LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 آب/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august12.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلى الأَرْضِ سَلامًا، مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلامًا بَلْ سَيْفًا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/من غير الممكن الجلوس على مائدة الشيطان وعلى مائدة الرب في نفس الوقت

الياس بجاني/سكوت الأكثرية يعطي أصحاب الهرطقات والشواذات مجالاً للتطاول أكثر على القيم والأخلاق

الياس بجاني/عمق وأسباب الخيبات والتوقعات

الياس بجاني/عن جد صلحة بعدبدا ممتازة وجاءت بوقتها

الياس بجاني/مغتصب محطة ال بي سي يعهر ويسفه مفهوم الحرية

الياس بجاني/نجاح وساطات اللواء ابراهيم ومصير أهلنا المغيبين في السجون السورية

الياس بجاني/ميشال سليمان: إلحاد أو جهل إنجيلي

الياس بجاني/احتلال حزب الله هو المشكلة وكل صراعات أصحاب شركات الأحزاب هي مجرد أدوات للإلهاء والتمويه

الياس بجاني/بعد اعتراف جعجع وجنبلاط والحريري بفشل الصفقة الخطيئة عليهم الإعتذار من اللبنانيين والإستقالة من العمل السياسي.. ولكنهم ع الأكيد لن يفعلوا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو وبالصوت/مقابلة كيانية وإيمانية بإمتياز من تلفزيون OTV مع الأب البروفيسور جورج حبيقة تتناول بعمق تاريخي وإنجيلي فلسفة وأهمية النظام اللبناني الطوائفي في تأمين استمرارية تعايش أقليات شرق أوسطية اثنية ومذهبية وثقافية اضطهدت في مواطنها الأساسية فلجأت إلى لبنان.

أهم المواضيع والعناوين التي تناولها وشرحها وتطرق لها وفندها وفضحها وأكد أهميتها أو رفضها الأب البروفيسور جورج حبيقة

تفريخ وتلخيص وصياغة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين ودن أي مسؤولية لصاحب المقابلة

نقلاً عن صفحة أبو أرز-اتيان صقر/خماسيي للمعلم سعيد عقل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 11/8/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جنوبيون غرباء في وطنهم بسبب ممارسات حزب ولاية الفقيه/سالم سلمان/جنوبية

جنبلاط الخاسر

أين بكركي من فساد... هذا المطران...؟

بري عن المصالحة: كل موضوع يبدأ صغيرًا ثم يكبر إلّا المصيبة تبدأ كبيرة ثم تصغر!

المصالحة عوّضت خسائر الدولة المالية.. من يعوّض على أهل الضحيّتين؟/ياسمين بوذياب/الكلمة أونلاين

رغم أنه خزان الشرق... لبنان من أكثر البلدان التي تعاني من نقص المياه

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الضغوط الدولية على إيران تؤجج الصراع بين أجهزة استخباراتها وجذور الخلاف تعود إلى عام 2009 بين وزارة الاستخبارات و«الحرس الثوري»

الأمم المتحدة: 40 قتيلاً و260 جريحاً في عدن

«التحالف»: تصفية إبراهيم الحوثي نتيجة صراع أجنحة الميليشيا

قوات النظام السوري تسيطر على بلدة استراتيجية في ريف إدلب الجنوبي

إصابة عشرات الفلسطينيين في حرم المسجد الأقصى

كيم أشرف على اختبار "سلاح جديد"

صونيا غاندي ترأس مجدداً "حزب المؤتمر" الهندي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

في موضوعُ عملِ الفِلسطينيين في لبنان: ضَعوا أنفسَكم في مكانَ لبنان واحكُموا/سجعان قزي/الشرق الأوسط

لبنان: مَن يبدد هواجس الانهيار... مرة أخرى/سام منسى/الشرق الأوسط

حدود تحرك أذرع ايران/طوني فرنسيس/الحياة

حكومة ما بعد الكمين: "كمائن" بالجملة/ملاك عقيل/"ليبانون ديبايت

حزب الله يوصد أبوابه بوجه جنبلاط/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

هل التعايش ممكن في سورية/هيفاء بيطار/الحياة

معركة ليلة العيد في عدن/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

مؤتمر جدة اليمني... الآن الآن/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

هل باتت المنطقة أمام مقاربات جديدة من واشنطن وموسكو/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

كشمير وكركوك والقدس/غسان شربل/الشرق الأوسط

العمران وسجن الوعي الزائف/مأمون فندي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

حاصباني: الاصلاحات تأتي بالاستثمارات وهذا أكثر من سيدر

رعد: العدو يتهيأ لشن حرب علينا والمقاومة جاهزة لتلقينه درسا

قاووق من معركة: بيانات السفارة الأميركية تؤدي إلى تعميق الانقسام وتهدد وحدتنا

الراعي في قداس الاحد في الديمان: الدولة تعيش انشطارا سياسيا مميتا حول تنفيذ الطائف نصا وروحا

شيخ العقل في خطبة عيد الأضحى: نؤكد بعد لقاء بعبدا على وحدة الموقف ووقف الاحتقان وحل كل الإشكالات بالحوار والتواصل والتفاهم

بو صعب افتتح ساحة للجيش في لبعا: تحية إلى كل شخص قدم دمه ليحرر هذه الارض من العدو الاسرائيلي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلى الأَرْضِ سَلامًا، مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلامًا بَلْ سَيْفًا

إنجيل القدّيس متّى10/من34حتى39/:”قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلى الأَرْضِ سَلامًا، مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلامًا بَلْ سَيْفًا. جِئْتُ لأُفَرِّقَ بَيْنَ الرَّجُلِ وَأَبِيْه، والبِنْتِ وأُمِّهَا، والكَنَّةِ وحَمَاتِهَا. وأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَو أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلا يَسْتَحِقُّني. ومَنْ أَحَبَّ ٱبْنًا أَوِ ٱبْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلا يَسْتَحِقُّنِي. ومَنْ لا يَحْمِلُ صَلِيبَهُ ويَتْبَعُنِي فَلا يَسْتَحِقُّنِي. مَنْ وَجَدَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

من غير الممكن الجلوس على مائدة الشيطان وعلى مائدة الرب في نفس الوقت

الياس بجاني/19 آب/2019

عن قناعة نقول: إن كل سياسي أو ناشط أو اعلامي مسيحي يقول أنه مع السيادة والإستقلال ولبنان الرسالة ووقف مع فرقة الشيطان بحجة كذبة حرية الرأي هو ضد الإنجيل  ومنافق وذمي وغير جدير بثقة أحد لأن فاقد الإيمان وخائب الرجاء والمتلون هو كارثة إيمانية وأخلاقية ووطنية وواقع في تجارب إبليس وبالتالي ليس جديداً ولا قادراً أن يحمل بصدق وعن قناعة أي قضية مقدسة كقضية سيادة واستقلال لبنان...بلد الرسالة والقديسين.

 

سكوت الأكثرية يعطي أصحاب الهرطقات والشواذات مجالاً للتطاول أكثر على القيم والأخلاق

الياس بجاني/19 آب/2019

الشواذات الأخلاقية بأنواعها حالات مرّضية تمثل أقل من 01% في المجتمعات ولكن فجور ووقاحة وعسكرة أصحابها ينفخ حالتهم ويضخمها. كما أن صمت وكسل الأكثرية وعدم مواجهة ربع الشواذات يزيدهم عهرا وفجوراً وقلة حياء وانفلاشاً.

 

عمق وأسباب الخيبات والتوقعات

الياس بجاني/10 آب/2019

في الحياة على قدر كبر التوقعات تأتي كارثية الخيبات وعلى قدر عمق المحبة يأتي العتب والغضب.

 

عن جد صلحة بعدبدا ممتازة وجاءت بوقتها

الياس بجاني/09 آب/2019

صلحة بعبدا ممتازة رغم كل ما فيها من سلبيات وعشائرية. المتصالحون والمصالحون كلهم ربحوا أما الخاسر وكما دائما فهو الشعب، كل الشعب.

 

مغتصب محطة ال بي سي يعهر ويسفه مفهوم الحرية

الياس بجاني/09 آب/2019

محطة ال بي سي، محطة بشير والمقاومة المسيحية تعهر مع مغتصبها مفهوم الحرية وتسفهه وتروج للإلحاد والشواذات وتهين المؤمنين والكنيسة.

 

نجاح وساطات اللواء ابراهيم ومصير أهلنا المغيبين في السجون السورية

الياس بجاني/09 آب/2019

حبذا لو وساطة اللواء إبراهيم في تحرير مواطن كندي من سجون سوريا تُكمِّل مسيرتها لمعرفة مصير أهلنا المغيبين منذ سنوات في نفس السجون

 

ميشال سليمان: إلحاد أو جهل إنجيلي

الياس بجاني/09 آب/2019

ترى هل قرأ ميشال سليمان الإنجيل ليفهم معنى التجديف على الروح القدس حتى يبكي اليوم الحرية ومنع عرض فرقة التجديف والإلحاد في جبيل؟ موقف الحادي بإمتياز لرئيس جمهورية ماروني سابق..موقف يبين إما جهل كامل لروحية الإنجيل وتعاليمة أو لا إيمان وإلحاد

 

احتلال حزب الله هو المشكلة وكل صراعات أصحاب شركات الأحزاب هي مجرد أدوات للإلهاء والتمويه

الياس بجاني/08 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77372/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9/

لتصويب البوصلة ولعدم الغرق كما دائما في متاهات وصراعات ومناطحات وعبثيات وأنانيات وحروب طواحين الطاقم السياسي وأصحاب شركات الأحزاب التجارية والوكالات فإن ما يجب التركيز عليه وليس على أي أمر آخر هو أن حزب الله المحتل والمتحكم بالقرار بالقوة وبفائض السلاح وبالإرهاب وبالتخويف والإفقار والتهجير والفوضى هو السرطان المستفحل، وهو المشكل الأساس والأهم.

أما عنتريات وبهورات وحروب طواحين كل من السادة جبران وجنبلاط والحريري وجعجع والفتى والمير وغيرهم من أفراد الطاقم السياسي وأصحاب شركات الأحزاب فهؤلاء للأسف فقط وفقط  و100% جماعات ردات أفعال، ولا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالأفعال.

هؤلاء وكما بات كل مواطن حر بوعيه مدركاً فإن الحزب اللاهي يُحركهم مباشرة أو مواربة بعلمهم أو دون علمهم لا فرق لأن عندهم الإستعداد والقابلية والرغبة لذلك.

وهم ع الأكيد لا يتحركون تلقائياً “وبدون السترة” ما دامت مصالحهم مؤمنة، ومواقعهم غير مهددة، وتجارتهم رائجة، ونفوذهم ماشي حاله.

وحتى الآن فإن كل صراعاتهم الكبيرة والصغيرة على حد سواء تندرج في خانة تأمين مصالحهم الذاتية بكل متفرعاتها ومندرجاتها وعلى حساب الدولة والقانون والسلم الأهلي والدستور والعدل والحريات والديمقراطية والسيادة والإستقلال والقرارات الدولية الخاصة بلبنان ولقمة عيش المواطن المعتر.

ممارساتهم الأنانية، وأطماعهم السلطوية والترابية كافة، تدفعهم باستمرار ودن مخافة الله ويوم حسابه الأخير للتلون الحربائي، ولتغيير مواقفهم وخطابهم وتحالفاتهم 180 درجة في أي لحظة دون خجل أو وجل ولمماشاة المحتل اللاهي أو غيره من القوى الأقليمية والدولية وبلع ألسنتهم بذمية وجبن فاقعين وكل ذلك خدمة لمصالحهم الذاتية.

أما الخيبة فهي دائماً للزلم والأتباع والهوبرجية وصغار العقول من أهلنا في الوطن المحتل وكذلك في بلاد الانتشار الذين يتوهمون بأن أي من هؤلاء القادة “الآلهة” والسياسيين التجار يعمل ويناضل لمصلحة الوطن أو المواطن.

فأهلنا المساكين هؤلاء وكما دائما يكونون في نهاية كل جولة تناطح سياسي وحزبي الضحايا والقرابين التي تقدم مجاناً للمتناطحين وذلك للإبقاء على وضعية التعتير والعبودية، أي وضعية البيك والزعيم والقائد من جهة، والعبيد والأضحية في الجهة المقابلة.

من المحزن أنه عندما يقبل المواطن بهكذا وضعية غنمية وانبطاح وتزلم فهو لن يحصد ولن ينتج تحت أي ظرف وفي أي زمن غير زعماء وقادة وأصحاب شركات أحزاب ومتمولين من هذه الخامة الطروادية والنرسيسية.

يبقى إنه وبظل احتلال حزب الله وتمدده السرطاني ودون مقاومة فاعلة وبقوة وخبث داخل كل الشرائح المذهبية والمجتمعية وتقليبها على بعضها البعض فاحتلاله مستمر ولبنان الدولة والمؤسسات إلى المزيد من التراجع والتفكك والإنهيار.

في الخلاصة، فإن مشكلة لبنان الحالية هي احتلال حزب الله، وكل صراعات ومناطحات أصحاب شركات الأحزاب وأفراد الطاقم السياسي هي مجرد أدوات للإلهاء والتمويه وللتلهي بأعراض الاحتلال ليس إلا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

بعد اعتراف جعجع وجنبلاط والحريري بفشل الصفقة الخطيئة عليهم الإعتذار من اللبنانيين والإستقالة من العمل السياسي.. ولكنهم ع الأكيد لن يفعلوا

الياس بجاني/07 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77321/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%81-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%88%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%b7-%d9%88%d8%a7/

معروف في عالم العمل السياسي والشأن العام  بأن من يزرع الريح يحصد العاصفة ومن يبيع السيادة يُباع من قبل الذي اشتراها منه بأبخس الأثمان.

في كل البلدان الغربية الديموقراطية من مثل كندا وأوروبا وغيرهما العرف هو أنه عندما يفشل السياسي أو الحاكم أو رئيس الحزب في خياراته وبما وعد به الناس وفي أي موقع كان يستقيل ويعتزل العمل السياسي فاسحاً في المجال لغيره ليكمل ما لم يتمكن من تحقيقه.

أما في وطننا الغالي لبنان فالعرف هذه معكوس 100% والسياسيين وأصحاب شركات الأحزاب هم أبديون وأزليون وسمرمديون ولا يستقيلون مهما كانت الأخطاء والكوارث التي يقترفونها وكأن الشعب حقل تجارب لمغامراتهم ليس إلا.

السادة جنبلاط وجعجع والحريري دخلوا الصفقة الخطيئة، الصفقة الرئاسية وملحقاتها كافة وانقلبوا 180 درجة على خط 14 آذار وعلى كل ما حققته ثورة الأرز عام 2005 وها هم أنفسهم اليوم وعلناً وكل على طريقته يؤكدون فشل خيار الصفقة هذه ولكنهم لم يستقيلوا ولم يعتزلوا العمل السياسي وعلى العكس يطالبون الشعب بالوقوف ورائهم وكأن لا شيء تغير. وع الأكيد لن يستقيلوا وحتى لن يعترفوا بفشل مراهناتهم وخياراتهم المدمرة.

في هذا السياق، سياق فشل الصفقة وتعرية من دخلوها من كل ما هو مصداقية وثوابت وسيادة واستقلال وكيانية، فنحن ضد استهداف السيد وليد جنبلاط في حال كان فعلاً مستهدفاً، ولكنه مع جعجع والحريري فرطوا 14 آذار وخانوا شعب ثورة الأرز وباعوا السيادة وداكشوها بالكراسي.

وها هم اليوم يحصدون ما زرعوه من زوؤان سياسة ومصالح وساعات تخلي وتجلي مما يذكرنا بقصة الثورين الأبيض والأسود.

السؤال هو شو ناطرين الثلاثة الشاردين سيادياً حتى يومنا هذا ليعلنوا توبتهم ويؤدون الكفارات ويخرجوا من الصفقة الخطيئة ويعتزلوا السياسة على خلفية فشلهم الكبيروالمفضوح؟

يبقى أن لبنان بحاجة ماسة إلى سياسيين وقادة سياديين جدد من غير الحاليين الفاشلين المدعين زوراً أنهم سياديين واستقلاليين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو وبالصوت/مقابلة كيانية وإيمانية بإمتياز من تلفزيون OTV مع الأب البروفيسور جورج حبيقة تتناول بعمق تاريخي وإنجيلي فلسفة وأهمية النظام اللبناني الطوائفي في تأمين استمرارية تعايش أقليات شرق أوسطية اثنية ومذهبية وثقافية اضطهدت في مواطنها الأساسية فلجأت إلى لبنان.

*التنبيه إلى أن حرية الرأي لا علاقة لها في التهجم على الآخر وبمساعي تحطيمه بالكلمة والإعتداء على معتقده وإيمانه. حرية الإنسان لها حدود ووحريته هذه تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين. مهاجمة المسيحية أو غيرها من الأديان وعلى الرموز الدينية هي خارج أطر الحرية ولا علاقة للحرية بها.

*أهمية فهم الكلمة التي هي يسوع الذي تجسد وأصبح الكلمة.

*مفهوم الكلمة التي هي يسوع والحوار بالكلمة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/77453/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%83%d9%8a%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9/

بالصوت/فورماتMP3/مقابلة كيانية وإيمانية بإمتياز من تلفزيون OTV مع الأب البروفيسور جورج حبيقة/11 آب/2019/اضغط هنا للإستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/father george hbeka11.8.19.mp3

بالصوت/فورماتWMA/مقابلة كيانية وإيمانية بإمتياز من تلفزيون OTV مع الأب البروفيسور جورج حبيقة/11 آب/2019/اضغط هنا للإستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/father george hbeka11.8.19.wma

https://www.youtube.com/watch?v=Prrg9Eu4hG8

أهم المواضيع والعناوين التي تناولها وشرحها وتطرق لها وفندها وفضحها وأكد أهميتها أو رفضها الأب البروفيسور جورج حبيقة

تفريخ وتلخيص وصياغة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين ودن أي مسؤولية لصاحب المقابلة

11 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77453/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%83%d9%8a%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9/

*شرح لخلفيات الأزمات التي يعاني لبنان منها في الوقت الراهن

*ضرورة فهم المسيحي إلى أمر إيماني مهم جداً وهو أن الكنيسة لا تقوم على وحدة الشكل..مفهومنا المسيحي لله مبني على الأقانيم الثلاثة.الآب والإبن والروح القدس.

*فلسفة النظام اللبناني التنوعي والتعايشي الذي يشارك كل مكوناته المذهبية ال 19 في القرار والحكم والمواقع والمسؤولية والمصير.

*شرح لتاريخ لبنان ولدوره الحضاري وأهميته ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.

*شرح لمفهوم لبنان القداسة والإرادة الألهية التي وراء غرزه وتجزره في التاريخ.

*شرح لمفهوم التعايش الثقافي والحضاري الذي لبنان هو موطنه ورمزه ومثاله وأمثولته البهية.

*تعداد للأسباب التي تؤكد عملياً لماذا  لبنان ليس بلد صدفة تاريخياً وإيمانياً وثقافة وحضارة كما يدعي البعص من السطحيين والقشريين.

*شرح لمفهوم وأهمية التنوع والإختلاف الذي يجسده ورغم كل الصعاب نظام لبنان الطائفي.

*تأكيد على ضرورة أخد العبر من قيامة المسيحيين في لبنان بعد المجازر التي ارتكبها المماليك ضدهم في القرن الرابع عشر.

*التحذير من خطورة ما يسمى صهر وطني. الصهر لا علاقة له بالبشر وينطبق فقط على المعادن.

*ضرورة وأهمية محافظة كل شريحة لبنانية مجتمعية واثنية ومذهبية على تاريخها وذاكرتها وتفردها وخصوصياتها.

*ضرورة الفهم لأهمية النظام اللبناني الذي هو عملياً أرقى نظام في العالم لتعايش وسلامة وحرية الأقليات حيث التنوع الديني والمذهبي والإثني.

*تعرية وفضح ونصح للذين ينتقدون ويسفهون النظام اللبناني الطائفي الذين هم جهلة وقشريون في تفكيرهم.

*التأكيد على حقيقة معيشية وحياتية مهمة وهي أن لا علاقة لمشاكل لبنان الحالية كافة بطبيعة وفلسفة نظامة الطوائفي الحضاري والراقي ولكن العلل كافة تكمن في مذلة وخطيئة الفساد.

*التنبيه إلى أن حرية الرأي لا علاقة لها في التهجم على الآخر وبمساعي تحطيمه بالكلمة والإعتداء على معتقده وإيمانه. حرية الإنسان لها حدود ووحريته هذه تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين. مهاجمة المسيحية أو غيرها من الأديان وعلى الرموز الدينية هي خارج أطر الحرية ولا علاقة للحرية بها.

*أهمية فهم الكلمة التي هي يسوع الذي تجسد وأصبح الكلمة.

*مفهوم الكلمة التي هي يسوع والحوار بالكلمة.

*تحذير من اخطر السرطانيات الفكرية والممارساتية اللبنانية التي تكمن في عدم فهم المواطن اللبناني لأهمية ما هو عام أي للدولة، أي ما هو ملك لكل المواطنين، أي الشأن العام،  وما بين ما هو خاص أي ما هو للأفراد، أي الشأن الخاص.

*شرح لحقيقة وواقع ثقافة وممارسات المواطن اللبناني الذي أبدع في الشأن الخاص وأجرم بحق كل ما هو شأن عام وهنا تمكن العلل السرطانية.

*ضرورة الإيمان  المطلق ودون يأس أو إحباط بأن لبنان المذكور في الإنجيل المقدس 70 مرة بكل ما هو رمز للمجد والعزة والجمال والحياة والقوة يهتز ولكنه لا يسقط واستمراريته هي ليست بإرادة بشرية، بل بإرادة إلهية ومقدسة.

*الاختلاف حق مقدس ونحن المسيحيين في لبنان نعيشه مع المسلم منذ القرن السابع عشر. النظام اللبناني التعايشي ألغى مفهوم التسامح بين الشرائح المختلفة وبين القوي والضعيف وبين الأقليات والأكثريات..ألغاه واستبدله بمفهوم مهم جداً وحضاري بإمتياز هو قبول الأخر بمساواة واحترام.

إلغاء الإختلاف موت ويتعارض مع القداسة ومع تكوين الطبيعة لأن التنوع هو موجود في تكوين الإنسان وفي كل شيء على الأرض.

*العراق تبنى مفهوم النظام اللبناني لأنه أهم نظام في العالم للتعايش وولمبدأ قبول الآخر ورفض انصهاره، اي تذويبه بالقوة فكرياً وثقافة وتاريخاً وحضارة وإيماناً ومعتقداً.

 

نقلاً عن صفحة أبو أرز-اتيان صقر/خماسيي للمعلم سعيد عقل

11 آب/2019

لكل يللي بيعرفو قيمة الكلمي وأهميّتا، وبيرفضو الثرثرا، منهديّن هالخماسيي للمعلم سعيد عقل: ليش هالليل، وهاك الكوْكبو، وهالوردةِ اللي من شفاف ومن عطر، هيْك، تَ صبيع الله يلعبو؟؟؟ لأ، هاي تَ يئلنا صعب الشعر، يا كسٌرو لئلام، يا متلي كتِبو.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 11/8/2019

وطنية/الأحد 11 آب 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

خرج لبنان من تداعيات قبرشمون، ونفض وحول البساتين، وانتفض على سياق الحرن والحرد والنكد، وتوج الصفحة الجديدة بلقاء مصارحة ومصالحة في قصر بعبدا، تلته جلسة لمجلس الوزراء خلت من أي مواد خلافية، ومهدت للإنطلاق في معالجة الوضع الاقتصادي- المالي، وهو الأدق في تاريخ البلاد، وبالتالي لتوجيه رسالة إيجابية إلى المجتمع الدولي عشية زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لواشنطن، والتي يعول عليها لتفعيل الدعم الأميركي للبنان، وستكون مناسبة للبحث في القضايا التي تتصل بالعقوبات، كذلك بمسألة الإرهاب، وإلى تسليح الجيش والقوى الأمنية الشرعية، إمتدادا إلى ملف ترسيم الحدود.

الأجواء الايجابية الحالية، أرخت بظلالها على خطب عيد الأضحى المبارك، والتي ركزت على الوحدة والتوافق والعودة إلى الهدوء، فيما لفت تأكيد البطريرك الراعي في معرض التثبيت: أن السياسيين في لبنان خبراء في خلق العقد والتعطيل وحلها.

في الغضون، توقعت أوساط مراقبة للمرحلة المقبلة مسارا موازيا للمسار الاقتصادي- الاجتماعي- المالي- الأمني- القضائي، وهو مسار التعيينات وتفسيرِ المادة 95 من الدستور وطرح تعديل قانون الانتخابات النيابية أو اتجاه طرح مشروع قانون جديد، مشيرة إلى أن هذه القضايا الثلاث في هذا المسار الموازي، ستحدث تجاذبات بديهية وإنما في سياق المنحى الديمقراطي الذي يتميز به لبنان في شكل عام، داخل هذه المنطقة المضطربة والتي تتنازعها خطط خارجية لتقاسم النفوذ على المستوى الدولي والإقليمي في الشرق العربي والخليج.

في أي حال، إذا كان الهدوء ظلل أجواء عيد الأضحى في لبنان، إلا أن الوضع لم يكن مماثلا في اليمن، ولا في الأراضي المحتلة حيث عكرت قوات الاحتلال الاسرائيلي البهجة كما الصلاة، مقتحمة المسجد الأقصى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في فلك عطلة العيد، بدأ لبنان يدور مطمئنا إلى انتظام عمل مؤسساته الدستورية من جديد، ولا سيما مجلس الوزراء الذي التقط أنفاسه بقوة دفع من لقاء المصارحة والمصالحة في قصر بعبدا.

صحيح أن المجلس لن يلتئم الأسبوع الطالع لمصادفة عيد الأضحى ثم السيدة، لكن قطار جلساته بات على السكة الصحيحة، بعدما اكتملت مناسك المصارحة والمصالحة.

على بركة هذه المناسك، صلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الله، لكي تعقد لقاءات مماثلة تعم جميع الأفرقاء السياسيين فيحققون فعليا الوحدة الوطنية.

هذه الوحدة رصدت دعوة للتمسك بأهدابها في خطب العيد اليوم، إلى جانب إشادة بلقاء بعبدا الخماسي، وتشديد على ضرورة حل أي إشكالات بالتواصل والحوار والتفاهم.

وفي أول أيام الأضحى المبارك، يواصل حجاج بيت الله الحرام الانتقال من مشعر مزدلفة إلى مشعر منى لرمي الجمرة الكبرى.

أما في الأراضي المحتلة، فقد تحدى الفلسطينيون كل اعتداءات وممارسات وتضييقات سلطات الاحتلال، وتمكن أكثر من مئة ألف منهم من أداء صلاة العيد في رحاب الحرم القدسي الشريف.

الفلسطينيون المؤمنون بربهم وأقصاهم وقضيتهم، ما أهابتهم جحافل جنود العدو، ولا قطعان المستوطنين الذين حاولوا اقتحام المسجد الأقصى. هناك دارت مواجهات على مدى ساعات، انتهت بإصابة العشرات من المرابطين الفلسطينيين وبينهم مفتي القدس ووزير سابق لشؤون المدينة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بين الأضحى والأقصى شراكة متجذرة، وعناوين تضحية واقتداء بما أمر به رسول الله رجما لشياطين الفتنة، تماما كما رجم المقدسيون اليوم شياطين العصر ورسموا حدودا سماوية لأرض مقدسة بين قبلتين.

عيد الأضحى في القدس حافظ على رسائله، شجاعة أبناء المدينة المقدسة أكدت سقوط المكائد، وثبتت الاطمئنان في قلوب المؤمنين بأن لا خوف على الأقصى، وأن من يبيع فلسطين لكرسي وعرش لن يحقق مراده ولا صفقاته.

في لبنان، التضحيات قائمة دوما، يتشاركها اللبنانيون بوجه الهموم في بلد يطلب تفعيل العمل الحكومي لانقاذ ما أمكن من اقتصاده ومن مشاريع الموازنة، ولتأمين انطلاقة انتاجية تتكامل بين المؤسسات والادارات ولا تبتعد عنها العين الراصدة للفساد والهدر.

إيجابيا ينظر "حزب الله" إلى ما نتج عن اجتماع بعبدا الخماسي، ولكن ما حصل من تعطيل الحكومة لأربعين يوما يدل على ضعف وهشاشة في الأداء والتعاطي السياسي، وهو يدعو- وفق رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين- إلى أخذ العبر والابتعاد عن مغامرات غير محمودة العواقب، خاصة من جانب الذين لم يتعلموا من التجارب.

في اليمن، تجربة الصمود بوجه العدوان تتراكم على طريق الانتصار، والبلد الذي يدفع أبناؤه في عيد الأضحى ثمانية أطفال شهداء بغارات عدوانية وحشية، يتمسك بصبر مقاتليه وحنكة قيادييه مقابل تحالف اجرامي بدأ يفتك بأهله في عدن الجنوبية، ويكشف كيف يصفي حلفاء الأمس بعضهم البعض على طريق التقسيم بعد الاقرار بالافلاس الميداني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أضحى مبارك وكل عام وأنتم بخير.

بمعزل عن حسابات الربح والخسارة، التي يحاول البعض أن يتسلى بها عن تشاطر وتذاكي وتشفي وتصفية حسابات واثارة حساسيات وادعاء معرفة، فإن ما حصل بعد صيام 40 يوما عن الحل والمخرج، شكل ربحا لفكرة الدولة ومنطق التوافق ومبدأ الفصل بين الخلافات.

عمليا لم يربح أحد بالمطلق، ولم يخسر أحد بالكامل، ولم يصب أحد بجروح خطيرة استدعت خروجه من المشهد الداخلي ونقله إلى غرفة العناية السياسية. الجميع ربح والجميع تنازل لمصلحة التسوية الكبرى التي أثبتت مرة جديدة أنها عصية على السقوط، وأنها جديرة بالحياة والاستمرار رغم هنات وزلات وهفوات.

لم يطرح المجلس العدلي ولم يمر، لكن ثنائية القرار الدرزي تكرست بغض النظر عن الأحجام والكلام، وأن المشكلة التي تجند البلد لحلها والحد من تداعياتها، كانت مشكلة درزية داخلية وليس مشكلة مسيحية- درزية، كما حاول بعض أصحاب الرؤوس المريضة تصويرها.

أثبت اجتماع بعبدا أن ما جمعه التفاهم بين الرئيس عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، لا تفرقه قبرشمون ولا جو مشحون ولا حفلة جنون. المسارات الثلاثة التي طرحها الرئيس عون سارت ووصلت. والرئيس الحريري الذي حيد مجلس الوزراء عن الالتحام والاقتحام والامساك بالخناق، نجح وأبعد الكأس المرة عن حكومته. والرئيس بري الذي استعان بمخزون وافر من الحنكة والحكمة، أوصل المصالحة إلى بعبدا لتدخلها آمنة برعاية وعناية الرئيس عون. أما كاسحة الألغام عباس ابراهيم فأظهر مرة جديدة أنه يجمع حيث يفرق الآخرون، وأنه يقرب حيث يباعدون، وأنه يبني جسور تواصل وعمارات حوار ويفتح ثغرات عميقة في جدران سوء الفهم.

لكن الأبرز والأهم في ما تحقق، والذي أثبتته أيام المطهر والمصهر الأخيرة، هو أن لبنان يهتز ولا يقع، والدولة تتعثر ولا تسقط. صحيح أن الازدهار منتظر لكن الانهيار مستبعد. تصل الأمور إلى حافة الهاوية وتعود عنها بسحر ساحر وقدرة قادر. تعلم أفرقاء الداخل أن هناك حدودا للعبة وهامشا للمناورة. وتأكد أفرقاء الخارج أن لا حدود للتدحرج والتراجع للمنطقة إذا سقط البلد الصغير في الرهان الكبير.

انتهى صيام الأزمة، وفطر اللبنانيون على دينامية جديدة، قد تؤسس للنصف الثاني من عمر العهد، حيث لا تهويل ولا تهبيط حيطان ولا سيناريوهات من صنع عقول مريضة ونفوس بغيضة.

كل طرف بات يدرك حجمه وحدود تحركه وهامش معاركه. نظرية المحاور أظهرت عدم جدواها في الداخل، والكلام الثقيل الذي يطلقه أصحاب الأوزان الخفيفة عن اسقاط العهد أظهر أنه نكتة لا يضحك لها أحد. ولأن التفاهم لم يسقط كما أمل وعمل وحلم كثيرون، فذلك يعني أمرا جليا: فرصة جديدة متاحة للتعافي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أضحى مبارك.

لم تكد الحكومة تنهي عطلتها القسرية التي امتدت أربعين يوما، حتى أتت عطلة منتصف الصيف، وفيها عيدان: الأضحى وانتقال السيدة العذراء. ومع العيدين وبينهما، يدخل الوضع السياسي والحكومي في شبه إجازة طوال الأسبوع المقبل، ليتبدل المشهد بدءا من الأسبوع الذي يليه.

لكن العطلة في لبنان لا تسري في الولايات المتحدة الأميركية، التي يزورها الرئيس سعد الحريري. والأكيد أن لقاءات الحريري في واشنطن، جاءت بطلب من الإدارة الأميركية التي ترى أن الوضع اللبناني ليس على ما يرام، وأن "حزب الله" يحكم قبضته أكثر فأكثر على المؤسسات يوما بعد يوم، في ظل غياب أي استراتيجية بديلة لدى الفريق الآخر. وهذا يعني في القراءة السياسية، أن لقاءات الحريري المسؤولين الأميركيين لن تكون سهلة، لأنه سيواجه بمجموعة من الأسئلة الصعبة والتقييمات السلبية لما يحصل على الساحة اللبنانية. فهل نكون بعد عودة الحريري من واشنطن، أمام مرحلة سياسية جديدة، وأمام تحولات في الوضع اللبناني؟.

توازيا: الهموم اليومية اللبنانية لا تتغير ولا تزال تلقي بثقلها على المواطن، وهي تنتظر المعالجات الجدية، فيما الحكومة غارقة في عطلتيها القسرية والعادية. فالنفايات في مناطق عدة من لبنان مرمية على الطرقات وفي الشوارع، محولة البلدات والقرى النموذجية للصحة، إلى مناطق نموذجية لنمو الميكروبات وانتشار الأمراض على أنواعها. ومسألة قوننة عمل الفلسطينيين مؤجلة حتى اشعار آخر، باعتبار أنه ثبت أمس وبما لا يقبل الشك، أنها من المواضيع الخلافية في مجلس الوزراء، لذا كان الحل الأمثل في تأجيل البحث في الموضوع المتفجر، إذ أن الحكومة لم تشف بعد من جروح قبرشمون.

لكن الموضوع الأبرز يبقى مؤتمر "سيدر" والمقررات الناتجة منه. والأكيد في هذا الاطار أن على الحكومة تحقيق رزمة اصلاحات قبل أن يصبح في امكانها الاستفادة من أموال "سيدر". والسؤال الكبير يبقى: كيف لحكومة فاشلة وتحتاج إلى عملية اصلاح جذرية عميقة، أن تحقق اصلاحات؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

إنه أسبوع التقاط الأنفاس، والهدوء الذي يفرضه عيد الأضحى وعيد السيدة العذراء، لا بد أن يترجم بعد العيدين، من خلال قراءة هادئة في الأمن والسياسة، لحادث قبرشمون وأيامه الأربعين السود.

هذه الأيام أثبتت مدى الحقد الدفين بين كل أفرقاء السلطة، وقد تخللها أكثر من ملف لغم، من قبرشمون إلى مشكلة فقدان الثقة بالقضاء والأجهزة الأمنية، إلى التوتر الذي ساد منطقة الجبل، إلى الدولة التي أكدت ضعفها، إلى الاقتصاد شبه المنهار، إلى الحديث عن المناصفة، إلى ما لم يكشف من خفايا هذه الأيام.

صفحات هذه الملفات طويت، عبر بلسم لقاء المصالحة في بعبدا، لكنها لم تختم بالشمع الأحمر منعا لتكرارها، فيما المطلوب البحث عن حلول، لا تودي بالبلد في لحظة تشبه قبرشمون أخرى، إلى نقطة اللاعودة.

سيمر الأسبوع، ونجمه من دون مفاجأة، لقاءات الرئيس الحريري في واشنطن، اعتبارا من الأربعاء. والرئيس الحريري، لكي ينجح في زيارته الأميركية، سيمسك العصا، وبدقة من النصف، بين الحديث عن دور "حزب الله" وحضوره المحلي والاقليمي، وقدرته العسكرية الاستراتيجية، التي تشكل عمق القلق الأميركي، وكيفية التعامل معه، وبين المطالبة بدفع أميركي في اتجاه فك أسر الأموال عن لبنان، عله، على الأقل يبطئ انحداره السريع نحو قعر الهاوية.

وهو ممسك بالعصا من النصف، سيثقل كاهل الحريري، لا سيما في شق المساعدات المالية للبنان، ملف الفساد، الذي يبصم بأيدي وزراء ومسؤولين كبار، وعلى عين دول العالم، يا تاجر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

رمي الجمرات على الشيطان في مكة، فيما الشيطان كان مشغولا برمي المحرمات على المصلين في الأقصى، فالمستوطنون لاحقوا أهل القدس على صبيحة عيدهم، اعتدوا على الأضحى عند بوابات الأقصى، لكن المقدسيين أقاموا الصلاة وسجدوا، تعلوهم رصاصات الاحتلال المطاطية وقنابل الغاز المسيلة للدموع.

ومرة جديدة يقدم الفلسطينيون درس بلاغة لكل العرب، بعضهم صلى جريحا، وآخرون خرجوا من سورة قرآنهم ليشكلوا سورا حصينا لأولى القبلتين. وقد استمرت عيون الفلسطينيين مفتوحة على المسجد طوال ليل أمس حتى صباح اليوم، بسبب استفزازات المستوطنين عند باب العمود وسعيهم للاقتحام وتعكير الصلاة، غير أن أسياد القدس كانوا حراس ليلها، متيقظين سائرين وفقا لخريطة طريق منبعها القرآن الكريم وفيه: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى".

وتحت هذه العقيدة، انكفأ أولاد الحرام، ورضخت إسرائيل لمشيئة المصلين بعدما اعتدت على عدد منهم، وبينهم رئيس مجلس الأوقاف عبد العظيم سلهب والمفتي العام محمد حسين وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عدنان الحسيني.

وإرادة الناس المقدسة، شكلت في الأضحى رسالة أخرى إلى كل المنتجين والمخرجين الفاشلين العاملين على "صفقة القرن"، فهذا شعب الجبارين الذي إذا أراد شاء، وليست هناك قوة في العالم قادرة على تذويب حقوقه وتفتيتها وتشتيتها، وتدويلها إلى ورقة تداول بين صهر ترامب وحفنة عرب تليق بهم شعائر رمي الجمرات، لأنهم صورة الشيطان الأكثر تمثيلا على الأرض.

وإلى الجبابرة اللبنانيين الذين وضع لهم البطريرك الراعي اليوم رسما يشبه أداءهم من دون زيادة أو نقصان، قائلا بعد حفلة المصالحة: لقد أثبت السياسيون اللبنانيون مرة أخرى أنهم خبراء في خلق العقد والتعطيل وفي حلها وإعادة الحركة، ولكن بعد خسائر مالية واقتصادية باهظة تلحق بالدولة والشعب.

لكن إعادة الحركة وضخ الروح في الحياة السياسية لها ثمن، وإذ أكد النائب آلان عون ل"الجديد" أن لا جوائز ترضية نتجت عن المصالحة، فإن الجوائز والتوافق والتسوية لا يمكن لها في العرف اللبناني أن تمر "بلا جمرك" سياسي، فالاتفاق على توزيع حصص التعيينات "يحيي الموتى"، يفتح قبورا، ويغلق قبرشمون، أما إذا اختلفوا فيتصالحون بعد جناز الأربعين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جنوبيون غرباء في وطنهم بسبب ممارسات حزب ولاية الفقيه

سالم سلمان/جنوبية/11 آب/2019

نذ أن وجد حزب ولاية الفقيه في لبنان بسياسته العدوانية وممارساته الإجرامية الظالمة لكل من يخالف نهجه. منذ أن وجد خزب الله وهو يعتدي ويحاصر ويُنكِّل أشد تنكيل بمخالفيه في الدائرة الشيعية ولا يحاسبه أحد من أدوات النظام اللبناني، بل لا يجرأ أحد على مقاضاته قانونياً أمام القضاء، لأنه يضغط على القضاء بقنواته وأساليبه الخاصة فتكون العاقبة لصالحه ومصالحه، ثم يخشى من يواجهه في الوسط الشيعي المزيد من الاضطهاد مما يجعلك تترحم على ممارسات أكثر الحكام عدوانية في منطقتنا والعالم. وقد عانى من هذه السياسات الجائرة وغير الدينية بامتياز مجموعة من علماء الدين الشيعة المستقلين وغير المستقلين الذين نحتفظ بتجاربهم التي رووها لنا لوقت الضرورة، إلى جانب الآلآف من الشيعة الذين تشردوا داخل وطنهم، فضُيِّق عليهم في قراهم وبلداتهم وأحيائهم، بل منعوا من استثمار ممتلكاتهم واعتدي على أعراضهم وقطعت أرزاقهم بقرارات من قيادة هذا الحزب. وتعرض الآلآف بل عشرات الآلآف من الشباب والشابات والرجال والنساء وكبار السن للاضطهاد من عناصر ومسؤولي هذا الحزب في القرى الحدودية التي تضعف فيها سلطة الدولة إلى درجة صفر في بعض المناطق، ولا من حسيب لهذا الحزب وعناصره ، إلى حد لا تجد في تصنيفه بالإرهاب من حرج. وقد غدا مجموعة من أهل الجنوب غرباء في وطنهم بسبب ممارسات هذا الحزب، بحيث لا يستطيعون التحرك في ربوع الوطن دون ملاحقة ورقابة هذا الحزب، ولا يتمكنون من التمتع بالحرية الفكرية دون مواجهة أزلامه ومرتزقته، حتى أن بعض الجنوبيين يُعَيِّدون خارج الوطن هرباً من أن يُفسد عليهم هذا الحزب فرحة الأعياد فيحرمون بذلك من لقاء الأقرباء والأرحام الذين غدا أكثرهم أعداء بسبب الشحن السياسي التعبوي الذي شحنه حزب ولاية الفقيه في نفوس الأقرباء والأرحام ، فهؤلاء ينظر بعضهم إلى بعض نظرة كاره وماقت وانتقام بسبب التربية الحزبية العدوانية التي يقوم حزب ولاية الفقيه بتعميمها في المناطق الشيعية في الجنوب وغير الجنوب، بل تجد التقاطع والتدابر بين الكثير من الأقرباء والأرحام بسبب المواقف السياسية التي يُمْليها حزب ولاية الفقيه على أتباعه منهم! فمتى سيستريح الكثير من الجنوبيين من بطش هذا الحزب وظلمه ومتى لا يعد هؤلاء غرباء في وطنهم؟ ومتى ستعود كل قرى الجنوب إلى حضن الوطن الحقيقي بدلاً من سلطة حزب ولاية الفقيه العدوانية؟ ومتى ستعود المحبة والألفة بين أهل القرى وبين الأقرباء والأرحام عندما يستريحون من التعبئة الحزبية الخاطئة لحزب ولاية الفقيه؟ هي نفثة باسم المظلومين من عدوانية حزب ولاية الفقيه وممارساته في لبنان نطلقها أيام العيد علها تساهم في تغيير نهج الممارسة أو تدفع إلى مزيد من الوعي للمخاطر الاجتماعية التي تُخلِّفها الثقاقات الحزبية في وطننا الحبيب..

 

جنبلاط الخاسر

"ليبانون ديبايت"/ الاحد 11 آب 2019

طلب "تكتل لبنان القوي" من الوزراء والنواب إضافة الى قياديي "التيار الوطني الحر" التركيز في مداخلاتهم وتصريحاتهم الاعلامية على حقيقة خسارة النائب وليد جنبلاط على أكثر من مستوى:

- زيارة جنبلاط القصر الجمهوري وإجراء مصالحة مع النائب طلال ارسلان بإشراف رئيس الجمهورية بعد رفضه ذلك.

-خسارة جنبلاط "معركة" المجلس العدلي حيث القرار بذلك سيعود لمجلس الوزراء بعد صدور قرار القضاء العسكري.

- تسليم المطلوبين من الجانبين.

- تسليم جنبلاط بالادعاء الذي صدر عن المحكمة العسكرية ويطال عدة موقوفين ومطلوبين واتهامهم بمواد تصل عقوبتها الى الاعدام.

كما ركزت قيادة التكتل على ضرورة تظهير "إنجاز" تأكيد حرية التنقل والتعبير خلال "لقاء بعبدا"، وبأن المسار السياسي انتهى ليس على قاعدة "تبويس لحى" بل من خلال تكريس منطق الدولة والمؤسسات في مقابل منطق اللادولة والحل العشائري.

 

أين بكركي من فساد... هذا المطران...؟

الكلمة أولاين/11 آب/2019

يستغرب عدد من الكهنة مظاهر البذخ والفجور الظاهرة على احد مطارنة الانتشار، الذي يملك في لبنان سيارة فاخرة الطراز، يتجول فيها الى جانب سائقه وهو يدخن السيكار، دون خجل وهو الذي كان أدين ماليا إبان توليه مسؤولية مؤسسة كنسية، حيث تولاها من بعده أحد رجال الدين الشفافين الذي أعاد تنظيمها وضبطها. ويتساءل هؤلاء الكهنة عن دور بكركي في مواجهة فساد هذا المطران الذي يشكل وصمة عار للكنيسة، وهو المعروف في بذخه وعلاقاته، في ظل حالات الفقر والتردي الاجتماعي الذي يعانيه اللبنانيون ومن بينهم أبناء الكنيسة.

 

بري عن المصالحة: كل موضوع يبدأ صغيرًا ثم يكبر إلّا المصيبة تبدأ كبيرة ثم تصغر!

المستقبل/11 آب/2019

أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن ارتياحه للمصالحة حول ملف قبرشمون.وقال لـ"مستقبل ويب": "المهم أن المصالحة عادت الى الجبل والحكومة عادت الى العمل. وعن الخطوات المقبلة المتعلقة بالجانب القانوني واسقاط الحق في ملفي قبرشمون والشويفات قال بري: "لن أدخل في الاعلام في هذه النقاط، يفترض أن تفتح المصالحة الطريق من جميع النواحي، كل موضوع يبدأ صغيرا ثم يكبر إلا المصيبة تبدأ كبيرة ثم تصغر."

 

المصالحة عوّضت خسائر الدولة المالية.. من يعوّض على أهل الضحيّتين؟

ياسمين بوذياب/الكلمة أونلاين/11 آب/2019

المصالحة التي انتُظرت طويلا، كانت في الواقع "المصير المحتّم" والمعلوم منذ وقوع حادثة قبرشمون، رغم كل الخطابات المحرّضة والتغريدات "عالية السقف" التي صدرت عن طرفي النزاع.متجاهلين الألم والخيبة الذي قد تحلّ بأهالي ضحايا قبرشمون، اجتمع "اعداء الأمس" في لقاء "مصارحة فمصالحة" كما سُمي، ضمّ كلاً من رئيس الجمهورية ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبية بري، رئيس الحكومة سعد الحريري، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، فطُويت صفحة الخلاف وعادت المياه الى مجاريها. لا شك أن تلك الخطوة كانت ضرورية وأساسية، خصوصا بعد الخسائر المالية التي تكبّدتها خزينة الدولة اللبنانية منذ حوالي الـ40 يوما، أي يوم وقوع الحادثة الأليمة وحتى لحظة المصالحة أمس. الخبير الاقتصادي والمالي، البروفسور جاسم عجاقة، شدد في حديث لموقع "الكلمة اونلاين" على أهمية هذه المصالحة لانعكاساتها الايجابية على الواقع الاقتصادي والمالي في لبنان، لافتا الى أن اللقاء الخماسي الذي انعقد أمس والمصالحة بين جنبلاط وأرسلان أوقفت الخسارة المالية التي تكبّدتها الخزينة العامة منذ وقوع حادثة قبرشمون، والتي قُدرت بحوالي 800 مليون دولار أميركي، عدا عن الخسائر الاقتصادية التي أُلحقت بالإقتصاد اللبناني. في المقابل، اشار عجاقة في حديثه الى أهمية الاجتماع المالي والاقتصادي الذي سبق لقاء المصالحة، والذي أدى بالتالي الى ارتفاع أسعار سندات الخزينة بنسبة 2%، حيث شمل هذا الارتفاع سندات الخمس سنوات وسندات الخزينة على المدى البعيد، فـ"هلّلت" له الأسواق المالية، خصوصا أنها بارتفاع السندات قد استعادت الخسائر التي أصابتها منذ 40 يوما.

إذا، "مصيبة قبرشمون" انتهت بتبريكات وتهنئات ومصالحة بين خصوم الامس، ما أدى بالتالي الى تعويض الخسائر المادية لخزينة الدولة، أما خسارة ذوي الراحلَين رامي سلمان وسامر ابي فراج فلا يمكن أن تُعوّض، و"الجمرة" التي حرقت قلب أهلهم لا يمكن لخطابات الزعماء الرنانة أن تطفيها، فللأسف في لبنان "الجمرة ما بتحرق غير محلها"، وهذا ما أثبته السياسيون، فأهالي الضحايا هم "الخاسر الوحيد"، أما الزعماء فهم بالنهاية رهائن اتفاقات وقرارات خارجية تُنتج تسويات سياسية، لتعود بعدها الامور الى طبيعتها وكأن شيئا لم يكن.

 

رغم أنه خزان الشرق... لبنان من أكثر البلدان التي تعاني من نقص المياه

الكلمة أولاين/11 آب/2019

يعيش واحد من كل أربعة أشخاص الآن في بلد يواجه نقص مياه "عالية جدًا"، وفقًا لتقرير معهد الموارد العالمية (WRI) نشر في 6 Hب. من بين 17 دولة ذات أزمة كبيرة في المياه، هناك 12 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي أعلى القائمة قطر وإسرائيل ولبنان، حسب موقع المعهد.

ودخلت كل من إيران والأردن وليبيا والكويت والإمارات والبحرين وعمان في قائمة الدول ذات الأزمة العالية جدا في المياه. بالإضافة إلى ذلك هناك 27 دولة أخرى تعاني من نقص مياه حاد بينها اليمن والجزائر وتونس والمغرب والعراق وسوريا وتركيا ومصر وغيرها. ويقول الخبراء أن الاحتباس الحراري يسيء الوضع في هذه الدول بمرات، وحسب بيانات البنك الدولي، بحلول عام 2050 ستتكبد المنطقة أكبر الخسائر الاقتصادية بسبب نقص المياه المتصل بالمناخ، والذي يقدر بما يتراوح بين 6 و14 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي. أكبر مستهلكي المياه في هذه البلدان هم في مجال الزراعة والصناعة بالإضافة إلى الاحتياجات البشرية، وخاصة في المدن. ومع ذلك ، يشير التقرير إلى أنه لا يزال هناك مجال للتحسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وهذا في حال إعادة استخدام مياه الصرف الصحي في المنطقة، فعمان، وهي دولة تعاني من نقص مياه "مرتفع للغاية"، تعالج 100 ٪ من مياه الصرف الصحي المجمعة وتعيد استخدام 78 ٪. تتم معالجة حوالي 84 ٪ من جميع مياه الصرف الصحي في دول الخليج وإعادة استخدام 44 ٪ منها. وينتهي التقرير باستنتاجات متفائلة، حيث يشير المعهد أنه من خلال العمل المشترك والاستثمار في إدارة أفضل، يمكننا حل مشاكل المياه في العالم.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الضغوط الدولية على إيران تؤجج الصراع بين أجهزة استخباراتها وجذور الخلاف تعود إلى عام 2009 بين وزارة الاستخبارات و«الحرس الثوري»

لندن/الشرق الأوسط/11 آب/2019

التنافس السياسي بين الفصائل الإيرانية المختلفة ليس بالأمر الجديد. فمنذ عام 1979، وخصوصاً بعد فوز الرئيس السابق محمد خاتمي الانتخابي غير المتوقع في عام 1997، يتنافس المسؤولون المعتدلون - بمن فيهم الإصلاحيون والوسطيون المرتبطون الآن بإدارة الرئيس حسن روحاني - ضد المتشددين والمحافظين المعروفين باسم «الأصوليين». وتتركز المنافسة على الحصول على أكبر حصة من النفوذ والموارد في نظام الحكم الإيراني المتاهة. وكشفت مجلة «فورين بولسي» الأميركية، عن أن الصراع بين الأجهزة الأمنية أصبح الآن أكثر حدة وشراسة تحت وطأة الضغوط الدولية التي تتعرض لها إيران في الفترة الأخيرة، وأن جهازي مخابرات أصبحا يتنازعان بشكل علني ومتزايد، مما نتجت منه آثار مهمة على السياسة الداخلية والخارجية الإيرانية. وفي حين أن حملة الضغط الأقصى الأميركية والتهديدات المتزايدة للحرب تغذي المشاعر القومية عبر الطيف السياسي في إيران، إلا أن هذه الضغوط أيضاً كشفت عن حجم الصدع بين إدارة الرئيس حسن روحاني ووزارة الاستخبارات التابعة له، وبين الحرس الثوري وجهازه الاستخباراتي. يدور النزاع الداخلي بشكل أساسي حول الجهة التي ستكون في وضع أفضل لحماية البلد، وتحديد الجوانب الأكثر احتياجا لهذه الحماية.

وجاء أحدث وقود لهذا النزاع في 3 أغسطس (آب) الحالي، عندما بثت قناة «بي بي سي» الفارسية مقابلة نادرة وحصرية مع مازيار إبراهيمي، وهو سجين سابق في إيران تم سجنه للاشتباه في تعاونه مع إسرائيل لاغتيال 4 علماء نوويين إيرانيين بين عامي 2010 و2012. وسلطت القصة ضوءاً جديداً على أعمال وزارة الاستخبارات وعلاقتها مع الحرس الثوري. وكشفت المقابلة عن عدم صحة الاعتقاد التقليدي بأن وزارة الاستخبارات هي «الشرطي الصالح» والأكثر عقلانية ومسؤولية، بينما «الشرطي السيئ» هو جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني، موضحة أن كلاهما يتنافس في السوء بغية الحصول على مزيد من المكاسب والنفوذ.قضى إبراهيمي أكثر من عامين في سجن «إيفين» في طهران في الفترة من يونيو (حزيران) 2012 إلى أغسطس 2014. وخلال سجنه تعرض للتعذيب الوحشي، من قبل وزارة الاستخبارات بقيادة رجل الدين حيدر مصلحي، للإدلاء باعترافات بشأن تورطه المزعوم في عمليات القتل. وتم بث اعترافات الإبراهيمي القسرية، إلى جانب اعترافات 11 مشتبهاً بهم آخرين، على التلفزيون الرسمي في فيلم وثائقي أطلق عليه اسم «نادي الإرهاب». وكان ماجد جمالي، أحد أكثر السجناء شهرة في الفيلم الوثائقي، وقد أعدم في مايو (أيار) 2012.

وفي مقابلة مع مجلة «فورين بولسي» من منزله الجديد في ألمانيا، قال الإبراهيمي إنه تم «القبض على 107 أشخاص، من بينهم أخي وزوجته الحامل وشقيق زوجتي» خلال تلك الحملة، لكن بعضهم أُفرج عنه لاحقاً بعدما تدخل الحرس الثوري في القضية. وأضاف: «بعد 7 أشهر من سجني، وبعد أن اعترفت بكل ما طلبوه مني بشأن الاغتيالات، أراد محقق من وزارة الاستخبارات أن أتحمل أيضاً مسؤولية تفجير كبير في مستودع الصواريخ في حامية خارج طهران في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011»، الذي أودى بحياة الكثيرين، بمن فيهم، حسن طهراني من الحرس الثوري، ويعتبر أب صناعة الصواريخ الإيرانية، رغم أن حادث التفجير نُسب إلى إسرائيل. وأوضح إبراهيمي للمجلة أنه «عندها فقط تدخل الحرس الثوري وأوقف التعذيب؛ لأنهم أدركوا أن كل اعترافاتي كانت كاذبة، لكنني بقيت في السجن لمدة سنة وبضعة أشهر بعد ذلك». يبدو أن الحرس الثوري، باعتباره مسؤولاً عن تأمين وتطوير برنامج الصواريخ الإيراني، اعتبر أن القضية المطروحة حرجة للغاية بحيث لا تمكن معالجتها من قبل هيئة منافسة، أي وزارة الاستخبارات. وفي الواقع، فإن المنافسة بين الجهازين الاستخباريين وانعدام الثقة بينهما، هو ما مهّد الطريق لإطلاق سراح إبراهيمي.

ودفعت مقابلة إبراهيمي بعض المشرعين الإيرانيين إلى المطالبة بتفسيرات رسمية من وزارة الاستخبارات حول الاغتيالات البارزة؛ مما قد يؤثر على مصير السجناء الآخرين في ظروف مماثلة. وأحد هؤلاء الأسرى هو أحمد رضا جلالي، الطبيب الإيراني الذي يحمل الجنسية السويدية ويحاضر في معهد «كارولينسكا» في استوكهولم، والذي اعتقلته وزارة الاستخبارات في أبريل (نيسان) 2016، وحُكم عليه بالإعدام بتهم مريبة تتعلق أيضاً بالتورط في تجسس نووي لإسرائيل. ولا يزال جلالي رهن الاحتجاز في انتظار تنفيذ عقوبة الإعدام.

وفي ظل الإدارة الإصلاحية للرئيس الأسبق محمد خاتمي (1997 - 2005)، وفي أعقاب جرائم القتل للمثقفين المنشقين في التسعينيات، التي ألقي باللوم فيها على عدد من «العناصر المارقة» داخل وزارة الاستخبارات، تم «تطهير» الوزارة. غير أن عملية التطهير التي أجرتها إدارة خاتمي ورجالها الأمنيون من ذوي التوجه الإصلاحي، زرع بذور الشك بين المتشددين والمحافظين، بما في ذلك كبار قادة الحرس الثوري الإيراني وأولئك المقربين من خامنئي. مع احتدام حركة الإصلاح في المجتمع الإيراني والنظام الحاكم على حد سواء، كثف الحرس الثوري الإيراني جهوده للتأكد من أن الإصلاحيين لن يستولوا على المؤسسات المحورية للدولة إلى الأبد. وتعود آثار التنافس بين الأجهزة الاستخباراتية إلى عام 2009، إبان احتجاجات «الثورة الخضراء» ضد التزوير الانتخابي الذي منح الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد فترة ولاية ثانية. فقد كانت هناك اتجاهات قوية داخل وزارة الاستخبارات ضد الرواية الرسمية التي نشرتها إدارة أحمدي نجاد بدعم من الحرس الثوري ومكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، والتي رفضت إمكانية تزوير الأصوات وتأطير المتظاهرين بوصفهم «جهاديين» يدعمهم الأجانب بغرض تغيير النظام. وخوفاً من حدوث انقلاب أو حتى تحدٍ شعبي كبير، أنشأ الحرس الثوري وحدة استخبارات مستقلة في عام 2009 بناءً على أوامر من المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي عيّن حسين الطيب مديراً لها. واشتدت المنافسة بين الهيئتين الأمنيتين المتوازيتين؛ إذ يسعى الحرس الثوري، الذي كان تقليدياً أقرب إلى خامنئي ومكتبه الشخصي، لإثبات عزيمته الثورية وإثبات أنه الحامي الحقيقي للنظام والأكثر موثوقية فيه.

 

الأمم المتحدة: 40 قتيلاً و260 جريحاً في عدن

دبي/الشرق الأوسط/11 آب/2019

قُتل حوالى 40 شخصاً وأصيب 260 منذ الخميس في القتال الدائر بين الانفصاليين الجنوبيين (قوات المجلس الانتقالي). والقوات الموالية للحكومة اليمنية في مدينة عدن، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة اليوم (الأحد). وجاء في بيان صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «قتل وجرح أعداد من المدنيين منذ 8 أغسطس (آب) الماضي حين اندلع القتال في مدينة عدن. وتفيد تقارير أولية أن ما يصل إلى 40 شخصاً قتلوا و260 جرحوا». ونقل البيان عن منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي قولها: «من المؤلم أنه خلال عيد الأضحى، هناك عائلات تبكي أحباءها بدلا من الاحتفال معاً بسلام. همنا الأكبر هو إرسال فرق طبية لإنقاذ المصابين». وأضافت: «نحن أيضا قلقون للغاية إزاء تقارير عن بدء نفاد الطعام والمياه لدى المدنيين العالقين في بيوتهم». وأكدت أنه  «يجب أن تكون العائلات قادرة على التحرك بحرية وبأمان من أجل أن تؤمن الأشياء التي تحتاج اليها».

 

«التحالف»: تصفية إبراهيم الحوثي نتيجة صراع أجنحة الميليشيا

صنعاء/الشرق الأوسط/11 آب/2019

كشف تحالف دعم الشرعية في اليمن، اليوم (الأحد)، أن الإرهابي إبراهيم الحوثي تعرض لتصفية بعملية داخلية نتيجة صراع أجنحة الميليشيا وخلاف بين قياداتها. وقال «التحالف» إن «عملية تصفية إبراهيم الحوثي تمّت بأحد أوكار ومعاقل الميليشيا بحي حدة في صنعاء». وأضاف أن «القيادات الإرهابية الحوثية دأبت على الخيانات فيما بينها بعمليات التصفية بالقتل والسحل».وكانت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران أعلنت يوم الجمعة الماضي مقتل إبراهيم الحوثي شقيق زعيم الجماعة. ويعدّ إبراهيم الحوثي أحد الأذرع الأمنية لشقيقه عبد الملك، ونادراً ما يظهر إعلامياً. ولحق بـ3 من أشقائه لقوا مصرعهم خلال الحروب التي قادتها الجماعة ضد السلطات الحكومية بين عامي 2004 و2010.

 

قوات النظام السوري تسيطر على بلدة استراتيجية في ريف إدلب الجنوبي

بيروت - أ ف ب /11 آب/2019

سيطرت قوات النظام، اليوم الأحد، على بلدة استراتيجية في شمال غربي سورية، في أول تقدم ميداني لها داخل محافظة إدلب منذ بدء تصعيدها العسكري قبل أكثر من ثلاثة أشهر. وتتعرض محافظة إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة منذ نهاية نيسان (أبريل)، لقصف شبه يومي من طائرات سورية وأخرى روسية، تزامناً مع معارك عنيفة تركزت خلال الأسابيع الماضية في ريف حماة الشمالي الملاصق لجنوب إدلب. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن: "سيطرت قوات النظام فجر الأحد على بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي بعد معارك شرسة ضد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) والفصائل". وأوضح أن الهبيط "هي أول بلدة تسيطر عليها قوات النظام في ريف إدلب الجنوبي منذ بدء التصعيد" الذي دفع غالبية سكانها إلى النزوح. وجاءت السيطرة على البلدة، التي كانت تحت سيطرة الفصائل منذ العام 2012، بعد تنفيذ قوات النظام وروسيا عشرات الغارات الجوية، تزامناً مع قصف بري وبالبراميل المتفجرة من قوات النظام، طال خصوصاً ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي. وأفاد عبد الرحمن عن "دمار هائل لحق بالبلدة جراء ضراوة القصف والغارات" منذ السبت. وأوردت صحيفة الوطن المقربة من دمشق على موقعها الإلكتروني أن "الجيش يبسط سيطرته على الهبيط ويكبّد النصرة وحلفاءها خسائر كبيرة". وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر من المحافظة، وتتواجد فيها فصائل اسلامية ومعارضة أقل نفوذاً. وتتيح هذه السيطرة لقوات النظام، وفق عبد الرحمن، أن "تتقدم باتجاه مدينة خان شيخون، المدينة الأكبر في ريف إدلب الجنوبي" والواقعة على بعد نحو 11 كيلومتراً شرق الهبيط. كما تخوّلها "إطباق الحصار على كبرى بلدات ريف حماة الشمالي وهي اللطامنة ومورك وكفرزيتا التي تتعرض في اليومين الأخيرين لقصف جوي وبري مكثف"، وفق عبد الرحمن. وتسببت المعارك بعد منتصف الليل في مقتل تسعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها مقابل 18 من مقاتلي الفصائل، غالبيتهم من الارهابيين، وفق المرصد، غداة مقتل سبعين آخرين من الطرفين السبت.

 

إصابة عشرات الفلسطينيين في حرم المسجد الأقصى

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين/11 آب/2019

أصيب عشرات الفلسطينيين في اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية في حرم المسجد الأقصى اليوم (الأحد). وحصل ذلك بعد أن تجمهر عدد كبير من اليهود صباحاً عند باب المغاربة (أحد أبواب المسجد الأقصى الغربية)، للاحتفال بما يسمى «ذكرى خراب الهيكل»، فتصدى لهم آلاف المصلين الفلسطينيين الذين بقوا داخل الحرم القدسي للحيلولة دون زيارات اليهود له في أول أيام عيد الأضحى، وهتف المصلون قائلين: «بالروح بالدم نفديك يا أقصى». وبعد ذلك، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية الحرم لتفريق المصلين، وأطلقت الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز والصوت، مما أدى إلى إصابة نحو 40 مصلياً، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) نقلاً عن مصادر طبية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. كما أوقفت الشرطة الإسرائيلية 5 مصلين لم تعرف هوياتهم بعد. وحذر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية إسرائيل اليوم من المساس بالمسجد الأقصى داعياً إلى وقف التطبيع وإحياء المقاومة. واعتبر في بيان إجراءات إسرائيل بحق المسجد وقمع المصلين والمرابطين فيه والدعوات المتكررة لاقتحامه «انتهاكاً ومساساً بحقوق ومشاعر ملايين المسلمين في أنحاء العالم كافة في هذه الأيام المباركة». وقال هنية إن «ما يجري في المسجد الأقصى يكشف مجدداً حقيقة البعد الديني للصراع... ولذلك ندعو للعودة إلى أصل العلاقة مع هذا الاحتلال، والتخلي عن أوهام التسوية والتعاون الأمني، وضرورة سحب الاعتراف بالكيان عبر تصحيح البوصلة، ووقف كل أشكال التطبيع مع العدو، وإحياء المقاومة». ودعا الأمة العربية والشعب الفلسطيني إلى «تحمل المسؤولية التاريخية تجاه ما يجري في القدس المحتلة والمسجد الأقصى وإسناد أهلنا المرابطين هناك». ومن جهتها، اتهمت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إسرائيل بإثارة التوتر الديني والسياسي. وقالت في بيان إن «اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لحرم المسجد الأقصى صباح اليوم في العيد عمل طائش وعدوان». وفي سياق متصل، قُتل فلسطيني أطلق النار اليوم على جنود إسرائيليين على حدود قطاع غزة حين رد العسكريون عليه، وفق معلومات أفاد بها الجيش ووزارة الصحة في غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه «شل حركة» الفلسطيني الذي أطلق النار على عسكريين. وأكدت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في القطاع مقتل الشاب الذي يبلغ من العمر 26 عاماً. ويأتي هذا بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية بالرصاص أمس (السبت) أربعة فلسطينيين أثناء محاولتهم عبور الحدود المضطربة.

 

كيم أشرف على اختبار "سلاح جديد"

سيول - أ ف ب/11 آب/2019

أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية اليوم الأحد، بأن زعيم الدولة الستالينية كيم جونغ أون أشرف على اختبار "سلاح جديد"، نفذته بلاده السبت. وجاء ذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تلقيه رسالة من كيم الخميس، قدّم فيها الأخير "اعتذاراً صغيراً عن تجارب الصواريخ القصيرة المدى" التي نفذتها بيونغيانغ أخيراً. وأضاف ترامب أن تلك التجارب ستتوقف فور انتهاء المناورات العسكرية الأميركية - الكورية الجنوبية في 20 الشهر الجاري. وتابع أن كيم أبدى استعداداً للقائه واستئناف المفاوضات بين الجانبين. وأعلنت رئاسة الأركان الكورية الجنوبية أن بيونغيانغ أطلقت السبت مقذوفين من موقع قريب من مدينة هامهونغ في شمال شرقي البلاد، عبرا مسافة 400 كيلومتر قبل أن يسقطا في بحر الشرق، المعروف أيضاً باسم بحر اليابان، مرجّحة أن يكونا صاروخين باليستيين قصيرَي المدى. ولم تذكر وكالة الأنباء الكورية الشمالية تفاصيل تقنية حول ذاك الاختبار، مشيرة إلى أنه شمل "سلاحاً جديداً" طُوِر ليكون ملائماً لـ "تضاريس" البلاد. ونشرت صحيفة "رودونغ سينمون" الناطقة باسم حزب العمال الشيوعي الحاكم صوراً تظهر كيم مبتسماً، ومحاطاً بمساعديه أثناء متابعته للتجارب الصاروخية. ورجح الباحث في معهد الشرق الأقصى للدراسات كيم دونغ يوب أن تكون الأسلحة المُختبرة صواريخ باليستية جديدة قصيرة المدى، تندرج في إطار تحديث بيونغيانغ قدراتها العسكرية. وأضاف أن هذه الصواريخ هي "النسخة الكورية الشمالية المنخفضة الكلفة والعالية الفاعلية، لمنظومة مُعدّة لإبطال مفعول منظومة الصواريخ الدفاعية" في كوريا الجنوبية. واعتبرت وزارة الخارجية الكورية الشمالية أن رفض سيول إلغاء تدريباتها مع واشنطن، أفسد أي فرصة لمحادثات مستقبلية بين الكوريتين. وتابعت في إشارة إلى الكوريين الجنوبيين: "عليهم أن يضعوا في اعتبارهم أن هذا الحوار سيُجرى حصراً بين (كوريا الشمالية) والولايات المتحدة، لا بين الشمال والجنوب". ورأت الوزارة أن تقليل ترامب من أهمية الاختبارات الصاروخية التي تنفذها كوريا الشمالية، هي اعتراف واضح بـ "حقوقها في الدفاع عن نفسها"، بوصفها دولة ذات سيادة، عبر تنفيذ تجارب صاروخية "صغيرة". وفي السياق ذاته قال شين بيوم شول، وهو محلل في معهد "أسان" لدرس السياسات في سيول: "لو شعر كيم بأن التجارب الصاروخية ستهدد زخم الحوار، لامتنع عن تنفيذها. لكن الآن يبدو الأمر كما لو أن كوريا الشمالية باتت تمتلك رخصة لإطلاق صواريخ قصيرة المدى".

 

صونيا غاندي ترأس مجدداً "حزب المؤتمر" الهندي

نيودلهي - أ ف ب /11 آب/2019

رأست صونيا غاندي "حزب المؤتمر" مجدداً، أبرز أحزاب المعارضة في الهند، خلفاً لمجلها راهول الذي استقال بعد هزيمة قاسية في الانتخابات النيابية الأخيرة. جاء ذلك بعدما حقق حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي الهندوسي، بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، فوزاً ساحقاً في الانتخابات التي نُظمت الربيع الماضي، ما أثار أزمة في "حزب المؤتمر". وأعلنت لجنة العمل في الحزب أنها اختارت بالإجماع صونيا غاندي (72 سنة) "رئيسة بالوكالة" للحزب. وبعد اغتيال رئيس الوزراء راجيف غاندي عام 1991، تولّت أرملته صونيا قيادة "حزب المؤتمر" بدءاً من العام 1998، وأوصلته إلى الحكم عام 2004، ثم أمّنت له مجدداً الفوز عام 2009. لكنها رفضت أن تصبح رئيسة للوزراء، علماً أنها من أصل إيطالي. وحلّ نجلها راهول (49 سنة) مكانها عام 2017 في رئاسة "حزب المؤتمر" الذي حكم الهند أكثر من 50 سنة، منذ استقلالها عام 1947، لكن شعبيته تراجعت كثيراً في العقد الأخير.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

في موضوعُ عملِ الفِلسطينيين في لبنان: ضَعوا أنفسَكم في مكانَ لبنان واحكُموا

سجعان قزي/الشرق الأوسط/11 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77471/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%88%d8%b6%d9%88%d8%b9%d9%8f-%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%90-%d8%a7/

في لبنان يأخذُ موضوعُ عملِ الأجانب عموماً، والفِلسطينيين والسوريين خصوصاً، أبعاداً سياسيّة وطائفيّة ومذهبيّة لعِدّة أسبابٍ أبرزُها:

1) طبيعة تكوينِ الكيانِ اللبناني المرتكِزِ على التوازنِ الطائفيّ.

2) خطورة الأزمة الاقتصاديّة التي أَضعفَت النموَّ وعَقَّرت فرصَ العمل، فارتفعت نسبة البطالة إلى 35% في صفوفِ الشباب، والمديونيّة إلى 90 مليار دولار، وعددُ اللبنانيين غيرُ المضمونين إلى 70%، والّذين يعيشون تحتَ سقفِ الفَقر إلى 1.280.000 لبنانيٍّ.

3) اجتياحُ النازحين السوريين سوقَ العملِ اللبناني حيث ناهز عددُ العامِلين منهم بشكلٍ غيرِ شرعي الـ800 ألف عامل.

4) خوفُ اللبنانيين من أن يؤدّي عملُ اللاجئين الفلسطينيين إلى اندماجِهم في لبنانَ فتوطينِهم.

استقرَّ عددُ اللاجئين الفِلسطينيين في لبنان على نحوِ نِصف مليون لاجئٍ، بينما تخطّى عددُ النازحين السوريين المليون ونصفَ المليون نازح. وما يُقلق اللبنانيين، أنَّ هذه الاستضافة طالت: الفِلسطينيّون هنا منذ سبعينَ سنة، والسوريّون منذ تسعِ سنوات. ولا شيءَ يُشير في المدى المنظورِ إلى احتمالِ عودة الفِلسطينيين إلى فلسطين والسوريين إلى سوريا. «اتفاقاتُ أوسلو» والحلُّ على أساسِ الدولتَين و«صفقة القرن» سلبت الشعبَ الفِلسطيني الـمُشتَّت «حقَّ العودة». والمجتمعُ الدولي يرفض عودة النازحين السوريين قبل التسوية السياسيّة للحرب، وهيهات أن تأتيَ، والنظامُ السوريُّ، الذي خاض حرباً مذهبيّة الهوّية، لا يَقبل إلا بعودة «سُنِّيي النظام».

قبلَ نكبة فِلسطين كان آلافُ الفِلسطينيين يعملون في لبنانَ، وقد نَجحوا واندَمجوا وتَجنّسوا، ونحن فخورون بهم.

وقبلَ الحربِ في سوريا كان المواطنون السوريّون يَشتغلون في قطاعاتِ البناءِ والزراعة والبيئة ويعيشون في المجتمعِ اللبناني من دون أي إشكالية.

 لكن ما يُطلب اليومَ من لبنان ليس السماح بالعملِ لأفرادٍ فِلسطينيين وسوريين، بل للشعبين الفِلسطيني والسوريّ، فيما الاقتصادُ اللبناني عاجزٌ عن إيجادِ عملٍ لأفرادٍ لبنانيين.

أي عقلٍ يُبرِّرُ هذا المنطِق؟ وأي أدبيّاتٍ تُجيز هذا المطلَب؟

رغم ذلك، يرعى القانونُ اللبناني عملَ الفلسطينيين ويُراعيهم.

فالدولة اللبنانيّة خَصَّت اللاجئين الفلسطينيين بإجراءاتٍ مميزَّة عن سائر الأجانبِ تسمحُ لهم بالعملِ وإن كانت حَصَرت مهناً معيّنة بمواطنيها اللبنانيين أُسوة بما يجري في كلِّ بلدانِ العالم.

من هنا، إنَّ الاحتجاجاتِ الفلسطينيّة الأخيرة كانت غيرَ مبرَّرة لأنّها صَوّرت لبنان كأنه دولة تكافح الفِلسطينيين بينما الواقعُ هو عكسُ ذلك.

وحين كنت وزيراً للعمل بين سنتي 2014 و2016 أعطيت الفِلسطينيين تسهيلاتٍ من دون الإساءة إلى حقوقِ اللبنانيين.

لكن إذا كان الفِلسطينيّون، تحت ذريعة أنّهم لاجئون، يريدون أنْ ينافسوا اللبنانيين على فرصِ العمل، فالأمرُ، بصراحة، مرفوض. شاءَ من شاءْ، وأبى من أبى.

منذ سنة 2006، تاريخِ الحربِ بين إسرائيل و«حزب الله»، وسوقُ العملِ اللبناني لا يَفرِزُ سنوياً سوى 3500 فرصة عملٍ، بينما المتخرِّجون سنوياً في المعاهدِ المهنيّة والجامعات يَبلغون 47 ألفَ لبنانيِّ. أي أنَّ لبنان أمام عجزٍ سنوي يُناهز 33500 فرصة عمل. فمن أين سيأتي بفُرصِ العمل لغيرِ بنيه أكانوا فِلسطينيين أم سوريين؟

مطلعَ سنة 2019 ارتفَعت نسبة البطالة في «كانتون» جنيف، عاصمة سويسرا، من 4.1% إلى 4.4% فقط، فسارعَ مجلسُ المدينة وقَرّر إعطاءَ الأولويّة في العملِ لمواطني جنيف على سائرِ مواطني سويسرا. فما بالنُا في لبنان ونُسبة البطالة ارتفعت إلى 35% من القوى العاملة؟ لمن نعطي الأولوية؟ رجاءً، ضَعوا أنفسَكم مكاننا وأعْطوا الجواب.

قبل حقوقِ اللبنانيين وغيرِهم في دولِ الخليج هناك حقوقُ الخليجيين.

وقبلَ حقوقِ الفِلسطينيين والسوريين في لبنان هناك حقوقُ اللبنانيين.

هذه مبادئُ دوليّة تنسجِم مع شِرعة حقوقِ الإنسان والقوانينِ الدوليّة.

رُبَّ قائلٍ: لماذا أنتم في لبنان لا توظّفون غرباءَ فيما المهاجِرون اللبنانيّون يعملون في جميعِ دولِ العالم، وبخاصة في دول الخليج؟

 الجوابُ هو التالي:)

1-ليس صحيحاً أنَّ لبنانَ يمنع الغرباءَ من العمل، فعددُ العربِ والأجانب، العاملين شرعياً في لبنان يفوق الـ400 ألفِ شخصٍ، أي 22% من نسبة اليدِ العاملة اللبنانيّة.)

2-إنَّ اللبنانيين هاجروا كأفرادٍ ووَجدوا عملاً كأفرادٍ، بالحسنى لا بالقوّة، ولم يَنتزعوا فرصَ العمل ِمن مواطني الدولِ التي يَعملون فيها.)

3-إنَّ هؤلاءِ اللبنانيين تَطلُبهم البلدانُ المضيفة ليعملوا في مجالاتٍ تحتاجُ إليهم فيها وليسهموا في نموِّها وتقدّمِها. 4) اللبنانيّون الّذين يعملون في الدولِ العربيّة والأجنبيّة ليسوا مجنَّدين في فصائلَ عسكريّة وتنظيماتٍ متطرِّفة، ولم يُنشئوا دويلاتٍ داخلَ الدولِ المضيفة. 5) إنَّ دولاً خليجيّة عزيزة حين طردت بعضَ اللبنانيين لمجرَّدِ أن اشتَبهَت في علاقاتِهم مع حزب لبناني معيَّن، لم يَتداعَ اللبنانيّون هناك إلى تنظيمِ مظاهرات في هذه الدولِ الشقيقة.

يبقى أنَّ الفلسطينيين في لبنان لا يستطيعون البقاءَ من دون عملٍ وحقوقٍ اجتماعيّة ومدنيّة؛ فما العمل؟

الحلُّ ليس في لبنان. إنّه في عودة اللاجئين إلى فِلسطين، لكن أين هم من هذه العودة المستحيلة؟ أو في إعادة انتشارِهم على بلدانٍ قادرة أن تؤمّنَ لهم حياة كريمة وعملاً مُستداماً.

في هذا السياقِ، يَتحتّمُ على دولة لبنان بَدءُ مفاوضاتٍ مع دولٍ عربيّة وأجنبيّة لاستضافة اللاجئين الفِلسطينيين.

وعلى سبيل المثال: مساحة العالم العربي 13.3 مليون كلم مربع ونسبة السكّانِ في الكيلومتر المربع 54 مواطناً عربياً.

أما في لبنان، فنسبة السكّان في الكيلومتر المربع 574 مواطناً (ومع الفِلسطينيين والسوريين تُصبح 841 ساكناً في الكيلومتر المربع)، ومساحة لبنان لا تتعدى الـ10452 كيلومتراً مربعاً، أي أنَّ العالم العربي هو أكبرُ من لبنان بـ1272 مرّة.

من هنا يبدأ الحلّ.

*وزير العمل اللبناني السابق

 

لبنان: مَن يبدد هواجس الانهيار... مرة أخرى

سام منسى/الشرق الأوسط/11 آب/2019

«هل بقي حكماء في البلد لمقاربات مبتكرة من خارج الصندوق تحاول كسر الدائرة والخروج منها؟». سؤال ختمنا به مقالة الأسبوع الماضي التي كانت بعنوان «لبنان... مَن يبدد هواجس الانهيار؟».

إن التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة الداخلية في لبنان تؤشر جلياً إلى أن الحلول لن تأتي إلا من خارج الصندوق. فعلى الرغم من مظلة ما سميت التسويات من جهة والتفاهمات من جهة أخرى، أدت حال الشرذمة والانقسام الحاد إلى تفريغ المؤسسات كافة من أدوارها حتى بات القضاء نفسه واستقلاليته ونزاهته محط أخذ ورد وتشكيك، مع ما سبق ذلك من تطاول على الدستور والقوانين والأعراف.

لماذا والوضع وصل إلى ما وصل إليه، تستمر حال النكران والمكابرة؟ البعض يقضم ويربح على مهل والبعض الآخر ينتظر الترياق من تطورات قد تأتي أو قد لا تأتي وفي الحالتين تبقى مجهولة الأهداف والنتائج.

صحيح أن الحال ميؤوس منها، ولكن يبقى بصيص أمل لمخارج قد يعتقدها البعض أنها من الطوباويات ويقول البعض الآخر إن مجرد اقتراحها ضرب من السذاجة. لكن حال المراوحة والترنح يأخذنا باتجاه الانهيار الأكيد، وإذا لم تحصل أمور من خارج السياق جريئة وجديرة بالتجربة فالسقوط أصبح حتمياً. فهل من مساحة متاحة لجوامع مشتركة تسمح للأطراف بالجلوس معاً وتشكل أرضية صالحة لتسوية تاريخية تصح معها هذه المرة تسميتها بالتسوية؟ لبنان اليوم هو على صورة «حزب الله»، أمامه عقبات كثيرة ودماء، ولبنان 1943 بات من الماضي، فهل من لبنان ثالثُ نصبو إليه؟

الأرضية السليمة والتي يمكن الانطلاق منها للتوصل إلى مخارج تتطلب أمرين، الأول بنيويّ يقارب في مبتغاه المستحيل لأنه يفرض على الجميع التفكير في لبنان كوطن لا كمساحة جغرافية، والشعور بالانتماء إليه، وأن هذا الانتماء أقوى من كل الانتماءات الفرعية الأخرى، والتخلي تالياً عن التوجه إلى خارج حدوده بحثاً عن انتماء أو حامٍ. الآخر عملاني، فمن الواضح اليوم أن في لبنان غالباً ومغلوباً، الغالب هو «حزب الله» المتمترس خلف مجموعة «ميثاقية» من الأطراف كونها تضم الطوائف كافة والجالس فوق ترسانة عسكرية يقال إنها توازي ترسانات أكبر جيوش الإقليم. والمغلوب هو القوى التي تمثلت بحركة «14 آذار» وقوى أخرى يمكن تسميتها ليبيرالية - ديمقراطية، وهي اليوم مشتتة ومفككة. الصراع هو بين الطرفين، وتبقى أي مفاوضات بينهما ضرباً من العبث إذا لم تتشكل في وجه «حزب الله» جبهة متماسكة صلبة وواضحة الرؤى تعيد التوازن.

أما في المخارج، فهي تبدأ أولاً بتخلي جميع الأطراف عن المواقف الرمادية قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات، والكشف عن مواقفهم الحقيقية إزاء القضايا المصيرية الأساسية المختلف عليها، وعلى رأسها لا للبنان القديم ولكن أيضاً لا للبنان «حزب الله». إلى كيفية استعادة الدولة وبسط سيادتها وحدها على أرضها وإمساكها زمام الأمور في وضع السياسات الداخلية والخارجية والدفاعية. ثم تحديد نظام حداثي تكون فيه صلاحيات مختلف المؤسسات واضحة ويضمن الخروج من اللعبة الطائفية والتوافقية ويعالج هواجس العدد والتغيير الديمغرافي. ثم التفاهم على قانون انتخاب وإجراء انتخابات تحت مظلة دولية إذا أمكن تنبثق عنها سلطة كباقي السلطات في الدول الحديثة.

يأتي بعدها تحديد الموقف من النزاع الإسرائيلي العربي وعليه مصير ومستقبل السلاح الفلسطيني وسلاح «حزب الله». الموقف من سلاح «حزب الله» لا يتجزأ، إذ إن القبول به في شقه المقاوم يعني حكماً القبول به في شق استعمالاته الداخلية وما تأمنه للحزب من فائض قوة وغلبة على الشركاء في الداخل، وفي شق استخداماته الخارجية وما تجره على لبنان. الموقف من النزاع العربي الإسرائيلي يحتّم طبعاً معالجة ومقاربة قضايا السلاح خارج الدولة.

إن حسم هذه القضايا دون مواربة وتدوير للزوايا وبالاستناد فقط إلى مصلحة البلاد العليا، يجب أن يكون قاعدة التفاوض: الهدف تظهير المواقف بين طرفين وسياستين واضحتين بهدف الوصول إلى تسوية. فالحال الراهنة كما كانت دوماً، تستند إلى قاعدة وحيدة هي التعطيل جراء توافق على مصالح ظرفية شخصية ومادية دون التوافق على الأساسيات، ما شل البلاد منذ عام 1969 وأوصلها إلى دولة فاسدة وفاشلة. لم تعد التسويات القائمة على التكاذب أو الانتهازية جائزة، وما شهدناه الأسبوع الماضي من مصالحة بين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وحليف «حزب الله» وسوريا الأمير طلال أرسلان، إثر حادثة قبرشمون التي عطلت الدولة لأكثر من شهر، ليست سوى حلقة من سلسلة هذه التسويات.

وإذا لم يتم التوافق فينبغي الانتقال إلى التفكير في بدائل أخرى ومخارج عملية واجتراح مقاربات مقبولة من الطرفين تسمح بفك القيود عن البلاد ومعالجة شؤون الناس وعلاقات سلمية وسليمة بين الأطراف كافة.

هذا السيناريو يواجه دون شك عقبات جمة أبرزها:

- ارتباطات الأفرقاء اللبنانيين الخارجية لا سيما «حزب الله». فقد سبق واجتمع اللبنانيون في عام 2006 بعد انسحاب الجيش السوري، وحضر السيد حسن نصر الله الاجتماع شخصياً وتم التوافق على عدة بنود منها نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وترسيم الحدود مع سوريا واعتماد تمثيل دبلوماسي بينهما، لكنه ما لبث أن تنصل من كل ذلك عندما جاء أمر عمليات من دمشق على لسان أبو موسى (فتح الانتفاضة)، كذلك عندما وعد اللبنانيين بصيف واعد فكانت حرب يوليو (تموز) 2006.

- إن الفريق المعارض لـ«حزب الله» هم في الحقيقة أفرقاء، فمنهم من يخشى على السلم الأهلي فلا يتحرك ومَن شهد كيف تُركت سوريا لمصيرها لا يريد أن يغامر بمصير لبنان واللبنانيين. ومنهم من ينتظر تسوية إقليمية دولية يتموضع بعدها وفقاً لمصالحه الانتخابية الحزبية، ومنهم من اختار الاختباء وراء «الاهتمام بشؤون الناس الحياتية» من كهرباء ونفايات وبيئة، متجاهلاً أنه دون حل الأساسيات لن يبقى ناس ولا شؤون حياتية.

- غلبة الفكر الطائفي على الفكر الوطني عند البعض من الطرفين ومحاولات زج المسيحيين في منطق الأقليات، بما يدفعه إلى اعتبار اللحظة مؤاتية للانقضاض على اتفاق الطائف واستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية. كما غلبة الفكر القومي على الفكر الوطني عند البعض الآخر، بما يجعل مسألة مقاربة النزاع العربي الإسرائيلي من المحظورات.

- العوامل الإقليمية والدولية التي لا سيطرة لنا عليها.

أخيراً يقتضي الواقع أولاً معرفة منسوب لبنانية صناعة القرار لدى «حزب الله»، فأي حل غير قابل للتنفيذ ما لم يرضه وهو الفريق الأقوى المسلح الذي بات يسيطر على لبنان من العبدة شمالاً إلى الناقورة جنوباً، ولا يرى أي مبرر اليوم لتقديم أي تنازل لشركائه في الوطن وهو يعيش نشوة الانتصار في المنطقة من العراق إلى لبنان مروراً بسوريا. ولهذا للأسف تبدو هذه المخارج طوباويات...

 

حدود تحرك أذرع ايران

طوني فرنسيس/الحياة/11 آب/2019

لم تنفجر الحرب بين إيران وأميركا على رغم التوتر الشديد بينهما. ولم يتسبب إسقاط الـ "درون" الأميركية في رد عسكري منع ترامب حصوله قبل عشر دقائق من تنفيذه. ولم يقع الصدام بين بريطانيا وإيران بعد احتجاز ناقلة النفط البريطانية، بل بدأت سلسلة طويلة من الاتصالات، وصدرت مجموعة من المواقف التي تبدي الحرص على أمن الملاحة في مضيق هرمز من دون الوصول الى وضع الاشتباك المباشر على الطاولة. وفي الأثناء، واصل الفرنسيون محاولات تهدئة، وضع الرئيس الاميركي حداً لها بقوله إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يرسل "إشارات متضاربة" إلى النظام الإيراني في ما يخص الموقف الاميركي . ثم يشرح ترامب موقفه بالقول إن "إيران في مشكلة مالية خطيرة. إنهم يرغبون بشدة في التحدث الى الولايات المتحدة، لكنهم يتلقون إشارات متضاربة من جميع أولئك الذين يزعمون أنهم يمثلوننا، بمن فيهم ماكرون".

لا يريد ترامب أن يمثله أحد في صراعه مع إيران بما في ذلك "إيمانويل (الرئيس ماكرون) الذي يقصد الخير". فهو الذي يدير حربه الاقتصادية والمالية منتظراً قدوم قادة طهران لملاقاته. وحربه هذه تعطي نتائج أكبر بكثير من إطلاق الصواريخ، وهو ما يزعج القيادة الايرانية المجبرة على مواجهة حصار لا تستطيع إزاءه حراكاً. يضع ترامب إيران في مواجهة تدابيره الخاصة، وهو الأقدر في المجالين المالي والاقتصادي، فبلاده لا تزال القوة العظمى، ودولارها العملة الكونية الرئيسة. وفي حرب كهذه، لا حاجة لحلفاء يخوضون معركة صاروخية او لأصدقاء يتبرعون بوساطات غير متفق على نتائجها، انه المتمول الكبير الذي يستعمل رأسماله الصلب في تدمير شركة منافسة للاستحواذ عليها! في المقابل، تعول ايران على صدام يجعلها قادرة على إطلاق بضعة صواريخ تخويفية نحو جيرانها. والأهم من ذلك تحريك أذرعتها المنتظمة في ميليشيات من المتوسط الى أفغانستان، ودفعها الى خوض معارك بالوكالة. هذا ما تقوم به جهاراً في اليمن من دون أن تغير في الواقع شيئاً، وهو ما تفعله في العراق حيث تحركت ميليشياتها لمهاجمة مراكز أميركية وأطلقوا مقذوفات باتجاه خطوط النفط السعودية، وهو كذلك ما يعلنه أنصارها في لبنان عن استعدادهم لخوض حرب لم تقع.

لم يبخل المسؤولون الايرانيون في توضيح نظرتهم الى أذرعهم ودورها. ففي كل يوم تقريباً، تصريح عن امتداد النفوذ الايراني من الخليج الى المتوسط الى عدن. وفي كل يوم مهلة جديدة للزمن الذي سيستغرقه تدمير إسرائيل، وهو يتراوح وفق التوقيت الايراني بين سبع دقائق ونصف ساعة. لم تقل إيران إنها ستهاجم اسرائيل مباشرة، فهذه مهمة تقع على عاتق الأذرع التي استغرق تمويلها وإعدادها جهداً، سيتضح مردوده في زمن الشدة وقت حصول الهجوم على الجمهورية الخمينية، وهو هجوم ربما لن يقوم به المعنيون، فما مهمة الأذرع إذن؟ هل يكلفون استدراج الأميركي إلى معركة؟ وكيف؟ وأين سيحصل ذلك؟

حتى الآن لا شيء غير الحصار الأميركي تدفع ثمنه إيران والمعتمدين على سخائها. وبقدر ما يخسر الإيرانيون، يتضرر الموظفون لديهم، وربما يضطرون إلى سلوك سبل أخرى قد يكون إيمانويل ساعتها جاهزاً للمساعدة على ولوجها.

 

حكومة ما بعد الكمين: "كمائن" بالجملة!

ملاك عقيل/"ليبانون ديبايت/الاحد 11 آب 2019      

لا يمكن "الاخراج" أن يكون أسوأ مما شهده اللبنانيون في لحظات النقل المباشر ل "صِلحة" الفاشلين. أحياناً كثيرة تكون معادلة الخاسر والرابح، حتى في بلد التوازنات الطائفية والحساسيات المفرطة، أشرف بكثير من "لَحِس" الغاضبين و"الأقوياء" لمواقفهم النارية والتصعيدية بسحر الاملاءات "ما غيرها". لكن هذا ما لم يحصل. كالعادة، الأمرة لمعادلة لا غالب ولا مغلوب. صلحة "جيران" اختلفوا على "قتيل"، "فهيّجوا" أهل الحيّ وحقنوهم بجرعات حقد وضغينة و"انتقام" آت لا محالة ثم... تركوا أهل الضحية والجيران على قارعة الطريق يسترسلون في ندب "القتيل" والتوعدّ بأخذ الثأر من بعضهم البعض، فيما صعدوا همّ الى الطابق الأول يتفرّجون على من صدّق "مزحهم الثقيل"! شهرٌ كامل وعشرة أيام ستكون الترجمة "على اللبناني" لمهلة ال 48 ساعة التي طلبها رئيس الحكومة سعد الحريري في جلسة 2 تموز (التي لم تنعقد) "من أجل تنفيس الاحتقان"!. بعدها تلويح بأكثر من 48 ساعة في سياق الضغط لانعقاد مجلس الوزراء حتى من دون تسوية، لكن "التفحيش" أقفل الطريق على أي مسعى ينقذ ماء وجه "الفاشلين" ويسرّع في انعقاد الحكومة.

لا يمكن تفسير التأخير في حصول ما كان يمكن أن يتمّ بعد أسبوع من حادثة البساتين، بأقصى تقدير، سوى حاجة الجميع من دون استثناء لاستغلال دم الابرياء و"المُضلَلين" لتسجيل أهداف سياسية في مرمى الخصم أو للعب دور "الضحية".

لا يمكن مواكبة انعقاد الجلسة "التاريخية" في القصر الجمهوري بعد "إنجاز" المصارحة ثم المصالحة "المعلّقة" من دون استعادة مشهد "عروق" وجه النائب طلال ارسلان التي كادت تنفجر وهو يصرخ محذراً "بأن اي تسوية لن تمرّ إلا بإحالة الجريمة الى المجلس العدلي في أول جلسة لمجلس الوزراء، وإلا الطريق ستبقى مفتوحة نحو الفتنة". وكذلك حين توجّه الى "كل من يحاول التذاكي بموضوع الاحالة الى المجلس العدلي"، قائلاً "كفى عهراً وتصاريح وبيانات الحقيقة"، ومؤكداً "لن التقي جنبلاط على حساب دم الشهداء". أما سقوف جنبلاط فحدث ولا حرج. جلس بأريحة الى جانب من يريد "الانتقام" منه، ومن اتهمه بإطلاق أحكام شبه عرفية للاقتصاص من أحزاب وشحصيات. هاجم اجتماع بعبدا "غير المفيد" وحمل على "ابواق النعيق اليومي"، ولم يجد حرجاً في الاستسلام لقضاء يتمّ "تحطيمه" على طريقة "الجريصيات"، كما قال!

إذا، لا خاسر ولا رابح، حتى لو صُوّر وليد جنبلاط وكأن أساطيل القوى العظمى استنفرت لنجدته. طالما ان "البيك" لم يسترجع بعد أمجاد "تنظيم الخلاف" مع "حزب الله" مع استئناف جلسات التنسيق الامني والسياسي والعودة عن خطيئة مزارع شبعا، لا مجال لشعور جنبلاط بآمان "المحارب" الذي خرج منتصراً من معركة "الوجود".

بمطلق الأحوال، ثمة سؤال بديهي. تحت أي سقف حكومي سيجلس "زعماء" أهل الحيّ الذين نفضوا أيديهم لتوّهم من "مهرجان" الأخذ بالثأر؟ بعد قبرشون هل سيفتح "قبر الحكومة" قريباً؟

حكومة السنوات الثلاث المتبقية من عمر العهد باتت محاطة بألغام "يا محلا" النصف الاول من ولاية "العهد القوي":

- المصالحة الدرزية-الدرزية التي حصلت "بالقوة" غلب عليها الشكل أكثر من المضمون. تكاد المصافحة المؤجّلة بين الوزيرين صالح الغريب وأكرم شهيب تختصر مصالحة أقل ما يمكن انه يقال فيها أنها مصطنعة وزائفة، وبالتأكيد بتاريخ "صلاحية" قصير المدى. حتى مؤتمر طلال ارسلان أكّد على هذه الثغرة بإشارته الى ان "استكمال المصالحة يحتاج الى كثير من التفاصيل". لا داعي لسؤال زعيميّ الطائفة عن "مناعة" لقاء بعبدا حيال أي اشتباك درزي درزي محتمل. ليت الميكرفون يجول على قواعد الطرفين من دون رقابة مسبقة أو لاحقة!

- حكومة النصف الثاني من العهد ستدشّن أولى اجتماعاتها بانهيار سقف "اتفاق المعراب" على رؤوس حاملي كؤوس الشمبانيا التي رفعت قبل ثلاث سنوات. من سيلجم "تطرّف" جبران باسيل وتسليمه بأن "سمير" لم يعد له "مشروعية" بأي تعيين مسيحي من تعيينات الأوزان الثقيلة؟ ومن قال أن جعجع سيتراجع عن اقتناعه بأنه مكلّف "مسيحياً" بكشف ما يقول أنه فساد "أزلام العهد" في الوزارت والادارات؟

- حكومة "زعماء الحي" لن تبقى بمنأى عن الاشتباك العوني-الجنبلاطي الآخذ في التصاعد. يكفي إجراء المقارنة بين خطاب باسيل العالي اللهجة ضد جنبلاط في ذكرى 7 آب الذي ذكّر "البيك" بأن "الجبل" لم يعد "محمية" للمختارة، و"أخذ الاذن لدخول بيوتنا ليس وارداً طالما لم نفعل ذلك حين شكّلنا لوائحنا و"جبنا نوابنا"، وبين الهجوم "الاشتراكي" الصاعق على تدخل المحسوبين على العهد في القضاء. وإذا كان ثمّة من يعتبر أن الامر لم يكن أكثر من رفع سقوف حين اقترب آوان الحلّ، فإن العارفين يجزمون "أن المواجهة الباسيلية-الجنبلاطية بدأت لتوّها".

وها هو باسيل يكزدر في القصر في يوم المصالحة، ثم يغيب عن جلسة مجلس الوزراء في اليوم التالي ليعلن بعدها "الى اللقاء المقبل مع أهلنا في الجبل". لعل أهمّ انجازات لقاء بعبدا، برأي باسيل، إعطاء درس لجنبلاط بأن "التفكير" بقطع طريق بعد الآن لم يعد ممكناً. أما الاشتراكيون فدخلوا مدار التهدئة بانتظار ما قرار القضاء العسكري في حادث البساتين.

-الفاشلون إياهم هم أنفسهم من يفترض أن ينتشلوا "تايتانك" العهد من الغرق المالي والاقتصادي الذي ترتفع إحتمالاته يوماً بعد يوم. مع تصنيف سلبي أو من دونه، الى أي مدى سيتمكّن الهيكل الحكومي المترنّح تحت وطأة خلافات القوى السياسية من تحمّل رزمة جديدة من الضرائب "المطلوبة" ربما دولياً والمفترض أن تشملها موازنة 2020؟ كيف يمكن لحكومة تنازع ويلتقي على طاولتها من يتهم الاخر بمحاولة القتل عمداً أن تنجح أقلّه في إبعاد البلد أمتاراً قليلة عن حافة الهاوية؟

 

حزب الله يوصد أبوابه بوجه جنبلاط

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/الاحد 11 آب 2019       

يصرّ النائب السابق وليد جنبلاط على إقحام حزب الله في أنف مشكلة الجبل على الرغم من ان الحزب لم يكن في عداد الزوار الذين نثر عليهم الأرز، ولا كان طرفاً في إطلاق النار الذي أذهب أرواحاً. المصيبة أن "البيك" الذي يأخذ على الضاحية تدخلها في "شؤون" الجبل، كما يقول، هو المبادر إلى إدخالها طرفاً فيه.

خلال فترة دوران مروحة الحل القائل بعقد لقاء مصارحة في بعبدا برعاية رئيس الجمهورية ميشال عون، أي اللقاء الذي نسفه جنبلاط حينها بعد رفضه تحت ذريعة إبرام مصالحة مع الحزب دون غيره، طلب رئيس التقدمي الاشتراكي تفويض السيد حسن نصرالله شخصية من قِبله ترعى أي حل.

فعلياً أرادَ الحصول على خدمات المعاون الحاج حسين خليل، وفي سبيل ذلك جنّد هواتف أكثر من مرجع سعوا إلى إتصال وتواصل بين الرّجلين. إلى جانب ذلك، طلب جنبلاط ضمانات سياسية تقدم إليه في المسألة القضائية المتأتية عن أحداث البساتين، أو عقد جلسة لمجلس الوزراء، حدد قبولها حصراً بتوقيع نصرالله، لكن حزب الله رده خائباً دون أن يعلق.

فهم حزب الله من الترددات الصادرة عن محطة البث الجنبلاطية، ان مشغلها يريد من وراء إقحامه طرفاً في المصالحة، ان يجعله شرطياً يمارس فعل المطاوعة على حلفائه، بمعنى آخر، أن جنبلاط يريد الاستثمار في الحزب من أجل التخفيف عنه وهو المنشغل "حصر إرث سياسي" بشخص تيمور، بحيث يصبح حزب الله مولجاً ضبط حلفائه عند كل مرة يتعرض هؤلاء فيها الى "المسيرة الجنبلاطية" بشيء أو ربما نيل تعهدات حول حماية "الوريث الشرعي" للزعامة درزياً.

ثم أن حزب الله، في إدراكه الباطني، لا يشتغل ولا يعقل ان يشتغل شرطياً بلدياً عند وليد جنبلاط أو غيره، وليس هو في وارد تقديم امتيازات لزعيم المختارة الذي احداً لا يضمن تقلباته المفاجئة ونسف كل ما يجري التوافق عليه من أساسه، كذلك ثمة "نقزة" عند الحزب من السياق الذي يعتمده البيك، والذي يوحي بغياب الثقة به. فمثلاً وعندما أمنت الضاحية على مواقف جنبلاط لناحية القضايا الفلسطينية وحقوق لبنان المقضومة اسرائيلياً (يقول البيك أنه يتفق مع حزب الله حول فلسطين)، أتاه بصاروخ مزود بالوقود الثقيل معتبراً أن مزارع شبعا ليست لبنانية، في تماهٍ غير مباشر مع العدو.. هذا المنطق لا يستسيغه حزب الله أبداً.

في منطق حزب الله، أن ما يطلبه وليد جنبلاط منه، متعذر حالياً بل من غير الممكن الوصول إليه ما دامت هناك جملة أمور عالقة منها قضية البساتين - قبرشمون و قضية معمل عين دارة و الالتباسات المستخرجة عن العلاقات مع السفارات.

ليس سراً أن حزب الله ردّ بإيجابية "مشروطة" على مطلب جنبلاط الذي نقل إليه من قبل شخصية أمنية، أي ذلك المرتبط بعقد مصالحة، لكن الحزب لفّ القضية بجدار سميك من الفولاذ، تختلف عن النظرة الجنبلاطية لها. فمن وجهة نظر الضاحية أن حل المشكلة يبدأ من حل أسبابها ومسبباتها ولا شيء آخر.

أوصلت الضاحية إلى جنبلاط قائمة شروطها حول المصالحة التي يقترحها. تمرّ أولاً بإيجاد حل لعقدة حادثة قبرشمون - البساتين بما له أن يعيد حق أهالي الشهداء الذين سقطوا والاعتراف بحق الجهة التي تم الاعتداء عليها، وثانياً العودة عن الخطأ الذي نشأ عن نقض قرار الوزير السابق حسين الحاج حسن من قبل خلفه وائل أبو فاعور حيال إعطاء ترخيص لمعمل آل فتوش في عين دارة، والالتزام بعدم المس بالثوابت الوطنية.

وما دامت الهيئة الجنبلاطية غير مستعدة للدخول في إدخال حلول على تلك النقاط، فإن الأبواب ستبقى موصدة.

وليس مستغرباً أن حزب الله الذي ردّ على بيان السفارة الاميركية في بيروت ببيان يحمل صبغة القوة الصاروخية، كان شديد الانتباه حيال إمكانية التورّط الجنبلاطي راصداً إحتمال حمله البيان بصمات المختارة، لكن الأخير سرعان ما إنتبه إلى مكنونات مثل هكذا بيان يصنف في السياسية ضمن خانة المضر لجنبلاط، بل يفيد في استثمار مزيداً من الحملة ضده. على هذا النحو مرّر "البيك" رسالة باردة إلى أكثر من موقع سياسي ومنهم الضاحية، تحمل طابع حجب الثقة عن البيان والتنصل منه مع اشاعة أجواء داخل المجالس من أنه لا يخدمه، ثم مضى يبحث عن حلول لفك شيفرة الضاحية.

 

هل التعايش ممكن في سورية؟

هيفاء بيطار/الحياة/11 آب/2019

طيلة ثماني سنوات، ومنذ بداية الثورة السورية، كان "فيسبوك" وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي حلاً مثالياً حتى لا ينفجر الناس من الغيظ، وليعبر كل مواطن عن أفكاره ومشاعره.

شخصياً، اخترت أن أعيش في اللاذقية (على رغم أن كل أسرتي تعيش في باريس)، كوني أريد أن أكون ضمير شعبي الحبيب وأن أشاركه آلامه وآماله. هناك، كنت أستقبل في بيتي النخبة المثقفة والسياسية في المدينة الساحلية السورية، نتبادل الحوار ووجهات النظر. لكن، كم يؤلمني ويؤسفني أن أروي كيف تطورت الأمور خلال السنوات الثماني الأخيرة. لا بد من الإقرار بداية، بأن كل سوري خاسر، سواء كان موالياً للنظام أو معارضاً له، إذ حصد الموت آلاف الشبان، سواء كانوا من عناصر الجيش السوري أو من الفصائل المعارضة. كما طال النزوح الجميع، سواء كانوا موالين للنظام أم معارضين له، فيما أذل الانهيار الاقتصادي المروع الناس، وانهارت الطبقة الوسطى ليصبح الفقر سمة المجتمع السوري.

لطالما كنت أتوقع وآمل أن يؤدي الجرح العميق الذي يوحد السوريين، إلى زيادة تآزرهم وتعاضدهم ومحبتهم لبعضهم البعض. لكن للأسف، حصل العكس بشكل عام، ذلك أن شلة المثقفين (معظمهم سُجن أكثر من عشر سنوات في الثمانينات) والذين يزيد عددهم عن خمسة عشر، باتوا يترددون في الاجتماع في بيتي، وصار كل واحد منهم يسألني: "هل سيحضر فلان؟"، وإذا أجبته: "أجل سيحضر"، يسارع إلى القول: "إذاً أنا لن أحضر لأنني لا أتفق معه ولا أطيق منطقه في التفكير وفي قراءة ما يحصل على الأرض السورية". النخبة المثقفة السياسية السورية، التي دفع كل واحد من أفرادها سنوات طويلة من حياته في السجن، ما عادت تطيق بعضها! لدرجة أن بت أتساءل بسذاجة: كيف يختلفون جوهرياً وكل منهم دفع زهرة شبابه في السجون؟ ، بل لا أبالغ إذا قلت أن بعض هؤلاء صاروا يخونون بعضهم البعض ويتبادلون الاتهامات بالكذب والانتهازية.

أعترف بأني اضطررت إلى إلغاء تلك اللقاءات الغنية بين الأصدقاء، والتي كنت أستقبلها أول عام ونصف من انطلاق الثورة السورية، التي فشلت وانحرفت كلياً عن مسارها في تحقيق الحرية والكرامة.

وإذا كانت النخبة المثقفة والسياسية في الداخل السوري تختلف اختلافاً جذرياً في رؤيتها، بدلاً من أن تشكّل قدوة للشعب المتألم وجامعاً له، فكيف سيكون حال عامة الشعب؟ للأسف، إن من يتابع الصفحات الخاصة بسورية على مواقع التواصل الاجتماعي، يلمس مدى هول الشرخ بين السوريين! على سبيل المثال، كتب لي أحدهم موبخاً وبوقاحة، بسبب إعجابي بزياد الرحباني، لأن الموقف السياسي للفنان اللبناني لا يعجبه! وحين أجبته بكل لباقة بأن كل إنسان حر في موقفه السياسي وبأنني أقدر زياد وأحب إبداعه بمعزل عن موقفه السياسي، اتهمني بـ"التذبذب" وأعلن أنه سيكف عن قراءة كل ما أكتب. زميلة أخرى تعيش حالياً في إحدى دول اللجوء، عنفتني بشراسة لأنني ترحمت على الممثل القدير فاروق الفيشاوي الذي أعتبر نفسي معجبة بفنه ولا تعنيني حياته الشخصية. السيدة ذاتها اعتبرتني "خائنة" للشعب السوري لأن فاروق الفيشاوي زار دمشق! ولتكتمل الصورة، فإن من خونني لأنني أحب فن زياد الرحباني ومن خونتني لأنني أحب الممثل المبدع فاروق الفيشاوي، كانا يعيشان في الداخل السوري كالنعاج، لا ينطقان بحرف في انتقاد حتى كومة قمامة في الشارع! ويتملقان كل مسؤول ويكيلان له المديح، بل كانا يتجنبانني لأنني أكتب مقالات جريئة في نقد الأخطاء والممارسات الخاطئة في المجتمع السوري، علماً أني دفعت ثمن مواقفي منعاً من السفر، وصولاً إلى استدعائي مراراً إلى مكاتب أجهزة الأمني. ولم يكن أحد يجرؤ أن يدعمني أو يقف إلى جانبي في محنتي، فمن تستدعيه الأجهزة الأمنية يخاف منه أصدقاؤه ويبتعدون عنه كما لو أنه وباء. لكن، حين خرج هؤلاء النعاج المنافقين خارج الوطن، بدأوا بـ "الصراخ" وصار سهلاً عليهم الشتم وليس النقد، حتى أنهم اتهموني بالجبن، وانتقدوا مقالاتي، معتبرين أنها يجب أن تكون "أكثر جرأة وحدة في انتقاد النظام"، النظام فقط، وليس الجماعات المتطرفة الإرهابية التي لا يأتون على ذكرها أبداً، والتي أبدعت في سفك الدم السوري والخطف والذبح. وأزعم أن هؤلاء يطالبونني بأن أكتب بجرأة أكبر، لأكون "كبش محرقة"، ليستمتعوا وهم يتفرجون عليّ وحيدة وعزلاء في مصابي.

ما أسهل أن تدعي الشجاعة والبطولة وأنت خارج سورية، هؤلاء أشبه بديوك على مزبلة، إذ ابتلي الشعب السوري بقسم ممن يسمون أنفسهم "معارضة الخارج" التي ارتهنت لدول عدة شريكة في سفك الدم السوري وجمعوا ثروات، وكلهم يتفقون على مبدأ واحد وهو أنهم يريدون أن يضحوا بآخر قطرة من الدم السوري! سبحان الله... من قال لهم إن الشعب السوري يريد أن يموت؟، الشعب السوري يحب الحياة والفرح، يريد أن يزوج أولاده ويزغرد في أعراسهم وليس في جنازاتهم.

إن الذين يتهمونني ويتهمون غيري بأنني أحب زياد الرحباني وفاروق الفيشاوي، ويعترضون بشراسة على موقفهما السياسي، لا ينبسون ببنت شفة على شلة الأدباء والفنانين الذين زاروا إسرائيل وتباهوا بالتطبيع معها.

أنا أؤمن بأن الشعب السوري أعزل تماماً. فلا النظام يمثله ولا المعارضة، هو شعب متروك للفقر والعقوبات الاقتصادية ولرفض العالم له، علماً أن معظم دول اللجوء حالياً تتمنى ترحيله وتسعى إلى إعادته إلى سورية التي تشرذمت وتجزأت.

المؤسف، أن من يحاول أن يكون منطقياً وغير متطرف وصادق في حب سورية وشعبها، أي المعتدل، يُعاقب من قبل النظام الذي يمنعه من السفر ويجره إلى فروع الأمن كلما كتب مقالاً جريئاً ينتقد فيه مظاهر الفساد في البلاد، ويكون منبوذاً وخائناً أيضاً بالنسبة إلى معارضة الخارج الموظفة لدى دول معينة وتقبض منها الملايين! لا أنكر أن بعض الأطراف الحاقدة في معارضة الخارج، تتهمني بـ "التذبذب" وبأنني ضمنياً "مع النظام"، لأني لست في السجن! كما لو أنه يتوجب على كل سوري أن يكون في السجن حتى يثبت وطنيته! بعضهم يقول لي: "النظام يتسامح معك النظام لأنك مسيحية"!. لا أعرف ما التسامح الذي يتحدثون عنه، وقد مُنعت من السفر مرتين بعد وصولي إلى بوابات الحدود. علماً أني كنت ذات مرة مسافرة إلى البحرين لأشارك في مؤتمر ثقافي، وأُلغي سفري لأني تبلغت على الحدود بأني "ممنوعة من السفر" الله أعلم لماذا.

هل يجب أن يُقطع رأسي ورأس كل مثقف وطني ليثبت لهؤلاء المرتزقة أنه وطني ويحب الشعب السوري؟ المؤسف أن بعض هؤلاء يعتبرون أن كل مثقف يعيش في سورية من الموالين للنظام.

كم أشعر بالقهر وخيبة الأمل وأنا أرى ما آل إليه وضع معظم السوريين بعد ثماني سنوات من الثورة السورية المُنتهكة. فبعيداً من التعميم، يمكن القول أنه بدل أن يوحدهم الجرح، جعلهم ينفرون من بعضهم! والطامة الكبرى أن نخبة المثقفين الذين قضوا سنواتاً طويلة من حياتهم في السجون دفاعاً عن مبادئ الحرية والكرامة، ما عادوا يطيقون بعضهم وكل منهم يخون الآخر بل يعتبره موظفاً عند الأجهزة الأمنية. وفوق كل هذا، تراهم اليوم يتحدثون عن إعادة الإعمار! هل يكون الإعمار ببناء حجر فوق حجر؟ من يرمم الشرخ الفظيع الذي حصل في نفوس السوريين؟ من يعيد إلى السوري روعة عبارة "أخي في الوطن وشريكي فيه" مهما كانت قناعاته سواء أحب زياد الرحباني وفاروق الفيشاوي أم كرههما؟ إن بناء الوطن لا يقتصر على الحجر بل على البشر، لكن المؤسف أن الأحقاد انتصرت على الحب، وحصل شرخ كبير بين السوريين ألمسه تماماً حتى هنا في باريس!

 

معركة ليلة العيد في عدن

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/11 آب/2019

بداية أهنئكم بالعيد المبارك. العيد الذي كاد يفسده التصرف الانفعالي من المجلس الجنوبي اليمني الانتقالي، ويبدأ مأساةً كانت ستطول لسنوات أخرى. كادوا يهدمون كل ما تمَّ تحقيقه في اليمن وشاركوا هم في إنجازه، وضربوا مشروعهم السياسي، بالاستقلال عن سلطة صنعاء مستقبلاً، الذي لن يتحقق بالتحدي وفي ظل الفوضى، وإذكاء العداوات. معركة ليلة العيد في عدن اندلعت نتيجة شرارة هجومين في يوم الخميس، عندما نفذ تنظيم القاعدة بسيارة انتحاري تفجيراً في مركز شرطة قتل فيه 13 شخصاً. وفي اليوم نفسه، نفذ الحوثيون أيضاً، هجوماً بصاروخ باليستي، أو طائرة مسيرة، استهدف مركز تدريب وقتلوا 32 بينهم قائد اللواء الأول، وهو من الجنوب. امتلأت عدن بالجنازات، وترددت دعوات الثأر، لكن الذي استهدف بالغضب قوات الشرعية، التي كانت اختارت عدن عاصمة مؤقتة ومقراً للحكومة. وتزعم المجلس الانتقالي عملية الانتقام! وهو حركة سياسية تطمح لدولة يمنية جنوبية مستقلة، كانت موجودة خلال الحرب الباردة، وسقطت مع مطلع انهيار الاتحاد السوفياتي 1990. ومن حق الجنوبيين أن يتطلعوا لقيام دولتهم، إلا أن ما فعله الانتقالي ذلك اليوم، يعزز انقلاب الحوثي، والتغلغل الإيراني، ويديم الحرب الأهلية، ويهدد بفتح جبهات حرب يمنية جديدة بدعم من قطر وتركيا. وكانت تطوراً خطيراً يهدد، أيضاً، أمن دول المنطقة وأولاها السعودية!

ربما تخيل الانتقالي أنه يستطيع استغلال ضعف قوات الشرعية، وإحراج دول التحالف، واتخاذ غضب العدنيين من الهجومين المروعين ذريعة للاستيلاء على عدن، وإعلان الانفصال والدولة الجديدة، لكن ربما لم يحسب المضاعفات الأكثر تعقيداً وأعظم خطراً.

حلم الانفصال منتشر في أنحاء العالم، ونادراً ما يتحقق. قريباً من اليمن، وعلى خليج عدن غرباً، بإمكان الانتقالي أن يرى تجربة «صوماليلاند»، إقليم أعلن نفسه جمهورية في عام 1991 نتيجة انهيار الصومال. ذاتياً أعلن استقلاله مستغلاً الحرب في بقية الصومال، وأقام نظاماً سياسياً متكاملاً، بدستور ومجلسين برلمانيين وعملة وعلم وانتخابات، ولا يزال حتى هذا اليوم «بلداً» نموذجياً مستقراً، لكنه فعلياً ليس بدولة معترف بها شرعياً. وتاريخ صوماليلاند مشابه كثيراً لليمن الجنوبي. فلم يكن الإقليم ضمن الصومال في مطلع القرن العشرين، ووافق على الوحدة طائعاً، وعندما قامت الحرب الأهلية انفصل، لكن رفضت الأمم المتحدة أن تعترف به وسيعود لحكم مقديشو ما لم يتم انفصاله قانونياً وبالتراضي. هذا المثال الحي أمام الانفصاليين من اليمنيين. وهناك أمثلة أخرى كثيرة، أبرزها إقليم كردستان العراق. فالأكراد قومية بذاتها، ولغتهم مختلفة، وتاريخياً ضُم إقليمهم عنوة إلى حكم بغداد في زمن الحكم البريطاني. ورغم كل هذه الاعتبارات، وخمسين سنة من المطالبة بالاستقلال، أفشل المجتمع الدولي محاولة استقلالهم. من لوازم الاستقلال أن توافق عليه بغداد ودول المنطقة.

رأيي الشخصي، بمستطاع الجنوبيين الاستقلال لكن أسلوبهم خاطئ لغة وعملاً. يحتاجون إلى إقناع أشقائهم في صنعاء بعد تحريرها وعودة الحياة السياسية. من دون موافقتهم لن يحصلوا على موافقة الأمم المتحدة ولا رضا دول مهمة لهم إقليمياً. اليمن «الشمالي» قد يقبل في ظروف موضوعية على صيغة سياسية مناسبة للطرفين. ولا أريد أن أغضب الإخوة من سياسيي الجنوب بتذكيرهم أن الجنوب عانى طويلاً من التنازع بين طامحي السلطة، حتى إن الإنجليز اضطروا لاعتماد 12 سلطاناً وأميراً لحكم الجنوب، وكذلك فعل الاتحاد السوفياتي بدعم ترويكا من ثلاثة شيوعيين لحكم عدن، واضطر الرئيس حينها علي سالم البيض للذهاب إلى صنعاء وسلم مفاتيح عاصمته عدن؛ ليس حباً في الوحدة اليمنية بقدر ما كان يرغب في منع منافسيه من الاستيلاء على الحكم في اليمن الجنوبي! لهذا نخشى اليوم أنه من دون انتقال سلمي، وتوافق سياسي، وتصديق دولي، سينقسم الجنوب إلى دويلات وسيتقاتل بين بعضه وستجد الدول الشريرة، مثل إيران، أرضاً جديدة يتسللون إليها. ما فعله المجلس الانتقالي، أول من أمس، أنه أطلق النار على نفسه وأصاب مشروعه في القلب، فأثار الريبة، وجرح العلاقة الإقليمية ولم يصفق لفعلته سوى الحوثيين والإيرانيين والقطريين! وكل أعذاره لا تبرر الانقلاب، وإلا لقبل بانقلاب الحوثي وعقدت معه صفقة، ومع غيره من طلاب الحكم الآخرين في اليمن!

 

مؤتمر جدة اليمني... الآن الآن

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/11 آب/2019

«وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً». لعل هذا ما يصلح الاستشهاد به تجاه الأزمة الحادة التي أصابت عاصمة الحكومة الشرعية اليمنية عدن خلال الأيام الماضية. الجميع، إلا من خدع نفسه، كان يدرك قرب هبوب العاصفة لكن لا ندري متى؟ التصعيد كان عالياً جداً في الخطاب التعبوي لجماعة «المجلس الانتقالي»، أنصار فكرة الانفصال ضد البقاء في كيان الدولة اليمنية الواحدة حتى بصيغتها الاتحادية المرنة. وكانت أجواء مشبعة بوقود الحرب تنتظر فقط شرارة ما، كانت هذه الشرارة بمقتل القائد الميداني أبو يمامة اليافعي، رمز الغضب الجنوبي الانفصالي عسكرياً.

هذا الحادث مدبر إما من «الحوثي» أو «الداعشي»، خاصة مع تزامن اغتيال الرجل مع هجوم صاروخي على طابور عرض عسكري؛ كلا الهجومين تحمّل المسؤولية عنهما «الحوثي» و«داعش»، إلا أن جماعة المجلس الانتقالي ركزوا هجومهم الإعلامي والعسكري على الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس هادي بحجة أن الشرعية تدار من قبل حزب الإصلاح اليمني (الشمالي) وهو العدو الرئيسي إذن.

احتلال مقرات الحكومة الشرعية في عدن تطور خطير؛ لأنه يعني الانقلاب على الأساس السياسي والسند القانوني اللذين تسوِغ بهما قيادة التحالف عملها في اليمن، وهنا يصبح سلوك المجلس الجنوبي شبيهاً بسلوك الحوثي والقاعدي والداعشي في محاربة الشرعية اليمنية. ومن هنا تصبح الدعوة التي أعلنتها السعودية باسم التحالف، الذي ضمنه، بل في قيادته، دولة الإمارات، لمؤتمر وطني جامع بجدة، أمراً حيوياً، بصراحة تأخر عقده كثيراً. مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، قال إن بلاده وجّهت الدعوة للحكومة اليمنية ولجميع الأطراف التي نشب النزاع بينها في عدن، لعقد اجتماع عاجل في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية؛ لمناقشة الخلافات وتغليب الحكمة والحوار، ونبذ الفرقة ووقف الفتنة وتوحيد الصف؛ «وذلك للتصدي لميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى، واستعادة الدولة وعودة اليمن آمناً مستقراً». يخلط البعض بين التحالف والشرعية، والحال أن التحالف هو المظلة الكبرى، وتحت هذه المظلة الحكومة الشرعية بقيادة هادي، والمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس، وحراس الجمهورية بقيادة طارق صالح، وطبعاً ألوية العمالقة التي يغلب عليها الطابع السلفي. قلت في البداية لعل في الأمر خيراً، حتى يحدد حزب الإصلاح اليمني «الإخواني» دوره الحقيقي ويجيب عن جمود جبهاته في مأرب وتعز، ويعلم جماعة عيدروس الزبيدي الجنوبية حدود الطموح الجنوبي، وأن الصيغة الاتحادية المرنة تظل هي الأفضل، أو على الأقل، نقاش الانفصال من عدمه ليس أولوية اليوم، بل هزيمة الحوثي وكل جماعات الشر كـ«القاعدة»، و«داعش»... فقط لا غير.

 

هل باتت المنطقة أمام مقاربات جديدة من واشنطن وموسكو؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/12 آب/2019

التطورات الأخيرة المتلاحقة في العراق وسوريا ولبنان توحي بدخول الحسابات الإقليمية والقراءات الدولية لها مرحلة جديدة. ورغم اختلاف التفاصيل، فإن ثمة قواسم مشتركة لافتة بين الدول الثلاث تستحق التوقّف عندها، في مقدّمها:

1 - عجز القوى الحاكمة عن التحكّم كلياً في مسار الأحداث داخل دولها.

2 - تعذُّر بناء جبهة داخلية واحدة متماسكة قادرة على التوافق على «هوية سياسية» للحكم، أو بلوَرة بدائل له تحظى بتوافق عريض يتجاوز الاعتراضات الإقليمية وتتوافق عليها القوى الدولية الكبرى.

3 - غموض التوجّهات - المعلنة على الأقل - عند القوى الإقليمية غير العربية التي ترى نفسها معنيّة بما يحصل داخل «جاراتها» العربيات، أو تعتبر أن لها «حقاً طبيعياً» للتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول «الجارة».

4 - ظهور بوادر نشاط أكبر على مستوى مُقاربات القوى الكبرى، سواء بصورة مباشرة أو بالواسطة، للتأثير فيما هو حاصل داخل هذه الدول.

في العراق، قُصفت خلال الأسابيع القليلة الفائتة، وسط صمت رسمي، مقرّات لفصائل تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني في محافظتي صلاح الدين وديالى. وأفادت تقارير صحافية موثوقة بأن القصف نفّذته إسرائيل، وأن عناصر في «الحرس الثوري» قُتلت في أحد المقرّات. وجاء هذا القصف بعد فترة قصيرة من إدراج وزارة الخزانة الأميركية أربع شخصيات عراقية على لائحة العقوبات محسوبة على طهران. ومعلوم أن الخلافات داخل المكوّنات السياسية لحكومة بغداد حالت دون إكمالها، بسبب تعذّر التوافق على مَلء حقيبة وزارة التربية، بعد خلافات طويلة أخّرت اختيار وزيري الداخلية والدفاع.

وفي لبنان، ما كان الوضع أفضل. فعلى امتداد شهر شلّت حادثة قبرشمون وتداعياتها واصطفافاتها السياسية، عمل الحكومة وعطلت اجتماعاتها وهدّدت بكارثة أمنية في منطقة جنوب جبل لبنان التي تعد إحدى أكثر مناطق لبنان حساسية طائفية. وفي مزيج من استنهاض الخطاب الاستفزازي الإلغائي، والحزازات الثأرية، والضغوط العلنية والمستترة لاستغلال الحادثة في تصفية حسابات محلية وإقليمية تمهد لوضع اليد على لبنان... بدأ البلد انزلاقه نحو المجهول. لقد كان الأمل الوحيد بالإنقاذ قد تبخّر عندما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه برّي تجميده مبادرته التصالحية رداً على تخلّي رئيس الجمهورية ميشال عون عن موقعه كـ«حَكَم» كي يجدد نزاعه القديم مع الزعيم الاشتراكي الدرزي وليد جنبلاط. وما يُذكر أنه بالتوازي مع موقف عون، صعّد وزير الخارجية جبران باسيل (صهر عون ورئيس «تياره») مواقفه رغم تلقيه «نصائح» أميركية بالتزام التهدئة.

هذا «السيناريو» الخطير كان يتكشّف بالتوازي مع تفاقم الأزمة الاقتصادية. وفجأة، جاء «الترياق» من السفارة الأميركية عبر بيان مفاجئ أعرب بكلام تحذيري عن دعم واشنطن «المراجعة القضائية العادلة والشفافة دون أي تدخّل سياسي». وشدّد على أن «أي محاولة لاستغلال الحادث المأسوي الذي وقع في قبرشمون في 30 يونيو (حزيران) الماضي بهدف تعزيز أهداف سياسية، يجب أن يتم رفضها». وأضاف: «لقد عبَّرت الولايات المتحدة، بعبارات واضحة، للسلطات اللبنانية، عن توقّعها أن تتعامل مع هذا الأمر بطريقة تحقق العدالة دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية».

كان لهذا البيان فعل السحر. فعقد اجتماع في القصر الرئاسي حضره رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة، ومعهم الزعيم وليد جنبلاط، والنائب طلال أرسلان (المحسوب، مثل باسيل، على «حزب الله»)، وانتهى بالتفاهم على إنهاء تعطيل اجتماعات مجلس الوزراء، والامتناع عن التطرق للحادثة، في اجتماع المجلس الذي تقرر في اليوم التالي.

هذا التدخل الأميركي المباشر كان الأول في لبنان منذ 2005. وهو يعبّر عن قراءة واشنطن الجدّية لسير «حزب الله» - ومن خلفه إيران - في مخطط وضع اليد على البلد، وإحداث تغيير سياسي جذري ونهائي فيه.

أخيراً، ماذا عن سوريا؟

في سوريا، كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن صراع يخفت حيناً ويتأجج حيناً آخر بين موسكو وطهران. وكانت تقارير عدة قد تحدثت قبل سنوات عن أن «التحالف» الروسي - الإيراني تكتيكي، وليس استراتيجياً، وأن ثمة اختلافاً في الرؤية بين الجانبين إزاء عدة أمور تفصيلية وجغرافية، ثم ظهر التباين بين أولويات «الحليفين» على الأرض في عدة أماكن، إذ بينما تتعامل موسكو مع سوريا من منطلقات سياسية - عسكرية مرتبطة بتوازن القوى الاستراتيجي مع واشنطن في شرق المتوسط... فإن جزءاً بارزاً من اهتمامات طهران كان إحداث تغيير ديموغرافي، خصوصاً، في «ممرّ» طهران - بغداد - دمشق - بيروت. وحقاً، تُرجم هذا عبر تهجير سكان منطقة وادي بردى، وهو اليوم يحكم تصرّف الإيرانيين في منطقة البوكمال - الميادين الحدودية مع العراق.

قد يقول قائل إن سوريا تعيش راهناً ظروف «سايكس - بيكو» جديدة تتقاطع فيها المصالح الإقليمية (إيرانياً وتركياً وإسرائيلياً) مع المصالح الدولية الكبرى بين واشنطن وموسكو. وقد يقول آخر إنه ما عاد بمقدور اللاعبين السوريين المحليين، من مختلف الفئات والطوائف، سوى توصيل رسائل عن هواجسهم «لمَن يهمّه الأمر».

في الحالتين، لا يخلو هذا الكلام من الصحّة. ففي صميم اعتبارات تركيا منع وصل «جيب» عفرين (غرباً) بالكتلة الكردية الحدودية الكبيرة شرق «المنطقة الآمنة» في شمال سوريا. وفي شمال غربي البلاد والمنطقة الساحلية، بما فيها جبال العلويين ووادي النصارى، يهم روسيا حماية العلويين والمسيحيين من طموحات «التشييع» الإيرانية. وبما يخص واشنطن، فإنها - كما هو معروف - حريصة على الاحتفاظ بمنطقة نفوذ لها في شمال شرقي البلاد حيث النفط والكتلة الكردية الأكبر. ونصل إلى الجنوب السوري، حيث تبقى إسرائيل اللاعب الصامت القادر على تنسيق حساباته الإيرانية مع كل من موسكو وواشنطن. وهنا، لا بد من الإشارة إلى أنه إذا كانت واشنطن، فعلاً، قد أعطت «ضوءاً أخضر» لإسرائيل كي تضرب «الحرس الثوري» داخل العراق، فسيكون مستبعداً ألا تتفهّم «قراءتها» لمستقبل المناطق السورية التي تحدها شمالاً.

باختصار، نحن الآن في مرحلة أكثر نشاطاً لكل من واشنطن وموسكو... والسؤال هو عن تأثيرها المحتمل على الطموح الإيراني الذي يغطي الدول العربية الثلاث!

 

كشمير وكركوك والقدس

غسان شربل/الشرق الأوسط/11 آب/2019

ما أصعبَ أن تولدَ على خط التماس. سيبقى الخوف رفيقك. خط التماس بين القوميات والأديان والمذاهب والدول. أعرف أن ثمة من يسارع إلى القول: إن التعدد مصدر غنى. لكن الحقيقة هي أن التعدد يبقى مشروع اشتباك ما لم تتجذر ثقافة القبول بالآخر واللقاء معه في منتصف الطريق. القبول بالعيش تحت سقف واحد مع شخص لا يشبهك، ويشرب من ينابيع غير التي تشرب منها. وغالباً ما يرث الطفل الذي يولد على خط التماس أغاني والديه ومخاوف أجداده، وهي تصبُّ في معظم الأحيان في تغذية الخوف على الهوية والتراث وحق العيش بحرية. أفكر هنا مثلاً في طفل مسلم يولد في الجزء الهندي من كشمير، ويرث عن والديه حلم الالتحاق مع مسقط رأسه بباكستان.

ليس من السهل أبداً تصحيح الأخطاء التي ارتكبت في رسم الخرائط. ولا يكفي القول إنه يجب ترك السكان يمارسون حق تقرير المصير في استفتاء نزيه. القصة أكثر تعقيداً وأخطر. الخلافات عند خط التماس ترتدي في أحيان كثيرة طابع الجرح الوطني. تسقط البلاد بأسرها أسيرة جزء صغير متنازع عليه مع دولة جارة أو قومية أخرى. يصبح مصير هذا الجزء امتحاناً دائماً وعاصفاً، ويغدو أي رسوب فيه مرادفاً للكارثة. وفي التعامل مع هذه الجروح الوطنية يصبح كل اعتدال خيانة، خصوصاً حين يهدر الشارع محذراً المعتدلين والمفرطين.

منذ الولادة في 1947، تحولت كشمير جرحاً بالغاً في جسد العلاقات الهندية - الباكستانية، وكانت السبب في اندلاع حربين بين البلدين اللذين تعج شوارعهما بالفقراء. لم يستطع أحد من الذين تعاقبوا على موقع القرار في باكستان، من عسكريين ومدنيين، نزعَ فتيل هذه العبوة المتفجرة. يمكن قول الأمر نفسه بالنسبة إلى كل الزعماء الذين تعاقبوا على موقع القرار في الهند. لم تنجح الأمم المتحدة في حل عقدة كشمير، ولم ينجح الوسطاء الآخرون والناصحون. ولا مبالغة في القول إن سيناريو المواجهة بسبب كشمير يعتبر بنداً ثابتاً لدى جنرالات الجيشين. ولم يؤدِ امتلاك البلدين السلاحَ النووي إلى إطفاء جمر التوتر في كشمير، بل اكتفى ببرمجة المواجهات على نحو يحول دون تحولها حرباً شاملة تنذر بوليمة نووية.

بدأ الفصل الجديد من التوتر حين أقدمت حكومة ناريندرا مودي على إلغاء الوضع الخاص لولاية جامو كشمير الذي كان يضمنه الدستور الهندي. وأقر البرلمان الذي يسيطر عليه الحزب الهندوسي القومي الخطوة، متضمنة قراراً بتقسيم الشطر الهندي من كشمير إلى منطقتين خاضعتين مباشرة لسلطة نيودلهي. وترافق ذلك مع إرسال تعزيزات عسكرية هندية إلى المنطقة، وقطع الاتصالات لمنع المعترضين من الاحتشاد وتنظيم احتجاجات واسعة وعنيفة. وتحولت المشكلة سريعاً إلى أزمة حادة تنذر بالتهاب خط التماس. فقد حذر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من اندلاع نزاع واسع، وانهمك الجنرالات الباكستانيون في تحديث الخطط العسكرية المعدة سابقاً. ترافق ذلك مع طرد السفير الهندي من باكستان، وخفض العلاقات الدبلوماسية، وتقليص التبادل التجاري. ولعل الأخطر فيما قالته باكستان هو أن الإجراءات الهندية، خصوصاً تقسيم الولاية، ترمي إلى تحويل المسلمين أقلية، وفتح الباب أمام تغيير في الهوية والمعادلة الديمغرافية.

ذكرني خط التماس في كشمير بخطوط التماس الكامنة أو المشتعلة في منطقتنا. في سبتمبر (أيلول) 2017، وقبل أيام من الاستفتاء الذي دعا إليه رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني آنذاك، زرت الإقليم وحرصت على القيام بجولة في منطقة كركوك التي اختارت الانضواء في مشروع الاستفتاء. جلت في تلك المنطقة المصابة بثروتين تحولتا لعنتين، وهما تعدد الانتماءات والنفط. في شوارع المدينة، تتجاور متاجر الأكراد مع متاجر العرب والتركمان. وقد عثرت العشائر المختلفة هناك على آلية لضبط الخلافات، ومنع تحولها إلى نزاعات واسعة.

على الرغم من حرص من التقيتهم على خفض منسوب القلق من المستقبل، كان واضحاً أن الخوف هو الشعور الوحيد المشترك بين هذا الخليط الذي حكم عليه بالعيش في مكان واحد. كان لدى الأكراد خوف من أن تكون نسبة المشاركة في الاستفتاء ضئيلة بسبب الخلافات الكردية - الكردية، وتاريخ طويل من المناورات وتبادل الطعنات. وكان لدى العرب خوف من مستقبل العيش في المنطقة، إذا اختارت كركوك تجديد حلمها الكردي والالتحاق بالإقليم. ولم يكن سراً أن بعض التركمان يراهنون على أن الدول المجاورة، وفي مقدمها تركيا، لن تسمح أبداً للإقليم بضم كركوك إليه، ولن تسمح بولادة كيان كردي مستقل أو شبه مستقل. وما حصل بعد أسابيع هو أن الدول التي يتوزع الأكراد على خرائطها، والتي تختلف في أمور كثيرة، اختارت الاتفاق على إجهاض نتائج الاستفتاء الكردي، وعاقبت إقليم كردستان.

والحقيقة أن ما تقوله باكستان عن اتجاه لإحداث انقلاب ديمغرافي في كشمير حدث مراراً في كركوك. فأهل المدينة يتحدثون عن حملات التتريك والتعريب والتكريد عبر حقبات مختلفة. وأدت الحملات إلى تغييرات في المعادلات السكانية عمقت الجروح الكامنة عند خطوط التماس.

أزمات خط التماس أزمات مقيمة وطويلة، لا يجرؤ المسؤول أو الحزبي على تقديم تنازل. الجماهير تطالب بمواقف قاطعة، أي بانتصار كامل، وهو متعذر أو باهظ. تغيرت الحكومات في العراق، وتغير اسم الرجل القوي، وظلت كركوك ناراً يمكن كبحها، ولكن يتعذر إخمادها.

ملفات يزيدها مرور الوقت تعقيداً والتهاباً. القدس أيضاً تقيم على خطوط التماس. محاولات التنازل فيها تشبه تقريب النار من براميل البارود. محاولات تهويدها وتطويقها تجري على قدم وساق. لكن القهر ليس حلاً دائماً. والهويات المقموعة تغور وتتصلب ثم تطل. من كشمير إلى القدس إلى كركوك عالم غارق في آبار الخوف المقيمة عند خطوط التماس. وفي معارك الهويات هذه يفضل المسؤولون دفع ثمن النزاعات على دفع ثمن التسويات.

 

العمران وسجن الوعي الزائف

مأمون فندي/الشرق الأوسط/11 آب/2019

هذا ليس مقالاً عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك أو عن ابنه جمال الذي كان مرشحاً لوراثة عرش أبيه في حكم مصر، ولكنه الحلقة الثانية من مقالي السابق عن علاقة العمران بالسلطة، سواء أكانت سلطة ديكتاتورية، أو ديمقراطية أو منزلة ما بين المنزلتين.

أنا ممن يرون أنه لم تكن هناك نية لمبارك في توريث الحكم لابنه، وما النوايا هي بشغل الباحث الاجتماعي، فلو خبرنا النوايا لتحول علم السياسة إلى واحد من العلوم البحتة مثل الفيزياء والرياضيات، علم السياسة أقرب إلى الفنون منه عن قربه من العلوم البحتة. لذا يصبح عبثاً أن نتحدث عن نية مبارك في توريث الحكم لابنه، لكنني أدعي أن طول مدة بقائه في قصور بنتها أسرة محمد علي باشا ربما خلقت لديه وعياً ملكياً زائفاً، وهذا ما أتحدث عنه عندما أتحدث عن علاقة العمران بالسلطة. القصور تمنح مخيال الملك للقابع فيها، لكنها لا تستطيع وحدها أن تمنح أصحابها ملكاً، فالقابع في القصر لا يستطيع توريثه، إذا ما آل إليه القصر بوضع اليد، ولم يكن امتداداً طبيعياً لملك مشروع ويحظى بقبول المحكومين. وكل قصور أسرة محمد علي التي عاش فيها مبارك وأسرته، من قصر عابدين إلى قصر الطاهرة إلى قصر التين، كلها قصور عاش فيها مبارك رئيساً لمدة ثلاثين عاماً وزادت تسعاً إذا ما أضفنا الفترة التي كان فيها نائباً للرئيس السادات. طول مدة الحكم غير المسبوقة في التاريخ المصري لرئيس (الإنسان) لا لملك (الزمان) وعلاقتها بالعمارة (المكان) هي التي خلقت وعياً ملكياً زائفاً عند مبارك وأسرته، وثلاثية الاتساع والزمان والمكان والعلاقات بينها هي همي الحالي في فهم علاقة العمارة بالسلطة.

ولكن قبل الحديث عن علاقة قصور مصر الملكية وعلاقتها بصناعة وعي ملكي أو توريثي عند مبارك وعائلته، لا بد من التوقف لحظة عند شرعية هذه القصور وكيف آلت إلى ساكنيها؟ تلك قصور أخذها «جماعة يوليو» من الملك فاروق بوضع اليد، وهذا تعبير نستخدمه في مصر عندما يحتل أحد أرض غيره أو مسكن غيره من دون سند قانوني مشروع. ومشكلة وضع اليد كإثبات للأحقية أو الملكية، من المشاكل الخطيرة التي تواجه المجتمع المصري بشكل مثير للاهتمام، وربما الظاهرة ذاتها موجودة في كثير من مجتمعاتنا العربية وعلى كل مستوياتها. فمثلاً تجد أن رجلاً يقف في الشارع يطالبك بأن تدفع له لأنك تركت سيارتك عنده، هذا الرجل قرر بمفرده أنه يملك هذا الرصيف من الشارع، كذلك الشحاذون يقتسمون الحارات فيما بينهم فلا يستجدي أحدهم في منطقة تقع في حيازة شحاذ آخر. كما أن الرجل أو المرأة القائمة على حمام الرجال أو حمام النساء، في مطار القاهرة، تطلب منك نقوداً إذا استخدمت هذا الحمام، الذي يفترض أن تكون ملكيته للدولة. الرجل الذي يقف في حمام المطار، قرر خصخصة الحمام. وهذا ينطبق على كثير من المؤسسات التي تخصخصت من خلال وضع اليد، وليس القانون. تسول الحكم لا يختلف كثيراً عن أي نوع من أنواع التسول. ومصر، بحالتها الحالية هي سجينة ذهنيتين: التسول والتوسل.

ظاهرة وضع اليد كإثبات للأحقية أو الملكية، تترافق معها ظاهرة أكثر شيوعاً وهي التوريث، تشكلان معاً معمار الحكم في مصر اليوم. في تسعينيات القرن الماضي وأوائل القرن الحالي طفت على سطح الحوار السياسي في مصر، قصة توريث الحكم، واستمر بعض المصريين في إذكائها، ومحاولة الارتفاع بمصداقيتها لدرجة ترقى فيها الشائعة إلى حقيقة اجتماعية. محاولة الحديث عن توريث من في القمة هي بدافع تحويل الأنظار عن عمليات التوريث اليومية التي تحدث في وسط الهرم الاجتماعي وفي طبقات المجتمع المختلفة؟! في الثقافة، وفي الإعلام، والأحزاب، وفي الداخلية، والخارجية؟! كان يتمنى البعض أن يحل جمال مبارك محل والده لإضفاء الشرعية على التوريث من أسفل، وهو عمل مصري يحدث كل يوم! أي بدلاً من أن ينكشف أمر عمليات التوريث المختلفة، يحاول البعض أن يورث قمة الهرم السياسي حتى لا يبدو ما يحدث في سفح الهرم الاجتماعي أمراً شاذاً. وبذلك سيصبح ما يقوم به نمطاً سائداً من قمة هرم السلطة حتى سفحه، بدلاً من كونه عملاً يمارس من أسفل، ولكنه مرفوض وتنقصه الشرعية من أعلى.

المخيال الاجتماعي The Social Imagination في مصر، رغم بعد قشور الحداثة التي تراها في المدن الكبرى، هو مخيال مبني على آيديولوجية العائلية ونظام القرابة والتوريث، وبالعائلية هنا أعني العائلية اللاأخلاقية amoral familism التي تحدث عنها الأنثروبولوجي العظيم إدوارد بانفيلد في كتابه الذي يحمل الاسم ذاته. عائلية تهتف للدولة نهاراً، وتسرق أضواء الشوارع وأعمدة الكهرباء ليلاً. العائلية سافلة الطباع، نظام بدأ يتمكن من الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر، فالناظر إلى أحزاب المعارضة في مصر لن يأخذ من الوقت طويلاً حتى يكتشف أنها أحزاب عائلية في المقام الأول تسيطر عليها أسر سياسية بعينها، لا فرق في ذلك بين أحزاب اليسار وأحزاب اليمين، لا فرق فيها بين الإسلاميين من ناحية والشيوعيين المصريين من ناحية أخرى. ألم يكن الحديث في أروقة حزب الوفد منذ عامين عمن يخلف فؤاد باشا سراج الدين، رحمه الله، هل هو ياسين سراج الدين أم أحد أقاربه؟! ألم ينشق الحزب إلى أجنحة مرتبطة بعلاقات القرابة بعد فوز نعمان جمعة برئاسة الحزب؟! الشيء نفسه حدث في حزب العمل الإسلامي في توريث أمانة الحزب من المرحوم عادل حسين إلى ابن أخيه مجدي أحمد حسين، ومجدي حسين هو أيضاً ابن أحمد حسين رجل حزب مصر الفتاة، والقمصان الزرق ومشروع القرش. الشيوعيون المصريون أيضاً رغم كل حديثهم عن التوافق الفكري بين أبناء الطبقة العاملة، فإن معظم من في قمة الحزب الشيوعي المصري هم من الطبقة الأرستقراطية القديمة... من سكان الزمالك والمعادي تربطهم علاقات دم ونسب وزيجات أكبر بكثير من الرباط الفكري، وقد يكون هذا السلوك العائلي لبعض الشيوعيين واليساريين في مصر ناتجاً عن حالة تهميشهم سياسياً، ولكن تبقى سمة الارتباط العائلي والتوريث هي السمة السائدة في بناء مؤسساتهم السياسية، فالنقاشون مثلاً (فريدة النقاش وزوجها المرحوم حسين عبد الرازق ورجاء النقاش ومن صاهرهم من العائلات هم عماد حزب التجمع التقدمي). الإسلاميون أيضاً من الإخوان ما زالوا ينظرون إلى عائلة حسن البنا كمرجع، وأيضاً أقارب سيد قطب، وكذلك أقارب زينب الغزالي، حتى عندما بدأ الحديث عن أيمن الظواهري رسم كثير من المصريين له شجرة عائلة تأخذه إلى جده الشيخ الظواهري، أحد مشايخ الأزهر السابقين، وكأن التفسير الإسلامي وبناء الأفكار الإسلامية يتم تلاقحهما عبر علاقات الدم، لا علاقات الفكر.

إنه معمار القرابة والعائلية الذي تبقى فيه علاقات الفكر الأساسية لبناء نظام ديمقراطي قابعة في مخزن ضيق في قبو معمار القرابة، وأحياناً تكون الأفكار مجرد طلاء لامع على قمة هرم السلطة يخفي تحته بناء حجراً ومتحجراً من علاقات بدائية كتلك التي تراها في مجاهل القارة الأفريقية. وللحديث بقية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

حاصباني: الاصلاحات تأتي بالاستثمارات وهذا أكثر من سيدر

وطنية - الأحد 11 آب 2019

لفت نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني، في حديث إلى محطة "mtv"، إلى أن هناك توصيات صدرت عن مؤتمر "سيدر" وهي جوهرية، خصوصا في قطاع الكهرباء وضرورة تشكيل الهيئة الناظمة إضافة إلى مجالس الادارات"، مضيفا "يجب القيام بإصلاحات سليمة ومتكاملة وسريعة وتعتمد الشفافية".

ورأى أنه "إلى جانب الاجراءات الاصلاحية المطلوبة، يجب استحداث لجنة لمتابعة مقررات "سيدر"، فأموال المؤتمر ليست خزنة ستفتح"، معتبرا أنه "على الدولة أن تبرهن وتظهر أنها تقوم بجباية أموالها وضرائبها بشكل سليم، وكان يجب أن نقوم بهذا العمل منذ وقت طويل جدا". وأشار إلى أنه "جاءت فترة تعطيل واليوم عدنا إلى العمل، ولكن ليس بخطوة متقدمة، وعلينا أن نسرع لنعوض الوقت الضائع لأن الاصلاحات تأتي بالاستثمارات، وهذا أكثر من سيدر". وقال: "هناك أكثر من 20 خطوة في خطة الكهرباء يجب اتخاذها في 2019، وعلى الحكومة أن تدعم خطة الكهرباء بأسرع وقت ممكن، كالعدادات الذكية وإصلاح الشبكة لتخفيف الهدر الذي بلغ 34%، ووفقا للخطة الموضوعة يجب ان تنخفض إلى 24% "، معلنا أنه "متفائل بحذر، والعمل يكون بالإصلاحات الحقيقة وليست الصورية".

 

رعد: العدو يتهيأ لشن حرب علينا والمقاومة جاهزة لتلقينه درسا

وطنية - الأحد 11 آب 2019

رعى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، احتفال التعبئة التربوية في "حزب الله" - شعبة حاروف، بالتعاون مع التجمع الشبابي في البلدة لتكريم طلاب حاروف الناجحين والمتفوقين في الامتحانات الجامعية والرسمية والمهنية، في الباحة الخارجية لمسجد ابي الفضل العباس -حاروف، في حضور شخصيات سياسية وحزبية وفاعليات تربوية واجتماعية وأهلية.

استهل الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد "الحزب" وكلمة تعريف للاعلامي علي شبيب، ثم قدم المنشد محمد محيدلي وفرقته باقة من الاناشيد الاسلامية، وألقت الدكتورة اسراء شاهين كلمة الطلاب المكرمين، تلاها رعد بكلمة حث فيها الطلاب على "المثابرة في النجاح لأنه مقاومة المستقبل".

ونوه ب"كل ما يرأب الصدع في ساحاتنا الداخلية، وبكل ما يجمع الشمل وما يحدث تماسكا في أوضاعنا الداخلية". وقال: "علينا أن نلفت نظر الكل الى أهمية ألا يغفلوا عن العدو الاستراتيجي الوجودي الذي يتربص بنا ويثير بيننا الانقسامات والمشاكل والفتن، ويحرض بعضنا ضد بعضنا الأخر ويدفع دولا لتؤيد فريقا ضد فريق آخر. يجب الانتباه من مفاعيل مخططات العدو، ونحن سنكون بمستوى مواجهة تلك المخططات".

وشدد على أن "العدو يتهيأ لشن حرب علينا، إلا أن المقاومة جاهزة لملاقاته برجالنا، بمجتمعنا، بقدراتنا، بكل ما حضرناه له، وهو سيتوهم ان كان قادرا على إلحاق هزيمة بمجتمعنا بل عليه أن ينتظر شللا لكيانه ووضعا لمصير كيانه على المحك". وقال: "لا نمزح مع عدو يتهدد وجودنا ودورنا، وموقعنا، وإذ نقدم كل تنازلات في الساحات الداخلية، لا نغفل مطلقا عن ترصد حركة عدونا الاستراتيجية الوجودية، وسنلقنه درسا إضافيا يهدد وجوده واستمراره، إن فكر في شن أي حرب عدوانية على وطننا".

وختم: "نحن في مرحلة نحصد فيها وننتظر الانتصارات تلو الأخرى. انتصرنا في لبنان وغزة وان كابر من كابر ولم يعترف بهزيمته، فالأيام المقبلة ستدفعه للاعتراف طوعا أو كرها بهذه الهزيمة. المقاومة لم تعد مجرد حركة شعب في قطر معين بل أصبحت محورا شعبيا ممتدا امتداد العز والكرامة في وطننا العربي والاسلامي". بعد ذلك قدم رعد شهادات تقديرية على الطلاب المكرمين.

 

قاووق من معركة: بيانات السفارة الأميركية تؤدي إلى تعميق الانقسام وتهدد وحدتنا

وطنية - الأحد 11 آب 2019

أوضح عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أننا "ما كنا ننتظر من السفارة الأميركية إلا البيانات التي تؤدي إلى تعميق الانقسام، وتهدد الوحدة الوطنية، ولكن في هذا البيان إيجابية وحيدة، وهو اعتراف ضمني بتراجع دور ونفوذ السفارة الأميركية وأدواتها في لبنان، ونحن نعتبر أن البيانات والاتصالات الأميركية بشخصيات لبنانية، لن تغير من الأحجام والتوازنات والمعادلات الداخلية بشيء".

وخلال لقاء سياسي أقيم في مجمع الإمام الرضا في بلدة معركة، أكد قاووق أننا "حريصون على الاستقرار والوحدة الوطنية والسلم الأهالي، لأن البلد ما عاد يحتمل أي أزمة جديدة، فهو يسير على مسار الانهيار المالي والاقتصادي، وعلينا أن ننقذه من الهاوية، وهذا يستدعي موقفا موحدا من جميع القوى، وتحسس المسؤولية وتفعيل العمل الحكومي والتفاهمات، والجدية في مكافحة الفساد، ووقف الهدر، لأجل أن نتدارك الأسوأ". ورأى "أن ما حصل أخيرا من مصارحة ومصالحة وجلسة لمجلس الوزراء، أشاع الارتياح والمناخات الإيجابية، التي تشكل مدخلا ضروريا لأجل الشروع في معالجة الأزمات الاقتصادية والمعيشية للناس". وشدد قاووق على "أن لبنان اليوم بات في معادلة المنعة والحصن الحصين نتيجة تعاظم قدرة المقاومة، والأكثر منعة أمام مخاطر صفقة القرن، لأنه يوجد فيه مقاومة قوية تستطيع أن تواجه وتعرقل وتسقط مفاعيل هذه الصفقة، ولذلك نرى أن الهجمة الأميركية والإسرائيلية على المقاومة تشتد، لأنهم يدركون أن المقاومة هي عقبة صعبة وأساسية أمام مشروع صفقة القرن". ولفت إلى "أن الإسرائيلي يستطيع أن يتحدث عن إنجازات في التطبيع السياسي والأمني والاقتصادي مع دول الخليج، وأن يفرض معادلات في كل دول المنطقة، ولكن لا يستطيع أن يحقق أي معادلة أو أي مكسب في لبنان، لأنه يصطدم بمعادلات المقاومة". وأشار إلى أنه "عندما يتحدث ترامب عن المقاومة في لبنان، فإنه يتحدث بخيبة وإحباط، لأن كل العقوبات الأميركية في محاصرة المقاومة فشلت، ولم تستطع أن تمنع تعاظم قدرة المقاومة وتمددها سياسيا وشعبيا"، لافتا إلى "أن دول الخليج راهنت على الحماية الأميركية لها، ولكن بعد الأحداث التي حصلت في الخليج على المستوى العسكري أو الأمني، أقرت هذه الدول وبشكل واضح أنهم أخطأوا بالرهان على الحماية الأميركية، فأميركا ليست قادرة على حماية دول الخليج، لأن المعادلات في المنطقة يفرضها محور المقاومة، والمشروع الأميركي والإسرائيلي في المنطقة يتراجع أمام تقدم هذا المحور". وختم قاووق: "ان ما حصل من انتصار في سوريا يعزز مشروع المقاومة في المنطقة، وما يحصل اليوم في اليمن من هزيمة لأميركا وإسرائيل وكل دول العدوان عليها، هو انتصار لمحور المقاومة، وما حصل من انتصار في العراق هو أيضا تعزيز لقوة المقاومة ومحورها".

 

الراعي في قداس الاحد في الديمان: الدولة تعيش انشطارا سياسيا مميتا حول تنفيذ الطائف نصا وروحا

وطنية - الأحد 11 آب 2019 

رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "ان الدولة اللبنانية تعيش انشطارا سياسيا مميتا حول تنفيذ اتفاق الطائف نصا وروحا"، وامل في "ان تعقد لقاءات مصارحة ومصالحة كالتي حصلت في قصر بعبدا تعم جميع الأفرقاء السياسيين، فيحققون فعليا الوحدة الوطنية، ويثبتون للعالم أن لبنان هو حقا مكان حوار الأديان والثقافات والحضارات".

وشكر الله على "تجاوز الاختبار الأخير الذي عشناه بمرارة في حادثة قبرشمون والتي عطلت عمل الحكومة لمدة ثلاثة وأربعين يوما، ووترت الأجواء السياسية، وباعدت بين القلوب، وأثرت سلبا على الوضع الإقتصادي والمالي"، وتوجه بالتهنئة للبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بحلول عيد الاضحى المبارك.

كلام الراعي جاء خلال قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان وعاونه المونسينيور فيكتور كيروز وكاهن رعية الكويت المارونية الاب ريمون عيد، بمشاركة القيم البطريركي الخوري طوني الآغا، امين الديوان الخوري خليل عرب وامين سر البطريرك الاب شربل عبيد، في حضور وفد من رعية حدشيت يتقدمهم رئيس البلدية روبير صقر، رئيس رابطة المخاتير الكسي فارس، مخاتير حدشيت، مسؤولي الجمعيات والاخويات، وفد من رعية الكويت المارونية، رئيسة واعضاء كاريتاس اقليم الجبة، وفد من رعية العاقورة، رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في القوات اللبنانية انطوان المراد، الدكتور جان كلود صعب، المهندس جو صوما عواد، وحشد كبير من المؤمنين، وخدمت القداس جوقة رعية حدشيت.

بعد تلاوة الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب" (متى25:12) وفيها: "في إثر شفاء الأعمى - الأخرس واندهاش الجمع، وسوء نظرة الفريسيين ونيتهم، أكد الرب يسوع أن كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب، وكل مدينة أو بيت ينقسم على نفسه لا يثبت (متى25:12). هذا تأكيد نختبره كل يوم سواء في العائلة أم في المجتمع أم في الدولة. نشكر الله على أننا تجاوزنا الاختبار الأخير الذي عشناه بمرارة في حادثة قبرشمون التي عطلت عمل الحكومة لمدة ثلاثة وأربعين يوما، ووترت الأجواء السياسية، وباعدت بين القلوب، وأثرت سلبا على الوضع الإقتصادي والمالي. فنرجو أن يكون الاختبار الأخير. إننا نشكر الله على اجتماع المصارحة والمصالحة وعلى اللقاء الاقتصادي والمالي، اللذين انعقدا أول من أمس في قصر بعبدا. فكان الإفراج عن الحكومة المعطلة إذ عقدت جلستها أمس السبت. فأثبت السياسيون اللبنانيون مرة أخرى أنهم خبراء في خلق العقد والتعطيل وفي حلها وإعادة الحركة. ولكن بعد خسائر ماليةٍ واقتصاديةٍ باهظة تلحق بالدولة والشعب. نصلي كي نشفى نهائيا من هذه العلة مثل ذاك الأعمى- الأخرس".

واضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، فأحييكم جميعا، وأرحب بنوعٍ خاص برعية مار رومانوس حدشيت العزيزة، وعلى رأسها كاهنها الخوري طوني الآغا القيم البطريركي في هذا الكرسي البطريركي، ورئيس بلديتها والمخاتير، ورئيس جمعية مار رومانوس- سيدني، والجوقة التي تحيي هذا القداس الإلهي،. كما نرحب بفرع كاريتاس- الجبه، برئيستها ومرشدها وشبيبتها، وأشكرهم على خدمة المحبة التي يؤدونها في المنطقة. ونرحب أيضا بوفد رعيتنا المارونية العزيزة في الكويت مع كاهنها الخوري ريمون عيد ومجلس الرعية، وكذلك بالوفد المرافق لرئيس نادي قنوبين وللكاتبة والمخرجة كلود صليبا التي تعمل على إصدار فيلم عن تاريخ الموارنة وحياة القديس مارون. كما ونرحب بأخوية قلب يسوع الأقدس في رعية مار زخيا عجلتون، مرشدا وعمدة وأعضاء".

وتابع: "إننا نحيي اليوم الذكرى السنوية الرابعة لوفاة المثلث الرحمة المطران جورج أبي صابر العزيز على قلبنا الذي كان لسنواتٍ نائبا بطريركيا عاما هنا في منطقة الجبه ودير الأحمر، بعد أن قضى في بداية أسقفيته ثماني سنوات كأول رئيس أساقفة لأبرشية اللاذقية وقد بنى كرسيها الأسقفي الجميل في طرطوس، وقبل أن يُنقل مطرانا لأبرشية كندا. ونذكر معه شقيقه المرحوم فريد. فنحيي العائلة الحاضرة معنا. كما نحيي عائلتَي المرحومَين بولس مهنا وفيليب ياغي من العاقورة العزيزة، وقد ودعناهما معهم: الأول في أيار والثاني في تموز. وفيما نجدد تعازينا الحارة لعائلاتهم، نلتمس من الله في هذه الذبيحة المقدَسة الراحة لنفوسهم في الملكوت السماوي. يتبين من إنجيل اليوم، الذي سمعناه، أن الناس نوعان: الأول، منفتح يرى الخير في الآخرين، ويقر به. وينفتح على سر الله المتجلي في يسوع المسيح وفي الإنسان الآخر. هذا النوع من الناس متمثل في ذاك الشعب الطيب، المؤمن، الحر والمتجرد من ذاته، الذي لما شاهد آية شفاء الأعمى- الأخرس، اندهش وآمن بيسوع ورأى فيه ابن داود الملك المنتظر. النوع الثاني من الناس، متكبر، ممتلئ من ذاته، أناني، لا يستطيع رؤية الخير عند الآخرين، ولا يقر بقيمتهم. هؤلاء لا يرون علامات حضور الله وتجلياته في البشر. وقلوبهم مملوءة كبرياء وبغضا، ويسعون إلى إلغاء الآخر المتميز بأخلاقيته وإمكاناته وقدراته. هذا النوع من الناس متمثل في الفريسيين الذين رأوا في آية شفاء الأعمى- الأخرس عمل رئيس الشياطين. فكان يسوع بالنسبة لهم رئيس الشياطين، "بعل زبول. هؤلاء خافوا من أن يكون يسوع الملك الآتي بحسب مفهومهم السياسي. فخافوا على نفوذهم ومصالحهم الشخصية. في الواقع، هكذا ظنوه فاشتكوه عند الرومان محتلي أرضهم بأنه يجعل من نفسه ملكا، أما ملكهم فهو القيصر. وعندما صلبوه كُتبت فوق رأسه علةُ قتله: "يسوع الناصري ملك اليهود" (يو19:19)".

وقال: "هذه بكل أسف حال رجال السياسة الذين تنقصهم الروحانية والقيم الأخلاقية والإنسانية، والممتلئين من ذواتهم، ويضعون مصلحتهم الشخصية فوق كل اعتبار. هنا تكمن منابع النزاعات والخلافات والانقسامات والعداوات. لكننا لا نريد هنا أن ندين أحدا. فهذا ليس من شأننا. لكننا ندعو إلى الخروج من الذات كما يردد قداسة البابا فرنسيس، والقيام بالخطوة الأولى نحو الآخر، والسير معا نحو فرح الحقيقة والخير العام. أجل كل بيت ينقسم على نفسه لا يثبت. فكم نشاهد من عائلات، بكل أسف، تتفكك، ويعيش أعضاؤها في بؤس، ويتبدد تراثها، ويذوق أولادها، وخصوصا القاصرين منهم، مرارة خلاف الوالدين وكسر الشراكة الزوجية؟ وكم من بلدات ومدن وقرى تتنافر وتعطل المشاريع الإنمائية، وصولا إلى إسقاط مجالسها البلدية وهيئاتها الرسمية، بسبب الخلافات العائلية والحزبية والسياسية. وقد نبهنا الرب يسوع إلى أن: كل مدينة تنقسم على نفسها لا تثبت"! والدولة اللبنانية التي تعيش انشطارا سياسيا مميتا، ألا يتم فيها قول المسيح: كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب؟ لقد بدأ الإنقسام في داخل الدولة عندما لم يتم الإلتزام بالدستور المعدل العام 1990 بوثيقة الوفاق الوطني، المعروفة باتفاق الطائف، لا نصا ولا روحا، في مختلف الجوانب. بل ظهرت ومورست مخالفات له متتالية وأعراف متناقضة، من دون أن تحصن بقوانين تعدله وفقا للأصول. وهكذا بات كل فريق يفسره كما يشاء ووفقا لمصلحته. ولهذا السبب فتح الباب على مصراعيه أمام الخلافات والنزاعات وتعطيل عمل المؤسسات الدستورية، عند كل استحقاق. وباتت السياسة تتدخل في الإدارة والقضاء والأجهزة الأمنية، فأفسدتها".

وختم الراعي: "إننا في مناسبة عيد الأضحى المبارك، نعرب عن تهانينا القلبية وأخلص تمنياتنا لإخوتنا المسلمين في لبنان والعالم، راجين أن يكون العيد موسم خير وبركات من الله العلي. وكما أنعم الله علينا بلقاءي القصر الجمهوري، السياسي والمالي، اللذين ولدا الانفراج لدى اللبنانيين جميعا، نصلي إليه كي تعقد لقاءات مصارحة ومصالحة مماثلة تعم جميع الأفرقاء السياسيين، فيحققون فعليا الوحدة الوطنية، ويثبتون للعالم أن لبنان هو حقا مكان حوار الأديان والثقافات والحضارات. ومعا نرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الإله الواحد، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

وبعد القداس، استقبل الراعي في الصالون الكبير الوفود المشاركة في الذبيحة الالهية والمهندس جون مفرج الذي عرض مع الراعي الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة في ظل الدعم الدولي على مختلف الصعد، وقدم المراد والدكتور صعب من المكتب، بطاقة الدعوة الى الذكرى السنوية لشهداء القوات اللبنانية، وتم خلال اللقاء عرض المواضيع الوطنية لا سيما العلاقة بين الكنيسة المارونية والقوات اللبنانية .

 

شيخ العقل في خطبة عيد الأضحى: نؤكد بعد لقاء بعبدا على وحدة الموقف ووقف الاحتقان وحل كل الإشكالات بالحوار والتواصل والتفاهم

وطنية - الأحد 11 آب 2019

ام شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن صلاة الاضحى صبيحة العيد في مقام الأمير عبد الله التنوخي في عبيه، بمشاركة جمع من الفاعليات الروحية ورؤساء لجان وأعضاء في المجلس المذهبي، ووفد من مشايخ مؤسسة العرفان التوحيدية، ومن كلية الأمير السيد التنوخي.

وبعد أداء الصلاة، القى حسن خطبة العيد جاء فيها: "يحقق المؤمن الموحد في حرم الطاعات مقاصد الأضحى المبارك بفضيلتين على وجه الخصوص: حسن القصد وزاد التقوى. والقصد هو تلبية آذان القيام برحلة هي في الحقيقة سبيل طاعة، وقربان صدق إلى كنف الدعوة إلى الهدى والرشاد وبرهان الحق. والزاد هو امتلاء الروح بنور الإيمان بحيث يصير الإنسان مظهر دعاء قلبي مقر بالاعتراف بالفضل وبكرم الله وبعظمة نعمه وألطافه وإحسانه، ومنه على عباده بالدعوة الصادعة بالحق والخير وعين الرحمة".

واضاف: "إن حسن القصد يعني انعقاد النية في الجنان على الخير الذي شاءه الله تعالى كمالا للإنسان يصله بمسلك الحق، وهو المسلك المطابق لأمر الدعوة الهادية ونهيها كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر (آل عمران 110)، وهي قاعدة تجمع في فحواها ثوابت الدين والإيمان. والمعروف هو كل ما حسن في الشرع والعقل، والمنكر هو كل ما قبح في العقل والشرع. والدين نور وهدى ورحمة وتواد وصلاح في الناس يريد بهم ولهم الخير والعدل وجميل المثاب. والطريق إلى الأضحى هو مسار في ثوابت الدين وبركته وسلامه وصولا إلى سلام الله الذي أراده لعباده طرا. تلك ثوابت تلهم الحياة في كل جوانبها إن نحا الإنسان في مسلكه منحى الرشاد والإستقامة والإعتدال. تلهمها إلى سواء السبيل، أي أن تعاش بحفظ حق النعمة، وبالرفق، وبالشعور الحي مع الآخر الذي هو نظير في الخلق، وبعدم رضى النفس أن تبقى رهينة الهوى والرغبات الخارجة عن حدود احترامها لذاتها. وهذه أمور في غاية الأهمية لأنها أيضا قواعد راسخة في حماية الكنف العائلي ومنعته في هذا العصر المتفلت نحو كل إباحة، وفي تمتين أسس الإصلاح في البنى الاجتماعية، فالوطن الذي يحترم الحرية من حيث هي حفظ لكرامة الإنسان، يجب أن تكون له مؤسسات فاعلة وناشطة وأصيلة بمعنى أنها تقدم لسائر المواطنين خيار التمييز بين المعايير وفقا للفرق الفاضح بينها بين ما هو بناء للإنسان وللمجتمع، وبين ما هو هدام لهما. وهذا يصح في السياسة وفي التربية وفي الإعلام وفي الثقافة ومختلف حقول النشاط البشري".

وتابع: "عبرت المرجعيات الروحية في لبنان في القمة التي جمعتهم اخيرا عن الثوابت الوطنية التي طالما نادوا بها واتفقوا عليها. وبقوة دلالات المثل الإيمانية التي يحملونها في قلوبهم نادوا بالحفاظ على الروح الميثاقية التي تجمع اللبنانيين في وطن واحد، ودعوا إلى نبذ التنافر سبيلا إلى إعادة لبنان إلى معنى الرسالة التي وصف بها. وعبروا مجددا عن القوة الحقيقية التي يحملها لبناننا العزيز وهي الوحدة الوطنية والتآلف في سياسات تحمي بلدنا وحصانته في وجه أي عدوان".

وقال: "إننا في هذا العيد المبارك إذ نسأله تعالى أن يقدم لأبناء الجبل كما لكل اللبنانيين أفضل ما يستحقون من عيش كريم وآمن، نؤكد بعد لقاء بعبدا على مدى الأثر الإيجابي العميق لوحدة الموقف، وعلى أهمية وحدة الصف ووقف الاحتقان والتمسك بالقضاء المستقل النزيه، وبحل كل الإشكالات بالحوار والتواصل والتفاهم. وإذ نشد على يد القيادة السياسية الحريصة التي أكدت أنها الضنينة على الحق بما لها من سعة الصدر ورجاحة العقل، فإننا نشكر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كما نخص بالشكر دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، ورئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على الجهود التي بذلت لتذليل كل العقبات توصلا للحل الذي حصل لحادثة البساتين المؤسفة، وليكن الأمر منطلقا لاستعادة الحياة الطبيعية الديمقراطية بعيدا من خطابات الشحن والتوتير التي فجرت الأمور في السابق، وليكن الخطاب الوحدوي المحب الجامع هو المعيار في المقبل من الأيام لكي نحمي اللبنانيين وننهض بلبنان إلى ما نريده من طمأنينة ورخاء وتقدم".

واردف: "إننا نطلب من جميع المسؤولين والقيادات السياسية والهيئات الاقتصادية الاستلهام من معاني عيد الأضحى المبارك في تقديم كل التضحية المطلوبة وإطلاق المبادرات في المسائل الإقتصادية والمعيشية والمالية التي من شأن معالجتها أن تعزز الثقة وتجدد الأمل وتمكن الحكومة بكل حقول عملها من الانطلاق بثقة وثبات إلى التصدي للمشاكل القائمة والتوجه إلى المؤسسات الدولية المعنية، مستندة إلى قوة الموقف المنسجم القائم على خطط وتشريعات ومواكبة واعية وعلمية للخروج من حلقة المراوحة في الأزمات".

واضاف: "في هذه المناسبة المباركة، نحيي شعبنا الصامد الصابر برجاء أن تبقى قيمه الإنسانية الوطنية الصخرة الصلبة التي تستند إليها وحدة وطننا الأنوف، وأن يبقى متشبثا بإيمانه الذي لا يتزحزح بمبادئ العيش المشترك والتعاضد الاجتماعي وتعزيز الصلات القائمة على تقاليد طالما تميز بها لبنان، سائلا الله تعالى أن يحفظ وحدتنا، ويعصمنا تحت جناح الائتلاف والتلاقي ونبذ التنافر العقيم والمجافاة القاطعة لكل خير، وأن يلهم الجميع إلى الارتقاء في مقامات المسؤولية درءا لكل الصعاب وإخمادا لكل عبث ليس منه طائل".

وختم حسن: "نحمد الله عز وجل على جميل لطفه ورحمته، سائلينه أن يعيده على بلدنا وشعبه بالخير واليمن والسلام، وعلى فلسطين وشعبها بالفرج والظفر والنصر المبين، وعلى شعوب أمتنا العربية والاسلامية بما تستحق من حياة كريمة وبالأمان والفلاح، وأن تتوصل دولنا إلى نهج التفاهم على مواجهة التحديات عبر منع التطرف والظلم والإرهاب وتحقيق التنمية ومكافحة الفقر، إنه هو القادر القدير، الغفور الرحيم والسلام عليكم ورحمة المولى وبركاته".

 

بو صعب افتتح ساحة للجيش في لبعا: تحية إلى كل شخص قدم دمه ليحرر هذه الارض من العدو الاسرائيلي

وطنية - الأحد 11 آب 2019

استهل وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، كلمة ألقاها خلال افتتاح ساحة للجيش في بلدة لبعا، بتوجيه "معايدة الى جميع اللبنانيين، لا سيما المسلمين، بعيد الاضحى المبارك"، وقال: "لا يمكننا المرور بهذا العيد المبارك من دون ان نستنكر الاجرام الاسرائيلي الحاصل اليوم في المسجد الاقصى. في عيد الاضحى المبارك، الجرائم الاسرائيلية ما زالت تحصل وفي المسجد الاقصى بالتحديد". أضاف: "جزين عاشت الاحتلال الاسرائيلي، ولم تستلم، لان فيها رجال. ونحن نفتخر بها وبرجالها. لقد قاومت ودعمت المقاومة لتحرير هذه الارض بالدم، تحية الى كل شخص قدم دمه ليحرر هذه الارض من العدو الاسرائيلي".

وتابع: "عندما أعلن عن فكرة إقامة ساحات للجيش اللبناني في كل المناطق اللبنانية، قال لي النائب زياد الاسود نحن في جزين على استعداد وفي اكثر من بلدة، ان نقدم الساحات كي توضع فيها مجسمات لمدافع ودبابات أصبحت خارج الخدمة". وأوضح "اننا بدأنا ببلدة لبعا، لأن رئيس بلديتها قرر ان يكون سباقا، ونشكر كل من ساهم في انجاز هذه الساحة التي هي تحية وفاء للجيش اللبناني وتضحياته". وقال: "ان هذا الجيش الذي ضحى ليحرر الارض، والذي ينتشر على الحدود الجنوبية بوجه العدو الاسرائيلي، والمنتشر في اعالي الجبال لوقف التهريب والمعابر غير الشرعية، والذي قاتل الارهابيين التكفيريين، والذي يتسلم زمام الامن في الداخل مع القوى والاجهزة الامنية الاخرى، هذا الجيش هو الذي نعول عليه كي نستطيع بناء وطننا، انه الجيش اللاطائفي واللا مذهبي والوطني". أضاف: "الجميع يجمع على محبة الجيش اللبناني، الذي لا يفرق انما يجمع، هذا هو جيشنا. حاول البعض المس بكرامته ومعنوياته خلال النقاش في الموازنة الاخيرة. لقد خرجنا منتصرين، لقد ضحى الجيش في هذه الموازنة لصالح الاقتصاد اللبناني، وذلك نتيجة النقاش العميق مع قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي وضع الاولويات ولم يقبل ان يضحي يوما برواتب العسكر، فهو حامي العسكر والمتقاعدين والمحافظ على كرامة المؤسسة العسكرية".

كما وجه وزير الدفاع "تحية الى القائد الاعلى للقوى المسلحة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي يتحدث كل يوم عن الجيش اللبناني وباسمه، والذي يعرف ما معنى ضرورة الحفاظ على كرامة الجيش اللبناني وتجهيزه وتسليحه. وهو جمع في قصر بعبدا، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وآخرين، كي يلم الجراح على أثر الواقعة الاليمة التي حصلت في البساتين وذهب ضحيتها شخصان وعدد من الجرحى، ولم نكن نحن بعيدين عن هذه الواقعة. دور الرئيس انه جمعهم، ولكن لا ينغش احد، هذه ليست تسوية ولم تحصل لفلفة، وليس هناك من صلحة على الطريقة السياسية على غرار عفا الله عما مضى، ما حصل هو تفاهم كي نطبق دولة القانون ونذهب الى القضاء وتكون هناك محاكمة بالمحكمة العسكرية والتي انتقدها البعض، لانها تشبه الجيش اللبناني، انها محكمة منزهة. قلت بالامس اننا لن نقبل بأن تكون هناك مناطق مغلقة، فلا احد يغلق منطقة بوجه أحد، هذا هو لبنان الذي نطمح اليه والجميع ايضا يطمح إليه ويسهر عليه فخامة الرئيس". وشدد على ان "الجيش اللبناني هو دائما مصدر امان وثقة، ولن نقبل يوما ان يمس احد بمعنوياته، على الرغم من كل ما يقال بوسائل الاعلام، وفي النهاية الجميع يسلم بأن الجيش هو حامي الدستور، والإقتصاد والأمن والإزدهار". وتوجه الى جزين بالقول: "لقد عشت الاحتلال وتحررت، بعد ما حررت المقاومة الجنوب اكمل الجيش المهمة ودحر الارهاب في الجبال الشرقية، اتى الجيش الى جزين وشهدنا عودة الى المناطق لان التهجير كان من العدو الاسرائيلي في جزين. واطمئنكم ان هذه الايام ولت الى غير رجعة، لبنان ليس قويا بضعفه انما بقوته وبشعبه وجيشه وبكل فرد من ابنائه وسيقاوم العدو اذا فكر بالعودة الينا. لبنان قوي عندما نقف بوجه الارهاب التكفيري ونقول له ليس لك مكان في لبنان. يبقى ان نتفاهم مع بعضنا البعض، ونتفق اننا نريد العيش مع بعضنا البعض، هذا منطقنا وهذا ما تربينا عليه على يدي العماد عون، وهذا ما يتابعه الوزير جبران باسيل، وعندما يتكلم بصراحة علينا الا "ننقز" منها. نحن هدفنا ان نعيش ونتحاور مع بعضنا البعض، لا يمكن لأحد ان يلغي الآخر، ولا يمكن ان نفكر ان هذا الامر سيحصل يوما". وختم بالحديث عن "مشروع بناء مصنع في جزين لتصريف إنتاج التفاح"، معتبرا إياه "مشروعا لخدمة المنطقة وليس مشروعا تجاريا".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل   11-21 آب/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

فيديو وبالصوت/مقابلة كيانية وإيمانية بإمتياز من تلفزيون OTV مع الأب البروفيسور جورج حبيقة تتناول بعمق تاريخي وإنجيلي فلسفة وأهمية النظام اللبناني الطوائفي في تأمين استمرارية تعايش أقليات شرق أوسطية اثنية ومذهبية وثقافية اضطهدت في مواطنها الأساسية فلجأت إلى لبنان.

http://eliasbejjaninews.com/archives/77453/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%83%d9%8a%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9/

أهم المواضيع والعناوين التي تناولها وشرحها وتطرق لها وفندها وفضحها وأكد أهميتها أو رفضها الأب البروفيسور جورج حبيقة

تفريخ وتلخيص وصياغة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين ودن أي مسؤولية لصاحب المقابلة

11 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77453/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%83%d9%8a%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9/

 

في موضوعُ عملِ الفِلسطينيين في لبنان: ضَعوا أنفسَكم في مكانَ لبنان واحكُموا

سجعان قزي/الشرق الأوسط/11 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77471/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%88%d8%b6%d9%88%d8%b9%d9%8f-%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%90-%d8%a7/

 

Germany's Pro-Iran, Anti-Israel Foreign Policy
 
سورين كارن/كايتستون: سياسات ألمانيا المؤيدة لإيران والمعادية لإسرائيل وكشف لواقع الوجود القوي لحزب الله في ألمانيا
 
Soeren Kern/Gatestone Institute/August 11/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/77450/%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%86-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84/
 
https://www.gatestoneinstitute.org/14699/germany-iran-israel