائه، فان ثابتة دياب التي تحدد مساره، انه يعمل لحكومة جامعة، لا تستبعد أحدا ولا تتحدى احدا، فيما التحدي الذي يواجه الجميع، كيفية انقاذ البلاد، او على الاقل وقف الانهيار، كمقدمة للانقاذ..

واذا اراد اللبنانيون ان يعرفوا اهمية الخطوة التي اقدموا عليها لوقف الفراغ وما يعنيه، فليقرأوا الاعلام العبري ومفكريه ومحلليه، الذين يحرضون على الحكومة الجديدة قبل تشكيلها، ويهولون على رئيسها، مراهنين على فشله في التشكيل، وان شكل فألا يحصل على الدعم الدولي والعربي، مع التحريض الاسرائيلي المباشر للولايات المتحدة وبعض الدول العربية لعدم دعم لبنان.

اما الاسباب كما يقول المحللون الصهاينة، فان الصالح الاسرائيلي ببقاء الاضطراب في لبنان، مع الدعوات الى استثمار كل ما يجري في الشارع لضرب المقاومة اللبنانية، زاعمين ان انشغالها في الداخل سيحد من مواجهتها لتل ابيب. هكذا يقرأ الصهاينة أن ما يجري في لبنان من عدم استقرار هو لصالحهم، فماذا عن اللبنانيين؟ وهل لمصلحة احد عدم الاستقرار، الا العدو الصهيوني؟

العدو الذي استباح السماء اللبنانية ليعتدي على سوريا، ويستبيح مياهه بين الفينة والاخرى، وعينه على النفط اللبناني المؤثر في رسم مسار المرحلة المقبلة..

مرحلة من المفترض ألا نسمح لأحد بالمساومة فيها على سيادتنا أو على ثرواتنا، كما أكد الوزير محمد فنيش، الذي دعا جميع القوى السياسية الى تحمل المسؤولية الوطنية، وتأمين الغطاء السياسي للحكومة الجديدة في مهمتها الوطنية والانقاذية ...

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

لم يتبدل شيء على مستوى التأليف الحكومي ... الرئيس المكلف يأخذ وقته ، وهو أصلا مقل في الكلام ، وما قاله اليوم نفي لتغريدات في حساب قال إنه لا يعود له، فجاء النفي ليسقط ما جاء في هذا الحساب، ليكتفي الرئيس المكلف بالقول:" لم يصدر عني أي كلام في أي موقع أو حساب على مواقع التواصل الاجتماعي " ...

في الموازاة، واصل الرئيس المكلف مشاوراته ، وفي الأجواء ما نقل عن قصر بعبدا من أن رسالة سعودية وصلت وقالت بالإنفتاح على الوضع الجديد القائم في لبنان. وقالت مصادر مطلعة إن الموقف السعودي متناسق مع ما حصل وليس فيه إي إملاءات ...

في غضون ذلك استمرت حرب السجالات والنفي والتأكيد ... المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري رد على الوزير محمود قماطي بالقول : الرئيس الحريري لن يقترح أسماء ولن يعلق على أسماء يقترحها غيره للحكومة ... يذكر ان الوزير قماطي كان أعلن لصحيفة "نداء الوطن" أن تسمية حسان دياب لرئاسة الحكومة "جاءت بعد موافقة واضحة وصريحة من الرئيس سعد الحريري، وبعد نيل دعمه ووعده بالمساعدة في تسهيل التأليف ومنح الحكومة الثقة".... في غضون ذلك استمر قطع بعض الطرقات في مناطق تيار المستقبل ... لكن السؤال يبقى: ما هو موقف الحراك من هذا المعطى الجديد؟ وكيف سيتعاطى معه؟ ماذا لو نجح الرئيس المكلف في إعداد تشكيلة تستطيع استحواذ ثقة مجلس النواب ؟ كيف ستتعاطى الأطراف المعنية معه؟

بعيدا من السياسة، ولكن في السياق عينه تقريبا ، إلى أي حد يمكن فصل الأوضاع المالية والنقدية والإقتصادية والمعيشية عن الوضع السياسي ؟ هناك إجماع على عدم إمكانية هذا الفصل ، ما يعني انه كلما تأخر إنجاز التشكيلة الحكومية كلما تراجع الوضع المالي والإقتصادي أكثر فأكثر ...

ولكن هل تحمل أجواء التحضير للأعياد ما يعاكس النظرة غير المتفائلة ؟

* مقدمة نشرة اخبار "أم تي في"

ما حذرنا منه غداة تكليف حسان دياب لجهة ضرورة ان توحد أحزاب السلطة مفهومها لحكومة اللون الواحد، هل هي حكومة اختصاصيين خالصة أم حكومة تكنوسياسية، لا يزال مطروحا بقوة كإشكالية معوقة لولادة الحكومة، إلا إذا كان التعارض صوري، أو الغاية منه استرضاء المنتفضين، ومنح "حزب الله" المزيد من الوقت لقراءة ما يحاك من تسويات في المنطقة وحولها.

فإن جاءت مؤاتية، باعها الحزب وطهران للأميركيين واللبنانيين حكومة اختصاصيين، وإذا حصل العكس فإن لبنان مرشح للابحار طويلا وبعيدا بلا حكومة ولا قبطان.

كل ما هو دون هذا الواقع الضبابي، يصنف في خانة العجقة البعيدة عن إنتاج حكومة، فما يقوم به الرئيس المكلف لا يعدو كونه محاولة هروب الى الأمام .

فحتى الساعة، يقنع دياب نفسه ربما، لكنه لم يقنع أحدا، بأنه يمون على شكل الحكومة، وقد خانته الاستشارات مع منتحلي صفة الثوار، الذين قابلهم أمس ولم يقبل بهم احد.

توازيا، لطميات وتباك على لبنان المخطوف الى المجاعة والخراب، تنوح بها بعض القيادات، فيما تسعى قيادات أخرى رغم المخاطر، الى عقد تفاهمات يقرأ فيها رهانات مبهمة على تلاق محتم قريب في ما بينها، في مرحلة ما بعد دياب وما بعد ذبول الانتفاضة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

تعبئة الجماهير وقودا أنهت أحدا كان يريد تثبيت معادلة "سعد أو لا أحد"، والفتنة التي حاول الرئيس الحريري أيقاظها، استرسلت في نومها ولم تستيقظ الى الآن.

سرق زعيم "تيار المستقبل" ساحة الشهداء، لكنه سقط فيها شهيدا سياسيا يبتعد في كل خطوة خطوات عن السرايا الحكومية. فهو أدى مناسك عصبوية " طها" مرشحين على نار الشارع، وأحرق الثالث منع مفتي كل الجمهورية أن يصلي على جثمان أي رئيس قادم للحكومة.

حرك عصبية سنية في الشارع ضد الرئيس المكلف حسان دياب وأقام الحد بينه وبين دار الإفتاء، راقته وفود الباصات المهاجرة من الشمال إلى بيروت، وصفق لها نوابه عند حاجز المدفون. وبمجموع الأداء فقد نقل سعد الحريري حزب الله من داعم له إلى وزارة قد تؤلف لتصير حكومة "حزب الله".

كان العصفور في يده فطار مع ألبانه وأجبانه إلى شجرة الحزب بدفع من سعد الحريري. والتوصيف هذا اقترب منه وليد جنبلاط اليوم، فرأى أن "الاعتراض على تسمية دياب اتخذ منحى عنفيا غير مقبول، ما يخلق توترات مذهبية".

وقال: "إن معظم المسؤولين السنة إذا كانوا لا يريدون الرئيس المكلف، فليعبروا عن ذلك، لكن بطريقة حضارية"، محذرا من اللعب بالنار.

وأحد أشكال اللعب هذا، كان استخدام شعب سبق للماكينة الانتخابية في "تيار المستقبل" أن تعاملت معه بفئة المية دولار، لكن الصوت الانتخابي يفرق عن الصوت المذهبي.

وثمة في طرابلس وعكار وبيروت من رفضوا التسعيرة الهادفة إلى التسعير الطائفي، لتنحصر البيعة بباصات أدارتها معلومات. وإذا كانت جموع الحريري قد استهدفت حسان دياب بهتافات "الله سعد"، فإن شعارات أخرى عادت وصدحت اليوم في قلب طرابلس، تطالب بحكومة من خارج المنظومة السياسية الفاسدة.

ولتركيبة هذه الحكومة، فإن خطأ الرئيس المكلف الأول كان في محاورة الثورة، فالثورة

هي ناس ومطالب محتجين، أوجاع تطايرت في الهواء وعلى الهواء ثمانية وستين يوميا.

المطالب موجودة، لكن بلا رؤوس وقادة وزعماء، حراك ووقياديي ثورة، وما على الرئيس المكلف سوى الاتجاه الى حكومة الكف النظيفة، وإعلان ما يمكن تنفيذه من قضايا الناس، واعتراف بما يعجز عن تحقيقه. وعندئذ سيصفق الشعب لواقعيته وصدقه.

أما الاجتماعات العقيمة مع شخصيات تزعمت الحراك بين يوم بلا ليلة، فإن هذا مضيعة للوقت، واعتراف بحيثيتات انتفخت وتضخمت والتحفت اسم الثورة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 23 كانون الأول 2019

الإثنين 23 كانون الأول 2019

النهار

في غداء جمع عدداً من الوزراء والنواب في أحد مطاعم فنادق بيروت على الواجهة البحرية، سُمع أحدهم يلوم وزيرة سابقة لعدم أخذها بنصيحته والمبادرة الى تهريب أموالها الى الخارج قبل وقوع الأزمة.

اتصلت شخصية من وجوه الشأن العام بحاكم مصرف لبنان لكنها أخطأت الرقم ولما جاءها الجواب "أنا لست الحاكم" أجابت "أفضل لك ألا تكون الحاكم في هذه الظروف الصعبة".

يتوقع سياسي مخضرم أن يواجه الرئيس سعد الحريري العهد والوزير باسيل بحراك فاعل على خطة تسوية رئاسية يكون قطبها زعيم "المردة" سليمان فرنجيه وأن الاتصال الأخير بينهما حمل أكثر من دلالة.

الجمهورية

عبّر مسؤول كبير عن إستيائه من أقرب مستشاريه وقال إنه كان يُبلغني معلومات مغلوطة.

قالت مصادر في الإنتفاضة إنها لن تقبل باستغلال ظهور البعض لساعات في ساحات الإنتفاضة ليمثّل ما يُسمى بالحراك في الحكومة تصويباً على مرشّحة محدّدة.

طلبت شخصية كُلّفت بمهمة وطنية التدقيق في هوية الزوار منعاً للوقوع في أي خطأ ارتكب كما حصل أمس.

اللواء

فوجئ الرئيس المكلف بصراحة حديث رئيس حكومة سابق الذي خرج عن الأجواء البروتوكولية المحضة، وتناول عدداً من الملفات الحساسة والملاحظات الواضحة عليها، والتي يتوقف على نتائجها تحديد المواقف المناسبة من أدائه كرئيس للحكومة!

أبلغ الديبلوماسي الأميركي دافيد هيل كبار المسؤولين الذين التقاهم أن الوقت يداهمهم، والأوضاع المالية المتردية تتطلب تجاوز الخلافات التقليدية بين الأطراف السياسية، وإنجاز تأليف حكومة من الإختصاصيين المستقلين بأسرع ما يمكن!

تساءلت أوساط بيروتية عن الجهة، أم الجهات، التي تقف وراء الحملة المركزة التي تستهدف النيل من سمعة قيادات سياسية بارزة في الطائفة السنّية، في هذه المرحلة الدقيقة بالذات!

نداء الوطن

يتردد أن رئيس الحكومة المكلف حسان دياب سيحاول طرح أسماء سنّية ترضي جمهور "المستقبل" ومنها اقتراح تولي ضابط رفيع متقاعد وزارة "الداخلية".

لوحظ خلال الساعات الأخيرة تركيز ناشطين في الحراك على أنّ عدم تحديد موعد لإجراء انتخابات نيابية مبكّرة في البيان الوزاري يعني سقوط الحكومة الجديدة.

أعرب مسؤول بارز في فريق 8 آذار خلال دردشة مع أحد الصحافيين عن خشية جدية من فرض "حصار عربي" على حكومة دياب تماشياً مع رفض الشارع السنّي اللبناني لمسألة تكليفه.

البناء

قالت مصادر نيابية متابعة لمسار تشكيل الحكومة الجديدة إن عدد الأسماء المحسوبة على رموز وقادة في الحراك الشعبي الموجودة أمام الرئيس المكلف والمرشحة لدخول الحكومة صار اثني عشر اسما سيختار من بينها اسمين او ثلاثة اسماء.

 

طهران ترحّب بتكليف حسان دياب..ولايتي: تظاهرات لبنان تتم بتحريض من قبل السعودية وإسرائيل

روسيا اليوم/الاثنين 23 كانون الأول 2019

قال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، لـ "روسيا اليوم" إن التظاهرات المتواصلة في لبنان بعد تكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة تتم بتحريض من قبل السعودية وإسرائيل. وأعرب ولايتي عن ترحيب طهران بتكليف دياب، مضيفا: "نحترم أي قرار يتخذه الشعب". وعبّر عن قناعته بأن التظاهرات في لبنان ستتضاءل وتنتهي مع تشكيل الحكومة وتحقيق مطالب الشعب .

 

حزب الله يستجدي الميثاقية لدياب.. وردّ عنيف من الحريري!

جنوبية/23 كانون الأول/2019

يستعر الخلاف يوماً بعد يوم على خلفية تسمية حسان دياب رئيساً للحكومة الجديدة، بين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وفريق الممانعة الذي لا يفوت فرصة لمنح دياب ميثاقية فقدها قبل تسميته رئيساً. وبعدما نقلت صحيفة “نداء الوطن” تصريحاً لوزير حزب الله في حكومة تصريف الأعمال محمود لقماطي يشير فيه الى أن “تسمية حسان دياب جاءت بعد موافقة واضحة وصريحة من الرئيس سعد الحريري”، أكد المكتب الإعلامي للحريري ان “المعلومات المنسوبة إلى الوزير القماطي غير صحيحة على الإطلاق، وهي لو صحت فليس هناك ما كان يمنع الرئيس الحريري وكتلة تيار المستقبل من التسمية او الموافقة على المشاركة في الحكومة وهو ما لم ولن يحصل” أضاف: “في الواقع، فان الرئيس الحريري كان قد ابلغ الجميع قبل الاستشارات النيابية انه لن يقترح اسماء ولن يعلق على اسماء يقترحها غيره، وهو ما اقتضى التوضيح”.

 

تكتيك التكليف من دون التأليف لإعادة الحريري؟

لبنان 24/الاثنين 23 كانون الأول 2019

في بعض الأروقة السياسية كلام مغاير تماماً عما يتم ترويجه من بعض المحللين والسياسيين، وحتى من قبل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب. يقول هذا الكلام أنه وبالرغم من أن حكومة دياب مؤلفة وجاهزة غير أنها لن تبصر النور. يعيد هؤلاء هذه القراءة إلى تكتيك كانت قوى الأكثرية النيابية تضعه على الرف منذ اللحظة الأولى لبدء المفاوضات مع الرئيس سعد الحريري ليعود إلى رئاسة الحكومة، غير أنها فضلت اللعب لعبة عضّ الأصابع معه حتى النهاية. نجحت اللعبة وبات الحريري جاهزاً ليكون رئيساً للحكومة لكن الحريري، كما دياب كما مرشحي اللقاء التشاوري، باتوا في نظر الخصوم الإقليميين مرشحي المواجهة وهذا ما يريده "حزب الله". ولعل الرسالة الأقوى نقلتها "القوات اللبنانية" بإنقلابها فجر يوم التكليف الأول بتراجعها عن دعم الحريري، ما استدعى خطّة معدلة.

تقول المصادر أن السياق الأساسي لخطة الأكثرية النيابية كان تسمية مرشح لتشكيل الحكومة ليكون بمثابة الضغط على الحريري، بعدها يقبل الحريري بشروط الأكثرية ليؤلف هو الحكومة، لكن الحريري قبل بالشروط من دون الحاجة للتلويح له بإسم رئيس للحكومة مكلف، لكن الفيتو بات خارجياً.

تعدلت الخطّة، وفق المصادر، وصارت للضغط على بعض الدول الإقليمية، عبر إسقاط إسم نواف سلام أولاً والذهاب إلى إسم يرضي الشارع نوعاً ما ويكون في العمق بيد الأكثرية النيابية بالكامل، والهدف هنا العودة للإتفاق على إسم يكون حلاً وسطاً بين الإقليم والأكثرية النيابية.

وتعتبر المصادر أن الحراك الحاصل في الشارع من قبل جمهور "المستقبل" يهدف إلى المساهمة بوضع فيتو على التأليف، ليكون الكباش بين مرشح ترضى عنه واشنطن والرياض بالكامل وبين حسّان دياب الذي يعتبر في العمق أنه مرشح جبران باسيل و"حزب الله"، بمعنى آخر عندما يقبل الإقليم بعودة الحريري، الذي يحتج في الشارع ضدّ مرشح الأكثرية، يكون هو الحلّ الوسط الذي يقبل به الجميع. عملياً، وبحسب المصادر، يكون "التيار الوطني الحرّ" قد أعاد الحريري الذي يشكل معه سيبة الحكم، والذي يعارضه علناً ليصل في النهاية إلى التسوية عليه، ويكون "حزب الله" قد حافظ على التسوية مع الحريري إلى ما بعد الإنتخابات النيابية الأميركية. من هنا تؤكد المصادر أن لا تأليف لأن الأكثرية النيابية لا تريد مواجهة مع المجتمع الدولي، الذي لا يبدو أنه موافق على دياب، كما أنه غير موافق على الحريري، وبالتالي فإن السعي اليوم هو لكي يصبح الحريري مرشح التسوية.

 

فضيحة إختفاء الدولار...ستة سياسيين حولوا المليارات إلى الخارج

مواقع ألكترونية/الاثنين 23 كانون الأول 2019

نقل الإعلامي جان عزيز عن الإقتصادي اللبناني مروان اسكندر قولهُ، أنَّ "مسؤولة سويسرية قالت له بأنَّ تحويلاتٍ ماليّة إلى الخارج لـ ٦ شخصياتٍ سياسيّة قاربت 6.5 مليار دولار". وأشارت المسؤولة السويسرية، الى أنَّها تمتلك أسماءَ هؤلاءِ السياسيين. وفي تغريدةٍ على حسابه عبر "تويتر"، علّق عزيز على إدِّعاء المسؤولة السويسريّة، معتبرًا، أنّه "إذا صَحَّ كلامُها، ولم يتحرّك أحدٌ قضائيًا أو سياسيًا، "فيجب على الحَراك أن يُصبحَ طوفانًا". والأحد، قال الخبير الاقتصادي مروان اسكندر لإذاعة "الشرق"، "التقيت مسؤولةً سويسريةً على الغداء، ونَقَلت لي تفاصيلَ تحويلاتٍ ماليّةٍ بالدولار للخارج لـ 6 شخصياتٍ سياسيةٍ قاربت 6,5 مليار دولار، أعرف اسماءها جيدًا". ولفت، الى أنَّ "مُجمَلَ التحويلات للسياسيين ذات النسبة الأساسية من مجمل التحويلات صارت عُرضةً لدراسة البرلمان السويسري وتقديرهِ، وعندي الاسماء".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لقاء سيدة الجبل: انقاد لبنان من الكارثة يكون حكما بتدويل الأزمة

وطنية - الإثنين 23 كانون الأول 2019

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في في حضور: ادمون رباط، أمين بشير، ايلي الحاج، ايلي القصيفي، ايلي كيرللس، بهجت سلامه، توفيق كسبار، حسان قطب، طوني حبيب، حسن عبود، سامي شمعون، سعد كيوان، سيرج بوغاريوس، غسان مغبغب، فارس سعيد، كمال الذوقي، مياد حيدر وأصدر بيانا لفت فيه الى ان "ثورة 17 تشرين كشفت ضعف القوى السياسية التي منها من برز ومنها من أعاد تأهيل نفسه مع انتفاضة الاستقلال في العام 2005، وتأمل اللبنانيون وقتها بقدرتها على النهوض بلبنان بعد خروج الجيش السوري وبناء دولة القانون وفقا للدستور".

ورأى أن "هذا الأمر أدى إلى: سقوط أطروحة الاحزاب المسيحية التي ارتكزت على "استرجاع الحقوق المسلوبة" من المسلمين بحجة أن اتفاق الطائف سهل ذلك، هذا المنطق أدى إلى بروز "حقوق السنة"، و"شيعة، شيعة".

- سقوط أطروحة "تيار المستقبل" ومعه حركة "أمل" و"حزب الله" الذين اندفعوا خلال الحرب في سوريا في اتجاه حوار سني - شيعي لدرء الفتنة، وهو حوار مبارك، لكن استثناء المسيحيين منه كان خطأ وطنيا جسيما.

- سقطت أطروحة "حزب الله" الذي حاول اقناع اللبنانيين بأنه، في مقابل حكمه للبنان، سيكون لهم مؤسسات وجامعة ومستشفى وخدمات". وأضاف البيان: "مع انكفاء هذه القوى التقليدية أصبح "حزب الله" في مواجهة العالم بشكلٍ مباشر من بدون "أكياس رمل سياسية" من خلال حكومات الوحدة الوطنية، وما تكليف الدكتور حسان دياب إلا محاولة مكشوفة من الحزب لإقناع العالم بانه قادر على إدارة البلد. ورأى أن "انقاد لبنان من الكارثة المالية والاقتصادية والمصرفية يتم حكما بتدويل الأزمة، وهذا ما يتناقض مع مصلحة "حزب الله" الذي سيفرض على الرئيس المكلف شروطه، كما لخصها اليوم الوزير محمد فنيش في تصريحه". وتمنى "لقاء سيدة الجبل" أعيادا مجيدة لجميع اللبنانيين في مناسبة عيد ميلاد السيد المسيح".

 

الحراك اللبناني يرفض محاورة رئيس الوزراء المكلف

مظاهرات في بيروت والمحافظات تطالب بحكومة إصلاح سياسي واقتصادي

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/23 كانون الأول/2019

أثار استقبال رئيس الوزراء اللبناني المكلف حسان دياب لشخصيات من الحراك، أمس، رفضاً واسعاً في أوساط المنتفضين الذين أكدوا أن تلك الشخصيات لا تمثل الحراك، كما أعلنوا رفضهم الحوار مع دياب الذي يفترض أن يبدأ تحركاته العملية اليوم لوضع هيكلية للحكومة وتأليفها، بعد إنجاز المشاورات البروتوكولية مع رؤساء الحكومة السابقين والكتل النيابية في البرلمان الأسبوع الماضي.

وبعد لقاء بين الرئيس المكلف و4 شخصيات حُسبت على الحراك، تجمع عدد من المحتجين أمام منزل دياب في تلة الخياط، احتجاجاً على «ادعاء البعض تمثيل الحراك» و«رفضاً لأي موعد للحوار» معه.

وأفيد بوقوع مشادة كلامية مع شابات من الحراك المدني أمام المنزل، وشدد أحد المشاركين في اللقاء على أنه أتى بصفته الشخصية، وأنه لا يمثل جميع المنتفضين في الساحات.

غير أن مصادر مطلعة على موقف الرئيس المكلف كشفت لـ«الشرق الأوسط» أن عدد من التقاهم دياب أكثر من أربعة، إذ تواصلت اللقاءات حتى المساء، على أن تُستكمل مع شخصيات أخرى خلال الأيام المقبلة.

وأكدت أن «باب الرئيس مفتوح لأي شخصية فاعلة في الحراك للقائه» على ضوء أن المجموعات كثيرة، ويناهز عددها 108. وجرى الاتصال ببعض المجموعات التي تلتقي مع بعضها أو تتقاطع على بعض العناوين.

وقالت المصادر إن اللقاءات «لاستمزاج الآراء ومعرفة مطالب الحراك وهواجسه ورؤيته للخروج بالبلد من الأزمات»، وهي حوارات يُنظر إليها على أنها «ضرورية ويجب أن يستمع إليها الرئيس المكلف حول عناوين مهمة ورؤية واضحة عن وجع الناس ومطالبهم»، لافتة إلى أن الجلسات في جزء منها «كانت مفيدة»، وطالت مستويات مختلفة مرتبطة بالأزمة وحال البلاد، وهي «لقاءات مفيدة جداً، ومن شارك فيها هم أشخاص ضليعون ويمتلكون منهجية بالكلام». وأضافت أن «الأشخاص الذين التقاهم دياب قالوا إنهم ليسوا ممثلين عن كل الحراك، بل يمثلون مجموعات أو يمثلون أنفسهم».

ونفت المصادر أن يكون هناك أي طرح جرى لتوزير بعض الأشخاص، لافتة إلى أنه حتى الساعة «لم يبدأ الرئيس المكلف بعد بوضع أي اسم»، مشددة على أن التوجه هو لتشكيل حكومة من الاختصاصيين، يستبعد أن يكون فيها تمثيل سياسي.

وبموازاة المعلومات عن انقسام الشخصيات الفاعلة في أوساط المنتفضين إزاء الحوار مع دياب أو لقائه أو منحه فرصة لتشكيل الحكومة والبناء على نتيجتها، عمّ رفض اللقاء مع الرئيس المكلف ساحات الحراك في المناطق، إذ صدر عن «هيئة تنظيم جل الديب» البيان رقم 10 الذي أكدت فيه أن «لا قائد، لا ممثل ولا متكلم باسم الثوار، خصوصاً في جل الديب، ولا مفاوضات في ظل تحديدنا من اليوم الأول مطالبنا بشكل واضح وصريح».

ورأت الهيئة أن «طريقة تكليف الدكتور حسان دياب وتسميته من قبل أحزاب السلطة التي لطالما حاولت وتحاول قمع الثورة، تثير الريبة، إضافة إلى كونه وزيراً (سابقاً) ومن المنظومة الحاكمة التي نطالب برحيلها اليوم ثم مساءلتها تحت شعار (كلن يعني كلن)، واستبعادها حتى يعود الشعب ويقرر من يختار ليمثله عبر إجراء الانتخابات المبكرة».

وأصدر الحراك في صيدا بياناً قال فيه: «لم يمضِ على التكليف الجديد بضعة أيام حتى بدأت هذه السلطة بممارسات مكشوفة لا تختلف عن سابقاتها، إذ قامت بالاتصال بعدد من (الناشطين) في آخر الليل لدعوتهم إلى لقاء الرئيس المكلّف بحجة معرفة مطالب الساحات واطلاعهم على خطة عمله... ولن نشارك في حفلة العلاقات العامة هذه، ولن نسهم في تلميع صورة الرئيس المكلف».

وأضاف البيان: «مع علمنا أن الهدف المباشر من اللقاءات هو خرق صفوف الحراكات ومحاولة تطويعها، فإننا نؤكد أن معظم الذين تمت دعوتهم أعربوا عن رفضهم اللقاء والتفاوض احتراماً وانسجاماً مع رغبة الشارع، ومن ينجر إليها لا يمثل إلا نفسه».

وشدد على أن «من يبحث عن شرعية الشارع، لن يحصل عليها إلا عندما ينفذ مطالب الشارع، ومن أراد التفاوض فلينزل إلى الساحات ليسمع صوتنا وليعلم أننا باقون وثورتنا مستمرة، حاضرة تراقب وستحاسب».

وفي ساحات وسط بيروت، تجددت الاعتصامات ووصلت حشود كبيرة إلى ساحة رياض الصلح، من ضمنها محتجون وصلوا من طرابلس على متن حافلات، كما سُجل إشكال بالعصي بين متظاهرين في ساحة الشهداء وتدخلت قوات مكافحة الشغب لفضّه، بحسب ما أفادت تقارير محلية.

واحتج متظاهرون كانوا يتوجهون من طرابلس في شمال لبنان إلى بيروت للمشاركة في الاعتصام الذي أقيم في وسط بيروت، أمس، على إجراءات للجيش اتخذتها عناصره في منطقة المدفون في الشمال، ما تسبب بزحمة سير خانقة.

وبعد اتهامات للجيش بمنع الحافلات التي تنقل المحتجين إلى بيروت من العبور، عبرت الحافلات، فيما نُقل عن مصادر عسكرية نفيها أن يكون الجيش قد أقفل الطريق أو منع أي أحد من العبور، «بل قام بعمليّة تفتيش ثمّ سمح لهم بالمرور انطلاقاً من حرصه الدائم على حريّة التعبير عن الرأي بسلميّة».

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بأن موقع حاجز الجيش عند جسر المدفون «شهد زحمة سير خانقة، نتيجة عمليات تفتيش وتدابير أمنية مشددة اتخذها الجيش، ما تسبب بامتداد أرتال السيارات لمسافات بعيدة أثناء عبور مواكب باصات تنقل المتظاهرات من الشمال إلى بيروت». ولفتت إلى أن المتظاهرين «رفعوا صرخة احتجاج مطالبين بتسهيل مرورهم وحصل تلاسن بينهم وبين عناصر الجيش، وما لبث أن فض الإشكال وتم تسريع حركة السير». ولاحقاً، عبرت الحافلات الآتية من طرابلس جسر المدفون بعد توقفها.

وعلق رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل عبر «تويتر» قائلاً: «بعد جدران الفصل في بيروت، حاجز المنع في المدفون. وين بعدكن عايشين (أين ما زلتم تعيشون)؟ اتركوا الحرية للناس بالتعبير».

وكانت مجموعات عدة في الحراك الشعبي وجهت دعوات للتظاهر أمس، من أجل المطالبة بحكومة إصلاح سياسي واقتصادي.

وذكرت مجموعة «لحقي» أنها تطالب بالتظاهر من أجل «حكومة يرأسها ويشكلها شخص قادر(ة) على مواجهة المنظومة الحاكمة ولا يخضع لإملاءاتها، ليقدر على مواجهة وإدارة الأزمة الاقتصادية الأكبر منذ 30 عاماً».

سياسياً، رأى رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة أن «الامتحان الأول للرئيس المكلف هو النجاح في جمع فريق من الأشخاص يكون منسجماً ومتعاوناً بين أعضائه المستقلين عن تدخلات الأحزاب السياسية ونفوذها، وعندئذ تستطيع تلك المجموعة المتضامنة فعلياً أن تعالج المشكلات السياسية والاقتصادية والمالية والإدارية التي كانت بالفعل نتيجة التقاعس على مدى أكثر من 20 عاماً، لجهة عدم القيام بالإصلاحات ومعالجة الخلل نتيجة عدم احترام الدستور واتفاق الطائف». وقال في حديث لقناة «دي إم سي» المصرية إن «الملابسات سيتبينها اللبنانيون بعد الاستشارات وما ستنجم عنه عملية التأليف. كُلف الدكتور حسان دياب بمهمة تأليف الحكومة، وهذه المسؤولية كبرى وتتطلب برأيي أشخاصاً ممن كانت لهم خبرة عملية في الحكم وأداء متميزاً وخبرات متعددة، يتمكنون استناداً إلى ذلك، من أن يقوموا بهذا العمل بشكل فعال».

وأكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب فادي علامة، أن ترشيح دياب لرئاسة الحكومة «كان ضمن الخطة (باء) بعدما فشلت كل المساعي لعودة الرئيس سعد الحريري»، مشيراً إلى أن «معظم مجموعات الثورة قررت إعطاء فرصة للرئيس المكلف كي يشكل حكومته وفق ما يرتضيه الشارع». وفي حديث إذاعي، دعا علامة دياب إلى «تأليف حكومة طوارئ إنقاذية جامعة تأخذ بعين الاعتبار حجم الكتل النيابية المنتخبة والشارع المنتفض منذ أكثر من شهرين»، معتبراً أن «الحكومة الجديدة التي يجب أن تشمل الجميع يجب أن تتألف من اختصاصيين حتى لو كانت لديهم توجهات سياسية».

 

وليد جنبلاط في حديث تلفوني مع الإغتراب الدرزي: لماذا الحريري والقوات لم يدعما نواف سلام؟.. غلطة الشاطر بألف

القناة 23 /الاثنين 23 كانون الأول 2019

استغرب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عدم تسمية الدكتور نواف سلام لتشكيل الحكومة من قبل الرئيس سعد الحريري والقوات اللبنانية. وإذ أكد أن حقّ التعبير السلمي مكفول للجميع، حذّر من مغبّة قطع الطرقات التي يمكن أن تأخذ الأمور إلى توترات مذهبية بغنى عنها.

وحذّر جنبلاط من أن الاقتصاد اللبناني على باب الانهيار إن لم يكن ينهار، ودعا إلى مقاربات مختلفة لمجمل هذا الملف تخرج عما كان سائدا في الخدمات والسياحة والانتقال إلى قطاعات إنتاجية والزراعة. وتحدث جنبلاط عن الكلفة الكبيرة التي التب رتبها قطاع الكهرباء على خزينة الدولة، مستغرباً عدم إنشاء معامل جديدة رغم الإمكانات. ولفت إلى أن الحديث عن استعادة الأموال المنهوبة يجب أن يبدأ من المطالبة بقضاء مستقل نزيه.

ودعا جنبلاط المغتربين إلى مدّ يد الشراكة والدعم لتوفير الحاجات الأساسية للصمود، وقال: "ليكن شعارنا الصمود الاجتماعي، الصمود على أرضنا وزراعتها، والصمود في دعم مؤسساتنا، ودعم التعليم".

جنبلاط الذي تحدث عن خطة لتطوير وتحديث الحزب التقدمي الاشتراكي؛ وذكّر بكثير من المراحل التاريخية التي خاضها الحزب، أمل أن يتمكّن الحراك الحالي في لبنان من تحقيق نتائج على مستوى إلغاء الطائفية السياسية وإنتاج نظام مدني، وأن يصلوا إلى قانون انتخابات على أساس غير طائفي.

كلام جنبلاط جاء في حديث عبر اتصال هاتفي مع عدد من أبناء الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية وكندا؛ قال فيه إن الحزب التقدمي الاشتراكي "بحاجة إلى تحديث وتغيير على صعيد وسائل الإتصال وفي طريقة التعاطي للوصول إلى الحداثة أو العصرنة والإنفتاح على الشباب". وأضاف: "ثورة 2005 التي كانت آنذاك موجهة ضد الوجود السوري هي غير ثورة 2019، وقد بدأتُ بالمعالجة بهدوء آخذًا بعين الاعتبار أن ثمة رفاق كانوا معي على مدى أربعين سنة من النضال، وبصراحة لست مستعدًا لأن أضحي بهم، فسأجد طريقة بأن يأخذ كل منهم مكانه، او يتراجع، وسيكون هناك مجلس قيادة جديد للحزب قريباً".

وقال جنبلاط: "ان الاقتصاد على باب الانهيار إن لم يكن ينهار، بالأساس لبنان لا يمكن ان يستمر كما استمر عبر عشرات السنين بلد خدمات وسياحة وفنادق ومطاعم ومصارف دون إنتاج، هذا غير صحي، وأنتم في الولايات المتحدة الاميركية تخوضون اليوم حربًا لحماية الانتاج الوطني مع الصين وغير الصين، فكيف في لبنان دولة تستورد عشرين مليار دولار في السنة وتصدر 2 مليار فقط؟! هذا غير صحي وغير منطقي، وبرأيي المتواضع لا بد من حماية الزراعة والصناعة ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ولا ينقص اللبناني الكفاءات في الدخول في العصر الجديد وغيره".

ولفت جنبلاط النظر الى أنه "لا بد ايضا من السيطرة على المعابر الشرعية وغير الشرعية، لأن مصدر الدخل في لبنان له معايير مختلفة"، وأعطى مثالاً على الفرص الضائعة في مرفأ بيروت، الذي كان على باب ان يتوسع، "فمرفأ بيروت جداً مهم للاقتصاد اللبناني، دخلت عناصر داخلية وخارجية منعت توسيع المرفأ عندما كان غازي العريضي وزيراً الأشغال، واليوم نكتشف بأن الروس سوف يستثمرون 500 مليون دولار في مرفأ طرطوس من أجل توسيعه، الذين يزايدون طائفيا في لبنان غالبيتهم يعملون بشكل او بآخر لصالح الاقتصاد السوري".

وتابع جنبلاط: "أهم أسباب العجز 40% من عجز الكهرباء، وهذا الأمر ما قبل انتخاب ميشال عون، عندما ومع الأسف يبدو جرى تفاهم ما بين سعد الحريري وجبران باسيل قبل انتخاب عون وأتت تلك البوارج التركية. ومنذ اكثر من ثلاث سنوات لم نستطع ان نبني معمل كهرباء في لبنان. خيرة المهندسين وخيرة الشركات في السعودية وغير السعودية وفي كل مكان وصل بها ان تبني عشرات معامل الكهرباء، وفي لبنان لم نستطع، ومُنعنا ان ننشأ معمل كهرباء كي نستقل".

وحول مطالب الحراك قال جنبلاط إن "تغيير الطبقة السياسية جداً مهم، لكن حاول كمال جنبلاط على مدى ثلاثين سنة تغييرها وإلغاء الطائفية السياسية عبر قانون انتخابي لا طائفي وبقانون احوال شخصية مدني وبمجلس شيوخ طائفي ليحقق توازن. آمل ان يصل الحراك لأننا كلنا متهمين من قبله بأننا فاشلون- ولا مشكلة بأن نقبل التهمة، آمل أن يصل الحراك الى هذه النتائج، اهمها قانون انتخاب لا طائفي، وهنا لا أعتقد وهذا شك او هذا حدس من قبلي، لا أعتقد أن الحريري او الكنائس او حزب الله يريدون التغيير لصالح إلغاء الطائفية السياسية، فهم يتناغمون على بقاء الطائفية، هذا رأيي بالرغم من مظاهر الشارع".

ورأى جنبلاط انه في "آخر ثلاثة أيام اخذ الاعتراض على تسمية حسّان دياب منحى العنف الغير مقبول، وتسكير الطرقات، وهذه أيام خطيرة ومزعجة، لكن نعم للتظاهر السلمي، انما تسكير الطرقات كما تعلمون هو اولاً على الذين يذهبون إلى اشغالهم وقد يخلق توترات مذهبية بغنى عنها".

وحول نتائج الاستشارات النيابية قال جنبلاط: "في ما يتعلق بتسمية رئيس الوزراء الجديد أنا مع التغيير، لذلك اخترت نواف سلام، فهو رجل محترم وخارج الطبقة السياسية المعروفة، واستغرب لماذا سعد الحريري لم يدعم نواف سلام، واستغرب ايضاً لماذا القوات لم تؤيد نواف سلام، ولكن غلطة الشاطر بألف، الا اذا كانوا يريدون البقاء على النظام القديم".

واعتبر جنبلاط ان "الجبل ولبنان على مشارف الجوع، ولذلك فإن خطوات الحزب الأولية التي يقوم بها هي دعم الأسر المحتاجة بالمازوت على مدى أربعة أشهر، توزيع حصص غذائية ابتداءً من أول كانون أول، المبادرة بتشجيع زراعة القمح والعدس والحبوب، وهذا سوف يعطي نوعا من الاكتفاء الذاتي عند الحصاد، تأمين مخزون للأدوية لأن بعض الادوية فقدت، الاهتمام قدر الامكان بالحالات المرضية في المستشفيات. أقول قدر امكانات الحزب، والمطلوب من الجالية في الخارج اذ امكن دعم المؤسسات (مستشفى عين وزين، مستشفى الايمان). والمساعدة انتم ونحن في خلق افكار جديدة لفرص عمل لمتوسطي الدخل، ودعم اللجنة الاجتماعية للمجلس المذهبي ودار الطائفة الدرزية، العرفان والاشراق، هذه بعض الافكار، وأفضل ان يكون الدعم مركزي موحد، نحن ببداية ازمة طويلة وطويلة جداً لبنان القديم انتهى ولكن الأهم الصمود في الجبل".

ورداً على سؤال قال جنبلاط: "حددت مجالات الدعم، المؤسسات المعروفة والناجحة، دعمها مالياً وبالادوية، ودعمها طبياً من اجل صمود المواطن، ثم هناك حاجة لخطة مستقبلية، الجبل كان يعيش مثلما كان يعيش كل لبنان على الخدمات الكويتية والسعودية إلخ.. نحتاج الى اقتصاد منتج، استبدال الاقتصاد الاستهلاكي باقتصاد منتج لصغار ومتوسطي الدخل، هناك مؤسسات موجودة او ايجاد اخرى من اجل ان اعطاء قروض صغيرة بفوائد مقبولة من اجل دعم صغار المنتجين وصغار المحتاجين".

وحول كيفية الوصول الى تحقيق الدولة المدنية اي فصل الدين عن الدولة واستقلال القضاء؛ اجاب جنبلاط: "شعارات الثورة جميلة جداً في هذا المجال لكن لم يحددوا الوسيلة الى الوصول الى فصل الدين عن الدولة او الى الدولة المدنية، تجربتي السابقة مبينة على تجربة كمال جنبلاط، انا متشائم قليلا، حتى الزواج المدني الاختياري مُنع من قبل الكنائس والجوامع، لذلك لا ارى املا مع الاسف، ربما اذا حصل قانون انتخابي جديد ووصلت طبقة سياسية جديدة يمكن التغيير من الداخل، اما في ما يتعلق بالقضاء لدينا قضاة ممتازين، لكن عليهم ان يكونوا مستقلين عن السلطة السياسية، "ما بتمشي" سلطة القانون اذا لم يستقلوا عن الوصاية السياسية، وهذا ممكن ويلزمه جرأة، واعطي مثلا، في ايطاليا منذ 20 عاما هناك قاض اسمه ديبيتروا حارب المافيا وتقريبا انهكها بعد ان رأت السلطة السياسية ان المافيا سرطان، الامر مطلوب نفس الشيء من قبل السلطة السياسية في لبنان، لكن لم ار في حياتي ومن خلال تجربتي سلطة سياسية اسوء من تلك السلطة التي اتتنا آخر ثلاث سنوات".

وردا على سؤال الى متى سيستمر احتكار حزب الله للقرار الداخلي في لبنان ومتى يأتي دور مقولة المعلم كمال جنبلاط بدون تمرد لن نبني لبنان، قال جنبلاط: "ليكن شعارنا الصمود الاجتماعي، الصمود على أرضنا اليوم، زراعة الارض، الصمود في دعم مؤسساتنا دعم التعليم، الصمود الجسدي في ارضنا، التمرد كلمة سهلة، اصطدمنا بسوريا وبالجيش اللبناني وبكل هذه الامور، حزب الله باق، انتم تعلمون ان حزب الله معادلة اقليمية اكبر منا، واذا هناك احد يعتقد ان الدول الكبرى الا فرنسا مهتمة في لبنان، فلبنان بالنسبة لغير دول مسرح تتفاوض او تحارب على ظهرنا، فدعونا نتواضع قليلا، صمودنا الداخلي كمجموعة صغيرة في البلد - طبعا لسنا وحدنا، نحن والمواطنين واخواننا اللبنانيين، لكن انا احدد منطقة الجبل والبقاع الغربي واقليم الخروب الخ".

وعن قرار الحزب عدم المشاركة في الحكومة وتأثير هذا القرار على خدمة مجتمع الجبل اقتصاديا، قال جنبلاط: "بالأساس عندما كنا بالحكومة كنا نستطيع ان نخدم، لكن تخدم واحداً او اثنين ويبقى مئة من غير خدمات، وأنتم تعرفون قدرتنا على التأثير كأقلية درزية وكأقلية حزبية، محدودة جدا، دعونا نعمل معكم على برنامج صمود على المدى الطويل في كل المجالات الصحية الاجتماعية الاكاديمية وعليكم مساعدتنا كذلك بخلق أفكار، كيف نضع قاعدة انتاجية في الجبل، قاعدة انتاجية متوسطة طبعاً، دائما تتم مطالبتي بفتح معامل كبيرة، كلمة جميلة، لكن المؤسسات الصغيرة أفضل، بأي مجالات؟ ليس لدي جواب بالوقت الحاضر، اقوم بعمل دراسة".

وعما اذا كان يعتقد ان الحكومة العتيدة قادرة على اصلاح البلد وانقاذه من الوضع الاقتصادي وملاحقة الفاسدين وما هو موقف الحزب واللقاء الديمقراطي من هذه الحكومة؛ اجاب جنبلاط: "اخذنا موقفا بعدم المشاركة. لا هذه الحكومة ولا غيرها من الحكومات السابقة، عندما كان سعد الحريري موجودا، من دون تحالف وتفاهم لا حكومة وصلت الى نتيجة، كانت النتيجة التي وصلوا اليها الهروب الى الامام، بيع القطاع العام (الخصخصة) لكي يجلبوا بعض الاموال و"يشدوا الاثنين" هذا اسهل الحلول واسوأ الحلول".

وعن زيارة الموفد الاميركي ديفيد هيل الى لبنان وما يمكن ان تقدمه واشنطن من دعم الى الحكومة والشعب اللبناني، اجاب: "حتى الآن الحكومة الاميركية تدعم ايجابيا لبنان من خلال دعم الجيش اللبناني، وتعلمون ان في مرحلة معينة تأخر دعم الجيش ثم اعادوا الاعتبار وقرروا دعمه وهذا مهم جدا، لان هناك اوساطًا في لبنان لا تريد الدعم الاميركي للجيش. اما في ما يتعلق بدعم هذه الحكومة فتعلمون ديبلوماسيا يجيبونك هذا أمر يعود اليكم، لذلك أقول وأستغرب مجددا وأكرر انني واضح في السياسة، اذا كانوا لا يريدون - معظم المسؤولين السُنة، لا يريدون حسان دياب فليقولوا له نحن لا نريدك بطرق اكثر حضارية-، وأذكّر بأننا خسرنا فرصة سمير الخطيب، كان يمكن على سمير الخطيب ان يؤلف حكومة مؤقتة ولديه كفاءة كبيرة، وحسان دياب ايضا، ولكن سمير الخطيب كان ممكناً، صدرت اصوات العائلات البيروتية وغير البيروتية ترفض سمير الخطيب، هذا لعب بالنار لأنه في كل يوم الاقتصاد يتراجع".

وعن الاسماء التي يمكن ان توّزر في الحكومة من الطائفة الدرزية وموقف الحزب العام من كل التطورات قال جنبلاط: "عندما تقرر شيئاً عليك ان تقرر ان تكون متضامنا مع نفسك. نحن لن نشارك ولن نسميّ، من يرغبون بتسميتهم من الدروز ليس لي علاقة، انتهى الموضوع، نحن لا نسمي لأنه اتهمنا من بعض الحزبيين وغير الحزبيين، "كلن يعني كلن". نحن لن نشارك، لدينا عملية اصلاح اهم من المشاركة، وهي كيفية دعم صمود اهل الجبل، اما التطورات الاقليمية او غيرها، احيانا المرء ينظّر ولكن خلينا عالارض".

وردا على سؤال اين اصبح موضوع الموقوفين في حادثة قبرشمون، قال جنبلاط: "معنويات الموقوفين عالية، والحزب يهتم بكل شيء وبعائلاتهم، لا توجد مشكلة، القضية طويلة، كنا نأمل بعد اجتماع المصارحة والمصالحة في بعبدا أن نخطي خطوة للمعالجة، عبر إسقاط الحق الشخصي في ما يتعلق بالشويفات وقبرشمون والبساتين ولكن لا اريد التعليق".

وحول التحديث في الحزب؛ قال: "لدينا خطة، لكن لا اريد حرق المراحل"، مضيفا: "بعض الذين نزلوا الى الحراك من الحزبيين حراكهم مفيد، ولكن حراكهم ينسى 40 او 50 عاما من التضحيات للحزب في شتى المجالات، ينسى فكر كمال جنبلاط وآلاف الشهداء وكيف كنا حتى في ظل الحكم السوري نعاند ونقاوم السوري، ينسى حرب المخيمات ومعارك سوق الغرب، فجأة كله صار منسيا، ماشي الحال ما في مشكل، كأننا حزب اتى من القمر". اضاف: "كمال جنبلاط اول من أسقط حكم الفساد عام 52 عندما اسقط بشارة الخوري مع كميل شمعون وغسان تويني وعبدالله الحاج، وقتها كان بجبهة النواب السبعة، المسألة تحتاج الى تفكير، لا اريد الآن الانفعال، سوف اعمل جهدي بتطوير الحزب، لم اقل اصلاحا، يوجد الكثير من المناضلين في الحزب، كل واحد يأخذ دوره وفي الوقت المناسب يتقاعد".

وعن اقتراحاته لاستعادة الاموال المنهوبة؛ أجاب جنبلاط: "استعادة الاموال المنهوبة تحتاج الى قضاء مستقل وآلية معينة واتهام واضح، اليوم بالشعارات جميعنا صرنا سارقين. اتهام واضح، طبعا تقنيا، الذي وضع امواله بسويسرا لا اعتقد يرجعها، لكن الذي ما زال يستمر في السرقة خاصة في مجال الكهرباء او بموضوع الزبالة تستطيع محاسبته، ولمحاسبته نحتاج الى حكومة وقضاء، نقطة الصفر هي القضاء".

 

مكتب الحريري يُصدرُ بيانًا بشأنِ "موقفٍ" من تكليف دياب!

ليبانون ديبايت/الاثنين 23 كانون الأول 2019

أوضح المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري، أنّ صحيفة "نداء الوطن " نشرت تصريحًا للوزير محمود قماطي، بشأن موقف الرئيس الحريري من تكليف الرئيس حسان دياب تأليف الحكومة. وأكد المكتب الإعلامي، أنّ "المعلومات المنسوبة إلى الوزير القماطي غير صحيحة على الإطلاق، وهي لو صحت فليس هناك ما كان يمنع الرئيس الحريري وكتلة تيار المستقبل من التسمية أو الموافقة على المشاركة في الحكومة وهو ما لم ولن يحصل". وأضاف بيان مكتب الحريري:"في الواقع، فإنّ الرئيس الحريري كان قد ابلغ الجميع قبل الاستشارات النيابية انه لن يقترح اسماء ولن يعلق على اسماء يقترحها غيره، وهو ما اقتضى التوضيح".وكانت نقلت الصحيفة تصريحًا لقماطي يشير فيه الى أن تسمية حسان دياب جاءت بعد موافقة واضحة وصريحة من الرئيس سعد الحريري.

 

الحريري يقطع الطريق على حزب الله بنفيه دعم تكليف دياب

العرب/23 كانون الأول/2019

بيروت - نفى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري موافقته على تكليف مرشح حزب الله حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة، ويأتي ذلك تزامنا مع رفض الشاعر اللبناني المنتفض ترشيح دياب. ويعتبر المحتجون أن "دياب ليس رجلا اختصاصيا قادرا على حل الأزمات التي تعاني منها البلاد خاصة الاقتصادية منها"، ويطالبون بـ"محاسبة الطبقة السياسية بشكل كامل". وحسان دياب هو مرشح حزب الله الذي يسعى إلى الحفاظ على نفوذه السياسي في أي حكومة مستقبلية، بعد رفض الحريري تشكيل حكومة سياسية وإصراره على أن تكون تكنوقراط وذلك استجابة لمتطلبات المرحلة الحالية

كما يصر المحتجون بدورهم، على تشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990. ونفى بدوره، المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري صحة معلومات منسوبة إلى وزير حزب الله في الحكومة محمود قماطي حول موقف الحريري من تكليف الرئيس حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة. ويروج حزب الله إلى أن حكومة حسان دياب تحظى بدعم الحريري الذي يمثل المرشح الأوفر تمثيلا للأغلبية السنية في البلاد، في محاولة لاستمالة الشارع الذي أعرب عن رفضه لهذا الترشيح. الشارع يرفض تكليف حسان ديابالشارع يرفض تكليف حسان دياب وقال المكتب الإعلامي ، في بيان صحافي "نشرت صحيفة نداء الوطن تصريحاً للوزير محمود قماطي، بشأن موقف سعد الحريري من تكليف الرئيس حسان دياب بتأليف الحكومة". وأضاف البيان "يؤكد المكتب الإعلامي أن المعلومات المنسوبة إلى الوزير القماطي غير صحيحة على الإطلاق، وهي لو صحت فليس هناك ما كان يمنع الحريري وكتلة تيار المستقبل من التسمية أو الموافقة على المشاركة في الحكومة وهو ما لم ولن يحصل". ويشار في هذا السياق إلى أن الحريري سبق وأبلغ الجميع قبل الاستشارات النيابية أنه لن يقترح أسماء، ولن يعلق على أسماء يقترحها غيره. وكانت صحيفة "نداء الوطن" اللبنانية قد نشرت في عددها الصادر الاثنين، أن الوزير قماطي كشف للصحيفة أمس الأحد عن أن تسمية دياب "جاءت بعد موافقة واضحة وصريحة من سعد الحريري، وبعد نيل دعمه ووعده بالمساعدة في تسهيل التأليف ومنح الحكومة الثقة".

 

قماطي: تسمية دياب جاءت بعد موافقة الحريري ودعمه

"نداء الوطن"/ الاثنين - 23 كانون الأول 2019

قال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في حكومة تصريف الأعمال محمود قماطي لـ"نداء الوطن": "ليعلم الجميع أن تسمية الرئيس المكلف حسان دياب، لم تأت من الأفرقاء السياسيين الآخرين فحسب، بل جاءت بعد موافقة واضحة وصريحة من الرئيس سعد الحريري، ولم نقدم على هذه الخطوة إلا بعد التوافق شخصياً معه ونيل دعمه ووعده بالمساعدة في تسهيل التأليف ومنح الحكومة الثقة". وخاطب قماطي "تيار المستقبل" بالقول: "انتم تعلمون والرئيس الحريري يعلم تماماً، أن الثنائي الوطني، "حزب الله" وحركة "أمل"، تمسّك وأعطى الأولوية لتكليف الرئيس الحريري، مرة تلو مرة، وحتى عندما كان يرفض، كنا نقول له: إما أنت، وإما من تقبل به، ففي الحالتين، لا نريد رئيساً بعيداً عنك، أو في محور آخر، لذلك رفضنا حكومة بلون واحد رغم أننا أكثرية، لكن مع الأسف، باءت كل محاولاتنا بالفشل". وتابع موجّهاً كلامه إلى "المستقبل": "ألا تذكرون أننا دعمنا الرئيس الحريري وناشدناه ألا يستقيل وأن يعمل للاصلاح من خلال موقعه؟ وهو شكر لنا موقفنا مرات عدة وقال: وجدت في لبنان من يقف الى جانبي ويدعمني. كذلك شكر من عين التينة موقف الثنائي الشيعي، ألا تذكرون ذلك؟". وأكّد "ليس هناك أي مؤامرة على أحد أو انتقام أو ثأر. من حق الناس أن تعبّر عن رأيها وعن حبّها وتعلّقها بزعيم لكن لا يحق لكم، يا أخوتنا الأعزاء، أن تغلقوا الطرقات وأن تتعدّوا على القوى الأمنية، فهذا خط أحمر. حتى أن الرئيس الحريري قال بنفسه لا تعتدوا على أخوتكم، لا تقطعوا الطرقات لأن هذا أمر مسيء جداً لأهلكم. ونقول لـ"المستقبل" أيضاً: سنبقى على تعاون وتواصل ونقول أن الحكومة هي لمصلحة الشعب اللبناني بأجمعه، فتذكّروا أن لبنان على وشك انهيار مالي واقتصادي، ولنعط فرصة للانقاذ سوية". وأعرب قماطي عن اعتقاده بأن "مسار التأليف سيأخذ وقتاً نظراً إلى امتناع "المستقبل" عن المشاركة بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، كذلك فإن الرئيس المكلف أبدى نيته بتأليف حكومة اختصاصيين مستقلين تماماً. الآن، إذا التزم بهذا المبدأ حينئذ لا يحق للقوى السياسية الاحتجاج بموضوع الحصص الوزارية والحقائب، بل تصبح الأمور ذاهبة في اتجاه التشكيل السريع، لكن إذا حصل أي أمر ولو ضمناً، وأصرّت بعض القوى على المشاركة، لأننا نعلم أن الحكومة مرتبطة باسم الكتل السياسية وبثقتها، فهل ستتعاطى هذه القوى مع الأمر تحت عنوان الاستقلالية أو التخصصية أم أنه سيكون وراء الأكمة ما وراءها؟ لذلك علينا أن نتريث". وتابع: "من جهتنا، نحن أبدينا كامل الاستعداد لتسهيل مهمة الرئيس المكلف في كل الاتجاهات، لجهة الاختصاصية والاستقلالية وكل ما أمكن، نظراً إلى أن البلاد لا تتحمّل مزيداً من الأزمات لأننا على حافة انهيار وبالتالي علينا تقديم المصلحة الوطنية على أي مصلحة أخرى".

هيل "براغماتي"

وتوقف قماطي عند زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط دافيد هيل، و"نبرة" تصريحاته، معتبراً أن "الأميركي براغماتي يتعاطى مع الامور ببراغماتية، وهيل وجد أن الرئيس المكلف جاء من دون أي ثغرة دستورية وكُلّف بشكل دستوري كامل ولا تستطيع الدول التشكيك بدستورية هذا التكليف، وبالتالي هم يتعاطون مع هذا الواقع. ولكن من جهة أخرى هم يريدون التعاطي مع حكومة قادرة على الإصلاح والانقاذ. لذلك أعطى الرئيس المكلف مواصفات لحكومة تتجاوب مع مطالب الخارج، سواء الأميركي أو الأوروبي أو الخليجي، ولطمأنتهم بأنها ستكون حكومة إصلاحية بعيدة من الكيدية السياسية، وبالتالي إذا رأى الأميركي أن الحكومة تخطو خطوات إصلاحية جادة فإنه سيتعاطى مع هذا الأمر بمرونة إيجابية، وإذا لم يفعل، فكل شروطه ستكون حينذاك وهمية وغير واقعية. لكننا نرى في الوقت نفسه أن لا مصلحة لأميركا أو لأوروبا أن ينهار لبنان وأن تعمّ فيه الفوضى".

 

الحراك سلّم مطالبه للرئيس عون... وثيقة من 6 نقاط نقلها عربيد الى بعبدا

النهار/23 كانون الأول/2019

انطلاقا من الكلام الذي تردد أمس وكان مثار جدل حول حوار مجموعات من الانتفاضة مع الرئيس المكلف حسان دياب، وقبلها قول رئيس الجمهورية ميشال عون انه وجه دعوة الى الحراك للحوار لم تلق استجابة، علمت "النهار" ان الحوار حصل وان في مكتب الرئيس عون كتاباً يتضمن أبرز مطالب الحراك، أودعه رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد قبل اكثر من شهر، بعدما بادر الاخير، أثر مرور ثلاثة أسابيع على بدء الانتفاضة، الى لقاء ممثلين لها افراداً وجماعات وجمع أفكارهم في ملخص رفعه الى قصر بعبدا في 14 تشرين الثاني، ليشكل مساهمة من المجلس في دفع الحوار الوطني. وبدا مستغرباً عدم اعلان دوائر القصر عن خلاصة الافكار تلك، والاصرار على عدم استجابة الناشطين في الساحات الدعوات الى الحوار. وقد حصلت "النهار" على نسخة من الكتاب الذي تضمن الاتي:

"يعيش لبنان منذ 17 تشرين الأول 2019، حالة غير مسبوقة في تاريخه من حراك شعبي ينادي بمطالب محقة ومشروعة. فاجأ هذا الحراك الجميع، من حيث الانتشار الجغرافي والاجتماعي الذي ضم فئات عمرية متنوعة علمياً ومهنياً وحتى طبقياً، كان الحضور الطاغي فيها لشبان وشابات ميزوا هذا الحراك من يومه الأول.

فتحت هذه الانتفاضة الشعبية افاقاً جديدة لبناء دولة على قواعد الكفاءة والنزاهة والمصلحة العامة، فيما تحاصر البلد مخاطر جسيمة ليس أقلها الترنح بين انهيارات مالية أو أمنية، أو فوضى، أو مراوحة تدخل البلد في المجهول.

الجميع معني، أو مسؤول، في مواجهة هذه المخاطر الحقيقية، غير الوهمية ولا المهوّل بها. هذه المسؤولية تفرض على الجميع ، كل بحسب موقعه وقدرته، التفكير الجدي والعملي، للبحث عن الحلول التي تلبي الأهداف المحقة والمشروعة والممكنة للناس، كما تحافظ على بنية الدولة ومفهوم الوطن.

انسجاماً مع روحية ما تقدم، بادر رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد إلى التواصل مع مجموعات مختلفة في الحراك، كما شخصيات مؤثرة وفاعلة فيه، في مسعى للخروج بـ "ورقة" تكون بداية عملية في مشوار الألف ميل...

انطلق رئيس المجلس في تواصله مع المنتديات والمجموعات المشاركة بالحراك الشعبي عبر طرح سؤالين أساسيين في استبيان أرسل اليهم:

1 - ما هي المطالب التي ترون في تحقيقها تلبية للحراك، بحسب الأولوية التي تقدرونها، مع الأخذ في الاعتبار، كل الظروف التي تعرفون؟

2 - ما هي خريطة الطريق، أو مجموع الوسائل والسبل التي ترونها ممكنة لتجسيد تلك المطالب، ووفق أي آليات مرحلية أو زمنية؟

خلص التواصل مع عدد من قوى الحراك إلى الاجوبة الاتية:

المطالب بحسب الاولويات:

‏1- تشكيل سريع لحكومة إنتقالية إنقاذية، من الاختصاصيين المستقلين، تتمتع بصلاحيات استثنائية.

‏2- إجراء انتخابات نيابية مبكرة بموجب قانون انتخابات عصري عادل يعكس صحة التمثيل.

‏3- مكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة.

- إقرار قوانين استقلالية القضاء و استعادة الأموال المنهوبة وتشكيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.

- رفع السرية المصرفية عن حسابات كل السياسيين وأفراد أسرهم وكبار موظفي الدولة.

- الغاء المحميات القائمة على التقاسم السياسي.

- إلغاء المجالس و الوزارات والصناديق التي تُستخدم للتمويل الحزبي و الطائفي.

- إقرار قانون عصري للمناقصات يكرس الشفافية ويمنع الاحتكار ويتيح فرصاً متساوية للجميع.

- إزالة التعديات على الأملاك العمومية البحرية والنهرية وتغريم المعتدين.

- إعادة النظر في المشاريع والمخططات التي تستنزف الموارد الطبيعية وتستهدف البيئة.

- القضاء على التهريب و مكافحة التهرب الضريبي وتفعيل الجباية وكشف المؤسسات المكتومة.

‏4- سن التشريعات الكفيلة بالانتقال من النظام الطائفي السائد الى الدولة المدنية

‏5- صياغة سياسة اجتماعية تبني شبكات الامان الاجتماعي

‏- التخلي عن نمط الاقتصاد الريعي لصالح القطاعات المنتجة كالصناعة، الزراعة والسياحة لخلق فرص عمل والحد من هجرة الشباب.

- رسم سياسة ضريبية تصاعدية من دون فرض أي ضريبة تُضعف قدرة الناس المعيشية.

- إصلاح وتحديث الضمان الاجتماعي واقرار قانون ضمان الشيخوخة، التقاعد والحماية الاجتماعية.

- وضع خطة علمية وجدية لمكافحة الفقر المُدقع.

- تطوير قطاع التعليم الرسمي في جميع مراحله ورفع كفاءته.

- إقرار سياسة إسكانية عادلة و متوازنة.

- تأمين الرعاية الصحية لكل اللبنانيين.

- العمل بقوانين التي ترعى ذوي الاحتياجات الخاصة.

6- خريطة الطريق لتحقيق المطالب وسبل تنفيذها:

العمل من خلال المؤسسات الدستورية ، وضمن الانظمة والقوانين وذلك وفق جدول زمني واضح محدد ومعلن

 

الثوار: دياب مرفوض… لن نقبل برئيس حكومة صنيعة “الثنائي الشيعي” والغضب السُّني مرشح للتصاعد... و"دار الفتوى": لن نسمح بكسر هيبتنا ومكانتنا في لبنان مهما كلف الأمر

بيروت ـ”السياسة” /23 كانون الأول/2019

أوصلت الثورة رسالة واضحة المعاني إلى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسان دياب، بأن لا مجال للتفاهم معه، لأنه مرفوض من قبل المتظاهرين الذين لا يمكن أن يقبلوا برئيس حكومة صنيعة “الثنائي الشيعي”، والفريق المتحالف معه. ويعكس رفض الثوار لقاء دياب، جانباً كبيراً من هذه الرسالة، كونه وبحسب مصادر الحراك، كما قالت لـ”السياسة”، “لا يشكل ضمانة لتشكيل حكومة انتقالية قادرة على إخراج لبنان من مستنقع الفساد، باعتبار أن فريق الثامن من آذار لن يقبل بتأليف حكومة توحي بالثقة، وتضع نصب عينيها محاربة الفاسدين وسلوك طريق محاسبة وتطبيق القانون والنظام”.

في وقت استمر فيه قطع الطرقات في عدد من أحياء بيروت ومناطق سنية أخرى في طرابلس وصيدا والبقاع، رفضاً للأسلوب في تسمية دياب رئيساً مكلفاً . وكشفت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، أن “الثنائي الشيعي” لم يستسغ ما ذكره الرئيس المكلف عن عزمة تشكيل حكومة مستقلين غير حزبيين، فبعث له عبر موفدين، بأن ظروف هكذا حكومة غير متوافرة، وبالتالي عليه ألا يبالغ في حجم الوعود، باعتبار أن قوى الثامن من آذار لا يمكن أن تقبل إلا بحكومة تكنو سياسية، في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، حيث نقل عن مسؤول بارز في هذا الفريق، أن ما يسمى بحكومة مستقلين أمر غير وارد.

وفيما يتوقع وفقاً لمعلومات “السياسة”، أن ترتفع وتيرة الاعتراضات في الشارع السني لتأخذ أشكالاً جديدة، بهدف زيادة الضغوطات على الرئيس المكلف للاعتذار، لأنه غير مغطى من طائفته، بعدما جرى فرضه عليها.

الى ذلك، رد المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري، على تصريحات صحفية لوزير “حزب الله” محمود قماطي، بشأن موقف الرئيس الحريري من تكليف الرئيس حسان دياب تأليف الحكومة. وأكد المكتب الإعلامي، أنّ “المعلومات المنسوبة إلى الوزير القماطي غير صحيحة على الإطلاق، وهي لو صحت فليس هناك ما كان يمنع الرئيس الحريري وكتلة تيار المستقبل من التسمية أو الموافقة على المشاركة في الحكومة وهو ما لم ولن يحصل”. وأضاف بيان مكتب الحريري: “في الواقع، فإنّ الرئيس الحريري كان قد ابلغ الجميع قبل الاستشارات النيابية انه لن يقترح اسماء ولن يعلق على اسماء يقترحها غيره”.

على صعيد آخر، وفي تداعيات الملف الحكومي، تصاعدت حدة الردود بين “تيار المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، حيث شدد عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد الحجار، في رده على عضو تكتل “لبنان القوي” زياد أسود، على أن “الشهيد رفيق الحريري علّم الشباب دون تمييزٍ ليُعَمِّر لبنان، ويرتقي به، في حين يصرُّ البعض بنفسيتهِ السوداء الحاقدة على تشويهِ هذه الصورة”. وقال الحجار، عبر “تويتر”: “رحم الله رفيق الحريري الذي لولا دمائه الطاهرة لكان البعض لا يزال يخاطب خياله في أزقة فرنسا، ولولا سعد الحريري ما كان معلمك شاف قصر بعبدا”. وختم: “يا عيب الشوم”.

وكان أسود قال مغرداً، إن “الحريري الأب علَّمَ الشباب حتّى يُجمِّل ويُسوِّق نفسه ويدخل على السلطة”. وأضاف: إن “الحريري الإبن تمرَّنَ على حرقِ الدواليب وقطع الطرقات تحت عنوان الإعتدال”. وتتصاعد وتيرة الغضب السنّي تجاه تكليف الرئيس حسّان دياب تشكيل الحكومة.

وتبلغ ذروة الغضب السنّي الذي تُرجم في الايام الماضية بسلسلة اعتصامات واحتجاجات في مختلف المناطق، بتنفيذ تظاهرة أمس في اتّجاه دار الفتوى، باعتبارها المرجع الوطني والسنّي في لبنان. وطالب المحتّجون في وقفتهم أمام دار الفتوى، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان باصدار موقف رسمي يُندد بالطريقة التي كُلّف فيها الرئيس المكلف حسان دياب التي لم تأخذ برأي شريحة واسعة من المسلمين عامةً والسنّة خاصة الذي يؤيّدون عودة الرئيس الحريري الى السراي الحكومي”.

وهذا الامر جعل الاجواء غير مُهيّأة لدى دار الفتوى لاستقبال الرئيس المكلّف الذي اعلن بعد الاستشارات النيابية غير المُلزمة التي اجراها في مجلس النواب السبت الفائت ان زيارته للدار ستأتي في وقتها. وبهذا الخصوص، قال المفتش العام المساعد في دار الفتوى الشيخ حسن مرعب، في مقابلة تلفزيونية أنه منزعج “من التعدي علينا نحن أهل السنة من خلال تكليف شخص لا يمثلنا ولا نعرفه وقاموا بفحصه وفرضه علينا والهدف من وراء ذلك كسر هيبة السنة ومكانتهم في لبنان ووجودهم والقول نحن من نختار لكم ولا خيار لكم ضاربين بعرض الحائط الميثاقية الدستورية ورأي أغلبية الشارع السني ومن يمثلونهم في البرلمان وهذا ما لن نسمح به أبداً مهما كلف الأمر”.

 

الحبتور يُقدِّم في لبنان مساعدات إنسانية إلى 10 آلاف عائلة في 100 قرية

بيروت- وكالات/23 كانون الأول/2019

 قدّم مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، خلف الحبتور، مساعدات إنسانية إلى عائلات من ذوي الفقر المدقع في لبنان، من خلال توزيع المواد الغذائية والبطانيات تزامناً مع موسم الأعياد. وفي إطار هذه الحملة الخيرية، جرى توزيع مواد غذائية وبطانيات على أكثر من 10 آلاف عائلة في ما يزيد عن 100 قرية، من شمال لبنان إلى جنوبه. ووُزِّعت المساعدات من دون تمييز على أساس المذهب أو الانتماء السياسي. وجرى توزيع المواد الغذائية في مختلف المناطق، وكانت الكمية الأكبر من نصيب محافظة عكار التي تعد الأفقر في لبنان ونالت 3000 حصّة، كما وُزِّعت باقي الحصص على حرار وجبل الشيخ وإقليم العرقوب وبنت جبيل وبعلبك الغربي وعرسال وطرابلس والضنية وكترمايا والوردانية والبرجين والشوف الأعلى وإقليم التفاح وبيروت. وهذه الحملة الخيرية هي المرحلة الأولى من المبادرة التي أُطلِقها خلف الحبتور مطلع الشهر الجاري تحت عنوان “الصندوق اللبناني لغد أفضل” بهدف مساعدة اللبنانيين في خضم الثورة التي تشهدها البلاد. وفي هذا الصدد، قال الحبتور: “للبنان وشعبه مكانة خاصة في قلبي وقلوب أهل الإمارات والخليج العربي، وفي ظل الأوضاع الراهنة، يرزح المواطنون في لبنان تحت وطأة الأزمة المالية، لذا من واجب كل إنسان انعم الله عليه بالخير ان يمدّ للبنانيين يد العون، ضمن قدرته”. وأضاف، “من هذا المنطلق، أكرر دعوتي للبنانيين الأثرياء ورجال الأعمال المقتدرين إلى إظهار تعاطف إنساني والمشاركة في (الصندوق اللبناني لغدٍ أفضل)، وهي دعوة لم يتم الرد عليها للأسف حتى الأن”. وبتوجيه من الحبتور، أطلق وفدٌ من ممثلي مجموعة الحبتور، ضمّ الرئيس التنفيذي للإتصالات، نورا بدوي، والمستشار العام للمجموعة هادي القاضي، الحملة الخيرية لهذا العام من مستشفى خلف الحبتور – حرار في شمال لبنان. وفي إطار الزيارة، افتتح ممثلو المجموعة أيضاً جناح رعاية حديثي الولادة الجديد في المستشفى. وقدّم رجل الأعمال وصاحب الأيادي البيضاء، الحبتور، مساهمات سخيّة إلى لبنان بأشكال متعددة خلال العقد المنصرم، منها برامج مساعدات للاجئين، وحملات رمضان، وإنشاء مستشفى حرار وتبرعات أخرى.

 

الصراع على خلافة مفتي طرابلس والشمال يحتدم

بيروت ـ”السياسة” /23 كانون الأول/2019

 مع اقتراب ولاية مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار من الانتهاء آخر الجاري، وفي ظل معلومات عن توجه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، التمديد للشعار سنّة إضافية، أجرى الرئيس نجيب ميقاتي الذي يعارض مع قيادات طرابلسية التمديد للشعار، اتصالاً بالمفتي دريان للبحث في موضوع انتخابات افتاء طرابلس، حيث دعا ميقاتي الى “العمل من اجل ان يكون هذا الاستحقاق الانتخابي ضمن المهلة التي سبق ان حددت، وإتاحة الفرصة للهيئة الناخبة لاختيار شخصية تواكب التحديات”. واعتبر “انه من الخطأ القفز فوق القوانين ورغبة اكثرية المعنيين بإجراء هذا الاستحقاق من خلال محاولات تمديد ولاية المفتي الحالي مجددا”. وقال، “ان القوانين تحدد آلية واضحة تنص على تسلم امين الفتوى مهام الافتاء الى حين انتخاب مفتٍ جديد”. وعلمت “السياسة” من مصادر سياسية طرابلسية، أنه يتوقع أن تشهد هذه القضية تجاذباً شديداً بين مؤيدي التمديد للمفتي الشعار وفي مقدمهم مفتي الجمهورية، وبين المعارضين لهذه الخطوة، ومن بينهم ميقاتي، في ظل عدم التوافق على البديل .

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ما حقيقة مقتل قائد القوات الجوية الايراني خلال الغارات الإسرائيلية أمس؟

جنوبية/23 كانون الأول/2019

بعد تداول اخبار عن مقتل قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني خلال الغارات الإسرائيلية أمس الأحد على سوريا، نفت وكالة أنباء “فارس”، اليوم هذه الأخبار جملة وتفصيلا. ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع قوله، إن الجنرال علي حاجي زادة بصحة تامة، والأنباء التي تحدثت عن مقتله محض أكاذيب.

وأضافت أن هذه الأنباء تم تناقلها بفي عض وسائل الإعلام العربية المغرضة، وأعيد نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي عبر فضائيات معارضة”. وكانت وكالة “سانا” أفادت أمس الأحد، بأن الدفاعات الجوية السورية تصدت في أجواء العاصمة دمشق لصواريخ معادية قادمة من الأراضي المحتلة. وأشارت “سانا” إلى ورود أنباء عن سقوط أحد الأهداف المعادية في منطقة عقربا بريف دمشق.

 

8 عناصر جديدة في القصف الإسرائيلي قرب دمشق

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/23 كانون الأول/2019

أفادت "وكالة الأنباء الرسمية السورية" (سانا) بأن وسائط الدفاع الجوي "تصدّت" ليل الأحد – الاثنين لـ"صواريخ معادية" قادمة من إسرائيل وأن أحدها سقط في عقربا جنوب دمشق، فيما ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الضربات الإسرائيلية أدت إلى مقتل ثلاثة "مقاتلين أجانب" يُعتقد أنهم من إيران قرب العاصمة السورية.

لم تكن هذه الغارات الإسرائيلية الأولى على "مواقع إيرانية" في 2019، لكنها حملت بعض العناصر الجديدة، يمكن تلخيصها كما يلي:

1 - جاءت الضربة بعد أيام من محادثات رئيسي الأركان الروسي فاليري غيراسيموف والأميركي الجنرال مارك ميلي في جنيف لتأكيد "منع الاحتكاك" بين الجيشين في سوريا في ضوء قرار الرئيس دونالد ترمب البقاء عسكرياً شرق الفرات لـ"حماية النفط". أحد الأمثلة الجديدة، كان استهداف أميركا لقيادي متطرف في "منطقة نفوذ روسيا" شمال غربي سوريا.

2 - تزامن اللقاء مع اجتماع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات ونظيره الأميركي روبرت أوبراين في البيت الأبيض لزيادة التنسيق العسكري في سوريا و"مواجهة إيران" بعد قرار البقاء شرق الفرات والاحتفاظ بقاعدة التنف قرب العراق.

3 - يعتقد باستخدام إسرائيل صواريخ من البحر المتوسط في القصف الجديد، ما طرح تساؤلاً عن التنسيق بين تل أبيب وموسكو، خصوصاً أن لروسيا قاعدتين على ساحل المتوسط غرب سوريا.

4 - استهدف القصف مناطق جديدة في عقربا قريبة من مزار السيدة زينب، فيما كانت الغارات السابقة أصابت الكسوة ومطار دمشق وريفها ومواقع قيل إن فيها "مراكز وصواريخ إيرانية".

5 - الأسبوع الماضي، استخدمت إسرائيل طائرات "اف-35" لقصف "مصنع إيراني" في البوكمال. وقيل إن الغارات ضربت الموقع مرات عدة لـ"إيصال رسالة إلى إيران بإمكانية الوصول إلى عمقها".

6 - لم تعلق إسرائيل رسمياً على القصف و"أنباء مصدرها وسائل إعلام أجنبية"، على عكس المرات السابقة التي تسابق مسؤولون إسرائيليون بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لإعلان المسؤولية ضمن السباق الانتخابي أو لتشكيل الحكومة.

7 - في 20 الشهر الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف عشرات الأهداف "التابعة للحكومة السورية وإيران" داخل الأراضي السورية "رداً على صواريخ" أطلقت من سوريا على إسرائيل، فيما كان القصف الأخير "استباقياً وليس هجومياً".

8 - جاء الهجوم بعد تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت الأسبوع الماضي بتحويل سوريا إلى "فيتنام إيرانية"، إذ قال الأحد: "لا بد من أن نتحول من العمل الوقائي إلى العمل الهجومي على اعتباره الإجراء الوحيد الذي يضمن لنا طرد إيران خارج سوريا. واننا نقول لهم - أي الإيرانيين - إن سوريا ستتحول إلى فيتنام الإيرانية، وستواصلون النزيف حتى مغادرة آخر جندي إيراني الأراضي السورية".

 

إسرائيل تقصف مواقع إيرانية في سورية وتقتل 3 من “الحرس الثوري”

تعزيزات عسكرية للمعارضة في إدلب وتحركات لتسليم معرة النعمان للنظام دون قتال

دمشق – وكالات»/23 كانون الأول/2019

 شنت إسرائيل فجر أمس، غارات على سورية، استهدفت مطاري حماة والتيفور العسكريين ودمشق ومنطقة السيدة زينب، حيث قصفت بصواريخ أطلقت من بارجات إسرائيلية في البحر المتوسط. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، “سماع دوي ثلاثة انفجارات هزت مناطق دمشق وريفها، ناجمة عن تصدي الدفاعات الجوية التابعة للنظام لصواريخ يعتقد أنها إسرائيلية، طالت مواقع لقوات النظام والميليشيات الإيرانية في محيط دمشق”.

وذكر أن “الضربات الصاروخية الإسرائيلية أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل من جنسيات غير سورية، يرجح أنهم من الجنسية الإيرانية (تابعين للحرس الثوري) وقتلوا بسقوط أحد الصواريخ على المنطقة الواقعة بين السيدة زينب وعقربا جنوب دمشق”.

من جانبها، أفادت وسائل إعلام النظام السوري بأن “الدفاعات الجوية السورية تصدت لصواريخ معادية آتية من إسرائيل”، مشيرة إلى إسقاط طائرة مسيرة في أجواء مدينة جبلة، وذلك بعد أن تم التصدي لطائرة مسيرة فوق مطار حماة العسكري.

بدروها، نفت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء مقتل قائد القوات الجوية في “الحرس الثوري” الجنرال علي حاجي زادة، خلال الغارات الإسرائيلية، مؤكدة أن “الأنباء التي تحدثت عن مقتل زادة شائعة”.من ناحية ثانية، أعلنت فصائل المعارضة السورية عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظة إدلب، التي تشهد معارك عنيفة بين قوات النظام وفصائل المعارضة . وكشف مصدر في “الجيش الوطني”، التابع لـ”الجيش السوري الحر”، عن أن “نحو 1500 مقاتل مع عتادهم الكامل تمثل الدفعة الأولى توجهوا اليوم (أمس)، إلى جبهات ريف ادلب الجنوب الشرقي”، لمواجهة قوات النظام التي تتقدم تحت غطاء جوي روسي.

وشن الطيران الروسي غارات عدة على الطرف الشرقي لمدينة معرة النعمان، وبلدة جرجناز شرق مدينة المعرة بريف إدلب الشرقي. وذكرت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء أمس، أن تسعة مدنيين لقوا مصرعهم اثر الغارات الروسية على منطقة خفض التوتر بإدلب. من جهته، أعلن مركز حميميم لتنسيق المصالحة في سورية، التابع لوزارة الدفاع الروسية، عن مقتل ستة جنود سوريين، وإصابة 13 آخرين جراء تفجير انتحاري وقع في ريف إدلب، نفذته “هي’ تحرير الشام” (جبهة النصرة). بدوره، كشف عضو لجنة المصالحة الوطنية عمر رحمون أمس، عن تحركات باتجاه تسليم مدينة معرة النعمان والقرى المجاورة لها لجيش النظام من دون قتال، فيما أفادت مصادر بمحاصرة قوات النظام، أول من أمس، النقطة التركية في بلدة الصرمان شرق معرة النعمان. وفي الرقة، أفادت الأنباء بسقوط خمسة قتلى وعدد من الجرحى بانفجار سيارة مفخخة أمس، في بلدة سلوك بالريف الشمالي.

وفي دير الزور، تواصل الميليشيات الإيرانية ضغوطها بطرق مختلفة على السكان المحليين، بهدف تجنيد أبنائهم ضمن قواتها التي تسيطر على مساحات شاسعة في المحافظة الواقعة على الحدود مع العراق.

وكشفت مصادر محلية أن “ممارسات تلك الميليشيات تعددت وباتت تستهدف مختلف فئات المجتمع، بهدف إرغام وضم المزيد من الشبان للقتال في صفوفها، وقد وصلت إلى حد لا يحتمل”.وقالت إن “قادة تلك الميليشيات المدعومة إيرانياً، يتهمون بعض تجار دير الزور بعدم دفع رسوم الضرائب لها، ليتم فيما بعد إرغام أحد شبان عائلاتهم على التدريب العسكري في صفوفهم، مقابل السماح لهم بممارسة نشاطهم التجاري”.

وعلى الصعيد السياسي، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع مع وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، أمس، أن استكمال عملية استعادة سيطرة النظام على أراضي سورية كافة.

وأضاف إن روسيا ستبذل قصارى جهدها للمساعدة في استعادة سيادة سورية ووحدة أراضيها، مشيرا إلى أن سورية تعيش حالياً مرحلة الانتقال إلى الحياة السلمية.

من جهته، أكد المعلم أن “التآمر الأميركي – التركي – الإسرائيلي، بالإضافة الى بعض دول المنطقة مستمر لعرقلة جهودنا المشتركة للقضاء على الارهاب”، مندداً “بالعدوان التركي المستمر في الشمال السوري والسرقة المنظمة لثروات سورية النفطية من قبل الولايات المتحدة”، وواصفاً هذه التصرفات بأنها قرصنة كونها تمارس بقوة السلاح. واتهم الولايات المتحدة باستخدام قاعدتها في التنف “لإرسال طائرات مسيرة لقصف منشآت نفطية في مدينة حمص”.

 

طهران تعلق مفاوضات الاتفاق النووي لحين إلغاء العقوبات

طهران، عواصم – وكالات»/23 كانون الأول/2019

 أعلنت إيران أمس، عن “تعليق المفاوضات الفنية في الاتفاق النووي، لحين رفع الحظر عنها، وإلغاء العقوبات بشكل كامل. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، عقب إعلانه تشغيل الدائرة الثانوية لمفاعل آراك النووي، إن “إيران أعلنت موقفها وحددته بشكل نهائي وغير قابل للتراجع، وموقفها من التفاوض هو أنها لن تتفاوض حول الشطر الفني من الاتفاق النووي، ما لم تلغَ العقوبات بشكل كامل”. وحذر من أن “أوروبا إذا لجأت إلى آلية فض النزاع، فإنها ستقضي على الاتفاق النووي، ما يتعارض مع ما تعلنه”، مضيفا أن “أوروبا تريد الحفاظ على الاتفاق النووي، لكن هل لديها القدرة على الوقوف أمام أميركا؟”.

 

الطالباني: التظاهرات “جنة وأعياد” لـ”داعش”

بغداد – أ ش أ»/23 كانون الأول/2019

 وصف قائد جهاز مكافحة الإرهاب في محافظة السليمانية لاهور الطالباني أمس، التظاهرات الاحتجاجية الجارية حالياً في بغداد ومدن جنوب العراق، بأنها “جنة وأعياد ميلاد” لدى تنظيم “داعش”، من أجل إعادة بناء نفسه مجدداً، محذراً من أن أنشطة التنظيم في تزايد. وقال الطالباني: إن “تنظيم داعش ينشط نفسه كما كان يفعل تنظيم القاعدة، حيث أن لديهم تقنيات أفضل وأساليب أفضل وأموال كثيرة أكثر من القاعدة تحت تصرفهم لشراء المركبات والأسلحة والمواد الغذائية والمعدات”. وأضاف ان “أنشطة التنظيم تتزايد، ونعتقد أن مرحلة إعادة البناء قد انتهت”، موضحاً أن “الخلافات بين حكومة إقليم كردستان والحكومة المركزية قد خلفت الكثير من الأراضي المتنازع عليها، واستغل داعش هذا الوضع والمناطق المحاذية للحدود الإيرانية في ديالى إلى الموصل والحدود السورية منحت لهم حرية الحركة والسفر في تلك المناطق”.

 

العراق يدخل “الفراغ الدستوري” وسط رفض السهيل رئيساً للحكومة

المتظاهرون أضربوا عن الطعام... وبرهم صالح لوّح بالاستقالة... وتشكيل مجلس مفوضية الانتخابات من 9 قضاة

بغداد – وكالات»/23 كانون الأول/2019

هدد متظاهرون أمس، بتصعيد الاحتجاجات في حال إصرار القوى والأحزاب والكتل البرلمانية على تمرير المرشح قصي السهيل لتشكيل الحكومة الجديدة، بعد أن دخل العراق في مرحلة “الفراغ الدستوري” بعد انتهاء المهلة الدستورية للرئيس العراقي برهم صالح بتشكيل الحكومة خلال 15 يوماً من قبول استقالة حكومة عادل عبدالمهدي. وقال متظاهرون، إن ليل أول من أمس، شهدت ساحات الاحتجاجات تدفقاً كبيراً من المتظاهرين بعد سماع الأنباء بشأن تسمية المرشح قصي السهيل لمنصب رئيس الوزراء، ونظموا مسيرات ليلية، مرددين شعارات تؤكد رفض تكليف السهيل لتشكيل الحكومة المقبلة، والمطالبة بتسمية مرشح مستقل. وأكدوا أنه تم إغلاق الطرق والجسور وإحراق الاطارات وإعلان حالة العصيان والإضراب العام عن الدوام في المدارس والجامعات والدوائر الحكومية والخروج إلى الشارع بكثافة لإرغام الأحزاب على سحب مرشحهم وتسمية بديل يحظى بقبول العراقيين. وأعلنوا في بيانات، عن تطوير أساليب التظاهر ورفع حالة التصعيد، ومنع دخول نواب البرلمان إلى المحافظات التي تشهد تظاهرات احتجاجية. وشددوا على أن “سلطة الأحزاب تصر على الاستخفاف بمطالب المتظاهرين، وأن ترشيح قصي السهيل مرفوض شعبياً وستكون لهم كلمة حاسمة من خلال مسيرات سلمية مليونية، تعبيراً عن رفضهم أي مرشح من خارج مطالب المتظاهرين”.

وفي الناصرية، أعلنت المحافظة اعتبار أمس، عطلة رسمية، تحسباً لأي تصعيد قد تشهده المحافظة على خلفية التوترات التي ترافق تسمية السهيل، فيما أضرب العشرات من المتظاهرين عن الطعام حتى تتحقق مطالبهم بتسمية مرشح مستقل وتمرير قانون الانتخابات الجديد. وأغلق المتظاهرون الجسور والطرق الرئيسة عبر حرق الإطارات، كما قطعوا طريق خور الزبير باتجاه أم قصر في البصرة. وفي البصرة، أغلق المتظاهرون الطرق المؤدية الى الحقول النفطية بالإطارات.

ونشرت الحكومة منذ ساعات الصباح الأولى قوات عسكرية وأمنية واستخبارية في الشوارع والساحات والأزقة، وفي محيط الأبنية الحكومية والمدارس وحول البنوك والمتاجر معززة بالآليات والعجلات العسكرية وهم يحملون الأسلحة. في سياق متصل، عمد عشرات الناشطين في بغداد إلى تكميم أفواههم مطلقين حملة إضراب عن الطعام حتى تحقيق المطالب، ووضعوا علامات على فم كل واحد منهم، تشير إلى إغلاقه وعدم تناول أي شيء”.

وهددوا بعدم إنهاء الإضراب حتى تشريع قانون الانتخابات الذين يريدونه وتحقيق بقية مطالبهم وتكليف رئيس حكومة انتقالية وفق المواصفات التي وضعوها.

من ناحية ثانية، أفادت وسائل إعلام ليل أول من أمس، بأن الرئيس برهم صالح لوح للقوى السياسية بالاستقالة من منصبه قبل تكليف مرشح للحكومة الجديدة لا ينال قبول الشعب.

ونقلت عن مصادر قولها، إن صالح يتعرض حالياً لضغوط من كبيرة من “تحالف البناء لتمرير المرشح قصي السهيل لمنصب رئيس الحكومة وأن الرئيس حض الكتل على الاستماع إلى مطالب المتظاهرين”. وقال صالح ليل أول من أمس، إنه تلقى ثلاث مخاطبات رسمية لتقديم مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة، الأولى من الكتلة الأكبر من دون أن يسمها، والثانية من “تحالف البناء”، بزعامة هادي العامري، أشار فيه إلى أنه صاحب “الكتلة الأكبر” وقدم وزير التعليم العالي في الحكومة المستقيلة قصي السهيل مرشحاً للمنصب، في حين أن الخطاب الثالث وصله من “سائرون”، بزعامة مقتدى الصدر، تشير فيه إلى أنها الكتلة الأكبر وهي المعنية بتقديم المرشح للمنصب. من جانبه، قال النائب الأول لرئيس البرلمان حسن الكعبي إن “أي مرشح لا يمثل إرادة الشعب لن يكون مقبولاً حتى لو تقدم من جميع الكتل في مجلس النواب، وأن رضا الجماهير هو الأساس في تسمية رئيس الوزراء المقبل”.

في غضون ذلك، قال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، “لا ندعم أي مرشح لرئاسة الحكومة العراقية بل ندعم كل من ينتخبه البرلمان العراقي”.

في سياق ذي صلة، أعلن مجلس القضاء الأعلى أمس، انتخاب سبعة قضاة لتشكيل مجلس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. وقالت مصادر في المجلس إنه “بعد إجراء القرعة تم اختيار القضاة عباس فرحان حسن وجليل عدنان خلف وعامر موسى محمد وفياض حسين ياسين وعلي رشيد ومستشاري الدولة انعام ياسين محمد وفتاح محمد ياسين كأعضاء لمجلس مفوضية الانتخابات”. وأضافت إنه تمت مخاطبة مجلس القضاء في كردستان لإرسال مرشحين اثنين تنطبق عليهم الشروط.

 

“الشهداء” تكتشف 18 مقبرة جماعية لقتلى “داعش” و”القاعدة” وانطلاق عملية أمنية لملاحقة الإرهابيين جنوب البصرة

بغداد – وكالات»/23 كانون الأول/2019

أعلنت مؤسسة “الشهداء العراقية” أمس، أن عدد المقابر الجماعية التي تم اكتشافها خلال العام الحالي، بلغت 18 مقبرة جماعية في محافظات عدة تعود لضحايا قتلتهم عناصر تنظيمي “داعش” و”القاعدة”. وقال مدير دائرة المقابر الجماعية في المؤسسة ضياء كريم، إنه “نتيجة تزايد أعداد المفقودين فإن حملات البحث ما زالت مستمرة للكشف عن مواقع مقابر جماعية جديدة، إذ تم العثور على مقبرة في النجف وذي قار وديالى والفلوجة”. يشار إلى أن “الشهداء العراقية” هي مؤسسة حكومية تابعة لمجلس الوزراء تأسست العام 2005، مهمتها معالجة الوضع العام لذوي الشهداء وتعويضهم مادياً ومعنوياً بما يتناسب مع حجم التضحيات التي قدموها. من ناحية ثانية، أعلنت قيادة عمليات محافظة نينوى أمس، انطلاق عملية أمنية ثانية في جزيرة الحضر جنوب محافظة البصرة لملاحقة فلول تنظيم “داعش”. وذكرت القيادة في بيان، أن “العملية الأمنية الثانية انطلقت بمشاركة قيادة العمليات والجيش العراقي والحشد العشائري، وذلك لملاحقة فلول عصابات داعش الإرهابية في جزيرة الحضر جنوب العراق”. وفي الأنبار، أعلنت خلية الإعلام الأمني أمس، مقتل عنصري أمن وإصابة ضابط آخر بجروح متفاوتة جراء انفجار سيارة مفخخة. وذكرت أن السيارة انفجرت عند تفتيشها من قبل العناصر الأمنية غرب المحافظة، مضيفة إن القوات الأمنية شنت عمليات واسعة للبحث عن المسؤولين عن هذه العملية، فيما فرضت طوقاً أمنياً حول مكان وقوع الحادث. وفي ديالى، أفاد مصدر أمني أول من أمس، بمقتل جندي أثناء محاولته إحباط هجوم لـ “داعش” على نقطة للجيش في أطراف ناحية العظيم شمال المحافظة. وقال إن قوة من الجيش أحبطت هجوماً للتنظيم على أطراف ناحية العظيم شمال ديالى، مضيفاً إن إحباط الهجوم أسفر عن مقتل جندي من الجيش، وأن الوضع تحت السيطرة.

 

نائبة عراقية: مناصب حكومية بمليون دولار

بغداد – وكالات»/23 كانون الأول/2019

 كشفت النائبة عالية نصيف أمس، تفاصيل صادمة بشأن ملف الفساد، في الوقت الذي تتواصل فيه الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح الحقيقي ومحاسبة الفاسدين. وقالت نصيف في بيان، إن “الفاسدين في وزارة الكهرباء عرضوا مناصب مديرين عامين، محالين إلى التقاعد، للبيع بسعر مليون دولار للمنصب الواحد”.وأضافت إن “الفاسدين في وزارة الكهرباء عرضوا مجموعة من الدرجات الخاصة (لمديرين عامين سيحالون الى التقاعد خلال ايام) للبيع بسعر مليون دولار للمنصب الواحد، ومن بين هذه المناصب مدير عام الفنية، ومدير عام الاقتصادية، ومدير عام الفحص والتأهيل، ومدير عام إنتاج الفرات الأوسط، ومدير عام توزيع الفرات الأوسط، ومدير عام التخطيط، ومدير عام نقل الوسطى”. وأشارت إلى أن “الوزارة بإدارتها الحالية كانت قد منحت درجات خاصة لأشخاص متهمين بالفساد ولا يمتلكون أية كفاءة ولا نزاهة، إما بدعم من حزب أحكم قبضته على الوزارة، وإما شركات مشبوهة اشترت المناصب لتمرير عقودها الفاسدة، وإما بدعم من عصابة لندن، حيث تبين أن الوزارة تم بيعها لمستثمرين عراقيين مقيمين هناك، وتم وضع يد الجهة العليا الحالية عليها لتنفيذ أجندات السرقة والنهب وتمرير عقود فاسدة، سترهن اقتصاد العراق مقابل عمولات غير مسبوقة”. وطالبت “الجهات الرقابية بالتدخل، وإيقاف المتاجرة بالمناصب، ووضع حد لهذه المهزلة، فالشخص الذي يشتري منصب مدير عام بهذا المبلغ الضخم من المؤكد أنه سيضمن تحقيق ربح أكثر بكثير من الرشوة التي دفعها، وبالتالي سيستمر الفساد في هذه الوزارة”.

 

مقتل 1500 في احتجاجات رفع أسعار الوقود وإضراب المعلمين والتربويين يشلُّ مدارس إيران

روحاني واثق من وقف "الضغط الأقصى" وظريف في سلطنة عمان

طهران، عواصم – وكالات»/23 كانون الأول/2019

 أكد ثلاثة مسؤولين بوزارة الداخلية الإيرانية، أن نحو 1500 شخص سقطوا قتلى خلال الاحتجاجات التي اجتاحت إيران مؤخرا بسبب رفع أسعار الوقود، مضيفين أن من بين القتلى 17 في سن المراهقة ونحو 400 امرأة، كما سقط قتلى من أفراد قوات الأمن والشرطة، وموضحين في تحقيق استقصائي لوكالة “رويترز”، إن “خامنئي نفد صبره فيما يبدو، وأمر المسؤولين بفعل كل ما يلزم لإنهاء الاحتجاجات”. في غضون ذلك، أضرب عدد كبير من المعلمين الإيرانيين عن العمل في عشرات المدن أمس، بدعوة من مجلس تنسيق نقابات المعلمين، بينما تجمع العشرات من التربويين والمعلمين المتقاعدين أمام البرلمان في طهران، فيما شهدت عشرات المحافظات الأخرى تجمعات مشابهة. ودعا المتظاهرون الحكومة إلى تلبية مطالب المعلمين، المتمثلة في دفع الرواتب المتأخرة وتطبيق قانون الخدمة المدنية، ودفع المستحقات وزيادة الرواتب نظرا للتضخم وزيادة أسعار السلع والمواد الغذائية.

وتداول ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي صورا لتجمعات واعتصامات المعلمين في مختلف مدن إيران. من جانبه، رفض المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي قرار البرلمان الاوروبي، الذي دعا السلطات الإيرانية للتحقيق في الاستخدام غير المشروع للقوة ضد المتظاهرين، قائلا إن طهران تعتبر “الاتهامات التي وجهها البرلمان الاوروبي متسرعة وغير بناءة، تستند على تشويه الحقائق ومعلومات لا أساس لها من الصحة”. بدوره، كشف استطلاع أن نحو ثلثي الإيرانيين يؤيدون حق المتظاهرين في الخروج إلى الشوارع، حيث رأى 62 في المئة من المستطلعين أن الحوار مع المتظاهرين أفضل وسيلة للتعامل مع السخط الشعبي. واعتبر 71 في المئة أن الحيادية في وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، إما أنها “ضئيلة” أو “ضئيلة للغاية” عندما يتعلق الأمر بتغطية الاحتجاجات، وقال 90 في المئة إنهم يستخدمون منافذ إخبارية بديلة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية. من جهتها، كشفت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، أن إيران تشن حملة تخويف ضد صحافيين في قناة “إيران إنترناشيونال” التلفزيونية المعارضة ومقرها لندن، مهددة بخطفهم من شوارع بريطانيا، إذا لم يتركوا وظائفهم في القناة التي تركز على الشأن الإيراني، وكان لها دور بارز في تغطية الاحتجاجات الأخيرة.

وذكرت إنه على الرغم من الجهود التي تبذلها طهران للتشويش على ترددات القناة، فإن الشبكة التي تعمل على مدار 24 ساعة تمكنت من الوصول إلى 20 مليون مشاهد ممن يستخدمون الساتلايت المحظور في إيران. في حين قال الاتحاد الوطني للصحافيين في بريطانيا، إن الصحافيين في القناة “تعرضوا للمضايقات من قبل الدولة الإيرانية”. أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني عن ثقته بأن “أميركا ستوقف الضغط على بلاده عاجلا أم آجلا، قبل الانتخابات أو بعدها”، قائلا “مطمئنون بأن هذه الظروف مؤقتة، وستتوقف الولايات المتحدة عاجلاً أم آجلاً قبل الانتخابات الأميركية أو بعدها، عن ممارسة الضغط الأقصى على إيران”. من جانبه، بدأ وزير الخارجية محمد جواد ظريف زيارة إلى العاصمة العمانية مسقط، في إطار اللقاءات والمشاورات المستمرة بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية.

بدورها، أفادت وكالة “مهر” للأنباء، بأن الدائرة الثانوية لمفاعل “أراك” النووي الذي يعمل بالماء الثقيل، بدأت العمل أمس، موضحة أن “الدائرة الأولى تتولى مهمة التخلص من الحرارة من قلب المفاعل، والدائرة الثانوية مسؤولة عن نقل الحرارة من الدائرة الأولى إلى أبراج التبريد، ثم إلى البيئة الخارجية في النهاية”.

 

الإعدام لـ5 والسجن 24 عاماً لـ3 متهمين في قضية مقتل خاشقجي/المحكمة عقدت 9 جلسات بحضور مندوبين عن تركيا ومجلس الأمن وأفرجت عن عسيري والقحطاني

الرياض، عواصم – وكالات»/23 كانون الأول/2019

 أعلنت النيابة العامة في السعودية أمس، صدور أحكام بإعدام خمسة من المتهمين في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. وقالت النيابة في بيان: إنها استكملت تحقيقاتها وإجراءاتها في القضية التي شملت 31 شخصا، حيث تم إيقاف 21 منهم واستجواب عشرة آخرين دون توقيف، لعدم وجود ما يستوجب إيقافهم. وأضافت أن التحقيقات والإجراءات خلصت إلى توجيه الاتهام في القضية إلى 11 شخصا، وإقامة الدعوى الجزائية بحقهم أمام المحكمة الجزائية بالرياض. وذكرت إن المحكمة الجزائية أصدرت أحكاما ابتدائية بحق 11 من المدعى عليهم، تقضي بقتل خمسة منهم قصاصا وهم المباشرون والمشتركون في قتل المجني عليه، وسجن ثلاثة من المدعى عليهم لتسترهم على الجريمة ومخالفة الأنظمة، بأحكام سجن متفاوتة تبلغ في مجملها 24 عاما. وبيّنت أن المحكمة ردت طلب المدعي العام الحكم بعقوبة تعزيرية على ثلاثة من المدعى عليهم، لعدم ثبوت إدانتهم في القضية في الحق العام والحق الخاص، وحفظ الدعوى بحق عشرة أشخاص والإفراج عنهم لعدم كفاية الأدلة. وأوضحت النيابة العامة أنها ستقوم بدراسة الحكم والنظر في الاعتراض عليه أمام محكمة الاستئناف. من جانبه، قال المتحدث باسم النيابة السعودية شلعان الشلعان خلال مؤتمر صحافي، إنه “تمت محاكمة كل من ثبت تورطه في قضية خاشقجي”، مشيرا إلى أنه “تم الافراج عن نائب رئيس المخابرات السعودي السابق أحمد عسيري، بعد التحقيق معه لعدم ثبوت تهم عليه”. وأعلن أنه “تم التحقيق مع المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، ولم توجه له تهم”، مؤكدا أنه تم التحقيق مع كل من تم الاشتباه في علاقته بقضية مقتل خاشقجي”. وقال إن “المحكمة عقدت تسع جلسات في قضية خاشقجي، وصدر الحكم في الجلسة العاشرة”، مضيفا أن “ممثلين من أسرة خاشقجي ومن تركيا وعن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، حضروا جلسات القضية”.

ولفت إلى أن التحقيقات أثبتت عدم وجود عداوة بين المدانين وخاشقجي، فضلاً عن عدم وجود نية مسبقة، موضحا أن “المحكمة ردت طلبات تتعلق بـ10 أشخاص، وحكمت بإطلاق سراحهم لعدم كفاية الأدلة، ومن بينهم عسيري، وسعود القحطاني”.

وأشار إلى أن “الأحكام في قضية خاشقجي غير قطعية وقابلة للاستئناف، ومن بعد الاستئناف ترفع الأحكام إلى المحكمة العليا”. في غضون ذلك، بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مع رئيس المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي بامبانج سوساتيو، عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، كما بحثا آفاق التعاون والتنسيق البرلماني بين مجلس الشورى السعودي والمجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي. من جانبه، كشف حساب “بلاتينوم ليست” الخاص بالفعاليات الفنية في السعودية، عن احتفال المملكة بليلة رأس السنة الميلادية 2020، وذلك في سابقة هي الأولى في تاريخها.

ونشر الحساب، على موقعه الرسمي على “تويتر” ملصقا دعائيا، تضمن الفعاليات التي ستنظمها الشركة في المملكة، وتحديدًا في مدينة ملهم بالعاصمة الرياض يوم 31 من الشهر الجاري، إذ تشمل الاحتفالات عروض الألعاب النارية والـ”دي جي”. بدورها، أعلنت أمانة الرياض أن الشاب السوداني الذي هاجمته أنثى نمر بحديقة الحيوان في حي الملز يوم السبت الماضي، هو من ألقى بنفسه في حظيرة النمور، حيث قال إن دافعه وراء ذلك هو هوايته المتمثلة في تدريب الحيوانات المفترسة.

 

نظام الأسد يحجز على أموال رامي مخلوف ورجال أعمال

دمشق – وكالات»/23 كانون الأول/2019

 أصدرت الجمارك السورية قرارا بإلقاء الحجز الاحتياطي على أموال رجل الأعمال رامي مخلوف وعدد آخر من رجال الأعمال إضافة إلى زوجاتهم. وأفادت أنباء صحافية أمس، بأن نص القرار الذي أصدرته المديرية العامة للجمارك بتفويض من وزارة المالية على فرض الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لمخلوف، وكل من باهر السعدي ومحمد خير العمري وعلي محمد حمزة، إضافة إلى زوجاتهم، وعلى شركة “آبار بتروليوم سيرفيسز”، المسجلة في بيروت. وأضافت ان “الحجز يأتي ضماناً لحقوق الخزينة العامة من الرسوم والغرامات المتوجبة بمخالفة بحكم الاستيراد تهريباً لبضاعة ناجية من الحجز قدرت القيمة بنحو 1.9 مليار ليرة سورية وبلغت رسومها 215 مليون ليرة، وغراماتها بحدها الأقصى 8.5 مليارات والرسوم 2.1 مليار ليرة”. وكانت السلطات السورية اتخذت أخيراً، عدداً من الإجراءات ضد مخلوف وشركاته، وهو ابن خال الرئيس بشار الأسد، وأحد أكبر رجال الأعمال في سورية.

 

احكام بالقصاص والسجن على قتلة خاشقجي/الإعدام لـ5 متهمين والسجن 24 عاماً لـ3 آخرين... وتبرئة 10 بينهم القحطاني والعسيري

الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»/23 كانون الأول/2019

أعلنت النيابة العامة السعودية، اليوم (الاثنين)، صدور أحكام ابتدائية بالقتل قصاصاً والسجن بحق المتهمين في قضية مقتل المواطن جمال خاشقجي.

وقال شلعان الشلعان المتحدث باسم النيابة السعودية، خلال مؤتمر صحافي بالرياض، إنه تم توجيه الاتهام إلى 11 موقوفاً، وجرى التحقيق معهم، والحكم على 5 بالإعدام وعلى 3 آخرين بالسجن في أحكام وصلت بمجملها إلى 24 عاماً. وأضاف أن المحكمة ردت طلبات تتعلق بـ10 أشخاص، وحكمت بإطلاق سراحهم لعدم كفاية الأدلة، من بينهم أحمد العسيري وسعود القحطاني. وأشار إلى أن تلك الأحكام في قضية خاشقجي غير قطعية وقابلة للاستئناف، ومن بعد الاستئناف ترفع الأحكام إلى المحكمة العليا، موضحاً أن ممثلين من أسرة خاشقجي ومن تركيا حضروا جلسات القضية، وأن التحقيقات أثبتت أنه لم تكن هناك نية مسبقة لقتل خاشقجي. وفي وقت لاحق، صدر عن النائب العام السعودي بيان جاء فيه، أنه «إلحاقاً للبيانات الصادرة بتاريخ 10 / 2 / 1440هـ الموافق 19 / 10 / 2018م وتاريخ 16 / 2 / 1440هـ الموافق 25 / 10 / 2018م وتاريخ 7 / 3 / 1440هـ الموافق 15 / 11 / 2018م وتاريخ 27 / 4 / 1440هـ الموافق 3 / 1 / 2019م بشأن قضية مقتل المواطن/ جمال بن أحمد بن حمزة خاشقجي، فقد استكملت النيابة العامة تحقيقاتها وإجراءاتها في هذه القضية التي شملت (31) شخصا؛ حيث تم إيقاف (21) شخصا منهم، وتم استجواب (10) أشخاص منهم دون توقيف لعدم وجود ما يستوجب إيقافهم».

#بيان_النائب_العام بشأن قضية المواطن/ جمال بن أحمد بن حمزة خاشقجي (رحمه الله) pic.twitter.com/RX03fQwlkt

وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) December 23, 2019

وأوضح البيان أن «التحقيقات والإجراءات خلصت إلى توجيه الاتهام في القضية إلى (11) أحد عشر شخصا وإقامة الدعوى الجزائية بحقهم أمام المحكمة الجزائية بالرياض، وأصدرت المحكمة الجزائية بالرياض أحكاماً ابتدائية بحق (11) أحد عشر من المدعى عليهم تقضي بقتل (5) خمسة من المدعى عليهم قصاصا، وهم المباشرون والمشتركون في قتل المجني عليه، وسجن (3) ثلاثة من المدعى عليهم لتسترهم على هذه الجريمة ومخالفة الأنظمة، بأحكام سجن متفاوتة، تبلغ في مجملها (24) عاماً».

وأضاف البيان أن «المحكمة ردت طلب المدعي العام الحكم بعقوبة تعزيرية على (3) ثلاثة من المدعى عليهم لعدم ثبوت إدانتهم في القضية في الحق العام والحق الخاص، وأنه جرى حفظ الدعوى بحق (10) عشرة أشخاص والإفراج عنهم لعدم كفاية الأدلة».

وأوضح بيان النيابة العامة السعودية أنها ستقوم بدراسة الحكم والنظر في الاعتراض عليه أمام محكمة الاستئناف.

 

التلفزيون الجزائري: وفاة رئيس اركان الجيش الجزائري النافذ الفريق احمد قايد صالح

وطنية - الإثنين 23 كانون الأول 2019

أعلن التلفيون الحكومي الجزائري، اليوم، وفاة رئيس اركان الجيش النافذ الفريق أحمد قايد صالح أحد أعمدة السلطة في الجزائر منذ 1962، عن 79 عاما نتيجة إصابته بسكتة قلبية. وقايد صالح كان الرجل القوي في الدولة منذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في نيسان تحت ضغط التظاهرات، وحكم البلاد فعليا حتى انتخاب عبد المجيد تبون رئيسا في 12 كانون الأول. وقالت مقدمة قناة "الجزائر 3" للتلفزيون الرسمي وهي تتلو بيانا لرئاسة الجمهورية إن "نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش توفي صباح الإثنين بسكتة قلبية". وأوضح التلفزيون أن رئيس الجمهورية وزير الدفاع عبد المجيد تبون أعلن حدادا وطنيا لثلاثة أيام في البلاد، ولسبعة أيام في المؤسسة العسكرية. وكلف الرئيس تبون اللواء سعيد شنقريحة قائد القوات البرية قيادة أركان الجيش بالنيابة خلفا للفريق قايد صالح.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يعود لبنان لبنانا واحدا أم يبقى لبنانان؟ 

سيزار معوض/المرصد أولاين/23 كانون الأول/2019

المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى من جميع الفرقاء السياسيين شبك الأيادي عسانا نتمكن من بناء الوطن والدولة على حد سواء واستعادة لبنان من أشداق حزب الله.  المشكلة اليوم مع الحكم بذاته الذي أضحى غير لبناني أو الأصح قوله الحكم لغير لبنان ولا يراعي البتة هواجس ومطالب الثوار الذين لا يريدون فتح صفحة جدبدة مع العهد ومد الأيادي للمصافحة والمصارحة والمصالحة..

وللذين يشككون في صحة هذا الواقع، نقول متسائلين: هل هي مصادفة أن يتم انتخاب حسان دياب من قبل قوى الممانعة دون سواها وضرب عرض الحائط مطالب الثوار الذين لم يرتدعوا او يخنعوا منذ ما يزيد عن الستون يوما. أولئك الأحرار الذين قطعوا الطريق على اجتذاب حروب الآخرين على أرضنا وفي بيوتنا وحتى في نفوسنا.. هم الذين إتخذوا من أجسادهم متاريس يوم سطوة الميليشيات لفضهم حفاظا وصونا لكرامة الوطن وأرزته التي ما فتأت تزين الساحات وترفرف مرفوعة الرأس، شامخة فيما الوصليون، الأصوليون أعداء لبنان، يستميتون بالخنادق العقائدية والسياسية والمناطقية وحتى الطائفية سعيا للقضاء على لبنان والكيان. لبنان سيبقى لبنانان وعلى أرضه جيشان ودولتنا وحكمان طالما الحاكم محكوم من الميليشيات.. من هنا على هذا الحاكم، أن يتجاوب مع مطالب اللبنانيين الذين يحلمون ببناء وطن على قدر الأحلام... حاجات الحياة والكرامة والحرية فلا يسمح بتغليب فريق على فريق ولا طائفة على طائفة ولا منطقة على منطقة.. على الحاكم بنوع خاص ألا يسمح بأن يتسلط أي فريق على الدولة في منطقته أو عشيرته فتصبح الدولة مجموعة دويلات وهذا ما حصل ويحصل مع حزب الله بحيث أضحى لبنان دويلة في دولته وهذا أمر غير مقبول ولا بأي شكل من الأشكال. فلبنان لا يحكم من ولي الفقيه، ولا يعلن الولاء للمرشد الأعلى إنما لبنان يحكمه الدستور  اللبناني دون سواه. من هنا علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى استغلال الظرف المؤاتي ولو جاء متأخرا، علينا المباشرة  ببناء الدولة فتكون قوية منيعة ضد الخارج والداخل.. ومنيعة ضد الداخل اذا خرج عليها. من هنا على الدولة اليوم أن أن تحاكي هواجس ثوار 17 تشرين وتتعاطى معهم كمواطنين، لا كأعداء لها، بلا وساطة وبلا وصاية وتطرح عليهم ميثاقا وطنيا جديدا جامعا وتعاقدا اجتماعيا تكون فيه هي السلطة العليا، قائدة القيادات ويعود لها وحدها إتخاذ القرارات المصيرية وغير المصيرية.. لا الميليشيات والشبيحة في بعض المناطق..

من هنا على دويلة لبنان استجماع قواها والعودة لتعود وتكون دولة بكل ما للكلمة تلملم بقايا لبنان وتجمعه ليصبح واحدا بدل من أن يكون لبنانان. عليها اليوم قبل الغد استعادة سيطرتها وسلطتها وهيبتها على كامل الأراضي اللبنانية فتعاد الينا الأرض ويعود الناس شعبا واحدا ان لم نقل وطنا واحدا، ودولة واحدة قادرة على الحكم عساها نحظى على مصداقية دول العالم وأقله على الاحترام..

 

ديفيد… ماذا فعلت بهم!

نبيل بومنصف/النهار/23 كانون الأول/2019

توقعنا القليل والكثير والغريب والأغرب منه منذ بدء انتفاضة ستطوى السنة 2019 على كونها من اكبر الثورات اللبنانية، والتي سيواكبها أخطر الاحداث ايضا المتصل بالانهيار المالي والاقتصادي، ولكن ما لم تبلغه عقولنا المتواضعة ان نرى الخداع السياسي يبلغ حدود المساخر.

لم يكتفِ تحالف العونيين و8 آذار بكل الألاعيب المكشوفة والمناورات الفاقعة والخطط المدبرة لتكليف حسان دياب تأليف الحكومة في انقلاب ينفذ رغبة سيد العهد في اقصاء الرئيس سعد الحريري عن رئاسة الحكومة.

 لم يكفهم ذلك لان الكثير مما دبِّر انكشف وصار مسببا اضافيا للاشتعالات في شارع غاضب يرمي غضبه في الكثير من المناطق.

لم يكفهم ذلك لان تمرير تكليف اللون الواحد الذي استفاد ايضا من اخطاء استراتيجية حصلت في معسكر خصومهم من محور قوى 14 آذار الذي صار الآن فعلا محورا بائدا.

 لم يكف تحالف العونيين و8 آذار كل هذا لان “تبليع” التكليف ذي اللون الواحد بدا لوهلة مهددا بالتسمم السياسي، فانبروا في اليوم التالي الى المناورة الأحدث والأشد اثارة للغرابة فتعلقوا بأهداب من فطروا على ثقافة العداء له، وموفد الدولة التي فطر الممانعون خصوصا على تصنيفها بالعدو الاكبر، والتي تصنفهم بالإرهابيين، انبروا فجأة يكيلون له الشكر.

التقط تحالف العهد و8 آذار زيارة كبير الخبراء الديبلوماسيين الاميركيين في الملف اللبناني ديفيد هيل لبيروت وراحوا يصنفون دلالاتها كما تصورها حساباتهم المصلحية الآنية لتزامنها مع انطلاق مهمة رئيس حكومتهم المكلف للايحاء بان اميركا “العدوة” استحالت فجأة الى موقع المهادنة بل المباركة لما كان لـ”حزب الله” نفسه اليد الطولى فيه.

ديفيد هيل الذي له أسلوبه الخاص في التعبير الديبلوماسي وهو غير اُسلوب الصقور أمثال ديفيد شنكر، ذهب غلاة الممانعة والعونيين الى توظيف تصريحاته وزيارته في اطلاق ايحاءات وتأكيدات ذهبت الى حدود الجزم بانهم اجتذبوا اميركا العظمى الى صفقة التكليف والتأليف من دون احراج عما يمكن ان يعرضهم له هذا الجموح من مساءلات لا تنتهي عن سياسات المداهنة والازدواجية الفاقعة والرهانات الفاضحة.

كانوا يزمجرون قبل ساعات رفضاً لاحد افضل النخب اللبنانية نواف سلام المستقل الحقيقي بذريعة سخيفة انه مطلوب اميركيا، فاذا بهم يستسقون الأمركة لمن عينوه بلا رفة جفن.

اسقطوا الرئيس سعد الحريري الذي عايشهم في ثلاث حكومات وناهض ضغوط الخليج واميركا إنقاذا للاستقرار، واذ بهم يتهمونه بانه ذهب ضحية الإطاحة الاميركية الخليجية وينبهرون بهدوء ديفيد هيل.

لعلنا لا نلام اذا سألنا: هل باتت قوى 8 آذار تجنح الى الأمركة؟

ماذا يخبئون بعد من مناورات سلطوية سقطت كل مضامينها العتيقة وهم يقيمون على وهم خداع اللبنانيين بموازين قوى لمصلحتهم لا جدوى منه امام الانهيار الزاحف؟

ماذا تراه فعل ديفيد هيل لكي تنقلب أساطير الممانعة رأسا على عقب؟ واي مفعول للقاء البياضة حتى صار “النبض البرتقالي” يبشر بالمظلة الاميركية؟ هل لونكم الواحد الاحادي صار اميركيا؟

اذاً ترحّموا بأيتام السياسات المتحولة وضحاياها، وتنبهوا جيدا للأعراض الناشئة عن عمليات التجميل!

 

الموارنة والشيعة يمثّلهم أقوياء لماذا لا يُعامَل السنّة بالمثل؟

اميل خوري/النهار/23 كانون الأول/2019

ما دام لبنان يعيش عملياً وواقعياً وإن موقتاً في “نظام طائفي”، فإن عليه تطبيقه بدقة وعدالة ومن دون أي تمييز أو تمايز، بحيث لا يشعر أي مذهب أو طائفة بغبن وتهميش أو إحباط. لذلك فإن أي سلطة تحكم لبنان ولا تراعي حقوق كل مذهب وطائفة وخصوصيتها ولا تحرص على التوازنات الداخلية الدقيقة والحساسة، فإنها تواجه الأزمات والمتاعب السياسية والأمنية والاقتصادية عند حصول أي خلل في هذه التوازنات.

الواقع أن رئيس الجمهورية الماروني عندما كان له دستورياً حق تسمية رئيس الحكومة وتعيين الوزراء، وكان أحياناً يسيء اختيارهم عن قصد أو عن غير قصد بتسمية مَن لا يمثلون مذهبهم أو طائفتهم تمثيلاً صحيحاً، فإنه كان يواجه المتاعب والقلاقل والانقسامات الداخلية السياصسية والحزبية والمذهبية الحادة، وهي انقسامات كانت تصل أحياناً الى حد إطاحة سلطتها، وهذا ما جعل دستور الطائف ينزع منه هذا الحق ويُخضع تسمية رئيس الحكومة لاستشارات نيابية ملزمة يجريها رئيس الجمهورية، ويكلف مَن ينال أكثرية أصوات النواب تأليف حكومة جديدة، وكانت هذه الأكثرية تكلف أحياناً رئيساً ليس على تفاهم ووفاق مع رئيس الجمهورية، فيتعرقل تأليف الحكومة وتطول الأزمة، فينعكس ذلك سلباً على الأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد وعلى عمل المؤسسات، لأن الدستور لم يحدد مهلة للرئيس المكلف تشكيل الحكومة بل ترك الأمر لضميره ولشعوره الوطني، كما لم يحدد الدستور حجم هذه الأكثرية ولا توزيعها الطائفي ليكون ممثلاً تمثيلاً صحيحاً لطائفته أو مذهبه، ولا تسمية أكثرية من مذهب أو طائفة أخرى. فـ”الميثاق الوطني” غير المكتوب أعطى رئاسة الجمهورية للموارنة ورئاسة مجلس النواب للشيعة ورئاسة الحكومة للسنّة تحقيقاً للتوازن بين الطوائف الثلاث الكبرى. أما وحدة الأوزان فتحققها صحة التمثيل. فإذا تمثّل مذهب بقطب من أقطابه فينبغي أن تمثّل المذاهب الأخرى مثله أيضاً، سواء في الرئاسات الثلاث أو في الوزارات كي لا يشعر أي مذهب بالغبن أو التهميش.

لذلك حرص الموارنة على أن يكون رئيس الجمهورية مقبولاً منهم أولاً ورئيس المجلس مقبولاً من الشيعة ورئيس الحكومة مقبولاً من السنّة، تحقيقاً ليس للتوازن فحسب بل للأوزان أيضاً، وهو ما لم يحصل في تكليف الدكتور حسان دياب تشكيل حكومة، ولا شيء يعوّض ضعف تمثيله لطائفته سوى النجاح الذي يجعله يمثل كل الطوائف، وإلا كان تكليفه أشبه بما كان يتمتع به ر ئيس الجمهورية في الماضي من صلاحيات تجعله يسمي رئيس الحكومة ويعيّن الوزراء، وهذا ما جعل الطائفة السنية تشكو من غبن وتطالب بتعديل الدستور لجهة نزع هذا الحق من رئيس الجمهورية، وهو ما حصل في الطائف، وكانت الطائفة السنية تعبّر عن استيائها بوصف رئيس الحكومة غير المرغوب فيه بـ”باشكاتب” أو بـ”شرَّابة خرج”…

وفي انتظار قيام الدولة المدنية في لبنان، التي يحكمها أصحاب الكفاءة والنزاهة والاستقامة، لا بل أصحاب العقول لا أصحاب الحظوظ، فإنه يجب تطبيق “النظام الطائفي” الموقت تطبيقاً دقيقاً عادلاً، ليس لجهة تحقيق وحدة الأوزان بالتمثيل الصحيح لكل طائفة، فلا تكون طائفة تتمثل بقطب من أقطابها وطائفة لا تتمثل مثلها، وهي قاعدة جعلت البعض يطبقها في الانتخابات النيابية تحقيقاً للتمثيل الصحيح بحيث لا يفوز نواب مسلمون بأصوات مسيحيين ولا نواب مسيحيون بأصوات مسلمين، وأن لا شيء يجعلهم نواباً يمثلون الأمة جمعاء إلا بعد الغاء الطائفية وإقامة الدولة المدنية.

 

اعتداءات متكررة على ناشطي عاليه.. الاشتراكيون ضد كمال جنبلاط!

أنور عقل ضو/المدن/24 كانون الأول/2019

عندما يقمع عناصر من حزبِ "الذين ليس على صدورهم قميص"، ثواراً ينادون بالخبز والحرية، فذلك يفضح إشكالية سياسية وبنيوية يعيشها الحزب التقدمي الاشتراكي، ترقى لثلاثة عقود. وهي أكبر من تكسير خيمة وتهديد الناس وقمعهم بالقوة. هي أزمة لم تستهدف الثوار بقدر ما استهدفت قيم كمال جنبلاط. ومن هنا، لا يمكن مقاربة الأمور انطلاقاً من حرق خيمة كحادثة عابرة، ذلك أن لظى اللهب أصاب أكثر من أشعلها، لأنه أضرم النار في إرث وذاكرة، واغترب عن تاريخ، لا بل وضاع في رحاب اللحظة ليفقد الكثير من هالة حضوره.

لا يمكن الإحاطة بما يشهده جبل لبنان الجنوبي، من المتن الأعلى وعاليه والشوف (ساحلاً وجبلاً) وأيضاً حاصبيا وراشيا، من استهداف مباشر لثورة 17 تشرين، إلا بوصفه نتيجة خطاب مأزوم أبقى "الاشتراكي" في غربة عن ناسه، ويواجه اختلالات تنظيمية بين من تخطى عباءة البطريركية السياسية ورمزيتها "قصر المختارة" وصار جزءاً من حراك الناس، وبين من يراقب وينتظر، وهذا ما أخلى الساحة لجمهور غير قادر على التعبير بعيداً من مخزون الغرائز القابل للتمظهر إشكالات وفوضى، وفوقية فارغة وتوجهات جوفاء.

الشويفات - خلدة

شهد الحزب التقدمي الاشتراكي، عقب استشهاد علاء أبو فخر، ما استعصى عليه استيعابه، وأحرج قياداته وأظهر عجزها. فـ"شهيده" سقط في موقع تجاوز فيه الحزب. وما فاقم الأمور أن هذا الاستشهاد لم يحسن توظيفه بالمعنى الإيجابي، والبناء عليه ليكون في حاضرة وجع الناس، فتخلف مرة جديدة. ومدينة الشويفات ومحيطها لا تزال تنتظر صحوة، إلا أن كثيرين مضوا أكثر في خيار الثورة.

وكان يمكن للشويفات – خلدة أن تشهد حركة انقسام "اشتراكي" أكثر حدة واتساعاً، إلا أن طبيعة النزاعات المحلية بين جمهور النائب طلال أرسلان وجمهور التقدمي الاشتراكي حال دون تراجع الحضور الجنبلاطي أكثر. فوسط العصبيات الدرزية – الدرزية ليس ثمة من هو في وارد إخلاء الساحة لأرسلان، فضلا عن أن ثمة "خوفاً" من بوابة الضاحية (حي السلم). والعصبية هنا جاءت لتعضد الحزب، من دون أن يتمكن من إعادة المغردين بعيداً منه إلى "بيت الطاعة" السياسي.

"لسنا أحجار دومينو ليحركها وليد بك كما يشاء"، يقول ناشط استقال من الحزب التقدمي الاشتراكي، مستدركا "نحن مع نهج الحزب عندما يكون الحزب معنا". وأشار إلى أنه "رغم كل شيء لا يمكن أن ننقل البارودة من كتف إلى أخرى. فنحن اشتراكيون ونتأمل الحزب أن يلتحق بصفوف الناس، لكن لن ننتظره"، وقال: "استقالتي مؤقتة، لأنني على يقين أن الحزب سيكون في الموقع الصحيح. فهذا تاريخه".

حراك عاليه

أما ما شهدته مدينة عاليه ليل الأحد، فهو نتاج "ثقافة" اغتربت عن مبادئ وأفكار، وتواجه اليوم إخفاقات وإرباكات. وقال الناشط في حراك عاليه، يسار العنداري، لـ"المدن": "أنا فرد من هذا الحراك الشعبي ومن هذه الخيمة التي لا يمكن اختصارها بشخص واحد أو بحزب، أنا منتم للحزب الشيوعي، وعلى رأس السطح، ولا زلت. لكن لم أرفع منذ بدء الحراك سوى العلم اللبناني. وللأسف، تتابعت المحاولات من قبل البعض لحصر الثوار في عالية بجهة سياسية واحدة لتشويه الحراك".

وأضاف: "تتابع سوق بعض التهم للنيل مني، ومنها بأني أتطاول على كمال جنبلاط. كيف أشتم رمزاً أضع صورته في منزلي وقرب صورتيّ تشي غيفارا وفرج الله الحلو. لقد تخلى العديد من أفراد الأحزاب الأخرى عن أحزابهم، وانضموا للحراك. للأسف، البعض ومنذ اليوم الأول للثورة يفبركون لنا الاتهامات ويكيلون الشتائم. ونتعرض للاستفزازات والترهيب والتهديد، ويروجون أننا نشتم وليد جنبلاط تحديداً والحزب التقدمي الاشتراكي، فقط لأننا نتمسك بشعار الحراك الشعبي كلن يعني كلن، ولا نميز بين أفرقاء السلطة".

وأوضح العنداري: "بعد وصولنا من بلدة العبادية، حيث شاركنا في رفع شعار الثورة، تجّمعنا في الخيمة قبيل النزول للمشاركة في حشد ساحة الشهداء مع المواطنين من كل انحاء الوطن، وقد أخذنا صورة تذكارية جامعة في ساحة الشهداء، لنفاجأ بفيديو يصلنا من داخل الخيمة، لشباب يرفعون الأعلام الحزبية داخلها، ونعرفهم بوجوههم، ولا علاقة لشباب الحراك بهذا الأمر. فبادر شباب الحراك إلى إصدار بيان بأن هذا الأمر لا علاقة به بخيمة الحراك لا من قريب ولا من بعيد". وأردف: "حوالى السابعة مساء، عند عودتنا من ساحة الشهداء برفقة عائلاتنا واطفالنا، تفاجأنا بالاعتداء علينا. ولم يكن الجيش حاضراً وتأخر كثيراً للوصول لردعهم". وختم العنداري: "خيمتنا مشرعة أمام كل المنتفضين على المنظومة الحاكمة، والذين يناضلون لغد أفضل لكل المواطنين بمن فيهم من يوالي زعيم أو من يهاجمنا اليوم".

ممنوع رفع قبضة الثورة

وأشار ناشط من حراك عاليه إلى "اننا شاركنا صباحا خيمة العبادية في رفع قبضة الثورة، كما شاركنا كافة المناطق في لبنان، والحقيقة أننا كنا نحاول رفع القبضة في عاليه منذ أسبوعين، لكن تريثنا وأرجأنا هذه الخطوة، فقد وصلتنا تهديدات بعدم رفعها، كما وصلنا اتصال من جهات أمنية تتمنى علينا عدم رفعها، وهذا ما حصل ويحصل منذ 67 يوما، بأننا نتمسك بسلمية هذه الثورة، وأننا كنا وما زلنا نتفادى المشاكل".

الصايغ: كم الأفواه

وقال علاء الصايغ من منطقة الجرد الأعلى، وهو ناشط في حراك عاليه ومجموعة لـ "حقي" لـ"المدن": "هو ثالث اعتداء على خيمة الحراك في عاليه، بعد سلسلة اعتداءات منذ بداية الثورة وسلسلة تصرفات قمعية لا تعبر سوى عن سياسة قوى الأمر الواقع التي تسعى إلى فرض السيطرة والتحكم برقاب الناس، ومرة جديدة تتساوى قوى المنظومة بأساليبها في الجنوب والشمال وبيروت والجبل والبقاع وكل المناطق، وتثبت مرة أخرى للشعب اللبناني أن هؤلاء أوجه مختلفة لعملة واحدة". وتابع: "هذه الخيمة تم ترميمها منذ الاعتداء الأخير منذ حوالى 10 أيام واحتضنت شباب الحراك وكانوا يجتمعون فيها بشكل يومي خلال فترة 66 يوما الماضية".

وانتقد الصايغ "كم الأفواه في كافة مناطق لبنان، علما أن هذا الإعتداء لا يمثل مدينة عاليه وأهلها الذين وقفوا مع شباب الثورة والحراك ومن الأيام الأولى. وقد طلبت القوى الأمنية اخلاء الخيمة لدواعٍ امنية، وقد تم الإعتداء وتكسير الخيمة كما تم الاعتداء على الثوار بالعصي والحجارة وهناك جريحان".

بيان عاليه تنتفض

وصدر بيان عن "عاليه تنتفض"، جاء فيه: "تكررت الحركات المستفزة والقمعية للثوار خلال الشهرين الماضيين في منطقة عاليه. والآن عاليه تطلب من كل أهلها وقرى الجوار الذين لا يعرفون غير الضيافة والتواصل والأخلاق وحُب التنوع أن يتوجهوا حالاً إلى خيمة عاليه للوقوف موقف واحد ضد مظاهر لا تشبهها ولا تمثل قيما عرفناها فيها، ونطالب القوى الأمنية بتحمل كامل مسؤولياتها في حماية الثوار السلميين في عاليه".

https://www.almodon.com/file/get/c1856b2b-dd2a-4d24-bb9e-df95c3f7cfab

 

إجراءات جديدة وقاسية تعزّز "فجور" المصارف: أموالكم ليست لكم

عزة الحاج حسن/المدن/24 كانون الأول/2019

يوماً بعد يوم ترتفع حدّة الأزمة، ويتزايد معها منسوب الفوضى القائمة في القطاع المصرفي، الذي تشهد فروعه بشكل شبه يومي حالات استنفار ومشادات موثقة بالصوت والصورة، بين موظفي المصارف ومواطنين مُحبطين من إجراءات قاسية وغير موحّدة بين المصارف، حتى أنها تختلف بين فرع وآخر للمصرف نفسه.

الإجراءات المصرفية التي تزداد وقاحة وقساوة بحق المتعاملين والمودعين، إنما تؤكد "فجور" بعض المصارف، التي تمارس التمييز بين عميل وآخر، لاسيما بين المودعين. ففي الوقت الذي خفضّت فيه المصارف سقوف سحوباتها المالية، وعلّقت تحويلاتها إلى الخارج، تعجز عن مواجهة كبار زبائنها، فتقوم بتلبيتهم في وقت قصير جداّ.

ممارسات استنسابية

تمارس المصارف إجراءات قاسية على زبائنها من دون حسيب أو رقيب. تسمح وتمنع وتضع سقوفاً مالية وفق ما تقتضيه مصلحة كل منها. وآخر صيحاتها، عدد من الإجراءات والممارسات التسلطية وصلت حدّ تسكير حسابات لزبائن تصادموا مع مصارف، وعبّروا عن تجاربهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أضف إلى تعامل غالبية المصارف باستنسابية مع المواطنين. إذ تتيح السحب من الحسابات بالدولار ضمن سقوف مختلفة فيما بين الزبائن.

وعلى الرغم من نفي جمعية مصارف لبنان نيّتها وقف عمليات السحب بالدولار بشكل نهائي، وحصرها بالليرة اللبنانية، قامت المصارف كافة بخفض قيمة السحوبات المالية بمعدل يتراوح بين 50 و300 دولار أميركي كحد أقصى أسبوعياً لأصحاب الحسابات الجارية بالدولار. وأكد أكثر من مصدر مصرفي البحث الجدّي بالتوقف عن تسليم الدولار في  المرحلة المقبلة.

في المقابل تعمل بعض المصارف، ومن بينها أحد أكبر المصارف، على تحديد سقوف السحوبات بشكل استنسابي بين مؤسسات القطاع الخاص، فترفع سقف السحب الأسبوعي إلى 1000 دولار للعاملين في إحدى شركات توزيع الأدوية، في حين تتمسّك بسقف الـ200 دولار اسبوعياً لمؤسسات أخرى.

إجراءات أخرى

حتى السحوبات بالليرة اللبنانية لم تسلم من القيود المصرفية. إذ تختلف السقوف بين مصرف وآخر. وفي بعض الحالات تختلف بين فرع وآخر. الأمر الذي عزّز حالات الفوضى والازدحام اليومي في المصارف، لاسيما تلك التي خفضت سقف السحب بالليرة إلى 300 ألف ليرة كبنك الإعتماد اللبناني.

مواطن يطالب بأمواله في بنك الاعتماد اللبناني

إجراءات جديدة تعتمدها غالبية المصارف "تسهيلاً" لإنفاق المغتربين اللبنانيين، ولا تختلف كثيراً عن الإجراءات المذِلّة التي تمارسها بحق المقيمين. وتتمثل في موافقة المصرف على طلب يتقدّم به صاحب الحساب في بلد الاغتراب يوضح فيه حاجته لمبلغ معيّن من المال، مرفق برقم حساب الطرف الآخر المعني بتقاضي المال، فيتم تحويل المبلغ من المصرف مباشرة إلى صاحب الاستحقاق وليس إلى صاحب الحساب المصرفي. على سبيل المثال: تقدّم أحد المغتربين بطلب إلى بنك بيبلوس للموافقة على سحب مبلغ 4000 دولار بدل قسط مدرسي عن إبنه مرفقاً برقم حساب المدرسة. وافق المصرف على تحويل المبلغ من حساب العميل لكن إلى حساب المدرسة مباشرة بدل تسليمه إلى صاحب العلاقة. أما بطاقات الائتمان في بلاد الاغتراب فلا تختلف سقوف السحب منها عن البطاقات داخل لبنان.

إجراءات أخرى تعتمدها المصارف بشكل مخالف للقانون، تتمثل بوقف صرف الشيكات، سواء بالدولار أو الليرة باستثناء إيداعها في حساب مجمّد لمدة تتراوح بين 3 و6 أشهر. كما تتمنّع عن فتح حسابات جارية جديدة.

ويبقى الإجراء الأكثر وقاحة على الإطلاق هو تمنع المصارف عن تسليم الموظفين رواتبهم "الموطّنة" لديها، لاسيما تلك المحوّلة بالدولار. وتُلزم الموظفين بسحب رواتبهم بالليرة على أساس سعر صرف 1507 ليرات مقابل الدولار، علماً أن حسابات التوطين بالدولار وليس بالليرة. هذا الإجراء تحديداً إنما يُثبت ضرب المصارف كل الأعراف والقوانين عرض الحائط، ويُبرّر بشكل أو بآخر تعرّض بعض المواطنين للمصارف التي تتمنّع عن تسليم رواتبهم، لاسيما أن دورها لا يعدو كونها مجرّد وسيط بين الطرفين أي المؤسسة وصاحب الحساب (الموظف).

عملية "حجر"

ومن خلال إجراءات المصارف وتعاملها باستنسابية مع المودعين بات واضحاً أن عملية "الحجر" على الأموال تتم بحق صغار المودعين فقط، وليس أصحاب الودائع الكبيرة. وبحسب شهادة مدير مكتب تمثيلي لأحد المصارف اللبنانية في الإمارات، فإن القيود تُمارَس على صغار المودعين وأصحاب البطاقات المصرفية ذات الحسابات المتواضعة. أما أصحاب الودائع الكبيرة فلا قدرة لأي مصرف على رفض طلباتهم أو منع تحويلاتهم.

تتشدد المصارف بشكل يومي بإجراءاتها وقيودها على حركة الأموال، التي ترفض حتى اللحظة اعتبارها "كابيتال كونترول" وذلك لعدم قوننتها.. وبات واضحاً تعامل المصارف باستنسابية بين مودعيها الأمر الذي يجعل من قوننتها أمراً ملحاً. من هنا، يدعو البعض إلى إقرار قانون يجيز الـ"كابيتال كونترول" ويُلزم الجميع بإجراءات وقيود موحّدة. وهو ما دعا إليه الرئيس السابق لجمعية المصارف فرانسوا باسيل في حديث إلى "المدن" وقال: على الدولة تحمّل مسؤوليتها في قوننة الكابيتال كونترول لمدة معيّنة، تجنيباً لمواجهة المصارف مع الزبائن. كما من الممكن، وفق باسيل، منح مصرف لبنان صلاحية اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على النقد وضبط وتيرة التضخم.

 

حسان دياب حياكة إيرانية خالصة.. ضد العرب لا الأميركيين

منير الربيع/المدن/24 كانون الأول/2019

منذ تكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة، تجري عملية ضخ إعلامي أن الرجل جاء بنتيجة صفقة أميركية إيرانية، برعاية بعض الدول العربية. تارة يتم الحديث عن أن الرجل هو نتاج لمساع ومبادرة قامت بها سلطنة عمان، وتارة أخرى يتم الحديث عن أن دولة قطر كان لها علاقة في ذلك، إثر زيارة رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، إلى الدوحة للمشاركة في أحد المنتديات. وأنه عقد هناك لقاءات رتبت تسمية هذا الرجل. الإصرار على إدراج اسم دولة عربية رعت وصول حسان دياب إلى رئاسة الحكومة، له هدف وحيد هو القول أن الرجل يحظى بغطاء عربي، ومدعوم عربياً. وهذا سيكون له نتائج إيجابية في التعامل مع لبنان مستقبلاً، خصوصاً في ضوء الحديث عن النية بتشكيل حكومة اختصاصيين، أغلبها من الوزراء المستقلين!

برعاية جميل السيّد

صحيح أنه لا يمكن في لبنان صوغ هكذا قرار (اختيار رئيس حكومة) من دون تقاطع ما بين القوى الدولية والإقليمية، لا سيما أن لبنان واحد من مسارح التجاذب الإيراني الأميركي، كما هو الحال بالنسبة إلى العراق.. إلا أن حقيقة ما يجري، أن ثمة عملية ابتزاز تقوم بها القوى اللبنانية، لوضع مسألة تشكيل الحكومة في بازار المفاوضات الدائرة في الإقليم والمنطقة. وهي تبدأ من تفصيل يحظى باهتمام أميركي، لتطال جوانب أكثر اتساعاً. التفصيل المذكور هنا هو "العميل" عامر الفاخوري، الذي يحظى باهتمام أميركي استثنائي من دونالد ترامب مباشرة. وفيما لا يظهر أي اهتمام أميركي بموضوع تشكيل الحكومة اللبنانية بقدر ما يحظى الفاخوري من اهتمام، ارتأى حزب الله، والتيار الوطني الحرّ، اللعب في هذا الملعب الواسع لمقايضة الأميركيين بحكومة يشكلونها هم مقابل الفاخوري (!). تفاصيل ملف الفاخوري سنكشفها في سياق مقالة أخرى عن الضغوط التي مارسها الأميركيون على المسؤولين اللبنانيين بكل تلاوينهم أمنيين وسياسيين.

بالعودة إلى حسان دياب، فإن إسم الرجل كان يدور همساً بين مكونات 8 آذار. وأول من طرح إسمه هو النائب جميل السيد، الذي أقنع حزب الله والتيار الوطني الحر به. لكنه كان متروكاً جانباً لأن الحزب كان حريصاً على عودة الحريري، وكان يعمل حتى اللحظة الأخيرة لعودته. لكن بعد صدور بيان الحريري بالعزوف، بدأ الترتيب لتكليف حسان دياب. وهذا كان رهان باسيل أصلاً، الذي أراد استبعاد نفسه باستبعاد الحريري، عبر استخدام سلاح الحريري بالقول إنه يريد حكومة اختصاصيين. خطوة باسيل هذه كانت تهدف إلى تلميع صورته أمام الأميركيين عبر القول أنه مستعد للخروج من المشهد والموافقة على "حكومة التكنوقراط"، بعد وروده تحذيرات عديدة بأن العقوبات ستطاله. خروج باسيل هنا مقنّع. وهو كما عون يعرف أن حسان دياب إسم جاهز لتنفيذ كل ما يُطلب منه. فكل ما يريده الرجل هو لقب "دولة الرئيس". ومعه فقط، يستعيد عون أمجاد رؤساء الجمهورية ما قبل الطائف.

تجربة ميقاتي

عندما زار باسيل الفاتيكان كان يبحث عن مساعدة فاتيكانية في موضوع تعويمه أميركياً. وهذا ما حاول فعله في قطر كذلك. حزب الله في المقابل يريد تشكيل حكومة، وغير قادر على تحمّل الوضع المتفلت من يديه. كما أنه غير قادر على الصبر أكثر إزاء قطع طريق الجنوب مراراً وتكراراً. وصلت المفاوضات مع الحريري إلى طريق مسدودة، بعد إحراقه لأسماء المرشحين، فيما حسان دياب طي الكتمان. وهو الذي كان يتردد على رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولم يقطع التواصل معه. والرجل لديه علاقات بسلطنة عمان منذ كان أستاذاً في جامعة ظفار، وأحسن العلاقة مع الإيرانيين منذ كان وزيراً للتربية، عندما وقع مذكرة للتعاون التعليمي بين لبنان وإيران!

منذ اليوم الذي وصل فيه إلى الوزارة، كان الرجل مهجوساً بتجربة نجيب ميقاتي، يريد أن يكون رئيساً للحكومة بالطريقة ذاتها التي جاء فيها رئيس وزرائه. استمر العمل على هذا الهدف من خلال تودده لحزب الله وحركة أمل، وفتح العلاقة مع عون. يوم حصل الانقلاب على الحريري في 2011، كانت المعركة الإيرانية واضحة، وهي السيطرة على القرار في لبنان، تماماً كما كان الوضع في العراق حينها، بالإنقلاب على إياد علاوي لصالح نوري المالكي، بناء على النزاع بين الإيرانيين والأميركيين، والتاريخ اليوم يعيد نفسه بتغيّر الأسماء فقط.

وما يثبت ذلك، هو إعلان مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي الذي رحب بتكليف دياب برئاسة الحكومة، قائلاً: "إن التظاهرات المتواصلة في لبنان بعد تكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة تتم بتحريض من قبل السعودية وإسرائيل". هذا الكلام يبرر الضخ حول اشتراك دول خليجية بتكليف دياب، لنزع الصفة الإيرانية عنه، وإضفاء الصفة العربية عليه.

حكومة اللون الواحد

حسان دياب هو الرسالة الإيرانية الأكبر في لبنان تجاه الأميركيين. الرسالة تقول إن لبنان في يدنا، وهو الترجمة العملانية لموقف أطلقه سابقاً قاسم سليماني بالقول إن بلاده حققت انتصاراً بالحصول على أكثر من سبعين نائباً في البرلمان، تريد طهران أن تقول لواشنطن إن لبنان حصتنا وساحتنا. وذلك لإبعاد العرب عنه قدر الإمكان. تريد إيران أن يكون لبنان مجالاً للتفاوض بينهم وبين الأميركيين، وتغييب العرب عن أي تأثير فيه. تماماً كما هو حاصل في سوريا والعراق. تحت هذا العنوان الإيراني العريض، لعب جبران باسيل لإنضاج تخريجة تكليف دياب. وهي ليست إلا إستكمالاً لموقفه في استعداء العرب، يوم رفض إدانة ضربة أرامكو، وترجمة للغضب السعودي من الحريري يوم استقبل ولايتي في تشرين 2017 قبل أيام من استقالته من الرياض. المشكلة مع حسان دياب ليست في شخصيته، إنما لارتضائه أن يكون عنصراً إيرانياً للابتعاد عن العرب. المشكلة التي يخلقها تكليفه تنعكس على القوى السياسية على اختلافاتها. فحزب الله وحركة أمل لا يريدان للحكومة أن تكون من لون واحد، بينما القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل يريدون إظهارها حكومة لون واحد، من خلال عدم المشاركة فيها. حزب الله يردّ على ذلك بالقول أنه حريص على مشاركة كل القوى، ويتهمها أنها تريد تعميق الأزمة أكثر. هنا العطب الأساسي الذي يصيب حكومة دياب العتيدة. وسيحرمها من أي إنجاز. سواء كانت من لون واحد أم تضم الجميع. وبالتالي، تكون نسخة منقحة عن التجربة السابقة. ستسقط عاجلاً أم آجلاً في الشارع وتحت وقع الأزمة المالية والاقتصادية، والتي على ما يبدو أن لا بوادر لحلّها، خصوصاً أن لا مساعدات خارجية ستأتي. قد يغض الأميركيون الطرف عن هذه الحكومة. لكن الضغوط ستستمر، لأن موعد الصفقة لم يحن بعد. إيران تريد مفاوضة واشنطن على لبنان لا على دول الخليج. وحزب الله كذلك بالطبع. أما باسيل، فليس مفتوناً بالعرب ولا حريصاً عليهم. لذلك وقع الاختيار على حسان دياب الإيراني والأستاذ في الجامعة الأميركية.

 

استشارات حسان دياب.. صالون ممتلئ بالفراغ

نادر فوز/المدن/24 كانون الأول/2019

مستقلّ. يعتبر الرئيس المكلف حسّان دياب نفسه مستقلاً. يبحث عن مظلّة، ولو أنّ الشرفة التي يتلطّى تحتها معروفة اللون والانتماء. يختبئ تحت شرفة حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر ومن لفّ لفيفهم في هذا المحور. يتلطّى فيها من سيل الاستنكار والشتائم المحقّان من جهة، ومن موجة المذهبة المتخلّفة من جهة أخرى. هو محمي سياسياً، لكنه يريد شارعاً. فشوارع الحزب والحركة والتيار ومن معهم لا يمكن أن تدعمه. هي شوارع منهمكة أساساً في الدفاع عن زعمائها وبناء المتاريس وأكياس الرمال خوفاً من موجة جديدة للثورة. الرئيس المكلّف يريد شارعاً يركبه، يقوده، يحميه. يريد جمهوراً يصفّق له من دون اعتراض. يحسب نفسه زعيماً، والشارع من أساسيات الزعامة. يريد صورة له مع جموع تهتف باسمه ليدوّن تحتها عبارة "مع جمهوره الحرّ المخلص". لكن من أين نأتي له بحشد؟

متسلّق. هو كل "مَنْ يُحَاوِلُ أَنْ يَرْتَقِيَ مَنَاصِبَ بِسُرْعَةٍ دُونَ اسْتِحْقَاقٍ"، حسب قاموس المعاني. أما حسب قاموس الثورة، فهو كل شخص، ذكر كان أو أنثى، يلتقي قيادات من السلطة للتحاور معها أو التفاوض، علناً أو سراً، بغية الوصول إلى منصب وزاري أو سياسي أو التسويق لنفسه/ا. المتسلقون والمتسلّقات، جمهور جاهز يبحث عمّن يتبناه. جمهور يليق بدولة الرئيس البروفيسور. يمكن أن يهتف باسمه شرط المنفعة. والمنفعة مقدور عليها اليوم، لا بل أنّها "عزّ الطلب". من خلالها نُسكت مَن هو جائع أو منتفض، وفيها نبني حالة شعبية لدولة البروفيسور. ولهذا الغرض فتح الأخير أبواب صالون بيته يوم الأحد أمام الناشطين. سمّاهم ممثلين عن الحراك. أولاً ليست 17 تشرين حراكاً بل ثورة، وثانياً لا ممثلين لها ولا ناطقين باسمها سوى مطالب الساحات: حكومة إنقاذية مؤقتة من اختصاصيين توقف النزيف الاقتصادي وتقرّ القوانين المطلوب لاستعادة الأموال المنهوبة ورفع الحصانات عن المرتكبين، وتؤمن إجراء انتخابات تشريعية تفرز السلطة من جديد. هذه مطالب لا حاجة فيها للتشاور والتفاوض، ولا لممثلين ينقلونها. ترفعها كل ساحات لبنان منذ الأسبوع الأول للثورة.

المتسلّقون

نبيل الحجار، حسين خليل، محمد نون، وليد عيتاني ووعد هاشم. أسماء أفراد حضروا أمس إلى منزل دياب للتشاور أو التحاور أو التفاوض، أو حتى إلقاء تحية التعارف. منهم من دخل علناً ومنهم من خرج خلسة، ومنهم أيضاً من جاهر بهذا اللقاء وبادّعائه تمثيل الناس. الإعلامية وعد هاشم قالت إنها تلقت دعوة من "فريق عمل الرئيس المكلف، وشاركت بأمانة وجهة نظري الشخصية حول الهموم والمشاكل ورؤيتي المتواضعة للحلول". في حين نقلت الوكالة الوطنية عن حساب دياب على تويتر التغريدة التالية: "لم يصدر عني أي موقف مباشرة أو غير مباشرة وليس هناك من يتحدث بإسمي كما أنه لم يتم تعيين فريق العمل والمستشارين".

فمن علينا أن نصدّق؟ أما محمد نون ونبيل الحجار ووليد عيتاني، فأكدوا على أحقيّتهم في التواصل مع رئيس الحكومة. الأول رئيس "بنك الإعلام اللبناني"، الثاني الثوري الحقيقي لكن مناضل منذ 2014 (كيف ولماذا؟) والثالث غير معروف الهيئة والهوية. واضيف إليهم رابع، حسين خليل، الذي سارع إلى نفي تهمة تمثيل الناس عن نفسه. خمسة مواطنين، بصفتهم الشخصية، حوّلهم دياب إلى ممثلين عن "الحراك". لا نعرف ماذا دار بينهم من نقاشات وعروض. لكن نعلم جيّداً أنهم لا يمثلون شيئاً، تماماً كما هي حال الرئيس المكلف الذي لا يمثّل شيئاً. متسلّقون "أبرياء" زاروا دياب في وضح النهار. هؤلاء من طلبة إعطاء الرجل فرصة التشكيل. هؤلاء يشبهونه. يريدون كاميرا تلتقطهم وهم خارجون من اللقاء. هؤلاء جمهور حسان دياب، يليق بهم ويليقون به. لكن ثمة أصناف أخرى من المتسلّقين، أولئك الذين يخرجون ليلاً بعيداً من الضوء. هؤلاء يخيطون مناصبهم ولا يظهرون على الكاميرات إلا حين تكتمل رقعة المناصب التي يخيطونها. هؤلاء لعبة الحروف المبعثرة لا تكفيهم، بل يجب تخصيص مجلّة كاملة من الألعاب والتسالي لهم.. وبهم.

 

الحكومة "الوهمية".. خدعة السلطة لتمزيق وحدة اللبنانيين

منير الربيع/المدن/24 كانون الأول/2019

تفتقر قوى السلطة اللبنانية لأي مقومات الإبداع والابتكار في التعامل مع مجتمعها. طوال الشهرين الفائتين، أظهر المجتمع اللبناني تقدماً هائلاً على سلطة مكونة من قوى سياسية لا تزال تدور حول نفسها، وفي حلقتها المغلقة والمفرغة. الافتقار "الفكري" والإبداعي للسلطة اللبنانية، يوقع أفرقاءها على اختلافاتهم في شرور طروحاتهم وأساليبهم. فإما تأسرهم أو تظهر خواءهم وتناقضاتهم، أو أنهم حتى يدوسونها عندما تتضارب مع مصلحتهم. اللعبة الثابتة لدى هذه القوى هي التهديد بـ"الاستقرار" لإعادة اللبنانيين إلى حظائرهم الطائفية والمذهبية. وبحال لم يكن عنوان الاستقرار ملائماً لهم، يلجؤون فوراً إلى لعبة التجييش الطائفي والمذهبي، للقضاء على أي محاولة للتقدم.

السلطة تقطع الطرق!

إلى جانب عنوان "الحفاظ على الاستقرار" الأمني هنا، يتم تخيير اللبنانيين بين أمنهم الاجتماعي والسياسي، أو المعيشي والاقتصادي، في محاولة تاريخية متعمّدة للفصل بين الأمنين. وهذا بحدّ ذاته دليل على انعدام المنطق لصالح مخيّلات تتغذى على عوامل قلب الحقائق وتهشيم العقول. لعبت القوى السياسية لعبة منع قطع الطرق، وتأمين تسهيل إنتقال المواطنين، وذلك بهدف ضرب الانتفاضة وتحركاتها، وإقحام اللبنانيين في صراعات مع بعضهم البعض. لكن السلطة ذاتها تعود وتقع في شرّ مكيدتها، فتقوم هي بقطع الطرق أمام المواطنين، كما حصل أمس على حاجز المدفون من قطع للسير ومنع المرور باتجاه بيروت، فقط لمنع أعداد من المتظاهرين من التوجه إلى وسط العاصمة والمشاركة في التحركات الرافضة لتكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة.

اتهمت السلطة السياسية المتظاهرين بأن تحركاتهم تؤدي إلى تهديد السلّم الأهلي، بينما هي التي استخدمت مجموعاتها الموالية للاصطدام مع المتظاهرين، وفبركة أسباب تبرّر ممارسة العنف ضد المتظاهرين، على أسس مذهبية وطائفية لإعادة شرذمة هذه التحركات الجامعة والمتخطية لكل الحسابات الفتنوية التي غذتها القوى السياسية، وأحكمت من خلالها القبضة على المجتمع وشرائحه المختلفة. حالة الإنحدار وصلت إلى حدّ أن تعتدي السلطة على الدستور، ليس في المجالات السياسية والمصلحية فقط، بل في منع اللبنانيين من التنقل بين المناطق، ربطاً بلعبة خبيثة ما بعد طائفية ومذهبية، وهي إثارة العصبيات المناطقية من قبيل منع أهالي طرابلس من التظاهر في العاصمة بيروت!

"الميثاقية" عكس معناها

الدليل الوحيد على هذه الممارسات، هو أن هذه السلطة والقوى السياسية تحجر على نفسها بنفسها، تدير مفاوضاتها في الغرف المغلقة، تقطع الطرق على نفسها وعلى مواطنيها، وتبتعد كل البعد عن هواجس الناس، في إعادة تدوير تركيبات غير قابلة للهضم الاجتماعي. إنها لعبة محروقة، إن دلت على شيء، فعلى تغيير محتم سيحصل عاجلاً أم آجلاً، لأن هذه السلطة التي تدعي لنفسها تحقيق الإنجاز وتجاوز زخم التحركات، ستكتشف فراغ ما أقدمت عليه. والأكيد أن حكومة حسان دياب، في المعادلة المنطقية ستكون حكومة خارجة عن الواقع وغير قابلة للمرور شعبياً. أساساً، لأنها بعيدة عن مطالب الناس، وتالياً بسبب الخلافات السياسية التي دبّت بين مختلف القوى التي كانت متواطئة، ولا تزال تبحث عن فرص للتواطؤ والالتفاف على طموحات اللبنانيين. لكنها أيضاً تقع في خلافات "مصلحية" فيما بينها، كالخلاف على عنوان "الميثاقية" المخترع ذات مرة في خريف 2006، الذي أمسك به حزب الله والتيار الوطني الحرّ لتحقيق أهداف سياسية، وما لبثوا أن انقلبوا عليه في آلية تكليف حسان دياب.

لكنهم بلا شك يعتبرون أن ثمة موافقة ضمنية من الحريري على هذا الخيار، أو بالحد الأدنى عدم ممانعة، لتتحول لعبة الميثاقية، إلى أداة تستخدم للإجهاز على المسار الانتفاضي وشرذمة التحركات في حسابات مذهبية وطائفية. فبعد خروج "شيعة شيعة شيعة" تحت عنوان أن حزب الله مستهدف ويراد استبعاده من السلطة، جاءت الانتفاضة "السنية" رفضاً لتجاوز السنة واختيار من لا يمثلهم. هذه اللعبة على الرغم من إظهارها للاختلافات بين القوى السياسية، إلا أنها تمثّل حاجة عميقة لهم جميعاً لإعادة إنتاج وتعويم أنفسهم، شيعياً، مسيحياً، وسنياً، تضع حكومة "التكنوقراط" التي سيتم تقديمها بعد تسخيفها في مواجهة الناس، لتفشل بعد فترة على مختلف المستويات، فتكون هذه القوى أعادت تجميع قواها، لتعود مجدداً متحدة ومتوافقة على دفتر الحسابات والمصالح.. على حساب الناس ومطالبهم.

الشيطنة والخداع

جهدت قوى السلطة على إتهام المتظاهرين بالإرتهان للخارج، لكنهم هم الذي يبحثون عن تعويم أنفسهم دولياً، والدخول في مفاوضات وتقديم تنازلات سياسية واستراتيجية للبحث عن إعادة الإمساك بالسلطة ومقوماتها، وإنتاج نفسها بالحصول على الرضى الدولي، وليس الإسراع في الإدعاءات أن ما جرى من تسوية هو نتاج لتقاطع مصالح إقليمية ودولية، أو بوادر لمفاوضات إيرانية أميركية، إلا إسقاط الكامل لمنطق هذه المنظومة، في محاولات لشيطنة التحركات بينما هي التي تقترف أفعال الشيطنة، والتسابق للحصول على الرضى الأميركي. وربما هذا الكلام وحده يجب أن يكون كفيلاً في إنزال الناس إلى الساحات لرفض هذا النوع من التسويات المنسوج بتدخلات خارجية وتقاطع مصالح إقليمية.

يسارع دياب إلى تشكيل حكومته، وهي ستكون صورياً حكومة مصغرة ومشكلة من اختصاصيين. لكن القرار السياسي فيها واضح أنه خارجها وفوقها، وبلا أي برنامج واضح للخروج من الأزمة الاقتصادية الاجتماعية، وسط أوهام تتعايش على أن المساعدات المالية الخارجية ستأتي سريعاً فور تشكيلها. وذلك بهدف إشغال اللبنانيين وإلهائهم.. وخداعهم. ثمة حفلة تكاذب ومكابرة هائلة تقودها القوى السياسية للإنقلاب على الناس وخياراتهم. والهدف الأبعد، يبقى في إعادة إنتاج تركيبة جديدة خلال هذه الفترة الانتقالية بين القوى التي تدّعي خروجاً من المشهد الحكومي حالياً، والعودة لاحقاً بعد "مصالحات" إلى مقدمة المشهد.

 

نحو طيّ صفحة الميليشيات الإيرانية

خيرالله خيرالله/العرب/23 كانون الأول/2019

كشفت السنة 2019 التي تشرف على نهايتها، بداية تراجع سطوة الميليشيات المذهبية التي أنشأتها إيران والتي كانت تعتقد أنّها السلاح الأساسي في الترويج لمشروعها التوسّعي في المنطقة كلّها، خصوصا حيث هناك وجود عربي، بدءا بسوريا والعراق ولبنان… وصولا إلى اليمن، مرورا في طبيعة الحال بالبحرين وكلّ بلد عربي قريب أو بعيد. ما يكشف بداية التراجع يتمثّل في تلك الهجمة الشرسة التي تشنّها إيران عبر أدواتها المختلفة في العراق ولبنان وسوريا واليمن من أجل تأكيد أن مشروعها لم يتعرّض لنكسة حقيقية، وأن ثمّة مجالا لاستمراره في المدى الطويل. لا تدرك إيران، التي هي منذ العام 1979 في حال هروب مستمرة إلى خارج حدودها، أنّ مشروعها عاجز عن أن يوفّر نموذجا ناجحا في أيّ مجال من المجالات نظرا إلى أنّ ليس في استطاعته تقديم أي شيء، لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا حضاريا ولا تربويا ولا اجتماعيا. كلّ ما يستطيع تقديمه هو البؤس والتخلّف ونشر الفقر، فضلا عن إثارة الغرائز المذهبية في منطقة في غنى عن مثل هذا النوع من الممارسات.

تبذل إيران كلّ ما تستطيع كي يبقى العراق على حاله، أي في ظل الوصاية الإيرانية. هذا ما يفسّر التهديدات التي وجّهها الجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني لشخصيات عراقية تجرّأت على الاعتراض على الإملاءات الإيرانية، بمن في ذلك مقتدى الصدر. قبل أسابيع قليلة وضع مقتدى الصدر نفسه في تصرُّف “المرشد” علي خامنئي عندما جلس جلسة التلميذ المطيع في مجلسه في طهران. يبدو أن ذلك ليس كافيا. ما هو مطلوب من مقتدى الصدر أن ينسى أنّه عراقي والقبول بأنّه مجرّد جندي آخر في جيش الوليّ الفقيه.

ليس ما تقوم به إيران في العراق أو في سوريا أو في لبنان سوى دليل ضعف. إنّه نتيجة الفشل في إيجاد نظام اقتصادي فعّال قابل للحياة في المدى الطويل. لهذا السبب، نرى حاليا إيران تسعى إلى تأكيد أنّها لن تتراجع لا في سوريا ولا في العراق ولا في لبنان ولا في اليمن؟ ففي سوريا، على سبيل المثال، هناك توسّع إيراني أكيد وصولا إلى مشارف حلب، لكنّ القرار السياسي السوري صار روسيّا أكثر مما هو إيراني، في وقت بدأت تطرح فيه أسئلة في موسكو عن جدوى وضع روسيا نفسها في خدمة مشروع إيراني لا مستقبل له. يحصل ذلك في حين أن المطلوب روسيّا هو استخدام سوريا ورقة في لعبة التجاذبات بين موسكو وواشنطن التي انسحبت عسكريا من الشمال السوري من دون أن تنسحب منه.

أين انكشف المشروع الإيراني؟ الجواب، بكلّ بساطة أنّه انكشف بعد حصول التغيير الأميركي في عهد دونالد ترامب. هناك للمرّة الأولى إدارة تعرف تماما ما هو النظام الإيراني وتتعاطى معه بطريقة مختلفة. لعلّ أهم ما يحدث حاليا هو وجود مفاوضات أميركية – إيرانية سرّية مباشرة وغير مباشرة. بعد كلّ جولة مفاوضات تلجأ الإدارة الأميركية إلى دفعة عقوبات جديدة على إيران، أو على أدوات إيرانية في العراق ولبنان. هذا ما يميّز الإدارة الحالية عن الإدارات السابقة، أقلّه إلى الآن. هناك شروط أميركية لا مفرّ لإيران من الرضوخ لها. هذه الشروط واضحة ومنطقية. فالمشكلة لم تكن يوما في الملفّ النووي الإيراني، كما كان يعتقد باراك أوباما والمحيطون به. المشكلة في سلوك إيران على الصعيد الإقليمي. هل هي دولة طبيعية أم لا… أمّ أنّها قوّة إقليمية تظن أن في استطاعتها لعب دور خارج حدودها، وجعل دول عربية معيّنة مجرد جرم يدور في فلكها؟

إلى ما قبل فترة قريبة، كان الاعتقاد السائد على الصعيدين الإقليمي والدولي، أن لا مجال لوقف الاندفاعة الإيرانية، خصوصا بعدما سلّمت إدارة جورج بوش الابن العراق على صحن من فضّة إلى “الجمهورية الإسلامية” في العام 2003، وبعدما اعتقدت طهران أن في استطاعتها التلاعب بأيّ إدارة أميركية واستخدامها في خدمة مشروعها. ليس تمرير الإدارة الأميركية لاغتيال رفيق الحريري في شباط – فبراير 2005 وحلول إيران مكان الوصيّ السوري على لبنان سوى دليل كانت طهران في حاجة إليه كي تترسّخ لديها قناعة بأن في استطاعتها التعاطي مع الإدارات الأميركية المختلفة، واحتواء ردود أفعالها بما يخدم مصالحها.

لا شكّ أن إيران ستحاول الصمود في وجه العقوبات الأميركية التي يبدو أنّها أثرت كثيرا عليها وجعلتها تلجأ إلى مزيد من العدائية، خصوصا في العراق ولبنان وداخل إيران نفسها حيث احتاج الأمر إلى ما يزيد على ثلاثمئة قتيل لإخماد الانتفاضة الشعبية الأخيرة، وهي انتفاضة قابلة لأن تتجدّد في كلّ لحظة في غير محافظة إيرانية.

يبدو أن الرياح تخدم الإدارة الأميركية في وقت ليس فيه ما يشير إلى أن دونالد ترامب سيخسر انتخابات تشرين الثاني – نوفمبر 2020، وذلك على الرغم من كلّ الصعوبات الداخلية التي يواجهها في الكونغرس، بما في ذلك سعي الديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب إلى عزله.

لا يزال دونالد ترامب في موقع قويّ إلى إشعار آخر، في وقت هناك رهان إيراني على تغيير في أميركا في خريف 2020. لا تزال إيران تراهن على الديمقراطيين وعلى أنّهم سيعودون إلى المربّع الأوّل، أي إلى قناعة فحواها أنّ الملف النووي الإيراني يختزل كلّ مشاكل المنطقة وأزماتها، وأنّه يكفي التمسك بالاتفاق الموقّع صيف العام 2015 كي تنصرف طهران مجددا إلى هوايتها المفضلة، أي إلى لعب دور القوة الإقليمية المهيمنة التي تمارس السلطة في هذا البلد العربي أو ذاك، وتبتز أميركا وأوروبا في الوقت ذاته.

لا تدري إيران أن هناك صفحة طويت. هذه الصفحة هي صفحة ميليشياتها وذلك عاد ترامب إلى البيت الأبيض أم لم يعد. لا يعود طيّ الصفحة إلى أن المشروع الإيراني فشل فشلا ذريعا لأسباب اقتصادية أوّلا وأخيرا فحسب، بل يعود أيضا إلى أن على إيران عاجلا أم آجلا الاهتمام بالإيرانيين وليس بتهديد مقتدى الصدر، أو بالإتيان بحسّان دياب ليكون رئيسا لمجلس الوزراء في لبنان… في كلّ الأحوال، سيتأكد في السنة 2020 أن المشروع الإيراني لا يمكن إلا أن يتراجع، لا لشيء سوى لأنّه مشروع مصطنع. من أين ستأتي إيران بتمويل لهذا المشروع في وقت صار لبنان بلدا مفلسا، وفي وقت أصبحت مرفوضة من معظم الشعب العراقي، من الشيعة قبل السنّة؟ فما تبيّن في نهاية المطاف أن سلاح العقوبات الذي في أساسه الدولار ناجع أكثر بكثير من أي ضربة عسكرية توجّه هنا أو هناك أو هنالك.

 

الإنتفاضة والحكومة: إلى أين؟

د.توفيق هندي/فايسبوك/23 كانون الأول/2019

هل يجب أن تشترك الإنتفاضة في حكومة حسان دياب؟ كلا، للأسباب التالية:

1- لأن حسان دياب له ماض، وقد شارك في حكومة الميقاتي التي أتت نتيجة إنقلاب القمصان السود. وقد شارك في هذه الحكومة على خانة ما سمي حينها التيار الوسطي (الرئيسين ميقاطي وسليمان) وسرعان ما إنتقل إلى خانة حزب الله بعد أقل من ستة أشهر.

2- لأن حسان دياب سمّته مكونات السلطة الثلاث (حزب الله، أمل والتيار الوطني الحر) بتغطية ضمنية من باقي أطراف السلطة الحاكمة، وإن أتت هذه التغطية بأشكال متباينة.

3- لأن "الإختصاصيين" الذين سوف تتشكل الحكومة منهم، وبغض النظر عن كفاءتهم ونظافة كفهم (إن حصل هذا الأمر)، سوف يعينهم أصحاب السلطة أو على الأقل، أن يوافقوا عليهم. وفي مطلق الأحوال، سوف ينالون الثقة من المجلس النيابي الذي يمثل السلطة المطعون بمشروعيتها.

4- لأن مشاركة الإنتفاضة بهذه الحكومة تجعل منها شريكة مع هؤلاء بالذات التي ثارت ضدهم وهدفت إلى إسقاطهم لتطهير لبنان من دنس ممارساتهم الفاسدة ومن سرقاتهم للشعب والمال العام.

5- لأن السلطة تسعى جاهدة إلى إبراز تبنيها للإنتفاضة، طالبة" محاورتها و"إشراكها" شكليا" معها بهدف التستير عن عوراتها والتهرب من شبهة الفساد والإهمال والسرقة.

6- لأن السلطة تسعى من خلال مغازلتها الإنتفاضة أن تلعب على وتر حب الذات (ego) الذي يطبع بعض أفرادها بهدف تقسيم صفوفها.

هل سوف تشكل الحكومة؟ بالأرجح، نعم.

هل سوف يتضمن بيانها الوزاري الإصلاحات الضرورية والبرنامج الإقتصادي-المالي-النقدي الشافي وهوالمطلوب من المجتمع الدولي؟ من الصعومة الإجابة على هذا التساؤل، مع ترجيح أن تكون هذه الإصلاحات غير كافية والبرنامج غير شاف تماما".

هل سوف تحصل الحكومة العتيدة على المساعدات الدولية والعربية؟ هذا أمر مرغوب من اللبنانيين كي لا يتجه وضع لبنان إلى الصوملة (أي الإفلاس الكامل والشامل والفوضى وشريعة الغاب وزوال الدولة والكيان)، وهو أمر ممكن ولكنه غير مرجح.

في مطلق الأحوال، يتوجب على الإنتقاضة إلى أن تحضر نفسها إلى المرحلة الثانية لتطورها، أي أن تراقب وتحاسب وتطرح الحلول وتتابع إيصالها إلى المرحلة التنفيذية، بإنتظار الظروف المؤاتية التي تمكنها من التحول من إنتفاضة إلى ثورة تسمح لها بالإمساك بمقاليد السلطة وتخليص لبنان من السطوة الإيرانية ومن التبعية لأية دولة أكانت صديقة أو غير صديقة، ومن تخلص الشعب اللبناني من براثم "القيادات" والكيانات السياسية الفاسدة والمتحكمة برقابهم والتي نهبتهم وأوصلت لبنان إلى الدرء الذي وصل إليه.

إن هذا الأمر يتطلب إعادة صياغة شاملة لمسلمات الإنتفاضة ووضع برنامج مرحلي عملي يحقق اهدافها وتلمس التكتيك الصحيح لتحقيق هذه الأهداف ووضع الآليات المناسبة لها.

هكذا فقط تتحقق وحدة صفوفها وفعالية مسيرتها.

 

قانون "قيصر" الأميركي هل يطال داعمي النظام السوري في لبنان؟

طوني بولس/انديبندت عربية/23 كانون الأول/2019

ضمن إقرار ميزانية إنفاق دفاعي تبلغ 738 مليار دولار، وقّع الرئيس دونالد ترمب قانون "قيصر" لحماية المدنيّين في سوريا، الذي يفرض عقوبات وقيوداً على من يقدّمون الدعم للنظام السوري، سواء كانوا من الداخل أو الخارج. ويهدف القانون إلى حرمان النظام من الأموال التي يستخدمها لـ "تسعير حملة العنف والتدمير التي أودت بحياة مئات آلاف المدنيّين"، إذ يسمح بفرض عقوبات خلال ستة أشهر على مسؤولين وقادة عسكريين ومدنيين سوريين وغير سوريين، يثبت تورطهم في "الأعمال الوحشية المرتكبة خلال السنوات الثماني الماضية من الحرب".

يستهدف الإيرانيين والروس

وبحسب خبراء في القانون الدولي، فإن التشريع المعروف بـ"قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين لعام 2019"، يتيح للرئيس الأميركي فرض عقوبات جديدة على سوريا وإيران وروسيا و"حزب الله" عن جرائم الحرب التي ارتُكبت في سوريا، كما يضع تصنيف البنك المركزي السوري ضمن فئة البنوك "المعنية بتبييض الأموال بصفة أساسية"، ويوسّع رقعة العقوبات والقيود لتشمل الأجانب الذين أجروا المعاملات مع الحكومة السورية على صعيد: الغاز الطبيعي والنفط والمنتجات النفطية والطائرات وقطع غيار الطائرات وتنفيذ مشاريع البناء والمشاريع الهندسية لصالح الحكومة.

دعاوى "سوريين" على "حزب الله"

أما لناحية التطبيق العملي والسياسي، فيؤكد رئيس منظمة "لايف" الحقوقية المحامي نبيل الحلبي، أنه بات بإمكان أي من الأفراد السوريين المتضررين، رفع دعاوى قضائية أمام القضاء الأميركي ضد كيانات أو أفراد شاركوا في قتل الشعب السوري خلال الحرب، الأمر الذي قد يتيح فتح دعاوى قضائية بحق كيانات لبنانية شاركت في الحرب السورية وعلى رأسهم "حزب الله". ويوضح أن الدعاوى قد تؤدي، نتيجة الأحكام القضائية إلى إدراج شخصيات في الحزب على قوائم العقوبات الأميركية، مؤكداً أنه في حال ضلوع شخصيات سياسية لبنانية في تقديم أي شكل من أشكال الدعم المنصوص عليه في قانون "قيصر"، تمكن ملاحقتهم قضائياً وإدراجهم على قوائم العقوبات، ومعتبراً أن هذا الأمر وارد جداً انطلاقاً من معلومات عن مساعدة بعض السياسيين في لبنان النظام السوري المتفلّت من عقوبات مجلس الأمن الدولي المدرجة تحت الفصل السابع، إضافةً إلى الشركات السورية التي تعمل في لبنان بشراكة وتغطية من رجال أعمال وسياسيين لبنانيين لصالح النظام، لا سيما تلك العاملة في مجال النفط والقطاع التكنولوجي.

إعادة الإعمار

ويرى الحلبي أنه من شأن قانون "قيصر" إحباط مشاريع إعادة الإعمار في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، التي كان يعوّل عليها بعض رجال الأعمال اللبنانيين ومن خلفهم جهات سياسية، مشيراً إلى أن القانون شجّع الاتحاد الاوروبي على فرض عقوبات اقتصادية جديدة على دمشق، وحذر الدول العربية والأوروبية من التطبيع السياسي معها أو المساهمة في مشاريع إعادة الإعمار تحت طائلة الإدراج على قائمة العقوبات الأميركية. ويلفت إلى أن القانون المذكور من شأنه تعميق الأزمة الاقتصادية في لبنان، بحكم التداخل بين الاقتصادين اللبناني والسوري واعتماد الاقتصاد السوري بشكل كبير على النظام المصرفي اللبناني وتراجع رهان المساهمة اللبنانية بإعادة إعمار سوريا.

حديقة النظام الخلفية

في السياق ذاته، ترى مصادر دبلوماسية أميركية أنه يتوجب على السلطات اللبنانية والحكومة المقبلة اتخاذ إجراءات صارمة بما يتوافق مع "قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين لعام 2019"، بحيث عليها أولاً التشدد بتوقيف عمليات التهريب على الحدود اللبنانية السورية، التي تقدر قيمتها وفقاً لأرقام البنك الدولي بـ4.5 مليار دولار سنوياً، تسهم في إنعاش سوريا بالعملات الأجنبية، وثانياً مراقبة الشركات التجارية المتعاونة مع النظام السوري التي يجري فتح اعتمادات لها في المصارف اللبنانية، وتستورد البضائع المحظرة على سوريا نتيجة العقوبات انطلاقاً من لبنان، لا سيما في مجالَيْ النفط والتكنولوجيا والتي تقدر قيمتها بحوالى ثلاثة مليارات دولار سنوياً. وترجّح المصادر عينها أن يواجه لبنان مشاكل كبيرة إذا استمر ممراً حيوياً لدول محور الممانعة، وسيتعرض لعقوبات إضافية تزيد على وضع اقتصاده المترنح سوءاً، مشددةً على أن تطبيع العلاقات مع حكومة النظام السوري ستتسبب بعزلة عربية ودولية إضافية. وتضيف أن "الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط بدأت منذ عام 2017 بالقضاء على الإرهاب وتقويض النفوذ الإيراني المزعزع لاستقرار دول المنطقة".

المصور المنشق

ويُطلق على التشريع اسم "قانون قيصر" نسبةً إلى المصور العسكري السوري السابق الملقب بـ"قيصر"، الذي انشق واستطاع تهريب آلاف الصور لجثث ضحايا تعرّضوا للتعذيب، والتحق بالكونغرس، وعرض الصور على لجنة استماع، بينما جرى تشكيل فريق تحقيق دولي لبحث جرائم الحرب المرتكبة في سوريا والتأكد من مصداقية الصور. ويمنح القانون الولايات المتحدة وسيلة أخرى لمعاقبة بشار الأسد وحلفائه، علماً أن واشنطن كانت فرضت عقوبات على الرئيس السوري وعدد من كبار مسؤوليه، لكن الوسيلة الجديدة تسمح باستهداف الشركات الأجنبية والأفراد من مختلف الجنسيات، إذا ثبُت دعمهم أو علاقتهم بالقمع في سوريا.

 

كيف خرج الحريري ودخل دياب؟/تراجع ملموس لغطرسة حزب الله أوضح تعابيرها زيارة ديفيد هيل الهادئة

طوني فرنسيس/انديبندت عربية/23 كانون الأول/2019

الاستنتاجات القاطعة قد تكون أخطر ما يُمكن إطلاقه على ما آلت إليه الأمور في لبنان بعد شهرين ونيف على اندلاع انتفاضة الـ17 من أكتوبر (تشرين الأول) ضد تحالف السلطة الحاكمة.

غيَّرت الانتفاضة كثيراً من الوقائع التي كان مجرد التفكير في زحزحتها ضرباً من الخيال:

1- واصل اللبنانيون الثائرون على سياسة التعليب الطائفي عملهم المشترك في الساحات والشوارع وأمام المؤسسات الحكومية والإدارية، في تظاهرات واعتصامات وتحركات ضاغطة من أجل تغيير فعلي في السياسات الاقتصادية والاجتماعية والمالية، والإتيان بحكومة من ذوي الأيدي النظيفة تتخذ تدابير جدية في مكافحة الفساد ومحاسبة أثرياء النظام.

2- فشلت أحزاب السلطة، وفِي مقدمتها حزب الله وحركة أمل، لدى لعبها دور أداة قمع رديفة، في ترويع المنتفضين في ساحات بيروت، الذين تعرَّضوا لهجمات مباشرة، وأحرقت خيام المعتصمين منهم أكثر من 18 مرة.

كما فشل الثنائي المذكور في محاولاته المتكررة لمنع المواطنين المنتمين إلى الطائفة الشيعية من التظاهر والتحرك كجزء من تظاهرات الشعب اللبناني، فصمدت احتجاجات صور والنبطية وكفر رمان وبعلبك والهرمل إلى جانب احتجاجات المدن والقرى اللبنانية الأخرى.

وفشلت محاولات توحيد الشيعة قسراً، بالهتاف الشهير: (شيعة... شيعة)، أو بالعصا والهراوة، بهدف تأبيد الولاء لقيادة مكشوفة الانتماء والولاءات، لا تُلقي بالاً لمصائر الناس في حياتهم ومستقبلهم.

3- تحوَّل مطلب حكومة الاختصاصيين المستقلين الإنقاذية، إلى مطلب لا يمكن القفز فوقه أو تخطيه.

وكان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الأوَّل من بين أركان السلطة في مسارعته إلى تبني هذا المطلب. ومنذ تقديمه استقالته وحتى عزوفه عن الترشح لولاية أخرى، كرر أكثر من مرة تبنيه مطالب الانتفاضة، وكان ذلك جزءاً من عمليات الشد والتجاذب بينه وركني السلطة الآخرين: الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، حزب رئيس الجمهورية.

فضّل حزب الله بقاء الحريري على رأس حكومة سمّاها (تكنو سياسية)، لاعتقاده بأن الرجل هو الأقدر على توفير غطاء لحضوره في الحكم، وعلى مخاطبة العالم من أجل دعم الخطط المُفترضة لانتشال لبنان من أزمته.

وقيل إن الـ"حزب" تساهل إلى حد الطلب من حليفه التيار الوطني عدم المشاركة في الحكومة، إلا أن مجريات الساعات الأخيرة قُبيل اختيار رئيس جديد للحكومة، أظهرت للحريري أنه سيُسمى بأصوات ضئيلة، من دون ضمان النجاح في تشكيل الحكومة التي يريدها.

وهنا فشل حزب الله في الاحتفاظ بغطاء سياسي أكثر من ضروري في ظروفه الراهنة، ودفع الحريري ثمناً، ولو مؤقتاً، لم يكن مستعداً له، بإبعاده أو ابتعاده عن الحكم.

4- لخروج الحريري تفسيران، الأول أن هذا الخروج هو انتصارٌ للمحور السوري الإيراني الممانع والمعادي منذ البداية الحريرية السياسية. وهذا التفسير يجد من يتبنّاه في صفوف الانتفاضة الشعبية.

والثاني، أن الحريري منع بالوسائل "النيابية الملزمة" من إكمال سعيه إلى حكومة يتفق عليها مع "الثنائي" ورئيس الجمهورية ميشال عون.

ويستطرد أصحاب هذا التفسير في القول إن "الضغط الأميركي على إيران وامتدادا حزب الله لن يتوقف"، وعلى حزب الله أن "يتحمّل المسؤولية عما وصلت إليه البلاد من انهيار"، والعلاج هو في الوصفة التي قدمها "مؤتمر باريس، وتبنتها الإدارات الغربية من واشنطن إلى العواصم الأوروبية".

وفِي السياق يصبح ابتعاد الحريري أو إبعاده طبيعياً، فإذا كان حزب الله وحلفاؤه مسؤولين عن الأزمة فليتحمّلوا نتائجها وليجدوا سُبل حلها.

5- خَرَجَ الحريري فجِيء بالدكتور حسان دياب وزير التربية في حكومة "الممانعة" الأولى برئاسة نجيب ميقاتي (2011)، خلفاً له مكلفاً من 69 نائباً هم الأكثرية النيابية التي أعلن اللواء الإيراني قاسم سليماني فوزه بها غداة الانتخابات النيابية اللبنانية في مايو (أيار) 2018.

تعامل الحريري مع الرجل بمرونةٍ واحترامٍ، رغم تظاهرات الرفض التي نظّمها مناصرو تيار المستقبل، وانهمك داعمو دياب بابتداع السيرة التي ستجعله نقطة تقاطع أميركية إيرانية، فتم التركيز على صفته كنائب لرئيس الجامعة الأميركية في بيروت، وشطح الخيال ببعضهم إلى تذكّر مساهمته في تأسيس جامعة ظفار في سلطنة عمان (2014 - 2016)، للقول بأن الرجل جزءٌ من عملية إيرانية - أميركية تتوسطها عمان كوسيط على خطوط التوتر اللبناني!

6- في هذا المناخ حلّ مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل في بيروت، التقى الجميع ممن يلتقيهم المسؤولون الأميركيون عادة، في أجواء من الود والصداقة.

غابت خطابات التنديد بزيارة المبعوث الأميركي الأعلى مرتبة منذ زيارة الوزير بومبيو في أبريل (نيسان) الماضي. كان الدبلوماسي المتقاعد جيفري فيلتمان استحق تظاهرة معادية لكلمة ألقاها في واشنطن، أمّا في حالة هيل فلم يتحرّك حزب الله أو أيٌّ من المتناغمين معه لقول كلمة تمس مشاعره، حتى إن بعض من تحمَّس لتظاهرة على طريق المطار، صرف النظر عن محاولته تلك من دون تفسير أو تبرير يقدمه لـ"جماهيره" المتأهبة.

7- قالت صحيفة "واشنطن أكزاماينر" الجمهورية المحافظة في تحليل مُقتضب لنتائج زيارة هيل إلى بيروت إن "إدارة ترمب أوصلت الرسالة الصحيحة إلى بيروت".

وفِي الخلاصات التي أوردتها الصحيفة أن دياب "كلّف بدعم من حزب الله وفرقاء مسؤولين عن الأزمة الخانقة"، أما الموقف الأميركي فيقوم على "دعم إصلاحات تستجيب إلى مصالح الشعب اللبناني ومطالب انتفاضته"، فإذا كان رئيس الحكومة شجاعاً "فسيستحق المساعدة الأميركية"، وإلا فإن غيابها سيكون سببه إيران وحزب الله.

وفِي خلاصة أخيرة، ترك الأميركيون وقبلهم المجتمعون في باريس، حسم الاتجاه في لبنان إلى الشعب اللبناني، وهو ما تحاول الانتفاضة أن تحققه، رغم سيول المذهبية والمناطقية والقمع السلطوي الذي يتآكل لكنه لم يستسلم.

 

لبنان... الرئيس المكلف يواجه تجربة أمين الحافظ/تشابهت ظروف اختيارهما بين كونهما من خارج نادي الرؤساء ومواجهتهما لـ"فورة" شعبية

فيديل سبيتي/انديبندت عربية/23 كانون الأول/2019

في 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، تكليف الوزير السابق والأستاذ الجامعي حسان دياب، بتشكيل حكومة جديدة، بعد مشاورات نيابية، أظهرت اختياره بغالبية 69 صوتاً. إلاّ أنّ الرئيس المكلّف الذي ينتمي إلى الطائفة السنية بحسب التوزيع الطائفي للرئاسات الثلاث في لبنان، لم يحصل سوى على ستة أصوات من النواب السنّة، وهذا ما اعتبره كثر من السياسيين والقانونيين والمعلّقين أنه يُفقد حكومته "ميثاقيتها"، التي تعني أن يكون رئيس الوزراء هو الشخصية الأكثر تمثيلاً في طائفته أو الأكثر قبولاً من سائر أطيافها، ما أدى إلى خروج بعض "الشارع السنّي" إلى الطرقات، رفضاً لهذا التكليف. وغنيٌّ عن الذكر أن تكليف دياب جاء على إثر "ثورة" للبنانيين امتدت على مدى أكثر من شهرين، وكانت قد دفعت رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى الاستقالة، وطالبت بتكليف رئيس حكومة من خارج الفريق السياسي الحاكم ليؤلف حكومة من مستقلين واختصاصيين تنقذ البلاد من أوضاعها المتردية أو ممّا يسميه البعض "الانهيار".

رحلة التأليف

بعد تكليفه، وهي الخطوة الأولى، بدأت رحلة التأليف، التي يجب أن تتكلّل بالحصول على الثقة من البرلمان اللبناني. وهاتان الخطوتان فيهما من العقبات والصعوبات ما ستتكشّف عنه الأسابيع المقبلة. هذه التجربة الجديدة في تكليف رئيس الوزراء اللبناني (من خارج النادي) كان قد جرى ما يشبهها عام 1973عندما كُلّف الأستاذ الجامعي والصحافي الشاب المقبل من خارج نادي رؤساء الحكومة التقليديين، الدكتور أمين الحافظ. وقد لقي الحافظ قبولاً من الشارع السنّي في الأسبوع الأول من تكليفه، قبل أن ينقلب عليه هذا الشارع بدعم من زعمائه التقليديين مثل رشيد كرامي وصائب سلام حينها، ما دفعه في النهاية إلى إعلان استقالته على الرغم من أن أكثرية الأصوات لنيله الثقة في البرلمان كانت مؤمّنة له من قبل رئيس الجمهورية سليمان فرنجية وحلفائه. لكن الرئيس المكلف وقتها خضع لضغوط الشارع الذي يمثّله، فكانت الميثاقية أقوى من عدد أصوات النواب. هذا وإن ظروف تكليفه شبيهة جداً بظروف تكليف الرئيس الحالي حسان دياب، أي وجود "فورة" كبيرة في الشارع، ومطالبة بحكومة تكنوقراط. فهل يعيد التاريخ نفسه. ويُضطَّر دياب إلى الاستقالة تحت ضغط الشارع؟ في هذا النص، نجري قراءة تاريخية للأحداث التي أدت إلى تكليف أمين الحافظ ومن ثم المطبات التي وقعت فيها عملية التأليف، وصولاً إلى الاستقالة. ويمكن للقارئ المتابع أن يبدّل الشخصيات السياسية في زمن أمين الحافظ بالشخصيات في زمن حسان دياب، فهي متماثلة تقريباً ومتقابلة وفي الاصطفاف الحالي ذاته.

التاريخ يعيد نفسه

في بداية شهر أبريل (نيسان) عام 1973، كان طلاب الجامعات والثانويات قد أشعلوا البلاد بالتظاهرات بهدف تحقيق مطالبهم التي أطلقوا عليها اسم "النقاط التسع" وهي مطالب تتعلق بتحسين مستوى التعليم الجامعي الرسمي. كان رد السلطة اللبنانية على هذه التظاهرات رادعاً وقاسياً، ما أسهم في تحوّلها من المطالب الطالبية إلى الدفاع عن الحريات والتعبير عن الرأي، قبل أن تتطور يوماً بعد يوم لتطال المواضيع السياسية.

وأشعل الطلاب الإطارات في أنحاء لبنان كافة، وقطعوا الطرقات وعطّلوا الدراسة لأسابيع، وكانت تلك التظاهرات تنطلق بشكل يومي، ولم تخلُ من صدامات مع قوى الأمن ومن اعتقالات في صفوفهم.

التحركات الطالبية رافقتها تحركات العمال المحتجين على موجة الغلاء، والترويج الجيد الذي نظّمته المعارضة لتشويه صورة العهد وحكومته عبر اتهامهما بالفساد والرشوة والمحسوبيات، أسهمت بظهور بوادر عصيان نيابي في صفوف نواب الأكثرية والموالاة، فهؤلاء أبدوا بمعظمهم امتعاضهم من طريقة عمل الحكومة، متّهمين هذا العهد بأنه افتتح دكاكين كثيرة، إن بواسطة السياسيين ورؤساء الكتل النيابية أو عبر أقربائهم ومحاسيبهم. وكانت هذه المعارضة تكبر وتتعاظم بين صفوف الأحزاب اليسارية. والاعتراض على حكومة سلام، مرتبط بالاعتراض على العهد بأكمله، إذ برزت فيه عودة الزبائنية التقليدية، ووُضع حدٌّ لسياسة التنمية التي كانت قد بدأت في عهد فؤاد شهاب، وتم التقليل من أهمية المؤسسات التنموية والإدارية والرقابية التي أُنشئت في العهد الشهابي. وكان الرئيس سلام قد شكل في بداية العهد حكومة من التكنوقراط وكان معظم وزرائها مثله من خريجي الجامعة الأميركية، وعندما حاول هؤلاء القيام بإصلاحات مهمة، تعرّضت الحكومة للانقسام والفشل في فترة قصيرة جداً بسبب مواجهتهم من "كارتيلات نافذة" ذات قوة وسطوة في كواليس النظام اللبناني. وعلّق على ما كان يروّج في مواجهة العهد، أحد كبار الدبلوماسيين الأميركيين بنوع من السخرية، قائلاً "كان من المعروف سابقاً أن الرئيس اللبناني يبدأ عادة بالنهب قبيل نهاية ولايته، ولكن ما يحدث الآن هو أن سلب الدولة بدأ بمنهجية منتظمة منذ بداية هذا العهد"، فما كان إلاّ أن قدّم رئيس الحكومة صائب سلام استقالة حكومته إلى رئيس الجمهورية سليمان فرنجية.

المشاورات حول اسم رئيس الحكومة الجديد

لم يقبل سليمان فرنجية استقالة حكومة صائب سلام، ولكنه بدأ مشاوراته مع المقربين منه لإيجاد بديل عنه، وقد طرحت أسماء عدّة من داخل مجلس النواب ومن خارجه. برز اسم الدكتور أمين الحافظ على رأس الأسماء المتداولة من داخل المجلس النيابي. كما نوقشت أسماء نواب آخرين وغيرهم من خارج المجلس.

بدأت تظهر في اليوم التالي نتيجة الاستشارات النيابية غير الملزمة (كانت الاستشارات في حينه غير ملزمة إذ يمكن لرئيس الجمهورية اختيار الاسم الذي يريده، وقد أصبحت ملزمة بعد اتفاق الطائف) لاختيار رئيس للحكومة. في 18 أبريل، خرج اسم الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة. لقد اختار الرئيس فرنجية أمين الحافظ، وهكذا انتقلت الرئاسة من زعيم سني بيروتي تقليدي إلى نائب طرابلسي شاب من خارج أطر المرشحين التقليديين ولا يحوز قاعدة شعبية كبيرة. وباختيار الحافظ، يكون الرئيس فرنجية قد كرر ما فعله الرئيس كميل شمعون قبل 17 عاماً بتكليفه رشيد كرامي الذي كان شاباً حينها ومن خارج لائحة رؤساء الحكومة التقليديين. اعترف معظم النواب بعد التكليف بأن زميلهم الحافظ ينطلق في مهمته برأسمال أكبر من رأسمال غيره من الذين رُشّحوا للمنصب. فهو صاحب علاقات طيبة على الصعيد العربي والدولي أكسبه إيّاها عمله الطويل في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، وتجمعه علاقة جيدة مع المنظمات الفدائية، وهو صاحب رصيد كبير داخلياً، إذ إنه على وفاق مع اليمين واليسار على حد سواء.

المشاورات والتشكيل الحكومة

في اليوم التالي على التكليف، بدأ الرئيس الحافظ استشاراته لتشكيل حكومته. والاستشارات هذه لا تقتصر على النواب، بل أكثر من يملك قرار الحسم فيها هم رؤساء الكتل وكذلك مروحة واسعة من الشخصيات ذوي الحضور السياسي أو الاجتماعي في طوائفهم، إضافةً إلى رجال الدين.

كان كل قطب سياسي يريد الحصة الأكبر من المقاعد الوزارية. أما الرئيس سلام، فلم يرغب في المشاركة، وبنظره أن هذه الحكومة ولو تشكلت لن تبقى أكثر من أشهر عدّة، وذلك بسبب الخلافات الكثيرة التي ستواجهها.

الأربعاء 25 أبريل 1973، خرجت صحيفة "النهار" بعنوان عريض "تألفت وكادت تصدر... ثم تأجلت... اليوم توزيع الحقائب وتذليل العقبات".

في الليلة السابقة، وبعد اجتماع في قصر بعبدا دام أربع ساعات، خرج منه الرئيس المكلّف ليُعلن "لقد أنهينا الاستشارات الليلة وسنبدأ بتأليف الوزارة غداً، آمل في أن نتوصل إلى نتيجة ترضي الرأي العام، ونرجو من جميع المواطنين أن يتمنوا لنا التوفيق".

بعد تشكيل الحكومة، كان للرئيس الحافظ تصريح قال فيه "وعدت بتقديم حكومة تُرضي المجلس النيابي الكريم والرأي العام اللبناني، وتطلعات الأجيال المقبلة وتحدي العصر، وترضي ضميري. وها أنا اليوم أقدم هذه الحكومة إلى الوطن وآمل في أن نقوم بما يفرضه علينا الواجب". (هذا البيان يشبه تقريباً بيان حسان دياب بعيد تكليفه خصوصاً لجهة التركيز على الأجيال الشابة).

سرعان ما انطلقت ردود الفعل على التشكيلة الحكومية الجديدة التي كانت تضم ثمانية وزراء يستوزرون للمرة الأولى. كانت الثغرة الأولى التي يمكن التصويب عليها تكمن في التمثيل السني في الحكومة، الأمر الذي أثار امتعاض الهيئات الإسلامية التي اعتبرت أن التمثيل الإسلامي مفقود في الوزارة. وطالبت النواب المسلمين بحجب الثقة عنها.

صباح الخميس في 26 أبريل، اجتمعت الحكومة في جلستها الأولى في قصر بعبدا.

وتشكّلت لجنة من الوزراء لكتابة البيان الوزاري الذي أراده الرئيس الحافظ مقتضباً ويتصدى لقضايا يمكن تنفيذها في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وضع رئيس الحكومة خطوطاً عريضة للبيان الوزاري في تلك الجلسة، إذ تمنى أن تبدأ مرحلة جديدة في الإنماء العمراني والاقتصادي والبشري، متوجهاً بصورة خاصة إلى "التربية التي أتطلع إلى وضعها في خدمة الإنماء"، وكذلك على الصعيد الاجتماعي ومن أولوياته، الغلاء والمساكن وغيرها.

مقربون من الرئيس رشيد كرامي قالوا إن الرئيس السابق يعيد النظر بموقفه من الحكومة على إثر رد فعل الشارع السني البيروتي تجاهها.

وفي روايته لأحداث الأسبوع الأول بعد تشكيل الحكومة، يقول الرئيس الحافظ:

صباح الثلاثاء في الثاني من مايو (أيار)، وهو اليوم الأول لي، ذهبت إلى السراي وجلست على مكتب الرئاسة لأتعرف عليه. المخابرة الهاتفية الأولى التي وصلتني بعد 10 دقائق، جاءتني من أبو عمار يقول فيها "هجموا علينا... إن الدبابات تتقدم باتجاه مواقعنا!" حدث ذلك بعد خطف عنصرين من قوى الأمن والجيش. لماذا؟ وكيف؟ كان علينا أن نعرف. ثم تلقيتُ مخابرة هاتفية من القصر وأخرى من رئاسة الأركان تدعوانني إلى اجتماع في القصر الجمهوري. ركبت السيارة إلى هناك، فاضطُررت إلى أخذ طريق ملتوية لاستحالة المرور عند مستديرة المدينة الرياضية بسبب إطلاق الرصاص. في اجتماع القصر، تعرفتُ إلى "الأجهزة" للمرة الأولى. وبعد مرور 10 دقائق على وصولي إلى القصر، وصلني اتصال من رشيد كرامي قال فيه "أنصحك بالاستقالة. هناك مؤامرة على العمل الفدائي والمقاومة. وإذا لم تستقل في مثل هذه الأحوال، فإنك ستتحمل المسؤولية لوحدك". وبعدها، دارت معزوفة الحديث عن الاستقالة للمرة الأولى".

الاستقالة الأولى

أمام هذا الوضع، قرر الرئيس الحافظ تقديم استقالته، وقد صارح الرئيس فرنجية بهذا الأمر، ولكن الأخير نصحه بعدم تقديم الاستقالة في هذا الظرف لأنها ستزيد الأمور سوءاً. لكن صوت رئيس الجمهورية لم يكن أقوى من صوت الشارع الذي يطالب الحكومة بالاستقالة لأن الجيش اللبناني يعتدي على المقاومين (الفلسطينيين)، فسلّم الرئيس الحافظ استقالته ومضى.

هجوم مستمر بلا هوادة

بعد العودة عن الاستقالة (بسبب رفض رئيس الجمهورية لها)، لقيت عودته شجباً من زعماء السنة في لبنان، وعقد كرامي مؤتمراً صحافياً هاجم فيه الحكومة التي اعتبرها غير مشاركة في الحكم وأنها وُلدت ميتة ولا يمكن إحياؤها، وتحدث عن المشاركة في الحكم وتوزيع السلطة، غامزاً من قناة رئيس الجمهورية الذي يعين رئيس الحكومة الذي يريده من دون استشارة من يجب أن يستشيرهم، وكأنه يختصر السلطات كاملة بشخصه.

رد الحافظ على كرامي بسؤال "أين كانت المشاركة يوم كنت في الحكم وكان سواك يحكم؟". في هذه الأثناء، ضغطت اللجنة التنفيذية للهيئات الإسلامية على الوزراء السنّة، فطلبت من الوزيرين النصولي وطبارة عدم حضور جلسة الثقة. إلاّ أنّ عائلتّيْ الوزيرين النصولي وطبارة شكلتا لجنة للرد على حملات التشويه المضادة للحكومة وللوزيرَيْن الشابَيْن اللّذين وُصفا بأنهما لا يمثلان سنّة بيروت. وصدر بيان عن مجموعة شخصيات سنيّة يتناول معنى المشاركة في الحكم، وما نسميه اليوم "الميثاقية"، مفاده بأن المجلس النيابي مدعو بعد أيام إلى التصويت على الثقة بهذه الحكومة، وفخامتكم تعلم أن هناك فريقاً معيناً من النواب والمواطنين لهم رأي محدد في هذا الموضوع. ألا تعتبر أنت الحَكَم بين الجميع أن الذي أعلنته يجعلك فريقاً ضد فريق من أبنائك، بينما هم جميعاً يعتبرونك أباً لهم؟ ثم اجتمع مفتي الجمهورية والرئيسان صائب سلام ورشيد كرامي وكانت نتيجة الاجتماع ألاّ حلّ إلاّ باستقالة حكومة الرئيس الحافظ لإنهاء الأزمة في البلاد ولوقف الاحتقان السياسي المتصاعد، وعلى أن يبلغ مفتي الجمهورية الرئيس الحافظ هذا الموقف، ويقنعه بالاستقالة كي لا يُضطّر النواب والوزراء السنّة إلى مقاطعة الجلسة وعدم حضورها، فيظهر الانقسام وكأنه طائفي، هذا على الرغم من محاولات قام بها سلام وكرامي لإقناع كتل نيابية مسيحية بعدم المشاركة أيضاً.

جلسة الثقة... السقوط الثاني

 

السلاح "زينة الحرمان" الشيعي بديلاً للعِصاميّة و"الأودمة"

محمد أبي سمرا/المدن/24 كانون الأول/2019

حلقة ثانية (الأولى نُشرت في 21 كانون الأول الجاري) من سيرة شاب شيعي جنوبي، خلفيتُها وإطارُها العريض نشأةُ "حركة أمل" و"حزب الله" وتحولاتهما العاصفة. وقد كُتبت السيرة في ضوء انتفاضة 17 تشرين الأول 2019.

مأوى الخمينية الأول

بعدما أنشأ الإمام موسى الصدر "حركة المحرومين" سنة 1966 في لبنان، وعهد إلى مساعده الإيراني مصطفى شمران تأسيس منظمتها العسكرية "أفواج المقاومة اللبنانية - أمل"، سرعان ما صارت الحركة الصدرية، قبل سنوات من الحرب الأهلية الملبننة (1975)، ملجأ رجال دين وثوريين إيرانيين وعراقيين فارين من بطش نظام الشاه في إيران، ونظام البعث الصدامي في العراق. وكانت حركة "فتح" الفلسطينية المعسكِرة في لبنان، مأوىً أمنياً وعسكرياً لقسم كبير من أولئك "الثوريين" اليساريين الذين انقلبوا، بتوسيط العقيدة الماوية، إلى تديّن خميني في عشايا الثورة الإسلامية الشيعية في إيران. وهذه كانت حال مصطفى شمران إياه.

ونحت الحركة الشيعية الصدرية ومنظمتها العسكرية "أمل" إلى "مقاومة الدولة اللبنانية، لاستخلاص الشيعة اللبنانيين من أبنيتها، بغية جلائهم جسماً واحداً موحداً ومستقلاً عنها"، على ما كتب وضاح شرارة في كتابه "دولة حزب الله"، الذي تقصى سير عشرات من مؤسسي "الحركة الإسلامية" الشيعية في لبنان بأطيافها الكثيرة في سبعينات القرن العشرين. وكان أولئك الدعاة المؤسسون اللبنانيون والعراقيون والإيرانيون كثيري التنقل السري، الدعوي والتنظيمي، بين لبنان والعراق وإيران.

وفي صيف 1978، إبان الثورة الإسلامية الخمينية الإيرانية، عاد إلى إيران مئات من دعاة الكفاح المسلح الإيرانيين والعراقيين الذين أُعدّوا في لبنان، للمشاركة هناك في تلك الثورة التي قوضت نظام الشاه سنة 1979. وعاد الخميني من باريس إلى طهران، وأسس نظامه الإسلامي الثوري الإيراني، نظام "ولاية الفقيه" ودولته، وشرع في الإعداد لتصدير الثورة إلى الخارج. وكان بين أولئك العائدين من لبنان إلى إيران، إلى مصطفى شمران الذي أسّس "الحرس الثوري" الإيراني، ممثل الخميني لدى منظمة التحرير الفلسطينية، آية الله علي جنتي الذي عمل في منظمة "فتح"، وابن آية الله منتظري (محمد) المدعو "رينغو" لحمله على الدوام مسدساً على وسطه. وعشرات من حركة "أمل"، وبعض من حرس الخميني الشخصي، كانوا قد تدربوا في معسكرات "فتح" على الأراضي اللبنانية.

أمة المستضعفين

وإذا كانت هذه حال "حركة أمل" في سبعينات القرن العشرين، فإن تأسيس "حزب الله" ما بعد غزو الجيش الإسرائيلي لبنان صيف 1982، عمّق شقاق شطر كبير من "أمل" عن لبنان المجتمع والدولة، وجلاه جلاءً تاماً في خلايا سرية بأسماء كثيرة، منها "الجهاد الإسلامي" و "أمل الإسلامية". وكان بعض من تلك الخلايا يتبع "حزب الدعوة" الذي كان السيد موسى الصدر ومحمد باقر الصدر من مؤسسيه في العراق. وسرعان ما انشقت "أمل الإسلامية" عن "أمل" الأم، والتحمت بتلك الخلايا السرية المرتبطة مباشرة بالأجهزة الإيرانية التي تديرها. ونشأ عن ذلك الالتحام "حزب الله" الذي أذاع بيانه التأسيسي إلى "أمة المستضعفين في العالم" من مسجد الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية سنة 1985. وكان خطف الإمام الصدر سنة 1978، قد شرّع أبواب "أمل" أمام الرياح الإقليمية التي هبت على لبنان أثناء حروبه الأهلية، وخصوصاً من سوريا الأسد وإيران الخمينية.

ومن تلك الأبواب المشرعة، كان قد هبّ على الشيعة اللبنانيين، أي على تركة "حركة المحرومين" الصدرية والشيعية و"أملها" في لبنان، النزاعُ السري العنيف بين الأجهزة الإيرانية الخمينية والأجهزة السورية الأسدية. فانحازت "أمل" غير الخمينية بقيادة نبيه بري إلى السياسات السورية الأسدية وحروبها الأهلية الملبننة. وجاء تأسيس "حزب الله" حصة الأجهزة الخمينية الإيرانية من التركة الصدرية وتركة "فتح" من اليساريين الماويين اللبنانيين المتأسلمين أو المتشيعيين خمينياً، إضافة إلى خلايا "حزب الدعوة الإسلامي" الشيعي.

وسرعان ما انفجرت تلك القسمة الشيعية حرباً أهلية شيعية -فلسطينية: بين "أمل" بري وبقايا المنظمات الفلسطينية في لبنان ما بعد 1982. والحرب هذه خاضتها "أمل" بتوجيه كامل من الأجهزة الأسدية في صراعها مع بقايا "فتح" ياسر عرفات الفلسطينية، وعُرفت بـ "حرب المخيمات" في النصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين. هذا فيما كانت "حركة الوحيد الإسلامي" الطرابلسية السنية الأصولية بزعامة سعيد شعبان، تخوض في طرابلس حرب ياسر عرفات ضد جيش حافظ الأسد وأعوانه من المنظمات العسكرية اللبنانية القومية العروبية واليسارية. وأدت الحرب الطرابلسية تلك إلى رحيل عرفات عن عاصمة الشمال اللبناني، لتستولي عليها استخبارات الأسد وأعوانها من شراذم الأحزاب اللبنانية، بعد مجزرة دموية في باب التبانة.

حرب أهلية شيعيّة

في أثناء تلك الحروب، كان "حزب الله" الخميني في لبنان النصف الثاني من الثمانينات في طور انجاز بنيته التنظيميّة وتصليبها في ضاحية بيروت الجنوبية. وسرعان ما احتكر مقاومة إسرائيل في الجنوب، وخلّص تلك المقاومة من المنظمات اليسارية اللبنانية التي سبقته في خوضها، فراح يغتال قادتها ومنظميها، فتمكن مع "أمل" من إقصاء تلك المنظمات عن الجنوب اللبناني إقصاءً دموياً كاملاً. وانفجر بعد ذلك الصراعُ بين الأجهزة الخمينية وشريكتها الأسدية، على استراتيجيات المقاومة الشيعية لإسرائيل في لبنان، وعلى وتوظيف ثمارها. ونجمت عن ذلك الصراع حرب أهلية شيعية - شيعية بين "أمل" السورية و"حزب الله" الإيراني الخميني أو الحرسي الثوري. فكلفت تلك الحرب مئات القتلى من الشيعة اللبنانيين. كان عقد الثمانينات من القرن العشرين، إذا، عقد نزاعات دموية إقليمية - دولية في لبنان وعليه، وعلى دور الطائفة الشيعية وجلائها قطباً أساسياً في "خدمة سيدين" في الحروب الأهلية الملبننة. وارتسمت ملامح قسمة ذلك الدور على النحو المعروف: "أمل" حصة سوريا الأسد، و"حزب الله" حصة إيران الحرس الثوري. وظلت هذه القسمة قائمة وسارية بالتراضي حتى قيام الثورة السورية على نظام الأسد في العام 2011.

المعول زينةً لا السلاح

إبان ذلك العقد اللبناني والشيعي الدامي، كان والد الشاب الشيعي الجنوبي محمود، البالغ اليوم (2019) الثالثة والعشرين من عمره، شاباً في عمر ابنه، في بلدته الجنوبية القصيبة - قضاء النبطية. لكن لا "حركة أمل" ولا "حزب الله" جذباه إلى صفوفهما التنظيمية. بل إن شيعيّته ظلت عادية وتقليدية، فلم ينضوِ لا في سلك التشيع الجهازي "اللبناني الأملي"، ولا في سلك التشيع "الجهادي" الجديد (حزب الله) الوليد في غمرة الحروب الأهلية الملبننة وتهجيرها ودمارها في الديار الشيعية. ظل الرجل، ابن القصيبة، شيعياً على إيمانه البلدي التقليدي والمتوارث في ما كان يسمى جبل عامل، والجنوب لاحقاً.

فهو كان "شغيل فاعل" مياوماً في أرض سواه من ملاك الأرض الزراعية، وأمياً شديد "الحرمان" الذي نشأت "حركة المحرومين" الصدرية في ستينات القرن العشرين وسبعيناته، للخلاص منه، وسرعان ما تصدرها أمثال نبيه بري من المتعلمين والأطباء والمحامين والموظفين الإداريين والمدرِّسين الشيعة، إضافة إلى المهاجرين منهم. وهؤلاء جميعاً كانوا من أسر وعائلات الصفوف الخلفية من هرم المراتب الشيعية التي كانت تتصدّرها العائلات الشيعية الإقطاعية النافذة والمتنافسة في الجنوب، أمثال الأسعد وعسيران والزين والخليل. لا "الحرمان الحركي" ولا السلاح، أي زينته وأداته، حسب شعار موسى الصدر، جذبا والد محمود في القصيبة. فظل المعول "زينته" الشقية، قبل أن يعمل معمرجياً (معلم عمار) يعيش من "عرق جبينه". فربى أبناءه الثلاثة وابنته، الذين أنجبهم بعد زواجه امرأة من كفر تبنيت في مطالع تسعينات القرن العشرين، ونشّأهم على "عصامية" وأخلاق وعادات زمن شيعي "ملبنن اجتماعيا"، وكان قد تلاشى وأفلَ وانقطع تقريباً، لصالح زمن شيعي جديد، صاخب وحربي ومسلح، ومرتدٍّ على تلك اللبننة الآفلة.

"الأودمة" وعمران السلاح

وقد يكون طلاق أبو محمود المعولَ والعمل في الأراضي الزراعية، للعمل في تشييد الأبنية، من علامات الطور الثاني من العمران الشيعي الناهض في القرى الجنوبية في العقد الأول من الألفية الثالثة. وذلك من عوائد السلاح و"التحرير"، وتوغل "حركة أمل" في أجهزة الدولة اللبنانية وغزوها، منذ تعيين الأستاذ نبيه بري وزيراً في الحكومة، مكافأة أسدية له ولحركته على خوض غمار "انتفاضة 6 شباط" 1984، وإسقاطه "اتفاق 17 أيار" الذي كانت حكومة شفيق الوزان في عهد أمين الجميل الرئاسي عازمة على عقده مع الحكومة الإسرائيلية، لجلاء الجيش الإسرائيلي عن لبنان، بعد غزوة 1982

وروى محمود المولود سنة 1996، والناشئ في القصيبة، أن والده وأمه ربة المنزل التقيّة الورعة مثل زوجها المعمرجي، كانا "بيتوتيين"، أي منطويين على حياتهما البيتية واعتنائهما بأولادهما وتعليمهم، فربياهم على "الأودمة"، على هوامش الاجتماع الشيعي الصاخب في التسعينات والعشرية الأولى من الألفية الثالثة.

و"الأودمة" تعني "عدم الأذية"، وعدم الانتماء إلى منظمات سياسية وحزبية، ولا التأدُّب بأخلاقها وسلوكها، والتزام الفرائض الدينية من صوم وصلاة، بلا غلو ولا مجاراة لشعائر التدين الجديد الذي صاغته المنظمات الحزبية. وذلك على خلاف معظم أبناء بلدة القصيبة في انخراطهم في "حركة أمل"، على الرغم من أن والد محمود وأمه وسائر أقاربهما، كانوا ولا يزالون يصوتون لـ"الثنائي الشيعي" الحزبي في الانتخابات النيابية والبلدية.(يتبع)

 

محمد شحرور يترجّل من على فوّهة العقل العربي!

علي الأمين/نداء الوطن/ 23 كانون الأول 2019

رحل المفكر السوري المهندس الدكتور محمد شحرور، مساء أمس الأول (السبت) عن عمر ناهز الواحد والثمانين عاماً في دولة الإمارات العربية المتحدة، هو الذي كان طموحه، منذ انهماكه في إعادة قراءة القرآن مطلع عقد السبعينات من القرن الماضي "أن يرمي حجراً في مياه راكدة" تلك التي سماها الراحل التراث الذي أثقل كاهل العقل لدى العرب والمسلمين. ‏لم يكن انهماكه في دراسة الهندسة، وافتتاحه مكتباً استشارياً في دمشق، ليفصله عن انهماكه في البحث الفكري، بل ربما حفّز لديه التفكر العلمي في مقاربة الدين والنص القرآني على وجه التحديد بمنهج جديد، فشحرور يقول في إحدى مقابلاته، إنه لم يقتنع بالشيوعية حين كان طالباً في الاتحاد السوفياتي، لكنه يقر بأنه كان عاجزاً في ذلك الحين كمؤمن بالاسلام عن مجاراة ما قدمته الماركسية.

‏ربما اختصر الراحل شحرور المنهج الفكري الذي سلكه في قراءة النص الديني، بما سمي نكسة عام 1967، إذ قال، "هي المحطة الأولى التي دفعتني للاستقصاء أي نكسة 1967، فبين متديّن حمّل النساء الكاسيات العاريات وزر النكسة، ويساريّ حمّل الصلاة والصيام هذا الوزر، كان لا بد من البحث عن الخلل في العقل العربي، لكن حتى العام 1980 كنت أدور في فلك المسلّمات التي نشأت عليها لذلك لم تؤت هذه المرحلة أيّ ثمار، وتبين لي أني أسير في طريق مسدود، إلى أن أعدت البحث بتجرد، واستطعت أن أرمي بعبء التراث عن كاهلي، فوصلت إلى إصدار كتابي الأول "الكتاب والقرآن" العام 1990".

‏هذا الكتاب هو الذي أحدث جدلاً واسعاً، وأثار في وجه المفكر شحرور، سلسلة اتهامات، وردوداً وصلت إلى حد اتهامه بالزندقة والتآمر على الإسلام.

لكن الراحل شحرور الذي كان يصوّب على العقل العربي، رأى "أنّ التغيير لا بد أن يطال العقل العربي بتركيبته، فهو في وضعه الحالي عاجز عن إنتاج المعرفة إذ يحتاج إلى الدقة، بينما هو عقل ترادفي يعتمد على الخيال بدليل أن القرن الماضي أنتج ثلاثة آلاف شاعر عربي ولم ينتج عالماً واحداً، لأن الشعر لا يعيبه الترادف ولا الكذب ولا الخيال، بينما لا ينطبق هذا على العلم".

‏وصف شحرور العقل العربي، بأنه "قياسي يحتاج لنسخة أصلية يقيس عليها، فهو غير قادر على الابتكار" وأضاف إلى ذلك "عقل يعيش تحت سقف فكرة الحلال والحرام والمسموح والممنوع، وسبب واحد من هذه الأسباب يجعل أيّ عقل عاجز عن إنتاج المعرفة، فما بالك بها مجتمعة، وطالما نحن مستهلكون لا منتجون سنبقى في ظلمتنا". الحرية بمفهومها العميق شغلت المفكر شحرور، الذي تصدى بأدوات المعرفة لجذور الاستبداد، وهو منذ بدايات الثورة السورية في العام 2011، كان له موقف واضح من أنّ "الاستبداد السياسي في سوريا، هو ما أوقف التطور السياسي للمجتمع طيلة 35 عاما".

للراحل شحرور أكثر من عشرة مؤلفات تتصل بقراءة الإسلام والنص الديني وفي نقد التراث أبرزها كتابه المرجع (الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة) الذي صدر عام 1990، (الدولة والمجتمع) العام 1994، و(الإسلام والإيمان – منظومة القيم) عام 1996.

في قراءته النقدية لبنية العقل العربي، المتحكمة بنظم المعرفة، والعقل الجمعي، انها تنظر إلى سيرورة التاريخ باتجاه معاكس، ولذلك هي عصيّة على التغيير، إذ تعتبر أن السلف أكفأ من الخلف بكل نواحي الحياة، وحلمها العودة إلى الماضي دون النظر إلى المستقبل، وهذه الآبائية أعاقت التطور، والقمع لن يولّد إلا مزيداً من التمرد"...

 

الانتفاضة اللبنانية ومسارات التغيير السياسي المستدام

بول سالم/موقع درج/18 كانون الأول/2019

الصراع على السلطة بين الطبقة القديمة والانتفاضة الصاعدة سيكون طويلاً ومريراً. وسيدوم سنوات، وليس أشهراً فقط.

إن الانتفاضة الحالية التي عمت المناطق اللبنانية كلها، أهم تطور سياسي حصل في البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية. ومن المفيد تفحص الاحتمالات السياسية التي نجحت هذه الصحوة في فتح أبوابها على المديين القصير والطويل.

على المدى القصير، نجحت هذه الاحتجاجات، بقوة الضغط الشعبي، في إسقاط الحكومة الفاسدة والعاجزة. كما نجحت في اكتساب قوة ضغط لا يستهان بها، تخولها التأثير في رفض أي حكومة جديدة أو قبولها. وأجبرت السلطة الحاكمة على عدم تجاهل مطالبها الوطنية واضطرتها للتعامل معها.

نحن في حقيقة الأمر نشهد ولادة لبنان جديد. على المدى الطويل، كان لهذه الانتفاضة أثر الثورة الاجتماعية والثقافية. بمعنى أنها ولّدت وعياً وإرادة وطنيين جديدين، وصهرت جيلاً من المواطنين في بوتقة وحدة وطنية، ورفعت منسوب الوعي المدني لديهم، ومكنتهم من التأثير المباشر في الشؤون العامة. بهذا المعنى، تشبه هذه الانتفاضة في بعض وجوهها، ظروف ستينات القرن الماضي في لبنان، عندما قاد الجيل الجديد يومذاك حركة التغيير، رافضاً النظام والقيم التي كانت سائدة لعقود، ومفتتحاً مساراً جديداً في الحياة العامة.

وبصرف النظر عن لعبة سقوط الحكومات وتشكيلها في الأشهر المقبلة، فإن ما يحدث في لبنان، ليس أقل من افتتاح مسيرة تغيير الهوية المدنية لجيل كامل، واستبدال القيم البائدة بقيم جديدة.

نحن في حقيقة الأمر نشهد ولادة لبنان جديد.

مسارات الثورة 

تؤشر هذه الانتفاضة إلى مسارين مهمين يجب الانتباه إلى مفاعيلهما: المسار الاجتماعي- الثقافي، إذ نشهد تغييراً عميقاً وطويل الأجل يتشكل بين المواطنين بعيداً من السلطة الحاكمة. والمسار السياسي الصرف المتعلق بتشكيل الحكومات وإسقاطها واختيار المسؤولين أو انتخابهم لشغل المناصب، والسياسات التي سيعتمدونها.  هذان المساران متصلان لكنهما أيضاً منفصلان في نواح معينة. هذه الثورة التي بدأت مسار تشكيل الهوية المدنية وقيمها، ما زالت في بداياتها الواعدة، ولم يعد ثمة الكثير الذي تستطيع أن تفعله الطبقة الحاكمة لوقفها أو عكس مسارها. وهذا يمكن اعتباره الإنجاز الأهم والأطول عمراً، ومن شأن آثاره أن تنعكس إيجاباً في لبنان لعقود مقبلة. المسار السياسي، على المدى القصير، حقق نتائج فورية ولكنه ما زال يعاني من صعوبات في التمظهر. تفتخر ثورة 2019 بأنها ثورة عفوية وشعبية، وأن الجميع مشارك وقيادي فيها في الوقت ذاته. وهناك ربما فوائد لهذا التنظيم “الأفقي” ولعدم المضي بتنظيم أكثر متانة، ولعدم اختيار ممثلين للحركة. ومن المفهوم أن هناك أصواتاً في الحراك تنبه من مخاطر المضي في تقديم ممثلين أو بدائل قيادية، وذلك خوفاً من الاستهداف أو الاستقطاب، أو خوفاً من انقسام الثورة على ذاتها. ولكن علينا ألا نبني مسار الثورة على المخاوف، بل على الثقة والطموح.

لهذا الخيار نقاط ضعفه. فالثورة لم تقترح حتى الآن ممثلين عنها ليترجموا قوة الشارع إلى نتائج تفصيلية في الحكومة الآتية، ولم يمضوا في بداية بلورة وصقل قيادات ليكونوا بديلاً عن القادة المتمركزين في السلطة حالياً. أما في الحكومة المقبلة، أو في الانتخابات النيابية التالية. فالثورة تطالب برحيل القادة الحاليين – “كلّن يعني كلّن” – من دون أن تقدم قيادات جديدة لتأخذ مكانها. إذا كنا جادين بالشعار، علينا أن نكون جادين أيضاً بالمسار؛ أي جادين باستبدال “كلن”. ومن الضروري أن أي “قيادات” نابعة من، أو مدعومة من، “الثورة” يجب أن تعتبر “ممثلاً” لا “قيادة”، فالسلطة والقرار العام يجب أن يبقيا مع الحراك والرأي العام، وعلينا أن نتنبه من خطورة الانزلاق إلى بناء زعامات جديدة.

تفتخر ثورة 2019 بأنها ثورة عفوية وشعبية، وأن الجميع مشارك وقيادي فيها في الوقت ذاته.

التجربة السودانية حديثا، والتجربة التونسية من قبلها، تدل على اهمية الربط بين ثلاث مستويات: الانتفاضة الشعبية على الشارع وشبكات التواصل الاجتماعي، المجتمع المدني بأشكاله ومؤسساته كلها، والمجال السياسي، حيث هناك حاجة للمواجهة أحياناً، أو التفاوض في أحيان اخرى، أو الدخول في تفاصيل تشكيل الحكومات وسياساتها، أو خوض الانتخابات. والحق، أن الطبقة السياسية القديمة تستطيع أن تستمر في مقاومة التغيير لسنوات عدة مقبلة، حتى في ظل التغيرات الاجتماعية العميقة والسريعة التي تتوالى أمام ناظريها، إلا إذا اعتمدت استراتيجية واضحة لتثمير هذه الصحوة الوطنية وإنجاحها في إحداث تغييرات سياسية فاعلة ومستدامة. الصراع على السلطة بين الطبقة القديمة والانتفاضة الصاعدة سيكون طويلاً ومريراً. وسيدوم سنوات، وليس أشهراً فقط. فلا أحد يسلم السلطة طوعاً وعن طيب خاطر.

عناصر القوة

نستطيع تعيين ثلاثة ميادين لقياس القوة السياسية. الأول، هو السلطة على الحيز العام، والقدرة على تحريك مئات آلاف المواطنين إلى الشوارع والساحات، وابتداع سرديات جديدة وديناميات جديدة، وفرض إرادة الشعب بقوة الحراك والجموع الكبيرة. وهذا ما نجحت الانتفاضة الحالية في إثبات قدرتها على فعله. وسيكون هذا النجاح، على الأرجح، إحدى الوسائل المهمة لتحقيق التغيير السياسي في الأشهر المقبلة. وبطبيعة الحال، فإن التحدي، في هذا الميدان، يتمثل في بناء شبكة تحريك فاعلة وإدامتها، وبحسن استخدامها استراتيجياً، بحيث لا تفقد زخمها أو تؤدي إلى رد فعل شعبي معاكس، والحفاظ عليها كوسيلة للضغط السياسي لفترة طويلة.

الثاني، هو القدرة على استعادة مؤسسات المجتمع المدني. ومن نافل القول، إن الانتفاضة ولدت في كنف المجتمع المدني ومنظماته، وهي التي نظمت المتظاهرين وعبّأتهم وخاطبتهم. شبكات المجتمع المدني هذه يجب أن تستمر وتتوسع إلى أقصى حد ممكن، نحو مناطق البلد ومدنه كلها، لتتحول آجلاً إلى شبكة متجذرة وعصية على الاقتلاع. لكن المجتمع المدني يشمل أيضاً النقابات المهنية والاتحادات العمالية، وجمعيات الأعمال والجسم التعليمي والإعلامي، ومختلف الشبكات والتشكيلات التي تشغل المساحة الفاصلة بين الدولة والمجتمع. وقد نجحت الانتفاضة في تثبيت أول مواقعها في هذه المساحة من خلال فوز مرشحها بمنصب نقيب المحامين في بيروت. لكن الانتفاضة ما زالت بحاجة إلى تطوير استراتيجيتها وتنظيم حملاتها لاحتلال مواقع مؤثرة في هذه المساحة الوسطية، وبناء حضورها وتمتين قوة تأثيرها فيها.

الميدان الثالث والأهم لبناء القوة السياسية يكمن في بنية الدولة نفسها. وفي النظام السياسي اللبناني، تتركز معظم عناصر القوة في البرلمان. وإلى أن تتمكن الانتفاضة من بناء حضور قوي فيه، فإننا سنستمر في التفاوض مع البرلمان المنتخب، على رغم الوهن الذي أصابه بفعل الانتفاضة.

إذا كانت الانتفاضة ستنتقل، بمرور الوقت، من مناشدة الطبقة الحاكمة للاستماع إلى مطالبها، إلى تعبئة المواطنين لإيصال ممثليها إلى السلطة وطرد الطبقة القديمة، فإنها ستحتاج إلى تطوير استراتيجية طويلة الأمد لخوض سباق الانتخابات البرلمانية والفوز فيها.

الانتخابات

الفوز بالانتخابات ليس مستعصياً، لكنه ليس بالأمر السهل. نجحت الكثير من الانتفاضات في العالم العربي في حشد الاحتجاجات على مستوى البلاد وإسقاط الحكام، لكنها فشلت في تحويل هذا الزخم الوطني إلى نجاحات في انتخابات مفتوحة. تبين أن إيصال الملايين إلى الساحات للمطالبة بإسقاط النظام يختلف عن ايصال الملايين إلى صناديق الاقتراع لاختيار أحزاب أو مرشحين معيّنين. ولئن كانت الطبقة الحاكمة الحالية تمر بفترة من ضمور شعبيتها، فإن هذا لا يعني أنها ستخسر الانتخابات المقبلة حكما وسيتم استبدالها. فضلاً عن أن سلوك المواطنين الانتخابي يختلف بشكل ملحوظ عن الأنماط العامة للاحتجاجات.

ويجدر بنا تسجيل نقطتين مهمتين على هذا الصعيد:

الأولى هي التحدي المتمثل في المشاركة الانتخابية: إن التحضير والتنظيم للتظاهر يختلف كثيراً عن التحضير والتنظيم لخوض انتخابات، والإقدام الشبابي على التظاهر قد لا يترجم تلقائياً إلى انخراط في التعبئة الانتخابية والقدوم بكثافة، وبحفظ الخط الموحّد، إلى صناديق الاقتراع.

والثانية تتعلق بوجود جزء كبير من الناخبين الذين يدعمون الاحتجاجات، ومنهم من يشارك فيها، لكنهم لم يتخلوا كلياً عن روابطهم الانتخابية الطويلة الأمد مع الأحزاب والنواب الحاليين. وعملية كسبهم يجب أن تتم من خلال إقناعهم بأن الانتفاضة – أو أي منظمة سياسية أو حزب قد تتحول إليه – تقدم لهم بديلاً سياسياً مستداماً يستطيعون الاعتماد عليه، وتظهر لهم بوضوح أن المرشحين الذين تدعوهم إلى التصويت لهم، هم الخيار الأمثل والمعبر عن مصالحهم الآنية والمستقبلية في وقت واحد.

عزم الانتفاضة على الانتقال من موقع من يطالب السلطة الحاكمة بتنفيذ مطالبها، إلى موقع من يخوض غمار العملية السياسية بشكل فعلي، يوجب عليها أن تطور نفسها نحو تشكيل حركة سياسية أكثر تحديدا وتنظيما. كما يوجب عليها أن تثبت موطئ قدم لها في أنحاء البلاد، وأن تنشئ منصة للإعلان عن خططها ومطالبها وتوجهاتها السياسية، وتفرز مجموعة جديدة من الممثلين عنها، يمكنهم المباشرة في العمل لمنافسة أعضاء البرلمان الحاليين وهزيمتهم في الانتخابات.

قانون الانتخاب

مسألة قانون الانتخاب الجديد هي مسألة وثيقة الصلة بما تقدم وبالغة الأهمية، وهناك نقاط كثيرة علينا إثارتها في سياقها. إنما وقبل الخوض في هذه المسألة، يجدر بنا التأكيد أن الحديث عن قانون الانتخاب لن ينفعنا، إن لم نكرس قدراً كبيراً من الجهد والطاقة والوقت والموارد، لإعداد حملة انتخابية قوية على مستوى البلاد، على مدار العام أو العامين المقبلين. وبعبارة أخرى، فإن إلحاح وأهمية التنظيم والإعداد الهائل والمكثف للانتخابات المقبلة، عوامل تمثل أولوية رئيسية. لا يوجد قانون انتخاب يخلق، بحد ذاته، منتصرين في صناديق الاقتراع. والنتيجة لن تكون مرضية، إذا لم نتمكن من إحضار مئات الآلاف من الناخبين إلى الصناديق، وما لم يكن لدينا مرشحون أقوياء للتغلب على أصحاب المناصب الأكثر خبرة. هذا النوع من الاستعداد هو الكفيل بأن يحقق ممثلو الانتفاضة الفوز في الانتخابات، بغض النظر عن القانون الذي سيتم اعتماده.

ثانياً، هناك فخ تكتيكي، يجب الانتباه إليه، في الإصرار على قانون جديد كشرط لإجراء الانتخابات، وذلك أن السلطة الحالية مؤهلة للّعب بحرفة كبيرة في هذا المضمار. يمكنها أن تبدي دعمها لضرورة التوافق على قانون جديد، ومن ثم تطلق لجاناً وحوارات قد تمتد لسنوات طويلة، ما يمنحها السيطرة على توقيت الانتخابات. وقد حدث هذا الأمر في الأعوام السابقة، عندما تم تأجيل الانتخابات مرات عدة، بحجة عدم وجود اتفاق على قانون انتخاب جديد.

ثالثًا، إن التحاور في قانون الانتخاب أمر مهم وضروري. (أ) إن القانون الحالي ليس قانوناً مثالياً، بطبيعة الحال، ولكنه أدخل التمثيل النسبي الى الانتخابات لأول مرة في تاريخ لبنان، وهو مطلب إصلاحي أساسي، من قبل المجتمع المدني منذ اواسط التسعينات.  وعلى رغم نواقصه الكثيرة، فهو يفسح المجال لتحدي الطبقة السياسية عبر باب التمثيل النسبي، شرط أن تكون لوائح الثورة وقواعدها موحدة ومعبئة. (ب) إن القانون القائم يطبق النسبية في 15 دائرة انتخابية، ما يرفع عتبة الفوز ويشرذم المعارضة، إذا كان هناك مجال للتعديل من دون الوقوع في فخ التأجيل، فالتعديل الأساسي قد يكون لاعتماد المحافظات الست دوائر انتخابية، أو اعتماد لبنان دائرة انتخابية نسبية واحدة.

(ج) هناك بعض الدعوات لاعتماد قانون انتخاب محررا من القيد الطائفي، وهذا اقتراح وجيه وجدير بالدرس. الا انه يستلزم اما تطبيقه ضمن اتفاق الطائف، وذلك باستحداث مجلس شيوخ؛ أو الخروج على اتفاق الطائف وفي الحالتين، أظن أن الظروف الحالية لا تسهل تغييراً ميثاقياً كهذا، وتوسيع لائحة الشروط أمام إجراء الانتخابات قد يؤجل موعدها لسنوات عدة.

الصراع على السلطة بين الطبقة القديمة والانتفاضة الصاعدة سيكون طويلاً ومريراً. وسيدوم سنوات، وليس أشهراً فقط.

إن هدف الثورة يجب أن يضم إصراراً على إجراء انتخابات مبكرة – اي قبل عام 2022 – وربما في خريف 2020 أو ربيع 2021، وذلك للاستفادة من زخم الثورة وعدم إعطاء الطبقة السياسية 3 أعوام إضافية من الحكم.

منحت انتفاضة 17 تشرين الأول/ أكتوبر لبنان واللبنانيين فرصة تاريخية لتغيير الطبقة الحاكمة والفاسدة والطائفية، وفتحت آفاق إحداث تغييرات سياسية عميقة ودائمة. هذه الفرصة غير ممكنة التحقق إن لم يتم اعتماد استراتيجية واضحة لمتابعتها، تترافق مع تخطيط جيد للخطوات اللازمة لتحقيق التغيير، والمثابرة في ملاحقة ما أنجز والبناء عليه. وغني عن القول، إن مثل هذه الفرص نادرة في حياة أي وطن، وعلينا الاستفادة منها ومواكبة التحولات التي تخلقها لتحقيق تغيير سياسي إيجابي ومستدام.

الانتفاضة اللبنانية : عن وطن لم يعترف بعكار يوماً

 

الثورة أسيرة شعاراتها

محمد علي مقلد/نداء الوطن/23 كانون الأول 2019

من فضائل الثورة ونجاحاتها أنها تمكنت من تجميع كل المطالب الشعبية بما فيها المطالب الشخصية جداً، وتبنتها واستخرجت منها، بمهارة مدهشة وبإجماع كل مكوناتها، برنامجاً للحل لا يقوم على المحاصصة: إستقالة الحكومة وتشكيل أخرى موثوقة بصلاحيات استثنائية، من أشخاص لم تتلوث أسماؤها بالفساد ولا بالانتماء إلى منظومة الفساد، من مهماتها استعادة الأموال المنهوبة وتحقيق استقلالية القضاء والإشراف على تنظيم انتخابات مبكرة على أساس قانون انتخابي جديد، ووضع أسس سليمة لمعالجة الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية وما نجم عنها من مشكلات اجتماعية وبيئية.

سلة واحدة من المطالب مفتوحة على أية أضافة، وبرنامج واحد، لكن الشعارات تعددت وتنوعت بتنوع زوايا النظر والإيديولوجيات والتجارب الشخصية والحزبية، ولم تنتظم، كما المطالب والبرنامج، داخل وحدة واحدة، بل اختارت علاقة هي أقرب إلى المساكنة، سرعان ما يخرج الاختلاف بينها إلى العلن عند المنعطفات، ويهدد بالتحول إلى خلاف وافتراق، خصوصاً حين يحصل خلط بين الشعار والبرنامج. من بين هذه الشعارات، الشعب يريد إسقاط النظام، كلهم يعني كلهم (كلّن يعني كلّن)، لا للنظام الطائفي، طلعت ريحتكم، بدنا نحاسب، وغيرها الكثير.

في كل شعار إيقاعات دلالية وسمعية جذابة، لكن معظم الشعارات لا تخلو من التباس قد يهدد وحدة الموقف بين المكونات السياسية والحزبية والمدنية للثورة وينذر بتصدعها، حين يتحول إلى بند في برنامج الحل. من أبرز الالتباسات ما يتعلق بعمر الأزمة، إذ تتردد عبارة "الثلاثين عاماً" التي تعني، في نظر من يستخدمها، تماهياً وتزامناً بين أزمة النظام السياسي وبروز ظاهرة الحريرية بما هي مشروع مالي اقتصادي. خطورة الالتباس في "الثلاثين عاماً" أنها تضيع البوصلة لأنها تشوش التشخيص وتسدد خارج المرمى. برنامج الثورة أكثر دقة من شعاراتها. يظهر من بنوده أن الأزمة ليست أزمة النظام بقدر ما هي أزمة أهل النظام، ومن هذه الزاوية يبدو شعار "الشعب يريد تطبيق النظام" أكثر مطابقة للواقع اللبناني من شعار الثورات العربية "الشعب يريد إسقاط النظام". الأزمة إذن أزمة إلغاء الدولة وتعطيل الدستور والقوانين، خلال مرحلة تمتد على ثلاثين عاماً وهذا صحيح، لكن خلال فترتين فيها مختلفتين اختلافاً جوهرياً تناوب فيهما على ارتكاب فعل التعطيل في الفترة الأولى النظام الأمني اللبناني السوري، فيما تولى المهمة في الثانية نهج ميليشيوي متحرر من كل أنواع الرقابة (الميليشيا هي بالتعريف قوة تنشط خارج القانون وخلافاً للقانون). في الفترة الأولى أطلقت يد الحريرية في عملية إعادة بناء البنية التحتية بكلفة ومديونية عاليتين، واحتفظ نظام الوصاية بحق الاشراف على إدارة شؤون الدولة والسياسة، أما في الثانية فقد تولت الميليشيات بنفسها المهمتين معاً، فقامت بتهديم ما جرى بناؤه، ولا سيما في قطاع الكهرباء، وبنهب صريح وسافر للثروة الوطنية، وبتخريب ممنهج للدولة ومؤسساتها.

في صياغة الشعار بلاغة واختصار للكلام، لكن فيها اختزالاً يفضي إلى غموض المعنى. هكذا فإن شعار "الثلاثون عاماً" يبرئ حكم الوصاية من مسؤوليته، في الفترة الأولى، عن تدمير مؤسسات الدولة، ويخفف الحكم على حكم الميليشيات المبرم في الفترة الثانية.

الأمر ذاته ينطبق على شعارات أخرى مثل "كلّن يعني كلّن" و "إسقاط النظام الطائفي" وسواهما التي تبدو صحيحة في الظاهر، لكنها تنطوي على مخاطر تهدد وحدة الثورة.

أيها الثوار، لا تجعلوا من شعاراتكم بنوداً في برنامج الحل، فبرنامج الثورة المعلن هو الأكثر بلاغة والأكثر قدرة على جمع الشمل ووحدة الصف.

 

على المستقلّين التنبّه إلى أهمية الانتخابات البلدية في عملية التصدّي للطبقة السياسية.

مايكل يونغ/مركز كارنيغي للشرق الأوسط/23 كانون الأول/2019

بلغت الانتفاضة اللبنانية مرحلة دقيقة. فالمتظاهرون معلّقون بخيط رفيع بين الفرح العامر الذي تملّكهم لحظة نزولهم إلى الشارع في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، من جهة، وبين الحاجة الماسّة إلى التفكير في المسار الذي يجب أن يسلكه الحراك في المستقبل، من جهة أخرى.

مع تسارع خطى الانهيار المالي في البلاد، بات الناس يفقدون وظائفهم ويفكّرون في أشكال احتجاجية جديدة، لذا أصبح التجديد ضرورة ملحّة. الناس حالياً منهمكون بتأمين مقوّمات العيش ولايركّزون كثيراً على التظاهر، فيما الأولوية اليوم هي لتشكيل حكومة قادرة على التعامل مع المجتمع الدولي. لكن المساعي الرامية إلى تغيير لبنان نحو الأفضل لن تكبو، وعلى الحراك الاحتجاجي أن يعيد تشكيل نفسه ليواصل تحدّي الطبقة السياسية على المدى الطويل.

تتمثّل إحدى الطرق الأكثر فعالية لتحقيق ذلك في التركيز على الانتخابات البلدية التي تجري كل ست سنوات. وهذا ما أدركه جيداً ناشطو المجتمع المدني في الانتخابات البلدية الأخيرة العام 2016. إذ قد يفسح الانخراط في السياسة المحلية مجالاً وازناً للأشخاص الذين يشعرون بالسخط من الوضع القائم، وذلك لأسباب عدّة:

أولاً، تؤثّر المجالس البلدية في حياة المواطنين اليومية. فقد أظهرت الانتفاضة بشكل واضح أن اللبنانيين ثاروا بهذا الشكل الكبير لأنهم شعروا أن حياتهم باتت أشبه بإهانة، وأن الناس يدفعون أثماناً متزايدة لقاء خدمات متردّية. ثمة أمور كثيرة تقع ضمن نطاق صلاحيات المجالس البلدية، بدءاً من إدارة النفايات، ومروراً ببناء مساحات خضراء للأطفال، ووصولاً إلى تركيب فلاتر للحد من انبعاثات المولّدات السامة. إعطاء المواطنين الوسائل اللازمة لتحسين حياتهم اليومية بشكل ملموس، قد يكون الطريقة الفضلى لإقناعهم بالتصويت لشخصيات بديلة من شأنها أن تحلّ محل السياسيين الطائفيين.

ثانياً، ألّا يتمّ انتخاب أعضاء المجالس البلدية على أساس طائفي، على الرغم من حرص بعض المدن على احترام التوازن الطائفي لضمان أن تبقى المجالس أكثر تمثيلاً لجميع المكوّنات. لماذا يُعتبر هذا الأمر مهماً؟ لسبب أساسي هو أن المجالس البلدية، عندما تكون أقل طائفية وأقل تأثّراً بالاعتبارات الطائفية، فهذا يعني على الأرجح أنها أقل تأثّراً بالقادة الطائفيين والأحزاب الطائفية. والأهم، ونظراً إلى أن المجالس البلدية تتّسم بطائفية محدودة وحسب، يعتبر القادة الطائفيون عموماً أن الانتخابات البلدية لا تشكّل تحدياً كبيراً لنفوذهم الطائفي، ما يعطي المجالس البلدية هامشاً أكبر لممارسة نشاطها بحرية.

ثالثاً، وفي سياق متّصل، بما أن الانتخابات البلدية لاطائفية، فهي أقل تأثّراً أيضاً بغرائز الناخبين الطائفية. ففي الانتخابات البرلمانية مثلاً، يُعتبر الناخبون أكثر ميلاً للتصويت على أساس انتمائهم الطائفي، لأنهم يعتبرون الامتناع عن ذلك خسارة لجماعتهم الطائفية الأوسع. لذلك، لم يصوّت عددٌ كبير من الأشخاص نسبياً لمرشّحي المجتمع المدني في الانتخابات البرلمانية العام 2018. أما على مستوى البلديات، فهذه الاعتبارات أقل تأثيراً، ما يتيح للمرشحين المستقلّين أن يحظوا بدعم أوسع في صفوف الناخبين.

رابعاً، على المستوى البلدي، غالباً ما يبرز حسّ من التضامن المحلي وشعور بالانتماء يجعل من نتائج الانتخابات غير قابلة للتنبؤ إلى حدّ كبير. وتعني فورية الاقتراع واعتزاز الفرد بحيّه أو بلدته أو قريته أن الناخبين سيُبدون على الأرجح حساسية أكبر حيال الرسائل الشخصية التي يبعثها المرشّحون الذين يسعون إلى إقناعهم بأنهم يستطيعون إدخال تحسينات على ظروف معيشتهم. يمكن لذلك أن يتجاوز الولاءات الحزبية أو السياسية، وإذا تمّ استخدامه بشكل صحيح يمكن أن يكون له تأثير كبير على خيارات الناخبين.

لا بدّ من أن تبدأ الحركة الاحتجاجية التحضير للانتخابات البلدية في المدن والبلدات الكبرى في لبنان، التي تُعدّ أهدافاً أساسية للعام 2022. فبيروت، وطرابلس، وصيدا، وصور، والنبطية، وبرج حمود، وبنت جبيل، وزحلة كلّها أماكن في حاجة إلى تعزيز أو إعادة إحياء على المستوى البلدي. لكن السؤال هنا: لماذا المدن والبلدات الكبرى؟ لأنه من الأصعب على الحكومة حرمان مثل هذه الأماكن من الأموال، حيث ترى في المجالس البلدية المستقلة خطراً على سيطرة القادة الطائفيين. وعلى القدر نفسه من الأهمية، ستؤدي الإدارة الناجحة للبلدية في التجمعات الأكبر إلى تعزيز مصداقية الشخصيات المستقلة لإدارة المؤسسات الوطنية، حين يحين الوقت كي يصوّت الناخبون في الانتخابات البرلمانية.

انتخابات العام 2022 لاتزال بعيدةً بعض الشيء. بيد أن ذلك يمنح مجموعات المجتمع المدني المستقلة الوقت لتحضير الأسس للانتخابات البلدية. علاوةً على ذلك، وبالنظر إلى الميزة النسبية التي تتمتّع بها هذه المجموعات في فهم الحقائق على الأرض وفي بناء الشبكات داخل المجتمع، يمكننا الاستفادة من هذا الوضع بشكل جيد هذه المرة. وينطبق هذا على وجه الخصوص في بيروت، التي تشمل أغنى البلديات والأكثر غموضاً. يمكن أن يبدأ المستقلّون المعنيون الآن البدء برصّ صفوفهم والتحضير، ربما من خلال العمل كحكومة ظل في العاصمة، وإبقاء المجلس الحالي تحت الرقابة المستمرة والعامة، والاجتماع في الوقت نفسه مع البيروتيين وسؤالهم كيف يرغبون حقاً في رؤية مدينتهم تتحسّن.

ستكون المعركة لاستعادة لبنان معركة طويلة. وسيستمر القادة الطائفيون وأتباعهم في القتال للحفاظ على أنفسهم. لكن، في الوقت الذي نتّجه فيه نحو انهيار مالي كبير والإفلاس الجلي للنظام القديم، حان الوقت الآن للاستفادة من مزاج وطني يسود في البلاد ويُبدي استعداداً لتقبّل قادة أكثر كفاءة يهتمّون بمصالح السكان فعلاً. الأفضل عدم تحدّي القادة الطائفيين في وقت مبكر، مايجعل القوى المستقلة تحظى بالوقت لتنظيم وبناء قاعدة دعم. لهذا السبب، يجب أن ينصبّ التركيز الأساسي على الانتخابات البلدية، حيث يمكن للبنانيين تثمير حيوية الجمهور المحلي.

 

واشنطن وسياسة «السلبية المبرمجة»

سام منسى/الشرق الأوسط/23 كانون الأول/2019

لفتني تعبير «السلبية المبرمجة» لزميل صحافي، وجدته التوصيف الأدق للسياسة الخارجية الأميركية هذه الأيام لا سيما في منطقتنا، علماً بأنه ذكره في سياق آخر. ويكثر الحديث عن هذه السياسة كلما ارتفعت حرارة نزاع أو قضية، وما أكثرها، من الانتفاضات الشعبية في كلٍّ من إيران والعراق ولبنان، إلى النزف السوري الذي لا يزال مستعراً، خصوصاً في الشمال على الرغم من خفوت أضواء الإعلام عنه والمسلطة على أماكن أخرى مثل ليبيا واليمن، إلى زئبقية العلاقات بين أنقرة وواشنطن التي وصلت إلى حد تهديد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بإغلاق القاعدتين الأميركيتين في بلاده.

إن رغبة الولايات المتحدة في الانسحاب من المنطقة لم تعد خافية على أحد، وهذا ما يجعل «السلبية المبرمجة» تنطبق على معظم سياساتها تجاه الملفات الإقليمية أو النزاعات المفتوحة في الإقليم، بما يعزز رأي القائلين إنه يمكن إيجاز سياسة واشنطن تجاه الملف السوري كما غيره من الملفات، بأنها لا تقدم حلولاً لكنها في الوقت عينه تعرقل أي حل من دونها.

أبرز هذه النزاعات هو الحرب السورية، حيث فاق قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من سوريا أربع أو خمس صياغات تراوحت بين الانسحاب الكامل إلى الجزئي إلى حماية آبار النفط إلى الاحتفاظ بـ600 جندي، ما جعل المراقب العادي عاجزاً عن فهم ما رسا عليه هذا القرار.

إلى ذلك، تخلي واشنطن عن حلفائها أكراد سوريا أثار نقمتهم وغضبهم دون أن يُرضي إردوغان، الذي اتهم روسيا وأميركا بعدم الحفاظ على تعهداتهما بإبعاد الأكراد عن الحدود التركية.

وتَظهر «السلبية المبرمجة» بصورة فاقعة في الصمت إزاء عمليات جيش النظام السوري والطيران الروسي في مناطق إدلب وما تحصده من دمار وقتلى وجرحى ونزوح بين المدنيين، ما دفع أحد المسؤولين في البنتاغون، رفض الكشف عن اسمه، إلى وصف السكوت عن القصف الذي تتعرض له المجمعات السكنية والمرافق المدنية ومخيمات النازحين في إدلب بأنه يتناقض مع قيم أميركا وكل ما ناضلت من أجله. وعلى الرغم من دعم روسيا للنظام السوري الذي يستخدم العنف المفرط ضد المدنيين، يبدو أن واشنطن لا تزال مصرّة على التنسيق مع موسكو، فعُقد اجتماع أواخر الأسبوع الماضي بين رئيسي الأركان الأميركي والروسي لمناقشة تنسيق التحركات ومنع الاشتباك بين الطرفين في سوريا.

وعلى نقيض «ذاك السكوت»، أقر الكونغرس قانون قيصر الذي يفرض عقوبات جديدة على الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه وحلفائه، إضافة إلى الأفراد والشركات الذين يمولونه أو يقدمون المساعدة له. ويذكر المشروع روسيا وإيران بشكل مستمر، ملوحاً بفرض عقوبات عليهما وعلى مسؤولين في بلديهما لدعمهم النظام السوري.

ويفرض القانون أيضاً عقوبات على كل من يتعامل مع الحكومة السورية أو يمولها، وتشمل مصرف سوريا المركزي. لكن ورغم اللهجة القاسية للقانون، فقد ترك مساحة للدبلوماسية عبر سماحه للرئيس الأميركي برفع هذه العقوبات في حال لمس جدية في التفاوض أو لأسباب تتعلق بالأمن القومي الأميركي.

على مقلب آخر، يأتي الموقف الأميركي من الانتفاضات الشعبية لا سيما في العراق ولبنان، ليركز على مواصلة الضغوط القصوى على إيران انطلاقاً من مبدأ معالجة الداء وليس أعراضه، وأن إضعاف إيران سيُضعف حلفاءها وأدواتها. لذلك ودون إظهار دعم صريح لهذه الانتفاضات، لم تبدِ واشنطن انزعاجاً منها من باب تشكيلها مزيداً من الضغط على إيران وحلفائها ووكلائها. ومن المفيد هنا الإشارة إلى مداولات ندوة عُقدت في بيروت في مؤسسة «بيت المستقبل» ألقت الضوء على نقاط مهمة حول المواقف الأميركية، سيما أنها تعزز ما وصفناه بسياسة «السلبية المبرمجة». تناول النقاش ضرورة التمييز في هذا المجال بين الحكومة الأميركية، أي الإدارة والمؤسسات الأميركية، إذ قد تختلف أهمية الملفات فيما بينها. ومع التشديد على أن القرار الأخير في تحديد السياسة الخارجية يعود إلى الإدارة، أظهر النقاش أن ثمة انقساماً واضحاً بين موقف الإدارة من أحوال المنطقة وموقف المؤسسات منها، وهي وزارة الدفاع ووزارة الخارجية وأجهزة الاستخبارات. ففي حين ترى الإدارة أن الحرب على التطرف الإسلامي السني قد انتهى بالانتصار، ونقلت سلاحها ضد التطرف الشيعي المتجسد في إيران، لا تزال المؤسسات تصوّب على الجماعات الجهادية.

ومن هنا، لا تبدي الإدارة اهتماماً بالانتفاضات الشعبية في لبنان والعراق معتمدةً الرأي القائل بترك البيت يحترق لتغرق إيران أكثر فأكثر، مع كل ما يمكن أن يؤدي إليه موقف كهذا من التفريط في الحلفاء بحيث ستكون إعادة بناء العلاقات معهم صعبة جداً.

أما المؤسسات فمواقفها هي الأخرى متباينة، فوزارة الدفاع مثلاً ترى أنها نجحت في بناء شراكة متينة مع الجيش اللبناني لا بد من المحافظة عليها لا سيما بعدما أثبت جدارته في التصدي للجماعات المتطرفة، وأنه حليف يمكن التعويل عليه، وثمة أقلية في البنتاغون تخالف هذا الرأي وترى أن الاستثمار في الجيش اللبناني هو «ضرب من الغباء» لأنه يخدم مشروعاً يخالف الأهداف الأميركية في المنطقة.

بالنسبة إلى وزارة الخارجية، موقفها من لبنان ملتبس ويدخل في إطار حماية الأقليات في المنطقة ليس إلا. أما أجهزة الاستخبارات التي يبلغ عددها 17 مؤسسة، فهناك من يرى بينها أن العلاقة مع «حزب الله» هي علاقة منتجة كما كانت الحال بالنسبة إلى العلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية، لا سيما في تطويق العديد من الثغرات في الحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد الجماعات المتطرفة السنية. وترى هذه الأجهزة أنه من الممكن التعويل على «حزب الله» ميدانياً، والمسألة بالنسبة إليها ليست الدفاع عن «حزب الله» بذاته، ولكن بين وجوده والفوضى تفضّل قطعاً وجوده مع إبقاء الوضع على ما هو عليه.

ودخلت على الخط مؤخراً وزارة الخزانة الأميركية، وهي صاحبة رأي مختلف، كونها تنظر إلى «حزب الله» على أنه منظمة إجرامية عالمية وليس فقط منظمة إرهابية وترى أن محاصرته هي أولوية.

أخيراً، ينبغي ألا يغيب عن المشهد انشغال الرئاسة الأميركية والإدارة برمّتها بإجراءات عزل الرئيس على حساب معظم الملفات الخارجية، وهي رابع محاكمة لرئيس أميركي في تاريخ الولايات المتحدة. وستنطلق في القريب العاجل عجلة حملة الانتخابات الرئاسية، ما يعزل الإدارة والبلاد عن العالم حتى شهر فبراير (شباط) من عام 2021، حين قد يتضح أكثر ما يمكن توقعه من الولايات المتحدة تجاه المنطقة. تملك أميركا ترف الانتظار، أما دول المنطقة فلا، وهي في معظمها تواجه أزمات وجودية، كما تواجه انتفاضاتُها الشعبية ثورات الأنظمة الحاكمة المضادة بكل ما تمتلكه من أسلحة القمع. اللبنانيون وحدهم يعتقدون وللأسف أن زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل، لبيروت نهاية الأسبوع المنصرم قد تكون حملت معها من وراء المحيط المساعدة والعون لفريق والعرقلة والإحباط للفريق الآخر.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون عرض مع الداود ورحمة وبقرادوني التطورات

وطنية - الإثنين 23 كانون الأول 2019

عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم مع النائب السابق فيصل الداود الاوضاع العامة والتطورات في البلاد. وأوضح الداود بعد الزيارة أنه أبلغ رئيس الجمهورية دعمه لمواقفه لا سيما سعيه لاقامة الدولة المدنية، معربا عن أمله في ان "تحقق آمال اللبنانيين ومطالبهم لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر فيها البلاد".

وأشار إلى أن "الرئيس عون قادر اليوم، لا سيما بعد الظروف التي حصلت وتحرره من ضغوط أمراء الحرب وممارساتهم في الدولة، على تحقيق الكثير من المسائل التي وعد اللبنانيين بتحقيقها، كما نأمل أن تكون الحكومة المقبلة حكومة انقاذ للبنان تدير شؤون الدولة بذهنية جديدة وخصوصا في مجال محاربة الفساد وإعادة الأموال المنهوبة، ولإطلاق الخطة الاقتصادية عبر تفعيل قطاعات الانتاج".

رحمة

واستقبل الرئيس عون النائب السابق إميل رحمة الذي اعتبر أن "المرحلة الراهنة هي مرحلة تضافر الجهود للخروج من الأزمة والطريق لتحقيق ذلك واحدة وهو تشكيل الحكومة لتنصرف الى العمل لا سيما لمعالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية المتردية في البلاد".

وتمنى رحمة "التوفيق في تشكيل الحكومة سريعا".

بقرادوني

وأجرى الرئيس عون مع الوزير السابق كريم بقرادوني جولة أفق تناولت الأوضاع السياسية والتطورات الراهنة.

 

الرئيس المكلف التقى ناجحين في الخدمة المدنية ومتقدمين لوظائف

وطنية - الإثنين 23 كانون الأول 2019

التقى الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب قبل ظهر اليوم في دارته في تلة الخياط، وفدا من الناجحين في مباراة خفراء الجمارك الذين صدرت نتائجهم في 21 حزيران 2019 والبالغ عددهم 853 خفيرا ناجحا في مباراة تقدموا اليها في العام 2014، وجاءت نتائجها وفقا للشروط الوظيفية التي تراعي الكفاءة، الا ان مرسوم تعيينهم والحاقهم لم يصدر لغاية الان. وقد شدد الرئيس دياب على أحقية مطلبهم، مؤكدا لهم أن "اقرار هذا الامر سيكون من الاولويات على جدول اعمال الحكومة العتيدة". والتقى الرئيس دياب، وفدا من المتقدمين الى مباراة مجلس الخدمة المدنية من الناجحين الذين صدرت نتائجهم ولم يصدر مرسوم تعيينهم ومن الذين لم تصدر نتائجهم بعد، ونقلوا اليه معاناتهم واحقية مطلبهم "في التعيين بالوظائف التي تقدموا اليها ونجحوا في المباريات، خصوصا أن مجلس الخدمة المدنية هو النافذة السليمة والصحيحة من اجل خدمة ادارات الدولة، بعيدا عن المحصصات السياسية غيرها".

واكد دياب احقية مطلبهم، مشددا على "ضرورة معالجة هذه الملفات الوظيفية والاجتماعية". وكان دياب التقى وفدا يمثل 28 ألف شاب وفتاة من المرشحين لدورة تطويع رتباء وعناصر قوى الامن الداخلي الذين لم تصدر نتائجهم حتى اليوم، مع ما يترتب على ذلك من ضرر كبير بمستقبلهم.

 

السنيورة: المستقبل لن يشارك في الحكومة انسجاما مع موقفه بأن يكون أعضاؤها جميعا من المستقلين

وطنية - الإثنين 23 كانون الأول 2019

أعلن الرئيس فؤاد السنيورة في حديث لقناة "الحدث" في محطة "العربية"، أن "موقف تيار المستقبل كان في عدم ترشيح أحد لكي يكلف بتأليف الحكومة، وبالتالي ابتعد الرئيس سعد الحريري عن ترشيح أي مرشح للتكليف". وقال: "الآن الرجل المكلف هو الدكتور حسان دياب والذي لم يرشحه تيار المستقبل، كما أن التيار عبر اليوم عن موقفه بأنه لن يشارك في الحكومة العتيدة انسجاما مع موقفه الاساس بأن هذه الحكومة يجب أن تكون بأعضائها جميعا من المستقلين وغير التابعين لأي حزب من الأحزاب".

أضاف: "موقفنا ليس متسرعا، فهناك دستور لبناني ينص على إجراء استشارات نيابية ملزمة لرئيس الجمهورية بإجرائها وبنتائجها. ومع ان ما من تاريخ محدد أو مهلة محددة يفرض على رئيس الجمهورية خلالها أن يبادر لإجراء هذه الاستشارات النيابية الملزمة بعد استقالة الحكومة، ولكن الممارسات السابقة في تأليف الحكومات تدل على أن جميع الحالات السابقة كانت الاستشارات تجري خلال يومين أو ثلاثة، باستثناء حالة واحدة. نحن الآن امام فترة امتدت لأكثر من خمسين يوما، وكانت تتم مشاورات يجريها فخامة الرئيس على أكثر من صعيد، وبالتالي ظهر وكأن الرئيس يؤلف الحكومة قبل ان يصار الى اجراء التكليف".

وتابع: "هذه المراوحة والتلكؤ امتد لخمسين يوما وخلق هذا الانطباع وهذا الجو المحتدم، وظهر بأنه نوع من الاستهتار في مقام رئاسة الحكومة، وأدى إلى تأخير عملية تأليف الحكومة، وبالتالي إلى مخالفة صريحة للدستور وهو ما فاقم التوتر في الشارع اللبناني".

وعن الميثاقية، قال: "هناك ميل لدى البعض ان يصيف ويشتي على سطح واحد، أو ما يسمى بالكيل بمكيالين. كانت النظرية التي أتى بها التيار الوطني الحر، وهي نظرية الرئيس القوي لكي يبرر تأخير وتعطيل انتخابات رئيس الجمهورية لأكثر من سنتين ونصف السنة، ولكي يأتي بالجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية. والحقيقة أن هذه النظرية خاطئة. الرئيس ينبغي ألا يكون قويا فقط في طائفته بل يجب ان يكون مقبولا وقويا لدى جميع المكونات اللبنانية، ليتمكن من القيام بدوره الفعال لكونه رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، وهو الذي عليه أن يسهر على احترام الدستور".

أضاف: "في المقابل الرئيس الحريري عندما أيقن ان الحزبين المسيحيين الاساسيين لن يرشحاه من اجل تأليف الحكومة، بادر هو شخصيا إلى القول إنه لن يقدم على الترشح ليؤلف الحكومة. في ضوء ذلك، وبنظري، هذا هو المنطق المغلوط الذي جرى اعتماده عند الإعداد لانتخاب رئيس الجمهورية، والذي لا أرى من حيث المبدأ أنه ينبغي تطبيقه في حالة رئيس الحكومة. صحيح أن هذا الأمر لم يطبق في حالة حسان دياب إذ أن الدكتور دياب لم يحظ بالتأييد من قبل عدد كبير من النواب المنتمين إلى المجموعة التي ينتمي إليها الدكتور دياب".

وتابع: "ان نظرية الرئيس القوي قد أخذت البلاد إلى متاهات ومشكلات جديدة، وما ينبغي أن نسعى إليه في الحالة اللبنانية، هو العودة إلى الالتزام بتطبيق الدستور تطبيقا دقيقا، إنه يجب أن يكون الطرح في الأساس طرحا وطنيا وليس على أساس طائفي ومذهبي".

وأردف: "أنا شخصيا كان موقفي وتقديري بالنسبة للجنرال عون مبنيا على قراءة صحيحة للطريقة التي كان يتصرف بها على مدى السنوات الماضية، وبداية كان هو ضد اتفاق الطائف الذي يعني القبول بفكرة العيش المشترك بين اللبنانيين، وبالتالي الاقتناع بالتوجه نحو أن يكون لدينا في لبنان دولة مدنية، حيث يكون المواطن اللبناني هو الأساس ليس على اساس ديانته وطائفته ومذهبه بل كمواطن له حقوقه وعليه واجباته بشكل متساو مع الآخرين من المواطنين".

وعن التسوية الرئاسية عام 2016، قال الرئيس السنيورة: "لقد شكلت بالفعل مشكلة إلا أن الأمر لم يقتصر على إجرائها، بل تعداه إلى المشكلات التي حصلت بعدها في إدارة تلك التسوية. ونحن الآن نشهد فترة صعبة عامرة بسوء التقدير والتدبير وهذه هي عينة من المشكلات التي نواجهها الآن في لبنان".

وإذا كان يمكن لتيار "المستقبل" ان يذهب الى المعارضة، قال: "سيكون محقا في ذلك، لكن النظام الديمقراطي من حسناته أن يكون فيه موالاة ومعارضة لكي يستقيم الحكم، فعندما تكون هناك معارضة جيدة، فعليا يتحسن مستوى الأداء لدى الحكومة وليس العكس. المعارضة ليست من اجل ان ترفض كل شيء تقوم به الحكومة، بل هي في الأصل موجودة من أجل تصويب عمل الحكومة، وكذلك من أجل أن تبرهن عن نفسها وأن تعود هي إلى الحكم أيضا بعد ذلك".

أضاف: "ان الحكومة التي نتمنى ان تتألف اليوم، من الطبيعي عليها أن تأخذ بالاعتبار ملابسات ما جرى خلال عملية التكليف، ونتمنى ألا تكون هناك ملابسات شبيهة في عملية التأليف، وأن تأتي حكومة من اخصائيين مستقلين لديهم كفاءة وجدارة، يستطيعون تأليف فريق عمل متجانس يتصدى للمشكلات التي يعاني منها لبنان. وأنا لطالما قلت إن الإصلاح أمر تقوم به الأمم عندما تكون قادرة عليه لا عندما تصبح مجبرة عليه. والإصلاح هنا من مصلحتنا القيام به بل لقد تأخرنا كثيرا بذلك، فهذا الإصلاح أصبح الآن شديد الكلفة وشديد الأوجاع والآلام. القرارات التي ينبغي على الحكومة أن تأخذها قرارات اساسية يجب ان تؤخذ، وينبغي أن يكون هناك تأييد للحكومة لتأخذها أكان من ممن هم في الموالاة أو في المعارضة. لم يعد للبنان على الإطلاق ترف الانتظار ولا ترف الاختيار، وليس هناك من بديل عن اتخاذ هذه القرارات".

وعما إذا كانت الحكومة جاهزة وهناك طبخة سياسية تدور في الخفاء، قال: "لا أريد الحكم على النوايا، لكن ما شهدناه في فترة التكليف يدفع البعض إلى التوجس، وهو مبرر في توجسه، وإلى الظن والشك في هذا الامر. ومع ذلك، لننتظر ونر كم سيكون هناك فعليا سرعة حقيقية وبناءة في تأليف الحكومة. ذلك لا يعني أن تأتي الحكومة نتيجة طبخة مسبقة الصنع محضرة من أجل الإرضاءات للمجموعات السياسية من هنا وهناك. انا اعتقد ان لبنان دفع أثمانا غالية جدا على مدى سنوات طويلة في مجال العمليات الارضائية، نحن الآن لدينا استحقاقات اساسية علينا ان نحترمها وان نقوم بما علينا من اجل اتخاذ القرارات الصحيحة التي يجب ان نأخذها على أكثر من صعيد وطني وسياسي واقتصادي ومالي وإداري".

 

المشنوق: لا لميثاقية بسمنة وأخرى بزيت وعلى الحريري إزالة الالتباس حول تكليف دياب

وطنية - الإثنين 23 كانون الأول 2019

رفض النائب نهاد المشنوق أن "يسمي التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي رئيس الحكومة وأن يعتبرا الأمر طبيعيا وميثاقيا". وذكر بأنه "عندما يتعلق الأمر بالتمثيل الشيعي في الرئاسات، تكون الميثاقية هي الأساس، كما حصل حين فاز تيار المستقبل في انتخابات 2009، ويومها انتخبنا الرئيس نبيه بري رئيسا لمجلس النواب، باعتبار أنه ميثاقي، رغم دعوة أطراف سياسية إلى انتخاب غيره. كذلك بقيت رئاسة الجمهورية محجوزة للعماد ميشال عون لسنوات، ومنع انتخاب غيره، وعطل البلد كله، باعتبار أنه هو الميثاقي وهو الذي يمثل الأكثرية المسيحية".

وقال المشنوق في بيان: "حين نتبع هذا المسار، وحين نصل إلى الموقع السني، لا يجوز أن تصبح الميثاقية مسألة فيها نظر، ليس هناك ميثاقية بزيت وأخرى بسمنة. هذا ليس مقبولا. فالواقع أن رئيس الحكومة يمثل هذه الطائفة بموجب النظام اللبناني الذي يدير البلاد. ورغم أن الانتفاضة تنادي بعكس هذا النظام وبتجاوزه، وهي على حق، إلا أنه طالما هذا النظام قائم فمن الطبيعي أن نحترم أصوله".

ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري إلى "إعلان موقف سياسي صريح لإزالة الالتباس من تكليف الدكتور حسان دياب تشكيل الحكومة الجديدة". وطالبه بأن "يخرج ويخاطب هذا الشارع لتحديد الموقف النهائي من مسألة تكليف دياب، لأن ترك الأمر على هذا الالتباس قد يؤدي إلى خلل ميثاقي وخلل أمني وخلل في الانتفاضة نفسها، وهذا ما لاحظناه اليوم على لسان عدد لا بأس به من المشاركين".

وأكد أن "هذه القضية لا تقضى بقوله "الله يوفقه" ولا بالامتناع عن المشاركة في الحكومة. ربما يدعو إلى إعطائه فرصة درءا للفتنة أو يطلب الانتظار ليرى شكل الحكومة، لكن عليه مسؤولية مخاطبة هؤلاء الناس الغاضبين في الشارع، وتحديد الموقف بشكل دقيق ومباشر منعا للفتنة، ومنعا لانقسام الانتفاضة".

وكشف أنه "قبل تكليف الدكتور دياب كان واضحا أن هناك بوادر فتنة، لكنها ضبطت في الجانب الأمني وضبطت في الجانب السياسي، لكن استمرار الأمر على ما هو عليه أمر خطير".وشدد المشنوق على أن "هذا الجمهور بكل بساطة شعر بالغبن والإحباط، والرفض الذي يعبر عنه الناس في الشارع، كطائفة، لا أحد يمكنه تجاهله، ولا أحد يمكنه تجاوزهم".

وحذر من أن "هذا الشارع سيزداد غضبا وسيزداد تعبيرا عن هذا الغضب، لأن لديه إحساسا بالغبن وبأن هناك من يريد تجاوزه وتجاوز رغباته وتجاوز تمثيله السياسي. وهذا شعور ليس جديدا بل عمره سنوات والآن تبلور في أقسى صورة أو في أصعب صورة".

وأكد أن "انضباط الجيش وقوى الأمن الداخلي هو قرار استراتيجي لا أحد يستطيع تجاوزه"، مشيدا بقائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي، وقال: "لكن هناك جمهور كبير في الشارع، وجمهور كبير في المنازل ومؤيد لهذا الشارع، ولن يقبل أبدا أي تجاوز جدي لمسألة حق التظاهر وحق التعبير عن الرأي، ولا أحد يستطيع تجاوز قدرة شعبية بهذا الحجم، لا في الشارع ولا من الداعمين لهم في البيوت. والذي يريد أن يجرب يكون مقصرا في قراءة مدى نقمة الناس ومدى قدرتها على الرد".

 

فنيش: الحكومة المقبلة بحاجة إلى غطاء سياسي ولا نسمح لأحد أن يمس بقوة لبنان

وطنية - الإثنين 23 كانون الأول 2019

شدد وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش، خلال احتفال أقامه "حزب الله" لرضا عبد حجازي في حسينية بلدة محيبيب الجنوبية، على أن "البلد بحاجة إلى حكومة تمتلك رؤية وخطة إنقاذ، ولديها كفاءات منسجمة وفاعلة تعمل وفقا لهذه الرؤية وبروحية جديدة، لأنه لم يعد ممكنا العودة إلى الروحية والذهنية السابقتين، بحيث أننا نعطل المشاريع والالتزامات، لأن هناك من لم يستفد من هذا المشروع أو ذاك، وكذلك لم يعد ممكنا الاستمرار بعقد مناقصات لمعالجة المرافق والبنى التحتية على قاعدة أن هذه المناقصة لهذه الجهة، وتلك المناقصة لتلك الجهة، فالبلد لم يعد يحتمل هذا الهدر في الانفاق، ولم يعد ممكنا الوصول إلى مساعدات أو دعم من خلال الاستمرار بهذه السياسات والعقلية". وأكد فنيش "أننا كنا دائما من العاملين والمتعاملين بإيجابية مع أزمات البلد، فنحن من يحمل هموم هذا البلد وآلام الناس ويمثل آمالهم، ولم نبخل يوما بتقديم التضحيات، وكذلك لم ولن نبخل بأي جهد سياسي وعمل دؤوب من أجل إخراج البلد من أزمته، وسنكون بمنتهى الإيجابية مع الرئيس المكلف"، مشددا على "أن البلد بحاجة إلى تضافر جهود كل قواه السياسية الفاعلة لمعالجة أزمته القائمة، لا سيما وأن هذا البلد لا يحكم لا بعقلية التفرد ولا بعقلية الإلغاء". وأشار إلى "أن الحكومة المقبلة بحاجة إلى غطاء سياسي، وعليه، فإننا ندعو إلى مشاركة واسعة من قبل الجميع، وهذا مقتضى المسؤولية الوطنية، والشعور بمشاكل الناس، من خلال الدعوة إلى أن يكون هناك مد يد العون للرئيس المكلف، لأنه لا بديل عن تشكيل حكومة، وبالتالي فإن أي مطلب مهما كان محقا، لا يمكن أن يحقق أو يعالج إن لم يكن هناك سلطة ومؤسسات تعمل".

ورأى "أن أول الخطوات على طريق المعالجة يكون بتكوين السلطة من خلال تشكيل حكومة تحظى بالتعاون، ويكون لها برنامجها الإنمائي والاقتصادي والمالي والنقدي والاجتماعي. وهناك ورقة إصلاحية، إذا أرادت الحكومة أن تتبناها أو أن تضيف عليها أو أن تعدل بها فليكن، فهذا أمر مفتوح وقابل للنقاش، ولكن الأهم أيضا ولا يقل أهمية عن إدارة شؤون الناس، هي مسألة أن نصون الانجازات التي تحققت بمعادلة الردع، وأن لا نسمح لأحد أن يمس بقوة لبنان، وأن لا يكون هناك أبدا أي محاولة لإضعاف معادلة الردع، لأنه إذا لا سمح الله جرى أي محاولة لإضعافها، فهذا يعني مساس وتهديد لمصير لبنان، خصوصا في ظل هذا التحدي الخارجي، وهذه التحولات والمخططات التي تجري حولنا". وختم الوزير فنيش مشددا على "ضرورة ألا نسمح لأحد أن يساوم على سيادتنا، أو على حقنا في ثرواتنا أو في حدودنا، فهذا أمر ينبغي أن يكون واضحا في عمل الحكومة وبرنامجها، فلا تفريط ولا مساومة ولا تنازل لا عن حبة تراب ولا عن ليتر واحد من نفطنا أو من مياهنا أو من ثرواتنا الطبيعية".

 

أسامة سعد: الحكومة العتيدة في حال تشكيلها لن تشكل إنجازا يلبي تطلعات الحراك

وطنية - الإثنين 23 كانون الأول 2019

اعتبر ألامين العام ل "التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد في مقابلة تلفزيونية، على قناة الMTV في برنامج "بيروت اليوم"، أن "عدم تسميته للرئيس المكلف قد جاء نتيجة لغياب أي تغيير في السياسات المتبعة، ولغياب أي خطة لمواجهة مخاطر الانفجار الاجتماعي الوشيك، وللتهديدات والانهيارات الكبيرة في الوطن، مع عدم وضوح القواعد التي سيتبعها الرئيس المكلف لمعالجة الملفات الوطنية التي هي من صلاحية الحكومة، فضلاً عن عدم وضوح كيفية تعاطيه مع الملف السياسي، بخاصة ان الانتفاضة تطالب بالتغيير والمحاسبة وبالحقوق. بينما الرئيس المكلف قد اكتفى بالقول إنه اختصاصي، وسيشكل حكومة من الاختصاصيين". وتوقع "ألا تكون معالجة الازمة السياسية ومعالجات الملفات الاستراتيجية عند الرئيس المكلف، بل أن تكون خاضعة لتوافقات محلية سياسية او اقليمية ودولية. أما الملف الاقتصادي والمالي فيبدو أنه "بدو يرقعو ترقيع" عبر مقررات "سيدر"، والورقة الإصلاحية، وتوصيات "ماكنزي" ووصفات صندوق النقد الدولي وغيرها". واعتبر سعد أن "الحكومة العتيدة، في حال تشكيلها، لن تشكل إنجازاً يلبي تطلعات الانتفاضة والشباب الثائر". وأكد أنه "خارج هذه التركيبة السياسية التي ينتقدها منذ 30 عاما، وأن موضوع ترؤس الحكومة ليس مطروحا لديه".

كما اكد ان "التيار الوطني الديمقراطي المقاوم الذي يمثله، واجه تحديات كبرى، وبخاصة التحديات المرتبطة بمقاومة العدو الصهيوني من 48 الى 82 إلى غيرهما من المحطات. هناك من قدم التضحيات والشهداء من أجل تحرير الارض، وهناك من أتى واستلم السلطة، وأوصلنا الى الانهيارات على الصعد كافة التي نعاني منها اليوم. لقد كان من المفترض بعد التحرير أن تأتي سلطة تحترم حقوق الناس، ولا تحول الدولة الى مزارع ودولة خارج العصر. وحمّل مسؤولية الانهيارت على كل الصعد الى الذين تداولوا السلطة من 91 الى يومنا هذا، فهؤلاء صادروا السلطة والمعارضة معا، وشوهوا السياسة الحقيقية".

وأشار سعد إلى أن "معالجة الملفات يجب ان تخضع للمظلة الوطنية، وأن تعالج المشاكل وفق المصلحة الوطنية، وليس وفق إرادات خارجية، أو اعتبارات مذهبية وطائفية". وشدد على ان "الخروج من الأزمة يتطلب حلاً تحت السقف الوطني، واعتراف قوى السلطة بالتغيير الجدي الحاصل في البلد، كما يتطلب أن تشكل الانتفاضة لنفسها وزناً شعبياُ وسياسياُ لكي تستطيع التقدم والاقتحام لكي تستطيع أن تفرض ما تريد، ولاسيما مرحلة انتقالية للعبورمن الواقع المأزوم الى واقع افضل، بخاصة وأن الانتفاضة قد حققت انجازات، وأدت الى تآكل الشرعية الدستورية".

واعتبر ان "الحل الوطني ضرورة في ظل التهديدات والمخاطر التي يعيشها البلد"، محذرا "من الانفجار الاجتماعي الذي قد يهدد بانفجار أمني، ومحملاً المسؤولية للسلطة في حال حدوثه"، مشددا على "أهمية التمسك بالهوية الوطنية كضمانة أساسية للبنان الموحد". كما شدد على "أهمية ان تستعيد الحياة السياسية عافيتها، من أجل التمهيد للانتقال الى الدولة المدنية العصرية العادلة التي تحقق طموحات الشباب الثائر الذي اثبت قدرته اليوم على التغيير، وعلى رفض مصادرة الحياة السياسية الحقيقية بعد الطائف، ورفض التداخل بين السياسية و"البزنس". وأكد "اهمية ايجاد قانون انتخاب وطني يعبّر عن طموح الشباب بدولة وطنية مدنية عصرية عادلة. كما أكد على أهمية أن يكون القانون خارج القيد الطائفي وعلى أساس النسبية و لبنان دائرة واحدة ،وذلك من اجل أن تستعيد الحياة السياسية عافيتها". ودان سعد خلال حديثه الهجوم والاعتداء على خيم المعتصمين، ورأى أن "الانتفاضة قد تجاوزت ممارسة قطع الطرقات"، لافتا الى "التداخل احيانا بين مطالب الناس الحقيقية و وبين أجندات مرتبطة بتحسين شروط أطراف معينة بالسلطة". وختم مؤكدا ان "لا ميثاقية إلا ميثاقية حقوق الناس، أما الميثاقية التي يتحدثون عنها فهي غير دستورية، وقد ألصقوها لصقا بالدستور".

 

اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام هنأت بالأعياد وأملت حكومة إنقاذ تحظى بثقة الشعب ونددت بالتعرض للقوى الامنية

وطنية - الإثنين 23 كانون الأول 2019

عقدت اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام اجتماعها الدوري برئاسة رئيس اللجنة المطران انطوان نبيل العنداري وحضور نائب الرئيس الارشمندريت انطوان ديب ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو أبو كسم والاعضاء.

وتقدم المطران العنداري وأعضاء اللجنة من "اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بأطيب التهاني في مناسبة عيد ميلاد المخلص يسوع المسيح ورأس السنة، آملين أن تعود الاعياد المجيدة على وطننا بالسلام والأمل بفجر جديد وأن تتكلل الجهود بتأليف حكومة إنقاذ للبنانيين من الاوضاع الاقتصادية والمالية المتردية، وأن تنال ثقة كل فئات الشعب اللبناني وبخاصة المنتفضون منذ أكثر من شهرين في الساحات والشوارع طلبا لتصحيح السياسات الخاطئة ووقف الهدر والسرقات في الدولة ومكافحة الفساد وتطبيق اصلاحات ضرورية باعتبارها المدخل الوحيد لاستقطاب الدعم الدولي والعربي لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته التي لم يشهد لها مثيلا". وعرضت اللجنة "لنتائج زيارتها لغبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بحيث تم تداول الشؤون الوطنية والكنسية وسبل دعم أبناء الكنيسة للبقاء في أرضهم ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والحياتية، ونشر رسالة المعرفة والتوعية الاخلاقية من خلال إعلام موضوعي بعيدا من تشويه الحقيقة". وأعلنت اللجنة انها "تنظر بقلق الى المشاهد المؤسفة التي رافقت التحركات الاحتجاجية في الايام القليلة الماضية والتي عبرت عن تفاقم الحالة المذهبية ولغة التشنج بين منطقة وأخرى". ونددت بـ"التعرض للجيش والقوى الامنية التي تبقى الملاذ الوحيد للبنانيين الطامحين الى منع الفوضى وبسط الامن والاستقرار في حمى الشرعية وحدها". ونوهت "بما يبذله اعلاميون من جهود لتعميم التهدئة والتخفيف من حال الاحتقان".

وتمنت اللجنة على "المعنيين الموجودين على الطرقات الرئيسية التجاوب مع نداء غبطة البطريرك وعدم قطع الطرقات كي يتمكن اللبنانيون من التنقل بحرية ويعيدوا في أجواء من الفرح والسلام". وحيت "كل المبادرات الطيبة سواء أتت من أفراد أو مؤسسات عامة أو جمعيات التي تهدف الى تعزيز التضامن والتكاتف مع الحالات الانسانية، على أمل أن تسهم هذه المبادرات، مشكورة، في إدخال البهجة والرجاء الى قلوب الناس والتخفيف من المعاناة الاقتصادية والاجتماعية التي تهدد مجتمعنا وتوفر له الظروف المؤاتية لحياة كريمة".

وأثنت على "الخطوة النوعية التي قامت بها نقابتا المحامين في بيروت وطرابلس من خلال جولة عدد كبير من المحامين على السجون وتحسهم بأوضاع السجناء المزرية وإستعدادهم للمرافعة والدفاع عن غير القادرين منهم".

 

الراعي افتتح السنة القضائية 2019 2020 في المحاكم الروحية واصدر تعميما بشأن القانون المتعلق بعدم القدرة الطبيعية لعقد زواج صحيح

وطنية - الإثنين 23 كانون الأول 2019

افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي السنة القضائية 2019 - 2020، في المحاكم الروحية المارونية بحضور المطران المشرف على المحكمة المارونية الابتدائية الموحدة حنا علوان، والمطران المشرف على المحكمة الاستثنائية الياس سليمان واعضاء المحكمة الروحية المارونية من قضاة وموظفين قضائيين وغير قضائيين واداريين والمحامين والمحاميات العاملين في المحكمة.

نخلة

والقى النائب القضائي رئيس المحكمة الابتدائية المارونية الموحدة الخوري جوزف نخلة كلمة جاء فيها: "نسعد اليوم ونتشرف بلقاء غبطة ابناء السيد البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، لنجدد ولاءنا لأمنا الكنيسة بشخص ابيها ورأسها وراعيها، ولنقدم لكم تهانينا بالاعياد المباركة ولا سيما عيد الميلاد المجيد ذكرى تجسد ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي صار انسانا وحل بيننا كي يزرع في قلوب المؤمنين وفي العالم الفرح والحب والرجاء والعدالة والامان والسلام".

اضاف: "انني في هذه المناسبة واذ صار لي شرف ان احظى بثقة غبطتكم، وبثقة سيادة المطران المشرف على المحكمة، واصحاب السيادة اعضاء المجمع الدائم، فعينتموني نائبا قضائيا ورئيسا للمحكمة الابتدائية للوحدة المارونية، اشكر غبطتكم واصحاب السيادة على هذه الثقة، وأعد بأن اعمل باستمرار وبالتعاون مع اخوتي الاباء والقضاة المحترمين وسائر الموظفين القضائيين في هذه المحكمة على خدمة الحقيقة والعدالة والمحبة بتجرد وتفان وصدق وامانة".

وتابع: "عالمنا اليوم يا صاحب الغبطة والنيافة، ولا سيما وطننا بحاجة ماسة الى القيم التي ذكرت، وقد عبر مواطنونا، منذ بضعة اسابيع، ولا يزالون، عن تلك الحاجة، وعن انتفاضتهم على واقع اليم سائد منذ عقود، وعن رفضهم لما الت اليه اوضاع بلادنا ومجتمعنا بسبب سوء الادارة والفساد والظلم والانانية وتغليب المصالح الفردية والفئوية على المصلحة الوطنية والخير العام، وقد بلغ بهم الامر حد الشعور بالقهر والذل، ودفع معظمهم الى الثورة، وبعضهم الى الهجرة وقلة منهم وقد غلبهم الشعور باليأس، الى محاولات الانتحار".

واردف: "لقد كنتم، يا صاحب الغبطة والنيافة، ولا تزالون منذ توليكم السدة البطرسية على كرسي انطاكيا وسائر المشرق، ولا سيما في هذه الايام العصيبة، ذلك الصوت الصارخ في برية هذا الوطن، تنادون بالخير وبالحق وتدعون اليه وتضرعون الى الهنا المتجسد، بشفاعة والدته العذراء مريم الكلية الطهارة، من اجل ان يمسح الدموع ويبلسم الجراح ويصفي النوايا ويوقظ الضمائر ويلين القلوب الافكار، ويجدد الرجاء وينبت العدل والسلام في ربوع وطننا والعالم، واننا نحن ابناءكم، الذين نثق بحكمتكم وحسن رعايتكم، نشترك معكم بالدعاء والرجاء".

وقال: "لقد انعم الله على كنيستنا المارونية، بأن توليتم رعايتها وادارة شؤونها تحت شعار الشركة والمحبة منذ نحو تسع سنوات، وقد ذاع صيت تواضعكم وتقواكم وحكمتكم وجرأتكم في آن، كما انعم الله على كنيستنا منذ سبع سنوات، بأن تبوأ كرسي روما قداسة البابا فرنسيس الذي اشتهر عنه حنوه على الفقراء والمتألمين، وفي هذا الاطار اصدر قداسته في سنة 2015 البراءة الرسولية، "يسوع العطوف الرؤوف"، بهدف التخفيف عن كاهل الازواج الذين يلجأون الى محاكمنا مثقلين بالهموم والجراح، اعباء جمة، مادية ومعنوية وغيرها، فأمر بالتسريع في بعض الاجراءات القانونية لدعوى بطلان الزواج وتسهيل بعضها الاخر، وفي هذه الروح نعمل بحكمتنا وبجهد قضاتها، اكان في المحكمة الابتدائية ام الاستئنافية، بعد ان ازدادت اعداد الدعاوى منذ سنوات، بل تضاعفت، وقد ظن الازواج، ومعهم وكلاؤهم ان قداسته، سهل "الطلاق" وصار كل سبب للخلاف يجد حله الطبيعي، بالنسبة اليهم، لا في الصبر على المحن والصعوبات، ولا بالحوار والاصغاء والصفح والاستمرار في الامانة والثقة المتبادلين، بل في تقديم الدعوى بطلان زواج وفي بعض الاحيان، بالطرق الاقصر، وكما آل حال الدعاوى بعد استنباط البند 818 في القانون الشرقي الجديد، فتمحورت الدعاوى مذاك، في معظمها على الاسباب النفسية فيما اهملت اسباب اخرى او كادت هكذا، لم يقرأ البعض في ارشاد قداسته، سوى مسالة اتفاق الطرفين وتوقيعها على عريضة مشتركة فيما اهملوا قراءة وفهم الشروط الاخرى".

اضاف: "ان واقع الامر، ان نسبة كبيرة جدا من الدعاوى تقدم اليوم لعوامل نفسية، وحيث ان تحديد اسبابها وتقدير تداعياتها يستلزم الاستعانة بخبراء متخصصين، تظهر لهذا السبب اشكاليات عدة تذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مسألة جدارة ومصداقية الخبير النفسي في الكشوفات والروائز التي يجريها على المتداعيين او على احدهما وفي الخلاصات والتقارير التي يصوغها ويقدمها للمحكمة، في مقابل جدية القاضي وجدارته في تكوين يقينه الادبي واستناده في ذلك، لا على خلاصة لخبرات النفسية وحدها، بل على كافة اعمال الدعوى وما فيها من بينات وادلة وقرائن وشهادات ومستندات".

وتابع: "آن لنا، يا صاحب الغبطة والنيافة، ثقة كبيرة بحكمتكم ودعمكم، وبنا حاجة الى توجيهاتكم وارشاداتكم، في كافة المجالات ولا سيما على هذا الصعيد اي تصويب الامور فيما يتعلق بمسألة تقديم الدعاوى بالاستناد على الاسباب ذات الطبيعة النفسية، ومعالجتها وتكوين اليقين الادبي، بشأنها وذلك من اجل ان يرتاح ضميرنا اكثر، فنصدر الاحكام على هدي القانون والاجتهاد وتوجيهات غبطتكم، واثقين بأنها سوف تتوافق مع ارادة الرب وتعليم الكنيسة بشأن الزواج والعائلة، ومع العدالة والحقيقة وخدمة الانسان في آن".

واردف: "الشكر، لكم تكرارا يا صاحب الغبطة والنيافة، والشكر ايضا لاصحاب السيادة القيمين الحاليين والسابقين، على محاكمتنا ولا سيما سيادة المطران حنا علوان المشرف على المحكمة الابتدائية الموحدة المارونية، وسيادة المطران مارون العمار المشرف على العدالة، وسيادة المطران الياس سليمان رئيس المحكمة الاستئنافية، على عملهم الدؤوب من اجل تقدم العمل في المحكمة وعلى رعايتهم وسهرهم الدائم عليها، وعلى ما يقدمونه من وقت وجهد وتوجيه ودعم".

وختم: "نضرع مع غبطتكم كي يلهم الرب سائر المسؤولين في بلادنا على خدمة العدالة والحقيقة من خلال استجابة لصوت الضمير والشعب كما ناديتم وتنادون دائما. عشتم ياصاحب الغبطة والنيافة، ودمتم لنا راعيا صالحا ومدبرا حكيما ورأسا لكنيستنا المارونية التي لنا فخر الانتماء اليها وعينا ساهرة على محكمتنا ومن وما فيها".

الراعي

والقى الراعي كلمة ضمنها تعميما بشأن تطبيق القانون 818 المتعلق بعدم القدرة الطبيعية لعقد زواج صحيح جاء فيها:

المقدمة

بالتشاور مع السادة المطارنة: حنا علوان المشرف على محكمتنا الابتدائية الموحدة، والياس سليمان رئيس محكمتنا البطريركية الاستئنافية، ومارون العمار المشرف العام على توزيع العدالة في محاكمنا ضمن النطاق البطريركي، والخوري جوزف نخله رئيس المحكمة الابتدائية، رأينا وجوب إصدار هذا التعميم بشأن تطبيق القانون 818 الخاص "بعدم القدرة الطبيعية على عقد زواج صحيح". وإنا نلزم العمل به من تاريخ صدوره.

فبكل أسف، قد أسيء تطبيق هذا القانون، حتى أنه فتح بابا واسعا أمام دعاوى بطلان الزواج، بداعي عدم القدرة الطبيعية التي أصبحت السبب للغالبية الساحقة من الدعاوى. أما هي في الأساس فتنطوي على حالات مرضية شاذة معروفة طبيا. فهي تشكل إما نقصا في الاستعمال الكافي للعقل (الحالة الأولى)، وإما نقصا في الحكم الصائب وفي إدراك الحقوق والواجبات الزوجية (الحالة الثانية)، وإما نقصا في تحمل موجبات الزواج الأساسية لأسباب ذات طبيعة نفسانية (الحالة الثالثة).

هذه الحالات تشوب الرضى الزوجي المتبادل عند عقده كفعل إرادة حرة وواعية ومدركة وملتزمة. لذا يجب التمييز بين تكوين الزواج ساعة انعقاده، وصيرورة عيشه في واقع الحياة اليومية.

ليس من الضروري إخضاع المتقاضين للخبرة النفسية في حال كانت أعمال الدعوى كافية لكي تشكل عند القاضي اليقين الأدبي لإصدار حكمه. البند 3 من القانون 1364 من الإرادة الرسولية "يسوع العطوف الرحوم" ينص: "في دعاوى عجز أو عيب في الرضى بداعي مرض عقلي أو خلل ذي طبيعة نفسية، يجب على القاضي الاستعانة بخبير أو أكثر، ما لم يتضح من خلال الظروف عدم جدواها". والبند 1 من القانون 1260 ينص: "يقدر القاضي بدقة ليس فقط إستنتاجات الخبراء، ولو متفقة، بل أيضا سائر ظروف القضية". فللقاضي أن يصدر حكمه إستنادا إلى كل أعمال الدعوى وبيناتها، وليس فقط إلى الخبرة حتى ولو توفرت خبرتان متطابقتان. يجب أن يبقى قراره مستقلا عنهما لأن الاجتهاد الروتالي يعتبر القاضي "خبير الخبراء"، ولأن رأيه يتضمن شقين: الشق العلمي الذي يأخذه من الخبير، والشق القانوني الذي يستنتجه هو من مجمل أعمال الدعوى. ويعتبر الاجتهاد الروتالي أن القاضي غير ملزم بالأخذ برأي الخبراء إذا لم يجد ما يبرره في أعمال الدعوى (الحكم أمام Funghini في 24 أيار 1995؛ وأمام Doran في 4 آذار 1993).

لا يمكن فرض الخبرة على أحد إذا تمنع عنها، ويبقى على المحامي إيجاد إثباتات أخرى لادعائه. وبالتالي لا يسمح بإجراء خبرة على الأعمال من دون المعاينة الشخصية.

كما أنه لا يسمح بإجراء خبرات معاكسة عديدة إلا لأسباب مهمة وخطيرة، وبعد اعتبار رأي محامي الوثاق. في حال لم تكن الخبرة واضحة ولم تجب على الأسئلة المطلوبة، يمكن للقاضي استدعاء الخبير إلى جلسة قانونية لإستيضاحه كما ينص القانون 1259 بند 3.

يوجب القانون 1368 البند 1، فرض المنع عن عقد زواج جديد في الأحكام التي يتم فيها إعلان بطلان الزواج بسبب عدم المقدرة الطبيعية، حتى بعد مراجعة الرئيس الكنسي المحلي تلافيا لعقد زواجات أخرى باطلة.

يطلب من سيادة المطران المشرف على المحكمة الابتدائية الموحدة ومن رئيسها السهر على تطبيق هذا التعميم، بحيث لا تطلب خبرة إلا عند الحاجة القصوى، وبعد استجواب الزوجين والشهود وتبادل اللوائح. وهذا يجري ايضا في المحكمة الاستئنافية عند الحاجة.

القانون 818

يحدد القانون 818 عدم القدرة الطبيعية لعقد زواج صحيح بثلاث فئات:

"غير قادرين للاحتفال بالزواج:

1. من يفتقرون إلى ما يكفي من استعمال العقل (وجوب سلامة المعرفة لصحة الرضى)؛

2. من يشكون نقصا خطيرا في الحكم الصائب بشأن إدراك حقوق الزواج وواجباته الأساسية لهم وعليهم (وجوب حرية الإرادة في الخيار والتقرير)؛

3. من نقص في تحمل موجبات الزواج الأساسية لأسباب ذات طبيعة نفسانية (وجوب الالتزام بموجبات الزواج الأساسية)".

هذه الحالات تشوب الرضى الزوجي من حيث هو فعل إرادة حرة وواعية ومدركة وملتزمة عند عقد الزواج.

الحالة الأولى

النقص في الإستعمال الكافي للعقل:

هو أن عاقد الزواج لا ينعم بالاستعمال الكافي للعقل، إما بداعي عدم بلوغ العمر مثل الأولاد الذين هم دون سن السابعة فيعتبرون غير مسؤولين عن أفعالهم (ق 909 بند2)؛ وإما بداعي الجنون المطبق؛ وإما بداعي أسباب خارجية، فهؤلاء يعتبرون غير مسؤولين عن أفعالهم، ويشبهون بالأطفال (ق 909 بند3).

أولا، عدم القدرة بداعي الجنون المطبق:

الجنون هو القصور العقلي وعدم القدرة على انجاز فعل بشري سليم وصحيح قانونا، فصاحبه ليس سيد فعله من حيث المعرفة والتمييز من جهة العقل، والتقرير الحر من جهة الإرادة. إنه يفسد الرضى الزوجي ويجعله ناقصا وغير كاف لصحة الزواج.

ينبغي أن يكون الجنون سابقا للزواج وقائما أثناء انعقاده، وغير قابل للشفاء بشهادة الأطباء الاختصاصيين. أما في حالة الجنون غير المطبق، فإذا ثبت الجنون قبل الزواج وبعده، يقدر قيامه في الفترة الاستفاقية التي تتخلله، لأن الجنون بطبيعته مرض غير قابل للشفاء.

نذكر من بين الأمراض التي تشكل قصورا في العقل وفي القدرة على إتمام فعل بشري سليم:

1- ألبلاهة (Oligofrénésie) أو الجنون بدرجة متوسطة.

هي ضعف في العقل من نوع الغباوة والعته (imbécillité) ، تتوقف درجة النضوج النفساني لدى صاحبه عند عمر يتفاوت بين 3 و7 سنوات. إنه مرض منذ الولادة، قوامه نقص في العقل والإدراك، واضطراب في الانتباه، وفقر في التراث الفكري، وضعف في القوة على التحليل والحكم وفي المشاعر والعواطف والمصالح (حكم الروتا الرومانية أمام Bonet في 30 أيار 1966).

2 - العصاب الاستحواذي psychasténie) أو névrose obsessionnelle)

هذا المرض ينطوي على مجموعة من الأعراض النفسية، كالإنفعالات المكبوتة والصدمات والصراع الداخلي والشكوك والمخاوف والوساوس والأفكار القهرية والقلق. فيجعل المصاب به غير مالك الفعل البشري أي المعرفة الكافية من قبل العقل، والتقرير من قبل الإرادة، فيأتي الرضى غير صحيح عند اختيار الزواج (الحكم الروتالي أمام Pinto في 21 اذار 1977).

3 - الصرع - Epilepsie

هو اضطراب دوري وعابر في وظيفة الدماغ لعطب فيه، متصل بالعرق الصدغي، يظهر فجأة ويتوقف تلقائيا ويبدي ميلا طبيعيا إلى التكرار. إنه يتميز بفقدان المعرفة.

تظهر عوارض هذا المرض في اضطرابات نفسية إما ثابتة كالهذيان délire)) والتهيؤات العصبية hallucinations)) والتبدل في الذهنية، وإما مؤقتة تتصف بحالة مبهمة (état crépusculaire)، إذا تطورت أضعفت العقل وعتمته فتدعى " السطم أو الضرير العقلي"، فيتصرف المصاب بشكل آلي "أوتوماتيكي"، لوجوده في حالة تدعى automatisme (الحكم الروتالي أمام Anné في 29 اذار 1966).

إن ما يختص بالجنون بحد ذاته ينبغي أن يكون سابقا للزواج وقائما أثناء انعقاده. يكفي أن يثبت وجود الجنون أثناء انعقاد الزواج ليكون باطلا. ولا علاقة بقابلية شفائه أم عدمها.

ثانيا، عدم القدرة الطبيعية لأسباب خارجية:

يحرم المرء استعمال العقل، اي من القدرة على الفهم والاختيار الحر، والادراك اللازم لإجراء فعل بشري سليم، وبالتالي من إمكانية التعبير عن رضى صحيح في عقد الزواج، في الحالات التالية:

1 - السكر

ينتج عن الإفراط في شرب الكحول. يشبه السكران بالولد الذي لم يبلغ السابعة من العمر، ولا يعتبره القانون سيد نفسه. بما ان الزواج ينعم بحماية الشرع لدى الراشدين، فيجب اثبات حالة السكر الكامل عند اجراء العقد الزوجي، كونها تنتزع انتباه العقل ورضى الإرادة الواعي.

2 - التسمم بالمخدرات

ينتج عن الإفراط في تعاطي المخدرات كالمورفين والافيون (خشخاش) والكوكايين. يجعل المسمم في حالة من الجمود النفساني، وينتزع أهليته على إجراء فعل بشري، معطلا حرية الإرادة والخيار.

3 - ألتنويم الاصطناعي

هو التخدير بمادة النركوتين أو الإثير (ether) أو سواها، فيدخل المخدر في حالة اللاوعي الكامل، وتصبح قواه العقلية خاضعة لمنومه وموجهة بايحاءاته. إنه لا يفعل ما يريد هو، بل ما يريده غيره. ولا يستطيع المنوم العبور من اللاوعي إلى الوعي بقفزة واحدة، وقد يمر بحالات من الوعي غامضة ومبهمة.

في هذه الحالات ينبغي التدقيق في فحص الظروف اللاحقة بالزواج، وردات الفعل بعد استعادته صفاء عقله، وعلمه الواعي بعقد الزواج.

4 - حمى التيفوس Fièvre typhose -

هذه الحمى تخطف المصاب خارج الحس والشعور، وتحمله على التصرف كالنائم، وتدخله في حالة تسمى "جنون الحمى". لا يعتبر المصاب سيد نفسه، وبالتالي هو غير أهل لعقد زواج. فاذا فعل تحت وطأة الحمى، كان رضاه غير صحيح وزواجه باطلا.

5 - إلتهاب الدماغ في حالة سبات-Encéphalite léthargique

هذا المرض يسبب عادة نقصا جزئيا في الأهلية العقلية، لكنه لا يعطل الرضى الزوجي في هذه الحالة، خصوصا أنه قابل للشفاء.

ينبغي الاستناد الى رأي الاختصاصيين في تحديد أصل المرض وتأثيره على القوى العقلية. فالنقص في الرضى لا يرتبط بطبيعة هذا المرض أكثر منه بالحالة الخاصة الناتجة عنه، وبما يرافقه من ظروف (الحكم الروتالي أمام Bonet في 26 شباط 1968).

الحالة الثانية

النقص في الحكم الصائب وإدراك الحقوق والواجبات الزوجية:

هو عدم نضوج العقل والإرادة نضجا ملائما، إما لجهة التمييز والإدراك، وإما لجهة القدرة على إجراء خيار حر. ينبغي أن يكون هذا النقص "خطيرا" أو "جسيما". هذه الخطورة تعني أنه ليس كل خلل بسيط أو النقص في الإدراك هو سبب للبطلان، بل فقط ذاك الجسيم والخطير، الناتج عن مرض نفسي أو عصبي، أو عن عدم نضوج إنساني أو عاطفي.

النقص في التمييز والإدراك ينال من مضمون الرضى أي من إدراك الحقوق والواجبات الزوجية الجوهرية التي يتبادلها الزوجان، وكأن الرضى يعطى فارغا من مضمونه من حيث المعرفة إذ إن صاحبه لا يدرك ولا يقيم ولا يميز ما عبر عنه في منح رضاه الزوجي بسبب نقص في الملكة التحليلية (faculté critique). هذه الملكة تمكن الزوجين من أن يعيا عمليا ويقدرا المسؤوليات الناتجة من الزواج، فنقول عدم النضج في الحكم immaturité de jugement)).

أما عدم القدرة على إجراء خيار حر فيأتي نتيجة للنقص في التمييز والإدراك، فلا يكون الخيار ملائما خطورة فعل الرضى، بسبب أوضاع سيكولوجية تحد من طاقة الخيار بفعل إرادة حرة، فنقول عدم النضج في الإرادة immaturité de volonté) ) وعدم النضج العاطفي (immaturité affective).

إن الرضى الزوجي الصحيح يقتضي تعاون العقل والإرادة معا، ولو كانا متميزين. فالإرادة لا تستطيع أن تتجه إلا نحو ما هو معروف من العقل. تؤكد فلسلفة علم النفس أن الفعل البشري لا ينبثق فقط من العقل والإرادة، بل أيضا من الحياة العاطفية والمشاعر؛ وبكلمة، من الإنسان كونه وحدة مؤلفة من جسد وروح (الحكم الروتالي عدد 83/2004). المهم ألا تؤثر المشاعر العاطفية الداخلية إلى درجة الحؤول دون عمل الملكة التحليلية والإرادية (الحكم الروتالي عدد 100/2004).

لا يتمتع بنضج الحكم والمعرفة التحليلية وحرية الاختيار من هم مصابون بالأمراض النفسية والعصبية التالية:

1 - الذهان الهوسي - الاكتئابي (Psychose maniaco- dépressive)

هو اضطراب أو اختلال في الذهن يتناوب بين فترات الهوس والاهتياج وفترات الانقباض والاكتئاب، وتتخلل هذا التناوب أحيانا فترات وسيطة من التعقل والهدوء. في أوقات الهوس، يجسد المريض الفرح الغريزي المجنون من دون أي كابح مع نشوة فرح وحماس وإطراء؛ وفي أوقات الإنقباض يسقط في إفراط من الكآبة والقنوط. إن هذا التواتر يفقده الأهلية لإجراء أفعال بشرية سليمة.

إن المصاب بهذا المرض يفقد النضج الكافي للحكم اللازم لفهم الزواج واختياره والالتزام بالحقوق والواجبات الزوجية، وبكلام آخر، يفقد المريض طاقة العقل التحليلية والسيادة الكافية على أفعاله (الحكم أمام Bejan في 7 شباط 1968). وثمة قرينة طبية قانونية تقول: إذا ظهر المرض بعلامات لا شك فيها قبل عقد الزواج بقليل وبعده مباشرة تكون القرينة دليلا فاعلا لإثبات بطلان الرضى )الحكم أمام Fiore في 25 شباط 1969؛ والحكم أمام Pinna في 21 اذار 1995).

2 - إنفصام الشخصية Schizophrénie))

يسمى أيضا "الجنون المبكر" (démence précoce) هو انفصام قدرات العقل بحيث تتفكك وينقطع الرباط بين العقل والإرادة ومفاعيلهما.

من أجل إثبات إنفصام الشخصية الذي يفسد الرضى الزوجي، يجب، من جهة، سماع شهود حول الوقائع الخارجية وأقوال المريض ووضعه وحالته العقلية العادية jugement d'état))، ومن جهة ثانية الاستعانة بطبيب خبير نفساني لإبراز قوة هذه الحالة وآثارها على قدرة الفهم والإرادة، وعلى الأهلية لإتمام أفعال ذات قيمة قانونية (jugement de valeur).

3. هوس العظمة الكاذبة والإضطهاد Paranoia))

إنه اضطراب أو خلل عقلي وذهني منذ الولادة. يتسم بهذيانات متواصلة وأوهام من العظمة والغيرة أو من الاضطهاد، او الاثنين معا. تتميز هذه الأوهام بالصفة المنطقية وبحسن التنظيم، وتتخذ طابع المرض النفسي، فيكون المريض مصابا إما بادعاء العظمة وبقدرة الاتصال بالله، وإما بعقدة الاضطهاد.

أما من جهة التأثير على الرضى، فإنه يعطل قدرة العقل على التحليل، على الرغم من مظاهر العقل الواعي. يعمل المريض عن غير وعي، ويتحرك فقط تحت وطأة الهوس، ولا يستطيع الاجابة عن أفعاله خلقيا وقانونيا. ولذلك، لا يعي موجبات الحياة الزوجية الخطيرة التي تقتضي، لا استعمال العقل فقط، بل نضج العقل وإدراك الحكم الكفيلين بتقييم طبيعة العهد الزوجي وقيمته.

الحالة الثالثة

النقص في تحمل موجبات الزواج الأساسية لأسباب ذات طبيعة نفسية

هو عدم القدرة على تحمل الموجبات الزوجية، ولو كان عاقد الزواج ناعما بالاستعمال الكافي للعقل، ومتمتعا بالتمييز والإدراك الضروريين لقراراته من دون أي نقص فيهما، وذلك لأسباب نفسانية. هذه الفئة تختص بأن يشمل الرضى الأمور المستقبلية لجهة تحقيق موجبات الزواج في الصيرورة (matrimonium in fieri) أي الالتزام بغرضه وغايته في الحياة اليومية (الحكم الروتالي عدد 2 سنة 2003). بينما الفئتان الأوليان ترتبطان بتكوين الزواج كفعل بشري (matrimonium in facto esse).

يجدر التذكير بالفرق بين الإرادة (vouloir) والمقدرة (pouvoir). يريد الشخص عقد زواجه مع تمام الإدراك والمعرفة. ولكنه لا يقدر على الالتزام بموجبات الزواج الأساسية. فقاعدة الشرع هي: "Nemo potest ad impossobilia obligari" أي لا يلزم أحد بأمر مستحيل. فمن لا يملك القدرة على القيام بموجبات الزواج الأساسية لا يمكنه إعطاءها بالرضى الزوجي.

عندما يحكم القاضي ببطلان الزواج في هذه الحالة الثالثة، عليه أن يذكر في الحكم الموجبات الزوجية الأساسية التي لم يتمكن الطرف القيام بها.

يدخل في هذه الفئة الانحرافات البنيوية مثل الشذوذ النفسانية - الجنسية، والانحرافات النفسانية - الجنسية، والشخصية السيكوباتية، وحالات أخرى نفسانية. هذه الشذوذ والانحرافات تتسبب بنفي "خير الزوجين" الحاصل من رجولة وأنوثة في الزوجين، المتكاملين من الناحية الإنسانية، في "شركة الأشخاص" (القديس البابا يوحنا بولس الثاني: في كرامة المرأة عدد 25؛ الحكم الروتالي عدد 119 سنة 2002). إن لها تأثيرا مهما على الحياة الزوجية المشتركة وعلى صحة الزواج نفسه. إنها تتسبب بعيوب في الإرادة في ما يختص بالغرض من الزواج (objet) وبميزاته الجوهرية، ما يجعل الشخص غير قادر على أن يمنح رضى زوجيا صحيحا، لجهة موجباته الجوهرية.

أولا- الشذوذ النفسانية - الجنسية (Anomalies psychosexuelles)

أشخاص يتمتعون بكامل قواهم العقلية، ولكنهم يصابون باضطراب perturbation)) أو بشذوذ anomalie)) جنسي بنيوي يؤثر، في درجاته الشديدة، على حرية الإرادة وأهلية الالتزام بموجبات الزواج وميزاته الجوهرية، ولا سيما حليتي الإنجاب والأمانة. إنهم لا يتمالكون عن الاندفاع في خط الإخلال بالموجبات والعهود والآداب العامة. الشذوذ الجنسي، هو نوع من " الجنون الخلقي"، يتنافى مع وجوب اختلاف الجنس الذي يشكل هوية كل من الزوجين وميزاتهما الخاصة. نذكر من هذه الشذوذ:

1- اللواط (homosexualité)

شذوذ نفساني - جنسي يميل المصاب به الى اشتهاء المماثل جنسيا وإلى ممارسة علاقات حميمة معه، عاطفيا وجنسيا، من دون أية رغبة نحو الجنس المختلف، بل مع عدم الاكتراث بالشخص المختلف جنسيا وحتى النفور منه. واللواط رجالي ونسائي.

ما كل لواطة تؤدي إلى بطلان الزواج، بل فقط تلك التي بلغت في شدتها إلى درجة اللارجوع واللاإصلاح، او أمست غير خاضعة للقدرات العليا الكابحة.

2- الغلمة ( nymphomanie-satyriasis )

هي الإفراط في الشهوة الجنسية المعروف بالشبق لدى الرجال (satyriasis) ولدى النساء (nymphomanie) أو مرض حب الجماع. تخرج المجامعة الجنسية الزوجية من المستوى الفيزيولوجي إلى المستوى المرضي (pathologie)، اذ تصبح نوعا من العنف الجنسي الذي يفقد المرء السيطرة على النزوات الجنسية الشاذة، فلا تشبع الشهوة مهما تكاثرت العلاقات الجنسية. هذا يعني أن المصاب لا يستطيع كبح غريزته الجنسية الجامحة سواء في علاقته مع الشريك أم في تعرضه الدائم لإجراء المجامعة مع غيره، لتفاعله اللاإرادي مع المهيجات المحيطة، ولعدم إمكانيته ممارسة فعل كابح أو ناه لمشاعره العصبية والغريزية.

ثانيا، الانحرافات النفسانية - الجنسية (perversions psychosexuelles)

حالات مرضية تبحث عن العلاقة الجنسية بشكل شاذ، فتمنع المصاب حرية الخيار، وتؤثر تأثيرا شديدا على قراراته. وهكذا تولد اضطرابا عميقا في الحياة الجنسية ونوعا من الفوضى في الحياة النفسية. إنها تشكل "جنونا خلقيا من نوع المس الأحادي الاستحواذي (monomanie obsessionnelle) يجعل العلاقة الجنسية ممكنة فقط بالشكل الشاذ. من بين هذه الانحرافات:

1- السادية - Sadisme

هي انحراف جنسي يتلذذ فيه الزوج جنسيا بإنزال العذاب الحسي أو المعنوي بشريكه، لأنه لا يجد النشوة الجنسية إلا بهذه الطريقة.

2- الماسوشية -Masochisme

هي انحراف جنسي، مماثل للسادية، غير أن الزوج يتلذذ فيه جنسيا عندما ينزل به شريكه عذابا حسيا أو معنويا، وفي هذه الحالة فقط يجد نشوته الجنسية.

3- الفتشية - Fétichisme

هي انحراف جنسي يتلذذ فيه الرجل جنسيا من خلال ولعه لا بشخص شريكه بل بأشياء تختص به مثل الجوارب أو الحذاء أو الثوب الداخلي.

4 - عشق الأولاد - Pédophilie

هو ميل جنسي نحو القاصرين. هذا الانحراف يختلف عن اللواط، فمعه ينتفي الميل نحو الكبار والبالغين، ويفضل المنحرف الأشخاص الصغار وغير الناضجين.

ثالثا، الشخصية السيكوباتية

السيكوباتية المعروفة بالجنون الدوري اوالإضطراب العقلي البسيط psychopathie))، هي مرض بنيوي بإمكانه تعطيل حرية التعبير عن الرضى الزوجي من حيث الإلتزام بموجبات الزواج الجوهرية. المصاب به ينقاد لدوافع مرضية من نوع الأفكار الاستحواذية المسماة " بالجنون الخيالي" (mythomanie).

يختلف هذا المرض (psychopathie) عن المرض العقلي النفساني المعروف بالذهان (psychose). ففيما ينعم المصاب به بالقدرة على منح الرضى الزوجي، يصبح، بسبب خلل أو اضطراب نفساني، غير قادر على تحمل مسؤولية هذا أو ذاك من موجبات الزواج الجوهرية أو كلها. هذا المرض هو نوع من "العجز المعنوي"، مثل العجز عن المجامعة الزوجية، فينبغي بالتالي أن يكون سابقا للزواج، ويطبق عليه المبدأ القائل: "لا أحد ملزم بغير المستطاع" (الحكم الروتالي أمام Pinto في 18 اذار 1977).

الشخصية السيكوباتية خمسة أنواع:

1. الشخصية المتعصبة personnalité fanatique))

هي التي تسيطر عليها أفكار متعصبة تؤثر في العمق على الإرادة بحيث لا يتمكن الشخص من عقد العزم بشكل مختلف عما تفرضه عليه أفكاره المسيطرة. قاعدتها: "لا يستطيع المرء أن يريد خلاف ذلك".

2. الشخصية الدفعية (personnalité impulsive)

هي التي تقود فعل الإرادة التقريري، متأثرة بالدوافع الشاذة الشعورية والانفعالية، فيعيش الشخص تحت وطأة الانفعالات والميول إلى الاكتئاب أو السوداوية، والتأرجح في المزاج، والحساسية. يتميز صاحبها بعدم القدرة على إنشاء علاقات بيْنشخصية، وعلى التكيف والتلاؤم مع العمل، وعلى تحمل المسؤولية، وعلى إقامة علاقات زوجية غير خاضعة للدوافع الحسية والانفعالية (الحكم الروتالي أمام Rogers في 30/3/1971).

3. الشخصية المكْرهة (personnalité forcée)

هي التي تعاني عصابا مركزيا (névrose nucléaire)، أو تطورا شاذا في تكوينها، بحيث تتنازعها أفكار ودوافع استحواذية تكرهها على العيش في الخوف من حدوث شيء ما، والخوف من المسؤولية ومن عدم الأهلية الشخصية، مع حسرة رهابية (anxiété phobique). وهكذا يكون "الآخر"، أي الشريك في حالة الزواج، بمثابة أمر ضروري لتخطي الحاجز الذي يحول دون نضجه الشخصي، أو كوسيلة لحل الصعوبات الخاصة وتجاوز حالة الحسرة والإكراه النفساني (الحكم الروتالي أمام Bejan في 10/10/1970).

4. الشخصية غير المستقرة (personnalité instable)

هي تعاني من عدم الاستقرار الداخلي وعدم الثقة بالنفس. تشعر بالخطأ الحاصل، وتعزو إلى الذات كل شر يحدث. يتميز صاحبها بروح العزلة والحياء، والمعاكسة العنيفة والعدائية. هذا المرض يؤدي إلى عقدة النقص تجاه الشريك الآخر، والى نقص خطير في الالتزام بالموجبات الزوجية (الحكم الروتالي أمام Anné في 26/1/1971).

5. الشخصية الهستيرية (personnalité hystérique)

هي التي تعاني توترا في الأعصاب يؤدي الى خلل عقلي حقيقي. الهستيريا تحتوي على حقل واسع من الشذوذ في الطباع. ألشخص، الذي يمنح رضى زوجيا في حالة الهستيريا الحادة، يعتبر غير قادر أو غير أهل لإصدار رضى صحيح، ذلك أن الأفعال التي يأتيها لا تصدر عن إرادة حرة، وهو يعتبر غير مسؤول عنها، كونه يصبح محتما في واحد دون مناص، بسبب التعتيم الدائم على العقل الذي تتسبب به حالة الهستيريا (الحكم الروتالي أمام Filipiak في 26 نيسان 1967).

رابعا، أسباب أخرى نفسية

نجد في الإجتهاد الروتالي أحكاما بإعلان بطلان الزواج بداعي عدم القدرة على تحمل موجبات الزواج، لأسباب نفسانية مثل: عدم النضج النفسي- العاطفي، عدم النضج النفسي والجنسي، التعلق المفرط بالأم، النفور الجنسي عند الزوج، الإفراط في المخدرات، والإفراط المزمن في المسكرات.

الخاتمة

لقد اتضح لنا أن اللاقدرة الطبيعية حالة مرضية، معروفة طبيا ونفسانيا. فليس من المقبول التساهل بإعلان بطلان زواج دام فوق عشر سنوات من الحب والألفة والتعاون، وإنجاب الأولاد. فنحن أمام سر مقدس ينبغي احترامه والمحافظة عليه، مع حماية الأولاد من الصدمات.

في خطاب للقديس البابا يوحنا بولس الثاني إلى قضاة محكمة الروتا الرومانية في 5 شباط 1987، قال: "يجب أن يبقى واضحا المبدأ التالي: فقط اللاقدرة الطبيعية تجعل الزواج باطلا، وليس أية صعوبة تختص بمنح الرضى وتحقيق جماعة حياة وحب حقيقية. إن فشل الاتحاد الزوجي من جهته ليس أبدا بحد ذاته برهانا لإظهار اللاقدرة الطبيعية عند الزوجين إما لأنهما أهملا أو أساءا استعمال ما لديهما من وسائل طبيعية أو فائقة الطبيعة؛ وإما لأنهما لم يتقبلا حدود الحياة الزوجية وأثقالها؛ وإما لأنهما يواجهان مصاعب طبيعية غير واقعية ولكنها لا تمس بجوهر الحرية البشرية؛ وإما أخيرا لنواقص أخلاقية.

"فاللاقدرة الحقيقية تتحقق فقط بوجود حالة مرضية خطيرة تمس جوهريا بقدرات الادراك والإرادة عند عاقد الزواج".

نأمل بأن يساعد هذا التعميم على حسن تطبيق القانون 818 حماية لقدسية سر الزواج وخير الزوجين وأولادهما وسلامة المجتمع.

يعمل بهذا التعميم ابتداء من تاريخ صدوره. عن كرسينا في بكركي، في 23 كانون الأول 2019

الكاردينال بشاره بطرس الراعي

بطريرك انطاكية وسائر المشرق

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  22-23 كانون الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

لا السعودية ولا إيران.. بل فقط لبنان

الياس بجاني/21 أيلول/15/المقالة هذه هي من أرشيف سنة 2015

http://eliasbejjaninews.com/archives/81703/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81-%d8%b3%d9%86%d8%a9-2015-%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9/

 

Israel and Iran’s game of cat and mouse/Ron Ben-Yishai/Ynetnews/December 23/2019

ما حقيقة مقتل قائد القوات الجوية الايراني خلال الغارات الإسرائيلية أمس؟/جنوبية/23 كانون الأول/2019

8 عناصر جديدة في القصف الإسرائيلي قرب دمشق/لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/23 كانون الأول/2019

إسرائيل تقصف مواقع إيرانية في سورية وتقتل 3 من “الحرس الثوري” وتعزيزات عسكرية للمعارضة في إدلب وتحركات لتسليم معرة النعمان للنظام دون قتال

دمشق – وكالات/23 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81714/%d9%8a%d8%af%d8%a7%d8%b9%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%88%d8%aa-%d9%84%d8%b9%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a3%d8%b1-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d9%8a/

 

German Parliament: Its Resolution to Ban Hezbollah is Just a Legal Charade
 
سورين كاري/معهد كايتستونقرار البرلمان الألماني حظر حزب الله هو مجرد مهزلة قانونية
 Soeren Kern/Gatestone Institute/December 23/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/81711/%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%84%d9%85%d8%a7/