LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 نيسان/2019

اعداد الياس بجاني

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april16.19.htm

 

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن. إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ملفت غرام تلفزيون MTV بسالم زهران

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات وجدانية وإيمانية في أحد الشعانين، ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم

أحد الشعانين: المعاني والعبر/جمع وتنسيق الياس بجاني

الياس بجاني إلى أهل طرابلس: انتخبوا نزار زكا المنسي من حكام وأحزاب لبنان في سجون ملالي إيران

بالصوت والنص/الياس بجاني/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

الرئيس الشهيد بشير الجميل من تلة المير في 13 نيسان عام 1980

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: الماما_ماتت؟

من كتاب هكذا قاوم اللبنانيون الاحرار جيش الاسد في لبنان-كلوفيس شويفاتي

شعبنا باطيافه وشرائحه غير منسجم لذلك لا يقدر ان يثور ويطالب بالحق والإنصاف/الأب سيمون عساف

الحسن أودعت رئيسي مجلسي النواب والدستوري نتائج انتخابات فرعية طرابلس

النتائج النهائية لفرعية طرابلس على موقع الداخلية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 15/4/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 15 نيسان 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل الإسبوعي

انتخابات طرابلس في لبنان أعادت جمالي إلى البرلمان بأصوات خجولة ودعوات لـ”المستقبل” لمراجعة حساباته

جمعية ديمقراطية الانتخابات: على مؤسسات الدولة القيام بدورها لوقف خرق القانون

المجلس الأعلى للدفاع اجتمع برئاسة عون وطلب إلى الوزارات المختصة ضبط التهريب برا واليد العاملة غير المرخص لها'

احتجاجات “السلسلة” في لبنان تعود للشارع بعد تلويح الحكومة بإجراءات صعبة

مجلس الدفاع الأعلى اللبناني" بحث إلغاء التدبير الثالث... و"سيدة الجبل": السلاح غير الشرعي مكلف

جنبلاط لعلاج سوء التفاهم مع “حزب الله” بهدوء

باسيل في زيارة مفاجئة لروسيا: ما الذي تغير بعد رفات كوهين؟

طرابلس بعد نجاح «جمالي»: المشهد الجامع مستمرّ… ومشاريع للمدينة قريباً/أحمد شنطف/جنوبية

الحرب «لن تنعاد»… لأنها مستمرة/وفيق الهواري/جنوبية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

النيران تلتهم كاتدرائية نوتردام في باريس

جيروزاليم بوست: رفات إيلي كوهين في طريقها من دمشق لإسرائيل

كوهين.. الجاسوس الإسرائيلي الذي كاد أن يصبح وزير دفاع سوريا'

إسرائيل تستعيد من سورية رفات أشهر جواسيسها إيلي كوهين

العقوبات الأميركية على طهران انعكست طوابير طويلة أمام محطات الوقود في دمشق

بن لادن الإيطالي: “داعش” يبيع النفط لتركيا

سريان تصنيف “الحرس الثوري” الإيراني ضمن قائمة الإرهاب

الجيش السوداني يفشل في فض الاعتصام والمعارضة تطالب بـ”مجلس مدني”/الجامعة العربية أيدت البرهان وواشنطن ولندن وأوسلو دعت لانتقال منظم للسلطة

أين زوجة البشير؟

كنائس السودان أقامت قداس الأحد في “اعتصام القيادة”

طلاب الجزائر يُضربون و”البلديات” ترفض الانتخابات الرئاسية

قوات حفتر تتقدم جنوب طرابلس والميليشيات تحتجز وزراء “الوفاق”

محادثات بين الرياض وموسكو بشأن بناء مفاعلات كهرذرية

خادم الحرمين بحث وقائد القيادة الأميركية في مستجدات المنطقة

البرلمان المصري يصوِّت على تعديلات دستورية تسمح ببقاء السيسي حتى 2024

النيابة المصرية: الرئيس المعزول محمد مرسي كان عميلاً لـ"الحرس الثوري" الإيراني

رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي إلى السعودية غداً لتوقيع 13 اتفاقية تعاون

العاهل الأردني متشائم ومحبط من أميركا غير راضٍ عن خطتها للسلام

اليمن/غريفيث يقر بتأخير تنفيذ اتفاق ستوكهولم في الحديدة وأحزاب اليمن شكّلت تكتلاً سياسياً داعماً للشرعية

واشنطن بوست: "صفقة القرن" لا تتضمن إقامة دولة فلسطينية

إسرائيل تنشر صورا فضائية لضرب "مصنع صواريخ إيرانية" بسوريا

العقوبات في إيران.. والطوابير في سوريا وإيران تحظى بنفوذ اقتصادي كبير في سوريا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جمهور الحريري: كن زعيماً لا موظفاً برتبة رئيس حكومة/منير الربيع/المدن

برّي يجزم: الأولوية للموازنة ولا مسّ بسلسلة الرواتب/أكرم حمدان/المدن

أصحاب الكسّارات يتظلّمون وهم يقضمون الجبال/لوسي بارسخيان/المدن

متى سينتفض الزوج المخدوع في سوريا/د. فادي شامية/جنوبية

طرابلس: كلهم خاسرون/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

جنبلاط لـ«الجمهورية»: نرفض زيارة حارة حريك/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

السياسيون في مربّع الـــمحرّمات... بداية «النق»/كلير شكر/جريدة الجمهورية

الحرب اللبنانية: هل تكفي الذكرى والعبرة؟!/ سناء الجاك/النهار

الانتخابات الإسرائيلية ومسار تقويض حلم الدولة الفلسطينية/سام منسى/الشرق الأوسط

نتنياهو وشركاؤه... فوز غير كافٍ/حنا صالح/الشرق الأوسط

انعطافة إستراتيجية عميقة بين الرياض ـ بغداد/إميل أمين/الشرق الأوسط

نتنياهو الذي كان يوماً مرشح إيران/نديم قطيش/الشرق الأوسط

ليبيا: منطق «الغنيمة» وغياب الدولة/يوسف الديني/الشرق الأوسط

نهاية شهر العسل/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

ماءُ العَسكر ولا دماءُ الثورة/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

السودان ودروس الانقلابات والانتفاضات/غسان شربل/الشرق الأوسط

عاش ليروي كل شيء فاطمة تتمرّد/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

المكر التركي ـ القطري على الجيش الليبي/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون إستقبل فيون وإطلع منه على مبادرته للاهتمام بمسيحيي الشرق

الحريري استقبل الصراف وطعمة وعرض لاوضاع الصحافة مع الكعكي

الحريري التقى السفير البريطاني وكوبيتش رامبلينغ: المجتمع الدولي يتطلع الى إصلاح قطاع الكهرباء

بري استقبل السفير الفرنسي وتشديد على الإصلاحات في الموازنة

ريفي: خفض رواتب الموظفين والتقديمات والتعويضات مرفوض رفضا باتا

الراعي استقبل وفدا من أهالي القرى المجاورة لمرج بسري واطلع من فيون على مشروعه إنشاء مؤسسة تهتم بدعم المسيحيين وتثبيتهم في الشرق

باسيل عرض ولافروف العلاقات والقضايا ذات الاهتمام المشترك

الكتلة الوطنية: التجرؤ على خفض الرواتب دليل عجز عن مكافحة الهدر والفساد والحل بتطهير الإدارة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ

إنجيل القدّيس متّى16/من24حتى28/: “قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ ؟ أَو مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟ فَإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي في مَجْدِ أَبِيْه، مَعَ مَلائِكَتِهِ، وحينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا المَوت، حَتَّى يَرَوا ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا في مَلَكُوتِهِ».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ملفت غرام تلفزيون MTV بسالم زهران

الياس بجاني/14 نيسان/19

غرام تلفزيون MTV بسالم زهران ملفت وهو باستعلاء نافر المنظر رقم 1 لمحور الممانعة وللأسد ومعادي للبنان الكيان وللقرارات الدولية وللدول العربية؟! زهران هو من ضمن عدة شغل حزب الله الإعلامية الخطيرة ومن يستمع له ولتنظيراته ونفخة صدره والعنجية يعتقد بأن الرجل على اتصال يومي مع السيد والأسد والخامنئي ومعظم قادة الدول؟!

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات وجدانية وإيمانية في أحد الشعانين، ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم

http://eliasbejjaninews.com/archives/73788/73788/

بالصوت/الياس بجاني/فورمات/MP3/ تأملات وجدانية وإيمانية في أحد الشعانين، ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم/14 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإسماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias chanien.mp3

بالصوت/الياس بجاني/فورمات/WMA/ تأملات وجدانية وإيمانية في أحد الشعانين، ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم/14 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإسماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio wma15/elias chaanien.wma

 

أحد الشعانين: المعاني والعبر

جمع وتنسيق/الياس بجاني/14 نيسان/19

“هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل” (المزمور 118/26)

http://eliasbejjaninews.com/archives/73788/73788/

في ختام الصوم الكبير، تحتفل الكنيسة المارونية بدخول السيد المسيح إلى أورشليم، وإعلانه ملكاً بعفوية الشعب والأطفال. من خلال هذا الاحتفال تبيّنت ملامح ملوكيته في جوهرها التي أشركنا فيها بالمعمودية ومسحة الميرون. في مسيرة الصوم والصلاة والتوبة والتصدّق يفترض بنا أن نكون قد جددنا رسالتنا الملوكية القائمة على إحلال الحقيقة والمحبة والحرية والعدالة. وبلغنا إلى الميناء، لندخل مع المسيح إلى عالم متجدد هو العائلة والرعية، المجتمع والوطن.

يسوع يدخل أورشليم لآخر مرة ليشارك في عيد الفصح اليهودي، وكان مدركاً اقتراب ساعة آلامه وموته. وخلافاً لكل المرات، لم يمنع الشعب من إعلانه ملكاً، وارتضى دخول المدينة بهتافهم: “أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي” (متى9:21)”.

دخل أورشليم ليموت فيها ملكاً فادياً البشر أجمعين، وليقوم من بين الأموات ملكاً إلى الأبد من اجل بعث الحياة فيهم. هذا يعني انه اسلم نفسه للموت بإرادته الحرّة.

نذهب إلى الكنائس يوم أحد الشعانين برفقة أولادنا وأحفادنا وهم يحملون الشموع المزيّنة بالزنابق والورود، كما نحمل سعف النخل وأغصان الزيتون، ونسير كباراً وصغاراً مع جموع المؤمنين رافعين الصلاة والترانيم في رتبة زياح الشعانين التي تتميز بالفرح والتواضع والمحبة.

دخول يسوع إلى أورشليم مدون في الأناجيل الأربعة، (متى21/1-17)، و(لوقا 19/29-40)، و(يوحنا 12/12-19)، و(مرقص 11/01-11) .

في إنجيل القديس يوحنا وردت الواقعة على النحو التالي (12/12-19): وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت إلى العيد أن يسوع قادم إلى أورشليم. فحملوا أغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك ملك إسرائيل! ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب: “لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم إليك، راكبا على جحش ابن أتان”. وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله. ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، أن هذه الآية وردت لتخبر عنه، وأن الجموع عملوا هذا من أجله. وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، يشهدون له بذلك. وخرجت الجماهير لاستقباله لأنها سمعت أنه صنع تلك الآية. فقال الفريسيون بعضهم لبعض: “أرأيتم كيف أنكم لا تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه”.

نسمي يوم دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس “أحد الشعانين” وهو بداية أسبوع الآلام المقدس والأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح المجيد أي عيد القيامة.

كما يسمى هذا الأحد أيضاً “أحد السعف” والسعف في اللغة العربية هي أغصان النخيل وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بما يعرف “بيوم السباسب” وهو كما يذكر بعض المؤرخين كان عيدا للمسيحيين يعرف باسم عيد الشعانين.‏

“هوشعنا مبارَك الآتي باسم الربّ ملك إسرائيل”. هذا ما هتف به أهل أورشليم عندما دخل الرب يسوع إلى مدينتهم برفقة تلاميذه وأتباعه راكباً على ظهر جحش ابن أتان. دخل بمحبة ووداعة دون سلاح ومسلحين، ودون أبهة وجاه ومرافقين، ودون حراس ومراسيم. دخل بتواضع مبشراً بالسلام والتوبة والرجاء. ما دخل المدينة ليحارب وينتقم ويحكم ويحاكم، بل ليقدم ذاته فداءً عن الإنسان حتى يغفر له خطيئته الأصلية.

الفاتحون والعظماء والحكام كانوا في الأيام الغابرة يدخلون إلى المدن بكبرياء وتعالي واستكبار ممتطين الأحصنة أو واقفين على عربات تجرها الأحصنة، لأن الحصان في مفهوم العالم القديم كان يجسد معاني الحرب والعنف والقتل والاستكبار. أمّا يسوع فدخل بوداعة وتواضع وفرح.

وقبل أن يدخل أورشليم توقّف في بيت عنيا حيث كان يسكن لعازر الذي أقامه من القبر مع شقيقتيه مريم ومرتا.، “بيت عنيا”، تعني بالعبرية “بيت الفقير، ودخول يسوع إليها قبل أورشليم هو علامة لقبوله الفقر وإفراغ الذات.

فهو الفقير الذي افتقر لأجلنا وجاء ليقيم بين الفقراء، وليقيم الفقراء ويدخلهم ملكوته. لذا أضحت بيت عنيا الفقراء بشارة تذيع بالغنى الإلهي الذي حلّ فيها. ثمّ من بيت عنيا بالذات، كما في إنجيل لوقا، صعد الربّ إلى السماء حاملاً الفقراء ليجلس بهم عن يمين الله الآب.

بعد استراحة بيت عنيا دخل يسوع إلى أورشليم ليتمِّم كل النبوءات وكل عمل الرب أبيه منذ فجر التاريخ وكلّ مقاصده. كل هذه المقاصد اكتملت باستقرار الربّ يسوع لا على العرش السماوي، بل على عرش الحبّ المتمثِّل بالصليب. من هناك، من على الصليب، إذ كان على أهبة أن يسلم الروح قال: قد تمّ! قصد الله تمّ واكتمل. ثمّ أحنى رأسه وأسلم الروح.

سار الناس وراء يسوع عند دخوله أورشليم لتتم إحدى نبوات العهد القديم الواردة في سفر زكريا القائلة: “ابتهجي جداً يا صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان” (زكريا 9:9) .

تبعته الجموع لأغراض كثيرة، بعضهم استمع إلى تعاليمه وآمن به، والبعض الآخر تبعه لغاية الشفاء وسد الاحتياج، لاسيما بعد أن سمعوا عن قدرته على صنع العجائب.

فكان في نظرهم الشخص المناسب لسد احتياجاتهم المادية. والبعض الآخر اعتقد بأن المسيح سيأتي ملكاً أرضياً يخلّص الناس من حكم الرومان، ويجعل النصرة للأمة اليهودية، ولكن خاب ظن هؤلاء عندما قال لهم يسوع إن مملكته ليست من هذا العالم.

دخل المسيح إلى أورشليم لكي يموت فيها، وكان أعلن: “ينبغي ألاّ يهلك نبي خارج أورشليم” ( لو13/33)، لأنها العاصمة الدينية والسياسية للشعب اليهودي، ولان فيها قُتل جميع الأنبياء، بسبب تسييس الدين المترجم بالنظام السياسي التيوقراطي. وقد انذرها بقوله: “أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن اجمع بنيكِ، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. فاني أقول لكم: لا ترونني بعد اليوم حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب” (متى23/37-39)

يسأل البعض لماذا هتفت الجموع، “أوصنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب” والجواب لأن المسيح هو من نسل داود، لذلك يُشار إليه بابن داود. وأما معنى كلمة أوصنا في الأعالي فهو: “لتصرخ الملائكة في العلاء منادية لله، خلّصنا الآن”، وهي دعوة شعب متضايق يطلب من ملكه أو إلهه أن يهرع إلى خلاصه. ومعنى كلمة أوصنا بحد ذاتها هو خلصنا الآن، وهي مقتبسة من المزمور 118: “آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ” (مزمور25:118). أما معنى بقية التحية، “مبارك الآتي باسم الرب”، فهي أيضاً اقتباس من المزمور 118 “مبارك الرب الذي يأتي إلى أورشليم” (مزمور26:11)

أما فرش الثياب وأغصان الأشجار في الطريق أمام المسيح فكان طقس تقليد في العهد القديم يشير إلى المحبة والطاعة والولاء. ويذكر الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني أن الجموع فرشوا ثيابهم وأغصان الشجر وسعف النخل أمام “ياهو” أحد رجال العهد القديم عندما نصّب نفسه ملكاً (2ملوك13:9).

وأيضاً عندما دخل سمعان المكابي وهو قائد ثورة المكابيين إلى أورشليم بعد انتصاراته على الحاكم (انتيخوس أبيفانوس) الذي نجّس الهيكل وذبح الخنازير على المذبح وجعل أروقته مواخير للدعارة، وكان ذلك سنة 175 قبل الميلاد.

في عيد الشعانين نجدد الثقة بالفادي الإلهي “يسوع المسيح سلامنا” (افسس 2/14)، ونلتمس منه السلام الآتي من العلى. إننا نلتزم بان نكون فاعلي السلام، ومدافعين عن كرامة الشخص البشري وحقوقه الأساسية، ومساهمين في تعزيز انسنة حقيقية شاملة للإنسان والمجتمع. وهكذا ندرك أن “الشخص البشري هو قلب السلام” (البابا بندكتوس السادس عشر).

لما أسلم الروح أكد أنّ الله محبّة، وأنّ الله نور، وأنّ الظلمة لم تدركه.

لما أسلم الروح نفخ الروحَ القدس في العالم فانشقّ حجاب الهيكل ومنذ تلك اللحظة لم يعد هناك ما يفصل الإنسان عن الله. لذا قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة 08: “إنّي متيقّن أنّه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوّات ولا أمور حاضرة ولا مستقبَلة ولا علْو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبّة الله التي في المسيح يسوع ربِّنا”. الحجاب انشق وروح الله انسكب على العالَمين وبات بإمكان أيّ كان أن يصعد إلى ملكوت السموات بإيمان ابن الله، الذي هو الربّ يسوع إيّاه.

رموز أحد الشعانين

كلمة الشعانين: “هو شعنا”، أو “أوصنا” كلمة عبرية تعني، الله هو الذي أنارنا والذي لا يتركنا وهي هتاف شعبي يقول، “إن مجيء المسيح هو خلاص للعالم”.

اغصان (السعف) النخل وأغصان الزيتون: كان الناس يلوحون بأغصان النخل علامة للفرح، وقد اختلط النخل بأغصان الزيتون وكأن روح النصر قد امتزجت بروح السلام. سعف النخيل هي شعار للمدح وتعني الإنتصار. فقد كان الرب قادماً للانتصار على الموت بالموت، وأغصان الزيتون تشير إلى نبوات العهد القديم التي تفرش لنا طريق دخول المخلص إلى قلبنا، وشجرة الزيتون هي شجرة السلام في حين أن زيتها في العهد القديم اعتبره مقدساً وكان يمسح به الملوك علامة للخلود والأبدية.

تبارك ملك إسرائيل: لأنه هو في الحقيقة ملك سلام دون أي طمع أرضي ومملكته ليست من هذا العالم. بقيامته من بين الأموات نصّبه الآب ملكاً على جميع البشر.

أما تسميته “ملك إسرائيل” فهي ترمز إلى الملوكية عند اليهود. فاليهود ينتظرون يهوه ليملك العالم ورجاؤهم من هذا كان التحرير من الاحتلال الروماني. على كل حال مملكة الله ليست مكاناً ولكنها علاقة مميزة بين الله والبشر وبنوع خاص الفقراء.

صهيون: هي تلة في أورشليم، أما “بنت صهيون” فهو تعبير مرادف لأورشليم “الفردوس” في بعدها الديني والتي ترمز إلى السماء..

جحش ابن أتان: الحمار حيوان غبي وضعيف ودنيء ومثقل بالأحمال. هكذا كان البشر قبل مجيء المسيح إذ تلوثوا بكل شهوة وعدم تعقل وكانوا مثقلين بالأحمال يئنون تحت ثقل ظلمة الوثنية وخرافاتها. الأتان الأكبر سناً ترمز لمجمع اليهود إذ صار بهيمياً. لم يعطى للناموس اهتماماً إلا القليل، أما الجحش الذي لم يكن بعد قد استخدم للركوب فيمثل الشعب الجديد الحديث الولادة من الأمم.

مشهد الشعانين: يرمز بكلّيته إلى الدينونة الأخيرة وهو استباق لها، ففي الأيقونات خاصةً البيزنطية نشاهد السيد المسيح على جحش لكنه جالس بالمواجهة يتكلم مع المشاهد كأنه على عرش للمحاكمة ونرى التلاميذ على يمينه والفريسيين عن يساره.

أيها الرب يسوع، أعطنا اليقين إننا: عندما نكون في الضيق، نشعر بأننا أقرب إليك؛ عندما يسخر منا الناس، أنت تشرّفنا؛ عندما يحتقرنا الناس، أنت ستمجدنا؛ عندما ينسوننا، نشعر بأنك تتذكرنا؛ عندما يهملوننا، نشعر بأنك تقرّبنا إليك. وأنت يا مريم، إياك نعظّم، لأنك قدّمتِ بين يديك للعالم الكلمة النور والهداية للعقول، واليوم تقدمينه للعالم قربان فداء وخبزاً للحياة الجديدة. للثالوث المجيد الذي اختارك كل مجد وشكر إلى الأبد آمين”.

 

رسالة بالصوت من نزار زكا لأهل مدينة طرابلس

الياس بجاني إلى أهل طرابلس: انتخبوا نزار زكا المنسي من حكام وأحزاب لبنان في سجون ملالي إيران

الياس بجاني/13 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73809/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B1-%D8%B2%D9%83%D8%A7-%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%84-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%B7%D8%B1%D8%A7/

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للاستماع لرسالة نزار زكا التي وزعت اليوم على وسائل الإعلام.

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/zaka13.4.18.mp4

اليوم ونحن نتذكر بداية الحرب على لبنان وعلى هويته وكيانه وتاريخه ورسالته ودستوره من قبل القوى الفلسطينية الغازية، والنظام السوري البربري والهمجي، وجماعات الجهاديين المتحجرين الذين يعيشون في عقولهم وثقافتهم وممارساهم في غياهب عصور ما قبل الحجرية… اليوم لا بد من تذكير الجميع في لبنان وخارجه بملف أهلنا المغيبين قسراً في سجون نظام الأسد الكيماوي والبراميلي، وأيضاً لا بد من حك ضمائر حكام لبنان المتحجرة إلى جبنهم وتخاذلهم بالدفاع عن قضية أهلنا اللاجئين إلى إسرائيل منذ العام 2000.

وفي هذا السياق الوطني والإنساني نرفع الصوت مع كثر من أحرار لبنان مطالبين بضرورة حمل حكام لبنان وأحزابه ورجال أديانه ملف اللبناني المعتقل دون محاكمة وظلماً وعدوانياً في سجون إيران، المواطن نزار زكا.

نسأل كيف يبرر رئيس وزراء لبنان سعد الحريري الذي يجول اليوم في عاصمة الشمال، طرابلس مسوقاً لمشرحته في الانتخابات الفرعية، في حين أن من ينافسها هو نزار زكا؟

نعم نزار زكا الذي لم يبدي الحريري ولا تياره ولا المؤيدين الكثر له في طرابلس أي اهتمام جدي وفاعل في مصيره منذ اعتقاله الظالم واللاقانوني في إيران.

علماً أن الحريري كان استقبل العديد من الرسميين التابعين لنظام الملالي في دارته ومن بينهم وزير خارجية ذلك نظام الإرهابي وكما تبين حتى يومن هذا هو لم يكن لا جدياً ولا متابعاً معهم فيما يخص ملف اعتقال زكا.

أما حكام لبنان وأصحاب شركات أحزابه النرسيسيين، ودون استثناء فلا أمل ولا رجاء منهم بما يخص ملف زكا لأنهم أصلاً تخلوا وعن سابق تصور وتصميم وبذمية وجبن عن ملف أهلنا المغيبين في السجون السورية وعن قضية أهلنا اللاجئين إلى إسرائيل عام 2000 خوفاً على حياتهم من إرهاب حزب الله الذي جاء علناً من قبل امينه العام السيد حسن نصرالله.

نحث كل أصحاب الضمائر في مدينة طرابلس أن يقترعوا غداً الأحد لنزار زكا لأنهم بالاقتراع له هم يقترعون للحرية ولكل ما عدل وقانون وإنسانية وشرعة حقوق..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

13 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.ainremani19.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.ainremani19.wma

 

الرئيس الشهيد بشير الجميل من تلة المير في 13 نيسان عام 1980

“هالمناسبة اليوم ما منقبل تكون مناسبة رمزيّة، إنما كوع بحياتنا الوطنيّة اللبنانية، لأن ب١٣ نيسان ١٩٧٥، بهالوقت بالذات، كان الكتائبي جوزيف أبو عاصي، أوّل شهيد بالمقاومة اللبنانية، عم يستشهد. ١٣ نيسان ١٩٧٥، بالنسبة لإلنا، كان درس جديد تعلّمناه من الفلسطيني يلّلي باع بلادو وهرب وإجا يستوطن ويلجأ ببلاد غيرو. تعلّمنا إنو إذا ما منحافظ على وطنّا رح يصير فينا متل ما صار بغيرنا. كان درس للعالم كلّو. كان درس للغرب يلٌلي أخلاقو عم تتدهور، إلّلي القيم عندو ما عادت ترمز لشي، إلّلي إتّبع سياسة التهرّب من الواقع والمسؤولية بلبنان وإلّلي إعتقد إنو إذا سلك هالسياسة بيحلّ أوضاع عم تخربط أوضاعو. ١٣ نيسان ١٩٧٥ كان إلنا البرهان والدليل إنو ما نتّكل على أي كان لمساعدتنا وتخليصنا. وما بعتقد إنو الخلاص رح يجي إلا من عند شهدائنا وأبناء شعبنا. الغرب رح يتعلّم من تجربة ١٣ نيسان اللبنانية كيف بتكون التضحيات للدفاع والحفاظ على الأوطان، نحنا أوّل الشعوب من بعد الحرب العالمية الثانية إلّلي عم تعطي مجدّداً البرهان والدليل إنو دولة أو شعب أراد المحافظة على حالو بدّو يصير فيه متل ما عم بيصير فينا نحنا اليوم. “ب ١٣ نيسان ١٩٧٥ ما ماتت فينا الشجاعة، إنما نحنا متنا بشجاعة. وإستخلصنا عِبٓرْ كثيرة أخلاقية وقومية، إستخلصنا معنى التمسّك بالأرض”.

 

بوسطة عين الرمانة و13 نيسان: في الذاكرة والقلب والوجدان

الياس بجاني/13 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73663/73663/

إن كل صلاة وذكرى وعرفان بالجميل لأي شهيد من الشهداء الأبرار هي لكل شهداء لبنان، ولتراب الوطن المجبول والمسقي بتضحياتهم وعرقهم وعطرهم، وصلاة مع عطر البخور من الهوية اللبنانية المميزة، كما أنها صلاة من أجل كل اللبنانيين والأرض اللبنانية المباركة ولأرزنا المقدس والخالد.

صلاتنا للشهداء هي صلاة لكل أبناء وأمهات وشباب وشابات وأطفال لبنان. إن اللبناني الحر والسيادي والمؤمن هو كل مواطن مؤمن يرتضي طوعاً أن يكون “مشروع شهيد” وعلى استعداد دائم ليبذل نفسه من اجل لبنان ورسالته وشعبه وهويته وصون أرضه المباركة عملا بما جاء في الإنجيل المقدس: “ما من حب أعظم من هذا من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه” (يوحنا 15/13).

فلولا تضحيات الشهداء من السياديين والإستقلاليين والكيانيين لما بقي لبنان الرسالة، ولما كنا احتفظنا بحريتنا وكرامتنا، فلنصلي من أجلهم ونقتدي بهم دون خوف أو تردد. “فماذا نقول إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا”؟

إن الله الذي ما بخل بابنه بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء” (روميه08/31).

ليس بإمكان وقدرة الشر أن يخيفنا لأنه عاجز عن إبعادنا عن الله مهما فعل: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم”.(متى10-31).

إن كل لبناني قدم نفسه من أجل وطن الأرز لن يموت وسوف يبقى حياً بالنفس مع الأبرار والصديقين في السماء حيث لا وجع ولا حزن ولا حروب، بل فرح وسلام.

إن إكرام الشهداء يتم بالتمسك بالأرض الغالية وبالهوية اللبنانية وبعدم رهن قرارنا للغريب كأئن من كان، وبالشهادة للحق، وبالحفاظ على الثوابت الوطنية وبالقرارات الدولية الخاصة بلبنان، وبالابتعاد عن الثقافة الغنمية وعقلية الزرائب والتبعية والارتهان.  والأهم التمسك بنعمة الحرية وعدم السير وراء القيادات الدينية والزمنية والرسمية الواقعة في فخاخ تجارب إبليس وبعدم السماح لهذه القيادات بغشنا وخداعنا.

في عين الرمانة بدأت أولى حلقات المؤامرة على لبنان وكيانه وهويته وتعايش شعبه، وهي لا تزال مستمرة دون هوادة أو تراجع ولو بوجوه جماعات وقوى وشعارات وأطر مختلفة.

يومها كانت بوجوه فلسطينية وسورية وليبية وجهادية، واليوم هي بوجه فارسية محلية والهدف كان ولا يزال اقتلاع اللبناني من أرضه، وتفكيك دولته ومؤسساتها، وتهميش وطمس هويته، وتزوير تاريخه، وإرهابه وسرقة ممتلكاته، ودفعه للهجرة القسرية أو إجباره بالقوة على الرضوخ وقبول الذل والهوان والعيش على قاعدة ومفهوم”أهل الذمة” دون قرار وحرية وكرامة ودون أي دور سياسي.

بدأت المؤامرة مع “بوسطة عين الرمانة”، وهي تتواصل فصولاً دون توقف أو رحمة. كان يومها السلاح الفلسطيني هو الحربة والأداة، واليوم يقوم بهذا الدور الجهنمي جيش حزب الله الإرهابي والفارسي واللالبناني بأي شيء بواسطة سلاحه ودويلته وإرهابه وماله ومحور الشر الإيراني-السوري، وبالتعاون مع المارقين والمرتزقة من الجماعات والقيادات المحلية اللبنانية التي باعت الوطن بثلاثين من فضة وغيرت جلدها وهرولت على مسالك الأبواب الواسعة التي تؤدي إلى نار جهنم ودودها.

قاوم اللبناني الحر والسيادي المؤامرة بأسلحة الإيمان والرجاء والمحبة وبشجاعة كبيرة غير آبه بالتضحيات، وهو لا يزال في نفس موقع المواجهة هذا رغم اختراق هرمية مجتمعه وثوابته بواسطة رجال دين وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب ذميين وطرواديين واسخريوتيين…باعوا أنفسهم وداكشوا الكراسي بالسيادة وتلحفوا بشعارات دجل نفاق وذمية “الواقعية” “والإستقرار”، وعقدوا الصفقات المعيبة على حساب دماء الشهادء والسيادة والهوية والتاريخ والوجود.

إن المواجهة مستمرة، وبإذن الله سينتصر لبنان وأهله الأحرار والسياديين، وسيفشل الأبالسة، وسوف يحل غضب الله والملائكة على كل رجل دين ومسؤول وسياسي ومواطن اتخذ من الإسخريوتي مثالاً له وعمل نفس أعماله.

إن أحرار لبنان المؤمنين بشعار “لبنان أولاً” وبالحرية والديموقراطية والتعايش والمساواة والعدل يؤكدون للقاصي والداني وكل يوم، وعند كل شدة بالقول والفعل والفكر أنهم صامدون ولن يدعون الشر وأهله ينتصرون، بل أنهم سيغلبونهم بسلاح الإيمان والمحبة والشهادة وحب الوطن.

إن حال الأحرار في وطننا الأم الحبيب، وكذلك في بلاد الانتشار يقول بصوت عال ومدوي: “سوف نبقى فرحين بالرجاء، صابرين في الضيق، ومواظبين على الصلاة، ومتكلين على الخالق الذي يقول لنا: “لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب”. “لي الانتقام، يقول الرب، وأنا الذي يجازي”.

لنصلي من أجل راحة أنفس الشهداء الأبرار الذين سقوا تراب وطننا المقدس بدمائهم وصانوه بأرواحهم ولنأخذ من ذكرى “بوسطة عين الرمانة” العبر ونعمل بهداها لمنع تكرارها.

نختم مع قول رسول الأمم (رومية37/08-39): “فالكتاب يقول: من أجلك نحن نعاني الموت طوال النهار، ونحسب كغنم للذبح. ولكننا في هذه الشدائد ننتصر كل الانتصار بالذي أحبنا. وأننا على يقين أن لا الموت ولا الحياة، ولا الملائكة ولا رؤساء الملائكة، ولا الحاضر ولا المستقبل، ولا قوى الأرض ولا قوى السماء، ولا شيء في الخليقة كلها يقدر أن يفصلنا عن محبة الله في المسيح يسوع ربنا.”

ننهي بتحية إكبار وإجلال وعرفان بالجميل من القلب والوجدان نرفعها إلى روح الشهيد جوزيف أبو عاصي، شهيد 13 نيسان، ولكل شهداء لبنان الهوية والرسالة والتاريخ والتعايش والسلام والمحبة والصمود.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: الماما_ماتت؟

من كتاب هكذا قاوم اللبنانيون الاحرار جيش الاسد في لبنان-كلوفيس شويفاتي

يوم الخميس ٢ نيسان ١٩٨١، سقط عشرات القتلى والجرحى بينهم ٢٩ مواطناً من حوش الأمراء قضوا تحت بناية"العبسي" التي إنهارت على من فيها جرّاء قصفها من الدبابات السورية المتمركزة في كسارة. مأساة غيّبت ثلاث عائلات بأكملها في حين ظلّت القذائف تعزف لحناً جنائزيّاً فوق الأنين والجثث.

يروي أحد الكتائبيّين في حوش الأمراء وقائع المأساة الرهيبة:" وصل الخبر إلى بيت الكتائب في الحوش، فتدافعنا لمساعدة من يمكن إنقاذه من الموت... دخلنا البناية وأيدينا على قلوبنا، فمع كل وطأة قدم كنا نشعر وكأنّ البناء سينهار ثانية. لم نستطع رؤية أحد على الرغم من سماعنا أنين من يصارعون الموت... نزلنا إلى الطابق السفلي وأرعبنا المشهد... تسع جثث معلّقة بين سقفين منهارين والدمّ متجمّد لإختلاطه بكميات من مواد لاصقة، فكان المشهد أشبه بمغارة جعيتا إنما بدماء الأبرياء.

أنقذنا سبعة أشخاص كانوا في مدخل البناية، وظننّا أنه لم يبقى حيّ في الداخل، لأننا لم نسمع أصوات الإستغاثة أو أنين الألم...وما أن هممنا بالخروج، حتى سمعنا صوت طفل يسأل من بين الردم:"مين في هون؟ كتائب خلّصوني". صرخنا جميعاً وبصوت عال:"نعم، نعم، تكلّم بعد حتى نعرف أين أنت"، فقال:"أنا روجيه إبن جورج المعلوف"، وكان المستغيث طفلاً لم يتجاوز الثامنة من عمره لجأ إلى البناية مع أمّه وشقيقته فيما كان والده في زحلة.

بدأنا التفتيش عنه بسرعة قبل أن يسبقنااللّيل حيث لا كهرباء، وخوفاً من البقاء داخل البناية المعرّضة لإنهيار ما تبقّى منها علينا. وصلنا إلى حيث الطفل الذي كان عالقاً بين سقفين، رجلاه تحت ظهره والردم ممزوج بمواد لاصقة ويغطّيه حتى العنق. كان باسطاً يديه، واحدة على صدر أمه وأخرى على شقيقته الّلتين قضتا بجانبه. أزلنا عالى الفور الردم عن صدر الطفل كي يستطيع التنفّس بحرّية، ولكن تعذّر علينا إزالته من بطنه إلى أسفل، فقد بدأ القصف يتركّز مجدٌداً على البناية وحلّ ظلام حالك... لفّينا الطفل روجيه بأغطية صوفيّة وجرّعناه زجاجة حليب وذهبنا لإستقدام عدّة لإزالة الردم من حول جسده وهو يقول لنا:"أخبروا البابا إنني حيّ وأوعا تتركوني". ولكنّنا تركناه لإحضار معاول ورفوش يمكن أن تساعدنا.

عدنا بعد ساعات، وما كدنا نخطو بين أنقاض البناية المهدّمة حتى سمعناه ينادينا:"ساعدوني"، فجرّعناه زجاجة حليب أخرى وبدأنا العمل ثانية. كان روجيه يصرخ من الألم، ثم سألنا:"الماما ماتت"؟. فقلنا:"لا إنها في البيت". فأجاب:"كلّا، ها هي بقربي ميتة كذلك أختي". فقلنا له:"إن أختك نائمة"، فإبتسم وقال:"من ينام يتنفّس وأختي لا تتنفّس، لقد ماتت". عندها أخفى كل منّا دمعة لم يستطع حبسها. تابعنا عملنا إلى أن إستطعنا إزالة الردم حتى ساقي الطفل. حاولنا إنتشاله، إلا أنه كان عالقاً بين سقفين، وكلّما حاولنا سحب رجليه، كان صراخه يعلو بقوّة فتتمزّق قلوبنا. كنّا نشعر وكأنّنا سنقضي نحن أيضاً تحت الردم. إنقضى الليل، ولم نستطع إنتشاله. قمنا بإطعامه وحقنه بإبرة مخدّر خوفاً من ألا يستطيع تحمّل الألم والبرد ولففناه بالأغطية الصوفيّة.

وفي اليوم التالي، حضر معنا طبيب، فحقنه بمضادات للإلتهابات وبأدوية مسكّنة وعلّق له أمصالاً وتركناه... وفي اليوم الثالث، أخذنا معنا رافعة وغامرنا برفع السقف قليلاً ونجحنا في إنتشال الطفل الذي بدت عليه آثار الإعياء وكأنّه ينازع. قال بصوت متهدّج ضعيف:"ليش البابا ما إجا؟ مش عارف إنّي بقيت طيّب"؟...كنا ما زلنا نخفي عن ربّ العائلة قصّة أسرته، وصلنا إلى بيت الكتائب حيث نقلنا الطفل الى زحلة للمعالجة ثمّ نقله الصليب الأحمر إلى بيروت ومنها إلى فرنسا حيث بُتِرٓتْ رجلاه....

 

شعبنا باطيافه وشرائحه غير منسجم لذلك لا يقدر ان يثور ويطالب بالحق والإنصاف

الأب سيمون عساف/15 نيسان/19

علمُ اليقين علمُنا، اننا ذاهبون الى الإفلاس ما لم يأتِ الدعم السماوي بالأعاجيب والخوارق والمعجزات.

فخامة رئيس الجمهورية اقترح عليكم وانتم على المشارف من العمر لا هم عندكم غير الخلاصين النفس والوطن.

والاول مرتبط بالثاني حكما.

ان تباشروا عِوَضَ محاولة تخفيض رواتب المتقاعدين والموظفين والسلسلة ووو، بدراسة رواتب النواب في المستهل وتضبطوا المستحقات الفاحشة التي تبلغ الارقام الهائلة.

ومن ثم عودوا الى الزجِّ في السجن كل زعماء الأحزاب الذين اسهموا في النهب وخراب البلد من دون تسمية ودون اسنثناء.

لا ترحموا احدا صيته مغبّر اكل مال خزينة الشعب اللبناني الكادح.

هكذا تُحل المشكلة ويبطل النهديد وينتحي زاوية شبح الإفلاس والهزيمة ويصل الوطن الى ميناء السلام.

ان اتفاق الطائف كان مدعاة خراب لبنان وساحة للفلتان والفوضى السياسية والإدارية وما زالت تداعياته التي لا تنتهي تعيث فسادا وتعبث بمؤسسات البلاد والقطاعات والمرافق والمرافىء الخاصة منها والعامة.

آسف ان اقول ان شعبنا باطيافه وشرائحه غير منسجم لذلك لا يقدر ان يثور ويطالب بالحق والإنصاف.

اتمنى ان تكون رسالتي الصغيرة الصدى الهامس فيُتَّخذ بعين الاعتبار ويدعو للتغيير والإصلاح ويُحاكم بالإبراء المستحيل صاحب الشأن وتُجرى المحاكمة على المجرمين النهابين السارقين الحراميه!!!!

 

الحسن أودعت رئيسي مجلسي النواب والدستوري نتائج انتخابات فرعية طرابلس

الإثنين 15 نيسان 2019/وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لوزارة الداخلية والبلديات، البيان الاتي: "عملا بأحكام المادة 107 من قانون الانتخاب، أودعت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن كلاً من رئيس مجلس النواب ورئيس المجلس الدستوري النتائج النهائية الرسمية للمرشحة الفائزة في الانتخابات الفرعية في دائرة طرابلس الصغرى ديما جمالي".

 

النتائج النهائية لفرعية طرابلس على موقع الداخلية

الإثنين 15 نيسان 2019/وطنية - صدر عن غرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية البيان الآتي: "التزاما منها باعتماد الشفافية في إصدار النتائج الانتخابية الفرعية التي جرت في دائرة طرابلس الصغرى في 14/4/2019، تم نشر جميع النتائج التفصيلية والنهائية للجان القيد الابتدائية ولجان القيد العليا مع جميع اقلام الاقتراع، وذلك كما وردتها من لجان القيد العليا. ويمكن لاي كان الدخول الى موقع وزارة الداخلية http://www.interior.gov.lb/ والاطلاع عليها".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 15/4/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

أبرز أخبار هذا اليوم:

- قرارات سرية للمجلس الاعلى للدفاع.

- تخفيض وزير الصحة أسعار ألف وخمسمائة دواء.

- إعلان وزير السياحة عن خطة ترويج لموسم الصيف.

- شتاء الربيع لأربعة أيام متتالية.

- موجة رفض واسعة لخفض الرواتب.

- تحضيرات للجلسة التشريعية الاربعاء.

- إستكمال مشروع قانون الموازنة في مجلس الوزراء.

خارجيا برز الآتي:

- إجتماع وزراء الخارجية العرب الاحد المقبل بشأن قضية فلسطين.

- المجلس العسكري السوداني عاكف على دراسة سبل قيام حكومة مدنية.

- التظاهرات في الشارع الجزائري مستمرة حتى الوصول الى انتخابات رئاسية.

- المعارك في محيط العاصمة الليبية متواصلة.

نبدأ من المجلس الاعلى للدفاع في قصر بعبدا.

* مقدمة نشة اخبار "تلفزيون nbn"

بعد ما حملته صناديق الإنتخابات الفرعية من نتائج على مستوى نسبة الإقتراع، لا بد ان تنصرف القوى السياسية الطرابلسية الى قراءة معمقة للكلمة التي قالتها عاصمة الشمال: لست في جيب احد.

الإهتمام الداخلي إلى الموازنة در... وسط متابعة إستؤنفت بزخم فور إقفال صناديق الإقتراع، وسجل إجتماع ليلي مطول إستمر إلى ما بعد منتصف الليل في بيت الوسط ترأسه رئيس الحكومة سعد الحريري وحضره الوزراء: علي حسن خليل، جبران باسيل، يوسف فنيانوس، أكرم شهيب، وريشار قيوميجيان، وشارك فيه ايضا المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل حيث جرى البحث بأرقام موازنة العام 2019 والإجراءات المتخذة لتخفيض النفقات والحد من العجز.

وسبق إجتماع بيت الوسط لقاء على نية الموازنة، جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط.

واليوم بحث الرئيس بري موضوع الموازنة أيضا مع السفير الفرنسي برونو فوشيه وسط تأكيد على ضرورة أن يشمل الإصلاحات لأن عدم تحقيقها يعرقل نتائج مؤتمر سيدر.

وخلال هذا اللقاء جدد فوشيه الدعوة الرسمية لزيارة باريس ووعد رئيس المجلس بتلبيتها في موعد يحدد لاحقا.

طبخة الشائعات التي تستهدف لبنان أو تلك التي تصدر من الخارج ويتلقفها بعض الداخل اللبناني و تروج لها الصحافة الخارجية باتت محروقة بعدما لمس الوفد اللبناني الى واشنطن خلال كل لقاءاته ألا عقوبات و لا من يحزنون بفعل ما أنجزه المجلس النيابي من قوانين مطابقة لأهم المعايير الدولية اضافة الى تفهم الادارة الاميركية لاهمية الحفاظ على استقرار لبنان.

حطت الخلافات بين الأجهزة الأمنية والقضائية على طاولة مجلس الدفاع الأعلى إلى ملفي التهريب والعمالة غير المرخصة وعلمت الـNBN أن إجراءات صارمة أتخذت هاتين الظاهرتين إما بالإبعاد الفوري وإما بالمصادرة الفورية ومعاقبة من يدخل البضائع، أما في ما خص العلاقة بين الأمن والقضاء فقد تم الإتفاق على تطبيق القانون بأن يكون القرار للنيابة العامة التي تعطي الإشارة للجهاز المختص.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

فرعية طرابلس وراءنا والموازنة ومكافحة الهدر والفساد والتهريب وصراع بعض الأجهزة وبعض القضاء أمامنا.

لا مفاجآت في فرعية طرابلس لجهة من سيكون الفائز أو ستكون الفائزة، لكن المفاجأة في الإنخفاض لنسبة المشاركة، وإن كان البعض من سياسيين وأكاديميين حاول إعطاء أسباب تخفيفية لهذا العزوف عن المشاركة.

في أي حال أصبحت الفرعية وراءنا، ولكن ماذا عن الملفات التي هي أمامنا؟

ليس قليلا أن يجتمع المجلس الأعلى للدفاع للبحث في ملفات باتت خطيرة إذا استمرت على ما هي عليه من فلتان، فمسألة التهريب بلغت حدا لم يعد من الجائز السكوت عنها أو تمريرها، خصوصا ان التهريب يطاول البشر وكل المنتجات، وقد جرى النقاش حول هذا الموضوع خصوصا ان عمليات التهريب تقع تحت قانون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. وربما لهذا السبب وضع المجلس الأعلى للدفاع يده على الملف.

الملف الآخر الذي استحوذ على النقاش تمثل في الصراع القائم بين بعض القضاء وبعض الأجهزة، وتحديدا بين مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، من خلال التقاصف بالتسريبات والاستنابات، وجديدها اليوم مخاطبة القاضي جرمانوس لقائد الدرك بإيداعه الاذونات عن الآبار الارتوازية وغيرها.

صحيح ان جرمانوس خاطب قائد الدرك وليس المدير العام لكن المستهدف هو اللواء عثمان، ومن الجدير ذكره ان الوضع لم يسو تماما بين عثمان وقائد الدرك، فهل أفاد القاضي جرمانوس من هذا الوضع؟

في سياق مغاير، أين أصبحت الموازنة وما هي أفكار التخفيضات؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

أغلقت صناديق طرابلس وفتحت الصندوقة المالية على نقاش سيكون الأخطر والأجرأ في آن واحد، فخفض الرواتب والمستحقات هو القنبلة الحارقة التي أقدم الوزير جبران باسيل على رميها من صيدا قبل بحثها في بيت الوسط، وعلى أعقاب التصريح المتفجر دعي المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع في قصر بعبدا بحضور قادة الأجهزة الأمنية.

لكن بيانه الرسمي خلا من أي إشارة تتعلق بالتدبير رقم ثلاثة وما جرى تداوله عن إعادة النظر في التعويضات المادية للعسكريين.. وذهب النقاش نحو مسائل تهريب الأشخاص والبضائع عبر الحدود البرية، واليد العاملة غير المرخص لها واذا كان المجلس الاعلى للدفاع قد أبقى على مناقشاته سرية فإن المجلس الأعلى للدفاع الرديف باح بالموقف ورفض المس بجيوب الفقراء، إذ أعلن النائب حسن فضل الله موقف حزب الله من جدل التخفيض قائلا "لا يفكرن أحد من كل القوى المعنية في أن بإمكانه أن يبدأ معالجة الأزمة من جيوب المحتاجين وأصحاب الدخل المحدود، لكن فضل الله لم يرفض من دون تقديم البديل، إذ اقترح أن يجري التصويت في جلسة مجلس النواب المقبلة على حزمة اقتراحات تتعلق بالإنفاق غير المجدي الذي يؤخذ من مال شعبنا.

وإذا كان هناك جدية ونية لإصلاح جاد فنحن حاضرون وعلى جبهة الخفض من خطر طرح التيار أجرى النائب الآن عون هندسة مالية سياسية لاقتراح باسيل، وقال للجديد إن النقاش سوف يتدرج من الخطوة الأقل إلى الأقصى بحسب ما سيرد من وزير المال، وتحدث عون عن إجراءات موقتة لا تعيد النظر في حقوق الموظفين أو إلغاء سلسلة الرتب والرواتب، وقال إن الاجتماعات التي يعقدها رئيس الحكومة وبينها لقاؤه باسيل وخليلي أمل وحزب الله هو للاستحصال على غطاء لأخذ القرار لأن الحريري متحسسس لحجم الموضوع وخطره وأهميته ودقته وعليه فإن باسيل رمى بأولى الأوراق الملتهبة.

الحريري استدعى أصحاب الحل والربط لضمان العبور.. المجلس الأعلى للدفاع أعطى قادة الاجهزة الامنية العلم والخبر.. وحزب الله الذي تمثل في اجتماع الحريري عارض من جهة ثانية عبر النائب فضل الله بهدف الضغط في حربه على الفساد. وما يختصر كل هذه المتاهة هو القيام بإصلاح جاد وببدء تطبيق مفاعيل الحرب على الفساد لا بل والسعي لسقوط ضحايا فالمس بالرواتب لم تسبقه أي خطوة بعد باتجاه وقف الهدر المتربع في قلب الموازنة.. من جمعيات وإيجارات وتنفيعات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في

بعد فرعية طرابلس التي اعادت اللوحة الزرقاء الى نائبة التيار الازرق ديما جمالي، وفي انتظار ان يجري المعنيون بالمعركة تقييمهم لتفاصيلها العملانية واستخلاص عبرها السياسية.

دخل لبنان اسبوع الالام وغضب حقيقي بالتزامن مع درب الجلجلة الذي يسلكه المسيح يوم الجمعة العظيمة، وذلك بعد تسريبات من وزراء عن تخفيضات مالية من رواتب موظفي القطاع العام والجيش تطبيقا لسياسة التقشف للخروج من الازمة الخانقة التي تتخبط فيها البلاد.

الغضب ينبع من امرين، الاول: خوف قوى الانتاج من ان تطاول الاقتطاعات الشطور الدنية من الرواتب، والثاني: اقتناع اللبنانيين بأن الحكومة قادرة على توفير الكثير من المداخيل لموازنتها، ان هي بحثت عن المكامن الحقيقية للاهدار والفساد.

اهل الحكومة يكثفون اجتماعاتهم لطمأنة الناس بأن الاقتطاعات لن تمس الرواتب ما دون المليون ونصف المليون ليرة، وطمأنة القوى العسكرية بأن اصول الرواتب والتعويات لن تمس، بل ستطال العلاوات والعطاءات والامتيازات.

في الاثناء قوى الانتاج من اساتذة ومعلمين وضباط متقاعدين ضربوا موعدا في الشارع بدءا من اليوم للتعبير عن رفضهم ان يكونوا كبش محرقة الاسهل، ومن دون ان تترافق التخفيضات مع تقديمات تحافظ على القدرة الشرائية للناس بدءا من سلتهم الغذائية، فيما المتهربون من الضرائب والمهربون والمرتشون والسارقون يسرحون بلا ضوابط مضمونة ورادعة.

وسط هذه الضوضاء يدخل مشروع الكهرباء معدلا المجلس النيابي من بوابة تمديد القانون 288/2014 المتعلق بتنظيم القطاع، كما تدخل الموازنة مجلس الوزراء لتخرج منه بخفض في ارقامها قد يلامس الاربعة في المئة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

وفي اليوم التالي على فرعية طرابلس شرع الباب امام التحليلات المتفاوتة والمتناقضة. تيار المستقبل مصر على انه حقق الانتصار المطلوب بما يقارب ال 20 الف صوت جمعتها ديما جمالي، في وقت تجمع المعارضة بكل أطيافها على ان نسبة الإقتراع التي تحققت خير دليل على سقوط مدو للتيار الازرق في عاصمة الشمال.

موجة التحليلات هذه ستنقضي سريعا، وسيعود كل الى قاعدته سالما ليجهز ملفاته إيذانا بانطلاق فصل جديد من فصول المشهد السياسي.

فالموازنة التي طال انتظارها وتوالى الحديث عن بنودها تستعد لتحط على طاولة مجلس الوزراء. فهل تتجدد المزايدات؟ ام ان الامور ستمر على خير؟.

بكل الاحوال وبانتظار الجواب الشافي، البنود التقشفية التي ستتضمنها الموازنة بدأت تقلق القطاع العام مع ارتفاع منسوب الكلام عن إمكانية ولوج هذا الباب، وهو ما تنقسم حوله القوى السياسية المختلفة.

فلاءات كثيرة بدأت تتكشف في افق هذا الطرح قبل ان يبصر النور، خصوصا ان وبحسب البعض، الحد من الهدر ممكن عن طريق ضبط مزاريب اخرى ، فيما يصر آخرون على ان تصحيح اجور الموظفين خطوة اساسية على طريق الف ميل الاصلاح.

وفي هذا السياق تؤكد معلومات الـ otv ان لقاء جمع رئيس الحكومة سعد الحريري بوزير المال علي حسن خليل، على رغم التكتم الشديد الذي احاط به، فوزير المال يرفض تأكيد او نفي حصول اللقاء، كما يتكتم تكتما شديدا حول مسألة تخفيض الاجور مكتفيا بالرد على الاسئلة بالقول: ما سمعت شي عن الموضوع.

في انتظار الطرح، نستهل نشرتنا بخلاصة بالأرقام لعملية التخفيض المحتملة وانعكاساتها على العجلة الاقتصادية ككل، ليبقى الأكيد الوحيد ان القوى السياسية مصرة بمعظمها على السير قدما في مسيرة الاصلاح، رغما عن بعض أصوات النشاز التي تحاول الايحاء دوما للرأي العام انها تصب عملها في خدمة اللبنانيين، فيما الكواليس شاهدة على انتهاكات فاضحة للقوانين وسعي مستمر الى ضرب النظم العامة عرض الحائط. فما أرهبها ازدواجية هذا البعض في كنف دولة يحاول الصادقون فيها السير بها باتجاه بر الامان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

من سلسلة الرتب السياسية والصناديق الانتخابية التي اصابت اصحابها بمقتل شعبي، وان حصلت لهم مقعدا نيابيا في طرابلس، الى سلسلة الرواتب التي يبدو انه يعاد ترتيبها على اساس العجز في خطط الحل الحكومية للازمة الاقتصادية، تقلب صفحات اللبنانيين ومواقفهم.

ومع التفهم لحراجة الموقف، فان البلد واقف على عبارة باتت كثيرة التسويق:الاجراءات الحكومية الموجعة او غير الشعبية.. وبعيدا عن المواقف الشعبوية، فان ما قدمته الحكومة من حلول لازماتها المالية كودائع حسن نية لقروض سيدر وتوابعه، لم ينفذ منها شيء، وان كانت بعض تلك الاجراءات سريعة الكسب وبعيدة عن جيوب الفقراء، فلم التطلع اليوم الى الحلقة الاضعف في حسابات المعنيين، كمكاسب الفقراء والموظفين؟

واذا ارادت الحكومة ايرادات، فهي كثيرة متى اوقف الهدر والمصارفات غير الضرورية التي باتت لوائحها في متناول الجميع من نواب ووزراء وسياسيين يعددونها على المنابر وفي الخطابات الشعبية، ويتغاضون عنها كلما اقتربنا من الاجراءات الجدية.

كل الامور قابلة للنقاش مع خطورة المرحلة وحدة الازمة، لكن المعالجة الجادة تفرض اختيار الاجراءات الصحيحة وليس استهداف جيوب الفقراء وذوي الدخل المحدود بحسب عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله.

هناك حوار قائم على مستوى الحكومة والكتل السياسية قال النائب فضل الله، ونحن جزء من هذا الحوار، ولن نتخذ موقفا من اي امر يطرح بالاعلام، وانما الموقف عندما تصبح الطروحات رسمية..

في الاقليم طروحات لما يعرف بمجموعة الازمات الدولية قدمتها للولايات المتحدة الاميركية لانقاذ السعودية من الوحول اليمنية، داعية للبحث عن مخرج سياسي لحرب اليمن، ولو كان يصب في مصلحة انصار الله.

اما المصلحة الاسرائيلية فلا زالت مرعية في الاجراءات العربية، وجديدها فعلة اماراتية تخطت المناورات السياسية والاعلامية لصالح اسرائيل والتطبيع معها، الى مناورات عسكرية حيث شارك الطيارون الاماراتيون الذين يقتلون اليمنيين في مناوارات جوية في اليونان الى جانب الطيارين الصهاينة الذين يقتلون الفلسطينيين.

مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

صفحة الانتخابات الفرعية في طرابلس طويت مع اعلان وزيرة الداخلية النتائج الرسمية بفوز ديما جمالي التي عادت الى البرلمان مدعومة باصوات ابناء عاصمة الشمال.

النتائج الرسمية التي اودعتها وزارة الداخلية رئاسة مجلس النواب ورئاسة المجلس الدستوري، اتبعها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بتوجهه بالشكر لاهل طرابلس ولكل الذين اجتمعوا على انتخابات حرة ونزيهة.

سياسيا تستعيد البلاد التحركات الحكومية والبرلمانية الهادفة لانجاز الموازنة في ضوء الكلام عن اجراءات قاسية وتقشف.وفي هذا السياق اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، طلب في نهايته إلى الوزارات المختصة اتخاذ تدابير واجراءات لضبط مسألة تهريب الأشخاص والبضائع عبر الحدود البرية واليد العاملة غير المرخص لها.

برلمانيا جلسة تشريعية مرتقبة الاربعاء وعلى جدول اعمالها 18 مشروع واقتراح قانون ابرزها تمديد العمل بالقانون رقم 288 الخاص بتنظيم قطاع الكهرباء.اقليميا هدية جديدة من نظام الاسد الى اسرائيل، فبعد اربعة وخمسين عاما، شهدت  محاولات ووساطات عدة من العديد من المراجع الدولية، رفات الجاسوس الاسرائيلي ايلي كوهين في طريقها من دمشق الى اسرائيل بوساطة روسيا.الجاسوس كوهين كان قد حوكم وأعدم شنقا بتهمة التجسس في سوريا بعدما نجح في اختراق أعلى مستويات النظام السوري وكاد ان يصبح وزيرا للدفاع.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 15 نيسان 2019

النهار

سجّل المعتقل في السجون الإيرانيّة نزار زكّا رقماً قياسيّاً في عدد الاتصالات بالمعنيّين بعد ترشّحه إلى الانتخابات ‏النيابيّة في طرابلس من داخل سجنه.

بدأ مقربون من أحد المطارنة جمع تواقيع على عريضة ترفع الى الفاتيكان للمطالبة باكرا بالتمديد لولايته التي تنتهي في 2020 .

نقل عن مرجع قوله ان تعدد تاوفود الى واشنطن في الوقت عينه كشف عدم التنسيق في المواقف بل والتضارب احيانا في النظرة الى معالجة الأزمات المالية والاقتصادية .

البناء

قالت مصادر قيادية في تجمع المهنيين السودانيين إنّ الإنقسام حول حكم الرئيس السابق عمر البشير وحد التيارات ‏الشعبية الوطنية مع التيارات التي تملك أجندات خارجية من الجيش والقوى الإسلامية، وإنّ مرحلة المجالس العسكرية ‏تشهد إعادة فرز للصورة السياسية حيث يقف أصحاب المشاريع الخارجية في ضفة وأصحاب مشروع التغيير الداخلي ‏في ضفة، وتوقعت المصادر استمرار التجاذب البارد بين الطرفين حتى تبلور تسوية تحقق مساراً مدنياً للسودان، لأنّ ‏التجاذب الساخن الذي حاول المجلس العسكري الأول تنفيذه انتهى بالفشل، ولأنّ تجمع المهنيين يرفض أن يكون امتداداً ‏لأيّ عنوان خارجي ويبحث عن تسوية منصفة مع الجيش لا عن معركة

الجمهورية

علق أحد المسؤولين على التحقيقات التي تجري حول قضايا فساد ورشاوى بالقول: ليس المهم أن نطاول الصغار بل ‏الأهم أن نصعد نحو الرؤوس الكبيرة.

صل إتصال هاتفي بين وزير سابق وموظف أحيل حديثا إلى التقاعد من الوزارة التي كان يشغلها الوزير المذكور ‏تخلله تلاسن وشتم من الوزير وتلويح من الموظف بكشف كل أوراق الوزير.

يقول مسؤول كبير في حزب بارز إن العلاقة مع حزب وسطي وصلت إلى حد القطيعة التامة.

اللواء

أكدت مصادر سياحية على نسبة الحجوزات العالية في فنادق بيروت ومناطق الاصطياف، مبدية خشيتها من حصول ‏تطورات سياسية مفاجئة داخلياً، أو أحداث دراماتيكية إقليمياً، تؤدي إلى تطيير الموسم بكامله، وإضاعة فرصة جديدة ‏على القطاع السياحي!

ما زالت زيارة السفير السعودي إلى البطريركية الأرمنية ووضع إكليل من الزهور على نصب الشهداء الأرمن في ‏تركيا تتفاعل حول الرسالة السياسية القوية التي انطوت عليها هذه الخطوة غير المتوقعة!

تساءلت أوساط اقتصادية عمّا إذا كانت تخفيضات رواتب وتقديمات القطاع العام ستشمل مخصصات الرئاسات الثلاث ‏ورواتب الوزراء والنواب، الحاليين والسابقين، وكبار المسؤولين في المصالح المستقلة والمؤسسات العامة!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل الإسبوعي

15 نيسان 2019

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة اسعد بشارة، ايلي الحاج، ايلي قصيفي، ايلي كيرللس، بهجت سلامه، توفيق كسبار، حسين عطايا، ربى كبارة، سامي شمعون، سعد كيوان، سناء الجاك، طوني الخواجه، طوني حبيب، غسان مغبغب، فارس سعيد، محمد سلام، مياد حيدر، نقولا ناصيف، وأصدر البيان التالي:

أولاً- تتعامل الطبقة السياسية مع الأزمة الإقتصادية الحادة كأنها أزمة تقنيّة تتعلّق بسوء إدارة من هنا وإجراءات تطاول جيوب اللبنانيين من هناك، بينما الحقيقة أن هذه الأزمة الإقتصادية هي مرآة لأزمة أخرى جوهرية من طبيعة سياسية بامتياز. ويهمّ " لقاء سيدة الجبل " لفت الرأي العام إلى النقاط التالية :

· إن ثمن وجود سلاح غير شرعي في لبنان وما يترتّب عليه من سياسات ومغامرات عسكرية وأمنية مكلف جداً، وينتج من غياب المساءلة والمحاسبة كما يغطّي الهدر والفساد.

· إن المداخيل التي يؤمنها هذا السلاح غير الشرعي من صناديق الدولة والخزينة من خلال استباحة الحدود البرية والبحرية والجوية مكلف.

· إن الاجراءات التي يحكى عنها تطاول فقط الطبقتين الفقيرة والمتوسطة من خلال أجورها ومعاشات التقاعد الخاصة بها، في حين أن الهدر والفساد يدخل في كل القطاعات، فلِم التغاضي عن الكهرباء والاتصالات والجمارك والمرفأ والتحويلات المشبوهة للمؤسسات الخاصة كما الأملاك البحرية؟

· إن الطبقة السياسية التي أقرّت سلسلة الرتب والرواتب في العام 2017 هي نفسها التي تطالب اللبنانيين بالإنقلاب عليها اليوم.

· إن "التسوية" التي أدّت إلى تسليم لبنان باليد إلى "حزب الله" وعرّضته للعقوبات الخارجية والأزمة المالية داخلياً هي سبب الأزمة الإقتصادية.

· إن الاحزاب التي اجتمعت حول "التسوية"، والتي تبحث اليوم مع بعضها البعض في مخارج لموازنة تقشّفية، أصبحت حزباً واحداً وبالتالي هي مسؤولة عن تدهور الأمور والغاء التمايزات بينها وبين "حزب الله".

· يدعو "لقاء سيدة الجبل" القوى الحريصة على لبنان للوقوف صفاً واحداً إلى جانب الناس والتصدّي لمحاولة إيجاد الحلول على حسابهم وحساب رواتبهم الحالية والتقاعدية.

إن الحلول متوافرة في سدّ مزاريب الهدر العديدة في كل القطاعات.

وإذا عجزوا فليسلّموا الدولة إلى "حزب الله"، والله خير مدبّر للشؤون.

ثانياً- يشيد "لقاء سيدة الجبل" بموقف حزب الكتائب اللبنانية الذي أعلنه رئيسه النائب سامي الجميل، من الأخطار التي تتهدّد لبنان، وفي طليعتها السلاح غير الشرعي والخروج عن الشرعية منذ العام 1969.

ثالثاً- توقّف "اللقاء" عند نتائج الانتخابات الفرعية في طرابلس ومدلولاتها. ورأى فيها تعبيراً عن عدم رضا شعبي حيال سياسات القيادات والزعامات على تنوّعها.

 

انتخابات طرابلس في لبنان أعادت جمالي إلى البرلمان بأصوات خجولة ودعوات لـ”المستقبل” لمراجعة حساباته

بيروت ـ “السياسة” ” /15 نيسان/19/ على الرغم من نجاح تيار “المستقبل” في إعادة ديما جمالي إلى البرلمان مجدداً، في الانتخابات الفرعية التي جرت في طرابلس أمس الأول، إلا أنه أخفق في حث الناخبين على الاقتراع لمرشحته من خلال نسبة المشاركة المتدنية والتيلم تتجاوز 13 في المئة، وهو الأدنى بتاريخ الانتخابات النيابية، الأمر الذي أثار التساؤلات عن أسباب إحجام القواعد الشعبية لـ”التيار الأزرق” عن تلبية نداء زعيمه الرئيس سعد الحريري. مصادر سياسية طرابلسية بارزة دعت “المستقبل” عبر “السياسة” إلى “مراجعة نقدية شاملة لسياسته في طرابلس بعد النكسة التي أصيب بها إذا صح التعبير، الأمر الذي يحتم على الحريري وفريقه السياسي أن يراجع حساباته ويقرأ نتائج الانتخابات بإمعان”. وأودعت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن كلاً من رئيس مجلس النواب ورئيس المجلس الدستوري النتائج النهائية الرسمية، معلنة فوز جمالي بـ19387 صوتاً، في حين بلغت نسبة الإقتراع 12.55 في المئة، فيما قالت النائب جمالي عبر “تويتر”: “فوزي انتصار لكم! شكرا من القلب لأهلي في طرابلس، الذين وقفوا الى جانبي، فقد أثبتم وفاءكم وأعطيتم الصورة الحقيقية تجاه مدينتكم”، مضيفة “أنا معكم وسأعمل جاهدة على تحقيق طموحات وآمال ابنائنا المحقة”. من جانبه، توجّه الرئيس الحريري عبر “تويتر”، بـ”ألف شكر لطرابلس وكل الذين اجتمعوا على انتخابات حرّة ونزيهة”، مضيفا “مبروك لديما، والآن إلى العمل حتى تبقى طرابلس فيحاء لبنان”.على صعيد آخر، دهمت دورية من الجيش اللبناني ملجأ في محيط شارع سورية في منطقة باب التبانة، وعثرت بداخله على كمية من المتفجرات معبأة داخل أكياس، وأوقفت ع.د. وسيدة، وتمت إحالتهما لمديرية المخابرات مع المضبوطات.

 

جمعية ديمقراطية الانتخابات: على مؤسسات الدولة القيام بدورها لوقف خرق القانون

الإثنين 15 نيسان 2019 / وطنية - أعلنت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات انها راقبت العملية الانتخابية الفرعية في طرابلس "عبر 170 مراقبا ومراقبة توزعوا على مراكز الاقتراع كافة، وقد غطى مراقبو ومراقبات الجمعية عينة من 43 قلم اقتراع تمثلية لاقلام الاقتراع كافة".

ووزعت تقريرا يتضمن أبرز المشاهدات والمخالفات التي رصدتها الجمعية جاء فيه:

"1-في ضرورة قيام مؤسسات الدولة بواجباتها للحد من خرق القانون:

كان ملفتا الخرق الفاضح للصمت الانتخابي الذي قامت به مؤسسات الاعلام والمرشحون والمرشحات وقد حاولت الجمعية في بياناتها بالامس الاضاءة عليه. هذا الخرق يطرح اسئلة عدة مرتبطة بمخالفة القانون والمعايير الدولية لديمقراطية الانتخابات من قبل الاطراف المعنية من دون حسيب ولا رقيب وقد منح القانونان 25-2008 و44-2017 هيئة الاشراف على الانتخابات مسؤولية ارسال انذارات للمؤسسات والاطراف المخالفة واحالتهم في حال عدم امتثالهم للقانون الى محكمة المطبوعات.

لغاية الساعة، تنتظر الجمعية توجه هيئة الاشراف في هذا الاطار علما ان القانون لم يمنح الهيئة امكانية التدخل المباشر لوقف الاعتداء على القانون بل اعطى هذا الحق لمحكمة المطبوعات التي سنتابع عملها عن كثب اكثر لنرى ماذا ستفعل هذا العام بهذه المخالفات. فالقانون حدد لمحكمة المطبوعات 24 ساعة لتتصرف ولتبت بالاحالات الا ان هذه المحكمة لم تبت حتى الآن بالاحالات التي قامت بها هيئة الاشراف عقب الانتخابات النيباية العامة في العام 2018. لذا فعيننا الآن على هيئة الاشراف ومن ثم على محكمة المطبوعات، في دعوة لمؤسسات الدولة للقيام بواجباتها القانونية للحد من خرق القانون من دون ملاحقة. علما ان الجمعية تطالب ايضا بتوسيع صلاحيات هيئة الاشراف في هذا الاطار في الانتخابات المقبلة.

2-في الملاحظات على قانون الانتخابات:

بما ان التنافس كان على مقعد واحد طبق في هذه الانتخابات نظام الاقتراع الاكثري في مزيج من مواد قانون 442017 و252208 وهو ما يعيدنا الى ابرز الملاحظات التي سجلتها الجمعية على القانونين منها الحاجة الى تعديل الفصل المتعلق بالانفاق الانتخابي لكي تصبح الحملات الانتخابية اكثر شفافية من الناحية المالية ولكي يتم الحد من ظاهرة المال الانتخابي في سبيل تحقيق مساواة افضل بين الأطراف. من جهة اخرى تبقى ادارة الانتخابات بيد وزارة الداخلية والبلديات التي وبرغم ادائها الجيد في هذه العملية الانتخابية الا ان بقاء ادارة الانتخابات بيد وزيرة من نفس الخط السياسي لاحدى المرشحات قد يكون له تأثيرات على العملية الانتخابية ويطرح تساؤلات حول حياد ادارة العملية الانتخابية.

3-في نسبة المشاركة المنخفضة:

تميزت الانتخابات في طرابلس بعدم مشاركة 87.45% من اللبنانيين واللبنانيات في العملية الانتخابية واذا كان من غير الممكن مقارنة انتخابات فرعية بانتخابات عامة، تصح المقارنة مع انتخابات فرعية أخرى جرت في لبنان في الاعوام الماضية اليكم تفاصيلها:

بيروت 2007 - 18,9 في المئة.

المتن 2007 - 54,6 في المئة.

الكورة 2012- 47 في المئة.

جزين 2016 - 46 في المئة.

طرابلس 2019 - 11 في المئة.

وكان لافتا ايضا نسبة الاوراق البيضاء التي بلغت 5.74% من نسبة المقترعين. ونسبة الاوراق الملغاة التي وصلت الى 7.796% وهي نسبة مرتفعة جدا وتظهر الحاجة الى ضرورة اجراء تثقيف انتخابي مكثف حول آليات الاقتراع لتخفيض هذه النسب في المرات المقبلة من قبل الجهة المعنية بادارة الانتخابات فبدل ان تسهتدف حملاتها الاعلانية التحفيز على المشاركة بعملية الاقتراع كان الاجدى اعادة شرح آلية الاقتراع للناخبين والناخبات للتخفيض من نسبة الاوراق الملغاة.

في ما يلي الارقام التي اعلنتها امس وزارة الداخلية:

عدد الناخبين بلغ 241534 ناخبا

عدد المقترعين 33963

الاوراق الملغاة 2648

الاوراق البيضاء 1951

الاوراق المتبقية 28364

4-في تقييم أداء ادارة الانتخابات:

كان اداء ادارة الانتخابات في الانتخابات الفرعية في طرابلس افضل بكثير من ادائها العام الماضي خاصة ان وزارة الداخلية والبلديات لم تستعمل نفوذها لاصدار تعاميم مخالفة للقانون او لغض النظر عن مخالفات بعض اعضاء هيئات القلم التي مست العام الماضي بسرية الاقتراع بشكل فاضح.

كما نلفت ايضا الى التجاوب السريع لغرفة علميات وزارة الداخلية والبلديات مع طلبات الجمعية.

5-وكما ذكرنا لقد قامت الجمعية بتغطية عينة من 10% من اقلام الاقتراع لتقييم العملية الانتخابية.إحصاءات واعداد المخالفات التي رصدها مراقبو ومراقبات الجمعية المتجولين في جولاتهم امس.

-ابرز المشاهدات خلال الفرز في لجان القيد:

لا يخفى على احد الزحمة والفوضى التي رافقت تسلم المحاضر والاقلام في لجان القيد وربما البارز هذه السنة هو انتهاء عمليات الفرز في الاقلام سريعا وتوجه اكثرية هيئات القلم في الوقت نفسه الى لجان القيد ما ادى الى زحمة كبيرة ونوع من الفوضى في التسلم والتسليم وقد انتشر مراقبو ومراقبات الجمعية خارج وداخل سراي طرابلس لمراقبة هذه العملية. وقد اضطرت لجان القيد الى اقفال الباب الخارجي للسراي ومحاولة ادخال رؤساء القلم تباعا ما ادى الى انتظار العديد منهم لوقت طويل في الخارج.

كما ورصد مراقبوا ومراقبات الجمعية وصول عدد من المغلفات غير المدموغة بشكل محكم بالشمع الأحمر كما ووجود عدد كبير منها مفتوح عند الاستلام ما أدى الى تدوين ذلك في المحاضر من قبل القضاة في لجان القيد.

1-تستنكر الجمعية تهميش الأشخاص المعوقين وكبار السن والحد من مشاركتهم في العملية الانتخابية والوصول الى المراكز الانتخابية والأقلام بحرية وكرامة. لذا تطالب الوزارات المعنية لا سيما وزارة الداخلية والبلديات ووزارة التربية بتأهيل الأماكن العامة تحضيرا للانتخابات المقبلة".

وختم التقرير: "بالخلاصة، لا شك ان الانتخابات الفرعية كانت تنظيميا افضل من سابقتها ولكن لا تزال تشوبها العديد من الاشكاليات المرتبطة بتأمين المساواة في الفرص بين المرشحين في حملاتهم الانتخابية والحاجة الى تثقيف الناخبين والقيام بتعديلات جذرية تسمح بانتقال ادارة الانتخابات مستقبلا الى جهاز مستقل ومحترف اداريا وتنظيميا ولديه القدرة على التحرك لفرض تطبيق القانون".

 

المجلس الأعلى للدفاع اجتمع برئاسة عون وطلب إلى الوزارات المختصة ضبط التهريب برا واليد العاملة غير المرخص لها

الإثنين 15 نيسان 2019 /وطنية - طلب المجلس الاعلى للدفاع الذي التأم قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إلى الوزارات المختصة اتخاذ تدابير واجراءات لضبط مسألة تهريب الأشخاص والبضائع عبر الحدود البرية، واليد العاملة غير المرخص لها كما عرض الأوضاع الامنية في البلاد. وحضر اجتماع المجلس الأعلى للدفاع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزراء المال علي حسن خليل، الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الدفاع الياس بو صعب، الداخلية والبلديات ريا حفار الحسن والاقتصاد والتجارة منصور بطيش. وحضر ايضا وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي ووزير العدل ألبرت سرحان. وشارك في الاجتماع من القادة الامنيين، قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، الأمين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء الركن محمود الاسمر، رئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد المتقاعد اسعد الطفيلي والمدير العام للجمارك بدري ضاهر.

وحضر ايضا المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، مدير المخابرات في الجيش العميد طوني منصور، رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد خالد حمود، مدير العمليات في المديرية العامة للأمن العام العميد منح صوايا ومدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير غدي خوري.

كذلك حضر المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد المتقاعد بولس مطر.

وفي نهاية الاجتماع أذاع الأمين العام للمجلس اللواء الركن الاسمر البيان الآتي: "بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا عند الساعة الحادية عشرة قبل ظهر اليوم الاثنين 15 نيسان 2019، حضره دولة رئيس مجلس الوزراء ووزراء المالية، والخارجية، والداخلية والبلديات، ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية ووزراء الدفاع الوطني والاقتصاد والتجارة والعدل. ودعي الى الاجتماع كل من: المدعي العام التمييزي، قائد الجيش، وقادة الاجهزة العسكرية والامنية ورئيس المجلس الاعلى للجمارك والمدير العام للجمارك، وعدد من ضباط المخابرات والمعلومات والمسؤولين في وزارة الخارجية والمغتربين. ودرس المجتمعون المواضيع الواردة على جدول الاعمال ولاسيما منها الاوضاع الامنية في البلاد، ومسألة تهريب الاشخاص والبضائع عبر الحدود البرية، واليد العاملة غير المرخص لها. وطلب المجلس الاعلى للدفاع من الوزارات المختصة اتخاذ التدابير والاجراءات اللازمة.

وأبقى المجلس على مقرراته سرية تنفيذا للقانون".

 

احتجاجات “السلسلة” في لبنان تعود للشارع بعد تلويح الحكومة بإجراءات صعبة

مجلس الدفاع الأعلى اللبناني" بحث إلغاء التدبير الثالث... و"سيدة الجبل": السلاح غير الشرعي مكلف

بيروت ـ “السياسة” /15 نيسان/19/على وقع عودة الاحتجاجات إلى الشارع، رفضاً لأي مس من جانب الحكومة بسلسلة الرتب والرواتب التي جرى إقرارها، بعد الحديث عن خفض العجز في الموازنة، يبدأ رئيس الحكومة سعد الحريري في الأيام القليلة المقبلة اجتماعات مع عدد من الوزراء، سعياً للتوافق على البنود المتصلة بالموازنة وكيفية خفض موازنة كل وزارة، على أن يصار إلى عرضها على مجلس الوزراء في جلساته المقبلة، تمهيداً لإحالتها إلى مجلس النواب لإقرارها، دون استبعاد اللجوء إلى خطوات موجعة وغير شعبية.

من جانبها، أكدت مصادر وزارية لـ”السياسة”، أن “الحكومة ستحاول جهدها من أجل توفير ما يمكن من الأعباء المالية، وعلى مختلف الأصعدة للخروج من النفق، بعدما وصلت الأمور إلى الخط الأحمر، وبالتالي على الجميع تفهم حقيقة الوضع المالي للدولة، والوقوف إلى جانب الحكومة في مساعيها لتجاوز المأزق، وإن اضطرت لاتخاذ خطوات غير مستحبة”. في غضون ذلك، درس المجلس الأعلى للدفاع خلال اجتماعه في بعبدا أمس، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، في الأوضاع الأمنية وتهريب الأشخاص والبضائع عبر الحدود البريّة والتدبير رقم ثلاثة الذي يجري الحديث عن توجه لإلغائه، بما يخفف من عجز الموازنة، وأبقى المجلس على مقرراته سرية. من جانبه، استقبل رئيس الوزراء سعد الحريري السفير البريطاني كريس رامبلنيغ، الذي قال بعد اللقاء: “بحثنا في التطورات الأخيرة ورحبت بالالتزام القوي للرئيس وعمل الحكومة، من خلال التدابير في الموازنة، والإجماع السياسي من خلال اتخاذ الخطوات اللازمة لإصلاح قطاع الكهرباء. وأخبرت الرئيس الحريري بأننا والمجتمع الدولي نتطلع قدما إلى رؤية تنفيذ هذه الخطط”. إلى ذلك، غادر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى موسكو، للمشاركة في المنتدى الروسي العربي للتعاون في دورته الخامسة، على مستوى وزراء خارجية روسيا والدول العربية، حيث ينتظر ان يطرح باسيل عودة النازحين السوريين ودعم الموقف اللبناني في المحافل الدولية. من جانبه، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، السفير الفرنسي برونو فوشيه، وتم عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في لبنان، وتناول الموازنة وضرورة أن تشمل الإصلاحات، والحدود البحرية والمستجدات بشأنها، حيث جدد السفير الفرنسي دعوة بري لزيارة فرنسا ووعد رئيس المجلس بتلبيتها. على صعيد آخر، رأى “لقاء سيدة الجبل”، أن “ثمن وجود سلاح غير شرعي في لبنان وما يترتب عليه من سياسات ومغامرات عسكرية وأمنية مكلف جدا، وينتج من غياب المساءلة والمحاسبة كما يغطي الهدر والفساد، وإن المداخيل التي يؤمنها هذا السلاح غير الشرعي من صناديق الدولة والخزينة من خلال استباحة الحدود البرية والبحرية والجوية مكلف”. وقال “إن الاجراءات التي يحكى عنها تطال فقط الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، في حين أن الهدر والفساد يدخل في كل القطاعات”، سائلاً: “لم التغاضي عن الكهرباء والاتصالات والجمارك والمرفأ والتحويلات المشبوهة للمؤسسات الخاصة كما الأملاك البحرية؟”، مشيدا بموقف حزب “الكتائب اللبنانية” الذي أعلنه رئيسه النائب سامي الجميل، من الأخطار التي تتهدد لبنان، وفي طليعتها السلاح غير الشرعي والخروج عن الشرعية منذ العام 1969. من جهته، شدد وزير السياحة أواديس كيدانيان على أن “لبنان يركّز عمله السياحي بشكل خاص وأساسي على السائح العربي والخليجي، ولكن اليوم نتحدث عن تنويع الأسواق، وسنقوم بورش عمل في عدد من البلدان الاوروبية لاظهار ما هو ملفت لمواطني هذه الدول ليزوروا لبنان”، لافتا في مؤتمر صحافي للإعلان عن خطة الوزارة للمرحلة المقبلة، إلى “ضرورة تحديث التشريعات السياحية”.

 

جنبلاط لعلاج سوء التفاهم مع “حزب الله” بهدوء

بيروت ـ “السياسة” /15 نيسان/19/بعد حالة الفتور التي طغت على العلاقة بين “الحزب التقدمي الاشتراكي” و”حزب الله”، في ما يتصل بعدد من الملفات الداخلية والإقليمية، أكد رئيس “الاشتراكي” وليد جنبلاط، أن “الاتصالات بين كليمنصو وحارة حريك لم تنقطع، وإن شابها بعض من سوء التفاهم وجب علاجه بهدوء”. ولفت عبر “تويتر”، إلى أنه “من الأفضل أن تكون المعالجة بعيدا عن الاعلام وبعض العناوين المثيرة”، مشيراً الى انني “قصدت هذا التوضيح لازالة اي التباس، والتأكيد على الحوار”، في وقت كشفت معلومات “السياسة” أن “حزب الله” ممتعض من مواقف جنبلاط ضده إزاء بعض القضايا الداخلية، سيما هجومه المتواصل على حليفه النائب طلال إرسلان، إضافة إلى التصعيد المستمر الذي يقوم به جنبلاط ضد النظامين السوري والإيراني . يذكر أن جنبلاط قال “كنا اتفقنا على عقد لقاء مشترك بين الحزبين التقدمي وحزب الله هذا الأسبوع، لكننا اختلفنا على مكان عقده، وأنا فهمت من وائل (أبو فاعور) أن الحاج حسين خليل طلب أن يتم اللقاء في حارة حريك، وأنا رفضت الاقتراح، لأن الحزب هو الذي يجب أن يبادر إلى زيارتنا هذه المرة، باعتبار أن تلك الزيارة كانت مقررة مسبقاً، قبل أن يعدل الحزب عنها”.

 

باسيل في زيارة مفاجئة لروسيا: ما الذي تغير بعد رفات كوهين؟

جنوبية 16 أبريل، 2019 /وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في زيارة مفاجئة الى موسكو، ولقاء جمعه قبل ساعات مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، غدة الإعلان عن تسليم رفات جاسوس اسرائيلي من سوريا بواسطة روسية. بعد نحو أسبوعين من آخر زيارة قام بها باسيل الى روسيا ضمن وفد وصف بالعائلي رأسه رئيس الجمهورية وضم الى باسيل كريمة الرئيس كلودين، وأجرى خلاله الوفد لقاءات عدة مع المسؤولين الروس وعلى رأسهم فلاديمير بوتين رئيس الاتحاد الروسي. لكن ما الذي يحمله باسيل الى روسيا وماذا دفعه الى القيام بهذه الزيارة في هذا التوقيت؟

المعلومات تشير إلى أن باسيل يحمل الى روسيا مطلبا لبنانيا، يتمثل بتدخل روسيا للضغط على إسرائيل بشأن ترسيم الحدود المائية، لاسيما أن لبنان يتخوف من اطماع إسرائيلية بحقوق لبنان الحدودية والتغطية. وتشير المعلومات أن ما خلص له باسيل بعد اجتماعات عقدها في بيروت مع وزيري الخارجية اليونانية والقبرصية قبل أيام، وضعت لبنان أمام مسؤولية عدم إدارة الظهر فيما الدول المحيطة تعقد تفاهمات مع إسرائيل، لرسم حدودها المائية، بينما لبنان يقف متفرجا.

الأهم الذي دفع باسيل نحو موسكو، وبضوء اخضر من حزب الله، كما تؤكد مصادر متابعة في لبنان، هو الخطوات التي قطعها نظام الأسد وإسرائيل لبناء تفاهمات برعاية روسية، وهذا ما ساهم في كشف لبنان، وجعله وحيدا، أو في وضع لا يجد فيه من معين أو نصير له سواء كان الشقيق السوري أو سواه من الدول. باسيل يحاول من خلال زيارة روسيا، الاستفادة من إدارة الكرملين في ادارة التفاهم السوري_ الإسرائيلي والتي كان من نتائجها توفير ضمانات لبقاء الأسد في السلطة، في مقابل توفير مطالب أمنية إسرائيلية الى جانب استعادة رفات جنود إسرائيليين في سوريا.

وبحسب المصادر يطمح لبنان الى إدخال روسيا على ملف الخلاف الحدودي، ولجم الاندفاعة الأميركية التي باتت تضغط على لبنان لجهة ترسيم الحدود. باسيل يسابق الوقت ويحاول استلحاق الموقف، بجعل لبنان في قلب المعادلة الإقليمية والدولية التي تنشط في رسم التفاهمات الاقليمية، خاصة أن رصيد روسيا لا يستهان به سواء لدى محور المقاوم أو رصيدها لدى الكيان الإسرائيلي.

 

طرابلس بعد نجاح «جمالي»: المشهد الجامع مستمرّ… ومشاريع للمدينة قريباً

أحمد شنطف/جنوبية/15 أبريل، 2019

انتهت الانتخابات الفرعية في طرابلس بنتيجتها المتوقعة بفوز الدكتورة ديما جمالي مرشحة "المستقبل"، بنيلها قرابة الـ20 ألف صوت وبنسبة مشاركة لامست الـ13% في المدينة. غابت المعركة السياسية بمعناها الفعلي نتيجة توحد أبرز أقطاب طرابلس مع تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري، بحيث أدى تحالف الحريري مع الرئيس نجيب ميقاتي واللواء أشرف ريفي والوزير السابق محمد الصفدي، الى جانب شخصيات مستقبلية مؤثرة كالنائب محمد كبارة والنائب سمير الجسر وعضو المكتب السياسي مصطفى علوش، الى حسم النتيجة “على الورق” لصالح جمالي، قبل اعلان النتائج النهائية. النتائج النهائية أعلنت عن اكتساح وفارق كبير بين جمالي وأقرب منافسيها يحيى مولود مرشح المعارضة، ومصباح الأحدب، حيث نالا قرابة الـ3000 صوت لكل منهما، في حين لم يتخط المرشح المعتقل في ايران نزار زكا من الوصول الى الـ1000 صوت. وبالأرقام، بلغ عدد المقترعين 23963، والاوراق الملغاة 2648، والاوراق البيضاء 1951، والاوراق المتبقية 28364، من اجمالي عدد الناخبين في طرابلس الذي يبلغ 241534 ناخبا.

اقرأ أيضاً: الشيخ بارودي يطلق خطاب المصالحة وإدارة شؤون السنة والحريري يلاقيه بالوحدة والعيش المشترك

سياسياً، وبعد اعلان النتيجة، شكرت جمالي كل من دعمها وساندها لاعادة انتخابها واحتفاظها بمقعد النيابة، وغردت قائلة: “فوزي هو انتصار لكم! شكرا من القلب لأهلي في طرابلس، الذين وقفوا الى جانبي خلال هذه المرحلة، فقد أثبتم اليوم وفاءكم وأعطيتم الصورة الحقيقية تجاه مدينتكم. أنا معكم اليوم أكثر من أي وقت وسأعمل جاهدة على تحقيق طموحات وآمال ابنائنا المحقة لنعيد هذه المنطقة عاصمة للشمال باقتصادها ونموها”.وكان قد غرد الحريري عن الانتخابات قائلاً: “الف شكر لطرابلس وكل الذين اجتمعوا على انتخابات حرة ونزيهة. مبروك لديما، والآن الى العمل لتبقى طرابلس فيحاء لبنان”.

في حين اعتبر النائب فيصل كرامي، خلال سير العملية الانتخابية، أن هذه الانتخابات غير شرعية، وقال: “عبرنا عن رأينا عبر عدم خوضنا المعركة، فالدكتور طه ناجي هو نائب بالنسبة لنا”، مضيفاً: “الوضع مختلف في هذه الانتخابات فهي تقام على القانون الأكثري”.

وأشار الى أن على من يمسك بزمام الحكم عليه اليوم خدمة طرابلس وانمائها، وأكد على أنه سيشجع أي مشروع يعود بالمنفعة الى طرابلس وأهلها. وتوالت التهاني المستقبلية لجمالي، لا سيما من نواب المستقبل في طرابلس، حيث كتب النائب كبارة: “أتوجه بشكر خاص إلى الأوفياء من أهلي وأحبائي وخصوصاً الذين تطوعوا في الماكينة الانتخابية على جهودهم وعطائهم والتزامهم”. وختم كبارة: “لا تجمعنا انتخابات، ولا نفترق بعدها. بيننا مسار طويل ومستمر، وسأبقى دائماً أعمل لخدمة طرابلس ومتابعة هموم أبنائها”. وفي حديث لجنوبية، اعتبر كبارة أن اليوم الانتخابي كان طبيعياً والأجواء كانت هادئة، والناس نزلت وعبرت عن رأيها، في ظل ارتياح لدى الجميع. وتعليقاً على نسبة الإقتراع، قال: “دائماً في الانتخابات الفرعية لا نرى حماسة وروح المنافسة لدى الناس، ففي الانتخابات العادية وصلت النسبة الى 30%، فمن الطبيعي أن لا تكون النسبة اليوم شبيهة بذلك”، مضيفاً: “حتى لو كان هناك منافسة ومعركة سياسية أكبر فالناس هم بالنهاية أصحاب القرار”. وعن اعتبار النسبة المنخفضة أنها رسالة طرابلسية للمعنيين، قال كبارة أن هذا يبقى ضمن التحليلات التي نسمعها على الاعلام، لكن بالنهاية قرار المشاركة من عدمه هو بيد الناخبين فقط.

ورداً على اعتبار النائب كرامي أن الانتخابات غير شرعية قال: “هذا موقفه منذ اعلان قرار المجلس الدستوري ونحن لن نعلق عليه اليوم”.

المشهد الجامع.. مستمر؟

في هذا الشأن، أكد كبارة أنه دعا الى اجتماع منذ حوالي الأسبوعين لنواب طرابلس لبحث مواضيع تهم مدينة طرابلس ومصلحة أهاليها، للعمل سوياً لتنفيذ المشاريع اللازمة للنهوض بالمدينة، مضيفاً: “هذا الموضوع موضوع طرابلسي، وهذا الاجتماع سيحصل قريباً لأننا أجلناه الى بعد الانتخابات”.

وأشار الى أنه هناك مشاريع كثسرة سيتم تنفيذها حسب الأصول، وقال: “هكذا كنا نعمل سوياً في السابق، وهذا ما سيتكرر اليوم”. وعن كون المشاريع مرتبطة بمقررات “سيدر”، قال كبارة: “هناك مشاريع غير مشاريع سيدر سنتفذ، فهناك المعرض الذي نسعى لتفعيل الشراكة به بين القطاعين العام والخاص، وغيره من المشاريع التي سنبحثها سوياً”. وختم قائلاً: “هذه الوعود هي برسم نواب طرابلس الذين نالوا ثقة أهالي المدينة، وعلينا جميعاً بالعمل على تحقيق ما وعدنا به”.

 

الحرب «لن تنعاد»… لأنها مستمرة!

وفيق الهواري/جنوبية/15 أبريل، 2019

يوم السبت الفائت مرت الذكرى الرابعة والاربعين للحرب الاهلية المسلحة التي بدأت في الثالث عشر من نيسان عام 1975. احتفالات الذكرى هذا العام كانت قليلة مقارنة مع الاعوام الفائتة، ليس لان ذاكرتنا مثقوبة فحسب بل لان ما نعيشه اليوم اقسى بكثير من سنوات الحرب المتتالية.

حتى اللحظة لم يتفق المؤرخون على تاريخ بدء الحرب الاهلية الحديثة. يقول البعض ان تحضيراتها بدأت بعد هزيمة 1967، وبعض آخر يرى انها بدأت مع الوجود الفلسطيني المسلح عام 1969، لكن ما يتفق عليه معظم المهتمين ان 13 نيسان 1975 هو بداية الحرب المسلحة في لبنان. والنقاش مستمر حول العلاقة بين العامل الداخلي والعامل الخارجي والعلاقة الجدلية بينهما وتأثير كل منهما على تفجير الحرب الاهلية. في ستينيات القرن الماضي، بدا ان النظام الطائفي في صيغته آنذاك والقائم على اساس الامتيازات المارونية لم يعد قادرا على تقديم الحلول المناسبة للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية المتنامية وخصوصا بعد نمو حركة شعبية واسعة بدت وكأنها عابرة للطوائف وجامعة لفئات اجتماعية مختلفة، تطرح اصلاحات سياسية لفتح الباب امام تغيير ديموقراطي. كانت المظاهرات الشعبية تملأ الشوارع والاضرابات تتوالى في كل مكان.لم يكن امام السلطة سوى القمع: قتل عمال غندور،مجزرة مزارعي التبغ،فصل مئات من المعلمين،قمع العمال الزراعيين في عكار،ايجاد شرخ في الحركة النقابية، ومع ذلك تصر الحركة الشعبية وقيادتها السياسية على النضال السلمي الديموقراطي من اجل التغيير. على الرغم من كل القمع الا ان احدا من الحركة الشعبية والقيادات الشعبية لم يفكر بلحظة باللجوء الى العنف في وجه عنف السلطة. بالمقابل كان العامل الخارجي يقتحم المشهد السياسي، عام 1967 اسرائيل تحتل ما تبقى من اراضي فلسطين التاريخبة الى جانب اراض عربية اخرى.الفلسطينيون اصحاب الارض ينتفضون ويحملون السلاح لانهم اصحاب القرار والخيار. جربت إسرائيل ضرب السلاح الفلسطيني في الأردن وفشلت. السلاح الفلسطيني المستقل يقتحم البلدان المحيطة بالعدو الإسرائيلي، كانت الخطة الإسرائيلية، منع البديل المقاوم لها من النمو فلجأت مع حلفائها على استخدام المكونات الاجتماعية في البلدان المحيطة بها لإشعال حروب أهلية داخلية تؤدي إلى الخلاص من السلاح الفلسطيني، فكان أيلول 1970 في الأردن والذي أنهى في تموز 1971 الوجود الفلسطيني المسلح. وفي سورية ألقى النظام السوري القبض على العامل الفلسطيني لاستخدامه في النزاع وليس لإلغائه. وفي لبنان وضمن النزاع بين المكونات اللبنانية كان عادياً استخدام أطراف لبنانية وتحت شعارات السيادة والاستقلال والخوف من الوجود المسلح الفلسطيني خطاباً يدعو للتخلص منه، وهذا ما دفع أطراف لبنانية أخرى للدفاع عن الوجود الفلسطيني، فكانت الحرب الأهلية المسلحة لتكون ضمن خطوات إسرائيل للخلاص من الفعل الفلسطيني استناداً إلى ضعف تماسك البنية الاجتماعية اللبنانية. الحرب كانت تحت شعار رفض التوطين، ولكن من يريد التوطين، أميركا وأوروبا وإسرائيل ينوون توطين الفلسطينيين، والأطراف اللبنانية التي استخدموها كانت تقول أنها ضد التوطين. الذي منع التوطين هو رفض الفلسطينيين أنفسهم. الحرب الأهلية أدت دورها خارجياً وداخلياً.

خارجياً جرى التخلص من السلاح الفلسطيني عام 1982، وداخلياً، تعمق الانقسام العامودي بشكل حاد ما يمنع بناء شعب لبناني له مصالحه المشتركة. وينهي المساحات اللبنانية المشتركة، واليوم يشهد البلد ليس أزمة نظام محاصصة طائفي فحسب بل أزمة كيان قد تطيح به إثر استمرار الحروب في المنطقة بأشكال مختلفة، لم ينجح الهجوم الإسرائيلي، في ثمانينيات القرن الماضي بإقامة حكم لبناني موال له. مقاومة العدو الإسرائيلي مستمرة منذ ذلك الحين وبأشكال مختلفة، الآن تسعى إسرائيل لتطبيع علاقاتها مع بلدان عربية عدة.

سورية الكيان تحول إلى مناطق نفوذ إقليمي ودولي مما يضمن لإسرائيل أمناً مستمراً بدأ عام 1974 وما زال. الوقت لا يشكل مشكلة لها. في لبنان الانقسامات مستمرة. العقوبات على حزب الله لا يدفع ثمنها الحزب لوحده بل لبنان بأكمله، إسرائيل تنتظر، لن تقدم على إشعال حرب ضد لبنان حالياً، دع العجين يختمر. أولوياتها التطبيع مع العرب، تأكيد وجود مناطق نفوذ في سورية تؤمن لها ساحة مفتوحة. دفع أطراف لبنانية موضوعياً لمزيد من التذمر ضد العقوبات وبعد ذلك تحين الفرصة لتوجيه ضربة قاصمة إلى لبنان تؤدي وحسب رأيها إلى إقامة نظام حكم موالٍ لها. إنها خطتها تسير بهدفها وما زلنا نتخبط حول المحاصصة بين الأطراف اللبنانية. إنها حروب مستمرة والبلد إلى مزيد من الانقسامات ولا يبدو أن الشعب سيعاد بنائه وخصوصاً بغياب حركة شعبية واحدة. إننا في طور الانهيار مالياً واجتماعياً وسياسياً، وما زلنا نرفع شعار تنذكر ما تنعاد، إنها لن تنعاد لأنها مستمرة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

النيران تلتهم كاتدرائية نوتردام في باريس

وكالات/الاثنين 15 نيسان 2019/اندلع حريق هائل بكاتدرائية نوتردام في باريس، مساء الاثنين، مما أدى إلى انهيار البرج التاريخي الذي يميز المعلم السياحي المهم في العاصمة الفرنسية. وتقول ترجيحات بأن أعمال التجديد والأشغال في كاتدرائية نوتردام هي المتسببة في الحادث. وأفادت عناصر الإطفاء أن الحريق اندلع في الطبقة العليا من الكاتدرائية، مع تعذر تحديد مدى خطورته حتى الآن، فيما قال المتحدث باسم الكاتدرائية إنه اندلع قرابة الساعة 16:50 بتوقيت غرينتش. وذكر شاهد من "رويترز" أنه أمكن رؤية الدخان وهو يتصاعد من قمة الكاتدرائية التي ترجع للعصور الوسطى، كما انتشرت ألسنة اللهب بجانب برجي الكاتدرائية. وأضافت إدارة الإطفاء أن عملية كبرى جارية لاحتواء الحريق، بينما قال متحدث باسم بلدية المدينة على تويتر إنه يجري إخلاء المنطقة. وهرعت قوات الشرطة والإطفاء إلى مكان الحادث، فيما طلبت الشرطة أيضا عبر موقع "تويتر" من الأفراد الابتعاد من محيط الكاتدرائية. ووصفت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو الحريق بـ"الرهيب"، في أحد أشهر الصروح الدينية والسياحية في العاصمة الفرنسية. وكتبت رئيسة البلدية على "تويتر": "حريق رهيب في كاتدرائية نوتردام في باريس. فرق الإطفاء تحاول السيطرة على النيران".

ويزور الكاتدرائية نحو 13 مليون سائح كل عام.

 

جيروزاليم بوست: رفات إيلي كوهين في طريقها من دمشق لإسرائيل

أبوظبي/سكاي نيوز عربية/15 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73857/%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B2%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%AA-%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%83%D9%88%D9%87%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82/

قالت صحيقة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية نقلا عن تقارير سورية، إن الوفد الروسي الذي زار سوريا مؤخرا، غادر وهو يحمل تابوتا يضم رفات الجاسوس الإسرائيلي، إيلي كوهين، الذي أُعدم في دمشق سنة 1965. ولم تنف أي مؤسسة في إسرائيل، بشكل رسمي، ما ورد بشأن نقل رفات الجاسوس، وقال مراسل القناة الإسرائيلية الثانية، يارون أفراهام، إن النشر بشأن القضية لم يعد ممنوعا في الوقت الحالي. وكان جهاز الموساد الإسرائيلي قال الخميس إنه تمكن  في وقت سابق من استعادة ساعة جاسوس إسرائيلي أعدم في سوريا عام 1965. وكان الجاسوس كوهين حوكم وأعدم شنقا بتهمة التجسس في سوريا بعد أن نجح في اختراق أعلى مستويات النظام السوري. ولم تستجب سوريا، التي لم توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل، طلبات إسرائيلية على مر السنين بإعادة رفات كوهين لأسباب إنسانية. وفي 2004 وجه الرئيس الإسرائيلي في ذلك الوقت موشيه كاتساف نداء إلى الرئيس السوري بشار الأسد عبر موفدين فرنسيين وألمان ومن الأمم المتحدة. واعتبرت المعلومات التي حصل عليها كوهين مهمة جدا في احتلال اسرائيل لمرتفعات الجولان السورية في حرب 1967. ونقل بيان الخميس عن رئيس الموساد يوسي كوهين قوله "هذا العام وفي ختام عملية، نجحنا في أن نحدد مكان الساعة التي كان إيلي كوهين يضعها في سوريا حتى يوم القبض عليه، وإعادتها إلى إسرائيل. وفي وقت سابق من أبريل الجاري، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الكولونيل جوناثان كونريكوس، استعادة إسرائيل لرفات جندي فقد منذ اجتياحها للبنان في صيف 1982. وصرح كونريكوس في مؤتمر صحفي، أن رفات الجندي زخاري بوميل المولود في الولايات المتحدة والذي فقد منذ معركة السلطان يعقوب، بات في إسرائيل، من دون أن يكشف أي تفاصيل عن كيفية استعادة هذا الرفات. وأشار بيان للجيش الإسرائيلي أن جهاز الاستخبارات أشرف على عمليات تهدف للعثور على مفقودي المعركة المذكورة، مضيفا أن الجيش ملتزم بمواصلة الجهود للعثور على جميع مفقودي جيش الدفاع وأولئك الذين لا يعرف مكان دفنهم.

 

كوهين.. الجاسوس الإسرائيلي الذي كاد أن يصبح وزير دفاع سوريا

أبوظبي/سكاي نيوز عربية/15 نيسان/19/

http://eliasbejjaninews.com/archives/73857/%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B2%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%AA-%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%83%D9%88%D9%87%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82/

يعتبر إيلي كوهين أشهر جاسوس إسرائيلي في العالم العربي، فقد رسمت حوله الكثير من قصص البطولة في الدولة العبرية، أشار بعضها إلى أن ذلك اليهودي من أصول عربية كاد أن يصبح وزير دفاع سوريا. والاثنين قالت صحيقة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، نقلا عن تقارير سورية غير مؤكدة، إن الوفد الروسي الذي زار سوريا مؤخرا غادر إلى إسرائيل وهو يحمل تابوتا يضم رفات كوهين، الذي أعدم في دمشق سنة 1965. وكان كوهين قد ولد في مدينة الإسكندرية بمصر في 26 ديسمبر عام 1924 باسم إلياهو بن شاؤول كوهين لأسرة هاجرت إلى مصر من مدينة حلب شمالي سوريا. التحق كوهين في طفولته بمدارس دينية يهودية، ثم درس الهندسة في جامعة القاهرة، لكنه لم يكمل تعليمه بل أجاد اللغات العبرية والعربية والفرنسية بطلاقة. وانضم للحركة الصهيونية وهو في العشرين من عمره، كما التحق حينها بشبكة تجسس إسرائيلية في مصر بزعامة أبراهام دار، المعروف بـ"جون دارلنغ"، وذلك قبل أن يغادر مصر نهائيا عام 1957. وبعد وصوله إلى إسرائيل عمل في البداية في ترجمة الصحافة العربية للعبرية ثم التحق بجهاز الاستخبارات الإسرائيلة "الموساد". تم إعداد قصة مختلقة له لزرعه لاحقا في سوريا، فذهب إلى الأرجنتين عام 1961 باعتباره سوري مسلم اسمه كامل أمين ثابت، وقد نجح هناك في بناء سمعة كرجل أعمال ناجح متحمس لوطنه الأم سوريا. وفي بوينس آيرس توثقت صداقته بالملحق العسكري بالسفارة السورية العقيد أمين الحافظ، الذي أصبح رئيسا للجمهورية السورية لاحقا. وانتقل كوهين إلى دمشق عام 1962، حيث وصلت علاقاته لأعلى المستويات، وخاصة بين كبار ضباط الجيش ورجال السياسة حتى أصبح المستشار الأول لوزير الدفاع السوري، واقترب كثيرا من منصب وزير الدفاع، حسب تقارير إعلامية. وتشير التقارير إلى أن كوهين مد إسرائيل بمعلومات بالغة السرية، فيما قللت دمشق من المعلومات التي كشفها عن ترسانة الأسلحة السورية. وتضاربت الأنباء بشأن اكتشاف أمر كوهين، فبعض التقارير أشارت إلى أن المخابرات المصرية هي التي كشفته بفضل الجاسوس المصري الشهير رفعت الجمال (المعروف دراميا باسم رأفت الهجان)، وذلك بعد أن رأى الأخير صورة لكوهين بملابس مدنية مع مجمعوعة من الضباط السوريين، وتذكر أنه كان مسجونا معه في مصر، فسارع إلى إبلاغ قيادته التي بدورتها أوصلت الأمر إلى السلطات السورية. ألقي القبض بعد ذلك على كوهين، وبعد انتهاء التحقيق مع كل من عرفهم، بدأت محاكمتهم أمام المحكمة العسكرية الاستثنائية وصدرت الأحكام ببراءة 33 متهما، والإعدام على كوهين. وحاولت الكثير من الشخصيات الأوربية التوسط لتخفيف حكم الإعدام عن الجاسوس دون جدوى، وتم إعدامه صباح يوم 19 مايو 1965. ولم تستجب سوريا، التي لم توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل، لطلبات إسرائيلية على مر السنين بإعادة رفات كوهين لـ"أسباب إنسانية". وفي العام المنصرم أعلن جهاز الموساد الإسرائيلي أنه تمكن من استعادة ساعة كوهين عبر عملية خاصة، قبل أن تتحدث تقارير غير رسمية عن نقل رفاته من سوريا إلى إسرائيل.

 

إسرائيل تستعيد من سورية رفات أشهر جواسيسها إيلي كوهين

العقوبات الأميركية على طهران انعكست طوابير طويلة أمام محطات الوقود في دمشق

دمشق – وكالات/15 نيسان/19/ أفادت أنباء صحافية أمس، بأن رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي أعدم في دمشق العام 1965، وصلت إلى تل أبيب وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية نقلاً عن تقارير سورية، أن الوفد الروسي الذي زار سورية أخيراً، غادر وهو يحمل تابوتاً يضم رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي أعدم في دمشق العام 1965. وكان كوهين حوكم وأعدم شنقاً بتهمة التجسس في سورية بعد أن نجح في اختراق أعلى مستويات النظام السوري، وكاد يصبح وزير دفاع سورية. وولد كوهين في الإسكندرية بمصر في 26 ديسمبر العام 1924، باسم إلياهو بن شاؤول كوهين لأسرة هاجرت إلى مصر من مدينة حلب، قبل أن تهاجر إلى إسرائيل. وبعد وصوله عمل في البداية في ترجمة الصحافة العربية للعبرية ثم التحق بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، ليتم إعداد قصة مختلقة له لزرعه في سورية، فذهب إلى الأرجنتين العام 1961، باسم كامل أمين ثابت، ونجح هناك في بناء سمعته كرجل أعمال ناجح متحمس لوطنه الأم سورية، لتتوثق صداقته بالملحق العسكري بالسفارة السورية في بيونس أيرس العقيد أمين الحافظ، الذي أصبح رئيساً لسورية. وتشير التقارير إلى أن كوهين مد إسرائيل بمعلومات بالغة السرية، فيما قللت دمشق من المعلومات التي كشفها عن ترسانة الأسلحة السورية.

على صعيد آخر، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية، التي أصدرتها شركة الاستخبارات الإسرائيلية “إيمدج سات إنترناشونال”، تدميراً كاملاً لما يشتبه في أنه مصنع صواريخ أرض- أرض إيرانية في منطقة مصياف بريف حماة، بعد استهدافه بصواريخ إسرائيلية السبت الماضي.

وذكرت “إيمدج سات إنترناشونال” أن “الموقع المستهدف قد يكون مخصصاً لإنتاج وتجميع عناصر من صواريخ أرض- أرض مختلفة أو يستخدم لتحسين دقة الصواريخ”. من جانبها، ذكرت “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن المصنع بني بين العامين 2014 و2016، ويشمل صالة رئيسة، والعديد من الحظائر والمباني الصناعية الكبيرة التي من المحتمل أن تكون استخدمت لإنتاج وتجميع الصواريخ. من ناحية ثانية، تتفاقم أزمة المشتقات النفطية في سورية بشكل لم يسبق له مثيل، حيث تعاني مناطق سيطرة الحكومة السورية من نقص حاد في بنزين السيارات، ما دفع الحكومة السورية إلى تخفيض الكميات على السيارات الحكومية والخاصة. وتشهد محطات توزيع البنزين أزمة خانقة في دمشق منذ بداية أبريل الجاري، لكن تفاقمت في الأيام الماضية، حيث تشهد طوابير طويلة تصل إلى مئات الامتار من السيارات. وقال مصدر سوري إن العقوبات الأميركية الصارمة على إيران كان لها وقع اقتصادي كبير في سورية، بالنظر إلى التحالف الوثيق بين طهران ودمشق. إلى ذلك، يواصل “الحرس الثوري” الإيراني ضم المزيد من السوريين لصفوفه، من خلال مكاتب تجنيد تابعة له بمناطق سورية عدة في ريف ديرالزور. ونشر الإيرانيون المكاتب الجديدة بشكلٍ خاص في دير الزور وريفها، خصوصاً في مدينتي البوكمال والميادين. في غضون ذلك، قصف النظام السوري في ريف حماة الشمالي أرتالاً وتحركات لـ”هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) بمنطقة خان شيخون جنوب إدلب، بنحو 40 صاروخاً. وفي مخيم الهول، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بوفاة 12 طفلاً نتيجة سوء الأحوال الصحية والمعيشية، ونقص الأدوية والأغذية، والنقص الحاد في الرعاية الطبية في المخيم، الذي يقطنه  شخصاً من العراق وسورية وجنسيات أوربية وآسيوية وإفريقية.

 

بن لادن الإيطالي: “داعش” يبيع النفط لتركيا

عواصم – وكالات/15 نيسان/19/أكد “بن لادن الإيطالي”، وهو أحد عناصر تنظيم “داعش” من أصول مغربية، أن التنظيم كان يبيع النفط إلى تركيا، مشددا على أن كل البضائع كانت تدخل إلى مناطق “داعش” من تركيا، حيث كانت الحدود مفتوحة بين الطرفين. وقال: “دخلت من تركيا إلى تل أبيض والطريق كانت سهلة جداً”، مشيراً إلى وجود “مصلحة بين تركيا وداعش… الكثير من قيادات داعش كانوا في تركيا”، ومضيفا أن “داعش كان يشتري أسلحة من الجيش الحر والنظام وتركيا”، موضحاً أن “النظام السوري كان يقصف التجمعات المدنية بينما التحالف يقصف نقاطاً محددة”. على صعيد آخر، أعلنت منظمة “مراسلون بلا حدود”، المعنية بالحقوق الإعلامية، تأجيل جلسة محاكمة ممثل المنظمة في تركيا إيرول أوندروغلو إلى يوليو المقبل، واصفة التأجيل بأنه “مفاجئ ومزعج”. من جانبها، كشفت بيانات أن معدل البطالة في تركيا بلغ خلال يناير الماضي 14.7 في المئة، وهو أعلى مستوى منذ العام 2009. وذكر معهد الإحصاء التركي أن عدد العاطلين عن العمل في تركيا وصل إلى 4.69 مليون شخص، بزيادة 1.26 مليون شخص عن يناير العام 2018.

 

سريان تصنيف “الحرس الثوري” الإيراني ضمن قائمة الإرهاب

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/15 نيسان/19/ أدرجت الولايات المتحدة رسميا أمس، قوات “الحرس الثوري” الايراني على قائمة المنظمات الارهابية الاجنبية، حسبما ورد في مذكرة نشرت في السجل الاتحادي الأميركي. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة ستدرج “الحرس الثوري” الإيراني على قائمتها لـ”المنظمات الإرهابية”، في سابقة هي الأولى التي تصنف فيها واشنطن قوات حكومية أجنبية إرهابية. ووفقا لوكالة “رويترز”، فإن قوات “الحرس الثوري” هي المسؤولة عن برنامجي إيران للصواريخ الباليستية والنووي، وهي أيضا منخرطة في القطاع المصرفي وقطاع الشحن البحري. وستسهل الخطوة الأميركية الجديدة مقاضاة الشركات أو الأفراد في الاتحاد الأوروبي ممن يدخلون في أنشطة اقتصادية مع إيران، بينما يعاقب القانون الأميركي بالفعل أي مواطن أميركي يتعامل مع “الحرس الثوري” الإيراني بالسجن لمدة تصل إلى 20 عاما، لأنه مدرج على قائمة أميركية خاصة للإرهاب الدولي، وهي برنامج عقوبات أميركي مختلف. في غضون ذلك، هاجم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أمس، قادة الدول العربية زاعما انهم “أصبحوا تابعين للكفار”، مدعيا أن “بعض الدول الإسلامية في تعاملها مع أميركا والصهاينة، أضاعت حقوق الفلسطينيين ونست صفة الشدة على الكفار وأصبحوا تابعين للكفار، واليوم الكثير من قادة الدول العربية من هذا القبيل وهم على طراز واحد”، على حد زعمه. من جانبه، زعم المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى حسين أمير عبد اللهيان، أن المسؤولين في أجهزة الأمن الخليجية يعترفون بالاقتدار الصاروخي لـ”الحرس الثوري” أمام أميركا، معتبرا دعم من أسماهم “الدول وجماعات المقاومة، دليل على تشكيل مرحلة ونظام سياسي جديد بالمنطقة بمحورية إيران”، ومتهما الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه “يلعب بالنار”. في غضون ذلك، برز خلاف إيراني- فرنسي، حيث استدعت طهران السفير الفرنسي الجديد لديها فيليب تيبو، على خلفية تغريدة لسفير بلاده لدى واشنطن جيرارد ارود، اعتبر فيها أنه “من الخطأ القول إن إيران مسموح لها بتخصيب اليورانيوم في مرحلة ما بعد العام 2025”. وأبلغت الخارجية الإيرانية، تيبو، رفض طهران التغريدة، مطالبة الحكومة الفرنسية بتقديم إيضاحات، معتبرة “أنه إذا لاقت هذه التصريحات تأييدا من جانب الحكومة الفرنسية وعبرت عن المواقف الرسمية الفرنسية، فإن هذا يتعارض بشكل سافر مع اهداف وبنود الاتفاق النووي”، داعية باريس لمتابعة القضية. من جانبه أعلن تيبو عدم اطلاعه بشأن التغريدة، لافتا إلى “الارادة السياسية لباريس بشأن التنفيذ الكامل للاتفاق النووي”. من جهة أخرى، أصدرت محكمة إيرانية حكما بسجن ويدا موحد لمدة عام، لأنها نزعت حجابها في قلب طهران. وقال محاميها بايام ديرافشان، أن الحكم بالسجن جاء بعد إدانتها بالسلوك غير الأخلاقي والتمرد العلني. من ناحية أخرى، أكد وزراء الحكومة الإيرانية أمام البرلمان، أن أزمة السيول الأخيرة تسببت في خسائر تقدر بنحو 2.5 مليار دولار، وقال وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي، إن “السيول تضرر منها 25 إقليما ونحو 4400 قرية”، بينما قال وزير الطرق والتنمية المدنية محمد إسلامي، إن “14 ألف كيلومتر من الطرق لحقت بها أضرار، كما تسببت الانهيارات الارضية والسيول في تدمير نحو 700 جسر بالكامل”.

 

الجيش السوداني يفشل في فض الاعتصام والمعارضة تطالب بـ”مجلس مدني”/الجامعة العربية أيدت البرهان وواشنطن ولندن وأوسلو دعت لانتقال منظم للسلطة

الخرطوم، عواصم- وكالات/15 نيسان/19/دعا تجمع المهنيين السودانيين، إلى حل مؤسسات النظام السابق وتشكيل مجلس سيادي مدني بمشاركة عسكرية محدودة، مشددا على ضرورة إقالة رئيس القضاء ونوابه وإقالة النائب العام. وشدد التجمع، أمس، على استمرار اعتصام المحتجين أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وسط انتشار أمني مكثف في محيطه، وذلك بعد محاولة فاشلة لفض الاعتصام بواسطة قوات من الجيش، متحججة بإزالة المتاريس، في حين نفى المجلس العسكري الانتقالي أن “تكون نيته فض الاعتصام بالقوة”. ونقل موقع”المشهد” الإخباري السوداني عن مصادر، قولها إن “عناصر تابعة للجيش والدعم السريع وصلت شارع جامعة الخرطوم أمس، وحاولت الدخول الى مقر القيادة العامة” . وكان المجلس العسكري الانتقالي، أعلن رصده لظواهر وصفها بـ”السلبية” التي تهدد الأمن العام، منها إغلاق الشوارع بالمتاريس، مؤكدًا في الآن ذاته أن “القوانين تكفل حرية التعبير لكنها لا تكفل الفوضى”. من جانبه، أفاد “تجمع المهنيين السودانيين”، الذي استنفر السودانيين للتوجه بكثافة إلى مقار الاعتصام، بأن “قوة عسكرية من الجيش تتكون من نحو عشرين سيارة عسكرية ومدرعة، شرعت في إزالة الحواجز التي وضعها المعتصمون في شارع الجامعة لحمايتهم من أي هجوم”، وقال إن “عساكر من الجيش تقدموا نحو المتاريس التي يقيمها المعتصمون حول ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة لمحاولة تفكيكها”، موضحا ان “المعتصمون تجمهروا في المنطقة التي تقدم لها العساكر ورفضوا فك المتاريس فتراجعت القوات”. وفي رواية أخرى، قال شهود عيان أن قوات من الجيش تجمعت عند ثلاثة جوانب للاعتصام، وحاولت جرارات إبعاد حواجز من الحجارة والمعادن لكن المحتجين شكلوا حلقات حول منطقة الاعتصام لمنعهم. وجدد الجيش، أمس، مطالبة المتظاهرين بفض الاعتصام، مطالبا بفتح الطرقات وإعادة الحياة إلى طبيعتها. في المقابل، أكد “تجمع المهنيين”، أن الاعتصام سيستمر حتى تحقيق مطالب الحراك التي عبر عنها بيان قوى الثورة والتغيير، الداعية إلى تكوين هياكل السلطة. وأوضح البيان أن المطالب التي تسعى المعارضة لتحقيقها هي تشكيل مجلس سيادي يمثل رأساً للدولة، وتشكيل مجلس تشريعي انتقالي قومي مصغر يصدر التشريعات الانتقالية ويراقب ويضبط عمل الجهاز التنفيذي، وتشكيل حكومة انتقالية مدنية بصلاحيات تنفيذية واسعة.

وأشار بيان التجمع إلى أن “هذه الهياكل تمثل السلطة المدنية الانتقالية المحررة تماماً من كل رموز الفساد والنظام البائد”، موضحاً أن هذه السلطة المدنية الانتقالية ستعمل على التفكيك الكامل لنظام التمكين والشمولية والفساد، ووقف الحرب فوراً في مناطق النزاع المسلح وإنصاف ضحاياها، وتصفية تركة الفساد وإعادة بناء وتأهيل جهاز الدولة والخدمة المدنية، وإسعاف الاقتصاد الوطني، والتأسيس لدولة الشفافية والمواطنة بوضع دستور دائم تتوافق عليه كل مكونات شعبنا، والانتقال بالبلاد من خلال انتخابات حرة ونزيهة للديمقراطية الحقة والحرية المكفولة بالدستور والسلم الوطيد والعدالة في توزيع السلطة والثروة. أعاد المجلس العسكري تشكيل رئاسة هيئة الأركان، وعين هاشم أحمد بابكر رئيسا للأركان، وإحالة وزير الدفاع عوض بن عوف للتقاعد إلى جانب نائبه رئيس هيئة الاركان كمال عبد المعروف، واحالة مدير جهاز الأمن والمخابرات صلاح قوش للمعاش، واعفاء مندوب السودان في جنيف مصطفى عثمان اسماعيل، وسفير السودان في واشنطن محمد عطا. كما اعلن استلام دور واصول المؤتمر الوطني “حزب البشير”، ومواصلة عمليات اعتقال رموزه وكل من ثبت تورطه في فساد على ان تنشر لائحة بالاسماء لاحقا. من جانبها، دعت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج في بيان مشترك، إلى “حوار شامل”، لضمان “انتقال منظّم” للسلطة من المجلس العسكري الانتقالي إلى حكومة مدنية. بدورها، أيدت جامعة الدول العربية الخطوات التي أعلنها رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان، معربة عن تأييدها للجهود التي يبذلها المجلس العسكري الانتقالي، بينما طالب البرلمان العربي بالاعتراف بالمجلس العسكري الانتقالي.

 

أين زوجة البشير؟

الخرطوم، عواصم- وكالات/15 نيسان/19/نقل موقع “باج نيوز” السوداني عن صحيفة “التيار” المحلية، أن زوجة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، وداد بابكر، وشقيقه عبد الله، قد تقدما بطلب لمغادرة جوبا إلى دبي. وادعت الصحيفة أن حكومة دولة جنوب السودان رفضت منح وداد بابكر وأخو البشير عبدالله إذنا بمغادرة أراضيها إلى دبي، وطلبت منهما العودة إلى الخرطوم والسفر عبرها. وقالت إن “وداد بابكر وصلت إلى جوبا قبل سقوط نظام البشير بيوم بصحبة أبنائها، فيما وصل عبد الله البشير قبل السادس من أبريل للقاء بعض شركائه”. وأضافت الصحيفة أن ميان دوت، سفير جوبا بالخرطوم قال إن “شقيق البشير عبد الله كان متواجدا بجوبا منذ أيام، لكنّه وصل الخرطوم السبت الماضي، ونفى تواجد زوجة الرئيس المخلوع وداد بجوبا”. ثم عادت الصحيفة لتقول إن مصادر أكدت لها أن وداد بابكر في جوبا واتجاهها للعودة إلى الخرطوم. ولم يؤكد أي مصدر سوداني حتى الآن مكان وجود وداد بابكر زوجة الرئيس السابق.

 

كنائس السودان أقامت قداس الأحد في “اعتصام القيادة”

الخرطوم، عواصم- وكالات/15 نيسان/19/أدى مئات القساوسة والمبشرين من الطوائف المسيحية في السودان، قداس الأحد، “أمس”، تضامنا مع “الحراك” الذي يشهده البلاد، وسط ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة وسط العاصمة الخرطوم. واستبقت الترانيم الوعظ والصلوات التي حضرها عدد كبير من القساوسة تقدمهم القس فليمون حسن من الكنيسة المعمدانية، والقس أيوب طليان رئيس مجمع كنيسة المسيح السودانية، بجانب القس حافظ فسحة من الكنيسة الإنجيلية. وحمل الحضور في الصلوات القساوسة علي الأعناق وسط هتافات “حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب”، بينما حمل البعض لافتات كتب عليها “المسيح وسط الثورة، وأخرى “سلمية سلمية”. يذكر أن السودان يتذيل الترتيب العالمي الخاص بالحرية الدينية، حيث شهدت الفترة الماضية اعتقالات عديدة طالت القساوسة والمبشرين، ومصادرة الكنائس وممتلكاتها وسياراتها، فضلا عن منع الاحتفالات الدينية للمسيحيين، وممارسة التمييز ضدهم في القوانين والحريات.

 

طلاب الجزائر يُضربون و”البلديات” ترفض الانتخابات الرئاسية

الجزائر، عواصم- وكالات/15 نيسان/19/لاتزال الاحتجاجات مستمرة في الجزائر، وآخرها الإضراب الطلابي الذي شهدته عدة ولايات منذ أول من أمس، بالإضافة إلى رفض عشرات البلديات المشاركة في تنظيم الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 4 يوليو، متضامنين مع الحركة الاحتجاجية ضد النظام. وأعلن نحو أربعين من أصل 1541 رئيس بلدية في الجزائر رفضهم المشاركة في تنظيم الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 4 يوليو، بينما أعرب حزب “التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية” المعارض والذي يسيطر على 37 بلدية، في بيان رفض نوابه كافة تنظيم هذه الانتخابات والإشراف عليها، واصفاً إياها بالصورية. وفي السياق، حاصر محتجون جزائريون وزير الطاقة محمد عرقاب، داخل مطار الشيخ العربي التبسي في ولاية تبسة شرق الجزائر، ومنعوه من زيارة الولاية، تعبيرا عن رفضهم لحكومة نور الدين بدوي. وردد المتظاهرون شعارات منها: “الحكومة ديقاج” (الحكومة ارحلي).. و”حكومة بدوي غير شرعية”، مما اضطر عرقاب إلى إلغاء زيارته. على صعيد آخر، استنكر عدد من النشطاء والحقوقيين والصحافيين، ما تم تأكيده حول تجريد ثلاث ناشطات حقوقيات من ملابسهن بينهن صحافية في إحدى الإذاعات الوطنية بالجزائر، وذلك بعد اعتقالهن أثناء تظاهرهن في العاصمة. وحسب مصادر مقرّبة من الناشطات، فقد تم نزع ملابسهن الداخلية من قبل شرطية بالزي المدني في منتصف الليل، وبعدها تم اخلاء سبيلهن في الواحدة ليلا، الأمر الذي اعتبره المراقبون تجاوزا لا إنسانيا على نحو خطير.

 

قوات حفتر تتقدم جنوب طرابلس والميليشيات تحتجز وزراء “الوفاق”

طرابلس – وكالات/15 نيسان/19/أعلن الجيش الوطني الليبي، تقدمه من سبعة محاور جنوب طرابلس، وقال المتحدث باسمه أحمد المسماري إن القوات الجوية للجيش الوطني استهدفت تدمير أسلحة وذخيرة تابعة لقوات حكومة “الوفاق”. وأقر بسقوط طائرة تابعة للجيش من طراز “ميج 21، مضيفاً إنها ربما أصيبت بصاروخ، مشيراً إلى نجاة الطيار. من جانبه، قال النائب في البرلمان مصباح دومة اوحيدة، إن الميليشيات المسلحة وضعت قيوداً كبيرة على تحركات أعضاء المجلس الرئاسي والمسؤولين في حكومة “الوفاق”، وصلت حد المنع من السفر خارج البلاد. وأوضح أنه كشف بعد التواصل مع بعض المسؤولين في الحكومة، أن الميليشيات ومنذ بداية العملية العسكرية في طرابلس، فرضت ضغوطات كبيرة على كل المسؤولين في الدولة، من أجل عدم المغادرة خارج البلاد، خشية انشقاقهم، وباتت تمارس رقابة على كل تحركاتهم. في غضون ذلك، نجا رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في بنغازي عادل مرفوعة من محاولة اغتيال عند جسر سيدي خليفة شرق المدينة، أمس، حيث استهدفه تفجير بسيارة مفخخة في منطقة سيدي خليفة شرق مدينة بنغازي، الخاضعة لسيطرة الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، وقالت مصادر ليبية إن التفجير تسبب في إصابات بسيطة له وبعض مرافقيه.

محادثات بين الرياض وموسكو بشأن بناء مفاعلات كهرذرية

خادم الحرمين بحث وقائد القيادة الأميركية في مستجدات المنطقة

موسكو، الرياض، عواصم – وكالات/15 نيسان/19/كشفت “روس آتوم” الروسية عن مفاوضات مع السعودية، لبناء محطات كهرذرية بمفاعلات عالية القدرة، وتشييد مفاعلات صغيرة السعة ونقل تكنولوجيا ذرية غير مرتبطة بالطاقة. وقال مدير “روس آتوم” أليكسي ليخاتشوف “نشارك في إجراءات المناقصة التي أعلنتها الحكومة السعودية لبناء مفاعلات عالية السعة، ونجري محادثات أيضا حول التعاون المحتمل في ما يتعلق بمفاعلات صغيرة السعة وتكنولوجيات ذرية غير متعلقة بالطاقة”. في غضون ذلك، بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، مع قائد القيادة المركزية الأميركية كينيث مكينزي والوفد المرافق له، في سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومستجدات الأحداث في المنطقة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن ذلك جاء خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مكينزي بقصر اليمامة في الرياض، بحضور وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود ووزير الخارجية إبراهيم العساف، والقائم بالأعمال بسفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى المملكة كريستوفر هينزيل، وملحق الدفاع وكبير العسكريين هاجلار وعدد من المسؤولين. من جانبه، بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس الأندونيسي جوكو ويدودو، الذي يزور المملكة حاليا، الاستثمارات السعودية في إندونيسيا في مجالي التكرير والبتروكيماويات. وقال بيان رسمي، إن اجتماع ولي العهد السعودي مع الرئيس ويدودو تناول العلاقات السعودية- الإندونيسية، وأوجه التعاون بين البلدين، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها. كما تطرق النقاش بين الجانبين إلى دفع الاستثمارات السعودية في إندونيسيا في مجالي التكرير والبتروكيماويات إلى المرحلة التالية. على صعيد آخر، قررت وزارة العمل السعودية صرف مستحقات المستفيدين من برنامج “حافز”، الذي يقدم إعانات مادية شهرية للعاطلين عن العمل والذين يبلغ عددهم نحو 250 ألف عاطل وعاطلة، وفقًا للتقويم الميلادي بدلًا من الهجري.

 

البرلمان المصري يصوِّت على تعديلات دستورية تسمح ببقاء السيسي حتى 2024

النيابة المصرية: الرئيس المعزول محمد مرسي كان عميلاً لـ"الحرس الثوري" الإيراني

القاهرة- وكالات/15 نيسان/19/وافقت اللجنة التشريعية بالبرلمان المصري على تعديل تشريعي يسمح ببقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى عام 2024، فيما أعلن الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، صياغة دستور جديد وكليا للبلاد خلال 10 سنوات. وقال رئيس مجلس النواب المصري خلال اجتماع اللجنة التشريعية، أول من أمس، لمناقشة التقرير النهائي للتعديلات الدستورية، إن مصر في حاجة لدستور جديد خلال السنوات المقبلة، مؤكدا أنه من الصعوبة أن تمر السنوات العشر القادمة دون دستور جديد كليا. وأعلن عبدالعال أنه سيتم إجراء التصويت النهائي على التعديلات الدستورية المقترحة، في البرلمان، اليوم، مطالبا النواب بالتواجد بكثافة للتصويت عليها قبل طرحها للاستفتاء الشعبي العام. من جانب آخر، تضمنت التعديلات المقترحة المادة 140 والمادة الانتقالية المرتبطة بها، حيث أبقت التعديلات على المادة كما وردت في مقترح التعديلات بزيادة مدة الرئاسة إلى 6 سنوات لفترتين بدلا من 4 سنوات فقط، مع تعديل المادة الانتقالية لتنص على انتهاء مدة رئيس الجمهورية الحالي السيسي بانقضاء 6 سنوات من تاريخ إعلان انتخابه رئيسًا للجمهورية، ويجوز إعادة انتخابه لمرة تالية. وفي سياق مختلف، أكدت النيابة المصرية أن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي كان عميلا للحرس الثوري الإيراني. وقالت النيابة في مرافعتها أمام محكمة جنايات القاهرة أول من أمس، في إعادة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى و23 من قيادات وعناصر جماعة الإخوان، في قضية التخابر مع حماس، إن تقريرا أمنيا رصد تواصل عناصر من جماعة الإخوان مع الحرس الثوري الايراني، وحزب الله، وحركة حماس، مضيفا أن محيي حامد، وأحمد عبد العاطي، ورفاعة الطهطاوي وأسعد الشيخة وآخرين كانوا يعملون في مكتب الرئيس المعزول وقاموا بتسريب العديد من المعلومات التي تضر مصالح البلاد والأمن القومي المصري لمنظمات أجنبية، ومنها الحرس الثوري الإيراني وبعلم الرئيس المعزول محمد مرسي. وفي شأن آخر، أفاد مسؤولون بهيئة السكك الحديدية في مصر، بإيقاف 30 موظفاً بالهيئة عن العمل، وإيقاف مرتباتهم، وإحالتهم للنيابة العامة، بعد ثبوت تعاطيهم مواد مخدرة. وتشمل قائمة الموقوفين بعض سائقي القطارات، وعمال البلوكات والتحويلات. من جهة أخرى، وقعت هيئة الطاقة الذرية مع شركة تفيل لإنتاج الوقود النووي التابعة لروساتوم وثائق عقود تنص على تزويد مفاعل البحوث “إي تي آر آر – 2” في أنشاص في مصر بمكونات اليورانيوم للوقود النووي منخفض التخصيب للأغراض السلمية.وعسكريا، أعلنت مصر أمس انطلاق تدريب بحري جوي مشترك مع  اليونان وقبرص تحت عنوان “ميدوزا 8” في “مسرح عمليات البحر المتوسط”.

 

رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي إلى السعودية غداً لتوقيع 13 اتفاقية تعاون

بغداد – وكالات/15 نيسان/19/يتوجه رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي إلى السعودية، غداً الأربعاء، في زيارة رسمية تهدف إلى توقيع 13 اتفاقية تعاون بين البلدين في مختلف المجالات وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة، فيما عارض رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر إرسال “الحشد الشعبي” مساعدات لمتضرري السيول في إيران قبل إغاثة المتضررين في العراق. ويرأس عبدالمهدي، الذي يزور الرياض غداً، وفداً كبيراً يضم وزراء ومتخصصين في مجالات عدة، للتوقيع على اتفاقات توصلت إليها محادثات وفد وزاري سعودي برئاسة وزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي، خلال اجتماعات المجلس الأعلى العراقي- السعودي المشترك في بغداد، مطلع أبريل الجاري. وسيجري عبدالمهدي محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تستهدف مناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة، وتطوير علاقات البلدين، وتوقيع 13 اتفاقية في مجالات الاقتصاد والطاقة ومساهمة السعودية في عمليات إعادة إعمار المناطق العراقية المحررة من سيطرة تنظيم “داعش”. من ناحية ثانية، عبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عبر “تويتر”، عن معارضته إرسال “الحشد الشعبي” مساعدات إلى متضرري السيول في إيران قبل إغاثة العراقيين، مؤكداً أن هذه المهمة يجب أن يتولاها الجيش أو اللجان الشعبية، وداعياً إلى عدم استغلال ذلك سياسياً. وأكد أنه “من الأولى مساعدة العراقيين وإغاثة الأهل، وبعدها يمكن مساعدة إيران”، مضيفاً “لا يزال الكثير من مناطق العراق تحت خطر السيول، سواء من جراء الأمطار أو لأسباب أخرى.. ومن هنا كان علي لفت أنظاركم إلى أنه على الميسورين تقديم التبرعات، وعدم استعمال مثل هذه الأمور لغايات سياسية أو دنيوية”.

 

العاهل الأردني متشائم ومحبط من أميركا غير راضٍ عن خطتها للسلام

عمان – وكالات/15 نيسان/19/ بدا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، متشائما حيال خطة السلام في الشرق الأوسط أو ما باتت تعرف بـ “صفقة القرن”، المزمع الإعلان عنها خلال الأسابيع المقبلة، وذلك خلال اجتماع عقده مع أعضاء اللجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي في مارس الماضي.

وذكر موقع “أكسيوس” الأميركي أمس، أن الملك عبدالله الثاني لم يحصل على أي معلومات من البيت الأبيض بشأن تقسيم الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين في خطة السلام. ونقل عن مصدرين قولهما: “بدا الملك غير راضٍ عن مستوى التشاور، وكان متشائماً بشأن احتمالات الخطة”. وأضافا: “كما إن الملك الأردني محبط من حقيقة أنه رغم عقد العديد من الاجتماعات مع المسؤولين في إدارة ترامب، إلا أنه لم يحصل على أي تفاصيل بشأن القضايا السياسية الأساسية، والتي لدى الأردن اهتمام كبير بها”. وأوضحا أن “الملك عبدالله يجتمع مع اللجنة في كل مرة أثناء تواجده في واشنطن، وعادة ما يتحدث بحذر”. لكن أحد المصادر قال إنه “كان أقل حذراً هذه المرة”، موضحاً أنهم (إدارة ترامب) “لم يتحدثوا معه بشأن هذا الأمر، وظهر أنه ينتقد ويستخف بالجهود”. في سياق متصل، قال مصدر أردني: “سئل الملك عن الخطة، وقال إنه لم يرها بعد، وبالتالي لا يمكنه التعليق، كما يعتقد أن خطة اقتصادية من دون خطة سياسية ليست كافية”. في المقابل، رد مسؤول كبير في البيت الأبيض قائلا: “التقينا وتحدثنا مع قادة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك الملك عبدالله، لتبادل الأفكار والتماس أفكارهم”. وأضاف انه “منذ البداية كان واضحاً أن هذه ليست مجرد خطة اقتصادية، نحن نأخذ بجدية شديدة كلا الجانبين، السياسي، الذي يتعامل مع جميع القضايا الأساسية، والاقتصادي، ونحن نفهم أنه إذا كان الجانب السياسي لا يعمل، فالجانب الاقتصادي لن يخلق السلام، لكن في الوقت نفسه، لن ينجح الجانب السياسي من دون خطة اقتصادية مهمة لتعزيز حياة الفلسطينيين وحياة الآخرين في المنطقة”.

وقالت مصادر مطلعة: إن “خمسة أو ستة أشخاص فقط في الحكومة الأميركية بكاملها اطلعوا على الجانب السياسي من الخطة، ما يجعلها واحدة من أسرار قليلة تمكن البيت الأبيض من الاحتفاظ بها”. على صعيد آخر، أعلن الديوان الملكي الأردني أول من أمس، أن الملك عبدالله اتفق والرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس ورئيس وزراء اليونان ألكسيس تسيبراس خلال قمة ثلاثية عقدت في عمان، أول من أمس، على توسيع التعاون في قطاعات حيوية. وأكدت القمة الثلاثية دعم جهود الملك، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، في حماية الأماكن المقدسة في المدينة والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس.

 

اليمن/غريفيث يقر بتأخير تنفيذ اتفاق ستوكهولم في الحديدة وأحزاب اليمن شكّلت تكتلاً سياسياً داعماً للشرعية

عدن – وكالات/15 نيسان/19/أقر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أمس، بوجود تأخير طرأ على تنفيذ اتفاق ستوكهولم، الذي نص على وقف إطلاق النار في اليمن، وإعادة الانتشار العسكري في محافظة الحديدة. وأشار غريفيث في رسالة إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، إلى أن الأمم المتحدة مازالت تتعامل بكل جدية لتذليل أي تحديات قد تحول من دون التقدم في تنفيذ اتفاق ستوكهولم، مؤكداً أن الأمم المتحدة متمسكة بالتزامها نحو الاستمرار بالعمل مع الحكومة اليمنية، التي تمثل شريكاً رئيسياً في وقف الحرب وتحقيق التسوية السياسية الشاملة. وهنأ الرئيس اليمني وأعضاء مجلس النواب بمناسبة انعقاد مجلس النواب، مؤكداً التزام الأمم المتحدة بالعمل مع الحكومة الشرعية لإعادة الأمن والاستقرار لليمن. في غضون ذلك، أعلنت كبرى الأحزاب السياسية اليمنية في بيان، أول من أمس، عن تشكيل تكتل سياسي داعم للشرعية، واستعادة الدولة من قبضة الانقلابيين، باسم “التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية”. وشددت على تمسكها بخيار السلام الذي يأتي من التزامها بالمرجعيات الثلاث، والذي يضمن إنهاء الانقلاب وما ترتب عليه. ويتكون التحالف من 18 حزباً ومكوناً سياسياً أبرزها “المؤتمر الشعبي وتجمع الإصلاح والحزب الاشتراكي والتنظيم الناصري والحراك الجنوبي وحزب الرشاد السلفي”.

على صعيد آخر، عقد مجلس الأمن الدولي أمس، جلسة عامة أعقبها مشاورات مغلقة لبحث التطورات في اليمن في ظل تعطل تنفيذ اتفاق ستوكهولم، والقيود التي يفرضها الحوثيون على وصول إمدادات الإغاثة. وقدم مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك إحاطة بشأن مستجدات الأزمة الانسانية التي طالت نحو 24 مليون شخص (80 في المئة من السكان)، منهم 20 مليوناً يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مع ارتفاع اعداد الاصابات بمرض الكوليرا بواقع عشرة أضعاف. من ناحية ثانية، شن الحوثيون في اليومين الماضيين، حملة أمنية لتعقب واعتقال أشخاص تصفهم بالمشبوهين، وتتهمهم بموالاة الحكومة الشرعية. وقالت مصادر يمنية إن من بين الذي تم اعتقالهم رئيس “مجلس التلاحم القبلي في حضرموت” محمد بلعيد الكندي. وأضافت “وجهت إليه تهمة ممارسة أدوار مشبوهة لمصلحة الحكومة” الشرعية. ميدانياً، صد الجيش اليمني أمس، هجوماً للحوثيين في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ثمانية من المتمردين. وفي الضالع، أسقطت المقاومة الشعبية طائرة مسيرة للميليشيا الحوثية أثناء تحليقها في المحور الشرقي من مريس في مديرية قعطبة . إلى ذلك، تحتجز ميليشيا الحوثي، عشرات الناقلات للمشتقات النفطية الآتية من محافظة الحديدة، متسببة باختلاق أزمة جديدة بصنعاء والمناطق المجاورة.

 

واشنطن بوست: "صفقة القرن" لا تتضمن إقامة دولة فلسطينية

أبوظبي/سكاي نيوز عربية/15 نيسان/19

كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، يوم الاثنين، أن خطة الإدارة الأميركية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي باتت تُعرف بـ"صفقة القرن"، لا تنص نهائيا على إقامة دولة فلسطينية. وبحسب المصدر، فإن "صفقة القرن" لا تضم سوى بعض "المقترحات العملية" لأجل تحسين حياة الفلسطينيين على المستوى الاقتصادي، لكنها لا تضمن إقامة دولة فلسطينية صغيرة بجانب إسرائيل. ومن المرتقب أن يجري الإعلان قريبا عن "صفقة القرن" بعدما تمت صياغتها خلال العامين الماضيين على أيدي مجموعة صغيرة من مساعدي الرئيس دونالد ترامب، مثل المستشار جاريد كوشنر والمبعوث الخاص جيسون غرينبلات. واعتمدت "واشنطن بوست" على شهادات أشخاص تحدثوا إلى الفريق الذي يديره كوشنر، وأوردت الصحيفة أن الصفقة تعرض حوافز اقتصادية مقابل الاعتراف العربي بإسرائيل، لكن مع الإبقاء على فلسطين في وضعها الراهن، دون أي سيادة ودولة. وفي وقت سابق، قال كوشنر، في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية"، إن الإدارة الأميركية سعت إلى طرح مقترحات واقعية وحل عادل في خطة السلام حتى تساعد على تحسين حياة الناس. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض، يوم الجمعة، "نعتقد بأن لدينا خطة عادلة وواقعية وقابلة للتطبيق.. لقد نظرنا إلى الجهود السابقة، واستقينا أفكارا من الجانبين والشركاء في المنطقة.. وبما أن الخطط لم تؤت أكلها في السابق، فلقد اعتمدنا مقاربة بديلة تقوم على عدم حجب الواقع، والحديث بشكل صريح لقول الحقيقة". في غضون ذلك، يتهم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الإدارة الأميركية بالانحياز لإسرائيل، لكن عددا من مساعديه أوضحوا أنهم قد لا يرفضون خطة السلام التي تعدها إدارة ترامب بشكل كامل.

من ناحيته، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن يدرس خطة السلام التي قال ترامب إنها ستتطلب تقديم تنازلات من جانبي إسرائيل والفلسطينيين. ويؤكد كوشنر أن "صفقة القرن"، ستكون قائمة على أربعة أعمدة رئيسية وهي الحرية والاحترام والأمن وإتاحة الفرص لكافة الأطراف التي تدخل فيها. ويوم الثلاثاء الماضي، أبدى وزير الأمن الداخلي، جيلاد إردان، ترحيبا بعدم إشارة صفقة القرن إلى الدولة الفلسطينية، وقال "إذا فهمت الإدارة الأميركية أن الدولة الفلسطينية لم يعد لها مبرر ولا جدوى ولا حظوظ، فتلك أخبار مهمة". ونشرت صحيفة "غارديان" رسالة معارضة لصفقة القرن وجهها مسؤولون أوروبيون سابقون، بينهم ست رؤساء وزراء و25 من وزراء الخارجية، ودعت الشخصيات المرموقة إلى تأجيل "الخطة" لأنها "مجحفة" بحق الفلسطينيين. وأكدت الرسالة التي بعثت إلى الاتحاد الأوروبي وحكومات الدول الأعضاء، أن التكتل الأوروبي يدعم حل الدولتين، وأدانوا انحياز ترامب إلى الجانب الإسرائيلي.

 

إسرائيل تنشر صورا فضائية لضرب "مصنع صواريخ إيرانية" بسوريا

أبوظبي/سكاي نيوز عربية/15 نيسان/19

أظهرت صور الأقمار الصناعية التي أصدرتها شركة الاستخبارات الإسرائيلية "إيمدج سات إنترناشونال"، الأحد، تدميرا كاملا لما يشتبه في أنه مصنع صواريخ أرض - أرض إيرانية في منطقة مصياف في ريف حماة، بعد استهدافه بصواريخ إسرائيلية يوم السبت. وقالت إيمدج سات إنترناشونال: "تم تدمير البنى الصناعية الرئيسة بالكامل، بما في ذلك الصالات الرئيسية ومباني وثلاثة صالات للإنتاج مجاورة". وأضافت أن بقية المباني تضررت جراء الانفجار، وقدرت أن "جميع العناصر و/أو المعدات التي كانت بداخلها قد دُمرت بالكامل". وفقًا لإيمدج سات إنترناشونال "فالموقع الذي تم استهدافه قد يكون مخصصا لإنتاج وتجميع عناصر من صواريخ أرض-أرض مختلفة أو يستخدم لتحسين دقة الصواريخ". قالت الشركة إن المصنع يقع بالقرب من منشآت أخرى من المحتمل أن تكون مرتبطة بمشروع قاعدة صواريخ أرض أرض إيراني في سوريا، وسبق أن استهدفته غارات إسرائيلية مزعومة على مدار العامين الماضيين. وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، تم بناء المصنع في المجمع الغربي للقاعدة بين عامي 2014 و2016، ويحيط به جدار لفصله عن بقية القاعدة العسكرية. بينما يمر مدخل المصنع عبر القاعدة. وذكرت إيمدج سات إنترناشونال أن تمويه الهدف الحقيقي للمصنع كان وراء اختيار موقعه داخل "ما يشبه قاعدة عسكرية نظامية". وأضافت أنه "من غير الواضح من يسيطر على القاعدة ويمتلكها" - الجيش السوري أم إيران أم الميليشيات - فإذا كان المصنع "خاضع بالفعل لسيطرة الإيرانيين، فمن المحتمل أن يكون الجزء الشرقي من القاعدة  يخضع لهم". ويشمل مصنع الصواريخ صالة رئيسة بقياس 60 مترا في 25 مترا، والعديد من الحظائر والمباني الصناعية الكبيرة التي من المحتمل أن تكون استخدمت لإنتاج وتجميع الصواريخ. "ومع ذلك، ربما لا يوجد أي تصنيع أو تجميع لمحركات الصواريخ والرؤوس الحربية في هذا المصنع، حيث لم تضبط هياكل. أيضا، لم يتم التعرف على أي صواريخ أو قاذفات داخل المجمع". وكان المسؤولون الإسرائيليون عبروا مرارا وتكرارا عن مخاوفهم من ترسيخ قدم إيران في سوريا، وتهريب الأسلحة المتطورة لحزب الله، من طهران إلى لبنان عبر سوريا.

 

العقوبات في إيران.. والطوابير في سوريا وإيران تحظى بنفوذ اقتصادي كبير في سوريا

أبوظبي/سكاي نيوز عربية/15 نيسان/19 /كشفت وكالة "بلومبرغ"، الأحد، أن العقوبات الأميركية الصارمة على إيران كان لها وقع اقتصادي كبير في سوريا، بالنظر إلى التحالف الوثيق بين طهران ودمشق. وبحسب ما نقل المصدر، فإن سائقي السيارات في العاصمة دمشق باتوا يضطرون إلى الاصطفاف في طوابير من عدة كيلومترات حتى يحصلوا على كميات محدودة من الوقود بعدما انتهى تسليم النفط الإيراني إلى البلد الذي  يعاني تبعات سنوات من الحرب الضارية. ولعبت إيران دورا بارزا في مساندة الرئيس بشار الأسد، إثر الأحداث التي بدأت في مارس 2011، وحرصت إيران على تعزيز نفوذها الاقتصادي في البلد العربي من خلال اتفاقيات وقروض بمليارات الدولارات. وتستهلك سوريا ما يقارب 100 ألف برميل من النفط في اليوم الواحد، لكنها لا تنتج سوى 24 ألف برميل، وهذا يعني أن البلاد لا تستطيع أن تؤمن سوى الربع من الاحتياجات. وكانت سوريا تعتمد على إيران التي دأبت على تصدير كمية من النفط تتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين برميل بشكل شهري، لكن سوريا لم تتوصل بأي شحنة من النفط الإيراني منذ أكتوبر الماضي بسبب عقوبات واشنطن، وفق رئيس الشركة الحكومية المسؤولة عن توزيع الوقود في سوريا، مصطفى حمورية. ويرى حمورية أن الحرب الاقتصادية التي تجري ضد سورية "كبيرة"، بحسب وصفه، في إشارة إلى صعوبة تأمين الوقود. وفي نوفمبر الماضي، فرضت الخزينة الأميركية عقوبات على شبكة عالمية يلجأ إليها النظام الإيراني، حتى يقوم بتصدير ملايين البراميل من النفط إلى سوريا، في إطار تعاون مع روسيا. وتقول الولايات المتحدة إن الهدف من العقوبات هو الحد من النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط فضلا عن إخضاع مسؤولي نظام الملالي وإجبارهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات ومناقشة الاتفاق النووي المبرم سنة 2015 بعدما انسحبت منه واشنطن في مايو 2018. وفي ظل هذا النقص الحاد للوقود، أصدرت الحكومة السورية قرارا يمنع أن تتزود بأكثر من عشرين لترا خلال 48 ساعة. وامتدت طوابير الانتظار لعدة أميال فيما اضطر بعض السائقين إلى دفع سياراتهم بالأيادي من جراء نفاد المخزون الذي كان بها، فيما انتشر عناصر من قوات الشرطة حتى يحولوا دون وقوع فوضى. وأوضح حمورية أن الحكومة السورية ما زال لديها مخزون من النفط لكنه محدود، وأضاف أن السلطات بصدد توقيع اتفاقيات لأجل توفير واردات نفطية. وتتقاسم سوريا حدودا برية مع العراق، وهو ثاني مصدر نفط في منظمة "أوبك"، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت بغداد ستتحدى العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جمهور الحريري: كن زعيماً لا موظفاً برتبة رئيس حكومة

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 16/04/2019

لم تكن نسبة المشاركة في انتخابات طرابلس الفرعية، أمراً مفاجئاً. مشاهدة الاحتفالات المفتعلة، التي ركّز تيار المستقبل على إشاعتها في المدينة، وحدها تكفي لتبيان هول ما جرى. عملياً، لم تخض ديما جمالي معركة انتخابية حقيقية. فوزها كان أشبه بتزكية، ولا تحتاج إلى كل هذه البهرجة. لكن افتقاد الحقيقة لمعناها، تدفع محتاجيها إلى ادعاء امتلاكها. لم يجد تيار المستقبل أمامه غير إعلان "الانتصار" في معركة غير قائمة ولا موجودة. احتفالات النصر هذه كانت كالمستجير من الرمضاء بالنار. فانتهز فرصة إعادة جمالي إلى البرلمان، ليعتبرها فتحاً مبيناً يعوّض كل الانتكاسات السابقة.

خسارة النفس

يحتاج أداء "المستقبل" في هذه الانتخابات، وكيفية إدارتها وتعامله مع جمهوره، إلى بحث هادئ وعقلاني، ليس الدافع إليها سوى الغيرة على هذا التيار وما يمثّل، والحرص على وجوب حماية الرئيس سعد الحريري لنفسه. فعندما اتسعت رقعة زعامة "المستقبل" سنّياً ووطنياً، كان ذلك نتاج مجموعة عوامل سياسية، وعصبية سيادية، في مواجهة خطر "الشمولية"، التي كان يكرّسها حزب الله مع بيئته وجمهوره، وكذلك التيار الوطني الحرّ. إحدى نقاط القوة التي تخلّى عنها "المستقبل" كان في إذعانه لنموذج حزب الله: تنميط الطائفة ككتلة صماء. قوته كانت في رفضه لهذا التنميط، مذهبياً أو سياسياً. قوته كانت في التنوع والرحابة. ولطالما اتسع انتشاره، وتعززت زعامة سعد الحريري، بفعل مواجهة هذا التنميط بالذات، ومواجهة ما كان يصفه حينها "قمع حزب الله للرأي الآخر". الأمر نفسه يسري على التيار الوطني الحر. كانت ميزة "المستقبل" أو الجسم الأوسع لقوى ١٤ آذار، في تعدد المشارب والأهواء وتفاوت الآراء، وفي تجاوز الحساسيات الطائفية.. كان الخطاب الديموقراطي والمنفتح أحد ركائز قوة هذا العمل السياسي وجاذبيته، على الرغم من افتقاره (كما تبين لاحقاً) للتنسيق والتخطيط. كانت قوة "المستقبل" في أنه تيار عابر للطوائف، وبات منذ قبوله بالانحسار إلى "تمثيل السنة"، بالكاد يستطيع إقناع نفسه والآخرين أنه "أبو السنّة".

منذ دخوله في التسوية الرئاسية، بدأ الحريري بخسارة نفسه، وبدأ تياره بخسارة قوته المتمثلة في مبدأ التنوع ضمن الوحدة. تلك الخسارة كانت نتاج خطوة تنازلية قاسية أقدم عليها الحريري. فلم يكن في وارد القبول بأي اعتراض. ولذلك سلك نهج حزب الله والتيار الوطني الحرّ، في تخوين أي معارض، وتهشيم أي متمايز. ولم يتوان التيار الازرق عن اللجوء إلى جيوش الكترونية، تسوق لأي خطوة يقدم عليها، من دون أي نقاش او تفكير، وتهجَّم على من يعارض هذه الخطوة وأي خطوة أخرى، من دون أي اعتبار أو تدبير. إلى جانب هذه الخسارة الفادحة، والتي تقضي على روحية "المستقبل"، نضيف الخسارات المتراكمة بفعل مسلسل التنازلات المتتالية، وعدم اتضاح الرؤية السياسية، التي يريد الجمهور أن يسير وفق تطلعاتها. فهذا الجمهور خرج قبل أشهر من معركة شرسة في الانتخابات العامة، كان يواجه فيها كل الذين عاد وتحالف الحريري معهم في الانتخابات الفرعية! هذا التناقض مثلاً لا ينفصل عن الشعارات السياسية التصعيدية، التي يرفعها الحريري ومسؤولو التيار، عند كل محطة انتخابية لتجييش الناس، ولا تلبث أن تذهب أدراج الرياح فور الانتهاء من الاستحقاق.

الوعود الخائبة

ليس جمهور المستقبل خصوصاً، والسنّة عموماً، ضحية هذه الخطابات الشعبوية فقط، والتي تبدو فارغة من أي مضمون.. بل هو أيضاً ضحية وعود اقتصادية وإنمائية تتكرر منذ عشر سنوات، وحيال طرابلس تحديداً، من "المنطقة الاقتصادية الخالصة" إلى فرص العمل، وغيرها من المشاريع الكبرى، التي سرعان ما يصطدم الناس بحقيقة خوائها، مرة تلو الأخرى، إلى حدّ تعبير الناس، على نحو هازئ، أن طرابلس وحصتها قد نقلت إلى البترون، في موقف امتعاضي وناقم من علاقة الحريري بالوزير جبران باسيل، وما يحققه الأخير من مشاريع لمنطقته، كانت سابقاً على دفتر وعود الحريري.. الممزقة أوراقه.

حملات التجييش التي شنّها المستقبل بكامل عتاده وعديده، وبترتيب الزيارات إلى المدينة، من قبل آل الحريري والرئيس فؤاد السنيورة، كلها لم تنجح في تحفيز الناخبين على المشاركة، وهذا كان التحدي الأساسي أمام "المستقبل"، الذي كانت أرقام إحصائياته وتوقعاته تشير إلى أن نسبة المشاركة المتوقعة في العملية الانتخابية لن تتخطى عشرة في المئة. وهذا كان التحدي الأساسي، وليس فوز ديما جمالي. وفي هذا التحدّي بالذات خسر "المستقبل". الاعتراف بالهزيمة واجب، هذا إذا كانت الغاية الاستمرار وتصحيح الأخطاء، بينما التعالي عنها والهروب منها، كما كان يحدث دوماً، فنتيجتهما ستكون واضحة، وربما أسوأ مما تبيّن في الانتخابات العامة والفرعية. أما الإدعاءات الانتصارية من قبل "المستقبل"، فهي نتاج مقولة: "فليسعد النطق إن لم يسعد الحال". مقولة لا يمكن تسويقها ولا بوسعها محو الخيبة الناتجة عن أزمة الخيارات السياسية، المنكفئة عن القضايا الكبرى. سياسة قرارات مناقضة للشعارات. سياسة أداء مناقض للغة. سياسة استغباء الناس. وهذا ما تبدى أمامهم وهم في أسوأ ضائقة: فلا يجدون سياسة ولا مالاً.

التحدي الثابت

خلاصة ما يجري أن مؤشرات التسوية التي أبرمها الحريري ليست مشجعة على الإطلاق لدى السنّة. ولذا، هم لا يشعرون أن لدى الحريري ما يحفّزهم على المشاركة السياسية. وهذا بالضبط ما يؤدي إلى استمرار استنزافه هو وتياره. وهنا لا بد من تذكيره، بأن ما يطلبه خصومه (المحليين والإقليميين) دوماً: إنهاء حالته، أو بالأحرى تصفية "الحريرية" برمتها، إما بالقوة سابقاً، أو بالحرب الناعمة حالياً. والتحدي المفروض على الحريري ثابت ولا يتغير، وهو مواجهة كل محاولات الاستحواذ على السلطة (والدولة والبلد) من قبل باسيل وحزب الله. ما يريده جمهور الحريري هو أن يكون زعيماً، لا مجرد موظف برتبة رئيس حكومة، مضطر دوماً للدفاع عن صلاحياته.

 

برّي يجزم: الأولوية للموازنة ولا مسّ بسلسلة الرواتب

أكرم حمدان/المدن/الثلاثاء 16/04/2019

ما هي الإجراءات المؤلمة والقاسية والتقشفية.. وغيرها من التوصيفات، التي بدأ الحديث عنها وسيتضمنها مشروع موازنة العام 2019؟ ومن هي الفئات التي ستطالها هذه الإجراءات؟ وهل ما طرحه وزير المالية علي حسن خليل، لجهة تخفيض 50 في المئة من رواتب النواب والرؤساء والوزراء الحاليين والسابقين، كافٍ؟ وهل التخفيض من باب الكهرباء أو النفقات غير الضرورية سيوفي بالغرض؟ أم أن التوجه سيكون لفرض ضرائب جديدة أو تخفيض لرواتب القطاع العام؟ وماذا عن رواتب ومخصصات بعض رؤساء وأعضاء مجالس الإدارة في مؤسسات عامة ومصالح مستقلة تتجاوز أحياناً رواتب الرؤساء والنواب والوزراء؟ وماذا أيضاً عن الازدواجية في التعويضات لبعض من لديهم أكثر من وظيفة في الدولة؟ هذه الأسئلة وغيرها يجري بحثها ومناقشتها في الجلسات والاجتماعات المغلقة، التي تجري بين القوى السياسية والكتل النيابية ورئيس الحكومة ووزير المالية، ويساهم فيها بشكل مباشر وغير مباشر كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

اتجاهات برّي

يتحرك رئيس مجلس النواب نبيه بري في أكثر من اتجاه، وعلى أكثر من جبهة في الملف الاقتصادي، فهو يعتبر أن الوضع الاقتصادي للبلاد يتطلب اتخاذ خطوات جذرية توقف حال التدهور. وأولى هذه الخطوات، برأي رئيس البرلمان، تبدأ من الموازنة. تقول أوساط بري وعين التينة لـ"المدن" إن الأولوية بالنسبة لرئيس المجلس الآن هي في دراسة وإنجاز الموازنة من قبل الحكومة، وإحالتها إلى مجلس النواب لينكب على دراستها وإقرارها في أسرع وقت ممكن، وقبيل انتهاء دورته العادية في 31 أيار المقبل. وتشير هذه الأوساط إلى أن بري "يساعد" الحكومة عبر عقد سلسلة اجتماعات مع وزارات وجهات عدة، لتسهيل إنجاز الموازنة، وتخفيض العجز لنسبة تصل إلى 9 بالمئة. وهذا ممكن بتنفيذ مجموعة إجراءات، يُقال إنها موجعة وقاسية وصعبة. لكنها، حسب أوساط بري، لن تطال ذوي الدخل المحدود. ويجزم رئيس المجلس أمام زواره وسائليه، أن لا مس بسلسلة الرتب والرواتب للموظفين. وأن الإجراءات القاسية ستطال رواتب الرؤساء والنواب والوزراء الحاليين والسابقين، وكذلك بعض الموظفين الكبار في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة، من أصحاب الرواتب والمخصصات العالية والكبيرة. وتلفت المصادر نفسها إلى أن الاجتماع الذي عقد بين الرئيسين بري والحريري بعيد جلسة الأسئلة الأخيرة، والذي شارك فيه وزير المالية علي حسن خليل ودام نحو أكثر من ساعة، بحث في كل هذه الملفات والعناوين. وأن رأي بري الثابت "إنجاز الموازنة يفرمل عملية الإنحدار الجارية الآن".

الجلسة التشريعية

دعوة بري للجلسة التشريعية يوم الأربعاء في 17 نيسان الحالي، وما يتضمنه جدول الأعمال، الذي أقرته هيئة مكتب مجلس النواب، يأتي في سياق المواكبة والمتابعة السريعة من قبل مجلس النواب لما تقره الحكومة، سيما وأن خطة الكهرباء استكملت بمشروع قانون تعديل القانون 288\2014 الذي درسته لجنة الأشغال العامة والنقل وأدخلت عليه بعض التعديلات يوم الإثنين. وإذا ما أقرت الخطة وبدأ العمل بها مع المتممات القانونية اللازمة، فإن فكرة تخفيض العجز في الكهرباء، بقيمة 250 مليون دولار في السنة الأولى، أمر ممكن حسب ما أبلغ الرئيس بري هيئة مكتب مجلس النواب قائلا: "في موضوع الهدر نستطيع أن نوفر في السنة الأولى على الأقل 250 مليون دولار إذا جرى تنفيذ دقيق للجباية ولمعالجة الهدر التقني والإداري" . ويفترض أن يتضمن جدول أعمال الجلسة التشريعية  نحو 18 مشروعاً واقتراح قانون من المشاريع والاقتراحات الملحّة، وفي مقدمها المشروع المتمم لخطة الكهرباء، ومشروع المحميات، واقتراح فتح المهل للترشح لعضوية المجلس الدستوري، إضافة إلى بروتوكولات مالية وإدارية مع الإتحاد الأوروبي، ومشروع يتعلق بالتنوع البيولوجي، ومشاريع تتعلق بالبيئة وبعض التعديلات.

الكهرباء وتعديل الـ288

لا شك أن نجم الجلسة التشريعية سيكون مشروع تعديل القانون 288\2014، الذي خضع للنقاش، ولبعض اقتراحات التعديلات.

ولكن ماذا تقول هذه الصيغة؟

المادة الأولى: يمدّد العمل بأحكام القانون 288 تاريخ 30/4/2014 لمدة ثلاث سنوات.

المادة الثانية: تلزيم مشاريع بناء معامل تعتمد طريقة التصميم والتمويل والإنتاج والتشغيل والتسليم إلى الدولة بعد فترة زمنية بشروط تحدد بتفاصيلها الإدارية والتقنية والمالية الكاملة في دفتر شروط خاص تعده وزارة الطاقة والمياه.

ب- يستثنى في مراحل إتمام المناقصات تطبيق أحكام قانون المحاسبة العمومية وسائر النصوص ذات الصلة بأصول التلزيم التي لا تتفق مع طبيعة التلزيم والعقود موضوعها.

المادة الثالثة: يعمل بهذا القانون فور نشره في الجريدة الرسمية .

هذه الصيغة طرحت جملة من التساؤلات من قبل بعض القوى السياسية، عبر بعض خبراء الدستور، ومنها أن التعديل المقترح يلغي العمل بمجموعة من الإجراءات التي التزمت بها الحكومة، خصوصاً لجهة تعطيل أدوات المراقبة والمحاسبة، كذلك بالنسبة إلى تأجيل البت بالهيئة الناظمة للقطاع إلى أجل غير محدد، في ظل فقدان مجلس إدارة كامل المواصفات لمؤسسة كهرباء لبنان.

ولماذا لم تُنشأ هيئة تنظيم قطاع الكهرباء المنصوص عليها في المادة 7 من القانون رقم 462 الصادر سنة 2002؟ وتغييب هذه الهيئة لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات ليحل محلها مجلس الوزراء بناءً على إقتراح وزيري الطاقة والمال؟

وما هو مدى انسجام المادة الثانية من القانون 288 مع النص الدستوري، خصوصاً لجهة تولي وزارة الطاقة والمياه صلاحيات مشاريع معامل إنتاج الطاقة بعد فترة زمنية؟

وألا يتعارض تعبير "بعد فترة زمنية" مع المادة 89 من الدستور التي تنص على أنه (لا يجوز منح أي إلتزام أو إمتياز لإستغلال مورد من موارد ثروة البلد الطبيعية أو مصلحة ذات منفعة عامة أو أي إحتكار، إلا بموجب قانون وإلى زمن محدود)؟

ألا يشكل مشروع التعديل المقترح من قبل الحكومة حالياً مخالفة دستورية، ربما تكون موضع طعن أمام المجلس الدستوري؟

كل هذه التساؤلات ربما تلقى الأجوبة عليها في جلسة يوم الأربعاء. ويبقى التنفيذ في هذا المجال وغيره هو المعيار.  ويبقى السؤال هل نحن فعلا قادمون على أيام يجب على الجميع شد الأحزمة فيها، كي نخرج من الأزمة بقرارات أساسية؟ أم سنجبرعلى إجراءات تفرض علينا من الخارج قد تكون صعبة ومؤلمة؟ وما الذي كان يمنع السلطة الحاكمة وقواها المتنوعة عن اتخاذ مثل هذه الإجراءات منذ زمن لوقف التدهورالاقتصادي والمالي في البلاد؟

 

أصحاب الكسّارات يتظلّمون وهم يقضمون الجبال

لوسي بارسخيان/المدن/الثلاثاء 16/04/2019

لعلّه من حسن حظ جبال لبنان المتبقّية، منذ حدّدت الحكومة مهلة 90 يوماً لوضع مخطّطها التوجيهي الجديد للمقالع والكسارات، أن تترافق هذه المهلة مع أزمة حادّة في سوق العقارات، ومع عصر النفقات على المشاريع الإنمائية الكبرى، على المستوى الرسمي. فلولا الأزمة لشكّلت هذه المهلة فرصة جديدة لقضم ما تبقّى من جبال، ليس بسبب غياب الروادع القانونية الموجودة أساسا في تنظيم هذا القطاع، وإنّما بسبب غياب الدولة وهيبتها، واستسلامها للضغوط السياسيّة ونفوذ أصحاب المقالع والكسّارات، وإخفاقها في تنفيذ المخطّطات، إلى اتخاذها القرارات ونقيضها. كلّها أمور جعلت اللبنانيّين يقتنعون، بأنّ دولتهم أضعف من مجابهة "وحوش الكسارات" بأي قانون أو مخطّط جديد قد يوضع، وإلا لكانت قد بدأت أولا بمحاسبة المسؤولين عما لحق بجبالنا من تشويه، بدلا من أن تكافئهم، بتمديد المهل لثلاثة أشهر إضافية ومن دون ترخيص مجددا.

استباحة وتفجيرات

بين عين داره وجبال السلسلة الغربية المطلّة على بلدة قبّ الياس، وقرى رعيت ودير الغزال في السلسلة الشرقية، والتويته المطلّة بمرتفعاتها على مدينة زحلة وبعض قرى قضائها، يمكن مشاهدة التشوّهات التي خلّفتها المقالع والكسارات من أي بقعة في البقاع، ما يصعّب التعاطف مع حجج أصحابها، حتى لو كانت ذريعتهم الحفاظ على لقمة العيش. تمددت هذه المقالع والكسارات في فترات الفوضى، التي سادت بغياب تطبيق القوانين الرادعة، وأيضاً بمهل إداريّة آخرها أعطيت أثناء انتخابات العام الماضي، إلى حدّ استباحة مساحات واسعة من الجبال، وملامسة التفجيرات حدود الأحياء السكنيّة، وحتى منابع المياه.

لكن عند مجابهة أصحاب الكسّارات بهذه الحقائق، يتذرّعون بحال الفوضى التي وضعتهم في موقع الأضعف، بين "الحيتان" القابضين على الجبال بقوة الأمر الواقع في النبي شيت، وحلوى، وعرسال، والهرمل وحتى في ضهر البيدر وغيرها، والتي شكّلت محميّات عصيّة على الدولة وقواها الأمنية.

رخص استثنائية!

العابر في محيط الكسارات المذكورة، سيلاحظ صمت تجهيزاتها حاليّا. بات أسهل على الصحافيّين التقاط الصور لها، بعد أن كان محرّما عليهم حتى التواجد بمحيطها. فيما يبدو بعض عمّالها في حال تأهّب، لمسابقة الوقت متى أعطيت الإشارة بانطلاق عملها مجدّدا. هي حالة السباق المرافقة لكل مهلة إدارية جديدة تعطى لهذه الكسّارات غير المرخصة، والتي تسبّبت بالفوضى العارمة في تلبية حاجة السوق من إنتاج هذه الكسارات، كما يشرح لـ"المدن" رئيس بلدية بوارج محمد البسط، الذي يملك كسارة غير مرخصة في ضهر البيدر. ليس البسط وحده صاحب الكسارة التي تعمل من دون رخصة في ضهر البيدر، وإنما يشير إلى أكثر من عشر كسارات أخرى، لم تكن بحظ كسارتي آل فتوش وجهاد العرب في استحصالهما على رخص استثنائية طويلة الأمد بهذه المنطقة.  فيما يرى البسط أن أصحاب الكسارات هم المستفيد الأول من تنظيم هذا القطاع، بدلا من تركه في فوضى، وإخضاعه لظروف المهل الإدارية غير المستقرة، فحينها سيتساوى الكل في دفع الضرائب والرسوم، وتسديد الكفالات، وغيرها من المسؤوليات التي تلغي المنافسة غير المتكافئة في القطاع.

تداعيات المخطط التوجيهي

يشرح البسط في المقابل، أنّ كسارته كانت من بين الكسارات التي تقدمت بطلب للترخيص من وزارة البيئة منذ سنوات، وعلى رغم وضع الكفالات المطلوبة، وتقديم المستندات التي تثبت وقوعها ضمن المنطقة المصنّفة للكسارات، إلا أنه لم يبت أبداً في ملفها. والبسط ليس وحده الذي يشكو من تقصير الدولة في منح التراخيص. فعندما خرج وزير البيئة فادي جريصاتي قبل أيام، ليعلن بمؤتمر صحافي عن قرار الحكومة الجديد، بشأن تنظيم هذا القطاع، لفت إلى أنّ طلب ترخيص واحد فقط قدّم في المخطط التوجيهي الصادر منذ سنة 2002. قد يعيد البعض سبب ذلك إلى أنّ أصحاب الكسارات لا يأخذون الدولة وقراراتها على محمل الجد، وذلك صحيح إلى حد بعيد، ولكن لدى ضاهر قازان، صاحب الترخيص الذي تحدث عنه جريصاتي، رواية أخرى. بداية يشرح قازان لـ"المدن" أنّ المخطّط التوجيهي السابق حدّد الأراضي في منطقة شرق زحلة في أملاكٍ، بعضها خاص وبعضها تابع للبلديات أو هو مشاع للدولة. وبالتالي، ما إن أعلن عن المنطقة المصنّفة للكسّارات حتى ارتفعت أثمان الأراضي فيها إلى أرقام خيالية. مع ذلك قرر قازان، الذي تعمل عائلته في مقالع وكسارات رعيت منذ سنة 1976، كما هو حال جزء كبير من أهالي شرق زحلة، الذين يعتاشون بشكل مباشر أو غير مباشر من هذه الكسارات، أن يشتري قطعة أرض، حددت على العقار 314 في منطقة دير الغزال. وبدأ بتقديم المستندات المطلوبة للإستحصال على الترخيص. في سنة 2006 حصل فعلا على رخصة لخمس سنوات، مشروطة بالتقدم بطلب التجديد سنوياً، بعد أن سدد الكفالات المطلوبة والتي وصلت لاحقاً إلى 60 مليون ليرة.  في بداية العام الأول، فوجئ قازان بأنه لن يتمكن من المباشرة بالعمل، إلا بموافقة من وزارة الداخلية، علما أن مرسوم الكسارات - كما يؤكد - لا ينص على مثل هذه الموافقة، ويشير إلى أن الترخيص يصدر من محافظة البقاع، بعد أن توافق عليه وزارة البيئة، وتحيله إلى المجلس الوطني للكسارات. إلا أن وزير الداخلية، نهاد المشنوق حينها، أصر على أن تلاحق القوى الأمينة كل الكسارات العاملة من دون موافقته. وهكذا حصل قازان على رخصة المحافظة، والقوى الأمنية منعته من العمل.. إلى أن تدخلت "الوساطات"، وسمح له بالعمل بعد انقضاء ثمانية أشهر من السنة الأولى. حينها أيضا قرّر المحافظ أن يعوّض عليه الأشهر الثمانية الضائعة بتمديد الرخصة، لكن القوى الأمنية منعته من العمل مجددا. 

الصيد بلا ذخيرة!

في آذار 2018 تقدم ضاهر قازان بطلب لتجديد الترخيص، ولم يبت به حتى 21 كانون الأول، مفوتا عليه فرصة الاستفادة من زيادة الطلب على الإنتاج في فترة الصيف. لكن المفاجأة كانت أنه حصل على الرخصة من دون تفجير، وهذا، كما يقول قازان، كمن يذهب إلى الصيد من دون ذخيرة. هنا وقع قازان مجددا بخلاف مع وزارة البيئة، خصوصا أنه اعتقد أن تحوله إلى منطقة المخطط التوجيهي سيلقى تشجيعاً، يسهم في تطبيق القوانين على المدى البعيد. إلا أن وزارة البيئة تذرّعت في منعه من المباشرة بالعمل، بأنّ بلدية دير الغزال التي يقع العقار ضمن أراضيها تمانع التفجير بحجّة أنها قامت بحفر بئر على العقار 313 الملاصق لعقاره، الأمر الذي رأى فيه قازان مخالفة كبرى، متسائلا عن قانونية حفر بئر في أراض صنفتها الدولة للكسارات، حتى لو كان حفرها لمنفعة عامة، وكيف تم ذلك برخصة من وزير الطاقة حينها سيزار أبي خليل، علما ان حفر الآبار التي لا يتجاوز عمقها 150 متراً لا يحتاج إلى رخصة، بل مجرد علم وخبر. برأي قازان، فإن الدولة ليست فقط مقصرة بتطبيق القوانين، وإنما هي عرقلت تطبيق المخطّطات التي وضعتها، وبالتالي فإن المشكلة ليست في المخطّط القديم، ولا في أي مخطط جديد سيوضع لتنظيم هذا القطاع، وإنما في التزام الدولة بقراراتها، وقدرتها في تطبيقها على نحو متساوِ على كلّ الأراضي اللبنانية.

اللامساواة

يرفض أصحاب الكسارات عموما التذرع بالتشوهات التي خلّفتها المقالع لإعاقة هذا القطاع الحيوي، ويعتبرون الدولة شريكة في هذا التشويه عندما تقاعست في ملاحقة المخالفين، وغضّت النظر عن الكثير من التعديات، وساوت بين ما يعمل منها بمهل إدارية وغيرها ممّن لم يلتزم يوما بقرار وقف العمل بالمقالع والكسارات. ويشرح قازان من جهته، أنّ أصحاب الكسارات، حتى تلك التي تعمل بمهل إدارية، ملزمون بتأمين كفالات مالية، توضع في الأساس لضمان تغريم أصحاب الكسارات إذا لم يلتزموا بالمعايير البيئية، المشروطة في المهل الإدارية وفي مضمون التراخيص المعطاة. وكان على الدولة أن تستخدم هذه الكفالات في مشاريع استصلاح الأراضي وإعادة التشجير ولكنها لم تفعل. برأي أصحاب بعض الكسارات، لو أظهرت الحكومات السابقة جدّية في نقلها إلى مناطقها المصنّفة، لأمّنت لهم حوافز مساعدة، بدلا من وضع المعوقات. ومن هنا تجدهم متوجسين من مهلة التقدم بطلب تراخيص المعطاة لأصحاب الكسارات، والتي يعتبرون أنها ستشكل جرعة أوكسيجين مجانية لمن لا يقيمون وزنا لسلطة الدولة وأجهزتها، ولن تطبّق سوى على الحلقة الأضعف منهم، كما حدث سابقا، عندما أطفئت محرّكات كسارات دون سواها إلتزاما بقرارات وقف عملها في سنة 2015. لتصبح مخالفات هؤلاء ذريعة قوية سمحت بإعادة تشغيل كل الكسارات استثنائياً في الربيع الماضي، تحت ضغط صناديق الاقتراع. وإذا كان أصحاب هذه الكسارات يسجلون اعتراضهم على إعطاء المهل الجديدة، من دون السماح بتفجيرات تساعد في إقتلاع الصخور، فإنهم يتساءلون في المقابل هل ستكون القوى الأمنية قادرة على منع هذه التفجيرات بكسّارات الهرمل وعرسال والنبي شيت وغيرها، كما ستحرص بالنسبة لكسارات السلسلة الغربية على سبيل المثال؟

 

متى سينتفض الزوج المخدوع في سوريا؟

 د. فادي شامية/جنوبية/15 أبريل، 2019

بموازاة إعلان النظام السوري عن “تصدي وسائط دفاعنا الجوي للصواريخ المعادية – على مصياف- وإسقاط بعضها قبل الوصول إلى أهدافها” (13/4/2019)؛ يتحدث الإعلام؛ الصهيوني-الروسي- الإيراني عن “صواريخ بحرية” أصابت أهدافها، بالتزامن مع تحليق الطائرات الإسرائيلية. وإذا صحت هذه الرواية فيكون النظام السوري قد أضاف إلى هزلياته السابقة (الاحتفاظ بحق الرد –أوامر الرد الفوري في المرة القادمة- الماس الكهربائي.. ) هزلية جديدة؛ “التصدي للطائرات” فيما الهجمات من السفن. السؤال الأهم؛ إلى متى سيبقى النظام الإيراني راضياً بحالة “الزوج المخدوع”؛ وهو يشاهد الخيانة اليومية لشريكه -في الحرب، وفي مساري أستانا وسوتشي-؛ سواء بتسهيله قصف المواقع الإيرانية، أو بمحاصرة ومحاكمة الضباط السوريين المحسوبين على إيران، وتفكيك ميليشياتهم؟! هل سيبقى صامتاً أم يحتج ويرد.. وكيف؟!

 

طرابلس: كلهم خاسرون 

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 15 نيسان 2019

إنتهت الانتخابات الفرعية، والضجيج السياسي وغير السياسي الذي رافقها، بقي خارج صناديق الاقتراع، التي خالفت توقعات من راهنوا على ازدحام طرابلسي عليها لإكمال تمثيل عاصمة الشمال في مجلس النواب. والنتيجة الموضوعية لهذه الانتخابات، انّ كل المعنيين بها خسروا، وربحت المقاطعة.

صاحب العرس الانتخابي هو «تيار المستقبل». وقبل الزفّة الانتخابية بدت المكونات الطرابلسية الأخرى وكأنّها ام العروس، وعودها التي أطلقتها قبل أحد الانتخابات، لم تتسع لها الأرجاء الطرابلسية، بأنّها ستجهد لجعل الاستحقاق على الصورة التي ارادها صاحب العرس حاشداً.

ولكن، في يوم العرس ذاب الثلج وبان المرج، وبدا صاحب العرس وحيداً في عرس بلا معازيم، وبمعنى أدق عرس بحضور خجول، ومفاجأته كانت لا تُقاس حين تبيّن له انّهم ذهبوا بوعودهم بعيداً عن هذه المناسبة التي أُريد لها ان تكون سعيدة او مُسعدة لتيار «المستقبل»، الذي قدّم أقصى ما لديه لكي يجعله عرساً حاشداً عليه القيمة السياسية والمعنوية...

عملياً، قالت طرابلس كلمتها، بمعزل عمّن فاز او خسر في هذه الانتخابات. فهي على هزالة عدد المقترعين، قدّمت بانكفائها عن المشاركة في هذا الاستحقاق رسالة واضحة الى مكوناتها السياسية، انّها ليست مضبوطة على أمزجتهم، بل انّها محكومة لمزاجها العام الذي حملها على التصويت بالاعتكاف، علّه يكون مسموعاً اكثر من إسقاطه في صندوقة الاقتراع ليذوب فيها بلا أي مقابل.

في أي حال، سواء تمكّن تيار «المستقبل» او لم يتمكن من إيصال مرشحته ديما جمالي إلى مجلس النواب من جديد، فإنّه امام اختبار لذاته، يفرض عليه أن يضرب أخماسه بأسداسه حول النسبة الهزيلة من الطرابلسيين التي شاركت في يومه الانتخابي، وأيضاً حول ما جعل النسبة الأكبر منهم تفضّل السير في الاتجاه المعاكس لتيار «المستقبل» وعدم الاكتراث باستحقاق يشكّل بالنسبة إليه فرصة استعادة حضوره في المدينة، بعدما أصابه ضمور واضح في السنوات الأخيرة، امام صعود مكونات أخرى وسطوع نجم شخصيات لها ثقلها ورمزيتها لدى الطرابلسيين.

بالتأكيد، انّ هبوط نسبة المقترعين، وكذلك النسبة المتدنية التي منحت أصواتها لمرشحة تيار «المستقبل»، توجّه ضربة معنوية قاسية للمحاولات المستميتة من قِبَل تيار «المستقبل» ورئيسه سعد الحريري لرفع نسبة المشاركة الطرابلسية، لكي تأتي ديما جمالي إلى البرلمان على صهوة نتيجة عالية من الأصوات التي يمكن أن يعتدّ بها، وليس على صهوة أصوات تكاد تكون غير مرئية. ذلك انّ النسبة الهزيلة التي تمكِّن مرشح «المستقبل» من الفوز، لا تشكّل فوزاً حقيقياً بقدر ما تشكّل هزيمة معنوية وسياسية، وربما موصوفاً للآخرين، وإن كان بعضهم يقف اليوم في خانة الحليف والصديق مع تيار «المستقبل». ذلك أنّ الفوز كما الخسارة ليسا للمرشح، بل لتيار «المستقبل» ومعنوياته.

بناءً على نسبة المشاركة المتدنية، يبدو جلياً أنّ تيار «المستقبل» خسر هذا التحدّي الذي دخل فيه الرئيس الحريري شخصياً، وسعى من خلاله إلى الحشد والى إعطاء هذه الانتخابات زخماً يجذب الطرابلسيين الى صناديق الاقتراع. بما يجعلها انتخابات اقرب الى الاستفتاء لتحقيق نصر نيابي لديما جمالي، وبقدر أكبر نصراً سياسياً لتيار «المستقبل» يؤكّد حضوره في المدينة، ومتقدّماً على حضور مكوناتها السياسية والشعبية الأخرى.

ولعلّ الهدف الاساس هو تجنّب خسارة ولو نائب واحد في التركيبة العددية في مجلس النواب. فهذه الخسارة على حجمها المتواضع قد يكون صعباً على الحريري ان يتحمّلها.

هذه النتيجة كانت محسوبة سلفاً من قِبّل الطرابلسيين، وملامحها ظهرت قبل الانتخابات، وبعضها رافق وصول الحريري إلى المدينة، ولعلّ أكثرها جلاء تلك الفيديوهات التي جرى تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتضمنت تعابير عن خيبة الطرابلسيين من السياسيين، وانتقادات مباشرة لتيار «المستقبل» ورئيسه. وجاء في بعضها: «لماذا لا تتذكرون طرابلس الّا في الانتخابات، وبعد الانتخابات تتركونها للاهمال؟».

المزاج الطرابلسي في هذه الانتخابات عبّر عن نفسه، وقرّر في غالبيته الساحقة الّا يشارك في هذه الانتخابات، وبالتالي ليس المرشح هو الذي فاز، بل فازت المقاطعة إن تعدّدت اسبابها. قد يُقال إنّ الانتخابات الفرعية هي اصلاً تكون فيها نسبة المشاركة ضعيفة، ولكن ثمة اسباباً عديدة قادته الى هذا الخيار:

- اولاً، الاستياء من السياسيين وعدم تصديق وعودهم.

- ثانياً، عدم وجود منافسة فعلية بين المرشحين.

- ثالثاً، عدم وجود قناعة لدى الناخبين بالمرشحين.

- رابعاً، «التحالفات» التي صيغت ليست من النوع المتين بل هي ظرفية وربما اقل من ذلك. والمصالحات التي جرت على الساحة الطرابلسية جرت بالإكراه وليس عن قناعة، وبالتالي كانت كناية عن شيك بلا رصيد، خصوصاً انه لا توجد رؤية سياسية مشتركة بين المكونات، فضلاً عن انّ لكل مكون سياسي رؤيته التي لا تلتقي مع رؤية الآخر.

ودلّت التجربة الطرابلسية انّ مصلحة اي مكون من المتحالفين ظرفياً، هي ان «يتهشّم» المكون الآخر، وربما اكثر من ذلك.

- خامساً، غياب العامل التجييشي للانتخابات، على نحو ما كان حاصلاً قبل انتخابات ايار الماضي.

- سادساً، وربما هنا الأهم، غياب عامل المال الذي يُصرف لجذب الناخبين.

ماذا بعد؟

كل المكونات الطرابلسية تُجمع على ان يوم غد، هو يوم طرابلسي آخر، والانتخابات الفرعية كانت كناية عن ملء فراغ مقعد نيابي، قد لا يترك اثراً في المدينة بشكل عام، انما أثره المباشر سيتبدى في وقت غير بعيد على خط التحالفات والمصالحات التي لم تقم على اساس متين.

 

جنبلاط لـ«الجمهورية»: نرفض زيارة حارة حريك 

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الاثنين 15 نيسان 2019

باتت العلاقة بين «حزب الله» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» تحتاج الى «الصيانة» الملحّة عقب تسرّب «النش» السياسي الى سقفها، نتيجة مجموعة من التراكمات التي اختلط فيها غبار النزاع حول معمل الترابة والإسمنت في عين دارة، بتداعيات ارتفاع منسوب التعارض في مقاربة بعض الملفات السياسية الحساسة.

بعدما أوصل كل طرف أخيراً رسائله الاحتجاجية، على طريقته، انتقل الجانبان من القطيعة الطارئة الى البحث في سبل إعادة حياكة الرقع الممزقة في ثوب «ربط النزاع».

وسُجّل في هذا الاطار استئناف للتواصل بين قيادات لدى الحزبين، خصوصاً بين مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا ووزير الصناعة وائل ابو فاعور، علماً انّ ملف العلاقة مع «التقدمي الاشتراكي» أنيط أخيرا بالمعاون السياسي للامين العام للحزب حسين خليل، بعدما كان من اختصاص صفا الذي بات معنياً خصوصاً بملف العلاقة مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، من دون ان يمنع ذلك الاستعانة به عند الضرورة على خط كليمنصو.

ولئن كان الجانبان متوافقين على ضرورة عقد لقاء «غسيل قلوب» في اقرب وقت ممكن، إلّا انّ خلافاً حول مكان انعقاده لا يزال يؤخر حصوله، مع الاشارة الى انّ هناك توقعات روّجت لاحتمال التئامه هذا الاسبوع.

وبمعزل عن توقيت الاجتماع، يبدو انّ جدول الاعمال سيكون حافلاً وممتداً من عين دارة في الجبل الى الساحة الاقليمية، وسط انزعاج «حزب الله» الشديد من كسر قراره بمنح الترخيص لمعمل الاسمنت الى آل فتوش «بلا إذن ولا دستور»، وكذلك من مواقف جنبلاط الحادة ضد دمشق وطهران.

وقال جنبلاط لـ«الجمهورية» انه «كان من المقرر أن يزورنا قبل فترة المعاون السياسي للامين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين خليل، في اطار التشاور والتنسيق، لكن «الحزب» ألغى الاجتماع بعدما اتّخذ الوزير وائل ابو فاعور قراراً بإبطال ترخيص معمل الاسمنت والترابة الذي كان قد منحه وزير الصناعة السابق حسين الحاج حسن الى آل فتوش». ويضيف: «أعتقد انّ موقف «حزب الله» المستجد حيالنا لا يرتبط فقط بالاعتراض على وقف العمل بالترخيص المشار اليه، بل إنّ الرسائل أبعد في جوهرها ومفاعيلها من حدود معمل ترابة أو كسارة، وعلى كلٍ نحن ننتظر تبادل التوضيحات، حتى تصبح الصورة أفضل».

ويتابع جنبلاط: «كنا قد اتفقنا على عقد لقاء مشترك بين الحزبين هذا الاسبوع، لكننا اختلفنا على مكان عقده، وأنا فهمت من وائل (ابو فاعور) انّ الحاج حسين خليل طلب أن يتمّ اللقاء في حارة حريك، وانا بصراحة رفضت الاقتراح، لأن «الحزب» هو الذي يجب أن يبادر الى زيارتنا هذه المرة، في اعتبار ان تلك الزيارة كانت مقررة مسبقاً، قبل ان يَعدل الحزب عنها».

ويؤكد جنبلاط انه «لم تكن الغاية من إلغاء ترخيص معمل الترابة كسر ارادة «حزب الله» أو قراره، بل نحن تعاطينا مع الأمر من الزاوية التقنية، على قاعدة ان الترخيص صدر عن وزير الصناعة السابق، ونحن ارتأينا إبطاله بعد تسلمنا حقيبة وزارة الصناعة انسجاما مع اعتراض شعبي عريض على فتوش يمتد من زحلة الى عين دارة، لكن ما لم نكن نعلمه هو انّ فتوش له أهميته وحيثيته في الوضع الاقليمي ومعادلاته (ضاحكاً)».

وعلى الرغم من الجفاء الذي يطبع العلاقة بين «حزب الله» و«التقدمي الاشتراكي» في هذه المرحلة، إلّا ان جنبلاط يدرك انه ما من مفر في نهاية المطاف من العودة الى تنشيط «المعادلة الذهبية» التي حققت «التعايش» بين الضاحية والمختارة، والمتمثلة في الاتفاق على «تنظيم الخلاف».

ويقول جنبلاط في هذا السياق: «سبق لنا أن اتفقنا على تنظيم الخلاف واحترام كل طرف لخصوصيات الآخر، وأعتقد انه لا يوجد بديل من هذا الخيار الذي يجب أن نعيد تفعيله بعد تبادل التفسيرات والتوضيحات لمكامن الالتباس والتباين في الفترة السابقة».

وجنبلاط القلق على الوضع الاقتصادي ومنه، يقارب تحديات هذا الملف من زاوية «اشتراكية» تدفعه الى طلب تحييد الناس عن التدابير العلاجية القاسية التي يجري التحضير لها، رافضاً أن تشمل سياسة شدّ الأحزمة والتقشف المالي موظفي القطاع العام.

وعندما يُسأل عن رأيه في كلام الوزير جبران باسيل الذي دعا الموظفين الى أن يقبلوا باحتمال تخفيض معاشاتهم «وإلّا لن يبقى معاش لأحد»، يعتبر جنبلاط انّ ما يدعو اليه باسيل يشكل خطوة ناقصة، لافتاً الى «انّ هناك مرافق كثيرة تنطوي على هدر وفساد يمكن الاقتراب منها لتخفيف إنفاق الدولة، من دون ان يجري تدفيع هذه الفئة من الناس ثمن الاصلاح ومكافحة الفساد». ويتابع بحزم: «عندنا مئة محل يمكن ندق فيها، إلّا رواتب هؤلاء الموظفين».

 

السياسيون في مربّع الـــمحرّمات... بداية «النق»

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الاثنين 15 نيسان 2019ا

عشية «الكشف» عن تفاصيل مشروع الموازنة مع وضعها على جدول أعمال مجلس الوزراء للبدء في مناقشتها، والتي فرضت الأزمة الاقتصادية «مسارها الفِقَري»، تستعدّ القوى السياسية لتكريس «الانقلاب» في خطابها السياسي، مع قرعها طبول «الانهيار» الاقتصادي. وضِعت «أحلام» المشاريع الكبرى والدفق المالي جانباً، وحان زمن «العوز الرسمي». صار جلياً، أنّ الطبقة الحاكمة بكل تفرعاتها، تحاذر مواجهة هذا الواقع الأليم وتحاول الهروب قدر الإمكان إلى الأمام، ولكنها باتت تسير على الحافة. إما التخلّي عن «قفازات» تحوير الحقائق وإما الغرق في المديونية. خلال الأسبوع المنصرم، تناوب رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل على إطلاق الجرعات التمهيدية لما ستُقدم عليه الحكومة في سياستها المالية. بداية، إستحضر الحريري نموذج اليونان بما حمل من تجربة مؤلمة في حق المالية العامة لهذه الدولة الأوروبية التي وقعت عام 2010 في أزمة ديونها، ما اضطرها إلى اتّخاذ سلسلة إجراءات قاسية للحدّ من تدهور الوضع بعدما لامست الانهيار. واستهدفت الإجراءات الحكومية، بغية كبح جماح عجز الموازنة، خفض إجمالي النفقات العامة على الأجور والرواتب عبر تجميد رواتب الموظفين الحكوميين وتقليص مكافآت العمل الإضافي وبدلات السفر. وعلى رغم من أنّ جولة زعيم تيار «المستقبل» في مربع المقعد الشاغر، تقتضي أن يغدق الوعود على الناخبين لتشجيعهم على المشاركة في الاستحقاق الفرعي «البارد» نتيجة انكفاء المقترعين و«قرفهم»، إلّا أنّه لم يتمكن من الهروب من «شبح» الموازنة الذي سيطل برأسه قريباً، حاسماً هويته التقشفية، مطمئناً في المقابل الى أنّ «بنود السلخ» لن تطاول المواطنين.

لم يكن سهلاً على الحريري أن يتوجّه إلى أهالي الطرابلس الناقمين، كما غيرهم من اللبنانيين، على الوضع السائد، بخطاب متشائم مجبول بالإشارات التحذيرية ممّا ستقدم عليه الحكومة. حاول التحايل على الواقع من خلال الإيجاء أنّ ربيعاً مزهراً سيلي الشتاء المرتقب.

ولكن بعد ساعات من جولته الطرابلسية كان باسيل يتحدث بالفم الملآن ما عجز رئيس الحكومة عن البوح به في شأن القرارات الصعبة التي لن توفر أيَّ فرد من أثمانها الباهظة: «إذا لم يحصل الخفض الموقت فلن يبقى معاش لأحد، ويجب على الموظفين أن يقبلوا بخفض معاشاتهم».

بقّ رئيس «التيار الوطني الحر» البحصة: «الأحكام التقشفية لن تعفي سلسلة الرتب والرواتب من «مقصّها». الأخير ليس مضطراً لاعتماد «لسان المسايرة» طالما أن لا استحقاق شعبياً أمامه قد يدفعه إلى تجميل تعابيره أو أفكاره. أصلاً القوى السياسية لم تعد تملك ترف «التشاطر» على الناس وعليها قول الأمور كما هي وإلّا سيغرق المركب بمَن فيه. ومع ذلك، في اعتقاد باسيل أنّ بقية الأطراف السياسية تهرب من مواجهة الرأي العام بالحقيقة المرة، وتفضل لعب دور البطولة، كما حصل في ملف الكهرباء، الذي صار له أباء كثيرون، أما الأزمة المالية فـ«لقيطة» لن تجد مَن يتبنّى قراراتها الملتهبة.

بدوره، لم يشذ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن القاعدة، والتحق بمركب «النق» حيث اعتبر مساء أمس أنّ «كل الجهود ستوضع من أجل وضع الموازنة وخفض الإنفاق، وهذه الفرصة قد تكون الأخيرة من أجل الانطلاق نحو طمأنة اللبنانيين ووضع الأمور في سياقها الطبيعي».

إذاً، ستواجه الطبقة السياسية معركة دخول «منطقة المحرمات». ستضطر الى مكاشفة الرأي العام حتى ولو على دفعات. هكذا، تقرّ مصادر «التيار الوطني الحر» في «أنّنا على وشك الانتقال إلى مرحلة جديدة، لكنها لن تكون في الضرورة على حساب الطبقات المتوسطة والفقيرة».

وتؤكد «أنّ «التيار» لن يتبنّى طروحات الاقتصاص من رواتب الموظفين، ولو أنّ فريقاً سياسياً أساسياً يروّج لهذا الأمر»، مشيرة إلى «أنّ أقصى ما يمكن فعله في هذا السياق هو خفض نسبة بعض البدلات التي يتلقاها الموظفون، لكنّ أساس الراتب خطٌّ أحمر لن يُمسّ به».

 

الحرب اللبنانية: هل تكفي الذكرى والعبرة؟!

 سناء الجاك/النهار/15 نيسان 2019 

عندما لبّيتُ دعوة الصديق جمال سعيدي إلى معرض نظّمته نقابة المصورين الصحافيين في لبنان تحت عنوان "ذكرى وعبرة"، كنت ألبّي نداء الذاكرة لأفتش عن منبت الرحلة التي لا يزال لبنان يتوه في مجاهلها من دون أن يصل إلى محطته الأخيرة ليستقر ويستكين. دفعني إلى تلبية الدعوة، الحافز الكامن للتفتيش عن مبنى بيتي الذي انتقلتُ إليه بحكم الزواج، لعلي أجده معلقاً على جدران "بيت بيروت" في السوديكو. سألتُ عن صور "الرينع"، أي جسر فؤاد شهاب، الذي قضم جزءاً من شرفة المبنى عندما أنشئ ليربط شرق بيروت بغربها، وحوّل الدخول إلى "البلد"، أي الوسط التجاري، مروراً بحي العازارية، عبر درج. صحيح أن الاحداث الأولى للحرب اندلعت بين عين الرمانة والشياح، لكن القنص الذي قطع "الرينغ"، كان الخطوة الأولى لعزل الوسط تمهيداً لقتله. وهذا ما حصل. حينذاك، كانت الألوان بالأسود والأبيض، وكذلك القيم والمفاهيم وحِدَّة النزاعات بين "الثوار" التقدمين و"الانعزاليين" اليمينيين. وكان صوت الراحل شريف الأخوي أهمّ من وسائل الاتصال الاجتماعي، وأصدق منها، به نستعين لنعرف كيف ننجو من الرصاص والقذائف وحواجز الخطف على الهوية التي تلت الرصاصة الأولى.في معرض "ذكرى وعبرة"، عثرتُ على بيتي الذي يطل على "الرينغ"، وما أدراكم ما "الرينغ"! منطقة مكشوفة لمصيدة القناص، يختار ضحاياه من الانتحاريين العابرين، وكنت الشاهدة الخائفة في الحي الذي اختصر تطورات الحرب وصولاً إلى ما هو عليه اليوم. بغفلة أو بوعي، كان السيناريو يرتسم تحت الدرج، بمقاتلين من الوافدين عليه بعد التهجير المنهجي لأهله الأصليين، من مسيحيين ومسلمين.

طبقة المقاتلين نمت من بعض مناصري منظمة التحرير الفلسطينية في البداية، ومع موجات التهجير المتبادلة بين الشرقية والغربية، حلّ في الحيّ مهجّرو النبعة والكرنتينا، واحتلوا البيوت التي هرب منها ملاّكها. بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، خلع مناصرو أبو عمار كوفياتهم، وانخرطوا في الميليشيات التي تولّت استكمال جولات الحرب بالعناوين الجديدة التي طرأت عليها. المهجّرون انخرطوا في صفوف الميليشيات، وتمددوا إلى بيوت مَن لم يتهجروا، وأرغموهم على النزوح.

في الجهة الأخرى من "الرينع"، كان مقاتلو الشرقية بدورهم، ينتقلون من ولاء إلى ولاء، وأيضاً كانوا في معظمهم من مهجّري الدامور والجبل، وغيرها من المناطق، وهم أيضاً احتلّوا بيوت الآخرين، وتساووا مع الضفة المقابلة من المتاريس في أدائهم ومصالحهم الصغيرة التي خدمت مصالح الكبار.

بعد اتفاق الطائف، حظي مهجّرو الحيّ بالنسبة الكبرى من تعويضات مشروع "سوليدير"، على حساب المالكين الأصليين، في حين حظي قادتهم بالسيطرة على لبنان، ولا يزالون. من يغفل ما تحمله صور المعرض من سرد سياسي، لن يستطيع ان يفهم كيف يمكن اللعب بمصير بلد خدمةً لمخططات أكبر منه. ليس كافياً أن يقتصر دورها على العبرة، بأن "تنذكر ولا تنعاد". لعل وظيفتها أن تتحول بدورها إلى "رينغ"، يصل أسود الصور وأبيضها، بكل هذه الألوان المتداخلة والقاتمة المخيمة على دائرة الرؤية لما حصل بعد الطائف وبعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبعد الحرب السورية وبعد إمساك محور الممانعة بمفاصل الخراب في الإقليم.

صور المعرض تحكي بصوت عالٍ عن "البروفة" اللبنانية، التي انتقلت إلى الدول العربية من العراق واليمن وسوريا إلى مصر وليبيا والجرائر وتونس والسودان. وهي لن تنتهي على ما يبدو. صحيح أن حدود الجبهات والمتاريس في لبنان انحسرت وحُصِرَت بما تتطلبه كل محطة من محطات الحرب التي لم تنته فصولها إلى اليوم، في حين فتحت أبواب الجحيم في الدول التي تبحث شعوبها عن السيادة والكرامة ولقمة الخبز. لكن الصحيح أيضاً ان ما صُنع في لبنان، تحوّل الى سلعة رائجة، لها زبائنها وتجارها الكبار والصغار، من القوى الدولية إلى القوى الإقليمية. فالحرب اللبنانية التي بدأت تقدمية ضد الانعزالية، أو لبنانية سيادية ضد البندقية الفلسطينية، انتهت مذهبية، وعقدت طائفها على حصص الطوائف. وبنت تسويتها على غبن أو مكاسب لهذه الطوائف. الربيع العربي الذي بدأ ثورة سلمية، تحول إلى حروب دموية باسم الدين. ولا تزال الرحلة مستمرة. العبرة لا تقتصر على وقف الحرب، لكن على طريقة بناء الوطن بعد هذه الحرب، بكل دمارها ومفقوديها وشهدائها وقادة ميليشياتها الذين تولّوا قابضين على مصيرنا، وكلٌّ منهم يعتبر نفسه البطل والضحية. وكلٌّ منهم لا يستغني عن وجود الآخر ليكتمل به حضوره ونفوذه. أما البيت الذي نبشتُ صورته من على جدران مبنى السوديكو المنخور برصاص المحاور، فقد تحوّل موقفاً في مشروع "سوليدير"، في حين بقي "الرينغ" يصل شرق بيروت بغربها، أو يفصل بينهما، وبقي شباب "الخندق الغميق" حاضرين ليقطعوه بالدواليب المحترقة عندما يشير إليهم قادة ميلشياتهم بذلك.

 

الانتخابات الإسرائيلية ومسار تقويض حلم الدولة الفلسطينية

سام منسى/الشرق الأوسط/15 نيسان/19 

 .بات مملاً الحديث عن الهدايا التي تلقاها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، من واشنطن وموسكو، سواء الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو الاعتراف بضمها لهضبة الجولان السورية أو تسليم رفات الجندي الإسرائيلي قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات.

لا شك أن هذه الهدايا ساعدت في فوز نتنياهو على منافسه بيني غانتس، لكن العامل الأهم يبقى مبلغ القوة التي وصل إليها اليمين الإسرائيلي ودوره المتصاعد في الحياة السياسية في إسرائيل، مقابل التراجع المستمر لليسار منذ عام 2001 حتى بات تهمة يلصقها نتنياهو بالصحافة، متناسياً أن معظم قادة إسرائيل يساريون، من بن غوريون وغولدا مائير إلى رابين وبيريز. فعلى الرغم من أن نتنياهو معرَّض للإدانة في ثلاث قضايا على خلفية الكسب غير المشروع، فقد صوّتت له غالبية الإسرائيليين، وهي غالبية نسبية وفقاً لقانون الانتخابات النسبي. لكنه لن يتمكن من تأليف حكومة جديدة إلا ضمن ائتلاف مع الأحزاب اليمينية المتدينة مع ما قد يستتبع ذلك من وعود يقدمها لها تقطُّر إسرائيل نحو مزيد من التطرف وقضمٍ للأراضي الفلسطينية. ما تبعات نتائج هذه الانتخابات على المأساة الفلسطينية المستمرة منذ أكثر من سبعين عاماً، والتي لم يسبق أن تراجعت حظوظ تسويتها أكثر منه اليوم؟

القدس تتعرض للتهويد واعترفت بها واشنطن عاصمةً لإسرائيل.

الجولان، اعترفت به إدارة ترمب جزءاً من إسرائيل، ويبقى مصير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ضبابياً مع اعتبار إسرائيل أنهما امتداد للجولان المحتل.

أما الأراضي الفلسطينية المحتلة، فمن المتوقع أن يعوّل نتنياهو على الرفض الفلسطيني لصفقة العصر ليأخذ الضوء الأخضر من ترمب خلال ما تبقى له من ولايته لضم بعض المستوطنات الرئيسة، قاضياً بذلك على حل الدولتين. يضاف إلى ذلك احتضان لافت لنتنياهو من الرئيس الأميركي ودخوله إلى البيت الأبيض كما الداخل إلى بيته، وصفقات ذات مردود عالٍ يعقدها مع الهند والبرازيل، واقتناصه الخطر الإيراني للتواصل مع بعض العرب. في المقابل، يجد العالم العربي نفسه عاجزاً عن مواجهة هذه الوقائع غير المسبوقة، والتي تترسخ يوماً بعد يوم كحقائق ثابتة على الأرض، وهو يعيش أصعب وأدق مرحلة في تاريخه الحديث: تفكك الكيانات والحدود، وانهيار الأنظمة السياسية، وتدهور اقتصادي واجتماعي.

الأسوأ هو أنه حتى عندما كان العالم العربي أحسن حالاً، لم يكن أداؤه كما أداء الفصائل الفلسطينية أفضل إزاء النزاع العربي الإسرائيلي. فبدل العمل بمبدأ «خذ وطالب أكثر»، عمل بمبدأ «ارفض واخسر أكثر»، في مواقف تميزت بشعارات أظهر التاريخ أنها فارغة، كدحر إسرائيل إلى البحر، ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة، واللاءات الثلاثة (لا صلح، لا مفاوضات، لا اعتراف). أضف إلى ذلك الدور السلبي الذي لعبته جبهات وقوى على غرار جبهة الصمود والتصدي ومحور الممانعة، ومحاولات التذاكي التي مارستها قوى فلسطينية بعد اتفاق أوسلو والعودة إلى الضفة الغربية وغزة والتي أدت بين ما أدت إليه إلى عسكرة انتفاضة الحجارة وخيار العمليات الانتحارية، وحرب مستعرة بين «حماس» والسلطة الفلسطينية. ولا ننسى استغلال معظم الأنظمة العربية للقضية الفلسطينية في الداخل واتخاذها مبرراً لاستبداده وفشله في تحقيق التنمية، حتى قال أحدهم: «لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان الحكام العرب اخترعوها ليستخدموها شماعة يعلقون عليها فشلهم». ونستذكر أيضاً مسلسل العلاقات الدامية بين الفصائل الفلسطينية، كما بينها وبعض الدول العربية لا سيما في الأردن ولبنان، حيث تحولت منظمة التحرير إلى دولة داخل دولة؛ فكان أيلول الأسود في الأردن، وكانت الحرب الأهلية في لبنان، فضيّعت الفصائل بوصلة «نضالها» بتوجيه البندقية إلى صدور الأشقاء وإلى صدور بعضها.

إسرائيل دولة غاصبة، وحق الفلسطينيين في أرضهم حق لا جدل عليه. إنما الواقع العربي يجعل التفكير بالمسؤولية في تقويض حلم الدولة الفلسطينية أمراً مشروعاً وواجباً قومياً وأخلاقياً. العنوان الرئيس للأداء العربي والفلسطيني ومنذ قرار تقسيم فلسطين عام 1947، مروراً بكل محطات المواجهة العسكرية والسياسية، هو إضاعة الفرص والتمسك بسياسة لم تحد قيد أنملة عن خشبيتها، ما سمح للكيان الغاصب بأن يمعن في اعتداءاته محولاً قضمه للأراضي إلى أمر واقع يبني عليه لقضم جديد، ضارباً عرض الحائط بمبدأ «الأرض مقابل السلام» الذي شكّل إطاراً ناجحاً لاتفاقيات السلام الإسرائيلية مع مصر والأردن، كما اعتمدته مبادرة السلام العربية التي أُطلقت عام 2002.

هذا الأداء السيئ أسهم في تقويض جميع مبادرات السلام التي طُرحت منذ أكثر من 50 عاماً، حتى وصلنا اليوم إلى ما تُسمى «صفقة العصر»، وهي صفقة عربية - إسرائيلية أكثر منها صفقة فلسطينية - إسرائيلية، تأخذ بعين الاعتبار حقوق شعب طُرد من أرضه ووطن سُلب من أهله. وأسهم أيضاً في تسلل إيران لملء الفراغ العربي والفلسطيني، فتمددت في المنطقة من باب حمل لواء المقاومة ضد إسرائيل مع كل ما استتبع ذلك من إيقاظ لمارد النزاع السني - الشيعي كما لشيطان التشدد الإسلامي العنيف في شقيه السني والشيعي. ومع طموحاتها التوسعية والنووية، حوّلت طهران انتباه العالمين الغربي والعربي عن القضية الفلسطينية ليصبح خطرها الشغل الشاغل للمجتمع الدولي برمته.

المحصلة النهائية تدفع بالمراقب إلى ترجيح الانطباع بأنْ لا غلبة للساعين عن حق وبصدق إلى تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية في ظل الوقائع الآتية:

- انقسام فلسطيني - فلسطيني حاد، وسط انشغال «حماس» في غزة بكيان إسلامي لن تُكتب له الحياة وهو محاصَر بمصر المشغولة بالإخوان المسلمين وبإسرائيل الموجسة، وطاقم حكم في الضفة ضعيف وواهن.

- أكثر من نصف العالم العربي مشغول بمشكلات داخلية وحروب ونزاعات أدت إلى تراجع الهمّ الفلسطيني، ليس فقط في أجندات الأنظمة إنما أيضاً في وجدان الشعوب العربية، بينما النصف الثاني مشغول بمواجهة التمدد الإيراني في أكثر من منطقة في الإقليم.

- إسرائيلياً، اليسار ضعيف واليمين قوي، وهموم نصف المجتمع الإسرائيلي معيشية ولا يأبه بالشأن الفلسطيني، بينما النصف الآخر يتوجس من الخطر الوجودي الذي تمثله إيران لا سيما مع اقترابها من حدود إسرائيل.

- واقع أوروبي غير مسبوق في ميله إلى اليمين وسط خوف على الهوية من موجات اللاجئين وتوجس من الإرهاب ووهن اقتصادي.

- غياب التعقل والحكمة عن شاغل البيت الأبيض، يقابله رئيس روسي جامح في طموحه إلى إعادة بلاده إلى قلب السياسة الدولية.

- جامعة عربية ومجلس أمن لا حول لهما ولا قوة.

يبدو أن حظوظ خطاب أو أداء عربي وفلسطيني جديد واعد من خارج خطاب الصمود والتصدي والممانعة باتت شبه معدومة في ظل عالم عربي متغيّر، كما حظوظ سياسة إسرائيلية رصينة ومتوازنة، لأنه كما كتبت سيما كدلون في صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «إذا فاز نتنياهو فإن إسرائيل لن تكون الدولة التي تعرفها». الأسوأ أن واشنطن المعوَّل عليها، هي الأخرى أسيرة يمين متحيز وغير راغب في لعب الدور المناط بها بتقديم ومتابعة تسويات واقعية وعادلة. يبقى أن ننتظر ما سيسقط على رؤوسنا عندما يفتح ترمب صندوق بندورا: صفقة العصر.

 

نتنياهو وشركاؤه... فوز غير كافٍ

حنا صالح/الشرق الأوسط/15 نيسان/19

مع 35 نائباً حازوا أكثر من مليون صوت، حقّق نتنياهو، رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، فوزاً صريحاً في الانتخابات الإسرائيلية، وبات في أفضل موقع لتأليف حكومة جديدة ذات سمات يمينية متطرفة، ستكون الخامسة على التوالي برئاسته، وتضم إلى «الليكود» حلفاءه من اليمين الديني المتطرف، الذين فازوا معاً بأغلبية 64 نائباً، من أصل 120 هم مجموع أعضاء الكنيست. راهن نتنياهو على الانتخابات المسبقة. صعّد الفحيح العنصري ضد الفلسطينيين ومنظمة التحرير الفلسطينية، فنجح في اجتذاب مزيد من المتطرفين، ومَنحه الخارج أوراقاً استثنائية، عندما تجند الأضداد لدعم معركته.

يُقال إن رهان الخارج، والأميركي على وجه التحديد، كبير جداً على دوره اللاحق، فيما أبرز أولوياته الفرار من التهم التي تلاحقه بالفساد. ولأنه يخشى موعد العاشر من يوليو (تموز) الذي حدده القضاء لقراءة أخيرة لاتهامات الفساد ضده، قد يذهب إلى محاولة تمرير قانون في الكنيست لإعادة الحصانة البرلمانية التلقائية، التي سبق للكنيست أن رفعها في العام 2005، بما يمنع النائب العام الإسرائيلي من ملاحقته. إنها أولوية أولوياته، لأنه إضافة إلى 4 تهم بتقاضي الرشوة، فُتح مؤخراً ملف على صلة بالوضع العسكري والأمني، وتمثل في شراء غواصة إضافية من ألمانيا لم يطلبها الجيش الإسرائيلي لعدم القدرة على استيعابها، وقيل إن الرشوة بلغت آنذاك ملايين الدولارات.

عموماً، كشفت نتائج الانتخابات عن اتساع التطرف في الأوساط اليهودية، وتراجع كبير في دور كتلة وسط اليسار، فحزب العمل مع 6 نواب، وحركة «ميريتس» مع 5 نواب، دخلا مرحلة التلاشي، وحصل «أزرق – أبيض» حزب الجنرالات بقيادة غانتس - ليبيد على 35 نائباً. قوة لا يستهان بها. ما يعني أكثر من مليون ناخب، هم بأكثريتهم من المناطق المدنية - الصناعية، كتل أبيب وضواحيها، ويجب ألا يُعد الأمر كحاصل تجميع الوسط مع أوساط يسارية إسرائيلية، فهذا الحزب الحديث شكّل ظاهرة في إسرائيل، لكن الدعم الخارجي بأضلاعه الأربعة لنتنياهو حال دون تمكنه من حسم الانتخابات. الدعم الرباعي هو العنصر الذي حسم نتيجة التصويت، التي ستضع على الرف مجرد احتمال البحث عن تسوية حد أدنى للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ودون أدنى شك لكل جهة ممن تقاطعوا على دعم نتنياهو، رؤيتها ومصالحها. الطرف الأول الداعم لنتنياهو هو الطرف الأميركي، فبعد قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، شرّع الرئيس ترمب الاحتلال الإسرائيلي للجولان ضارباً عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن الدولي، وكل منحى المفاوضات، الذي كرسته قمة بيروت العربية 2002 «الأرض مقابل السلام»، وتريد واشنطن من نهجها هذا إحداث وقائع على الأرض، قبل طرح مشروعها المعروف بـ«صفقة القرن»، التي قال عنها نتنياهو، لا أعرف التفاصيل، لكنني أعرف ماذا أبلغت الأميركيين، وهو أن إسرائيل لن تخلي أي مستوطنة، ما يعني ضم الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية للكيان الصهيوني!!

الطرف الثاني هو الطرف الروسي، فموسكو التي تدعم علناً كل القوى الشعبوية في أوروبا، جاهرت بدعم نتنياهو، وهي إلى جانب التنسيق العسكري في سوريا، توجت هذا الدعم عشية الانتخابات باحتفال ومراسم عسكرية كبيرة، أقيمت لتسليم إسرائيل رفات جندي إسرائيلي قُتِلَ عام 1982 في معركة السلطان يعقوب، ما كشف دور محور الممانعة، وخاصة النظام السوري، في إتمام هذه العملية. تراهن موسكو على تل أبيب في توفير قناة اتصال مع واشنطن، عبر خدمات لوبي يهودي يحرك خيوط مافيا شديدة التأثير في أميركا وخارجها. بدوره، هاجس النظام السوري الوحيد هو الاستمرار، وهنا مصالح إسرائيل ورقة رابحة. أما باقي محور الممانعة فيشكل وجود نتنياهو كمعتدٍ عنصري الزريعة لتأبيد هيمنته على المنطقة. الطرف الثالث «حماس»، ففي حمأة الانتخابات جرى بـ«الغلط» كما قيل إطلاق صاروخين باتجاه تل أبيب، ما وفّر لنتنياهو الفرصة عبر سفك الدم الفلسطيني، لتقديم نفسه للناخبين في إسرائيل على أنه رجل الأمن رقم واحد. هدية «حماس» المدعومة من طهران، والتي تتلقى الأموال القطرية نقداً عبر مكتب نتنياهو، ردّ الأخير عليها بأجمل منها، عندما أعلن أن لا دولة فلسطينية في الضفة والقطاع، وأن تل أبيب لن تسمح للسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس بالسيطرة على غزة!!

الطرف الرابع قطر، وهي عبر شراء الضمائر نجحت من خلال عزمي بشارة النجم الموثوق في الديوان القطري، في تفتيت القائمة العربية الموحدة، ودفعت أتباعها في «التجمع» (عزمي بشارة رئيسه السابق) و«الحركة الإسلامية» إلى شق «القائمة الموحدة»، فتدنت نسبة المقترعين العرب إلى ما دون 50 في المائة، وخسر التمثيل العربي مبدئياً 3 نواب، وربما تزيد الخسارة مع انتهاء فرز أصوات الجنود، فيما الوحدة كانت ستكسبهم نائبين، وستساهم في قطع الطريق على نتنياهو. إنه الدور القطري المفضوح في دعم المخطط الصهيوني وإضعاف السلطة الفلسطينية، وقد دخل طوراً جديداً.

انتهت الانتخابات الإسرائيلية بفوز صريح لنتنياهو، لكنه غير كافٍ، من جهة اشتراطات ليبرمان وضع برنامج لتصفية «حماس»، ومن جهة ثانية وجود معارضة متراصة، لذا لن يكون سهلاً على نتنياهو تمرير قانون جديد يمنع عنه المحاكمة، وهو في السلطة، وقد يشهد النصف الثاني من العام الحالي توجيه اتهام علني له بالفساد والرشوة، وسيبدأ الإعداد لانتخابات مسبقة، لكن هذا الوقت سيكون كافياً لطي أي مشروع لتسوية سياسية، لأنه لا ظروف مواتية لتسديد ثمن التسوية. بالمقابل، سيشتد الحصار على منظمة التحرير، ويستمر الاستثمار في «حماس» مسألة أساسية، وتتالى موجات التعصب والتطرف الديني.

 

انعطافة إستراتيجية عميقة بين الرياض ـ بغداد

إميل أمين/الشرق الأوسط/16 نيسان/19

يمكن وصف المبادرات السعودية الأخيرة ناحية العراق الشقيق بأنها، وعن حق، انعطافة إستراتيجية عميقة، تؤكد وضوح الرؤية لدى صانع القرار في المملكة، والعزم على بلورة منهج ضبط المسافات في الأوقات القيمة ما بين الرياض، وبقية عواصم العالم، لا سيما العربية القريبة جغرافياً، والوثيقة واللصيقة الصلة ديموغرافياً، وحيث روابط الدم والإخوة، الدين والثقافة، عاصم في زمن العواصف. زيارة الوفد السعودي إلى العراق الأيام القليلة المنصرمة، وبمزيج فريد من وزارة التجارة والاستثمار من جهة، والثقافة من جهة ثانية، يبين ما أشرنا إليه أكثر من مرة، عن حالة نهضة فكرية سعودية، نهضة تدرك الحاجات العصرانية للسياسات الدولية، إذ لم تعد القضايا أمنية أو عسكرية فقط، بل بات البعد الاقتصادي، وكذا الاجتماعي، عطفاً على عوامل الموروث التاريخي، جميعها فاعلة في إعادة تشكيل الهويات اللزجة والمتغيرة، في عالم جيوبوليتيكي متغير وسريع.

حين تجري المقادير بافتتاج قنصلية سعودية جديدة في بغداد، فإن حساب الحصاد الأولي يعني بناء جسر جديد بين عاصمة الرشيد والمملكة، جسر إنساني من اتجاهين كما وصفه وزير التجارة والاستثمار السعودي ماجد القصبي، يعزز العلاقات بين البلدين، ويسهل التعامل الحياتي على كافة الأصعدة.

يلفت الانتباه في زيارة الوفد السعودي الذكاء الاجتماعي في مصاحبة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، الذي بات حقاً وقولاً أحد محركات الوعي السعودي المتجدد في الآونة الأخيرة، للوفد الاقتصادي، وكأنهما جناحان لا بد لهما من أجل مستقبل علاقات سعودية عراقية تستنهض من الماضي التليد مآثره، وكلماته خلال زيارته لشارع المتنبي عن العراق و«الحضارات التي لها قصة لم ترو»، يشبع ولا شك حاجات الشوفينية الإيجابية إن جاز القول عند الإخوة العراقيين، ويعيد إليهم ثقتهم في أنفسهم بعد عقود طويلة من الاضمحلال، كاد الرماد يغطي فيها على دولة وشعب تتراكم تحت جلده حضارات خمس، وليس حضارة أحادية. الذين قدر لهم متابعة زيارة الوفد السعودي بنظرة تحليلية عميقة، أدركوا أن المملكة تذهب في طريق العراق ضمن إرادة عربية واسعة لاستعادته مرة أخرى إلى الأحضان العربية، والسعودية لا تلعب على المتناقضات الطائفية، أو تغازل الأوتار العرقية المتباينة، ولم تكن يوماً مدفوعة بفلسفة المحاصصات الضيقة الأفق، التي تؤدي إلى التشارع والتنازع، وإنما رأينا وفداً يتوجه إلى العراق الدولة، وإلى الشعب العراقي، بمختلف أطيافه وأطرافه كتلة واحدة، والهدف المنشود هو بث المزيد من التشجيع والحماسة في صفوف العراقيين، من أجل الوصول إلى حالة الاستفاقة الكاملة والخلاص من الأسر الآيديولوجي والدوغمائي وحتى اللوجيستي، لقوى لا تحمل خيراً للعرب طوال التاريخ.

قبل زيارة الوفد السعودي إلى العراق بدا وكأن هناك صحوة عربية جهة العراق، فقد رأينا على سبيل المثال السيد عادل عبد المهدي رئيس وزراء العراق في مصر، وشاهدنا قمة مصرية أردنية عراقية، وقرأنا عن شراكات مستقبلية ترتسم في الأفق، لا سيما أن الحاجة الآنية تولد الكثير من الرغبات عند العرب لمزيد من التضامن المنشود والمفقود، فمن تجارة واقتصاد مشترك، وعراق يحتاح إلى إعادة بناء البنية التحتية، إلى أزمة لاجئين ومشردين، وإرهاب لا يظن أحد أنه اختفى مرة وإلى الأبد، بل ينتظر الفرصة ليعود من جديد بأقنعة مختلفة، تبقى الحاجة للقاء والحوار والجوار.

أدركت المملكة وبعمق أن كافة مربعات العلاقات التي تترك فارغة من الجانب العربي والخليجي في العراق، سوف تسعى إلى ملئها ثلاث قوى غير عربية، لا تقيم للمصالح العربية وزناً، ولا تحفل بها، ونحن نتكلم عن إيران وتركيا، وحتى إسرائيل التي لا توفر مؤخراً جهداً لإيجاد مداخل طروادية لكافة بقاع وأصقاع العالم، وهو إدراك جيد وفاعل يراعي واقع العراق القادم. لا يفوتنا أن نشير إلى تصريح أخير أطلقه المرشد الإيراني على خامنئي قبل أيام وغداة زيارة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى إيران، فقد انتقد التقارب السعودي – العراقي، معتبراً أنه لا يعكس حقيقة موقف الرياض من بغداد. لا تدهشنا تصريحات خامنئي ولا شهوات قلبه السلبية ناحية التقارب بين الإخوة في المحيط العربي، ولهذا لا يوفر أن يضع العصا في دواليب العلاقات التي وصفها الرئيس العراقي برهم صالح بأنها ذات جذور تاريخية، وتنمو وتتعزز باطراد، وبما ينسجم وتطلعات قادة وشعبي البلدين الشقيقين.

يحتاج العراق إلى الطوق العربي بأسرع ما يمكن لإنقاذه من الخناق الإيراني التركي الذي يحاول أن يقبض على رقبته، وبخاصة في ظل معطيات مرتبكة وملتبسة شرق أوسطياً، بعضها نتيجة طبيعية لأحداث عقدين من الانحدار العربي، والبعض الآخر إفرازات منطقية لمعطيات صراع شرق أوسط محتدم، ولا يعرف أحد إلى أين تمضي بوصلته. الانفتاح السعودي الأخير على العراق يفتح الأبواب واسعة، ويعبد طريق حلم إنتاج مشروع عربي جديد في المنطقة، بجناحيه التكامل الاقتصادي، ورؤية للدفاع العربي المشترك.

لا يتوجب على العرب انتظار «عودة غودو» العراقي، الذهاب إليه أرفع وأنفع في الحال دون الاستقبال.

 

نتنياهو الذي كان يوماً مرشح إيران

نديم قطيش/الشرق الأوسط/16 نيسان/19

لم يَفُتْ الكاميرات، يوم الدفن، تردد ليا رابين؛ قبل أن تصافح ببرودة شديدة زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو. بعدها ستقول أرملة رئيس الوزراء إسحاق رابين، للمذيع الأميركي تيد كوبل، إنها تفضل مصافحة ياسر عرفات على مصافحة نتنياهو. اغتيل رابين في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995، في ختام مظاهرة نظمها اليسار الإسرائيلي دعماً للسلام، الذي مضت على تتويجه بالاتفاق الشهير الموقّع في حديقة البيت الأبيض في عهد الرئيس بيل كلينتون وبالشراكة مع ياسر عرفات، سنتان ونيف. أعداء السلام كثر. هذا ما أشار إليه رابين في خطابه الأخير، مؤكداً وجود شركاء للسلام، قبل أن ترديه رصاصات اليميني يغال عمير. الاغتيال كان الشاهد الثاني على عمق الانقسام الفكري والسياسي والهويّاتي داخل المجتمع الإسرائيلي بعد جريمة الطبيب الإسرائيلي باروخ غولدشتاين، الذي نفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي بحق مصلي الفجر في شهر رمضان المصادف 25 فبراير (شباط) 1994.

كان نتنياهو أحد رموز اليمين الذي غازل أناساً مثل غولدشتاين، وتصدّر المظاهرات التي اغتالت رابين معنوياً قبل اغتياله جسدياً. في بعض هذه المظاهرات المضادة للسلام ورمزه الأبرز؛ رابين، حُملت نعوش بشكل ملبس؛ بين أن تكون كناية عن التحذير من موت الصهيونية، أو دعوة مضمرة لقتل رابين، كما حدث لاحقاً. من خلال هذا السياق الدقيق لتشكل ظاهرة نتنياهو، الذي سيفوز بالانتخابات الأولى بعد اغتيال رابين عام 1996، يكون نتنياهو وليد الحرب الأهلية الإسرائيلية وأزمة هوية إسرائيل، في لحظة كونية شكلت البدايات العميقة للانفجار الهويّاتي بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، واستفحال النيوليبرالية الثاتشرية والريغانية مع إفرازاتها الاقتصادية والاجتماعية المأزومة، وانتشار ثقافات التدين والسحر والشعوذة والهويات الفرعية وانتشار الوجبات الثقافية السريعة ككتاب صامويل هنتنغتون عن «صراع الحضارات» أو كتاب فرنسيس فوكوياما عن «نهاية التاريخ»!!

في مقابل شركاء السلام، كان هناك شركاء الصراع الهويّاتي، الذين يلتقون على إدامة الصراع ويتحالفون على توفير أسبابه. كان السلام مخيفاً، والحاجة للأعداء حاسمة لتوكيد هوية الذات. في مقابل غولدشتاين كانت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» تصوتان بالعمليات الانتحارية ضد رابين وعرفات معاً! وكان السلام مخيفاً بمعنى الصراعات الإقليمية ومصالح الدول. وجدت إيران في حقل الهوية مادة خصبة للاستثمار وإدامة الصراع، ووجدت فرصة لتغذية الحرب الأهلية الفكرية والثقافية الإسرائيلية، بتوفير الأسباب لإنهاء معسكر السلام.

يمكن التأريخ للعمليات الانتحارية التي انتهجتها «حماس»، بعودة الشاب يحيى عياش إلى الضفة من منفاه القصير في مرج الزهور، في لبنان، مبعداً مع قادة من «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، ليتسلم قيادة «كتائب عز الدين القسام» في الضفة. بحسب كتاب مثير صدر مؤخراً لأبرز كتّاب التحقيقات الأمنية في الصحافة الإسرائيلية والدولية رونين بيرغمان، فإن عماد مغنية جنّد عياش ودربه على العمليات الانتحارية التي يعدّ مغنية مهندسها الأبرز منذ مطلع الثمانينات، في ظل غيابها بوصفها «تقنية» عن بقية التنظيمات المسلحة. شكلت جريمة غولدشتاين «السند الأخلاقي» لعياش ليفتتح عصراً جديداً من العمليات الانتحارية التي استهدفت كل شيء! في المقابل؛ أقنعت هذه العمليات حاخامات يهوداً بإصدار فتاوى بضرورة قتل رابين دفاعاً عن الصهيونية، وأقنعت يغال عمير بقتله. إنها حلقة مفرغة من تحالف التطرف، تبرر في داخلها أفعال كل طرف أفعال الآخر.

وصل نتنياهو إلى رئاسة الحكومة عام 1996 على جثة رابين وجثة مشروع السلام وجثث عشرات الإسرائيليين الذين أردتهم عمليات عياش، وجثث مئات الفلسطينيين الذين أرداهم مستوطنون. وفي كل هذه الرحلة صوتت إيران لصالح نتنياهو بالسيارات المفخخة، لأن خوفها من مشروع السلام ونجاحه، واحتمال تمدده باتجاه سوريا ولبنان، كان أكبر من خوفها من تبعات وصول اليمين المتطرف!

لكن الزمن دوار!

نتنياهو الذي كان مرشح إيران في عام 1996 صار كابوسها في انتخابات 2019، بسبب الحرب المباشرة التي يقودها ضدها في سوريا. ستثور ثائرة إيران والسائرين في فلكها إذا ما أشرنا إلى تقاطع المصالح بين نتنياهو اليوم، وعدد كبير من دول المنطقة؛ تحديداً بسبب السياسات الإيرانية العدوانية تجاه هذه الدول. وهو تقاطع لا يلغي التنافر الحاد مع سياسات نتنياهو في ملفات أخرى؛ أبرزها الملف الفلسطيني. سيثورون باعتبار أن نتنياهو عدو، وسيتناسون البراغماتية العقائدية التي اعتمدوها حين صوتوا له وأنهوا مرتكزات مشروع السلام وغذوا الانقلاب السياسي والأخلاقي في المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني؛ من غولدشتاين عام 1994، إلى انقلاب «حماس» في غزة عام 2007. تحصد إيران اليوم ما زرعت، وفي لحظة استنزاف كل عائدات البراغماتية العقائدية. عبر «إيران غيت» علمنا عن سر التعاملات التجارية المسلحة بين طهران وتل أبيب خلال الحرب الإيرانية - العراقية، وفي العراق وأفغانستان راقبنا التعاون الأميركي - الإيراني، وفي الحرب ضد «داعش» شاهدنا قاسم سليماني على الأرض في العراق وسوريا يتقاسم مع الطيران الأميركي مهمة طرد التنظيم المتطرف. الثابت الوحيد كان دوماً تسديد اللكمات للدول العربية ومصالحها والتلاعب بمجتمعاتها. اليوم يحكم إسرائيل من لا تريده طهران... ستكون صعبة دعوة الخصوم إلى ألا يستثمروا في اللحظة... في الحد الأدنى ألا يجلسوا ويتفرجوا على موسم حصاد ما زرعته إيران لهم وللمنطقة.

 

ليبيا: منطق «الغنيمة» وغياب الدولة

يوسف الديني/الشرق الأوسط/16 نيسان/19

ما يحدث في ليبيا يحيلنا إلى حقيقة واحدة، وهي أنها أصبحت منطقة التوتر الأولى على المستوى الأمني، وانبعاث التنظيمات الإرهابية، وفرضها قوتها على سلطة شكلانية ضعيفة، تعاني من أزمة اتخاذ القرار، وحسم الموقف، والقدرة على رؤية مصلحة البلاد والعباد، بعيداً عن إملاءات خارجية مؤدلجة من حلف رعاية الأزمات، بقيادة قطر (القناة) وتركيا ودول أخرى تستثمر في الخرائب لتمرير أجندتها الإقليمية، في ظل حيرة وصمت وارتباك الموقف الدولي، خصوصاً المؤسسات الدولية التي لا يملك مبعوثها سوى محاولة إيجاد صيغة توافقية دون جدوى، بسبب تعنت الأطراف المستفيدة من بقاء حالة العنف.

ما لا تقوله القنوات التي تؤجج الحالة الليبية، ومنها قناة «الجزيرة» وحلفاؤها من المنصات الليبية التابعة للإسلام السياسي والتنظيمات المتطرفة، هو أن طرابلس منذ خمس سنوات لم تتوقف فيها حالة العنف والمناوشات بين التنظيمات المختلفة، قبل قرار الجنرال حفتر، فالأطراف التي تقف ضده اليوم كانت تتصارع على المصالح الاقتصادية بشكل لا يمكن أن يعبر عن حالة «دولة»، وهو الأمر الذي سعت دول الاعتدال للتحذير منه، وفي مقدمتهم السعودية والإمارات ومصر. وقد قامت الإمارات برعاية «اتفاق أبوظبي»، بهدف بناء مؤسسة عسكرية موحدة لليبيا، للحد من المناوشات والصراع المناطقي الضيق، وإيقاف ابتلاع المؤسسة السياسية لصالح التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، في محاولة لاختطاف المشهد السياسي. ورغم أن الاتفاق كان يسعى إلى بناء مؤسسة عسكرية تضمن الاستقرار، من دون حتى أن يكون على رأسها الجنرال حفتر، فإنه تم التنصل من هذا الاستحقاق الذي لا يمكن أن يقف النزاع الليبي الذي يقترب من حدود الحرب الأهلية من دونه. تسع سنوات تعيشها ليبيا من حالة اللاشرعية الموحدة، وعدم وجود مؤسسة أمنية عسكرية، مع تضخم الحالة السياسية والانقسام حول المصالح، وهي عكس الحالة تماماً في بلدان أخرى، حيث يتضخم حضور المؤسسة العسكرية، مع ضمور للحراك السياسي، وضعف للبدائل، وتكلس لأحزاب المعارضة، إلى الحد الذي جعل الشارع يؤسس للتغيير؛ وهو ما يعني دخول القارة الأفريقية إلى مرحلة جديدة من الصراعات المستقبلية بين شكلانية سياسية دون مؤسسة أمنية تضمن الاستقرار، كما هو الحال في ليبيا، في مقابل دول أخرى لا يمكن لأحزاب المعارضة التقليدية أن تقدم فيها الاستقرار من دون الجيش، رغم معارضات الشارع، كما هو الحال في الجزائر والسودان.

عودة إلى ليبيا، فإن الأزمة قابلة للانفجار، في حال تمكن تنظيمي «داعش» و«القاعدة» المتحالفين هناك من استغلال حالة الانقسام السياسي، والمناوشات بين الأطراف السياسية، بهدف الوصول إلى صيغة اتفاق ترعاها المؤسسات الدولية.

وقبل أسابيع، قام تنظيم «داعش» بالهجوم على بلدة الفقهاء، في منطقة الجفرة الجنوبية، وقطع الاتصالات عن المدينة، وأحرق المنازل، وقام بإعدام رئيس الحرس البلدي، وأطلق على هذه العملية الوحشية «الثأر من الشام». ومثل هذه الحادثة تكررت في المشهد الليبي عدة مرات على مدى الأعوام الماضية. وجزء من إشكالية المجتمع الدولي، بما فيه الدول الكبرى، هو أنه يعاني من الارتباك ذاته الذي يعود إلى مرحلة ما بعد الربيع العربي، حيث ثمة تباين كبير بين المواقف المعلنة والتدخلات على مستوى الاستخبارات والتقارير؛ بين شعارات دعم الاستقرار والشرعيات (ولو كانت شكلية) والهلع من اختطاف الحالة السياسية من قبل التيارات المتطرفة. هذا الارتباك هو ما نشهده أيضاً اليوم في تذبذب المواقف في الأزمة الليبية، إلا أن هذا الارتباك يقابله للأسف تمدد في حالة العنف، وانبعاث للتنظيمات المسلحة، وعلى رأسها «داعش» الذي سيستفيد من الوضع، في حال بقاء المناوشات، لا سيما أنها مرشحة للاستثمار، وبناء المعسكرات، واستقطاب المقاتلين من غرب أفريقيا، في المناطق الصحراوية الجنوبية، باعتبارها أكثر المناطق الخارجة عن سيطرة القانون، وهي المنطقة التي يمكن أن تكون ملاذاً آمناً لـ«القاعدة» في غرب أفريقيا، وحتى لجماعة «بوكو حرام»، والمقاتلين المنضوين تحت تنظيمات صغيرة من تشاد ومالي وباقي الدول الأفريقية.

الحديث عن الانتقال السلمي في ليبيا هو أقرب إلى الأمنيات الساذجة منه إلى الواقعية، في بلد شهد خلال سنوات مضت أكبر حالة تدفق للمقاتلين من كل مكان إلى الداخل الليبي، إضافة إلى عمليات السطو على مقدرات الدولة والمؤسسات العامة، وارتكان كثير من الشخصيات السياسية من الإسلام السياسي إلى التفكير في المكتسبات أكثر من بناء دولة اعتقد المراقبون أن تجربة التغيير فيها هي الأسهل بين كل حالات الربيع العربي، بسبب التجانس الديني والعرقي والثقافي، وقلة عدد السكان، دون أن يدركوا أن موارد ليبيا المالية كانت سبباً لتسلق الانتهازيين من الدول والتنظيمات والمؤسسات التي لم تتجاوز بعد منطق «الغنيمة»!

 

نهاية شهر العسل

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/16 نيسان/19

منذ أيام قليلة حدث توقف مفاجئ لبرامج التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار وشديدة الفعالية والتأثير «فيسبوك» و«واتساب» و«إنستغرام»، وشعر عدد غير بسيط من المستخدمين بإحساس يشبه «الشلل» في قدرة التواصل والمتابعة مع الغير، لأن الاعتماد أصبح شبه مطلق على هذه المواقع. وعادت المواقع لتعمل مجدداً، وإن بقي هذا العطل مبهماً وبلا تفسير لما حصل. واقع الأمر أن هناك «ردة» ضد هذه المواقع وغيرها بعد أكثر من موقف أثار ردود فعل غاضبة من الجماهير؛ خاصة بعد ظاهرة الأخبار الكاذبة التي ساهم في نشرها «فيسبوك»، واتهم بأنه ساعد الروس على التأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، وكذلك انتشار شريط الفيديو بأسلوب حي ومباشر على الهواء، الخاص بالحادث الإرهابي الذي حصل أثناء الاعتداء على المصلين في المسجدين بمدينة كرايستشيرتش في نيوزيلندا، وحوادث الانتحار وخطابات الكراهية والتطرف.

اليوم الحال تتبدل والأصوات الشعبية ترتفع لإخضاع هذه الشركات التقنية العملاقة إلى سلطة القانون وتحملها جزءاً رئيسياً من المسؤولية لما تحمله مواقعها. هذه الشركات التي كانت «سندريلا» قصص النجاح ومصدر الفخر والاعتزاز تعاني اليوم من مواقف شعبية ورسمية لم تألفها. منذ عشر سنوات حكمت محكمة إيطالية على ثلاثة تنفيذيين من شركة «غوغل» المالكة لموقع «يوتيوب» المؤثر بالسجن لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ، لأن السوق سمحت بنشر شريط فيديو لأحد المستخدمين عن طفل توحدي، وهو يتعرض لتنمر عنيف. اعتبر هذا الحكم خطوة استباقية ومتقدمة ونبوءة قانونية مبشرة لما هو آت.

في دفاعها عن نفسها تستخدم هذه المواقع عبارة أن حق الحرية مكفول، وأن أي تدخل منها هو مساس مباشر بحرية الرأي والكلمة، والذي يعتبر القاعدة الأساسية للفكر الليبرالي في الغرب. ولكن كما يجري بحثه واضح أن خطاب الكراهية والتطرف والجنس المتوحش والاتجار المسيء، استغل هذه القاعدة للترويج لغاياته بشكل يوضح عملياً فكرة أن «الغاية تبرر الوسيلة»، ولا يقتصر هذا التحول الجديد على مسألة قواعد النشر وحرياته وحدوده، ولكنه يصل إلى مسألة «حجم» الشركات ومناطق السيادة وخضوعها الضريبي.

هناك قناعات متزايدة لدى عدد غير بسيط من صناع القرار السياسي في الغرب بأن هذه الشركات كبرت بشكل خطير، وبحاجة لأن يتم تقسيمها وتفتيتها لحماية السوق والمنافسين من احتكارها ونفوذها، تماماً كما حصل مع غيرها في السابق. وهذا هو الاقتراح الذي تتبناه وتروج له بقوة نائبة الكونغرس الأميركي والمرشحة الرئاسية الحالية السيدة إليزابيث وارن. أضف إلى ذلك وجود قناعات كبيرة في بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي، وفي واشنطن أيضاً، بأن هذه الشركات لا تسدد حصتها «الحقيقية والعادلة» من الضرائب، وأنها تستغل عملها في العالم الافتراضي (خصوصاً «أمازون» وما تقوم به من تجارة إلكترونية) فتهرب من سداد الضرائب بعدالة وكفاءة كما يجب. على ما يبدو أن شهر العسل الطويل الذي تمتعت به هذه الشركات قد اقترب من النهاية، وقد يكون لذلك تبعات لافتة على صناعة ونماذج الأعمال تتبعها. القانون سيد الموقف والعدل أساس القانون. متى ما حصل انحراف عن الصالح العام لا بد من تدخل القانون لتحقيق العدل.

 

ماءُ العَسكر ولا دماءُ الثورة  

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 15 نيسان 2019

فيما الجيوشُ السودانيّةُ والجزائريةُ والليبيةُ تَبحثُ بين العسكرِ عن عسكريّين جُددٍ يَــتوَلَّون الأحكامَ ويُحطِّمُون انتفاضةَ شعوبِهم، كانت مركبةٌ فَضائيّةٌ إسرائيليّةٌ تَهبُط ـــــ ولو مُحطَّمةً ـــــ على سطحِ القمر. فارِقٌ كبيرٌ بين تحطيمِ الحجرِ وتحطيمِ البشَر، إلّا إذا كان العالمُ العربي لا يزالُ في العصرِ الحجَريّ.

وفارِقٌ كبيرٌ بين شعوبٍ وصلَت إلى القمرِ وأُخرى ما لَبِثَت في عهدِ الثُكُنات، إلّا إذا كانت الأخيرةُ ما فَتِئت بعيدةً عن الديمقراطيّةِ مسافةَ الأرضِ عن القمر.

بين الجزائرِ وليبيا والسودان تَتنقّلُ الشعوبُ من ثُكنةٍ إلى أخرى. تَغتَسِلُ بالماءِ ذاتِه فلا تَنظُف. تَخشى أنْ تُـغــيِّــرَ ماءَ العسكرِ فَتقعَ في دماءِ الثورة.

اغتيالُ «الربيعِ العربيِّ» في تونس ومصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن جَفَّلَ الشعوبَ العربيّةَ الأُخرى فخافَت أنْ تُصيبَها المآسي ذاتَها، فلم تُكمِل فصلَ «الربيعِ العربيِّ» الحقيقيّ. وأصلًا، من دونِ دعمٍ خارجيٍّ لا تَذهبُ الشعوبُ العربيّةُ أبعدَ من التظاهُرِ، وإلا واجَهت القمعَ حتى القتلِ الجماعيّ.

وإذا حَظِيَت بدعمٍ، فليست تَعرِفُ نيّتَه وجِدِّيتَه وصِدقَه وهدفَه النهائيّ. منذ سقوطِ السلطنةِ العُثمانيّةِ، تجاربُ الشعوبِ العربيّةِ مع الدعمِ الخارجيّ، غربيًّا كان أو شرقيًّا، لا تُشجِّع على طلبِ المزيد. وإذا صادَفَ أنْ أَخلصَت اليومَ دولةٌ أجنبيّةُ في دعمِ حركةِ تحريرٍ عربيّةٍ، تُسارع إسرائيلُ إلى حَرفِهِ نحو مساراتٍ أخرى.

مع أحداثِ الجزائرِ وليبيا والسودان تبدأُ الجولةُ الثانيةُ في مسارِ التغييرِ الجامِد في العالمِ العربيِّ الإسلاميّ. الجولةُ الأولى انطلقتَ أواخِرَ 2010 وبدايةَ 2011 بعدَ حروبٍ وثوراتٍ مُدمِّرةٍ في لبنانَ وإيرانَ والعراقِ وفِلسطين بين سنتي 1975 و 2003. وإذا كان باكرًا التنبّؤُ حولَ مصيرِ الجولةِ الثانيةِ وحتى مصيرِ الأولى، نوردُ خمسَ ملاحظاتٍ عامّة:

1) الجولتان الأولى والثانيةُ بدأتا من المغربِ العربيِّ/الأفريقيِّ بينما المستهدَفان كيانيًّا هما المشرقِ والخليج.

2) انفجَرت الجولةُ الأولى في ظلِّ أُحاديّةٍ أميركيّةٍ واندلعت الثانيةُ وسْطَ منافسةٍ أميركيّةٍ/روسيّة.

3) انطلقت الجولةُ الثانيةُ فيما الجولةُ الأولى لم تنتهِ بعدُ عسكريًّا ولا سياسيًّا، ما يؤكِّدُ وجودَ تصميمٍ دوليٍّ على تعميمِ الفوضى المتزامِنةِ في كلِّ العالمِ العربيّ.

4) لم تؤدِّ تحوّلاتُ الجولةِ الأولى إلى إحداثِ تغييرٍ إيجابيٍّ كنشرِ الديمقراطيّةِ وتقريرِ مصيرِ الشعوبِ المضْطَهَدة، لا بل انتشرَ الإرهابُ وزادَ القمعُ. ولا شيءَ يُشير إلى أنَّ نتائجَ الجولةِ الثانية ستكون أفضلَ مع أنَّ أحدَ أهدافِ التغييرِ في السودان هو الحؤولُ دونَ تمركزِ «القاعدةِ» و«داعش» هناك وفي القرنِ الأفريقيِّ على جوانبِ البحرِ الأحمر.

5) أَسفَرت أحداثُ الجولةِ الأولى عن نزوحِ الشعوبِ المشرقيّةِ في إطارِ عمليّةِ نقلٍ سُكّانيٍّ (ترانسفير)، بينما شعوبُ المغربِ العربيّ ـــ أقلَّهُ حتّى الآن ـــ حافَظت على وجودِها ولم تتعرَّض للتهجير.

رغمَ أنَّ واقعَ الجزائر وليبيا والسودان يَستلزمُ انتفاضةَ شعوبِها، نَشعُرُ بلمسةٍ عربيّةٍ وأميركيّةٍ، ونلاحِظُ الكسوفَ الأوروبيَّ عن المِنطقةِ المغربيّةِ. فالأحداثُ الجديدةُ تَتوالى فيما فرنسا مربَكةٌ بــــ«البِزّاتِ الصفراء»، وبريطانيا ضائعةٌ في الخروجِ من الاتّحادِ الأوروبيّ (البريكسِت)، وإيرانُ محاصَرةٌ بالعقوباتِ الأميركيّةِ والدوليّة، وروسيا ضالعةٌ في سوريا.

معالمُ الأحداثِ تُجيزُ تقديمَ الاستنتاجَين الأوّلَين:

1) ما يَجري في تلك المِنطقةِ هو أنَّ أميركا تـَحــيَّـنت انهماكَ الآخرَين في مشاكلِهم فبادَرت، مع حلفاءَ إقليميّين، إلى إقامةِ أحكامٍ صديقةٍ والسيطرةِ على مِنطقةٍ واعدةٍ استراتيجيًّا تحضيرًا لما يُدعى بـــ«صفقةِ العصر» المشكوكِ أساسًا في تنفيذِها.

2) الحدُّ الأدنى لتطوّرِ الأحداثِ في الدولِ الثلاثِ هو تعويمُ الأنظمةِ القائمةِ بأسماءَ جديدةٍ وإصلاحاتٍ محدودة. والحدُّ الوسَطيُّ هو حصولُ تسويةٍ بين دورِ الجيوشِ الحاكمةِ ومطالبِ الشعبِ، على أساسِ أنَّ جيوشَ هذه الدولِ هي ضامنةُ وِحدتِها منذ استقلالِها بُعيْدَ أواسطِ القرنِ الماضي.

أما الحدُّ الأقصى فهو أن تواصِلَ الشعوبُ المغربيّةُ انتفاضاتِها بُغيةَ تغييرٍ حقيقيٍّ في بُنى الأنظمةِ وطواقِمها السياسيّةِ مع ما يُرافق هذا الاتجاه من خطرِ «السَوْرَنة».

حاليًّا، تعيش الدولُ الثلاثُ في الحدِّ الوسطيِّ، لكنَّ انزلاقَها إلى الحدِّ الأقصى أو الرجوعَ إلى الحدِّ الأدنى يَبقيان في حيّزِ الممكن. الأمرُ يتعلّقُ بإرادةِ شعوبِها، بموقف الجيوشِ فيها، وبالمخطَّطاتِ الدوليّةِ حيالَها.

هذه العناصرُ الثلاثةُ مترابطةٌ لأنَّ لا قدرة لأيِّ عنصرٍ أنْ يذهبَ إلى نهايةِ مشاريعهِ من دونِ العنصرَين الآخَرَين.

إذا كان عنوانُ التحرّكِ في الجزائر هو تجديدَ دورِ الجيشِ من خلالِ شخصيّةٍ مدنيّةٍ جديدة، فعناوينُه في السودان وليبيا هي: إيجادُ محاورٍ قويٍّ ذي صدقيّةٍ، إبعادُ «الإخوان المسلمين» عن السلطة، والإتيانُ بحكم ٍعسكريٍّ/مدنيّ قريبٍ من مِصر ودولِ الخليج أكثرَ من قربِه إلى قطر وتركيا.

إن دولَ الخليجِ، وأميركا تاليًّا، تَحمِلُ مشروعًا أمنيًّا واستثماريًّا وإنمائيّا إلى السودان ودولِ منطقةِ البحرِ الأحمر عمومًا يقوم على إقامةِ قواعدَ عسكريّةٍ ومكافحةِ التطرِّفِ والإرهابِ من جهةٍ، وتوظيفِ رؤوسِ أموالٍ في البُنى التحتيّةِ لهذه المجتمعاتِ الفقيرةِ باقتصاداتِها والغنيّةِ بمواردِها من جهةٍ أُخرى (سنةَ 2018 عَيَّنت السعوديّةُ وزيرَ دولةٍ للشؤونِ الأفريقيّةِ والبحرِ الأحمر).

تجاهَ هذه التطوّراتِ الكبيرة، لا نَظُنَّنَ ـــ نحن اللبنانيّين ـــ أنَّ مِنطقةَ المغرِب بعيدةٌ منا. كلُّ ما يجري على ضفافِ بَحرَيْ الأبيض المتوسطِّ والأحمر والخليجِ العربيِّ الفارسيّ مترابِطٌ.

تحت شعارِ «النأي بالنفس» تَمكّنا، ولو بثمنٍ سياسيٍّ واقتصاديٍّ وديمغرافيٍّ باهِظ، من اجتيازِ الجولةِ الأولى من أحداثِ العالمِ العربيّ وحافظنا على نأيٍ نسبيٍّ واستقرارٍ مقبولٍ على حسابِ السيادةِ والاستقلال.

أما مع بَدءِ الجولةِ الثانية، فالوِحدةُ السياسيّةُ اللبنانيّةُ ضروريّةٌ أكثرَ من أيِّ وقتٍ مَضى لأنَّ المرحلةَ المقبلةَ هي مرحلةُ تظهيرِ التسويات المريبة. ولبنان، غالبا ما كان يَدفعُ ثمنَ تسوياتِ المِنطقةِ لا ثمنَ حروبِها فقط.

 

السودان ودروس الانقلابات والانتفاضات

غسان شربل/الشرق الأوسط/15 نيسان/19

إذا كانت ليبيا أضاعت أربعة عقود من عمرها في ظل العقيد معمر القذافي فإن السودان أضاع ثلاثة عقود في ظل الفريق عمر حسن البشير. ولا مبالغة في القول إن السودان، ومنذ استقلاله في 1956 أمضى عمره ضائعاً بين الجنرالات والانتفاضات حتى وصل منهكاً إلى التغيير الحالي. استنزف التعاقب بين الثورات والانقلابات موارد البلاد واستقرارها ومزق وحدتها وقزم خريطتها. ولا توازي براعة الأحزاب السودانية في تبديد الفسحات الديمقراطية إلا براعة العسكريين في اقتناص أي فرصة للعودة إلى الإمساك بالحكم والأختام. بعد عامين فقط من الاستقلال قطعت الإذاعة برامجها وبثت البيان رقم واحد. استولى الجيش بقيادة الفريق إبراهيم عبود على السلطة ولم يغادرها إلا على وقع انتفاضة - ثورة في 1964. لم تستطع الأحزاب تنظيم رقصة العودة إلى الحكم الديمقراطي. تجادلت طويلاً حول نظام الحكم والدستور وأضاعت الوقت والقرار معاً. وفي 25 مايو (أيار) 1969 ستعود الإذاعة إلى قطع برامجها وبث البيان رقم واحد لتقع السفينة في قبضة قبطان هو المشير جعفر نميري. وفي عهد الرئيس القائد سيسيل دم الشيوعيين والأنصار فضلاً عن نهر الدم المتدفق في الجنوب. أقام النميري طويلاً وفي تلك الأيام كانت أنحاء كثيرة من العالم تغرق تحت قبعات الجنرالات المنقذين. تعب السودانيون من الوجه الذي يتكرر وأطاحوه بانتفاضة في 1985. لم تتعلم الأحزاب من الدرس السابق وراحت تتجادل حول النظام والدستور والمرجعيات. غاب عن بالها أن لاعباً بارعاً هو الحركة الإسلامية يتربص بارتباكاتها ويتحين الفرصة للانقضاض. وفي 30 يونيو (حزيران) 1989 ستقطع الإذاعة برامجها مجدداً لتذيع البيان رقم واحد. سقطت البلاد في يد ضابط مظلي اسمه عمر حسن البشير سيخفي في الفترة الأولى هويته الحقيقية لتضليل الدول المجاورة والدول الكبرى. وهذا ما حصل.

والرواية مثيرة. قبل يوم من الانقلاب الذي سمي «ثورة الإنقاذ» جاءوا بالبشير إلى الخرطوم لمقابلة من يفترض أنه القائد الحقيقي و«المرشد» وكان اسمه الدكتور حسن الترابي. تفرس الترابي في الضابط الذي يراه للمرة الأولى وقال له: «ستذهب أنت إلى القصر رئيساً وأذهب أنا إلى السجن حبيساً». وهكذا اقتيد الترابي إلى سجن كوبر وبدأ عهد البشير. وروى التيجاني الطيب عضو قيادة الحزب الشيوعي أن الحيلة انكشفت وأن عثمان عمر من الحزب الاتحادي الديمقراطي كان يصيح في السجن بصوت مرتفع «هذه أول مرة في التاريخ يعتقل قائد الانقلاب الناجح مع المعتقلين الآخرين» وكان الترابي يبتسم. وفي السجن أخفى الترابي قصة الخديعة، وكان يحاور زملاءه السجناء ويؤم الصلاة. لكن هذا السجين لم يخف بهجته حين راح الاتحاد السوفياتي يتصدع وأعرب عن بهجته بملامح انهيار «الشيطان الأكبر» وكان يقصد الاتحاد السوفياتي.

سألت الترابي لاحقاً عن اتهام الغرب له أنه «مرشد» نظام البشير فأجاب: «نعم لأن الغرب يعرف عن الدين أنه إذا دخل في السياسة فهو كنيسة، وأن البابا هو الذي يحكم. يتذكرون الأيام الأولى التي اصطرعوا معها، والآن يريدون أن يفتنوا عمر البشير مع الترابي حتى يتخلصوا من الترابي لأنهم يكرهون الإسلام ولا يكرهون الحكم العسكري أو الوراثي. هم يحسبون أننا كنيسة يجلس فيها البابا يصرف الأمور مثل البابا الذي حاربوه وطردوه من الحكم. لا يعرفون شيئا عن بلادنا. لا يدرسون تاريخنا ولا يعرفون لغتنا، ونحن درسنا تاريخهم ونعرف دينهم ولغتهم».

كانت مشاريع الترابي أكبر من قدرة السودان على الاحتمال. وكان حضوره الطاغي أكبر من قدرة البشير على التسامح. يصعب على الجنرال الرئيس القبول بجنرال مدني حتى، ولو كان الرجل الذي أرسله إلى القصر وقرر الذهاب إلى السجن لتسهيل مهمة الانقلاب. افترق الرجلان ولم يتردد الرئيس في إرسال «المرشد» إلى السجن مكرهاً هذه المرة. في 1999 سألت البشير عمَّا ينسب إلى الترابي فدافع عنه. لكن الأيام تتغير. في يناير (كانون الثاني) 2017 التقيته في الرياض وأدلى بحديث لـ«الشرق الأوسط». سألته عن أصعب رجل تعامل معه في السودان فأجاب: «هو حسن عبد الله الترابي رحمه الله». قلت إن العلاقة غريبة فأضاف: «هو شخصية تتمتع بكاريزما قوية جداً، وظل مسيطراً على الحركة الإسلامية لفترة طويلة. عاش صراعات كثيرة داخل الحركة قبل أن يتصادم معنا. وكان دائماً هو الكاسب في صراعاته في القيادة داخل الحركة، لكنه خسر للمرة الأولى في صراعاته معنا».

أضاع نظام البشير ثلاثة عقود من عمر السودان، في وقت كان العالم يشهد فيه تحولات كبرى وثورات علمية وتكنولوجية. احتفظ البشير بالأختام رغم ما حدث في الجنوب ودارفور ورغم قرار المحكمة الجنائية الدولية وفصول الرقص مع الإرهاب في بعض الفترات. وتوهم البشير أن طول الإقامة حصنه ضد أي ربيع محتمل. لكن قصة السودان تقول إن الانقلابات محكومة بالذهاب على وقع الانتفاضات. طوى السودان صفحة عمر البشير. المهم الآن الإصغاء إلى الناس. واستعادة ثقتهم. وتجنيب السودان خطر الانزلاق إلى الفوضى. والتسليم بالعودة إلى المؤسسات وتحصينها. وهذا يفترض أن تكون الأحزاب والنقابات استخلصت الدروس اللازمة من الماضي. وأن يكون العسكريون استخلصوا العبر من الماضي نفسه. يحتاج السودان إلى استقرار تحميه إرادة مواطنيه، وإلى حكومة تسعى إلى تعويض ما ضاع، حكومة تلتفت إلى مشكلات الفقر والبطالة والتعليم. يحتاج إلى استخلاص الدروس من تعاقب الانقلابات والانتفاضات.

 

عاش ليروي كل شيء فاطمة تتمرّد

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/15 نيسان/19

أيضاً مثل غابريال غارسيا ماركيز، يبحث جلال أمين عن أبطاله بين أفراد منزله وعائلته. ويتحوّل عالم الاقتصاد والاجتماع إلى عالم في النفس البشرية أيضاً. وها هو يرسم للغرباء صورة عن أخته فاطمة التي يقول إنها كانت «لغزاً بكل معنى الكلمة». فهي لأسباب غير واضحة، لم تكن تضمر «شعوراً قوياً بالحب لأبي، ولا كانت دائماً تحاول إخفاء ذلك». ويسارع إلى القول إن السبب كان تركيبتها النفسية وليس تصرّف أو سلوك الأب، إلا أنه يضيف أن نظرة أحمد أمين إلى المرأة لم تكن مختلفة عن نظرة سواه إليها. وقد كان يرى أن عليها أن تقبل صاغرة أو عن طيب خاطر الخضوع لإرادة الرجل. كما كان يعتقد أنها عبء من نواحٍ كثيرة، ومن الأفضل للأب أن يزيح هذا العبء عنه بتزويج بناته في أول فرصة سانحة. لاحظت فاطمة الاختلاف الشديد في معاملة الأب لأبنائه الذكور: «وأبدت تمرّداً واضحاً عليه، بل ذهبت في هذا التمرّد إلى درجة غير مستساغة بالمرّة، فلم يكن أبي يتقبّل مثل هذا التمرّد من أي من أبنائه، فما بالك إذا صدر من بنت؟». يقول الدكتور جلال إن فاطمة روت له بعد وفاة الأب أنه كان يضربها، غير أنه لا يصدق ذلك، لأن فاطمة كانت أيضاً واسعة الخيال، ولا تفرّق أحياناً بين الخيال والحقيقة، فإذا أحبّت أحداً بالغت في محبته، وإذا كرهت، بالغت في الكره. يقول: «قد يلقي هذا الاختلاف بعض الضوء على تصرفات فاطمة ومشاعرها. فهل كانت هذه المشاعر البالغة القوة والدائمة التقلّب، قاصرة على أفراد العائلة من الذكور؟ لا أستطيع أن أستبعد هذا التفسير، خاصة إذا فكّرت في نوع علاقتها بزوجها، ذلك الرجل الطيب الذي دفع ثمناً غالياً جداً لمشكلات فاطمة النفسية، والذي عانى منها بلا شك أكثر مما عانى أي شخص آخر، بما في ذلك والدي». يقف الدكتور جلال إلى جانب زوج أخته ويرى أنها ظلمته. غير أنها كانت أيضاً مليئة بالتناقضات، فهي محدّثة ذكية ولبقة ومحبّة للدعابة، لكنها لا تلبث أن تغضب إلى درجة قد تطرد ضيوفها أحياناً. وكانت محبة للفوز والكسب حتى على أهلها، وتؤمن بالخرافات فتتفاءل وتتطيّر من خلال مشهد بسيط. وقد عانت العائلة كلها من هذا التقلّب الذي لا يتردّد جلال أمين في وصفه بل وفي نقله إلى الناس الذين عرفوه أو عرفوا فاطمة أيضاً.

إلى اللقاء

 

المكر التركي ـ القطري على الجيش الليبي

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/15 نيسان/19

ليبيا لثماني سنوات عجاف وهي تعاني من تآمر النظام القطري برعاية الحمدين وفتاوى القرضاوي الضالة، ثم تسلّم الأمر تميم، الذي قال: «الغاز الليبي مقابل إسقاط القذافي»، في أكبر صفقة ابتزاز حققها له تنظيم الإخوان في ليبيا، الذي مكّن النظام القطري من تسويق النفط والغاز الليبيين، إبان حراك فبراير (شباط).

سنوات من التآمر القطري على ليبيا والليبيين، وعندما تقدم الجيش الليبي نحو إنهاء حالة الفوضى والقضاء على الإرهاب والإرهابيين في آخر جيوبهم ومعاقلهم في طرابلس، تعالى الصراخ والعويل في الدوحة، كأن الجيش الليبي يهاجم قطر، وليس داخلاً عاصمته طرابلس لتطهيرها من الميليشيات، إذ قال وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع بداية حملة الجيش، إن «قوات حفتر الذي يقود الجيش في شرق ليبيا خارجة عن الشرعية»... تصريحات وصيحات لا معنى لها سوى أنها تدخل سافر في أمر داخلي ليبي لا يخصها، بل هو شأن ليبي محض.

النظام القطري يصرُّ على تجاوز الإرادة الليبية وفرض واقع سياسي مغاير لإرادة الليبيين الوطنيين، فقطر استغلت الفرصة بإخوانها المسلمين إثر إسقاط «الناتو» الدولة الليبية لتعبث بالمشهد الليبي، داعمة المجرمين والإرهابيين، بالسلاح والمال لقتل الليبيين، في عدوان مستمر يقوم به النظام القطري منذ زمن الحمدين إلى عهد تميم، وهذا الكم من الحقد على الشعب الليبي وتصفيته بشلالات الدم، يعطي للشعب الليبي والقوى الوطنية حق الرد على هذا الصلف.

القرضاوي محراك الشر والفتنة، الذي فاقت فتاواه التصور في التضليل والتدليس، والغلو والتغول في إهدار دماء المسلمين الليبيين لمجرد خلافهم ورفضهم تمكين الجماعة الضالة؛ جماعة البنا وقطب من رقاب المسلمين في ليبيا، فانطلقت الفتاوى الضالة التي أصبحت ليبيا بعدها حماماً من شلالات الدماء.

أصدر القرضاوي فتوى تبيح قتل القذافي، في سابقة تاريخية تأتي من رجل دين، إذ قال ذات يوم على الهواء: «أنا هنا أفتي، من استطاع من الجيش الليبي أن يطلق رصاصة على القذافي قتله وأراح الناس من شره»، الأمر الذي تحقق بمقتله بالرصاص والتمثيل بجثته ودفنه هو ورفاقه في مكان مجهول، ومع هذا لم نسمع جماعات حقوق الإنسان تطالب بمحاكمة القرضاوي لأنه حرض على الفتنة، بإصداره أحكاماً بالموت خارج القانون. وذات يوم أيضاً وفي تناقض غريب قبل هذا المشهد، برز القرضاوي يمدح القذافي ويمجده والتقاه في ليبيا وعانقه في خيمته في طرابلس.

القرضاوي هو مفتي القتل، الذي أهدر الدماء في ساحات كثيرة من بلاد العرب، ما يؤكد أنه كان مضللاً ومخادعاً في إحدى الحالتين، فلا يمكن أن يكون القذافي ناصر الإسلام ورافع رايته كما قال له ذلك في خيمته، ثم يهدر دمه بتهمة الخروج عن الإسلام.

وعلى منهج القرضاوي الإجرامي، سار المفتي الليبي المعزول الغرياني الذي يفتي بالقول: «من يقاتل الجيش الليبي ويموت فهو شهيد»، في محاولات لإضفاء الصبغة الدينية على حربهم الضالة وقتالهم الجيش الوطني الليبي، كيف وهذا التنظيم أباح قتل المسلمين بالمساجد التي وصفها كبيرهم السيد قطب بمعابد الجاهلية في كتابه «معالم في الطريق»، الكتاب الذي يعتبر منهج ودستور التكفير والقتل لجماعة الإخوان الضالة.

الجيش الليبي ماضٍ في مهمته مهما كان حجم الدعمين القطري والتركي، وسيكمل مهمة تخليص طرابلس من هذه العصابات الإجرامية، ولن يسمع لبواكي ميليشيات «الإخوان» و«القاعدة» و«داعش» من الليبيين والعرب وحتى العجم.

لقد نغَّص هذا الثنائي التركي - القطري على الليبيين حياتهم طوال ثماني سنوات لم يهنأ فيها الليبيون أبداً، وها هم الآن يزيدون ويلاته، ولكن «وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون إستقبل فيون وإطلع منه على مبادرته للاهتمام بمسيحيي الشرق

الإثنين 15 نيسان 2019 /وطنية - إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس الحكومة الفرنسية السابق فرانسوا فيون وعرض معه للعلاقات اللبنانية - الفرنسية وأهداف زيارته إلى بيروت.

واوضح فيون أنه "يعمل حاليا لمساعدة مسيحيي الشرق كي يتمكنوا من البقاء في أرضهم ودولهم، وسيتم إنشاء جمعية خاصة لذلك برأسمال لا يقل عن 15 مليون يورو لتشجيع المسيحيين على البقاء في أوطانهم من خلال نشاطات تثقيفية وتربوية وبرامج عمل لتأمين المساعدة اللازمة لذلك".

وأشار إلى أن "الرئيس عون أبدى إهتماما بالمبادرة وشجعه على المضي فيها".

 

الحريري استقبل الصراف وطعمة وعرض لاوضاع الصحافة مع الكعكي

الإثنين 15 نيسان 2019/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم في السراي الحكومي نقيب الصحافة عوني الكعكي وعرض معه لشؤون النقابة وأوضاع الصحافة عموما. ثم استقبل الرئيس الحريري رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود الذي أوضح على الأثر أن البحث تناول الخطوات التي تقوم بها الحكومة من أجل تصحيح الوضع المالي في البلاد، والتي تنعكس إيجابا على الوضع النقدي. كما التقى الرئيس الحريري الوزير السابق يعقوب الصراف والنائب السابق نضال طعمة ورئيس اتحاد بلديات الجومة-عكار فادي بربر.  بعد اللقاء أوضح الصراف أن الوفد وجه للرئيس الحريري دعوة من قبل مطران عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور للمشاركة في الزيارة الرعائية التي سيقوم بها بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي في أيار المقبل إلى عكار، وتناولنا شؤون المنطقة الإنمائية.

 

الحريري التقى السفير البريطاني وكوبيتش رامبلينغ: المجتمع الدولي يتطلع الى إصلاح قطاع الكهرباء

الإثنين 15 نيسان 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر اليوم في السراي الحكومي، السفير البريطاني كريس رامبلنيغ الذي قال بعد اللقاء: "إنه لمن دواعي سروري دائما مقابلة رئيس الوزراء سعد الحريري. لقد بحثنا في التطورات الأخيرة ورحبت بالالتزام القوي لدولة الرئيس وعمل الحكومة من خلال التدابير في موازنة العام 2019، بالإضافة إلى الإجماع السياسي من خلال اتخاذ الخطوات اللازمة لإصلاح قطاع الكهرباء. وأخبرت الرئيس الحريري بأننا والمجتمع الدولي نتطلع قدما الى رؤية تنفيذ هذه الخطط". أضاف: "إن اللبنانيين والمجتمع الدولي يتطلعون إلى هذه الخطط الصعبة، ولكن الحاسمة، ويرسلون الإشارات الإيجابية التي يحتاج اليها اللبنانيون. وناقشنا آخر الأوضاع الإقليمية، وأنا متأكد من أننا سنواصل مناقشة هذه القضايا الملحة. أخيرا، هنأت رئيس الوزراء على نجاح ديما جمالي في الانتخابات في طرابلس، ونتطلع إلى العمل معها، وخلال زيارتي الأخيرة للمدينة، رأيت أدلة على العديد من المشاريع التي تدعمها المملكة المتحدة في طرابلس، بما في ذلك إحياء المدينة القديمة والأسواق والكورنيش، في التعليم وحل النزاعات وأيضا العديد من المناطق الأخرى.

ولقد أبلغت رئيس الوزراء أن المملكة المتحدة ستواصل دعم المشاريع لتحسين حياة المواطنين اللبنانيين في طرابلس وجميع أنحاء لبنان وتعمل المملكة حاليا على على إعداد أفكار أخرى لدعم طرابلس وغيرها من البلدات خارج بيروت. إن تحسين الخدمات والتعليم والوضع الاقتصادي في لبنان أمر بالغ الأهمية للمملكة المتحدة".

كوبيتش

واستقبل الحريري المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان جان كوبيتش وعرض معه الاوضاع العامة ونشاطات الامم المتحدة في لبنان.

مفتو المناطق

واستقبل أيضا مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي، مفتي البقاع والهرمل الشيخ خالد الصلح، مفتي صور واقضيتها مدرار الحبال في حضور الاستاذ محمد السماك ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الدينية علي الجناني، الذين هنأوا الحريري بسلامته بعد عملية القسطرة التي خضع لها، وكانت مناسبة تم خلالها عرض للتطورات واوضاع المناطق وحاجتها ومطالبها.

 

بري استقبل السفير الفرنسي وتشديد على الإصلاحات في الموازنة

الإثنين 15 نيسان 2019 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، السفير الفرنسي برونو فوشيه، وجرى عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في لبنان، وتناول الموازنة اللبنانية وضرورة ان تشمل الإصلاحات لأن عدم تحقيق هذه الإصلاحات يعرقل نتائج "سيدر".

كذلك تم البحث في موضوع الحدود البحرية والمستجدات بشأنها. وجدد السفير الفرنسي الدعوة الرسمية الموجهة الى بري لزيارة فرنسا، ووعد رئيس المجلس بتلبيتها في موعد يحدد لاحقا. وكان بري استقبل سفيرة أوستراليا ريبيكا غريندلي وعرض معها العلاقات الثنائية.

"التنمية والتحرير"

وترأس بعد الظهر اجتماع كتلة "التنمية والتحرير" في حضور الوزراء علي حسن خليل، حسن اللقيس، ومحمد داود داود، والنواب: ابراهيم عازار، انور الخليل، ايوب حميد، ميشال موسى، علي بزي، علي خريس، هاني قبيسي، عناية عزالدين، غازي زعيتر، قاسم هاشم، علي عسيران ومحمد خواجة.

وناقشت الكتلة جدول أعمال الجلسة التشريعية وعددا من المواضيع.

 

ريفي: خفض رواتب الموظفين والتقديمات والتعويضات مرفوض رفضا باتا

الإثنين 15 نيسان 2019 /وطنية - اعتبر الوزير السابق اللواء أشرف ريفي في تصريح اليوم، ان "ما يتم تداوله عن تخفيضات ستطال رواتب الموظفين والتقديمات والتعويضات، مرفوض رفضا باتا، فالعجز في الموازنة لا يعالج الا عبر سد مزاريب الهدر والفساد وعبر عملية جراحية لا تطال أصحاب الدخل المحدود والموظفين وعائلاتهم الذين يعتاشون من رواتبهم، والمتقاعدين مدنيين وعسكرين، بل عبر قرار شجاع، بفتح الملفات التي اوصلت الدولة ما وصلت اليه، من عجز وإفلاس". اضاف: "المطلوب فتح ملفات المباني المستأجرة والتهرب الضريبي والجمركي، والحدود غير المضبوطة بسلطة الدولة وأسعار الفوائد، والمطلوب اقرار ضريبة تصاعدية متوازنة، كما المطلوب وقف الفساد والهدر والبطر على حساب أموال الناس، فمن يفتحون صالونات الشرف من مال اللبنانيين، لا يحق لهم اعتلاء المنابر والاستقواء على لقمة الفقراء ورواتبهم، خصوصا ان هؤلاء امعنوا في في إغراق لبنان في كارثة جراء فشلهم واستئسادهم على المال العام في قطاع الكهرباء وفي سائر القطاعات".وختم: "إن معالجة العجز ومنع الانهيار يبدأ من هذه الملفات، وليس من الافتئات على رواتب الموظفين التي اصبحت بمثابة فلس الأرملة، وبعد إجراء اصلاح حقيقي يمكن التفكير بمشاركة جميع فئات اللبنانيين بتحمل جزء من أعباء الاصلاح، فاللبنانيون غير مسؤولين عن انهيار الوضع الاقتصادي ومرفوض تحميلهم مسؤولية هذا الانهيار، من لقمة ابنائهم".

 

الراعي استقبل وفدا من أهالي القرى المجاورة لمرج بسري واطلع من فيون على مشروعه إنشاء مؤسسة تهتم بدعم المسيحيين وتثبيتهم في الشرق

الإثنين 15 نيسان 2019 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من أهالي القرى المجاورة لمرج بسري، يرافقه رئيس الحركة البيئية في لبنان بول أبي راشد ومنسق الحملة الوطنية للحفاظ على مرج بسري، في زيارة سلموا خلالها البطريرك الراعي ملفا يتضمن دراسات وتقارير توثق "خطورة إقامة سد بسري الذي لا يستوفي شروط السلامة العامة، فهو الى جانب كونه يقع على ملتقى فالقين زلزاليين نشطين، سيقضي على الثروة الطبيعية والآثار التاريخية والدينية في المنطقة"، مذكرين ب"الزلزال الذي ضرب جزين في عام 1956". وتحدث أبي راشد فقال: "إن إنشاء السد سيدمر الغابات والمواقع الأثرية الواقعة بين الشوف وجزين، وسيقضي أيضا على الزراعة في هذه المنطقة".

ولفت إلى أن "حفر الأرض على عمق 122 م وتعرية المنطقة من الأشجار سيؤديا إلى انزلاق عدد من القرى المحيطة بالسد". وعبر الوفد عن خوفه من إنشاء السد، لافتا إلى أن "رفض المشروع بدأ منذ عام 2011، وهناك طعن لمرسوم الإستملاك منذ عام 2015"، مستنكرا عملية "استحداث بوابة في المرج لمنع الاهالي من الدخول إلى أراضيهم".  وتمنى الوفد على الراعي الوقوف إلى "جانب أبناء المنطقة، الذين يتمسكون بأرضهم، رغم الظروف القاسية التي عانوا منها، منذ انطلاقة الحرب في لبنان حتى التسعينيات،" لافتا إلى أن "المنطقة معروفة بدرب المسيح، وهي تحتوي على آثار ومواقع تاريخية ودينية يمكن للدولة أن تستثمرها في السياحة الدينية ويكون مردودها أكثر بكثير عليها وعلى أبناء المنطقة".ورأى الوفد أن "هذا المشروع، الذي لن يغذي بيروت الكبرى، إلا بمياه غير صحية، لا بل ملوثة، وذلك بحسب تقارير علمية يمكن استبداله بمشاريع تنموية وبيئية في المنطقة واستخدام المرج لتوليد الطاقة على سبيل المثال، فالمنطقة ليس لديها بنى تحتية للصرف الصحي لأن مجلس الإنماء والإعمار لم يف بوعده بتحقيقها، وهذا يعني أن المياه المبتذلة تصب في نهر بسري. وبالتالي، إن المياه تحتضن البكتيريا. ولقد أكد الخبراء أن هذه المياه لا يمكن تكريرها كي تصبح صالحة للشرب. ولذلك، ما من جدوى وراء المشروع"، وقال: "إن أهالي مزرعة الضهر والمطلة وغيرهما يخافون من إعادة تهجيرهم، فالجبل المبارك الذي من المقرر اقتلاع كميات كبيرة من صخوره لاستعمالها في السد، ستؤدي عملية قضمه الى القضاء على هذا السور الطبيعي المنيع للبلدة، وتصبح المنطقة أكثر عرضة للزلازل والهزات، اضف الى ذلك وجود دير القديسة صوفيا، الذي بناه الملك قسطنطين مع المسيحيين الأوائل في المنطقة وكنيسة مار موسى الحبشي التاريخية العريقة، وهي مواقع أثرية دينية نرفض نقلها الى منطقة لا يمكن الوصول اليها".

ولفت الوفد إلى أن "خوف الأهالي دفعهم إلى المجيء اليوم الى هذا الصرح العريق لتسليم غبطة البطريرك الراعي التقارير العلمية التي تظهر أن المياه التي يعدون بها أهالي بيروت هي مياه ملوثة لا يمكن استعمالها للشرب، في حين أن البدائل موجودة. ولقد أوردتها دراسات ألمانية أكدت ان تجديد شبكة مياه جعيتا - ضبيه - بيروت بامكانها وحدها تأمين المياه الكافية لبيروت، في حين أن الآثار البيئية والأركيولوجية والخطر الزلزالي وتدمير المقامات الدينية، وأهمها درب المسيح، الذي تؤكد عليه الخرائط كلها في خطر. ولذلك، طلبنا من غبطته تأليف لجنة متابعة مع بكركي وإجراء دراسات وتبني المقررات التي اتخذتها لجنة الأشغال في البرلمان، والتي تدعو إلى فرض دراسة مستقبلية حيادية لموضوع الزلازل ودراسة جدية للبدائل ودراسة مالية لأن المشروع يخسر البلد ماديا، واعلان المرج محمية طبيعية يدر ارباحا مضاعفة للدولة".

فيون

بعد الظهر، استقبل الراعي رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرنسوا فيون في زيارة "التماس بركة"، والذي أطلع الراعي على مبادرته ل"إطلاق مؤسسة تهتم بدعم المسيحيين وتثبيتهم في أرضهم في الشرق". بعد اللقاء، قال فيون: "تشرفت، مرة جديدة، بلقاء صاحب الغبطة، حيث عرضت لمشروع انشاء مؤسسة Agir pour les chretiens du moyen orient هدفها الضغط على الحكومات الأوروبية للأخذ في الاعتبار، وبطريقة استراتيجية، الوجود المسيحي في الشرق كعنصر استقرار وسلام". أضاف: "أثمن كثيرا الدعم القوي، الذي لقيته لدى البطريرك الراعي بالنسبة إلى هذا المشروع".

وأشاد ب"مواقف وشخصية صاحب الغبطة الداعية الى عدم ترك المسيحيين لأرضهم في الشرق، لأنها أرضهم الأصيلة، وبحفاظهم عليها يحافظون على تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم العريقة والمتجذرة في المنطقة". وأثنى على وجود "لبنان في هذا الشرق كبئر ماء وسط الصحراء، رغم همومه ومشاكله وتقلباته".

 

باسيل عرض ولافروف العلاقات والقضايا ذات الاهتمام المشترك

الإثنين 15 نيسان 2019 /وطنية - عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل عند السابعة والنصف من مساء اليوم، اجتماعا في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، تناول العلاقات اللبنانية - الروسية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

 

الكتلة الوطنية: التجرؤ على خفض الرواتب دليل عجز عن مكافحة الهدر والفساد والحل بتطهير الإدارة

الإثنين 15 نيسان 2019 /وطنية - أشار حزب الكتلة الوطنية اللبنانية، في بيان اليوم، إلى أن "تباهي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بجرأته في الإعلان عن التوجه إلى خفض رواتب الموظفين في القطاع العام دليل قاطع على عجزه، مع الطبقة السياسية المتحكمة التي يدور في فلكها، عن مكافحة الهدر والفساد والزبائنية". وذكر بـ"مكامن الهدر التي لا تحصى ولا تعد والتي كان عدد أبرزها في مواقفه السابقة"، محذرا مرارا من أن "تمس الإجراءات المؤلمة بالمواطنين". ورأى أن "هذا الإجراء غير نافع أصلا لكونه لا يؤثر على إنتاج الدولة". ولفت إلى أنه "يضرب مدخول جزء كبير من اللبنانيين، ويلقيهم في العوز مجددا فيقيدهم بالزبائنية". وشدد على "أهمية استثمار الدولة في موظفيها، وعلى أن من الحلول الأساسية للوضع الاقتصادي إعادة هيكلة الإدارة العامة على الشكل التالي:

- تطهير إداري من العناصر غير المنتجة والتي تم توظيفها من باب الزبائنية ولأغراض انتخابية، إذ في لبنان نسبة الموظفين في الإدارات 20 في المئة من القوى العاملة في حين أنها لا تتجاوز الـ15,5 في في البلدان المنتجة.

- إستثمار الوفر من عملية التطهير هذه بتوظيف لبنانيين بكفايات عالية وبرواتب مناسبة مما يزيد الإنتاج ويخفف من الهجرة.

- تدريب الموظفين على التقنيات الحديثة تمهيدا لإنشاء الحكومة الإلكترونية التي تنام في الأدراج، علما أنها تساهم في تأمين 4 محاور هي التالية:

- إقفال أبواب الفساد.

- زيادة إنتاجية الموظف 30 في المئة على أقل تقدير.

- خفض كلفة أي معاملة على المواطن بنسبة 80 في المئة.

- إعادة الثقة بالاقتصاد وتشجيع الاستثمارات وتاليا خفض البطالة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 15 و16 نيسان/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for April 16/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73873/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-april-16-2019/

 

Rumors Fly That Body Of Legendary Israeli Spy Eli Chohen Was Found
 Jerusalem Post/April 15/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73857/%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B2%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%AA-%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%83%D9%88%D9%87%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82/

 

جيروزاليم بوست: رفات إيلي كوهين في طريقها من دمشق لإسرائيل

أبوظبي/سكاي نيوز عربية/15 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73857/%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B2%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%AA-%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%83%D9%88%D9%87%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82/

 

 

كوهين.. الجاسوس الإسرائيلي الذي كاد أن يصبح وزير دفاع سوريا

أبوظبي/سكاي نيوز عربية/15 نيسان/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73857/%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B2%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%AA-%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%83%D9%88%D9%87%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82/

 

باكستان تفرج عن المسيحية اسيا بيبي بعد سجن انفرادي لمدة 9 سنوات على خلفية اتهامات ملفقة بالتجديف
Pakistan Releasing Christian Woman,Asia Bibi Long Imprisoned for Blasphemy
The Media Line/April 15/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73865/%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%81%D8%B1%D8%AC-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D9%8A%D8%A8%D9%8A-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B3/?fbclid=IwAR3DAK0DzoU7eh2KSCVSGnpIz_rGAoOXqN6M2geNvLh3KnvoBtVUohdroEQ


The EU Still Appeasing the Mullahs
 
د. ماجد رافيزادا: لا يزال الإتحاد الأوروبي مستمراً في استرضاء ملالي في إيران
 Majid Rafizadeh/Gatestone Institute/April 15/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73862/majid-rafizadeh-the-eu-still-appeasing-the-mullahs-%d8%af-%d9%85%d8%a7%d8%ac%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%aa/