LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 10 نيسان/2019

اعداد الياس بجاني

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april10.19.htm

 

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ الَّذِينَ لَمْ يُبَشَّرُوا بِهِ سَيُبْصِرُون، والَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ سَيَفْهَمُون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

العقوبات الأميركية على الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس جاءت متأخرة 40 سنة

الياس بجاني/العقوبات على كل من هم حلفاء لحزب الله

الياس بجاني/بالصوت والنص تأملات إيمانية ووجدانية في عِّبر ومعاني عجيبة شفاء الأعمى الشحاذ برطيما أبن طيما

الياس بجاني/إيمان وإصرار ورجاء الأعمى أعدوا له بصره

الياس بجاني/أهلنا المغيبون في السجون السورية وذمية حكامنا والأحزاب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: يوم_متنا_بشجاعة

غبريال المر يتهم نجله ميشال بمحاولة اغتياله

محاصرة مكتب غبريال المر؟!

بومبيو : سنعاقب كل من يدعم حزب الله

حزب الله يستعد للأسوأ بعد تصنيف الحرس الثوري إرهابيا

أبو الغيط بعد لقائه عون والحريري وباسيل: المشكلة أن يعود النازح الى أرض غير مناسبة للعيش

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 09/04/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 9 نيسان 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المكتب الإعلامي لنزار زكا وزع برنامجه الانتخابي: معركة قضاء طرابلس معركة إستعادة الكرامة المفقودة والحرية المصادرة

وزيرا الخارجية والسياحة اليونانيان في بيروت في زيارة رسمية

شعار "مكافحة الفساد" يكشف ضغائن الأجهزة القضائية والأمنية/منير الربيع/المدن

رئيسنا…والحرية/ د.فادي شامية/جنوبية

قرى الجنوب والبقاع تحولت إلى منطقة عسكرية/عبد الله الخيامي/جنوبية

ريفي زار الحريري: مهرجان انتخابي مشترك في القبة

جعجع بعد لقائه الحريري: إما ننجز موازنة ثورية أو تصبح المشكلة التي نحن فيها أكبر وأكبر

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نواب إيران يرتدون زي"الحرس الثوري"..المصنف إرهابياً في أميركا

نتنياهو وغانتس يعلنان فوزهما في الانتخابات الإسرائيلية

واشنطن تصنّف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية وحذرت المتعاونين مالياً من مواجهة تهم بتمويل الإرهاب

دول عربية رحبت بتصنيف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية

واشنطن تدعو أوروبا لتصنيف «الحرس» الإيراني منظمة إرهابية وحذرت الشركات الأوروبية من تبعات قانونية وخيرت الدول بين تحمل العواقب أو علاقات طيبة

السعودية ترحب بتصنيف واشنطن الحرس الثوري الإيراني منظمةً إرهابية

السعودية: تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية خطوة جادة في مكافحة الإرهاب ومجلس الوزراء يوافق على لائحة المحافظة على الذوق العام

طهران تصعّد غداة تصنيف واشنطن «الحرس» إرهابياً وإيران تهدد بتعزيز الصواريخ وإنتاج أجهزة طرد مركزي مطورة والتصدي لسفن أميركا... وأسعار الدولار ترتفع

ترمب والسيسي يناقشان قضايا عسكرية وتجارية/الرئيس الأميركي يشيد بالدور المصري في مكافحة الإرهاب

واشنطن تنشر أسماء متهمين بمقتل خاشقجي..والكونغرس لن يسكت

دمشق الغربي: شبكات مخدرات.. وأحكام غيابية بـ"الإرهاب"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ومفهوم ذاكرة الشعوب/د.مصطفى علوش/الجمهورية

عون للقضاة: لا غطاء لأحد... و«لستُ مُستهدفاً»/ملاك عقيل/الجمهورية

لبنان لن يكون منصة لـ«حزب الله» ولكن/نديم قطيش/الشرق الأوسط

المعارض الأول بشار الأسد/عمر قدور/المدن

عن تخفيض رواتب النواب والوزراء والرؤساء.. أرقام عجيبة/أكرم حمدان/المدن

المواجهة الأميركية الإيرانية تقرّب ساعة التفاوض/منير الربيع/المدن

المهجرون السوريون: استعصاء بانتظار الحل/فايز سارة/الشرق الأوسط

ليلة القبض على الحرس الثوري/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

زلازل أفريقيا العربية/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

السرطان ليس حتماً الموت/بكر عويضة/الشرق الأوسط

صفقة القرن: التفكير خارج الصندوق/أحمد عدنان/عكاظ

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

قمة لبنانية بلغارية في بعبدا وملف النزوح في صلب المحادثات عون: لحلول سلمية توقف الحروب راديف: من حقوق لبنان ان يقرر متى يعود النازحون

رئيس الجمهورية عرض مع أبو الغيظ التطورات والعمل العربي المشترك

بري عرض والرئيس البلغاري العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة

الحريري عرض الأوضاع مع سفيرة سويسرا وأبو الغيط والمدير الإقليمي لليونسيف

الراعي التقى سفير هنغاريا وابي نصر ووفدا من القوات سلمه دعوة لحضور ريسيتال في معراب

بو الغيط زار باسيل: الموقف العربي واضح لجهة عدم قانونية القرار الاميركي حول الجولان والقدس

التيار المستقل: العبرة في تنفيذ خطة الكهرباء بسرعة وشفافية

كتلة المستقبل حذرت من التمادي بالتحامل على رموز قيادية أمنية وقضائية: إقرار خطة الكهرباء خطوة نوعية في المسار الحكومي للاصلاحات المطلوبة

نائبة الامين العام للأمم المتحدة: ناقشت مع المسؤولين سبل دعمنا لمسار التنمية وتنفيذ الخطط لعام 2030 في لبنان

كنعان من واشنطن: مسألة النازحين لا يجوز ان تدخل في حسابات البنك الدولي الاستثمارية والتنموية طويلة الامد في لبنان

ستريدا جعجع: اصرار نظام الاسد على التعمية في ملف المعتقلين والمفقودين يشكل تحديا للقانون الدولي وحقوق الانسان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ الَّذِينَ لَمْ يُبَشَّرُوا بِهِ سَيُبْصِرُون، والَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ سَيَفْهَمُون

“رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة15/من14حتى21/:”يا إخوَتِي، إِنِّي لَوَاثِقٌ مِنْ جِهَتِكُم، يَا إِخْوَتي، أَنَّكُم أَنْتُم أَيْضًا مُفْعَمُونَ صَلاحًا، مُمْتَلِئُونَ مِنْ كُلِّ مَعْرِفَة، قَادِرُونَ أَنْ تَنْصَحُوا بَعْضُكُم بَعْضًا. ولكِنِّي كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِكَثِيرٍ مِنَ الجُرْأَةِ في بَعْضِ الأُمُور، وكَأَنِّي أُذَكِّرُكُم بِهَا، بِفَضْلِ النِّعْمَةِ الَّتي وَهَبَهَا اللهُ لي؛ فَصِرْتُ لِلمَسِيحِ يَسُوعَ خَادِمًا لَدَى الأُمَم، كَاهِنًا عَامِلاً لإِنْجِيلِ الله، حَتَّى يَكُونَ قُرْبَانُ الأُمَمِ مَقْبُولاً عِنْدَ الله، مُقَدَّسًا في الرُّوحِ القُدُس. إِذًا فَإِنَّ خِدْمَتِي للهِ فَخْرٌ لي في المَسِيحِ يَسُوع. لأَنِّي لا أَجْرُؤُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِشَيءٍ لَمْ يَعْمَلْهُ المَسِيحُ عَلى يَدِي، مِنْ أَجْلِ طَاعَةِ الأُمَمِ للإِيْمَان، بِالقَوْلِ وَالعَمَل، وَبِقُوَّةِ الآيَاتِ وَالعَجَائِب، وَبِقُوَّةِ الرُّوح. وهكَذَا أَتْمَمْتُ التَّبْشِيرَ بإِنْجِيلِ المَسِيح، مِنْ أُورَشَليمَ ومَا حَوْلَهَا إِلَى إِلِّيرِيكُون. ولكِنِّي كُنْتُ حَرِيصًا عَلى أَنْ أُبَشِّرَ حَيْثُ لَمْ يُذْكَرِ ٱسْمُ المَسِيح، لِئَلاَّ أَبْنِيَ عَلى أَسَاسِ غَيْري؛ بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «إِنَّ الَّذِينَ لَمْ يُبَشَّرُوا بِهِ سَيُبْصِرُون، والَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ سَيَفْهَمُون».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

العقوبات الأميركية على الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس جاءت متأخرة 40 سنة

الياس بجاني/09 نيسان/19

العقوبات الأميركية على الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس جاءت متأخرة 40 سنة ولكن أن تأتي متأخرة خير من أن لا تأتي.

 

الياس بجاني/بالصوت والنص تأملات إيمانية ووجدانية في عِّبر ومعاني عجيبة شفاء الأعمى الشحاذ برطيما أبن طيما

الأحد السادس من الصوم الكبير..أحد شفاء الأعمى الشحاذ/07 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73581/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-3/

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/تأملات ووجدانية إيمانية في عجيبة شفاء الأعمى الشاذ برطيما أبن طيما/07 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.blind miracle16.mp3

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/تأملات ووجدانية إيمانية في عجيبة شفاء الأعمى الشاذ برطيما أبن طيما/07 نيسان/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.blind miracle16.wma

 

إيمان وإصرار ورجاء الأعمى أعدوا له بصره

الياس بحاني/07 نيسان/2019

“جئت إلى هذا العالم للدينونة، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون”. (يوحنا 39/09)

http://eliasbejjaninews.com/archives/73581/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-3/

كم بيننا من أفراد وجماعات هم حقيقة عميان بصيرة، وقليلو إيمان، وخائبو رجاء، في حين أن عيونهم من الناحية الصحية سليمة مئة في المائة.غير إن علتهم تكمن في عمى البصيرة وليس عمى البصر، فهم وإن كانت عيونهم متعافية إلا أنها تحجب عن عقولهم ووجدانهم وقلوبهم المحبة فيعشون في ظلام دامس بعيدين عن الله.

الأعمى ابن طيما الشحاذ الذي هو موضوع مقالتنا اليوم نذكره في كنائسنا المارونية في الأحد السادس من الصوم الكبير المسمى أحد شفاء الأعمى. هذا ويعلمنا الكتاب المقدس أن ابن طيما ولد أعمى ولم يكن يعرف الفرق بين النور والظلام، إلا أنه كان متنوراً في قلبه وضميره وإيمانه، وقوى وعنيد وثابت في رجائه.

هذه العجيبة وردت في ثلاثة من أناجيل العهد الجديد:

إنجيل القدّيس مرقس (10/46-52).

انجيل القديس يوحنا 09(/01-41).

إنجيل القديس متى (20/29-34).

العجيبة كما وردت في إنجيل القدّيس مرقس(10/46-52): ووَصَلُوا إِلى أَرِيحا. وبَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ٱبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق. فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فَٱنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك». فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع. فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ». ولِلْوَقْتِ عَادَ يُبْصِر. ورَاحَ يَتْبَعُ يَسُوعَ في الطَّرِيق”.

العجيبة كما وردت في انجيل القديس متى (20/من30حتى34): (وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ عَلَى الطَّرِيقِ. فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مُجْتَازٌ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ!» فَانْتَهَرَهُمَا الْجَمْعُ لِيَسْكُتَا، فَكَانَا يَصْرَخَانِ أَكْثَرَ قَائِلَيْنِ: «ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ!»فَوَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَاهُمَا وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ بِكُمَا؟»قَالاَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، أَنْ تَنْفَتِحَ أَعْيُنُنَا!»فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَلَمَسَ أَعْيُنَهُمَا، فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَتْ أَعْيُنُهُمَا فَتَبِعَاهُ.)

“العجيبة كما وردت في انجيل القديس يوحنا (09/01-41): وفيما هو (المسيح) مجتاز راى انسانا اعمى منذ ولادته، فساله تلاميذه قائلين يا معلم من اخطا هذا ام ابواه حتى ولد اعمى؟ اجاب يسوع لا هذا اخطا ولا ابواه لكن لتظهر اعمال الله فيه. ينبغي ان اعمل اعمال الذي ارسلني ما دام نهار ياتي ليل حين لا يستطيع احد ان يعمل. ما دمت في العالم فانا نور العالم. قال هذا وتفل على الارض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الاعمى وقال له اذهب اغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره مرسل فمضى واغتسل واتى بصيرا. فالجيران والذين كانوا يرونه قبلا انه كان اعمى قالوا اليس هذا هو الذي كان يجلس ويستعطي؟

اخرون قالوا هذا هو واخرون انه يشبهه واما هو فقال اني انا هو. فقالوا له كيف انفتحت عيناك؟ اجاب ذاك وقال انسان يقال له يسوع صنع طينا وطلى عيني وقال لي اذهب الى بركة سلوام واغتسل فمضيت واغتسلت فابصرت. فقالوا له اين ذاك؟ قال لا اعلم. فاتوا الى الفريسيين بالذي كان قبلا اعمى وكان سبت حين صنع يسوع الطين وفتح عينيه. فساله الفريسيون ايضا كيف ابصر فقال لهم وضع طينا على عيني واغتسلت فانا ابصر. فقال قوم من الفريسيين هذا الانسان ليس من الله لانه لا يحفظ السبت، اخرون قالوا كيف يقدر انسان خاطئ ان يعمل مثل هذه الايات وكان بينهم انشقاق. قالوا ايضا للاعمى ماذا تقول انت عنه من حيث انه فتح عينيك؟ فقال انه نبي. فلم يصدق اليهود عنه انه كان اعمى فابصر حتى دعوا ابوي الذي ابصر، فسالوهما قائلين اهذا ابنكما الذي تقولان انه ولد اعمى فكيف يبصر الان؟ اجابهم ابواه وقالا نعلم ان هذا ابننا وانه ولد اعمى، واما كيف يبصر الان فلا نعلم، او من فتح عينيه فلا نعلم، هو كامل السن اسالوه فهو يتكلم عن نفسه. قال ابواه هذا لانهما كانا يخافان من اليهود لان اليهود كانوا قد تعاهدوا انه ان اعترف احد بانه المسيح يخرج من المجمع، لذلك قال ابواه انه كامل السن اسالوه. فدعوا ثانية الانسان الذي كان اعمى وقالوا له اعطي مجدا لله نحن نعلم ان هذا الانسان خاطئ فاجاب ذاك وقال اخاطئ هو لست اعلم انما اعلم شيئا واحدا اني كنت اعمى والان ابصر. فقالوا له ايضا ماذا صنع بك كيف فتح عينيك؟ اجابهم قد قلت لكم ولم تسمعوا لماذا تريدون ان تسمعوا ايضا العلكم انتم تريدون ان تصيروا له تلاميذ؟ فشتموه وقالوا انت تلميذ ذاك واما نحن فاننا تلاميذ موسى. نحن نعلم ان موسى كلمه الله واما هذا فما نعلم من اين هو. اجاب الرجل وقال لهم ان في هذا عجبا انكم لستم تعلمون من اين هو وقد فتح عيني ونعلم ان الله لا يسمع للخطاة ولكن ان كان احد يتقي الله ويفعل مشيئته فلهذا يسمع منذ الدهر لم يسمع ان احدا فتح عيني مولود اعمى لو لم يكن هذا من الله لم يقدر ان يفعل شيئا. اجابوا وقالوا له في الخطايا ولدت انت بجملتك وانت تعلمنا فاخرجوه خارجا. فسمع يسوع انهم اخرجوه خارجا فوجده وقال له اتؤمن بابن الله؟ اجاب ذاك وقال من هو يا سيد لاومن به؟ فقال له يسوع قد رايته والذي يتكلم معك هو هو. فقال اومن يا سيد وسجد له. فقال يسوع لدينونة اتيت انا الى هذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون. فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين وقالوا له العلنا نحن ايضا عميان؟ قال لهم يسوع لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية، ولكن الان تقولون اننا نبصر فخطيتكم باقية.)

انجيل القديس يوحنا يعطينا المزيد من التفاصيل التي تبين لنا الإضطهاد والإرهاب اللذين تعرض لهما الأعمى بعد شفائه من أجل أن ينكر ما حصل.

ورغم أن ٱبْنُ طِيمَا كان أعمى وحاسة النظر عنده تالفة ومعطلة، غير أنه ومن خلال إيمانه وثقته بالله أدرك بعقله وقلبه أنه في حال ذهب إلى المسيح وطلب منه الشفاء فبقدرته أن يشفيه ويعيد له نعمة النظر التي حرم منهما منذ ولادته.

عندما اقترب من المسيح تمرد ورفض التقيد بتعليمات وتحذيرات الذين حاولوا منعه من تحقيق غايته فلم يأبه ولم يرتد ورفع صوته عالياً ومدوياً معلناً أن المسيح هو المخلص وأنه قادر على إعادة نظره إن رغب بذلك، وطلب من المسيح أن يشفيه فكان له ما أراد.

لم ييأس ولم يُحبط ولم يقبل بوضعية العاجز غير القادر على رؤية طريق الخلاص والسير عليها. عرّف قدرة وألوهية المسيح ولجأ إليه طالباً الرحمة والنعمة فحصل عليهما ومن ثم تبعه وتتلمذ له.

رفض الإذعان لهرطقات الكتبة والفريسيين وبعناد الأبطال لم يُبدل ولم يغير كلمة واحدة عما قاله عن الأعجوبة.

اتُهم بالخيانة والعمالة للغريب إلا أنه تمسك بالحقيقة وشهد لها غير مبالي بما سيوقعه عليه رجال الدين اليهود من تحريم ونبذ وعقاب ومضايقات.

مشى الطريق لأنه كان في النور.

وهم ضلوا لأنهم عميان بصر وبصيرة وقليلي إيمان.

ولو نظرنا اليوم حولنا في زمننا الحالي نجد أن الحال لم يتغير حيث أن جماعات المؤمنين يتعرضون للمضايقات والإضطهاد والذل والأذى الجسدي في معظم بلدان العالم إلا أنهم يقاومون بعناد متكلين على الله تماماً كما كان حال ابن طيما.

ما أحوجنا اليوم نحن كلبنانيين مقيمين ومغتربين أن نقتدي بمثال هذا الأعمى المؤمن فنسير بقوة وعناد وإيمان وثبات على طريق الخلاص ونطلب من الله نعمة النور الإيماني لينير دروبنا وعقولنا وينجينا من شر عبادة مقتنيات الأرض الفانية وأن لا يدخلنا في فخاخ الشرور والتجارب الإبليسية.

من المحزن أنه في زمننا الحالي البائس بإن دفة سفينة وطننا الأم لبنان يُمسك بها ويتحكم بحركتها رعاة وقادة وسياسيين ومسؤولين عميان بصر وبصير وقد أوقعوه بسبب قلة إيمانهم وخور رجائهم في آفات الفوضى والاضطرابات والحروب وسملوا قراره للمحتل وزرعوا بين أبنائه بذور الفتنة وثقافة الموت .

يا رب نور عقولنا لندرك أنك محبة، وابعد عنا ظلمة الخطيئة ونجنا من التجارب.

*الكاتب وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

أهلنا المغيبون في السجون السورية وذمية حكامنا والأحزاب

الياس بحاني/07 نيسان/2019

إسرائيل جندت العالم لإستعادة رفات جندي من جنودها وحكامنا وأحزابنا الذميون يتعامون بذل عن مصير أهلنا المغيبون قسراً في سجون الأسد.كم هو معيب مخزي وذمي موقف حكام لبنان واحزابه من ملف أهلنا المغيبين قسراً في سجون نظام الأسد الظالم والبربري. هؤلاء لا ضمير ولا حياء ولا وجدان عندهم وإلا لكانوا عملوا ليلاً نهاراً لمعرفة مصير أهلهم

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: يوم_متنا_بشجاعة

 هالمناسبة اليوم ما منقبل تكون مناسبة رمزيّة، إنما كوع بحياتنا الوطنيّة اللبنانية، لأن ب١٣ نيسان ١٩٧٥، بهالوقت بالذات، كان الكتائبي جوزيف أبو عاصي، أوّل شهيد بالمقاومة اللبنانية، عم يستشهد. ١٣ نيسان ١٩٧٥، بالنسبة لإلنا، كان درس جديد تعلّمناه من الفلسطيني يلّلي باع بلادو وهرب وإجا يستوطن ويلجأ ببلاد غيرو. تعلّمنا إنو إذا ما منحافظ على وطنّا رح يصير فينا متل ما صار بغيرنا. كان درس للعالم كلّو. كان درس للغرب يلٌلي أخلاقو عم تتدهور، إلّلي القيم عندو ما عادت ترمز لشي، إلّلي إتّبع سياسة التهرّب من الواقع والمسؤولية بلبنان وإلّلي إعتقد إنو إذا سلك هالسياسة بيحلّ أوضاع عم تخربط أوضاعو. ١٣ نيسان ١٩٧٥ كان إلنا البرهان والدليل إنو ما نتّكل على أي كان لمساعدتنا وتخليصنا. وما بعتقد إنو الخلاص رح يجي إلا من عند شهدائنا وأبناء شعبنا. الغرب رح يتعلّم من تجربة ١٣ نيسان اللبنانية كيف بتكون التضحيات للدفاع والحفاظ على الأوطان، نحنا أوّل الشعوب من بعد الحرب العالمية الثانية إلّلي عم تعطي مجدّداً البرهان والدليل إنو دولة أو شعب أراد المحافظة على حالو بدّو يصير فيه متل ما عم بيصير فينا نحنا اليوم.  "ب ١٣ نيسان ١٩٧٥ ما ماتت فينا الشجاعة، إنما نحنا متنا بشجاعة. وإستخلصنا عِبٓرْ كثيرة أخلاقية وقومية، إستخلصنا معنى التمسّك بالأرض".

 (بشير الجميّل في تلّة المير، نيسان ١٩٨٠)

 

غبريال المر يتهم نجله ميشال بمحاولة اغتياله

اتهم النائب السابق المهندس غبريال المر نجله ميشال المر بمحاولة اغتياله وابتزازه.

الكلمة اونلاين/09 نيسان/19/وقال المر في اتصال مع “الجديد” ضمن برنامج “الحدث” مع الزميلة كاترين حنا: “وصلت الى مكتبي منذ يومين لاتفاجأ بوجود عدة اشخاص خارجين عن الامن، وقد لحق بي ثلاثة منهم بالمصعد”. واضاف: “عندما سألتهم سكريترتي عن سبب وجودهم اجابوا بانهم تابعون لميشال وانهم يتلقون اوامرهم منه مباشرة”. ولفت غبريال المر الى انه عند مغادرته لمكتبه رافقه اثنان من هؤلاء الاشخاص بالمصعد وعند وصوله الى الطابق الارضي دفعه احدهم بقوة . وتابع المر ان محاميه تقدم بشكوى لدى النيابة العامة، وذلك بعدما رفض عناصر قوى الامن الداخلي التدخل لحل المشكلة. واضاف المر: “انا لا اريد ان تحدث مشكلة قد تؤدي الى مجزرة”، وتابع: “ابني وصل الى حدود الاحترام ان يأتي باشخاص يدفعون بابيه ويستفزوني ما يؤدي الى اشتباك، ويمكن ان يكون قد اعطى تعليمات باطلاق رصاصة عليّ… انا ضبطت اعصابي وتقدمت بشكوى امام القاضية غادة عون” وشدد المر على ان “المكاتب باسم “ستوديو فيزيون” التي اشتيرتها انا وبنيتها ووزعتها على اولادي الاربعة ، وانا استرجعت ملكية “ستوديو فيزيون” وميشال لم يعد يملك شيئ”. واضاف: “ابني يقول انا كل الاعلام معي ولا فرق عندي، كل الناس بجيبتي، القوى الامنية بيدي والقضائية اهددها…. لهجة عارية وكلام نسمعه بغطرسة”. واتهم المر ابنه ميشال بمحاولة اغتياله وقال: “لو لم اكن عاقلاً ومشيت حتى لا اواجههم لان المواجهة كانت ستؤدي الى اراقة الدماء”. واضاف: “انا ادعيت بنحاولة اغتيال وتهديد وابتزاز… المدعي العام القاضية غادة عون لا يهمها الاستقواء…”.

 

محاصرة مكتب غبريال المر؟!

تويتر//09 نيسان/19/نشر النائب السابق غبريال المر صورا على صفحته على موقع فايسبوك لاشخاص يرتدون اللباس الاسود. وعلق المر على الصور بالقول "ان ميشال كبريال المر يحاصر مكتب والده كبريال بمأجورين "قمصان سود"

انما الامم الاخلاق ما بقيت....

 

بومبيو : سنعاقب كل من يدعم حزب الله

وكالات/09 نيسان/19/اعتبر وزير الخارجية مايك بومبيو انّ “إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب رد طبيعي على سياسة إيران بدعم الإرهاب”، لافتا الى انّ “الحرس الثوري يدعم ميليشيات حزب الله وأسس للإرهاب وقاد عمليات عسكرية ضد القوات الأميركية في بيروت، وسنعامل الحرس الثوري مثل حماس وحزب الله وحركة الجهاد”. واكّد بومبيو انّ “الحرس الثوري مسؤول على القبض على الاميركيين وبعضهم محبوسين في ايران ونحن نعمل على اطلاق سراحهم، وتصنيفنا اليوم يوضح ان النظام الايراني لا يدعم الارهاب فقط بل ينخرط فيه”.

وقال بومبيو: “اوضحنا للقيادات اللبنانية ان اميركا لن تتحمل صعود حزب الله في هذا البلد وهو ليس لمصلحة اللبنانيين”. وتابع: “حزب الله قوة عسكرية داخل لبنان وسنفكر بالعقوبات على كل من يدعمه او يتعامل معه”.

 

حزب الله يستعد للأسوأ بعد تصنيف الحرس الثوري إرهابيا

العرب/10 نيسان/19

واشنطن تعتبر أن كلا من أمل والتيار الحر يوفران غطاء مهما لحزب الله للالتفاف على العقوبات التي تفرضها، فضلا عن كونهما يعززان بشكل أو بآخر صعوده على المسرح السياسي اللبناني.

ترقب ممزوج بالقلق

يعكس قرار الإدارة الأميركية بشأن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أن لا خطوط حمراء في مواجهتها المفتوحة مع إيران وأذرعها، وهذا يثير قلق لبنان -الذي يعيش وضعا اقتصاديا صعبا- من أن يكون التالي في مواجهة العصا الأميركية. بيروت - يعزز قرار الإدارة الأميركية تصنيف الحرس الثوري الإيراني ضمن لائحة الإرهاب هواجس حزب الله اللبناني وخاصة حليفيه التيار الوطني الحر وحركة أمل من إمكانية إقدام واشنطن على توسيع مروحة العقوبات لتشملهما، الأمر الذي سيكون من الصعب عليهما تحمل تداعياته. وتقول دوائر سياسية في لبنان من المؤكد أن حزب الله -الذي يعد إحدى أبرز أذرع إيران في المنطقة- بانتظار حزمة جديدة من العقوبات ينكب الكونغرس حاليا على مناقشتها، بيد أنه إلى حد الآن ليست هناك مؤشرات فعلية على إمكانية مد العقوبات لتطال حلفاءه المحليين رغم وجود امتعاض أميركي تجاههم، وهذا ما كشفت عنه الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى لبنان.

وتضيف الدوائر أن ذلك لا يعني أن أمر فرض عقوبات على أمل أو التيار الوطني الحر مستبعد خاصة وأن الإدارة الأميركية الحالية أثبتت بقرارها إدراج الحرس الثوري منظمة إرهابية أن لا خطوط حمراء في مواجهتها مع إيران وحلفائها. وتعتبر واشنطن أن كلا من أمل والتيار الحر يوفران غطاء مهمّا لحزب الله للالتفاف على العقوبات التي تفرضها فضلا عن كونهما يعززان بشكل أو بآخر صعوده على المسرح السياسي اللبناني والذي تكرس في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري، حيث نجح الحزب في الحصول على ثلاث حقائب وزارية بينها حقيبة أساسية وهي الصحة.

وقال بومبيو مؤخرا “إننا أبلغنا المسؤولين في بيروت أننا لن نتحمل استمرار صعود حزب الله في لبنان فهو ليس حركة سياسية بل جماعة مسلحة”. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده بواشنطن، حيث أوضح أن الحرس الثوري يدعم ميليشيات حزب الله في لبنان. وأكد أن إدراجه على القائمة السوداء هو رد طبيعي على سياسة إيران بدعم الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط والعالم، مشيرا إلى أن الحرس الثوري أسس للإرهاب وقاد عمليات عسكرية ضد القوات الأميركية في بيروت.

وأشار بومبيو إلى أنهم سيعاملون الحرس الثوري الإيراني مثل ميليشيات حماس وحزب الله وحركة الجهاد الإسلامي، مشيرا إلى أن الحرس الثوري الإيراني مسؤول عن عمليات اغتيال وقتل في جميع أرجاء العالم كما يقوم بدعم الإرهاب في العراق ولبنان وسوريا.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صنّف الحرس الثوري الاثنين منظمة إرهابية أجنبية في خطوة غير مسبوقة من شأنها أن تؤجّج التوتر في الشرق الأوسط. وتأتي خطوة ترامب بعد أن تدهورت العلاقات بين واشنطن وطهران في مايو الماضي عندما قرر الرئيس الأميركي الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران عام 2015 مع ست قوى عالمية وأعاد فرض العقوبات عليها. ويرجح مراقبون أن تكون الخطوة التالية لواشنطن هي التركيز على محاصرة حزب الله سياسيا واقتصاديا، وقد بدأت توجهاتها في هذا الصدد تأتي أكلها لجهة الصعوبات المالية التي يواجهها الحزب، فضلا عن أن خطوة بريطانيا الأخيرة بإدراج الذراع السياسية لحزب الله ضمن القائمة السوداء تعكس نجاحا أميركيا في إحداث اختراق في الموقف الأوروبي حيال التنظيم، وسط ترجيحات بأن تنظم دول أوروبية أخرى لهذا المسار.

رياض سلامة:  الليرة اللبنانية ستبقى ركيزة الثقة لاقتصادنا وقطاعنا المالي

ويشير المراقبون إلى أنه في ما يتعلق بحلفاء حزب الله في الداخل وخاصة حركة أمل الشيعية، فإن المسألة ليست بالسهولة المطروحة ذلك أن إدراج الحركة ضمن ذات الخندق قد يدفع الأخيرة نحو الالتحام أكثر مع الحزب باعتبار أنه سينظر للمسألة على أنها استهداف لطائفة بعينها، وهذا ليس المطلوب أميركيا.

وأوضح عضو كتلة “التنمية والتحرير” التابعة لحركة أمل النائب محمد نصرالله في تصريحات صحافية أنه لم تصل إليهم أي إشارة رسمية بخصوص عقوبات أميركية منتظرة تجاه رئيس مجلس النواب نبيه بري أو شخصيات في الحركة، مستدركا “في كل الأحوال يتوجب أخذ المعلومات المتداولة بعين الاعتبار”.

وزار مؤخرا وفد نيابي لبناني واشنطن ضمّ كلا من رئيس لجنة المال والموازنة النيابية إبراهيم كنعان (التيار الوطني الحر)، وعضو كتلة “التنمية والتحرير” ياسين جابر، ومستشار الرئيس بري علي حمدان. وذكرت أنباء أن الهدف من هذه الزيارة هو جس نبض الإدارة الأميركية بشأن توجهها لفرض عقوبات على قيادات في أمل والتيار الحر، مع محاولة إقناعها بالعدول عن هذا التوجه الذي سيصيب كل لبنان. وسبق وجرت مناقشة فرض عقوبات على قوى سياسية حليفة لحزب الله في الكونغرس الأميركي في العام 2017، وترددت أنباء حينها عن اتصالات مكثفة قام بها مسؤولون لبنانيون وبينهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لتجنب هذا السيناريو، الذي يخشى من تأثيراته على الاقتصاد اللبناني، الهش بطبعه جراء تباطؤ تنفيذ الإصلاحات والصراعات الدائرة في المنطقة وخاصة في سوريا. وأعلن حاكم مصرف لبنان (المركزي)، الثلاثاء، التزام المصرف بالإبقاء على سياسته المالية الهادفة إلى استقرار سعر الصرف بين الليرة والدولار، مشددا على سلامة ومتانة القطاع المصرفي لبلاده. وقال رياض سلامة، في كلمة له خلال مناسبة اقتصادية ببيروت، إن الليرة اللبنانية “ستبقى ركيزة الثقة لاقتصادنا وقطاعنا المالي”. وشهدت وفرة النقد الأجنبي تذبذبا خلال الأشهر الماضية في لبنان، ارتفعت حدتها في فبراير الماضي، وسط ضبابية تشكيل حكومة أثرت على مختلف المناحي الاقتصادية. وربط سلامة تصريحاته، بتقارير أصدرتها وكالات التصنيف المالي الدولية مؤخرا، تفيد بأن النظرة للقطاع المصرفي في لبنان مستقرة، مشددا على أن “لبنان لديه القدرة على تحقيق هذا الهدف الذي بات مطلبا وطنيا”.

 

أبو الغيط بعد لقائه عون والحريري وباسيل: المشكلة أن يعود النازح الى أرض غير مناسبة للعيش

09 نيسان/19/بيروت - "الحياة"

بحث الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط مع كبار المسؤولين اللبنانيين أمس التطورات العربية لا سيما في سورية وأزمة النازحين السوريين وتفعيل قرارات القمة العربية التنموية التي انعقدت في بيروت في شباط (فبراير) الماضي كذلك القمة العربية التي انعقدت في تونس.

والتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أبو الغيط وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات المحلية والعربية والعمل العربي المشترك في ضوء قرارات قمة تونس والقمة التنموية الاقتصادية الاجتماعية . ورافق أبو الغيط الأمين العام المساعد السفير حسام زكي، رئيس مركز الجامعة العربية للمجموعة والدراسات القانونية السفير عبد الرحمن الصلح، والمتحدث الرسمي بإسم الجامعة السفير محمود عفيفي ونائب السفير الصلح الدكتور يوسف السبعاوي.

كما التقى أبو الغيط رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في حضور الوزير السابق غطاس خوري وتناول البحث آخر المستجدات في المنطقة العربية.

وفي اجتماعه مع وزير الخارجية جبران باسيل جرى بحث القضايا العربية المشتركة، الأزمة السورية، ملف النازحين، تفعيل أعمال مؤتمر القمة العربية والقمة الاقتصادية، وفق معلومات رسمية. وقال أبو الغيط إن البحث تناول القرارات التي أقرتها القمة في تونس، معتبرا أن قرارها من الجولان "يعكس موقفا عربيا واضحا لجهة عدم قانونية الموقف الاميركي بكامله في ما يتعلق بالجولان أو القدس. أضاف: "كذلك بحثنا في بعض المسائل المتعلقة بالمنطقة والوضع السوري وما يمكن أن تقوم به الجامعة العربية في مساعدة سورية على استعادة وضعها في الجامعة، إلا ان المسألة لا تزال غير ناضجة". وردا على سؤال، اعتبر ابو الغيط ان "وجود النازح موقت، وعاجلا أم آجلا سيعود الى بلده عندما تكون مستعدة لاستعادته، والمشكلة أن يعود الى أرض غير مناسبة للعيش، فيما هو يتمتع خارج سورية بخيرات كثيرة".

وعن عدم استعادة سورية لمقعدها في الجامعة العربية، قال ابو الغيط: "الموقف لم ينضج بعد حسب اتصالاتي بالدول الاعضاء".

ورفض التعليق على العقوبات الاميركية على إيران، معتبرا أنها "لا تتعلق بالجامعة العربية".

وشارك أبو الغيط في مقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) في بيروت، في الدورة السادسة للمنتدى العربي للتنمية المستدامة 2019، تحت شعار "تمكين الناس وضمان الشمولية والمساواة في المنطقة العربية".

ورأى في كلمة له في افتتاح المنتدى أن "استئناف عقد القمم التنموية في إطار منظومة العمل العربي المشترك ينطوي على دلالة مهمة مفادها أن الحكومات العربية أدركت أن التحديات التي تواجه العالم العربي، ذات طبيعة مركبة ومتداخلة ولا يمكن مواجهتها سوى بحزمة سياسات تمزج بين الاستخدام الفعال للأدوات الاقتصادية والبرامج الاجتماعية، جنبا إلى جنب مع الإجراءات السياسية والأمنية". ورأى ان "المنتدى العربي للتنمية المستدامة فرصة مهمة يجب اغتنامها للتفاعل بإيجابية مع القرارات المرتبطة بالعملية التنموية الصادرة عن القمم العربية، خصوصا قمة بيروت التنموية، التي تعاملت مع أهداف أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 في العديد من أبعادها.

أضاف أبو الغيط: "اعتمدت القمة على سبيل المثال الإطار الاستراتيجي العربي للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد 2020 – 2030 كإطار يعزز الجهود العربية الرامية لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة في المنطقة العربية، ويهدف إلى إنقاص مؤشر الفقر متعدد الأبعاد بنسبة 50% بحلول عام 2030". واستطرد: "وافقت القمة على مبادرة (المحفظة الوردية) كمبادرة إقليمية لصحة المرأة في المنطقة العربية، وذلك في إطار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، من أجل ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار، فضلا عن اعتماد وثيقة منهاج العمل للأسرة في المنطقة العربية في إطار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 كأجندة التنمية للأسرة في المنطقة العربية".

وشدد على 4 نقاط ترى الجامعة العربية أنها محورية لتحقيق التنمية المستدامة هي:

1- معالجة التفاوت في القدرات العلمية ومستويات التنمية للعلوم والمعرفة والتكنولوجيا والابتكار بين الدول المتقدمة والنامية.

2- تطوير قطاع الصناعة وعمليات التصنيع باعتبارها من أهم الوسائل فعالية للمساهمة في القضاء على الفقر.

3- اتخاذ خطوات دولية وإقليمية متقدمة لمكافحة التلوث وتغير المناخ والتصحر والجفاف مع حق كل الدول في تنويع مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة واللجوء إلى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية لتحقيق التنمية المستدامة

4- احترام حقوق الانسان ومبادئ القانون الدولي المرتبطة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعلى رأسها الحق في التنمية، والغذاء ومياه الشرب الآمنة، والصحة وغيرها.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 09/04/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

انعطفت الأنظار المحلية والإقليمية الى فلسطين المحتلة حيث الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية التي يتنافس فيها رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو ورئيس الاركان السابق بيني غانتس.

هذا الاستحقاق يقع بحسب مشهدية الانتظارات الصعبة في بؤرة قلق وعلى ضفافها حذر مثلث الأبعاد: محلي وإقليمي وحتى دولي من احتمالات حصول مغامرات اسرائيلية عسكرية بهدف ترسيخ حكم الذي سيربح في الانتخابات ، خصوصا" إذا كان الكاسب بنيمين نتانياهو... ولقد اضطر نتانياهو الى اللجوء بعد ظهر اليوم الى وسائل التواصل الاجتماعي كي ينقذ نفسه على رغم الدعم الترامبي له والذي تظهر بسلسلة مواقف داعمة لصلفه وعنجهيته وتتعلق بالقدس والجولان المحتل والحرس الثوري الإيراني...

محليا بقيت المسألة المتعلقة بالمشكلة بين مفوض الحكومة القاضي بيتر جرمانوس وفرع المعلومات ما يتصل بها وكذلك خطوة إنجاز خطة الكهرباء في واجهة الإهتمامات والمواقف السياسية.

في الغضون برزت جولة مهمة لرئيس بلغاريا رومين راديف في بيروت، وفي المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الجمهورية في بعبدا، شدد الرئيس عون على وقف الخروق الاسرائيلية كما حذر من انتقال النازحين الى أوروبا.. وقد كان الموقف اللبناني والبلغاري متشابهين نسبيا" حيال معضلة عودة النازحين السوريين وإمكان الدمج بين المبادرة الروسية والتصور الأميركي في شأن المسألة..

حركة ديبلوماسية إضافية في لبنان أيضا" تمثلت بجولة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو لغيط الذي حرص على زيارة الأصدقاء السياسيين على هامش مشاركته في منتدى الإسكوا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

ساحة النجمة على موعد مع جلسة اسئلة وأجوبة غدا حيث يفتح مجلس النواب عيونه للرقابة على أعمال الحكومة ومساءلتها كما وعد رئيس المجلس نبيه بري، وتأتي هذه الجلسة بعد اقرار الحكومة لخطة الكهرباء التي لاقت ارتياحا واسعا على أن يبقى اقرار الموازنة من أولويات الملفات التي يجب حسمها قريبا.

في هذا الوقت شكلت زيارة الرئيس البلغاري رومين راديف الى لبنان حدثا بحد ذاته وكان ملف النازحين في صلب المحادثات اللبنانية البلغارية.

وإلى دمشق كانت لافتة زيارة وزير الزراعة حسن اللقيس الذي التقى رئيس الوزراء السوري ووزيري الزراعة والاقتصاد حيث تم التباحث في الملفات المشتركة واعلن عن اتجاه سوري لتخفيض رسوم الترانزيت على الشاحنات اللبنانية العابرة على الأراضي السورية.

على خط آخر وبعد خروج الخلاف بين مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس وشعبة المعلومات إلى العلن عاد جرمانوس وأكد اليوم أن كل الأجهزة الأمنية تحت سلطته ومراقبته، وإن ما أقدم عليه يأتي في سياق معركة صلاحيات عنوانها: من يحكم لبنان النظام الأمني أم النظام العدلي؟.

دوليا غيوم التصعيد الأميركي لبدت سماء المنطقة بعد تصنيف الحرس الثوري الايراني بالمنظمة الارهابية.

التصنيف الأميركي رد عليه الرئيس الايراني حسن روحاني حيث أكد أن بلاده ستقاوم العدو الاميركي وأن الحرس الثوري هو حامي ايران هذا في وقت دعت فرنسا الجميع الى الهدوء.

التصنيف الاميركي للحرس الثوري شكل بشكل أو بآخر هدية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي حاول استثماره في الانتخابات الاسرائيلية التي بدأت صباح اليوم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

اهمية التي يحاول البعض تسويقها في حملات منظمة عبر مواقع التواصل، وتفاصيلها آخر هم عند الناس...

الأنظار على التطبيق، لأن مساره وحده يكشف حقيقة النوايا من الآن فصاعدا، فيحدد الاتجاه بين طريقين: إما عرقلة مكررة، واستعادة مرة لتجارب دفع ثمنها اللبنانيون خسائر كبيرة، وإما تعاون مثم ينتج كهرباء على مدار الساعة في أقرب وقت ممكن، وخفضا للعجر المالي ضمن مهلة مقبولة...

وفيما يؤمل أن يكون قطار الكهرباء قد وضع على السكة الصحيحة في شكل نهائي، يتطلع اللبنانيون بأمل نحو تكريس الانتظام المالي الذي بدأ في مستهل العهد، حيث أقرت موازنتان، وذلك بالإسراع في إقرار موازنة 2019، والأهم معرفة مصير قانون قطع الحساب الذي بات اقراره واجبا، ولاسيما بعد حسم قضية الحسابات المزمنة منذ وقت قصير...

وفيما يبقى ملف النزوح الهم الأول على سلم الأولويات الرسمية والشعبية - حيث أكد رئيس الجمهورية لنظيره البلغاري اليوم أن لبنان يعمل على تحقيق تزاوج بين الطرحين الروسي والأميركي في هذه الإطار- يبقى تحريك العجلة الاقتصادية موضوعا لا يقبل التأجيل ويتطلب إجراءات سريعة، لا يحتاج لبنان إلى جهات دولية لتدله على طريقها، ذلك أنها من البديهيات وليس مطلوبا في شأنها إلا التنفيذ.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

على الرغم من الإنشغال الرسمي بزيارة رئيس الجمهورية البلغارية للبنان ومقاربة البحث معه قضية النزوح السوري وتداعياتها، فإن خطوة إقرار مجلس الوزراء لخطة الكهرباء لا تزال تتردد أصداؤها في الاوساط السياسية والشعبية، وسط أسئلة عن المسار التنفيذي للخطة، في ظل قراءات لانعكاساتها على المسار الاصلاحي في البلاد.

فكتلة المستقبل النيابية إعتبرت إقرار الخطة خطوة نوعية في مسار وقف الهدر، لافتة إلى همية إستكمالها بالشروط الادارية والقانونية التي تضعها موضع التنفيذ السريع، بعيدا عن إضاعة الوقت في المماحكات السياسية.

وفي ظل ما كشفته شعبة المعلومات في ملف مكافحة الفساد، فإن كتلة المستقبل حذرت من تمادي البعض في التحامل على رموز قيادية في الامن والقضاء تكرس حياتها وجهدها وعملها لخدمة اللبنانيين وحمايتهم، مشيرة إلى الحملة المشبوهة التي تستهدف بشكل خاص وبصورة ممنهجة وكيدية مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، ومن خلفهما شعبة المعلومات وانجازاتها المعروفة لكل اللبنانيين.

إقليميا،إنتظار لنتائج الإنتخابات التشريعية داخل إسرائيل، في وقت يحتدم الصراع

بين زعيم الليكود رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، و رئيس الأركان الأسبق للجيش بني غانس الذي يتزعم تحالفا من يمين الوسط.

أما في الجزائر، فإحتجاجات في شوارع العاصمة رفضا لتعيين البرلمان رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، رئيسا مؤقتا للبلاد.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

سنعود معا إلى هواية المطالعة، لا بأس... ولتكن البداية منLes fables de la fontaine أو من "كليلة ودمنة"، والجامع المشترك بين الكتابين وضع الكلام على ألسنة الطيور والحيوانات، واللبيب من الإشارة يفهم.

أما لماذا اعتماد هذا الأسلوب فلأن بعض القبضايات الذين يرتكبون المخالفات من دون حسيب أو رقيب، أو حين الحسيب لا يحاسب والرقيب لا يراقب، يعتقدون بأن مخالفاتهم تمر "على رؤوس السطوح".

لم تعد المخالفات مستورة أو مستترة بل أصبحت وقحة.

يرتكبون المخالفات، وحين تكتشف، يهددون ويتوعدون، كيف لا وهم الذين "مظبطين أمورهن" مع هذا المرجع أو ذاك ومع هذه الجهة أو تلك.

لكن مهلا ، ألم يسمعوا بأن درج الفساد يشطف من فوق ؟ واليوم أيضا، الفساد يشطف من السطح... وما أدراكم ما السطح... هو سطح لكنه لم يعد سطحا بل أصبح بناء بطريقة مخالفة للقانون وبغطاء ممن يفترض فيهم السهر على تطبيق القانون.

سهروا ولكن ليس على تطبيق القانون بل على تطبيق المخالفة إلى حين إنجازها. هددوا، توعدوا، وحين لم ينفع تهديدهم ووعيدهم لجأوا إلى "العجلة" مخالفين المثل القائل: في التأني السلامة وفي العجلة الندامة، والمثل الآخر الذي يقول: " العجلة من الشيطان".

متى نصل في هذا البلد إلى يوم لا يعود فيه مخالف يتجرأ على ارتكاب مخالفة؟ متى نصل إلى يوم يصبح فيه الموظف الذي يقبض راتبه من جيب المواطن اللبناني، محافظا على القانون لمصلحة المواطن اللبناني؟ ترانا، هل نحلم؟ ما سنعرضه في بداية النشرة مثال فاقع على مخالفة فاقعة يقال إنها تمتعت بحمايات لا يرقى الشك إلى قدرتها، لكن الأمل كل الأمل في أن يكون الرأي العام هو القوة الزاجرة لوقف هذه المخالفات التي تتلطى حينا بحماية سياسية أو حزبية أو أمنية أو قضائية.

وفي سياق التحقيقات القضائية المستمرة، كان لافتا ما أعلنه الوزير جبران باسيل من أن الحبل عالجرار والقضية مستمرة في مكافحة الفساد، ونحن لا نغطي أحدا في مسألة القضاة، وليس هناك قضاة للعهد وقضاة لغير العهد.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

اقرار خطة الكهرباء في مجلس الوزراء فتح الواقع السياسي على مشهد جديد، فبعد اليوم لم يعد السؤال هل ستقر خطة الكهرباء بل اصبح هل ستنفذ هذه الخطة وفق الجدول الزمني الموضوع وكيف، هل ستنتصر مصلحة المواطنين ام ان المناكفات السياسية ستكون اقوى بحيث يصبح مصير الخطة الجديدة تماما كمصير الخطتين القديمتين؟

لكن بمعزل عن ترددات اقرار فالاكيد ان طريقها ليست سهلة بل ستكون محفوفة بالمطبات والعثرات، لكن ما يشفع في التنفيذ ان شبح سيدر يلوح امام جميع السياسيين وهم لا يستطيعون ان يظهروا امام المجتمع الدولي انهم اعجز من من اقرار خطة كهرباء ومن تنفيذها وعليه فإن على اللبنانيين ان يشكروا سيدر على ما تحقق لانه لولاه لظلت الكهرباء بلا خطة ولا من يخططون.

في الولايات المتحدة الاميركية الاجواء تصعيدية تجاه حزب الله وحلفائه ومع ان الوفد اللبناني النيابي يحاول تخفيف ما امكن من حدة المواقف الاميركية، لكن المعلومات تشير الى ان الادارة الاميركية مصممة على البحث في كل اسم يمكن ان يكون على علاقة وثيقة بحزب الله.

وفي هذا الاطار يعقد الكونغرس بعد قليل جلسة استماع مع وزير الخارجية مايك بومبيو تساعد على تحديد التوجهات الاميركية في المرحلة المقبلة.

في اسرائيل الحماوة الانتخابية على اشدها والرهانات كثيرة وكبيرة ان كان على الصعيد الداخلي الاسرائيلي او على صعيد منطقة الشرق الاوسط، لكن سواء فاز نتنياهو ام خسر فمن المؤكد ان المنطقة بعد الانتخابات الاسرائيلية لن تبقى ابدا كما كانت قبلها.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

من لا يؤتمن على أبيه كيف يأتمنه الناس مبشرا بالإعلام والمهنية. من يجعل والده خبرا. كيف يعطى سلطة بث الأخبار وإدارة شركة؟ ومتأثرا بتجربة القمصان السود لحزب الله في شوارع بيروت.

استعان ميشال المر بمجموعة مفتولة واستعرضها أمام والده لبث الرعب والابن الضال عرض الأب لمواقف محرجة ومهينة لرجل ثمانيني أخضع لإهانات، وتدافع وتطويق وهو ما عده غبريال المر محاولة اغتيال، واشتكى بموجبها الى القضاء يؤكد الفاعل غير المجهول، أن شبان القمصان السود التابعين لشركة أمنية هم للحراسة وحماية أجهزة شركة ستديو فيجن، لكن الصور التي عرضها المر الأب كانت تقول إنهم من "فتوات" زمن العراضات المسلحة.

قمصان سود لجأ اليها بطل العيون البيض لوضع خطوط حمر أمام والده في نزاع الملكية على ستديو فيجن، لكن ومهما بلغت حدة النزاع فإن جنونها يكمن في إهانة صبي لابيه. ومن ثم علينا أن نصدق رسالته الإعلامية. وأن على المشاهد أن يزرع إيمانه بهذه الرسالة الناشئة على "التربية العاطلة" ومن يعطينا دروسا في "أتيكيت" كل شيء..

بات اليوم عاريا من الصحة الأخلاقية التي لن تسمح له بـ"دس" أي درس بعد الآن.

وفي التعاليم الاميركية التي يتلقاها لبنانيون في أميركا فإن الوفود النيابية لم يتبين لها حتى اليوم أي إشارة جديدة تتعلق بتوسيع العقوبات على شخصيات محلية، وأكد النائب ابراهيم كنعان للجديد من واشنطن أن الامر مبالغ فيه.

زرافات الى واشنطن.. ووحدانا الى دمشق مع زرع جديد غرسه وزير الزراعة حسن اللقيس المحسوب سياسيا على الرئيس نبيه بري، إحدى الشخصيات التي تبعث إليها أميركا برسائل عن العقوبات وأجرى اللقيس في العاصمة السورية محادثات رفيعة المستوى.. قائلا بعد لقائه رئيس الحكومة السورية عماد خميس : أنا أقوم بعملي ولا داعي الى الاجماع في مجلس الوزراء والحكومة المختلفة على التطبيع مع سوريا.. تختلف مع نفسها وبين مكوناتها على قضايا أبسط من ذلك وبينها إعلان وزير العمل كميل أبو سليمان عن حزب القوات أن وزير الخارجية جبران باسيل كسر هدنة متفقا عليها.

والهدنة المكسورة بتغريدة، أعيد تحطيمها بمؤتمر صحافي لرئيس التيار القوي الذي كرر أقواله الافتراضية، معلنا أن خطة الكهرباء ستقف في وجه المعرقلين وذلك في إشارة ضمنية إلى القوات لا خيط عمار بين الطرفين لكنهما لن يشتبكا على خطوط طرابلس الانتخابية التي تعطى فيها حقوق الملكية لتيار المسقبل بخرزة زرقاء تحرس "ديفا" المدينة ديما جمالي.. لكن تحالفات عاصمة الشمال وكما وصفها عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل مصطفى علوش هي "زواج متعة" والمستقبل الذي خسر انتخابات نقابة المهندسين في المدينة يحشد اليوم رؤوس الأموال والمتطوعين السياسيين الكبار من أجل تحصيل مقعد نيابي.. في مواجهة "مولود جديد" للمعارضة المستقلة هو يحيى مولود.. اضافة الى النائب السابق مصباح الأحدب . إمبراطوريات مالية في خدمة "جمالي".. وإمبراطوريات وهدايا مجانية في خدمة بنيامين نتياهو اليوم الذي يخوض أصعب عملية تصويت من شأنها أن تكرس سلطة اليمين سواء أكان الفوز عدديا من نصيب نتنياهو وتكتل ليكود وحلفائه، أم من نصيب معسكر الجنرالات في حزب "أزرق أبيض" (كاحول لافان) وسيسجل التاريخ أن بنيامين نتنياهو هو أكثر المرشحين الإسرائليين الذين وضعوا في صندوقة الانتخاب مدنا وعواصم فهو منح القدس والجولان هدية من اميركا.. وأهداه بوتين جثمانا من ذهب بمساعدة جنود سوريين وأغدق عليه العرب تطبيعا لم يكن ليحلم به.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

كثيرة هي الاوراق التي تسابق اصوات المستوطنين الصهاينة الى صناديق الاقتراع التي فرضت على بنيامين نتنياهو.. فصواريخ غزة سابقت الناخب الصهيوني، واقترع عمر ابو ليلى برصاصاته المصيبة مقتلا عند اجهزتهم الامنية، وكذلك بالونات غزة الحارقة ومسيرات العودة..

دونالد ترامب اقترع باكرا اكثر من مرة لمصلحة حليفه نتنياهو، ولا يزال، من ورقة القدس الى الجولان، فتصنيف الحرس الثوري الايراني بالارهاب، واقترع بعض العرب بتصريحات وزيارات ولقاءات ومؤتمرات تمهيدية لصفقة القرن، كلها لمصلحة بنيامين نتنياهو..

وحتى تقفل صناديق الاقتراع الصهيونية، فان النتيجة لا تحتاج الى استطلاعات رأي او فرز للاصوات، لان ما ستفرزه هو الارهاب نفسه اسموه يمينا او يسارا.. اما التائه بين يمينه ويساره، فسيكون ذاك الذي يريد فرز الاوراق السياسية التي تم الادلاء بها في معركة نتنياهو الانتخابية، وتوزعت بين قنابل صوتية او اخرى دخانية، أو تلك التي تخطط الحدود الحمر في حسابات المنطقة الملتهبة..

لم يحسب دونالد ترامب في الاستراتيجيا عندما اشعل شرارة قد تكون الاخطر في المنطقة، وان كان حراس الثورة على مدى اربعين عاما يقفون امام كل ارهاب صهيوني واميركي، فان المشهد اليوم اكثر جدية بعد ان جابه الحرس الثوري مشروع الهيمنة الاميركية والصهيونية في ايران والمنطقة بحسب الامام السيد علي الخامنئي، ولا يحق لزعيمة الارهاب الدولي اميركا ان تصنف المؤسسات الثورية بالارهابية كما قال الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني..

لبس الايرانيون اليوم بزة الحرس الثوري شكلا ومضمونا، وضموا الى الرسالة تهديدا من الشيخ روحاني بالعودة الى التخصيب النووي ان تمادى الاميركي.. بزة اخرى لبسها اليوم قادة المقاومة الفلسطينية تضامنا، هي التي يلبسها الاسرى في سجون المحتل الصهيوني، فهل سيقرأ الصهاينة الرسالة؟

رسائل ملتهبة في المنطقة من ليبيا الى السودان ومن تونس الى الجزائر، فيما الرسائل بين اللبنانيين مشت عبر خطوط التوتر العالي، فانتجت خطة للكهرباء يؤمل ان تطبق بكامل مراحلها.. اما المرحلة ودقتها والمنطقة وملفاتها، فستكون على منبر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي سيطل عصر الغد بمناسبة يوم الجريح .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 9 نيسان 2019

الثلاثاء 09 نيسان 2019

النهار

غرّد أحد الوزراء ناشراً صورته والمعلم السياحي الذي يزوره لكنّه أخطأ في اسم المكان الذي يقصده للمرّة الأولى ‏فألغى التغريدة ونشر أخرى مُصحّحة.

تبيّن أنّه تمّ إمرار التعاقد في مستشفيات حكومية نظراً لامتناع مجلس الخدمة المدنية عن إجراء مباريات وتعرّض ‏مستشفيات للتوقّف عن العمل في ظلّ حاجة إلى الكادر البشري الضروريّ لتسيير الأقسام فيها.

البناء

قالت مصادر أمنية عراقية انّ التصعيد المرتقب بعد الإعلان الأميركي تصنيف الحرس الثوري الإيراني على لوائح ‏الإرهاب والردّ الإيراني بتصنيف الجيش الأميركي وقواعده في المنطقة كأهداف إرهابية سيجعل العراق ساحة سريعة ‏الإشتعال وأنّ مساعي الحكومة العراقية للحدّ من التصعيد ستكون صعبة وشبه مستحيلة ففي العراق يتواجد فريقان ‏قويان يصنف كلّ منهما الآخر إرهابياً ويعتبره هدفاً مشروعاً وينظر العراق للفريقين كقوتين شرعيتين

الجمهورية

بدأت جهات دبلوماسية إستقصاء معلومات دقيقة عن قرار رسمي اتخذ أخيراً بهدف معرفة التفاصيل من قُطب مخفية ‏اذا وجدت.

طلب مرجع رسمي بارز من الأفرقاء السياسيين التحضير لعملية تغيير شاملة في بعض المجالس الرسمية واشترط ‏الكفاءة والمناقبية.

لم تعلن إحدى القوى المسيحية موقفها علنا من إستحقاق قريب، مع أن الاتجاه بات معروفا وهو دعم حليفها في المعركة ‏التي سيخوضها.

اللواء

يهتم سفير دولة كبرى بالتشاور الدوري مع أصدقاء حول أوضاع تتعلق بالسياسات الدولية في المنطقة..

لا تخلو لقاءات نيابية، في مناسبات متعددة، من عتابات، ومزايدات كلامية، تجمع بين أداء ماضٍ وأداء حاضر..

تراجع اهتمام الجهة الحزبية المكلفة بالمراجعة في ملف الفساد عن المتابعة اليومية لأسباب لا تزال قيد التكهن؟

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المكتب الإعلامي لنزار زكا وزع برنامجه الانتخابي: معركة قضاء طرابلس معركة إستعادة الكرامة المفقودة والحرية المصادرة

الثلاثاء 09 نيسان 2019 /وطنية - وزع المكتب الإعلامي للمرشح عن الانتخابات الفرعية في طرابلس نزار زكا، برنامجه الإنتخابي، مشيرا الى أن "المقعد السني الخامس في قضاء طرابلس يشكل كل الفرق في معركة استعادة الكرامة، معركة الحرية للبنان". وإذ عدد البرنامج "6 خطوات من شأن تنفيذها النهوض بقضاء طرابلس سياسيا وتنمويا وسياحيا وإقتصاديا"، لفت الى ان "معركة قضاء طرابلس هي معركة إستعادة الكرامة المفقودة والحرية المصادرة والحق المنتهك والتوازن المختل".

واعلن زكا في برنامجه الإنتخابي جملة أهداف لتحقيقها، "بالشراكة مع الجهات الفاعلة سياسيا ومدنيا"، منها:

- تسريع إنشاء المنطقة الاقتصادية الحرة في طرابلس، وجعلها حاضنة لمشاريع الاقتصاد الرقمي الذي يشكل الرافعة الوحيدة للاقتصاد، ومجالا لخلق آلاف فرص العمل لأهل الشمال عموما، وقضاء طرابلس خصوصا.

- تحقيق الانماء المتوازن واللامركزية الإدارية، وهم البندان الأبرز في إتفاق الطائف الذي نتمسك به عنوانا للدولة القوية ذات السيادة غير المنقوصة.

العمل على تأمين التغطية الصحية الشاملة.

- الإسراع في إنهاء المحاكمات، وخصوصا في ملفات الموقوفين ظلما، ومعالجة المسائل القضائية العالقة.

- إعادة قضاء طرابلس الى صلب المشاريع التنموية والسياحية الكبرى، تأسيسا على الإرث السياحي والبيئي والديني الكبير الذي يزخر به.

- النهوض بمعرض رشيد كرامي الدولي بإعتباره معلما حضاريا، وكذلك منصة عالمية قادرة على جلب الإستثمارات وخلق فرص العمل".

 

وزيرا الخارجية والسياحة اليونانيان في بيروت في زيارة رسمية

الثلاثاء 09 نيسان 2019 /وطنية - وصل، بعد ظهر اليوم، الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وزير الخارجية اليوناني خورخيوس كاتروغالوس georgios katrougalos ووزيرة السياحة اليونانية Elena kountouras في زيارة رسمية الى لبنان، يجريان خلالها محادثات مع المسؤولين اللبنانين. وكان في استقبال الوزيرين اليونانيين والوفد المرافق مديرة المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية السفيرة نجلا رياشي عساكر وسفير اليونان لدى لبنان francisos verros.

 

شعار "مكافحة الفساد" يكشف ضغائن الأجهزة القضائية والأمنية

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 09/04/2019

انفجرت حرب مكافحة الفساد بين القضاة هذه المرّة. التضارب الذي كانت تعيشه الأجهزة الأمنية اللبنانية قبل سنوات، في عملها على محاربة الإرهاب، يتكرر اليوم أمنياً وقضائياً حول عنوان مكافحة الفساد. إنه صراع بين الأجهزة الأمنية والقضائية، تنتقل ساحته من داخل أقواس المحاكم ووالقصور العدلية، إلى وسائل الإعلام. تماماً، كما كان حال التسريبات مع الموقوفين المتهمين بالإرهاب، أو بالتعامل مع المعارضة السورية، حين كان يتم نشر أسمائهم وتفاصيل عمليات توقيفهم، وفيما بعد يتمّ إخلاء سبيلهم.

جهازان متنافسان

يمثّل ملف مكافحة الفساد اليوم، "شمّاعة" لتصفية حسابات سياسية وأمنية وقضائية، بين القوى المختلفة مع بعضها البعض. تارة يتوافق طرفان بوجه طرف ثالث، وتارة أخرى تنقلب التحالفات، حسبما تقتضي المصلحة السياسية وغير السياسية. بدأت المشاهد تبرز أكثر قبل فترة، حين بدأت الأجهزة الأمنية الدخول إلى بعض الدوائر، بذريعة مكافحة الفساد، فاقتحم أحد الأجهزة الأمنية مثلاً مبنى قصر العدل في بيروت للحصول على مستندات تتعلق بملفات فساد، مقابل اقتحام جهاز آخر للنافعة بالذريعة ذاتها. كان الجهازان العاملان على خطّ مكافحة الفساد هذا هما فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وجهاز أمن الدولة.

التنافس بين الجهازين قديم جديد، وفي تجلياته الأخيرة، والتي لا تمحى من ذاكرة اللبنانيين، قضية الممثل زياد عيتاني، الذي أوقفه جهاز أمن الدولة وسرّب التحقيقات معه، والتي تتلخص باتهامه بالعمالة للعدو الإسرائيلي، في المقابل، استكملت شعبة المعلومات التحقيقات بقضية عيتاني ليتبين أن القضية مفبركة، ويتم بعدها إثبات براءته وإطلاق سراحه. وحينها استعر التنافس بين الجهازين، أو على الأقل تجلّى عدم الوئام بينهما. وهذا ما استمر في حرب مكافحة الفساد، بينما كانت هناك دعوات لتوحيد هذه الحملة لتصبح ذات فعالية أكبر، عبر تولي الجهاز القضائي التحقيقات وإعطاء الأذونات في الملاحقات، فتصبح الملاحقات مبنية على إستنابات قضائية، وليس على معلومات أمنية فقط.

عون وجرمانوس

ومن مكافحة الفساد في الدوائر الرسمية، إلى مكافحة الفساد في الجسم القضائي، والتي تحولت أيضاً إلى مبارزة بين القضاة، فالمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، تنسّق مع شعبة المعلومات لكشف ملفات الفساد ومكافحته، مقابل تنسيق آخر بين مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس وجهاز أمن الدولة. وكما كل شيء في لبنان، يتم تسييس القضية حيناً، أو تطييفها ومذهبتها حيناً آخر. وفي إطار هذا التنافس، جاء إدعاء القاضي جرمانوس على شعبة المعلومات بجرائم تسريب وتحوير تحقيقات أولية، وتشويه وقائعن واحتجاز أشخاص قيد التوقيف خارج المهل القانونية، وبجرم التمرد على سلطته، كضابطة عدلية تعمل تحت مراقبته. وكلف الشعبة بتسليم الموقوفين لديها والمطلوبين بموجب تحقيقات لدى الشرطة العسكرية واستخبارات الجيش فوراً. هذا الإدعاء من قبل جرمانوس، يأتي، حسب مصادر متابعة، على خلفية تحقيق "المعلومات" مع أحد المقربين منه، بتهمة تلقي رشى. وهو عنصر في أحد الأجهزة الأمنية. فاعتبر أنه من الواجب محاكمة هذا الشخص في المحكمة العسكرية، وليس لدى المحاكم المدنية، مع الإشارة إلى أن القاضية عون هي التي سطّرت الإستنابة القضائية بحق هذا الشخص، المشتبه به بتلقي رشى، وأشارت لفرع المعلومات بتوقيفه، وهذا ما دفع جرمانوس إلى اعتبار المسألة فيها تجاوز قانوني. سريعاً تمّت ترجمة إجراء جرمانوس بأنه نوع من تصفية الحسابات السياسية مع شعبة المعلومات، خصوصاً أنها تعتبر الشعبة الأولى التي تخرج عن سياق كامل الأجهزة الأمنية الأخرى، لا سيما إذا ما جرت لبننة الحدث بهذا الملف، في إطار احتساب كل جهاز أمني على طائفة معينة أو على فريق سياسي معين. بينما كل المعلومات تشير إلى أن لا خلفيات سياسية لما أقدم عليه جرمانوس. لكن الأكيد أن هذا النوع من التنافس سيتوالى فصولاً.

 

رئيسنا…والحرية!

 د.فادي شامية/جنوبية/9 أبريل، 2019

سُئل في العام 2012 عن النظام السوري فأجاب: “نعم، سوريا هي الأقرب إلى الديمقراطية من دون خجل.. هذا ليس الطريق إلى الربيع بل إلى جحيم العرب”.

وفي تونس سئل عن “الأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية”، فأعاد تسميتها بـ “الجهنم العربي.. خاصة الأحداث التي شهدتها سوريا وليبيا واليمن، والإرهاب الذي تعرضت له مصر” (مقابلة التلفزيون التونسي: تاريخ البث7/4/2019).

 

قرى الجنوب والبقاع تحولت إلى منطقة عسكرية

عبد الله الخيامي/جنوبية/9 أبريل، 2019

لم يعد هناك من ملاذ آمن للمدنيين في لبنان ولا في فلسطين المحتلة في أي حرب مقبلة، فمن جهتنا في قرى الجنوب والبقاع ذات الأكثرية الشيعية حوَّلها مقاتلو حزب الله إلى منطقة عسكرية بالكامل بحيث ستكون مسرحاً للقصف المتبادل مع العدو في أي معركة مستقبلية ..

فقرى الجنوب والبقاع ذات الأكثرية الشيعية أصبحت مزرعة لمئات الآلآف من الصوارخ المختلفة الأحجام والوظائف والكفيلة بتحويل لبنان ومناطق فلسطين المحتلة إلى جحيم في أيام معدودة، بفعل القصف والقصف المضاد من البرّ والبحر والجوّ، فردات فعل العدوّ في أي حرب مقبلة النفس بالنفس والعين بالعين والسن بالسن والجروح بالجروح والقصاص بالقصاص، والمدنيون العُزَّل في لبنان هم عادة من يدفعون الثمن دائماً،  فلا التعويضات تنصفهم ولا هي عادلة..

فهل هذه هي الجهوزية الكاملة التي يتكلم عنها حزب الله في المواجهة القادمة مع العدو في الجانب اللبناني ؟ وهل تستطيع إسرائيل حماية مدنييها بعد اليوم لو قررت المساس بأمن المدنيين في لبنان ؟ وهل يكون الحل بتحول كل المدنيين في لبنان إلى عسكريين في أي مواجهة قادمة ليضمنوا إشراكهم في الحماية والأمن الشامل ؟

هناك أمور دائماً لا يمكن تعويضها في أي حرب من الحروب، فالقتلى والجرحى والمعاقون غير الحزبيين من المدنيين لا يجدون – بحسب التجارب السابقة الطويلة – من يكفل المتابعة الشاملة لهم من مختلف الجهات الرسمية والحزبية.

فالأحزاب لا تمدُّ لهم غالباً يد العون لتعطي أنصارها دروساً في المصير الذي سينتظرهم لو تَخَلُّو عن مناصرتها. والمدنيون بين نار العدو وبين إهمال الصديق، فلا مقومات حقيقية لصمود غير الحزبيين في أي معركة وسادة الميدان هم المحازبون فحسب ..

هذه الأسئلة وغيرها لا يمكن التكهن بها ولا تكفي التصريحات المعلنة للإجابة عنها، فما يخفى دائماً قد يكون الجواب عن كثير من التساؤلات…والكلام هو في جدية مناورات الحرب بين طرفي النزاع، نسأل الله أن تكون هذه المناورات مناورات انتخابية فحسب، وقى الله لبنان وشعبه كل الشرور وحماه من كيد إسرائيل وعدوانيتها، ورزق أهله العدالة الاجتماعية التي غيابها هو جرح نازف في جسد أكثر اللبنانيين المظلومين والمحرومين من أبسط حقوق المواطنية…

 

ريفي زار الحريري: مهرجان انتخابي مشترك في القبة

وكالات/ الثلاثاء 09/04/2019 /على صعيد الانتخابات الفرعية التي ستجري الأحد المقبل في طرابلس، و تكريساً للمصالحة التي جرت بينهما في اللقاء الأول الذي عقد في منزل الرئيس فؤاد السنيورة في 12 الشهر الماضي، التقى الرئيس الحريري في السرايا الحكومية، أمس، وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي، وجرى بحث في تطورات الأوضاع الداخلية، وتحديداً ما يتصل بالاستحقاق الانتخابي في مدينة طرابلس الأحد المقبل . وقد أكدت لـ «اللواء» معلومات موثوقة أن اللقاء جاء في إطار سلسلة خطوات على طريق ترسيخ المصالحة، مشيرة إلى أن طرابلس ستشهد حركة مشتركة بين «تيار المستقبل» واللواء ريفي في الأيام القليلة المقبلة تؤكد على وقوفهما معاً في هذه الانتخابات، حيث ينتظر أن يقام مهرجان انتخابي الخميس المقبل في منطقة القبة، سيتحدث خلاله الرئيس السنيورة واللواء ريفي والأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري، على أن يكون هناك لقاء جديد بين الرئيس الحريري واللواء ريفي . وشددت مصادر قريبة من اللواء ريفي لـ«اللواء»، على أن «المصالحة التي حصلت كانت تعبيراً عن تفاهم كبير . وصحيح أن اللواء ريفي ليس منتمياً لـ«المستقبل»، ولكنه إبن الحريرية السياسية، وانطلاقاً من وحدة الأهداف الوطنية، سيكون هناك تنسيق وتعاون على الصعيد السياسي، ولكن كل من موقعه، بعد نزع فتيل الخلاف بالكامل».

 

جعجع بعد لقائه الحريري: إما ننجز موازنة ثورية أو تصبح المشكلة التي نحن فيها أكبر وأكبر

بيروت - "الحياة/09 نيسان/19"/قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "إما نخفض العجز في الموازنة 3 أو 4 نقاط أو نذهب نحو تدهور أسرع" بعد اجتماع مطول عقده ليل أمس مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. وزار جعجع يرافقه الوزير السابق ملحم رياشي، الحريري مساء أمس وعدا اجتماعا في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري، جرى خلاله تبادل الآراء حول مجمل الأوضاع السياسية والعامة في البلاد. واستكمل البحث إلى مأدبة عشاء أقامها الحريري. بعد الاجتماع، قال جعجع: "صحيح أن الله ينعم علينا باستقرار أمني على رغم كل ما حدث في المنطقة، لكن من جهة أخرى، لدينا مشكلة كبيرة جدا على المستوى الاقتصادي والمالي. استعرضت مع الرئيس الحريري ما حصل في خطة الكهرباء، وجميعنا بالطبع سعداء بالخطة التي أقرت. هذه المرة هناك خطة كهرباء جدية وواسعة بمنطوق واضح، وفيها كل عناصر النجاح. أتمنى لوزيرة الطاقة كل النجاح في تنفيذ هذه الخطة، لأن الأهمية تبقى بالتنفيذ. وأتصور أن كل الفرقاء في مجلس الوزراء سيكونون على استعداد لمساعدة وزيرة الطاقة بكل ما يلزم، لكي تُنفذ هذه الخطة بأفضل ما يكون". وأضاف: "بعد أن انتهينا من موضوع الكهرباء، التحدي الأكبر لدينا هو الموازنة العامة. وصراحة، ليست فقط الحكومة، وإنما معها المجلس النيابي والشعب اللبناني ككل، أمام تحد كبير جدا. إما أن نتوصل هذه المرة إلى إنجاز موازنة ثورية، بكل معنى الكلمة، وإما أن المشكلة التي نحن فيها ستصبح أكبر وأكبر وأكبر. بكل صراحة، ما هو مطروح علينا اليوم ليس الخيار بين أن نذهب إل تقشف أو إلى بحبوحة. حبذا لو كان كذلك. تجاه هكذا خيار لا أحد يختار التقشف. بكل صراحة، المطروح أمامنا اليوم خيار من اثنين: إما أن نذهب إلى تقشف مدروس ومبرمج ومحدد، لكي نتفادى تقشفا أكبر، وإما أن نقع رغما عنا بتقشف كبير جدا، لا مدروس ولا مبرمج ولا محدد. إما أننا في مجلس الوزراء، وفي مجلس النواب، ننجح بأن نضع بيدنا خطة معينة لخفض العجز في موازنة الدولة، وهذا يحتاج بالطبع إلى تدابير قاسية وتقشف غير قليل، وإما سنضطر إلى الذهاب رغما عنا إلى تقشف أسوأ وأقسى بكثير من أي تقشف قد تحمله أي موازنة". وتابع: "تداولت مطولا مع دولة الرئيس بهذا الموضوع، وتحدثنا في مسألة الموازنة، وإن شاء الله، في وقت غير بعيد، يعرض مشروع موازنة على مجلس الوزراء لتناقشه كافة الكتل الوزارية، تمهيدا لإرساله إلى المجلس النيابي. هذا هو التحدي الكبير أمامنا في الوقت الحاضر، وعلينا أن نكون مستعدين له".

سئل: كيف ترى الهجمة التي يتعرض لها حاكم مصرف لبنان، في ظل هذه الأجواء؟

أجاب: بغض النظر عن تقييمنا لسياسات حاكم مصرف لبنان السابقة، وهذا موضوع آخر بات يصلح الآن لكتب التاريخ، لأنه مر، بغض النظر عن تقييمنا، إن كان إيجابيا أو سلبيا، من الخطأ في الوقت الحاضر أن نهز الوضع المالي. إن شئنا أم أبينا، حاكم المصرف المركزي في لبنان، كما في أي دولة أخرى، هو جزء من الاستقرار المالي، ومن الأفضل في الوقت الحاضر أن نضع كل جهدنا لنرى كيف نثبت الوضع المالي، لأننا جميعا ندرك أن هذا الوضع ليس بألف خير.

سئل: هل لديكم رزمة إصلاحات ستقترحونها بالموازنة كي لا نصل إلى ما تحذرون منه؟

أجاب: نحن لدينا رزمة حضرناها، ولدى تيار "المستقبل" رزمة مختلفة قليلا، وكذلك لدى "التيار الوطني الحر" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" وباقي الأحزاب المشاركة في الحكومة. علينا أن نجلس سويا ونطرح الأفكار ونجد ما هي الرزم الأقل صعوبة علينا جميعا، لكي نتفق عليها، شرط أن يقدم أي أمر نتفق عليه، النتيجة المطلوبة منه. علينا ألا نستهين بالنتائج المطلوبة. لا بد أن ينخفض العجز هذا العام ثلاث نقاط أو أربع، وأنا لست خبيرا ماليا، وأقول ذلك بالكلام، لكنه ليس بالأمر السهل، أن ينخفض العجز بهذه النسب، فهناك تكون نقطة الانطلاق نحو مستقبل أفضل أو نحو تدهور أسرع".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نواب إيران يرتدون زي"الحرس الثوري"..المصنف إرهابياً في أميركا

المدن - عرب وعالم | الثلاثاء 09/04/2019 /أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ليل الإثنين، رسمياً إدراج "الحرس الثوري" الإيراني، بما في ذلك "فيلق القدس" للمهام الخاصة التابع له، على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية وذلك بالتوافق مع المادة 219 لقانون الهجرة والمواطنة، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ الفعلي بعد 7 أيام من صدور القرار. وأوضح ترامب في بيان أن هذا الإجراء يسمح بزيادة "الضغوط" على إيران، وقال أن إدراج "الحرس" في قائمة الإرهاب الأميركية "سيكون السابقة الأولى لتصنيف الولايات المتحدة جزءاً من حكومة أخرى تنظيما إرهابياً أجنبياً". وتابع ترامب أن هذه الخطوة "غير المسبوقة" تؤكد "حقيقة أن إيران ليست فقط دولة ممولة للإرهاب، بل إن الحرس الثوري ينشط في تمويل الإرهاب والترويج له كأداة حكم". وقال ترامب إن "فيلق القدس"، وحدة النخبة التابعة لـ"الحرس"، يشملها أيضاً هذا القرار.وأوضح ترامب أن هذا القرار "يزيد بدرجة كبيرة مستوى ونطاق ضغوطنا القصوى على النظام الإيراني"، مضيفاً "إذا كنتم تقومون بأعمال مع الحرس الثوري، فأنتم بذلك تمولون الإرهاب".

بومبيو

وقال وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، إن تصنيف "الحرس الثوري" كمنظمة إرهابية، هو الرد المناسب على سلوك النظام الإيراني. وأضاف أن هذا الإدراج سيشكل ضغطاً كبيراً على النظام في طهران، بعدما انخرط "الحرس الثوري" في أعمال إرهابية على مدى السنوات الماضية ولم يكتف فقط بدعم منظمات إرهابية. وأضاف بومبيو، خلال مؤتمر صحافي في واشنطن: "أبلغنا المسؤولين في بيروت أننا لن نتحمل استمرار صعود حزب الله في لبنان وهو ليس حركة سياسية بل جماعة مسلحة"، معتبراً أن "الحرس الثوري" الإيراني قام منذ تأسيسه ببث الرعب والفوضى في العالم. وأكد إن إدراج "الحرس" على قائمة الإرهاب رد طبيعي على سياسة إيران بدعم الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط والعالم، مشيراً إلى أن "الحرس" أسس للإرهاب وقاد عمليات عسكرية ضد القوات الأميركية في بيروت. وأشار بومبيو إلى أن بلاده ستعامل "الحرس" مثل مليشيات "حماس" و"حزب الله" و"حركة الجهاد"، مشيراً إلى أن "الحرس" مسؤول عن عمليات اغتيال وقتل في جميع أرجاء العالم كما يقوم بدعم الإرهاب في العراق ولبنان و سوريا. كما أشار إلى أن "الحرس" يقمع الشعب الإيراني باسم النظام وينهب ويبدد ثروات الشعب الإيراني. ووصف بومبيو، في مقابلة تلفزيونية، قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، بالإرهابي، مؤكداً أنه ستتم ملاحقته و"الحرس الثوري" مثل أي منظمة إرهابية. وأضاف: "قاسم سليماني يحمل دماء الأميركيين على يديه.. مثل القوات التي يرأسها.."، مؤكداً أن أميركا مصممة على ملاحقة أي منظمة أو مؤسسة أو شخص تسبب بمقتل أميركيين، مضيفاً: "هذه مسؤوليتنا.. هي من واجبات الرئيس ترامب". وأضاف أن واشنطن بذلت مجهوداً كبيراً خلال أول سنتين من عمل إدارة (الرئيس ترمب) على "تخفيض المخاطرة بأن يفقد أي أميركي حياته بيد قاسم سليماني أو جماعته". وأشار بومبيو إلى أن تصنيف "الحرس" كمنظمة إرهابية "سيحمي أرواح الأميركيين، ويخلق استقراراً أكثر وأمناً في الشرق الأوسط". وشدد: "لا يمكن أن يعم السلام والاستقرار والأمن بالشرق الأوسط بدون إضعاف الحرس الثوري الإيراني". وحذر بومبيو كل "الشركات والمصارف حول العالم" من التعامل مع "الحرس الثوري" الإيراني. أضاف "الشركات والمصارف حول العالم أمام مسؤولية واضحة تقضي بالتأكّد من أن كل المؤسسات التي يقومون بعمليات مالية معها، ليست على أي علاقة مادية بالحرس الثوري الإيراني"، معتبراً أن النظام الإيراني "لا يدعم الإرهاب فحسب (...) بل هو نفسه متورط بأعمال إرهاب".

الردود الإيرانية

هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، الثلاثاء، بأن إيران سوف تنتج أجهزة الطرد المركزي المتطورة إذا واصلت أميركا الضغط على طهران، مشيراً إلى أن "واشنطن تتزعم الإرهاب الدولي". ودافع روحاني عن "الحرس" في خطاب بثه التلفزيوني الإيراني على الهواء، مشيراً إلى أنه يتصدى دائماً للإرهابيين "في الشرق الأوسط من العراق إلى سوريا". وأضاف أن طهران ستقاوم الضغوط الأميركية، واصفاً "الحرس" بأنه "حامي الإيرانيين". وقال روحاني: "الحرس ضحى بحياته لحماية شعبنا وثورتنا (الإسلامية عام 1979).. واليوم تدرجه أميركا التي تحمل ضغينة للحرس على قائمتها السوداء (للجماعات الإرهابية)".

"مجلس الأمن القومي" الإيراني ردّ على خطوة واشنطن بتصنيف الولايات المتحدة "دولة راعية للإرهاب"، والقوات الأميركية المنتشرة في المنطقة "جماعات إرهابية". وقال المجلس إن واشنطن تتحمل مسؤولية التداعيات الخطيرة لتصنيف الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية. وأعلن المجلس أنه يعتبر نظام الولايات المتحدة "دولة راعية للإرهاب" و"القيادة المركزية الأميركية المعروفة بـ"سنتكوم" وكافة القوات المنتسبة لها بـ"الجماعات الإرهابية". وحضّ وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، بلاده على تصنيف القوات الأميركية العاملة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقرن الأفريقي في قائمة الجماعات التي تعتبرها إيران "إرهابية". وكتب ظريف رسالة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني يحضه على القيام بذلك، بحسب بيان لوزارة الخارجية. وانتقد ظريف خطوة الولايات المتحدة في "تويتر"، واعتبر أنه تم توقيتها لدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عشية انتخابات الثلاثاء في إسرائيل.

وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن قرار واشنطن يتعارض مع القانون الدولي، وأنه غير قانوني. وأضاف: "ليس لأي دولة أخرى الحق القانوني في اعتبار قوة مسلحة في دولة أخرى إرهابية.. نفوذ إيران في الشرق الأوسط ونجاحها في محاربة (تنظيم) الدولة الإسلامية؛ من الأسباب التي أدت إلى التصنيف".

البرلمان الإيراني، عقد صباح الثلاثاء جلسة علنية حضرها بعض النواب ومنهم رئيس البرلمان علي لاريجاني، باللباس الرسمي لـ"الحرس الثوري". ووصف لاريجاني في كلمته قرار الإدارة الأميركية بالـ"وقح"، مشيراً إلى أنه دليل على "عمق الحقد وجهالة" الولايات المتحدة. وقال: "من لا يعرف أن الحرس الثوري كبّد الإرهابيين أكبر خسارات في المنطقة؟ من لا يعرف أن هذه القوة النخبة الثورية، هي من وقفت مع الشعب لمواجهة القوى الإرهابية التي تدعمها القوة العظمى (أميركا)".

ردود دولية

عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة بتصنيف الولايات المتحدة الأميركية لـ"الحرس الثوري" منظمة إرهابية. وأشاد المصدر بالقرار الأميركي، معتبراً إياه خطوة عملية وجادة في جهود مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن هذا القرار يترجم مطالبات المملكة المتكررة للمجتمع الدولي بضرورة التصدي للإرهاب المدعوم من إيران. كما شدد في ختام تصريحه على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً بالتصدي للدور الذي يقوم به "الحرس الثوري" الإيراني في تقويض الأمن والسلم الدوليين. من جهته، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بقرار واشنطن، قائلاً: "الرئيس دونالد ترامب قد استجاب لطلبي". وقال نتنياهو في تغريدة عشية الانتخابات الإسرائيلية التي يسعى من خلالها للفوز بولاية خامسة في رئاسة الحكومة، "شكرا يا صديقي العزيز رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، على قرارك تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية. شكرا لك على الاستجابة لطلب آخر مهم يخدم مصالح بلدينا وبلدانا أخرى في المنطقة". وتعهد نتنياهو بأن بلاده والولايات المتحدة سيواصلان "العمل معا ضد النظام الإيراني الذي يهدّد إسرائيل والولايات المتحدة والسلام في العالم".

المزيد من العقوبات؟

المنسق الأميركي من أجل مكافحة الإرهاب نثان سيلز، أوضح أن الهدف هو "فضح الحرس الثوري الإيراني" أمام كل شركائه الأجانب المحتملين. وتابع المنسق أن ذلك يعني تحديداً أن كل "دعم مادي" لهذا الجهاز الحكومي الإيراني، الذي تعتبره واشنطن "عصابة" تعتمد على "الابتزاز"، سيعدّ "جريمة فدرالية". وقال المبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك، إن الحكومة الأميركية فرضت منذ عامين 25 سلسلة من العقوبات ضد كيانات إيرانية، مضيفاً أن عقوبات الاثنين "ليست سوى فصل جديد وسيكون هناك غيرها".

 

نتنياهو وغانتس يعلنان فوزهما في الانتخابات الإسرائيلية

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/09 نيسان/19/أعلن كل من رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه رئيس حزب الجنرالات بيني غانتس، أنه انتصر في الانتخابات، وذلك بعد أن نشرت نتائج الصناديق النموذجية التي دلت على أن غانتس يحصل على 37 مقعدا مقابل 33 لنتنياهو، في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) المؤلف من 120 نائباً. ومن جهة غانتس أعلن الانتصار، لأن لديه فرصة كبيرة لإقامة جسم مانع في وجه اليمين. فلديه حزب العمل من 6 مقاعد وميرتس 5 مقاعد والقائمتان العربيتان 6 مقاعد لكل منهما. المجموع 60 مقعدا من مجموع 120 مقعدا. وهو يؤمن بأنه سيجند حزبا أو أكثر من اليمين. أما نتنياهو فقد اعتمد على إقامة جسم مانع ضد اليسار من 60 مقعدا. وقد بدأ نتنياهو وغانتس فور ظهور هذه النتائج، اتصالات مع مختلف الأحزاب لتشكيل الحكومة من الآن، كل منهما يحاول منع الآخر من تحقيق المكاسب. ولكنهما لم ينجحا بالحديث مع الجميع. على سبيل المثال أعلن افيغدور ليبرمان، وزير الدفاع السابق، رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أن هذه ليست نتائج واقعية وفقط عندما تصبح واقعية سيرد على الهاتف. وهذه النتائج مأخوذة من عدة نماذج لصناديق الاقتراع، نظمتها القنوات التلفزيونية الثلاث الأساسية. فوضعت كل منها 60 صندوقا بالقرب من صناديق الاقتراع الرسمية. وقد شارك في كل منها 20 ألف ناخب. كل واحد منهم خرج من الصندوق الرسمي، طولب بالتصويت مرة أخرى للصندوق التلفزيوني النموذجي. ومع ان هذه النتائج لا تعتبر طبيعية أو دقيقة، لكنها نجحت في المعارك الانتخابية الماضية في التنبؤ بنتائج قريبة جدا للواقع، وعليه يتم اعتمادها في التحليلات الأولية. ولكن النتيجة الفعلية هي التي تحسم في النهاية. وهذه لا تظهر قبل فرز غالبية الصناديق، وستعلن بشكل أولي اليوم الأربعاء وتعلن رسميا يوم الثلاثاء القادم. يذكر ان يوم الانتخابات، أمس، تميز بحملة غير مسبوقة نفذها نتنياهو ضد الناخبين العرب (فلسطينيي 48)، فأرسل إليهم نشطاء من حزبه يحملون كاميرات دقيقة وأجهزة تنصت وعمم منشورا كاذبا زعم انه من حزب غانتس موجه إلى الفلسطينيين المتواجدين في إسرائيل بشكل غير قانوني ويعتبرونهم الإسرائيليون "خلايا إرهابية نائمة". وحسب المنشور المزيف يدعوهم غانتس إلى التأثير على أقاربهم بأن يصوتوا له مقابل منحهم تصاريح عمل في إسرائيل.

 

واشنطن تصنّف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية وحذرت المتعاونين مالياً من مواجهة تهم بتمويل الإرهاب

واشنطن: إيلي يوسف لندن/الشرق الأوسط/09 نيسان/19/درج البيت الأبيض قوات «الحرس الثوري» الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، لنشاطه في تمويل الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وقمع الإيرانيين، وحذر المتعاونين مالياً من مواجهة تهم بتمويل الإرهاب. وقالت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن «قاسم سليماني هو وزير خارجية إيران الفعلي». ووجه وزير الخارجية مايك بومبيو، تحذيراً صريحاً إلى الشركات والبنوك المتعاونة مع إيران بتأكيده قدرة القرار باستخدام «أدوات لوقف التعامل مع الحرس الثوري، وأن الأمر سيفرض على الدول التي تقوم بالتعامل معه إعادة النظر في تعاملاتها». وقال رداً على سؤال حول فرض العقوبات على مسؤولين لبنانيين مقربين من «حزب الله»، إنه أبلغ مسؤولين لبنانيين بأن إدارته «لا تتعامل مع (حزب الله) بصفته تنظيماً سياسياً، بل هو قوة عسكرية إرهابية»، مؤكداً «مواصلة فرض العقوبات عليه وعلى من يتعامل معه».

وقال ترمب في بيان: «إن الحرس الثوري هو أداة الحكومة الرئيسية لتوجيه وتنفيذ حملتها الإرهابية العالمية». مضيفاً أن التصنيف «يوضح بجلاء مخاطر الدخول في معاملات مالية مع الحرس الثوري أو تقديم الدعم له... وإذا تعاملت مالياً مع الحرس الثوري فإنك بذلك تموّل الإرهاب». مشدداً على أن «الشرق الأوسط لن يكون مستقراً بتدخلات الحرس الثوري الإيراني». وأضاف ترمب أن الخطوة «تُنهي عصر احتكار الحرس الثوري سياسة إنكار علاقته بالإرهاب»، مشيراً إلى أن «الحرس الثوري يقمع الإيرانيين في الداخل ويمارس الإرهاب في الخارج».

ودافع ترمب عن توقيت تصنيف الحرس بعد أسابيع من الذكرى الأولى للانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة العقوبات الأميركية بالقول: «تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية كان يجب أن يتم منذ زمن». من جانب آخر، قطع ترمب الطريق على ما يُتداول حول وجود انقسام بشأن خطوته في الأوساط السياسية الأميركية بتأكيده أن «تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية يحظى بتأييد الحزبين». ولفت ترمب إلى أن هذه الخطوة «غير المسبوقة» تؤكد «حقيقة أن إيران ليست فقط دولة ممولة للإرهاب، بل إن الجهاز العسكري الإيراني ينشط في تمويل الإرهاب والترويج له كأداة حكم»، مضيفاً أن هذا الإجراء يسمح بزيادة «الضغط» على إيران. وشدد ترمب على أن «الحرس الثوري» درّب جماعات قامت بقتل أميركيين في العراق، مشدداً على أن «قاسم سليماني هو وزير خارجية إيران الفعلي». من جهته، وصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، القرار بالخطوة التاريخية، قائلاً في مؤتمر صحافي، إنه جاء بعدما شهد العالم الدور الإرهابي الذي تمارسه إيران ونشرها للبؤس والدمار فيه. وقال إن القرار سيسمح للمصارف من الآن فصاعداً باستخدام أدوات لوقف التعامل مع الحرس الثوري، وإن الأمر سيفرض على الدول التي تقوم بالتعامل معه إعادة النظر في تعاملاتها.

وأضاف بومبيو أن القرار لم يفاجئ أحداً وكان متوقعاً على الدوام، خصوصاً أن هناك أكثر من 100 كيان إيراني مدرج على قائمة الإرهاب.

وحسب بومبيو فإن «الحرس الثوري ومنذ تأسيسه قبل 40 عاماً لعب دوراً رئيسياً فيما سُمي تصدير الثورة، ونفّذ أنشطته في لبنان والعراق وسوريا واليمن». وتابع أن «ضم الحرس الثوري إلى قائمة الإرهاب من قبل إدارة ترمب يُلحقه بتنظيمات عديدة سبق أن تم تصنيفها، كتنظيمات (القاعدة) و(داعش) و(حزب الله) اللبناني وتنظيمات فلسطينية». ورداً على سؤال حول ما إذا كانت العقوبات تطال مسؤولين مرتبطين بـ«حزب الله» اللبناني، لم ينفِ بومبيو أو يؤكد التقارير الصحافية التي تحدثت عن احتمال إقدام الولايات المتحدة على فرض عقوبات على حلفاء رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وعلى حركته بسبب علاقاته الطويلة مع «حزب الله» وإيران. وأكد في المؤتمر الصحافي نفسه الذي أعلن فيه تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، أنه أبلغ المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته للبنان بأن واشنطن لا تتعامل مع «حزب الله» بصفته تنظيماً سياسياً، بل هو قوة عسكرية إرهابية، وسنواصل فرض العقوبات عليه وعلى من يتعامل معه.

وكانت وسائل إعلام أميركية قد كشفت أن فرض عقوبات على حركة «أمل» التابعة لنبيه بري، كان موضع نقاش خلال زيارة بومبيو لبيروت الشهر الماضي، ما أدى إلى مسارعة بري إلى إرسال عدد من ممثليه إلى واشنطن في محاولة لتجنب العقوبات الأميركية الجديدة.

وقال بومبيو إن القضاء الأميركي وجد الحرس الثوري مسؤولاً عن العديد من العمليات الإرهابية التي جرت في الماضي، من هجوم الخُبر في السعودية إلى الهجمات في أوروبا والأرجنتين، معتبراً تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية لا يُظهره للعالم بأنه يدعم الإرهاب فقط بل ومنخرطاً فيه بشكل مباشر.

واتهم بومبيو الحرس الثوري بأنه منخرط في أنشطة اقتصادية أساسية وبالاستيلاء على أموال الإيرانيين واستخدامها في تمويل العمليات الإرهابية، «تماماً كما يفعل قاسم سليماني قائد فيلق القدس» الذي اتهمه باختلاس أكثر من مليار دولار من أموال مدينة طهران التي يرأس عمدتها أحد أعضاء الحرس الثوري. وقال إن «دماء أميركية سالت على يد الحرس الثوري وإنه مسؤول عن احتجاز أميركيين بعضهم لا يزال معتقلاً حتى الساعة».

وأضاف بومبيو أن واشنطن توجه رسالة قوية إلى إيران وإلى المسؤولين فيها، طالباً منهم التفكير مرتين قبل إقدامهم على أي تصرف ضد القوات الأميركية أو المصالح الأميركية، وذلك في معرض رده على تغريدة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، حذّر فيها إدارة ترمب من التسبب بكارثة أميركية أخرى. وأكد بومبيو أن هدف واشنطن الرئيسي هو جعل إيران تتصرف كدولة عادية. ويأتي القرار بعد أكثر من عشر سنوات على تهديد واشنطن بإدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب، رغم ما وُصف بتحذيرات ومخاوف من أن يؤثر القرار على النشاط العسكري والدبلوماسي الأميركي في المنطقة.

واعتبرت واشنطن الخطوة غير مسبوقة لزيادة الضغط على إيران، ومن شأنها أن تؤدي إلى مزيد من العزلة لطهران. كما أن إعلان بومبيو الذي تم بالتنسيق مع وزارة الخزانة الأميركية، يعطي الكونغرس مهلة سبعة أيام لمراجعته، وإذا لم تكن هناك اعتراضات يصبح ساري المفعول.

ولا يلقى القرار اعتراضات جدية من الكونغرس، خصوصاً أن الجمهوريين الذين يشكّلون الغالبية فيه يعتقدون أنه سيوجه رسالة مهمة إلى إيران، ويوجه ضربة جديدة إلى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة ترمب وأعادت فرض عقوبات اقتصادية مشددة علي إيران العام الماضي.

كانت واشنطن قد استهدفت في السابق فيلق القدس، وهو فصيل تابع للحرس الثوري الإيراني بالعقوبات، ووضعت قائده قاسم سليماني على قائمة الإرهاب، لكن تصنيف الحرس الثوري كله منظمة إرهابية، هو أول إجراء أميركي يُتخذ بحق كيان حكومي أجنبي.

تسريب الإعلان عن هذه الخطوة في وقت سابق، أثار العديد من التكهنات عن وجود مخاوف لدى وزارة الدفاع الأميركية، الأمر الذي لم يشأ التعليق عليه المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى العقيد جيمس رولينسون لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «إن خطط وزارة الدفاع في العراق تتمثل في تمكين قوات الأمن العراقية بالتعاون والتنسيق مع قوات التحالف من هزيمة (داعش) داخل حدود العراق السيادية، لأنه لا يزال يشكل تهديداً للمدنيين».

وعلى الرغم من ذلك، فإن تصنيف الحرس الثوري يمكن أن يؤدي إلى تعقيد العمل العسكري والدبلوماسي الأميركي لا سيما في العراق، حيث يرتبط العديد من الميليشيات والأحزاب السياسية بعلاقات وثيقة مع «الحرس الثوري»، وكذلك في لبنان، حيث يرتبط بعلاقات وثيقة مع «حزب الله» الذي هو جزء من الحكومة اللبنانية. ويثير التصنيف مخاوف بشأن تأثيره على إمكانية الاستمرار في الاتصال بالمسؤولين، سواء في العراق أو لبنان، الذين ربما التقوا أو اتصلوا بأفراد أو مسؤولين في الحرس الثوري. وهو ما كان يعتبر من بين الأسباب التي منعت الإدارات الأميركية السابقة من تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية.

ويتمتع الحرس الثوري بنفوذ وتأثير كبيرين على الاقتصاد الإيراني، وهو ما قد يجعل العقوبات الأميركية محدودة التأثير عليه. ولم تُصدر الخارجية الأميركية أي تحذير من احتمال وقوع هجمات بعد صدور قرار تصنيف «الحرس الثوري منظمة إرهابية»، مماثل للتحذيرات التي سبق أن أصدرتها في بداية حرب العراق أو أخيراً بعدما اعترف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، خوفاً من احتمال قيام إيران بالانتقام من المصالح الأميركية، بما في ذلك السفارات والقنصليات، أو حتى بعض المظاهرات.

ومن المعروف أن الولايات المتحدة تحتفظ بنحو 5200 جندي في العراق وبجنود في سوريا، فضلاً عن الأسطول البحري في البحرين، وقاعدة عيديد الجوية في قطر, فيما أشار منسق شؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية ناثان سيليس، إلى أن تصنيف الحرس الثوري «إرهابياً» لا يحظر اتصالات الدبلوماسيين معه ولا يشملهم. وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران برايان هوك: إن الحرس الثوري لطالما كان يهدد القوات الأميركية منذ تأسيسه. وأضاف «كلما فرضت عقوبات على إيران تتبعها سلسلة من التهديدات»، معتبراً أن من يهدد القوات الأميركية في المنطقة هو إيران وحرسها الثوري الذي يعمل دون عقاب. وأضاف هوك، أن إدارة الرئيس ترمب تعتمد نهجاً جديداً كلياً في هذا النوع من الضغط الاقتصادي الأقصى المستمر لحرمان الحرس الثوري والنظام الإيراني من الإيرادات التي يحتاج إليها لإدارة سياسته الخارجية.

إلى ذلك تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس بمواصلة العمل مع الإدارة الأميركية ضد تهديدات النظام الإيراني وأشاد بقرار واشنطن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة «إرهابية»، قائلاً: «إن الرئيس دونالد ترمب قد استجاب لطلبي».

وقال نتنياهو في تغريدة عشية الانتخابات الإسرائيلية التي يسعى من خلالها للفوز بولاية خامسة في رئاسة الحكومة: «شكراً يا صديقي العزيز رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب، على قرارك تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية. شكراً لك على الاستجابة لطلب آخر مهم يخدم مصالح بلدينا وبلداناً أخرى في المنطقة»، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف بأن بلاده والولايات المتحدة سيواصلان «العمل معاً ضد النظام الإيراني الذي يهدّد إسرائيل والولايات المتحدة والسلام في العالم».

 

دول عربية رحبت بتصنيف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية

لندن/الشرق الأوسط/09 نيسان/19/رحبت دول عربية بالخطوة الأميركية بتصنيف الحرس الثوري الايراني منظمة إرهابية، إذ أعلنت خارجية البحرين، ترحيبها، بالخطوة الأميركية. وأكدت الخارجية البحرينية في بيان لها، أهمية هذ القرار في التصدي للدور الخطير الذي يقوم به الحرس الثوري الإيراني كعنصر عدم استقرار وعامل توتر وأداة لنشر العنف والإرهاب في الشرق الأوسط وفي العالم بأسره. وجددت الخارجية البحرينية في بيانها تقديرها للجهود الحثيثة والمساعي المتواصلة للولايات المتحدة الأميركية في مواجهة أنشطة إيران العدائية وممارساتها الإرهابية وتدخلاتها السلبية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

كما أعربت الخارجية البحرينية عن تطلع المنامة إلى تحرك فاعل وحازم من قِبل المجتمع الدولي لإجبار النظام الإيراني على الكفّ عن دعم التنظيمات والميليشيات الإرهابية، واحترام سيادة الدول واستقلالها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والتوقف الفوري عن كل ما يزعزع الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما رحبت الحكومة اليمنية أمس بقرار الإدارة الأميركية تصنيف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية. واعتبرت وزارة الخارجية في بيان صحافي أن «هذه الخطوة تأتي في الاتجاه الصحيح لما سيكون لها من أثر إيجابي على الأمن والسلم في المنطقة والعالم من خلال دفع النظام في إيران إلى تغيير سلوكه ووقف ممارساته في زعزعة الأمن والاستقرار في الإقليم والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية» بحسب وكالة (سبأ). وأعرب الحكومة اليمنية عن تمنياتها في أن يساعد قرار الإدارة الأميركية في «إعادة الاستقرار للمنطقة» ودعت في الوقت نفسه «المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على إيران لإجبارها على احترام التزاماتها كدولة عضو في الأمم المتحدة». في المقابل، انتقدت دمشق أمس إدراج الولايات المتحدة قوات «الحرس الثوري»، أبرز حلفائها في الحرب السنوات الأخيرة الإيراني، على لائحة المنظمات «الإرهابية» الأجنبية، واصفة القرار بخطوة «لا مسؤولة» تجاه حليفتها طهران.

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية إن «الإجراء الأميركي هو وسام شرف واعتراف بالدور الريادي للحرس الثوري الإيراني (...) وكذلك دوره المهم في محور المقاومة والممانعة ضد نزعات الهيمنة والغطرسة الأميركية، وفي مواجهة العدوان التوسعي الصهيوني ضد دول المنطقة وشعوبها»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. واعتبر المصدر في تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن القرار «يمثل اعتداءً سافراً على سيادة» إيران، موضحاً أن «هذه الخطوة اللامسؤولة للإدارة الأميركية تأتي في سياق الحرب غير المعلنة التي تشنها الولايات المتحدة ضد إيران وتشكل أساساً خدمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي والمشروع الاستعماري الغربي في الهيمنة على المنطقة». وتعد طهران من أبرز حلفاء دمشق. وأرسلت منذ اندلاع النزاع قوات يقودها «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» التي ترعى ميليشيات متعددة الجنسيات دعماً للقوات الحكومية. وضاعف الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس احتمال فرض عقوبات مشددة إضافية على طهران بعدما أقر إدراج «الحرس الثوري» الإيراني رسمياً على لائحة المنظمات «الإرهابية» الأجنبية. وقال في بيان إن هذا الإجراء يسمح بزيادة «الضغوط» على إيران، موضحاً أن «هذه المرة الأولى» التي تدرج فيها منظمة «تابعة لحكومة أجنبية» على تلك اللائحة.

 

واشنطن تدعو أوروبا لتصنيف «الحرس» الإيراني منظمة إرهابية وحذرت الشركات الأوروبية من تبعات قانونية وخيرت الدول بين تحمل العواقب أو علاقات طيبة

واشنطن: هبة القدسي - الرياض: عبد الهادي حبتور/الشرق الأوسط/09 نيسان/19/طالب مسؤولو الخارجية الأميركية دول الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوة مماثلة للخطوة الأميركية في إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، بما يزيد من الضغوط على النظام الإيراني في تمويل الميليشيات التابعة للحرس الثوري في المنطقة ووقف عمليات التخطيط للعمليات الإرهابية التي تقوم بها من داخل الأراضي الأوروبية. وقال المبعوث الأميركي الخاص بإيران برايان هوك، ومسؤول مكافحة الإرهاب بالخارجية الأميركية ناثان سيلز، إن النظام الإيراني استخدم الحرس الثوري الإيراني في تهديد أمن واستقرار دول منطقة الشرق الأوسط، وهو أحد الأسباب التي دفعت الإدارة الأميركية إلى تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية. وأكد مسؤولو الخارجية الأميركية وجود توافق كبير بين الرؤية الأميركية والروية الأوروبية حول مخاطر التهديدات الإيرانية فيما يتعلق بالإرهاب وتجارب الصواريخ الباليستية وانتهاكات حقوق الإنسان وقمع المرأة.

وتابع هوك أنه «منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران كان هناك اختلاف مع الاتحاد الأوروبي حول الاتفاق النووي لكن لدينا اتفاق فيما يتعلق بمخاوف انتشار الصواريخ الباليستية وأعمال الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان. والحلفاء الأوروبيون يدركون أن إيران استغلت الاتفاق النووي لتوسيع اختباراتها في مجال الصواريخ الباليستية ونأمل بأن ينضم آليا الاتحاد الأوروبي في تصنيف الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية لأن هذا يصب في مصلحتنا وفي مصلحة دول منطقة الشرق الأوسط». ومن جهته، شدد سيلز على أن الشركات الأوروبية ستواجه بمسؤولية قانونية إذا دخلت في أي تعاملات مع الحرس الثوري الإيراني، مشيرا إلى أن الشركات الأوروبية لديها علاقات تجارية أقوى مع الولايات المتحدة. وأوضح ناثان سيلز أن الإدراج يمثل خطوة إضافية بجانب العقوبات الأميركية السابقة لمنع النظام الإيراني من زعزعة استقرار المنطقة، محذرا الشركات في جميع أنحاء العالم من مغبة وتبعات الدخول في أي تعاملات مع الحرس الثوري الإيراني. وشدد قائلا: «يجب أن تعرف الشركات أن أي تعاملات مع الحرس الثوري ستؤدي إلى تحمل مسؤولية قانونية وعواقب، فهذا التصنيف يتعلق بالأثر المالي ويسمح لنا بتعزيز الضغط المالي وملاحقة الحرس الثوري بتهم دعم الإرهاب».

وقال هوك إن الخطوة الأميركية لإدارج «الحرس الثوري» الإيراني على قائمة الإرهاب ستؤدي إلى منع قدرة النظام الإيراني على توفير التمويل المالي للميليشيات التابعة له التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وأشار المسؤولان إلى أن إيران دأبت على إطلاق التهديدات مثل إغلاق مضيق هرمز وإشعال الاضطرابات في دول المنطقة، وقالا: «إذا واجهنا تلك التهديدات بالصمت فهذا كان سيعني أننا وقعنا في الخ ولن ننساق لمثل هذه التهديدات ولدينا تاريخ من ممارسة الضغوط السياسية في مواجهة سياسات إيران التوسعية».

وقال برايان هوك الممثل الأميركي الخاص بإيران وكبير مستشاري السياسات لوزير الخارجية، إن «إيران تقدم العنف وعدم الاستقرار وهدر الدماء والانصياع لنفوذها». مضيفاً في رده على سؤال «الشرق الأوسط» بشأن العواقب التي تنتظر الدول التي ستستمر في التعامل مع النظام الإيراني والحرس الثوري: «نعتقد أن كل دولة عليها أن تختار: يمكن أن تستمر في التعامل مع إيران وتتحمل عواقب ذلك، أو أن تكون في صف الولايات المتحدة وحلفائها لتستفيد من الفائدة الإيجابية، انظر إلى الدول التي تنشط فيها إيران؛ سوريا، واليمن، ولبنان، لديها قواسم مشتركة، جميعها تعاني أعمال العنف وعدم الاستقرار وحكومات تعاني لكي تقف على قدميها وتمثل شعبها». وتابع: «إيران تقدم العنف وعدم الاستقرار وهدر الدماء والانصياع لنفوذها، أما إذا كانوا في صفنا فسينعمون بالازدهار وتجارة منفتحة وحرة، وبالتالي كل الدول يجب أن تختار وأعتقد أن الجميع يفهم أن العلاقات الطيبة مع الولايات المتحدة أفضل بكثير من أن يستعبدوا من قبل إيران». وأضاف: «هذه الخطوة تحرم الحرس الثوري من الأداة التي سمحت له بنشر الفساد والإرهاب وقد رحبت الدول الخليجية بهذا الإدراج لأنه سيصعب على النظام الإيراني تنفيذ سياساته الخارجية ويحقق أهداف الأمن القومي الأميركي ويساعد شركاءنا في المنطقة». وأوضح هوك أن «شركاءنا في الخليج يرحبون بمثل هذا التصنيف لأنه سيصبح من الأصعب على النظام الإيراني أن ينفذ سياساته الخارجية (...) الواقع أن كثيرا من الشركات حول العالم لديها إنذار واضح أن التعامل مع الحرس الثوري وتوفير الدعم المادي له يؤدي إلى تحمل مسؤولية قانونية وعواقب على الهجرة، وهذه الإجراءات في رأينا سوف تكون حوافز قوية للأفراد والشركات حول العالم ليتفادوا التعامل مع الحرس الثوري ومن شأن ذلك أن يكون له أثر إيجابي على سياستنا الخارجية ونأمل من خلال ذلك بأن نحقق أهداف الأمن الأميركي ونساعد شركاءنا في المنطقة». وفيما يتعلق بلبنان ووجود عناصر من «حزب الله» - المدعوم من إيران - في الحكومة اللبنانية، قال هوك إن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية لن يؤثر على العلاقات الدبلوماسية الأميركية مع الحكومة اللبنانية، وشدد على أن التصنيف يحقق المصالح الأميركية وقد سبق إدراج 70 تنظيما إرهابيا على مدى السنوات السابقة دون أن يؤثر ذلك على العلاقات الدبلوماسية. وقال إن من الإشارات المباشرة الجيدة لتصنيف الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية تصريحات حسن نصر الله بطلب التبرعات لـ«حزب الله» لأول مرة، وهذا يعد إشارة جيدة للشعب اللبناني.

 

السعودية ترحب بتصنيف واشنطن الحرس الثوري الإيراني منظمةً إرهابية

الرياض/الشرق الأوسط/09 نيسان/19/رحبت السعودية بتصنيف الولايات المتحدة الأميركية الحرس الثوري الإيراني منظمةً إرهابيه وعدته خطوة عملية وجادة في مكافحة الإرهاب. وعبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن ترحيب المملكة العربية السعودية بتصنيف الولايات المتحدة الأميركية للحرس الثوري الإيراني منظمةً إرهابية. ونوه المصدر بالقرار الأميركي عادًا إياه خطوة عملية وجادة في جهود مكافحة الإرهاب، مضيفًا بأن القرار الأميركي يترجم مطالبات المملكة المتكررة للمجتمع الدولي بضرورة التصدي للإرهاب المدعوم من إيران. وشدد المصدر في ختام تصريحه على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً بالتصدي للدور الذي يقوم به الحرس الثوري الإيراني في تقويض الأمن والسلم الدوليين.

 

السعودية: تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية خطوة جادة في مكافحة الإرهاب ومجلس الوزراء يوافق على لائحة المحافظة على الذوق العام

الرياض/الشرق الأوسط/09 نيسان/19/رحبت السعودية بقرار تصنيف الولايات المتحدة الأميركية الحرس الثوري الإيراني، منظمة إرهابية، وعدته خطوة عملية وجادة في جهود مكافحة الإرهاب، ويترجم مطالبات المملكة المتكررة للمجتمع الدولي بضرورة التصدي للإرهاب المدعوم من إيران، وضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً بالتصدي للدور الذي يقوم به الحرس الثوري الإيراني في تقويض الأمن والسلم الدوليين. جاء ذلك خلال ترؤس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الجلسة، التي عقدها مجلس الوزراء، اليوم (الثلاثاء)، في قصر اليمامة بمدينة الرياض.

وأشار مجلس الوزراء إلى ما تقدمه المملكة من استمرار الدعم للقضية الفلسطينية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والإنسانية، ومن ذلك تحويل الصندوق السعودي للتنمية قيمة مساهمة المملكة الشهرية لدعم موازنة السلطة الفلسطينية لشهري فبراير (شباط) ومارس (آذار) لعام 2019 بمبلغ 40 مليون دولار. وجدد المجلس ما أكدته وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية من التزام المملكة بدورها بوصفها قوة تسعى لتوازن أسواق الطاقة. وأوضح وزير الإعلام تركي الشبانة، أن مجلس الوزراء شدد على أن المحاولات المستمرة التي تقوم بها ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران لاستهداف المدنيين والمنشآت المدنية، من خلال الأعمال الإرهابية والأعمال العدائية التي تنطلق من محافظة الحديدة، في وقت يلتزم فيه التحالف بوقف إطلاق النار في الحديدة على النحو المحدد في اتفاق استوكهولم؛ تمثّل محاولة استفزازية من الميليشيا لقوات التحالف للقيام بعمليات عسكرية في محافظة الحديدة، مع تأكيد المملكة الالتزام بدعم الجهود السياسية التي قادها المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن، ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار لتنفيذ اتفاق استوكهولم بنجاح. واستعرض المجلس نتائج زيارة وفد السعودية رفيع المستوى إلى العراق ولقاءاته كبار المسؤولين، وأعمال الدورة الثانية لمجلس التنسيق السعودي العراقي، التي عقدت في بغداد، وما تم خلالها من إعلان هدية خادم الحرمين الشريفين، المتمثلة ببناء " مدينة الملك سلمان بن عبدالعزيز الرياضية " لأبناء العراق، وتقديم قرض من المملكة بمبلغ مليار دولار للمساهمة في المشاريع التنموية لنهضة العراق، بالإضافة إلى مبلغ خمسمائة مليون دولار لدعم الصادرات، وافتتاح قنصلية السعودية في بغداد، يليها ثلاث قنصليات أخرى لاحقة في ثلاث مدن؛ مما يؤكد استعداد المملكة التام لدعم العراق من أجل تطوير البنية التحتية والمشاريع التنموية، وتأكيد أهمية تعزيز العلاقات الأخوية، والتعاون المشترك بين الجانبين في الشؤون الدولية والإقليمية المهمة وحماية المصالح المشتركة وتنمية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية في البلدين.

واطلع المجلس على ما تضمنه الاجتماع السنوي الرابع والأربعون لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية بمدينة مراكش، من إشادة بالاهتمام الذي يلقاه البنك من السعودية، من خلال المبادرات التي يقودها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، التي تهدف إلى تعزيز دور ريادة الأعمال والإبداع من خلال مؤسسة «مسك»، وكذلك الدعم الذي أعلنته المملكة في القمة العربية في الظهران بتخصيص مبلغ 150 مليون دولار لدعم الأوقاف الإسلامية في القدس واختيار البنك الإسلامي للتنمية لإدارته.

وثمن المجلس جهود الجهات الأمنية ممثلة برئاسة أمن الدولة بالتنسيق مع الجهات الأمنية بالمنطقة الشرقية، وفي عملية استباقية من إحباط عمل إرهابي في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية، وما نتج عنه من مقتل اثنين من المطلوبين أمنياً والقبض على اثنين آخرين، مما يجسد حرص ويقظة وكفاءة رجال الأمن وقدرتهم على إحباط أي محاولات إرهابية قبل حدوثها. وقرر مجلس الوزراء الموافقة على الترتيبات التنظيمية لمركز برنامج التحول الوطني، وعلى لائحة المحافظة على الذوق العام.

 

طهران تصعّد غداة تصنيف واشنطن «الحرس» إرهابياً وإيران تهدد بتعزيز الصواريخ وإنتاج أجهزة طرد مركزي مطورة والتصدي لسفن أميركا... وأسعار الدولار ترتفع

لندن/الشرق الأوسط/09 نيسان/19/عادت سماء طهران لتتلبد بغيوم الحرب أمس غداة تصنيف واشنطن «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية. وقلل المرشد الإيراني علي خامنئي من تصنيف الجهاز العسكري المتنفذ منظمة إرهابية، مشدداً على بقائه «في طليعة المواجهة مع الأعداء»، وأوصى «الحرس» الرئيس الأميركي بإبعاد سفنه الحربية عن الزوارق الإيرانية، مشيراً إلى تعزيز قدراته الدفاعية والهجومية في العام المقبل، ولوّح الرئيس حسن روحاني باتخاذ طريق مغايرة للاتفاق النووي عبر إنتاج أجهزة طرد مركزي متطورة، فيما حرص نواب البرلمان على التقاط صور بالزي الرسمي لـ«الحرس»، وجدد الجيش التزامه حفظ الشراكة العسكرية مع «الحرس» تحت خيمة النظام العقائدي... كل هذا أحدث هزة اقتصادية أخرى في أسواق المال؛ فمن جهة عاد الريال للعزف على وتر التراجع أمام الدولار، ومن جهة أخرى ارتفع الذهب، مما ينذر بنسف استراتيجية حسن روحاني في إدارة المعركة الاقتصادية تحت وطأة العقوبات. وعدّ خامنئي تصنيف القوات الخاضعة لسيطرته خطوة «وحشية»، مضيفاً أن «(الحرس) جهاز بارز في طليعة مواجهة الأعداء»، وقال إن «ترمب يتجه بالولايات المتحدة إلى الحضيض». والتقى خامنئي أمس مجموعة من أفراد «الحرس الثوري» بمناسبة «اليوم الوطني» لـ«الحرس»، الذي تزامن مع إعلان ترمب، وقال إن لدى الأميركيين «رغبة في التآمر على (حرسنا)... إنه (الحرس) في طليعة مواجهة أعداء ثورتنا، ودافع دائماً عن البلاد... أميركا فشلت في وقف تقدمنا»، وفق ما نقلت عنه «رويترز». و«الحرس الثوري» جيش عقائدي موازٍ للجيش الإيراني، ويكلفه الدستور بحماية نظام «ولاية الفقيه» وتمتد أذرعه إلى أبعد من المجال العسكري ليشمل تأثيره الاقتصاد والسياسة والثقافة والتعليم والإعلام. ونقل التلفزيون الإيراني عن قائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري، قوله: «هذه الخطوة الأميركية مضحكة تماماً، لأن (الحرس الثوري) في قلوب الشعب... (الحرس الثوري) سيزيد قدراته الدفاعية والهجومية في العام المقبل» بحسب «رويترز».

بدوره، حذر رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري القوات الأميركية في المنطقة بقوله: «إذا ارتكبت القوات الأميركية في غرب آسيا... أي خطأ، فسوف نرد بصرامة». وكانت إيران قد ردت بالمثل على قرار واشنطن إدراج «الحرس الثوري» على «لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية»، وأعلنت أنها تعدّ الولايات المتحدة «دولة راعية للإرهاب»، وقادة «القوات الأميركية الوسطى (سنتكوم)» وكل القوات المنتسبة إليها ضمن «الجماعات الإرهابية».

وتشرف «سنتكوم» على منطقة تضم نقاط نزاع عدة؛ بينها أفغانستان والعراق وسوريا واليمن والخليج. وفي إشارة إلى اعتماد سريع لهذا القرار، أعربت وكالة «فارس»؛ المنبر الإعلامي لـ«الحرس»، عن ارتياحها للهجوم الذي وقع قرب قاعدة «باغرام» الجوية؛ أكبر قاعدة أميركية في أفغانستان، وعنونت: «مقتل أربعة إرهابيين من الجيش الأميركي في أفغانستان»، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال قادة «الحرس الثوري» مراراً إن القواعد الأميركية في الشرق الأوسط وحاملات الطائرات الأميركية في الخليج توجد في نطاق الصواريخ الإيرانية. وقال القائد السابق لـ«الحرس الثوري» وسكرتير «مجلس تشخيص مصلحة النظام» محسن رضايي، إنه «ينبغي على السفن الحربية الأميركية البقاء على مسافة من زوارق (الحرس) السريعة في مياه الخليج»، وهو ما من شأنه أن يؤجج التوتر في الشرق الأوسط. وهددت إيران أيضاً في يوليو (تموز) الماضي بوقف شحنات النفط عبر مضيق هرمز في الخليج إذا حاولت الولايات المتحدة خنق اقتصادها بوقف صادرات النفط الإيرانية. سياسياً؛ دافع الرئيس حسن روحاني أيضاً عن «الحرس الثوري» الذي وصف رجاله بأنهم حماة إيران، وذلك بعد أشهر قليلة من وصف قوات «الحرس» بأنها «الحكومة التي تحمل بندقية». وعن تأثير قرار إدراج «الحرس» في الداخل الإيراني، قال روحاني إنه «سيوحّد هذا الخطأ الإيرانيين، وستزيد شعبية (الحرس) في إيران، وفي المنطقة... تتخذ أميركا الإرهابيين وسيلة في المنطقة، بينما يقاتلهم (الحرس) من العراق إلى سوريا». وقال روحاني إن الولايات المتحدة «تضمر ضغينة» ضد «الحرس الثوري» الذي «ضحى بحياته لحماية شعبنا وثورتنا»، متهماً من «تريد استخدام الجماعات الإرهابية ضد شعوب المنطقة».

وتحدث روحاني، الذي يمكن أن تضعفه ضربة للاقتصاد الإيراني إذا انهار الاتفاق النووي، بنبرة حادة وقال: «منذ العام الماضي، أصبح لدينا نوع من الصواريخ لا يمكنكم حتى تصوره»، مشيراً إلى إصرار إيران على توسيع برنامجها الصاروخي رغم الضغوط الأميركية المتصاعدة للحد منه.

وهدد روحاني في كلمة ألقاها بمناسبة «اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية في إيران» بتحدي تعهدات إيران في الاتفاق النووي، وقال: «أبلغكم (يا قادة أميركا)... إذا ضغطتم علينا، فسننتج بكثرة أجهزة الطرد المركزي (آي آر8) المتطورة». وتأتي خطوة ترمب بعد أن تدهورت العلاقات بين واشنطن وطهران منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران عام 2015 مع 6 قوى عالمية مقابل موافقتها على تقييد طويل المدى لبرنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف إلى إنتاج قنبلة ذرية، وأعاد فرض العقوبات عليها لأسباب منها تنامي دور إيران الإقليمي السلبي، وخوض «فيلق القدس» حروب إيران بالوكالة في المنطقة، إضافة إلى تطوير الصواريخ الباليستية. ويمنع القرار «2231» الصادر من مجلس الأمن بحسب الاتفاق النووي، إيران من امتلاك أجهزة طرد مركزي متطورة. وتحاول ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وهي من الدول الموقعة على الاتفاق النووي، إنقاذ الاتفاق، وشكلت في يناير (كانون الثاني) الماضي آلية تتيح الالتفاف على العقوبات الأميركية، لكن الدول الثلاث أرسلت رسالة الأسبوع الماضي إلى أمين عام الأمم المتحدة وطالبت أنطونيو غوتيريش بتقديم تقرير «شامل»، معربة عن قلقها من مخاطر تطوير البرنامج الصاروخي الإيراني. وتشير التقديرات إلى أن «الحرس الثوري» يضم 125 ألف فرد، ويشمل وحدات عسكرية بحرية، وجوية، ووحدة صاروخية، وذراعاً خارجية (فيلق القدس)، وذراعاً اقتصادية (مجموعة «خاتم الأنبياء)»، كما تقود «الباسيج»، وهي قوات متطوعين شبه عسكرية، البرامج الصاروخية الإيرانية. ويقدر حجم ثروات «الحرس» بنحو 40 في المائة من الاقتصاد الإيراني.

على الصعيد ذاته، نقل موقع البرلمان الإيراني صوراً لحضور النواب جلسة أمس وهم يرتدون زي «الحرس الثوري»، في بادرة على التضامن مع «الحرس» ورددوا: «الموت لأميركا».

وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد وجه انتقادات لنواب البرلمان في خطابه السنوي التقليدي بمدينة مشهد قبل 3 أسابيع بسبب عدم اتخاذه خطوات مماثلة للكونغرس الأميركي وغيابه عن الدبلوماسية. وحضر جلسة البرلمان وزير الدفاع أمير حاتمي وتضامن مع «الحرس الثوري»، في يوم أصدر فيه الجيش بياناً تعهد فيه بمواصلة العمل مع «الحرس». وقال رئيس البرلمان علي لاريجاني والعضو السابق في المكتب السياسي لـ«الحرس» إن «قرار أميركا تصنيف (الحرس الثوري) منظمة إرهابية يمثل قمة غباء وجهل القيادة الأميركية». وقال مخاطباً ترمب: «نعرف لماذا وصلت إلى هذا، لأنك تصورت أنه بخروجك من الاتفاق النووي يمكن أن تضر بإيران، لكنه لم يحدث. لقد تصورت أن بإمكانك تصفير النفط الإيراني، لكن لم تتمكن». وأقر البرلمان مشروعاً طارئاً تحت عنوان: «دعم موقع (الحرس) ضد الولايات المتحدة» على أن يقر جزئياته في الاجتماعات المقبلة.

وسرعان ما تركت خطوة ترمب أثرها على الاقتصاد الإيراني الذي دخل مراحل متأزمة منذ عودة العقوبات الأميركية، وتفاعلت أسواق العملة والذهب مباشرة، وقالت مواقع اقتصادية إن الدولار شهد ارتفاعاً مقابل الريال الإيراني في الساعات الأولى بنسبة 7.5.

وتواصل أمس المسار الصعودي للأسعار وفقاً لوكالات إيران الرسمية. وقالت وكالة «تسنيم» إنه جرى تداول السبائك الذهبية بسعر 57 مليون ريال. وجرى تداول الدولار بسعر 141 ألفاً و800 ريال؛ بحسب «تسنيم»، فيما ذكرت مواقع مختصة بمراقبة سعر الدولار في السوق الحرة، أنه وصل إلى 146 ألفاً و500 ريال.

إلى ذلك، قالت وسائل الإعلام الرسمية إن إيران عينت الدبلوماسي والمفاوض النووي السابق مجيد تخت روانجي رئيساً لوفدها لدى الأمم المتحدة، في وقت تحاول فيه إنقاذ الاتفاق النووي مع القوى العالمية رغم انسحاب الولايات المتحدة منه.

ويشغل تخت روانجي (61 عاماً) حالياً منصب نائب وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأميركية. وكان قد عمل سفيراً لبلاده لدى سويسرا.

 

ترمب والسيسي يناقشان قضايا عسكرية وتجارية/الرئيس الأميركي يشيد بالدور المصري في مكافحة الإرهاب

واشنطن/الشرق الأوسط/09 نيسان/19/أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الثلاثاء)، بالعمل العظيم الذي يقوم به نظيره المصري عبد الفتاح السيسي. وقال ترمب خلال استقباله للسيسي في البيت الأبيض، إنه تم إحراز تقدم كبير مع مصر فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب. وأضاف للصحافيين أن هناك أموراً مهمة سيناقشانها تتعلق بقضايا عسكرية وتجارية.

 

واشنطن تنشر أسماء متهمين بمقتل خاشقجي..والكونغرس لن يسكت

المدن - عرب وعالم | الثلاثاء 09/04/2019 /أصدرت وزارة الخارجية الأميركية قائمة بأسماء 16 شخصاً لهم علاقة باغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقحي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018. وأوضحت الوزارة أن مثل هذا الإجراء يتمّ عندما تتوفر معلومات موثوقة عن تورط مسؤولين في دول أجنبية في قضايا فساد كبير أو انتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان. ويتصدر القائمة المستشار السابق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، سعود القحطاني، والعقيد في المخابرات السعودية ماهر المطرب، إضافة إلى 14 اسماً آخر منهم الطبيب الشرعي صلاح الطبيقي ومشعل البستاني. ويأتي هذا الإجراء، وهذا هو أول إجراء أميركي عملي ويعدّ بمثابة عقوبات رسمية في حق الضالعين في القضية، بعد قائمة نشرتها الخزانة الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر تضم الأسماء نفسها. وبموجب هذا الإجراء يُمنع المتورطون وأفراد عائلاتهم من دخول التراب الأميركي. ويأتي هذا الإعلان من الخارجية الأميركية في وقت لا تزال فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب تمارس ضغوطا من الكونغرس بسبب ردها على مقتل خاشقجي. وفي أحدث تلك الضغوط قدم النائب الديمقراطي توم مالينوسكي الخميس الماضي تشريعاً في مجلس النواب الأميركي يدعو إلى معاقبة المسؤولين عن مقتل خاشقجي.

وفي السياق، ربطت صحيفة "نيويورك تايمز" توقيت كشف واشنطن عن أسماء السعوديين الـ16، بالضغوط الممارسة على إدارة دونالد ترامب داخل الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن تقرير الخارجية لم يشمل إسم ولي السعودي محمد بن سلمان رغم اعتراض "سي آي إي" اتصالاً له قال فيه إنه إن لم يعد خاشقجي طوعاً إلى السعودية فيجب أن يعود ب"رصاصة". وقالت الصحيفة: "يبدو أن إدارة ترامب تحاول بذلك إخماد تمرد غير عادي في الكونغرس يضم أعضاء من كلا الحزبين". وأضافت أن هذه العقوبة "الطفيفة" بحق السعوديين الذين من غير المرجح أنهم ينوون دخول الولايات المتحدة في الظروف الراهنة قد تعد غير كافية لإسكات الكونغرس. وتوقعت أن يواجه ترامب وبومبيو انتقادات جديدة لطريقة تعاملهما مع قضية خاشقجي، واتهامات بأنهما يتجاهلان عمدا ما توصلت إليه وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إي" ضمن إطار تحقيقها في القضية، في مسعى لحماية مسؤولين سعوديين أرفع مستوى متورطين في مقتل الصحافي. ولفتت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب لا تزال تلتزم الصمت حول مزاعم دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في القضية، مذكرة بما أوردته وسائل الإعلام الأميركية نقلاً عن مصادر في "سي آي إي" بهذا الشأن. وأضافت أن واشنطن تعد السعودية شريكاً لها في محاربة إيران، ومن هنا فإن توقيت هذا الإعلان جاء للتقليل من الأخبار المحرجة عن ولي العهد. وقالت إن القائمة جاءت في وقت واجهت فيه إدارة ترامب مشكلات في وزارة الأمن القومي، التي استقالت وزيرتها، وقرار ترامب وبومبيو تصنيف الحرس الثوري الإيراني كياناً إرهابياً".

 

دمشق الغربي: شبكات مخدرات.. وأحكام غيابية بـ"الإرهاب"

المدن - عرب وعالم | الثلاثاء 09/04/2019

اعتقلت قوات النظام عشرات الشبان في ريف دمشق الغربي، الأسبوع الماضي، بتهمة الاتجار والترويج  للمخدرات، وعلى خلفية صدور احكام غيابية بحقهم من محكمتي "الإرهاب" والجنايات في دمشق، بحسب مراسل "المدن" احمد الشامي.

مصدر مطلع قال لـ"المدن" إن "الأمن العسكري" و"المخابرات الجوية" و"فرع مكافحة المخدرات" داهموا منازل في مضايا وبقين والجرجانية، بعدما ألقت "وحدة مكافحة المخدرات" القبض على شابين من بلدة مضايا يبيعان المخدرات وسط دمشق، واعترافهما على بقية افراد الشبكة التي تعمل على ترويج وبيع المخدرات. واغلب عناصر "الشبكة" من الذين خضعوا لـ"تسوية وضع" عقب اخلاء المنطقة من المعارضة في نيسان/ابريل 2017، أو ممن انضموا مبكراً للقتال في صفوف النظام ضمن المليشيات المحلية ولديهم صلاحيات واسعة في المنطقة مقابل ما قدموه من خدمات للنظام.

وأشار مصدر "المدن" إلى أن من بين المعتقلين متطوعين في مليشيا "حزب الله" اللبنانية التي لم تبدِ أي اعتراض على اعتقالهم. وأضاف المصدر أن جميع المعتقلين نُقلوا إلى "فرع فلسطين" في دمشق، وسط تسريبات من "الأمن العسكري" تفيد بأن المعتقلين سيتم تحويلهم الى القضاء العسكري، لأنهم يحملون صفات عسكرية. وتحصل شبكات الاتجار بالمخدرات على بضاعتها من عناصر في مليشيا "حزب الله" المتواجدين في المنطقة، وغالباً ضمن صيغة شراكة. ويقدم عناصر الحزب تسهيلات للشبكات بتوصيل البضاعة في سياراتهم، أو مرافقة عمليات النقل الكبيرة لمنع التفتيش والتدقيق على الحواجز.

من جهة أخرى، قال مصدر "المدن" إنه بالتزامن مع حملة مكافحة المخدرات في ريف دمشق الغربي، وصلت إلى مخافر مضايا والزبداني وبلودان، قوائم بأسماء العشرات من المحكومين غيابياً في محكمتي "الإرهاب" والجنايات بدمشق. وجميع المحكومين من الخاضعين لـ"التسوية"، ومنهم من يقاتل حالياً في صفوف قوات النظام. وأشار المصدر، إلى أن الأشخاص الذين راجعوا المخافر، بعد تبليغهم بضرورة الحضور عبر المخاتير وأعضاء "لجان المصالحة"، جرى توقيفهم، وسط تكتم عن طبيعة الاجراءات التي ستتخذ بحقهم. وأوضح مصدر "المدن"، أنها المرة الأولى التي يجري فيها إيقاف اشخاص خضعوا لمحاكمات غيابية، ما تسبب بتواري العشرات عن الأنظار خشية الاعتقال بشكل تعسفي. وتشهد المنطقة حالة من الفوضى منذ أيام، نتيجة الانتشار المكثف فيها للأجهزة الأمنية، ما يزيد من التخوف والقلق.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 ومفهوم ذاكرة الشعوب

د.مصطفى علوش/الجمهورية/09 نيسان/19

«سئمت تكاليف الحياة ومن يعش

ثمانين حولا لا أب لك يسأم

وأعلم ما في اليوم والأمس قبله

ولكنني عن علم ما في غد عمِ»

(زهير بن ابي سلمى)

عن الذاكرة الجماعية

تعبير الذاكرة الجماعية أدرج لأول مرة سنة 1940 على لسان «هلبواشز» في الولايات المتحدة الأميركية، وهو يعني جملة من الأفكار والرؤى والأحاسيس المحفوظة من الماضي، يتشارك فيها ويجمع عليها عادة معظمُ أفرادِ مجتمعٍ ما.

وتُعتبر هذه الذاكرة جزءاً من عملية بناء المعنى والعبر من الماضي. وتدخل عادة في بناء هذه الذاكرة عوامل عدة، منها التجربة والدين والطبقة الاجتماعية... بالإضافة الى الجغرافيا والثقافة، ليتحول مجمل هذه «الأحاسيس» الى نوع من الإيمان أو القيم أو التقاليد التي تصبح من أهم روابط الفرد مع المجتمع.

وتكون الذاكرة الجماعية عادة جزءاً لا يتجزأ من مسار الحياة اليومية بحيث تصبح أقوى من قدرة الأفراد على تجاوزها، ويدخل الكثير منها في عالم الأساطير التأسيسية للمجموعة. وتتراكم هذه الذاكرة بشكل بطيء وتدريجي، ولكنها صعبة التغيير الى درجة الاستحالة في بعض الأحيان، حتى بالانتقال من جيل الى جيل.

وتأخذ الأحداث الكارثية على المستوى الجماعي كالحرب والزلازل والفيضانات موقعاً مركزياً في الذاكرة الجماعية، ولكن تفاصيلها تزول مع الوقت من واجهة الفكر وتصبح الأساس لمعظم التحليلات والمخاوف والآمال للفرد، وهكذا تحتفظ هذه الذاكرة بالعبر والمعاني في وقت تندثر فيه التفاصيل الدقيقة.

وأحد أهم أسباب فقدان التفاصيل هو تعاقب الأجيال وفقدان الحس الفردي بوقع الأحداث وتفاصيلها.

والجدير ذكره في هذا المجال هو وجود ذاكرة موروثة بيولوجياً من خلال العوامل الوراثية، وقد تكون الغرائز في الأساس جزءاً من الذاكرة الجماعية البيولوجية للمخلوقات الحية.

هل للبنانيين ذاكرة جماعية؟

على الرغم من الكوارث والتجارب المرة والحروب المتكررة التي مرت على اللبنانيين، فقد بقيت كل مجموعة منهم تحتفظ بذاكرتها الجماعية الخاصة، وهذا ما كان واقع حال الحرب الأهلية سنة 1975 التي طحنت الوطن على مدى عقد ونصف، فعشية 13 نيسان 1975، اليوم الذي شكل الانطلاقة الرسمية لمسلسل التدمير اللبناني الذاتي، انقسم اللبنانيون الى ثلاث فئات من دون الخوض بالتفاصيل:

الفئة الأولى تضم مَن لقبوا أنفسَهم بالقوميين اللبنانيين، وإن في الحقيقة كانوا يقصدون ضمان استمرار المجتمع المسيحي، الذين اعتبروا أنّ لبنان فُصل على قياسهم وُوجد لأجلهم، فتعاملوا معه كأنه ملكية خاصة، وعندما طالب باقي اللبنانيين بالشراكة والمساواة، فضلت هذه الفئة أن تدمر الوطن على أن تتشارك فيه مع الباقين بناءاً على القول: «نحنا يا بدنا لبنان مثل ما بدنا يا أما عمرو ما يكون!».

الثانية ضمت من لم يقتنعوا أصلاً بحق لبنان بالوجود كوطن مستقل وكيان محدد، وشملت غلاة القومية العربية التي سترت على الإسلاموية، فتعاملوا معه على أساس أنه حالة موقتة، ونتاج لمؤامرة خبيثة (سايكس ـ بيكو) لا بد أن تزول يوماً. فتعاملوا مع الوطن والدولة على هذا الأساس، وشرّعوا الأبواب لكل ما أمعن تخريباً بمقومات الدولة، وكانوا مشاركين أو متفرجين بتجاهل مريب وشماتة كافرة.

أما الفئة الثالثة، فقد ضمت فوضويين وعقائديين وعبثيين من يمين ويسار وثوريين ومهمشين أعلنوا فشل التجربة اللبنانية فقرروا هدمها لإعادة بنائه كل حسب رؤيته، ولم يكن لدى أي منهم تصور لكيفية البناء.

قد يكون من قبيل التبسيط حصر تحليل أسباب انهيار الدولة بما سبق وبالتالي انطلاقة مأساة وطأة الحرب الأهلية، فقد كان للظروف الدولية والاقليمية دور خطير خصوصاً في فترة خاصة في السبعينات من القرن الماضي.

ولكن من المؤكد أنّ أحد أهم أسباب الانهيار هو فقدان إيمان أبنائه بتركيبته، وفقدانهم لذاكرة جماعية وطنية موحدة، وهذا ما شرع الأبواب للتدخلات الخارجية المتواطئة مع الشهوات الداخلية.

14 آذار وبناء الذاكرة

على الرغم من الآلام والمآسي المتشابهة على طرفي «الخط الأخضر» الذي فصل المناطق عن بعضها أثناء الحرب الأهلية، لم تتمكن هذه التجربة الجماعية من بناء عبر وطنية كافية لصناعة ذاكرة وطنية عامة، كما أن الظروف المتعمدة التي دبرها النظام الأمني بعد اتفاق الطائف ساهمت في استمرار الخط الأخضر الاجتماعي-السياسي، على الرغم من الزوال المادي لخطوط التماس. لقد احتاج لبنان الى زلزال بحجم اغتيال رفيق الحريري كي يتمكن معظم أبنائه من بناء ذاكرة جماعية وطنية لأول مرة في تاريخهم، وهذه الذاكرة اليوم هي ما جمع مواطني 14 آذار من خلال الاستفادة من تجارب الحرب والأحلام الفئوية المرة، ومن خلال التطلع مجدداً الى لبنان كوطن مستقل وحر وسيد وآمن، ولكن بالوقت نفسه ديموقراطي ومتعدد. وطن قادر على أن يكون جزءاً من العالم العربي من دون أن يفقد شيئاً من لبنانيته، وقادراً على أن يكون وطناً لبنانياً من دون أن يفقد شيئاً من عروبته، وقادراً على أن يكون ملتزماً الى أقصى الحدود بقضايا العرب ولكن محتفظاً بحقه بأن لا يكون ساحة الصراع الوحيدة. وطن قادر على بناء علاقات وطيدة وحميمة ومفيدة مع العرب وغير العرب ولكن من دون أن يكون تابعاً أو مرتهناً بقراره السياسي والاقتصادي أو الأمني لأي منهم.

قادر على أن يكون واجهة العرب أمام العالم وواجهة العالم أمام العرب، والأهم أن يكون مساحة للحرية والتلاقي بين المسيحية والإسلام كما حلم مؤسسوه الأوائل.

قد يبدو كلامي اليوم نابعاً من رجل غلبه النعاس منذ سنوات فنام ولم يشهد ما حل بالمنطقة بأكملها، لكنه بالرغم من المصائب التي حلت بنا وبالمنطقة، لا يزال جزء منا متمسكاً بذاكرته الجماعية الخاصة وأحيناً المسلحة حتى الأسنان والمؤمنة حتى التعصب الأعمى بشمول هذه الذاكرة شعوباً ومجتمعات بعيدة لمجرد التشابه الطائفي معها. ولا يكفي أبداً، مع جمال الفكرة، أن نصور أن الحرب أصبحت وراءنا بمجرد إقامة الحديث عن الشراكة الوطنية، فالواقع اليوم أخطر وأسوأ مما كان عشية 13 نيسان 1975.

 

عون للقضاة: لا غطاء لأحد... و«لستُ مُستهدفاً»!

ملاك عقيل/الجمهورية/09 نيسان/19

يواكب رئيس الجمهورية ميشال عون عن قرب، ورشة مكافحة الفساد داخل أروقة القضاء. الشعار المرفوع في القصر الجمهوري «لا أحد خارج المساءلة». لذلك، لا تجد كثيراً من «البكائيات» التي يسمعها عون في مكتبه من قضاة يشكون «استهدافهم»، ومن خلفهم «استهداف العهد»، أيّ تجاوب. وادّعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس أمس على «شعبة المعلومات» «بجرائم تسريب وتحوير تحقيقات أوليّة وتشويه وقائع واحتجاز أشخاص قيد التوقيف خارج المهل القانونيّة، والتمرّد على سلطته كضابطة عدليّة»، لم يكن سوى جزء من صورة مكتملة «الداتا» لدى رئيس الجمهورية «المُرتاح الى وضعه»: «لا غطاء على رأس أي قاض!» تظهر «الهوية» السياسية لبعض القضاة الموقوفين الذين أحيلوا الى المجلس التأديبي، أو من شطِبوا من جدول المناوبة، أو حتى من يخضعون حالياً للتحقيق في التفتيش القضائي... أنّ الغطاء السياسي الذي طالما توافر للقضاة، تحديداً أولئك من أصحاب الشبهات، بدأ يرفع تدريجاً من دون معرفة المدى الذي ستذهب اليه التحقيقات في كشف الرؤوس الكبيرة الفاسدة داخل السلك القضائي ومحاسبتها، طالما انّ الاتصالات الهاتفية، «السياسية» والحزبية، لا تزال «شغّالة» في كثير من حالات التحقيق والتوقيف!.

غبار كثيف يحوط بورشة «تنظيف» القضاء دَخلت على خطها أخيراً عوامل زادتها تعقيداً تمثّلت بالنزاع الخفي بين «لوبي» قضائي وأجهزة أمنية، وحروب باتت معلنة بين القضاة أنفسهم، وأحاديث متكرّرة عن منظومة قضائية - أمنية محسوبة على العهد تتعرّض للاستهداف بفعل الملفات المفتوحة... وصل الأمر الى حدّ سقوط كل المحاذير بحصول كباش غير مسبوق بين القاضي جرمانوس، ومن خلفه بعض القضاة، و«شعبة المعلومات»، لم يجد مفوّض الحكومة «الغطاء» الصريح له من «مرجعيته السياسية»، لأنّ القاعدة المعتمدة: «لا قضاة للعهد ولا تبنّي لـ«معارك» أحد... بل المعيار هو قاضٍ فاسد وقاضٍ نزيه، والتجاوزات في حق القضاء مرفوضة، وإن حصلت يجب تصحيح الخلل». هكذا تبدو الأمور في قصر بعبدا أوضح بكثير في ظل حالة استنفار غير مرئية لملاحقة الفاسدين. لا يكاد يمضي يوم إلّا ويتواصل عون مع المعنيين في ملف الفساد القضائي. يقول قريبون منه: «هناك قضاة أوقفوا وقضاة شطبوا من جدول المناوبة، وآخرون يخضعون للتحقيق. لن يسعدنا يوماً أن نرى قاضياً وراء القضبان، ولكن لن نحول دون هذا، مهما كان، إن استأهل العقاب». يضيف هؤلاء: «الرئيس ساهر ويواكب عن كثب من خلال اجتماعات مع القضاة المعنيين بالتحقيقات الجزائية او المسلكية، مع الحرص على ان يكون الشق الأمني فيها في خدمة القضاء، وليس العكس، من دون أن يعني ذلك انّ القضاء جزيرة معزولة، لا يمكن أحد ولوجها لاكتشاف أسباب الخلل فيها والمسببين به».

الرئيس «غير مستهدف»

في هذا السياق، يبدو ردّ رئيس الجمهورية واضحاً ومباشراً على ما يتعرّض له العهد، مع انطلاق ورشة مكافحة «الفساد القضائي»، من استهدافات يُروَّج لها في انتظام داخل أروقة القضاء وفي الكواليس السياسية. فيما بَدا لافتاً عدم مسارعة أي من القريبين من عون أو قيادة «التيار الوطني الحر» الى «أخذ طرف» الى جانب القاضي جرمانوس، في مواجهة «المعلومات»، مع العلم أنّ الأخير مُصنّف، بالسياسة، «من ضمن عدّة شغل العهد». وفي هذا السياق، تقول مصادر رئاسة الجمهورية انّ «كل كلام عن أنّ منظومات قضائية للعهد مستهدفة هو خارج الاطار الصحيح، لأن لا منظومات قضائية أصلاً لهذا العهد. الرئيس لا يشعر بالاستهداف ولا يغطي أحداً، إذا ما تمّ التقيّد بأصول التفتيش والملاحقة القضائية للقضاة، وعدم التشهير بهم إعلامياً، خصوصاً انّ الإدانة الجزائية لم تحصل بعد، والمسلكية تكتنفها السرية التامة».

وتجزم المصادر بأنّ «عون لا يفرّق بين جهاز أمني وآخر، وما يهمه هو تقيّد الاجهزة بأصول التحقيق الاستنطاقي عندما تعمل ضابطة عدلية بأمرة القضاء ومواكبته».

«نَقّ» في القصر

ومع انطلاق ورشة مكافحة الفساد في قصور العدل، وَصل هلع بعض القضاة و«نَقّهم» الى أبواب القصر الجمهوري. شكاوى، وهواجس من استهداف، ومطالبات بكَف يَد «شعبة المعلومات» عن التحقيقات الجارية، «بسبب تجاوز صلاحياتها». وَصل الأمر الى حدّ اتهام المدعي العام لجبل لبنان القاضية غادة عون بالتواطؤ مع «المعلومات» ضد بعض القضاة! في قصر بعبدا لا تحسّس من عمل الأجهزة على خط الفساد، وتحديداً «شعبة المعلومات». «إرتياح قاض ما الى التعاون مع جهاز معيّن لا يهمّنا، مع العلم انّ الجهاز المهيّأ طبيعياً، وبحكم وظيفته لمكافحة الفساد ورصد أوكاره وإنجاز الملفات الموثّقة في شأنه هو أمن الدولة. مع ذلك، نحن لا نخوض معركة أي قاضٍ أو رئيس جهاز». ويذهب الأمر الى حدّ التأكيد أنّ «كل كلام عن استهداف متعمّد لِما يقال إنه منظومات، محسوبة على العهد، أو تدجين بعضها، او ابتزاز العهد هو غير صحيح، مع الحرص طبعاً من جانب عون ووزارة شؤون رئاسة الجمهورية على عدم سيطرة الامن على القضاء. فكل تجاوز نحن نعالجه، بواسطة وزير العدل، او مباشرة إن اقتضى الأمر بمعرفة الوزير».

لا تجاوزات في «المعلومات»

أمّا الموقف في بعبدا من عمل «شعبة المعلومات» فلا يحتمل اللُبس: «الشعبة» أنجزت وتنجز، وان ثبت تجاوزها الحدود، فرئيس الجمهورية يتدخل، بدليل أنه لم يتوان أصلاً عن سؤال رئيس «شعبة المعلومات» العميد خالد حمود والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان عن أسباب تجاوز مدة توقيف بعض الموقوفين، وعن مسار التحقيق بإشراف النيابة العامة المختصّة وأتت الأجوبة مقنعة الى حينه». وفريق عمل عون غير البعيد عن «أورشليم» بلغته أصداء «استنفار» بعض القضاة مع توقيف سماسرة ومساعدين قريبين منهم. ومع تعميم هؤلاء أجواء تفيد عن احتمال ضغط «المعلومات» على السماسرة لانتزاع الأقوال بالقوة، تؤكد مصادر هذا الفريق أنّ «إجراء تحقيقات تحت التعذيب المعنوي او الجسدي، لدى أي جهاز، لاسيما «المعلومات»، هو غير مرتكز الى أي واقع، بدليل انّ عون سأل وأتته الاجوبة الموثقة من النيابة العامة التمييزية، والمقترنة بتقارير طبية حاسمة».

إذاً، هناك تفهّم رئاسي لهذه الهواجس من دون أن نفرمل، وفق مصادر رئاسة الجمهورية، لا التفتيش القضائي ولا التحقيق الجزائي، لأنّ الهمّ يبقى ان تكون اليد التي ستتولى مكافحة الفساد في المراحل الاخيرة، والمقصود القضاء، يداً نظيفة وحيادية ومتحرّرة من التجاذبات السياسية».

وتضيف: «تحسّس قاض مرتكب لا يعنينا ولا نغطّيه، من دون أن يعني ذلك التخلي عن المواكبة اليومية والحرص الشديد على الحدود والضمانات، كما هو الحرص على رفع الحصانات أمام المساءلة القضائية».

إنتظروا «التشكيلات»!

وبالتالي، يرى عون نفسه «خارج دائرة الاستهداف تماماً، ومن أي جهة». أمّا القريبون منه فيوجّهون رسالة بالغة الوضوح الى من يعنيهم الأمر: «فليطمئن الجميع، ولاسيما منهم الذين يعتبرون أنفسهم عن غير وجه حق، أنهم يختزلون بأشخاصهم الضمانات السياسية للعهد، أو الأهم القابعين في الخنادق الامامية لحمايته، سواء كانوا قضاة او أمنيين. إطمئنوا، «نحن مش هيك منشوفها»، والرئيس في مكان آخر تماماً. وفي مطلق الحالات، فلينتظر الجميع التشكيلات القضائية المرتقبة سواء في الاماكن التي شَغرت، أو سواها...»! وثمّة اقتناع في القصر الجمهوري اليوم أنّ «تركيبة» التشكيلات والمناقلات القضائية عام 2017، والتي اعتمدت مبدأ المداورة وضَخ دم جديد من القضاة الشباب في القضاء الجزائي والعدلي والاداري، لا تزال «ماسكة وواقفة على رجليها». هناك 4 قضاة حتى الآن تمّ توقيفهم عن العمل، في «ملف السماسرة والمساعدين القضائيين»، وأحيلوا الى المجلس التأديبي، والعملية مستمرة، وهناك قضاة يخضعون للمساءلة المسلكية أو الجزائية. مع الحرص على ان ينقّي القضاء نفسه مسلكياً من دون أن يعني ذلك الافلات من الجرم الجزائي عند ثبوته».

«حروب القضاة»

وحين نتحدّث عن «حروب القضاة»، لا يمكن تجاهل ما تتعرّض له القاضية عون من ضغوط وصلت الى حدّ اتهامها بـ«التواطؤ» مع «شعبة المعلومات» وتصفية الحساب مع بعض القضاة. في قصر بعبدا ثمّة تسليم، وبالنظر الى الملفات الحسّاسة التي تتولاها القاضية عون، «بأنه من الطبيعي ان تكون الانظار موجّهة إليها بشيء من الريبة والخشية، إلا أنه يبقى انها تعمل بجو غير تصادمي على الاطلاق مع النائب العام التمييزي، على ما نعلم، أو مع الوزير السياسي (وزير العدل) أو مجلس القضاء الأعلى او رئاسة هيئة التفتيش. فمثلاً، حين تقرّر أن تشطب قاض من جدول المناوبة، بصفتها رئيسة الدائرة القضائية للنيابة العامة في جبل لبنان، فهذا أمر يدخل ضمن اختصاصها، وعليها أن تُبلّغه الى رؤسائها التسلسليين، وهذا ما تفعله. كما أنها أول من أعطت إشارة قضائية للتحقيق مع سائقها ثم توقيفه».ويعبّر رئيس الجمهورية عن انزعاجه من حملات التشهير التي تلحق ببعض القضاة أو الرهان مسبقاً على مصيرهم، في ظل تأكيد رئاسي «أنّ قرينة البراءة تظلّلهم». وفي الوقت نفسه تجزم أوساطه «أنّ اي مناخ توجّسي بين المساعدين القضائيين او القضاة، هو جَو غير سليم يقوّض سلطة القضاء وضمانات القضاة والمتقاضين، ولا يفيد في شيء».

 

لبنان لن يكون منصة لـ«حزب الله» ولكن...

نديم قطيش/الشرق الأوسط/09 نيسان/19

كان يمكن الاكتفاء بلقاء الصهرين، وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا صهر الراحل هوغو تشافيز، ووزير خارجية لبنان جبران باسيل صهر الرئيس اللبناني ميشال عون. غير أن الزائر البوليفاري تعمد أن يلتقي الرئيس اللبناني، ضمن جولة شملت تركيا وسوريا وتخللتها محطة احتفالية في بيروت، باعتبارها أحد أهم «صالونات» فصائل محور الممانعة.

مثل هذا اللقاء، في ذروة الضغط الدولي على نظام نيكولاس مادورو لنزع الشرعية عنه، لا يدخل بالطبع في نطاق الحسابات الخاصة للرئيس اللبناني بقدر ما هو استجابة رئاسية لأجندة ليست أجندته.

فاللقاء برمزيته المعادية بحدة لأميركا، بعد الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بيروت، وحديثه غير المسبوق عن «حزب الله»، لا يمكن أن يكون حصل خارج حسابات الحزب، ولعبة الرسائل والترميز التي يهواها. وهو يندرج في سياق الدفع أكثر بلبنان نحو أن يكون واحدة من المنصات الواضحة، التي تواجه عبرها إيران و«حزب الله» الهجمة الأميركية المتنامية عليها والتي ستزداد شراسة خلال الأشهر القليلة المقبلة. كان لافتاً مثلاً أنه في الأسبوع نفسه الذي استقبل فيه عون الوزير البوليفاري الفنزويلي، استقبل المرشد علي خامنئي رئيس حكومة العراق داعياً إياه إلى العمل على إخراج أميركا من بلاد ما بين النهرين، ما يقدم دليلاً إضافياً على مستوى الاستنفار الإيراني في كل الساحات. قبل ذلك بأسابيع قليلة استقبل خامنئي، برعاية قاسم سليماني، بشار الأسد في طهران، محدِثاً هزة هائلة على مستوى المؤسسة السياسية الإيرانية لا تزال مفاعيلها تتردد حتى الآن. ولبنان لن يكون مختلفاً في سياق التموضع الجديد واستنفاراته.

فثمة عقوبات أميركية جديدة على الحزب خلال أسابيع، بالتوازي مع العقوبات على إيران، وهي بنية عقابية متنامية أنتجت حتى الآن واقعاً مالياً مؤلماً اعترف به حسن نصر الله علناً، داعياً مناصريه للتقشف في الإنفاق الخاص والكرم في التبرع للحزب.

توازى ذلك مع قرار بريطاني وضع «حزب الله» بشقيه العسكري والسياسي، حسب التقسيم الساذج والانتهازي الأوروبي، على قوائم الإرهاب، مع توقعات بأن تلحق ألمانيا ببريطانيا.

زد على ذلك أن المحكمة الخاصة بلبنان تتهيأ لإصدار أحكامها في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري غيابياً بحق عدد من المتهمين وهم قادة وعناصر في «حزب الله». إلى ذلك تتجه واشنطن إلى تصنيف مؤسسة «الحرس الثوري» الإيراني برمتها كمنظمة إرهابية، وهو لو حصل فسيكون المرة الأولى التي تصنِّف فيها واشنطن مؤسسة من مؤسسات دولة أجنبية ككيان إرهابي.

وهنا، احتراماً لعقل القارئ، يجدر تجاوز الإشارة إلى شماعة «النأي بالنفس» التي تحاول الحكومة اللبنانية بشكل يائس أن تقنع العالم بأنها تحكم سياسة لبنان الخارجية، في حين أنّ لا واقعية هذا الشعار ستتضح أكثر وأكثر في ظل استفحال المواجهة وحاجة «حزب الله» أكثر إلى دفع لبنان في اتجاه محدد.

والحقيقة أن الحرص الأميركي على عدم توفير الذرائع لـ«حزب الله» للقيام بذلك، لم يعد بالصلابة السابقة، التي كانها في ظل سياسة «الاستثناء اللبناني»، أي التعامل مع لبنان كدولة حليفة، وإن تمتع فيها «حزب الله» بنفوذ كبير. فثمة أصوات متنامية في الإدارة الأميركية باتت ترفض الابتزاز الذي يمارسه «حزب الله»، عبر معادلة زيادة تعطيل البلاد بالتوازي مع ازدياد الضغوط عليه. بل ثمة من يعتبر أن «حزب الله» غير قادر على الذهاب بعيداً في إلصاق الدولة به والالتصاق بها، كردٍّ على الضغوط الأميركية، وإنْ فعل فليكن!!

ولكن ليس الضغط الأميركي العربي الأوروبي الإسرائيلي فقط هو ما يدفع «حزب الله» إلى السعي لتحويل لبنان إلى منصة مواجهة. فروسيا بدورها تقدم عبر سياساتها في سوريا أسباباً إضافية للقلق والاستنفار، إذ ما كاد محور إيران يستفيق من هدية الجولان لبنيامين نتنياهو حتى أعلنت موسكو وتل أبيب عن استرداد رفات جندي إسرائيلي سقط في لبنان إبان اجتياح عام 1982، بالتنسيق مع السلطات السورية. وما كان ممكناً إلا أن تستوقف الحفاوة المبالَغ فيها في المراسم التي رافقت تسلم الرفات خلال زيارة نتنياهو لروسيا قبل خمسة أيام من انتخابات الكنيست، باعتبارها جزءاً من الهتك المنظم الذي تمارسه روسيا لصورة المقاومة ومحورها وموقع سوريا ضمنها. فالتصويت العلني الروسي لصالح نتنياهو في الانتخابات عبر هدية الرفات بكل محمولاتها العاطفية والسياسية والمعنوية، هو تصويت مهين لإيران وحلفائها الذين يتعرضون في سوريا لسياسة القصف الإسرائيلي المنتظم من دون القدرة على الرد. وقد سبق لموسكو أن أجبرت طهران على التراجع مسافة تتجاوز 80 كلم عن الجولان، في إجراء مهين لإيران وإن كان، من وجهة نظر إسرائيل، لا يحقق شروط الأمن كما تراها. كما أن الرهانات النفطية الروسية في شرق المتوسط تتطلب المزيد من جهود التطبيع تحت الطاولة لا سيما بين إسرائيل ولبنان ولو عبر الشركات الروسية.

بإزاء كل هذه المؤشرات سيحاول «حزب الله» دفع لبنان باتجاهات تناسبه بصرف النظر عن حظوظ النجاح. إن نجح تكون الكارثة العظمى، وإن لم ينجح يكفي ترقّب تكاليف المحاولة... الأكيد أنه سيحاول.

 

المعارض الأول بشار الأسد

عمر قدور/المدن/الثلاثاء 09/04/2019

في بداية الثورة، حين كان المتظاهرون يواجهون رصاص الشبيحة، استضافت واحدة من القنوات التلفزيونية التابعة للأسد ممثلاً في برنامج مخصص للتهجم على المنتفضين. الفنان، الذي كان يعاني بحّة في صوته والذي سيموت باكراً بمرض عضال، سيقول ما هو ما متوقع منه عن انعدام مبررات الثورة في سوريا، وإذ يعزّ عليه إنكار أحقية المعارضة بالمطلق ينبري بحماس للقول: تريدون معارضة؟ لم لا؟ أصلاً سيادة الرئيس بشار الأسد هو المعارض الأول. قول الممثل أعلاه ليس نكتة، ففي مستهل عهده وبعد تحدثه عن الرأي والرأي الآخر عاد بشار الأسد ليسخر من المعارضين قائلاً أنهم ظنوا أنفسهم يمثّلون الرأي الآخر، وكأنه يقصد تحديداً أن الرأي والرأي الآخر حكر عليه! أما قصة "الأول" فهي مستوحاة من عهد الأب، إذ كانت تطلق على حافظ الأسد ألقاب من نوع "المعلم الأول" و"الفلاح الأول" و"العامل الأول"، إلا أن أحداً من بطانته في ذلك العهد لم يكن ليجرؤ على وصفه بـ"المعارض" الأول، حيث كانت فكرة المعارضة مرفوضة ومستبعدة تماماً. مناسبة هذا الحديث ما بدأنا نقرأه مؤخراً من نقد خفيف لبعض مستويات السلطة الأسدية من مثقفين أو كتّاب وقفوا علناً أو ضمناً في صف بشار ضد الثورة، والبعض منهم كان يشاطر سوريين آخرين "بمن فيهم بعض زملائه الكتّاب" التذمر من القبضة الأمنية قبل الثورة، إلا أنه طوى انتقاداته السابقة بذريعة أن ما يحدث ليس ثورة، وأن الحراك طائفي يقوده إسلاميون هم رأس حربة لمؤامرة خارجية. هؤلاء لم يكفّوا حقاً عن نزوعهم النقدي، إلا أن موضوع النقد "بل الهجاء القاسي" أصبح في المقلب الآخر، وامتلكوا من الإخلاص لموقعهم الجديد ما يفوق عتبهم السابق على سلطة الأسد، ولم يتوانَ بعضهم عن النيل من أصدقائه السابقين الذين أصبحوا في الضفة الأخرى. على نحو أدق، صار النيل من الكتّاب أو المثقفين الذين وقفوا مع الثورة ملحاً كي يثبت هؤلاء صواب موقفهم الجديد، أي لاعتبارات ذاتية لا بالضرورة لإثبات إخلاص أشد للسلطة التي يدافعون عنها.

ما كان يحرص عليه البعض هو القول أنه ليس في موقف الدفاع عن الأسد، وليس له تاريخ من هذا القبيل، أما شراسته في النيل من أحقية الثورة وأهلها فهذه قناعة راسخة بقدر ما يراها صائبة. لا يغيّر من ذلك الصواب ما عمد إليه الأسد إبادة وتدميراً، إذ يُفترض أن يعي السوريون أنهم في مواجهة نظام لا يتورع عن فعل أي شيء، وعليهم التصرف بواقعية تأخذ في الحسبان تلك الوحشية المنتظرة، وإذا ما واجهوا تلك الوحشية فهم يستحقون "هكذا بلا رحمة" نتائج فعلتهم.

لقد وقف هؤلاء مع الأسد في محنته، وعادوا إلى نقدهم القديم بعد تجاوزها، وكأن شرط النقد هو بقاء الأسدية وعدم تعرضها للخطر. واحد من شروط النقد أيضاً عودة غالبية الناس إلى ما دون حاجز الخوف، لأن جرأة المنتقدين لا تأخذ مكانتها سوى في مناخ من تعميم الخوف، وحيث يمكن مرة أخرى نقد الجموع "علناً أو ضمناً" بسبب خوفها. وكما نرى فإن جموع الناس ينبغي أن تكون محل تقريع، فإذا ثاروا ينالونه لعدم ثورتهم على المثال الذي يريده نقّادهم "من دون أن يقدّموا هم أنفسهم مثلاً عليه"، وإذا خنعوا يستحقونه لطبيعةٍ فيهم. العذر المخفف للمثقف في هذه الحالة هي نرجسيته التي تزيّن له أن يكون نخبوياً ومتعالياً، لكن مجريات السنوات الأخيرة أثبتت تماهي نرجسيته مع أسوأ أشكال الوحشية التي تمارسها السلطة.

هذه الشريحة ترى نفسها في موقع "المعارض الأول"، تماماً على النحو الذي أشار إليه ذلك الفنان من احتكار السلطة والمعارضة معاً. إن ما يبدو نكتة للوهلة الأولى يصبح منطقياً جداً عندما يتوّج الجلاد مهمته بالاستحواذ على موقع الضحية أيضاً، وهذا بدوره في صلب عملية الإبادة لأن الإبادة القصوى تتطلب حرمان الضحايا من اعتبارهم كضحايا. ضمن هذا المعيار، لا قيمة ولا وجود لمئات الآلاف الذين قتلهم الأسد من أولئك الخارجين عن سيطرته، القيمة هي فقط لمن دافعوا عن الأسدية وخاب أملهم قليلاً هنا أو هناك. إنهم مثلاً عاتبون على الشبيحة لا لأنهم شبيحة، وإنما لأن أذاهم تعدى نطاق المناطق المستباحة، وعاتبون على رجال المخابرات لأنهم لا يتمتعون برحابة صدر كافية تجاه تذمر متواضع ممّن ثبت ولاؤه.

ما يدهش حقاً في النقد المتجدد الذي يقدّمه هؤلاء أنه صورة طبق الأصل عما كان معتاداً قبل الثورة، وهو ضمن الهامش الذي كانت تسمح به مخابرات الأسد طوال عقود. أحداث السنوات الأخيرة لم تؤثر في أدواتهم، بصرف النظر عن موقعهم وموقفهم مما حدث، وربما هذا الإصرار على الأدوات القديمة يكون دافعه الإحساس بأن زمن ما قبل عام 2011 قد عاد، ولا بأس باستئنافه كما اعتادوا عليه. في احتمال أقل رحمة بهم، لا يُستبعد أن يكون هذا سقف المثقف الأسدي "المعلن أو المستتر"، وكلما تقادمت الأسدية وزاد ابتذالها بان تقادمه وابتذاله معها، وكلما أظهرت عجزاً عن الاكتساب والتعلم سايرها على المنوال ذاته. الاختلاف الأساسي بين أولئك المثقفين والشبيحة الذين مارسوا القتل هو في أن الفئة الثانية أدت عملها بلا تمويه، ولم تكن بحاجة إلى غطاء ثقافوي أو أيديولوجي، وهي للحق فئة أكثر نزاهة إذ لا تخفي إخلاصها الأول والأخير لمصالحها. والاختلاف بينهم وبين ذلك الموالي الساذج أن سويتهم الثقافية تتيح لهم ألا يكونوا تحت تأثير ضخ إعلامي، بل هم ممّن يُعتمد عليهم مباشرة أو مواربة لاكتساب شيء من المصداقية أمام السُذّج، أو أمام الذين يبحثون عن غطاء فكري يسترون به تأييدهم الإبادة. من جهة أخرى، هم يتمايزون في ما بينهم، حيث نجد من يرتبط بعلاقة مصلحة مباشرة بالأسدية على غرار الشبيحة، ونجد بينهم من لا تربطه بها مصلحة مباشرة على غرار ما نجده لدى موالين بسطاء.

من المؤكد أن الإحساس بالانتصار هو ما يدفع مثقفي الأسدية إلى استئناف نغمتهم النقدية المزعومة، غير أنه لم يعد هناك من جمهور واسع لهم، وقسم كبير من الموالين أنفسهم لم يعد ينطلي عليه هذا النوع من العتب الرقيق. ومن المؤكد أكثر أنهم اليوم يبدون باهتين جداً بكافة المعايير، بقدر ما كانوا أصلاء ومجدّين في دفاعهم عن الأسد.     

 

عن تخفيض رواتب النواب والوزراء والرؤساء.. أرقام عجيبة

أكرم حمدان/المدن/الثلاثاء 09/04/2019

كيف تعامل النواب والوزراء في لبنان، وكذلك القوى والتيارات السياسية الممثلة في البرلمان، مع اقتراح وزير المال علي حسن خليل، الداعي إلى حسم خمسين في المائة من رواتب السلطات العامة (الرؤساء والوزراء والنواب الحاليين والسابقين) لخفض العجز في الموازنة؟ وهل سيصل إلى التنفيذ الفعلي؟ أم أنه سيبقى اقتراحاً وتغريدة على حساب وزير المالية الشخصي على تويتر؟ وماذا عن حقيقة الأرقام التي يمكن أن يوفرها أو يشملها هذا الاقتراح بالنسبة للخزينة؟ وهل هو مقدمة وتهيئة للرأي العام، للوصول إلى اقتراحات مماثلة تطال موظفي القطاع العام، والعودة إلى طرح تخفيض سلسلة الرتب والرواتب؟ أم أنه مقدمة لحصر واحتكار المناصب النيابية والوزارية بأصحاب رؤوس الأموال، كما عبّر بعض النواب؟ ولماذا لم تُدرس الاقتراحات التي قُدمت سابقاً، من النائبين سامي الجميل وبولا يعقوبيان، حول تخفيض رواتب النواب الحاليين، والإلغاء التدريجي للسابقين، مع الحسم من راتب النائب الحالي الذي يتغيب عن الجلسات بلا عذر؟ وهل فعلا أن اقتراح الجميل يوفّر على الخزينة اللبنانية 29 مليار ليرة سنوياً، واقتراح يعقوبيان نحو 25 مليون دولار في السنة؟ ومن يتأثر من النواب الحاليين بهذا الإجراء في حال حصوله، بعدما تبين أن هناك نحو 40 نائباً حالياً من أصحاب رؤوس الأموال؟ وما هو مصيرالقانون 25/74 المتعلق برواتب ومخصصات النواب والرؤساء السابقين وعائلاتهم من "قنبلة" وزير المالية؟ كل هذه الأسئلة، وغيرها الكثير، حاولنا الإجابة عليها عبر التواصل مع عدد من النواب وممثلي الكتل، فكان رد الفعل مرتبكاً ومتفاوتاً ومتريثاً، حتى داخل الفريق الواحد. والأغلبية اتفقت أو أجمعت على أنها لم تبحث الاقتراح بعد، لاتخاذ الموقف منه، علماً أن البعض عبّر لنا، ولو همساً والطلب بعدم ذكر إسمه، بأنه ضد الاقتراح شخصياً، ولكنه سيرضخ في النهاية لقرار كتلته عندما يُتخذ.

عبدالله والاشتراكي

نائب الحزب "التقدمي الاشتراكي"، الدكتور بلال عبد الله، أعلن صراحة رفضه اقتراح وزير المال، قائلاً في حديث لـ"المدن": "لن أوافق على تخفيض مخصصاتي كنائب. فقبل ذلك يجب تخفيض رواتب بعض موظفي الدولة ومؤسساتها، وتعويضاتهم التي تفوق أحياناً أضعاف رواتب الوزراء والنواب. فهناك أكثر من 500 وظيفة في القطاع العام، يتقاضى الذين يشغلونها رواتب تفوق رواتب النواب، فهل يعقل أن يتقاضى مدير عام في أوجيرو مثلا ما بين 15 إلى 17 مليون ليرة شهريا؟ وماذا عن رواتب بعض كبار الموظفين في مصرف لبنان؟ وراتب الـ25 أو 26 مليون ليرة شهرياً لكل عضو في هيئة إدارة قطاع البترول؟".

وتساءل: "هل المطلوب حصر النيابة والوزارة بأصحاب رؤوس الأموال والعائلات الميسورة؟". وأكد عبد الله أن هذا رأيه الشخصي، وليس موقف الحزب أو اللقاء الديموقراطي، الذي لم يبحث الموضوع بعد بانتظار أن يُطرح بشكل جدي وعملي لدراسته، مذكراً بأن الرؤية الاقتصادية للحزب الاشتراكي تتضمن تخفيضاً لرواتب الرؤساء والنواب والوزراء الحاليين، ولكن ليس بنسبة 50 بالمئة. وأضاف:"موقفي هو من منطلق أن النائب يتفرغ للعمل التشريعي ولعلاقاته مع الناس. وبالتالي، إذا لم يكن لديه مدخول آخر، فلا شك أن حسم 50 في المائة من راتبه لن يكون مناسباً على الإطلاق له. وأنا كطبيب ربما أنتج وأحصل على مدخول شهري أفضل من الراتب النيابي". ورجح عبد الله أن يكون طرح وزير المال ينطلق من سعيه للبدء بالوزراء والنواب كي تلحظ التخفيضات باقي موظفي الدولة.

مع.. ولكن

النائبة بولا يعقوبيان، التي كانت تقدمت باقتراح قانون بهذا المعنى، في وقت سابق، قالت لـ"المدن": "إنه يخفض تقريبا 50 بالمئة من رواتب النواب الحاليين، ويُلغي معاشات السابقين، ويتضمن حسم 5 بالمئة من راتب كل نائب يتغيب بلا عذر عن الجلسات والاجتماعات النيابية"، مؤكدة أن "المهم وقف الهدر وترشيد الإنفاق". عضو كتلة نواب الكتائب النائب الياس حنكش قال لـ"المدن": "نحن تقدمنا باقتراحين. الأول، يتعلق بتوقيف تعويضات النواب السابقين مدى الحياة، ولكن بشكل تدريجي. وتحديد فترة سنة بعد انتهاء ولايته النيابية ليكون تمكن من العودة والدخول في دورة الحياة، أي يحصل على 75 في المائة من الراتب لسنة واحدة فقط، وبعدها يتوقّف راتبه، لأن ما ينفق على هذه التعويضات يساوي ثلاث مرات موازنة وزارة الصناعة. ونحن أجرينا هذه المقارنة لأننا نريد الأمور المنتجة. والثاني، هو حسم للنواب الذين يتغيبون عن حضور الجلسات، أما ما يجري الحديث عنه الآن، بحسم 50 بالمئة للنواب الحاليين، فيجب التأني في دراسته، لأنني شخصياً تركت عملي، ومتفرغ للنيابة. وهذا هو مدخولي الوحيد. وسيكون صعب جداً عليّ. صحيح هناك نواب لديهم شركات وأعمال، وآخرين ربما يستغلون موقعهم النيابي، ولا يتأثرون بذلك. ولكن هناك الكثير مثلي يعتمدون على راتبهم، ويذهب على مستلزمات العمل. ولكي نحافظ على الإنتاجية نرى أن نذهب إلى إجراءات إصلاحية تحسن الإنتاجية ولا تكون على حساب رواتب النواب الحاليين".

تأييد مطلق

رئيس حزب الحوار النائب فؤاد مخزومي (وهو من الأثرياء) أشاد باقتراح وزير المال مؤكداً لـ"المدن" أنه خطوة جريئة بشأن تخفيض مداخيل الوزراء والنواب خلال مزاولتهم أعمالهم، وبعد انتهائهم منها. وذكر مخزومي أنه أعلن منذ انتخابه نائباً عن بيروت تنازله عن جميع مخصصاته بعد انتهاء ولايته، مشيراً على أن هذه الخطوة من شأنها أن تعيد إلى خزينة الدولة بعضا من استقرارها. علما أن مخزومي كان تبرع بأول راتبين له من النيابة لصالح دار العجزة.

تريث

نائب حزب الله أنور جمعة أبلغ "المدن" أن "كتلة نواب الحزب لم تبحث الموضوع بعد، ولم تتخذ أي موقف بشأنه، لأن ما يُطرح حتى الآن هو كلام إعلامي. وعندما يُطرح الأمر بشكل جدي ندرسه، كما كل الخطوات التي من شأنها تخفيض العجز، لإتخاذ الموقف المناسب بشأنها".

كتلة نواب المستقبل لم تناقش الأمر بعد، ولم تتخذ موقفاً منه، رغم أن بعض أعضائها أبلغ "المدن" أنه شخصياً ضد هذا الاقتراح، لأنه متفرغ لعمله النيابي وليس له مدخول آخر. لكن، رغم ذلك، فهو يلتزم بقرار الكتلة في النهاية.

إرباك

موقف الإرباك والتردد برز بشكل أوضح لدى نواب تكتل "لبنان القوي"، حين غرد عضو التكتل النائب ميشال ضاهر على حسابه عبر "تويتر" قائلاً: "نعم أنا مع اقتراح وزارة المال حسم 50 بالمئة من رواتب السلطات العامة، رؤساء ووزراء ونواب حاليون وسابقون، بالإضافة إلى رفع السرية المصرفية عن حسابات المسؤولين وموظفي القطاع العام، لاستعادة الأموال المنهوبة، وذلك للحفاظ على مستقبل أولادنا وانقاذ الوطن". بينما رأى زميله في التكتل النائب سيمون أبي رميا، أنّ "طرح تخفيض رواتب الرؤساء والوزراء والنواب مؤذٍ، لأن الإنسان الذي يلتزم في حياته طبقًا لمداخيل معينة، لن يتمكن من التأقلم مع تخفيض الرواتب، هذا الأمر غير سليم".

وأوضح في تصريح تلفزيوني "إننا كتكتل لم نطرح هذا الموضوع بعد على جدول أعمالنا".

أرقام ودراسات

هل صحيح أن مجموع ما يتقاضاه الرؤساء والنواب السابقون وعائلات المتوفين منهم نحو 20 مليون دولار سنويا، ويستفيد من هذه المخصصات والتعويضات 210 رؤساء ونواب سابقين و104 من عائلات رؤساء أو نواب متوفين؟

وماذا عن وجود 120 موظفاً في مؤسسات عامة يتقاضون رواتب تفوق رواتب النواب، ويعملون في مصرف لبنان والكازينو وقطاع البترول ومجلس الإنماء والإعمار والمرفأ ومؤسسة أوجيرو وشركة "طيران الشرق الأوسط"؟

وهل صحيح أن حاكم مصرف لبنان هو الموظف الذي يتقاضى أعلى راتب في القطاع العام، والذي يبلغ شهريا أكثر من 26 ألفاً و600 دولار أميركي، وأنه يقبض عن كل سنة 16 شهراً وليس 12 شهراً، إضافة على حصوله عن كل يوم سفر على ألف دولار أميركي؟

وهل هناك سفراء للبنان في الخارج يتقاضون نحو 15 ألف دولار شهرياً؟

في لعبة الأرقام تتظهّر أسئلة كثيرة تحتاج إلى أجوبة من وزارة المالية أولاً، ومن الأجهزة والجهات المعنية ثانياً..

فهل صحيح أن مجموع رواتب الرؤساء والوزراء والنواب الحاليين والسابقين يصل إلى 107 مليارات و735 مليوناً و542 ألف ليرة لبنانية سنوياً؟

وهل صحيح أن كل نائب يحصل على 100 مليون ليرة سنوياً، من موازنة وزارة الأشغال العامة والنقل، ويستفيد النواب من الإعفاءات، إذ يُسمح لكل نائب بشراء سيارة كل أربع سنوات معفاة من الرسوم الجمركية وبأربع بطاقات سفر من الدرجة السياحية، مع حسم يتراوح بين 55 و75 بالمئة؟

وهل فعلاً يشكل راتب النائب اللبناني المستوى الأعلى في العالم، قياساً بالحد الأدنى للأجور (18.88/1) بينما هو 16/1 في مصر والبحرين، 15/1 في تونس والعراق، و13/1 في الأردن، 10/1 في الولايات المتحدة وفرنسا، و6/1 في بريطانيا.

وماذاعن تعدّد حالات الجمع بين المناصب العامة (رئيس وقائد سابق للجيش، وزير ونائب، نائب وعميد سابق..)؟ فكيف تُحتسب فيها التعويضات؟ 

ويسألونك عن ضبط الهدر وترشيد الإنفاق ومكافحة الفساد وانهيارالاقتصاد.. لبنان بلد العجائب.

 

المواجهة الأميركية الإيرانية تقرّب ساعة التفاوض

منير الربيع/المدن/الأربعاء 10/04/2019

ليست العقوبات الأميركية على إيران أمراً جديداً، ولا حتّى الشعارات الأميركية، لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة وتطويقه، جديدة. لطالما ارتكز الأميركيون على خطاب مرتفع النبرة وتصعيدي تجاه إيران، وصل إلى حدود التهديد بتنفيذ عمليات عسكرية. لكنّها كلّها كانت في سياق الاستعراض الإعلامي، يقابلها استعراض إيراني، عبر التهديدات أو استعراض قوة القوى الحليفة لإيران. التوقيع على الاتفاق النووي في العام 2015، كان أبرز المؤشرات على الغاية الأميركية من العقوبات على إيران. والتصعيد يهدف دوماً إلى التفاوض والوصول إلى اتفاق سياسي.

الشعار والقدرة

لن تكون العقوبات الأميركية على الحرس الثوري مؤثّرة بالمعنى الجدّي للكلمة. فأساساً القرار ليس جديداً، ومنذ سبع سنوات، تحظر أميركا التعامل مع الحرس الثوري. الجديد فقط هو إدراجه على لائحة الإرهاب أو تصنيفه منظمة إرهابية، لكن بلا أي مفاعيل لهذا القرار، خصوصاً أن كل القطع العسكرية التابعة للحرس أدرجت سابقاً على لائحة الإرهاب والعقوبات. ما تريد واشنطن التأكيد عليه، من خلال هذه الخطوة، هو القول إن عقوباتها على طهران مستمرة إلى حدّ بعيد وغير متوقع، وبأن كل المحرمات الأميركية سقطت في إطار هذه المواجهة. لكن الأكيد أن العقوبات المالية والاقتصادية، لا تؤدي إلى إسقاط النظام الإيراني، ولا إلى قضم نفوذه في المنطقة، بمعزل عن كل الآراء الحماسية أو الحامية. تدخل واشنطن في هذا التصعيد ضد الإيرانيين، تحت شعار أساسي هو مواجهة نفوذ إيران في المنطقة، وتطويقها، بينما السؤال الفعلي الذي يطرح هنا، هو كيف ستتم ترجمة هذه العقوبات ميدانياً على الأرض، في ظل التأكيدات بأن الأميركيين لا يريدون ترجمة عملية لهذا القرار. أي لا يريدون الدخول في معركة عسكرية، لتنفيذ هذه الشعارات، إنما يعتمدون على العقوبات لتحقيقها. في المقابل، لدى الإيراني تفسير آخر يعتبر فيه أن واشنطن لجأت إلى هذه الإجراءات بسبب عدم القدرة على تحجيم نفوذ إيران في الميدان.

انزعاج بومبيو وحزب الله

وهذا يمكن الإستدلال عليه بنموذج حزب الله في لبنان، والذي حقق سياسياً ما كان يعتبره البعض أنه مستحيل. اليوم، وحسب التقديرات الأميركية، والكلام الذي قاله وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، فإن حزب الله يمثل بالنسبة إلى الأميركيين القوة الأساسية في لبنان. فلم يعد هناك قدرة للتمييز بين الحزب والدولة، مع تعهّد بفرض عقوبات على كل المتعاملين أو الداعمين للحزب، وهذا الكلام يؤشر إلى حجم انزعاج بومبيو من نتائج زيارته إلى لبنان. ما قبل حصول التسويات السياسية في لبنان، والتي صبّت في صالح حزب الله بشكل صرف، وجدت القوى المناهضة للحزب والمدعومة أميركياً الطريق مسدوداً أمامها في مواجهة الحزب. لا، بل عزز الحزب وضعه أكثر. واستطاع استقطاب القوى المعارضة له بجعلها بحاجة ماسة ودائمة إليه للفوز بالسلطة. كرست تلك التسويات مبدأ عدم قدرة أي طرف على مواجهة الحزب. ومعها، تولدت وجهة نظر دولية واقليمية جديدة حيال التعاطي مع لبنان، ترتكز على عدم الاقدام على أي خطوة تتعلق بمواجهة الحزب، وتركه يسيطر بشكل كامل من دون أي ردّ فعل، طالما أنها لن تكون قادرة على الانتصار. فمثلاً في الانتخابات النيابية الأخيرة، وقبلها عند إقرار قانون الانتخاب، كان واضحاً بأن النتيجة النهائية ستصب في صالح الحزب، وعرف باكراً أنه سيحقق انتصاراً ساحقاً، فلم يكن هناك أي استعداد دولي أو إقليمي للمساعدة، وحتى أن الأفرقاء الذين ترشّحوا ضد الحزب لم يحصلوا على الدعم كما حدث في العام 2009. والأمر نفسه تكرر في عملية تشكيل الحكومة، التي تألفت وفق رؤية حزب الله.

الطريقة الفرنسية

تقود هذه القراءة إلى احتمال من إثنين، إما الوصول إلى الخلاصة الأميركية، التي تجلّت على لسان المسؤولين مؤخراً، أن لا مجال للتمييز بين لبنان وحزب الله، ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات على الطرفين معاً، أو إذا ما فرضت العقوبات على طرف فإن الطرف الآخر سيتأثر. أو أن المجتمع الدولي يريد التعامل مع القوة الواقعية والقادرة على التحكم بالقرارات وبمفاصل الأمور والتطورات. وبهذه الحال، سيكون حزب الله هو الجهة المعنية والمخولة بلعب هذا الدور. لكن بالتأكيد بعد حصول ترتيب لهذه العلاقة وطبيعتها. فرنسا مثلاً كانت أبرز الدول التي اتخذت خياراً بتطبيع العلاقة مع الحزب وتعزيزها، بالإضافة إلى موقفها المتمايز عن الأميركيين بشأن العلاقة مع إيران. ولعبت فرنسا أدواراً عديدة في تعزيز التسويات اللبنانية، وإن كانت تصب في مصلحة الحزب السياسية. وآخر المواقف الفرنسية يتجلى في عدم الموافقة على إدراج حزب الله بشقيه السياسي والعسكري على لائحة الإرهاب، وفي رفض تصنيف الحرس الثوري إرهابياً. قد يذهب الأميركيون في النهاية إلى ما يشبه الموقف الفرنسي، ولكن بعد تحقيق بعض الشروط على طاولة المفاوضات مع إيران. فكل الضغوط الممارسة من قبلهم على طهران اليوم تهدف إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.

طريق عُمان

وما يجري في لبنان، أيضاً سيتكرر في سوريا، خصوصاً لجهة حماية الحدود الجنوبية، وتوفير أمن إسرائيل. وتزامناً، برز موقف لافت لوزير خارجية عُمان حول حق إسرائيل بالسلام والأمن. وهذا يذكر باستقبال السلطان قابوس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبعده لقاء بين وزير خارجية عمان ووزير خارجية إيران. وهذا قد يمهد الطريق أمام مفاوضات جدية وجديدة إيرانية - أميركية بشكل مباشر، ستكون إسرائيل حاضرة فيها بشكل غير مباشر. وإذا ما حصل ذلك، فبلا شك سيحدث تفاهم أميركي إيراني بشأن الأوضاع في المنطقة. ولكن إلى حين الوصول إلى تلك المفاوضات، فإن التصعيد سيستمر في المنطقة، والتهديدات الإيرانية بالردّ على الإجراءات الأميركية تتوالى، ما يعني أن إيران تتضرر من العقوبات والإجراءات، وتبحث عن سبيل للتخلص منها. فاشتداد الأزمة وتصعيدها سيتنامى أكثر في الأسابيع المقبلة، وبالأخص في الأسبوع الأول من أيار، ما قد يفتح احتمالات متعددة للتصعيد الهادف أيضاً للجلوس إلى طاولة التفاوض.

نقطة تقاطع

مرّت الحملات التصعيدية الإيرانية الأميركية في مراحل حرجة عديدة. فمثلاً، خلال الحرب العراقية الإيرانية، تم إسقاط طائرة للإيرانيين من قبل الأميركيين فوق مضيق هرمز، فكان الرد الإيراني بإسقاط طائرة أميركية في منطقة أخرى. ولم يؤد ذلك إلى حرب مفتوحة. كذلك بالنسبة إلى التهديدات بإقفال مضيق هرمز. لا يجد أي طرف مصلحة في التصعيد العسكري، إلا إذا ما لجأ الإيرانيون إلى تنفيذ عمليات لقيطة ضد القوات الأميركية في سوريا أو العراق، بهدف تخفيف الضغط. والتصعيد بدوره ينعكس على حزب الله، الذي يستبعد أيضاً فرضية الحرب، لكنه يستعد لها. ليس لدى الحزب تقديرات باحتمال وقوع حرب، ولكن هناك تخوف من حدث ما قد يؤدي إلى الإنفجار. لذلك، يعمل الحزب على اتخاذ إجراءاته ووضع خططه كإخلاء بعض الأماكن، وإجراء مناورات مكشوفة للإسرائيليين، بغية ردعهم. ولكن بعد كل تصعيد، هناك تفاوض. ملامح هذا التفاوض بدأت في سوريا وستتعمّق أكثر مستقبلاً، باستكمال تسليم رفات الجنود الإسرائيليين لإسرائيل. وهذا يدلّ على ملامح صفقة بدأت تتمظهر، بين الروس والإسرائيليين والإيرانيين، الذي يتلاقون على نقطة تقاطع أساسية عنوانها بقاء الأسد، بينما التفاصيل الأخرى متروكة لـ"الكباش" المستمرّ بانتظار تبلور أفق النقاش وموازينه.

 

المهجرون السوريون: استعصاء بانتظار الحل

فايز سارة/الشرق الأوسط/09 نيسان/19

يزيد عدد المهجرين في دول الجوار السوري عن خمسة ملايين نسمة، وفي تركيا وحدها أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون، فيما يتقاسم الأردن ولبنان أكثر من مليوني مهجر، وقد شكل المهجرون عوامل ضغط متعددة أمنية واقتصادية واجتماعية على تركيبات كيانية هشة في لبنان والأردن جارتي سوريا في الغرب والجنوب، بحيث صارت قضية عودة المهجرين واحدة من همومهما الرئيسية، كما أن القضية هم قائم لتركيا جارة سوريا في الشمال، لكن لأسباب أخرى، قد يكون الأهم فيها عزم تركيا على استخدامها في التأثير على مسار الحل في سوريا، والسعي لفرض توافقه مع المصالح التركية.

ولا تشكل عودة المهجرين هاجساً ومطلباً لدول الجوار فقط. إنما هي مطلب للمهجرين أنفسهم، وقد تم تهجيرهم، أو دفعوا للفرار من بيوتهم وممتلكاتهم وعلاقاتهم تحت تهديدات القتل من نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين وميليشياتهم، أو الموت تحت التعذيب في معتقلات أجهزة النظام، فأجبروا على الخروج إلى بلدان الجوار، وعاشوا فيها ظروفاً صعبة في السكن والعمل والتعليم والخدمات، وقد زادت عليها الضغوطات الأمنية ومظاهر التمييز على نحو ما يحدث في لبنان.

وكان من الطبيعي، أن يرفض نظام الأسد عودة المهجرين، خصوصاً إلى مناطق ذات حساسية أمنية أو سياسية. ذلك أن عملية تهجير السكان منها، إنما تمت في إطار سياسة تغيير ديموغرافي تبناها بالمشاركة مع حلفائه الإيرانيين و«حزب الله» اللبناني، لا سيما في ريفي دمشق وحمص، التي يهدف فيها التغيير الديموغرافي إلى سيطرة أمنية - عسكرية في ريف دمشق الغربي والقلمون، وريف حمص، المجاورين للأراضي اللبنانية، أولاً، وسيطرة على أماكن ذات بعد طائفي باعتبارها جزءاً من مراقد آل البيت في ريف دمشق الجنوبي والغربي، كما في مدينتي السيدة زينب وداريا على التوالي ثانياً.

إن التطورات الميدانية للصراع في سوريا، واستعادة النظام سيطرته، خصوصاً على مناطق جنوب البلاد ووسطها، وخصوصاً محيط دمشق، بمعاونة الروس والإيرانيين، دفع الروس للاشتغال على إعادة تطبيع علاقات النظام الإقليمية والدولية، وكان من الطبيعي البدء من بلدان الجوار، وأقربها وأسهلها الأردن ولبنان، ففتحت قضية عودة المهجرين السوريين في البلدين بالتوازي مع فتح طريق الأردن في معبر نصيب، التي تسمح بمرور لبناني إلى الأردن ومنه إلى الخليج.

ولأن بدأ الأردن متحفظاً في موضوع عودة المهجرين، نتيجة معرفته بموقف نظام الأسد في رفض عودتهم، وعجز الروس عن تقديم ضمانات بعدم التعرض للعائدين من جانب النظام، وفي ضوء التجارب المرة لحالات العودة التي تعرض فيها العائدون للقتل أو الاعتقال، وكله منع الأردن من إجبار أو تشجيع المهجرين على العودة، بخلاف ما كان عليه الموقف اللبناني الذي مارس في مستويات عدة طرقاً متعددة لدفع المهجرين للعودة إلى سوريا، وبينها امتناع الجهات الرسمية عن تجديد إقامات السوريين، والقيام بالدخول إلى مخيمات المهجرين، لا سيما في مخيمات عرسال، وقيام ميلشيات «حزب الله» وبعض الأحزاب اللبنانية الموالية لنظام الأسد بإجبار سوريين على الانضمام إلى قوائم الراغبين في العودة إلى سوريا.

ورغم ما بدا من موافقة ضمنية للنظام على عمليات العودة التي ينظمها حلفاؤه اللبنانيون، فقد اصطدم ما تم منها بصعوبات كثيرة واجهها العائدون، سواء في تعامل أجهزة الأمن السورية معهم بإخضاعهم لعمليات تحقيق، واعتقال البعض، وسوق الشباب إلى الخدمة العسكرية، والكهول إلى خدمة الاحتياط، أو نتيجة الظروف المعاشية، ومنها منعهم من العودة إلى بيوتهم واستعادة ممتلكاتهم، إضافة إلى الظروف الصعبة، حيث لا عمل ولا خدمات ولا مساعدات إنسانية في أغلب الحالات، هذا إن لم تقم الميليشيات المحلية باستهداف العائدين وابتزازهم، وكلها ظروف تدفع من يستطيع منهم للعودة إلى لبنان رغم مآسي حياة المهجرين السوريين فيه. لقد أفشلت الوقائع المحيطة بعودة المهجرين من الأردن ولبنان المساعي الروسية مع البلدين، التي كانت موسكو ترى أنها سوف تساعد في المرحلة التالية من خطتها في تطبيع علاقات النظام الإقليمية والدولية عبر عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب، والتي فكر لبنانيون وأردنيون عملياً بدور كبير لهم فيها، قبل أن يقول المجتمع الدولي إنه لا تمويل لإعادة الإعمار دون انخراط النظام في عملية سياسية متوافقة مع القرارات الدولية الخاصة بسوريا، وهو أمر ما زال يرفضه نظام الأسد.

وقضية عودة المهجرين، مثل قضية إعادة الإعمار، بحاجة إلى ربط بمسار سياسي يعالج القضية السورية في جوهرها، قبل أن تكون قضية تتعلق برغبة دول في عودة المهجرين فيها إلى بلدانهم، أو رغبة المهجرين أنفسهم في ذلك.

وما لم يحصل ذلك، فإن عودة المهجرين إلى سوريا لن تتم، ومثلها قضية اللاجئين، التي ترتفع الأصوات في بعض بلدان أوروبا لإعادتهم إلى سوريا، فهي الأخرى لن تتم إلا إذا تم التوصل إلى حل للقضية السورية، يكفل عودة آمنة، وحياة ممكنة، سواء للمهجرين أو اللاجئين.

 

ليلة القبض على الحرس الثوري

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/09 نيسان/19

من جديد، تواجه طهران صعوبة في كيفية الرد على قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب وفريق البيت الأبيض الذي يبدو في هذه المرحلة أكثر انسجاماً مع مواقف ترمب الذي لم يترك لطهران إلا خيارين لا ثالث لهما؛ إما الجلوس على طاولة المفاوضات للبحث باتفاق نووي جديد وإما المواجهة.

وتعلم طهران المحاصرة بعقوبات شديدة أن في الخيارين حسابات ربح ضئيل ستكسبه بشروط، وخسارة قاسية لن تقدر على تحملها، وأن هذه الإدارة مصرة على استخدام كل أنواع الضغوط من أجل إجبارها على القبول بحوار جدي للوصول إلى اتفاق جديد تطبق فيه الشروط الاثنا عشر التي وضعها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، والتي يشكل بعض من بنودها نهاية لنفوذ لا يمكن للنظام القبول بها لأنها بداية نهايته. فوقف التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة يتعارض مع دور وعقيدة الحرس الثوري في مشروع تصدير الثورة، كما أن إصرار طهران على تطبيق نموذجيها السياسي والعسكري بات في نظر واشنطن أداة لزعزعة الاستقرارين الإقليمي والدولي، لذلك تعمل على تقويض الدور الخارجي للحرس الثوري الذي يعود إليه رسم سياسات إيران الخارجية وتنفيذها عبر فيلق القدس الذي وصف الرئيس الأميركي قائده الجنرال قاسم سليماني بوزير خارجية إيران الفعلي، فتصنيف الحرس الثوري على قائمة الإرهاب الأميركية يجعل احتمال الاحتكاك المباشر أو شبه المباشر بين عناصر فيلق القدس الناشطين في أكثر من دولة يوجد فيها حضور أميركي، كبيراً ومؤثراً، هذا الاحتمال يفرض على حكومات هذه الدول اتخاذ تدابير إما تتوافق مع قرارات واشنطن والاستعداد لتحمل تداعياتها وإما رفضها، ما يضعها في عين العاصفة الأميركية، فنظام طهران الذي انتقل إلى معركة الدفاع عن النفس، بات أسيراً لتركيبته التي لا تساعده على القيام بأي تنازلات تخفف عنه وطأة الحصار الأميركي.

فشرعيته التي يستمدها من فكرة العداء للغرب خصوصاً الولايات المتحدة التي تشكل العصب العقائدي الذي قام عليه التماسك بوجه ضغوط الداخل والخارج ستتعرض للتفكك في حال قبل بالتراجع عن بعض من مواقفه، لذلك من المرجح أن يلجأ النظام إلى خيار التشدد حفاظاً على مكاسبه، ودفاعاً عن بقائه نتيجة معرفته العميقة بأن خطوة واحدة إلى الوراء لن تكون الأخيرة.

بعد 40 سنة على قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اتخذت واشنطن لأول مرة قراراً يطال حارس النظام ومصدر قوته وبقائه، فقد اعتبر الرئيس الأميركي أن هذا القرار ينهي عصر سياسة الإنكار حول علاقة الحرس الثوري بالإرهاب، مشيراً إلى أن «الحرس الثوري يقمع الإيرانيين في الداخل ويمارس الإرهاب في الخارج». اتهام ترمب للحرس برعاية الإرهاب ووزير خارجيته بالضلوع في مقتل 603 جنود أميركيين في العراق وبالمسؤولية عن انفجار الخُبر في السعودية، يعزز شكوك طهران في أن واشنطن لن تتوقف عند مطالبها من النظام بتغيير سلوكه الخارجي، بل إن هذه الخطوة مقدمة لمشاريع تطالب بتغيير طبيعة النظام، وهذا ما ترفضه طهران أصلاً كونه يتعارض مع الدستور الإيراني الذي ينص على أن الحرس الثوري (باسداران) يقوم بحماية نظام الجمهورية الإسلامية في الداخل والخارج. وإذا كان من الصعب التكهن بردات فعل الداخل الإيراني المحتقن نتيجة العقوبات الاقتصادية وهدر الثروات الوطنية على المشاريع الخارجية، فإن حماية النظام في الخارج تُحمل الباسداران مسؤولية الدفاع عن مصالح إيران الخارجية ونفوذها الاستراتيجي الذي حققته عبر قوى عسكرية واقتصادية غير حكومية من المرجح أن تكون تحت المجهر الأميركي في الفترة المقبلة، خصوصاً أنها من المفترض ستشكل الأداة التي سيستخدمها الحرس للرد غير المباشر على القرار الأميركي. في 8 أبريل (نيسان)، أصدرت واشنطن قرار القبض على الحرس الثوري، في التاريخ ذاته قبل 18 عاماً وقفت دبابتان أميركيتان على جسر الجمهورية في بغداد، وانتظرتا 24 ساعة قبل التوجه إلى ساحة الفردوس من أجل إسقاط تمثال صدام حسين وإعلان انتهاء حقبة حكم البعث، فهل يجعل هذا التزامن في التواريخ النظام الإيراني يعيش تحت هاجس 9 أبريل إيراني؟ ليس بالضرورة أن يكون نسخة طبق الأصل عن العراقي، لكنه إما أن يمهد لانحصار للنفوذ الإيراني في الخارج أو يفتح الطريق لتغيير من الداخل.

 

زلازل أفريقيا العربية

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/09 نيسان/19

فجأة تماثل خط توتر عال في أفريقيا العربية يمتد من السودان إلى الجزائر مروراً بليبيا القاسم المشترك فيه التحالف، أو التلاقي الطوعي، بين الجماهير والجيش. وبعد خروج بوتفليقة من الصورة في الجزائر، توجه السودانيون، للمرة الأولى، إلى قيادة الجيش يطلبون دعمه في إزاحة البشير. وفي ليبيا التي تركها القذافي من دون جيش خوف الانقلاب عليه، ظهر المشير حفتر للمرة الأولى على أطراف طرابلس التي تضم ثلاثة ملايين نسمة، وتشكل أعقد مسألة في أي حل. هي المصادفة القدرية وحدها، لكن خط الزلازل الآن يتحرك في أفريقيا العربية. وعين مصر، التي هي المركز في هذا الفناء الجغرافي الهائل المساحات، على هذا الجوار الذي تربطه بها شتى الروابط والوشائج، من أرض ونيل وتاريخ مشترك أيضا. ويجب ألا ننسى المخاوف التي تخالج تونس من أي تغيير عنيف في ليبيا يزيد في أعبائها، أو أيضا من أي ارتجاج في الجزائر.

ما يعرف في العالم الخارجي بشمال أفريقيا هو عندنا المغرب العربي. وقد أطلقت الجزائر نموذجاً متقدماً يغري بالتقليد. وبعدما كانت مظاهرات السودان قد هدأت قليلاً، عادت إلى الأرقام المليونية بعدما حققت مليونيات الجزائر أهدافها. وقد تأخر البشير، كما تأخر بوتفليقة من قبل، في استرضاء الناس. وكان النظام الجزائري أكثر حصافة وحذراً عندما تحاشى اتهام المتظاهرين بالصهيونية والإمبريالية، مكتفياً بالإشارة إلى «بعض الجهات»، في حين تدرج البشير من الاتهامات بالصهيونية إلى المغرر بهم. أعطى السودانيون والجزائريون دروساً في مخاطبة المواطنين: لا جرذان، ولا جراثيم بعد اليوم. وبدل أن يرشق الجيش أبناءه بالرصاص، بادلهم الابتسامات. وكانت مناسبة شاهد فيها العالم على التلفزيونات جيلاً جزائرياً شاباً طافحاً بالأمل، يضحك لآلات التصوير ويغيب عن ملامحه التجهم والخوف. حاول النظام التذاكي في الجزائر وفي الخرطوم باللجوء إلى الجيش. لكن الشعب لم يكن أقل ذكاء بالتأكيد، فاحتكم إليه أيضا. ومن الواضح أن خيار الجيش هو خيار الدولة والشعب. ولن يخرب على الناس طموحهم في الانتقال إلى الاستقرار ودخول العصر أسوة بسائر الشعوب. وجوائز الترضية التي يرمي بها البشير الآن، تبدو متأخرة جداً، وقد فات الأوان.

 

السرطان ليس حتماً الموت

بكر عويضة/الشرق الأوسط/09 نيسان/19

أستعير عنوان المقال ممن هو أهل خبرة، وصاحب اختصاص، يعرف تماماً ماذا يقول وعمّ يتحدث، إنه الدكتور فيليب سالم. مساء الأربعاء الماضي، كنت محظوظاً أن أقابل طبيباً سمعت عن تميّزه مبكراً، منذ 2002، وقرأت لاحقاً الكثير مما كُتِب عنه، ثم إن كلاً من المسموع والمكتوب، ينبئ عن سعة علم الرجل، وتميّز أدائه في ميدان صراع الإنسان عموماً، لا المريض وحده، ضد السرطان، المرض الفتاك، الذي ما أن يُقال لأي شخص، فور أي تشخيص أوّلي، إنه ضرب مكاناً في الجسم منه، حتى يُستَفَز على الفور عصبُ إنذار أن ناقوس الموت بدأ يقرع. ذلك الشعور، على وجه التحديد، هو ما حرص الدكتور فيليب سالم أن يحيّد آلام الإحساس به؛ إذ استهل كلمة له أمام جمهور لبى دعوة حفل صدور كتابه الجديد: «DEFEATING CANCER - KNOWLEDGE ALONE IS NOT ENOUGH»

قائلاً ما مضمونه: إن الاستنتاج الفوري بعد تشخيص الإصابة بالسرطان بحتمية الموت، خطأ يقع في شباكه كثيرون، وقد يؤثر سلباً على سير العلاج.

ربما ليس من الجديد، خصوصاً على ذوي الاختصاص في علوم الطب عموماً، القول إن غرض عمل الطبيب هو المساعدة في شفاء المريض، وليس القضاء على المرض ذاته. إنما أن يستمع شخص غير متخصص في هذا المجال إلى مثل ذلك القول، يصدر عن كفاءة كما الدكتور فيليب سالم، فهو أمر، على الأرجح، جديد. لماذا؟ ربما لأن أمل الشفاء، الذي يراود كل مريض، هو خلاص البشر كلهم مما مرَّ به من مُرِّ آلام ذلك المرض. حسناً، الأمل في حد ذاته، عند فيليب سالم، يعني أول أضلاع مثلث المقاومة في صراع الإنسان ضد السرطان. الضلع الثاني هو المثابرة على نحو ينسجم مع الأمل، فلا ملل، ولا قنوط. أما ثالث الأضلاع فهو الحب. كم من المهم أن يُحاط مصارع السرطان بحب نابع من قلوب أحباء يحيطون به، فلا يحس بالإثقال على من يحب، إزاء مشاركتهم له، ومعاناتهم معه، أعباء مسيرة العلاج، ومتطلباتها. من هنا استنتاج فيليب سالم أن «المعرفة وحدها لا تكفي»، واختياره العنوان الفرعي لكتابه «هزيمة السرطان». لقد شاءت الأقدار أن أطلع على تلك المعادلة، ومن ثم التعرّف على منهج فيليب سالم في العلاج، من أحد مرضاه، الراحل العزيز صالح العزاز، الصحافي والكاتب السعودي، صاحب القلم الرشيق، الفنان المبدّع عبر عدسة التصوير بحس مرهف، الذي فوجئ أصدقاؤه، كما أحباؤه وأهله كافة، صيف 2002 بنبأ إصابته بالمرض بينما هو في إجازة مع أسرته في أميركا. من سرير المشفى في هيوستن، كتب صالح العزاز مقالات عدة نشرتها «الشرق الأوسط»، كنتُ إذ أقرأها أحس بها تجليّات أمل في الشفاء، مستمدة من عزيمة تقبّل حكم الخالق، والرضا بما قسم، فإنْ هاتفتُ أبا عبد الله للاطمئنان، هتف قائلاً: إيمانٌ يعزز الأمل بالشفاء، أولاً، ثم المثابرة، وحب الأحباء من حولي. على هذا النحو بقي صالح حتى أسلم الروح يوم 15-12-2002، وهو لم يزل في ريعان شباب العمر.

الكاتب الناشر نعيم عطا الله، مؤسس دار «كوارتت» البريطانية للنشر، التي نشرت الكتاب، قدم فيليب سالم بكلمة قيّمة أوجزت مسيرة الرجل من قرية بلبنان، إلى قمة النجاح في مجال الأبحاث السرطانية في هيوستن بالولايات المتحدة. نعيم عطا الله نفسه يشكل قصة نجاح متميزة هو أيضاً، وعندما حييته بالقول إن حيفا، بل فلسطين ككل، يحق لها أن تفخر به، أجاب بتواضع عفوي: أوه، لستُ أدري، لعلك تعطيني أكثر مما أستحق. ذلك التواضع هو ذاته الذي عرفته فيه عندما أجريت حواراً معه لجريدة «العرب» اللندنية أواخر 1979 ضمن سلسلة عن نجاحات حققتها شخصيات عربية متميزة في لندن.

يبقى تساؤل عفوي فاجأني فيما أتصفح في القطار نسختي من كتاب الدكتور فيليب سالم: لئن كانت المعركة مع مرض السرطان، تتطلب التسلّح بأمل دؤوب يرفض الاستسلام، أيمكن افتراض أن الأمر ذاته ينسحب على معارك الشعوب مع أي سرطان يفاجئ أي شعب، بغرض سلب الأرض، وهدر الكرامة، وإلغاء التراث والهوية؟ الأرجح أن الجواب المنطقي: بلى، إنما في العمل السياسي، يوجب التعامل الصحيح مع أي خبائث سرطانية، الكثير من الذكاء، والتنبّه لمتطلبات تطور الأحداث، وتغيّر الموازين والتحالفات. ذلك حديث متشعب، والكلام فيه يطول.

 

صفقة القرن: التفكير خارج الصندوق

أحمد عدنان/عكاظ/09 نيسان/19

في أغسطس الماضي نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية خبرا مفاده أن المملكة قضت على صفقة القرن برفضها أي حل لا يعالج مسألة اللاجئين الفلسطينيين، ولا يؤكد مكانة القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية المأمولة، ولا شك في صواب موقف خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. وحين تقول معاريف إن المملكة قضت على صفقة القرن، فهذا يعني أن المملكة رقم صعب في الصراع العربي الإسرائيلي، ورقم أصعب في مسيرة السلام، وهذا اعتراف له دلالاته لأنه أتى من الأعداء والخصوم. إلى الآن لا توجد ملامح واضحة لصفقة القرن، السبب أننا حقيقة أمام أفكار ونوايا لا أمام مشروع مكتمل النمو، ولأن الأفكار غير واقعية أو غير منصفة، كان الرفض السعودي والفلسطيني حازما وحاسما وقاطعا.الحسنة الوحيدة لصفقة القرن إشارتها إلى نية جدية لدى الإدارة الأمريكية لمعالجة الصراع العربي الإسرائيلي، وهذه فرصة من الواجب اقتناصها واغتنامها.

احترف العرب على مر العقود المنصرمة تضييع الفرص الثمينة، والسبب هو غياب التقدير السليم للقدرات الذاتية وللأزمة، ولنضرب بعض الأمثلة المؤسفة: في مؤتمر لندن ١٩٣٩ (وقبله في مؤتمر قبرص) رفض العرب اقتراحا صهيونيا بأن يكون نسبة النواب اليهود في الدولة المنتظرة في فلسطين ٣٣% كي لا يصدر البرلمان في الدولة العربية تشريعات معادية لهم. رفض العرب قرار التقسيم ١٨١ سنة ١٩٤٧. استنكار فلسطيني وعربي لحديث الرئيس التونسي (بورقيبة) عن السلام في أريحا ١٩٦٥. تجاهل العرب لمبادرة «المملكة العربية» التي أطلقها الملك حسين بن طلال عام ١٩٧٢. قاطع العرب جمهورية مصر العربية بعد اتفاقية كامب ديفيد ١٩٧٨. رفض حافظ الأسد وديعة رابين (١٩٩٤- ١٩٩٦). أفشل ياسر عرفات قمة كامب ديفيد الثانية عام ٢٠٠٠. تآمر بعض العرب (قطر وسوريا وحركة حماس) على المبادرة العربية للسلام التي تبنتها الجامعة العربية عام ٢٠٠٢ في قمة بيروت باقتراح من السعودية.

وعلى صعيد اللاجئين الفلسطينيين، أستذكر عرض الرئيسين بيل كلينتون وايهود باراك على ياسر عرفات في قمة كامب ديفيد، السماح بعودة اللاجئين إلى الدولة الفلسطينية المستقلة، وإلى داخل إسرائيل يعود ٥٠ ألف لاجئ سنويا تحت مسمى لم شمل العوائل، ومن لا يرغب في هذه أو تلك من اللاجئين يتم تعويضه، والتزم كلينتون بمبلغ ٢٠ مليار دولار مع سعيه للحصول على مبلغ مماثل من أوروبا واليابان ودول الخليج.

بعض الفرص الضائعة السابقة، تثبت أن العرب وقعوا في خطأ مبكر حين أعطوا منظمة التحرير حصرية تمثيل القضية الفلسطينية، فالتفاوض بين «المنظمة» وبين «دولة» إسرائيل ليس متكافئا، وأصبح على كاهل المنظمة مهمة استعادة الأرض وإقامة الدولة، والنتيجة هي ما نراه اليوم من دوائر مفرغة، في حين لو اعترف العرب بالضفة الغربية كأرض أردنية لكان مسار السلام أنجح وأنجع، مثلا: انتقال السيادة على قرية في الضفة الغربية من إسرائيل إلى الأردن أفضل وأدوم من أن تحكم منظمة التحرير تلك القرية حكما ذاتيا تحت السيادة الإسرائيلية.

لقد تم التآمر على المبادرة العربية للسلام من الدولة الإسرائيلية ومن أتباعها العرب، لذلك فقدنا مجددا فرصة حقيقية للسلام، وكل ما يتم طرحه اليوم أقل بكثير مما قدمته المبادرة، وليس غريبا تجدد البكاء على اللبن المسكوب.

إن الأفكار المسربة عن صفقة القرن تشير - بشكل مباشر أو غير مباشر - إلى حقائق مؤلمة:

١- المجتمع الدولي - وعلى رأسه الولايات المتحدة وإسرائيل - قفز فوق المبادرة العربية.

٢- توطين اللاجئين الفلسطينيين حول العالم - باستثناء لبنان - أمر لا مفر منه كليا أو جزئيا، أما العودة إلى الأراضي المحتلة فقد أصبحت استثناء.

٣- لقد أخرجت الإدارة الأمريكية مدينة القدس من أي مفاوضات قريبة، وخرجت سوريا تماما من الصراع بحسم موضوع الجولان إسرائيليا وأمريكيا من جهة وبفضل التجاهل السوري من جهة أخرى.

٤- حل الدولتين لم يعد ممكنا، وما يعزز هذه القناعة ما يصلنا من داخل الأراضي المحتلة: هناك مبادرة تدعم حل الدولة الواحدة يتصدرها (طارق) نجل الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

في قمة الظهران، وفي قمة تونس، أكد خادم الحرمين الشريفين على مركزية القضية الفلسطينية في المجالات السعودية والعربية والإسلامية.

لقد رفضت المملكة أفكار صفقة القرن، وليس هناك ما يمنع من اقتراح أفكار موازية لها على الأسس التالية: ١- حقوق ورفاه الإنسان الفلسطيني. ٢- لن تقبل أي دولة عربية التنازل عن جزء من أراضيها للفلسطينيين أو للإسرائيليين. ٣- سيادة المقدسات الإسلامية والمسيحية لأهلها وحريتهم وحمايتهم في أداء الشعائر. ٤- واقعيا، نحن أمام مسارين مؤلمين: حل الدولة الواحدة أو حل العودة إلى الأصول (عودة غزة لمصر وعودة الضفة للأردن). وكل هذه الأفكار ترتكز على الإيمان الكامل بمبدأ المواطنة، وعلى مشروع اقتصادي عملاق عابر للحدود.

العلاج الناجع يبدأ بالتشخيص السليم، أما بيع الوهم على الذات أو على الآخر مآله المزيد من الفرص الضائعة ومن الخسائر في طريق السقوط المريع باتجاه الهاوية والهلاك. المستقبل في مصلحة العرب، لكن لا بد من نقطة ارتكاز صلبة وإن كانت ضئيلة، والعبرة لأولي الألباب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

قمة لبنانية بلغارية في بعبدا وملف النزوح في صلب المحادثات عون: لحلول سلمية توقف الحروب راديف: من حقوق لبنان ان يقرر متى يعود النازحون

الثلاثاء 09 نيسان 2019 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على "الإمكانات المتعددة التي تحملها العلاقات اللبنانية - البلغارية"، وتطلعه بشكل خاص الى "اهمية فتح اسواق بلغاريا ابوابها امام الصادرات اللبنانية وامكانية استثمارها في قطاع النفط والغاز التي لها فيه انجازات اساسية".

وإذ شدد رئيس الجمهورية خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره البلغاري رومان راديف عقب المحادثات الرسمية التي أجراها معه قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، على ان "مواجهة اعباء النزوح السوري مسؤولية دولية مشتركة"، لفت الى "وجوب العمل سريعا على وضع حد لمعاناة النازحين وتأمين عودة آمنة لهم الى بلادهم"، مؤكدا "ضرورة تبلور حلول سلمية توقف دوامة العنف والحروب والارهاب التي اشتعلت في العديد من الدول العربية". وأبدى الرئيس عون خشيته من انه "اذا بقي الحال على ما هو عليه لجهة بقاء النازحين وفي ظل الوضع الضاغط الذي يعيشه اللبنانيون، ان ينتقلوا باتجاه اوروبا"، وقال: "لذلك، فإن مساعدتنا تساهم في حل الكثير من المشاكل بالنسبة الى اوروبا ولبنان يعيش وضعا اقتصاديا سيئا قد يؤدي الى صدامات محلية، فكلما ضاقت وسائل العيش زادت المشاكل". من جهته، اشار الرئيس البلغاري إلى أن "نداء بلغاريا على صعيد الاتحاد الاوروبي هو ايجاد حل سريع للازمة السورية الداخلية كي يتمكن الملايين من الناس الذين غادروا ديارهم الى انحاء العالم من العودة اليها، ونحن معنيون بضمان الحالة السياسية التي تسمح بذلك". وأكد أنه "من الحقوق السيادية للبنان ان يقرر متى بامكان النازحين الموجودين على ارضه ان يعودوا الى بلدهم، وانا اعلم ان لبنان يعمل على ذلك باتجاهين: عن طريق العلاقة المباشرة مع سوريا والثاني عبر الامم المتحدة، وهو من يقرر اي اتجاه هو الانسب".

واعتبر الرئيس راديف ان "بلغاريا تخسر في التأخير بافتتاح خط جوي مباشر مع لبنان"، متعهدا "افتتاحه في وقت قريب".

الاستقبال الرسمي

وكان الرئيس البلغاري وصل وقرينته السيدة ديسيسلافا راديفا إلى القصر الجمهوري عند الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم، يرافقهما رئيس بعثة الشرف وزير المهجرين غسان عطالله، حيث كان في استقبالهما رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون. واقيمت للرئيس الضيف مراسم الاستقبال الرسمي التي بدأت بعزف النشيدين الوطنيين البلغاري واللبناني، ثم استعرض الرئيسان ثلة من حرس الشرف. بعد ذلك، صافح الرئيس البلغاري أعضاء الوفد اللبناني، وهم، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الوزير عطالله، سفير لبنان في بلغاريا توفيق جابر، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدبلوماسية السفير شربل وهبة، رئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا الى المستشارين رولا نصار وأسامة خشاب.

ثم صافح الرئيس عون أعضاء الوفد الرسمي البلغاري الذي ضم، سفير بلغاريا بويان نيديالكوف بيليف، مدير مكتب رئيس الجمهورية ايفو هريستوف، سكرتير رئيس الجمهورية لشؤون السياسة الخارجية نيكولاي ميلكوف، سكرتيرة رئيس الجمهورية لشؤون الاقتصاد والابتكار يوليانا ديميتروفا، سكرتيرة رئيس الجمهورية لشؤون التطوير الاقليمي دزفيتا تيميفا، نائبة وزير الصحة سفتلانا يوردانوفا، نائب وزير الاقتصاد الكسندر مانوليف، المدير العام لادارة العلاقات الثنائية في وزارة الخارجية البلغارية بتكو دويكوف ومسؤول قسم العلاقات العامة في رئاسة الجمهورية البلغارية كيريل اتاناسوف.

المحادثات الرسمية

وتوجه بعد ذلك الرئيسان عون وراديف إلى "صالون السفراء" حيث عقدا جلسة محادثات ثنائية أعقبتها محادثات موسعة بحضور الوفدين الرسميين اللبناني والبلغاري. وقد تم عرض العلاقات اللبنانية-البلغارية وسبل تطويرها، لا سيما في المجالات الثقافية والاقتصادية وأهمية إقامة خط طيران مباشر بين بيروت وصوفيا وانضمام بلغاريا إلى الدول القريبة من لبنان، لا سيما قبرص واليونان في برامج الرحلات السياحية المتنوعة لا سيما منها السياحة الدينية والثقافية. وكان تأكيد على "اهمية تعاون رجال الأعمال اللبنانيين والبلغار في تحقيق استثمارات مشتركة تتناول مختلف المجالات".

وشدد الرئيسان على "التعاون في المجال الثقافي"، حيث اطلع الرئيس عون ضيفه على مشروع انشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار"، فاعتبر الرئيس البلغاري أن "لبنان هو نموذج للحوار بين الدول والشعوب". وتطرق الجانبان إلى "إمكانية جعل بلغاريا نقطة عبور للبضائع اللبنانية إلى أوروبا، مع الحاجة إلى تنظيم مسألة سمات الدخول بين البلدين". واتفقا على "رفع نسبة التبادل التجاري الذي يميل الميزان فيه لمصلحة بلغاريا". وفي الشأن السياسي، أكد الرئيس البلغاري وضع امكانات بلاده كعضو في الاتحاد الأوروبي "إلى جانب لبنان لمساعدته على مواجهة التحديات الراهنة، ومنها مسألة النازحين السوريين والاعتداءات الاسرائيلية".

المؤتمر الصحافي

رئيس الجمهورية

وبعد انتهاء المحادثات الموسعة، عقد الرئيسان عون وراديف مؤتمرا صحافيا مشتركا، استهله الرئيس عون بكلمة جاء فيها: "فخامة الرئيس، سررت اليوم باللقاء بكم، في مستهل الزيارة الرسمية التي تقومون بها الى لبنان وتشارككم فيها السيدة عقيلتكم. وقد أجرينا محادثات ثنائية وموسعة جيدة وبناءة، منسجمة مع علاقات الصداقة التي تربط بلدينا لا سيما منذ مطلع القرن الماضي، في المجال الثقافي والتربوي، حيث لا يمكنني ان اتغاضى عن ذكر المدرسة اللبنانية في صوفيا والتي تحمل اسم "جبران خليل جبران"، وهي تتبع المنهج اللبناني.

لقد شكل اللقاء مع فخامة الرئيس راديف، مناسبة للبحث في الإمكانات المتعددة التي تحملها العلاقات الثنائية بين بلدينا، وسبل تطويرها وتعزيزها، لا سيما على الصعد الاقتصادية والمالية. ونحن نتطلع بشكل خاص الى اهمية فتح اسواق بلغاريا ابوابها امام الصادرات اللبنانية، والى امكانية الاستثمار في قطاع النفط والغاز التي لها فيه انجازات اساسية.

وتطرقنا في خلال المحادثات كذلك الى ضرورة تشكيل لجنة من اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة اللبنانية تنسق ّمع اتحاد غرف التجارة والصناعة البلغارية، ما يشكل جسر تواصل دائم بين مختلف شرائح بلدينا، خصوصا اذا ما تم الغاء تأشيرات دخول اللبنانيين الى بلغاريا، وتسيير خط طيران مشترك بين البلدين الصديقين.

واغتنمت فرصة هذا اللقاء لأطلع فخامته على المبادرة التي اطلقتها من على منبر الامم المتحدة بانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في لبنان، طالبا دعم بلاده لتحقيق هذا الهدف.

وعلى صعيد التطورات الإقليمية، كان تركيز على ضرورة تبلور حلول سلمية، توقف دوامة العنف والحروب والارهاب التي اشتعلت في العديد من الدول العربية. واستعرضنا معا ملف النازحين السوريين الشائك، فأطلعت فخامة الرئيس على الأعباء التي يتحملها لبنان نتيجة وجود اكثر من مليون و800 الف نازح على أراضيه منذ اندلاع الحرب في سوريا، والتي تضاف الى ملف اللجوء الفلسطيني المزمن. واكدت امام فخامة الرئيس ان مواجهة اعباء النزوح السوري، هي مسؤولية دولية مشتركة، ويجب العمل سريعا على وضع حد لمعاناة النازحين وتأمين عودة آمنة لهم الى بلادهم.

وفي شأن مرتبط، أكدت لفخامة الرئيس الصديق ضرورة وقوف بلاده الى جانب لبنان في وجه الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة عليه، وتأكيد حقه باستخراج النفط والغاز ضمن اراضيه ومياهه الاقليمية. وشددت على اهمية الالتزام بتطبيق القرار الدولي رقم 1701 بكل مندرجاته والذي تمعن اسرائيل في خرقه جوا وبرا وبحرا.

كذلك، فقد اطلعت فخامة الرئيس على موقف لبنان القائم على اعتبار أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان، بعد اعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل، نقض فاضح لأسس القانون الدولي وللاعراف القائمة بين الدول والشعوب وميثاق الامم المتحدة، والتي تنص على سيادة الدول على اراضيها. وهو امر لا يهدد سيادة دولة شقيقة وشعب شقيق فحسب، بل أيضا سيادة الدولة اللبنانية التي تمتلك أراض قضمتها إسرائيل تدريجيا، لا سيما في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر.

فخامة الرئيس، أجدد ترحيبي بكم وبالسيدة الاولى والوفد المرافق لكم في لبنان، البلد الصديق لبلغاريا. إن بلدكم المحب للسلام، عرف عبر تاريخه معاناة شبيهة بما عاناه لبنان، وخرج منها اقوى. وهو بذلك اليوم خير صديق لوطننا وشعبنا".

الرئيس البلغاري

ثم ألقى الرئيس البلغاري كلمة، جاء فيها: "باسمي وباسم الوفد البلغاري اود ان اشكركم فخامة الرئيس على الدعوة، والامكانية التي اتيحت لنا لزيارة بلدكم الجميل وعلى الحوار المثمر الذي جرى بيننا. تقدِّر بلغاريا تقديرا عاليا وتؤيد جهود لبنان وجهودكم الشخصية في سبيل اضفاء مزيد من التوازن والروح البناءة والبحث عن الحلول السلمية للمشاكل الاقليمية. وننظر الى لبنان بصفته شريكا من اهم شركائنا في منطقة الشرق الاوسط، بل بمثابته بوابة لنا الى هذه المنطقة التي لا تسمح دائما بالوصول اليها.

نقدر تقديرا عاليا النموذج اللبناني للتسامح الاتني والعرقي والطائفي. هناك مصير مشترك ومتشابه بين بلغاريا ولبنان، وهناك علاقات ثنائية اثبتت بانها قادرة على الاستمرار رغم المصاعب التي مرت بها. ويتذكر اللبنانيون ان البضائع البلغارية ظلت تصل الى لبنان حتى في اصعب مراحل الحرب الاهلية، وحتى عندما كانت خطوط النار تعبر مدارج المطار، لم توقف شركة الطيران البلغاري رحلاتها الى بيروت.

هذه الحيثيات التاريخية الملائمة، قادتنا اليوم لنبحث عن الامكانيات الجديدة. وقد استعرضنا حالة العلاقات القائمة الآن، ونحن لا نرضى بأن يكون اجمالي قيمة التبادل التجاري بين البلدين 175 مليون دولار. لذا اصطحبنا ممثلين عن الحكومة البلغارية ورجال الاعمال، واتوقع ان نبحث اليوم خلال مؤتمر رجال الاعمال، ولقاءاتي في مجلس النواب اللبناني والحكومة اللبنانية، العديد من الاشكال الجديدة للتعاون، حيث لا يجوز الاستمرار في الاعتماد على التبادل التجاري فقط، بل علينا ان نبحث عن طرق لتنظيم الانتاج المشترك.

هناك شركات لبنانية تعمل في لبنان اثبتت عن جودة عملها. اما بلغاريا فبامكانها ان تفيدكم في انجاز العديد من مشاريع المرافق العامة التي ستتحقق في لبنان. فقد اثبتنا خبرتنا في مجال بناء السدود وانظمة الطاقة، وفي نفس الوقت بامكان بلغاريا ان تكون بوابة لبنان الى الاتحاد الاوروبي، كما ان لبنان بوابتنا الى الشرق الاوسط.

علاقتنا في مجال التعليم والثقافة والسياحة جيدة تقليديا، ولا ننسى ان اكثر من 1500 لبناني نالوا تعليمهم الجامعي في بلغاريا، وخاصة في اختصاصات الطب والهندسة، وعدد منهم استقر في بلدنا ويعمل فيه، فيما عاد الآخرون الى لبنان. وعلمت من فخامة الرئيس عون انهم يحتلون مراكز رفيعة في المجتمع اللبناني، وسيكون لي اليوم لقاء مع جمعية خريجي بلغاريا. وكلي ثقة فخامة الرئيس ان تعاوننا في مجال التعليم لن يعود فقط الى المستويات التي كانت عليها في الماضي انما سيتوسع أكثر.

وناقشنا كذلك المشكلة الكبيرة بالنسبة الى لبنان وهي ازمة اللاجئين، حيث يشهد هذا البلد التركيز الاكبر للاجئين نسبة الى عدد السكان المحليين. لبلغاريا مشاركة فعالة على صعيد الاتحاد الاوروبي في سبيل تقديم الدعم المالي للبنان، ونحن سنستمر في تعاوننا في هذا المجال. سنعمل ايضا على توسيع سبل التواصل بين بلدينا من خلال النقل، وهذا ما سيفسح المجال امام مواطنينا ورجال اعمالنا لمزيد من التعاون.

مرة اخرى، اشكركم فخامة الرئيس على الدعوة والتبادل المثمر للآراء وكلي ثقة بأن زيارتنا هذه ستأتي بدفع جديد لعلاقاتنا".

اسئلة الصحافيين

ثم رد كل من الرئيسين عون وراديف على اسئلة الصحافيين من البلدين.

وسئل الرئيسان عن النازحين السوريين وتأثيرهم على بلغاريا وكيفية تقديمها المساعدة للبنان لمواجهة المشاكل الحادة. فأجاب الرئيس عون: "ان المشاكل الحادة لم تنتقل بعد الى بلغاريا، ولكن اخشى انه اذا بقي الحال على ما هو عليه لجهة بقاء النازحين وفي ظل الوضع الضاغط الذي يعيشه اللبنانيون، ان ينتقلوا باتجاه اوروبا. لذلك، فإن مساعدتنا تساهم في حل الكثير من المشاكل بالنسبة الى اوروبا، ولبنان يعيش وضعا اقتصاديا سيئا قد يؤدي الى صدامات محلية، فكلما ضاقت وسائل العيش زادت المشاكل".

اما الرئيس البلغاري فقال: "ابلغت الرئيس عون بمطالبة بلغاريا بتعهد الاتحاد الاوروبي بالمزيد من الجهود لدعم الدول التي تولد موجات اللاجئين. صحيح ان الدعم المالي مهم لكنه غير كاف، ويجب على اوروبا الاهتمام بسيادة الامن في الدول التي ينزح منها اللاجئون. نحن نتعاون مع لبنان في مكافحة الارهاب والراديكالية والهجرة غير الشرعية والجريمة غير المنظمة وسنستمر في تطوير هذا التعاون".

وتوجهت صحافية بلغارية بالسؤال الى الرئيس البلغاري عما اذا تم التطرق الى تحسين العلاقات بين البلدين كما طالب رجال الاعمال وعن الموعد المتوقع لافتتاح خط مباشر بين بيروت وصوفيا؟

اجاب الرئيس راديف: "ذكرت لفخامة الرئيس، انني سأوجه الدعوة الى سفير لبنان في بلغاريا وممثلين عن شركة طيران رائدة في اقرب وقت لبحث هذا الموضوع، علما ان هناك امكانات كبيرة لافتتاح خطوط طيران مباشرة بين لبنان وكل من اليونان وصربيا ورومانيا. ان بلغاريا تخسر في التأخير بافتتاح هذا الخط الجوي المباشر، لذلك نتعهد الافتتاح في وقت قريب".

سئل الرئيس البلغاري عن كيفية المساعدة في قضية النازحين واي موقف ستلتزم صوفيا في هذا المجال: الموقف اللبناني ام موقف الاتحاد الاوروبي؟

اجاب الرئيس راديف: "ان الدعم البلغاري يتعلق بايجاد القرارات الفاعلة والموحدة للاتحاد الاوروبي، ولكنكم تعلمون ان هناك لاعبين غير الاتحاد الاوروبي على الساحة السورية، مثل روسيا وايران، والاوضاع معقدة، انما نداء بلغاريا على صعيد الاتحاد الاوروبي هو ايجاد حل سريع للازمة السورية الداخلية كي يتمكن الملايين من الناس الذين غادروا ديارهم الى انحاء العالم ومنهم اكثر من مليون لجأوا الى لبنان وفي اوروبا، من العودة الى ديارهم، ونحن معنيون بضمان الحالة السياسية التي تسمح بذلك".

وسئل الرئيس عون عن اقرار خطة الكهرباء امس وموعد تنفيذها ووصول التيار الكهربائي الى اللبنانيين 24/24 ساعة؟

اجاب الرئيس عون: "ان كل مرحلة انتاج تحتاج الى وقت، هناك مسافة زمنية تفصل بين المشروع وبين حصد النتائج. ولكننا اعتمدنا على خطتين متوازيتين: واحدة للانتاج الموقت واخرى للانتاج الثابت. الاولى تحتاج الى فترة نحو ستة اشهر لتحقيق زيادة تدريجية في ساعات التغذية لتصل في وقت لاحق الى 24/24 ساعة".

وسئل الرئيس راديف، انه في ظل كلامه عن لاعبين كثر في سوريا، هل على لبنان انتظار الحل السياسي لعودة النازحين فيما هو يدعو الى اعادتهم الى المناطق الآمنة حاليا؟

اجاب الرئيس البلغاري: "ان العودة الى الدار هو حق مطلق لكل لاجىء، وفي نفس الوقت من الحقوق السيادية للبنان ان يقرر متى بامكان النازحين المتواجدين على ارضه ان يعودوا الى بلدهم. وانا اعلم ان لبنان يعمل على ذلك باتجاهين: عن طريق العلاقة المباشرة مع سوريا، والثاني عبر الامم المتحدة، وهو من يقرر اي اتجاه هو الانسب. صحيح ان على النازحين ان يعودوا، ولكن يجب ان يتمتعوا بالحد الادنى من الضمانات لحياتهم وامنهم. اما مستقبل سوريا، فبلغاريا تتمتع بامكانات المشاركة في اعادة الاعمار في مجال المرافق العامة والنقل والطاقة، واعتقد ان لبنان يحظى بالموقع الافضل في هذه العملية، ويمكننا ان نتعاون على المشاركة في هذا المجال".

وسئل الرئيس عون عما يقوله للبنانيين بعد الزيارة التي قام بها الى روسيا واللقاء الذي جرى قبلا مع وزير الخارجية الاميركي، ومتى يترقب اللبنانيون بوادر عودة الاعداد الكبيرة للنازحين الى سوريا؟

اجاب الرئيس عون: "لقد زرت روسيا بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الى لبنان، وهو تكلم امام الكونغرس عن وجوب عودة النازحين وعن ضرورة حصول هذا الامر. اما روسيا، فهي كانت موافقة على العودة قبل زيارتي الى موسكو، وكانت تقدمت بمبادرة في هذا الشأن. ما نريده هو المزاوجة بين الاقتراحين الروسي والاميركي وآمل ان نصل الى نتيجة في هذا السياق".

السجل الذهبي

وبعد انتهاء المؤتمر الصحافي، دون الرئيس البلغاري في السجل الذهبي للقصر الكلمة التالية: "بالنيابة عن جمهورية بلغاريا وعن الشعب البلغاري، اود ان اعبر عن تقديري الكبير لكم فخامة الرئيس، وللشعب اللبناني على حسن الاستقبال الذي لقيته من قبلكم وقرينتكم خلال هذه الزيارة المهمة.

اليوم، اود ان ابعث برسالة قوية تتعلق بالتطور المستقبلي وتعزيز العلاقات المثمرة بين بلدينا، في المجالات كافة لما فيه المصلحة المشتركة لبلغاريا ولبنان. ان بلدينا يتشاركان قيم السلام والتعاون والتعايش بين مختلف الاعراق والاديان والثقافات وكلنا نعلم كلفة القمع والحروب.

السيد الرئيس، سأحمل معي الى بلادي ذكريات رائعة عن بلدكم الجميل وشعبه المضياف، اضافة الى احترامي الكبير وتقديري لحكمتكم واصراركم على تحقيق مهمتكم البالغة الاهمية. انا على ثقة ان التعاون بين بلدينا الصديقين سيستمر في التوسع لما فيه مصلحة كل من لبنان وبلغاريا".

الغداء الرسمي

واقام رئيس الجمهورية مأدبة غداء رسمي على شرف الرئيس البلغاري وعقيلته، حضرها إلى أعضاء الوفدين اللبناني والبلغاري عدد من النواب وسفراء الدول الأوروبية ورجال الأعمال اللبنانيين والبلغار إضافة إلى كبار المسؤولين والمستشارين في رئاسة الجمهورية.

وشرب الرئيس عون نخب الرئيس الضيف وبلاده، وقال: "فخامة الرئيس رومان راديف والسيدة راديفا، اسمحوا لي أن أعرب عن سعادتي وسعادة زوجتي ناديا، بالترحيب بكم في لبنان في زيارة ستسهم بلا شك في تعزيز أطر الصداقة بين بلدينا وتتيح توسيع آفاق التواصل بين شعبينا. لقد أجرينا اليوم محادثات بناءة وحيوية، استندت إلى عقود من العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل، لتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين بلدينا نتطلع إلى تحقيقها في مجالات تغذي مصالحنا المشتركة".

اضاف: "إن ما أفرزته هذه المحادثات من أطر للتفاهم والاتفاقات، ستكون موضع متابعة من قبلنا لبلورتها ووضعها موضع التنفيذ. وكلي ثقة بأن سبل التشاور في الاهتمامات المشتركة على مختلف مستويات الإدارة السياسية، ستسهم في الارتقاء بعلاقاتنا إلى أفضل مستوياتها، مستندة إلى القيم التي تجمعنا ومبادىء الصداقة بين الدول. أرفع كأسي في هذه المناسبة، لأشرب نخب فخامتكم والسيدة عقيلتكم، ونخب الشعب البلغاري الصديق من أجل المزيد من التقدم والازدهار والسلام، محييا الصداقة اللبنانية - البلغارية، ومتمنيا لكم دوام الصحة والتوفيق في مسؤولياتكم على رأس البلاد". كما شرب الرئيس البلغاري نخب لبنان، وقال: "فخامة الرئيس، السيدة عون، سيداتي وسادتي، أود أن أعرب عن عظيم شكرنا على الفرصة التي اتاحت لنا أن نكون معا في هذا اليوم. تعلمنا من تاريخنا الذي يمتد إلى آلاف السنين أنه إذا أراد شعبان أن يكونا صديقين، فليس هناك أهمية للمسافة بينهما على الاطلاق. وبالنسبة لنا، ان لبنان ليس مجرد شريك إنما بالنسبة للشعب البلغاري، الشعب اللبناني صديق. ثم ان موقع بلغاريا في قلب شبه جزيرة البلقان، هو كموقع لبنان في قلب منطقة الشرق الأوسط، لذا يلعب لبنان دورا عظيما في عملية استقرار المنطقة. ونحن نقدر عاليا الدور الشخصي لفخامة الرئيس عون وجهود الشعب اللبناني أجمع في سبيل حل الأزمات والمشاكل المنتشرة في هذه المنطقة، وإيجاد السلام والاستقرار والازدهار لشعوبها كافة. لنا في بلغاريا مثل مرادف للمثل العربي "الصديق وقت الضيق"، وبعد أن وقفت بلغاريا إلى جانبكم في سنوات الحرب الأهلية سنبقى واقفين معكم حاليا ومستقبلا كذلك. وليست زيارتنا هذه إلا مجرد خطوة في اتجاه المزيد من تطوير علاقاتنا الثنائية. وأؤكد لكم أننا سنبذل قصارى جهدنا لتكون هذه العلاقات من مصلحة المستقبل الجيد والمشرق لشعبينا".

اضاف: "أرفع كأسي فخامة الرئيس لاشرب نخب صحتكم شخصيا وصحة أفراد عائلتكم، ونخب صحة وتوفيق وإزدهار الشعب اللبناني الصديق ومستقبل صداقتنا".

لقاء السيدتين عون وراديفا

واستقبلت اللبنانية الاولى السيدة راديفا بحضور قرينة وزير الخارجية والمغتربين السيدة شانتال عون باسيل وقرينة الوزير غسان عطالله السيدة سيلين ومديرة مكتب اللبنانية الاولى السيدة ميشال فنيانوس، إضافة الى السيدة رايا ايفانوفا من فرع المراسم، ونائب رئيس البعثة في السفارة البلغارية اناتولي ديسهيف عن الجانب البلغاري.

وفي مستهل اللقاء، رحبت السيدة عون بضيفتها، متمنية لها وللوفد المرافق اقامة طيبة في لبنان، مشددة على "اهمية هذه الزيارة لناحية توطيد العلاقات اللبنانية - البلغارية، والاطلاع عن كثب على بعض الجوانب الحياتية والاجتماعية والحضارية التي تتميز بها بلغاريا وشعبها".

وقد شكرت السيدة راديفا للسيدة عون حسن استقبالها وضيافتها، معربة عن سعادتها لزيارتها لبنان، ومتوقفة عند "طبيعته الخلابة وما يتمتع به من ميزات فريدة، لا سيما من الناحية الحضارية والثقافية"، لاحظة اوجه التشابه في هذا المجال بين لبنان وبلغاريا.

وتم خلال اللقاء التطرق الى الجالية اللبنانية واللبنانيين الذين يتابعون دراساتهم الجامعية في بلغاريا ودورهم في تعزيز التقارب والتواصل بين شعبي البلدين. كما تم البحث في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خصوصا تلك المتعلقة بالشأنين الاجتماعي والانساني وبحقوق المرأة ودورها حيث كان توافق على اهمية بذل الجهود لتحقيق المساواة في المجتمع وتعزيز مشاركتها في الحياة العامة، خصوصا أن المرأة هي عامود الاسرة وركن اساسي في بناء مجتمع سليم.

وقد اطلعت السيدة راديفا على اهم النشاطات التي تقوم بها السيدة عون إن لجهة إيلائها الاهتمام بالاطفال المصابين بالتوحد وبذوي الحاجات الخاصة، والجهود التي تبذلها لتحقيق الدمج الكامل لهم في المجتمع، او لجهة دعمها النشاطات المتعلقة بالمحافظة على البيئة، لا سيما عبر رعايتها مشروع إعادة التحريج بهدف زرع 40 مليون شجرة في كافة المناطق اللبنانية.

وأثنت البلغارية الأولى على هذه الأهداف والنشاطات التي تضطلع بها السيدة عون، مقدرة تجربتها الغنية في المجال الانساني والاجتماعي، عارضة تجربة بلادها في مجال دعم المرأة، وفي عملية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بحالات التوحد وذلك عبر برنامج يدعمه الاتحاد الاوروبي. ولفتت من جهة ثانية الى ظاهرة انتشار الاحباط في المجتمع وقد اصبحت ظاهرة عالمية، وهي شبيهة بحالة التوحد لجهة حاجة المصاب بالاحباط بدعم اسرته والاشخاص الاقرب اليه. وقد اكدت في هذا المجال السيدة شانتال باسيل اهتمامها بهذا المرض، متحدثة عن الحملة التي دعمتها للاضاءة عليه وسبل مواجهته، مع التشديد على "اهمية عدم الخجل من الاعتراف به وطلب المساعدة للقضاء عليه"، لافتة الى ان "احد اهم اسباب انتشاره هي الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية ومتطلبات وتحديات العصر في ظل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياة الفرد".

 

رئيس الجمهورية عرض مع أبو الغيظ التطورات والعمل العربي المشترك

الثلاثاء 09 نيسان 2019 وطنية/استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات المحلية والعربية والعمل العربي المشترك في ضوء قرارات قمة تونس والقمة التنموية الاقتصادية الاجتماعية التي انعقدت في بيروت. ورافق أبو الغيط، وفد ضم الأمين العام المساعد السفير حسام زكي، رئيس مركز الجامعة العربية للمجموعة والدراسات القانونية السفير عبد الرحمن الصلح، المتحدث الرسمي بإسم الجامعة السفير محمود عفيفي ونائب السفير الصلح الدكتور يوسف السبعاوي.

 

بري عرض والرئيس البلغاري العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة

الثلاثاء 09 نيسان 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، الرئيس البلغاري رومين راديف والوفد المرافق، وجرى عرض للعلاقات الثنائية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك بين لبنان وبلغاريا.

وبعدما ودع ضيفه عند مدخل مقر عين التينة قال بري للصحافيين: "كان بحث عام تناول الوضع في المنطقة والوضع اللبناني، سواء الوضع الاقتصادي أو موضوع الحدود البحرية والاعتداءات الاسرائيلية. كذلك تناولنا الازمة الناتجة من قضية النازحين وتبادلنا الآراء حول التطورات. وعرضنا الوضع في بلغاريا وعمل البرلمانين في البلدين". وسئل عن زيارته للعراق وقطر ونتائجهما المهمة، فأجاب: "بقدر ما هي مهمة لا استطيع ان ألخصها لكم الان".

وسئل عن جلسة تشريعية فاكتفى بالقول "بعدين، بعدين". وكان بري استقبل نائبة الامين العام للامم المتحدة السيدة أمينة محمد والوفد المرافق وعرض معها الوضع في لبنان والمنطقة وقضية النازحين السوريين.

 

الحريري عرض الأوضاع مع سفيرة سويسرا وأبو الغيط والمدير الإقليمي لليونسيف

الثلاثاء 09 نيسان 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي ظهر اليوم الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط يرافقه الامين العام المساعد السفير حسام زكي والسفير عبد الرحمن الصلح، في حضور الوزير السابق غطاس خوري، وتناول اللقاء المستجدات في المنطقة العربية.

بعد اللقاء قال ابو الغيط: "هدف زيارتي للبنان المشاركة في المنتدى العربي للتنمية الذي يعقد في "الاسكوا"، وكان لا بد لي من زيارة الرئيس الحريري للتعبير له عن تقديري، والاطمئنان الى صحته. وقد سألته عن الوضع في لبنان فطمأنني الى أن الاوضاع بخير".

سفيرة سويسرا

واستقبل الحريري سفيرة سويسرا مونيكا شماتز كيرغوز، وبحث معها في الاوضاع والعلاقات الثنائية. بعد اللقاء قالت السفيرة السويسرية: "انها زيارتي الرسمية الأولى لدولة الرئيس سعد الحريري بعد توليه رئاسة الحكومة، على الرغم من أنه قد أتيحت لي الفرصة للقائه مع وزير خارجية بلادي في بروكسل على هامش مؤتمر "دعم مستقبل سوريا والمنطقة". وكان من المهم أن تهنئ سويسرا الرئيس الحريري على تشكيل الحكومة الجديدة التي تعمل بجد وتصميم، وعلى كل ما أنجز حتى الآن. ومن المهم أن تؤكد بلادي مرة أخرى دعمها للبنان لكوننا من المانحين العشرة الأوائل. وأعتقد أنه بالنسبة إلى عدد السكان، فنحن أكبر مانح".

أضافت: "نحن نؤمن بهذا البلد وكان من المهم للغاية التأكيد للرئيس الحريري على جميع الأمور المشتركة بين بلدينا. لا ينبغي لنا أن ننسى القواسم المشتركة التي تجمع لبنان وسويسرا، والتأكيد مرة أخرى على شراكتنا من أجل هذا البلد". وختمت: "مرة أخرى أود أن أغتنم هذه المناسبة لإعادة التأكيد أننا كنا من الأوائل الذين حضروا وساعدوا في أزمة اللاجئين السوريين وما زلنا نفعل الكثير، ليس فقط للسوريين ولكن أيضا للمجتمعات اللبنانية المضيفة. ونحن هنا لنبقى ولندعم لبنان أكثر".

المدير الاقليمي لليونسيف

واستقبل الحريري المدير الاقليمي لليونسيف غريت كيابيلارا الذي قال بعد اللقاء: "لقد كان الاجتماع مع رئيس الوزراء فرصة للإشادة بالحكومة اللبنانية ورئيس الوزراء شخصيا والشعب اللبناني على استثمارهم في الأطفال اللبنانيين، وعلى كرم ضيافتهم لمئات الآلاف من الأطفال السوريين، وكلمة شكر كبيرة من "اليونيسف" على ذلك". أضاف: "من المهم أن نثني أيضا على الإنجاز الكبير بالأمس المتعلق بخطة الكهرباء، ومن الجيد أيضا أن نعرف أن رئيس الوزراء يجعل التعليم إحدى أولوياته العليا، ليس فقط لناحية التحاق الأطفال بالمدارس بل أيضا لجهة ضمان حصول الأطفال اللبنانيين على أفضل تعليم ممكن، وفي حال كنت تريد تحقيق التقدم في دولة ما عليك الا الاستثمار في التعليم لأنه يحقق التنمية والنمو. ونحن في "اليونيسف" هدفنا مساعدة الحكومة والشعب اللبناني من أجل تلبية حقوق الأطفال اللبنانيين".

وفد الامم المتحدة

وفي الاولى والنصف، استقبل الحريري نائبة الامين العام للامم المتحدة امينة محمد على رأس وفد ضم الأمينة التنفيذية "للاسكوا" رولا دشتي والمنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش والأمين العام المساعد للشؤون السياسية ميرو سلاف جينكا والمنسق العام لبرنامج الامم المتحدة الإنمائي في لبنان فيليب لازاريني في حضور النائبة بهية الحريري وعدد من المستشارين، وجرى خلال الاجتماع عرض للتنسيق القائم بين لبنان والامم المتحدة ولا سيما في موضوع النازحين السوريين إضافة الى المشاريع المنوي تنفيذها وما تقدمه الامم المتحدة في هذا المجال".

بعد ذلك، أقام الحريري مأدبة غداء على شرف الوفد الاممي استكملت خلالها مواضيع البحث.

 

الراعي التقى سفير هنغاريا وابي نصر ووفدا من القوات سلمه دعوة لحضور ريسيتال في معراب

الثلاثاء 09 نيسان 2019 /وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في حزب "القوات اللبنانية" برئاسة انطوان مراد، الذي نقل إليه تحيات الدكتور سمير جعجع ودعوته له لحضور ريسيتال ديني في ذكرى الآلام في معراب.

وعرض الوفد مع الراعي عددا من المواضيع العامة المحلية، وشكره على "مواقفه الجريئة حيال عدد من الملفات وابرزها الفساد والهدر" سائلينه "رفع الصوت دائما، لأنه لا ينطق الا بالعدل والحق". وأعرب الوفد أنه لمس تجاوبا بعد النداءات المتكررة للبطريرك "بوجوب وقف الهدر والفساد لكي ينعم ابناء الوطن بالعيش بكرامة، ولكسب الثقة الدولية لا سيما وان مساعدات مؤتمر سيدر مرتبطة بالإصلاحات المطلوبة".  كذلك تم التطرق الى "دور المرأة واهمية تفعيله في المجتمعات على كافة الصعد. وكان توافق على اهمية "إقرار خطة الكهرباء كبداية في رحلة الإصلاح وتأكيد على اهمية انخراط الشباب في الدولة ولا سيما في مؤسساتها العسكرية والأمنية".

سفير هنغاريا

ثم التقى الراعي سفير هنغاريا في لبنان غيزا ميهاليي الذي شدد على "ضرورة تعزيز العلاقات الكنسية بين البلدين"، لافتا الى "الغنى الديني الذي يتمتع به لبنان ما يجعل منه بلدا مميزا في العالم".

ابي نصر

ومن زوار الصرح البطريركي، رئيس الرابطة المارونية نعمة الله ابي نصر الذي بحث مع الراعي في التحضيرات من اجل اعلان مئوية لبنان الكبير.

 

أبو الغيط زار باسيل: الموقف العربي واضح لجهة عدم قانونية القرار الاميركي حول الجولان والقدس

الثلاثاء 09 نيسان 2019 /وطنية - ‏بحث وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط في القضايا العربية المشتركة.

بعد اللقاء قال ابوالغيط: "لا يمكن أن آتي الى بيروت دون زيارة الوزير باسيل وهو صديق عزيز، وبالامس كنا التقينا في تونس خلال القمة العربية، واليوم بحثنا في القرارات التي أقرتها القمة، وهو راض تماما عن قرار القمة من الجولان لانه يعكس موقفا عربيا واضحا لجهة عدم قانونية الموقف الاميركي بكامله في ما يتعلق بالجولان او القدس. كذلك بحثنا في بعض المسائل المتعلقة بالمنطقة والوضع السوري وما يمكن أن تقوم به الجامعة العربية في مساعدة سوريا على استعادة وضعها في الجامعة، الا ان المسألة لا تزال غير ناضجة".

وردا على سؤال، اعتبر ابو الغيط ان "وجود النازح موقت، وعاجلا أم آجلا سيعود الى بلده عندما تكون مستعدة لاستعادته، والمشكلة ان يعود الى أرض غير مناسبة للعيش، فيما هو يتمتع خارج سوريا بخيرات كثيرة".وعن عدم استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، قال ابو الغيط: "الموقف لم ينضج بعد حسب اتصالاتي بالدول الاعضاء". ورفض التعليق على العقوبات الاميركية على إيران، معتبرا أنها "لا تتعلق بالجامعة العربية".

 

التيار المستقل: العبرة في تنفيذ خطة الكهرباء بسرعة وشفافية

الثلاثاء 09 نيسان 2019 /وطنية - عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الدوري في بعبدا برئاسة النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام ابو جمرة، وأصدر بيانا شكر فيه المجتمعون "الله على اقرار مجلس الوزراء بالتوافق خطة النهوض بالكهرباء بعد ادخاله بعض التعديلات الاصلاحية عليها وخصوصا احالتها على هيئة ادارة المناقصات لتلزيم تنفيذ انشاءاتها الكبرى المطلوبة وفقا للقوانين المرعية"، آملين "التلزيم والتنفيذ ضمن المهل بالشفافية اللازمة وبالسرعة الضرورية لأن العبرة في التنفيذ". وطالبوا وزارة الطاقة بـ"التفضل بتوضيح اسباب تخليها خلال العشر سنوات السابقة عن 300000 الف متر مربع كانت تستملكها على شاطئ سلعاتا بالقروش لانشاء معامل جديدة للكهرباء، لتعود اليوم الى طلب استملاك بضعة الاف الامتار بملايين الدولارات في المنطقة عينها وللهدف نفسه". وطالبوها ايضا بـ"ضبط التوزيع في كل المناطق ومنع التعليق العشوائي على الشبكات ودرس اسعار الكهرباء وتحديدها بشكل مقنع للمواطنين لأن التدقيق بفواتيرها وحسابها على طريقة الشطور ومقارنتها مع فواتير المولدات تثير الشكوك والتساؤل عن الفروقات واسبابها". واستنكر المجتمعون "اصرار الوزارة سنوات على عدم تمديد خطوط التوتر العالي تحت الارض في منطقة المنصورية وفقا لرغبة اهاليها، لما في هذا الاجراء من أخطار جمة على الصحة والسلامة العامة تثير هواجس قاطني تلك المنطقة، وبالرغم من فوائد ايصال الكهرباء الى محطة الجمهور لتوزيعها على الاحياء المحيطة بها من بيروت وجبل لبنان كما في غير مناطق"، رافضين "حجة كلفتها بينما تصرف ملايين الدولارات على سفريات بعض المسؤولين الذين ينادون بالتقشف مصرين على التعيين الفوري لمجلس ادارة الكهرباء وفق الانظمة العائدة اليها لتحاشي الوقوع بأخطاء كهذه على رغم تغيير المسؤولين في الدولة وخصوصا وزراء الوصاية عليها". وأسف المجتمعون لما "يشهده الجسم القضائي من كشف لمخالفات مشينة"، وطالبوا بـ"الاسراع في انهائها بأحكام تحافظ على هيبته في تحقيق العدالة على الجميع وخصوصا في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها الوطن".

 

كتلة المستقبل حذرت من التمادي بالتحامل على رموز قيادية أمنية وقضائية: إقرار خطة الكهرباء خطوة نوعية في المسار الحكومي للاصلاحات المطلوبة

الثلاثاء 09 نيسان 2019 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية عصر اليوم، في "بيت الوسط"، اجتماعا برئاسة النائبة بهية الحريري، استعرضت خلاله الأوضاع العامة والتطورات، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب هادي حبيش وأشادت فيه الكتلة بقرار مجلس الوزراء الموافقة على خطة الكهرباء، معتبرة أن "القرار خطوة نوعية في المسار الحكومي للاصلاحات المطلوبة ووقف الهدر وانهاء المسلسل المزمن للتجاذب السياسي حول وسائل تأمين الطاقة للمواطنين في كافة المناطق". واذ نوهت ب"توافق القوى السياسية على انجاز الخطة واصرار رئيسي الجمهورية والحكومة على اقرارها في جلسة أمس"، أكدت على "أهمية استكمال هذه الخطوة بالشروط الادارية والقانونية التي تضع الخطة موضع التنفيذ السريع، وتجنب البلاد العودة الى سياسات المماطلة واضاعة الوقت في المماحكات السياسية". ورأت أن "إقرار خطة الكهرباء، يفتح ثغرة كبيرة في الجدار المسدود الذي تسبب في مضاعفة كلفة الدين العام، واسهم في تحميل الدولة والخزينة والمواطن اللبناني أعباء مالية قاربت الاربعين مليار دولار في اقل من عقدين من الزمن. ان اقرار هذه الخطة شكل رسالة واضحة لكل الاصدقاء والاشقاء الذين اجتمعوا على دعم لبنان في مؤتمر سيدر لمساعدته في تخطي ازماته الاقتصادية والمالية". وأبدت الكتلة تطلعها في هذا الشأن الى "تفعيل العمل الحكومي في الاتجاهات التي تعجل في تحقيق الاصلاحات المرجوة، واقفال ابواب الهدر والصرف العشوائي في كل القطاعات"، منوهة ب"صراحة رئيس الحكومة في هذا الاطار، وتأكيده على وجوب الاسراع في اعداد الموازنة واتخاذ التدابير الجريئة التي تراعي مصلحة لبنان واللبنانيين في مواجهة الازمة المالية والاستحقاقات الاقتصادية الماثلة". وحذرت من "تمادي البعض في التحامل على رموز قيادية في الامن والقضاء، تكرس حياتها وجهدها وعملها لخدمة اللبنانيين وحمايتهم"، لافتة الى "الحملة المشبوهة التي تستهدف بشكل خاص وبصورة ممنهجة وكيدية مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان ومن خلفهما شعبة المعلومات وانجازاتها المعروفة لكل اللبنانيين، والتي ترمي الى النيل من سمعة المؤسسات وهيبتها التي شكلت وتشكل ركنا من اركان القانون والأمن في البلاد، والتي ستبقى محل ثقة اللبنانيين واحترامهم مهما اشتدت حملات الهاربين من العدالة والخارجين على القانون". وأكدت الكتلة "ضرورة تحمل كافة الأطراف السياسية مسؤوليتها في مقاربة تلك الحملات المريبة لما لهذا الامر من ارتدادات سلبية على الاستقرار الذي نحرص كل الحرص على صيانته والمحافظة عليه". وإذ أعربت عن ترقبها للانتخابات النيابية الفرعية في قضاء طرابلس، دعت للمناسبة "اهلنا في طرابلس والقضاء الى أوسع مشاركة في العملية الانتخابية، وتجديد الثقة بمرشحة تيار المستقبل الزميلة ديما جمالي، لتواصل دورها في خدمة شعبنا الطيب والوفي في طرابلس والدفاع عن قضاياه التي ستبقى في اولويات عمل الكتلة بكامل نوابها وممثليها في المناطق". وجددت التنوية بالقرارات التي صدرت مؤخرا عن مجلس الوزراء بشأن "تخصيص الشمال عموما وعكار خصوصا بمنطقة صناعية وإضافة بلوك نفطي بحري ثان تجاه ساحلها الى دورة التراخيص المقبلة".

 

نائبة الامين العام للأمم المتحدة: ناقشت مع المسؤولين سبل دعمنا لمسار التنمية وتنفيذ الخطط لعام 2030 في لبنان

الثلاثاء 09 نيسان 2019 /وطنية - عقدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد مؤتمرا صحافيا بعد ظهر اليوم، في مقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا - الاسكوا، في حضور وكيلة الأمين العام للاسكوا رولا دشتي، ختاما لزيارتها الرسمية لبيروت والتي استمرت لمدة يومين.

وأعربت محمد عن "سرورها لزيارة بيروت والترحيب اللبناني الحار بها"، وقالت: أتيت لمتابعة التطورات وكيفية التقدم لتنفيذ أجندة العشرين والثلاثين ومتابعة أثر الاصلاحات الجارية في الأمم المتحدة على المنطقة العربية". وأعلنت عن "عقدها اجتماعات كثيرة ليس فقط مع مسؤولين في الأمم المتحدة، بل أيضا مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري". وقالت: "رحبنا بتركيبة الحكومة الجديدة ومناقشة سبل تنفيذ الخطة الاقتصادية الاجتماعية الطموحة التي وضعتها، وكذلك سبل دعم الأمم المتحدة لهذه الخطة".

واضافت: "من أهم المواضيع التي تحدثنا عنها هي سبل دعم الأمم المتحدة لمسار التنمية وتنفيذ خططها لعام 2030 في لبنان. لا شك أنكم تدركون ان الحوكمة تقع في قلب خطة 2030. تحدثنا كذلك عن اللاجئين السوريين، واعربنا عن تقديرنا لكرم لبنان والجهات المانحة تجاه النازحين".

ثم فتح باب الحوار فقالت ردا على سؤال عن دور الاسكوا الحاضن لكل البرامج التنموية مع الحكومة اللبنانية والدول العربية؟ "كما تعلمون لقد وضع إطار جديد للتنمية، وفي قلب هذا الاطار تقع مسألة كيف ننشىء اقتصادات شاملة للجميع. وهذا الاطار هو نقلة نوعية من النموذج السابق الذي كان يقوم على دعامة اجتماعية في المقام الأول".

وأضافت: "لقد بات الأمر الآن أصعب وأكثر تعقيدا وذلك حول كيفية دمج كل أبعاد الجهود التي تبذلها البلدان ضمن إطار عمل الأمم المتحدة".

وتابعت: "عملنا لا يقتصر فقط على الناحية الاقتصادية بل يركز أيضا على مسألة البيانات، إذ أنها بالغة الأهمية لئلا نترك أحدا خلف ركب التنمية وحتى لا نهمل أحدا. لا يمكننا أن نعرف من لا يزال خلف ركب التنمية في غياب البيانات اللازمة، لذلك تساعد الاسكوا البلدان على توفير البيانات لتحقيق طموحات 2030".

وردا على سؤال قالت: "لسنا نحن من نضع الخطط، بل البلدان هي التي تضع خططها. مهمتنا هي جمع كل الأطراف التي يمكن أن تساهم في تنفيذ الخطط. نحاول أن نضع على نفس الطاولة الحكومات والمستثمرين لتنفيذ الخطط التي تضعها الحكومات، على سبيل المثال، يسعدنا الآن أنه بعد فترة طويلة جدا تمكنت الحكومة اللبنانية من وضع خطة للطاقة. وهنا يأتي دورنا نحن نسعى لمساعدة الحكومة اللبنانية على التوصل الى خريطة الطاقة الملائمة، الطاقة الخضراء.

اضافت: "أما في ليبيا وعلى سبيل المثال لا يمكننا أن نبدأ الخطط في المراحل الانتقالية، إلا أننا نحاول أن ننفذ إصلاحاتنا على سبيل الخطط. وعندما يحل السلام عندئذ يمكننا أن نساهم في جلب الاستثمارات وتنفيذ الخطط، ولغاية الآن لم نتمكن للأسف ولكن هذا ما سنعمل عليه".

وعن إعادة النظر في الهيكلية لمتخلف الأولويات في ظل الفوضى المدمرة التي عمت بعض الدول؟

أجابت: "لو لم أكن أؤمن بأن تنفيذ خطة التنمية 2000، "عشرين" "ثلاثين" في كل أنحاء العالم، لما رأيتني جالسة هنا اليوم. عملنا هو أن نسعى جاهدين لتعزيز الأمل. ننظر الى الواقع بالرغم من كل تعقيداته وننظر الى التطلعات ونعمل مع شركائنا من أجل تحقيقها".

وأضافت: "قبل أن يحل السلام، علينا أن نهيىء بيئة ملائمة للتنمية. ولذلك علينا خلال الفترة الانتقالية أن ننتظر المرحلة الانتقالية من النزاع الى السيناريو الذي تشرك فيه النساء والمجتمع المدني والحكومات والأمم المتحدة، عندها يمكننا أن نتحدث عن المستقبل. أي اسلوب لا تشرك فيه كل هذه الأطراف لن يكون مستداما. إذا دورنا مجددا هو جمع جميع الأطراف الى الطاولة".

وأشارت الى أن "برامج الأمم المتحدة كثيرة في المنطقة منها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، برنامج الأمم المتحدة الانمائي، الاسكوا وغيرها، غير ان النزاعات كثيرة أيضا وهذه البرامج ضيقة النطاق، ولكن ما أن تلوح إشارات السلام نتأمل أكثر بتعزيز هذه البرامج والنهوض بها. وما ندرسه الآن وما ندرسه دائما في الأمم المتحدة هو كيف نقنع المستثمرين والجهات المانحة بمنحنا الموارد اللازمة وكيف نتمكن من حشد الموارد المحلية لهذا الغرض".

واضافت: "في الأمم المتحدة كنا وما زلنا نحاول دائما أن نشارك وأن ندعم ونقوم بأنشطة اقليمية. فاليونيسيف قامت بتدريب 300 إمرأة كوسيطات للسلام. هذا ما نقوم به. نحاول أن نشرك النساء في برامج الوساطة".

وردا على سؤال عن معالجة قضية النازحين السوريين وإعادتهم الى بلدهم؟.

قالت: "أظنكم تريدون عودة اللاجئين السوريين الى بيئة آمنة، يتمتعون فيها بكرامتهم، هذا مهم للغاية. هم بشر وهم جيران لا نتمنى لهم إلا كل خير. وهذا ما نعمل عليه في الأمم المتحدة. هنا أشدد على سخاء لبنان، البلد المضيف، وكذلك المانحين. الجميع يعرف أن حالة النازحين السوريين في لبنان تفرض الكثير من الأعباء على الخدمات الصحية، التعليم، والمياه. نحن نتطلع الى حل لذلك. أعتقد أن أي مواطن سوري ليس في بلده، يتطلع الى العودة الى بلده على أن ينعم بالكرامة والسلام فيها". وختمت: "في وقت قريب سوف نتمكن من إيجاد حل، لا سيما أننا نتفاعل ونتعاون مع الحكومة السورية في هذا الصدد".

 

كنعان من واشنطن: مسألة النازحين لا يجوز ان تدخل في حسابات البنك الدولي الاستثمارية والتنموية طويلة الامد في لبنان

الثلاثاء 09 نيسان 2019 /وطنية - ثمن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان "استثمار البنك الدولي في الشباب اللبناني على المدى الطويل، لخلق فرص عمل في القطاع التكنولوجي تصل الى 48,000 وظيفة في ال 2025، ونطالبه بتطوير وزيادة سقف تمويله في هذا المشروع".

ودعا كنعان الى "حصر هذا المشروع بالشباب اللبناني وفصله عن مسألة النازحين السوريين التي هي مؤقتة جدا بنظرنا، ولا يجوز ان تدخل بحسابات البنك الدولي الاستثمارية البشرية أو التنموية الطويلة الأمد في لبنان". كلام كنعان جاء خلال مؤتمر البنك الدولي في واشنطن في جلسة تمحورت حول "التكنولوجيا والشباب"، افتتحها نائب رئيس البنك الدولي لشؤون الشرق الاوسط فريد بلحاج، وشارك فيها وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الاردن مثنى الغرايبة.

وستكون للوفد اللبناني، الذي يضم الى كنعان رئيس لجنة الشؤون الخارجية ياسين جابر ومستشار رئيس المجلس النيابي علي حمدان، لقاءات ليلا بتوقيت بيروت، مع اعضاء في مجلس الشيوخ والكونغرس الاميركي في لجان مختلفة، من بينهم عضو لجنة القوات المسلحة السيناتور جاك ريد، وعضوا الكونغرس توم غرايفز وريك لارسن، اضافة الى لجنة الصداقة اللبنانية الاميركية، والتي تضم من بين اعضائها النائب اللبناني الاصل دارين لحود.

ويتابع الوفد لقاءاته غدا مع مسؤولين في الادارة الأميركية.

 

ستريدا جعجع: اصرار نظام الاسد على التعمية في ملف المعتقلين والمفقودين يشكل تحديا للقانون الدولي وحقوق الانسان

الثلاثاء 09 نيسان 2019 /وطنية - صدر عن النائبة ستريدا جعجع البيان الآتي: "في ظل السجال المتنامي بشأن العلاقة مع نظام بشار الأسد، لا سيما بعد ثبوت دوره في العثور على رفات الجندي الاسرائيلي وتسليمه الى اسرائيل عبر روسيا، يهمني أن ألفت الرأي العام المحلي والخارجي الى المعاناة المستمرة والمتمادية لمئات المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية وعائلاتهم واهاليهم. ان اصرار نظام بشار الاسد على التعمية في هذا الملف، ومحاولته التهرب من مسؤولياته المباشرة عن مصيرهم، يشكل تحديا للقانون الدولي وجميع حقوق الانسان ذات الصلة. علما أن السلطات اللبنانية وثقت بالاسماء والاعداد مئات الحالات التي ثبت وجود أصحابها في المعتقلات السورية، فضلا عن الشكوك المتعلقة بمصير مئات آخرين، يمكن جمع الوثائق في شأنها.

ويهمني أن أذكر تحديدا بقضية الرفيق بطرس خوند الذي خطف في وضح النهار في عهد الوصاية السورية. مع التأكيد على ضرورة كشف مصيره في أسرع وقت ممكن، مع جميع المعتقلين والمفقودين لدى نظام الاسد والذي يعرف تماما مصيرهم".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 08 و09 نيسان/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for April 10/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/73689/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-april-10-2019/

 

 

Qatar: 'A Wolf in Sheep's Clothing'/Bankrolling Islamism in Europe
 
جوليو ميوتي/معهد جيتسون/قطر هي ذئب في ملابس الأغنام وهي التي تمويل الإسلاميين في أوروبا
 Giulio Meotti/Gatestone Institute/April 09/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/73687/%D8%AC%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%8A%D9%88%D8%AA%D9%8A-%D9%85%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%AC%D9%8A%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%86-%D9%82%D8%B7%D8%B1-%D9%87%D9%8A-%D8%B0%D8%A6%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%84/

 

 Just War vs Just Plain-Old Jihad

ريموند إبراهيم: الحرب المحقة مقابل الجهاد القديم العادي
 Raymond Ibrahim/April 09/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73680/raymond-ibrahim-just-war-vs-just-plain-old-jihad/