LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 كانون الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december15.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم هَيْكَلُ ٱلله، وَأَنَّ رُوحَ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُم؟ فَمَنْ يَهْدُمُ هَيْكَلَ اللهِ يَهْدُمُهُ الله، لأَنَّ هَيْكَلَ ٱللهِ مُقَدَّس

فَمَا مِنْ أَحَدٍ يُمْكِنُهُ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ ٱلأَسَاسِ ٱلمَوْضُوع، وهُوَ يَسُوعُ المَسِيح

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/اللبناناوي جوزيف أبو خليل من الموت إلى الحياة

الياس بجاني/حراس مجلس النواب بلطجية..هيدي هي المقاومة الكذبي

الياس بجاني/شو بدون بري ونصرالله تا باعتين زعرانون المنظمين تا يحرقوا الخيم؟ كمان مرة مضيعين طريق القدس

الياس بجاني/حرس المجلس يضرب من جديد !!

الياس بجاني/استقالة زعيم حزب المحافظين المعارض في كندا بعد فشل حزبه في الانتخابات فهل يتعلم منه جعجع والحريري وباسيل وجنبلاط ويعتزلوا السياسة بعد اعترافهم بفشل التسوية الخطيئة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو يبين تواطؤ القوى الأمنية بالسماح لشبيحة وزعران بري ونصرالله بتخطي حواجزهم للدخول إلى ساحات الثوار وسط بيروت/

لبنان... عشرات الإصابات في مواجهات بين الأمن ومتظاهرين حاولوا الاعتصام أمام مجلس النواب ولا بوادر حلحلة سياسية وتساؤلات عن مصير "استشارات الاثنين النيابية"

بعد كر وفر وجرحى.. حواجز لمنع وصول المحتجين لوسط بيروت

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 14/12/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 14 كانون الأول 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بلطجية “الثنائي الشيعي” يعتدون على الثوار وقوى الأمن بـ”المولوتوف”

"المستقبل" و"أمل" و"القوات" و"اللقاء الديمقراطي" ونواب مستقلون سيسمون الحريري رئيساً للحكومة

نصرالله يضفي مزيداً من الضبابية على التكليف ويُطوِّق رئيس الحكومة المقبل بشروط تعجيزية لإفشاله

جعجع: اللبنانيون بأمس الحاجة لاستعادة الثقة و”القوات” لن تشارك في الحكومة المقبلة

معاون وزير الخارجية الأميركي في بيروت… و”حزب الله” وحلفاؤه مرتابون من الزيارة ونتائجها

سويسرا ترفع السرية المصرفية عن حسابات اللبنانيين

الدوحة تبدي استعدادها لمساعدة لبنان مالياً

توضيح حول علاقة باسيل بطوني صعب

صالح عاصي: شرعنا بالطعن قانونيا في قرار العقوبات الأميركي

أركان السلطة انقلبوا على بعضهم... والحراك بالمرصاد/عبير بركات/الكلمة أون لاين

قاسم يكشف: لم نتفق بعد لا على الشكل ولا على المضمون

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

المعارضة الإيرانية تطالب بتغيير نظام الملالي وسط دعوات أميركية إلى ردعه عسكرياً ومحتجون أفغان ضد طهران: لن نقبل بتحويل بلادنا لسورية أخرى

أميركا: تركيا تسير عكس سياساتنا وتصرفاتها غير موثوقة

واشنطن تعاقب قيادات “الحشد الشعبي” و”العصائب” تقطع طرق بغداد أميركا حذَّرت إيران من تهديد مصالحها بالعراق ... والمتظاهرون رفضوا السوداني وغيّروا اسم شارع الخميني

روسيا ترصد نقل راجمات صواريخ ومدرعات عسكرية إلى محيط حلب ومقتل ثلاثة من "الخوذ البيضاء" في سيارة إسعاف

روسيا تستعيد ثمانية من أطفال “داعش” من العراق

رئيس الوزراء الباكستاني يبدأ جولة وساطة جديدة بين السعودية وإيران

واشنطن: هجمات "أرامكو" كان هدفها الاقتصاد العالمي... وريما بنت بندر زارت قاعدة فلوريدا

الإمارات تتهم قطر بمحاولة شق الصف والتهرُّب من التزاماتها والدوحة أعلنت عن "تقدم ضئيل" في حل الأزمة الخليجية... وتميم: "الدفة مالت"

معركة طرابلس.. الجيش الليبي يستعيد مواقع شرق العاصمة

«مجلس سوريا الديمقراطية» يرفض اختزال الأزمة السورية في عملية دستورية

مظلوم عبدي يحث على وقف «الغزو التركي» بعد اعتراف الكونغرس الأميركي بإبادة الأرمن

السيسي يفتتح «منتدى شباب العالم» داعياً لوقف «التمييز» ,تفقّد إنشاءات جامعة الملك سلمان في شرم الشيخ

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ليلة الغاز الطويلة: الثورة تواجه القمع وتنتصر/أيمن شروف/المدن

طوني صعب لـ"المدن": لا علاقة لي بباسيل وحزب الله/عماد الشدياق/المدن

العقوبات الأميركية مسّت باسيل عمداً: لا حكومة في لبنان/منير الربيع/المدن

لماذا "يؤدّب" الجيش جلّ الديب وبرجا.. ويتفرج على الزعران؟/نادر فوز/المدن

أمل.. التيار.. حزب الله/أحمد جابر/المدن

الحكومة الفاشلة: تقييد الحريري بشروط نصرالله وشراسة عون/منير الربيع/المدن

شربل الثائر في جلّ الديب: لنكن لبنانيين وننسى أحزابنا/وليد حسين/المدن

لماذا يفضل حزب الله الحكومة "العميلة" على الحكومة المستقلة؟/سمير سكاف/الكلمة أون لاين

 سويسرا تفتح أبواب الحسابات السرية أمام لبنان/طوني بولس/انديبندت عربية

كلام المطران عودة وصواريخ القيادي الإيراني/محمد بركات/العين

الشيوعي مُخترَق من “الحزب” ويعيش مرحلة مصيرية/مريم سيف الدين/نداء الوطن

«حزب الله» يتموضع: الحريري الإثنين رئيساً مكلفاً/أسعد بشارة/الجمهورية

الحريري ــ نصرالله: مواصفات الحكومة هي الأهمّ/نقولا ناصيف/الأخبار

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

“صوت الحرية والكرامة” رحل … هكذا نعى السياسيون جوزيف أبو خليل

الراعي من ريفون: دولتنا تراوح مكانها وهي تملك كل القدرات والمال يجب أن تكون الثورة ثورة إيجابية ثورة على الذات للبناء وليس للهدم

حرب: طلب محاكمتي أمام مجلس محاكمة الرؤساء مخالفة دستورية خطيرة

جعجع التقى خوري موفدا من الحريري: سنشارك في استشارات الاثنين لكن لم نتخذ قرار التسمية وفي كل الأحوال لن نشارك في الحكومة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم هَيْكَلُ ٱلله، وَأَنَّ رُوحَ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُم؟ فَمَنْ يَهْدُمُ هَيْكَلَ اللهِ يَهْدُمُهُ الله، لأَنَّ هَيْكَلَ ٱللهِ مُقَدَّس

فَمَا مِنْ أَحَدٍ يُمْكِنُهُ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ ٱلأَسَاسِ ٱلمَوْضُوع، وهُوَ يَسُوعُ المَسِيح

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس03/من10حتى23/:”يا إِخوَتِي، أَنَا بِنِعْمَةِ ٱللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي، وَضَعْتُ الأَسَاسَ كَبَنَّاءٍ حَكِيم، لكِنَّ آخَرَ يَبْنِي عَلَيْه: فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْه! فَمَا مِنْ أَحَدٍ يُمْكِنُهُ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ ٱلأَسَاسِ ٱلمَوْضُوع، وهُوَ يَسُوعُ المَسِيح. فَإِنْ بَنَى أَحَدٌ عَلى هذَا الأَسَاسِ ذَهَبًا، أَوْ فِضَّةً، أَوْ حِجَارَةً كَرِيْمَةً، أَوْ خَشَبًا، أَوْ تِبْنًا، أَوْ قَشًّا، فَعَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ سَيَكُونُ ظَاهِرًا، وَيَوْمُ الرَّبِّ سَيُبَيِّنُهُ، لأَنَّ يَومَ الرَّبِّ سَيُعْلَنُ بِالنَّار، والنَّارُ سَتَمْتَحِنُ مَا قِيمَةُ عَمَلِ كُلِّ وَاحِد. فَمَنْ يَبْنِي، ويَبْقَى عَمَلُهُ الَّذي بَنَاه، يَنَالُ أَجْرَهُ. ومَنِ ٱحْتَرَقَ عَمَلُهُ يَخْسَرُ أَجْرَهُ، أَمَّا هُوَ فَيَخْلُص، ولكِنْ كَمَنْ يَمُرُّ في النَّار. أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم هَيْكَلُ ٱلله، وَأَنَّ رُوحَ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُم؟ فَمَنْ يَهْدُمُ هَيْكَلَ اللهِ يَهْدُمُهُ الله، لأَنَّ هَيْكَلَ ٱللهِ مُقَدَّس، وهُوَ أَنْتُم! فَلا يَخْدَعَنَّ أَحَدٌ نَفْسَهُ! إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ بَيْنَكُم أَنَّهُ حَكِيمٌ بِحِكْمَةِ هذَا الدَّهْر، فَلْيَصِرْ أَحْمَقَ لِيَصِيرَ حَكِيمًا! لأَنَّ حِكْمَةَ هذَا العَالَمِ حَمَاقَةٌ عِنْدَ الله، فإِنَّهُ مَكْتُوب: «أَلرَّبُّ يَأْخُذُ الحُكَمَاءَ بِمَكْرِهِم»، وَمَكْتُوبٌ أَيْضًا: «أَلرَّبُّ يَعْلَمُ أَفْكَارَ الحُكَمَاءِ إِنَّهَا بَاطِلَة». إِذًا فَلا يَفْتَخِرَنَّ أَحَدٌ بِأَيِّ إِنْسَان، لأَنَّ كُلَّ شَيءٍ هُوَ لَكُم، أَكَانَ بُولُس، أَمْ أَبُلُّوس، أَمْ كِيفَا، أَمِ العَالَم، أَمِ الحَيَاة، أَمِ المَوْت، أَمِ الحَاضِر، أَمِ المُسْتَقْبَل: كُلُّ شَيءٍ هُوَ لَكُم، أَمَّا أَنْتُم فَلِلْمَسِيح، والمَسِيحُ لله!”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

اللبناناوي جوزيف أبو خليل من الموت إلى الحياة

الياس بجاني/14 كانون الأول/2019

الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسمه مباركاً.

http://eliasbejjaninews.com/archives/81472/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%8a-%d8%ac%d9%88%d8%b2%d9%8a%d9%81-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84/

الموت في مفهومنا الإنجيلي هو انتقال من الموت إلى الحياة وليس العكس.

واليوم ولد للبنان البشيرية واللبناناوية والرسالة سفيراً في السماء.

سفيراً حاملاً القضية اللبنانية الحضارية والإنسانية المتجزرة على الأرض في تراب وطن القداسة والقديسين والبررة.

قضية معمدة وموثقة ومؤكدة بشهادات ودماء الآلاف من الشهداء الذين برضا وفرح قدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطن الأرز المقدس ليبق حراً وسيداً ومنارة للمحبة والعطاء والعلم ولكل ما هو إيمان وإنسانية وعطاء ورسالة.

اليوم استرد الله وديعة الحياة الترابية من عبده جوزيف أبو خليل لينتقل هذا اللبناناوي النقي والتقي والمؤمن من الموت إلى الحياة وليستقر في جنة الخلد إلى جانب البررة والأطهار.

جوزيف أبو خليل عاصر كمفكر ومثقف ومحلل وإعلامي وكاتب وسياسي كبار القادة اللبناناويين من مثل الشيخ بيار الجميل وولده الباش بشير، وأكمل في شيخوخته واجب العطاء كما في صباه ولم يستقيل أو يرتاح من واجباته الثقافية والوطنية واللبناناوية والإيمانية حتى أخر لحظة وآخر نفس هواء من عيشه على الأرض.

وككل بشري لن يأخذ جوزيف أبو خليل معه إلى العالم الآخر أي شيء ترابي. كل ما سيأخذه هذا اللبناناوي المؤمن معه هو زوادته الإيمانية وفقط هذه الزوادة.

اليوم روح جوزيف أبو خليل هي في حضرة الرب حيث سيقدم له ما في زوادته الإيمانية والوطنية من أعمال براحة ضمير وفرح. والرب سيبارك روحه ويقول لها أدخلي جنتي فأنت أُعطيتِ وزنات كثيرة واستثمرت فيها وجعلتي منها أضعافاً وأضعاف ما كانت.

نصلي من أجل راحة نفس هذا اللبناناوي المؤمن المنتقل من الموت إلى الحياة ونتقدم من ذويه وأحبائه ومن كل اللبناناويين في لبنان والمغتربات بأحر التعازي.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حراس مجلس النواب بلطجية..هيدي هي المقاومة الكذبي

الياس بجاني/14 كانون الأول/2019

برافو سلطة ودولة حزب الله من شبيحة مدنيين وعسكر فهم نجحوا بتحرير ساحتي رياض الصلح والشهداء من شعب لبنان الثائر. مضيعين طريق القدس

https://twitter.com/i/status/1205913120033652736

 

شو بدون بري ونصرالله تا باعتين زعرانون المنظمين تا يحرقوا الخيم؟ كمان مرة مضيعين طريق القدس

الياس بجاني/14 كانون الأول/2019

زعران وشبيحة نصرالله وبري يحاولون اقتحام ساحتي الشهداء ورياض الصلح لإحراق الخيم. هؤلاء جيش منظم ..شو بدون بري ونصرالله؟ كمان مرة مضيعين طريق القدس

 

حرس المجلس يضرب من جديد !!

الياس بجاني/14 كانون الأول/2019

السلطة هي حزب الله الإحتلال والقرار وقد اعتدت على الثوار ومنعتهم بوحشية من التظاهر السلمي امام مجلس النواب. لا حلول بظل الإحتلال

حرس المجلس يضرب من جديد !!

https://twitter.com/i/status/1205901651611176963

 

استقالة زعيم حزب المحافظين المعارض في كندا بعد فشل حزبه في الانتخابات فهل يتعلم منه جعجع والحريري وباسيل وجنبلاط ويعتزلوا السياسة بعد اعترافهم بفشل التسوية الخطيئة

الياس بجاني/13 كانون الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/81427/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%b2%d8%b9%d9%8a%d9%85-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%81%d8%b8%d9%8a/

يدعي زوراً وبطلاناً كل من السادة وليد جنبلاط وسمير جعجع وسعد الحريري وجبران باسيل بأنهم رؤساء لأحزاب حرة وديمقراطية، فيما الحقيقة المعاشة على أرض الواقع تقول بأنهم أصحاب شركات تجارية وعائلية ودكتاتورية تسمى زوراً أحزاب.

شركات تجارية وعائلية وإقطاعية وأوليغارشية بامتياز لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بطبيعة وتكوين وممارسات وأنظمة وثقافة الأحزاب الموجودة في الدول الديمقراطية من مثل كندا على سبيل المثال لا الحصر.

وطبعاً لا فرق بين شركات أحزاب هؤلاء الأربعة وباقي أقرانهم من أصحاب الشركات الأحزاب أو الأحزاب الوكالات الآخرين.

تعليقنا اليوم يتناول هؤلاء الأربعة تحديداً لأنهم أعلنوا كل على طريقته فشل التسوية الرئاسية التي كانوا تباهوا وفاخروا بها وتمرجلوا على من عارضها وخونه وشيطنوه.

الأربعة شاركوا في الصفقة الرئاسية الخطيئة واعتبروا في حينه بأن ما قاموا به بطولة وانجازاً وطنياً وصناعة محلية لبنانية خالصة.

إن كانوا فعلاً يحترمون أنفسهم وذكاء واطلاع وعقول اللبنانيين مطلوب منهم وفوراً الإعتذار، ومن ثم اعتزال السياسية… كما فعل في كندا أمس زعيم حزب المحافظين المعارض.

وهنا نحيلهم إلى ما قام به أمس زعيم حزب المحافظين المعارض في كندا السيد اندرو شير الذي ولأن حزبه لم يربح الانتخابات النيابية أعلن ليس فقط استقالته من زعامة الحزب، بل أيضاً من عضوية مجلس النواب.

الرجل وعد ولم يتمكن من الإيفاء بوعوده، ولأنه فشل تحمل المسؤولية واستقال فاسحاً المجال لغيره، محترماً عملية تبادل السلطات والتناوب عليها بالطرق الديمقراطية والحرة…الرجل لم يلوم أحد على فشله، ولم يبرر، بل تحمل المسؤولية واستقال.

الصفقة التي كان الأربعة (جعجع وباسيل والحريري وجنبلاط) قد شاركوا فيها تسببت بكوارث اجتماعية واقتصادية ومعيشية قد تؤدي إلى تحول لبنان إلى دولة مارقة ومفلسة، وذلك على خلفية مداكشتهم الكراسي بالسيادة وإعطاء حزب الله الملالوي أغلبية نيابية وسيطرة كاملة على الحكومة.

وبما أن الصفقة الخطيئة فشلت، وهم اعترفوا علناً بفشلهم، فعليهم ليس فقط أن يستقيلوا، بل أن يعتزلوا السياسية لأن ما ارتكبوه هو ليس فقط خطأ أو خطيئة أو عدم تقدير، بل استسلام وتنازل عن السيادة والاستقلال والقرار، وتسليم حكم البلد وقراره لحزب مسلح ولائه وتبعيته لإيران وليس للبنان.

بالطبع لن يستقيل أو يعتزل أياً من الأربعة لسبب بسيط جداً، وهو أنهم أصحاب شركات يملكونها تسمى زوراً وبطلاناً أحزاب، ولأن ليس في ثقافتهم أي وجود لمبدأ التناوب على السلطات أو تحمل مسؤوليات قراراتهم وخياراتهم وتحالفاتهم.

ولأنهم هكذا، وبهذه الثقافة البالية، فهم فعلاً وكما ينادي الثوار،  من “كلن يعني كلن”.

ملاحظة: الصورة المرفقة هي لزعيم حزب المحافظين المعارض في كندا السيد أندرو شير.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو يبين تواطؤ القوى الأمنية بالسماح لشبيحة وزعران بري ونصرالله بتخطي حواجزهم للدخول إلى ساحات الثوار وسط بيروت/سهلوا مرور الشبيحة إلى محيط مجلس النواب ليعتدوا على الثوار. يا عيب الشوم!!

https://www.facebook.com/gilbert.youniss/videos/10220406638906835/

 

لبنان... عشرات الإصابات في مواجهات بين الأمن ومتظاهرين حاولوا الاعتصام أمام مجلس النواب ولا بوادر حلحلة سياسية وتساؤلات عن مصير "استشارات الاثنين النيابية"

 إندبندنت عربية ووكالات/السبت 14كانون الأول 2019

مرَّ حوالى شهرين على بدء الانتفاضة اللبنانية، والأمور تزداد تعقيداً، إذ إن آفاق الحلول السياسية ما زالت مبهمة على الرغم من أن رئيس الجمهورية ميشال عون دعا إلى استشارات نيابية ملزمة الاثنين المقبل الـ16 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بعد تأجيل أسبوع جراء تعثّر القوى السياسية في الاتفاق على مرشحين تم تداول أسمائهم. وفي الجديد الميداني، سُجِّل سقوط عدد من الإصابات بصفوف المتظاهرين في مواجهات أمام مبنى البرلمان اللبناني. وحاول محتجون مساء السبت الدخول إلى ساحة النجمة للاعتصام أمام مجلس النواب، وانتزعوا الحواجز الحديدية، لكن عناصر القوى الأمنية أعادوها إلى مكانها، وحدث توتر تخلله إطلاق قنابل مسيلة للدموع، وعمد المتظاهرون إلى رمي العناصر الأمنية بكل ما توافر أمامهم.

كر وفر... وعشرات الإصابات

وشهدت المنطقة في وسط بيروت حالة من الكر والفر، في وقت وصلت قوة من مكافحة الشغب، وسُمِعت أصوات سيارات إسعاف تهرع إلى المنطقة. وأعلن الصليب الأحمر اللبناني أنه نقل 10 مصابين من المدنيين وعناصر الأمن إلى المستشفى وأسعف 33 شخصاً بعد الأحداث التي وقعت قرب مقر البرلمان، مؤكداً أن غالبيتهم كانوا يعانون من مشاكل في التنفّس ومن الإغماء جراء الغاز المسيل للدموع، كما أشار إلى وقوع إصابات جراء الرشق بالحجارة.

شبان مناوئون للمتظاهرين يرشقون قوى الأمن بالحجارة والمفرقعات

وشهد وسط بيروت، بعد ظهر السبت، مواجهات بين شبان مناوئين للمتظاهرين ضد الطبقة السياسية، وقوات الأمن التي تعرّض عناصرها للرشق بالحجارة والمفرقعات المشتعلة، قبل أن تردّ بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. واندلعت مواجهات بين الأمن اللبناني ومناصرين تابعين إلى "حزب الله" وحركة "أمل" حاولوا اقتحام ساحات الاحتجاج في وسط بيروت، وأحرقوا الإطارات المطاطية، وألقوا بها نحو القوى الأمنية. وجاءت هذه المواجهات غداة دعوة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مناصري حزبه وحليفته حركة أمل إلى "ضبط الأعصاب"، بعد تكرار حوادث مماثلة وصدامات مع القوى الأمنية من جهة، ومع المتظاهرين الذين يطالبون منذ شهرين برحيل الطبقة السياسية من جهة ثانية.

شيعة شيعة

وهاجم عشرات الشبان القادمين سيراً من منطقة "الخندق الغميق" وسط بيروت القريب، إذ عملوا على تخريب لافتات رفعها المتظاهرون في وقت سابق وحرقها في وسط الطريق، ثم حاولوا دخول خيم موضوعة في ساحة الشهداء، مرددين هتافات "شيعة شيعة". وعلى إثر ذلك تدخّلت قوات الأمن لمنعهم من التخريب، قبل أن تشهد الساحة عمليات كرّ وفرّ بين الطرفين تطورت عقب بدء الشبان برمي عناصر الأمن بالحجارة ومفرقعات نارية ثقيلة وإطلاق الشتائم. وعمدت قوات مكافحة الشغب إلى إطلاق الغاز المسيّل للدموع لتفريقهم، وتمكّنت من دفعهم للعودة إلى المنطقة التي قَدِموا منها.

وإلى شمال لبنان حيث انطلقت مسيرة راجلة من ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس، ضمت المئات من الشبان والشابات، الذين رفعوا الأعلام اللبنانية وأطلقوا هتافات تطالب بـ "تشكيل حكومة اختصاصيين، ومحاسبة الفاسدين"، وأكد عدد من المشاركين، الاستمرار بالتحركات حتى تحقيق مطالبهم.

تظاهرات غير مسبوقة

ويشهد لبنان منذ الـ17 من أكتوبر (تشرين الأول) تظاهرات شعبية غير مسبوقة، بدأت على خلفية مطالب معيشية، وبدا الحراك عابراً الطوائف والمناطق، ومصرّاً على مطلب رحيل الطبقة السياسية.وتحت ضغط الشارع، قدَّم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته في الـ29 من أكتوبر، ولم تتمكّن القوى السياسية من التوافق على تسمية خلف له حتى الآن، في وقت يطالب المتظاهرون بتشكيل حكومة تضم مستقلين عن الأحزاب السياسية والسلطة الحالية.

 

بعد كر وفر وجرحى.. حواجز لمنع وصول المحتجين لوسط بيروت

دبي - العربية.نت/14 كانون الأول/2019

أفادت مراسلة "العربية/الحدث"، مساء السبت بأن الأمن اللبناني أقام حواجز معدنية لمنع تقدم المتظاهرين إلى وسط بيروت، عقب كر وفر وسقوط جرحى من الأمن والمتظاهرين بمواجهات وقنابل مسيلة للدموعأمام مجلس النواب.

إلى ذلك، يواصل المحتجون الاحتشاد قرب مبنى البرلمان وسط بيروت. وأغلقت قوات الأمن الطريق المؤدية إلى مجلس النواب لمنع وصول المتظاهرين بعد تفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع. مضيفة أن تعزيزات كبيرة لوحدات مكافحة الشغب وصلت وسط بيروت.

كانت مراسلتنا أفادت بإطلاق قوات الأمن للغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المتظاهرين ما أدي إلى إصابة بعض المتظاهرين، ورد المحتجون برشق قوات الأمن بالحجارة ليصاب بعضهم أيضا. ورصدت كاميرا "العربية" محاولات المتظاهرين للعودة إلى محيط مبنى البرلمان اللبناني بعد تفريقهم من قبل قوات الأمن.لافتة إلى إضرام النيران في حاويات القمامة. وردد المتظاهرون هتافات منددة بالسياسيين اللبنانيين، مطالبين قوات الأمن بعدم حماية "السياسيين الفاسدين". وأفادت مراسلة "العربية" بسقوط جرحى من الجيش اللبناني والمتظاهرين وسط بيروت. وووقعت مواجهات بين الأمن اللبناني ومحتجين أمام مجلس النواب في العاصمة بيروت، وسط أنباء عن اعتقال عدد من الشبان. وتحدثت وسائل إعلام لبنانية عن وجود مندسين في صفوف المتظاهرين وسط بيروت. وأعلن التحكم المروري اللبناني قطع الطريق الدولي الرابط بدمشق عند منطقة عالية.

وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، حاول متظاهرون الدخول إلى ساحة النجمة للاعتصام أمام مجلس النواب، وقد انتزعوا الحواجز الحديدية لكن عناصر القوى الأمنية أعادوها إلى مكانها. وحصل توتر تخلله إطلاق قنابل مسيلة للدموع، فيما عمد بعض المحتجين إلى انتزاع أحواض المزروعات وكل ما طالته أيديهم، ووضعها كحاجز بينهم وبين العناصر الأمنية. وذكرت الوكالة أن واجهات محال وسط بيروت تعرضت للتحطيم، وطالب أصحاب المحلات بالحماية. كما لا يزال التوتر يسود وسط بيروت، خصوصاً عند مدخل ساحة النجمة، في وقت وصلت قوة من مكافحة الشغب إلى المنطقة. إلى ذلك أدت القنابل المسيلة للدموع إلى إصابة عدد من الأشخاص بحالات إغماء عمل عناصر الصليب الأحمر اللبناني على إسعافهم. وقال الصليب الأحمر على تويتر إنه تم نقل 6 إصابات إلى مستشفيات المنطقة، إضافة إلى إسعاف 8 آخرين في المكان.

حزب الله وحركة أمل

وفي وقت سابق السبت، حاول شبان موالون لحركة أمل (التي يرأسها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري) وحزب الله اقتحام ساحة الشهداء وجسر الرينغ وسط بيروت، وفق مراسلة العربية/الحدث. كما أوضحت أن عدداً من أنصار الحزبين أقدموا على رمي الحجارة على بعض السيارات المتوقفة عند جسر الرينغ (جسر أساسي يؤدي إلى وسط العاصمة) وباتجاه القوى الأمنية المتواجدة هناك، ما دفع قوات مكافحة الشغب إلى رمي القنابل المسيلة للدموع.  إلى ذلك أعلن الصليب الأحمر على تويتر عن إصابة عنصر من قوى الأمن الداخلي تم نقله إلى المستشفى. يذكر أنه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، هاجم عدد من أنصار حزب الله وأمل المتظاهرين عند منطقة جسر الرينغ في بيروت ليلاً. ووصل العشرات منهم سيراً على الأقدام ليلاً وعلى دراجات نارية إلى جسر الرينغ وألقوا الحجارة على المحتجين ووجهوا لهم الشتائم، مرددين هتافات مؤيدة للحزب ولأمينه العام حسن نصرالله ورئيس البرلمان رئيس حركة أمل، نبيه بري، في حين رد المتظاهرون بإلقاء النشيد الوطني وهتاف "ثورة ثورة"، و"ثوار أحرار، منكمل (نتابع) المشوار". كما سبق لمناصري الحزبين أن اعتدوا على المتظاهرين السلميين في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. يشار إلى أن لبنان يشهد منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر تظاهرات شعبية غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية. وبدا الحراك عابراً للطوائف والمناطق، ومصراً على مطلب رحيل الطبقة السياسية. وتحت ضغط الشارع، قدم رئيس الحكومة، سعد الحريري، استقالته في 29 تشرين الأول/أكتوبر. ولم تتمكن القوى السياسية من التوافق على تسمية خلف له حتى الآن، في وقت يطالب المتظاهرون بتشكيل حكومة تضم مستقلين عن الأحزاب السياسية والسلطة الحالية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 14/12/2019

وطنية/السبت 14 كانون الأول 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

التكليف بعد غد ويبدو أنه مضمون، والتأليف سيأخذ وقتا لكن هذه المرة ممزوجا باستشعار الجميع دقة وخطورة الوضع.

واستنادا إلى ما يراه السفير السابق في واشنطن رياض طبارة، فإن الحل بات خارجيا وليس داخليا. ويوضح السفير طبارة أن هناك اهتماما أميركيا بولادة حكومة قوية في لبنان، وان الادارة الفرنسية لعبت دورا لدى الادارة الأميركية في تليين الموقف من "حزب الله" بإشراك خبراء قريبين منه في الحكومة. ويقول إن موقف الوزير جبران باسيل سيتغير مع قراءة الموقفين الأميركي والفرنسي، وكذلك الموقف الروسي غير البعيد عن ما تقترحه باريس والتفاهم الأميركي- الفرنسي.

وعن أزمة الناس مع المصارف، يقول السفير طبارة إن ال"كابيتال كونترولز" معمول به في بعض الدول التي شهدت أزمات خانقة إلى حد الإفلاس، لكنه يحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء، وليس من اجتماع مالي رمى الكرة على المصرف المركزي الذي رماها بدوره على المصارف التي لم تلجأ إلى خطة موحدة وإنما إلى قرارات استنسابية في كل مصرف، الأمر الذي أوقع المؤسسات والشركات والناس في مأزق المئتين والثلاثمائة دولار، وتوقف الحصول على أموال لتسيير أعمالهم.

في أي حال، الأنظار تتجه إلى القصر الجمهوري اعتبارا من صباح الاثنين، لمواكبة استشارات التكليف. حتى ذلك الحين، الوضع الميداني متفلت، وخيم الحراك تعرضت مجددا لهجمات من قبل المعارضين. فعملية كر وفر بين مجموعة من الشبان أتت من الخندق الغميق والقوى الأمنية في وسط بيروت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

حتى الآن، موعد إجراء الاستشارات النيابية ثابت يوم الاثنين، وإلى ذلك الحين يخلق الله ما لا تعلمون. فهل تبدد الساعات الثماني والأربعون الفاصلة عن هذا الموعد، التعقيدات التي تواجه الاستحقاق الحكومي تكليفا وتأليفا؟. وهل يتضح هذا المسار خلالها، باعتبار أن معظم الكتل النيابية تريثت في تحديد مواقفها النهائية من التكليف إلى مساء الأحد وبعضها إلى صباح الاثنين؟.

أما مواقف الرئيس نبيه بري فهي محددة وواضحة: المطلوب حكومة في أسرع وقت، أولا وثانيا وأحد عشر كوكبا، فالبلد لم يعد يحتمل أسابيع فحسب وليس أشهرا. وفي مواقف رئيس المجلس، تحذيرات عديدة أبرزها أن البلاد ستكون على أبواب ثورة جياع إذا تأخرت ولادة الحكومة.

من ناحيته الرئيس سعد الحريري، الذي يرى البعض أن التكليف في جيبه ويرصد البعض الأخر عكس ذلك، فقد أوفد غطاس خوري إلى معراب. من هناك أعلن المستشار أن هناك تفاهما عميقا بين الحريري ورئيس حزب "القوات" سمير جعجع، آملا عقد لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال.

أما جعجع فقد حرص على القول أنه لم يتخذ القرار بعد بشأن تسمية الرئيس المكلف. وبعدما رفض تشكيل حكومة وحدة وطنية، طالب بحكومة اختصاصيين، قائلا إن "القوات" لن تشارك على أي حال في الحكومة العتيدة.

في انتظار حكومة كاملة الأوصاف، حصل لبنان على جرعة دعم قطري تحتاج إلى ترجمات عملية. فوزير المالية القطري علي شريف العمادي، أعلن من على منبر "منتدى الدوحة" عن وقوف بلاده إلى جانب لبنان، البلد الذي يعتبر الاستقرار السياسي والاقتصادي فيه مهما لدول الخليج. وإذ ذكر بأن الدوحة قدمت مساعدات للعديد من الدول في الشرق الأوسط، لفت العمادي إلى أن لبنان يمر بصعوبات اقتصادية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

الثابت السياسي الوحيد يوم الاثنين ربما، هو أن الاستشارات النيابية الملزمة ما زالت في موعدها، وكل ما عدا ذلك يبقى في اطار التوقعات. فمن سيسمي من؟، وما الاعداد التي سينالها الرئيس المكلف؟. ومع رهاب الأعداد، سجلت زيارة استطلاعية لسمير جعجع من قبل غطاس خوري.

إلا أن الثابت الآخر، هو أنه لم يعد بالامكان أن تستمر حسابات الزعامة على حساب لقمة عيش الفقير، والحل بتشكيل حكومة اصلاحية انقاذية فيها أوسع تمثيل ممكن، يقول نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، مؤكدا أن ما يشاع عن شكل الحكومة ومضونها سابق لأوانه.

وإلى أن تولد الحكومة الجديدة، تصر حكومة تصريف الأعمال على أنها ميتة، أو على الأقل دخلت في سبات شتوي عميق، ويستمر معها النزف الاقتصادي والتراكم اللحظوي للمشاكل الاجتماعية، في ظل الحرب الناعمة التي تفرض على اللبنانيين.

ومع استقالة الحكومة من مهامها، وترك المواطن مكشوفا للفقر، تبرز مبادرات فردية ترفع شعار التكافل الاجتماعي، بما تيسر من متاريس تقيه بعضا من رشقات العوز القاتل.

في كيان الاحتلال، هل يفلت رئيس وزارء العدو من التصفية السياسية؟، فمع وصول الأمور إلى حائط مسدود في معالجة الأزمة غير المسبوقة، أوساط صهيونية تبحث عن مخارج، وتفتح ثغرة قانونية في ملف نتنياهو، تتيح له عقد تسوية تقضي باغلاق ملفات فساده مقابل اعتزاله السياسة.

في السودان، عمر البشير وبعد أن عزل سياسيا، صدر حكم بحقه على خلفية تهم فساد خلط السياسة بالقضاء ومهر بتوقيع العسكر. وقضت محكمة في الخرطوم، بارسال الرئيس السوداني السابق إلى دار للاصلاح الاجتماعي لمدة عامين، كون المدان تجاوز السبعين عاما ولا يجوز إيداعه السجن بحسب منطوق الحكم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أنظار اللبنانيين نحو بعبدا الاثنين، وأسئلتهم يمكن اختصارها بالآتي:

أولا: هل تبقى الاستشارات النيابية الملزمة في موعدها، أم أن التأجيل ممكن من جديد تسهيلا لبلورة تفاهم ما؟. حتى اللحظة، لا تعديل في الموعد، لكن القرار في هذا الشأن يبقى ملك رئيس الجمهورية من دون سواه، بناء على صلاحياته الدستورية، وانطلاقا من قراءته للوقائع السياسية، وتقديره لما يحقق مصلحة لبنان واللبنانيين، باعادة إطلاق المؤسسات السياسية، لمواجهة الظرف الخطير الذي يمر به الوطن، ولاسيما على المستويين الاقتصادي والمالي.

ثانيا: في حال أبقيت الاستشارات في موعدها، هل تنتج رئيسا مكلفا، يتمتع بدعم نيابي مناسب عدديا، وملائم ميثاقيا؟. الجواب ينتظر الإثنين، ريثما تكون مواقف الكتل قد تبلورت، خصوصا أن معظمها كان اتخذ عشية الموعد السابق للاستشارات مواقف بات تعديلها يحتاج إلى تبرير مقنع، وهو ما بدا واضحا اليوم في تصريح رئيس حزب "القوات اللبنانية" بعد استقباله موفدا من قبل الرئيس سعد الحريري.

ثالثا: كيف سيكون رد فعل الناس في حال أعيد تكليف الحريري؟، هل يقبلون؟، هل يرفضون ويتحركون، أم ينقسمون بين مؤيد ومعترض؟. هنا أيضا لا جواب قبل الإثنين، علما أن الساعات الأخيرة سجلت وتيرة مرتفعة من التحركات الشعبية، التي شابت أكثرها أعمال شغب، يرى كثيرون من اللبنانيين أنها تؤذي صورة الحركة المطلبية الصادقة، أكثر مما تفيد في تحقيق المطالب.

في كل الأحوال، فلننتظر الإثنين، ولنترقب الساعات المقبلة، لرصد تحركات الشارع، ومتابعة الحركة السياسية، مع الاشارة إلى ان الوزير جبران باسيل، الذي كان أعلن موقف "التيار الوطني الحر" وتكتل "لبنان القوي" من رفض المشاركة في حكومة تحمل في تكوينها بذور الفشل، انتقل اليوم إلى قطر، حيث شارك في "منتدى الدوحة"، معلنا من هناك الترحيب بكل طرح يحقق المصلحة الوطنية، في مقابل رفض أي وصفة خارجية لا تلائم لبنان ولا المجتمع اللبناني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في الحرب اللبنانية صار اسم الرينغ على كل شفة ولسان، وأصبح من أشهر خطوط التماس بين ما كان يعرف بالمنطقة الشرقية والمنطقة الغربية. ومنذ بدء الانتفاضة الشعبية قبل تسعة وخمسين يوما، عاد اسم الرينغ إلى التداول اعلاميا، واستعاد دوره كخط تماس، لكن هذه المرة ليس بين منطقتين متحاربتين، بل بين منطقين مختلفين. فمن جهة ساحة الشهداء، هناك المنطق السلمي، وهناك الناس المتألمون الموجوعون الراغبون في التغيير من دون اللجوء إلى أي وسيلة من وسائل العنف. ومن الجهة المقابلة، هناك الشبان الآتون من منطقة الخندق الغميق لقمع الشارع المسالم، ولمنع عملية التغيير. وهو ما تكرر بعد ظهر اليوم ومساء، في مشهد يشكل عنوانا للتفلت وغياب الضوابط وسقوط منطق الدولة.

طبعا، المشكلة ليست عند شبان الخندق، بل عند قياداتهم وتحديدا عند الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله. إذ لا يستطيع عاقل أن يصدق أن هؤلاء الشبان يتحركون لوحدهم، ويواجهون قوى الأمن بقرار ذاتي، ويعتدون على الحجر والبشر بطريقة عفوية غير منظمة. فإلى أين يريد رئيس مجلس النواب وأمين عام "حزب الله" أن يوصلا البلد؟، وهل بالقوة والعنف والتخريب والاعتداء على الآخرين، وهل بالعودة إلى منطق الخنادق من خلال الشبان الآتين من منطقة الخندق، يستطيع اللبنانيون أن يحلوا مشاكلهم المعقدة بل حتى شبه المستعصية على الحل؟.

من جهة ثانية، منع المتظاهرون السلميون من الوصول إلى مجلس النواب، وعمدت فرقة مكافحة الشغب وشرطة مجلس النواب إلى استعمال القوة لمنع الشعب من الوصول إلى برلمان الشعب. فلمن ساحة النجمة: هل هي للناس، أم للمسؤولين الغائبين عن هموم المواطنين وهواجسهم؟.

حكوميا، الاتصالات ناشطة، الظاهر منها والخفي. في الظاهر أولا زيارة لافتة لمستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور غطاس خوري إلى معراب، حيث التقى الدكتور سمير جعجع. الواضح أن الهدف من الزيارة، هو السعي للحصول على تأييد "القوات اللبنانية" لتكليف الحريري تشكيل الحكومة الجديدة. والتأييد "القواتي" ضروري للحريري، لأنه لن ينال هذه المرة تأييد "التيار الوطني الحر". فإذا حجبت "القوات" تأييدها له، فقد الحريري مشروعية تكليفه على الصعيد المسيحي، وسيصبح من دون حليف قوي مسيحيا.

في الخفاء، الاتصالات والمباحثات كثيرة، لكن المواقف النهائية للكتل لن تتبلور قبل بعد ظهر الأحد. علما أن تأجيل الاستشارات في اللحظة الأخيرة يبقى واردا، باعتبار أن كتلا كثيرة لا تريد أن تعطي الرئيس الحريري حرية الحركة نتيجة التكليف، قبل الاتفاق على تفاصيل التأليف.

ديبلوماسيا، مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل، يزور بيروت الأسبوع المقبل، وهي زيارة تحمل أبعادا كثيرة في توقيتها، وخصوصا أنها تأتي مع استمرار الانتفاضة والبحث في تشكيل الحكومة، وغداة فرض عقوبات جديدة على "حزب الله".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

"الرينغ" تعني بالعربية "الحلبة".. شباب وصلوا إلى الخندق الغميق وأكملوا سيرهم في اتجاه وسط بيروت، وربما ليسوا من الخندق الغميق، مجهولو الهوية لكنهم معروفو الأوجه، حافظوا على أمانة الترجمة فحولوا "الرينغ" حقيقة إلى "حلبة"، واستخدموا العنف المفرط تجاه قوة مكافحة الشغب: إشعال دواليب ودحرجتها في اتجاه قوة مكافحة الشغب، إلقاء الحجارة على عناصرها والقيام بحركات غير أخلاقية، إلقاء مفرقعات وأسهم نارية من العيار الثقيل.

وفي نهاية "الماتش" لم يسجل توقيف أي من مدحرجي الدواليب، أو الذين ألقوا الحجارة، أو الذين قاموا بحركات غير أخلاقية، أو الذين ألقوا بمفرقعات وأسهم نارية. إنه الإستقواء المجهول المصدر. أما كيف تمت مواجهته، فمن خلال بيان لقوى الأمن الداخلي جاء فيه: "تتعرض عناصر مكافحة الشغب لاعتداءات ورمي حجارة ومفرقعات نارية من قبل بعض الأشخاص. إن قوى الأمن تطلب وقف هذه الاعتداءات وإلا ستضطر لاتخاذ اجراءات إضافية وأكثر حزما".

اللافت في بيان قوى الأمن الداخلي، أنه يتحدث عن "أشخاص"، وأنه يطلب منهم وقف الاعتداءات، لكن هؤلاء الأشخاص هم على الأرض فكيف سيقرأون بيان قوى الأمن الداخلي؟.

ولم تكد تهدأ على "الرينغ"، حتى اندلعت قرب ساحة النجمة، بعدما حاول متظاهرون الدخول إلى ساحة النجمة، فتصدت لهم قوة مكافحة الشغب وشرطة مجلس النواب.

في المقابل، ماذا عن "الرينغ" السياسي لاستشارات بعد غد الإثنين؟. حتى إشعار آخر، الاستشارات في موعدها بعدما كانت أرجئت من الإثنين الماضي. وقبل ثمان وأربعين ساعة على موعد الإستشارات، مشاورات بين "بيت الوسط" ومعراب، حيث أوفد الرئيس الحريري مستشاره الدكتور غطاس خوري للقاء الدكتور جعجع.

اللقاء على هذا المستوى هو الأول منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وتحديدا منذ طالب جعجع في الثاني من أيلول الفائت باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة اختصاصيين. موقف معراب يتباين مع موقف بعبدا، حيث الرئاسة تطالب بحكومة تكنو- سياسية، ومع موقف حارة حريك حيث "حزب الله" يطالب بحكومة شراكة سياسية.

إنطلاقا من هذه الزوايا غير المدورة، ماذا يمكن أن يحدث يوم الإستشارات؟. الخيارات أمام الكتل والنواب المنفردين غير واسعة: إما تسمية، وعندها الحريري أو أي إسم آخر، إما عدم تسمية، إما عدم المشاركة في الإستشارات. وعند إنتهائها يطلع رئيس الجمهورية رئيس مجلس النواب على حصيلتها. ما هو غير مفاجئ أن تتم تسمية الرئيس سعد الحريري. ما هو مفاجئ أن تتم تسمية غير سعد الحريري، لكن في الحالين: التكليف في اليد لكن التأليف على الشجرة: بعبدا مع حكومة تكنو- سياسية... الحريري لا يشكل حكومة تكنو- سياسية.

إذا حتى إشعار اخر، الحريري رئيس مكلف، والحريري أيضا رئيس حكومة تصريف أعمال، ولكن هل يحتمل البلد هذا الترف وهذه المماحكات؟، وماذا عن ترجمة توصيات مؤتمر الدعم الدولي؟، وماذا سيقول الديبلوماسي الأميركي ديفيد هيل في بيروت الأسبوع الطالع؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ثلاثون عاما رقص فيها السودان على عصا، وانتهى المطاف بعمر البشير في السجن، ومنه إلى الإصلاحية، وثلاثون عاما بلغ عمر الفساد، وسلطة لبنان ترقص الشعب على أربع، فلا بشائر الحساب لاحت بتغيير، ولا جرى استصلاح الكرنتينا للحجر على فريق سياسي أخذ البلاد رهينة الأهواء السياسة، ويسوقها بسرعة الضوء إلى الانهيار الاقتصادي.

وعلى مشارف ستين يوما من انتفاضة الشارع، زيتت الكتل النيابية محركاتها استعدادا للإثنين العظيم، بمفعول رجعي عن ضياع خمسة وأربعين يوما في تقليب مواجع التأليف قبل التكليف، أضيئت فيها أصابع الثنائي الشيعي العشر لعودة الرئيس الضال، وطرحت فيها الصيغ الحكومية متعددة التسمية، من تكنوقراط إلى تكنو- سياسية، وآخر استدراجات العروض فتح على حكومة شراكة، وجميعها ينطبق عليها قول مأثور.

شهران بالتمام والكمال، ولبنان ينتفض في الشارع، وأولياء أمر التكليف السياسي يضعون الشروط والشروط المضادة. صعد الشارع الضغط فارتفع ضغط السياسيين، منهم من قاد انتفاضة الانسحاب والالتحاق بالصف المعارض. ومنهم من طالب غيره بتخفيف الشروط، وهو يرفض حكومة خالية من الدسم السياسي، ومنن الحراك بجائزة ترضية بمقعدين أو ثلاثة. أما الرأس المدبر للدولة، ففتح لنفسه باب اجتهاد، سرعان ما ردت فتواه دار الفتوى، دفاعا عن مقام الرئاسة الثانية.

كل ذلك والسلطة مصابة بشلل دماغي، في معالجة أزمة كان من الممكن تجنبها منذ يوم الاستقالة الأول، بالدعوة إلى الاستشارات وليتحمل كل فريق مسؤولية خياره.

وعشية يوم الاستشارات الموعود، فتح "بيت الوسط" طاقة باتجاه معراب، فأوفد الحريري الغطاس لينقب فيها عن موقف "القوات"، لكن "القوات" المستقيلة من حكومة فاشلة، لن تشارك في حكومة ساقطة بعامل التمسك بسياسيين. فيما الحزب ذو الكتلة الوازنة، يرفض حكومة اللون الواحد، ويطرح حكومة شراكة، هي الوجه الآخر لحكومة التكنو- سياسية، خوفا من المجهول.

لكن ما دامت الأكثرية باليد، والثقة في ساحة النجمة، فباستطاعة اليد التي منحت الحكومة الثقة أن تحجبها، وأي حكومة لا تنال بالدرجة الأولى ثقة الناس، فهي ساقطة حكما في الشارع نفسه الذي رفض التفاوض مع سلطة "كلها يعني كلها"، متورطة بهدر المال العام. إلا إذا كان، والعياذ بالله، أمر التنسيق بين حركة "أمل" و"حزب الله" لضبط الشارع، وعدم تكرار الاعتداءات، قد فك الارتباط بالتهدئة، خصوصا أن معركة الخندق التي تكررت عند الرينغ باتجاه وسط بيروت مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية، جاءت بعد ساعات من إعلان السيد حسن نصرالله التنسيق لضبط المناصرين في الشارع.

لكن بعض اللين الذي أبدته القوى الأمنية مع شغب الرينغ، سرعان ما تحول إلى قمع لمتظاهرين سلميين عند الخط الأزرق لمجلس النواب.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 14 كانون الأول 2019

السبت 14 كانون الأول 2019

النهار

غادر أكثر من سبعين تلميذاً إحدى المدارس في الجبل التي لها تاريخ أكاديمي عريق، على خلفية عودة ذويهم إلى بلاد المهجر مجدداً بعدما كانوا استقروا في لبنان.

يقول سفير دولة كبرى ان سوريا لن تعود الى ما كانت عليه وان الخلاف المقبل على اراضي السلطة بدأ يظهر بين الروس والايرانيين في حين خسرت الدولة الاراضي النفطية.

ما زال مرجع سياسي وسطي يترقب في انتظار ما سيعلنه الحريري، وصولاً إلى الاستشارات النيابية الاثنين المقبل ليبني على الشيء مقتضاه حول كيفية المشاركة في الحكومة من الحزبيين أو أصحاب الاسماء المستقلة.

الجمهورية

سارع أحد السفراء الى إجراء إتصالات لشرح مقررات لقاء دولي عُقد من أجل لبنان منعاً لأي فهم خاطئ مُلمِّحاً الى اتخاذ قرارات سريعة لملاقاته في غضون أيام.

طلب أعضاء في "لقاء سياسي" من زميل لهم وقف مسلسل التصريحات المتتالية التي أكثرَ منها في الآونة الأخيرة وقالوا له: " لن توصلك إلى رئاسة الحكومة".

توقّف مسؤول كبير عند غياب دولة عربية كبرى عن مؤتمر معني بلبنان معتبراً ذلك مؤشراً سلبياً يُخشى أن يترتب عليه تعقيد إضافي للأزمة الداخلية.

اللواء

تتركز اتصالات مسؤول رفيع على الحدّ من إجراءات مالية دولية، عالية التأثير سلباً على النظام المالي والمصرفي اللبناني.

عادت الحرارة إلى خطوط الاتصال بين تيّار نافذ وحزب مسيحي صاعد..

عادت إلى الواجهة بقوة سياسة الاستثمار في العقار، ضمن تسهيلات ما تزال موضع أخذ وردّ!

نداء الوطن

تعمد معظم وكالات السيارات إلى التسعير بالليرة اللبنانية، وبحسب السعر الرسمي الذي يتراوح بين 1515 ليرة والـ1520 مقابل الدولار الأميركي. وذلك بهدف تحريك السوق المتراجع منذ توقف المصارف عن إعطاء القروض.

لوحظ أن "تيار المستقبل" لم يصدر أي بيان بشأن النائب هادي حبيش وقضية اقتحامه مكتب القاضية غادة عون، كما لم يغرّد أي من نوابه بشأن القضية في اشارة واضحة إلى عدم تغطيته أي تصرف يضرب هيبة القضاء.

تبيّن أن مسألة عدم تسطير "مخالفات سير" بحق المواطنين يعود إلى قرار غير مُعلن لقوى الأمن الداخلي بمراعاة أوضاع المواطنين خلال الأزمة الاقتصادية الحادة التي يمرّ بها البلد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بلطجية “الثنائي الشيعي” يعتدون على الثوار وقوى الأمن بـ”المولوتوف”

"المستقبل" و"أمل" و"القوات" و"اللقاء الديمقراطي" ونواب مستقلون سيسمون الحريري رئيساً للحكومة

نصرالله يضفي مزيداً من الضبابية على التكليف ويُطوِّق رئيس الحكومة المقبل بشروط تعجيزية لإفشاله

جعجع: اللبنانيون بأمس الحاجة لاستعادة الثقة و”القوات” لن تشارك في الحكومة المقبلة

معاون وزير الخارجية الأميركي في بيروت… و”حزب الله” وحلفاؤه مرتابون من الزيارة ونتائجها

بيروت ـ”السياسة”: السبت 14 كانون الأول 2019

لا شيء محسوماً على صعيد المسار الذي ستسلكه عملية تأليف الحكومة، في حال استمر موعد الاستشارات النيابية الملزمة غداً قائماً، بعد كلام الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله الذي أضفى مزيدًا من الضبابية على هذا الاستحقاق، من خلال الشروط التي وضعها على الرئيس المكلف، وإصراره على مشاركة جميع القوى السياسية، في إشارة منه إلى أنه لا يقبل بأن يكون حليفه “التيار الوطني الحر” خارج الحكومة الجديدة، حيث كشفت أوساط سياسية عليمة معنية بتأليف الحكومة لـ”السياسة”، أن “حزب الله” وتضامناً مع حليفه “العوني”، لن يسميا الرئيس سعد الحريري المرجح تسميته لتشكيل الحكومة، في حين أن حركة “أمل” ستسمي الحريري إلى جانب القوات اللبنانية وكتلة اللقاء الديمقراطي، إضافة إلى كتلة المستقبل النيابية، وعدد من النواب المستقلين. وأشارت الأوساط إلى أن درب التأليف ستكون وعرة لأن “حزب الله” لن يرضى بأن لا يمثل رئيس الجمهورية ميشال عون و”الوطني الحر” في الحكومة الجديدة، وسيمارس ضغوطاً كبيرة على الرئيس الحريري إذا جرى تكليفه، من أجل الاستجابة لشروط التيار العوني وتمثيله في التشكيلة العتيدة، لأن الحزب يشعر بقلق مما ينتظره خارجيًا، بعد اشتداد الخناق على رقبته، جراء العقوبات الأميركية التي تستهدفه، بالتزامن مع الزيارة المرتقبة لمعاون وزير الخارجية الأميركية دايفيد هيل إلى بيروت، للقاء كبار المسؤولين، في ظل توقيت بالغ الخطورة، نظراً لما يمر به لبنان من أزمة اقتصادية ومالية صعبة للغاية، في الوقت الذي يبدو “حزب الله” وحلفاؤه مرتابين جداً من هذا الزيارة ونتائجها، في ضوء الحملة الأميركية المتصاعدة على إيران وأذرعها العسكرية في المنطقة. وعلم أن الرئيس عون لم يبدل في موقفه وهو مع تشكيل حكومة تكنوسياسية لأنها ستكون مضطرة لاتخاذ قرارات موجعة، وأن الرئيس عون لن يتمثل في حكومة اختصاصيين غير مطعمة بسياسيين. وفيما يتوقع أن تعقد الكتل النيابية، اليوم، اجتماعات لحسم خياراتها من موضوع التسمية، كل على حدة، قبل استشارات الاثنين إذا بقيت في موعدها، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن تكتل “الجمهورية القوية” طرح سابقا حكومة أخصائيين مستقلين “لأن أي حكومة على نسق الحكومات الماضية لن توصلنا الى مكان”. وقال:”نحن بأمس الحاجة لاستعادة ثقة مفقودة”. ولفت جعجع بعد لقائه الوزير السابق غطاس خوري، موفدا من الرئيس الحريري الى أن “انقاذ وضع معين يتطلب حكومة انقاذ لا حكومة وحدة وطنية. وفيما كشف جعجع، أن “القوات لن تشارك في الحكومة بكافة الأحوال، فإنه قال:”سنشارك بالاستشارات النيابية والقرار النهائي بشأن التسمية سيتخذ باجتماع تكتل الجمهورية القوية”. وسأل: “مم تخاف الكتل النيابية في ما خص حكومة اختصاصيين مستقلين في وقت يمكنها سحب الثقة منها بأي وقت في المجلس النيابي؟”. واعتبر جعجع أن مسألة تشكيل الحكومة لا تزال في أولها “لان بعض الاطراف لا يزال يصر على موقفه بحكومة كما الحكومات السابقة”.

من جهته، أعلن الوزير السابق غطاس خوري، ان “هناك تفاهما عميقا سابقا للحكومة مع جعجع “وإن شاء الله يكون لاحقا، لافتا الى أن المطلوب ان يبدي جعجع رأيه بتسمية رئيس الحكومة. وأوضح، انه لا شيء يمنع لقاء الحريري مع رئيس الجمهورية. وقال:” نبحث بمرحلة جديدة يكون فيها للأحزاب دور وأيضا للمواطنين الذين نزلوا الى الشارع والحريري يسعى بكل الوسائل للوصول الى حل”.

إلى ذلك، عرض “إعلاميون من أجل الحرية”، جملة الاستهدافات التي يتعرض لها المراسلون والإعلاميون في لبنان منذ بدء الإنتفاضة، والتي وصلت الى حدّ الاعتداء الشخصي واللفظي عليهم ما أدى الى إعاقة عملهم كإعلاميين. وقال الصحافي أسعد بشارة خلال مؤتمر صحافي: “الحريات منتهكة والسلطة لم تقم بأي إجراء جدي لوقف الممارسات ولمساءلة مرتكبيها ونضع ما يحصل في عهدة الهيئات المحلية والعربية والدولية ونحمّل السلطة المسؤولية عن أمن وسلامة وحرية المتظاهرين السلميين والاعلاميين”. أما الصحافية بولا نوفل وبعد تعرضها للضرب من قبل شرطة مجلس النواب أثناء تغطيتها لتحركات المتظاهرين، قالت: ما حصل قرب عين التينة مرفوض، فقد وصلنا الى مكان في لبنان تقمع فيه الحريات وينمع المواطنون من التعبير بحرية عن رأيهم، كما يتم التعرض الى الصحافة والصحافيين، لهذا نطلب من القوى الأمنية وقيادة الجيش إتخاذ التدابير اللازمة والمعاقبة لأن المحاسبة وحدها تمنع تكرار ما حصل.

ميدانياً، حاول عدد من مناصري حزب الله وحركة أمل، الدخول الى منطقة الخيم في وسط بيروت، وذلك اعتراضاً على خيمة “الملتقى the hub”. وعملت قوة من مكافحة الشغب بمؤازرة من الجيش على منعهم من الوصول الى الخيم. وقام هؤلاء الشبيحة، برمي الحجارة وقنابل المولوتوف على السيارات المتوقفة وباتجاه القوى الأمنية عند جسر الرينغ، ما دفع القوى الامنية إلى رمي قنابل مسيلة للدموع”. قضائياً، أحال رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، الملف المتعلق بتنظيم دفاتر الشروط للمناقصات العامة في بلدية بيروت، الى النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة لإجراء الملاحقة القانونية اللازمة.

 

سويسرا ترفع السرية المصرفية عن حسابات اللبنانيين

برن- وكالات/السبت 14 كانون الأول 2019

: وافق البرلمان السويسري على تبادل للبيانات المصرفية مع 18 دولة إضافية ابتداء من عام 2021، وهي: لبنان، ألبانيا، أذربيجان، بروناي، دومينيكا، غانا، كازاخستان، ماكاو، المالديف، نيجيريا، نيوي، عُمان، باكستان، بيرو، ساموا، سانت مارتن، ترينيداد وتوباغو وفانواتو. وكان مجلس الشيوخ، وافق، على مجموعة جديدة من البلدان للتبادل التلقائي للمعلومات المالية “AEOI”، ما يعني أن سويسرا ستقدم تفاصيل الحسابات المصرفية لمواطني هذه الدول في المصارف السويسرية إلى بلدانهم، وفي المقابل، ستتلقى سويسرا معلومات حول التفاصيل المصرفية للحسابات التي يحتفظ بها المواطنون السويسريون المقيمون في هذه البلدان. وتتلقى سويسرا بيانات مالية من 75 دولة وتشارك البيانات مع 63 أخرى. وكشفت السلطات السويسرية في الآونة الأخيرة عن أنها قدمت تفاصيل حول 3.1 مليون حساب مصرفي في مصارف سويسرية لأجانب، إلى بلدانهم. وتلقت في المقابل معلومات حول التفاصيل المصرفية لحوالي 2.4 مليون حساب لمواطنين سويسريين مقيمين في 75 دولة شريكة.

 

الدوحة تبدي استعدادها لمساعدة لبنان مالياً

بيروت ـ”السياسة” /السبت 14 كانون الأول 2019

أكد وزير المالية القطري علي شريف العمادي ان “دولة قطر ستقف إلى جانب لبنان خلال الأزمة الراهنة”، ما عدته مصادر نيابية لبنانية، مؤشراً لتقديم الدوحة مساعدات مالية للبنان لإخراجه من أزمته الخانقة التي يمر بها. وشارك وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال جميل جبق، في أعمال “منتدى الدوحة 2019، الذي نظمته، وزارة الخارجية القطرية على مدى يومين تحت شعار “الحوكمة في عالم متعدد الأقطاب”، برعاية أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وحضوره، ومشاركة قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء وسفراء ومسؤولين حاليين وسابقين، بالإضافة إلى نخبة من صناع القرار وأصحاب الفكر في مجالات السياسة والاقتصاد والطاقة والإعلام والثقافة وعدد من ممثلي المؤسسات العالمية ومنظمات المجتمع المدني.

 

توضيح حول علاقة باسيل بطوني صعب

وكالات/السبت 14 كانون الأول 2019

صدر عن الوكيل القانوني للوزير جبران باسيل المحامي ماجد البويز البيان التالي:

يتم التداول على وسائل التواصل الاجتماعي بخبر كاذب مفاده أن هناك حسابات مصرفية وشركات تجارية عائدة للوزير باسيل بإسم المدعو طوني صعب/ البتروني والمدرج اسمه على لائحة العقوبات الأميركية. أن هذا الخبر هو مفبرك وعار عن الصحة كالعادة بدليل أن لا علاقة تجارية او مالية تجمع الشخص المذكور بالوزير باسيل، الأمر الذي يثبت كذب وزيف الخبر. وكان من الأجدى على مطلقي هذه الشائعات إبراز ما يثبت وجود هذه الشركات او الحسابات المشار إليها بدلا من إلقاء التهم الباطلة جزافا مما سيجعلهم موضع مساءلة وملاحقة.

وبمطلق الأحوال نعلن اننا سنتقدم يوم الاثنين من جانب النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان بشكوى بحق الناشطة كندا الخطيب وبحق كل من تعمد نشر هذه الأخبار الكاذبة طالبين إبراز ما يثبت صحة مزاعمهم بهدف إدانتهم عن افعالهم الجريمة تلك.

 

صالح عاصي: شرعنا بالطعن قانونيا في قرار العقوبات الأميركي

وطنية - السبت 14 كانون الأول 2019

أعلن رجل الأعمال صالح عاصي، الذي أدرجت وزارة الخزانة الأميركية اسمه ضمن لائحة عقوبات جدية طالته مع شخصين آخرين، استغرابه واستنكاره الشديد لأن يزج باسمه "في قضايا سياسية وتمويلية، وأن يتم وضعه على قوائم العقوبات ومن ثم يرفق الامر بتصريحات لمسؤولين أميركيين يؤكدون ذلك، وكأنما الحكم قد اتخذ وصار مبرما". وأضاف في بيان: "انني إذ أنفي نفيا قاطعا كل ما ورد عن علاقات تمويلية لي بجهات سياسية أو بأشخاص وشركات جرى وضعها على قوائم العقوبات، فإنني اؤكد ان أعمالي واضحة جدا وشركاتي تعمل وفق المعايير الدولية للشفافية والمراقبة التامة، واننا عند استخدام القنوات المصرفية والمالية نحترم هذه الشروط حيث اننا لا نعمل إلا من خلال المؤسسات والتحويلات ولا نتعاطى بالنقد الورقي أو أي أشكال اخرى قد تكون عرضة للشكوك". وتابع: "ان التهم غير القانونية الموجهة إلينا على المستوى الشخصي، تدحضها كل الوقائع والإثباتات والتاريخ من العمل الاقتصادي الشفاف والنظيف والنزيه والمهني والشخصي البحت. كما تدحضها الافتراءات ومحاولات الضغط والابتزاز المحلية التي يمارسها البعض علينا، والتي لم نستطع حتى اليوم التخلص من ذيولها على الرغم من تقيدنا الكامل بالقانون وثقتنا بالقضاء اللبناني. فكيف يمكن توجيه هذه الإتهامات الباطلة من الخارج، بحق من يتعرض داخل لبنان لدعوى انتقامية غير مستندة على أي معطى قانوني يمكن لأي نافذ افتعالها أو حلحلتها؟". واستطرد قائلا: "إن بعض الافتراءات يمكن أن يكون مصدرها محليا أو في بلدان الاستثمار، وذلك بسبب التنافس والنجاح، إلا أن سوق مثل هذه الاتهامات يتجاوز كل منطق وحدود. ويهمنا التاكيد اننا شرعنا بالطعن قانونيا في القرار، عبر اتخاذ الخطوات القانونية الضرورية التي تثبت بطلان الاتهامات العشوائية بطلانا كاملا لا لبس فيه". وختم ب"الإشارة إلى أن السيد طوني صعب هو موظف لدينا كمحاسب، ولا يملك اي سهم في شركاتنا".

 

أركان السلطة انقلبوا على بعضهم... والحراك بالمرصاد

عبير بركات/الكلمة أون لاين/14 كانون الأول/2019

بعدما اوضح السيد حسن نصرالله رأي حزب الله في مسألة الحكومة  بوضع كل الإحتمالات على الطاولة إنطلاقا من أربعة خيارات، الاول حكومة  أكثرية من حلفائه، الثاني حكومة أكثرية من خصومه، الثالث حكومة شراكة برئاسة الحريري، والرابع حكومة برئاسة مَن يسميه الحريري، ردت اوساط الحراك بأنها تؤيد الخيار الخامس والذي يتمثل  بحكومة دون وجوه اي حزب سلطوي واي جهة شاركت في الحكم، مؤكدة ان الحراك لن يقبل الا بمستقلين ومتخصصين يشكلون حكومة مصغرة انتقالية ذات صلاحيات تشريعية، ولن يقبل بأي شخص غطى فساد ووافق على سياسات إفقار الشعب.

وبما ان الحريري كان قد حسم موقفه بأنه لن يؤلف إلا حكومة اختصاصيين عندما قال "إذا أرادوا حكومة تكنوسياسية فليفتِّشوا عن غيري"  فذلك يؤكد اننا امام فراغ طويل اذ لا اسم مطروح غيره حتى اليوم، واكد هذا الموضوع السيد نصرالله بقوله "إن التأليف لن يكون عملية سهلة"، فنحن امام حكومةِ تصريف أعمال مضطرة الى أخذ إجراءات تواكِب الأوضاع النقدية والإقتصادية الصعبة

ويبدو من المواقف المتناقضة للكتل الحزبية ان السلطة فشلت بالتواطؤ فانقلبت على بعضها..مما يعتبر انتصارا للثورة التي بدأت تحقق اهدافها وان لم تكن اهدافا عملية بعد ولكن استطاعت ان تظهر التوافق المبطن للسلطة على حساب الشعب ونجحت أن تمنع التوافق والمحاصصة بين اهل السلطة. ايضا تؤكد اوساط الحراك رفض تسمية سعد الحريري، أو أي شخصية غير مستقلة وكفوءة، لرئاسة الحكومة المقبلة، ورفضها المطلق لمشاركة كل الاحزاب وتحديدا التيار الوطني والقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي وتحميل حزب الله وحركة أمل مسؤولية رعاية الفساد في حال تمسكهم بتسمية الحريري وبالمحاصصة السياسية في الحكومة المقبلة في ظل اتهامات اميركية تحمل حزب الله  سبب مشاكل اقتصادية للبنان وتفرض عقوبات على أشخاص من كل المذاهب والأديان متهمون بتمويله. وقد دعا الحراك الى التجمع في الساحات نهار الاثنين لمواكبة الاستشارات النيابية والجهوزية الكاملة لشل البلد بكل الوسائل السلمية الممكنة.

 

قاسم يكشف: لم نتفق بعد لا على الشكل ولا على المضمون

وكالات/14 كانون الأول/2019

قال نائب الأمين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم خلال حفل التكليف السنوي الذي أقامته مدارس المصطفى "الغدير" في قاعة الجنان: "نريد حكومة إصلاحية إنقاذية فيها أوسع تمثيل ممكن، تتعظ من غضب الناس وتعطيهم حقوقهم في العيش الكريم، وتحمي هذه الحقوق بجملة من التشريعات الفورية والاستراتيجية، حكومة تعمل بسياسات اقتصادية واجتماعية ولا تتصرف بطريقة عشوائية، وتأخذ في الاعتبار توفير فرص العمل، وتهتم بالزراعة والصناعة، وتوقف الهدر والفساد وتعمل بإدارة حازمة، ولا تتراخى مع المفسدين ومع أولئك الذين يأخذون البلد إلى الدمار". اضاف: "من أكبر مهمات الحكومة الجديدة، هي السياسات المالية والنقدية، إذ لا يعقل أن يحرم المواطن اللبناني الذي ادخر أمواله في المصارف من أن يأخذ أمواله تحت حجج مختلفة، من أنتم حتى تحرموا الناس مدخراتهم ؟ ومن أعطاكم هذا الحق ؟ المفروض أن تشرف الحكومة على معالجة هذه القضية الحساسة للافراج عن أموال المودعين ولتحريك حالة الاقتصاد".

وتابع: "اليوم كل حديث عن شكل الحكومة ومضمونها سابق لأوانه، كل ما تسمعونه عبر وسائل الإعلام أن شكل الحكومة سيكون كذا أو كذا ليس صحيحا، ولم نتفق بعد لا على الشكل ولا على المضمون، نحن ننتظر أن يكلف رئيس للحكومة وبعد ذلك تجري مشاورات معه من قبل الكتل النيابية المختلفة لتحديد شكل الحكومة ومضمونها، بما ينسجم مع خيار المجلس النيابي والكتل النيابية فيه، لأن الحكومة ليست شخصا، الحكومة مجموعة تأخذ قرارا وهي مجتمعة، وبالتالي لا يمكن أن يتم اختيارها على مزاج أحد، وإنما يجب اختيارها على قاعدة التفاهم مع الكتل المختلفة والسياسات المطلوبة". وختم قاسم: "لم يعد بإمكان حسابات الزعامة على حساب لقمة عيش الفقراء أن تستمر، إن شاء الله تكون المرحلة المقبلة مرحلة إنجاز حكومة لأن البلد لم يعد يتحمل، الوضع الاجتماعي أصبح سيئا جدا، والوضع الاقتصادي يتدهور، إن لم تتشابك الأيدي من أجل إيجاد الحلول المطلوبة، فالبلد سيكون وبالا على كل الناس الموجودين فيه".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

المعارضة الإيرانية تطالب بتغيير نظام الملالي وسط دعوات أميركية إلى ردعه عسكرياً ومحتجون أفغان ضد طهران: لن نقبل بتحويل بلادنا لسورية أخرى

بروكسل، طهران، عواصم – وكالات/14 كانون الأول/2019

 أكد نجل شاه إيران السابق رضا بهلوي أن الاحتجاجات الأخيرة التي اجتاحت إيران، دلت على غضب واسع النطاق ضد الحكومة في طهران، وأكدت أن الحل الوحيد هو الديمقراطية العلمانية، مضيفا أن التغيير هو المطلب الجوهري، وأن الاحتجاجات تعبر عن رغبة في إنهاء 40 عامًا من الاضطهاد.

وتابع: إن المحتجين لم يهتفوا للمطالبة بإصلاحات أو خفض أسعار الوقود، بل هتفوا “لا نريد الجمهورية الإسلامية” و”ارحل خامنئي”، مؤكدا أن الشعب الإيراني أدرك منذ 40 عاما أن الأولويات الوحيدة للنظام هي حماية وتوسيع سلطته وسيطرته، والإثراء على حساب الشعب، ومعتبرا أن ارتكاب المذابح خلال التظاهرات ليست بالأمر المفاجئ”. من جانبهم، دعا مشاركون في مؤتمر “مستقبل القومیات في إيران” بالبرلمان الأوروبي في بروكسل، بموقف صارم من نظام طهران، حيث انتقدت المحامية الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام شیرین عبادي، مواقف الدول الأوروبية إزاء الاحتجاجات الأخيرة في بلادها، داعية إياها إلى سحب سفرائها من طهران “تنديداً بقمع احتجاجات نوفمبر الماضي”. على صعيد متصل، دعا تقرير صدر عن “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، الإدارة الأميركية، إلى الرد عسكرياً على استفزازات وهجمات إيران المتواصلة في المنطقة، محذرا من أن المسار الإيراني المزعزع لاستقرار المنطقة، سوف يستمر حتى تشعر طهران بالمخاطر الجدية لاعتداءاتها. في غضون ذلك، استدعى القضاء الإيراني عشرات الناشطين من بين 77 شخصية، وقعوا على بيان يدين القمع الدموي للاحتجاجات الأخيرة، بتهمة “الدعاية ضد النظام” و”إهانة المرشد الأعلى”. ونشرت عائلة الصحافي والناشط الإصلاحي عيسى سحرخيز، صورة لأمر من المحكمة، على منصات التواصل الاجتماعي، يظهر استدعاء سحرخيز للمثول أمام المحكمة الثورية خلال خمسة أيام بنفس التهم. على صعيد آخر، أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، عن أمله في أن تسفر زيارة الرئيس حسن روحاني لليابان في وقت لاحق الشهر الجاري، عن خطوات مهمة لتخفيف حدة التوتر في المنطقة، معتبرا الزيارة مهمة، قائلا: إن اليابان كدولة صديقة تقترح وبنية حسنة، حماية مصالح الجميع في المنطقة، موضحا ان اليابان قدمت اقتراحات لتخفيف التوترات، ونأمل في اعتماد خطوات في هذه الزيارة لتحقيق النتيجة المرجوة. إلى ذلك، ينتاب القلق الأوساط السياسية والشعبية في أفغانستان، بسبب تدخل إيران من خلال محورين في الشؤون الأفغانية، الأول بشأن عودة ميليشيات فاطميون “الشيعية” من سورية، والثاني حول دعم طهران لحركة طالبان “السنية” الأمر الذي يؤكد بأن النظام الإيراني يحاول احتكار أي ورقة ممكنة بغض النظر عن المذهب والدين والقومية خدمة لمصالحه في أفغانستان. واتهم الشباب الأفغان في مدينة هيرات على الحدود مع محافظة خراسان الإيرانية، السلطات الإيرانية بدعم “المجموعات الإرهابية من قبيل حركة طالبان وجيش فاطميون”، ودعوا إيران إلى الحد من مساعيها للسيطرة على مصادر المياه الحدودية بين البلدين في الأراضي الأفغانية.

وأكدوا في احتجاجات “إن الاستفادة من مقاتلي فاطميون بواسطة إيران، يشكل قلقا للأفغان ويتخوفون من دفع أفغانستان نحو وضع مماثل للوضع في سورية، نحن نقول للسلطات الإيرانية لن نسمح لكم إعادة أفغانستان إلى ثمانينات أو تسعينات القرن الماضي”.

 

أميركا: تركيا تسير عكس سياساتنا وتصرفاتها غير موثوقة

نيويورك – وكالات/14 كانون الأول/2019

 أكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، أن تركيا تتبع حالياً، نهجاً سياسياً لا يتطابق مع النهج الأميركي. وقال اسبر إن الإدارة الأميركية كانت تعتقد أن تركيا شريك موثوق، ولكن سياسات تركيا حالياً ليست سياسات شريك موثوق أو نهج لا ينم عن اتجاه مؤيد للسياسات الأميركية، “فأنقرة تسير باتجاه مغاير لاتجاه الولايات المتحدة”. وأضاف إن تركيا وضعت عراقيل أمام التخطيط في إطار حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وتدخلت في سورية، الأمر الذي لا أعتبره مفيداً. من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أنها على علم بأن هناك اختبارات لمنظومة الدفاع الروسية “أس 400” في تركيا، مضيفة أنه إذا أرادت أنقرة العودة لبرنامج الطائرات الأميركية “أف 35، عليها التخلص من منظومة الدفاع الروسية. من جهة أخرى، خصص مجلس وزراء شمال قبرص التركي مطاراً على جزيرة قبرص المقسمة كقاعدة لطائرات تركية مسيرة ترافق سفن التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، وذلك في خطوة من المرجح أن تزيد من التوتر مع الاتحاد الأوروبي.

 

واشنطن تعاقب قيادات “الحشد الشعبي” و”العصائب” تقطع طرق بغداد أميركا حذَّرت إيران من تهديد مصالحها بالعراق ... والمتظاهرون رفضوا السوداني وغيّروا اسم شارع الخميني

بغداد – وكالات/14 كانون الأول/2019

 واصلت ميليشيات إيران في العراق تهديداتها، حيث قطعت “عصائب أهل الحق” أمس، عدداً من شوارع بغداد، وذلك احتجاجا على تشريع يدرسه الكونغرس الأميركي، يستهدف فرض عقوبات إضافية على تسعة قيادات في ميليشيا “الحشد الشعبي”، وذلك لضلوعها في قتل المتظاهرين. في غضون ذلك، حذّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إيران من “رد حاسم”، إذا تعرضت مصالح بلاده في العراق لأي أضرار، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستواصل العمل جنباً إلى جنب مع شركائها العراقيين. وقال بومبيو على حسابه بموقع “تويتر”، إن “الهجوم الإيراني بالوكالة أدى إلى إصابة خمسة جنود عراقيين”، مضيفا أنه “يجب اغتنام الفرصة لتذكير قادة إيران، بأن أي هجمات من جانبهم أو ممن ينوب عنهم من أي هوية تلحق أضراراً بالأميركيين أو بحلفائنا أو بمصالحنا، فسيتم الرد عليها بشكل حاسم”. من جانبها، أعلنت السفارة الأميركية في بغداد، أن “عملاء إيران قاموا أخيراً، بهجمات عدة ضد قواعد تتواجد فيها قوات الأمن العراقية جنباً إلى جنب مع القوات الأميركية”، مؤكدة أنه “يجب على إيران أن تحترم سيادة جيرانها، وأن تتوقف فوراً عن تقديم المساعدات والدعم لأطراف ثالثة في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة”. في المقابل، نددت الخارجية الإيرانية، بالاتهامات الأميركية لها بالمسؤولية عن الهجمات الصاروخية على القواعد العسكرية الأميركية في العراق. ميدانيا، طالب المتظاهرون العراقيون، الرئيس برهم صالح، بعدم تسمية أي مرشح لتشكيل الحكومة الجديدة تطرحه الأحزاب والقوى السياسية، حيث شهدت ساحات الاحتجاج في اليومين الماضيين، نشاطات عدة عبرت عن رفض المحتجين ترشيح النائب محمد شياع السوداني، لرئاسة الحكومة الجديدة. وطالب النائب عن كتلة “سائرون” صباح الساعدي في رسالة للرئيس برهم صالح أمس، عدم تكليف أي شخصية تتقدم بها القوى السياسية لرئاسة الحكومة. وفي كربلاء، نفت قيادة شرطة المدينة، الأنباء المتداولة بشأن إصابة عدد من المتظاهرين العراقيين طعناً بالسكاكين. وفي البصرة، أفاد مصدر أمني ليل، أول من أمس، بقيام مجهولين بقتل ثلاثة مدنيين في حوادث متفرقة بالمحافظة بأسلحة كاتمة للصوت، فيما أقدم المتظاهرون على استبدال اسم شارع الخميني بالمحافظة إلى شارع “شهداء أكتوبر‏”. من جهة أخرى، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية في بيان، تلقيها 25 بلاغ اختطاف لمتظاهرين منذ بدء الاحتجاجات، مضيفة أن هناك عصابات لديها جرأة كبيرة في ارتكاب جرائم وسط بغداد. وكانت المرجعية الشيعية العليا في العراق أكدت أول من أمس، أن على المتظاهرين اتباع الأساليب السلمية كونها الشرط الأساس للانتصار في معركة الإصلاح، وما يدعو إلى التفاؤل أن المشاركين في التظاهرات والاعتصامات يدركون أهميتها.

وقال معتمد المرجعية الدينية العليا خلال خطبة صلاة الجمعة في كربلاء، إن “أمام المتظاهرين معركة مصيرية وهي معركة الاصلاح والعمل على إنهاء حقبة طويلة من الفساد، وأن العراقيين قادرون على خوض معركة الإصلاح”. من جهة أخرى، رحب أعضاء مجلس الأمن الدولي، بالجهود التي تبذل لإجراء حوار شامل بين الحكومة والشعب، مطالبين بإجراء تحقيقات بشأن أعمال العنف والقمع. وجددوا دعمهم لاستقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه ورفاهيته، معربين عن قلقهم البالغ إزاء “الخسائر في أرواح المتظاهرين ومقتل المتظاهرين العزل وتشويههم واعتقالاتهم التعسفية”. إلى ذلك، أمر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس، بإغلاق جميع المؤسسات التابعة لتياره، لمدة عام كامل، واستثنى منها “سرايا السلام” ومؤسسة مرقد محمد صادق الصدر، والمكتب الخاص.

 

روسيا ترصد نقل راجمات صواريخ ومدرعات عسكرية إلى محيط حلب ومقتل ثلاثة من "الخوذ البيضاء" في سيارة إسعاف

دمشق – وكالات/14 كانون الأول/2019

 أعلنت روسيا، أن استخباراتها رصدت حشد المسلحين في سورية قواتهم وأسلحتهم الثقيلة في محيط مدينة حلب شمال غرب سورية.

وقال رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية، التابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء يوري بورينكوف في بيان، أول من أمس، إن “وسائل الاستطلاع الروسية رصدت، على مدار اليومين الماضيين، عملية نقل راجمات صواريخ ومدرعات من قبل التشكيلات المسلحة غير الشرعية باتجاه مدينة حلب وبلدة أبوالضهور في محافظة إدلب”. وأضاف “كما وردت إلى مركز المصالحة الروسي معلومات تفيد بأن قادة تنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة)، بالتعاون مع تنظيم الخوذ البيضاء، الذي يزعم أنه إنساني، يخططون في بلدات واقعة جنوب منطقة إدلب لخفض التصعيد، لتنفيذ عملية مفبركة لاستخدام مواد سامة وتدمير مواقع بنية تحتية”. وأوضح أن “هدف هذه الاستفزازات يكمن في إعداد صور ومقاطع فيديو، ليتم نشر تقارير تتضمن اتهامات إلى قوات النظام السوري باستخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين وشن ضربات عشوائية، على المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام في الشرق الأوسط والغرب”.

ودعا “قادة التشكيلات غير الشرعية إلى التخلي عن الاستفزازات باستخدام السلاح وسلك الطريق نحو التسوية السلمية للأوضاع في مناطق سيطرتهم”. في غضون ذلك، قتل ثلاثة عناصر من “الخوذ البيضاء” في ريف حماة الشمال الغربي، أول من أمس، جراء انفجار شحنة من المتفجرات كانوا ينقلونها في سيارة إسعاف. وقالت مصادر محلية، إن انفجار سيارة الإسعاف ناجم عن قيام العناصر الثلاثة بنقل مواد متفجرة من ريف إدلب باتجاه مناطق ريف حماة الشمال الغربي بواسطة سيارة إسعاف تابعة للمنظمة، خوفا من رصد الشحنة عبر طائرات الاستطلاع الروسية.

وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أول من أمس، مقتل خمسة مدنيين وستة عسكريين سوريين جراء هجمات شنها مسلحون في شمال غرب سورية خلال ديسمبر الجاري. من ناحية ثانية، بعد أن أكد البيان الختامي للجولة 14 من محادثات أستانا، بشان الملف السوري، رفض الأجندات الانفصالية تحت اسم الحكم الذاتي، رفضت “الإدارة الذاتية” لشمال شرق سورية نتائج الاجتماع. وأكدت “الإدارة” في بيان، أن “مثل هذه الاجتماعات لن تثمر عن أية نتائج، لأنها لم تكن ممثلة لإرادة السوريين وتنم عن رؤية ناقصة للواقع السوري”. واعتبرت أن “النتائج لم تصب يوماً لا في أستانا ولا في جنيف وسوتشي في مصلحة الشعب السوري، وأن النقاشات دائماً كانت بعيدة كل البعد عن المخاطر الحقيقية التي تهدد سورية وشعبها، وفي مقدمها الاحتلال التركي والإرهاب، وارتكز البعض في خطاباته على معاداة السوريين وجهودهم في خلق حل وطني سوري”، مشيرة إلى أنها “أثبتت عملياً دعمها لوحدة سورية، وإلى استعدادها للحوار السوري – السوري”. وأضافت إن “وجود الدولة التركية في الاجتماعات في الوقت الذي تحارب فيه الشعب السوري، يعطي شرعنة لعملياتها العسكرية وغطاءً سياسياً لتحقيق أهدافها في سورية”. إلى ذلك، استأنفت إيران تسيير قوافل الزوار الإيرانيين إلى سورية، حيث وصلت إلى مطار دمشق أول من أمس، أول قافلة تابعة لمنظمة الحج والزيارة الإيرانية. وضمت القافلة 45 شخصاً، ويتضمن برنامجهم الإقامة لمدة أربعة أيام وثلاث ليال، يزورون خلالها مرقد السيدة زينب، ومرقد السيدة رقية بنت الإمام الحسين، ومقبرتي باب السلام وباب الصغير.

 

روسيا تستعيد ثمانية من أطفال “داعش” من العراق

موسكو – أ ش أ/14 كانون الأول/2019

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن ثمانية أطفال روس، ممن كانوا في مناطق تنظيم “داعش”، أعيدوا من العراق إلى روسيا، عبر دمشق، مشيرة إلى أخذ نحو مئة عينة من الأحماض النووية لآخرين، بهدف تحديد علاقاتهم الوراثية مع أوصيائهم المحتملين في روسيا. وذكرت الوزارة في بيان، أول من أمس، أنه “في الوقت الراهن، أعيد ثمانية روس تحت السن القانونية إلى أراضي روسيا الاتحادية من سجن دمشق وتم أخذ نحو مئة عينة من الحمض النووي لآخرين، من أجل تحديد العلاقة الوراثية مع أوصياء عليهم محتملين في روسيا .. العمل مستمر، وبشكل خاص، على تحديد العدد الإجمالي للأطفال الروس في منطقة نهر الفرات السوري”. وأضافت إنه “تم تلخيص نتائج المهمة الإنسانية المكتملة للعودة إلى وطنهم، وعددهم 122 طفلاً روسياً، عثر عليهم في السجون ودور الأيتام، كانوا مع أمهاتهم بصورة غير قانونية في العراق، حيث يخضعن للتحقيق أو المحاكمة بتهم تورطهم في الانخراط بالمنظمات الإرهابية”. من ناحية ثانية، أعلنت هيئة الأمن الفدرالية الروسية أول من أمس، القبض على خمسة مسلحين من أنصار “داعش” في موسكو خططوا لأعمال إرهابية، بينهم مواطنان روسيان اثنان وثلاثة من آسيا الوسطى.

 

رئيس الوزراء الباكستاني يبدأ جولة وساطة جديدة بين السعودية وإيران

واشنطن: هجمات "أرامكو" كان هدفها الاقتصاد العالمي... وريما بنت بندر زارت قاعدة فلوريدا

الدوحة، واشنطن، الرياض، عواصم – وكالات/14 كانون الأول/2019

زار رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان السعودية أمس، لإجراء محادثات مع قيادة البلاد، في إطار مواصلة جهود الوساطة لخفض التوتر بين المملكة وإيران، وسط أنباء عن “طفرة في المحادثات”. وتعليقا على دور الوساطة الذي تلعبه باكستان بين السعودية وإيران في ظل الزيارة، قال المتحدث باسم الخارجية الباكستانية محمد فيصل “نواصل بذل جهود خالصة”، معتبرا زيارة خان للسعودية الرابعة منذ مايو 2019، تمثل “ميزة للعلاقات الأخوية” بين باكستان والمملكة. من جانبها، ذكرت وسائل إعلام باكستانية، أن الزيارة مهدت لها محادثات أجراها أخيرا في السعودية مسؤولون آخرون من باكستان، بينهم وزير الخارجية ومدير وكالة الاستخبارات. وقالت صحيفة “باكستان توداي” إن “موجة زيارات القادة الباكستانيين المدنيين والعسكريين إلى السعودية وإيران خلال الأسابيع الأخيرة، سمحت بترجيح تحقيق طفرة معينة في المناورات الديبلوماسية التي بادرت بها إسلام آباد”. في غضون ذلك، أعلن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين أمس، أن الهجمات الإيرانية على منشآت شركة “آرامكو” النفطية السعودية، كانت هجمات على الاقتصاد العالمي.وقال منوتشين على هامش مشاركته في “منتدى الدوحة”، إن “القوات الأميركية موجودة في السعودية على أساس دفاعي فحسب”، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستنهي العقوبات على إيران، عندما تلبي طهران الشروط الضرورية. من جانبها، زارت سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية الأميرة ريما بنت بندر، قاعدة بنساكولا الجوية البحرية في فلوريدا، لتقديم “خالص تعازيها للمأساة” التي اندلعت الأسبوع الماضي. وخلال زيارتها، أكدت الأميرة ريما تعزيز تعاون السعودية الكامل مع السلطات الأميركية، في التحقيق بشأن الحادثة التي وقعت في القاعدة، والتقت بقيادة القاعدة وكررت إدانتها للهجوم، مؤكدة أنها ستظل مهتمة بالقضية، وستقدم أي مساعدة ممكنة لتسريع التحقيق. بدورها، اعتقلت السلطات الأميركية مبتعثا سعوديا بزعم تخطيطه لقتل أساتذته، حيث ذكرت صحيفة “البوكيرك جورنال” الأميركية، إن “القحطاني طالب الهندسة الميكانيكية حسن القحطاني، قضى عطلة نهاية الأسبوع خلف القضبان، بأمر من محكمة فيدرالية وجهت له تهمة حيازة سلاح ناري، بالإضافة إلى تهمة خطيرة وهي أنه كان لديه قائمة بأشخاص يخطط لقتلهم، ومن بينهم أساتذة في الجامعة”. من جانبها، نقلت وكالة “أسوشيتيد برس” عن جويل مايرز، محامي القحطاني، خيبة أمله من توقيت الاعتقال في اليوم الذي يسبق حفل تخرج موكله”، موضحا أن “القحطاني، موجود في الولايات المتحدة بشكل قانوني بتأشيرة طالب، وأنه يعيش مع زوجته ولا يمنعه القانون من امتلاك سلاح ناري”. من جهة أخرى، ألقت الأجهزة الأمنية المصرية القبض على قالتلي شاب سعودي في منطقة النزهة شرق العاصمة المصرية القاهرة، بدافع السرقة. وكشفت التحقيقات أن السعودي راجح صالح ساقان الحارثي، قدم إلى القاهرة قبل أيام لإجراء جراحة في الأسنان عند مركز طبي شهير، وعقب عودته من المركز مساء الثلاثاء الماضي استقل سيارة تاكسي لمسكنه قي منطقة النزهة، حيث أبلغت أسرته المسؤولين بانقطاع الاتصال بعدها بالابن، وباقتحام الشقة عثر عليه مقتولا بطعنات واختفاء جواله ومبالغ مالية. وتمكنت أجهزة الأمن من الوصول للمتهمين، حيث كشفت كاميرات مراقبة وتتبع هاتف المجني عليه تورط سائق التاكسي في الحادث، بعد علمه بإقامة الشاب بمفرده في الشقة.

 

الإمارات تتهم قطر بمحاولة شق الصف والتهرُّب من التزاماتها والدوحة أعلنت عن "تقدم ضئيل" في حل الأزمة الخليجية... وتميم: "الدفة مالت"

أبوظبي، الدوحة، عواصم – وكالات/14 كانون الأول/2019

اتهمت الإمارات الحكومة القطرية، بالسعي إلى شق الصف بين دول الخليج العربية، من خلال التصريحات حول جهود حل الأزمة الحالية، من خلال مفاوضات مع السعودية فقط مع إهمال الأطراف الأخرى.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، في تغريدة على “تويتر”: إن “التسريبات القطرية الأخيرة بشأن حل أزمة الدوحة مع السعودية الشقيقة دون الدول الثلاث، تكرار لسعي الدوحة إلى شق الصف والتهرب من الالتزامات”، مضيفا أن “الرياض تقود جبهة عريضة من أشقائها في هذا الملف والملفات الإقليمية الأخرى، والتزامها بالمطالب والحلفاء أساسي وصلب”. في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن أمس، أنه “تم إحراز تقدم طفيف في سبيل حل الخلاف مع السعودية والإمارات ومصر والبحرين”.

ولدى سؤاله عما إذا كان هناك تقدم في قمة مجلس

التعاون الخليجي الأسبوع الماضي، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن تصريحات لـ”رويترز” إن “هناك تقدم، لكنه تقدم ضئيل”. من جانبه، حذر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، من أن العالم انحرف عن القيم والأهداف التي طرحت بعد انتهاء الحرب الباردة، مشددا على أهمية احترام القانون الدولي ومبدأ المسؤولية المشتركة. وأشار الأمير تميم خلال افتتاحه الدورة الـ19 من منتدى الدوحة، إلى أن “مفاهيم المجتمع الدولي والشرعية الدولية والمسؤولية المشتركة والعالم متعدد الأقطاب، كانت سائدة في بداية الألفية”، متسائلا: “أين نحن اليوم من كل هذا؟”. وحذر من أن “الدفة مالت” في السنوات الأخيرة، لصالح الرؤى المشككة في أهمية المسؤولية المشتركة والقانون الدولي كمرجعية جامعة، “مما فسح المجال لفعل قانون القوة على الساحة الدولية، بدلا من العمل على تعزيز قوة القانون”. وصرح بأن “الرؤية الأممية المشتركة التي بدت واضحة في بداية الألفية تشوشت منذ ذلك الحين، سواء من ناحية الشرعية الدولية وقضايا الفقر والبيئة والمناخ، أو فيما يتعلق بمحاسبة مجرمي الحرب”، لافتا إلى أن “العالم لا يزال يواجه نفس التحديات المتزايدة”. وذكر أن هذه المشاكل لا يمكن تسويتها إلا ضمن جهود دولية منسقة ورؤى مشتركة، مشددا على ضرورة البحث عن مواطن الخلل التي جعلت الكثيرين يفقدون إيمانهم بنجاعة النظم والآليات الأممية القائمة، وتكثيف الجهود المخلصة في وضع تصورات جديدة للمرحلة القادمة. وأكد أنه لم يتضح ما إذا كانت المرحلة انتقالا من أحادية القطب إلى تعددية الأقطاب، أم هي “حالة من التشظي وتنصل الدول الكبرى من مهامها ومسؤولياتها”، موضحا أن تعددية الأقطاب لا تمنع التكامل في الأدوار وقد تغني العلاقات الدولية بزوايا نظر مختلفة، غير أن السيناريو الثاني الذي يتمثل بصراعات على النفوذ بين محاور، دون مسؤوليات كونية متفق عليها ورؤى لمصلحة العالم، يعد تراجعا حتى عن مرحلة القطبين. ويشهد المنتدى الذي ينعقد تحت شعار “الحوكمة في عالم متعدد الأقطاب”، مشاركة رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، ومن تركيا وزيرا الدفاع خلوصي أكار، والخارجية مولود تشاووش أوغلو، والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالن، ومن الولايات المتحدة وزير الخزانة ستيفن منوشن، برفقة مستشارة الرئيس الأميركي وابنته إيفانكا ترامب.

 

معركة طرابلس.. الجيش الليبي يستعيد مواقع شرق العاصمة

العربية.نت/14 كانون الأول/2019

بعد أيام فقط من إعلان المعركة الحاسمة للسيطرة على العاصمة الليبية، حققت إحدى كتائب الجيش الليبي تقدماً يومي الجمعة والسبت في محور عين زارة جنوب شرقي طرابلس. وأكدت سرية المشاة بالكتيبة 127 مجحفلة التابعة للجيش أن عناصرها تمكنت من الاستيلاء على مراصد ومواقع مهمة لقوات حكومة الوفاق، والسيطرة على المخازن "الهناقر" في منطقة الأبيار بعين زارة، مكبدة تشكيلات الوفاق خسائر فادحة في الأرواح والمعدات والعتاد. إلى ذلك لفتت إلى أنه "تم إعطاب أكثر من آلية عسكرية وتقهقر المجموعات المسلحة باتجاه المدينة". وفي وقت سابق السبت، أفاد مراسل "العربية/الحدث"، بتجدد الاشتباكات في منطقة وادي الربيع جنوب شرقي طرابلس. في التفاصيل، أكد المراسل تجدد الاشتباكات بين الجيش الليبي وقوات الوفاق في منطقة وادي الربيع الواقعة جنوب تاجوراء، تلك المنطقة التي تبعد عن مركز العاصمة حوالي 37 كيلومتراً. يذكر أن شعبة الإعلام الحربي التابعة لقائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، كانت أفادت الجمعة، في بيان لها على فيسبوك، بأن منصات الدفاع الجوي بالقوات المسلحة استهدفت طائرة مسيرة تركية وقامت بإسقاطها في سماء العمليات، تحديداً بمحور عين زارة. فيما أكدت معلومات أخرى تقدم الوحدات العسكرية في كافة محاور طرابلس، حيث سيطر الجيش على معسكر حمزة، وتقدم في أكثر من محور بالمنطقة الغربية. يشار إلى أن حفتر كان أعلن في خطاب متلفز الخميس انطلاق "المعركة الحاسمة" وأمر قواته بالتقدّم نحو قلب العاصمة.

 

«مجلس سوريا الديمقراطية» يرفض اختزال الأزمة السورية في عملية دستورية

مظلوم عبدي يحث على وقف «الغزو التركي» بعد اعتراف الكونغرس الأميركي بإبادة الأرمن

القامشلي (سوريا): كمال شيخو/14 كانون الأول/2019

رفض «مجلس سوريا الديمقراطية» بيان اجتماع آستانا الأخير والتوافقات التي أكدت أنها لا تمثل حلاً ينهي أزمة السوريين ومعاناتهم، واتهمت الدول الضامنة بمحاولة تصفية القضية السورية بما يخدم مصالحها، كما جاء في بيان نشر على حسابها الرسمي يوم أمس، وأكد الرئيس المشترك للمجلس المعارض السوري رياض درار بأنّ بيان «آستانا» تعبير عن غياب إرادة الحل السياسي، وقال: «يتعاملون مع الملف السوري وخصوصاً بشمال وشرق سوريا تعاملاً أمنياً، واللجوء للحلول العسكرية التي قوضت السيادة السورية».

ويعتبر «مجلس سوريا الديمقراطية» المظلة السياسية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية، حيث حملَ المجتمع الدولي والدول الضامنة لمسار «آستانا» والمبعوث الأممي غير بيدرسون التخلي عن قضية تمثيل الأطراف السياسية السورية بالعملية السياسية، «بعد أن اختزلت الأزمة في عملية دستورية أقصت أطرافاً سياسية سورية فاعلة على الأرض في مقدمتها مجلس (مسد)، والممثلون الحقيقيون للشعب الكردي رضوخاً لشروط الطرف التركي»، كما نص بيان المجلس. وأكد درار استعداد الإدارة الذاتية و«مجلس سوريا الديمقراطية» للتعاون مع مختلف الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية، بهدف وضع مشروع الإدارة ضمن مسار وطني يخدم الوحدة والسيادة السورية، وقال: «التزمنا طوال سنوات الأزمة بتبني الحوار السوري - السوري، ونؤكد التزامنا بالحلول الوطنية»، وأخبر بأن الحكومة السورية لا تمتلك رؤية للحل وترفض الحوار السياسي، وأضاف: «بشار الجعفري أنكر وجود أزمة يجب حلها عبر الحوار، واتهم الإدارة بالانفصال رغم إبرام تفاهم عسكري برعاية روسية بين قوات (قسد) والجيش السوري لحماية الحدود من الاحتلال التركي». وأوضح درار: «هو تعبير عن غياب إرادة الحل السياسي لدى الضامنين، والتعامل مع الملف السوري وخصوصاً بشمال وشرق سوريا تعاملاً أمنياً، واللجوء للحلول العسكرية التي قوضت السيادة السورية في إدلب وعفرين»، واتهم المعارض السوري تركيا لالعمل على تهجير سكان مدينتي رأس العين بالحسكة وتل أبيض بالرقة بعد سيطرتها مع فصائل سورية مسلحة موالية بشهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقال: «الجيش التركي وفصائلها الموالية عمدت لتنفيذ الإعدامات الميدانية بحق النشطاء والمدنيين وتدمير المدارس ودور العبادة والمستشفيات»، مشيراً أنّ البيان: «واضح وصريح بمنح الجانب التركي مزيداً من الحماية ليستمر بارتكاب هذه الجرائم تحت عنوان تطبيق بنود (اتفاق أضنة) الأمنية».

ولفت درار إلى أن «أكثر ما يثير الاستياء» في نص البيان، «التأكيد على محاربة تنظيم (داعش) الذي لم يهزم عسكريا لولا تضحيات قوات (قسد)، وتعاونها الإيجابي مع مختلف الأطراف الدولية وفي مقدمتها التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب»، وشدّد بأن خطاب الدول الضامنة: «لن يجدي في تبرئة تركيا من دعمها المستمر للإرهابيين خلال سنوات الأزمة، وتقديمها كافة التسهيلات لمرورهم إلى سوريا عبر حدودها وحماية أخطر القادة والعناصر الإرهابيين»، على حد تعبيره. كان مجلس الشيوخ الأميركي أقر قبل يومين نصاً من أجل إحياء ذكرى الإبادة الأرمنية عبر الاعتراف بها رسمياً، في إشارة للمذابح التي تتهم السلطنة العثمانية بارتكابها في حقبة العام 1915. وعدت الخطوة تاريخية لكنها أثارت حفيظة تركيا ووجهت لطمة للعلاقات المتوترة بالفعل بين البلدين العضوين بحلف شمال الأطلسي. ورحب قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي بالقرار الأميركي، وكتب في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع «تويتر» أمس: «اعتمد مجلس الشيوخ الأميركي قراراً يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن. هذه رسالة واضحة مفادها أن حملات الإبادة الجماعية غير ممكنة في القرن الحادي والعشرين. هذا القرار سيمنع تركيا من ارتكاب مذابح ضد الشعب الكردي ويوقف غزوها لروجافا»، في إشارة إلى المناطق ذات الغالبية الكردية شمال شرقي سوريا. وهنأ مظلوم عبدي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وحزب المحافظين البريطانيين بالفوز في الانتخابات البريطانية العامة. وقال: «معالي رئيس الوزراء بوريس جونسون، نهنئكم بهذا الفوز الكبير وبنيل ثقة الشعب البريطاني»، ودعا إلى تعزيز العلاقة بين قواته والمملكة المتحدة ورفع وتيرة العمل المشترك في سوريا: «من أجل إنهاء (داعش) وحماية مكتسباتنا وإيجاد حلول ديمقراطية دائمة تحبط التطرف وترسخ العودة الآمنة والكريمة للاجئين».

 

السيسي يفتتح «منتدى شباب العالم» داعياً لوقف «التمييز» ,تفقّد إنشاءات جامعة الملك سلمان في شرم الشيخ

شرم الشيخ (مصر): محمد نبيل حلمي/14 كانون الأول/2019

افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء أمس، أعمال النسخة الثالثة من «منتدى شباب العالم» في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، داعياً لوقف «التمييز على أساس الدين أو اللون أو الجنس». وقال السيسي أمام جلسة الافتتاح، إننا «خلقنا على اختلافنا لنتكامل ونتعارف»، معتبراً أن المنتدى «رسالة محبة وسلام قائمة على الحوار البناء واعتزامنا بناء عالم يزخر بالمحبة والاستقرار». وكان من أبرز الحضور، الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير مكة المكرمة، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح.

وافتتح الكلمات في «منتدى شباب العالم»، مساء أمس، لي يونغ، المدير العام لـ«منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية» (اليونيدو)، وكذلك تحدث عدد من الشباب الملهمين من حول العالم، ومنهم جيسيكا كوكس، أول شخص يتمكن من التحليق بطائرة من دون ذراعين، وميشيل شيواشنكي، الناشط بمجال مكافحة الحروب، والطفل المصري زين يوسف، الذي واجه مرض السرطان 4 مرات.

كما تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتيريش، عبر رسالة بالفيديو للمنتدى، محفزاً الشباب على المشاركة الجادة بالحوار وخلق الأفكار في المنتدى لخدمة أهداف المنظمة الدولية. ويشارك نحو 7 آلاف شخص في فعاليات المنتدى الذي تختتم أنشطته، الثلاثاء المقبل. ووفق جدول المنتدى، فإن المشاركين، سيحضرون 24 جلسة، و14 ورشة عمل، وتتضمن الجلسات «القضايا الرئيسية محل الاهتمام العالمي»، ومنها: «أثر التغيرات المناخية على الإنسانية: انعكاسات وحلول»، وتناقش الحاجة الماسة للتعامل العاجل مع قضية تغير المُناخ، أما جلسة «آفاق التنمية المستدامة بأفريقيا: فرص وتحديات» فتبحث التنمية المستدامة في القارة من خلال تنفيذ مشروعات تكاملية بالقارة، وفي الشأن ذاته تأتي جلسة «الأمن الغذائي في أفريقيا». وتبرز كذلك قضايا «الإرهاب والنزاعات المسلحة» بين جدول أعمال المنتدى، فيما يناقش الحضور في جلسة «التعاون في قطاع الطاقة بين دول المتوسط» ملفات «التعاون والتنسيق بين دول المتوسط في مجال اقتصاديات الطاقة، مثل التعاون في مجال التنقيب عن الغاز، ونقله، وتخزينه وغير ذلك من مجالات التعاون، لا سيما بعد الاكتشافات الكبيرة التي تم تحقيقها في منطقة شرق المتوسط»، وفي السياق ذاته، تبحث جلسة «مجالات التعاون في مجال الطاقة المتجددة والربط الكهربائي» «الفرص والتحديات التي تواجه دول شرق المتوسط في تأمين مصادر الطاقة المختلفة، وتمويل إنشاء وصيانة البنية التحتية». وكان السيسي استبق افتتاح فعاليات المنتدى، بزيارة صباح أمس، تفقّد خلالها فرع «جامعة الملك سلمان بن عبد العزيز الدولية» بمدينة شرم الشيخ. وصاحب الرئيس خلال الجولة رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، ووزيرا الدفاع والإنتاج الحربي، والتعليم العالي، ومحافظ جنوب سيناء. وأفاد السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن السيسي «اطلع على الموقف التنفيذي لإنشاء الجامعة وفروعها، والذي بدأت أعماله في يوليو (تموز) 2017، ومن المقرر أن تنتهي في مارس (آذار) عام 2020، ويمتد فرع جامعة الملك سلمان بشرم الشيخ على مساحة نحو 35 فداناً، وتضم 4 كليات، وهي الألســـن واللغات التطبيقية، السياحة والضيافة، العمارة، الفنون والتصميم، إلى جانب عدد من المباني الإدارية والرياضية والخدمية والسكنية».

كما تملك الجامعة 3 أفرع في محافظة جنوب سيناء بمدن الطور وشرم الشيخ ورأس سدر، وتضم في مرحلتها الأولى 10 كليات، ومن المقرر إضافة 5 كليات أخرى للجامعة في مرحلة مستقبلية، بما فيها كلية الطب البشري ومستشفى جامعي بفرع الجامعة الرئيسي بمدينة الطور.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ليلة الغاز الطويلة: الثورة تواجه القمع وتنتصر

أيمن شروف/المدن/15 كانون الأول/2019

أثبتت القوى الأمنية يوم السبت، 14 كانون الأول 2019 أنها قادرة على فئة من اللبنانيين دون سواها. اليوم، أفرغت كل ما تملك من غضب بمجموعة من شابات وشُبان تجمعوا أمام مدخل مجلس النواب، في تظاهرة سلمية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. يوم السبت، ساعات فصلت عن تحركين، الأول عنفي لشباب خندق الغميق عجزت القوى الأمنية عن التعامل معه طبعاً، والثاني سلمي عوضت تلك القوى ما لا تستطيع فعله على جسر الرينغ، فانهالت بالضرب على السلميين أمام مجلس النواب، ساندهم فيها عناصر مدنية خرجت من ساحة النجمة.

فوضى وترهيب

عسكر على مين؟ سؤال ردده المتظاهرون أمام مبنى بلدية بيروت بعد أن رأوا بعينهم كيف تعامل معهم أصحاب البدلات المرقطة. يا عسكر، عسكر على مين؟ سؤال تُجاوب عليه مشاهد الضرب والعنف الممارس أمام ساحة النجمة حصراً. قبل ساعة من الاعتصام الذي دعا إليه الثوار من أجل إيصال مطالبهم إلى مسامع المسؤولين، كانت القوى الأمنية عاجزة عن فعل أي شيء مع شباب خندق الغميق الذين اقتحموا ساحة اللعازارية بحجة الاعتراض على وقفة تضامنية كان قد دعي إليها تضامناً مع خيمة الملتقى التي تمت إزالتها بالقوة، بعد الإشكال المُفتعل مع منظمي ندوة، ادعى المعترضون عليها أن هدفها "الترويج للتطبيع" فيما الواقع أن الندوة كانت في غير مكان تماماً. كانت القوى الأمنية ومعها الجيش اللبناني قبل ساعة من اعتصام ساحة النجمة، متفرجة على شباب الخندق وهم يُنفذون ما طُلب منهم: فوضى وضرب وحرق وترهيب. السبب: أُقنعوا على ما يبدو بأن خيمة الملتقى تُهدد "المقاومة" وسلاحها وستقود "الصلح مع إسرائيل". لماذا؟ طبعاً ليس بسبب لا الخيمة ولا الندوة. الخطة: استغلال شُبان متحمسين من أجل اختراق وتخريب ساحات الاعتصام، وقطع الطريق على الدعوة الأهم، أي الاعتصام أمام مجلس النواب تحت شعار "استرداد الساحات" والمطالبة بتغيير جدي، وغير صوري كما هو حاصل اليوم وكما تُخطط له السلطة ابتداء من يوم الإثنين.

قوى الأمن تغرّد

بدأ اليوم الطويل عند الساعة الرابعة بعد الظهر. دعوة لوقفة تضامنية مع خيمة الملتقى عاد الدكتور مكرم رباح وأعلن إلغاءها بعد أن "وصلتهم تهديدات كثيرة، من دون أن تحرك القوى الأمنية ساكناً"، التي وفق المعلومات "رفضت حماية المعتصمين". عند الرابعة وصل الشُبان من الخندق وهم يهتفون "شيعة شيعة"، ما علاقة الهتاف بمحاربة التطبيع؟ طبعاً لا شيء. فعلياً، أتى الشُبان إلى ساحة اللعازارية لأنهم محقونون. على من؟ على كل شيء. هتفوا "شيعة" وهجموا، فحاولت قوى مكافحة الشغب منعهم، لتبدأ معركة عنيفة شبيهة بما حصل منذ أيام: الشبان يرشقون الحجارة والقوى الأمنية تقف مكبلة ولا تتجرأ على التقدم. كر وفرّ كل الوقت، وقنابل مسيلة للدموع باتجاه جسر الرينغ حيث تجمع الشُبان، الذين ضرموا النيران بالإطارات ودحرجوها تجاه الأمن، مع رمي الحجارة بكثافة ومفرقعات نارية دون أي تقدم فعلي للأمن، إلا على صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، إذ "بصرامة" قالوا:

"تتعرّض عناصر مكافحة الشغب لاعتداءات ورمي حجارة ومفرقعات نارية من قبل بعض الأشخاص. إن قوى الأمن تطلب وقف هذه الاعتداءات وإلا ستضطر لاتخاذ إجراءات إضافية وأكثر حزماً"!

العنف والهجوم المنظّم

انتهت تغريدة قوى الأمن عن الحزم، الذي لم يظهر طبعاً بوجه شُبان الخندق، الذين انسحبوا إلى داخل "المنطقة"، بعد أن طلب منهم حزب الله وحركة أمل ذلك عبر مُكبرات الصوت. هذا الحزم الغائب على جسر الرينغ، حضر بقوّة أمام مجلس النواب. عند الساعة السادسة بدأ الاعتصام الذي دعا إليه الثوار. هتافات طبيعية ولافتات تطلب حكومة من خارج المنظومة الحاكمة. على المدخل الذي تجمع فيه المتظاهرون، كانت عناصر مدنية تقف إلى جانب قوى مكافحة الشغب ويظهر عليها مدى الحنق من الذي يحصل. اقترب أحدهم من متظاهر ليقول له: "خليك ورا" بصوت عالٍ، ليطلب منه زميله أن يعود إلى خلف قوى الأمن. هنا، بدأت الريبة تتسلل إلى صفوف المتظاهرين الذين توقعوا الأسوأ. مع مرور الوقت، كبر عدد المتظاهرين واستطاعوا قطع الطريق على مقربة من بلدية بيروت. هتفوا بإسقاط النظام والمحاسبة على جري العادة. اقترب المتظاهرون أكثر من قوى مكافحة الشغب والجيش. علت الأصوات مطالبة برحيل "المسؤولين عن فقرنا". فجأة يرمي أحدهم زجاجة مياه باتجاه ساحة النجمة، وآخر يرمي مفرقعة لم تنفجر، ليستنفر رجال الأمن بطريقة غريبة ويبدأوا بضرب الناس بالعصي، استتبعوها بهجوم منظم وعنيف لم يوفر أحداً، رجال ونساء، صغار وكبار. تحول المكان في غضون دقائق من اعتصام سلمي إلى ساحة غير سلمية مارست فيها قوى الأمن كل أنواع العنف، متسلحين بالقنابل المسيلة للدموع، فيما بعض العناصر، تكفلت بضرب من استطاعوا اعتقاله بطريقة عنيفة، مستخدمين "الهراوات" التي وجهوها إلى رأس من وقع بين أيديهم. بعض عناصر الجيش سحبت متظاهر إلى داخل ساحة النجمة وتجمهروا فوقه وهم يُبرحونه ضرباً.

العودة إلى الساحة

استدعى الاعتداء الواضح والمتعمد الذي حصل، رد فعل من المتظاهرين الذين بدأوا برشق القوى الأمنية والجيش بالحجارة. ساحة معركة حقيقية، لم يوفر فيها رجال البدلات المرقطة أي نوع من العنف المتعمد إلا واستخدموه، فيما راجمة القنابل المسيلة للدموع تستمر بضرب المتظاهرين. كل أشكال التشبيح مورس أمام البلدية. تشبيح استمرّ لأكثر من ساعتين، لاحق فيها عناصر الأمن المتظاهرين السلميين إلى ساحة الشهداء ثم إلى الصيفي أمام بيت الكتائب. لم يكتفوا بذلك، لاحقوهم حتى مبنى "تاتش" ترافقهم مدرعة تتولى رمي القنابل بشكل عشوائي. هذا العنف أدى إلى إصابات عدة في صفوف المتظاهرين، نُقل العديد منهم على أثرها إلى مستشفيات مجاورة. غالبية الإصابات كانت بسبب الضرب المبرح الذي مورس من قبل عناصر الأمن، فيما قلة كانت جراء حالات الإغماء نتيجة الغاز، بينهم عناصر من الجيش. فجأة هجموا، وفجأة بعد كل هذا العنف تراجعوا وقرروا أن يتحولوا إلى رجال عاديين يقول لهم الضابط بهدوء "لا تردوا على أي أحد". في هذه الأثناء، عاد الناس إلى أمام مبنى النهار، هاتفين ضد التشبيح والعهد وكل أركان السلطة. لم يردعهم كل هذا العنف. عادوا إلى حيث ينتمون، إلى الساحة. عادوا إلى مكانهم الطبيعي الذي وبحسب ما كانوا يرددون "لا أحد يستطيع أن يُخرجهم منه مهما سحلوهم، ومهما حاولوا زرع الفتن بينهم وبين بعض من هو مغرر به". يوم السبت، 14 كانون الأول، عاد الزخم إلى الثورة، عادت الناس إلى الشارع، عادت الثورة.

 

طوني صعب لـ"المدن": لا علاقة لي بباسيل وحزب الله

عماد الشدياق/المدن/15 كانون الأول/2019

بأسلوب الشركات التي تصرف عمالها نهاية الأسبوع، خلال آخر ساعات الدوام، أصدرت الخزانة الأميركية مساء يوم الجمعة الفائت، كعادتها، لائحة بالعقوبات على ثلاثة أفراد لبنانيين، لدعمهم وتمويلهم "منظمة حزب الله الإرهابية"، هم ناظم سعيد أحمد، صالح عاصي، وطوني صعب، الذي تصدر اهتمام الصحف الغربية والمحلية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، لكونه أول شخص من خارج بيئة الحزب وطائفته يوضع على لائحة العقوبات، وسط كلام عن علاقة تجمعه بوزير الخارجية المستقيل جبران باسيل. بداية، بدا اسم طوني صعب اسماً وهمياً، وظنّ البعض أنه من ألاعيب التهرّب التي يتّبعها "حزب الله"، خصوصاً أن اسم طوني رائج جداً في لبنان وعائلة صعب متنوعة طائفياً ومناطقياً. ما عزّز هذه الشكوك أمران إضافيان: الأول أن مصطفى بدر الدين المتهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري سبق وتنكّر باسم مشابه (الياس فؤاد صعب). الثاني، أن تفاصيل التهمة بدت في البيان الصادر على موقع الخزانة، مقتضباً وخالياً من التفاصيل، بخلاف ما أورده القرار عن الشخصين الشيعيين، وهي "مساعدة أو رعاية أو توفير الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات إلى (صالح) عاصي". كما ذكر البيان أنه شارك في "تسهيل تحويل ملايين الدولارات لشركتي مينوكونغو وإنتر أليمنت وقدم وثائق هذه التحويلات لعاصي. وكذلك في تسهيل مدفوعات عاصي إلى (أحمد) طباجة".

مجرد محاسب؟!

مصدر في بلدة تنورين كشف لـ"المدن" استغراب أهل القرية التهم التي وًجهت لصعب، فيقول: "إنها المرة الأولى التي تطال العقوبات الأميركية شخصية مسيحية في بيئة مارونية محصورة. هذا مؤشر خطير ويدل إلى أن العقوبات قد تطال رؤوساً مسيحية أخرى كبيرة". يؤكد المصدر أن أهالي تنورين يعلمون بـ"حب" طوني صعب المتزوّج من ابنة تنورين التحتا رنا كرم، وله منها ولد وبنت، لـ"التيار الوطني الحر"، لكنهم لا يعلمون المزيد من التفاصيل. "المدن" تمكّنت من التواصل مع صعب وأجرت معه حواراً عن تفاصيل الشبهات. فأكد بداية أنه يعمل في شركة "إنتر أليمنت" التابعة لعاصي، وما زال موظفاً فيها إلى اليوم، كما لا علم له من أين سقطت هذه التهم عليه: "أنهيت عملي وعدت إلى المنزل مساءً وتفاجأت بهذا الخبر". قال صعب، خرّيج المحاسبة والعلوم المالية في جامعة Usek، إنه يملك حسابات مصرفية في "سوسيتيه جنرال" وفي "بلوم بنك". ونفى نفياً قاطعاً أن يكون لديه حسابات خارج لبنان. وأضاف "حينما كنت في فرنسا كان لدي حساباً هناك وتخليت عنه حينما عدت إلى لبنان". يقسم صعب الذي يبدو خائفاً من التهمة كثيراً، أن لا علم له بأي شيء يخصّ "حزب الله". ويقول أنه محاسب في الشركة و"أصغر من هذه التفاصيل بكثير. أعمل منذ الصباح حتى أؤمن واجباتي تجاه عائلتي. يقولون أني مفوّض بالتوقيع عن الشركة وهذا غير صحيح، لا يحق لي التوقيع على أي مستند ولا على الشيكات. كل ما أملكه هو 400 دولار في فرنسبنك و3900 دولار في سوسيتيه جنرال، ومديون بقرض سكني من بلوم بنك قيمته 129،800 لبناء بيتي في ضيعتي تنورين. هذا ظلم كبير ولا يوجد ليرة واحدة دخلت من حساب جبران باسيل إلى حساباتي. لا علاقة بيني وبينه على الاطلاق".

الحلم الأميركي

ينهار طوني خلال المخابرة الهاتفية بشكل مؤثر، نُهدِّىء من روعه ليكمل، فيعتذر لانفعاله ثم يقول "لم أكن يوماً عضواً في التيار الوطني الحر ولم انتسب إليه قط. أنا محب للجنرال ميشال عون، وقبل ذلك كنت منذ التسعينيات وحتى العام 2005 من مناصري الشيخ بطرس حرب. لا أذكر ذلك الآن بسبب أزمتي، أقسم بالله أني أقول الحقيقة". لدى سؤاله عما إذا كان يعرف الوزير باسيل شخصياً أو التقاه من قبل، قال: "لست على علاقة به لا من قريب ولا من بعيد، باسيل كان مرشحاً في منطقتنا. وأنا مستعد لرفع السرية المصرفية عن حساباتي كلها في لبنان. وإن وُجد دولار واحد فيها من أي سياسي فأن على استعداد لقطع رقبتي. رأيت باسيل خلال دعوة إلى الغداء أقامها لاولاد تنورين. رأيته مرة أخرى حينما قصدته في منزله في البترون، وطلبت منه مساعدتي برخصة المنزل الذي بنيته منذ نحو 7 سنوات، حينها اعتذر لعدم مساعدتي". سألناه إن كان الزجّ باسمه نوعاً من التهديد أو رسائل مبطنة إلى باسيل، قال: "أقسم أني لا أعلم". ينهار طوني مجدداً ثم يتابع: "نشأنا في العائلة على حلم العيش في أميركا أو حتى زيارتها، إذا فعلاً وصلت الخارجية الأميركية إلى الظن بأن طوني صعب يمول حزب الله فإن مشكلتها كبيرة. هم فعلاً لا يعلمون شيئاً. لا علاقة لي بكل هذه القصة. أنا كل ما أعرفه عن الحزب أنه ذهب إلى سوريا ومطالب أن يعود منها، اسمع ذلك في التلفزيون".

المشاركة في الثورة

نسأل طوني عما يدور في ذهنه ليواجه الناس ببراءته، فيقول: "اخبرني السيد صالح (رب العمل) أن الشركة عينت محامياً لنا في الولايات المتحدة، وقد باشر المحامي اتصالاته، ويبدو أن الحل سيكون بأن تُرسَل شركةَ تدقيقٍ من الولايات المتحدة بغية التدقيق بالحسابات المصرفية. كان الخبر بالنسبة لي بريق أمل، ركعت وقبّلت الأرض لهذا الخبر المفرح. ليت الشركة الأميركية المدقّقة تأتي اليوم قبل الغد لتدقق بكل حساباتي حتى تظهر براءتي سريعاً. لو كان لديّ صديق واحد مشترك مع أحد المقربين من حزب الله لكنت قلت لنفسي أن ثمة شكوك. كيف أكون من المقربين للوزير جبران باسيل وشاركت بالثورة في أول أسبوع بأجمل أيامها؟ نزلت للمطالبة بحقوقنا مع ابني (11 سنة) وابنتي (8 سنوات) التي حين سمعت بخبر اتهامي كسرت القجة واعطتني ما فيها". نسأل طوني عن سبب مشاركته بتظاهرات الثورة، يقول: "شاركت لأني موجوع، ولا استطيع دفع المزيد من فوائد قرض البيت في بنك لبنان والمهجر التي بلغت 9.75 في المئة. ويريدون رفعها المزيد السنة المقبلة، إذا كنت قوياً إلى هذا الحدّ ولي هذه العلاقات مع الحزب وغيره هل كنت لأطلب قرضاً من المصرف؟" يعتذر طوني لانفعاله وانهياره أكثر من مرة خلال المكالمة الهاتفية، ثم يقسم بشفيعه مار شربل وبنور عينيه أن كل ما يقوله صدق ولا تشوبه أي شبهة، ويختم بالقول: "أتأسّف كثيراً، أقضي عمري ببناء مستقبل نظيف، وأضع تعب عمري وجناي كله بالمنزل الذي أبنيه بالدَين أُتهم حتى في نهاية المطاف أنني مع حزب الله وأموّله؟".

 

العقوبات الأميركية مسّت باسيل عمداً: لا حكومة في لبنان

منير الربيع/المدن/15 كانون الأول/2019

لم يكن إدراج الخزانة الأميركية لاسم "مسيحي" على لائحة عقوباتها ضد حزب الله، مجرد تفصيل عابر. الأهمية ليست في الإسم و"تهمته" ودوره وموقعه، بل في رمزيته. وهي دليل على أن هناك أموراً كثيرة تتغير لدى الإدارة الأميركية في التعامل مع الملف اللبناني. إذ أن العقوبات كانت سابقاً تقتصر على أبناء الطائفة الشيعية.

مصالح المسيحيين ومصلحة باسيل

فرض عقوبات على لبناني مسيحي، سيكون له وقع مغاير لدى مختلف الشرائح اللبنانية، وخصوصاً لدى المسيحيين، لا سيما أن المعلومات تفيد بلائحة من 25 اسماً لبنانياً من مختلف الطوائف، قد تعلن الخزانة الأميركية إدراجهم على لائحة العقوبات تباعاً، وعندما تختار "التوقيت السياسي المناسب".

كذلك، ليس تفصيلاً أن تصدر هذه لائحة المعاقبين الجدد، التي أدرجت طوني صعب فيها، في غمرة الانهماك اللبناني بالحديث عن تشكيل الحكومة اللبنانية، لا سيما أن المعلومات المتوافرة عن صعب أنه قريب من الوزير جبران باسيل والتيار الوطني الحرّ. ما يعني أن الرسالة الموجهة إلى باسيل واضحة. وقد تكون هذه الخطوة تمهيد لخطوات أخرى. ولذا، لا تنفصل هذه الإشارة عن إعلان باسيل الخروج من الحكومة، والاتجاه إلى المعارضة هو وتياره معاً. قرار باسيل بالخروج من الحكومة، يأتي بعد تأكده من أن الفيتو الدولي المفروض عليه حاسم، ولا يمكن تجاوزه حالياً. وكأن هناك من يقول له "أن إصرارك على المعاندة والاستمرار في الحكومة، قد يؤدي إلى إجراءات أقسى دولية، أميركية بالأخص، ستطال الدولة اللبنانية برمتها". وما يعنيه ذلك من إصابة لمصالح المسيحيين. لذلك، أيقن باسيل أن الخروج من الحكومة لا بد منه، على الأقل بانتظار أن يجد السبيل لتسوية وضعه دولياً، ربما قبل أن تتشكل الحكومة.

حكومة عون ونصرالله

قد يعني هذا أن باسيل أعلن استعداده للخروج من الحكومة. لكنه وضع جملة شروط لها، إذا أضفنا إليها الشروط التي يفرضها رئيس الجمهورية ميشال عون حول عدم المشاركة في حكومة يترأسها سعد الحريري، وإذا ربطناها أيضاً بشرط حزب الله أن لا تشكيل لحكومة لا تضم كل القوى، وفق صيغة "الوحدة الوطنية" والتي تضم كل القوى السياسية الأساسية بما فيها التيار الوطني الحرّ.. فإن ذلك كله يعني إطالة أمد عملية التشكيل، إلى حين ترتيب تفاهم إقليمي دولي يعيد إنتاج هكذا حكومة. وطوال هذا الوقت المديد ستحاول كل القوى الاستثمار بـ"الوقت الضائع" لتحسين شروطها. وهذا بالضبط ما سيحاول باسيل أن يفعله.

 لو لم يكن باسيل متأكداً من أن الضغط الدولي عليه كبير، لما أقدم على هذه الخطوة، معلناً الذهاب إلى المعارضة. فرمى الكرة في ملعب الحريري ووضعه في مواجهة مع الناس والشارع. وسيستكمل باسيل نشاطه على الأرض عبر تحركات عديدة تجاه مرافق أساسية محسوبة على "الحريرية السياسية"، وتحميلها مسؤولية الفساد والهدر. بينما في المقابل، سيكون الحريري أسير معادلة باسيل في ضوء شروط عون وشروط نصر الله معاً. فعون لن يشارك في حكومة يترأسها الحريري، وطبعاً التيار الوطني الحرّ كذلك. حزب الله رفض هذه المعادلة، ووضع خيارين أمام القوى السياسية، حكومة برئاسة الحريري تضم كل القوى، وهذه تعني التزام الحريري بشروط باسيل ورئيس الجمهورية، وما يقتضيه ذلك من مساعدة باسيل لتجاوز الفيتو والعقوبات. أما الخيار الثاني فهو تشكيل حكومة تضم كل القوى السياسية برئاسة شخصية يختارها الحريري ويكون تياره مشاركاً فيها.

"تأهيل" جبران باسيل

يمكن اختصار هذه الواقع بأنه استمرار لمعادلة باسيل المعروفة، رأسه مقابل رأس الحريري. وطالما هو سيخرج من الحكومة، يريد إخراج الحريري معه، ولن يسمح له بالبقاء، في ظل شروط عون وحزب الله. هنا يصبح النقاش في تفاصيل التكليف والاستشارات مسألة عابرة، لأن الأساس سيكون للتأليف. وحتى لو كلّف الحريري الإثنين بتشكيل الحكومة، فلن يتمكن من التأليف من دون شروط عون وباسيل وحزب الله. على هذا المنوال، سيطول أمد التشكيل بانتظار تسوية خارجية ما، تنتج حلاً، لا يستثني أحداً. هذا الحلّ، سيرتبط بما سيتمكن باسيل من إنجازه على المستوى الشخصي تأهيلاً لإعادة توزيره وضمان مستقبله السياسي دولياً. لذلك سيكثف من تحركاته لتجديد شرعيته دولياً. وهو يعلم أن لا شيء دولياً ثابت أو يدوم، وعلى يقين أن كل الضغوط الأميركية الممارسة على إيران وحزب الله وحلفائهما لها غاية واحدة هي التفاوض. لكنّه بالتأكيد لم يعد قادراً على تحمّل كل هذه الضغوط الدولية. وكل المكابرة التي كان يتمسك بها في السابق، لم تعد مجدية حالياً. فإذا ما أصدر الأميركيون عقوبات جديدة بحق أشخاص مسيحيين، فإن باسيل سيخسر كثيراً، وسيخسر الصورة التي حاول بنائها لذاته، بأنه الرجل الذي يعيد "الحقوق" للمسيحيين ويمنحهم القوة. فقد يجدهم ينفضون من حوله خوفاً من العقوبات وتأثيراتها.

صحيح أن الرجل لا يستسلم ولا يستكين. وهو بالتأكيد في أمس الحاجة للوصول إلى تفاهم أميركي إيراني، كان يراهن عليه سابقاً ويجد نفسه فيه، ليحظى بحمايته ورعايته، بل ولطالما كانت له مواقف دولية عديدة تشير بوضوح إلى هذا الرهان، إضافة إلى رهانه على "التحالف المشرقي"، وما بينهما "نقطة وصل" أساسية أعلن عنها صراحة أن لا خلاف ايديولوجي مع إسرائيل، ولها الحق بالسلام، شرط أن لا تعتدي على أحد.

المشهد الليلي

انتقل صراع القوى السياسية على الحكومة العتيدة، تكليفاً وتأليفاً، من أروقة التفاوض إلى الشارع. وشاهدنا صورته الأولى في خروج مجموعات الخندق الغميق نحو اللعازارية، فيما كانت صورته الثانية أمام مجلس النواب حين انقضت القوى الأمنية بعنف مفرط ضد المتظاهرين، هي عينها القوى التي لا تتجرأ على مواجهة مجموعات الخندق. المشهد بصورتيه، يكشف سلوك السلطة، في محاولة جناح منها الاستيلاء على الساحات ومحاولة جناح آخر قمع المتظاهرين السلميين. وقد يدخل على المشهد يوم الأحد خروج التيار الوطني الحر إلى الشارع بمؤازرة من بعض حلفائه السنّة في بيروت والبقاع (فؤاد مخزومي وعبد الرحيم مراد وآخرين..) بهدف قطع الطريق على موعد الاستشارات يوم الاثنين، وربما أيضاً لتوريط القوى الأمنية بالمزيد من الصدامات العنيفة، على نحو يتحول فيه الحريري ووزيرة الداخلية ريا الحسنّ إلى عدوين للثورة وللشعب، وبتهمة أن الحريري يريد القضاء على الثورة بعدما ضمن عودته بالأصوات اللازمة لتسميته وتكليفه.

وهذا يدل أن المواجهة بين أقطاب السلطة باتت - ويا للمفارقة- تتم في ساحة الثورة وباسمها!

 

لماذا "يؤدّب" الجيش جلّ الديب وبرجا.. ويتفرج على الزعران؟

نادر فوز/المدن/15 كانون الأول/2019

من جل الديب صباحاً إلى الجية مساءً، تجلّى قمع المتظاهرين بأبشع حلّله. والقامع واحد بلباس مرقّط، وعصي خشبية لا تترك إلا الأذى في الجسد. تترك فجوات في الرؤوس ورضوض على الأضلع. بات واضحاً أنّ ثمة قراراً بوضع الجيش اللبناني في مواجهة أي تحرك ميداني جدّي. في جل الديب، تذرّع الجيش بأنّ إقفال الطرقات ممنوع، ولو أنها حجة واهية على اعتبار أنّ المتظاهرين تركوا منافذ على الأوتوستراد. أما في الجية فكانت الفضيحة. الثوار لم يقطعوا طريقاً ولم يعتدوا على أي أملاك خاصة أو عامة. وقف ثوار من برجا على مدخل معمل الكهرباء وعبّروا بسلمية مطلقة عن مطالبهم. دخلوا مكاتب المعمل واعتصموا داخله. أما القمع فكان "شغّالاً" في الخارج. سقط تسعة جرحى، واعتدي بالضرب حتى على رئيسي البلدية الحالي والسابق، ريمون ونشأت حمية. لماذا؟

الجزيرة الثورية

تجسّد منطقة ساحل الشوف جزيرة ثورية تصيب تحرّكاتها قوى السلطة في مقتل. موقعها الجغرافي قادر على قطع أوصال البلد. يمكن من خلال قطع الطريق من وإلى الجنوب. ولهذا يكون السعي الدائم والمتواصل لأبلسة أي تحرّك في هذه النقطة. فكانت التهمة المذهبية جاهزة لإطلاقها أولاً. سنّة يقطعون الطريق على شيعة. من دون التساؤل أيضاً عن إقامة شبه ثكنات عسكرية حزبية بمحاذاة طريق الجنوب. هي اللغة المذهبية نفسها التي دفعت مئات الزعران إلى مهاجمة أماكن الاعتصام في بيروت مرّات عديدة. وفي وقت لاحق محاولة "تلبيس" ثوار برجا مسؤولية حادث السير، الذي أدى إلى سقوط حسين شلهوب وسناء الجندي اللذين انضمّا إلى قافلة ضحايا وشهداء السلطة وأحزابها. فشلت تلك المحاولة بوقائع الفيديو، فلا مولوتوف أطلق على السيارة ولا دخل لاعتصام الثوار بالحادث، بل عوائق حديدية على مقربة من انتشار لعناصر الجيش.

سقوط فخ المذهبية

ويأتي قمع ثوار برجا لمحاولة تغذية الخطاب المذهبي من جديد. هؤلاء لم يقاربوا الموضوع من هذه الزاوية، على الرغم من كون السلطة تدفعهم بكامل قوّتها إلى ذلك. ولو أنّ التساؤل مشروع عن أسباب قمع جل الديب وبرجا، بما تمثّلاه مذهبياً وطائفياً. في حين أنّ الجيش لم يتواجه فعلياً مع زعران "الرينغ"، وغيرها من الغزوات المتتالية في بيروت، بما يمثّله هؤلاء أيضاً على المستوى المذهبي. فيحمّل الثوار مسؤولية القمع الوحشي الذي تعرّضوا له إلى "أوامر" من ضباط. أي يتهمون أفراداً بمراكز القيادة وحسب، بوعي فائق ومن دون اللجوء إلى أي خطاب مذهبي. ففي الانجرار وراء ذلك، مقتل. وقوع في الفخ السلطوي. يقول ثوار برجا أنّ "ضابطاً مسؤول عما حصل". ليس المؤسسة العسكرية حتى. لا يريدون مواجهة الجيش أصلاً. لكن العناصر، بأمر، بادرت باستخدام الهراوي والضرب. وعي إضافي يسجّل للثوار. هم يعلمون أنّ الجوع يصيب أيضاً هؤلاء العناصر وأسرهم. ومع أي فشل جديد وقريب لحكّام الدولة الفاشلة، الذين قادوا البلد إلى الانهيار والأزمة والجوع، ستنضمّ أصوات إضافية إليهم. أصوات العاملين في القطاع الرسمي من كل القطاعات والفئات. الحال واحدة وستجمع وتوحّد الناس ومطالبهم.

فشل كسر العصب

المطلوب تأديب برجا وكل المناطق التي لفظت السلطة وأحزابها. لكن في رد فعل المناطق وتضامنها ضد القمع الحاصل دلالة واضحة على حال التعاضد بين مجموعات الثوار. في برجا وسائر قرى إقليم الخروب مطالب واضحة ومحقة. هي جزء من ثورة 17 تشرين بطلبها العام وسقف "كلن يعني كلن". يريدون استعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين، عبر حكومة إنقاذ من خارج المنظومة المالية والسياسية. لكن لهؤلاء الأهالي أيضاً مطالب خاصة في منطقتهم، حول التلوّث من معملي سبلين والجية، من حرمانها من الكهرباء في ظلّ وجود ثلاث مرافق للطاقة في بلداتهم. هم يتنشّقون سموم المعامل وسرطاناتها ويعيشون في العتمة. لهؤلاء الثوار بنك أهداف متنوّعّ، مرافق الطاقة والاتصالات وأخرى للمحروقات. يعدّون العدّة للتصعيد عن طريق تنفيذ اعتصامات طيّارة وأخرى دائمة أمام نقاط محددّة. هم مستمرّون في تحرّكاتهم رغم القمع. ولن يتراجعوا قبل تحقيق مطالبهم، فكل الثورة في نقطة اللاعودة.

 

أمل.. التيار.. حزب الله

أحمد جابر/المدن/15 كانون الأول/2019

جمع العنوان المنثور أعلاه، يعبر عن واقع التيار الوطني الحر برئاسة النائب والوزير جبران باسيل. فالتيار تضخّم وجنى نفوذاً ما كان ليستطيع قطافه في معزل عن أمرين: أولهما الذي جنته العونية من سنوات غربتها القسرية، حين استنفدت الحالة التيارية سنوات تغييبها في توظيفها في شعارات وطنية عامة، كان في مقدمتها مطلب الاستقلال وخصومة النظام السوري وحلفائه وملحقاته في لبنان. أما الأمر الثاني فهو الانتقال إلى التحالف مع خصوم الأمس، ومن ثم صياغة التفاهم الأشهر مع حزب الله، وفي امتداد ذلك تبديل معطيات الخطاب حيال النظام السوري، يوم استقرار سوريا، وبعد وخلال كل العصف السياسي الذي حلَّ في أرجائها. لقد صار التيار الوطني الحر بين وقت تأسيسي خصامي آفل، وبين وقت استثماري تحالفي مقيم، ومن الوقتين ينطق رجل التيار الأول، الوزير جبران باسيل، بوقت ثالث لم تكتمل كل سيرته الزمنية التوظيفية.

لكن ماذا في سيرة التوظيفية "التيارية"، من حالة التيار ومن صفة الوطنية، ومن شعارية الحرية؟ التدقيق في الجملة الإسمية التي صارت إليها العونية الأصلية، تحمل الكثير من تناقضات المعنى ضمن الجملة الواحدة، تناقضات، تكفّلت السيرة الذاتية السياسية لمن تولّى شؤون التيار، في تقديم عناصرها، وفي قراءة مدلولاتها.

عودة إلى الإسم

جملة الإسم موزّعة على ثلاثيتها تفيد أن التيار فقد مساحة اتساعه، وأنه فقد تدفق روافده، وأن الحرية فيه باتت حرية الانسياب ضمن ذات المجرى، بسلاسة ومن دون تجاوز حدود الضفاف المرسومة بدقة المشرف، والمرعية بتدقيق الوارث الأمين. أما الوطنية، بما هي الصفة الجامعة التي أدار المؤسس معاركه باسمها، فقد تقلصت لتصبح مطالبة بحقوق المسيحيين، وتنافساً على انتزاع حصرية التمثيل المسيحي مع باقي أطراف المسيحية السياسية التي تنطق بذات المطلب، مع تدوير نبرة الكلمات، خلافاً لما هي عليه النبرة التيارية التي سمعها من هو في موقع المنازعة المباشرة، ومن هو في موقع الاستهداف من أطياف المذهبيات السياسية الأخرى.

عين الحاضر

التذكير بالانزياح التياري له وظيفة حاضرة، في ظل الأزمة السياسية الشاملة التي تعصف بالبنية اللبنانية. فلقد استهدفت استقالة حكومة سعد الحريري مجمل "العهد" الذي أراده التيار أن يكون مميزاً، والذي أراده حلفاء التيار مميزاً أيضاً، حسب ما رغبوه من فوائد نفوذهم الذي جعل رئيس الجمهورية الحالي، مرشحاً وحيداً، ومن ثم رئيساً بقوة تفاهم مفروض بمقدار كبير على الشريك "السني"، وبقوة حذلقة مسيحية ابتكرها سمير جعجع، قائد حزب القوات اللبنانية، حذلقة أرادها القائد "سحراً"، ليكتشف أن السحر قد انقلب سريعاً على الساحر، وأن سياسة الإلغاء ما زالت مستمرة منذ حرب الإلغاء الشهيرة، في العقد الأخير من القرن الذي انصرمت أحداثه، ولم تنصرم تداعياتها. من التداعيات، كما سلف، أخذ الدور المهيمن مسيحياً، وتصدر معركة الخصومة مع السلطة التنفيذية التي باتت منوطة بالحكومة مجتمعة، بعد تسوية اتفاق الطائف الشهير.

الحاكم المعارض

متابعة معركة الصلاحيات، واعتماد أسلوب المحاصّة الطائفية، لم تؤثر في الأساسي منهما الحركة الشعبية التي ملأت الشوارع والفضاء، أجساماً واصوات حناجر. لقد أدار التيار، ومعه أركان التشكيلة الحاكمة والمتحكمة، للشارع الآذان الصمّاء فعلياً، ونطقوا بادعاء تبني مطالبه مخادعة ورياء، ثم عمدوا إلى توظيف هذا التبني في تقاذف كرة المسؤولية عن النار السياسية التي اشتعلت في لبنان، وفي الاستمرار في إدارة معركة المحاصّة الجديدة، التي باتت قسمة لمغانم الخراب العام.

في امتداد معركة التناهب القديمة الجديدة، جاء المؤتمر الصحافي للوزير جبران باسيل الذي أكد ما هو معلوم، لجهة هروبه مع تياره من المسؤولين عن الانهيار، وثبَّت ما كان رجراجاً في الذهن، لجهة "أنا أو لا أحد"، الشعار الذي قذفه "الرجل الأوحد" في وجه سعد الحريري، وأوحى، بما يكاد لا يقبل الظن والاجتهاد، أن صفوف المعارضة التي ينوي الوزير المستقيل الانتقال إليها، لا تعدو كونها سياسة تعطيل لاحتمالات نجاح الحكومة المقبلة، في مباشرة معالجة جزء من حالة الانهيار العام الذي يتهدد الحياة الاجتماعية والسياسية. ملخص القول "الباسيلي": تنجح الحكومة معنا، أو نعطل إمكانية وصولها إلى شاطئ النجاح، حتى لو كان هذا النجاح محدوداً. هل يشكل التعطيل استثناء في الحالة التيارية، بحيث يُعفى من الظن التعطيلي به؟ الجواب موجود في استعادة ممارسة شَلّ، أقدم عليها التيار قديماً، وعاد إليها حديثاً، ويهدد باستخدامها في الأيام السياسية المقبلة.

ماذا عن الغطاء

إذا كان حزب الله هو الغطاء الأهم لممارسة التيار الوطني الحر، فلأن الغطاء يشكل "دفئاً وستراً"، للداعم والمدعوم. يتبادر السؤال: ماذا عن غطاء حزب الله اليوم لسياسة فئوية حادة يظهرها حليفه؟ وهل يمكن التستر على تلك "اللاحكمة" السياسية التي تصيب حزب الله في جملة من تصيب؟ مسار حزب الله ومن ثم سيرته، لا تجعل اللاحكمة سياسة متوقعة، بل إن سياسة الحزب تخضع دائماً لحسابات واسعة، وهذا السلوك صفته الموضوعية والعقل البارد المدرك لمجمل الظروف المحيطة بالحسابات، هذه الصفة تظل مواكبة لسياسة الحزب، سواء خالفها البعض أو اتفق معها. بناءً عليه، يظلّ المتوقع من قيادة حزب الله البقاء على خيط التوازن العام، الذي وإن لم يفرِّط بحليفه، لكنه لا يذهب إلى حدّ دعمه في "مغامرته المعارضاتية" المعروفة الأسباب والأهداف. يصح في موقع حزب الله الآن المثل: "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" بحيث ينصر الحزب "أخاه التيار" بردّه عن ظلمه، والتيار كان وما زال "ظالماً"، قبل دخوله حلبة الحكم وأثناء وجوده فيها، ولحظة تهديده بمغادرتها، ليمارس "تحكمه" من خارجها.

مخارج

يستطيع حزب الله لعب دوره المتوازن مباشرة، ومن خلال حليفه في الثنائية، الرئيس نبيه بري، هذا الذي مازال منسوباً إليه، وبتوافق التشكيلة الرسمية، حياداً يلتزمه عندما يشاء، ويغادره لفترة عندما تقتضي مشيئته، أو "مشيئات" المقربين المغادرة، وقد بادر "النبيه" إلى إعلان توازنه قبيل الاستشارات النيابية المنتظرة.

ما تقدم لا يعفي الرئيس المستقيل سعد الحريري من مسؤوليته الماضية، ولا يعفيه من مسؤوليته عن أن يكون واحداً من الباحثين عن المخارج بجدّ ومسؤولية، وأردأ سلوك يمكن اعتماده في هذا المجال، هو سلوك الإحساس بالفوز، أو مجاراة المتضررين مذهبياً وطائفياً في خطاب الشخصانية، وجعلهم في مقام الانكسار. الواقع اللبناني ينبئ دائماً، ان الكسر الطائفي مستحيل، والكسر الوحيد المشروع، هو ذلك القادم من جهة حركة شعبية لبنانية جديدة، تنكسر معها الطائفيات السياسية، ويُحفظ في رحاب إنجازها الوطني اللبنانيون بما هم مواطنون متساوون أمام القانون، في الحقوق وفي الواجبات.

 

الحكومة الفاشلة: تقييد الحريري بشروط نصرالله وشراسة عون

منير الربيع/المدن/15 كانون الأول/2019

أصبح الجميع في ورطة. وكأن لا أحد يريد تشكيل حكومة. بل وكأن الأفرقاء السياسيين لا يريدون تحمّل المسؤولية في هذا الظرف الدقيق. جلّ ما يفعلونه هو أن لا أحد منهم يريد الخروج من جنّة السلطة وتسليمها. لكنهم لا يريدون أيضاً تشكيلها من دون أي ضمانات دولية بتقديم المساعدات.

أيضاً، أصبح الجميع على يقين بأن ما يجري في لبنان هو أزمة من شقين، الشق الأول محّلي، وهو  يتعلق بصراعات القوى السياسية على حصصها ومواقعها، والشق الآخر هو في رهان كل قوة سياسية على متغيرات خارجية، قد تخدم وجهة نظرها لتحصين دورها وموقعها. عدا عن ذلك، لا أحد مستعداً للتعامل مع الأزمة بالقدر اللازم من المسؤولية، خصوصاً أن لبنان أصبح في عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمالية.

قواعد نصرالله

تستمر حرب المناورات وتستمر عمليات "قلب الطاولات" بين الحلفاء والخصوم وأركان التسوية الشركاء. فبعد أن كان الحريري يزهد بالسلطة ويقدّم باسيل بأنه المعرقل والمتمسك بموقعه الوزاري، قلب باسيل الطاولة على الحريري، فأعلن عدم استعداده للمشاركة في حكومة تكنوسياسية، واختياره المعارضة، إذا ما أصر الحريري على شروطه وآلية تعاطيه المتبعة. بالتأكيد، كان باسيل يعرف نتيجة موقفه هذا، الذي سيقابل بمعارضة من قبل حزب الله وحركة أمل. وهذا بالضبط ما شدد عليه أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، بعد موقف الرئيس نبيه برّي، برفض خروج التيار الوطني الحرّ من الحكومة.

وقد وضع نصر الله القواعد العامة، وحدد شكل الحكومة، وأفهم حلفاءه السنّة الذين كانوا يطمحون إلى ترؤس الحكومة، أن الحزب لا يريد تشكيل حكومة من لون واحد، وحريص على اشتمالها مختلف القوى السياسية الأساسية، غامزاً من قناة التيار الوطني الحرّ. وفي الوقت الذي يلقي الحريري المسؤولية عن كتفيه، ويقوم باسيل بالفعل نفسه، ظهر نصر الله بموقع المتحمل للمسؤولية كاملة، بدعوته إلى تشكيل حكومة تتحمل المسؤولية، ولا يمكن لأي طرف التهرب من مواجهة هذه المسؤولية. رئيس الجمهورية أيضاً لم يعد يريد الظهور بموقع المعرقل أو المؤخر للاستشارات. ولذلك يتمسك بإجرائها يوم الإثنين، ليلقي بالمسؤولية عن كتفيه، ويرمي بالكرة لدى الرئيس المكلف.

تشدد عون والحزب أيضاً

بالتأكيد لم يكن عون في وارد تسليم الحريري أي ورقة، إنما حتى لو أجريت الاستشارات وتمت تسمية الحريري بعدد قليل من الأصوات، في حال لم يمنحه التيار ولا حزب الله وبعض حلفائهما أصواتهم، فسيصبح الحريري رئيساً مكلفاً. لكن مفتاح التأليف سيمسك به عون وحزب الله. وهذا ما عبر عنه نصر الله بقوله أن وقت التأليف سيكون طويلاً على ما يبدو، لأن النقاش في شكل الحكومة وتوزيعاتها سيبدأ بعد التكليف. وبالتأكيد سيحتاج الأمر إلى وقت مديد، خصوصاً أن عون لن يسلم للحريري بما يريده، ولا حزب الله. وسيكون عون متشدداً إلى حدّ بعيد، ولن يوقع على حكومة برئاسة الحريري تستثني التيار الوطني الحرّ أو باسيل. وهذا يعني أن الحريري سيكون مكبلاً بشكل كبير. لا سيما أن نصر الله توجه إليه بالقول إنه يجب عليه تقديم تنازلات من الآن (يوم الجمعة) حتى يوم الإثنين. أما بحال البقاء على الشروط ذاتها، وعدم الموافقة على تكليف شخصية أخرى، فهذا يعني أن المواقف لن تحسم قبل الإثنين. والكتل النيابية ستذهب لتسمّي مرشحيها، إما بتنسيق أو من دونه. وستبقى الصورة ضبابية، والتأليف سيكون دونه مصاعب كثيرة. تمسك نصر الله بمبدأ الحكومة الجامعة يؤكد أن حزب الله ليس له أي مصلحة في تشكيل حكومة من لون واحد، بل يحتاج إلى دفاعات ومتاريس سياسية من كل القوى لمواجهة الأزمة والمأزق. وذلك، لتتوزع على الجميع تداعيات أي كارثة قد تحصل، خصوصاً أنه سيتم تحميل مسؤولية ما يجري للحريري، في ظل الحملة التي بدأها التيار الوطني الحرّ على الحريري وتحميله مسؤولية الأخطاء وفشل سنوات العهد الأولى في تحقيق نتائج فاعلة فيما يتعلق بالإصلاح ومحاربة الفساد.

في معاداة أميركا

بمعنى من المعاني، أوحى نصرالله "لا نريد أن نعادي الأميركيين". وهذا تجلّى تراجعاً في موقفه بطريقة ذكية، عندما نفى كلام الإيرانيين عن لبنان، وما قاله سابقاً بأنه إذا تعرضت إيران لأي اعتداء فإن حلفاءها سيردون على الأميركيين والإسرائيليين وسيشعلون المنطقة كلها. تراجع عن ذلك عندما قال إن إيران هي التي سترد بنفسها، أما حلفاؤها فهم يقررون كيف يتصرفون وماذا يفعلون. ووضع القضية بسياق أن الأميركيين هم الذين يعتدون على الحزب، ويسعون لإخراجه من الحكومة ومؤسسات الدولة، لكن ذلك حسب قوله "مستحيل"، بسبب قوة الحزب ووجوده وتأثيره وحضوره. ولم يمرر نصر الله عن عبث فكرة أن الأميركيين والإسرائيليين أرادوا الرهان على التطورات في لبنان لتحصيل تنازلات في موضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية والنفط، بل أشار إليها للتأكيد بأن ما يجري في لبنان له ارتباطاته الإقليمية والدولية. هذا الارتباطات والتطورات هي التي تراهن القوى السياسية المختلفة عليها، لتبيان المواقف وإخراج الصيغة الحكومية. أما اللبنانيون ومطالبهم وهمومهم فهي خارج الحسابات بالنسبة إليهم. ولا شيء يعدون به الشعب اللبناني سوى الصبر والانتظار.

 

شربل الثائر في جلّ الديب: لنكن لبنانيين وننسى أحزابنا

وليد حسين/المدن/15 كانون الأول/2019

يرفض شربل القاعي، الذي برز في تحركات جل الديب، النطق باسم الثوار هناك. فهو ثائر أسوة بهم، ومواطن لبناني يحب لبنان، ونزل إلى الشارع مثل باقي أصدقائه، مدفوعاً بحس التغيير نحو الأفضل. ولو تسنى البقاء إلى جانب طفليه، لفعل. فهو بالكاد رآهم لماماً منذ قرابة الشهرين.

الثورة بعد الخُضَر والرياضة

قبل مشاركته في الثورة لإصلاح أحوال بلده، كان مزارعاً ويعمل في بيع الخضر. وبما أن المزارع يطمح للحصاد، شبّه اللبنانيين المنتفضين بالمزارعين الذين يعتنون بالبذور والشتول، كونهم حريصين على لبنان للوصول به إلى بر الأمان.

في حديثه إلى "المدن" يقول القاعي: "كنت قبل 17 تشرين أحب فريق الحكمة لكرة السلة. واندفعت في حب الطابة والفريق، أخسر أو ربح. لكن بعد 17 تشرين صار اندفاعي الوحيد لعدم خسارة لبنان. أي أنني عملياً انتقلت من الملعب إلى الشارع كي أدافع عن وطني. فرغم قناعتي التامة بأن اللبنانيين متحزبين، لكنني على يقين أن أحزابنا باتت وراءنا. لم يعد اللبنانيون ينصتون إلى زعمائهم، وخرجوا على أحزابهم في ثورة باتت تجمعهم. وشخصياً علمتني الثورة أشياء كثيرة لم اتعلمها يوماً في حزبي".

تفاهم المختلفين بلا قيادة

نسأله إلى أين ستصل الثورة، وهل عدم وجود قيادة موحّدة لها تمكنها من تحقيق أهدافها؟ فيجيب: حققت الثورة نجاحات كثيرة منذ استقالة الحكومة إلى اليوم. حتى أن من قبعوا في الحكم لأكثر من ثلاثين عاماً نراهم عاجزين عن السير في استشارات نيابية، ويحسبون ألف حساب قبل تكليف رئيس حكومة، لأنهم يخافون من غضب الشعب الذي خرج إلى الشوارع. فهم على قناعة أنهم إذا أتوا بأي شخص غير نظيف ولا يمثل الناس المنتفضين، سيبقى الناس في الشارع، إلى حين تشكيل حكومة مستقلة.

ويرى القاعي أن لا أحد يدير الناس. و"أهمية الشارع أن لا أحد يقوده. وعندما يصبح للثائرين قيادة تنهي الأمور، تنتهي الثورة ولن يبقى منها أي شيء. ففي كل منطقة يوجد أفكار مختلفة عن الأخرى، حتى داخل خيمتنا في جل الديب كل شخص يملك آراءه، ومن الصعب توحيد الجميع على فكرة واحدة. لكن في المقابل جميع الآراء والطروحات والأفكار في الساحات هدفها واحد: إصلاح البلد والقضاء على الفساد. الجميع ناضجون ويحترمون بعضهم البعض الآخر. وبات لنا أخوة في الساحات كلها، ونستمع لهم ونناقشهم في كل شيء.

الحريري بلا فاسدين

هل ستقبلون بسعد الحريري رئيساً؟ نسأله، فيجيب: نحترم سعد الحريري، لكنه مرفوض من 90 في المئة من الثائرين في الشارع. وهذا لا يعني أنه لن يُعطى فرصة في حال عودته. الثوار على الأرض يقررون. والمسألة تتعلق بمن يأتي معه. وعندما يرضى الشارع بسعد الحريري لن نقف عقبة، ونقرر مع باقي الثوار. لكننا نريد حكومة مستقلين قادرة أن تنهض بالبلد. وتابع: ربما يرضى بالحريري رئيساً نصف الشعب اللبناني، لكن عليه أن يبدأ بمحيطه قبل أن يقرر العودة بحكومة جديدة. فالجميع يعرف أشخاصاً في محيطه مرتبطين بقضايا فساد. ما يعني أن عليه أن يبدأ بهم إذا كان ينوي التغيير. وأضاف: علينا ألا ننسى أن لبنان بات أشبه بسفينة تغرق، وكل يوم نرى الفقر يزداد والعائلات تتشرد في ظل الأوضاع الصعبة. نريد أن نعرف إلى أين نصل بهذا البلد؟ اليوم نحن بلا عمل ولا عملة. وهناك مخاوف جدية من إفلاس لبنان. الثورة تؤدي إلى بر الأمان. ونريد أن نبني لبنان على الصخر لا على الرمل، أي الفساد والفاسدين. ونريد جسم قضائي عادل ومستقل كي يسترد اللبنانيون أموالهم المنهوبة. فهل الحريري سيفعلها؟

انتخابات نيابية ضد الفساد

عما بعد الحكومة قال: نطالب بانتخابات نيابية بعد ستة أشهر من تشكيل الحكومة الجديدة، حتى بأي قانون انتخاب. فالشعب بات يعرف كذبهم. لكن في المقابل نرفض قوانين انتخابية يضعونها على مقاسهم.

أي حكومة جديدة عليها أن تبدأ بمحاربة الفساد وملاحقة الموظفين الفاسدين في كل الدوائر الحكومية، العقارية النفوس وتسجيل السيارات. وتساءل: هل من مواطن لم يدفع برطيل مقابل خدمة مجانية أو لتسهيل معاملته؟ يجب أن يحاكموا كل إنسان فاسد، ونريد قضاءً مستقلاً.

وأضاف: نحن لسنا مشروعاً سياسياً بل نريد وطناً. وحكومة من المستقلين وزير عدل قادر على إعادة تشكيل الجسم القضائي من أشخاص نزيهين ومستقلين. فالمشكلة الحالية أن القوى السياسية هي التي تعيّن القضاة.

تجربة سياسية جديدة

هل يرى اختلافاً بين 17 تشرين وباقي الانتفاضات والتحركات التي مرت على لبنان؟ - سألناه، فأجاب: لا أخفي عليك أنني كنت من الشبان الذين تظاهروا في 14 آذار. لكن حينها كان هناك فريق آخر اسمه 8 آذار. اليوم الكل في الشارع، وهناك جزء من جمهور 8 آذار ينزل معنا، على الرغم من وقوفه في وجهنا بعض الأحيان، كشارع ضد شارع. لكن ما يميز تحرك اليوم أن لا أحزاب تفرق بيننا أو تديرنا، بل الكل مدفوع خلف لبنان. في السابق كنا في الشارع باسم أحزابنا أما اليوم فننزل من أجل وطننا. نحن في الشارع للمطالبة بحقوقنا وخوفاً من القادم في ظل الانهيار. إذا أكملنا من دون حكومة إنقاذية لفترة طويلة، نصل إلى ما لا يحمد عقباه بعد نحو شهرين. هذه التجربة علمت الجميع كيف يفكرون في بلدهم، وكيف يجب أن يدار. في السابق لم يكن أحد يهتم بهذه الأمور. حتى الأشخاص الذين لا يعرفون شيئا في السياسة باتوا يقرأون الأحداث ويحللون الأمور.

لا نواجه حزب الله

سألناه عن بوادر الحرب الأهلية بعد واقعتي جسر الرينغ وعين الرمانة. فقال: لا نريد أن نرد على السيد حسن نصرالله. نحن لم نشتمه في جل الديب. فله رمزية دينية نحترمها. لكن في السياسة تختلف الأمور. في موضوع سلاح حزب الله أنا ضده منذ 7 أيار 2008. وأنا ضده لأن القوى الأمنية لا تستطيع الوقوف ضد الجمهور الذي يعتدي على الثوار بسبب استقوائه بالسلاح. لكن منذ بداية الثورة لم نفكر بسلاح حزب الله. وقلنا من نحن لنمنعه؟! وتابع: لا نريد أن ندخل في جدل مع السيد حسن، ورغم اختلافنا في السياسة مع جمهوره، نركز على ما يجمع بين الناس ولا نريد الدخول في الزواريب الطائفية.

وقال: أحترم أهل الخندق الغميق كونهم اخوتنا في الوطنية. ربما هم ما زالوا يسيرون خلف زعيمهم، بينما أنا تحررت من الزعيم. لكن سيأتي اليوم الذي نجلس معهم كتفاً إلى كتف لبناء وطننا. علينا أن نضع خلفنا انتماءنا كمسلمين ومسيحيين، ونبني وطننا. علينا أن نكون لبنانيين وننسى أحزابنا.

وأضاف: كان التيار الوطني الحر يواجهنا بأنه يطالب بمطالب الثورة. عندما نزلنا إلى الأرض طلبنا من جميع الحزبيين، وتحديداً من التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل، أن يخلعوا أحزابهم ويتركوها في منازلهم وينزلون إلى الساحات رافعين العلم اللبناني، وأن يرفعوا مطالبهم الإصلاحية. لكنهم رفضوا ونزلوا بأعلامهم الحزبية، فرفضهم الشارع، لأنهم لا يريدون التخلي عن أحزابهم. ربما بسبب حساباتهم الخاصة ومحاصصاتهم ووظائفهم التي يخافون عليها.

أكره إسرائيل

بالنسبة لنا رئاسة الجمهورية خط أحمر، قال القاعي، وتابع: لنا موقفنا من رئيس الجمهورية. لقد أصيب منا أربعة في اعتداء مناصري التيار الوطني الحر على المتظاهرين في الاعتصام على طريق القصر الجمهوري. واعتدى علينا إخوتنا في التيار الوطني الحر في جل الديب وأطلقوا النار علينا وسقط منا 17 جريحاً. لكننا واجهنا حزب الله والتيار الوطني الحر، وقلنا لهم سامحكم الله على فعلتكم، ولا نريد شارعاً ضد شارع. وعن اتهام المتظاهرين بوقوف السفارات خلفهم، قال القاعي: أحب وطني وأكره إسرائيل، وكل انسان اعتدى على لبنان نحن ضده. نحن ضد الجيش الإسرائيلي مثلما نقف ضد الجيش السوري. نريد أن نعيش كلبنانيين ولا نريد أن يحكمنا أحد غير لبناني، لا السفارة الأميركية ولا الإيرانية. ومن يتهمنا بتمويل السفارات عليه أن يزورنا في خيمتنا ويرى ماذا نأكل وماذا نلبس.

 

لماذا يفضل حزب الله الحكومة "العميلة" على الحكومة المستقلة؟

سمير سكاف/الكلمة أون لاين/14 كانون الأول/2019

من غير المفهوم لماذا يرفض حزب الله حكومة المستقلين! فالمستقلون ليسوا عملاء أما الفاسدون فهم عملاء بحسب السيد حسن نصرالله. وإذا كان الفاسد عميل، فمشاركة العميل في الحكومة يجعل من الحكومة حكومة فاسدة، وحكومة "عميلة"! أليس كذلك؟ أم إننا "فهمانين القصة غلط"؟ أما المستقلون، فهم لم يتعاملوا مع إسرائيل. وإذا كان هناك أي شبهة حول أحدهم، فيجب استبعاده. أما شركاء السيد حسن نصرالله في السلطة فبعضهم تعامل مع إسرائيل مباشرة أو بشكل غير مباشر. صحيح أو "مغلطين"؟!

ومن ناحية أخرى، إن الاستمرار في نهج المحاصصة في تشكيل الحكومة التي يمكن أن يمارسها المجلس النيابي، غير محسوب العواقب هذه المرة، فحكومة المحاصصة ستكون عرضة للسقوط في الشارع. ان حكومات "كلن يعني كلن" التي عرفت بحكومات الوفاق الوطني فشلت تباعا، منذ الإستشارات وصولا إلى كاستينغ وزراء "حملة المباخر"، والتي من ثمارها يعرفها اللبنانيون والعالم الاجمع. فلماذا يسعى السيد حسن نصرالله والبعض الى تكرار التجربة نفسها، في حين اعتبرها الكثير من حلفائه حكومات النفاق الوطني؟ ان تكرار التجربة، ليس "تحملا للمسؤولية" كما يصفه السيد حسن، بل هو سيؤدي إلى تكرار الأداء السيء نفسه وإلى تكرار النتيجة الكارثية نفسها التي أغرقت لبنان واللبنانيين في وحول الفقر والقهر. ولكن هذه المرة ستكون وللأسف زلزالا ماليا واجتماعيا!!!!! لماذا يعتبر السيد حسن نصرالله أن الحكومة المستقلة غير قادرة على المواجهة؟ فهل اذا وقفت في وجه اعتداء صهيوني، أو في وجه اعتداء مالي دولي سيحاربها مجلس النواب أم سيلتف الجميع حولها؟! هل المطلوب إنجاح حكومات فاشلة أم تفشيل حكومة قادرة على النجاح؟ أما اذا كان السيد حسن نصرالله، من موقعه، يعتبر المستقلون أو الذين انتقلوا إلى الاستقلالية أيتاما في الوطن، وهم ملزمون بالانضواء إلى أحزاب طائفية مذهبية، مع أن الكثيرين منهم قد خاضوا هذه التجربة واقتنعوا بعدم جدواها، فهذه مشكلة! واستطرادا، من غير الصحيح تحميل الثورة أي تراجع سلبي للاقتصاد، باعتراف الهيئات التجارية، في حين أن أهل السلطة يريدون شماعة لتحميلها فشلهم. ومن غير الصحيح التذرع بقطع الطرق وتحميله أي مسؤولية. فالثورة كشفت عورات السلطة، ولم تتسبب بها!

إن الأفق مسدود، طالما السلطة "مكمشة" بأعلام احزابها على حساب العلم اللبناني، وهي تعيش على كوكب مختلف عن اللبنانيين وعن ثورتهم، وطالما المسؤولون ينظرون ولا يرون لا الناس ولا وجعهم. وبهذه الحالة، فالانهيار سوف يتسارع...لا محالة، والحكومة المستقلة بشرط التعاون معها، هي الخطوة الأولى، أن لم تكن الوحيدة، نحو الانقاذ!!

 

 سويسرا تفتح أبواب الحسابات السرية أمام لبنان

طوني بولس/انديبندت عربية/14 كانون الأول/2019

"استعادة الأموال المنهوبة"، شعارٌ لم تكلّ حناجر المتظاهرين اللبنانيين عن ترداده في ساحات التظاهر منذ الأيام الأولى لانتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث يطالب اللبنانيون باستعادة أموال يزعمون أنها سرقت من المال العام منذ 1992، والتي تقدر ما بين 70 و100 مليار دولار أميركي. وقد تم تهريبها إلى "الجنات الضريبية" الآمنة حول العالم، وأبرزها سويسرا وبنما وجزر ماكاو والمالديف ونيجيريا وعمان وباكستان وبيرو وساموا وسانت مارتين وترينيداد وتوباغو وفانواتو. وتقدر شبكة العدالة الضريبية حجم الثروات المالية الخاصة التي لا تخضع لأي ضرائب حول العالم بنحو 32 تريليون دولار.

تبادل البيانات المالية

وفي خطوة لافتة في توقيتها بالنسبة إلى اللبنانيين، صادق البرلمان السويسري على تفعيل اتفاقيات التبادل للبيانات المالية (AEOI)، ما يعني أن سويسرا ستقدّم لهذه البلدان تفاصيل عن الحسابات المصرفية لمواطنيها أو آخرين تحوم حولهم شبهات ويملكون حسابات في المصارف السويسرية.

وسيشمل القرار لبنان و18 بلداً آخر، بحلول عام 2021، ما يمثل خطوة كبيرة في اتجاه إنهاء الفساد وتبييض الأموال، ويعزز النداءات لكشف السرية المصرفية عن "الأموال المنهوبة"، التي يشتبه في أن سياسيين ومتمولين لبنانيين أودعوها في حساباتهم المصرفية بسويسرا، التي تقدر وفق مصادر عدة بحوالى 22 مليار دولار، يملك 80 في المئة منها 137 شخصية لبنانية. وتشير معلومات إلى أنه في السنوات الخمس الماضية، تعرضت المصارف السويسرية لضغوط كبيرة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، على اعتبار أن إجراءات السرية المصرفية السويسرية باتت تشكل قلقاً أمنياً بالنسبة إلى أوروبا وأميركا، ما دفعها بشكل  تدريجي إلى تخفيف حدة هذه الإجراءات. وهذا ما استشعره بعض المودعين اللبنانيين، الذين يخشون فضح حساباتهم فقاموا بنقل مبالغ ضخمة إلى دول أخرى لا خوف فيها من إجراءات تعديل القوانين المصرفية مستقبلاً.

فضيحة "سويس ليكس"

في وقت كانت القوانين السويسرية تصون السرية المصرفية، بما يجعل الكشف عن البيانات المالية للعملاء يخضع لعقوبات جنائية، شهدت سويسرا فضيحة عرفت بـ "سويس ليكس" في 9 فبراير (شباط) 2015، واستندت إلى معلومات سرقها خبير المعلوماتية أرفيه فالشياني عام 2007، عندما كان موظفاً في مصرف "اتش اس بي سي" في جنيف. وتكشف الوثائق المسربة آلية للتهرب الضريبي. ووفقاً لموقع "سويس ليكس"، تتعلق الوثائق المسربة بأكثر من 100 مليار دولار لـ 106 آلاف عميل (في البنك) من 203 بلدان. بالنسبة إلى لبنان، فقد احتل المرتبة الـ 12 بمبلغ 4.8 مليار دولار. والمبلغ الأقصى المرتبط بعميل على صلة بلبنان هو 236.6 مليون دولار. وهنا يوضح الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة أن هذا الرقم بكل تأكيد أقل بكثير من أرقام المودعين اللبنانيين، بحيث أنها محصورة بمصرف "اتش اس بي سي" وحده، إضافة إلى مرور 12 سنة.

ويرى عجاقة أنه من الصعب جداً معرفة الرقم الحقيقي للأموال المنهوبة من دون الاطلاع على حركة تنقّل رؤوس الأموال منذ 1992 وحتى يومنا هذا، مضيفاً أن "الدين العام اللبناني البالغ 86 مليار دولار في العام 2019 هو نقطة انطلاق بالحدّ الأدّنى لحجم الأموال المنهوبة، لا سيما أن الناتج المحلّي الإجمالي المُحقّق منذ عام 1992 وحتى اليوم هو 801 مليار دولار، أضِف إلى هذا الرقم الاقتصاد غير الرسمي والمقدر بـ 305 مليارات دولار". ويشير إلى أنه "ومع زيادة قيمة الدين العام البالغة 86 مليار دولار، نصل إلى 1192 مليار دولار، وهو حجم المداخيل التي حصّلها لبنان منذ 1992، لكنه رقم لم ينعكس على الاقتصاد، ما يعني أن الفساد موجود وبشكل كبير".

الآلية القانونية

أما عن الآلية القانونية لاستعادة الأموال المنهوبة من البنوك السويسرية، فيوضح النائب في البرلمان اللبناني جورج عقيص أن ليس كل حسابات اللبنانيين في سويسرا مصدرها أموال غير شرعية، إنما على القضاء اللبناني التحرك وفقاً لقانون الإثراء غير المشروع لمعرفة مصدر تلك الأموال. ويضيف أن موافقة مجلسي النواب والشيوخ السويسريين على منح الدولة اللبنانية حق الاطلاع على بيانات ومعلومات أرصدة اللبنانيين في سويسرا، يفتح الطريق أمام القضاء اللبناني لاسترداد الأموال المنهوبة، مشدداً على دور وزارة المال، كونها تمتلك كل بيانات الإنفاق والمشاريع التي نفذت في لبنان. ويشير إلى أن "النظام القانوني اللبناني يتضمّن تشريعات بخصوص الإثراء غير المشروع ومكافحة تبييض الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وحول تبادل المعلومات لغايات ضريبية، من شأنها الحدّ من الفساد، إلا أنّ المشكلة تكمن في تطبيقها والقيّمين على تنفيذها، ممّا يحتّم تعديلها". أمّا الأهمّ من ذلك، فإنّ لبنان هو دولة طرف منذ 22 أبريل (نيسان) 2009 في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد UNCAC، التي تضمّ حالياً 186 دولة، وتنصّ على "إرجاع الموجودات والتصرف بها"، وفقاً لآلية تعاون ملزمة للدول الأطراف. وشدد على ضرورة أن تضع الحكومة اللبنانية خطة واضحة لاستعادة أموال الهدر والفساد خلال هذا العام، كون تطبيق الإجراءات السويسرية يبدأ مع بداية عام 2021، معتبراً أنه من الضروري إنشاء لجنة تحقيق برلمانية تساعد في فتح ملفات الفساد.

 

كلام المطران عودة وصواريخ القيادي الإيراني

محمد بركات/العين/14 كانون الأول/2019

ليست غريبة الحملة التي أطلقها حزب الله ضدّ مطران بيروت للروم الأرثوذكس إلياس عودة، حملة عنيفة على مواقع التواصل من "نجوم" حزب الله، استكملها رئيس كتلته النيابية محمد رعد، الذي اتهمه بأنّه "يجهّل الأسباب الحقيقية للأزمة ويبرّر استهداف المقاومة".

فماذا قال المطران في 8 ديسمبر/كانون الأوّل الجاري؟ قال جملتين لا يختلف عليهما اثنان في لبنان وفي العالم، قال التالي: "هذا البلد يُحكم من شخص، كلكم تعرفونه، ولا أحد يفتح فمه، ويُحكم من جماعة تحكمنا بالسلاح". وسأل: "أين الثقافة؟ أين العلم؟ أين المستوى اللبناني الذي نفتخر به؟ أين هو؟ شخص لا نعرف ماذا يعرف ويحكم بنا، يُرجع إليه ولا يُرجع إلى الأعلى منه" وختم: "شو معتّر هالبلد". بعد أقلّ من 48 ساعة خرج علينا "مستشار في الحرس الثوري الإيراني"، اسمه اللواء مرتضى قرباني، ليقول التالي: "إذا ارتكبت إسرائيل أصغر خطأ تجاه إيران، فإننا سنسوي تل أبيب بالأرض من لبنان، دون الحاجة إلى معدّات أو إطلاق صواريخ من إيران". مسؤول عسكري في جهاز أمني إيراني، يهدّد إسرائيل بحرب عسكرية عليها، انطلاقاً من حزب الله، التابع لإيران، في لبنان. بكلّ ما يحمله هذا التهديد من اختراق لأبسط قواعد العلاقات الدولية، وبكلّ ما يختزنه من إهانة للدولة اللبنانية، وبكلّ ما يعلنه من إمساك بأمن لبنان وسيطرته على قراره الحربيّ والعسكري، والقرار السياسي بالطبع.

بلا خجل وبلا أيّ اعتبار لما يقوله قادة حزب الله، وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصرالله، من أنّ العلاقة مع إيران هي "في خدمة لبنان". هكذا وبوقاحة لا سابق لها، يعلن مسؤول عسكري إيراني أنّ لبنان، بمواطنيه وشعبه وجيشه وأجهزته الأمنية ومؤسساته السياسية والدستورية وقوانينه، وبنوابه ووزرائه ورؤسائه الثلاثة، لا وزن لهم ولا قيمة لهم في عيونه وفي "دماغ" المؤسسة التي يتحدث باسمها، بل هم مجرّد بيادق و"كومبارس" يحرّكهم كما يشاء. قبله كان قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني قد أعلن في يونيو/حزيران 2018، بعد إعلان نتائج الانتخابات النيابية، أنّ "حزب الله حصل على 74 مقعداً من أصل 128 في برلمان لبنان" واصفاً ذلك بأنّه "نصر كبير" لإيران.

فلماذا هذا الهجوم على المطران عودة؟

الأسباب كثيرة، ليس أوّلها أنّ عودة بات يتحدث بلغة "صفيرية" (أي يشبه مكانة البطريرك الراحل نصر الله بطرس صفير)، أي أنّه بدأ يأخذ مكانة رفيعة في البيئة السيادية، خصوصاً أنّ اعتراضه على "جماعة تحكمنا بالسلاح" لا يقرّشه في الزواريب السياسية، بوقوفه إلى جانب طرف سياسي ضدّ آخر في ملفات سياسية. بل يعطي رأياً عاماً يمسّ قضايا "وطنية" و"جامعة" ويدافع عن "المصلحة العامة"، دون أن يكون محسوباً على زعيم سياسي مثلاً، كما هو الحال مع رجال دين آخرين من طوائف مختلفة. لطالما تباهى مسؤولون إيرانيون بأنّ بلادهم "تسيطر على أربع عواصم عربية"، قاصدين لبنان والعراق واليمن وسوريا. ليس أوّلهم وزير الاستخبارات السابق في حكومة محمود أحمدي نجاد حيدر مصلحي في 2015. وليس آخرهم في فبراير/شباط 2018 عضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران رحيم بور أزغدي، الذي قال إنّ "6 دول باتت تحت سيطرة نظام خامنئي، بعدما خرجت من تحت سيطرة واشنطن، وهي العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان، وفلسطين، وأفغانستان"، داعياً إلى "إعلان الإمبراطورية الفارسية". والرئيس الإيراني حسن روحاني نفسه تباهي قبل شهرين بأنّه "لا يمكن اتخاذ قرار في لبنان أو العراق دون الرجوع إلى إيران"، وبالتالي يصبح الهجوم على المطران عودة أقرب إلى محاولة لإثارة "انقسام طائفي"، شيعي/مسيحي، والإيحاء بأنّه "إسلامي/مسيحي"، في لحظة الثورة اللبنانية، ضمن محاولات "تطييف" المشاعر اللبنانية، ونزع الصفة الوطنية عنها، ونقل المزاج الشعبي والمدني إلى مكان آخر، مذهبي وعصبوي. حزب يتفاخر قائده بأنّه مموّل من إيران وبأنّه يكدّس مئات آلاف الصواريخ، وبأنّه يقاتل ويعتدي على عدد من الدول العربية، لماذا يُسمح له باستعمال لبنان وسمعته في حرب إعلامية إيرانية - سياسية، وربما لاحقاً عسكرية، ضدّ خصومه، ولا يُسمح لرجل لبناني بالاعتراض على هذا السلوك، مطراناً كان أو شيخاً أو إنساناً بلا صفة حتّى. الاعتراض وليس التسلّح أو الدعوة إلى المواجهة.

هل يريد حزب الله أن يخرس اللبنانيين كلّهم؟

هل يظنّ أنّه سينجح حيث فشلت إمبراطوريات ودول، منذ آلاف السنين إلى يومنا هذا؟

في زمن الصراخ، ومواقع التواصل، والثورات الشعبية، يبدو حزب الله ديناصوراً من خارج الزمن، وصواريخه، قريباً، ستشبه جسد الديناصور الضخم، الذين لن ينجيه من الانقراض، حين يبدأ المحيط البيئي بالتغيّر.

 

الشيوعي مُخترَق من “الحزب” ويعيش مرحلة مصيرية

مريم سيف الدين/نداء الوطن/14 كانون الأول/2019

يعيش الحزب الشيوعي اليوم مرحلة يصفها بعض حزبييه والمطلعين على حاله بالمصيرية. ففي هذه المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان يعجز الشيوعي عن إعلان مواقف سياسية واضحة، ويتجنب اتخاذ مواقف تزعج أبرز أركان السلطة التي من المفترض أنه يعارضها، أي “حزب الله”.

وتؤكد معلومات من داخل الشيوعي أن “حزب الله” تمكن من اختراق الحزب وجمع معلومات شخصية جداً عن محازبين، ويمكن استخدامها في “ليّ ذراعهم”. ويشهد الشيوعي اليوم صراعات داخله نتيجة اختلاف وجهات النظر بين من يريد أن يعلن وقوفه تحت عباءة “حزب الله” وبين من يريد عكس ذلك.

يروي أحد الشيوعيين لـ”نداء الوطن” أن حزبه ومنذ العام 2005 لم يعرف أن يتموضع سياسياً. فالانقسام السياسي في البلد انعكس داخل الشيوعي في ظل غياب برنامج عمل تحديداً عندما كان خالد حدادة أميناً عاماً. ووفق الحزبي، بدأ حينها صراع داخل الحزب “بين الجيل الشاب والرعيل القديم، فالشباب كانوا أكثر اندفاعاً وثورية من القيادة التي كانت تبيع المواقف. وباختيار حنا غريب أميناً عاماً تمكن االشباب من قلب الطاولة في الحزب”. ويرى مصدر آخر أن اختيار غريب أميناً عاماً أتى نتيجة تسوية وشكل نقطة تقاطع بين أكثر من جهة في الحزب الذي نشبت داخله الخلافات. “فهناك جهة في الحزب تريد أن تكون تابعة لـ”حزب الله” وحليفة له يقودها خالد حدادة بشكل أساسي ومعه سعدالله مزرعاني، في المقابل هناك فئة ثانية في البقاع قريبة أكثر من السوريين يقودها فاروق دحروج وآخرون. وجاء حنا غريب كنقطة تقاطع بين وجهات مختلفة في الحزب”.

انتخاب غريب بالتزكية لم يخرج الحزب من معاناته. ويعبّر المصدر الحزبي عن شعوره بالخذلان، إذ كان يأمل أن يؤدي انتخاب غريب أميناً عاماً بالتزكية ووصول شباب كفوئين وموثوقين إلى اللجنة المركزية لنتائج أفضل، لكن حال الحزب لم يتغير. “أعطينا غريب عصاً ليضرب بها لا ليتفرج عليها، لكنه حاول تدوير الزوايا”. ويتخوف الشيوعي من أن يؤدي عدم اتخاذ الحزب لموقف واضح بالحزب إلى دفع “ثمن مزدوج نتيجة الخيار بأن لا يكون مع “حزب الله” ولا ضده، كما حصل في الثمانينات عندما رفض معاداة سوريا ورفض الانحياز لها”.

مأخذ شيوعيين على حزبهم لا يختلف عن مأخذ الكثير من اليساريين الذين باتوا ينتقدون تقديم الشيوعيين “أوراق اعتماد” لـ”حزب الله” والتصرف دوماً وكأنهم متهمون بالعمالة. حتى أن مواقف “الشيوعي” باتت محط سخرية لهؤلاء. “منذ أكثر من أسبوع وحتى اليوم نظهر كأن لا عمل لنا سوى تقديم اعتماد لـ”حزب الله”، نحن قدّمنا دماً وشهداء، يؤسفني اليوم أن ينزل أشخاص للاعتداء بالبلطجة على ناس لأنها تتكلم. فمن افتعلوا المشكلة عند خيمة الملتقى، كانوا في انتفاضة ثورية ضد حدادة واليوم أصبحوا يزايدون. يتصرفون وكأنهم دائماً متهمون بالعمالة! لا أشك بمصداقيتهم جميعاً لكننا كشيوعيين ضد كل التدخّلات الخارجية، وكما تظاهرنا رداً على كلام فيلتمان كان يجب أن نتظاهر ضد كلام زاسبيكين. واليوم نحن من يتعرض لاعتداء وعلى “حزب الله” أن يقدم لنا أوراق اعتماد ويطمئننا بأن سلاحه لن يستخدم ضدنا وليس العكس”، يقول الحزبي. في هذا الإطار لا يشكك الحزبي بأمينه العام حنا غريب، لكنه يفسر موقف الأخير من “حزب الله” على أنه نابع من كون غريب، إبن رحبة العكارية، “لا يمتلك فهماً لأيديولوجية “حزب الله” وبأنهم إن أتاهم أمر بالعنف فسيمارسونه، فهو مقتنع بأن المقاومة لا تتجزأ”.

ووفق المعلومات، فبعد اعتداء “حزب الله” على الثوار في بنت جبيل، جرت اتصالات بين المكتب السياسي للحزب الشيوعي ووزير “حزب الله” في حكومة تصريف الأعمال محمود قماطي، واعتذر “حزب الله” بشكل رسمي واعترف بالتخطيط للاعتداءات التي طالت الثوار في بنت جبيل والنبطية، لكنه تنصّل من الهجمات التي حصلت في صور ومناطق أخرى. وفي هذا الإطار يربط المصدر الشيوعي بين اختلاف وهج تحرك الشيوعيين في مناطق مختلفة وتغيّر القيادة فيها. “ففي بنت جبيل حيث بقيت قيادة الشيوعي القديمة، خفتت الانتفاضة عندما تعرض المنتفضون للضرب وعادوا إلى منازلهم، بينما في صور حيث عينت قيادة جديدة بقي الثوار على الرغم من الاعتداءات”. هذه الخلافات الشيوعية – الشيوعية تظهّرت أيضاً خلال الإنتخابات النيابية الأخيرة، حيث عجز “الشيوعي” عن تشكيل لوائح وتحالفات، حتى مع الوزير السابق شربل نحاس. فظهرت لائحة غير مكتملة في صور. انسحب مرشحو الحزب المعارضون من هذه اللائحة وأعلنوا بوضوح أنهم لن يصوتوا لها، فانقسم الشيوعيون بين من صوت للائحة المستقلة ومن صوّت لـ”حزب الله”، وهو ما حصل أيضاً في مناطق أخرى حيث يرتبط الشيوعي بالسوريين. هذه الصراعات مستمرة إلى اليوم وأثناء تحضير الشيوعي للمؤتمر الوطني المقبل. وهنا يدرك شيوعيون بأنهم أمام مرحلة ستحدّد وجه حزبهم، “فعندما أصبح غريب أميناً عاماً سألناه: هل هذا آخر مؤتمر للحزب؟ وقلنا له بأن الحزبيين خائفون على حزبهم. واليوم هناك مناخ يساري ينتقد الشيوعي ويرى بأنه يعمل على تحصيل مواقع في السلطة متجاوزاً تاريخه”.”الحركة الشبابية للتغيير” وخيمة “الملتقى”

أسس الحركة الشبابية للتغيير عدد من الأشخاص الذين طردوا من الحزب الشيوعي، بعد أن ضبطوا بتهمة التعامل لمصلحة “حزب الله”، وتسريب المعلومات له. وقام هؤلاء بجمع معلومات شخصية جداً عن أفراد من الحزب وتسليمها لـ”حزب الله”، سواء بما يتعلق بالعلاقات الشخصية أو بالأحوال المادية وحجم الديون، ويومها فصل الشيوعي هؤلاء بعد اكتشافه الخرق الكبير. فيما استقال آخرون لأسباب مرتبطة بقناعاتهم، وأسسوا سوياً “الحركة الشبابية للتغيير”. تضم الحركة أيضاً وجوهاً عفوية وصادقة يجري استغلالها من قبل المطرودين من الحزب. ويرفض أحد المنتسبين للشيوعي اعتبار أفراد الحركة شيوعيين وتحميل الحزب وزر أفعالهم، “خصوصاً أن بعض أعضائها انضموا إلى سرايا المقاومة التابعة لـ”حزب الله” بعد طردهم من الشيوعي. ومنهم من يعمل لتفتيت اليسار وتشويه سمعته. فمن ينزل ليحرق ويضرب هو جزء من النظام. بالمقابل هناك شيوعيون نزلوا وحافظوا على الساحات”.

لم يشذ الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في اطلالته الأخيرة عما سبقها منذ انطلاق ثورة ١٧ تشرين. فهو اكد من خلال المنطق الذي تمسك به لاكثر من ستين يوما مقاربته العدائية للثورة، ولنبض غالبية الشارع اللبناني بالعودة الى اسطوانة الدور الأميركي في ما يشهده لبنان، كما اكد المقاربة التي ترى ان ما حصل لن يغير بنظره المعادلة التي قامت اقله منذ ٢٠١٦، أي "التسوية الرئاسية" التي أتت بالجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية، وأدت في اقل من سنتين الى تسليم مفاتيح الدولة الى "حزب الله" اما بتواطؤ البعض حينا، وبخفة البعض حينا آخر، وبـ"جوع" الجميع للمكاسب والمغانم في كل الأحيان. فالسيد حسن نصرالله يظن بمقاربته لنبض الشارع ان عقارب الزمن يمكن ان تعود الى ما قبل ١٧ تشرين وفقا لموازين القوى التي يلوح بها على الدوام، كالاشارة الى دعوته "شارعه المعلب " الى الصبر والهدوء على اعتبار ان احتياطي العنف الذي يملكه يبقى جاهزا للاستخدام في الشارع في لحظة سياسية معينة.

لم يأت السيد حسن نصرالله بأي جديد، وبدا على عهده قائدا لتنظيم مسلح متحدثا بنبض إقليمي تغلب عليه ملامح قارئ التقارير العسكرية والأمنية، في كل الأحوال لم يلمس اللبنانيون جديدا في صورة "حزب الله" الذي يبقى أولا وآخرا ذراعا امنية – عسكرية إيرانية تنطلق من لبنان بأجندة المحور الذي تخدمه. ومن هنا دارت كل الاحتمالات المتعلقة بالحكومة المقبلة تكليفا وتأليفا التي أوردها حول فكرة العودة الى "التسوية الرئاسية" التي منحته في وقت قياسي حكم البلاد من دون شريك فعلي، تزامنا مع انفلات الحالة "العونية " على فتات السلطة بمكاسبها ومغانمها بسوقية لم يشهدها لبنان منذ تأسيس الكيان. ولعل هذا السلوك هو الذي دمر في زمن قياسي أيضاً عهداً رئاسياً وصفه أصحابه بـ"القوي"، وحول رئيس الجمهورية بموقعه الى ما يشبه "الرجل المريض " الذي يتكالب محيطه لحجز معقد على طاولة الورثة، وذلك منذ اليوم الأول.

ان أهم ما أنجزته هذه الثورة انها أحيت نبضاً وطنياً وأخلاقياً في المجتمع اللبناني، عطّل في مكان ما ورقة الخوف من السلاح غير الشرعي الذي يعيش اللبنانيون تحت وطأة التهديد الدائم باستخدامه، وأنهى "الاسطورة العونية" التي نجحت مدة طويلة في إخفاء مساوئ تواطئها مع هذا السلاح ووظيفته ومحوره بالتحريض و"البروباغاندا" حول ما يسمى استعادة حقوق المسيحيين المسلوبة، ومحاربة فساد الآخرين، فاتت الثورة لتوجه اليها ضربة قاسمة، تزامنا مع ضرب الطبقة السياسية برمتها، وهي المسوؤلة بشكل كبير عم اآلت اليه الأمور. كل ما سبق يشير الى بداية مرحلة افول طبقة باسرها، وولادة طبقة جديدة مختلفة. وعليه سيكون من المستحيل إيقاف عقارب الزمن، والعودة الى الوراء، وهذا يشمل أيضا الحالة الشاذة التي يمثلها "حزب الله" الرافض التخلي عن دور الوصي على اللبنانيين ولو بالقوة. فهناك معطى جديد ولد بعد ١٧ تشرين ولم يدركه البعض اما لقلة الحيلة كرئيس الجمهورية والبطانة، واما لكثرة الاعتداد بالنفس والتجبر كـ"حزب الله" من اعلى الهرم الى اسفله.

 

«حزب الله» يتموضع: الحريري الإثنين رئيساً مكلفاً

أسعد بشارة/الجمهورية/14 كانون الأول/2019

صار من شبه المؤكد أن يسمّى الرئيس سعد الحريري رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة الاثنين المقبل، وبصرف النظر عن العدد الذي سيحصل عليه، ستكون بداية الطريق الى تشكيل الحكومة، اذا لم يطرأ أي تعقيد مفاجئ. وما قاله الامين العام لـ»حزب الله» انّ التكليف يختلف عن التأليف صحيح، لكن من المتوقع ان لا يكون التأليف بلا نهاية زمنية، لأنّ الظروف التي أملت التكليف واستنفاد الوقت لا تسمح لجميع القوى السياسية بأن تتلاعب بالوقت، في ظل الأزمة الاقتصادية. ولعل المؤشر الأول على مباشرة البحث العملي لتشكيل الحكومة حتى قبل تكليف الحريري، هو ابتعاد الوزير جبران باسيل، الذي التقى كلّاً من «حزب الله» والرئيس نبيه بري، ليعلن بعدها أنه لن يكون عائقاً أمام تشكيل الحكومة، هذا المؤشّر كان ترجمة لوجود قرار لدى «حزب الله» بالتضحية بكل ما يمكن أن يُفشل تشكيل الحكومة، وأن يحوّل الانهيار الاقتصادي الى كرة نار ملتهبة تحرق الجميع، فكان باسيل «كبش محرقة» الحكومة والتسوية.

وفي قراءة للمشهد الجديد، لاحظت أوساط سياسية مطّلعة أنّ أداء «حزب الله» تغيّر فجأة، فانتقل من المناخ التصعيدي الى المناخ المطالب بتشكيل الحكومة بأي ثمن، علماً أنّ الحزب هو من أصَرّ على تكليف الحريري منذ البداية، وهو من أفشل عملياً سعي الرئيس ميشال عون للإتيان برئيس حكومة جديد، وتكرّر الأمر في الترشيحات الاربعة التي تم حرقها، والتي لم تحظ بموافقة الحزب ليعود بعدها الى الاعلان بالفم الملآن، أنه يريد الحريري حصراً رئيساً للحكومة المقبلة. وتشير الأوساط الى انّ «حزب الله»، وفي سياق الرسائل التي وصلت اليه من الداخل ومن الخارج، فَرملَ حملته على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، التي شنّت بالمباشر وبالواسطة، حيث لوحظ في الفترة الاخيرة أنّ سلامة بات بمنأى عن استهداف الحزب، الذي وصل الى خلاصة مفادها أنّ الاستمرار باستهداف سلامة، يعني تعجيل مرحلة السقوط والانهيار الذي سيصيب الحزب، كما القوى السياسية الأخرى.

وتضيف الأوساط أنّ «حزب الله» فرملَ أيضاً حملة بعض حلفائه على المؤسسة العسكرية، للأسباب نفسها، فبعد أن وصل الأمر الى أن يقوم النائب علي عمار بانتقاد الجيش، اختفت من أدبيات الحزب تعابير النقد واللوم. كذلك تشير الاوساط الى انّ «الحزب» طلب من حلفائه وقف أي اشارة سلبية تجاه المؤسسة العسكرية، لأنّ أي ضغط إضافي قد يَرتدّ سلباً على الجيش ودوره في حفظ الاستقرار. وبعيداً عن استعدادات التفاوض حول تركيبة الحكومة المقبلة، التي بدأت منذ الآن، تتوقع الأوساط مفاوضات لن تطول كثيراً، لانعدام القدرة على تَحمّل أشهر إضافية لتشكيل الحكومة، وهذا ما يعرفه جميع الأطراف، وهذا ما يطالب به المجتمع الدولي، الذي ينتظر ولادة حكومة التكنوقراط المطعّمة بحضور سياسي «لايت» للبدء بتنفيذ خطة إنقاذ اقتصادي لا تحتمل التسويف والمماطلة.

وتتوقع الاوساط فترة أسبوعين حاسمة وكافية لمعرفة الاتجاه من التسهيل أو التصعيب، وفي الحالة الاولى، سيكون الحريري أمام مشاورات سريعة، لاختيار الاسماء وللتفاهم مع القوى السياسية لتمثيلها بما يتناسب مع حكومة يرسم هو شكلها وطبيعتها، مع ترك الهامش واسعاً للتفاهم من خلال الطلب الى هذه القوى تقديم أسماء عدة لكل ترشيح وزاري على أن يختار هو من يريد لملء الموقع، لا أن يخضع لفرض اسم واحد لكل وزارة، او ان يخضع لفرض أسماء حزبية، تكرّر التجربة الفاشلة في التعاون مع الوزير باسيل، وتكرّر بالتالي النتيجة نفسها التي أدّت الى فشل الحكومة السابقة واستقالتها، فما كان يصحّ قبل 17 تشرين الاول لم يعد قائماً ولا مقبولاً.

 

الحريري ــ نصرالله: مواصفات الحكومة هي الأهمّ

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 14 كانون الأول 2019

مع أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم يحسم، لمقتضيات المناورة والتفاوض، اسم مرشحه لتأليف الحكومة الرئيس سعد الحريري، وظل يتحدث عن الرئيس المكلّف بصيغة المجهول ولكنه يعنيه هو بالذات، إلا أن المهم الذي عناه هو الحكومة وليس رئيسها

ظاهر ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس عن الذهاب أولاً إلى الاستشارات النيابية الملزمة الاثنين، ومن ثم يُعرف الرئيس المكلف تأليف الحكومة، يختلف عن باطنه ومفاده أن التفاوض مع الرئيس سعد الحريري لم تُوصد دونه الأبواب. لم يقل نصرالله صراحة بأن الكتلة النيابية للحزب سترشح الحريري، شأن ما أدلى به معظم الكتل الرئيسية. بيد أنه حدّد اللاءات التي تقف عند حدود ما بعد الاستشارات النيابية الملزمة، ولا يوافق عليه في الاستحقاق الحكومي: لا لحكومة اللون الواحد من أي جهة أتت، ولا لحكومة يرأسها الحريري بشروطه. على أن معظم ما تناول تركّز على مواصفات الحكومة أكثر منها مواصفات رئيسها. ذلك ما توخّته بضع ملاحظات انطوى عليها كلامه:

أولها، إن عدم جزمه بترشيح الحريري لا يعني الذهاب إلى سواه، بل يمسي أقرب إلى تأكيد المؤكّد. وقد لا يكون الوقت، في هذا الظرف بالذات، مؤاتياً لتكرار ما حدث في الاستشارات النيابية الملزمة في كانون الثاني 2011، عندما ترشح لها الحريري في مواجهة الرئيس نجيب ميقاتي، وخسرها بفارق ثمانية أصوات، سارع على إثرها لإشعال الشارع الطرابلسي مذهبياً والتنكيل بميقاتي على أنه رئيس حكومة قوى 8 آذار كغالبية نيابية جديدة مرة، ورئيس حكومة حزب الله مرة أخرى.

هذه المرة ليس ثمّة خصوم للحريري داخل طائفته، ولا الرؤساء السابقون للحكومة يريدون منافسته على دخول السرايا الآن، ولا ثنائي حزب الله وحركة أمل في وارد معاقبته على غرار إطاحة حكومته عامذاك ويريد إقصاءه. بل ناداه إلى رئاسة الحكومة بشروط التوافق معه. على نحو كهذا لا يزال الحريري - رغم اعتذاره عن الترشح وعدم عودته عن هذا الاعتذار - المرشح الأوفر حظاً لحزب الله قبل أي من الأفرقاء الآخرين. أضف أن الرجل متمسك بدوره بالبقاء في السرايا، ويُخطئ مَن يعتقد أن في وسعه التخلي، في هذا الوقت بالذات، عن منصب مثّل له على الدوام حصانة صلبة ومنجم مكاسب. اعتاد غالباً، في كل مرة يؤلف حكومة، رفع سقوف شروطه إلى الحد الأقصى، ثم يعمد بنفسه إلى خفضها تدريجاً كي يتمكن من ممارسة الحكم. وهو ما سيفعله في الحكومة الجديدة باسم الاستقرار.

ثانيها، لم يرمِ نصرالله في كلامه البارحة سوى إلى مناقشة مواصفات الحكومة الجديدة أكثر من رئيسها، وأكثر من المطلوب منها، حتى في المرحلة المقبلة. من ذلك إصراره على رفض حكومة اللون الواحد، وتمسكه في المقابل بما سماه "حكومة الشراكة" التي لا تعني إلا الوصول إلى حكومة تكنو ـ سياسية لم تعد ملامحها غامضة، سواء في عدد وزرائها أم في توزّع الحقائب على وزراء اختصاصيين، على أن ينضم اليهم وزراء سياسيون ليسوا من الباب الأول الذي اعتادته حكومات ما بعد اتفاق الدوحة، ومن غير النواب. ما يفضي إلى الاعتقاد - دونما أن تكون ثلاثينية على جاري العادة حينما تضم أوسع تمثيل للكتل النيابية الرئيسية - بأنها "حكومة وحدة وطنية" مغطاة بقشرة حكومة مختلطة. أبرز مقوّمات هذه القشرة أن الكتل، وليس رئيس الحكومة كما يرغب، هي مَن تُسمّي الوزراء الاختصاصيين ووزراء الباب الثاني أو الثالث السياسيين. بذلك سيتعذّر على الرئيس المكلف توقّع إطلاق يده في تأليف الحكومة، في معزل عن القوى والكتل الرئيسية، الشريك الفعلي في إدارة التأليف أياً تكن مواصفات الوزراء.

ثالثها، لم يشترط الأمين العام للحزب، خلافاً للمرات التي تناول فيها منذ 17 تشرين الأول الحراك الشعبي والأزمة الحكومية، علناً حكومة تلتزم التوازنات التي نشأت عن انتخابات 2018، ولا توازن القوى السياسي المعمول به منذ اتفاق الدوحة، ولا خصوصاً وضمناً اشتراطه تمثّل سنّة من غير فريق الحريري وتيار المستقبل على غرار توزير ممثل للنواب السنّة العشرة المستقلين في الحكومة المستقيلة. على أن المرونة التي أظهرها نصرالله، في ما بدا أنه يريد استيعاب المأزق الحكومي الحالي، طلب بإزائها من الحريري مرونة مماثلة، في إشارة مباشرة إلى إصرار الرئيس المستقيل على تأليف حكومة تقتصر على اختصاصيين دون سواهم من التيارات السياسية والأحزاب، تفادياً لاستعادة تجربة الحكومة المستقيلة، كما التي قبلها في هذا العهد.

«حكومة الشراكة» ليست إلا حكومة تكنو - سياسية

بتشدّد ربط الحريري موافقته على التأليف بشرط نظر إليه حزب الله، منذ اليوم الأول، على أنه مستعصٍ ومستحيل التحقيق. وهو ما أعاد تأكيده نصرالله أمس الذي أضاف موقفاً غير مسبوق لا يكتفي بتجاهل نتائج انتخابات 2018 التي فرضت موازين قوى سياسية جديدة انبثقت منها حكومة 2019، وهي الحكومة المستقيلة وأنشأت فيها أكثرية وزارية مكمّلة للأكثرية النيابية، بل لم يشأ أيضاً التحدث عن أي أكثرية في الحكومة الجديدة. قَصَرَ القول على أن الغالبية النيابية تمسك المبادرة في مجلس النواب، وهي التي ستمنح الحكومة الجديدة الثقة.

رابعها، رغم أهمية المواصفات التي يتحدث عنها نصرالله في الحكومة الجديدة، إلا اأن المهم بالنسبة إليه - وإن من غير الجهر بترشيح الحريري - ردّ الاعتبار إلى التوازن السياسي على رأس السلطة الإجرائية التي لمّح إليها الوزير جبران باسيل الخميس عندما تحدث عن "الميثاقية" في كل من رئاسة الحكومة وعضويتها. لم يكن من السهل لحزب الله، كما لحلفائه في الحكم، ممارسة ضغوط مزدوجة على الحريري كي يسمّي رئيساً للحكومة ليس هو، او يقترح اسمه، او يوافق على اقتراح سواه به، وفي الآن نفسه إلزامه المشاركة في حكومة لا يرأسها ويُدعى - بالإرغام تقريباً - إلى تحمّل المسؤولية عنها، كما عن التدهور الاقتصادي والنقدي الذي ضرب البلاد، ما دامت السياسات المالية والاقتصادية إبان ترؤسه الحكومات، كما من قبله والده الراحل، قادت إلى هذا الانحدار والانهيار الوشيك.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

“صوت الحرية والكرامة” رحل … هكذا نعى السياسيون جوزيف أبو خليل

المركزية/14 كانون الأول/2019

غيّب الموت النائب الاول لرئيس حزب الكتائب جوزيف ابو خليل، عن عمر يناهز الاربعة وتسعين عاماً، طوى معها صفحات من النضال لاجل سيادة لبنان واستقلاله وازدهاره وحريته. وُلد أبو خليل في 25 كانون الأول 1925، وله ابنتان هما زينا وريما. عملَ في صفوف حزب “الكتائب” على مدى أكثر من 75 عاماً، فكان عضواً سابقاً في المكتب السياسي، وأميناً عاماً سابقاً، ونائباً أوّل لرئيس الحزب النائب سامي الجمّيل حتّى وفاته. صحافي وكاتب سياسي ورئيس تحرير صحيفة “العمل” الناطقة بلسان حزب “الكتائب” من العام 1968 إلى العام 1988.

يصل جثمان الفقيد الى بيت الكتائب المركزي، في الصيفي في الحادية عشرة قبل ظهر الثلاثاء 17 الجاري ثم ينقل الجثمان الى كنيسة مار يوسف، الاشرفية (الحكمة) حيث يحتفل بالصلاة لراحة نفسه في الواحدة بعد الظهر. ينقل الجثمان الى مسقط رأسه بيت الدين حيث تقام صلاة رفع البخور لراحة نفسه في كنيسة مار مارون، بيت الدين ثم يوارى الثرى في مدافن العائلة.

تقبل التعازي يوم الاثنين والاربعاء 16 و18 الجاري في صالون كنيسة مار يوسف، الاشرفية (الحكمة) من الحادية عشرة قبل الظهر حتى السادسة مساء.

وتلقّى كل من الرئيس أمين الجميّل ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل اتصالاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري معزياً بالراحل.

أمين الجميّل: بكلمات مؤثرة نعى الرئيس الجميّل ابو خليل قائلاً: “رفيق النضال الطويل والدرب الصعب لبيار الجميًل والشاهد على ولادة الكتائب ولبنان.

خسرت فيه معاني الصدق والوفاء، وقيم الشهامة والشرف. تعبّد في حياته للكلمة الحرة، واعتنقها كاتباً ومفكراً وناطقاً حتى الرمق الأخير من حياته، وترك بصمة استثنائية في سجل لبنان الذهبي.

أودعك بقلب حزين فأنت ترحل ولبنان النازف يفتقد الى هذا المعدن النادر الخالص بصلابته ونقائه”.

جعجع: غرد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عبر “تويتر”: “إلى جوزيف أبو خليل: وداعا “عمو”…لقد كنت دائما قريبا حتى عندما كنت بعيدا…

أقدرك لأنك رجل مبادئ وقناعات ولو اختلفنا بعض الأوقات…

لقد تعبت وناضلت كثيرا “عمو” ويحق لك بالإستراحة الأبدية في دار الخلد”.

سامي الجميّل: “وعد يا عمو جوزيف انو نكرّس حياتنا للبنان متلك ونحافظ على الكتائب مدرسة أخلاق وصمود ستبقى بسمتك محفورة في قلوبنا الى الأبد”.

الصايغ: نعى نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ، نائب رئيس حزب الكتائب جوزف ابو خليل بكلمات مؤثرة.

وقال الصايغ في تغريدة عبر “تويتر”: “عمو جوزيف حبيبي ومعلمي ومرشدي وقائدي ورفيقي…معك تمرست كل يوم في فن الصعوبة وشطارة الشرف وسهولة الممتنع وسلام الثورة وعظمة التواضع والتزام الحرية وقبل كل شيء الوفاء والمحبة والثبات… وصيتك كما وصية صديقك بيار الوالد سأحفظها في القلب والعقل والوجدان!”.

حكيم: ونعاه الوزير السابق آلان حكيم النائب الأول لرئيس الحزب جوزيف أبو خليل عبر حسابه الخاص على تويتر كاتباً: ” جوزيف أبو خليل المناضل والمفكر الذي عشق لبنان وأثبت طوال مسيرته عن ولائه المطلق لحزب الكتائب ووفائه للقضية حتى آخر نفس… أنت اليوم في جوار الله، أما الوطن والعائلة ف رح يشتاقولك. ستبقى في وجداننا وفي وجدان الكتائب اللبنانية عمو جوزيف”.

حنكش: من جهته، كتب النائب الياس حنكش عبر حسابه على “تويتر”: “رحل صوت لبنان رحل صوت الحرية رحل صوت الكرامة رحل معلمنا عمو جوزيف ومعلّم كل الأجيال”.

أبو ناضر: من جهته، كتب رئيس لجنة العلاقات السياسية في حزب الكتائب فؤاد أبو ناضر على “تويتر”: “رحل” صوت لبنان صوت الحرية والكرامة” عمو جوزف الله معك”.

هبر: فيما كتب النائب السابق فادي هبر: “الرفيق جوزيف ابو خليل …تاريخ من النضال، ورفيق الشيخ بيار الرئيس المؤسس…الى اليوم مع الشيخ سامي ..مسيرة الكتائب.

ضو: كذلك كتب الناشط السياسي نوفل ضو: “رحل التاريخ! رحل ذاكرة الفكر المقاوم! رحل قلم الصحافة وحبر الجريدة! رحل حصاد الأيام! رحل معلّم أجيال الصحافيين! رحل رفيق الكبار … والعين الساهرة على الشباب! جوزف ابو خليل … وداعاً!”.

داغر: بدوره، نعى عضو المكتب السياسي الكتائبي سيرج داغر النائب الأول لرئيس الحزب جوزيف أبو خليل عبر حسابه الخاص على تويتر كاتباً: “انه “العمّو”. كبيرنا ومعلمنا. انه الحكمة والوطنية والعنفوان. انه ذاكرة لبنان ومدرسة الكتائب في التواضع وبذل الذات. انه الاكثر شباب بيننا. شو بحبك وشو تعلمت منك وشو فخور اني عايشتك وشو فرحت كل مرة قلتلي انك انت فخور فيّ. رح اشتقتلك كتير. “العمو” ما بيموت “العمو” حي فينا.

ماروني: نعى النائب السابق ايلي ماروني ابو خليل. وقال “رحيل جوزف أبو خليل. إنه الضمير والتاريخ ,إنه رفيق المؤسس الشيخ بيار الجميل ورفيق الرئيس البشير والأمين على الأمين ورفيق عريس الشهداء بيار الجميل ورفيق الرئيس سامي والعين الساهرة، إنه رفيقي ورفيق كل كتائبي “.

وتابع “إنه الموارنة في الحرب كما كتبه، وإنه مؤرخ الذاكرة الكتائبية منذ التأسيس وحتى لحظة وفاته . إنه جوزف أبو خليل نائب رئيس حزب الكتائب حارس الهيكل حتى آخر رمق . جوزف أبو خليل رحمه الله سنتفتقده في كل مرة ندخل البيت المركزي الكتائبي وسنفتقده في كل مناسبة. ذكرياتنا معه كثيرة وحتمآ سنرويها لتبقى عبرة منه لنا . جوزف أبو خليل وداعآ أو إلى اللقاء. ووعدآ ستبقى الكتائب التي أحببت الضمير والتاريخ والمستقبل. رفيقك إيلي ماروني”.

نقابة المحررين: الى ذلك، نعت نقابة محرري الصحافة اللبنانية إلى الأسرة الصحافية والاعلامية في لبنان وديار الانتشار والعالم العربي، أحد ابنائها البررة الزميل جوزف ابو خليل الذي ترجل عن صهوة دنياه فارسا زاده الفكر والرأي والعطاء الدائم للمهنة التي أحبها وانقطع إليها، ولم يمر فيها مرورا عابرا، بل خلف فيها بصمات ستظل منطبعة في ذاكرة الزمن.

أمضى الراحل الشطر الأكبر من حياته في جريدة ” العمل” الناطقة باسم ” حزب الكتائب اللبنانية” محررا، كاتبا، فرئيسا للتحرير سحابة سنين طويلة، وكتب بعد احتجابها في عدد من كبريات الصحف المحلية والعربية.

أصدر العديد من المؤلفات التي تناولت القضية اللبنانية وكان لها موقع الصدارة في المكتبات، وهي تعكس مدى اطلاعه وسعة افقه، وسلاسة أسلوبه وعمق ثقافته. وباتت مراجع رئيسة لكل باحث في تاريخ لبنان الحديث.

وفي حزبه قام بأدوار كبيرة إلى جانب مؤسسه المغفور له الشيخ بيار الجميل، وكأن مستشارا مقربا من الرئيس أمين الجميل والرئيس الراحل بشير الجميل. وتقلب في العديد من المناصب وأبرزها: الأمين العام للحزب ونائبا اول للرئيس.

نقيب المحررين جوزف القصيفي رثاه وقال:” أحد شيوخ الصحافة يرحل بعدما أتم سعيه وجاهد الجهاد الحسن، مستلا سيف الكلمة من غمدها، متعبدا لها، ومتنسكا في صومعتها، وكانت وسيلته الاحب في الدفاع عن عقيدته الوطنية، والكرازة بمبدائها.

وهو ابن بار بالنقابة وقف إلى جانبها في أصعب الأوقات وأدق الاستحقاقات، دافعا عنها ما تعرضت له من ضغط في زمن الحرب، وانقسام العاصمة إلى شطرين. وكان حريصا على القيام بواجباته حيالها، على الرغم من تقادم العمر. وكان رجلا استثنائيا، ظل يواظب على عمله، ويدأب على البحث والتنقيب والكتابة حتى قبل أيام من رحيله.

أن نقابة المحررين تفخر بامثال هذا الرجل الكبير الذي تزين جدولها باسمه، إلى جانب ضمة من كبار غابوا أو ما زالوا على قيد لبنان، وكانوا مصدر فخر لوطنهم ومهنتهم، بما اغلقوا من سخي العطاء الفكري والأدبي.

نم قرير العين في بيت الدين، أميرا من أمراء الصحافة، ومناضلا لم تخل الساحة إلا عند سقوط يراعك التي ما خطت إلا آيات الوفاء لوطن انجبك، وحزب نشأت فيه وكنت له خير ناطق وشاهد على تاريخه، ومهنة ونقابة احتضنتهما واحتضناك، وقامت بينك وبينهما إلفة وتآلف حتى قضى الله أمرا كان مقضيا.

رحمك الله رحمة واسعة. وافسح لك في جوار المؤمنين الصالحين من عباده. أنه لسميع مجيب”.

“المركزية” التي آلمها نبأ وفاته، تتقدّم من عائلته وحزبه بخالص العزاء وهي أكيدة ان سكناه على يمين الله وبين البررة والصديقين.

 

الراعي من ريفون: دولتنا تراوح مكانها وهي تملك كل القدرات والمال يجب أن تكون الثورة ثورة إيجابية ثورة على الذات للبناء وليس للهدم

وطنية - السبت 14 كانون الأول 2019

إحتفل المركز البطريركي للتنمية البشرية والتمكين، بعد ظهر اليوم في دير مار سركيس وباخوس- ريفون، بتخرج الدفعة الأولى من طلاب دوراته التدريبية، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وحضوره. إستهل الإحتفال، بالنشيد الوطني، تلته كلمة لمدير المركز المونسنيور توفيق بو هدير رحب فيها بالراعي والوفد المرافق والحاضرين، مستعرضا الدورات التدريبية وشارحا أهميتها. وبعد عرض فيلم قصير عن نشاطات المركز، كانت فقرة ترانيم ميلادية مع المرنمة لينا خاطر.

ثم ألقى البطريرك الماروني كلمة قال فيها: "يفرحني كثيرا أن أكون هنا اليوم على عتبة تساعية الميلاد المجيد، مع إخوتي المطارنة والنائب البطريركي في هذه المنطقة. أحيي كل الحضور وكل الذين واكبوا مسيرة هذا المركز المذهل الذي أنجز عملا رائعا في خلال خمسة أشهر، وأنا لم أكن أنتظر أن أرى ما رأيته في هذه السرعة". أضاف: "فرحتي بكم كبيرة اليوم، وبكل ما تحقق، وأحيي كل من ساهم في إطلاق وإنجاز البرامج التي تحدث عنها المونسنيور توفيق بو هدير، الشكر لكم جميعا أنتم الذين أعدتم الحياة لهذا المكان المهجور والذي يحمل تاريخا كبيرا، حيث أن عددا من البطاركة عاشوا هنا، ولا يجوز أن يترك مهجورا، وها هي الحياة تعود له وتعطي الفرحة للكنيسة ككل". وتابع: "يزداد فرحنا عندما نرى أن هذا المركز يتوسع ويقدم خدمات لشبابنا وعائلاتنا، وخاصة في هذه الأيام الصعبة وفي كل الأيام، فنحن دائما بحاجة للنمو الانساني والتمكين، والتي هي من أساسيات وأهداف هذا المركز، الذي يجب أن يتقدم أكثر ويعطي برامج أكثر صيفا وشتاء". وأردف: "انطلاقة هذا المركز كانت كما ذكرت في فترة قياسية، وهي خمسة أشهر، وإذا ما نظرنا إلى دولتنا نجدها تراوح مكانها وهي تملك كل القدرات والمال، ولا تخطو خطوة الى الأمام، وقد مضى ستون يوما وهم ما زالوا لا يعرفون إذا ما كانت ستحصل الاستشارات النيابية يوم الاثنين أم لن تحصل، وإذا ما حدثت فمن سيكون الرئيس الذي سيكلف؟ وإذا تم الاتفاق على إسم، فكيف ستكون صيغة الحكومة؟". وقال: "اليوم وبعد شهرين، يجب أن تكون الثورة ثورة إيجابية، ثورة على الذات، للبناء وليس للهدم، وأنا أبارك هذه الثورة لأنها تخطت كل التقسيمات السياسية والحزبية والطائفية، والمذهل في هذه الثورة أن ثوارها لا يعرفون بعضهم، هم مواطنون جمعتهم وحدة المطالب، ومن المؤسف أن الدولة لا تنظر لهم بأهمية وجدية، بينما هم يبحثون عن دولة تطور امكاناتهم وعن وطن يليق بشعبه". وختم: "أتمنى لكم ميلادا مجيدا يعطي الفرح في القلوب، فالرب يسوع يعطي فرحا لكل قلب، ورجاؤنا لا يتزعزع طالما أن الرب معنا، ولا بد للظلمة أن تنتهي، كما أنهاها يسوع المسيح بميلاده، فلا ظلمة تدوم مع يسوع المسيح. ولد المسيح، هللويا!". بعدها سلم الراعي الشهادات لـ 130 متخرجا توزعوا على مختلف الدورات التدربيبة. ثم افتتح المعرض الميلادي الذي يتضمن مغارات من جميع أنحاء العالم، مع الجمعية الدولية للروح الميلادية ومنتوجات حرفية وغذائية وفنية متنوعة من إنتاج سيدات وحرفيي المنطقة.

 

حرب: طلب محاكمتي أمام مجلس محاكمة الرؤساء مخالفة دستورية خطيرة

السبت 14 كانون الأول 2019

وطنية - شدد النائب والوزير السابق بطرس حرب، في مؤتمر صحافي اليوم، على أن "القرار الذي صدر عن النائب العام المالي وطلب اتهامي ومحاكمتي أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، بحجة إقدامي على ارتكاب أفعال جرمية متمثلة بالترخيص بتوزيع أموال عامة من شركة تاتش وألفا، من أجل رعاية مهرجانات ونشاطات رياضية واجتماعية من دون سند قانوني وبصورة استنسابية بلغت 9 مليون دولار سنويا، يشكل بنظري مخالفة دستورية خطيرة، ويدلل إلى جهل للقوانين نأسف له".

وقال: "أسارع إلى القول إن ما سأعلنه اليوم، ليس ردة فعل بقصد الدفاع عن نفسي أو محاولة تبرئة ساحتي مما نسبه النائب العام المالي إلي، بل على العكس، إن ما أقوم به اليوم هو الإصرار على التحقيق في التهمة التي وجهها النائب العام المالي إلي، لتبيان صحتها أو عدم صحتها، ومنع لفلفة الموضوع والاكتفاء بالموقف الإعلامي الفارغ المضمون والنتيجة، والذي اتخذه النائب العام المالي. فبصرف النظر عن رأيي في مضمون الإحالة، وهو ما سيكون موضع بحث لاحق أمام القضاء، أعلن أسفي الكبير لإحالة الملف على مجلس النواب، حيث يرجح عدم الوصول إلى أي نتيجة، كما جرت العادة في القضايا التي أحيلت عليه سابقا، وأسفي لتنازل القضاء الجزائي الممثل بالنائب العام المالي، عن صلاحياته في ملاحقة الأفعال الجرمية الواردة في إحالته، وهو ما سيؤدي إلى عدم إحقاق الحق وتشجيع الفاسدين على استمرارهم في فسادهم من دون خوف من مساءلة أو عقاب".

أضاف: "ما أقوم به اليوم، هو إطلاق صرخة ضد لفلفة القضية بإحالة ملفها على مجلس النواب، بشكل مخالف للدستور والقوانين وقرار الهيئة العامة لمحكمة التمييز الصادر العام 2000، والذي اعتبر أن صلاحية النظر في الأفعال الجرمية التي يرتكبها الوزراء في معرض ممارستهم لمهامهم، تعود للقضاء العادي الجزائي وليس للمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، كما هو مخالف للاجتهاد المستقر للنيابة العامة المالية بالذات، والمؤيد لموقف محكمة التمييز المذكور أعلاه. إلا أنني، على الرغم من أنني استغربت تصريح النائب العام المالي، نعم تصريح للاعلام من قاض عن مجريات ملف يحقق فيه وهو ما يخالف القانون كليا، الذي أعلن فيه أنه استدعى ثلاثة وزراء للاتصالات للاستماع إلى إفادتهم، وأنني أحد هؤلاء الوزراء، لم أتردد في المثول أمامه، وأدليت بما لدي من معلومات قد تساعده في التحقيق في الإخبار الذي تقدم به النائب جهاد الصمد، وعما سبق وأثرته شخصيا في الإعلام عن مخالفات أرتكبت قبل تولي الوزارة وبعد أن تركتها. واقتصرت أسئلته على آليات العمل والقواعد التي ترعى عمل الوزارة، ومنها آلية وضع موازنات الشركات المشغلة للهاتف الخليوي، بما فيها الرعايات الاجتماعية والثقافية والرياضية، ولم تتجاوز الجلسة هذا الحد، ولم يطرح خلالها أي سؤال عن أي مخالفات منسوبة إلي. وكانت المفاجأة أن النائب العام المالي اعتبر أني خالفت القانون، وأنه وجه كتابا بتاريخ 20/11/2019 إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، بواسطة النائب العام التمييزي، يودعه الملف ويطلب فيه اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لاتهامي، مع الوزير الذي سبقني وخلفني، لإقدامي على ارتكاب أفعال جرمية متمثلة بقيامي بالترخيص بتوزيع أموال عامة من شركة تاتش وشركة ألفا، من أجل رعاية مهرجانات ونشاطات رياضية واجتماعية من دون سند قانوني وبصورة استنسابية بلغت 9 ملايين دولار سنويا. وللوزير الذي خلفني باتهامات أخرى كإعطاء ساعات إضافية وهمية للمدير العام لأوجيرو وإجراء مناقصات مخالفة للقانون تسببت بخسارة مليارات الليرات".

وتابع: "بصرف النظر عن مدى دستورية الإحالة وقانونيتها، أعتبر أن إحالة الملف المتعلق أمام هيئة مختلطة سياسية - قضائية منصوص عليها في الدستور منذ العام 1926، لكنها هيئة لم تنظر في اتهام أي شخص حتى تاريخه، ولن تنظر في أي ملف مستقبلا، تجعل التحقيق في الأفعال المنسوب ارتكابها مني مستحيلا بسبب الأصول التي حددها الدستور وتفرض لاتهام رئيس وزراء أو وزير، أكثرية ثلثي أعضاء مجلس النواب، مما يبقي الشبهة عالقة في ذهن الناس بسبب عدم بتها في مجلس النواب، وهو ما درجت على الاعتراض عليه طيلة حياتي السياسية".

وقال: "في الخلاصة، إن ما قام به النائب العام المالي اقتصر على إلصاق شبهة بأدائي الوزاري، وإبقاء هذه الشبهة معلقة من دون إمكان التحقق من صحتها أو عدمها من القضاء أو من المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، والذي لا يعقد للنظر في الملف إلا بعد اتهامي من 3/2 مجلس النواب. ما يدفعني إلى إعلان، أولا، أن ما قام به النائب العام المالي، في تنازله عن صلاحيات القضاء العادي للنظر في الأفعال الجرمية التي يرتكبها رئيس الوزراء والوزراء في معرض ممارستهم لوظيفتهم، يشكل خيبة أمل كبيرة للبنانيين الثائرين في وجه المسؤولين الفاسدين والمطالبين بمحاكمتهم ومعاقبتهم، واسترداد ما سلبوه من الشعب. فإذا قبلنا بهذا التوجه، هذا يعني أنه لن يكون من محاسبة لأي فاسد أو سارق من المسؤولين، ونكون أجهضنا انتفاضة الناس في وجه الفساد، وضربنا آمال اللبنانيين بقيام دولة القانون، وهذا ما لا يمكن السكوت عليه. وإنني آمل ألا يكون موقف النائب العام المالي معبرا عن توجه السلطة القضائية ككل، وأن تبقى صلاحية القضاء العادي شاملة لكل الأفعال الجرمية، ولا سيما التي يرتكبها الوزراء في معرض ممارستهم لوظيفتهم".

أضاف حرب: "ثانيا، حسما لكل جدل عما نسبه النائب العام المالي إلي، ومع تمسكي بالمطالبة بوضع يد القضاء على الملف، إذ نناقش قانونية الأفعال المنسوبة إلي أو عدمها، أؤكد بعجالة أن صحيح أنني رخصت لشركتي تاتش وألفا اللتين تشغلان قطاع الهاتف الخليوي تقنيا وتجاريا لتوفير خدمة الهاتف الخليوي وتحقيق أرباح للدولة، رعاية مهرجانات والمساهمة في نشاطات اجتماعية وثقافية وبيئية وسياحية، كواجب اجتماعي يترتب على الشركتين التجاريتين تجاه المجتمع الذي تمارسان فيه نشاطهما التجاري، وتحققان فيه أرباحا، وهي نسبة عالمية تتراوح بين 2 و3 % من أرباحها. ورخصت بها للشركتين بما لا يتجاوز 0,2% من أرباحهما، وذلك تطبيقا لمبدأ مسؤوليتهما الاجتماعية تجاه البيئة التي تعمل فيها، والمعروف دوليا ب CSR، وتلبية لطلب الشركتين تخصيص اعتماد تحدده هي لهذا الموضوع، ويقتصر دوري على الموافقة على قيمته. إلا أن ما ليس صحيحا إطلاقا، فهو زعم النائب العام المالي أنني قمت بذلك من دون سند قانوني وبصورة استنسابية، وأنها بلغت سنويا تسعة ملايين دولار، إذ أن عقد التشغيل الموقع بين شركتي تاتش وألفا ووزارة الاتصالات، والذي وافق عليه مجلس الوزراء مع تعديلاته العام 2012، يعطي الوزير صلاحية تقرير المصاريف التشغيلية لقطاع الخليوي، وأن زعمه، أن لا سند قانونيا للترخيص الذي أعطيته للشركتين، غير صحيح. أما التهمة، بأنني كنت أقوم بتوزيع الرعايات بصورة استنسابية، وأن المبلغ الذي كنت أوزعه بلغ 9 ملايين دولار سنويا، فهو زعم غير صحيح بكامله وغير منطقي، باعتبار أنه يعود للوزير، بما يتمتع من صلاحيات منحه إياها الدستور، إدارة مصالح الدولة، شرط عدم مخالفة القوانين والأنظمة، مما يعطي الوزير صلاحية الاستنساب عند اتخاذ قراراته، بالإضافة إلى عدم صحة المبلغ المذكور".

وتابع: "ثالثا، من المستغرب والمرفوض، في زمن الثورة الشعبية القائمة في البلاد، المطالبة بمكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة من الفاسدين وإحالتهم على القضاء لمحاكمتهم، أن يتمخض الجبل ويلد فأرا في ملف وزارة الاتصالات، ويحال هذا الملف على مجلس النواب، حيث درجت العادة على عدم الاتهام ولا تتحرك التحقيقات إلا بعد موافقة أكثريات موصوفة ومستحيلة من أعضاء مجلس النواب الذين انبثقت منهم الحكومات الممثلة لكتلهم النيابية. وإنني، من موقعي كشخص طلب النائب العام المالي اتهامه لارتكابي أعمالا جرمية معينة، أرفض إحالة ملفي على مجلس النواب حيث سيدفن من دون تحقيق، وأطالب وزير العدل الذي أحال الملف، باسترداده فورا، والطلب إلى القضاء وضع يده عليه، وأطالب بقيام القضاء بدوره الأساسي في التحقيق في هذا الملف وكل ملفات الفساد، مما يشكل تلبية لمطالب شعبنا المنتفض الثائر ولمطالباتي المزمنة والمستمرة بوجوب محاسبة كل مرتكب لأفعال جرمية، ولا سيما إذا كان متوليا خدمة عامة، كما أعلن أن هذه الملاحقات يجب أن تشمل كل مسؤول، حالي أو سابق، بمن فيهم أنا شخصيا، ولا يجوز أن يكون لأحد مظلة تحميه من أي ملاحقة، أيا كان هذا الأحد ومهما علا شأنه".

وقال: "أود التذكير بالإخبار الذي كنت تقدمت به من النائب العام التمييزي بتاريخ 12/11/2019، وقبل صدور قرار النائب العام المالي بأكثر من شهر، ضد كل من تولى وظيفة عامة أو خدمة عامة أو قاض، منذ اتفاق الطائف حتى اليوم، بمن فيهم رؤساء وأعضاء المجالس النيابية ورؤساء وأعضاء الحكومات، بدءا من شخصي بالذات، والتحقيق معهم في الأفعال والقرارات المتخذة منهم، ولا سيما مع من وجهت إليهم أخيرا، عبر وسائل الإعلام، اتهامات بارتكابهم أفعالا جرمية موثقة بمخالفتهم القوانين، وتجميد أموالهم عند الشبهة، واضعا نفسي بتصرف القضاء للتحقيق معي. إلا أن النيابة العامة التمييزية لم تبادر إلى التحقيق بمحتوى الإخبار المذكور".

أضاف: "رابعا، أكرر وأؤكد موقفي الدائم المرحب بالخضوع لأي تحقيق قضائي في كل مساري السياسي، كنائب ووزير، واستعدادي للمثول أمام أي سلطة قضائية تطلب التحقيق معي. وأرفض تهرب القضاء من ممارسة صلاحياته في التحقيق بأي فعل جرمي يرتكب على الأراضي اللبنانية من مسؤول أو مواطن عادي، وأرفض تهرب أي هيئة قضائية من أداء دورها وإحالة الملفات على أي سلطة أو هيئة أخرى، ولا سيما السلطات ذات الطابع السياسي القضائي المختلط، ومنها المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، حيث يغلب العامل السياسي على الجانب القضائي".

وتابع: "خامسا، من هذا المنطلق، أرفض رفضا قاطعا سلوكية النائب العام المالي في ملف وزارة الاتصالات، المخالفة لأحكام الدستور وقانون أصول المحاكمات أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء وقانون أصول المحاكمات الجزائية، ولاجتهاد محكمة التمييز بغرفها المجتمعة، وللموقف المستقر للنيابات العامة الذي يناقض أيضا التوجه القضائي الحالي وأحال رئيس حكومة سابق، الرئيس نجيب ميقاتي، على قاضي التحقيق الأول في بيروت، وليس على مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء، ما يطرح تساؤلات عن خلفيات القرار الذي أصدره النائب العام المالي، وأهدافه ونتائجه السلبية على محاكمة المسؤولين عن الفساد المستشري في الدولة أمام القضاء. كما أرفض رفضا قاطعا ما ذهب إليه النائب العام المالي في توجيه اتهام إعلامي إلي بارتكاب أفعال وصفها بالجرمية، من دون أن يذكر المادة القانونية التي تعتبر الأفعال المذكورة جرمية، وهو ما يخالف المبادىء القانونية العامة، ولا سيما مبدأ لا جرم دون نص".

أضاف: "أرفض ذلك لأن النائب العام المالي أخطأ في منحي ومنح رؤساء الوزراء والوزراء الحاليين والسابقين معي، حصانة تمنع ملاحقتي وملاحقتهم أمام القضاء العادي، وهي حصانة غير موجودة أصلا وأرفضها بالمطلق، وناضلت طيلة حياتي السياسية ضدها، لاقتناعي بأن رئيس الوزراء والوزراء لا يتمتعون بأي حصانة تحول دون ملاحقتهم ومحاكمتهم أمام القضاء العادي ككل مواطن عادي، من جهة، ولأنني أرفض أن توجه إلي تهمة جزافا، من دون التحقيق فيها من القضاء، وإحالة ملفها شكليا على هيئة سياسية - قضائية لن تنظر فيها، بحيث تبقى الشبهة تحوم حول أدائي الموصوف من النائب العام المالي بالجرمي، وليس من هيئة قضائية تفصل في صحتها أو عدمها، وهو ما يشكل إساءة إلى تاريخي السياسي، ويجعل ما جرى تنبيهي إليه سابقا من بعض النواب الحاليين والوزراء، من أن ملفا يتم تركيبه سياسيا ضدي، بقصد الإساءة إلى سمعتي، مما يدفعني إلى التساؤل عن خلفية اعتماد هذا التوجه من النائب العام المالي ودوافعه".

وتابع: "سادسا، أجد من المفيد التذكير بأن موقفي هذا ليس ناشئا أو محصورا بالقضية الحالية موضوع البحث، بل هو موقف قديم، اتخذته يوم طرح أول ملف بأفعال جرمية منسوب ارتكابها لوزير، الوزير برصوميان، في مجلس النواب، مما دفعني بعد أن فشلت في إقناع أكثرية النواب بوجوب إحالة أي ملف يرتبط بأفعال جرمية يرتكبها وزير على القضاء العادي، وليس على المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، إلى تقديم اقتراح قانون بتاريخ 8/1/2009 سجل في مجلس النواب تحت رقم 78، اقترحت فيه إقرار نص قانوني يؤكد صلاحية المحاكم العادية للنظر في الأفعال الجرمية التي يرتكبها الوزراء في معرض ممارستهم لوظيفتهم، وهو اقتراح بقي بكل أسف من دون إقرار حتى الآن".

وقال: "سابعا، أخيرا ولأنني أعتبر أن ما قام به النائب العام المالي سيؤدي إلى حماية الفاسدين وليس إلى محاسبتهم وسيعزز الفساد ويحصنه، ولا سيما بعد موافقة النائب العام التمييزي ووزير العدل الذي ينتمي إلى تكتل سياسي يتباهى بمكافحة الفساد، أعلن رفضي لكل هذه الآلية، ولا أقبل بأن تبقى الشبهة التي وضعها حول أفعالي كوزير للاتصالات من دون حسم، وهو ما سيحصل حتما بعد إحالته الملف على مجلس النواب، وفي حال لم يسترد وزير العدل الملف لإحالته على القضاء الجزائي، ولأنني لا أستطيع الادعاء على نفسي أمام القضاء العادي قانونا، قررت التوجه إلى جمعيات مكافحة الفساد، ذات العلم والخبر بحسب الأصول، والتي تتمتع بالشخصية والصفة القانونية التي تجيز لها الادعاء، أخذ مبادرة الادعاء علي أمام القضاء العادي، مع إعلان تنازلي المسبق عن حقي في إقامة دعوى الافتراء عليهم في حال عدم ثبوت شكواهم، ولا سيما أن التحقيقات القضائية ستثبت عدم ارتكابي أي فعل جرمي يرتب علي أي مسؤولية. وأعلن أنني سأتواصل مع جمعيات مكافحة الفساد لأشجعهم على الادعاء علي".

وختم حرب: "أخيرا، يهمني أن أوضح أنني تعرضت لمحاولة اغتيال جسدي، ولم أدعِ على أحد، وسامحت من فعل وحرض وشارك في جرم محاولة اغتيالي، لإيماني من جهة بالعدالة الإلهية، ولأنني، لما كرست نفسي وحياتي لخدمة شعبي ووطني والدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله ونظامه، كنت أعلم أنني أضع نفسي في دائرة الخطر، وكنت ولا أزال، مستعدا للتضحية بحياتي ذودا عن وطني، اسوة برفاقي في ثورة الأرز الذين استشهدوا، إلا أنني لم ولن أقبل يوما بأن يصار إلى تشويه سمعتي واتهامي زورا بأفعال جرمية لغايات معينة من دون أن أدافع عن نفسي، لأني من المؤمنين بأن الكرامة الشخصية أغلى بكثير من السلامة الجسدية".

 

جعجع التقى خوري موفدا من الحريري: سنشارك في استشارات الاثنين لكن لم نتخذ قرار التسمية وفي كل الأحوال لن نشارك في الحكومة

وطنية - السبت 14 كانون الأول 2019

وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "القوات قبل أن يبدأ الحراك وتحديدا منذ الثاني من أيلول 2019 عندما عقد الاجتماع الاقتصادي الاستثنائي في بعبدا، طرحنا كان واضحا جدا على خلفية أوضاع البلاد التي وصلت إلى مكان لم يعد بالمقدور أن تنقذه سوى حكومة جديدة كليا، وأي حكومة على نسق الحكومات الماضية من قريب أو بعيد، لن تصل بنا إلى أي مكان وأكبر دليل، ما وصلنا إليه مع الحكومة الماضية وسابقاتها". وقال: "من هذا المنطلق، طرحنا حكومة اختصاصيين مستقلين، أي وجوه جديدة توحي بالثقة، ولديهم إلمام ومعرفة بأمور ونواح في الاقتصاد والمال والبنى التحتية، وأن يكونوا مستقيمين ونظيفي الكف حتى النهاية، ونحن إن كان على المستوى الداخلي أو على المستوى الخارجي، في حاجة إلى ثقة مفقودة. صحيح أننا نخسر اليوم بعض الدولارات وبعض الأعمال والصناعات، إلا أن أهم ما خسرناه ويجب أن نعوضه بسرعة، هي الثقة إذ من دون الأخيرة لا يمكننا بناء اقتصاد. لذا، وبناء على كل هذه الاعتبارات كان طرحنا منذ الاجتماع الاقتصادي في بعبدا، أي قبل الحراك وفي ظل الحراك وبعده، أننا في حاجة إلى حكومة جديدة فعليا بالمعنى الذي قصدته". كلام جعجع جاء في تصريح عقب لقائه في معراب، الوزير السابق غطاس خوري موفدا من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، في حضور الوزير السابق ملحم الرياشي ومدير مكتب جعجع إيلي براغيد. وقال: "البعض قال ولا يزال حتى الأمس، إن لا يمكن لأي عملية إنقاذ أن تتم إذا لم نتشارك جميعا فيها، وكنا في حكومة وحدة وطنية، بمعنى آخر أن يكون الجميع مشاركا في الحكومة الجديدة، في حين أننا جربنا هذه المعادلة منذ 50 عاما حتى اليوم ورأينا إلى أين أودت بنا، فهل القضية هي قضية وحدة وطنية؟ اليوم هناك وحدة وطنية بالفقر والجوع، وفي هذا الإطار تحققت الوحدة الوطنية بشكل كامل وصحيح، ولكن عندما نريد إنقاذ وضع معين، نحن في حاجة إلى حكومة إنقاذ فعالة وسريعة وشفافة ونظيفة وليس حكومة وحدة وطنية، فهذه الوحدة متجسدة في مجلس النواب الذي يمثل الجميع، بالإضافة إلى أن الناس في الطرقات اليوم تجمعها وحدة وطنية من أروع وأبهى ما رأيناه في لبنان منذ 100 عام حتى اليوم".

أضاف: "لا يمكننا استعمال شعار كالوحدة الوطنية من أجل تخريب أمر نحن في حاجة إليه اليوم ومن الممكن أن يتحقق، وبالتالي لسنا مع تطبيق هذه الشعارات في المكان الخطأ ولسنا مع حكومة "كل مين إيدو إلو" وكل فرد آت من جهة ولديه مواله الخاص، في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة إلى سلطة تنفيذية تتحرك بأقصى سرعة لتتمكن من إخراج البلاد من المكان الذي تتخبط فيه. ناقشنا كل هذه المواضيع مع موفد رئيس الحكومة، وموقفنا خلال اللقاء، كان في الوضوح عينه الذي أتكلم به الآن، فنحن لا نجد أن هناك حلا سوى بحكومة اختصاصيين مستقلين يتمتعون بالمواصفات التي ذكرتها، وهذا ما ستتم ترجمته في مواقفنا السياسية، إن كان بالنسبة إلى الاستشارات أو غيرها".

وعما إذا كان حزب "القوات اللبنانية" سيشارك في الاستشارات النيابية بعد غد الاثنين، قال: "بالطبع، فنحن بالتأكيد سنشارك في الاستشارات النيابية، ولكن بالنسبة إلى من سنسمي لرئاسة الحكومة العتيدة، سنعقد قبل موعدنا اجتماعا لتكتل "الجمهورية القوية"، والقرار النهائي في هذه المسألة سيتخذ خلال هذا الاجتماع، إلا أنني في الوقت الراهن في صدد تجميع كل المعطيات من أجل طرحها أمام أعضاء التكتل لكي يكونوا على بينة من الأمور ونأخذ بناء عليه القرار المناسب. لذا لكي أطمئن الجميع، لم نتخذ بعد القرار لهذه الناحية وسنتخذه خلال اجتماع التكتل".

وردا على سؤال عن إذا كان حزب "القوات" لا يريد إعادة التجربة السابقة أي الحكومة التي ترأسها الرئيس الحريري والشارع اليوم يرفض عودة الوجوه عينها، في الوقت الذي نرى فيه إصرارا لدى بعض الأفرقاء على أن تضم الحكومة الجميع على أن تكون الوجوه السياسية في الحكومة غير مستفزة أجاب: "لسنا مع هذه النظرية إطلاقا، فنحن اختبرنا ماذا يعني وجود الجميع في الحكومة واختبرنا نتائجها".

وعما إذا كان هذا الأمر ينطبق على الحريري أيضا، قال: "الأمور للبحث، وما سأقوله الآن يجب ألا يفسر أننا ذاهبون باتجاه التصويت لصالح الرئيس الحريري، على اعتبار أن هذا القرار سيتخذه التكتل في حينه، إلا أننا عندما نقول لا للرئيس الحريري عندئذ يجب أن نقول لا للرئيس نبيه بري وللرئيس ميشال عون، وهذه معادلة أخرى يجب أن تتخذ في الاعتبار في مكان ما، ولكن المهم هو جوهر القضية وأننا في حاجة فعلا إلى حكومة جديدة". وردا على سؤال عن أن خصم الحريري أقرب له من حليفه، ف "حزب الله" يمد اليد للحريري ويسهل له مهامه في حين يقال إن "القوات اللبنانية" تعقد هذه المهام أكثر وتضع الشروط على الحريري، أوضح أن "الكل يعرفون تمام المعرفة علاقتنا بالرئيس الحريري ومدى عمق الصداقة التي تربطنا به، إلا أن هذا أمر وتشكيل حكومة إنقاذ في مرحلة استثنائية جدا يئن فيها كل الناس من التعب والجوع والعطش أمر آخر مختلف تماما. لذلك مواقفنا واضحة جدا لهذه الجهة، وما لن تكون حكومة بالفعل جديدة مؤلفة بأكملها من اختصاصيين مستقلين، فلسنا على استعداد لتأييدها لسبب بسيط وهو أن هذه التجربة لن تنجح. فهل من المقبول أن نقوم، في خضم الأزمة التي نعيشها، بتجربة تبوء بالفشل؟ بالإضافة إلى أن إجراء تجارب بالناس الذين يتظاهرون في الطرقات منذ شهرين، أمر غير مقبول أبدا".

وعن مشاركة "القوات" في الحكومة ما لم تطبق هذه الشروط، أعاد جعجع التأكيد: "في الأحوال كافة لن نشارك في الحكومة. إذا كانت الحكومة حكومة اختصاصيين مستقلين، والأهم مستقلين، حكما لن نشارك فيها وعلى كل الآخرين ألا يشاركوا فيها. وفي هذا الإطار أريد أن ألفت النظر إلى أمر مهم جدا، فلو افترضنا أن الحكومة مشكلة بأكملها من اختصاصيين إلا أن الجهات السياسية المعنية هي من سمتهم لتولي الحقائب الوزارية، نحن في هذه الحال لم ننجز أي أمر ولم نغير أي شيء لأن المهم هو مكان قرار هؤلاء الاختصاصيين، ونحن في حاجة لأن يأخذوا قرارهم من قرارة ذاتهم، انطلاقا من المعطيات على الأرض ومن الوضع الاقتصادي والمكان الذي وصلت إليه اليوم الليرة، ليروا ما يمكنهم القيام به لإنقاذ هذا الوضع، ماذا وإلا لكنا بقينا على الحكومة الحالية".

وعن أسماء جديدة لرئاسة الحكومة غير الحريري من التكنوقراط، أجاب: "كل هذه الأمور للبحث في الاجتماع المرتقب للتكتل".

وبالنسبة إلى تذليل العقدة الأساسية تمهيدا للتأليف بعد إعلان الوزير في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل عدم نيته في المشاركة"، قال: "لا أعتقد ذلك، لأنني أرى أن العقدة الأساسية أن تؤلف الحكومة من اختصاصيين مستقلين. هذه هي العقدة الفعلية وهذا هو بيت القصيد في الوقت الحاضر، فهل يا ترى ستقبل بعض الكتل النيابية بأن تأتي حكومة بهذه المواصفات، لسبب بسيط وهو أن هذه الحكومة هي الوحيدة القادرة على إنقاذنا في الوقت الراهن، أم ستبقى متمسكة بمواقعها؟ يجب ألا يعتبر أحد أن المسألة انتهت، وبمجرد أن يتم تكليف رئيس عتيد نهار الاثنين، إن كان الرئيس الحريري أو غيره سيتم تأليف الحكومة. قطعا لا، فمسألة تأليف الحكومة لا تزال في بدايتها لأن هناك بعض الأطراف لا يزالون يصرون، على الرغم من كل ما حصل، على أن يعيد التاريخ نفسه تقريبا في الدوامة نفسها، عبر الإتيان بحكومة كانت تأتي سابقاتها مع بعض التجميل عبر التطعيم ببعض الاختصاصيين، في حين إذا كانت الحكومة مؤلفة من اختصاصيين مستقلين وفيها سياسي واحد، هو قادر على تخريبها بأكملها، وهنا لا أقصد أي سياسي، إنما من الذين "بفكرك منهم".

وعمن سيؤمن الميثاقية للحكومة في حال لم يشارك حزب "القوات" و"التيار الوطني الحر" ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الحكومة، قال: "ليس على كل مفترق طرق يجب أن نطرح مسألة الميثاقية. المشكلة اليوم اقتصادية، مالية، معيشية واجتماعية خانقة، وبالتالي علينا الذهاب لحل هذه المشكلة، والقادر على إنقاذنا، حتى لو أتت كائنات من القمر غريبة عجيبة، فلتخلصنا. الموضوع الميثاقي ليس مطروحا اليوم، ولا يجب طرحه عند كل مفرق. المهم اليوم نوعية الأشخاص الذين سيسموا في الحكومة العتيدة لتتمكن هذه الأخيرة من وضع خطة عمل وتعكف على تنفيذها بكل دقة وفعالية، فنتمكن خلال الأشهر المقبلة من الخروج من الأزمة التي نحن فيها اليوم. وفي هذا الإطار أريد أن أفتح هلالين لأقول إننا اليوم نمر بأزمة كبيرة جدا، إلا أن هذه الأزمة قابلة للحل، ولكن يجب على المجموعات السياسية التي كانت تسيطر على القرار في السلطة، "تفك شوي زغيرة" لنتمكن من الإتيان بأحد قادر على الحل، إذ تبين أن المجموعات التي كانت موجودة في السلطة غير قادرة على الحل، ولو كان عكس ذلك، لما كانت أوصلت الوضع في البلاد إلى ما هو عليه اليوم. وفي هذا الإطار، أريد أن أذكر الجميع أنه في الأعوام القليلة الماضية، كان لا يزال لدينا مدخرات فإذا لم تستطع هذه المجموعات منع الوضع من التدهور إلى ما هو عليه اليوم، كيف نتأمل أنها قادرة على تصحيحه وإعادته إلى مكانه الطبيعي؟ بالطبع لن تتمكن من ذلك. لذا المطلوب اليوم من القوى السياسية التي كانت تضع يدها على السلطة وعلى القرار، رفع يدها عنهما لكي يصبح ممكنا مجيء أناس جدد ليوصلونا إلى شاطىء الأمان".

وردا على دعوة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله إلى تأليف حكومة تكنو- سياسية أطلق عليها تسمية إنقادية- إصلاحية- جامعة، قال جعجع: "أريد أن أصوب في هذا الإطار نقطة مهمة جدا، وهي أن المجتمع الدولي يكثف من مطالبته بالإسراع بتشكيل حكومة، ولكن ليس أي حكومة، فنحن إذا ما ذهبنا غدا إلى تأليف حكومة تكنو- سياسية فيها من أصل 24 وزيرا ثلاثة أو أربعة أوجه سياسية، فعندها كان الله يحب المحسنين، أي أن الأمر انتهى قبل أن يبدأ إنطلاقا من التجارب السابقة. كما أنني أريد أن أشير الى أمر مهم آخر وهو أننا اليوم لسنا في صدد صراع فكري أو نقاش إيديولوجي أو مشاريع سياسية، وإنما نحن في صدد مسألة عملية جدا حيث أن هناك أمرا معينا لا يزال يتكرر منذ 30 عاما حتى اليوم، وخصوصا في الأعوام الثلاثة المنصرمة، فإذا ما ذهبنا باتجاه تكرار هذا الأمر بشكل أو بآخر، بحكومة سياسية أو تيكنو- سياسية، سنصل إلى النتيجة نفسها، أي أننا لن نبقى فقط حيث نحن وإنما سنغمق لأنفسنا أكثر وأكثر، بينما المطلوب هو أمر جديد بالكامل. أنا لا أعرف مما هي خائفة اليوم الكتل السياسية في مجلس النواب التي لا تزال تصر على حكومة تكنو- سياسية؟ فالحكومة بيدها ليل نهار، وفي هذا الإطار أريد أن أذكر أيضا بأن أي حكومة يمكن أن يطرح مجلس النواب الثقة فيها في أي وقت من الأوقات ويسحبها منها. دعونا نجرب هذه التجربة الجديدة لأننا جربنا كل ما تبقى وانظروا إلى أين وصلنا. لذا فالمسألة هذه المرة ليست قضية آراء أو صراع فكري، وإنما مسألة عملية جدا من أجل إخراج لبنان من الوضع الذي هو فيه وإيصاله إلى شاطئ الأمان، وعندها يعود الصراع السياسي وصراع الأفكار قدر ما نريد، إلا أن المسألة اليوم عملية جدا".

وعما إذا كان موضوع حكومة الإختصاصيين المستقلين يشكل أزمة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أجاب: "نحن لسنا مع حكومة تيكنو- سياسية وإنما مع حكومة إختصاصيين مستقلين، ومن يرفض التوقيع على حكومة مماثلة هو من يتحمل مسؤوليته، ماذا بإمكاننا القيام أكثر؟ كل فرد ضمن حدود موقعه يتحمل مسؤولية ما يقوم به".

وعما إذا ندم على القرار الذي اتخذه في العام 2016 خصوصا بعد وصولنا إلى ما وصلنا إليه، قال جعجع: "لا إطلاقا، هناك مثل في العامية اللبنانية يقول: جازة جوزتك يا إبني بس حظ من وين بدي جبلك، نحن لا نجلس في قلوب كل الناس ولكن في كافة الأحوال هذه المرحلة سيتم ذكرها في التاريخ، وليس الآن الوقت المناسب، فالمهم أن نبقي تركيزنا على الوصول بأسرع وقت ممكن إلى حكومة بالفعل جديدة، كي نتمكن من إخراج البلاد من المكان الذي هي فيه الآن إلى مكان آخر أفضل إن شاء الله".

خوري

من جهته، أكد خوري أن "اللقاء ركز على الوضع الحكومي وإمكانية تسمية رئيس حكومة وتأليف حكومة جديدة، وقمنا بجولة أفق على كل المواضيع المطروحة، وهناك تفاهم عميق سابق لتأليف الحكومة مع الدكتور جعجع، وان شاء الله يكون التفاهم لاحقا، ومتروك للدكتور جعجع أن يبدي رأيه في موضوع تسمية رئيس الحكومة العتيد، أكان عبر اجتماع تكتل الجمهورية القوية أو عبر الإستشارات النيابية نهار الإثنين".

وعما إذا كانت الزيارة تصب في إطار بحث الحريري عن ميثاقية مسيحية للحكومة خصوصا بعد إعلان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل عدم المشاركة والمعلومات التي كتبت عن أن رئيس الجمهورية لا يريد المشاركة أيضا"، أجاب خوري: "الرئيس الحريري يبحث عن إنقاذ البلد فقط لا أكثر".

وردا على سؤال عن "كيفية تأليف الحريري للحكومة من دون الصوت المسيحي، إن لم تسمه "القوات" أيضا، قال خوري: "إلى حد الآن لم يجر تكليف الرئيس الحريري كي نتكلم بموضوع التأليف".

وعما إذا كانت قد أثمرت اللقاءات الأخيرة عن إمكان عقد لقاء بين الحريري ورئيس الجمهورية، خصوصا أنه تفصلنا أقل من 48 ساعة عن الإستشارات، اعتبر أنه "ليس هناك ما يمنع اللقاء وإن شاء الله ممكن أن يتم".

وعن موقف قسم من الشارع الرافض لعودة الحريري، قال: "في نهاية المطاف هناك آلية للتغيير في هذا البلد وعلينا اتباعها. لا شك في أن الأوضاع صعبة وإنقاذ الوضع الإقتصادي والإجتماعي صعب، لذا هذا الأمر يتطلب تضافر كل الجهود، ولا يمكن أن نبقي أنفسنا محصورين في زاوية واحدة".

وردا على سؤال عن ضمانة الحريري ببقاء "القوات" إلى جانبه في المرحلة المقبلة، أجاب خوري: "نحن نتكلم عن مرحلة جديدة للأحزاب السياسية فيها دور، ولكن هناك أيضا دور الناس التي نزلت إلى الشوارع. الرئيس الحريري وضع مسلماته وهي الإصغاء إلى مطالب الناس بالتغيير وبمحاربة كل الآفات التي أدت إلى هذا الوضع الإقتصادي الإجتماعي بما فيها محاربة الفساد، ونحن متوافقون على هذا الأمر، وبالتالي الضمانة هي في أن نبقى على توافق على إنجاز مرحلة اقتصادية إجتماعية سياسية صعبة في تاريخ لبنان".

وعما إذا كان الحريري "رح يحلحلها" كما طلب منه السيد نصرالله، قال خوري: "ليس الرئيس الحريري هو من يعقد الأمور في البلاد، فهو يسعى بكل الوسائل إلى أن يكون هناك حل، وهذا الحل معروف وهو أعطى تصوره له ونتمنى أن يتحقق".

وسئل أخيرا "كيف تكون حكومة كلن يعني كلن برئاسة سعد الحريري"، قال: "صحيح هناك شعار كلن يعني كلن، ولكن هناك أيضا جمهور آخر موجود في البلاد، وإذا ما أردنا الحل علينا الأخذ بالإعتبار كل من هم في البلد من دون استثناء أي طرف".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  14-15 كانون الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

اللبناناوي جوزيف أبو خليل من الموت إلى الحياة

الياس بجاني/14 كانون الأول/2019

الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسمه مباركاً.

http://eliasbejjaninews.com/archives/81472/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%8a-%d8%ac%d9%88%d8%b2%d9%8a%d9%81-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84/

 

 

Analysis/Despite Sanctions and Protests, Israel Knows Trump Still Wants Negotiations With Iran
 Amir Tibon and Amos Harel/Haaretz/December 14/2019
 
آمر تايبون وعاموس هاريل/هآرتس: رغم العقوبات والإحتجاجات إسرائل تدرك أن ترامب لا يزال يريد التفاوض مع إيران
 
إيران تهدد بتدمير إسرائيل من لبنان، وإسرائيل تحذر إيران من أنها ستغرقها في فيتنام سوريا، في حين أن لبنان الواقع في وسط كل هذه المعمعة ينتظر استخراج البترول والغار من بحره وأرضه وخائف أن يكون هو الضحية
 Iran threatens destruction, Israel invokes Vietnam – and one Mideast country fears getting caught in the middle
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/81477/%d8%a2%d9%85%d8%b1-%d8%aa%d8%a7%d9%8a%d8%a8%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%b3-%d9%87%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%84-%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d8%b1%d8%ba%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82/