LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 نيسان/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april29.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

اريدُ رَحْمَةً لا ذَبيحَة، لَمَا حَكَمْتُم على مَنْ لا ذنْبَ عَلَيْهِم! فَرَبُّ السَّبْتِ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/هل من مصداقية لمواقف جنبلاط وجعجع بما يخص مزارع شبعا ووضعية سلاح واحتلال حزب الله

الياس بجاني/سلامة سيدنا البطريرك صفير وصلاتنا له

الياس بجاني/الذكرى السنوية لاندحار وانسحاب جيش الأسد المجرم من وطن الأرز المقدس

الياس بجاني/الإستراتجية الدفاعية كما بشرنا ابوصعب وزير دفاعنا المقاوم والممانع هي ان حزب الله باق بسلاحه حتى زوال إسرائيل. وخبز بدها تاكل حني

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/الكلمة هي الله وصوته في داخلنا هو الضمير

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تغريدات سيادية لنوفل ضو

جنبلاط يواجه حزب الله وحده

من أين لكم كل هذا؟/سيزار معوض/المرصد اونلاين

السيد حسن نصر الله والخليفة عمر بن الخطاب/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

وليد جنبلاط يعيش تحت خطر الاغتيال وتصريحات تعري حقيقة حزب الله

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 28/4/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

فصل جديد من التصعيد بين جنبلاط و”حزب الله”

“تعليمات سورية” لتحجيم جنبلاط.. وإحداث فتنة في الجبل/وجدي العريضي/الشرق الأوسط

ريفي: “قوى الممانعة” حاولت منعي من زيارة البقاع

لبنان ملتزم تمويل محكمة الحريري

7 أخطاء قاتلة تُنذر بكارثة اقتصادية في لبنان

حملة حكومية لمكافحة التعدّي على شبكة الكهرباء والتوافق السياسي أسقط الحماية الحزبية للمخالفين/يوسف دياب/الشرق الأوسط

بعد 14 عاماً على الانسحاب السوري... الهيمنة انتقلت من دمشق إلى «حزب الله»

عبد الرحيم مراد لـ«الشرق الأوسط»: لو سيطر الحزب على الحكم لكان الوضع أفضل

النائبة الطبش: فرصة ذهبية متاحة في مؤتمر «سيدر»

المطران عودة: لاعلان حالة طوارئ اقتصادية/لانتفاضة حقيقية على كل الألاعيب والاكاذيب ولتطهير الجسم القضائي واعادته سلطة مستقلة بعيدة عن السياسة والسياسيين

جريمة في الجامعة الأميركية: محرقة سرية للنفايات الطبية/عزة الحاج حسن/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الأزهر يشارك الأقباط عيدهم... وينتقد «توظيف الأديان في الصراعات» ووزارة الداخلية تواصل تأمين كنائس مصر عشية الاحتفالات

رسائل إيرانية متناقضة سعيا لأي تقارب مع واشنطن

مواجهة أميركية ـ إيرانية في العراق بسبب اتهام سفارة واشنطن خامنئي بـ«الفساد»

طائرة إيرانية تتحرش بمدمرة أميركية.. وطهران تنشر الفيديو

بولتون: إيران تمثل تهديدا عالميا والعقوبات أثرت عليها

السودان.. كيف سقط مشروع الإخوان بين خيم الاعتصام؟

السودانيون يتطلعون إلى بلد طبيعي بعد أفول النظام الإخواني

إسرائيل: إطلاق سراج السجينين السوريين بادرة حسن نية أحدهما ينتمي لحركة فتح والثاني تاجر مخدرات

يران تهدد مرة أخرى بإغلاق مضيق هرمز

المعارضة السورية لبوتين:المقاومة حتى إسقاط الاسد وإنهاء الاحتلال

إيران توسع تهديداتها:مضيق هرمز ومعاهدة حظر الاسلحة النووية

خامنئي يثير أزمة بين بغداد وواشنطن والمنامة

اتفاق سوداني على تشكيل «مجلس سيادي» من مدنيين وعسكريين

وزير الخارجية التركي يبحث في بغداد العلاقات الثنائية

اطلق النار في كنيس كاليفورنيا خطط لبث هجومه مباشرة والشرطة تفحص منشوراته على مواقع التواصل... وترمب أدان «جريمة الكراهية»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لعبة حزب الله المزدوجة تفكك النظام اللبناني/الدكتورة رندا ماروني

وليد جنبلاط يستفز الجميع قارئاً الخرائط الجديدة للمنطقة/منير الربيع/المدن

مشروع الموازنة مخاتل ويخاف من غضب أصحاب المال/علي نور/المدن

المثلية الجنسية موضوع تجاذب في لبنان/منى فياض/الحرة

أبعد من حريق نوتردام: ما قصة الجدال حول "الجذور المسيحية" لأوروبا؟/وسام سعادة/موقع درج

على الشجر والشرفات/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الموجة الجديدة للإرهاب/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

إرهاب... وعنصرية... و«يوجينيون»/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

دموية ولاية الفقيه في العراق/د. باهرة الشيخلي/العرب

كذبة صدّقها النظام السوري/خيرالله خيرالله/العرب

خلفيّات سودانيّة/حازم صاغية/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع: لا هدنة مع “حزب الله” وسلاحه

الراعي في قداس الاحد: ينبغي أن يكون الشغل الشاغل للحكومة العمل الجدي على تخفيض عجز الموازنة للعام 2019

المطران الياس عوده في قداس الفصح: لإصلاح يتعهد الكل بتطبيقه والمفارقة أن بعض من يرفع شعاره شارك منذ عقود في إضعاف الدولة وتهميش القوانين

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أُريدُ رَحْمَةً لا ذَبيحَة، لَمَا حَكَمْتُم على مَنْ لا ذنْبَ عَلَيْهِم! فَرَبُّ السَّبْتِ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَان

إنجيل القدّيس متّى12/من01حتى14/:”ٱجْتَازَ يَسُوعُ يَوْمَ السَّبتِ بَيْنَ الزُّرُوع. وجَاعَ تَلامِيذُهُ فَأَخَذُوا يَقْلَعُونَ سَنَابِلَ ويَأْكُلُون. ورآهُمُ الفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا لِيَسُوع: «هُوَذَا تَلامِيذُكَ يَفْعَلُونَ مَا لا يَحِلُّ فِعْلُهُ يَوْمَ السَّبْت». فقَالَ لَهُم: «أَمَا قَرَأْتُم مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِيْنَ جَاعَ هُوَ والَّذِينَ مَعَهُ؟ كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ الله، وأَكَلُوا خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذي لا يَحِلُّ لَهُ أَكْلُهُ، ولا لِلَّذِينَ مَعَهُ، بَلْ لِلْكَهَنَةِ وَحْدَهُم؟ أَوَ مَا قَرَأْتُم في التَّورَاةِ أَنَّ الكَهَنَة، أَيَّامَ السَّبْت، يَنْتَهِكُونَ في الهَيْكَلِ حُرْمَةَ السَّبْت، ولا ذَنْبَ عَلَيْهِم؟ وأَقُولُ لَكُم: ههُنا أَعْظَمُ مِنَ الهَيْكَل! ولَوْ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ مَا مَعْنَى: أُريدُ رَحْمَةً لا ذَبيحَة، لَمَا حَكَمْتُم على مَنْ لا ذنْبَ عَلَيْهِم! فَرَبُّ السَّبْتِ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَان!». وٱنْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاك، وجَاءَ إِلى مَجْمَعِهِم. وإِذَا بِرَجُلٍ يَدُهُ يَابِسَة، فَسَأَلُوهُ قَائِلين: «هَلْ يَحِلُّ الشِّفَاءُ يَوْمَ السَّبْت؟». وكَانَ مُرَادُهُم أَنْ يَشْكُوه. فقَالَ لَهُم: «أَيُّ رَجُلٍ مِنْكُم يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِد، فَإِنْ سَقَطَ يَوْمَ السَّبْتِ في حُفْرَة، أَلا يُمْسِكُهُ ويُقِيمُهُ؟ وكَمِ الإِنْسَانُ أَفْضَلُ مِنْ خَرُوف؟ فَعَمَلُ الخَيْرِ إِذًا يَحِلُّ يَوْمَ السَّبْت». حِينَئِذٍ قَالَ لِلرَّجُل: «مُدَّ يَدَكَ». ومَدَّهَا فَعَادَتْ صَحِيحَةً كاليَدِ الأُخْرَى. وخَرَجَ الفَرِّيسِيُّونَ فَتَشَاوَرُوا عَلَيْهِ لِيُهْلِكُوه.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

هل من مصداقية لمواقف جنبلاط وجعجع بما يخص مزارع شبعا ووضعية سلاح واحتلال حزب الله

الياس بجاني/29 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74317/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%87%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b5%d8%af%d8%a7%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d9%82%d9%81-%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84%d8%a7/

بداية ليس المهم إعلان أي موقف من قبل أي سياسي في لبنان كائن من كان مهما كان سقف الموقف مرتفعاً ومحاكياً للحقيقة أو مجافياً لها، بل المهم والأهم قناعة صاحب الموقف به والثبات عليه والجرأة في عدم التنازل عنه أو المساومة عليه.

فالمهم في علم المبدئية والقناعات هو الجرأة والعناد والثبات على المواقف وليس أخذها آنياً ومن ثم التراجع عنها إما سبب التهديد والخوف أو في مقابل أثمان.

إنه من المؤسف حقاً أن غالبية الطاقم السياسي والحزبي في لبنان وخصوصاً “زمرة” أصحاب شركات الأحزاب التجارية والعائلية والوكالات كافة، أنهم لا مبدئيون ولا يعرفون الثبات كما أن قناعاتهم المبدئية والوطنية هي بالغالب صفر مكعب وكبير جداً..

والسياسيون هؤلاء في سوادهم الأعظم دائماً وأبداً مع بعض الاستثناءات  يفصلون المواقف كافة كما تحالفاتهم على مقاس مصالحهم الذاتية والسلطوية والمالية والشعبوية وليس الوطنية..

وهي مواقف بالغالب تكون حربائية وأكروباتية وآنية وعابرة ودائماً قابلة للتغير والتبديل حتى النقيض ومقابل أثمان..

في هذا السياق يمكننا في المجال التحليلي إدراج موقف الأستاذ وليد جنبلاط الأخير فيما يخص عدم لبنانية مزارع شبعا…علماً أننا ومنذ العام 2000 ومعنا كثر من السياديين والأحرار والاستقلاليين وعن قناعة كاملة وضعنا ملف المزارع تحت عنوان “كذبة ومسرحية مزارع شبعا” والتي كانت في ظل الاحتلال السوري الستاليني للبنان قد بُلِّعت لبنانيتها للبنانيين بالقوة والإرهاب والاضطهاد والاغتيالات وكل أدوات التخوين، وذلك عقب انسحاب إسرائيل الأحادي من الجنوب وتنفيذها بالكامل للقرارين الدوليين 425 وال 526..

هذه الكذبة، “كذبة ومسرحية مزارع شبعا” الفاضحة والمستمرة بمفاعليها “الممانعاتية والمقاومتية” النفاق كانت من تأليف وإنتاج وتلحين وغناء وتوزيع محور الشر السوري-الإيراني وأدواته وأبواقه المحليين، وذلك لتبرير استمرار الاحتلال البعثي الأسدي للبنان في حينه، ولزوراً وسلبطة تشريع بقاء حزب الله الملالوي بسلاحه ودويلته وحروبه وإرهابه والحفاظ اللاقاني واللادستوري وضعيته الشاذة خارج أطر التزامات اتفاق الطائف والقرار الدولي 1559 ولا حقاً ما بعد ال 2006 مستوجبات القرار الدولي 1701.

نشير هنا إلى أن الأستاذ جنبلاط وقبل تخليه عن تجمع 14 آذار وعودته الميمونة إياها إلى الحضن الأسدي، وفي مقابلة مع مرسال غانم عام 2006 كان أعلن نفس الموقف الذي أعلنه راهناً عن عدم لبنانية مزارع شبعا واستعان يومها بخريطة كانت موضوعة إلى جانبه تبين أن المزارع ليست من ضمن الأراضي اللبنانية الرسمية.

إلا أنه ورغم عودتنا إلى التذكير بهذا الأمر، لعلى في التذكير فائدة ما، فإننا نرحب بموقف جنبلاط الحالي القائل بأن المزارع ليست لبنانية ونتمنى أن يثبت عليه لأن فيه تعرية وفضح لكل خزعبلات عدم تطبيق القرارين 1559  و1701 وبنود اتفاق الطائف على ميليشيا حزب الله الملالوية.

وعلى الموجة نفسها جاءت أمس مواقف نوعاً ما مرتفعة النبرة من قبل د. سمير جعجع فيما يخص سلاح  حزب الله، وذلك خلال مقابلة له مع تلفزيون العربية، علماً بأن “الحكيم” وكوكبة من المسوقين والمنظرين المفوهين العاملين بأمرته وغب فرماناته المصلحية كانوا ولا يزالون وبعنجية وفوقية وتخوين “فالقينا” بصوابية وحكمة وبعد نظره دخول الصفقة الخطيئة “صفقة الرئاسة، وقانون الانتخاب، والحكومة، ومساكنة الاحتلال الإيراني”،  التي داكشت ولا تزال الكراسي بالسيادة، وكان من مضامينها القفز فوق دماء الشهداء، والتسويق النفاقي والإستغبائي لهرطقتي “الواقعية” “والاستقرار”، إضافة إلى خدعة الإدعاء بأن ملف حزب الله دولي وإقليمي، وذلك للتهرب من مسؤولية المواجهة على خلفية تفضيل المغانم  والمحاصصات السلطوية على قول الحقيقة والشهادة لها بعيداً عن فجع وغرائزية تأليه الحكم وكراسيه.

يبقى أن ما ينطبق على جنبلاط وجعجع في حربائية المواقف وتفصيلها على مقاس المصالح والمغانم والأطماع السلطوية، كذلك ينطبق 100% على كل المتربعين اليوم على كراسي السلطة من كبيرهم حتى صغيرهم…ونقطة ع السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

**لمعرفة حقيقة ملف شبعا اضغط هنا لقراءة دراسة مفصلة باللغتين العربية والإنكليزية نشرناها عام عام 2014 عامي 2004 و2014

 

سلامة سيدنا البطريرك صفير وصلاتنا له

الياس بجاني/28 نيسان/2019

صلاتنا من أجل أن يتغلب سيدنا البطريرك صفير على الوعكة الصحية الطارئة التي ألمت به اليوم..ربنا والعذراء ومار شربل معك سيدنا

 

الذكرى السنوية لاندحار وانسحاب جيش الأسد المجرم من وطن الأرز المقدس

الياس بجاني/26 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74244/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D8%AD%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A7/

يتذكر شعبنا اللبناني اليوم اندحار وانسحاب جيش نظام الأسد الجزار من لبنان وهو بذل يجرجر الهزيمة والخيبة والانكسار..

خرج جيش الأسد من لبنان مجبراً بضغط سلمي وحضاري ومشرّف من قِّبل ثوار الأرز وثورتهم وبدعم دولي وإقليمي.

إلا أن الجيش الإيراني، الذي هو حزب الله الإرهابي والمذهبي والغزواتي حل مكان الجيش السوري وبقي لبنان حتى يومنا هذا محتلاً ومصادراً قراره ومضطهدون وملاحقون فيه الأحرار والسياديين والشرفاء.

رحل جيش الأسد الغازي والستاليني، رحل الأصيل وبقي البديل والوكيل، جيش الولي الفقيه الذي يتباهى أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله بأنه جندي فيه.

رحل جيش النظام السوري الكيماوي والبراميلي وما زالت الآلام والجروح التي خلّفها ماثلة في الذاكرة وفي النفوس والأجساد، في البشر والحجر.

أما الفارق الوحيد بين الإحتلالين الغاشمين هو أن الاحتلال السوري كان بواسطة جيش غريب وغازي، أما الاحتلال الإيراني فهو يتم للأسف عن طريق جيش أفراده كافة هم من أهلنا، إلا أن قرارهم ومرجعيتهم وتمويلهم وسلاحهم وثقافتهم وأهدافهم ومصيرهم هو بالكامل بيد ملالي إيران العاملين بجهد وعلى مدار الساعة ومنذ العام 1982 على إسقاط النظام اللبناني واستبداله بآخر تابع كلياً لمفهوم ولاية الفقيه الملالوية.

لهذا فإن الاحتلال الإيراني الذي يتم عن طريق حزب الله هو أخطر بكثير من الاحتلال السوري الأسدي، ومن هنا يتوجب على كل لبناني يؤمن بلبنان التعايش والرسالة والسلام أن يرفض هذا الاحتلال ويعمل بكل إمكانياته على التخلص منه. يبقى أنه في النهاية الشر لا يمكنه أن ينتصر على الخير ولأن لبنان هو الخير وقوى الاحتلال هي الشر فلبنان ومهما طال الزمن سوف ينتصر وكل قوى الاحتلال أكانت غريبة أو محلية هي إلى الانكسار والهزيمة والخيبة.

أما الأخطر لبنانياً من الإحتلالين السوري والإيراني على المدى الطويل في أطر المفاهيم الوطنية والثقافية والمستقبلية فهو الممارسات الإسخريوتية والنرسيسية لقادة وسياسيين ورجال دين ورسميين ملجميين لبنانيين أين منهم في الجحود والحقد لاسيفورس رئيس الأبالسة الذي كان من أجمل الملائكة، لكنة وبنتيجة كفره بالعزة الإلهية كان مصيره الطرد من الجنة إلى جحيم جهنم ونارها وأحضان دودها الذي لا يهدأ.

نعم الجيش السوري اندحر وانسحب مجبراً من وطننا الحبيب إلا أن مخابراته وأزلامه وجيش المرتزقة المحليين المّجمعّين على خلفية الغرائز والإبليسية والحقارة والعبودية تحت مسمى 08 آذار السابقين واللاحقين لا يزالون على وضعيتهم الخيانية والطروادية وهم بوقاحة وسفالة وحقارة ينفذون قولاً وعملاً وفكراً وافساداً كل ما هو ضد لبنان وشعبه ويمنعون بالقوة والإرهاب والإفقار وشراء الضمائر والغزوات والنفاق وكل وسائل الإجرام والإرهاب والمافياوية استعادة السيادة والاستقلال والحريات.

إن لبنان الرسالة والقداسة والحضارة هو نار كاوية دائماً ومنذ 7000 سنة وما يزيد تحرق كل الأيدي الغازية والمارقة التي تمتد إليه بهدف الأذية، وهي دائماً، ولو بعد حين تدمر وتعاقب بعنف كل من يتطاول على كرامة وحرية وهوية شعبه.

في هذا اليوم المشرّف والوطني بامتياز دعونا بخشوع نصلي من أجل راحة أنفس شهداء وطننا الحبيب، ومن أجل عودة أهلنا الأبطال والمقاومين الشرفاء اللاجئين رغماً عن إرادتهم في إسرائيل، ومن أجل مصير أهلنا المغيبين قسراً في سجون نظام الأسد المجرم.

في الخلاصة، إن هذا اللبنان المقدس باق رغم كل الصعاب والمشقات لأن الملائكة تحرسه، ولأن أمنا العذراء هي شفيعته وسيدته وترعاه بحنانها ومحبتها، وكما كانت نهاية الاحتلال السوري ونهاية كل المارقين والغزاة الذي سبقوهم، هكذا ستكون بإذن الله نهاية الاحتلال الإيراني طال الزمن أو قصر.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الإستراتجية الدفاعية كما بشرنا ابوصعب وزير دفاعنا المقاوم والممانع هي ان حزب الله باق بسلاحه حتى زوال إسرائيل. وخبز بدها تاكل حني

الياس بجاني/25 نيسان/2019

https://www.mtv.com.lb/News/921033?fbclid=IwAR0CE1l1ECprVxafqKv-Ra6fCCw9eGyXxA_-G6ujmNndF6_AFc5_g_ZwijA

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

صوته في داخلنا هو الضمير/الياس بجاني/25 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%b5%d9%88%d8%aa%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d9%86%d8%a7-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d9%85%d9%8a%d8%b1/

 

الكلمة هي الله وصوته في داخلنا هو الضمير

الياس بجاني/25 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74189/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%B5%D9%88%D8%AA%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D8%A7%D8%AE/

نعيش في وسط عالم يضجّ بالأصوات المتصارعة والمتخاصمة والآتية من كل جهة وصوب.

فهناك أصوات الحق والضمير التي تدعونا للخير والسلم، وكذلك هناك أصوات الشر التي تصمّ آذاننا وتدغدغ مشاعرنا وشهواتنا.

كل صوت من الأصوات المتعارضة في مراميها ينادي علينا لنتبع ونسلك طرقه التي منها الصالح كما الطالح.

الطالح طرقه أرضية وقد تؤدي بنا إلى مسارات الأبواب الواسعة (بمفهومها الإيماني)، التي ترغب بها وتشتهيها غرائزنا.

أصوات النشاز تبعث القلق في قلوبنا، والاضطراب في نفوسنا، وتشكك بإيماننا وتشتت وتبدل سلم أولوياتنا في الحياة.

نحن نعيش في مضطرب قلقين، وحاملين هموم اليوم والغد، ومنهمكين في تأمين مستلزمات الحياة... وما أصعبها.

فبغياب أسس وصلابة الإيمان تغوينا أصوات الشر، وقد تغرقنا في ضوضاء تزيد من صممنا وحيرتنا والضياع.

أصوات الشر وإغراءاته ترافقها أضواء تبهر بصائرنا فلا نعود نسمع إلا صوت رغباتنا الغرائزية التي لا ترضي الله.

وعندما يخور رجاؤنا، ويقل إيماننا، نصاب بعمى البصر والبصيرة ولا يعد بمقدورنا أن نسمع غير أصوات الغرائز الترابية الفانية.

في داخل كلّ منّا وضعيتي الشر والخير، وفي حال ضعف إيماننا تتغلّب وضعية الشر ونفقد بوصلة الأولويات..

بالطبع ليس المطلوب أن نهمل ذواتنا ونتنسك وننعزل في صوامع.

وليس مطلوب منا أن لا نسعى لتأمين احتياجات حياتنا اليوميّة من المأكل والملبس والتّعليم، والسّعي الدّؤوب إلى التّقدّم والنّجاح.

ولكن علينا بإيمان وقناعة أن نلتزم بسلم أولويات يكون في قمته واجباتنا الروحية ومخافة الله في كل أعمالنا وأفكارنا.

علينا ورغم ضجيج الحياة الأرضية ومتطلباتها أن لا نُسكّت صوت الله في داخلنا والذي هو الضمير.

قد يعتقد البعض إنّ ما يطلبه الله منّا هو أن نتخلّى عن الاهتمام بأنفسنا أو بمستقبلنا أو بتحقيق ذواتنا.

طبعاً لا!! فيوم خلقنا الله على هذه الأرض على صورته ومثاله قال لنا: "انموا وأكثروا"، وهذا لا يعني فقط أن تمتلئ الأرض بالنّاس، "فالله يستطيع أن يخلق من الحجارة أبناء لابراهيم".

فجوهر وصيته لنا هي "انموا" وتطوروا وحقّقوا ذواتكم في شتّى المواهب المعطاة لكم، وسيروا في هذه الحياة متنعمين بخيراتها.

فجّروا طاقاتكم، واستخدموها في سبيل تقدّم الإنسانيّة وفي كل ما هو خير وفائدة للناس أجمعين، واعملوا على أن يزداد بهاء نعمة الحياة ويبرز جمالها أيضاً وأيضاً.

أما الغاية الأسمى لحياتنا فواحدة، وهي رضى الله والتقيد بتعاليمه التي في أولوياتها معاملة كل الناس كأخوة لنا وهم فعلاً إخوة لأن أبينا السماوي واحد...وهو الله جل جلاله.

فرضى الله هو ملء الحياة...وهذا يعني الالتزام بالقيم وبالتعاليم وبالوصايا العشرة.

من هنا تأتي أهمية الكلمة في حياتنا بمفهومها الإيماني لأن الكلمة هي الله، والله هو محبة.

ننطلق من الكلمة لننمو، فتكون الكلمة أساساً لحياتنا، وداعماً لخطواتنا، فتقوى وتنمو فينا، فلا نتعثر ولا تخبو ولا نسمح بأن يجربنا الشيطان الذي هو عملياً غرائزنا ونزواتها.

بدفع من إيماننا نسير في هذه الحياة مستنيرين بالكلمة الإلهيّة، فنزداد حكمة، وتنفتح قلوبنا وبصائرنا، فنتجنّب الفخاخ والتجارب والإغراءات.

كلمة الرّب، كلمة حياة، وليست حروفاً نردّدها ونصوصاً تختزنها عقولنا، إنّها كلمة الحياة.

ننطلق منها، نغتني بها، فنحقق ذواتنا ونبلغ أهدافنا، ونحقق صورة الله فينا.

هذه الكلمة، لا يمكن لأحد أن ينتزعها منّا، لأنّها متجذّرة فينا، تسكن في أعماقنا، وهي الله، ومن يستطيع أن ينتزع الله أو يفصلنا عنه؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تغريدات سيادية لنوفل ضو

تويتر/28 نيسان/19

" الكواليس تشهد تسويقاً لمشروع إلغاء مساهمة لبنان المالية في المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الحريري ورفاقه بحجة التقشف!"، مشيراً الى أن "في المقابل، يجب الاستعداد ليس فقط للتمسك بهذه المحكمة وإنما لتوسيع صلاحياتها او الانضمام الى محكمة الجنايات الدولية بعدما كُشف عن فساد في القضاء اللبناني!".

*الى من يرى الجيش،عن حسن نية،حلاً لمشاكل الاقتصاد والخزينة: تذكروا شعار: "ويبقى الجيش هو الحل" الى ماذا والى أين أوصلنا سنة ١٩٨٨! والى اصحاب النوايا السيئة: قبل ان ترشحوا الجيش لمهمات تتجاوز صلاحياته الى السياسة والاقتصاد دعوه يمارس صلاحياته الاساسية السيادية،وبعدها لكل حادث حديث

*لعلمنا أن المجلس الأعلى للدفاع اتخذ قبل اسبوع قرارا اعلن عنه عبر وسائل الاعلام من خلال بيان رسمي باقفال المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا! فهل ان القرار لم يدخل حيّز التنفيذ بعد؟ إم أنه خُرق؟ أم أن الشاحنات لم تستخدم المعابر غير الشرعية؟ وأية معابر استخدمت اذاً؟

 

جنبلاط يواجه حزب الله وحده

جنوبية 28 أبريل، 2019 /كان من المتوقع ان يبدأ حزب الله بتصفية حسابه مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فور تمكنه من استلام السلطة بعد الانتخابات النيابية قبل عام، وهي التي امنت له اكثرية نيابية وحكومية تصدرها وحلفاؤه التابعين.

لم يغفر حزب الله للنائب السابق وليد جنبلاط دعمه للثورة السورية التي قامت ضد حكم بشار الأسد قبل 8 سنوات، في الوقت الذي ارسل الحزب عناصره وخاض معركة مصيرية فقد فيها 2000 مقاتل من أجل تثبيت حكم البعث في سوريا الحليف الاستراتيجي لإيران زعيمة حلف الممانعة، هذا الحلف الذي تمكن من التغلغل في العديد من الدول العربية وعمل على إضعافها وتمزيقها بذريعة قتال المحور الاميركي الصهيوني. حزب الله وبعد طول انتظار وبقانون انتخابي فرضه بواسطة الابتزاز التعطيل، تمكن من تحقيق الاغلبية في الانتخابات النيابية التي جرت فبل عام، وذلك بتشكيل لوائح مشتركة مع حركة امل والتيار الوطني الحر والاحزاب الموالية لسوريا، فاستحق عندها عقاب الخصوم بعد طول انتظار. وللتذكير، فانه بعد تسعة شهور من مناكفة الخصم التقليدي الرئيس سعد الحريري، تمكن الحزب الذي جاهر بدعم حلفائه من سنة 8 اذار ان يفرض تخلي الحريري عن نصف مقاعد الوزراء السنة لخصومه، وذلك من اجل انقاذ البلد سياسيا واقتصاديا من الجمود القاتل الذي كاد ان يودي فيه. ووجه حزب الله اول ضربة لزعيم الجبل وليد جنبلاط عند تشكيل الحكومة واضطرار الحريري ان يقبل بتوزير الدرزي صالح الغريب إبن شقيق الشيخ ناصرالدين الغريب المدعوم ارسلانيا والمزكى من حزب الله، والذي يدّعي زورا انه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز بالقوة، في حين ان الشيخ نعيم حسن هو شيخ العقل المنتخب شرعا وقانونا بالتزكية. لتتوالى بعدها الضربات وكان اخرها فرض انشاء معمل ترابة في منطقة الشوف العمق الجغرافي للزعامة الجنبلاطيه، وصاحب هذا المعمل هو النائب البقاعي السابق نقولا فتوش، المعروف انه حليف حزب الله والمشهور بحيازته للعديد من رخص الـ”كسارات” المثيرة للجدل، والخطير في الامر ان القضاء ظهر بأسوأ حال امام الرأي العام اللبناني بعد كسر مجلس شورى الدولة لقرار وزير الصناعة وائل ابو فاعور الذي قضى بالغاء رخصة “معمل الاسمنت” في عين دارة وسط تصفيق وتهليل من الاهالي الذين حسبوا انهم ارتاحوا من الخراب الذي ستخلفه “كسارات فتوش” بأحراشهم  وبيئتهم ومنطقتهم السياحية، ليتفاجأوا بحكم مجلس شورى الدولة ينقض قبل يومين قرار وزير الصناعة، ويثبت هذا المجلس انه اصبح مثل المجلس الدستوري وغالبية الاجهزة القضائية والمؤسسات الرسمية التي لا حول لها ولا قوة في ظل الهيمنة السياسية والعسكرية لقوى الأمر الواقع. اليوم يواجه وليد جنبلاط وحده سياسيا وشعبيا وقانونا حزب الله وحليفه “كسارات نقولا فتوش” في معركة شريفة يسانده فيها الرأي العام اللبناني مجتمعا وليس اهالي عين دارة وحدهم، هي معركة شريفة ومشرفة، عنوانها حماية البيئة من جشع اصحاب الكسارات، اما عمق المعركة فهو حماية الدولة ومؤسساتها من سلطة “سلاح المقاومة” الذي يصر على الهيمنة على جميع مفاصل الدولة.

 

من أين لكم كل هذا؟؟

سيزار معوض/المرصد اونلاين/28 نيسان 2019

لم يعد خافيا على أحد البتة أن بلدنا المنهوك، تكالب على حكمه حيتان وهوامير واسماك قرش فسرقوه ونهبوه، علقوه بالمقلوب وتناتشوه.. قبل دخولكم جنة الحكم، كنتم تعيشون حياة الحفاة العراة، تفوح من أنفاسكم رائحة الفقر المدقع وكنتم ترزحون تحت القلة والعوز.. وإذ بكم يرضى عليكم الوالي الأعظم، لتدخلون  جنة الحكم وتتكلمون بلغة الملايين وتفوح من أنفاسكم رائحة الدولار..

يا هذا من أين لكم كل هذا؟؟

أنا لم أنس يوم كنتم فقراء الحال، والفقر ليس بعيب طبعا، فإبتسم لكم الحظ، لتدخلوا نادي البكاوات والمشايخ ومعها جنة الحكم... لتنقلب حياتكم رأسا على عقب فتشيدوا القصور وتشترون اليخوت والسيارات الفخمة، وتمتلكون منازلا في الخارج وأضحيتم في الفترة الأخيرة مساهمين في مصارف.. وفقكم الله، انا لا أحسدكم، ولكن ببساطة أسمح لنفسي بأن أطرح سؤال من أين لكم كل هذا.. يا سادة؟؟  "انا الفقير الدرويش" أقول لكم أن خيانة الأمانة هي جريمة عظيمة، وكلما كانت الأمانة أكبر كلما كان الشخص أكثر حرصاً ودقة في ممارسة إدارتها، ومن لا يستطيع تحملها عليه الهروب منها كهروبه من الأسد..  أما بعد..

يا سادة.. من أين لكم كل هذا؟؟ أعذروني على وقاحتي إنما أنتم لصوص  وفاسدون تتبجحون وتجاهرون بمحاربة الفساد والفاسدين والمفسدين، وتزداد ثروتكم دون معرفة مصدرها فيما نزداد قهرا على ثروات لبنان العزيز التي يبددها وينهبها لصوص ومنحرفين وفاسدين على شاكلتكم يُمعنون بالوقاحة واللصوصية..

يا سادة، أنتم تتحملون مسؤولية ما حصل في ربع القرنٍ الأخير وصولًا إلى اليوم، بداء من الفساد في الطرقات  والكهرباء والبيئة، مرورا بالمعاينة الميكانيكية والمطار والمرفأ  وصولا إلى نادي الغولف والأبنية الحكومية والنفايات والبواخر..

هناك سُرقت مليارات الدولة، بإشراف سياسيّ من بعض الذين ينادون بمحاربة الفساد الان.

وبعد ماذا أقول لكم يا لصوصي الاعزاء؟

من اين لكم كل هذا؟ انت وزوجتك وابناؤك؟!.

لن يقوم البلد من كبوته وكارثته طالما الشعب ينام نومة أهل الكهف ولا يثور... فهل يثور الغنم يا ترى ؟

سلام..

 

السيد حسن نصر الله والخليفة عمر بن الخطاب

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/28 نيسان 2019

 لهذه التوجيهات دلالات عميقة ومُؤثّرة عن أحوال رجال الدين المتفرّغين للنشاط الحزبي والدّعوي، والذين نسوا وتناسوا أبسط مهامهم الدينية. في منشورٍ نُسب لسماحة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حول لقائه مع لجان المجالس في المناطق، يُفصح عن تهاونٍ وتراخٍ في التبليغ الديني المُكلّف به تلفزيون المنار من جهة، ورجال الدين المنتشرين في المناطق من جهة أخرى، دون أن يُغفل مسؤولية بعض قادة "الشِعب" في الحزب، والذين يتخلّفون عن متابعة "شِعبهم" وعدم الحضور إلى المسجد للصلاة ومتابعة شؤونه. يعترض سماحته على"انغماس" تلفزيون المنار في منافسة سائر القنوات التلفزيونية في عرض المسلسلات الرمضانية، سعياً وراء رفع نسبة المشاهدين، ودعا القيّمين عليه للحدّ من هذه المسلسلات والتركيز على الأدعية الرمضانية وتغطية الأمسيات القرآنية، أمّا اعتراضه على رجال الدين، فيكشف مدى "الفساد" الذي لحق ببعضهم، بتخلُّفهم عن ارتياد المساجد والصلاة خلف الإمام، كما لفت أنظارهم إلى وجوب الحضور للمسجد مشياً على الأقدام، وفي ذلك تعريضٌ باعتيادهم ركوب المواصلات الفارهة، وغالباً ما يتّخذ "المُنعّمون" منهم سائقين خصوصيّين. لهذه التوجيهات دلالات عميقة ومُؤثّرة عن أحوال رجال الدين "المتفرّغين" للنشاط الحزبي والدّعوي، والذين نسوا وتناسوا أبسط مهامهم الدينية والاجتماعية والأخلاقية، حتى اضطرّ أعلى سلطة دينية وحزبية في حزب الله إصدار التنبيهات "الجارحة"، والتي يطّلع عليها جمهور الحزب وبيئته الحاضنة، مع أنّ هذا الجمهور يتمنّى بلهفة لو أنّ السيد يُخاطب هؤلاء "الفاسدين" بلهجة حازمة ورادعة كما خاطب ذات يومٍ الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أبي موسى الأشعري بقوله:

بلغني أنّه قد فشا لك ولأهل بيتك هيئةٌ في لباسك ومطعمك ومركبك ليس للمسلمين مثلها، فإياك يا عبدالله أن تكون بمنزلة البهيمة مرّت بوادٍ خصيب، فلم يكن لها همٌّ إلاّ السِّمن، وإنّما حتفها في السِّمن، واعلم أنّ العامل إذا زاغ زاغت رعيّتُه، وأشقى الناس من شقي الناسُ به والسلام.

 

وليد جنبلاط يعيش تحت خطر الاغتيال وتصريحات تعري حقيقة حزب الله

بيروت –العرب/29 نيسان/تتخوّف الدوائر الأمنية اللبنانية من احتمال تعرض الزعيم الدرزي وليد جنبلاط للاغتيال على خلفية مواقفه الجديدة التي أعلنها ضد الرئيس السوري بشار الأسد والتوتر الراهن بينه وبين حزب الله.

وقالت مصادر أمنية لبنانية إن فرضية الاعتداء الجسدي أو الاغتيال لا تستند حتى الآن على معلومات ومعطيات، إلا أن السياق السياسي المتوتر في الداخل اللبناني والضغوط التي يتعرض لها حزب الله بسبب العقوبات والملاحقات الأميركية، قد يفتحان الباب أمام تفجير الوضع الداخلي من خلال استهداف شخصية مفصلية كبرى يمثلها جنبلاط.

ولفتت المصادر إلى أن الظروف التي رفعت من مستوى الإنذار بشأن عودة الاغتيالات إلى لبنان لاسيما ضد زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، لا تستند فقط على ما عبّر عنه جنبلاط في المقابلة التي أجراها على قناة “روسيا اليوم” مؤخرا، بل على توتّر تصاعد في الأسابيع الأخيرة بين جنبلاط وفريقه السياسي من جهة وحزب الله من جهة ثانية. وكان جنبلاط قد قال في مقابلة مع القناة الروسية إن الرئيس السوري بشار الأسد، ونقلا عن دبلوماسي روسي التقاه عام 2012، قد أرسل رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عبر روسيا يطمئنه عن عدم عدوانية دولة علوية في سوريا على إسرائيل، وإن نتنياهو اشترط استعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أعدمته دمشق في 18 مايو 1965. ووصف جنبلاط “الأسد صديق روسيا” بأنه “أكبر كذاب في العالم” في الادعاء بالعداء لإسرائيل. وذهب جنبلاط إلى أبعد من ذلك حين أكد أن مزارع شبعا التي يطالب لبنان بانسحاب إسرائيل منها ليست لبنانية، وأنه تم التلاعب بالخرائط لصالح النظام السوري. واعتبر مراقبون موقف جنبلاط تشكيكا برواية حزب الله الذي يعتبر أن سلاحه ضرورة لتحرير كافة الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها إسرائيل. وعقب الحملة التي شنت على جنبلاط ما كشفه حول مزارع شبعا، قال جنبلاط، السبت، إن موقفه هذا يعود إلى عام 2000 بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.

وأضاف “بعد التحرير عام 2000 كان لي نفس الموقف عندما طالبت بإعادة التموضع للجيش السوري .آنذاك جرى التخوين واليوم أيضا”. ولفت جنبلاط إلى أنه “قد تكون هناك أراض يملكها لبنانيون في مزارع شبعا وكفرشوبا وغيرها، لكن الملكية شيء والسيادة شيء آخر”.

وقال جنبلاط “آنذاك أجمعنا على اتخاذ كل الإجراءات لتثبيت لبنانيتها (مزارع شبعا) من خلال التحديد وفق الإجراءات والأصول المعتمدة والمقبولة لدى الأمم المتحدة، الأمر الذي لم يجر، كما أن الحكومة السورية رفضت إعطاء لبنان الأوراق الثبوتية حول لبنانية المزارع. فكان أن بقيت السيادة مبهمة حتى هذه اللحظة لكن ربحنا سفارة سورية في لبنان”. ورأى بعض المراقبين أن موقف جنبلاط من مزارع شبعا ينقل الزعيم الدرزي من اللعبة الداخلية إلى تأمل خرائط جديدة للمنطقة مع ما يتطلبه ذلك من إسقاط لفرضيات جغرافية لطالما التصقت بخطاب أيديولوجي شعبوي عملت على ترويجه دمشق وطهران في السنوات التي تلت الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان. وذكرت أوساط  مقربة من جنبلاط أن الرجل يراقب حملة مدروسة للنيل من زعامته على رأس الطائفة الدرزية في لبنان وما يمثله لدى الدروز في سوريا وفلسطين. وقالت إن جنبلاط كان اعترض على قانون الانتخابات الذي اعتبره مراقبون مُفصّلا لإضعاف المساحة البرلمانية الجنبلاطية داخل مجلس النواب، وإن نجاح جنبلاط في الاحتفاظ بحصة وازنة رغم هذا القانون، دفع مستهدفيه إلى الضغط لخفض حصته الوزارية.

ويرى مقرّبون من جنبلاط أن حلفاء دمشق وحزب الله بالتحالف مع تيار رئيس الجمهورية ميشال عون، عملوا على فرض ممثل لخصم جنبلاط، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، داخل الحكومة، كما يسعون لتقليص حصة البيئة الجنبلاطية داخل مؤسسات الإدارة اللبنانية.

وأضاف هؤلاء أن تطورات جديدة تعبر عن خطة لمحاصرة الجنبلاطية  في لبنان ظهرت من خلال قرار صدر مؤخرا عن مجلس شورى الدولة. وأتى هذا التوتر على خلفية مواقف أطلقها جنبلاط ضد سلاح حزب الله بشكل غير مباشر، مطالبا بأن “تكون وحدة الإمرة الأمنية والدفاعية في مواجهة الأعداء للجيش اللبناني فقط”. وكان جنبلاط قد أعلن قبل أسابيع أنه تلقى عتبا من حزب الله يلومه فيه على مواقفه ضد إيران في ما اعتبر خطا أحمر لن يتهاون الحزب مع من تسوّل له نفسه اختراقه. ودعا مراقبون إلى عدم التقليل من جدية المخاطر التي يتعرض لها جنبلاط، وأن تصاعد مواقف الرجل ضد دمشق مباشرة وضد حزب الله بشكل موارب، قد تكون مستندة على ما يملكه من معطيات عما يحاك ضده من قبل فريق الممانعة المحلي والإقليمي. ورأى مراقبون أن تصريحات جنبلاط من خلال منبر إعلامي روسي قد تكون لها دلالات، خصوصا أن سياسة الزعيم الروسي فلاديمير بوتين تستند على الدفاع عن النظام السوري والتمسك حتى الآن برئيسه بشار الأسد.

وأضاف هؤلاء أن تصعيد جنبلاط مواقفه ضد الأسد قد يكون مستوحى من معلومات لدى جنبلاط عن مزاج روسي جديد حيال الأسد داخل سياق التنافس الروسي مع إيران على تقاسم النفوذ داخل سوريا. ويرى بعض المراقبين أن توتر موقف جنبلاط مع دمشق وإيران وحزب الله قد يكون مستندا على رعاية روسية خصوصا بعد اللقاء الذي جمعه مؤخرا مع السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين. غير أن زاسبيكين ردّ، السبت، على كلام جنبلاط بشأن إشارته إلى رسالة الأسد لنتنياهو نقلا عن دبلوماسي روسي، فأكد أن “روسيا منذ بداية الأزمة السورية تعتبر الأسد زعيم الشعب السوري بكل فئاته”، مشيرا إلى أن “هذا الموقف معلن في الإعلام وفي الاتصالات الجانبية لروسيا مع الدول الأخرى”، نافيا علمه بأي معلومات وصلت إلى جنبلاط من أي دبلوماسي روسي. ومعروف أن الجنبلاطية السياسية في لبنان كانت تحظى بعلاقات مميزة مع موسكو في عهد الاتحاد السوفييتي، غير أن هذه العلاقات تراجعت، خصوصا مع انطلاق الثورة السورية ضد نظام دمشق، غير أن زيارات وفود الحزب التقدمي الاشتراكي تكررت في السنوات الأخيرة فيما بقيت سبل التواصل على قاعدة الخلاف حول الموضوع السوري مفتوحة بين موسكو والمختارة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 28/4/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

خطف الأضواء العالمية عصر اليوم، حادث استهداف كنيس يهودي شرق كاليفورنيا بإطلاق نار، أسفر عن قتيل وعدد من الجرحى. ويبقى الترقب سيد الموقف حيال ما سيلي الحادث.

محليا، بعد أعياد الفصح والقيامة المجيدة، والتي تتجلى فيها معاني النهوض والتجدد والرجاء، وتغلب الحياة على الموت، والحرية على العبودية، وقبل حلول شهر رمضان المبارك، ينصرف اللبنانيون على مستوى مجلس الوزراء خصوصا، إلى الخوض في مواد مشروع الموازنة، بدءا من الثلاثاء المقبل، وفي جلسات متتالية، من أجل إقرار الموازنة العامة للدولة اللبنانية، وإحالتها كمشروع قانون إلى المجلس النيابي في أقرب وقت لمناقشته والمصادقة على صيغته النهائية.

في الغضون، اللبنانيون على مستوى الناس غير الموجودين في سدة المسؤوليات الكبرى، ينتظرون كي يروا ما إذا كانت الإجراءات التي تسمى موجعة، ستكون مفيدة وغير موجعة.

في أي حال، مجمل قداديس الفصح المجيد، وأبرزها لمتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، شددت اليوم أيضا على الذهاب إلى وقف الهدر والصفقات وتحسين الجبايات، بدل استهداف جيوب الفقراء ومتوسطي الدخل والحال. كذلك البطريرك الراعي كرر اليوم الموقف نفسه. الشيخ نعيم قاسم من جهته دعا إلى موازنة معتدلة.

وإذا كان لبنان، على مستوى المسؤولين والعاملين في الشأن العام وكذلك الخاص، يتهيبون الأوضاع الإقتصادية والمعيشية كما السياسية، في وسط منطقة مضطربة وتطورات مريبة تحصل حول لبنان، فإن التوجسات تكبر أكثر فأكثر، مما يسمى في واشنطن وتل أبيب "صفقة القرن" أو مما يسميه آخرون "صفعة القرن"، خصوصا أن نتنياهو وترامب يتناغمان ويتواطآن على موجة إقليمية واحدة، والقضية المركزية، القضية الفلسطينية، "بالدق" أي في أوضاع حرجة جدا.

أمنيا محليا، ساد توتر شديد اليوم مخيم عين الحلوة، على خلفية مقتل أحد كوادر "فتح" محمد أبو الكل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

عيد مجيد... بعد خميس الأسرار والجمعة العظيمة وسبت النور، احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي بالفصح، قبل اثنين الباعوث.

ومع انقضاء عطلة الأعياد مساء غد، يسلك لبنان درب جلجلة الموازنة التي تفتح صفحاتها الألف وأكثر، على طاولة مجلس الوزراء اعتبارا من الثلاثاء المقبل، وصولا إلى إقرارها.

في يوم الفصح، دعوة من البطريرك الماروني إلى الحكومة والمجلس، للإسراع في إقرار موازنة مخفوضة العجز، مع ضبط أبواب الهدر ولململة أموال الدولة من المرافق والأملاك البحرية، والتقشف في الإنفاق والأسفار.

وفي عظة الفصح أيضا، دعوة من متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس لانتفاضة حقيقية على كل الألاعيب، ولإعلان حالة طوارىء اقتصادية، ولوقف استباحة الدولة وقوانينها.

أبعد من لبنان، أطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم سراح اثنين من المعتقلين السوريين في سجونها، بعد أقل من شهر على تسلمها رفات جندي إسرائيلي عثر عليه الروس في سوريا. ويبدو أن الخطوة الإسرائيلية جاءت بطلب من موسكو التي ضغطت عليها السلطات السورية، بحسب ما أفاد مصدر حكومي في دمشق، لكن الأمر لم يرق إلى مرتبة صفقة تبادل.

على المسار الإيراني- الأميركي، ومع اقتراب الموعد الذي ضربته واشنطن لتصفير صادرات طهران النفطية، برزت جملة وقائع سياسية وميدانية على هذا المسار. فعلى المستوى الميداني، تحليق لطائرة مسيرة تابعة للحرس الثوري الإيراني فوق حاملة طائرات أميركية في الخليج.

وعلى المستوى السياسي، كلام لرئيس الأركان الإيراني: أمن مضيق هرمز هو مسؤوليتنا، ونريده أن يبقى مفتوحا، لكننا قادرون على إغلاقه إذا تمادى الأعداء. وفي الكلام الإيراني: إذا لم يعبر النفط الإيراني مضيق هرمز فلن يعبره نفط آخر.

أما رأس الدبلوماسية الإيرانية فكان له كلام آخر، الإنسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية أحد خياراتنا، قال محمد جواد ظريف الذي يحزم حقائبه استعدادا لزيارة روسيا وكوريا الشمالية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

فصح مجيد للطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي.

غدا تنتهي عطلة الفصح، لتنطلق بعدها "حكومة إلى العمل"، اعتبارا من يوم الثلاثاء، في مناقشة مشروع موازنة العام 2019 على مدى أكثر من جلسة، وستكون مواقف القوى السياسية تحت المجهر لناحية المناقشات المسؤولة بعيدا عن المزايدات والشعبوية.

الصورة الضبابية للوضع الاقتصادي والمالي في لبنان، عكستها عظة المطران الياس عوده، الذي قال إن المطلوب التخلي عن المناكفات، وإعلان حال طوارئ إقتصادية، واطلاق مسار اصلاحي متعدد الجبهات. فيما ناشد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الحكومة والمجلس النيابي، الإسراع في إقرار الموازنة وضبط أبواب هدر المال العام.

واليوم برز رد الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري، على هجوم نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم على المملكة العربية السعودية بالقول: لا شك أن سماحته مخطئ في العنوان، فما قاله عن السعودية لا ينطبق إلا على إيران، بيت مال تخريب المجتمعات العربية وتنظيم الحروب الأهلية والمذهبية في المنطقة، مؤكدا أن السعودية على عكس إيران التي يحاصرها إجرامها ويعزلها عن العالم، هي قبلة المسلمين والعرب والعالم، وهي بيت كرامة العرب مهما كره الكارهون، ومملكة الحزم التي ستبقى تتصدى للتخريب الإيراني في كل الساحات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على عتبة يوم الثلاثاء، يقف مشروع الموازنة. وبعد عطلة الفصح يفصح كل طرف بما لديه من ملاحظات، في جلسات حكومية تتكرر بنسخات متتابعة، ويتوقع أن تخلص إلى نتائج تحت سقف التوافق الساري في البلد.

على الموازنة أن تجمع بين أمرين: شد الأحزمة وشحذ الهمم، وأن يكون فيها عدالة وإعتدال لمصلحة الشعب اللبناني، وفق نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، الذي أعلن أن الحزب سيعبر عن موقفه الذي يعكف على بنائه حاليا في مجلس الوزراء وفي مجلس النواب.

في المنطقة، التمادي الأميركي ضد استقرار العراق يتواصل، يقابله التفاف عراقي متمسك بالانجازات التي أوجعت الادارة الأميركية في السنوات الماضية، وصولا إلى إفشال محاولات فك الارتباط التاريخي والشعبي بين العراق وجارته ايران في زمن العقوبات الأميركية المتصاعدة ضد طهران.

وبلغة تفهم واشنطن تداعياتها جيدا، حققت القدرات الجوية الايرانية خرقا لأمن حاملات الطائرات الأميركية في مياه الخليج، على جناح طائرة "أبابيل" التي حملها الحرس الثوري أشد رسائله إلى الآن، بعد وصفه أميركيا بالارهاب، وعشية أيام دقيقة لن تحتمل فيها الدول العابرة نفطيا لمضيق هرمز شرارة واحدة جراء أي مغامرة أميركية غير محسوبة النتائج. إنها قاعدة واضحة أرساها الايرانيون: مضيق هرمز لنفط الجميع أو للا أحد، بحسب رئيس هيئة الأركان الايرانية اللواء محمد باقري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بعد "الزوبعة في فنجان" حول قضية مزارع شبعا اللبنانية، التي يتوقع أن يطوي صفحتها من فتحها، على جري العادة، ينصب الاهتمام اعتبارا من الثلاثاء على العنوان الأهم في المرحلة الراهنة: إقرار الموازنة الجديدة في أقرب وقت، مع أكبر قدر ممكن من الاصلاحات، بعيدا عن منطق الشائعات والاستنتاجات حول تخفيضات من هنا وضرائب من هناك، قبل أن يكون في المتناول أي طرح ملموس، ليبنى على الشيء مقتضاه.

وفي هذا السياق، من الواضح أن استعادة الثقة بين المواطن والشريحة الأوسع من القوى السياسية، ولاسيما تلك الممثلة في مجلس النواب، باتت أولوية. وفي هذه النقطة بالذات يكمن الجوهر، ذلك أن اللبنانيين باتوا يتخذون من أي خطوة تطرح، ولو كانت محقة، موقف المشكك، نظرا إلى التجارب البشعة التي قاسوا الأمرين منها على مدى عقود.

أما على خط مكافحة الفساد، فيسجل للعهد الحالي اتخاذه خطوات واعدة، ولو أن المطلوب أكثر بكثير.

وإذا كان العدل أساس الملك، فالقضاء هو وسيلة تحقيق العدالة، وتنقية القضاء تبقى المدخل الوحيد للإصلاح، إلى جانب تفعيل الهيئات الرقابية المختلفة، لتكريس عملية إصلاحية مستدامة، فلا يكون الاصلاح شعارا سياسيا موسميا يلجأ إليه كثيرون.

وفي غضون ذلك، يبقى عبء النزوح الخطر الأكبر الذي يجثم على صدور اللبنانيين. فالمجتمع الدولي لا يزال غير معني، ولو رصدت في المدة الأخيرة تحولات في المواقف، أبرزها كلام وزير الخارجية الأميركية بعد زيارته الأخيرة للبنان. أما على مستوى الداخل، فحدث ولا حرج.

لماذا أثار جنبلاط ما أثاره في الأيام الماضية؟، هل للأمر خلفيات خارجية كما ذهب البعض، أم هي اعتبارات داخلية محض كما جزم البعض الآخر؟. السؤال لن يجد له جوابا حاسما على الارجح، تماما كسائر السوابق في هذا المجال. لذا يبقى الأجدى في كل الأحوال، التركيز على الاجدى. أما الاكتفاء بالهرب إلى الامام، وطمر الرأس في الرمل كالنعامة، فتصرفان لا يؤديان في أحسن الأحوال إلا إلى مزيد من الخلل والتراجع في البنية الاقتصادية، وربما المالية، على ارض سياسية هشة أصلا، جراء التركيبة المحلية المعروفة، والاقليمية والدولية المتعارف عليها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

المسيح قام، حقا قام. ومع إنتهاء عطلة الفصح بعد غد الثلاثاء، ستفتح الملفات الساخنة دفعة واحدة، ليتبين أن لبنان لا يزال على طريق الجلجلة.

الملف الساخن الأول، موازنة التقشف وما تطرحة من صعوبات وتحديات على الطبقتين الوسطى والفقيرة. وفي هذا المجال لفت ما قاله رئيس الإتحاد العمالي العام ل"أم تي في"، من أن الاتحاد سيتابع بدقة ما يحصل في مجلس الوزراء، وأنه سيشارك في اجتماعات اللجان النيابية، وسينزل إلى الشارع في حال رأى أن بعض بنود الموازنة الجديدة تستهدف الناس في لقمة عيشهم.

فإذا عطفنا هذا الموقف على ما يتردد عن نزول المتقاعدين العسكريين إلى الشارع يوم الثلاثاء وإقفالهم عددا من الطرقات الرئيسية، يتأكد أن إقرار موازنة التقشف لن يكون نزهة، ويستلزم عملية قيصرية. ما يثبت ما قاله أحد كبار المسؤولين في مجلس خاص، عندما اعتبر الموازنة الحالية أهم وأدق وأخطر موازنة في تاريخ لبنان.

الملف الساخن الثاني، الضغط الأميركي على إيران وحلفائها، وهو أمر له تداعياته المباشرة وغير المباشرة على الواقع اللبناني. في هذا الإطار لفت الحديث الناري للمبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك، الذي أدلى به إلى مراسلنا في واشنطن، فهوك وبخلاف ما أشاعه الوفد اللبناني الذي زار العاصمة الأميركية، أكد أن خيار فرض عقوبات على حلفاء "حزب الله" وإيران لم يسقط بالنسبة إلى وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو، وبالتالي فإن كل من يؤمن الدعم المادي للحزب الإرهابي، كما وصفه هوك، معرض للمحاكمة الجنائية.

على أي حال، المقابلة التي نستمع إلى أبرز ما ورد فيها في بداية النشرة، تثبت مرة جديدة أن الأشهر المقبلة صعبة على لبنان، وأن الوضع الإقليمي المتفجر قد تكون له انعكاسات صعبة في لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

من فتح مدرسة أقفل سجنا، ولكن من يقفل جامعة فماذا يفتح؟. الجواب بسيط: يفتح باب الهدر المالي على مصراعيه. وإليكم القصة: في وقت تفتش فيه الدولة عن فلس الأرملة، في ضريبة من هنا ورسم من هناك، تغض النظر وتنسى وتتناسى وفرا يمكن تحقيقه في أكثر من مجال، تماما كما هو حاصل في أحد المباني المستأجرة من الجامعة اللبنانية من دون استعمالها.

مبنى في المنصورية- الديشونية، دفعت عليه خزينة الدولة ما يتجاوز العشرين مليون دولار، لكنه مبنى مهجور.

تعاقب على وزارة التربية منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى اليوم، خمسة وعشرون وزيرا، ولم يعرفوا بهذا المبنى، وربما عرفوا وطنشوا، كما تعاقب على رئاسة الجامعة اللبنانية الدكاترة أسعد دياب وابراهيم قبيسي وعدنان السيد حسين وفؤاد أيوب، وما زال المبنى يدفع إيجاره من دون استعماله.

مبنى المنصورية- الديشونية مثال صارخ على الهدر وبقاء مزراب الصرف مفتوحا، فهل تصل هذه الفضيحة إلى طاولة مجلس الوزراء بعد غد الثلاثاء، بالتزامن مع انعقاد الجلسة الأولى المخصصة للموازنة؟.

بعد غد الثلاثاء سيكون التأهب سيد الموقف، سواء من جهة القطاعات التي يمكن أن يستهدفها التقشف، أو لجهة القطاعات التي يمكن أن يستهدفها طلب التمويل، وفي الحالين فإن الحكومة ستكون محكومة بالمهل القصيرة لأنها لا تملك ترف إطالة الوقت في الجلسات، خصوصا أن الصرف على القاعدة الإثنتي عشرية شغال وبقوة، ومن شأنه أن يضرب أي بنود تقشفية في الموازنة.

في أي حال، يوم وتبدأ رحلة الألف ميل توصلا إلى موازنة تحاكي التقشف وشروط "سيدر"، وفي الإنتظار، ماذا عن مبنى مزراب الهدر التابع للجامعة اللبنانية الذي مرت عليه عهود خمسة وعشرون وزير تربية وأربعة رؤساء جامعة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ارتفع سعر صرف تصريح وليد جنبلاط إلى أعلى معدلاته، وانتقلت صكوكه السياسية من عين دارة إلى رادار المختارة، وهذا الرادار التقط بحسب اللواء النائب جميل السيد إشارات العبور إلى "صفقة القرن"، فقرأ زعيم الجبل تحولات في المنطقة دفعته إلى التموضع.

وبشهادة اللواء المشرف على تفاوض عام 2000 على عهد الرئيسين إميل لحود وسليم الحص، فإن السيد وضع جنبلاط في حصيلة المفاوضات مع تيري رود لارسن والذي عبره جرى إبلاغ إسرائيل استعداد لبنان "ترييح" المقاومة، في مقابل إنهاء احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وفي حينه رفضت إسرائيل هذا العرض. واليوم وكما في عام 2006 يعود جنبلاط إلى القراءة في خلط الأوراق، ليرى عزلة قادمة على "حزب الله" إذا ما انتصر ترامب وحلفاؤه في الخليج، وطبقت العقوبات على إيران، وسارت من خلفها "صفقة القرن"، فينتهي دور الحزب في لبنان. والمسألة بالنسبة إلى جميل السيد: "لا كسارة ولا قصة حجارة".

لكن استطلاعا آخر ومسحا شاملا أجراه الوزير السابق مروان شربل، جاءت نتيجته أن وليد جنبلاط "ضاقت به السبل وبدو يحكي سياسي"، ومن باب معمل فتوش طرق أبواب "حزب الله"، لأنه لا يستغني عن الحزب ولا "حزب الله" يترك زعيم الجبل. فالخلاف، وفقا لشربل، هو سياسي، لاسيما أن جنبلاط فقد دوره كبيضة قبان.

وعلى تقويم دارة خلدة، فإن المزارع لبنانية بالثلاثة، وقد انتزع الوزير السابق طلال أرسلان الجنسية الوطنية من كل طاعن في ملكيتها، وقال: "من يفكر في التخلي عنها أو في طعن المقاومة هو مجرد من الحس الوطني والقومي". لتبقى الكلمة الفصل لأهالي المزارع ومالكيها، والذين طالبوا زعيم الحزب "التقدمي" اليوم بوثيقة واحدة تثبت أن المزارع سورية، وعندها فهم على استعداد للتخلي عن جنسيتهم. في وقت لم يعلق جنبلاط على طلب "هيئة أبناء العرقوب"، والتي دعته إلى التراجع عن تصريحه بشأن عدم لبنانية المزارع، وأحالته إلى مواقف الرؤساء الثلاثة في شأن شبعا وتلال كفرشوبا والغجر.

وإذا كان وليد جنبلاط لم يحترم مبدأ السيادة على الأرض، فإن عدم الاحترام من شيم الكبار المشرفين على العالم، ويحركون قادته كالدمى، وسط ضغط وابتزاز في دفع الأموال لقاء الحماية. واليوم كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مضمون اتصال مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، بشأن دفع الرياض ثمنا للحماية العسكرية التي توفرها لها واشنطن. وقال ترامب خلال تجمع في ولاية ويسكونسن إنه خاطب سلمان بالتالي: "أيها الملك، لقد أنفقنا الكثير ونحن ندافع عنك، وأنت تملك الكثير من المال". حينها قال ملك السعودية: "لكن لماذا تتصل بي؟، لا أحد أجرى معي اتصالا كهذا في السابق"، فقال ترامب: "هذا لأنهم كانوا أغبياء".

هذه أميركا، على صورة رئيسها الذي لا يوفر مناسبة إلا ويظهر زعماء عربا في موقع من يسدد الفواتير، وأنه الزعيم القابض على العرش.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فصل جديد من التصعيد بين جنبلاط و”حزب الله”

بيروت ـ “السياسة” /28 نيسان/19/يبدو التصعيد في المواقف بين رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط و”حزب الله”، مرشح لأن يشهد فصولاً جديدة في المواجهة، في ظل تشبث الأول برأيه وتمسكه بما قاله بشأن مزارع شبعا التي اعتبرها أنها سورية وليست لبنانية، ما أثار غضب “قوى الممانعة”، التي شنت هجوماً عنيفاً على جنبلاط، معتبرة أن كلامه يقوي حجج إسرائيل ويعطيها مبرراً لعدم الانسحاب من المزارع. وأكدت أوساط جنبلاط لـ”السياسة”، أن “الحملة ضد رئيس الاشتراكي لن تغير في قناعاته وبالتالي فهو مصر على ماقاله، ولن يتوقف عند هذه الحملة الرخيصة التي تشنها أبواق النظام السوري”، مشيرة إلى أن “المرحلة صعبة ولا بد من المواجهة مع هذا النظام الذي يريد فرض هيمنته مجدداً”. وفي السياق، أشار النائب السابق فارس سعيد على حسابه بموقع “تويتر”، إلى أن “رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أطلق إشارة التلاقي مع مطالبة بكركي بانسحاب الجيش السوري خلال مناقشة بيان حكومة الرئيس الحريري في العام 2000، حينها قالوا إن بنادق المقاومين لن ترحم العملاء مثل جنبلاط”، مشيراً إلى أن “المشهد يتكرر حالياً”. وسأل “من يلاقي جنبلاط؟”، مشدداً على “أننا الناس الغير ممثلين في مجلس النواب نؤيده”، معتبراً أن “ربط موقف جنبلاط من مزارع شبعا بمعمل عين دارة تبسيط لا ينفع”.

 

“تعليمات سورية” لتحجيم جنبلاط.. وإحداث فتنة في الجبل!

وجدي العريضي/الشرق الأوسط/28 نيسان/19

استمر السجال في لبنان حول المواقف الأخيرة التي أطلقها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب السابق وليد جنبلاط، وتحديداً تلك المتعلقة بمزارع شبعا، وقوله إنها «غير لبنانية».

ورد جنبلاط، السبت، على الحملات ضده، قائلاً: «قبل هذا السيل من الاتهامات والتهجمات، أذكّر بالتالي: بعد التحرير، عام 2000، كان لي الموقف نفسه، عندما طالبت بإعادة التموضع للجيش السوري. آنذاك، جرى التخوين، واليوم أيضاً. قد تكون هناك أراضٍ يملكها لبنانيون في مزارع شبعا وكفرشوبا وغيرها، لكن الملكية شيء والسيادة شيء آخر، بعد أن أحرقت الخرائط». وأكد جنبلاط أن الحكومة السورية رفضت إعطاء لبنان الأوراق الثبوتية حول لبنانية المزارع، فكان أن بقيت السيادة مبهمة حتى هذه اللحظة، لكن ربحنا سفارة»، وتوجّه إلى منتقديه قائلاً: «خذوا راحتكم بالتخوين والتحليل، سنكمل المسيرة بهدوء، ونترك لكم منابر القدح والذم». أتى ذلك في وقت طالبت فيه هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا جنبلاط بالتراجع عما قاله، آسفة في بيان لها «أن يعود رئيس الاشتراكي بالجدل حول حقنا في أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهو جدل تجاوزناه منذ سنوات حين التقينا به، وسلمناه ملفاً عن لبنانية المزارع والتلال، وأعدنا تسليمه هذا الملف في أثناء انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في مجلس النواب، برئاسة الرئيس نبيه بري، حيث صدر قرار بإجماع وطني، بتاريخ 7 آذار 2016، بأن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هي أراض لبنانية محتلة من قبل العدو الصهيوني، ويجب تحريرها».

وفيما علمت «الشرق الأوسط» أن هناك تعميماً من قبل جنبلاط وقيادة حزبه بضرورة عدم الرد من قبل وزراء ونواب «اللقاء الديمقراطي» على كل الحملات والمواقف ضده، خصوصاً من قبل النائب طلال أرسلان، قال مصدر نيابي في «اللقاء الديمقراطي» لـ«الشرق الأوسط»، إن التعليمات المعطاة للبعض من قبل النظام السوري ما زالت سارية المفعول منذ ما قبل الانتخابات النيابية، بغية العمل على تحجيم جنبلاط، في حين شرع النظام مؤخراً، وعبر حلفائه، في فتح معركة المؤسسات الدرزية الرسمية والشرعية، من مشيخة العقل إلى المجلس المذهبي وقانون الأوقاف، وتركت المهمة للنائب أرسلان ليتولاها، حيث شن حملة عنيفة على مشيخة العقل والأوقاف، على خلفية مسائل عقارية مزعومة، نفتها المشيخة عبر بيان فندت فيه كل هذه المزاعم. ورأى المصدر أن المطلوب جراء تلك المواقف التصعيدية إحداث فتنة في الجبل، لكن لولا المساعي وحكمة جنبلاط في منع محازبيه ومناصريه من الردود على الاستفزازات، لكنا شاهدنا اهتزازاً لاستقرار الجبل، مؤكداً أن «أمن الجبل واستقراره خط أحمر، ونحن كحزب اشتراكي ولقاء ديمقراطي سبق أن طالبنا بأن يكون الأمن ممسوكاً فقط من الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية. وبدورنا، نرفع الغطاء عن أي كان، في حال حصلت إشكالات، أو حتى الرد على الذين يحاولون جرنا إلى الفتنة المطلوبة من بشار الأسد».

ويسأل المصدر: «جنبلاط تحدث في السياسة حول المسائل الداخلية والإقليمية، فهل ذلك بات من المحرمات أم أنه ممنوع المس بنظام يقتل شعبه ويسعى إلى فتنة في الجبل ولبنان؟»، متوجهاً إلى حلفاء النظام السوري بالقول: «لماذا هذا الصمت المطبق حول نقل رفات الجنود الإسرائيليين إلى تل أبيب عبر روسيا؟ فلم نسمع (حزب الله)، ولا سائر منظومة (الممانعة)، يستنكرون – ولو بخجل – ما جرى من مهزلة وبيع وشراء من قبل النظام السوري مع تل أبيب، الذي ليس بجديد، باعتبارها تحمي الأسد من السقوط».

 

ريفي: “قوى الممانعة” حاولت منعي من زيارة البقاع

بيروت ـ “السياسة” /28 نيسان 2019/في سياق عرضه للملابسات التي رافقت زيارته بلدة سعد نايل البقاعية، أعلن الوزير السابق أشرف ريفي أن “قوى الممانعة، المتمثلة بسرايا المقاومة وأسيادها، حاولت ثنيي، عن زيارة بلدة سعدنايل، خوفاً من المفاعيل الشعبية في البلدة، واستخدمت بعض وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، لثنيي عن الزيارة، وإجباري على الاعتذار”. وإذ أعرب عن ارتياحه للزيارة، قال إنه أصر على “القيام بهذه المهمة، لما لها من مفاعيل إيجابية، ولتوجيه رسائل إلى قوى الممانعة وسرايا المقاومة، أنها أضعف من أن تؤثر على قراراتي وبرنامج عملي، والتي بدورها صدمت بالزيارة وبمفاعيلها الإيجابية، فما كان منها إلا أن حاولت التشويش للتخفيف من نتائجها”. وأضاف “يسجل أن بعض المتهمين بالانتساب إلى سرايا المقاومة في سعدنايل، والمنبوذين من أبناء بلدتهم، وعلى رأسهم الشيخ (ب.ش)، الذي أنزله منذ مدة أهل البلدة، من على منبر المسجد، الذي كان يخطب فيه، بسبب أفكاره ومواقفه الغريبة عن البلدة، وتوجهها الوطني والعربي السيادي، قاموا بتعليق لافتة معدة مسبقا، ومناهضة لزيارتي لمدة دقائق معدودة، لتصويرها، ولإيهام الرأي العام، أن الزيارة كانت سلبية وفاشلة”. وقال إن “اللافتة، هي من سلوكيات أعضاء سرايا المقاومة المعدودين، الذين لا يعكسون إرادة ورأي بلدة سعدنايل البطلة والأوفياء للقضايا الوطنية”.

 

لبنان ملتزم تمويل محكمة الحريري

بيروت ـ “السياسة” /28 نيسان 2019/اكدت مصادر وزارية لـ”السياسة”، أن “الحكومة ملتزمة حصة لبنان في تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وأن الإجراءات التقشفية لن تطالها، لأن اللبنانيين حريصون على معرفة الحقيقة وإحقاق العدالة ومعاقبة المتورطين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه”، مشددة على أن “تمويل المحكمة محسوم ولا يمكن للبنان أن يتخلى عن واجبه في هذه القضية” . وكان منسق عام “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو، كشف أن “الكواليس تشهد تسويقاً لمشروع إلغاء مساهمة لبنان المالية في المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري ورفاقه بحجة التقشف”، مشيراً إلى أنه “في المقابل، يجب الاستعداد ليس فقط للتمسك بهذه المحكمة وإنما لتوسيع صلاحياتها او الانضمام الى محكمة الجنايات الدولية بعدما كُشف عن فساد في القضاء اللبناني”. ونشر ضو فيديو لنائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان خلال إلقائه كلمة السعودية في افتتاح أعمال “مؤتمر الأمن الدولي” في موسكو منذ أيام، وعلق على الفيديو قائلاً، إن “مقاربة موفقة ومعبرة جداً للأمير خالد بن سلمان لتوصيف الواقع في المنطقة، رؤية السعودية 2030 للاستقرار والتنمية مقابل رؤية إيران 1979، لإنتاج الحروب وتصديرها الى المنطقة والعالم”.

 

7 أخطاء قاتلة تُنذر بكارثة اقتصادية في لبنان

النهار/28 نيسان 2019/في ظل الخطر الاقتصادي الداهم، بدأت تتضح صورة الإصلاحات في #الموازنة المرتقبة، اذ يجري الحديث حالياً عن زيادة الإيرادات عبر رفع الضريبة على الفوائد من 7% إلى 10% وعلى شطر الدخل المرتفع (بمعدل 25%) وعلى القيمة المضافة إلى 15% وعلى المازوت والبنزين. كما يتم البحث في تقليص النفقات من طريق خفض خدمة الدين العام بنسبة 15% والحد من بعض التحويلات (كالقروض المدعومة والعطاءت للجمعيات وعجز الكهرباء) وكبح امتيازات موظفي القطاع العام عبر تجميد 15% من الرواتب والأجور ومعاشات التقاعد وتعويضات الصرف وإلغاء أو خفض كل ما يفيض عن أساس المعاش من ساعات إضافية ونقل ومخصصات اجتماعية واشتراكات ومساهمات في صناديق التعاضد. وعلى الرغم من هذه الإجراءت، فإنّ الانهيار حتمي برأي رئيس المعهد اللبناني لدراسات السوق الدكتور باتريك المارديني، لأنّ الدولة تتخبّط خبط عشواء وترتكب 7 أخطاء قاتلة ستطيح بالبلد عموماً، وبالطبقات الفقيرة خصوصا. ويفصّل المارديني أخطاء الإصلاحات السبعة المطروحة لـ "النهار" كالآتي:

- زيادة الضرائب والرسوم: حاولت الحكومة رفع ايراداتها في العام 2018 عبر زيادة العبء الضريبي، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً، إذ انخفض مدخولها مقارنة بالعام 2017. واليوم، تتّجه إلى تكرار الخطأ عينه، علماً أنّ لبنان تخطّى السقف الأقصى لقدرته على تحمل الضرائب (Laffer Curve). لذا فإنّ هذه الإجراءات الضريبية ستؤدّي إلى إفقار الجميع وإقفال المحال التجارية والمؤسسات الخاصة وتسريح العمال وتخفيض ايرادات الدولة كما حصل في العام الماضي.

- اللعب بالليرة: تشكّل خدمة الدين العام نحو 34% من الموازنة، من هنا اقتراح مفاوضة المصارف وإقناعها بتخفيض معدل الفوائد التي تتقاضاها من الدولة. ولكن تخفيض الفوائد من دون تخفيض خطورة الاستثمار في سندات الخزينة (Risk Premium on Sovereign Bonds) سيؤدي حتماً إلى هروب الرساميل من لبنان (flight-to-quality) والتفريط في سعر صرف العملة (Devaluation)، تماما كما حصل في #تركيا أخيراً. وإضافة إلى ذلك، فإنّ سياسة تسييل الدين العام، أي الطلب من مصرف لبنان إقراض الدولة بفوائد مدعومة، سيؤدي في الوضع الحالي إلى تضخّم يطيح هو الآخر بسعر صرف الليرة. وهذا تماما ما حصل في فنزويلا في العام 2018 حينما خسرت العملة 96% من قيمتها وبلغ التضخم 1,000,000%، والنتيجة خسارة الناس للقدرة الشرائية لرواتبهم ومدّخراتهم وتعويضاتهم وتقاعدهم بين ليلة وضحاها وانتشار الجوع والحرمان في صفوف الطبقات الفقيرة.

- الخلط بين التوظيف في الدولة ومساعدة الفقير: يقدّر عدد موظفي الإدارات والمؤسسات الرسمية بموظفَين لكل وظيفة فعلية، ويكلف ذلك الدولة نحو 35% من النفقات العامة. ودخل هؤلاء إلى الملاك أو التعاقد من طريق الواسطة والزبائنية والتنفيعات السياسية، وبات عددهم اليوم يشكل خطراً على مصير لبنان. لذا يتوجّب على كل وزير أن يقوم بخفض نصف عديد موظفي وزارته، فيتقاسم الأحزاب والزعماء الكلفة السياسية للإصلاح. أما التهرّب من المسؤولية والادّعاء بأنّ الفائض والفساد في التوظيف يهدفان إلى مساعدة الفقير، فهو مجرد ذرّ للرماد في العيون. ففقراء لبنان هم العاطلون عن العمل منذ أعوام، والعاملون في المهن الحرة المتواضعة التي تعاني ركوداً، ويدفع هؤلاء الفقراء كلفة الفائض بالدولة من جيبهم عبر الضرائب والديون.

- الامتناع عن خفض النفقات الاستثمارية: تشكّل النفقات الاستثمارية نحو 9% من موازنة الدولة وتتضمّن استملاكات وإنشاءات قيد التنفيذ وتجهيزات وصيانة. وبغضّ النظر عن الشوائب التي تشوب طريقة تحديد الأولويات وإجراء المناقصات، فإنّ الوضع المزري لميزانية الدولة لم يعد يسمح بهذا النوع من الإنفاق أصلاً. لذا، بدلاً من الاتكال على تمويل الدولة، يمكن إجراء هذه المشاريع على نفقة القطاع الخاص. كما أنّ هدف CEDRE تنفيذ مشاريع الاستثمار في البنى التحتية بعد إجراء الإصلاحات اللازمة، فلماذا الإنفاق عليها من خارج سيدر وقبل إجراء الإصلاحات؟

- الانتقائية في خفض التحويلات: يشكّل بند التحويلات نحو 16% من النفقات العامة (إذا ما استثنينا خسائر كهرباء_لبنان)، وهو مبلغ ضخم لم يفضح منه في الإعلام إلا ما تحصل عليه بعض الجمعيات المدعومة. اما معظم المجالس والهيئات والصناديق داخل القطاع العام، فلم يتم التطرق لها رغم انها لا تقوم بأي عمل جدّي يُذكر. وتم التغاضي أيضاً عن الدعم غير المُجدي للسلع والمواد. تخيّل مثلاً أنّ الدولة اللبنانية تدعم القمح غير الصالح لصناعة الخبز!

- الإبقاء على النظام الحالي للضمان والتقاعد الذي هو بمثابة قنبلة موقوتة: بدل أن تتكفل الدولة بدفع اشتراكات موظفيها ومساهماتهم في صناديق التعاضد والضمان، والتي هي على شفير الإفلاس، يجب العمل على إعطاء كلّ موظف خيار انتقاء صندوق معاشات التقاعد الذي يناسبه.

- التلاعب بالحسابات: بدأت عملية التلاعب عندما تم إلغاء عجز الكهرباء في موازنة العام 2018 بشحطة قلم وتحويله قرضاً من الدولة إلى كهرباء لبنان، ما سمح بتخفيض وهمي لنفقات الدولة بنحو 10%. وقد كان مثل هذا التلاعب بالأرقام بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في اليونان وأدت إلى الانهيار الكبير. ورداً على مقولة أنّ الوضع سيئ أصلاً، فكيف له أن يسوء أكثر، يوضح المارديني أنّه في العام 2011، أفلست 111 الف شركة يونانية وسرّحت عمالها وتضاعف معدل البطالة 3 مرّات وانخفض معدل الدخل الفردي بـ -25% وازدادت نسب الفقر والاكتئاب والانتحار والإدمان، وتشرّد نحو 20 ألف شخص وتحولوا إلى التسوّل. ويختم بأنّ "لبنان مقبل على ما هو أسوأ من اليونان".

 

حملة حكومية لمكافحة التعدّي على شبكة الكهرباء والتوافق السياسي أسقط الحماية الحزبية للمخالفين

يوسف دياب/الشرق الأوسط/28 نيسان 2019

بدأت وزارة الطاقة والمياه اللبنانية حملة مكافحة التعدي على شبكة الكهرباء، وشاركت الوزيرة ندى البستاني، في جولة مع الفرق الفنيّة، انطلاقاً من العاصمة بيروت، بمؤازرة القوى الأمنية لمواكبة الحملة، وأعلنت البستاني خلال حملة إزالة التعديات من منطقة الحمراء، أن «هناك توافقاً سياسياً على هذه الحملة»، مشيرة إلى أن «بلدية بيروت تدعم قرار إزالة التعديات فور العثور عليها، وتسطير محضر ضبط لدى إزالة المخالفة». وقالت: «سنخفض الأسبوع المقبل أسعار رسم الاشتراك على ساعة الكهرباء بأكثر من 75 في المائة، وبإمكان المتعدّي تقديم طلب تركيب ساعة».

واعتبرت البستاني أن الحملة التي تقوم بها «ليست ضد المواطن، بل تساعد لبنان على تخفيض الهدر الفني وغير الفني عن الشبكة، لتصبح خدمتنا أفضل وستتبعها إجراءات إدارية في مؤسسة كهرباء لبنان، ونساعد المواطن أن يدفع الاشتراكات والمحاضر والغرامات».

وأثارت هذه الحملة أسئلة حول توقيت انطلاقتها في عدد من المناطق اللبنانية، وما إذا كانت ستشمل مناطق محددة، أو أنه غير مسموح لها بدخول مناطق تحظى بحمايات أمنية وسياسية، إلا أن مصدراً مقرباً من وزيرة الطاقة أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحملة انطلقت الآن بعد موافقة مجلس الوزراء على خطة الكهرباء، التي تتضمن بنداً أساسياً يقضي بإزالة كل التعديات على الشبكة»، مؤكداً أن «التعديات لا تقتصر على منطقة معينة، بل هي موجودة في كلّ المناطق، وإن بنسب متفاوتة، وثمة خطة لإزالتها جميعاً، وتنظيم محاضر ضبط بكل المخالفات». ولم يخف المصدر المقرّب من الوزيرة ندى البستاني، أن الخطة «ستنجح بعد التوافق السياسي الذي حصل داخل مجلس الوزراء، ورفع الحمايات السياسية عن المعتدين»، مشيراً إلى أن «الحملة تشمل كلّ لبنان، وليس ثمة خطوط حمراء أمامها، ونتائجها ستكون جيدة، وستحقق ثلاثة أهداف؛ الأول أنها ستساوي بين جميع المواطنين، والثاني ستحقق زيادة في نسبة الجباية ووفراً مالياً لميزانية مؤسسة كهرباء لبنان، والثالث تحسّن مستوى التغذية، لأن التعديات تضعف الشبكة إلى حدّ كبير». وفي اليوم الأول من هذه الحملة، بدأت عملية الاصطدام بين مواطنين مخالفين، والفرق الفنية المولجة إزالة المخالفات، وأفادت معلومات بأن «إشكالاً وقع في بلدة مجدل عنجر في منطقة البقاع، أثناء قيام فرق التفتيش التابعة لكهرباء لبنان بإزالة التعديات على الشبكة، وتنظيم محاضر بالمخالفين». وأوضحت المعلومات أن «عدداً من المواطنين أقدموا على سحب دفتر تقارير التفتيش من إحدى سيارات الفريق الفني، ما أدى إلى تدافع بينهم».

ولاقت هذه الخطوة ارتياحاً في مختلف المناطق ولدى المواطنين الملتزمين بدفع فواتير الكهرباء، وأيّد الخبير الاقتصادي الدكتور سامي نادر، هذه الخطوة، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «استمرار التعديات على الشبكة يؤدي إلى انسداد باب الإصلاح في كهرباء لبنان، وعلينا أن ندرك أن إصلاح الكهرباء هو الشرط الأول من شروط (سيدر)، وإذا لم يتحقق هذا الأمر لن تأتي أموال من (سيدر) ولا استثمارات في أي قطاع آخر»، لافتاً إلى أن «الهدر التقني وغير التقني يبلغ 40 في المائة من قيمة الإنتاج، وإذا جرت مكافحة نصف هذا الهدر في المرحلة الأولى فهذا شيء إيجابي، لأنه يخفف من أعباء سدّ عجز الكهرباء البالغ ملياري دولار سنوياً، عدا عن أنه يحقق مساواة بتوزيع الأعباء بين كلّ الناس، ويساعد الدولة على تخفيف التعريفة». وشدد نادر على أن «نجاح هذه الحملة يحتاج إلى توافق سياسي، ويبدو أن كلّ القوى الممثلة في الحكومة باتت مقتنعة بأن قطاع الكهرباء لا يمكن أن يستمر بهذا المنحى، ولذلك باتت مجبرة على ممارسة الضغط على الجماعات المحمية من قبلها»، لافتاً إلى أن «مكونات الحكومة تدرك أن وقف التعديات على الشبكة، هو بداية إنقاذ الكهرباء والمخرج الوحيد من الكارثة، خصوصاً أن حلّ أزمة الكهرباء هو المدخل الواسع لإنقاذ الوضع الاقتصادي برمته».

 

بعد 14 عاماً على الانسحاب السوري... الهيمنة انتقلت من دمشق إلى «حزب الله»

عبد الرحيم مراد لـ«الشرق الأوسط»: لو سيطر الحزب على الحكم لكان الوضع أفضل

كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/28 نيسان 2019

قبل 14 عاماً خرج آخر جندي سوري من لبنان، منهية بذلك حقبة سياسية لا يزال الفرقاء اللبنانيون يختلفون حول تسميتها أو وصفها، إذ يعتبرها البعض «رعاية بتفويض دولي»، فيما يصرّ البعض الآخر على وصفها بالاحتلال.

هذا الاختلاف في وصف الوجود السوري في لبنان الذي استمر من عام 1976 حتى أبريل (نيسان) عام 2005، وما رافقه من تحكّم في مفاصل السياسة اللبنانية وانعكاساته المستمرة في لبنان، ينسحب على الواقع اللبناني اليوم بعد كل التغيرات التي طرأت على المنطقة. إذ في حين يرى خصوم النظام السوري أن انسحابه الكامل لم يتحقّق، معتبرين أن الواقع اليوم أصبح أكثر خطورة بعدما انتقلت السيطرة على لبنان من دمشق إلى إيران عبر «حزب الله» وحلفائه، يرفض الفريق الآخر هذا الأمر ويطالب بعلاقة مميزة مع دمشق، فيما يقرّ البعض بأن لبنان ساحة مفتوحة لكل المحاور ولا يقتصر على محور دون غيره.

ويقول نائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي إن الحديث اللبناني عن العلاقة مع سوريا قديم وهو جزء من لعبة عدم التوافق الوطني والصراع دائم حولها، مع إقرار الفرزلي بأن لبنان ليس بلداً مستقلاً بل هو ساحة مباحة للجميع ويرتبط بمحاور متعددة وسوريا وإيران جزء منها. وفيما يرفض الفرزلي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» الحديث عن احتلال سوري للبنان، يقول: «كانت هناك رعاية سورية بتفويض دولي»، وهو ما يوافقه عليه الوزير السابق عبد الرحيم مراد والنائب في حركة أمل علي خريس، بينما لا يزال يتمسّك النائب في «التيار الوطني الحر» ماريو عون بوصف الوجود السوري في لبنان بـ«الاحتلال» مطالباً في الوقت عينه كما مراد وخريس بعلاقة مميزة بين البلدين مع رفضهم الحديث عن تدخل سوري أو إيراني في لبنان. وهنا يرى مراد أنه لو كان هناك تدخّل إيراني أو سيطرة من «حزب الله» على مفاصل الحكم لكان الوضع أفضل مما هو الآن، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى لو كان الأمر كذلك».

في المقابل، يعتبر وزير العدل السابق أشرف ريفي أن الدولة وبعد 14 عاماً من الانسحاب السوري لم تستعد سيادتها بشكل كامل، وقال أمس: «في مثل هذا اليوم انسحب جيش النظام السوري من لبنان بقدرة وإرادة اللبنانيين الذين ثأروا في ساحة الحرية. الهدف لن يتحقق إلا بعد استعادة الدولة سيادتها الكاملة».

وهذا ما عبّر عنه أيضاً الباحث السياسي مكرم رباح، الذي اعتبر أن «الوضع اليوم أخطر مما كان عليه خلال الوجود السوري في لبنان حيث انتقلت السيطرة من النظام السوري إلى إيران عبر حلفائها وبعدما تمّت لبننة (حزب الله) بطريقة سيئة من خلال انخراطه بالشأن اللبناني». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الأمر ينبئ بمرحلة مقبلة قد تكون أكثر سوءاً في ظل العقوبات التي تتعرض لها طهران وحزب الله، في وقت لبنان ليس أولوية بالنسبة إلى اللاعبين الدوليين». من هنا، يؤكد رباح أن «حزب الله» وحلفاءه يمسكون بمفاصل الدولة، في الحكومة والبرلمان، معتبراً أن الحزب يناور عبر وضع حليفه وزير الخارجية جبران باسيل في الواجهة لتنفيذ سياسته، وذلك بعد منح رئيس الجمهورية ميشال عون الشرعية المسيحية لدور الحزب، وخير دليل على ذلك كيفية التعامل مع القضايا اللبنانية.

وبين هذا وذاك، يؤكد الفرزلي أن لا سيطرة لجهة دون أخرى في لبنان، موضحاً: «اليوم لا شكّ أن هناك محاور سياسية متصارعة في لبنان لها امتدادات إقليمية، إيران وسوريا جزء منها، ما يجعل لبنان ساحة مباحة للجميع وليس لمحور دون آخر، وهذا ما ظهر جلياً خلال تشكيل الحكومة»، مضيفاً: «فلنكن واقعيين. القول باستقلال كامل كلام غير واقعي، لكن اعتبر أنه بعد انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون نسبة الاستقلالية ارتفعت كثيرا وهي تتجه إلى وضع أفضل بكثير من خلال السياسة التي ينتهجها في عهده».

بدوره يقول النائب ماريو عون إن «النظام السوري غير القادر على حل مشكلاته ليس له القدرة على التدخل في لبنان»، مضيفاً: «لتحقيق ذلك يجب أن تكون هناك عمالة له في الداخل، وهذا غير موجود». ويشدد كذلك، على أن «حزب الله وإن كانت تربطه علاقة مميزة مع إيران إنما هذا لا يعني أن طهران تتدخل أو أن حزب الله يسيطر على الدولة»، ويضيف: «هو فريق لبناني كما غيره له امتدادات خارجية». وفيما يشدّد الفرزلي على معارضته لتواجد أي دولة في لبنان عبر أي فريق يقول: «لا شكّ أن حزب الله، كما غيره من الفرقاء اللبنانيين مرتبط بإيران ولا يمكن أن يقدم على أي فعل قد يضرّ بها، لكن في الوقت عينه هذا الفريق مهدّد كتنظيم والاحتلال الإسرائيلي لجزء من الأراضي اللبنانية لا يزال مستمرا»، مضيفا: «فليسقطوا الحجج التي تبرّر علاقة هذا الفريق مع هذه الدولة أو تلك». ولا يختلف الوزير السابق عبد الرحيم مراد كثيراً مع الفرزلي في مقاربته لواقع العلاقة بين بيروت ودمشق، لكنه يعتبر أن لبنان أخطأ في اتخاذ قرار «سياسة النأي بالنفس» عن سوريا التي هي المنفذ الوحيد بالنسبة إليه. ويرفض القول إن هناك تدخلاً أو سيطرة من قبل «حزب الله» أو إيران قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «كل ما يقال في هذا الإطار ليس إلا حجج واهية في الوقت الذي لا تزال فيه سوريا منشغلة بنفسها كما إيران التي تواجه بدورها ضغوطا وعقوبات، وبالتالي بات المطلوب اليوم التنسيق مع سوريا وتوطيد العلاقة معها للاستفادة اقتصاديا وتجاريا»، مؤكدا أن الوضع في لبنان خلال الوجود السوري كان أفضل بكثير مما هو عليه اليوم. لكن مطالبة حلفاء سوريا بالتطبيع مع دمشق، تجد فيها «القوات اللبنانية» على لسان مسؤول الإعلام والتواصل شارل جبور «محاولة لاستعادة ما فقده النظام السوري بعدما بات لا يملك أي سلطة داخل البلاد وبالتالي في بيروت»، مشدداً على التمسك بسياسة النأي بالنفس، ومؤكداً على أن لبنان اليوم ليس خاضعا لأي وصاية. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «المشكلة في إيران أنها تدعم فريقاً دون آخر على حساب مفهوم الدولة لكنها لا تصل إلى حدود السيطرة»

 

النائبة الطبش: فرصة ذهبية متاحة في مؤتمر «سيدر»

بيروت: «الشرق الأوسط/28 نيسان 2019/قالت النائبة في «تيار المستقبل» رولى الطبش إن لبنان يعاني من ضائقة اقتصادية ونسبة مرتفعة من البطالة، معتبرة أن الفرصة الذهبية الآن في «مؤتمر سيدر». وأوضحت في لقاء مع وجهاء العشائر العربية من بشامون وعرمون وخلدة وعاليه أن الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان تولد نسبة عالية من البطالة، فلا وظائف ولا فرص عمل ولا قدرة على دفع أقساط المدارس، ولكن هناك فرصة وهي مؤتمر سيدر، ونحن كلنا ثقة برئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بأنه سيستطيع أن يعيد لبنان إلى أوج عزه. وأضافت: «حاولوا وضع العصي بالدواليب لعرقلة تأليف الحكومة، لكن بقدرة الحريري وحكمته استطاع أن ينجز سيدر الذي يحمل الكثير من الأمل، وهو الفرصة الذهبية، ولكن هناك شروطا دولية، وهي مكافحة الفساد، وحل أزمة الكهرباء وإقرار موازنة متقشفة، والرئيس الحريري يحاول بأقصى جهده أن يقر الموازنة لنحصل على الوعود من المجتمع الدولي لكي نجلب الأموال إلى لبنان ونبدأ بإنعاش الاقتصاد». وإذ دعت إلى «الصبر على الصعوبات التي نمر بها»، رأت أنه «في غياب تأمين احتياجات المواطن من قبل الدولة نسعى إلى تأمين ذلك رغم أن دور النائب هو التشريع»، مشددة في الوقت عينه على أن «التشريع أمر ضروري، لأنه يصب في مصلحة المواطن ويجب تنفيذ القوانين». وأكدت: «إننا لن نسمح لأحد بالمس بصلاحيات رئيس الحكومة وهي مصونة، والتسويات التي أجراها ويجريها الرئيس الحريري هي لحماية لبنان».

 

المطران عودة: لاعلان حالة طوارئ اقتصادية/لانتفاضة حقيقية على كل الألاعيب والاكاذيب ولتطهير الجسم القضائي واعادته سلطة مستقلة بعيدة عن السياسة والسياسيين

المركزية/28 نيسان 2019/دعا متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة الحكومة الى البدء بالعمل بدلأً من الكلام، معتبراً ان المطلوب هو اعلان حالة طوارئ اقتصادية والولاء للبنان اولاً. كلام المطران عودة جاء في عظة عيد الفصح التي احتفل فيها بكاتدرائية القديس جاورجيوس - ساحة النجمة حيث استهل كلامه بالقول: "على الشعب ان يطيع رؤساءه لكي يكون كل شيء بلياقة وترتيب لكن الرؤساء يغفلون انهم سوف يعطون حساباً ان لم يحفظوا الامانة".  وتابع: "نتمنى القيامة للبناننا الحبيبب ولطالما كان لبنان قيامياً كما لطالما كان اللبنانيون خلاقين، يستنبطون من الضعف قوة ولكنهم يرزحون اليوم تحت اثقال ما عادوا قادرين على احتمالها لانهم اصبحوا مهددين بلقمة عيشهم ومستقبل اولادهمواليوم يخافون من تقليص رواتبهم وانهيار دولتهم". وبما انه اعتبر ان " المحبة غابت والايمان تقلص والاهم ان الاخلاق انحطت"، رأى ان الفساد صار قاعدة والهدر مسموحاً ولم يعد الضمير صاحياً عند بعض من ارتكبوا المحرمات". واضاف: "اوصلوا لبنان الى ما هو عليه واصبحت الحكومة صورة مصغرة عن مجلس النواب وتعطلت كل اجهزة الرقابة والمحاسبة اما الآن بعدما استفاقت الدولة وادرك الجميع ان الدولة ستقع على رؤوسهم حمل الجميع عنوان ضبط الهدر... الجميع يعمل في اضعاف الدولة وتهميش القوانين وساهموا في حماية الفساد والفاسدين ومنهم من عطل الدولة ومنهم من عطل استحقاقات الدولة او شوه نظامنا الديمقراطي الذي لم يبق الا الاسم له ومنهم من اختلق الجمعيات الوهمية او بدد المال العام او اسقط الادارات بالموظفين". ورأى ان المضحك ان "الكل تجند في المساهمة في الانقاذ". بناء عليه، اعتبر المطران عودة ان "المطلوب من الحكومة القليل من الكلام والكثير من الجدية والعمل، والتخلي عن المناكفات وتبادل الاتهامات والانصراف الى العمل كما المطلوب صحوة ضمير واعتراف الجميع قولأً وعملاً بسيادة الدستور وتفعيل اجهزة الرقابة وملاحقة كل من يتعدى على المال العام... المطلوب ضبط النفقات وعوضاً عن التطاول على رواتب صغار الموظفين الذي يستحصلون اموالهم من عرق جبينهم، المطلوب تحسين الجباية ووقف الهدر ومحاكمة السارقين  و الحد من اجور بعض الاشخاص الذين يتقاضون اكثر من راتب". واردف: "المطلوب انتفاضة حقيقية على كل الألاعيب والاكاذيب والشعارات والوصول الى اصلاح سياسي واداري يمنع تمادي الاخلاق السياسي، المطلوب تطهير الجسم القضائي واعادته سلطة مستقلة بعيدة عن السياسة والسياسيين ويكون القاضي نزيهاً وحراً من كل انتماء ولا سيما الحزبي".  كما المطلوب بحسب المطران عودة " اعلان حالة طوارئ اقتصادية و اعادة كل قرش مسروق الى صندوق الدولة والتشهير بمن يتهرب من دفع الضرائب واعلان حالة طوارئ اقتصادية وبدء مسار اصلاحي..." واذ رأى ان الفساد كان  وراثياً دعا الجميع ليتعاهدوا لجعل الاخلاق والنزاهة والامانة ثقافة يتوارثونها جيلاً بعد جيل وليعلنوا اللواء للبنان وحده لا سواه".

 

جريمة في الجامعة الأميركية: محرقة سرية للنفايات الطبية

عزة الحاج حسن/المدن/السبت 27/04/2019

إقرأوا هذا الكلام، هل تذكرونه؟

To think that waste incineration is part of the solution is baffling; Lebanon doesn't need more problems, more cancer patients, more fuel consumption, more polluted air, and more wasted innovation; it needs a change of perspective.

"إنّ حرق النفايات هو أبعد ما يكون عن الحلّ المناسب. فلبنان يعاني ما يكفيه من مشاكل، ولا ينقصه المزيد من مرضى السرطان، ولا المزيد من كميّات الوقود المستهلكة، ولا المزيد من التلوث في الهواء، ولا المزيد من الأدمغة المهاجرة. يحتاج لبنان إلى النظر إلى المشكلة من منظور جديد".

في قلب رأس بيروت

هذا الكلام يعود إلى الجامعة الأميركية في بيروت وتحديداً الى صفحة AUB Nature Conservation Center بتاريخ 1 تشرين الثاني عام 2018 . لا شك أن هذا الكلام يثبت موقف الجامعة الأميركية الرافض لموضوع محارق النفايات في بيروت، وهو موقف تلتقي فيه مع غالبية الجمعيات والمنظمات البيئية الساعية إلى خفض مستوى التلوث في بيروت. ولكن أنْ تُناقض الجامعة الأميركية نفسها، وتحوي محرقة للنفايات في حرمها، على مرأى من سكان المنطقة في قلب بيروت، فذلك لا يمكن تسميته سوى بـ"الجريمة". وبالتفاصيل فقد حصلت "المدن" على فيديو مصور من خلف مستشفى الجامعة الأميركية – منطقة الجيفينور، (الفيديو المرفق)، يُظهر الدخان الأسود الخانق والصادر من المحرقة، وبعد تقصي المعلومات تبيّن أن الدخان يعود فعلاً إلى محرقة في حرم مستشفى الجامعة الأميركية، تُحرق فيها المخلفات الطبية العائدة إلى المستشفى، ويتم تشغيلها يومياً، بعد الساعة السابعة مساء وحتى ساعات الصباح الأولى، من دون مراعاة أدنى الشروط البيئية أو الصحية. هذا الأمر يحدث على الأقل منذ سبعة أشهر!

تدخل وزارة البيئة

واللافت أن شكاوى السكان وبعض الأساتذة والأطباء في الجامعة الأميركية، وفق معلومات "المدن"، لم تردع الإدارة عن اعتماد المحرقة بشكل يومي.

وزير البيئة، فادي جريصاتي، لم يقف مكتوف الأيدي بعد مشاهدته فيديو المحرقة، فعمد إلى إرسال كتاب إلى إدارة الجامعة الأميركية، حسب ما أوضح لـ"المدن"، يحذرها فيه من مخاطر الاستمرار بالمحرقة، طالباً معالجة الأمر سريعاً، وهو ما استدعى من إدارة الجامعة التحرك فوراً، لحل أزمة المحرقة "الفضيحة".

وفي إطار تحرك إدارة الجامعة لحل أزمة المحرقة، حسب ما أكدت مديرة مركز حماية الطبيعة في الجامعة الأميركية في بيروت، نجاة عون صليبا، في حديث إلى "المدن"، بدأ التحرك على أعلى مستوى في الجامعة الأميركية، وتم تشكيل لجنة لوضع حد لهذه المحرقة. إذ "من غير المقبول أن يصدر ذلك عن مستشفى الجامعة الأميركية"، على حد قول الدكتورة صليبا. بدأت اللجنة الطارئة بالبحث عن الحلول طويلة الأمد، لوقف الانبعاثات السامة في المنطقة. وقد تحفظت صليبا عن ذكر الإجراءات المنوي اتخاذها، واعدة بالإعلان عن نتائج إيجابية، وخطة نهائية مطلع الأسبوع المقبل. وذلك، بهدف تجنب أي أثر سلبي على الصحة العامة يعود مصدره إلى مستشفى الجامعة الأميركية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الأزهر يشارك الأقباط عيدهم... وينتقد «توظيف الأديان في الصراعات» ووزارة الداخلية تواصل تأمين كنائس مصر عشية الاحتفالات

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/28 نيسان 2019/واصلت عناصر الداخلية المصرية، أمس، الإجراءات الأمنية حول الكنائس في ربوع البلاد، قبل ساعات من احتفال الأقباط بعيد الفصح المقرر اليوم (الأحد). فيما شارك الأزهر في «احتفالات المسيحيين تأكيداً للتعايش والإخاء»، منتقداً مخطط توظيف الأديان في الصراعات والحروب. ودعا الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، في برقية تهنئة للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أمس، لأن «تزداد أواصر المحبة والسلام بين أبناء الوطن جميعاً؛ كي تنعم مصر بالأمن والأمان والاستقرار». ويترأس البابا تواضروس الثاني صلوات قداس العيد بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (شرق القاهرة)، وذلك بحضور مندوب عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من الوزراء، وسفراء الدول العربية والأجنبية، والسياسيين ورؤساء الأحزاب والنقابات، وشخصيات عامة. كما يستقبل البابا تواضروس اليوم (الأحد)، كبار رجال الدولة والمواطنين، الذين سيتوافدون للتهنئة بالعيد. وكان الأقباط الأرثوذكس قد أقاموا أول من أمس، صلوات «الجمعة العظيمة أو الحزينة». وحظيت احتفالات مسيحيي مصر أمس، بمشاركة أزهرية رفيعة المستوى، تمثلت في زيارة المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ترأسها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في رسالة تشكّل رداً قوياً على التنظيمات المتشددة التي ترفض تهنئة الأقباط في مناسباتهم الدينية. وقال مصدر في مشيخة الأزهر لـ«الشرق الأوسط» إن «مشاعر التراحم والود والزيارات المتبادلة بين المسلمين والمسيحيين، نابعة من تعاليم الدين الإسلامي، الذي يفرض على المسلم أن يتواصل مع أخيه في الوطن»، مضيفاً أن «الأزهر يُعلم أبناءه أن الأديان السماوية تنبع من مصدر إلهي واحد، وأن جميع الأنبياء إخوة، وأن هذه المفاهيم هي التي حمت المجتمعات في المشرق العربي من الصراعات الدينية بين مكوناتها المختلفة». واستقبل البابا تواضروس الثاني، الدكتور الطيب، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور شوقي علام مفتي مصر، والشيخ صالح عباس وكيل الأزهر، والدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، داخل المقر البابوي، أمس، لتقديم التهاني بالعيد. وهنّأ شيخ الأزهر الأقباط، مؤكداً أن «القيم المصرية في التعايش والإخاء بين أبناء الوطن الواحد تعبّر عن المعاني الحقيقية للأديان التي جاءت بالسلام بين أتباعها»، مضيفاً أن «الإنسانية تواجه مخططاً لتوظيف الأديان في إشعال الحروب والصراعات، وهو ما بدا واضحاً في الحوادث الإرهابية، التي ارتُكبت بحق المسلمين والمسيحيين في نيوزيلندا وسريلانكا»، مشدداً على أن «الإسلام والمسيحية بقيمهما الداعية للسلام والمحبة، لا يُمكن أن يكونا أبداً مبرراً للقتل والإرهاب».

وشدد الطيب على أن «هذا الواقع المؤلم الذي تعانيه البشرية يحتم على قادة الأديان التصدي للتوظيف الخاطئ للأديان»، مؤكداً أنه «لا سبيل لمواجهة هذا المخطط الإجرامي إلا من خلال الفهم العميق للأديان». بينما قال المصدر نفسه في الأزهر إن «تهنئة أشقاء الوطن بأعيادهم قسط ووطنية، ومثل هذه الزيارة أبلغ رد عملي على الجاهلين والمتشددين». من جهته، قال البابا تواضروس الثاني إن «تهنئة شيخ الأزهر ووجوده بيننا يزيد من فرحة الأعياد، ويعكس روح المحبة والوئام التي تسري بين أبناء هذا الوطن»، مضيفاً أن «المصريين حينما يجتمعون معاً في الأعياد الدينية والوطنية، فإنهم يقدمون للعالم معاني السلام والتعايش، وهي المعاني التي حافظت على وحدة مصر وتماسكها». إلى ذلك، سادت البلاد أمس، حالة استنفار أمني كبير خشية وقوع تفجيرات إرهابية، كما حدث عام 2017 الذي شهد اعتداءين داميين، استهدفا كنيسة «مار جرجس» في طنطا، والكنيسة المرقسية في الإسكندرية، وأسفرا عن مقتل وإصابة نحو 160 شخصاً، في تفجيرات تبناها تنظيم «داعش» الإرهابي. وتفرض وزارة الداخلية حرماً آمناً بمحيط كل كنيسة. وقالت مصادر أمنية إن «وزارة الداخلية ترفع حالة الاستنفار الأمني بمحيط المنشآت المهمة والحيوية، وكثّفت الخدمات الأمنية، ونشرت الأكمنة والارتكازات الأمنية في جميع الميادين والمحاور داخل محافظات مصر، والطرق الحدودية الواصلة بين المحافظات، مع مواصلة الحملات الأمنية، واستهداف البؤر الإجرامية». ولا يزال «المتشددون» في الجماعات الإرهابية يفتون بعدم جواز تهنئة الأقباط بـ«عيد القيامة». وسبق أن كشفت دراسة صادرة عن دار الإفتاء المصرية أن «90% من فتاوى المتطرفين تُبين الفقه الصدامي لهم مع الأقباط». لكن الدكتور شوقي علام أكد أن «تهنئة الإخوة المسيحيين في أعيادهم من باب البر الذي تأمرنا به الشريعة الإسلامية»، مشدداً «على حاجتنا الشديدة إلى نشر المزيد من المودة والرحمة والتآلف بين أبناء الوطن الواحد من المسلمين والمسيحيين، لمواجهة محاولات ومؤامرات نشر الفتن».

 

رسائل إيرانية متناقضة سعيا لأي تقارب مع واشنطن

العرب/29 نيسان/2019

طهران لن تصمد طويلا أمام العقوبات الأميركية، ولا يمكنها أن تغلق مضيق هرمز الإستراتيجي لأن جزءا منه يقع في المياه الإقليمية لسلطنة عمان.

اقتصاد مأزوم ينذر بتفجر الأورام

تعكس التهديدات الإيرانية المتناقضة، من إغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية إلى الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، حجم القلق الذي ينتاب الأوساط السياسية في طهران، التي بدأ الكثير منها يدفع باتجاه إيجاد سبل للتقارب مع الولايات المتحدة وتفادي عقوبات اقتصادية مؤلمة لن تستطيع الدولة، حسب خبراء، تجاوز تداعياتها على المدى القصير. طهران - نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف الأحد قوله إن الانسحاب من معاهدة للحد من انتشار الأسلحة النووية من بين “خيارات عديدة” أمام إيران بعدما شددت الولايات المتحدة العقوبات على الجمهورية الإسلامية، فيما هدد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري بغلق مضيق هرمز أمام التجارة الدولية قبل أن يتراجع عن تهديداته في وقت لاحق. ونسبت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إلى ظريف قوله “خيارات الجمهورية الإسلامية عديدة وسلطات البلاد تبحثها والانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية أحدها”. وتزايد التوتر بين طهران وواشنطن منذ انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي من الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 وبدأت في تشديد العقوبات على طهران. وصنفت الولايات المتحدة هذا الشهر الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وطلبت من الدول المستوردة للنفط الإيراني التوقف عن شرائه بحلول مايو أو مواجهة عقوبات. وهددت إيران من قبل بالانسحاب من المعاهدة لدى تحرك ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي الموقع مع ست قوى عالمية هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، كما هددت أيضا بالانسحاب من الاتفاق النووي ذاته حال إخفاق القوى الأوروبية في ضمان حصول طهران على منافع اقتصادية.

محمد جواد ظريف: نبحث الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية

وقالت الدول الأوروبية إنها ستساعد الشركات على الاحتفاظ بعملياتها مع إيران ما دامت ملتزمة بالاتفاق، لكن طهران انتقدت ما تعتبره وتيرة تقدم بطيئة في تطبيق آلية مدفوعات لتسوية التجارة بين إيران وأوروبا. وقال ظريف “كانت لدى الأوروبيين سنة لكن للأسف لم يتخذوا أي إجراءات عملية. ما نتوقعه منهم هو إظهار خلاف ذلك ولا أعتقد أن لديهم الكثير من الوقت”. وحذر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري بأن طهران يمكن أن تغلق مضيق هرمز الإستراتيجي في حال واجهت المزيد من “ممارسات الأعداء”. وصرح باقري “نحن لا نريد إغلاق مضيق هرمز إلا إذا اضطررنا لذلك بسبب ممارسات الأعداء”، مضيفا “إذا لم يمر نفطنا عبر هذا المضيق، أكيد لن مر نفط الدول الأخرى أيضا عبره”. ويأتي هذا التصريح بعد أن أعلنت واشنطن الإثنين أنها ستبدأ في فرض عقوبات على دول تشتري النفط الإيراني ومن بينها الهند والصين وتركيا. وكانت الولايات المتحدة منحت ثماني دول إعفاء لمدة ثمانية أشهر لشراء النفط الإيراني بعد أن أعادت فرض العقوبات المشددة على إيران في نوفمبر عقب انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم في 2015.

وحذر مسؤولون إيرانيون مرارا من أن الجمهورية الإسلامية قد تغلق المضيق الذي يعتبر شريانا رئيسيا لنقل إمدادات النفط الدولية، في حال تهديد مصالحها القومية أو الأمنية. والأربعاء صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف “نعتقد أن إيران ستواصل بيع نفطها، سنواصل إيجاد مشترين لنفطنا وسنواصل استخدام مضيق هرمز كممر آمن لبيع نفطنا”. وتابع “لكن إذا اتّخذت الولايات المتحدة التدبير الجنوني بمحاولة منعنا من ذلك، عندها عليها أن تكون مستعدّة للعواقب”. ولا يمكن لإيران من الناحية القانونية أن تغلق الممر المائي لأن جزءا منه يقع في المياه الإقليمية لسلطنة عمان، لكن السفن تمر في مياه إيرانية تحت مسؤولية سلاح البحرية بالحرس الثوري الإيراني. وفي 2016 استجوب الحرس الثوري واحتجز بحارة أميركيين أثناء الليل بعد أن دخلوا إلى المياه الإقليمية الإيرانية في منطقة أخرى في الخليج. وتجري إيران أيضا مناورات حربية سنوية وتختبر صواريخ كروز وصواريخ باليستية متوسطة المدى. وقالت البحرية الأميركية إنه في الفترة من يناير 2016 إلى أغسطس 2017 وقع في المتوسط 2.5 حادث تداخل “غير آمن” أو “غير احترافي” شهريا بين البحرية الأميركية وقوات بحرية إيرانية، بما في ذلك تحليق طائرة إيرانية دون طيار بالقرب من سفينة للبحرية الأميركية، حيث اتهمت طهران قوات أميركية بالاستفزاز.

واشنطن تتعهد بحماية حرية تدفق التجارة في مضيق هرمز

وقال مسؤولون أميركيون إن إغلاق مضيق هرمزا سيكون تجاوزا “لخط أحمر” وتعهدوا باتخاذ إجراءات لإعادة فتحه. وقال الكابتن بيل أوربان المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية “لدينا القوات التي نحتاجها للحفاظ على تدفق حر للتجارة وحرية الملاحة”. وتجري قوات بحرية من دول غربية أيضا تدريبات عسكرية في الخليج وفي دول عربية على الجانب الآخر من الخليج قبالة إيران، وخصوصا السعودية ودولة الإمارات المتحدة، التي لديها قدرات بحرية متقدمة التكنولوجيا. وجاء في تقرير المكتب الأميركي للمخابرات البحرية العام الماضي أن القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني حصلت على زوارق هجومية سريعة وزوارق صغيرة وصواريخ كروز وألغام مضادة للسفن. وأضاف أن تلك القدرات لا يمكنها منافسة التكنولوجيا الغربية. وقالت الولايات المتحدة إنها ستستخدم كاسحات ألغام وسفنا حربية مرافقة وربما ضربات جوية لحماية حرية تدفق التجارة، لكن إعادة فتح المضيق قد تكون عملية تستغرق وقتا طويلا خصوصا إذا قام الحرس الثوري بزرع ألغام. وقال مايكل كونيل رئيس برنامج إيران في مؤسسة سي.إن.إيه الأميركية للبحوث غير الهادفة للربح إنه من بين كل قدرات إيران فإن الألغام هي على الأرجح التي تثير معظم القلق.

 

مواجهة أميركية ـ إيرانية في العراق بسبب اتهام سفارة واشنطن خامنئي بـ«الفساد»

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/28 نيسان 2019/تبادلت واشنطن، ممثلة بسفارتها في بغداد، من جهة، والقوى العراقية الصديقة أو المقربة من طهران، من جهة أخرى، في الأيام الأخيرة، رسائل عداء تكشف عن حجم التوتر الذي يطبع العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، واحتمال تفجره داخل الأراضي العراقية في الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة. الرسالة الأميركية ضد إيران جاءت على شكل منشور نشرته سفارة واشنطن على موقعها في «فيسبوك»، هاجمت فيه بشدة المرشد الإيراني علي خامنئي، واتهمته بالفساد. ورداً على المنشور، أصدر تحالف «الفتح»، بزعامة هادي العامري، بياناً اعتبر فيه المنشور «تجاوزاً سافراً وتعدياً غير مقبول».

 

طائرة إيرانية تتحرش بمدمرة أميركية.. وطهران تنشر الفيديو

وكالات - أبوظبي/28 نيسان 2019/في إطار حربها الدعائية، أعلنت وسائل إعلام إيرانية، الأحد، عن تحليق طائرة مسيرة تابعة للحرس الثوري الإيراني فوق حاملة طائرات أميركية في مياه الخليج العربي. ونشرت الوكالة تسجيل فيديو لا يحمل تاريخا، تظهر فيه طائرة بلا طيار زرقاء كتب عليها "أبابيل 3" بالأحرف الفارسية واللاتينية، وهي تقلع من مدرج صحراوي قريب من شاطئ البحر. وكتبت تسنيم أن التسجيل الذي ترافقه موسيقى فيلم أشبه بأفلام التشويق، صورته القوة البحرية للحرس الثوري. وبعد إقلاع الطائرة تظهر لقطات من الجو لسفينتين حربيتين في البحر تابعتين كما يبدو لحاملة طائرات اقتربت منها الكاميرا.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت في الثامن من أبريل إدراج الحرس الثوري على "لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية". وردا على ذلك، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في اليوم نفسه أنه بات يعتبر القوات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي وآسيا الوسطى "مجموعات إرهابية". وحذّر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الأربعاء، الولايات المتحدة من "عواقب" لم يحددها إذا حاولت إغلاق مضيق هرمز أمام طهران. وقال خلال مؤتمر لـ"منظمة آسيا" في نيويورك حيث يشارك في جلسة للأمم المتحدة "نعتقد أن إيران ستواصل بيع نفطها، سنواصل إيجاد مشترين لنفطنا وسنواصل استخدام مضيق هرمز كممر آمن لبيع نفطنا". وأضاف""لكن إذا اتّخذت الولايات المتحدة التدبير الجنوني بمحاولة منعنا من ذلك، عندها عليها أن تكون مستعدّة للعواقب". وكان مضيق هرمز الذي يشكل ممرا استراتيجيا إلى الخليج الغني بالنفط، شهد في الماضي مناوشات بحرية محدودة بين الولايات المتحدة وإيران التي هددت مرارا بإغلاق المضيق الذي تمر عبره 20 بالمئة من الصادرات النفطية العالمية.

 

بولتون: إيران تمثل تهديدا عالميا والعقوبات أثرت عليها

سكاي نيوز عربية - أبوظبي/28 نيسان 2019/قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إن الحملة الأميركية ضد النظام الإيراني أثرت على أنشطته لكنه يظل تهديدا عالميا. ونقلت قناة فوكس نيوز عن بولتون قوله إن "النظام الإيراني يواصل قمع شعبه، ولا يزال أكبر ممول للإرهاب في العالم، ويواصل تطوير الصواريخ البالستية، بغرض حمل الأسلحة النووية عندما يحصلون على تلك القدرة". وأضاف أنه "لا شك في أن هذا النظام يمثل تهديدًا في المنطقة وعلى مستوى العالم، ولهذا السبب نعتقد أن حملة الضغط كان لها تأثير كبير على قدرتهم على تنفيذ هذه المهام". وفي تصعيد للضغوط الاقتصادية على إيران، قرر الرئيس الأميركي إنهاء الإعفاءات، التي سمح بموجبها لـ8 دول بشراء النفط الإيراني، بهدف تحقيق "صادرات صفر" من الخام في هذا البلد، والتي سمحت الإعفاءات لتلك الدول بمشتريات محدودة من النفط الإيراني لمدة 6 أشهر.  وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات في نوفمبر 2018 على صادرات النفط الإيرانية، بعد أن انسحبترامب، من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران و6 قوى عالمية كبرى. لكن واشنطن منحت إعفاءات مؤقتة من العقوبات لثماني دول من كبار مستوردي النفط الإيراني، هي الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا وإيطاليا واليونان. واعتبارا من الثاني من مايو، ستواجه هذه الدول، عقوبات أميركية إذا استمرت في شراء النفط الإيراني.

 

السودان.. كيف سقط مشروع الإخوان بين خيم الاعتصام؟

السودانيون يتطلعون إلى بلد طبيعي بعد أفول النظام الإخواني

أحمد عطا - أبوظبي- سكاي نيوز عربية/28 نيسان 2019/منذ أول يوم في الاحتجاجات التي تحولت إلى ثورة أطاحت بالرئيس السوداني عمر البشير، كانت هتافات" تسقط الكيزان" جزءا أصيلا من شعارات الشارع المنتفض ضد حكم "الإخوان" الذي استمر 30 عاما وقضى على كل مظاهر الدولة. واعتاد السودانيون إطلاق وصف "الكيزان" على رموز الحركة الإسلامية التي حكمت البلاد، وبينما تتباين ظروف ونشأة التوصيف، فإنه أصبح ملتصقا بشكل سلبي بممارساتهم في السلطة، حتى أصبح التخلص من عبء الإخوان  أهم التحديات التي تنتظر السودانيين في مرحلة ما بعد البشير. ولا يمكن إغفال المسميات في بلد مثل السودان، فالانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة منتخبة قبل 30 عاما، أطلق على نفسه "ثورة الإنقاذ الوطني"، لكنه في الحقيقة نقل البلاد من الديمقراطية وأعادها إلى ديكتاتورية "دينية". فبعدما قاد زعيم الجبهة الإسلامية القومية في السودان حسن الترابي الانقلاب على حكومة الصادق المهدي والرئيس أحمد الميرغني، تسلم الضابط عمر البشير الذي كان عضوا في الجبهة، السلطة، ليحصل السودانيون على مزيج من الحكم الإسلامي العسكري.

تدمير السودان

ويقول رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني لموقع سكاي نيوز عربية إن السودان ظل تحت حكم انفرادي محتكر من الحركة الإسلامية، ليشهد على مدار 30 عاما كل ألوان الفشل حتى وصل إلى فقدان خمس مساحته في الجنوب وثلث عدد سكانه بعد انفضال جنوب السودان، بالإضافة إلى مناطق في الشمال والشرق نتيجة الحروب. ويكتمل المشهد بدمار في البنية التحتية نتيجة عقود من الإهمال وتدهور اقتصادي غير مسبوق، وخلل اجتماعي رهيب نتيجة الحروب. "كل ذلك كان تحت راية الإسلام السياسي، مما جعل الشعب السوداني يشعر بفداحة الثمن الذي دفعه نتيجة المفاهيم الخاطئة التي سادت بها الحركة الإسلامية وأدارت بها البلاد"، بحسب ميرغني. ولفتت هتافات مثل "يسقط الكيزان"، و"نصوم رمضان بلا كيزان"، إلى مدى الحنق الذي وصل إليه السودانيون من التجربة الطويلة للحكم الإخواني. ويقول ميرغني" يكاد يكون هناك إجماع كامل في السودان ضد الحركة الإسلامية بل والإسلام السياسي ككل.. والآن من أول مطالب الثورة الجديدة هو القضاء على كل مظاهر هذا الحكم والمفاهيم التي رسخها في البلاد".

حساسية واضحة

وبدت الحساسية واضحة ضد كل من ينضوي تحت راية الإخوان أو الإسلاميين في سودان ما بعد البشير، فقد أعلنت لجنة أمن ولاية الخرطوم رفضها التصديق لمسيرة دعا لها تيار يطلق على نفسه "نصرة الشريعة" يوم الاثنين. وكشفت شرطة ولاية الخرطوم في بيان، أن لجنة أمن ولاية الخرطوم رفضت الطلب وبررت الأمر للظروف الراهنة ولدواع أمنية وتأمينية. وكانت عدد من التيارات الإسلامية والسلفية قد دعت إلى مليونية، ردا على مليونية الاعتصام المستمر أمام قيادة الجيش . ولا يعتبر ميرغني إجراء الشرطة فعلا وقتيا بل هو بداية سياسة جديدة تضع في الاعتبار "النفور العام من أبناء تيار الإسلام السياسي، بالإضافة إلى التخوف من وقوع صدامات في الشارع". ويقول ميرغني إن "المجتمع بذلك هو الذي منع هذه المسيرة وليس الشرطة". وينافي مفهوم الإسلام السياسي، إسلام السودانيين أنفسهم، بحسب إبراهيم الذي أشار إلى أن الشعب السوداني أقرب إلى التصوف الديني الذي يركز على الروحانيات لا استغلال الدين في مآرب دنيوية مثل السلطة.

العودة "انتحار"

ويبقى سؤال قد يرفع مستويات الأدرينالين لدى السودانيين، عما إذا كانت أبناء التيار الإخواني سيعودون بشكل أو بآخر مجددا إلى السلطة. ويعتقد ميرغني أن "عودة الحركة الإسلامية أو أي تيار محسوب عليها إلى الحكم بأي صورة تعد نوعا من الانتحار". "المد الشعبي مرتفع بصورة لم يسبق لها مثيل وهناك وعي عام بعدم السماح بتكرار التجربة الفاشلة". ومع ذلك فإن على السودانيين أن يتخذوا بعض الإجراءات لضمان التخلص من التجربة المريرة، بحسب الميرغني. "المرحلة المقبلة تحتاج مزيدا من التشريعات والسياسات بعيدة المدى، وأنا أقترح سن تشريع يمنع قيام أي حزب على أساس ديني حتى لا يستغل الدين واجهة للجذب السياسي، بالإضافة إلى ضرورة تفكيك بعض المؤسسسات التي تتخذ من الدين نوعا من السلطة، وتحجيم الخطاب الديني الذي يروج للسياسة، ومنع استغلال المنابر العامة في الترويج لمفاهيم الإسلام السياسي وبث الفرقة بين الناس". ووسط النفور من تيار الإخوان، والخوف من عودته في أي صورة، فإن هناك تفاؤلا كبيرا بنجاح السودان في تجاوز هذه الحقبة. ويقول إبراهيم:" أكبر علامة على فشل المنهج الإخواني، أن الشباب الذين تربوا في مناخ الإنقاذ هم الذين ثاروا عليه". "تجربتنا بالوقائع الحية، تعتبر مثالا ودليلا على فشل هذا النوع من الحكم.. أعتقد أن العديد من الشعوب ستنظر إلى تجربتنا وتستلهم منها العبر".

 

إسرائيل: إطلاق سراج السجينين السوريين بادرة حسن نية أحدهما ينتمي لحركة فتح والثاني تاجر مخدرات

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/28 نيسان 2019/قالت إسرائيل إن قرار إطلاق سراح معتقلين سوريين من سجونها جاء بادرة حسن نية تجاه سوريا بعد تسليمها هذا الشهر جثمان الجندي الإسرائيلي زخريا باومل، وليس ضمن اتفاق مسبق حول الأمر. وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل ستطلق سراح أسيرين سوريين رداً على استعادة رفات باومل الذي كان مفقوداً منذ عام 1982. وكان باومل يبلغ من العمر 21 عاماً عندما شارك في الغزو الإسرائيلي للبنان وأعلن فقده إلى جانب جنديين آخرين في معركة السلطان يعقوب. وقال مسؤول إسرائيلي كبير أمس: «إسرائيل قررت خلال الأيام الماضية إطلاق سراح أسيرين في بادرة حسن نوايا، فقط بعد استعادة رفات زخاري باومل» وأضاف: «كبادرة حُسن نية». وأكد المسؤول أن القرار اتخذ قبل أيام قليلة فقط، وليس قبل تسلم جثمان باومل أبداً. وكانت إسرائيل أعلنت في الثالث من هذا الشهر استعادة جثمان باومل بـ«مساعدة دولة ثالثة»، اتضح فيما بعد أنها روسيا. وعثر الجيش الروسي وحليفه السوري على جثمان باومل، في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بالقرب من العاصمة السورية دمشق. وقال مسؤول إسرائيلي آنذاك، إن بلاده «لم تدفع أي ثمن» لقاء جلب الرفات، فيما أكد الجيش الإسرائيلي آنذاك، أن جلب جثمان زخريا لم يكن ضمن صفقة، وإنما بموجب عملية أطلق عليها اسم «أغنية حزينة».

وأنهت إسرائيل كل الاستعدادات لإطلاق سراح الأسيرين لكنها لم تعلن وقتاً محدداً لذلك. وصادق المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت بطلب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على إطلاق سراح الأسيرين السوريين، دون الرجوع إلى الكنيست أو حتى للحكومة، مخالفاً بذلك القوانين الإسرائيلية التي تقضي بأن تمر مثل هذه القرارات عبر الحكومة ويصدر بها مرسوم. وقال المستشار القضائي إنه في هذه الظروف الخاصة يمكن الاستغناء عن مصادقة المجلس الوزاري باعتبار أيضاً أن رئيس الدولة قد صادق هو الآخر على طلب العفو عن السجينين. وكشفت مصادر سياسية في إسرائيل بحسب ما نشرت هيئة البث الإسرائيلية أن «السجينين السوريين اللذين تقرر الإفراج عنهما؛ هما خميس أحمد البالغ من العمر 35 عاماً من مواليد مخيم اليرموك في سوريا وهو ناشط في حركة فتح، وكان اعتقل قبل 14 سنة لدى محاولته التسلل إلى قاعدة للجيش واستهداف جنوداً فيها، أما السجين الثاني فهو زيدان طويل البالغ من العمر 57 عاماً من سكان قرية خضر في الجولان، واعتقل في يوليو (تموز) 2008 بسبب تهريبه المخدّرات، وكان من المتوقع أن يُفرج عنه في يوليو المقبل». وجاء التأكيد في إسرائيل، تأكيداً لتصريح المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف الذي أعلن أن تسليم رفات الجندي الإسرائيلي زخريا باومل لإسرائيل الذي عثرت عليه القوات الروسية بعملية خاصة في سوريا، يجب ألا يكون خطوة أحادية، مؤكداً أن إسرائيل ستطلق عدداً من المعتقلين السوريين لديها لقاء ذلك. وقال المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، إنه سيتم إطلاق سراح عدد من المواطنين السوريين من السجون الإسرائيلية. وفي حديث مع قناة «آر تي» الروسية، عبر لافرينتيف عن امتنانه «للجانب السوري». وقال المبعوث الروسي: «أؤكد لكم، لا نفعل شيئاً يضر بسوريا. ومتأكدون أن تفهم الجانب السوري صحيح وفي مكانه. ونأمل أن شعوب الدول الأخرى ستعي الأمر اليوم أو لاحقاً». وأكد مسؤول سوري نبأ الإفراج عن السجينين السوريين، وقال إن السلطات السورية مارست ضغوطاً على موسكو لضمان الإفراج عن السجينين بعد إعادة رفات الجندي الإسرائيلي. وشكر المبعوث الخاص السوريين على «التفاهم»، لكنه أوضح أنه «تم اتخاذ قرار في الجانب الإسرائيلي، بضرورة الإفراج عن المواطنين السوريين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، خلال فترة من الوقت».

 

إيران تهدد مرة أخرى بإغلاق مضيق هرمز

لندن/الشرق الأوسط/28 نيسان 2019/هدد رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، بإغلاق مضيق هرمز ومنع حاملات النفط الأجنبية من العبور، ما لم يعبر النفط الإيراني من المضيق.ونقلت وكالة أنباء «فارس»، الناطقة باسم «الحرس الثوري»، عن محمد باقري، قوله، اليوم الأحد، إن «القطع البحرية الأميركية التي تجتاز مضيق هرمز ملزمة بالرد وتقديم إيضاحات لـ(الحرس الثوري)... استمر الأميركيون في هذا النهج حتى أمس، ولم نلحظ تغييراً في سلوكهم في مضيق هرمز». وقال باقري، على هامش ملتقى قادة الشرطة الإيرانية في طهران، «لا نعتزم إغلاق مضيق هرمز إلا إذا وصل مستوى السلوكيات العدائية إلى حد يجبرنا على ذلك... إذا لم يمر نفطنا فلا يجب أن يمر نفط الآخرين من مضيق هرمز أيضاً»، وفقاً لـ«رويترز». يأتي هذا التصريح بعدما أعلنت واشنطن، الاثنين، أنها ستبدأ في فرض عقوبات على دول تشتري النفط الإيراني، من بينها الهند والصين وتركيا، وذلك عقب أسبوع من تصنيف «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب. كانت الولايات المتحدة منحت ثماني دول إعفاءً لمدة ثمانية أشهر لشراء النفط الإيراني، بعد أن أعادت فرض العقوبات المشددة على إيران في نوفمبر (تشرين الثاني)، عقب انسحاب الرئيس دونالد ترمب، من الاتفاق النووي المبرم في 2015. وتابع باقري أن أمن مضيق هرمز «على عاتق القوات المسلحة الإيرانية»، وأضاف: «نحن نريد استمرار الأمن في مضيق هرمز وأن يبقى مفتوحاً». وفي شرح للأوضاع الحالية بالمضيق، قال باقري إن «النفط والسلع الإيرانية تعبر من مضيق هرمز مثلما يعبر نفط وسلع الدول الأخرى». وتراجعت طهران في الأيام الأخيرة من التهديد المباشر بإغلاق مضيق هرمز إلى وضع شروط للإبقاء عليه مفتوحاً. وفي أول رد على إعلان إنهاء الإعفاءات النفطية، قال قائد البحرية في «الحرس الثوري»، علي رضا تنغسيري، الاثنين الماضي، إن إيران ستغلق مضيق هرمز إذا ما حرمت من استخدامه. وقال تنغسيري إن «مضيق هرمز ممر بحري وفقاً للقوانين الدولية، وسنغلقه في حال منعنا من استخدامه». ولوح مسؤولون إيرانيون مراراً بإغلاق المضيق الذي يعتبر شرياناً رئيسياً لنقل إمدادات النفط الدولية، في حال تهديد مصالحها القومية أو الأمنية. والأربعاء صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، «نعتقد أن إيران ستواصل بيع نفطها. سنواصل إيجاد مشترين لنفطنا، وسنواصل استخدام مضيق هرمز ممراً آمناً لبيع نفطنا»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وتابع: «لكن إذا اتّخذت الولايات المتحدة التدبير الجنوني بمحاولة منعنا من ذلك، عندها عليها أن تكون مستعدّة للعواقب».

 

المعارضة السورية لبوتين:المقاومة حتى إسقاط الاسد وإنهاء الاحتلال

المدن - عرب وعالم | الأحد 28/04/2019

قالت المعارضة السورية إن نظام الأسد فقد كافة مقومات الشرعية وتحوّل إلى ميليشيات إرهابية، ولا يستطيع توفير أبسط احتياجات الشعب. وقالت إن المقاومة مستمرة حتى التخلص من روسيا وإيران والميليشيات الإرهابية. جاء ذلك في بيان مشترك للجبهة الوطنية للتحرير والجيش الوطني رداً على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن النظام السوري وعدم استبعاده خيار القيام بعملية عسكرية في محافظة إدلب السورية. وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي الجمعة: "المعارضة تقر بأن حكومة النظام السوري انتصرت، ولا أستبعد خيار قيام عملية عسكرية في إدلب". وتابع أن الوقت الحالي ليس مناسباً للقيام بأي عملية من هذا النوع. وقالت المعارضة في بيانها: "المقاتلات الروسية كانت تحرق القرى والبلدات في أرياف حماة وإدلب وترتكب أشنع المجازر بحق المدنيين الأبرياء، بالتزامن مع صدور البيان الختامي لمؤتمر أستانة 12". وأضاف البيان أن "قصف المدنيين وهدم المساجد والمنازل والمدارس واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، ليس مؤشراً على الانتصار ولا دليلاً على الحسم". وأكد البيان أن المقاومة مستمرة حتى في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام السوري. ولفت إلى أن "استمرار الدعم الروسي للنظام السوري، يعني دوام القتل والتدمير في سوريا". وتابعت المعارضة: "الثورة السورية ستستمر حتى إسقاط النظام، ونيل حرية شعبنا وكرامته، وتحقيق الاستقلال الكامل لسوريا، والتخلص من الاحتلال المتجسد في روسيا وإيران وباقي الميليشيات الإرهابية". من جهة ثانية، قتل 5 مدنيين جراء غارة جوية استهدفت في ساعة متأخرة من ليل السبت الأحد، "منطقة خفض التوتر في إدلب" شمالي سوريا. ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر محلية الأحد، أن مقاتلة نفذت غارة على بلدة "قلعة المضيق"، وقرية "الهواش" في الريف الغربي لمدينة حماة، الواقعتين ضمن منطقة خفض التوتر في إدلب. وأوضحت مصادر من "الخوذ البيضاء" أن الغارة على بلدة قلعة المضيق أسفرت عن مقتل 5 مدنيين بينهم امرأتان. وتعليقًا على الغارة التي استهدفت قلعة المضيق والهواش، أفاد موقع رصد حركة الطيران، التابع للمعارضة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن "مقاتلة روسية أقلعت من قاعدة حميميم في اللاذقية". وسقط في الأيام السبع الأخيرة في الغارات على مواقع سكنية في محافظتي إدلب وحماة 17 قتيلًا. ومنذ بداية 2019، كثفت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها، من هجماتها على منطقة خفض التصعيد.

 

إيران توسع تهديداتها:مضيق هرمز ومعاهدة حظر الاسلحة النووية

المدن - عرب وعالم | الأحد 28/04/2019

قالت إيران الأحد إنها قد تنسحب من معاهدة للحد من انتشار الأسلحة النووية بعد أن شددت الولايات المتحدة العقوبات المفروضة عليها. وقال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الأحد: "خيارات الجمهورية الإسلامية عديدة وسلطات البلاد تبحثها... والانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية أحدها". وهددت إيران من قبل بالانسحاب من المعاهدة لدى تحرك ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي الموقع مع ست قوى عالمية هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا. من جهته، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الأحد، أن الشعب الإيراني سيقاوم العقوبات الأميركية بضراوة، ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "مخلوق غريب". وقال: "نشهد اليوم تحركات أميركية في دول المنطقة لخلق الإرهاب، وهذا الأمر جعل بعض الدول تعاني المشاكل الأمنية وتسبب بخسائر كبيرة طالت اقتصاد الدول الإسلامية"، وأضاف أن الاستراتيجية الإيرانية واضحة فإيران لم تعتدِ على أي بلد حتى الذين عادوها طيلة السنوات الأربعين الماضية، و"الرئيس الأميركي مخلوق غريب ينسحب كل يوم من اتفاق دولي، ولا يفكر بالمستقبل ويقوم بزعزعة النظام الدولي، وأفعاله تؤدي لخلق حالة كبيرة من عدم الثقة بواشنطن في العالم". من جهة ثانية، قال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري إن الحرس الثوري، الذي يؤمن مياه الخليج ومضيق هرمز، لم يلحظ أي تغير في سلوك الجيش الأميركي بعد إدراجه في القائمة السوداء. ونقلت وكالة أنباء فارس عن باقري قوله: "القطع البحرية الأميركية التي تجتاز مضيق هرمز ملزمة بالرد وتقديم إيضاحات للحرس الثوري.. استمر الأميركيون في هذا النهج حتى أمس ولم نلحظ تغييراً في سلوكهم في مضيق هرمز". بدورها، قالت المتحدثة باسم القيادة المركزية للبحرية الأميركية كلوي مورجان الأحد، إن "مضيق هرمز مجرى مائي دولي. والتهديدات بإغلاق المضيق تؤثر على المجتمع الدولي وتقوض حرية حركة التجارة". وأضافت في بيان، أن "الولايات المتحدة، مع حلفائنا وشركائنا، ملتزمة بحرية الملاحة وما زالت متمركزة بشكل جيد ومستعدة للرد على أي تصرف عدواني". وقال باقري: "لا نعتزم إغلاق مضيق هرمز إلا إذا وصل مستوى السلوكيات العدائية إلى حد يجبرنا على ذلك... إذا لم يمر نفطنا فلا يجب أن يمر نفط الآخرين من مضيق هرمز أيضاً".

وهدد الرئيس حسن روحاني وبعض كبار قادة الجيش في وقت سابق، بتعطيل شحنات النفط من دول الخليج إذا حاولت واشنطن خنق الصادرات النفطية الإيرانية.

ويربط مضيق هرمز بين الدول المنتجة للخام في الشرق الأوسط والأسواق في منطقة آسيا والمحيط الهادي وأوروبا وأمريكا الشمالية وما بعدها ويمر عبره ثلث النفط المنقول بحراً في العالم كل يوم. وفي السياق، عبّر قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي عن قناعته بقدرة واشنطن على "ردع إيران عن أي تحرك قد يكون خطيراً"، مؤكداً أن وجود الولايات المتحدة في المنطقة سيكون طويل الأمد لتحقيق هذا الهدف. وأضاف في مقابلة ل"سكاي نيوز"، أن تصدير إيران للإرهاب في المنطقة والعالم "يشكل تهديداً طويل الأمد"، وتابع: "وجود الولايات المتحدة ومركز القيادة في المنطقة يعود لوقت طويل، وسيستمر بقاؤنا في هذه المنطقة، وسنستمر في التواصل مع حلفائنا وأصدقائنا الإقليميين لضمان أن نكون متحدين ضد التهديد الإيراني".

 

خامنئي يثير أزمة بين بغداد وواشنطن والمنامة

المدن - عرب وعالم | الأحد 28/04/2019

طالبت وزارة الخارجية العراقية صباح الأحد، السفارة الأميركية في بغداد بحذف "المنشور المسيء" عن صفحة السفارة على "فايسبوك" والذي جاء فيه أن ثروة المرشد الإيراني علي خامنئي "تقدر بـ 200 مليار دولار"، وأن "الفساد يستشري في جميع مفاصل النظام الإيراني".

واعتبرت الخارجية العراقية في بيان، المنشور تجاوزاً على الأعراف الدبلوماسية والقواعد الدولية التي تحكم عمل البعثات في الدول المضيفة. وأضافت أن قيام بعثة دبلوماسية عاملة في العراق بنشر منشورات تستهدف إحدى دول الجوار ورموزها الدينية أو السياسية يتعارض مع مبادئ حسن الجوار وسياسة النأي عن المحاور. وقالت إن العراق يتبنى سياسة قائمة على أن لا تكون أراضيه ممراً أو منطلقاً لإيذاء دول الجوار أو الدول الصديقة. وتابع أن "ما قامت به السفارة الأميركية في بغداد من خلال المنشور يتعارض مع طبيعة عملها في الدولة المضيفة وفق اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، والأعراف الدولية ذات الصلة". وطالبت الوزارة السفارة الأميركية بـ"حذف المنشور المسيء، والامتناع عن إصدار مثل تلك المنشورات مستقبلا بكل ما يسيء إلى علاقات العراق بدول الجوار، والدول الصديقة". وما يزال المنشور موجودا على الصفحة الرسمية للسفارة الأمريكية في بغداد حتى صباح الأحد، كما أنه لم يصدر عن السفارة أي تعقيب حول الطلب العراقي بحذفه. وكان زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر هدد السبت، باستهداف السفارة الأميركية في بغداد إذا "تورط" العراق بصراع واشنطن مع طهران. ودعا الصدر في بيان على "تويتر"، إلى "إغلاق السفارة الأميركية في بغداد حال تورط العراق في هذا الصراع لكبح الغطرسة والاستعمار العالمي وإلا فإن السفارة ستكون في نطاق المقاومة مجددًا". ويتزعم الصدر كتلة "سائرون" التي تصدرت الانتخابات العامة العراقية الأخيرة، ولديها 54 مقعداً بالبرلمان من أصل 329. وعبّر الصدر في بيانه، عن قلقه إزاء "قضية الصراع الإيراني مع (الاتحاد الثنائي) الرئيس الأميركي دونالد ترامب وورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو". واعتبر أنه "بين الغاز الإيراني وأصول العراق والخوف من العقوبات الرعناء أصبح العراق عرضة للإذلال بين المتسابقين". وطرح الصدر في بيانه عشرة بنود وصفها، بأنها "حلول للخروج من عنق هذه المشكلة" ومن بينها: "إرسال وفود إلى الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وإلى السعودية وإلى الاتحاد الأوروبي للضغط على (الاتحاد الثنائي) لإخراج العراق من هذه الفوضى". وذكر الصدر في بيانه أيضا أنه "في حال استمرار (الاتحاد الثنائي) بالإضرار بالعراق وشعبه وأمنه، فعلى الحكومة التعامل بالمثل قدر الإمكان وان تدافع عن نفسها ضد الاحتلال الأميركي الصهيوني في الأراضي العراقية وغيرها حفاظاً على هيبة العراق وشعبه". وتتضمن البنود أيضا، "تشكيل أفواج عراقية وطنية من الجيش والشرطة حصراً وبإشراف من رئيس الوزراء لحماية الحدود بصورة دقيقة من أي تدخل من أي جهة كانت". كذلك طالب الصدر بـ"انسحاب الفصائل العراقية المنتمية للحشد الشعبي وغيرهم من سوريا ورجوعهم إلى العراق فوراً وبلا تأخير". وأيضاً طالب بـ"إيقاف الحرب في اليمن والبحرين وسوريا فوراً وتنحى حكام البلدان الثلاثة على الفور والعمل على تدخل الأمم المتحدة من أجل الإسراع بإقامة الأمن فيها والاستعداد لإجراء انتخابات نزيهة بعيداً عن تدخل جميع البلدان وحمايتهم من الإرهاب".

وتسببت مطالبة الصدر لملك البحرين بالتنحي بأزمة دبلوماسية بين بغداد والمنامة. واستدعت الخارجية البحرينية ليل السبت، القائم بأعمال سفارة العراق احتجاجاً على بيان الصدر. وأكدت له "استنكار البحرين واحتجاجها الشديدين للبيان الصادر عن الصدر". واعتبرت البيان "إساءة مرفوضة للبحرين وقيادتها، ويعد تدخلاً سافراً في شؤونها، ويشكل إساءة إلى طبيعة العلاقات بين البلدين". كما حملت الحكومة العراقية "مسؤولية أي تدهور أو تراجع للعلاقات بين البلدين".

وطالبت البحرين الحكومة العراقية بـ"ضرورة التصدي لهذه الأصوات"، مشيرة إلى أنها "ستتخذ كافة إجراءات السيادة اللازمة للحفاظ على سيادتها واستقلالها وأمنها واستقرارها". ودعت أيضا الحكومة العراقية إلى "حماية أمن وسلامة سفارة البحرين في بغداد وقنصليتها في النجف الأشرف". وكان وزير الخارجية البحرينية خالد بن أحمد آل خليفة ردّ في تغريدة مساء السبت قال فيها: "مقتدى (الصدر) يبدي قلقه من تزايد التدخلات في الشأن العراقي. و بدل أن يضع إصبعه على جرح العراق بتوجيه كلامه للنظام الإيراني الذي يسيطر على بلده، اختار طريق السلامة ووجه كلامه للبحرين. أعان الله العراق عليه وعلى أمثاله من الحمقى المتسلطين".وشجبت وزارة الخارجية العراقية "إساءة" وزير خارجية البحرين للصدر، وطالبت المنامة باعتذار رسمي. وقالت إن "كلمات وزير الخارجية البحريني تسييء للسيد مقتدى الصدر بكلمات نابية، وغير مقبولة إطلاقا في الأعراف الدبلوماسية، بل تسيء أيضاً للعراق، وسيادته، واستقلاله خصوصا عندما يتكلم الوزير البحريني عن خضوع العراق لسيطرة الجارة ايران". وطالبت الخارجية العراقية "دولة البحرين باعتذار رسمي عن إساءة وزير خارجيتها للعراق الذي تتعدد فيه الرؤى، وتتسع فيه حرية التعبير للرموز، والشخصيات، والقوى السياسية".

 

اتفاق سوداني على تشكيل «مجلس سيادي» من مدنيين وعسكريين

الخرطوم/الشرق الأوسط/28 نيسان 2019/اتفق قادة الاحتجاجات والمجلس العسكري الانتقالي في السودان، أمس (السبت)، على تشكيل مجلس مشترك يضم مدنيين وعسكريين، وذلك خلال اجتماع عُقِد بين الطرفين، بناءً على طلب المتظاهرين الذين يريدون نقل السلطة إلى المدنيين. وقال أحمد الربيع ممثل المحتجين الذي شارك في المحادثات لوكالة الصحافة الفرنسية: «اتفقنا على مجلس سيادي مشترك بين المدنيين والعسكريين». وأضاف: «الآن المشاورات جارية لتحديد نسب (مشاركة) المدنيين والعسكريين في المجلس». وجاء هذا الإعلان بعد عقد اجتماع أمس (السبت) للجنة المشتركة المؤلفة من ممثلين عن المجلس العسكري الذي يتولى السلطة منذ إطاحة الرئيس عمر البشير في 11 أبريل (نيسان)، وعن المحتجين الذين يُواصلون منذ ثلاثة أسابيع اعتصامهم أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، بهدف البحث في مطالب المتظاهرين نقل السلطة إلى إدارة مدنية. وفي وقت سابق، قال رشيد السيد المتحدث باسم حركة الاحتجاج، إن هذا الاجتماع جاء لبناء الثقة بين الطرفين.

 

وزير الخارجية التركي يبحث في بغداد العلاقات الثنائية

بغداد/الشرق الأوسط/28 نيسان 2019/شدد وزيرا خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو والعراق محمد علي الحكيم على ضرورة مواصلة العمل للارتقاء اكثر بالعلاقات الثنائية بين البلدين. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده الوزيران في العاصمة العراقية بغداد، حيث يقوم أوغلو بزيارة اليها. وأشار بيان صادر عن وزارة الخارجية العراقية، اليوم (الأحد)، إلى أن الحكيم بحث خلال استقباله نظيره التركي جاويش أوغلو، العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون المشترك بين بغداد وأنقرة، إلى جانب القضايا والملفات الإقليمية بالمنطقة، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وأضاف البيان أن «المناقشات عكست إدراكاً مُشترَكاً لحجم التحديات التي تُواجه المنطقة، وتوافقاً في الرُؤى حول الدفع بمسار العمل الثنائي في مُواجَهة التحديات كافة، بما يُرسّخ من دعائم الأمن، والاستقرار بالمنطقة». من جانبه، دعا الحكيم إلى «مساهمة الشركات التركية في إعادة إعمار المناطق المحررة، ولا سيما البنى التحتية، لتأمين عودة العائلات النازحة إلى مناطق سكناها، وضرورة تفعيل القرض الائتماني الذي قدّمته تركيا إلى العراق، في مُؤتمَر إعادة إعمار العراق في الكويت». بدوره، قال أوغلو، إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سيزور العراق أواخر العام الحالي، للمشاركة في الاجتماع الرابع لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين. وبين أوغلو في المؤتمر الصحافي المشترك، أن لقاءه مع نظيره العراقي تناول العلاقات الثنائية بين البلدين، من كافة جوانبها، وتبادلا وجهات النظر حيال قضايا إقليمية. مشددا على أنهما سيواصلان العمل معاً للارتقاء أكثر بالعلاقات الثنائية، ومؤكداً على تطابق وجهات نظرهما حيال القضايا الإقليمية. بدوره، أكد وزير الخارجية العراقي رغبة بلاده في تعزيز العلاقات مع تركيا، مشدداً على رفض استخدام الأراضي العراقية لتهديد دول الجوار. وأضاف أن الزيارات المتبادلة بين العراق وتركيا تساهم في تقوية أواصر العلاقات، وحل المسائل العالقة، وتعزيز الأمن، وزيادة التبادل التجاري.

 

اطلق النار في كنيس كاليفورنيا خطط لبث هجومه مباشرة والشرطة تفحص منشوراته على مواقع التواصل... وترمب أدان «جريمة الكراهية»

سان دييغو/الشرق الأوسط/28 نيسان 2019/أفادت تقارير إعلامية بأن منفِّذ الاعتداء على الكنيس اليهودي قرب مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأميركية قد استلهم هجومه من مجزرة نيوزيلندا، وخطّط لبثه على الهواء مباشرةً، بينما اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الهجوم «جريمة بدافع الكراهية». وأعلنت الشرطة المحلية أن مطلق النار الذي قتل امرأة وجرح ثلاثة آخرين، أحدهم حاخام، يُدعى جون تي إرنست، ويبلغ من العمر 19 عاماً، وتم توقيفه. وأضافت أنه لم يكن معروفاً للشرطة من قبل. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أنه أعلن على الإنترنت نيته قتل يهود، وأنه ذكر في إحدى هذه الرسائل أنه يخطط لبث هجومه على الهواء مباشرة. ودان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الهجوم الذي وقع في اليوم الأخير من عيد الفصح اليهودي في مدينة باواي التي تضم خمسين ألف نسمة. وهو يأتي بعد ستة أشهر تماماً من الهجوم الذي أودى بحياة أحد عشر شخصا في كنيس بيتسبرغ.

وأعرب ترمب عن «تعازيه الحارّة»، وقال: «في هذه المرحلة، يبدو أنّ الأمر يتعلّق بجريمة بدافع الكراهية. أقدم تعازي الحارّة لجميع المتضررين». وخلال تجمع عام في مدينة غرين باي بولاية ويسكونسين (شمال) في وقت لاحق، قال ترمب «هذا المساء، قلبُ أميركا مع ضحايا عملية إطلاق النار المروعة داخل كنيس». وأضاف أن «أمّتنا بكاملها في حداد وتُصلّي من أجل الجرحى وتُبدي تضامنها مع المجتمع اليهودي». وتابع: «ندين بشدّة شرور معاداة السامية والكراهية التي يجب هزيمتها». وقال ستيف فاوس رئيس بلدية منطقة باواي، لشبكة «إم إس إن بي سي» الإخبارية: «كان هناك أربعة أشخاص مصابين بأعيرة نارية وتوفي أحدهم». من جهته، صرح المسؤول في شرطة منطقة سان دييغو بيل غور بمؤتمر صحافي بأن الجريح الذي توفي هو امرأة تبلغ من العمر ستين عاماً، والجرحى هم قاصرة وحاخام ورجل في الرابعة والثلاثين من العمر. وأضاف أن الجرحى ليسوا في حال الخطر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نحشون، أمس (الأحد)، إن طفلة في الثامنة من عمرها، وخالها البالغ من العمر 31 عاماً، جُرحا في الهجوم، مؤكداً أن حالتهما «جيدة». وأوضح غور أن الشرطة لديها نسخ من منشورات منفّذ الهجوم على شبكات التواصل الاجتماعي ورسالته المفتوحة، مضيفاً: «سندرسها للتأكد من صحتها ونعرف ما يمكن أن تقدمه للتحقيق». ويؤكد النص الذي ذكرت وسائل الإعلام أن إرنست كتبه أن الرجل استوحى هجومه من برنت تارانت الأسترالي الذي يؤمن بتفوق العرق الأبيض وقتل خمسين شخصاً في هجوم على مسجدين بمدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا في 15 مارس (آذار) الماضي، الذي أسفر عن مقتل 50 شخصاً. ويتبنى مطلق النار في النص أيضاً إحراق مسجد في كاليفورنيا بعد أسبوع من هجمات كرايستشيرش. وأوضح قائد شرطة سان دييغو أن الشاب دخل إلى كنيس شاباد بعيد الساعة 11:20 (19:20 ت.غ) «بينما كان نحو مائة مؤمن متجمعين». وأضاف أنه أطلق النار من سلاح تعطل، وهذا ما يفسر عدد الضحايا القليل. واستخدم المهاجم بندقية هجومية من طراز «إيه آر - 15». وكان هذا السلاح استخدم في عمليات إطلاق نار عدة في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة. وروى كريستوفر فولتس الذي يقيم بالقرب من الكنيس، لشبكة التلفزيون المحلية «إن بي سي 7»، «كنتُ أمام منزلي وأستعد للعناية بحديقتي، عندما سمعت ستة أو سبعة عيارات نارية». وأضاف: «توقف ذلك وسمعت صوت رجل يصرخ ثم ستة أو سبعة عيارات أخرى». وأشار غور إلى أن المسلح هرب بالسيارة لدى وصول الشرطة، غير أنه اعتقل لاحقاً ونُقل إلى قسم الشرطة في سان دييغو. أوضح قائد شرطة سان دييغو ديفيد نيسليت أن أحد عناصر حرس الحدود كان في عطلة وأطلق النار على المشتبه به عند فراره، وأصاب سيارته. وقامت بتوقيفه كتيبة مزودة بكلاب هرعت إلى المنطقة. وأضاف: «عندما أوقف الشرطي الرجل، رأى بشكل واضح بندقية على المقعد الخلفي لآليته. وضع الشاب في التوقيف الاحتياطي دون أي مشكلات أخرى». وأعلنت شرطة لوس أنجليس أنها ستعزز مراقبة الكنس وأماكن العبادة الأخرى. من جهته، أشاد رئيس بلدية باواي بـ«أعضاء الكنيس الذين تصدوا لمطلق النار وتجنبوا حادثاً كان يمكن أن يكون أخطر بكثير». وقُتل 11 شخصاً قبل ستة أشهر فقط، في 27 أكتوبر (تشرين الأول)، في إطلاق نار داخل كنيس في بيتسبرغ ببنسلفانيا. وكان هذا الهجوم الأكثر دمويّة ضدّ المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة. من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن «عملاً جديداً عنيفاً معادياً للسامية في اليوم الأخير من عيد الفصح يصدمنا»، معتبراً أن «الهجوم على كنيس شاباد في بواواي في سان دييغو يعنينا جميعاً».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لعبة حزب الله المزدوجة تفكك النظام اللبناني

الدكتورة رندا ماروني/29 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74320/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85/

لا تقتصر لعبة حزب الله في شراكته مع المنظومة السياسية للسيطرة على لبنان، بل تتعدى الفرادة بلعبة مزدوجة، أصولها، المشاركة والمعاداة بنفس الوقت، محرضا ضدها، ضاغطا عليها، ومحاولا خرقها واضعافها بشتى الوسائل القانونية والتوظيفية والإعلامية والعمل على التعبئة العامة للنيل منها بشراسة.

ومع أن جسمها لبيس، إلا أن ما نشهده اليوم يسجل واقعا خطيرا يهدد استمرار النظام اللبناني برمته ويشكل معطفا خطيرا في تاريخيه، وإذا بدأت السيطرة المقوننة بقانون انتخابي مدروس نحو الهدف، فإن ما يحضر للاستحقاق القادم يصوب على الهدف مباشرة، ودون مواربة، نطق بها رئيس مجلس النواب، الرئيس نبيه بري، في ظروف حساسة وبتوقيت فاجىء الجميع تناول فيه موضوع قانون الإنتخابات المبتغى تطبيقه في الإنتخابات النيابية المقبلة، وخاصة بعد ما يحضر له من مواجهة بين السلطة والشعب بمجرد إقرار موازنة التقشف المرتقبة، والتي ستطال بعشوائية القطاع العام، كما حشرت بعشوائية آلاف الموظفين وأقرت بعشوائية سلسلة الرتب والرواتب، وستسلب جزءا كبيرا من الحقوق بعشوائية.

عشوائية مقصودة وليست بريئة، سينتج عنها مواجهة بين السلطة والشعب سيحاول فيها حزب الله أن يلبس ثوب الحمل وان يقف ظاهريا فيها إلى جانب الشعب المغبون، فيما هو يدفع بكل قواه لتحقيق هذه المواجهة لتكريس ذاته الحاكم الوحيد دون شريك.

فمن ناحية يطوق لبنان إقتصاديا من خلال عزله عن محيطه العربي والدولي، والعمل على إغراقه من خلال سياسات التهريب التي يتبعها والتي ادت الى إغلاق آلاف المؤسسات والشركات اللبنانية.

ومن ناحية أخرى يدفع إلى مواجهة بين الشعب والطاقم الحاكم الشره بحب المال والسلطة، ولإنجاح هذه المواجهة بين الشعب والسلطة، حيث ان الشعب مقسوم بين القطاع العام المعارض للتدابير التي من الممكن أن تطال حقوقه، وبين قطاع خاص ينظر بحسرة على حاله ولا يمانع أي تدبير قد يحسن من وضع المالية العامة، املا ان تنعكس عليه ايجابيا، لا بد مع هذا الواقع المقسوم من إقحام الجيش والتعدي على مخصصاته بتدبير جهنمي، لدفعه مجبرا للمواجهة مع السلطة، مواجهة سيخرج منها حزب الله الرابح الوحيد ليضرب عصفورين بحجر واحد، اولا التخلص من الشراكة المزعجة مع أهل السلطة وثانيا إخضاع الشعب اللبناني لقوانينه المدروسة.

هذا لا يعني أن الشعب اللبناني هو غير خاضع اليوم، بل إنه عرضة لأكبر عملية نهب منظم في التاريخ، نهب لتاريخه وحريته وحقوقه وثرواته ودستوره ولنظامه السياسي وقد أضحى اليوم مكشوفا دون مقاومة تذكر.

رهينا للعبة حزب الله المزدوجة

لعبة مزدوجة

تفكك النظام

تخطط تنفذ

تصوب السهام

تسير مسارا

تقتحم إقتحام

تكدس حقدا

تلالا وأكوام

تدجن تلقن

عبيدا وأصنام

تقتلع خضرة

لتزرع ألغام

رأسها المدبر

طاغيا وإمام

طريقها موصول

بين طهران والشام

لعبة مزدوجة

تفكك النظام

تخطط تنفذ

تصوب السهام

تكدس حقدا

تلالا وأكوام.

 

وليد جنبلاط يستفز الجميع قارئاً الخرائط الجديدة للمنطقة

منير الربيع/المدن/الإثنين 29/04/2019

لم يفتح وليد جنبلاط سجال لبنانية مزارع شبعا أو عدمها عن عبث. وليس صحيحاً كما يروّج أنه عبّر عن ذلك غضباً، أو كـ"فشّة خلق". إحالة تصريح جنبلاط إلى هذا الجانب، فيه مواربة سياسية، وبعض من تسخيف القضية، وحصرها في جانب شخصي ومصلحي. لكنها في الحقيقة مختلفة عن ذلك كلّياً. يفتح جنبلاط ملف المزارع، في لحظة مفصلية تمرّ بها المنطقة، ويعاد فيها رسم الخرائط والحدود الجغرافية. وينطلق فيها من حسابات بعيدة، تتعلق بالخوف على تلك المزارع من القرار الأميركي بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان. ومزارع شبعا وفق الأمم المتحدة، هي تابعة للجولان. ما يعني أنها ستكون مستلحقة بالأراضي المحتلة وغير خاضعة للقرار 425.

لعبة النظام السوري

القوات الدولية الموجودة في مزارع شبعا هي قوات "الإندوف"، وليس قوات اليونيفيل. وهذا مؤشّر على أن الأمم المتحدة تعتبر مزارع شبعا سورية، وتابعة للجولان، وليست لبنانية. وفي هذا السياق يأتي موقف جنبلاط، كعامل تحفيز للدولة اللبنانية للعمل مع مختلف الجهات الإقليمية والدولية لإثبات لبنانية المزارع، وانتزاع اعتراف من قبل النظام السوري بذلك، بدلاً من إبقائها معلّقة، وغير واضحة "الهوية". يعرف جنبلاط أن المزارع لبنانية، لكن عدم القدرة على إثباتها يعود إلى عدم ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، بسبب رفض النظام السوري لذلك، وإبقاء لبنان والمزارع، ورقة قادر النظام على استخدامها لحظة يشاء.

كان هناك في جانب من مزارع شبعا مخفراً سورياً مثلاً، وهذا بسبب عدم ترسيم الحدود، وقد سيطر السوريون على تلك المنطقة في العام 1959، بعد ثورة العام 1958، ولا تزال خاضعة لهم من الناحية النظرية والقانونية نسبياً، بمعزل عن الملكيات اللبنانية على بعض أراضيها أو عقاراتها. وما يسري على المزارع يسري على غيرها من المناطق، كقرية الطفيل مثلاً، وهي بلدة لبنانية لكنها تعتبر نظرياً داخل الأراضي السورية، وأهلها يستخدمون الليرة السورية. وكما الطفيل، كذلك بالنسبة إلى بعض القرى اللبنانية في الهرمل، والتي تعتبر "قرى لبنانية داخل الأراضي السورية". بمعنى أنها لبنانية كملكية عقارية وكسكن، ولكنها خاضعة لسيادة سوريا.

أسلوب جنبلاط

انطلق وليد جنبلاط من موقف، بعد تعبير المسؤولين اللبنانيين عن خشيتهم على مزارع شبعا، من دون اتخاذ أي إجراء عاجل، لتثبيت لبنانيتها وانتزاع الاعتراف من النظام السوري. ولذلك، هو يضع موقفه في سياق التحفيز على إثبات ذلك، وليس ما يحفّز أكثر من استخدام لعبة استفزازية تدفع الآخرين إلى البحث عن ردّ عملاني على ذلك الاستفزاز. فمثلاً لو خرج وليد جنبلاط وعمل على إطلاق نصيحة بأنه يجب على الدولة اللبنانية أن تعقد اجتماعات لتثبيت لبنانية المزارع، لما كان لموقفه أن يأخذ هذا المدى من الضجة. والأهم من ذلك، أن جنبلاط يتقن فنّ إرسال الرسائل. وعلى طريقته، يتخذ موقفاً كهذا لتحريك مياه راكدة، وللإشارة إلى أبعاد قد لا تكون ظاهرة حالياً، خصوصاً في ما يتعلّق بإعادة رسم الخرائط ما بين لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة. ولذلك، يعتبر جنبلاط أن النظام السوري - وفي إطار صفقة الرفات مع الإسرائيليين وغيرها من الصفقات - يتنازل فعلياً عن الجولان، بمعزل عن المواقف التي يطلقها، مقابل إعادة تعويمه، عملاً بمقولة سابقة لحافظ الأسد يوم سقطت الجولان، بأنهم خسروا الأرض لكنهم ربحوا النظام. وكأن الجولان هو "صفقة" قوامها التخلي عنه لإسرائيل مقابل إعادة تعويم النظام سياسياً ودولياً. ولذلك، يعبّر جنبلاط عن خشية من أن يطال التنازل عن الجولان تنازلاً عن مزارع شبعا، ما لم تسارع الدولة اللبنانية إلى تثبيت لبنانيتها.

المنطق التخويني

جوبه جنبلاط بمنطق تخويني، او بأنه "يفشّ خلقه"، بسبب خلافه مع حزب الله حول معمل فتوش للإسمنت في عين دارة، وخرج بعض السياسيين لاعتبار أن مزارع شبعا كانت ستكون لبنانية بالنسبة إلى جنبلاط لو تم إقفال معمل الإسمنت، أو أصبح شريكاً فيه. وبالتالي، فإن التعاطي مع طرح جنبلاط والردّ عليه يأتي في سياق حملة مضادة لكشف الفضائح. فاختار جنبلاط الردّ على طريقته، ووضعه في إطار كمن يكشف فضيحة، هي فضيحة التنازل عن مزارع شبعا، كما فضيحة التنازل عن الجولان، وما سيكون لذلك من تبعات سياسية في أعقاب التصعيد الأميركي ضد إيران، والذي قد يذهب مؤخراً إلى مفاوضات ناجعة بين الطرفين، بعد كل الضغوط. ما يعني أن تتحول حينها مزارع شبعا ثمناً للتسوية السياسية الكبرى، كما كانت سابقاً ثمناً لاستمرار المقاومة واستثمارها من قبل النظام السوري بعد العام 2000. صحيح أن توقيت كلام جنبلاط يمثّل لبساً لبعض القوى، لكنه جاء في سياق ثلاث رسائل أطلقها جنبلاط، رسالة لبنانية المزارع، ورسالة إلى روسيا عندما قال إن رئيس النظام السوري هو أكبر كذّاب في العالم وهو صديق روسيا، وكشفه رسالة الأسد عبر الروس إلى إسرائيل، وتحديداً نتنياهو، حول عدم إضرار الدولة العلوية بإسرائيل. إذاً يستهدف جنبلاط في موقفه ثلاث جهات، حزب الله، النظام السوري، وروسيا.

الدفاع عن النفس

هذا الكلام يعني أن جنبلاط لم يعد قادراً على السكوت، على كل ما يتعرّض له من ضغوط، سواء من قبل النظام السوري وحزب الله والتيار الوطني الحرّ، الذين يعملون على تسجيل اختراقات وزرع الشقاق في البيئة الدرزية، مقابل المواقف المعسولة التي يسمعها منهم، ولكن لا تقابلها أفعال على الأرض. كما أن الرسالة إلى حزب الله تعبّر عن استغراب من قبل جنبلاط لقطع العلاقة معه، على خلفية معمل الإسمنت. والتي لا تعتبر واقعية أو مقنعة، بل يقرأ فيها جنبلاط رسالة مشفّرة حول استهدافه المستمر من قبل الحزب والنظام السوري، وصولاً إلى الحملة التي تشنّ عليه، باعتباره أنه متضرر مالياً من المعمل. وهذه تشير إلى تضييق المنابع المالية لجنبلاط أو محاصرته. أما الرسالة الأخرى إلى روسيا فهي تنطلق من عتب جنبلاط على الروس، الذين يرسلون له رسائل إيجابية حول العلاقة الجيدة والممتازة معه، ولكن في المقابل لا تشير الأفعال إلى ذلك. ويظهر أن النظام السوري المدعوم من روسيا لا يترك فرصة إلا ويعمل فيها على استهداف جنبلاط وتطويقه ومحاصرته وتصفية الحساب معه، عبر حلفائه في لبنان. أما الرسالة الأهم فهي ما قصد جنبلاط أن يقوله حول العلاقة الروسية مع إسرائيل والنظام السوري، والتي قد تنتهي بتفاهم معين، نواته تحالف الأقليات الذي يعارضه جنبلاط ويواجهه. لا يبدو جنبلاط أنه في وارد التنازل حالياً، ولن يكون ممنوعاً من الكلام او ملتزماً بالصمت إزاء ما يتعرض له. يقول إنه سيكمل بمواقفه ليس للتاريخ فقط، وعلى الرغم من أنها قد لا تكون مؤثرة في سياق لعبة الأمم، لكنه على الأقل يريد الدفاع عن نفسه. وهناك من يقول إن وليد جنبلاط ليس كسعد الحريري، يتنازل عندما تشتد الضغوط عليه. فهو لا يمكنه أن يتنازل إلا بعد أن يحصل على ما يريد، ويحقق ضمانات حقيقية وواقعية حول التوقف عن استهدافه داخل الجبل وداخل البيئة الدرزية. وإلى حين تحقيق ذلك، لن يكون في وارد التراجع أو كف لسانه عن فضح بعض الفضائح التسووية، التي تنتجها مفاوضات سرية هنا وهناك.

 

مشروع الموازنة مخاتل ويخاف من غضب أصحاب المال

علي نور/المدن/الإثنين 29/04/2019

بعكس كل الكلام الذي تم تداوله عن إجراءات "جريئة" وغير شعبيّة، لم يقترب مشروع موازنة 2019، الذي أحاله الوزير علي حسن خليل إلى الوزراء، من الأمور الحسّاسة شعبيّاً، من قبيل المس بأجور موظّفي الدولة والمتقاعدين وفرض ضرائب جديدة على المستهلكين. وباستثناء رفع الضريبة على الفوائد، لم يمس مشروع الموازنة كذلك أرباح المصارف، أو فوائد الدين العام. بمعنى آخر، إبتعد الوزير عن إثارة أي حساسيّة تجاه أي طرف، مفضّلاً رمي كرة النار في ملعب مجلس الوزراء، الذي سيناقش الأسبوع المقبل مشروع الموازنة المُحال إليه من وزير المال.

ضريبة الفوائد: سجال مرتقب

المسألة الحسّاسة الوحيدة التي قاربها مشروع الموازنة كانت رفع الضريبة على الفوائد من 7 في المئة إلى 10 في المئة، ومن دون إعفاء المصارف من هذه الزيادة. وعمليّاً، يتناقض هذا الطرح مع طرح الرئيس سعد الحريري، الذي قضى بإعفاء توظيفات المصارف من هذه الزيادة، ومع كلام حاكم مصرف لبنان في اجتماعه الأخير مع جمعيّة المصارف. وعليه سيكون هذا البند النقطة السجاليّة الأبرز التي يُفترض أن تُثار عند مناقشة مشروع الموازنة في مجلس الوزراء. ومن الممكن، حسب مراقبين، أن يكون وزير المال تعمّد إبقاء هذه النقطة على هذا النحو في مشروع الموازنة المُعَدّ من قبله، لتحميل مسؤوليّة أي إعفاء مقترح للمصارف، لمجلس الوزراء مجتمعاً.

إعفاءات ومخارج للمتهرّبين ضريبيّاً

مشروع الموازنة تضمّن كذالك إعفاءات بنسبة 90 في المئة من جميع الغرامات الضريبيّة، لجمع المكلّفين بالضريبة، الذي تهرّبوا أو تقاعسوا عن سداد الضرائب المتوجّبة عليهم. وبذلك يكون مشروع الموازنة قد أوجد مخرجاً لمسألة الإعفاءات من الغرامات لبعض الشركات، التي تم طرحها مؤخّراً في مجلس الوزراء، قبل أن يصار إلى سحبها من التداول، بعد ضجّة إعلاميّة كبيرة على خلفيّة تضمين الأسماء المقترحة للإعفاءات شركات مملوكة جزئيّاً من زعماء بارزين أو مقرّبة منهم. وبالرغم من إشكاليّة تضمين الموازنة إعفاءات بهذا الحجم بموازاة الإجراءات التقشّفيّة، يحاجج المؤيّدون لهذا الطرح بأن مسألة الإعفاءات تشكّل حافزاً للمكلّفين ضريبيّاً لتسوية أوضاعهم، وتسمح للدولة بتحصيل جزء كبير من هذه الضرائب.

سقوف للمخصّصات والرواتب

لعلّ المظهر التقشّفي الأبرز في مشروع الموازنة يطال تحديداً الشطور العليا في رواتب القطاع العام. فمشروع الموازنة نص على حسومات بنسبة 50 في المئة من مخصّصات الرؤساء والنوّاب والوزراء لمدّة ثلاث سنوات. كما نصّ على تحديد سقف للملحقات والتعويضات لوظائف القطاع العام يوازي قيمة راتب الموظّف الأساسي. وتضمّن المشروع بنود أخرى من قبيل عدم جواز الجمع بين راتبين من القطاع العام، ووقف العمل بالرواتب التي تزيد عن 12 مرّة في السنة. أمّا المس الوحيد الفعلي بأصحاب الدخل الأدنى، فشمل معاشات التعاقد للعسكريّين، التي نص المشروع على إقتطاع 3 في المئة منها بدل الضمان الصحّي والمساعدات الإجتماعيّة. وعلى صعيد الضريبة على الدخل، استحدث المشروع شطراً إضافيّاً للدخل الخاضع الضريبة، والذي تتجاوز قيمته الـ225 مليون ليرة، على أن يتم إخضاعه لضريبة بنسبة 25 في المئة. مع العلم أن التوزيع الحالي للشطور يُخضع أعلى شطر لضريبة نسبتها 20 في المئة.

مخاوف من المرحلة المقبلة

في الشكل، ابتعد مشروع الموازنة فعليّاً عن أي مسّ بأصحاب الدخل الأدنى، سواء من جهة الضرائب والرسوم، أو من ناحية رواتب القطاع العام. كما تضمّن خطوات تزيد من العبء الضريبي والتقشّفي على أصحاب الدخل الأعلى في الدولة وخارجها. لكن ثمّة مخاوف من أن تكون هذه الخطوات مجرّد تحييد لوزير المال عن الإجراءات الأقسى غير الشعبيّة، على أن يتم فتح الباب أمام النقاش حولها في مجلس الوزراء، ليتحمّل المجلس المسؤوليّة بشكل جماعي. وبمعزل عن قرارات مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، ثمّة شكوك حول قدرة الدولة على تحقيق العجز المستهدف في الموازنة. فمشروع الموازنة المطروح حاليّاً يحدد العجز المستهدف بـ3.5 مليار دولار، وهو رقم شبيه للعجز الذي استهدفته موازنة العام الماضي. مع العلم أن العام الماضي عاد وحقّق عجزاً فعليّاً في الميزانيّة ناهز الـ5.8 مليار دولار حتّى شهر تشرين الثاني، بمعزل عن أرقام الموازنة. وهكذا، ثمّة أسئلة حول واقعيّة الأرقام التي يطرحها اليوم مشروع الموازنة، في ضوء تجربة السنة الماضية. خصوصاً أن مشروع الموازنة الحالي لم يمس بأي من النقاط الحسّاسة للأطراف المعنيّة المختلفة، سواء من جهة خدمة الدين أو أجور القطاع العام (أكبر كتلتين في النفقات)، وهو ما يشبه إلى حد كبير الأسلوب الذي تم اعتماده في موازنة السنة الماضية. كما تتشابه موازنة العام الحالي مع موازنة العام الماضي، في استثنائها التحويلات إلى كهرباء لبنان من النفقات المرتقبة. إذ تم تصنيفها كسلف من خارج الموازنة. وهو ما يضيف من الشكوك حول جديّة الأرقام التي يظهرها العجز المستهدف في مشروع الموازنة. في الواقع، يمكن التذكير أن تخفيض العجز الوارد في أرقام الموازنة، وفق تدرّج معيّن، كان أبرز الشروط التي وضعها المانحون في مؤتمر سيدر، وهو ما يضغط على السلطة السياسيّة لإقرار موازنة تعكس هذا التخفيض المطلوب في العجز، للاستفادة من قروض هذا المؤتمر. لكنّ ذلك لا يعني بطبيعة الحال توقّع تخفيض فعلي في هذا العجز في الميزانيّة، كما لا يضمن أي تحسّن في ماليّة الدولة مستقبلاً. أمّا ما يمكن أن يشكّل بداية مقاربة بنّاءة لملف الميزانيّة العامّة، فهو مراجعة الكتلة التي تستنزف 45 في المئة من الواردات وفق مشروع الموازنة المطروح، وهي فوائد الدين العام، خصوصاً أن المس برواتب أصحاب الدخل المحدود صار خارج النقاش.. إذا صدّقنا تصريحات أقطاب السلطة.

 

المثلية الجنسية موضوع تجاذب في لبنان

منى فياض/الحرة/28 نيسان/19

ليس سوى الأدب يمكنه أن ينقل معاناة المثلي جنسيا في مجتمع بطريركي. في رواية تشو دا تشين "مشانق من فضة"، يتزوج ابن لحاكم لا يهمه سوى سمعته وموقعه، من فتاة لم يطق لمسها. كان يختبئ كي يتزين بحلى ولباس النساء. ولشعوره الفظيع بالذنب والعار كان ينهي المشهد بحرق جلده. توسل أباه بأن يسمح له بالرحيل والعيش بعيدا كما يريد: "أبي اقتلني، أنا ايضا لا أرغب في العيش، وأعلم أن القيام بهذا هو فعل حقير ويجلب العار، هو أمر يسود وجهك ووجه أمي، لكنني لا أملك من أمري شيئا، إن قلبي يتعذب أيضا، هيا اقتلني.. يا أبي، إنني انسان، وأنت لا تسمح لي بالمغادرة.. لكن رب السماء إذا سمح بحياة من هو على شاكلتي، فلا بد أن له منطقا في ذلك". كذلك رواية هدى بركات تنقل معاناة لبناني منبوذ يطلب رأفة والده ليقبل عودته لكنف العائلة، دون جدوى. عاينا مؤخرا في لبنان موجة قمع ورفض للمثلية؛ في الوقت الذي بدأت فيه قطاعات من الرأي العام تبدي حرصها باحترام حقهم بالحرية الشخصية كأحد ركائز شرعة حقوق الإنسان. وللمفارقة، كان لبنان، بشخص شارل مالك، من بين الدول التي ساهمت بوضعها. حكمت المحكمة العسكرية في لبنان "بعدم تجريم المثلية الجنسية" وتظهر بعض عناوين الصحف المحلية نماذج لما يتعرض له ما يعرف بـ "مجتمع الميم":

"شكوى من انتهاك لبنان الحقوق الجنسية. الحرب مستمرة على المثليين في لبنان... أين حقوق الإنسان؟ إلغاء عدة نشاطات ينظمها مجتمع الميم. سهرة "جنسية مثلية" مساء اليوم في بيروت... والمفتي قباني يتدخل ضدّ نادي الجندر والجنسانيّة في الجامعة الأميركية في بيروت. إيقاف مؤتمر "ندوى 2018"... المثلية الجنسية تُحارب في لبنان. بري والعرب والأفارقة أسقطوا حقوق مجتمع المثليين"...

كذلك في العالم العربي:

"أصدرت محكمة استئناف تونسية الخميس حكما بالسجن شهرا نافذا ضد ستة طلاب أدينوا في محكمة الابتداء بالسجن ثلاث سنوات بـ"تهمة" المثلية الجنسية، كما "حذفت" المحكمة عقوبة ابتدائية بمنعهم من الإقامة في مدينة القيروان مدة خمس سنوات. المغرب: الحكم على شخصين بتهمة المثليّة الجنسية: محاكمة لا تحترم الحق في الحياة الخاصة المكفول في الدستور. المغرب، مرادف المثلية هو الدعارة.

أنت ملحد أو مثليّ، إذا لا مكان لك في دولة مصر الأخلاقية. ملاحقات واعتقالات بحق المثليين الجنسيين في مصر. العراق، مطاردة الساحرات"...

هذا وقد منع عرض فيلم لمخرج لبناني في بيروت من قبل الأمن العام، بسبب قبلة بين رجلين، بعد أن كان قد أعطاه إذنا بالتصوير!

فحراس أخلاقنا، نحن القصّر، تستقوي على الإنتاج الفني المحلي أو ذلك المعروض في الصالات. في حين يتمكن الناس من مشاهدة شتى أنواع العروض والأفلام على شاشاتهم المنزلية. يصبح السؤال بالتالي: هل هي مجرد ممارسة سلطة تعسفية لإثبات الوجود؟ أم إثبات لغياب المنطق؟

وددت أن ينبري رجل دين واحد ليطلق حرما أو فتوى تحرم زواج القاصرات أو الرشوة أو سرقات المسؤولين أو تمنع التعامل مع الذين تملأ فضائح سرقاتهم الشاشات وصفحات الجرائد... لكن سيف الأخلاق لا يطال سوى حياة الناس الخاصة داخل حرمات بيوتهم.

وكأني بمجتعاتنا تسمع لأول مرة عن المثلية، لإصابتها بفقدان الذاكرة. يستعاد التراث فقط لتبرير العنف. فالمرويات عن المثلية الجنسية لا تنضب في التراث. العرب عرفوا ممارسة "اللواط" منذ القدم. ولقد حفل العصرين العباسي والأندلسي بأشعار المثليين وأخبارهم. واشتهر بعض الخلفاء الأمويين بالمثلية. يقال إن يزيد بن معاوية مارسه. أما في العصر العبّاسي، فكانت ظاهرة ممارسة الخلفاء "للواط" شبه عامة. يروي الطبري في تاريخه أن الخليفة الأمين "طلب الخصيان وابتاعهم وغالى بهم وصيّرهم لخلوته في ليله ونهاره... ورفض النساء الحرائر والإماء".

والقرآن لم يضع حدا واضحا على المثليين واكتفى بالإشارة إليهم بشكل سلبي في معرض الذم بـ"قوم لوط" لممارستهم لها.

ونجد في التراث العربي أخبارا كثيرة تدلّ على شهوة الرجال للغلمان. بعض الشعراء العرب ذهب في التغزّل بالنساء إلى تشبيههن بالغلمان. يقول الجاحظ "إن الجارية إذا وُصفت بكمال الحسن قيل‏:‏ كأنَّها غلام".

عموما حافظت الحضارة العربية الإسلامية على النظام الثنائي وتقسيم الأدوار، ولم تذهب كثقافات أخرى في اعتبار الخصي جنسا ثالثا، فاختص غلمان المتعة بالصفات التي خصت بها الأنوثة مثل الليونة والرقة والانفعال...

لقد كانت الممارسات مع الغلمان متماثلة في مختلف الحضارات، فتستثنى مجموعة من الصبيان لـ"ممارسة اللواط"، ويعاملون أحيانا معاملة الأنثى. وبرغم الميل العام إلى تفضيل المرد (جمع أمرد)، لم يمانع البعض الآخر بوطء الملتحين منهم. دافع أبو نواس عن وطء الملتحي قائلا: "قال الوشاة: بدت في الخد لحيته/ فقلت: لا تكثروا ما ذاك عائبه/ الحسن منه على ما كنت أعهده/ والشعر حرز له ممن يطالبه".

يدافع أفلاطون في حديث أريستوفان عن المثليين: "ويرميهم البعض بالوقاحة والصفاقة، ولكنهم مخطئين جدا، فليست الصفاقة هي التي تدفعهم إلى أعمالهم، ولكنها الفتوة وروح الرجولة العالية القوية تدفعهم إلى مصادقة أندادهم وأشباههم".

فأفلاطون يجد إن أجمل الحب هو ذلك الذي يجمع: نصف ذكر مع نصف ذكر ما يعطي كائنا كاملا كرجل، هو نفسه بمجموعه في فحولته. طبعا هذا كان زمن اعتبار المرأة كائنا دونيا، هدف ممارسة الجنس معها هو التناسل.

يتم نكران هذا التاريخ ويذهب البعض إلى تصنيف المثليين كمرضى. وإذا صح الأمر يكون مرضا وبائيا، ذلك أن أعدادهم بازدياد مطرد في أنحاء العالم.

ربما الأجدى بنا اعتبارها ظاهرة و"عارضا" يعبر عن تأزم المجتمعات البطريركية ـ الذكورية وعن اضطراب العلاقة بين الجنسين وعن اضطراب الأدوار الوالدية في إطار الأسرة.

من هنا يمكن فهم "إنكار" مجتمعاتنا الأبوية البطريركية لتاريخها المثلي كنوع من الدفاع عن حصن التفوق الذكوري الأخير وردة فعل على الرفض المتنامي للذكورية الفظة. هذا إذا قبلنا وضع المثلية في إطارها السيكوسوسيولوجي.

من هنا تفاجأنا مطلع الشهر الجاري، عندما حكمت المحكمة العسكرية في لبنان "بعدم تجريم المثلية الجنسية". وطلب القاضي بيتر جرمانوس إطلاق سراح أربعة عسكريين محتجزين بهذه "التهمة". مؤكدا في تبرير حكمه أن القانون يدين العلاقات المخالفة للطبيعة دون أن يحدد ما هي هذه الأخيرة. وهذا دليل بأن المادة 534 من قانون العقوبات، التي تجرم العلاقات الجنسية الخارجة عن نطاق الطبيعة، بحاجة للتطوير بما يتناسب مع تطور المجتمع ومع شرعة حقوق الإنسان.

يمكن فهم "إنكار" مجتمعاتنا الأبوية البطريركية لتاريخها المثلي كنوع من الدفاع عن حصن التفوق الذكوري الأخير

ولقد سبق أن قامت محكمة استئناف جزاء المتن المدنية بالحكم نفسه تموز/يوليو 2018 بإصدارها قرارا يعتبر المجامعة خلافا للطبيعة، وطالما أنها غير حاصلة علنا، لا تشكلُ جرما.

تبرز إذن دينامية جديدة في المجتمع اللبناني فيما يتعلق بقبول الآخر المختلف تظهر في الدفاع عن المثليين، لكن تواجهها عقلية جامدة تكرر: هلق مش وقتها! الجملة السحرية التي تتردد كلما أثير أي موضوع يختص بالحريات الشخصية كموضوع الزواج المدني أيضا.

لكن إذا كانت المطالبة بالحريات الشخصية "مش وقتها"، فلماذا يضيعون وقتهم الثمين في متابعتها ومحاربتها؟

 

أبعد من حريق نوتردام: ما قصة الجدال حول "الجذور المسيحية" لأوروبا؟

 وسام سعادة/موقع درج/28 نيسان/19

السؤال الذي جعله عالم السياسة الفرنسي اوليفييه روا عنواناً لكتاب صدر له مطلع هذا العام "هل أوروبا مسيحية؟" عاد ليطلّ برأسه غداة الحريق الذي نشب في كاتدرائية نوتردام القوطيّة وسط باريس.

ليس بديهياً تحديد هوية الصرح الذي استهدفه هذا الحريق الذي استبعدت فرضية كونه عملاً متعمّداً. هل نحن أمام حريق اندلع في صرح ديني بالدرجة الأولى، وبالتالي يعني جمهور المؤمنين الملتزمين الكاثوليك قبل سواهم؟ أم نحن أمام صرح ينبغي أن ينظر له بالدرجة الأولى إذا مساهمته في صناعة الذاكرة القومية الفرنسية، وهذا يعود بدوره ليطرح مسألة الجذور المسيحية للأمة؟ أم نحن أمام صرح بات ينتمي بالدرجة الأولى إلى التراث المعماري الحضاريّ للبشرية ويفترض أن يعني جميع البشر على قدم وساق، مثلما ينبغي أن يعنيهم بالقدر نفسه الحفاظ على اهرامات الجيزة في مصر، أو على مجمع "تاج محل" في الهند؟ هذا مع لفت النظر إلى أن "تاج محل" في آغرا، الذي يشكّل ضريح ممتاز محل، زوجة السلطان المغولي شاه جهان، والمبني في منتصف القرن السابع عشر، يثير هو الآخر جدلاً حول هويته في الهند، بخاصة مع صعود القومية الدينية الهندوسية، اذ ثمة اليوم من يطالب بتحويله إلى معبد هندوسي، إما بمزعم أنّه بني على أنقاض معبد، وإمّا بشطح من قبيل أنّه كان في الأصل ذلك المعبد، وثمة في الوقت نفسه حكومة ولاية اوتر براديش التي يتولاها القوميون الدينيون والتي تتبع لها مدينة آغرا، والتي أقصت المعلم الأثري الحضاري الأبرز للهند عن نشرتها السياحية العام الماضي! في عصر "سياسات الهوية" العاصفة شرقاً وغرباً، لا يكفي القول بأن نوتردام أو تاج محل ينتميان إلى التراث الحضاري العالمي. السؤال واجب حول كيفية المواءمة بين العنصر الديني وبين العناصر الأخرى التي صنعت وتصنع تاريخ هذا الصرح أو ذاك.

ماذا يعنيه الكلام عن "الجذور المسيحية" لأوروبا؟

ثمّة بالتأكيد أنواع هزلية لإثارة الإشكالية الدينية – الحضارية المقترنة بهذه المعالم، من نوع اعتبار الحريق رسالة إلهية لعلمانيي فرنسا بأن توبوا إلى دين المسيح، أو اعتباره عقاباً إلهياً على سماح فرنسا بزواج المثليين، ولهذه الخزعبلات مكانها في أقاويل شريحة من الناس. لا يلغي ذلك أنّه منذ الثورة الفرنسية تكثّفت الصراعات الناشئة على خلفية الموقف من الثورة، حول مآل هذا الصرح. فمع الثورة، وتحديداً في ظلّ روبسبيير، سيجري صرف الكاتدرائية عن الكثلثة والمسيحية وتحويلها إلى "معبد العقل"، وبعد إطاحة روبسبيير ستتحول إلى مستودع، ولن تعود كاتدرائية إلا بعد تسع سنوات انقطاع، وبفضل نابليون الأول. لاحقاً، في فترة كومونة باريس 1871 سينقسم المنتفضون بين دعاة هدم الصرح وبين المدافعين عن الحفاظ عليه لقيمته الفنية الثقافية الإنسانية. لقد تشرّبت الكاتدرائية كل هذا التاريخ السجالي حولها. تحوّلت إلى معلم  تخزيني للذاكرة الصراعية المحتدمة للأمة. وهي إذ تجسّد فكرة الجذور المسيحية للأمة يحصل ذلك على قاعدة التمييز بين هذه الجذور وبين واقع حال الإيمان والممارسة الدينية. ماذا يعني ربط الجذور الثقافية بديانة انحسرت ممارستها؟

في مقابل اضمحلال التديّن المسيحيّ تصاعدت أهمية الهوية المسيحية. لم تعد الكلمة للإيمان إنّما للهوية. لكن هل يكفي ذلك للقول بأن أوروبا اليوم لا تزال قارة مسيحية؟ هل يمكن أن تستمر الهوية الثقافية المسيحية فاعلاً مطوّلاً بعد أفول الإيمان الديني المسيحيّ؟

التشديد على "الجذور المسيحية لأوروبا" هو عنوان جامع بإزاء تحسس مضاعفات ومخاطر "اسلام المهاجرين".. صحيح انه قامت حضارات اسلامية على البر الاوروبي، كالاندلس... لكن اوروبا "ذات الجذور المسيحية" تقوم اساساً على فكرة ضمنية وهي انه، في حمأة مواجهة التهديدات الآتية من شرق الحوض المتوسط وغربه المطلة برأسها تحت رايات الاسلام، تشكلت الهوية المشتركة الاوروبية

في كتابه "هل أوروبا مسيحية؟" التي تصادفت قراءته مع هذا الحريق المشؤوم، يشدّد اوليفييه روا على دور "المسيحية اللاتينية" في بناء المشترك ليس فقط الحضاري، بل أيضاً الانثروبولوجي، بين مجتمعات أوروبا الغربية، اذ يميّزها كمسيحيية مهجوسة بالخطيئة الأصلية وبجعل مرتكب الخطيئة يقرّ بخطيئته، في مقابل "المسيحية الشرقية"، البيزنطية، المهمومة بتمجيد الرب، أكثر من اهتمامها بتظهير بؤس الإنسان. وعلى الرغم من عناية روا بعمق الإنقسام الكاثوليكي البروتستانتي في أوروبا، بدءاً من القرن السادس عشر، الى أنّه يحذّر من الوقوع في مغبّة تحويل هذا الإنقسام إلى قطيعة جوهرية يفسّر بها كل ما أتى ما بعدها، ويذهب إلى أنّ أهم ما يستقى من هذا الإنقسام هو أن الحروب الدينية بين الكاثوليك والبروتسانت هي التي أدّت، تاريخياً، إلى تقدّم السياسة على حساب الدين في أوروبا، تحديداً بسبب من عجز الدين عن صناعة السلام، بما اضطر الدولة إلى أن تفرض بنفسها "سلام الدين"، من خلال تنظيم محلّ الدين في المجتمع، وهو ما تمثّل بداية باتباع مبدأ الرعايا على دين ملوكهم. منذ معاهدة وستفاليا 1648 صارت الدولة دنيوية، بما أنّها هي التي تحدّد وظيفة الدين وفضاءه، وإن لم تكن بعد علمانية، بما أنّها لم تكن فصلت بين مؤسساتها وبين المؤسسات الدينية. وهكذا، أخذت الدولة تتعامل مع نفسها شيئاً فشيئاً على أنّها من يرسي المعايير الأخلاقية وتبعاتها القانونية، وشيئاً فشيئاً حلّت أحكام القانون محلّ سرّ الإعتراف، ولم تتردد الدولة في تجريم التسوّل والدعارة، ولم يكن هذا التجريم مطروحاً يوم كان الأمر للكنيسة في المجتمع. أساس التحوّل من دولة في خدمة الدين إلى دولة الدنيا التي تكلّف نفسها تحديد موقع الدين من الإعراب بالنسبة إلى المجتمع وبالنسبة لها، هو أنّ الدولة هي التي غدت تتولى تحديد الفضيلة، وأخذ مسألة الخير والشرّ على عاتقها.

علاقة العلمنة بتراجع الممارسات الدينية

البعد التاريخي الآخر الذي يبرزه اوليفييه روا هو أنّه مع الإكتشافات الجغرافية الكبرى والموجة الأولى من التوسع الإستعماري لم تعد أوروبا "تحتكر" المسيحية. بعد أن كانت المسيحية منتشرة في نطاق حوض البحر المتوسط ثم توثقت رابطتها مع أوروبا، "تعولم" هذا الدين على محك التوسع الإستعماري، ثم لعب دوراً أساسياً في بث الحركات التحررية في المستعمرات التي شهدت اعتناقه، واليوم، لئن كانت أوروبا تستمر في النظر إلى نفسها كمسيحية، فإن المسيحية لم تعد أوروبية إلا على الهامش. يعود روا فيطرح السؤال بهذا الشكل: "لم تعد أوروبا قلب المسيحية، لكن هل ما زالت المسيحية قلب أوروبا؟".

بعد أن اشتهر روا بكتبه حول العلاقة بين الديني والسياسي في الإسلام المعاصر، يكرّس هذا الكتاب الأخير للخوض في حقيقة ما بقي من "مسيحية أوروبا" بعد موجات "نزع المسيحية" عنها في الأزمنة الحديثة، وهو يفرّق بين علمنتين، واحدة مبنية على استقلالية المستوى السياسي، بما يقود الى فصل الدولة عن المؤسسات الدينية، أو إلى سيطرة السياسي على الديني. أما العلمنة الثانية، فترتبط بتراجع الممارسة الدينية نفسها، وأفول محورية الدين في الحياة الاجتماعية والثقافية، وهو ما يدخل "نزع التمسحن" من أوروبا في إطاره.

العلمنة بالمعنى الأوّل لا تفترض العلمنة بالمعنى الثاني، لكن ما حصل أنّ المسارين ترافقا في تاريخ أوروبا. هل يمكن، مع ذلك، رغم انحسار الممارسات الدينية، اعتبار أن ما جرى هو تحديث وعصرنة لقيم هي في الأساس مسيحية؟ هل "ما بعد المسيحية" هو الشكل الحديث للمسيحية؟

حريق نوتردام: خسارة العالم لتاريخه كما حلب وبغداد وتدمر

قصة كنيسة سورية ألهمت مِعمارِيِي كاتدرائية نوتردام الفرنسية

اضمحلال التدين المسيحي

عندما بدأ مسار التحكم الدولتي – الدنيوي بالدين كانت أوروبا لا تزال مسيحية مؤمنة. بدأت بعدها مسارات "اضمحلال التمسحن"، إما بتراجع متواصل، وهذه هي الحالة الفرنسية منذ ما قبل الثورة، وإما بهبوط سريع متأخر، وهذه هي الحالة الإيرلندية. في حالة فرنسا، وكذلك الكيبيك، حصل الإنحسار النهائي للتديّن في منتصف الستينيات، وهذا يعني أن هناك جيلاً كان لا يزال يمارس دينياً وتوقف عن ذلك. أما في ايرلندا، فثمة جيل ممارس دينياً تبعه الجيل الحالي غير المتديّن. عام 1983 يوم كانت الحظوة للتديّن، صوّت 63 بالمئة من الإيرلنديين لمنع الإجهاض. أما عام 2015 فصوّت 62.07 بالمئة من الجيل الحالي للزواج المثلي، وصوّتت أكثرية 68 بالمئة لتشريع الإجهاض.

وحتى في بلدان ينظر لها كملتزمة دينياً كبولونيا، يلاحظ اوليفييه روا أنه اذا كان عدد الكهنة ازداد فيها بعد سقوط الشيوعية، فإن عدد المواظبين على حضور القداديس انخفض من 57 بالمئة عام 1982، أي في فترة الحكم الشيوعي (وهي نسبة عالية مرتبطة بظاهرة البابا البولوني يوحنا بولس الثاني)، إلى 36 بالمئة عام 2016. يجازف روا بالقول بأنّه لا عودة إلى الوراء في موضوع اضمحلال التديّن المسيحي في المجتمعات الأوروبية. هل هذا بسبب اصلاحات مجمع الفاتيكان الثاني؟ بالأحرى العكس. هذه الاصلاحات انطلقت من تحسّس ظاهرة العزوف عن الإيمان والممارسة السابقة عليها، سواء أفلحت في الحدّ من مساحة هذا العزوف أو لا. أيّاً يكن من شيء، عدد الممارسين المسيحيين بشكل منتظم في أوروبا الغربية اليوم أقل من نسبة العشرة بالمئة.

من "الايمان" الى "الهوية"

في مقابل اضمحلال التديّن المسيحيّ تصاعدت أهمية الهوية المسيحية. لم تعد الكلمة للإيمان إنّما للهوية. لكن هل يكفي ذلك للقول بأن أوروبا اليوم لا تزال قارة مسيحية؟ هل يمكن أن تستمر الهوية الثقافية المسيحية فاعلاً مطوّلاً بعد أفول الإيمان الديني المسيحيّ؟ ما يبني عليه اوليفييه روا أن فكرة فرضت نفسها حتى منتصف القرن العشرين، وهي فكرة أن الثقافة المهيمنة على أوروبا هي "مسيحية معلمنة"، لأنّ وحدة في "النظرة الأنثروبولوجية" إلى العائلة ظلت مشتركة بشكل أو بآخر بين الكنيسة وبين المتحمّسين للعلمانية. من الثورة الفرنسية حتى منتصف القرن الماضي، دار الصراع بين الدينيين واللادينيين في أوروبا حول السلطة وحول الأساس الذي تبنى عليه القيم، أي حول الحقيقة. كانت الانعطافة في الستينيات. فمن جهة، جاء مجمع الفاتيكان الثاني 1965، بمثابة اعلان انسحاب للكنيسة من الصراع على السلطة وعلى الحقيقة، أو بمعنى آخر التزامها العلمنة الذاتية في علاقتها بمسألتي السلطة والحقيقة. لكن ما يجري، في الغالب اغفاله، أنه، بعد ثلاثة أعوام من هذا المجمع الإصلاحي الكبير، دشن البابا بولس السادس الصراع الجديد، من خلال رسالته "عن الحياة البشرية"، الرسالة التي تحظر كل ممارسة جنسية ليس هدفها الإنجاب، وتعيد الاعتبار لمقولة "الحياة الزوجية العفيفة". هذه مفارقة أساسية: "في اللحظة التي آثرت فيها الكنيسة التكيّف اللاهوتي مع الحداثة، خرجت في حرب ضد القيم الجديدة لهذه الحداثة". في اللحظة نفسها التي أخذت فيها حبوب منع الحمل تنتشر في السوق الأوروبية، تحوّلت الجنسانية و"الدفاع عن قدسية الحياة" إلى محور الصراع.

الجذور المسيحية لأوروبا: ما للأسطورة وما للتاريخ

التشديد على «الجذور المسيحية لأوروبا» هو عنوان جامع بإزاء تحسس مضاعفات ومخاطر «اسلام المهاجرين» في القارة العجوز. صحيح انه، جغرافياً، قامت حضارات اسلامية على البر الاوروبي، كالاندلس والتجربة العثمانية التي كانت محتسبة بتاريخ الامد الطويل بلقانية اكثر منها اناضولية، وفرضت هيمنتها على معظم حوض الدانوب طويلاً، وصحيح ان امم اوروبية كالارناؤوط (الالبان) والبوشناق تبنوا الاسلام بغالبيتهم، لكن اوروبا «ذات الجذور المسيحية» تقوم اساساً على فكرة ضمنية وهي انه، في حمأة مواجهة التهديدات الآتية من شرق الحوض المتوسط وغربه، المطلة برأسها تحت رايات الاسلام، تشكلت الهوية المشتركة الاوروبية. طبعاً في هذه الفكرة الضمنية منسوب كبير من الأسطرة، الا ان فيه ايضاً رصيداً كبيراً من تاريخية الامد الطويل. المشكلة الاساسية في هذه الفكرة التقليل من اهمية الصراع المسيحي الوثني الذي كان بشكل اجمالي عملية «تنصير» وسط ثم شرق وشمالي القارة انطلاقاً من جنوبها وغربها، هذه العملية التاريخية المريرة والطويلة التي ما كان لها ان تحسم الغلبة للمسيحية الا على قاعدة تكيف الاخيرة مع جزء اساسي من الثقافات الوثنية الفلاحية، بمثل ما تكيفت في الموازاة، مع جزء اساسي من الثقافات الوثنية المدائنية الاغريقية والرومانية. اوروبا كفكرة، هي بنت انتصار المسيحية على الوثنية، وبنت احتضان المسيحية لتركات الوثنيات المختلفة، كما انها بنت الصراع بين المسيحية والاسلام، مع كونه في الوقت نفسه صراعاً داخلياً، ليس فقط نظراً للوجود المسيحي في اوروبا، بل ايضاً لان مملكة كاثوليكية كفرنسا كانت حليفة السلطنة العثمانية في مواجهة عدو مشترك، هو الامبراطورية الكاثوليكية لآل هابسبورغ.

الاسلام بشرط عدم بناء "مساجد كاتدرائية"

بالعودة الى كتاب اوليفييه روا، اهميته تكمن في انه يتابع بشكل فَطن هذا التناقض بين دائرة الايمان الديني وبين دائرة الهوية الحضارية ذات الرموز الدينية. فهو يذكرنا بأنه عندما طرح موضوع ادراج الجذور المسيحية في مقدمة الدستور الاوروبي برز الانقسام بين ثلاث فئات. الكنيسة وجماعات الايمان: يؤيدون ادراج بند الجذور، ليس اكتفاء به، بل لانه يخدم معركة القيم، او «النموذج الانثروبولوجي» الذي يحاولون احياءه. يظهر روا هنا كيف ان المقولة الاكثر رواجاً داخل الجماعات المؤمنة الممارسة المسيحية اليوم هي الاقتناع بأن المسيحيين عادوا ليشكلوا اقلية في اوروبا، كما كانت الحال ايام الوثنية، وذلك لان الوثنية عادت في شكل حديث، وهي العدو الاول، وليس الاسلام. اما بالنسبة لليمين المتطرف والشعبوي، فهو قليل الاهتمام بالايمانيات والتدين، ويهمه الدفاع عن الجذور المسيحية، لكن ايضاً عن التقاليد والرمزيات الوثنية، الاساسية لفرز الامم الاوروبية بعضها عن بعض. اما بالنسبة للعلمانويين، فان بينهم من يقر بالجذور المسيحية لصناعة المشترك الاوروبي، لكنه يشدد اكثر منه على المشترك التنويري الانساني، وينظر الى المشكلات التي يطرحها الاسلام في اوروبا اليوم من وحي تصدي التنويريين قبل قرون للانغلاق الديني في شكله الكاثوليكي.

جاءت محنة كاتدرائية نوتردام لتذكر بهذا التشديد، منذ شاتوبريان في «عبقرية المسيحية او بهاء الدين المسيحي»، على «اوروبا الكاتدرائيات» كهوية حضارية قائمة بذاتها. الطريف في المقابل، عند قراءة كتاب روا المهم هو تمييزه بين كيفية تعاطي اليمينيين المتطرفين غير المتدينين والمتدينين الممارسين المسيحيين مع مسألة بناء مساجد في اوروبا اليوم. في حين يقف الاوائل عموماً ضد كل مظاهر اسلمة الفضاء والعمران، لا تصنف الكنيسة الكاثوليكية نفسها ضد بناء المساجد، بل ضد بناء مساجد «كاتدرائية» ضخمة وبقباب ومأذن عالية، لمصلحة التسامح مع «مساجد الأحياء».

 

على الشجر والشرفات

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/28 نيسان 2019

في العاميات العربية تقال في أشكال مختلفة تعبيراً عن غرض واحد. المصرية: مش ممكن. اللبنانية، بالطه والظه مغلظتين: مش ظابطه. بالكويتية: اشحقه؟. بالجزائرية والسودانية: مليون خلف مليون، على الشرفات وعلى الشجر وعلى مداخل وزارات الدفاع: آسفون، لا عسكر بعد اليوم. نصف قرن تجارب، يكفي. ثورات وإعدامات سياسية، وثكنات تحارب ثكنات، ودبابات منتصرة في الداخل ومحروقة الخراطيم على الحدود، وشعوب جائعة ومليارات في منزل المشير البشير، وأوسمة على الصدور بالكيلو من دون معركة واحدة، وشارل ديغول وآيزنهاور يربحون الحرب العالمية ولا يحرزون سوى نجمة واحدة، وملازم يقتحم عرش ليبيا ويزين صدره وقبعته وكتفيه بجميع منتجات الأوسمة والأشرطة، ويعين خيمته دولة، وفي السودان يأتي مشير ويعين عصاه مكان العلم، ويرفع رقيب أول في اليمن رتبته إلى مشير، ثم إلى رئيس أبدي، ولو أنه، على الأقل، كان ظريفاً وعارفاً بالناس.

نصف قرن ويزيد. عسكر ووعود. وهذه المرة نزل السودانيون والجزائريون إلى الشوارع ولن يصدقوا. ويعرفون أن السلاح الذي يحمله العساكر أغماد فارغة. ولن يستطيعوا إطلاق النار ولا السجون تتسع - على ضخامتها وعددها - لجميع الشعب. تأخر العسكر في كل شيء. كل شيء. في تأدية الواجب العسكري، وفي إعطاء الحقوق المدنية وفي قياس نبض الناس. لذلك، لن يترك المدنيون هذه الفرصة أيضاً. وعدهم مشير اليمن بأنه لن يجدد ثم أغرق البلد بحرب من أجل حفنة من السنين. ووعدهم مشير السودان بأنه لن يطلب ولاية إضافية، ثم شاهدوه يؤدّي في وجوههم رقصة العصا. وتخيلوا كل شيء، إلا أنه حوّل منزله إلى مصرف مركزي يكفي ما جمع فيه لدعم الجنيه السوداني من الهبوط تحت الحضيض بألف حضيض. لذلك، لم يعودوا إلى منازلهم حتى الآن. وهم يعرفون بالتأكيد أن بين ضباطهم من يستحق الثقة والتقدير، بل يعرفون أنه لم يعد في إمكان أحد أن يكرر تجربة الجنوب ودارفور والمحكمة الدولية وبن لادن وكارلوس وعرس العشرة آلاف مدعو، ولكن كم مرة يمكن أن يُلدغ المؤمن؟ لهذا تزداد أعدادهم، برغم إغلاق مداخل العاصمة، وما زالوا على الشرفات وفوق الشجر. وليس بمحض اختيارهم. فقد كانوا يتمنون لو أن جيوشهم تركت لهم دولة مدنية سليمة تعمل بالعدل والتقدم والترقي غير غارقة في البطالة والعوز، بينما يكدس المشير ملياراً من صنف اليورو وحده.

 

الموجة الجديدة للإرهاب

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/28 نيسان 2019

شهدت العمليات الإرهابية انتعاشاً كبيراً، الأسبوع الماضي؛ فمن تفجيرات سريلانكا، إلى الهجوم على مقر المباحث العامة بمدينة الزلفي شمال العاصمة الرياض، إلى إعلان أمن الدولة السعودية عن اعتقال مجموعة من ثلاثة عشر إرهابياً في عملية استباقية، وصولاً إلى عمليات وخلايا في مصر والمغرب، وليس انتهاءً بالحركة القوية لميليشيات الإرهاب والأصولية في غرب ليبيا، والخطر كبير جداً على الدولة السودانية والشعب السوداني من تحرّك خلايا الإرهاب هناك. في سريلانكا بدأت تتكشف بعض التفاصيل المهمة عن تلك العمليات الإرهابية المجرمة التي استهدفت بعض الكنائس والأماكن العامة، تزامناً مع عيد الفصح المسيحي، وعلى عكس مراد منفّذيها فقد حصدت اصطفافاً دولياً مع الدولة السريلانكية، كما نالت تعاطفاً شعبياً حقيقياً مع ضحايا تلك العمليات.

في السعودية، تحرّكت الخلايا النائمة بعد خمول طال نسبياً مقارنةً بالعقدين الماضيين، ولكن المفاجأة كانت في الاستجابة الأمنية المباشرة في مقرّ أمن الدولة المستهدف في الزلفي، حيث تمّ القضاء على الإرهابيين الأربعة في لحظتها، ولم يستطع أحد منهم اقتحام المقرّ فقُتلوا جميعاً خارجه، ولم ينالوا إلا الموت.

وبالتزامن مع ذلك حدث أمران بالغا الأهمية، حيث أعلنت الدولة السعودية عن تنفيذ أحكام القضاء في 37 من الإرهابيين من السنّة والشيعة ممّن اكتملت إجراءات محاكماتهم، وتم التصديق النهائي على أحكامهم، فتمّ التنفيذ في أكثر من مكانٍ، تحت مبدأ العدالة الناجزة وقوة النظام والقانون، وكذلك أعلنت رئاسة أمن الدولة أن تلك العملية كانت بداية لمخططات إرهابية لخلية قُتل منها هؤلاء الأربعة، وتم إلقاء القبض على ثلاثة عشر إرهابياً، في عمليةٍ استباقية.

هذا التوقيت المتزامن لانتعاش الإرهاب وخلاياه لم يكن صدفةً، بل هو مؤشرٌ على تحركٍ منظمٍ للدول الداعمة للحركات الأصولية والتنظيمات الإرهابية في المنطقة والعالم، في إيران وتركيا وقطر، وهي التي بدأت تخسر على المستويات كافة، عربياً وإقليمياً ودولياً، ولم يبق أمامها إلا تنشيط خلاياها حول العالم لإعادة نشر الإرهاب والتخريب. لربط الأمور ببعضها، فقد كتب كاتب هذه السطور في هذه الصحيفة وهذه المساحة محذراً من أننا «مقبلون على مرحلةٍ جديدةٍ من الإرهاب ستطلقها الدول الثلاث، إيران وتركيا وقطر، لإيقاف هذا التغيير الكبير الذي يجري، وستتراقص خلاياها العاملة وستوقظ النائمة منها»، ولم يكن هذا رجماً بالغيب ولا تنبؤاً بالمستقبل، ولكنه قراءة واقعية وعقلانية مضنية لحجم المتغيرات وطبيعة الصراعات واستراتيجيات التحالفات في المنطقة، وقد تابع الجميع ما حدث. قبل صناعة الإرهاب وتنظيماته، هناك صناعة للسخط وصناعة للإحباط تسبق ذلك، وهما صناعتان شهدتا ترويجاً واسعاً من الدول الثلاث في الأشهر الأخيرة، وتحديداً الأسبوعين الماضيين، وثمة نموذجان بارزان لذلك: الأول، الفتوى، ونموذجها تلك الفتوى التي أصدرها مفتي الأصولية والإرهاب الليبي الغرياني من مقره في تركيا، والتي يصدّ فيها المسلمين عن بيت الله الحرام، ويحرض على ترك الحج والعمرة وإنفاق الأموال في دعم الجماعات الإرهابية التي هو رمزٌ من رموزها.

والنموذج الثاني، هو التحريض الدائم والمستمر والمنظم من قبل الدول الثلاث ضد التحالف المظفّر في المنطقة، الذي تمثله السعودية والإمارات ومصر ومن معها من الدول العربية، وهذا التحريض شاركت فيه كل وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي والمؤسسات التابعة لتلك الدول أو لجماعة الإخوان المسلمين في كل مكانٍ، ورموز الإسلام السياسي من إخوان إلى سرورية إلى عشرات الجماعات والتنظيمات الأصولية والإرهابية.

ليس أكبر خطأ ممن يعتقد أن العمليات الإرهابية تبدأ بتخطيط خليةٍ ما يشكّلها بعض الشباب المجرم والمخدوع لعمل إرهابي، ومن ثم القيام بتنفيذه، ولا يقلّ عنه خطأ أو مشاركة في الجريمة تلك المؤسسات الحقوقية أو المدنية أو الإنسانية التي تصف الأصوليين ورموزهم من صنّاع السخط والإحباط والتحريض بأنهم أصحاب رأي أو معتقلون سياسيون، من دون أن تكلف نفسها البحث عن جرائمهم المعلنة، ومن دون أن يطرف لها جفنٌ تجاه حقوق ضحايا هذا الإرهاب ورموزه. اختلال الأولويات هو أحد أهم ما تقع فيه هذه الجهات، فمن دون بلدٍ مستقرٍ وآمنٍ لا توجد عدالةٌ، ومن دون عدالةٍ لا توجد حريةٌ لأحد، فالحرية جزء من أساس أكبر، هو العدل، ومن دون بلدٍ مستقرٍ وآمنٍ لا يمكن تحقيق العدل، ولا يتمكن القضاء من حل النزاعات، وهذا الاختلال القائم سبّب كثيراً من المآسي والأزمات الكبرى في المنطقة.

هذا التيار الأصولي الإرهابي يجد تعاطفاً عريضاً من اليسار العالمي والغربي تحديداً، فطالما روّج لأفكاره ورموزه وتهجم على الدول التي تحاربه، وهو أوضح من قبل قدرته على الدفاع عن أعتى الديكتاتوريات الدينية، كالجمهورية الإسلامية في إيران، والتصالح معها، وذلك بالتوقيع على «الاتفاق النووي مع إيران» قبل سنواتٍ، وهو الاتفاق «الأسوأ في التاريخ»، كما وصفه الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب. الباحث والمتابع يستطيع ملاحظة أن لجوء هذه الدول الثلاث المعادية لمثل هذه الأساليب هو إقرار بالتراجع الكبير لقدرتها على التأثير الداخلي؛ فعملاء هذه الدول الثلاث يخضعون للمحاكمات في أكثر من بلدٍ عربي بالمعلومات والحقائق، وبالأدلة والبراهين، وقد أصبحت قدرتهم محدودة جداً وشبه معدومةٍ على العمل من الداخل، أما في مواقع التواصل الاجتماعي، فتمّ ويتمّ فضحهم وكشف المتخفين منهم في كل لحظةٍ.

قبل هذا وذاك، فإن نشر الوعي تجاه هذه الجماعات الأصولية والتنظيمات الإرهابية المستمر منذ سنواتٍ قد بدأ يؤتي أكله وتظهر ثماره، فالإرهاب شجرةٌ ثمارها الإرهابيون وجذورها الأصوليون المتطرفون، ودون تجفيف الجذور ستستمر في إنتاج الإرهاب.

هذا الوعي بدأ بمواقف سياسيةٍ واضحةٍ وصريحةٍ تجاه النظام الإيراني الطائفي وميليشياته وذيوله، وأهمها الحرب بالقوة العسكرية الخشنة ضد الحوثي في اليمن، والمحور الأصولي التركي القطري الإخواني بفروعه وجماعاته وتنظيماته، وأهمها مقاطعة قطر، وتصنيف جماعة الإخوان جماعةً إرهابيةً، مع كل ما تفرّع عن هذه المواقف من تفاصيل لا تُحصى. أثبت الأمن السعودي قدرته على القضاء على الإرهاب وخلاياه والأصولية وأتباعها مع يقظة دائمة وعمليات استباقية ناجحة، وقدم في سبيل ذلك الأبطال الأشاوس بين شهيدٍ وجريحٍ ليكتبوا بدمائهم الزكية صفحاتٍ مطرزةً بالفخر في تاريخ الأمجاد الوطنية.

أخيراً، البسطاء وحدهم ظنوا أن الإرهاب قد انتهى والأصولية قد تلاشت، وما تقوله هذه الأحداث جميعاً هو أن المعركة لا تزال طويلة، فيجب أن نستعد لها ونعطيها قدرها المستحق من الاهتمام.

 

إرهاب... وعنصرية... و«يوجينيون»!

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/28 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74312/%D8%A5%D9%8A%D8%A7%D8%AF-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%B4%D9%82%D8%B1%D8%A7-%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%B9%D9%86%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D9%88%D8%AC%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%88/

أذكر للزعيم البريطاني اليساري العمالي والوزير السابق توني بن مقولة طريفة هي «مَن يحمّل الفكر الاشتراكي مسؤولية جرائم ستالين، كمَن يحمّل المسيح تبعات مجازر محاكم التفتيش»!

وبالفعل، لا يجوز الربط المباشر بين فكرة - أو نظرية أو منظومة قيَم - يتقبّل حاملها معارضتها... ولا يمانع في التعايش مع مَن يخالفه، وبين ممارسة فرد أو جماعة من هوية دينية أو سياسية أو عرقية ما الفرض والقهر والإلغاء لكل مخالفٍ أو مناوئ.

خلال الأيام القليلة الفائتة، شهدنا مجزرة فظيعة في سريلانكا. ولم يمر وقت طويل حتى تبيّن أن وراءها الجماعات نفسها التي تسعى جهدها لزج الإسلام والمسلمين في حرب «الخيار صفر» مع العالم كله. وكأنما «الحرب» على المدنيين المسيحيين في الغرب في حساب هذه الجماعات ليست كافية، جاء الدور الآن لفتح معارك ضد البوذيين والهندوس في جنوب آسيا.

طبعاً، هذا الإجرام العبثي المشبوه، لن يخفّف عبر استهدافه المدنيين البوذيين من معاناة أبرياء الروهينغا، ولن يفتّ بقتله الأبرياء الهندوس في عضد متشدديهم... مثل رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي الذي يخوض حالياً انتخابات «ماراثونية» مهمة، بل العكس تماماً هو الصحيح.

وكنا وما زلنا نشهد كيف أسهمت الجرائم العبثية - المرتكبة زوراً باسم الدين - في رفع شعبية غلاة العنصريين المسيحيين في أوروبا وأميركا، ووصلت تداعياتها مؤخراً إلى أستراليا ونيوزيلندا...

خلال فترة قصيرة سيتوجّه الناخبون الأوروبيون إلى مراكز الاقتراع للتصويت في الانتخابات البرلمانية. وكل المؤشرات ترجّح تقدماً كبيراً لليمين العنصري والشعبوي المتطرف في معظم دول القارة. وهذه الظاهرة لا تقتصر على أوروبا، التي هي اليوم الوجهة الأولى لمد اللجوء والهجرة من آسيا وأفريقيا، بل تشمل الأميركتين حيث يسجل اليمين المناوئ للمهاجرين والمسلمين صعوداً...

بل قبل أن ننسى، ولا يجوز أن ننسى، أن الضرر الأكبر، والأسبق زمنياً، وقع في الدول العربية والإسلامية. ففي بلداننا أهدر التطرف المدّعي «الإسلام الحقيقي» (بشقيه السنّي والشيعي) دم المسلمين، ذبحاً وحرقاً وتفجيراً.

لقد أسهم إسهاماً مباشراً في هدم مؤسسات الدول، وتدمير اقتصاداتها، وإذلال سيادتها، وتشريد أهلها، وتهجير عقولها.

نحن واقعياً إزاء حرب انتحارية شاملة. حرب يُزجّ فيها الإسلام بوصفه دينا وحضارة وهوية وشعوبا في مواجهة غير متكافئة محسومة النتيجة سلفاً... ضد العالم بأسره، ضد الحضارة البشرية كلها.

ولكن مهلاً... هنا، على أولئك الذين ما زالت لديهم القدرة على محاولة تحليل حالة العالم، رصد الظواهر الاجتماعية والسياسية التي تتحكم به، وتتفاعل معه.

في العام الماضي نشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية تقريراً لافتاً بعنوان «الدعم الذي كان يلقاه اليوجينيون لم يتبخر، لكنه عاد اليوم إلى قلب الساحة». ولقد أشارت كاتبة التقرير لويز رو إلى اجتماعات عُقدت في إحدى الكليات الجامعية المرموقة بلندن لجماعات تدّعي الحرص على «تحسين الجنس البشري». ومن ثم، عرضت بدقة التيارات الفلسفية والسياسية والثقافية التي بلورت أفكاراً ومعتقدات في هذا الاتجاه.

الكاتبة قالت في تقريرها إن مفهوم «الانتقائية النسلية» Selective Breeding ليس جديداً بل يعود إلى فكر الفيلسوف الإغريقي أفلاطون الذي رأى فضائل «النسل الصحيح» في أهل السلطة، وما يستتبع ذلك من انتقاء واستثناء. بعدها، في أواخر القرن الـ18 جاءت نظريات توماس مالتوس حول السكان والموارد لتنبّه كثيرين، وكان بين أبرز مَن تأثر بها المفكّر والعالم الرائد تشارلز داروين صاحب نظرية «النشوء والارتقاء» وأساسها «البقاء للأصلح».

وبدورها، أثرت نظريات داروين وأعماله في أعمال قريبه العالم الموسوعي فرنسيس غالتون، الذي يعد رائد «اليوجينيين» Eugenicists والمفكر الذي أطلق تسمية Eugenics عام 1883؛ وجاءت من كلمة «يوجينيس» اليونانية التي تعني «الأصل الطيب».

مع غالتون - الذي زار الشرق الأوسط وجال في بعض أرجائه - أصبح العمل نحو «تنقية» الجنس البشري، والتمييز بين «الشعوب الجيدة» و«الهَمَج- أو المتوحشين»، مدرسة شبه متكاملة في نظرية التفوق العنصري والخصائص الوراثية.

ومن ثم، فإن الحسم بوجود «مزايا» و«عيوب» وراثية عند جماعات بشرية بعينها يستحيل أن يغيّرها التعليم والتثقيف، مهّد الطريق لكل النظريات العنصرية التي عرفها العالم فيما بعد، والتي خرجت من قاعات الجامعات والأوراق البحثية إلى الممارسات السياسية والحربية.

إن مَن يقرأ في تاريخ «اليوجينيين» لا يمكن أن يستغرب كيف وُلدت نظريات «العرق الصافي» أو «الشعب المتفوق»، وعبثية جَسر الهوة بين الأمم «المتقدمة» و«المتخلفة».

نعم، أدولف هتلر لم «يخترع» شيئا ولم يأت بشيء من عندياته، وما كانت «وصفات» شريكه جوزيف منغيلي ابتكاراً غير مسبوق. فقبلهما، كانت كل الممارسات العنصرية الإلغائية التي عرفتها البشرية في القرون الأخيرة تقريباً «القاعدة لا الاستثناء».

بل لعل السذاجة ومآسي الحروب التي روّجت لشعارات مثالية مثل «الحرية والمساواة والأخوة» أو «الحياة والحرية والسعي إلى السعادة» أو «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» - الذي أصدرته منظمة الأمم المتحدة (1948) - أوهمتنا بأننا نستطيع أن نخلق عالماً متحضِّراً متصالحاً مع نفسه.

ولكن، إذا تركنا غالتون جانبا وعدنا إلى مالتوس، تصدمنا حقيقتان؛ اقتصادية وتكنولوجية. وهاتان الحقيقتان لا تشجعان على توقع نهاية قريبة للعنصرية والأنانية والصراع من أجل البقاء. ذلك أن دعائم الرأسمالية التي تبشر بـ«اقتصاد السوق» و«عولمة رأس المال» و«حرية تبادل السلع والخدمات» بلا قيود أو ضوابط... تهتز بشدة وتتهاوى. والتطوّر التكنولوجي المذهل يلغي بسرعة مخيفة مُسلّمات ووظائف وممارسات، ويُحدث «ثورة» في نمط معيشة البشر وتواصلهم ومصالحهم... ويعيد تعريف حاجاتهم وعلاجاتها.

نحن نعيش في عالم يتغير بسرعة تكاد تكون فوق توقعاتنا، ناهيك من طاقة إدراكنا. إننا نعيش في زمن إعادة تعريف الهويات، ومعها تعريف المصالح... والصديق والعدو. وصحيح ما ذهب إليه تحقيق «الإندبندنت»، عن أن التمييز على أساس العرق واللون، الذي تخفّى مؤقتاً تحت ستار حضاري مهلهل، عاد إلى قلب الساحة السياسية بلا مواربة أو خجل أو ندم. نحن اليوم في عصر صدام حضارات، وثمة مَن يتعجّل حدوثه... بل وتبريره.

 

دموية ولاية الفقيه في العراق

د. باهرة الشيخلي/العرب/29 نيسان/2019

المتوقع أن تزيد الميليشيات الإيرانية من اغتيالاتها وتصفياتها الجسدية خصوصا في المحافظات الجنوبية، بالتزامن مع حالة الرفض للنفوذ الإيراني، التي بدأت تتنامى بنحو كبير في هذه المحافظات.

جرائم الاغتيال والتصفية الجسدية تعود إلى محافظات العراق

المتوقع أن تزيد الميليشيات الإيرانية من اغتيالاتها وتصفياتها الجسدية خصوصا في المحافظات الجنوبية، بالتزامن مع حالة الرفض للنفوذ الإيراني، التي بدأت تتنامى بنحو كبير.

عادت إلى الواجهة في عدد من محافظات العراق جرائم الاغتيال والتصفية الجسدية، وشهدت محافظة البصرة العدد الأكبر من هذه الجرائم، التي ذهب ضحيتها ناشطون عرفوا بمعارضتهم للنفوذ الإيراني في العراق.

قال مستشار محافظ البصرة لشؤون العشائر، الشيخ محمد الزيداوي، إن “البصرة تشهد عمليات اغتيال في وضح النهار وفي وسط المدينة، كان آخرها اغتيال المقدم عمر السعدون المنتسب لقيادة عمليات البصرة والمقدم عبدالحسين التميمي المنتسب لشرطة البصرة، فضلا عن اغتيال مدرسة وناشطة وجرح الشيخ نصير الساعدي وقتل ابن عمه وآخرها جريمة قتل مروعة داخل أحد مستشفيات البصرة”، معتبرا أن “عمليات الاغتيال والتصفيات الجسدية في شمال البصرة لا تعد ولا تحصى”. في محافظة كربلاء وسط العراق، أضربت العيادات الخاصة للأطباء عن العمل احتجاجا على مقتل الدكتور محمد الخفاجي طبيب التخدير في مدينة الإمام الحسين الطبية، الذي اختطف وقتل في مدينة الشعلة في بغداد، في حين أفاد مصدر أمني في المحافظة بأن شابين قتلا أثناء تواجدهما في سيارة أجرة من قبل شخص يستقل دراجة نارية غرب كربلاء. وفي بغداد، اقتحم مسلحون منزل ضابط في قضاء اليوسفية جنوبي بغداد وقتلوا ابن الضابط وزوجة ابنه.

أصابع الاتهام يمكن أن توجه إلى زعيم جيش المختار واثق البطاط، المرتبط بالحرس الثوري والذي هدد بذبح ضباط وشرطة المنافذ الحدودية الذين ألقوا القبض على معمم إيراني متلبس بجريمة تهريب الزئبق، وذبح عائلات هؤلاء الضباط والشرطة

مسلسل الموت في العراق لم يتوقف منذ يوم 9 أبريل 2003، يوم داست أقدام المحتلين أرض بغداد، وإن خفتت موجات هذا المسلسل، لكنه لم يختف من الحياة العراقية كليا، ففي كل يوم هناك بيت عزاء وحداد، فلدى أحزاب الخراب الوطني وحشودها المسلحة وميليشياتها الإرهابية لائحات للموت تنتظم فيها مئات بل آلاف الأسماء المرشحة للقتل، الآن أو بعد حين، وتستمر عروض الموت اليومي في أنحاء البلاد في مراكز المدن والبلدات، بل امتد القتل غيلة إلى الأطراف القصية ونالت القرى نصيبها.

وعلى الرغم من أن أصابع الاتهام العراقية تتوجه إلى ميليشيات الموت الإيرانية في ارتكاب هذه الجرائم، وإلى الانفلات الأمني الذي خلقه السلاح المنفلت في الشارع العراقي وضعف الأجهزة الأمنية أمام هذه الميليشيات، إلا أن هذه الميليشيات ومن يؤيدها يتهمون جهات أخرى، لا مصلحة لها في الغالب، بمثل هذه الحوادث الإجرامية، فمستشار محافظ البصرة لشؤون العشائر، الشيخ محمد الزيداوي مثلا، قال إن “جهات بعثية تقف وراء ازدياد عمليات القتل بعد أن سمحت بتفشي ظاهرة حيازة السلاح بما سرقته من حاويات تابعة للجيش العراقي والقوات الأمنية وباعتها قبل اجتياح داعش للموصل وبعدها، وهي حاليا تتمتع بنفوذ وتتحكم بالأمور كيفما شاءت وتتوعد من يحاول كشف جرائمها أو فتح ملفات ضدها”. ورغم أن هذا الاتهام بعيد عن الواقع، لمعرفة العراقيين أن السلاح المنفلت المنتشر في الشوارع لا تحمله إلا أيدي الميليشيات المسلحة التي تدين بالولاء لإيران، إلا أن من الممكن مناقشته، ورده بأن المستهدفين بهذه الاغتيالات والتصفيات هم كل من يعترض على الفساد في الحكومة وعلى التواجد الإيراني ومن يقف بوجه من يدخل المخدرات إلى البلاد، إذ طالت ضباط الحدود في البصرة وميسان الذين ضبطوا مهربي المخدرات المرتبطين بميليشيات الحشد ويعملون مع الحرس الثوري الإيراني والقادمين من إيران، والناشطين والمتظاهرين الذين اتهمتهم الميليشيات سابقا بأنهم بعثيون، فما مصلحة البعثيين بالدفاع عن حكومة الفساد وهم يناهضونها أصلا؟ إن الاتهامات توجه إلى كل سلاح خارج القانون وإلى المافيات وإلى الميليشيات كافة، وقبل هذا وذاك إلى أحزاب العملية السياسية، التي صنعت عصرا من الإرهاب الدموي هو الأول والآخر في تاريخ بلاد الرافدين. مسلسل الموت في العراق لم يتوقف منذ يوم 9 أبريل 2003، يوم داست أقدام المحتلين أرض بغداد، وإن خفتت موجات هذا المسلسل، لكنه لم يختف من الحياة العراقية كليا

كما أن أصابع الاتهام يمكن أن توجه إلى زعيم جيش المختار واثق البطاط، المرتبط بالحرس الثوري والذي هدد بذبح ضباط وشرطة المنافذ الحدودية الذين ألقوا القبض على معمم إيراني متلبس بجريمة تهريب الزئبق، وذبح عائلات هؤلاء الضباط والشرطة، وجعل رؤوسهم منافض للسجائر. ونذكّر بتقرير نشرته، في وقت سابق، صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية، نقل عن مسؤولين أمنيين بريطانيين قولهم إن طهران تستخدم فرق اغتيالات لإسكات منتقديها، وسط ما وصفته بمحاولات إيرانية للتدخل في شؤون الحكومة العراقية الجديدة.

المتوقع أن تزيد الميليشيات الإيرانية من اغتيالاتها وتصفياتها الجسدية خصوصا في المحافظات الجنوبية، بالتزامن مع حالة الرفض للنفوذ الإيراني، التي بدأت تتنامى بنحو كبير في هذه المحافظات.

 

كذبة صدّقها النظام السوري

خيرالله خيرالله/العرب/29 نيسان/2019

ثمّة حاجة إلى إقناع النظام السوري بكذبة كبيرة صدّقها في الماضي وما زال يصدّقها. تقول هذه الكذبة إنّه لا يزال لديه أمل بإنقاذ نفسه وأن تسليم الجولان لإسرائيل في العام 1967 لا يزال ورقة صالحة للاستخدام.

لا مجال لأيّ ابتعاد للنظام السوري عن إيران

يشير ما تفعله روسيا حاليا إلى رغبة في التوصل إلى صفقة بين النظام السوري وإسرائيل في حال توفر شروط معيّنة. استدعى عثور القوات الروسية على رفات عسكري إسرائيلي، مفقود منذ معركة السلطان يعقوب في لبنان في العام 1982 مع رفاق له وتسليمه إلى إسرائيل، قيام موسكو بمبادرة من أجل إنقاذ ماء الوجه لبشّار الأسد. أدت المبادرة إلى إطلاق إسرائيل سراح معتقلين سوريين كانا في سجونها. لم يعد أمام روسيا سوى مثل هذه المبادرة من أجل القول إن النظام السوري ما زال حيّا يرزق، وأنّه كان له دور في العثور على رفات العسكري السوري في مخيّم اليرموك الفلسطيني قرب دمشق.

بكلام أوضح، أرادت موسكو تأكيد أن النظام السوري جزء من صفقة محتملة مع إسرائيل تتجاوز مسألة الرفات، ويمكن أن تصل إلى إعادة إسرائيل الحياة إلى سياستها القديمة المستمرّة منذ العام 1967. تقوم هذه السياسة في الأساس على وجود نظام أقلّوي في دمشق مهمته الأولى والأخيرة حماية أمنها في الجولان الذي ضمته إلى أراضيها منذ فترة طويلة. ماذا يعني ذلك كلّه، خصوصا أن كلاما من نوع آخر صدر عن مسؤول روسي عن احترام إيران للاتفاق الذي يقضي بابتعاد قواتها الموجودة في سوريا عن خط فك الاشتباك في الجولان مسافة تراوح بين 75 و80 كيلومترا؟ هل يعني أنّ إيران طرف أيضا في الصفقة التي يسعى الروسي إلى تمريرها بما يؤدي إلى تحويل نفسه محورا لأي حلّ يمكن الوصول إليه في سوريا؟

كلّ ما يمكن قوله إنّ روسيا تعمل حاليا، من أجل إثبات أنّها تمسك بكلّ خيوط اللعبة في سوريا، وأن هناك فائدة من تدخلها المباشر في الحرب على الشعب السوري ابتداء من أواخر أيلول – سبتمبر 2015. من الواضح أن الرئيس فلاديمير بوتين في حاجة إلى إظهار أنّه كان على حق في التدخّل في سوريا عسكريا، وأنّ الأمر لا يقتصر على إيجاد حقل تجارب للسلاح الروسي بغية إثبات فعاليته ومستواه. هناك ما هو أهمّ من ذلك، خصوصا لجهة تأكيد أن روسيا صارت اللاعب الأساسي في سوريا، وأنّها استعادت موقعا مهمّا في الشرق الأوسط انطلاقا من سوريا وساحلها.

يصعب القول إن الرهان الروسي في سوريا هو رهان في محلّه في غياب اتفاق واضح بين موسكو وواشنطن على الدور الروسي في سوريا بمباركة إسرائيلية. صحيح أن إسرائيل على تفاهم عميق مع روسيا، وأن كلّ ما تفعله ناتج عن هذا التفاهم بين الجانبين، لكن الصحيح أيضا أن روسيا لا يمكن أن تحقق نجاحا حقيقيا في سوريا من دون أن تأخذ في الاعتبار شرطين في غاية الأهمية. هذان الشرطان المهمّان مرتبطان بمستقبل النظام السوري، والوجود الإيراني في سوريا المرتبط بالوجود الإيراني في لبنان أيضا.

بالنسبة إلى الشرط الأوّل، ثمّة حاجة إلى استعادة مجموعة من البديهيات. في مقدّم هذه البديهيات أن الثورة السورية ثورة شعبية حقيقية بغض النظر عن القيادات التي نبتت على هامش هذه الثورة… وبغض النظر عن دور النظام السوري وإيران في إيجاد “داعش” من أجل تبرير اللجوء إلى كلّ أنواع الإرهاب في التعاطي مع ثورة الشعب السوري على الظلم.

عانى السوريون طويلا من نظام لم يكن لديه همّ، في يوم من الأيّام، سوى البقاء في السلطة مستخدما شعارا واحدا هو إلغاء الآخر. سئم الشعب السوري من نظام لا يؤمن سوى بهذا الشعار الذي يعني قمع المواطن وتحويله إلى مجرّد عبد لدى العائلة الحاكمة. هل في استطاعة روسيا أن تفهم ذلك وأن تتصرف من منطلق أن لا مجال لإعادة الحياة إلى النظام السوري، لا لشيء سوى لأن النظام انتهى قبل اندلاع الثورة في آذار – مارس من العام 2011؟ هذا النظام انتهى عندما لم يجد ما يردّ به على القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الثاني من أيلول – سبتمبر 2004 سوى التمديد للرئيس اللبناني وقتذاك إميل لحود، ثم المشاركة في اغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005 أو تغطية الجريمة في حال كان مطلوبا إيجاد أسباب تخفيفية، أو ما شابه ذلك، لبشّار الأسد.

بالنسبة إلى الشرط الثاني، المتعلّق بالوجود الإيراني في سوريا، لم تستطع موسكو إلى الآن تصديق أنّ ليس في الإمكان الفصل بين بشّار الأسد وإيران. كلّ من حاول القيام بعملية الفصل هذه فشل فشلا ذريعا في ذلك. ليس سرّا أن رئيس النظام السوري ربط مصير نظامه منذ اليوم الأوّل الذي خلف فيه والده، وربّما قبل ذلك، بإيران وبـ”حزب الله” في لبنان. ليس صدفة أن يكون الحزب، الذي هو لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، دفع كلّ ما يمتلك من قوى وإمكانات من أجل الحؤول دون سقوط النظام وذلك منذ اليوم الأوّل لاندلاع الثورة في 2011.

لا مجال أمام روسيا، من أجل تحقيق تقدّم في سوريا، سوى تحقيق هذين الشرطين المرتبطين في نهاية المطاف بشخص بشّار الأسد وإيران التي تعرف قبل غيرها أن انسحابها من سوريا سيعني نهاية النظام في طهران. إضافة إلى ذلك، تعرف إيران أن وجودها في سوريا مرتبط بشخص رئيس النظام ولا شيء آخر غير ذلك. لا يستطيع بشّار الأسد أن يكون روسيا، على الرغم من معرفته التامة بأن سلاح الجوّ الروسي كان وراء بقائه في دمشق كرئيس لا يتحكّم سوى ببعض الميليشيات التابعة للنظام. صارت هذه الميليشيات تختزل النظام لا أكثر. من الصعب على موسكو استيعاب هذه المعادلة، على الرغم من معرفتها بأنّ كلّ الوعود التي حصلت عليها من النظام كانت مجرّد وعود زائفة.

تبقى حقيقة ثابتة وحيدة في سوريا. تتمثّل هذه الحقيقة في أن الإدارة الأميركية جدّية في ممارسة ضغوط على إيران من أجل تغيير سلوكها. شملت هذه الضغوط الوجود الإيراني في الأراضي السورية من جهة، ومحاصرة النظام السوري اقتصاديا من جهة أخرى. ليست أميركا وحدها التي لا يمكن أن تقبل بالوجود الإيراني في سوريا. هناك إسرائيل أيضا التي يبدو أنّها قررت إعطاء موسكو كلّ ما تحتاجه من وقت لإقناع النظام باتخاذ قرار مستحيل هو فكّ الارتباط بإيران. في انتظار تأكد روسيا من أنّ لا مجال لأيّ ابتعاد للنظام السوري عن إيران، ليس ما يمنع استمرار البحث عن رفات لجنود إسرائيليين آخرين، أو عن رفات الجاسوس إيلي كوهين، ما دام المطلوب تحقيقه يتحقّق. المطلوب تفتيت سوريا التي عرفناها وتكريس الوجود الإسرائيلي في الجولان المحتل. ثمّة حاجة إلى إقناع النظام السوري بكذبة كبيرة صدّقها في الماضي وما زال يصدّقها. تقول هذه الكذبة إنّه لا يزال لديه أمل بإنقاذ نفسه وأن تسليم الجولان لإسرائيل في العام 1967 لا يزال ورقة صالحة للاستخدام!

 

خلفيّات سودانيّة...

حازم صاغية/الشرق الأوسط/28 نيسان 2019

شكّلت أواخر الخمسينات ذروة تسييس الضبّاط العرب. في 1957 نفّذ علي أبو نوّار، في الأردن، انقلاباً ناصري الهوى، لم يُكتب له النجاح. في 1958، ركب ضبّاط سوريّون الطائرة إلى القاهرة من دون علم الرئيس والحكومة والبرلمان. هناك اتفقوا مع جمال عبد الناصر على فرض أمر واقع سُمّي الوحدة. عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف نفّذا أيضاً انقلاباً في العراق لإسقاط «سياسة الأحلاف» التي رعاها النظام المَلكيّ. في السودان، اختلف الأمر. انقلاب إبراهيم عبّود في 1958، بعد عامين على الاستقلال، خلا تماماً من الآيديولوجيا. كان انقلاباً مهنيّاً، أو «كاريريّاً» إذا صحّ التعبير. سببه المعلن أنّ التوافق استحال داخل الأحزاب السياسيّة في ظلّ رئيس الحكومة عبد الله خليل. الحياة الحزبيّة عُطّلت والقادة السياسيون، بمن فيهم خليل، نُفوا إلى جوبا. الجيش عُقّم، وصُفّي اتّحاد نقابات العمّال وحُرّم الإضراب.

لكنّ الانقلاب، الذي كان بالتعريف ضدّ الديمقراطيّة، لم يسع بتاتاً إلى أدلجة نفسه. فهو لم يغيّر السياسات الاقتصاديّة والاجتماعيّة، ولا طالب بالوحدة العربيّة. لقد ساعده في ذلك أنّ السودان عرف الاتّحاد مع مصر لستّة عقود، واستنتج أنّ ذاك الاتّحاد إلحاق يضاف إلى الإلحاق العثمانيّ، ومن بعده البريطانيّ. ولئن جعل المهديّون وطنيّة السودان واستقلاله هدفاً، فإنّ الختميين باتوا يكتفون بالعلاقة الودّيّة مع الجار الشماليّ، خصوصاً أن شهيّة عبد الناصر للابتلاع تفوق شهيّة سابقيه من حكّام القاهرة. جعفر نميري، الذي استولى على السلطة في 1969، بدا لوهلة شيئاً مختلفاً. فهو وصل كناصري متحالف مع الشيوعيين، يستورد إلى الخرطوم تجربة «الاتّحاد الاشتراكيّ» ويباشر تأميم المصارف والشركات وتنفيذ إصلاحات زراعيّة. لكنّ تلك الوهلة كانت قصيرة جدّاً. فعبد الناصر نفسه ما لبث أن توفّي، وانتشرت لنميري صورة شهيرة وهو يبكي لحظة وصوله إلى الجنازة في القاهرة. لكنْ ما إن انقلب أنور السادات على الناصريّة حتّى انقلب معه نميري. وحين قاطعت الجامعة العربيّة مصر الساداتيّة ردّاً على كامب ديفيد، كان السودان على رأس الدول العربيّة القليلة التي لم تقاطع.

شيء آخر لعب دوره في الدفع إلى العراء الآيديولوجيّ. إنّه الخلاف مع الحزب الشيوعي بعد انقلاب الضابط هاشم العطا في 1971. الذي كاد ينجح لولا التدخّل الليبيّ. حينذاك أعدم أمين عام الحزب عبد الخالق محجوب والقائد النقابي الشفيع أحمد الشيخ وأُعلنت الشيوعيّة جريمة. بيد أنّ الحكّام العسكريين ارتدعوا، بسبب تلك التجربة، عن استيراد النمط السوفياتي الذي عمّ البلدان العربيّة الأخرى المحكومة بالعسكر. هكذا بقي النظام أشدّ هلهلة وأقلّ تبريراً لذاته.

عمر البشير، الذي استولى على السلطة في 1989، بدا هو الآخر آيديولوجيّاً: إنّه مجرّد ضابط إسلامي يحكم نهاراً، فيما شيخه حسن الترابي من يحكم في الليل. ونزولاً عند رغبة الأخير صارت الخرطوم مقرّاً لتنظيمات راديكاليّة وأمميّة وإرهابيّة. أسامة بن لادن الذي أقام فيها بين 1990 و1996 كان واحداً من هؤلاء.

هذه الوهلة الأولى لم تدم هنا أيضاً. العسكري المصنوع ما لبث أنّ تمرّد على الشيخ الصانع: في 1999 اختلفا، وفي 2001 اعتُقل الترابي بحجّة المذكّرة التي وقّعها حزبه «المؤتمر الشعبيّ» مع «الحركة الشعبيّة» الجنوبيّة.

الانعطاف الأضخم كان في الجنوب. ففي 2001، وضدّاً على سياسات الدمج القسري السابقة، وافق البشير على استفتاء الجنوبيين مدركاً أنّهم سيصوّتون للانفصال، وهذا ما حصل. إنّه الحدث الذي كان في وسعه أن يجعل البشير زعيماً تاريخيّاً مجيداً لو أنّه عبّر عن قناعة عميقة لديه بحقّ الجنوبيين في تقرير المصير. الأمر لم يكن كذلك بالطبع، إذ السبب الفعلي كان التخلّص من «عبء» المختلفين دينيّاً وإثنيّاً والرهان على إنهاء العقوبات الأميركيّة. كلفة هذا القرار كانت خسارة أكثر من ثلثي نفط السودان.

شيء آخر مثّل قاسماً مشتركاً بين العسكريين الثلاثة: كانوا كلّما خلا وفاضهم من الخطط والأفكار، وهو غالباً خالٍ، يقرّرون تعريب الجنوب وأسلمته وفرض الشريعة عليه. ضحايا القتال والمجاعة والتهجير توزّعوا على أكثر من حرب، وعُدّوا بالملايين، قبل أن تنضاف حروب أخرى في دارفور غرباً، وفي جنوب كردفان والنيل الأزرق. المآسي، هنا أيضاً، كانت من عيار الجرائم بحقّ الإنسانيّة. إنّ في ذلك كلّه شيئاً من «تفاهة الشرّ» التي انتفض السودانيّون ضدّها مراراً، وينتفضون اليوم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

جعجع: لا هدنة مع “حزب الله” وسلاحه

قناة العربية/28 نيسان/019

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “لبنان الرسمي لا يطالب بعودة بشار الأسد إلى جامعة الدول العربية، وإنما الوزير جبران باسيل بصفته الحزبيّة باعتبار ان الحكومة لها رأي آخر في هذه المسألة”.

وشدد جعجع على انه لم يعلن الهدنة مع “حزب الله” وسلاحه، قائلاً: “عدم القتال بشكل مستمر وفي كل الأوقات لا يعني الهدنة باعتبار أنه يجب ألا يتم القتال شمالاً ويميناً من دون سبب. ولا يمكن أن تتم هذه الهدنة المزعومة لسبب بسيط وهو لايماني الراسخ انه بوجود سلاح “حزب الله” لا يمكن أن تقوم دولة لبنانية فعلية وجمهورية قوية كما نريدها”.

وجاء كلامه في مقابلة خاصة مع الإعلاميّة ريما مكتبي عبر قناة “العربيّة”، مشدداً أن “لا مستقبل لـ”حزب الله” او لأي حزب آخر من دون الانتظام ضمن إطار الدستور اللبناني وممارسة دوره كحزب سياسي كباقي الأحزاب، فاي شيء غير ذلك وانطلاقاً حتى من تجربتنا كـ”قوات لبنانية” مع انها ليست مماثلة، لا يستقيم في نهاية المطاف الا القانوني ولا يستمر ولا استمرارية الا للأمر القانوني، الذي يعني انه في اي دولة السلاح يكون في يد الجيش والدولة فقط والقرار الاستراتيجي في إطار الحكومة الشرعية واي شيء غير ذلك ممكن أن يستمر سنة أو اثنتين او خمسة او عشرة او عشرين ولكن في نهاية المطاف لا بد أن تعود الأمور إلى نصابها”.

ولفت جعجع إلى أن “لا تأثير مباشر لرزمة العقوبات التي سيتعرّض لها “حزب الله” وسوريا وإيران وعلى لبنان ولكن يبقى هناك تأثير غير مباشر بحكم وجودنا في المنطقة ذاتها ولكن لا أعتقد أن هذا التأثير سيكون كبيراً”، مشيراً إلى أن “تمويل “حزب الله” ليس على ما كان عليه سابقاً وكلما اشتدت العقوبات على ايران تنعكس سلباً على تمويل الحزب ويظهر ذلك على الساحة اللبنانية باعتبار أن انخفاض التمويل يؤثر جزئياً على قوّته إلا أنه يجب ألا ننسى أبداً أن “حزب الله” بجزء كبير منه عقيدة وايديولوجيا وشعور ديني كبير وتاريخي ولكن بجزء آخر لديه متفرغون بأعداد كبيرة ونتكلم هنا عن عشرات الالاف من الذين يتقاضون رواتب بالإضافة إلى مؤسسات اجتماعية ومساعدات كثيرة وبالتالي كل هذا يتأثر”.

وأوضح أن “من استعاد المناطق في سوريا ليس نظام الأسد وإنما القوى الإيرانية الموجودة في سوريا بمعاونة الروس فالنظام لم يستعد شيئاً وليس بمقدور استعادة أي شيء واذا انسحب الإيرانيون يسقط وإذا انسحبت روسيا يسقط نظام الأسد والإيرانيين معاً، فالمعادلة معروفة يمكن اعتبار السلطة في سوريا موجودة عملياً بين يدي الإيرانيين والروس والأميركيين والأتراك وبالتالي لا يمكن الحديث عن دولة موجودة في سوريا”.

ورداً على سؤال عن كم سنة بتقديره من الممكن أن تطول المدّة، أجاب: “لا أحد يعلم المهم ان نبقى على سعينا ونحن منذ اللحظة الأولى نسعى والجميع يدرك صعوبة الظروف ولكن لا أشك لحظة بأن الأوضاع غير الشرعية لا يمكنها الاستمرار وبالتالي وضع “حزب الله” لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه”.

وعما إذا كان من غير الممكن توقف التدخلات الإيرانيّة في لبنان ما لم يسقط النظام الحالي فيها، لفت جعجع إلى انه “لا شك في أن النظام الايراني الحالي بوجوده وخصوصاً بنظرية تصدير الثورة تسبب بأضطرابات في العديد من الدول العربية بدءاً من اليمن وليس انتهاءً بلبنان، و لكن إذا أردت الحديث الان عن لبنان، فبلدنا لديه مقومات الحياة الدستورية وله تاريخ كاف يسمح بتخطي هذه التحديات وهذا التأثير حتى لو لم يسقط النظام ككل في إيران”، موضحاً أنه “من الممكن أن يأخذ البعض على لبنان واللبنانيين انهم لا يقاومون بشكل كاف في الوقت الحاضر من أجل قيام دولة فعلية في لبنان ولكن برأي ما حصل حتى الآن ليس بقليل قد لا يكون بمستوى طموحاتنا في الزمان والمكان ولكن عاجلاً ام آجلاً سنصل الى قيام دولة فعلية في لبنان تملك كل القرار الاستراتيجي وقرار السلاح من دون أي أحد آخر”.

وعن الإنطباع السائد عن أن لبنان أصبح دولة “حزب الله” وفي الحضن الإيراني، شدد جعجع على أن “هذا الإنطباع غير صحيح على الاطلاق وهناك الكثير من الواقعات ولو واقعات صغيرة تدل على عكس ذلك، فمنذ شهر تقريباً تم تشكيل المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء وحاول “حزب الله” كثيراً أن يضم عضواً له فيه وهو النائب البير منصور إلا أنه لم يفلح في ذلك وقد سقط خياره وانتصر خيار نائب آخر من “١٤ آذار” الاقحاح وهو النائب ايلي حنكش من حزب “الكتائب اللبنانيّة، إلا أنه في ما يتعلق بتعطيل الرئاسة لم يكن الفعل لـ”حزب الله” وحده فالحزب وحلفاؤه المباشرين لم يكن بأستطاعتهم تعطيل انتخابات الرئاسة ولكن حصل ذلك بوجود كتلة كبيرة مثل كتلة “التيار الوطني الحر” أي بمعنى أنه لم يكن “حزب الله” من يعطل بل “التيار الوطني الحر” وذلك ليتمكن من إيصال مرشحه الى رئاسة الجمهورية الأمر الذي يدل على أنه في كثير من الأوقات هناك نوع من تقاطع المصالح بين “حزب الله” و فرقاء و أحزاب آخرى تؤدي إلى فعل ما يظن البعض انه من فعل “حزب الله” وحده إلا أن حقيقة الأمر ليست كذلك وفي اي موقف يخرج به الآن “حزب الله” من دون تقاطع مصالح مع فريق آخر نرى أنه لا يستطيع الوصول إليه ما يدل على أنه وحلفاؤه المباشرين اقلية وليسوا أكثرية”.

ورداً على سؤال عما إذا كان دخول “حزب الله” بهذا الثقل في الحكومة يعني أنه بدأ بتجهيز نفسه من أجل لعب دوره السياسي في لبنان وليس فقط العسكري، قال جعجع: “لا أدري ما المقصود بدخول “حزب الله” بهذا الثقل فأي حزب عملياً بحجم “حزب الله” لديه بشكل مباشر ٣ وزراء. كما لديه كحلفاء مباشرين “حركة امل” بـ٣ وزراء وحليفين آخرين موجودين في الوقت الحاضر في تكتل “التغيير والإصلاح”، فيها ثقل “تيار المستقبل” وحده يوازي ٦ وزراء ورئيس حكومة فمن يكون في هذه الحالة بثقل اكبر؟ في بعض الأوقات يتم خلط الأمور ببعضها البعض للخروج بنظريات مماثلة”.

وعما إذا كان يختبئ في بعض الأحيان “حزب الله” وراء “حركة أمل” في كثير من المناصب الوزارية، لفت جعجع إلى أن “من الممكن أن يحصل ذلك في الأمور الاستراتيجية إلا أنه في الأمور التكتيكية المتعلقة بأدارة الدولة وبعض الأمور الاخرى فلا وهذا أمر نشهده دائماً على طاولة مجلس الوزراء وفي مجلس النواب”.

وأشار جعجع إلى أن “هناك صفقة بين كثير من الأطراف السياسيّة في لبنان إلا أننا لسنا فيها ولم نكن فيها في أي لحظة من اللحظات لذلك يدنا حرة في معارضة اي موقف او تأييد اي موقف ولا يتم توجيه أصابع الإتهام نحونا لسبب بسيط وهو أنه عندما لا يكون هناك شيء ليس باستطاعة احد اتهامنا بشيء”.

واعتبر أننا “لسنا على شفير ثورة اجتماعية أو انهيار اقتصادي بمعنى الانهيار الكبير إلا أن البلاد تتخبط في صعوبات اقتصادية مالية هائلة وهذا أمر فيما الثورة الشعبية أمر آخر ولكن من الممكن اذا لم تُتخذ التدابير المطلوبة ان تشهد الحكومة ايام صعبة جداً”. وقال: “هناك الكثير من الخطوات المطروحة التي تناقش في الوقت الحاضر على طاولة مجلس الوزراء ونحن لن نتخذ موقفاً من أي قضيّة كالإقتطاع من الرواتب أو رفع سعر البنزين قبل ان نرى السلة متكاملة في هذا الصدد وبالنسبة لرؤيتنا في هذا الإطار فنحن كحزب “القوّات اللبنانيّة” نعتقد أنه يجب البدء من الامكانيات المالية الضخمة ثم التدرج نزولاً اذا اضطررنا النزول الى بعض الامكانيات الاقتصادية الصغيرة لنتمكن من تقويم الوضع ولكن بكافة الاحوال يمكنني أن أقول أننا لا نوافق على الزيادة على البنزين باعتبار أننا لسنا بحاجة لخطوة مماثلة إذا ما بدأنا المعالجة من حيث يجب أن نبدأ”.

وأكد جعجع أن “هناك فساد حقيقي في قسم كبير من الطبقة السياسية، ومن الممكن أن نأخذ ملف الكهرباء كمثال باعتبار أنه لم يعد مسألة افتراضيّة وإنما لمسناها في العديد من الأمكنة لمس اليد ولكن في ما يتعلق بالنفط لا شيء ملموس في الوقت الحاضر ونحن نتابع هذا الملف لنعرف ماذا يحصل فيه”، مشيراً إلى أنه “باستطاعة “القوّات” اليوم ولو كان عدد وزرائه ٤ من أصل ٣٠ وزيراً ان يواجه في مجلس الوزراء للوقوف في وجه كل الصفقات المفترضة”.

وعن قضيّة النازحين السوريين في لبنان، أوضح جعجع أنهم “يشكلون مشكلة كبيرة في الوقت الحاضر ولا قدرة لنا على تحملها وفي ظل أنه أصبح بحكم المؤكد أن بشار الأسد لا يريدهم لأسباب استراتيجية وديمغرافية معروفة، فالحل الوحيد الذي ليس هناك بديل عنه هو أن تقوم الحكومة اللبنانية بالتواصل على الجانب الروسي من أجل أن تقوم روسيا بإنشاء مناطق آمنة عند الحدود اللبنانيّة السوريّة من الجهة السوريّة لان روسيا قادرة على ذلك”.

وتطرّق جعجع إلى الأوضاع الإقليميّة في منطقة الشرق الأوسط، وقال: “ساعطي فكرة عن المنطقة كما أراها، فالأساس اليوم هو ان المواجهة الاميركية مع حلفائها والإيرانية مع حلفائها مواجهة جدية ولا أراها موقتة او مرحلية او تكتية و إنما حتى إشعار آخر ذاهبة الى النهاية وهذا لا يعني بالضرورة الى مرحلة عسكرية واكبر دليل على أنها ذاهبة حتى النهاية ما سمعناه في الايام الماضية ومفاده ان الاستثناءات التي أعطاها الاميركيون في مرحلة أولى عن النفط الإيراني ستتوقف ما يعني انه من الآن إلى الثالت او الرابع من أيار سيكون هناك مشكلة كبيرة بتصدير اي نفط إيراني وهذا سيزيد التوتر في المنطقة، ومع اشتداد الخناق على الاقتصاد الإيراني من الممكن أن تفكّر ايران في ان تقوم بردة فعل في اي وقت من الأوقات لان الاقتصاد يوازي العسكر والامن حكماً. لذا في أي وقت من الأوقات يمكن لايران ان تقوم بردة فعل غير محسوبة في مكان ما إلا أنه في الإجمال الإيرانيون يحسبون جيداً ولكن لا أحد يعلم وبتقديري واعطي مثلاً مضيق هرمز فاذا صار اي ردة فعل إيرانية في غير مكانها لن تمر بسهولة لان الجو العام هو جو تصعيدي من قبل كل الأطراف”.

ورداً على سؤال عن حليف لبنان في المنطقة، أكد أن “لبنان يعتمد سياسة خارجية تسمى سياسة “النأي بالنفس” والدولة كدولة تلتزم بها ولدي في هذا الإطار أمثلة عدّة عن التزام الدولة هذه السياسة، صحيح أن بعض الأطراف داخل الدولة كـ”حزب الله” مثلاً ومن وقت لآخر وزير الخارجية جبران باسيل لا يلتزمون بها للأسف ولكن الدولة كدولة ملتزمة لذلك أرى أن الوضع في لبنان سيبقى بالهدوء الذي هو فيه اليوم”.

وعن علاقات لبنان مع دول الخليج وخصوصاً المملكة العربيّة السعوديّة ودولة الإمارات العربيّة المتحدة، لفت جعجع إلى أن هذه العلاقات “في الوقت الراهن جد طبيعية ولم تسترجع بعد حرارتها السابقة ما بين العامين ١٩٩٠ و٢٠١٠ ولكنها عادت طبيعية، كما يجب ألا ننسى أن الخليج ان كان المملكة العربية السعودية أو دولة الإمارات له اهتمامات أخرى ملحة اكثر من لبنان أهمها اليمن”.

وأوضح أنه لا يمكن للرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يحوّل بشطبة قلم الجولان أرضاً إسرائيليّة لأن هذا الأمر هو فقط على ورقته فقط باعتبار أن هناك بعض الامور التي لا يمكن حتى للولايات الأميركيّة المتحدّة القيام بها لذا فالقدس والجولان ليسا تصريحاً يقوم به الرئيس الأميركي”.

وعن ترسيم الحدود اللبنانيّة، لفت جعجع إلى ان “هناك العديد من المشاكل التي نعاني منها مع نظام الأسد على مرّ ٥٠ سنة متواصلة وقد وصل به الدرك إلى احتلال لبنان لذا فترسيم الحدود يمكن أن نعدّها آخر مشاكلنا معه، في ظل كل المشاكل التي نعانيها كقضيّة الأسرى اللبنانيين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية، ولكن لا أرى أن هذا النظام سيستمر فنحن بأنتظار دولة سورية جديدة من أحل العمل معها على ترسيم الحدود”.

وعلّق جعجع على ما يقوله بعض الخبراء في أن الحرب مع إسرائيل آتية لا محالة، معتبراً أن “الوضع في المنطقة مفتوح على كل الاحتمالات ولكن ذلك لا يدفعني الى القول ان الحرب آتية لا محالة”.

وتطرّق جعجع إلى نظريّة “روسيا حامية الأقليات في المنطقة”، وقال: “صراحة لا نشعر بأي لحظة من اللحظات اننا كمسيحيين اقلية في المنطقة بل نشعر اننا من سكانها الاصليين، وعند الحاجة للدفاع عن أنفسنا نحن ندافع ولا نحتاج إلى من يدافع عنا، أما في ما يتعلق بالطرح الروسي كحامي الاقليات انا لا أرى ذلك، وإنما أرى بشكل مستمر وكسياسة كل دولة كبرى ان روسيا هي حامية مصالحها في الشرق الأوسط، ولا تضحي بها لا في سبيل اقليات ولا اكثريات، وبين هلالين فنحن في السنوات السبع الأخيرة أصبح لدينا انطباع ان الاكثريات هي من أصبحت بحاجة إلى حماية في المنطقة وليس الاقليات”.

وقام جعجع بجولة أفق على الدول العربيّة ككل، وقال: “في اليمن هناك اقلية حوثية، من دون الخلط بينهم وبين الزيديين، وللأسف اعطتهم ايران حجم اكبر من حجمهم كما شاءت الظروف ان يقوموا بتحالفات معينة مع الرئيس الراحل علي عبدلله صالح الأمر الذي أدى الى ما أدى اليه، إلا أنه في ما يتعلق بالسودان والجزائر فما يحصل الان هو ما حصل في لبنان عام ٢٠٠٥ تقريباً ويكشف عن حضارة ورقي رغم صعوبة الأوضاع في هذان البلدان، لذا اقصى تمنياتي ان تصل هذه الثورات الشعبية الى نهاياتها السعيدة فهي قطعت أشواط لا بأس بها ولكن أمامها أشواط أخرى على أمل ان تجتازها بسلام”.

 

الراعي في قداس الاحد: ينبغي أن يكون الشغل الشاغل للحكومة العمل الجدي على تخفيض عجز الموازنة للعام 2019

الأحد 28 نيسان 2019 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان حنا علوان ورفيق الورشا، رئيس كاريتاس لبنان الأب بول كرم، أمين سر البطريرك الأب شربل عبيد ولفيف من الكهنة، في حضور رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، الوزير السابق جو سركيس، الهيئة التأسيسية لجامعة آل كرم في لبنان وبلاد الانتشار برئاسة مارون كرم على رأس وفد من العائلة، وفد من بولونيا وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان "وقف يسوع في الوسط وأراهم يديه وجنبه"، قال فيها: "1. كما فعل الرب يسوع في مساء أحد قيامته، فعل في الأحد الذي تلاه: فوقف وسط التلاميذ، والأبواب موصدة، وأراهم علامات صلبه وموته. ولما رآه توما، الذي لم يصدق بشرى قيامته، لقوة صدمة الصلب عليه، هتف: ربي وإلهي. إنه هتاف الجماعة المؤمنة التي تلتئم في كل أحد حول ذبيحة القداس، معربة عن إيمانها بالمسيح الرب والإله الحاضر تحت شكلي الخبز والخمر، ذبيحة فداء، ووليمة روحية تقدم خبزا سماويا للأرواح.

2. يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية في هذا الأحد الذي يلي أحد القيامة، ويسمى الأحد الجديد، لأنه بداية حياة جديدة فينا تنبع من سر موت المسيح وقيامته، على ما شهد يوحنا الرسول في سفر الرؤيا، قائلا: بالمسيح كل شيء صار جديدا" (رؤ6:21). كانت العادة القديمة أن تمنح المعمودية للموعوظين الذين تهيأوا لقبولها في هذا الأحد، فيلبسون الرداء الأبيض، رمز ثوب النعمة والحياة الجديدة.

ونحتفل في هذا اليوم بعيد الرحمة الإلهية الذي شاءه الرب يسوع، وكشفه للراهبة البولونية القديسة فوستينا في ظهورين سنة 1931 و 1933. وحدده القديس البابا يوحنا بولس الثاني للإحتفال به في الأحد الجديد، عندما أعلن قداسة الراهبة فوستينا في 30 نيسان 2000. أما ظهور الرب يسوع فكان بملء قامته، مع شعاعين أبيض وأحمر ينبعان من قلبه، من مكان الحربة التي طعنه بها أحد الجنود وهو ميت على الصليب، إذ جرى منه ماء ودماء (يو34:19). فدل الشعاع الأبيض إلى ماء المعمودية، والأحمر إلى دم القربان. وفي هذا الظهور يبارك يسوع بيده اليمنى، فيما بالسرى يدل إلى قلبه. وطلب من الراهبة أن ترسم لوحة هذا الظهور وتكتب في أسفلها: يا يسوع إني أثق بك، وتنشر عبادتها في العالم كله. إن ذبيحة القداس هي تجلي الرحمة الإلهية بامتياز.

3. فيطيب لي أن أرحب بكم جميعا وبخاصة بجامعة آل كرم الكرام، رئيسا وهيئة ادارية وأعضاء، وبالوفد القادم من بولونيا في زيارة تقوية. أني أجدد للجميع التهاني والتمنيات بالفصح المجيد. ومعا نرفع الصلاة إلى الله، ملتمسين من رحمته اللامتناهية، أن يخرج وطننا لبنان من معاناته الاقتصادية والمالية والمعيشية، والمنطقة المشرقية من حالة الحروب والنزاعات، ويعيد جميع النازحين واللاجئين إلى أوطانهم، حفاظا على هويتهم وثقافتهم وحضارتهم، فلا يظلون عبئا ثقيلا على لبنان وسواه من البلدان المستضيفة.

4. وقف يسوع في الوسط وأراهم يديه وجنبه (يو20:20). بقيامته من الموت أصبح الرب يسوع حاضرا دائما في الكنيسة، ووسط الجماعة الملتئمة بإسمه، ولاسيما عند الاحتفال بذبيحة الإفخارستيا. هو حاضر في الوسط بكلامه الذي يتلى على الجماعة؛ وبذبيحته غير الدموية بواسطة الخبز والخمر، المحولين إلى جسده ودمه؛ وبوليمة جسده ودمه للحياة الجديدة. نستطيع القول أن هذا الترائي للتلاميذ هو قداس المسيح لأنه حاضر فيه بكلامه، وبعلامات ذبيحته الدموية لفدائنا في يديه وصدره، وبعطية سلامه لجماعة التلاميذ، وبهبة الإيمان لتوما: كن مؤمنا، لا غير مؤمن. فما إن رأى توما علامات الصلب في جسد يسوع، حتى آمن بألوهته، وهتف: ربي وإلهي (يو28:20). في هذا الحدث، جعل الرب يسوع قداس الأحد ينبوع سلام وإيمان للجماعة المشتركة فيه: طوبى للذين لم يروني وآمنوا (يو29:20).

5. إن قداس المسيح، بكل ثماره، هو إياه قداس الكنيسة، الذي هو في آن تذكار لذبيحة يسوع على الصليب لفداء الجنس البشري وتحقيق لها الآن وهنا بفعل الروح القدس، ومشاركة في وليمة جسده ودمه. لم يبق الحدث الخلاصي، بموت المسيح وقيامته، محصورا ضمن حدود الماضي، بل يتواصل في جميع الأزمنة، ويشارك في أبدية الله.

6. ذبيحة القداس هي مدرسة الحياة التي تعلم الحب المعطاء، والتفاني في الخدمة، وتربي عليها وعلى سائر الفضائل الروحية والأخلاقية والإنسانية. كلنا، في العائلة والمجتمع والكنيسة والدولة، بحاجة إلى المشاركة في قداس الأحد، والقداس اليومي إذا أمكن، لكي تمتلئ قلوبنا محبة، وتولد فينا الحمية للخدمة والعطاء من دون مقابل.

المشاركة في قداس الأحد بإيمان ووعي تولد فينا روح المسؤولية في إتمام واجب الحالة بكل وجوهها. أعني واجب الأزواج والوالدين، والأساقفة والكهنة والمكرسين، وأصحاب السلطة المدنية، سياسيةً كانت أم إدارية أم قضائية أم عسكرية.

7. لا بد في هذا السياق من دعوة الحكومة والمجلس النيابي للإسراع في إقرار الموازنة مع الإجراءات اللازمة التي تختص بضبط أبواب هدر المال العام، ولملمة أموال الدولة من المرافق والمرافئ والجمارك والضرائب والرسوم والاشتراكات والأملاك البحرية، والتقشف في الإنفاق والأسفار، والحد من التهرب الضريبي بتحسين تنظيم الضريبة والجباية من كل المناطق ومن الجميع.

ربما تفكر الحكومة، في إطار التقشف، بعدم دعم المدارس المجانية وبالتالي ربما إلغائها. هذا التفكير والإجراء المحتمل غير مقبولين. فكيف تعالج الدولة شؤون اليتامى وذوي الاحتياجات والحالات الخاصة، من دون رعاية متخصصة تؤمنها هذه المدارس التي تقوم مقام الدولة في خدمة هؤلاء ومحبتهم؟ ويقولون أن بعضا من هذه المدارس وهمي. فيجب، والحالة هذه، على الدولة أن تتقصى الأمر وتفعل أو تبطل التعاقد مع المدارس الوهمية او تقفلها. نحن ككنيسة من جهتنا، لا نغطي أية مخالفة، إذا ما وجدت. فلا ينسين أحد أن ثقافة شعبنا تقاس بدرجة اهتمامه بذوي الحالات والاحتياجات الخاصة. وفي ما يختص بالقطاع التربوي يجب فصل التشريع في القطاع الخاص عن التشريع في القطاع العام، وإلا يجب على الدولة أن تتحمل ما تشرعه في القطاع الخاص، ذلك أن التشريع يستدعي التمويل. وفيما ندعو إلى التقشف والحد من هدر المال العام، إنا ندعو في الوقت عينه إلى الإستثمار في مجالات التعليم والرعاية الصحية والبنى التحتية. وينبغي أن يكون الشغل الشاغل للحكومة العمل الجدي على تخفيض عجز الموازنة للعام 2019، وللمجلس النيابي تحديث القوانين من أجل تسريع معاملات الاستثمار ومنع الرشوات عليها.

8. زمن الفصح يدعونا جميعا للعبور إلى الجديد في الحياة والتفكير والعمل؛ وعيد الرحمة الإلهية يدعونا للإمتلاء من المشاعر الإنسانية والحنان والإحساس مع الآخر في حاجته. نصلي كي يمنحنا الله هاتين النعمتين، فنجعل بهما كل شيء جديدا، لتعم فرحة العيد جميع الناس. ونرفع معا نشيد التسبيح والشكر للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

المسيح قام! حقا قام".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، جامعة آل كرم في لبنان وبلاد الانتشار برئاسة رئيسها مارون كرم في زيارة لأخذ البركة مع انطلاقة عملها، وقدم كرم للراعي درع الجامعة عربون محبة ووفاء وتقدير، واستقبل ايضا المحامية ريجينا قنطرة، نقيب أصحاب الشاحنات شفيق القسيس، محافظ الجنوب السابق نقولا بو ضاهر، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك الفخري وفودا شعبية من مختلف المناطق اللبنانية والمؤمنين المشاركين في القداس.

 

المطران الياس عوده في قداس الفصح: لإصلاح يتعهد الكل بتطبيقه والمفارقة أن بعض من يرفع شعاره شارك منذ عقود في إضعاف الدولة وتهميش القوانين

الأحد 28 نيسان 2019

وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة الهجمة وقداس الفصح في كاتدرائية القديس جاورجيوس، في حضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس ألقى عوده عظة بعنوان "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنفرح ونتهلل به"، قال فيها: "وصلنا إلى اليوم المنشود، يوم القيامة البهي، وخبرنا ميدان الصوم وتجاوزنا عواصف التجارب التي صادفتنا خلاله، وها نحن نصرخ: المسيح قام. لقد غلب إلهنا الموت بموته فلا خوف بعد من الموت لأن شوكة الجحيم قد تكسرت".

أضاف: "صلوات الأسبوع العظيم المقدس هي لنا، نحن المسيحيين، دروس في المواطنة. طبعا تشدد كنيستنا على أن موطننا الأصلي هو أورشليم العلوية، لأن أورشليم الأرضية هي موطن الألم والشقاء. في صلاة الختن الأولى عشية عيد الشعانين نسمع يسوع يقول لتلاميذه: "لست صاعدا إلى أورشليم الأرضية لكي أتألم، بل إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم، وأرفعكم معي إلى أورشليم العلوية في ملكوت السموات". وفي الرسالة التي قرئت اليوم من أعمال الرسل القديسين نرى الرب يسوع يتراءى لتلاميذه "مدة أربعين يوما، يكلمهم بما يختص بملكوت الله"، أي يعلمهم كيف يكونون مستحقين للموطن الأصلي. أما بولس الرسول فيشدد في رسالته إلى العبرانيين على أنه "ليس لنا هنا في الأرض مدينة باقية ولكننا نسعى إلى المدينة العتيدة" (13: 14). ولكي نبلغها يعلمنا الرسول ذاته: "أطيعوا مدبريكم واخضعوا لهم، لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابا" (13: 17). نعم على الشعب أن يطيع مدبريه، أي رؤساءه، لكي يكون كل شيء بلياقة وترتيب. لكن الرؤساء يغفلون أنهم سوف "يعطون حسابا" في اليوم الأخير إن لم يسهروا على من تسلموا مسؤولية الإعتناء بهم ولم يحفظوا الأمانة".

وتابع: "نرتل في صلاة الختن: "من الليل تبتكر روحي إليك يا الله، لأن أوامرك نور على الأرض. تعلموا العدل أيها السكان على الأرض. الغيرة تأخذ شعبا غير متأدب، والنار تأكل المضادين. فزدهم أسواء يا رب، زد أسواء عظماء الأرض". من يتبع أوامر الرب يسير في النور ويقود من حوله إلى هذا النور. والنور على الأرض هو العدل والحق والرحمة والسلام. إن لم يتعلم الإنسان كيف يرحم أخاه الإنسان وكيف يقف وقفة حق في سبيل خلاص أخيه، لن تعرف الأرض عدلا ولا سلاما، وستبقى الحروب والمجازر تعم المسكونة. وإن لم يعرف الإنسان الرحمة والحق ولم يفض قلبه بالمحبة، سوف تندثر كل ثقافة وحضارة لأن الواحد يعتبر حضارة الآخر تهديدا لوجوده، والثاني يرى في ثقافة الآخر إلغاء لثقافته. هذا ما نشهده من تدمير للكنائس والمساجد أو تهجير للأقليات أو محو لحضارتها وآثارها. وآخر ما شهدناه من مظاهر الإرهاب تفجير الكنائس في سريلانكا فيما كان المؤمنون يحتفلون بعيد القيامة".

وقال: "هذا ما عايناه في هذه الكاتدرائية التي أحرقت إبان الحرب الأخيرة وعانت ما عانته من سرقة أيقوناتها وتنكيل جدرانياتها. لكننا قياميون ومؤمنون بالمسيح القائم من بين الأموات، لذلك عملنا على إعادة الكاتدرائية إلى أبهى حللها، حلة القيامة المجيدة. هذه القيامة نتمناها للبناننا الحبيب الذي طالما كان شامخا مثل أرزه وقياميا ينهض من تحت ركام خطيئة الحروب التي مر بها. ولطالما كان اللبنانيون خلاقين يستنبطون من الضعف قوة ومن المآزق حلولا. لكنهم يرزحون اليوم تحت أثقال ما عادوا قادرين على احتمالها لأنهم أصبحوا مهددين بلقمة عيشهم ومستقبل أولادهم، وقد استنزف جيوبهم التراجع الإقتصادي والضرائب وغلاء المعيشة، واليوم يخيفونهم من تقليص رواتبهم وانهيار دولتهم. لماذا يحصل كل هذا؟ لأننا نفتقد العدل ولا نعمل بهدي النور والصدق والشفافية، ولأن المحبة غابت والإيمان تقلص والأخلاق انحطت وصارت الأنانية تحكم والمصلحة تغلب، فغابت مفاهيم الدولة والسلطة والقانون، وصار الفساد قاعدة، والهدر واستغلال المال العام مسموحا، ومن يعقد الصفقات ممدوحا، ولم يعد الضمير صاحيا عند بعض من ارتكبوا المحرمات وأوصلوا لبنان إلى ما وصل إليه. والمشكلة أن ليس هناك من يحاسب وقد أصبحت الحكومة صورة مصغرة عن مجلس النواب وتعطلت كل أجهزة الرقابة والمحاسبة".

أضاف: "أما الآن، بعد أن استفاقت الدولة وأدرك الجميع أن البلد سينهار على رؤوسهم، حملوا جميعهم لواء مكافحة الفساد وضبط الهدر وتقويم الإعوجاج، وأصبحنا نسمع يوميا فضائح المخالفات والتجاوزات والصفقات واستغلال السلطة والمال العام، حتى إن الفساد قد تمدد إلى نفوس بعض القضاة. المفارقة أن بعض من يرفعون شعار الإصلاح ومحاربة الفساد قد شاركوا منذ عقود في إضعاف الدولة وتهميش القوانين بغية تخطيها، أو ساهموا في الفساد أو الإفساد أو حماية الفاسدين الذين عاثوا خرابا في مؤسسات الدولة وماليتها، ومنهم من عطل مؤسسات الدولة أو منع إتمام الإستحقاقات الوطنية في مواعيدها الدستورية، أو شوه نظامنا الديموقراطي الذي لم يبق منه إلا الإسم، أو امتهن التهريب واستباح الحدود، أو اختلق الجمعيات الوهمية، أو عقد الصفقات المشبوهة أو بدد المال العام أو أثقل الإدارات بالموظفين وتدخل في شؤون القضاء ومنع رفع الحصانة عن المرتكبين. والمضحك أنهم لم يروا قبل اليوم كل التجاوزات والمخالفات التي يعددونها اليوم ويتنطحون لمكافحتها".

وتابع: "أما وقد تجند الكل للمساهمة في الإنقاذ فنقول لهم إن المطلوب قليل من الكلام وكثير من الجدية والعمل. المطلوب التخلي عن المناكفات وتبادل الإتهامات وتقاذف المسؤوليات، والإنصراف إلى العمل الجدي في إطار المؤسسات، والعمل على وقف استباحة الدولة وقوانينها. المطلوب صحوة ضمير واعتراف الجميع قولا وعملا بسيادة الدستور، وتطبيق القوانين، وتفعيل أجهزة الرقابة وملاحقة ومعاقبة كل من يتعدى على المال العام. المطلوب ضبط النفقات، وعوض التطاول على رواتب صغار الموظفين الذين يعيشون من عرق جبينهم، المطلوب تحسين الجباية وإيقاف الهدر في الإدارات والقطاعات والصناديق التي لم يعد لها عمل وما زالت تكلف الدولة الملايين، والحد من تقاضي البعض أكثر من راتب (وقد سمعنا أحد الوزراء يذكر قيما خيالية). المطلوب انتفاضة حقيقية على كل الألاعيب والأكاذيب والشعارات والوصول إلى إصلاح سياسي وإداري يمنع تمادي الانحطاط الأخلاقي والسياسي. المطلوب تطهير الجسم القضائي وإعادته سلطة مستقلة بعيدة عن السياسة والسياسيين لكي يتمكن القاضي من العمل بوحي رسالته وضميره ويكون نزيها وحرا من كل انتماء أو استتباع. والمطلوب من المجلس النيابي أن يقوم بدوره الرقابي وأن يسائل ويحاسب كل من يمد يده إلى مال الدولة أو يسيء إليها".

وقال: "المطلوب إعادة كل قرش مسروق إلى صندوق الدولة ومحاكمة السارقين لكي يرتدع كل من تسول له نفسه بعد مد اليد إلى مال المكلفين. المطلوب التشهير بمن يتهرب من دفع الضرائب أو يساهم في غض الطرف عن التهرب الجمركي أو سرقة الكهرباء أو التعدي على الأملاك العامة أو استغلال أي مرفق من مرافق الدولة".

أضاف: "باختصار، المطلوب إعلان حال طوارىء اقتصادية وبدء مسار إصلاحي يتعهد الجميع باحترامه وتطبيقه وعدم استباحته تحت طائلة التشهير والعقاب. وكما أصبح الفساد وراثيا يتناقل من عهد إلى عهد ومن جيل إلى جيل، ليتعهد الجميع جعل الأخلاق والنزاهة والأمانة ثقافة يتوارثونها جيلا بعد جيل. وليعلنوا الولاء للبنان وحده لا للمصلحة أو الطائفة أو الزعيم، ولتكن مبادىء الحرية والعدالة والمساواة بين المواطنين هي المبادىء التي يحافظ عليها الجميع لتعود ثقة اللبنانيين بدولتهم ويعود لبنان كما يشتهيه الجميع. إنها حقبة تاريخية من عمر لبنان وهي بحاجة إلى رجال كبار يتخذون مواقف كبيرة أولها فرض هيبة الدولة والاقتصاص من كل معتد على أمنها وحدودها أو على دستورها وقوانينها ثم رسم رؤية واضحة وتحديد الأولويات والمبادرة إلى العمل المتواصل حتى يتم الإنقاذ".

وتابع: "صرخنا البارحة في قداس سبت النور: "قم يا الله واحكم في الأرض". دعاؤنا أن تكون هذه الصرخة لسان حال جميع اللبنانيين وأملنا أن يفسحوا لله مكانا في قلوبهم ليهتدوا بنوره ويعملوا بحسب مشيئته ويرتدعوا عن كل ما جنته أيديهم بحق وطنهم وإخوتهم وأنفسهم فينهض لبنان ويعود مفخرة لأبنائه. لقد طالت جلجلة اللبنانيين لكننا نؤمن أن القيامة لا بد آتية، لذلك نرفع الدعاء إلى من صلب ومات من أجلنا ثم قام دائسا الموت بموته، أن ينزل لبناننا عن صليب عذابه ويقيمه من محنته ويبارك كل خطوة يقوم بها أي مسؤول من أجل إنقاذ هذا الوطن".

وختم عوده: "نصلي أيضا من أجل راحة نفوس الأبرياء الذين سقطوا ضحية الإرهاب الوحشي، ومن أجل عودة النازحين إلى ديارهم والمخطوفين إلى ذويهم ومن أجل عودة أخوينا المطرانين بولس ويوحنا سالمين. المسيح قام حقا قام، فلنسجد لقيامته ذات الثلاثة الأيام".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 28 و29 نيسان/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

 

هل من مصداقية لمواقف جنبلاط وجعجع بما يخص مزارع شبعا ووضعية سلاح واحتلال حزب الله

الياس بجاني/29 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74317/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%87%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b5%d8%af%d8%a7%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d9%82%d9%81-%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84%d8%a7/

 

لعبة حزب الله المزدوجة تفكك النظام اللبناني

الدكتورة رندا ماروني/29 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74320/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85/

 

 

إرهاب... وعنصرية... و«يوجينيون»!

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/28 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74312/%D8%A5%D9%8A%D8%A7%D8%AF-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%B4%D9%82%D8%B1%D8%A7-%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%B9%D9%86%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D9%88%D8%AC%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%88/

 

 

Annihilation of Christian Life and People: Where is the Outrage in the West?
 Meeting Catastrophe with Indifference
 
جوليو ميوتي/معهد جيتستون: إبادة الحياة المسيحية والشعوب: أين الغضب في الغرب؟
 
التقاء الكارثة مع اللامبالاة
 Giulio Meotti/Gatestone Institute/April 28/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/74308/%D8%AC%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%8A%D9%88%D8%AA%D9%8A-%D9%85%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%AC%D9%8A%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86-%D8%A5%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9/