LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 نيسان/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april22.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فجْرَ الأَحَد، قَامَ يَسُوعُ فَتَرَاءَى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ المَجْدَلِيَّة ، تِلْكَ الَّتي أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات إيمانية في مفهوم وعّبر قيامة المسيح

الياس بجاني/القبر فارغ، "إنه ليس ها هنا، بل قام"

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الراهبة المارونية مارانا سعد تبين وتؤكد مدى عمق وقوة الإيمان والعطاء والتضحية والتواضع والشفافية

الياس بجاني: الراهبة مارانا سعد هي خادمة الله وكنيسته ومثال إيماني يقتدى به

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ثقافة روحية/الأباتي سيمون عساف

عون يستفز الحريري ويتبنى نموذج الاقتصاد "المقاوم" الإيراني/منير الربيع/المدن

ريفي: لا مكان لراية “حزب الله” بيننا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 21/4/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لبنان يبدي تضامنه مع سريلانكا "في وجه الارهاب"

لا خرق في قضية المصور المخطوف بسورية سمير كساب

عماد مغنية يقتل بدم بارد وضحكة صفراء/الشيخ حسن سعيد مشيمش

جعجع يدعو الى موازنة "ثورية": الاصلاح يبدأ من أعلى الهرم

موقع «النشرة» يحذّر من عقوبات بسبب «اجتياح الحديد الإيراني لأسواق

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

230 قتيل على الأقل في اعتداءات استهدفت كنائس وفنادق في أحد الفصح في سريلانكا

مئات القتلى والجرحى بسلسلة اعتداءات استهدفت كنائس وفنادق بسريلانكا واعتقال 8 من المشتبه بهم في الهجوم الأعنف منذ نهاية الحرب الأهلية

مقتل 4 مسلحين في محاولة هجوم على مركز أمني شمال الرياض

البابا يدين تفجيرات سريلانكا ويدعو لوقف معارك ليبيا وعودة لاجئي سورية

خامنئي يعفي الجعفري من قيادة الحرس الثوري الإيراني ويعيّن سلامي خلفا له

مسؤول أميركي: النظام الإيراني نقل أنظمة صواريخ باليستية إلى جهات فاعلة "خبيثة" في المنطقة

واشنطن تبدأ في "تصفير" صادرات إيران النفطية

السعودية والإمارات تدعمان السودان بـ3 مليارات دولار

قوات حكومة الوفاق الليبية تعزز مواقعها على أبواب طرابلس غداة معارك شرسة

مقاتلات الجيش تقصف مواقع للميليشيات بطرابلس وقيادي داعشي يعلن جاهزيته للقتال في صفوف "الوفاق"

السودان: “قوى الحرية والتغيير” تعلق المفاوضات مع المجلس العسكريوالبرهان جدَّد الالتزام بتسليم السلطة... والمعارضة رشحت مضوي إبراهيم رئيساً للحكومة

احتقان في أنقرة بعد الاعتداء على زعيم المعارضة

فوز كبير لزيلينسكي في الانتخابات الرئاسية في اوكرانيا

يوم ثان من الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مصر

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كيف نعيد بناء لبنان؟... هكذا فكر اللبناني الأول/توفيق شومان

خلدون الشريف: توافق ميقاتي - الحريري في امتحان حساس/جنى الدهيبي/المدن

السلام المفقود أهون من شر السلام الأميركي الموعود/سام منسى

اللاعنف باراديغم الثورات العربية ولو كره الكارهون /منى فياض/النهار

تعديلات السيسي الدستورية..الديمقراطية أولى ضحاياها/أحمد خواجة/ لبنان الجديد

سياسات ترامب الخارجية أفضل مما تبدو عليه سطحياً: تقرير بلاكويل/راغدة درغام

حكايات في غياب المؤسسات/غسان شربل/الشرق الأوسط

 «الإخوان» في بلاد الأميركان/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

رؤية أميركية واضحة تتبلور إزاء ليبيا/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

تركيا غير آمنة للسفر/إميل أمين/الشرق الأوسط

إلهان عمر خريجة دعاية قطر/خالد البري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون وعقيلته حضرا قداس الفصح في بكركي: لبنان سيزدهر ولا ضرائب على الفقراء ومن لا خبرة لديه لإنهاء الأزمة بسرعة فليتفضل الى بعبدا لننهيها له

الراعي في قداس الفصح: خطورة الوضع تستوجب من السلطة السياسية اتخاذ تدابير مجدية بدلا من تقاذف المسؤوليات

الخارجية اللبنانية دانت تفجيرات سريلانكا: لوقفة ضمير من حكام العالم لوقف التساهل امام من يمول ويسلح الارهابيين

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فجْرَ الأَحَد، قَامَ يَسُوعُ فَتَرَاءَى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ المَجْدَلِيَّة ، تِلْكَ الَّتي أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِين

 إنجيل القدّيس مرقس16/من09حتى14/فَجْرَ الأَحَد، قَامَ يَسُوعُ فَتَرَاءَى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ المَجْدَلِيَّة ، تِلْكَ الَّتي أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِين. وهذِهِ ٱنْطَلَقَتْ وَبَشَّرَتْ أُولئِكَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، وكَانُوا يَنُوحُونَ وَيَبْكُون. وَهؤُلاءِ لَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ حَيّ، وَأَنَّهَا أَبْصَرَتْهُ، لَمْ يُؤْمِنُوا. وبَعْدَ ذلِكَ تَرَاءَى بِشَكْلٍ آخَر، لٱثْنَينِ مِنْهُم كَانَا ذَاهِبَينِ إِلى القَرْيَة.

وهذَانِ رَجَعَا وبَشَّرَا البَاقِين، ولا بِشَهَادَةِ هذَيْنِ آمَنُوا. وأَخِيرًا تَرَاءَى لِلأَحَدَ عَشَر، وَهُم يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَام، فَبَكَّتَهُم عَلى عَدَمِ إِيْمَانِهم، وقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم، لأَنَّهُم لَمْ يُؤْمِنُوا بِشَهَادَةِ الَّذينَ أَبْصَرُوهُ بَعْدَ أَنْ قَام.

 

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات إيمانية في مفهوم وعّبر قيامة المسيح

http://eliasbejjaninews.com/archives/74027/74027/

بالصوت فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم وعّبر قيامة المسيح/20 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.easter27.03.16.mp3

بالصوت فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم وعّبر قيامة المسيح/20 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/elias.easter27.03.16.wma

بالصوت فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم وعّبر قيامة المسيح/20 نيسان/19/اضغط على العلامة في أسفل إلى يمين الصفحة للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.easter27.03.16.mp3

 

القبر فارغ، "إنه ليس ها هنا، بل قام"

الياس بجاني/21 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74027/74027/

إن قيامتنا مع السيد المسيح تبدأ اليوم وكل يوم من حياتنا بقوة الروح القدس، تماماً كما بدأت في حياة الرسل بعد العنصرة يوم حلّ الروح القدس عليهم.

هذا ما نختبره ونعبِّر عنه في احتفالتنا الليتورجية المتنوعة، ولاسيما في رتبة زياح الصليب الظافر والخلاصي، وفي رتبة السلام بعيد القيامة الذي هو عيد الأعياد.

المسيح القائم من الموت حاضر في كل كلمة ينطق بها لساننا، فالكلمة كانت في البدء والكلمة هي الله وقد انعم علينا الله بها لنمجده.

هو موجود في حريتنا وخياراتنا وقراراتنا وانشطتنا وفي كل أعمالنا ليضفي عليها بعداً إلاهياً.

إن الأمور الدنيوية غالباً ما تغرينا وتغوينا وتوقعنا فريسة سهلة لغرائزنا ونزعاتنا فيضعف إيماننا ويخور رجاؤنا ونبتعد عن تعاليم انجيلنا ونهمل واجباتنا نحو أبينا السماوي.

كنسياً، إن لم نؤمن بالقيامة لا نكون مسيحيين ويكون إيماننا باطلاً، كون سر الإيمان الأساس بالمسيحية يكمن في تجسد وموت وصلب وقيامة السيد المسيح وصعوده إلى أبيه السماوي.

إن جوهر ما نؤمن به هو أن المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا ومع جميع البشر.

هو حي في ضمائرنا ووجداننا وقلوبنا وأفكارنا وهو ساهر على هدايتنا وتوجيهنا.

إن قيامة السيد المسيح من بين الأموات هي حقاً قيامة كل أبناء البشر الساعين للقيامة.

القيامة هي حقيقة ثابتة في حد ذاتها: "إنه ليس ها هنا، بل قام". (لوقا24/06).

ونحن نؤمن حقاً أن المسيح قد قام من بين الأموات وهو حيّ فينا، ولأن أحداً لم يره وهو يقوم من القبر، فقيامته هي دائما وأبداً موضوع إيماننا وأساسه بدءاً من الرسل القديسين، ووصولاً إلى أجيال الكنيسة كافة.

القيامة ليست حدثاً تاريخياً وحسب، بل هي مبعث إيمان يتفجر كالبركان في ضمير ووجدان وفكر المؤمن، فيزداد ويترسخ إيمانه الذي به يتبرر ليسير بثبات وعزيمة واندفاع على طريق الخلاص.

فالله يبرر الذين يجعل منهم أبناء له ومؤمنين بالقوة التي بها يقيم يسوع المسيح.

فعندما أقام الله يسوع من بين الأموات فهو لم يأت باعجوبة مذهلة من أجل المسيح فقط، بل من أجل الناس ليؤمنوا به بأنه إبن الله وليبرهن لهم أنه أب محب وغفور وأنه يفتديهم بأغلى ما عنده، يفتديهم بإبنه الوحيد.

فإن كان الله، أبونا، قد أرسل إبنه الوحيد ليفتدينا ويخلصنا من الخطيئة الأصلية ويقيمنا معه من عثراتنا متجددين وأنقياء، أفلا يتوجب علينا أن نكون له شاكرين وممتنين ومتعبدين؟

إن عيد القيامة، عيد الأمل والرجاء والحياة، يدعونا جميعاً إلى تجديد إيماننا بالسيد المسيح المنتصر بعذابه وموته وقيامته على الموت، وإلى توطيد ثقتنا بالكنيسة وبرأسها خليفة القديس بطرس، وإلى المبادرة إلى توبة صادقة نظفر معها برضى الله، وإلى إقامة تضامن أخوي فيما بيننا بدونه يستحيل علينا أن نبلغ ما نصبو إليه من كرامة وعزة وراحة واستقرار وسلام.

كم نحن اليوم بحاجة إلى فهم معاني وعّبر واسرار القيامة بعد أن اقعدتنا اطماعنا والأنانية وغلبت على أفكارنا وتصرفاتنا التبعية وصغائر الأمور، فأنستنا أننا أبناء الله الذي خلقنا على صورته ومثاله وجعل من أجسادنا هيكلاً له، وهو الذي لم يبخل علينا بإبنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا.

غالباً ما يغيب عن بالنا أن ابانا السماوي وليظهر لنا محبته وأبوته قد أرسل الينا إبنه الوحيد ليتجسد ويتعذب ويهان ويصلب من أجل حلنا من أوزار الخطيئة الأصلية.

سيدنا المسيح بصلبه وموته قهر الموت وغلبه وقام من بين الأموات في اليوم الثالث فأقامنا معه لابسين الإنسان الجديد والمتجدد طاهرين وانقياء من كل ذنب وضعف وقد خلع عنا كل ما كان يثقلنا من أحمال وعثرات.

قيامة المسيح هي قيامتنا جميعاً كما اختبرها وعبّر عنها القديس بولس الرسول: "المسيح حيٌّ فيّ".

لقد قام المسيح، فقام به ومعه وفيه الإنسان الجديد الذي لبسناه في المعمودية مع كل ما يختزنه من محبة وتسامح وغفران وسلام ووداعة ونقاوة وطهارة ومصالحة واحترام لكرامة الإنسان وحريته.

فلندحرج الحجر عن صدورنا وعن قلوبنا وأفكارنا،

حجر الخطيئة والفساد والأنانية والأحقاد والمصالح الشخصية والانقسام، وكل ما هو من الشرير

 ولنسأل السيد المسيح المنتصر على الموت أن يبارك لبناننا وأهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار ويُعِيَده عليهم جميعاً وهم على أحسن حال وأهنأ بال.

 لنشهد اليوم الشهادة الحقيقة ونقول بصوت عال "المسيح حيّ فينا" ونعيّد بعضناً بعضاً بالقبلة المقدسة بإيمان عميق وثابت.

ونختم مع رسالة بولس الرسول إلى أهل ﻛﺳﻲ03/من01حتى05/"فَبِما أنَّكُمْ أُقِمتُمْ مَعَ المَسِيحِ مِنَ المَوتِ، اسعُوا دائِماً إلَى الأُمُورِ السَّماوِيَّةِ. فَهُناكَ المَسِيحُ مُتَوَّجٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. رَكِّزُوا تَفكِيرَكُمْ عَلَى الأُمُورِ السَّماوِيَّةِ، لا عَلَى الأُمُورِ الأرْضِيَّةِ. فَالذّاتُ القَدِيمَةُ فِيكُمْ قَدْ ماتَتْ، وَحَياتُكُمُ الجَدِيدَةُ مَستُورَةٌ فِي المَسِيحِ فِي اللهِ".

المسيح قام حقاً قام ونحن شهود على قيامته

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الراهبة المارونية مارانا سعد تبين وتؤكد مدى عمق وقوة الإيمان والعطاء والتضحية والتواضع والشفافية

الياس بجاني: الراهبة مارانا سعد هي خادمة الله وكنيسته ومثال إيماني يقتدى به/20 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74051/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%87%D8%A8/

 

الراهبة مارانا سعد هي خادمة الله وكنيسته ومثال إيماني يقتدى به

الياس بجاني/20 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74051/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%87%D8%A8/

القداسة هي محبة وعطاء وتواضع وشفافية.

القداسة هي قناعة واقتناع بقوة محبة الله وبنعمه وزناته والتفاني في خدمة الإنسان الذي هو ابن الله.

والقداسة هي المحبة والمحبة هي الله.

الله سبحانه وتعالى أنعم على الراهبة مارانا سعد بوزنات كثيرة وثمينة روحياً وإيماناً مرتكزها السعادة والفن والموسيقى والتعبد والإبداع ، فأجادت وبرعت وجسدت وزناتها عملياً من خلال تمجيد الخالق موسيقياً وفناً وتعليماً.

الأخت مارانا سعد هي راهبة لبنانية مبدعة وخلاقة ومؤمنة قولاً وأفعالاً وقد لبت دعوة الله لها بفرح وقناعة.

الراهبة مارانا سعد هي خادمة كنيسة لبنان..

لبنان الأرض المقدسة، وأرض القديسين والبررة التي هي وقف الله كما جاء في الكتاب المقدس.

هذه الراهبة المبدعة والمثال والقدوة هي ابنة كنيسة لبنان..

الكنيسة التي لن تقوى عليها قوى الشر وأدواتها..

وهي الكنسية المقدسة التي ردت وسوف سترد عن لبنان بإذن الله وببركات وشفاعة سيدة لبنان مريم العذراء كل فجور وفحش وتوحش ومؤامرات وطمع وإبليسية الغزاة والمارقين والطرواديين وكذلك الإسخريوتيين.

هنيئاً للبنان ولكنيسته بوزنات وعطاءات الراهبة مارانا سعد…والشكر لله الذي أنعم على الكنيسة وعلى لبنان بها وبمن هم من خامتها الإيمانية والإنسانية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ثقافة روحية

الأباتي سيمون عساف/21 نيسان/19

بينما كان بولس الرسول في أثينا منتظرًا سيلا وتيموثاوس "احتدت روحه فيه إذ رأى المدينة مملوءة أصنامًا" (أع 16: 17). فكان يذهب إلى مجمع اليهود والسوق ليتكلم مع الناس هناك، فقابله قوم من الفلاسفة الأبيقوريين والرواقيين "فأخذوه وذهبوا به إلى أريوس باغوس قائلين: "هل يمكننا أن نعرف ما هو هذا التعليم الجديد الذي تتكلم به؟" (أع17: 19).

(أريوس باغوس -أو جبل الإله مارس- هو مكان تجمع أهل أثينا وزوارها) لمناقشة كل ما هو جديد عليهم، وهناك كلمهم بولس الرسول وأعلمهم عن "الإله المجهول" (أع 17: 23). وكان من الذين آمنوا وتبعوا بولس امرأة تدعى دامَرِس Damaris ورجل يدعى ديونيسيوس عضو في مجمع أثينا. ولأن مكان انعقاد المجمع هو أريوس باغوس، لذلك كان يُلَقّب "ديونيسيوس الأريوباغي" (أع 17: 34).

من أصل سريانى؛ وُلد هذا القديس في القرن الأول الميلادي حوالي سنة 8م من أبوين وثنيين، وكان أبوه سقراط حاكم المنطقة، وقد نذر ابنَه لبيت الأصنام. تعلم الطفل في أثينا الفلسفة والحكمة ثم سافر إلى مصر حيث تعلم الحساب والفلك. رجع إلى أثينا وصار قاضيها.

ديونيسيوس الأسقف:

تعمَّد ديونيسيوس واستقال من منصبه وتبع بولس الرسول في مهامه التبشيرية، فأقامه الرسول أسقفًا على أثينا بعد ثلاث سنوات من تعميده، وقد تتلمذ أيضًا ديونيسيوس على يد الرسول يوحنا اللاهوتي. أقام ديونيسيوس في أسقفيته خمسين عامًا.

حاول التوفيق بين اللاهوت المسيحي والفلسفة الأفلاطونية الحديثة.

كتب كتبًا في اللاهوت والدرجات الكهنوتية. وأخيرًا أمر الوالي بقطع رأسه لكثرة من آمنوا على يديه، فنال إكليل الشهادة وله من العمر مائة واثنان من الأعوام.

يقول عنه يوسابيوس أنه أول أسقف لأثينا، ويدعوه القديس صفرونيوس الأورشليمي "الشهيد"، والبعض يقول أنه استشهد بالحرق حيًا في زمن الإمبراطور دوميتيان.

كتاباته:

يرى كثير من الدارسين أن أحد الكُتاب المسيحيين باليونانية في القرن الخامس/السادس، ناسبًا كتاباته لديونسيوس الأريوباغي لكي يعطيها نوعًا من القوة والسلطة الرسولية. وقد نجح في ذلك، فتأثر بهذه الكتابات بعض اللاهوتيين والشعراء المسيحيين والمتصوفين (الباطينيين) في الشرق والغرب مثل مكسيموس المعترف وغريغوريوس الكبير واندراوس الكريتي وغيرهم.

في العصور الوسطى ظهرت شكوك نحو أصالة هذه الكتابات لكن حتى القرن التاسع عشر لم يبلغ الدارسون إلى قرار نهائي في هذا الشأن.

العناصر الواردة في كتاباته:

1. اهتم كتاب "الأسماء الإلهية" بالحديث عن طبيعة الله وسماته، بكونه الأصل الأول الذي ليس فيه ما هو بشرى، ولا يمكن للبشر إدراكه إلا خلال إعلانه عن نفسه بواسطة انبثاقاته (الطغمات السماوية).

2. يصف كتاب "الطغمات السمائية" الطغمات التسع التي تتوسط بين الله والإنسان. قسم الطغمات إلى ثلاثة مجموعات، كل مجموعة تضم ثلاث رتب. يرى الكاتب أن العالم الحاضر والشر لا وجود حقيقي لهما. فالشر ليس إلا غياب للخير.

3. يظهر كتاب "الرئاسات الكنسية". وهى امتداد للانبثاقات السماوية عاملة في البشر على الأرض خلال الثلاث درجات الكهنوتية (الأسقف والكاهن والشماس). وأنهم يمارسون ثلاثة أسرار: العماد والافخارستيا والتثبيت. وذلك في حياة الثلاث جماعات: الرهبان والعلمانيين والموعوظين. أما ثمر هذا العمل فثلاثي وهو: التطهير من الخطية، واستنارة النفس والجسد، والاتحاد السري مع الله.

 

عون يستفز الحريري ويتبنى نموذج الاقتصاد "المقاوم" الإيراني!

منير الربيع/المدن/الإثنين 22/04/2019

أصبح بالإمكان القول إن لبنان دخل في عصر "مقاومتين"، المقاومة العسكرية التقليدية، والمقاومة الاقتصادية. فخلال زيارته إلى روسيا، أعلن الرئيس ميشال عون أن لبنان سيكون على رأس "المقاومة الاقتصادية"، لمواجهة العقوبات والضغوط التي يتعرض لها. قال عون موقفه من موسكو، ردّاً على الضغوط والعقوبات الأميركية. وتمثّل المقاومة الاقتصادية استكمالاً للمقاومة العسكرية التي تكاملت الرؤية حولها بين عون وحزب الله منذ العام 2006. في التحركات "الاحتجاجية"، التي خاضها الطرفان على مراحل متعددة سياسياً، ابتداء من خريف 2006، كان عمادها الاعتراض السياسي والاقتصادي. صحيح أن اللقاء والتحالف الاستراتيجيين بين عون وحزب الله، انطلقا من حاجة سياسية، لكنهما أيضاً يجدان جذوراً تاريخية، تبدأ من الاجتماع على معارضة اتفاق الطائف، وكل ما يرتبط به سياسياً واقتصادياً.

تسوية مع رياض سلامة

وفّر عون لحزب الله على مدى السنوات الفائتة، مظلّة سياسية وشعبية وشرعية. دعم المقاومة العسكرية ضد العدو الإسرائيلي. ما وفّر حماية "شرعية" للسلاح، كما دعم خيار قتال حزب الله في سوريا، فوفّر له شرعية مسيحية واسعة، تحت شعار مواجهة الإرهاب. وهذا التكامل يستكمل اليوم اقتصادياً. وقد افتتح عون عصر هذه المقاومة الجديدة أثناء زيارته إلى روسيا. لطالما طمح عون إلى تغيير حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، فاستفاد من ضغوط العقوبات الاقتصادية على حزب الله للتصويب على سلامة، وعلى آلية تعاطيه على رأس الحاكمية. فحقق الطرفان من ضغوطهما العديد من الأهداف. حزب الله وفّر طريقة للالتفاف على العقوبات من خلال ابتكارات سلامة، وعون حصل على هندسات مالية يريدها، مقابل تحقيق سلامة للفوز برضى الطرفين لتجديد ولايته.

الانقسام حول الضرائب

الحزمة الأخيرة من العقوبات المالية الأميركية على حزب الله، والضغوط على المصارف وتحذيرها من مغبة اللجوء إلى أساليب التوائية، فرضت على سلامة عدم الخروج بابتكارات جديدة لتجنيب الحزب آثار تلك العقوبات. فانخفض منسوب القدرة على تطويع المصارف. ولكن مع الأزمة المالية المرتقبة، والتي يحذر منها الجميع، تزامناً مع إقرار موازنة تقشفية، ينتقل الصراع إلى مرحلة جديدة، والذي يتجلى في الانقسام الحاد حول كيفية تخفيض العجز في الموازنة، فيلتقي عون وحزب الله على فرض ضرائب على المصارف والشركات الكبرى، مقابل عدم الاقتراب من جيوب المواطنين والموظفين. في المقابل، يقف رئيس الحكومة سعد الحريري إلى جانب فرض ضرائب تطال المواطنين ولا تطال المصارف والشركات. صحيح أن الوزير جبران باسيل كان أول من أشار إلى تخفيض رواتب الموظفين، لكن على ما يبدو أن عون لديه خيارات أخرى تنسجم مع الحزب في فرض ضرائب على المصارف.

التصريح من بكركي

ويتجلى الانقسام في الموقف الحاد الذي أطلقه عون تجاه الحريري بعيد مشاركته في قداس عيد الفصح في بكركي، إذ قال:" نمرّ اليوم بأزمة في لبنان وتتمّ معالجتها. ونتأمل أن تنتهي في أسرع وقت ممكن، لأنّ الوضع لا يسمح بالتمادي بالوقت. ومن ليس لديه الخبرة لإنهائها فليتفضّل إلى بعبدا ونحن نقوم بإنهائها له". بالتأكيد عون يقصد الحريري، والهدف هو الضغط عليه مجدداً، للحصول منه على تنازلات في الموازنة. فيلتقي عون وحزب الله مجدداً على تغيير الوجهة الاقتصادية للنظام اللبناني، القائم على قوة القطاع المصرفي. وهذه تمثّل وجهاً آخر من التكامل بينهما، بعد التكامل في فرض التغيير على اتفاق الطائف بالممارسة والأعراف الجديدة. وأي ضغوط من هذا النوع تمارس على المصارف، من شأنها تطويع أرباب هذا القطاع، ما يشكل أيضاً تغييراً في جوهر بنية النظام الاقتصادي، بمعزل عن صحة ذلك من عدمه.

استنساخ النموذج الإيراني

وتلك الضغوط المراد فرضها على المصارف والشركات الكبرى، لها غاية حماية الوضع الاقتصادي والمالي من الإنهيار. لكن بالنسبة إلى قوى سياسية أخرى، فهي تمثّل محاولة من عون وحزب الله لتطبيق مفهوم "المقاومة الاقتصادية"، عبر تعزيز مركزية الدولة على القطاعات الاقتصادية والمالية والمصرفية. فيمكن حينها تجنّب آثار العقوبات، فيما هناك من يرى أن الحزب يريد من خلال الخطة أو الاقتراحات التي سيقدمها لحلّ الأزمة اللبنانية، استنساخ تجربة النظام الاقتصادي الإيراني، والذي للحرس الثوري فيه حصة وازنة وكبيرة، وكذلك إمكانية استنساخ تجربة الحشد الشعبي في العراق، الذي يسيطر على مقدرات واسعة من العائدات النفطية. لكن، هناك أسئلة جدية تتعلق حول كيفية تعميم هذا النموذج للخروج من الأزمة. فلبنان ليس فيه مقدرات نفطية، ويحتاج إلى حدّ أدنى من الإصلاح وجذب الاستثمارات. ولأن حزب الله يسعى إلى المزيد من التأثير والتقرير في الاقتصاد، فإن المسار الذي يتبناه (مع عون) فرض ضغوط على القطاعات الفاعلة، ويرى أنه مع بقاء الهامش ممنوحاً للشركات الكبرى أو للمصارف، إنما مع سيطرة أكبر وتدخل أوسع للدولة اللبنانية عليها. وهذا النوع من المركزية من شأنه أن يرتد إيجاباً على حزب الله، الذي يمثّل القوة الأقدر على فرض ما يريد في لبنان، سياسياً وعسكرياً، وبالتالي اقتصادياً. وبالتالي كل الضغوط التي تمارس اليوم في المجال الاقتصادي، ستؤدي إلى تقويض القوى الاقتصادية لتطويعها، والكسب منها.

التلويح بالحرب

ويأتي تفعيل مفهوم "المقاومة الاقتصادية" تزامناً مع اشتداد الضغوط على إيران وحزب الله، وقرب سريان الحزمة الثانية من العقوبات على طهران، وانتشار رسائل واضحة أوصلها الإيرانيون إلى دول متعددة بأن طهران لن تسكت عن محاولات خنقها، وستلجأ إلى فرض مواجهة جديدة لتخفيف ضيقها. والأهم أن هذا الكلام يأتي بالتزامن مع تسريب كلام للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، حول احتمال اندلاع حرب بين الحزب واسرائيل في الصيف المقبل. والحزب لم ينف هذا الكلام بشكل رسمي، مع الإشارة إلى أن الصحيفة التي سرّبت الخبر معروفة بعلاقاتها الجيدة مع الحزب، ما يطرح سؤالاً أساسياً حول خلفية حصول هذا التسريب وأهدافه، مع الاكتفاء بنفيه عبر مصادر إعلامية قريبة من الحزب، غير رسمية. وهذا ما قد يكون مجالاً لفتح الباب أمام تأويلات كثيرة، في إطار الحرب النفسية وإيصال الرسائل بأن الحزب جاهز لإشعال الجبهات بحال استمر الحصار والخنق. وعلى الأرجح، تأتي التسريبات كما لو أنها تهيئة نفسية للجمهور وللخصوم. وهذه "المقاومة العسكرية" لن تكون منفصلة عن "المقاومة الاقتصادية" في مستقبل قريب.

 

ريفي: لا مكان لراية “حزب الله” بيننا

بيروت ـ “السياسة/21/04/2019/ فيما يطل الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله اليوم، ليتحدث عن التطورات الداخلية والإقليمية، رأى الوزير السابق أشرف ريفي، أن “أعلام حزب الله في الضنية رفعها بعض ضعاف النفوس للإيحاء بأن للحزب مناصرين في المنطقة”. وقال “نرفع العلم اللبناني فقط أمام راية حزب الله، التي اعتدى بها على تمثال رفيق الحريري في وسط بيروت، فلا مكانَ لها بيننا”.من جانبه، غرد النائب السابق فارس سعيد، قائلاً: “الرجاء بلبنان مستقل لا تحكمه ميليشيا مسلحّة وطبقة سياسية تستنفر طوائفها ضد لبنان”، مضيفا “الرجاء بتيار مسيحي يناقض بالحجة تيار عون المطالَب بتحالف الأقليات، الرجاء بوعي سُنّي يلعب دوراً وطنياً و لا يحوّل السنّة الى طائفة، الرجاء بصمود الدروز رغم الضغوط والرجاء بتيار شيعي يلاقي عبد المهدي”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 21/4/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الفصح المجيد مر على لبنان بأجواء يؤمل أن تحمل معها أوضاعا إقتصادية أفضل. وبعد العيد ينتظر أن تنشط الاتصالات لمعالجة الوضع الاقتصادي الصعب وإقرار مشروع للموازنة العامة. وفي رأي أوساط سياسية ان المطلوب هو أن يكون جميع المسؤولين على موجة واحدة من العمل، خصوصا وأن رئيس الجمهورية عبر اليوم من بكركي عن استياء من المعالجات القائمة للواقع الاقتصادي السيء، حين قال: من ليس لديه خبرة لينهي الأزمة بسرعة فليتفضل إلى بعبدا ونحن ننهيها.

وفي شأن آخر، يساور اللبنانيون القلق من الأنباء التي راجت على لسان الأمين العام ل"حزب الله" بأن عدوانا اسرائيليا قد يحصل، وبأنه نصرالله لن يعود موجودا وكذلك قيادات الصف الأول والثاني. إلا أن أوساط الحزب نفت هذا الكلام الذي أوردته صحيفة "الراي" الكويتية، نقلا عن ما سمتهم بقيادات كانوا في اجتماع رفيع المستوى في الحزب. وينتظر أن يطل السيد نصرالله في الساعات المقبلة لتوضيح الأمر، والرد على التهديدات الاسرائيلية.

وإن مر عيد الفصح بسلام على لبنان، فالعيد كان داميا في سريلانكا حيث هزت سلسلة تفجيرات البلاد، موقعة مئات الضحايا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

فصح مضرج بالدماء والآلام، تحت وطأة موجة تفجيرات ضربت سريلانكا وهزت الكثير من دول العالم، غربه وشرقه، جنوبه وشماله.

التفجيرات في صبيحة يوم العيد بلغت ثمانية عدا ونقدا، ستة منها كانت متزامنة وبعضها انتحاري. أبرز أهداف هذه الاعتداءات كانت الفنادق والكنائس، أما حصيلتها فكان عدادها يتزايد لحظة في إثر لحظة، وهي تجاوزت سبعمئة قتيل وجريح.

موجة التفجيرات الدموية دفعت السلطات السريلانكية إلى اتخاذ سلسلة إجراءات احترازية، من بينها إعلان حظر التجول وحجب مواقع التواصل الاجتماعي.

واستدرجت هذه التفجيرات، موجة استنكارات عالمية واسعة صدرت من كل حدب وصوب.

في لبنان فصح هادىء، قلصت عطلته وتيرة الحراك السياسي الذي ينتظر أن يستأنف الثلاثاء، بحيث يفترض أن تكون باكورته اجتماعا ماليا موسعا برئاسة رئيس الحكومة على نية موازنة العام 2019. أما جلسة مجلس الوزراء فلم يضرب لها بعد أي موعد رسمي.

في يوم العيد، قصد الرئيس ميشال عون بكركي، ومن هناك تحدث عن الأزمة التي يمر بها لبنان. هي أزمة تعالج، ونأمل أن تنتهي في أسرع وقت ممكن، لأن الوضع لا يسمح بالتمادي في الوقت، قال رئيس الجمهورية، قبل أن يضيف أن على من ليس لديه خبرة أن يتفضل إلى بعبدا لننهي الأزمة بسرعة لأنه من غير المقبول استمرار السير ببطء.

فمن هو المقصود بكلام الرئيس عون؟، علما بأن وزارة المالية قامت بواجباتها في ما يتعلق بالموازنة منذ آب الماضي. البطء الذي تحدث عنه رئيس الجمهورية، يقابله إسراع في تأمين حقوق مستحقيها، هذا الأمر عكسه وزير المال الذي زف بشرى للبلديات عندما أعلن اليوم أنه عمل على تأمين توقيع مرسوم أموالها، موضحا أن رئيس الحكومة وعده بذلك بعد الأعياد مباشرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

في عز الإحتفال بعيد القيامة على امتداد العالم، كان العقل الأسود الضارب في عمق التعصب والتحجر، يستهدف الكنائس والفنادق في سريلانكا، حاصدا المئات بين قتيل وجريح.

قيادات العالم التي ذهلت بحجم ما يكنه عقل الارهابيين من كره للبشرية جمعاء، دعت إلى تضافر الجهود، للقضاء على الإرهاب الذي يهدد الاستقرار العالمي.

داخليا وفي عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، ارتفعت الصلوات وألقيت العظات الداعية إلى رؤية جديدة وإرادة جديدة تسهل للبنان القيامة، عبر إنقاذ إقتصاده، ومكافحة الفساد.

وفي هذا السياق، أكد رئيس الجمهورية ميشال عون أن لبنان يمر بأزمة تتم معالجتها، وعلى الجميع العمل ليل نهار للانتهاء منها في أسرع وقت، لأن الوضع لا يسمح بالتمادي بالوقت. وكشف الرئيس عون، أن لا ضرائب جديدة ستفرض على المواطنين الفقراء والمعوزين. وقال: الأزمة صعبة ولكن ليس من الصعب أن نتخطاها؛ مضيفا: بدأنا عبر إنجاز خطة الكهرباء، وبعدها الموازنة ومن ثم الخطة الاقتصادية وبعدها البيئة.

ووسط أجواء الفصح المجيد، الثلوج في شهر نيسان، لم تغادر الربوع اللبنانية. فقد أدت الى إنقطاع بعض الطرقات الجبلية، مصحوبة ببرد قارس، حتى على السواحل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كشمس لا يحجب ضياؤها، البشرية سترى موعودها. طلعة رشيدة، تحرر العالم من أعباء الظالمين وبطشهم، بعدل مرتجى، ووعد غير مخلوف، وإيمان بخلاص في رسالات السماء معروف.

الخامس عشر من شعبان، يوم ولادة قائم آل البيت عليهم السلام، والفسحة المتسعة لتمكن الحق على جبهاته، وفي الميادين المنتشرة بين طيات اأرض، مع رجال، بيمينهم سلاح اليقين، وبشمالهم تجليات يوم يرونه قريبا.

بين اتجاهات الأرض، يسوح الظالمون، يفسدون، يسفكون الدماء، ويحيلون استقرار بلدانها دمارا وخرابا. الشواهد لا تنقطع، في فلسطين واليمن، وبالأمس في سوريا والعراق ولبنان، ولا تبعد عن المخططات السوداء كل من السودان وليبيا والجزائر، واليوم انضمت سريلانكا إلى مشهد دام انتجته أميركا وكيان الاحتلال لمنطقتنا قبل أن تبدده سواعد الأحرار وتستبدله انتصارات ورجاء بديمومة الاستقرار.

"حزب الله" أدان تفجيرات سريلانكا التي استهدفت المؤمنين في أعيادهم، ودعا إلى مواجهة هذه الآفة الخطيرة بوحدة الصف في كل عالم، متطلعا في ميلاد الامام المهدي عليه السلام أن يمن الله على المظلومين بظهوره القريب لتنعم البشرية جمعاء بالأمن والسلام.

في لبنان، الأعياد لم تعطل الكلام بالأزمات، ولم تفرمل البحث عن وسائل تبعد البلد عن حافة الهاوية. ومن بكركي رئيس الجمهورية يطمئن لامكانية الخروج من معضلة الموازنة كما فعلنا مع خطة الكهرباء.

وتبقى الحلول العقلانية مطلوبة، وكذلك السياسات المالية والاقتصادية الحكيمة التي تمنع الأسوأ من الأوضاع. وبعد الأعياد، حراك مرتقب على خط الموازنة مسبوقا بأرقام مكشوفة لا يمكن تقبلها بعد اليوم، بمقدار ما يرفض مد اليد إلى جيوب الفقراء لسد ثغرات العجز.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لبنان يبدي تضامنه مع سريلانكا "في وجه الارهاب"

نهارنت/21 نيسان/19/دان الرؤساء الثلاثة الهجمات الارهابية التي استهدفت كنائس وفنادق في سيريلانكا في يوم عيد الفصح. وأبرق رئيس الجمهورية ميشال عون معزيا بالضحايا، وقال "الحاجة ملحة لجهد دولي موحد لمواجهة الارهاب واستئصاله". بدوره، أبدى رئيس الحكومة سعد الحريري كامل تضامنه مع سيريلانكا وشعبها، وغرد عبر حسابه الخاص في موقع "تويتر" قائلا: "كل التضامن مع سريلانكا وشعبها في وجه الارهاب الاعمى الذي ضرب كنائسها يوم الفصح. ندعو بالرحمة للضحايا الأبرياء والشفاء العاجل للجرحى". واستنكر رئيس مجلس النواب نبيه بري، باسمه وباسم المجلس، "التفجيرات الإرهابية. وغرد وزير الخارجية جبران باسيل على حسابه على "تويتر"، فقال "في يوم القيامة، يسقط الشهداء في الكنائس، ليقولوا ان المسيحية هي ايمان عميق بأن كل يوم فيه قيامة بعد الموت، ونحن شهود على هذا". اما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فكتب على صفحته على تويتر "واذا فجرتم الكنائس فكل مسجد لنا لهم بيتاً للصلاة". وقضى الاحد ما لا يقل عن 207 أشخاص في سلسلة اعتداءات استهدفت فنادق وكنائس كانت تقيم قداس عيد الفصح. وتضم سريلانكا ذات الغالبية البوذية أقلية كاثوليكية من 1,2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره 21 مليون نسمة. ويشكل البوذيون 70 بالمئة من سكان سريلانكا، إلى جانب 12% من الهندوس و10% من المسلمين و7% من المسيحيين. ويعتبر الكوثوليك بمثابة قوة موحدة في هذا البلد إذ يتوزعون بين التاميل والغالبية السنهالية. غير أن بعض المسيحيين يواجهون عداء لدعمهم تحقيقات خارجية حول الجرائم التي ارتكبها الجيش السريلانكي بحق التاميل خلال الحرب الأهلية التي انتهت عام 2009. وأوقع النزاع الذي استمر بين 1972 و2009 ما بين 80 ألف قتيل ومئة ألف بحسب الأمم المتحدة. وبعد عقدين على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للجزيرة، قام البابا فرنسيس بزيارتها في كانون الثاني 2015 وأحيا فيها قداسا حضره مليون شخص تجمعوا في كولومبو.

 

لا خرق في قضية المصور المخطوف بسورية سمير كساب

بيروت ـ “السياسة”/21 نيسان/19/أكدت مصادر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، انّه يتابع قضية المصور اللبناني سمير كساب المختطف من قبل جماعات مقاتلة في سورية منذ البداية مع ملف المطرانين، وهو لم يتوقف عن العمل على كشف مصيره، مشددة على أن الأهمّ في اي قضية من هذا النوع ان يتم التوصل الى جهة معنية باختطاف كساب للتفاوض معها وهذا ما لم يحصل، اذ لا توجد جهة للتفاوض معها بشأن سمير كساب واللواء ابراهيم حاول من خلال قنوات التواصل مع المجموعات المقاتلة في سورية من الأكراد ام غيرهم، ان يصل الى خيط يكشف مصير كساب ولكن لم يتحقق اي خرق على هذا المستوى حتى اليوم، وبالتالي لا يمكن التأكيد ان كان حيّا ام ميتا. إلى ذلك، أعلنت مديرية التوجيه بقيادة الجيش أنه “نتيجة الرصد والمتابعة، أوقفت دورية من مديرية المخابرات يوم أمس في بريتال المدعو عيسى عباس اسماعيل المعروف بـ (علي)، والمطلوب بعدد كبير من مذكرات التوقيف بجرم إطلاق النار على دوريات الجيش وقوى الأمن الداخلي، وقتل عسكريين وإصابة آخرين وتهديد مسؤولين، وهو من أخطر المطلوبين من عصابة القتيل علي زيد اسماعيل، وبوشرت التحقيقات بإشراف القضاء المختص

 

عماد مغنية يقتل بدم بارد وضحكة صفراء

الشيخ حسن سعيد مشيمش/21 نيسان/19

في أيام الحرب الطاحنة بين حركة أمل الشيعية اللبنانية وبين الحزب والتي استمرت من سنة 1987 لسنة 1990 استطاع عماد مغنية من إدخال سيارة مفخخة إلى جانب حسينية مدينة الغازية الشيعية الخاضعة لسيطرة حركة أمل في جنوب لبنان وكان من المفترض أن يكون فيها إجتماع لألفي مقاتل من حركة أمل - ( 2000 مقاتل ) - واتصل عماد مغنية بمجلس شورى القرار بمطبخ القرار السياسي الذي كان ينعقد عندنا في دار الأمانة العامة في عهد الأمين العام الأسبق الشيخ صبحي الطفيلي وحينها طلب عماد مغنية من مجلس الشورى الإذن بالتفجير وأبلغهم بجهوزية السيارة فرفض الشيخ صبحي رفضا قاطعا وبالفعل تم سحب السيارة، وحينها إستاء عماد مغنية ولما سُئِلَ: لماذا تريد الإذن ولا تنفذ بدون علمهم؟

أجاب بأنه على إستعداد أن يوقف مئة شخص شيعي على الحائط وإعدامهم رميا بالرصاص من دون أن يرف له جفن بشرط أن يتحمل غيره المسؤولية أمام الخامنئي.

فقيل له أليس الخامنئي راضٍ عن أفعالك؟

قال: طبعا ومعي فتوى بالعمل بما أراه وأعضاء شورى القرار لا يُؤْتَمَنون.

 

جعجع يدعو الى موازنة "ثورية": الاصلاح يبدأ من أعلى الهرم

نهارنت/21 نيسان/19/رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن لبنان بحاجة الى موازنة ثورية، داعيا الى البدء باصلاح من أعلى الهرم الى أسفله، والى عدم غش الناس بشعارات كبيرة منها "عدم المس بجيوب الفقراء". وقال جعجع الذي حضر قداس الفصح، الذي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، "الاوضاع التي نمر بها صعبة، والجميع يشعر في ذلك إلا أن لا مشكلة من دون حل وعلينا أن نضع جميعا كل ما لدينا من جهد من أجل إخراج البلاد من هذه الأوضاع". وردا على سؤال عما إذا كان من الممكن أن يتم الانتهاء من إعداد الموازنة في هذا الأسبوع وخصوصا بعد طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من القيمين والمسؤولين الإسراع في إعدادها، قال "الانتهاء من إعدادها ليس بالأمر السهل، باعتبار أننا في حاجة إلى موازنة ثورية، ولا أعرف مدى وجود كتل نيابية مستعدة للسير بهكذا موازنة، إذ من دونها لن نتمكن من القيام بأي أمر، ومن المهم جدا ألا نغش الناس". وأكد جعجع "أننا كلنا معنيون بألا يتضرر الناس، وفي الوقت عينه"، محذرا من أنه "إذا انهارت الأوضاع ستنهار على رؤوس الجميع ولن توفر أحدا". وعن موقف الحزب من مد اليد إلى جيوب اللبنانيين، قال "في ظل الوضع الذي نمر به، يجب ألا نضيع الوقت والناس بإطلاق الشعارات، بل يجب العمل الجدي، ونضطلع كحزب للبدء بالإصلاح من أعلى الهرم إلى أسفله، إلا أن الأهم ألا نغش الناس كالخروج بشعارات كبيرة منها عدم مد اليد إلى جيوب الناس والفقراء ومحاربة الفساد، والتي لا تنفع بشيء في الوقت الراهن". وأضاف "الوضع دقيق وعلينا خلال الأشهر المقبلة العمل على حل الأزمة، لذا نحن في حاجة إلى خطوات عملية كإقرار موازنة جدية بدلا من هذه الشعارات الكبيرة والطنانة والرنانة التي لا تطعم خبزا وتفرغ جيوب الناس في الوقت عينه". وردا على سؤال عما إذا كان هناك تباطؤ في معالجة الأزمات وخصوصا بعد كلام رئيس الجمهورية العماد عون عن وجود من يمارس هوايات وليس لديه خبرة، ختم جعجع: "نعم هناك تباطؤ ولا أعرف من يقصد رئيس الجمهورية بكلامه، إلا أن من المؤكد الإسراع من الآن وصاعدا في حل الأزمات".

 

موقع «النشرة» يحذّر من عقوبات بسبب «اجتياح الحديد الإيراني لأسواق

 لبنان»/جنوبية/21 أبريل، 2019 /يضيق صدر الحلفاء قبل الخصوم بالتجاوزات المالية التي يقدم عليها حزب الله يوميا في لبنان، وكان علم موقع جنوبية قبل شهرين من تجار مستوردي مواد بناء مقربين من التيار الوطني الحر، انهم بصدد فضح ما يقوم به تجار حزب الله من منافسة غير مشروعة ومخالفات تهدد "القطاع" بكامله، خصوصا انهم دائمي الشكوى لقيادة التيار الوطني الحر من هذه الممارسات لكن دون جدوى. لذلك يبدو ان الكيل طفح وبدأ فضح ملف تهريب الحديد ومواد البناء الذي يقوم تجار حزب الله بتهريبها من ايران، وذلك عبر مقالة ظهرت اليوم في موقع "النشرة"، وهذا نصها:

كشف مسؤول لبناني للنشرة عن تعاون بين تجار من حزب الله والحرس الثوري الايراني للالتفاف على العقوبات الأمريكية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد الانسحاب من الاتفاق النووي. يقوم التعاون على تهريب أكثر من 20 ألف طن في المرحلة الأولى من اسطوانات الحديد متدنية الجودة بهدف تسويقه للتجار في لبنان لخدمة المصالح الايرانية. يتم نقل الحديد بوساطة القيادي في “حزب الله” محمد جعفر القصير الملقب بالشيخ صلاح وعلي القيصر المسؤول في شركة “حقول” بواسطة الباخرة “فارانيا” الإيرانية، ومن ثم تسويقه في لبنان عن طريق شركة “الموسوي للتجارة” بإدارة علي الموسوي المُقرب من حزب الله. أفاد المسؤول أن الأمر يعرض زبائن الشركة اللبنانيين الى خطر العقوبات الأمريكية وبأن إيران تهدف من ذلك الى استغلال عائدات الصفقة مع علي الموسوي وشركة “الموسوي للتجارة” التي تقدر بملايين الدولارات على الأراضي اللبنانية. يذكر أن طن الحديد الواحد يتم تسويقه بسعر أقل ب- 100 دولار من السعر العالمي واللبناني، مما يضر بمصدر رزق تجار ورجال اعمال لبنانيين. بما في ذلك، تشير البحوثات والفحوصات التقنية بأن جودة الحديد الإيراني تقل عن جودة الحديد المعمول بها في السوق المعماري اللبناني، مما لا يستوفي شروط السلامة العامة في لبنان وعليه تم ضبط الباخرة لمدة أسبوعين على يد السلطات اللبنانية في ميناء بيروت. وحذر المسؤول أن اضافة الحرس الثوري الايراني الى قائمة المنظمات الإرهابية تهدد بفرض عقوبات أمريكية على الشركات المتعاونة بما فيها شركة الموسوي وزبائنها من الشركات اللبنانية مما قد يضر بالسوق وبالإقتصاد اللبناني عامة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

230 قتيل على الأقل في اعتداءات استهدفت كنائس وفنادق في أحد الفصح في سريلانكا

وكالة الصحافة الفرنسية/21 نيسان/19/قتل 230 شخص على الأقل وجرح أكثر من 450 آخرين بينهم 35 أجنبيا الأحد في ثمانية اعتداءات استهدفت فنادق فخمة وكنائس حيث اقيمت قداديس بمناسبة عيد الفصح في سريلانكا، ما أثار إدانات شتى في العالم. وقال الناطق باسم الشرطة أن هذه الحصيلة تأخذ في الاعتبار ضحايا الانفجارات الثمانية التي وقعت في الجزيرة. واضاف "لا يمكن أن نؤكد أنها هجمات انتحارية"، موضحا أن ثلاثة أشخاص أوقفوا. وأعلنت السلطات السريلانكية منعا للتجول فورا وتعطيل شبكات التواصل الاجتماعي لمنع نشر "أنباء غير صحيحة وكاذبة" بعد التفجيرات. وهذه الاعتداءات التي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها حتى الآن، هي الأعنف منذ في البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل عشر سنوات. وفي تسجيل فيديو في واحدة من الكنائس التي استهدفت، يظهر العديد من الجثث بينما يغطي الأرض حطام وبقع دماء. وأدى الانفجار إلى انهيار أجزاء من السقف. ووقعت ثمانية انفجارات في هذه الجزيرة التي تعد وجهة مهمة للسياح الأجانب، ستة منها في الصباح وانفجاران بعد الظهر. ودان رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكريميسينغه "الهجمات الجبانة" ودعا البلاد إلى "الوحدة". ودعا اسقف كولومبو من جهته، إلى معاقبة المسؤولين عن الهجمات "بلا شفقة". وقال اسقف كولومبو مالكولم رانجيت "اريد أن اطلب من الحكومة أن تجري تحقيقا متينا وموضوعيا لتحديد من هو المسؤول عن هذا العمل ومعاقبتهم بلا شفقة لأن الحيوانات فقط يمكن أن تتصرف بهذا الشكل". وعبر البابا فرنسيس عن "حزنه" بعد الاعتداءات، مؤكدا أنه "قريب من كل ضحايا هذا العنف الوحشي". وقال في رسالة إلى الحشود بعد كلمته إلى المدينة والعالم "علمت بحزن بهذه الاعتداءات الخطيرة التي حملت اليوم بالتحديد، يوم عيد الفصح، الحزن والألم إلى الكثير من الكنائس وأماكن التجمعات في سريلانكا". وأضاف "أريد أن أعبر عن قريب وتعاطفي مع المسيحيين الذين اصيبوا بينما كانوا يتأملون ويصلون، وكل ضحايا مثل هذا العنف الوحشي".

"محاولة منسقة"

في كولومبو استهدفت التفجيرات ثلاثة فنادق فخمة مطلة على البحر وكنيسة، ما أدى إلى مقتل 64 شخصا على الأقل، كما كان ذكر مصدر في الشرطة في وقت سابق. وفي بلدة نيغومبو الواقعة في شمال كولومبو، قتل 67 شخصا في كنيسة سان سيباستيان و25 آخرون في كنيسة باتيكالوا المدينة الواقع بشرق البلاد، بسحب المصدر. وبعد ساعات، وقع انفجاران آخران في ضاحيني ديهيوالا حيث قتل شخصان على الاقل في انفجار في فندق رابع، وفي أوروغوداواتا حيث قام انتحاري بتفجير نفسه ما أدى إلى مقتل ثلاثة شرطيين، خلال عملية بحث في منزل. وبين القتلى 35 أجنبيا على الاقل أحدهم برتغالي.

ومن إيران إلى بريطانيا، صدرت دعوات إلى التسامح والحرية الدينية ومكافحة الإرهاب. وكان قائد الشرطة الوطنية بوجوث جاياسوندارا حذر قبل عشرة أيام من أن حركة إسلامية تدعى "جماعة التوحيد الوطني" تخطط "لهجمات انتحارية على كنائس مهمة وعلى المفوضية العليا الهندية". وكانت هذه الجماعة عرفت العام الماضي بسبب أعمال تخريب طالت تماثيل بوذية. وقال وزير المال مانغالا ساماراويرا في تغريدة على تويتر إن الهجمات تبدو "محاولة منسقة لإحداث القتل والفوضى".

"حالة فوضى"

وقعت الهجمات الأولى التي أعلن عنها في كنيسة القديس انطونيوس في كولومبو وفي كنيسة نيغومبو. وكتبت كنيسة سان سيباستيان في نيغومبو على صفحتها على فيسبوك "اعتداء على كنيستنا نرجوكم أن تساعدونا. ندعوكم إلى المجيء لمساعدتنا إذا كان أفراد من عائلتكم هنا".

في فندق "سينمامون غراند" الفخم فجر انتحاري نفسه بين نزلاء كانوا مصطفين لدخول مطعم في المبنى في عيد الفصح. وقال موظف لفرانس برس إن الانتحاري "ذهب إلى أول الصف وقام بتفجير نفسه". وأضاف أن "بين الذين قتلوا على الفور مديرا (في الفندق) كان يستقبل الزبائن".

ووصف الوضع بأنه "فوضى كاملة"، بينما ذكر مسؤولون آخرون في الفندق أن الانتحاري مواطن سريلانكي استأجر غرفة منذ السبت. وفي فندق شانغري لا القريب، لاحظ مصور فرانس برس أضرارا كبيرة في مطعم في الطابق الثاني. فقد كسر زجاج نوافذه بينما تدلت أسلاك الكهرباء من سقفه.

من جهته، كتب وزير الإصلاحات الاقتصادية هارشا دي سيلفا في تغريدة "اجتماع طارىء خلال دقائق وعمليات الانقاذ جارية". وتحدث عن "مشاهد رعب" في كنيسة القديس انطونيوس وفندقين استهدفا وقام بتفقدهما. وكتب على تويتر "رأيت أشلاء مبعثرة في كل مكان"، مشيرا إلى سقوط "العديد من الضحايا بينهم أجانب". وناشد المواطنين "أرجوكم حافظوا على هدوئكم وابقوا في الداخل". وتضم سريلانكا ذات الغالبية البوذية أقلية كاثوليكية من 1,2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره 21 مليون نسمة. ويشكل البوذيون 70 بالمئة من سكان سريلانكا، إلى جانب 12% من الهندوس و10% من المسلمين و7% من المسيحيين. ويعتبر الكاثوليك بمثابة قوة موحدة في هذا البلد إذ يتوزعون بين التاميل والغالبية السنهالية. غير أن بعض المسيحيين يواجهون عداء لدعمهم تحقيقات خارجية حول الجرائم التي ارتكبها الجيش السريلانكي بحق التاميل خلال الحرب الأهلية التي انتهت عام 2009. وأوقع النزاع الذي استمر بين 1972 و2009 بين 80 ألف قتيل ومئة ألف بحسب الأمم المتحدة.

 

مئات القتلى والجرحى بسلسلة اعتداءات استهدفت كنائس وفنادق بسريلانكا واعتقال 8 من المشتبه بهم في الهجوم الأعنف منذ نهاية الحرب الأهلية

كولومبو: «الشرق الأوسط»/21 نيسان/19/مقتل 230 شخص على الأقل، وجُرح أكثر من 450، بينهم 35 أجنبياً، أمس، في 8 اعتداءات استهدفت فنادق وكنائس، حيث أقيمت قداديس بمناسبة عيد الفصح في سريلانكا، مما أثار إدانات شتى عبر العالم.

وأوقف 8 أشخاص على صلة بالتفجيرات، وفق ما أعلنه رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغي الذي قال في كلمة عبر التلفزيون أمس: «حتى الآن، الأسماء التي لدينا محلية، لكن المحققين يسعون إلى معرفة ما إذا كانت لديهم (علاقات مع الخارج)»، من دون إعطاء تفاصيل إضافية. وقبل ساعات من ذلك، قال الناطق باسم الشرطة إنه «لا يمكن أن نؤكد أنها هجمات انتحارية»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. ومباشرة بعد الاعتداءات الإرهابية، أعلنت السلطات السريلانكية منعاً للتجول، وتعطيل شبكات التواصل الاجتماعي لمنع نشر «أنباء غير صحيحة وكاذبة» بعد التفجيرات. وهذه الاعتداءات التي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها حتى وقت كتابة هذه السطور، هي الأعنف في البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل 10 سنوات. وفي تسجيل فيديو في واحدة من الكنائس التي استهدفت، يظهر كثير من الجثث، بينما يغطي الأرض حطام وبقع دماء. وأدى الانفجار إلى انهيار أجزاء من السقف. ووقعت 8 انفجارات في هذه الجزيرة التي تعد وجهة مهمة للسياح الأجانب، 6 منها في الصباح، وانفجاران بعد الظهر. وأدان رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكريميسينغي «الهجمات الجبانة»، ودعا البلاد إلى «الوحدة»، فيما دعا أسقف كولومبو من جهته إلى معاقبة المسؤولين عن الهجمات «بلا شفقة». وقال الأسقف مالكولم رانجيت: «أريد أن أطلب من الحكومة أن تجري تحقيقاً متيناً موضوعياً لتحديد من هو المسؤول عن هذا العمل، ومعاقبتهم بلا شفقة، لأن الحيوانات فقط يمكن أن تتصرف بهذا الشكل».

وسارعت دول العالم إلى إدانة الهجوم الدامي، وأصدرت دعوات إلى التسامح والحرية الدينية، وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب. وبدوره، عبّر البابا فرنسيس عن «حزنه» بعد الاعتداءات، مؤكداً أنه «قريب من كل ضحايا هذا العنف الوحشي». وقال في رسالة إلى الحشود، بعد كلمته إلى المدينة والعالم: «علمت بحزن بهذه الاعتداءات الخطيرة التي حملت اليوم بالتحديد، يوم عيد الفصح، الحزن والألم إلى كثير من الكنائس وأماكن التجمعات في سريلانكا»، وأضاف: «أريد أن أعبر عن تعاطفي مع المسيحيين الذين أصيبوا بينما كانوا يتأملون ويصلون، وكل ضحايا مثل هذا العنف الوحشي».

وفي كولومبو، استهدفت التفجيرات 3 فنادق فخمة مطلة على البحر وكنيسة، مما أدى إلى مقتل 64 شخصاً على الأقل، وفق ما ذكره مصدر في الشرطة. وفي بلدة نيغومبو، الواقعة في شمال كولومبو، قتل 67 شخصاً في كنيسة سان سيباستيان، و25 آخرون في كنيسة باتيكالوا، المدينة الواقعة بشرق البلاد، بحسب المصدر. وبعد ساعات، وقع انفجاران آخران في ضاحيتي ديهيوالا، حيث قتل شخصان على الأقل في انفجار في فندق رابع، وفي أوروغوداواتا، حيث قام انتحاري بتفجير نفسه، مما أدى إلى مقتل 3 شرطيين خلال عملية بحث في منزل. وبين القتلى 35 أجنبياً على الأقل، من الجنسيات البرتغالية والبريطانية والأميركية والدنماركية والتركية والهندية، وفق تقارير. وسقط في الهجمات «عدة أميركيين»، إذ قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن «عدة مواطنين أميركيين كانوا من بين القتلى»، كما نقلت عنه وكالة «رويترز». وفي كوبنهاغن، قالت وزارة الخارجية الدنماركية إن ثلاثة مواطنين دنماركيين كانوا من بين قتلى التفجيرات في سريلانكا. فيما ذكرت وكالة «برس أسوسييشن» البريطانية نقلاً عن وزارة الخارجية السريلانكية، إن ثلاثة بريطانيين وشخصين يحملان الجنسيتين الأميركية والبريطانية كانوا كذلك بين الضحايا.

من جانبه، أعلن عبد الناصر الحارثي، سفير السعودية لدى سريلانكا، أن مواطنين سعوديين من ضمن المفقودين في التفجيرات، مبيناً أن السفارة قامت على الفور بتشكيل فرق للبحث عنهما في الفنادق المستهدفة، شملت كذلك المستشفيات، بالتعاون مع السلطات السريلانكية، مضيفاً أن سفارة بلاده تعمل بالتنسيق مع السلطات السريلانكية في تحديد الهويات للمصابين. وذكر السفير الحارثي أن مضيفة تعمل لدى الخطوط الجوية السعودية تعرضت لإصابة طفيفة خلال وجودها في فندق «سينامون غراند»، وأنها غادرت المستشفى بعد علاجها من إصابتها.

وكان قائد الشرطة الوطنية، بوجوث جاياسوندارا، قد حذّر قبل 10 أيام من أن حركة تدعى «جماعة التوحيد الوطني» تخطط «لهجمات انتحارية على كنائس مهمة، وعلى المفوضية العليا الهندية». وكانت هذه الجماعة قد عُرفت العام الماضي بسبب أعمال تخريب طالت تماثيل بوذية. وقال وزير المال مانغالا ساماراويرا، في تغريدة على «تويتر»، إن الهجمات تبدو «محاولة منسقة لإحداث القتل والفوضى».

ووقعت الهجمات الأولى التي أعلن عنها في كنيسة القديس أنطونيوس في كولومبو، وفي كنيسة نيغومبو. وكتبت كنيسة سان سيباستيان، في نيغومبو، على صفحتها على «فيسبوك»: «اعتداء على كنيستنا، نرجوكم أن تساعدونا. ندعوكم إلى المجيء لمساعدتنا، إذا كان أفراد من عائلتكم هنا».

وفي فندق «سينمامون غراند» الفخم، فجّر انتحاري نفسه بين نزلاء كانوا مصطفين لدخول مطعم في المبنى في عيد الفصح. وقال موظف لوكالة الصحافة الفرنسية إن الانتحاري «ذهب إلى أول الصف، وقام بتفجير نفسه».

وأضاف أن «بين الذين قتلوا على الفور مديراً (في الفندق) كان يستقبل الزبائن»، ووصف الوضع بأنه «فوضى كاملة»، بينما ذكر مسؤولون آخرون في الفندق أن الانتحاري مواطن سريلانكي استأجر غرفة منذ أول من أمس (السبت). وفي فندق شانغري-لا القريب، كانت الأضرار كبيرة في مطعم في الطابق الثاني، فقد كسر زجاج نوافذه، بينما تدلت أسلاك الكهرباء من سقفه، كما ذكرت الوكالة الفرنسية.

ومن جهته، كتب وزير الإصلاحات الاقتصادية هارشا دي سيلفا، في تغريدة: «اجتماع طارئ خلال دقائق، وعمليات الإنقاذ جارية». وتحدث عن «مشاهد رعب» في كنيسة القديس أنطونيوس وفندقين استهدفا وقام بتفقدهما. وكتب على «تويتر»: «رأيت أشلاء مبعثرة في كل مكان»، مشيراً إلى سقوط «كثير من الضحايا، بينهم أجانب». وناشد المواطنين: «أرجوكم، حافظوا على هدوئكم، وابقوا في الداخل». وتضمّ سريلانكا، ذات الغالبية البوذية، أقلية كاثوليكية من 1.2 مليون شخص، من أصل عدد إجمالي للسكان يصل إلى 21 مليون نسمة. ويشكل البوذيون 70 في المائة من سكان سريلانكا، إلى جانب 12 في المائة من الهندوس، و10 في المائة من المسلمين، و7 في المائة من المسيحيين. ويعتبر الكاثوليك بمثابة قوة موحدة في هذا البلد، إذ يتوزعون بين التاميل والغالبية السنهالية، غير أن بعض المسيحيين يواجهون عداء لدعمهم تحقيقات خارجية حول الجرائم التي ارتكبها الجيش السريلانكي بحق التاميل خلال الحرب الأهلية التي انتهت عام 2009. وأوقع النزاع الذي استمر بين 1972 و2009 ما بين 80 ألفاً ومائة ألف قتيل، حسب الأمم المتحدة.

 

مقتل 4 مسلحين في محاولة هجوم على مركز أمني شمال الرياض

الأحد 21 نيسان 2019 Lوطنية - أفادت "وكالة الأنباء السعودية" عن مقتل 4 مسلحين في السعودية اليوم، في محاولة هجوم ضد مركز أمني شمال الرياض، أصيب خلاله ثلاثة من عناصر الأمن. وقال جهاز أمن الدولة، في بيان، ان السلطات الأمنية تمكنت عند الساعة 09,49 (05,49 ت غ) من "إحباط عمل إرهابي استهدف مركز مباحث محافظة الزلفي" على بعد 260 كيلومترا شمال العاصمة السعودية. وأوضح ان "مجموعة إرهابية هاجمت المركز في محاولة بائسة لاقتحامه. وتصدت قوات رئاسة أمن الدولة للمهاجمين، وتعاملت معهم بما يقتضيه الموقف، ما أسفر عن مقتلهم جميعا، وعددهم أربعة إرهابيين يجري التثبت من هوياتهم. وأصيب ثلاثة من رجال الأمن بإصابات طفيفة، خلال محاولة الهجوم على المركز". وأكد جهاز أمن الدولة ان السلطات الامنية "لا تزال تباشر مهماتها في الموقع، للتعامل مع ما في حوزة الإرهابيين من مواد متفجرة، ورفع الآثار المتخلفة عنهم"، مشيرا إلى أنه "سيتم إعلان المستجدات لاحقا".

وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" قد قالت في وقت سابق ان "المهاجمين كانوا في سيارة حاولت اقتحام الحاجز الأمني لفرع مقر أمن الدولة". وأفادت أن "اثنين من المهاجمين ترجلا من السيارة، وأطلقا النار على رجال الأمن. وبادرت الأجهزة الأمنية الى التصدي لهما وقتلهما على الفور، بينما حاول الثالث الفرار، وتم قتله، وفجر الرابع نفسه بحزام ناسف كان يرتديه".

 

البابا يدين تفجيرات سريلانكا ويدعو لوقف معارك ليبيا وعودة لاجئي سورية

الفاتيكان – وكالات/21 نيسان/19/أدان البابا فرنسيس في قداس عيد القيامة تفجيرات سريلانكا، التي أسفرت عن مقتل 207 أشخاص ووقعت في يوم يعد أهم يوم في الرزنامة المسيحية. وكان البابا يتحدث أمام نحو 70 ألف شخص في ساحة القديس بطرس وحض السياسيين على تجنب سباق تسلح جديد بدأت بوادره تظهر والترحيب باللاجئين الفارين من الجوع وانتهاكات حقوق الانسان. وقال في عظته “إلى المدينة والعالم” بمناسبة عيد القيامة: “علمت بالحزن والالم بأنباء الهجمات الخطيرة التي تسببت بالتحديد في عيد القيامة في حزن وألم في الكنائس وأماكن أخرى تجمع فيها الناس في سريلانكا، أود ابداء تعاطفي مع الجالية المسيحية التي تعرضت لهجوم أثناء تجمعها للصلاة وكل ضحايا مثل هذا العنف”، مناشدا أن يعم السلام في مناطق الصراعات. ودعا إلى “حل للصراع في سورية بشكل يتماشى مع آمال الشعب الشرعية للحرية والسلام والعدل”، مشيرا الى أنه يؤيد عودة اللاجئين.وحض على الحوار لانهاء القتال في ليبيا وناشد طرفي الصراع “تفضيل الحوار على القوة وتفادي اعادة فتح الجروح التي خلفها عقد من الصراعات وعدم الاستقرار السياسي”.ودعا السياسيين في فنزويلا الى “انهاء الظلم الاجتماعي والانتهاكات وأعمال العنف واتخاذ خطوات ملموسة لرأب الانقسامات وتقديم المساعدة التي يحتاجها الشعب”.

 

خامنئي يعفي الجعفري من قيادة الحرس الثوري الإيراني ويعيّن سلامي خلفا له

روسيا اليوم /21 نيسان/19/أعفى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، اليوم الأحد، قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، من منصبه، وعين نائبه، اللواء حسين سلامي، خلفا له. وأعرب خامنئي، في مرسوم صدر عنه بهذا الصدد ونشره وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، عن شكره لجعفري على خدمته كقائد الحرس الثوري الإيراني، المنصب الذي تولاه منذ 1 سبتمبر 2007. ويأتي هذا التطور بعد أيام من إدراج الولايات المتحدة في 15 أبريل الحالي، قرار من الرئيس، دونالد ترامب، الحرس الثوري الإيراني في القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، في سابقة كانت الأولى لتصنيف واشنطن جزءا من حكومة أجنبية إرهابيا.

 

مسؤول أميركي: النظام الإيراني نقل أنظمة صواريخ باليستية إلى جهات فاعلة "خبيثة" في المنطقة

إندبندنت عربية/21 نيسان/19/ أكد ناثان تك، المتحدث الرسمي الإقليمي لوزارة الخارجية الأميركية، أن العقوبات الاقتصادية ضد النظام الإيراني هي من بين أقوى العقوبات في التاريخ وستزداد قساوة إلى أن يُغيّر النظام الإيراني سياساته التي تهدد الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. وأشار ناثان، في تصريحات خاصة لـ"إندبندنت عربية"، إلى أن إيران تمتلك اليوم أكبر قوة صواريخ باليستية في الشرق الأوسط، كاشفا عن نقل طهران "أنظمة صواريخ باليستية خاصة بها إلى جهات فاعلة خبيثة في المنطقة"، مؤكدا أن هذا الإجراء يهدد حياة المدنيين الأبرياء، في الوقت ذاته لم يحدد المسؤول الأميركي تلك الجهات. في جانب آخر، قال ناثان إن "واشنطن مستعدة لفتح صفحة جديدة مع طهران بشرط أن تلبي الأخيرة 12  مطلبا أميركيا كان قد أعلنها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وتشكل تلك المطالب ضغطا كبيرا على طهران للتوصل إلى (اتفاق نووي جديد)"، إلا أنه أضاف أن "النظام الإيراني لم يكفّ عن استغلال حسن نية الدول وتحدى عدة قرارات لمجلس الأمن الدولي من خلال سعيه إلى بناء قدرة متينة من الصواريخ الباليستية، كما يواصل النظام الإيراني زيادة استثماره في اختبار الصواريخ ونشرها، حتى مع انهيار اقتصاده ومعاناة شعبه". وكشف  ناثان في جانب آخر من حديثه "أن إيران نقلت صواريخ باليستية إلى العراق، وهو ما يشكل تحدياً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 وانتهاكا للسيادة العراقية"، مضيفا أن "وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كان قد شدد على أن الحكومة في بغداد هي من يجب أن تحدد مصير العراق وليست الحكومة في طهران".  وكانت طهران قد نفت في وقت سابق نقل أي صواريخ باليستية إلى العراق. في الوقت ذاته يرى المتحدث الرسمي الإقليمي لوزارة الخارجية الأميركية أن "إيران لا تنفك تتحدى قرارات مجلس الأمن الدولي بوقاحة وتعمل على تعزيز قدراتها الصاروخية التي تهدد حلفاءنا"، داعيا إلى "ضرورة معالجة تجاهل طهران الصارخ للمعايير الدولية"، وأضاف "علينا أن نعيد فرض قيود دولية أكثر صرامة لردع برنامج إيران الصاروخي، في الوقت ذاته فإن الولايات المتحدة ستواصل بذل جهود بلا هوادة لبناء الدعم في مختلف أنحاء العالم لمواجهة نشاط النظام الإيراني المتهور في مجال الصواريخ الباليستية، كما ستستمر في فرض ضغوط كافية على النظام حتى يغير سلوكه الخبيث، بما في ذلك تطبيق كافة العقوبات الأميركية بشكل كامل". وفضّل ناثان عدم استباق قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووزير الخارجية عند سؤاله إن كانت الولايات المتحدة ستتجه إلى فرض عقوبات جديدة على إيران، مؤكداً على أن بلاده لن تتدخر جهدا في تطبيق أكبر قدر من الضغط على النظام الإيراني الذي "تعتبره أميركا أكبر داعم للإرهاب في العالم".

 

واشنطن تبدأ في "تصفير" صادرات إيران النفطية

وكالات – أبوظبي/21 نيسان/19/قالت صحيفة واشنطن بوست، الأحد، إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، سيعلن الاثنين عدم تجديد الإعفاءات للدول التي تم استثنائها من العقوبات المفروضة على إيران. وحسب الصحيفة الأميركية، فقد قررت الولايات المتحدة عدم إعفاء أي دولة مجددا من العقوبات المفروضة على إيران، في محاولة لإيصال توريد النفط الإيراني إلى صفر. وشددت واشنطن الخناق على النظام الإيراني بعد إلغاء الاتفاق النووي الذي أبرمته قوى غربية مع طهران، في حين دخل تصنيف الولايات المتحدة الأميركية للحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية حيز التنفيذ في أبريل الجاري. وتجري معركة بين إدارة ترامب وبعض أعضاء الكونغرس، بشأن التنازل عن العقوبات النفطية والنووية التي من المقرر أن تنتهي صلاحيتها أو يجري تمديدها أوائل الشهر المقبل. وتستهدف هذه العقوبات عناصر رئيسية في الاقتصاد الإيراني، لا سيما قطاع الطاقة، عن طريق توقيع ما يسمى "بالعقوبات الثانوية" على الشركات الأجنبية والحكومات إذا استمرت في التعامل مع الكيانات الإيرانية المستهدفة. كان الهدف الرئيسي هو تجفيف إيرادات صادرات النفط الإيرانية، التي تقول الولايات المتحدة إنها المحرك الرئيسي لتمويل البلاد لأنشطة زعزعة الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط وغيره. وحتى لا تهتز أسواق النفط بالخسارة المفاجئة للخام الإيراني، منحت الإدارة الأميركية عدة إعفاءات سمحت لبعض الدول وتايوان بمواصلة وارداتها طالما تحركت لخفضها إلى الصفر. من المقرر أن تنتهي هذه الإعفاءات في أوائل مايو، وتحث الصقور المناهضة لإيران في الكونغرس وغيره إدارة ترامب على عدم تجديد أي منها. يقول هؤلاء إن تمديد بعض الإعفاءات الثمانية سوف يتعارض مع هدف ترامب وبومبيو المعلن في الإبقاء على "أقصى قدر من الضغط" على إيران.

 

السعودية والإمارات تدعمان السودان بـ3 مليارات دولار

روسيا اليوم /21 نيسان/19/أعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات أنهما ستقدمان حزمة مشتركة من المساعدات لجمهورية السودان، تصل قيمتها إلى ثلاثة مليارات دولار أمريكي. وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بأن 500 مليون دولار من حزمة المساعدات، قدمت من البلدين كوديعة في البنك المركزي السوداني وذلك لتقوية مركزه المالي. وأضافت أن الهدف من تلك الوديعة هو تخفيف الضغوط على الجنيه السوداني، وتحقيق مزيد من الاستقرار في سعر الصرف. وأشارت الرياض وأبوظبي إلى أنهما ستصرفان باقي المبلغ لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب السوداني تشمل الغذاء والدواء والمشتقات النفطية.

 

قوات حكومة الوفاق الليبية تعزز مواقعها على أبواب طرابلس غداة معارك شرسة

وكالة الصحافة الفرنسية/21 نيسان/19/تعزز القوات التابعة لحكومة الوفاق في ليبيا الاحد مواقعها بعد معارك عنيفة خاضتها ضد قوات المشير خليفة حفتر على ابواب طرابلس التي استهدفها قصف ليلا. وفي الرابع من نيسان، بدأ "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر هجوما على حكومة فايز السراج، ومذاك تواجه قوات حفتر مقاومة شرسة من قوات حكومة الوفاق بعدما وصلتها تعزيزات من مدن اخرى في الغرب. وتتركز المعارك في الضاحية الجنوبية لطرابلس واسفرت حتى الان عن 227 قتيلا و1128 جريحا بينهم مدنيون، وادت الى نزوح نحو 30 الف شخص وفق الامم المتحدة. وفي رسالته التقليدية لمناسبة الفصح، امل البابا فرنسيس الاحد بان "تتوقف الاسلحة عن اراقة الدماء في ليبيا" وحض "الاطراف المعنيين على اختيار الحوار بدل الظلم عبر تفادي فتح جروح ناتجة من عقد من النزاعات وعدم الاستقرار". وتصاعدت حدة المعارك السبت بعد هجوم مضاد شنته قوات حكومة الوفاق التي حققت تقدما وخصوصا في عين زارة في ضاحية طرابلس الجنوبية. لكن المتحدث باسم قوات حفتر احمد المسماري لم يقر بخسارة مواقع واتهم "العدو بتلقي تعزيزات من ارهابيي القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية ومرتزقة اجانب". والاحد كانت الجبهة هادئة. وقال مصطفى المجعي المتحدث العسكري باسم حكومة الوفاق لفرانس برس "بعد يوم طويل من النجاحات العسكرية، تعزز قواتنا مواقعها" الجديدة.وليلا، سمعت انفجارات قوية من وسط المدينة. وتحدث شهود عن غارات جوية وهجمات لطائرات من دون طيار على العاصمة.

 توقف موقت للرحلات

واوضح المجعي انها ضربات شنتها مروحية لقوات حفتر مزودة معدات للرؤية الليلية، وذلك بهدف "ترهيب المدنيين". ولم يسقط ضحايا. واوردت مصادر عسكرية ان المقاتلات الروسية القديمة الموجودة لدى الجانبين، سواء ميغ او سوخوي، غير مجهزة لشن ضربات ليلا. الوحيد قيد الخدمة في طرابلس. ثم استؤنفت الرحلات وفق مصادر ملاحية. وسبق ان تعرض المطار الواقع شرق العاصمة في الثامن من نيسان/ابريل لغارة جوية تبنتها قوات حفتر. ومذاك، يستقبل فقط الرحلات الليلية بين الساعة 15,00 والساعة 6,00 ت غ. وكانت قوات حفتر تقدمت في اتجاه ابواب العاصمة من دون مقاومة قبل ان تشن قوات حكومة الوفاق هجوما مضادا. وحذر موفد الامم المتحدة في ليبيا غسان سلامة هذا الاسبوع من "تدهور شامل" في البلد النفطي الغارق في فوضى وتنازع للسلطة منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. ودبلوماسيا، يستمر المأزق في مجلس الامن الدولي حيث حاولت بريطانيا من دون جدوى، بدعم من المانيا وفرنسا، تمرير قرار يدعو الى وقف اطلاق النار وفتح ممرات انسانية غير مشروطة في مناطق المواجهات. وابرز معارضي مشروع القرار وفي موقف نادر، الولايات المتحدة وروسيا. واعلن البيت الابيض السبت ان محادثة هاتفية جرت الاثنين بين الرئيس دونالد ترامب وحفتر تناولت "رؤية مشتركة لانتقال في ليبيا نحو نظام سياسي ديموقراطي ومستقر". واقر ترامب ب"الدور الكبير للمشير حفتر في مكافحة الارهاب وتأمين الموارد النفطية في ليبيا". وعلق احمد المسماري "لقد ربحنا المعركة السياسية واقنعنا العالم بان القوات المسلحة (لحفتر) تكافح الارهاب". من جهتها، طلبت حكومة الوفاق من مجلس الامن ارسال "بعثة اممية للتحقيق حول الانتهاكات التي ارتكبتها قوات حفتر" المتهمة باستهداف منشآت مدنية واحياء سكنية.

مقاتلات الجيش تقصف مواقع للميليشيات بطرابلس وقيادي داعشي يعلن جاهزيته للقتال في صفوف "الوفاق"

طرابلس، عواصم- وكالات/21 نيسان/19/شنت مقاتلات الجيش الوطني الليبي، أمس، غارات جوية على مواقع للميليشيا المسلحة في العاصمة طرابلس، وأحصى سكان هجمات صاروخية عدة أصاب أحدها معسكرا حربيا لميليشيا طرابلس في منطقة السبع جنوب العاصمة. وقال عدد من السكان إنهم شاهدوا طائرة تحلق لنحو عشر دقائق فوق العاصمة في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس وانها أحدثت طنينا قبل اطلاق النار على عدة مناطق، وبعد منتصف الليل حلقت من جديد طائرة لنحو عشر دقائق قبل أن يهز انفجار قوي الأرض. ولم يتضح ما اذا كانت طائرة حربية أو طائرة مسيرة وراء الهجوم، الذي أدى الى اطلاق مكثف لنيران المدافع المضادة للطائرات. وفي السياق، أعلنت حكومة “الوفاق” أمس، إعادة فتح مطار معيتيقة أمام حركة الملاحة بعدما تم إغلاقه ساعات بسبب الغارات الجوية التي نفذها الجيش الوطني الليبي. من جانبه، طالب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة “الوفاق” فائز السراج مجلس الأمن الدولي بإرسال لجنة تقصي حقائق أممية، للتحقيق فيما أسماه “الخروقات والانتهاكات” التي قال: إن القوات الموالية للمشير خليفة حفتر “قامت بها في طرابلس وغيرها من المناطق”، متهما قوات حفتر “بقتل المدنيين وتهجيرهم واستخدام الأطفال القصر في القتال، واستهداف الأحياء المكتظة بالسكان بالأسلحة الثقيلة والصواريخ، وقصف المطار المدني في طرابلس، إضافة لقصف المدارس، وسيارات الإسعاف والمستشفيات المدنية”، بحسب نص البيان الذي نشره مكتب السراج الإعلامي.وأشار البيان إلى ما أعلن عنه المتحدث باسم قوات حفتر أحمد المسماري قبل يومين حول مشاركة طائرات في القصف الجوي على طرابلس وضواحيها وصفها المسماري بـ”الصديقة”، واعتبر السراج ذلك اعتداء على سيادة ليبيا ومشاركة صريحة فيما وقع من انتهاكات جسيمة. وحمّل السراج من سمّاها بـ “الدول التي ساهمت في هذه الاعتداءات” المسؤولية الكاملة، وطالب لجنة تقصي الحقائق ولجنة العقوبات بالكشف عما أسماه بـ “الخروقات”، سواء بالمشاركة أو دعم المعتدي بالسلاح والمعدات.

 

السودان: “قوى الحرية والتغيير” تعلق المفاوضات مع المجلس العسكريوالبرهان جدَّد الالتزام بتسليم السلطة... والمعارضة رشحت مضوي إبراهيم رئيساً للحكومة

الخرطوم، عواصم – وكالات/21 نيسان/19/علقت قوى إعلان الحرية والتغيير السودانية المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي، ووضعت ثلاثة مطالب فورية لاستنئناف التفاوض من جديد، هي الاعتراف بقوى الحرية والتغيير كممثل للحراك الثوري، وتسليمها السلطة لتعمل على تشكيل مجلس رئاسي فوري، وإبعاد ثلاثة من عضوية المجلس العسكري قالت إنهم يتبعون للنظام المخلوع. ودعت المحتجين للاستمرار في الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني وسط الخرطوم، متهمة المجلس العسكري بالالتفاف ومحاولة إحياء النظام السابق وإعادة عناصره للسلطة، مضيفة أن “هناك محاولات من المجلس لفرض توافق ناعم مع ذيول النظام السابق بتشكيل السلطة المدنية”. وبينما قال رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان، إنه إذا اتفقت القوى السياسية على حكومة انتقالية، نسلم السلطة فورا، اعتبر القيادي في إعلان قوى الحرية والتغيير صديق يوسف، أن المجلس العسكري الانتقالي غير مقتنع بتسليم السلطة، وأنه لا يقوم باعتقال رموز الفساد بقدر ما يقوم بعملية تصفية حسابات. وكان البرهان قال في حوار خاص لقناة “سكاي نيوز”، أمس، إنني أفضل أن تكون المرحلة الانتقالية بإشراف حكومة تكنوقراط، مشددا على أن المجلس العسكري ليس في خصومة مع أي جهة، مبينا أن التوافق السياسي ضروري لبدء المرحلة الانتقالية.

وأضاف البرهان: “أوكلنا للنيابة العامة التحقيق بشأن كل من تعرّض للمعتصمين”. في حين قال صديق يوسف، في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” إن: “من أصدر قرار ضرب المعتصمين بالنار أيام البشير هم قيادات المجلس العسكري الآن”.

من جانب أخر، اتفقت “قوى الحرية والتغيير” علي مضوي إبراهيم رئيسا للحكومة المدنية المرتقبة، وعبدالله حمدوك وزيرا للمالية، إضافة إلى عدد من الأسماء المرشحة لشغل المناصب في المجلس المدني. وفيما واصل الآلاف احتشادهم في الاعتصام الرئيسي خارج المقر العسكري في الخرطوم، أعلنت مصادر أمنية عن اعتقال رئيس حزب “المؤتمر الوطني” المكلف أحمد هارون، والنائب الأول السابق للبشير علي عثمان محمد، ومساعد رئيس الجمهورية عوض الجاز، كما تم اعتقال القيادي البارز في حزب “المؤتمر الوطني” نافع علي نافع وتحويله إلى سجن “كوبر”.

وذكرت مصادر أنه تم إلقاء القبض على رئيس البرلمان الأسبق أحمد إبراهيم الطاهر، وتم وضعه مع عدد من القيادات الأخرى في المعتقل بينهم علي عثمان محمد طه وأسامة عبدالله وعبدالرحيم محمد حسين، مع شقيقي الرئيس عمر البشير عبدالله والعباس، كما كشفت عن وجود قيادات من الأمن الشعبي في المعتقل.وذكرت أن النيابة ستقوم باستجواب الرئيس السابق الموجود داخل سجن “كوبر”، وأن هناك إجراءات قانونية ستتخذ ضد بعض رموز النظام السابق المتهمين بالفساد. وفي وقت سابق من أول أمس، أصدر النائب العام السوداني، قراراً يلغي فيه نيابة أمن الدولة، وقراراً آخر بإنشاء نيابة مكافحة الفساد، وطالب برفع الحصانة عن عدد من المشتبه بهم في جهاز الأمن والمخابرات. وأصدر أيضاً قراراً بتشكيل لجنة عليا للإشراف على التحري في بلاغات الفساد وهدر المال العام. الى ذلك، أصدر رئيس المجلس العسكري قراراً بإحالة كل الضباط برتبة الفريق بهيئة قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني للمعاش. وأحال مدير جهاز الأمن السوداني كل من تاج السر عثمان سليمان، وعبدالعزيز عبدالله بخيت، ودخري الزمان عمر محمد، وسليمان محمد أحمد محمد، وأحمد مختار أحمد، وعبدالوهاب الرشيد علي، ومحمد مختار حسن، وعباس علي خليفة إلى المعاش.

 

احتقان في أنقرة بعد الاعتداء على زعيم المعارضة

وكالات - أبوظبي/21 نيسان/19/تعرض زعيم حزب المعارضة الرئيسي في تركيا لاعتداء خلال مشاركته في جنازة جندي في أنقرة الأحد، قبل أن يتمكن حراس الأمن من اصطحابه بسلام بعيدا عن الحشد في أحدث تبعات الانتخابات المحلية المتنازع على نتائجها والتي أجريت قبل ثلاثة أسابيع.

وكان كمال كليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني الذي حقق انتصارات في الانتخابات التي أجريت في 31 مارس يشارك في جنازة أحد الجنود الأتراك الأربعة الذين قتلوا يوم الجمعة في اشتباكات مع حزب العمال الكردستاني المحظور. وحذر الرئيس التركي طيب أردوغان مرارا خلال حملة انتخابية الشهر الماضي من وجود أعضاء بحزب العمال الكردستاني على قائمة مرشحي حزب الشعب الجمهوري للانتخابات. ويرغب حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي له أردوغان في إلغاء نتائج الانتخابات في إسطنبول. ودفعت الاشتباكات التي جرت في جنوب شرق البلاد يوم الجمعة عدة صحف موالية للحكومة إلى ربط مقتل الجنود بحزب الشعب الجمهوري. وأظهر تسجيل مصور للواقعة حشدا يردد هتافات مناوئة لحزب العمال الكردستاني. وعرضت عدة قنوات تلفزيونية لقطات يظهر فيها كليجدار أوغلو وهو يتعرض للضرب على رأسه مرتين، فيما يحاول حراس الأمن وشرطي إبعاد عشرات الأشخاص الذين كان بعضهم يصيحون "عار عليك" و "لعنة الله عليك". وأفادت قناة (إن.تي.في) التلفزيونية، أن كليجدار أوغلو شق طريق وسط الحشد إلى منزل مجاور تجمع أمامه حشد وظل يردد هتافات ضد حزب العمال الكردستاني. وغادر المنزل بعد ذلك بأكثر من ساعة في عربة مدرعة برفقة أفراد من الشرطة.

وقال كليجدار الذي سبق وأن تعرض لهجوم بعد جنازة في 2016 لأنصاره أمام مقر حزب الشعب الجمهوري "لا يرغبون في أن أشارك في جنازات شهدائنا.. يعتقدون أنني سأتراجع إذا هاجموني. لن أتراجع ولو خطوة واحدة". وذكرت وكالة أنباء الأناضول التي تديرها الدولة أن مدعي عام أنقرة يوكسيل كوجامان قال إنه تم تحديد هوية ستة مهاجمين وإن المحققين يبحثون ما إذا كانت واقعة الاعتداء لها صلة بالإرهاب.وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو "الواقعة تحت السيطرة... التحقيقات بدأت". وقال وزير العدل عبد الحميد غل المنتمي أيضا لحزب العدالة والتنمية "لن نسمح لأي شكل من أشكال العنف بأن يخيم على العملية السياسية الديمقراطية".

انتخابات متنازع على نتائجها

وأظهرت النتائج الأولية وسلسلة من عمليات إعادة فرز الأصوات في الانتخابات البلدية التي أجريت قبل ثلاثة أسابيع فوز مرشحي حزب الشعب الجمهوري في أنقرة وإسطنبول على مرشحي حزب العدالة والتنمية مما يمثل خسارة مؤلمة لأردوغان. لكن حزب أردوغان قدم التماسين لإلغاء وإعادة التصويت في إسطنبول استنادا إلى ما يقول إنها مخالفات وأصوات باطلة. وكان كليجدار أوغلو يشارك في جنازة أحد الجنود الذين قتلوا يوم الجمعة عندما هاجم مسلحون من حزب العمال الكردستاني قاعدة عسكرية في إقليم هكاري الجبلي القريب من الحدود مع العراق. وقال الجيش التركي إن ستة جنود آخرين أصيبوا في حين قُتل 20 من أعضاء حزب العمال الكردستاني في الاشتباكات. وبدأ حزب العال الكردستاني تمردا منذ عام 1984 للمطالبة بحكم ذاتي في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية. وتصنف الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي الحزب منظمة إرهابية.

 

فوز كبير لزيلينسكي في الانتخابات الرئاسية في اوكرانيا

وكالة الصحافة الفرنسية/21 نيسان/19/فاز الممثل العديم الخبرة في عالم السياسة فولوديمير زيلينسكي الأحد في الانتخابات الرئاسية الاوكرانية بأغلبية ساحقة أمام منافسه الرئيس المنتهية ولايته بترو بوروشنكو، لتبدا بذلك صفحة جديدة غير واضحة المعالم في بلد يشهد حربا على أبواب الاتحاد الاوروبي. ونادرون كانوا من أخذوا على محمل الجد هذا الممثل والكوميدي (41 عاما) حين أعلن ترشحه في 31 كانون الاول 2018. وبعد حملة انتخابية استمرت أربعة أشهر وخرجت عن المألوف اعتمد فيها أساسا على شبكات التواصل الاجتماعي، فاز ب 73 بالمئة من الاصوات في الجولة الثانية من الاقتراع، بحسب استطلاع عند خروج الناخبين من مكاتب التصويت أنجزه مجمع "ايكزت بول ناشونل" الذي يضم ثلاثة معاهد استطلاع. وأقر بورشنكو بهزيمته وهنأ زيلينسكي.

واعتبرت موسكو أن فوز زيلينسكي يعني ان الاوكرانيين يريدون "التغيير".

ويتوقع نشر النتائج الرسمية الجزئية تباعا طوال الليل من اللجنة الانتخابية التي قدرت نسبة المشاركة في الساعة 12,00 ت غ بأكثر من 45 بالمئة. وقال زيلينسكي في تصريح امام أنصاره من مقر حملته "لن أخذلكم" ثم خاطب الاوكرانيين ومعهم الدول التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي السابق "أنظروا، كل شيء ممكن". وبعد خمس سنوات من ثورة الميدان المؤيدة للغرب، قرر الاوكرانيون مجددا قلب الطاولة لكن هذه المرة عبر انتخابات لم تخل من مواقف غير اخلاقية لكنها جرت في مجملها بهدوء وفي نطاق احترام المعايير الديمقراطية. وفي حلقة مشهودة من الموجة العالمية المناهضة للنخب، جسد الفوز الكبير لزيلينسكي الذي وعد ب "كسر المنظومة" بدون الخروج عن المعسكر المؤيد للغرب، مستوى تحدي الاوكرانيين لطبقتهم السياسية التي يمثل بترو بوروشنكو أحد رموزها. ودفع بوروشنكو (53 عاما) ثمن عجزه عن وضع حد للحرب في شرق البلاد وفضائح الفساد المتواصلة التي تلطخ الطبقة السياسية، والصعوبات الاقتصادية في أحدى افقر دول اوروبا.

رئيس بدون أغلبية برلمانية

لا يزال الغموض يلف السياسة التي سيتبعها زيلينسكي. ومع توليه الرئاسة سيجد نفسه قائدا أعلى للجيوش ومسؤولا عن التعيينات الاساسية. لكن هامش المناورة لاتخاذ اجراءات ملموسة سيكون محدودا جدا لعدم امتلاكه اغلبية برلمانية، في حين لن تنظم الانتخابات التشريعية، مبدئيا، الا في 27 تشرين الاول/اكتوبر. والتحديات هائلة في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تواجه أزمة غير مسبوقة منذ استقلالها في 1991. وأعقب وصول أنصار الغرب السلطة في 2014 ضم روسيا للقرم واندلاع حرب في شرق البلاد خلفت نحو 13 الف قتيل خلال خمس سنوات. وأججت هذه الأزمة التوتر بين روسيا والغرب اللذين تبادلا فرض عقوبات. واتصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة بالمرشحين اللذين تم استقبالهما منتصف نيسان بباريس من الرئيس ايمانويل ماكرون. وأمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاحد أن تبقى كييف بعد الانتخابات ملتزمة اتفاقات مينسك للسلام في 2015 التي كانت أتاحت خفضا كبيرا لمستوى العنف في منطقة النزاع. وازاء تأخره الكبير في الجولة الاولى من الاقتراع حاول بوروشنكو التركيز على خبرته السياسية والدبلوماسية والعسكرية المتراكمة لخمس سنوات، محذرا من المخاطر التي تواجه اوكرانيا ومقدما نفسه كحاجز في مواجهة الرئيس فلاديمير بوتين. لكنه لم يفلح أبدا في استعادة الاسبقية على منافسه الذي هاجمه بشأن فساد المحيطين به، وقدم نفسه ك "رجل بسيط" مناهض للمنظومة القائمة على غرار دور استاذ التاريخ الذي انتخب رئيسا والذي جسده في مسلسل تلفزيوني.

 

يوم ثان من الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مصر

وكالة الصحافة الفرنسية/21 نيسان/19/فتحت مراكز الاقتراع أبوابها الأحد في مصر لليوم الثاني من الاستفتاء على تعديلات دستورية مثيرة للجدل تهدف إلى تمديد ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تولى السلطة في 2014. ويجري الاستفتاء الذي تبدو نتائجه محسومة، في جميع أنحاء البلاد على مدى ثلاثة أيام حتى الإثنين 22 نيسان/ابريل. ومنذ بداية الاقتراع، تبث القنوات التلفزيونية والصحف السبت صورا لتدفق الناخبين على مراكز الاقتراع وتشيد بحسن سير العمليات بدون أن تطرق إلى التعديلات بحد ذاتها. وتسمح التعديلات بتمديد الولاية الرئاسية الثانية إلى ست سنوات، ما يتيح للسيسي البقاء في الرئاسة حتى 2024. ويجوز له بعد ذلك الترشح لولاية أخرى ما يسمح له بالبقاء في السلطة حتى عام 2030. وكان البرلمان المصري صوت بأغلبية ساحقة من 531 صوتا من أصل 554 نائبا، الثلاثاء على التعديلات التي شملت تمديد فترة الرئاسة. وبالإضافة إلى تمديد الفترة الرئاسية، تنص التعديلات على إعادة مجلس الشيوخ (الشورى سابقا) الذي كان قد تم الغاؤه بموجب دستور 2012، بعد انتفاضة 2011 التي أدت إلى سقوط نظام حسني مبارك. كما سيصبح للرئيس الحق في اختيار رؤساء الهيئات القضائية ورئيس المحكمة الدستورية والنائب العام، ويجوز له تعيين نائب واحد أو أكثر. وشملت التعديلات تحديد حصة للنساء تبلغ 25 بالمئة من المقاعد في البرلمان. وستعلن في موعد أقصاه 27 نيسان نتائج الاستفتاء. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين نحو 62 مليونا، بحسب بيانات الهيئة الوطنية للانتخابات. وقبل الاستفتاء، حضت اعلانات عديدة، تبث في التلفزيون أو الاذاعة، المصريين على المشاركة في الاستفتاء تحت عنوان "إعمل الصح" (افعل الصواب).وغابت الأصوات المعارضة للتعديلات الدستورية في مصر بشكل ملحوظ بينما رأت منظمات دولية لحقوق الإنسان في بيان مشترك الأربعاء أن الاجواء الحالية في مصر "تخلو من فضاء يمكن أن يجري فيه استفتاء مع ضمانات للحياد والنزاهة". وذكر صحافيون من وكالة فرانس برس أنه كما حدث في عمليات اقتراع سابقة، تم تحفيز ناخبين على التصويت. وقد دعي موظفون من قبل رؤسائهم الى الإدلاء بأصواتهم بينما تقلى آخرون قسائم غذائية عند مغادرتهم مراكز الاقتراع. وانتخب السيسي للمرة الأولى في 2014 بأغلبية 96,9% من الأصوات، بعد عام من الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي عقب انتفاضات شعبية ضد حكمه. وأعيد انتخابه في آذار/مارس 2018، بأغلبية 97,08% ، في اقتراع واجه فيه منافسا واحدا وشهد حملة اعتقالات للمعارضة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كيف نعيد بناء لبنان؟... هكذا فكر اللبناني الأول

توفيق شومان/21 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/74095/%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82-%D8%B4%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%86%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D8%9F-%D9%87%D9%83%D8%B0%D8%A7/

نظر اللبناني الأول حوله ، يمنة ويسرة ، شاطئا وجبلا، فرأى طبيعة خلابة وأنهارا وجبالا وساحلا يبتعد هنيهة عن قمم شاهقات، فقال: هذه بلاد تجذب الألباب وتجذب السياحة والسياح.

فكانت السياحة والقطاع السياحي الذي شكل أحد أعمدة الإقتصاد اللبناني قبل حروب اللبنانيين اللعينة في العام 1975.

ونظر اللبناني الأول، قبيل الإستقلال وبعيده، إلى تعدد الطوائف والمذاهب، فاستقرت في عقله فكرة ألمعية قوامها استحالة حكم الطائفة الواحدة والمذهب الواحد، فقال:

ـ وجدتها ... لقد وجدتها ... هذه هي حرية المعتقد.

ومن حرية المعتقد نبتت الحرية السياسية، فكانت الديموقراطية اللبنانية هي الأولى في الشرق الأوسط.

واللبناني الأول نفسه، نظر نظرة عامة إلى لبنان، فرآه شاطئا ممتدا من بلدة الناقورة جنوبا، إلى مدينة طرابلس شمالا، فأعادته ذاكرته إلى مرافىء أجداده الفينييقين وإلى موانئهم التي كانت عواصم العالم القديم، فقال:

ـ لتكن بيروت إحدى عواصم العالم الجديد.

وهكذا تحول مرفأ بيروت إلى مرفأ الشرق الأول وإلى مرفأ لا تضاهيه إلا قلة من مرافىء العالم في القرن العشرين.

اللبناني الأول، قبل الإستقلال وبعده، وبعد الإستقلال خصوصا وتحديدا، نظر إلى محيطه فرآى كيف تهرب رؤوس الأموال من التأميم ومن تلاطم موجات اليسار، ففتح أبوابه للهاربين وللأموال النازحة، فبنى قطاعا مصرفيا رائدا، غار منه الأشقاء وحسده الأصدقاء ونصب له الأعداء الحفائر والدوائر.

وحتى لا ينفرد ولا يتفرد قطاع المصارف بالحال والأحوال ولسان الحال، نظر اللبناني الأول إلى هذا القطاع، فرأى أن الضمانة والصيانة تفترض إشرافا ورقابة على واقع حال المصارف، فقال اللبناني الأول:

ـ ليكن المصرف المركزي ضمانة وصيانة، وهكذا كان.

ومرة أخرى نظر اللبناني الأول إلى منوعات الطوائف والمذاهب اللبنانية وتنويعاتها، وإلى حرية الأفراد بالعقائد والعبادة، فأبدع منها فكرة ألمعية ثانية، فقال في سريرة نفسه:

ـ من هذا التعدد ومن هذا التنوع تنبت حرية القول السياسي وحرية الصحافة والإعلام.

ومن هذه الفكرة الألمعية، بات اللبنانيون ينطقون بما يريدون ويقولون ما يشاؤون وما يبتغون.

ومن هذه الفكرة انتقلت عدوى القول والنطق إلى عموم العرب، وباتت صحافة لبنان ناطقة بإسم العرب.

ومن كان يبحث عما يفكر به العرب، وعما يخطط له العرب، وعما يُطرب له العرب وعما يضطرب منه العرب، وعما يفرقهم وعما يجمعهم، ما كان عليه سوى أن يقرأ صحافة لبنان.

بات لبنان آنذاك وجه العرب وقلب العرب وعقل العرب وصوت العرب.

اللبناني الأول، نظر أيضا إلى واقع التعليم، وإلى الفوارق الطبقية والإجتماعية في التعليم، فقال:

ـ إن هذه الفوارق لا تجوز أخلاقا ولا دينا ولا تمدنا ولا يجوز أن يتعلم الأثرياء وأبناء الأثرياء، ولا يتعلم الفقراء وأبناء الفقراء.

ما العمل؟ سأل اللبناني الأول.

لم يأخذ البحث عن الإجابة عناء وتعبا طويلين.

فاللبناني الأول قرر وحسم وقال: الحل بالمدرسة الرسمية، وليدخل إليها كل اللبنانيين بلا تمييز ولا منة، ولا فرق بين ذكر وأنثى ولا طبقة وطبقة ولا فئة وأخرى.

ليس بالمدرسة الرسمية يحيا لبنان.

هكذا قال اللبناني الأول، ثم فكر وقال:

ـ لتكن الجامعة اللبنانية بعد المدرسة الرسمية.

وما هي إلا برهة، حتى غدت الجامعة اللبنانية صرحا للعقول والعلوم بأساتذتها وخريجيها وحولياتها، ومن كان يحمل شهادتها كان يقال له: مبروك هذا الوسام ومباركة هذه القامة العلمية.

أكثر اللبناني الأول من الأسئلة، فكثرت الإجابات، وفي مرة من المرات سأل:

ـ هل يعقل أن تنير الكهرباء مدننا الكبرى وتبقى أريافنا وقرانا مظلمة في لياليها الظلماء، أوليس ذلك من الظلم، أوليس الظلم والظلام من اشتقاق واحد ولا يفرق بينهما سوى (الألف) في الظلام فتبدو مثل عصا تنهال على المظلومين؟

سأل اللبناني الأول ذاك السؤال ثم قرر وقال:

ـ لتكن الكهرباء في كل لبنان، وليعم النور كل لبنان.

فبات لبنان في زمن اللبناني الأول نورا ومنارة.

ماذا بعد؟

سأل اللبناني الأول واستعاد بعض أسئلة مضت:

ـ هل تكفي الطبيعة لتنمو السياحة؟

لم يأخذه السؤال بعيدا، لا إلى واد ولا إلى مرتفع، فقال كما قال سقراط في ذات سؤال فلسفي:

ـ سلمنا بجمال الطبيعة فلماذا لا نسلم بجمال العلم؟

وهكذا كانت المدرسة الفندقية.

عاد اللبناني الأول وسأل السؤال السقراطي نفسه حول الصحافة والإعلام، فجاءته الإجابة على عجل:

ـ لتكن كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية.

وهكذا كان، فكانت كلية الإعلام.

واستمر اللبناني الأول يسأل ويجيب، وفي لحظة سأل: يغزونا الأجانب بمرطبات وبمبردات، ألا نقدر على منتوج منافس وعلى مرطب من صناعة اللبنانيين؟

لم يكد اللبناني الأول يلفظ أنفاس كلمة سؤاله الأخير حتى جاءت مرطبات "جلول"، قوية في منافستها، عالية في جودتها، زكية في نكهتها، وإلى أن قيل: ما كان مثلها مثلا في بلاد العرب والعالم الثالث.

اللبناني الأول أغرته الأسئلة وأغرته الإجابات وأغرته أفكاره، وراح يرتاح لمزيد من الأسئلة عن بنى الإقتصاد الحقيقي، حتى لو كان خفيفا في بداياته ومقدماته وأولياته.

فسأل عن السكاكر، فجاءته الإجابة من "غندور" وجبر" و"لافروتا" و"بايونير" ومثلها وأمثالها.

سأل عن صناعة الألبسة والنسيج، فجاءته إجابات تصنيع الملابس بالكمال والجمال وبما يحسده عليه محيطه وبما ينافس به غريمه.

سأل عن صناعة الأحذية فجاءته إجابات "بلعة "وريم" والصياد" وغيرها مما يصعب عدها وحصرها.

سأل عن صناعة الأدوية فنال نصيبا معقولا .

وسأل عن صناعة العطور فحاز امتيازا مقبولا.

وسأل عن صناعة الذهب والمعادن الكريمة فحصل على علامة أولى.

وسأل عن الطباعة فكان أولا.

سأل عن قطاع الطبابة فكان رائدا.

سأل عن الفن فقيل له: هذا مستحيل، ففي مصر أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب.

سأل مرة ثانية عن الفن فردوه إلى الجواب الأول.

وسأل مرة ثالثة وأخيرة فجاءت فيروز والرحابنة.

سأل اللبناني الأول كثيرا وأجاب كثيرا.

فكان لبنان الأكثر حداثة وتطورا في الشرق الأوسط كحصيلة لتلك الإجابات وتلك الأجوبة.

اكتمل لبنان مع اللبناني الأول وبقي سؤال واحد:

ـ ماذا عن علاقات لبنان بسوريا؟

اللبناني الأول أجاب مرات عدة عن السؤال الأول:

مرة في البيان الوزاري الأول لرئيس الحكومة الأسبق رياض الصلح حيث جاء:

ـ " يقتضي تنظيم الإستقلال أن تعمد الحكومة إلى تسلم جميع صلاحياتها كحكومة دستورية شرعية لدولة مستقلة، وهي على ذلك ستقوم بالإتفاق مع شقيقتها سوريا على إدارة ما نعرفه اليوم بالمصالح المشتركة".

الإجابة الثانية جاءت من رئيس الجمهورية الأسبق اللواء فؤاد شهاب، حين قال على ما يروي باسم الجسر في كتابه "فؤاد شهاب ذلك المجهول":

ـ " يتهمونني بمسايرة الرئيس جمال عبد الناصر، نعم أنا أسايره، فنصف البلد يحبه، ومن يكن نصف البلد معه، يستطيع أن يهز البلد".

الإجابة الثالثة تكمن في مقولة مأثورة لوزير الخارجية الأسبق جورج حكيم، وردت في محاضرة عن سياسة لبنان الخارجية في العام 1965، يقول فيها:

ـ "من مصلحة لبنان التوفيق بين الدول العربية لأن الوفاق العربي ضروري لتأمين الوفاق بين الطوائف اللبنانية".

هكذا فكر اللبناني الأول.

هكذا سأل وهكذا أجاب.

هكذا بنى لبنان.

هكذا تحول لبنان إلى حلم كان يحرك مخيلة العرب وأحلام العرب، ومن ضمنهم حاكم دبي محمد بن راشد إذ يقول في مذكراته الصادرة حديثا:

ـ "حلم تردد في ذهني أن تكون دبي مثل بيروت في يوم ما".

هكذا فكر اللبناني الأول.

من يفكر الآن كما فكر اللبناني الأول؟.

 

خلدون الشريف: توافق ميقاتي - الحريري في امتحان حساس

جنى الدهيبي/المدن/الإثنين 22/04/2019

بعد مرور أسبوعٍ كاملٍ على الانتخابات الفرعية، التي خاضتها مدينة طرابلس في 14 نيسان الماضي، يقرأ المستشار السياسي لرئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، الدكتور خلدون الشريف، نتائج الانتخابات التي آلت لفوز النائبة ديما جمالي، بنسبة اقتراعٍ لم تتجاوز 12.5 في المئة.

هذه الانتخابات، الذي أخذت بُعدًا تجاوز "فرعيّتها"، وجُنّدت فيها قدرات السلطة، واستنفرت لأجلها الأجهزة وأثمرت تحالفًا سياسيًا – سنيًا عريضًا، دعمًا للمرشحة "الزرقاء" التي جاء فوزها أقرب لـ"التزكية"، يتحدث عنها الشريف في حوار مع "المدن" بـ"أريحية طرابلسية" كما يسميها، متخليًا عن كلّ صفاته، متمسكًا بصفته الطرابلسية فقط. فهذا الصيدلاني الطرابلسي، الذي بدأ العمل السياسي في المدينة قبل 20 عامًا، يُعدُّ واحدًا من أبرز وجوهها السياسية المطلّة على لبنان، من دون أن يحمل صفة نائبٍ أو وزير، منذ أن رافق الرئيس الراحل عمر كرامي لمدة تسع سنوات (من العام 2000 حتّى العام 2009)، قبل أن يُعيّنه الرئيس ميقاتي مستشارًا له أثناء ترأسه الحكومة في العام 2012. وكان الشريف رئيسًا للجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني، ثمّ حمل رسميًا صفة "مستشار سياسي" لميقاتي، منذ العام 2014 حتّى الآن.

منطق الضحية

يرفض الشريف التطرق لقضايا طرابلس بمنطق المؤامرة والمظلومية والضحية و"العداء المناطقي"، الذي يعتبره واحدًا من أسباب تقهقرها وضعفها على المستويات كافة، فيما هي المدينة الثانية في لبنان، التي تحتضن 15 في المئة من سكانه: "أنطلق من طرابلس إلى لبنان، ومن لبنان إلى طرابلس، بناءً على قناعتي بأنّ هذه المدينة هي مسؤولية لبنانية وليست مسؤولية طرابلسية وحسب".  لا يفصل الشريف طرابلس عن لبنان، الذي يعيش وفقه خطرًا غير مسبوق، رغم كلّ المصائب والحروب التي عاشها البلد. "للمرة الأولى، نشعر أنّ هناك سوءًا اقتصاديًا لم يبلغه لبنان قطّ، وأصبح في وضعه الراهن يعيش لحظة تحوّل كبرى، قد تؤول إمّا إلى الانهيار وإمّا إلى لمّ الفتات والشظايا، وهي مسؤولية الطبقة الحاكمة، التي لا بدّ أن تخفف من التهويل على الناس، وأن تبدأ بالمعالجة من دون المساس بلقمة عيش ذوي الدخل المحدود". يعتبر الشريف أنّ لا عنوان آخر في لبنان، كما في طرابلس، غير "العنوان الاقتصادي"، بعد أن شارف هيكل البلد على الانهيار على أصحابه. "اليوم، دقّت ساعة الحقيقة، لندفع ثمن سوء أداء الطبقة السياسية الحاكمة التي حكمت لبنان منذ ما بعد الحرب". وفي ظلّ التخبط الحالي، وشعارات الإصلاح للحصول على مخصصات مؤتمر سيدر، يعتبر الشريف أنّه لا يوجد جديّة في التعاطي، وقد تجسد في أداء الحكومة بخطّة الكهرباء التي أقرّت، "متجاوزةً كلّ القوانين المرعيّة الإجراء في إقرارها، ما يعني أننا في المنطق السياسي نفسه الذي يحكم البلد".

التّسرع

لا يستغرب الشريف من تدني نسبة الإقتراع في فرعية طرابلس، لا سيما أنّ النتيجة كانت متوقعة، مع عدم تجاوز نسبة إقبال الناخبين 15 في المئة. وهذا التدني، يربطه الشريف في أربع نقاط:

تسرّع رئيس الحكومة سعد الحريري في تسمية جمالي من دون الرجوع إلى القواعد "المستقبلية" قبل غيرها. عدم التشاور مع الحلفاء في تسمية المرشحة قبل لململة الوضع معهم.

 لم تسعف ديما جمالي نفسها وتيارها في تسويقها شعبيًا، نتيجة وقوعها بأخطاء متتالية من دون توقف، أثناء حملتها الانتخابية.

عدم شرح التوافق السياسي المعقود للناس في المدينة، وبالتالي قدّروا أنّ هذا التوافق عُقد عليهم وليس لأجلهم.

وعليه، "لم تكن آلية اتخاذ القرار سليمة، وقد بدا أنّ معركة ديما جمالي في السياسة انشغلت من رأس الهرم وليس من قاعدته".

الحريري – ميقاتي

يُميّز الشريف توافق الحريري – ميقاتي، عن التحالف السياسي الذي عُقد على عجل قبل الانتخابات الفرعية في طرابلس. ولأنّ التمثيل النيابي بكتلٍ وزانة هو للحريري وميقاتي، "يعني أن التوافق السياسي في العمق هو بينهما حصرًا. ولو شرحا هذا التوافق بتفصيلٍ ووضوح لقواعدهما الشعبية في طرابلس، كانت تعززت أسباب تقبّله".

لكن، ما هي أُسس توافق ميقاتي – الحريري بعد سنوات من المناكفة والخصومة السياسية والانتخابية؟

بعد انتهاء انتخابات أيار 2018، وتكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة، قام الأخير بزيارات بروتوكولية لرؤساء الحكومة السابقين، وعقد مع ميقاتي في دارته جلسة "مكاشفة ومصارحة". وعلى إثر هذا الاجتماع، حسب الشريف، اتفقا على التعاون، وقال الحريري لميقاتي حينها: "كان يجب أن نعقد هذه جلسة منذ 11 عامًا". وحين شاور الرئيس ميقاتي فريقه في مسألة التوافق مع الحريري، كان للشريف الرأي الآتي: "لقد جرّبت طرابلس المناكفة خلال عقدين ونصف من الزمن، من العام 1992 حتّى العام 2018. وخلال هذه المدّة الزمنية، كانت القيادات السياسية (السنيّة) في المدينة، في حالة صراع دائمٍ مع القيادات الحاكمة في لبنان، لأنّهم أولاد كارٍ واحد، ولديهم الطموحات السياسية نفسها المتعلقة برئاسة الحكومة. الرئيسان الراحلان رفيق الحريري وعمر كرامي، كان كلّ منهما يرمي مسؤولية عدم إنماء طرابلس على الطرف الآخر، ويتهمه بعرقلته. وعندما تولى ميقاتي رئاسة الحكومة في العام 2005 ضمن جوّ بيت الحريري، جاء بعده فؤاد السنيورة رئيسًا للحكومة واستمرّ منطق المناكفة. ولمّا عاد ميقاتي رئيس حكومةٍ في العام 2011، وقف تيار المستقبل والحريري بكلّ ما يملكون من الدولة العميقة من أجل عرقلة حكومته".

لذا، "كنتُ ممن نظّر أننا سبق أن جربنا المناكفة خلال عقدين ونصف من الزمن، وأنّه حان الأوان لنعترف أننا نحتاج إلى محاولة بالتوافق". ولأنّ نصوص التسوية الرئاسية تقوم على بندين أساسيين، أولها أن يكون ميشال عون رئيسًا للجمهورية وثانيها أنّ يكون الحريري رئيسًا للحكومة خلال عهد عون، كان السؤال: "لماذا لا نعقد توافقًا مع الرئيس الحريري من أجل مصلحة طرابلس؟". ولأنّ ثمّة نظرية أخرى تضع توافق الحريري – ميقاتي ضمن خانة "المصلحة الشخصية" لا المصلحة العامة للمدينة، في ظلّ حساسية الوضع الاقتصادي الذي يمرّ به البلد، يؤكد الشريف أنّ هذا التوافق يخضع لإمتحانٍ حساسٍ أمام الناس، و"من الضروري أن ينعكس إيجابًا على مصالحهم، حتّى يكرسوا اقتناعهم بجدواه، وإلّا سيأتي بنتائج عكسية وسلبية".

مرفأ ومنطقة اقتصادية

يشدد الشريف أنّ حصّة طرابلس من مخصصات مؤتمر سيدر، هي كما ذُكرت، 319.5 مليون دولار أميركي، مقابل ارتباط المدينة بمشاريع أساسية في الشمال. لكن، "يجب أن يُنظر إلى طرابلس بوصفها طرابلس الكبرى. مثلًا، تشغيل مطار القليعات، وتوليد الطاقة على الهواء في عكار، تستفيد منهما طرابلس حتمًا". عمليًا، سبق لمرفأ طرابلس البحري أن نال قرض تمويل من البنك الكويتي الإسلامي بقيمة 86 مليون دولار. وقبل الحديث عن الشقّ السياسي المتعلق به والتعاون مع الجانب السوري، "لا بدّ من الانتهاء من مرحلة تحضير البنى التحية فيه، وتجهيزه وتدعيمه، حتّى يكون قادرًا أن يتحول إلى مرفأ إقليمي بارز إذا أحسنّا الأداء". وفيما تختصر مخصصات سيدر على مشاريع متعلقة بالبنى التحتية، فإنها وفق الشرف لا تؤمن حاجة طرابلس لـ"الاستثمار" وضخّ الروح الاستثمارية فيها. لذا، "فإن مشروع عرقلة المنطقة الاقتصادية في طرابلس، من أجل منطقتين في البترون وصور، هو أسوأ ما يمكن أن يضرب طرابلس. وحتّى الآن، لا يوجد أي ضمانة على إلغاء المشروعين في البترون وصور، لأنّ حكومة الرئيس الحريري اكتفت بتأجيل البحث فيهما بعد شهرٍ ونصف". واقع طرابلس المأزوم، يتحمل المجلس البلدي، وفق الشريفـ، جزءًا كبيرًا من مسؤوليته، في ظلّ الخلافات القائمة واحتمال سحب الأعضاء ثقتهم من رئيس البلدية أحمد قمر الدين في حزيران المقبل. والواقع البلدي، لم يسعف إلى اتخاذ قراراتٍ حاسمة في المدينة، "تتعلق بأزمة النفايات وسوء الطرقات والسير ومشاريع البنى التحتية". ويرى الشريف أنّ ما تحتاجه طرابلس، يتعلق بثلاثة أمور أساسية إلى جانب تفعيل الدور البلدي: فرص عمل عن طريق مشاريع استثمارية، مرتبطة بشكل أساسي في تشغيل مرفأ طرابلس. اطلاق دورة العمل داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس، ومن ثمّ ننتقل إلى مرحلة التفكير إن كنا نحتاج لمناطق اقتصادية أخرى. هناك مليون متر في معرض رشيد كرامي الدولي المعطل من العام 1962 شاغرة، يجب استثمارها في أمور منتجة بالتوافق مع الدولة لجهة الشراكة مع القطاع الخاص.

 

السلام المفقود أهون من شر السلام الأميركي الموعود

سام منسى/21 نيسان/19

تزامن تكليف بنيامين نتنياهو تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بعد فوزه بالانتخابات العامة مع إعلان جيريد كوشنير صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمعني الأول بما يسمى "صفقة العصر"، أن موعد الإعلان عن هذه التسوية العتيدة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني سيكون بعد شهر رمضان المبارك.

رئيس الحكومة المكلف لديه مهلة 28 يوماً من تاريخ التكليف لعرض تشكيلته الحكومية، بما يعني أنه إذا قدر لنتنياهو أن ينجح في مسعاه، وهذا الأمر مرجح، سيكون أول استحقاق تواجهه حكومته الجديدة هو التعامل مع "صفقة العصر" التي طال انتظارها. وإذا كان من المرجح أيضاً أن تكون هذه التسوية وليدة تفاهمات عميقة مع نتنياهو، فهي ستشكل دون أدنى شك كارثة على المنطقة بعامة وعلى الفلسطينيين بخاصة.

ومع أن منافس نتنياهو في الانتخابات بيني غانتس وحلفاؤه، تمنعوا عن تقديم رؤية واضحة ومتكاملة للنزاع مع الفلسطينيين لا سيما لجهة قيام دولة فلسطينية كما من تفسير ما اذا كان على تغيير سياسة نتنياهوازاء التهديد الايراني والحرب في سوريا وحزب الله وحماس، فلو كان قد فاز في الانتخابات لكانت حظوظ هذه الصفقة ضئيلة او ان فرصها تراجعت لأنه يحمل مقاربة مختلفة وان لم يتبسط بإيضاحها للعلاقة مع الفلسطينيين ومسار تسوية النزاع، وهذا ما جعله يفشل في كسب أصوات اليمين.

إن عودة نتنياهو إلى الحكم هذه المرة وسط الظروف السائدة في الداخل الإسرائيلي وفي الإقليم كما على الساحة الدولية، تشكل منعطفاً خطيراً و ضاغطا على أكثر من صعيد.

فعلى الصعيد الداخلي، لم تكن إسرائيل يوما جانحة إلى اليمين المتطرف كما هي اليوم، مع احتضان نتنياهو لحزب «القوة اليهودية» الذي أسسته جماعة كاخ بقيادة الحاخام المتطرف مائير كاهانا، وهي التي أدرجتها كل من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، وحتى إسرائيل نفسها، على لائحة الإرهاب منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. فهذا الحزب يقوم على تعصب قومي-ديني ويسعي لإقامة دولة الشريعة اليهودية التي ترفض حتى اليهودي العلماني، وليس فيها مكان للعربي. من جهة أخرى كان لافتاً خلال المعركة الانتخابية أن مسألة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لم تحتل مكانة مركزية فيها بما يؤشر من جهة إلى انتصار المشروع الاستيطاني، ومن جهة أخرى إلى موت عملية تسوية النزاع كما عهدناها والاكتفاء بإدارته بأقل ثمن ممكن لإسرائيل. مع الإشارة الى التراجع المعيب في وزن تمثيل العرب في الكينست والذي تتحمل وزره قياداتهم.

هذا الوضع أثر سلباً على العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأدى إلى تباعد هائل بينهم لم نشهده منذ اتفاق أوسلو، لكنه لا يضاهي التباعد والانقسام الحاصل على الساحة الفلسطينية. على الرغم من ذلك، من المتوقع أن يرفض الفلسطينيون بشقيهما صفقة العصر، وسيستغل نتنياهو بحنكته المعهودة هذا الرفض وردود الفعل عليه ليعمد إلى ضم أجزاءغير مأهولة من الضفة الغربية بالإضافة طبعا لا سيما الى المستوطنات الرئيسة فيها، في خطوة لم يقدم عليها عتاة المحافظين والمتشددين الإسرائيليين، وقد يلجأ بحنكته المعهودة الى غطاء هو توسيع القانون المدني الإسرائيلي على أراض تخضع للقانون العسكري، ناهيك عن حجته الأزلية الحاضرة ابدا: عدم وجود شريك للتفاوض معه. والابشع من ذلك رفض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ادانة هذا التوجه.

على الصعيدين الدولي والإقليمي، خسرت الولايات المتحدة دورها كوسيط في الشرق الأوسط وكقطب دولي تعود إليه مهمة إعادة التوازن المطلوب والمفقود، لا سيما بعد القرارات المتسرعة وغير الحكيمة التي اتخذتها إدارة ترامب، من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها إلى الاعتراف بضم إسرائيل لهضبة الجولان السورية. وبسبب تداعيات سنوات من شبه الانسحاب الأميركي من المنطقة والتقلب في المواقف والضبابية في السياسة إن لم نقل الارتباك، مما أفقد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة ثقتهم بها، وها هي اليوم تحشرهم في زاوية ضيقة بصفقة العصر التي جاء بها الساقط بمظلة إلى ساحة السياسة الدولية، كوشنير. لا نشك لحظة أن مضمون صفقة العصر هذه سيأتي خالياً من أي محتوى تسووي جدي، ومن المحال أن يقبل المحور الحليف لأميركا في المنطقة بما يرفضه الفلسطينيون. سبق لهذا المحور أن رفض قرارات ترامب التي تحدثنا عنها آنفا، فكيف سيقبلون بتسوية تطال جوهر القضية الفلسطينية بعد أن أفرغت من مبدأ الأرض مقابل السلام وجعلت من عودة اللاجئين سرابا؟

ناهيك عن الضرر الذي يحدثه توقيت إزاحة الستارة عنها على جبهة المعركة الدائرة مع إيران من جهة، ومع الجموح الروسي من جهة أخرى. ففي الوقت الذي بدأت العقوبات على إيران تؤتي ثمارها وبعد إدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب، سيأتي إعلان ترامب عن صفقة العصر ليمد طهران بترياق الحياة ويقدم لها هدية مجانية سوف تستغلها بدهائها المعروف لتستعيد الموقع الذي فقدته لدى الرأي العام في العالمين العربي والإسلامي. وستنسحب المكاسب على قطر وتركيا أيضاً ليفعّلا دعمهما لحماس ويقوضا أكثر سلطة الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية.

من جهة أخرى، ستلتقط مخالب الدب الروسي هذه الفرصة كما التقطت فرصة الحرب السورية، لتعزز نفوذها أكثر في المنطقة ولتنسج علاقات دافئة قد تستقطب آخر خلفاء واشنطن في المنطقة.

ما هي الحكمة من الاستعجال بالاعلان عن هذه الصفقة حيث لا رابح جراءها سوى تفعيل شعارات وخطاب محور الممانعة ومقولة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة". إذا أقدم ترامب على هذه الخطوة فالخسائر مكعبة على اكثر من صعيد: أولها على الاعتدال الفلسطيني كما على حلفائه العرب بعد أن أحرج موقفهم وقوض خطابهم، وسيمنح لإيران على طبق من ذهب منصة جديدة هي بأمس الحاجة إليها اليوم ويسقط المنطقة بين أيدي موسكو وسيعيد إشعال النار في رماد الجماعات المتطرفة ويقدم متنفسا جديدا لنظام الأسد الذي يتعيّش على المزايدات. إلى هذا سيخسر غالبية اليهود الاميركيين الذين يرون في نتنياهو رئيس حكومة منتهية صلاحيته يسقط الكيان العبري في رمال متحركة.

اذا كانت هذه الصفقة هي بمثابة العصا لترويض الفلسطينيين فهل في جعبة واشنطن جزرة ما؟ وإن لم يتم تعديل الطروحات الأميركية الرائجة حيال السلام في الشرق الاوسط ، فالقادم من الأيام على فلسطين ودنيا العرب يبعث على الهم والغم .

 

اللاعنف باراديغم الثورات العربية ولو كره الكارهون

منى فياض/النهار/21 نيسان/19

تعيدنا أحداث الجزائر والسودان إلى سؤال الثورات العربية، هل هي ثورات؟ هل هي ربيع عربي؟ أم شتاءه.

كما نعتت لاحقا!! ما حدا بالرئيس اللبناني بوصفها مؤخرا: بالجهنم العربي!!! الغريب أن وصفه تزامن مع ما يحصل في الجزائر وفي السودان وهما حراكان أقل ما يقال عنهما أنهما سلميّان بامتياز. فآلاء صلاح التي تجوب صورتها العالم، ظلت منذ بداية الحراك تتنقل من موقع إلى آخر بطقس تفوق حرارته 40 درجة مئوية، بثوبها التقليدي الأبيض، وقرطها الذهبي المدور، لتردد "شعبي يريد ثورة". هتفت آلاء بأبيات شعريّة للشاعر أزهري محمد علي، الذي كتب لأمه رسالة وداعٍ واعتذارٍ لنكثه عهدا قطعه لها بعدم التحدث في السياسة في زمن حكم العسكر. ومن بين أبياته:

الخوف عديم الساس.. وأنا جدي ترهاقا....

حبوبتي كنداكة.. وعبد الفضيل الماظ

فراس بشيلو الرأس..

و"الكنداكة"هو لقب الملكات الحاكمات في الحضارة النوبية، في إشارة الى قيادة الجدات اللواتي حكمن منذ آلاف السنين.

الصور والأخبار التي تردنا من الجزائر والسودان تعيد إلى الأذهان بدايات الثورات العربية التي انطلقت تحت شعارات وبممارسات سلمية. أذكر أني تلقيت في مطلع الحراك في مصر تعليمات مصورة عن كيفية التعامل مع رجال الأمن والعسكر وعن حمل الورود وتقديمها لهم لأنهم ليسوا "الأعداء" بل هم جزء من الشعب ومعاناته. حينها أهم ما كرّسه الشباب المصري المنتفض، الممارسات المدنية والمتمدنة النموذجية بدءاً من النظافة مروراً بهتاف "سلمية، سلمية" الشهير. كما يحصل في الجزائر والسودان اليوم. انتقلت شعارات سلمية سلمية إلى سوريا وبحت حناجر الشباب السوري طيلة سبعة أشهر من دون أن تلقي الدعم المطلوب، ما حدا بالنظام إلى قطع حنجرة المغني قاشوش ورمي جثته في النهر. واجتاح العنف الذي خطط له النظام وحلفاؤه الإقليميين سوريا التي تحولت جحيماً جعلوه "ماركة مسجلة" ألصقت بشباب الثورات وأصحابها. مع أن التتبع الموضوعي للثورات تدهشه ردود فعل المتظاهرين المسالم خصوصا في ميدان التحرير في القاهرة وعدم ردهم حتى على عنف الشرطة أو البلطجية. كما ثباتهم في الجزائر وفي السودان الآن وكأني بهم يردون على جميع الكليشيهات المجحفة التي لحقت بصورة العربي "الإرهابي" في العالم.

يبدو أن زمن الثورات العنيفة التي يعرّفها قاموس لاروس كتغيير مفاجئ وعنيف للبنية السياسية والاجتماعية للدولة؛ قد ولّى.

كأن ما يحدث في الجزائر وفي السودان، كتكملة لما حدث عام 2011، يبرهن أن هناك استعادة، ولو غير معلنة، لأسلوب غاندي في محاولة الإطاحة بالاستبداد عن طريق اعتماد مبدأ اللاعنف، أو المقاومة السلمية والسلبية من أجل إحداث التغيير السياسي المطلوب تجاه الاستبداد والقمع السياسيين.

إذ من الملفت أنه منذ بدايات الألفية الثالثة التي افتتحت مع الزلزال المشهدي العنيف لتفجير برجي المراقبة الأميركيين في 11سبتمبر 2001 ، وما تلاها من ظهور حركات إرهابية تحت شعار الإسلام السياسي واستعادة الدولة الإسلامية المزعومة، وكأنها ساهمت في ترسيخ إدانة أخلاقية غير مسبوقة للعنف. من هنا نجد أن الثورات باتت تلجأ إلى التحركات السلمية كالتظاهرات، وتأخذ طابع العصيان المدني مستخدمة الرموز والشعارات وبخاصة الألوان والأعلام، للتعبير عن رفضها للواقع ومحاولة تغييره.

بدأ الأمر مع الثورة الوردية، أو ثورة الورود في جورجيا في العام 2003،. ومن ثم تبعتها الثورة البرتقالية في أوكرانيا في العام 2004، والتي ساعدها اعتمادها على اللون البرتقالي كشعار لها لكي تلمس مدى اتساع دائرة تأثيرها قبل شيوع الفايسبوك.

وتلا الثورة البرتقالية هذه انتفاضة الاستقلال اللبنانية عام 2005، وشعارها المكون من اللونين الأحمر والأبيض. أتت بعدها حركة الشباب والمجتمع المصري في 6 أبريل من العام 2008 عبر الإضراب العام الوطني والسلمي الذي شلّ الحركة في مصر. ثم الثورة الخضراء الإيرانية عام 2009 التي قمعت بوحشية غير مسبوقة.

نلاحظ إذن أن هناك مجموعة تحركات تحدث في العالم، وتجمع بينها أوجه تقارب عديدة، وتعبّر عن وجود تغيّرات مهمة على مستوى التعبير والتواصل، سواء على المستوى التنظيمي أم على مستوى مضمون التحرك الثوري السلمي نفسه. هناك نوع من نَفَس واحد خلف هذه التحركات الاجتماعية الشبابية، ومرجعية أو ذهنية سائدة تعبرها، إرادة التغيير من دون عنف. إذ ليس مجرد مصادفة حدوث جميع هذه التحركات بشكل متقارب، وبين مجتمعات شديدة البعد والاختلاف عن بعضها البعض، دون أن ننسى فنزويلا.

إنها رياح تغيير جديدة تهب على المجتمعات حاملة معها بعداً عالمياً جديداً يجمع ويقرب بين مختلف مكوناته.

فالعالم يزداد قربا كلما ازداد تنوعا؛ وهذا بتأثير ثورة المعلومات والتقنيات العديدة التي توفرها، والتي ساعدت على تمرير الأفكار وحملها عبر الحدود والسدود والحواجز، سواء الأمنية أم الثقافية أم الاتنية ...

هناك الآن مفاهيم محرّكة وهي عبارة عن مطالب جوهرية بسيطة تشمل حقوق الإنسان الأساسية مثل العدالة والمساواة والكرامة والحرية الشخصية وحرية التعبير والاختيار وفكرة المواطنة والوطن الديمقراطي. صارت جميعها من البديهيات التي يعتقد كل شاب وشابة بحقهما في امتلاكها.

ما تعجز السلطات عن استيعابه أن غالبية الشعوب العربية، هم من الجيل الشاب الذي ولد، وعليه أن يستمر في العيش، تحت حكم أشخاص لا علاقة له بهم ولا بمنظومتهم أو مرجعياتهم السياسية والأخلاقية والقيمية.

أما لمن يهزأ من الثورات العربية ويسميها شتاء وجحيما وجهنما، فأنقل هذه الفقرة من كتاب موجز التاريخ لغومبريتش، وفيه نبذة عن الثورة الفرنسية لكي نتمهل في استنتاجاتنا:

بعد خسارة نابليون، اجتمع الامراء وامبراطور النمسا الذين هزموه في فيينا للتفاوض وتقاسم أوروبا بينهم عام 1814. كان رأيهم أن التنوير هو الذي جلب الكوارث على أوروبا. وأن فكرة الحرية تحديدا هي المسؤولة عن كل الاضطرابات التي وقعت خلال الثورة. لقد أرادوا أن يلغوا الثورة بأكملها. كان ميتيرنيخ تحديدا عازما على أن يعود كل شيء لما كان عليه وألا يسمح بأن تقوم قائمة للثورة.

ونصب لويس الثامن عشر وعادت حليمة إلى عادتها القديمة في البذخ والتبذير.. وكأن 26 عاما من عمر الثورة لم تكن؛ مما زاد في سخط الفرنسيين.

لكننا نعلم جميعا أن الكرة بأكملها صارت يتبنى مقولاتها البسيطة بعد مائة عام: حرية وإخاء ومساواة.

في ظل العولمة، وكي تنجح الثورات، تحتاج إلى دعم وتشجيع خارجيين أيضا. وهذا ما تحرم منه الثورات العربية.

يبدو حتى الآن أن البحث جار على مستوى النظامين الجزائري والسوداني، بدعم من النظام التقليدي العربي، عن بدائل عسكرية مخففة للالتفاف على الثورتين واجهاضهما بالحيلة. ربما وحدها تجربة النظام السوري التي دمرت سوريا للحفاظ على النظام وإبقاء الاسد بالقوة تجعلهم يتريثون.

ولكن الزمن لا يعود إلى الوراء.

 

تعديلات السيسي الدستورية..الديمقراطية أولى ضحاياها

د. أحمد خواجة/ لبنان الجديد/21 نيسان 2019

بدا الرئيس السيسي مستعجلاً لتثبيت ولاية حكمٍ طويلة، فقام بتنظيم استفتاء في العشرين من نيسان الجاري عام ٢٠١٩، ممّا يسمح بتمديد ولايته لغاية العام ٢٠٣٠

أولاً: مصر والحقبة الناصرية والساداتيّة... كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر(قائد ثورة يوليو المصرية عام ١٩٥٢)، يمتلك بعض الهواجس "الديمقراطية" في ظلّ ثورة "الشعب" ومُناهضة القوى الاستعمارية، وطغيان كبار الرأسماليّين والملّاكين، إلاّ أنّ الرئيس عبدالناصر كان صريحاً في طلب وضع ملف الديمقراطية جانباً، أو على "الرّف" كما يُقال، وذلك للتّفرُّغ للمعارك الفاصلة مع الاستعمار البريطاني أولاً والصهيوني ثانياً، وللأسف الشديد، انتهى حكم الرئيس جمال عبد الناصر باكراً تحت وطأة كارثة حزيران عام ١٩٦٧ (هزيمة الجيوش العربية واحتلال سيناء)، ورحيله المفاجئ عام ١٩٧٠ ( إثر أزمة قلبية )، ليخلُفه الرئيس محمد أنور السادات، الذي كان يعتبر استلامه زمام الحكم فرصة ذهبية لفرض حُكم فردي استبدادي، مُرفقاً بكافة الإجراءات التعسفية بحقّ أهل الصحافة والاعلام، مُبدياً جرأة متمادية في انتهاك كافة الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين، حتى سقط قتيلاً جرّاء عملية ارهابية خلال استعراضٍ عسكري.

ثانياً: حقبة الرئيس مبارك... خلف الرئيس محمد حسني مبارك الرئيس الراحل السادات، ليسود خلال فترة حكمه الطويلة(ثلاثة عقود) نظامٌ يمكن وصفه بالديمقراطية الاستبدادية، حيث نشهد عمليتين مُتناظرتين: الديمقراطية الانتخابية والاستبدادية الانتخابية، وذلك لاعتقاد مبارك وأركان حكمه بأنّ النظام "الديمقراطي" لا يمكن أن يقوم من دون انتخابات، إلاّ أنّ الثّابت  والمُسلّم به أنّ الانتخابات وحدها لا تكفي، فقد يظهر للعيان والمراقبين بأنّ النظام يُجري "انتخابات سليمة"، لكنّها تبقى عاجزة عن مأسسة الأبعاد الحيوية للديمقراطية الدستورية مثل: سيادة القانون والمُساءلة السياسية والنزاهة البيروقراطية والمداولات العلنيّة.

نحا نظام الرئيس مبارك نحو الاستبدادية المطلقة بحجزه مبدأ تداول السلطة، ومع تقدُّمه في السّن، عمد أركان النظام على التمهيد لتوريث ابنه "جمال" رئاسة الجمهورية، ممّا أفضى إلى احتقانٍ شعبي، وقيام انتفاضة جماهيرية تُوجت بثورة "٢٥ يناير ٢٠١١"، ثورة رفعت شعارات: حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية، أطاحت بحكم الرئيس مبارك، إلاّ أنّها سرعان ما تعثّرت في خطواتها الأولى عندما انتزع الإخوان المسلمون الحكم بواسطة "الانتخابات" التي لا يُحسن استغلالها سوى أحزاب "استبدادية" والفوز بها. ثالثاً: تعديلات الرئيس السيسي الدستورية... تمكّن الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي من الانقلاب على الرئيس "الإخواني" محمد مرسي أواسط العام ٢٠١٤، وتسلّم زمام الحكم، ليُعاد انتخابه عام ٢٠١٨ لمدة أربع سنوات، إلاّ أنّه بدأ مستعجلاً لتثبيت ولاية حكمٍ طويلة، فقام بتنظيم استفتاء في العشرين من نيسان الجاري عام ٢٠١٩، ممّا يسمح بتمديد ولايته الحالية لغاية العام ٢٠٢٤، أي بإضافة عامين على الولاية الحالية، ومن ثمّ السماح له بالتّرشّح لولاية ثالثة تمتد حتى العام ٢٠٣٠، ممّا يُؤذن بمرحلة حكمٍ استبدادي فردي تمتد لأكثر من عشر سنوات،  استبداد مُعزّز بالأساليب الاوتوقراطية، التي تهدف للابقاء على من يتولون الحكم في السلطة، وهذا لا يمكن تحقيقه وتعزيزه إلاّ بالمزيد من حالات القمع بالقوة، والتي غالباً ما تقترن بالعنف اللامبرّر، والخروج على الدستور والقانون الشرعيّين، ويتسبّب في نهاية المطاف بالفساد والارتهان للخارج،  مع المزيد من الاضطرابات السياسية والأمنية والإجتماعية والأخلاقية والدينية، ممّا يستوجب ثورة جديدة وضحايا جُدُد على مذبح الديمقراطية والحرية، كي يتقدّم، وللأسف الشديد، كما هي العادة في البلاد المتخلّفة، الانتهازيّون و"لصوص الثورات" ليسدّوا الفراغ، ويملأوا الفضاء شعاراتٍ  ثورية وديمقراطية غالباً ما تكون زائفة ومُخادعة وغير صالحة لزمنٍ مُشبعٍ بقيم الديمقراطية الحقيقية والحريات التي تُشيد أوطاناً سيّدة ومُستقلّة.

 

سياسات ترامب الخارجية أفضل مما تبدو عليه سطحياً: تقرير بلاكويل

راغدة درغام/21 نيسان/19

بعنوان "سياسات ترامب الخارجية أفضل مما تبدو عليه"، صدر تقرير خاص عن "مجلس العلاقات الخارجية" في نيويورك كتبه السياسي والديبلوماسي المخضرم السفير السابق روبرت بلاكويل قبيل نشر التقرير النهائي لروبرت مولر، المدّعي الأميركي الخاص، حول التحقيق في تهمة تواطؤ الرئيس دونالد ترامب مع روسيا خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة. بلاكويل استخدم العلامة من A الى F تقييماً لـ18 سياسة خارجية أميركية امتدت من الصين وروسيا وكوريا الشمالية والشرق الأوسط وفنزويلا الى التجارة والتغيير المناخي. دونالد ترامب أعطى نفسه في مقابلة تلفزيونية علامة A+ مُعتبراً نفسه "نابغة مستقرّة جداً". التقرير يعطي الرئيس علامة D+ بناءً على سياساته "الواقعية" نحو الصين والشرق الأوسط وهي علامة أعلى بكثير من تلك التي في بال الإعلام الأميركي والخبراء في مجال الأمن القومي، كما جاء في التقرير المهمّ للذين يهتمّون بالسياسة الخارجية الأميركية. مَن يصنع السياسات الحكيمة واللافتة في عمقها إذا كان الرئيس الأميركي حقاً متهوّراً، خطيراً، ساذجاً، مغروراً، جاهلاً، لا يقرأ التقارير المهنية الضرورية لاتخاذ أي رئيس القرارات التي تضمن المصلحة الأميركية العليا والأمن القومي الأميركي؟ هل هذه السياسات فعلاً انفرادية واعتباطية أو أن إدارة ترامب هي التي تصقلها في نهاية المطاف؟ ماذا سيحدث في أذهان الحلفاء والأعداء عند تقويم العلاقة مع الولايات المتحدة في ظل زئبقية المواقف الرئاسية وانفصام السياسات الأميركية بين رئيس وآخر؟ وهل العالم في أمان أو في خطر ازاء ظاهرة دونالد ترامب؟

يُعَّد روبرت بلاكويل من أذكى وألمع الأميركيين الضالعين في السياسة الخارجية وقد خَدم في ادارتي جورج بوش الأب والابن كمساعد ومبعوث خاص للرئيس في موضوع العلاقات الأميركية – السوفياتية والأوروبية، والتخطيط الاستراتيجي، والشؤون العسكرية – السياسية، والعراق، كما كان سفيراً لدى الهند، كتابه الأخير "الحرب بوسائل أخرى: الاقتصاد الجغرافي وفن ادارة شؤون الدولة". في مقدمة التقرير، يشير بلاكويل الى مساهمات مهمّة لعدد من البارعين في صنع السياسة الخارجية مثل هنري كيسينجر ورئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس، وينتهي الى القول "ان استنتاجات التقرير هي مسؤوليتي".

العلامات الرئيسية لأداء دونالد ترامب وهو في منتصف ولايته كما يلي: الصين (B+)، كوريا الشمالية (B)، سوريا (B+)، السعودية (B+)، اسرائيل (B)، إيران (C)، أفغانستان (B+)، الهند (B+)، فنزويلا (B+)، التجارة (C). علاماته الفاشلة، أي D وF، توزّعت كالتالي: روسيا (F)، الأمن الأوروبي (D)، التغيير المناخي (F)، عملية صنع السياسة (F)، الشخصية (F)، القيم الأميركية (F)، التحالفات الأميركية والردع (F)، وتنفيذ السياسات (D).

التضارب واضح في شتى المجالات. رئاسة دونالد ترامب "فوضوية" وشخصيته "مُعيبة"، لكن دونالد ترامب تبنى سياسات جوهرية "خارقة"، مثل سياساته نحو الصين والشرق الأوسط، كما جاء في التقرير. هنري كيسينجر صمّم رقصات اختراق استراتيجي – الانفتاح على الصين والانفراج مع الاتحاد السوفياتي – سويةً مع الرئيس حينذاك ريتشارد نيكسون من البيت الأبيض بلا معرفة أعضاء مجلس الأمن القومي، معظم الأحيان. دونالد ترامب لا ينسِّق ولا يستشير ولا يبلّغ فريق إدارته الذي يتبدّل تكراراً، إنما لن نعرف إذا كان التاريخ سيسجّل له اختراقات استراتيجية مع الصين وروسيا أو في علاقاته مع أوروبا. انه يحطّم تكراراً بالعلاقات مع الحلفاء الأوروبيين في "الناتو" شمال الأطلسي، لكن دونالد ترامب الذي اعتبر أن أوروبا عفا عليها الزمن عزّز قدرات الدفاع في القارة الأوروبية بصورة ملحوظة. هذا مثال من أمثلة التضارب العديدة التي يذكرها التقرير. روسيا مثال آخر. فمع روسيا، حيث حصل ترامب على علامة (F) من روبرت بلاكويل، يشير بلاكويل الى ان هذا الرئيس الذي لا يرى خطراً آتياً من روسيا يقوم بتحصين أوكرانيا في الحديقة الخلفية لروسيا.

حصل ترامب على علامة (F) عند تقويم أداءه وكيفية تنفيذه القرارات وسط لجوئه الى وسيلة "تويتر" لإعلان السياسات وتمتعه بسياسة الاضطراب "التي تؤرق أكثرية الإعلام" الأميركي. ثم هناك شخصيته وصفاته الشخصية "التي يصعب إيجاد جاذبية فيها"، إذ أن آراءه نحو النساء وغير البِيض "عار" عليه، فهو "يتباهى" و"ينمِّر". "يتهكِّم" على المعوّقين، و"يفتري" على سمعة الذين أخلصوا له. شخصيته تسبب الإحراج للأميركيين والقلق للقادة الأجانب الذين يُوَلّون تقليدياً أهمية قصوى لشخصية الرئيس وهم ازاء ترامب لا يعرفون ان كان حقاً مستقرّاً أو ظاهرة عابرة أو رجلاً خطيراً على العالم الذي يدمّر دونالد ترامب النظام القديم فيه بلا هوادة. أكثر المندهشين الذين يخشون سياسات ترامب هم الحلفاء الأوروبيين وقادة ألمانيا وبريطانيا وفرنسا الذين لا مكان لهم في قلب ترامب والمعروفين بالثلاثة M، أي انغيلا ميركل، وتيريزا ماي، وايمانويل ماكرون، الذين لم يتردد ترامب في اهانتهم فيما كان يبدي اعجابه بالقادة "الأوتقراطيين" المستبدّين.

رغم كل ذلك، ان الأهم، حسب تقرير بلاكويل، هو "فعالية" سياسة الولايات المتحدة الأميركية و"تناسقها" مع المصالح القومية، و"ليس الصفات الشخصية لقادتها".

يتوقف التقرير عند إيران، السعودية، سوريا، وإسرائيل عند بحثه الشرق الأوسط.

بلاكويل نفسه مثير للجدل في عدة مواقع في تقريره عن أداء ترامب. ففي موضوع اعلان ترامب عزمه الانسحاب من سوريا في تغريدته الشهيرة التي أدت الى استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس والى صرخة انتقاد أميركية وعالمية طالبته بإبقاء القوات الأميركية في سوريا، يقول بلاكويل "يجب عليه ألاّ يتراجع. انه على حق والذين ينتقدونه هم المخطئون". رأيه ان بقاء بضع قوات أميركية يعرّضها للقتل، وان نمط المساعدة في بناء الدولة في أماكن بعيدة فشل، وان حماية أكراد سوريا من بشار الأسد أو من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "يجب ألا تكون بارزة" في الحسابات والأهداف المتعلقة بالأمن القومي الأميركي "وأفضل صفقة للأكراد هي تلك التي يبرمونها مع الأسد وأردوغان"، والانتشار العسكري الأميركي في سوريا "يؤجّل" ذلك اليوم الحتمي.

وفيما يتعلق بروسيا وايران في سوريا، يقول بلاكويل انهما في سوريا اليوم "ليبقيا. وليس في وسع الولايات المتحدة أن تفعل شيئاً ازاء ذلك". لكن بلاكويل يقرّ ان سحب القوات الأميركية من سوريا، وكذلك من أفغانستان، ينطوي على "مخاطرة" ثم يبرّر ان المغامرة والمخاطرة ترافق أية قرارات تتعلق بالسياسة الخارجية ولا يمكن "التمسّك بسياسات الوضع الراهن بعدما أثبتت عدم فعاليتها".

بلاكويل أعطى ترامب (B+) لسياساته نحو سوريا و(C) لسياساته نحو ايران التي يدعمها بلاكويل من ناحية الانسحاب من الاتفاقية النووية. لكنه ينتقد ضمناً ما يصفه بسياسة إسقاط النظام في طهران ويعبّر عن خشيته من اضطرار الولايات المتحدة الى عملية عسكرية ضد المواقع النووية إذا ما عادت طهران الى تعزيز قدراتها النووية.

يقول بلاكويل ان الأوضاع في الشرق الأوسط تتطلب من الرئيس أن يجد "بوصلة استراتيجية" كي يتمكن من "رسم المسار" للعقد المقبل، "لكن مثل هذا الأسلوب المبني على الاستمرارية ليس من مواقع قوة ترامب".

في موضوع السعودية، يشرح بلاكويل خلفية الانتقادات الأميركية للسعودية ويُدرِج الدعوات الى انزال العقوبات بالرياض، وقطع علاقات التعاون العسكري في اليمن، وايقاف صفقات السلاح، ويستذكر عنوان صحيفة "واشنطن بوست" الذي تساءل باستهزاء "مَن يحتاج السعودية؟" يقول بلاكويل "جواب الرئيس هو ان الولايات المتحدة تحتاجها، وهو على حق". يصف بربرية جريمة قتل جمال خاشقجي بأنها "مقرفة" و"غبية". يشرح كيف ان من مصلحة الولايات المتحدة ألاّ تجعل من ولي العهد محمد بن سلمان عدوّاً سيما وأنه يتبنى "الاعتدال والحداثة"، يقطع الطريق على الإرهابيين وايديولوجية التطرّف، وهو رئيسي لسياسة الولايات المتحدة لمنع نشاطات ايران التوسّعية في الشرق الأوسط. يحذّر من تأهب الصين وروسيا لملئ الفراغ في حال أضعفت الولايات المتحدة علاقاتها مع السعودية. ثم يقول "ان السعودية تحتاج الولايات المتحدة بقدر ما تحتاج الولايات المتحدة اليها"، ويدعو الى الحرص على "عدم الحاق الضرر بعلاقة ثنائية قوية بين البلدين لمجرد ان السعودية تتبنى أحياناً سياسات اشكالية". ويعطي بلاكويل السياسة الأميركية نحو السعودية علامة (B+).

أما فيما يخص العلاقة مع اسرائيل، بعلامة (B)، يخشى بلاكويل من اندلاع حرب بين اسرائيل وإيران تُجر اليها الولايات المتحدة. يبارك الدعم الكامل الذي يعطيه ترامب لإسرائيل. يوافق على نقل السفارة الأميركية الى القدس ويعبّر عن قلقه على الاستقرار الإقليمي نتيجة مباركة سياسة الضم الإسرائيلية للجولان ولأية أراضٍ غيره. ثم يشكك بلاكويل بقدرات ترامب الديبلوماسية ويقول "الديبلوماسية ليست من أدوات الرئيس ترامب في السياسة الخارجية".

التقرير لافت ومفيد لأنه يدوّن 356 مرجعية تدعم التحليل والاستنتاجات التي قد تكون جدليّة أحياناً، لكنها بمعظمها قائمة على التحليل العلمي للسياسة الأميركية والتحليل البراغماتي للرئيس الأميركي الغريب الأطوار. انه قراءة ضرورية في غموض صنع السياسة الأميركية الخارجية وتأرجُحها على مزاج رئيس يرفض أن يستمع سوى الى صوته. لكنه دونالد ترامب يصنع سياسات تفرض التوقف عندها للتساؤل: هل حقاً هو الذي يصنع هذه السياسات بمفرده أو أن المؤسسة وراء إدارته وداخلها لها اليد الفاعلة الخفيّة مهما بدا وانها مهمّشة.

 

حكايات في غياب المؤسسات

غسان شربل/الشرق الأوسط/22 نيسان/19

ذات يوم كلفت الأمم المتحدة فريقاً إجراء تعداد سكاني في دولة أفريقيا الوسطى التي كانت تعيش في قبضة الإمبراطور بوكاسا. بعد انتهاء الأعمال استقبل الإمبراطور الفريق الذي قال رئيسه التونسي إن النتيجة أظهرت أن عدد السكان هو أربعة ملايين ونصف المليون شخص. انزعج صاحب القرار. لا يريد أن يكون إمبراطوراً لدولة صغيرة. رد بأن عدد السكان هو عشرة ملايين نسمة. وحين رد الخبير التونسي لافتاً إلى ما أظهره الإحصاء، أمر الإمبراطور بإلقائه في السجن ولم يخرجه منه إلا بعد وساطات أفريقية وأممية. لا يحق للأرقام التمرد على إرادة الحكام. قبل ذلك كان بوكاسا أنفق ربع الميزانية على حفل نصب نفسه فيه إمبراطوراً. وحين سُئل عن المبالغة، قال إنه لم يفعل سوى الاقتداء بنابليون. روى رجل أعمال فرنسي أنه كان على يخت الرئيس الزائيري موبوتو سيسي سيكو. وخلال الرحلة استاء الرئيس من أداء أحد النُّدُل، فأمر برميه في النهر طعاماً للتماسيح... وهكذا كان. اختار الرئيس الملهم اسمه «موبوتو سيسي سيكو وازابانغا» الذي يعني «الديك الذي يعاشر كل الدجاجات». ذات يوم زار متملق من ساحل العاج العقيد معمر القذافي وأقنعه بأن زعامة ليبيا قليلة عليه، وأن لقبه الحقيقي يجب أن يكون «ملك ملوك أفريقيا». دغدغت اللعبة مشاعر الرجل المريض. أمر بإقامة احتفال. لم يكن في أفريقيا ملوك، بل سلاطين في مجموعات وقبائل. ولم يكن أمام مساعدي القائد غير البحث عن تاج، واشتروه واحتفلوا معه. وكان القذافي قبل هذا أمر بإبلاغ العالم أنه لا يقبل بلقب الرئيس، بل «قائد الثورة» ثم غير اللقب ثانية إلى «القائد الأممي الثائر» إلى أن أصبح «قائد الثورة وملك ملوك أفريقيا». ولم يكن أمام الخارجية الليبية غير إبلاغ العالم باللقب الجديد.

وذات يوم استدعى القذافي وزير الخارجية وخبيره الأفريقي علي عبد السلام التريكي. والمهمة بسيطة. قال له: «تنقل رسالة إلى (الملك) الحسن الثاني وتقول له فيها بالحرف وبوضوح: أنت خائن وعميل». وكان يتصل به أحياناً ويبلغه أمراً صارماً: «اتصل بعمرو موسى واشتمه».

وذات يوم وقف القذافي على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة وتعمد أن تكون كلمته أطول من كلمة باراك أوباما. حاول أمام الكاميرات تمزيق ميثاق المنظمة الدولية، وحين لم ينجح رماه أرضاً، وطالب مندوب ليبيا لدى المنظمة الدولية بإعادة تحريك التحقيق في اغتيال الرئيس جون كيندي. ولم يغبْ عن باله لاحقاً مطالبة وزير خارجيته بالعمل من أجل طرد سويسرا من الأمم المتحدة وتقسيم السعودية.

وذات صيف غزا الجيش العراقي الكويت. وبعد ساعات استدعي إلى مقر القيادة العامة وزير الدفاع العراقي ومعه رئيس أركان الجيش ليبلغهما أحد الضباط أن الجيش اجتاح الكويت. وبعد أيام سيبلغ صدام حسين الرجلين أنه فضّل، من أجل السرية، استخدام وحدات تأتمر مباشرة بأوامره.

ما تقدم لا يندرج في باب الأخبار الطريفة التي يمكن العثور عليها في الإنترنت. إنها حفنة من روايات كثيرة سمعتها من الرجال المعنيين بالأحداث؛ وبينهم وزير الخارجية الليبي السابق عبد السلام التريكي، والفريق أول نزار الخزرجي رئيس أركان الجيش العراقي ساعة الغزو.

تُذكّر هذه الروايات بما يمكن أن يتعرض له بلد من البلدان حين يستولي على الأختام فيه رجل لا علاقة له بفكرة الدولة وإدارة شؤون الناس، ولا علاقة له أيضاً بالاقتصاد وحقوق المواطن، ولا بالمواثيق الدولية وموازين القوى والقانون الدولي والأعراف المعمول بها في التعامل بين الأمم. تُذكّر هذه الروايات أيضاً بالمأساة التي يشكلها غياب المؤسسات. هل كان للغزو العراقي الكارثي للكويت أن يحدث لو كانت هناك مؤسسة لا بد من المرور عبرها ويملك أعضاؤها حق إبداء الرأي والتنبيه إلى المخاطر والانعكاسات؟ وهل كان باستطاعة القذافي مثلاً أن يأمر في 1975 بخطف وزراء منظمة «أوبك» مع تعليمات بقتل الوزيرين الإيراني والسعودي لو كانت في طرابلس مؤسسات كفيلة بلجم القرارات المتهورة المجنونة؟

نكتب لأن دولاً عربية عدة دفعت ثمناً باهظاً للغياب المفاجئ لـ«المنقذ» الذي أقام طويلاً وهندس «دولته» على قاعدة وحيدة؛ هي استمراره في القصر مع المحيطين به. لا قبول بفكرة المؤسسات وفصل السلطات. والمعيار الوحيد هو الولاء، بعيداً عن الكفاءة وهمومها. هكذا يصبح البرلمان برلمان القائد. والأمر نفسه بالنسبة إلى الجيش والقضاء. وحين تهب العاصفة وتجرف «المنقذ»، يحصل الانهيار الكبير، ويخرج البلد عارياً لمواجهة الأحداث، فيقع في الفوضى القاتلة، أو في يد الميليشيات، أو التدخلات الأجنبية. رأينا المشاهد العراقية غداة اقتلاع نظام صدام. ولا نزال نعاين ويلات الانهيار الكبير الذي أعقب شطب القذافي ونظامه. شاهدنا في الأيام الماضية كيف استرجع السودانيون قدرتهم على الحلم بأيام أفضل. وشاهدنا الجزائريين في مليونياتهم السلمية يعبرون عن توقهم إلى دولة جزائرية لا تكون أسيرة التسلط وحلقات الفساد المحيطة بصاحب الأختام. وسمعنا في الشارعين السوداني والجزائري دعوات ملحة إلى محاكمة من تسلطوا على الناس وتلاعبوا بلقمتهم. والأمر مشروع ومفهوم. لكن الأهم من محاسبة الماضي هو فتح بوابات المستقبل. وهذا يعني بناء توافقات سياسية تشدد على فكرة الدولة العصرية والمؤسسات. حان وقت الخروج من الألعاب القديمة المكلفة. المطلوب رئيس طبيعي لدولة طبيعية تعيش في ظل المؤسسات وحكم القانون.

 

 «الإخوان» في بلاد الأميركان!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/22 نيسان/19

في المقال التالي نجد أمثلة صارخة عن هذا النشاط الإخواني الخبيث المتورم داخل أحشاء الدولة والمجتمع بالولايات المتحدة. المقال كتبه «هاني غرابة» وهو - كما جاء وصفه بحساب «العربية» - كاتب بمنظمة «Islamist Watch»، والمقال نشره موقع Weekly Blitz.

في هذا المقال، نجد تفاصيل مذهلة عن كثافة وخطورة مثال واحد من أمثلة النشاط الإخواني الدولي، المثال عن «إخوان» مصر في أميركا ومن يحالفهم من منظمات أهلية. يتحدث المقال... أنه في يومي 24 و25 مارس (آذار) كان الاحتفال بما يسمى «يوم الدعوة لمصر» بواشنطن، برعاية عضو الكونغرس الديمقراطي توم مالينوفسكي، من خلال نشطاء مصريين، أغلبهم من «الإخوان» طبعاً، لمهاجمة مصر باسم الديمقراطية! شيء لله يا ديمقراطية!

هذا الأمر ليست له علاقة بالديمقراطية التي يتمسح بها نشطاء «الإخوان» «الخواجات»، والأميركان يعلمون ذلك تماماً. على سبيل المثال، في فبراير (شباط) 2015، أكدت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية «ماري هارف» إدانة الولايات المتحدة لأي دعوة للعنف، بمناسبة البيان الصادر عن جماعة «الإخوان»، الذي حرّض على العنف (الإرهاب يعني) في مصر. يخبرنا الكاتب في مقالته المثيرة هذه عن المشهد الكئيب في أميركا، وشبكات التضليل الإخوانية التي «امتطت» منظمات، مثل «هيومان رايتس ووتش»، و«مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط»، و«حقوق الإنسان أولاً»، وشاركت هذه المنظمات بحماسة وحبور في «يوم الدعوة لمصر» الذي نظّمه نشطاء «الإخوان» في أميركا! الهيئة المنظمة الرئيسية التي تقف وراء «يوم الدعوة» هي «مبادرة الحرية». وكما يشرح الكاتب هاني غرابة هي مجموعة أسسها الناشط الإخواني البارز محمد سلطان (هارب إخواني مصري) الذي سبقت إدانته بالإرهاب، لكنه هذه المرة يرتدي الطقم «الخواجاتي»! الخطير أن نشطاء «الإخوان» بأميركا، لديهم عدة قبعات ومؤسسات، منها - كما قال الكاتب - منظمة «المصريون الأميركيون من أجل الحرية والعدالة» التي اشتغلت مبكراً، والتقت إليزابيث وارين، وهي من صقور التيار الديمقراطي الأوبامي، وتطمع برئاسة أميركا.

هاني القاضي، هو ناشط إخواني مصري مقيم بنيوجيرسي، من أهم محركات البروباغندا الإخوانية المصرية الخارجية، وهو مؤيد - كما يشير الكاتب - بشكل خاص لمحمد كمال، زعيم الفرع المسلح لـ«الإخوان» داخل مصر، عبر ميليشيات مثل «لواء الثورة» و«حسم». كمال - كما نعلم - قُتل في معركة مع الأمن المصري في أكتوبر (تشرين الأول) 2016. الأسماء المصرية الإخوانية الناشطة ضمن الماكينة الإخوانية كثيرة، ليست محصورة فقط بهاني القاضي ومحمد سلطان، فهناك أسماء فاقعة الشر الإخواني مثل آيات عرابي وعمرو دراج وأحمد شحاتة. ما سبق هو فقط تكثيف شديد لما ساقه لنا الباحث هاني غرابة، وما خفي كان أعظم، وفي الختام نقول، هل نحن نبالغ حين الحديث عن الشر الإخواني الدولي العميم؟

 

رؤية أميركية واضحة تتبلور إزاء ليبيا

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/22 نيسان/19

في قراءة أولى لبيان البيت الأبيض حول المكالمة الهاتفية التي أجراها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب مع القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، فإن بيان البيت الأبيض جاء بعد حدوث المكالمة بأيام قليلة، وكان إعلانه عن تفاصيل المكالمة عشية التوافق الأميركي - الروسي على رفض قرار تقدمت به ألمانيا وبريطانيا لإيقاف وعرقلة الجيش الليبي عن تقدمه لتحرير العاصمة من ميليشيات تنظيم «الإخوان»، والعصابات الإجرامية المتحالفة معه. دلالات التوقيت في إعلان البيان، والألفاظ والصفات للمتحدثين، تحدد معالم الرؤية الأميركية؛ ووصف المشير حفتر بقائد الجيش، والثناء على دوره في مكافحة الإرهاب، جميعها نقاط لا يمكن إغفالها، بعد نضوج الموقف الأميركي، وانقشاع الضبابية في رؤية المشهد الليبي. البيان الذي جاء فيه أن «السيدين ترمب وحفتر ناقشا، يوم الاثنين الماضي، الجهود المستمرة لمكافحة الإرهاب، والحاجة إلى تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا... والسيد ترمب اعترف بجهود السيد حفتر في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية، وناقش الاثنان رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي مستقر وديمقراطي». الموقف الأميركي جاء في بيان صادر عن البيت الأبيض، وليس في تغريده للرئيس ترمب، كالعادة، مما يؤكد أنه موقف متناغم مع جميع أركان الإدارة الأميركية، وهو اعتراف صريح وقراءة عميقة نتج عنها تبلور لموقف أميركي واضح من المشير حفتر والجيش الليبي. الموقف الأميركي السابق أغرقته أكاذيب تنظيم «الإخوان» والنظام القطري في مستنقع ضحل، في محاولات بائسة لتضليل الموقف الأميركي والموقف الدولي. ولعلّ ما نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» عن موقف وزير الدفاع الأميركي أكد هو الآخر على الموقف من تأييد المشير حفتر، وفي تعليق آخر على المكالمة الهاتفية بين الرئيس ترمب والمشير حفتر، قال فريدريك وهري الخبير في مؤسسة كارنيغي للسلام: «إن هذا الاتصال امتياز كبير لحفتر؛ فهو وللمرة الأولى لديه هذا التأييد الشخصي الذي يرفع من مكانته، ليضعه في اتصال مباشر مع أقوى زعيم في العالم». الموقف الروسي كان واضحاً منذ البداية، ولكن المفاجأة كانت في الموقف الأميركي، الذي انضم إلى الموقف الروسي في أول توافق لهما في مجلس الأمن، منذ تاريخ طويل، الأمر الذي لا يمكن القفز عليه دون قراءة جيدة متأنية.

الموقف البريطاني ليس بمستغرَب، فبريطانيا تأوي عناصر وقادة تنظيم «الإخوان» الفارين والمطارَدين بقضايا في بلدانهم، عبر سنين، ولا تزال الحكومة البريطانية لم تبيِّن موقفها في مسألة تصنيف التنظيم «جماعة إرهابية»، وهي تحت مبررات وقف العمل العسكري، وضرورة إعطاء فرصة للحل السياسي، دخلت من تلك النافذة إلى ألمانيا.  لم تفلح بريطانيا في تمرير ورقتها على الرغم من تعديل ثالث في مجلس الأمن، حيث اعترضت روسيا والولايات المتحدة على مشروع البيان البريطاني حول ليبيا في الجلسة المغلقة التي دعت لها ألمانيا بصفتها الرئيس الدوري لمجلس الأمن هذا الشهر، وهو توافق يحدث لأول مرة بين روسيا والولايات المتحدة. بيان البيت الأبيض حول مكالمة الرئيس ترمب للمشير حفتر، ودعمه للجيش والمشير في الحرب على الإرهاب، عقب موقف التوافق مع الموقف الروسي في مجلس الأمن، تؤكد تبلور رؤية واضحة للإدارة الأميركية حول ليبيا، ستشهد منعطفاً كبيراً، سيدفع كثيرين إلى القفز من مركب حكومة السراج الغارق في مستنقع الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، التي حولته لمجرد «كومبارس» وواجهة سياسية لها، خصوصاً بعد مجاهرة مطلوبين دوليين في قضايا إرهاب وجريمة منظّمة، وأسماؤهم معروفة، وظهور مَن ينتمي للتنظيمات الإرهابية كـ«أنصار الشريعة»، التي لا تخفي ولاءها لـ«داعش».

مكالمة ترمب للمشير، التي دعم فيها مكافحة الجيش الليبي للإرهاب، ودور المشير في حماية حقول النفط، بحثت أيضاً الرؤية المشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي.

 

تركيا غير آمنة للسفر

إميل أمين/الشرق الأوسط/22 نيسان/19

لسنوات طوال كانت تركيا مقصداً للسياحة العربية والشرق أوسطية عامة، وللخليجية منها بنوع خاص، كما أن السياح السعوديين ظلوا الأعلى الذين يزورون تركيا وبتواتر مستمر، صيفاً وشتاءً بعشرات الآلاف، الأمر الذي كان يدرّ على الخزينة العامة للبلاد هناك مبالغ طائلة. غير أن «هاشتاغاً» انتشر عبر وسائط التواصل الاجتماعي الأيام القليلة الماضية حمل عنوان «تركيا غير آمنة للسفر»، لفت الانتباه إلى حقيقة قائمة بالفعل، تفيد بأن تركيا أضحت مكاناً خطراً على السياح العرب والخليجيين، وباتت اليقظة مطلوبة والتوقف عن التدفق إلى تركيا أمراً مرغوباً من المواطنين الخليجيين الذين يقدرون بلادهم حق قدرها، ويسعون إلى دفع الأذى عنها بعيداً. مؤخراً نشرت قوات سوريا الديمقراطية التي تجابه وتواجه تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، صور جواز سفر لأحد الدواعش المقاتلين على الأرض، والذي أصيب في معركة الباغوز ونُقل إلى المستشفى، وعليه أختام تؤكد تحركه بحريّة من وإلى تركيا عدة مرات، الأمر الذي تم اعتباره دليلاً دامغاً ورسمياً على تسهيل تركيا دخول الإرهابيين وخروجهم الذين تطالب واشنطن أنقرة بمكافحتهم بدلاً من دعمهم. ظاهرة جوازات السفر التي في حوزة الدواعش تلفت الانتباه إلى ظاهرة خطيرة ومزعجة جرت بها المقادير في الداخل التركي للكثير من السياح السعوديين، فقد سُرقت جوازات سفر نحو 154 سائحاً سعودياً على الأراضي التركية، الأمر الذي يمكن أن يعد ظاهرة خطيرة في ضوء الكثير من المعطيات. بدايةً يمكن الإشارة إلى أن جواز السفر السعودي له مكانة متميزة في مطارات العالم، إذ يتيح لحامله الدخول إلى نحو تسع وسبعين دولة من دون تأشيرة، عطفاً على المعاملة الجيدة والمقدّرة التي تليق بوزن المملكة وحضورها الأدبي والسياسي حول العالم. الذين لهم دالة على الشارع التركي في العامين الماضيين يدركون قدر الفوضى التي تعمّه، ودور عصابات المافيا التي باتت تشكل إرهاباً حقيقياً للمواطنين والسائحين، بل إن أعداداً كبيرة من الأخيرين قد تعرضوا لحالات من العنف والسرقة، بالإضافة إلى الابتزاز ومشاعر الكراهية، ولم تتحرك الشرطة التركية في الداخل لحمايتهم أو استرجاع حقوقهم.

حين رفع البعض شعار «تركيا غير آمنة للسياحة»، لم يكن أحد يغالي أو يزايد، ففي السنوات الأخيرة ارتفع معدل الجرائم في المدن التركية الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة وأزمير بشكل لم يحدث من قبل، وبلغ أكثر من ثلاثة آلاف جريمة. تركيا بالفعل لم تعد آمنة للسياح، وبخاصة في ظل نهجها القائم على محاولة ابتزاز الدول التي لا تسير في فلكها السياسي والآيديولوجي، من خلال إلصاق تهم التجسس والعمالة برعايا تلك البلاد الذين يزورون تركيا. يمكن للمرء أن يتفهم تحول تركيا إلى دولة غير آمنة، من خلال النظر إلى تردي الأوضاع الاقتصادية هناك، والعملة التركية التي باتت تتهاوى مؤخراً، وبعد أن أضحت البوصلة السياسية للبلاد شبه ضائعة. ما يهمنا بالدرجة الأولى هو التحذير من مسألة سرقة جوازات السفر العربية والخليجية، ذلك أنه يمكن تطويعها كخناجر مسمومة، حال استخدامها في عمليات إرهابية في أي بقعة أو رقعة حول العالم، وساعتها لن يدري أحد أن تركيا وراءها، بل سيتم توجيه الاتهام بشكل مباشر إلى الدول الأصلية صاحبة تلك الجوازات، وفي المقدمة منها المملكة العربية السعودية، أي أن الأمر برمّته إرهاب ملتوٍ.

الذين يعمدون إلى سرقة جوازات المرور السعودية يسعون إلى التظاهر بأنهم سعوديون، مع ما يترتب على ذلك من استحقاقات أدبية أو مادية، وفي ظل حالة العداء التركية الأخيرة للعرب والخليجيين جملة واحدة، يمكن لأي محلل محقق أو مدقق توقُّع ما الذي يمكن فعله بمثل هذه الأوراق الثبوتية عالية وغالية القيمة.

لا تتوقف الحبكة التركية التضليلية عند ما تقدم، بل إن هناك كذلك مشاهَد يُستخدم فيها الجواز العصيّ على التزوير، في محاولة إدراك مشاهد غير حقيقية، واستحقاقات مزيفة، كأن يقوم بعض الإرهابيين أمام الكاميرات بأداء مشاهد تمثيلية كحرق تلك الأوراق الشخصية المهمة، من أجل ترتيب تأثير على الرأي العام، ومحاولة إقناع الرأي العام العربي أو العالمي بأن هناك مواطنين مارقين منتمين إلى تنظيمات إرهابية، وخارجين على الإجماع الوطني العام من تلك البلدان. هل تركيا خطر على السياحة الشرق أوسطية فقط، أم أن الأوضاع الأمنية المضطربة داخلها، جعلت دول العالم تمضي في السياق نفسه منذرة ومحذرة من المآلات السلبية المنتظرة خلف الأبواب التركية؟ الشاهد أنه في 14 أبريل (نيسان) حذّرت وزارة الخارجية الأميركية رعاياها من السفر إلى تركيا عبر موقعها الرسمي، ورفعت درجة خطورة السفر إلى تركيا إلى المستوى الثالث، ما يعني أن المدن التركية ضمن المناطق شديدة الخطورة في التصنيف الأميركي. أما الخارجية الألمانية فبدورها كانت تحذّر مواطنيها من السفر إلى تركيا، بسبب تعرُّض عدد من السياح الألمان لجرائم عنف وعمليات نصب واحتيال في تركيا. حسناً فعلت وكالات ومكاتب السفر والسياحة في المملكة، فقد اتخذت إجراءات جدية من جهتها لتنبيه السياح السعوديين وتحذيرهم، ما أدى إلى نشر حالة من التوعية المجتمعية تجاه ما يحدث على الأراضي التركية، وما هو منتظر أن تجري به الأقدار حال مضت المخططات التركية على هذا النحو. وفي الوقت ذاته فإنه يحق للحكومات والهيئات الوزارية العمل على حماية مواطنيها، واتخاذ الإجراءات كافة التي تراها مناسبة، فدفع الأضرار مقدم على جلب المنافع.

 

إلهان عمر خريجة دعاية قطر

خالد البري/الشرق الأوسط/22 نيسان/19

هل اتهام اليهود بأنهم ينومون العالم مغناطيسياً عنصرية وتحريض؟

في حالة إلهان عمر نعم. حتى حزبها الديمقراطي نفسه يقول ذلك. ويطالبها، وقد فعلت، بالاعتذار. الحالة بالنسبة لهم واضحة لا لبس فيها داخل أميركا.

بالنسبة للناطقين بالعربية، ما قالته إلهان عمر نسخة مخففة للغاية مما نسمعه، في الإعلام «الممانع» بوجه عام، ولا سيما إعلام قطر. خطأ إلهان عمر أنها ظنت - وقد صارت نائبة في الكونغرس - أنها لن تحاسب على هذا. إنه مجرد «حرية تعبير».

ما قالته إلهان عمر، بالنسبة لبث «الجزيرة» بالعربي، يشبه قضمة مخللات قبل التهام خروف. إنما في حالة «الجزيرة» يقول الساسة الأميركيون - ولا سيما الديمقراط - إن هذا حرية رأي.

يوسف القرضاوي على قناة الجزيرة يقول إن الله يرسل إلى اليهود من يعاقبهم على خطاياهم كل برهة من الزمن. وإن هتلر - لاحظوا هذا - كان آخرهم. (30 يناير (كانون الثاني) 2009).

يشجع العمليات الانتحارية، شرطه الوحيد أن يستأذن الانتحاري الجماعة قبل أن ينفذ هجومه. على شاشة «الجزيرة» يخرج القرضاوي منادياً، وحاثاً، الليبيين على قتل القذافي. وقناة «الجزيرة» تذيع شريط قتله، حتى وقد تمكن القتلة منه ولم يكن من داعٍ إلى هذا القتل. فتكمل مهمة زعيمها الروحي. الغرب يلتفت إلى القرضاوي فيمنع دخوله جسدياً، لكنه يسمح لأخطر ما فيه - دعايته وتحريضه - أن يصل إلى كل بيت هناك عبر قناة الجزيرة. ولو كان هؤلاء الساسة جادين في محاربة التحريض لوجدوا في بث «الجزيرة» العربي ألف جريمة تستلزم محاسبتها.

زعيم «جبهة النصرة» الإرهابية في سوريا يحل ضيفاً على قناة الجزيرة.

الزعيم السابق للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، التي حاولت سابقاً اغتيال القذافي في مؤامرة مثبتة بالوقائع، تلقت فيها الجماعة تمويلاً من جهات استخباراتية بريطانية، كان السياسي المفضل لقطر وقناتها. هذا الزعيم خرج من السجن بموجب مراجعات تبناها الشيخ علي الصلابي - قرضاوي ليبيا - تماماً كما تبنى قرضاوي مصر خروج عاصم عبد الماجد ورفاقه بعد «مراجعات». وفي كلتا الحالتين، وفي أول فرصة، عاد رجال قطر عن المراجعات وأيدوا العنف المسلح مرة أخرى. التحريض على العلويين السوريين، بصفتهم الطائفية لا السياسية، التحريض على اجتثاث مناطق سكناهم، حاضر في «الجزيرة» بلا خجل.

كل هذا وأكثر يمر على مسمع وذهن إلهان عمر، الصومالية الأصل، ثم يمر بعدها قول الساسة الأميركيين إنها حرية تعبير. كل هذا يمر على أذهان ملايين الشباب غير إلهان عمر، ثم يمر بعده ختم الساسة الأميركيين والغرب عموماً بأنه «حرية تعبير».

«شخص ما فعل شيئاً ما» التي قالتها النائبة الأميركية لوصف مقتل ثلاثة آلاف شخص في الهجوم على برج التجارة العالمي، جملة معدومة الحس، لكنها لا تكاد تذكر، إن قورنت بما يقال على قناة الجزيرة وما سيق من تبريرات للإرهاب، وما يمرر من رسالة ضمنية عن كره الآخر وشيطنته، واستدعاء «عدالة تاريخية» مزعومة ومبنية على رواية رجال قطر للتاريخ. من اللافت أن الجملة جاءت في كلمة النائبة المسلمة المحجبة أمام «كير»، المنظمة الأميركية المدعومة من قطر والمرتبطة بالإخوان.

الولايات المتحدة تضيق بتصريحات إلهان عمر. لكنها تريد من عالم الشرق الأوسط، الدائرة الضيقة حول القرضاوي، أن يتسع لتحريض القرضاوي على قناة الجزيرة، وتحريض مذيعي القنوات القطرية التركية الأخرى. وأن يعيش تحت رحمة الشباب المتطرف الذي تخرج على يده لكي يوجه الرصاص لا الكلمات. الولايات المتحدة تعتقد أن التحريض يمكن أن ينطلق من قطر، ويسافر، ويطير عبر الأثير، ثم يأتي على حدود الولايات المتحدة ويتوقف، ملتزماً برسم خريطتها.

وحين تعاقب، توزع العقاب على جمهور قناة الجزيرة، وتعفي القناة نفسها. كل مواطن مسالم في الدول التي يطالها الحظر الأميركي على منح تأشيرات الدخول، أو التشديد الأوروبي غير المعلن، يدفع ثمن الجرم القطري المحتمي بالحصانة القطرية (الغريب أن أفراد المجموعات المدعومة قطرياً صارت فرصتهم أكبر في الهجرة إلى أوروبا).

جوقة مؤيدي إلهان عمر، وتوكل كرمان، هي نفسها جوقة مؤيدي قطر. الساسة الأميركيون - الحساسون ولهم الحق إزاء تصريحات إلهان عمر - عليهم أن يستمعوا إلى بث «الجزيرة» الناطق بالعربية لمدة أسبوع. سيصابون بأزمة قلبية. نتمنى لهم السلامة، ولكن نتمنى أن يتمنوا لنا أيضاً السلامة، ويكفوا عن هذا النفاق السياسي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون وعقيلته حضرا قداس الفصح في بكركي: لبنان سيزدهر ولا ضرائب على الفقراء ومن لا خبرة لديه لإنهاء الأزمة بسرعة فليتفضل الى بعبدا لننهيها له

الأحد 21 نيسان 2019 /وطنية - طمأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين ان "لا ضرائب جديدة ستفرض على المواطنين الفقراء والمعوزين"، مشددا على "أننا نعلم كيف وعلى متى يجب أن تفرض الضرائب، وأن لبنان سيزدهر ويخرج تدريجا من الصعاب التي تواجهه".

وأشار في أعقاب الخلوة التي عقدها والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبيل القداس الحبري الذي اقيم في بكركي صباح اليوم، لمناسبة عيد القيامة والفصح المجيد، إلى أن "لبنان يمر بأزمة تتم معالجتها، وعلى الجميع العمل ليل نهار للانتهاء منها في أسرع وقت، لأن الوضع لا يسمح بالتمادي بالوقت"، داعيا "من ليس لديه الخبرة لإنهائها بسرعة ليتفضل إلى بعبدا ونحن نقوم بإنهائها له". أما الراعي، فشدد على "ضرورة البدء بمكافحة الفساد السياسي الظاهر في سوء الأداء، وإهمال موجبات المسؤولية عن الشأن العام، والغنى غير المشروع بشتى الطرق، واستغلال الدين والمذهب لخلق دويلات طائفية في هذه أو تلك من الوزارات والإدارات العامة وأجهزة الأمن، وتكوين مساحات نفوذ فوق القانون والعدالة وسلطة الدولة". وأعرب عن تأييد الرئيس عون في ما قاله في احتفال نقابة المحامين، بشأن تحرير القضاء من تدخل أي مرجعية سياسية أو حزبية أو مذهبية، داعيا من جهة ثانية السلطة السياسية الى اتخاذ تدابير مجدية، بدلا من تقاذف المسؤوليات، وذلك من خلال إقفال أبواب هدر المال وسلبه، وضبط الإنفاق والإستدانة، والحد من الفساد والمحاصصة، ولملمة مال الدولة من مختلف مصادره، وجمع ما يتوجب على المواطنين من ضرائب ورسوم، في جميع المناطق ومن الجميع، مشددا على ضرورة تحديد مساحات عملية للتقشف والحرص على ألا تكون على حساب ذوي الدخل المحدود والطبقات الفقيرة. وكان عون وصل الى الصرح البطريركي قرابة التاسعة والدقيقة الخامسة والعشرين، وكان في استقباله الراعي والنائبان البطريركيان حنا علوان وبولس عبدالساتر، ثم توجه الجميع الى صالون الصرح البطريركي حيث كان الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بانتظار الرئيس عون مرحبا به. وبعد التقاط الصور التذكارية واستراحة قصيرة، انتقل عون والراعي الى مكتب البطريرك حيث عقدا خلوة استمرت حوالى 25 دقيقة، عرضا خلالها التطورات.

عون

وبعد الخلوة، عايد رئيس الجمهورية الصحافيين في الصرح بعيد الفصح، متمنيا ان يعيده الله عليهم وعلى لبنان بالخير. وقال:" نأتي اليوم الى بكركي، مثل كل عام لنحافظ على التقليد ونصلي إحتفالا بيوم القيامة، أعاده الله على جميع اللبنانيين وعلى كل المؤمنين بالخير".

أضاف: "نمر اليوم في لبنان بأزمة تتم معالجتها، آملا أن تنتهي في أسرع وقت لأن الوضع لا يسمح بالتمادي بالوقت، ومن ليس لديه الخبرة لإنهائها بسرعة فليتفضل إلى بعبدا ونحن نقوم بإنهائها له، لأن ليس من المقبول أن تبقى الامور سائرة بهذه الوتيرة البطيئة. نحن نتمنى على الجميع أن يعملوا ليل نهار لمعالجتها، فالقصة ليست ممارسة هواية. الازمة صعبة ولكن ليس من الصعب أن نتخطاها. بدأنا اليوم ببرنامجنا عبر إنجاز خطة الكهرباء، وبعدها الموازنة ومن ثم الخطة الاقتصادية وبعدها البيئة. والأمور ستأخذ منحى تصاعديا، ولبنان سيزدهر وسيخرج تدريجا من الصعاب التي تواجهه".

وردا على سؤال عن تدخل الأجهزة الأمنية بعمل القضاء، قال: "حين تحدث مخالفات نتخذ التدابير اللازمة".

ولفت الى أن ما اقلق اللبنانيين هو كثرة الكلام خارج المحادثات الداخلية والاجراءات التي يتم درسها. فعندما يتم درس الموازنة، تطرح جميع الاجراءات والافكار وفي المحصلة ترفع موازنة مدروسة الى مجلس الوزراء، ولا يتم التداول بأي إجراء قبل طرحه امام مجلس الوزراء". وطمأن اللبنانيين قائلا: "نعلم ان هناك مواطنين فقراء ومعوزين لن نفرض ضرائب عليهم. كما نعلم كيف يجب أن تفرض الضرائب وعلى من. فلا ينشغل بالكم".

وردا على سؤال عما إذا كان سيعقد الاجتماع الاقتصادي - المالي في بعبدا هذا الاسبوع، أشار الى أنه طلب من الجميع الانتهاء من وضع الخطة قبل نهار الخميس، "فلننتظر ونرى اجتهادهم".

وأكد ردا على سؤال عن الحملة على الفساد أنه تم توقيف بعض الاشخاص في هذا الملف، داعيا الجميع الى متابعة الاخبار الدقيقة عن هذا الموضوع وليس الشائعات.

وما قصده من كلامه عمن ليس لديه الخبرة فليصعد الى بعبدا، أوضح أن المقصود من ذلك من لا يتمتع ب"الخبرة الكافية"، وقال: "أنا لا اسمي أحدا، فإذا كان هناك من ليس لديه خبرة سيشعر بذلك، ومن يملكها سينسى الأمر ويعتبر أنني لم أقل شيئا".

القداس

ثم انتقل عون بعد أن انضمت اليه اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون التي كانت وصلت الى بكركي في وقت لاحق، الى كنيسة القيامة حيث حضرا قداس الفصح الذي ترأسه الراعي وعاونه فيه نوابه العامون المطارنة علوان وسمير مظلوم وبولس صياح ورفيق الورشا، وخدمت القداس جوقة وقفية سيدة العناية بتولية البطريرك الماروني.

التهاني بالعيد

وفي الختام، توجه عون بصحبة الراعي والاساقفة الى صالون الصرح حيث تقبلوا التهاني بالعيد.

 

 الراعي في قداس الفصح: خطورة الوضع تستوجب من السلطة السياسية اتخاذ تدابير مجدية بدلا من تقاذف المسؤوليات

الأحد 21 نيسان 2019 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس عيد الفصح على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، كابيلا القيامة، عاونه فيه المطارنة رفيق الورشا وسمير مظلوم وحنا علوان وبولس الصياح ولفيف من الكهنة، بمشاركة السفير البابوي المونسنيور جوزيف سبيتيري، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعقيلته السيدة ناديا، الرئيس أمين الجميل وعقيلته، الوزيرين ماي شدياق ومنصور بطيش، النواب شامل روكز وآلان عون وروجيه عازار وفريد الخازن وطوني فرنجية وشوقي الدكاش ومصطفى الحسيني وفريد البستاني، رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان، رئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد، قائد الجيش العماد جوزيف عون، الوزراء السابقين طارق الخطيب ومروان شربل وزياد بارود، النواب السابقين نعمة الله ابي نصر وناجي غاريوس ووليد خوري، رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، المدير العام لأمن الدولة اللواء انطوان صليبا، المدير العام للجمارك بدري ضاهر، رئيس مجلس ادارة المدير العام لكهرباء لبنان كمال حايك، قائمقام كسروان الفتوح جوزيف منصور، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، قائد الدرك العميد مروان سليلاتي وحشد من الفاعليات والمؤمنين. بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "أنتن تطلبن يسوع المصلوب، لقد قام!" (مر6:16)، قال فيها: "يسعدني أن أرحب بكم وبالسيدة اللبنانية الأولى عقيلتكم، محاطين بهذا الجمهور من الشخصيات، وزراء ونواب ورؤساء بلديات ومخاتير وقادة عسكريين ورجال إدارة وقضاء ومؤمنين ومؤمنات. وقد أتيتم، جريا على العادة الحميدة، للاحتفال بعيد قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح من الموت. إن موت المسيح مصلوبا لفداء خطايا البشر وخطايانا، وقيامته ممجدا لتقديس العالم وتقديسنا (راجع روم25:4)، هما حدثان تاريخيان متكاملان ومتلازمان بدلا وجه التاريخ. هذا هو الخبر المفرح الذي نقله الشاب الجالس في القبر الفارغ إلى النسوة، وعبرهن إلى البشرية جمعاء: "أنتن تطلبن يسوع المصلوب، لقد قام!" (مر6:16). فيطيب لي أن أعرب لكم، فخامة الرئيس، عن أطيب التهاني والتمنيات بالعيد راجين أن يكون فيض نعم وخير ونجاح عليكم وعلى أسرتكم، وعلى جميع الحاضرين والمشاهدين والسامعين، عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي. كما نرجوه عيد قيامة لوطننا من أزماته الاقتصادية والمالية والمعيشية، وعيد سلام واستقرار في بلدان الشرق الأوسط ولاسيما في فلسطين والعراق وسوريا، وعيد رجوع جميع النازحين واللاجئين إلى أوطانهم وأراضيهم، لحفظ هويتهم وثقافتهم وحضارتهم، وللتخفيف عن كاهل لبنان من عبئهم الإقتصادي والإنمائي ويد عمالتهم".

أضاف: "الموت والقيامة هما فصح الرب، عيد الأعياد، واحتفال الاحتفالات. فكما تكسف الشمس النجوم، كذلك يكسف هذا العيد جميع الأعياد. لقد مات المسيح فداء عنا، لكي نتشبه به بموتنا عن الخطيئة والشر اللذين غسلهما بدمه، وقام من الموت ليشركنا في حياته الإلهية، وصعد إلى السماء ليرفعنا إليها (القديس غريغوريوس النزينزي). بالقيامة أصبحنا قياميين، وبنعمتها انفتحت السماوات بوجه جميع البشر. فكانت الدعوة المتجددة في المزمور 117: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب. فلنبتهج ونتهلل به" (مز24:117)".

وتابع: "يوم صنعه الرب" لكي يبتهج كل إنسان: المعافى شاكرا، والمريض شريكا في آلام الفداء، الغني عارفا للجميل، والفقير شبيها بالإله الذي صار فقيرا ليغنينا بقيم الملكوت؛ الفرحان حاملا الفرح للقلوب الكسيرة، والحزين فاتحا قلبه للعزاء الإلهي. المسيح الإله أخذ جسدنا البشري لكي يموت مثلنا، وقام لكي يقيمنا مثله. هذا هو جوهر الإيمان المسيحي: "أن المسيح قام من بين الأموات، وهو بكر القائمين من رقاد الموت" (1كور20:15). "يوم صنعه الرب"، لأنه جعل لنا الفصح عبورا إلى حياة جديدة بنعمة قيامته، على ما أكد بولس الرسول: "نحن نعلم أن الإنسان القديم فينا صلب مع المسيح حتى يزول سلطان الخطيئة في جسدنا فلا نبقى عبيدا للخطيئة" (روم6:6). عندما نسمع كلمة خطيئة ربما نحصرها بمعناها الروحي الذي هو إساءة إلى الله بمخالفة وصاياه ورسومه. ولكن الخطيئة هي أيضا إساءة إلى أي إنسان ماديا أو معنويا، حسيا أو روحيا، ظلما أو اعتداء أو انتهاكا لكرامته، فتأخذ اسم خطيئة اجتماعية، والخطيئة هي إنزال الضرر بالشعب وإفقاره وتجويعه وحرمانه من حقوقه الأساسية، وإهمال تأمين الخير العام، والتسبب بالنزوح الداخلي وهجرة الوطن، وسلب المال العام وهدره، وتقويض الدولة ومؤسساتها، وتسمى خطيئة سياسية. من هذه الخطايا الروحية والاجتماعية والسياسية يريد الرب يسوع أن يحررنا، لكي نحقق فصحنا وننعم "باليوم الذي صنعه الرب، ونبتهج ونتهلل به" (مز24:117)".

وقال: "وضعتم شعارا لعهدكم "مكافحة الفساد" و "قيام دولة القانون والمؤسسات"، وفي نيتكم أن يكون عهدا مفصليا بين لبنان مضى ولبنان يشرق من جديد لأجيالنا الطالعة. فلا بد من البدء بمكافحة "الفساد السياسي" الظاهر في سوء الأداء، وإهمال موجبات المسؤولية عن الشأن العام، والغنى غير المشروع بشتى الطرق، واستغلال الدين والمذهب لخلق دويلات طائفية في هذه أو تلك من الوزارات والإدارات العامة وأجهزة الأمن، وتكوين مساحات نفوذ فوق القانون والعدالة وسلطة الدولة. ومن الضرورة إعادة بناء الوحدة الداخلية وتعزيز الولاء للوطن قبل أي ولاء آخر، وتحقيق اللامركزية الإدارية الموسعة، وسن قوانين بنيوية لإصلاح الدولة المركزية. وبما أن "العدل أساس الملك"، فإنا نؤيد كل ما قلتموه منذ خمسة أيام في احتفال نقابة المحامين، بشأن تحرير القضاء من تدخل أية مرجعية سياسية أو حزبية أو مذهبية، ومن التعدي على صلاحياته من أي جهاز أمني. كما يجب تنقية الجسم القضائي من الداخل، منعا لأي شبهة، وتطبيقا لقاعدة الثواب والعقاب. نحن مع فخامتكم نريد للقضاء أن يكون فعلا سلطة دستورية مستقلة".

أضاف: "وكون عصب الدولة اقتصادها وماليتها، فإنا إذ نهنئكم والحكومة على إنجاز خطة الكهرباء، بعد سنوات من الانتظار أنهكت خزينة الدولة وجيوب المكلفين، نأمل تنفيذ هذه الخطة بما يلزم من الإسراع والشفافية. فهي بداية الإصلاحات المطلوبة من مؤتمر "سيدر". وفيما نثني على الجهد الهادف إلى إقرار الموازنة، التي كنا ننتظرها خلال الأسبوع الفائت، لا بد من التذكير بوجوب إقرار قطع الحساب لتستقيم مالية الدولة. أما درجة الخطورة التي بلغها الاقتصاد وواقع المال العام والدين المتنامي، فتستوجب من السلطة السياسية اتخاذ تدابير مجدية، بدلا من تقاذف المسؤوليات. وأولى هذه التدابير الواجبة إقفال أبواب هدر المال وسلبه، وضبط الإنفاق والإستدانة، والحد من الفساد والمحاصصة، ولملمة مال الدولة من مختلف مصادره، وجمع ما يتوجب على المواطنين من ضرائب ورسوم، في جميع المناطق ومن الجميع. أما عملية التقشف فيجب تحديد مساحاتها مع الحرص على ألا تكون على حساب ذوي الدخل المحدود والطبقات الفقيرة، لئلا تزيد من نسبة الفقراء عندنا فوق ما هي عليه، وتتسبب بقيام ثورة الجياع، لا سمح الله! وفي خضم الصراع الدولي والإقليمي والمخاطر التي تحيط بمنطقتنا الشرق أوسطية، نشدد معكم على ضرورة النأي بالنفس، والتمسك باتفاق بعبدا، وتوحيد الموقف اللبناني، وعدم الإنزلاق في أي محاور، من أجل حماية لبنان وتجاوزه المخاطر الراهنة". وختم الراعي: "نحن نؤمن معكم بأن القيامة أقوى من الموت، وأن قيامة لبنان ممكنة بقوة إيماننا بالمسيح القائم الذي ينتظر منا أن نقوم نحن أولا من عتيقنا إلى حياة جديدة ورؤية جديدة وإرادة جديدة. بهذا الإيمان أنتم تقودون، فخامة رئيس البلاد، مسيرة قيامة لبنان مع معاونيكم المسؤولين ذوي الإرادات الحسنة. المسيح قام! حقا قام!"

التهاني

وفي ختام القداس، توجه الراعي وعون إلى الصالون حيث تقبلا التهاني بالعيد.

 

الخارجية اللبنانية دانت تفجيرات سريلانكا: لوقفة ضمير من حكام العالم لوقف التساهل امام من يمول ويسلح الارهابيين

الأحد 21 نيسان 2019 /وطنية - دانت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، "الجريمة الارهابية التي استهدفت كنائس وفنادق في العاصمة السريلانكية كولومبو والتي أدت إلى مقتل الكثير من الأبرياء".

وذكر البيان: "مرة جديدة يضرب الإرهاب والتطرف المدنيين الآمنين، مما يستدعي المزيد من التنسيق والتعاون بين الدول للقضاء عليه. ندعو إلى وقفة ضمير من حكام العالم لوقف التساهل امام من يغذي ويمول ويسلح الارهابيين لأن آفة الارهاب لن توفر احدا وستطال كل المعتقدات والاديان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 21 و22 نيسان/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

كيف نعيد بناء لبنان؟... هكذا فكر اللبناني الأول

توفيق شومان/21 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/74095/%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82-%D8%B4%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%86%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D8%9F-%D9%87%D9%83%D8%B0%D8%A7/