LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 آب/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august20.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يا إخوَتِي، صَلُّوا مِن أَجْلِنَا، فَإِنَّنَا واثِقُونَ أَنَّ ضَمِيرَنَا صَالِح، ونَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَسْلُكَ مَسْلَكًا حَسَنًا في كُلِّ شَيء

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية/أولوية اللبنانيين يجب أن تكون للخيار اللبناني

الياس بجاني/أولوية اللبنانيين يجب أن تكون للخيار اللبناني وللهوية اللبنانية

الياس بجاني/في النهاية لا يدوم غير الحق ووجه الله

الياس بجاني/قليل الإيمان وخائب الرجاء وعبد ثروات الأرض الفانية

الياس بجاني/الأهمية السيادية والتعايشية والوطنية لزيارة وفد الإشتراكي الرئيس عون في قصر بيت الدين

 بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في واقعة غضب الله على مدينتي سادوم وعامورة وحرقهما

الياس بجاني/كما أن الرب يغفر لمن يرجع إليه ويتوب فهو أيضاً قاسي في أحكامه على الأشرار

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 19/08/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 19 آب 2019

العقوبات على حلفاء حزب/د. وليد فارس

كلام في جعبة "حلفاء واشنطن" عن عقوبات على وزراء ورجال أعمال مسيحيين...

لقطات تظهر اعتماد حزب الله لأساليب الحرق العمد المستخدمة في غزة ضد إسرائيل عناصر من المنظمة اللبنانية أشعلت حريق أحراج على طول الحدود سرعان ما انتشر إلى داخل إسرائيل

غولدمان ساكس: ترجيح تخفيض تصنيف لبنان الإئتماني

أوساط حزب الله: لا يمكن أن نثق بالأميركيين

الملف اللبناني في عهدة الولايات المتحدة وتحت إشرافها المباشر/مسايرة فرنسا ايران حرمتها موقع راعي التوازنات ودفعت بدور واشنطن الى الامام!

عون: لن أُبعد باسيل… لا أميركا ولا غيرها يستعملني للضغط عليه

"المستقبل": الحريري يستهدف تخفيف تأثيرات العقوبات على "حزب الله"

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عون لنادي "الكبار": إعترفوا بباسيل

لهذه الأسباب زيارة الحريري الأميركية أزعجت باسيل

بيان لقاء سيدة الجبل

"فوبيا" بومبيو تؤرق 8 آذار... و"خطوط صفر" تنتظر الحريري/هجوم "ثلاثي" استباقي لتعطيل مفاعيل زيارة واشنطن

عون "التوافقي" في بيت الدين وباسيل "الميثاقي" في الديمان!

دعسات حصان القديس جاورجيوس على درب التجلي/بيار عطاالله/المرصد

“حزب الله”: القضاء في لبنان إما عاجز أو فاسد ومتواطئ

وليد بخاري: العلاقات السعودية اللبنانية متجذرة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب يرجح الإعلان عن خطة السلام بعد الانتخابات الإسرائيلية

اشتباك روسي – تركي – سوري يؤجج معركة السيطرة على أدلب وموسكو قصفت رتلاً عسكرياً وجهته أنقرة لدعم "النصرة" المهزومة أمام قوات نظام الأسد

تصعيد هيستيري من قبل النظام وحليفه الروسي جنوب إدلب

تلميح تركي إلى الخيار العسكري في إدلب إذا فشلت المفاوضات ومقتل شرطي بانفجار سيارة مفخخة في القامشلي

فشل المبادرة الفرنسية لحل الخلافات الكردية السورية

صور فضائية تظهر قرب إطلاق إيران قمراً اصطناعياً جديداً

الناقلة الإيرانية تتجه إلى اليونان… وطهران تحذر واشنطن من التعرض لها

ظريف استبعد التفاوض بشأن اتفاق جديد... وترامب: إيران ترغب بمحادثات ولا تعرف الطريق

معركة خلافة خامنئي تشعل صراع الأجنحة داخل النظام الإيراني وتبادل شتائم بين الآيات واتهامات بالكذب وتهديدات بنشر فضائح وحرب سيبرانية بين الملالي ومعارضيهم

رئيس العراق يدعو واشنطن وطهران إلى تخفيف التوتر في المنطقة

طهران تستبعد إجراء محادثات مع واشنطن بشأن اتفاق نووي جديد

عباس يقيل مستشاريه وترامب يعلن “صفقة القرن” بعد الانتخابات الإسرائيلية

السيسي يعول على تطوير التعليم في «بناء مصر» وقال إن الاهتمام بالبحث والابتكار أولوية للدولة

«قوى الحرية والتغيير» و«العسكري» يختاران ممثليهما لـ«مجلس السيادة» ومفاوضات شاقة لاختيار الشخصية التوافقية بين الطرفين

الجيش الليبي: أحبطنا إنشاء قاعدة جوية تركية في مصراتة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مؤتمر لحلف الأقليات في "بيروت الإيرانية"/علي الأمين/العرب

واشنطن قررت التدخل العلني في شؤون لبنان/محمد قواص/العرب

عقوبات أميركية على وزراء ورجال أعمال مسيحيين/هيام القصيفي/الأخبار

ثلاثيّة السياسة والثقافة والحريّة/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

الحريري العائد قوياً أميركياً.. بما يرضي حزب الله/منير الربيع /المدن

الإقتصاد في مهبّ العقوبات/سامي نادر/نداء الوطن

حول النفايات الطائفية وطائفة النفايات/مصطفى علوش/نداء الوطن

التعيينات الدرزية: "صراع الأحجام" خارج مجلس الوزراء/كلير شكر/نداء الوطن

طهران واشنطن... المراوحة والأثمان المؤجَّلة/سام منسى/الشرق الأوسط

الجنوبيون ومؤتمر جدة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

إلغاء الجيوش لمصلحة الميليشيات/طوني فرنسيس/الحياة

السودان والنيل وانحسار الليل الطويل/غسان شربل/الشرق الأوسط

إرهاب الحوثي وصمت المجتمع الدولي/إميل أمين/الشرق الأوسط

معركة إيران… في العراق/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية في دردشة مع الاعلاميين: لم نلجأ لقانون يدين شائعات تتناول الليرة حفاظا على الحريات واعيد تطبيق الدستور والاصلاح يتطلب وقتا

رئيس الجمهورية: لا وحدة للبنان من دون وحدة الجبل درزيا ومسيحيا ووعد مني لاهله بتثبيت اقامتهم في مناطقهم وقراهم

بو صعب: لا أختبئ وراء الجيش والمؤسسة العسكرية ويستهدفونني سياسيا ويستندون الى تقرير تلفزيوني مضلل عن المعابر غير الشرعية والشاحنة المسروقة

باسيل من الديمان: متجاوبون مع أي مبادرة يقوم بها الراعي

لكتلة الوطنية: فقدان الثقة والتبعية وراء التجاذب في شأن زيارة الحريري واشنطن

رسالة من أصدقاء فنزويلا اللبنانيين الى غوتيريس: لوقف الحصار الاميركي على فنزويلا وحماية شعبها

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يا إخوَتِي، صَلُّوا مِن أَجْلِنَا، فَإِنَّنَا واثِقُونَ أَنَّ ضَمِيرَنَا صَالِح، ونَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَسْلُكَ مَسْلَكًا حَسَنًا في كُلِّ شَيء

الرسالة إلى العبرانيّين13/من18حتى25/:”يا إخوَتِي، صَلُّوا مِن أَجْلِنَا، فَإِنَّنَا واثِقُونَ أَنَّ ضَمِيرَنَا صَالِح، ونَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَسْلُكَ مَسْلَكًا حَسَنًا في كُلِّ شَيء. وأَطلُبُ إِلَيكُم بإِلْحَاحٍ أَنْ تَفْعَلُوا ذلِكَ، حَتَّى يَرُدَّنِي ٱللهُ إِلَيْكُم سَرِيعًا! وإِلهُ السَّلام، الَّذي أَصْعَدَ مِنْ بَينِ الأَمْوَاتِ رَبَّنَا يَسُوع، رَاعِيَ الخِرَافِ العَظِيمَ بِدَمِ عَهْدٍ أَبَدِيّ، هُوَ يَجْعَلُكُم كَامِلِينَ في كُلِّ صَلاح، لِتَعْمَلُوا بِمَشيئَتِهِ، وهُوَ يَعْمَلُ فينَا مَا هُوَ مَرْضِيٌّ في عَيْنَيه، بِيَسُوعَ المَسِيح، لهُ المَجْدُ إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمين. وأُنَاشِدُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تحْتَمِلُوا كَلامَ التَّشْجِيع، فَإِنِّي كَتَبْتُ إِلَيْكُم بإِيْجاز! إِعْلَمُوا أَنَّ أَخَانَا طِيمُوتَاوُسَ قد أُخْلِيَ سَبِيلُهُ. فَإِنْ أَسْرَعَ في مَجِيئِهِ، سَأَذْهَبُ مَعَهُ وأَرَاكُم. سَلِّمُوا عَلى جَمِيعِ مُدَبِّرِيكُم وجَمِيعِ القِدِّيسِين. يُسَلِّمُ عَلَيكُم الإِخْوَةُ الَّذِينَ في إِيطالِيا. أَلنِّعْمَةُ مَعَكُم أَجْمَعِين!

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

أولوية اللبنانيين يجب أن تكون للخيار اللبناني/الياس بجاني/19 آب/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%8a%d8%ac%d8%a8-%d8%a3%d9%86-%d8%aa%d9%83%d9%88%d9%86-%d9%84%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7/

 

أولوية اللبنانيين يجب أن تكون للخيار اللبناني وللهوية اللبنانية

الياس بجاني/19/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77661/77661/

يلاحظ المتابع اللبناني الكياني والسيادي والمؤمن بالهوية اللبنانية، وبأولوية الخيار اللبناني، وليس بغيرهما، بأن كل المحاولات التي جرت لتشكيل جبهات سيادية وعابرة للطوائف لتكون معارضة لاحتلال حزب الله، ولصفقة مداكشة الكراسي بالسيادة  قد فشلت فشلاً ذريعاً.

ومن الملاحظ أيضاً بأن كل الجبهات والتجمعات المعارضة لاحتلال حزب الله والتي رأت النور قد فشلت أيضاً ولم تحقق أي إنجاز شعبي وعملي وفاعل على الأرض رغم الاستمرار بإصدار بياناتها الأسبوعية، وهي للأسف مجموعات تحولت إلى منابر إعلامية لأجندات أشخاص معظمهم باحثون عن أدوار ومنافع ويبالغون بالتسويق لهويات وخيارات غير لبنانية، وذلك على حساب لبنانيتهم وبما يتعارض مع الخيار اللبناني.

وفي نفس السياق كانت جرت عدة محاولات جادة قبل الانتخابات النيابية الأخيرة من قبل أفراد صادقين وكيانيين لخلق تجمع بديل ل 14 آذار يشارك في الانتخابات على أساس مشروع وطني واستقلالي واضح ويعارض "الصفقة الرئاسية الخطيئة"، ولكن أفشلته الأجندات السلطوية الشخصية لأصحاب بعض شركات الأحزاب المصابين بداء وهم العظمة، ومعهم أيضاً مجموعة من السياسيين والناشطين الذين يدعون معارضة احتلال حزب الله في حين أن حقيقة تحركاتهم المشبوهة والأكروباتية تقول عكس ذلك.

وهؤلاء الذين حالوا دون خلق التجمع هذا فشلوا فشلاً ذريعاً في خيارتهم وتحالفاتهم الانتخابية بسبب نرسيسيتهم وقصر نظرهم وأوهامهم وفجعهم للسلطة في حين أن بعضهم ساهم عن غباء وحسابات سلطوية في وصول نواب إلى البرلمان يدورون في فلك مشروع حزب الله.

وفي نفس الإطار الرؤيوي للسيادة وللخيارات الاستقلالية والوطنية اللا شخصية فإن المطلوب من اللبناني الحر أن لا يثق مجدداً بأصحاب شركات الأحزاب ال 14 آذارية الذين لم يحافظوا على انجازات ثورة الأرز ولا هم التزموا بأهداف تجمع 14 آذار ولا هم احترموا وصانوا تضحيات الشهداء من أركانها ومؤسسيها حيث انحرفوا وشردوا وفضلوا الدخول في صفقة مداكشة الكراسي بالسيادة (الصفقة الرئاسية والحكومية ومعهما صفقة القانون الانتخابي الهجين)، وكذلك ارتضوا التعايش المذل مع احتلال حزب الله ودويلته وسلاحه وحروبه وإرهابه ورفعوا بهدف التمويه والاحتيال والغش رايات "الواقعية" والمشاركة في الحكم.

يبقى أن مشكلة المجموعات السيادية المعلنة التي وجِّدت منذ العام 2006، وذلك عقب كارثة "صفقة الرئاسة الخطيئة"، وكذلك في خطاب وممارسات من يترأسها، المشكلة هي لهوية غير لبنانية على حساب لبنانيتها والخيارات اللبنانية والكيان اللبناني، تماماً كما هي حال ذوبان وانصهار حزب الله بالفارسية وبمشروع ملاليها الإمبراطوري الواهم، وبعمله الإرهابي الممنهج على تهميش وشيطنة واقتلاع كل ما هو لبناني.

ففي زمن الاحتلال السوري فرضت مخابراته على اللبنانيين معادلة هرطقية وإذلالية تقول، "بأن من ليس مع سوريا وبقاء جيشها في لبنان هو مع إسرائيل".

واليوم يفرض حزب الله معادلة مشابهة تقول، بأن من ليس مع مقاومته وسلاحه هو مع إسرائيل.

وفي نفس سياق الشرود عن الخيار اللبناني والخجل من الهوية اللبنانية تتبنى مجموعات وأحزاب سيادية وعدداً لا بأس به من السياسيين والناشطين المعارضين لحزب الله، تتبنى نفس هرطقة نظام الأسد وحزب الله بتغييبهم الهوية اللبنانية والخيار اللبناني مما يفقدهم المصداقية ويعطي حزب الله المبررات للاستمرار في جريمة "أيرنة" لبنان وإسقاط نموذج الكيان اللبناني التعايشي والحضاري والتنكر للهوية اللبنانية.

في الخلاصة فإن ما يتعامى عنه هؤلاء الجهلة والوصوليين من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب في لبنان الرافعين رايات السيادة والاستقلال والحريات بأنهم يضعون اللبنانيين وكما نظام الأسدي المخابراتي وحزب الله الملالوي والإرهابي أمام خيارين غير لبنانيين، في حين أن الخيار اللبناني يجب أن يكون الخيار الوحيد، وهذا لا يعني مطلقاً عداوة للعرب أو لإيران أو لغيرهما من الدول والهويات...

ومن عنده أذنان صاغيتان فليسمع، ويتوقف عن التلحف بحربائية الألوان غير اللبنانية، وبعدم التسوّيق لغير خيار "لبنان أولاً"

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

في النهاية لا يدوم غير الحق ووجه الله

الياس بجاني/18 آب/2019

التحالف مع حزب الله وتغطية مشروعه الإيراني ونفاق مقاومته كان للبعض أمراً مربحاً. هل سينقلب قريباً السحر على السحرة وتبدأ الخسائر؟

 

قليل الإيمان وخائب الرجاء وعبد ثروات الأرض الفانية

الياس بجاني/18 آب/2019

الذليل وقليل الإيمان يعشق الأبواب الواسعة وثروات الأرض الترابية الفانية من سلطة ومال وعزوة ونفوذ فتنكسر عظمة رقبته ويفقد كرامته وعزة نفسه ويدمن التطلع إلى أسفل حيث المهانة والإهانة وجهنم ونارها ودودها

 

الأهمية السيادية والتعايشية والوطنية لزيارة وفد الإشتراكي الرئيس عون في قصر بيت الدين

الياس بجاني/17 آب/2019

مهمة جداً زيارة وفد الإشتراكي الموسع للرئيس عون في قصر بيت الدين وهي برمزيتها خطوة وطنية وتعايشية وذكية ومباركة تبين تعليق اللبنانيين كافة بالسيادة والدولة والقانون مبداً قبول الاخر والتعايش معه بمساواة وكرامة

 

 بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في واقعة غضب الله على مدينتي سادوم وعامورة وحرقهما

الياس بجاني/17 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77605/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-5/

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/: تأملات إيمانية في واقعة غضب الله على مدينتي سادوم وعامورة وحرقهما/17 آب/2019/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio wma15/elias sadom amora27.01.15.wma

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/: تأملات إيمانية في واقعة غضب الله على مدينتي سادوم وعامورة وحرقهما/17 آب/2019/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20sadom%20amora27.01.15.mp3

 

كما أن الرب يغفر لمن يرجع إليه ويتوب فهو أيضاً قاسي في أحكامه على الأشرار

الياس بجاني/17 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77605/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-5/

يعلمنا الكتاب المقدس أن الله الذي هو أب رحوم وعطوف وغفور يحب الإنسان كما يحب نفسه ولهذا خلقه على صورته ومثاله ووهبه ذاته، أي الكلمة، من خلال اللسان وميزه بذلك عن باقي المخلوقات كافة.

كما أن الله الذي أعطى هذا الإنسان وديعة الحياة قد زوده بنّعم بالعقل والبصيرة لتكون له كامل الحرية في إما أن يتبع شريعته ويعود إلى مساكنه السماوية، أو أن يعصى هذه الشريعة ويقع في تجارب وأفخاخ الشيطان فيعاقبه يوم الحساب الأخير ويحرّمه من المسكن السماوي ويرميه في جهنم حيث النار لا تنطفئ والدود لا يهدأ والعذاب ابدي.

ولمساعدته التسلح بالخير والإيمان والعيش بما تقتضي موجبات الشريعة وعن قناعة، أبقى الله صوته داخل عقل ووجدان الإنسان الذي هو الضمير لينبهه باستمرار ويحذره في كل مرة يضعف إيمانه ويخور رجاؤه.

والله هذا هو دائماً ينتظر الإنسان ليعود اليه ويتوب ويؤدي الكفارات ليغفر له ويسامحه كلما أخطئ وابتعد عن شريعته وفشل في لجم غرائزه وشهوادته الترابية، ولنا في واقعة الإبن الشاطر الإنجيلية خير مثال نقتدي به ونأخذ منه العّبر.

نستقي من الكتاب المقدس إنه وعلى ممر الأزمنة العصور لم يبخل الله على الإنسان بأي شيء وهو نفسه تجسد ولبس جسد الإنسان الترابي وتعذب وتألم وأهين ومن ثم صلب ومات وقام في اليوم الثالث من أجل أن يغفر له خطيئته الأصلية ويرفعه من إنسان الغريزة القديم إلى الإنسان الجديد بعماد الماء والروح القدس.

وفي كل مرة كان فيها الإنسان يعصى الله ولا يرتد ويتوب ويعود إلى الطرق القويمة بعد كل الفرص التي تعطى له، كان الله يعاقبه أشد عقاب كما كان الحال على سبيل المثال لا الحصر بالطوفان المدمر في زمن نوح، وبلعنة اللغة البابلية في زمن حفيد نوح الكبير نمرود، وفي تدمير وحرق مدينتي سادوم وعامورة.

في الخلاصة إن الله يمهل، لكنه لا يهمل، كما أن لا يقدر الإنسان كائن من كان أن يهرب من وجه الله ومن يوم حسابه الأخير.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 19/08/2019

وطنية/الإثنين 19 آب 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

يعود رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في الساعات القليلة المقبلة من واشنطن ويدشن ظهر غد المرحلة الجديدة من توسعة مطار رفيق الحريري الدولي..

فيما يتوقع ان ينعقد مجلس الوزراء مبدئيا، الخميس المقبل في قصر بيت الدين برئاسة رئيس الجمهورية في انطلاقة متجددة لعجلة العمل المؤسساتي والذي يعول عليها كثيرا خصوصا من الناحية الاقتصادية

وقد أكد رئيس الجمهورية اليوم أن الورقة الاقتصادية ستتحول خلال شهرين الى خطط تنفيذية ويجدر العمل بها كاشفا أن "اللبنانيين سيشعرون بتحسن تدريجي على صعيد الاقتصاد"، موضحا أن "الولايات المتحدة لم تضغط علينا، وأشار الى ان ما طلب منا في مؤتمر سيدر سنطبقه تباعا وبعض ما هو مطلوب قد لا نستطيع تطبيقه بسبب أوضاعنا المالية التي لا تسمح وشدد عون على أن "التعيينات ستناقش في وقتها، وآلية إجرائها كانت لها ظروفها، ولكنها ليست دستورا مؤكدا على تمسكه بتطبيق الطائف.

جملة تطورات في المنطقة إستقطبت إهتمامات سياسية ودبلوماسية على حد سواء وفيها:

- دخول رتل من المدرعات التركية الى شمال غرب سوريا وتعرضه لقصف قريب وسط معارك خان شيخون الضارية فيما اكد بوتين خلال لقائه ماكرون ان روسيا تدعم الجيش السوري ضد الارهابيين في ادلب.

- إعلان إيران انها لن تتحاور مع واشنطن وانها غير مهتمة بذلك.

- مغادرة ناقلة النفط الايرانية ميناء جبل طارق باتجاه اليونان.

- مطالبة مجلس النواب الاردني الحكومة بسحب سفيرها من تل أبيب وطرد السفير الاسرائيلي في عمان ردا على اعتداءات المستوطنين على المسجد الاقصى..

البداية من الشأن الداخلي ومواقف رئيس الجمهورية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

تصنيف إيجابي تتسم به الأجواء الداخلية بعد ترسيخ أجواء المصالحة التي ترجمت عودة للعمل الحكومي مع جلسة صيفية عادية تعقد الخميس في قصر بيت الدين برئاسة رئيس الجمهورية.

وبانتظار التصنيف الدولي للوضع المالي بدا أن عنوان المرحلة هو الملف الإقتصادي.

رئيس الجمهورية ميشال عون أكد أن الورقة الاقتصادية ستتحول خلال شهر إلى خطط تنفيذية ويجدر العمل بها وهو أمر كان محل تأكيد من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي شدد أمام زواره على وجوب أن تعطى الحكومة الأولوية للملف الاقتصادي قبل أي أمر آخر.

ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية قد يشهد أيضا تفعيلا في فترة غير بعيدة، وفي هذا الإطار كشف الرئيس بري أنه سيلتقي الوسيط الأميركي الجديد المسؤول عن هذا الملف دايفيد شينكر في أيلول المقبل.

عند حدود المرفأ كبسة مفاجئة قام بها وزير المال علي حسن خليل إلى مرفأ بيروت حيث أكد ألا خيمة فوق رأس أحد بعد اليوم وحق الدولة للدولة.

وكشف خليل للـNBN أنه بدأ بتكوين ملف كامل ودقيق عن كل وضع الجمارك وقال: مقدمون على مرحلة جديدة القاعدة فيها هي المحاسبة وإقفال أي مزراب، ويجب أن نصل بالجمارك إلى صفر هدر.

سوريا تتسارع التطورات في الميدان الجيش السوري وصل إلى أطراف بلدة خان شيخون، وبالموازاة وصلت تعزيزات من القوات التركية دعما ونجدة لجبهة النصرة.

وزارة الخارجية السورية أدانت التدخل التركي محملة إياه المسؤولية الكاملة عن الانتهاك الفاضح لسيادة سوريا ولأحكام القانون الدولي.

في عمان أوصى مجلس النواب الأردني الحكومة بطرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير الأردني من إسرائيل وإعادة النظر باتفاقية السلام.

وعلى الخط الإيراني - الأميركي تحذيرات من طهران لواشنطن بعدم التعرض لناقلة النفط الإيرانية التي أفرجت عنها سلطات جبل طارق وتتجه نحو الموانئ اليونانية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

أسكتت نيران اليرزة الدفاعية اليوم، مدافع القوات السياسية. فوزير الدفاع الياس بو صعب فند الاتهامات التي سيقت في حقه بالسياسة خلال المدة الأخيرة، ورد عليها بالوقائع والتواريخ والخرائط، وحتى من خلال تصريحات رئيس القوات سمير جعجع ونائبه رئيس لجنة الادارة والعدل جورج عدوان...

هذا في موضوع المعابر غير الشرعية. أما في الموضوع الاقتصادي والمالي، فلفتت اليوم سلسلة مواقف أطلقها رئيس الجمهورية في حوار مع عدد من الإعلاميين، حيث كشف أن الأسبوع الجاري سيشهد البدء بوضع الخطط التنفيذية للورقة الاقتصادية والمالية، على أن تصبح جاهزة بعد شهر، لأن المبادئ العامة باتت معروفة، وهناك "وجوب والتزام" في ما تم اقراره.

رئيس الجمهورية الذي نفى ما اشيع عن إبداء بعض الدول الاوروبية استياءها من عدم تجاوب الحكومة بشأن ما صدر عن مؤتمر "سيدر"، اكد السير بتوصيات المؤتمر وخطة "ماكنزي" معا، لافتا إلى العمل للمحافظة على الليرة في مواجهة الشائعات، ومذكرا بأن هناك قانونا يدين الشائعات التي تصدر بشكل متكرر يشجع على ضرب مالية الدولة، لكْن لم يتم اللجوء اليه حفاظا على الحريات...

وفي سياق آخر، وردا على سؤال عن تعرض الدولة اللبنانية لضغوطات اميركية، قال: "لا اميركا تتدخل ولا طبعنا يقبل الضغوطات"، نافيا تبلغه "اي امر حول عقوبات اميركية على شخصيات مسيحية قريبة من حزب الله".

وتوجه رئيس الجمهورية الى اللبنانيين بالقول: "إطمئنوا بأنكم مستقلون لأنني انا من يمثلكم اليوم".

وحول آلية التعيينات التي يصر البعض عليها، قال: "الآلية

وضعت في ظرف معين وهي ليست قانونا ولم ينص عليها الدستور".

وعن الدعوة لحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، قال: "لقد تغيرت حاليا كل مقاييس

الاستراتيجية الدفاعية التي يجب أن نضعها. فعلام سنرتكز اذا كانت حتى مناطق النفوذ تتغير؟.

اما عن تطبيق الطائف، فقال: "إني أسمع الكثير من الاقوال، ومن بينها ان هناك خروقات للطائف، لكن الواقع انني انا من يقوم بتطبيق الدستور، فيما البعض اعتاد على خرقه وحرمان البعض الآخر من حقوقه. وحين اقوم بالتصحيح يقولون انه يتم خرق الدستور. فقد اكتسب البعض عادات سيئة كثيرة، وإصلاح الامر يتطلب وقتا"...

وفي موازاة الكلام الرئاسي الميثاقي من بيت الدين، اكد رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل من الديمان "النظر باتجاه واحد نحو جبالنا وقممنا وارضنا وتراثنا ومقدساتنا، مشددا على العمل برعاية رأس الكنيسة على توحيد موقفنا وكلمتنا حفاظا عليها".

وفي هذا السياق، علمت الـ OTV ان اجواء الاجتماع بين البطريرك مار بشاره بطرس الراعي والوزير باسيل كانت ايجابية جدا على جري العادة، وجوهر النقاش غلبت عليه الملفات الكيانية والموقف المسيحي منها. ولفتت معلومات الـOTV الى ان باسيل تقدم بأفكار ومعطيات معينة، وأبدى كل تجاوب ومد يده لتوحيد الكلمة والموقف بهدف تثبيت التوازن في الشراكة الوطنية في الإدارة والإنماء وتعزيز الحضور الفعلي للمسيحيين اكثر فأكثر ضمن الشراكة الوطنية والمساواة على كافة المستويات...

وفي الاطار عينه، اشارت معلومات الـ OTV الى ان باسيل ابدى انفتاحه على اي طرح او مبادة يصدران من جانب رأس الكنيسة لتحقيق ذلك، علما أن المعلومات تشير الى خطوات عملية مرتقبة في هذا المجال.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

من المبادئ العامة، الى الخطط التنفيذية الحاسمة سينتقل العمل الحكومي لمواجهة الازمات التي ترهق اللبنانيين..

هو وعد رئاسي عند مطلع اسبوع سياسي جديد، مصحوب بزخم ترسيخ المصالحات وترتيب الملفات وفق الاولويات التي هي بلا ادنى شك مالية واقتصادية..

دردشة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الصحافيين، فاضت بالرسائل الايجابية والدعوات الى تعاون السلطات من اجل انجاح الورقة الاقتصادية ..

الرئيس الذي بطبعه لا يقبل الضغوط كما أكد للصحافيين، رد على الشائعات التي تطاله وتطال الليرة اللبنانية، مخاطبا اللبنانيين: اطمئنوا فانتم مستقلون لأنني انا من يمثلكم..

في المسرحيات الخطابية حول المعابر الحدودية طمأنة من وزير الدفاع الياس بو صعب للبنانين ورد على القواتيين.

بو صعب صوب على الابعاد السياسية للحملة القواتية عبر تلفيقات مجافية للحقيقة، والتي تريد الاستهداف السياسي لوزير الدفاع ومن خلفه الجيش اللبناني كما قال.. اما انجازات الجيش عند الحدود لحمايتها ومكافحة التهريب، فقد قدمها الوزير بالخرائط، موضحا ان الجيش اللبناني تمكن من ضبط ما يفوق الخمسة والتسعين في المئة منها..

اقليميا ووفق الحسابات المئوية فان خان شيخون السورية في طريقها الى حضن الدولة بعد سنوات من عبث المسلحين بها وجل محافظة ادلب، ولم تفلح المحاولة التركية لنصرة جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، فبعث الجيش السوري رسائل تحذيرية لقوافل عسكرية تركية جاءت لنصرة المسلحين هناك، فاستهدفها الطيران السوري بصواريخ تحذيرية اوقفت تقدمها، واتبعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بموقف متقدم : نحن ندعم

جهود الجيش السوري في ادلب، لوضع حد للتهديدات الارهابية..

في الدبلوماسية الايرانية المتقدمة رسائل جديدة الى واشنطن، عبر تحذير وزارة الخارجية الايرانية العالي اللهجة للولايات المتحدة من اي استهداف لناقلة النفط الايرانية المحررة “غريس 1” في اي مكان من المياه الدولية..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

من الحديقة الخلفية لقصر بيت الدين ، وجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سلسلة من الرسائل ، منها بمفعول رجعي ومنها مستقبلي ، وكأنه بهذه الرسائل رسم خطا وكتب فوقه : " هذا هو المسار " :

في الموضوع المالي، قال باقتضاب : " القصة مش مزحة "، مذكرا بما سبق أن قاله :

" لازم كلنا نضحي ببعض الإمتيازات وإلا رح نخسرهن كلن " ... الرئيس عون لم يغفل عن انتقاد السياسة المالية التي كانت سائدة منذ ثلاثين عاما ، فقال إنها سياسة ريعية وليست استثمارية " ...

في الموضوع الديبلوماسي اعلن أن لا أميركا تتدخل ولا طبعنا يقبل الضغوطات ... الموقف الأبرز داخلي وتحديدا عن الوزير باسيل ... حسم موقفه منه قائلا : أنا لا أبعد جبران ولا أضغط عليه ، ومن يأتوني للضغط عليه أجيبهم : " عملوا معروف إحكوا مع جبران ... في الموضوع العسكري ، إستبعد الرئيس عون طرح استراتيجية دفاعية ... أما في موضوع تطبيق الطائف ، فهو يقول " أنا عم صلح الطائف " ...

كلام رئيس الجمهورية يتوقع أن تكون له ارتداداته في أسبوع حافل بالمواعيد والإستحقاقات : فالخميس على أبعد تقدير ، جلسة لمجلس الوزراء في بيت الدين بعد ان يكون رئيس الحكومة قد عاد من واشنطن ، وجرى توزيع جدول الأعمال ... ويوم الجمعة يتوقع أن يصدر تقرير " ستاندارد أند بورز " حول تصنيف لبنان الإئتماني ، مع التخوف من أن يكون التصنيف أن لبنان بات بلدا غير صالح للاستثمار وسنداته ممكن ان تكون غير قابلة للسداد ...

لكن هذا التخوف يتحسب له لبنان بجملة من الإجراءات سواء في تطبيق موازنة العام 2019 وفي وضع موازنة 2020 في موعدها ، والسير بالإصلاحات المطروبة ومعالجة التهريب والتهرب ... في هذا السياق كانت لافتة الجولة المفاجئة لوزير المال علي حسن خليل للمرفأ ، فيما وزير الدفاع قدم في مؤتمر صحافي مسهب شرحا عن كيفية مكافحة التهريب ، مع تسجيل أن ملف التهريب مفتوح منذ زمن وأن من طرق معالجته ليس فقط ضبط التهريب على المعابر فحسب بل ملاحقة المهربين داخل الأراضي اللبنانية ، وهم معروفون والطرق التي يسلكونها معروفة ومكشوفة ...

في ملف الحدود ولكن جنوبا، كشفت معلومات غربية عن أن الديبلوماسي الأميركي الذي خلف دايفيد ساترفيلد، دايفيد شنكر، سيزور لبنان في الثاني عشر من الشهر المقبل ويلتقي الرئيس نبيه بري للبحث في مسألة ترسيم الحدود جنوبا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

عودة الرئيس سعد الحريري من الولايات المتحدة، والتي تسبق منطقيا اجتماع مجلس الوزراء الخميس في بيت الدين، تم التمهيد لها من قبل فريق الثامن من آذار بنيران وقائية كثيفة، الغاية منها إفهام رئيس الحكومة العائد بأن ما بعد زيارته الأميركية لن يتغير عما قبله.

جوجلة محتويات ما قاله هذا الفريق مباشرة ومداورة توحي وكأن رئيس الحكومة عاد من واشنطن وهو يحمل كلمة سر أميركية- اسرائيلية، أو رخصة يضرب من خلالها التوازنات القائمة تطبيقا لأجندات ترامب وكوشنير، وهذا التطور سيواجهه الفريق الممانع ، بقيادة حزب الله، بشتى أنواع الرفض.

هذا الكلام بحسب مصادر مطلعة، مهين بقدر ما هو خاطىء، ومن شأنه تعطيل إشعال محركات الحكومة التي لم تخرج بعد من جبهة البساتين، وتساءلت المصادر ما إذا كان هذا الفريق يعي بالفعل ما ينتظر لبنان من تحديات ومخاطر عشية صدور تصنيف ستاندرد إند بورز.

في انتظار خميس مجلس الوزراء وجمعة ستاندرد أند بورز، وبعد ترسيم الحدود الداخلية وربط النزاعات بين أهل الحكومة الواحدة، اطلقت مواقف من المصيفين الرئاسي والبطريركي.

الرئيس ميشال عون علق من بيت الدين على مجمل القضايا والملفات المطروحة، من نظرته الى ما تبطنه واشنطن للبنان على صعيدي ترسيم الحدود والعقوبات المحتملة على حزب الله وشخصيات أخرى مسيحية، وصولا الى تصنيف ستاندرد أند بورز، فأكد أنه ليس من الصنف الذي يمارس عليه التهويل والضغوطات , معطيا الأولوية لما تمليه مصلحة لبنان ، ونصح من يحاولون الالتفاف على الوزير باسيل بحتمية محاورته كرئيس لأكبر كتلتين نيابية ووزارية .

أما الوزير باسيل فأعلن من الديمان استعداده، متى دعا البطريرك الراعي، الى العمل على كل ما من شأنه تصليب الدور المسيحي بما يقوي الطائفة في مواجهة التحديات التي تواجهها. في السياق، الأجواء المتوترة والسجالات بين التيار الحر والقوات لا تساعد على سلوك طريق التهدئة، بل تدفع بقوة في الوجهة المعاكسة.

وسط الأزمات المتفاقمة، صدمة فنية غير متوقعة، الفنانة إيليسا تعلن اعتزالها الغناء بعد الانتهاء من البومها الجديد، الخبر اثار موجة حزن واستغراب في صفوف أربعة عشر مليون متابع لها على السوشال ميديا اضافة الى الملايين من محبيها في لبنان والعالم العربي ودول الانتشار.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

بفيء شجر بيت الدين وفي خضرة حديقة القصر التاريخي وعلى مسامع عظام الامراء الشهابيين ومجد فخر الدين المعني الكبير وضفائر " الست نسب " أعطى رئيس الجمهورية ميشال عون مجد لبنان لجبران، وأعلن أن السياسيين الكبار كانوا يأتونه طالبين اليه الضغط لإبعاد رئيس التيار الوطني عن بعض الشؤون السياسية التي تزعجهم وكان جوابه دائما : إذهبوا وتحدثوا الى جبران باسيل . ونفى رئيس الجمهورية شائعات عن إيعاز الولايات المتحدة له في إبعاد وزير الخارجية قائلا : أنا لا أبعد لا جبران ولا أي إنسان آخر وليس لي مصلحة في ذلك .. فهو رئيس أكبر كتلة نيابية، كذلك نفى الضغط الأميركي من أجل المصالحة وعن الكلام حول عقوبات أميركية تشمل شخصيات مسيحية مقربة إلى حزب الله قال رئيس الجمهورية: نحن لم نتبلغ هذا الأمر إلا أننا نسمعه من الزوار متسائلا : ماذا بقي بعد ولم يفرض على لبنان .

وإستراتجية عون الدفاعية أصابت ماليا معلنا أن الاقتصاد مختلف عن الرهانات في البورصة والمتاجرة بالأراضي والتهرب الضريبي آخذا على رجال اقتصاد وإعلاميين مارسوا انتقادا غريبا للوضع النقدي بحيث كانت النتيجة وخيمة وانسحبت خوفا ولجوءا من المودعين الى سحب إيداعاتهم من المصارف متحدثا عن قانون يدين كل هذه الشائعات المشجعة على ضرب مالية الدولة ومؤكدا العمل لثبات الليرة في مقابل من يروج لخفض قيمتها بحكم الواقع الإفلاسي.

وبسعي رئيس الجمهورية وحاكم مصرف لبنان لوضع خيمة بثقل الدولة على العملة الوطنية فإن التخييم السياسي على غاربه وبشهادة منشأ.. وقد اعترف وزير المال علي حسن خليل اليوم خلال جولة مفاجئة في مرفأ بيروت بهذا الواقع. فهو أبلغ الأقسام والعنابر ودوائر تخليص المعاملات الجمركية وأرصفة المستوعبات بأن "لا خيمة فوق رأس أحد في الجمارك بعد اليوم، فحق الدولة للدولة فقط " و" تقريش" هذا الكلام عمليا أن الخيمة التي لم تعد موجودة بعد اليوم كانت مرفوعة قبل اليوم وقد جنت أرباحا طائلة على عين السلطة وبغطائها ورعايتها .. واللافت في بقية العبارة أن حق الدولة للدولة " فقط " والتفقيط هذا لا يعني سوى حقيقة واحدة قال فيها وزير المال لشركائه " لم يعد بإمكانكم أن تشاركوا الدولة في مدخولها ". لكن الفساد المخيم في العنابر والمرافىء يتخذ له فروعا في المشاعات بعضها ما ستكشفه الجديد اليوم عن قضم مساحات وشراء عقارات عبر أشخاص لا وجود لهم أو بأسماء وهمية ، وقد مرت سنتان على تحقيقات لم تصل الى نتيجة بسبب خيمة قضائية ..ستنزعها الجديد في سياق النشرة .

وبانتزاع ورقة التوت عن الجسم القضائي وفي أعنف تشريح سياسي من حزب الله للجثة القضائية أعلن النائب حسن فضل الله أن الحزب اصطدم بحاجز اسمه القضاء في لبنان ..وقال : إما هو قضاء عاجز ومهمل وإما متواطىء وفاسد ومرتش ومن حرقة " مجرب " تابع فضل الله إن القضاء هو الباب الاساسي الذي أردنا الدخول منه لمحاسبة الفاسدين والسارقين وإردخالهم الى السجون .

وإن بين يدي هذا القضاء ملفات ووثائق وأسماء مرتكبة للفساد وبعدما عجز فضل الله عن فتح باب القضاء الذي ضيع الملفات وأهملها دعا الى أبواب أخرى سيلجأ إليها وفي مقدمها تأليف لجان تحقيق برلمانية في مجلس النواب . لكن التجربة السابقة في اللجان تؤكد أن البرلمان هو الخيمة السياسية الكبيرة التي تغطي الفاسدين ولو كان مجلس النواب والكتل السياسية جادة في المحاسبة والتحقيق لبادرت الى طرح الثقة بالوزراء المرتكبين .. ومن يتخلف عن التصويت يصطفْ الى جانب الفئة المشجعة على استمرار الفساد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 19 آب 2019

وطنية/الإثنين 19 آب 2019

النهار

على رغم اعلان وزير الدفاع أن المعابر غير الشرعيّة باتت قليلة خلافاً للرقم المُتداول فإنّه لم يُعلن عن إقفال أي منها ‏بعد الضجّة التي أُثيرت حولها.

يدور خلاف حاد وخفيّ داخل أحد الأحزاب الناشئة وتوجّه التهم إلى مسؤول مُنتخب باستغلال موقعه لغايات سياسيّة ‏وشخصيّة.

يدور خلاف بين نقابتين حول تحرّك تقرّر من دون تنسيق ولا أهداف واضحة له.

رفض أحد مطارنة البقاع استقبال ممثّل لوزير فاعل في قدّاس احتفالي وطالب مكتب الأخير باستبدال المكلّف بالتمثيل.

الأخبار

بو سليمان لإعادة النظر في نظام الكفالة؟

علمت "الأخبار" أن وزير العمل كميل بو سليمان يبحث في إعادة النظر في نظام الكفالة العنصري المعتمد في لبنان ‏لاستقدام العاملات في الخدمة المنزلية، وفي حرمان قانون العمل "الخدم في منازل الأفراد" من الحماية والحقوق التي ‏تتمتع بها الفئات العاملة الأخرى.

معركة النيابة تنطلق!

انطلقت المنافسة على المقاعد النيابية في التيار الوطني الحر، في قضاء جبيل، قبل 3 سنوات من موعد الانتخابات! ‏وبدأ الناشطون العونيون الطامحون إلى تبنّي ترشيحهم، بتزييت محركاتهم، ولا سيما على صعيد التواصل مع القواعد ‏الحزبية والشعبية الجُبيلية، وعقد اللقاءات. ويُعتبر قضاء جبيل واحداً من الأقضية الرئيسية التي تبرز فيها المنافسة بين ‏العونيين حول المقعدين المخصصين للطائفة المسيحية، ويتوزعون بشكل رئيسي بين النائب سيمون أبي رميا، ‏ومستشار الوزير جبران باسيل، الطبيب طارق صادق، والمدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، ‏إضافة إلى القيادي السابق في التيار ناجي حايك.

انتقادات لروكز

منذ انتهاء الانتخابات النيابية، ساءت علاقة النائب شامل روكز بعددٍ من الأشخاص الذين كانوا من النواة الصلبة حوله، ‏مُقدّمين له المساعدة المادية والمعنوية، للعمل السياسي، إلى أن قطعوا علاقتهم به نهائياً. وينتقد هؤلاء الأداء السياسي ‏لنائب كسروان الفتوح - جبيل، وعلاقته غير المستقرة بالتيار الوطني الحر، فضلاً عن أسلوب تعامله الشخصي معهم.

البناء

خفايا

قال معنيون بلقاء المصارحة والمصالحة في بعبدا أنّ الكلمة الفصل كانت لموقف الرئيس نبيه بري الذي رفض ‏التصويت على الإحالة إلى المجلس العدلي ملوّحاً بالتصويت ضدّ الإحالة التي تصير مستحيلة لتعادل الأصوات، وبينما ‏كانت مبادرته الأصلية تقوم على حصر التحقيق بالمحكمة العسكرية أضاف إليها ضمانة وقوفه مع الإحالة إلى المجلس ‏العدلي إذا تبيّن ذلك من التحقيق العسكري، ولهذا أخذ رئيس الجمهورية وحزب الله والنائب طلال أرسلان بضمانة ‏الرئيس بري وساروا بمبادرته

كواليس

قالت مصادر إعلامية تركية انّ الرئيس التركي رجب أردوغان يسعى لرفع سقفه التفاوضي مع روسيا عبر الإعلان ‏عن التفاهم مع الأميركيين على المنطقة الآمنة بحيث تتمّ مقايضة تسهيل عملية إدلب بالتعاون السوري التركي في ‏شرق الفرات بينما يسعى الأميركيون مثله لرفع سقفهم التفاوضي مع روسيا لمقايضة الوجود الأميركي والسيطرة ‏الكردية بالوجود الإيراني وتوقعت المصادر أن تتبلور الصورة بوضوح مع تقدّم الجيش السوري في عملية إدلب

الجمهورية

إتفق أن يزور رئيس حزب سيادي رئيس الحكومة سعد الحريري بعد عودته من الولايات المتحدة بغية البحث في ‏التعيينات.

نقل عن دبلوماسي أجنبي قوله أمام مسؤول لبناني أنه لم يعد ضرورياً إعلان أسماء الشخصيات التي تخضع للعقوبات ‏في لبنان والمنطقة، لأن مثل هذه القرارات يمكن تطبيقها بكامل مندرجاتها من دون إعلانها.

يستعد أحد الوزراء لكل الإحتمالات التي يمكن أن يواجهها دفاعاً عن موقفه من تطبيق أحد القوانين الأساسية التي تعني ‏الإقتصاد اللبناني، ويؤكد أمام زواره أن تنفيذ مضمون القرار من مسؤوليته، ولا لزوم للكثير من التفسيرات الدستورية ‏والقانونية.

اللواء

خفف مسؤول كبير من وطأة احتمال تخفيض التصنيف الائتماني للبنان نهاية الأسبوع الحالي، مردداً المثل المعروف: ‏‏"أنا الغريق وما خوفي من البلل!!".

أثار توقيع نائب على طعني القضاة والعسكريين أمام المجلس الدستوري غضب رئيس كتلته النيابية الذي هدد "بالويل ‏والثبور وعظائم الأمور"!

أرجأ رئيس حزب بارز القيام بزيارته المتوقعة إلى منطقة حساسة تجنباً للقاء شخصية رسمية متواجدة في المنطقة ‏خلال هذه الفترة

 

العقوبات على حلفاء حزب

د. وليد فارس/19 آب/2019

عندما تضع واشنطن عقوبات على حلفاء حزب الله في لبنان لا تسأل احد على من تضعها. لا تسأل المعارضة داخل لبنان ولا ما يسمّى اللوبي اللبناني في واشنطن. وهي لا تفاوض المسؤولين في لبنان حول هذا الموضوع. هي تنظر الى تقارير اجهزتتها وتعرض الملفات هلى مجلس الامن القومي. واشنطن ليست دمشق ولا طهران حيث القرارات الاستنسابية.

 

كلام في جعبة "حلفاء واشنطن" عن عقوبات على وزراء ورجال أعمال مسيحيين...

الاخبار/الاثنين 19 آب 2019 

يكثر الكلام عن عقوبات أميركية على حلفاء حزب الله، لا سيما المقربين من العهد والتيار الوطني الحر وتيار المردة والحزب السوي القومي الاجتماعي، وبحسب المعلومات التي يشيعها "أصدقاء واشنطن"، فإن العقوبات الأميركية ستستهدف رجال أعمال ووزراء مسيحيين، من الذين تتهمهم الولايات المتحدة بمساعدة حزب الله. وبحسب "الاخبار"، في جعبة حلفاء واشنطن، وكلامهم مسنود الى معطيات أميركية مباشرة، أن ما حصل هو أول الغيث بالنسبة الى لبنان والعهد تحديداً، فالخطوات الاميركية اللاحقة لن تكتفي بتصعيد عقوباتها ضد حزب الله وشخصيات شيعية، بل يُحكى منذ أشهر عن الانتقال الى مرحلة جديدة ستطاول قوى وشخصيات مسيحية تدور في فلك حزب الله وسوريا. ويتحدث حلفاء واشنطن عن حلقات مقرّبة من وزراء في التيار الوطني والمردة، تتهمهم الولايات المتحدة بتسهيل أعمال الحزب، لكنهم في الوقت نفسه هم من الحلقة الاقرب الى قيادة التيارين، وهذا يعني إصابة التيارين بسهام اميركية مباشرة، ولا سيما التيار الوطني وحلقاته المالية المتعددة، علماً بأن اي عقوبات تعني تضييقاً لا يتعلق حصراً بعملية نقل الاموال، بل بتقييد كامل لحركة المعنيين وتنقلاتهم خارج لبنان، في الدول التي تتماشى مع العقوبات الاميركية بحسب ما نقلت "الأخبار".

 

لقطات تظهر اعتماد حزب الله لأساليب الحرق العمد المستخدمة في غزة ضد إسرائيل عناصر من المنظمة اللبنانية أشعلت حريق أحراج على طول الحدود سرعان ما انتشر إلى داخل إسرائيل

طاقم تايمز أوف إسرائيل 19 أغسطس 2019,

http://eliasbejjaninews.com/archives/77668/%d8%b5%d8%ad%d9%81-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%b4%d8%b9%d9%84-%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%82-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7/

يبدو أن حريقا اندلع على الحدود الإسرائيلية مع لبنان الجمعة هو من عمل عناصر من منظمة “حزب الله” اعتمدوا أساليب الحرق العمد التي يستخدمها الفلسطينيون في غزة بشكل متكرر لمهاجمة إسرائيل، بحسب لقطات بثتها القناة 12 الأحد. في اللقطات، بالإمكان رؤية عناصر حزب الله وهم يقومون بإشعال النيران بالقرب من الحدود. وسرعان ما أججت رياح قوية النيران وتسببت بامتداد الحريق عبر الحدود وانتشارها باتجاه قاعدة للجيش الإسرائيلية وموشاف مرغليوت. في اللقطات، تظهر عناصر من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وهي تقوم بدورية بالقرب من الحرائق، لكن من دون أن تحاول منع عناصر حزب الله من إشعال النيران. وتسببت الحرائق بانفجار ألغام أرضية كانت موضوعة على الحدود. واستغرق إطفاء الحريق لرجال الإطفاء المحليين عدة ساعات، في جهود أعاقها عدم القدرة على استخدام طائرات الإطفاء بسبب قرب المنطقة من الحدود المعادية. وقال يورام محلوف، وهو أحد المسؤولين المحليين، للقناة 12 “الجميع يدرك أن الجانب اللبناني مسؤول عن هذه الاستفزازات. إنهم يقومون باختبارنا”. وذكر التقرير أن المسؤولين يعتقدون أن حزب الله سيواصل إشعال الحرائق بالقرب من الحدود في محاولة لإبقاء الجيش الإسرائيلي مشتتا وتنظيف المنطقة من الأحراش التي يمكن للقوات الخاصة الإسرائيلية استخدامها كغطاء. ويبدو أن هذا التكتيك هو اعتماد لأسلوب يتبعه الفلسطينيين في غزة، الذين أرسلوا آلاف البالونات الحارقة إلى داخل إسرائيل والتي تسببت بإحداث أضرار كبيرة. وظهر تكتيك إطلاق البالونات المفخخة والحارقة من غزة إلى إسرائيل في العام الماضي في إطار سلسلة من الاحتجاجات عند حدود القطاع، والمسماة ب”مسيرة العودة”. وأثبتت الطريقة البسيطة والرخيصة للهجوم التي يستخدمها الفلسطينيون فعاليتها ضد الجيش الإسرائيلي الأكثر قوة، والذي وعلى الرغم من قدرته التكنولوجية والعسكرية يجد صعوبة في القضاء على التهديد الذي تشكله البالونات والواقيات الذكرية المعبأة بالغاز. من أبريل وحتى يونيو 2018، أخمدت طواقم الإطفاء الإسرائيلية 1,954 حريقا ناجما عن هجمات حرق متعمدة في الحقول والأحراش والأراضي العشبية في محيط قطاع غزة. وكافح رجال الإطفاء 383 حريقا خلال نفس الفترة في عام 2019. بالإضافة إلى ذلك، خلال عام 2018، أتت النيران الناجمة عن الحرق العمد على حوالي 34,000 دونما من الأراضي الإسرائيلية، بحسب معطيات من سلطة الإطفاء والحرائق والصندوق القومي اليهودي (كاكال) وسلطة الطبيعة والحدائق. حتى شهر يونيو، لحقت أضرار ب1,400 دونم من الأراضي جراء البالونات الحارقة التي تم إطلاقها من غزة في 2019.

 

غولدمان ساكس: ترجيح تخفيض تصنيف لبنان الإئتماني

المركزية/19 آب/2019

نشرت وكالة "بلومبرغ" مقالا عن التصنيف السيادي للبنان يوم الاثنين 19 أب 2019 ترجمه موقع "ليبانون فايلز"، وقد جاء فيه ما يلي:  من المحتمل أن يتم تصنيف "التصنيف السيادي في لبنان" بشكل أعمق من قبل S&P Global Ratings في غضون أيام، مما يضع سنداته في فئة تعتبر غير قابلة للدفع حيث تكافح البلاد لاستعادة ما يكفي من العملات الأجنبية ، وفقًا لشركة جولدمان ساكس جروب. واحدة من أكثر الدول مديونية في العالم لديها توقعات سلبية في S&P، والتي من المقرر أن تنشر مراجعة يوم الجمعة وتقيّم حاليًا تصنيف لبنان B-، ست خطوات أقل من درجة الاستثمار وأعلى من خدمة Moody للمستثمرين.

وقال محللون في جولدمان بمن فيهم فاروق سوسة في مذكرة الأسبوع الماضي "التدهور المستمر في موقف السيولة في لبنان يشير إلى انخفاض محتمل إلى CCC". تعتبر الجهات المصدرة في فئة CCC معتمدة على الشروط المواتية للوفاء بدينهم.

للمحافظة على استقرار مقرضيها والدفاع عن ربط عملتها بالدولار، يعتمد لبنان على الودائع المصرفية، ولا سيما من ملايين اللبنانيين المقيمين في الخارج، مع استخدام البنك المركزي لما يصفه "الهندسة المالية" للحفاظ على تدفق العملة الصعبة.

على الرغم من أن هذا الجهد الأخير في أواخر حزيران قد ساعد في دعم الأصول الأجنبية في الاحتياطيات، إلا أن نمو الودائع أصبح سلبياً في شهر أيار للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، وفقًا لشركة جولدمان ساكس.

وأكثر من ذلك، إن التوترات السياسية الأخيرة "تهدد بتعطيل الأجندة الاقتصادية وتقليل الشهية للمخاطر اللبنانية". كما خفض البنك الأميركي توقعاته للنمو الاقتصادي في لبنان هذا العام إلى 1 بالمئة من 2.2 بالمئة. قلق المستثمرين بشأن آفاق لبنان قد ظهرت في السوق. قفزت مخاطر الائتمان الخاصة بها، المقاسة بمقايضة العجز عن سداد الائتمان، 327 نقطة أساس منذ بداية العام وارتفعت إلى أكثر من 1000 نقطة لأول مرة في أب.

يتوقع صندوق النقد الدولي أن يرتفع عبء الدين العام في لبنان إلى ما يقرب من 180 ٪ من الناتج الاقتصادي بحلول عام 2023. لبنان لم يفِ بالتزاماته. عندما خفضت ستاندرد آند بورز النظرة المستقبلية للبنان إلى سلبية في آذار (مارس) ، قالت إن تصنيف البلاد يمكن تخفيضه خلال العام المقبل "إذا تسبب الركود السياسي في ارتفاع العجز المالي في حين أن تدفقات ودائع النظام المصرفي - مصدر التمويل الرئيسي للحكومة - أبطأ".

في شهر تموز (يوليو) ، أقر لبنان ميزانية تأخرت لعام 2019 ، والتي وصفت بأنها الأكثر تقشفًا في تاريخ البلاد على أمل إرضاء المستثمرين والجهات المانحة وشركات التصنيف.

لكن الحكومة برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري فشلت في الانعقاد منذ نهاية يونيو. يزعم وزير في الحكومة أنه كان هدفًا للاغتيال ويصر ، مع حلفائه ، على إحالة القضية إلى المجلس القضائي. خصومه يرفضون هذه الفكرة. الجهود جارية لحل المشكلة واستئناف العمل.

ليست العقبات السياسية جديدة على لبنان ، لكن هذه المرة يمكن أن تؤخر تنفيذ الإصلاحات المالية والهيكلية العاجلة. لم يتجاوز معدل التوسع الاقتصادي في لبنان 1٪ في السنوات الخمس الماضية ، ويتوقع أن يبلغ 1.2٪ في عام 2019 ، وفقًا لوزير المالية. في يونيو ، حدد محافظ البنك المركزي رياض سلامة النمو عند مستوى الصفر هذا العام.

 

أوساط حزب الله: لا يمكن أن نثق بالأميركيين

المركزية/19 آب/2019

لوحظ عدم مقاربة “حزب الله” لـ”زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الأميركية” بأي موقف، لكن ما لفت في هذا السياق، هو ما اعلنه رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، خلال احتفال في بلدة قليا في البقاع الغربي، حيث قال: “المقاومة هي ضمانة وأمان لكلّ لبنان، وأخذت بهذا البلد إلى القوّة والإقتدار وإلى موقعيّة مميزة على مستوى المنطقة كلها”. متسائلاً: “لماذا يسعى البعض إلى التفريط به؟”، وقال: “بإمكان الأميركي أن يُوجِد له أصدقاء ومتنفعين في لبنان، لكن ليس بإمكانه بعد اليوم وبعد كل التجارب التي مضت أن يسوق لبنان إلى سياساته وأولوياته”.

الّا انّ مصادر قريبة من “حزب الله” قالت لـ”الجمهورية”: “ما صدر عن الحريري من مواقف (علنية)، لا تستدعي ان يقاربها الحزب بسلبية، فما سمعناه منه هو توصيف لموقفه وللموقف الاميركي”. واضافت المصادر: “الا انّه في الاساس، الموضوع ليس موضوع “حزب الله”، بل هو نظرة واشنطن الى لبنان والمنطقة، وما هي الانعكاسات السياسية وغير السياسية لمشاريعها التي تحضّرها للمنطقة، والمتعلقة تحديداً بصفقة القرن، وما يمكن ان يُحاك ضمنها لناحية التوطين. والسؤال الاساس هنا، اين لبنان من هذه المشكلة، وكيف سيتصرّف، وما هو الموقف العملي الذي سيقوم به لمواجهة هذا الامر وما سينشأ عنه من تداعيات”. واشارت المصادر، الى ما قيل عن “موضوع الحدود بين لبنان وفلسطين”، ودور الوسيط الاميركي في الترسيم، وقالت: “من الاساس سواء كان الاميركي وسيطاً او غير ذلك، فلا يمكن ان نثق بالاميركيين لانّهم لا يعملون الا لمصلحة اسرائيل، وبالتالي لا يمكن ان نعتبر الاميركيين وسيطاً نزيهاً في هذه المسألة”.

 

الملف اللبناني في عهدة الولايات المتحدة وتحت إشرافها المباشر/مسايرة فرنسا ايران حرمتها موقع راعي التوازنات ودفعت بدور واشنطن الى الامام!

المركزية/19 آب/2019

دفع أكثر من تطوّر سُجّل على الساحة الداخلية في الاسابيع الماضية، مراقبين محليين الى استنتاجٍ "سياسي" يفترض ان يترسّخ أكثر في قابل الايام، يقول ان الملف اللبناني برمّته بات تحت اشراف الولايات المتحدة الاميركية مباشرة، وفي عهدتها، وإنه خرج الى حدّ كبير، من يد القوى الدولية النافذة التي لطالما أمسكت به، وأبرزها فرنسا التي، في رأي المراقبين أنفسهم، تراجع دورها حتى بات مقتصرا على الشق الاقتصادي اللبناني، اذا جاز القول. هذه الخلاصة قاد اليها أوّلا الاهتمامُ غير المسبوق الذي أبدته السفارة الاميركية في لبنان بحوادث البساتين وما تبعها. فرغم انهماكها بقضايا لا تعد ولا تحصى اقليميا ودوليا، وجدت واشنطن وقتا كافيا لاصدار موقف واضح وحازم في شأن مستجدات الجبل، جاء في بيان مقتضب على قاعدة "ما قل ودلّ"، بدت فيه تحذّر من اي استغلال سياسي لحادثة قبرشمون. تدخّلها هذا، لم يأت من عدم، يضيف المصدر المطّلع لـ"المركزية". فقد رأت ان رسالتها لا بد منها في ظل محاولات كسر "المختارة" بما تمثّله من خط تصدّ لمحور "الممانعة" في لبنان، في مسار من شأنه جر بيروت الى الحضن الايراني – السوري. وبالفعل، يبدو ان "تحذيرها" فعل فعله، حيث وجد المسؤولون اللبنانيون بعده بساعات قليلة، الصيغة السحرية للخروج من وحول البساتين. فهل هي صدفة؟ أم ان ما جرى يدل الى ان الكلمة الاولى والاعلى في لبنان باتت لواشنطن؟ المصادر ترجّح الاحتمال الأخير.

المؤشر الثاني، يتمثل في اهتمام الادارة الاميركية الكبير ايضا، بملف ترسيم الحدود الجنوبية بين لبنان وتل ابيب، بحرا وبرا، حيث أطلقت منذ اشهر وساطة لتقريب وجهات النظر بين الجانبين والتوصل الى اتفاق ينهي الخلاف بينهما ويتيح ارساء هدوء متين على الحدود من جهة، واطلاق عملية التنقيب عن النفط بحرا، من جهة ثانية.

ويضاف الى هاتين النقطتين، الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري الى واشنطن في الساعات الماضية حيث بحث الرجل- الذي غالبا ما كان يتوجه في المحطات المفصلية الى "الام الحنون"- من كثب مع المسؤولين الاميركيين وعلى رأسهم وزير الخارجية مايك بومبيو، في قضايا الساعة كلّها وعرض للمستجدات اللبنانية من كل جوانبها السياسية والاقتصادية والامنية، اضافة الى تأثيرات التطورات الاقليمية والدولية، وأبرزها ما يتعلق بـ"صفقة القرن" والنزاع السوري(...)، على الوضع فيه.

وبحسب المصدر، ساهم الموقف الفرنسي "المساير" أو المهادن لايران في ملف الاتفاق النووي - حيث تحمل باريس باسم الاوروبيين لواء الدفاع عنه ومنع سقوطه، رافضة الانسحاب الاميركي منه ومقاربة الولايات المتحدة ككل للقضية، وتنخرط منذ أشهر في مفاوضات مع طهران لايجاد حل يرضيها اقتصاديا وتجاريا ويثنيها عن الاخلال ببنوده – ساهم هذا الموقف في خسارتها دورها في لبنان كراعية للتوازنات السياسية داخله، دائما بحسب المصدر، ودفع في المقابل، بالدور الاميركي الى الامام. فالتركيبة اللبنانية الحساسة أصلا، والتي زادت من هشاشتها الصراعاتُ الاقليمية، لا تحتمل الرمادية، بل تحتاج الى "حسم" لمنع سقوط بيروت في محور "المقاومة". ونظرا الى دقة الوضع، تضيف المصادر، يبدو واشنطن قررت ان تلعب بالمباشر، دور مايسترو وضابط ايقاع اللعبة الداخلية.

فهل سيحسن لبنان الرسمي التعاطي مع القرار الاميركي الصارم هذا ام تستمر محاولات اخراج بيروت من حيادها؟ الخيار الثاني سيعني مزيدا من العقوبات وسيحرم لبنان مساعدات عسكرية واقتصادية وامنية، يختم المصدر.

 

عون: لن أُبعد باسيل… لا أميركا ولا غيرها يستعملني للضغط عليه

"المستقبل": الحريري يستهدف تخفيف تأثيرات العقوبات على "حزب الله"

بيروت ـ “السياسة”: الإثنين 19 آب 2019

أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون أمس، أنه لن يضغط على صهره وزير الخارجية جبران باسيل. وعن ايعاز الولايات المتحدة له لإبعاد باسيل، قال عون في دردشة مع الصحافيين “أنا لا أبعِد لا جبران باسيل ولا أي انسان آخر. فليس لي مصلحة بذلك. فجبران باسيل هو رئيس حزب ورئيس اكبر كتلة نيابية، وكُثر قالوا منذ فترة ان جبران باسيل هو رئيس الجمهورية والجنرال عون هو رئيس الحزب وكنت أضحك يومها. وكان هناك من السياسيين الكبار الذين يأتون الي ويطلبون مني الضغط على باسيل في بعض الشؤون السياسية التي تزعجهم، وكان جوابي دائما لهم اذهبوا وتحدثوا بالموضوع مع جبران باسيل. فهل يقبل احدكم بأن أضغط عليه؟”. وأشار عون إلى أنه “من جهتي أتركه يدير الحزب ويتصرف بالسياسة التي يراها مناسبة. فأنا أوجّه اليه النصائح له ولغيره ولكن لا أضغط عليه. وعلى الجميع الاعتراف بحجمه، ولا يمكن لأحد أن يستعملني للضغط عليه فأنا لا أمارس ضغوطات على أحد. ففي بعض الاحيان تتعرض لي الصحافة عبر بعض الكلام إلا أنني لا أردّ، لأنني لا اريد ان افتح سجالاً مع أحد”. ونفى ان تكون الدولة اللبنانية تعرضت لاي ضغوط اميركية، من اجل اجراء المصالحة او حل الموضوع المالي، قائلا ‘لا اميركا تتدخل ولا طبعنا يقبل بالضغوطات’. وتوجه الى اللبنانيين بالقول ‘اطمئنوا بانكم مستقلون لاني انا من يمثلكم اليوم، الى ان يأتي احد غيري يمثلكم’. وأمام وفد شوفي زاره، برئاسة الوزير السابق وئام وهاب، قال عون : “لا وحدة للبنان من دون وحدة الجبل المعروف بشقيه الدرزي والمسيحي… ووعد مني لكم بتخصيص الجبل بمشاريع انمائية لتثبيت اقامتكم في مناطقكم وقراكم، وأعرف كيف أفي بالوعد”.

في غضون ذلك، وفيما تترقب الأوساط السياسية والاقتصادية تقرير المؤسسات المالية لتصنيف لبنان الائتماني في الأيام القليلة المقبلة، بعد مؤشرات سلبية، تستعيد العجلة الحكومية دورانها بعد عودة الرئيس سعد الحريري من واشنطن، حيث ينتظر أن يعقد مجلس الوزراء جلسة هذا الأسبوع في قصر بيت الدين، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي استبق الجلسة، بالتأكيد أن “الورقة الاقتصادية ستتحول خلال شهرين الى خطط تنفيذية ويجدر العمل بها”، أكد القيادي في تيار “المستقبل” مصطفى علوش لـ”السياسة”، أن “الهدف من لقاءات الرئيس الحريري في واشنطن، هو العمل على إدارة العلاقات اللبنانية الأميركية، في ظل العقوبات القائمة على حزب الله، بالتزامن مع توسيع دائرة هذا العقوبات إلى أبعد من الحزب باتجاه حلفائه، أمل، والتيار الوطني الحر”، مشدداً على أن “الرئيس الحريري يعرف أن العقوبات قائمة”. وقال : “ليس هدف الرئيس الحريري رفع العقوبات، لأن العملية تتخطى مسألة لبنان، لتصل إلى علاقة حزب الله وإيران من جهة، إلى العلاقة بالولايات المتحدة الأميركية من جهة ثانية”. ولفت علوش إلى أنه في المقابل، فإن “الجميع يريد التأكيد على أن لبنان ضرورة، وبالتالي فإن أي عقوبات عمياء، ستؤدي إلى الإضرار بالاقتصاد الذي هو أصلاً بوضع صعب، فكانت الزيارة للتفاهم على كيفية التخفيف من تأثيرات هذه العقوبات”. وبينما يفتتح الحريري، اليوم، مرحلة التوسعة الجديدة لمطار رفيق الحريري الدولي، أكد الوزير باسيل من الديمان، بعد زيارته البطريرك بشارة الراعي، على أهمية الحفاظ على الأرض والهوية والدستور والميثاق لتوحيد الموقف حول الأمور الكيانية”، مشددا على “أننا متجاوبون مع أي مبادرة يقوم بها الراعي لنحافظ على الجبل”. وفي سياق غير بعيد، دعا وزير المال علي حسن خليل، إلى “إعلان حال طوارئ سياسية واقتصادية بالمفهوم الايجابي لحال الطوارئ”، مؤكداً، أنّ “الأزمات الاجتماعية والاقتصادية لا تعني فئة من دون أخرى”. وقام الوزير خليل بزيارة مفاجئة تفقد خلالها العمل في مرفأ بيروت، حيث أكد أن “لا خيمة فوق راس احد من الجمارك بعد اليوم”، ومشدداً على أن “حق الدولة للدولة فقط”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عون لنادي "الكبار": إعترفوا بباسيل

نداء الوطن/20 آب/2019

خلال الدردشة مع الصحافيين في الحديقة الخلفية لقصر بيت الدين

نسف الاستراتيجية الدفاعية ونعى آلية التعيينات الإدارية وكاد "الطائف" أن يذهب "فرق عملة"... ليبقى الثابت الوحيد الأكيد: راجعوا جبران. فمن الحديقة الخلفية لقصر "بيت الدين" سطّر رئيس الجمهورية ميشال عون بالأمس جملة مواقف صاعقة في مضامينها السياسية والسيادية كرّس فيها من جهة انتقال العهد من جادة تأييد سلاح "حزب الله" لضرورات مرحلية إلى تأبيد وجود هذا السلاح خارج إطار الدولة، بعدما أفتى بانتهاء صلاحية مشروع الاستراتيجية الدفاعية وانتفاء الركائز والمقاييس التي كانت تستند إليها، ومن جهة ثانية وأد الآلية المعتمدة في التعيينات باعتبارها ليست "قانوناً ولا دستوراً" ليشرّع تالياً باب مجلس الوزراء واسعاً أمام رياح المحاصصة المتفلتة من أي قيد أو سقف على قاعدة "مشّيلي لمشّيلك".

وإذا كان خصّ زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى واشنطن بنصيب تهميشي من دردشته الصحافية بإشارته إلى أنه لم يطّلع على تصريحاته هناك مع تقصّد التقليل من فعالية الضغوط الأميركية باعتبار طبيعة عون "غير قابلة للضغوطات"، وبينما لامست رسائله "الإصلاحية" حدود الإطاحة بـ"الطائف" مواربةً تحت شعار: "أنا اقوم بإعادة تطبيق الدستور"، بدا كلام الرئيس حازماً جازماً لا مواربة ولا لُبس فيه حين يتعلق الموضوع بمكانة الوزير جبران باسيل الذي أكد أنه لا ينوي استبعاده أو إبعاده ولا حتى الضغط عليه، وما على نادي "السياسيين الكبار" سوى الرجوع إلى جبران في أي موضوع يزعجهم... متوجهاً إليهم بالقول: "إعترفوا به وبحجمه". وعلى المسار الذي دشنه باسيل مع تدشينه المقر الجديد لـ "التيار الوطني الحر" في الهجوم على "القوات اللبنانية"، سار وزير الدفاع الياس بو صعب بالأمس ليتولى مهمة "إسكات مدافع القوات السياسية بنيران اليرزة الدفاعية"، حسبما اختصرت قناة "أو تي في" مشهد المؤتمر الصحافي الذي عقده بو صعب في مكتبه في الوزارة والذي سرعان ما تحول منبراً للتصويب على "معراب" بشخص رئيس "القوات" سمير جعجع، تحت عنوان الرد على "كل ما نشر وقيل وطاول عمل المؤسسة العسكرية". وإذ طغى على مجمل كلام بو صعب "قال جعجع كذا وقال جعجع كذا" على امتداد فترة مؤتمره الصحافي، رداً على مقاربة ملف المعابر غير الشرعية والتلكؤ الحاصل في تطبيق القانون في ضبط الحدود، خلص وزير الدفاع إلى التأكيد على أنّ الجيش لديه خطة في هذا المجال وسيرفعها قريباً إلى مجلس الوزراء، معتبراً أنّ "معدل التهريب عبر المعابر غير الشرعية يبقى بمعدلات بسيطة مقارنةً بالتهريب في المرافئ الشرعية والمطار أو مرفأ بيروت أو طرابلس أو الحدود الشرعية التي تستوجب ضبطاً من الجمارك والبيانات الجمركية"، وتساءل: "لماذا يجب أن نخبئ الحقيقة ونقول إنّ مشكلتنا هي فقط في التهريب عبر المرافئ غير الشرعية"، داعياً في المقابل إلى حل من خمسة بنود لموضوع المعابر "أولاً: تعديل القوانين اللبنانية لتصبح صارمة أكثر في موضوع التهريب، ثانياً: استحداث معبر شرعي في منطقة القصر، ثالثاً: ترسيم الحدود وخصوصاً المناطق المتنازع عليها عبر مفاوضات مع الدولة السورية، رابعاً: زيادة عديد الجيش اللبناني، وخامساً: زيادة الموازنة والتجهيزات للجيش".

ولدى استيضاح رأيها في مؤتمر وزير الدفاع، لاحظت مصادر "القوات اللبنانية" أنّ المؤتمر أتى "خالياً من أي مضمون، أما في الشكل فبدا استعراضاً إعلامياً لكي يقول بو صعب إن وجهة نظره على حق عبر عرض خرائط وأفلام ووثائق أرادها بمثابة تغطية لفشله". وأكدت مصادر" القوات" لـ"نداء الوطن" أنّ كل ما تريده من وزير الدفاع هو "أن يجيب الرأي العام على سؤال وحيد هو: لماذا لا تُغلق المعابر غير الشرعية؟ وبالتالي فإنّ كل الكلام الذي أتحفنا به "ما عليه جمرك" وعليه ان يسبغ جمركاً على كلامه لإقفال هذه المعابر"، وأردفت: "نريد منه تعهداً خطياً أنه سيصار إلى إقفالها في غضون شهرين أو أربعة أو خمسة أشهر أما كل كلام آخر فهو مجرد كلام للتغطية على فشله في هذا الملف".

ورداً على سؤال، شدّدت المصادر على أنّ "القوات" لا تنافس بو صعب في هذا الموضوع إنما هي تحدثت عنه شأنها شأن قوى سياسية أخرى، "على غرار ملف البواخر" الذي تحدثت عنه "القوات" وخمس قوى أساسية في مجلس الوزراء، وبالتالي لا داعي لأن يصوّر الوزير بو صعب أنّ مشكلته هي معنا، فـ "القوات" لا تريد إنجازاً لنفسها بل للخزينة اللبنانية، والموضوع طرح من أجل زيادة موارد إضافية للخزينة من دون المس بجيوب المواطنين، وبالتالي كل المطلوب من الوزير بو صعب هو الاجابة على سؤال وحيد: "لماذا لا تغلق المعابر غير الشرعية؟ فقط لا غير".

 

لهذه الأسباب زيارة الحريري الأميركية أزعجت باسيل

نداء الوطن/20 آب/2019

نجح رئيس الحكومة سعد الحريري من خلال زيارته الأميركية أخيراً في إبراز حجم علاقاته الدولية، والمزاوجة في ممارسة مسؤولياته بين موقع رئاسة الحكومة وبين إمساكه بعلاقات لبنان الخارجية، حيث لم يتمكن "العهد القوي" من انتزاع أو منافسة الحريري في ملف العلاقات الدولية. وتفيد المعلومات أن الزيارة "أزعجت بشدة" رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل لأسباب عدة:

أولاً: قال الحريري من واشنطن: "سمعت مديحاً أميركياً لا مثيل له لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وللبنك المركزي"، إذ تعتقد أوساط متابعة أن استخدام الحريري جملة "لا مثيل له" أشبه برسالة لمعارضي الحاكم، وأن الموقف لم ينطق به الحريري بشكل عابر، ما اعتبرتها الأوساط رسالة إلى باسيل والعهد الذي سعى ويسعى إلى استبدال الحاكم أو ضرب صورته من أجل حرقه رئاسياً. ولم ينزل كلام الحريري عن سلامة لا برداً ولا سلاماً على معارضيه بل اعتبروه بمثابة موافقة علنية وضمنية على مشروع "رئاسة" الحاكم، فيما المعطيات من "بيت الوسط" سبق وأكدت أكثر من مرة أنه من المبكر الحديث عن الاستحقاق الرئاسي في ظل وجود رئيس للجمهورية هو ميشال عون.

ثانياً: أكد الحريري في تصريحاته أن العقوبات الأميركية "لن تفيد بشيء"، في الوقت نفسه تزامنت مواقفه مع ارتفاع منسوب الحديث عن عقوبات يمكن أن تطاول حلفاء "حزب الله"، خصوصاً "التيار الوطني الحر". ومن المعروف أن أي عقوبات من هذا النوع حتى لو لم تشمل باسيل شخصياً، ستقطع الطريق على وصوله إلى بعبدا، لأن تياره سيصبح في قفص الاتهام.

ثالثاً: سُجل غياب السفير اللبناني في واشنطن غابي عيسى عن لقاءات الحريري مع المسؤولين الأميركيين، الأمر الذي فسرته الأوساط على أنه رسالة لباسيل، لأن عيسى من المحسوبين عليه، لكن المعلومات تشير إلى أن الحريري لا يريد أن تصبح تقارير اجتماعاته علنية، نظراً إلى حجم المسؤولية التي يحملها معه إلى واشنطن وترتبط بتحصين موقع الدولة أمام الصراعات الإقليمية والدولية وتتناول مواضيع حساسة.

رابعاً: رغم أن زيارة الحريري إلى واشنطن ذات طابع خاص غير أنّ الإدارة الأميركية شاءت أن تعطيها طابعاً رسمياً، بحيث أجرى الحريري مروحة كبيرة من الاتصالات مع مسؤولين أميركيين وعلى رأسهم وزير الخارجية مايك بومبيو الذي عاد فزار رئيس الحكومة في مزرعته الخاصة خارج واشنطن، بينما في المقابل لم يستطع باسيل أن يظفر بأي لقاء رسمي أو مع أي من المسؤولين الأميركيين الرسميين خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن والتي أتت نتيجة دعوة بومبيو للمشاركة في مؤتمر حول الأديان.

وأمام هذا المشهد، ترجّح الأوساط أن تكون العلاقة بين الحريري وباسيل، مشتعلة من الداخل وباردة في الخارج... ومحكومة بالأمر الواقع لا بالقناعة السياسية.

 

بيان لقاء سيدة الجبل

الإثنين 19 آب 2019

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة اسعد بشارة، أمين بشير، ايلي الحاج، ايلي كيرللس، بهجت سلامه، حسان قطب، حسين عطايا، ربى كبارة، طوني الخواجه، طوني حبيب، سامر البستاني، سامي شمعون، سعد كيوان، سناء الجاك، سوزي زيادة، غسان مغبغب، فارس سعيد، كمال الذوقي، مياد حيدر، نقولا ناصيف وأصدر البيان التالي: توقّف اللقاء بكثير من الاهتمام أمام زيارة الرئيس سعد الحريري إلى واشنطن وما صرّح به دولته أمام المراسلين العرب، خاصة في ما يتعلّق بالعودة إلى المفاوضات مع اسرائيل من أجل ترسيم الحدود والسعي للانتقال من حالة وقف الاعتداءات إلى مرحلة وقف اطلاق النار وفقاً للقرار 1701. يشكّل هذا الكلام موقفاً متقدماً في الحياة السياسية والوطنية، إذ أن تنفيذ الدستور واتفاق الطائف وكامل بنود القرار 1701 هو ضرورة حيوية من أجل انقاذ لبنان من تداعيات احداث المنطقة، كما يساعد في معالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية العامة.

إن حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية وفقاً للدستور واتفاق الطائف والقرارين 1559 و1701 هي مسؤولية وطنية مشتركة بعيداً عن "اختصاصات الطوائف".

 

"فوبيا" بومبيو تؤرق 8 آذار... و"خطوط صفر" تنتظر الحريري/هجوم "ثلاثي" استباقي لتعطيل مفاعيل زيارة واشنطن

نداء الوطن/19 آب 2019

وبعد 8 سنوات على الـ"وان واي تيكيت" التي قطعتها قوى 8 آذار لرئيس الحكومة سعد الحريري إبان إسقاط حكومته بالتزامن مع زيارته واشنطن، تعود هذه القوى لتستنفر مجدداً اليوم في مواجهة مفاعيل زيارة الحريري لواشنطن، على أنها اكتفت هذه المرة بتوجيه رسائل استباقية إليه تهدف إلى فرملة مفاعيل الزيارة وتكبيل حركته الخارجية باعتبارها تريده أن يعود "وان واي تيكيت" إلى حضن "الممانعة" في بيروت مجرداً من علاقاته الدولية ولا سيما الأميركية منها. هي "فوبيا بومبيو" كانت ولا تزال تؤرق 8 آذار بمختلف تلاوينها، فبعدما تجلت عوارضها من بيروت إثر دكّ وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو جبهة "حارة حريك" من "قصر بسترس"، عادت هذه "الفوبيا" لتتجلى راهناً من خلال تصويب "حزب الله" وحلفائه على محادثات واشنطن ورسم "خطوط صفر" للحريري عشية عودته إلى بيروت عبر هجوم ثلاثي الأبعاد قاده "الحزب" بمؤازرة "التيار الوطني الحر" بما يمثله من توجهات رافعة للواء وحدة الحال بين "العهد والوعد الصادق"، وطلال أرسلان بما يمثله من وحدة مسار ومصير مع "سوريا الأسد". فما إن انتهى جدول أعمال زيارة واشنطن التي اختُتمت باستضافة عائلية لافتة لبومبيو في مزرعة الحريري، حتى توالت الرسائل الاستباقية في صندوق بريد رئيس الحكومة لتتمحور في مجملها عند نقطة مركزية مفادها: زيارتك واشنطن لن تغيّر شيئاً في المعادلة.

فمن تساؤل نائب أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "هل المطلوب أن نعمل في لبنان بما يتناسب مع مصالح الولايات المتحدة؟"، وتشديد رئيس المجلس التنفيذي في "الحزب" السيد هاشم صفي الدين على أنّ "كل ما يفعله الأميركي وكل ما تسمعونه لن يغيّر في الوقائع شيئاً"، مروراً بتغريدة عضو تكتل "لبنان القوي" النائب زياد أسود الذي توجه إلى الحريري من دون أن يسميه قائلاً: "إذا رحت إلى أميركا واستقبلت وتقابلت لا يمكنك أن تتعهد بشيء وإذا رجعت إلى لبنان لا يمكنك أن تنفذ شيئاً، ما كُتب قد كُتب دولتك"، وصولاً إلى أرسلان الذي آثر في مقابل اِشادته بالأسد أن "يتمنّى" من الحريري ألّا "يرسل رسائل عبر البحار"... ارتسمت معالم استنفار تام لقوى 8 آذار في استقبال رئيس الحكومة بغية امتصاص جرعة الدعم الأميركي والاندفاعة الإيجابية التي عكستها زيارة واشنطن نحو لبنان بجيشه وأمنه واقتصاده.

وفي هذا السياق، لخّصت مصادر سياسية مواكبة لـ"نداء الوطن" أبرز الخطوط العريضة لاستياء قوى الثامن من آذار من هذه الزيارة بالإشارة بدايةً إلى الريبة من كلام الحريري عن "العمل على الانتقال من وقف الأعمال العدائية إلى وقف دائم لإطلاق النار بحسب منطوق القرار الدولي 1701"، بما ينزع تالياً أي ذريعة لاستغلال جبهة الجنوب في إشعال أي فتيل تفجيري لأجندات خارجية، فضلاً عن الامتعاض غير المستتر من رسالة الحريري العابرة للقارات التي عبر فيها من واشنطن عن دعم مطلق لزعيم المختارة وليد جنبلاط وعن دعم موازٍ لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة بالتزامن مع الثناء الأميركي على التزام المصارف اللبنانية بسياسة العقوبات على "حزب الله". علماً أنّ قناة "أو تي في" بدت في مقدمة "نشرتها المسائية" أمس "فجّة وواقعية" في الإعراب عن "شكوك تدور حول ما يخبئه بعضُ الخارج للبنان من سيناريوات"، مع إشارتها في هذا المجال إلى كون "الأسئلة تتكرر حول عقوبات أميركية جديدة على مقربين من "حزب الله"، في موازاة ما تمكّن الحريري من الحصول عليه من ضمانات تحمي لبنان". ومع عودة الحريري واتضاح ما يحمله من ضمانات وهواجس، تتحضر ساحة مجلس الوزراء لدخول معترك جديد من الاستحقاقات المتراكمة والداهمة وفي طليعتها التعيينات والنفايات والإصلاحات الاقتصادية المطلوبة لتعبيد مشاريع "سيدر" بعد طول تعطيل وعراقيل. وإذ تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء التي من المفترض أن يدعو رئيس الحكومة لعقدها في قصر بيت الدين الأسبوع الجاري، برز أمس تأكيد رئيس الجمهورية ميشال عون "خطياً" لوكالة "رويترز" على أنه يتوقع أن يبدأ لبنان "المسار التنفيذي لسلسلة الإجراءات الاقتصادية والمالية مع بداية شهر تشرين الأول المقبل" وذلك بالاستناد إلى الورقة الاقتصادية التي وضعت خلال اجتماع بعبدا الأخير بحضور الرؤساء الثلاثة والوزراء المعنيين، مشيراً إلى أنّ "الهدف هو ضمان الاستقرار السياسي في مجلس الوزراء وخارجه، وتأمين أكبر قدر من الإنتاجية خاصة لجهة تنفيذ موازنة 2019 بوارداتها وإصلاحاتها".

 

عون "التوافقي" في بيت الدين وباسيل "الميثاقي" في الديمان!

المدن - لبنان/19 آب/2019

كأن هناك "نسخة" جديدة من العهد الرئاسي، بتأثير من مناخات ما بعد "المصالحة" وربما أيضاً بتأثير من طقس بيت الدين. فكلام عون ونبرته أصبحا مترعين بالثقة السياسية، لكن من غير نزعته الصدامية. بدا أكثر تصالحاً أو تقبلاً للاختلافات ولفسيفساء التيارات والتوجهات، كما لو أنه ينحاز الآن إلى دور الرئيس التوفيقي، وإن لم يبتعد عن "نهجه" وعقيدته السياسية العنيدة.

ثقة ووعود

في بيت الدين، يستقبل الوفود الشعبية كما لو أنه الآن يبتدئ حكمه. وفي رحاب القصر نراه مقترباً أكثر من الصحافيين والزوار. وهو كأنه انتبه إلى ذلك عندما قال: "إنهاء المشاكل السابقة والسير بعصر نهضة جديد، بدأنا به بالفعل. وقد أتى بعض الأحداث ليشكل نوعاً من الخلل. ومن واجبنا إعادة تصحيح هذا الخلل"، داعياً إلى "تخصيصه بمشاريع إنمائية"، وقال: "وعد مني لكم بتثبيت إقامتكم في مناطقكم وقراكم وأعرف كيف أفي بالوعد". وفي ما يشبه اليقظة تجاه التاريخ، يستدرك قائلاً: "لا وحدة للبنان من دون وحدة الجبل بشقيه الدرزي والمسيحي.. لا وحدة للبنان من دون وحدة الجبل المعروف بشقيه الدرزي المسيحي"، موضحا أنه لا يقول ذلك "انتقاصاً لباقي المكونات، بل من منطلق وصف واقع الحال قبل إنشاء دولة لبنان الكبير، الذي سيحتفل به لبنان العام المقبل، حين تمكن الامتداد الحيوي للبنان الصغير من أن يكبر ويستوعب كل المكونات اللبنانية". الثقة السياسية التي أشرنا إليها، ترجمها ميشال عون بقوله: "لمعالجة إرث لبنان الثقيل من الأزمات المتعددة"، وإطلاقه الوعود الكبيرة وتأكيده على وفائه بها. ثم قوله أن الورقة الاقتصادية ستتحول خلال شهرين إلى خطط تنفيذية وسأحرص على العمل بها. كل هذا لم يخلُ أيضاً من "عناد" في مواقفه السابقة، ففي مسألة التعيينات وحساسيتها الطائفية ومنطق المحاصصة فيها، يقول: "التعيينات ستناقش في وقتها. وآلية إجرائها كانت لها ظروفها ولكنها ليست دستوراً". ما يدل على تشبثه بما يريده صهره الوزير جبران باسيل. وإذا كان الرئيس عون بعد مصالحة بعبدا الأخيرة، أظهر مرونة دبلوماسية، إلا أن ذلك على ينطبق أبداً على شدة انحيازه الدائم إلى باسيل، إذ قال بوضوح: "كان يطلب مني بعض السياسيين الضغط على الوزير باسيل، لكنني لا أضغط عليه. فهو رئيس حزب وأكبر كتلة مسيحية. وأعطيه كما غيره النصائح". ما يؤكد ذاك الانطباع الشهير الذي عبّر عنه رئيس حزب القوات اللبنانية في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، بعبارة "قوم بوس تيريز". في مكان آخر، أكد عون على انتباهه لدوره الرئاسي – الدستوري، قائلاً: "أنا أصحح الطائف. ولم أخرق الدستور، بل أطبقه بعد أن اعتاد البعض خرقه مراراً".

الرئيس الاقتصادي!

واستمراراً لتنكبه العمل المباشر في الملف الاقتصادي، خصوصاً بعد الاجتماع الذي عقد في بعبدا، الذي ضم رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ووزير المالية ووزراء الاقتصاد والتجارة وحاكم مصرف لبنان، وبعد تصريحات متتالية تتعلق بقرارات مالية، آخرها يوم الأحد حين قال في إجابة مكتوبة لوكالة "رويترز": "أتعهد برعاية الإصلاحات الاقتصادية والمالية شخصياً"، يعلن عون عن سمة جديدة لعهده، كأن يكون رئيس مرحلة "الإصلاح الاقتصادي": "سأرعى شخصياً المسار التنفيذي لمقررات لقاء بعبدا المالي والاقتصادي، بالتعاون مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري والقوى السياسية المشاركة في السلطة (...) الهدف هو ضمان الاستقرار السياسي في مجلس الوزراء وخارجه، وتأمين أكبر قدر من الإنتاجية خاصة لجهة تنفيذ موازنة 2019 بوارداتها وإصلاحاتها". عاد يوم الإثنين ليقول في دردشته مع الصحافيين بقصر بيت الدين: "لدينا برنامج متدرّج للإصلاح. وما طُلب منّا في مؤتمر سيدر سنطّبقه تباعاً. وبعض ما هو مطلوب قد لا نستطيع تطبيقه بسبب أوضاعنا المالية التي لا تسمح بذلك راهناً".

باسيل: الميثاقية

في هذا الوقت كان باسيل يزور البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، معلناً "أمضينا فترة من الراحة، نعود بعدها للنشاط والعمل بمباركة صاحب الغبطة. وقد بدأنا اللقاء بحديث وجداني عن هذا الجبل وخصوصيته، عن هذه الأرض، عن هذا التراث وعن كل شيء مؤتمنين عليه في هذا البلد، وسبل الحفاظ عليه. وهذا يأخذنا إلى الهوية والأرض والأمور الكيانية التي يرخص كل شيء أمامها. أخذنا الحديث هنا إلى الدستور وضرورة المحافظة عليه، والميثاقية التي نعيش من خلالها، ومن خلال ما هو مطروح في المادة 95 من الدستور، والتي تشكل الشراكة بين بعضنا والحفاظ على ميثاقنا. وبرعاية غبطته، مقتنعون بتوحيد الجهد وتوحيد الكلمة ونكون أكثر من منفتحين، ويدنا ممدودة لنكون جميعاً في الموقف الصحيح في الحفاظ على هذا الميثاق، ولا يكون لدينا أي التباس في الموقف الموحد من الأمور الكيانية. ونحن متجاوبون مع أي مبادرة يقوم بها سيدنا البطريرك في هذا المجال، لنوحد الموقف ونوحد الكلمة، لأننا عندما نكون موحدين من الصعب خرقنا، ونحافظ على هذا الجبل وعلى هذه الأرض والهوية والثقافة المتنوعة في بلدنا".

 

دعسات حصان القديس جاورجيوس على درب التجلي

بيار عطاالله/المرصد/19 آب/2019

تقول الرواية انه وفي قديم الزمان وايام الخير والبركة، وصل الى قرية ابو قمحة فارس شاب جميل يتقلد رمحه وعدة القتال على صهوة جواده قادماً من انطاكية ومتجهاً الى بلاده في الاراضي المقدسة... ولاحظ الاهالي ان وصول هذا الفارس المجهول الى بلدتهم تزامن مع امور ايجابية عدة، منها: تدفق مياه نبع البلدة التي كانوا في امس الحاجة اليها للري والشرب والاستخدامات الاخرى، اضافة الى فيض المواسم الزراعية من حبوب وثمار، فكان ان عمت البهجة بين الاهالي الذين كانوا يعانون شظف العيش وظلم الحكام. ويبدو ان الفارس الشاب لم يكتفي بنعمه على الاهالي بل اخذ يساعد المرضى على الشفاء ويعالج المصابين ويهتم بمواساة المحزونين والمفجوعين وكان سنداً للجميع في محبته. ولم يكتفي الفارس الشاب بذلك بل بادر الى الطلب من الاهالي بناء كنيسة على أسم القديس جاورجيوس، وهذا ما كان اذ شرع الاهالي في بناء الكنيسة حجراً وراء حجر بمعونة الفارس، الى ان كان يوم ابلغهم فيه عن نيته اكمال رحلته الى الاراضي المقدسة جنوباً فكان ان اجتمع الاهالي لوداعه وساروا معه الى ان بلغ مشارف القرية حيث امتطى حصانه وانطلق جنوباً الى فلسطين... وهنا كانت المفاجأة عندما تبين للاهالي ان اثار اقدام هذا الفارس انطبعت على الصخر وكذلك اثار اقدام حصانه فايقنوا عندها وكمن يصحو من الحلم ان هذا الفارس الشاب الجليل ليس إلا القديس جاورجيوس الشهير، قاتل التنين وحامي الحمى... لم يتخلى القديس جاورجيوس عن قرية ابو قمحة التي اخذت اسمها من زراعة سهول القمح، وتحولت اثار دعسات حصانه الى مقصد للمؤمنين من كل الطوائف وطالبي الشفعة من الاولياء الصالحين، كيف لا وهو "القديس القبضاي" لدى الموحدين الدروز كما وصفه آل تلحوق، او "الخضر" عليه السلام لدى المسلمين... يحفظ الاهالي قصصاً او اخباراً كثيرة عن شفاعة القديس جاورجيوس في ابو قمحة والعجائب التي جرت على يده... وخلال الحروب الكثيرة التي مرت على البلدة سقطت الالاف من القذائف المدفعية وقنابل الطائرات على البلدة ومحيطها، لكن القرية الصغيرة الوادعة نجت من الشرور والخراب وخصوصاً الكنيسة التي كان الاهالي يحتمون في داخلها ويروي العمرون من بينهم كيف كانوا يسمعون قرقعة حوافر حصان مار جريس على سطح الكنيسة في سعيه لحماية الاهالي...

 

“حزب الله”: القضاء في لبنان إما عاجز أو فاسد ومتواطئ

بيروت ـ “السياسة” /19 آب/2019

 أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، “أننا حققنا إنجازا مهما في موازنة العام 2019، ونريد أن نستكمله في موازنة العام 2020، ولكننا جميعا نعاني الهدر والسرقة والفساد المستشري في مؤسسات الدولة، ونحن التزمنا على مستوى “حزب الله” مكافحة هذا الفساد والحد من هذا الهدر”. وأشار إلى أنه “اصطدمنا بحاجز اسمه القضاء في لبنان، فإما هو قضاء عاجز، وإما مهمل، وإما متواطئ، وإما فاسد ومرتش، والقضاء هو الباب الأساسي الذي ندخل منه إلى محاسبة الفاسدين والسارقين وإدخالهم إلى السجون، وبين يدي هذا القضاء ملفات ووثائق وأسماء واضحة مرتكبة الفساد”. وأضاف: “إذا كان هذا الحاجز المانع عائقا، فلدينا أبواب أخرى سنلجأ إليها من داخل القانون، وفي مقدمها السلطة التشريعية أي مجلس النواب، فمثلا في ما يخص قطاع الاتصالات، لدينا أموال تضخ في المكان الخطأ، وسبق ان أعطينا القضاء ملفات دقيقة، بعضها لا يزال في أدراجه، وبعضها ضيع، ولكن مجلس النواب يستطيع أن يقوم بدوره من خلال ما نص عليه القانون من تشكيل لجان تحقيق برلمانية لها الصلاحية الكاملة في التحقيق والوصول إلى النتائج وتوجيه الاتهام”.

 

وليد بخاري: العلاقات السعودية اللبنانية متجذرة

بيروت – “السياسية” /19 آب/2019

 أكّد السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، أنّ جميع حكام السعودية وصولًا إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أحبوّا لبنان بمواهبه وطبيعته وإنجازات شعبه وحضارته وعيشه المشترك. ولفت في كلمة له خلال افتتاح معرض الذاكرة الديبلوماسية السعودية – اللبنانية تحت عنوان: شواهد نابضة، لمناسبة اليوم العالمي للتصوير الفوتوغرافي، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في بيت بيروت – السوديكو، إلى أنّها لمناسبة فريدة من نوعها، تتجلّى بافتتاح هذا المعرض، وبالتزامن مع اليوم العالمي للتصوير الفوتوغرافي، مشيرا الى أن هذا المعرض يروي تاريخ من العلاقات بين لبنان الحبيب والسعودية. وشدّد بخاري على أنّ كلّ ما في المعرض يؤكّد أنّ العلاقة تاريخيّة بين البلدين متينة وضاربة جذورها في التاريخ.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب يرجح الإعلان عن خطة السلام بعد الانتخابات الإسرائيلية

واشنطن/الشرق الأوسط/19 آب/2019

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الأحد)، إنه سيعلن على الأرجح خطة السلام التي صاغها مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر بعد الانتخابات الإسرائيلية التي تجري في 17 سبتمبر (أيلول). ويعمل كوشنر، كبير مستشاري ترمب وصهره، منذ عامين على صياغة مقترح سلام لـ«الشرق الأوسط».

وعقد كوشنر مؤتمراً في البحرين في يونيو (حزيران) الماضي، للترويج للشق الاقتصادي من المقترح، إلا أن الفلسطينيين لم يشاركوا فيه. ودعا كوشنر إلى استثمارات مقترحة بقيمة 50 مليار دولار في الأراضي الفلسطينية والدول المجاورة التي تستضيف لاجئين فلسطينيين. وكان المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، قد صرح قبل نحو أسبوع بأن ترمب لم يقرر بعد موعد إعلان الخطة. وأعرب المبعوث عن أمله في أن تتوصل الولايات المتحدة في نهاية المطاف إلى اتفاق مع السلطة الفلسطينية. وفي مقابلة مع تلفزيون «بلومبرغ»، قال غرينبلات إن الولايات المتحدة لا تتطلع لتغيير النظام في السلطة الفلسطينية، التي تحكم الضفة الغربية. إلا أنه أشار إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تجنب أي تعامل مع حركة «حماس»، التي تحكم قطاع غزة. ومن المقرر أن تجري الانتخابات الإسرائيلية في 17 سبتمبر المقبل. وتشير استطلاعات الرأي إلى احتدام المنافسة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان السابق بيني غانتس. وكانت انتخابات سابقة جرت في وقت سابق من العام الحالي وانتهت بتصدر نتنياهو، إلا أنها وصلت إلى طريق مسدودة بعد فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي.

 

اشتباك روسي – تركي – سوري يؤجج معركة السيطرة على أدلب وموسكو قصفت رتلاً عسكرياً وجهته أنقرة لدعم "النصرة" المهزومة أمام قوات نظام الأسد

دمشق، عواصم- وكالات/19 آب/2019

 قتل 3 مدنيين وجرح 12 آخرون في غارة جوية سورية استهدفت رتلا عسكريا تركيا كان في طريقه إلى مركز المراقبة التاسع شمال غربي سورية. وقالت وزارة الدفاع التركية، إن الهجوم انتهك اتفاقات أنقرة وتعاونها مع روسيا، مشيرة إلى أن تركيا أبلغت روسيا مسبقا بشأن القافلة.

وكان ناشطون سوريون قد أعلنوا، أن قصفا جويا تسبب في إيقاف تقدم رتل تركي ضخم يتكون من 25 من الآليات والمعدات والشاحنات ، دخل من معبر “باب الهوى ” الحدودي صوب الأراضي السورية. وأضافوا أن الرتل التركي تحرك باتجاه نقاط المراقبة والتفتيش التركية المنتشرة في منطقة “خفض التصعيد” ، وسار معززا بسبع دبابات وست عربات مصفحة باتجاه جنوب “إدلب” ، وأن قصفا جويا دفعه إلى التوقف في مدينة “معرة النعمان”. وقال مصدر عسكري تركي من الرتل التركي المتحرك إن القوات التركية ستتمركز بالقرب من خان شيخون، بهدف إنشاء نقطتي مراقبة لضمان استمرار إمداد النقطة التاسعة في مورك والنقطة العاشرة في شير مغار بريف حماة، والتي من الممكن أن تقعا تحت الحصار في ظل العمليات العسكرية الحالية. وأكد المصدر أن التحركات العسكرية التركية تأتي ضمن مساعي وقف تقدم قوات النظام السوري التي تسعى لقضم مناطق جديدة بريفي حماة وإدلب.

في حين أكدت مصادر أن مزيدا من التعزيزات التركية بدأت الدخول إثر عملية استهداف الرتل التركي بمرافقة طائرات حربية وطائرات استطلاع، مع استمرار القصف المكثف لقوات النظام السوري على الطريق الواصل بين معرة النعمان وخان شيخون بريف إدلب الجنوبي.

في السياق، تحاول قوات النظام السوري مدعومة بقوات روسية خاصة ومليشيات إيرانية ومليشيا حزب الله اللبناني، اقتحام مدينة خان شيخون من الجهة الغربية مع استمرار عمليات القصف والتحرك من الجهة الشرقية. واستطاعت قوات المعارضة السورية صد الهجوم ومحاولات الاقتحام عبر تفجير عربتين مفخختين وتدعيم الجبهة الغربية وإيقاف زحف القوات المهاجمة، رغم كثافة القصف الجوي الذي تنفذه بشكل مستمر منذ ساعات أكثر من عشر طائرات حربية ومروحية. ووصلت أول من أمس أولى التعزيزات من “الجيش الوطني” التابع للمعارضة والمتواجد في ريف حلب، إلى مناطق الاشتباكات على طول جبهات ريف إدلب الجنوبي بالتنسيق مع الجبهة الوطنية للتحرير. في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن القوات الحكومية السورية اقتحمت مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب صباح أمس، بعد السيطرة على حاجز الفقير الذي يعد مدخل المدينة الشمالي الغربي.

ونقلت عن قائد ميداني يقاتل مع قوات النظام السوري قوله إن “القوات الحكومية السورية والمجموعات الموالية لها بدأت عملية اقتحام مدينة خان شيخون بعد السيطرة على حاجز الفقير، والمعروف بحاجز المدجنة، الذي يعتبر المدخل الشمالي الغربي لمدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة التي تكبدت خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد”. وأضاف أن الطائرات الروسية شنت غارات جوية بصواريخ شديدة الانفجار على مدينة خان شيخون بريف إدلب استخدمت خلالها صواريخ ارتجاجية. ومنذ بدء قوات النظام تصعيدها على إدلب ومحطيها، تعرضت خان شيخون لغارات كثيفة سورية وروسية، لم تستثن الأحياء السكنية والمرافق الخدمية، ودفعت غالبية سكانها إلى الفرار، حتى باتت شبه خالية. وتسيطر هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” سابقا على الجزء الأكبر من إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، كما تنتشر فيها فصائل مسلحة وجماعات معارضة أقل نفوذا.

وطالبت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، الجيش السوري، أمس، بحماية الحدود الشمالية للبلاد عقب التهديدات التركية الأخيرة بشن عملية عسكرية. وقال مستشار الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، بدران جيا كرد، إن المهام الستراتيجية للجيش السوري هو حماية السيادة السورية والحدود السورية في كافة مناطقها.

وأضاف أن “قوات سورية الديمقراطية تعمل على حماية مناطق شمال وشرق سورية، من المجموعات الإرهابية والتهديدات التركية على مدى سنوات”. وشدد على أن الحكومة السورية عليها أن تتفق سياسيا أولا مع الإدارة الذاتية لإيجاد آلية عسكرية لكي يتمكن الجيش السوري من حماية الحدود وفرض السيادة السورية.

ويرى مراقبون أن المرحلة الراهنة تتطلب تعاونا بين الجانبين دون شروط مسبقة. وفي السياق، قصف الجيش التركي مواقع تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية “حزب العمال الكردستاني” في منطقة تل رفعت بريف حلب السورية ردا على هجمات المسلحين.

وقالت وزارة الدفاع التركية ان القوات التركية العاملة في منطقة عملية “درع الفرات” تعرضت لنيران تحرش وهجمات من قبل عناصر التنظيم الانفصالي المتمركزة في تل رفعت. واضاف البيان ان وسائط الإسناد الناري الموجودة في المنطقة قصفت أهدافا عائدة للمسلحين ردا على الهجمات.

 

تصعيد هيستيري من قبل النظام وحليفه الروسي جنوب إدلب

لندن/الشرق الأوسط/19 آب/2019

واصل الطيران الحربي السوري والروسي قصف مناطق ريف إدلب، وأطلقت المقاتلات الروسية عدة صواريخ شديدة الانفجار على بلدة التمانعة في إطار التصعيد الهيستيري من قبل النظام وحليفه الروسي... ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، نحو 1200 ضربة جوية وبرية تستهدف أرياف حماة وإدلب واللاذقية. وأفاد المرصد السوري بأن قوات النظام «باتت على تخوم مدينة خان شيخون». وأوضح مديره رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «تدور معارك عنيفة بين الفصائل المقاتلة والجهادية من جهة وقوات النظام من جهة ثانية على بعد كيلومتر واحد غرب مدينة خان شيخون». وأشار إلى أن قوات النظام تحاول التقدم أيضاً من الجهة الشرقية لخان شيخون، إلا أنها تواجه «مقاومة عنيفة» من الفصائل.وسيطرت قوات النظام الأحد، وفق قوله، على قرية تل النار القريبة وباتت بذلك على بعد 3 كيلومترات من الطريق الدولية حلب - دمشق، التي تسيطر الفصائل المقاتلة والجهادية على جزء منها يمر من محافظة إدلب. وتشكل الطريق شرياناً حيوياً يربط بين أبرز المدن تحت سيطرة قوات النظام من حلب شمالاً مروراً بحماة وحمص وسطاً ثم دمشق وصولاً إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن. إلى ذلك، استعادت فصائل المعارضة السورية السيطرة على بلدة استراتيجية في محافظة إدلب، أمس، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش السوري الحر، لوكالة الأنباء الألمانية، إن فصائل المعارضة استعادت السيطرة على بلدة كفريدون قرب خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، بعد قتل وجرح العشرات من القوات الحكومية والروسية الخاصة، بينهم اللواء حسن محمد برهوم الذي أصيب خلال المعارك. وتعرّض ضابط كبير في جيش النظام السوري للإصابة جراء المعارك الدائرة مع الفصائل الثورية على محاور ريف إدلب الجنوبي. وأكدت مصادر خاصة لـ«نداء سوريا» إصابة اللواء حسن محمد قائد الفيلق الثالث التابع للنظام السوري ورئيس اللجنة الأمنية في حمص، وذلك بعد تعرضه للاستهداف يوم أمس على محور سكيك جنوب شرقي إدلب. وقال مصدر عسكري خاص إن «أكثر من 10 من عناصر من الميليشيات الإيرانية والروسية لقوا مصرعهم يوم أمس بعد وقوعهم بكمين نفذته الفصائل أثناء محاولتهم التسلل من بلدة سكيك باتجاه التمانعة».

في سياق ذي صلة، تحدثت مواقع إعلامية سورية معارضة، يوم أمس، عن انطلاق أرتال من «الجيش الوطني»، العامل في مناطق المعارضة بريف حلب والمدعوم تركياً، والتوجه إلى ريف حماة لمؤازرة الفصائل المقاتلة في إدلب بالتصدي للحملة العسكرية على المنطقة. وباتت خان شيخون اليوم التي تدور قربها المعارك، شبه خالية من السكان الذين فروا إلى مناطق أكثر أماناً منذ بدء التصعيد في منطقة إدلب قبل أشهر. وكان يسكنها نحو مائة ألف شخص، غالبيتهم من النازحين الذين لجأوا إليها خلال السنوات الماضية. ومنذ نهاية أبريل (نيسان)، تتعرض مناطق في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنتشر فيها فصائل أخرى معارضة أقلّ نفوذاً، لقصف شبه يومي من قبل النظام وحليفه الروسي. وبعدما تركزت المعارك خلال الأشهر الثلاثة الأولى في ريف حماة الشمالي، بدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانياً في ريف إدلب الجنوبي.

وتسبب التصعيد، وفق حصيلة للمرصد، في مقتل أكثر من 860 مدنياً، فضلاً عن نحو 1400 مقاتل من الفصائل وأكثر من 1200 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وقتل أمس (الأحد) أيضاً مدنيان، أحدهما طفل، في قصف جوي مستمر على جنوب إدلب. ومنطقة إدلب مشمولة مع محيطها باتفاق روسي - تركي منذ سبتمبر (أيلول) 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات الجهادية من المنطقة المعنية. لكن لم يتم تنفيذه.

 

تلميح تركي إلى الخيار العسكري في إدلب إذا فشلت المفاوضات ومقتل شرطي بانفجار سيارة مفخخة في القامشلي

أنقرة: سعيد عبد الرازق - القامشلي (سوريا): /الشرق الأوسط/19 آب/2019

فتحت مصادر عسكرية تركية الباب أمام احتمالات قيام الجيش والفصائل السورية المسلحة الموالية له بعمل عسكري لحماية نقاط المراقبة التركية الـ12 المنتشرة في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتوفير الحماية للمدنيين في المنطقة حال فشل المساعي الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن هذه المصادر، أمس (الأحد)، قولها إن الوضع في إدلب يخضع لضمانات من جانب تركيا وروسيا وإيران بموجب اتفاقات آستانة وسوتشي. وشددت المصادر على أن نقاط المراقبة التركية ثابتة، ولن تتحرك من أماكنها، ولن يتم سحب القوات التركية من أي نقطة مهما كان حجم التصعيد. وأشارت إلى أن هذه النقاط أنشئت لمنع تقدم قوات النظام السوري نحو إدلب ويتم التشاور مع موسكو بشكل مستمر حول الأوضاع هناك. ولفتت المصادر إلى أن المعارك العنيفة التي تشهدها إدلب في الآونة الأخيرة، وتقدم النظام السوري في بعض البلدات بدعم من روسيا وإيران، لن يغيرا الموقف بالنسبة لنقاط المراقبة العسكرية التركية، وتركيا لن تسحب قواتها من هذه النقاط، التي تعرّض بعضها لهجمات في الأشهر الماضية أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الأتراك، وتم التأكيد على ذلك خلال لقاء مؤخرا مع وفد من أهالي المنطقة. وتوقعت المصادر أن تشهد الفترة المقبلة تحسنا كبيرا في الأوضاع في إدلب، لافتة إلى أن مباحثات الحل السياسي في سوريا تحرز تقدما ملحوظا، لكن تركيا لا تستبعد، في الوقت ذاته، اللجوء إلى العمل العسكري حال فشل الحل السياسي، من أجل حماية إدلب وسكانها.

وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) كـ«تنظيم إرهابي»، ويثير الأمر توترا مع الولايات المتحدة الداعمة لقسد. ورغم الاتفاق التركي الأميركي بشأن إقامة منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا الخاضع لسيطرة قسد، فإن التباين في الموقف بشأنه لا يزال يخيم على الخطوات التي تتخذها البلدان بشأن المنطقة الآمنة.

وترغب تركيا في منطقة آمنة بعمق 23 كيلومترا ومسافة 460 كيلومترا في شرق الفرات على أن تخلو من وجود الوحدات الكردية مع سحب أسلحتهم الثقيلة، لكن الولايات المتحدة تتحدث عن أبعاد أقل بكثير مما تطالب به تركيا، وتؤكد على استمرار تحالفها مع قسد.

وشرعت الولايات المتحدة وتركيا في تأسيس مركز عمليات مشترك في شانلي أورفا على الحدود التركية مع سوريا لتنسيق إنشاء وإدارة المنطقة الآمنة، يفترض أن يبدأ أعماله في غضون أيام، بحسب ما أكد وزير الدفاع التركي، لكن المؤشرات الواضحة من جانب واشنطن تشير إلى أن الاتفاق سينفذ على مراحل، وأن الخطوات التي ستتخذ ستكون في إطار تلبية «الاحتياجات الأمنية المشروعة» لتركيا، مع ضمان حماية الحليف الكردي. في شأن آخر قتل شرطي، وأصيب شخصان بجروح، الأحد، في هجوم بسيارة مفخخة في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرقي سوريا، وفق ما أفاد مسؤول أمني لوكالة الصحافة الفرنسية. وتبنى تنظيم «داعش» على حسابات على تطبيق «تلغرام» الهجوم. وقال في بيان: «استهدفت مفرزة أمنية لجنود الخلافة تجمعاً (لقوات) حزب العمال الكردستاني المرتدين بالقرب من دوار سفيان في مدينة القامشلي، بتفجير آلية مركونة مفخخة، ما أدى لهلاك ستة عناصر وإعطاب آلية رباعية الدفع ودراجة»، حسب «رويترز». وأفاد بيان القوة الأمنية الكردية بأن السيارة الملغومة استهدفت منشأة تدريب كان يحرسها أفراد من قوة الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا، والمعروفة أيضاً باسم «الأسايش». وقال المتحدث باسم قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) علي الحسن: «انفجرت سيارة مفخخة اليوم (الأحد) في حي الأربوية قرب مدرسة الصناعة»، ما أسفر عن مقتل عنصر من تلك القوات، وإصابة شخصين آخرين بجروح، أحدهما إصابته خطيرة». وأشار الحسن إلى أنه تم تفجير السيارة «عن بعد». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل عنصر من «الأسايش». وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، في المكان، النيران تتصاعد من السيارة التي انهمك عمال إطفاء في إخماد حريقها، مشيراً إلى أن التفجير وقع أثناء مرور دورية للأمن الكردي في منطقة قريبة من «مفرزة» تابعة لجيش النظام السوري. وتُعد مدينة القاشلي، واحدة من أبرز مدن الإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد في شمال وشمال شرقي البلاد، وتحتفظ قوات النظام السوري فيها بمقرات حكومية وإدارية وبعض القوات. وتتعرّض مناطق سيطرة القوات الكرديّة في شمال شرقي سوريا بين حين وآخر لاعتداءات انتحاريّة وتفجيرات بسيّارات أو دراجات ناريّة مفخّخة وعمليّات خطف، يتبنّى التنظيم المتطرّف تنفيذ معظمها. وشهدت مدينة القامشلي اعتداءات دمويّة عدة. وفي يوليو (تموز) الماضي، أصيب أشخاص عدة في تفجير سيارة مفخخة قرب كنيسة. وأصيب سبعة مدنيين على الأقلّ، بينهم طفل، بجروح في 17 يونيو (حزيران) في تفجير انتحاري بسيارة مفخّخة قرب مقرّ لقوّات الأمن الكرديّة في المدينة. إلا أن أعنف الهجمات وقع في يوليو 2016 مسفراً عن مقتل 48 شخصاً جرّاء تفجير شاحنة مفخّخة.

 

فشل المبادرة الفرنسية لحل الخلافات الكردية السورية

القامشلي (شمال شرقي سوريا): كمال شيخو/الشرق الأوسط/19 آب/2019

لم تفلح المساعي الفرنسية لحل خلافات قطبي الحركة الكردية في سوريا، حسب مصادر مطلعة، وسط تصعيد تركي بشن هجوم عسكري شرق نهر الفرات، بعد حشد القوات قرب الحدود السورية المتاخمة لمناطق سيطرة القوات الكردية، لفرض ما سمته بـ«منطقة أمنية».

كان السفير الفرنسي الخاص بالملف السوري، فرنسوا سينيمو، قد عقد لقاءات مع ممثلي أكراد سوريا في العاصمة الفرنسية باريس، خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، بهدف تقريب وجهات النظر وحل الخلافات العالقة بين «حركة المجتمع الديمقراطي» و«المجلس الوطني الكردي» المعارض.

وتنص المبادرة على 3 نقاط رئيسية؛ أولها أهمية التزام جميع الأطراف الكردية بالقرارات الدولية ذات الصلة بحل الأزمة السورية والقرار 2254، أما ثانيها: تعزيز إجراءات بناء الثقة بين «المجلس الكردي» و«حركة المجتمع الديمقراطي» وإدارتها، وآخرها المشاركة في العملية السياسية.

فيصل يوسف المنسق العام لـ«حركة الإصلاح» من مدينة القامشلي، قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «المبادرة الفرنسية ما زالت في مربعها الأول، وقد وافق عليها المجلس الكردي، وينتظر خطوات عملية تمهيدية لتعزيز إجراءات بناء الثقة من فرنسا كجهة راعية، ومن (حزب الاتحاد) كطرف مشارك». وأضاف: «لطالما دعا المجلس للعمل المشترك ولتوحيد الصف الكردي؛ فالمبادرة الفرنسية تصب في المساعي ذاتها لوحدة العمل الإداري وتشكيل مرجعية سياسية، والدفاع بشكل مشترك عن المناطق الكردية في مواجهة الإرهاب».

غير أنّ شاهوز حسن رئيس حزب «الاتحاد الديمقراطي السوري» كان له رأي آخر حول المبادرة الفرنسية، ويقول إنه «بعد استقبال الرئيس الفرنسي ماكرون ممثلين عن الإدارة الذاتية و(قوات قسد)، قدمنا مبادرة لحل الخلافات الكردية في سوريا والخطوات العملية لتحقيق توافق كردي».

غير أن مدينة عفرين (بريف حلب شمال سوريا) لا تزال محتلة من قبل تركيا وجهات عسكرية مسلحة موالية لها، على حد تعبيره: «ولا يرى (المجلس الكردي) الذي هو جزء من هذه المظلة مشكلة في احتلال تركيا لعفرين»، مشدداً على أن المشكلة تكمن بتموضع كل طرف سياسي: «نحن هنا نعمل على تطوير تجربة الإدارة بالتشارك مع كل المكونات؛ فيما المجلس وحلفاؤه وتركيا يعادون هذا المشروع».

وتتوزع الجماعات السياسية الكردية بين 3 أطر رئيسية؛ أولها: «حركة المجتمع الديمقراطي»، وحزب «الاتحاد الديمقراطي السوري» الذي يعد أبرز الأحزاب التي أعلنت الإدارة الذاتية بداية 2014 في 3 مناطق يشكل فيها الأكراد غالبية سكانية. أما الإطار الثاني فيتمثل بـ«المجلس الوطني الكردي» المشكل نهاية 2011، وهو عضو في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وفي «الهيئة العليا للتفاوض» السورية المعارضة، ويمثل سياسياً قوة «بيشمركة روج أفا» التي ينتمي أفرادها للمناطق الكردية في سوريا، لكنها تأسست وموجودة في إقليم كردستان العراق، أما «التحالف الوطني الكردي» فيشكل الإطار الثالث ويتألف من أحزاب وقوى سياسية مقربة من الإدارة الذاتية شاركت في انتخاباتها المحلية. فيما يعمل «الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي» بزعامة المعارض الكردي حميد حج درويش خارج هذه الأطر. وتشكو هذه الجماعات السياسية من خلافات بينية دفعت برئيس إقليم كردستان العراق السابق مسعود برزاني إلى التدخل لحلها. وعُقد اجتماعان في مدينة أربيل، واجتماع ثالث في مدينة دهوك في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2014، عندما تم التوقيع على 3 اتفاقيات، نصت على إدارة المنطقة الكردية، تشاركياً، مناصفة بين «المجلس الكردي» و«حزب الاتحاد الديمقراطي». وتأسست «الهيئة الكردية العليا» لهذا الغرض، لكن سرعان ما أعلن المجلس تجمّيد عضويته في المرجعية السياسية المشتركة في مارس (آذار) 2015. من جهته، اتهم فيصل يوسف، «حزب الاتحاد»، بعدم تطبيق الاتفاقيات والانفراد بالسلطة. غير أنه أكد أنه «ورغم الخلافات القائمة بين المكونات الكردية، يجب تجاوزها، والبدء بخطوات حقيقية واتخاذ إجراءات لبناء الثقة، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين المحتجزين في سجون إدارة (حزب الاتحاد). وإفساح المجال للنشاط السياسي والإعلامي، وحرية افتتاح المكاتب والمقرات الحزبية». كما شدد على أهمية «اتفاقية دهوك» الأخيرة التي تشكل أرضية مناسبة لوحدة الموقف الكردي والعمل المشترك.

ويشكل الأكراد في سوريا نحّو 12 في المائة من التعداد السكاني العام (23 مليون نسمة)، وعانوا على مدى عقود طويلة من التهميش القومي وصل ذروته في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، عندما منعوا من التحدث بلغتهم الأم في الدوائر والمؤسسات الرسمية. ويطالب المجلس الكردي «المعارض» بالاعتراف دستورياً بالهوية القومية الكردية، وبالشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية، كما يدعو إلى تحقيق اللامركزية السياسية في الحكم في سياق وحدة الأراضي السورية، وعدم التمييز القومي والديني والطائفي. ويقول رئيس «حزب الاتحاد الديمقراطي السوري»، شاهوز حسن، إنّ أي حوار أو اتفاق كردي مستقبلاً، يجب أن يضع بالحسبان حل التناقضات وتموضع كل طرف كردي: «بهدف أن نكون في صف واحد مع الحفاظ على خصوصية كل طرف». وشدد على أن الإدارة (الذاتية) منفتحة على كل الأطياف السياسية وترحب بانضمامها، وكثير من الأحزاب المؤسسة للمجلس تعمل معنا بالإدارة، ويمكن لباقي الأطراف العمل معنا وتطوير هذه التجربة». ختاماً، وفي خضم هذا الخلاف، يتفق «المجلس الوطني الكردي» و«حزب الاتحاد الديمقراطي» على أن تكون المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها في شمال شرقي سوريا، تحت رعاية دولية، وبإشراف من قوات التحالف الدولي المنتشرة في المنطقة. وترفض واشنطن، التي تقود تحالفاً لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، رغبة تركيا في فرض سيطرة أمنية كاملة، وتعهدت أن توكل مهمة السيطرة على تلك المنطقة لمقاتلين محليين مع وجود قوات مراقبة عربية وأجنبية من الدول المشاركة في التحالف الدولي.

 

صور فضائية تظهر قرب إطلاق إيران قمراً اصطناعياً جديداً

عواصم – وكالات/19 آب/2019

كشفت صور للأقمار الاصطناعية، أن إيران تستعد لإطلاق قمر اصطناعي آخر بعد فشلها مرتين هذا العام في وضع قمر في المدار، على الرغم من الاتهامات الأميركية بأن برنامج طهران يساعدها على تطوير صواريخ باليستية. وتظهر الصور الفضائية لمركز الخميني للفضاء في محافظة سمنان الإيرانية هذا الشهر نشاطا متزايدا في الموقع، وقال فابيان هينز، الباحث في مركز جيمس مارتن لدراسات حظر الانتشار النووي في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري بكاليفورنيا إن “قاعدة الخميني الفضائية عادة ما تكون هادئة تمامًا. اطلعنا الآن على صور يمكنك من خلالها مشاهدة نشاط في مركز التجميع هذا وأن شيئا ما سيحدث في منصة (الإطلاق)”.ويأتي إطلاق قمر”ناهيد-1 المزمع بعد محاولتين فاشلتين لإيصال قمرين اصطناعيين إلى المدار مطلع هذا العام. في غضون ذلك، أكد قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري أمير علي حاجي زادة، ان ايران تعد القوة الاولى اقليميا وواحدة من القوى الكبرى عالميا في مجال الصواريخ، مشيرا الى ان 70 بالمئة من مدراء وقادة القوة الجوفضائية تتراوح اعمارهم بين 30 الى 40 عاما.

 

الناقلة الإيرانية تتجه إلى اليونان… وطهران تحذر واشنطن من التعرض لها

ظريف استبعد التفاوض بشأن اتفاق جديد... وترامب: إيران ترغب بمحادثات ولا تعرف الطريق

طهران، عواصم – وكالات/19 آب/2019

 أبحرت ناقلة النفط الإيرانية “أدريان داريا 1” والتي كانت محتجزة قبالة جبل طارق باتجاه اليونان أمس، فيما حذرت طهران من أن “أي تحرك أميركي لاحتجاز الناقلة مجددا، ستكون له عواقب وخيمة”. وغادرت الناقلة “غريس 1” التي تغير اسمها الى “أدريان داريا 1” جبل طارق ليل أول من أمس، وأظهرت بيانات تتبع سفن من شركة رفينيتيف أمس، أنها تتجه إلى كالاماتا في اليونان، المقرر أن تصل إليها الاحد المقبل. وبينما سيشكل دخول الناقلة المياه الاقليمية لليونان أول تحد كبير لرئيس الوزراء الجديد كيرياكوس ميتسوتاكيس، أعلن المسؤول عن ميناء كالاماتا اليوناني جيانولا نيكولاوس، أن الناقلة الإيرانية لن تتمكن من دخول الميناء، قائلا إن الميناء “لا يمكنه التعامل مع سفن ذات غاطس يتجاوز ثمانية أمتار”، مضيفا أن السفن التي يتجاوز طولها 120 مترا لا تدخل الميناء أيضا. في غضون ذلك، وردا على سؤال بشأن الناقلة الإيرانية، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن “إيران ترغب في المحادثات، بسبب الظروف الاقتصادية السيئة التي وصلت إليها، لكنها لا تعرف كيف تصل إلى هناك”. في المقابل، أكدت إيران أن أي محاولة أميركية لاحتجاز الناقلة ستكون لها عواقب وخيمة. وقال المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي إن “مثل هذا الفعل بل ومجرد الحديث عنه، سيعرض سلامة الملاحة في المياه الدولية للخطر”، مضيفا أن طهران “أصدرت التحذيرات اللازمة من خلال القنوات الرسمية، وخصوصا عبر السفارة السويسرية للمسؤولين الاميركيين، بألا يقترفوا مثل هذا الخطأ لانه سيؤدي إلى عواقب وخيمة”. وقال إن “طهران تنتظر قرارا من محكمة بشأن الناقلة البريطانية ستينا امبيرو”، آملا اتمام الاجراءات في أسرع وقت ممكن.

على صعيد آخر، أعلن موسوي أن الخطوة الثالثة لتقليص الالتزامات في الاتفاق النووي يجري التخطيط لها، بما يتناسب مع الظروف التي تواجه إيران وبقية الدول الموقعة على الاتفاق النووي، قائلا إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يبذل جهودا في هذا المجال بدعم بقية الدول الأوروبية ونتطلع إلى رؤية ما ستحققه هذه الجهود الديبلوماسية، ومن ثم سيقرر المجلس الاعلى لمراقبة الاتفاق النووي، اتخاذ أو عدم اتخاذ الخطوة الثالثة من قبل إيران.من جانبه، أكد رئيس السلطة القضائية الايرانية إبراهيم رئيسي أنه “ينبغي أن تطالب إيران بتعويضات، لتلقن الذين تصرفوا بما يخالف القوانين والقواعد الدولية واحتجزوا الناقلة درسا”.

بدوره، قال عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان حشمت الله فلاحت بيشه، إن الازمة في العلاقات مع بريطانيا لن تنتهي الا بعد وصول الناقلة الى وجهتها. من جهته، أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أن بلاده ليست مهتمة باجراء محادثات مع واشنطن، مضيفا بعد لقاء وزير الشؤون الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو بهلسنكي، أن أي وساطة ينبغي أن تركز على اعادة الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه. من ناحيته، كشف المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، عن تلقّي إيران إشارات جيدة من دول الجوار، قائلا إنها باتت تبدي أهمية أكبر لأمن المنطقة وعلاقات الصداقة مع إيران، لافتا إلى أن علاقات بلاده مع السعودية والإمارات تختلف عما هي عليه مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن التفاوض مع واشنطن لا بد وأن يكون ضمن ظروف متكافئة، وكاشفا أن إيران مستعدة للتوقيع على اتفاقات ثنائية أمنية واقتصادية وجمركية مع كل دول الخليج.

 

معركة خلافة خامنئي تشعل صراع الأجنحة داخل النظام الإيراني وتبادل شتائم بين الآيات واتهامات بالكذب وتهديدات بنشر فضائح وحرب سيبرانية بين الملالي ومعارضيهم

طهران – وكالات/19 آب/2019

 بلغ صراع آيات الله الحاكمين في إيران حد الشتائم والتهم المتبادلة، حيث رد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام صادق لاريجاني على منتقديه بشدة، واتهم عضو فقهاء مجلس صيانة الدستور محمد يزدي بالكذب والتدليس، بينما دعا المرجع الشيعي ناصر مكارم الشيرازي، إلى تهدئة التوتر بين لاريجاني ويزدي، “حفاظا على سمعة رجال الدين والنظام الحاكم”، حسب تعبيره. وكان لاريجاني اتهم يزدي في رسالة مفتوحة نشرتها الوكالات الإيرانية الرسمية أول من أمس، بـ “نشر الأكاذيب وبث الإشاعات والتشهير”، وذلك ردا على اتهام يزدي للاريجاني، بتشييد القصور تحت غطاء الحوزات الدينية واستغلال منصبه عندما كان رئيسا للقضاء. ونفى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام صحة تقارير التي تحدثت عن نيته الهجرة إلى النجف، نافيا أيضا اعتقال مدير مكتبه بتهم فساد. وكان يزدي قال إن وجود لاريجاني في قم أو ذهابه الى النجف لن يحدث فرقا، لأن الرجل لم يكن له أي تأثير ديني يذكر، ما دفع لاريجاني أن يرد بقسوة، قائلا في رسالته: “لا أحد يأخذ آراءك ودروسك في الحوزة الدينية في قم على محمل الجد”. ولم يرد لاريجاني على التهم الموجهة ضده على التلفزيون الحكومي، لكنه قال إن الهجمات ضده، وخاصة على شاشة التلفزيون، كانت جزءًا من “سيناريو مخطط له مسبقًا” و”مشروع أكبر” لتشويه صورته. وهدد بأن لديه قائمة من الأسرار حول شخصيات سياسية رفيعة وأبناء النخبة الحاكمة، في حين أشار أيضًا إلى أنه كان على علم بالفساد بين المسؤولين في مختلف المكاتب، بما في ذلك جهاز استخبارات “الحرس الثوري” الإيراني. ويعتقد محللون أن الخلاف حول لاريجاني، جزء من حملة تصفية الخلفاء المحتملين لمنصب المرشد ما بعد وفاة خامنئي، لصالح نجله مجتبى أو شخص آخر يراه المرشد مناسبا. كما يعتقد البعض بسيناريو آخر، ويربط الهجوم على لاريجاني، بخلفه في منصب رئيس القضاء إبراهيم رئيسي، الذي يروج له المتشددون كخليفة محتمل لخامنئي. وفسر مراقبون صمت خامنئي عن المعارك المتبادلة بين آيات الله، بأنها موافقة ضمنية على الهجمات ضد لاريجاني، بينما يذهب البعض الآخر إلى أبعد من ذلك، حيث يرون أن خامنئي يريد من رئيسي أن يقضي على لاريجاني، ثم يتخلص المرشد من رئيسي لصالح نجله مجتبى خامنئي ليورث المنصب من بعده. في غضون ذلك، وفيما تشهد شبكات التواصل الاجتماعي حربًا سيبرانية متصاعدة بين النظام الإيراني ومعارضيه في الداخل والخارج، بدأ رموزه يعترفون علنًا بقساوة هذه الحرب وتأثيرها على وجودهم، الذي أصبح مهددًا بالتهاوي، حيث يتم التصدي لحملات التزييف التي يبثها النظام، ومساعيه إلى اختراق حسابات المعارضين على شبكات التواصل، وسط دعوات للمؤسسات الدولية المشرفة عليها إلى ردع محاولات النظام هذه. من جانبها، نددت المقاومة الإيرانية بقوة بالجولة الأوروبية الحالية لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، والتي تشمل فنلندا والسويد والنرويج، مطالبة بإلغائها ومؤكدة أنها تشجع النظام على استمرار الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وتصدير الإرهاب ونشر الحروب.وأكدت أن ظريف يمثل نظامًا هو المسجل العالمي لعمليات الإعدام والراعي الأكبر للإرهاب والمصدر الرئيسي للأزمة والفوضى، مضيفة أن ظريف كان يتباهى دوما بمصاحبة مجرمين مثل حسن نصر الله وعماد مغنية وقاسم سليماني وغيرهم، مطالبة بتقديمه على غرار خامنئي وروحاني وقاسم سليماني وغيرهم من قادة النظام إلى العدالة.

 

رئيس العراق يدعو واشنطن وطهران إلى تخفيف التوتر في المنطقة

بغداد، عواصم – وكالات/19 آب/2019

 دعا الرئيس العراقي برهم صالح، الولايات المتحدة الاميركية وإيران، إلى تخفيف حدة التوتر في المنطقة والعمل على ترسيخ الامن والسلام. وذكرت الرئاسة العراقية أن صالح أكد في لقاءين منفصلين، مع السفير الاميركي لدى العراق ماثيو تيولر والسفير الايراني لدى بغداد ايرج مسجدي، ضرورة تخفيف التوتر واعتماد الحوار وتعزيز التعاون الامني المشترك، لانهاء الازمات في المنطقة وبما يسهم بترسيخ الامن والسلم الدوليين. في غضون ذلك، نفت الحكومة الأردنية تقديم بغداد أي طلب رسمي لتسليم معارضين عراقيين، مؤكدة أن اللاجئين العراقيين بالمملكة هم ضيوف لديها، وذلك في أعقاب تقارير إعلامية تحدثت عن ضغوط يواجهها رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، من جانب بعض الكتل السياسية في البرلمان، تطالب بالضغط على الأردن لتسليم معارضين عراقيين، على رأسهم رغد ابنة الرئيس صدام حسين. وقال البرلماني الأردني خليل العطية، إن “كل من يلجأ إلى الأردن يجد الحماية الكاملة، ولم يتعود الهاشميون سوى على نصرة الناس والوقوف بجانبهم”، مؤكدا أن تلك الأمور تتم بإيعاز من الإيرانيين للضغط على الحكومة العراقية حتى لا تقوم بفتح الحدود مع الأردن بشكل طبيعي. إلى ذلك، أعربت مجموعة من رجال الدين في مدينة الفلوجة، عن غضبها من عرض أزياء أقيم قبل أيام في مدينة الحبانية السياحية المجاورة، التي كانت تعاني منذ سنوات من الإرهاب. وحملوا مدير الحبانية مؤيد مشوح ومنظم العرض إيناس التميمي، التبعات القانونية والقضائية بسبب الإساءة المتعمدة للأعراف العشائرية، مطالبين بإقالة مدير الحبانية، ومحاسبة “مروجي الإساءة لمدينة الفلوجة من القائمين على حفل عرض الأزياء”.ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع العراقية الإطاحة بأحد أمراء “داعش” المقربين من زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي في محافظة الأنبار، بينما أعلنت الاستخبارات، اختراق وتفكيك خلية إرهابية واعتقال ثلاثة عناصر من “داعش” بمدينة الموصل. من جانبه، دمر طيران الجيش العراقي سيارة مفخخة غرب محافظة الأنبار، بينما أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل خمسة مسلحين من حزب العمال الكردستاني بضربات جوية على منطقة قنديل.

 

طهران تستبعد إجراء محادثات مع واشنطن بشأن اتفاق نووي جديد

لندن/الشرق الأوسط/19 آب/2019

قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم (الاثنين)، إن بلاده ليست مهتمة بإجراء محادثات مع واشنطن، لكن ينبغي أن تركز أي وساطة على إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 والذي انسحبت منه العام الماضي. وكان ظريف يتحدث في فنلندا بعد لقاء وزير الشؤون الخارجية بيكا هافيستو الذي قال إن أوروبا تبذل قصارى جهدها لإنقاذ الاتفاق. وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب العام الماضي من الاتفاق النووي، وإعادة فرض العقوبات على إيران والتي كان لها عواقب وخيمة على اقتصادها. وردت طهران هذا العام بتقليص التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق، بتجاوز حد تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67 في المائة وتجاوز مخزون الـ300 كلغم من اليورانيوم المخصب. وكشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أول من أمس (السبت)، لنواب كتلة «الولاية» المحافظة في إيران، أن بلاده بدأت العمل على تشغيل أجهزة الطرد المركزي، من نوع «آي آر - 6» و«آي آر - 7»، على أن تبدأ إنتاج أجهزة الطرد المركزي «آي آر - 8»، بما يعارض التزامات إيران النووية في السنوات العشر الأولى من الاتفاق النووي. وتوجّه صالحي إلى مقر البرلمان، لشرح الخطوة الثالثة من خفض التزامات الاتفاق النووي، ضمن خطة بدأتها إيران للانسحاب التدريجي من الاتفاق في مايو (أيار) الماضي، مشيراً إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني اطّلع على مقترحات الخطوة المقبلة قبل أسبوعين. وخلال الشهرين الماضيين، تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة عسكرياً أيضاً بعد إسقاط طهران طائرة أميركية من دون طيار في مضيق هرمز، وتعرض ناقلات نفط في الخليج لهجمات حمّلت واشنطن طهران مسؤوليتها.

 

عباس يقيل مستشاريه وترامب يعلن “صفقة القرن” بعد الانتخابات الإسرائيلية

رام الله، عواصم- وكالات/19 آب/2019

 أصدر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قرارا بإنهاء خدمات مستشاريه كافة، بصفتهم الاستشارية وبصرف النظر عن مسمياتهم أو درجاتهم. وقرر عباس إلغاء العمل بالقرارات والعقود المتعلقة بهم، وإيقاف الحقوق والامتيازات المترتبة على صفتهم كمستشارين، كما أصدر قرارا بإلزام رئيس وأعضاء الحكومة، بإعادة المبالغ التي تقاضوها عن الفترة التي سبقت تأشيرته الخاصة برواتبهم ومكافآتهم، مشددا على أن يدفع المبلغ المستحق عليهم دفعة واحدة، وقرر اعتبار المبالغ التي تقاضوها لاحقا لتأشيرة الرئيس “مكافأة”. في سياق آخر، رجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإعلان عن “صفقة القرن”، بعد الانتخابات الإسرائيلية التي تجري في 17 سبتمبر المقبل. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن حكومته تتخذ جميع الإجراءات العسكرية اللازمة بحق غزة، مشددا على أن “إسرائيل ستخوض معركة عسكرية واسعة النطاق في القطاع إذا اقتضى الأمر ذلك، وفي أي وقت حتى قبل انتخابات الكنيست المقبلة”. من جانبه، أكد وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز أن تل أبيب تستعد لعملية عسكرية موسعة محتملة في القطاع، موضحا أن الحكومة الإسرائيلية جاهزة لذلك “إن لم يكن هناك خيار آخر”. بدوره، قال الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي إن “قوات جيش الدفاع اعتقلت 23 مطلوبًا في يهودا والسامرة، مشتبهًا بضلوعهم بأعمال إرهابية وأعمال شغب عنيفة”.

 

السيسي يعول على تطوير التعليم في «بناء مصر» وقال إن الاهتمام بالبحث والابتكار أولوية للدولة

القاهرة: /الشرق الأوسط/19 آب/2019

أظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، اهتماماً لافتاً بتطوير التعليم في بلاده، مؤكداً أن «الدولة تولي العلم والعلماء أهمية قصوى لتنفيذ وخدمة رؤيتها التنموية؛ عن طريق زيادة المخصصات المالية الموجهة إلى التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار».

وقال السيسي، في كلمته باحتفالية «عيد العلم»، التي أقيمت أمس بمركز «المنارة للمؤتمرات»، شرق القاهرة، إن «مصر الجديدة تولي أهمية قصوى لبناء الإنسان المصري صحياً وعلمياً وثقافياً... باعتباره أهم وأغلى ما نمتلكه من ثروات. ويؤكد لنا التاريخ هذه الحقيقة، فرغم كل المحن بقيت مصر والحضارة المصرية شامخة وملهمة من آلاف السنين». وأشار الرئيس المصري إلى إعلانه عام 2019 «عاماً للتعليم» في مصر، باعتباره دليلاً على إيمان الدولة بأن «العلم والتعليم هما أساس النهوض بالمجتمع والعمل على تنميته»، مؤكداً أنه يستهدف «تنشئة العقل المفكر المستنير، المستعد لقبول العلم والمعرفة، الذي يتحلى بمهارات الفهم والتطبيق والتحليل». وأكد السيسي عمله على «تطوير المنظومة التعليمية لضمان تعليم جيد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمتطلبات المجتمع وسوق العمل المحلي والدولي ويسهم في تخريج أجيال قادرة على الإبداع والمنافسة».

وقال إن «الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي والابتكار كان ولا يزال من أهم أولويات الدولة، ومن هنا جاء الحرص على الالتقاء بشباب المبتكرين الموهوبين للاستماع إلى أفكارهم ومشكلاتهم وأفضل السبل لدعمهم، وهي الأفكار التي تمت ترجمتها إلى إطلاق مبادرة نحو مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر، ثم إطلاق بنك المعرفة المصري، وإعادة تقليد الاحتفال بعيد العلم في إشارة واضحة إلى أن الدولة تولي العلم والعلماء أهمية قصوى، عن طريق زيادة المخصصات المالية الموجهة إلى التعليم العالي والبحث العلمي».

وأضاف: «كما بدأت الحكومة في إعادة صياغة بنية تشريعية طموحة ومتكاملة ومحفزة للبحث العلمي والابتكار إلى جانب إنشاء الجامعات الجديدة الإقليمية والدولية والخاصة والتكنولوجية لإتاحة فرص تعليمية تليق بأبنائنا...كما دعمت الدولة إنشاء مراكز للتميز العلمي ومكاتب نقل وتوطين التكنولوجيا».

واعتبر السيسي أنه «لا خيار سوى الأخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا للنهوض بالأمة والانطلاق إلى آفاق المستقبل»، وأكد أن الدولة حالياً «تنتهج سياسة تأكيد تميز الجامعات الجديدة في برامجها التعليمية ومناهجها الدراسية بما يلائم احتياجات العصر... عن طريق تطوير منظومة التعليم العالي وفقاً لمتطلبات التكنولوجيا البازغة ودمج تخصصات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات بمناهج التعليم بالجامعات المصرية، واتساقاً مع أحدث النظم العالمية من حيث المناهج وطرق التدريس وتوفير المعامل والتجهيزات اللازمة ومواكبة التطورات العلمية الحديثة في المجالات التكنولوجيا الناشئة...كنانو تكنولوجي والطاقة الجديدة والمتجددة وغيرها». وطالب بأن «يتحول الاقتصاد المصري إلى اقتصاد يقوم على العلم والمعرفة، وأن تنعم مصر بمقدراتها بفضل جهود وإبداعات شبابها وعلمائها»، مشيراً إلى أن «السباق الحضاري هو إحدى سمات العالم المعاصر الذي يعتمد على ما تنتجه الشعوب من ثقافة وعلوم تكنولوجيا، وما يرتبط بها وما يقوم عليها من نمو اقتصادي عملاق... وأن تحديات العصر الآن هي في الواقع تحديات علمية وتكنولوجية، وهو عصر لا تنافس فيه ولا مشاركة عالمية ولا نفاذ إلى الأسواق الخارجية إلا من خلال العلوم والتكنولوجيا والابتكار». وختم بأن مصر تسير «نحو التنمية والتطوير، وأن ما تم تحقيقه من إنجازات على مختلف الأصعدة والمستويات يدفع للمزيد من البذل والعطاء في سبيل الرقي والتقدم والازدهار بالمجتمع المصري».

 

«قوى الحرية والتغيير» و«العسكري» يختاران ممثليهما لـ«مجلس السيادة» ومفاوضات شاقة لاختيار الشخصية التوافقية بين الطرفين

الخرطوم: أحمد يونس: /الشرق الأوسط/19 آب/2019

اختار تحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير»، خمسة أشخاص، ممثلين عنه أعضاء في مجلس السيادة، وذلك بعد عمليات تعديلات استمرت طوال أشهر قبل أن يتوافق التحالف على ممثليه في المجلس الذي يمثل السيادة. وحددت وثيقة «الإعلان الدستورية» التي تم توقيعها أول من أمس بين «قوى إعلان الحرية والتغيير» و«المجلس العسكري الانتقالي»، هياكل الدولة في «مجلس السيادة» ويمثل سيادة الدولة، ومجلس الوزراء الذي يمثل الجهاز التنفيذي، والمجلس التشريعي يمثل الجهاز التشريعي والرقابي.

ونصت الوثيقة على تكوين مجلس سيادة من 11 شخصاً، 5 منهم عسكريون يرشحهم المجلس العسكري الانتقالي، و5 مدنيون ترشحهم «قوى إعلان الحرية والتغيير»، وشخصية مدنية إضافية يتم التوافق عليها بين الطرفين. وعلمت «الشرق الأوسط» أن «قوى إعلان الحرية والتغيير» سلمت قائمة بأسماء مرشحيها للمجلس العسكري الانتقالي، قبل ساعات من انتهاء المهلة المحددة لإصدار المراسيم الدستورية بتعيينهم. وحسب المصدر، فإن التحالف اختار كلاً من الأكاديمية عائشة موسى السعيد، وبروفسور الفيزياء صديق تاور، والصحافي محمد الفكي سليمان، والمحامي والبرلماني السابق حسن محمد شيخ إدريس، والمحامي والناشط الحقوقي طه عثمان إسحاق لعضوية مجلس السيادة الذي يمثل رأس الدولة. وبحسب متابعات «الشرق الأوسط»، فإن «قوى إعلان الحرية والتغيير»، اشترطت أن تكون الشخصية رقم 11. من أتباع الديانة المسيحية، ورشحت ثلاث شخصيات من طائفة «الأقباط السودانيين»، بينهم سيدتان، لمقعد العضو الحادي عشر. وقال مصدر للصحيفة إن المجلس العسكري الانتقالي، رأى استبعاد أحد الثلاثة، وبقيت سيدتان لاختيار واحدة منهما لعضوية مجلس السيادة، وحال اختيار إحداهما سيضم المجلس سيدتين؛ إحداهما مسيحية إلى جانب 9 رجال، فيما رشح المجلس العسكري الانتقالي، كلاً من البرلماني المستقل أبو القاسم برطم، ومحمد سلمان لعضوية المجلس للمقعد رقم 11.

من جهته، أعلن المجلس العسكري الانتقالي تسمية ممثليه الخمسة في مجلس السيادة، وقال المتحدث باسمه الفريق شمس الدين كباشي إن كلاً من «الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي، والفريق ياسر العطاء، هم الأعضاء الذين تم اختيارهم بموجب اتفاق، وأن رئيس مجلس السيادة سيعين العضوين الآخرين». بيد أن تقارير صحافية منسوبة إلى مصادر في المجلس العسكري الانتقالي، ذكرت أن رئيس المجلس العسكري اختار عضوي المجلس الفريق أول شمس الدين الكباشي، والفريق إبراهيم جابر، ليرافقاه إلى المجلس السيادي.

وبحسب الخريطة الزمنية لتكوين الحكومة الانتقالية، أصدر رئيس المجلس العسكري الانتقالي مراسيم رئاسية عين بموجبها أعضاء «مجلس السيادة»، ومرسوماً حل بموجبه «المجلس العسكري الانتقالي» لتؤول كامل سلطته إلى مجلس السيادة، بحسب «الإعلان الدستوري» الذي تم توقيعه أول من أمس. ومن المقرر أن يؤدي أعضاء مجلس السيادة اليمين الدستورية، أمام رئيس القضاء اليوم، وأن يدخلوا في أول اجتماع له بعد أداء اليمين مباشرة، فيما يُنتظر أن يصدر المجلس، غداً (الثلاثاء)، مرسوماً دستورياً يعين بموجبه رئيس الوزراء، أحمد عبد الله حمدوك، الذي حددته «قوى إعلان الحرية والتغيير».

وتوصلت الأطراف السودانية بعد أكثر من نصف عام من الاحتجاجات والاعتصامات والمظاهرات، إلى توقيع وثائق الحكومة الانتقالية (الإعلان السياسي، والوثيقة الدستورية)، وسط حضور دولي وإقليمي لافت، وبشهادة رؤساء دول والاتحاد الأفريقي.

وبأداء المجلس العسكري الانتقالي اليمين الدستورية، اليوم، يدخل السودان في المرحلة الانتقالية البالغة 39 شهراً، يترأس العسكريون فترتها الأولى البالغة 21 شهراً، بينما يترأس المدنيون فترتها الثانية، البالغة 18 شهراً، وتبدأ من تاريخ توقيع الاتفاقيات.

وتنتظر الحكومة الانتقالية مهام كبيرة، أبرزها الوصول إلى اتفاقيات سلام مع الحركات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، خصصت لها «الوثيقة الدستورية» فترة الستة أشهر الأولى، إضافة إلى إنفاذ برنامج اقتصادي إسعافي يواجه التدهور الحاد في اقتصاد البلاد، ومحاسبة الفساد المالي والإداري وجرائم النظام المنحل، وإعادة علاقات السودان الخارجية، وتأسيس مؤسسات الحكم المدني، والإعداد لمؤتمر دستوري وانتخابات «حرة نزيهة» بنهاية الفترة الانتقالية.

ويختار رئيس الوزراء المرتقب أعضاء حكومة من جملة الأسماء التي أعدتها «قوى إعلان الحرية والتغيير»، باستثناء وزيري الدفاع والداخلية الذين يختارهم العسكريون في مجلس السيادة. وينتظر أن تبدأ الحكومة السودانية عملها بجلسة مشتركة بين مجلس السيادة ومجلس الوزراء في الفاتح من سبتمبر (أيلول)، على أن يتم تكوين مجلس تشريعي (برلمان) من 300 عضو في غضون ثلاثة أشهر من توقيع الاتفاق، تختار «قوى إعلان الحرية والتغيير» 67 في المائة من عضويته، ويكمل العدد المتبقي من قوى سياسية لم ترتبط بحكم الرئيس المعزول عمر البشير، على أن تخصص 40 في المائة من مقاعده للنساء.

 

الجيش الليبي: أحبطنا إنشاء قاعدة جوية تركية في مصراتة

طرابلس – وكالات/19 آب/2019

 قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، إن الضربة النوعية التي شنتها المقاتلات على مخزن للطائرات المسيرة في مطار مصراتة، أحبطتت مخططا لتحويله إلى قاعدة جوية تركية. وأوضح المسماري في مقابلة خاصة مع “سكاي نيوز عربية”، أن الضربة النوعية “منعت خطرا كبيرا جدا على الدولة الليبية يتمثل في إنشاء قاعدة جوية تركية”. وذكر أن العملية العسكرية “الستراتيجية” استغرقت شهرين للإعداد لها عبر الاستطلاع والمعلومات، حيث تبين أن هناك نوايا لتحويل مطار مصراتة إلى قاعدة جوية لاستيعاب الطائرات التركية المسيرة والعتاد القادم من تركيا.

وكان المطار يستخدم أصلا كمرفق تدريب لطلبة الكلية الجوية، لكن جرى تحويله لمطار مدني لخدمة سكان الغرب الليبي. وبعد عام 2014، بدأت الميليشيات في تحويل المطار من مرفق مدني إلى مطار عسكري لتلقي شحنات السلاح من الخارج. وقال المسماري إنه “بحسب الاتفاقيات الدولية، فإن أي منشأة تخرج من الاستخدام المدني الى الاستخدام العسكري، فإن الحماية القانونية تسقط عنها”. وأضاف “إلى جانب حرمان الميليشيات من إمدادات الأسلحة التركية، فإن استهداف المطار أوصل الرسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والإرهابيين في قطر وتركيا”، بأن ما يعتبرونه “خطا أحمر أصبح قيد الاستهداف” من الجيش الوطني الليبي. إلى ذلك، التقط المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش الليبي، صورا نشرتها صحيفة “المرصد” الليبية، تظهر المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، وهو يشرف على العملية التي استهدفت قاعدة مصراتة الجوية. وأظهر مخطط المنشأة العسكرية المستهدفة أنها تتكون من مجموعة حظائر طائرات ومدرج يقع غربي قاعدة مصراتة، التي تحوي أيضا مخازن ومستودعات لطائرات تركية مسيرة، وهو ما يشكل تهديدا على القوات المسلحة والمدنيين. وأكد حفتر، في أول تعلــيق بعد تنفيذ العملية الجوية التي وصــفها الجيش بأنها دقيــقة وناجحة، أن القوات المسلحة ستُحــبط أي مــشروع لإنشاء قواعد أجنبية تدعم وتموّل الإرهاب داخل ليبيا، مضيفا أن استمرار استضافة مدينة مصراتة للدعم العسكري التركي يجعل منها هدفاً عسكرياً مشروعاً للقوات المسلحة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مؤتمر لحلف الأقليات في "بيروت الإيرانية"

علي الأمين/العرب/20 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77682/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%a4%d8%aa%d9%85%d8%b1-%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%82%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88/

حلف الأقليات كما يجري تحضيره في بيروت، هو أبرز ما تحتفي به إيران اليوم، وأكثر ما يثلج صدر إسرائيل، وأكثر ما يهدد الهويات الوطنية ويواجه الهوية العربية.

الإغراء الذي تقدمه طهران هدفه تعزيز نفوذها عربيا

يتصل الإغراء الذي تقدمه طهران لتعزيز نفوذها عربيا في ظل الصراع الإقليمي والدولي على النفوذ في المنطقة العربية، بتقديم نفسها كطرف منافس لإسرائيل في بلورة مشروع حلف الأقليات على أرض الواقع. القيادة الإيرانية تراجعت عن شعار كان عنوان دخولها إلى دول العالم ولاسيما الدول العربية والإسلامية، هو مشروع الوحدة الإسلامية مقابل الوحدة العربية، والأمّة الإسلامية مقابل الليبرالية الغربية والاشتراكية، وكان من أبرز شعارات الاختراق الإيراني والأيديولوجي لدى الشعوب العربية والإسلامية “لا شرقية لا غربية جمهورية إسلامية”.

‏المصطلح الجديد الذي بات عنوان تعامل إيران مع المنطقة العربية، هو “دول غرب آسيا”، وهو مصطلح جغرافي ينطوي على تجاوز يمكن أن نفهمه من قبل إيران للهوية العربية والنظام الإقليمي العربي، باعتبار أنها بتجاوزها لهذه الحقيقة الحضارية للعالم العربي، تريد أن تكون شريكا في رسم نظام مصالح المنطقة وهي في صلب جغرافيتها، لكن ما ليس مفهوما هو الانقلاب الأيديولوجي من مفهوم العالم الإسلامي والنظام الإسلامي إلى مصطلح دول غرب آسيا، في توصيفها المستجد لجزء من المنطقة العربية الذي تعتبره مجالا لنفوذها وسيطرتها.

‏إيران التي ساهمت في ضرب المنظومة الإقليمية العربية، وعملت أيديولوجيا وثقافيا لتقويض مفهوم العروبة، استخدمت الهوية الإسلامية، ورسّخت في خطابها الثقافي إلى العرب مقولة التناقض بين العروبة والإسلام، وهو تناقض مفتعل روّج له سواها من الأيديولوجيات الإسلامية في العالم العربي التي تقاطعت معها على هذا المنهج. غير أنّ المفارقة هي أن الهوية القومية الإيرانية بقيت راسخة في مشروع الدولة الإسلامية الإيرانية، بحيث بدأ يتضح اليوم أكثر فأكثر أن الثابت في إيران هو الهوية القومية، التي تقوم الدولة ونظام مصالحها على أسس هذه الهوية، فيما يتحول الدين أو المذهب أو الأيديولوجيا الدينية، إلى أداة لحماية هذا المشروع القومي وليس العكس.

اللقاء المشرقي في بيروت لن يقتصر على ممثلين لأقليات مسيحية في سوريا والعراق والأردن ولبنان، بل سيطال بعض الجماعات الكردية والإيزيديين والشيعة والعلويين وغيرهم من الجماعات التي تندرج ضمن تعريف الأقليات

دلالات رسوخ الهوية القومية في المجتمع والتاريخ الإيراني، برزت من خلال التحول الذي شهدته إيران في العهد الصفوي، حيث أمكن للسلطة الصفوية قبل 500 عام، أي في بداية القرن السادس عشر، تحويل الهوّية المذهبية للشعب الإيراني من المذهب الحنفي إلى المذهب الشيعي الإثني عشري، وقد تم ذلك في فترة وجيزة وبقرار من السلطة الحاكمة.

‏هذا التغيير لم يكن لأسباب تتصل بأرجحية هذا المذهب الإسلامي أو ذاك لدى الصفويين، أو في الحد الأدنى لم يكن هذا السبب هو الأساس في تغيير المذهب، بل ثمة سبب آخر استراتيجي وسياسي دفع الدولة الصفوية إلى مثل هذا القرار، هو التنافس مع الشرعية الإسلامية الجديدة الصاعدة آنذاك، المتمثلة بالسلطنة العثمانية، التي كانت في أوج تمددها. التنافس العثماني الصفوي دفع الصفويين للبحث عن شرعية دينية للنفوذ، ذلك أن السلطنة العثمانية فرضت شرعية الخلافة الإسلامية في مطلع القرن 16، ولم يكن أمام الصفويين إلا البحث عن شرعية دينية مقابلة ومنافسة، فكان هذا التحول نحو المذهب الشيعي. وهو تحول يعزز من مقولة أن الثابت في إيران هو الهوية القومية، أما الدين أو الأيديولوجيا فهي متحرّكة وفي خدمة المشروع القومي في إيران والهوية الفارسية.

على هذا المنوال والمنهج يمكن فهم الأدوات الفكرية والدينية والأيديولوجية التي تستخدمها إيران لاختراق المجتمعات والدول، استخدمت الإسلام كوسيلة لاختراق المجتمعات الإسلامية ذات الغالبية السنية، وروّجت الأيديولوجيا الإسلامية، مستفيدة من هذا الشعار لتبرير تدخلها في كل الدول الإسلامية، وهذا ما كان عليه الحال لنحو ربع قرن من التغلغل الإيراني في المحيط العربي والإسلامي، بدأ منذ قيام النظام الإسلامي، ثم ما لبثت إيران ومع الاحتلال الأميركي للعراق، أن سخّرت الهوية الشيعية في سبيل ترسيخ نفوذها في العراق، فأنشأت ودعمت العشرات من المجموعات الميليشياوية الشيعية في هذا البلد، بل سيطرت إلى حدّ لا يستهان به على المؤسسات والمراكز المذهبية، وعملت على إدارة عملية بناء العديد من المراقد أو توسعتها في سياق تعزيز الهوية الشيعية على حساب الهوية الوطنية العراقية، والهوية العربية.

‏انفجار الثورة السورية عام 2011، كان الاختبار الأبرز للمشروع الإيراني، الذي استشعر خطرا من تحول السلطة في سوريا من حكم الأقلية العلوية إلى حكم الأكثرية السنية، الإسلام السياسي الذي طالما كان أساس الخطاب الإيراني للعرب السنة، انقلبت عليه طهران لا لشيء إلا لأنه يهدد الحكم العلوي حليفها في هذا البلد، وتحوّل الإسلاميون السنة في سوريا إلى إرهابيين في خطاب طهران، بل جيّشت طهران الشيعة من خلال خطاب مذهبي راح يحذّرهم من أن سقوط نظام الأسد هو تهديد لوجودهم، وإذا دقّقنا في رموز القوة الإيرانية الميليشياوية في الدفاع عن نظام الأسد، لوجدنا أن كل الميليشيات العراقية والأفغانية الباكستانية واللبنانية التي جنّدتها إيران للقتال في سوريا، كانت أسماؤها تمثل رموزا شيعية، لا سمة إسلامية جامعة لها؛ فاطميون، زينبيون، أبوالفضل العباس.

بعد المرحلة السورية الغارقة في وحول التفتّت من جهة، والصراع الإقليمي والدولي على النفوذ والسيطرة من جهة ثانية، تبدو إيران في موقع الشريك القوي الذي يحسن تنفيذ متطلبات مشروع الشرق الأوسط الجديد، من ضرب الهوية العربية وتفسخ الهوية الوطنية، كانت إيران تخاطب من خلالهما نظام المصالح الإسرائيلي والغربي على وجه العموم، وكانت في نفس الوقت تدرك أن انخراطها في هذا المشروع يتطلب أن تستخدم في خطابها لغة معادية للولايات المتحدة وإسرائيل، طالما أن الخطاب شيء وواقع التنفيذ شيء آخر، فلا ضير أن تعلن إيران عداءها اللفظي لإسرائيل، طالما هي تنفذ ما لم تستطعه إسرائيل التي في مواجهتها للعالم العربي، طالما كانت تشجع الأقليات الدينية والمذهبية لأن تعبّر عن خصوصيتها في مشاريع سياسية وعسكرية، في سبيل تفجير التناقضات الداخلية في المحيط العربي المعادي لها.

‏إيران تنافس إسرائيل على السيطرة على هذا المشروع، وتعمل على أن تكون الطرف الضامن لحلف الأقليات في المنطقة العربية دوليا، بعدما أمسكت إلى حدّ بعيد بالورقة الشيعية عربيا. اللقاء المشرقي في بيروت الذي يعد له الرئيس ميشال عون لن يقتصر على ممثلين لأقليات مسيحية في سوريا والعراق والأردن ولبنان، بل سيطال بعض الجماعات الكردية والإيزيديين والشيعة والعلويين وغيرهم من الجماعات التي تندرج ضمن تعريف الأقليات.

المصطلح الجديد الذي بات عنوان تعامل إيران مع المنطقة العربية، هو "دول غرب آسيا"، وهو مصطلح جغرافي ينطوي على تجاوز يمكن أن نفهمه من قبل إيران للهوية العربية والنظام الإقليمي العربي

إيران شريكة في هذا المؤتمر الذي سيعقد بعد أسابيع في بيروت، بل الأرجح أنها أحد أهم الداعمين لانعقاده، طالما أن الجهات المنظمة المعلنة، هي حليفة حزب الله، بل تواليه سياسيا.

هذا المؤتمر لا تكمن خطورته في اجتماع هذه المكونات الطائفية والعرقية والدينية التي تتلاقى في بيروت لتبحث شؤونا دينية أو طائفية، بل الخطورة أن انعقاده يأتي في سياق ترسيخ الهوية السياسية لهذه المكونات في ظل تراجع الهوية الوطنية وتصدّع النظام الإقليمي العربي والانتماء العربي.

إيران تتلقّف هذا المسار من خلال تشجيع المنظمين على عقده في لبنان، فالجميع يعلم أن إيران، من خلال حزب الله، قادرة على أن تمنع انعقاده إذا أرادت أو تحول دون مشاركة جهات قادمة من العراق وسوريا وإيران وغيرها.

حلف الأقليات كما يجري تحضيره في بيروت، هو أبرز ما تحتفي به إيران اليوم، وأكثر ما يثلج صدر إسرائيل، وأكثر ما يهدد الهويات الوطنية ويواجه الهوية العربية، ذلك أن المشترك بين هذه الجماعات المدعوة إلى “اللقاء المشرقي” هو تململها من أي توصيف عربي لانتمائها، وشعور بأن بلاء المنطقة هو من الأكثرية العربية والأكثرية الإسلامية، ويأتي هذا المؤتمر للقول إن ثمة هوية مشرقية تمتد من بيروت إلى طهران، هذه الهوية المسيحية مكون أساسي لها، كما الأقليات سواء كانت دينية أو مذهبية إسلامية.

 

واشنطن قررت التدخل العلني في شؤون لبنان

محمد قواص/العرب/20 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77679/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d9%82%d8%b1%d8%b1%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%af%d8%ae%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a/

إذا ما تمكّنت واشنطن من إنهاء النزاع الحدودي اللبناني الإسرائيلي، فذلك يعني أن لبنان خرج نهائيا من الخرائط الإيرانية في أي تسوية مقبلة.

موقف أميركي واضح فيما يخص حزب الله

زار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لبنان في مارس الماضي. كال وقتها من قلب بيروت يوجّه اتهامات لحزب الله واصفا إياه بالإرهاب. خرج عن رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، وعن وزير الخارجية، جبران باسيل، ما ينفي التهمة عن الحزب ويؤكد أنه لبناني وجزء من مشهد البلد السياسي. حينها أيضا صدر عن قصر بعبدا أن رئيس الجمهورية ميشال عون قال لبومبيو إن حزب الله حزب لبناني ذو قاعدة شعبية تمثّل واحدة من الطوائف الرئيسية في البلاد.

ردد بومبيو قبل أيام في واشنطن ما قاله في بيروت. كرر نفس الأقوال أمام ضيفه رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، مضيفا أن لبنان “بلد مهدد من قبل إيران وحزب الله”. لم ترد المنابر الحليفة للحزب في لبنان، حتى الآن، تاركة لصمت الحريري حيال اتهامات واشنطن أن يعبّر وحده عن موقف الدولة اللبنانية. اكتفى الحريري باستنتاج أنه “لا يمكننا تغيير موقف الإدارة الأميركية من العقوبات ضد حزب الله ولكننا نعمل على تجنيب لبنان أي تبعات”.

تعتبر واشنطن أن إيران تهدد لبنان. تستقبل رئيس حكومته وتبدي اهتماما بشخص الرجل من بين شخصيات الحكم في بيروت. يستقبل الحريري بومبيو في مزرعته في واشنطن، فيضيف الجانب العائلي على السياسي توابل إضافية على علاقة الإدارة الأميركية بزعيم تيار المستقبل. في ذلك من يعتبر أن واشنطن قررت، منذ بيان سفارتها في لبنان المثير للجدل، إظهار اهتمام خاص بالملف اللبناني على نحو متطوّر عن سلوك أميركي فاتر وغير مفهوم في السابق.

تتحدث بيروت أكثر من واشنطن عن عقوبات أميركية قادمة ستطال شخصيات لبنانية حليفة لحزب الله بعضها من خارج الطائفة الشيعية. ومن بيروت وليس من واشنطن من تبرع في توقّع وضع رئيسي الجمهورية ومجلس النواب كما وزير الخارجية على لوائح العقوبات الأميركية. وفي بيروت وليس في واشنطن من قرأ زيارة الحريري للولايات المتحدة بنسخ تهدف إلى المبالغة ربما في استشراف تحوّل دراماتيكي في سياسة الولايات المتحدة في لبنان.

تخبرنا الأنباء التي تدافعت حول حكاية المصالحة المفاجئة التي نظمها قصر بعبدا بين رئيس الحزب التقدمي، وليد جنبلاط، ورئيس الحزب الديمقراطي، طلال أرسلان، أن حيثياتها أُعدت داخلياً شارك في صياغتها بري بمباركة كاملة من قبل حزب الله، وأن الدفع بتلك المصالحة لم يكن بحاجة إلى صدور البيان الشهير للسفارة الأميركية (7 أغسطس) حول تداعيات حادث قبرشمون (30 يونيو).

على هذا، فإن واشنطن قررت من خلال بيان سفارتها إخطار من يهمه الأمر أن سلوك الولايات المتحدة سيتغير، سيكون أكثر وضوحاً، أكثر حيوية، وربما أقل دبلوماسية عن ذي قبل. بدا أن بيروت عادت لتكون إحدى العواصم الأساسية داخل الخرائط الأميركية في المنطقة. وبدا أيضا أن مقاربة واشنطن لملفات عديدة في المنطقة تتطلب أن يتموضع لبنان وفق زوايا تتسق مع الوجهات الإستراتيجية الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط.

على هذا أيضا، ينقلب موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن موقف إدارة سلفه باراك أوباما في مقاربة الحالة اللبنانية. كان واضحاً أن واشنطن في العهد السابق لم تكن مكترثة لسقوط بيروت داخل لائحة العواصم التي تتباهى إيران أنها تسيطر عليها. كان أوباما يزيل من أمام الاتفاق النووي كل العراقيل حتى لو كان ثمن ذلك الاعتراف لإيران بهيمنتها ونفوذها داخل العالم العربي. وعلى هذا، بات لبنان آنذاك تفصيلاً هامشيّاً داخل التحوّل الاستراتيجي الذي كان جلياً داخل ما سُمي بـ”عقيدة أوباما”.

ويهم واشنطن بشكل مباشر مجموعة من الملفات التي أفرج عنها بومبيو في محادثاته مع الحريري. تعمل الولايات المتحدة على رعاية وساطة تنهي النزاع الحدودي البري والبحري بين لبنان وإسرائيل. ترى الولايات المتحدة أن التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن، من شأنه إزالة توتر حدودي لطالما كان مبررا لحزب الله للاحتفاظ بسلاحه. يعتبر بومبيو أن هذا السلاح إيراني يهدد إسرائيل. وعلى هذا فإن سعي الإدارة المحابي لتل أبيب دون خجل، يعتبر أمر تلك التسوية أولوية إستراتيجية وليس جهداً دبلوماسياً شكليا.

يذهب الحريري بعيداً في طمأنة واشنطن حول حماس حكومته للتوصل إلى هذه التسوية. الأمر أثار أسئلة حول ما إذا كان ما أعلنه عن قرب التوصل إلى الاتفاق، وربما في سبتمبر المقبل، مستنداً على ضمانات بأن حزب الله ومن ورائه إيران لن يكونا معرقلين لهكذا اتفاق.

على أن تسوية الملف الحدودي اللبناني الإسرائيلي بالنسبة للولايات المتحدة، ترتبط أيضا بإنعاش مداولات الطاقة في شرق المتوسط. لواشنطن مصلحة في الاستثمار في هذا القطاع من خلال تبريد الخلاف اللبناني الإسرائيلي الذي يهدد التنقيب في حقول البلدين وتلك المشتركة مع قبرص أيضا. فحلّ العقدة اللبنانية برعاية واشنطن يفتح سبل الاستثمار الدولي لدول أساسية في قطاع الطاقة تجعل من موسكو مشجعة خلف الكواليس لجهود الولايات المتحدة داخل هذا الملف في لبنان.

ويهم واشنطن أن لا ينفجر ملف اللاجئين السوريين. تقود الجهود الدولية لدعم بيروت وتمكينها من ضبط الوجود السوري على نحو لا يفاقم أزمة الهجرة نحو الغرب في الوقت الراهن، وعلى نحو يتسق مع سياسة هذا الغرب حيال التسوية السورية العتيدة. لا تريد واشنطن عودة هؤلاء خارج التوقيت الدولي الذي يشترط تسوية سياسية تنظم مستقبل الحكم في دمشق.

تضع الأعمدة الأساسية الظاهرة لسياسة واشنطن لبنان داخل حلبة الصراع الأميركي الإيراني. لا تفتش واشنطن عن مواجهة مباشرة كبرى مع إيران، لكنها ستستمر بقضم قوى إيران من خلال تصعيد العقوبات على طهران وإضعاف أذرعها الإقليمية.

وستعمل الولايات المتحدة في بيروت على تأكيد حضورها، وربما بشكل ثقيل، على ما وشى به بيان السفارة الأميركية. دان حزب الله البيان واعتبره تدخلاً أميركيا سافراً في شؤون لبنان. غير أن هذا البيان، وما وفّره من حماية دولية لوليد جنبلاط، يضاف إلى تأكيد واشنطن على مواصلة دعمها للمؤسسات اللبنانية، واستمرار وساطتها لإنهاء النزاع الحدودي، واحتمال تدحرج العقوبات على شخصيات لبنانية غير شيعية حليفة لحزب الله، بما لا يمكن إلا اعتباره إعلانا رسميا من قبل الإدارة الأميركية بأن واشنطن قررت فعلا التدخل السافر في شؤون لبنان.

بات لبنان مصلحة أميركية مباشرة. صار جليّاً أن بناء أكبر سفارة أميركية في الشرق الأوسط في لبنان يضع البلد داخل المجال الحيوي الأميركي في المنطقة. باتت المجاهرة في الحديث في واشنطن عن وجوب ضبط المعابر وسد المنافذ غير الشرعية على حدود كل لبنان يهدف إلى رفع أسوار حول البلد تقيه خطط إيران في سوريا وتحميه مما قد تأتي به الخطط الدولية لسوريا (لاسيما وقوعها داخل المجال الروسي).

إذا ما تمكّنت واشنطن من إنهاء النزاع الحدودي اللبناني الإسرائيلي، فذلك يعني أن لبنان خرج نهائيا من الخرائط الإيرانية في أي تسوية مُقبلة قد تبرمها واشنطن مع طهران. وإذا ما انتهت أزمة الحدود قريبا، كما يقول الحريري، فذلك يعني أن حزب الله موقِّع على هذه التسوية، مدرك بأن موقع لبنان داخل خرائط الأمن والطاقة الدوليين بات خارج فضاءات إيران في المنطقة.

على هذا، وفي ظل غياب مواقف روسيا والصين، فإن قرارات قد تصدر عن واشنطن تستهدف الغطاء اللبناني لحزب إيران في لبنان ما يضع حدودا بين ما هو لبناني وما هو إيراني في هذا البلد. الحريري نفسه قال إن الأمر يخضع للنقاش في الكونغرس.

 

عقوبات أميركية على وزراء ورجال أعمال مسيحيين؟

هيام القصيفي/الأخبار/19 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77675/%d9%87%d9%8a%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b5%d9%8a%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d8%b9/

يكثر الكلام عن عقوبات أميركية على حلفاء حزب الله، لا سيما المقربين من العهد والتيار الوطني الحر وتيار المردة والحزب السوي القومي الاجتماعي. وبحسب المعلومات التي يشيعها «أصدقاء واشنطن»، فإن العقوبات الأميركية ستستهدف رجال أعمال ووزراء مسيحيين، من الذين تتهمهم الولايات المتحدة بمساعدة حزب الله! بدا المشهد في بيت الدين، بين رئيس الجمهورية ميشال عون ووفد الحزب التقدمي الاشتراكي، سوريالياً، مع ما رافقه من احتفالية وكلام عن مصالحة الجبل، والدور الذي أعطي للنائب أكرم شهيب نفسه الذي كان نجم يوم حادثة قبر شمون، واحتمال زيارة عون للمختارة. كل ذلك ليس صدفة، والتهدئة التي هبطت من عل، بعد بيان السفارة الاميركية الذي يقول حلفاء واشنطن في لبنان إن مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط السفير دايفيد هيل أعده بالتعاون مع السفير الاميركي السابق جيفري فيلتمان، ليست الاولى على طريق توجيه واشنطن رسائل بالجملة الى من يعينهم الامر في لبنان.

في جعبة حلفاء واشنطن، وكلامهم مسنود الى معطيات أميركية مباشرة، أن ما حصل هو أول الغيث بالنسبة الى لبنان والعهد تحديداً. فالخطوات الاميركية اللاحقة لن تكتفي بتصعيد عقوباتها ضد حزب الله وشخصيات شيعية، بل يُحكى منذ أشهر عن الانتقال الى مرحلة جديدة ستطاول قوى وشخصيات مسيحية تدور في فلك حزب الله وسوريا. الكلام الجديد في هذه النقطة هو ان اللوبي الضاغط اميركياً بدأ يأخذ موقعه في عقل الادارة الاميركية وقلبها، ويستفيد من توقيت محلي داخلي يتعلق بالانتخابات الاميركية وخارجي يتعلق بالاشتباك بين واشنطن وايران والضغط الاسرائيلي المتزايد على حزب الله وحلفائه في لبنان. في اعتبار هذا الفريق الضاغط ان خطوات متقدمة من هذا النوع كفيلة بإحداث تغيير مباشر في ادارة الحكم في لبنان، لأن الاكتفاء باستهداف مقربين شيعة من حزب الله، وإن حقق أهدافه المباشرة، يبقى دون المتوقع ما لم يطل حلقة مالية واقتصادية اوسع، ويصيب عدة اهداف معاً، حزب الله من جهة والقوى الموالية له والعهد وتياره من جهة أخرى، بذريعة منع هذه القوى من مضاعفة حصارها على حلفاء واشنطن في لبنان.

ما تقدم يتَرجَم بضرورة توسيع حلقة الاستهداف لتطاول سياسيين (بينهم وزراء) ورجال اعمال يعملون في لبنان أو خارجه، وهم في معظمهم من مناصري التيار الوطني الحر وتيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي. يتحدث حلفاء واشنطن عن حلقات مقرّبة من وزراء في التيار الوطني والمردة، تتهمهم الولايات المتحدة بتسهيل أعمال الحزب، لكنهم في الوقت نفسه هم من الحلقة الاقرب الى قيادة التيارين، وهذا يعني إصابة التيارين بسهام اميركية مباشرة، ولا سيما التيار الوطني وحلقاته المالية المتعددة، علماً بأن اي عقوبات تعني تضييقاً لا يتعلق حصراً بعملية نقل الاموال، بل بتقييد كامل لحركة المعنيين وتنقلاتهم خارج لبنان، في الدول التي تتماشى مع العقوبات الاميركية.

قد لا يكون الكلام عن عقوبات على حلفاء الحزب جديداً، لكن توقيت «التلويح» به ملتبس حالياً في ضوء زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى واشنطن، واستعداد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لزيارتها ايضاً، فيما يسجل العهد والتيار الوطني الحر تراجعاً ملموساً في العلاقة معها. واذا كانت مصالح المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي مختلفة معها، الا ان الاصطدام المباشر بين واشنطن والتيار الوطني سيكون هو الاقسى والاشد تأثيراً، لا سيما انه الاول على هذا الشكل المباشر بين الادارة الاميركية ورئيس الجمهورية ميشال عون منذ التسعينيات. وسيكون ايضاً حلقة نافرة في مسار العلاقة بين واشنطن وقوى مسيحية موجودة في السلطة وفي المجلس النيابي.

فالعلاقة بين واشنطن وعون كانت ولا تزال على توتر دائم، لم تتحسن سوى في مرحلة القرار 1559، لتعود بعدها الى توتر وتباعد كلي. ولم يتمكن الوزير جبران باسيل من تحسينها، بل ان عهده كوزير خارجية شهد توتراً مضاعفاً، خصوصاً انه لم يستطع ان يسجل اي لقاء على مستوى عال في الولايات المتحدة، ولم يتمكن السفير اللبناني غابي عيسى المحسوب على العهد من كسر هذه الحالة. ويضاعف من حدة التوتر في المرحلة الاخيرة، زيادة واشنطن عامل اهتمامها بقائد الجيش العماد جوزف عون رئاسياً، ما يشكل تطويقا لباسيل كمرشح رئاسي.

كل ذلك يبقى في اطار حركة سياسية بحتة، لكن اي تطور من نوع العقوبات التي اعلنت ضد شخصيات من حزب الله، يمس التيار او شخصيات وزارية حالية او سابقة او رجال اعمال محسوبين مباشرة على باسيل او العهد، يعني ان واشنطن قررت رفع منسوب مواجهتها مع لبنان، على المستوى الرسمي.

حتى الآن، ورغم الضغط الاميركي الداخلي في هذا الاتجاه، والكلام عن شخصيات مسيحية معروفة، لا يزال محور متابعة محلية واميركية في ضوء التطور الذي سلكه العهد اخيراً في تجاوبه سريعا مع الرسالة الاميركية و«فك الحصار» عن جنبلاط، في الشكل الذي قلب كل الامور رأساً على عقب، وأعاد تفعيل الحكومة وتطبيع الوضع الداخلي. ما تقدّم يضع العهد ورجاله امام درس الاحتمالات المطروحة وكيفية تجاوبه معها، في حال طبقت سريعاً، لأن ما جرى من حملة تضامنية من العهد والتيار مع حزب الله، في محافل خارجية، وعبر وزراء التيار، ولا سيما وزير الدفاع الياس ابو صعب، لم يلقَ صدى ايجابياً لدى الاميركيين. لكنهم ايضاً يبلغون رسائل حرص على درس خطواتهم، فلا تمس الاستقرار الداخلي في اطار توازن بين دورهم الاستراتيجي في ترسيم الحدود الجنوبية وملف النفط، وبين دورهم الداخلي في لبنان الى جانب حلفائهم إذا تخطى خصومهم «الخطوط الحمر». وبيان السفارة كان أول إنذار بعدم المس بهذه الخطوط، والتلويح بالعقوبات الانذار الثاني.

 

ثلاثيّة السياسة والثقافة والحريّة  

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 19 آب/2019

لا ينجحُ سياسيٌّ في لبنان ما لم يكن مُثقّفًا، إلا إذا عَوَّضَت تُخمةُ مالِه عن تَقشُّفِ فكرِه، وهذا هو الرائجُ عندنا منذ تسعيناتِ القرنِ الماضي، فوَصلَ سياسيُّون من دون أنْ يَنجَحوا، فسادَت ثقافةُ الأُميّة. ومن هنا شَبَّ الفسادُ. لكنَّ نجاحَ السياسيِّ المثقَّف ليس حتميًّا ما لم تَتأهَّل ثقافتُه بالوطنيّة، وهذه متواريةٌ عن الأنظار فعَمَّت ثقافةُ التبعيّة. ولَكُم أنْ تَـــحَـــزَروا ما هو حاصلُ الأُميّةِ زائدًا التبعيّة.

السياسةُ هي أحدُ إفرازاتِ ثقافةِ الشعوب ووطنيّتِها، بما هي فنُّ إدارةِ المجتمعات. شِرعةُ الاتِّحادِ الأوروبيِّ سنةَ 2000 نَصَّت على أنَّ «الثقافةَ بوجهِها التعدديِّ هي حقٌّ أساسيٌّ لكلِّ مواطن».

وفي عزِّ القصفِ النازيِّ على بريطانيا بين أيلول 1940 وأيار 1941، أَنشأَ رئيسُ الحكومةِ ونستون تشرشل «مجلسَ تشجيعِ الثقافةِ والفنون» لئلّا يَنسى الشعبُ الثقافةَ أثناءَ الحرب، ووَضَع له شعارًا: «الأفضلُ لأكبرِ عدد» (The Best for the Most)، وأوكَل رئاستَه إلى عالمِ الاقتصادِ السياسيِّ جون كينْز (John Keynes). ومن هذا الموقِع خَطّطَ تشرشل وكينْز مستقبلَ بريطانيا الاقتصاديّ والسياسيّ.

حين تسلّمَ الجنرال ديغول، وهو كاتبٌ عظيم، رئاسةَ فرنسا طَلب من رفاقِه الراغبين في العملِ السياسيِّ أنْ «يقرأوا كُتبًا ويَكتُبوا مؤلَّفاتٍ ويصنعوا مستقبلَ الأمَّةِ الفرنسيّة».

أمّا نابوليون فكتبَ رواياتٍ ورسائلَ أدبيّةً ووضَع مذكّراتِه في منفاه. والإسكندرُ المقْدونيُّ كان يَحتفِظُ بـــ«إلْياذةِ هوميروس» وهو يَخوض الحروبَ، ومِن أساطيرِها يَستمِدّ ُالعزمَ والمعنويّات. وفي لبنان تَميّز كبارُ سياسيّيه، عليهم الرحمةُ وإليهم الحنين، بِحسٍّ ثقافيٍّ قراءةً وكِتابةً وخَطابة.

أذكُرُ يومَ زُرتُ الرئيسَ ميشال عون بعد أسابيعَ على انتخابِه، ونَصحَني بالتفرُّغِ للكتابةِ لأنّني ـــ على حدِّ تعبيرِه ـــ أَمتلِكُ هذه الموهبةَ وأتمتعُ بأسلوبٍ خاصّ. شَكرت إطراءَه الوِدّيَ، وقَدّرتُ نُصْحَه الأبويَّ وعَمَلت به. عَساه غيرَ نادمٍ على نصيحتِه.

نَفتقِرُ منذ زمنٍ إلى ثقافةِ السياسةِ اللبنانيّةِ وإلى سياسةِ الثقافةِ اللبنانيّة. لذا تسيرُ الدولةُ بدون قوّةٍ دفعٍ من جِهةٍ، وبدونِ كوابحَ من جهةٍ أُخرى. ما هي القيمُ المرجِعيّةُ في العملِ السياسي؟ ما هي قاعدةُ التفكيرِ لدى المسؤولين؟ ما هي معاييرُ المسؤوليّةِ في الشأنِ العام؟ ما هي أُسسُ استشرافِ المستقبل؟ لقد وضَعَت الدولةُ موازنَتها الماليّة، لكنّها تتحرّك سياسيًّا على القاعدةِ «الاثْني عشريّة». كلُّ يومٍ بيومِه، وكلُّ يومٍ وصَفْقتُه معه. لو وُجِدت مؤسّساتُ تصنيفٍ سياسيّةٌ على غرار «موديز» و»فيتش» و»ستاندر آند بورز» لكان تَصنيفُ لبنانَ السياسيِّ أسوأَ من تصنيفِه الاقتصاديّ.

قد يُجيز السياسيّون في دولٍ أُخرى إعفاءَ أنفسِهم من عناءِ الثقافة، لكنَّ السياسيّين في لبنان مُلزَمون بالثقافةِ، ولو تَبرُّجًا. الثقافةُ هي هُويّةُ لبنان، وحقُّ الشُفْعةِ أن يكونَ بلدُ الأبجديّةِ بلدَ الثقافة. وحقُّ السببيّةِ أن يكونَ بلدُ الثقافةِ بلدَ الحريّة. مرتكزاتُ الثقافةِ اللبنانيّةِ ثلاثةٌ: الروحانيّةُ بما تَعني من أديانٍ وقيمٍ وإنسان، التاريخُ بما يَعني من نضالٍ لأجلِ الأمنِ والحريّةِ والاستقلال، والكيانُ بما يَعني من ذاتيّةٍ تعدديّةٍ نَموذجيّةٍ متفاعِلةٍ مع المحيطِ والعالم. نشأ لبنانُ ليكونَ وطنَ الثقافة. ومثقَّفون هُم الّذين أسَّسوا لبنان. وبقدْر ما لبنانُ بلدُ الثقافةِ والحريّةِ هو بلدُ المسيحيّين والمسلمين. لا قيمةَ إضافيّةً لمسيحيّي لبنانَ ومسلميه من دون خصوصيّتِهم الثقافيّة. الثقافةُ تُعوِّض للصيغةِ اللبنانيّةِ ما لم تُؤمنْه الديانتان لها: المدنيّةُ المجتمعيّة.

لبنانُ قوميٌّ ثقافيٌّ. ليس قوميًّا مسيحيًّا أو إسلاميًّا، ولا قوميًّا سوريًّا أو عربيًّا. وحين يكون وطنٌ قوميًّا ثقافيًّا يَحتضِن جميعَ هذه القوميّاتِ التاريخيّةِ وغيرَها. الجبلُ يَرْشَحُ ثقافةَ العنفوان، والسهلُ ثقافةَ الخِصب، والبحرُ ثقافةَ الاكتشاف، والساحلُ ثقافةَ الانفتاح، والقريةُ ثقافةَ التُراث، والمدينةُ ثقافةَ التفاعُل، وكلُّها تَقْطُـرُ ثقافةَ الحرّية.

أَثبتَت التجربةُ اللبنانيّةُ أنّه كلّما تراجعت الثقافةُ في لبنان صار لبنانُ بلدَ الآخَرين. يُمسي يُشبِهُهُم. وكلما ارتفعَ مستواها سادَ الرُقيُّ والديمقراطيّةُ. أصبَحنا مِثلَه.

الولاءُ للبنان يَمرُّ في الولاءِ للثقافة. ويَخطُر على بالي أنْ نُجرِّبَ مداواةَ مشاكِلنا الوطنيّةِ بالحلولِ الثقافيّة بعدما فَشِلَت الحلولُ السياسيّة. وأَثبتَت التجربةُ أيضًا أنْ كلّما زَرعنا حبّةَ الثقافةِ في الشعب، نَبتَت في الدولة.

المواطنُ المثقَّفُ يحترمُ قانونَ الدولة، والدولةُ المثقَّفةُ تحترم عقلَ المواطن. لكن أنّى للدولةِ اللبنانيّةِ أن تحترمَ عقلَ المواطِن إذا كان عددٌ وافرٌ من مسؤوليها من دون ثقافة. وأنّى للمواطنين اللبنانيّين أن يحترِموا قانونَ الدولةِ إذا كانوا لا يؤمنون بها. وحدَها الأنظمةُ التوتاليتاريّةُ تَفرِضُ على مواطنيها احترامَ القوانين من دونِ إيمانٍ بها ومن دونِ احترامِ عقولِـهم. هل بَلغْنا في لبنانَ هذه المرحلةَ ولا يَدري بها الشعبُ والحكّام لا أظن، لكنّنا، بالتأكيدِ، وَلَـجْنا «أوليغارشيّةً» عائليّةً بعد «أوليغارشيّةٍ» ميليشيويةٍ من دون حياءٍ أخلاقيٍّ وحِشْمةٍ وطنيّة.

لم يَسقُط لبنانُ عسكريًّا. رَبِح جميعَ الحروب. قاومَ المحتلِّين، هزَمَهم، طَردَهم، وانتصَر. لكنّه خَسِرَ معركةَ الثقافةِ. ومَن يَخسَرُ هذه المعركةَ يَخسَرُ الحربَ ولو ربحَ سائرَ المعارك. منذ أربعينَ سنةً ولبنانُ يَسقُط كلَّ يومٍ ثقافيًّا وحضاريًّا. انْــحَطَّ المستوى العامُّ وفَقدَت حَدْسَها الحواسُّ. سَفَلَت السياسةُ وإدارةُ الشأنِ العامّ.

في شبابِنا كنّا نَترَّقب خُطَبَ النوّابِ ومقالاتِ الصحافيّين وحِوارات أهلِ الرأي لنَتثقّفَ. كانت ثقافةً متنقِّلةً، فصارت اليومَ، بجزءٍ كبيرٍ منها، شتائمَ متنقِّلَة. كانت الثقافةُ في لبنانَ حالةً متألِّقةً وأمْست لمحةً مُكْفهرّة. الإشكاليّةُ أن سقوطَ الثقافةِ يَجرُف في طريقِه الحريّة. بغيابِ الثقافةِ تَفقِدُ الحرّيةُ رفيقةَ دربِها، وبالتالي، توازنَها وتهذيبَها ورُقيَّها. صحيحٌ أنَّ الحرّيةَ قيمةٌ قائمةٌ بذاتِها، لكنْ، مُجرَّدُ أنْ يمارسَها المواطنُ تُصبح شَراكةً مع الآخرين وتَخضَع للقوانينِ والآدابِ واللياقاتِ والقيم. الحريّةُ مطلَقةٌ في التعبيرِ عن الذاتِ، لكنّها نسبيّةٌ في التعبير عن الآخَر.

في دولةٍ ديمقراطيّةٍ يُسيء المواطنُ إلى الحرّيةِ بسوءِ استعمالِها، كما في دولةٍ ديكتاتوريّةٍ يُسيء الحاكمُ إليها بمنعِ ممارسَتِها. إن المواطنَ الـمُدجَّجَ بالحرّيةِ والمنزوعَ الثقافةِ ـــ أي القيمِ ـــ يُحوِّلُ الحرّيةَ حالةً مِزاجيّة. لا تستطيعُ الحرّيةُ أن تُعاديَ الثقافة.

من هنا، حاجةُ لبنان إلى سياسةٍ يَجرُّها جَوادان: الحرّيةُ والثقافة، ويَسيران إلى وُجهةٍ ذاتِ هدفٍ واحدٍ: استعادةُ هُويّةِ لبنان. هوذا مشروعُ مقاومةٍ لبنانيّةٍ جديدة: افتَح كتابَك وقاوِم.

 

الحريري العائد قوياً أميركياً.. بما يرضي حزب الله!

منير الربيع /المدن/19 آب/2019

أصبح بالإمكان التشبيه بين الوضعين اليمني حالياً واللبناني منذ ثلاث سنوات. وكل المؤشرات في المنطقة، تدلّ بأن ما يحدث لم يكن مجرّد صدفة، ولا يخرج عن سياق يتم رسمه بعناية. التسوية الرئاسية التي أنجزت قبل ثلاث سنوات، وأهدت انتصاراً لحزب الله، لم يكن مجرّد تطور محلي على هامش أحداث المنطقة. فثمة ما يشبهها يحصل في اليمن هذه الأيام، من خلال اللقاء الذي عقد بين سفراء دول أوروبية مع الحوثيين في طهران. بمعنى أن المجتمع الدولي أصبح يفاوض الحوثيين بشكل مباشر على مستقبل اليمن. وهذا إنجاز جديد حققته إيران لصالحها. تماماً كما كانت التسوية الرئاسية اللبنانية مناسبة لإعلان إيران إتمام سيطرتها على أربع عواصم عربية.

اللقاء الودّي

لقد تمّت التسوية الرئاسية اللبنانية كنتاج مفاوضات غير مباشرة إيرانية أميركية. وكانت المملكة العربية السعودية حاضرة فيها نوعاً ما. اليوم، كل المفاوضات التي تجري في لبنان تبدو المملكة العربية السعودية غائبة عنها، باستثناء مشهد زيارة رؤساء الحكومة السابقين إليها، والذين لم يحملوا معهم أي دعم ملموس أو حقيقي في السياسة. والمعنى الوحيد من خلف مشهدهم في الرياض، هو تحذير الحريري من استمراره بنهجه التنازلي. لكن الرد على صورة رؤساء الحكومة السابقين في المملكة، جاء – ويا للمفارقة - من قبل الإدارة الأميركية، عبر الأهمية التي اكتسبتها زيارة الحريري إليها، واللقاءات التي عقدها سرّاً وعلناً، وأبرزها ما تجلى بزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لمزرعة الحريري الخاصة بالقرب من واشنطن. تمثّل الزيارة، وما حملته من لقاء ودّي اتخذ طابعاً عائلياً، رسالة أساسية أراد الأميركيون إيصالها إلى اللبنانيين، أن من يريد منهم أي مطلب فعليه مراجعة الحريري. يقول الأميركيون إن الحريري يحظى بدعمهم في لبنان، وهو الرابط المباشر لعلاقتهم هنا. وأنه المخول في هذه العلاقة، وترتبط به كل الملفات العالقة. وهذا دعم فائق يحظى به الحريري من الإدارة الأميركية، لا يخلو من الحماية السياسة والمعنوية، ويعيد للرجل الكثير من الاعتبار ردّاً على سياسات كثيرة مورست بهدف النيل منه.

النهج الأميركي والاستقرار

وعليه، لا يزال الحريري يمثّل حاجة لبنانية صرفة، وعربية في بعض القضايا، ودولية في أبعاد عدة، وخصوصاً أميركياً. هذه الحاجة التي يمثلها لعدد من الدول، تعطيه دفعاً قوياً في استمراره بسياسته وبقائه في موقعه وتحصينه. لكن ما يتوجب فعله هو الفصل بين ما يمثله، وبين السياق السياسي الذي ينتهجه. بمعنى أن الاحتضان الأميركي له ودعمه، لا يعني أن المسار السياسي للرجل صائب أو يحظى برضى من كان يعارضه على سياسته. وهنا السر في كل التطورات التي يشهدها لبنان. بالنسبة لبعض المتحمسين، فهم يعتبرون أن موقف الحريري بالدفاع عن وليد جنبلاط وإلى جانب القوات اللبنانية، قد يمثل استعادة لمرحلة 14 آذار. وهذه بحد ذاتها قراءة خاطئة لمجريات الأحداث. خصوصاً أنها تنطلق من قراءة الظاهر في زيارة بومبيو وسلوكه الودّي، على أنها تعبير عن مطالب أميركية متشددة تعهد الحريري بتنفيذها. لكن الصورة الحقيقية تبدو مختلفة بالنظر إلى تطورات اليمن، الخليج، العراق، وسوريا، والتي لا تزال طهران تراكم المكاسب فيها على حساب خصومها، وتستدرجهم إلى خانة الحوار معها رضوخاً لما تفرضه من شروط. يعرف الأميركيون أن ما عجزت عنه دول عربية مجتمعة في مواجهة إيران وحزب الله، لن يقوى عليه الحريري وحده في لبنان، ولذلك لا يمكن اعتبار أن هذا الود والحفاوة التي أحيطت بزيارته ترتبط بشروط فرضت عليه. ولأن ما جرى في تشرين الأول 2016 كان بدعم أميركي إيراني، فإن إستمرار هذه التسوية بشروطها وميزانها يتواءم مع النهج الأميركي ذاته، بمعزل عن كل الكلام عن عقوبات وإجراءات. ما يهتم به الأميركيون في لبنان واضح، ترسيم الحدود، النفط، حماية أمن إسرائيل. وترتبط كلها بمساعدات تحصل عليها الدولة اللبنانية، وتوفير الاستقرار. ويعرف الأميركيون أيضاً، أن أي انجاز لهذه الملفات لا يمكن أن يتم من دون الاستقرار السياسي، ومن دون حدّ أدنى من التفاوض والتوافق مع حزب الله.

وساطة التفاوض

وهذا ما أراد له الأميركيون أن يتعزز بواسطة الحريري ومعه، عبر القول أنه "وكيل" التوجهات الدولية في لبنان، ويمثل حاجة لمختلف القوى اللبنانية لديمومة علاقة لبنان مع الخارج، وربما لإيكاله دوراً أساسياً في التفاوض المباشر أو غير المباشر مع الحزب. هكذا يصبح الوسيط بين لبنان المنتصر فيه حزب الله، وبين المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، تماماً كما الدور الذي لعبه سابقاً رفيق الحريري نيابة عن النظام السوري في علاقاته الدولية. الدفع القوي الذي مُنح للحريري من خلال زيارة بومبيو إلى مزرعته الخاصة، لاقاه أيضاً دفع معنوي آخر سري، من خلال لقائين عقدهما الرجل مع جون بولتون وجاريد كوشنير. هذان اللقاءان تركزا للبحث بالنقاط الآنفة الذكر، حول ترسيم الحدود والنفط، ووضع حزب الله وإيران. وبنتيجتهما، فإن الحريري سيعود بقوة إلى المشهد الداخلي. لكن هذه القوة لن تؤدي إلى إضعاف خصوم الولايات المتحدة الأميركية، إنما ستتكامل معها.

 

الإقتصاد في مهبّ العقوبات

سامي نادر/نداء الوطن/19 آب 2019

لم يخرج لبنان من عين العاصفة التي تدور في الإقليم. أمنه واقتصاده منكشفان على الصراع الدائر مع إيران. إصطفاف «حزب الله»، أحد مكوناته الحكومية الأساسية، كلياً إلى جانب إيران وانخراطه في معارك في الإقليم لصالحها يشكل السبب الرئيسي لسلة العقوبات التي تطاله والتي تقود إلى حد بعيد إستراتجيات الحكومة كافة، بما فيها سيدر، للخروج من الأزمة. هناك طبعاً من يقلل من وقع تلك العقوبات على الإقتصاد، ويأخذ على خصوم «حزب الله» توظيف العامل الإقتصادي لأغراض سياسية، وهناك أيضاً في المقلب الآخر من يروج لنظرية «المؤامرة على «حزب الله» ويعتبر العقوبات وتقارير المؤسسات الدولية بما فيها وكالات التصنيف بشأن لبنان، جزءاً من مخطط خبيث تقوده واشنطن وحلفاؤها من أجل الضغط على «حزب الله» ومن خلاله على إيران على قاعدة أن هذين الأخيرين يستفيدان من المنصة اللبنانية كقاعدة لتنظيم وتمويل نشاطها في الإقليم.

والحقيقة أن العقوبات ليست العامل الضاغط الوحيد على الإقتصاد ، وليس من المنطقي تحميل «حزب الله» وحده أوزار مشاكل بنيوية يعاني منها الإقتصاد نتيجة عقود من الإدارة السيئة والتي أدت إلى تفاقم الدين والهدر واستشراء الفساد.

ولكن ولنقلها بصراحة، العقوبات وسياسات «حزب الله» لا سيما تلك المرتبطة بسلاحه، كانت وما زالت تشكل قيداً خانقاً على الإقتصاد وسبباً رئيسياً لتراجع مستوى الثقة في الإقتصاد اللبناني كما وشكلت عاملاً حاسماً في تراجع الإستثمارات الخارجية، وانكماش السياحة وتراجع الصادرات. قطاع الإنتاج ما زال يلملم حتى اليوم آثار الأزمة التي نشبت بين «حزب الله» ودول الخليج والتي لم ترَ طريقها إلى الحل لا بل على العكس تماماً.

أما المصارف اللبنانية فهي عالقة بين نارين، نار العقوبات وضرورة الإمتثال لها، ونار «حزب الله» وانتقاداته للمصارف، كي لا نقول حملاته التهويلية عليها بين الحين والحين. ناهيك عن التعقيدات الإدارية التي أثقلت المعاملات المصرفية والنقدية نتيجة شروط الإمتثال التي فرضتها الخزانة الأميركية. وليس سراً أن تلك العقوبات وخلفياتها تشكل عنصراً أساسياً في تقييم مخاطر لبنان السيادية وبالتالي تصنيفه الإئتماني. التبدلات على الساحة الدولية تشير إلى أن مسار هذه العقوبات على تصاعد. الإدارة الأميركية ترى في هذه الوسيلة ورقة ضغط فعالة على إيران. في ما خص الأطراف الأوروبية، هناك من بدأ يحذو حذوها مثل بريطانيا التي أنهت سياسة التمييز بين الجناحين العسكري والسياسي لـ»حزب الله»، أما سائر الأطراف الأوروبية الأخرى وكلها من عرابي «سيدر» فتتعرض لضغوط من قبل واشنطن من أجل الإصطفاف في استراتيجية المواجهة والضغوط القصوى على إيران. ...تجاه هذا المشهد لا خيار للبنان سوى الحياد عن الصراع في الإقليم...ولم تكن أحداث الجبل الأخيرة خطوة في هذا الإتجاه.

 

حول النفايات الطائفية وطائفة النفايات

مصطفى علوش/نداء الوطن/19 آب 2019

الفصل 48 من كتاب عواصف في ذاكرة

أبولو: "انتقل الجدل الطائفي إلى المدارس والجامعات، ومن ضمنها مدرستنا حيث الإنقسام كان واضحاً بين التلامذة حسب أسمائهم!"

من كان اسمه أحمد أو محمود أو عمر مثلاً، كان يؤيد العمل الفدائي انطلاقاً من لبنان، أما من كان اسمه طوني أو جورج أو ضومط فقد كان ضد العمل الفدائي. الإشتباه كان يقع مع أصحاب الأسماء المحايدة مثل ربيع أو جميل أو سليم، خاصة إن كانت أسماء عائلاتهم ملتبسة أيضاً. يصبح الإستدلال عندها مبنياً على مكان السكن أو اسم القرية، فإن كان من بشرّي مثلاً فهو ضد المقاومة، وإن كان من سير الضنية فهو على الأرجح معها. كان الجدل مضبوطاً بصرامة بعصا البونا بطرس، ولم يصل وقتها إلى مرحلة الصدام إلا نادراً، والعقاب كان كالمعتاد بالجلد على راحة اليد.

الوضع كان أخطر في الجامعات في بيروت حيث كان الجدل أكثر عنفاً، وفي بعض الأحيان دموياً. أصبحت الجامعة اللبنانية، على وجه التحديد، منبراً للأحزاب ومسرحاً للنشاط السياسي، ولم تنج حتى الجامعتان الخاصتان العريقتان مثل الجامعة الأميركية والجامعة اليسوعية من هذا الحراك.

أذكر أن الإلتزام السياسي للشاب في تلك الأيام كان مرادفاً لاعتراف زملائه بوجوده. أما الحياد أو الإعتدال فكانا نوعاً من التخنّث المعنوي ومدعاةً للتهكم الجارح من قبل الرفاق. دفع ذلك الكثيرين للإنتماء والتمترس وراء مجموعة ما لتفادي العزلة وللإستقواء بالرفاق، بغض النظر عن مدى الإقتناع بالنهج السياسي أو المسار العملي للمجموعة. لا يمكن طبعاً حصر مسألة الإنقسام في المجتمع اللبناني يومها بأسباب نفسية واجتماعية فحسب، فالواقع هو أن جملة من المؤشرات السياسية المحلية والإقليمية والعالمية كانت تشي بأن الأمور سائرة في لبنان إلى الكارثة عاجلاً أم آجلاً. كان ذلك في ظل تشوهات واضحة في النظام السياسي البرلماني في لبنان الذي لا يشبه شيئاً في العالم الديموقراطي بسبب التقسيم الطائفي، كما أن امكانية تفاعل التجربة الديموقراطية في لبنان مع محيطه كانت معدومة مع إسرائيل بسبب العداء ومستحيلة مع سوريا بسبب الإنغلاق السياسي الذي تسبب به نظام البعث فيها. يُضاف إلى ذلك الصراع المستمر على المستوى العالمي الذي سُمي الحرب الباردة بين الرأسمالية والشيوعية، واستمرار التعقيدات في وجه الحلول للقضية الفلسطينية مع ما أنتجه من لجوء فلسطيني إلى لبنان أدى إلى الإخلال بالتركيبة السكانية الطائفية.

الغريب المضحك هو أن الإنقسام انسحب أيضا ليتمحور حتى حول الإنجازات الفضائية. كان إنجاز "أبولو" و"نيل أرمسترونغ" عندما حط على القمر ضحيةً لهذا الأمر!

هذا الإنجاز الذي اعتُبر "خطوة هائلة للبشرية"، اعتُبر نكسةً لمؤيدي المقاومة الفلسطينية لأنه سُجل في خانة الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي الإمبريالية الداعمة لإسرائيل، في حين كان يحسبه أعداء المقاومة انتصاراً باهراً على الشيوعية الداعمة للعروبة والإسلام؟"

أردت أن أذكر هذا الفصل من رواية لن تنشر على الأرجح، ففيها الكثير مما يفضح، ولكن من المفيد اليوم التذكير بأن منطق الطائفية غير محصور بموضوع دون غيره، ولا يمكن بالتالي فصل قضية مكب النفايات عن الإستخدام الطائفي، أو استحضار الطائفية لتسويغ وجهة نظر فريق في مواحهة الآخر.

فحين نصر على النظام الطائفي وندخله في مسألة وظائف الدولة والناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية وفي الجدل المستجد حول تفسير المادة 95 من الدستور، ستبرز مسألة النفايات لتصبح مجرد إضافة منطقية في بلد لا يزال منطق العشائر يحكمه. صحيح أن قضية النفايات الأخيرة لا علاقة لها بطائفة النفايات، فنصف تلك النفايات من مناطق أكثريتها من المسلمين، لكن الجدل المتمادي في وسائل التواصل الإجتماعي التي تخطت بأشواط مواهب الزعامات العشائرية والمناطقية والطائفية، استدرجت تلك الزعامات إلى ساحة الشعبوية من أبواب عدة، ومن ضمنها الباب الطائفي، فهو الباب الأسهل الذي تربينا عليه ونشأنا على أصوات مدافعه ومتفجراته ومجازره وتهجيراته. لذلك ليعذرني وزير بيئتنا الشاب لأن النفايات بالتأكيد طائفية طالما أن الرئاسات طائفية والوزارات طائفية النيابة طائفية، والوظيفة في الدولة التي حاولت التحرر من الطائفية، عادت وأدخلت عنوة في المحظورات الطائفية من باب "مقتضيات العيش المشترك!"، أي أن أهم أسباب تدمير العيش المشترك وهو تقييد رزق الناس بالقيد الطائفي، يصبح بالنسبة لبعض الأغرار في السياسة والإجتماع من مقتضيات العيش المشترك! هذا إذا افترضنا جدلاً أن سوء التقدير وليس خبثه هو السبب.

لكن، وبغض النظر عن الجدل الطائفي، وبغض النظر عن المستفيد والمتضرر من قضية تربل الأخيرة، كيف للمواطن، بغض النظر عن طائفته، أن يثق بوعود من أي مسؤول في الدولة، وبغض النظر عن طائفته، بأن المكب صحي ومؤقت، فلطالما خابت الظنون بالوعود والتطمينات، ولطالما أن كل شيء في الدولة كان، ولا يزال، حلولاً عشوائية من دون تخطيط أو رؤية، مجرد قرارات مترددة وملتبسة، تأتي على وقع المصيبة عندما تقع، رغم معرفتنا لسنوات، وعقود، بأنها واقعة لا محالة.

 

التعيينات الدرزية: "صراع الأحجام" خارج مجلس الوزراء

كلير شكر/نداء الوطن/19 آب 2019

تشحذ القوى السياسية سكاكينها تمهيداً لدخول "سوق" التعيينات الإدارية. تعد الحكومة، ومن خلفها العهد، بالشروع في أكبر ورشة تعيينات تشهدها الإدارة اللبنانية منذ عقود، إذا ما نجحت مكوناتها في عبور معمودية الخلافات والصراعات على "حبة" عضو من هنا، و"ورقة لوتو" مدير عام، من هناك.

حتى الآن، تبدو الأولوية للتعيينات القضائية حيث ينتظر أن تكمل الحكومة ما بدأه مجلس النواب في اختيار حصّته من تعيينات المجلس الدستوري، على أن تكون الخطوة التالية مخصصة لتعيينات نواب حاكم مصرف لبنان، خصوصاً اذا ما استمر الخلاف حول النائب الدرزي مقابل عدم ممانعة بقية القوى في التمديد للأعضاء الثلاثة الآخرين. إلا أنّ تكريس التغيير في المركز الدرزي، كما يقول أحد الوزراء المتابعين للملف، سيفرض تغييراً في هوية شاغلي المواقع الثلاثة الأخرى: النائب الأرمني، النائب السني والنائب الشيعي. وبالتالي، القاعدة التي ستسري على أحدهم، ستسري حكماً على البقية.

من هذا المدخل بالذات، بدأ البحث في بعض الغرف المغلقة بشأن التعيينات الدرزية، حيث، "شهية" خصوم رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، أي رئيس "الحزب الديموقراطي" طلال ارسلان ورئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب، مفتوحة على مشاركة المختارة في تسمية "رجالات" الدروز في الادارة العامة. من واشنطن، علا صوت رئيس الحكومة سعد الحريري محذّراً من "الدق" بجنبلاط، مع أنّ أزمة البساتين انتهت إلى مصالحة خرج منها الزعيم الدرزي أقوى مما كان. ولم يفهم من كلام الحريري الآتي من خلف المحيط، إلا كونه تحذيراً استباقياً لما يمكن أن تنتجه طبخة التعيينات، خصوصاً وأنّ ارسلان ووهاب ينتظران الزعيم الدرزي على الكوع وسيبذلان جهداً استثنائياً لكي لا يفوتا فرصة يعتقدان أنّها "ذهبية".

عملياً، يعد ارسلان ووهاب نفسيهما بثلث التعيينات الادارية، تكريساً لما يعتقدانه تمثيلاً لهما في الحكومة والذي يعبّر عنه الوزير صالح الغريب. ومع اختتام مسلسل أحداث الجبل على مصالحة حملت في طياتها تسوية مكتومة الصوت، يسعى خصوم جنبلاط إلى استثمار "مشهد النهاية" لأزمة البساتين، على نحو يدعم موقفهم على طاولة مجلس الوزراء حين ستشرّع أبوابها لاستضافة أطباق التعيينات، الواحد تلو الآخر.

في هذا السياق، يؤكد مصدر بارز في قوى الثامن من آذار أنّ ارسلان ووهاب محصنان بدعم حلفائهما، وتحديداً رئيس الجمهورية، "التيار الوطني الحر" و"حزب الله". فيما تضيف المعلومات انّ الوزير السابق وئام وهاب سبق له أن التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وفاتحه في المسألة أكثر من مرة، وقد وعده بري في الوقوف إلى جانبه وجانب ارسلان في حصتيهما من كعكة التعيينات.

ومقابل تأكيد خصوم جنبلاط تأمينهم أكثرية عددية في مجلس الوزراء تسمح لهم "بشطر" الكوتا الدرزية بينهم وبين "الحزب التقدمي الاشتراكي"، إلا أنّهم يشددون، كما تشدد مصادر قوى الثامن من آذار، على أنّ أيّاً من التعيينات لن يبتّ إلا بالتفاهم بين مكونات الحكومة، خصوصاً وأنّ الحريري حريص على إبعاد كأس التصويت المرّ عن مجلس الوزراء، وهو بالتالي سيعمل على حياكة التفاهمات قبل ولوج عتبة مجلس الوزراء.

ما يعني، أنّ طاولة مجلس الوزراء لن يسمح لها بأن تشهد معركة غالب ومغلوب في هذا الشأن، مهما تعاظمت دفاعات خصوم جنبلاط.

حتى الآن، لا تزال الصورة ضبابية، بمعنى أنّ ارسلان ووهاب لم يحددا المواقع التي سيحاولان اقتناصها من درب جنبلاط. كل ما قاما به حتى الآن هو وضع جردة بالمواقع المستهدفة: ستة مواقع فئة أولى، وأكثر من عشرين عضواً في مجالس الإدارة والهيئات الناظمة.

بالنتيجة، سيحاولان الخروج من مولد التعيينات بموقعيْن اثنين من الفئة الأولى وما يمكن تحصيله من أعضاء مجالس الإدارة. أما أبرز الشواغر في الفئة الأولى فهي: قاضي التحقيق العسكري في المحكمة العسكرية (شاغر بعد استقالة القاضي رياض ابو غيدا)، نائب حاكم مصرف لبنان، المدير العام للجلسات واللجان في مجلس النواب، المدير العام لوزارة الصحة، المدير العام للمهجرين (يشغله بالوكالة أحمد محمود منذ العام 2002)، قائد الشرطة القضائية (سيحال نهاية العام إلى التقاعد).

حتى الآن، لا ضمانة في أنّ ارسلان ووهاب سيتمكنان من إدارة هذا الملف تفاهمياً، ولا ضمانة أيضاَ في تسلحهما بتصلّب حلفائهما. كل ما يمكن الإشارة إليه في هذه اللحظة هو محاولتهما لتجيير نيابة حاكم مصرف لبنان إلى حصّتهما، وعدم السماح بتعيين قائد جديد للشرطة القضائية بلا توافق. مقابل الحماسة التي يبديها دروز الثامن من آذار لاقتحام ساحة التعيينات، لم يقل جنبلاط كلمته. لا اعتراضاً ولا قبولاً. لكن مصادر قوى الثامن من آذار تفيد أنّ ثمة موافقة ضمنية أبداها "البيك" خلال مفاوضات أحداث الجبل، بالسماح لخصومه بمشاركته "كعكة التعيينات". لكن نسبة المشاركة لا تزال قيد الدرس والنقاش.

 

طهران واشنطن... المراوحة والأثمان المؤجَّلة

سام منسى/الشرق الأوسط/19 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77672/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%b7%d9%87%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a7%d9%88%d8%ad%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ab%d9%85/

يلفت المتابعَ لعناوين نشرات الأخبار خلال الأسبوع المنصرم شبهُ غياب الأزمة الإيرانية الأميركية عن الصدارة إلى العنوان الأخير أو ما قبل الأخير. فمعظم العناوين تخطّت الاتفاق النووي والتدخل الإيراني في المنطقة لتتمحور حول احتجاز البواخر، وآخرها الأنباء حول الإفراج عن الناقلة الإيرانية المحتجزة في جبل طارق، بما يؤشر إلى سياسة الاحتواء تجاه إيران من قِبل الدول الغربية بعامة والأوروبية منها بخاصة.

على الرغم من التوتر السائد في مضيق هرمز، يشي مسار التطورات الأخيرة بأن حال المراوحة أو كما وصفها بعضهم بحال الوقوف «على عتبة الحرب»، وصلت إلى حال من تعايش الأطراف المعنية مع الأوضاع الجديدة، كلٌّ على طريقته: واشنطن تواصل بهدوء حرب العقوبات الاقتصادية، والأوروبيون على اختلافهم لن يقطعوا حبل التواصل مع طهران، وهذه الأخيرة تبدو وحسب أكثر من مراقب قادرة على الاستمرار في المكابرة. أما الدول العربية، فهي الصامت الأكبر. يمكن اختصار الوضع اليوم كالتالي: إيران تفعل، وممارسات الأطراف المواجهة لها تقتصر على ردود الفعل وسياسة الاحتواء، بما يفيد بأن المراوحة ستكون سمة المرحلة المقبلة. فالدول الغربية ترسل أساطيلها إلى مضيق هرمز لحماية الحركة البحرية من التهديدات الإيرانية المتصاعدة والمتكررة، وفي المقابل تواصل إيران حروبها السياسية والعسكرية في الإقليم عبر وكلائها وتنفيذ تهديدها بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم وتفعل ما في وسعها للالتفاف على العقوبات الأميركية.

في اليمن الحرب مستعرة وما من مؤشرات على تراجع إيران عن دعم الحوثيين، وأصدق تعبير هو الرسالة من عبد الملك الحوثي التي سلمها وفد من الحوثيين للمرشد الإيراني علي خامنئي، خلال اجتماع في طهران. وفي سوريا، تؤكد الأخبار مشاركة الميليشيات الإيرانية في أشرس معارك الحرب السورية على جبهة إدلب وشمال البلاد. أما في الجنوب السوري، فتقول التقارير المنشورة في الصحافة الإسرائيلية إن روسيا فشلت في تحقيق وعدها بإبعاد الإيرانيين وحلفائهم عن هذه الجبهة، ما دفع بأكثر من معلق إسرائيلي إلى انتقاد سياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فاعتبر كايل أورتون في «هآرتس» أنه عرّض إسرائيل لأضرار وأخطار كبيرة جراء سياسته تجاه الأزمة في سوريا بعامة، والوجود الإيراني في جنوبها بخاصة كما تصديقه الوعود الروسية.

أما في لبنان، فيواصل «حزب الله» تحصين موقعه داخلياً ويتوعد قادته بإبادة إسرائيل إذا شنت حرباً جديدة على لبنان، آخرهم رئيس كتلة «حزب الله» النيابية محمد رعد، الذي أكد أن الحرب المقبلة مع إسرائيل ستطال مناطق الأراضي المحتلة كافة وستحوّل مدن «الكيان المحتل» إلى مدن أشباح. وأكد كلامه القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، الذي قال إن «حزب الله» اكتسب خلال قتاله في سوريا قدرات تؤهله للقضاء على إسرائيل في أي حرب.

وفي العراق، لم يتم حتى الآن تنفيذ قرار رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، حل ميليشيات «الحشد الشعبي» المدعومة من إيران ودمجها في صفوف الجيش العراقي. موقف إيران من هذه المسألة عبّر عنه الناطق باسم الخارجية الإيرانية عندما قال إن قرار عبد المهدي لا يعني «الدمج الكلي للحشد» بل «إعادة تنظيمه»، في انعكاس لما سبق للمرشد علي خامنئي أن كرره من ضرورة «عدم التقليل من شأن الحشد».

كل ما سبق يدفعنا إلى الاستنتاج أن إيران تقرأ جيداً الرغبة الأميركية في حوار معها، حتى لا نقول مفاوضات، وذلك على الرغم من استمرار واشنطن في فرض «الحد الأقصى من الضغوط». فماذا تتوقع واشنطن من طهران وماذا تنتظر طهران من واشنطن؟ الإجابة عن هذا السؤال تقتضي الإجابة عن أسئلة أخرى:

هل سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران هي جزء من السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط؟ وإذا صح ذلك، فما هذه السياسة؟ وما الوسائل التي تنوي واشنطن اعتمادها لتطبيقها؟

تقليدياً، ما كان يحرك السياسة الخارجية الأميركية تجاه المنطقة هو النفط وأمن إسرائيل والحد من انتشار الأسلحة النووية. أما اليوم، فلم يعد ضمان مصادر النفط المحرك الأساس لسياسة أميركا الخارجية، لأسباب عدة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى ضمان أمن إسرائيل الذي تحقق بفضل التكنولوجيا وضعف الجيوش العربية التي لم تعد تشكّل خطراً عليها. وبالتالي، يمكن القول إن المحرك الثالث، أي التهديد النووي، بات اليوم محور السياسة الأميركية في المنطقة، وهذا التهديد مصدره إيران. اختصرت واشنطن سياستها في المنطقة بسياستها تجاه إيران. لعل ما كنا نصفه بالغموض والضبابية والتردد في اتخاذ القرارات تجاه أزمات الإقليم هو في الواقع قرار إرادي بدأ مع اعتماد أوباما مبدأ اللا سياسة تجاه الشرق الأوسط. واللا سياسة نحو منطقة تبدو في النهاية سياسة تقوم على غياب المصالح الاستراتيجية فيها. اليوم، ترى أميركا أنْ لا مصالح استراتيجية لها في المنطقة سوى منع النظام الإيراني من امتلاك سلاح نووي.

هذه السياسة حدد أطرها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بنقاطه الـ12 الشهيرة التي تشمل، كما جاءت، السلاح النووي، إضافةً إلى التدخل الإيراني في المنطقة. لكن بومبيو يدرك كأي سياسي كيف يرفع سقف المطالب ليحقق بعضها، وفي هذا الإطار، قد يكفي واشنطن أن يكون هذا البعض متعلقاً بكبح طموحات إيران النووية لتعدّ ذلك نجاحاً. بمعنى آخر، غض النظر عن ممارسات إيران التدخلية.

من هنا يبدو قلق حلفاء واشنطن مبرَّراً. فإسرائيل ودول الخليج العربية قرأت حقيقة اللا سياسة الأميركية تجاه المنطقة، وأن واشنطن تقارب أزماتها بـ«المفرق» وفق هدف واحد هو الوصول إلى اتفاق نووي أفضل مع إيران، وتساورها المخاوف من أن أي حوار أو مفاوضات ستغيب عنه الأدوار والتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة الداخلية، مع نجاح إيران في الإيحاء بأن ما يجري في هذه الدول هو صناعة محلية.

في هذا السياق ينبغي ألا نسيء فهم الصمت الإسرائيلي إزاء ما يجري بين واشنطن وطهران، كما عدم التعويل على سياسات رئيس الحكومة الإسرائيلي وألاعيبه. فإسرائيل تبقى صاعق تفجير محتمل إذا ما شعرت أن التسويات تشكل خطراً عليها.

المحصلة، أنه إذا قُدِّر لمثل هذا السيناريو أن يتحقق، ستكون النتيجة في أحسن الاحتمالات أقرب إلى حالة تهدئة مؤقتة منها إلى تسويات مستدامة. مع ذلك، علينا أخذ ثلاثة أمور بعين الاعتبار قد تغيّر مجرى الأحداث: أولاً نتيجة الانتخابات الإسرائيلية في سبتمبر (أيلول) القادم، وثانياً ما قد تستدرجه حملة ترمب الانتخابية في مطلع العام المقبل من مواقف وأفعال، وثالثاً إلى أي مدى ستصمد إيران في تحمل العقوبات دون ردود أفعال. ما سيتأتى عن هذه الأمور قد يدفع لإشعال الحرب الكامنة والمؤجلة، بحيث تكون حينها تكلفتها مضاعَفة. على الولايات المتحدة أن تعي أن كل خطوة لها أثمان كما يصعب غالباً تأجيلها.

 

الجنوبيون ومؤتمر جدة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/19 آب/2019

في لحظة مخيفة مضت الأسبوع الماضي وجدنا أنفسنا أمام أزمة خطيرة أخرى في المنطقة، وربما حرب أهلية أعنف في جنوب اليمن تبدأ وقد تدوم عشر سنوات. وفي هذه اللحظة الرائعة نرى أنه تم تجنبها بتغليب الحكمة من كل الأطراف. الأزمة انتهت الآن على الأقل، فالجميع ذاهب إلى جدة للبحث عن حلول دائمة، والمجلس الجنوبي الانتقالي تراجع عن استيلائه على مؤسسات الحكومة اليمنية، وأصدر بيانات أكد رضاه وقبوله بالشرعية اليمنية كما سنتها الأمم المتحدة.

الحقيقة أن الانتقالي طمأن السعوديين، وأعفى الإمارات من إحراجات كبيرة، والأهم أنه أنقذ نفسه وأهله، مواطني الجنوب، وكل المنطقة من نتائج كارثية كان يمكن أن تقودها تلك الخطوة، بغض النظر عن مبرراتها.

لكن النقاش بطبيعة الحال لن يتوقف، وقد قرأت مقالين للدكتور محمد الرميحي (في الشرق الأوسط) والدكتور سعد العجمي (في إندبندنت عربي) حول الخلاف القائم. وباختصار قد لا يفي برأيهما، هما يعتقدان أن استقلال الجنوب هو الحل الأمثل. بل إن سعوديين مثقفين أيضا يعتقدون أن المصلحة السعودية هي في يمنين أو ثلاثة وليس في يمن موحد أكبر سكاناً، خاصة أن تجربة التعامل مع يمن موحد حكمه نظام الرئيس الراحل علي عبد الله صالح عشرين عاما، كانت مرحلة صعبة ومؤذية للسعودية.

إنما من الخطورة العبث السياسي مع كيانات الدول. وأقول للصديقين المثقفين الكويتيين إن نزع الشرعية عن دولة معترف بها في الأمم المتحدة وتفكيكها يهدد كل دول المنطقة، والكويت من بينها. فالقبول بالانفصال غير الشرعي يماثل تماماً الضم غير الشرعي!

أنا، أبداً، لست ضد حق الجنوبيين الراغبين في دولة منفصلة ولا ضد قيام جمهورية جنوبية، لكن عليهم تحقيقها بالطرق الشرعية، إما بالتفاهم مع الدولة اليمنية عندما تعود مؤسساتها إلى العمل، أو الآن من خلال الأمم المتحدة. حينها كلنا سنقبل بها كدولة لكن ليس من خلال الاستيلاء. وطالما أن كثيرين يرددون أن اليمن الجنوبي أصلاً دولة شرعية، وهذا صحيح في الماضي القريب، فإن بمستطاعهم تصديق الطلاق من محكمة الأمم المتحدة، وحينها لن توجد دولة تعارضهم، وإذا وجدت لا قيمة لموقفها ولا تستطيع أن تحرم الجنوبيين هذا الحق. ونستطيع أن نمضي الأيام المقبلة نلوك الحديث عن الماضي والدولة الماضية وجذورها التاريخية ولا قيمة له. ولا يصدق أحدكم أبداً أن الجنوبيين متفقون وعلى قلب رجل واحد، ولا حتى أن المتفقين يجمعون على اسم الدولة، ولا قياداتها، ولا نظامها، هناك قيادات سياسية منافسة لركوب الشعبية وإعلان زعامتها، وهناك مكونات متباينة في الجنوب قبلية ومناطقية وهناك زعماء سياسيون وسادة وأشراف وسلاطين وتجار كلهم طامحون في الحكم. ما حدث فلتة كفى الله اليمن شرها، ونرجو أن يلتقي الفرقاء في جدة وأن يتفقوا على طبيعة العلاقات داخل الدولة، ويتركوا حديث الانفصال للمستقبل أو يحتكموا فيه في نيويورك.

 

إلغاء الجيوش لمصلحة الميليشيات

طوني فرنسيس/الحياة/20 آب/2019

لم تأت دعوة المسؤول في ميليشيا "حركة النجباء" العراقية، يوسف الناصري إلى حل الجيش العراقي من فراغ. فالحركة المذكورة جزء فاعل من ميليشيات "الحشد الشعبي" في العراق التي توالي في غالبيتها القيادة الإيرانية وتأتمر بأوامرها. وبالتالي، لا يمكن فصل حملة الناصري عن المشروع الإيراني الهادف إلى تجويف الدولة العراقية ووضع اليد عليها نهائياً.

لا تخفي إيران سعيها إلى إحلال الميليشيات التي تدعمها وتمولها محل جيوش الدول المجاورة، وهي نجحت في تثبيت خطوات أولى مهمة في هذا الاتجاه في العراق منذ الغزو الأميركي والقرار السيء الذكر بحل الجيش. وليس سراً أن النظرة الى مؤسسة الجيش العراقي كانت سلبية في الوسطين الشيعي والكردي، إذ تعرضت القيادات الشيعية في ظل نظام صدام حسين الى قمع زادته حدة الانتفاضات ضد النظام الديكتاتوري، وعانى الأكراد قمعاً تاريخياً تخللته مجازر وعمليات تنكيل. ولذلك كان مفهوماً أن يسود الحذر في علاقة الجانبين بالمؤسسة العسكرية. إلا أن التخلص من النظام السابق، قاد الى صيغة جديدة أعطت الشيعة مركز القيادة الأول، وحفظت للأكراد حقوقهم في حكم ذاتي وإقليم مستقل، فلماذا استمرار النظرة السلبية إلى الجيش؟

لماذا يواصل السياسي الشيعي العراقي موقفه السلبي السابق من جيش بلاده وهو الآن في موقع المسؤول والقائد؟ ليست المسألة في الجينات ولا في الأعراف، إنه موقف يتغذى من المفهوم الإيراني لطبيعة السلطة الجديدة ودورها في الانصياع لحاجات الامبراطورية وولي أمرها. وإيران، التي تمسك بقيادات شيعية أساسية تستميت لجعل العراق كما دول أخرى جزءاً من منطقة نفوذها، ووسيلتها إلى تحقيق ذلك هي تلك الميليشيات المنتشرة في العراق وغيره، والتي حولتها إلى فرق أمامية في حرب توسيع النفوذ والمواجهة مع أميركا.

تستند إيران في نظريتها إلى الانتشار المذهبي، لكنها تغطي هذه الحقيقة بحديث عن محور للمقاومة والممانعة تقوده عبر جهاز "الحرس الثوري" الذي يوزع المهام ويحدد الأولويات. وفي تصريحات قادة "الحرس" الأخيرة شروح وافية، فـ"الحشد" العراقي مهمته مواجهة النفوذ الأميركي في بلاد الرافدين وتهديد الحضور العربي فيها، وإذا ووجه بعراقيل لا بأس أن يطرح حل الجيش العراقي. ومهمة الحوثيين مواصلة إزعاج السعودية ووضع اليد على اليمن. أما "حزب الله" فستكون مهمته تدمير إسرائيل في حال الاعتداء على إيران، وهو ما صرح به قائد "الحرس" الإيراني حسين سلامي قبل أيام.

في القاموس الإيراني لا توجد دولة العراق بل "الحشد" الميليشياوي. ولا وجود لدولة اليمن بل للحوثي، ويغيب لبنان ودولته عند الحديث عن "حزب الله، ولا عجب أن تسود الدعوات إلى إلغاء الجيوش لمصلحة الميليشيات في زمن أقرب مما نتوقع.

 

السودان والنيل وانحسار الليل الطويل

غسان شربل/الشرق الأوسط/19 آب/2019

سموا المناسبة «فرح السودان». شعرت بشيء من الاستفزاز والاستغراب. علَّمتنا التجارب أن الفرحَ ليس مواطنه البلاد العربية. وأن تربتَنا لا ترتكب هذا النوع من الأعشاب. وأن الابتهاج في أفضل الأحوال زائر مزاجي صعب يلوِّحُ أحياناً بالمجيء ولا يجيء.

كانت التسمية غريبة فالسودان مرتبط في أذهاننا بغير مواسم الفرح وهي كانت دائماً قصيرة منذ استقلاله. لهذا كنا نعتبره بلداً سيئ الحظ. أصابته الجغرافيا منذ البداية حين جعلته موعد لقاء بين الإخفاقات العربية المفتوحة والأحزان الأفريقية الموصولة. لقد التقت على أرض السودان الخيبات العربية والأفريقية كما يلتقي النيلان الأزرق والأبيض على شفير الخرطوم. وكانت الزيارات المتكررة والحوارات مع أهل الحكم والمعارضة تعزز الانطباع أن نافذة الأمل مغلقة ولن تفتح في المستقبل القريب. وكان الوضع يجيز الكتابة عن السودان الضائع بين الانقلابات والانتفاضات. وعن عبقرية القوى السياسية السودانية في استعادة الديمقراطية ثم إضاعتها بفعل الجدل الطويل حول الدستور ومرجعياته وعلاقات المركز بالأقاليم.

وعلى مدار سنين طويلة، بدا السودان ثابتاً في آلامه لا يتزحزح. في يونيو (حزيران) 1989 سقط القصر، ومعه البلاد، في قبضة «ثورة الإنقاذ» عبر حيلة حاكها الدكتور حسن الترابي وتضمنت تعيين البشير رئيساً وإعطاء مهندس الانقلاب دور السجين. عملية تضليل بارعة أخفت الهوية الإسلامية للانقلاب وانطلت على أفراد وأحزاب ودول ومكنت صيغة الشيخ والرئيس من الإمساك بالبلاد قبل أن يتمرد الجنرال لاحقاً على الشيخ المرشد.

بعد أربعة أشهر من تولي البشير قيادة السفينة السودانية المترامية الأطراف راح العالم يتغير. ترنح جدار برلين وانهار وقفزت شعوب أوروبا الشرقية من القفص السوفياتي وتساقط «الرفاق» مع أحزابهم وحقول الأوسمة الممدَّة على صدورهم ولجأت بلاد لينين نفسها إلى متاحف التاريخ وأطلت روسيا المنهكة من الركام السوفياتي. وقيل يومها إن عصر الحكم الشمولي قد انقضى أو في طريقه إلى الأفول.

تغير العالم ولم يتغير السودان. وتوهم النظام القائم القدرة على فرض الزي الموحد على السودانيين. وتوهم أيضاً القدرة على تصديره وإضرام النار في عباءة هذا النظام أو ذاك. ولم يتردد في ممارسة أخطر الألعاب فاستضاف على أرضه رجالاً أدموا لاحقاً دولاً قريبة أو بعيدة. وحده كارلوس الشهير ذهب ضحية صفقة أبرمها الشيخ والرئيس مع السلطات الفرنسية وهكذا لا يزال كارلوس في سجنه الفرنسي ولا عزاء له غير إقامة البشير في سجن كوبر.

وعلى رغم العقوبات والتحذيرات تمسك النظام بأسلوبه الذي تجاهل التعدد السوداني وحقوق من لا يشبهه من المواطنين. وهكذا شهد العالم الطلاق بين الشمال والجنوب وخسارة السودان قسماً من شعبه وأرضه ومعظم ثروته النفطية. وفي موازاة ذلك كانت تدور كارثة دارفور والكوارث الجوالة في بعض الأقاليم.

وحين عصفت رياح «الربيع العربي» بعدد من البلدان وأطاحت ببعض من توهموا التعلق بالقصر حتى الموعد مع القبر توقع كثيرون أن يتغير السودان لكن ذلك لم يحصل. انحسر الربيع وتصاعدت حملات الهجاء عليه بفعل استيلاء الظلاميين على رياحه وظن البشير أن العاصفة ابتعدت. لكن السودانيين الذين أنهكتهم مرارات النزاع ومناورات النظام ورقصة الرئيس الاحتفالية بالعصا الشهيرة هبوا في انتفاضة سلمية عنيدة لم تنجح الأجهزة هذه المرة في تشتيتها أو الالتفاف عليها. وأدرك عدد من الجنرالات أن صلاحية نظام البشير قد انتهت فدفعوه إلى كوبر أي إلى السجن الذي كان يدفع إليه خصومه.

ما كان لهذا التغيير أن يحصل لولا إصرار «قوى الحرية والتغيير» على حلم الدولة المدنية لطي صفحة الحكم الديكتاتوري وثقافة النظام الشمولي. وما كان له أن يحدث بهذا الثمن لولا انحياز المؤسسة العسكرية إلى التغيير أو قبولها بالأمر الواقع الجديد. ولا بدَّ من الاعتراف أن السودان كان سيغرق في حرب مديدة لو تحلق الجيش حول البشير وأعطيت الميليشيات فرصة الانقضاض على الحالمين بالتغيير.

بإصرار الحالمين بالتغيير وتفهم المؤسسة العسكرية وتشجيع عربي وأفريقي ودولي وصلت البلاد، وبعد اختبارات صعبة، إلى محطة «فرح السودان». وهكذا وقّع المجلس العسكري الحاكم وممثلو الحراك الشعبي «الوثيقة الدستورية» التي تؤسس للحكم المدني عبر مرحلة انتقالية مدتها ثلاث سنوات.

لن تكون المرحلة الانتقالية سهلة. فالإرث ثقيل. يحتاج السودان إلى ما يشبه إعادة إعمار. وحلم الدولة المدنية ليس سهلاً في هذا الجزء من العالم. ومثله حلم بناء الديمقراطية واحترام التعدد وحق الاختلاف والاحتكام إلى صناديق الاقتراع في انتخابات نزيهة. موازين القوى تفرض إنجاح رقصة التانغو الضرورية بين المدنيين والعسكريين في المرحلة الانتقالية. وفي التانغو عليك أن تفهم شريكك وأن تتفهم مخاوفه وأن توقع خطواتك على خطواته. تحتاج تجربة التغيير إلى أمن لا يمكن أن توفره إلا المؤسسة الأمنية بعد تنقيتها من الكامنين والمتربصين. وعلى العسكريين الاتصاف بالواقعية نفسها لأن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء مستحيلة أو باهظة. يحتاج إنجاح التانغو السوداني أيضاً إلى سلاح الصبر. المشكلات كثيرة ومتراكمة والاقتصاد متهالك والمؤسسات مبنية على الولاء لا على الكفاءة.

استوقفتني في حفل التوقيع كلمة محمد ناجي الأصم ممثل «قوى الحرية والتغيير». وجَّه إلى المجتمع الدولي رسالة اعتذر فيها عن «غياب السودان طوال ثلاثة عقود». وفي الداخل قال: «إن السودان يسعنا جميعاً، ولا بدَّ أن نرعاه، وعلينا أن نتفق على العيش معاً في سلام رغم الاختلافات بيننا». واستوقفني أيضاً قوله: «نتطلع إلى إنهاء كل أشكال التمييز ضد المرأة، وكفالة حقوقها قانوناً».

فتح السودانيون نافذة الأمل وعليهم حمايتها بالإصرار والصبر والواقعية والتواضع. بدا «فرح السودان» عميقاً وحقيقياً كأن الشعب أضاء سلسلة من القناديل ليكون النيل شاهداً على رحيل الليل الطويل.

 

إرهاب الحوثي وصمت المجتمع الدولي

إميل أمين/الشرق الأوسط/19 آب/2019

إلى متى يستمر الصمت الدولي على جرائم وإرهاب الحوثي؟ علامة استفهام باتت تطورات الأحداث تطرحها على ساحة النقاش الدولي، لا سيما في ضوء التصعيد الأخير تجاه المملكة العربية السعودية.

كما أن السياسة لا يمكن أن تُقرأ بعيداً عن الخرائط الجغرافية، هكذا الاعتداءات الحوثية الأخيرة على المملكة لا يمكن بحال من الأحوال تفسيرها بشكل مقنع إلا في ضوء الربط مع الزمن وسياقات الأحداث وتتابعها، وفي المقدمة منها زيارة وفد الحوثي، الأيام القليلة المنصرمة، إلى طهران ولقاء المرشد خامنئي.

ذهب الحوثيون إلى إيران طلباً للمزيد من الأسلحة والدعم، هكذا بدا المشهد، وإن كانت الزيارة تحتمل الكثير من التفسيرات والتأويلات، لا سيما علاقة المشهد بالصراع الأميركي الإيراني الجاري على قدم وساق.

الرسالة التي أدركها خبراء الولايات المتحدة ومراكز استخباراتها المتقدمة تدور حول نوايا إيران توسيع المواجهة عبر الوكلاء، وربما من الأصح القول «العملاء»، في المنطقة، تحسباً لأي مواجهة قائمة أو مقبلة.

في مقدمة هؤلاء يأتي الحوثيون الذين يهددون دول الخليج من جهة، ومضيق باب المندب وحركة الملاحة في البحر الأحمر من ناحية ثانية، سواء جرى ذلك عبر الصواريخ الباليستية، أو من خلال الطائرات المسيرة من دون طيار والمحملة بالمتفجرات، عطفاً على الألغام البحرية التي تكتشف يوماً تلو الآخر.

لم تكن عملية الطائرات المسيرة ضد المنشآت النفطية السعودية في منطقة الشيبة أمراً غير متوقع في واقع الأمر، فقد كان ولا بد للحوثيين من إظهار الحضور الإيراني والذراع الطويلة لهم في اليمن المتألم، الذي يتشارع ويتصارع أبناؤه، والسبب في كل ما يجري هو إيران لا غيرها فهي تسخِّر كل الآليات من أجل تحقيق الهيمنة الإيرانية في المنطقة.

الشاهد أن التوقعات لم تطل المقام، ومن أسف على تنفيذها، غير أن الغريب والمثير، هذه المرة، أن يخرج زعيم جماعة «أنصار الله» اليمنية، عبد الملك الحوثي، ليعلن رسمياً أنها أكبر عملية تستهدف ما وصفه بـ«تحالف العدوان» منذ بداية الحرب اليمنية.

كان لا بد للحوثي من أن يظهر، وظهوره في واقع الأمر ليس إلا إعلاناً عن تدشين مرحلة جديدة من مراحل العدوان المسلح والإرهابي على الآمنين، واستهداف للمصالح الاقتصادية لدول الجوار.

التفكير الإيراني يبدو جلياً ومفضوحاً فيما بين ثنايا كلمات الحوثي، الرجل الذي يعتبر «التحالف الدولي»، الذي ذهب لدعم الشرعية، ووقف التمدد الإيراني الحوثي، بمثابة تحالف لـ«لأعداء».

عبر «تويتر»، يغرد بدر الدين الحوثي بالقول: «إن عملية سلاح الجو المسير، التي سميت عملية (توازن الردع)، تحمل رسائل مهمة لقوى العدوان»... وهنا يمكننا أن نتساءل: منذ متى كان للحوثي سلاح جو، لا سيما أن كافة القطع المتخلفة عن الصواريخ التي أطلقتها على المملكة، عطفاً على بقايا الطائرات الإرهابية المسيرة، والألغام البحرية المنفجرة، وغيرها، حملت لمسات ولمحات وطابع الصناعة في إيران؟، الأمر الذي أكدته الولايات المتحدة الأميركية في مؤتمر صحافي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

من أين للحوثيين عشر طائرات مسيرة إرهابية عالية المستوى، وغالية القيمة المالية، لتقوم بالاعتداء على مصفاة الشيبة التابعة لشركة «أرامكو» شرق السعودية؟

إرهاب الحوثي لا يتوقف عند المملكة العربية السعودية فحسب، إذ يغرد بدر الدين الحوثي ثانية تغريداً إرهابياً أكثر سوءاً، ليؤكد أن ما جرى اليوم هو درس مشترك وإنذار مهم للإمارات العربية المتحدة، ما يعني أن الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أمر حيوي وحقيقي لا بد منه في مواجهة الإرهاب الذي لم ولن يتوقف.

حين نسائل المجتمع الدولي عما يتوجب فعله أمام إرهاب الحوثي، فإننا نضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية، وفي المقدمة من هؤلاء وأولئك الولايات المتحدة الأميركية، تلك التي لم يوفرها الحوثي اليوم في تغريداته المشينة، إذ قال: «أكدنا سابقاً أن عملياتنا ستتركز على ما يعتمد عليه الأميركيون».

التغريدة الأخيرة هذه تفضح شهوات قلب الحوثي الإيرانية الهوى والهوية، التي ترى في المملكة رقماً صعباً، في المعادلة الدولية، عبر حضورها السياسي والعسكري من جهة، والاقتصادي ودورها في معادلة النفط العالمية من ناحية ثانية.

ومن دون أدنى شك، فإن الاعتداء يوجه رسالة للولايات المتحدة الأميركية، تفيد بأن حلفاء واشنطن لن ينجو أحدهم من العقاب الإيراني، وهو ما هدد به من قبل الملالي في طهران، والآن بدأت مرحلة التنفيذ الفعلي.

البيانات الصادرة عن الحوثي، نهار السبت، تحمل إشارات مقلقة للمجتمع الدولي، إذ تشير إلى وجود ما يسمونه بنك أهداف يتسع يوماً بعد يوم، والتصريح بأن «العلميات القادمة ستكون أشد إيلاماً».

صمت المجتمع الدولي على الإرهاب الحوثي الإيراني سيكون مكلفاً للعالم برمته، والتخاذل عن إنهاء المهزلة الحادثة على الأراضي اليمنية سيكلف الأوروبيين والأميركيين، وحتى الآسيويين، الكثير، إنها إرهاصات لإعلان فاشية إيرانية بأصابع حوثية، فهل هذا ما يتطلع إليه العالم في هذا الوقت المأزوم جيواستراتيجياً، لا سيما من فعل التهور الاستراتيجي الإيراني الكارثي في الحل والترحال؟

 

معركة إيران… في العراق

خيرالله خيرالله/العرب/20 آب/2019

بعد ما يزيد على ستة عشر عاما، ما زالت معركة العراق مستمرّة. يمكن القول إن معركة إيران هي في العراق، بل مستقبل النظام في إيران في العراق الذي اختارت إدارة جورج بوش الابن تقديمه على صحن من فضّة إلى “الجمهورية الإسلامية”. لا يزال القرار الأميركي المتخذ في العام 2002، وربّما قبل ذلك، لغزا. لماذا اختارت إدارة جورج بوش الابن الذهاب إلى العراق في ردّها على أحداث الحادي عشر من أيلول – سبتمبر 2001، أي على غزوتيْ واشنطن ونيويورك اللتين يقف خلفهما الإرهابي أسامة بن لادن؟

لا وجود إلى الآن لجواب عن هذا السؤال الذي كلّف الولايات المتحدة الكثير. قررت أميركا اجتياح العراق قبل الانتهاء من حرب أفغانستان معقل “طالبان” و”القاعدة” في الوقت ذاته. قررت خوض حربين دفعة واحدة. في السنة 2019، هناك مأزقان أميركيان. الأوّل في أفغانستان والآخر في العراق.

لم تجد إدارة دونالد ترامب أمامها سوى التفاوض مع “طالبان” من أجل الحدّ من خسائرها في أفغانستان. أما بالنسبة إلى العراق، فهي تكتشف يوما بعد يوم أنّ إيران تغلغلت فيه أكثر بكثير مما يعتقد، وأن النسيج الاجتماعي العراقي الذي ما زال يقاوم الاستعمار الإيراني يخسر يوميا المواجهة مع الميليشيات المذهبية التي ترعاها “الجمهورية الإسلامية”. هذه الميليشيات التي دخل زعماؤها بغداد في 2003 على ظهر دبّابة أميركية…

من ينتصر في العراق الذي يقف حاليا أمام ثلاثة خيارات: العراق العراقي، العراق الإيراني، العراق الأميركي، مع ما يعنيه ذلك من نفوذ إقليمي للولايات المتحدة التي اعتقدت أن مجرّد إسقاط نظام صدّام حسين في  نيسان – أبريل من العام 2003، سيؤدي إلى قيام نظام ديمقراطي يتسم بالتعددية يكون نموذجا لما يفترض أن تكون عليه كلّ دولة من دول المنطقة؟

من الصعب الإجابة عن هذا السؤال في وقت كشف الانفجار الذي وقع يوم الثاني عشر من آب – أغسطس الجاري في معسكر “صقر” جنوب بغداد أنّ الكفّة في الداخل العراقي بدأت تميل لمصلحة إيران. هناك بكلّ بساطة تغطية رسمية عراقية لـ”الحشد الشعبي”. بغض النظر عمّا إذا كان وراء الانفجار في معسكر “صقر” ارتفاع درجة الحرارة أو سوء توضيب الصواريخ والذخيرة… أو ضربة إسرائيلية أو أميركية، تبيّن أنّه بات من الصعب الفصل بين مؤسسات الدولة العراقية و”الحشد الشعبي”.

شيئا فشيئا يتحول العراق إلى نظام شبيه بنظام “الجمهورية الإسلامية التي أسسها آية الله الخميني. في أساس هذا النظام الإيراني “الحرس الثوري” الذي صار في العراق شبيه له هو “الحشد الشعبي”. ليس “الحشد الشعبي” سوى مجموعة من الميليشيات التابعة لأحزاب عراقية موالية لإيران. أكثر من ذلك، معظم هذه الميليشيات شارك في الحرب العراقية الإيرانية التي استمرّت ثماني سنوات من الجانب الإيراني. عراقيون حاربوا بلدهم. هكذا بات مطلوبا أن يكون عليه العراقي في هذه الأيّام، أي أن يقدم انتماءه المذهبي على كلّ ما عداه وذلك خدمة للمشروع التوسّعي الإيراني بكلّ أبعاده.

بعد ستة عشر عاما على الاجتياح الأميركي للعراق، تحصد الولايات المتحدة ما زرعته. تحصد وجودا لـ”كتائب جند الإمام” و”كتائب سيّد الشهداء” في معسكر “صقر” الذي يفترض مبدئيا أن يكون تابعا لوزارة الداخلية العراقية.

قبل أشهر قليلة، ظهرت بوادر رفض عراقي للهيمنة الإيرانية. لا يزال هناك في عمق المجتمع العراقي، بما في ذلك الأوساط الشيعية، ما يشير إلى رفض للاستعمار الإيراني. لكنّ الذي ظهر بوضوح هو أن الوقت يعمل لمصلحة إيران التي يخوض نظامها معركة حياة أو موت في العراق. عمليا، تأكد أمران من خلال التصرّفات الإيرانية في العراق.

الأوّل عمق الاختراق الإيراني لمؤسسات الدولة العراقية، والآخر غياب المناعة لدى رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي حيال الطموحات الإيرانية. أكثر من ذلك نشهد اليوم نوعا من الحيرة الأميركية بالنسبة إلى ما يجب عمله في العراق. هناك عقوبات أميركية حقيقية بدأ يظهر مفعولها في إيران، لكنّ ما لا يمكن تجاهله أن العراق تحول إلى رئة لإيران التي تقاوم العقوبات عبر العراق.

ربّما كان آخر دليل على ذلك الموقف الذي اتخذته الحكومة العراقية عبر ما يسمّى “قيادة العمليات المشتركة” التي اجتمعت بعد يومين من انفجار معسكر “صقر” برئاسة عادل عبدالمهدي وقررت حظر كل أنواع الطيران غير العراقي في الأجواء العراقية. القرار موجّه إلى الإدارة الأميركية التي تخشى الحكومة العراقية أن تكون وراء الضربة التي وجهت إلى معسكر “صقر”. يعكس هذا الموقف الذي اتخذه رئيس الوزراء العراقي رغبة في مراعاة إيران وأدواتها العراقية، في مقدّمها “الحشد الشعبي”. هل سيكون هناك ردّ فعل أميركي أم أن إدارة ترامب لن تكون مختلفة كثيرا عن إدارة باراك أوباما في ما يخص العراق وستتجاهل أهميّة العراق بالنسبة إلى إيران؟

من الواضح أن إيران اعتمدت سياسة هجومية في العراق. من الواضح أكثر أن الإدارة الأميركية لا تمتلك إلى الآن سياسة عراقية واضحة. لو لم يكن الأمر كذلك، لما خذلت الأكراد عندما قرروا الذهاب بعيدا في إجراء استفتاء على استقلال كردستان العراق في الخامس والعشرين من أيلول – سبتمبر 2017. كان ذلك قبل سنتين. لا يزال الأكراد يعانون إلى اليوم من عدم مطابقة حساباتهم للحسابات الأميركية التي صبّت في النهاية في مصلحة إيران.

قبل سنة ونصف سنة أجريت انتخابات تشريعية في العراق. خرج مقتدى الصدر منتصرا من تلك الانتخابات. لا وجود حاليا لأيّ ترجمة لهذا الانتصار. هناك انتصار إيراني لا أكثر بعدما نجحت طهران في منع حيدر العبادي من تشكيل حكومة جديدة، وجاءت ببديل منه هو عادل عبدالمهدي.

أمام إدارة ترامب حاليا فرصة كي تظهر أنّها مختلفة عن إدارة باراك أوباما. مكان إظهار ذلك في العراق حيث تخوض إيران معركة كبيرة. ما لا يمكن تجاهله أن الانطلاقة الجديدة للمشروع التوسّعي الإيراني كانت من العراق بعد العام 2003. الأكيد أنّه لا يمكن تجاهل الأدوات الإيرانية، لا في سوريا ولا في لبنان ولا في اليمن، لكنّ الأكيد أيضا أن العراق في غاية الأهمّية بالنسبة إلى إيران، خصوصا بعدما ثبت أن “الجمهورية الإسلامية” تتنفس حاليا من الرئة العراقية.

ما الذي ستفعله إدارة ترامب التي تمتلك رؤية متكاملة للدور الإيراني في المنطقة وللخطر الذي يمثله هذا الدور؟ ثمة حاجة إلى سياسة أميركية واضحة في العراق لا أكثر ولا أقلّ بعيدا عن كل الأعذار، التي تُساقُ بين حين وآخر، عن أن الأمل لم يفقد بعد بوجود رغبة لدى الحكومة العراقية في إصلاح ما يمكن إصلاحه على صعيد علاقاتها العربية، خصوصا مع دول الخليج…

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية في دردشة مع الاعلاميين: لم نلجأ لقانون يدين شائعات تتناول الليرة حفاظا على الحريات واعيد تطبيق الدستور والاصلاح يتطلب وقتا

وطنية - الإثنين 19 آب 2019

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه يعمل على المحافظة على الليرة، مؤكدا "عدم اللجوء الى القانون الذي يدين الشائعات التي تتناول وضعها حفاظا على الحريات"، لافتا الى ان "الحرية في لبنان اصبحت اليوم تشمل الشتيمة والنقد"، وقال: "نرحب بالنقد الذي يعتبر مصدرا لافكار جديدة، أما الشتيمة فلا نقبل بها". واوضح الرئيس عون "اننا سنبدأ في الاسبوع الجاري، بوضع خطط تنفيذية تصبح جاهزة بعد شهر من اليوم، لأن المبادئ العامة اصبحت معروفة من قبلنا. وهذا كله بهدف ايجاد حلول لكل القضايا التي تزعج المواطنين ولا سيما أزمة الكهرباء". واكد ان "هناك وجوب والتزام في ما تم اقراره في الورقة الاقتصادية"، مشيرا الى انه اطلق هذه الورقة "ولكي يتم تنفيذها فهي بحاجة الى التعاون بين السلطات كافة". وعن الشائعات بايعاز الولايات المتحدة له لإبعاد الوزير جبران باسيل، قال: "أنا لا أبعد لا جبران باسيل ولا أي انسان آخر. فليس لي مصلحة بذلك. فجبران باسيل هو رئيس حزب ورئيس اكبر كتلة نيابية، وكثر قالوا منذ فترة ان جبران باسيل هو رئيس الجمهورية والجنرال عون هو رئيس الحزب وكنت أضحك يومها. وكان هناك من السياسيين الكبار الذين يأتون الي ويطلبون مني الضغط على باسيل في بعض الشؤون السياسية التي تزعجهم، وكان جوابي دائما لهم اذهبوا وتحدثوا بالموضوع مع جبران باسيل. فهل يقبل احدكم بأن أضغط عليه؟". ونفى "ان تكون الدولة اللبنانية قد تعرضت لاي ضغوط اميركية من اجل اجراء المصالحة او حل الموضوع المالي"، وقال: "لا اميركا تتدخل ولا طبعنا يقبل بالضغوطات". وتوجه رئيس الجمهورية الى اللبنانيين بالقول: "اطمئنوا بانكم مستقلون لاني انا من يمثلكم اليوم الى ان يأتي احد غيري يمثلكم".

وعن موازنة العام 2020، اكد ان "العمل قائم حاليا على وضعها"، مشددا على "ضرورة ان تصدر في 31 كانون الاول كموعد اقصى ونأمل الا يحصل اي تأخير". كما نفى الرئيس عون تبلغه "اي امر حول العقوبات الاميركية على شخصيات مسيحية قريبة من حزب الله"، وقال: "نحن لم نتبلغ هذا الامر".

وشدد رئيس الجمهورية على "اننا سنسير معا بتوصيات مؤتمر "سيدر" وما فيه من مشاريع تحتية وبنيوية، اضافة الى مقررات الخطة الاقتصادية "ماكنزي"، نافيا "ابداء بعض الدول الاوروبية استياءها من عدم تجاوب الحكومة اللبنانية بشأن توصيات "سيدر". وعن مشروع الحكومة الالكترونية، اوضح ان لديه "الافضلية اليوم وقد ورد في خطاب القسم، ونحن ندرسه حاليا". اما عن الاصلاحات السياسية وعما اذا كان العهد سيشهد على استكمال تطبيق الطائف كليا، فقال: "اني اسمع الكثير من الاقوال، ومن بينها ان هناك تصرفا ديكتاتوريا او خروقات للطائف وعلينا اصلاح الامر وما الى ذلك. منذ متى وانتم تسمعون مقولة: لو نفذ الطائف؟ اليس من قبل ان اصل الى الرئاسة؟ اليس من الوقت الذي نفيت فيه؟ وأتمنى على اي كان ان يقول لي اين خرقت الدستور؟"، وقال: "انا اقوم باعادة تطبيق الدستور. لكن البعض اعتاد على خرق الدستور وحرمان البعض الاخر من حقوقه، فحين اقوم بتصحيح الامور يقولون انه يتم خرق الدستور. لقد اعتاد البعض على عادات سيئة كثيرة، لكي تقوم باصلاح الامر يتطلب وقتا".

وقائع الحوار

كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال دردشة صباحية مع الاعلاميين في القصر الرئاسي في بيت الدين، تحدث فيها عن "الورقة الاقتصادية التي اقرها لبنان اخيرا وحملت عناوين اساسية"، فأكد انها "ستتحول الى خطط تنفيذية"، لافتا الى "المراحل التي مر بها لبنان في السابق وشابها حال من عدم الوعي للاحداث ولمسيرة ثلاثين سنة، حيث اقتصر العمل فيها وفقا لسياسة الاقتصاد الريعي، ما اثر سلبا على الانتاج والاقتصاد في لبنان عامة".

وشدد على ان "الاقتصاد مختلف عن الرهانات في البورصة والمتاجرة بالاراضي والتهرب الضريبي"، لافتا الى ان "ثمة من الاعلاميين ورجال الاقتصاد الذين مارسوا انتقادا غريبا للوضع النقدي في الفترة الاخيرة، بحيث كانت النتيجة وخيمة وانسحبت خوفا ولجوءا من المودعين لسحب ايداعاتهم من المصارف"، متطرقا في هذا السياق الى ما وصفه ب"المؤامرة التي تعرض لها مصرف "انترا" في السابق والتي ساهمت في تغذيتها الشائعات، ما ادى بعد افتقاده للسيولة الكافية الى اعلان افلاسه".

وقال: "نعمل اليوم للمحافظة على الليرة في مقابل من يقول ان قيمتها ستخفض بحكم الواقع الافلاسي الذي سيصيب الدولة والقطاع المصرفي. فهناك قانون يدين كل هذه الشائعات الاعلامية التي تصدر بشكل متكرر يشجع على ضرب مالية الدولة، لكن نحن لم نلجأ اليه حفاظا على الحريات، إلا أن الحرية في لبنان اصبحت اليوم تشمل الشتيمة والنقد. نحن نرحب بالنقد الذي يعتبر مصدرا لافكار جديدة، أما الشتيمة فلا نقبل بها وهي منتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تصدر بحق الوطن وكيانه ومؤسساته، خصوصا إذا كان الكلام المتداول غير صحيح او يدعو الى التدهور".

اضاف: "من هنا كانت دعوتي الى اجتماع سريع في قصر بعبدا وقد اتخذنا ترتيبات منها ما يتعلق بمالية الدولة، منها بالانماء والقطاع الاقتصادي وذلك لتخطي هذه الازمة، على أن نبدأ في الاسبوع الجاري، عبر اللجنة الاستشارية، بوضع خطط تنفيذية تصبح جاهزة بعد شهر من اليوم، لأن المبادئ العامة اصبحت معروفة من قبلنا. وهذا كله بهدف ايجاد حلول لكل القضايا التي تزعج المواطنين لا سيما أزمة الكهرباء".

ونفى الرئيس عون ردا على سؤال، "أن تكون الدولة اللبنانية قد تعرضت لاي ضغوط اميركية لاجراء "المصالحة" او من اجل حل الموضوع المالي، او ان يكون هو شخصيا تعرض لضغوطات"، وقال: "لا أميركا تتدخل ولا طبعنا يقبل بالضغوطات"، ولفت الى أنه "اذا صدر اي بيان من السفارة الاميركية، قد يكون ردا على الوسائل الاعلامية مصدر الشائعات، وليس موجها الينا نحن كسلطة. وقد تمنى البيان على السياسيين عدم التدخل بالقضاء. فإذا هو كلام موجه للسياسيين وليس لنا كسلطة. ومن يرى غير ذلك فهو يشجع من يقول بأن في لبنان لا يمكن الوصول الى حلول من دون تدخل خارجي".

وتابع: "لقد سمعنا ايضا شائعات أخرى تقول بأن الولايات المتحدة اوعزت لي لإبعاد الوزير جبران باسيل، فهذا الكلام تكذيبه منه وفيه. فأنا لا أبعد لا جبران باسيل ولا أي انسان آخر. فليس لي مصلحة بذلك. فجبران باسيل هو رئيس حزب ورئيس اكبر كتلة نيابية، وكثر قالوا منذ فترة ان جبران باسيل هو رئيس الجمهورية والجنرال عون هو رئيس الحزب وكنت أضحك يومها. وكان هناك من السياسيين الكبار الذين يأتون الي ويطلبون مني الضغط على باسيل في بعض الشؤون السياسية التي تزعجهم، وكان جوابي دائما لهم اذهبوا وتحدثوا بالموضوع مع جبران باسيل. فهل يقبل احدكم بأن أضغط عليه؟ واليوم اعود وأذكر الجميع بان الوزير باسيل هو رئيس أكبر كتلة نيابية ويترأس تكتلا يضم العدد الاكبر من الوزراء في الحكومة، وهذا واقع أنا لا أخترعه، وأنا من جهتي أتركه يدير الحزب ويتصرف بالسياسة التي يراها مناسبة. فأنا أوجه اليه النصائح له ولغيره ولكن لا أضغط عليه. وعلى الجميع الاعتراف بحجمه، ولا يمكن لأحد ان يستعملني للضغط عليه، فأنا لا أمارس ضغوطات على أحد. ففي بعض الاحيان تتعرض لي الصحافة عبر بعض الكلام إلا أنني لا أرد، لأنني لا اريد ان افتح سجالا مع أحد".

وتوجه الرئيس عون الى اللبنانيين قائلا: "ثقوا بأنفسكم، فقد بتم تعرفونني وتعرفون مواقفي في المحافل الدولية، وقد سمعتموها لأكثر من مرة عبر الجامعة العربية وفي الامم المتحدة، وبالطبع ليس هناك اي شيء مما اقوله موحى الي من قبل اي دولة اجنبية. فاطمئنوا بأنكم مستقلون لأني انا من يمثلكم اليوم، الى أن يأتي احد غيري ليمثلكم". واضاف ردا على سؤال: "في 13 ايلول المقبل سيتم التصويت في الجمعية العمومية على مبادرتي القاضية باختيار لبنان مركزا لإنشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" والتي من شأنها نشر ثقافة السلام في العالم. وهي مبنية على تعارف الجميع على مختلف الحضارات والثقافات والديانات والاثنيات لأن نصوص السلام في الامم المتحدة لا تزال على الورق ولم تنفذ في الواقع. إذ ان السلام لا يصنع على الورق بل عبر اشخاص يبشرون به الشعوب ويصبحون رسلا للسلام في العالم وذلك لبناء السلام العالمي. وعصبة الامم التي تألفت بعد الحرب العالمية الاولى أتت بالحرب العالمية الثانية. والامم المتحدة من ناحيتها فشلت في الحد من الحروب. فاذا اصبح لنا الحق بأن نعيد النظر بكل هذه المؤسسات. فالانبياء والرسل انتشروا في اصقاع العالم وبشروا بالسلام الى آماد وقرون من الزمن، لأن كان لديهم رسالة وليس مصالح. ونحن نأمل بأن نخلق عبر هذه الاكاديمية هذا التيار وينتشر عبر العالم لتعليم الشعوب المختلفة ويتعارفوا على بعضهم البعض. فعندما يتعرف الانسان على الآخر يحترمه ويتعلم احترامه. فيصبح بذلك في كل دولة شعب مناهض للعنف والحرب. ونكون وجدنا شيئا ايجابيا للبنان عبر اختياره ليصبح انطلاقة لهذه الرسالة".

وعن موازنة العام 2020، أكد الرئيس عون ان "العمل قائم حاليا على وضعها"، مشددا على "ضرورة ان تصدر في 31 كانون الاول كموعد اقصى ونحن نأمل بأن لا يحصل اي تأخير".

وعن الكلام حول عقوبات اميركية على شخصيات مسيحية مقربة من "حزب الله"، قال الرئيس عون: "نحن لم نتبلغ هذا الامر، إلا أننا نسمع من الزوار عن ذلك"، وتساءل: "ماذا بقي بعد ولم يفرض على لبنان".

وعن الدعوة لحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، قال: "لقد تغيرت حاليا كل مقاييس الاستراتيجية الدفاعية التي يجب أن نضعها. فعلى ماذا سنرتكز اليوم؟. حتى مناطق النفوذ تتغير. وأنا اول من وضع مشروع للاستراتيجية الدفاعية. لكن هل لا يزال صالحا الى اليوم؟ لقد وضعنا مشروعا عسكريا مطلقا مبنيا على الدفاع بعيدا عن السياسة، ولكن مع الاسف مختلف الافرقاء كانوا يتناولون هذا الموضوع إنطلاقا من خلفية سياسية".

وسئل: متى ستبصر توصيات مؤتمر "سيدر" النور؟ اجاب رئيس الجمهورية: "هناك مرتكزان اساسيان للانطلاق بتوصيات هذا المؤتمر: المرتكز اللبناني من جهة وذلك العائد الى الدول المساهمة فيه من جهة اخرى، وهي دول تطلب بعض الامور علينا القيام بها، الا ان اوضاعنا الاقتصادية والمالية لا تتيح لنا مجال تطبيقها. نحن سنقوم بتنفيذها وفق مبدأ "الا يموت الذئب ولا يفنى الغنم". بمعنى ان كل الاصلاحات المطلوبة سنقوم بها بالتدرج وسنسير بها ولن تبقى معلقة". وشدد على ان "هناك توصيات مؤتمر "سيدر" وما فيه من مشاريع تحتية وبنيوية، اضافة الى مقررات الخطة الاقتصادية اي خطة "ماكنزي" التي تشمل على تنمية اقتصادية، سنسير بهما معا".

وعما اذا كانت هناك بعض الدول الاوروبية التي ابدت استياءها من عدم تجاوب الحكومة اللبنانية بشأن توصيات مؤتمر "سيدر"، نفى الرئيس عون ذلك.

وعما اذا كان يعتبر الورقة الاقتصادية التي صدرت عن اجتماع قصر بعبدا، ورقة خلاص، فقال الرئيس عون: "ان النهضة الاقتصادية لن تحدث وكأنها سلة واحدة هبطت علينا من السماء. نحن وضعنا الخطة، وبالتدرج ستبدأ نتائجها بالظهور. ان انهيارا اقتصاديا تواصل منذ قرابة ثلاثين سنة لا يمكن اصلاحه بشهر او شهرين"، وشدد على "اهمية وجود رئيسي السلطتين التشريعية والتنفيذية في الاجتماع الذي اقر الخطة التي اتت نتيجة المناقشة مع مجموعة من الخبراء والمسؤولين الاقتصاديين والماليين. هناك وجوب والتزام في ما تم اقراره في هذه الورقة، وهاتان كلمتان تلخصان امورا كثيرة.

اضاف: "انا اطلقت هذه الورقة، ولكي يتم تنفيذها فهي بحاجة الى التعاون بين كل السلطات، وهذا امر في غاية الاهمية، ويجب ان ينسحب على كل مراحل التنفيذ بانسجام وتعاون"، واشار الى ان لديه "لجنة استشارية ستدرس كل خطوة بخطوة في هذا الاطار"، ولفت الى "اهمية اتخاذ قرارات تصويبية تصلح اي مسار مع اي مواضيع طارئة". وعن مشروع الحكومة الالكترونية، اوضح الرئيس عون ان "الافضلية لدي اليوم وقد ورد في خطاب القسم ونحن ندرسه حاليا".

وعن الاشكال الذي برز اخيرا حول مسألة من يملك الداتا في الحكومة الالكترونية، اجاب: "دعونا ننفذ هذا المشروع ومن ثم نتفق على الامر، فليس الاساس ان نتفق فيما المشروع لم يقر".

وعن التعيينات المرتقبة وعما اذا كانت ستؤدي الى مشكلة جديدة داخل مجلس الوزراء، قال: "ستتم مناقشة التعيينات".

وحول الآلية التي يصر البعض عليها، قال: "ان الآلية وضعت في ظرف معين وهي ليست قانونا ولم ينص عليها الدستور. فلتصبح قانونا ويمشي الحال".

وعما اذا كان يخشى من ان تكون مقررات الورقة الاقتصادية شبيهة بمصير خارطة الطريق للاصلاحات الادارية والسياسية الشاملة التي سبق ووضعت في اجتماع برئاسته جرى بحضور رؤساء الاحزاب المشاركة في الحكومة بتاريخ 22 حزيران 2017 والتي لم يلتزم بها احد، فاجاب: "انا اغير السلوك، فانا ليس لدي الحق اذا هم لم يلتزموا بها الا التزم انا بها. القصة ليست مزحة لأن المخاطر وصلت الى الحد، وقد نبهت عليها لاكثر من مرتين من خلال كلمات قلتها امام كل المسؤولين. وعندما وجهت رسالة الى اللبنانيين، قلت لهم ان علينا جميعا ان نضحي، فاذا اليوم لم نقم بالتضحية ببعض الامتيازات التي لدينا، فإننا سنخسر هذه الامتيازات كلها. ولهذا الكلام معنى حقيقيا، لأن عكس ذلك يدل على اننا كأننا اصبحنا شعبا لا يريد انقاذ نفسه".

واوضح الرئيس عون ان "المبدأ يقضي بأن يبدأ العمل بهذه الورقة الاقتصادية من خلال المبادىء العامة وكذلك من خلال خطة تنفيذية يتم العمل عليها. ولا تنسوا ان دفتر شروط خطة الكهرباء مثلا استلزم شهورا واليوم سنطرح المزاد كي تأتينا العروض الملائمة".

وعن الاصلاحات السياسية وعما اذا كان العهد سيشهد على استكمال تطبيق الطائف كليا، قال: "اني اسمع الكثير من الاقوال ومن بينها ان هناك تصرفا ديكتاتوريا او خروقات للطائف وعلينا اصلاح الامر وما الى ذلك. منذ متى وانتم تسمعون مقولة: لو نفذ الطائف؟ اليس من قبل ان اصل الى الرئاسة؟ اليس من الوقت الذي نفيت فيه؟ انا اتمنى على اي كان ان يقول لي اين خرقت الدستور؟ انا اقوم باعادة تطبيق الدستور. لكن البعض اعتاد على خرق الدستور وحرمان البعض الاخر من حقوقه، فحين اقوم بتصحيح الامور يقولون انه يتم خرق الدستور. لقد اعتاد البعض على عادات سيئة كثيرة، ولكي تقوم باصلاح الامر يتطلب الامر وقتا". وعن مصير من نجح في امتحانات مجلس الخدمة المدنية وتم تجميد انتسابهم الى وظائفهم، قال: "لقد تقدمت بطلب الى المجلس النيابي لتفسير المادة 95 من الدستور والتي تنص على المرحلة الانتقالية قبل الغاء الطائفية السياسية. هل نبني دولة رأسا على عقب؟ البعض لا يريد الغاء الطائفية السياسية ولا الحفاظ على التوازن. نحن نطلب صراحة الذهاب الى الدولة المدنية اي العلمانية التي تعني الغاء السلوك الطائفي في السياسة".

وعما اذا كان كلام رئيس الحكومة سعد الحريري الاخير في واشنطن سيثير ازمة جديدة في الداخل، اجاب: "انا لم اطلع على تصريحه في كل الاحوال. ماذا قال؟ الموقف الاميركي ليس بجديد. الجميع يأتون الي من اميركيين وغير اميركيين. نحن لدينا امورا لا تزال عالقة. فليسرعوا باحلال السلام العادل وفق الشروط المعروفة، فلا يعود للسلاح من مبرر. لقد زادت المخاطر من بعد قرار ضم القدس والجولان. وقد سبق لي وتحدتث عن هذه المخاطر في رسالة وجهتها الى قداسة الحبر الاعظم اثناء الاعداد للسينودس الخاص من اجل الشرق الاوسط، عندما نبهت الى المخاطر التي يمكن ان تنجم عن تهويد القدس وضم الجولان، محذرا من ان الامر من شأنه ان يؤدي الى حروب جديدة ولا يوصل الى السلام. مع الاسف لم يصدق البعض. كما تكلمت عن الامر في الامم المتحدة وفي مؤتمر اسطنبول، ومواقفنا في هذا الاطار لا تستدعي اي شرح اضافي".

 

رئيس الجمهورية: لا وحدة للبنان من دون وحدة الجبل درزيا ومسيحيا ووعد مني لاهله بتثبيت اقامتهم في مناطقهم وقراهم

وطنية - الإثنين 19 آب 2019

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "لا وحدة للبنان من دون وحدة الجبل بشقيه الدرزي والمسيحي"، داعيا الى "تخصيصه بمشاريع انمائية"، وقال: "وعد مني لكم بتثبيت اقامتكم في مناطقكم وقراكم واعرف كيف افي بالوعد". كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب مع وفد كبير من مشايخ الجبل ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات ومسؤولين حزبيين ومواطنين اتوا للترحيب به في المقر الصيفي.

وهاب

في مستهل اللقاء، القى وهاب كلمة، فقال: "فخامة الرئيس، على بعد مئات الامتار من هنا، كان فخر الدين المعني الكبير الذي امتدت امارته من صفد حتى حلب وشرقا حتى تدمر، واسس لبنان بجناحيه المسلم والمسيحي، وانت يا فخامة الرئيس اعرفك جيدا واعرف ان فخر الدين هو من يسكنك، المؤسس الوحدوي اللبناني الحقيقي الذي جعل من الشوف عاصمة الامارة المتحررة الى حد ما ضمن السلطنة العثمانية، ونحن فخامة الرئيس ابناء الجبل ما زال في عقل كل منا فخر الدين وحلم فخر الدين". اضاف: "نحن واياكم اسسنا لبنان، وبالرغم من التغييرات الديموغرافية، ما زال في ذهننا اننا الحكام والمؤسسون، وهذا امر لا يفهمه كثيرون، لكن فخامتك تعرف الجبل جيدا وتعرف ان لبنان لن يكون بخير اذا لم يكن الجبل بخير". وتابع: "فخامة الرئيس، بين الدروز والمسيحيين مئات السنين من التحالف وسنوات قليلة من النزاع، فلنستعد سنوات التحالف ولننسى سنوات النزاع والصراع، فالجبل لا ينهض الا بتحالفنا. وعندما كان التحالف قائما اتينا الى الجبل بافضل زراعته وبفن العمارة وبالتطوير، وفي اشهر الصراع القليلة دمرنا ما بنيناه. فهل سنبقى نعيش اسرى صراعاتنا ام نستجيب لطموحات شبابنا بالتطوير والبناء؟. فخامة الرئيس انت بالنسبة لنا لست فقط رئيس البلاد، بل انت رئيس مؤسس لوطن نحلم به، وطن كنا قادرين على صنعه منذ اربعمائة عام، فما بالنا اليوم نعجز عن تجديد التجربة؟ فخامة الرئيس، نريد الوطن الذي وعدتنا به، وطن مؤسسات وقانون وشفافية، وطن يفتخر ابناؤه بالانتماء اليه، وطن يستعيد مغتربيه ويصنع مستقبلا لخريجيه، وطن لا يقف فيه مريض على باب مستشفى وطالب خارج الجامعة لعجزهما عن تأمين المال".

واردف وهاب: "فخامة الرئيس، انت هنا اليوم على كرسي فخر الدين، فلنعيد نحن واياكم الشوف والجبل الى سابق عزه، ونعزز وضع المقيم بالانماء المتوازن ولنعزز اقامة العائد بالمشاريع الاستراتيجية. اما الترحيب، فلست هنا لارحب بك، فليس بيت الدين بيتك، بل لك في كل قلب من قلوبنا بيت، اطال الله بعمرك وسدد خطاك".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مؤكدا سعيه الى "انهاء المشاكل السابقة والسير بعصر نهضة جديد، بدأنا به بالفعل وقد اتى بعض الاحداث ليشكل نوعا من الخلل، ومن واجبنا اعادة تصحيح هذا الخلل". وشدد الرئيس عون على ان "لا وحدة للبنان من دون وحدة الجبل المعروف بشقيه الدرزي المسيحي"، موضحا انه لا يقول ذلك "انتقاصا لباقي المكونات، بل من منطلق وصف واقع الحال قبل انشاء دولة لبنان الكبير الذي سيحتفل به لبنان العام المقبل، حيث تمكن الامتداد الحيوي للبنان الصغير من ان يكبر ويستوعب كل المكونات اللبنانية". وتوجه رئيس الجمهورية الى اعضاء الوفد مؤكدا مشاطرته احلامهم، لافتا الى سعيه "لمعالجة ارث لبنان الثقيل من الازمات المتعددة"، مشددا على "ضرورة تخصيص الجبل بمشاريع انمائية"، وقال: "وعد مني لكم بتثبيت اقامتكم في مناطقكم وقراكم واعرف كيف افي بالوعد".

الى ذلك، كانت للرئيس عون سلسلة لقاءات سياسية وديبلوماسية وانمائية.

الرياشي

سياسيا، استقبل الرئيس عون الوزير السابق ملحم الرياشي موفدا من رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، الذي سلمه دعوة للمشاركة في القداس الذي تقيمه "القوات" في ذكرى شهدائها في الاول من ايلول المقبل".

وبعد اللقاء، صرح الرياشي للصحافيين، فقال: "تشرفت بلقاء رئيس الجمهورية موفدا من الدكتور جعجع وتناقشنا بالوضع الحالي والمستجدات على الساحة المحلية والاقليمية، كما سلمت الرئيس عون دعوة من "القوات اللبنانية" والدكتور جعجع شخصيا للمشاركة في قداس شهداء المقاومة اللبنانية. وقد اثنى فخامة الرئيس على دور الشهداء واعتبر ان تكريمهم واجب. كما اكد لي مرة جديدة انه مهما اختلفنا ومهما كانت الخلافات الا اننا متفقون على الوطن كما على تكريم الشهداء".

البستاني

واستقبل رئيس الجمهورية الوزير السابق ناجي البستاني واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة والاوضاع في البلاد وحاجات منطقة الشوف.

بعد اللقاء قال البستاني: "جدد رئيس الجمهورية في قصر بيت الدين المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية تأكيده على تمسكه بالدستور والقانون، مع الحرص على رمزية الموقع وبعده الوطني، وهو سيتكرس ايضا في اجتماعات مجلس الوزراء، كما اكد تمسكه بالعيش المشترك والتنوع والانفتاح مع الحوار الدائم، فلبنان، وتحديدا الجبل والشوف ايضا هو للجميع".

سفيرة قبرص

ديبلوماسيا، استقبل رئيس الجمهورية سفيرة قبرص كريستينا رافتي لمناسبة انتهاء فترة عملها في لبنان وانتقالها الى وزارة الخارجية القبرصية.

وقد شكر الرئيس عون السفيرة رافتي على "الجهود التي بذلتها لتعزيز العلاقات اللبنانية-القبرصية وتطويرها في المجالات كافة".

ثم منحها الشعار الرئاسي عربون تقدير وامتنان.

الخير

ديبلوماسيا، التقى الرئيس عون سفير لبنان في غانا ماهر الخير وعرض معه العلاقات اللبنانية-الغانية وسبل تطويرها في المجالات كافة.

دردشة مع الصحافيين

وانهى الرئيس عون فترة قبل الظهر بدردشة مع الاعلاميين في قصر بيت الدين.

 

بو صعب: لا أختبئ وراء الجيش والمؤسسة العسكرية ويستهدفونني سياسيا ويستندون الى تقرير تلفزيوني مضلل عن المعابر غير الشرعية والشاحنة المسروقة

وطنية - الإثنين 19 آب 2019

عقد وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب مؤتمرا صحافيا في مكتبه في الوزارة رد فيه على كل ما قيل ونشر وطاول عمل المؤسسة العسكرية، وقال: "أحببت اليوم ان اتطرق الى موضوع المعابر غير الشرعية، مع انني اوضحت اكثر من مرة العمل الذي نقوم به في شأنها. كما انني قمت بأكثر من زيارة ميدانية لهذه المعابر وتحدثت مع عدد من النواب في هذا الموضوع ومنهم في لجنة الادارة والعدل، ولكن، للاسف، نسمع دائما كلاما غير دقيق وغير واقعي في هذا الاطار عن العمل الذي نقوم به وتقوم به المؤسسة العسكرية والجيش . وفي مرحلة لاحظت انه هجوم في السياسة اكثر ما هو في الوقائع وهو مركز على وزير الدفاع وعبره، شاؤوا او لم يشاؤوا، يتهجمون على المؤسسة العسكرية لأن الجيش هو المعني بتنفيذ القرارات التي اتخذها المجلس الاعلى للدفاع وفي مجلس الوزراء وسأعود واتطرق لها. والتهجم على وزير الدفاع وكأن الوزير في السياسة لا يعمل الذي عليه فعله ولا يقوم بواجباته وهو يختبئ وراء الجيش والمؤسسة العسكرية، على اساس ان الذي يتكلم يحب هذه المؤسسة ويقدر عملها ويحترمها وليس الهدف من كلامهم الهجوم على الجيش انما على الشخص الذي لا يقوم بواجباته. وبحسب ما هم يدعون وأتحدث هنا عن "القوات اللبنانية" تحديدا والذين يقولون ان وزير الدفاع مقصر في عمله، وقد ارتكزوا، وبحسب آخر مقابلة لرئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع واعتبروا انه وبحسب تقرير ورد على محطة "MTV" هو مدخل ليعيدوا فتح ملف اخذوا اجوبة مني عنه في السابق واخذت لجنة الادارة والعدل عبر رئيسها الذي هو نائب رئيس "القوات اللبنانية" الاجوبة التي يجب ان يسمعها وعقد مؤتمر صحافي وتحدث للاعلام النائب جورج عدوان وقال ما سمعه، ولكنهم وعلى الرغم من ذلك ارتكزوا على تقرير الـ"ام.تي.في". وأضاف: "هنا اود الفصل بين امرين: اولا التقرير لم يتهجم على الجيش ولا على وزير الدفاع بل وصف واقعة سرقة شاحنة من داخل حرم مرفأ بيروت ووصولها الى معابر غير شرعية، ثم هم عرض صورا لعدد كبير من الشاحنات، وبحسب قولهم ان التهريب حاصل. وتحدث نقيب مالكي الشاحنات في مقابلة ان الشاحنة وصلت الى معبر غير شرعي والتهريب يحدث يحيث يقطع العديد من الشاحنات والكميونات على هذه المعابر، ومن المؤكد انه حصل تضليل للذي اعد التقرير، مع انني اعرفه واحترم عمله، لكن من المؤكد انهم اعطوه معلومات مضللة وصدر التقرير وتحدث عن الشاحنة الصفراء المشهورة والتي سرقت وقد وضعوا المسؤولية على وزير الدفاع بحيث انها سرقت الشاحنة من مرفأ بيروت وقد وصلت بهم الامور الى القول ان الياس بو صعب مسؤول عن سرقتها ووصولها وعبورها من مرفأ غير شرعي الى خارج لبنان. واول واقعة يجب ان تعرفوها هي انني اتصلت بالمعنيين في قيادة الجيش لاستوضح الامر لانه من مسؤوليتي وتبين لي ان هذه الشاحنة سرقت في 17/1/2019 اي قبل ان تتشكل حكومتنا وقبل ان اصبح وزيرا للدفاع، ومع هذا بقي الياس بو صعب مسؤولا عن سرقة الشاحنة من المرفأ".

اضاف:" والامر الاخر هو ان الشاحنة لم تكن مسروقة من المرفأ، بل مسروقة من خارج المرفأ حيث تتوقف الشاحنات خارج المرفأ، وثالثا لماذا وزير الدفاع اوالجيش هم المسؤولون لو حدث سرقة لشاحنة، بل مسؤوليتهم تقع كيف سيتم ضبط الشاحنة وكيف سنرجعها، لكن ليس وزير الدفاع او الجيش هم المسؤولون على سرقة شاحنة، ولكن بعد سرقة الشاحنة تعممت على الاجهزة الامنية ووزعت صورة لها على الحدود في تاريخ 19/1، وبالتالي عمم الامر على كل حواجز الجيش، ولكن سرقت الشاحنة في الحادية عشرة ليلا ولم يبلغ احدعنها الا عندما وصلت الى البقاع الشمالي، وقد خبأها من سرقها، وبعدها بدأت المفاوضات بين سارقها وصاحبها وبين نقيب مالكي الشاحنات الذي ذهب لاحضارها، وقد تحدثت معه وسألته لأنه كان يلوم الجيش كيف اوقفه وكبل يديه: وسألته: "هل اطلعت الجيش انك تفاوض لاسترجاع شاحنة مسروقة وموجودة في منطقة القصر، فاجاب بالنفي، وقال ان صاحب الشاحنة ارتأى ان يفاوض السارقين لان الشاحنة سعرها غال وهو سيسترجعها بمبلغ صغير، وسالته عندما ذهبت لاحضارها هل كانت في الارض اللبنانية ام في الارض السورية، فاجابني انها كانت في الارض اللبنانية لانها لم تتمكن من المرور في المعابر غير الشرعية لان هذه المعابر كانت مقفلة ويوجد ساقية مياه والجيش موجود دائما هناك والساقية تفصل الحدود بين لبنان وسوريا". وتابع: "والاهم من كل ذلك ان "القوات اللبنانية" اعتبرت ان وزير الدفاع مسؤول عن سرقة الشاحنة ووجود معابر غير شرعية، حتى وصلت الامور ان الدكتور جعجع تحدث، وبحسب تقرير عرضته بالامس على الMTV على احد المعابر ونقل بالصوت والصورة عن وجود عشرات ومئات شاحنات تعبر كل الطرقات وهذه المرافئ غير الشرعية، ولكن الذي فات الدكتور جعجع ان المعروض في التقرير لا علاقة له بالحادثة ولا بالزمان ولا بالمكان حيث سرقت الشاحنة، حتى اننا لا نعرف اذا كانت الصور المستخدمة في التقرير في لبنان او سوريا او في اي مكان، ولكن الاكيد انها ليست في منطقة القصر لان الجيش والمخابرات اطلعوا عليها واكدوا لي ان هذه الصور لا تمت الى الواقعة باي صلة، وبالتالي هذا تضليل اضافي حدث واعتبر من مسؤولية وزير الدفاع وهو امر لم يحصل. ومع هذا، لن نوقف عملنا وسأشرح ماذا يفعل الجيش في المعابر غير الشرعية، انما اود القول للدكتور جعجع الذي تحدث بالسياسة وليس بالشخصي ولم يتهجم بكلام خارج عن المالوف او المقبول في التخاطب السياسي وقد قال:" برسم وزير الدفاع يجب ألا يستعمل

احد الجيش ليبرر امرا اخرا، حسبما قال جعجع الذي يعتبر انني ابرر عدم عملي وانتاجي واجرب ان استخدم الجيش في هذا الموضوع. وقال ان "بيانا صدر عن قيادة الجيش ولكننا لم نفهم منه شيئا". وقد ذكرني عندما كان في حلقة مع الاعلامي مارسيل غانم وقال ان "وزير الدفاع تحدث عن موضوع الأبراج والتي شرحت ونفذت على كل الحدود، بالتعاون مع الانكليز والاميركيين والالمان، وفد نفذ منها الجيش عددا كبيرا وصار لدينا على الحدود 200 موقع، وقال الدكتور جعجع ايضا اننا رفضنا هذه الهبات، وبعدما تأكدنا من اكثر من جهة وجدنا ان كلامه لا اساس له من الصحة، ونحن لم نرفض مساعدة لكي نستحدث مركزا ونقفل حدودا، ثم اقفلوا هذا الملف، ولكنهم عادوا الان من جديد ولكن بطريقة مختلفة. واليوم يقولون انهم لم يفهموا شيئا من بيان قيادة الجيش، وهل انهم لم يفهموا شيئا من الجيش او من وزير الدفاع، واذا لم يفهم الدكتور جعجع مني فعليه ان يعود الى بيان قيادة الجيش الواضح، وقد اكد جعجع ان هناك 136 معبرا غير شرعي، وقد قمت بمداخلة لاقول له: من المؤكد ان احدا قد اخبرك يا دكتور بخبرية مجتزأة ولدينا لوائح تقول ان هناك معبرا على الاقدام، (للمشاة) والبغال، اقفله الجيش بالسواتر الترابية او بالالغام. وهذه المعابر ليست جدية وحيث يمر بيك ابات او موتورسيكلات عددها محدود، انما وفي اطلالة جعجع الاخيرة قال: يجب ألا تضللوا الرأي العام وتقولوا هناك 150 معبرا بل يوجد فقط اربعة او خمسة معابر، ولكن هنا على اي كلام يجب ان ارد، على الاول او على الثاني".

وأضاف: "لقد قال جعجع انه لا يوجد قرار سياسي في هذا الموضوع، وكل ما يتطلبه الامر ان يتخذ قرار سياسي، وغدا يقفل الجيش كل المعابر غير الشرعية، ولكن اقول في الحقيقة ان هناك قرارات في ذلك وقد شرحتها له، وهو قرار المجلس الأعلى للدفاع في تاريخ 15/4/ 2019 الذي طلب من كل الوزارات المختصة اتخاذ التدابير والاجراءات اللازمة لاقفال المعابر، وتلاه قرار مجلس الوزراء رقم 3 محضر 29 في تاريخ 24/5/2019 الطلب من الجيش والاجهزة الامنية كافة التشدد في ضبط الحدود وعندما اتخذ هذا القرار في مجلس الوزراء كان معنا وزراء "القوات اللبنانية"، وعندما يقول الدكتور جعجع انه لا يوجد قرار سياسي فهو طبعا "غلطان"، وهذه القرارات تظهر انه على خطأ. وبالامس قالوا انه يوجد قرار ولكن لا بد من تنفيذه، ومن يقصد الدكتور جعجع بهذا القول ومن سينفذ القرار، وهل على وزير الدفاع ان يذهب الى الحدود وينفذ القرار. مع العلم ان وزير الدفاع اثبت ان القرار اتخذ وقد أبلغه الى قيادة الجيش والتي اقرت اكثر من مرة بالعمل الذي تقوم به وهو لا شك عمل جبار تقوم به، وقد اجتمعنا مع لجنة الادراة والعدل ومع ضباط من الجيش المعنيين وشرحوا العمل الذي يقومون به، حتى ان قائد الجيش العماد جوزف عون تحدث منذ اسبوعين ومن الحدود عن هذا الأمر وقال: "انشأنا 4 افواج حدودية فبنينا 74 مركزا لضبط الحدود وعززنا قدرات الوحدات المنتشرة في هذه المنطقة تجهيزا وتدريبا بمساعدة عدد من الدول الصديقة، حتى بتنا نتحكم بنحو ثمانين بالمئة من الحدود، وما يحول دون قدرتنا على ضبط الباقي من الحدود هو مسألة عدم ترسيم الحدود والطبيعة الجغرافية المتداخلة والتي يتطلب تحصينها اعدادا مضاعفة من العسكريين، وفي ظل المهمات الامنية العديدة الموكلة الى الجيش ومنها حفظ الامن في الداخل والذي يتطلب جهوزا دائما، فضلا عن اقفال باب التطويع في المؤسسة العسكرية وخفض موازنة الجيش وما ينتج منها من صعوبات لوجستية تصبح هذه المهمة معقدة".

وقال: "سأشرح هذا الامر، وبالتالي اذا لم يريدوا ان يصدقوا كلامي فان قائد الجيش يقول لهم ماذا يفعل الجيش وماذا يمكن ان يفعل وماذا يجب ان يعمل وما هو المطلوب لكي ينفذ الجيش اعماله، وبالتالي اذا لم يكن الهجوم على الجيش بل على وزير الدفاع، فهل يجب ان اذهب الى الحدود واقفل هذه المعابر؟ طبعا كلا، وانتم تعرفون جيدا على من توجهون وتعرفون بمن تشككون، اذ يجب الا ان نختبئ وراء اصبعنا، ولا يفكر احد انني مضطر في لحظة من اللحظات الى ان اختبئ وراء المؤسسة العسكرية لكي اخفي شيئا عملته، ابدا. انا هنا لأتحمل كل شيء قبل ان تتحمله المؤسسة العسكرية وسأشرح ما فعلته هذه المؤسسة، واتمنى ولكي لا نعيد الكلام في هذا الموضوع، فانا اطلقت اولا ملف الحدود غير الشرعية قبل ان تتحدث فيه "القوات اللبنانية" بشهرين، ولقد قمت باول زيارة في 24/4/2019 وثاني زيارة في 30/4/2019 على الحدود الشرقية كما قمت بزيارة في 8/6/2019 وقد صرحت من منطقة القصر تحديدا بضرورة اقفال كل المعابر، كما انني دخلت الى مجلس الوزراء واوضحت المهمات التي يقوم بها الجيش، كما انني زرت النائب جورج عدوان وشرحت له عمل الجيش، ولا يجب على احد ان يأتي ويقول هذا الملف يهتم به اللبنانيون، فلنقم بتبنيه ونقول نحن معركتنا هي معركة اقفال الحدود غير الشرعية، ويكون بهذا يقضي على كل عملنا وجهدنا، ويظهر هو وكأنه البطل الذي يطالب بهذا الملف. وهنا نتمنى ان تشركونا وتضعوا يدكم في يدنا، لا ان تنسوا ان هذا الملف نحن امه وابوه، وقد بدأنا به، وان تضغطوا لاقفال المعابر غير الشرعية، هذا ظلم، ضعوا هذا الامر جانبا، لانني اعتبر ان الكلام الذي يحكى في الاعلام هو تشكيك في عمل الجيش، وهذه المرة يعملون هذه الاعمال بطريقة مقنعة، اي علينا ان نحيد الجيش ولكن وزير الدفاع هو المسؤول، واقول ان الجيش هو المسؤول عن اقفال الحدود وهو يقوم بعمله ويتقدم فيه كل يوم".

واضاف:" ان الانجازات والارقام تتحدث وسأوضح صعوبة العمل الذي يقوم به الجيش، فالمنطقة الممتدة من الطفيل حتى عرسال كلها فيها ابراج والجيش احكم السيطرة عليها بنسبة 95 في المئة ومن الممكن ان يمر افراد، ولكن بالتأكيد لا تمر شاحنات او غيرها، كما يوجد منطقة مساحتها 33 كيلومترا من المشرفة - مشاريع القاع وصولا الى حرف السماقة في جبل اكروم، وهذه المنطقة من الصعب ان تضبط مئة بالمئة لانها منطقة سهلية وفيها قرى وبيوت متداخلة ببعضها البعض، ويوجد شمالا النهر الكبير من عكار وصولا الى جبل اكروم، منطقة وادي خالد والعمل الاساسي للجيش هو السيطرة الكاملة عليها وخصوصا وانها صعبة، إذ تتداخل القرى ويوجد منطقة متنازع عليها بين لبنان وسوريا ولم تترسم الحدود لغاية الآن . اما في منطقة القصر حيث وجدت الشاحنة المسروقة، فان البيوت مبنية على الجهتين من الحدود ولا يمكن فصلها من دون ترسيم الحدود".

وتابع: "كما ان الجيش، ومنذ دخوله هذه المنطقة اي منذ 1/1/2019 اوقف 320 عملية تهريب، كذلك اوقف 488 شخصا من المهربين، كما ان القيادة نشرت 6 الاف عسكري على الحدود البرية من الافواج: الاول والثاني والثالث والرابع، وهناك التدخل الاول واللواء الثاني وواعداد كبيرة تنتشر في المواقع والمراكز كما انها تؤمن الدوريات الى الامور اللوجستية". وقال: "لفتني الدكتور جعجع عندما قال ان الحدود بين تركيا وسوريا هي بحدود الالف كلم وهم يعملون عليها، اما عندنا في لبنان فالمسافة تصل الى 150 كلم او 170 كلم كما يقول الدكتور جعجع. واقول ان هذه المساحة تتطلب بضعة ابراج وعددا من العسكريين لتضبط كل عشرة كيلومترات، ولكن بعملية حسابية بسيطة تبين معنا انه اذا لدينا 170 كلم على ضبط حدود كل نقطة على 8 كلم تبين انه يلزمنا 28 نقطة وكل نقطة اربعة عسكريين، وبالنسبة الى الدكتور جعجع تبين انه يستلزمنا 88 عسكريا لضبط الحدود من الشمال لجبل الشيخ، وقد لفتني هذا التحليل، ولكي نعطي كل امر حقه يجب استعمال التكنولوجبا وقد بدأنا بها من خلال الهبات التي حصلنا عليها وقد سافرت الى انكلترا لجلب تكنولوجيا نقالة DYNAMIC OPERATIONS كالكاميرات الليلية و"الانفرا ريد" و"الليزر" وغيرها. وما اود قوله اننا ننشر زهاء 8800 عسكري، بينما يمكن ل88 عسكريا فقط ان يقوموا بهذه المهمة، وقد عرضت هذا الكلام على المعنيين وطلبت منهم رصد هذا الموضوع مع الخبراء الأجانب وفي انتظار الجواب من الممكن ان توجد حلول لم ننتبه لها".

وختم:"الجيش يقوم بمهماته في اقفال المعابر منذ فترة غير قريبة واصبح منتشرا على مناطق لم يصلها هو او الدولة منذ الاستقلال، والجيش لديه خطة ليكمل المهمة وسأرفع هذه الخطة قريبا الى مجلس الوزراء، واود القول ان معدل التهريب، ومهما، بلغ يبقى بمعدلات بسيطة ولا يجب ان نغطي هذا الموضوع بالتهريب في المرافىء الشرعية والمطار او مرفأ بيروت او طرابلس او الحدود الشرعية التي تستوجب ضبطا من الجمرك والبيانات الجمركية ، فلماذا يجب ان نخبئ الحقيقة ونقول ان مشكلتنا هي فقط في التهريب عبر المرافئ غير الشرعية، ولماذا التركيز على الجيش ما دامت النية ليست الجيش ولا وزير الدفاع، الا يوجد جمارك او امن داخلي او امن عام، ولكن الرأي العام يعلم جيدا ما هو عمل الجيش".

حوار مع الاعلاميين

واكد بوصعب في حوار مع الاعلاميين في موضوع المعابر غير الشرعية، انه "يجب اتباع خمسة بنود لحل موضوع المعابر وهي:

اولا تعديل القوانين اللبنانية لتصبح صارمة اكثر في موضوع التهريب بحيث تصبح جناية وليس جنحة ويوقف المهرب ويسجن، ويمكن للجيش ان يوقف المهربين ويسلمهم للجمارك الذين يتخذون في حقهم الاجراءات اللازمة.

ثانيا: يجب استحداث معبر شرعي في منطقة القصر، لاسيما وان القرى اصبحت قريبة جدا من بعضها فهناك منازل لاخوة مثلا لا تبعد عن بعضها الا دقائق، والمعبر الشرعي مسؤولية سياسية ومسؤولية الدولة وليس مسؤولية الجيش.

ثالثا: يجب ترسيم الحدود وخصوصا المناطق المتنازع علبها وهذا الامر يتطلب مفاوضات مع الدولة السورية ويجب العودة الى مجلس الوزراء حول القرار الذي يجب ان يتخذ ليبنى على الشيء مقتضاه.

رابعا: اضافة زيادة عديد الجيش اللبناني حسب قيادة الجيش وقرارات المعنيين في هذا الشأن، لان حماية مناطق واسعة تتضمن تلالا وسهولا ليس بالامر السهل، خصوصا وان اليوم نقول للجيش اللبناني ممنوع التطويع ولا يمكن اخذ عديد جديد، وفي نفس الوقت سنحملك مساحة جديدة لتسكرها بشكل كامل ولتنشىء فيها ابراجا جديدة وعديدا اكبر.

خامسا: الموازنة والتجهيز وكل نقطة تفتيش تكلف الكثير من الاموال وطبعا هناك هبات ولكنها تتطلب ادارة وعمل وامور لوجستية وغيرها الكثير. ولانها منطقة حدودية تتطلب الكثير من التجهيز واللوازم وكيف اقول للجيش عليك ان تنفذ كل هذا العمل من دون موازنة".

وتابع: " لقد اطلعتني قيادة الجيش على دراستين تتضمنان خطة كاملة لاقفال الحدود ونحن جديون اكثر من اللازم في هذا الاطار، ومنذ تسلمي الوزارة وضعت هذا الامر في اولوياتي وقد قمت باكثر من زيارة ميدانية للحدود كما وقمت بسفرات الى الخارج لجلب المساعدات في هذا الامر واجتماعات متواصلة مع قيادة الجيش ولهذا لن نسمح لاحد ان يعتم على عملنا ويظهر للراي العام انه يعمل لاقفال الحدود، واود ان اشكر قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يتعامل مع هذا الموضوع بجدية كبيرة وقد شاهدتموه على الحدود يشرف ميدانيا على حاجات العسكر الذين قاوموا الثلوج في الشتاء بعيدا عن اهلهم وقد توفي والد احد العسكريين ولم نتمكن من الوصول اليه ليتمكن من المشاركة في وداع والده، هذه هي اذن الظروف التي يعيشها الجيش اللبناني ولا يجب ان نتساهل ابدا في موضوع ضبط الحدود مع العلم ان الجدية والاصرار من قيادة الجيش ومن المؤسسة العسكرية لا مثيل لها في هذا الاطار ولن نسمح لاي كان بالتشكيك بالجيش وبعمله". اضاف:" كما وعلمت في خلال اجتماعاتي اليوم، ان الجيش اوقف على اثر سرقة الشاحنة نحو سبعين شخصا من الذين يسرقون شاحنات وغيرها في المنطقة الحدودية، وقد احال 30 منهم على المنطقة الحدودية بتهم الجرم المشهود واخلي سبيل الباقين، واذا لم نخبر ماذا يفعل الجيش يوميا فهذا ليس معناه انه لا يقوم بالمهام المنوطة به، مع الاشارة ان سارقي الشاحنة المذكورة لم يتم القبض عليهم لاسيما وان الشخص الذي اعاد الشاحنة تفاوض مع السارقين من دون اعلام الجيش بالامر وقد اكد انه تسلم الشاحنة من نساء بعد ان اعطاهم المال وهنا تقع المسؤولية عليه لانه لم يعلم الجهات المختصة".

وختم :" لن نسامح ابدا من اطلق النار على الجيش اللبناني وكذلك لن نسامح من قام بعمليات ارهابية وفجر السيارات المفخخة في طرابلس وبيروت والضاحية والهرمل، ولذا علينا التفريق بين من يشمله العفو العام وبين غيره، وهناك اتفاق مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في هذا الشأن".

 

باسيل من الديمان: متجاوبون مع أي مبادرة يقوم بها الراعي

المركزية/19 آب/2019

عرض البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في الديمان، مع رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الاوضاع العامة في البلاد على مدى ساعتين، في حضور مستشار الوزير الاعلامي انطوان قسطنطين والمسؤول الاعلامي للبطريركية وليد غياض.

بعد اللقاء، قال الوزير باسيل: "من الطبيعي زيارة صاحب الغبطة في الديمان وهذه الزيارة تقليدية وسنوية وخصوصاً في هذا الوادي المقدس. وقد أمضينا فترة من الراحة نعود بعدها للنشاط والعمل بمباركة صاحب الغبطة. وقد بدأنا اللقاء بحديث وجداني عن هذا الجبل وخصوصيته، عن هذه الارض، عن هذا التراث وعن كل شيء مؤتمنين عليه في هذا البلد وسبل الحفاظ عليه وهذا يأخذنا الى الهوية والارض والامور الكيانية التي يرخص كل شيء امامها. وأضاف: "بالطبع، اخذنا الحديث هنا الى الدستور وضرورة المحافظة عليه والميثاقية التي نعيش من خلالها ومن خلال ما هو مطروح في المادة 95 من الدستور والتي تشكّل الشراكة بين بعضنا والحفاظ على ميثاقنا. وبرعاية غبطته، مقتنعون بتوحيد الجهد وتوحيد الكلمة ونكون اكثر من منفتحين ويدنا ممدودة لنكون جميعاً في الموقف الصحيح في الحفاظ على هذا الميثاق ولا يكون لدينا اي التباس في الموقف الموحّد من الامور الكيانية. ونحن متجاوبون مع اي مبادرة يقوم بها سيدنا البطريرك في هذا المجال لنوحّد الموقف ونوحّد الكلمة لأننا عندما نكون موحّدين من الصعب خرقنا ونحافظ على هذا الجبل وعلى هذه الارض والهوية والثقافة المتنوعة في بلدنا".

 

الكتلة الوطنية: فقدان الثقة والتبعية وراء التجاذب في شأن زيارة الحريري واشنطن

وطنية - الإثنين 19 آب 2019

إعتبر حزب "الكتلة الوطنية اللبنانية" في بيان، أن "زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري واشنطن هي جزء من العلاقات الدولية بين أي دولتين وهي من الأعراف على هذا المستوى". ولفت إلى أن "الصدام والتجاذب في لبنان الذي رافق الزيارة، دليل انعدام الثقة بالحكم، وهو ما نقل الموضوع من إطار الديبلوماسية إلى الاتهام المتبادل بالتبعية". ورأى الحزب أن "أعضاء الحكومة يتبادلون التهم، وبينها التبعية للولايات المتحدة الأميركية على خلفية تسليحها الجيش اللبناني، وفي الوقت نفسه، يحذفون من الموازنة العامة بند تسليحه". وأشار إلى أن "مبلغ الـ250 مليون دولار، الذي كان مخصصا لذلك، يوازي ثلث التهريب الحاصل في مرفأ بيروت فقط". وشدد الحزب على أن "لو أرادوا بمعظمهم أن يكونوا سياديين لما اقتصر سماعنا تنديداتهم بالتسليح الخارجي للجيش، إنما لكانوا جففوا مصادر الفساد التي تمول منظومة الزبائنية التي تسهم في بقائهم في الحكم".

 

رسالة من أصدقاء فنزويلا اللبنانيين الى غوتيريس: لوقف الحصار الاميركي على فنزويلا وحماية شعبها

وطنية - الإثنين 19 آب 2019

توافد حشد من ممثلي الجمعيات والاحزاب والشخصيات اللبنانية من أصدقاء فنزويلا الى مقر السفارة في جل الديب، للتوقيع على الرسالة الموجهة الى الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، تدعو الى وقف الحصار الاميركي على فنزويلا.

الرسالة

وفي ما يلي نص الرسالة التي جرى التوقيع عليها:

جانب السيد الدكتور أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة الموقر

كما تعلمون بالتأكيد ونظرا لمسؤوليتكم الكبيرة والعالية، بأن حكومة الولايات المتحدة اتخذت قرارا من جانب واحد، وبدعم من الحكومات الموالية لها والأقليات السياسية في بلدنا، بشن سلسلة من الإعتداءات الاقتصادية والسياسية والنفسية الواسعة والمخطط لها ضد سكان فنزويلا من أجل إحداث "تغيير في النظام"، وهذا في الحقيقة لا يعني سوى إسقاط الحكومة التي جرى إنتخابها من قبلنا نحن الفنزويليين والفنزويليات من خلال ممارسة حقوقنا السيادية في انتخابات حرة عالمية وسرية، وفقا لقوانيننا وفي ممارسة حقنا في تقريرمصير أمتنا.

بدأ هذا العدوان في العام 2015، في عهد الرئيس أوباما، مع إصدار الأمر التنفيذي السيئ الذكر الذي ينص على أن بلدنا وشعبنا، يمثلان "تهديدا مستجدا وغير عادي" لأمن الولايات المتحدة، والتي تمثل أخطر قوة عسكرية عرفتها البشرية، وهي التي تسببت خلال ستين عاما فقط بما لا يقل عن 201 حرب تقليدية في جميع أنحاء العالم، ناهيك عن تسببها بخلق النزاعات التي نشأت تحت ما يسمى بالحرب المختلطة أو الخفيفة. منذ ذلك الحين بدأت عملية إعطاء الطابع الرسمي واضفاء الشرعية على عمليات الحصار والتدمير الذي تفرضه الولايات المتحدة على العالم، وبهذا عمدت الولايات المتحدة الى اعلان الحصار علينا وعزمها على تدمير دولتنا وامتنا. تفاقمت هذه الاعتداءات، كما تعلمون، منذ انتخاب السيد دونالد ترامب، الذي عمل على تأجيج العداء الاقتصادي والمالي في أقل من عامين. كما عمل جاهدا لخنق الدولة الفنزويلية وتجويع سكانها. كل هذا في ضوء النهار وأمام سمع وبصر منظمتكم العالمية الكريمة التي يتمثل سبب وجودها في عملها على تجنب عودة الحرب وحرصها على ضمان تطبيق القانون الدولي بدقة. في الساعات الأخيرة، قام الرئيس ترامب باعطاء الطابع الرسمي لعمليات نهب ثرواتنا الوطنية وقام باعلام البلدان الشريكة له بضرورة شد الخناق على فنزويلا، واضعا بخطر شديد سلامة سكانها اي 30 مليون نسمة.. إن عواقب هذا العمل الإجرامي تصل، كما هو مقصود، إلى حدود الوحشية واللا إنسانية، إذ تمنع إرسال الغذاء والأدوية والمستلزمات الأساسية المستوردة الى فنزويلا، بما في ذلك العلاجات الطبية الطارئة وقطع الغيار الأساسية للعمل الجماعي.

لا أحد ينجو من مفاعيل هذا الحصار. وإننا اليوم جميعا،أطفالا ومسنين، رجالا ونساء، مؤيدين ومعارضين للحكومة، كلنا ضحايا لهذا الهجوم. على مدى تاريخنا، لم ترسل أي حكومة فنزويلية قواتها المسلحة لمهاجمة أي شخص، إلا لتحرير إخوانها من الغزو الاستعماري الأول. كما قال المحرر سيمون بوليفار لإيرفن، العميل الدبلوماسي الأميركي المعمداني "لن اسمح بأن تهان او يقلل من شأن الحكومة الفنزويلية وحقوق شعبها. لقد اختفى جزء كبير من شعبنا أبان المعارك لحمايتكم ضد اسبانيا، والباقون لا يزالون قلقين من أن يلقوا المصير نفسه. وينطبق الشيء نفسه على فنزويلا اذا كان تحارب إسبانيا أو اي قوة عاتية من العالم، فنزويلا ستقاتل الجميع ممن يسيئون إليها"... نحن نؤمن بالحل السلمي للصراعات. لم نكن أبدا ولسنا اليوم ولن نشكل غدا أي تهديد لأي شخص في العالم ولا نعتزم السيطرة على أي كان أو استغلاله. على العكس من ذلك، يعيش ملايين الإخوة من جميع أنحاء أمريكا والعالم بيننا، ويشكلون ما يقرب من ربع سكان فنزويلا. لا نعتقد أن شعب الولايات المتحدة قد أعطى التفويض لحكوماته المتعاقبة لمهاجمة وغزو دول أخرى. لقد فعلوا ذلك وهم يفعلون ذلك ولكن باسم "البيان الواضح" الذي يستخدمونه، وكما تنبأ سيمون بوليفار هم يمثلون التهديد الحقيقي للقارة الأميركية، إذ أنه في الأعوام الـ 150 الماضية، ابتليت القارة الاميركية بالدكتاتوريين وعم البؤس بإسم الحرية. لذا، يا سعادة الدكتور غوتيريس، نتوجه إليكم بصفتكم أمينا عاما للأمم المتحدة، طالبين منك ان ترفع الصوت عاليا في وجه هذا العدوان الظالم والحاقد وأن تطالب بحماية فنزويلا من هذه الجريمة الاستثنائية الوقحة لأن ما يجري هو ضرب وتهشيم للنظام الدولي والقوانين التي تعمل على تجنيب الإنسانية الصراعات الكونية. أننا نناشد، بصفتنا دولة عضو في الامم المتحدة، أن تطلب هذه المنظمة العالمية وقف العدوان الوحشي ضد فنزويلا وأن تعمد الى تفعيل الآليات القائمة لحماية الشعب الفنزويلي، وضمان الحق الكامل لجميع سكان بلدنا في التنمية البشرية والحياة الكريمة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل   18-19 آب/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

أولوية اللبنانيين يجب أن تكون للخيار اللبناني وللهوية اللبنانية

الياس بجاني/19/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77661/77661/

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for August 20/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77685/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-august-20-2019/

 

واشنطن قررت التدخل العلني في شؤون لبنان

محمد قواص/العرب/20 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77679/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d9%82%d8%b1%d8%b1%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%af%d8%ae%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a/

 

مؤتمر لحلف الأقليات في "بيروت الإيرانية"

علي الأمين/العرب/20 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77682/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%a4%d8%aa%d9%85%d8%b1-%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%82%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88/

 

صحف إسرائيلية: حزب الله يشعل حرائق على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

Hezbollah Brings Arson Terror To The Northern Front/Jerusalem Post

Footage appears to show Hezbollah adopting Gaza arson tactics against Israel/ Times Of Israel

http://eliasbejjaninews.com/archives/77668/%d8%b5%d8%ad%d9%81-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%b4%d8%b9%d9%84-%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%82-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7/

 

 

Hezbollah Brings Arson Terror To The Northern Front/Jerusalem Post/August 19/2019
http://eliasbejjaninews.com/archives/77668/%d8%b5%d8%ad%d9%81-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%b4%d8%b9%d9%84-%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%82-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7/

Footage appears to show Hezbollah adopting Gaza arson tactics against Israel/Toi Staff/Time Of Israel/August 19/2019
http://eliasbejjaninews.com/archives/77668/%d8%b5%d8%ad%d9%81-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%b4%d8%b9%d9%84-%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%82-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7/