LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 نيسان/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april27.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يظهر لتلاميذه/قَالَ يسوع هذَا ونَفَخَ فِيهِم وقَالَ لَهُم: «خُذُوا الرُّوحَ القُدُس

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الذكرى السنوية لاندحار وانسحاب جيش الأسد المجرم من وطن الأرز المقدس

الياس بجاني/الإستراتجية الدفاعية كما بشرنا ابوصعب وزير دفاعنا المقاوم والممانع هي ان حزب الله باق بسلاحه حتى زوال إسرائيل. وخبز بدها تاكل حني

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/الكلمة هي الله وصوته في داخلنا هو الضمير

 

عناوين الأخبار اللبنانية

القلمون:"حزب الله"يخلي قارة..ويتمركز في جبل مار مارون

الفرد رياشي: تحويي يوم خروج الجيش السوري إلى يوم عيد تحرير

تحية لكل حر ولكل من بقي له كرامة.خليل حلو/

ماروني: وزير الدفاع غطّى وبرّر وجود سلاح حزب الله على حساب الشرعية وسيادة الدولة

جورج نادر: لتسكير لبنان بأكمله الثلاثاء!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 26/4/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جنبلاط في مواجهة مفتوحة مع حزب الله

جنبلاط: البلد كله مستباح لخدمة «الممانعة»

"الإشتراكي": لن نردّ على صغار العملاء والشتامين

جميل السيّد: يومها جنبلاط لم يكن يعلم..واليوم انقلب!

هكذا رد هاشم على "تخلي" جنبلاط عن مزارع شبعا

ريفي: الجيش السوري انسحب بارادة اللبنانيين

حزب الله يقرر إنهاء تجميد عمل نواف الموسوي السياسي

ما مصير "وصلة" المنصورية بعد إقرار خطة الكهرباء؟/نجيم: لوبي سياسي لا يأبه لصحة المواطنين

لجنة المتابعة لمؤتمرات الأزهر في لبنان» ترفض إشعال الحروب باسم الدين واعتبرت «وثيقة الأخوة الإنسانية» خطة طريق للمستقبل

قائد الجيش: الحكومات المتعاقبة لم تمنحنا ما نستحق إثر معلومات عن تقليص حصة الجيش في الموازنة

احتدام السجال بين «التيار» و«القوات» بعد تسريب المحادثات الأميركية

الحكومة ترجئ مناقشة الموازنة إلى الثلاثاء المقبل... وتتقشف في سفر الوفود ووزير المال نفى وجود نية لخفض رواتب الموظفين

الجامعة الأميركية في بيروت تكرّم أنطون غطاس كرم

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن: ثروة خامنئي 200 مليار دولار!

الاستخبارات الأميركية تدخل "انستغرام": لا نعدكم بسيلفي

سريلانكا تعلن مقتل العقل المدبر لهجمات الفصح والسلطات تبحث عن 140 شخصاً يشتبه في صلتهم بـ«داعش»

استقالة قائد شرطة سريلانكا... ومخاوف من هجمات جديدة ونشر 10 آلاف جندي... ومناشدات بتجنب المساجد والكنائس

سريلانكا تراجع حصيلة ضحايا «مجازر الفصح» ووزير الدفاع قدم استقالته... وباكستانيون وأفغان يتعرضون للترهيب

ماكرون يطلب إعادة النظر في اتفاقية «شنغن»... ويرفض «الإسلام السياسي» وعرض خلاصاته من «الحوار الوطني» رداً على احتجاجات «السترات الصفراء»

أول قمة بين بوتين وكيم تجدد علاقات بلديهما ناقشا بشكل مفصل الملف النووي واتفقا على مواصلة الاتصالات

جو بايدن يعلن رسمياً ترشحه للرئاسة الأميركية وترمب رحب بإعلانه ووصفه بـ«النائم»

334 ألف لاجئ في أوروبا و29 % منهم سوريون

لندن ترفض عرضاً إيرانياً «خسيساً» لتبادل سجينتين

طهران تحمّل واشنطن مسؤولية «تبعات» تصفير النفط

ظريف قال إن ترمب لا يريد حرباً... وإيران تصرّ على بقاء حصتها في السوق

ظريف: إيران ستبدي مرونة أمام العقوبات الأميركية... ولا نية للرد عسكرياً وأكد أن طهران تحمل «دكتوراه» في الالتفاف على العقوبات

الرئبي ماكرون يجهز لمواجهة مفتوحة مع الإسلام السياسي ويحذّر من الدعوات إلى الانفصال المجتمعي تحت غطاء ديني.

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحريري - «حزب الله»: وَينك يا نهاد المشنوق/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

باسيل و«حزب الله»... ومكافحة الفساد ثالثهما/كلير شكر/جريدة الجمهورية

إيران تخشى خسارة العراق ولبنان بعد سوريا/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

ترامب ينتقل إلى إجراءات أقسى بعد تصفير الصادرات إذا أقدمت طهران على «عمل إرهابي» ضد الأميركيين/رلى موفّق/اللواء

سياسيو لبنان لا يخافون المساءلة/سناء الجاك/الشرق الأوسط

صرخة "بيت بيروت": عار "نظام الكفالة" يلطخ جبين لبنان/مريم سيف الدين/المدن

قانون برّي للانتخابات يستهدف باسيل أولاً/أكرم حمدان/المدن

الهجرة: قصتان من لبنان/محمد أبي سمرا/المدن

من الخرطوم إلى طهران... مقبرة الآمال الضائعة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

أخطار الحرب... وخيار «الأقليات» في لبنان/رضوان السيد/الشرق الأوسط

دور إيران التخريبي في ليبيا/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

عندما تصبح وسائل التواصل منصَّات للإرهابيين/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

في وقائع إدلب اليومية/فايز سارة/الشرق الأوسط

الإعلام والثقافة والقوة الناعمة/مها عقيل/الشرق الأوسط

المصنع 1: “داعش” يتمدد بين مخيمات العزل ونقمة العشائر/حازم الأمين- عليا ابراهيم/موقع درج

الولايات المتحدة وتضييق الخناق على إيران/السعدي/العرب

مذابح سيفوي جريمة الإبادة المنسية/د . حسين الديك/موقع الحق والضلال

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي استقبل بطريرك الأرمن الكاثوليك ووفدا ألمانيا وآخر من اليونيفيل: لبنان يشكل نموذجا في الإعتراف بالحريات العامة المدنية

الراعي التقى المؤسسة البطريركية المارونية العالمية للانماء الشامل: لنكن علامة رجاء في هذه الظروف الصعبة

يازجي في رسالة الفصح: مزروعون في هذه الأرض وسنبقى وسنقرع أجراسنا دوما وأبدا

ندوة عن وادي قاديشا المقدس وكلمات ركزت على ضرورة حمايته والمحافظة عليه

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يظهر لتلاميذه/قَالَ يسوع هذَا ونَفَخَ فِيهِم وقَالَ لَهُم: «خُذُوا الرُّوحَ القُدُس

انجيل القدّيس يوحنّا20/من19حتى25/في مَسَاءِ ذلِكَ اليَوم، يَوْمِ الأَحَد، كَانَ التَّلامِيذُ مُجْتَمِعِين، والأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ خَوفًا مِنَ اليَهُود، فَجَاءَ يَسُوعُ ووَقَفَ في الوَسَطِ وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!». قَالَ هذَا وأَرَاهُم يَدَيْهِ وجَنْبَهُ. فَفَرِحَ التَّلامِيذُ حِينَ رَأَوا الرَّبّ. فَقَالَ لَهُم ثَانِيَةً: «أَلسَّلامُ لَكُم! كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا».

قَالَ هذَا ونَفَخَ فِيهِم وقَالَ لَهُم: «خُذُوا الرُّوحَ القُدُس. مَنْ غَفَرْتُم خَطَايَاهُم غُفِرَتْ لَهُم، ومَنْ أَمْسَكْتُم خَطَايَاهُم أُمْسِكَتْ عَلَيْهِم». أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الٱثْنَي عَشَر، المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَم، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُم حِينَ جَاءَ يَسُوع. فَقَالَ لَهُ التَّلامِيذُ الآخَرُون: «لَقَدْ رَأَيْنَا الرَّبّ!». فَقَالَ لَهُم: «مَا لَمْ أَرَ أَثَرَ المَسامِيرِ في يَدَيْه، وأَضَعْ إِصْبَعِي في مَوْضِعِ المَسَامِير، وأَضَعْ يَدِي في جَنْبِهِ، لَنْ أُؤْمِن!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الذكرى السنوية لاندحار وانسحاب جيش الأسد المجرم من وطن الأرز المقدس

الياس بجاني/26 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74244/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D8%AD%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A7/

يتذكر شعبنا اللبناني اليوم اندحار وانسحاب جيش نظام الأسد الجزار من لبنان وهو بذل يجرجر الهزيمة والخيبة والانكسار..

خرج جيش الأسد من لبنان مجبراً بضغط سلمي وحضاري ومشرّف من قِّبل ثوار الأرز وثورتهم وبدعم دولي وإقليمي.

إلا أن الجيش الإيراني، الذي هو حزب الله الإرهابي والمذهبي والغزواتي حل مكان الجيش السوري وبقي لبنان حتى يومنا هذا محتلاً ومصادراً قراره ومضطهدون وملاحقون فيه الأحرار والسياديين والشرفاء.

رحل جيش الأسد الغازي والستاليني، رحل الأصيل وبقي البديل والوكيل، جيش الولي الفقيه الذي يتباهى أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله بأنه جندي فيه.

رحل جيش النظام السوري الكيماوي والبراميلي وما زالت الآلام والجروح التي خلّفها ماثلة في الذاكرة وفي النفوس والأجساد، في البشر والحجر.

أما الفارق الوحيد بين الإحتلالين الغاشمين هو أن الاحتلال السوري كان بواسطة جيش غريب وغازي، أما الاحتلال الإيراني فهو يتم للأسف عن طريق جيش أفراده كافة هم من أهلنا، إلا أن قرارهم ومرجعيتهم وتمويلهم وسلاحهم وثقافتهم وأهدافهم ومصيرهم هو بالكامل بيد ملالي إيران العاملين بجهد وعلى مدار الساعة ومنذ العام 1982 على إسقاط النظام اللبناني واستبداله بآخر تابع كلياً لمفهوم ولاية الفقيه الملالوية.

لهذا فإن الاحتلال الإيراني الذي يتم عن طريق حزب الله هو أخطر بكثير من الاحتلال السوري الأسدي، ومن هنا يتوجب على كل لبناني يؤمن بلبنان التعايش والرسالة والسلام أن يرفض هذا الاحتلال ويعمل بكل إمكانياته على التخلص منه. يبقى أنه في النهاية الشر لا يمكنه أن ينتصر على الخير ولأن لبنان هو الخير وقوى الاحتلال هي الشر فلبنان ومهما طال الزمن سوف ينتصر وكل قوى الاحتلال أكانت غريبة أو محلية هي إلى الانكسار والهزيمة والخيبة.

أما الأخطر لبنانياً من الإحتلالين السوري والإيراني على المدى الطويل في أطر المفاهيم الوطنية والثقافية والمستقبلية فهو الممارسات الإسخريوتية والنرسيسية لقادة وسياسيين ورجال دين ورسميين ملجميين لبنانيين أين منهم في الجحود والحقد لاسيفورس رئيس الأبالسة الذي كان من أجمل الملائكة، لكنة وبنتيجة كفره بالعزة الإلهية كان مصيره الطرد من الجنة إلى جحيم جهنم ونارها وأحضان دودها الذي لا يهدأ.

نعم الجيش السوري اندحر وانسحب مجبراً من وطننا الحبيب إلا أن مخابراته وأزلامه وجيش المرتزقة المحليين المّجمعّين على خلفية الغرائز والإبليسية والحقارة والعبودية تحت مسمى 08 آذار السابقين واللاحقين لا يزالون على وضعيتهم الخيانية والطروادية وهم بوقاحة وسفالة وحقارة ينفذون قولاً وعملاً وفكراً وافساداً كل ما هو ضد لبنان وشعبه ويمنعون بالقوة والإرهاب والإفقار وشراء الضمائر والغزوات والنفاق وكل وسائل الإجرام والإرهاب والمافياوية استعادة السيادة والاستقلال والحريات.

إن لبنان الرسالة والقداسة والحضارة هو نار كاوية دائماً ومنذ 7000 سنة وما يزيد تحرق كل الأيدي الغازية والمارقة التي تمتد إليه بهدف الأذية، وهي دائماً، ولو بعد حين تدمر وتعاقب بعنف كل من يتطاول على كرامة وحرية وهوية شعبه.

في هذا اليوم المشرّف والوطني بامتياز دعونا بخشوع نصلي من أجل راحة أنفس شهداء وطننا الحبيب، ومن أجل عودة أهلنا الأبطال والمقاومين الشرفاء اللاجئين رغماً عن إرادتهم في إسرائيل، ومن أجل مصير أهلنا المغيبين قسراً في سجون نظام الأسد المجرم.

في الخلاصة، إن هذا اللبنان المقدس باق رغم كل الصعاب والمشقات لأن الملائكة تحرسه، ولأن أمنا العذراء هي شفيعته وسيدته وترعاه بحنانها ومحبتها، وكما كانت نهاية الاحتلال السوري ونهاية كل المارقين والغزاة الذي سبقوهم، هكذا ستكون بإذن الله نهاية الاحتلال الإيراني طال الزمن أو قصر.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الإستراتجية الدفاعية كما بشرنا ابوصعب وزير دفاعنا المقاوم والممانع هي ان حزب الله باق بسلاحه حتى زوال إسرائيل. وخبز بدها تاكل حني

الياس بجاني/25 نيسان/2019

https://www.mtv.com.lb/News/921033?fbclid=IwAR0CE1l1ECprVxafqKv-Ra6fCCw9eGyXxA_-G6ujmNndF6_AFc5_g_ZwijA

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

صوته في داخلنا هو الضمير/الياس بجاني/25 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%b5%d9%88%d8%aa%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d9%86%d8%a7-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d9%85%d9%8a%d8%b1/

 

الكلمة هي الله وصوته في داخلنا هو الضمير

الياس بجاني/25 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74189/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%B5%D9%88%D8%AA%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D8%A7%D8%AE/

نعيش في وسط عالم يضجّ بالأصوات المتصارعة والمتخاصمة والآتية من كل جهة وصوب.

فهناك أصوات الحق والضمير التي تدعونا للخير والسلم، وكذلك هناك أصوات الشر التي تصمّ آذاننا وتدغدغ مشاعرنا وشهواتنا.

كل صوت من الأصوات المتعارضة في مراميها ينادي علينا لنتبع ونسلك طرقه التي منها الصالح كما الطالح.

الطالح طرقه أرضية وقد تؤدي بنا إلى مسارات الأبواب الواسعة (بمفهومها الإيماني)، التي ترغب بها وتشتهيها غرائزنا.

أصوات النشاز تبعث القلق في قلوبنا، والاضطراب في نفوسنا، وتشكك بإيماننا وتشتت وتبدل سلم أولوياتنا في الحياة.

نحن نعيش في مضطرب قلقين، وحاملين هموم اليوم والغد، ومنهمكين في تأمين مستلزمات الحياة... وما أصعبها.

فبغياب أسس وصلابة الإيمان تغوينا أصوات الشر، وقد تغرقنا في ضوضاء تزيد من صممنا وحيرتنا والضياع.

أصوات الشر وإغراءاته ترافقها أضواء تبهر بصائرنا فلا نعود نسمع إلا صوت رغباتنا الغرائزية التي لا ترضي الله.

وعندما يخور رجاؤنا، ويقل إيماننا، نصاب بعمى البصر والبصيرة ولا يعد بمقدورنا أن نسمع غير أصوات الغرائز الترابية الفانية.

في داخل كلّ منّا وضعيتي الشر والخير، وفي حال ضعف إيماننا تتغلّب وضعية الشر ونفقد بوصلة الأولويات..

بالطبع ليس المطلوب أن نهمل ذواتنا ونتنسك وننعزل في صوامع.

وليس مطلوب منا أن لا نسعى لتأمين احتياجات حياتنا اليوميّة من المأكل والملبس والتّعليم، والسّعي الدّؤوب إلى التّقدّم والنّجاح.

ولكن علينا بإيمان وقناعة أن نلتزم بسلم أولويات يكون في قمته واجباتنا الروحية ومخافة الله في كل أعمالنا وأفكارنا.

علينا ورغم ضجيج الحياة الأرضية ومتطلباتها أن لا نُسكّت صوت الله في داخلنا والذي هو الضمير.

قد يعتقد البعض إنّ ما يطلبه الله منّا هو أن نتخلّى عن الاهتمام بأنفسنا أو بمستقبلنا أو بتحقيق ذواتنا.

طبعاً لا!! فيوم خلقنا الله على هذه الأرض على صورته ومثاله قال لنا: "انموا وأكثروا"، وهذا لا يعني فقط أن تمتلئ الأرض بالنّاس، "فالله يستطيع أن يخلق من الحجارة أبناء لابراهيم".

فجوهر وصيته لنا هي "انموا" وتطوروا وحقّقوا ذواتكم في شتّى المواهب المعطاة لكم، وسيروا في هذه الحياة متنعمين بخيراتها.

فجّروا طاقاتكم، واستخدموها في سبيل تقدّم الإنسانيّة وفي كل ما هو خير وفائدة للناس أجمعين، واعملوا على أن يزداد بهاء نعمة الحياة ويبرز جمالها أيضاً وأيضاً.

أما الغاية الأسمى لحياتنا فواحدة، وهي رضى الله والتقيد بتعاليمه التي في أولوياتها معاملة كل الناس كأخوة لنا وهم فعلاً إخوة لأن أبينا السماوي واحد...وهو الله جل جلاله.

فرضى الله هو ملء الحياة...وهذا يعني الالتزام بالقيم وبالتعاليم وبالوصايا العشرة.

من هنا تأتي أهمية الكلمة في حياتنا بمفهومها الإيماني لأن الكلمة هي الله، والله هو محبة.

ننطلق من الكلمة لننمو، فتكون الكلمة أساساً لحياتنا، وداعماً لخطواتنا، فتقوى وتنمو فينا، فلا نتعثر ولا تخبو ولا نسمح بأن يجربنا الشيطان الذي هو عملياً غرائزنا ونزواتها.

بدفع من إيماننا نسير في هذه الحياة مستنيرين بالكلمة الإلهيّة، فنزداد حكمة، وتنفتح قلوبنا وبصائرنا، فنتجنّب الفخاخ والتجارب والإغراءات.

كلمة الرّب، كلمة حياة، وليست حروفاً نردّدها ونصوصاً تختزنها عقولنا، إنّها كلمة الحياة.

ننطلق منها، نغتني بها، فنحقق ذواتنا ونبلغ أهدافنا، ونحقق صورة الله فينا.

هذه الكلمة، لا يمكن لأحد أن ينتزعها منّا، لأنّها متجذّرة فينا، تسكن في أعماقنا، وهي الله، ومن يستطيع أن ينتزع الله أو يفصلنا عنه؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

القلمون:"حزب الله"يخلي قارة..ويتمركز في جبل مار مارون

المدن/الجمعة 26/04/2019

أخلت مليشيا "حزب الله" اللبنانية، بشكل شبه كامل، مواقعها العسكرية والمنازل التي كانت قد استولت عليها في مدينة قارة في القلمون الغربي، وأعادت انتشارها في جبل مار مارون في يبرود، بحسب مراسل "المدن" أحمد الشامي. مصدر مطلع قال لـ"المدن"، إن مليشيا "حزب الله" بدأت منذ ثلاثة أيام اخلاء مواقعها العسكرية في قارة، ونقلت عناصرها، والمعدات العسكرية باتجاه جبل مار مارون، غربي يبرود، والذي يعتبر من أعلى المرتفعات الجبلية في المنطقة. واستبقت المليشيا ذلك باخلاء عائلات لبنانية كانت موجودة في حي الكرب بقارة، منذ 23 نيسان/أبريل، باتجاه الأراضي اللبنانية عن طريق معبر الزمراني، الذي لا يزال مغلقاً بوجه المُهجّرين السوريين العائدين من لبنان، والخاضع مباشرة للحزب. ولا يزال عدد من قياديي المليشيا في مدينة قارة ضمن حي الكرب، برفقة عناصر من أبناء المدينة متطوعين في صفوف "كتيبة الشهيد سمير رحال" التابعة للمليشيا. وما زالت عودة المدنيين إلى الحي ممنوعة. وما سُرب للأهالي عن طريق العناصر المتطوعين في المليشيا، أن "حزب الله" سيسلم حي الكرب خلال أيام لـ"المخابرات الجوية"، الجهة التي ستشرف على "تنظيم" عودة الأهالي.وكانت مدينة قارة قد شهدت خلال شباط/فبراير مطالبات علنية من الأهالي للحزب بالانسحاب من الحي، بعد إخلائه حي القاعة في مدينة يبرود. وتلقي الأهالي وعوداً من "هيئة المصالحة الوطنية" وضباط "المخابرات الجوية" بإعادتهم الى الحي قريباً. مصدر "المدن" أشار إلى أن "حزب الله" نقل أيضاً جزءاً من معداته العسكرية وعدداً من عناصره المحليين من تلة الثلاجة في فليطة، باتجاه جبل مار مارون. وأكد مصدر "المدن" أن المليشيا خففت من نقاطها العسكرية المنتشرة على الحدود من الجانب السوري، في كل من حوش عرب ورأس العين وفليطة، تزامناً مع بدء الجيش اللبناني وضع نقاط عسكرية مطلة على جرود تلك المدن، وانتشاره بشكل أوسع مما كان عليه سابقاً. مصادر محلية متقاطعة في يبرود، قالت لـ"المدن"، إن "حزب الله" بدأ منذ شهر تجهيز مقرات عسكرية ورفع متاريس وحفر أنفاق في جبل مار مارون. وأكدت مصادر "المدن" أنه خلال الفترة التي سبقت انتقال المليشيا إلى الجبل، كانت مليشيا "الشهيد سمير رحال" تتمركز فيه.

 

الفرد رياشي: تحويي يوم خروج الجيش السوري إلى يوم عيد تحرير

وكالة الأنباء الوطنية/26 نيسان/19/طالب الامين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي باعتماد تاريخ 26 نيسان اي ذكرى جلاء قوات الاحتلال السورية عن لبنان الى مناسبة وعيد وطني اسوة بعيدي التحرير والاستقلال الاول مستغرباً بانه ولغاية الان لم يتم اعتماد وتبني هذه المناسبة من قبل الحكومات المتعاقبة... املين من فخامة رئيس الجمهورية بان يقترح على مجلس الوزراء هذا الامر في القريب العاجل.

 

تحية لكل حر ولكل من بقي له كرامة.

خليل حلو/26 نيسان/19

لم أتعود على التظاهر والنفاق في سبيل مراكز أو مكاسب، ولا أطيق من يمارس النفاق ويتظاهر بما ليس هو عليه، ضعيفاً كان أم قوياً. لو مارست هذا التظاهر والنفاق السائدين في هذه الأيام لكنت في أعلى المراكز اليوم ولكن لكنت فاقداً الحرية والكرامة. إن النوم مساءً في سجن الحرية والكرامة وسط هذه العصفورية السياسية ووسط مرتع اللصوص والدجالين والمجرمين، لهو نعيم وجنـّة في مقابل النوم مساءً في قصور المراكز لفاقدي الحرية والكرامة. تحية لكل حر ولكل من بقي له كرامة.

 

ماروني: وزير الدفاع غطّى وبرّر وجود سلاح حزب الله على حساب الشرعية وسيادة الدولة

المركزية/26 نيسان/19/شدد عضو المكتب السياسي والوزير السابق ايلي ماروني على ان الطريق واضحة ومعروفة لكي نحصل على دولة، مؤكداً ان الأمر يتطلّب أن يكون القرار الأول والأخير لها. وقال ماروني "هناك فريق يهيمن على الأرض بحيث يوجد جيش رديف للجيش اللبناني، وقد نادينا وطالبنا كثيرا بأن لا بندقية يجب أن تعلو على بندقية الدولة أو ان يكون قرار الحرب والسلم بيد فريق".  ماروني وفي حديث لصوت لبنان 100.5، ذكّر بأن رئيس الجمهورية وعد بالدعوة لعقد مؤتمر حوار يُبحث فيها موضوع الاستراتيجية الدفاعية لكن ثلاث سنوات مرّت ولم يتم الدعوة لهيئة حوار، كما أن هناك افراداً مازالوا يبرّرون ويدعمون سلاح حزب الله كتصريح وزير الذي أعطى غطاء وبرّر وجود هذه البندقية على حساب الشرعية اللبنانية وسيادة الدولة.

 

جورج نادر: لتسكير لبنان بأكمله الثلاثاء!

 ليبانون فايلز/الجمعة 26 نيسان 2019/انتشر عبر تطبيق "الواتساب" تسجيلات صوتية للعميد المتقاعد جورج نادر العميد  يتوجه فيها الى زملائه المتقاعدين بالقول:" ما تحدثنا عنه بالأمس وسابقاً بدأ يتنفذ فهم يقولون لنا بأنهم لا يريدون أن يأخذوا من اساس الراتب بل من متممات الراتب وهم لا يدرون بأن متممات الراتب هم اكثر من الأساس وأهم"، معطياً مثل على ذلك بأن "عسكري يكون أساس راتبه مليون ليرة يقبض مليوني ليرة وهذه كلها متتمات للراتب". وتابع:"اليوم يحتالون علينا ويقولون لنا بأنهم لا يسرقونا من جيبة اليمين بل من الشمال ودعينا خلية الأزمة الى اجتماع نهار الأثنين واتخاذ قرار يوم الثلاثاء وأنا رأيي الخاص للمناقشة وهو تسكير لبنان بأكمله يوم الثلاثاء وهذا رأي الخاص وسنتباحث به يوم الإثنين". وأشار الى أن "معلومات صحفية أكدت اليوم ما قلناه سابقاً من داخل مجلس الوزراء ونحن متأكدون بنسبة 30 بالمئة بأنهم سيقومون بهذا الأمر وهو الحسم من متممات الراتب ونحن يجب علينا ان نستبق الأمور ونقوم بتسكير لبنان الثلاثاء من أجل أن يفهموا أن دمنا وتعبنا ودم رفاقنا وحقوقنا وحقوق عائلاتنا ليست للسرقة "، لافتاً الى أنهم "إذا أرادوا أن يحسموا أموالاً فليذهبوا الى البنوك والى المرفأ وليذهبوا الى الأغنياء وليس أن يأتوا الى جيبة الفقراء الذين ضحوا بحياتهم من اجل أن يعيشوا بكرامتهم بعد تقاعدهم".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 26/4/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عمت العالم الصلوات، وفي لبنان تم إحياء رتبة دفن السيد المسيح لدى الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي في يوم الجمعة العظيمة.

وعلى تنوع طوائفهم، اللبنانيون يعيشون هواجس التقشف وما ستظهره أرقام الموازنة في المناقشات التي ستنطلق الأسبوع الطالع، في باكورة الجلسات الحكومية، الثلاثاء في القصر الجمهوري.

مناقشات الموازنة مفتوحة الأسبوع المقبل، على أبواب التقشف الممكن، تحت شعار الابتعاد عن جيب المواطن وأصحاب الدخل المحدود، وفق تطمينات أكثر من مسؤول.

ومشروع الموازنة العامة، تتم قراءته من الوزراء تمهيدا لمناقشته في جلسة الثلاثاء، وهو مشروع واضح في الواردات والنفقات. وتتواصل المناقشات أيضا في جلسات حكومية مرتقبة الخميس والجمعة، في إطار تسريع إنجاز أرقام الموازنة وفذلكتها لاحالتها إلى المجلس النيابي ضمن المهلة الدستورية قبل نهاية أيار المقبل، موعد انتهاء الصرف على القاعدة الاثني عشرية، والخميس المقبل يطل الأمين العام ل"حزب الله" متطرقا إلى قضايا الداخل والمنطقة.

وفي الخارج، اتفقت الدول الثلاث الضامنة للاتفاق في سوريا، أي روسيا، تركيا، وايران، في اجتماع آستانة اليوم على دعوة العراق ولبنان للمشاركة في الاجتماعات بصفة مراقب، فيما يشارك الأردن منذ مدة بهذه الصفة. ووفق المبعوث الخاص للرئيس الروسي البحث ما زال يتمحور حول الاتفاق على تشكيل اللجنة الدستورية.

وقبل كل ذلك، "تلفزيون لبنان" وبعد لغط اعلامي طاول الوضع في المؤسسة، وفي بيان لمديريته، يؤكد انتظام العمل، والوزير الجراح يحرص على النهوض به.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

نقاش صفحات الموازنة الألف وأكثر، يبدأ بجلسة مجلس الوزراء ما بعد عيد الفصح، قبل أن يستريح العمل به في عيد العمال، ويستكمل في جلسات متتالية بدءا من الخميس المقبل.

في أجواء أسبوع الآلام، آمال اللبنانيين علقت على خشبة إقرار الموازنة وإنتظام المالية العامة للدولة. وفي هذا الإطار تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بارتياح، بلوغ مشروع الموازنة مجلس الوزراء، وأمل أن يتم إنجازه في أقرب وقت، مؤكدا جهوزية مجلس النواب لاستقبال الموازنة ونقاشها.

نقاش من النوع الوطني ينتظر الساحة الداخلية، إثر إنجاز كتلة "التنمية والتحرير" اقتراحها لقانون الانتخاب. وفيما من المنتظر أن يقوم وفد من الكتلة بجولة على الكتل السياسية لإطلاعها على القانون المقترح، تلقى الشارع اللبناني بكثير من الارتياح هذا الأمر، وفق ما رصدت الـ NBN خلال استطلاعها آراء المواطنين ضمن فقرة "العشوائية"، ولا سيما أن إنجاز الاقتراح من الآن يمنح فترة كافية ووافية لنقاشه على المستويات كافة بما يمنع "سلقه" في اللحظات الأخيرة كما كان يحصل سابقا.

في الشأن السوري، فشلت محادثات آستانة، بعد دزينة من النسخ، في التوصل إلى تشكيل لجنة صياغة دستورية، وأعلن البيان الختامي بتجديد الدول الضامنة أي روسيا وتركيا وإيران، التزامها بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية، وضرورة مواصلة الجهود للقضاء على التنظيمات الارهابية.

وجدد البيان التأكيد أن حل الأزمة السورية، يكون عبر عملية سياسية يقودها السوريون. وفي إشارة لافتة لحظ البيان الختامي اتفاقا روسيا- تركيا- إيرانيا على دعوة لبنان والعراق للمشاركة في محادثات آستانة بصفة مراقبين.

على خلفية قرار واشنطن الأخير منع تجديد الإعفاءات للدول المستوردة للنفط الإيراني، وما أعقبه من إعفاء للعراق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن طلبه من منظمة أوبك خفض أسعار النفط، فيما رأت طهران أن السعودية والإمارات تبالغان في تقدير قدراتهما النفطية، بعد إعلان الدولتين الإستعداد لتعويض السوق بالإمداد اللازم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

إعتبارا من الثلاثاء المقبل، يبدأ مجلس الوزراء دراسة مشروع الموازنة الذي سيستغرق أكثر من جلسة، بعدما تم توزيع المشروع على الوزراء من قبل رئاسة الحكومة. مصدر مطلع على تفاصيل مشروع الموازنة أبلغ تلفزيون "المستقبل"، أن مشروع الموازنة الذي قدمه وزير المال لا يتضمن أي مساس بالرواتب والأجور، كذلك لا يتضمن أي مساس يذكر بالتقديمات الاجتماعية.

المصدر لفت إلى أن مشروع الموازنة ركز على خفض النفقات الجارية مثل القرطاسية والسفر وغيرها، كما حدد مبلغ 2500 مليار ليرة، حدا أقصى لدعم مؤسسة كهرباء لبنان.

المصدر أشار إلى أن نسبة العجز المتوقعة في مشروع الموازنة، هي بحدود تسعة بالمئة وعشرة بالمئة في الخزينة. وتوقع أن يذهب النقاش باتجاه تخفيض العجز إلى ما دون الثمانية بالمئة. وتوقع أن يصار إلى خفض أكثر في النفقات الجارية، وبعض النفقات الأخرى التي تحتاج إلى توافق سياسي كبير على طاولة مجلس الوزراء.

واليوم استذكر اللبنانيون الذكرى الرابعة عشرة لانسحاب جيش النظام السوري من الأراضي اللبنانية كافة. وهو أحد أبرز انجازات "ثورة الأرز" التي ولدت بعد زلزال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كثيرة هي الطرق المكتظة ملفات وتحديات في منطقتنا،…لكن "طريقا واحدا، حزاما واحدا" هو طريق بخطوات متسارعة ومسار مكتظ بالرسائل.

مشروع صيني أو طريق اقتصادي مشته بكين ومعها موسكو، يفرض نفسه في استراتيجية الاقتصاد العالمي، يعبر نحو ثمانية وستين دولة، ويملك أربعين في المئة من الانتاج العالمي، وليست فيه- بل تعاديه- أميركا.

طريق حرير، لكن رسائله ملتهبة، ومنه تتفرع مسارات في السياسة الدولية تتقاطع عند الأزمات الكبرى، لا سيما أزمة النفط الايراني وسياسة التغول الأميركي، وتتسابق مع طرق أخرى يمشيها البعض باسم "صفقة القرن"، أرادها القيمون عليها بازارا لبيع القدس والقضايا القومية باسم الواقعية السياسية والحاجات الاقتصادية.

وبلا حاجة أو حجة، يمشي البعض اللبناني طريق الصفقة، مصفقا بلا مكاسب، ومقدما من الثوابت الوطنية دون ريع داخلي أو خارجي، زمن الحاجة للتحلي بأعلى درجات الدقة مع حراجة المرحلة، والحاجة للارتقاء إلى مستوى التحديات بعيدا عن الشخصي من الاعتبارات.

ماليا، وقبل اعتبار الموازنة منجزة، يعكف الوزراء على قراءتها مقدمة لبحث بنودها الثلاثاء المقبل. فكل اللقاءات لم تحسم المشهد الذي ترك تفصيله لطاولة مجلس الوزراء. لكن المهم أن تسلك الموازنة طريقها إلى النقاش السريع تمهيدا لاقرارها في مجلس النواب، كما قال الرئيس نبيه بري..نقاش تنتظره أسئلة كثيرة أبرزها: ماذا عن الرواتب؟، وماذا عن خدمة الدين التي بلغت خمسة وثلاثين في المئة من نفقات الموازنة؟.

أما الواردات التي سوفها اللبنانيون كثيرا، فعادت لتطل اليوم بايجابية ولو بريع بعيد، فأولى الآبار النفطية سيبدأ حفرها بحدود الخمسة وخمسين يوما، كما قالت وزيرة الطاقة ندى البستاني، على أمل الانتاج القريب، من البلوك 4، إلى البلوك 9، بعد أن يتمكن لبنان بأوراق قوته، من وقف نزيف هذا البلوك غازيا بفعل العدوانية الصهيونية المرعية أميركيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

قبل السادس والعشرين من نيسان 2005، الذي تصادف اليوم ذكراه الرابعة عشرة، كان اللبنانيون مقسومين بوضوح بين فريقين: الأول، ينادي بالحرية والسيادة والاستقلال، والثاني يرفع شعار الشرعي والضروري والموقت في شأن وجود أكثر من ثلاثين ألف جندي سوري على أرض لبنان، وما استتبع ذلك من تبعية داخلية، وسيطرة غير لبنانية على القرار.

أما بعد ذلك التاريخ، فتحول الانقسام في اتجاه تسميتي الثامن والرابع عشر من آذار ومحوره السلاح والشراكة، ليشرع انتخاب العماد ميشال عون رئيسا عام 2016، باب اللبنانيين واسعا، أمام انقسام من نوع آخر، يواجهون يوميا بشكل جديد من أشكاله.

فاليوم، على سبيل المثال، إعلان عن حفر بئر نفطي قبالة الصفرا. وفي المقابل، تخبط مواقف حول مزارع شبعا اللبنانية ثم غير لبنانية، ثم اللبنانية ثم غير اللبنانية من جديد.

وهذه الصورة الكاريكاتورية المختارة مما تم تداوله في السياسة اليوم بالتحديد، ليست إلا نموذجا بسيطا عن تناقض غير بسيط بين فكرين ونهجين وممارستين متضاربتين للشأن العام، ينسج على منوالها الكثير، ومنه على سبيل المثال أيضا: عمل لإرساء أسس الإصلاح البنيوي، وفي المقابل، كلام بكلام، ومؤتمرات وتعليقات وتغريدات... إلى جانب التصدي المؤسساتي لا الكيدي للفساد، ومن أبرز تجلياته اللجوء إلى القضاء للفصل في النزاعات والاتهامات، تماما كما فعل الوزير جبران باسيل في ما أورده بشأنه الوزير السابق أشرف ريفي. وفي المقابل، مشهدية اتهامات متنقلة بين شاشة ومنبر.

هذا من دون اغفال مسألة التصدي الصريح لمأساة النزوح السوري، وتداعياتها على السوريين النازحين إلى لبنان من جهة، وعلى اللبنانيين الذين يكادون ينزحون منه من جهة أخرى، في الداخل، وفي المحافل الاقليمية والدولية. والتي تقابل بالتلكؤ والتردد وهرب إلى الأمام، بعد إهمال طويل سمح بوقوع الكارثة، ويسمح مذذاك بتفاقمها من دون حسيب أو رقيب.

لكن، كما قبل عام 2005، كذلك بعده: الخيارات لا طائفية ولا مذهبية ولا مناطقية، ولا تستبطن أيا من مظاهر الانقسام المعروفة.

فالخيار الذي طرح على اللبنانيين قبل عام 2005 كان: من مع لبنان الحرية والسيادة والاستقلال، ومن مع لبنان الوصاية والاحتلال.

والخيار الذي طرح عليهم بين عامي 2005 و2016: من مع لبنان الميثاق والشراكة والمناصفة، ومن مع لبنان الهيمنة والاستئثار والطغيان.

أما بعد عام 2016، فالخيار يختصره التالي: من مع لبنان عودة النازحين ومكافحة الفساد والازدهار الاقتصادي، ومن مع لبنان الوطن النازح، والدولة الفاسدة، والاقتصاد المترهل.

قد يكون اللبنانيون تأخروا في القرار يوما، لكنهم في المحصلة لم يتخذوا في أي يوم من الأيام، القرار الخاطئ.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إذا أرادت القوى المشاركة بالحكومة الإلمام بدقائق الموازنة التي تتجاوز صفحاتها الألف و200، فيتعين عليها أن تستغل عطلة الفصح المستمرة حتى صباح الثلاثاء للإنكباب على درسها، كي تأتي مصادقاتهم عليها أو إدخالهم التعديلات على بعض بنودها، علمية لا اعتباطية ولا كيدية.

في السياق، إذا صحت لائحة التعديلات المفترضة التي تسربت إلى الإعلام وقورنت بموازنة ال 2018، فهذا يعني أن على اللبنانيين من مختلف الفئات الإستعداد لخسارة مكتسبات مادية كانت لهم، وأن عليهم أيضا الإستعداد لتغذية الخزينة من جيوبهم. والأحرى بالمسؤولين أن يكونوا خططوا بإصرار لإقفال بؤر الإهدار والفساد، حماية لما اقتطعوه من أموال الناس وفلوس الأرامل وعرق التجار المفلسين والصناعيين الأوادم، وتوظيفها في مشاريع بناءة ومجدية.

لكن من المشاهدات لحركة بعض القوى السياسية، يمكن الاستنتاج بأن إنجاز الموازنة ليس هما يقض مضاجعهم، فالرئيس الحريري غادر إلى فرنسا، والسجالات تستعر على خط الضاحية- كليمنصو. وقد أعيد النائب نواف الموسوي، الصقر المشاكس، إلى الخدمة بعد إقصاء طويل، إضافة إلى التوتر الأمني الذي أوقظ في مخيم عين الحلوة، وامتدت شرارته إلى مخيم شاتيلا.

هذا التفلت يؤشر إلى أن بعض القيادات لا يعي بأن الموازنة ليست أرقاما، وبأن النهوض بالبلاد لا يتحقق بالنيات والتصريحات، بل يتطلبان إرساء أجواء من الهدوء والإستقرار غير المتوفرين حتى الآن.

وسط هذه الضوضاء، لم يحظ إعلان وزيرة الطاقة عن بدء الحفر خلال أشهر قليلة في البلوك النفطي رقم 4 قبالة شاطىء كسروان، بالإهتمام الذي يستحق، علما بأنه سينجز ضمن العام 2019.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

مجددا، دخل لبنان في مدار الأعياد حتى مساء الاثنين المقبل، لتعاود الحركة اعتبارا من يوم الثلاثاء، وباكورة الحركة جلسة لمجلس الوزراء لبدء قراءة أرقام الموازنة.

هذه الأرقام يبدو أن قسما منها موجود فيما قسم آخر لم يضم إليها، فهل هي الخشية من أن لا ينتفخ حجم العجز؟. وإذا كان ذلك صحيحا، فهل إخفاء بعض أرقام العجز يعني أنها غير موجودة؟.

هذه الفذلكة غير مجدية وغير مفيدة، خصوصا أن الموازنة لن توضع فقط على طاولة مجلس الوزراء بل على طاولات المعنيين بمؤتمر "سيدر": دولا ومؤسسات. هؤلاء المعنيون سيراقبون عن كثب كيف أن الحكومة اللبنانية ستفي بتعهداتها لجهة إجراء الإصلاحات التي تعهدت بتنفيذها منذ سنة تماما.

لكن ما حدث في جلسة مجلس الوزراء أمس لا يشجع كثيرا على رفع منسوب التفاؤل، فأي خطوة إصلاحية تواجه بالكثير من الإعتراضات: فبند السفر جرى تعديله من دون ان يعني ذلك إلغاءه. وبند الصرف على القاعدة الإثنتي عشرية جرى تمريره بملياراته الباهظة، فإذا كان هذا هو المنحى، فعن أي تقشف يتحدثون؟.

من خارج هذا السياق خبر إيجابي. قبالة بلدة الصفرا في كسروان سيبدأ التنقيب عن الغاز. من شأن هذا التطور أن يضع ملف النفط على أهبة الترجمة، مع ما يعني ذلك من إعطاء جرعة أمل للبنانيين، لكن هذا التطور سيكون تحت أعين دول "سيدر" والمؤسسات المعنية به، مع التعويل على أن يكون الغاز المستخرج جزءا مساعدا في إطفاء جزء من الدين العام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أهل شبعا أدرى بشعابها، من مزارعها إلى تلالها، ولن تسقط لبنانيتها بشحطة موقف يعد من أخطر المواقف التي أطلقها زعيم "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط في هذه المرحلة. تلقى جنبلاط الإشارات فاشتغل راداره عكس الإرادة الوطنية. في مقابلة تلفزيونية فجر جنبلاط قنبلة: لا لتحرير الأرض بل لوهبها، في زمن تمنح فيه الأرض بالمجان، ويعطي من ليس يملكها من لا يستحقها، وأصبحنا نحن المحتلين لأرضنا.

قال جنبلاط إن مزارع شبعا ليست لبنانية، وإنه بعد تحرير الجنوب عام 2000 جرى تغيير الخرائط في الجنوب من قبل ضباط سوريين بالإشتراك مع ضباط لبنانيين، فاحتللنا مزارع شبعا ووادي العسل- نظريا- ورأى أنه أول تغيير جغرافي على الورق، كي تبقى الذرائع السورية وغير السورية بأن مزارع شبعا لبنانية ويجب تحريرها بأي شكل من الوسائل.

استند جنبلاط في كلامه إلى مراسلات سرية بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس مجلس وزراء العدو بنيامين نتنياهو. ومن المؤكد أن زعيم المختارة لم يحصل معلوماته من خصمه اللدود أي النظام السوري، ولن نضع في ذمتنا ونقول إنه استقى المعلومات من مصدرها الإسرائيلي، لكن الذي لا يقبل الشك هو أن موقفه هذا متجانس والموقف الأميركي ومن ورائه الإسرائلي.

تحصن جنبلاط بالمراسلات السرية، فيما هو ووزراؤه صدقوا على كل البيانات الوزارية في الحكومات المتعاقبة، منذ التحرير عام 2000، التي تضمنت ضرورة تحرير ما تبقى من أراض تحتلها إسرائيل في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. فهل كان جنبلاط ووزراؤه شهود زور؟. وحبر جلسة مساءلة "حكومة إلى العمل" لم يجف، حين قال رئيس مجلس النواب نبيه بري إن الإسرائيليين استطاعوا ذات يوم أن يأخذوا بيروت فهل أصبحت بيروت حقا لهم؟، المزارع الأربع عشرة لبنانية ولبنان متمسك بحقوقه كاملة.

نزع جنبلاط لبنانية المزارع عن الهوية، وأسقط معها مطلب ترسيم الحدود. وبشهادة من زمن الانتداب، فإن الحدود اللبنانية- السورية اعتمدتها الدولة الفرنسية المنتدبة على البلدين آنذاك، وبينت أن بلدة شبعا ومزارعها جزء من قضاء حاصبيا، وأن جميع سكانها والمالكين يحملون الهوية اللبنانية. والأخطر من كل ما ورد، أن جنبلاط كما أسقط الهوية أسقط الشرعية عن سلاح "حزب الله"، وعن حق لبنان في المقاومة لتحرير ما تبقى من أراض لبنانية تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.

وفي زمن التخلي المعطوف على جوائز بملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات عن داعمين ل"حزب الله"، ف"الجديد" ستدلي الليلة بمعلومات عن الطفلة حوراء التي كتبت رسالة إلى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله قالت له فيها: "بعد ثلاثة أشهر سأبلغ سن التكليف، وسأتكلف من دون احتفال، وسأعطيك الأموال التي ادخرتها لتشتري بها صاروخا". وأضافت الطفلة: "لي مع أمي خمسة وعشرون ألف ليرة عندما أقبضها أعطيك إياها". وختمت بالقول: "بحبك يا سيد".

"الجديد" كشفت معلومات عن الطفلة حوراء، ليس سعيا وراء ملايين الأميركيين، بل للقول إن ثمة حوراء في زمن الردة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جنبلاط في مواجهة مفتوحة مع حزب الله

العرب/27 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74261/%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%B7-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D8%8C-%D9%88%D9%8A/

العلاقة بين الزعيم الدرزي وحزب الله تتجه نحو المزيد من التوتر ومراقبون يرون أن جنبلاط قرر عدم التراجع في عملية شد الحبل بينه والحزب.

جنبلاط: لن أكون الحلقة الأضعف

حزب الله والزعيم الدرزي وليد جنبلاط يتجهان بسرعة لقطع خط الرجعة، على ضوء استمرار التصعيد، والمناكفات بينهما، ويقول مراقبون إن جنبلاط وعلى خلاف المرات السابقة قرر عدم التراجع في عملية شد الحبل بينه والحزب، خاصة بعد رفض الأخير التعاطي مع إشاراته الإيجابية. بيروت - تتجه العلاقة بين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وحزب الله نحو المزيد من التوتر ما يهدد بقطيعة بين الطرفين، على وقع استمرار الخلاف حول معمل عين دارة لينضاف إليها الموقف الذي أعلنه جنبلاط مؤخرا بخصوص مزارع شبعا المحتلة.

وشكّك جنبلاط في لبنانية مزارع شبعا في تصريح أثار ضجّة واسعة. وفيما التزم حزب الله الصمت تولت شخصيات محسوبة عليه التصويب على الزعيم الدرزي، وتجييش الرأي العام المحلي وخاصة سكان المثلث الحدودي. ويتخذ حزب الله من احتلال إسرائيل لهذه الأراضي ذريعة للإبقاء على سلاحه، رغم أنه ثبت بالكاشف خلال السنوات الأخيرة أن هذا السلاح موجه بالأساس لخدمة أجندة إيران في المنطقة انطلاقا من سوريا مرورا بالعراق وصولا إلى اليمن.

وقال جنبلاط المعروف عنه مناوئته لإسرائيل، في حديث تلفزيوني “أرى أن مزارع شبعا ليست لبنانية، ولكن بعض الضباط اللبنانيين في مرحلة التحرير بالعام 2000 استبدلوا الخرائط بالتعاون مع ضباط سوريين، بهدف إبقاء الذرائع بيد سوريا وغيرها من أجل تحريرها”. وكانت مزارع شبعا تحت السيطرة السورية حينما احتلتها إسرائيل في العام 1967، وفيما تصر الدولة اللبنانية على أن هذه الأراضي تابعة لها ترفض سوريا تقديم أي وثائق أو اعتراف رسمي بلبنانيتها.

ووصف جنبلاط في حديثه الرئيس بشار الأسد بالكاذب قائلا “هو أكبر كذاب في العالم وأملك معلومات من دبلوماسي روسي أتى في العام 2012 إلى المختارة وأخبرني أن الأسد أرسل رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر روسيا وأبلغه أنه في حال تم تقسيم سوريا فإن الدويلة العلوية لن تكون ضد إسرائيل، فكان جواب نتنياهو أننا نريد رفات الجاسوس كوهين”.

وفيما بدا جس نبض لحزب الله تساءل جنبلاط “لماذا لا يعيدون النازحين إلى قراهم في منطقة القلمون التي احتلها النظام وحلفاؤه؟”، ويتولى حزب الله السيطرة على المنطقة الواقعة على الحدود اللبنانية السورية. وزادت تصريحات جنبلاط من حدة التوتر مع حزب الله الذي تقول أوساطه إن الأخير يتجه لقطع خط الرجعة، وأنه من الصعب تجاوز مواقفه الأخيرة.

وفيما التزم الحزب رسميا الصمت وعدم التعليق على جنبلاط تولّت شخصيات موالية له مهاجمة رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي. وصرّح النائب قاسم هاشم الجمعة “‏إذا كانت المواقف والآراء وتغييرها هواية ‏لدى البعض فإن هوية الأرض ثابتة وحقيقية لا تبدل من واقعها وحقيقتها لحظة تخلّي أو هواية التصويب السياسي في غير مكانها وزمانها”. من جهته رد وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد أن “مزارع شبعا لبنانية وملكيتها مؤكدة بالوثائق والمستندات والتاريخ والجغرافيا، وهويتها متجذرة في هذه الأرض أكثر بكثير من عدد كبير من ساسة هذا البلد”.

ويعود التوتر بين الزعيم الدرزي وحزب الله إلى سحب وزير الصناعة وائل أبوفاعور لترخيص معمل إسمنت لأحد الوزراء السابقين في منطقة عين دارة بمحافظة جبل لبنان، كان منحه الوزير السابق حسين الحاج حسن، الأمر الذي عده حزب الله استهدافا مباشرا له، ومسعى للإيحاء بتورطه في قضايا فساد، وهو الذي أعلن فتح الحرب على هذه الظاهرة. وسعى جنبلاط لاحتواء الازمة مؤكدا أن الأمر لم يكن يحمل نية مبيتة تستهدف الحزب إلا أن الأخير أصرّ على مواقفه، ورفض ملاقاة جنبلاط في منتصف الطريق.

وفي خطوة لإسقاط قرار أبوفاعور توجه حزب الله إلى مجلس شوري الدولة المعروف بموالاته له، وبالفعل وكما هو متوقّع أبطل المجلس قرار وزير الصناعة. وبدا أن حزب الله اراد بخطوته هذه التأكيد على أنه الطرف الأقوى وان لا أحد يمكنه تجاوزه، فكان أن غرد جنبلاط قائلا “لا عجب أن يصدر قرار من هيئة قضائية باستباحة الطبيعة في محمية أرز الشوف والأملاك الخاصة لعين دارة. إن البلد كله مستباح، يبدو، لخدمة الممانعة من الكسارات وصاعدا. حتى إن ذكر إعلان بعبدا أصبح جريمة. لكننا سنستمر في المواجهة السلمية المدنية، نتحدى تزوير الحقائق من أجل لبنان أفضل”.

ويقول محللون إن إقحام جنبلاط في تغريدته لإعلان بعبدا، يحمل أكثر من رسالة لأكثر من طرف، خاصة وأنها تزامنت مع الجدل الذي أثارته تصريحات وزير الدفاع إلياس بوصعب بخصوص مناقشة الاستراتيجية الدفاعية للبلاد ومن ضمنها سلاح حزب الله. وكان بوصعب القريب من رئيس الجمهورية ميشال عون اعتبر أن بحث هذه الاستراتيجية لا يمكن أن يتم في ظل وجود التهديد الإسرائيلي، في تناقض تام مع وعود عون قبل الانتخابات النيابية والأهم ضرب إعلان بعبدا الذي شدد على بحث هذه المسألة عبر عقد حوار وطني، لا أفق له على المدى القريب وحتى المتوسط. وتوحي تصريحات جنبلاط بأنه ليس في وارد التراجع مجددا أمام حزب الله، خاصة وأنه سبق وأظهر نية في احتواء الأزمة بيد أنه لم يجد تفاعلا من الحزب.

 

جنبلاط: البلد كله مستباح لخدمة «الممانعة»

بيروت/الشرق الأوسط/26 نيسان/19/انتقد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، بشدة قرار مجلس شورى الدولة بـ«وقف تنفيذ قرار وزير الصناعة وائل أبو فاعور» الذي أبطل ترخيصاً سابقاً لشركة «إسمنت الأرز» صدر عن وزير الصناعة السابق حسين الحاج حسن (من «حزب الله»). وقال جنبلاط تعليقاً على القرار: «لا عجب أن يصدر قرار من هيئة قضائية باستباحة الطبيعة في محمية أرز الشوف والأملاك الخاصة لعين دارة»، حيث يتم إنشاء مصنع الإسمنت في أعالي جبل لبنان، وأضاف: «البلد كله مستباح يبدو لخدمة الممانعة من الكسارات وصاعداً». وقال: «حتى إن ذكر إعلان بعبدا أصبح جريمة، لكننا سنستمر في المواجهة السلمية المدنية نتحدى تزوير الحقائق من أجل لبنان أفضل». وبعد تسلم الوزير وائل أبو فاعور حقيبة الصناعة في الحكومة الجديدة، أبطل الرخصة التي كانت معطاة لشركة لبنانية لإقامة معمل إسمنت في منطقة عين دارة العقارية، واعتبرها «مخالفة للقانون»، علماً بأن الرخصة كان قد أعطاها الوزير حسين الحاج حسن، أحد ممثلي «حزب الله» في الحكومة السابقة. وأمس، أعلنت شركة «إسمنت الأرز» أن مجلس شورى الدولة أصدر قراراً قضائياً بـ«وقف تنفيذ قرار وزير الصناعة وائل أبو فاعور». وأوضحت الشركة أن «حكم وقف تنفيذ قرار أبو فاعور أتى ليؤكد مخالفته للأحكام القضائية المبرمة والنهائية وللقرارات القانونية والأنظمة المرعية.

 

"الإشتراكي": لن نردّ على صغار العملاء والشتامين

المركزية/26 نيسان/19 صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي ما يلي: جرياً على عادته، لن ينزلق الحزب التقدمي الإشتراكي إلى الرد على صغار العملاء والشتامين الذين يعتاشون سياسياً من خلال إرضاء مشغليهم داخل وخارج الحدود. ويؤكد الحزب لجميع المعنيين إستعداده لإعادة سحب الخرائط التي كان قد برزها في العام 2000 التي تثبت صحة أقواله.

 

جميل السيّد: يومها جنبلاط لم يكن يعلم..واليوم انقلب!

المركزية/26 نيسان/19/غرد النائب جميل السيد عبر حسابه على تويتر: "جنبلاط: "مزارع شبعا ليست لبنانية وقد إستبدلوا الخرائط لإبقاء الذرائع بيد سوريا وغيرها"! كنت أطلعت جنبلاط أن مزارع شبعا لبنانية ومسجّلة في عقارية صيدا، وأن الخريطة طلبها لارسن ورفضتها إسرائيل لتُبقي إحتلالها للمزارع!

أجابني جنبلاط يومها أنه لم يكن يعلم بهذه الحقيقة! واليوم إنقلب...".

 

هكذا رد هاشم على "تخلي" جنبلاط عن مزارع شبعا

المركزية/26 نيسان/19/أدلى النائب قاسم هاشم بتصريح حول مزارع شبعا اعتبر فيه انه "‏إذا كانت المواقف والآراء وتغييرها هواية ‏لدى البعض فإن هوية الأرض ثابتة وحقيقية لا تبدل من واقعها وحقيقتها لحظة تخلي او هواية التصويب السياسي في غير مكانها وزمانها. كما نتمنى ان لا تصل الامور الى حد التخلي عن جزء من اراضي الوطن فالقضية هي قضية كرامة وطنية ولبنانية. مزارع شبعا لا تحتاج الى شهادة من احد. فابناء هذه الارض وما يملكون من وثائق وأدلة تاريخية يؤكدون هويتها اللبنانية. نقول الا تكفي سياسة التخلي التي اعتمدتها الحكومات اللبنانية عن حقوق اصحاب المزارع طوال خمسة عقود، ليصل الامر عند البعض للتخلي حتى عن هذه الارض اللبنانية لغايات واستهدافات سياسية لا تمت الى الحقيقة والوطنية بصلة".

 

ريفي: الجيش السوري انسحب بارادة اللبنانيين

المركزية/26 نيسان/19/غرد الوزير السابق اشرف ريفي عبر "تويتر"، قائلا: "في مثلِ هذا اليوم إنسحب جيش النظام السوري من لبنان بقدرة وإرادة اللبنانيين الذين ثاروا في ساحة الحرية. الهدف لن يتحقق الا بعد استعادة الدولة لسيادتها الكاملة. رحم الله شهداء ثورة الإستقلال".

 

حزب الله يقرر إنهاء تجميد عمل نواف الموسوي السياسي

افادت الـLBCI أن قيادة حزب الله قررت إنهاء تجميد العمل السياسي للنائب نواف الموسوي ليعود الى عمله كالمعتاد. وكانت قيادة حزب الله اصدرت قرارا بتجميد ممارسة العمل البرلماني للموسوي على إثر السجال الذي حصل في جلسة مجلس النواب في 13 شباط الماضي بينه وبين النائب نديم الجميل خلال كلمة النائب سامي الجميل.

 

ما مصير "وصلة" المنصورية بعد إقرار خطة الكهرباء؟/نجيم: لوبي سياسي لا يأبه لصحة المواطنين

المركزية/26 نيسان/19/ خلال السنوات الماضية، نجحت تحرّكات الأهالي في "عرقلة" استكمال "وصلة المنصورية"، لكن مع اقرار خطة الكهرباء في مجلس الوزراء وما تضمنته من طلب مواكبة القوى الامنية لمستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان في تنفيذ مهامهم، ازدادت مخاوف الاهالي من فرض الشبكة عليهم، فأصروا على طمرها تحت الارض تجنبا لانعكاساتها السلبية على صحتهم. في المقابل تتمسك وزارة الطاقة بمد الشبكة في الهواء نظراً إلى أهميتها التقنية على مستوى زيادة عدد ساعات التغذية، التي تعود بالفائدة على مناطق مختلفة في لبنان ولتفادي أي خلل قد يحدث للشبكة.

وبعد فشل الاجتماع بين الاهالي والنائب الياس حنكش من جهة ووزيرة الطاقة ندى البستاني من جهة اخرى، عرض رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر أمس مع البستاني هواجس الأهالي. وأعربت البستاني، بعد اللقاء عن تفهمها لموقف مطر،  إلا أن وزارة الطاقة عادت وأصدرت اليوم بيانا تمنّت فيه على الأهالي "تسهيل مهمة الفرق التابعة لمؤسسة كهرباء لبنان ومتعهديها أثناء استكمال أعمال الوصلات"، مشيرة الى أن "لا مخاطر صحيّة ناجمة عن التوتر العالي". الناشط البيئي رجا نجيم أشار عبر "المركزية" الى أننا "نستغرب تفهم وزيرة الطاقة لقضاية الاهالي، في ظل تمسكها بموقفها"، لافتا الى ان "أهالي المنصورية استفاقوا أمس على توزيع كتيّب، يحتوي على المغالطات نفسها منذ العام 2010،  في محاولة جديدة لاقناع الاهالي بأن وجود شبكة التوتر العالي قرب منازلهم ومدارسهم ليس حالة فريدة، وبأن لا جدوى من الكابل الجوفي، فضلا عن ادعاء عدم ثبوت وجود ضرر صحي في حال مدها في الهواء".

وقال "منذ تسع سنوات والوزارة تتعامل مع المواطنين بأسلوب وقح، قائم على تهجير السكان"،  مشيرا الى ان "شراء المنازل وتحويل السكان للهيئة العليا لاغاثة أمر غير قانوني وغير دستوري اذ لا يحق للوزارة أن تطلب من السكان بيع ممتلكاتهم لتمرير الخط في الهواء (دفعت ثمن المرور فقط)، فإما يحق لها تمرير الخطوط وبالتالي لا يجب ان تدفع تعويضات، وإما لا يحق لها ذلك". ونفى أن "تكون كلفة الامدادات تحت الارض مرتفعة"، موضحا أن "الوزارة وقعت عقدا مع شركة بريسميان، وتم تمديد خطوط تحت الارض من عرمون الى الحدث الى بيروت، والاشرفية والمكلس، منذ 3 سنوات، لم تتعد تكلفتها الـ 20 مليون دولار، فضلا عن ان الاسعار في مختلف دول العالم تتجه الى الانخفاض". وقال إن "خطة الكهرباء التي وقع عليها 30 وزيرا، أمنت انتاجا وخدمة، ولكن ماذا عن شبكة النقل والتوزيع، وعن المواصفات والمعايير البيئية والصحية"، مشيرا الى أن "الخطة لا تحترم ايا من المعايير المطلوبة للحماية من التلوثات الكهرومغناطسية".

وحول الأثر الصحي قال "منذ شهر تقريبا عقد مؤتمر في نقابة المهندسين في طرابلس، بمشاركة اختصاصيين في هذا المجال أجمعوا على أهمية مد الخطوط تحت الارض، أما في حال وضعها في الهواء فهناك شروط ومعايير عالمية يجب ان تطبق لناحية المسافة"، مشيرا الى "وجود لوبي سياسي يحمي التمديد الهوائي غير آبه بصحة المواطنين، وبالمجزرة الواقعة منذ العام 2010"، مشيرا الى أن "عضو تكتل "لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان، هو الوحيد من نواب التيار في المتن الذي اقتنع بقضيتنا".

 

لجنة المتابعة لمؤتمرات الأزهر في لبنان» ترفض إشعال الحروب باسم الدين واعتبرت «وثيقة الأخوة الإنسانية» خطة طريق للمستقبل

بيروت/الشرق الأوسط/26 نيسان/19/اعتبرت «لجنة المتابعة لمؤتمرات الأزهر في لبنان» أن «وثيقة الأخوة الإنسانية»، الصادرة عن البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيّب في 4 فبراير (شباط) الماضي في دولة الإمارات العربية المتحدة، تتميز عن الوثائق السابقة منذ خمسينات القرن الماضي حول الحوار بين الأديان والعلاقات الإسلامية المسيحية والتسامح والتعددية والقيم المشتركة، بكونها ترقى بأهميتها إلى مصاف شرعة حقوق الإنسان الصادرة في عام 1948، وذلك بشأن الأديان وإسهامها في الحضارة الإنسانية والأخوة والسلام العالمي في القرن الحادي والعشرين.

وأعلن سياسيون ومثقفون وحقوقيون لبنانيون، مسلمون ومسيحيون، عن تأسيس «لجنة المتابعة لمؤتمرات الأزهر في لبنان»، ويتصدرهم رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والوزير الأسبق طارق متري والدكتور رضوان السيد والأستاذ محمد السماك والدكتور أنطوان مسرة وغيرهم. وفي رسالة وجهت للبابا فرنسيس وشيخ الأزهر، قالوا «نحن - اللبنانيين المسيحيين والمسلمين - نودُّ باسم لجنة المتابعة التي أنشأناها لإنفاذ مقررات مؤتمرات الأزهر، أن نقدّر للبابا وشيخ الأزهر الإرادة الطيبة، والجهد الكبير الذي بُذل، وهذا المستوى العالي للوثيقة والذي يفتح آفاقاً شاسعة للأديان وإسهاماتها في أُخوة بني البشر». واعتبرت اللجنة «أنها فرصة لنا مسلمين ومسيحيين وعرباً في الإصغاء والمتابعة والسعي للاسترشاد بوثيقة هذين الإنسانين الكبيرين في التفكير والتدبير».

ورأت اللجنة أنه فيما يخص «شرعة حقوق الإنسان حول الحضارة والإيمان والأخوة والسلام العالمي»، أن هذه الوثيقة تعتبر أساسية وتأسيسية لمرحلة حضاريّة جديدة أصيلة ومُتجددة لثلاثة أسباب على الأقل، أولها خطر تحول الأديان إلى آيديولوجيات في التعبئة النزاعية، إذ وبعد تراجع آيديولوجيات الرأسمالية والشيوعية والاشتراكية وغيرها، نشهد ظهور ما يدعى «الأديان السياسية». وقالت إنه «يستعمل تحوير الأديان هذا في التعبئة النزاعية لتصبح وقودا لإشعال حروب باسم الدين». واعتبرت اللجنة أن الوثيقة هي «مدخل لمنهجية مُتجددة وأصيلة تصدر في مطلع القرن الحادي والعشرين وذلك في ثلاثة أمور على الأقل، مراجعة مصطلحات الماضي، واعتماد درجة قصوى من الوعي، ومنهجية جديدة لدى أرباب اللاهوت والفقه ورجال الدين والمؤمنين والفاعلين الاجتماعيين لوقف حالات المخادعة والنفاق، وفي سبيل مقاربة مجدِّدة وأصيلة لشؤون الحضارة والإيمان والأخوة والسلام العالمي».

وأكدت اللجنة أن الوثيقة «تغوص في الإيمان الذي يخاطب ويحاكي القلوب والوجدان»، مشددة على أن «الوثيقة تدعونا إلى اللقاء في رِحاب إيمان التواصل والمودة وأخوة القيم والعيش وإنسانية الإنسان». وأضافت اللجنة: «الوثيقة تطرح أساسات صلبة لشرعة حقوق إنسان القرن الحادي والعشرين إذ تكمّل وثيقة حقوق الإنسان الصادرة سنة 1948 فيما يتعلق بالقضايا المتصلة بمفهوم الإنسان، والحضارة، والأديان، والسلام العالمي، والأخوة بين البشر». ولفتت إلى «أنها بذلك تصبح دليلاً للأجيال القادمة، على الأقل في أربعة جوانب: الإيمان لدى كل الشعوب في أبعاده الروحية ومنابعه. وهو الذي يجمع ولا يفرّق، ويبعث على المبادرة من أجل الخير الشامل، والتعارف وليس التحارب باسم الدين، والأخوة بين البشر، ومبدأ قبول الآخر أخاً في الإنسانيّة الواحدة رغم اختلاف الانتماء الديني والمعتقد الإيماني، والحضارة وحماية مكتسباتها».

وشددت اللجنة على أن «الإسلام ليس آيديولوجيا إسلاموية هدفها إثارة النزاعات». ورأت أن ابتعاد مجتمعات غربية عن تراثها المسيحي «يوشك أن ينشئ فراغا قيميا لدى الجيل الجديد تُسارع في ملئه تيارات سلطوية وأخرى عدميّة إرهابية ذات أبعاد عرقيّة وعنصرية تقول بتفوق الرجل الأبيض وترفض قبول الآخر وتعمل على القطيعة مع المختلفين ولا تتردد في قتلهم أيضاً». واعتبرت اللجنة أن الوثيقة هي «مسار متجدد وأصيل في المصطلحات والتطبيق»، قائلة إن وثيقة الأخوة الإنسانية الصادرة بدولة الإمارات «تحمل على المقاربة المثالية اليوتوبية للسياسة في علاقتها بالدين. الشريعة في كل الأديان هي مصدر قيمي للتشريع». وأكدت أن «وثيقة الأخوة الإنسانية» هي صفحة جديدة، أساسية وتأسيسية، للسلام بين الشعوب في مطلع القرن الحادي والعشرين حيث يُقتل الإنسان باسم الله. وحيث تُستغل الأديان من قبل «منافقين»، و«مفسدين في الأرض». وأكدت أن «التطرف العنيف والإرهاب لا دين لهما، ولا إيمان بأي قيمة دينية أو أخلاقية أو سياسية. وإنما يؤكدان الحاجة إلى وثيقة بهذا السمو والتجاوُزّ، لإخراج المسيحية والإسلام من سوء الاستخدام، وصنع المناعة الضرورية، للدينين الكبيرين، ولبني الإنسان».

 

قائد الجيش: الحكومات المتعاقبة لم تمنحنا ما نستحق إثر معلومات عن تقليص حصة الجيش في الموازنة

بيروت/الشرق الأوسط/26 نيسان/19/أكد قائد الجيش العماد جوزيف عون أن «إرادتنا الصلبة سلاحنا الذي نواجه به كل التحديات المحيطة مهما كبر شأنها» وذلك تعقيباً على أنباء عن تخفيضات ستطال موازنة الجيش اللبناني في الموازنة الجديدة التي تتسم بالتقشف على خلفية الأزمة الاقتصادية.

وترأس العماد جوزيف عون أمس، حفل إطلاق مشروع «مركز تدريب القوات الخاصة» في منطقة الشيخ طابا في عكار وفي شمال لبنان. وقال: «حيث عجزت السياسات المالية للحكومات المتعاقبة عن منح الجيش الحصة التي يستحق من الموازنة، نتيجة العجز الاقتصادي المتراكم، تبقى إرادتنا الصلبة وإيماننا برسالتنا، سلاحنا الذي نواجه به كل التحديات». وأكد عون أن «عملية بناء جيش حديث ومتطور لا تقتصر على التسليح فحسب، بل تتخطى ذلك إلى التدريب الذي يوازيه أهمية، لا بل يتفوق عليه أحيانا، خصوصا في المهمات العسكرية}.

 

احتدام السجال بين «التيار» و«القوات» بعد تسريب المحادثات الأميركية

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/26 نيسان/19/عاد السجال بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» إلى ما كان عليه قبل توقيع اتفاق معراب بينهما في العام 2016، فالحزبان اللذان حاولا طوال الفترة الماضية احتواء خلافاتهما، يبدو أنهما يستعدان لمرحلة جديدة من المواجهة يعتمدان فيها الخطاب العالي النبرة. فقد احتدمت الأمور بين الطرفين في الجلسات الحكومية الأخيرة سواء خلال مناقشة خطة الكهرباء أو خلال تصدي وزراء «التيار» لطلب وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق، المحسوبة على «القوات»، تشكيل لجان داخل الوزارة لتسيير عملها. لكن الخلاف وصل في الأيام الماضية إلى حدود غير مسبوقة منذ سنوات بعد تسريب محضر اجتماع نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني (القواتي) ووزير الاقتصاد منصور بطيش بنائب وزير الخزانة الأميركي مارشال بيلنغسلي في واشنطن، وانتقاد «القوات» الموضوع واتهام أحد نوابها وزارة الخارجية بتغطية التسريب، كما بعد تصريحات وزير الدفاع إلياس بوصعب الأخيرة من جنوب لبنان الذي اعتبر أن الوقت غير مناسب للبت بالاستراتيجية الدفاعية ما دامت هناك مخاطر إسرائيلية. ولعل الحملة الأعنف على «التيار الوطني الحر» والرئيس ميشال عون هي التي تولاها النائب في كتلة «القوات» زياد حواط الذي عدد ما قال إنها «إنجازات» العهد، معتبرا أن «وزارة الخارجية تغطّي تسريبات محادثات وفد لبناني رسمي في واشنطن، وزارة الدفاع تؤكد أن لا حاجة لاستراتيجية وطنية دفاعية ووزارة المهجّرين تتخبّط في تدعيم عودة المهجّرين وتثير الخوف في نفوسهم».

ورد وزير المهجرين غسان عطالله المحسوب على «التيار الوطني الحر» على حواط قائلا: «لا أستغرب ما قاله زياد حواط، لأن القصة قصة مدرسة وطنية وتربية، فيمكن أن يكون الإنسان شفافا وصادقا ويضع إصبعه على الجرح، ويمكن أن يكون كاذبا مدى الحياة. هذا تاريخكم وهذا أنتم وهكذا سيكون مستقبلكم».

من جهة أخرى، حثّ نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني على ضرورة إجراء تحقيق موسع في التسريبات من منطلق أنها لا تعنيه شخصيا فقط إنما تعني أكثر من شخص ومسؤول، ولفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك «خللا في المنظومة الدبلوماسية ينبغي على وزارة الخارجية باعتبارها المعنية الأولى بالموضوع التحقيق فيه ومعالجته كما بإمكانها الاستعانة بالأجهزة المختصة لهذا الغرض». وقال حاصباني: «لا يجوز التعاطي مع ما حصل كحادث عابر خاصة أنه يضع مصداقية الدولة على المحك لأن السلك الدبلوماسي يعد عادة محاضر جلسات يعتبر أن فيها حديثا أساسيا ومهما ويرسلها إلى وزارة الخارجية وبالتالي يتوجب حماية هذه المحاضر الرسمية من التسريب». كما استهجنت مصادر مقربة من «التيار الوطني الحر» دخول بعض نواب ووزراء حزب «القوات» والنائب في الحزب «التقدمي الاشتراكي» مروان حمادة في حملة «مهاترات سياسية» في موضوع تسريبات اللقاء الذي عقده حاصباني وبطيش مع أحد المسؤولين الأميركيين في واشنطن، مشددة على أن المنطق يقول بالالتزام بالآليات القانونية والدستورية من خلال توجيه سؤال عبر مجلس النواب أو الحكومة بهذا الخصوص، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «وزير الخارجية ليس معنياً بالخروج للإعلان عن تحقيق يجريه بهذا الشأن داخل وزارته، فهل يخرج أي وزير آخر ليعلن ما إذا كان يقوم بتحقيق إداري داخل وزارته في قضية معينة؟». ورغم تأكيد «التيار» و«القوات» عدم رغبتهما باستمرار السجال بينهما فإن الطرفين لا يتوانيان عن الرد بلهجة مرتفعة على بعضهما البعض. ففيما أكدت مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط» أنها «لا تهوى السجالات وأن الردود على وزير الدفاع كان لا بد منها للتأكيد على موقفنا وموقف الدولة من ملف الاستراتيجية الدفاعية وسلاح (حزب الله) لتفادي التمادي بالموضوع أو العودة بنا إلى زمن ولّى»، وشددت مصادر مقربة من «التيار» على أن آخر ما تريده هو الدخول في سجال جديد مع «القوات»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ما قاله وزير الدفاع بخصوص وضع الجيش و«حزب الله» ينسجم مع المسار السياسي للتيار الوطني الحر الذي هو جزء من الخط الداعم للمقاومة.

 

الحكومة ترجئ مناقشة الموازنة إلى الثلاثاء المقبل... وتتقشف في سفر الوفود ووزير المال نفى وجود نية لخفض رواتب الموظفين

بيروت/الشرق الأوسط/26 نيسان/19/قررت الحكومة اللبنانية أمس، عقد جلسة يوم الثلاثاء المقبل لدرس مشروع الموازنة العامة، على أن تتبعها جلسات متتالية حتى إقرار الموازنة، وتم إرجاء البحث فيها في جلسة أمس «لإفساح المجال أمام تسهيل النقاش داخل مجلس الوزراء». وأكد وزير المال علي حسن خليل، بعد انتهاء الجلسة أن كل ما أُشيع حول مضمون مشروع الموازنة غير صحيح، وبالأخص فيما يتعلق بمسألتي اقتطاعات من الرواتب للموظفين الرسميين والمتقاعدين. عُقدت الجلسة برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي استهلها بدعوة الوزراء إلى مضاعفة الجهد لإنجاز ما هو مطلوب في هذه المرحلة من مشاريع، بعد التأخير الذي حصل. وناقشت الحكومة 37 بنداً كانت مدرجة على جدول الأعمال مع بعض التفاصيل الأخرى المتعلقة بالهبات والسفر، وأُقر معظم البنود بعد نقاش حصل حول بعضها. وبعد انتهاء الجلسة، تحدث الوزير خليل إلى الصحافيين فقال إن «رئيس الحكومة سعد الحريري طلب من الأمانة العامة لرئاسة الحكومة أن يتم توزيع المشروع المعدّل للموازنة اليوم (أمس) قبل الأعياد، كي يتسنى للوزراء الاطلاع على تفاصيله والاستعداد لبدء مناقشته يوم الثلاثاء». وأشار إلى أن مشروع الموازنة لم يتم وضعه على جدول الأعمال الذي يحدد مضمونه كلٌّ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وقد اتفقا على أن تكون الجلسة يوم الثلاثاء المقبل. وقال خليل إن سبب التريث هو لإفساح المجال أمام تسهيل النقاش داخل مجلس الوزراء. ولفت إلى أن «كل القوى أصبحت على معرفة بكل القضايا المطروحة».

وأوضح خليل أن هناك عشرات الشائعات حول ما تتضمنه هذه الموازنة وهي شائعات «غير دقيقة وغير صحيحة، لا سيما ما يتعلق منها بمسائل الرواتب والأجور ومعاشات التقاعد». ورداً على سؤال عن إلحاق بعض الموظفين بسلسلة الرتب والرواتب ومنهم موظفون في سكك الحديد لا يعملون، قال خليل: «أنا لست في موقع الدفاع، ولديّ رأيي وعرضته ضمن الموازنة وستتم مناقشته في حينه. لكن الذي حصل اليوم، مثلما تم شرحه من قِبل وزير الأشغال، هو تنفيذ لقانون صادر ومن واجبنا أن ننفذه. وفي المقابل، فإن أي إجراء أكان يتعلق بتخفيض أو غيره، سيتم درسه كسواه».

وأضاف: «أنا أقول دائماً إن هناك العديد من الإدارات، وعلينا أن نعرف أن هناك 93 مؤسسة عامة، وقد حرصنا على تضمين قانون موازنة عام 2018 نصاً يؤكد ضرورة إعادة النظر في أوضاع هذه المؤسسات تمهيداً لدمجها أو إلغاء تلك التي لا حاجة إليها. وأنا شخصياً تقدمت باقتراح إلغاء ثلاث أو أربع مؤسسات وبدأنا باتخاذ الإجراءات التنفيذية لتطبيق هذه القوانين، هذا ما ستتم مناقشته عند عرض الموازنة. لكن وزير الأشغال أوضح أن كل النقاش حول سكة الحديد يتعلق بتسعة موظفين يقومون بأعمال إعداد الملفات حول المخالفات التي تقع على السكة. وهو تقدم بتقرير ذكر فيه أنه بخصوص رواتب هؤلاء الموظفين التسعة، فما تم توفيره بفضلهم على الدولة من دعاوى ومنع الاعتداءات ببعض الأماكن يعادل أكثر مما سيتم قبضه من قِبلهم». وقال خليل: «رأيي المبدئي يقوم على اعتبار أن أي إدارة أو مؤسسة لا يعمل موظفوها يمكن للدولة، ومن دون ترتيب أعباء توظيف جديدة عليها، نقلهم إلى مؤسسات أخرى وهو ما يجب فعله. وهناك مادة واضحة بهذا الخصوص في الموازنة تتعلق بإلزامية تطبيقها من قِبل الوزراء». ونال موضوع بدل السفر مساحة كبرى من النقاش في مجلس الوزراء، وكان مجلس الوزراء قد كلّف أمين عام مجلس الوزراء ومدير عام رئاسة الجمهورية بإعداد تقرير حول الآلية المرتبطة بالسفر، وأرسلاه إلى الوزراء لإبداء الملاحظات التي بدأت ترد إليهما. وقال خليل: «سيكون هذا الأمر على جدول أعمال مجلس الوزراء مباشرةً بعد الانتهاء من الجلسات المخصصة للموازنة، وذلك في سبيل الاتفاق على ترشيد حقيقي لموضوع بدل السفر. وللأسف، فإن ما تم إقراره اليوم (أمس) -وكان موضع تحفظ بشأنها- كان كله على سبيل التسوية. والأهم أنه صدر قرار اليوم عن مجلس الوزراء يمنع دفع أو تغطية أي عملية سفر على سبيل التسوية، باستثناء ما يتعلق بالقضايا السياسية الطارئة المرتبطة برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أو حالة استثنائية يرتأيان أنه يمكن أن تحتاج إلى سفر سريع. أما أن تقوم وزارات أو إدارات بإجراءات سفر ومن ثم ترسل ملفات على سبيل التسوية، فالمجلس كان واضحاً بأنه لن يقبل بها».

 

الجامعة الأميركية في بيروت تكرّم أنطون غطاس كرم

بيروت: /الشرق الأوسط/26 نيسان/19/تكريماً للدكتور أنطون غطّاس كرم، في مئوية ولادته وبمرور 40 سنة على رحيله، عقدت دائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى في الجامعة الأميركية في بيروت «AUB» ندوة عنه. وقد جمعت الندوة طلاب الدكتور كرم السابقين وزملاءه وأصدقاءه وعائلته، وكرّمته أستاذاً موقّراً وشخصية أدبية بارزة، تقديراً وامتناناً واحتراماً لتراثه الكبير والملهم. وُلد أنطون غطاس كرم في 12 أبريل (نيسان) 1919، وتخرّج من الجامعة الأميركية في بيروت مع بكالوريوس (1945) وماجستير (1947) في تعليم اللغة العربية. وبعد حصوله على الدكتوراه من جامعة السوربون في باريس، عاد إلى لبنان ليصبح أول عميد لكلية الفنون والآداب في الجامعة اللبنانية، من العام 1960 إلى العام 1963، ثم شغل منصب أستاذ زائر في جامعة كولومبيا من العام 1967 إلى العام 1968، وقرّر بعدها العودة مرة أخرى إلى الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1971 حيث عمل رئيساً لدائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى حتى العام 1974، وكان أيضاً أستاذاً للأدب العربي والفكر الإسلامي. وضع الدكتور كرم الكثير من المؤلّفات والترجمات، مثل كتاب «النبي» لجبران خليل جبران. كما أسّس جمعية أصدقاء الكتاب في لبنان، وحصل على جائزة الجمهورية اللبنانية للأدب في العام 1974، وحصل لاحقاً على وسام الأرز اللبناني من رتبة ضابط. توفي الدكتور أنطون غطاس كرم في العام 1979 في بيروت، واحتفل في حياته بافتتاح مكتبة عامة في جزين، وبإنشاء قاعة الدكتور أنطون غطاس كرم الإلكترونية في مكتبة يافث التذكارية في الجامعة الأميركية في بيروت. وخلال الندوة، قال رئيس دائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى الدكتور بلال أورفلي، إنّ الدّائرة افتخرت دائماً بتاريخها وبتراثها. وأردف: «الحديث عن الدكتور كرم هو الحديث عن عصر ذهبي في تاريخ الدائرة والجامعة. لقد عرفت هذه الدائرة الكثير من العمالقة، منذ أيام الشيخ ناصيف اليازجي، عندما تأسست الجامعة في العام 1866. وينتمي أنطون كرم، اللامع الذي نحتفل به اليوم، إلى جيل العمالقة هذا. ومن واجبنا تكريمه والاحتفال بمساهماته دائماً». وقدّمت الندوة شهادات بالفيديو لطلاب الدكتور كرم السابقين، الدكتورة ريتا عوض، والدكتور أسعد خير الله، والدكتور طارق متري، والكاتب مروان نجار، والدكتور أمين ألبرت الريحاني، والدكتورة نازك سابا يارد. وهم تحدثوا عن الإلهام الذي أشعله في نفوسهم، والأثر الذي أحدثه في مساراتهم الفكرية والأكاديمية والمهنية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن: ثروة خامنئي 200 مليار دولار!

المدن/ الجمعة 26/04/2019/اتهمت السفارة الأميركية في العراق المرشد الإيراني علي خامنئي ونظامه بالفساد، وتجويع الشعب الإيراني. وقالت السفارة على "فايسبوك": "يستشري الفساد في جميع مفاصل النظام الإيراني، بدءاً من القمة". وأضافت أن "ممتلكات مرشد النظام علي خامنئي وحده تقدر بـ200 مليار دولار، بينما يرزح كثيرون من أبناء الشعب تحت وطأة الفقر، بسبب الوضع الاقتصادي المزري الذي وصلت إليه إيران بعد أربعين عاماً من حكم الملالي". وكان الممثل الأميركي الخاص للشؤون الإيرانية برايان هوك قال الخميس، إن العقوبات التي فرضتها واشنطن حرمت الحكومة الإيرانية أكثر من 10 مليارات دولار من إيرادات النفط. وقال هوك: "هناك نحو مليون برميل يوميا من صادرات النفط الإيراني باقية، وهناك معروض وفير في السوق لتيسير ذلك الانتقال وإبقاء الأسعار مستقرة". والإثنين، قررت الولايات المتحدة عدم تجديد الإعفاءات بشأن استيراد النفط الإيراني بحلول 2 أيار/مايو، لـ8 دول حصلت عليها في كانون أول/ديسمبر. وأكد البيت الأبيض في بيان أن السعودية والإمارات وحلفاء آخرين لواشنطن سيتكفلون بسد هذا الفراغ الناتج عن وقف صادرات النفط الإيراني. وتعليقا، قال وزير النفط الايراني بيجن نامدار زنغنة الجمعة، إن السعودية والإمارات تبالغان في تقدير الاحتياطيات النفطية لديهما. ونقلت وكالة "إرنا" عن زنغنه قوله: "السلوك والعقوبات النفطية الأميركية ليسا خداعا، لكنهما نتيجة عداء شديد العنف تجاه الأمة الإيرانية". وتابع: :"أعتقد أنهما (السعودية والإمارات) تبالغان في تقدير قدراتهما النفطية". وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قال الأربعاء إنه لا يري حاجة لزيادة إنتاج النفط على الفور بعد أن أنهت الولايات المتحدة الإعفاءات، لكنه أضاف أن المملكة ستلبي احتياجات العملاء إذا طلبوا مزيداً من الخام. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين سعوديين أن صادرات المملكة في نيسان/أبريل ستكون أدنى من سبعة ملايين برميل يومياً بينما سيكون الإنتاج نحو 9.8 مليون برميل يومياً. وبموجب اتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده منظمة "أوبك" يمكن للسعودية إنتاج ما يصل إلى 10.3 مليون برميل نفط يومياً. وبحسب بيانات "أوبك" انخفض إنتاج النفط الإيراني من 2.72 مليون برميل في شباط/فبراير إلى مستوى 2.69 مليون برميل يومياً في آذار/مارس. وقال وزیر الدفاع الإیراني أمیر حاتمی الجمعة، إن اجراءات الحظر الأمیركیة "ستفشل" وستصدّر ایران نفطها "بالتاكید".ولفت حاتمي إلى خبرات إیران في إفشال اجراءات الحظر الأمیركیة وقال إن إیران ستستخدم كل الوسائل لضمان حقوقها. واتهم دولاً (لم يسمها) بالتبعیة للحظر الأمیركي قائلاً: "الدول الآخرى تتخذ القرار وفقاً لمصالحها ولكن لو قامت بمحاباة أمیركا ولم تتخذ القرار الصائب وفي الوقت المناسب أمام المطالب الأمیركیة غیر المشروعة فان تداعیات صعبة تنتظرها".

 

الاستخبارات الأميركية تدخل "انستغرام": لا نعدكم بسيلفي

المدن/الجمعة 26/04/2019/الاستخبارات الأميركية تدخل "انستغرام": لا نعدكم بسيلفي أول صورة نشرتها الوكالة في حسابها في "انستعرام" أنشأت وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه"حساباً خاصاً في تطبيق "انستغرام"،  ونشر أول صورة له وهي عبارة عن مكتب، يُحتمل أن يكون لأحد موظفيها.

وظهر في الصورة "مكتب وعليه عدد من الكتب ودفاتر الملاحظات بالإضافة لساعة وضعت عليه، وحقيبة ورقية كتب عليها "سري للغاية"، بالإضافة لكرسي متحرك وضع عليه شعر مستعار. وأرفقت الصورة بتعليق: "أنا أتجسس بعيني الصغيرة"، وهو تعبير مستخدم في لعبة للأطفال. ولم يكن إطلاق الحساب مفاجئاً، إذ كانت رئيسة الوكالة جينا هاسبل، قد وعدت الأسبوع الماضي بإنشاء حساب للوكالة في "انستغرام". وقالت الناطقة باسم الوكالة، تشيلسي روبينسون، في مقابلة مع موقع "ذا فيرج" إنّ "دخول إنستغرام هو وسيلة أخرى لمشاركة قصص وكالة الاستخبارات الأميركية وتجنيد أميركيين موهوبين للخدمة هنا". ووفقاً لروبنسون فإن الحساب سيوثق لحظات من أجواء وكالة الاستخبارات، "لكننا لا نعد بالتقاط سيلفي من المواقع السرية".

 

سريلانكا تعلن مقتل العقل المدبر لهجمات الفصح والسلطات تبحث عن 140 شخصاً يشتبه في صلتهم بـ«داعش»

كولومبو/الشرق الأوسط/26 نيسان/19/أكد الرئيس السريلانكي مايثريبالا سيريسينا، اليوم (الجمعة)، أن المتطرف زهران هاشم الذي يعتبره مسؤولون العقل المدبر للهجمات التي أودت بحياة 253 شخصاً في عيد الفصح، قتل في واحد من الهجمات التي استهدفت فنادق. وقال سيريسينا في حديث للصحافيين: "ما أبلغتني به وكالات الاستخبارات هو أن زهران (هاشم) قتل في الهجوم على فندق شانغري-لا". لكنه لم يوضح دوره في هذا الهجوم الذي كان واحدا من ستة اعتداءات استهدفت فنادق وكنائس. وأوضح رئيس الدولة بعد ذلك أن هاشم قاد الهجوم الانتحاري على الفندق، مع انتحاري آخر تم التعريف عنه باسم "إلهام". في فيديو بثه الثلاثاء تنظيم «داعش» الذي أعلن مسؤوليته عن الهجمات، يظهر هاشم بشكل واضح. وقد بدا بوجهه المستدير في التسجيل، الرجل الوحيد الذي كشف وجهه بين ثمانية أشخاص. وكانت الحكومة السريلانكية وجهت أصابع الاتهام بشكل غير مباشر إلى هاشم عندما رجحت وقوف منظمة متطرفة تحمل اسم «جماعة التوحيد الوطنية»، وراء الاعتداءات. وقالت شرطة سريلانكا إن هاشم الذي عرفت عنه باسم هاشمي، هو زعيم هذه الجماعة. كما أعلن سيريسينا، أن الشرطة تبحث عن 140 شخصاً يعتقد أن لهم صلات بمجموعة تنظيم "داعش" التي نفذت هجمات الفصح. وقال إن شبانا سريلانكيين كانوا على صلة بالتنظيم المتشدد منذ عام 2013، وإن كبار قيادات الدفاع والشرطة لم تبلغه بمعلومات أشارت لاحتمال وقوع هجمات وشيكة. وألقى الرئيس السريلانكي باللائمة أيضاً على حكومة رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ في إضعاف نظام المخابرات بتركيزها على مقاضاة عسكريين فيما يتعلق بمزاعم ارتكاب جرائم حرب خلال الحرب الأهلية التي استمرت عشر سنوات مع الانفصاليين التاميل.

 

استقالة قائد شرطة سريلانكا... ومخاوف من هجمات جديدة ونشر 10 آلاف جندي... ومناشدات بتجنب المساجد والكنائس

كولومبو/الشرق الأوسط/26 نيسان/19/أعلن الرئيس السريلانكي مايثريبالا سيريسينا، اليوم (الجمعة)، استقالة قائد الشرطة، بوجيت جاياسوندارا، إثر اعتداءات عيد الفصح يوم الأحد الماضي، التي أسفرت عن مصرع 253 شخصاً، وسط مخاوف من وقوع هجمات جديدة. وقال الرئيس، خلال لقائه مع صحافيين، إن «المفتش العام للشرطة قد استقال». ويأتي قرار قائد الشرطة، غداة استقالة وزير الدفاع، هماسيري فرناندو، الخميس، بعد أسوأ اعتداءات في تاريخ سريلانكا منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل أكثر من 10 سنوات. وأقرت السلطات بتقصيرها في المجال الأمني، لأنها عجزت عن منع وقوع حمام الدم، رغم أنها كانت تملك معلومات مهمة قبل حصوله. وكان قائد الشرطة تحدث عن مذكرة تحذيرية قبل 15 يوماً كشفت أن «جماعة التوحيد الوطنية» كانت تخطط لاعتداءات، ولم يتم إبلاغ رئيس الحكومة ولا كبار الوزراء بها. واستند التحذير إلى عناصر، نقلتها وكالة استخبارات أجنبية، وعممت على أجهزة الشرطة. وفي سياق متصل، ناشدت جمعية علماء سريلانكا، وهي الهيئة الدينية الإسلامية الرئيسية في البلاد، المسلمين، الصلاة في المنازل، اليوم الجمعة، في حالة «كانت هناك حاجة لحماية الأسرة والممتلكات». وناشد الكاردينال مالكوم رانجيث، القساوسة بعدم إقامة أي قداس بالكنائس حتى إشعار آخر، وقال: «الأمن مهم»، فيما ستبقى الكنائس الكاثوليكية مغلقة إلى أن تستتب الأوضاع الأمنية. وقال الجيش إنه يجري نشر نحو 10 آلاف جندي في أنحاء البلاد للقيام بأعمال البحث وتأمين المراكز الدينية. وناشدت السفارة الأميركية أيضاً مواطنيها بتجنب أماكن العبادة خلال عطلة نهاية الأسبوع المقبلة،  بعد أن حذرت السلطات من احتمال وقوع مزيد من الهجمات تستهدف مراكز دينية. وحذّرت أستراليا، الخميس، من احتمال وقوع مزيد من الاعتداءات الإرهابية، في أعقاب تحذيرات مماثلة أصدرتها بريطانيا وهولندا والولايات المتحدة، ونصحت الحكومة الأسترالية مواطنيها بإعادة النظر في حاجتهم للسفر إلى سريلانكا. وفي أحدث توصياتها للمسافرين، قالت وزارة الخارجيّة إنّه «من المحتمل أن يشنّ الإرهابيون مزيداً من الاعتداءات في سريلانكا»، وأضافت: «الاعتداءات قد تكون عشوائية، بما في ذلك في الأماكن التي يزورها أجانب». يذكر أن الاعتداءات التي استهدفت كنائس وفنادق في العاصمة كولومبو وخارجها، أسفرت عن سقوط 253 قتيلاً. وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي، عبر مقطع فيديو، مسؤوليته عن الهجمات الدامية.

 

سريلانكا تراجع حصيلة ضحايا «مجازر الفصح» ووزير الدفاع قدم استقالته... وباكستانيون وأفغان يتعرضون للترهيب

كولومبو/الشرق الأوسط/26 نيسان/19/بعد 4 أيام من أسوأ اعتداءات إرهابية تستهدف سريلانكا منذ انتهاء الحرب الأهلية في 2009. لا يزال التوتر يهيمن على السلطات الأمنية والمواطنين على حد السواء. وفيما قدم وزير الدفاع السريلانكي استقالته أمس، أكدت السلطات الأمنية أن عددا من المشتبه بهم في الهجمات الإرهابية التي أودت بحياة 253 شخصا على الأقل وفق آخر حصيلة رسمية ما زالوا هاربين. وقال الوزير المستقيل هيماسيري فرناندو إنه لم يخفق في شيء، «لكنه يتحمل مسؤولية إخفاقات بعض المؤسسات» التي كان يرأسها بصفته وزيرا للدفاع. وذكر أن الأجهزة الأمنية كانت تستجيب على نحو فعال لمعلومات مخابرات لديها عن احتمال وقوع الهجمات قبل حدوثها. وجاء ذلك بعدما تداولت تقارير أن السلطات الهندية حذّرت في 11 أبريل (نيسان) الماضي من احتمال وقوع هجمات انتحارية قبل أسابيع من اعتداءات عيد الفصح، على أساس «تهديدات» مرتبطة بتنظيم داعش حصلت عليها من مشتبه بهم قيد التوقيف لديها، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. من جهته، راجع مسؤول كبير بقطاع الصحة عدد قتلى الهجمات الدامية، الذي كان عند 359 شخصا وفق إعلان سابق، وقال إنه يتراوح بين «250 إلى 260 قتيلا». وقال أنيل جاسينجه، المدير العام للخدمات الصحية في سريلانكا: «لا أستطيع أن أحدّد بالضبط. يوجد عدد كبير من الأشلاء، ومن الصعب تقديم رقم محدد». وأغلقت السلطات في سريلانكا أمس مبنى البنك المركزي، كما أغلقت الطريق المؤدي لمطار العاصمة لفترة وجيزة بسبب مخاوف من وجود قنبلة. وألقت القبض على مزيد من الأشخاص، في إطار حملة واسعة تستهدف المسؤولين عن تفجيرات عيد الفصح، الأحد الماضي. وأبلغ مسؤولان في البنك المركزي وكالة رويترز بأن الشارع الذي يوجد به مبنى البنك قرب مركز التجارة العالمي في العاصمة كولومبو، أُغلق أمام حركة المرور قبل رفع حالة التأهب الأمني. وأغلقت السلطات أيضا الطريق المؤدي لمطار كولومبو الرئيسي بعد رصد مركبة مثيرة للريبة في مرأب قريب، مما يعكس تصاعد حدة التوتر في البلاد. وعاودت السلطات فتح الطريق عندما أعلنت أن التحذير كان إنذارا كاذبا. وقال متحدث باسم الشرطة إن انفجارا، لم تُعرف أسبابه حتى وقت الكتابة، وقع في بلدة شرقي العاصمة دون سقوط قتلى أو جرحى. وأضاف أنه لم يكن تفجيرا محكوما مثل تفجيرات أخرى نفذتها السلطات في الأيام القليلة الماضية، وأنه قيد التحقيق. وبسبب مخاوف من وجود انتحاريين آخرين مستعدين لتنفيذ هجمات، قالت الشرطة إنها أمرت موظفين بمغادرة مكاتبهم في حي الأعمال في كولومبو مبكّرا لتجنب الازدحام في ساعة الذروة. كما أغلقت المطاعم في وسط المدينة أبوابها مبكرا.

واعتقلت السلطات مزيدا من الأشخاص، بينهم أجانب، للاستجواب خلال الليل فيما تحقق سلطات محلية ودولية في التفجيرات التي تعدّ أحد أعنف الاعتداءات التي تبناها تنظيم داعش. وأُصيب نحو 500 شخص أيضا في الهجمات التي استهدفت ثلاث كنائس وأربعة فنادق.

وذكرت الشرطة أن 16 آخرين اعتقلوا للاستجواب خلال الليل، ليصل عدد المحتجزين منذ يوم الأحد إلى 76 على الأقل. ومن بين المحتجزين مواطن سوري اعتقلته الشرطة بعد حصولها على معلومات بشأنه من مشتبه بهم من سريلانكا. وقالت الشرطة دون الخوض في التفاصيل إن أحد المعتقلين خلال ليل أول من أمس مرتبط «بمنظمة إرهابية». وتم احتجاز شخص آخر بعد أن حققت الشرطة في منشورات له على صفحته على «فيسبوك»، وخلُصت إلى أنها تندرج في إطار «خطاب الكراهية». وقال متحدث باسم الشرطة: «كانت (المنشورات) مرتبطة بنشر الإرهاب والترويج له». كما قال متحدث باسم شرطة سريلانكا، إن الشرطة اعتقلت لاحقا ثلاثة أشخاص، وصادرت 21 عبوة ناسفة محلية الصنع، وستة سيوف خلال مداهمة في كولومبو. ولم يذكر تفاصيل أخرى أو يلمح إلى ارتباط المداهمة بالتفجيرات الانتحارية. واعتقلت الشرطة أيضا خلال المداهمات مصريا وعدة باكستانيين، لكن لا يوجد مؤشر بعد على أن لهم صلات مباشرة بالتفجيرات، كما ذكرت وكالة رويترز. وتركز السلطات في تحقيقاتها على الصلات الدولية بجماعتين متطرفتين محليتين، هما «جماعة التوحيد الوطنية» وجمعية «ملة إبراهيم» اللتان تعتقد السلطات بأنهما نفذتا الهجوم. وظهرت صورة لمنفذي التفجيرات، وهم تسعة مفجرين انتحاريين، بينهم امرأة، نشأوا في سريلانكا وتلقوا تعليما جيّدا. وقال مصدر قريب من أسرة انتحاريين اثنين إن اثنين من المهاجمين شقيقان، ووالدهما تاجر بهارات ثري وأحد أشهر رجال الأعمال. ولم يقدم تنظيم داعش أي معلومات مؤكدة تدعم إعلانه المسؤولية. ونشر التنظيم مقطعا مصورا يوم الثلاثاء، ظهر خلاله ثمانية رجال كلهم ملثمون، باستثناء واحد، وهم واقفون تحت راية «داعش» السوداء، ويبايعون زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. وقالت الحكومة إن تسعة انتحاريين شاركوا في الهجمات، وتم التعرف على هويات ثمانية منهم وبينهم امرأة. وتم تحديد هوية الرجل الذي كان وجهه ظاهرا، بأنه زهران هاشم وهو واعظ من شرق سريلانكا معروف بآرائه المتشددة، ويعتقد مسؤولون بأنه العقل المدبر للهجوم. بدوره، قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أمس إن أحد المفجرين عاش في أستراليا مع زوجته وطفله بتأشيرة طالب، لكنه غادرها في 2013. ولم يحدد موريسون هوية الرجل. بدّدت التفجيرات الهدوء النسبي الذي كان سائدا في البلد الذي تسكنه أغلبية بوذية، منذ انتهاء حرب أهلية ضد الانفصاليين من عرق التاميل، ومعظمهم هندوس، قبل عشرة أعوام، الأمر الذي أثار مخاوف من العودة إلى العنف الطائفي. ويشمل سكان سريلانكا، وعددهم 22 مليونا، أقليات مسيحية ومسلمة وهندوسية. وتمكن المسيحيون حتى الآن من تلافي أسوأ الصراعات والتوترات الطائفية في البلاد. وكان من المقرر أن يجتمع الرئيس مايثريبالا سيريسينا مع ممثلين من مختلف الطوائف، أمس، لبحث المخاوف من رد فعل طائفي. وهرب مسلمون من إقليم نيغومبو في الساحل الغربي للبلاد، منذ مقتل عشرات المصلين في الهجوم على كنيسة سان سيباستيان هناك يوم الأحد مما أجج التوتر الطائفي. فيما غادر مئات المسلمين وغير المسلمين الباكستانيين والأفغان المدينة أول من أمس الأربعاء بعد تهديدات بالانتقام. وقال عدنان علي، وهو باكستاني مسلم، لـ«رويترز»: «هاجم السكان السريلانكيون المحليون منازلنا بسبب التفجيرات التي وقعت هنا».

 

ماكرون يطلب إعادة النظر في اتفاقية «شنغن»... ويرفض «الإسلام السياسي» وعرض خلاصاته من «الحوار الوطني» رداً على احتجاجات «السترات الصفراء»

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/26 نيسان/19/كان الحشد الإعلامي استثنائياً مساء أمس في قصر الإليزيه بمناسبة المؤتمر الصحافي الأول للرئيس إيمانويل ماكرون منذ انتخابه قبل عامين. فقد ضاقت بالصحافيين فرنسيين وأجانب قاعة الأعياد؛ إذ تجمهر منهم ما لا يقل عن 300 صحافي وسط أجواء من الترقب؛ نظراً لأهمية الحدث ولتبعاته الضخمة. والغرض من هذا المؤتمر المنتظر كان الكشف عن التدابير والإجراءات التي استخلصها ماكرون من «الحوار الوطني الكبير» الذي أطلقه بداية العام الحالي، والذي شارك بأشكال مختلفة فيه ما لا يقل عن مليون مواطن استجابة لمطالب «السترات الصفراء» ولمجمل المجتمع. وبات واضحاً للجميع أن ما سيقوله الرئيس الفرنسي ستكون له تداعياته ليس فقط على مصير الحركة الاحتجاجية، وإنما سيكون اختباراً لقدرة السلطات على إعادة الإمساك بالمبادرة سياسياً، طيلة الأيام الثلاثة الأخيرة وبعدما تراجعت عن الصفحات الأولى كارثة حريق كاتدرائية نوتردام، كانت التعبئة السياسية والإعلامية في أوجها. ونقطة التلاقي بين المراقبين والمحللين كانت اعتبار حدث الأمس «لحظة فاصلة» في ولاية ماكرون: فإما أن يخرج مظفراً من هذا الامتحان السياسي والشعبي، وبالتالي يستطيع الاستمرار في الإصلاحات التي وعد بها حتى نهاية ولايته ويتحضر لولاية جديدة، وإما أن تأتي ردوده على المطالب المرفوعة دون المستوى المطلوب، وبالتالي ستعمّ الخيبة ويخسر الرهان. وبعد حريق نوتردام منتصف هذا الشهر، اضطر ماكرون لتأجيل موعد الكشف عن قراراته، رغم أن كلمته إلى الفرنسيين كانت مسجلة وكان ينتظر بثها في الساعة الثامنة. لكن الحريق أطاح بها. وجاء تسريبها إلى الإعلام ليقضي على عامل المفاجأة. من هنا، كان التساؤل أمس حول معرفة ما إذا كان سيأتي بجديد إضافة إلى ما جاء في كلمته المسجلة: خفض الضرائب عن الطبقة الوسطى، ربط المعاشات التقاعدية الدنيا بمؤشر الغلاء، قبول السير باستفتاءات بمبادرة شعبية شرط أن تكون محلية وليس على المستوى الوطني، إلغاء المعهد العالي للإدارة الذي يخرج نخبة الموظفين، الالتزام بعدم إغلاق أي مستشفى أو مدرسة للسنوات الثلاث المقبلة، وخفض أعداد التلامذة في الصفوف إلى 24 تلميذاً.

استبقت أوساط الإليزيه تصريحات الرئيس بالقول إنه «كرّس وقتاً طويلاً» لتحضير مؤتمره، كما أنه أمضى تسعين ساعة في التحاور مع الفرنسيين في أرجاء البلاد كافة؛ الأمر الذي أبرز قدراته الجدلية وطبيعة الحجج التي عاد إليها مساء أمس. وبداية وخلال كلمة تقديمية دامت نحو الساعة، وبحضور رئيس الحكومة والوزراء، عرض ماكرون المحاور الأربعة «أو التحديات» التي يريد التركيز عليها والتي يرى فيها «استجابة» للمطالب التي طرحت. إلا أنه قبل ذلك ورغم أن الاحتجاجات كانت على سياسة حكومته، أكد أن العمل الذي تحقق خلال العامين المنصرمين كان «صائباً»، وأن نتائجه الإيجابية بدأت بالظهور؛ ولذا يجب أن «تتعمق الإصلاحات» التي انطلقت وتحديد «طموحات جديدة». تشكل الإصلاحات الدستورية والمؤسساتية التحدي الأول، والغرض منها «تعميق الديمقراطية» وتقريب المواطن من الدولة من أجل «مشاركة أفضل». في هذا السياق، يريد ماكرون، من جهة، تعزيز صلاحيات رؤساء البلديات والمنتخبين المحليين في إطار توسيع اللامركزية وزيادة الصلاحيات المحلية وتوفير الموارد اللازمة. ومن جهة ثانية، يرى ماكرون فائدة في تغيير القانون الانتخابي من خلال إدخال النسبية جزئياً إليه وخفض عدد البرلمانيين، وتحديد عدد الولايات التي يستطيع النائب «أو عضو مجلس الشيوخ» ممارستها. لكن الرئيس الفرنسي رفض الأخذ بمبدأ الاقتراع الإلزامي أو باحتساب «الأوراق البيضاء» أو بمطلب إرساء الاستفتاء بمبادرة شعبية الذي حصره بالمسائل المحلية وحدها. لكنه رأى إمكانية في تسهيل وتبسيط العمل بالاستفتاء الذي يجيزه الدستور الحالي الذي يضع شروطاً يصعب جمعها.

وبالتوازي، يريد ماكرون إصلاح المجلس الاجتماعي والاقتصادي وإدخال مواطنين عاديين إليه عن طريق القرعة. ووضع ماكرون للحكومة حداً زمنياً؛ إذ يريد أن تنجز هذه الإصلاحات مع الفصل الأول من العام المقبل، أي بعد عام من الآن. ويريد رئيس الجمهورية إصلاح الوظيفة العمومية حتى «تكون على صورة المجتمع» بمعنى فتحها أمام المكونات كافة، وإعادة النظر بمناهج وطريقة عمل المعهد العالي للإدارة. وبالإضافة إلى هذه الإصلاحات، شدد ماكرون على التزامه الامتناع عن إغلاق أي مدرسة أو مستشفى إلا في حال موافقة رؤساء البلديات المعنية.

تمثل العدالة الاجتماعية والضريبية التحدي الثاني. لكن الرئيس الفرنسي وبعكس ما طالب به «السترات الصفراء» وقطاعات واسعة من المجتمع، سارع إلى تأكيد رفض إعادة النظر بإلغاء ما يسمى «الضريبة على الثروة»، بل ذهب إلى القول إن «واجبه الدفاع عنها لأنها تدبير براغماتي»، ولأن غرضها ضخ أموال في الاقتصاد الفرنسي. لكنه وعد بتقييم «مدى فاعليتها» العام المقبل، وبالتالي اتخاذ التدابير اللازمة.

وتجدر الإشارة إلى أن إلغاء هذه الضريبة هي التي دفعت كثيرين إلى اعتبار ماكرون «رئيساً للأغنياء». وبالمقابل، قد تعهد بخفض الضرائب على الطبقة المتوسطة التي تحملت كثيراً من الأعباء «في السنوات العشرين الأخيرة» وعدم فرض ضرائب جديدة ومحاربة التهرب الضريبي بأشكاله كافة. واجتماعياً، وعد الرئيس الفرنسي بإيلاء التعليم الابتدائي اهتماماً أكبر عن طريق خفض أعداد التلامذة وتوفير أعداد أفضل للأساتذة وجعل مهنتهم أكثر جاذبية. والأمر نفسه ينطبق على التعليم العالي حتى يكون الدخول إلى سوق العمل أكثر يسراً. وفي هذا السياق، شدد ماكرون على «التعبئة العامة» من أجل العمل ومحاربة «التمييز» في الوصول إليه. ولم ينس المتقاعدين الذين وعدهم بإعادة ربط المعاشات التي تقل عن ألفي يورو بمؤشر الغلاء وهو التدبير الذي ألغته حكومته سابقاً. في المحور الثالث، ركز ماكرون على الاهتمامات البيئية التي اعتبر أنه يتعين وضعها في «قلب المشروع الوطني» الفرنسي. لكن المدهش أنه لم يتناول في هذا القسم الأسباب التي أنزلت «السترات الصفراء» إلى الشوارع وهي زيادة الرسوم على أسعار المحروقات على اختلاف أنواعها. وفي أي حال، دعا ماكرون إلى إيجاد «مجلس الدفاع عن البيئة» وإلى توثيق العمل مع دول الاتحاد الأوروبي بخصوص هذا التحدي. وأبعد من البيئة، دعا ماكرون إلى إعادة النظر في قوانين التقاعد إلا أنه تلافى القول ما إذا كان يريد تأخير سن التقاعد وهو النقاش الذي يشغل حالياً المجتمع الفرنسي والنقابات والحكومة على السواء. أما المحور الرابع فكرّسه ماكرون لما سماه «إعادة تأكيد الثوابت الفرنسية»، وأولها الدفاع عن العائلة، لكن مع الأخذ بالاعتبار التغيرات التي لحقت بها ودعم دينامية الولادات والالتفات إلى العائلات المكونة من الأم وحدها والأطفال. لكن أهم ما جاء في هذا القسم العودة إلى تأكيد التمسك بالعلمانية كأساس العيش في المجتمع بين مكوناته كافة، ومناهضة من يعارضها أو يعطل العمل بها. وسمى ماكرون «الإسلام السياسي» الذي يرى أن ممارساته تنسف العلمانية؛ لذا فقد طلب من الحكومة أن تكون «صارمة» في التعامل معه. كذلك، أعلن تمسكه بوجود الحدود، ودعا إلى إعادة النظر باتفاقية «شنغن» التي تتيح التنقل بحرية بين الدول الموقّعة عليها. وإذ دعا إلى «استعادة السيطرة على الحدود» وهو الموضوع الذي يركز عليه اليمين واليمين المتطرف، فقد طلب من الحكومة أن تطلق كل عام نقاشاً في البرلمان حول سياسة الهجرة. والمبدأ هو اعتبار اللجوء حقاً، لكن مع محاربة الهجرات غير المشروعة.

 

أول قمة بين بوتين وكيم تجدد علاقات بلديهما ناقشا بشكل مفصل الملف النووي واتفقا على مواصلة الاتصالات

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/26 نيسان/19/أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ارتياح لنتائج محادثاته مع الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون في أول قمة تجمعهما منذ تولي الأخير مقاليد السلطة في بلاده في العام 2011، وأشاد بوتين بما وصفها «أجواء بناءة ومثمرة» للقاء، رغم أنه فضل عدم الكشف عن تفاصيل المناقشات التي عقدت خلف أبواب مغلقة. وكان لافتا أن اللقاء الثنائي الذي خصص له 50 دقيقة وفقا لجدول الأعمال المقرر، استمر لأكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة، ما أوحى باتساع طيف الملفات التي تم التطرق لها «بشكل تفصيلي»، وفقا لمصدر مقرب من الكرملين. واستهل بوتين اللقاء في الجزء العلني منه بتأكيد أن «هذا اللقاء يخدم تطوير علاقات البلدين، ويسهم في حل الوضع في شبه الجزيرة الكورية». وخاطب كيم مشيرا إلى ثقته بأن «زيارتكم إلى روسيا اليوم ستخدم تطور العلاقات الثنائية وتساعدنا على فهم أفضل لكيفية حل الوضع في شبه الجزيرة الكورية، وما يمكننا القيام به معا، وما الذي يمكن أن تفعله روسيا لدعم تلك العمليات الإيجابية التي تحدث اليوم». بدوره، عبّر كيم عن أمله في أن تساعد المفاوضات مع الرئيس الروسي على الحل في شبه الجزيرة الكورية، وقال إن «الوضع في شبه الجزيرة الكورية له أهمية كبيرة للمجتمع الدولي بأسره. آمل في أن تكون محادثاتنا حدثا مهما من أجل تقييم هذا الوضع معا وتبادل الآراء حول الموقف وحل هذه القضية». ولم يفت بوتين في لقائه الأول مع الزعيم الكوري الشمالي أن يهنئ كيم بإعادة انتخابه رئيسا لمجلس الدولة الكوري الشمالي، وأضاف: «سعيد برؤيتكم في روسيا. لقد اتفق ممثلونا منذ فترة طويلة على هذا الاجتماع لكن، أولا وقبل كل شيء، أود أن أهنئكم على انتخابكم لمنصب رئيس جمهورية كوريا الشمالية. لقد بعثت لكم برسالة بهذه المناسبة، لكنني أود أن أهنئكم مرة أخرى شخصيا». وفي إشارة إلى مضمون المحادثات المغلقة، لفت بوتين في وقت لاحق خلال مأدبة غداء أقيمت على شرف الزعيم الزائر إلى أن الجانب الكوري الشمالي «طلب خلال المحادثات أن يقوم بنفسه باطلاع الجانب الأميركي على نتائج مباحثاتنا وما انتهت إليه من نتائج بنّاءة ومثمرة». وقال الرئيس بوتين، إن اجتماعه الثنائي مع كيم اتسم بـ«طابع بناء جرى الحديث فيه عن آفاق إطلاق مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين».

ورحب بجهود بيونغ يانغ في تطبيع العلاقات مع سيول، وقال: «بحثنا تاريخ العلاقات بين الدولتين وعن وضعها في الوقت الحالي، وآفاق تطويرها لاحقا. وبالطبع جرى الحديث أيضا عن الوضع في شبه الجزيرة الكورية، وتم تبادل الآراء حول كيفية العمل على تحسين الوضع هناك». وشدد بوتين على «عدم وجود أي بديل عن الحل السلمي للمشكلة النووية وغيرها في شبه الجزيرة الكورية». وأعرب عن استعداد روسيا لمواصلة التعاون في سبيل خفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية وتعزيز الأمن في منطقة شمال شرقي آسيا بشكل عام. وفي إشارة بدت موجهة إلى واشنطن قال بوتين إن مصالح روسيا والولايات المتحدة متشابهة في كوريا ولا نريد انتشار النووي على كوكبنا. لكنه استدرك أن على المجتمع الدولي أن يتفهم قلق بيونغ يانغ، و«يجب القيام بخطوات لتعزيز الثقة في إطار عملية نزع السلاح الذري لبيونغ يانغ». من جهته قال كيم جونغ أون، إنه تبادل مع الجانب الروسي الآراء ووجهات النظر بشكل صريح ومفصل وبحث الطرفان جملة من قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية، وأكد أن كوريا الشمالية بحاجة لضمانات لأمنها وسيادتها. وتزامنت التطورات مع إعلان واشنطن أنها تتابع تفاصيل الزيارة المحادثات، علما بأن الكرملين كان أعلن أن الرئيس الروسي «لم يتواصل هاتفيا مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، منذ زمن بعيد، كما أنهما لم يبحثا اللقاء المرتقب مع زعيم كوريا الشمالية». ورغم ذلك أفادت وسائل إعلام روسية نقلا عن مصدر دبلوماسي تأكيده أن نائب وزير الخارجية إيغور مورغولوف سوف يواصل تنسيقه مع الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأميركية ستيفن بيغان بهدف التغلب على الخلافات في بين الطرفين. وعقدت قمة بوتين كيم في مبنى جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية في جزيرة روسكي بمدينة فلاديفوستوك. وفي أعقاب القمة وجه رئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن، رسالة شكر إلى نظيره الروسي «على جهوده الحثيثة لحل مشكلات شبه الجزيرة الكورية بالوسائل الدبلوماسية، وإسهامه في الحد من التوتر في شبه جزيرة كوريا». وأفاد بيان صدر عن مكتب مون في ختام القمة: «يعرب الرئيس مون عن امتنانه للرئيس بوتين على جهوده الحثيثة وإرادته القوية الهادفة لحل مشكلات شبه الجزيرة الكورية بالوسائل السياسية والدبلوماسية».

 

جو بايدن يعلن رسمياً ترشحه للرئاسة الأميركية وترمب رحب بإعلانه ووصفه بـ«النائم»

واشنطن: عاطف عبد اللطيف/الشرق الأوسط/26 نيسان/19/أعلن نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، أمس الخميس، عن ترشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية عام 2020. وقال في شريط فيديو مدته ثلاث دقائق ونصف: «نحن في المعركة من أجل روح هذه الأمة. أعتقد أن التاريخ سوف ينظر إلى الوراء على الأربع سنوات لهذا الرئيس وكل ما يتبناه، كلحظة شاذة من الزمن. لكن إذا منحنا دونالد ترمب ثماني سنوات في البيت الأبيض، فسوف يغير بشكل جذري شخصية هذه الأمة وهويتنا إلى الأبد. ولا يمكنني الوقوف ومشاهدة ذلك يحدث». وأضاف: «إن أحد الأسباب الرئيسية التي دفعته إلى الترشح، هو مواجهة التهديد الذي يشكله وجود الرئيس ترمب على ثوابت الدولة الأميركية وهويتها». لم يتعرض بايدن إلى رؤيته حول القضايا السياسية أو سيرته الذاتية؛ لكنه أشار إلى تصريحات ترمب خلال مسيرة الذين نادوا «بتفوق الجنس الأبيض» التي جرت في مدينة شارلوتسفيل في ولاية فرجينيا عام 2017. ترمب كان قد أعلن أن هناك «أشخاصاً طيبين للغاية من كلا الجانبين» وهو ما انتقده بايدن قائلاً: «كنت أعرف أن التهديد الذي يواجه أمتنا لا يشبه أي تهديد رأيته في حياتي». ورد الرئيس ترمب بشكل ساخر على ترشح بايدن، وقال في تغريدة صباح أمس: «مرحباً بـ(جو النائم) في السباق. آمل فقط أن يكون لديك الذكاء الذي طالما كان مشكوكاً فيه، لشن حملة تمهيدية ناجحة. سيكون أمراً سيئاً. سوف تتعامل مع أشخاص لديهم بالفعل بعض الأفكار المريضة والمجنونة. ولكن إذا فعلتها، فسوف نتقابل في جولة البداية». وأصدرت كاتي هيل، المتحدثة باسم الرئيس السابق باراك أوباما، بياناً صباح أمس الخميس، أشادت فيه ببايدن؛ لكن دون تأييده بشكل واضح. وقالت هيل: «لقد قال الرئيس أوباما منذ فترة طويلة، إن اختيار جو بايدن لمنصب نائب الرئيس في عام 2008 كان أحد أفضل القرارات التي اتخذها على الإطلاق. لقد اعتمد على معرفة نائب الرئيس وبصيرته وحكمته طوال فترة الحملات والرئاسة بأكملها».

وينضم بايدن (76 عاماً) بذلك إلى أكثر من 20 مرشحاً ديمقراطياً أعلنوا ترشحهم للرئاسة. وخلال حياته السياسية، أدار بايدن أربع حملات وطنية، اثنتان كمرشح للرئاسة في عامي 1988 و2008، واثنتان كمرشح لمنصب نائب الرئيس. ويبقى السؤال الأكبر أمام بايدن، هو ما إذا كان بإمكانه القيام بهذا الدور بكفاءة، لتبديد المخاوف داخل حزبه من أنه يفتقر إلى النهج اللازم لإدارة حملة فعالة، أو رؤية لإشعال حماسة الديمقراطيين. وينظر كثير من الديمقراطيين إلى بايدن على أنه الوصي على إرث الرئيس السابق باراك أوباما، وربما يكون الأقدر على استعادة ما يوصف بليبرالية عهد أوباما. ويشكل ترشح بايدن تهديداً قوياً لفرص المرشح اليساري بيرني ساندرز، الأقوى بعد بايدن في استطلاعات الرأي، للفوز بالانتخابات التمهيدية التي سيجريها الحزب الديمقراطي لاختيار مرشحه لمواجهة ترمب.

ومن المتوقع أيضاً أن تشهد الأيام والأسابيع المقبلة صداماً عنيفاً بين الرجلين، حول كثير من القضايا؛ حيث سيسعى كلاهما لإثبات قدرته على قيادة الحزب الديمقراطي في أعنف انتخابات رئاسية ستشهدها الولايات المتحدة. وسيركز المرشحان على جذب الناخبين المستقلين وكذلك الجمهوريين الرافضين لنهج ترمب.

ويتمتع بايدن بحضور اجتماعي ملحوظ، ويحرص دائماً على إجراء محادثات مع زملائه لمعرفة رؤيتهم حول كثير من القضايا. على النقيض من ذلك، يركز ساندرز (77 عاماً) على القضايا السياسية، ولا يناقش أفكاره بشكل كبير مع زملائه. كما أنه لا يكترث بالحياة الشخصية لزملائه.

ويقول مستشار الحزب الجمهوري، جون ماك، إن بايدن يمثل خياراً وسطاً بين اليساريين واليمينيين، سواء في الحزب الديمقراطي أو في الولايات المتحدة بشكل عام، مضيفاً: «إذا كان قادراً على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي - وهو أمر مشكوك فيه - فستكون لديه فرصة جيدة أو أفضل من أي شخص آخر، لهزيمة دونالد ترمب في الخريف». ويعتبر ماك أن بايدن سيكون خياراً مطمئناً للناخبين الذين يشعرون بالقلق من الاشتراكيين الديمقراطيين، مثل بيرني ساندرز، أو التقدميين مثل النائبة أوكاسيو كورتيز. ويقول الاستراتيجي الجمهوري مات ماكويك، إن بايدن هو أقوى مرشح أمام ترمب في الانتخابات المقبلة، مع استثناء محتمل يتعلق بالمرشحة كمالا هاريس التي ترتفع أسهمها يوماً بعد يوم. ويري ماكويك أن التحدي الذي قد يواجه بايدن هو عدم تحديد قاعدته الانتخابية بشكل واضح. وقال: «لا أرى ما هي دائرته الانتخابية. إنه يبدو حقاً الاختيار الخاطئ لهذا الحزب في هذا الوقت».

 

334 ألف لاجئ في أوروبا و29 % منهم سوريون

بروكسل: عبد الله مصطفى/الشرق الأوسط/26 نيسان/19/أظهرت بيانات نشرها مكتب الإحصاء التابع للاتحاد الأوروبي، الخميس، أن التكتل منح الحماية لـ333 ألفاً و355 من طالبي اللجوء في عام 2018. ويمثل السوريون العدد الأكبر منهم بنسبة 29 في المائة، يليهم الأفغان بنسبة 16 في المائة، ثم العراقيون بنسبة 7 في المائة. ويوجد نحو 70 في المائة من السوريين في ألمانيا وحدها. إضافة إلى ذلك، قبلت دول الاتحاد أكثر من 24800 لاجئ ممن أعيد توطينهم. وشهدت ألمانيا أكبر عدد من إجمالي التسجيلات، حيث وصل إلى 139 ألفاً و600، تلتها في ذلك كل من إيطاليا وفرنسا، التي استقبلت كل واحدة منهما نحو ثلث من استقبلتهم ألمانيا. وتباينت حصة الدول الأعضاء بصورة كبيرة من الطلبات المقبولة، التي تخضع لنظر السلطات القضائية الوطنية. وبلغ معدل قبول الطلبات في ألمانيا 42 في المائة، أي أعلى بقليل من متوسط القبول في الاتحاد الأوروبي ككل والذي وصل إلى 37 في المائة.

وكانت أعداد المهاجرين وطالبي اللجوء قد ارتفعت بصورة كبيرة عامي 2015 و2016 بالتزامن مع اشتداد الحرب في سوريا ووجود توترات في دول أخرى بالشرق الأوسط. ومنذ ذلك الحين، تراجعت أعداد القادمين بصورة كبيرة، لكن بالمقارنة بالأرقام في عام 2017 فقد تراجع أعداد الذين استفادوا من حق اللجوء أو الحماية الدولية فقد بلغ عدد السوريين في العام قبل الماضي ما يقرب من 173 ألف شخص وكانت النسبة وقتها 32 في المائة من المستفيدين من وضعية اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي بينما كان عدد الأفغان ما يقرب من مائة ألف، وأيضاً كان هناك ما يقرب من 64 ألف عراقي.

وحسب أرقام نشرت في بروكسل ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فقد بلغ عدد طلبات الحصول على حق اللجوء والحماية الدولية في الاتحاد الأوروبي، خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ما يزيد على 60 ألف طلب، وبالتالي يكون هو الأعلى من حيث عدد الطلبات خلال عام 2018، ورغم ذلك تظل الأرقام المسجلة منذ بداية عام 2018 هي الأقل مقارنة بعام 2017. وذلك وفقاً للأرقام التي صدرت في بروكسل عن المكتب الأوروبي لدعم اللاجئين، الذي أضاف أنه، كما جرت العادة في الفترة الماضية، تصدّر رعايا دول مثل سوريا وأفغانستان والعراق قائمة الأكثر طلباً، للحصول على حق للجوء والحماية الدولية. مقارنة بالشهر الذي سبقه؛ فقد عرف أكتوبر زيادة في طلبات السوريين بنسبة 12 في المائة بينما بلغت الزيادة بين الأفغان نسبة 20 في المائة، ووصلت النسبة بين العراقيين إلى 13 في المائة. وبلغ عدد طالبي اللجوء من الإيرانيين خلال شهر أكتوبر 3 آلاف و170 شخصاً، وهو الرقم الأعلى منذ وقت ذروة الهجرة خلال الفترة من سبتمبر (أيلول) 2015 إلى الفترة نفسها من 2016، كما ارتفع عدد القرارات الصادرة لصالح طالبي اللجوء من الإيرانيين، كما ارتفع عدد الملفات التي تنتظر القرار إلى أكثر من 14 ألف ملف، وهو الرقم الأعلى منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، 2017، وبشكل عام يمكن القول إن 35 في المائة من طالبي اللجوء من الإيرانيين قد حصلوا على الحماية الدولية. أما بالنسبة للأتراك، فقد بلغ عدد الطلبات 2.880 شخصاً خلال شهر أكتوبر بنسبة زيادة بلغت 9 في المائة مقارنة مع سبتمبر الماضي، ومعظم من تقدموا بطلبات اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي من الأتراك وصلوا خلال شهور الصيف.

 

لندن ترفض عرضاً إيرانياً «خسيساً» لتبادل سجينتين

لندن/الشرق الأوسط/26 نيسان/19/رفض وزير الخارجيّة البريطاني جيريمي هانت، أمس (الخميس)، عرض طهران تبادل سجينتين، بينهما امرأة بريطانية من أصل إيراني مسجونة في طهران، معتبراً أن العرض يترجم استراتيجية دبلوماسية «خسيسة». وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اقترح، أول من أمس (الأربعاء) من نيويورك، الإفراج عن امرأة إيرانية بريطانية مسجونة في طهران، وهي نازانين زاغاري - راتكليف، مقابل إسقاط الولايات المتحدة اتهاماتها عن إيرانية مسجونة في أستراليا، وهي نيغار غودسكاني. وأوضح هانت، أمام الصحافيين في لندن، أن هناك «اختلافاً كبيراً» بين السيدتين، وأن «المرأة المسجونة في أستراليا تواجه إجراءات قضائية حسب الأصول، ويُشتبه بارتكابها جريمة خطرة جداً». وأضاف: «نازانين زاغاري - راتكليف بريئة. لم تقم بأي شيء سيئ». وتعمل زاغاري - راتكليف، البالغة من العمر 40 عاماً، في مؤسسة «تومسون رويترز» الخيرية، المتفرعة عن وكالة الصحافة الكندية البريطانية التي تحمل الاسم نفسه، وأوقفت في مطار طهران في 3 أبريل (نيسان) 2016 برفقة ابنتها غابرييلا، وذلك بعد زيارة لعائلتها. وحكم عليها في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه بالسجن 5 سنوات، بسبب مشاركتها في المظاهرات المناهضة للحكومة، التي جرت في إيران عام 2009 ضدّ السلطات. الأمر الذي تنفيه زاغاري - راتكليف. وفشلت لندن حتى الآن في الحصول على الإفراج عنها. وقال هانت: «ما هو غير مقبول فيما تقوم به إيران، هو وضع أبرياء في السجن واستخدامهم كأدوات ضغط». وأضاف: «أخشى أن هذا ما يحصل في هذه القضية الأسترالية. فهم يقولون لن نفرج عن البريطانية إلا إذا قمتم بأمر يناسبنا دبلوماسياً». وأضاف الوزير أن نازانين زاغاري - راتكليف ليست إلا واحدة من عدد كبير من المواطنين الغربيين المعتقلين في إيران. وأعرب عن أمله في الحصول «ليس فقط على حرية نازانين، لكن أيضاً على نهاية هذه الممارسة الخسيسة من جانب إيران» مضيفاً: «إنه إجمالاً البلد الوحيد في العالم الذي يقوم بذلك». واعُتقلت غودسكاني في أستراليا عام 2017. وتسعى الولايات المتحدة إلى استعادتها. ويتهمها القضاء الأميركي بالسعي للحصول على تقنية اتصالات رقمية أميركية من خلال تقديم نفسها كموظفة لدى شركة ماليزية، وذلك بهدف نقلها إلى شركة إيرانية.

 

طهران تحمّل واشنطن مسؤولية «تبعات» تصفير النفط

ظريف قال إن ترمب لا يريد حرباً... وإيران تصرّ على بقاء حصتها في السوق

لندن/الشرق الأوسط/26 نيسان/19/حمّلت طهران، أمس، الإدارة الأميركية مسؤولية «تبعات» خطتها لتصفير النفط الإيراني. وقالت إنها «لن تسمح لأي دولة أن تحل مكانها في أسواق النفط»، فيما استبعد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن يريد الرئيس الأميركي دونالد ترمب حرباً مع إيران، مضيفاً أن إيران لا تعتزم الرد عسكرياً على تصنيف «الحرس» ضمن الجماعات الإرهابية، «ما لم تغير الولايات المتحدة قواعد الاشتباك». وقال المتحدث باسم الأركان المسلحة أبو الفضل شكارجي إن «مسؤولية قواته خنق الولايات المتحدة». ولم تنقطع المواقف السياسية في إيران منذ إعلام البيت الأبيض، الاثنين الماضي، إنهاء الإعفاءات التي منحها لـ8 دول من العقوبات النفطية الإيرانية، التي بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال المتحدث باسم الخارجية، عباس موسوي، إن إيران «لن تنسى عداء بعض الدول في هذه المرحلة التاريخية»، مضيفاً أن «إيران لن تسمح لأي دولة بأن تحل محل إيران في سوق النفط. ستكون الولايات المتحدة وتلك الدول مسؤولة عن أي عواقب». ووصف موسوي العقوبات الأميركية بأنها «غير شرعية ووحشية وباعثها التنمر» وقال: «نأمل أن يتخذ مشترو النفط الإيراني المعارضون لهذه الخطوة أحادية الجانب موقفاً أيضاً»، بحسب ما أوردت «رويترز». ولم يوضح موسوي الآلية التي تلجأ إليها إيران للحفاظ على حصتها في سوق النفط، إذا ما توقفت الدول المستوردة للنفط الإيراني عن الشراء. ومن المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة، الأربعاء، خطة وقف شراء الخام من طهران بعد 6 أشهر من بداية الإعفاءات التي سمحت لإيران تصدير 1.69 برميل يومياً. وانتقد المسؤول الإيراني تأييد البحرين والسعودية لخطة تصفير النفط. وكان قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري» علي رضا تنغسيري هدد ضمناً بإغلاق مضيق هرمز، الاثنين، بالتزامن مع إعلان خطة ترمب.

والأسبوع الماضي، طلب قائد «الحرس الثوري» السابق محسن رضائي من ترمب أن «ينصح» السفن الأميركية بعدم الاقتراب من زوارق «الحرس» بعدما أدرجت واشنطن هذا الشهر «الحرس الثوري» في قائمتها السوداء، وطالبت مشتري النفط الإيراني بالتوقف عن الشراء بحلول مايو (أيار) وإلا واجهوا عقوبات. واللافت أن إيران على خلاف تهديدات سابقة صريحة حول إغلاق هرمز، وردت على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني، وحظيت بتأييد المرشد علي خامنئي وكبار قادة «الحرس الثوري». وقال تنغسيري إن إيران «لن تسمح باستخدام مضيق هرمز إذا منعت من استخدامه». والعبارة نفسها وردت على لسان وزير الخارجية الإيراني، أول من أمس، خلال خطاب بمنتدى آسيا في نيويورك.

ونقلت وكالة «تسنيم» عن ظريف قوله، أول من أمس، بنيويورك، إن «على الولايات المتحدة التحدث إلى (الحرس الثوري) لدى العبور من مضيق هرمز». وقال ظريف في الوقت نفسه، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، إن إيران ستظل تسمح للسفن الحربية الأميركية بالمرور في مضيق هرمز، أهم شريان نفطي في العالم. وقال بـ«وضوح» إن طهران «لا تسعى لمواجهة، لكنها لن تهرب من الدفاع عن نفسها». وقال: «سنتحلى بالحكمة، لكن هذا لا يعني أنه إذا غيرت الولايات المتحدة قواعد اللعبة، أو غيرت قواعد الاشتباك، فإنها ستتمكن من الإفلات».

وتحدث ظريف عن «مرونة» إيرانية أمام العقوبات الأميركية، وقال: «أعني أن هناك دائماً سبلاً للالتفاف حول العقوبات. نحمل دكتوراه في ذلك المجال». ورفض ظريف الكشف عن الأطراف المستعدة لشراء النفط الإيراني، حين سئل؛ من يمكن أن تفكر إيران في بيع النفط لهم؟ قال: «إذا أخبرتكم فلن نتمكن من بيعه لهم». وقال وزير الدفاع أمير حاتمي إن «الحديث عن تصفير النفط الإيراني لا يمكن تنفيذه». وأضاف: «سنتمكن من بيع نفطنا». واستبعد ظريف أن يريد الرئيس الأميركي دونالد ترمب حرباً مع إيران، لكنه قال: «هذا لا ينفي أنه يجري استدراجه لفعل هذا». وفي تصريح مستتر إلى حد ما، حذّر ظريف من احتمال أن يحاول أناس «تدبير حادث» من شأنه أن يثير أزمة أوسع.

وصف ظريف القرار المتعلق بـ«الحرس الثوري» بأنه «أحمق»، لكنه لمّح إلى أن إيران لا تعتزم الرد عسكرياً ما لم تغير الولايات المتحدة قواعد الاشتباك التي تحكم كيفية تعاملها مع القوات الإيرانية. ويمر بمضيق هرمز ثلث النفط المنقول بحراً في العالم يومياً، ويربط منتجي الخام في الشرق الأوسط بأسواق منطقة آسيا والمحيط الهادي وأسواق أوروبا وأميركا الشمالية وما وراءها. ورداً على سؤال عن إمكانية استمرار مرور السفن الحربية الأميركية في مضيق هرمز، قال ظريف: «السفن يمكن أن تمر عبر مضيق هرمز». وتابع: «إذا ظلت الولايات المتحدة محافظة على قواعد الاشتباك، قواعد اللعبة، وعلى قنوات الاتصال والبروتوكولات القائمة، فساعتها على الرغم من حقيقة أننا نعتبر الوجود الأميركي في الخليج مزعزعاً للاستقرار أساساً، لن نتخذ أي إجراء». وازدادت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحبت إدارة ترمب العام الماضي من اتفاق نووي دولي مع إيران، وبدأت في إعادة فرض العقوبات عليها، بعدما اتهمت طهران بـ«انتهاك روح الاتفاق النووي»، واتهمتها بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط والعمل على دعم الرئيس السوري بشار الأسد في حرب أهلية، بدأت عام 2011، فضلاً عن تطوير صواريخ باليستية. وظهر قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس»، وهو ذراع العمليات الخارجية بـ«الحرس الثوري» الإيراني، على خط الجبهة عبر سوريا. وقال ظريف إن إيران ستظل «يقظة» في سوريا والعراق، بعد أن أنفقت موارد للقتال هناك، مضيفاً: «لن نتخلّ ببساطة عن ذلك، ذلك القتال».

أول من أمس، ورغم انتقاداته لسياسات نظيره الأميركي، ترك الرئيس حسن روحاني الباب مفتوحاً أمام عودة طهران لطاولة المفاوضات، موضحاً أن «المفاوضات ممكنة فقط عند رفع كل الضغوط واعتذارهم عن تصرفاتهم غير القانونية ووجود احترام متبادل». وقال: «كانت دوماً أمة تفاوض ودبلوماسية، كما كانت أمة حرب ودفاع». وفي الوقت نفسه، حاول ظريف رمي الإدارة الأميركية بما تعتبره داء إيران، وقال إن البيت الأبيض «بانسحابه من اتفاقيات دولية لا يتصرف كحكومة طبيعية».

وتقول إدارة ترمب إنها تشدد الضغوط على إيران لإجبارها على التصرف كدولة طبيعية. وكشف ظريف عن اقتراح إيراني لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة قبل 6 أشهر. وردّ مسؤول أميركي على تصريحات ظريف، بقوله إن الإدارة اطلعت على ما قاله الوزير الإيراني، وأضاف: «يجب أن تطلق سراح المواطنين الأميركيين الأبرياء بداية، إذا كانت إيران مصممة على ذلك». وفي جزء آخر من تصريحاته، علّق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أمس، على الرد الأميركي ووصفه بـ«ردّ متسرع» و«عدم إدراك صحيح من المفاوضات» بسبب «طلب إطلاق سراح أحادي الجانب للسجناء الأميركيين». وأضاف: «إذا كانت توجد إرادة لدى الإدارة الأميركية، فمقترح وزير الخارجية واضح». على خلاف ذلك، قال المتحدث باسم الأركان المسلحة أبو الفضل شكارجي، أمس: «لن نتحدث في مواجهة أميركا عن الدفاع، سنضغط حتى اختناقها... هذه رسالتنا ومسؤوليتنا»، بحسب «أرنا».

إلى ذلك، أفادت وكالة «أرنا» الرسمية بأن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وجّه رسالة مكتوبة إلى نظيره الأردني أيمن الصفدي حول خطوة ترمب بتصنيف «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب. وبحسب الوكالة، فإن القائم بالأعمال الإيراني إسماعيل ياسيني سلّم الرسالة إلى السفير ماهر الطراونة مدير مديرية آسيا وأوقيانوسيا في وزارة الخارجية الأردنية، أمس. وكانت الخارجية الإيرانية أعلنت قبل أيام قليلة أن ظريف وجّه رسالة إلى نظرائه حول تبعات تصنيف «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب.

 

ظريف: إيران ستبدي مرونة أمام العقوبات الأميركية... ولا نية للرد عسكرياً وأكد أن طهران تحمل «دكتوراه» في الالتفاف على العقوبات

نيويورك/الشرق الأوسط/26 نيسان/19/أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن بلاده ستتصرف "بحكمة" إزاء ما يراه سياسات خطيرة من جانب الولايات المتحدة. مشيراً إلى أن إيران ستظل تسمح للسفن الحربية الأميركية بالمرور في مضيق هرمز، أهم شريان نفطي في العالم، مشيراً إلى أن بلاده ستبدي مرونة أمام العقوبات الأميركية، إذ قال "هناك دائما سبلاً للالتفاف حول العقوبات. نحمل دكتوراه في ذلك المجال". وقال ظريف في مقابلة مع "رويترز" في البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك: "السفن يمكن أن تمر عبر مضيق هرمز". وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني وبعض كبار القادة العسكريين قد هددوا بعرقلة مرور شحنات النفط القادمة من دول الخليج إذا حاولت واشنطن عرقلة صادرات النفط الإيرانية. وأضاف وزير الخارجية الإيراني: "إذا ظلت الولايات المتحدة محافظة على قواعد الاشتباك، قواعد اللعبة، وعلى قنوات الاتصال والبروتوكلات القائمة، فساعتها وعلى الرغم من حقيقة أننا نعتبر الوجود الأميركي في الخليج مزعزعا للاستقرار، لن نتخذ أي إجراء". ووصف ظريف القرار الأميركي المتعلق بإدراج الحرس الثوري الإيراني في القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية، بأنه قرار "أحمق"، إلا أنه نفى عزم طهران الرد عسكرياً "ما لم تغير الولايات المتحدة قواعد الاشتباك التي تحكم كيفية تعاملها مع القوات الإيرانية".

وقال: "سنتحلى بالحكمة لكن هذا لا يعني أنه إذا غيرت الولايات المتحدة قواعد اللعبة، أو غيرت قواعد الاشتباك، فإنها ستتمكن من الإفلات". وتتهم الولايات المتحدة إيران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط والعمل على دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد في حرب أهلية بدأت عام 2011. وظهر الميجر جنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس وهو ذراع العمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني، على خط الجبهة عبر سوريا. وقال ظريف إن إيران ستظل "يقظة" في سوريا والعراق بعد أن أنفقت موارد للقتال هناك، مضيفا "لن نتخلى ببساطة عن ذلك، ذلك القتال". وعن توقعات طهران حول إمكان شن الرئيس الأميركي حرباً عليها، قال ظريف: "أولئك الذين رسموا السياسات الجاري اتباعها لا يريدون ببساطة حلا يجري التوصل إليه بالتفاوض. لكن دعوني أقولها واضحة إن إيران لا تسعى لمواجهة، لكنها لن تهرب من الدفاع عن نفسها". وحذر ظريف عبر ما وصفته "رويترز" بتصريح "مستتر" من احتمال أن يحاول أناس "تدبير حادث" من شأنه أن يثير أزمة أوسع. وازدادت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحبت إدارة ترامب العام الماضي من اتفاق نووي دولي مع إيران وبدأت في إعادة فرض العقوبات عليها. وأدرجت واشنطن هذا الشهر الحرس الثوري الإيراني في قائمتها السوداء وطالبت مشتري النفط الإيراني بالتوقف عن الشراء بحلول مايو (أيار) وإلا واجهوا عقوبات، منهية بذلك إعفاءات دامت ستة أشهر وأتاحت لأكبر ثمانية مشترين لنفط إيران، ومعظمهم في آسيا، بمواصلة الاستيراد بكميات محدودة. وأقر ظريف بأضرار العقوبات النفطية، مؤكداً أن طهران ستبذل قصارى جهدها لبيع النفط لدعم مواطنيها. وحين سئل من ذا الذي يمكن أن تفكر إيران في بيع النفط له أجاب: "إذا أخبرتكم فلن نتمكن من بيعه لهم".

 

الرئبي ماكرون يجهز لمواجهة مفتوحة مع الإسلام السياسي ويحذّر من الدعوات إلى الانفصال المجتمعي تحت غطاء ديني.

العرب/27 نيسان/2019

لن نسمح بغيتوهات الانعزال

http://eliasbejjaninews.com/archives/74254/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%8C%D9%85%D8%A7%D9%83%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%8C-%D9%8A%D8%AC%D9%87%D8%B2-%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9/

باريس - بدأت دول أوروبية في التخلي عن المكابرة والتقليل من تأثير شبكات الإسلام السياسي ونفوذها بعد أن شعرت بأن الأمر تحول إلى خطر حقيقي، أمنيا واجتماعيا، وهو أمر عكسته بشكل واضح تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذر فيها من أن الإسلام السياسي يسعى إلى الانفصال.ويأتي تحذير الرئيس الفرنسي كأقوى تشخيص لوضع المسلمين في فرنسا وتعرضهم لموجة الإسلام السياسي التي تراهن على انسلاخهم عن المجتمع نحو غيتوهات أساسها الحرمان والانعزال. يأتي هذا في وقت أعلنت فيه النمسا عن حظر أي استعمال لشعار الإخوان المسلمين في البلاد في خطوة تعكس تبدلا غربيا كبيرا تجاه أنشطة هذه الجماعة وشبكاتها المالية والدعوية. ودافع الرئيس الفرنسي بقوة الخميس عن العلمانية منددا بانتشار “الطائفية” ووعد بألا يكون هناك أي “تهاون” في مواجهة أولئك الذين يريدون فرض “إسلام سياسي يسعى إلى الانفصال” عن المجتمع الفرنسي. وقال في مؤتمر صحافي “لا حاجة إلى قناع عندما نتحدث عن العلمانية، نحن لا نتحدث حقيقة عن العلمانية، نتحدث عن طائفية قائمة في بعض الأحياء من الجمهورية”.

وأضاف “نتحدث عن الانفصال (عن المجتمع) الذي ترسخ في بعض الأحيان لأن الجمهورية تخلت أو لم تف بوعودها، نتحدث عن الناس الذين لديهم، تحت غطاء الدين، مشروع سياسي، عن مشروع الإسلام السياسي الذي يسعى إلى الانفصال عن جمهوريتنا. وفي هذه النقطة تحديدا، طلبت من الحكومة ألا تبدي أي تهاون”.وتوجه إشارات ماكرون بشكل واضح إلى نفوذ الجمعيات الدينية والخيرية والنشطاء الإسلاميين داخل الأحياء الشعبية التي تقطنها الجالية العربية المسلمة، ومساعيهم لتوسيع الهوة بين هذه الجالية وخاصة الأجيال الجديدة، وبين الدولة الفرنسية وثقافتها وقيمها، والاجتراء على رموزها.

وتبحث فرنسا مكانة الإسلام وتنظيمه على أراضيها، بينما ازداد عدد المسلمين فيها بشكل كبير منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ويقدر عدد المسلمين في فرنسا بأكثر من خمسة ملايين من مجموع سكان يناهز 67 مليون نسمة.

ويتغذى التوتر في المجتمع الفرنسي بشكل منتظم من قبل حالات محددة مثل الحجاب في المدرسة والنقاب، ومساحات للنساء في المسابح أو التشكيك في بعض البرامج المدرسية.

واعتمدت فرنسا عام 1905 قانونا ينص على الفصل بين الكنيسة والدولة بإنشاء جمهورية علمانية. حالة تثير التوترات داخل المجتمع الفرنسيالنقاب قضية تثير التوترات داخل المجتمع الفرنسي

وتابع ماكرون “قمنا بتعزيز تطبيق (قانون عام 1905) في الآونة الأخيرة، عن طريق إغلاق المدارس عندما لا تحترم قوانين الجمهورية، عن طريق إغلاق المزيد من المؤسسات الثقافية عندما لا تحترم قواعد الجمهورية في ما يتعلق بالنظام العام أو محاربة الإرهاب”.

وتأخذ معركة فرنسا مع التطرف الإسلامي، بهذا المعنى، بعدا جديدا يضاف إلى البعد الأمني، وهو البعد الثقافي في مواجهة قيم متشددة لا تلقى أي اعتراف بها حتى في البلدان الأصلية للمهاجرين مثل مصر والمغرب وتونس التي سنت قوانين أكثر تحررا مما يسعى الإسلاميون إلى فرضه في المجتمعات المغلقة بالمدن الفرنسية. وتعمل جمعيات، ممولة في الغالب من الخارج، على زرع ثقافة متشددة لدى أبناء الجاليات، مثل تحريم الاختلاط، وتحريم الموسيقى والرقص، وفرض لباس محتشم على الفتيات الصغيرات، فضلا عن الزواج على غير الصيغ القانونية، أو ما بات يعرف بزواج الفاتحة أو العرفي أو الشرعي. ويتم الترويج لهذه الأفكار على نطاق واسع في المدارس الخاصة التي يمتلكها وجهاء وقياديون في التنظيمات الإسلامية المدعومة من دول مثل قطر وتركيا، أو في الأنشطة الموازية مثل النوادي أو المخيمات، أو في اللقاءات العائلية.

فرنسا تفتح ملفات المتطرفين الإسلاميين أمام الباحثين

وفيما تعمل الدولة الفرنسية على إدماج الجالية وتمثيل ممثلي المسلمين في هياكل استشارية تعنى بشؤون الأديان، فإن الجمعيات الإسلامية تعمل على تعميق عزلة الجالية عن محيطها تحت مسوغ ديني بوصف المجتمع الفرنسي بأنه مجتمع “جاهلية”، وأن قيمه وأفكاره تتعارض مع الدين، ولا بد من مقاطعتها والسعي لتغييرها، وهي أفكار تتبناها جماعة الإخوان المسلمين بصفة خاصة استنادا إلى موروث سيد قطب. وتركز الجمعيات الخيرية والدعوية المرتبطة بالإسلاميين على الأحياء الفرنسية الفقيرة للتأثير على الشباب خاصة الذين حالت أوضاعهم الاجتماعية دون الاندماج الفعلي في الثقافة الفرنسية. وتتهم هذه الجمعيات بأنها قادت العشرات من الشباب إلى التشدد وعبّدت الطريق أمامهم للالتحاق بالجماعات المقاتلة في سوريا والعراق.

ومنذ نوفمبر 2018، تجري الإدارة مشاورات مع ممثلي الديانات لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع لإصلاح قانون 1905 هدفه زيادة الشفافية في تمويل أماكن العبادة وضمان احترام القانون والنظام. وتؤكد تصريحات ماكرون أن فرنسا لم تعد تتحمل السكوت على النفوذ المتعاظم للجمعيات والاتحادات الإسلامية التي تنفذ أجندات مهددة لثقافة الدولة، وأن هذا التوجه ليس خيارا شخصيا لماكرون بل سبقه إلى ذلك رئيس الوزراء السابق مانويل فالس. وأطلق تصريحات قوية ضد جماعة الإخوان والسلفيين، متعهدا بأن تكافح بلاده الخطاب المتشدد للتنظيم “من خلال القانون والشرطة وأجهزة الاستخبارات”. لكنه استدرك بالقول “علينا مساعدة المسلمين الذين لا يتحملون نسبهم خطأ إلى هذه الخطابات. ليس مع الجهاديين أو مع الإرهابيين فحسب بل كذلك مع الأصوليين والمحافظين والمتشددين”.

لكن الجالية العربية والمسلمة لا تزال واقعة تحت نفوذ تلك الجمعيات، التي تتحرك بحرية تامة في التأثير والاستقطاب. كما أن المؤسسات التنفيذية الفرنسية على المستوى الوطني والمحلي لم تتول تحويل مواقف المسؤولين إلى قرارات فاعلة، إذ لا تزال تغمض الأعين أمام الأنشطة المثيرة للشك، وخطابات التحريض على العلمانية، والأموال الكبيرة التي تضخ في الأنشطة مثل التجمع السنوي لاتحاد المنظمات الإسلامية الذي يعقد في مايو من كل عام.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحريري - «حزب الله»: وَينك يا نهاد المشنوق!

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الجمعة 26 نيسان 2019

لا يَحجب «صَخب» التفتيش عن الموازنة الأكثر «رشاقة» وتقشفاً منذ «اتفاق الطائف» مشهد إعادة ترسيم الحدود في العلاقة بين رئيس الحكومة سعد الحريري و«حزب الله» في اتجاه مزيد من التعاون والتنسيق والتقاطعات الممكنة «حيث تدعو الحاجة». سعد الحريري «الجديد»، الذي أعلن «الشيخ» بنفسه عن ولادته، تلاقيه مقاربة متقدّمة من جانب «حزب الله» في التعاطي مع رئيس تيار «المستقبل» في ولايته الحكومية الثالثة.

بعد نحو ثلاثة أسابيع من تعيين ريّا الحسن وزيرة للداخلية تلقت اتصالاً من مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» الحاج وفيق صفا للتعارف وتبادل الأحاديث في ملفات مشتركة. تزامن اللقاء «الودّي والصريح» بين الحسن وصفا مع حدثين خارجي وداخلي: الأول إعلان بريطانيا حظر الجناح السياسي لـ «حزب الله» وتصنيفه منظمة إرهابية، والذي قابله الحريري بموقف واضح باعتبار القرار «يخصّ بريطانيا ولا علاقة للبنان به»، والثاني حملة وزارة الداخلية في إزالة مكعبات الإسمنت والتخفيف من الاجراءات الأمنية الاستثنائية في المناطق.

عملياً، كان «حزب الله»، وفق المعطيات، قد بادر قبل تعيين الحسن الى التخفيف من حجم التدابير الأمنية في الضاحية الجنوبية ربطاً بانحسار بقعة نفوذ «داعش» في سوريا، وتحرير الحدود اللبنانية من خطر الجماعات التكفيرية وصولاً الى عمق الداخل.

«زبدة» اللقاء تمحورت حول بقاء خطوط التواصل مفتوحة، وإن بقيت الحسن مستمعة في غالب الوقت لحديث صفا، وفي الإفصاح عن رغبتها في زيارة الضاحية الجنوبية قريباً.

لكن مصادر مطلعة في قوى الثامن من آذار، كشفت أنّ زيارة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو للبنان تكفّلت «أقلّه في فرملة الزيارة، وليس بالضرورة إلغائها»!

ويمكن في سياق هذا المشهد التسليم بجملة «ثوابت» باتت تحكم العلاقة بين الحزب ووزارة الداخلية، بعد ولايتين وزاريتين للمشنوق وصولاً الى تعيين الحسن، أولها إستمرار التنسيق الأمني، وهو بالتأكيد حاجة للطرفين، إضافة الى الاستجابة لطلبات «روتينية» للحزب، كما بقية الاحزاب، والتواصل البديهي الذي تفرضه متطلبات الأرض.. بالطبع، الحسَن نسخة مغايرة تماماً في مقاربة الملفات الأمنية الحسَاسة، وفي شبكة العلاقات بين الداخل والخارج، وأسلوب مخاطبة المعنيين بالمنظومة الأمنية عن سلفها نهاد المشنوق، وزير «الأمن والتسويات» والشريك في «التسويق» لقرارات مفصلية، من مصاف إنتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، لكن «حزب الله» معني بالصيانة الدائمة لـ«لينك» التواصل مع «الداخلية» بغض النظر عمّن يجلس في مقرّ الصنائع.

والدليل أنّ اقتناع الحزب بكون ريا الحسن هي وزيرة «الشؤون المَدنية» في الداخلية، لا يحجب الإصرار على الحفاظ على ما تمّ مراكمته في مسار التنسيق مع الوزارة الأمنية، بصفتها أيضاً أحد أبواب العلاقة مع تيار «المستقبل» والحريري.

عملياً، لم يختلف لقاء الحسن- صفا في أواخر شباط الماضي، والذي ستتبعه بالتأكيد لقاءات أخرى، عن ذاك الذي جَمَع صفا بالمشنوق عام 2014، والذي جاء في سياق وضع خطة لفك الحصار عن بلدة الطفيل، في اعتبار انّ «حزب الله» كان جزءاً أساسياً من الحرب الدائرة في سوريا. الفارق فقط في «الصورة» التي سُرّبت الى الاعلام، والتي فتحت أبواب «جهنم» على المشنوق، لكنها عَكست في الواقع ما يدور في الكواليس المغلقة منذ تدشين مرحلة ربط النزاع مع الحزب. من لا يذكر في هذا السياق زيارة «الحاج وفيق» لمنزل وزير العدل السابق أشرف ريفي!

عملياً، مسؤولو «حزب الله»، كالمعاون السياسي للأمين العام الحاج حسن خليل، والحاج وفيق صفا وغيرهم هم «ضيوف» دائمون على طاولات أمنية ومقار رسمية ومنازل مرجعيات سياسية...!

لا يستوي هذا المشهد سوى برصد ما يجري داخل «بيت الوسط» وعلى طاولة مجلس الوزراء. لم يعد حضور الحاج حسين خليل في منزل الحريري أمراً خارجاً عن المألوف السياسي، فممثل السيد نصرالله زار «بيت الوسط» أكثر من مرة خلال مرحلة المداولات في قانون الانتخاب ثم خلال أزمة تمثيل «اللقاء التشاوري» في الحكومة، لكن، الإضافة النوعية تتمثل في ما «تبشّر» به مصادر مطلعة من مواقف «جريئة» ونوعية سيلاقي فيها الحزب الساعين الى موازنة تقشفية من دون المسّ بـ «الخط الأحمر» الذي تحدّث عنه الأمين العام السيد حسن نصرالله في إطلالته التلفزيونية الأخيرة.

القريبون من الحريري يشيرون الى حرصه، خصوصاً منذ إعلان «حزب الله» إنخراطه الكامل في العمل السياسي الداخلي ورفع شعار مكافحة الفساد، على معرفة ما يدور في ذهن السيد ومعاونيه في شأن الملفات الداخلية كالموازنة ومكافحة الفساد والملفات الاساسية المطروحة على طاولة مجلس الوزراء...

وباستثناء الخطاب العالي السقف الذي أطلقه النائب حسن فضل الله من مجلس النواب في شأن الحسابات المالية، وأدى الى فتح مواجهة مباشرة مع الرئيس فؤاد السنيورة وفريق تيار «المستقبل»، وتعبير الحريري لاحقاً عن إستيائه من «الهجمة» غير المبرّرة، لم تؤد مقاربة وزراء الحزب ونوابه، إن في موضوع الموازنة أو حملة مكافحة الفساد، الى «إستفزاز» الحريري وتياره، مع تفهّم كامل للوقت الذي طلبه الحاج حسين للعودة مع إجابات قابلة للنقاش في شأن عدد من بنود الموازنة. «طلب الوقت» إستند بنحو أساس الى رغبة الحزب في المواءمة بين ما تقتضيه أكبر عملية تقشف في تاريخ الموازنات، وما يتحمّله الشارع، وتأثيرات ذلك على الوضعين المالي والاقتصادي.

وقبل أن تشرع الحكومة في مناقشة الموازنة «الاستثنائية» كان السيد نصرالله قد تكفّل بتظهير موقف غير مسبوق للحزب: «الجميع شركاء في ايجاد الحلّ بمعزل عن تصنيف من يتحمّل المسؤولية عمّا وصلنا إليه من أوضاع». وما أعطى الحريري جرعة إطمئنان زائدة مقاربة السيد لمؤتمر «سيدر» بكثير من الايجابية في اعتباره «الحافز» الذي دفع اللبنانيين الى ايجاد حلّ للأزمة «غصباً عنهم»، ودعوته كافة القوى السياسية الى «النقاش الجاد بعيداً من المزايدات والشعبوية»، وإشارته الى ضرورة اتخاذ «قرارات شجاعة». هذا يعني بكل بساطة أنّ «حزب الله» لن يؤلّب شارعه ضد أي إجراءات «صعبة» قد تتخذها الحكومة.

ويُنقَل عن قريبين من «حزب الله» تأكيدهم «أنّ الحزب في ورشته الداخلية يبتعد كلياً عن الاستعراضات والشعبوية، وقد أجرى في الفترة الماضية عملاً داخلياً مضنياً في موضوع الأرقام والموازنة تحت عنوانين أساسيين: عدم المسّ بالطبقات الفقيرة والمتوسطة، والمساهمة في التوصّل الى موازنة تحمل معنى التقشف الفعلي وخفض العجز». ويرى مطلعون، أنّ مقاربة الحزب للملفات المطروحة وعلاقته مع رئيس الحكومة و»تياره» اليوم يشكّلان امتداداً لقرار مُتخذ داخل أروقته: التعامل مع الحريري كرئيس حكومة لا بديل منه في المرحلة الراهنة على رغم كل التباينات السابقة، خصوصاً خلال عملية تأليف الحكومة، وقرار ثابت بعدم مهاجمته أو إضعافه، ولا أمر عمليات خلاف ذلك... وآخر الأمثلة إنتخابات طرابلس الفرعية، وقبلها وبعدها، موضوع العلاقة مع سوريا وأزمة النازحين والموازنة».

 

باسيل و«حزب الله»... ومكافحة الفساد ثالثهما

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الجمعة 26 نيسان 2019

حين وقف رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل على منبر «اللقاء العربي- الروسي» للتعاون في دورته الخامسة الذي عُقد في موسكو، لم يستخدم أسلوب المواربة، وفضّل الكلام المباشر حين توجّه إلى الجامعة العربية مطالباً إياها بإعادة سوريا إلى مقاعدها. كذلك فعل باسيل بداية السنة أمام وزراء الخارجية والاقتصاد العرب حين قال: «سوريا يجب أن تعود إلينا لنوقف الخسارة عن أنفسنا». لم يُعر اهتماماً للشرخ العمودي الذي يقسم المشهد اللبناني بين مؤيّد لتطبيع العلاقات الثنائية مع دمشق وبين رافض لها، وركّز على موقفه بنحو يُرضي حلفاءَه لا أكثر، ويُبطِل مفعول اللُّبس الذي سبق وأثاره بسبب مواقفه من العداء الأيديولوجي مع إسرائيل. لا شك في أنّ الاعتبار الرئاسي هو الأساس والغاية في حركة رئيس «التيار»، كونه يرى في نفسه مرشّحاً متقدّماً على غيره من الموارنة، ويدفعه إلى «تصفير» إشكالاته مع قيادة «حزب الله»، ولو أنّها محدودة في الأساس، لكنها مُعرّضة للتعمُّق في ضوء السياسة التوسعية التي اعتمدها باسيل منذ قيام التسوية الرئاسية التي أتت بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. والمقصود بهذا التوسّع، علاقته برئيس الحكومة سعد الحريري. تنقسم التفسيرات حول «ملوكية» جبران باسيل تجاه قوى الثامن من آذار، في هذا التوقيت بالذات حيث تشهد البلاد نفضة تقشّفية استبقها «حزب الله» بحملة مكثفة يحاول من خلالها الإثبات في الوجه الشرعي أنّه لم يعد يدير ظهره للداخل اللبناني، لا بل قرّر أن يكون شريكاً فعلياً في النقطة والفاصلة والشاردة والواردة. والأهم من ذلك السؤال عن مصير كل ليرة ستصرفها الدولة اللبنانية، أو قد تُهدر من أمام المالية العامة.

ففي موازاة الإجراءات التقشفية التي ستفرضها الحكومة بواسطة الموازنة العامة، ثمّة مجهود اضافي يسعى «حزب الله» الى القيام به بغية وقف الهدر أو التخفيف من أعبائه، فيما تتكثّف الشكوك حول أداء «التيار الوطني الحر» الذي يظهر وكأنه شريك في منظومة «حنفيات الهدر»، وفي أحسن التوصيفات، غير مهتم أو معني بمحاصرتها وتطويقها. ثمّة فريق يعتقد أنّ باسيل يحاول استنساخ تجربة الرئيس رفيق الحريري مع «حزب الله» حين وضع أطراً تفاهمية لعلاقته مع قيادة الحزب على قاعدة «اعطوني الاقتصاد وخذوا مني ما يدهشكم في المقاومة»، حيث يحاول رئيس «التيار الوطني الحر» تدليل حلفائه عبر الاستفاضة في اطلاق مواقف من القضايا الكبرى ترضي «حزب الله» خصوصاً، سواءٌ في ما يخص المقاومة أو سوريا أو حتى القضية الفلسطينية... وذلك مقابل اطلاق يديه في الشأن الداخلي، وتحديداً في إدارة القطاعات الحيوية.

يقول أصحاب هذا الرأي إنّ هذه القاعدة هي الغالبة على أداء باسيل بعدما نجح في تنظيم علاقته مع الحريري وتطويرها على نحو استثنائي، ما أتاح له توسيع بيكار حركته لكي لا يبقى عالقاً في عنق تحالف الثامن من آذار، ولهذا يراكم المواقف التي «تُسكِر» قيادة «حزب الله» مقابل التعامل معها كأيِّ مكوِّن داخلي آخر. ويضيفون أنّ هذه القاعدة تتيح لباسيل فرض هامش جديد للتفاهم مع «حزب الله» يسمح له بالاختلاف معه شرط عدم الإضرار بمصالحه، أسوة بما يقوم به مع الحريري حين يتفاهم معه حيناً ويختلف معه أحياناً، أو كما يحصل مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط.

ويرى هؤلاء أنّ باسيل يحاول تعميم هذا المنطق على علاقته بـ»حزب الله» من غير أن يثير حساسيته في اعتبار أنّ التعويض يكون من خلال فائض المواقف إزاء القضايا الخارجية، خصوصاً أنّ تجربة السنتين المنصرمتين أثبتت أنّ ثمة ملفات داخلية يفضّل رئيس «التيار الوطني الحر» التفاهم حولها مع الحريري لا مع غيره طالما أنّها لا تضرّ بـ«حزب الله» على المستوى الاستراتيجي. لكن ثمة وجهة نظر لدى قوى الثامن من آذار ومفادها أنّ «حزب الله» ليس في وارد «التطنيش» عن أيِّ ملف داخلي لمصلحة الإغداق عليه بالمواقف الخارجية المتناسبة مع استراتيجيته، بعد انتقاله إلى مرحلة الانغماس الكليّ في الشأن الداخلي إثر بلوغ المالية العامة خطوطاً حمراً لا يمكن السكوت عنها. وهو بالتالي سيغادر مقاعد المتفرّجين ليكون في قلب فريق الدفاع أو حتى الهجوم إذا اقتضى الأمر. ومع ذلك، يقول هؤلاء إنّ لـ«حزب الله» محاذيرَ في أدائه الداخلي، لعلّ أهمّها عدم الدخول في مواجهة مباشرة مع حلفائه أو حتى مع مَن يتقاطعون معه في المصلحة، ويفضل ترك المهمة لغيره إذا ما قرّر هذا الغير تكليف نفسه في هذه المهمة، كون «حزب الله» يتجنّب الصدام مع قوى صديقة، ويحاول دوماً القيام بهبوط هادئ لمواقفه خصوصاً في ما يتعلق بحملة مكافحة الفساد، وقد يضطر أحياناً إلى الاكتفاء بالتفرج على مناوشات قد تصيب حلفاءه بلا التدخل المباشر لمصلحتهم أو للدفاع عنهم، خصوصاً إذا اقتضت حماية المالية العامة ذلك.

 

إيران تخشى خسارة العراق ولبنان بعد سوريا

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 26 نيسان 2019المزيد

بعد أيام، تدخل المواجهة الأميركية - الإيرانية مرحلة حاسمة. وستكون إيران تحت وطأة مزيد من الضغوط الاقتصادية والمالية. فالهدف الذي تسعى إليه إدارة الرئيس دونالد ترامب هو إيصال النظام الإيراني إلى مستوى الصفر في صادراته النفطية. وإزاء هذا الاختناق، ستبحث إيران عن وسائل مختلفة للنجاة. فهي قد تفتح الحرب على مصراعيها بواسطة حلفائها في «الهلال الشيعي»، أو تعقد الصفقة سريعاً وبالحدّ الأدنى من الخسائر. ولكن، في الحالين، ماذا سيبقى لها من نفوذ في «الـ4 عواصم» عربية التي سبق أن أعلنت أنها تتحكّم بالقرار فيها؟

هناك واحدة من الـ4 عواصم، هي دمشق، خرجت تقريباً من النفوذ الإيراني، وباتت عملياً ضمن دائرة النفوذ الروسي. هذا الانتقال بات أمراً واقعاً، لكن الروس لا يريدون تظهيره في شكلٍ حادّ، مراعاةً لتحالفٍ استراتيجي يحتاجون إليه بشدّة مع إيران.

كما أن نظام الرئيس بشّار الأسد يحرص تماماً على إجراء توازن في ارتباطه بكل من موسكو وطهران وسائر حلفائها في لبنان والعراق واليمن. فهؤلاء هم الذين كانت لهم اليد الطولى في استمراره في السلطة وبسط نفوذه على بقعٍ واسعة من الأرض في سوريا.

لكنّ شيئاً ما قد يتغيَّر تدريجاً وبطريقة قسرية. فالأسد سيقترب أكثر إلى الخيار الروسي، والروس سيبتعدون أكثرعن طهران تحت تأثير الضغوط والمصالح الأميركية والإسرائيلية. وستكون لذلك تداعيات مُهمّة على خريطة التوازنات القائمة حالياً في الشرق الأوسط.

في الدرجة الأولى، تبدو إيران على وشك خسارتها الحلقة السورية التي تربطها بالبحر الأبيض المتوسط، أي الساحل السوري وبيروت. وهذا الأمر يريح الخليجيين الذين سارعوا إلى تقديم عروضهم لدمشق، بتشجيع من موسكو.

وتبدو العلاقات السورية - الخليجية على وشك الترميم. ويطوي الخليجيون حالياً مسألة وجود الأسد من السلطة، ويطرحون الإنخراط بقوة في مشاريع إعادة البناء والتنمية في سوريا.

طبعاً، تريد طهران تعويض الخسارة في سوريا من خلال تدعيم حضورها في العراق ولبنان. لكن النهج الذي يتبعه رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي يتصف بالبراغماتية.

فصحيح أنه حليف لطهران يحظى بثقها، إلّا أنه أيضاً يريد الاحتماء بعلاقة مميزة وقوية مع السعوديين، فيما هو يحتفظ بعلاقات وطيدة مع واشنطن وموسكو في آن واحد. وهذا الدور المحوري يؤهل العراق أن يحصد الأرباح من التسويات الإقليمية إذا تمت، وأن يبقى في منأى عن الخسائر إذا اشتدّ الخناق على إيران. واليوم، يطمئنّ الإيرانيون إلى أنّ الغالبية الشيعية هي التي تُمسك بالسلطة في بغداد، فيما يطمئنّ السعوديون إلى أنّ هذه السلطة تنفتح عليهم.

وفي الذاكرة السعودية أنّ القيادة العراقية في زمن الرئيس صدام حسين، السنّي، هي التي اجتاحت الكويت واستهدفت السعودية بالصواريخ للضغط على الأميركيين عند محاولتهم إخراج صدّام من الكويت. ويعتقد بعض المتابعين أن إيران راضية اليوم عن التقارب القائم بين بغداد والمملكة، وعن الوساطة التي تجريها بين الرياض وطهران. فهذه الوساطة قد تصبح «باب الطوارئ» الإيراني، إذا اختنقت إيران بالحصار الأميركي.

وفي رأي هؤلاء أنّ طهران نفسَها تشجّع حلفاءَها في العراق ولبنان، وحتى سوريا، على انتهاج سياسية براغماتية حالياً تجنِّبهم الخسائر الكبرى. ولذلك، يعتمد هؤلاء خططاً بديلة، ولو ظرفياً، ويحاولون الانحناء للعاصفة. فالأسد صامتٌ في مسألة تحالفه مع طهران. و»حزب الله» يعمل على تدعيم مواقعه والاحتفاظ بأوراق القوة، لكنه يحرص على تظهير إنضوائه في هيكلية الدولة اللبنانية. لكن ما يلفت المراقبين هو أن المملكة أيضاً، من جهتها، بدأت تعتمد نهجاً جديداً في التعاطي مع العواصم التي كانت تحسبها إيران «تحت السيطرة»، ولا سيما منها بغداد التي يعتبرها الإيرانيون خاصرتهم الاستراتيجية والمحطة الأولى في عملية تصدير الثورة. وهذا ما جرت ترجمته في الأسابيع الأخيرة، بالزيارات المتبادلة بين البلدين على أرفع المستويات من رسميين ورجال أعمال.

وقد شكّلت زيارة الوفد السعودي لبغداد، مطلع الشهر الجاري، تظاهرة غير مسبوقة في عدد أعضاء الوفد وحجم المشاريع التي تمّ توقيعها والمساعدات التي وعد السعوديون بتقديمها، وهي في حدود المليار دولار. وينسجم هذا التقارب مع المساعي التي يبذلها رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي للتقريب بين طهران والرياض، بتشجيع من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني.

ويقول المطلعون: «يدرك السعوديون أنّ المرحلة الجديدة في المنطقة لم تعد محكومة بالمعايير العسكرية، بل بحجم الأدوار والمصالح الإقتصادية الكبرى. فالنزاعات المسلّحة في سوريا واليمن وسواهما بدأت تتراجع، ومعها يتراجع دور السلاح في المواجهة. ولذلك هم يتطلعون إلى الهجوم إيجاباً، بالمعنى الاقتصادي - الإنمائي، في اتجاه دول المنطقة».

ويترجَم ذلك انفتاح السعوديين بلا تحفظات نحو العراق، واستعدادهم للمساهمة في إعادة إعمار سوريا، وطبعاً في الأراضي الفلسطينية بعد بروز ملامح التسوية المنتظرة. وأما في لبنان، فالسعوديون وحلفاؤهم الخليجيون فهم تقليدياً يشكلون ركيزة يصعب تعويضها.

لكن مشكلة لبنان مع السعوديين أكبر من مشكلة العراق. فهناك جماعات لبنانية نافذة تتحدّى السعودية، فيما لا توجد جماعات مماثلة في العراق، البلد ذي الغالبية الشيعية والملاصق لإيران والسعودية. ولذلك، ستكون عودة السعودية كلياً إلى ما كانت عليه علاقاتها الاقتصادية والمالية بلبنان مرهونة بمراعاة اللبنانيين كل المعطيات الإقليمية. فليس ضرورياً أن يكون لبنان في عداء مع السعودية إذا كان في صداقة مع إيران، والعكس صحيح. والنموذج العراقي يمكن أن يُؤتي ثماره إذا اعتمده لبنان. البعض يجزم أنّ إيران لن تتمكن في أيِّ حال من الاحتفاظ بالعواصم العربية الـ4 التي أعلن حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات السابق، قبل 4 سنوات السيطرة عليها. وهذه الخسارة ستقع حتى ولو وافق الإيرانيون على تسوية مع إدارة ترامب، خصوصاً في ظل الاتجاه المرجّح لإعادة انتخابه لـ4 سنوات آخرى.

إنّ الحصار الاقتصادي الخانق على إيران نفسها سيضعف قدراتها ويفكّك ارتباطها بحلفائها. ولذلك، يخشى الجميع أن يصلوا إلى أن يتصرف كل منهم «براغماتياً»، فتتباعد إيران عن حلفائها في العراق وسوريا ولبنان، واليمن طبعاً. فعند تغيير الدول، لا أحد يتأخّر في الحفاظ على رأسه…

 

الردّ الإيراني على العقوبات: الانحناء لتمرير العاصفة!

ترامب ينتقل إلى إجراءات أقسى بعد تصفير الصادرات إذا أقدمت طهران على «عمل إرهابي» ضد الأميركيين

رلى موفّق/اللواء/26 نيسان/19  

«التوقيت يتأرجح بين خريف الحملات الانتخابية وهدوء العاصفة والاستهداف قد لا يشمل الأميركيين فقط!»

رفعت واشنطن من سقف المواجهة مع طهران مع إعلانها دخول العقوبات الاميركية بدءًا من الثاني من أيار المقبل مرحلة «تصفير صادرات النفط الإيراني» بإعلانها إنهاء الإعفاءات التي منحتها قبل ستة أشهر لثماني دول في فترة سماح للبحث عن بدائل استيراد النفط من إيران. إجراء لاقى إدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب الذي شكل خطوة تصعيدية غير مسبوقة هي الأخرى. ذروة الضغوط الأميركية فتحت باب التكهنات حيال كيفية الرد الإيراني والوسائل التي ستلجأ إليها إيران والساحات التي ستستخدمها.

وتحدث مؤيدو المحور الإيراني عن «سيناريوهات» عدة تبدأ من إقفال لمضيق هرمز ولا تنتهي عند حرب عسكرية. لكن المعطيات المتوافرة من مطلعين على مقاربة طهران للوقائع الجديدة تؤشر إلى أن النظام الإيراني اتخذ مسار الانحناء لتمرير العاصفة، بما يؤول إلى «إفشال» الأهداف الأميركية. عنوان هذه المرحلة هو الصمود أو «الصبر الاستراتيجي»، وما يستدعي ذلك من عدم الذهاب إلى خطوات استفزازية يمكن أن تؤلب المجتمع الدولي عليه، على غرار تهديد الملاحة الدولية أو الدخول في احتكاكات عسكرية الطابع  قد تفضي إلى حرب غير محسوبة النتائج.

خطة طهران هي منع نجاح إدارة ترامب في تصفير صادرات نفطها. هي تعوّل على قدرة تصدير 900 ألف برميل يومياً من أصل صادراتها السابقة المقدرة بمليون و700 ألف برميل يومياً، وذلك عبر شبكة معقدة من العلاقات والسوق السوداء، ورهان على الصين. بالنسبة إليها، فإن هذه الكمية كافية لتأمين الحد الأدنى من صمودها، على أقله في الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة، والتي هي، وفق قراءة حلفاء إيران «فترة اختبار» لاستراتيجية ترامب، وما إذا كان بإمكانها أن تحدث تحوّلات كبرى في الوقائع والأحداث في المنطقة، ولا سيما أنها تشتمل على التوجه القوي لطرح خطة السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل (صفقة القرن في توصيف المناوئين).

لا شك أن أميركا وحلفاءها وإيران وحلفاءها يراهنون على عامل الوقت. غير أن المعادلة الإيرانية تستند إلى أن الوقت لصالحها ويلعب ضد مصلحة الرئيس الأميركي. منطلقها أن التطورات في العالم والمنطقة هي تطورات متحركة على الدوام، ولا يمكن ضمان نتائجها. وبالتالي، فإن الرئيس الأميركي على وشك إحداث تبدّل قوي في قدرة إيران تشل حركتها وتجعلها في موقع الدفاع فالوهن. وبغير تلك النتيجة، لا يكون قد حقق الانتصار الذي يريد من حيث اخضاعها وإضعاف نفوذها والاتيان بها على طاولة المفاوضات بشروطه.

على أن هدف طهران بالصمود لتمرير العاصفة لا يعني المهادنة. المطلعون على مقاربتها يبدون حازمين من أن إجراءات واشنطن الموجعة لن تمر دون رسائل مضادة ومقابلة بمستوى الألم نفسه، وبأن المسألة هي مسألة وقت من أجل الرد المناسب، فالساحات وأوراق القوة بيدها عديدة، وإمكاناتها على توجيه رسائل المقابلة موجودة، لكن الحسابات لا بد من أن تأخذ بالحسبان اللحظة والتداعيات، بحيث لا تتحوّل استدراجاً ونوعاً من الفخ لها، بل أن تفعل فعلهاً وترتد عليه سلباً سياسياً وشعبياً، لا سيما أنه سيكون بدءاً من الخريف قد أضحى يدور في فلك ضرورات الحملة الانتخابية ومتطلباتها ومحاذير الدعسات الناقصة أو الاحداث غير الشعبية.

والرد، من وجهة نظر هؤلاء، لن يقتصر على أميركا ومصالحها، بل سيطال شريكيها، السعودية والإمارات، التي تعتبر طهران أن مساندتهما الإجراء الأميركي عبر تعويض النفط الإيراني وفّر ليونة تطبيق أساسية لقرار ترامب. لكن اللافت في معطيات منظري المحور الإيراني إشارتهم الى احتمالات احتكاكات مباشرة مع التحالف السعودي - الإماراتي. على أن أميركا وحلفاءها في المنطقة يضعان في الحسابات احتمالات الرد الإيراني. في معلومات المقربين من الإدارة الأميركية أن السيناريوهات المحتملة أو الأكثر ترجيحاً هي تنفيذ أعمال إرهابية محددة. وقد لا تقتصر الساحات على العراق أو أفغانستان بل قد تطال مصالح أميركية في أميركا اللاتينية. لكن إقدام إيران أو أذرعها العسكرية أو خلاياها الأمنية على أي عملية من هذا القبيل ضد القوات أو المصالح الأميركية يعني أنها فتحت الباب واسعاً أمام ترامب من أجل الذهاب إلى استخدام أكبر وأشمل لسلاح العقوبات أولا، بحيث يتم فرض حصار كلي على إيران، ستكون أولى خطواتها الحظر الجوي  للطيران بما يؤدي إلى مزيد من خنقها على مختلف المستويات، ويضعها في مواجهة داخلية وإزاء شعبها. هذا لا يعني استبعاد نوع من الرد العسكري، لكنه سيكون رداً عقابياً على العمل الإرهابي، الذي يعزز قناعته واستراتيجيته القائمة على رعاية إيران للإرهاب وتشكليها خطراً على الأميركيين كما على الأمن والسلم في المنطقة كما في العالم، وصوابية فرض عقوبات عليها والحد من نفوذها وتغيير سلوك نظامها!.

 

سياسيو لبنان لا يخافون المساءلة

سناء الجاك/الشرق الأوسط/26 نيسان/19

فيما يتخوف اللبنانيون من سوء الوضع الاقتصادي، ويرصد موظفو القطاع العام صدور الموازنة، لا يعكس الأداء أي قلق من ردود الفعل الشعبية تجاه الإجراءات التي قد تحملها القرارات الحكومة أو الأرقام المالية.

ويتسابق السياسيون لإعلان أرقامٍ مخيفة عن فضائح تتعلق برواتب كبار الموظفين في القطاع العام وبأبواب الهدر، فيما أقرت الحكومة رفع الحد الأدنى للأجور وزيادة غلاء معيشة للمتعاقدين والأُجراء في مؤسسة المحفوظات الوطنية ومصلحة استثمار مرفأ طرابلس وللموظفين في مصلحة سكك الحديد.

والمفارقة فإن الحديث عن أبواب تبديد المال العام التي ساهمت بها القوى التي تتولى إدارة الدولة منذ تسعينات القرن الماضي إلى جانب الأطراف السياسية الأخرى، لم يفاجئ الشعب الذي يتداول أخبار فضائح المسؤولين عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحافلة بتعليقات عن ارتكابات المسؤولين، رافضين خفض رواتب القطاع العام التي ينحصر المرتفع منها بنسبة لا تتجاوز 10% من عدد الموظفين.

ويقترح بعض الخبراء خفض عدد النواب إلى 108 (كما أقر اتفاق الطائف) لتوفير أربعة مليارات ليرة سنوياً. وكذلك خفض عدد الوزراء إلى 14 وزيراً لتوفير ثلاثة مليارات ليرة (مليوني دولار)، ووقف رواتب ومستحقات الرؤساء والنواب السابقين، ناهيك بـ47 مليار ليرة تُدفع كنفقات سرية للأجهزة الأمنية.

ويوضح النائب السابق مصطفى علوش لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الواقع هو تأكيد لإشكالية العمل السياسي في لبنان الذي لا يفرض ارتباطاً بمصالح الناس كما في باقي الدول. فالمظاهرات المطلبية بالكاد تجمع عشرة آلاف مواطن محتجّ، في حين يجمع خطاب زعيم أكثر من 200 ألف شخص من مؤيديه». ويعتبر أن «السبب هو تورط نسبة كبيرة من اللبنانيين بعلاقة قائمة على الانتفاع عبر الانخراط في الفساد بمستويات متفاوتة، تبدأ بالتهرب الضريبي والتحايل على القانون والتوظيف الذي لا يستند إلى الكفاءة. بالتالي جزء كبير من الفساد يشمل الناخبين المتواطئين مع المنطق السيئ لإدارة الدولة». ويرى علوش أن «السياسيين جزء من الكل في حلقة الفساد المفرغة، وتصريحاتهم التي تكشف مَواطن الهدر ونهب مقدرات الدولة في هذه المرحلة، تشير إلى أنهم غير واعين لما يقومون به، ويعتبرون أنهم يحفظون مصالح ناخبيهم وطوائفهم، وذلك لأن منطق الدولة قائم على تحالف وتقاسم مقدراتها».

أما الخبير الاقتصادي الدكتور أنطوان حداد فيقول لـ«الشرق الأوسط» إن «قانون الانتخاب هو سبب أساسي لعدم مساءلة الناس للطبقة السياسية، لارتكازه على الاستقطاب الطائفي والمذهبي الحاد وتحويل السياسة إلى تمثيل للهويات الثانوية على حساب الهوية الوطنية، ما أدى بالنسبة الكبيرة إلى المقاطعة الشعبية لصناديق الاقتراع». ويضيف: «هناك آليات أخرى مباشرة ساهمت بالتجديد لهذه الطبقة السياسية والخوف من التغيير وعدم المساءلة، وأهمها الوضع الإقليمي وتحديداً مع تطييف الثورة السورية وابتداع التطرف الداعشي، ما نقل هواجس اللبنانيين من تحسين ظروفهم المعيشية إلى الهواجس المصيرية، بحيث فوّتوا على أنفسهم فرصة الإتيان بطبقة سياسية قادرة على حل مشكلاتهم، فتصرفوا كرعايا لا كمواطنين». ويرى حداد أن «السياسيين غير خائفين من المنافسة لمعرفتهم بأنْ لا بدائل لهم ولا مبادرات أضمن وأفضل تتميز بخريطة طريق تتجاوز التنظير». لكنه يشير إلى «رصد هؤلاء المسؤولين أي تحرك منظم وإرسال جماعتهم لمراقبته، بالإضافة إلى تقاسمهم الأدوار لمنع تحول النقمة إلى تهديد فعلي لاستمرارهم في السلطة، بحيث يصرح مسؤول في الحزب عن توجه لخفض رواتب موظفي القطاع العام، لينبري مسؤول آخر في الحزب نفسه ويصرح ضده مظهراً الغيرة على مصالح هؤلاء الموظفين».

 

صرخة "بيت بيروت": عار "نظام الكفالة" يلطخ جبين لبنان

مريم سيف الدين/المدن/الخميس 25/04/2019

من قلب "بيت بيروت"، وعلى مقربة أمتار من ثكنة الجهاز الأمني، الحارس لـ"نظام الكفالة"، والحريص على عدم انتهاكه من طرف العاملات المنزليات فقط، أُطلقت صرخة العاملات المنزليات المهاجرات، الرافضات لاستمرار نظام الكفالة. وبدعوة من منظمة العفو الدولية وحركة مناهضة العنصرية، امتلأت القاعة بالحضور. فحضرت عاملات أجنبيات في الخدمة المنزلية، وحضر مواطنون جلسوا "على قدم المساواة"، في مشهد نادر الحدوث.

فظاعة النظام ومساوئه

جلست في صدر القاعة عاملات جئن هذه المرة، لإسماع المعنيين موقفهم الرافض لنظام الكفالة، ويدلين بشهاداتهن التي تثبت فظاعة هذا النظام ومساوئه، ولفضح المستور خلف جدران منازل يتباهى أصحابها بـ"امتلاك خادمة". بعضهن حظين بكفيل أكثر "تسامحاً"، من الذين خاضوا معهم تجربة "الكفالة" الأولى، فتمكّنّ من التحدث عن تجربتهن، من دون الخوف من خسارة رضى الكفيل الضامن لقانونية إقامتهن في لبنان. وأخريات تركن منازل كفلائهن، فبتن يصنفن في خانة "الهاربات"، وفقدن صفة الإقامة القانونية. واللافت أنهن كن الأجرأ على التعبير، والأكثر تأثيراً رغم خطر تعرضهن للاعتقال.

تحدثت العاملات عن تجربتهن مع نظام الكفالة وسوء المعاملة التي تعرضن لها، فتحمست أخريات وشعرن بالراحة، إلى حد أن قمن ورفعن الصوت عالياً، مطالبات بحقوقهن. تحدثن عن تجارب مريعة دفعتهن للتفكير في الإنتحار، والهرب من منزل الكفيل، ليعملن في الخدمة المنزلية بشكل مستقل، ويتقاضين الأجر بدل ساعات العمل، فتفاعل الحضور مع المداخلات مصفقاً بقوة. روت العاملات تفاصيل استغلالهن. فرحلة العذاب لا تبدأ في لبنان وإنما في موطنهن. وقالت إحدى العاملات الأثيوبيات بأنها قدمت من اثيوبيا، بعد أن أوهمها أحد المكاتب بأنها قادمة إلى لبنان للعمل في مجال الحواسيب. لتفاجأ بأنها قدمت لتعمل في الخدمة المنزلية، وبأنها وقعت في فخ نظام الكفالة، بعد أن حجزت كفيلتها جواز سفرها. تتطابق شهادتها وشهادة عاملة من الكاميرون، "فأغلبنا ضحايا في بلدنا، من أصحاب العمل الذين لا يشرحون لنا ظروف العمل في لبنان". وتتضافر شهادات العاملات لتظهر الصورة كاملة. فتستمر المعاناة في يوميات العاملة، والتي قد لا تجد مكاناً ملائماً للنوم. فإما توضع في غرفة صغيرة جداً أو في المطبخ أو غيرها من أماكن، لا تؤمن لها أي خصوصية. وصاحب العمل هو من يحدد ساعات العمل وساعات النوم. فقد تُجبر العاملة على العمل مدة 18 ساعة، وقد تمنع من تناول الطعام. والأسوأ أن مكاتب الاستقدام تسرق رواتب العاملات لمدة ثلاثة أشهر.

روايات وتوصيات

استكمالاً للشهادات تقول عاملة أنها تعرضت لاعتداءات جنسية، لكنها لم تتمكن من تقديم شكوى. وهو حال كثيرات غيرها، "فإن خرجنا من المنزل دون إذن الكفيل نعامل كأننا مجرمات". وتطرح العاملة مشكلة الأطفال الذين يولدون نتيجة تلك الاعتداءات، ولا يملكون أوراقاً ثبوتية ولا من يكفلهم. فيحرمون من الحق بالتعلم. والحال ليس أفضل إن قررن العودة إلى بلادهن، وهن حوامل أو مع أطفالهن: "فهن قد يقتلن". وهو ما حصل مع بعض اللواتي عدن. وتذكّر العاملات أكثر من مرة بصفتهن الإنسانية. في كلامهن يظهرن شبهاً بحال اللبناني المهاجر: "فنحن خريجو جامعات، جئنا للعمل في الخدمة المنزلية من أجل إرسال الأموال إلى ذوينا ولتعليم أخوتنا". بعد سرد تجاربهن، خرجت العاملات بتوصيات عدة، فأجمعن على مطلب إلغاء نظام الكفالة وطالبن بقانون يؤمن لهن الحماية. ومن توصيات العاملات أيضاً الطلب من وزارة العمل بوضع عقد عمل، يؤمن التوازن بين العاملة وصاحب العمل، ومنح العاملات عطلة من دون إذن من صاحب العمل. وطالبن بالحصول على تعويضات في حال امتنع صاحب العمل عن دفع الراتب. كما طالبت العاملات من وزارة العمل مراقبة مكاتب الاستقدام وإقفال تلك التي تقوم بالنصب والاحتيال، ووضع لائحة سوداء تحمل أسماء أصحاب العمل الذين يعذبون العاملات أو يقتلوهن، لمنعهم من استقدام عاملات أخريات. كما طالبت العاملات من وزارة الداخلية منع الأمن العام من حجز جوازات سفر العاملات، وتسليمها لصاحب العمل، والتحقيق في أسباب انتحار عاملات. وفيما تعبّر منظمة العفو الدولية عن تفاؤلها بتصريحات وزير العمل، كميل بو سليمان، والذي أظهر تجاوباً مع مساعي المنظمة وفق ما تقول لـ"المدن" ديالا حيدر، مسؤولة حملات لبنان والأردن في المنظمة، لا يظهر من تصريحات بو سليمان لـ"المدن" بأن الوزارة ستعمل على إلغاء نظام الكفالة. ويقول الوزير بأنه طلب من منظمة العفو ومن خمس جمعيات تشكيل لجنة للتقدم باقتراحات عملية وواقعية، لتعديل نظام الكفالة. وفي حين يرفض الوزير الدخول في تفاصيل القانون يشير إلى ضرورة حفاظ الاقتراحات على الناحية الأمنية كي "لا يفلتن في البلد من دون أن نعرف ماذا تفعلن"!! ولسنا ندري إن كان رأي الوزير هذا قبل قراءة تقرير منظمة العفو، أم بعد القراءة؟ فقد تزامن هذا اللقاء مع إصدار منظمة العفو الدولية تقريراً بعنوان "بيتهم سجني: استغلال عاملات المنازل المهاجرات في لبنان"، سلطت فيه الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يتعرض لها عمال المنازل المهاجرين على أيدي أصحاب العمل. وأجرتْ منظمة العفو الدولية مقابلات معمّقة مع 32 عاملة من عاملات المنازل المهاجرات، وباستثناء مقابلتين أُجريتا في محافظة جبل لبنان، فقد أُجريت جميع المقابلات الأخرى في محافظة بيروت بين العامين 2018 و2019، وقابلتْ المنظمة 12 امرأة من إثيوبيا و11 امرأة من سريلانكا، وأربع نساء من الفلبين وثلاث نساء من مدغشقر واثنتين من ساحل العاج.

الاستغلال

لقد أُخضعت عاملات المنازل المهاجرات اللاتي قابلتْهن "المنظمة" إلى ظروف عمل تنطوي على الاستغلال من قبل أصحاب العمل. وشملت هذه الظروف إرغامهن على العمل لساعات طويلة، وحرمانهن من أيام الراحة، وعدم دفع أجورهن، وحرمانهن من الطعام وأماكن السكن اللائقة، وتعريضهن لإساءة المعاملة اللفظية والجسدية، وحرمانهن من الرعاية الصحية.

شهادات مروّعة

قالت "إيفا"، وهي عاملة منزل فلبينية، إنها كانت معزولة في منزل صاحب العمل لمدة ثلاث سنوات متواصلة قبل أن تتمكن من الفرار: "لم يُسمح لي بالتحدث إلى أي شخص. وعندما كنت أفتح النافذة وأُلوِّح إلى فلبينيات أخريات، كانت [صاحبة العمل] تشدُّ شَعري وتضربني. لقد احتجزتني في المنزل لمدة ثلاث سنوات، ولم أخرج منه أبداً". وقالت "ماري"، وهي عاملة منزل إثيوبية إنها عملت لمدة 19 ساعة يومياً على مدى سبعة أيام في الأسبوع من الساعة الخامسة صباحاً وحتى منتصف الليل من دون استراحة أو يوم عطلة. وقالت تسيغا، وهي عاملة منزل إثيوبية أيضاً، إنها ظلت طوال خمس سنوات تعمل ساعات طويلة خلال النهار، ثم الاعتناء بمريضة من أفراد أسرة صاحب العمل، في أكثر من مكان واحد: "عملتُ نهاراً وليلاً. كان في العائلة سيدة عجوز مريضة تنام أثناء النهار عندما كنت أعمل وتستيقظ في الليل عندما يكون وقت استراحتي. وكانت [صاحبة العمل] تأخذني إلى منزل شقيقتها مرة كل أسبوع كي أقوم بتنظيفه.. كل الساعات كانت ساعات عمل بالنسبة لي. لقد أضناني التعب، فقد كنت أعمل نهاراً وليلاً وفي أكثر من منزل. إنهم لم يشتروني كي يجعلوني أعمل في منزل شقيقتها أو في منزل والدتها." وعلى الرغم من أن العقد الموحد يمنع صاحب العمل من إرغام العاملة على العمل خارج المنزل، فقد قالت تسع نساء لمنظمة العفو الدولية إنهن أُجبرن على العمل في أكثر من منزل واحد، وطُلب منهن القيام بعمل غير منزلي خارج المنزل. فقد قالت موليماريت، وهي عاملة منزل إثيوبية، لمنظمة العفو الدولية إنها عملت في منزل صاحب العمل خلال النهار، وفي مخبزه في الليل: "كنت أعمل في المنزل خلال النهار، وأقوم بإعداد حشوة المعجنات لمخبزه في الليل، لم أكن أنام. وبعد مرور سبعة أشهر من العمل لديهم، أُصبتُ بالمرض بسبب ثقل أعباء العمل." وقالت ست نساء على الأقل لمنظمة العفو الدولية إن ظروف عملهن أدت إلى أن أفكاراً انتحارية راودتْهن أو حاولن الانتحار فعلاً. وذكرت العديد من النساء اللواتي أجرت معهن منظمة العفو الدولية مقابلات أنهن تعرَّضن للمعاملة المهينة والحاطَّة بالكرامة مرة واحدة على الأقل من قبل أصحاب العمل باستخدام ألفاظ من قبيل "حمارة" و"كلبة" و"حيوانة" وغيرها من عبارات الشتيمة النابية الشائعة.

العمل القسري

يوثِّق التقرير ثماني حالات من حالات العمل القسري والاتجار بالبشر. وفي جميع هذه الحالات لم تستطع النساء اللائي قابلتْهن منظمة العفو الدولية ترك وظائفهن وكنَّ مضطرات للقيام بالعمل لأنهن كنّ يخشين عواقب تركه. إن بعض النساء اللائي كنّ عرضة لسوء المعاملة طلبنَ من أصحاب العمل إعادتهن إلى مكاتب الاستقدام أو إلى بلدانهن الأصلية، ولكن أصحاب العمل رفضوا الموافقة على طلباتهن. وقالت نساء أخريات لمنظمة العفو الدولية إنهن عندما طلبنَ ترك عملهن، طلب منهن أصحاب العمل تسديد الأموال التي كانوا قد دفعوها مقابل استقدامهن. فقد قالت سبستيان، وهي عاملة منزل من ساحل العاج، لمنظمة العفو الدولية إنها كانت ترزح تحت وطأة أعباء عمل ثقيلة، وإنها تعرَّضت لمعاملة سيئة، واحتُجزت في المنزل، ولم تُدفع لها أجورها لمد ثلاثة أشهر: "عندما طلبتُ منها [صاحبة العمل] إعادتي إلى بلادي، قالت لي: "يجب أن تعملي عندي مقابل مبلغ 3,000 دولار أميركي الذي دفعناه".

الإتجار بالبشر

وفي أشد حالات استغلال العاملات الموثَّقة في هذا التقرير خطورةً، وجدتْ منظمة العفو الدولية أدلة على وقوع أربع عاملات ضحايا لعمليات الاتجار بالبشر. ففي 2011، جاءت بانشي، وهي عاملة منزل من إثيوبيا، إلى لبنان بواسطة مكتب استقدام. وقالت لمنظمة العفو الدولية إن صاحب مكتب الاستقدام نقَلها من منزل إلى آخر، وحجزَ جواز سفرها وراتبها لعدة أشهر: "عملتُ مجاناً لمدة ستة أشهر، كان خلالها صاحب مكتب الاستقدام يَهَبُني إلى آخرين كهدية: مرةً إلى عائلة خطيبة ابنه، ومرةً إلى ابنته وعائلة زوجها.. إنها حياة أشبه بحياة السجن".

ممنوعات من تقديم الشكاوى

لم تَقُمْ أيٌّ من النساء اللائي قابلتْهن منظمة العفو الدولية بإبلاغ السلطات عن أصحاب العمل، ولم تحاول الذهاب بهم إلى المحاكم. وقد قابلت منظمة العفو الدولية ثماني نساء كنَّ قد فررنَ ممّا أسميْنه بيئة العمل التي تنطوي على إساءة المعاملة أو العمل الجبري أو الاتجار بالأشخاص. ومع ذلك فقد شعرنَ بأن أوضاعهن القانونية الخطيرة منعتْهن من تقديم دعاوى أمام المحاكم. وكانت هؤلاء النساء يخشين الاعتقال أو عدم التمكُّن من الحصول على عمل جديد أو الاتهام زوراً بالسرقة.

نظام الكفالة

تأتي عاملات المنازل المهاجرات من بلدان أفريقية وآسيوية، من بينها إثيوبيا وبنغلاديش وسريلانكا والفلبين وكينيا، للعيش والعمل في منازل خاصة في لبنان. ولكن جميع هؤلاء العاملات لا يشملهن قانون العمل اللبناني، وبدلاً من ذلك ينظِّم شؤونَهن نظامُ الكفالة الذي يربط الإقامة القانونية للعاملة بعلاقة تعاقدية مع صاحب العمل. ولا تستطيع العاملة تغيير عملها بدون موافقة صاحب العمل، مما يسمح لأصحاب العمل المتعسفين بإرغام العاملات على قبول شروط عمل تتسم بالاستغلال. إن نظام الكفالة لا يتوافق مع القوانين الوطنية التي تكفل الحريات والكرامة الإنسانية، وتوفر الحماية لحقوق العمال، وتجرِّم العمل الجبري والاتجار بالبشر. كما أنه يتناقض، بشكل مباشر، مع التزامات لبنان الدولية.

تأكيد المؤكد

جاء العديد من النتائج التي توصلت إليها بحوث منظمة العفو الدولية متسقة مع تقييمات البعثات الدبلوماسية للبلدان الأربعة المصدِّرة للعمالة، التي استشارتها المنظمة خلال البحث، وهي إثيوبيا وكينيا والفلبين وسريلانكا. وعلاوةً على ذلك، فإنها تتسق مع نتائج بحوث أخرى أجرتها منظمات دولية ومحلية لحقوق الإنسان وأظهرت أن العزلة التي تعاني منها عاملات المنازل المهاجرات اللاتي يعشن في منازل أصحاب العمل، ونظام الكفالة السائد يعرِّضان العاملات للاستغلال، وغيره من ضروب إساءة المعاملة.

 

قانون برّي للانتخابات يستهدف باسيل أولاً؟

أكرم حمدان/المدن/الجمعة 26/04/2019

بينما تتجه كل الأنظار والاهتمامات نحو ما ستقدم عليه الحكومة اللبنانية، عبر وزارة المالية، ومن ثم مجلس النواب، من خطوات وإجراءات في موازنة العام 2019، التي وصفها رئيس الحكومة سعد الحريري بأنها الموازنة الأكثر تقشفاً بتاريخ لبنان، جاءت مبادرة كتلة "التنمية والتحرير" البرلمانية، التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بفتح ملف قانون الانتخابات النيابية، عبر إعلانها عن تبني اقتراح قانون جديد للانتخابات، كانت شكلت لجنة خاصة لإعداده. وخصصت له اجتماعاً منذ يومين، لتطرح الكثير من الأسئلة، ليس أولها توقيت الطرح، ولا آخرها مضمون هذا الاقتراح، ووضعه على مشرحة النقاش السياسي في البلد؟ وللتذكير فإن أمين العام الكتلة النائب أنور الخليل كان أعلن بعد الإجتماع عن موافقة الكتلة بالإجماع على الاقتراح، بعد إدخال التعديلات اللازمة عليه، على أن تبدأ جولة مشاورات واسعة مع الكتل النيابية، لتقديمه بعد ذلك إلى المجلس النيابي.

لا للصوت التفضيلي

يفضل عدد من أعضاء كتلة "التنمية والتحرير"، وخصوصاً أعضاء اللجنة التي أعدت الإقتراح (النائبان أنور الخليل وإبراهيم عازار)، عدم الحديث عنه قبل وضع اللمسات الأخيرة عليه، و"بعض الرتوش"، بعد النقاش الذي خضع له في اجتماع الكتلة الأخير. إلا أن الرئيس بري أكد أمام زواره ولسائليه أن لا أسباب موجبة للتوقيت، سوى أن النقاش في هذا الملف يجب أن يبدأ باكراً، "حتى لا ننحشر بالوقت كما كان يحصل في السابق، سيما وأن القانون الحالي، ورغم أنه أدخل النسبية للمرة الأولى إلى الانتخابات النيابية في لبنان، لكنه للأسف أدخلها بصورة سلبية، أفرغتها من مضمونها عبر الصوت التفضيلي، الذي عزز فرز الناس مذهبياً، وخفف من نسبة الإقبال على الاقتراع، بدل أن يرفعها. وهذا أول درس أنا تعلّمته شخصياً، وإن شاء الله يتعلّم غيري من هذا الدرس". وإذ بدا واضحاً أن بري ضد الصوت التفضيلي، فإن مصادر الكتلة قالت لـ"المدن" إن العناوين الأساسية للاقتراح تتمحور حول إعتماد لبنان دائرة واحدة، مع النسبية، وتحديد كوتا نسائية بنسبة 15 بالمئة أي 20 مقعداً. وإعتماد البطاقة الانتخابية الحديثة. والاقتراع في مكان الإقامة، على أن تبقى عملية الإشراف على الانتخابات من مسؤولية هيئة الإشراف وليس الوزارات.

اللوائح المقفلة

وفي وقت أشارت مصادر الكتلة إلى أن الاقتراح احترم العناوين الأساسية، التي جاءت في برنامج الكتلة الإنتخابي في الدورة الأخيرة، أوضح عضو الكتلة، النائب الدكتور قاسم هاشم لـ"المدن" أن أهم ما يتضمنه الاقتراح، الذي سيخضع للنقاش مع بقية القوى السياسية والكتل النيابية، هو اعتماد لبنان دائرة واحدة: 128 نائباً، مع ستة نواب للإغتراب موزعين على القارات. ولا وجود للصوت التفضيلي. وستكون اللوائح مقفلة، مع مراعاة التوزيع الطائفي والمذهبي الموجود حالياً في المجلس، والذي سيجري الترشيح على أساسه. ولفت هاشم إلى أن الحد الأدنى، ليقبل تسجيل اللائحة، هو 20 بالمئة من عدد أعضاء المجلس النيابي، أي 26 مرشحاً على مستوى لبنان كدائرة واحدة. وهناك تفاصيل أخرى تناقش لاحقاً. ويختم هاشم أن في احتساب النتائج ستعتمد طبعاً النسبة التي نالتها كل لائحة، ويتم أخذها أو اختيار الفائزين وفقاً للترتيب الذي تضعه اللائحة نفسها وهكذا.. في النهاية، هذا اقتراح للنقاش. ويجب برأينا أن يبدأ الآن، نظراً لأهمية هذا القانون، ولتفادي تكرار التجارب السابقة التي تضع الجميع تحت ضغط الوقت. في الخلاصة، ستبقى الأسئلة مفتوحة حول هذا الاقتراح ومضامينه، وتوقيت طرحه، بانتظار أن يتبلور بصيغته النهائية، ويوضع على طاولة النقاش الجدي من قبل المجلس النيابي، بعد تحويله إلى اقتراح قانون يُسجل رسمياً في قلم مجلس النواب، ويُحال إلى اللجان المختصة لبحثه. إلى حينه، السؤال الواضح هو: هل فتح قانون الانتخابات المعركة بين بري والقوى التي واجهته في الانتخابات الماضية، وتشاركه اليوم في المجلس والحكومة؟ ونعني تحديداً منها "التيار الوطني الحر"، ورئيسه الوزير جبران باسيل؟

 

الهجرة: قصتان من لبنان

محمد أبي سمرا/المدن/الجمعة 26/04/2019

الهجرة: قصتان من لبنان روى بطرس لبكي هذه الشذرات من سيرته العائلية في مناسبة صدور كتابه "هجرة اللبنانيين"

ثروة آل لبكي الضائعة

(*) في أربعينات القرن التاسع عشر، كان والد جدي لأبي، إلياس ناصيف لبكي، يملك كرخانة حرير صغيرة في قريته ومسقطه بعبدات. وكان ابنه البكر، ناصيف، هاجر إلى أضنة في تركيا، فأثرى هناك من عمله في تجارة القطن إبان ازدهار زراعته وإنتاجه في الديار التركية ومصر، لتصديره إلى أوروبا بعد انهيار زراعته في الولايات المتحدة أثناء الحرب الأهلية الأميركية (1861-1865). أما شقيق المهاجر، جدي بطرس لبكي، المولود سنة 1856، فنشأ في بعبدات مغرمًا بالطب، وأراد دراسته في الكلية الإنجيلية السورية (الجامعة الاميركية لاحقًا) في بيروت. لكن والدته حالت دون رغبته، خائفة من ابتعاد ابنها الثاني عنها بعد هجرة الأول وابتعاده. وتعويضًا منه عن رغبته الملجومة تلك، تعرّف جدي في مطلع فتوته على رجل من آل فوّاز يعمل طبيبًا عربيًا جوالًا، فراح يتنقل معه ويتعلم منه مهنته التقليدية ويساعده فيها.

بعد وفاة أمه وزواج والده ثانيةً، غادر جدي بعبدات إلى بيروت. وبما لديه من مال أدخره من عمله مع والده محاسبًا في كرخانة الحرير، تمكن من تحصيل تعليم أهّلَهُ للدخول إلى الكلية الإنجيلية السورية في بيروت، فدرس الطب والجراحة فيها وتخرج منها بعد أربع سنوات. لمعادلة شهادته والحصول على إجازة (كولوكيم) تخوّله ممارسة مهنة الطب، سافر إلى اسطنبول، فحصل منها على الإجازة. وفي طريق عودته إلى لبنان، زار أخاه المهاجر في أضنة، فإذا به وافر الثراء والأعمال والأملاك من عمله في تجارة القطن وتصديره إلى أميركا، إلى جانب تصديره أخشاب الغابات إلى مصر لاستعمالها في تدعيم الرمل وتثبيته في حفريات قناة السويس.

قرر جدي البقاء والعمل في أضنة وكان ذلك في العام 1878. إضافة إلى عمله طبيبًا في المستشفى البلدي، شرع في أعمال كثيرة: أنشأ مصنعًا لحلج القطن، وآخر لألواح الثلج، واشترى عقارات بنى عليها بيوتًا ومتاجر أجرها، وتملك أراضي زراعية على نهر أضنة جعلها بساتين برتقال وكروم عنب، وأسس مع شريك له يوناني شركة مقاولات وأشغال عامة، أفلست في ما بعد.

متأخرًا، في مطلع الثلاثينات من عمره، عاد جدي إلى مسقط رأسه بعبدات، عازمًا على الزواج، فاختار صبية تنتسب إلى عائلة لحود المتفرعة من آل لبكي. كانت تلك الصبية أمية، لأن الأهالي آنذاك ما كانوا يعلمون بناتهم بعدُ. لذا تعهد تعليم زوجته المرتقبة سنة في مدرسة الراهبات اللعازاريات في بيروت. فطبيب ورجل أعمال مثله لا يناسبه ولا يجوز أن تكون قرينته أمية. وفي أضنة أنجب الزوجان أبناءهما وبناتهما السبعة، فبعثا بعضهم إلى لبنان للتعليم في مدارسه، ولتحاشي تجنيد الذكور منهم في الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش العثماني. وفي هذه الأثناء تعاظمت ثروة والدهم، جدي بطرس لبكي الذي توفي عشية الحرب العالمية الأولى عن 57 سنة عام 1913، فنقل والدي رُفاته في خمسينات القرن العشرين من أضنة إلى مدفن العائلة في بعبدات.

في سنوات الحرب الأولى تسلم نصري لحود، صهره، زوج إحدى بناته (ابن خالها)، إدارة ثروة جدي الكبيرة. فأرملته كانت قد زوجت ثلاثًا من بناتها اللواتي تعلمن في مدرسة سان جوزف دوليون في أضنة، من أبناء إخوتها، أحدهم نصري الذي حملته رغبته في الاستيلاء على ثروة الراحل على إرسال أحد أبنائه (نعيم) إلى الخدمة العسكرية في الجيش العثماني للخلاص منه، فيما كان أخوه، والدي، لا يزال في سن الثالثة عشرة بعد، ويتلقى تعليمه في المدرسة الوطنية في بعبدات.

شطر من الثروة التي استولى عليها نصري لحود استغلها في شراء الأراضي المتهاودة الأسعار في بعبدات أثناء الحرب الأولى (1914-1918)، واستغل أيضًا ظروف المجاعة في لبنان في تجارة القمح مع جمال باشا قائد الجيش العثماني الرابع، وكان يملك مع إخوته مصنعًا للحرير وتجارته، فجمعوا من هذا كله ثروة طائلة.

ما تبقى من أملاك جدي في أضنة استولت عليه السلطات التركية بعد الحرب، أسوة بأملاك المهاجرين الأرمن واليونانيين في تركيا التي قامت دولتها القومية على انقاض الإمبراطورية العثمانية. وما أصاب ثروة جدي وأملاكه من استيلاء وتناثر في الحرب الأولى وبعدها، ترك عائلته التي عادت إلى بعبدات خالية الوفاض، ومنهم والدي الذي استطاع تحصيل منحة دراسية من الجنرال غورو، المندوب السامي الفرنسي الأول على لبنان وسوريا. تحصّل على تلك المنحة في الفوج الأول من شبان لبنانيين ابتعثتهم سلطات الانتداب الفرنسي لدراسة الهندسة الزراعية في المعهد الزراعي في مدينة مونبلييه جنوب فرنسا. وسنة 1923 عاد والدي إلى لبنان مهندسًا زراعيًا في التاسعة عشر من عمره، فوظفته الإدارة الانتدابية في وزارة الزراعة اللبنانية الناشئة حديثًا، فعمل في إدارة شؤون انتاج الحرير. وقبل زواجه متأخرًا في السادسة والثلاثين من عمره سنة 1940، تنقل كثيرًا في عمله وفي مناطق لبنان: رئيس دائرة الزراعة في البقاع، ودائرة المالية في بيروت، مدير بنك عقاري فرنسي في يروت، ورئيس مصلحة الريجي (إدارة حصر التبغ والتنبك في سوريا ولبنان)، ومديرها بعد سنة 1946.

كان والدي يتقن لغات خمسًا، التركية والفرنسية والإنكليزية والألمانية، إلى العربية. وكان كثير الأسفار إلى خارج لبنان والتنقل فيه بحكم عمله، فيصطحبني معه أحيانًا ويكثر من راوية ذكرياته لي عن حياته طفلًا وفتى في أضنة، وعن مشاهداته في أسفاره ورحلاته، وعن الهجرة والمهاجرين وأنسابهم العائلية. وعلى الرغم من أن السلطات التركية سلبته أملاك والده، ومنها الأراضي التي تقوم عليها قاعدة أنجرليك العسكرية الأميركية، غير بعيد من أضنة ونهري سيهان وجيهان في غرب تركيا، كان يحمل في صدره تقديرًا وحنينًا إلى الإمبراطورية العثمانية المتعددة الأقوام والإثنيات والأديان واللغات، عربًا وأتراكًا مسلمين، وأرمن ويونانيين ومسيحيين كاثوليك وموارنة ولاتين وسريان وكلدان وآشوريين... حتى إنه كان يخبرني عن خدمته قداديس سبعة في كنائس متنوعة نهارات الآحاد في أضنة.

على الرغم من المصائب التي حلت بعائلته، ظل والدي يحن إلى السلطنة العثمانية. وقد تكون عن والدي وأحاديثه وروايته ذكرياته وتراث عائلته المحلي والمهاجر، وكذلك عن تراث عائلة أمي الأقدم والأوسع في هجرتها وتنقلها بين مدن حوض المتوسط منذ القرن الثامن عشر، تحدّرت إليّ ذائقتي وشففي في تقصّي سكك المهاجرين اللبنانيين وهجراتهم وعائلاتهم واختلاط انسابهم واقتصادات الهجرة وآثارها في المجتمع اللبناني.

وسنة 1925 قرّر والدي استعادة أملاك والده في أضنة، فسافر إليها وتقدم بدعوى قضائية ضد الحكومة التركية لاستعادة تلك الاملاك، وحجته في ذلك أن عائلته التي كانت مستوطنة في أضنة ليست مثل المهاجرين الأرمن واليونان، بل كانت من رعايا السلطنة العثمانية ومواطنيها، وأصبحت لبنانية وفي لبنان بعد انهيار السلطنة وتقسيمها. ربح والدي الدعوى، لكن السلطات التركية استأنفت الحكم ونفت القاضي الذي أصدر حكمه في القضية إلى أرضروم في أقاصي تركيا الشرقية على حدود أرمينيا. وراحت الاحكام والممطالات القضائية تتناسل، فلم يحصّل والدي سوى 20 في المئة من أملاك والده في أضنة، فراح يبيعها نتفًا متفرقة، ويهرّب أثمانها المالية من تركيا إلى لبنان في علب تبغ الينيجي والبافرا التي تنتجها الريجي، إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية. وذلك لأن السلطات التركية كانت تحظر إخراج العملة من أراضيها. وما حصله والدي من حصته اشترى به أراضي في بعبدات ليست سوى فتاتٍ من أملاك والده السليبة في أضنة. وفي العام 1983 سافرتُ إلى اسطنبول وأضنة لمتابعة ما تبقى من شؤون الدعوى والأملاك، فوجدت أن أحد الوكلاء هناك كان قد باع خلسة البقية الباقية.

هجرات آل زلعوم وثروتهم

تعود أصول عائلة أمي البعيدة إلى آل زلعوم الحلبية في القرن الثامن عشر. وفي العام 1720 تقريبًا هاجر فرع منها إلى مدينة ليفورنو التوسكانية الإيطالية، فاستوطنت هناك، وصارت كنيتها العائلية دزالوم في الإيطالية. ومن بواعث هجرة ذلك الفرع من عائلة زلعوم الحلبية، أن دوق توسكانا إبان ازدهار تجارة المدن الإيطالية وتنافسها، أخذ يستقدم من الديار المتوسطية والأوروبية تجارًا متنوعي الأعراق والأديان: يونانيون وأرمن وروم كاثوليك وأرثوذوكس وبروتستنت ويهود، فاستوطن أولئك التجار واندمجوا في مجتمع ليفورنو التجاري الكوزموبوليتي. وكان هدف الدوق التوسكاني تنشيط ليفورنو ميناءً تجاريًا لتوسكانا وتحريرها من سيطرة بيزا ومينائها. وعندما سافرتُ إلى تلك المدينة الإيطالية مقتفيًا أثر عائلة زلعوم، وجدت في مقبرتها قبرًا مدونًا عليه اسم مارينا دزالوم، وأن أصولها تعود إلى جرابلس على الفرات، والتي كان الإيطاليون يعتبرونها إيرابلس الرومانية. لكن حقيقة الأمر أن تلك أصول عائلة زلعوم تعود إلى حلب، على ما بيّنت لي وثائق حصلت عليها.

والد جدي لأمي، لويدجي دزالوم، كان يملك مصرفًا في ليفورنو. وبعد موت زوجته المبكر هناك، جذبه إزدهار مدينة بيروت بعد حوادث 1840-1860 الدامية في لبنان وسوريا، فهاجر إليها، وأسس فيها مصرفًا وتملك أرضًا في رأس النبع مكان ما عرف لاحقًا بشارع عمر بن الخطاب، وبستانًا في منطقة المدور، واستعاد كنية العائلة القديمة زلعوم، على الرغم من جهله اللغة العربية.

أحد أبنائه، جدي لأمي، درس علوم الصيدلة في جامعة القديس يوسف في بيروت مع الشيخ يوسف الجميل، عم الشيخ بيار الجميل، ومؤسس صيدلية الجميل في ساحة البرج. وكان منزل جدي في رأس النبع، وفيه ولدت أمي سنة 1914. وفي مطلع عهد الانتداب الفرنسي، استبدلت سلطات الانتداب العملة الفضية والذهبية العثمانية بالعملة الورقية السورية وربطت قيمتها بالفرنك الفرنسي الذي تسبب انهياره بانهيار بنك آل زلعوم البيروتي، فباع جدي لأمي حصته منه ومن أملاك والده، ثم هاجر إلى الاسكندرية، فأسس فيها مصنعًا للصابون أفلس بعد سنوات عشر.

تعلمت أمي وأخواتها في مدارس إيطالية في الاسكندرية، إبان حقبة صعود الفاشية في إيطاليا موسوليني. وسنة 1935 مات والدهم، جدي، في الاسكندرية، فأرسلت أرملته، بناتها، ومنهم أمي، لمتابعة دراستهم في بيروت، فأقاموا في منزل عمهم في رأس النبع. ولم تلبث جدتي أن زوجت أثنتين من بناتها، خالتيّ، من شقيقين من آل المدور يكبرانهما بأكثر من عقدين من السنوات.

كان آل المدور من كبار التجار والملاك العقاريين في عهد الانتداب الفرنسي على لبنان، وهم سريان كاثوليك هاجروا من الموصل العراقية إلى دمشق، ثم إلى بيروت. الشقيقان المدور، قبل زواجهما من خالتيّ، كانا قد هاجروا إلى الهند وجيبوتي وتاجرا بالبهارات والتوابل، وحصّلوا ثروة كبرى قبل عودتهم إلى لبنان، وتأسيسما مصنعًا للقرميد في الجديدة كان الأضخم في الشرق الأوسط، إضافة إلى معمل للزجاج، واشتروا أراضي واسعة لاستخراج التراب الصالح لصناعة القرميد. وإحدى بنات أخيهما تزوجت الحقوقي والنائب الحلبي الأصل، إدمون رباط، بعدما استقدمه آل مدور من حلب إلى بيروت.

ومن منزلهما في رأس النبع استقدمت خالتاي، زوجتا الشقيقين مدور، أمهما وشقيقتهما، (أمي)، للإقامة معهما في الجديدة حيث تعرف والدي على أمي واقترنا سنة 1940.

الهجرة ومساراتها المعولمة

روى بطرس لبكي هذه الشذرات من سيرته العائلية في مناسبة صدور كتابه "هجرة اللبنانيين: 1850-2018 - مسارات عولمة مبكرة" الصادر في 559 صفحة، مطلع عام 2019 لدى "دار سائر المشرق" في بيروت. وهو كتب في مستهل توطئته الكتاب: "منذ طفولتي أنا محاط بمظاهر الهجرة من لبنان وإليه (...) وفي بلدتي بعبدات تحوط منزلي في الناحية القديمة من البلدة، منازل مسقوفة بالقرميد الأحمر، أصحابها الأصليون مغتربون في الولايات المتحدة وكولومبيا ومصر والبرازيل (...)  وكان أبي وأمي وجيراني وأقاربي وأصدقاؤنا يخبروني دائمًا عن أقاربنا وأقاربهم في بلاد الاغتراب (...) وابنتي البكر هاجرت لسنوات عشر إلى فرنسا وأميركا وسويسرا وعادت. وابنتي الثانية هاجرت إلى بريطانيا للدراسة والعمل".

وبعد مطالعات وجمع معلومات ودراسات ووثائق عن الهجرة وأنسبابها وتحولاتها واقتصادها، شرع بطرس لبكي في "البحث الجدي" عن الهجرة عام 1980، وكانت حصيلته هذا الكتاب.

(*) رواية بطرس لبكي، كتابة محمد أبي سمرا.

 

من الخرطوم إلى طهران... مقبرة الآمال الضائعة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/26 نيسان/19

الشهر الماضي، نشر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، بيانه الجديد بشأن «بناء الحضارة الإسلامية الجديدة خلال العقود الأربعة المقبلة». ويستند البيان إلى فرضية أن الحضارة الإسلامية الأصلية، والتي بلغت أوج قوتها وازدهارها في المدينة المنورة ثم لاحقاً تحت ولاية علي بن أبي طالب في الكوفة، قد ولّت أيامها واندثر إرثها على أيدي أعداء الداخل والخارج، ومن ثم ينبغي العمل على إعادة بنائها بالكامل من جديد. وتتماهى فرضية علي خامنئي مع تلك الأطروحة التي تمخضت عنها قريحة الإسلاموي السوداني حسن الترابي في المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي الأول في أبريل (نيسان) من عام 1991 في العاصمة السودانية الخرطوم. وربما هو من قبيل المصادفة أن يأتي بيان خامنئي بعد قرابة ثلاثة عقود من «تجمع» الخرطوم الذي اجتذب 500 من أبرز نشطاء ومنظّري التيارات الإسلاموية المختلفة من أنحاء العالم كافة، وكأن الرجال الذين شهدوا «تجمع» الخرطوم قد اتفقوا على مهلة تبلغ 30 عاماً لإعادة تشكيل وجه العالم وفق رؤيتهم الخاصة لما يجب أن يكون عليه الإسلام في العالم. وكان من المفترض بتلك الرؤية المتفائلة للغاية أن تزيح من طريقها حالة التشاؤم العميقة التي لازمت التاريخ الإسلامي وقرون التخلف والرجعية والانحدار، هكذا زعموا.

ويحوي برنامج «تجمع الخرطوم» حفنة من الأهداف الطموحة للغاية، منها إزالة دولة إسرائيل، والقضاء على الولايات المتحدة في أعقاب تفكك الاتحاد السوفياتي، وإقامة النظم الإسلامية الحاكمة «الحقة» في الدول الـ57 كافة التي يمثل الإسلام ديانة السواد الأعظم من سكانها راهناً.

وتأكيداً للقول، لا يزال أمامنا عامان كاملان قبل حلول الموعد النهائي لمهلة الـ30 عاماً المضروبة بموجب برنامج «تجمع الخرطوم»، وبالتالي لا يمكننا تأكيد أن نسخة «الإسلام» التي راودت حسن الترابي يوماً ما سوف تحلّ مهيمنةً على ربوع البسيطة بحلول عام 2021. ولكن المؤكد لدينا، بحفنة معتبرة من الاستثناءات اللازمة، أن كل الرجال تقريباً الذين حملوا على عاتقهم عبء بناء النظام «الترابي» الجديد قد لقوا نهايات لا تنذر بأي خير.

كان «تجمع الخرطوم» في عام 1991، وهو الأول من ثلاثة تجمعات أو مؤتمرات تنتهي جميعها في عام 1995، قد انتخب فيما بينه لجنة قيادية لتنفيذ المشروع.

وتولى الترابي بنفسه رئاسة تلك اللجنة ممثلاً عن السودان. ورغم ذلك، وقبل مرور السنوات العشر الأولى، كان قد أُزيح بالترابي من المشهد العام في السودان إلى السجن بعدما ضلع في تعكير الصفو السوداني النسبي من خلال إطلاق الشرطة الدينية ضد الأغلبية المسلمة من سكان البلاد وأسهم في تشجيع القمع والاضطهاد ضد الأقليات من سكان جنوب السودان. والعضو البارز التالي في تلك اللجنة العبقرية كان عباسي مدني مؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، واللاعب الرئيسي في المأساة التي عصفت بحياة أكثر من 300 ألف شخص في أقسى عقد من عقود العنف والإرهاب التي شهدتها الجزائر. وبعد ظهوره الوجيز كأحد الزعماء المحتملين للبلاد، اضطر عباسي مدني للفرار إلى منفاه في ألمانيا، حيث انخرط في عالم المال والأعمال لفترة من الزمن قبل أن يستقر به المقام في قطر اعتباراً من عام 2011. ومن أعضاء اللجنة الآخرين كان «رجل المال والأعمال» البارز أسامة بن لادن، الذي خسر جنسيته السعودية ليلقى مأوى يحتويه وزمرته في السودان حيث نال شهرة غير مسبوقة هناك من المشاريع والاستثمارات والرشى. وكان أن طُرد من السودان في أعقاب الانقلاب العسكري الذي تزعّمه الجنرال عمر البشير الذي حاول مغازلة الغرب من خلال تسليمه للمطلوب الأول دولياً وقتذاك إليتش راميريز سانشيز المعروف باسم «جاكال» أو «كارلوس» للسلطات الفرنسية، على الرغم من حقيقة تقول إن الإرهابي الدولي ذا الأصول الفنزويلية قد اعتنق الإسلام. أما حياة بن لادن اللاحقة وحتى تاريخ مقتله في باكستان على أيدي إحدى الوحدات الخاصة من القوات الأميركية فهي موثّقة بصورة لا تقبل اللبس حتى نحتاج إلى إعادة بسط الكلام عنها هنا.

وكان عضو اللجنة الإيراني هو حجة الإسلام مهدي كروبي، الذي كان آنذاك متزعماً لفصيل عميق التشدد من المؤسسة الخمينية في طهران. وبلغ كروبي ذروة حياته المهنية باعتلائه رئاسة البرلمان الإسلامي الإيراني مرتين متتاليتين ثم انتهى به الأمر قيد الإقامة الجبرية حتى اليوم.

وشهدت اللجنة الإسلاموي الأفغاني قلب الدين حكمتيار عضواً عن أفغانستان. وهو مؤسس وزعيم الحزب الإسلامي، وكان لسنوات الطفل المدلل لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في بلاد الأفغان، ونجح في الفوز بمنصب رئيس وزراء البلاد، غير أنه لم يتمكن من دخول العاصمة كابل لتولي مهام منصبه. واضطر إلى الفرار إلى إيران حيث أسس شركة للنقل وجنى من خلالها بعض الأموال قبل قفوله راجعاً إلى كابل للاستراحة فيما يشبه الحياة الناعمة الهادئة. ومن أعضاء اللجنة الآخرين الممثلين للوجود المصري في التجمع الإسلاموي كان أيمن محمد ربيع الظواهري، الذي برز اسمه لدور الرجل الثاني الذي التزمه في تنظيم «القاعدة» بعد مؤسسه أسامة بن لادن. وتلاشت أخباره إثر اختبائه في أعقاب سقوط حكم حركة «طالبان» في أفغانستان، ويُعتقد أنه وجد ملاذه الآمن لدى قبائل البشتون الأفغانية في وادي سوات الباكستاني.

ومثّل لبنان في ذلك التجمع كبير مسؤولي الأمن في تنظيم «حزب الله» اللبناني عماد مغنية، وهو أحد العناصر الرئيسية الموالية لطهران في المنطقة. ولقي حتفه اغتيالاً في دمشق عام 2005 إما على أيدي القوات الإسرائيلية وإما بأوامر من بشار الأسد شخصياً لأجهزة استخباراته.

وكان راشد الغنوشي، مؤسس حزب النهضة التونسي، أحد اثنين من أعضاء اللجنة اللذين تمكنا من تفادي المصير الأسود بعد انتهازه الفرصة الذهبية التي أتاحتها ثورة الياسمين في العودة إلى الديار واقتطاع جزء من كعكة السلطة التي تركها زين العابدين بن علي وولى هارباً خارج البلاد.

وامتلك الغنوشي ما يكفي من الحكمة ليدرك أن الشعب التونسي لن يرضى باستبدال طاغية ديني بالطاغية العلماني. ويقول البعض إن الغنوشي تخلى عن خدعه التآمرية التي اعتادها لسنوات طويلة وذلك بفضل كريمتيه اللتين نشأتا في المنفى في لندن وذلك لصالح سياسة توافق الآراء.

ومن الذين هربوا من المصائر السوداء أيضاً كان رجب طيب إردوغان الذي بنى حياته السياسية عبر العقدين التاليين على «تجمع الخرطوم»، وانتهى به الحال ليكون أول رئيس منتخب في تركيا. ويزعم معارضوه ونقاده أنه يحاول الآن فرض نظام الترقي على تركيا ذلك الذي اعتمدوه قبلاً في «تجمع الخرطوم».

وضمت «مسرحية الخرطوم» كذلك قادة الفصائل الفلسطينية كافة تقريباً، تلك التي كرّست جهودها للكفاح المسلح، غير أن أياً منها لم يُدرج على قائمة اللجنة العليا في التجمع المشهود. والبلدان الخمسة ذات الأعداد الهائلة من السكان المسلمين: الهند، وإندونيسيا، وبنغلاديش، وباكستان، ونيجيريا، لم يكن لها تمثيل يُذكر في تلك اللجنة. وكانت هناك ميزة أخرى اتسمت بها المسرحية السياسية التي أخرجها حسن الترابي: أنها جلبت معاً ألدّ الأعداء داخل العالم الإسلامي، بما في ذلك كبار ضباط أجهزة الأمن الإيرانية جنباً إلى جنب مع نظرائهم في أجهزة نظام الطاغية العراقي صدام حسين.

وفي مقابلة مع أحد الصحافيين الفرنسيين، والتي نشرت في طيات كتابه في وقت لاحق، تفاخر حسن الترابي بأنه مفجر الانهيار الجليدي الذي من شأنه أن يدفن عالم الصهيونية والصليبية الفاسد بأسره دفعة واحدة. حسناً، لم يحدث من ذلك من شيء في الواقع حتى الساعة. وما شهدناه يُدفن هو أمل الشيخ البائس الذي استحال شبحاً يطارد آيات الله في طهران اليوم. وكما قال الشاعر الإيراني ظهير الدين أبو الفضل فاريابي: التاريخ هو مقبرة الآمال البائسة!

 

أخطار الحرب... وخيار «الأقليات» في لبنان

رضوان السيد/الشرق الأوسط/26 نيسان/19

سارع الأمين العام لـ«حزب الله» في خطابه مساء يوم الاثنين في 22 - 4 - 2019 إلى التبرؤ الكامل من المعلومات الواردة بمقالة بصحيفة «الرأي» الكويتية عن اقتراب موعد الحرب على الحزب من جانب إسرائيل، وأنّ الحزب يُعدُّ نفسه للأخطار الهائلة التي يمكن أن تقع عليه، ومن ضمنها مقتل نصر الله نفسه وقيادات الصف الأول. الأمين العام قال إن ما أوردته الصحيفة على لسانه لم يحصل بتاتاً، وهو شخصياً يرى أنّ الحرب لن تقع. وقبل شهر كان أحد الصحافيين قد نقل عن النائب بالحزب نواف الموسوي (عن نصر الله نفسه) أنّ الحرب واقعة، وعاد إعلام الحزب فنفى ذلك. والفرقُ بين الشائعتين المسرَّبتين أمس واليوم، أنه في شائعة الموسوي فإنّ الميليشيات الإيرانية ومثيلتها الإيرانية الهوى من لبنان وسوريا والعراق هي التي ستهاجم ولن تنتظر الهجوم الإسرائيلي. وكنتُ قد سمعتُ عن مقالة «الرأي» قبل نشرها بيومين من مصادر في لبنان قريبة من الحزب. فالظاهر في المرتين أن الحزب معنيٌّ بإعداد عسكره وأنصاره واللبنانيين الآخرين، وإثارة عواطفهم من جهة، وتخويف المختلفين وضبطهم من جهة أُخرى.

في المرتين، أثار ذلك الرُّعب في سائر الأوساط اللبنانية القريبة من الحزب والبعيدة عنه. بيد أنّ أحداً ما ساءل نصر الله ولا حاسبه في حالتي النشر والطيّ. وقد شبّه لي أحد أصحاب المواقع عمليات نصر الله هذه بالتعذيب بالماء لمعتقلي «القاعدة» في غوانتانامو، أي الإيهام بالإغراق!

إنّ الذي يدلُّ على «الفرح العارم» بما اعتبرتُهُ غَرَقاً في المستنقع، أنّ التسريبات لا تأتي من جانب الحزب وحسْب، بل تأتي من جانب أهل السلطة اللبنانية تدليلاً على وفائهم للحزب وولائهم له، واستماتتهم في إظهار ذلك: في وجه مَنْ؟ في وجه الولايات المتحدة! فقد نشرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية الموالية للحزب، تقريراً سرياً كتبه دبلوماسي لبناني في الولايات المتحدة حضر اجتماعاً في وزارة الخزانة في وشنطن مع وزيرين لبنانيين أحدهما من التيار العوني والآخر من القوات. وقد قال لهم الموظف الأميركي الذي قابلهم إنّ «ولاء حكومتكم للحزب أشدّ من ولائكم لمصالحكم الوطنية، وسيضرّ بكم أولاً وأخيراً». ولا يذكر التقرير بماذا أجاب الوزيران، إنما بمجرد وصول التقرير إلى وزارة الخارجية اللبنانية؛ فإنّ الوزارة عمدت إلى تسريبه لصحيفة «الأخبار»، التي نشرته كما هو. وهكذا فإنّ أولياء أُمور الدولة والنظام أو بعضهم يهمهم ليس فقط رضا الحزب وإيران، بل يهمهم أيضاً إظهار ذلك إثباتاً للولاء في كل الأحوال، ودونما تفكيرٍ بتأثير ذلك على الوضعين المالي والاقتصادي. فكل أسبوع تقريباً هناك إجراءات ضد إيران، وقبل أيام ضد الحزب بشكل خاص. بيد أنّ هذا الموقف البطولي تجاه «المقاومة» ما ظهر أخيراً، بل منذ عام 2016، أي مع بداية العهد الحالي والتسوية. فقد دأب أكبر المسؤولين على القول إنّ الجيش ضعيف، ولا يستغني عن الحزب، أو أنّ الحزب لا يستعمل سلاحه بالداخل، وسيبقى لحين انتهاء أزمة الشرق الأوسط، أو أن إسرائيل هي التي تنتهك القرار الدولي رقم 1701 الخاص بتأمين الحدود اللبنانية مع العدو، والمنطق المكمل: فلماذا لا يحقُّ «للمقاومة» الانتهاك؟!

هناك إذن إصرارٌ من جانب السلطات اللبنانية في هذا العهد على الانضواء الكامل في المحور الإيراني، واعتبار أنّ سلاح الحزب يحمي المسيحيين، إنما ممن؟ في الأعوام ما قبل 2016، ادّعوا أنّ الحماية من الإرهاب. ثم عندما أخمد الأميركيون وحلفاؤهم الأكراد والعرب سطوة «داعش» في العراق وسوريا، تأمّل المسؤولون الأشاوس إفاقةً لبشار الأسد، فما عاد هناك همٌّ للسلطات غير المطالبة باستعادة العلاقات مع سوريا الأسد؛ بحجة إعادة اللاجئين السوريين، وبحجة المصالح التجارية اللبنانية. في حين ما أفاد لبنان ذلك شيئاً باستثناء ظهور 140 منفذاً للتهريب من سوريا! ثم جاءت ثالثة الأثافيّ في زيارة رئيس الجمهورية إلى روسيا الاتحادية. ظننّا (وسوء الظن من حُسن الفِطَن) أنّ مقابلة الإحدى عشرة دقيقة مع الرئيس بوتين، ستنصبُّ على البحث في المبادرة الروسية لإعادة اللاجئين السوريين؛ فإذا بالرئيس يطلب من الرئيس الروسي حامي الأرثوذكس بالمشرق كما قال، أن يحمي المسيحيين الآخرين أيضاً، وممن هذه المرة؟ لا ندري، ويكون على الرئيس أن يحدّد العدو الجديد!

إنّ مسألة حماية الأقليات، وتحالُف الأقليات، هي مسألة وعي، ولا تُهمُّها الوقائع. بيد أنّ الأمر شديد السوء على وجه الخصوص في السنوات الأخيرة. فوعي المسيحيين الموارنة منذ قيام دولة لبنان الكبير عام 1920 هو وعي خصوصي يتصاعد في الأزمات لدى العامة وبعض الخاصة؛ فقد كانت هناك دائماً البطريركية المارونية التي تعد نفسها حارساً للبنان والعيش المشترك. وكان هناك دائماً فريق سياسي مسيحي أو أكثر يفكّر في مصر وفي السعودية. وكانت جماهير من العامة المسيحية، وبسبب تأثيرات الحرب الأهلية، لا تميل إلى اتفاق المصالحة الداخلية الذي احتضنته المملكة، وقاتله الجنرال عون؛ لكنّ البطريرك صفير حماه، وحمى الفريق المسيحي الذي دخل فيه. وجاءت حركة 14 آذار عام 2005 على أثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري، لتشهد وتصْنع وعياً لبنانياً شاملاً ظنناه بسبب حرارته وجمهوره الزاخر لن يَخْفُتَ أو يتوارى أبداً. بيد أن الجنرال عون وبتحالفه مع الأمين العام لـ«حزب الله» في كنيسة مار مخايل عام 2006، قاد موجة شعبوية تصاعدت حتى اصطدمت بالبطريرك صفير أيضاً. ومع أنّ حركة 14 آذار تحطمت على وقْع احتلال بيروت بالسلاح من جانب الحزب عام 2008؛ فقد ظلَّ الأمل حياً في جامعة وطنية بسبب موقف القوات اللبنانية المتمايز. لكنّ الدخول في التسوية الصغرى مع الجنرال عون (2015)، ثم في التسوية الكبرى التي دخل إليها الرئيس الحريري (2016)، أحدث اختلالاً كبيراً في الوعي المسحي مؤدّاه أنّ التحالف مع السلاح الإيراني التوجه، أعاد المسيحيين إلى السلطة، وحمى لهم أيضاً ثروتهم، وهكذا هناك اليوم فريقٌ مسيحي واحدٌ تقريباً يسود الساحة ويتزعمه الرئيس وصهره، ويعتقد أنه لا حاجة به إلى اتفاق الطائف والدستور والوحدة الوطنية والعيش المشترك، ما دام سلاح الحزب إلى جانبه، وكذلك مغانم الإدارة والدولة وإيران وبشار الأسد... وحتى الروس الآن!

ماذا نُسمّي هذه الطريقة في التفكير والتدبير؟ هل نسميها غياب الوعي؟ فالبلاد يتهددها الانهيار الاقتصادي، وكل أمارات الدولة الفاشلة، والسلاح غير الشرعي، والمفارقة لمعظم قواعد العيش المشترك، والجري وراء إرضاء الدويلة المضادة، وإيقاظ الوعي الغلط لدى المسيحيين أنهم بحاجة إلى حماية لوضعهم الخاص، فحتى العلاقة التاريخية بالفاتيكان ما عادت أَولوية! الأمين العام للحزب يقول لجماعته من الأقليات (واللبنانيون جميعاً من حيث الأعداد أقليات!) إنه سيد الحرب والسلم. والسلطات اللبنانية الجديدة ووراءها جمهور عريض (فارتاع عندما أرادوا تخفيض المرتبات ثم عاد للسُّبات) تصفّق لذلك، وتتحدى أميركا والغرب، وتذيبُ التمييز والتمايز بين الدولة والدويلة، وتهشُّ للسياح العرب الذين تريد فلوسهم لا صداقتهم وثقافتهم وانتماءهم. والله يستر، فقد يكون الآتي أعظم!

 

دور إيران التخريبي في ليبيا

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/26 نيسان/19

مظاهر الدور التخريبي للنظام الإيراني في ليبيا كثيرة ومتنوعة، ليس آخرها «سفينة الحرس الثوري الإيراني» المملوكة لشركة «IRSL» لنقل الأسلحة، التي شملتها قائمة العقوبات الأميركية، والتي رست في ميناء مصراتة محمّلة بشحنات من الأسلحة الإيرانية للميليشيات، قادمة من مرفأ بورغاس البلغاري، وترفع العلم الإيراني، وفق بيانات موقع «مارين ترافيك». والسفينة، وفق موقع «بيفول»، تعمل لحساب وزارة الدفاع الإيرانية. إيران تقوم بدور كبير في تأجيج الصراع في ليبيا، فالتدخل الإيراني السافر في الشأن الليبي له تاريخ يسبق هذه السفينة، ومنذ بداية فوضى «الربيع العربي» والنظام الإيراني سارع إلى التدخل في ليبيا عن طريق التناغم والانسجام والترتيب والاتفاق مع النظام القطري من خلال تبادل الأدوار، خصوصاً أن هذين النظامين تربطهما علاقات وثيقة بتنظيم «الإخوان» الإرهابي، الذي يعد ليبيا غنيمة وبيت مال للتنظيم الدولي.

النظام الإيراني دأب على تصدير الفوضى إلى العالم، ويحاول السيطرة أو إيجاد نفوذ وموطئ قدم له في الشمال الأفريقي، ولهذا اختار ليبيا لتنفيذ مشروعه، بعد أن ثبت تسلل عناصر من «حزب الله»، إبان حراك فبراير (شباط) 2011، حيث أكدت ذلك الاستخبارات الليبية في حينها، إذ تم رصد عناصر من «حزب الله» في مدينة مصراتة، معقل تنظيم «الإخوان»، ثبت وجودهم بأشكال شتى، حتى افتضح أمرهم بنشر التشيع في مجتمع أغلبه سنّي، ولكن هذا الأمر فشل في إيجاد صدى له يمكن التعويل عليه في الجانب المذهبي باستثناء جانب المصالح وتقاطعها مع تنظيم «الإخوان» الذي راهن على الدعم الإيراني. ولعل هذه السفينة كشفت المستور في علاقة تنظيم «الإخوان» بالنظام الإيراني الذي يحاول تصدير نسخة ولاية الفقيه وطاعة المرشد إلى ليبيا ولو كانت سُنية، فالنظام الإيراني لا يزال يستعيد ذكريات الفاطميين الذين عبروا ليبيا إلى مصر، ورغم حكمهم للبلدين مئات السنين فإن البلدين بقيا على منهج السنة، وسبق أن اتهمت هيئة علماء ليبيا، في بيان، إيران، بنشر التشيع بين الشباب الليبي. النظام الإيراني يعبث بالشأن الليبي عبر تحالفات وتحريك أمراء ميليشيات، ودفع الأموال لهم ليكونوا تحت تصرفه وتصرف النظام القطري في خدمة التنظيم الإخواني، الحليف للنظام الإيراني وصاحب المشروع المشترك. إيران الخمينية جمعها مع ليبيا الماضي ليست دعوة القذافي إلى الفاطمية الثانية، بل حلف الخلاف بين نظام القذافي وبعض دول المنطقة، ودعم نظام القذافي لإيران في حرب الخليج، ورغم هذا التقارب الشديد الحَذِر لم يتمكن القذافي من زيارة إيران، إذ كان يؤرقه ملف اختفاء المرجع الشيعي موسى الصدر بعد عام من ثورة الخميني، والزعم أنه اختفى في ليبيا رغم التأكد من سفره ووجود ملابسه وجواز سفره في أحد الفنادق في روما، الأمر الذي تتخذ منه إيران اليوم قميص عثمان لتصفية الحسابات مع الشعب الليبي، رغم أن الشعب الليبي لا علاقة له باختفاء الصدر، بل هناك المستفيدون من هذا الاختفاء، وعلى رأسهم حسن نصر الله زعيم «حزب الله»، أداة إيران في المنطقة العربية. سجل تاريخ الأعمال التخريبية الإيرانية في ليبيا أو التي أضرت بليبيا، لن يقف عند السفينة «سحر آي كورد»، فالنظام الإيراني كثيراً ما اختبأ خلف ليبيا، ولعل قضية «لوكربي» التي يعد النظام الإيراني متهماً بالتورط فيها وصاحب المصلحة في تفجيرها ليست ببعيدة، القضية التي حمل تكلفة وزرها نظام القذافي، فقط ليدفع فاتورة إيرانية مؤجلة. التحالف مع الميليشيات والأقليات لعبة إيرانية مستمرة، فالنظام الإيراني الشيعي المعتقد، يقدم الدعم لعناصر «القاعدة»، بل ويتحالف معها في ليبيا، لكسب منطقة نفوذ في الشمال الأفريقي، حيث مطامع إيران الحقيقية.

ثالوث الشيطان المتكون من النظام الإيراني والنظام القطري وتنظيم الإخوان، لن يتوقف عن العبث وتأجيج الصراع في ليبيا ما دامت هناك ميليشيات فيها نفس، ولهذا وجب كتم أنفاسها لقطع دابر ثالوث الشيطان.

 

عندما تصبح وسائل التواصل منصَّات للإرهابيين

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/26 نيسان/19

كما يذهب المرء إلى عرس أحد أصدقائه بخطوات واثقة، حمل حقيبته ومشى إلى الكنيسة في كولومبو، ليفجر القنبلة التي كان يحملها بين المصلين. في الطريق التقى طفلة كان جدها يمسك بيدها، بعد أن أخرجها من الكنيسة بسبب كثافة حشود المحتفلين. ابتسمت للإرهابي من دون أن تدري أنها كان يمكن أن تكون إحدى ضحاياه، لو لم يسعفها الحظ ويخرجها جدها من ذلك التجمع الديني، الذي تحول في لحظات إلى جحيم. مثل الصورة التي نقلتها الكاميرات لإرهابي كولومبو، تابعنا مشاهد صوّرها إرهابي كرايستشيرش في نيوزيلندا، وهو في طريقه إلى ارتكاب جريمته ضد المصلين في المسجد. أيضاً، مثل ذاهب في رحلة سياحية، حمل ذلك الإرهابي الكاميرا على رأسه، وراح يصور «رحلته» إلى قتل الأبرياء، لينقل الصور مباشرة على موقع «فيسبوك»، في مسعى مخطط له لتعميم جريمته على أوسع قدر من «المشاهدين».

ما هذا الحقد الأعمى الذي يصعب أن يفهمه شخص عادي؟ ما هذا الحقد الذي يدفع هؤلاء المجرمين إلى ارتكاب المجازر بحق أبرياء لا يؤذون أحداً، ولا يشكلون أي خطر؟ كل ما يفعلونه أنهم يمارسون شعائرهم الدينية داخل معابدهم. ليس هؤلاء الإرهابيون مجانين أو أميين أو فقراء. إنهم أبناء طبقات وسطى أو حتى ثرية. خريجو جامعات وأبناء عائلات سوية. الإرهابيان اللذان فجرا فندقين في كولومبو كانا ابني مليونير، وكانا يعيشان حياة مترفة مرفهة، وحظيا بتعليم خاص قبل تحولهما للتطرف والتشدد. والدهما محمد يوسف إبراهيم، تاجر توابل معروف، وأحد أقطاب المجتمع في سريلانكا. وكان أحد الشابين يملك منجماً للنحاس على مشارف كولومبو. وتعتقد الشرطة أن هذا المنجم كان مكاناً لإعداد المتفجرات. وتقول إن الشقيقين كانا يقيمان في منزل كبير في أحد ضواحي العاصمة.

حالات كثيرة مشابهة علقت في الذاكرة؛ منها الإرهابيون الذين ارتكبوا تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) وجاءوا أيضاً من بيئة اجتماعية ودينية منفتحة، غير أن الفكر الإرهابي تمكن من اختراق عقولهم وتوظيفهم في خدمة مشروع تكفيري، يبرر ويحرض على قتل كل من كان دينه مختلفاً أو عرقه أو جنسيته.

لا يشكل المسيحيون في سريلانكا خطراً على التجمع السياسي هناك، ولا على توازن القوى الحزبية في البلد. إذ لا يزيد عددهم على 7 في المائة من السكان. فالمتوقع والطبيعي أن تكون ردود الفعل ضد المسيحيين من الأكثرية البوذية، لا من المسلمين الذين يشكلون أقلية هم أيضاً، ويتعرضون مثل المسيحيين لاضطهاد سياسي وديني. ومثل مسيحيي سريلانكا، لا يشكل المسلمون في نيوزيلندا الذين تعرضوا لإرهاب مماثل قبل أسابيع قليلة، أكثر من 2 في المائة من سكان ذلك البلد. هذا يعني أن الدافع الوحيد وراء هذا الإجرام المتنقل، هو حقد الآخر وكرهه، وصولاً إلى الرغبة في القضاء عليه، فقط لأنه من دين مختلف، وليس لأنه ينافس على النفوذ أو على الحصص السياسية. العنصري الأبيض في كرايستشيرش مثل الإرهابيين في كولومبو. كلهم أبناء فكر واحد بات يتسع وينتشر ويتواصل في العالم، من دون أي قدرة على المراقبة أو على الحد من هذا الخطر. وإذا صحت التقديرات المتداولة من أن تنظيم «داعش» هو وراء تجنيد إرهابيي سريلانكا، بناء على الشريط الذي بثه التنظيم للإرهابيين مع «زعيمهم» زهران هاشمي، فكيف وصلت أوامر أبو بكر البغدادي المختبئ في أحد الأقبية شرق نهر الفرات إلى هؤلاء؟ وكيف وصل شريط المبايعة إليه في وكره هناك؟

كلما اتسعت الأمنيات بنهاية «داعش»، ظهر التنظيم من جديد في موقع آخر، غالباً ما يكون مستبعداً ظهوره فيه. وإذا كان تاريخ سريلانكا القريب هو تاريخ حافل بالعنف وبالإرهاب الدموي، فإن هذا العنف كان بين الجيش السريلانكي وأكثرية عناصره من البوذيين، و«نمور التاميل» الذين كانوا يطالبون بدولة مستقلة لأقليتهم الهندية. بهذا المعنى يعتبر التطرف الإسلامي في سريلانكا دخيلاً على المجتمع، ولا يعود عمره إلى أكثر من عقد من الزمن. وحتى بدايات «جماعة التوحيد» التي تتهمها سلطات سريلانكا بالتخطيط للهجمات، هي جماعة بدأت عملياتها كرد فعل على التطرف البوذي ضد المسلمين، وليس كحركة معادية للمسيحيين. ثم كانت مشاركة عناصر منها في الحرب السورية في صفوف «داعش»، كما هرب زعيمهم زهران هاشمي إلى جزر المالديف القريبة، التي أصبحت قاعدة للتنظيمات المتطرفة في تلك المنطقة، ويقال الآن إنه كان ضالعاً في التخطيط للهجمات الأخيرة.

هكذا لم تعد المسافات عائقاً أمام نشاط الإرهابيين، بعدما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أشد خطراً على أمن المجتمعات من أي خطر آخر. وبالمقارنة مع الإيجابيات التي باتت توفرها هذه الوسائل، فإن استخدامها لنشر الأفكار الإرهابية والمعلومات المضللة ولغسل الأدمغة، أصبح يستدعي تدخلاً مباشراً من المسؤولين عن هذه المواقع ومن الحكومات المعنية. لقد أصبحت هذه المواقع منصات سهلة لتواصل المجرمين والإرهابيين بعيداً عن عيون أي سلطة، حتى أن أحد المختصين في تكنولوجيا المعلومات لم يتردد في وصف من يقفون وراء مواقع التواصل بأنهم «تجار السلاح الرقميون» في عصرنا الحديث.

بعد جرائم نيوزيلندا وسريلانكا، كان أول ما فعلته السلطات في البلدين هو وقف مواقع «فيسبوك» و«يوتيوب» و«تويتر»؛ لكن هذا الإجراء كان موقتاً ويصعب أن يكون غير ذلك؛ لأن وسائل التواصل هذه أصبحت جزءاً من ضرورات حياتنا اليومية. ولأنها كذلك، ولأن طبيعة استخدامها تقتضي بعدها عن المراقبة، فقد أصبحت وسيلة سهلة في يد من يستخدمونها لنشر «أفكارهم» التي تحرض على العنف، كما لتسهيل حركتهم وتواصلهم لارتكاب جرائمهم. في مواجهة هذا الوضع، قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، التي كان موقفها متميزاً في مواجهة الهجمات على مسجدين في بلدها، الدعوة إلى قمة في باريس في منتصف الشهر المقبل، للبحث في طرق مواجهة ومنع مواد ودعوات التحريض المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي. وكما قالت أرديرن، فالمسألة لم تعد تتعلق بحرية التعبير. لقد أصبح ضرورياً منع هذه المواقع من أن تكون منصات لارتكاب أعمال إرهابية بواسطة الإنترنت.

 

في وقائع إدلب اليومية

فايز سارة/الشرق الأوسط/26 نيسان/19

تشغل منطقة إدلب وجوارها في الشمال السوري، الحيز الأوسع في اهتمامات الأطراف ذات العلاقة بالقضية السورية في مستوياتها المحلية والإقليمية والدولية، وهو انشغال طبيعي، باعتبار أن ما سيؤول إليه الحال في إدلب، سيرسم خطوات أساسية في مسار الحل السوري، لأن إدلب تمثل حالياً نقطة احتدام الصراع في سوريا وحولها. ففي إدلب وجوارها، تتمركز اليوم القوة الرئيسية لـ«هيئة تحرير الشام» («النصرة» سابقاً) وأخواتها القريبات من «داعش» مثل «حراس الدين» الذين خرجوا من خاصرة «الهيئة»، دون أن يشتبكوا معها، ووقعوا معها اتفاقات تؤهل لتعايش بينهما رغم الخلاف. وإضافة لقريبتي «القاعدة»، فثمة خلايا شبه علنية وأخرى نائمة لكل من هب ودب من تنظيمات مسلحة، ما زالت لديها أو لدى داعميها طموحات في لعب دور في القضية السورية، وفق ما يمكن أن تتطور إليه في المراحل المقبلة.

وتحتشد في محيط إدلب قوى صراع متعددة، منها في الجنوب والشرق قوات نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين وميليشياتهم، فيما يتمركز حلفاؤهم الروس بالقرب منهم في قواعد قريبة، وتوجد في المنطقة القريبة شمالاً «قوات سوريا الديمقراطية»، المحكومة بـ«حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي»، والمتحالفة مع الولايات المتحدة، فيما تحيط القوات التركية بغالبية إدلب وجوارها من الشمال والغرب مدعومة بقوتين؛ أولاهما نقاط المراقبة التركية الـ14 المشكلة استناداً إلى مقررات آستانة، والثانية مجموعة من تشكيلات مسلحة للمعارضة السورية، أثبتت حضورها إلى جانب تركيا، وشاركت في عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون».

وكما هو معروف، فإن القوى الموجودة في محيط إدلب، ترسم سيناريوهات وأدواراً لما يمكن أن تقوم به عند ساعة الصفر. وإذا كان الهم الرئيسي للنظام وحلفائه السيطرة على إدلب، فإن هم الأتراك الأول الحصول على نصيب من المنطقة، يزيد من عوامل قوتهم في القضية السورية، فيما سوف تسعى «قوات سوريا الديمقراطية» للوقوف في وجه أي ارتدادات لانفجار الوضع في إدلب، خصوصاً مع احتمال تحرش تركي، يكون بوابة لتوجه القوات التركية نحو شرق الفرات.

وبموازاة تلك الاحتدامات السياسية القائمة والاحتمالات العسكرية بصدد إدلب ومحيطها، تعيش الأخيرة واقعاً ملتبساً في ظل سيطرة «هيئة تحرير الشام»، وصنيعتها «حكومة الإنقاذ»، التي تشكلت في أواخر عام 2017 لتكون الواجهة العلنية للهيئة، وساعدتها الأخيرة في إحكام سيطرتها الإدارية والوظيفية على المنطقة، بل إنها وسعت نفوذ «حكومة الإنقاذ» في الريف الحلبي المجاور، وقلمت وجود الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف، وأجبرتها على الاستقالة.

ولم يكن إعلان «الهيئة» لـ«حكومة الإنقاذ» مجرد واجهة مدنية للهيئة، بل كان أداة تطبيق سياستها في التعامل مع المجتمع بفئاته وفعالياته، وأن تكون بديلاً أفضل عن الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني. لكن ما أكدته تجربة العام ونصف العام الماضيين، أنها أسوأ، فقد كانت صورة مشوهة عن صانعيها في «هيئة تحرير الشام»، بما تحمله من تشدد وتطرف، وما تمارسه من إرهاب، تستمدها جميعاً من تجربة وإرث «القاعدة» التنظيم الأم لـ«جبهة النصرة». وكان من الطبيعي في ضوء الحقيقة السابقة، أن يتركز جهد «الهيئة» وصنيعتها «حكومة الإنقاذ» على تمكين قبضتهما على إدلب وجوارها، والتمدد خارجها، إذا كان بالإمكان، ومنها يمكن فهم السياسات المتبعة، والإجراءات المطبقة، حيث عملت «الهيئة» على إزاحة منافسيها من التشكيلات المسلحة، وأكبرها «الجبهة الوطنية للتحرير»، وفرضت سيطرة شبه كاملة على المنطقة، وأسست «حكومة الإنقاذ» لمزاحمة وحل الحكومة المؤقتة، وسيطرت على المجالس المحلية، بل إنها دفعت حكومتها لإحلال واعتماد راية جديدة، مكان علم الثورة الذي توافقت أغلبية السوريين على اعتباره رايتهم في مواجهة علم نظام الأسد.

وترافق خوض «الهيئة» وحكومتها صراعاتهم مع المنافسين العسكريين والسياسيين، مع مساعي ضبط المجتمع وحركة فعالياته السياسية والمدنية وسط فلتان أمني، عزز فرصة تعميم أجواء التشدد والتطرف والإرهاب من جانب «الهيئة» وحكومتها، فتزايدت عمليات الخطف والاغتيال والاعتقال والتعذيب الذي بلغ حد الموت في العشرات من سجون إدلب ومحيطها، والتي تتبع شكلياً وزارة العدل في الحكومة، لكنها من الناحية العملية تحت سيطرة عناصر «الهيئة». وتشكل النساء إحدى أهم الشرائح في عملية ضبط المجتمع، ورغم أن مجتمع إدلب ومحيطها مجتمع محافظ، فإن ثمة تشديداً على اللباس والمظهر الشرعي للنساء قريباً مما كان يفرضه «داعش»، وقد أكد منشور لـ«الإنقاذ» أصدرته في مارس (آذار) الماضي ضرورة تطبيق «اللباس والمظهر الشرعي» على الطالبات، خصوصاً في الجامعات والمعاهد تحت تهديدهن بعقوبات، تشمل اعتقال أولياء أمورهن.

ويشكل الناشطون السياسيون والمدنيون والإعلاميون فئة أخرى ممن تستهدفهم الهيئة وحكومتها، وللدلالة على نموذج من هذه الاستهدافات، يمكن التوقف عند ناشطي كفر نبل الذين تم استهدافهم اعتقالاً وغيلة في الأشهر الأخيرة لوقف أي نشاط لهم.

الإضافة الأهم إلى ما سبق من سياسات «الهيئة» وحكومتها، تتمثل في السيطرة على موارد المنطقة، والضغط على سكانها لاستنزاف قدراتهم المادية. وتدر المعابر التي تسيطر عليها الحكومة كثيراً من الأموال رسوماً على البضائع والسلع والوقود المتبادلة مع تركيا أو المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وتحدثت تقارير عن دور لـ«شركة وتد للبترول» التابعة لـ«الهيئة» في تهريب البنزين المستورد من تركيا إلى مناطق سيطرة النظام، وتضيف «الإنقاذ» إلى مواردها السابقة، ما تفرضه من ضرائب على المحال التجارية والورشات الصناعية الصغيرة والأفران وغيرها، وكله لا يمنعها من توجيه خطباء المساجد لدعوة الأهالي للتبرع من أجل ما وصفته بـ«التدشيم والتحصين». خلاصة الوقائع في إدلب ومحيطها، أن «هيئة تحرير الشام» وحكومتها، لا تعطي أي اهتمام لمصير المنطقة وأهلها في إطار القضية السورية، بما في ذلك اعتداءات النظام وحلفائه على المنطقة، إنما تركز اهتمامها على إحكام سيطرتها على المنطقة، وتبذل غاية جهدها للحصول على ما أمكن من موارد دون أن تهتم بإقامة تنمية وخدمات هدفها تحسين مستويات حياة السوريين، وتقويتهم في مواجهة احتمالات هجوم النظام وحلفائه لاستعادة السيطرة على إدلب.

 

الإعلام والثقافة والقوة الناعمة

مها عقيل/الشرق الأوسط/26 نيسان/19

شهدت المملكة العربية السعودية خلال فترة قصيرة نقلة نوعية وحراكاً على الصعيدين الثقافي والإعلامي، الذي يمكن أن نضعه في إطار الدبلوماسية الناعمة لها، ولكونها قلب العالم الإسلامي ولمكانتها الدولية فكان لهذا الحراك تأثير وأثر تردد صداه عبر أرجاء المعمورة.

فقبل أسابيع قليلة، ومنذ أن أطلقت وزارة الثقافة الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تشكلت حالة من الشغف والتطلع لتنفيذها، فهي استراتيجية شاملة وافية يسيل لها لعاب ليس المثقفين والأدباء والفنانين والمبدعين فحسب، بل كذلك عموم المجتمع بجميع فئاته وشرائحه الذين يرغبون في حضور الفعاليات ويزورون المنشآت ويستفيدون من المبادرات. اعتمدت رؤية الوزارة الجديدة، التي أُنشئت منفصلة عن وزارة الإعلام قبل عام تقريباً، على ثلاثة أهداف رئيسية، وهي تعزيز حضور الثقافة في المجتمع، لتصبح نمط حياة، وتطوير المواقع الثقافية، واستثمارها كمحرك للنمو الاقتصادي الوطني، وخلق فرص للتبادل الثقافي الدولي. كما حددت الرؤية الجديدة للوزارة 16 قطاعاً، تغطي مجموعة متنوعة من الجوانب الثقافية تشمل العمارة والتصميم الداخلي والكتب والتراث والأزياء والمهرجانات والأفلام والفنون المرئية والأدائية والبصرية والمأكولات والمكتبات والمتاحف والموسيقى والشعر وغيرها. وقامت الوزارة بالإعلان عن أول حزمة من المبادرات، كان من بينها مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وصندوق نمو الثقافة، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وبينالي الدرعية، وفرقة وطنية للمسرح وأخرى للموسيقى، إضافة إلى بيوت للثقافة وأكاديميات للفنون، ومتاحف متخصصة، ومهرجانات ثقافية، وبرنامج ثقافة الطفل، وتوثيق التراث الشفهي وغير المادي، وإقامة معرض سنوي للفن المعاصر، وأسابيع الأزياء، ومهرجان الطهي الوطني، والفن في الأماكن العامة، ومدينة الثقافة السعودية.

وفي الحقيقة، لم تترك الاستراتيجية قطاعاً أو مجالاً ثقافياً إلا وتطرقت إليه، وهي بذلك تسعى إلى تعزيز الهُوية السعودية والمحافظة عليها لتؤدي إلى نهوض الثقافة لتكون قوة ناعمة وتسجيل حضور للمملكة عربياً ودولياً، باعتبار ذلك عنصراً من عناصر «رؤية 2030». فبالمحافظة على تراثنا المعماري وأزيائنا ومأكولاتنا التقليدية وفنوننا الموسيقية وغيرها وتطويرها ننقل صورة حضارية عنا تعيد تشكيل الانطباع السائد الذي ترسخ بسبب تقاعسنا عن إظهار المعالم الثقافية لنا عبر التاريخ.

ومع إطلاق المبادرات، وجد المبدع المساحة والمنصة والدعم الذي يحتاج إليه ليتمكن من صناعة وتطوير وتسويق المنتج الفني والأدبي الذي يعبر عن ثقافة المملكة بالمستوى والفكر الذي يليق بها وبمكانتها محلياً ودولياً، وخصوصاً أنه خلال الفترة القصيرة الماضية تم تهيئة الأجواء والبيئة الملائمة التي تسمح باستقبال وعرض الإبداعات والفعاليات المختلفة وازدهارها عبر وضع الأنظمة المناسبة. فمثلاً بدلاً من أن يلجأ المخرج السينمائي لدور السينما والمهرجانات السينمائية في الخارج ليعرض عمله وينال استحسان الجمهور وشهادات التقدير والتكريم في الخارج دون أن يدري عنه أبناء وطنه، يستطيع الآن أن يقدم أعماله محلياً وينطلق نحو العالمية بكل ثقة مدعوماً بالإمكانات التي ستُوفَّر له في بلده.

وهناك جانب آخر للحضور السينمائي دولياً. فقد أشار تقرير نشر مؤخراً لبوابة الاقتصاد الإسلامي العالمي عن واقع الاقتصاد الإسلامي العالمي 2017 - 2018 أن الإصلاحات في مجال الترفيه في المملكة العربية السعودية تفتح آفاقاً واعدة للعرض والطلب بالنسبة للمحتوى الذي يتناول مواضيع تناسب الذوق والثقافة الإسلامية. وبحسب التقرير، فإن منتجي المحتوى في عواصم الإنتاج السينمائي في أنحاء العالم يبذلون جهودهم لتلبية الطلب في العالم العربي، وخصوصاً في الدول الخليجية، فيما ترسي السعودية أسساً متينة لتصبح فاعلاً مهماً في هذا القطاع عبر محفزات حكومية. وذكر التقرير أنه من المتوقع أن يدفع إنشاء دور سينما في السعودية المحتوى الذي يتناول مواضيع تناسب المشاهد السعودي إلى الشاشة الكبيرة، وهو ما سيعود بآثار إيجابية على الشاشة الصغيرة وعلى المحتوى المقدم إلكترونياً.

ويضيف التقرير أن الترفيه والترفيه المعلوماتي يشكلان مجال عمل كبيراً، لذلك من الطبيعي أن يستهدف المحتوى المسلمين الذين يشكلون ربع سكان العالم. كما تتزايد مطالب المسلمين بمحتوى ثقافي ولغوي محدد. ويظهر ذلك جلياً عبر الارتفاع في المحتوى العربي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 40 في المائة ما بين عامي 2011 و2014K فيما انخفض المحتوى الغربي بنسبة 55 في المائة. كما تحاول هوليوود بدورها استقطاب المشاهدين المسلمين، إذ تعمل مارفل كومكس على خلق أول بطل خارق مسلم، فيما كان الفيلم الأول الذي يُعرض في دور السينما السعودية فيلم «النمر الأسود» من إنتاج مارفل كومكس.

وأبرز التقرير وجود توجه من قبل الدول والمناطق ذات الأغلبية غير المسلمة يقضي بتقديم محتويات تتناول مواضيع ذات طابع إسلامي أو يناسب الثقافة العامة في الدول الإسلامية. فعلى سبيل المثال، قدّم المؤتمر الدولي لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي الأخير توصية باستحداث «إعلام حلال» (أي مقبول للمسلمين) لدول أميركا اللاتينية، فيما عقدت المملكة المتحدة مهرجان الثقافة والأدب الإسلامي الأول في لندن.

وفي استجابة للمستوى المتزايد من المحتوى الذي يتم عرضه إلكترونياً، تمّ إطلاق موقعٍ موازٍ لموقع نتفليكس (Netflix) بمحتوى إسلامي مخصص للأطفال اسمه «علي هدى» (Ali Huda). ويقدّم هذا الموقع الآلاف من حلقات الكرتون والبرامج التعليمية الترفيهية باللغتين الإنجليزية والعربية.

وتعود هذه التطوّرات، بحسب التقرير، إلى أن 54 في المائة من المسلمين سيكونون دون سن الثلاثين بحلول عام 2030. مما يوفّر فرصاً هائلة لمنتجي المحتوى الذي يدخل في هذا القطاع. وقد بلغ الإنفاق الإسلامي على قطاع الإعلام والترفيه 209 مليارات دولار في عام 2017. ومن المتوقّع أن يبلغ 288 مليار دولار بحلول عام 2023. أي أن قطاع السينما والترفيه عموماً يمكنه أن يشكل بالفعل محركاً للنمو الاقتصادي المحلي في السعودية كما هو مخطط له بوصفه أحد أهداف رؤية الوزارة. وكان إعلان انطلاقة مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، والذي سيقام في جدة التاريخية في العام المقبل، ضمن المبادرات، حدثاً مميزاً أنعش السعوديين من هواة السينما والفاعلين في صناعتها ودعمها. ولكن تظل الإشكالية بالنسبة للإعلام المنتَج من قبل مسلمين أو موجه للمسلمين (الإعلام الحلال كما أطلق عليه في الخارج)، بحسب التقرير، هو تأمين المستوى المناسب من الدعم والاستثمارات والتسويق بشكل صحيح والشروع في تنفيذ استراتيجية طموحة للتوسع. من جهة أخرى، يمكن للإعلام «الحلال» أن يصبح قوة دافعة إلى الخير وقادرة على الاستمرار، تساعد على تغيير الروايات المتعلقة بالمسلمين ولا سيما في الغرب.

وربما تكون منظمة التعاون الإسلامي، التي تجمع في ركابها 57 دولة إسلامية عضواً، وتتحدث باسم مليار ونصف مليار مسلم، قد أدركت هذا الأمر مؤخراً ونشطت في المجال الثقافي والإعلامي. فمن خلال إطلاق مهرجان منظمة التعاون الإسلامي، الذي أُقيمت نسخته الأولى في القاهرة في شهر فبراير (شباط) الماضي وتنعقد نسخته الثانية في أبوظبي حالياً، تسعى المنظمة إلى تعريف الشعوب الإسلامية بعضها ببعض وتعريف العالم بالثقافات المتنوعة والعادات المختلفة والحضارات المتعددة التي يزخر بها العالم الإسلامي، والإمكانات العلمية والأدبية والابتكارية التي لدى شعوبه، والتي للأسف الشديد تم إغفالها أو إنكارها أو تهميشها عبر تصوير العالم الإسلامي وكأنه بؤرة من العنف والتخلف والفساد والفقر. كما تبنت المنظمة فكرة إطلاق مهرجان سينمائي لتعزيز التفاهم المتبادل وتوثيق عرى التضامن والتعاون بين الدول الأعضاء وليشكل مهرجان منظمة التعاون الإسلامي للفيلم جسراً ثقافياً بين الدول الأعضاء. فمن دون شك تضطلع الأفلام السينمائية بدور كبير في تشكيل الرأي والمعرفة بالدول والشعوب، ورغم ثراء مخزوننا الروائي وقصصنا عبر التاريخ الماضي والقريب ما زال إنتاجنا السينمائي قليلاً وضعيفاً وتواجهه الكثير من التحديات والصعاب، منها نقص الإمكانات المادية والتقنية. كم نحن بحاجة في العالم الإسلامي إلى كسب الرأي العام وتغيير صورتنا السلبية النمطية التي فرضتها علينا المجموعات الإرهابية التي صدرت نفسها كمتحدث باسمنا وقدمتها وسائل الإعلام على أنها الصورة السائدة. الموضوع ليس حملة تسويقية أو دعائية، وإنما في عصر أصبح للرأي العام الشعبي قوة ضاغطة في صنع القرار ومؤثرة في صناعته، وصارت الشعوب أكثر وعياً وتفاعلاً، وتعاظم دور المنظمات والجمعيات غير الحكومية، وأصبحت الدبلوماسية الناعمة لأي دولة أو كيان سياسي ركيزة أساسية في تحقيق النتائج المرجوة على أرض الواقع نحو كسب مزيد من التأييد والدعم الجماهيري للقضايا والمواقف السياسية لتلك الدولة أو الكيان.

 

المصنع 1: “داعش” يتمدد بين مخيمات العزل ونقمة العشائر

حازم الأمين- عليا ابراهيم/موقع درج/26 نيسان/19

يباشر “درج” بدءاً من اليوم نشر تحقيقات ضمن ملف “المصنع” الذي يتناول احتمالات انبعاث تنظيم “داعش” وشروطه، وذلك عبر رصد مصادر ولادته الأولى ومدى توفر شروطها اليوم وتوقعات انبعاثه. تحقيقات تتناول البنية العشائرية للتنظيم والسجون بصفتها “أكاديميات” صاغ فيها قادة التنظيم علاقاتهم ودمجوا خبراتهم، وما كشفته الهزيمة العسكرية للتنظيم من مآسٍ يبدو من الصعب على حكومات دول المنطقة التعامل معها. اليوم ننشر الحلقة الأولى من ملف “المصنع” على أن تتبعها حلقات وأشرطة وثائقية تنشر أسبوعياً.

خلافاً لأشقائها وأعمامها الذين يريدون قتلها بسبب فرارها من القدر الذي قرّروه لها عبر تزويجها من أحد عناصر “داعش” في مدينة الرطبة العراقية، لا يرى أخوال هبة أن فعلتها تستحق القتل، ذاك أن الأخوال أنفسهم كانوا فرّوا من التنظيم حين سيطر على مدينتهم، وشرع بقتل عناصر الشرطة المحلية التي كانوا ينتمون إليها. إلا أن تمنّعهم عن قتلها لا يعني حمايتها، فهبة تقول إن موتها أهون عليهم من بقائها على قيد الحياة هي وابنتها التي أنجبتها من عنصر التنظيم الذي قتل بعد أشهر من زواجهما. “أخوالي لن يحموني، لا بل طردوني أنا وشقيقتي وأمي، فعدنا إلى الرطبة حيث قتل التنظيم شقيقتي وأبقاني حية بانتظار أن ألِد، وهو ما مكّنني من الفرار مع أمي مجدداً”.

أخوال هبة خصوم “داعش”، إلا أن خصومتهم للتنظيم لم تعفِ الشابة التي هربت من “عدو أخوالها” من شعور الأخوال بأن موتها سيخفف عن “كرامتهم” أعباء ابنة أختهم التي انتهك التنظيم “شرفهم” عبرها. موتها أهون على رغم أنها لا تستحقه بحسبهم. لا يريدون قتلها، إلا أنهم لا يريدون حمايتها. وهي تقول إنهم يرغبون في أن يصل أشقاؤها إليها، فتموت على أيدي غيرهم.

في العراق، وفي أعقاب هزيمة “داعش”، ثمة موت موازٍ يحصل بصمت. قتل النساء ليس خبراً في تلك المساحات التي خلّفها التنظيم في أعقاب هزيمته. موت يعقب موتاً، والصمت المرافق لعمليات القتل يؤشر إلى قبول الجميع بهذه المصائر التي تواجه عشرات وربما مئات النسوة. المرأة ليست حساباً في ميزان الربح والخسارة في تلك البيئة العشائرية، وحياتها قد تكون التسوية الأسهل التي تجريها العائلات في سياق إعادة تموضعها في أعقاب انسحاب “داعش”.

وتقول هناء أدوارد، وهي عراقية وتدير مؤسسة الأمل التي أمّنت لهبة مخبأ في بغداد، إن قتل النساء لا يقتصر على أسباب انتقامية، إنما يمتد ليشمل قضايا الإرث. أخوال هبة يتمنون أن يقتلها أعمامها لأنهم يطمحون بإرث صغير هو منزلها في الرطبة. هذا ما قاله لها قريب هبة الذي أوصلها إلى دار الأمل.

تصلح قصة هبة لأن تكون مدخلاً لتناول “مجتمع المهزومين” في عراق ما بعد “داعش”. هذا “المجتمع” الذي يفوق عدد أفراده 200 ألف، بين امرأة وطفلٍ وعجوز، هو تلك العائلات التي أسسها عناصر التنظيم قبل موتهم أو انسحابهم أو تواريهم. 31 ألفاً منهم ينتظرون اليوم في مخيم الهول في سوريا موافقة السلطات العراقية على دخولهم العراق.

التقديرات العراقية التي تقول إن أعداد هذه الشريحة من العراقيين تصل إلى ما يفوق 200 ألف نسمة، ستتضاعف إذا أضفنا السوريين وعائلات “المهاجرين” من عناصر التنظيم، وهؤلاء كلهم ألقيت أعباء التعامل معهم على كاهل الدولة العراقية الضعيفة القدرات على مختلف المستويات.

وقال رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح لـ”درج”: “هذه من دون شك واحدة من أكبر المشكلات التي سيوجهها العالم كله. حتماً ستكون هناك تحديات على مستوى الجهاز القضائي، وعلى مستوى مراكز الاحتجاز، وعلى مستوى القوانين وعلى مستوى الإمكانات. المشكلة كبيرة وتأمين محاكمات عادلة هي مسؤولية مشتركة لا يمكن أن تكون على عاتق العراق وحده. نحن نتحدث عن 30 ألف إنسان يعيشون في مخيم الهول لوحده. إنها غوانتامو مضروباً بألف مع تعقيدات إنسانية إضافية لها علاقة بوجود أطفال ونساء”

وقال مسؤول كبير في الدولة العراقية ل”درج”، “المشكلة الأكبر ليست المقاتلين، فالمقاتل سواء كان فرنسياً أو نيوزيلندياً أو شيشانياً أو تونسياً، هو قاتل ولا بد من محاكمته. المشكلة الأكبر هي النساء والأطفال، ودعوني أكون صريحاً، النساء الموجودات في مخيم الهول مثلاً، لسن سهلات، فقد تمت أدلجتهن ومعظمهن مقتنعات بما جئن لأجله. هذه معتقداتهن والتعامل معهن ليس سهلاً والمشكلة الأكبر أن بلادهن لا تريد استعادتهن… أي كلام عن مناصحة لن يكون سهلاً. هذه هرطقة، فالطفل الذي يبلغ من العمر 11 عاماً اليوم، سيصبح شاباً قريباً والمشكلة من دون شك إلى تفاقم”.

“عدد أفراد عائلات التنظيم من العراقيين يفوق 200 ألف، وإبقاء هؤلاء في مخيمات العزل وبعيداً من مناطقهم، سيعني عودة داعش”

المشكلة في مستواها المحلي في العراق، ولاحقاً في سوريا، تبدو أكثر تعقيداً. التنظيم الإرهابي حكم مناطق واسعة وطبّق أحكامه على عشرات المدن وآلاف القرى والبوادي، وخلّف واقعاً اجتماعياً بدأ يكشف عن مآسٍ غير معهودة ولا تتسع لها الأنظمة والقوانين. أنماط من الزيجات غير المعهودة، وعائلات عابرة للدول والحدود تشكّلت بفعل الاختلاط غير المنتظم بين الجنسيات والأعراق والأقوام. استمر هذا نحو 4 سنوات، وترافق مع عملية تنشئة بالغة القسوة والأدلجة، تم خلالها تخصيب الوعي العشائري بمزيد من قيم العنف والقتل. ولعل أكثر من أصابهم زلزال “داعش” هذا، هم الأطفال والنساء، ذاك أنهم الشريحة الأضعف في البيئة العشائرية المنتشرة على طرفي الحدود بين العراق وسوريا، وفي أرياف باديتي البلدين.

والعالم إذ يشيح بوجهه عن ارتدادات الكارثة، يؤسس لكارثة موازية. هذا ليس توقعاً، ذاك أن مؤشرات الكارثة بدأت تلوح، فمخيمات “العزل” التي شرعت السلطات العراقية والكردية السورية بإنشائها لهؤلاء، ستدوم طويلاً في ظل استعصاء الحلول البديلة. ويقول أمنيون عراقيون إن هذه المخيمات ستكون بمثابة “أكاديمياتٍ للإرهاب”، ذاك أن كل عناصر ولادة العنف متوافرة فيها، بدءاً من القابلية الدينية والأيديولوجية، ومروراً بسوء الإدارة وندرة الموارد، ووصولاً إلى الاضطهاد والفساد والانتهاكات.

عبارة “مخيّمات العزل” على ما تنطوي عليه من دلالات، هي ما تقترحه الجهات الأكثر رأفة في هذه المجموعات. ويترافق هذا الاقتراح مع تصورات لأن تكون هذه المخيمات بعيدة من المدن ومناطق السكن في البادية. والصحراء الغربية الشاسعة وقليلة السكن في العراق هي ما يعتقده هؤلاء مكاناً مناسباً لمخيمات العزل. هذه الاقتراحات ليست مجرد أفكارٍ للتعامل مع هذه المشكلة، فهي بدأت تختبر عبر مخيم حمام العليل في شمال العراق ومخيم الهول في شمال سوريا. ومن اقترب من هذين المخيمين يمكنه أن يتصور ما ستؤول إليه أوضاع سكان المخيمات المقترحة الأخرى. عملية تخصيب هائلة للعنف في وعي آلاف الأطفال الذين على استعداد، لكي يتحولوا إلى فتية ومراهقين. وهؤلاء تُنتَهك أمهاتهم تحت أنظارهم من قبل الجماعات التي تحاصر المخيم ومن قبل “مجتمعات” المنتصرين على “داعش” من أولاد العم والخال والعشيرة والمدينة.

الإحاطة بالظاهرة وبما خلّفته من توترات وأشكال من العنف الفردي والجماعي وفي ظل ضعف السلطات وفسادها، كل ذلك سيفضي إلى قناعة حتمية بأن “داعش” سيولد من جديد. بيئة المنتصرين هي نفسها البيئة التي ولد فيها التنظيم أصلاً، وما حملته سلطة “داعش” من عنف وميول انتقامية، هي ما يعاد إنتاجه في أمزجة المنتصرين عليها. ليست قصة هبة سوى واحدة من آلاف القصص. فمحمد الفتى الذي انتمى إلى التنظيم لفترة أسبوع، ولجأ إلى حشد عشائري يضم أقرباء له بعد هزيمة التنظيم في الموصل، وهو اليوم يخدم عناصر هذا الحشد ويعد لهم الطعام، يؤدي لهم في الليل “خدمات جنسية”، وفق ما قاله أحد عناصر هذا الحشد متباهياً.

ظاهرة المبايعات الهائلة للتنظيم والتي أقدمت عليها عشائر الصحراء العراقية والبادية السورية بعد سيطرة “داعش” على مناطقها، توازيها اليوم ظاهرة مبايعات موازية للمنتصرين على التنظيم. وعلى ضفتي هاتين المبايعتين تترنح العشائر، وتقتل نساءً وتُعلن رفضها عودة أفخاذٍ منها انخرطت في “داعش”، وتتهم خصومها، وتحاول مفاوضة المنتصرين. ووسط هذا الاضطراب، تبدو النساء الحلقة الأضعف في مسار التحولات، وهن في الوقت نفسه الأكثر حضوراً في الوعي الانتقامي للثقافة المحلية.

عبارة “مخيّمات العزل” على ما تنطوي عليه من دلالات، هي ما تقترحه الجهات الأكثر رأفة في هذه المجموعات. ويترافق هذا الاقتراح مع تصورات لأن تكون هذه المخيمات بعيدة من المدن ومناطق السكن في البادية

وتقول هناء ادوارد: “من خلال رصد الوقائع بعد هزيمة داعش تبين أن هناك تعذيباً وحشياً للعائلات، وتعرضت نساء لأنواع من الاعتداءات بما في ذلك الاعتداء الجنسي الموثق، فيما أطلق سراح إرهابيين بفعل الرشى والفساد، وهذه أيضاً أفعال موثقة”. وتضيف: “عدد أفراد عائلات التنظيم من العراقيين يفوق 200 ألف، وإبقاء هؤلاء في مخيمات العزل وبعيداً من مناطقهم، سيعني عودة داعش”. أما رئيس الحكومة العراقي السابق حيدر العبادي وهو كان القائد الأعلى للقوات المسلحة في مرحلة استعادة المدن والمناطق من التنظيم، فقال لـ”درج”: ” الحل الوحيد بالنسبة إلى العائلات هي أن تعود إلى مناطقها، لكن في الفترة الأولى رفض أهل المناطق عودتهم، لذلك قررنا في حينها أن يعودوا تدريجياً خلال 6 أشهر أو سنة. اليوم يبدو أن هذا الملف أقفل وصارت المشكلة أكبر. تُرك هذا الأمر من دون علاج وهذا أمر خطير. مخيمات العزل مكان لتوليد إرهابيين جدد، ومعلوماتي أن داعش ناشط في المخيمات”.

مصدر أمني عراقي رسمي أكد لـ”درج” أن ليس لدى السلطات العراقية أي تصور للتعامل مع هذه المشكلة، وأن ضغوطاً تمارس على الحكومة من قبل الأميركيين لتسلم 31 ألف عراقي من قوات قسد في سوريا، هم عائلات عناصر التنظيم العراقيين الذين لجأوا إلى الباغوز ومنها إلى الهول، موضحاً أن ما يؤخر تسلمهم هو غياب أي تصور لاستيعابهم. ويضيف المصدر: “حتى فكرة عزلهم في مخيم في الصحراء غير ممكنة اليوم، لأنها تتطلب إمكانات أمنية ومالية غير متوافرة”. رئيس الجمهورية برهم صالح كرر ما قاله المصدر الأمني وأضاف: ” نحن نتحدث عن 30 ألف إنسان في مخيم الهول لوحده. إنها غوانتانامو مضروباً بألف، مع تعقيدات إنسانية إضافية لها علاقة بوجود أطفالٍ ونساء”.

وسط هذا الاضطراب، تبدو النساء الحلقة الأضعف في مسار التحولات… وهنّ في الوقت نفسه الأكثر حضوراً في الوعي الانتقامي للثقافة المحلي

القوانين أيضاً في العراق عاجزة عن استيعاب ما خلفه “داعش” من أزمات، ويعترف برهم صالح بأن القضاء عاجز عن التعامل مع حجم الظاهرة، ولهذا يقترح انشاء محكمة خاصة خارج العراق للتعامل مع هذه المشكلة الكبيرة. وما أشار إليه صالح يأخذنا إلى ما أنجزه القضاء العراقي حتى الآن على هذا الصعيد، فقد نُفذ حتى الآن نحو 700 حكم إعدام بحق مسؤولين وعناصر من التنظيم هم من بين آلاف تعج بهم السجون العراقية، في حين صدرت أحكام إعدام لم تنفذ بعد. ويقول هشام الهاشمي وهو باحث في الحركات الإسلامية أن عدد العراقيين الذين قتلوا في المعارك من عناصر التنظيم يبلغ نحو 23 ألفاً. وإذا كان القانون العراقي الذي سُن خلال الحرب على “داعش” نص على عقوبة الإعدام لكل من انتمى إلى التنظيم، فهذا يضعنا أمام أعداد ضخمة من أحكام الإعدام، تُطرح أسئلة عن مدى عدالتها، ما يضع العراق أمام أسئلة المنظمات الإنسانية الدولية.

والقضاء العراقي الذي هذه حاله ألقيت عليه أعباء إضافية، ذاك أن معظم حكومات الدول التي أرسلت “مجاهديها” إلى هذا البلد تفضل محاكمتهم في العراق، كما أكد لـ”درج” أكثر من مسؤول عراقي. وليس هذا وحسب، إنما يتعرض العراق لرقابة بعض الدول لجهة أدائه القضائي على هذا الصعيد. وخلال وجودنا في أحد مراكز التوقيف كان وفد من السفارة الفرنسية في بغداد يزور المركز الذي أوقف فيه 12 فرنسياً، وهؤلاء ترفض حكومة بلادهم تسلمهم وتطلب من الحكومة العراقية محاكمتهم. الأمر نفسه بالنسبة إلى الأردن الذي قال مسؤول فيه لـ”درج”، إن الأردنيين من عناصر التنظيم ارتكبوا جرائمهم في العراق، وعلى الأخير محاكمتهم. وإذا كان العراق لا يرى مانعاً في محاكمة هؤلاء، إلا أن عبء هذه المحاكمات سيكون ثقيلاً ومكلفاً، لا سيما أنه قد يشمل آلاف المتهمين بجرائم كبرى.

ما تم توثيقه حتى الآن من انتهاكات في مخيمات العزل يؤشر إلى ما ستكون عليه أحوال المخيمات الموازية التي ستقام لاستيعاب الوافدين من سوريا. وإذا كان الشرط السياسي لاستيقاظ “داعش” غير متوفر اليوم، فإن العراق بطن ولادة للعنف ولشروطه السياسية والطائفية، وهذه المخيمات ستكون قاعدة انطلاق جديدة للتنظيم. المسؤولون الأمنيون في العراق يجمعون على اقتراب هذه اللحظة، وثمة وقائع موثقة تؤكد أن “داعش” استأنف نشاطه. وقال لواء في الشرطة الاتحادية لـ”درج”: “أكثر من يخيفني هم الأطفال. بعض من ألقينا القبض عليهم كانوا من دون طعام منذ ثلاثة أيام، لكنهم بدوا أقوياء. وعندما قال أحد الضباط أمامهم كلمة “دولة الخلافة” صرخوا بصوت واحدٍ: باقية باقية باقية”.

 

الولايات المتحدة وتضييق الخناق على إيران

سلام السعدي/العرب/27 نيسان/2019

ليس أمام الولايات المتحدة من خيار سوى المضي قدما في تشديد العقوبات. فبعد الانسحاب من الاتفاق النووي، وجدت واشنطن نفسها أمام خيارين: الحرب أو تصعيد العقوبات إلى مستويات غير مسبوقة.

ما فائدة الشعارات مع تشديد العقوبات

أعلنت الإدارة الأميركية أن الإعفاءات التي كانت سارية بما يخص شراء النفط الإيراني سوف تتوقف في مطلع شهر مايو المقبل. وشملت تلك الإعفاءات ثماني دول هي تركيا والهند والصين وكوريا الجنوبية واليابان وإيطاليا واليونان وتايوان. وفيما يتوقع أن تلتزم معظم تلك الدول بالقرار الأميركي، تحدت كل من تركيا والصين الإجراء الجديد عبر سلسلة من التصريحات الرافضة له. مع ذلك تبدو فرص تضييق الخناق على الاقتصاد الإيراني كبيرة جدا بسبب تعدد أوراق الضغط الأميركية على الدول المتعاونة مع إيران. رغم التصريحات التركية المعادية للقرار، يبدو هامش المناورة ضيقا بالنسبة لأنقرة أمام وسائل الضغط التي تتمتع بها الولايات المتحدة. بدا ذلك واضحا قبل نحو عام في أزمة احتجاز القس الأميركي، آندرو برونسون، من قبل أنقرة. ردت واشنطن حينها بسلسلة من العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية التي طالت مسؤولين أتراكا وشركات تركية. وفي وقت لاحق، قامت إدارة الرئيس دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات التركية، وهو ما أجبر أنقرة على الرضوخ وإطلاق سراح القس الأميركي. ففيما يبلغ حجم الصادرات التركية لإيران نحو 3 مليارات دولار، فإن صادراتها للولايات المتحدة هي ثلاثة أضعاف ذلك. تشير تلك الحقائق إلى ضعف قدرة أنقرة على مقاومة الرغبة الأميركية في تشديد العقوبات على طهران.

الصين من جهتها هي المستورد الأكبر للنفط الإيراني وسيكون التزامها بالقرار الأميركي ضروريا من أجل نجاحه. ولكن هذا يصطدم بالحجم الاقتصادي الهائل لبكين، وميلها لرفض الظهور بمظهر الخاضع للإدارة الأميركية، وخصوصا في خضم مفاوضات مكثفة ومعقدة حول التجارة بين البلدين. قد يدفعها ذلك إلى تحدي القرار الأميركي ومواصلة استيراد النفط في الفترة القادمة. ولكن، على المدى البعيد، يمكن لواشنطن أن تمارس الضغط عبر قنوات متعددة وترفع من تكلفة ومخاطر عدم التقيد بالقرار. لا يجب أن ننسى أن ضغوط الولايات المتحدة كانت قد دفعت الصين إلى الموافقة على قرارات مجلس الأمن التي شددت العقوبات الاقتصادية على إيران قبل توقيع الاتفاق النووي في العام 2015. ففي العام 2006، وافقت الصين على قرار لمجلس الأمن أعطى إيران مهلة زمنية لوقف تخصيب اليورانيوم وهدد بعقوبات في حال عدم التزامها. وفي العام 2008، وافقت بكين على قرار لمجلس الأمن ينص على فرض عقوبات اقتصادية تحظر أنواعا من التكنولوجيا الضرورية لبرنامج إيران النووي، فضلا عن تجميد الأصول المالية.

ومع مواصلة إيران عرقلة إجراءات التفتيش الدولية للمواقع المشكوك بنشاطها النووي، اندفعت إدارة الرئيس باراك أوباما في العام 2009 إلى تصعيد العقوبات الاقتصادية لتستهدف قطاعات النفط والغاز والتكنولوجيا. كما منعت العقوبات تصدير المشتقات النفطية والتكنولوجيا إلى إيران، التي تستورد 40 في المئة من المشتقات النفطية رغم تصديرها للنفط. وتطلبت موافقة الصين على ذلك القرار مزيدا من الضغوط الأميركية، والتي تمثلت بتوقيع صفقات أسلحة مع تايوان، التي تعتبرها الصين جزءا من أرضها التاريخية وتتطلع إلى ضمها.

كما تضمنت الضغوط لقاء باراك أوباما، الزعيم الروحي لإقليم التبت، الدالاي لاما، في تحد كبير للصين. دفع ذلك الأخيرة إلى الموافقة على قرار مجلس الأمن في يونيو 2010، وهو القرار الذي كان حاسما في تصعيد الضغوط الاقتصادية التي قادت إلى الاتفاق النووي في العام 2015.

في نهاية المطاف، تبدو حظوظ نجاح الخطة الأميركية كبيرة، وذلك لأن تطبيق القرار الأميركي من قبل الدول المعنية لن يتسبب في أضرار اقتصادية، إذ يمكن تعويض النفط الإيراني من دول الخليج العربي التي تعهدت بزيادة الإنتاج النفطي وتغطية العجز الذي سيخلقه غياب النفط الإيراني. بالمقابل فإن عدم الامتثال للقرار ستكون له تبعات كبيرة إذ أثبتت العقود الماضية قدرة واشنطن على توظيف سلاح العقوبات بصورة فعالة جدا تتسبب في شلل اقتصاديات الدول المستهدفة.

ليس أمام الولايات المتحدة من خيار سوى المضي قدما في تشديد العقوبات. فبعد الانسحاب من الاتفاق النووي، وجدت واشنطن نفسها أمام خيارين: الحرب بكل ما تترتب عليه من مخاطر، أو تصعيد العقوبات إلى مستويات غير مسبوقة.

خلّفت إعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران، منذ نحو ستة أشهر، أضرارا واسعة، إذ تتآكل قيمة العملة الإيرانية بصورة مستمرة ما يتسبب في ارتفاع متوصل في الأسعار. كما تسببت العقوبات في مغادرة الاستثمارات الأجنبية ورؤوس الأموال الوطنية، وهو ما أدى إلى نقص حاد في توفر السلع الأساسية ودخول الاقتصاد الإيراني حالة ركود. وكانت تلك الآثار المدمرة هي ما دفع طهران إلى تقديم التنازلات بما يخص برنامجها النووي وتوقيع الاتفاق في العام 2015. ولكن إدارة ترامب لا تتطلع إلى توقيع اتفاق مماثل، بل تأمل بأن تؤدي العقوبات إلى تعميق أزمة النظام الإيراني وإلى تفجير نقمة الطبقات الشعبية التي تتعمق معاناتها بمرور الوقت دون أن ترى نهاية واضحة لتلك المعاناة.

 

مذابح سيفوي جريمة الإبادة المنسية

د . حسين الديك/موقع الحق والضلال/27 نيسان/19

عرفت المحكمة الجنائية الدولية ICC جريمة الإبادة على انها أي فعل يرتكب بقصد إهلاك جماعة قومية أو أثنية أو عرقية أو دينية، بصفتها هذه، إهلاكاً كلياً أو جزئياً، وتشمل قتل أفراد الجماعة أو إلحاق ضرر جسدي، أو عقلي جسيم، بأفراد الجماعة وإخضاع الجماعة عمداً لأحوال معيشة يقصد بها إهلاكها الفعلي، كليا أو جزئيا، وكذا فرض تدابير تستهدف منع الإنجاب داخل الجماعة، أو نقل أطفال الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى، ومن هنا ننطلق بان كل ما قامت بهد الدولة العثمانية ضد السريان والاشوريين والكلدان خلال الحرب العالمية الاولى في العام 1915م وبعدها هي جرائم إبادة بكل معنى الجريمة ، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم . ومصطلح ( سيفوي) هو مصطلح سرياني ويعني باللغة العربية السيف ، وفي ذلك دلالة رمزية للسلاح الذي استُخدم في عمليات القتل المنظمة و الممنهجة التي تعرض لها المدنيين من السريان والآشوريون والكلدان في الدولة العثمانية عام 1915 وبعدها حتى عام 1923م ، أدت هذه الجرائم و العمليات الوحشية المنظمة إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ ، وتهجير الالاف من مناطق سكناهم الأصلية الى أماكن أخرى. وحتى هذا اليوم لا يوجد أي اعتراف دولي بهذه الجرائم ولا أي اهتمام بها ، كما لا تعترف تركيا بهذه الجرائم ، وهذا يعود الى جملة من الأسباب أهمها ، عدم وجود رواية تاريخية للضحايا وذويهم بسبب ان معظمهم قتل او هجر او منع من الحديث عن تلك الجرائم من قبل تركيا ، وعدم وجود كيان رسمي يمثل الضحايا وذويهم في المحافل الدولية . ويعتبر يوم 24/نيسان من كل عام ذكرى مجازر سيفوي ، وتعتبر مجازر سيفوي التي نفذها العثمانيون بحق السريان والكلدان والاشوريين ، من أبشع المجازر التي حدثت في القرن العشرين، ومن أكثرها وحشية ودموية، وكانت مدن ديار بكر ودير الزورو طور عابدين مسرحا لتلك المجازر ، وكان غالبية الضحايا من السوريين ذو الاصول السريانية في شمال سوريا وخاصة من المسيحيين فقط . وحتى هذا اليوم لا يوجد أي مطالبة من الدولة السورية او العراقية او اللبنانية لتركيا بالاعتراف بتلك الجرائم التي ارتكبتها بحق المواطنين المدنيين في تلك الدول ، ومن جانب اخر تبقى الشرعية الدولية لحقوق الانسان صامته امام هذا التاريخ الأسود من جرائم الإبادة التركية بحق المدنيين الابرياء ، وتبقى مواقف الدول الأوروبية مواقف خجولة من الاعتراف بتلك الجرائم نظرا لارتباطها بمصالح اقتصادية مع الدولة التركية ، والاهم من ذلك ما يقع من مسؤولية على ممثلي الضحايا الذين تشتتوا في كل دول العالم من تأسيس جسم منظم وقوي يستطيع المطالبة بحقوق الضحايا واجبار الدولة التركية على تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية والجنائية عن تلك الجرائم ، وتقديم مذكرات لدى المحاكم الدولية لإجبار الدولة التركية على تحمل مسؤولياتها. ان تخليد ذكرى هذه المجازر يجب ان يدرس في كتب التاريخ في العالم اجمع، وفي دول الضحايا (بلاد الشام) بشكل خاص ، لكي يبقى شاهدا على تلك المجازر المروعة والتي لا يستوعبها العقل البشري ، ويجب الحذر في المستقبل من عودة هذه الامبرطورية المجرمة التي مازالت شهيتها مفتوحه على الشرق وعلى سوريا والعراق بشكل خاص ، وما نشهده اليوم من تحركات في شمالي سوريا والعراق هو خير دليل على ذلك . ان مواجهة هذه الجرائم المنسية يجب ان يكون على عدة مستويات ، أهمها مخاطبة الراي العام الدولي وإبراز هذه الجرائم بكافة تفاصيلها ، وضع استراتيجية منظمة من قبل اسر الضحايا وذويهم لتبني تلك القضية ومتابعتها لدى الدول الراعية لاتفاقيات جنيف ، رفع دعاوى قضائية ضد الدولة التركية ام المحاكم المحلية للدول الاوروبية والتي تسمح قوانينها ودساتيرها بذلك ، رفع دعاوى امام المحكمة الجنائية الدولية ضد الدولة التركية ، التقدم الى الجمعية العامة للأمم المتحدة والتصويت على الاعتراف بتلك الجرائم كجرائم إبادة جماعية ، تخصيص محاضرات وندوات وتخصصات في الجامعات والمدارس في كل العالم العربي وبالذات في سوريا والعراق للحديث عن تلك المجازر وادماجها في المناهج الدراسية .

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي استقبل بطريرك الأرمن الكاثوليك ووفدا ألمانيا وآخر من اليونيفيل: لبنان يشكل نموذجا في الإعتراف بالحريات العامة المدنية

الجمعة 26 نيسان 2019 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، بطريرك طائفة الأرمن الكاثوليك غريغوريوس بطرس العشرون غبرويان على رأس وفد من الكهنة في زيارة لتقديم التهنئة بعيد القيامة المجيد.

وأشار غبرويان الى ان "المعايدة أخوية، وتخللها بحث في الهموم المشتركة بين الكنيستين، إضافة الى الوضع اللبناني الراهن. لقد تشكرت البطريرك الراعي على كل المواقف التي يطلقها لتنوير الضمائر لأنه من المهم بالنسبة لنا جميعا ان نعرف ان لبنان هو لجميع ابنائه وليس لطائفة او لحزب معين، فالشعب اللبناني لم يعد يحتمل وخصوصا من الناحية الاقتصادية التي اثقلت كاهله". وتابع: "لقد تحدثنا عن المدارس وتوافقنا على انه لا بد من ان تقوم الحكومة بواجبها تجاه هذه المدارس". وقال: "نصلي على نية غبطته ليحفظه الله بعمره ويمده بالصحة لأن كلامه هو محط انظار الجميع والكل يأخذ بمواقفه، اضف الى ذلك المكانة الخاصة للبطريرك الماروني والإحترام الذي تكنه له دول اوروبا واميركا لكونه رأس الكنيسة المارونية وهو يمثل المسيحيين في لبنان والشرق بأكمله. البطريرك الراعي ينطق بلسان حال المسيحيين ليس في الوطن وحسب وانما في مختلف الدول. المسيحيون المنتشرون في دول الشرق يهمهم بقاء المسيحيين في لبنان فهم منارة في هذا الشرق الذي انطلقوا منه الى العالم".

وفد ألماني

بعدها التقى الراعي وفدا ألمانيا من "جماعة ابراهيم" برئاسة البروفيسور ستيفان فيمور، يرافقهم وفد من المنتدى العالمي للأديان والإنسانية، قدموا التهاني بمناسبة العيد واستمعوا من البطريرك الى رأيه في موضوع الحوار بين الأديان وانتظاراته من الجماعة الألمانية في هذا الاطار.

وكانت كلمة لمستشار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للحوار الإسلامي المسيحي الدكتور ناجي الخوري، عرض فيها لنشأة "الجمعية الألمانية واهدافها المرتكزة على نقل ثقافة الحوار والتعايش بين الأديان والأمور الايجابية الى المجتمع الألماني". وعبر عن "رغبة الوفد في التعرف الى المجتمع اللبناني المدني والكنسي والإطلاع على ثقافته واستكشاف عدد من المواقع الأثرية المهمة فيه". كما أعربت الدكتورة ليلى شمس الدين عن تقديرها للبطريركية المارونية "التي هي ملتقى للحوار والأديان"، مشيرة الى "اننا نعمل مع كافة الطوائف في ملتقى الأديان لتعميم ثقافة الحوار والتسامح وتنفيذ مشاريع ريادية كان ابرزها واهمها عيد البشارة الذي ثبت كعيد وطني في ال25 من شهر آذار يحتفل به المسيحيون والمسلمون معا في لبنان". ثم ألقى فيمور كلمة أوجز فيها لنشأة "جماعة ابراهيم منذ 18 عاما في المانيا، والتي تضم اعضاء من ديانات مختلفة، وهدفها تعريف الناس الى بعضهم البعض ليفهم احدهم الآخر، الأمر الذي من شأنه تقريب وجهات النظر في ما بينهم وبالتالي إتاحة الفرصة وتأمين الأجواء المؤاتية لمد يد التلاقي". ورأى انه "تم اختيار لبنان لزيارته هذا العام لما يجسده من نموذج مثالي لرسالة التلاقي والحوار بين الأديان والثقافات"، لافتا الى ان "تاريخه غني كثيرا لذلك قررنا بحماسة كبيرة زيارته واكتشافه عن كثب".

واعتبر الدكتور محمد صالح ان "الهدف من الزيارة هو التوضيح للرأي العام الألماني ان الصورة النمطية المأخوذة عن لبنان إبان فترة الحرب ليست هي صورته الحقيقية، لذلك نحن نشجع الناس على اكتشاف هذا البلد والتعرف الى طريقة التعايش فيه وما يدور حقيقة على ارضه، ولاسيما ان المانيا بلد حديث العهد في موضوع تلاقي الحضارات، لذلك امام المجتمع الألماني فرصة التعرف الى نموذج الحوار والتعايش بين الأديان في لبنان".

الراعي

بدوره رحب الراعي بالحضور مثنيا على "اهتمامه اللافت بنشر ثقافة الحوار والتعايش بين الأديان"، وقال: "للأسف تشهد المنطقة الشرق أوسطية فرضا لسياسات خارجية تزكي الحروب والنزاعات والتقاتل، وبالتالي التباعد بين مكونات هذه المنطقة، المعروفة بأنها ارض سلام ومحبة لتصبح اليوم ارض نزاعات دولية وحروب". وتابع: "كما لمستم في زيارتكم فان لبنان يمثل نموذجا فريدا بين دول هذه المنطقة. انه بلد تعددي دستوره وميثاقه قائمان على قاعدة العيش معا بالمساواة بين كافة مواطنيه الذين يتشاركون في الحكم والإدارة. ونظامه يفصل بين الدين والدولة ولكنه لا يفصل بين الدولة والله، فهو لا يشرع ما يتعارض مع الدين. نعم هناك تنوع ولكن ما من انصهار. لكل فرد شخصيته وفرادته وحريته في ممارسة معتقده، فلبنان يشكل نموذجا في الإعتراف بالحريات العامة المدنية". وأضاف: "إلا ان لبنان يعاني من تبعات الحروب الدائرة حوله، اضف الى ذلك القضية الفلسطينية العالقة منذ 71 سنة. لبنان اليوم يستقبل على ارضه نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني ونحو مليون ونصف مليون نازح سوري، الأمر الذي اثر بشكل كبير على وضعه الإقتصادي والإجتماعي والامني والتربوي وغيره. نحن نؤكد ان الوقت ليس لصالح لبنان ان استمر هذا الوجود على ارضه. ولقد عبرنا مرارا ونعيد التأكيد على موقفنا المطالب بعودة اللاجئين والنازحين الى ارضهم، ليس كرها منا لا سمح الله وانما من اجلهم ومن اجلنا. فبلدنا الصغير لم يعد يحتمل هذا العبء وهم عليهم العودة الى ارضهم والتمسك بحضارتهم وثقافتهم وتاريخهم. ولكن المشكلة اليوم موجودة عند الدول الكبرى النافذة لأنها لا تريد تسهيل عودتهم. فبالنسبة للنازحين السوريين هذه الدول تصر على عدم الفصل بين قضيتهم وبين الحل السياسي في سوريا. ولكن استمرار الأمور على ما هي عليه اليوم تنبئ بخطر قادم. الشعب الأصيل ان لم يعد الى ارضه ستبقى هذه الأرض مباحة لحركات ومنظمات ارهابية متطرفة اصولية كداعش والنصرة وغيرها، وهي غريبة عن هذه الأرض. وهنا يمكننا القول ان المجتمع الدولي يساهم في خلق بؤر من الإرهاب لا حدود لها وانتشارها سيتجاوز حدود منطقة الشرق الأوسط. انهم يلعبون بالنار فارتدادات هذا الأمر الخطير ستكون على الجميع وليس على المنطقة الشرق اوسطية وحسب، فليكفوا عن تغذية النيران لسيطرتهم على المنطقة".

وشدد على "اننا بحاجة الى صوتكم في هذا الموضوع. فليس من مصلحة اوروبا والغرب إغفال الأمر لانه قد يدخلها هي ايضا في نزاعات خطيرة. الوجود المسيحي ضرورة في هذا الشرق ويجب الحفاظ عليه في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين ومصر وكافة الدول، لقد عشنا معا 1600 سنة وبنينا حضاراتنا معا. وفي وقت يتكلم فيه البعض عن صراع الأديان نحن نتكلم عن التعايش بين الأديان، فلنرفع الصوت عاليا في كل بقاع الأرض منادين برفض لغة الحرب والدمار والكراهية وتثبيت لغة السلام والحوار والإنفتاح التي بها وحدها تحفظ كرامة الكائنات البشرية على تنوعها". وفي الختام شكر الخوري البطريرك "على حفاوة الإستقبال وعلى القراءة الموضوعية لوضع المنطقة"، لافتا الى "تطابق ملفت لقراءة البطريرك الراعي وموقفه مع قراءة رئيس الجمهورية وموقفه من الموضوع، والذي سبق ان أعلنه صباحا امام الوفد الذي زاره في القصر الجمهوري في بعبدا".

وفد من اليونيفيل

وفي إطار آخر، استقبل البطريرك قائد القطاع الغربي لليونيفيل قائد الكتيبة الإيطالية الجنرال ديوداتو ابانيارا والمرشد الروحي للكتيبة الأب كلاوديو مانكوزي، وكان عرض للأوضاع في منطقة جنوبي الليطاني، وتأكيد على "اهتمام قوات اليونيفيل بالحفاظ على استقرار المنطقة وأمنها ومد يد العون لسكانها في مجالات عدة".

 

الراعي التقى المؤسسة البطريركية المارونية العالمية للانماء الشامل: لنكن علامة رجاء في هذه الظروف الصعبة

المركزية/26 نيسان/19/  التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، اعضاء المؤسسة البطريركية المارونية العالمية للانماء الشامل الذين قدموا التهاني، بمناسبة عيد القيامة. ولفت نائب رئيس المؤسسة سليم صفير الى ان "زيارة هذا الصرح العريق تعني الكثير في الوجدان والايمان والوطنية"، مشيرا الى ان "عائلة المؤسسة تكبر ويزداد أعضاؤها الذين اختاروا بكل طواعية وإندفاع أن يكونوا جنودا مجهولين لقضية مقدسة هي استمرار شعبنا في لبنان كضمانة لبقاء الوطن". وأضاف: "نحن هنا لنستمع الى غبطتكم وأنتم رأس المؤسسة ورئيسها، ليأتي المنتدى الاقتصادي الاجتماعي الثاني الذي ستستضيفه بكركي في شهر آب المقبل، ناجحا كما كان المؤتمر العالمي الأول الذي جمع شمل المنتشرين من اجل البحث في ارساء الحضور المسيحي في هذا الوطن لضمانة تنوعه الغني ورسالته الإنسانية السموحة. يوجد بيننا اليوم رجال ناجحون في ميادين عملهم. آمنوا معنا بأهمية هذه الحركة التفاعلية اللبنانية العالمية، لتأتي معالجة الملفات مستندة الى خبراتهم وهم: الشيخ فادي الجميل، مارون الشماس، روفايل دبانه، شارل الحاج، نعمة الله أبي نصر وسليم المعوشي ومشاركتهم معنا في التحضير لهذا المؤتمر تشكل قوة دفع لنا ليكون مؤتمرنا الثاني أكثر نجاحا من الأول".

ثم سلم البطريرك الراعي الأعضاء القدامى مراسيم تثبيت عضويتهم في المؤسسة وهم: سليم صفير، مارون الحلو، النائب زياد الحواط، القنصل دونالد روي جوزيف العبد، أنطوان أزعور، انطوان واكيم، الياس ضومط، كمال القاعي، إلياس بعينو، نبيل بسترس، رياض صقر، نار خاتشادورييان، زياد يونس وسليم الزير.

كما سلم الراعي مراسيم عضوية كل من المنتسبين الجدد الى المجلس وهم: روي الأسمر، تيدي رحمه، جوسلين طايع، برنار تنوري وشربل حبيب. وسلمت مراسيم العضوية الفخرية الى كل من: سليم المعوشي وزياد الحايك. كما تم تسليم مراسيم تثبيت العضوية لعدد من المندوبين في الإنتشار.

الراعي

وكانت كلمة للراعي أشاد فيها "بأهداف المؤسسة التي تسعى الى تثبيت شعبنا في أرض هذا الوطن،" وقال: "كانت فكرة هذه المؤسسة نبوية ولم يكن احد يعلم اننا سنصل الى هذه المرحلة من التراجع الاقتصادي والمالي الذي نعيشه حاليا، لذلك علينا جميعا ان نجدد ايماننا بوطننا وببعضنا البعض وبقوانا. من الاكيد اننا لن نستطيع حل كل المشاكل ولكن يكفي ان نقوم بأي شيء، ولو كان محدودا، كي نساهم في صمود شعبنا بأرضه ولكي نعزز انتماءنا الى هذا الوطن." وتابع: "صحيح أننا نمر بظروف صعبة، ولكن علينا الصبر، وفي هذا الاطار أشكر التضحيات المعنوية التي يقوم بها أفراد هذه المؤسسة، والتقديمات المالية والمعنوية، لأنكم جميعكم تؤمنون بقضية هذه المؤسسة، كما نؤمن نحن أيضا بهذه الأهداف والمبادىء. بالرغم من كل شيء، يبقى ايماننا الكبير بالمسيح القائم من الموت ولذلك علينا ان نكون علامة رجاء خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يتحدثون فيها عن التقشف، والشعب متقشف اصلا ورغما عنه وهو يعيش الجوع والحرمان، ولكن لا بد أن ينجلي كل ذلك الى الخير. فدعونا نستبشر خيرا بالتطورات التي تحصل مؤخرا، كوضع خطة لمعالجة أزمة الكهرباء، وبدء العمل على الموازنة للانطلاق بالاصلاحات المطلوبة".وختم الراعي مجددا التهاني بعيد الفصح المجيد، وداعيا الى "استغلال المناسبة لتجديد ايماننا بالمسيح، الذي يستطيع أن يفتح لنا آفاقا جديدة، فللرب حسابات أقوى وأوسع من الحسابات البشرية".

 

يازجي في رسالة الفصح: مزروعون في هذه الأرض وسنبقى وسنقرع أجراسنا دوما وأبدا

المركزية/26 نيسان/19/ وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس البطريرك يوحنا العاشر يازجي رسالته الفصحية قال فيها: "قد وافيت العالم لتنجي آدم، فهناك لم تجده يا سيدي، فانحدرت للجحيم تطلبه.

هذا ما ترنمه كنيستنا المقدسة في هذا اليوم المبارك، نهار الجمعة العظيم، وفصح الرب وفصحنا يبتدئ من هذا اليوم، قيامة المسيح بالدرجة الأولى افتقاد وجه الخالق في وجه خليقته. قيامة المسيح تجسيد أول وأخير لتلك المحبة الإلهية التي سلكت كل الدروب ولم توفر ولا حتى درب الموت في سبيل خلاص الإنسان".أضاف: "في هذا اليوم تتجه عيوننا إلى ذاك المصلوب والذي كتب على الصليب عنوان غلبته على الموت. المسيح بصليبه ينقب السماوات في إثر خليقته التائهة، آدم. وبصليبه أيضا ينقب الأرض ليبلغ آدم القابع في رماد الجحيم وينفض عنه ثقل الخطيئة ويسربله حلة المجد والملكوت. ولعل هذه هي رمزية وجود الصليب على تلة الجلجلة والتي تدثر فيها آدم الجد الأول بمعصية الله وابتعاده عنه".

وأردف: "فصح المسيح هو فصح افتقاد وفصح محبة. فصحه فصح غفران وفصح تنازل. فصحه فصح المحبة التي لم تأنف التنازل لخلاص الجبلة البشرية. في وجهه مصلوبا نرى كل أخ لنا، وفيه أيضا نتأمل ضيقات حياتنا ونعرف أن فرح القيامة آت لامحالة. فصح المسيح صليب محبة وجبروت صمت أمام تهويل متجبرين. ونحن كمسيحيين مشرقيين أنطاكيين استقينا من رجائه ونستقي إلى اليوم كل قوة. نحن من تلك الأرض التي اقتبلته وبثت إنجيله إلى الدنيا. نحن من طينة أولئك الناس الذين اتشحوا باسمه أولا في أنطاكية. ونحن إذ نقول هذا، لا نقوله تبجحا بافتخار ما، بقدر ما نقوله تذكيرا بمسؤولية وشهادة أناطها بنا الرب يسوع المسيح. نحن مؤتمنون على رسالة محبته التي أفاحها إلى الدنيا من هذه الأرض. إن نزيف المسيحيين من الشرق بالهجرة في هذه الأيام، أشبه بحربة تنكأ جنب المسيح من جديد. وكل هذا، ويا للأسف، والعالم يكتفي بالترثي والتباكي".

وتابع: "نقولها ومن جديد، أمام الله والناس، نحن كمسيحيين مشرقيين متكلون أولا وأخيرا على قوة رجائنا وعزيمتنا بالبقاء في هذه الأرض مهما كلح وجه زماننا. هذا الشرق وهذه الأرض قطعة من كينونتنا وشهادتنا للرب الواحد، ورغم كل شيء ورغم الهجرة ورغم كل صعوبات الحياة، يشدنا إليها وثاق التاريخ ووثاق الجغرافية ووثاق الكينونة، وسندافع عن وجودنا فيها بكل ما أوتينا من قوة وبكل ما يعطينا الله من إمكانية. لنا في يسوع المسيح وفي قديسيه القوة الأولى والاعتماد الأول والأخير. كنا هنا وسنبقى هنا، وسنقرع أجراسنا دوما وأبدا وهي التي علقناها في أيام لم تكن أقل شظفا من الأيام الحاضرة، نحن مزروعون في هذه الأرض التي تنبت مع أقاحيها وأزاهيرها حنينا في نفوسنا كي نبقى فيها ونستظل بحنين ذكراها ونعجن بترابها وديعة الإيمان التي استلمنا من الرسل، وتربطنا أفضل العلاقة مع كل مكونات أوطاننا. وككنيسة أنطاكية، لنا ملء الحق في رعاية أبنائنا أينما حلوا في أصقاع المعمورة. وإذ نقول هذا نعي ونيقن أن أبناءنا المنتشرين في كل العالم هم فخرنا واهتمامنا أيضا وهم سفراء الشهادة المسيحية العريقة التي شربوها من رسولية كنيستهم الأم". وختم يازجي: "نصلي اليوم من أجل السلام في الشرق ومن أجل عودة المخطوفين كل المخطوفين ومنهم أخوانا مطرانا حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي اللذان أكملا منذ أربعة أيام السنة السادسة من الخطف وسط تعامي العالم وصمته المستنكر. بسلام الفصح نتوجه إليكم يا أبناءنا في الوطن وفي كل بلاد الانتشار سائلين المسيح له المجد أن يكلل حياتكم برجاء القيامة ويعيدها الله عليكم وعلى الناس وعلى العالم أجمع أياما مكتنزة بالفرح السماوي والتعزية الإلهية لنرنم بفم واحد وقلب واحد: "المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور".

 

ندوة عن وادي قاديشا المقدس وكلمات ركزت على ضرورة حمايته والمحافظة عليه

الجمعة 26 نيسان 2019 /وطنية - اقامت هيئة الكتاب في "جمعية معا نعيد البناء"، ندوة حول وادي قاديشا المقدس، المصنف تراثا عالميا على لائحة منظمة الاونيسكو سنة 1998، في سياق منتديات الكتاب: قراءة ومناقشة، في جمعية معا نعيد البناء، وبمناسبة صدور كتاب "التراث المشرقي حول وادي قاديشا" للاخت كليمنص حلو، بالعربية في لبنان عن "معا نعيد البناء" وبالفرنسية في باريس عن دار Geuthner. افتتحت الجلسة منسقة هيئة الكتاب ورئيسة الهيئة الثقافية العالمية للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الدكتورة كريستيان صليبا، مرحبة بالحضور، ومركزة على اهمية الذاكرة المشتركة كطريق للبناء معا، معتبرة أن "هيئة الكتاب تنطلق من ذاكرة التاريخ لتعمل على تجديد العيش المشترك، والربط الثقافي الذي يعمل على أنسنة التواصل بين الناس واحترام الاختلاف ضمن وحدة التراث المشترك". وقد ركزت على ان "الاضاءة على التراث العالمي لوادي قاديشا هو حكاية آثار وتاريخ، صلوات وخلوات، مغاور وكهوف، طبيعة وحياة في هذا الوادي، نأمل منها المشاركة في خطة طريق تحافظ على هذا الكنز الطبيعي والديني والتراثي". ثم عرفت عن الكاتبة الحلو، الراهبة الانطونية الحائزة على دكتوراه في الفلسفة والانتروبولوجيا وتاريخ الاديان من باريس. وادار الندوة الدكتور جان ياسمين الحائز على دكتوراه في علم الآثار، وهو استاذ محاضر في الهندسة المعمارية وترميم الآثار في الجامعة اللبنانية، ويعمل كمستشار ويدير مشاريع عدة في مجلس الانماء والاعمار. وركز في ادارته للندوة على اهمية المحافظة على المعيارين الاساسيين اللذين اعتمدتهما اليونيسكو: الاصالة Authenticité والكمال Intégrité.

زوين

وأكد المدير المساعد السابق لمكتب التراث العالمي في الاونيسكو في باريس الخبير الاقتصادي جورج زوين "اهمية الوادي، ومدى اغفالنا كشعب لبناني في السابق عن اهميته كملجأ للحياة النسكية وللعلاقة مع الطبيعة". وتحدث عن اجتماع الاونيسكو الذي عقد في اليابان عام 1998 والذي ادرج خلاله وادي قاديشا على لائحة التراث العالمي بعد تحديد ثلاثة معايير أساسية لذلك، وهي:

أولا: أن يمثل هذا المعلم مرحلة من تاريخ العالم.

ثانيا: أن يحتوي الموقع على معالم اثرية تدل على فترات مهمة من تاريخه.

ثالثا: أن يعبر عن قيم روحية.

وقد نوه بالمسؤولين الحاليين عن الوادي وبكل المجهود التي يقومون بها للمحافظة على الوادي، ولا سيما الجمعيات المدنية ومديرية الآثار والبطريركية المارونية.

بارودي

أما رئيس الجمعية اللبنانية للابحاث الجوفية فادي بارودي، فعرض فيلما مفصلا عن الكهوف والمحابس المتواجدة باعداد كبيرة في الوادي المقدس. وركز على "خصائص هذه المحابس شبه الفريدة من نوعها، نسبة لصعوبة وخطورة الوصول اليها بسبب تضاريسها الوعرة"، وذكر بأن احد اعضاء فريق العمل قد استشهد أثناء قيامه بمهمته. وامتاز الفيلم بعرضه لبقايا عظام بشرية وبعض الفخاريات داخل المحابس، والجدير بالذكر أن المومياءات الموجودة في المتحف الوطني في بيروت، تم اكتشافها على يد بارودي في مغارة عاصي الحدث في ذلك الموقع. هذا وقد زار العديد من المتخصصين الاجانب الوادي، واكدوا على فرادته. واطلق بارودي نظرية جديدة في الاستغوار الا وهي استغوار الكهوف العاصية. وقد ساهمت نشاطاته واكتشافات الجمعية في تصنيف وادي قنوبين المقدس. اشارة الى ان كتاب "عاصي الحدث لبنان، تاريخ مغارة" الصادر في منشورات مركز فينيكس للدراسات اللبنانية في جامعة الروح القدس الكسليك قد حاز على جائزة المعرض العربي الدولي سنة 2011.

طوق

وناقش المسؤول عن هيئة الشباب في جمعية معا نعيد البناء الاب هاني طوق، كتاب الاخت كليمنص الحلو، وتكلم عن الوقفات النسكية في ذلك الوادي، كما ذكر أن هذا الوادي قد كان ملجأ للرهبان من مختلف الكنائس، وللمتصوفين من ديانات اخرى، كما انه كان أيضا ملجأ لطالبي الحرية والسلامة. وادي قاديشا هو مركز لاول مطبعة في الشرق سنة 1610، سكنه البطاركة على مدى 400 سنة، دفن فيه 23 بطريركا، عقد فيه 3 مجامع كبرى، واكتشف فيه اهم المومياء. وشرح ايضا عن النشاطات العديدة التي يقوم بها مع الشباب كما والحج اليه روحيا في اطار ما يقدمه دير الراهبات الانطونيات من خلوات وخصوصا الايام النسكية السنوية التي يرتادها اكثر واكثر من الشبان. ووضع اخيرا الوادي في اطار التاريخ الديني وخصوصا المسيحي لاعادة بناء شرق متعدد يصدر من جديد ديانة جديدة هي ديانة الانسان. ومن هنا المحافظة على الوادي كما هو تبقى مسؤولية كل الارادات الحسنة.

واختتم الندوة رئيس "جمعية معا نعيد البناء" المحامي رشيد جلخ، شاكرا الحضور، وخصوصا الجامعات، آملا تفعيل هذا الموضوع اكاديميا واجتماعيا، ومنوها بعمل الجمعية. وكان للحضور المتفاعل مع الموضوع، العديد من المداخلات والمناقشات، ركزت على ضرورة حماية هذا الوادي المقدس من خلال استراتيجيات وسياسات تحمي الطبيعة والمعالم الأثرية كما وتحافظ على تصنيفه على لائحة اليونسكو كتراث عالمي.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 25 و26 نيسان/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

الذكرى السنوية لاندحار وانسحاب جيش الأسد المجرم من وطن الأرز المقدس

الياس بجاني/26 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74244/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D8%AD%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A7/

 

 

Macron: Political Islam Posing a Threat to France
 News Agencies/ Friday 26th April 2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/74254/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%8C%D9%85%D8%A7%D9%83%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%8C-%D9%8A%D8%AC%D9%87%D8%B2-%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9/


الرئبي ماكرون يجهز لمواجهة مفتوحة مع الإسلام السياسي ويحذّر من الدعوات إلى الانفصال المجتمعي تحت غطاء ديني.

Macron: Political Islam Posing a Threat to France

‘Political Islam’ seeks secession from France: Macron
 PARIS- Anadolu Agency/April 26/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/74254/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%8C%D9%85%D8%A7%D9%83%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%8C-%D9%8A%D8%AC%D9%87%D8%B2-%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9/

 

الرئبي ماكرون يجهز لمواجهة مفتوحة مع الإسلام السياسي ويحذّر من الدعوات إلى الانفصال المجتمعي تحت غطاء ديني.

العرب/27 نيسان/2019

لن نسمح بغيتوهات الانعزال

http://eliasbejjaninews.com/archives/74254/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%8C%D9%85%D8%A7%D9%83%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%8C-%D9%8A%D8%AC%D9%87%D8%B2-%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9/

 

 

جنبلاط: إذا لم نتخد إجراءات جدية في تخفيض العجز فالأمور ذاهبة إلى مخاطر كبيرة

جنبلاط يكشف أمراً عن الأسد ويصفه بـ"أكبر كذاب".. ومفاجأة عن شبعا!

الخميس 25 نيسان 2019 /وطنية

http://eliasbejjaninews.com/archives/74261/%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%B7-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D8%8C-%D9%88%D9%8A/

 

Jumblat: Shebaa Farms are not Lebanese

Naharnet/April 26/19

جنبلاط: إذا لم نتخد إجراءات جدية في تخفيض العجز فالأمور ذاهبة إلى مخاطر كبيرة

جنبلاط يكشف أمراً عن الأسد ويصفه بـ"أكبر كذاب".. ومفاجأة عن شبعا!

الخميس 25 نيسان 2019 /وطنية

http://eliasbejjaninews.com/archives/74261/%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%B7-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D8%8C-%D9%88%D9%8A/

 

جنبلاط في مواجهة مفتوحة مع حزب الله

العرب/27 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74261/%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%B7-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D8%8C-%D9%88%D9%8A/

 

جنبلاط في مواجهة مفتوحة مع حزب الله، ويصف الأسد بأكبر كذاب ويقول بأن مزارع شبعا ليست لبنانية

Jumblat: Shebaa Farms are not Lebanese

http://eliasbejjaninews.com/archives/74261/%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%B7-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D8%8C-%D9%88%D9%8A/