LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 حزيران/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.June02.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَهكذَا أَنْتُم إِذَا فَعَلْتُم كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ لا نَفْعَ مِنَّا، فَقَد فَعَلْنا مَا كانَ يَجِبُ عَلَينا أَنْ نَفْعَل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حان الوقت لعودة القوات اللبنانية إلى طبيعتها البشيرية المقاومة

الياس بجاني/خطاب نصرالله: عداء للبنان وللعرب وأوهام وتسوّيق لثقافة الموت والفوضى والخراب

الياس بجاني/بعدن وراح يبقوا مضيعين طريق القدس لأنهم منافقين

الياس بجاني/ترى ما هي أسباب السجالات والخلافات التي لا تنتهي بين جعجع وباسيل؟!

 

عناوين الأخبار اللبنانية

هم قعر الطنجرة المحروق/ايلي الحاج/فايسبوك

فيديو مداخلة من قناة الحدث للنائب مروان حمادة تتناول هرطقات خطاب نصرالله

فيديو مداخلة من قناة سكاي نيوز للصحافي طوني أبي نجم تتناول هرطقات خطاب نصرالله

فيديو مداخلة من قناة الحدث النائب السابق أنطوان تتناول هرطقات خطاب نصرالله

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي لقمان سليم تتناول هرطقات خطاب نصرالله

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي حنا صالح تتناول هرطقات خطاب نصرالله

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي أحمد عياش تتناول هرطقات خطاب نصرالله

فيديو مداخلة من قناة الحدث للامين العام للمجلس الأسلامي العربي السيد محمد علي الحسيني تتناول مؤتمر القمة وموقفه ضد إيران

لبنان يحتاج لرجال في مراكز القرار وأنتم لستم أهلاً للحكم/خليل حلو/فايسبوك

ريفي عن قضية عيتاني: الحكم للضمير والتاريخ

قدماء القوى المسلحة: ما قاله قائد الجيش اليوم صرخة مدوية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 1/6/2019

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت اليوم السبت الاول من حزيران 2019

 

عناوين تفاصيل المتفرقات اللبنانية

«الصواريخ الدقيقة» كلمة السرّ للحرب المقبلة مع «إسرائيل»/وسام الأمين /جنوبية

نديم الجميل استغرب عدم الرد رسميا على نصرالله

صيغة للتجنيس... هل تناسب الأم اللبنانية؟

الان عون: من المبكر الحديث عن المعركة الرئاسية ولا عودة عن المصالحة

الامن العام: تأمين العودة الطوعية ل621 نازحا سوريا الى بلدهم

تدوينة "عنيفة" لابن شقيق الرئيس عون: "باسيل منتج فاشل"

صدِّق أو لا تصدِّق: نصرالله يسأل أين هو النأي بالنفس؟

لإعادة النظر بالعلاقة مع باسيل..

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجيش الإسرائيلي: صاروخان أطلقا من سوريا على الجولان

خالد العزيّ: طهران وافقت على 7 شروط أميركية من أصل 12/سلوى فاضل/جنوبية

روحاني: إيران لن تدخل في مفاوضات تحت ضغط

بومبيو بدأ زيارة لبرلين طال انتظارها

ميركل: رغم الملفات الخلافية تبقى الولايات المتحدة أهم شركاء ألمانيا خارج أوروبا

بيونغ يانغ «أعدمت» مبعوثها الخاص لواشنطن بعد فشل قمة هانوي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إفلاس حزب الله.. بين الحقيقة والتضخيم الإعلامي/سامي خليفة/المدن

لا تتركوا "المستقبل" وحيداً.. لا تتركوه يتراجع/منير الربيع/المدن

ذكرى سمير قصير الذي خسر أوطانه كلها/يوسف بزي/المدن

منصور بطيش وزير لبناني منسجم مع دور "آخر من يعلم"/صلاح تقي الدين/العرب

سمير قصير… وما هو آت/خيرالله خيرالله/العرب

باسيل يُهدِّد الغطاء السُنّي للتسوية/أسعد بشارة/الجمهورية

يهود ومسلمون وسوريون في لبنان/حازم صاغية/الشرق الأوسط

ثلاث قمم... وثلاث أولويات/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

مفكرة جدة: إشهار لا أسرار/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

أيُّ سلام وازدهار في ظل العبودية؟/ صائب عريقات/الشرق الأوسط

هذا شهر محوري في مستقبل الموازين الجغرافية – السياسية/راغدة درغام

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

افرام: تخفيف أي تقشف في الموازنة سيؤدي إلى انهيار تام وسيدر فرصة لذهاب لبنان باتجاه الاقتصاد المنتج

الراعي بقداس رعية مار شربل في بوخارست: نصلي مع البابا فرنسيس لتحقيق نواياه بشأن رومانيا ودعواته للأخوة الإنسانية والسلام في العالم

قائد الجيش زار متحف فؤاد شهاب: لن نرضى المس بحقوق ضباطنا وجنودنا ولا بكرامتهم

اعلام المستقبل عن أوساط قضائية: الهجوم على الحجار لن ينفع والاحتكام الى المؤسسات القضائية شرف

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وَهكذَا أَنْتُم إِذَا فَعَلْتُم كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ لا نَفْعَ مِنَّا، فَقَد فَعَلْنا مَا كانَ يَجِبُ عَلَينا أَنْ نَفْعَل

إنجيل القدّيس لوق17/من07حتى10/“قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ: «مَنْ مِنْكُم لَهُ عَبْدٌ يَفْلَحُ الأَرْضَ أَوْ يَرْعَى القَطِيع، إِذا عَادَ مِنَ الحَقْل، يَقُولُ لَهُ: أَسْرِعْ وٱجْلِسْ لِلطَّعَام؟أَلا يَقُولُ لَهُ بِالأَحْرَى: أَعِدَّ لي شَيْئًا لأَتَعَشَّى، وَشُدَّ وَسْطَكَ وٱخْدُمْني حَتَّى آكُلَ وَأَشْرَب، وَبَعْدَ ذلِكَ تَأْكُلُ أَنْتَ وَتَشْرَب. هَلْ عَلَيهِ أَنْ يَشْكُرَ العَبْدَ لأَنَّهُ فَعَلَ ما أُمِرَ بِهِ؟ وَهكذَا أَنْتُم إِذَا فَعَلْتُم كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ لا نَفْعَ مِنَّا، فَقَد فَعَلْنا مَا كانَ يَجِبُ عَلَينا أَنْ نَفْعَل».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حان الوقت لعودة القوات اللبنانية إلى طبيعتها البشيرية المقاومة

الياس بجاني/01 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75389/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D8%AA-%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%84/

إن صمت جماعة الصفقة الخطيئة، صفقة الرئاسة وملحقاتها، وفي مقدمهم صاحب شركة القوات هو سكوت مذل ومهين ويخدم مخطط المحتل الإيراني 100% لأن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس.

ترى هل حان الوقت ليضع حكيم شركة القوات وصاحبها أجندته الرئاسية الوهم جانباً ومعها دكتاتوريته والنرسيسية ويعود لروحية القوات الوطنية والمقاومتية؟

أم أنه سيبقى متلحفاً عباءات نفاق الواقعية والذمية والباطنية والاكتفاء بمهاجمة وانتقاد الصهر جبران بهدف التعمية على خطيئة وخطأ الصفقة؟

يقول كتابنا المقدس: “لأنك لست ساخنا ولا بارداً سوف أبصقك من فمي”

ويقول أيضاً: “ليكن كلامكم بنعم نعم وب لا لا وكل ما يزيد عن ذلك هو من الشيطان”.

نحن وكثر من الأحرار على قناعة بأن صلاحية “الحكيم” الوطنية والسيادية والمقاومة انتهت مع دخوله الصفقة الخطيئة وفرط تجمع 14 آذار، وبالتالي بات عليه الاستقالة والتقاعد وفسح المجال لغيره ليقود سفينة القوات التي هي ملكاً للشعب اللبناني الحر والمقاوم، وليست شركة لفرد.. والأهم إنها لا يجب أن تكون حزباً سلطوياً كباقي الأحزاب اللبنانية الشركات التجارية كما هو للأسف حالها راهناً.

المطلوب قيادة جديدة للقوات تُنتخب ديموقراطياً لإعادتها إلي هويتها المقاومة والبشيرية ونزع صفة الحزب عنها والخلاص من حقبة دركية أصبحت خلالها  شركة كباقي شركات الأحزاب اللبنانية العثمانية الثقافة والممارسات.

لبنان بحاجة اليوم لحراس، ولكن لحراس مش نعسانين، ولا لحراس تتحكم بهم أجندات وأطماع وأوهام سلطوية نرسيسية.

وفي نفس السياق فإنه لم يعد الرئيس سعد الحريري في عمله السياسي مناسباً لموقع رئاسة الوزراء، وذلك بعد أن استسلم كلياً لشروط “الصفقة الخطيئة”وبات خادماً لها ومقيداً بأغلالها..تماما كما هو حال شركة قوات جعجع.

أما الوزير نهاد المشنوق العائد إلى استغلال المواقف والمزايدات واللعب على أوتار المذهبية فهو آخر من يحق له الكلام الآن لأن زمنه في وزارة الداخلية كان ملالوياً بامتياز، في حين لم ينسى بعد الناس استقباله لوفيق صفا في وزارة الداخلية.

اليوم، وبعد هجوم السيد حسن نصرالله العلني والفج والإستكبار على الرئيس سعد الحريري وعلى موقفه اللبناني الصحيح في القمة العربية….

نسأل هل سيعقد صاحب شركة القوات وحكيمها مؤتمراً صحفياً كما كان يفعل قبل دخوله “الصفقة” وقبل فرطه تجمع 14 آذار، وخلال فترة ترشحه للرئاسة، ليتناول فيه بجرأة وببشيرية ووضوح هرطقات خطاب السيد نصرالله ويفندها، وفي نفس الوقت يؤيد علناً مواقف الحريري العربية خلال مؤتمر القمة العربي، وهو شريكة في “صفقة الخطيئة”؟

أم أنه سيبقى متلحفاً بعباءات دجل وحربائية ونفاق الواقعية ومتوهماً بانسلاخه عن الواقع بأنه يتشاطر بمواقفه الرمادية والذمية والباطنية؟

عملياً، لقد حان الوقت لعودة القوات اللبنانية إلى طبيعتها المقاومة، وإلى بشيريتها، وإلى ضرورة تنقيتها من كل ما هو عاهات سلطوية وشخصنة ودكتاتورية وصفقات وأجندات ذاتية، وعقم حزبي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

خطاب نصرالله: عداء للبنان وللعرب وأوهام وتسوّيق لثقافة الموت والفوضى والخراب

الياس بجاني/31 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75367/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%88/

باختصار أكثر من مفيد، فنحن نرى أن كل ما جاء اليوم (الجمعة31 أيار/2019) في خطاب السيد حسن نصرالله هو عداء فاضح ومكشوف للبنان وللبنانيين ولكل الشعوب والدول العربية ومهدد للسلامين الدولي والإقليمي.

كلام السيد العالي النبرة هو رزمة كبيرة من آخر تقليعات الخزعبلات والتضاليل والانتهاكات والأكاذيب الوقحة المناقضة بالكامل لكل ما هو ثقافة حياة وقانون وسلام ودولة لبنانية ودستور لبناني وحقوق للمواطن اللبناني.

كلام نصرالله بمجمله كان أشبه بكومة من القش الفاشوشي أي كلام بكلام لا أكثر ولا أقل، وهو كلام كما نعتقد موجه بكامله لبيئته “الضحية” التي خطفها ويأخذها رهينة بالقوة والتمذهب ويصادر قرارها ويقتل شبابها بعد أن سلخها عن محيطها اللبناني والعربي خلال حقبة الاحتلال السوري للبنان رغماً عن طبيعتها المحبة للحياة والفرح والانفتاح وألحقها بالمشروع الإيراني الإرهابي والتوسعي.

نعم هو خطفها رغماً عن إرادتها وطبيعتها ورغباتها وتاريخها وجعلها مسيرة وغير مخيرة في تبعية انتحارية لإيران ولمشروع الملالي فيها المعادي للبنان ولكل الدول العربية.

إذا، كلام السيد اليوم، وكما كان دائماً، وفي كل إطلالاته، هو مسلسل ممل وببغائي من العنتريات الكرتونية، والبهلونيات المضحكة، والتهديدات الصبيانية التي تنقصها القدرات العسكرية، والإستكبار المقزز الذي ليس له من تفسير غير الانسلاخ عن الواقع، والفوقية المرّضية المزمنة، والرزم من أحلام اليقظة وأوهام العظمة، والجهل المدقع لنوعية الحياة ولمستواها في دول العالم الحر وفي أميركا وإسرائيل ودول الخليج تحديداً.

كل هذه الأضاليل والهرطقات التي أطلقها السيد في خطابه بمناسبة يوم القدس لن يأخذها على محمل من الجد سوى قلة من أتباعه المضللين والمتفرسنين.

والأمر المحزن والمخيف والغريب فعلاً في كل ما يتعلق بما يسمى “يوم القدس”، حيث كانت مناسبة إطلالة السيد، هو أن كل الذين رفعوا شعار تحرير القدس من قادة العرب ومن قادة منظمات ما يسمى حركات تحرير ومنذ قيام دولة إسرائيل هم جميعاً قد ضلوا طريق القدس الحقيقية والجغرافية وذلك عن سابق تصور وتصميم وتاهوا عنها واستبدلوها خدمة لأجنداتهم وأطماعهم السلطوية والدكتاتورية والإلغائية بطرق محلية هي جغرافياً في داخل بلدانهم من مثل “طريق القدس تمر من جونيه”، “وطرق القدس تمر من اليمن والشام”، وطريق القدس تمر من الكويت أو من دمشق أو من السعودية”، وإلى آخر مسلسل شعارات التجارة والنفاق والخداع.

مما يذكر بأن كل هؤلاء القادة والحكام الذين رفعوا شعار التحرير، تحرير القدس، ورمي دولة إسرائيل في البحر، تبين عملياً وواقعاً، ويتبين كل يوم أكثر وأكثر بأنهم جماعة تجارة بدماء شعوبهم، ودجل ونفاق وشعبوية.

فهؤلاء، وبدلاً من العمل لتحرير القدس، خربوا ودمروا بلدانهم، وقتلوا شعوبهم، وأفقروها وأذلوها وهجروها، بدءاً من جمال عبد الناصر وعرفات، ومروراً بالأسدين الأب والإبن، وبصدام والقذافي والملالي، وليس انتهاءً بالسيد حسن نصرالله وعصابته العجمية الإرهابية.

أما ما هو لبنانياً مزعج وخطير فعلاً في كلام نصرالله، فهو استهزاءه واستهتاره بالدولة اللبنانية وبحكامها وبدستورها وقد تمظهر هذا المفهوم اللالبناني والفوقي في السيناريو الذي نسبه لمسؤول لبناني لم يسميه عندما سأله عن حقيقة امتلاك حزب الله مصانع للصواريخ في لبنان، ومن ثم تهديده وقوله الوقح بما معناه بأنه هو فوق الدولة وهو من يقرر أكان في أمر بناء مصانع للأسلحة الصاروخية أو التفاوض مع إسرائيل بشأن الغاز والحدود.

وفي نفس السياق اللاغي للدولة اللبنانية هاجم نصرالله بوقاحة موقف لبنان الرسمي في قمتي الدول العربية والإسلامية لأنه لم يقف ضد الدول العربية ويؤيد الموقف الإيراني..

أما من هم من أهلنا في لبناننا المحتل من حكام وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب، من هم مع حزب الله ويمجدون احتلاله ويتلطون وراء دويلته وسلاحه لتحقيق أجندات شخصية وسلطوية ومالية على حساب وطنهم وأهلهم وهويتهم، فعليهم أن يستقيظوا من غيبوبتهم الإسخريوتية والطروادية ويعودوا إلى كنف الوطن قبل فوات الآوان، وقبل زمن مشرّق آت لا محالة، لا يفيد فيه لا المال ولا البكاء ولا التوبة ولا الندم.

في الخلاصة، فإن لبنان دولة محتلة، والمحتل هو حزب الله، ذراع إيران العسكرية والإرهابية..وبالتالي لا خلاص للبنان، ولا اصلاح اقتصادي ولا محاربة للفساد والفاسدين، ولا عودة لوضعية الاستقلال والسيادة والقرار الحر قبل إنهاء هذا الاحتلال.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

بعدن وراح يبقوا مضيعين طريق القدس لأنهم منافقين

الياس بجاني/31أيار/18

شي غريب فعلاً فكل الذين رفعوا شعار تحرير القدس من قادة العرب ومن قادة حركات ما يسمى تحرير ومنذ قيام دولة إسرائيل قد ضيعوا طريقها الحقيقي واستبدلوه بطرق محلية اجرامية ومذهبية من مثل "طريق القدس تمر من جونيه"، "وطرق القدس تمر من اليمن والشام".. كل هؤلاء الذين رفعوا شعار التحرير تبين أنهم دجالون ومجرمون ومنافقون وخربوا بلادهم وقتلوا شعوبهم بدءاً من عبد الناصر ومروراً بالأسدين وصدام والقذافي وليس انتهاءً بنصرالله.

 

ترى ما هي أسباب السجالات والخلافات التي لا تنتهي بين جعجع وباسيل؟!

الياس بجاني/30أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/75307/75307/

ترى هل مسلسل الخلافات والتناحر والسجالات والاتهامات ونبش القبور بين جعجع وباسيل “وزلمهما” وشركتي حزبيهما هو على إيجاد السبل الكفيلة لاستعادة أهلنا الأبطال اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000؟

ترى هل هو خلاف على كيفية التعاطي مع ملف أهلنا المعتقلين والمغيبين قسراً في سجون نظام الأسد؟

ترى هل هو خلاف على كيفية تنفيذ القرارين الدوليين 1701 و1559 واتفاق الطائف وتجريد حزب الله من سلاحه وحصر السلاح فقط بقوى الدولة الشرعية؟

ترى هل هو خلاف على سبل بسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل أرض لبنان وإنهاء الدويلات اللاهية والفلسطينية.. وما أكثرها؟

ترى هل هو خلاف على أنجح الوسائل لضبط الحدود مع سوريا وإقفال المعابر ال 140 غير الشرعية، وضبط المطار والمرفأ طبقاً للمعاير الأمنية الدولية؟

ترى هل هو خلاف على كيفية تأمين الأقساط المدرسية لأولاد العائلات المسيحية العاجزين عن توفيرها تحديداً؟

ترى هل هو خلاف على كيفية استعادة المواقع المسيحية في الدولة التي وضع حزب الله يده عليها؟

ترى هل هو خلاف على سبل عودة الآلاف من المغتربين وإعطاء الجنسية للمستحقين منهم؟

ترى هل هو خلاف على تأمين الشيخوخة والطبابة المجانية وحل كارثة العاطلين عن العمل؟

ترى هل هو خلاف على احترام حرية الرأي، وعلى كيفية التعامل مع وسائل الإعلام التي تستعمل لبنان ساحة لها لمهاجمة الدول العربية وللتسوّيق لمشاريع غير لبنانية؟

على الأكيد، والأكيد شي مليون مرة بأن كل هذه الملفات هي في قاطع وجعجع وباسيل هما في قاطع آخر… قاطع لا سيادي ولا إستقلالي ومشخصن ومحمل بأجندات وطموحات شخصية 100%.

ونعم، فإن حال ما قبل صفقة الخطأ والخطيئة هو غيره ما بعدها بما يخص أصحاب شركات الأحزاب ال 14 آذارية.

فأولويات هؤلاء ما بعد الصفقة التي داكشت الكراسي بالسيادة لم تعد لا الدستور، ولا القرارات الدولية الخاصة بلبنان، ولا المقاومة السلمية والحضارية لاحتلال حزب الله ودويلته وحروبه..

و”مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد

فبعد الصفقة، “تشقلب حالون وخطابهم فوقاني تحتاني” وأصبح جل همهم ومبتغاهم التسوّق الفاجر ودون خجل أو وجل لشعارات تعموية وذمية من مثل “الواقعية” و”وأم الصبي” و”الأمن والإستقرار” و”سلاح الحزب دولي وليس لبناني”، و”تركونا نهتم بأولويات الملفات المعيشية” و”هودي يلي ضد التسوية فاشلين وما بيطلع من أمرون شي” وغيرها العشرات من شعارات النفاق والهرطقة والتعمية والذمية الفاقعة.

وفي سياق “الشقلبي” أي الشرود والأكروباتية، نتذكر بأنه وقبل “صفقة الخطيئة” على سبيل المثال لا الحصر، كان تحديداً صاحب شركة حزب القوات، “الحكيم” يطل على اللبنانيين باستمرار من خلال مؤتمرات ومقابلات وأحاديث شبه اسبوعية ليتناول خطابات السيد نصرالله بالنقد وليفندها سيادياً ودستورياً، وكذلك كان يقارب كل حدث أو تطور يكون نجمه الحزب اللاهي، أو محور الشر الإيراني-السوري…أو جماعة 08 آذار

أما وفي زمننا الحالي، أي في زمن ما بعد “الصفقة” فإن “الحكيم” بشكل خاص يلتزم الصمت المطبق حول كل خطابات السيد، إضافة إلى صمت كصمت القبور حول كل ما له صلة مباشرة أو غير مباشرة بحزب الله محلياً وإقليمياً…علماً أنه وربعه من نواب واعلاميين وغيرهم كثر من المقربين لا يتوقفون عن توجيه الرسائل الإيجابية للحزب والإشادة بدوره الإصلاحي في ملف الفساد، في حين ان “الحكيم وربعه” كافة يعلمون جيداً أن الإحتلال، أي الحزب اللاهي، هو السبب الرئيسي لتفشي وإستمرار الفساد وأن لا علاج للفساد في ظل الإحتلال.

أما الرئيس سعد الحريري وشركة حزبه، “المستقبل” فقد وصل بهما أمر مساكنة احتلال حزب الله والتعايش الحكومي معه، والالتزام الكامل بشروط وبنود “الصفقة” إلى حد أن بيان “شركة تيار المستقبل” في 07 أيار الجاري قد غاب عنه أي ذكر لغزوة بيروت ويومها “المجيد”.

وبالعودة “للحكيم” وشركة حزبه فقد أصبحت إطلالات الرجل، كما كل تركيز أنشطة “زلمه” الإعلاميين مخصصة فقط وفقط على أجندة الصهر جبران الرئاسية والسلطوية، وعلى صراعات تناتش المغانم والحصص والمواقع معه..

وكأن لبنان قد تحرر، واستعاد بالكامل استقلاله وسيادته، وضبطت حدوده، ونفذت القرارات الدولية ومعهما اتفاق الطائف…وبالتالي الأولوية هي الصراع على كرسي بعبدا وعلى مواقع السلطة والمنافع.

من هنا وعلى خلفية هذا الشرود السيادي المخجل، وبهدف إلهاء الناس والتعمية على كوارث وفضائح وخيبات “خطيئة الصفقة” يتحفنا جعجع وباسيل “والزلم” من حولهما بمسلسل سجالات زجلية ومماحكات ومسرحيات إعلامية مملة لا تعني غير قليلة من مكونات المجتمع المسيحي تحديداً والشعب اللبناني عموماً..

هي زجليات ومماحكات إعلامية تافهة وغالباً ما تنحدر إلى مستوى دركي حيث يتم من خلالها نبش القبور…كما هو حاصل حالياً.

في الخلاصة فإن هذه السجالات الزجلية هي خطيرة للغاية لأنها تعموية وتلهي الناس وتبعد اهتماماتهم وتركيزهم عن واقع الاحتلال الملالوي، كما أنها تسعر وتشحن غرائز الحقد والكراهية وتسوّق للصنمية وللجهل وللتجهيل.

أما فيما يخص الصهر جبران وطحشاته الفجة على كل الجبهات ومع الجميع (باستثناء حزب الله) بهدف تحقيق أجندته الذاتية الزعاماتية وإشباع أطماعه ورغباته السلطوية، وبالرغم من أن مبغضيه هم عشرات المرات أكثر من محبه، فهو عملياً وعلى ما نرى سوف يستمر في الصعود والهيمنة وتصدر الساحات، وذلك لسبب بسيط ولكنه جوهري وهو بأن البدائل المارونية تحديداً وحتى يومنا هذا هي إما غير موجودة، أو أنها موجودة نظرياً، ولكنها عملياً وواقعاً هي تعيسة، وخائبة الرجاء، وفاقدة لإيمانها، وتاجرة بثقافتها, ولا تحترم المبادئ، ومثالها الأعلى هو عمنا وحبيبنا “الإسخريوتي” ما غيرو… والسلام.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

هم قعر الطنجرة المحروق

ايلي الحاج/فايسبوك/01 حزيران/2019

يا لها إهانة أن يربط أحد في الداخل أو الخارج بينك وبين جبران باسيل او ميشال عون أو من أيدهما وتحالف معهما لمجرد أنك لبناني، وماروني! كلا يا سادة،

هؤلاء يحبون الظهور في المقدمة لكنهم ليسوا صورة لبنان الحقيفية ولا هم "الموارنة" بالتأكيد على الأقل ليسوا جميعهم إنهم قعر الطنجرة المحروق.

 

فيديو مداخلة جريئة وسيادية من قناة الحدث لوزير العدل اللبناني السابق اللواء أشرف ريفي يرد فيها على تهجم نصرالله على موقف الحريري في مؤتمر القمة

https://www.youtube.com/watch?v=YlZcKPGCkTg&fbclid=IwAR05XbXgME668azg88nl1dCF2BwBB-qT1A39EVtf6r_bFc-zAd--TJFVbbA

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للنائب مروان حمادة تتناول هرطقات خطاب نصرالله

https://www.youtube.com/watch?v=EezvPDKcy_s&t=3s

 

فيديو مداخلة من قناة سكاي نيوز للصحافي طوني أبي نجم تتناول هرطقات خطاب نصرالله

https://www.youtube.com/watch?v=YEbw4b9Bwxs

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث النائب السابق أنطوان تتناول هرطقات خطاب نصرالله

https://www.youtube.com/watch?v=_uvFcT8bLQ8

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي لقمان سليم تتناول هرطقات خطاب نصرالله

https://www.youtube.com/watch?v=D3XS97sIyPA

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي حنا صالح تتناول هرطقات خطاب نصرالله

https://www.youtube.com/watch?v=Ssb1gBqgPMg

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي أحمد عياش تتناول هرطقات خطاب نصرالله

https://www.youtube.com/watch?v=UaIeezkNezU

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للامين العام للمجلس الأسلامي العربي السيد محمد علي الحسيني تتناول مؤتمر القمة وموقفه ضد إيران

https://www.youtube.com/watch?v=vyaQI4CXR5o&t=62s

 

لبنان يحتاج لرجال في مراكز القرار وأنتم لستم أهلاً للحكم

خليل حلو/فايسبوك/01 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75387/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%84%D9%88-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D8%A7%D8%AC-%D9%84%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%82/

التصعيد هو سيد الموقف في أزمة الخليج ومقررات القمة العربية التي لم يعترض عليها سوى العراق تدل للمرة الأولى منذ زمن بعيد على تضامن عربي واسع، سوريا النظام خارجه وخارج الجامعة العربية، والعراق خارجه وهو المنقسم بين حشد شعبي متحالف مع إيران وقوى متعددة الطوائف مناهضة لها.

لبنان الذي مثله الرئيس سعد الحريري لم يعترض على مقررات القمة حتى هذه الساعة وهذا أمر جيد جداً ولكن لبنان تحت النفوذ الإيراني وكافة الأحزاب المشاركة في الحكومة وفي التسوية الرئاسية سائرة تحت هذا السقف.

هل ستصمد هذه التسوية؟

الأرجح نعم لأن الجميع في ركاب حزب الله وإيران طوعاً أو قسراً وموقف حزب الله من القمة سيكون واضحاً كما كان دائماً فماذا سيكون موقف رئيس الجمهورية ورئيسي الحكومة والمجلس والأحزاب المشاركة في الحكومة ولا سيما القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي؟ ...

هناك إحتمالان:

أما إنقسام حكومي وهنا تطير التسوية وندخل في مرحلة جديدة وهذا مستبعد،

أما سيلعب الحريري ومعه باسيل وعون والأخرين الجمباز مجدداً وهذا ما برعوا به ويضيعون ويضيـّـعون الناس،

والسؤال لهم: بين المحاور المتعددة في المنطقة والعالم أنتم أين؟

لا تخبرونا عن التحييد فأنتم بعيدون عنه كل البعد!

الواقع أنكم في محور إيران وتحاولون التذاكي على العرب وعلى واشنطن، وهذا ما تفعلونه دائماً،

وكأن صانعي القرار في العالم العربي وفي واشنطن بالنسبة لكم هم مخاتير أحياء أو مخاتير قرى نائية!

يمكنكم أن تدولبوهم!

أنتم لستم أهلاً لحكم هذا البلد ووجودكم في الحكم في هكذا ظرف يخيفني لقلة كفائتكم وفشلكم الذريع في وقت يحتاج به لبنان لرجال في مراكز القرار!

لن نتحدث عن الموازنة وما رافقها من أكاذيب وإهانات بحق العسكريين!

ولن نتحدث عن قضية زياد عيتاني الذي فبركتم فيه ما لم يفبركه غازي كنعان ورستم غزالة!

لن نتحدث كيف طيـّـرتم 14 آذار بإيديكم وخذلتم نصف الشعب اللبناني بعد انتفاضة الإستقلال في العام 2005.

هذا فيض من غيض يقال فيكم يا سادة في وقت يغلي فيه العالم،

وفي وقت نحن فيه على حافة حروب وأزمات وأنتم تديرون البلد مثلما تدار المجالس الإختيارية مع إحترامي الكامل للمخاتير الذين يعرفون حدودهم وحدود وظيفتهم والذين تسود فيهم طيبة ليست فيكم!

عاش لبنان سيداً حراً مستقلاً

 

ريفي عن قضية عيتاني: الحكم للضمير والتاريخ

السبت 01 حزيران 2019 / وطنية - أصدر الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، بيانا قال فيه: "أثرت قضية زياد عيتاني عندما تأكدت أن تهمته مفبركة وكان استهدافه سيتوسع ليشمل آخرين منهم مستشاري أسعد بشارة والصحافي زياد عيتاني وصحافيون وكتاب رأي، ما يعني استهدافي شخصيا".

أضاف: "أتمنى على الجميع، رغم ما تعرضنا من ناكري الجميل، أن يحترموا حق المحامين في الدفاع، فقضيتنا الأساسية أن مواطنا اعتدي على كرامته وأمنه، وأن بعض القضاء ترك بصمة مخجلة في تاريخ لبنان".وختم: "ليكن هدفنا تقويم هذا الاعوجاج وحماية الحريات العامة والخاصة، ولنتفاد فتح معارك جانبية، أما محامي الدفاع وخصوصا الصديق رشيد درباس الذي لطالما كان داعما لقضايانا في كل المجالات، فقد اختاروا هذا الملف، وحقهم لا يمس، أما الحكم فللضمير والتاريخ".

 

قدماء القوى المسلحة: ما قاله قائد الجيش اليوم صرخة مدوية

السبت 01 حزيران 2019 /وطنية - رأت "رابطة قدماء القوى المسلحة"، في بيان، أن ما قاله قائد الجيش العماد جوزاف عون، خلال زيارته متحف الرئيس فؤاد شهاب "صرخة مدوية يطلقها حامل أمانة الدفاع عن حدود الوطن وأمنه واستقراره، بعدما باتت أرقام موازنة الجيش مباحة مستباحة وكأن المقصود إقناع الرأي العام بأن الجيش يتحمل سبب المديونية العامة على حد ما جاء في كلمة القائد". وإذ أيدت كلمة العماد عون "بكل تفاصيلها ودقائقها"، أعلنت "باسم جميع العسكريين المتقاعدين أنها تقف وراءه وتشد على يده، وهي رهن إشارته في مسيرة الدفاع عن حقوق العسكريين في الخدمة الفعلية والمتقاعدين وعن معنوياتهم التي هي أغلى من أي راتب"

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 1/6/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

موقف مرفوض ومدان، هذا ما قاله الأمين العام ل"حزب الله" عن موقف لبنان في القمة العربية، والذي عبر عنه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

أوساط سياسية قللت من تفاعل الموقفين، وقالت إن بيانات القمم الخليجية والعربية والإسلامية كانت مترابطة، وإنها أنتجت الموقف الأهم وهو نصرة فلسطين ورفض "صفقة القرن" والتمسك بأراضي الـ 67، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.

هذا ما شارك به الرئيس الحريري، وهو نصر عربي وإسلامي. أما الموقف من إيران، فأتى في سياق الموقف الأميركي الداعي إلى وقف نشر الفوضى في المنطقة.

ويبقى الموقف الإيراني معبرا أيضا في الدعوة إلى معاهدة مع دول الخليج تحفظ الأمن والإستقرار.

لكن الأمر يحتاج إلى معاهدة أوسع تأخذ في الحسبان أذرع إيران خارج الخليج أيضا، وهو ما شددت عليه أوساط بعض المشاركين في قمم مكة المكرمة.

محليا، تفاعلت المواقف واختلطت بين ما جرى في المحكمة العسكرية وما يجري بين رئيس "التيار الوطني الحر" وكل من تيار "المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" وحركة "أمل". هذا الأمر قد يؤزم الوضع السياسي، في غمرة الإستعدادات لموسم السياحة الصيفي.

بداية من المحكمة العسكرية والقرار المتعلق بالمقدم سوزان الحاج، والرد والرد المضاد من الأمين العام لتيار "المستقبل" ووزير الدفاع، آخره للوزير بو صعب الذي ذكر الحريري بأنه لم يتنصت على التسجيلات لأنها عرضت امام الجميع في قاعة المحكمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

انفجرت "القلوب المليانة" بين التيارين الأزرق والبرتقالي، بفعل ما رسمه كل تيار من خطوط حمراء ولدت توترا عاليا لم يعد بالإمكان تمريره تحت الأرض، وأين منه وصلة المنصورية؟.

الشعرة التي قصمت ظهر العلاقة كانت تبرئة سوزان الحاج، بعد تراشق في المواقف تراكم وكبر يوما بعد يوم ككرة ثلج، وآخره ما سرب من كلام للوزير جبران باسيل عن السنة السياسية ومطالبته باستعادة ما وصفه بالحقوق والمكتسبات.

تيار "المستقبل" اعتبر أن الحكم الصادر في قضية الحاج، بمثابة ضربة كبيرة له ولفرع المعلومات والمدير العام لقوى الأمن الداخلي، فوضع وزير الدفاع الياس بو صعب في قفص الاتهام، معتمدا على ما رأى فيه أكثر من بينة هي: الضغط على المحكمة العسكرية، تبديل وجهة التحقيق والتدخل بمجرياته، وتغطية ممارسات قاض متهور والإساءة لكرامة ضباط لبنانيين، وفق توصيف أحمد الحريري، الذي جاءه رد مطول من وزير الدفاع الياس بو صعب ختمه بالحكمة القائلة: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.

والحكمة بالحكمة ردها أمين عام تيار "المستقبل" أحمد الحريري، بالرد على بو صعب قائلا "لسانك حصانك إن صنته صانك". الأمر الذي ينذر بردود وسجال مفتوح بين التيارين.

وربطا بتوتر التيارين، غرد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، منتقدا التفاهمات الجيوكهربائية في أروقة باريس قبل انتخاب الرئيس ميشال عون، ثم رأى أن التقنين التوتيري أفضل، فحذف تغريدته التي رأى فيها أيضا أن العهد الواعد يتخبط نتيجة الغرور للشهوة الرئاسية للبعض وصمت الآخرين، معتبرا أن الموازنة هي خير تعبير عن هذه التفاهمات الجيوكهربائية وقد غابت الهيئة الناظمة للكهرباء ودفن معها أمل الإصلاح.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

قد تكون زلة سياسية، وربما تكون مقصودة، للإمعان في اجتياح القوانين والأعراف والصلاحيات. فقد كشف وزير الدفاع الياس بو صعب تدخله في ارتكاب الحكم المفبرك في قضية الفنان زياد عيتاني، التي أدخلته السجن لخمسة أشهر.

وزير الدفاع قدم اعترافا للبنانيين عن تدخله الفاضح في الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية، في مقابلة مع موقع "ليبانون ديبايت"، وهو الأمر الذي طرح جملة من الأسئلة: هل زيارة وزير الدفاع إلى مقر المحكمة العسكرية قبل أربع وعشرين ساعة من صدور الحكم كانت صدفة؟، هل تدخل وزير الدفاع جاء بناء على طلب سياسي أم لغايات شخصية؟.

كيف تحول مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس من مدع في قضية الفبركة إلى مدافع عن المدعى عليها في القضية؟. ماذا عن الكلام المتداول عن ورود اسم القاضي في ملفات فساد وامتناعه عن المثول أمام هيئة التفتيش القضائي؟. لماذا الحكم المفبرك، والوزير يقر بملف تم تركيبه وفبركته، لم يتطرق إلى جهاز أمن الدولة الذي اعتقل وأوقف زياد عيتاني؟. هل هناك مسؤولية تقع على رئيس الجهاز والضباط والعناصر الذين تولوا التحقيق، وهل تمت محاسبتهم؟.

ماذا يعني أن تصل البلاد إلى حد اعتراف وزير الدفاع بالتدخل في عمل المحكمة العسكرية؟، هل بات اللعب على المكشوف إلى هذه الدرجة؟، وما هي الرسالة التي نبعثها إلى المواطنين؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

معادلات على مستوى المرحلة وأبعد من استراتيجيات المنطقة، حملها خطاب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في يوم القدس العالمي.

وعلى قدر المناسبة التي أتمت الأربعين منتصرة ومظفرة، ومن وحي حكمة مطلقها الامام الخميني قدس سره، رفع السيد نصرالله التحدي الواثق بوجه التهديدات الأميركية والصهيونية، مخاطبا واشنطن وتل أبيب وعواصم التآمر العربي بلغة يحسب لها حسابات جديدة: ستباد المصالح الأميركية وتدفع اسرائيل وآل سعود الثمن ويرتفع سعر النفط ويسقط ترامب في الانتخابات في حال شنوا الحرب على ايران.

بدقة الصواريخ الدقيقة أصابت مواقف السيد نصرالله ضغوط واشنطن على لبنان في ملف الترسيم البحري والبري، وتجاوزها حدود ما سميت وساطة ساترفيلد، وأي اصرار على مواصلة الاتهامات ضد المقاومة والتفكير بالاعتداء عليها فله أجوبة سريعة والصاع قد يرد بصاعين، وإن أصر الأميركي على الكلام بالصواريخ الدقيقة فسنؤسس لها مصنعا في لبنان، حسم السيد نصرالله.

هي المقاومة التي اختبرت قوتها وتعرف قدراتها جيدا، وتدرك حجم فعاليتها في تغيير وجه المنطقة إن تمادى الأعداء ضدها، وهي مع ايران القوية والمقاومة في فلسطين وجيش اليمن ولجانه، وسوريا الصامدة والعراق المنتصر على الأميركيين والارهابيين، يضعون صفقة ترامب في مهب الفشل والسقوط، وفي ذلك قال الأمين العام ل"حزب الله" كلمته: إنها صفقة الباطل وتضييع الحقوق والمقدسات، والمسؤولية واضحة بضرورة مواجهتها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

"إذا كان الكلام من فضة... فالسكوت من ذهب". كم ينطبق هذا القول الذي ختم به وزير الدفاع الياس بو صعب بيان مكتبه الإعلامي الذي خصص للرد على اتهامات الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري، على عدد لا يستهان به من الأصوات التي علت منذ أيام، مطلقة شائعة من هنا، وتحريضا من هناك، من دون أن يتضح للرأي العام حتى اللحظة، لمصلحة من يتم كل ذلك، ومن هي فعلا الجهة المستفيدة من كل هذا الدس الذي لا أساس له، سوى في مخيلة البعض، أو نواياهم المبيتة.

لن نتوقف عند تفاصيل الحملة ضد الوزير جبران باسيل، والتي انطلقت من تحريف متعمد جرى توضيحه، وتسريب مغلوط تم نفيه، فالرد المناسب، وعد به رئيس "التيار الوطني الحر" غدا، خلال جولته المقررة مسبقا على قضاء بعبدا، من ضمن جولاته على مختلف الأقضية اللبنانية.

أما وزير الدفاع الوطني، فرد ببيان مفصل على ما طاله من اتهامات، داعيا الأمين العام لتيار "المستقبل" والجهة التي يمثلها، إلى التمتع بجرأة إعلام الرأي العام عن الجهة التي سربت تسجيلات صوتية، يفترض ان تكون ملك القضاء والأجهزة الأمنية، ثم تجزئة هذه التسجيلات على نحو يخدم أهداف الجهة التي ضغطت على ضباط المحكمة العسكرية، وحجبت أجزاء أخرى من التسجيلات، تدين ممارساتها وتؤكد على ضغوطاتها. مستغربا كيف تتم الإشادة بهيئة المحكمة العسكرية حين تكون أحكامها مناسبة لتوجهات هذا الطرف أو ذاك، وعندما تكون الأحكام غير مناسبة للجهة نفسها، تهاجم المحكمة ويتم التعرض لكرامة قضاتها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنها جمهورية اللامعقول، وفي جمهوريةاللامعقول يمكن توقع أي أمر، ويمكن حصول أي أمر. آخر ما حصل في جمهورية اللامعقول بين الأمس واليوم، ثلاثة أمور كبيرة وغريبة، الأمر الأول اعتبار السيد حسن نصرالله موقف الوفد اللبناني في مكة مرفوض ومدان، ولا يمثل لبنان بل يمثل فقط الأحزاب التي ينتمي اليها أفراد الوفد.

ما قاله نصرالله كبير وخطير، فإذا كان رئيس حكومة لبنان لا يمثل لبنان فمن يمثله إذن، وإذا كان رئيس حكومة مشكوك بشرعية تمثيله، فلما لا يدعو نصرالله وزراء "حزب الله" للاستقالة من حكومة لا يعترف بشرعية تمثيل رئيسها. والأخطر، إذا كانت الحكومة اللبنانية بشخص رئيسها لا يحق لها أن تتكلم باسم لبنان في المنتديات الأقليمية والدولية، فلمن يجير هذا الحق، هل ل"حزب الله" أم للدولة الراعية الداعمة والحاضنة له، والتي هي على خلافات جوهرية استراتيجية مع معظم الدول العربية وشعوب المنطقة؟.

الأمر الثاني المستغرب في جمهورية اللامعقول، التراشق السياسي الفضائحي على خلفية حكم قضائي صدر عن المحكمة العسكرية. اللافت في التراشق المذكور أنه يثبت مرة جديدة كم أن السياسيين والمسؤولين لا يؤمنون بالقضاء ولا بأحكامه ولا بآليات القانون، فبمعزل عن الإشكالية التي قد تكون أحاطت بالحكم الصادر، فإن المطلوب إبقاء القضاء بعيدا عن السياسة والتسييس منعا لضرب السلطة الثالثة.

يبقى الأمر الثالث، فمنذ شهر وأساتذة الجامعة اللبنانية يضربون والقضاة معتكفون والحكومة لا تسأل ولا تهتم. واليوم انضم إلى المعترضين الجيش اللبناني من خلال قائده، العماد جوزيف عون كشف بكل صراحة أنه لن يترك للجيش تحديد نفقاته، بحيث باتت أرقام موازنته مباحة ومستباحة، ما ينذر بانعكسات سلبية على المؤسسة العسكرية ويضرب هيكليتها.

إن ما قاله الصامت الأكبر، قائد الجيش، معبر وخطير جدا، وهو يتزامن مع ما تكشفه ال"mtv" من سلب للدولة تحت مسمى هيئة الإشراف على الإنتخابات، فبئس جمهورية تحرم جيشها ما يحتاجه، لتهدر أموال شعبها على محظيين ومنتفعين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لعل الجملة الأكثر تعبيرا عن واقع "حرب الهجاء المتبادلة"، هي الجملة التي وردت في بيان المصادر المقربة من الرئيس الحريري، وهي أن "سياسة ورقة التين لم تعد تنفع".

هذا إقرار بأن المسؤولين استخدموا ورقة التين لستر عري أدائهم ومواقفهم، والتي جعلت ما يجري "مسخرة" لهول ما تستخدم فيه من فضائح تتضمنها البيانات والمواقف.

الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري أسقط ورقة تين، فخاطب وزير الدفاع الياس بو صعب بالقول: "أنت متهم بتخريب مسار قضائي وتغطية ممارسات قاض متهور والاساءة لكرامة ضباط لبنانيين".

يأتي رد الوزير بو صعب فيسقط ورقة تين فضائحية بكشفه أن ضباطا في المحكمة العسكرية استدعوا إلى مكتب مسؤول أمني رفيع وتم إذلالهم وانتظروا مقابلة هذا المسؤول ثلاث ساعات، ثم طلب منهم المغادرة من دون أن يحصلوا على شرف لقاء هذا المسؤول بعدما أسمعوا كلاما قاسيا فيه الكثير من اللوم والاهانة بحق كرامتهم وشرفهم العسكري.

هكذا، شركاء السلطة يتبادلون الفضائح، فهل سقطت التسوية الرئاسية؟، أو هي ترنحت؟، أو هي بحاجة إلى جرعة تفاهم غير متوافرة؟.

رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" لامس هذا الواقع من خلال تغريدة قال فيها: "لم نكن لنصل إلى هذه الحالة من التردي والاستفراد لولا التفاهمات الجيوكهربائية في أروقة باريس قبل انتخاب الرئيس عون"، في إشارة إلى ما حكي عن لقاءات في باريس بين "المستقبل" والوزير باسيل والتي أدت إلى "التسوية الرئاسية".

لكن أين الوضع اليوم من هذه التسوية التي يخشى أن تكون قد تحولت بدورها إلى ورقة تين؟. في خضم هذه الأهوال، هل من يتذكر أن هناك موازنة يبدأ تشريحها الإثنين؟.

في مقابل أوراق التين، ورقة المؤسسة العسكرية في يد قائد الجيش الذي اختار منصة الرئيس فؤاد شهاب ليقول: "لم يترك للجيش خيار تحديد نفقاته، وباتت أرقام موازنته مباحة ومستباحة من قبل القاصي والداني". ويتابع: "إن ما أنجزته المؤسسة العسكرية أخيرا في محاربة الفساد والرشاوى والتدخلات في شؤونها الداخلية، يجب تحصينه".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

شكل دولة ونظام عشيرة، ففي مضارب بني لبنان يسحل القضاء تحت المطرقة السياسية. تتصارع الأجهزة فتحتمي كل تحت خطها الأحمر، وباني مجدها سياسيا بخلفية طائفية، وبتعبير أمسك النائب جميل السيد بوصفه الدقيق، فإننا أمام مجموعة ضباع على جثة ما تبقى من دولة.

ويقود الحوار الزاجل بين وزير الدفاع والأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري إلى تأكيد هذه الصورة. فالوزير تدخل في حكم العسكرية لمنع التدخل، والأمين العام للتيار الأزرق يضبط الوزير بالتصريح المشهود، لما للحريري من خبرات بالمساهمات القضائية.

وحفلات "المخمس مردود" بين الوزير والأمين، جاءت على خلفية البراءة الرهيبة للمقدم سوزان الحاج من ملف ظهر أن الجمهور وحده متورط فيه وأن السلطة، إلى أي تيار انتمت، سوف تشتري اسمهما في القضاء، وهي الحال منذ شادي المولوي وتوابعه إلى قضية سوزان- غبش- عيتاني اليوم، ولا أحد منزه عن التدخل.

وجدل الرد اليوم، طغت سحبه على نقاش الموازنة الموعودة الاثنين بأولى جلسات "الشوي على الفحم" لدى رئيس لجنة المال إبراهيم كنعان. وحيال الموازنة تنتظر "القوات" بالدور لتقديم مقاربتها، بعدما جرى صدها في مجلس الوزراء، وأعلن النائب جورج عدوان ل"الجديد" طرح معادلة الموازنة "من فوق لتحت" وليس العكس، كما جرى في جلسات الحكومة. وأطلق عدوان التعبئة العامة لنقاش يتطلع إلى الأرقام الكبيرة وليس إلى رغيف الناس، كاشفا أن قطاع الجمارك وحده يحصل سنويا ما يربو على ستمئة مليون دولار، والتهرب الضريبي يبلغ مليارا ومئتي مليون، منتقدا فلتان ال "بور" الذي يعد بلا رقابة، ومغارة الاتصالات التي هدرت سابقا أكثر من أربعة مليارات دولار لا نعرف كيف صرفت. وبأمر يوم مالي، خرج قائد الجيش العماد جوزف عون عن صمت العسكر، منتقدا ما يتعرض له الجيش من حملات تستهدف بنيته ومعنويات عسكرييه. وقال إنه ومنذ انطلاق مناقشة الموازنة التي بدت مجحفة بحق المؤسسة العسكرية، تكشفت نيات استهداف طاولت من هم في الخدمة الفعلية ومن تقاعدوا بعدما قدموا حياتهم خدمة لبزة الشرف والتضحية والوفاء. ولم يترك للجيش خيار تحديد نفقاته، وباتت أرقام موازنته مباحة ومستباحة من قبل القاصي والداني، وعرضة للتحليلات والنقاشات، وكأن المقصود إقناع الرأي العام بأن الجيش يتحمل سبب المديونية العامة.

وبتقشف يطاول خواء الدولة من رجال الدولة، حلت اليوم الذكرى الثانية والثلاثون لاغتيال الرئيس رشيد كرامي الذي استشهد وهو على قيد رئاسة الحكومة وظل استهدافه في السماء جرحا على أرض الوطن. واليوم أنبأه الوريث السياسي النائب فيصل كرامي أن مدينته طرابلس ليست بخير وتحولت إلى صناديق دماء وانتخاب ولوائح شطب وصارت تشترى أصوات المدينة بالمال الحرام والتحريض والفتن، منتقدا قاتل الرشيد الذي لا يزال مشروعا.

طرابلس ليست بخير، لكن الأمة الإسلامية أمست على خير وموقف ينتصر لفلسطين بخلاف القمم العربية مترهلة القرارات. سبع وخمسون دولة إسلامية اجتمعت في مكة وخرجت ببيان ختامي نظر هذه المرة إلى فلسطين من رؤية عروبية تتطلع إلى استعادة الحق والعاصمة، فقادة منظمة التعاون الإسلامي أعلنوا من مكة مركزية قضية فلسطين والقدس الشريف، وجددوا دعمهم للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف. ودانوا الاعتراف بالقدس عاصمة مزعومة لإسرائيل، ورفضوا أي مقترح للتسوية السلمية لا يتوافق والحقوق المشروعة. دعموا السلطة ورفضوا "صفقة القرن". وامتدادا إلى لبنان، أكدت القمة توفير الدعم السياسي والاقتصادي للحكومة. كما اعترف المؤتر بحق لبنان في استكمال تحرير كامل أراضيه المحتلة. وبناء على ما صدر: "هكذا يكون العرب".

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت اليوم السبت الاول من حزيران 2019

النهار

تجتمع اللجنة المشتركة اللبنانية السعودية بعد عيد الفطر لتوقيع عدد من الاتفاقات بين البلدين بعدما تم إعدادها في مرحلة سابقة.

تردد أن محكمة التمييز العسكرية لا تزال تنتظر إيداعها ملف الحاج - غبش المتأخر لدى مفوض الحكومة القاضي بيتر جرمانوس.

لوحظ أن أساتذة الجامعة اللبنانية اعتصموا مع أنفسهم أمس في غياب نقابات فاعلة في البلد لم تلب نداء رابطة الاساتذة المتفرغين.

البناء

قالت مصادر إيرانية إعلامية إنّ تزامن القمة الإسلامية مع يوم القدس العالمي الذي دعا إليه الإمام الخميني وتحييه إيران سنوياً ومعها عشرات عواصم العالم وفي المقدّمة يحييه الفلسطينيون في القدس والضفة وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48، شكل إحراجاً للوفود المشاركة في القمة الإسلامية وفرصة مناسبة لوفود أخرى، خصوصاً انّ القمة تأسّست رداً على إحراق المسجد الأقصى عام 69 ما فرض حضوراً للقدس على القمة تفوّق على محاولات العداء لإيران وربما يجعل القمة نوعاً من الإحياء ليوم القدس لا يريده أصحابها…!

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية العلاقة بين حزب وتيار عادت إلى نقطة الصفر خصوصاً لدى قواعدهما الشعبية.

سألت أوساط سياسية عن الذين تم توظيفهم بشكل غير قانوني وقد تم الإعلان عنهم واعتبرت أن المهم أكثر إعلان أسماء الأشخاص الذين وظَّفوهم وهم مَن يستحق المساءلة.

يتخوّف مرجع بارز بمن العودة إلى التأخير في إقرار الموازنة في جلسات مناقشتها في مجلس النواب كما حصل على طاولة مجلس الوزراء.

اللواء

همس

جرت اتصالات عاجلة لإحتواء تداعيات "كلام سياسي" من عيار غير مألوف، وتأثيراته المباشرة على "التسوية الراهنة".

غمز

يتجه تيّار سياسي إلى عدم السكوت عن تجاوزات من أطراف سياسية عدّة، بما في ذلك استهداف كوادره في الإدارات والوزارات.

لغز

يسجل مرجع كبير عتباً على قطاعات نقابية لإبتعادها عن التواصل الإيجابي، لمعالجة مشتركة للمطالب والحقوق الأخرى!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

«الصواريخ الدقيقة» كلمة السرّ للحرب المقبلة مع «إسرائيل»

وسام الأمين /جنوبية/02 حزيران/2019

ورد في المقطع الأخير لخطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في يوم القدس أمس، كلاماً خطيراً يعتبره المحللون أنه يمكن أن يكون ذريعة مثالية لإسرائيل من أجل البدء بشن حرب على لبنان وحزب الله على نسق حرب تموز 2006. والكلام كما ورد في خطاب السيد نصر الله يعترف بامتلاك “صواريخ دقيقة” تطال كل الأهداف المطلوبة في إسرائيل وتغيّر وجه المنطقة ومعادلاتها، وأنه منذ الآن لن يقبل أن يسأل الأميركيون وغيرهم عن هذه المصانع في لبنان! ومن المعروف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان أول من استخدم مصطلح الصواريخ الدقيقة قبل أشهر نهاية العام الماصي عندما أعلن أن “حزب الله يمتلك بضع عشرات من الصواريخ الدقيقة التوجيه لأنه أغلق مصانع لإنتاج هذه الصواريخ بعد أن كشفتها إسرائيل في أيلول العام الماضي”. سؤالان يفرضان نفسهما الآن: لماذا وافق حزب الله حينها على إقفال المصنع الذي كان الإسرائيليون قد كشفوه قرب مطار بيروت الدولي، ولماذا لا يريد السيد نصر الله الآن الحديث عن موضوع “الصواريخ الدقيقة” ويعتبرها حقاً للمقاومة؟ واستطراداً يأتي السؤال الثاني: لماذا تعلن إيران أنها لن تبدأ بحرب مع أميركا رغم حصارها النفطي لها وتبرّد جبهة الخليج في حين أن جبهة لبنان وجنوبه بدأ أمين عام حزب الله بتسخينها أمس؟! والمعلوم أن إسرائيل أرسلت إلى لبنان أنه لا يعنيها آلاف الصواريخ التي يمتلكها حزب الله لأنها لا تشكل خطراً استراتيجياً عليها وأن ما يعنيها فقط “الصواريخ الدقيقة” ذات المدى البعيد التي يمكن أن تطال أماكن حساسة على أراضيها، وأن الدولة العبرية لن تتسامح مع حزب الله إذا أصرّ على امتلاك وصناعة أعداد كبيرة من هذه الصواريخ؟

هل يكون الجواب بالحرب القادمة صيف هذا العام كما كانت قد سرّبت صحيفة الراي الكويتية نقلاً عن كلام نصرالله وجّهه لكوادر حزبه؟ وهل ستكون “الصواريخ الدقيقة” هل كلمة السرّ لحرب تموز جديدة أو ربما تكون في آب أو أيلول؟ إسرائيل لا تعوّل على الأقوال، وسوف تراقب وتكشف المصانع والمخابئ كما عوّدتنا، وإذا صح كلام نصر الله وبدأت الصواريخ الدقيقة تتكاثر وتُخزّن، فإن ذريعة مجانية لإسرائيل ستقدَّم لها من أجل شن عدوان جديد على لبنان، عدوان سيكون مباركاً من الجمهورية الإسلامية  لأنه سيكون دفع بلاء عنها، وهي التي برهنت طيلة أربعين عاماً بعد انتصار ثورتها الإسلامية، عن حرصها على عدم الانجرار لحرب كبرى تدمر مرافقها الحيوية العسكرية المدنية، مستعينة بالحرب بالوكالة عبر حزب الله وغيره من مليشياتها الموجودة في بلادنا العربية، التي تؤمن لطهران مقعدا مع الكبار تستغله للتفاوض من اجل تحسين مركزها الاقليمي وفك الحصار الاقتصادي الذي تفرضه عليها اميركا منذ سنوات.

 

نديم الجميل استغرب عدم الرد رسميا على نصرالله

السبت 01 حزيران 2019 /وطنية - غرد النائب نديم الجميل عبر حسابه على تويتر قائلا:"نستغرب عدم الرد من "لبنان الرسمي" بعد أن نصّب نفسه السيد نصرالله مرشداً للجمهورية اللبنانية الذي هو امر مرفوض ومدان لكن اين موقف رئيس الجمهورية من هذه التجاوزات والتعديات على موقف "لبنان الرسمي"؟

 

صيغة للتجنيس... هل تناسب الأم اللبنانية؟

المركزية/01 حزيران/2019 /في بلد تحكمه التوازنات كلبنان، يتحول كل ملف اجتماعي الى قضية رأي عام ينقسم حولها الشعب اللبناني. منح الام اللبنانية جنسيتها لاولادها، ملف شائك تختلط فيه المعايير الانسانية والحقوقية، بأخرى طائفية واجتماعية، وتتجاذبه وجهتا نظر تنطلقان من الدستور ولكن لكل منهما أسس مختلفة. فالأطراف الداعمة للقضية، تتسلح بالفقرة "ج" من مقدمة الدستور التي تدعو الى المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين من دون تمايز أو تفضيل. كذلك الفريق المناوئ، يستند الى الفقرة "ط" التي ترفض التوطين، معتبراً أن منح الام جنسيتها لاولادها يخلّ بالتوازن الديموغرافي.

مع تسليم رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز اقتراحها في هذا الإطار الى رئاسة الحكومة، يصل عدد القوانين المقترحة إلى خمسة، إضافة الى اقتراحات: رئيسة لجنة المراة والطفل النائبة عناية عزالدين، عضو "كتلة المستقبل" النائبة رولا الطبش، كتلة "اللقاء الديمقراطي"، والوزير جبران باسيل، فهل ستبصر أي منها النور؟ بحسب أحد خبراء الاحصاء "لا يوجد رقم دقيق لعدد اللبنانيات المتزوجات من عربي او اجنبي، ففيما يتم التداول برقم يُعتقد أنه الاصح ويقارب الـ ٤٠ ألفا (مع الاولاد والازواج يبلغ العدد ٢٢٠الفا)، تشير تقديرات إحدى اللجان الحكومية التي تولّت دراسة الملف الى أن عددهن يصل الى ٧٦ ألفا (٣٨٠ الف مع الاولاد والازواج). ويتوزعن على الطوائف على الشكل التالي: ٨٥% مسلمات و١٥% مسيحيات"، مضيفا عبر "المركزية" أن "التعداد العام للسكان الفلسطينيين الذي اجرته لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني يكشف ان عدد اللبنانيات المتزوجات من فلسطينيين هو ٣٧٠٧".

ويقول "العدد الاكبر من المستفيدين في حال إقرار القانون هم المسلمون، فمن أصل  ٢٢٠ الفا مستفيد هناك ٣٠ ألف مسيحي مقابل ١٩٠ الف مسلم، الامر الذي سيفاقم الخلل العددي بين الطائفتين".

وتعليقا على الاقتراحات المقدمة، أشار الى أن "اقتراح الوزير جبران باسيل لا يشمل اللبنانيات المتزوجات من دول مجاورة اي سوريا وفلسطين والاردن ومصر. أما اقتراح الهيئة الوطنية لشؤون المرأة فيشمل الاولاد القاصرين فقط، فيصبح هناك أخوان من نفس الام والاب، القاصر يحمل الجنسية والبالغ لا"، داعيا الى "اعتماد صيغة قانونية كتلك المطبقة في الاردن وسوريا، حيث  يحصل الاولاد على جنسية، ولكن تكون خاصة لا تعطي حاملها حق الاقتراع أو العمل في الدولة". من جهتها، شددت الطبش على "حق الأم اللبنانية اعطاء الجنسية لاولادها اسوة بالأب، وهذا الامر لا علاقة له بالتوطين لا من قريب ولا من بعيد"، متسائلة "لماذا هذا التمييز بين المرأة والرجل؟ ولماذا اعطاء الجنسية لاولاد الام يمس بالتوطين وبالنسبة للاب ليس كذلك؟"، منددة بـ"اعتماد البعض سياسة التخويف من التوطين والديمغرافيا والطائفية". ولفتت الى أن "الاعداد ليست بالضخامة التي يتحدث عنها البعض، فعدد النساء المتزوجات من أجانب أقل بكثير من الرجال المتزوجين بأجنبيات". ودعت "مجلس النواب الى مناقشة كل الاقتراحات المقدمة حول القانون، للخروج بصيغة نهائية تحظى بتوافق الجميع، وتعطي المرأة اللبنانية حقها"، معتبرة أن  "اقتراح الهيئة الوطنية يعتبر خطوة ايجابية على رغم الثغرات الموجودة فيه، ويهمنا أن نحظى بدعم من رئيس الجمهورية ميشال عون".

 

الان عون: من المبكر الحديث عن المعركة الرئاسية ولا عودة عن المصالحة

السبت 01 حزيران 2019 /وطنية - اعتبر عضو تكتل "لبنان القوي" النائب آلان عون ضمن برنامج "استجواب" عبر "لبنان الحر" ان "العلاقة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر ليست جيدة والى توتر اكبر، وهناك فصول أخرى قد تزيد التوتر"، مبينا أن "الضوابط على مستوى المسؤولين ليس من الضروري أن تكون على مستوى القاعدة، لذلك الأمور لم تعد مضبوطة ولكن يجب المحافظة على حد أدنى منها". وجزم عون ان لا عودة عن المصالحة، متحدثا عن "ضرورة إبقاء الاختلاف بين الطرفين في الاطار الحضاري والسياسي وإعادة مد الجسور". وأوضح ان "ليس هناك لدى التيار نية بإستهداف القوات وما يحصل هو عمل فردي"، رافضا العودة الى لغة الحروب. ولفت الى أن "السؤال حق والجواب حق ويمكن للشخص أن يدافع عن حقه"، مشيرا الى أن "هناك مآخذ يعبر عنها بردات فعل قاسية"، متسائلا: "لماذا التركيز على التيار الوطني الحر". وعن قضية الحاج - غبش - عيتاني، أشار الى انه "لا يملك المعطيات القانونية التي بنيت عليها الاتهامات ولا تفاصيل عن التحقيقات"، واسف لان "البلد بحالة اتهامات متبادلة في وقت تبقى الضحية "ضرب صدقية المؤسسات" وهو سبب ضعف الدولة".

ودعا السياسيين الى "اخراج المؤسسات من الحسابات السياسية". واكد ان "الأمور بين المستقبل والتيار مضبوطة بالتسوية"، رافضا التعليق على الاخبار الصحافية التي تتحدث عن تدخل باسيل في التعيينات العسكرية، مشيرا الى أن "التعيينات لها أبعاد طائفية، وما يجوز للآخرين لا يجوز أن يحرم للمسيحيين وما يصح في الجيش يجب أن يصح في قوى الأمن الداخلي. ولكن الولاء يجب أن يبقى للمؤسسة"، مشددا على أن "قوى الأمن يجب أن تكون خطا أحمر للجميع". وعن المعركة الرئاسية، اعتبر ان "الحديث عنها مبكر، فالرئيس ميشال عون لا زال موجودا واحتراما له يجب وضع المعركة جانبا، رغم انه لا يخفى على أحد ان الطموحات موجودة لدى الكثيرين داخل التيار وخارجه". وعن جلسات مناقشة الموازنة في المجلس النيابي، تحدث عن مفاجآت متوقعة بخصوص التعديلات، خصوصا ان "أيا من الكتل النيابية لم تبد رضاها عن الموازنة". ولفت الى "ان أداء القوات كان جيدا حيال التعاطي مع الوضع المتردي".

أضاف: "اصطدمنا بحائط الممانعة عند افرقاء عدة لم يصلوا بعد الى مرحلة متقدمة في الموضوع الإصلاحي، والوضع الاقتصادي الذي نعاني منه اليوم هو نتيجة تراكم سنوات عدة". ورأى ان "وزارة المال لا تخص فقط وزير المال وقرارها يخص كل الوزارات، وملف ترسيم الحدود لا يخص فقط "حزب الله" والرئيس بري بل كل لبنان معني به، ولكن بري يفاوض باسم الجميع". وأوضح ان "المشكلة في السابق كانت مع العرض المطروح لا مع الوسيط الأميركي". وعن فكرة التوطين المنضوية ضمن "صفقة القرن"، قال: "نرفض فكرة التوطين، وهناك حلول بديلة، وليس هناك من نية للذهاب الى حرب، لكن اي انزلاق ممكن ان يأخذنا الى اشتباكات، وما نراه اليوم هو توازن قوى وشد حبال للوصول الى تسويات ومفاوضات".

 

الامن العام: تأمين العودة الطوعية ل621 نازحا سوريا الى بلدهم

السبت 01 حزيران 2019 /وطنية - صدر عن المديرية العامة للأمن العام، بيان جاء فيه: "قامت المديرية العامة للأمن العام، اعتبارا من صباح اليوم بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR وبحضور مندوبيها بتأمين العودة الطوعية ل621 نازحا سوريا من مناطق مختلفة في لبنان إلى الأراضي السورية عبر مراكز المصنع، القاع والعبودية الحدودية. وقد واكبت دوريات من المديرية العامة للأمن العام النازحين الذين انطلقوا بواسطة حافلات أمنتها السلطات السورية لهذه الغاية من نقاط التجمع المحددة في بيروت، المصنع، طرابلس، العبودية، النبطية، صيدا، برج حمود والقاع حتى الحدود اللبنانية - السورية".

 

تدوينة "عنيفة" لابن شقيق الرئيس عون: "باسيل منتج فاشل"

01 حزيران/2019/موقع ليبانون ديبايت/السبت 01 حزيران 2019/في موقف لافت وغير مسبوق، هاجم ابن شقيق الرئيس ميشال عون جوزيف الياس عون الوزير جبران باسيل بطريقة "عنيفة"، متوجهاً إليه بالقول "جشعك و قلة وفائك لرفاق دربك يلّي حضنوك و قبلوا تكون واحد منّن هوّي لاوصلك لنقطة اللا رجوع".وكتب "جوزيف"، عبر حسابه الخاص "فايسبوك" التالي: "ما حدا اعتدى عليك جبران انت اعتديت على كل الناس وقف بكي متل النسوان و وقف تحط اللوم على غيرك!!!، نبهناك كتير بس ما كنت قاشع مبسوط بكم شلعوط على fb عم بطبلولك".وتوجه إلى باسيل بالقول: "جشعك و قلة وفائك لرفاق دربك يلّي حضنوك و قبلوا تكون واحد منّن هوّي لاوصلك لنقطة اللا رجوع"، مضيفاً "اذا مع اهلك ما طلع منّك خير كيف الاخرين ممكن يأمنولك؟؟؟".

 

صدِّق أو لا تصدِّق: نصرالله يسأل أين هو النأي بالنفس؟

1 حزيران/2019/اعتبر الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، في كلمة خلال إحياء “يوم القدس” في الضاحية الجنوبية، أنّ “موقف الوفد اللبناني في القمة العربية في مكة المكرمة مرفوض ومدان، وهو لا يمثّل لبنان ولا ينسجم مع البيان الوزاري ومخالف لالتزامات الحكومة، ونسأل أين هو النأي بالنفس؟

وأشار إلى أنّ “الجانب الأميركي يحاول استغلال المفاوضات حول الحدود البحرية والبرية لمعالجة ملف لصالح إسرائيل، هو ملف الصواريخ الدقيقة وتصنيعها”، وقال: “لدينا في لبنان صواريخ دقيقة بالعدد الكافي تستطيع أن تغيّر وجه المنطقة والمعادلة، وأي قصف اسرائيلي على أهداف للمقاومة على علاقة بالصواريخ أو بغيرها، سنرد عليه بقوّة وبسرعة”. في مجال آخر، قال نصرالله أنّ “التحدي الأساسي اليوم أمام فلسطين والقدس هو صفقة القرن أو صفقة ترامب، واليوم كان الشعار موحداً برفض صفقة القرن لأنّ هذا هو التهديد الحقيقي اليوم”. وقال: “واجبنا هو مواجهة صفقة القرن، وذلك واجب ديني وأخلاقي وإنساني وسياسي، بكلّ المعايير لأنّه ببساطة هي صفقة الباطل وتضييع الحقوق الفلسطنية والعربية وصفقة تضييع المقدسات”.

وقال: “علينا أن نمنع هذه الجريمة من أن تتحقق في منطقتنا، دائماً كان المشروع الأميركي والصهيوني النقطة المركزية فيه هو تقوية دولة اسرائيل وتطبيع وجودها لتكون هي محور الحياة السياسية والامنية والاقتصادية، وهذا يعني الانتهاء من القضية الفلسطينية”.

وتابع نصرالله: “لا ننسى كوندليزا رايس عندما تحدثت من بيروت عن مشروع الشرق الاوسط الجديد لتثبيت دولة اسرائيل وهذا المشروع فشل”، مشيراً إلى أنّه “بعد العام 2011 وأمام ثورات شعبية وأمام النواقص في هذه الثورات وعدم وجود قيادات ضخمة وحرفها من مساراتها الحقيقية، هذه المرحلة التي عشناها الى ما قبل اشهر أراد الأميركي وكلّ اللذين دخلوا على خط الربيع العربي أرادوا أن يأخذوا من هذا الربيع ثمر فاسدة وهي صفقة القرن”.

وتابع: “في لبنان لا نقاش بأنّه لم يأتِ زمان على لبنان فيه مقاومة بمواجهة اسرائيل بمستوى القوة والعدة والامكانيات والجهوزية كما الموجود الآن، وهذا لا يقاس بأيّ زمن مضى”، مشيراً إلى أنّ “اسرائيل تخشى المقاومة في لبنان، والمسؤولون الإسرائيليون يتحدثون عن حالة الردع وقدرات المقاومة”. وأضاف: “سوريا عبرت ما كان يخطط لها، واللذين جيء بهم لتدمير سوريا والدخول الى لبنان والعراق وايران بالتعاون مع اسرائيل، هؤلاء سقطوا ويلفظون أنفاسهم الأخيرة، والمعارضة السورية السياسية التي وعدت بالصلح مع إسرائيل والتنازل عن الجولان أصبحوا نزلاء في الفنادق، ولم نعد نرى وجوههم، سوريا لازلت في جبهة المقاومة وستعيد قوتها”. ورأى نصرالله أنّ “ايران هي القوّة الإقليمية الأولى والعظمى صاحبة القوة الحقيقية، اليوم هناك من يقول إن السعودية هي القوة الاقليمية الاولى بالمنطقة، وترامب يقول لو صعدت طائرات السعودية إلى السماء من دون حمايتنا لا تستطيع النزول الى الأرض”، مضيفاً: “السعودية تستند في وجودها وقوتها على اميركا والغرب واجهزة المخابرات، هذه هي الحقيقة اما ايران دولة حقيقية وواعدة وهي تتقدم في المحور”. وقال: “في الجبهة الاخرى أهم العناصر هي إسرائيل، أنا لا أقول إنّ إسرائيل ضعيفة بل هي قوية، ولكنها في العام 2019 هي أضعف من أيّ زمن مضى وهي أقل قوّة من أيّ زمن مضى”. وتابع: “اليوم محور المقاومة والجبهة الرافضة لصفقة ترامب أقوياء جدّاً وقادرون على مواجهتها، هم يركزون على اهم قوة في المحور وهي ايران”. واعتبر نصرالله أنّ “التهويل بالحرب على ايران، الحرب بين أميركا وايران، يعني ان المنطقة ستكون مختلفة وهناك من عمل على الدفع الى الحرب، ومنهم مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون”، مشيراً إلى أن “بولتون الكذاب يقول امس ليس هدفنا إسقاط النظام الايراني، ولكن قبل شهر قال أمام تجمع المنافقين الإيرانيين سنحتفل بعيد الميلاد في العام 2019 في طهران”. وأشار نصرالله إلى أنّ “بولتون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو دفعوا باتجاه الحرب على إيران، واعتقدنا أنّ ترامب يعمل لدى تلفزيون العربية وانطلق من كلام خامنئي الذي يقود الأمة منذ 40 عاماً الذي قال لا حرب ولا تفاوض. أمّا السبب الثاني لعدم حصول الحرب، فهو أنّ ترامب وإدارته وأجهزة مخابراته يعرفون جيّداً أنّ الحرب على إيران لن تبقى على حدود على إيران، يعني أنّ كلّ المنطقة ستشتعل وكلّ القوات الأميركية والمصالح الأميركية ستباد وكلّ الذين تآمروا سيدفعون الثمن”. وقال: “ترامب يعلم أنّه عندما تشتعل المنطقة سيصبح برميل النفط 200 أو 300 دولار وسيقط في الإنتخابات، إيران لن تبدأ بالحرب وأميركا عليها أن تقوم بالحسابات إذا ذهبت للحرب، وهذا الذي يمنع الحرب، ولنفترض ان اميركا ستقوم بالحرب على ايران وتمكنت من هزيمة ايران، ترامب عندها كيف سيحصل على ملايين الدولارات من الخليج، ليس من مصلحة ترامب أن تتفاهم إيران ودول الخليج".

 

لإعادة النظر بالعلاقة مع باسيل..

اللواء /01 حزيران 2019/تجمعت في سماء لبنان جملة من المعطيات، التي قد يكون لها مضاعفاتها على تطورات الوضع الداخلي. ففي الوقت الذي كانت تتفاعل فيه تصريحات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، سواء عبر الموقف الذي أعلنه النائب نهاد المشنوق من دار الفتوى أو ما تردَّد عن ردود غداً لباسيل، من خلال جولة له في قضاء بعبدا، جاءت مواقف الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، ليل أمس، في احتفال بمناسبة يوم القدس الذي شهد عرضاً عسكرياً رمزياً لوحدة القدس في الحزب تضع فيه على الطاولة سلسلة من المواقف التي وصفت «بالتصعيدية»، فانتقد موقف الوفد الرسمي اللبناني في القمة العربية بأنه لا ينسجم مع البيان الوزاري، ومخالف لتعهدات الحكومة اللبنانية، والتي أخذت عبره الثقة، مؤكداً ان موقف الوفد اللبناني مرفوض ومُدان ولا يمثل لبنان، وهو يمثل الأشخاص والاحزاب التي ينتمي إليها هؤلاء الاشخاص». واعتبرت مصادر سياسية ان السيّد نصر الله كان يرد في هذا الموقف، على ما أعلنه الرئيس سعد الحريري في كلمته امام القمة العربية: «اننا ندين أشدّ إدانة الاعتداءات التي تعرّضت لها دولتا الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وندعو إلى أوسع تضامن عربي في مواجهتها».

اشتباك التيارين

إلى ذلك، بدا واضحاً ان الاشتباك السياسي بين التيارين الأزرق والبرتقالي، والذي دارت وقائعه بين مقر المحكمة العسكرية في المتحف ودير دنوب في البقاع، وصولاً إلى دار الفتوى، لم يكن فقط على خلفية قرار المحكمة العسكرية بتبرئة المقدم سوزان الحاج من تهمة فبركة ملف الفنان زياد عيتاني بالتعامل مع إسرائيل، ولا رداً على ما قاله رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل في البقاع حول صعود السنيَّة السياسية على جثة المارونية السياسية، وعودته إلى نغمة استعادة الحقوق في افطار البترون، ولا كون قرار المحكمة رسالة سياسية إلى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، في سياق الكباش بين مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس والمدير العام اللواء عماد عثمان على خلفية ملف الفساد، بل هو أبعد من ذلك، رغم ان كل هذه الوقائع صحيحة، وساهمت في صعود الخلاف إلى السطح، وهو يتصل بملف الصراع على الصلاحيات الرئاسية، بدءاً من تشكيل الحكومة إلى إقرار الموازنة، نتيجة وجود رؤية معينة لدى التيار العوني، لا تعترف اساساً باتفاق الطائف، الذي أرسى نوعاً من توازن سياسي في البلد، انطلاقاً من توزيع الصلاحيات الدستورية بين الرئاستين الأولى والثالثة. ولعل المواقف التي أطلقها عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب نهاد المشنوق من دار الفتوى، أضاءت بشكل كامل على حقيقة ما يجري بين التيارين، وان كان حمّل الرئيس سعد الحريري جزءاً من المسؤولية، بعدما اتهم الوزير باسيل بالاعتداء على الطائف وعلى الصلاحيات وتجاهل دور رئاسة الحكومة وحقوق أهل السنّة، مؤكداً ان هذه الاعتداءات لا تأخذ البلد إلى أمن سياسي ولا إلى أمن أهلي ويجب ان تتوقف وهذا أوّل الكلام. ولفت المشنوق إلى انه تفاهم مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، على ان استمرار الأمور على ما هي عليه ليس في صالح لبنان، ولا بدّ من إعادة النظر في كل وسائل التفاهم أو التسويات أو التحالفات القائمة، والتي لم توصل الا إلى مزيد من انهيار التوازن السياسي في البلد. وشدّد المشنوق على ان رئاسة الحكومة هي مركز توزيع السلطات في لبنان، وليست مجلس إدارة هلوسات أي فريق سياسي، ايا كان هذا الفريق، وهذه مسألة لا بدّ من حسمها من قبل المعنيين بها لوقف هذا التمادي بشكل أو بآخر، مشيراً إلى ان الأمور وصلت إلى مكان لا يجوز السكوت عنه، مؤكداً ان لا حقوق لأي طائفة في لبنان خارج الدستور. وإذ لم يشر المشنوق إلى التسوية الرئاسية التي جاءت بالرئيس ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، لكنه دعا إلى إعادة النظر بالتحالف السياسي، والذي قال انه كان من أوائل العاملين على تحقيقه وبقواعده وأسسه من الطرفين، وإلا فنحن نعرض البلد ونعرض الذين تمثلهم دار الفتوى لازمة لن نعرف إلى أين ستوصل، لافتاً إلى ان السكوت عن هذا الكلام وخلق تسويات يومية وظرفية تحت شعار التضحية، لم يعد يجوز، «لأن عيد الأضحى يكون مرّة في السنة، وليس كل أيام السنة عيد الأضحى ولا كل يوم هناك عيد الاضحى». وعن قضية الحاج- غبش، اعتبر المشنوق «ان القرار جاء نتيجة تدخلات سياسية وزيارة قام بها وزير الى المحكمة العسكرية للوصول الى الحكم الذي لا نفهم لا اوله ولا آخره ولا نفهم تراجع المدعي العام وهذا يُعرّض كل النظام القضائي في البلد لمشكل لا نعرف اين سينتهي لان القضاء جزء اساسي لحماية حقوق الناس». وأشار إلى أن «التصرف الذي حصل داخل المحكمة العسكرية مخالف لكل القوانين».

قرار المحكمة العسكرية

وفي سياق ردود الفعل على قرار المحكمة العسكرية، غرد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لافتاً إلى ان نزع صورة الفساد عن لبنان تلقت ضربة قاسية وموجعة ومؤلمة جرّاء احكام قضائية بخلاف كل الحقيقة والوقائع والمنطق. وسأل: «كيف للآخرين ان تكون لهم ثقة بمؤسسات الدولة في ظل احكام من هذا النوع». اما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فغرد بدوره، متسائلاً: «كيف يُمكن وصف الحالة التي تسود في القضاء في ظل استمرار مسرحية عيتاني- الحاج؟»، لافتا إلى ان «من في السلطة يصفي حساباته مع من وكل يستخدم جهازه الأمني الخاص في وجه الآخر؟ ومن نصدق وسط غابة الذئاب؟».

وأضاف لاحقا ان «مسرحية عيتاني- غبش- الحاج تذكرني بمسرحية خليل صحناوي الذي اتهم بالعمالة ثم أطلق سراحه بعد عذاب مرير، لأنه هو أيضاً ضحية صراع الأجهزة وصراع النفوذ وصراع المصالح بين المتربعين على السلطة، لكن من يحمي المواطن العادي؟».

ومن جهته، نعى الوزير السابق اللواء اشرف ريفي المحكمة العسكرية مثلما كان نعاها عندما كان وزيراً للعدل بعد صدور الحكم المخفف على ميشال سماحة، مؤكداً انه لم يفاجأ بالحكم، لأن هذه المحكمة على الرغم من وجود قضاة وضباط نقدر عملهم، أثبتت انها أداة بيد السلطة.

تجدر الإشارة، إلى ان تداعيات الحكم تفاعلت قضائياً أيضاً، حيث أفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية ان مفوض الحكومة لدى محكمة التمييز العسكرية القاضي غسّان الخوري طلب ايداعه ملف المقدم الحاج، فوصله الجواب خطياً، بأن الملف لدى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس الذي يبدو انه ممتنع عن ارساله إلى محكمة التمييز، علماً ان نقض الحكم من قبل التمييز العسكرية يُعيد المحاكمة مجدداً، بحيث يعتبر الحكم كأنه لم يكن. وكشفت معلومات ان القاضي هاني الحجار طلب نقله من النيابة العامة العسكرية اعتراضاً على ما اسماه تجاوزات, فيما كان لافتا نشر المؤسسة اللبنانية للارسال L.B.C تسجيلات للرسائل الهاتفية بين المقدم الحاج والمقرصن ايلي غبش، مما ينفي ما ادعته الحاج خلال التحقيق معها أنها كانت تعمل على «قردفته» ولا تتعاون معه.

التوظيف العشوائي

تزامناً، ووفقاً لما اشارت إليه «اللواء» أمس، اخترق المشهد السياسي القضائي، إصدار النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة برئاسة القاضي فوزي خميس يعاونه القاضي بسام وهبه، 17 قرارا تناولت مسألة التوظيفات والتعيينات التي جرت في الادارات والمؤسسات العامة بعد صدور القانون رقم 46 تاريخ 21/8/2017، الذي حظر في المادة 21 منه التوظيف بمختلف أشكاله الا بموافقة مجلس الوزراء وبعد تحقيق تجريه ادارة الابحاث والتوجيه في مجلس الخدمة المدنية. وتم الادعاء قضائيا في أربعة ملفات أحيلت الى الغرف المختصة في ديوان المحاسبة, أبرزها الادعاء على رئيس هيئة «اوجيرو» عماد كريدية وملاحقته لامتناعه عن ايداع النيابة العامة للديوان المستندات والايضاحات المطلوبة، فيما صدر 13 قراراً قضت بحفظ الأوراق لعدم حصول مخالفة قانونية.  وشمل الادعاء إلى جانب «أوجيرو» التي اتهمت بتوظيف 453 موظفاً، كلاً من مديرية الحبوب الشمندر السكري (موظفان) وزارة الثقافة (3 موظفين) ومديرية اليانصيب الوطني (4 موظفين). وأوضح القاضي خميس ان صلاحيات ديون المحاسبة تقف عند حدود المدير العام، ولا صلاحية له بملاحقة الوزراء المخالفين لقرار الحكومة بوقف التوظيف في الإدارة العامة. وأشار إلى انها الدفعة الأولى من الملفات وستصدر الدفعة الثانية من الادعاءات بعد نحو أسبوعين.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجيش الإسرائيلي: صاروخان أطلقا من سوريا على الجولان

الشرق الأوسط/01 حزيران/2019/قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، إن صاروخين أطلقا من سوريا باتجاه مرتفعات الجولان، التي تحتلها إسرائيل، ولم يتسببا في سقوط ضحايا. وذكرت متحدثة باسم الجيش أن التفاصيل لا تزال قيد البحث، مشيرة إلى أن الجهة المسؤولة عن إطلاق الصاروخين لم تعرف بعد. كان الجيش الإسرائيلي ذكر، الاثنين الماضي، أنه هاجم موقع مدفعية مضادة للطائرات في سوريا بعد تعرض طائرة إسرائيلية لإطلاق نار، وقالت وسائل إعلام رسمية سورية إن جندياً قتل في القصف.ونفذت إسرائيل في السنوات الأخيرة مئات الضربات ضد أهداف إيرانية وأهداف لـ«حزب الله» في سوريا.

 

خالد العزيّ: طهران وافقت على 7 شروط أميركية من أصل 12

سلوى فاضل/جنوبية/01 يونيو، 2019

تم وصف خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالخطاب "الردعي"، فهل يمكن قول ذلك؟ وهل ثمة تسوية في الخفاء إيرانية - أميركية؟ في ظل الوساطة السويسرية؟ هذه كلها تساؤلات وجهتها “جنوبية” إلى الخبير في الشؤون الدوليّة، الدكتور خالد العزّي، الذي إعتبر أن “وصف خطاب السيد نصرالله في النهاية هو لشد العصب ونحن مهما عملنا نعرف ان القرار النهائي ليس عند نصرالله، خاصة أنهم دخلوا بعملية تفاوض. ونحن نعرف أن الخطاب الإيراني يصنع من الهزيمة نصرا. وهم عمليّا مهزومون على الأرض لأنهم محاصرون من كل الجهات، والهزيمة ليست على الأرض فقط. لذا، حاولت إيران استخدام كل السبل للإلتفاف، وإيران لديها دول خذلتها إقتصاديا خوفاً من أميركا، حيث حاولت طهران استخدام “الأذرع” بكافة أنواعها، وهذه على نقاط ثلاث حيث وجدت فيهم وسيلة للعب”. وأكد العزّي “كلما إلتقى الإيرانيون مع الأميركيين يقول الإيراني أنهم يتوسطون، ولكن الإميركي قدّم ورقة من 12 شرط، في حين ان الإيرانيين يحاولون الإيحاء أنهم لا يريدون التفاوض. لكنهم سمحوا لحزب الله بالتفاوض مع إسرائيل حول الغاز والنفط في لبنان! وبرأي العزي “المشكلة أن إيران ستدخل في عملية تسوية لإنها وجدت نفسها وحيدة، فقد حاولت إيران اخراج القمة العربية الأخيرة ضعيفة، ولكنها كانت نتائج القمة موّحدة حيث قال المجتمعون نحن لا نعتدي، لكن لن نسكت ووصفوا خطر الإعتداءات الإيرانية”. و”بكل بساطة الأميركيون جاؤوا الى الشرق الأوسط بسبب الغباء الإيراني، رغم أن معركتهم ليست مع إيران بل مع سلوك إيران”. وشدد على أن “المعركة الحقيقية للأميركيين هي مع الصين، لكن الإيرانيين أغبياء الذين يريدون أن يحاربوا الأميركيين. علما أنهم نسقوا مع الإيرانيين في كافة الملفات في الشرق الأوسط. ولو أرادوا ضرب إيران لكنوا ضربوهم، لكن المعركة الحقيقية هي في مكان آخر. ووجود الأميركيين في الشرق الأوسط ليس لمقاتلة إيران، فـ120ألف عسكري ليس لمحاربة الأميركيين مما يذكرّنا بالمثل الشعبيّ “قم عني لفرجيك”. وموسكو عندما عاينت جو المعركة قبلت بطلبات واشنطن، وقد صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس السوري بشار الأسد، بالقول “نحن لسنا سيارة إطفاء لنطفىء حرائقكم، ونحن لا يمكننا مواجهة أميركا خاصة في ظل وجود ملفات كملف فنزويلا وأوكرانيا والإقتصاد الروسي”. وعندما شهد الإيرانيون الوضع الدوليّ والانسحاب من مواجهة واشنطن، لم يبق في الميدان إلا “حديدان” إسترجعوا ذكريات القرار(589) الشهير، حيث سيتجرّعون السمّ مرة جديدة.

 “لذا، أضاف العزي، كان خطاب نصرالله خطابا ذو حدين. أولا: أنه يجب عليه أن يخرج على جمهوره بهذا الخطاب لأنه جزء من النظام الإيراني، وثانيّا: نحن عندنا سلاح، وقصة الصواريخ الدقيقة، وقد أخطأ بذلك لأن كلامه خرقٌ للسيادة. وثالثا: هناك إزدواجية في الخطاب فكيف يريد تصنيع سلاح ويدخل بمفاوضات لترسيم الحدود مع إسرائيل. لذا من السهل أن تجري إيران مفاوضاتها مع واشنطن”. والسؤال المطروح كم سيستمر الحصار؟ وكم ستتحمل واشنطن سياسة طهران؟ فموسكو تضحك على الإيرانيين أن ترامب ذاهب، لكن الواقع يقول إن دونالد ترامب باق وسيُجدد له فهم يراهنون على ذهابه. فهو الرئيس الأول الذي وضع برنامجا ونفذه. وبحسب العزيّ “فمن يحكم واشنطن هم ثلاثة فقط: وزير الخارجية مارك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، ونائب الرئيس مايك بنس، اما ترامب فهو يداوم أمام شاشة “تويتر”. لذا إن الإيرانيين سيدخلون في مفاوضات، علما أن الأحزاب العراقيّة ستدفع الثمن لأن الإيرانيين يتحركون عبرهم”. فهذا الوجود الأميركي في الخليج العربي (120 ألف) جندي “سيحدد نقاطا عدة وسينتشرون في سوريا والعراق وباب المندب ومضيق هرمز. وهي مسألة عالميّة، لأن 40% من نفط العالم يمرّ من هناك، والعالم يمرّ عبر هذا المضيق”.

فـ”التفشيخ الايراني مجرد كلام، والحرب هي حرب إقتصادية، والمنطقة محمية بأنياب، لذا سيذهب الإيرانيون إلى إتفاق علنيّ، وكل هذه الهمروجة هي أنه كلما أتى شخص إلى المنطقة يقولون إن واشنطن تسعى لمفاوضة طهران. لكن الحقيقة أن الوافدين ينقلون رسالة. والوسيط الحقيقي هو الرئيس السويسري آلان بيرسيه، الذي دخل حاملا ورقة من 12 شرطا وافقت إيران على 7 منها. ولكن الصراع السياسي الإيراني الإميركي معلق بشرطين أساسيين الأول هو: أن إيران لن تستطيع المقاومة العسكرية ولا الإقتصادية. وثانيا إن إيران تعيش واقع إقتصادي صعب. وثالثا: ستتجرع طهران السمّ مرة جديدة وتوافق على الشروط الأميركية. وختم الدكتور خالد العزي كلامه بالتالي “مع العلم أن سياسة طهران الغبيّة سهلّت سيطرة واشنطن على طريق الحرير التي تربط الصين بالشرق الأوسط”.

 

روحاني: إيران لن تدخل في مفاوضات تحت ضغط

بيروت/«الشرق الأوسط أونلاين/01 حزيران/2019/قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم (السبت)، إن إيران قد تجري محادثات إذا أظهرت الولايات المتحدة الاحترام واتبعت المعايير الدولية، لكن طهران لن تدخل في مفاوضات تحت ضغط. ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن روحاني قوله: «نحن نؤيد المنطق والمحادثات إذا جلس الطرف الآخر باحترام على طاولة المفاوضات، واتبع القواعد الدولية لا أن يصدر أمراً بالتفاوض». ونددت طهران مراراً بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية، وقالت إن ذلك يمثل خرقاً للقواعد الدولية ورفضت العقوبات الأميركية، وقالت إنها محاولة لترهيب طهران للموافقة على إجراء محادثات بشأن اتفاق جديد.

 

بومبيو بدأ زيارة لبرلين طال انتظارها

ميركل: رغم الملفات الخلافية تبقى الولايات المتحدة أهم شركاء ألمانيا خارج أوروبا

برلين: راغدة بهنام/«الشرق الأوسط أونلاين/01 حزيران/2019/رغم الخلافات الكثيرة بين ألمانيا والولايات المتحدة، بدت زيارة وزيرة الخارجية الأميركي مايك بومبيو التي طال انتظارها إلى برلين، ودية، على الأقل في الشكل. فبعد أن ألغى بومبيو زيارته إلى برلين في اللحظات الأخيرة قبل ثلاثة أسابيع للتوجه إلى بغداد بعد التصعيد الإيراني في المنطقة، وصل أمس إلى العاصمة الألمانية برلين حاملاً معه اعتذاراً لتأخره في تنفيذ هذه الزيارة، وهي الأولى له منذ توليه منصبه قبل عام رغم جولاته التي طالت نحو 40 دولة.

والتقى بومبيو المستشارة أنجيلا ميركل في مقرها في برلين لمدة 45 دقيقة، سبقه كلمة قصيرة توجها بها للصحافيين قبل بدء اجتماعهما. وحرصت ميركل على التشديد على أهمية العلاقة مع واشنطن، بعد يوم على إلقائها خطاباً في جامعة هارفرد وجهت فيها انتقادات ضمنية لاذعة للرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وبعد أن عددت ميركل المواضيع التي ستناقشها مع بومبيو، وتعتبر خلافية بين الطرفين، مثل إيران وسوريا وخط أنابيب الغاز الروسي الجديد وملف «هواوي»، قالت ميركل إنه رغم كل ذلك «تبقى الولايات المتحدة واحدة من أهم شركاء ألمانيا خارج أوروبا». وبادلها بومبيو الإطراء، في مفارقة واضحة لأسلوب ترمب الذي لم يتردد بانتقاد سياسات ميركل بوجهها. ووصف وزير الخارجية الأميركي ألمانيا بأنها «رائعة» وشريك «وحليف مهم للولايات المتحدة». وقبل لقائه ميركل، التقى بومبيو في زيارته القصيرة إلى برلين التي لم تستمر أكثر من يوم واحد، نظيره الألماني هايكو ماس، وعقد الرجلان مؤتمراً صحافياً بعد اللقاء بدا كذلك ودياً. ورغم الانتقادات الأميركية الكبيرة لبرلين حول مقاربتها الملف الإيراني، فقد حرص بومبيو على الإثناء على قرار برلين حظر طيران «ماهان إير»، مشيراً إلى أن الطيران الإيراني يقوم بنقل أسلحة وذخيرة للميليشيات التي تقاتل لصالح إيران في المنطقة.

وفي حين تحاول برلين في الأيام الماضية لعب دور «الوسيط» بين واشنطن وطهران لمنع أي تصعيد في المنطقة، كرر بومبيو خط الإدارة الأميركية الرسمي حول إيران، لكنه أبدى «تفهمه» لآلية العمل المشتركة التي أسستها الدول الأوروبية لاستمرار التعامل مع إيران (انستكس). وقال بومبيو عن ذلك إن العقوبات الأميركية تسمح باستمرار التعاملات مع إيران فيما يتعلق بالمواد الإنسانية، مضيفاً أنه إذا كان هذا هدف انستكس «فليست هناك أي مشكلة».

وكانت برلين قد أرسلت قبل أيام يانس بلرتنير، مدير القسم السياسي في الخارجية الألمانية، إلى طهران للقاء المسؤولين الإيرانيين في محاولة لاحتواء التصعيد في المنطقة ولمناقشة الملف النووي الإيراني بعد انتقادات طهران لأوروبا بأنها لا تبذل جهوداً كافية لإنقاذ الاتفاق النووي.

ودعا بومبيو ألمانيا التي ترأس مجلس الأمن في دورته الحالية إلى طرح برنامج إيران للصواريخ الباليستية للمناقشة في المجلس، كما دعاها إلى حظر «حزب الله» «كما فعلت جارتها بريطانيا» قبل أشهر. وعن سوريا، دعا وزير الخارجية الأميركي ألمانيا إلى المساهمة بقوة عسكرية في المنطقة الآمنة التي تسعى واشنطن لإنشائها على الحدود التركية في منبج لحماية الأكراد، وهو ما تدرسه برلين في الوقت الحالي. وبرلين هي المحطة الأولى في جولة أوروبية يقوم بها بومبيو تنتهي الثلاثاء، يزور خلالها سويسرا وهولندا، ويختتمها في بريطانيا، حيث ينضمّ إلى الرئيس الأميركي في زيارة الدولة التي يقوم بها إلى المملكة المتحدة. ومن المتوقع أن تكون إيران محور محادثات بومبيو في سويسرا التي تمثّل المصالح الأميركية في طهران مع غياب علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران.

من جهته، اعترف ماس بوجود خلافات كبيرة مع واشنطن حول مقاربة إيران، وقال: «نتفق على ضرورة منع إيران من حيازة أسلحة نووية، لكنه ليس خافياً بأننا لدينا وجهات نظر مختلفة حول الوصول لذلك». وشدد ماس على عمق العلاقات الأميركية الألمانية، رغم الخلافات «العميقة في الرأي» في السياسة الخارجية. وقال: إن الكثير من القضايا الخلافية يمكن حلها عبر التنسيق المشترك. كما تناول الطرفان الخلافات بينهما حول سماح ألمانيا لشركة «هواوي» بالعمل في بناء الجيل الجديد من الإنترنت في البلاد دغم العقوبات الأميركية عليها. وفي حين كرر بومبيو موقف إدارته من الشركة الصينية، اعترف ماس بوجود وجهات نظر مختلفة حول الموضوع، مضيفاً أن ألمانيا سمحت لـ«هواوي» بالعمل وفق شروط محددة على الشركة أن تطبقها ستضمن أمن ألمانيا الإلكتروني. وجاءت زيارة بومبيو بعد يوم من خطاب طويل ألقته ميركل أمام طلاب جامعة هارفرد، انتقدت فيه الرئيس الأميركي من دون أن تسميه. ودعت ميركل في خطابها الذي ألقته أمام 20 ألف طالب وذويهم وأساتذتهم، إلى «تدمير الجدران» وهي تتحدث عن حياتها في ألمانيا الشرقية، في انتقاد واضح لترمب وسياسته المتعلقة بالهجرة. وقالت في خطابها الذي وصف بالـ«عاطفي» على غير عادة المستشارة الألمانية: «دمروا جدران الجهل والعقول المحدودة لأن لا شيء يجب أن يبقى كما هو عليه». كما انتقدت الحمائية الدولية التي قالت: إنها «تهدد أسس الاستقرار»، داعية إلى اعتماد سياسة دولية منفتحة ومتعددة الأطراف، أيضاً في إشارة إلى المقاربة التي يعتمدها الرئيس الأميركي. ووقف الطلاب وصفقوا طويلاً لميركل أكثر من مرة خلال خطابها الذي كانت وصفته الصحافة الألمانية بأنه قد يكون «خطاب الوداع» وآخر خطاب قد تلقيه على منصة دولية قبل مغادرتها منصبها. وكانت أعلنت ميركل أنها لن تترشح لولاية جديدة بعد انتهاء فترة حكمها بعد عامين، رغم التكهنات الدائمة بإمكانية مغادرتها منصبها مبكراً بسبب استمرار تراجع حزبها والحزب الشريك في الائتلاف الحاكم الاشتراكي الديمقراطي.

 

بيونغ يانغ «أعدمت» مبعوثها الخاص لواشنطن بعد فشل قمة هانوي

سيول: «الشرق الأوسط/01 حزيران/2019/حملت بيونغ يانغ فشل مسؤولية قمة هانوي، التي جمعت الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والرئيس الأميركي دونالد ترمب، في فبراير (شباط)، لمبعوثها الخاص إلى الولايات المتحدة، الذي قالت تقارير صحافية إنه أعدم رمياً بالرصاص مع أربعة آخرين من وزارة الخارجية الكورية الشمالية، كما أفادت، الجمعة، صحيفة كورية جنوبية. وقالت صحيفة «شوسون إلبو» إن كيم هيوك شول، الذي كلّف العمل التحضيري وسافر إلى العاصمة الفيتنامية بالقطار الخاص لكيم جونغ أون، لكنه عومل ككبش فداء «لخيانته القائد الأعلى» بعدما أعادته الولايات المتحدة إلى بلاده قبيل القمة. ومثّل كيم هيوك شول بلاده في المحادثات التحضيرية لقمة هانوي مع نظيره الأميركي ستيفن بيغون. وأكدت الصحيفة، نقلاً عن مصدر لم تحدده، أن «كيم هيوك شول أعدم في مارس (آذار) في مطار ميريم مع أربعة مسؤولين في الخارجية بعد تحقيق». ولم تذكر الصحيفة أسماء المسؤولين الآخرين الذين أعدموا. وقالت الصحيفة إن شين هيي يونغ، مترجمة كيم، أرسلت أيضاً إلى السجن بسبب خطأ في الترجمة خلال القمة. وتابعت الصحيفة، نقلاً عن مصدر دبلوماسي، أن يونغ لم تترجم مقترح كيم الجديد عندما أعلن ترمب أن «لا اتفاق»، وغادر طاولة المفاوضات. وكانت قد انتهت القمة من دون بيان مشترك، حيث لم يتمكنا من الاتفاق بشأن وضع حد للبرامج النووية لبيونغ يانغ، مقابل رفع العقوبات عنها. ومنذ ذلك الحين، صعدت كوريا الشمالية ضغوطاتها خصوصاً بقيامها باختبارين صاروخيين. ولدى سؤاله بشأن هذه المعلومات، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن واشنطن تسعى للتحقق منها. وقال للصحافيين في برلين «لقد اطّلعنا على التقرير المشار إليه. نحن نبذل كل ما بوسعنا للتحقق منه». وتابع، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، «ليس لديَّ ما أضيفه اليوم». ورفض وزير الوحدة الكوري الجنوبي، الذي يتولى المسائل المعلقة بالعلاقات بين الكوريتين، التعليق على مقال صحيفة «شوسون إلبو».

وأرسل كذلك المسؤول الكبير في الحزب الحاكم كيم يونغ شول، محاور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في المحادثات حول السلاح النووي، إلى معسكر للعمل، وفق الصحيفة. وفي أبريل (نيسان)، أكدت لجنة استخبارات برلمانية كورية جنوبية أن كيم يونغ شول عُوقب بسبب إدارته لقمة هانوي، على الرغم من تعيينه مؤخراً في لجنة شؤون الدولة، وهو جهاز أساسي في الحكم في كوريا الشمالية، ويرأسه كيم جونغ أون. ومن قبل تبين أن معلومات نشرتها الصحافة الكورية الجنوبية حول عمليات تطهير وإعدام في الشمال، غير صحيحة. وجاءت هذه المعلومات الأخيرة حول الإعدامات المفترضة، في وقت حذرت فيه صحيفة «رودونغ سينمون» الرسمية الكورية الشمالية، الخميس، من أن المسؤولين الذي يرتكبون أعمالاً عدائية ضد الحزب، كما المعادين للثورة، سيواجهون «حكم الثورة القاسي».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إفلاس حزب الله.. بين الحقيقة والتضخيم الإعلامي

سامي خليفة/المدن/الأحد 02/06/2019

توالت في الأسابيع الأخيرة التصريحات والتقارير، التي تتحدث عن إفلاس حزب الله الوشيك. وقد تشاركت إدارة ترامب، وكذلك الصحف الأميركية والعربية، وحتى الحكومة الإسرائيلية، في التأكيد على هذا الموضوع. لكن هذه المقولة التي باتت تتردد، قد تكون، وفق ما يفترضه موقع Tablet magazine المقرب من إسرائيل، غير واقعية حالياً، وأقرب إلى البروباغندا الإعلامية.

أدلة واهية

سيكون انهيار حزب الله، حسب الموقع، أمراً مرحباً به، بالنظر إلى العقوبات الجديدة التي فرضتها الإدارة الأميركية على إيران. لكن هذا لا يعني أن حزب الله على وشك الانهيار، فقد تم إعداد هذا التقييم من قبل المسؤولين الأميركيين، الذين استندوا على تعليقات معزولة من الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وغيرها من الأدلة الواهية، التي يستخدمونها للتوصل إلى استنتاجات سريعة، وغير مبررة، حول الحالة المالية للمنظمة اللبنانية. في أوائل شهر آذار 2019، خاطب نصر الله مؤيديه في ذكرى مرور 30 عاماً على تأسيس هيئة دعم المقاومة الإسلامية، وأوضح حينها أن الولايات المتحدة تشن حرباً مالية على حزبه وإيران، وتابع قائلاً "اليوم، تحتاج المقاومة إلى هذا الدعم الشعبي". وقد سلطت تقارير وسائل الإعلام الأميركية، حسب الموقع، الضوء على هذه الكلمات. وكانت البروباغندا تتّشكل معتبرةً أن الأمور سيئة للغاية، لدرجة أن الحزب كان يتوسل للحصول على تبرعات. من جهةٍ ثانية، رأى المسؤولون الأميركيون في تصريحات نصر الله دليلاً على اليأس الناجم عن الضغط الاقتصادي على إيران. وقد أصبح خطاب نصر الله المحور الرئيسي للمسؤولين الأميركيين، باعتباره أفضل صورة لنجاح حملة الضغط على إيران. وهذا ما تجلى بتصريح مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، مارشال بيلينجسليا، عندما قال: "لا يوجد مكان يمكن أن نرى فيه تأثير جهودنا أكثر من تصريحات أمين عام حزب الله".

خطاب نصر الله

نظراً لأن المسؤولين والمحللين اعتمدوا اعتماداً كبيراً، على خطاب نصر الله، يبدأ الموقع بإعادة النظر في ما قاله نصر الله بالفعل. بدأ نصر الله حينها بالتحدث عن الدعم الشعبي لـ "المقاومة"، وعرض عمل هيئة دعم المقاومة الإسلامية، واحتياجات حزب الله المتغيرة، وقال إنه بين عامي 1982 و 2000 وحتى عام 2006  كانت هناك حاجة ماسة للدعم. ثم بعد عام 2006، واصلت إيران زيادة المساعدات. وللمفارقة، أوضح نصرالله أن الحزب لم يحتج المال، ومع ذلك واصل مناشدة الذين يريدون أداء "الجهاد" بأموالهم. بعبارةٍ أخرى، كان نصر الله، حسب الموقع، يقول إن حملات التبرعات كانت تحدث حتى خلال الفترة التي زاد فيها تمويل إيران، بعد حرب 2006 مع إسرائيل. بمعنى أن حملات جمع التبرعات هذه ليست مؤشراً على الوضع المالي للمجموعة. وكان زعيم الحزب يوجه نداءه إلى الشيعة في لبنان، بينما كان القادة الطائفيون الذين يشكلون الحكومة اللبنانية يناورون للاتفاق على تدابير من المفترض أن تقلل من الإنفاق، لا سيما في القطاع العام المتضخم، من أجل الحصول على القروض الغربية، التي قد تبقي البلاد واقفة على قدميها لفترةٍ أطول.

تقارير مفبركة

منذ شهر آذار، قام المسؤولون والمحللون، حسب الموقع، بتضخيم خطاب نصر الله بمزاعم مختلفة وردت في الصحف اللبنانية والأميركية. وقد ظهر هذا جلياً في تقريرٍ لصحيفة "نيويورك تايمز"، نقل  تذمر أحد رجال الميليشيات الشيعية في سوريا من خفض راتبه. وشرع في تحديد وضع هؤلاء المقاتلين الشيعة في سوريا مع وضع حزب الله المالي. يبدو أن هذا النوع من التقارير، حسب الموقع، هو أشبه بلعبة هاتفية، حيث تم تركيبها وفبركتها. ويعكس هذا جزئياً كيف اكتسبت الصحافة الأميركية عادات وأسلوب ثقافة المقهى في بيروت، أي الاتجار في الشائعات من "المطلعين" و"المصادر المقربة" من هذا أو ذاك، الذين يُفترض أنهم سمعوا شيئاً ما لم يتحققوا منه. ووفقاً لتقرير ثانٍ حول هذا الموضوع في  صحيفة "واشنطن بوست"، كانت نتيجة الأزمة المالية المفترضة هي إلغاء الحزب لبرامج غير محددة على قناة المنار، لكن هذا يتناقض مع الواقع. إذ تعد الضاحية الجنوبية لبيروت مقراً للعمليات الإعلامية التي تدعم الأصول الإيرانية الأخرى في المنطقة، كالحوثيين في اليمن، ولم يرد أي تقرير يفيد بتوقيف أي من برامج هذه الجماعة.

مؤسسات جديدة

يشير الموقع بأن الحزب قام في الأشهر الأخيرة ببناء مؤسسات جديدة. على سبيل المثال، افتتحت الهيئة الصحية التابعة للحزب مستشفى الشفاء التخصصي، بتكلفة 15 مليون دولار. كما افتتح الحزب هذا الشهر، المركز التجاري الضخم "سنتر" و "مول"، على بعد دقائق قليلة من مطار بيروت.

ولا يبدو، حسب الموقع أن الخدمات الأخرى تأثرت أيضاً. ففي شهر آذار نشرت جمعية القرض الحسن أنها قدمت 476 مليون دولار كقروض من دون فوائد في عام 2018. وعندما خاطب نصر الله دعم "المقاومة" ادعى أن أعضاء الحزب ومؤسساته جمعوا مليوني دولار قبل بضعة أشهر، وأوصلوها إلى اليمن.

حقيقة الوضع

لا يشكك الموقع بوجود أزمة مالية، ولكنه يتحدث عن تضخيمٍ إعلامي لها. فما يحدث يتوافق مع "إعادة التنظيم والإدارة السليمة وتحديد الأولويات" التي تحدث عنها نصرالله. وقد ورد في التقارير الصحافية أن الحزب أصبح "يضغط على النفقات"عن طريق الاستغناء عن المساحات المستأجرة، مما يوضح أن هذه المساحات كانت بالفعل مخصصة للمسؤولين وليس المدنيين، وأنها لم تعد ضرورية. وهذا ما يؤكد ما قاله نصر الله عن تحديد الأولويات والإدارة المناسبة. هناك افتراضات أخرى، حسب الموقع، مشكوك فيها في تصريحات المسؤولين الأميركيين. إذ أنه لا توجد فكرة واضحة عن إذا ما كانت الأموال التي ترسلها إيران للحزب تشكل 70 في المئة من ميزانيته. وإذا ما تم افتراض صحة هذا الرقم، فإن هذا يعني أن مجمل مشروع الحزب العالمي (بما في ذلك النشاطات غير المشروعة) لا يمثل سوى 300 مليون دولار. وهنا يشير الموقع أن الاعتقاد أن الحزب قد تحول من جمع مئات الملايين من إيران ومئات الملايين من المشاريع الإجرامية إلى الاعتماد على مبالغ طفيفة من المجتمع الشيعي في لبنان، أمرٌ شبه خيالي. وبأنه لا يوجد دليل مقنع يشير بأن الحزب لا يستطيع الاستمرار في إدارة عملياته العسكرية وغير العسكرية.

 

لا تتركوا "المستقبل" وحيداً.. لا تتركوه يتراجع

منير الربيع/المدن/الأحد 02/06/2019

تبقى القدرة على "الاستشراف" ميزة في السياسة بل شرطها أحياناً. لحظة تفجّر الحنق "المستقبلي" على تصرّفات التيار الوطني الحرّ ووزرائه، تشير إلى أن القدرة على التمييع والتسويف لم تعد مجدية، أو بالأحرى لم تعد القوى المصّرة على دفن الرؤوس في الرمال، وتقطيع الوقت، رهاناً على تسوية أو تمسّكاً بشعار "التسوية لحماية البلد"، قادرة على كبت غضبها. لكن حال الغضب المتنامي هذا لدى تيار المستقبل بمسؤوليه على مختلف مستوياتهم، كان قد سبقهم إليهم جمهورهم، وجمهور واسع عريض مما كان يسمّى قوى 14 آذار. خيار التسوية يوم أبرم، كان يوحي بأن مآلات الأمور ستصل إلى هذه النتيجة.

الثور الأبيض

المشكلة ليست فقط وليدة حكم صدر بحق المقدم سوزان الحاج، بعد تدخلات من قبل مسؤولين في التيار الوطني الحرّ، وعلى رأسهم وزير الدفاع الياس بو صعب، الذي زار المحكمة العسكرية يوم صدور الحكم، الأمر الذي دفع أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، لوصف ما جرى بالتدخل بعمل القضاء لتغيير مجرى الحقيقة، وهذا يمثل اعتداءً على الدستور والسلطات. وحتى إنفجار الغضب المكبوت، وإن كان ابن ساعته، إذا ما استمرّ تيار المستقبل بالحفاظ على هذه التسوية، إلا أن مسببات الحنق والغضب موجودة وقائمة ومستمرة، في ظلّ انعدام أي خيال سياسي وأي نباهة في التيار منذ ثلاث سنوات.

المشكلة التي تأخر تيار المستقبل كثيراً في اكتشافها، يشكل نهجه السياسي أحد عواملها الرئيسية. لحظة تبرئة سوزان الحج، تشبه إلى حدّ بعيد لحظة إخلاء سبيل ميشال سماحة. يومها لم تغيّر المحكمة العسكرية قرارها إلا بعد ضغوط في الشارع، وحينها لم يكن الشارع لتيار المستقبل وحده، بل كانت مختلف شرائح قوى 14 آذار المتناثرة، والقابلة لإعادة الإستجماع عند أي محطّة أو مفصل أو حدث. وحتى بعد إطلاق سراح سماحة، ومن ثم إعادة محاكمته مجدداً، وبعد إدخاله إلى السجن، عاد تيار المستقبل إلى سياسته المعتادة، وهي المهادنة والتسوية، وكأن شيئاً لم يكن، متغافلاً عن مبدأ "أُكلت، يوم أكل الثور الأبيض".

دوس الطائف

المسار التصعيدي الذي انتهجه التيار بعد الحكم في قضية الحاج، يمثّل قبولاً شعبياً واسعاً ليس لدى بيئة المستقبل، وبمعنى أوضح ليس لدى الجمهور السني فقط، بل لدى شرائح مختلفة ومتنوعة، كانت بحاجة إلى استعادة رفع الصوت، لإرساء التوازن. وعلى الرغم من افتقاد التوازن في المؤسسات الدستورية من حكومة ومجلس نيابي بعد التسوية الرئاسية، فلا خيار غير الشارع، سيكون قادراً على التأسيس لاستعادة هذا التوازن، وضرورة الانسجام مع تطلعاته بعيداً من "البراغماتيات التبريرية"، ليس لإعادة إحياء الإصطفاف العمودي، أو لإرساء الانقسام السياسي أو الذهاب نحو التصادم، بل لحفظ الكرامات على الأقل، كرامات المؤسسات والفصل بين السلطات والدستور، التي أعلن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، يوم إبرامه التسوية مع الرئيس ميشال عون، بأنه يقدّم هذا التنازل القاسي من أجل الحفاظ عليها والحفاظ على الطائف. كان على المستقبل، الاستشراف باكراً، لمخطط الدوس على اتفاق الطائف، والذي بدأ مساره عملياً في وضع قانون الانتخاب، وخاض التيار الوطني الحرّ انتخاباته على أساس ضرب الطائف في السياسة وليس في النصوص، تحت شعار تحريضي وطائفي هو "استعادة الصلاحيات". وهذا أيضاً يتلاقى مع كلام واضح ومكرر لوزير الخارجية جبران باسيل، الذي يصر على هذا الشعار. وبغض النظر عن الكلام الأخيرة لباسيل، خلال لقائه مجموعة شباب سنّة في البقاع، واللغط الذي أثاره، لباسيل مواقف أخرى مشابهة وأسوأ، وإن لم تكن بتلك الفظاظة التي تسرّبت عن لقاء تل ذنوب. في الأساس جلسات مجلس الوزراء التي تعقد بقصر بعبدا، وتذيّل بعبارة أن الجلسات عقدت برئاسة رئيس الجمهورية، ربطاً بآلية سير عمل مجلس الوزراء، كلها تشير إلى  القفز فوق الطائف، تماماً كما كان الوضع أيام تشكيل الحكومة والشروط التي وضعت أمام رئيسها لتأمين ولادتها.

راحة الحريري!

والاستفاقة المستقبلية، وإن كانت متأخرة، فخير من أن لا تحصل أبداً. صحيح أن السيف قد سبق العزل سياسياً، لكن بالنظر إلى عمق الأزمة، فهي أيضاً تتخطى تجميد العمل باتفاق الطائف. المشكلة تبقى بنيوية، وهنا يتضح الفارق بين منهج عمل التيار الوطني الحرّ، الذي يكسب رئيسه الشعبية، ومنهج عمل تيار المستقبل الذي يخسر رئيسه الشعبية والفعالية السياسية. فعندما يذهب التيار الحرّ إلى تسوية، يبقي في حساباته خطاباته الصدامية، ويتعاطى وفق ما يريده جمهوره، بخلاف المستقبل الذي يحاول إقناع جمهوره بما لا يمكن أن يقتنع به، تحت شعارات حماية البلد وما إلى هنالك. ليس المجال هنا للدخول في تقييم أي من المسارين السياسيين أفضل، وكيف يمكن اتخاذ القرارات، إنما هي فقط مقارنة بسيطة. يتمسك جبران باسيل بكل أسلحته على مختلف الجبهات، الطائفية والمذهبية والعنصرية بالإضافة إلى المدنية ومحاربة الفساد وتحصيل الحقوق وترشيق الإدارات، بينما يتناسى المستقبل جمهوره وقضيته بل ومبادئه، فتقتصر قضيته واحدة موحدة، منحصرة بمؤتمر سيدر حالياً وأرقامه الاقتصادية، وبالحفاظ على الموقع، وإن بلا صلاحيات في السياسة. بينما باسيل مثلاً لجأ إلى الاستقالة من الحكومة ذات مرّة، فعزز شعبيته، وكان مع حلفائه قادراً على تشكيل حكومة أخرى، واليوم قادر على الفعل نفسه... في حين أن المستقبل عند ذهابه إلى التسوية مع التيار الوطني الحرّ، نسي حلفاءه، وأقصى كل الصقور أو من "يقلقون راحة تسوية الحريري"، وسلّم كل أوراقه لباسيل، ففقد أي ورقة قادر على استخدامها، وفقد الجنبات التي يأمن للإتكاء عليها. في مقابل استمرار باسيل على التحالف مع الحريري إلى حدّ استنزافه، وحفاظه بالوقت ذاته بتحالفه مع حزب الله.

دار الفتوى والمختارة ومعراب

من الواضح، أن الإحراج الذي أصاب تيار المستقبل، هو الذي دفعه إلى رفع الصوت عالياً، ورفض الفضيحة التي حصلت في المحكمة العسكرية. الموقف الذي أطلقه النائب نهاد المشنوق من دار الفتوى، ورمزية المكان الذي أطلق منه، دفع المستقبل إلى الوقوف على قدميه، وعدم تمرير ما حصل. وهذا مؤشر لا بد من البناء عليه، خصوصاً عندما يخرج شخص كالمشنوق وهو كان أحد عرّابي التسوية والعاملين على إنجازها والتمسك بها، معلناً أنه لا يمكن الاستمرار بها كما هي عليه. ما يعني أن المستقبل لا يمكن أن يتخذ الخيارات التي يريدها جمهوره من دون استدراجه إليها أو حشره لاتخاذها. وهذا المسار يجب أن يستمر، من قبل المشنوق أو غيره، كما لا يمكن اقتصار الصرخة على العامل السنّي الذي يشعر بالإحباط. مشكلة المستقبل من مشكلة حلفائه (السابقين) في قوى 14 آذار، يفتقدون لعامل المبادرة والتنسيق، إلا أن هذه الضربة على الرأس، يجب أن توقظ ما تبقى من حمية للردّ على كل الضربات التي سددت لهم، وهذه لا سبيل لها، بغير استكمال الحراك، وإعادة تفعيل اللقاءات بين القوى المتضررة أو الرافضة للتسوية، بحيث تفرض على المستقبل، وإن كان يريد الاستمرار بالتسوية بعد مرور موجة الغضب من حكم المحكمة العسكرية، أن يعيد حساباته في شارعه. ولا يمكن استعادة تلك الحسابات، من دون التحرك سريعاً باتجاه المختارة ومعراب لإعادة إرساء التوازن. هو توازن ضاع إلى حدّ إلتهاء تيار المستقبل في اشتباكه مع الوطني الحرّ على حكم قضائي إجرائي، بينما المسار السياسي والاستراتيجي مفقود في البلد. إذ في لحظة هذا التشابك، كان الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، يحدد المقبول والمرفوض في سياسة لبنان الخارجية، ويعلن أن موقف رئيس الحكومة في قمّة مكّة لا يمثّل لبنان، فماذا تبقى من الحكومة وسط صمت خصوم حزب الله، وعدم ردّ أي منهم على كلام نصر الله بما يخص القمة والنأي بالنفس والهجوم على السعودية أو عبر اعلان الاستعداد لبناء مصانع صواريخ في لبنان. كلام نصر الله المدوي لم يجد من يردّ عليه، بينما باسيل سيردّ سريعاً على كل ما طاوله من حملات، بحملة تصعيدية ومضادة، وإذا ما عاد المستقبل إلى وضع رأسه في الرمال، فعندها عليه السلام.

 

ذكرى سمير قصير الذي خسر أوطانه كلها

يوسف بزي/المدن/الأحد 02/06/2019

اليوم هي ذكرى اغتيال شاب مرّ في تاريخ لبنان كشهب أضاء سماءنا حتى احتراقه الأخير. ذكرى "ناشط" قبل أن تعمم هذه الصفة، "مثقف" أعاد الدور لهذه المرتبة، "صحافي" أعاد الاعتبار لهذا اللقب، مؤرخ توثب يومياً إلى المستقبل. اليوم ذكرى رجل مضيء كان لي حظ صداقته ومناقشته ورفقته. كان لي حظ معانقته والضحك معه وتبادل الأنخاب معاً ومراراً في ليل بيروت، حين بدأت تلك الحوارات النادرة في مراجعة زمن الحرب وما قبلها، طمعاً بتنضيد لغة "لبنانية" جديدة، مع شبان آتين من بيروت الغربية وبيروت الشرقية، ليتلاقوا سوية على تلك "المراجعة" التي أتاحت في أواخر التسعينات، ثم خصوصاً بعد 7 آب 2001، ذاك الالتقاء الذي سيتحول "خميرة" رأي عام حر سنراه في ربيع 2005. قبل هذا كله، اليوم ذكرى عاشق نهم للاحتفاء بالحياة، للصخب المرح وللمشاكسة. عاشق للمدينة وفتنتها وللمغامرة بالسياسة والحب والكتابة، وللمجازفة القصوى في السياسة والصحافة.

اليوم ذكرى الجريمة أيضاً. ذكرى كراهية وحقد لكل ما سردناه للتو. تكتسب الذكرى زخماً أقوى بعد مرور 14 عاماً عليها، ونحن نرى لبناناً مختلفاً، عنوانه ببساطة "جبران باسيل". هذا الإسم الذي يختزل كل ما يمكن الخجل منه، طالما أنه أطاح بكل ما تأملناه خروجاً على النعرات والضغائن، فإذ به يأخذ المسيحيين والمسلمين إليها (عمداً) ويحيي فيهم أسوأ ما لديهم. الذي خسرناه في سمير قصير بات أكثر فداحة حتى من مقتله: خسارة ما آمن به.

فما بين هزيمة "انتفاضة الاستقلال"، أي سقوط الديموقراطية اللبنانية، ثم هزيمة الثورة السورية، أي استعصاء الحرية للسوريين، وبينهما هزيمة الثورة الفلسطينية، أي العدالة للفلسطينيين.. عاد المشرق العربي إلى ما سماه قصير "الشقاء العربي".

نقول ذلك، لأن في قصير اجتمعت، نَسَباً وأصولاً وجذوراً، هويات لبنان وسوريا وفلسطين. وهو المزهو بهذا الجمع الصعب والجذاب في آن معاً، اعتنق في دعوته السياسية مهمة إنكار التناقض أو التنافر بين تلك الهويات (لا إنكار تعددها)، على عكس تاريخ عريض من التصادم والتنازع، أرسى الكثير من الضغائن والكراهيات بين السوريين واللبنانيين والفلسطينيين. وهو في كل كتبه، وفي بعض أبرز مقالاته، حاول بحماسة مفعمة بالتفاؤل أن يبشر بتجاوز تاريخي لماضي سوءات الفهم وذاكرة المآسي والاقترافات المتبادلة، كما بتجاوز "الشقاق الأهلي" الذي أصاب كل من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين.

وعلى وعود "الديموقراطية" وشروطها، راهن قصير بإفراط شاعري (كما نحن) للتخلص من مفاسد الطائفية في لبنان، ومن شقاء الديكتاتورية في سوريا، ومن مأساة الاحتلال في فلسطين. وكان سمير قصير، بهذا المعنى، وجه التسعينات وروحها. حين سادت لغة "الأمل" والشعور بقوة "التاريخ" بل وإحساس غامر أن جيلاً جديداً على وشك الإمساك بقيادة الزمن ومجراه. وما بين العام 1999 و2005، بذل سمير قصير كل طاقته وحيويته للمساهمة في حياة ثقافية بيروتية تتنكب قولاً سياسياً معارضاً يقطع مع ذاكرة الحرب تماماً، وتعيد لبيروت نفسها "دوراً" عربياً تنويرياً وتغييرياً، وبالأخص احتضاناً للاعتراض السوري ودعماً للاستقلال الفلسطيني. وفوق هذا، ما هو أهم، أي تهفيت خطاب "الممانعة" وكشف زيف ادعاءاتها (لبنانياً وسورياً وفلسطينياً). ذاك الخطاب، الذي رآه قصير عبارة عن استئنافٍ لحرب أهلية في لبنان، وتجديدٍ للاستبداد العربي، وخطفٍ للقضية الفلسطينية. ليس لنا أن نروي سيرة ما حدث حتى لحظة اغتياله، ولا أن نروي ما يحدث منذ العام 2011 وحتى اليوم، كي نعرف أن سمير قصير لم يخسر حياته فقط، بل خسر هو ونحن فلسطين وسوريا ولبنان.. وانتصر "شقاء" الطائفية والعنصرية والديكتاتورية، وانتعشت "الممانعة" سيدة على مصيرنا.

 

منصور بطيش وزير لبناني منسجم مع دور "آخر من يعلم"

صلاح تقي الدين/العرب/02 حزيران/2019

"طلاقة" بطيش الاقتصادية لم تظهر خلال جلسات الحكومة لدرس ومناقشة الأرقام المالية في الموازنة التي تتضمن رؤية اقتصادية مستقبلية لإخراج لبنان من الأزمة.

وزير الاقتصاد اللبناني في غيبوبة عن ميزانية الدولة

فيما انعقدت حكومة الرئيس سعد الحريري على مدى 19 جلسة متتالية لدراسة الميزانية العامة للدولة للعام 2019، كان يفترض بوزير الاقتصاد الوطني منصور بطيش أن يكون أحد المشاركين الرئيسيين في رسم السياسة الاقتصادية والمالية للبنان إلى جانب وزير المالية علي حسن خليل، إلا أنه بدا كممثل ثانوي يؤدي دور الكومبارس تاركا لرئيس تياره “الوطني الحر” وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل القيام بالدور المطلوب. غير أن بطيش المشهود له بكفاءته الاقتصادية عندما كان يعمل في القطاع الخاص، وخاصة في القطاع المصرفي حيث يحتل منصب المدير العام في بنك “فرنسبنك”، انكب ولا يزال منذ تعيينه وزيرا للاقتصاد في حكومة الرئيس الحريري على وضع الدراسات الضرورية للنهوض بالاقتصاد اللبناني المتهاوي، وإخراجه من أزمته، وهو عقد لهذه الغاية العديد من المؤتمرات الصحافية لكي يعلن عن رؤيته المستقبلية لتعزيز النمو وإبداء ثقته بقدرة البلد على تجاوز الأزمة التي يمرّ بها.

المشكلة في المناخ

انتقد بطيش، في الواقع، في مؤتمر صحافي عقده عقب الانتهاء من دراسة الموازنة المسؤولين “بسبب تعميم أجواء عن واقع اقتصادي صعب”، إلا أنه لم ينكر وجود حلول. قال “إننا أمام تحديات وطنية صعبة. وهذه المرة لها طابع اقتصادي. لكنني واثق بقدرتنا على تجاوزها، فالبلد يضج بالكلام عن الوضع الاقتصادي الصعب. والناس يتناقلون كلاما عن انهيار مرتقب. ويتساءلون فقط عن توقيته! وبعض المسؤولين يسهمون بتعميم مثل هذه الأجواء”. ويضيف بطيش “صحيح أن واقعنا الاقتصادي صعب، وإجمالي الدين العام يقارب 87 مليار دولار، وخدمة الدين وحدها قد تتجاوز الـ6.5 مليار. ولن أستفيض بالكلام عن عجزنا المالي أو التجاري، أو العجز في الحساب الجاري وميزان المدفوعات. وكلها أرقام غير مطمئنة  لكنني، وبصدق وشفافية، واستنادا إلى الأرقام نفسها، وإلى المعرفة بإمكانيات البلد، أؤكد أن الحلول ممكنة، وليس هناك ما يستدعي هذا التهويل وبث السلبية بين الناس”. بطيش مشهود له بكفاءته الاقتصادية، وخاصة في القطاع المصرفي حيث احتل منصب المدير العام في بنك "فرنسبنك". وقد انكب منذ تعيينه وزيرا للاقتصاد في حكومة الرئيس الحريري على وضع الدراسات الضرورية للنهوض بالاقتصاد اللبناني المتهاوي غير أن “طلاقة” بطيش الاقتصادية لم تظهر خلال جلسات الحكومة لدرس ومناقشة الأرقام المالية في الموازنة والتي تتضمن أيضا رؤية اقتصادية مستقبلية لإخراج لبنان من الأزمة التي يعاني منها لأسباب كثيرة لعلّ أكثرها إيلاما هي استضافته أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري، ليس قادرا على مواجهة الأعباء التي ترتّبت على هذا اللجوء وفي مقدمها الأعباء الاقتصادية.

تولّى باسيل تلك المهمة، وقدّم ورقة تضمنت أفكارا اقتصادية أطالت من “عمر” النقاشات وبالتالي تأخر إقرار الموازنة في مجلس الوزراء، بدا بطيش أثناءها مستمعا إلى طروحات “رئيسه” والطروحات المضادة التي كانت تقدّم من قبل سائر الوزراء، دون أن يكون له أي دور فيها، مستسلما لواقع أن باسيل هو “الآمر الناهي” حتى في الأمور الاقتصادية. بطيش من مواليد العام 1954 في بلدة فاريا الكسروانية، ويتولى منصب مدير عام في فرنسبنك منذ يناير 2005. كلّف برئاسة لجنة الدراسات في جمعية مصارف لبنان منذ العام 2013 ولا يزال عضوا فيها منذ عام 1999، علما بأنه كان قد عين رئيسا لها خلال 2008 – 2009. هو أيضا عضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي منذ العام 2017 ويرأس لجنة القضايا الاقتصادية العامة في المجلس.

فلسفة اقتصادية شفهية

ورقة باسيل الاقتصادية تضمنت أفكارا أطالت من "عمر" النقاشات وبالتالي تأخر إقرار الموازنة في مجلس الوزراء، وبدا بطيش أثناءها مستمعا فقط.

بعد توليه وزارة الاقتصاد، كانت لبطيش سلسلة مواقف مالية واقتصادية لافتة، كان يلجأ في غالب الأحيان إلى مواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة موقع “تويتر” للتعبير عنها، لكنه حين أعلن أنه وضع دراسة شاملة حول الوضع الاقتصادي، عقد مؤتمرا صحافيا بدأه بانتقاد السياسة المالية للدولة اللبنانية، فبدا وكأنه يغرّد خارج سرب المسؤولين الحاليين والسابقين، منتقدا أداء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يعترف القاصي والداني بدوره الإيجابي في المحافظة على الاستقرار النقدي والمالي وسعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار وباقي العملات الأجنبية.

يقول بطيش “لقد اعتبر حاكم مصرف لبنان أن العجز المالي هو مصدر كل العلل، ودعا إلى تقليص حجم القطاع العام، كشرط وحيد لضبط هذا العجز، مشيرا إلى أن حجم القطاع العام كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي ارتفع من 17 في المئة قبل الحرب إلى 35 في المئة اليوم. لذا طالبت بأن يقدم لنا حاكم مصرف لبنان دراسة تبيّن الواقع. وأعتقد أنه التبس عليه بين مساهمة القطاع العام في الناتج المحلي الإجمالي، وبين نسبة الإنفاق العام إلى هذا الناتج. وهما أمران مختلفان، إذ أن مدفوعات الفائدة وحدها استأثرت بأكثر من ثلث الإنفاق العام بين عامي 1993 و2018 وبالتالي، لا يعبر الإنفاق العام عن مساهمة القطاع العام أو حصته في الاقتصاد. ولكن، على الرغم من هذه الملاحظة الأساسية، التي تتعلق بفهمنا للقطاع العام، ودوره وحجمه والحاجة إليه، فإننا لا نختلف على أن نسبة العجز المالي مرتفعة قياسا إلى حجم الاقتصاد اللبناني، ولا بد من إجراءات سريعة لتخفيض هذه النسبة والحد من تنامي العجز والمديونية”.

وبالنسبة لكثيرين، فإن انتقاد بطيش لسلامة يصب في خانة السياسة التي ينتهجها “التيار الوطني الحر” ورئيسه الذي يحاول بكافة الأشكال وضع يده على جميع مفاصل الدولة اللبنانية تحضيرا لمعركة الرئاسة المقبلة، والتي يعتقد معظم الفرقاء السياسيين أنها الهدف الأول لباسيل.

اعتبر بطيش أن الهدف من المادة 117 من قانون النقد والتسليف “نشر ميزانية مصرف لبنان” هو مراقبة عمليات مصرف لبنان واعتماد الشفافية في الإفصاح عنها. و”لكننا إلى الآن لم نطلع على تقرير شامل، يوضح العمليات التي يقوم بها مصرف لبنان، تحت عنوان الهندسة المالية. ما هي هذه العمليات؟ ولماذا تجري؟ وكم تبلغ كلفتها؟ وهل نجحت في تحقيق أهدافها؟ وما هو أثرها على الاقتصاد والمالية العامة؟ إن سياسة رفع أسعار الفائدة والهندسات المالية هي من الأسباب البارزة لرفع كلفة تمويل الدولة والاقتصاد، وبالتالي لا يمكن تصور إصلاح جدي للمالية العامة، لا يتضمن إصلاحا موازيا للسياسة النقدية، وكذلك إصلاحا لسياسات الدعم والحوافز، لجعلها أكثر استجابة للنهوض بالإنتاج والخدمات ذات القيمة المضافة العالية”. أين كانت هذه الفلسفة المالية والاقتصادية أثناء جلسات مناقشة الميزانية؟ سؤال تداول به عدد كبير من المسؤولين الاقتصاديين والماليين إلى جانب بعض القوى السياسية التي كانت استحسنت بداية عمل بطيش الوزاري، ولم لم يدل بدلوه ليدافع على الأقل عن وجهة نظره، فهو مسؤول بشكل رئيسي عن رسم الخطط الاقتصادية والإصلاحية التي وردت في مقررات مؤتمر “سيدر” لدعم لبنان ونهوضه؟

صاحب الاستقالة المبكرة

وزير الاقتصاد الوطني يفترض أن يكون أحد المشاركين الرئيسيين في رسم السياسة الاقتصادية والمالية للبنان إلى جانب وزير المالية، إلا أنه بدا كممثل يؤدي دور الكومبارس تاركا لرئيس تياره "الوطني الحر" جبران باسيل القيام بالدور المطلوب

من المقترحات التي قدمها بطيش والتي اعتبرها “عاجلة” لإنقاذ الوضع الاقتصادي، “مكافحة التهرب الضريبي وتحسين الجباية، إحداث صدمة إيجابية من خلال تحسين إدارة الدين العام ترمي إلى تخفيض كلفته، إعادة النظر في القروض المدعومة وفي آلياتها المعتمدة، التركيز على زيادة الإنتاج والتصدير والتخفيف من الاستيراد”. وهو يقترح ثلاثة مشاريع قوانين هي “مشروع قانون لإصلاح النظام الضريبي، لجعله أكثر كفاءة وعدالة. مشروع قانون يعيد النظر في هيكلية الدولة، بعد دراسة الحاجات، فيتم إلغاء المؤسسات والمجالس والصناديق والهيئات التي لا حاجة إليها. مشروع قانون حديث، ينظم الإعفاءات والحوافز والرعاية المطلوبة للقطاعات الإنتاجية، ويساهم في تنمية المناطق، وزيادة الإنتاج والتصدير. ويتشدد في تغريم كل ضرر يطال البيئة أو تعد على الأملاك العامة والموارد الطبيعية والتاريخية”. لكن وزير الاقتصاد لم يشأ أن يخفي “فرحته” بإقرار مجلس الوزراء الميزانية ورفعها إلى المجلس النيابي لدرسها وإصدارها بقانون، فهو استعان بموقع “تويتر” ليعلن أنه تقدّم بمقترحات “تؤسس لمناقشة موازنة العام 2020 وأبرزها مسح شامل لأملاك الدولة، إصلاح النظام الضريبي وإنشاء نظام نقل عام”. وبمناسبة احتفال لبنان بعيد “التحرير” الذي يصادف في 25 مايو من كل عام، غرّد بطيش قائلا “تكتمل فرحة اللبنانيين بإنجاز تحرير أرضهم عند تحرير اقتصادهم من الريع وتحويله اقتصادا منتجا حيويا ومؤنسنا”.  تكتمل فرحة اللبنانيين بانجاز تحرير أرضهم عند تحرير اقتصادهم من الريع وتحويله اقتصاداً منتجاً حيوياً ومؤنسناً. ربما كانت أفكار بطيش الاقتصادية هي في مجملها تلك التي وردت في الورقة الاقتصادية التي قدّمها باسيل، لكن أن يصادر رئيسه هذه الأفكار ويجيّرها لنفسه، حالة تفسّر ما حكي عن أن باسيل أجبر الوزراء الجدد الذين تولوا مسؤولياتهم باسم “التيار” على توقيع استقالاتهم من الحكومة ووضعها بتصرفه قبل إعلان تشكيل الحكومة، فيكون بذلك متحكما بمصيرهم ومسارهم الحكومي وربما الشخصي.

 

سمير قصير… وما هو آت

خيرالله خيرالله/العرب/02 حزيران/2019

لم تكن الذكرى الـ14 لغياب سمير قصير سوى وقفة شجاعة ومساهمة متواضعة في تأكيد أن "ربيع بيروت" لا ينفصل عن "ربيع دمشق". إنّه تلازم في المسارين على طريق الحرّية، تلازم يكشف كم كان سمير قصير على حقّ وكم كان بعيد النظر.

الأغلال لن تمنع إيصال الكلمة الحرة

في الذكرى الـ14 لاغتيال سمير قصير، الكاتب والصحافي الذي واجه بقلمه وفكره نظام الوصاية السوري، وأحد صانعي “ثورة الاستقلال” في لبنان، لا يزال في بيروت مكان لممارسة الشجاعة والدفاع عن الإنسان العربي عموما والسوري تحديدا.

ما زالت بيروت تتحدّى الدرك الذي بلغته المنطقة العربية حيث لا مكان سوى لإلغاء الآخر. فالذين لم يكن في استطاعتهم مواجهة سمير قصير ولغة المنطق التي استخدمها، وكانت في الوقت ذاته لغة تحدّ، لجأوا إلى القتل. لجأوا إلى تفجيره بعد ركوب سيارته يوم الثاني من حزيران – يونيو 2005.

كان أوّل شهيد بعد اغتيال رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط – فبراير من تلك السنة. كانت مناسبة إحياء ذكرى سمير قصير، اللبناني- الفلسطيني- السوري، وقبل كلّ شيء عاشق بيروت، مناسبة كي تقول زوجته جيزيل خوري في وجود ممثلين عن السلطة اللبنانية كلّ الكلام الذي يجب أن يقال في المناسبة. قالت إنّه “إذا كانت هذه حال أوروبا، حيث العنصرية في تصاعد، فماذا يحصل في مجتمعاتِنا، حيث حال هستيريّة تعمّ المنطقة، مِن تشجيع على الإعدامات باسم الوطنيّة، وخطابات غرائزيّة تدعو إلى قتل الآخر جسديّا بإنهاء حياته، أو معنويّا بزجّه في السجون وتخوينه؟ هل رأيتم الأطفال أمام الكاميرات في سوريا، ينشدون الأغاني لقتل أبناء المذهب الآخر؟ هل سمعتم في لبنان مقدّمات نشرات الأخبار وخطابات السياسيّين التي تحمّل اللاجئين عبء الوضع الاقتصاديّ وعجز الموازنة؟ هل تتابعون جيوش ‘السوشيال ميديا’ في كلّ البلاد العربية بنشرها للكراهية؟ هل علمتم بصمت الصحافيّين عن جرائم بحقّ زملائهم؟ عندما قتل سمير قصير سنة 2005، قلت لأحد الصحافيّين: انتظر كي يجفّ دمه على الإسفلت قبل أن تتخاذل”. لم تيأس جيزيل خوري. ذهبت جائزة أفضل مقال سياسي إلى شاب سوري. وذهبت جائزة أفضل تحقيق صحافي لشاب سوري آخر. وذهبت جائزة أفضل فيلم قصير إلى امرأة مغربية تكسب قوتها من قيادة باص في الدار البيضاء. لا يزال في لبنان من هو متضامن مع ثورة الشعب السوري التي توقّعها سمير قصير قبل غيره، هو الذي آمن باكرا بأن “ربيع دمشق” آت لا محالة. كانت ذكرى سمير قصير التي يساعد الاتحاد الأوروبي بإحيائها في بيروت مناسبة كي يقال الكلام الذي لا مفرّ من قوله عن تدهور وضع حقوق الإنسان في لبنان. قالت جيزيل خوري “اليوم، بعد أربعة عشر عاما، هناك شباب من بلادنا متوسّط أعمارهم 25 سنة، يبقى سمير قصير ملهمهم ليقودهم بكتاباته نحو الحرّية، هو الذي قال: ليس في لبنان صحافة حرّة بل هنالك صحافيّون أحرار.

يذكّرني هؤلاء الشباب الذين يتبارون اليوم حول جائزتِه، بمقابلة أجريتها منذ سنوات مع مخرِج سينمائي لبنانيّ عاد إلى قريتِه بعد غربة خمس وعشرين سنة، وصور في فيلمه الذي منِع في لبنان قاتل والده ووالدته وخمسة من إخوانه وأخواته. سألته يومها: كيف استطعت أن تقف أمامه من دون الشعور بأنّك تريد قتله. فأجابني: أنا فعلا قتلْته بِعدسة الكاميرا. هؤلاء الشباب هم هذه الكاميرا، أو الشّعلة السائرة نحو الحرّية والديمقراطية ودولة القانون”. أوردت بعد ذلك الأرقام التي تدلّ على التراجع الخطير في مجال الحريات في لبنان، قالت “نحن موافقون، أنّ الوضع في لبنان هو الأفضل في المنطقة، لكنّنا، وثّقْنا ثمانين انتهاكا في لبنان، منها اثنتا عشرة حالة توقيف واعتقال لدى مختلف الأجهزة الأمنية؛ ثمانية عشر صحافيا وناشطا استدعوا إلى التحقيق بسبب ما نشروه. هناك دعاوى قضائية لا تحرّك إلّا ضدّ الذين لا يحظون بالغطاء الحزبيّ والطائفيّ طالت ما لا يقلّ عن عشرين صحافيّا. ثمانية أعمال فنّية من مسرحيّات وأفلام منِعت، أو اقتطع منها مقصّ الرقابة. ستة اعتداءات جسدية على صحافيّين ومصوّرين. وللمرة الأولى منذ سنوات، أربعة أحكام سجن بحقّ صحافيّين. كلّ هذا عام 2018 وحده”.

يظلّ لبنان مختلفا. يحاول تعريف العالم الذي يحيط به على معنى الحرّية التي كان سمير قصير رمزا من رموزها. لذلك لم يكن من حديث بين الذين حضروا الذكرى الـ14 لغياب سمير سوى الحملة على الحريات التي يتعرّض لها لبنان والخوف على عملية تسييس القضاء، خصوصا بعد الحكم الذي صدر بإبطال التعقبات لسوزان الحاج وهي ضابط برتبة مقدّم في قوى الأمن الداخلي لعبت دورا في ملاحقة المسرحي زياد عيتاني في قضية تتعلّق بالتعامل مع إسرائيل. عكس ذلك الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية الخوف على كل ما عمل سمير قصير من أجل الانتهاء منه والذي دفع من حياته ثمنا له. ولكن، على الرغم من أجواء القمع ومصادرة الحريات في لبنان، يظلّ سمير قصير مصدر أمل. إنّه مصدر أمل للبنان وسوريا وفلسطين. فمرّة أخرى أظهرت المؤسسة التي تحمل اسمه (SKEYES)، ومعناها عيون سمير قصير، شجاعة منقطعة النظير في مقاومة الأنظمة المستبدّة من جهة وتصحيح وضوح الرؤية السياسية التي بدأت تغيب لدى كثيرين في لبنان من جهة أخرى. في عزّ سطوة النظام الأمني السوري – اللبناني، الذي يوجد حاليا من يسعى إلى استعادتها، بقي سمير قصير يمثّل الأمل والشجاعة والوضوح في آن. الأكيد أن كثيرين من بين الذين عملوا من أجل بقاء ذكراه حيّة ما زال مستعدّا للمحافظة على هذا الأمل وعلى الشجاعة والوضوح في وقت تمرّ المنطقة كلّها في مخاض حقيقي ليس أفضل ما يعبّر عنه أكثر من إزالة “حزب الله” الحدود بين لبنان وسوريا ومشاركة إيران عبر ميليشياتها المذهبية في الحرب على الشعب السوري.

من وجهة نظر سمير قصير، لا يزال الشعب السوري يقاوم. ليس صدفة أن جائزتين من أصل ثلاث جوائز ذهبتا إلى شابين سوريين كتبا بدقّة وأجرى أحدهما تحقيقا في العمق يتناول القمع الذي يمارسه النظام السوري. رأى سمير قصير المستقبل منذ ما قبل 2005 حين احتفل على طريقته بخروج العسكر السوري من لبنان مباشرة بعد اغتيال رفيق الحريري. وقف في وجه هذا الوجود قبل غيره. لاحقته الأجهزة الأمنية قبل غيره. ليست ذكراه في السنة 2019 سوى قراءة لما هو آت على الرغم من كلّ الممارسات الشاذة التي يشهدها لبنان والتي لا تذكّر سوى بالسنوات التي سبقت اغتيال رفيق الحريري وأجواء الرعب التي حاول بثها الذين اغتالوه في المرحلة التي امتدت بين 2005 و2019، وهي مرحلة كان سمير قصير من ضحاياها. ما هو آت، وخلافا لكلّ ما يعتقد، هو اليوم الذي سيمثل فيه النظام السوري بكلّ رموزه أمام محكمة دولية. لم تكن الذكرى الـ14 لغياب سمير قصير سوى وقفة شجاعة ومساهمة متواضعة في تأكيد أن “ربيع بيروت” لا ينفصل عن “ربيع دمشق”. إنّه تلازم في المسارين على طريق الحرّية، تلازم يكشف كم كان سمير قصير على حقّ وكم كان بعيد النظر…

 

باسيل يُهدِّد الغطاء السُنّي للتسوية  

أسعد بشارة/الجمهورية/السبت 01 حزيران 2019

كأن الوزير جبران باسيل يتعمّد نزع أوراق الدفاع من الرئيس سعد الحريري في كل مناسبة تتسنّى له. النفي الذي ورد من مكتبه لما قاله في ندوة البقاع التي كان القصد منها الحوار مع نخب سنّية، تحول إدانة جديدة في حق علاقته بالحريري، وحق التسوية، التي بات واضحاً أنّ الرئيس ميشال عون وفريقه لم يطبّقوها إلّا على حساب الحريري ومن رصيده. ما نُقِل عن باسيل في ندوة البقاع كان دقيقاً، والصحافي الذي كتب عن الحوار كان مدعوّاً في داخل القاعة وشارك في هذا الحوار، ونقل بأمانة أجوبة باسيل الواثقة مع شيء من التوتر الناجم من غياب الكيمياء بين المحاورين والداعي الى الحوار.

ما نقله الصحافي (قاسم يوسف) كان جزءاً من اجوبة باسيل، أما الجزء الآخر فهو يشكل طعنة لشريكه في التسوية، تضاف الى كل ممارسات الاستقواء التي مارسها في حق الحريري، وآخرها تبرئة مفبركي ملف العمالة للفنان زياد عيتاني.

أن يخرج النائب نهاد المشنوق بما يشبه نعي التسوية من دارالإفتاء، فهذا لا يعكس فقط انتهاز توقيت وفرصة يريدها، لتوجيه ضربة قاضية للتسوية، بعدما أُخرِجَ منها، بل يترجم ما وصلت اليه هذه التسوية من افتئات على دور طائفة بكاملها، تشعر نُخَبَها خصوصاً المؤيدة للحريري، أنّ شريكه ليس شريكاً، بل قناص لا يتردد في توجيه ضربات لحضور شريكه المفترَض في الإدارة، كذلك لا يتردد في تجويف دستور «الطائف»، والمجاهرة باستعادة مكتسبات ما قبل إقراره.

من هذه الزاوية يمكن فهم الاحتقان الذي نتج من حكم العسكرية، حيث بدا انّ القاضي الذي رفض الحريري تعيينه، والذي فرض باسيل تعيينه تحت طائلة تعطيل التعيينات، اندفع الى لعب دور محامي الدفاع، والعين على الخلاف مع اللواء عماد عثمان، الذي بدوره كان ذهب في إيجابيته مع العهد بعيداً الى درجة المشاركة في توقيفات طاولت بعض الناشطين، ليستفيق الجميع على مطالبة باسيل بإقالته واتّهامه برخص حفر آبار المياه، علماً أنّ فريق عون الذي تسلّم وزارة الطاقة منذ العام 2008 لم يُثر هذه المسألة الّا حين استعر الخلاف بين الحريري وباسيل.

لم يكتفِ باسيل بكل ما وجّهه للحريري، بل حرص على أن يكون أداؤه داخل الحكومة أكبر من الحكومة ورئيسها، وقد تجلّى ذلك في نقاش الموازنة حيث وتحت عنوان «الأمر لي»، أخّر إقرار الحكومة الموزانة لأسابيع، ومدّ جلساتها اكثر من ثماني جلسات، وفي موازاة نقاش الموازنة التفصيلي في السراي الحكومي، أصرّ على أن تصدر من قصر بعبدا، في اشارة الى العودة شكلاً الى مرحلة ما قبل «إتفاق الطائف»، الى النظام الرئاسي، أو كما يقول الرئيس فؤاد السنيورة الى «تكتيك» تعديل «اتفاق الطائف» بالممارسة.

صبرَ الحريري على باسيل، واستعان إعلامُه في الأمس بنفي باسيل كلامَه المؤكد في البقاع، لتأجيل الاشتباك، علماً أنّ ما نُقل عن رئيس الحكومة، أشار الى انّ مرحلة ما بعد إقرار الحكومة ستكون «يوماً آخر» أي انه سيجري تصويب المسار الحالي الى ما يؤمّن الانتظام تحت سقف الدستور، لكنّ الواضح انّ أداء باسيل الذي يدعمه عون يهدّد الغطاء السنّي الذي كان يغطي التسوية ولو مكرَهاً، فهذه التسوية التي توقّع لها مراقبون أن تهتزّ على وقع تطورات المنطقة، باتت تئنّ من مسار داخلي محتقن سوف لن يؤدي الى الإطاحة بها فحسب، بل الى المَسّ بالدستور، و«إتفاق الطائف»، وهو ما يعني انّ عهد عون وضع نصب عينيه هدف العودة الى ما قبل 1990، ولو أدّى ذلك الى إنتاج مناخ 1975.

 

يهود ومسلمون وسوريون في لبنان

حازم صاغية/الشرق الأوسط/01 حزيران/2019

المسلمون الذين نزحوا إلى أوروبا جاءوها من بلدان غير ديمقراطيّة، ومن مجتمعات ضعيفة المساواة بين الرجل والمرأة، وبين المسلم وغير المسلم، وهي مجتمعات تُقحم الدين بقوّة في الشأن العامّ. هي، فوق هذا، بلا تقاليد في الانشقاق وفي نقد «الأخ» أو التضامن مع «الغريب»، وكثيرون من أبنائها يصرّون على إشهار خصوصيّاتهم الحادّة في المأكل والملبس وفي التصنيف السلبي للمختلف والمخالف. هذا كلّه صحيح، يستدعي الحضّ على درس تلك الظاهرات والإسهام في تغييرها من أجل توسيع المساحات الإنسانيّة المشتركة، وفي سبيل حياة أكثر سلاسة للجميع.

لكنّ هذا ليس أساس المشكلة. أساسها أنّ أوروبا اليوم مريضة ومأزومة، والمأزوم يبحث عن أكباش محارق. وإلاّ فكيف نفسّر عنصريّة بعض البريطانيين حيال البولنديين الذين يشاركونهم مسيحيّتهم و«نصاعة» بياضهم والكثير من قيم الحداثة، وكيف نفسّر انبعاث العنصريّة حيال اليهود المندمجين منذ عشرات السنين؟

في ألمانيا مؤخّراً، وهي البلد ذو الضمير المثقل بما أنزله باليهود، وحيث أُنفقت جهود وثروات طائلة في مراجعة الماضي، أسِفت المستشارة أنغيلا ميركل على «ما وصلنا إليه»: لقد صار أي مركز ديني أو ثقافي لليهود بحاجة إلى حماية الشرطة. مسؤول رسمي ألماني سبق أن نصح اليهود بعدم ارتداء القلنسوة في أي وقت وفي كلّ مكان! الأرقام الرسميّة تقول إنّ 90 في المائة من الاعتداءات عليهم مصدرها اليمين المتطرّف المصاب بالعداء للإسلام.

إذن، وكما في حقب سابقة من التاريخ، كالحروب الصليبيّة والتفتيش الإسبانيّ، يجتمع العداء لليهود والعداء للمسلمين في رزمة واحدة.

طبيعة المرحلة اليوم تتطلّب أيضاً عداوة المختلف: القلق والغموض حيال المستقبل بتقدّمه التقني المذهل، وثورته العولميّة والمعلوماتيّة، وجشع الاقتصاد النيوليبراليّ، فضلاً عن انهيار الوسائط الحزبيّة التقليديّة كما عرفتها سنوات ما بعد الحرب العالميّة الثانية، وهو ما دلّت إليه الانتخابات الأوروبيّة الأخيرة. سرعة التغيّر تستدعي التشبّث بما نتوهّمه ماضياً أصيلاً وجذوراً وهويّة، أي بعهد الصفاء الأسطوريّ: يوم كنّا وحدنا بلا غرباء. هكذا نروح نتحدّث عن الفوارق الجوهريّة وعن الحصون والحدود التي تصدّ برابرة طامعين يختلفون عنّا. والذاكرة، على عكس ما يقال، قد تنسى أكثر مما تتذكّر وقد تفبرك أكثر مما تنقل بأمانة: إيطاليّو سالفيني، مثلاً، ينسون أنّ أجدادهم، حين باشروا الهجرة إلى سويسرا، وجدوا في مواجهتهم حركة لئيمة شعارها «سويسرا أوّلاً». توهّمُ الاستفادة اليهوديّة من الإسلاموفوبيا مثل توهّم الاستفادة الإسلاميّة من اللاساميّة. بنيامين نتانياهو، صديق الهنغاري فيكتور أوربان، يمثّل الميل الأوّل. الابتهاج بحزب العمّال البريطاني في ظلّ جيريمي كوربن يمثّل الميل الثاني. هذان الميلان يعبّران، في أحسن الأحوال، عن قصر نظر. في أسوئها، هما خليط من عنصريّة ونزعة تدمير ذاتيّ. عبرة الحاج أمين الحسيني طريّة في الأذهان.

ما تشهده أوروبا يستهدف المسلم واليهودي لأنّهما «آخر»، والأزمة تقضي بمعاداة الآخر. لهذا ليس من الحكمة ربط ما يجري في أوروبا بالنزاع العربي - الإسرائيلي أو ما تبقّى منه. المسألة هناك لا هنا. وهناك، المسلمون واليهود في قارب واحد.

هذا الجوّ الموبوء لسنا بعيدين عنه في الشرق الأوسط. في أقلّ من أسبوعين، قرأنا وسمعنا الأخبار التالية (دعك مما لم يُكتَب ولم يُسمَع):

- طُردت عائلات سورية من أحد مباني محلّة الظريف في بيروت، مع أنّ تلك العائلات ومعها عمّال آسيويّون سبق أن استأجروا مساكنهم وفق عقود قانونيّة. الأمر لم يتطلّب أكثر من قرار شفوي أصدره محافظ العاصمة مستجيباً لـ«شكوى بعض الأهالي المحتجّين». الإخلاء كان بالغ القسوة: تردّد أنّ المطرودين أُجبروا على مغادرة مساكنهم من دون أن يُسمح لهم بنقل أمتعتهم.

- خمس منظّمات حقوقيّة، بينها «هيومن رايتس واتش»، اتّهمت السلطات اللبنانيّة بترحيل 16 سوريّاً من مطار بيروت، بعد إجبارهم على توقيع وثيقة تنصّ على أنّ عودتهم إلى سوريّا طوعيّة.

- على ذمّة «هيئة العلماء المسلمين في لبنان»، صدر قرار من مجلس الدفاع الأعلى يقضي «بهدم كلّ بناء أنشئ كسكنٍ للنازحين السوريين على الأراضي اللبنانيّة، بما في ذلك الخيم التي أطرافها من لبن أو باطون».

- على ذمّة «المفكّرة القانونيّة»، فرضت المديريّة العامّة للأمن العامّ على المواطنين السوريين شروط دخول إلى لبنان مخالفة للقانون وللأحكام القضائيّة. ترتّبت على ذلك قرارات ترحيل لا تخالف الدستور والتزامات لبنان الدوليّة فحسب، بل تخالف أيضاً القرارات القضائيّة المبرمة.

أبلغ من نُطق الواقع صمت «الواقعيين»؛ خصوصاً مع تراجع القدرة على استثمار العنصر السوري في المناكفات اللبنانيّة. والحكمة الجامعة اليوم مفادها أنّ سوريي لبنان أحرار: يستطيعون التوجّه إلى جنوب إدلب أو شمال حماة حيث يتولاّهم الروس، ويستطيعون التوجّه إلى المناطق الحدوديّة حيث يستضيفهم «حزب الله».إنّ اللبنانيين مأزومون ومرضى أيضاً، يلهثون سعياً وراء أكباش المحارق. هذا عالم بشع أينما كان، وكائناً مَن كان المظلوم ومَن كان الظالم.

 

ثلاث قمم... وثلاث أولويات

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/01 حزيران/2019

أتذكّر جيداً زيارة قام بها أحد كبار الشخصيات الإسلامية اللبنانية إلى بريطانيا، واللقاء الذي عقده مع لفيف من الإعلاميين اللبنانيين المقيمين في سفارة لبنان بلندن عام 2000. تلك كانت مناسبة لا تُنسى ليس فقط لأن الشيخ الجليل رجل استثنائي في رجاحة عقله وسعة اطلاعه، بل لسرعة بديهته وحضوره المحبّب أيضاً. استهل الشيخ اللقاء كلامه، باسماً، مبدياً إعجابه بنظافة لندن وخضرتها وتناسق معمارها، ولم يلبث أن بلغ «بيت القصيد»... فبدأ المقارنة مع بيروت وغابات إسمنتها وفوضويتها. ومن لبنان اتسع إطار الانتقاد إلى الوضع العربي، وتوقف طويلاً عند قضية فلسطين.

يومذاك، كانت قمة كامب ديفيد بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك قد انتهت للتو بالفشل، وأنحى مستضيفها الرئيس الأميركي بيل كلينتون باللائمة يومذاك على الرئيس عرفات لأنه رفض التساهل في موضوع القدس. وعن هذا الأمر قال الشيخ الجليل - كما أذكر تماماً -: «أنا، كما تعرفون لست رجل سياسة، بل مجرّد رجل دين. وبالتالي، لا يحق لي أن أعلّم الساسة أصول السياسة». ثم تابع قائلاً، في موضوع مفاوضات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية: «وأنا أيضاً لبناني ولست فلسطينياً، وعليه لا يجوز لي أن أزايد على أي زعيم فلسطيني. ولذا أقول إن من حق ياسر عرفات أن يتصرف بحيفا وعكا، ويفاوض على يافا ويتخلى عن نابلس والخليل... لكن القدس ليست لياسر عرفات ولا لأي فلسطيني. القدس لي كما هي لكل مسلم من إندونيسيا إلى السنغال».

هذا الكلام هزّني جداً، ليس لأنه صادق فحسب، بل لأنه يوفّر أيضاً ذريعة سياسية صحيحة ومزدوجة للمفاوض الفلسطيني: أولاً، كي لا يضحي بأولى القبلتين وثالث الحرمين في سياق تفاوض ابتزازي لا طائل منه أمام خلفية غير متوازنة ورعاية دولية أبعد ما تكون عن النزاهة. وثانياً، لأنه يوقف المزايدة على الفلسطينيين والعرب داخل العالم الإسلامي. فإذا كان العرب مقصّرين في «تحرير القدس» فعلى الذين يزايدون عليهم، قارعين طبول الحرب الكلامية ليل نهار، أن يتحمّلوا مسؤولياتهم، ويغلّبوا القول على العمل. إذ «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى»... والعرب، مع أن لغتهم لغة القرآن، ليسوا أكثر «إسلاماً» من سائر المسلمين. مناسبة هذا الكلام طبعاً، القمم الثلاث، الخليجية والعربية والإسلامية، التي استضافتها بالأمس المملكة العربية السعودية في مكة المكرمة، أمام خلفية التهديدات العدوانية الإيرانية، واللغط المتزايد عما دُعي «صفقة القرن» في أعقاب نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، وإعلانها اعترافها بـ«إسرائيلية هضبة الجولان المحتلة»، وتزايد العداء للمسلمين أمام خلفية أعمال إرهابية ارتكبت باسم جماعات وأفراد مشبوهين أو مضلّل بهم في أنحاء مختلفة من العالم.

القمم الثلاث، كما أعتقد، تأتي في مفصل زماني ومكاني وسياسي... تاريخي. إذ لم يسبق أن زُخّمت الهجمة الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية وتصفية هوية القدس الاستثنائية، كمدينة تلتقي فيها الديانات التوحيدية الثلاث، كما هي مزخّمة حالياً. كذلك لم يسبق أن بلغ الفجور في المزايدة السياسية حد إقدام ميليشيات طائفية تابعة ومأمورة إيرانياً على استهداف مكّة نفسها بالعدوان... بينما تعربد ميليشيات مشابهة في العراق وسوريا، وتهيمن في لبنان، وتحتل في اليمن وتخرّب براً وبحراً في دول الخليج العربي. وأيضاً، ما عاد مقبولاً السكوت عن استمرار دعم البعض جماعات مغامرة متطرّفة تزرع الإرهاب في أنحاء المعمور باسم الإسلام، لا سيما، أن هذا الإرهاب أخذ بالفعل يثير عداءً عنصرياً عميقاً حيال المسلمين في الغرب، مع تصاعد موجة الانعزالية السياسية ومعاداة الأجانب والنزوح والعولمة.

ومن ثم، فإن الموقف العلني الجامع الذي خرج به القادة المسلمون، بالذات من مكة المكرمة، وتبلور في بيان رسمي، يوجّه رسالة واضحة ويشكّل التزاماً معنوياً وأخلاقياً تجاه ثوابت الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية ومصير القدس. وفيما يخص إيران، يضع هذا الموقف العالم كله أمام خطورة المخطط الإيراني التوسّعي الذي يهدّد النسيج الاجتماعي للعراق وسوريا ولبنان واليمن بعدما أدى إلى تدمير عشرات المدن والبلدات وتهجير ما لا يقل عن 20 مليون مواطن في العراق وسوريا وحدهما. واللافت أنه وردت الإشارة في قمم مكّة الثلاث إلى أن المسلمين يشكلون اليوم معظم النازحين واللاجئين في العالم، وهذا للأسف صحيح، وفي حين أن بعض هؤلاء من الفلسطينيين الذين عاشوا بؤس اللجوء منذ 70 سنة، فإن هناك ملايين غيرهم في أماكن متعددة من آسيا وأفريقيا، مثل باكستان وأفغانستان وميانمار (بورما) ومالي وغيرها.

وهنا، لا بد من الإشارة، إلى أن الإرهاب الذي يغذّي ظاهرة «الإسلاموفوبيا» يفاقم محنتي التهجير واللجوء، وقد يشكّل خلال العقود القليلة المقبلة مصدر خطر كبير على المسلمين داخل العالم الإسلامي وخارجه. وبالجدية ذاتها التي جرى فيها التطرق لقضيتي فلسطين وإيران، ينبغي ترجمة ما نصّت عليه مقرّرات القمم الثلاث إزاء التطرف والإرهاب. وفي هذا الإطار من المفترض أن يتكامل مَسعيان متوازيان: الأول، يتمثّل في تعزيز الوعي وقيَم التسامح والتعايش داخل العالم الإسلامي وأوساط الجاليات المسلمة المهاجرة. والثاني، يقوم على منع الأنظمة المتاجرة بالإسلام السياسي من استغلال النكسات التي تعرّضت لها مسيرة الانفتاح والديمقراطية في عدد من الدول العربية والإسلامية... فأقدمت على تمويل التطرف ورعايته والترويج له.

والحقيقة، أن عالمنا العربي، وكذلك العالم الإسلامي ككل، عانى طويلاً، وسيعاني أكثر، إذا ما واصل الهروب من مغامرة إلى أخرى، ومكافحة التطرف بتطرف مضاد. ولقد آن الأوان لكي يدرك أولئك الذين يغذّون الحركات المتطرفة تحت أي ستار، بما فيها التصدي للتسلط والديكتاتورية، أنهم عملياً - بقصد أو من دون قصد - يخدمون القوى التي يزعمون العمل على إضعافها. من دون شك، الأمور لن تتحسّن بين ليلة وضحاها بقرارات أو بيانات، غير أن المنطقة العربية، من الجزائر إلى السودان، ومن اليمن إلى الخليج والهلال الخصيب... ستواجه مزيداً من التعقيدات في غياب مقاربات مخلصة وعاقلة كتلك التي أطلقت من مكة.

 

مفكرة جدة: إشهار لا أسرار

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/01 حزيران/2019

بدت قمم مكة وكأنها استفتاء عربي خليجي إسلامي، حول ما هو الإسلام، وما هي الرسالة ومعانيها الحقيقية، وخصوصاً حول من يمثل روح الإسلام في العدالة والوسطية والعلاقة الحسنة مع العالمين. لذلك، اختار الملك سلمان بن عبد العزيز مكة شاهداً، لا موقعاً فقط. واختار استضافة المنتسبين إليها من حول الأرض شهوداً على ما يحصل للإسلام والخليج والعرب من قبل فريقين: واحد تمثله السعودية وحلفاؤها، وواحد تمثله إيران وتركيا، وإيواء عناصر الإرهاب وإعلان سياسات الترهيب، ومعاداة العالم أجمع وإطلاق الخطب والتصريحات اليومية في «تويتر» الأرض وتهديد الاستقرار.

لم يعد ممكناً تغليف بيانات القمة بالكلام المصقول. هناك خطر واضح ومعلن على الإسلام والعرب وخطر داهم على الخليج. أي رؤية أخرى إنكار عقيم. وها هي تركيا الإردوغانية تحرث دماً في الأرض العربية وسيادتها، تلاقيها من الناحية الأخرى فِرق اللواء سليماني. وإذا ما كان العرب يرون في النفط العربي سنداً، ها هو رهينة في أيدي سماكرة الخبرة الإيرانية وخريجي التفجير.

الرسالة الكبرى لإيران وتركيا كانت في المشهد: مَن يقف في جانب العروبة والإسلام والسلام، ومن يحرك الغطرسة المعادية في كل مكان. أراد الملك سلمان أن يكرر أمام العالمين أن الإسلام إشهار، لا عمل سري وتآمر واغتيال. جاء تسليم هشام عشماوي إلى مصر مع بداية قمم مكة، وكأنه هدية لها. ذلك ما سماه «نيوتن» في «المصري اليوم» «كلفة الإخوان»، والعمل السري والاغتيالات التي طالت الخصم جمال عبد الناصر والحليف أنور السادات. المسألة الكبرى في انحرافات عشماوي كانت في اقترافات خالد الإسلامبولي، الذي اغتال السادات. كلاهما ينتمي إلى الجيش والشرف العسكري. ولا بد أن تسمي إيران شارعاً باسمه غداً إلى جانب شارع الإسلامبولي. كان الراحل الكبير الأمير نايف بن عبد العزيز يتحدث في أسى عميق كيف احتضنت المملكة «الإخوان»، وكيف تبين لها أن لهم وجهين، ثانيهما سري وتآمري ولا يقف عند حد. ذوو النوايا الحسنة لا يخجلون بنواياهم. وعن قمم مكة غاب رجب إردوغان، الذي حوّل إسطنبول إلى مركز تآمر سري ومركز تشهير علني ضد استقرار ركني العروبة والإسلام، مصر والسعودية. بل هو حاول أن يبلغ - وليس طبعاً أن يقنع - الملك سلمان بأن القاعدة العسكرية التركية في قطر هي لصالح الخليج. طبعاً في صالح الخليج أن تكون هواية إحدى دوله جمع القواعد العسكرية، وإقامة كل أنواع التحالفات في وقت واحد: إيران، تركيا، وأميركا، وما سبق وما لحق. «وثيقة مكة» إعلان تاريخي ضد الازدواجيات والثنائيات والوجهين. وتقول الآية الكريمة بالمثنى عندما تقول: فبأي آلاء ربكما تكذبان.

إلى اللقاء...

 

أيُّ سلام وازدهار في ظل العبودية؟

د. صائب عريقات/الشرق الأوسط/01 حزيران/2019

قبل أيام أحيا الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده الذكرى الحادية والسبعين لنكبته الكبرى عام 1948، وسيحيي بعد أيام قليلة الذكرى الثانية والخمسين للاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967. وطيلة هذه العقود شهد شعبنا نكبات متوالية في محاولة لتصفية وجوده الوطني، آخرها الحرب المفتوحة التي شنتها إدارة الرئيس ترمب ضد شعبنا باعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومحاولة شطب حق العودة للاجئين، وشرعنة المستوطنات، وإعطاء الضوء الأخضر لحكومة نتنياهو بضم معظم الضفة الغربية. ومن الغريب أن الولايات المتحدة تمعن في هذه الممارسات التي تُظهر العداء الصريح لشعبنا والانحياز الصارخ إلى أقصى اليمين الإسرائيلي في الوقت الذي تدّعي فيه أنها بصدد إعداد خطة للتسوية أطلقت عليها «صفقة القرن». ويتبين إذاً أن هذه الصفقة المزعومة هي ليست خطة لحل الصراع بقدر ما هي خطة لتصفية القضية الوطنية لشعبنا واستكمال المشروع الصهيوني الهادف إلى بناء «إسرائيل الكبرى».

كان من الطبيعي أن يقف الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وبقيادته السياسية موقف الرافض لهذه الخطة، خصوصاً أن عناصرها الرئيسة فيما يتعلق بالقدس واللاجئين والمستوطنات باتت موضع التنفيذ العملي، وما بقي خافياً من عناصر هذه الخطة هو ليس سوى الجزء الثانوي منها، وبخاصة وجهها الاقتصادي.

تدرك واشنطن أن استكمال تنفيذ هذه الخطة رغم الظرف الفلسطيني يتطلب تجنيد الدعم السياسي لها من قبل دول عربية وإقليمية تلعب دوراً مركزياً في تشييد النظام الإقليمي الذي تسعى الولايات المتحدة لفرضه على المنطقة. ومن هنا فإن الوظيفة المتوخاة من ورشة العمل التي دعت إليها الإدارة الأميركية في المنامة والتي رغم كونها تلبس لبوس المشروع الاقتصادي وتسعى إلى تزيين الخطة بوعود الازدهار والرخاء هي في الواقع فعل سياسي بامتياز هدفه جرّ دول المنطقة، وبخاصة الدول العربية الأكثر أهمية، إلى موقع المشاركة في دعم الخطة والانخراط في تنفيذها حتى قبل أن يتم الإعلان عن مضمونها الكامل.

فليس من المنطقي أن يجري حديث عن تجنيد عشرات مليارات الدولارات وضخ الاستثمارات في منطقة صراع مع الاحتلال لم تستقر معالمها الجيوسياسية على حل واضح بعد، إضافة إلى تنظيم مؤتمرات تناقش قضايا الشعب الفلسطيني الاقتصادية وغيرها دون موافقة أو مشاركة ممثلي الشعب الفلسطيني، بل وتجاوز منظمة التحرير وتوجيه الدعوة إلى شخصيات ليست لها أي صفة تمثيلية، وهي شخصيات في معظمها رفضت الدعوة تعبيراً عن التزامها الوطني.

ولذلك فقد دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته أمام القمة العربية الطارئة وفي كلمته أمام منظمة التعاون الإسلامي، الدول العربية والإسلامية إلى عدم حضور هذه الورشة، وأعلن أن فلسطين لن تشارك فيها، لأن عدم حضور هذه الورشة يعني الوقوف في وجه فرض حل يستبدل بـ«مبدأ الأرض مقابل السلام» مبدأ «الازدهار من أجل السلام»، مؤكداً وقوفه ضد هذه المشاريع الاقتصادية التي تسعى إلى تغيير المرجعيات الدولية والقانونية الهادفة إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضايا الحل النهائي كافة وعلى رأسها قضية اللاجئين وفقاً للشرعية الدولية والإفراج عن الأسرى. إننا عندما ندعو الدول العربية والإسلامية ودول العالم لعدم حضور الورشة فإننا ندعوهم للتمسك بالقانون الدولي والشرعية الدولية وحل الصراعات بالطرق السلمية، مؤكدين التزامنا بقرارات قمة الظهران 2018 وقمة تونس 2019 وبالمبادرة العربية، والامتناع عن فرض حلول يرفضها الشعب الفلسطيني بكل أطيافه انسجاماً مع الالتزام العربي برفض ما يرفضه الفلسطينيون، لأن الطريق الوحيد للسلام هو إنهاء الاحتلال وليس تنميته وازدهاره وتشريعه.

إن التسريبات التي نُشرت من قبل الولايات المتحدة لمضمون المقترحات الاقتصادية التي ستقود برأيها إلى الازدهار هي أيضاً تؤكد حتى في المجال الاقتصادي الطبيعة التصفوية لخطة ترمب؛ ذلك أن الجزء الرئيسي من الاستثمارات المقترحة سوف يُوجه نحو مشروع ضخم لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المحيطة، توافقاً مع مخططات تجفيف موارد وكالة الغوث الدولية «أونروا» وإعادة تعريف اللاجئ، وتقويض ركائز القانون الدولي والشرعية الدولية في معالجتها لقضية اللاجئين.

إن تصميم الإدارة الأميركية على تغيير حقائق المنطقة أدى إلى غفلتها عن أن هذه التسريبات تُبدّد حتى محاولات تقديم خطتها الاقتصادية كرشوة للفلسطينيين بديلاً عن حقوقهم الوطنية. لقد أكد الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وفي جميع أماكن وجوده أن فلسطين وحقوقها الوطنية فيها ليست للبيع، ولا يمكن لأي رشوة اقتصادية أن تدفعها للتنازل عنها. ولكن فوق هذا الموقف المبدئي يتبين أن الرشوة نفسها ملغومة بمتفجرات التصفية والقضاء على قضية اللاجئين، وهذا يعزّز من صحة الموقف الذي اتخذته القيادة الفلسطينية ببصيرتها الثاقبة منذ البداية برفض هذا العبث بمستقبل شعبنا ووجوده.

في الحقيقة، إن الازدهار الذي تَعِدُ به هذه الخطة هو في الواقع ازدهار الاقتصاد الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي الذي يُراد له أن يُهيمن على كل مقدّرات المنطقة بما في ذلك على مقدّرات دول الخليج وثرواتها وغيرها من البلدان العربية، وفي هذا السياق يجري الحديث عن تحسين الشروط المعيشية للشعب الفلسطيني تحت مظلة الاحتلال بديلاً عن حل سياسي لقضيته الوطنية. لكن التجارب المريرة التي مرّ بها شعبنا خلال نصف القرن الأخير تبرز حقيقة أن أي تحسن في مستوى المعيشة في ظل قمع الاحتلال وسيطرته على كل الموارد لن يكون سوى حالة طارئة مؤقتة سرعان ما تتبخر تحت وطأة هيمنة المصالح الاستعمارية وقسوة القمع الإسرائيلي.

إن دعوتنا للدول العربية ولدول العالم لرفض الانخراط في هذا المخطط هي ليست فقط دعوة للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يقف في الخندق الأمامي للدفاع عن القدس والأقصى، وإنما هي أيضاً دعوة لها للانتصار لحريتها وكرامتها وحقها في السيطرة على الموارد التي حباها بها الله واستخدامها لخير شعوبها. ولذلك نجدد دعوتنا للدول العربية والعالم أجمع إلى مقاطعة مؤتمر ترمب في المنامة، فحديث غرينبلات عن تغيير التاريخ وتحويل المنطقة إلى «مكان يحترم فيه الناس بعضهم بعضاً» -كما أعلن عن ذلك في تصريحاته- هو إهانة للشعوب العربية تفضح مسعى واشنطن لحرف مسار التاريخ بعيداً عن الحرية والتسامح وتكريساً للعبودية والهيمنة. كما ندعو كل القوى السياسية والبرلمانات ومؤسسات المجتمع المدني العربية للوقوف صفاً واحداً معنا وإطلاق حملة منسقة للتصدي للمخطط الأميركي وإسقاطه، دفاعاً عن الشرعية الدولية وعن حقوق الشعب الفلسطيني وسائر الشعوب العربية.

أعلنت دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية مبادرتها للسلام في المنطقة القائمة على مؤتمر دولي يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ويضمن جلاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأرض الفلسطينية وتجسيد سيادة دولة فلسطين بعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين وفقاً للقرار 194 والمبادرة العربية، وهذا ما تبنّته قمة الظهران وقمة تونس وقمة التعاون الإسلامي أمس. هذا وحده هو الحل القابل للاستمرار وفيما عدا ذلك فهي دعوات للإيغال في الحروب والفتن والقمع الاحتلالي. وأما الشعب الفلسطيني فهو صامد ومتجذر في أرضه ولن تنجح أي قوة في اقتلاعه منها، والخيار الذي يواجهه العالم اليوم هو تمكين هذا الشعب من ممارسة حقه في تقرير المصير أو إبقاء المنطقة أسيرة لدوامة الحروب والعنف وسفك الدماء.

- أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

 

هذا شهر محوري في مستقبل الموازين الجغرافية – السياسية

راغدة درغام/01 حزيران/2019

 جميع الدول الأعضاء في مجموعة العشرين تسّتعد لقمة أوساكا التي ستعقد في اليابان في 28 الشهر الجاري وفي ذهنها الإجراءات الأميركية نحو إيران وتركيا، والتطورات في فنزويلا، والعلاقة الأميركية – الروسية على ضوء تلك الإجراءات والتطورات، الى جانب مصير المفاوضات الأميركية – الصينية. المصادر المطّلعة على تفكير إدارة ترامب أفادت ان إنذاراً سيتم توجيهه الى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن يتخلّى عن صفقة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات S-400 ويقبل عرض الولايات المتحدة بصواريخ "الباتريوت" بأسعار مخفّضة، وإلاّ فإنه مُعرّضٌ للاستغناء عنه. هذا الإنذار النهائي المتوقّع هذا الأسبوع، حوالى 8 حزيران (يونيو) سيقوّي يد المؤسسة العسكرية التركية التي تنظر الى انتماء تركيا لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بأنه أهم من بقاء رئيس في السلطة. القرار الأميركي هو أن لا مجال للسماح لدولة تنتمي الى الناتو ان تسهّل اختراق روسيا للمنظومة الدفاعية الغربية، وان على أردوغان الاختيار بين عناده على صفقة S-400 وبين مصيره لأن مصير تركيا في حلف الناتو أهم منه. روسيا قلقة مع انها بالأمس كانت واثقة من قدرة أردوغان على تحدي واشنطن ومن فائدة اختراقها لحلف شمال الأطلسي. الكرملين قلق لأن استهداف أردوغان واجبار تركيا على التراجع سيشكل انتكاسة كبرى لمشروع روسيا في سوريا والقائم على تعاون ثلاثي روسيا – تركيا – إيران. انتكاسة تهدّد بتورط روسيا جدّياً في مستنقع سوريا نتيجة إجراءات أميركية ضد تركيا وإيران، لأسباب مختلفة، إنما بنتيجة إضعاف مشاريع ثلاثية في الشرق الأوسط. فمع تطويق إيران إضعافٌ لنظام الحكم الثيوقراطي الديني الشيعي، ومع تطويق أردوغان إفشالٌ لمشروع "الإخوان المسلمين" من السُنّة لفرض الدين على الدولة. إنما بالدرجة الأولى، ستكون تطوّرات الأسابيع المقبلة في إيران وتركيا، كما تقوم واشنطن بإعدادها، في المصلحة القومية الأميركية في الموازين الجغرافية – السياسية وستعيد رسم هذه الموازين جذرياً.

روسيا تراقب بحذر وخشية من انعكاسات سلبية على موقعها وتموضعها، سيما وانها استثمرت كثيراً في سوريا. الكرملين يخشى نجاح البيت الأبيض في تدمير الجناحين الإيراني والتركي من الثلاثي في سوريا، فتبقى روسيا وحدها في المستنقع – ما لم يتم التوافق بين الكرملين والبيت الأبيض على تفاهمات جيو-بوليتكال، جغرافية – سياسية، تنقذ ماء الوجه. فالرأي العام الروسي لم يعد يدعم بقاء روسيا في سوريا، والرئيس فلاديمير بوتين يعاني من انخفاض الدعم الشعبي لمغامراته السورية.

أمام موسكو مشكلة صفقة سلاح بقيمة 8 مليار لإيران تُلزم روسيا بتسليمها السنة المُقبِلة. فإذا سلّمتها، ستصبح إيران قوة عسكرية كبيرة – وهذا سيسبّب مشكلة لروسيا. اضافة الى ذلك، على موسكو أن تقرّر مصير المناورات العسكرية المشتركة مع طهران في مضيق هرمز والتي كان مقرراً إجراؤها أواخر هذه السنة. فأجواء التصعيد وازدياد الاستعدادات العسكرية الأميركية والإيرانية في مضيق هرمز ستجعل من الصعب على الكرملين المضي بمناورات روسية – إيرانية.

روسيا تعي الآن الخطر الذي يحدّق بأردوغان وتخشى إزاحته من السلطة بانقلاب عسكري، حسب مصادر روسية اعتبرت رهان بوتين على أردوغان في صفقة S-400 خطأً استراتيجياً كبيراً.

روسيا استنتجت أيضاً انها خسرت موقعاً مهماً لها في أميركا اللاتينية – خسرت فنزويلا. فالمؤسسة العسكرية تتجه نحو دعم خوان غوايدو والانقلاب على الرئيس الحالي نيكولا مادورو الذي يتباطئ في مغادرة فنزويلا لكنه لن ينتصر ويبقى. روسيا باعت أسلحة لرئيس فنزويلا الأسبق هوغو شافيز ولمادورو بقيمة 12 مليار دولار الأرجح أن تخسرها، حسب المصادر، التي تشير الى ان الشركات الروسية كانت تعمل بلا رخصٍ رسمية في فنزويلا وان استثماراتها النفطية بلغت ما يفوق مبلغ 6,5 مليار دولار. ففي وسع غوايدو أن يلغي هذه العقود، فتكون الخسارة المادية ضخمة على روسيا الى جانب خسارة موقع قدمٍ مهم لها في أميركا اللاتينية. الصين أيضاً تخشى أن تخسر استثمارات بقيمة 40 مليار دولار في فنزويلا. خسارة الصين مضاعفة إذ ان خسارة فنزويلا الى الولايات المتحدة تعني خسارة الأموال وخسارة النفط معاً. وهذا مصدر قلق جدي للصين. خسارة روسيا مالية وجغرافية – سياسية لأن فوز الولايات المتحدة بفنزويلا يعني خروج روسيا من أميركا اللاتينية وسيطرة أميركا على دولة تملك أكبر احتياطي نفطي في العالم مما سيمكّن الولايات المتحدة من تدمير الأوبك إذا شاءت.

موسكو تنظر الى صورة الجغرافيا – السياسية من الزوايا الثلاث للاستراتيجية الأميركية: فنزويلا، وإيران، وتركيا، ولذلك تجد موسكو نفسها في قلق وغضب وفي مأزق.

التطوّرات على الساحة التركية لن تمضي بلا عواقب أو تداعيات من بينها اهتزاز الجهاز المالي والبورصة في العالم سيما في حال الاضطرار الى اخراج تركيا من حلف شمال الأطلسي إذا فشلت جهود إخراج أردوغان من الحكم في تركيا.

واشنطن ستضع الطابة الأسبوع المقبل في ساحة أردوغان لعلّه يجد مخرجاً ويؤجّل موعد تسلّمه الـS-400 المقرّر في شهر تموز (يوليو). إذا اقتنع وأجّل يكون اشترى الوقت وتفادى إجراءات أميركية قاسية تبدأ بعقوبات مالية والغاء معاملة تفضيلية لتركيا وتمرّ بإيقاف مشاركة تركيا في برنامج F-35 لحلف الناتو. إذا عاند ورفض تأجيل موعد تسلّم منظومة صواريخ S-400، تنوي واشنطن فرض عقوبات واتخاذ إجراءات عقابية تؤدي بالمؤسسة العسكرية للانقلاب على أردوغان وعناده. الكرة في ملعب أردوغان، إنما في وسع بوتين أن يمدّ له يد المساعدة أقلّه عبر تكتيك التأجيل لشراء الوقت لأن أردوغان ضروري حالياً لسياسة بوتين في سوريا. توقيت الإنذار الأميركي لأردوغان ليس اعتباطياً لأنه مرتبط بموعد تسلّم منظومة S-400 الروسية في تموز (يوليو) ولأن تاريخ 8 حزيران (يونيو) يأتي مع انتهاء شهر رمضان برسالة احترام مفخخة بالإنذار.

تتحدث المصادر المطّلعة على أجواء القرار في إيران عن مستجدّات تصعيدية تريدها القيادة الإيرانية بعد انتهاء شهر رمضان، حوالى العاشر من حزيران (يونيو)، كنقطة انطلاق لإجراءات إيرانية استفزازية للولايات المتحدة. تقول هذه المصادر ان طهران رفضت جميع الوساطات التي طُرحت عليها تيسير وتسهيل الحوار مع إدارة ترامب للوصول الى مفاوضات مجدية من ضمنها المساعي اليابانية والعمانية والسويسرية وكذلك الروسية. الجواب من طهران، حسبما نقلته المصادر، هو: اتخذنا قرارنا ولا نريد التحدّث مع الولايات المتحدة.

القيادة الإيرانية تتخذ قرار استفزاز إدارة ترامب وهي تدرك تماماً ان الرئيس دونالد ترامب سيضطر للرد على الاستفزازات بالرغم من انه لا يريد الانجرار الى مواجهة عسكرية مع إيران. حسابات القيادة الإيرانية هي ان الاستفزاز الى المواجهة ينقذها من الانزلاق الى الحضيض بسبب العقوبات الأميركية التي تطوّقها وتهدد مصيرها. انه قرار استراتيجي ووجودي. فالنظام في طهران في حاجة الى توريط إدارة ترامب في عمليات عسكرية تحشد الدعم الشعبي وراء النظام بدلاً من الانقلاب عليه، وتوقظ التعاطف الدولي مع طهران بدلاً من نفاذ الصبر العالمي من مشاريع هذا النظام التوسّعية ومشاريعه الصاروخية.

دونالد ترامب يفضّل ألاّ يلبّي رغبات واستفزازات طهران الى المواجهة لأنه مقتنع تماماً بأن استراتيجيته القائمة على خنق النظام عبر العقوبات أدت الى نتائجها المرجوّة وسيكون مفعول هذه الاستراتيجية مضاعفاً في الفترة المقبلة. لذلك يبعث ترامب الرسائل الواضحة والمبطّنة بأنه لا يوافق مستشار الأمن القومي جون بولتون في اندفاعه الى الخيار العسكري. بولتون حصل من الرئيس على وعد بأن في حال قيام طهران بعمليات استفزازية ضد أهداف أميركية أو ضد أهدافٍ حيوية لحلفاء الولايات المتحدة، سيما في مضيق هرمز، سيتخذ الرئيس الأميركي قراراً عسكرياً مبكّلاً يحرص على ألاً يقدّم لطهران ما تبتغيه من استراتيجية الاستفزاز التي في ذهنها.

موسكو تراقب وتحسب حساباتها الجغرافية – السياسية وتخشى أن تربح الولايات المتحدة وتخسر روسيا. فإذا نجحت إدارة ترامب في تدجين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتركيا أردوغان، فإنها تنسف بذلك مشاريع فلاديمير بوتين وتحالفاته التكتيكية بالذات في سوريا. فالانتخابات التي يريدها في سوريا عام 2020 ستكون مستحيلة، عملياً، وسينزلق بوتين في وحل سوريا.

فوز الولايات المتحدة بتركيا وفنزويلا وإيران سيؤدي الى قلب الموازين الجغرافية – السياسية لصالح واشنطن وعلى حساب روسيا بالدرجة الأولى، والصين أيضاً.

الكل يراقب أحداث الشهر الجاري ويحاول أو يتموضع بذكاء وحذاقة وفي أذهان الجميع قمة مميّزة في أوساكا، لربما تكون مصيرية في موازين الجغرافيا – السياسية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

افرام: تخفيف أي تقشف في الموازنة سيؤدي إلى انهيار تام وسيدر فرصة لذهاب لبنان باتجاه الاقتصاد المنتج

السبت 01 حزيران 2019 /وطنية - رأى النائب نعمة افرام في تصريح، أن "إعادة بناء الدولة، أمر محتم وضروري، وأن الموازنة الحالية انطلاقة جيدة" متمنيا "اللاعودة إلى الاخطاء التي ارتكبت في ال 15 عاما الأخيرة، لأن الوضع وصل بنا إلى شفير الهاوية".

واعتبر أن "بناء صلات الوصل بين كل الأفرقاء، استمرت ثلاث سنوات، ولا ينبغي الآن العودة إلى هذه الدوامة والمواجهات المدمرة، والانعطافة نحو الاقتصاد المنتج من خلال ما تضمنته الموازنة، قد يكون أنشأ بعض التشنج". وشدد على أن "لبنان بلد عربي ومشرقي وعضو مؤسس في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، ونحن معنيون بحمايته انطلاقا من الانتماء الكلي لهاتين المنظومتين الشرعيتين، إضافة الى أننا معنيون بالابتعاد عن التشنجات وتحييد لبنان عن الاشتعال القائم في المنطقة". وإذ أكد أن "لبنان يحتاج بعض الوقت لتحديد بوصلة اتجاهه"، شرح كيف "أننا نعاني من فجوة اقتصادية كارثية، تتلخص في ارتفاع نسبة الاستيراد سنويا، فلا يجوز أن نستورد باقتصاد قيمته 58 مليار دولار، مما يعادل 20 مليار دولار"، كاشفا "كيف أطلقت لجنة الاقتصاد والتخطيط النيابية، منهجية جديدة لإيقاظ السياسة من غيبوبتها". وحذر "من أن أي تخفيف من التقشف، الذي تضمنته الموازنة، سيؤدي بنا إلى انهيار تام، وأن ارتفاع الفوائد من 6% إلى 15% عطل بيئة الأعمال، وهذا يقتضي منا جميعا مقاربة استثنائية إنقاذية، وأن ضريبة 2% على الواردات كان يجب أن تأتي 5% لتشجيع شراء المنتج اللبناني لتفادي الانهيار". ولفت إلى أن "سيدر فرصة لتغيير جذري إيجابي لتحسين بيئة الأعمال، كي يذهب لبنان في اتجاه الاستثمار في اقتصاد منتج، يخلق فرص عمل ويعزز النمو"، داعيا إلى "ترتيب بيتنا الداخلي وتفادي الدخول في نقاشات حول قضايا كبرى جانبية، لا علاقة لها بجوهر ما نعانيه، وأنه من غير المجدي طرح أفكار تقشفية تمس الجيش اللبناني، وذهابنا باتجاه اقتصاد منتج، هو خلاص للبنان".

 

الراعي بقداس رعية مار شربل في بوخارست: نصلي مع البابا فرنسيس لتحقيق نواياه بشأن رومانيا ودعواته للأخوة الإنسانية والسلام في العالم

السبت 01 حزيران 2019 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذبيحة الإلهية، في الرعية المارونية في كنيسة مار شربل في العاصمة الرومانية بوخارست، عاونه المطران ميشال عون وخادم الرعية المارونية في رومانيا الخوري جوزيف دريان والخوري شربل عبيد، في حضور سفيرة لبنان في بوخارست رنا المقدم وسفراء: النمسا، العراق، مصر، قنصل الأردن، أعضاء المجلس الراعوي، لجنة الوقف وكل الوافدين للمشاركة في هذا الزيارة الراعوية.

عون

بداية، رحب عون ب"الزائر الرسولي على رومانيا وبلغاريا، عن الرعية المارونية"، وقال: "حضوركم يا صاحب الغبطة، حضور الأب والقائد، الذي يجمع ويزور ويلتقي أبناءه بوافر الحب والإصغاء، ونحن هنا اليوم فخورون فرحون، إنه بعد ست سنوات مضت على بركتكم وتكريسكم مذبح هذه الكنيسة، على اسم مار شربل في أيلول العام 2013، ها هي من جديد تتبارك بحضوركم، وأبناء هذه الرعية موارنة لبنان وسوريا وفلسطين ومن طوائف المشرق العربي". أضاف: "ونعدكم يا صاحب الغبطة، أن نحملكم بصلاتنا، طالبين من الرب يسوع أن يبارك كل جهودكم، لما تحملون في القلب والفكر من هم ومصاعب تطال لبنان والشرق. نصلي كي تبقوا صوت الضمير للوطن وللقيادة، فيستنيروا من مواقفكم ومن حكمتكم، لما فيه خير الإنسان والأوطان".

الراعي

ثم ألقى الراعي عظته، التي استمدها من "وحي زمن الصعود واختتام الشهر المريمي وافتتاح شهر العبادة لقلب يسوع"، مرحبا بداية ب"أصحاب المقامات الروحية والرسمية وكل المؤمنين الوافدين من قريب أو بعيد". وقال: "يسعدنا أن نحتفل معا في هذه الليتورجيا الإلهية، ونحيي ذكرى صعود ربنا يسوع إلى السماء، ونختم شهر أيار المخصص لتكريم أمنا مريم العذراء، وفي هذه المناسبة السعيدة، وقد جمعتنا بقداسة البابا فرنسيس، الذي يقوم بالزيارة الرسولية لرومانيا العزيزة في محطاتها الثلاثة الأمس اليوم وغدا. إننا نصلي معه من أجل تحقيق نواياه بشأن رومانيا العزيزة وشعبها وكنيستها، ونلتمس من الله أن يحقق أمنياته هو الداعي للسلام في العالم، هو الداعي للأخوة الإنسانية الشاملة". أضاف: "وإننا لسعداء جدا، لأننا نزوركم للمرة الثانية مع سيادة المطران ميشال، كزائر على رومانيا وبلغاريا، وأن نرى هذه الرعية كيف تنمو وتكبر بالإيمان وبشعبها وبأبنائها، ونحن نشكر الله عليها، وهي تنعم بالبركة الإلهية بشفاعة شفيعها القديس شربل. إننا معكم نقيم هذه الذبيحة الإلهية أيضا، من أجلكم من أجل عائلتكم، أعمالكم ونشاطاتكم ومؤسساتكم من أجل أجيالكم الجديدة، من أجل مرضاكم، ومن أجل الأحباء، الذين غادرونا إلى بيت الآب".

وتابع: "إننا نتوقف على أبعاد عيد صعود الرب يسوع إلى السماء، وقد سمعنا في الإنجيل أنه من بعد أن أرسل رسله إلى العالم كله، ليحملوا إنجيله الخلاصي لكل إنسان، صعد إلى السماء وجلس إلى يمين الله الآب، وهم ذهبوا يكرزون ببشرى إنجيل الخلاص والرب يعضهم بالآيات. هذه النقاط الأربع، هي أبعاد صعود الرب يسوع، نتوقف عندها، لندرك مفاهيم هذا العيد:

- البعد الأول هو: السماء. نقول السماء وعندما نلفظ الكلمة نتطلع إلى فوق، ولكن يجب أن نفهم أن السماء ليست مكانا حسيا. السماء هي حالة الله الحاضر في الكون كله، متخطيا كل مكان وزمان، لكننا نحتاج نحن إلى تعابير حسية تتلاءم مع حواسنا، نقول السماء فوق والجحيم تحت وفي كلتا الحالتين أكانت السماء أم كانت الجحيم فهما حالتان. الحالة الأولى هي الحياة مع الله والقديسين الأبرار، حالة السعادة حالة المشاهدة السعيدة. أما جهنم فهي حالة الوجع والألم الذي وصفه الرب يسوع بعذابات النار. صعد إلى السماء، هذا لا يعني أنه ترك أرضنا، إنه باق معنا، يسوع التاريخي ببشريته الممجدة بعد القيامة، دخل في عالم الله لكنه أصبح المسيح الإيماني، المسيح الكلي، الذي هو الكنيسة، في سرها وشركتها ورسالتها، هو حاضر لأنه رأس الجماعة، هو حاضر مع كل إنسان على وجه الأرض، رفيق دربه، يهديه إلى الله وإلى خلاصه، حاضر بكلامه حاضر بذبيحة القداس، التي تقدم وفيها تتجدد الآن وهنا ذبيحة الفداء عن الجنس البشري، حاضر في وليمة جسده ودمه، حاضر في كل جماعة تلتئم لتصلي، حاضر بألوهيته مع الإنسان. أجل لم يغادر أرضنا بصعوده أي بدخوله في عالم الله، كما أنه لم يغادر اتحاده بالله عبر السماء، عندما أتى إلينا متجسدا، أي لم يغادر ألوهيته فهو إله منذ الأزل وبشر منذ ألفي سنة. - البعد الثاني: الجلوس عن يمين الآب، هذا تعبير للقول إنه أقيم ملك الملوك وسيد السادة له ملء السلطان، على كل انسان، وعلى كل كون. هذا السلطان سلمه لرعاة الكنيسة لكي باسمه وبشخصه وبروحه الأساقفة ومعاونوهم الكهنة، يمارسون سلطان المحبة والحقيقة والخدمة. سلطان مثلث الرسالة وهو الكرازة في الإنجيل، وتوزيع نعمة الأسرار الشافية وبناء الجماعة المؤمنة، على أساس الحقيقية والمحبة.

- البعد الثالث: انطلقوا واكرزوا في العالم كله. منذ ألفي سنة ونحن نحمل هذه البشرى السعيدة لكل إنسان، وهي أن للانسان قيمة، للشخص البشري قيمة، لأنه مصنوع على صورة الله، مفتدى بدم المسيح، معد ليكون هيكل الروح القدس، هذه هي الكرازة عن قيمة الإنسان وكرامته وقدسية الشخص البشري. ونشعر اليوم، كم أن العالم يفتقد لهذا الإدراك والوعي، إذ كلنا نرى كيف أن الشخص البشري، يفقد كرامته وقدسيته، يقتل، يستباح، يصبح سلعة، ليس هذا هو الإنسان. إذ قال الرب لتلاميذه: لقد اعطيتكم كل سلطان في السماء والأرض، كما أرسلني أبي أرسلكم أنا أيضا، إذهبوا إلى العالم كله إحملوا هذه البشارة.

البعد الرابع والأخير: الرب كان يضعضهم بالآيات التي يصنعونها وتحقيق كلماتهم، وهذه الابعاد الأربعة، تشكل صميم حياتنا المسيحية خاصة والإنسانية عامة، وهكذا حيثما نحن". وختم برسالة خاصة للجالية اللبنانية في رومانيا، قائلا: "أيها الأحباء الموجودون في رومانيا العزيزة، أنتم هنا تساهمون إسهاما كبيرا في نمو هذه الدولة، التي فتحت أمامكم مجالات تحقيق ذواتكم، تسهمون في إنمائها الاقتصادي والصناعي والزراعي والتجاري وسواه، لكنكم مدعوون أن تساهموا في بناء المجتمع على القيم الاخلاقية والإنجيلية والإنسانية، وهكذا تعيشون الرسالة، التي سلمنا إياها الرب يسوع، كلنا نحمل هذه الرسالة أيا كان عرقنا وديننا وثقافتنا، فنحن كمسيحيين نحملها بمسؤولية المعمودية ومسؤولية الدرجة المقدسة الأسقفية والكهنوت، هذه هي قيمة الإنسان كل إنسان، إنه شريك الله في رسالة خلاص الجنس البشري، لهذه الروح أحييكم وبهذه الروح نشكر الله عليكم، وعلى ما أنتم عليه، ونذكر رومانيا العزيزة، التي استقبلتكم، نرجو لها دوام الازدهار والنمو والسلام، بنعمة الله الثالوث الواحد الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

دريان

وفي ختام الذبيحة الإلهية، ألقى خادم الرعية الخوري جوزيف دريان، كلمة فقال: "نلتقي في كنيسه مار شربل في رعية بوخارست المارونية في رومانيا، وقد تشاركنا بالجسد الواحد كي نكون جسدا واحدا، على حد قول الرسول، ونعرب اليوم عن فرحنا بوجودكم بيننا، يا صاحب الغبطة. أنتم رب هذا البيت وقد وضعتم حجر الأساس، مذ كنتم أسقفا على أبرشية جبيل المباركة، ومنذ ست سنوات تم تدشين وتبريك هذا المذبح بمباركتم أنتم، واليوم نتبارك من جديد، ونقول فيكم كما يقول الجميع، أنتم أب الرساله خارج إطار الوطن، وقد اعتبرتم منذ الأساس أن الكهنوت عطية سر الله، لكل شعبه حيثما حلوا".

أضاف: "نحن نؤمن أن بكركي هي استمرار، هي التاريخ والحاضر والمستقبل، مستعرضين تاريخ البطاركة العظماء من يوحنا مارون، وصولا إليكم أنتم المحافظين على وديعة الإيمان تخدمون شعب الله بعدل ومحبة في هذا الزمن الرديء، الذي قال عنه البطريرك صفير، إنه الزمن البائس، فالخوف على لبنان، مترجم بوضوح عبر جاليته المغتربة، خوف وألم وحزن على واقع مرير، كلنا رجاء وأمل بإصلاح، وقد قلتم يوما إن العمل السياسي كما الطاقم قائم على ترقيع الثوب، عوض تغييره". وختم "نسأل الله يا صاحب الغبطة أن تبقوا الصوت الصارخ في البرية، ونصلي معكم ومن أجلكم، ونحن هنا نشكل بصلاتكم، فسيفساء مشرقي بهي، يظهر صورة لبنان الرسالة، حيث يرتل الماروني مع الكلداني فالسرياني، كي تكون وحدتنا لحنا بهيا يمجد الله".

بعدها، التقى الراعي أفراد الجالية اللبنانية مسيحيين ومسلمين، وتناول الحضور نخب المناسبة.

 

قائد الجيش زار متحف فؤاد شهاب: لن نرضى المس بحقوق ضباطنا وجنودنا ولا بكرامتهم

السبت 01 حزيران 2019 /وطنية - زار قائد الجيش العماد جوزاف عون، اليوم، متحف الرئيس فؤاد شهاب في جونيه، تلبية لدعوة الرئيس العام للرهبانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم، في حضور شخصيات وفاعليات. وبعد كلمة ترحيبية للإعلامي بسام براك، ألقى مؤسس المتحف الأب وديع السقيم كلمة أشاد فيها بمزايا الرئيس الراحل شهاب "الذي أرسى قواعد بناء الدولة"، واضعا المتحف بتصرف الجيش لزيارته وتفقد معالمه وإحياء الندوات والمحاضرات. وأكد أنه "في خضم هذه المرحلة الضبابية والتي تلقي بثقلها الأمني والاقتصادي والاجتماعي، تبقى مؤسسة الجيش الضامن الوحيد للبنانيين".

بعدها جال قائد الجيش في أرجاء المتحف مطلعا على أبرز مقتنيات شهاب الشخصية التي استخدمها خلال حياته، ووقع على السجل الذهبي، وتسلم درعا تذكارية من الهاشم، وزرع شجرة أرز حملت اسمه في باحة المتحف.

ثم ألقى كلمة جاء فيها: "في حضرة هذا المكان العابق بتاريخ لبنان الجميل، الشاهد على ذكريات رجل أرسى برؤية استراتيجية، مفهوم الدولة من خلال بناء المؤسسات، تقف الكلمات عاجزة عن ايفائه حقه. هو القائد والرئيس الذي جمع بشخصه صفات القيادة والمسؤولية كما التواضع والإنسانية. هو القائل بأن الاستقلال يبنى. لا يؤخذ ولا يعطى. هو القائل بأن الجيش هو مدرسة الوحدة الوطنية بالتفكير والممارسة. كلمات لا يزال صداها يتردد حتى يومنا هذا، وبخاصة في الاستحقاقات المفصلية والمصيرية التي أحوج ما تكون الى استعادة هذه المواقف واستخلاص العبر منها. وهنا، لا بد من توجيه كلمة شكر وتقدير للرهبانية اللبنانية المارونية والمدرسة المركزية في جونية على تحويل هذا المنزل الذي كاد يضيع في غياهب النسيان، إلى معلم تاريخي يحفظ إرث الرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب، ويبقيه ذاكرة حية في نفوسنا ونفوس الأجيال القادمة. لا بل هي خطوة وطنية جريئة لتأريخ حقبة مهمة من تاريخنا العسكري والسياسي. نجح الرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب في جعل المؤسسة العسكرية نموذجا وطنيا في الشرف والتضحية والوفاء، مؤسسة عابرة للطوائف والمناطق. حمل معه مناقبيته العسكرية وفكره المؤسساتي الى بناء الدولة. وما أشبه الأمس باليوم، في ظل قيادة فخامة الرئيس العماد ميشال عون الذي سار على نهج الرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب في بناء قدرات الجيش وتحديث مؤسسات الدولة. يؤسفنا ويؤلمنا، ونحن في حضرة مؤسس الجيش وباني عقيدته، أن نشهد اليوم، ما يتعرض له جيشنا من حملات تستهدف بنيته ومعنويات عسكرييه. لا نكشف سرا، ولا نقول جديدا، بأن الجيش هو العمود الفقري للبنان، ولا نغالي اذا قلنا أنه ضمانة أمنه واستقراره، وأن مهمته لا تختصر بزمن الحروب والصراعات فقط، لأن تحصين الاستقرار والسلام يتطلب جهودا تفوق أحيانا متطلبات الحروب. وربما غاب عن بال البعض بغير قصد أو بقصد، أنه رغم الاستقرار الأمني الذي ننعم به حاليا، فالتحديات لا تزال كبيرة سواء عند حدودنا الشرقية والجنوبية والبحرية، أم في الداخل، وبالتالي فإن الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي لا يزال بحاجة الى جهوزية كاملة، والا فمن يتحمل مسؤولية كشف أمن الوطن؟

وفي هذا الإطار نستذكر ما قاله الرئيس الراحل عام 1961 للضباط: "إن مهمتكم النبيلة لا تنحصر في حماية الحدود وصد كل معتد غاشم فحسب، بل تتعداها الى الداخل حيث تعملون شعبا وجيشا متآزرين متكاتفين على صون وحدتنا". لا شك في أن المؤسسة العسكرية، وهي جزء من البنية الاقتصادية اللبنانية، ليست بمنأى عن أي تقشف قد يتطلبه الوضع الاقتصادي، وقد كنا السباقين اليه منذ فترة، اقتناعا منا بأن المال العام هو أمانة، وعلينا المحافظة عليه. اعتمدنا منذ نحو عامين سياسة مالية مدروسة تحدد النفقات وفقا للحاجات الضرورية فقط، رغم المتطلبات الكثيرة نتيجة التحديات الداخلية والإقليمية، والتي تفرض جهوزية عسكرية قصوى وما يرتبط بها من أمور لوجستية وإدارية وطبية. وأعدنا العام الماضي جزءا من موازنة الجيش الى خزينة الدولة. لن نتوقف عند تقييم النوايا أو محاسبتها، ولكن، ومنذ انطلاق مناقشة الموازنة التي بدت مجحفة بحق مؤسسة أقسم عسكريوها على الولاء للوطن والوفاء لقسمهم بالذود عنه، تكشفت نوايا استهداف طالت من هم في الخدمة الفعلية ومن تقاعدوا بعد أن قدموا حياتهم خدمة لبزة الشرف والتضحية والوفاء. لم يترك للجيش خيار تحديد نفقاته، وباتت أرقام موازنته مباحة ومستباحة من قبل القاصي والداني، وعرضة للتحليلات والنقاشات، وكأن المقصود إقناع الرأي العام بأن الجيش يتحمل سبب المديونية العامة. حتى ان توزيع مهام الجيش وتحديد الأفضلية في التدابير العسكرية أصبح مادة جدلية تتم مناقشتها على المنابر وفي الصالونات، علما أن قيادة الجيش هي وحدها من تقرر ذلك، لا بل أكثر، فكل وحدات الجيش سواسية بالنسبة لها، لأن القتال يحتاج الى خدمة القتال، فجندي الحدود لا يمكنه تنفيذ مهمته بنجاح دون زميله في الطبابة واللوجستية والإدارة. إن ما أنجزته المؤسسة العسكرية مؤخرا في محاربة الفساد والرشاوى والتدخلات في شؤونها الداخلية، وذلك برضى تام وتشجيع من قبل كل الأطراف والجهات السياسية، يجب تحصينه وحمايته واستثماره في خدمة لبنان ومستقبله. ولكن ما أفرزته الموازنة حتى الآن من منع التطويع بصفة جنود أو تلامذة ضباط ومنع التسريح، ينذر بانعكاسات سلبية على المؤسسة العسكرية بدءا من ضرب هيكليتها وهرميتها، مرورا بالخلل في توزانات الترقيات وهو أمر مخالف لقانون الدفاع. إن ما ذكر يؤسس لسلوك متعمد لتطويق المؤسسة العسكرية بهدف إضعافها وضرب معنويات ضباطها وجنودها ومنعهم من الحصول على أبسط حقوقهم. حقوق العسكريين ليست منة من أحد، واستهداف معنوياتهم هو جريمة ليس فقط بحقهم إنما بحق الوطن. إن معنويات هؤلاء الأبطال، العاملين بصمت، أهم من أي راتب أو رتبة، وخدمة وطنهم هو شرف. لن تنال من عزيمتهم أي مواقف مسيئة ولن تثنيهم عن خدمة وطنهم أي حملات تحريضية. عهد ووعد منا: لن نستكين. لن نرضى المس بحقوق ضباطنا وجنودنا، ولا بكرامتهم. كونوا على ثقة بأنه لن تثنينا محاولات إضعاف المؤسسة، من الضغط باتجاه استمرار المطالبة بحقوقنا.

ختاما أشكر المدرسة المركزية على اهتمامها بإرث الرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب، وأشكرها على دعوتي لزيارة المتحف الخاص به".

 

اعلام المستقبل عن أوساط قضائية: الهجوم على الحجار لن ينفع والاحتكام الى المؤسسات القضائية شرف

السبت 01 حزيران 2019 /وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي في تيار المستقبل البيان الاتي:"لم تستغرب اوساط قضائية الهجوم الذي شنّه أحد المواقع الالكترونية على القاضي هاني حلمي الحجار على خلفية طلب النقل الذي تقدّم به امام مجلس القضاء الاعلى، إذ أن هذا الموقع يتناول الحجار بأخبار مضللة بشكل ممنهج ضمن أجندة مكشوفة الخلفيات والاهداف، بعد أن كان الموقع ذاته وصف في خبر سابق طلب الحجار بأنه " تمرّد "، و كأن الاحتكام الى مجلس القضاء الاعلى أصبح "خطيئة " في حين أن افتعال الاشكالات القانونية حول سلطة التفتيش القضائي أصبح "عملاً فاضلاً".

أما استغراب إعلام القاضي الحجار رئيس مجلس الوزراء بظروف طلب نقله من المحكمة العسكرية فهو المستغرب، إذ يبدو أنه فات كاتب المقال أو مصادره أن القاضي هاني حلمي الحجار يشغل ايضاً موقع مستشار قانوني لدى رئاسة مجلس الوزراء، و هو إن كان لا يخلط بين صفته القضائية و موقعه الاستشاري بدليل أنه خاطب في طلبه مجلس القضاء الأعلى، الا أنه من البديهي بعد أن قدّم الطلب وتم تسريب الخبر من " المحكمة العسكرية " فور علم "بعض القضاة به"، أن يطلع رئيس مجلس الوزراء عليه . أما بخصوص نبش ملفات من خزائن "الغرف السوداء "، فلفتت هذه الأوساط أنه بموضوع ملف الشيخ بسام الطراس الذي كان مفتياً سابقاً في راشيا، فإن القاضي هاني الحجار هو من أوقفه على وقع "اعتصام هيئة علماء المسلمين " أمام المحكمة العسكرية، وقطع الطرقات من قبل بعض المعترضين أمام دار الفتوى، و هو لم يساوم في الامن و لم يربطه بعنوانين مذهبية، و هو بعد توقيف الطراس لم يبدِ أي طلباً في ملفه لا لجهة تخلية السبيل ولا لجهة منع المحاكمة الذي صدر عن القاضي رياض أبو غيدا.

أما بخصوص التسجيل " الاكتشاف "، فكان الاجدى مراجعة التوضيح الصادر عن المكتب الاعلامي لأحمد الحريري، و مراجعة مدة الاتصال التي تؤكد أن القاضي الحجار لم يتجاوب مع المتحدث الذي تكلّم بأمور تنمّ عن لا معرفة بالإجراءات القضائية  وطلب منه حضور الجلسة والدفاع عن نفسه و إعادة الهاتف لأحمد الحريري، مع الاشارة الى أنه لم يعُد للقاضي الحجار أي صلة بملف الطراس منذ  شهر تشرين الاول من العام 2016 بعد أن ختم التحقيق الذي جرى لدى شعبة المعلومات و أوقفه بموجبه، وهو لم يحضر أي جلسة من جلسات محاكمات الطراس لا قبل الاتصال الحاصل خلال شهر أيار من العام 2018 و لا بعده ".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 01 و02 حزيران/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

اضغط على الرابط في أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 01 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75380/%D9%86%D8%B4%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D8%A7%D8%AA-380/

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for June 01/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75378/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-june-01-2019/

 

خطاب نصرالله: عداء للبنان وللعرب وأوهام وتسوّيق لثقافة الموت والفوضى والخراب

الياس بجاني/31 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75367/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%88/

 

هل يسقط الناخب الاسرائيلي "صفقة القرن"؟

الكولونيل شربل بركات/31 أيار/2019

 http://eliasbejjaninews.com/archives/75356/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%84-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B3%D9%82%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%AE%D8%A8-%D8%A7%D9%84/

 

انتفاضة "المستعمرات" الإيرانية... الطريق الأسرع لردع طهران ودعم حركات المقاومة في الدول الواقعة تحت تأثيرها أضحى أمرا ضروريا

 د. وليد فارس/انديبندنت/31 أيار/2019 

http://eliasbejjaninews.com/archives/75364/75364/

 

Is Peaceful Regime Change In Iran Possible?
 
أريك مانديل/جيرازولم بوست: هل من الممكن تغيير النظام في إيران بشكل سلمي؟
 Eric Mandel/Jerusalem Post/May 31/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/75352/%D8%A3%D8%B1%D9%8A%D9%83-%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%8A%D9%84-%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%88%D9%84%D9%85-%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%AA-%D9%87%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%83%D9%86/

 

 Washington's Arming Of The Lebanese Army Is An Own Goal
 Ilan Zalayat/Jerusalem Post/May 31/2019
 
ايلان زلايات/ يروزالم بوست: تسليح واشنطن للجيش اللبناني هو لغايات خاصة بها
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/75348/%d8%a7%d9%8a%d9%84%d8%a7%d9%86-%d8%b2%d9%84%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%ac%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%b2%d8%a7%d9%84%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%b3%d8%aa-%d8%aa%d8%b3%d9%84%d9%8a%d8%ad-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86/

 

Analysis/Trump's Peace Plan Would Give Palestinian Refugees Many, Many Countries
 
تحليل سياسي من الهآرتس لزفي بارئيل: خطة ترامب للسلام تعطي اللاجئين الفلسطينيين بلدان كثيرة وكثيرة
 Zvi Bar'el/Haaretz/May 31/2019
 
التحليل يتناول جهود السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد التوسط بين لبنان وإسرائيل فيما يتعلق بترسيم الحدود بين البلدين والتوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين للبدأ باستخراج الغاز والنفط على الحدود المشتركة والتحليل يقول بأن موقف أميركا المتساهل حيال لبنان إسرائلياً والذي يحمله سترفيلد هو في مقابل أن يؤيد لبنان خطة ترامب للسلام ويعطي الجنسية اللبنانية إلى اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/75344/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A2%D8%B1%D8%AA%D8%B3-%D9%84%D8%B2%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AE%D8%B7%D8%A9/