المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 أيلول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.september30.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/اعلام نفاق مقاومة ودجل إيران يسمم ويسرطن وسائل الإعلام في لبنان

الياس بجاني/التهديدات الإسرائيلية لبيروت

الياس بجاني/جماعة مغانم وتحاصص وفجع سلطة وأخر هم عندون الإحتلال والناس

الياس بجاني/بشير قضية شعب ومن يتطاول عليه يتطاول على هذا الشعب

الياس بجاني/حزبيون عميان وهوبرجية يعبدون أصنام بشرية اسخريوتية

الياس بجاني/يلي فرطوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي لازم يبقوا خارج الحكومة

الياس بجاني/طاقم سياسي وحزبي لبناني منتهي الصلاحية

الياس بجاني/الأحزاب التي تسمي نفسها مسيحية في لبنان لا تعرف شيء عن المسيحية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

طعنات الأقربين هي دائما الأكثر أيلاما لانها تأتي من مسافة قريبة/أبو ارز. اتيان صقر

مسألة النازحين السوريين/خليل حلو

ريفي: غطاء من رأس الهرم للسلاح غير الشرعي في المحافل الدولية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 29/9/2018

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 29 أيلول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مؤسسة صحافية لبنانية أخرى تهوي/«دار الصياد» تودع قراءها «حفاظاً على كرامة سعيد فريحة»

هكذا يُصْبِحُ الدين أفيوناً وطاعوناً

الشيخ حسن سعيد مشيمش

بعد التصعيد... هل تضرب اسرائيل لبنان؟

انتكاسات "بالجملة" تُصيب تأليف الحكومة...

إتهام إسرائيل الأخير لـ"حزب الله".. مقدّمة للأسوأ؟.

روسيا تحذر 'اسرائيل' من توجيه ضربات عسكرية ضد لبنان.

لبناني مفقود في اقبية الأمن وآخر مسجون منذ 14 يوماً.. وناشطون يتساءلون: هل عادت ايام "البوريفاج".

مخرج حكومي لمعراب يرعاه حزب الله

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تتبنى خطة لعزل الأسد

مئات القتلى جراء زلزال وتسونامي في إندونيسيا

الأردن ينفي فتح معبر جابر - نصيب مع سوريا

موسكو بدأت تسليم منظومة «إس 300» لدمشق

قمة رباعية حول إدلب الشهر المقبل... و«المجموعة المصغرة» تدفع إلى دستور سوري/ميركل تعلن عن لقاء روسي ـ تركي ـ ألماني ـ فرنسي

واشنطن تلوح بعقوبات مشددة على النظام السوري إذا عرقل العملية السياسية

شكوى فلسطينية لـ«العدل الدولية» ضد وجود السفارة الأميركية بالقدس

 الأمم المتحدة تحض دول العالم على احترام حقوق المهاجرين وتطالب بإصدار قوانين تحظر احتجاز الأطفال والتمييز ضد النساء

مصادر فرنسية: التزام إيران بالاتفاق النووي لم يعد يكفي وكشفت عن محادثات مع طهران... وشددت على ضرورة قبول الدخول في مفاوضات

أميركا تحمّل إيران المسؤولية عن استهداف منشآتها في العراق

توافق عربي ـ أميركي على وقف «النشاطات الخبيثة» لإيران

هولندا: إحباط «اعتداء إرهابي ضخم» وتوقيف 7 يقودهم عراقي وقاضي التحقيق يبدأ استجواب المعتقلين... والخطة تضمنت تنفيذ هجوم بالأحزمة الناسفة والكلاشنيكوف

طالبان» تعلن قتل جنود حكوميين... وكابل تؤكد القضاء على عشرات المسلحين

«الأونروا» تحصل على تعهدات إضافية بـ118 مليون دولار/الاجتماع رفيع المستوى في نيويورك قلّص العجز إلى 68 مليوناً لعام 2018

هل وصلت علاقة السلطات الموريتانية بـ«الإخوان» إلى نقطة اللاعودة؟ والرئيس اتهمهم مباشرة بافتعال الحروب... وتوعد بخوض حرب شرسة ضد

مصر تبدأ اليوم محاكمة 30 «إرهابياً» بتهمة الانضمام لـ«داعش»

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

القوات»: «حكومة الضرورة» في ظلّ الفراغ/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

مكافحة الفساد في «المديرية»: عثمان يقاوم/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

هل صدَم الحريري حلفاءَه بتشكيلة تحت «سقف بعبدا»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

لبنان: الحرب على وظيفة الحكومة/حنا صالح/الشرق الأوسط

 في المساء السرّي: الحريري كرّر لعون تعهّدات التسوية/نقولا ناصيف/الأخبار

ماذا بقي من الدولة اللبنانية/راجح الخوري/الشرق الأوسط

اللقاء السري الذي سبق رحلة نيويورك وخلطٌ جديد لأوراق التشكيل/الهام فريحة/الأنوار

الخطف ينشط في البقاع وضغوط على العائلات لعدم تقديم دعاوى/سناء الجاك/الشرق الأوسط

عرسال تستعيد أنفاسها بعد خروجها من ورطة حرب «داعش» و«النصرة» وأبناؤها بين فكّي كماشة بسبب عودة المخابرات السورية وتمدد «حزب الله»/سناء الجاك/الشرق الأوسط

الشرق الأوسط» في بعلبك ـ الهرمل: غياب الدولة تعوضه «الدويلة» والمقاتلون العائدون من سوريا في منازلهم يقبضون «نصف راتب»/سناء الجاك/الشرق الأوسط

في الاتهام ونقضه/علي نون/المستقبل

أكرم شهيّب رقم صعب في الرقص مع شياطين لبنان وملائكته/صلاح تقي الدين/العرب

حادث الأحواز ليس مَنْ... لكن لماذا/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

خطاب ترمب الأممي يرقى إلى مستوى إعلان المبادئ/إيلي ليك/الشرق الأوسط

ليس أدباً/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي من مونتريال كندا: نرفض الثنائيات والمثالثة وكفى عقدا وآن الاوان لتشكيل الحكومة لان لبنان اصبح على شفير الهاوية

شهيب بعد لقائه جعجع: لا وجود لاي عقدة درزية الا عند بعض الرؤوس

المجلس الوطني لثورة الأرز: لخطة وطنية تدعم مقام رئاسة الجمهورية ورد الإعتبار لها

الموسوي دان حملات التجني بحق الرئيس ودعا إلى ملاحقة مفبركيها: لا طريق لحل مشكلة التشكيل إلا على غرار حل الشغور في موقع الرئاسة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف

إنجيل القدّيس لوقا12/من01حتى05/"في تِلْكَ الأَثْنَاء، ٱحْتَشَدَتْ عَشَرَاتُ الأُلُوفِ مِنَ الجُمُوع، حَتَّى دَاسَ بَعْضُهُم بَعْضًا، فَبَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ أَوَّلاً لِتَلامِيذِهِ: «إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء. فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف. لِذلِكَ فَكُلُّ مَا قُلْتُمُوهُ في الظُّلْمَةِ سَيُسْمَعُ في النُّور، وَمَا تَكَلَّمْتُم بِهِ هَمْسًا في المَخَادِعِ سَيُنادَى بِهِ عَلَى السُّطُوح. وَأَقُولُ لَكُم، يَا أَحِبَّائِي: لا تَخَافُوا مِمَّنْ يَقْتُلُونَ الجَسَد، وَبَعْدَ ذلِكَ لا يَقْدِرُونَ أَنْ يَفْعَلُوا أَكْثَر. بَلْ أُبَيِّنُ لَكُم مِمَّنْ تَخَافُون: خَافُوا مِمَّنْ، إِذَا قَتَل، لَهُ سُلْطانٌ أَنْ يُلْقِيَ في جَهَنَّم. نَعَم، أَقُولُ لَكُم، مِنْ هذا خَافُوا".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

اعلام نفاق مقاومة ودجل إيران يسمم ويسرطن وسائل الإعلام في لبنان

الياس بجاني/29 أيلول/18

امر محزن للغاية أن تضطر كبرى الصحف اللبنانية إلى الإغلاق في حين أن صحف ووسائل اعلام إيران دجل ونفاق المقاومة من أبوق وصنوج ومداحين وشتامين بالإجرة يهيمنون اليوم على غالبية وسائل الإعلام في وطننا المحتل ويعهرونها.

 

تهتمون بالحصص والمغانم وتتعامون عن احتلال حزب الله لوطنكم

الياس بجاني/29 أيلول/18

هل من يذكر ربع الصفقة جعجع والحريري وجنبلاط بأن حزب الله يحتل لبنان وأن فجعهم ع الحصص والمغانم يرسخ ويقوي هذا الإحتلال.. "مرتا مرتا المطلوب واحد"!!!

 

التهديدات الإسرائيلية لبيروت

الياس بجاني/27 أيلول/18

التهديدات الإسرائيلية لبيروت ولمطارها جدية للغاية وحتى الآن للأسف لم يصدر عن حكام لبنان أي موقف جدي ورسمي ومسؤول..إلى متى السكوت؟

 

جماعة مغانم وتحاصص وفجع سلطة وأخر هم عندون الإحتلال والناس

الياس بجاني/27 أيلول/18

زخم زيارات جعجع المفاجئة لبيت الوسط واجتماعاته بالحريري باتت تستدعي حجز عرفة له وللرياشي هناك.الخلاف الحكومي ع حصص ومغانم .. عيب والله عيب!!

 

بشير قضية شعب ومن يتطاول عليه يتطاول على هذا الشعب

الياس بجاني/26 أيلول/18

التطاول على الشيخ بشير من جماعات رخيصة وبوقية وطروادية هو تطاول سافر على كرامة وذاكرة وضمير وشهداء شرائح كبيرة من الشعب اللبناني.

 

حزبيون عميان وهوبرجية يعبدون أصنام بشرية اسخريوتية

الياس بجاني/26 أيلول/18

كارثة بعض الحزبيين أنهم مصابين بتونالية عمى البصر والبصيرة ويعبدون أصنام بشرية هم أصحاب شركات الأحزاب الإسخريوتيين الفجار والتجار.

 

يلي فرطوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي لازم يبقوا خارج الحكومة

الياس بجاني/25 ايلول/18

08 آذار اكثرية ب 77 نائباً وجعجع والحريري وجنبلاط يا بيخضعوا يا بيبقوا برا الحكومة. هم الكارثة وسبب التسوية وهم فرطوا 14 آذار

 

طاقم سياسي وحزبي لبناني منتهي الصلاحية

الياس بجاني/23 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67654/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B7%D8%A7%D9%82%D9%85-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D8%AD%D8%B2%D8%A8%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D9%86/

شهادة للحق وللحقيقية لا بد من الاعتراف بجرأة وبصراحة ودون لف أو دوران بأن الطاقم السياسي والحزبي الحالي في لبنان وتحديداً أولئك السادة الذين باعوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي (جعجع، الحريري، جنبلاط) هم  أخطر على لبنان واستقلاله وسيادته وفي ثقافتهم وخياراتهم وممارساتهم ..اخطر من حزب الله ونظام الأسد والملالي بمليون مرة..

وبالتالي، وبالمنطق والعقل والتجربة ومسلسل الخيبات لا أمل ولا رجاء خلاصي ووطني منهم لا اليوم ولا في أي يوم.

عملياً وإيمانياً ووطنياً وضميرياً لبنان بحاجة إلى قادة شرفاء وأصحاب ضمير يخافون الله ويوم حسابه..

ففي السياسة والشأن الوطني والممارسات فإن كل عون وباسيل وجعجع والحريري وجنبلاط والجميل وباقي طاقم السياسيين والحزبيين الحاليين بكافة تلاوينهم وانتماءاتهم المذهبية ليسوا من هذه الخامة المطلوبة للخلاص..

معظم هؤلاء قد انتهت صلاحيتهم في العمل الوطني لا أكثر ولا أقل.

بالطبع هناك العديد من السياسيين الواعدين ولكنهم حتى الآن نيام ويفتقدون للجرأة وغير ظاهرين أو فاعلين على الساحة اللبنانية للعديد من الأسباب في مقدمها التهديد والإرهاب والملاحقات.

عملياً فإن أفراد الطبقة السياسية والحزبية الحالية في غالبيتهم العظمى قد استهلكوا وأهلكوا لبنان واللبنانيين..

للخلاص من حال الاحتلال والضياع وللخروج من زمن الاحتلال والمّحل الغارقين فيه نحن بحاجة إلى طاقم سياسي وحزبي جديد..

يبقى أنه وكلما تأخرنا في إيجاد قيادات وطنية وشريفة جديدة سوف يطول ويستمر زمن الاحتلال والذل والمحل.

في الخلاصة فإن فاقد الشيء لا يعطيه، كما أن من يجرّب المجرب يكون عقله مخرب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الأحزاب التي تسمي نفسها مسيحية في لبنان لا تعرف شيء عن المسيحية

الياس بجاني/22 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67626/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AA%D8%B3%D9%85%D9%8A-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B3/

إن من يسمون أنفسهم أحزاب مسيحية في لبنان حالياً وبسوادهم الاعظم هم جماعات من التجار والمافيات 100% ولا يعرفون عن ومن المسيحية وتعاليمها  غير اسمها.

باختصار هم أي أصحاب شركات الأحزاب لا يفقهون معاني العطاء والتضحية والتواضع والمحبة وغارقين في الأنانية وفي عبادة تراب الأرض وثرواته ولا يحسبون حساباً ليوم الحساب الأخير.

أحزاب دكتاتورية وسلطوية ونرسيسية بالكامل وهي شركات خدماتية وتجارية ومصلحية تخدم اجندات أصحابها “الفجعانين سلطة ومال” والغارقين في الطمع اللامحدود واللاهثين وراء الأبواب الواسعة.

أما المنتمون لهذه الأحزاب الشركات فهم في غالبيتهم “زقيقي وهوبرجيي وعميان بصر وبصيرة”، وقد قتلوا طوعاً بدواخلهم كل ما هو حرية رأي وشهادة للحق وقدرة على معرفة الحق من الباطل والصدق من الكذب.

من جانب آخر فإن كثر من المنتمين لهذه الأحزاب هم للأسف واهمون ومنسلخون عن واقع حال الأحزاب هذه ويعيشون أحلام يقظة “النوستلجيا” أي الحنين للماضي.. وهو ماضي واقعاً وحقيقة لا علاقة له عملياً لا بالأحزاب الحالية ولا بأصحابها الإسخريوتيين.

هذا الواقع الإسخريوتي للأحزاب المسيحية لم يكن قائماً خلال الحرب في لبنان حيث كانت الأحزاب هذه تمثل مجتمعاتها وتدافع عن وجودها وثقافتها..

بعد الحرب لم تعد الأحزاب هي نفسها في أي شكل من الأشكال، وإن بقي بعضها تحت نفس المسميات، أو سرق وصادر بعضها الآخر مسميات لا صلة ولا علاقة له بها.

والمحزن هنا مشهديات متاجرة بعض أصحاب الأحزاب المرضى بالأوهام والنرسيسية بدماء الشهداء.. واقامة القداديس في ذكراهم..

علماً أن  هذه الأحزاب لا تقدم أية مساعات مالية لأهالي الشهداء الذين يتاجرون بدمائهم وتضحياتهم.

عملياً وفي الواقع المعاش فإن ما يجب أن يعرفه كل مسيحي لبناني هو أن الشهداء هم شهداء مجتمعاتهم وأهلهم وبلداتهم وإيمانهم الصادق، وليس شهداء أصحاب شركات الأحزاب الحالية التي هي عملاً بكافة المعايير الأخلاقية والوطنية والإيمانية كوارث بكل ما في المصطلح من معاني.

مفردة واحدة تصف وضع وحال وثقافة وممارسات وتخاذل غالبية أصحاب شركات الأحزاب المسيحية الحالين  هي الذمية..الذمية الفاضحة والفاقعة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

طعنات الأقربين هي دائما الأكثر أيلاما لانها تأتي من مسافة قريبة

أبو ارز. اتيان صقر/29 أيلول/18

تسعى دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها فرنسا إلى الالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران في محاولة لاجهاضها.

نذكر" الام الحنون " أن لبنان واقع تحت قبضة الاحتلال الإيراني منذ سنين طويلة عبر وكيله الحصري المسمى بحزب الله، وأن هذه العقوبات هي فرصته الاخيرة للتفلت من وطأة هذا الاحتلال القاتل الذي اوصله إلى الرمق الاخير.

عندما يطعنك صديقك في ظهرك تذكًر هذا القول: أن طعنات الأقربين هي دائما الأكثر أيلاما لانها تأتي من مسافة قريبة. فشكرا مسيو ماكرون، وتحية "للديموقراطية الأوروبية العريقة."

لبيك لبنان

 أبو ارز.

 

مسألة النازحين السوريين,

خليل حلو/29 أيلول/18

نقلاً عن تلفزيون المستقبل: فخامة الرئيس يقول أن الغرب يسيس مسألة عودة النازحين السوريين في لبنان عبر ربطها بالمسار السياسي. فخامة الرئيس: أنتم من أصدقاء النظام السوري وهناك تواصل بين وزير الخارجية الأستاذ جبران باسيل والسيد سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الذي قال أن روسيا في صدد إعادة النازحين إلى سوريا. أنتم أيضاً حلفاء حزب الله وإيران اللذين لهما تأثير كبير في سوريا, مع التذكير أن تهجير النازحين إلى لبنان لم يتم على يد الغرب بل من جراء القصف الروسي والبراميل المتفجرة التي القاها النظام السوري وهجمات حزب الله. أما العمال السوريين غير النازحين الموجودين في لبنان فيبدو أن من بينهم الكثيرين من مؤيدي النظام. إذن حتى ولو سيس الغرب مسألة عودتهم ألا تستطيعون تخطي هذا التسييس؟ هل الغرب يمنعكم من إعادتهم؟ أين أصبح تواصلكم مع النظام السوري وموسكو وحزب الله لتأمين عودتهم؟ هل الغرب يمنعكم من التواصل معهم؟ أشك في الأمر! ما هي الصعوبات التي تعيق مساعيكم لهذه الغاية؟ ... شيء أخير: هل إدعاءات نتنياهو في الأمم المتحدة بخصوص المطار صحية أم لا؟ وهل تعتبرونه إعلان حرب؟ وماذا ستفعل الدبلوماسية اللبنانية لحماية لبنان غير الرد على التويتر؟

 

ريفي: غطاء من رأس الهرم للسلاح غير الشرعي في المحافل الدولية

تويتر/29 أيلول/18/أشار الوزير السابق أشرف ريفي في تغريدة على حسابه عبر "تويتر" إلى أن "تهديدات إسرائيلية ووصاية إيرانية وغطاء من رأس الهرم للسلاح غير الشرعي في المحافل الدولية"، سائلاً:" من يحمي البلد إذا لم ترفع الدولة صوتها تمسكاً بالسيادة وبالقرارات الدولية وضبط الحدود وحصرية إمتلاك قرار السلم والحرب؟".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 29/9/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

هل يسجل الأسبوع المقبل إعلانا لولادة الحكومة؟. أوساط سياسية أشارت إلى ان لبنان مكشوف أمام التهديدات الاسرائيلية، ولفتت إلى الحاجة لتحصين الوضع برمته لتتمكن المراجع المعنية من التحرك في المحافل الدولية لمواجهة أي اعتداء أو تهديد اسرائيلي.

وقالت هذه الأوساط إن الوضع الاقتصادي يحتاج أيضا إلى تطبيق مقررات مؤتمر "سيدر"، وأن ذلك لا يكون بأدوات حكومة تصريف أعمال وإنما بإجراءات لحكومة فاعلة.

بعيدا عن السياسة، هزة أرضية ضربت مدينة زحلة ومحيطها بقوة ثلاث درجات ونصف درجة.

وفي بيروت، انتشلت جثة سيدة سقطت وسيارتها قبالة صخرة الروشة كانت ضحية حبها واهتمامها بالحيوانات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بعقيدة وثبات عقدت حركة "أمل" مؤتمرها العام الرابع عشر.

في عامها الرابع والأربعين ما زالت حركة فتية لا يهدأ موج أبنائها، تجدد قسم الإمام السيد موسى الصدر عاما بعد عام، وتخوض خلف حامل أمانته النبيه استحقاقات الوطن والدولة والمجتمع، بل الأمة، حتى رفع الحرمان والغبن والحفاظ على السيادة الوطنية في مواجهة أي عدوان إسرائيلي أو إرهاب، ودعم الشعب الفلسطيني لتحقيق أمانيه الوطنية.

المؤتمر العام جدد ثقته وبالإجماع بالرئيس نبيه بري رئيسا للحركة، وانتخب أعضاء هيئة الرئاسة، مجددا العهد والوعد بألا يهدأ أو يستكين حتى فك أسر الإمام الصدر ورفيقيه واعتبار هذه القضية الأولوية الحركية.

الحركة بحثت في مؤتمرها توسيع هيكليات عمل ومهمات مكاتب الخارج وشؤون المرأة والشباب، وستعمل على إنشاء هيئة مستقلة تضم النواب الحركيين، بما يؤكد على دعم برامجها وبرامج مرشحيها في الانتخابات البلدية والاختيارية والتشريعية والقطاعية- المهنية.

وأناط المؤتمر العام بهيئة الرئاسة، تعيين الهيكليات القيادية وتعيين الاقليم والتشاور معها في تشكيل المناطق والشعب.

رب صدفة خير من ألف ميعاد، في يوم المؤتمر العام لحركة قدمت آلاف الشهداء والجرحى على درب تحرير الأرض من رجس الإحتلال، اعترف العدو الإسرائيلي بتنفيذ عملية اغتيال لأحد كوادرها المجاهدين الشهيد عبد الرضا عبد الرضا قبل أربع وعشرين عاما، بعدما أوجع وإخوانه من أبناء حركة "أمل" جيش الكيان الصهيوني بعمليات المقاومة الطليعية.

اسرائيل التي لم تخف ممارساتها العدوانية بحق الفلسطينيين واللبنانيين، ذهبت إلى الاعتراف بها جهرا من أعلى منبر في العالم، وأمام رؤساء الأمم جمعاء، فبعد تهديدها بمواصلة ضرب ايران في لبنان وسوريا والعراق، وما تضمنته كلمة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو من تهديد مباشر للبنان، وإظهاره صورا ادعى فيها أنها لأماكن تحتوي على ذخائر متطورة على مقربة من مطار بيروت، جاء الرد اليوم وبشكل مباشر من وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الذي حذر من المنبر نفسه، بأن استهداف اسرائيل لمطار بيروت سيكون خرقا فظا للقانون الدولي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

بات واضحا أن خيار حكومة أكثرية ليس محل توافق، وأن الرئيس المكلف سعد الحريري هو من يشكل الحكومة، وفقا لما ينص عليه الدستور. وهو واضح عمله على تشكيل حكومة وفاق وطني لا غلبة فيها لأحد على أحد. والاتصالات لا تزال مستمرة.

العلاج بالصبر الذي يعتمده الرئيس الحريري، يعتمده كذلك المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، الذي خرج عن صمته بعد سلسلة أخبار ومقالات، فدعا إلى ابعاد مؤسسة قوى الأمن عن التجاذبات السياسية، وأوضح ان ما تم تداوله حول أحد الضباط يفتقد إلى الدقة والموضوعية، رافضا الدخول في سجال مع أي جهة حول هذا الموضوع، ومشددا على أنها قضية داخلية علاجها بعيد عن أي مهاترات وتصفية حسابات سياسية.

لكن الأبرز في ما يعني كل بيت لبناني، أن مطلع الأسبوع سيشهد بداية تركيب عدادات لمولدات الكهرباء بمؤازرة أمنية، على أن ينتهي خلال مهلة أسبوعين، بحسب معلومات كشفتها المديرة العامة لوزارة الاقتصاد في حديث ل"تلفزيون المستقبل". وهي أعلنت عن تفاهم على التسعيرة مع أصحاب المولدات تتراوح بين أربعمئة وأربعمئة وخمسين ليرة، وحذرت الذين لن يلتزموا بمصادرة مولداتهم، وذلك قبل يومين من انتهاء المهلة التي حددت لتركيب عدادات والالتزام بتسعيرة الدولة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ليس الكذب وحده عنوان خيبة الاسرائيليين من خطاب رئيس وزرائهم أمام الأمم المتحدة، إنما التداعيات التي كشفت مأزقهم مع لبنان، فاسرائيل مردوعة وتخشى أي هجوم على هذا البلد، قال كبار محلليهم، و"حزب الله" أوجد إجماعا لبنانيا للرد على أي هجوم اسرائيلي.

هي الخفة التي انقلبت على صاحبها، فعاد من نيويورك بخفي حنين، واجتماعات لقادته الأمنيين مع السعوديين وبعض الخليجيين لن تغنيه بشيء على الساحة الدولية ولن تغير من واقعه في ساحته الداخلية، فالجيش الذي هدد به لاستهداف مغسل للسجاد في طهران كما كشفت الصور، وملعب كرة القدم في ضاحية بيروت كما يعرفه كل لبنان، هو جيش غير قادر للحرب، ذكره الاعلام العبري اليوم، فعسكره في أزمة حافزية، كما قال أحد كبار محلليهم العسكريين الون بن ديفيد، ليؤكد ان كلام رئيسه هو كلام المفلس من على منابر الأمم المتحدة.

لكن ومن على المنبر نفسه كلام للمنتصر في حرب عالمية عليه، رأس حربتها الارهاب وقبضتها دول التآمر من أميركا واسرائيل إلى جل دول المنطقة بتناقضاتها، إنه السوري الذي رد على العنتريات الأميركية بوقائع منطقية، أفضت إلى تأكيد وزير الخارجية السوري وليد المعلم عزم بلاده على الاستمرار في معركتها ضد الارهاب حتى استعادة كامل أرضها.

ومن الأرضية التي حققتها انتصارات الجيش السوري وحلفائه، كان الحديث عن اعادة الاعمار بأولوية للحلفاء، وعن ضرورة عودة اللاجئين مع التأكيد على ان كل الظروف باتت متاحة الآن لعودتهم. وما عودة معبر نصيب مع الأردن إلى العمل القريب في العاشر من الشهر المقبل، إلا دليل على عبور سوريا إلى بر الاستقرار والمعافاة التدريجية.

ولأن للبنان نصيبا من معبر نصيب، فإن شريان حياة جديدا للزراعة والصناعة اللبنانية ولحركة لبنان التجارية، سيعود ليضخ روحا مع تصدير الانتاج إلى دول المنطقة عبر سوريا، وتعود تجارة الترانزيت لتحيا من جديد.

أما سياسيا فلا جديد، ولا حياة لمن ناداهم رئيس الجمهورية إلى الآن لتحريك التأليف الحكومي بأولوية حكومة الوحدة الوطنية إن أمكن، وإلا بحكومة أكثرية وفق القواعد والقوانين المرعية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

حصلت في أيلول محاولة للتأليف، وطرحت صيغة وصفت برفع العتب أو جس النبض أو استطلاع مواقف ولم تكتب لها الحياة، وبقي التأليف أسير عنق الزجاجة.

مع تباشير تشرين يدخل الوضع مرحلة جديدة. الوضع الاقليمي وفي الجوار يزداد توترا وسخونة. الوضع الدولي يزداد تخليا وابتعادا عما يسميه الأميركيون خاصة تفاصيل وهوامش صغيرة في الصورة الكبيرة. الوضع الداخلي يزداد حراجة اقتصاديا ومعيشيا وحياتيا وسياسيا، والجميع مدرك ان الخسارة إن وقعت لن تكون لفئة أو لجهة أو لطرف بل للبلد ككل.

في تشرين ستكون محاولات لفتح ثغرة في جدار التأليف السميك. البعض يرفع من سقف مطالبه، وينادي من على سطح غيره بأعلى صوته للتذكير بأنه موجود فحسب. أما بين الجدران الأربعة فكلام آخر عن المرونة والواقعية وأكل العنب وليس قتل الناطور، واستحضار كل الأمثال والأقوال في معجم التجربة اللبنانية.

التوقف عند مواقف مراجع وأقطاب ضروري: لنبدأ مع رأس الدولة، الرئيس عون وفي خلاصة لمواقفه بين نيويورك وال"فيغارو" و"rt"، ان العقدة خارجية بأصوات داخلية، وان حكومة الأكثرية هي المخرج إذا سدت أبواب حكومة ائتلاف- ولم يستعمل عبارة حكومة وفاق- وانه من الخطوات التي قد يلجأ إليها التوجه إلى المجلس النيابي، وأيضا ان السائرين في خطه والمؤيدين له قد يختارون البقاء خارج الحكومة.

غيض من فيض مواقف حاسمة ومعبرة لرئيس الجمهورية، ناهيك عن الموقف الثابت وغير المتغير من المقاومة، والاصرار على مواجهة استهتار المجتمع الدولي بتضحيات لبنان في موضوع النازحين وادارة الظهر له، بالاصرار والاستمرار في نهج التصدي للتوطين المقنع والتآمر المفضوح لابقاء النازحين حيث هم، تحت حجج وأعذار وأسباب كاذبة ومضللة.

مواقف الرئيس الحريري جديرة بالتوقف عندها: كلام مسؤول من أمام المحكمة الدولية، فاصلا بين موقعه كرئيس حكومة وموقفه كنجل الشهيد، مؤكدا بشكل غير مباشر ان التعاون مع "حزب الله" مستمر أيا يكن الحكم الذي ستصدره المحكمة الدولية. مع العلم ان الرئيس الحريري حرص منذ اللحظة الأولى للتكليف، على ان لا حكومة من دون "حزب الله" ولا حكومة من دون التفاهم معه. من دون اغفال الاشارة إلى ان الصيغة التي رفعها الحريري إلى رئيس الجمهورية منذ أسابيع، تضمنت اعطاء وزارة الصحة للحزب، بالرغم مما قيل عن تحفظات دولية وأميركية على إعطاء الحقيبة ل"حزب الله".

الموقف المهم الجدير بالمتابعة هو ل"حزب الله": احترام وتأييد وإشادة بمواقف الرئيس عون في ال"فيغارو" والأمم المتحدة. ومراعاة ومداراة لخطوات وهواجس الرئيس المكلف، تجلت في جلسة تشريع الضرورة، بالوقوف إلى جانبه في موضوع "سيدر"، وعدم تحميله لوحده مسؤولية التأخير في التأليف، وسحب موضوع العلاقة مع سوريا من التداول.

مواقف هذه المرجعيات والشخصيات، ترسم صورة واضحة لمشهد الأحداث، ما يؤشر إلى طبيعة المرحلة المقبلة، ولنتجاوز ما يقوله الآخرون. قد يكون أيلول خيب الآمال بأن يكون طرفه بالحكومة مبلول، لكن المأمول ان بين تشرين وتشرين حل أكيد، ليس لأن العهد مستهدف فحسب، بل لأن لبنان كله ككيان ودولة في خطر، وهذا ما لن يحدث في عهد ميشال عون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

مع ان الرئيس عون عاد إلى لبنان بعد زيارة إلى نيويورك، إلا أن أي اتصال لم يسجل حتى الآن بينه وبين رئيس الحكومة المكلف، علما ان قصر بعبدا لم يشهد أي نشاط اليوم.

في المقابل، لفتت زيارة النائب أكرم شهيب معراب، موفدا من النائب (السابق) وليد جنبلاط. الزيارة مرتبطة بشكل أو بآخر بالموقف الذي أطلقه رئيس الجمهورية وهو عائد من الولايات المتحدة، وتحديدا دعوته إلى حكومة أكثرية في حال تعذر تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكن الموقف الرئاسي اصطدم بموقف القسم الأكبر من الأفرقاء السياسيين، إضافة إلى موقف رئيس الحكومة المكلف. وفي المعلومات ان الحريري ليس في وارد التخلي عن فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية، إضافة إلى ان جوه السياسي لا يبدو متعاطفا مع طروحات "التيار الوطني الحر"، وهو ما عبرت عنه بصراحة عضو كتلة "المستقبل" رلى الطبش التي أكدت ان عرقلة تشكيل الحكومة مصدرها "التيار".

إقليميا، المنطقة على فوهة بركان واحتمالات الصدام العسكري واردة، والبارز في السياق الرد الروسي على التهديدات التي أطلقتها اسرائيل ضد لبنان، فوزير خارجية روسيا سيرغي لافروف حذر اسرائيل من توجيه ضربات عسكرية محتملة إلى لبنان، معتبرا ان العدوان في حال حصوله يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي.

توازيا سجل موقف ايراني متشدد من الدعوات التي تطلق لخروج ايران من سوريا، فالمستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الايراني حسين امير عبداللهيان، اعتبر ان على العدو ان يدفن أحلامه بخروج ايران من سوريا. الموقف الايراني يأتي استباقا للاجتماع الرباعي الذي ينعقد الأسبوع المقبل في تركيا للبحث في الشأن السوري، وقد تأكد ان الاجتماع الذي تشارك فيه تركيا وروسيا وفرنسا والمانيا، سيتطرق إلى تطورات الملف السوري، ومن ضمنه البحث في كيفية إخراج ايران من سوريا. فهل ايران ترفع السقف ليكون ثمن الخروج من سوريا كبيرا؟، أم انها مصرة على المواجهة مهما كان الثمن؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

كل اللقاءات المرتبطة بالحكومة، بحسب آخر المعلومات، لم تحرز أي تقدم حتى الساعة، وما حكي عن إمكان حدوث خرق ما خلال الأسبوع المقبل، بات صعب التحقيق. فالعروض التي وصلت إلى "القوات اللبنانية" والحزب "الاشتراكي"، سقطت بفعل الضربات الاستباقية للحزبين اللذين أبلغا الرئيس المكلف سعد الحريري، رفضها.

وإذ علمت الـLBCI ان "القوات" تعتبر ان هذه الصيغ لا أب ولا أم لها، وان الرئيس الحريري، دائما حسب "القوات"، لا يتبناها، تبين ان الحزب "الاشتراكي"، عندما يتحدث عن تنازلات، لا يتعدى حديثه العموميات المرتبطة أولا وأخيرا بتنازل الأفرقاء الآخرين.

بات واضحا إذا ان لا حكومة قريبا، كما بات واضحا للبنانيين أنهم في واد، ومسؤوليهم في واد آخر، ولم تصل إليهم حتى صرخة وزير المال علي حسن خليل الذي تحدث عن تفاقم العجز المرتبط باستمرار التوظيف، وارتفاع إنفاق بند الكهرباء وخدمة الدين العام.

ولكي يعرف اللبنانيون حقيقة الخطر الذي يضرب خزينتهم، يجب ان يدركوا أن مسؤوليهم الذين عجزوا خلال خمسة أشهر عن تأليف الحكومة، وفق تضحيات متساوية وصيغة تكون الأقرب إلى مطالب كل الأفرقاء، اتفقوا على السكوت عن استمرار التوظيف، الذي بينت الأرقام، انه بلغ خمسة آلاف شخص تم التعاقد معهم في أكثر من إدارة رسمية في فترة الانتخابات النيابية وحدها.

هكذا إذا، وعلى قاعدة غض النظر، تتم مخالفة القوانين، فيوظف المزيد من الأشخاص ويتم تخطي مجلس الخدمة المدنية، وصولا إلى إبتكار بدع إحتيالية جديدة، اسمها الأجراء بالفاتورة، فيتسرب الأزلام إلى الادارات المنهكة أصلا بأطماع السياسيين التي لا تنتهي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

افتتاح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن في العاشر من تشرين الأول المقبل، سيدفع الأحداث إلى معابر اقتصادية إلزامية، وحكومة تصريف الأعمال بات عليها تصريف الإنتاج، وتحديد معايير إنتاجية ريوعها تشمل لبنان.

وإذا كان الأردن قد أتم اتصالاته الاقتصادية والسياسية مع الدولة السورية لإعادة تشغيل نصيب، فإن لبنان لا يزال يتحدى نفسه فيكابر وينأى و"يتغمى" ويسد شرايينه الحيوية بيده، فمن هذا المعبر كان يسلك يوميا من مئتين وخمسين إلى ثلاثمئة شاحنة محملة بالمنتوجات الزراعية والصناعية، والمردود الاقتصادي والسياحي الذي كان يحصده لبنان بلغ مليارا ونصف مليار دولار سنويا، أي إن ما يعطيه نصيب للبنان في العام الواحد يفوق أهمية كل ثمار مؤتمر "سيدر" البالغة أحد عشر مليار دولار هي في الواقع ديون على البلد وعلى أولاد البلد لسنين مقبلة.

فهل من المسموح به أن يبقى لبنان خارج هذه الحركة الحيوية، إرضاء لمشاعر رئيس الحكومة وبعض المتعففين المتعفنين في واقعهم السياسي؟، وهذا الأردن نسق وأرسل وفودا اقتصادية، وتواصل سياسيا مع الحكومة السورية، ورتب مواعيد لافتتاح المعبر رسميا، ولم تصب سيادته بأي انتقاص، ولم تجرح مشاعر استقلاله.

ويحتم هذا الواقع على لبنان، رفع وتيرة جهوده في التواصل مع سوريا، حتى ولو اضطر الأمر أن تستخدم الحكومة طرح "القوات اللبنانية" في انعقاد مجلس الوزراء استثنائيا تحت مسمى "حكومة الضرورة"، على غرار تشريع الضرورة.

وعلى ضمانة وزير الاقتصاد رائد الخوري الذي أجرى اتصالات بنظيره السوري، فإنه لا جهة سياسية لبنانية ستمانع مرور الشاحنات من معبر نصيب، لأن في هذا الأمر مصلحة لجميع الفرقاء من 14 و8، مسيحيين ومسلمين، سنة وشيعة. وأضاف خوري ل"الجديد" إنه حتى الأطراف التي تمانع التطبيع مع سوريا، فإنها ستوافق على عودة العلاقات الاقتصادية معها، لا بل هي من أكثر الجهات حماسة لهذه العلاقات.

ولأن التصريف السياسي متوقف، فصححوا أخطاءكم بتصريف أمور الناس وعبور شاحنات البلاد وانتقال السائحين، وذلك لن يتم إلا بالتنازل عن "كبرياء" سياسي لم يعد صالحا للزمن الحالي، وتحول إلى مجرد نكد.

وعلى خطى نكد التأليف، فإن حركة العبور لم تشهد سوى انتقال بضائع أكرم شهيب "الاشتراكية" إلى معراب اليوم ولقاء الدكتور سمير جعجع، فيما قال زعيم الحزب "التقدمي" وليد جنبلاط في اتصال ب"الجديد"، أن لا تغيير في الموقف الحكومي ولم يعرض علينا أي جديد، لكنه أضاف "يبدو أن النملية فعلت فعلها".

وعلى النملية البرتقالية، طروح إيجابية أعلن عنها أمين سر تكتل "لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان ل"الجديد"، وقال: "لا تهملوا أي كلمة يقولها ميشال عون فهو لا يتسلى". وتوقع كنعان بناء على معطيات، أن تتفعل الاتصالات بهدف الوصول إلى حلول، وقال: أصبحنا في المربع الأخير.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 29 أيلول 2018

النهار

دخلت السياسة على التعيينات في موقع أكاديمي بعدما حاول مسؤولون في الدولة التأثير فيها ومحاربة أحد المرشّحين لأسباب انتخابيّة. تتخوّف عائلة نزار زكا من ربط إطلاقه بتوقيعه على محاضر تحقيقات وهميّة واعترافات قسريّة بلغة فارسيّة لا يفهمها. أوضح وزير العدل تعليقاً على لقائه أصحاب المولّدات انه اجتمع بهم بناء لطلب وزير الاقتصاد ولم يعطِ أي شرعيّة لهذا القطاع

اللواء

وزير "دقيق" وضع أرقاماً مخيفة أمام جهات معنية، محذراً من تداعيات خطيرة، إذا استمر "التجاذب الحكومي".. سادت أجواء قاتمة على خلفية تتالي انهيارات الصحافة في بلد كانت عاصمته عاصمة الصحافة العربية! خلافاً لما يُشاع، كلٌّ على موقفه في ما خص الحكومة، والتفاؤل مثل "غيم شباط": ما عليه رباط!

المستقبل

إن تغييرات تنظيمية كبيرة ستنتج عن المؤتمر العام لحركة أمل المنعقد منذ الأمس برئاسة الرئيس نبيه بري في المصيلح ، حيث يشارك في المؤتمر أكثر من 600 كادر ويختتم أعماله اليوم بسلسلة من القرارات "الحركية"

البناء

استغربت مصادر دبلوماسية عدم صدور ايّ تعليق أممي على الكلام الذي قاله الرئيس الأميركي من أحد المنابر الملحقة بالأمم المتحدة حول نيته دعم انقلاب عسكري في فنزويلا وصولاً للتهديد باغتيال الرئيس الفنزويلي المنتخب والمشارك في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت كانت مفوضية حقوق الإنسان الأممية تفاوض الرئيس الفنزويلي على ترتيب زيارة لها الى بلده!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مؤسسة صحافية لبنانية أخرى تهوي/«دار الصياد» تودع قراءها «حفاظاً على كرامة سعيد فريحة»

بيروت: سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/29 أيلول/18

منذ ثلاث وأربعين سنة، ورفيق خوري يرأس تحرير جريدة «الأنوار» التي سيصدر آخر أعدادها اليوم السبت، ويبزغ يوم الاثنين من دونها، ومن بعدها سيأفل نجم كل إصدارات «دار الصياد» العريقة التي عمرها من عمر لبنان، وتاريخها مرتبط مع تاريخه.

لم يتحدث رفيق خوري طوال نهار أمس بعد ذيوع الخبر لأحد. «ليس عندي ما أقوله سوى أن إقفال هذه المؤسسة مرتبط بتاريخ ينتهي. وكنت أنا نفسي شاهداً على تلك الحقبة من الازدهار المبشّر، الذي لم يؤد إلا إلى ما نرى اليوم من انحدار. أشياء كثيرة انتهت في لبنان، منها السياسة والمسرح والشعر والاقتصاد. هل هناك من يستطيع أن يخبرنا إذا كان ساستنا بعد خمسين سنة سيبدأون، يبدأون فقط بوفاء ديون لبنان. ليس من إجابة».

وكان الخبر قد وقع ثقيلاً على اللبنانيين. صحيح أن الجميع يعرف أن ثمة صعوبات تجتازها الدار، ولم تعد فاعلة بالقدر الكافي منذ زمن بعيد؛ لكن خبر الإغلاق الكلي لم يكن متداولاً. ويقول صحافيون يعملون في جريدة «الأنوار» إنهم لم يبلغوا حتى أمس بأي شيء، ولم يصلهم أي إنذار بإنهاء خدماتهم، أو إعلام بأن مطبوعاتهم ستتوقف. يتحدثون عن أخبار كانت تسري همساً بأن قراراً اتخذ بإنهاء العمل في 15 من الشهر المقبل، وأنه سيتم الإبقاء على بعض المطبوعات؛ إلا أن المفاجأة كانت هي في تقديم الموعد، وسرعة القرار، والحسم بإيقاف كل الإصدارات فجأة، ومن دون سابق إنذار.  ورغم أنه يصعب حصر عدد الموظفين المتضررين بسبب التشعيب الكبير في المؤسسة؛ فإن التقديرات تشير إلى نحو ثمانين موظفاً.

و«دار الصياد» مؤسسة كبرى وعريقة، أسسها الصحافي العصامي والكاتب سعيد فريحة. ولدت باكورة مطبوعاته مجلة «الصياد» عام 1943 مع الاستقلال، وبقيت تصدر إلى اليوم، وعام 1954 تم بناء «دار الصياد» في الحازمية التي ستصبح علماً يستدل بها، وتتالت الإصدارات لتبصر النور مجلة «الشبكة» الشهيرة عام 1956، وشكلت نمطاً جديداً في التعاطي مع الأخبار الفنية، لتصدر جريدة «الأنوار» عام 1959، وكرت من بعدها سبحة المطبوعات التي بقيت تصدر منها حتى إعلان الإغلاق، كل من: «فيروز»، و«الفارس»، و«الدفاع العربي»، و«سحر» و«الإداري». وتنضم «دار الصياد» بجريدتها ومجلاتها، إلى قاطرة المطبوعات اللبنانية التي تودع قراءها، واحدة بعد أخرى، دون بصيص أمل في عودتها، وتحل مكانها مواقع إلكترونية لا تتمكن من سد فراغ صار مخلخلاً اجتماعياً، وثقافياً؛ لا بل يهدد الحياة الديمقراطية اللبنانية. ويأتي الخبر الجديد بعد إغلاق جريدة «السفير»، وكذلك توقف جريدة «البيرق» ومجلة «الحوادث» وأخواتها بعد وفاة ملحم كرم، وتخلي أولاده عن إرث وجدوه ثقيلاً ومربكاً. وهو تماماً ما يحدث الآن مع «دار الصياد» التي يرى أولاد الراحل سعيد فريحة الثلاثة أنهم غير قادرين على سد عجزها المالي وخساراتها المتتالية. وقالت ابنته إلهام في جملة مقتضبة: «أدينا قسطنا للعلا والوطن. وحان الوقت للتوقف، حفاظاً على كرامة سعيد فريحة». أما المطبوعات اللبنانية التي لا تزال تقاوم، فمن بينها «النهار» التي اضطرت لتسريح عدد من صحافييها بعد صعوبات في تسديد الرواتب، والحال نفسها تعاني منها صحيفة «المستقبل». ولا تكاد تفلت صحيفة من العسر والشكوى.

ويعيد رفيق خوري الأمر إلى شح الإعلانات التي تصل إلى الصحف بعد أن ظهرت أسواق أخرى. ويقول: «أنا الجيل الثاني بعد غسان تويني وكامل مروة، وأولئك الكبار الذين نهضوا بالصحافة. من جاءوا بعدنا لا يقرأون، ولا يهتمون. أنا درّست في كلية الإعلام وتركت لأنني لا أرى جدوى من أجيال لا تقرأ وتريد فيلماً وكاسيتاً. هذا يدل على هشاشة المجتمع والثقافة فيه». ويضيف خوري: «أنا واحد ممن واكبوا صعود النهضة في الستينات. كنت صديقاً لعاصي ومنصور الرحباني والرسامين والأدباء». ويعيد خوري إجهاض تلك المرحلة التي يصفها بـ«الهائلة» إلى الحرب اللبنانية التي لم تمر دون عواقب، وإلى غياب الوطنية والهوية، وهو ما نلحظه في أبسط الأمور الحياتية. نموذج سعيد فريحة مؤثر للغاية، فقد عاش كما يروي هو نفسه ثلاث حروب كبيرة، الحرب العالمية الأولى، والثانية، والأهلية اللبنانية. عشية 1914 كانت الضائقة الكبرى. وقد كتب عن تلك الطفولة قائلاً: «خرجت من ويلات الحرب صبياً يتيماً بلا أبوين، ونحيلاً هزيلاً بلا عافية، وأكثر من ذلك أمياً جاهلاً بلا علم». أحبط الصغير بعد حصار الأتراك لبيروت والجبل، وسرعان ما وجد نفسه يعمل في النهار ليتعلّم في الليل، معتمداً على نفسه. والأمر لم يكن سهلاً، والحروف الأبجدية هي كل ما بقي في ذاكرته من أيام المدرسة التي غادرها عند اندلاع الحرب وإغلاق المدارس. وغالباً ما كان سعيد فريحة الفتى يختار مكانه للقراءة تحت قنديل «اللوكس» في الشارع الذي يمتد من أول سوق النجارين إلى بيته في الأشرفية، ولا يفهم ما يقرأ. هرب الطفل مع عائلته من بيروت إلى حلب، عرف مظالم جمال باشا، ورأى السجن والإعدام والجوعى. نشأ على التمرد، ورفض فكرة أي محتل أجنبي لبلاده؛ خصوصاً فكرة الانتداب على سوريا ولبنان. دخل باكراً معترك الكتابة بعد كده اليومي في القراءة، وبدأ الكتابة في جريدة «الراصد» لوديع عقل. وتنقل في المجلات والصحف إلى أن أصدر مجلته «الصياد» التي عرفت بمنحاها الاستقلالي الحر، ونفحها الديمقراطي البعيد عن الطائفية، ومن هنا انطلق.

كان سعيد فريحة في الصحافة مدرسة، وداره كما مطبوعاته كانت مساحة لكبار الكتاب، من مارون عبود إلى سعيد عقل والأخطل الصغير، كما نزار قباني وتوفيق يوسف عواد، وعمر أبو ريشة وبدوي الجبل.

 

هكذا يُصْبِحُ الدين أفيوناً وطاعوناً

الشيخ حسن سعيد مشيمش/29 أيلول/18

المسلم المؤمن المُقَلِّد للفقهاء حينما يعتقد بصحة كل فتوى يُفْتيها الفقيه حينئذ سوف يُعَطِّل المؤمن عقله وبعد تعطيل العقل سيرتكب المؤمن الفظائع تنفيذاً لفتوى الفقيه وفي الوقت نفسه سيعتقد بشرعيتها الدينية وبأنه يتقرب بها إلى الله !! وهذا هو معنى غسل الدماغ.

المؤمن المسلم الذي لا يعلم هذه المسألة البديهية فهو من السُّكارى بأفيون فقهاء يتاجرون بالدين. والمسألة البديهية هي : لا يجوز للمسلم أن يعمل بفتوى الفقيه إن لم يطمئن وجدانه لصحة دليل الفتوى ولا لصحة مضمونها، ولا يجوز له أن يعمل بحكمه الشرعي إضافة للفتوى أيضا حينما لا يطمئن عقله أو قلبه أو ضميره لصحة دليل الحكم الشرعي ومضمونه وعلى سبيل المثال لا الحصر: فلو حكم الفقيه على فلان بأنه قاتل أو سارق استناداً لأدلة هي بنظرك يقينا أدلة فاسدة غير صحيحة فلا يجوز لك العمل بحكم الفقيه، وهكذا أيضا بالنسبة لفتواه. قال المرحوم الشيخ محمد جواد مغنية وهو فقيه شهير وعالم وكاتب ومحل ثقة كافة فقهاء الشيعة قال: (من ترك العمل بيقينه فقد ألغى عقله ودينه وضميره)

المصدر : كتاب في ظلال نهج البلاغة ج 4 ص 384 . وفي كتاب معالم الأصول للسيد باقر الصدر رحمه الله يقول فيه: [ المسلم يجب أن يعمل بيقينه سواء استند بيقينه إلى الدليل اللفظي أو الدليل الوجداني ]

 

بعد التصعيد... هل تضرب اسرائيل لبنان؟

"الراي الكويتية" - 29 أيلول 2018/عَكَسَ «التدافُعُ الخشنُ» على «مثلّث» التوتر العالي في المنطقة والمحكوم باستقطابات الحدّ الأقصى، حساسية «المسرح السياسي» الذي تدور عليه معركة تأليف الحكومة الجديدة في لبنان. واقتحمتْ «مضبطةُ الاتهام» الاسرائيلية لـ «حزب الله» ومن على منبر الأمم المتحدة ثم بلسان القيادة العسكرية حول استخدامِه محيط مطار بيروت الدولي لتخزين جزء من منظومته الصاروخية الدقيقة وتطوير مقذوفاتٍ غير دقيقة الى أخرى أكثر دقة المَشهدَ اللبناني في غمرة استمرار «الأبواب الموصدة» بوجه الملف الحكومي الذي يدور في مكانه منذ 24 مايو الماضي. وتمّ التعاطي في بيروت مع الاندفاعة ضدّ «حزب الله» على أنها، إما في سياق رفْع الضغط على الحزب بعد إعلان أمينه العام السيد حسن نصرالله ان «المهمة أٌنجزت وأصبحنا نملك ما يكفي من الصواريخ الدقيقة»، وإما في إطار «مراكَمة إعلامية» تمهيداً لعملٍ عسكري، ولا سيما أن المزاعم الاسرائيلية جاءت بعد نحو 3 أسابيع من تقرير لقناة «فوكس نيوز» نقل عن مصادر استخباراتية غربية ان إيران تهرّب الأسلحة إلى «حزب الله» من خلال «شركات طيران مدنية» (سمّت خطوط «قشم فارس») حملت في يوليو واغسطس الماضيين مكوّنات لتصنيع أسلحة دقيقة في مصانع إيرانية داخل لبنان. وإذا كانت حسابات أي ضربة اسرائيلية لمواقع الصواريخ المفترضة ترتبط بـ «توازن الردع» الذي أرساه «حزب الله» والذي يمكن ان يجعل أي استهداف للحزب في لبنان يفجّر «الحرب الأخيرة»، فإن التماهي اللبناني الرسمي مع الحزب والذي عبّر عنه الرئيس ميشال عون، يجعل أوساطاً مطلعة تبدي خشية كبيرة من ان يدفع كل لبنان ثمن تضييق الخناق الذي يتصاعد على الحزب، الذي يواجه اتجاهاً بريطانياً غير مسبوق، لحظره. وفيما اكتفى وزير «حزب الله» محمد فنيش بالقول، «لنترك نتنياهو مع أكاذيبه وأوهامه. والمقاومة لديها قدراتها كما عبّر الأمين العام، والاسرائيلي يعرف تماماً ماذا ينتظره إذا أقدم على اي عدوان ضدّ لبنان، واذا لم يعرف فسيتفاجأ»، رد وزير الخارجية جبران باسيل بتغريدة قال فيها: «ها هي اسرائيل مجدداً تختلق الذرائع لتبرّر الاعتداء، ومن على منبر الشرعية الدولية تحضّر لانتهاك سيادة الدول، متناسيةً ان لبنان دحرها وهزم عدوانها وغافلةً ان غطرستها و(صداقاتها الجديدة) مجدداً لن تنفعها». وفي موازاة ذلك، يجري رصْد إذا كان هذا الضغط الخارجي المتصاعد على حزب الله و«ارتفاع المَخاطر» سيجعل الأخير يتشدّد أكثر في الملف الحكومي أو يدْفع في اتجاه الإسراع بالتأليف لتكوين «شبكة أمان» تكون بمثابة «واقي صدمات»، وسط اقتناع الأوساط السياسية ان طرح تشكيل حكومة «امر واقع» او «حكومة أكثرية بمَن حضر» كما لوّح عون مسألةً غير قابلة للتحقق، ليس فقط لأن التوازنات لا تسمح بذلك، بل أيضاً لأن «حزب الله» من مصلحته وجود حكومة وحدة وطنية، وإذا لم يكن راغباً بالضغط في اتجاه تسهيل ولادة الحكومة فإن لا مصلحة له بالتأكيد بإشعال جبهاتٍ داخلية تجعل ظهْره مكشوفاً.

 

انتكاسات "بالجملة" تُصيب تأليف الحكومة...

"الراي الكويتية" - 29 أيلول 2018/كان الملف الحكومي قد سجّل، وفق "الراي"، مجموعة انتكاساتٍ سبقت عودة رئيس الجمهورية ميشال عون الى بيروت وانطلاق جولة جديدة من التفاوض وعكستْ استمرار المرواحة في دائرة المأزق، وأبرزها ان فريق عون ما زال يرفض تمثيل حزب «القوات اللبنانية» بشكل وازن وأن المرونة حيال منْحها منصب نائب رئيس الحكومة بلا حقيبة قابلها تشدُّد بإزاء رفْض حصولها على أكثر من حقيبتين الى جانب وزير دولة وهو ما ترفضه «القوات» التي عادت الى مطلب 5 وزراء مع حقيبة سيادية.

 

إتهام إسرائيل الأخير لـ"حزب الله".. مقدّمة للأسوأ؟.

وكالات ومواقع الأكترونية/29 أيلول/18/"في تطور لافت، اتهمت إسرائيل "حزب الله" بإنشاء بنية تحتية لتطوير الصواريخ في بيروت بتمويل إيراني. ونشر الجيش الاسرائيلي صوراً وفيديو لِما قال انها "بنية تحتية في حي الأوزاعي المجاور ل‍مطار بيروت الدولي، لتحويل صواريخ أرض - أرض إلى صواريخ دقيقة". وفيما ذهبت بعض القراءات لهذا الحدث الى حد عدم استبعاد ان تكون إثارة اسرائيل لهذه المسألة مقدمة لِما هو أخطر، قالت اوساط الحزب انه يقارب هذا الأمر بما يناسبه، ولاحظت انه يشكّل في جانب منه استكمالاً للمسار التحريضي على "حزب الله" الذي بدأ اخيراً في الامم المتحدة. ورداً على سؤال قالت الاوساط: "انّ المواجهة مستمرة ولا تتوقف مع اسرائيل، وهي تدرك جيداً انّ كلفة استهدافها ل‍لبنان عالية جداً، فالحزب وضع معادلة عندما تضرب نَضرب، الهدف بالهدف، الضربة بالضربة بحجمها ومستواها، اسرائيل أكثر من يدرك مخاطر الانزلاق الى تصعيد كبير، وبالتالي لا نعتقد انها ستذهب الى التصعيد، فما تقوم به اليوم هو التحريض". ورداً على سؤال آخر، لفتت الاوساط الى "انّ هناك سلسلة مترابطة، تبدأ من العقوبات على الحزب، وصولاً الى محاولة تحريض اللبنانيين عليه، وإثارة البلبلة".

 

روسيا تحذر 'اسرائيل' من توجيه ضربات عسكرية ضد لبنان.

وكالات ومواقع الأكترونية/29 أيلول/18/حذرت روسيا على لسان وزير خارجيتها سرغي لافروف طيان الاحتلال الاسرائيلي من توجيه ضربات عسكرية ضد لبنان . ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي على هامش أعمال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ردا على سؤال عما إذا كان كيان الاحتلال سيضرب في محيط مطار بيروت بسبب زعم سلطات الاحتلال وجود صواريخ لحزب الله: "سيكون هذا انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وسنعارض بشدة مثل هذه الإجراءات، لكننا نحذر من أي انتهاكات مهما تكن لقرارات مجلس الأمن في الأمم المتحدة". وفيما يخص مخاوف كيان الاحتلال بشأن التواجد الإيراني في سوريا، أضاف وزير الخارجية الروسي، "عندما أعربت "إسرائيل" عن قلقها من أن الوحدات الإيرانية أو الموالية لإيران كانت في الواقع على الخط الفصل في مرتفعات الجولان، توصلنا إلى تفاهم، خاصة أنه في ذلك الوقت تم تحرير منطقة خفض التصعيد الجنوبية من الإرهابيين، وتراجعت الوحدات الإيرانية أكثر من 100 كيلومتر كما طلب منا الإسرائيليون، والأميركيون".

 

لبناني مفقود في اقبية الأمن وآخر مسجون منذ 14 يوماً.. وناشطون يتساءلون: هل عادت ايام "البوريفاج".

موقع القناة الثالة والعشرون/29 أيلول/18/شهد مواقع التواصل الإجتماعي في لبنان منذ ايام عدة حملة تذكير بقضايا معتقلين اثنين لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية لم يعرف مصير احدهما حتى الآن فيما جرى توقيف اخر على خلفية منشور له على موقع فايسبوك. وليد رضوان هو ناشط لبناني مستقل، يقضي ليلته الـ14 في السجن بسبب منشور له على موقع فايسبوك تناول فيها القضية التي اثيرت خلال جلسات المحكمة الدولية وما تبعها لناحية تسمية الشوارع. منشور وليد رضوان اثار انتقادات واسعة، بسبب الطريقة التي تناول بها القضية فيما يؤكد اصدقاؤه وعدد من النشطاء من معارفه أن منشوره اخذ على محمل آخر بينما كان هو يحاول ان يتقمص لغة خطاب اعتمدها البعض خلال الجدل الذي شهدته مواقع التواصل ولم يكن يتبنى ما نشره. أما الشاب نادر شمس، فقد جرى اعتقاله في الأول من شهر ايلول الجاري من منزله، وعلى الرغم من المطالبات بالكشف عن مصيره او سبب توقيفه، لا يزال شمس محتجزاً لدى جهاز أمني لبناني دون السماح له برؤية أهله او توكيل محام له، بحسب ما نشر والده عبر صفحته على موقع فايسبوك.  يذكر أن التوقيفات الإحتياطية والاستدعاءات التي تمارسها الأجهزة الامنية في لبنان بناءً على قضايا تعبير عن رأي، تلقى اعتراضاً كبيراً من قبل المجموعات الناشطة في لبنان التي تطالب بتحويل هذه القضايا إلى المحاكم المدنية عوضاً عن الأجهزة الأمنية، وذلك صوناً لحرية التعبير التي يكفلها الدستور اللبناني.

 

مخرج حكومي لمعراب يرعاه حزب الله

"عبدالله قمح/ليبانون ديبايت"//29 أيلول/18

تتوفر مؤشرات بقرب تبلور صورة واحد تَفيد في استيلاد حكومة بين التشرينين

يسرب ان حزب الله حملاً حل - نصيحة لعون قبل سفره

يقوم الحل على منح القوات نائب رئيس الحكومة

الحريري يبدو انه نقل الاقتراح الى جعجع خلال لقائهما وضمنه المسودة الجديدة

ويتوقع ان تنقح هذه الصيغة في الايام القادمة

تشيرُ بعض المؤشرات المتوفرة لَدى معنيين مواكبين للملَف الحُكومي، بقُرب تبلور صورة واحد، تَفيد في استيلاد حكومة بين التشرينين، وهو ما حدا بمرجعٍ نيابي لإبلاغ زواره في السّاعاتِ الماضية، بتوقُع حصول "دفشة" بدء من مطلع الأسبوع القادم الذي يُصادف إنطلاقة تشرين الأول. وعند سؤاله حول توقعاته من "الدفشة" أجاب أنه "وفي حالِ استمر التّجانس في المواقف، من فوق الطاولة وتحتها، قد نصل الى صورة واحدة في منتصف تشرين، وقد تترجم المساعي الى خلاصةٍ تنتج حكومة"، لكنه أبقى التوقعات ضائعة بين الأول والثاني.

إلا أن الوضع الرّاهن يكشف أن محاولات اجتراح حكومة من فكِ المطالب ما زالت تدور في الصالوناتِ السياسية الداخلية ، ولم تخرج بعد الى العلن في مستوى يَجعلها على قدر طموحات الإنتاج، فيما الأوضاع الإقليمية التي لا يُمكن تجاهل دورها في صب المفاتيح وفتح الأقفال، ما زالت ضبابية وخاضعة لتقلبات مناخية - سياسية لا تُعطي مؤشرات بعد حول تقديم دفوع شكلية قد تفرج عن صيغة ما. لكن الأجواء السّياسية التي توفرت لدى أكثر من مجلس، معطوفة على تسريبات من فريقِ قصر بعبدا حول أفكار ينتظرها رئيس الجمهورية ميشال عون الذي استهل نشاطه في قصر بعبدا عائداً من نيويورك، وأُخرى يحملها من أجل دفع العمل الحكومي قدماً، موصولة بجولات يقوم بها الرئيس المُكلف سعد الحريري على الأفرقاء المعنيين بالعقد الرئيسة، قد تعطي صورة عن احتمال حدوث هذا الخرق في المدى المنظور.

وثَمّة مؤشرات أخرى، يقول معنيون بملف التشكيل، أن ليس هناك من قدرة على الغائها أو تجاهُل مفاعيلها أو قدرتها على إنتاج هذا الحل، كالتَناغُم الذي ظهر أخيراً بين الرئيس المكلف سعد الحريري وكتلة نواب حزب الله في جلسةِ تشريع الضرورة، ما قد ينسحب إيجاباً على مسألةِ تأليفِ الحُكومة، عَطفاً على اللّقاء الذي أجراه الحريري مع المُعاون السياسي لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، الحاج حسين الخليل، قُبَيل سفر الرئيس المكلف الى لاهاي، وابقيت مضامينه طي الكتمان.

وعلى الرُغم من خلو الساحة من أي مؤشّر واضح حتى الآن عن دخولِ حزب الله مدار الحل، تكشف معلومات مستقاة عن مصادر المعنية بملف التشكيل، أن موفداً، زار قصر بعبدا بعيداً عن الإعلام قُبَيل سفر الرئيس عون الى نيويورك، ونقل إليه رسالة حول رؤية الحزب للتشكيل، وكان من بين الرؤية، تضمنها اقتراح مخرج يقوم على منح حزب القوات اللبنانية موقع نائب رئيس مجلس الوزراء من ضمن الـ ٤ حقائب التي جرى التوافق فيها بين بعبدا - بيت الوسط - معراب.

الإقتراح الذي تقول مصادر أنّه أتى على شكلِ نصيحة، استند على أن المنصب مَوْضِع الطلب من معراب والإهتمام من بعبدا، يعتبر فخرياً ولا مفاعيل عملية أو سياسية له بظل فقدانه للصلاحيات، ولا يتمتع بحقوق ابداً، لِذا مَنحُه للقوات اللبنانية لا يُقدم أو يؤخر في الأمرِ شيئاً، وهو أقرب الى كونه وزارة دولة من نيابة رئاسة حكومة. مصادر قريبة من بعبدا ، وإذ لم تُعلّق بالنفي أو تأكيد حصول الزيارة، قالت أن رئيس حزب القوات سمير جعجع، لا يَسعى من خلف موقع نيابة رئاسة مجلس الوزراء إلا الى ربط حصرية تمثيل الارثودوكس بثاني مُوقع لهم في الدولة، بشخصه هو، من أجلِ اقتطاع ذلك عن الرئيس وإعطاء طابع شبه ميثاقي لدور جعجع، قد يستخدمه اداةً للضغط في مجلسِ الوزراء، مع عِلمه أن مفاعيله ليست كَمفعول إبقاء ورقة ميثاقية طائفية كاملة بيد زعيم سياسي واحد. وقبل وصول الرئيس عون الى بيروت، فَعل الرئيس المُكلّف محركاته طالباً لقاء جعجع كإستباق لأية صيغة تُعرَض وفي مستهل دوزنة صيغة منقّحة، مُبلغاً إياه، وفق ما سُرِب عن الإجتماع، أنه أجرى إعادة هندسة على التشكيلة المبدئية التي رفعها للرئيس عون قبل مُدة، مُضيفاً عليها موقع نائب الرئيس من حصةِ القوات، بما يكفل حل العِقدة المسيحية، لكن جعجع أَصر الى جانبِ هذا الموقع الحصول على ٤ حقائب لا ٣، وقد أُبقي النّقاش حول هذا الموضوع مفتوحاً. وتعتقد مصادر، أنّه و بالإستناد إلى الخُلاصات التي جرى تجميعها في اللقاءاتِ الماضية، سيّما إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري أن حل العقدة الدرزية التي يطرحها النائب السابق وليد جنبلاط "بسيطة وعنده"، والجديدة التي توفرت حول تنازل يَقضي بمنح القوات ما تريد من نيابةِ رئاسة الحكومة، يُصبح حل العقدة المسيحية مسألة وقت وحل العقدة الدرزية قائماً، ما دام بري أعلن قدرته على ذلك، والقوات تقترب من إعلان الرضى عن ما يُطرَح عليها. لكن مصادر مواكبة لعملية التأليف، ما زالت تتريث وتُحاذر الإيغال بالتفاصيل، وتبدي حرصاً كبيراً على المساعي ونتائجها التي تقاربها بشيء من الحذر المدروس، على قاعدة "علّمتنا التجارب أن لا نُبالغ أو نُفرط في التفاؤل كي لا نَستيقظ في اليومِ الثاني على كف يصرَعُنا لعدّة أيام ويجعلنا خارج مضمار الواقع".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تتبنى خطة لعزل الأسد

العرب/30 أيلول/18

نيويورك - أعلن جيم جيفري، ممثل الولايات المتحدة الخاص في سوريا، أن الولايات المتحدة ستتبنى مع حلفائها “استراتيجية عزلة” تشمل العقوبات إذا عرقل الرئيس السوري بشار الأسد العملية السياسية الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ سبع سنوات. وأضاف جيفري أن واشنطن ستعمل مع دول في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط لفرض عقوبات دولية مشددة إذا تقاعست حكومة الأسد عن التعاون بخصوص إعادة كتابة الدستور تمهيدا لإجراء انتخابات. وقال جيفري “إذا فعل النظام ذلك، نعتقد أن بوسعنا عندئذ ملاحقته بنفس الطريقة التي لاحقنا بها إيران قبل 2015، بعقوبات دولية مشددة”، مشيرا إلى عقوبات فرضت على طهران بسبب برنامجها النووي. وأضاف “حتى إذا لم يقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فسنفعل ذلك من خلال الاتحاد الأوروبي، سنفعله من خلال حلفائنا الآسيويين، ثم سيكون شغلنا الشاغل جعل الحياة أسوأ ما يمكن لهذا النظام المتداعي ونجعل الروس والإيرانيين الذين أحدثوا هذه الفوضى يهربون منها”. جيم جيفري: سنجعل الروس والإيرانيين الذين أحدثوا هذه الفوضى يهربون منهاجيم جيفري: سنجعل الروس والإيرانيين الذين أحدثوا هذه الفوضى يهربون منها ويعتقد مراقبون أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تحاول التأثير في مسار الحل السياسي بسوريا من بوابة العقوبات التي أثبتت جدواها في ملفات أخرى، وأنها بذلك تجبر سوريا على أن تنفرد بالحل السوري، وأن تعطي الأولوية لتنشيط العملية السياسية قبل الحديث عن إعادة الإعمار الذي يعني الاعتراف بالأمر الواقع. وقام حلفاء الأسد، روسيا وإيران فضلا عن الصين، ببعض الاستثمارات في البلاد، لكنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف إعادة الإعمار ويريدون تقاسم العبء مع دول أخرى. وقالت الدول الغربية إنها لن توافق على تمويل إعادة إعمار سوريا أو إسقاط العقوبات دون تسوية سياسية. وتجعل العقوبات الأميركية من الصعب بالفعل على الشركات الأجنبية العمل هناك. وجيفري مكلف من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالإشراف على دور واشنطن في العملية السياسية في الوقت الذي يعمل فيه تحالف بقيادة الولايات المتحدة على القضاء على فلول داعش. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة دستورية في مؤتمر السلام السوري في منتجع سوتشي الروسي في يناير. والأمر متروك لدي ميستورا ليقرر من يختار. وقال دي ميستورا إنه سيختار نحو 50 شخصا، بينهم مؤيدون للحكومة والمعارضة ومستقلون. ووافقت الحكومة السورية في البداية على الخطة، لكنها رفضتها في وقت لاحق. ويأتي تقديمها قائمة أسماء إلى الأمم المتحدة في أعقاب اجتماع هذا الشهر بين الأسد وداعمه الرئيسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وحافظت روسيا على توازن القوى في سوريا، سواء في ساحة المعركة أو في محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة، خلال العامين الماضيين. وساعدت الأسد في استعادت مساحات شاسعة من الأراضي التي فقدها في سوريا دون إقناعه بالموافقة على أي إصلاحات سياسية.

لا جدوى من محادثات السلاملا جدوى من محادثات السلام

ولم تفلح تسع جولات من المحادثات معظمها في جنيف في جمع الأطراف المتحاربة معا لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة مئات الآلاف وشرد الملايين. وخلال اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس دعا وزراء خارجية الولايات المتحدة ومصر وفرنسا وألمانيا والأردن وبريطانيا والسعودية دي ميستورا إلى تشكيل اللجنة الدستورية ورفع تقرير بشأن التطورات بنهاية أكتوبر تشرين الأول. وفي حين تم تجنب الهجوم على إدلب، ما زالت واشنطن قلقة من أن الحكومة السورية قد تستخدم الأسلحة الكيماوية. وأمر الرئيس دونالد ترامب مرتين بضربات جوية أميركية ضد أهداف للحكومة السورية كعقاب على الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية. وقال جيفري "ليس هذا غير مطروح على الطاولة لأن النظام عالق بنصف أراضي سوريا وسكانها تحت سيطرته، والهدف السهل هو إدلب لأن المناطق الأخرى تتعامل فيها مع الولايات المتحدة مباشرة وتركيا مباشرة".

 

مئات القتلى جراء زلزال وتسونامي في إندونيسيا

الشرق الأوسط/29 أيلول/18/وصلت حصيلة الزلزال وموجات المد العاتية (تسونامي) في إندونيسيا إلى 384 قتيلا، بحسب حصيلة جديدة لوكالة إدارة الكوارث اليوم (السبت)، فيما غصت المستشفيات بمئات الجرحى وسط مواصلة فرق الإنقاذ جهودها للوصول إلى المنطقة المنكوبة. وأوضحت الوكالة أن جميع الوفيات سجلت حتى الآن في بالو البالغ عدد سكانها 350 ألفا، والتي اجتاحتها أمواج تسونامي بلغ ارتفاعها 1.5 متر في جزيرة سولاويسي. وضرب زلزال بقوة 7.5 درجة بحسب المعهد الجيولوجي الأميركي جزيرة سولاويسي أمس (الجمعة)، وكانت قوته أكبر من سلسلة الهزات الأرضية التي أوقعت أكثر من 500 قتيل وحوالي 1500 جريح بأغسطس (آب) في جزيرة لومبوك المجاورة لبالي.

 

الأردن ينفي فتح معبر جابر - نصيب مع سوريا

عمّان/الشرق الأوسط/29 أيلول/18»/نفت الحكومة الأردنية اليوم (السبت) فتح معبر جابر-نصيب الحدودي، وهو المعبر التجاري الرئيسي بين الأردن وسوريا، بعد ساعات من إعلان وزارة النقل السورية إعادة فتحه. وصرّحت الناطقة باسم الحكومة وزيرة الدولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات أن "معبر جابر-نصيب لا يزال مغلقا، ولم يتم افتتاحه أمام حركة نقل البضائع والمسافرين". واضافت أن "الجانبين مستمران بدرس موضوع فتح الحدود للوقوف على الأوضاع في المراكز الجمركية، حيث اجتمعت اللجان الفنية المعنية لهذه الغاية". وأوضحت غنيمات أن "الاجتماعات الفنية لفتح الحدود مستمرة"، لافتة إلى أن "إعادة فتح الحدود تتطلب توافر بنية تحتية ومعايير لوجستية وفنية يلزم تحقيقها". وكانت وزارة النقل السورية اعلنت في وقت سابق اليوم إعادة فتح المعبر المعروف بمعبر نصيب من الجانب السوري ومعبر جابر من الجانب الأردني. وأكد مدير الجاهزية في وزارة النقل سليمان خليل "فتح بوابات معبر نصيب بشكل كامل من الجانب السوري". وفي وقت لاحق، غيّرت وزارة النقل كلامها موضحة أن المعبر سيعاد فتحه في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل بعد إكمالها الاستعدادات اللوجستية لذلك من الجهة السورية. وكان معبر نصيب الواقع في محافظة درعا منفذاً تجارياً حيوياً بين سوريا والأردن ويُستخدم كذلك لنقل الصادرات من لبنان براً إلى الأسواق العربية. ومع اقتراب المعارك بين قوات نظام بشار الأسد والفصائل المعارضة منه، أغلق الأردن المعبر من جهته مطلع أبريل (نيسان) 2015.

 

موسكو بدأت تسليم منظومة «إس 300» لدمشق

موسكو/ الشرق الأوسط/29 أيلول/18»/قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس (الجمعة) إن عملية تسليم نظام الدفاع الصاروخي «إس 300» للنظام السوري بدأت بالفعل، وحذر القوى الغربية من محاولة تقويض الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع المستمر منذ سبع سنوات. وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قال يوم الاثنين إن بلاده ستسلم النظام الصاروخي لدمشق خلال أسبوعين رغم اعتراضات قوية من إسرائيل والولايات المتحدة. وقبل أسبوع من ذلك، اتهمت موسكو إسرائيل بالتسبب بشكل غير مباشر في إسقاط طائرة عسكرية روسية في سوريا. وقال لافروف في مؤتمر صحافي بالأمم المتحدة: «بدأ التسليم بالفعل وكما قال الرئيس (فلاديمير) بوتين، بعد ذلك الحادث... ستكرس الإجراءات التي سنتخذها لضمان سلامة وأمن رجالنا بنسبة مائة في المائة». وساعدت روسيا، إلى جانب إيران، رئيس النظام السوري بشار الأسد في استعادة مساحات شاسعة من الأراضي التي فقدها في سوريا دون إقناعه بالموافقة على أي إصلاحات سياسية. كما واصلت محادثاتها مع إيران وتركيا، المعروفة باسم عملية آستانة، مع توقف مفاوضات السلام التي تقودها الأمم المتحدة. وقال دبلوماسيون إن حادث الطائرة واتفاقا روسيا تركيا لتعليق هجوم على آخر معقل للمعارضة المسلحة في إدلب يمكن أن يقدما نافذة للضغط من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يشمل إنهاء الصراع في سوريا. وفوض مجلس الأمن الدولي مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستيفان دي ميستورا للتوصل إلى اتفاق على دستور جديد وانتخابات جديدة وإصلاح نظام الحكم في سوريا. وتتمثل مهمة دي ميستورا الأولى في تشكيل لجنة دستورية. وقال إنه سيختار نحو 50 شخصا، بينهم مؤيدون للحكومة والمعارضة ومستقلون، لكن دمشق رفضت الفكرة حتى الآن. وخلال اجتماع في نيويورك أول من أمس (الخميس)، دعا وزراء خارجية الولايات المتحدة والسعودية ومصر وفرنسا وألمانيا والأردن وبريطانيا دي ميستورا إلى تشكيل اللجنة الدستورية ورفع تقرير بشأن التطورات بنهاية أكتوبر (تشرين الأول).

 

قمة رباعية حول إدلب الشهر المقبل... و«المجموعة المصغرة» تدفع إلى دستور سوري/ميركل تعلن عن لقاء روسي ـ تركي ـ ألماني ـ فرنسي

نيويورك/ الشرق الأوسط/29 أيلول/18»/أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أنه يجري الإعداد لعقد قمة بين قادة فرنسا وألمانيا وتركيا وروسيا حول سوريا الشهر المقبل، في وقت دعت «المجموعة المصغّرة» حول سوريا، التي تضمّ كلاً من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والسعودية ومصر والأردن، مبعوث الأمم المتحدة الخاصّ ستيفان دي ميستورا إلى تنظيم أوّل اجتماع للجنة مكلّفة صياغة دستور، وذلك في أسرع وقت ممكن، من أجل إجراء انتخابات في هذا البلد. وقالت ميركل، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في برلين: «نؤيد لقاءً رباعياً بمشاركة رؤساء تركيا وروسيا وفرنسا وأنا، لأن الوضع لا يزال هشاً. نأمل أن يُعقد في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل». وتابعت ميركل أن الأمر سيتعلق بالوضع في محافظة إدلب، آخر أبرز معاقل الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في سوريا. كانت روسيا قد اتفقت مع تركيا إثر قمة في منتجع سوتشي على البحر الأسود في 17 الشهر الجاري على إقامة منطقة منزوعة السلاح على طول خط التماسّ بين قوات النظام والفصائل بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومتراً تعزل الأراضي التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في إدلب عن مناطق سيطرة القوات السورية، على أن تكون خالية من الأسلحة الثقيلة والجهاديين. وكان إردوغان قد أعلن أن قمة رباعية مقررة في مطلع سبتمبر (أيلول)، لكنها لم تُعقد. في نيويورك، قال وزراء خارجية دول المجموعة: «ندعو إلى عقد اجتماع في أسرع وقت ممكن للجنة دستورية ذات صدقية ومفتوحة للجميع، تُباشر أعمال صياغة دستور سوري جديد وتضع أُسساً لانتخابات حرّة ونزيهة». وأضاف الوزراء بعد اجتماع في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنّه يجب على دي ميستورا أن يُقدّم في موعد «أقصاه» 31 أكتوبر تقريراً بالتقدُّم الذي حققه. وأشاروا إلى أنّ هذه الانتخابات يجب أن تكون مفتوحة لجميع السوريين، بمن فيهم ملايين اللاجئين الذين فرّوا من البلاد منذ بداية الحرب الأهلية عام 2011. ودعت «المجموعة المصغّرة»، روسيا وإيران، حليفتَي دمشق، إلى «أن تحرصا على أن يُظهر الأطراف السوريون استعداداً للمشاركة بشكل جوهري في أعمال هذه اللجنة». وشدّد الوزراء في بيانهم المشترك على أنه «لا يوجد حلّ عسكري للحرب»، معتبرين أنه ليست هناك من «إمكانية أخرى سوى الحل السياسي». وحذّروا من أنّ «أولئك الذين يسعون إلى حلّ عسكري لن ينجحوا إلا في زيادة خطر التصعيد الخطير وفي توسيع نطاق الأزمة التي ستُشعل المنطقة برمّتها وخارجها».

من جهتها دعت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، في بيان، إلى القيام بكل ما يمكن فعله من أجل تقديم مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا إلى العدالة. إلى ذلك، أعلن المسؤول الأميركي عن الملفّ السوري جيمس جيفري، أنّ الولايات المتحدة ستُبقي على وجودها في سوريا ما دامت إيران موجودة هناك، لكنه أشار إلى أنّ الدور الأميركي لن يتطلب بالضرورة وجود جنود. وكان جيفري يوضح بذلك تعليقات أدلى بها في الآونة الأخيرة مسؤولون كبار بدا أنّهم يقترحون بقاء قوّات إلى أجل غير مسمّى لمواجهة إيران. وفي حال بقيت تلك القوّات إلى أجل غير مسمّى، فإنّ هذا سيُغيّر بشكل جذري المهمّة التي سمح بها في سوريا الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، للمرّة الأولى والتي حدّدت لها هدفاً يتمثّل في هزيمة تنظيم داعش الذي يَعتبر أيضاً أن إيران عدوّة له. وقال جيفري إنّ الجنود الأميركيين المنتشرين على الأرض «لديهم حالياً مهمة إلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش». ورداً على سؤال عمّا إذا كان الانسحاب الأميركي متوقّفاً بالنسبة إلى الرئيس دونالد ترمب على انسحاب القوات الإيرانية، قال جيفري لصحافيين إنّ «الرئيس ترمب يُريدنا في سوريا حتى يتم تحقيق هذا الشرط والشروط الأخرى»، غير أنه أضاف أن هذا لا يعني «بالضرورة وجود جنود أميركيين على الأرض». وتابع جيفري: «هناك طُرق عدّة للوجود على الأرض. نحن على الأرض دبلوماسياً بالتأكيد، من خلال فرق من وزارة الخارجية في العديد من المناطق في سوريا».

وقال: «قُمنا بتدريب قوات محلية في عدد من مناطق سوريا. وحلفاؤنا لديهم قوات محلية». وتنشر الولايات المتحدة نحو ألفَي جندي في سوريا يقومون بشكل رئيسي بالتدريب وتقديم المشورة للقوات الكردية والسورية المعارضة للنظام السوري. وكان جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي قد قال، الاثنين، خلال مؤتمر صحافي تطرّق فيه إلى الوضع في سوريا: «لن نُغادر ما دامت القوات الإيرانية خارج الحدود الإيرانية». إلى ذلك، قام ناشطون سوريون في مجال حقوق الإنسان من مركز المجتمع المدني والديمقراطية في سوريا، والشبكة السورية لحقوق الإنسان، وعائلات من أجل الحرية، والمركز السوري للعدالة والمساءلة، بإطلاع ممثلين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وغيرهم من المعنيين بالوضع في سوريا، على أوضاع ما يُقدّر بنحو 210 آلاف شخص معتقل و85 ألف مختفٍ قسرياً و14 ألف شخص تمّ توثيق تعذيبه منذ بداية الصراع في سوريا. وأكّدت مجموعة المدافعين عن حقوق الإنسان أن «نظام الأسد قد استخدم التعذيب والاعتقال على نطاق واسع قبل الانتفاضة للاحتفاظ بالسيطرة على المواطنين واستهداف المعارضين المحتملين وأسرهم، وأنه سيستمر في القيام بذلك كوسيلة للإبقاء على السيطرة وغرس الخوف في قلوب السوريين». وأفاد بيان أميركي بأنه «لوحظ أن العديد من قرارات الأمم المتحدة منذ عام 2011 قد دعت إلى الوصول غير المقيّد إلى مرافق الاحتجاز التابعة للنظام من قبل أطراف محايدة، وأدانت الظروف الفاضحة في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام، ودعت إلى إطلاق سراح المعتقلين وإدماج قضايا المعتقلين والمفقودين في جميع جوانب العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة».

 

واشنطن تلوح بعقوبات مشددة على النظام السوري إذا عرقل العملية السياسية

واشنطن/الشرق الأوسط/29 أيلول/18/تعمل الولايات المتحدة مع حلفائها على «استراتيجية عزلة» ضد النظام السوري، تشمل عقوبات إذا عرقل رئيس النظام بشار الأسد العملية السياسية الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ سبع سنوات. وقال جيم جيفري ممثل الولايات المتحدة الخاص بسوريا، إن واشنطن ستعمل مع دول في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط لفرض عقوبات دولية مشددة إذا تقاعس نظام الأسد عن التعاون بخصوص إعادة كتابة الدستور تمهيدا لإجراء انتخابات. وأضاف جيفري: «إذا فعل النظام ذلك، نعتقد أن بوسعنا عندئذ ملاحقته بنفس الطريقة التي لاحقنا بها إيران قبل 2015، بعقوبات دولية مشددة»، مشيرا إلى عقوبات فرضت على طهران بسبب برنامجها النووي. وتابع: «حتى إذا لم يقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فسنفعل ذلك من خلال الاتحاد الأوروبي، سنفعله من خلال حلفائنا الآسيويين، ثم سيكون شغلنا الشاغل جعل الحياة أسوأ ما يمكن لهذا النظام المتداعي ونجعل الروس والإيرانيين الذين أحدثوا هذه الفوضى يهربون منها». وقام حلفاء الأسد، روسيا وإيران، فضلا عن الصين، ببعض الاستثمارات في البلاد، لكنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف إعادة الإعمار ويريدون تقاسم العبء مع دول أخرى.

وقالت الدول الغربية إنها لن توافق على تمويل إعادة إعمار سوريا أو إسقاط العقوبات دون تسوية سياسية. وتجعل العقوبات الأميركية من الصعب بالفعل على الشركات الأجنبية العمل هناك. وجيفري مكلف من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالإشراف على دور واشنطن بالعملية السياسية، في الوقت الذي يعمل فيه تحالف بقيادة الولايات المتحدة على القضاء على فلول تنظيم داعش.

وقال جيفري إن اتفاقا في الآونة الأخيرة بين تركيا وروسيا أدى إلى تفادي هجوم للنظام السوري على إدلب، آخر منطقة كبيرة تحت سيطرة المعارضة المسلحة، وإن إسقاط قوات النظام السوري طائرة حربية روسية بطريق الخطأ يتيح فرصة للضغط من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بشأن إنهاء الصراع في سوريا. وفوض المجلس مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستيفان دي ميستورا للتوصل إلى اتفاق على دستور جديد وانتخابات جديدة وإصلاح نظام الحكم في سوريا. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة دستورية في مؤتمر السلام السوري في منتجع سوتشي الروسي في يناير (كانون الثاني). والأمر متروك لدي ميستورا ليقرر من يختار. وقال دي ميستورا إنه سيختار نحو 50 شخصا، بينهم مؤيدون للنظام والمعارضة ومستقلون. ووافق النظام السوري في البداية على الخطة، لكنه رفضها في وقت لاحق. ويأتي تقديمها قائمة أسماء إلى الأمم المتحدة في أعقاب اجتماع هذا الشهر بين الأسد وداعمه الرئيسي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولم تفلح تسع جولات من المحادثات معظمها في جنيف في جمع الأطراف المتحاربة معا لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة مئات الآلاف وشرد الملايين. وخلال اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس دعا وزراء خارجية الولايات المتحدة ومصر وفرنسا وألمانيا والأردن وبريطانيا والسعودية دي ميستورا إلى تشكيل اللجنة الدستورية ورفع تقرير بشأن التطورات بنهاية أكتوبر (تشرين الأول). وفي حين تم تجنب الهجوم على إدلب، ما زالت واشنطن قلقة من أن النظام السوري قد يستخدم الأسلحة الكيماوية. وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرتين بضربات جوية أميركية ضد أهداف للنظام السوري كعقاب على استخدام الأسلحة الكيماوية. وقال جيفري: «ليس هذا غير مطروح على الطاولة، لأن النظام عالق بنصف أراضي سوريا وسكانها تحت سيطرته، والهدف السهل هو إدلب، لأن المناطق الأخرى تتعامل فيها مع الولايات المتحدة مباشرة وتركيا مباشرة».

 

شكوى فلسطينية لـ«العدل الدولية» ضد وجود السفارة الأميركية بالقدس

لاهاي/الشرق الأوسط/29 أيلول/18/أعلنت محكمة العدل الدولية أمس (الجمعة) أنها تلقت شكوى من فلسطين ضد الولايات المتحدة تقول إن وضع الحكومة الأميركية سفارتها لدى إسرائيل بالقدس ينتهك اتفاقية دولية، وإنه ينبغي نقلها. وأكد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، أن فلسطين رفعت دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة أمام محكمة العدل الدولية وذلك «لانتهاكها للقانون الدولي، ونقل سفارتها إلى مدينة القدس». وأضاف المالكي في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم (السبت)، أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، أن «الدبلوماسية الفلسطينية استندت في قضيتها على عضوية دولة فلسطين في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية للعام 1961، وعلى وجه التحديد البروتوكول الاختياري للاتفاقية، وقبول الاختصاص الإلزامي لمحكمة العدل الدولية لتسوية النزاعات المتعلقة بالقضايا ذات الصلة بالاتفاقية». وتطالب الدعوى الفلسطينية المحكمة «بإصدار أمر للولايات المتحدة الأميركية بسحب بعثتها الدبلوماسية من مدينة القدس». وفي ديسمبر (كانون الأول)، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس وافتتحت السفارة الجديدة في مايو (أيار) الماضي.

 

 الأمم المتحدة تحض دول العالم على احترام حقوق المهاجرين وتطالب بإصدار قوانين تحظر احتجاز الأطفال والتمييز ضد النساء

نيويورك: علي بردى/ الشرق الأوسط/29 أيلول/18/أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في أحدث تقرير له حول «حقوق الإنسان للمهاجرين» أصدره مع انعقاد الاجتماعات الرفيعة المستوى للدورة السنوية الـ73 للجمعية العامة للمنظمة الدولية في نيويورك، أن على الدول «واجب حماية المهاجرين في كل مراحل عملية الهجرة» والسماح لهم بـ«الوصول إلى العدالة»، داعياً إلى «وضع حد لحالات التمييز وعدم المساواة» التي يتعرضون لها في القوانين والسياسات والممارسات. وطالب كل دول العالم بإصدار قوانين «تحظر احتجاز الأطفال» المهاجرين.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره إنه «بموجب القانون الدولي، يقع على الدول واجب حماية المهاجرين في جميع مراحل عملية الهجرة وإتاحتهم للوصول إلى العدالة للانتصاف من أي معاملة تمييزية أو انتهاكات لحقوق الإنسان يتعرضون لها»، موضحاً أن ذلك «يشمل الوصول الفعال إلى العدالة، والحصول على المساعدة القانونية والتمثيل القانوني، والحق في الحصول على المعلومات والمساعدة القنصلية، والاستعانة بمترجم شفوي، باعتبار هذه الحقوق ضمانات للمحاكمة وفق الأصول القانونية». وعلاوة على ذلك، أكد أن «الحواجز الوقائية تشكل آليات أساسية تتيح للمهاجرين ممارسة حقوقهم المكفولة لهم بلا خوف من أن يجري إبلاغ سلطات الهجرة عنهم». وكشف أن «المهاجرين يواجهون حواجز عديدة تقيد أو تعيق وصولهم إلى العدالة على نحو فعال»، عازياً ذلك إلى أن «القوانين والسياسات والممارسات المتعلقة بالهجرة تركز على الأمن وردع الهجرة غير النظامية وتجريمها، مع ما يترتب على ذلك من أثر سلبي على حقوق الإنسان للمهاجرين». واعتبر أن «الاتجاه المثير للقلق المتمثل في احتجاز المهاجرين كأداة لإدارة الحدود مثال واضح على الممارسات التي تؤثر في إمكانية وصولهم إلى العدالة على نحو فعال».

وذكر بإعلان نيويورك من أجل اللاجئين والمهاجرين، حيث التزمت الدول بمكافحة التمييز ضدهم وباتخاذ تدابير لتحسين اندماجهم وإدماجهم. ويُدرج المشروع النهائي للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية الذي اتفقت عليه الدول في 13 يوليو (تموز) 2018، ضمن مبادئه التوجيهية احترام سيادة القانون والمحاكمة وفق الأصول القانونية، باعتبارها عناصر أساسية لإدارة الهجرة. وبناء على ذلك، تلتزم الدول بأن توفر المعلومات والتوجيه القانوني بخصوص تقديم الشكاوى في حالة انتهاك حقوق الإنسان للمهاجرين الموجودين رهن الاحتجاز في بلدان العبور والمقصد. وقال غوتيريش إنه لإتاحة إمكانية الوصول الفعال إلى العدالة لجميع المهاجرين، ينبغي على الدول أن «تضمن تكافؤ فرص للمهاجرين وإتاحة المعلومات القانونية الموثوق بها، والتمثيل القانوني الكفء والميسور التكلفة، والمساعدة القانونية الفعالة وخدمات الترجمة التحريرية والشفوية الملائمة، ومنح إمكانية الإعفاء من دفع تكاليف المحكمة لجميع المهاجرين الذين لا يستطيعون تحملها، وحمايتهم من خلال تسوية وضعهم، أو منحهم تأشيرات خاصة أو غير ذلك من تدابير الحماية الموجهة إلى ضحايا الاتجار والعمل القسري»، فضلاً عن «ضمان وتيسير إمكانية الوصول الفعال وعلى قدم المساواة إلى المؤسسات القضائية وشبه القضائية المستقلة والمختصة والمحايدة والفعالة والمسؤولة لجميع المهاجرين الذين تُنتهك حقوق الإنسان وحقوق العمل المكفولة لهم». ودعا إلى «وضع حد لحالات التمييز وعدم المساواة التي يتعرض لها المهاجرون في القوانين والسياسات والممارسات التي تنظم الوصول إلى العدالة».

وحض على «وضع حواجز وقائية فاصلة بين دوائر الخدمات العامة ودوائر مراقبة الهجرة لإتاحة إمكانية الوصول إلى العدالة لجميع المهاجرين، بلا خوف من أن يجري الإبلاغ عنهم واحتجازهم وترحيلهم». وفيما يتعلق بالأطفال المهاجرين، قال إنه ينبغي للدول أن تعتمد وتنفذ قوانين «تحظر احتجاز الأطفال المهاجرين على أساس وضعهم أو وضع أُسرهم من حيث الهجرة، وعند الاقتضاء، اعتماد تدابير بديلة أساسها الأسرة والمجتمع المحلي»، مع «إيلاء الاهتمام الواجب لآراء الأطفال وحماية حقهم في الخصوصية والسرية لدى مشاركتهم في الإجراءات القضائية، لتفادي إيذائهم أو إعادة إيذائهم». وفيما يتعلق بالنساء المهاجرات، أوصى بـ«اتخاذ تدابير ملائمة لتهيئة بيئة داعمة تشجع المرأة على المطالبة بحقوقها وعلى الإبلاغ عن الجرائم المرتكبة ضدها والمشاركة بنشاط في الإجراءات الجنائية»، مع «اتخاذ تدابير فعالة لحماية المرأة من الإيذاء التبعي خلال تعاملها مع قوات إنفاذ القانون والسلطات القضائية». وفي هذا الصدد، قالت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالهجرة الدولية لويز أربور إن الاتفاق الدولي للهجرة يقر بأن النساء دافعات للتغيير، وبالحاجة في نفس الوقت لتوفير حماية كافية لمن يجدن أنفسهن في معظم الأوقات في أوضاع خطرة.

 

مصادر فرنسية: التزام إيران بالاتفاق النووي لم يعد يكفي وكشفت عن محادثات مع طهران... وشددت على ضرورة قبول الدخول في مفاوضات

باريس: ميشال أبو نجم/ الشرق الأوسط/29 أيلول/18/كشفت مصادر دبلوماسية فرنسية رفيعة المستوى وجود محادثات تجري مع إيران حول الموضوعات التي يراها الموقعون على الاتفاقية النووية المبرمة مع طهران صيف عام 2015 «ضرورية». وتتناول هذه الموضوعات مسائل أولها مستقبل البرنامج النووي الإيراني لما بعد عام 2025 واحتواء البرامج الباليستية والصاروخية الإيرانية وسياسة طهران الإقليمية. وقالت هذه المصادر في لقاء ضيق، إن هذه المحادثات «لا تجري في إطار شامل ووفق أجندة محددة، لكنها تحصل وفق صيغ مختلفة، وهي تمكننا من أن نوصل إلى الطرف الإيراني ما نريد إيصاله». وتتلخص «الرسالة» إلى المسؤولين الإيرانيين كالتالي: التزامكم بالاتفاق النووي «ليس هدية تقدمونها لنا إنما هي مصلحتكم، لكن الاتفاق وحده لم يعد يكفي للإبقاء على التعاون الدولي معكم لأن العالم قد تغير»، في إشارة إلى تغير الإدارة الأميركية وخروج الرئيس ترمب من الاتفاق «وعليكم قبول الدخول في مفاوضات من أجل استكماله، وفق البنود الأربعة. وتضيف هذه المصادر رسالة تحذيرية أخرى مفادها أن المقترح الفرنسي - الأوروبي المشار إليه هو «المقترح الوحيد لتجنب المواجهة» مع الولايات المتحدة «وقبول مقترحنا يصب في مصلحتكم كما في مصلحتنا». وبالمقابل، ثمة رسالة جماعية من الدول التي ما زالت متمسكة بالاتفاق (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين) إلى الولايات المتحدة، لخصتها المصادر الفرنسية الرسمية بقولها إن السياسة الأميركية القائمة على «ممارسة الضغوط القصوى على إيران لن تنجح، وبدل ذلك يتعين اتباع نهج الضغوط مقرونة بالمفاوضات»، وليس الاكتفاء بالضغوط والعقوبات والتهديد.

وترفض المصادر الفرنسية الاتهام بأن باريس والدول الأوروبية الأخرى المتمسكة بالاتفاق «تتسم سياستها إزاء إيران بالضعف»، وترجع مواقفها إلى اعتبارات كثيرة؛ أهمها أن الاتفاق المذكور يمثل أفضل وسيلة موجودة من أجل «تأطير» البرنامج النووي الإيراني ومنع طهران، من خلال عمليات التفتيش الصارمة، من الحصول على كميات كافية من اليورانيوم المخصب. وبلهجة تحذيرية، تنبه هذه المصادر إلى أن إيران تمتلك التكنولوجيا لتصنيع القنبلة النووية إذا توافرت لها هذه الكميات. والسبب الثاني حرص هذه الدول على المحافظة على مهلة زمنية كافية تمكن من الرد على إيران في حال قررت الخروج من الاتفاق ومعاودة أنشطتها النووية، وهو ما يسمى «بريك أوت».

قمة توافق بين واشنطن والأطراف الأخرى حول الأهداف المطلوب تحقيقها من إيران، لكن هناك اختلافاً حول النهج والوسائل المفضية إلى ذلك. ووفق القراءة الفرنسية، ثمة مآخذ رئيسية على النهج الأميركي القائم على وأد الاتفاق وفرض «أقصى العقوبات» على إيران. وتعتبر هذه المصادر أن سياسة واشنطن «لن تسفر عن نتائج حاسمة، بل إنها تغذي التوتر في المنطقة وستقوي العناصر الأكثر راديكالية داخل النظام الإيراني»، مشيرة بشكل خاص إلى حراس الثورة. وترى باريس أن السمة الغالبة على سياسة إيران الإقليمية اليوم هي كونها «سياسة معسكرة» يقودها حراس الثورة، أكان ذلك في العراق أو سوريا أو اليمن أو أفغانستان... وبالتالي «ليس من الواضح أن الضغوط الأميركية ستدفعهم إلى الانسحاب» أو أن العقوبات الاقتصادية «ستحملهم على التخلي عن المكاسب الاستراتيجية» التي حققوها في هذه البلدان من أجل التهدئة مع واشنطن. يضاف إلى ذلك أن الحرس الثوري «غير معني» بمسائل التنمية الاقتصادية أو هموم الإيرانيين، بل إن التوتر مع واشنطن «يزيد من وزنهم الداخلي» ومن هيمنتهم على الاقتصاد ومن اختلال التوازن السياسي الداخلي لمصلحتهم. وبناء عليه، يؤكد الأوروبيون للإدارة الأميركية أنهم «يشاركونها» اهتماماتها ومخاوفها وأهدافها في إيران. لكنهم يرون أن واشنطن «غير متقبلة لمبدأ الحوار»، كما أنها «لا تسلك الطريق التي تحقق هذه الأهداف». لذا، فإن المصادر الفرنسية تعترف بأنها «لا تسعى لإقناع واشنطن بما تقترحه»، لأنها تعي أنها قد اختارت طريقاً مختلفة، بل لإفهامها أنها «لن تترك في تحالف ضد إيران» وأنها تتخذ التدابير «الاقتصادية والمالية» التي تمكنها من الالتزام بمضمون الاتفاق لجهة تمكين إيران من استمرار الاستفادة مما يوفره لها من منافع. لكن باريس ومعها العواصم الأوروبية تنبه إيران بأنها «لا تقبل أبداً» المقولة الإيرانية بأنه «يتعين على الأوروبيين تعويض إيران عن كامل ما تخسره بسبب العقوبات» من أجل أن تبقى داخل الاتفاق ولا تنقضه. وتضيف المصادر الفرنسية: «هذه مسؤولية دولية ومنها روسيا والصين، لأن مسؤولية المحافظة على الاتفاق مسؤولية جماعية». هذه هي الرؤية الفرنسية والأوروبية اليوم للملف الخلافي مع واشنطن. ويبدو الأوروبيون مستمرين على نهجهم رغم يقينهم بأن العقوبات الأميركية أخذت تفعل فعلها، وأنهم غير قادرين على إلزام شركاتهم الكبرى على الاستمرار في التعامل مع إيران. وفي أي حال، فإن باريس وشركاءها الأوروبيين يدعون طهران إلى «التمسك بالاتفاق وتنفيذه حرفياً، رغم كل ما يمكن أن يصدر عن واشنطن»، بالإضافة إلى قبول البحث في الملفات المصاحبة. وبلهجة لا تحتمل التأويل، تقول المصادر الفرنسية: «إذا حادت طهران قيد أنملة عن التزاماتها، فإننا سوف نستخلص العبر والنتائج»، بمعنى التخلي عن السياسة التي ساروا عليها حتى الآن، وربما الالتحاق بالركب الأميركي. لذا، فإن إيران مدعوة وفق هذه المقاربة إلى التوقف عن التهديد بالخروج من الاتفاق أو العودة إلى التخصيب، وبالتالي يتوجب عليها «الانتظار» ربما يحصل تغيير ما في المقبل من الأيام...

 

أميركا تحمّل إيران المسؤولية عن استهداف منشآتها في العراق

بغداد: / الشرق الأوسط/29 أيلول/18»/شدد وزير الخارجية مايك بومبيو على أن بلاده أبلغت إيران بأنها ستتحمل مسؤولية أي ضرر يلحق بأميركيين أو منشآت أميركية في العراق على أيدي قوات إيرانية أو ميليشيات مرتبطة بها.

وأعلنت الولايات المتحدة أمس أنها أغلقت قنصليّتها في البصرة، متحدثةً عن أسباب أمنيّة. وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناورت إلى أنّ الوزير بومبيو أمر جميع الموظفين الأميركيين بمغادرة البصرة، موضحةً أنّ الخدمات القنصليّة ستؤمّنها السفارة الأميركية في بغداد.

وجاء ذلك في وقت نفت قيادة شرطة البصرة سقوط صواريخ على مطار البصرة أو القنصلية الأميركية التي تقع قربه بخلاف ما تردد في كثير من وسائل الإعلام. وقال مدير إعلام شرطة المحافظة العقيد حسن المنصوري في بيان، أمس، إن ثلاث قذائف هاون سقطت في مطار البصرة، مؤكدا أنها «ليست صواريخ ولم توقع خسائر بشرية والعمل مستمر في المطار». من جهتها، نقلت محطة (سي إن إن) الأميركية عن متحدث باسم الخارجية الأميركية قوله إن صواريخ أطلقت تجاه مطار البصرة في الساعات الأولى من الصباح، إلا أنها لم تضرب داخل المطار أو القنصلية الأميركية التي تقع على مقربة من المطار. وبين المتحدث أن القنصلية لم تتضرر، مؤكدا أن الخارجية الأميركية تراقب الوضع عن كثب وأن سلامة وأمن الأميركيين تعتبر أولوية عليا.

وفي سياق تضارب المعلومات، أكد مصدر أمني في البصرة ما ورد في بيان شرطة المحافظة بشأن سقوط قذائف هاون قائلا إن «السلطات داخل المطار أجلت الموظفين المدنيين وأخلت أبراج المراقبة تحسباً لأي طارئ».

إلى ذلك، نقلت وسائل إعلامية محلية، عن مصدر أمني، إن ثلاثة صواريخ سمعت أصوات انطلاقها في منطقة أبي صخير سقطت خارج سياج مطار البصرة الدولي بين البرجين (5 و6). وبين المصدر الأمني أن «تلك الصواريخ مجهولة النوع لكنها لم تتسبب بخسائر بشرية أو مادية». وكان وزير النقل العراقي كاظم فنجان الحمامي قد أكد من جانبه عدم حصول أي أضرار في مطار البصرة الدولي، كما أن حركة الطيران في المطار ما زالت مستمرة دون توقف وذلك على خلفية سقوط صواريخ في منطقة قريبة من محيطه الخارجي، محذرا في الوقت نفسه أن تكرار مثل هذه الظاهرة مستقبلا قد يؤثر على حركة الخطوط الجوية. من جهته، رجح مسؤول سابق في مجلس محافظة البصرة لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى اسمه، أن «الهدف من هذه الصواريخ أو قذائف الهاون ليس مطار البصرة بل القنصلية الأميركية قربه والسبب مثلما هو معروف لا يخرج عن سياق التصعيد الواضح بين الأميركيين والإيرانيين الذين يريدون أن تكون الأراضي العراقية مكانا لتصفية الحسابات بينهم بسبب إصرار الولايات المتحدة على فرض المزيد من العقوبات على إيران».

وأضاف أن «مطار البصرة سوف يتضرر بالتأكيد عند تكرار مثل هذه العمليات لأنها ليست دقيقة الأهداف حتى تذهب مباشرة إلى هدفها الرئيسي وهو القنصلية، بل ربما يبقى المطار هو الضحية الأولى مما يمكن أن يتسبب بتأخير واضح في حركته الملاحية في المستقبل». وأوضح أن «المسار الذي اتخذته مظاهرات البصرة ومنها حرق القنصلية الإيرانية دون الأميركية أضفى على عملية التصعيد بين الطرفين أبعادا أخرى سوف تظل البصرة تدفع ثمنها ما لم يكن هناك موقف قوي من قبل الحكومة العراقية».

 

توافق عربي ـ أميركي على وقف «النشاطات الخبيثة» لإيران

نيويورك: علي بردى/ الشرق الأوسط/29 أيلول/18/أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال اجتماعه مع عدد من وزراء الخارجية العرب، على ضرورة وقف نشاط إيران الخبيث في المنطقة وهزيمة تنظيم داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب كشف أخيراً عن أن هناك جهوداً لإنشاء تحالف من الدول الخليجية، بالإضافة إلى مصر والأردن. وأكد مسؤولون أميركيون، أن «هناك استعدادات لإطلاق هذا التحالف في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل». وقال بومبيو في مستهل الاجتماع «لدينا جميعاً مصلحة مشتركة في مجموعة واسعة من القضايا التي لها علاقة بالأمن». حضر الاجتماع كل من وزراء خارجية البحرين، ومصر، والأردن، والكويت، وعمان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن الاجتماع الوزاري لمجموعة «مجلس التعاون لدول الخليج العربية + 2» على هامش المداولات الرفيعة المستوى للدورة السنوية الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وأفادت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هاذر نويرت، في بيان بعد الاجتماع بأن بومبيو شكر لنظرائه «شراكتهم مع الولايات المتحدة»، مشدداً على «أهمية هزيمة تنظيم داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى، وإحلال السلام والاستقرار في سوريا واليمن، وضمان عراق مزدهر يشمل الجميع، ووقف نشاطات إيران الخبيثة في المنطقة». وقالت نويرت «كل المشاركين وافقوا على ضرورة مواجهة التهديدات الإيرانية الموجهة ضد المنطقة والولايات المتحدة». وأكدت أن وزراء الخارجية «أجروا مناقشات مثمرة في شأن إنشاء التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط، يرتكز على مجلس التعاون لدول الخليج العربية موحداً، من أجل تعزيز الازدهار والأمن والاستقرار في المنطقة»، مضيفة أن وزير الخارجية الأميركي «يتطلع إلى استمرار هذه المناقشات طوال الأسابيع والأشهر المقبلة». ووصف وزراء خارجية الأردن والإمارات والبحرين الاجتماع بـ«الجيد جداً»، في حين وصفه وزير خارجية قطر بـ«المثمر إلى حد ما». وخصص الاجتماع إلى جانب بحث التهديدات الإيرانية للمنطقة الأوضاع في اليمن وسوريا والعراق، إضافة إلى الخلاف الخليجي، إلى جانب تشكيل تحالف إقليمي دولي يضم الدول الخليجية الست ومصر والأردن والولايات المتحدة، واحتمال انضمام دول أخرى في المستقبل. وأفاد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الخليج العربي، تيم لاندركينغ، في تصريحات صحافية، بأن بلاده تنظر في إدخال شركاء جدد من آسيا وأوروبا في التحالف، على سبيل المثال من الشرق الأوسط أو من أوروبا وحتى من آسيا، مضيفاً «لكن النهاية هذا ليس قرار واشنطن وحدها، وإنما هو قرار يتخذ بشكل جماعي». وأكد أن «إسرائيل لن تكون جزءاً من هذا التحالف». وكان قد شدد بومبيو مع نظرائه من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (بريطانيا، وفرنسا، والصين، وروسيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة) على أهمية العمل المشترك للتصدي للتحديات العالمية الملحة. ودعا إلى «التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن من أجل تحقيق نزع السلاح النووي النهائي والتحقق الكامل من نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية». كما شدد من أجل «إعادة فرض العقوبات للضغط على إيران لتغيير سلوكها الخبيث الذي لا يزال يهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي»، وفقاً لبيان من وزارة الخارجية الأميركية. وأعرب بومبيو عن دعمه «لعملية سياسية تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في سوريا، بما يتفق مع قرار مجلس الأمن 2254، وضغط على الأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن لدعم العمليات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في ليبيا واليمن».

 

هولندا: إحباط «اعتداء إرهابي ضخم» وتوقيف 7 يقودهم عراقي وقاضي التحقيق يبدأ استجواب المعتقلين... والخطة تضمنت تنفيذ هجوم بالأحزمة الناسفة والكلاشنيكوف

بروكسل: عبد الله مصطفى/الشرق الأوسط/29 أيلول/18/بدأ قاضي التحقيق في مدينة روتردام الهولندية، غرب البلاد، أمس الجمعة، استجواب الأشخاص السبعة الذين اعتقلتهم الشرطة، الخميس، قبل تنفيذ هجوم إرهابي ضخم، بحسب ما ذكرت النيابة العامة الهولندية، التي سمحت للمعتقلين فقط بالاتصال بالمحامين. من جانبه قال جوس هايمانز عمدة مدينة فيرت، التي شملتها العملية الأمنية، إنه عقد اجتماعاً ثلاثياً صباح أمس مع الشرطة وسلطات العدل، خصوصاً وأن ثاني أكبر المهرجانات الشعبية في هولندا مقرر له الجمعة في فيرت، ويحضره مئات الآلاف من الأشخاص. وأضاف أنه لا يعني بذلك أن هناك علاقة مباشرة بين عمليات الاعتقال وبين المهرجان، ولكن وسائل الإعلام أشارت إلى أن سلطات التحقيق تميل إلى ترجيح هذا الافتراض. وقال وزير العدل والأمن فيرد خرابنهاوس، «كان المشتبه بهم قد وصلوا إلى المرحلة الأخيرة من التحضيرات لتنفيذ مخططهم الإرهابي»، ووصف إحباط المحاولة بأنها لا شك أخبار جيدة. وقال مكتب البحث الجنائي الهولندي إن هناك عملية بحث تجرى حالياً حول تحديد الأهداف التي كانت المجموعة بصدد تنفيذ الهجوم فيها، وقال إنه لا يمكن في الوقت الحالي إعطاء أي معلومات حول هذا الصدد. وأضاف رئيس البحث الجنائي فيلبرت باولسن: «الواضح بالنسبة لنا أن أفراد المجموعة كانوا يحضرون لاستهداف إحدى المناسبات أو الأحداث الكبيرة». وشارك في العملية التي نفذتها الشرطة أول من أمس 400 رجل أمن، وتعرض البعض من المشتبه بهم لإصابات أثناء اعتقالهم في مدينة أرنهيم، ولكن دون أن يحدد المسؤول الأمني طبيعة إصاباتهم.

وحسب السلطات الهولندية، كان يقود المجموعة شخص عراقي الأصل يبلغ من العمر 34 عاماً من مدينة أرنهيم شرق البلاد، تمهيداً لتنفيذ هجوم إرهابي باستخدام أحزمة ناسفة وكلاشينكوف، إلى جانب هجوم آخر في التوقيت نفسه، وباستخدام سيارة مفخخة. وقد عثرت الشرطة أثناء عملية الاعتقال على أسلحة نارية، بحسب بيان للسلطات الأمنية الهولندية، التي قالت إن عملية الاعتقال جاءت عقب مداهمات شملت منازل في كل من أرنهيم وفيرت. وقالت النيابة العامة إن عمليات الاعتقال سبقتها تحريات وعمليات مراقبة وبحث استغرقت عدة أشهر، بناء على معلومة من جهاز الاستخبارات الأمنية الهولندي حول العراقي الذي يعيش في أرنهيم، والذي سبق إدانته في العام الماضي بسبب محاولة سفره إلى مناطق الصراعات التي يوجد بها تنظيم داعش، وينطبق الأمر أيضاً على شخصين آخرين من بين المعتقلين. وأظهرت عمليات المراقبة والبحث أن المشتبه بهم كانوا يبحثون عن كلاشنيكوف وأحزمة ناسفة ومواد تستخدم في صنع متفجرات، إلى جانب البحث عن مناطق للتدريب على استخدام السلاح وكيفية استخدام الأحزمة الناسفة. وقد جرى تكثيف البحث والتسريع بعمليات الاعتقال بعد ظهور مؤشرات على قرب موعد التنفيذ.

وكانت الشرطة قد اعتقلت شخصين في يونيو (حزيران الماضي في روتردام؛ قالت السلطات إنهما كانا بصدد تنفيذ هجوم يستهدف مؤسسات أمنية في هولندا. يذكر أن أوروبا، وخصوصاً فرنسا، في حالة إنذار بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية الدامية في السنوات الأخيرة، ينفذها غالباً أشخاص انتقلوا إلى التطرف، أو يقولون إنهم يتحركون باسم تنظيم داعش. ففي 23 أغسطس (آب) الماضي، أقدم رجل يحمل سكّيناً على قتل والدته وشقيقته، وإصابة شخص ثالث، في منطقة تراب في ضاحية باريس. وقالت السلطات إنّ ما حدث هو مِن فعل شخص «مختل»، على الرغم من أنّ «داعش» تبنّى هذا الهجوم. وقبل أيّام على ذلك، أقدم طالب لجوء أفغاني كان ثملاً على إصابة 4 أشخاص بواسطة سكّين بوسط مدينة بيريغو (جنوب غربي فرنسا)، وسارع المحقّقون إلى استبعاد فرضية الإرهاب. وفي أبريل (نيسان) الماضي أرسل أحد المقاتلين في صفوف تنظيم داعش، وهو الهولندي مروان (23 عاماً)، رسالة إلى إحدى الصحف الهولندية، وهي صحيفة «دي تليغراف»، يهدد فيها بالانتقام من هولندا بتنفيذ هجمات إرهابية بعد أن أدانته محكمة مدينة روتردام الهولندية بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية، وحكمت عليه بالسجن ست سنوات غيابياً. ومروان هو من سكان مدينة أرنهيم، وسافر منها عام 2013 إلى مناطق الصراعات للانضمام إلى صفوف «داعش». واهتمت وسائل الإعلام البلجيكية بما جاء في رسالة مروان، نظراً لأنه هدد بلجيكا أيضاً، بحسب ما ذكرت صحيفة «جازيت فان أنتويرب» اليومية البلجيكية، التي أضافت أن مروان قال في رسالته: «إذا عدت، فإن أسود (داعش) في بلجيكا وهولندا سوف يستقبلونني، ولن أقوم بتسليم نفسي إلى الشرطة». كما أشار مروان في رسالته للصحيفة الهولندية إلى ما سبق وأعلنه أبو بكر البغدادي زعيم «داعش» من دعوة إلى تأييد التنظيم للمشاركة في تنفيذ هجمات في البلد التي يقيمون فيها. وقال مروان: «انتقموا من أجل الأبرياء الذين ماتوا بسبب الهجمات التي نفذها التحالف الدولي ضد (داعش)». ووجه مروان الدعوة في رسالته لكل من يريد أن يشارك في دعم «داعش» من دول «البينلوكس»، التي تضم كلاً من بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ، وقال مروان «دعم (داعش) بإرسال أموال، وأيضاً من خلال هجمات ضد عناصر الجيش والشرطة والعائلات الملكية»، بحسب ما جاء في رسالة البريد الإلكتروني التي أرسلها مروان إلى صحيفة «دي تيلغراف» الهولندية.

 

طالبان» تعلن قتل جنود حكوميين... وكابل تؤكد القضاء على عشرات المسلحين

ولاية ارزجان/إسلام آباد: جمال إسماعيل/ الشرق الأوسط/29 أيلول/18/وسط تراجع للقوات الحكومية في أكثر من ولاية في أفغانستان، وسيطرة الهاجس الأمني على الأجهزة الحكومية مع قرب إجراء الانتخابات البرلمانية في العشرين من الشهر المقبل، أعلنت حركة طالبان أن أفرادها المندسين داخل القوات الأفغانية تمكنوا من قتل أحد قادة القوات الحكومية وأربعة من جنوده في منطقة شمانسور في مدينة ترينكوت مركز ولاية ارزجان. وجاء في البيان أن اثنين من مقاتلي طالبان المتخفين داخل القوات الأفغانية تمكنوا من فتح النار على نقطة مراقبة وتفتيش الليلة الماضية، حيث قتل القائد محمد ولي وثلاثة من رجال الشرطة، كما تمكن مقاتلو طالبان من أسر اثنين من الجنود الحكوميين والاستيلاء على أسلحتهم. كما ذكر البيان مقتل عشرة من القوات الحكومية وثلاثة من قادتها في ولاية قندهار، حيث أشارت بيانات طالبان إلى أن أحد مسلحيها المتسللين أطلق النار على القوات الأفغانية في مقر شرطة أرغستان مما تسبب في قتل خمسة من رجال الشرطة، بينهم القائد نور علي، وفي ولاية غزني أعلنت طالبان أنها تمكنت من استهداف قافلة عسكرية للقوات الحكومية في منطقة قره باغ في ولاية غزني، مما تسبب في مقتل خمسة من القوات الحكومية وإصابة ستة آخرين. وفي حادث آخر تمكنت قوات طالبان من قتل ستة من ميليشيات القوات الحكومية بواسطة تفجير لغم أرضي أثناء مرورهم. كما انفجرت عبوة ناسفة في مدينة غزني مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة دبابة. وكان مقاتلو طالبان سيطروا على إحدى نقاط التفتيش فيكوتشا زرد في ولاية بادغيس شمال غربي أفغانستان، حيث تم أسر ستة من رجال الشرطة الحكومية بعد الاستيلاء على أسلحتهم ونقطة التفتيش. واتهمت طالبان القوات الأميركية بقتل أحد عشر مدنيا بينهم أربعة أطفال في منطقة خاكسار في مديرية تاغاب في ولاية كابيسا، وجاء في بيان طالبان أن القوات الأميركية استهدفت مركبة كان فيها أحد المزارعين وابنته، كما اتهمت طالبان القوات الأميركية بالتسبب في قتل عدد من المدنيين في ولاية لوجر جنوب كابل، وجاء في بيان طالبان أن القوات الأميركية قامت بالاعتداء بضرب المدنيين في بولي علم مركز ولاية لوجر. من جانبها قالت الحكومة الأفغانية إن قواتها قتلت 48 مسلحا من المعارضة بينهم أحد الرعايا الطاجيك في ولاية قندوز الشمالية. وجاء في بيان لفيلق الجيش الأفغاني في الشمال أن المسلحين قتلوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، في عمليات يقوم بها الجيش الأفغاني في منطقة تشار دارا، وأضاف البيان عمليات أخرى قام بها الجيش في مناطق علي آباد وأن مسؤول طالبان في المنطقة ويدعى قاري نعمة الله قتل في هذه العمليات. كما أصابت القوات الأفغانية سبعة عشر من المسلحين وتمكنت من السيطرة على مخزن للمواد المتفجرة كان المسلحون يستخدمونه لصنع المتفجرات والألغام الأرضية.

 

«الأونروا» تحصل على تعهدات إضافية بـ118 مليون دولار/الاجتماع رفيع المستوى في نيويورك قلّص العجز إلى 68 مليوناً لعام 2018

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/29 أيلول/18/قدم الاتحاد الأوروبي وألمانيا والنرويج وآيرلندا والكويت تبرعاً بمبلغ 118 مليون دولار تمويلاً إضافياً لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى (الأونروا)، بعدما أوقفت الولايات المتحدة في وقت سابق 304 ملايين دولار من مساهمتها السنوية لهذا العام. وتعهدت الكويت بمبلغ 42 مليون دولار، والاتحاد الأوروبي بـ40 مليون يورو (46.5 مليون دولار)، بينما تعهدت ألمانيا وفرنسا وآيرلندا والنرويج بالمتبقي من المبلغ. وكانت السويد والأردن بذلت جهوداً لجمع الأموال. وفي وقت سابق من هذا العام، وقعت السويد على التزام بأكثر من 200 مليون دولار للوكالة بين عامي 2018 - 2021. ورغم المساهمات الجديدة، لا تزال هناك فجوة قدرها 68 مليون دولار.

ورأى دبلوماسيون أن «التعهدات الجديدة من بعض أغنى دول العالم تعكس التعبير عن رسالة سياسية مباشرة إلى واشنطن مفادها أن أوروبا وغيرها من المناطق الغنية مستعدة للتعامل مع القرارات التي اتخذتها إدارة الرئيس دونالد ترمب ضد الفلسطينيين». وخلال الاجتماع، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدول المانحة إلى فعل كل ما في وسعها لحل أزمة التمويل التي تعانيها «الأونروا»، معبراً عن تقديره للالتزامات والتقدم الاستثنائي الذي تحقق بمساعدة المانحين.

وشكر غوتيريش بصورة خاصة الطالبين أسيل وأحمد اللذين شاركا في اللقاء. وقال: «شكراً لكما على مشاركة قصصكما وتذكيرنا بأهمية ما نقوم به». وأشار الأمين العام إلى الاجتماعات الكثيرة التي عقدت بشأن «الأونروا» هذا العام، موضحاً أنه «عندما اجتمعنا في روما في مارس (آذار) من أجل مؤتمر التبرعات غير العادي، كان من الصعب تخيل كيف ستكون الأونروا قادرة على العمل. ومع ذلك نحن هنا في نهاية سبتمبر (أيلول). مدارس الأونروا مفتوحة وتستمر عملياتها الرئيسية الأخرى. هذه إشادة لكم جميعاً لما قمتم به من توفير لموارد إضافية عندما دخلت الأونروا في أزمة تمويل غير متوقعة ومؤسفة للغاية». وأضاف: «للأسف، هذه الجهود الاستثنائية والبالغة 260 مليون دولار في شكل تمويل جديد، لا تزال غير كافية للأونروا حتى نهاية العام. فمع وجود فجوة متبقية قدرها 186 مليون دولار، لا تزال عمليات الأونروا في خطر. أكثر من نصف مليون طالب في 700 مدرسة في خطر. الرعاية الصحية الأولية في 146 عيادة معرضة للخطر. المساعدات الغذائية إلى مليون لاجئ في غزة معرضة للخطر. يأتي هذا في وقت تشهد فيه المنطقة كثيراً من عدم اليقين والمخاطر». وأشار إلى تحديين رئيسيين يواجهان عملية تمويل «الأونروا»: «أولاً، حشد الموارد المتبقية في الأسابيع المقبلة من أجل التقليل من عجز الأونروا الحالي. لقد كنتم كُرماء للغاية، لكن يجب أن أطلب منكم مزيداً في ظل هذه الأزمة. ثانياً، يجب أن نتحلى ببعد النظر لمواجهة التحدي المتمثل في وضع الأونروا على أساس مالي أكثر استدامة. التحديات الإنسانية والسياسية والأمنية الماثلة تحتم علينا الارتقاء إلى مستوى التحدي. أشجع كل من زاد التمويل هذا العام أن يحافظ على الأقل على هذا المستوى في عام 2019. دعونا نلتزم اليوم بإبقاء أسيل وأحمد وزملائهما من طلاب الأونروا في المدرسة حتى يونيو (حزيران) المقبل وما بعدها. فهم المستقبل وهم بحاجة ويستحقون دعمنا الكامل». وقبيل التبرعات الأخيرة، قال المفوض العام لـ«الأونروا» بيير كراينبول في، إن الاجتماع كان بمثابة «صيحة كبيرة لجميع شركائنا وأصدقائنا»، مضيفاً: «أطلقنا حملة (الكرامة لا تقدر بثمن) العالمية الطموحة، لأننا مكلفون بالعمل من أجل لاجئي فلسطين، ولن نتخلى عن تلك المهمة. كما تواصلنا مع كثير من البلدان الأخرى، وهذا مكننا من بدء العام الدراسي في موعده المحدد لطلاب الأونروا البالغ عددهم نصف مليون فتى وفتاة، وهو إنجاز كبير للغاية. ولا نزال بحاجة إلى نحو 200 مليون دولار لنتمكن من ضمان أن هذا النجاح في افتتاح مدارسنا سوف يستمر حتى نهاية هذا العام». وقال أيضاً: «نحن لسنا عبئاً مالياً، بل منظمة تستثمر في الناس وتعمل من أجل حقوقهم وكرامتهم. وإذا استوعب الناس هذا الأمر، فأنا متأكد من أننا سنستمر في تلقي الدعم». وأوضح أن العالم دون «الأونروا» لا يمكن أن يكون عالماً إيجابياً إلا إذا كانت الوكالة جزءاً من الحل السياسي للصراع بين إسرائيل وفلسطين، الأمر الذي من شأنه يوفر حلاً عادلاً وكريماً ودائماً يشمل اللاجئين الفلسطينيين. وأكد كراينبول أن «الأونروا» ألغت 118 وظيفة في غزة هذا العام.

 

هل وصلت علاقة السلطات الموريتانية بـ«الإخوان» إلى نقطة اللاعودة؟ والرئيس اتهمهم مباشرة بافتعال الحروب... وتوعد بخوض حرب شرسة ضد

نواكشوط: الشيخ محمد/الشرق الأوسط/29 أيلول/18/في نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي وقف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أمام المئات من أنصاره في ساحة بالعاصمة نواكشوط، وقال «سنخوض حرباً شرسة ضد المتطرفين والإرهابيين، لا تصوتوا لهم في الانتخابات لأنهم خطر حقيقي»، معلنا بذلك بداية الحرب على «جماعة الإخوان المسلمين» في موريتانيا. بعد ذلك توالت تصريحات الرئيس لتكون أكثر حدة وصراحة، حيث اتهم «الإخوان» المسلمين بالوقوف وراء الحروب التي دمرت دولاً عربية كثيرة، وقال إنها مكنت القوى الظلامية والمتطرفة من التغلغل في المنطقة العربية، وأكد أنه لن يقبل تكرار هذا السيناريو في موريتانيا، متوعداً باتخاذ إجراءات صارمة ضد فرع «الجماعة» في البلاد. لم تمض سوى أيام قلائل على ذلك حتى قامت وحدات من الشرطة بإغلاق «مركز تكوين العلماء في موريتانيا»، وهو مركز أسسه محمد الحسن ولد الددو عام 2007. ويتولى رئاسة مجلس إدارته منذ ذلك الوقت، كما سحبت أيضاً الحكومة ترخيص جامعة عبد الله بن ياسين، التي يرأس أيضاً ولد الددو مجلسها العلمي. وهذه الإجراءات التي اتخذتها موريتانيا استهدفت بشكل واضح محمد الحسن ولد الددو، الذي تقول السلطات إنه يمثل «المرشد والأب الروحي» لفرع جماعة «الإخوان» في موريتانيا، خاصة بعد أن تصدى للرد على تصريحات الرئيس الموريتاني في خطبة جمعة أثارت الكثير من الجدل في البلاد، وهي الخطبة التي اعتبرتها الحكومة «تحريضاً واضحاً» ضد الدولة وأجهزتها، إذ قال محمد الأمين ولد الشيخ، الوزير الناطق باسم الحكومة، إن ولد الددو «أساء للرئيس الموريتاني والحكام العرب... وهذا تحريض واضح».

وكان ولد الشيخ يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقده في أعقاب اجتماع للحكومة، أول من أمس، أكد فيه أن ولد الددو كان في خطبته «متطرفاً» حين وصف الرئيس بأنه «مفتون» وحرض عليه. وحسب بعض المراقبين، يبدو واضحاً أن خطبة ولد الددو، التي ألقاها قبيل سفره إلى تركيا، قد أوصلت الأمور إلى نقطة اللاعودة، ودفعت السلطات إلى تسريع إجراءاتها ضد المؤسسات والهيئات التابعة للرجل في البلاد، وهذا ما أكده مصدر رسمي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه مجرد البداية، وسيتم اتخاذ إجراءات أخرى أكثر قوة». لكن الناطق باسم الحكومة قال إن المؤسسات، التي صدر قرار بإغلاقها «كانت محل متابعة من طرف الجهات الأمنية، وخضعت للتفتيش والمراقبة، وهو ما كشف عن شبهات حول مصادر التمويل، وأوجه الصرف والمناهج الدراسية». مبرزا أن «مركز تكوين العلماء وجامعة عبد الله بن ياسين يمثلان الذراع الدينية والعلمية للتنظيم (الإخوان)، وحزب «تواصل» يمثل الذراع السياسية، بينما تمثل قناة المرابطين الخاصة الذراع الإعلامية».

وكنتيجة لذلك قررت السلطات، حسب تصريح المسؤول ذاته، «وضع اليد» على هذه المؤسسات (المركز والجامعة)، بعد أن أكدت القرائن تورطها واستغلالها في الحملة الانتخابية الأخيرة لصالح حزب «تواصل» المعارض، والمحسوب على تيار الإخوان المسلمين، بينما تشير بعض المصادر الرسمية إلى أن مركز تكوين العلماء استخدم من طرف الحزب «كغطاء لتمرير تمويلات مشبوهة». في غضون ذلك، يتساءل الكثير من الموريتانيين إن كانت هذه الإجراءات ستطال حزب «تواصل»، وإن كان سيتم حله في قادم الأيام، وهو سؤال تجاهل الوزير الناطق باسم الحكومة الإجابة عليه خلال حديثه أمام الصحافيين، بينما استبعد مصدر رسمي لـ«الشرق الأوسط» أن يصل الأمر إلى ذلك «خاصة أن الحزب حل في المرتبة الثانية في الانتخابات، ويعد الحزب المعارض الأول، وأي إجراء ضده سيحمل تفسيرات سياسية»، حسب تعبيره. لكن المصدر أشار أيضا إلى أن «الحزب سيفقد الكثير من قوته بعد هذه الإجراءات، إذ لم تعد بحوزته تلك المظلة الدينية والروحية التي تجعله يخاطب الموريتانيين بخطاب ديني عاطفي، كما سيفقد الكثير من مصادر تمويله». نفس المصدر قال إن المواجهة المباشرة التي بدأت بين الدولة الموريتانية وجماعة الإخوان المسلمين، حملت رسالة واضحة إلى جهات داخل الدولة، كانت مقربة من «الإخوان» وتمنحهم نوعاً من الحماية، وبالتالي سيفقد «الإخوان» تلك الحماية، وفق تعبير المصدر. وليست هذه المرة الأولى التي تصطدم فيها الدولة الموريتانية مع فرع «جماعة الإخوان». فقد بدأ ذلك منذ عقود عندما كانت الجماعة عبارة عن «تنظيم سري». لكن المواجهة الحقيقية بدأت عام 2004 عندما اعتقل نظام الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطائع قيادات «الإخوان»، واتهمهم بـ«الإرهاب والتطرف»، لكن أفرج عنهم بعد انقلاب عام 2005. وحصلوا على ترخيص لتأسيس أول حزب سياسي إسلامي في موريتانيا عام 2007 خلال حكم الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.

أما خلال حكم الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، فقد ظلت العلاقة بين الدولة وتيار «الإخوان» مضطربة وغير مستقرة. فبعد فترة قصيرة من التقارب الحذر، تواجه الطرفان عام 2011 عندما حاول الحزب الإخواني استيراد موجة «الربيع العربي» إلى موريتانيا، مدعوماً من بقية أحزاب المعارضة، حيث نظم ناشطون شباب من الحزب الإسلامي إبان تلك الفترة مظاهرات، طالبوا فيها برحيل الرئيس محمد ولد عبد العزيز، لكن الشرطة الموريتانية تعاملت بصرامة مع هذه الاحتجاجات، وقادت حملة اعتقالات واسعة شملت بعض القيادات الشبابية في الحزب. واليوم يعود الطرفان إلى المواجهة من جديد، لكن في ظل معطيات سياسية وإقليمية معقدة. فموريتانيا تستعد لانتخابات رئاسية منتصف العام المقبل (2019)، يُنتظر أن تنتهي بانتقال سلس للسلطة. لكنها تستعد أيضاً للانخراط بشكل أكبر في الحرب على الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي، وذلك بعد أن تسلمت قيادة القوة العسكرية المشتركة لمجموعة دول الساحل، في ظل حديث عن رغبة فرنسية في سحب أكثر من 4500 جندي فرنسي لترك القيادة في يد الموريتانيين والتشاديين.

 

مصر تبدأ اليوم محاكمة 30 «إرهابياً» بتهمة الانضمام لـ«داعش»

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/29 أيلول/18/تواصل محكمة جنايات القاهرة اليوم (السبت)، جلسات محاكمة 30 إرهابياً متهمين بالانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، خططوا لاستهداف الكنائس والمواقع الشرطية، وتدربوا في سوريا والعراق لتنفيذ عمليات انتحارية. وجاء إحالة المتهمين إلى محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ بمصر، لتشكيلهم تنظيما إرهابيا يعتنق الأفكار التكفيرية لتنظيم داعش، وتمويل تلك التنظيم بالأموال والأسلحة والمتفجرات، وإمداده بالمعلومات والملاذات الآمنة لإيواء أعضائه، وارتكاب جرائم استهداف الكنائس والمسيحيين والمنشآت الحيوية للدولة، وتلقى تدريبات عسكرية بمعسكرات تنظيم داعش في سوريا وليبيا. وكانت الأجهزة الأمنية بمصر قد تمكنت في وقت سابق من تحديد أعضاء التنظيم الإرهابي وأغراضه، وتم توقيف عناصره، قبل قيامهم باستهداف إحدى الكنائس بمنطقة العصافرة بالإسكندرية. وكانت النيابة العامة قد أسندت للمتهمين الـ30 أنهم في غضون الفترة من عام 2015 حتى 27 فبراير (شباط) الماضي بمحافظات «الجيزة، والإسكندرية، ومرسى مطروح، ودمياط، وأسوان»، انضموا إلى تنظيم إرهابي، الغرض منه الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر، وتعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة وسلطاتها من مزاولة عملها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحريات والحقوق العامة. وأدلى المتهمون باعترافات تفصيلية بالتحقيقات عن تلقي التنظيم الجديد تكليفاً من كوادر «داعش» بتأسيس تنظيم إرهابي داخل مصر يعتنق أعضاؤه أفكار الدواعش القائمة على تكفير الحاكم وأفراد القوات المسلحة والشرطة واستباحة دمائهم، ودماء المسيحيين ودور عبادتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، وتنفيذ عمليات عدائية ضدهم وضد المنشآت العامة والحيوية بغرض إسقاط الدولة، والتأثير على مقوماتها الاقتصادية والاجتماعية، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي. وقال مراقبون إن «العشرات من أعضاء جماعة (الإخوان) التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً، غادروا إلى سوريا أثناء حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، وانضموا إلى تنظيم جبهة النصرة، ثم تحولوا إلى (داعش) بعد ذلك»... وبايع تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء، «داعش»، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014، وأطلق على نفسه «ولاية سيناء». وتشن قوات الجيش والشرطة في مصر عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ التاسع من فبراير (شباط) الماضي، لتطهير المنطقة من العناصر المتشددة، وتعرف باسم عملية «المجابهة الشاملة (سيناء 2018)». وكانت المحكمة نفسها قد استمعت لشهادة أحد الضباط في الجلسة الماضية منتصف سبتمبر (أيلول) الحالي، أكد فيها أن «مؤسس التنظيم واسمه الحركي نور تواصل مع قيادات (داعش) بالخارج واقتنع بأفكارهم، وقام بتكوين خلايا عنقودية داخل البلاد منها خلية في الإسكندرية، وأخرى بدمياط (بدلتا مصر)»... وأن «مؤسس التنظيم أقام معسكر بالصحراء الغربية لتدريب العناصر المتطرفة على صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة». وتبين من التحقيقات أن «التنظيم الإرهابي ضم خليتين تنظيميتين ضمتا 30 متهماً، تم إعدادهم من خلال برنامج تدريبي ارتكن على عقد لقاءات تنظيمية لتدارس الأفكار والتوجيهات التكفيرية، ومطالعتها عبر المواقع الإلكترونية، ومتابعة إصدارات تنظيم داعش عبر شبكة الإنترنت، ودراسة كتيبات ترسخ أفكارها، وكذا انتقاء عناصر منهم وتأهيلهم نفسياً لتنفيذ عمليات انتحارية وإقناعهم فكرياً بشرعية تلك العمليات، وكذلك التدريب على تدابير لها علاقة بآليات كشف المراقبة، وكيفية التخفي باتخاذ أسماء حركية، والتواصل فيما بينهم عبر تطبيقات اتصال مؤمنة على الإنترنت.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

القوات»: «حكومة الضرورة» في ظلّ الفراغ 

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 29 أيلول2018 

عشر دقائق، وربما أقل، استهلكت لدى البحث في العُقد التي تعوق تأليف الحكومة بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، فالبحث تناول ما طرحه جعجع على الحريري جراء الوضع المقفل في التأليف ومفاده ضرورة اجتماع الحكومة، تحت عنوان ضرورة اتّخاذ قرارات جراحية صعبة، تماماً مثلما التأم المجلس النيابي، وعلى جدول أعماله 16 مشروع قانون مرتبطة بمؤتمر «سيدر» وبملفات لا تتحمّل التأخير. في معلومات لـ»الجمهورية» أنّ جعجع قصد من لقائه بالحريري شرح وجهة نظره في موضوع «حكومة الضرورة» نظراً الى أنّ أيَّ بحث اضافي في تذليل الصعوبات التي تعوق تأليف الحكومة لم يعد مُجدياً بعد تدرّج «القوات» في تقديم التنازلات وتصاعد «التيار الوطني الحر» في طلب المزيد، بحيث شعرت «القوات» أنها كلما قدّمت المزيد كلما طُلب منها المزيد، ولهذا عادت الى السقف الأول مطالِبةً بثلث المقاعد الوزارية المسيحية، وتمسّكت به، الى درجة أنّ جعجع تحفّظ حتى عن مجرد الاستماع الى أيِّ عرضٍ تنازليٍّ آخر، قاطعاً الطريق على مجرد احتمال التفكير في تقديم تنازل جديد.

وترى «القوات اللبنانية» أنّ الصيغة الاخيرة التي عُرضت عليها في وسائل الإعلام هدف منها مسرِّبوها الى جسّ النبض فإذا وافقت «القوات» كان به، وإذا رفضت يغسلون أيديهم منها كأنهم لم يقدّموها أو يتبنّوها، وهذا ما حدا بجعجع الى قطع الطريق على مجرد البحث فيها.

الواضح من عودة «القوات» الى المربّع الأول أنّ هناك يأساً من إمكان حصول تغيير في موقف «التيار الحر»، الذي يعتقد أنه يقضم حصة «القوات» تدريجاً، وبناءً على ذلك وضِعَ الحريري في هذه الاجواء التي باتت تملي سلوك طريق آخر إذا ما استمرّ تعطيل تأليف الحكومة، وهو طريق عودة الحكومة الى الاجتماع، وتحضير جدول أعمال طارئ يؤدّي الى اتّخاذ قرارات جراحية، نظراً الى حراجة الوضع الاقتصادي ودقته، حيث تتحدث تقاريرُ اقتصادية عالية الصدقية عن صعوبته.

وفي المعلومات أنّ جعجع بدأ قبل زيارته الحريري واستمرّ بعدها في عقد سلسلة اجتماعات مع خبراء اقتصاديين، لبلورة تصوُّر اقتصادي ودرس ما يمكن أن يقترحَه وزراء «القوات اللبنانية»، أو ما يمكن أن يقوله هو في مؤتمر صحافي، عن سبب دعوته الى اجتماع الحكومة للضرورة، وهو اجتماع، في رأي «القوات اللبنانية»، لم يعد يتحمّل التأخير إذا استمرّت أزمة تأليف الحكومة، وهي على الأرجح مستمرّة. وتضيف المعلومات أنّ الحريري كان منفتحاً على فكرة اجتماع الحكومة، وسط تساؤل عن موقف الرئيس ميشال عون من هذه الخطوة، التي ستعني أن لا تشكيل حكومة في الأفق. ووفق رؤية «القوات»، فإنّ اجتماع الحكومة يجب أن يناقش ملفات الضرورة القصوى، تماماً كما حصل في جلسة المجلس النيابي، ومن هذه الملفات التي يعكف جعجع على درسها، اتّخاذ قرار بحلّ جذري لموضوع الكهرباء لوقف الهدر الكبير ووقف نزف الخزينة السنوي الذي يقارب المليارَي دولار، كذلك إتّخاذ قرار بإشراك القطاع الخاص في ملف الاتصالات، وقرار آخر بالوقف الكامل للتوظيف في مؤسسات الدولة، وقرار بالضبط الصارم للتهرّب الضريبي، والالتزام بالجباية في مرافق الدولة، وهذه، وفق الدراسة والرؤية الاقتصادية، يمكن أن توفّر ثلاثة الى اربعة مليارات دولار سنوياً، وتؤدّي الى وقف الهرولة نحو الأزمة الاقتصادية الوشيكة. ويبقى السؤال: إذا كان الحريري منفتحاً على النقاش في عودة الحكومة الى الاجتماع للبتّ في قضايا لا تتحمّل التأخير، لماذا لم يعد حتى الآن الى مكتبه في السراي الحكومي لممارسة حقه الطبيعي في تصريف الأعمال؟ وماذا سيكون موقفُ رئيس الجمهورية؟ وهل سيعتبر أنّ عودة الحكومة الى الالتئام، ولو تحت عنوان الضرورة القصوى، هو سحبٌ لورقة تفاوضية ثمينة من يده؟ وهل سيعتبر انّ ذلك هو وجه من وجوه إدارة الفراغ الحكومي، وبالتالي سيرفضه، لأنه سيُعتبر تسليماً بعدم تأليف حكومة، وتسليماً بأنّ عهده بات عهد تصريف أعمال هو الآخر؟

 

مكافحة الفساد في «المديرية»: عثمان يقاوم 

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/السبت 29 أيلول2018 

الضجّة داخل المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لم تهدأ بعد. «فضيحة» تورّط ضباط وعسكريين في ملفات فساد تأخذ منحى أكثر إحراجاً وخطورة. التدخلات السياسية باتت «على المفضوح» ووصلت الى حدّ فتح النائب السابق وليد جنبلاط حرباً على جهاز أمني، هو «شعبة المعلومات»، «خطأه» أنه يكافح الفساد داخل «المديرية» وخارجها بعيداً من الإعتبارات الطائفية أو السياسية.

«الجمهورية» في عددها الصادر الاثنين 24 أيلول، كانت أول مَن سلّط الأضواء على فضيحة «تستير» جنبلاط على الضابط في الشرطة القضائية العقيد و.م المدان بالوقائع والأدلّة الدامغة، بتهم فساد وقبض رشاوى.

لكنّ محاولة استيضاح الجانب الجنبلاطي عن حقيقة «الفضيحة» لم تقد الى مكان. الوزير السابق غازي العريضي نَكر علمه بالموضوع، مع العلم أنّ الضابط المدان ينتمي الى بلدته بيصور، وهو يدفع في اتّجاه عدم محاسبته. الوزيران وائل أبو فاعور وأكرم شهيب اللذان «اشتغلا» مباشرة على خط الوساطة، بتكليف جنبلاطي، لإبعاد سيف المحاسبة عن الضابط و»تسكير الملف» رفضا التعليق على الموضوع، الى أن أخذ جنبلاط الأمر بصدره وقالها بالحرف الواحد: «بدكم تحاسبوا، حاسبوا الجميع». وصل الأمر بجنبلاط، كما نقلت مصادره، الى حدّ «معايرة» المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان قائلاً له: «بلّش مكافحة الفساد من عند وزيرك أوّل شي»!!

رئيس مكتب مكافحة جرائم الآداب أنهى الثلثاء الفائت عقوبة توقيف 30 يوماً في القضية نفسها. كذلك أنهى 20 عسكرياً متورطون بالملف نفسه عقوبتهم، مع العلم أنهم كانوا يتولون تسليم المال للعقيد و.م، المحسوب على جنبلاط، والذي تفيد التحقيقات أنّ ارتكاباته «نقطة في بحر» التهم المنسوبة الى رئيس مكتب مكافحة جرائم الآداب السابق. الموضوع حالياً في تصرف المدير العام، وإحالته الى المجلس التأديبي مرتبطة بالوجهة التي سيسلكها هذا الملف، فيما تضجّ المديرية بأحاديث عن ضباط آخرين متورطين في الملف نفسه.

«الفضيحة» عمرها شهر، و»المديرية» لا تزال تنتظر رفع الحظر الجنبلاطي. «شعبة المعلومات» أنهت تحقيقاتها مع مضبطة إتهام كاملة، وبتّ الملف بإصدار قرار توقيف العقيد و. م بيد اللواء عثمان.

ردّة فعل جنبلاط، كما يبرّرها قريبون منه، إستندت الى شعوره بأنّ هناك حملةً موجّهة ضده تُحرِجه أمام شارعه الدرزي. فتحقيقاتُ «الشعبة» تزامنت مع إقالة موظفَين درزيّين من موقعهما، على خلفية «حرب الإقالات» مع العونيين، وإحالة وزير العدل سليم جريصاتي القاضي أسامة اللحام الى التفتيش المركزي، أضف الى ذلك إقتناع «البيك» بأنّ هناك «إيد وإجر» في محاسبة موظفين وضباط في إدارات الدولة كافة! سخرية جنبلاط بلغت حدّ «التنمير» على «شعبة المعلومات» ناصحاً إياها «بالتزوّد بنملية عند الضرورة لحفظ ملفّاتها بعيداً من تسريب الأخبار للصحف وتعريض كرامات الناس لشتى أنواع البرغش». على سيرة «الكرامات»، بالتأكيد تبدو كرامة «المديرية» وهيبتها «بالدق». فضباطها وعسكرها يجزمون «بأنّ عدم السير في الملف حتى نهايته ومحاسبة المسؤولين عنه هو ضربة مدمّرة لنا، خصوصاً أنّ اللواء عثمان هو الذي رفع السقف عالياً جداً خلال «إجتماع عرمون» الشهير منذراً بعقاب لا يرحم أيَّ ضابط يثبت تورّطه»، ويرى هؤلاء «أنّ ما يحصل ضربةً للأمن العسكري الذي يبذل جهداً لتنقية المؤسسة وتنظيفها من الفاسدين، لكن من دون ترجمة فعلية على الأرض تقود الى المحاسبة الفعلية الرادعة للآخرين».

الرئيس سعد الحريري دَخَل على خط القضية منذ اللحظة الأولى وأفتى، بعد حيرة، بأنه «يمشي بما يريده جنبلاط»، فيما الأخير أصدر قراره المبرم منذ البداية «لن أسمح بتوقيفه يوماً واحداً أو حتى نقله من مركزه»، مع العلم أنّ العقيد و.م خضع للتحقيق لثلاثة أيام ثم عاد الى مزاولة عمله كالمعتاد. المطّلعون يؤكدون أنّ اللواء عثمان لن يكون في استطاعته تحمّل عبء إقفال ملف بهذا الحجم إلّا بطلب صريح من الحريري بذلك... والأخير ينتظر جنبلاط!

عملياً، سجلّات المديرية حافلة بقرارات توقيف ومحاسبة ضباط كبار ينتمون الى «تشكيلة» طائفية وحزبية متنوّعة ثبت تورّطهم بملفات فساد منهم مَن طُرد من السلك، أو أحيل الى مجلس تأديبي أو سجن وخرج بكفالة. والتهم متنوعة من إختلاس أموال في المديرية والتلاعب بالفواتير الى قبض أموال من تجار مخدرات مقابل عدم توقيفهم أو تسهيل تنقلاتهم وقبض رشاوى لسكوت عن مخالفات وممارسة إبتزاز وتسريب معلومات عن عمليات دهم لإفساح المجال أمام هروب المتورطين وتسهيل نقل متورطين بتجارة مخدرات... وللمفارقة، فيما تحوم الشبهات حول عدد من ضباط في سلك قوى الأمن «طالعة ريحتهم» منذ سنوات عدة، ومعروفين بالأسماء، فإنّ ما يحصل داخل أروقة «المديرية» اليوم يدفعهم الى النوم على وسادتهم مرتاحين! وبالتأكيد، فإنّ عدم إحقاق العدالة في هذا الملف سيقود سواه، الى طلب إلغاء عقوبته، كأنها لم تكن، والضغط لعدم إحالته الى المجلس التأديبي. وبعد مجاهرة جنبلاط علناً بالدفاع عن ضابط متورّط بملف فساد، فإنّ مرجعيات سياسية لن تتوانى عن الدفاع عن «مكاسبها» الطائفية في الأسلاك العسكرية والأمنية برفع شعار «ممنوع الدق فينا»!

 

هل صدَم الحريري حلفاءَه بتشكيلة تحت «سقف بعبدا»؟ 

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 29 أيلول2018 

تداولت أوساط سياسية وحزبية ضيقة تشكيلة وزارية جديدة أعدّها الرئيس سعد الحريري وباشر طرحها في غرفه المقفلة مع بعض حلفائه. وفيما تمنى على مَن التقاهم الحفاظ على الحدّ الأقصى من السرّية، تبيّن أنّ هذه التشكيلة تحت سقف ملاحظات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التي كان الحريري تبلّغها منه خلال زيارته الأخيرة للقصر الجمهوري. وعليه فما هو المتوافر من معلومات؟ ليس عبثاً أن يُسرّب خبر زيارة الحريري لعون سرّاً، فقد فضل أن تبقى الزيارة سرّيةً جداً بغية حماية تشكيلة وزارية جديدة يمكن تسويقها لدى حلفائه. فهو يدرك أنّ مواقف عون المتصلّبة وكذلك مواقف حليفيه «القوات» اللبنانية» والحزب التقدمي الإشتراكي تُنبئ بتأجيل التأليف الى ما شاء الله. فالحريري يدرك اكثر من غيره أنّ رئيس الجمهورية عندما قال كلمته في التشكيلة الأخيرة المعلن عنها في 4 ايلول الماضي جمّد كل أشكال المفاوضات في شأنها وتمسّك بها حتى النهاية مهما طالت العملية، فهو يعتقد أنّ هذه الحكومة هي حكومة العهد الأولى والأخيرة ولا يمكنه التهاون أو غضّ النظر عمّا لا يراه مناسباً ليدير شؤون البلاد والعباد أيّاً كان الثمن على رغم الكلفة الغالية التي يدفعها من رصيد العهد، وقد بات على عتبة الثلث الثاني منه وقد استهلك ربع الثلث الاول الحالي تعطيلاً حكومياً. على هذه الخلفيات كشفت مصادر واسعة الإطّلاع أنّ زيارة الوزير غطاس خوري لبعبدا في 7 ايلول الجاري التي أنهت السجال حول الصلاحيات الرئاسية في تأليف الحكومة، أطلقت مساراً سرّياً من المفاوضات غاب عنه طباخون كثيرون بغية معالجة ملاحظات رئيس الجمهورية في هدوء لاجتراح صيغة توفّق بين مضمونها وبين ما أراده الحريري من التشكيلة الأخيرة التي استفزّت عون لأنها جمعت العناصر التي لم يستسغها يوماً.

فما عدا حصة الثنائي الشيعي في تشكيلة 4 أيلول والتي لم تكن يوماً موضعَ نقاش أو جدال، هال عون ما اقترحه الحريري من حصة لـ»القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الإشتراكي وطريقة توزيع «وزراء الدولة» واقتصار المسيحيين منهم على حصته و»التيار البرتقالي»، وهو لم يهوَ يوماً «احتكارَ حقائب» وزراء الدولة، على ما قال يومها أحد القريبين منه. وتقول الرواية المكتومة في القصر الجمهوري و»بيت الوسط إنّ خوري تنقّل بينهما مراراً ناقلاً رسائل الودّ ومقترحات جديدة تعيد النظر في التشكيلة الأخيرة، ومن ضمنها أن يتنازل رئيس الجمهورية مجدداً كما في الحكومة السابقة عن نيابة رئاسة الحكومة لـ»القوات» بلا حقيبة توأم، وإعطاؤها حقيبتين وازنتين دون مستوى أيٍّ من الحقائب السيادية ووزارة دولة. وتضيف الرواية أنّ الحريري وبعد أن تعهّد بالسعي لحلّ عقدة «القوات» بهذه المعادلة، تبرّع أيضاً بالمقعد السنّي السادس لمَن يمكن اعتباره «نقطة تقاطع» مع «سنّة 8 آذار» وهو محدّد بالإسم والصفة. لكنه وفي المقابل طلب كسر العقدة الدرزية من دون أن يكون الوزير الثالث الأمير طلال ارسلان. فمثل هذا الخيار يخلّ بمنطق العدالة وصحّة التمثيل الذي يصرّ عليه رئيس الجمهورية ومعه القوى الأكثر تمثيلاً في الحكومة. كما أنّ جنبلاط لا يمكنه تحمُّل صيغة من هذا النوع من دون إسناد حقيبة خدماتية مهمة له تعويضاً عن المقعد الثالث. هذا عدا عن إمكان احتساب توزير ارسلان ضمن حصة تكتل «لبنان القوي».

فارسلان وكتلته النيابية التي تمّ «تجميعُها» لا يمكن أن تُحتسب مرتين، مرة له ومرة أخرى للتكتل لتبقى حصة التكتل والرئيس دون الثلث المعطّل.

عند هذه الحدود كانت هذه الصيَغ مغمورة الى أن تسرّب شيءٌ منها الى جنبلاط فكانت مبادرتُه عشية مغادرة عون الى نيويورك، أنه «مستعدّ للتسوية الحكومية متى حان أوانها» وعند توافر «الوسيط» الموثوق، ولكنه شكّك في «صحة» وقوف الحريري الى جانبه حتى النهاية طالما أنه لم يطّلع على أيّ تشكيلة تمنحه حقيبة «الأشغال» أو «الصحة» أو غيرهما من الحقائب الخدماتية. وهو أمر لم يعد سرّاً فقد نقل النائب وائل ابو فاعور الى الحريري هذا الموقف وما فيه من عتب على الحريري واضعاً مطالبه في عهدة الرئيس نبيه بري الذي كان وما زال يعدّه شريكاً في توفير المخارج. عند هذه المحطة تتّجه الرواية الى لقاء أمس الاول بين الحريري وجعجع الذي كان تلقّى مؤشرات التوجّه الجديد للحريري وما قطعته مفاوضاتُه السرّية مع بعبدا. فاللقاء الذي جمع قبل ايام الوزير ملحم الرياشي بالوزير جبران باسيل أنبأه بوجود «طبخة جديدة» قد تؤدّي الى عزل «القوات» بعد حلّ عقدة «الإشتراكي»، فكان تنسيق مباشر بين جنبلاط وجعجع ترافق مع اتصالات طويلة بينهما وتجوُّل موفدين بين كليمنصو ومعراب قبل فترة من أجل تعزيز ما سمّاه أحد مسؤولي الإشتراكي «جبهة المقاومة» لمطالب رئيس الجمهورية و»التيار البرتقالي». وتفيد معلومات أنّ الحريري فاتح جعجع في لقائهما امس الاول بعناوين الصيغة الجديدة. فرفضها الاخير مؤكّداً تمسّك «القوات» بالسقف الأول لمطالبها، وهو ما عبّرت عنه مصادرها بعد اللقاء بقولها إنّ «جعجع شرح حقيقة موقفه، وما يقبل وبه وما يرفضه من طروحات في ضوء العروض الجديدة». وهو ما يؤكّد صحّة الهواجس التي تلمّستها معراب في ضوء ما انتهى اليه لقاء باسيل والرياشي. وانتهت المصادر الى «أنّ «القوات» سهّلت مهمة الحريري الى الحدود القصوى ولم تعد قادرة على التنازل اكثر ممّا تنازلت عنه الى الآن».

وخلصت الرواية الى أنّ الحريري فاجأ حليفيه جعجع وجنبلاط بالمقترحات الجديدة التي جاءت تحت سقف مطالب عون وملاحظاته الى حدود «الصدمة» وهو ما أدّى الى رفضهما ما هو مطروح. وهو امر قاد وسيقود الى مزيد من المفاوضات على وقع التعثّر المتوقع للتشكيلة الجديدة طالما أنّ الجميع لم يفهموا بعد أنّ عليهم التنازل لعدم قدرة أيٍّ منهم على فرض ما يريد، وإلّا ستطول الأزمة الى ما شاء الله.

 

لبنان: الحرب على وظيفة الحكومة

حنا صالح/الشرق الأوسط/29 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67762/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%88%D8%B8%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9/

 

سناء الجاك/الخطف ينشط في البقاع وضغوط على العائلات لعدم تقديم دعاوى

سناء الجاك/عرسال تستعيد أنفاسها بعد خروجها من ورطة حرب «داعش» و«النصرة» وأبناؤها بين فكّي كماشة بسبب عودة المخابرات السورية وتمدد «حزب الله»

الشرق الأوسط» في بعلبك ـ الهرمل: غياب الدولة تعوضه «الدويلة» والمقاتلون العائدون من سوريا في منازلهم يقبضون «نصف راتب»

http://eliasbejjaninews.com/archives/67764/%d8%b3%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%81-%d9%8a%d9%86%d8%b4%d8%b7-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%82%d8%a7%d8%b9-%d9%88%d8%b6%d8%ba%d9%88%d8%b7-%d8%b9/

 

 في المساء السرّي: الحريري كرّر لعون تعهّدات التسوية

 نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 29 أيلول 2018

مع ان الآمال في حكومة جديدة مؤجلة، الا ان الابواب بدأت تفتح في بطء. بعض الاقتراحات جدّي. الرغبة في التساهل والتفاهم اكثر جدّية من ذي قبل. بيد ان احداً لا يملك جواباً عن سؤال مفاده: مَن يُخرج كلمة السرّ من مخبئها؟

لم يفضِ الاجتماع غير المعلن، بناء على طلب الرئيس المكلف سعد الحريري، بينه ورئيس الجمهورية ميشال عون مساء 22 ايلول - وهو الخامس منذ التكليف - الى ادنى تقدّم، سوى تأكيد الحريري بقاءه في قلب التسوية المبرمة مع رئيس الجمهورية منذ عام 2016، تحت عنوان المشاركة والتعاون. الموقف نفسه سمعه وزير الخارجية جبران باسيل من الرئيس المكلف عندما التقيا في اليوم نفسه، عشية سفر عون وباسيل الى نيويورك.

حصل لقاء مماثل في 3 ايلول. تغدّى الحريري وباسيل الذي اطلع منه على مسودته للحكومة الجديدة، قبل الذهاب بها الى رئيس الجمهورية. من غير ان يبدي جواباً عنها، عبّر عن عدم موافقته على طريقة مقاربة الحريري توزيع الحصص والحقائب، وخصوصاً ما اعطى النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ناهيك بما اعطى حزب باسيل. كان ذلك ايحاء بالتحفظ عنها. بيد ان عون، عندما استقبل الحريري في وقت لاحق يومذاك، اعلن رفضه للمسودة في بيان رسمي. انقطع مذذاك التواصل المباشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الى حين انعقاد اجتماعهما الخامس في 22 ايلول.

تبعاً للمطلعين على موقف رئيس الجمهورية حيال ما آلت اليه المراحل المستجدة لتأليف الحكومة، ثمة ملاحظات اساسية:

اولها، ان عون، منذ ما بعد انتخابات ايار وقبل الوصول الى تكليف الحريري ترؤس الحكومة في 24 ايار، وكان شاع انه سيكون على رأسها ولن يستغرق تأليفها اسابيع قليلة، تبلغ من «اصدقاء» في دولة اقليمية بعيدة معلومات رجحت له تأخير تأليف الحكومة اشهراً. دلّه اصحاب المعلومات تلك على جهات محلية سيكون منوطا بها عرقلة التأليف بعقبات متلاحقة.

ثانيها، ثمة اتفاق سابق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على معيار تأليف الحكومة الجديدة، عنوانه تبني نتائج الانتخابات النيابية. تركز هذا المعيار على تعميم القاعدة النسبية في قانون الانتخاب على تأليف الحكومة، اخذاً في الاعتبار تمثيل الاكثريات بين الطوائف، ومن ضمن الطائفة الواحدة تمثيل الاكثرية من دون استثناء الاقلية، او اهمالها. لكن باحجام متفاوتة. بحسب وجهة نظر رئيس الجمهورية، وفق المطلعين اياهم، فإن التعويل على النسبية في الانتخابات النيابية افضى الى حرمان اكثر من فريق - من بينهم حزبه بالذات في دوائر المتن وكسروان وجبيل - من مقاعد حازها سابقاً، الا ان القاعدة هذه ادت الى تصويب التمثيل الشعبي وتصحيحه اكثر منها حسبانها خسارة مقاعد. الامر نفسه ينطبق على التمثيل الوزاري. مع ذلك، فإن مسودة الحريري للحكومة الجديدة لم تلتزم هذا المعيار بإفراطها في توزيع الحقائب.

بدا هذا الموقف منطلق عون عدم حصر مقاعد طائفة بفريق سياسي واحد، ما يضع بين يديه مفاتيح الميثاقية، ويمكّنه من تعطيل جلسات مجلس الوزراء. ناهيك بأنه يحرم الاقلية في الطائفة من تمثيلها في حكومة وحدة وطنية. في سبيل ذلك سُمع الرئيس اكثر من مرة يقول انه لن يوافق على الاطلاق على وضع المقاعد الدرزية الثلاثة لدى جنبلاط. هو الاكثر تمثيلاً في طائفته، لكنه ليس الوحيد. اما تتمة هذا الموقف، فهو ان عون لن يقصر تمثيل التيار الوطني الحر في الحكومة الجديدة على الحزبيين - وإن لهم الأولوية - بل سيشمل حلفاء كانوا في لائحته في اكثر من منطقة ومدّوه بكم كبير من الاصوات، ما يقتضي حجز مقاعد لهم في التمثيل من ضمن حصة التيار.

ثالثها، بعد الاستعداد الاخير لجنبلاط عقد تسوية بغية اخراج تأليف الحكومة من مأزقه، تلقفه رئيس الجمهورية، وابدى بدوره استعداداً للتجاوب معه، ولن يقف دونه ما دام يحترم «عدالة الاحجام». يستند هذا التساهل الى اقتراح يقول باحتمال وضع المقعد الدرزي الثالث في حصة عون، على ان يشغله درزي مستقل يوافق عليه الافرقاء الثلاثة، الرئيس وجنبلاط والنائب طلال ارسلان، مع تيقن عون ان ليس ثمة درزي مستقل شأن لا مارونياً او سنيّاً او شيعياً مستقلاً. في مسودة 3 ايلول التي حملها الحريري اليه، اقترح توليه هو المخرج بدرزي مستقل في حصته. بيد ان هذا الاقتراح لم يلقَ تجاوباً، وعُدّ وضع المقعد على نحو غير مباشر عند جنبلاط.

 عون مع اعطاء حزب القوات لبنانية اربعة مقاعد، لكن ليس اربع حقائب

في جانب من المرونة والاستعداد للتسوية ابداه جنبلاط، تدخّل رئيس الجمهورية على اثر استعار السجالات غير اللائقة التي لم تخلُ من اهانات وشتائم بين انصار التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي عبر التواصل الاجتماعي، على نحو غير مسبوق، بيد انه خطير بتداعياتها على الفريقين اللذين اضحيا يتقاسمان زعامة جبل لبنان الجنوبي. في غياب باسيل في الخارج، اوعز رئيس الجمهورية الى نائب رئيس التيار رومل صابر اصدار بيان يطلب من الانصار التوقف عن سجالاتهم واشتباكهم مع حزب جنبلاط، اياً تكن ردود فعل الآخر. تلقى زعيم المختارة المبادرة بموقف مماثل، ثم اقرنه باظهار جهوزه للتفاهم على تسوية تنهي المشكلة الحكومية. تزامن ذلك مع اجتماعات عقدها ممثلون عن الحزبين هدّأت الارض، وشقت الطريق الى تفاهم في مسألة مختلفة هي التمثيل الدرزي في الحكومة.

رابعها، ان ابواب التسوية مع حزب القوات اللبنانية ليست موصدة تماماً. لا يمانع رئيس الجمهورية في حصوله على اربعة مقاعد، ولا على نيابة رئاسة الحكومة. الا ان المقاعد الثلاثة المتبقية ستحوز حقيبة خدماتية، وثانية عادية، وثالثة حقيبة دولة. لن تكون للمقاعد الاربعة حقائب اربع على نحو ما يطالب به جعجع، ولحظه الحريري في مسودته، ورفضه رئيس الجمهورية الذي امتعض تماماً من المسودة تلك اذ وضعت اثنتين من الحقائب الاساسية الثلاث للمسيحيين لدى حزب القوات اللبنانية، في مقابل حقيبة اساسية واحدة للتيار الوطني الحر وحلفائه في تكتله. كذلك انزعاجه من وضع ثلاث حقائب دولة عند رئيس الجمهورية وحزبه، وهي حصة المسيحيين من حقائب الدولة الست، بينما الحقائب الثلاث الاخرى للمسلمين تذهب بالتساوي الى الحريري وثنائي حزب الله - حركة أمل وجنبلاط.

 

ماذا بقي من الدولة اللبنانية؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/29 أيلول/18

كان المشهد سريالياً ومؤلماً، شيء من المرارة والقهر عند الناس، وكثير من صراخ الحناجر المبحوحة، يرتفع من مواطنين لبنانيين التقوا مصادفة في خمس مظاهرات في الساحة القريبة من مبنى البرلمان، رافعين كعادتهم اليومية شعارات بمطالبهم الحياتية التي غالباً ما تتبخر مع الهواء.

وكان المشهد سريالياً ومؤلماً على الضفة المقابلة، شيء من اللغط والجدال عند النواب ممثلي اللبنانيين، وكثير من الانقسامات والخلافات التي تعترض مسار بعض بنود ما سّمي «تشريع الضرورة»، الذي فرضته مراوحة الدولة في ظل حكومة تصريف الأعمال التي دخلت شهرها الخامس، وسط جو مغلق وخلافات موصدة لا توحي بإمكان تشكيل الحكومة الجديدة في وقت قريب، بعدما رفض الرئيس ميشال عون صيغتين لحكومة وحدة وطنية، قدمهما الرئيس سعد الحريري على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، التي يفترض أن ترضي كل الأفرقاء السياسيين!

صراخ الناس في الخارج شيء، وخلافات ممثليهم النواب في الداخل شيء آخر، وجوهر المشكلة العميقة، أنه لا الخارج قادر على تحريك الداخل أو تحفيزه، ولا الداخل قادر في ظل الخلافات على العمل على الاستجابة لمطالب الخارج، وحلّ المشاكل الخانقة التي يغرق فيها لبنان واللبنانيون.

كل ما قيل ويقال يتبخر في الهواء تماماً مثل صراخ الناس المساكين، الرئيس نبيه بري لم يكتشف شيئاً عندما قال إن لبنان دخل مرحلة العناية الفائقة والوضع الاقتصادي خطير (رغم أنه ليس هناك من يُعنى أو يعتني)، ولا عندما كرر قبل أيام أن الوضع دخل مرحلة الخطر الشديد، ذلك أن معظم المسؤولين ويا لمرارة السخرية، يقرعون يومياً طبول التحذير من خطورة الوضع، ومن أن لبنان يقف على حافة الانهيار الاقتصادي، في حين باتت بيانات الهيئات الصناعية والتجارية والاقتصادية شبه يومية تزعق خوفاً في وجه المسؤولين، ولكن دون جدوى، وهو ما يدفع الكثيرين إلى السؤال: وماذا بقي من لبنان؟ قبل شهرين أبلغت مراجع دبلوماسية مهمة بعض المسؤولين هاتفياً انزعاج دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحتى الأمم المتحدة من السلبيات المترتبة على الوضع الراهن، محذرة من أن الفراغ في السلطة التنفيذية، ينعكس سلباً على صورة لبنان وصدقيته، وأنه في حال استمرار المراوحة في مربع حكومة تصريف الأعمال، فإن المساعدات والقروض الميسّرة، التي سبق أن رُصدت للبنان في «مؤتمر سيدر» يمكن أن يتمّ تدويرها إلى دول أخرى! رغم هذا التحذير المقلق استمرّ الجمود، لا بل تعمّقت الخلافات المعلنة على جبهة تشكيل الحكومة، وتُشن حروب مؤسفة تصل إلى مستوى الشتائم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بين أنصار هذا الحزب وذاك، ما بات يثير المخاوف على السلم الأهلي، وهو ما دعا الأستاذ وليد جنبلاط إلى دعوة مناصري «الحزب التقدمي الاشتراكي» للتوقف عن الرد على مناصري «التيار الوطني الحر» تخفيفاً للاحتقان المتصاعد!

المثير أن كل ما تردد قبل أسبوعين عن مبادرة يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمساعدة في حل عقدة تشكيل الحكومة لم يكن إلا من الإشاعات، ثم إن الأمر يبدو مؤسفاً لا بل اعتبره البعض مهيناً، عندما بات لبنان يحتاج إلى وساطات خارجية لتشكيل حكوماته الوطنية، بعدما كانت حكوماته تأتي معلّبة من دمشق أيام الاحتلال السوري للبلاد.

يستمر التمترس داخل مربعات المحاصصة الحكومية وتضيع مناشدات وتنبيهات وتحذيرات المراجع الدولية، وكأن ليس هناك من يسمع أو يهتمّ، وفي السياق كان نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق وشمال أفريقيا فريد بلحاج زار لبنان وأبلغ المسؤولين رسائل واضحة عن أن التأخير في قيام مجلس النواب باتخاذ قرارات تشرّع المشاريع المعقودة والعالقة في الحكومة والبرلمان دون إقرار سيطلق رسائل سلبية إلى الدول المانحة التي شاركت في مؤتمر باريس وكذلك إلى المجتمع الدولي، وأن المبالغ المعقودة لا يمكن أن تنتظركم طويلاً، وعليكم أن تتذكروا أن هناك دائماً خطراً يتمثل في إعادة برمجتها وانتقالها إلى دول أخرى قادرة على الإفادة منها، والأهم من هذا أن تخلّف لبنان عن الإيفاء بالتزاماته سيشكّل إنذاراً سلبياً عن صدقيته بما ينعكس سلباً على أي فرص لمساعدته في المستقبل.

هذا التنبيه تكرر قبل أسبوعين، وجاء من أوساط دبلوماسية غربية عليا حذّرت من ضياع المساعدات التي رُصدت في «مؤتمر سيدر» الذي استضافته باريس، وقيمتها 12 مليار دولار بين هبات وقروض ميسرة، وهو ما أدى عملياً إلى التفاهم على عقد مجلس النواب جلسات «تشريع الضرورة»، التي أعلن الرئيس الحريري صراحة أنها تعقد لإقرار المشاريع التي كانت على جدول أعمال «مؤتمر سيدر».

السؤال الدقيق والجوهري ينطلق من أن قرارات «سيدر» ترتبط بروزنامة إصلاحية واسعة وبضرورة وضع خطة جادة لمحاربة الفساد ومعالجة الاهتراء المتفاقم في قطاعات حيوية مثل الكهرباء التي كلّفت الخزينة اللبنانية ما يعادل 32 مليار دولار أي ما يوازي نصف الدين العام المتنامي، فكيف يمكن الحديث عن البدء بتنفيذ برنامج إصلاحي واسع وشامل، إذا لم تنخرط كل القوى السياسية والحزبية في هذا المشروع، الذي يتطلب توافقاً وطنياً صادقاً على قاعدة القول دائماً إن الجميع في مركب واحد يتهدده الغرق؟ من هذا المنطلق يتخّذ الرئيس الحريري موقفاً حازماً لجهة تمسكه بتشكيل حكومة وحدة وطنية، تفرضها المهام الحساسة الملقاة على عاتق لبنان والمسؤوليات العملية التي سيفرضها البرنامج الإصلاحي ومحاربة الفساد الذي ينخر في هياكل الدولة، هذا إضافة طبعاً إلى الظروف الدقيقة والساخنة في المنطقة، وما تتطلبه من تعاون داخلي متين لاجتياز المرحلة، ودائماً عبر الحرص على تنفيذ سياسة صادقة للنأي بالنفس عن مشاكل المنطقة. بعد كل هذا يبقى السؤال الطبيعي: ولكن أين أصبحت الحكومة العتيدة التي سبق للرئيس عون أن قال إن عهده سيبدأ معها، وها قد مضى عامان وخمسة أشهر قبل أن يبدأ هذا العهد؟

الحريري منفتح على الحلول، ولكن دائماً على قاعدة حرصه على احترام الدستور الذي لا يحدد وقتاً للرئيس المكلّف للتشكيل، وليس خافياً أنه منذ رفض عون الصيغة التي قدمها، ووضعت في التداول فزاعات الحديث عن حكومة أكثرية وعن رسالة سيوجهها عون إلى مجلس النواب، وهي أصلاً لا تلزم الرئيس المكلّف دستورياً، يبقى التواصل مقطوعاً بين القوى المعنية بتشكيل الحكومة، في حين أدى التراشق بالشروط والحصص بين «التيار الوطني الحر» والرئيس عون من جهة وبين «حزب القوات اللبنانية» و«الحزب الاشتراكي» من جهة ثانية، إلى انهيار الترتيبات التي كان الحريري قد هندسها في خلال مشاوراته وصبر صبر أيوب للتوصل إلى الصيغة التي رفضها عون.

ماذا يعني كل هذا؟ أوساط الحريري تقول إنه وصل مع كل الأفرقاء إلى أقصى الممكن عبر صيغة لا غالب ولا مغلوب، لكنه لا يقفل أبوابه وهو منفتح على أي حل في إطار حكومة وحدة وطنية، لكن عون يقول إنه لا يريد إعطاء «بخشيش» أي هبات لأحد، فيرد الدكتور سمير جعجع بالقول نحن نمثل ثلث المسيحيين ومن حقنا الحصول على ثلث وزرائهم، على قاعدة ثمانية وزراء للتيار الوطني والرئيس، وخمسة وزراء للقوات، ووزير للمردة، ووزير للكتائب، بينما يريد «التيار الوطني الحر» الحصول مع عون على 11 وزيراً أي الثلث المعطّل!

ليس واضحاً إلى متى تبقى الحكومة في مواجهة حائط مسدود، ولا من المعروف إذا كانت مناشدات وتحذيرات العالم تجد من يسمعها في بيروت، أما مليارات «سيدر» فلن تنتظر طويلاً، وأما المتظاهرون اللبنانيون ففي وسعهم أن يشقوا حناجرهم والصدور على طريقة فيروز: لا تندهي ما في حدا.

 

اللقاء السري الذي سبق رحلة نيويورك وخلطٌ جديد لأوراق التشكيل

الهام فريحة/الأنوار/29 أيلول/18

مساء السبت الفائت، عشية مغادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بيروت إلى نيويورك، للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة وإلقاء كلمة لبنان، شهد قصر بعبدا لقاءً بقي بعيداً من الإعلام خصوصاً أنَّ رئيس الجمهورية نادراً ما يجري اجتماعات مسائية.

عند الساعة الرابعة بعد الظهر وصل موكب الرئيس المكلَّف سعد الحريري إلى محاذاة منزل الرئيس الراحل الياس الهراوي في اليرزة، وهو يقع عند الطريق الشرقية المؤدية إلى القصر الجمهوري، ساد الإعتقاد للوهلة الأولى بأنَّ الرئيس المكلف في زيارة لمنزل الرئيس الهراوي. ما هي إلا دقائق حتى تحركت سيارة واحدة من الموكب واتجهت نزولاً إلى القصر الجمهوري، حيث كان رئيس الجمهورية ومعه الوزير جبران باسيل في انتظار الرئيس المكلف.

لم يتسرَّب شيء عن "اللقاء السري"، وهو في الأصل لم يُسرَّب إلى الإعلام إلا صباح أول من أمس الخميس. للأمانة والدقة الصحافيتين، كنَّا على عِلم بحدوث اللقاء منذ لحظة انطلاق سيارة واحدة من الموكب في اتجاه القصر الجمهوري، لكن آثرنا عدم الكتابة عنه لأنَّ المعنيين به لم يُخرجوه من النطاق السري إلى الحيز الإعلامي، لكن طالما أنَّ الموضوع خرج إلى العلن، فقد بات بالإمكان الحديث عنه. أراد الرئيس سعد الحريري أن يتمنَّى سفراً موفقاً لرئيس الجمهورية وأن يبقى التواصل قائماً بينهما، كانت هناك جملة من الطروحات التي بالإمكان مناقشتها، حصل هذا الأمر في أكثر من مرة، ولكن علناً، أما ما دفع إلى "سريَّة اللقاء" فهو أنَّ لا تشكيلة جاهزة أو ناضجة ليكون بالإمكان تقديمها وليكون بالإمكان الخروج بها إلى العلن. وبين الزيارة السرية ومغادرة الرئيس عون، ثم العودة من نيويورك، حصلت اجتماعات متلاحقة وصدرت مواقف بارزة، لكنها كلها لم ترقَ إلى بلوغ عتبة نضوج التشكيلة النهائية. لكن المعطى الجديد الذي طرأ على موضوع التشكيلة الحكومية هو موقف جديد لرئيس الجمهورية يقول فيه: "هناك نوعان من الحكومات، حكومة إتحاد وطني ائتلافية أو حكومة أكثرية، وإذا لم نتمكّن من تأليف حكومة ائتلافية، فلتؤلّف عندها حكومة وفقاً للقواعد المعمول بها، ومن لا يريد المشاركة، يخرج منها". رئيس الجمهورية يقول في هذا السياق: "مَن يريد تأليف حكومة يستطيع تأليفها وفقاً لقناعاته والمقاييس والمعايير المتماثلة لقانون النسبية. وإذا استمر البعض في الرفض تارةً والقبول طوراً، فلتؤلف وفقاً للقناعات وإذا شاءت أطراف عدم المشاركة، فلتخرج منها، أنا رئيس للجمهورية ولا يمكنني الخروج من الحكومة، لكن قد تخرج الأحزاب التي تؤيدني منها". هذا الطرح من شأنه أن يعيد خلط أوراق التشكيل، لكن ليست المرة الأولى التي تُخلَط فيها الأوراق، فهل نحن أمام مرحلة جديدة من المناورات؟

أم أنَّ الأمور "استوَت" مع انتهاء الشهر الرابع على التكليف والدخول في الشهر الخامس؟

 

الخطف ينشط في البقاع وضغوط على العائلات لعدم تقديم دعاوى

سناء الجاك/الشرق الأوسط/29 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67764/%d8%b3%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%81-%d9%8a%d9%86%d8%b4%d8%b7-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%82%d8%a7%d8%b9-%d9%88%d8%b6%d8%ba%d9%88%d8%b7-%d8%b9/

تشير «الدولية للمعلومات» إلى أنه منذ بداية عام 2011 وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، شهد لبنان 25 عملية خطف للمطالبة بفدية مالية، تم في معظم الأحيان تخفيضها، وفي أحيان نادرة جداً تم إطلاق المخطوف من دون دفع أي فدية نتيجة الضغوط والتدخلات الحزبية والسياسية؛ ما يشير بوضوح إلى معرفة الجهات الخاطفة المحددة بالأسماء والمناطق، ويثير الكثير من الاستغراب حول امتناع أو عدم تمكن القوى الأمنية من توقيفها وسوقها أمام القضاء، والاكتفاء بتوقيف بعض العناصر المنفذة الصغيرة، بينما تبقى الرؤوس الكبيرة خارج الملاحقة، والأمر «الإيجابي» في جميع عمليات الخطف أنه لم يتم قتل المخطوف. ويذكر أحد فعاليات الهرمل أن «من يخطف معروف بالاسم. وهو غالباً ما يحصل على الفدية والأجهزة الأمنية لا تفعل شيئا».ً ويروي أنه تم خطف رجل أعمال كبير في العمر في شتورا، أحد المتهمين بالخطف من قريتي. حضر مسؤول من الشرطة القضائية وتحدث إلي. كان متحمساً. وصف العمل بالإجرامي مصراً على تنفيذ العدالة. نصحته بأن يتروى لأن اللعبة أكبر منه. والهدف من إرساله هو تحريك المفاوضات لتحديد الفدية، ليتم الاتفاق، فيندفع أهل المخطوف. ويبقى الخاطف حراً. وهذا ما حصل».

مايا الشل عاشت تجربة خطف والدها الطبيب صالح الشل قبل عامين. والطبيب يملك مزرعة في تلال عمشكي المطلة على مدينة بعلبك، حيث يهتم بالأشجار ويعمل على سقايتها. وكان بعد الانتهاء من مرضاه يذهب إلى المزرعة ويعمل في الأرض، ويعود مساء إلى المنزل.

تروي مايا تفاصيل الخطف لـ«الشرق الأوسط»، فتقول «والدي كان يذهب إلى المزرعة ويعود منها في وقت محدد. لكنه تأخر ذات يوم، حاولنا محادثته. كان هاتفه مقفلاً. اتصلت بالناطور في المزرعة، فأجاب بأن والدي غادر في شاحنته الصغيرة مسرعاً باتجاه قرية الطيبة جنوباً، أي أنه غيّر طريقه ولم يتوجه إلى طريق المنزل. تعجبت لأن والدي لا يسرع وعلمت أن شيئاً ما غير سليم. انتظرنا 24 ساعة لتقديم بلاغ احتفاء».

تتابع مايا «اليوم التالي، تأكدنا من أن والدي تعرض إلى عملية خطف، توافد الأهالي للاطمئنان ومواكبة ما يجري معنا. أحد الأقرباء قال إن والدي مخطوف، مضيفاً أن لديه علاقات تسمح له بمتابعة القضية لمساعدتنا.

بالتزامن وخلال فترة قصيرة بدأنا نسمع إشاعات بأن والدي ضد (حزب الله) وأنه يطبب (دواعش) وأنه منهم، وأنه خطف لهذا السبب. وقال لنا القريب، المهم ألا يكون قد نقل إلى سوريا، حينها لا حول ولا قوة. كثرت الإشاعات، وترافقت مع تحرك شعبي قوي في بعلبك، وحملة مداهمات لرفع العتب في المنطقة».

في اليوم الرابع للاختطاف وُجدت شاحنة الطبيب محروقة. تقول مايا «أخذنا القريب إلى حيث السيارة ليلاً من دون وجود أي من القوى الأمنية في المكان. لم تظهر أي مؤشرات للسرقة، بدأنا نميل أكثر لكون الحادثة خطفاً وفدية. ثم اصطحبنا القريب إلى منزل مشبوه في قرية الطيبة. هناك أخبرنا صاحبه بأن والدنا بخير، وبأن علينا أن نطمئن ونهدأ. ثم اعتمد أسلوباً مبطناً من الضغط والتخويف بأن من خطفه يريد قتله. كان يحضّرنا نفسياً للقبول بدفع الفدية. وكان قلقنا فظيعاً؛ لذا عندما علمنا أنه مخطوف لقاء فدية شعرنا ببعض الراحة وترافقت الحادثة».

سؤال غير نظيف

وكان القريب قد سأل العائلة عن سندات تمليك الأراضي التي يملكها الطبيب المخطوف. تقول مايا «بدأت أشك بأمره، وتكرس الشك بعد أن أخذنا إلى المنزل المرتبط بالخاطفين، فأخبرت أبناء عمي بأنه شخص غير نظيف. طلبوا إلي أن أتروى لأن الهم الأساسي هو عودة والدي.

التطور الثاني حصل عندما أبلغنا هذا القريب بأن الخاطفين يطلبون 70 ألف دولار مقابل إطلاق سراح والدي، ولا يرضون بأن يخفضوا الفدية قرشاً واحداً، وأن حياة والدي معرّضة للخطر كل لحظة. بنتيجة المشاورات مع العائلة قررنا أن ندفع الفدية، فتسلمها القريب، الذي حملها برفقة ابن عمي إلى مكان التسليم. دخل القريب المكان، وأبقى ابن عمي خارجاً ينتظر. بالفعل بعد ذلك أطلق سراح والدي. تركوه قرب محطة وقود عند أحد مداخل بعلبك. بعد ذلك لامتنا الأجهزة الأمنية، وتحديداً فرع المعلومات؛ لأننا تصرفنا بهذا الشكل، مع أن أحداً لم يقدم لنا ما يساعدنا لمعرفة مصير والدي. وللتوضيح، الطريق التي خطف عليها والدي مراقبة من «حزب الله». وفي حين زارنا مسؤولون من حركة أمل وقدموا دعمهم المعنوي، إلا أن أحداً من مسؤولي الحزب في المنطقة لم يزرنا لا قبل إطلاق سراح والدي ولا بعده. ولدى سؤال الأجهزة الأمنية لهم عن حادثة الخطف قالوا إنهم لم يرصدوا أي سيارة.

وروى والدي لنا بعد إطلاق سراحه أن الخاطفين، وهما اثنان، هاجماه من الخلف وهو يتوجه إلى سيارته، أحدهما كان يحمل سكيناً، حاولا الإطباق عليه، لكنه قاومهما رغم أنه يبلغ 72 عاماً، حينها أطلق أحدهما النار بين قدميه، فاستسلم، عصبّا عينيه. وسمع أحدهما يقول للآخر، اتصل بفلان، ذاكراً اسم القريب. طلبوا في بداية الأمر 500 ألف دولار، قال لهم ليس لدي إلا الأرض، هنا تذكرت سؤال القريب عن السندات. والمفارقة أن والدي اتفق مع الخاطفَين في نهاية المفاوضات على دفع 50 ألف دولار؛ ما يعني أن القريب اختلس 20 ألف دولار من شركائه في الخطف، إضافة إلى حصته. بعد عودة والدي سليماً وتجميع المعلومات تماماً كما تجمع قطع البازل، قررنا رفع دعوى قضائية، وذهبنا إلى دائرة التحري في المنطقة. المسؤول هناك أخضعنا لمحاضرة عن دور المقاومة، معلناً بفخر أنه منتسب إليها. وذلك عندما قلنا له إن مكان الخطف خاضع لمراقبة «حزب الله». جراء موقفه هذا، قصدنا فرع المعلومات لنقدم الشكوى، وروينا ما جرى لنا في دائرة التحري مع رفضنا أن تدخل السياسة على قضية الخطف. لم يعجبني الأمر؛ إذ بدا أن تضاربا واضحاً بين فرع المعلومات ودائرة التحري. لكن بنتيجة تقديم والدي إفادته، تم توقيف القريب. هنا بدأت الضغوط من العائلة، البعض قال إنه تلقى تهديدات سينفذها المهددان إن نحن واصلنا الدعوى، وبعضهم الآخر تحدث عن عواقب الاستمرار بالدعوى على العائلة كلها ونحن مسلمون سنة في محيط شيعي، وفي أجواء ارتفاع منسوب اتهامات للسنة بالتعاطف مع «داعش» في المنطقة.

 

عرسال تستعيد أنفاسها بعد خروجها من ورطة حرب «داعش» و«النصرة» وأبناؤها بين فكّي كماشة بسبب عودة المخابرات السورية وتمدد «حزب الله»

سناء الجاك/الشرق الأوسط/29 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67764/%d8%b3%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%81-%d9%8a%d9%86%d8%b4%d8%b7-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%82%d8%a7%d8%b9-%d9%88%d8%b6%d8%ba%d9%88%d8%b7-%d8%b9/

تعلن صورة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الوصول إلى بلدة عرسال. هنا لا وجود لصور الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والخميني، ولافتات تحمل شعار «يا حسين»، التي ترافق زائر المنطقة من بعلبك إلى الهرمل على امتداد 38 كيلومتراً.

عدا صور الحريري، تشير إلى البلدة حدة الصعود عبر طرق يجتاحها الغبار، وسط جرود تحفرها المقالع والكسارات فهي ترتفع عن سطح البحر من 1400 إلى 2000 متر. يغلب التصحر على جغرافيتها ويسيطر الجفاف عليها، ما ينعكس على طبيعة أهلها، وطبيعة البناء العشوائي في وسط المدينة، الذي حولته حركة التجارة الناجمة عن وجود نحو مائة ألف نازح إلى أسواق شعبية بامتياز. يقول أحد العرساليين إن «انتشار محلات السوريين يجعلنا نحسب أننا في القلمون السورية».

البلدة تواصل استعادة أنفاسها بعد الأحداث التي عاشتها. ففي نهاية عام 2011 بدأ الحديث عن وجود لمقاتلي تنظيم «القاعدة» في عرسال البقاعية، من مصادر النظام السوري، وأيدها في ذلك الحين وزير الدفاع اللبناني آنذاك فايز غصن، في حين نفى ذلك في حينه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ووزير الداخلية مروان شربل. «آنذاك لم يكن قد تم اختراع (داعش) وجبهة النصرة»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط» أحد السكان. وقام الجيش السوري بقصف البلدة مراراً، بحجة وجود قوات من المعارضة انسحبت إلى البلدة بعد معارك القلمون، لكن القصف كان يطال بالدرجة الأولى اللاجئين السوريين، كما توغل الجيش السوري في البلدة لأكثر من مرة وقام بزرع عدة ألغام واشتبك مع الأهالي وقتل وقَبض على عدة مواطنين لبنانيين، مما دفع الجيش اللبناني إلى الرد وقصف مواقع الجيش السوري.

في أغسطس (آب) 2014 اندلعت المعركة، فقام مقاتلو «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» بالسيطرة على البلدة واقتحام فصيلة درك عرسال وأسر 22 من قوى الأمن الداخلي وعناصر الجيش اللبناني، مما دفع الجيش اللبناني إلى استقدام التعزيزات إلى محيط البلدة، وأدى إلى أن يرفع «حزب الله» جهوزيته في المناطق الجرودية القريبة من الجرود.

أما معركة تحرير الجرود فقد شنها «حزب الله» في يوليو (تموز) 2017 وأسفرت عن انسحاب «جبهة النصرة» وتأمين حافلات مكيفة لنقل عناصر «داعش»، ولكن من دون معركة فعلية، كما يقول «علي» من عرسال. ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «حضور (النصرة) كان أكبر من حضور (داعش) في البلدة. و(النصرة) خرجت بالاتفاق، ولم يسأل أحد كيف دخلت وكيف خرجت، في حين سُلِّط الضوء على خروج الدواعش. كلهم مخابرات من أبو مالك التلي إلى أبو العدس ومن أدخلهم إلينا أخرجهم بالحفظ والأمان...». أحد أبناء الهرمل، من خارج بيئة «حزب الله»، يؤكد أن «الكارثة التي لحقت بعرسال هي صنيعة الحزب. فالصواريخ التي كانت تُطلق على القرى كانت تطلق من جرودنا وليس من جرود عرسال، كانت تُرمى دائماً حيث لا سكان في خارج القرى. كان من المطلوب خلق جو عدائي وحقد وتجييش واستفزاز.

ويَعتبر العرساليون أن طابوراً خامساً وُلد فجأة في القرية. وهو لعب لعبة وسخة بين السوريين واللبنانيين. الشيخ مصطفى الحجيري المعروف بـ(أبو طاقية) تحول من سائق شاحنة إلى مليونير بين ليلة وضحاها، ومثله كثر. أصبح لدينا أثرياء حرب وأصبحنا تحت رحمة الفتنة الطائفية التي تخنقنا وتضعنا بين فكّي كماشة». بدوره، يتهم «علي» عناصر من «حزب الله» أيضاً بقتل خالد حميد، ما تسبب بفتنة ومعارك بين العرساليين والحزب. يروي: «سمعنا صوت رصاص. قال الشباب إن (حزب الله) هجم على القرية. واضح أنهم ثأروا منه فهو كان قد نفّذ عملية ضدهم في حمص وأوجعهم وقتل منهم من قتل. طلبوا رأسه، فتم غض النظر وسقطت ورقته. كان خارجاً إلى المسجد ليصلي. هجموا عليه ببدلات مدنية. لو أنه مطلوب كان يجب توقيفه وليس قتله بهذا الشكل. هجم الشباب واشتبكوا مع مطلقي النار. وبعد ذلك يقولون إن مخابرات الجيش هي التي قتلته. رئيس بلدية عرسال السابق علي الحجيري الملقب بـ(أبو عجينة) اتصل في حينه بمخابرات الجيش مستفسراً، فجاءه الرد بأنهم لم يرسلوا أحداً. يبدو أن الطاسة ضايعة. ومن ذهب ليتفرج على ما يجري قالوا إنه إرهابي. وألقوا القبض عليه».

يصر «علي» على أن «الحزب هو من ورَّط لبنان في الحرب السورية، إذ لم تكن لتفتح جبهات على الحدود اللبنانية لو لم يدخل الحزب بكل قواه العسكرية لينقذ نظام بشار الأسد، من دون أن يتوقف عند منسوب الحقد المرتفع الذي سبّبه بين اللبنانيين والسوريين من جهة وبين أهالي عرسال والقرى الشيعية المحيطة بالبلدة من جهة أخرى. وبعد انتهاء المعارك في عرسال تغيرت الأحوال، أصبح كل المتنفذين السوريين في عرسال مرتبطين بالنظام السوري. فقد عادت المخابرات السورية إلى البلدة. وسيطر الخوف على الجميع. أصبحنا نحسب حساب الكلمة التي نتلفظ بها».

ما يقوله «علي» لا يحتاج إلى أدلة، فالجلوس في ضيافة عائلة عرسالية يُظهر الصورة؛ ما إن يبدأ الأب في الكلام حتى تنهره الأم، وإذا استرسلت الأم يغضب الابن الأكبر المنتسب إلى الجيش اللبناني ليقاطعها بقوله: «نحن لم نرَ شيئاً»، أما إذا حاولت الأم نبذ النبرة المذهبية من حديثها، قد يهبّ ابنها الثاني وهو يحمل سبحة في يده، ليؤكد لها أن عناصر من «حزب الله» كانوا يغتالون من يزعجهم منتحلين صفة عسكرية في أحد الأجهزة الأمنية.

ويقول «أحمد» لـ«الشرق الأوسط»: «ما حصل أشبه بالفيلم الذي تم تدبيره، ليلبس ابن عرسال قميصاً ليس قميصه. مَن أدخل (حزب الله) ونظام الأسد إلينا من جديد؟ لماذا تدفق النازحون السوريون إلى بلدتنا دون غيرها؟ مَن فتح لهم الطريق من القلمون ومن القصير؟ مَن أخرج الدواعش عندما كان الجيش يريد أن يحاصرهم، لماذا هرّبوهم بالفانات المكيفة؟ أين الدولة اللبنانية؟ جبهة النصرة كانت تحصل على الطعام الطازج في المغاور. مَن كان يمرره لهم؟ الله العليم».

ويضيف: «أولادنا في الجيش اللبناني، مع هذا وضعونا بمواجهة آل النزال وآل حمية وتربطنا بهم مصاهرة (وهم من أبناء القرى الشيعية المحيطة بعرسال)، وقد أُعدم اثنان من أبناء هاتين العائلتين على يد جبهة النصرة و(داعش). والسبب هو أحداث الفتنة. أصبح هناك ثأر بين العشائر وأهل عرسال بعدما كنا كالأهل، علاقاتنا أخوية ويتزاوج بعضنا من بعض». ويؤكد «أحمد» أن «ابن عرسال مظلوم وأُهين كثيراً. صرنا إذا أردنا الانتقال في شوارع البلدة تستوقفنا الحواجز ويطلبون هوياتنا. صرنا منطقة عسكرية من دون أن نعرف، وُجِّهت الاتهامات إلى الأبرياء بأنهم إرهابيون وهم مسالمون. معروف من هم الإرهابيون أما الناس العاديون فلا علاقة لهم بالإرهاب».

تقول «فريال»: «خطفوا ابني لأنه من عرسال، ودفعنا فدية ليطلقوا سراحه. وهم يتغنون بالانتصار على الإرهاب. اخترعوا عدواً ليخترعوا الانتصار. صرنا نخاف أن نقول: إننا من عرسال، تهجّرنا إلى تعلبايا. خرّبوا كل شيء. صار أزواجنا وأولادنا بلا عمل، لا نستطيع الوصول إلى بساتيننا في الجرود. لم يعد لابن عرسال إلا رب العالمين. أكثر من نصف بساتين الكرز جفّ، وقصّوا الشجر ليتدفأوا بخشبه. أكثر من ذلك لا ماء ولا كهرباء ولا شبكات للصرف الصحي في البلدة».

يصر «أحمد» على أن «هناك من تم توظيفهم ليبتزّونا ويهددونا بالدواعش وجبهة النصرة، فرضوا علينا الخوات. واليوم مع عودة المخابرات السورية إلى القرية هناك من يهددنا مستقوياً بهذه المخابرات. هددوا صاحب فرن ليدفع خوة وعندما رفض ألقوا قنبلة على فرنه. ثم أتى من يدّعي أنه وسيط ليرغمه على دفع الخوة حفاظاً على حياته وحياة عائلته». «فريال» تحلم بعودة النازحين إلى بلدهم. تقول: «النظام السوري أخذ منا كل شيء. ومع هذا فتحنا بيوتنا للنازحين، لكن بعد كل ما جرى، الله يسعدهم ويبعدهم. لكن هناك من يريد لهم أن يبقوا لأنه يسترزق على ظهرهم، لو يقطعون المساعدات التي يسرقها كبار المستفيدين بينما لا يستفيد المستحقون إلا بنسبة قليلة، ربما يبدأ البحث الجدي بعودتهم إلى بلدهم. حالياً النساء والأطفال والمسنون يعودون، أما الشباب فيبقون خوفاً من التجنيد الإلزامي، أو لأن العمل هنا له مردود أكبر منه في سوريا، لكن هناك من النازحين من ندم على مغادرة أرضه وهو يلعن من شجعه على النزوح». يعلق الابن: «صعب أن يغادر السوريون، هم يعملون طول النهار تحت حرارة الشمس مقابل نحو 15 دولاراً». عدد سكان عرسال 50 ألفاً ومَن غادر بسبب الأحداث عاد. والعرسالي لا يحب أن يترك أرضه ولا يفكر بالاغتراب ليعمل. أقصى أمنيته أن يلتحق بمؤسسات الدولة، وتحديداً الأمنية منها. هو ابن دولة بامتياز. لا ينكر العرساليون أن النزوح السوري أنعش الاقتصاد في بداياته. فقد نشطت حركة البناء لتأجير المنازل للسوريين النازحين، كذلك انتشرت محلات الهواتف الخلوية والإنترنت، ومتاجر الألبسة والمواد الغذائية التي يأتي معظمها تهريباً من سوريا. يبيعونها بأسعار منخفضة، والأمر يخفف عنا كاهل ارتفاع الأسعار، من جهة، لكنه يقطع رزق تجار البلدة من جهة أخرى.

 

الشرق الأوسط» في بعلبك ـ الهرمل: غياب الدولة تعوضه «الدويلة» والمقاتلون العائدون من سوريا في منازلهم يقبضون «نصف راتب»

 سناء الجاك/الشرق الأوسط/29 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67764/%d8%b3%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%81-%d9%8a%d9%86%d8%b4%d8%b7-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%82%d8%a7%d8%b9-%d9%88%d8%b6%d8%ba%d9%88%d8%b7-%d8%b9/

يلجأ الأهالي في بعلبك - الهرمل إلى «التقية» خلال حديثهم إلى الإعلام، سواء كانوا من بيئة «حزب الله»، أو «حركة أمل»، أو من خارجها، أو كانوا حياديين لا يهتمون إلا بشؤونهم بعيداً عن الهموم السياسية. يتلفتون حولهم، يخفضون أصواتهم، أو قد ينتقلون من طاولة إلى أخرى في المقهى تجنباً لمسترقي السمع، حيث التقت «الشرق الأوسط» ببعضهم، خلال جولة ميدانية في البقاع الشمالي، لاستطلاع آرائهم بشأن القضايا التي ترتبط بمنطقتهم، سواء قضية «الطفار»، وهم المطلوبون بمذكرات توقيف، وقانون العفو الموجود اقتراح مشروعه على طاولة البحث التشريعي لإقراره وفي عناوين الخطابات الهادفة إلى إعادة ترميم العلاقة بين الثنائي الشيعي وأهالي المنطقة. قلة نادرة من الذين تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» توافق على كشف هويتها الحقيقية. الرقابة الذاتية لها الأولوية. الغالبية تشدد على عبارة «من دون ذكر الأسماء» عندما تكشف عما يعايشه أبناء هذه المنطقة اللبنانية المهملة من السلطات الرسمية ومنذ استقلال لبنان عام 1943. والواقعة

تحت سيطرة اللاقانون، والمصنفة «خزان المقاومة» لـ«حزب الله». بالتالي أسماء من تحدثوا مستعارة وغير صحيحة.

حصيلة الجولة الميدانية تؤدي إلى الاستنتاج أن الأسلوب المعتمد هو ذاته، سواء لجهة فرض الخوات في بعلبك أو في عرسال، أو للخطف مقابل الفدية، أو لتصفية الحسابات مع من تسقط ورقته أو مع من يشكل اعتقاله تهديداً لمن كان يؤمن الغطاء له من كبار تجار المخدرات أو صغارهم، أو لتمرير مخطط بعينه كما جرى في عرسال، أو لقمع المتمردين على «بيئة المقاومة» والمفروض تأديبهم، بأيدي أشقائهم، تجنباً للمواجهات مع العشائر. ولا تنتهي الأمثلة الطالعة من معاناة منطقة مطلوب أن تبقى خارجة عن القانون، ليصار إلى استخدام من فيها عندما تدعو الحاجة وفق المخططات المطلوبة لمشروعات قوى الأمر الواقع، وبالتعاون مع مسؤولين في أجهزة أمنية، كما كان قد كشف النائب جميل السيد في تصريح له عن تورط أمنيين مع العصابات، أو كما يؤكد عدد كبير ممن حاورتهم «الشرق الأوسط» خلال جولتها.

كذلك بينت الجولة الكم الهائل من الإهمال والحرمان في المنطقة، سواء لجهة البنى التحية من ماء وكهرباء وطرق وما إلى ذلك، مقارنة بالمناطق الأخرى، وبالجنوب اللبناني تحديداً، كما يثير بعض المسؤولين ومعظم الأهالي، وارتفاع نسبة الانفلات الأمني كلما ابتعدنا عن بعلبك، حيث الحضور الكثيف للجيش اللبناني بموجب خطة أمنية بدأ تنفيذها بعد مرحلة دامية من الفوضى أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا نتيجة استخدام السلاح المتفلت.

لكن المفارقة في أن أحد حواجز الجيش، ينسحب عناصره مساء، ليحل مكانهم عناصر من «حزب الله»، ويقطعون الطريق في الاتجاهين، خلال إحياء مراسم عاشوراء في إحدى الحسينيات وسط بعلبك.

السلاح غير الظاهر في الشوارع، يطل وبكثافة في قرى قريبة، سواء كان للأمن الذاتي لبعض الشخصيات، أو لمواكب شخصيات أخرى يعرفها أبناء المنطقة، وغالبيتها لكبار تجار المخدرات، كما يقولون.

حقول حشيشة الكيف بدأ محصولها يميل إلى الاحمرار، وحان أوان القطاف. لذا يبدو مألوفاً وعادياً مشهد أم وأولادها يجنون المحصول، يخلصون الأوراق من جذوعها، ويقطعونها بسكاكينهم، غير عابئين بالعابرين. لكن حذار من الاقتراب إلى حد يشعرهم بالانزعاج من النظرات الفضولية. عادة، الحشيشة للتصدير وليست للاستهلاك المحلي، أهل بعلبك الهرمل لا يدمنون الحشيشة، هناك مشكلة تعاطي الحبوب المخدرة. لكنها تبقى أقل بكثير من تعاطي أهل المدن، وتحديداً بيروت.

يعتبر البعض أن تشريع الحشيشة ضد مصالح كبار التجار الذين يخافون أن يصبح العرض أكثر من الطلب وتنخفض الأسعار، لا سيما بعد الإكراميات بمنح الرخص للمؤيدين من أبناء المنطقة أو بدفع الرشاوى للغاية ذاتها.

انعدام الثقة بالدولة هو القاسم المشترك بين الجميع. والتمييز بين الدولة و«حزب الله» يخضع لوجهات نظر. فمن يؤيد الحزب يصر على اعتباره الخلاص الوحيد الذي يعوض غياب الدولة، من خلال الرواتب الثابتة لنحو 20 في المائة من أبناء بعلبك - الهرمل، إضافة إلى المساعدات ببطاقات التموين ومؤسسات الحزب الطبية والاجتماعية والتعليمية.

الحرب في سوريا شكلت مصدراً مالياً لعائلات كثر. لكن تجدر الإشارة إلى أن نسبة كبيرة من المقاتلين غير المتفرغين عادوا الشهر الماضي، هم يقبضون الآن نصف راتب ويبقون في بيوتهم إلى حين الحاجة إليهم.

ومن يخرج عن التأييد، ونسبتهم كبيرة، وإن كانوا نخبويين وغير قادرين على إحداث التغيير الذي يأملون أو يعملون له، يرى أن الحزب هو الدولة، أو أن الدولة في هذه المنطقة تحديداً ليست سوى ذراع من أذرع الحزب، ترتهن لسياساته وتنفذ أهدافه.

والحديث عن انحسار هيمنة الثنائية الشيعية، تراه الأكثرية حلماً بعيد المنال، فالانتخابات لم تفرز التغيير المطلوب، ما يدل على أن الكلام المتذمر لا ينعكس أفعالاً، كما أن الوضع الاقتصادي يحكم على أصحاب الدخل المحدود اللجوء إلى مؤسسات الحزب لتدبير أمورهم المعيشية، بالتالي التمرد والانقلاب على هذا الوضع، لا تزال دونه عقبات. كما أن اختراق الحزب العشائر والعائلات الكبيرة، وفق سياسة مستجدة، عبر تعيين «عشائريين» في مراكز قيادية، الأمر الذي لم يكن قائماً، أو عبر لجان الصلح التي تتولى حل النزاعات بين أبناء العشيرة الواحدة أو بين عشيرتين. أو عبر تسهيل هروب البعض إلى القصير في سوريا، حيث يسيطر الحزب وتعمل مؤسساته وكأنها في لبنان.

ويتحدث مرجع كبير معارض لـ«حزب الله» عن جرائم بالجملة وعن اختراق العشائر وعن وعن. ويصل بالمؤامرة إلى أن وجود الحزب ضرورة لقوى إقليمية ودولية لحماية أمن إسرائيل. ويحكي عن استخدام الأخ لتأديب أخيه إن حاول الخروج عن رضا الحزب.

فيما ترى قلة قليلة أن كرة الثلج بدأت تتدحرج، وبدأ العد العكسي لهيمنة «حزب الله» على المنطقة. فالإقبال على الانتخابات النيابية لم يكن على قدر طموح الحزب، وتحدي سيطرة الحزب في الانتخابات البلدية يرتفع منسوبه. ويروي هؤلاء أن «الحزب تكلف نحو مليون دولار في انتخابات بلدية بريتال (قضاء بعلبك)، للحؤول دون وصول معارضين له إلى المجلس البلدي. كما أن فوز الحزب جنب البلدة كارثة أمنية، فقد أعد عدته لتفجير الوضع إذا ما فاز منافسوه». ودائماً على ذمة الرواة.

وتبقى الملاحظة الأهم، والمتعلقة بموازين القوى بين طرفي الثنائي الشيعي. فالواضح ورغم اللافتات والصور المنتشرة على الطرق لحركة أمل ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أقام مهرجان إحياء ذكرى الأمام الصدر في بعلبك أواخر الشهر الماضي، أن حديث الناس ينحصر بالحزب إما سلباً أو إيجاباً، ليغيب حضور «حركة أمل» كقوة فاعلة على الأرض، إلا من خلال مؤسسات الدولة، وتحضر إيران من خلال صور مرشدها الروحي الأمام علي خامنئي أو من خلال لوحات زرقاء تشبه لوحات أسماء القرى، تملأ الزوايا على امتداد الطرق في الهرمل، وتحمل عبارة «الشعب الإيراني في خدمة الشعب اللبناني».

 

في الاتهام ونقضه!

علي نون/المستقبل/29 أيلول/18

يحقّ لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن يردّ فوراً على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وينفي تماماً أن تكون طهران تملك مخازن سرّية تخفي فيها مواد نووية.. لكن لم يكلّف أحد نفسه في قيادة "حزب الله" لنفي ما أورده نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة عن مواقع في بيروت "لبناء الصواريخ"! يُفهم أن يتحسّب الحزب للأفخاخ الإسرائيلية وأن لا يردّ على كل إتهام يوجّه إليه.. وهو في كل حال مارَس هذا الأداء منذ بداياته وأثناء المواجهات المفتوحة في المنطقة الجنوبية التي كانت محتلّة. ودأب على عدم التورّط لا في النفي ولا في التأكيد. وتكتيكه بهذا المعنى نجح في إبقاء الإبهام والالتباس والتخمين وضرب الأخماس بالأسداس في شأن "عدد" الصواريخ التي صارت في حوزته.. وكانت فلتة محسوبة قولة الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله في واحدة من طلاّته الأخيرة، أن حزبه يملك "صواريخ دقيقة" علماً أن هذا الإفصاح يمكن وضعه في سياقه السوري أكثر من اللبناني أو الحزبي. أي أن نصرالله يقول للإسرائيليين أن غاراتهم الجوّية المتكرّرة والعنيفة على مواقع ومخازن وقوافل في الداخل السوري تحت حجّة منع انتقال أسلحة "متطورة" إلى لبنان، لم تنفع في منع ذلك التطوّر من الحصول.. والدليل هو أن الأمين العام بنفسه يؤكد ذلك!

على أن المستجدّ الراهن لا يتّصل بالحساسية الأمنية والعوالم السفلية للمواجهة مع الإسرائيليين، بل بشيء آخر مختلف تماماً ولا يلحظه "حزب الله" في أدائه برغم أن وزيراً مثل جواد ظريف يلحظه فوراً.. وذلك "الشيء" يتصل بالناس والاستراتيجيات الضامنة للأمن القومي أو المشكّلة له: الوزير الإيراني ينفي الاتهام الإسرائيلي "النووي" من زاوية التزامه التام بالمصلحة الإيرانية العليا. ويعرف أن حساسية الأمر أبعد من مطوّلات التعبئة والاستنفار والنزال، بحيث أنّ طهران تخوض حرباً سياسية وديبلوماسية واسعة النطاق لتأكيد "صدقية" التزامها الاتفاق النووي الموقّع مع الدول الخمس الكبرى وألمانيا، والذي انسحبت منه واشنطن. الأمر السهل في الأدلجة والكلام الفاضي والفارغ هو أن "تصمت" طهران أمام الاتهام الذي أطلقه نتنياهو. أو أن تعتبر ذلك الاتهام علامة إيجابية في صالحها طالما أنه يأتي من "زعيم صهيوني" عتعيت ومتطرّف! لكن مقتضيات المعركة الراهنة لتثبيت الالتزام بـ"الاتفاق النووي" اقتضت وتقتضي ملاقاة الاتهام بالنفي الفوري! وهذا له تتمة حتميّة. بمعنى أن المواقع التي قال نتنياهو أنها مخابئ سرّية حول طهران لتخزين المواد النووية، يمكن أن تفتح أمام المحققين الدوليين التابعين لمنظمة حظر الأسلحة النووية من أجل التحقق منها!

واللوجستيات ليست شغلتنا وإنما الإطار العام للموضوع. وهذا يدلّ على أنّ طهران تجيز لنفسها ما لا تجيزه لأتباعها. وتسعى إلى احتواء أي معطى قد يؤثر سلباً على مصالحها الذاتية و"أمنها القومي" واستقرارها الداخلي بالطرق التي تراها مناسبة وعملية وخارج منظومة الأدلجة الجهادية برمّتها! في حين أن ملحقاتها وأتباعها في مكان آخر! يمكن بهذا المعنى المباشر أن يُطرق الموضوع الخاص باتهام "حزب الله" بإنشاء مصانع صواريخ داخل أو في جوار الأحياء السكنية في بيروت وضاحيتها من زاوية مباشرة تتصل بالبعد المدني بشراً وحجراً. وفي هذه "اللعبة" الدقيقة والخطيرة ليس المطلوب التورّط في النفي أو التأكيد.. ولا كشف أسرار كبيرة وخطيرة، بل التصرف بمسؤولية تامة إزاء أمن البيئة المدنية المقصودة والمرفق الجوي الوحيد بين لبنان والعالم الذي هو "مطار رفيق الحريري الدولي"!

"لا تحتاج إسرائيل إلى ذرائع لشنّ اعتداءاتها" نظرية صحيحة لكنها نسبية. و"الخرائط" التي عرضها نتنياهو أمام العالم هي تنصّل مسبق (أو محاولة ذلك) من المسؤولية عن ارتكاب مجزرة في حق اللبنانيين في أي حرب، أو معركة محتملة! وليس عيباً ولا نقيصة "جهادية" تسفيه الاتهام الإسرائيلي وإظهار مسؤولية ذاتية تجاه البيئة المدنية ومرافق الدولة وبُناها التحتية ومطارها الدولي والطرق الواصلة إليه.. ووضع المصلحة الوطنية العليا قبل مقتضيات "العمل المقاوم" أقلّه في هذه الجزئية الخطيرة!..

 

أكرم شهيّب رقم صعب في الرقص مع شياطين لبنان وملائكته

صلاح تقي الدين/العرب/30 أيلول/18

شكّلت الأزمة الأخيرة التي عصفت بطائفة الموحدين الدروز في لبنان نتيجة مقتل الشاب علاء أبي فرج في مدينة الشويفات الساحلية على يد المرافق الأمني للنائب طلال أرسلان، فسحة إضافية للأخير ليصّب جام غضبه مجددا على من يسميه “نائب الصدفة” أكرم شهيب.

غير أن الواقع يشي بأن شهّيب قد يكون في الواقع شوكة في خاصرة أرسلان، فقد تمكّن منذ ترشّحه إلى الانتخابات النيابية في دائرة عاليه للمرة الأولى في العام 1992، وخلال كل دورة انتخابية لاحقة، من الفوز بأصوات تفوق بأضعاف نسبة أصوات من يفترض أنه حامل لواء زعامة “اليزبكيين” التاريخية، ما جعله رقما صعبا في خيارات وليد جنبلاط الانتخابية. ولعلّ الشعور بالمرارة يكبر لدى أرسلان نتيجة انتماء عائلة شهيب تاريخيا إلى الجناح “اليزبكي” لدى الدروز، غير أن شهيب الذي انتمى باكرا إلى “الحزب التقدمي الاشتراكي” خاض في صفوف الحزب نضالا بدأه مقاتلا مع رفاقه من أبناء المدينة والمنطقة خلال الحرب الأهلية السيئة الذكر، ثم مسؤولا سياسيا مقربا من جنبلاط، تمكّن بعدها بسبب تواضعه و”شعبيته” من “جذب” معظم أبناء عائلته إلى الجناح “الجنبلاطي” في الطائفة. شهيب من مواليد العام 1947 ويحمل ماجيستير في التاريخ بدأ حياته استاذا للمادة في مطلع السبعينات من القرن الماضي قبل أن تلفح الحرب الأهلية منطقة الجبل. فانخرط مثله مثل سائر أبناء المنطقة في هذه الحرب دفاعا عن “القضية”.  في هذا الإطار يقول شهيب لـ”العرب” إن “انخراطنا في الحرب كان دفاعا عن قضية لبنان من وجهة نظرنا كما كان الفريق الآخر يدافع عن القضية نفسها لكن من منظاره هو”.

مع الحريري الأب بشغف

شعور بالمرارة يكبر لدى طلال أرسلان نتيجة انتماء عائلة أكرم شهيب تاريخيا إلى الجناح "اليزبكي" لدى الدروزشعور بالمرارة يكبر لدى طلال أرسلان نتيجة انتماء عائلة أكرم شهيب تاريخيا إلى الجناح "اليزبكي" لدى الدروز غير أن شهيب انتقل من “العسكرة” إلى السياسة في العام 1984 عندما طلب منه جنبلاط الانتقال إلى دمشق لترؤس مكتب “الحزب التقدمي الاشتراكي” في العاصمة السورية، فبدأ فعليا مرحلة جديدة من نضاله حيث تعرّف إلى معظم القيادات السياسية وشارك في الاجتماعات التي كان يعقدها جنبلاط مع المسؤولين السوريين، وكانت نتيجتها أن اختاره رئيسه ليكون من ضمن الفريق الذي رافقه إلى مؤتمري جنيف ولوزان اللذين دعا إليهما الرئيس السابق أمين الجميل للبحث في إنهاء الحرب الأهلية، وهناك تعرّف شهيب إلى رفيق الحريري. ومع عودة الفرقاء إلى لبنان اختار جنبلاط شهيب ليكون مسؤولا عن مكتب “الحزب الاشتراكي” في بيروت، فكانت بداية بناء علاقة مباشرة ووطيدة مع الرئيس نبيه بري كرئيس لحركة “أمل” التي تقاسم “الاشتراكي” معها السيطرة على بيروت “الغربية” بعد خروج جيش الجميل منها وتصفية حركة “المرابطون” وعودة جيش الوصاية السوري إلى أحيائها. ومع اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية ونص في بنوده على استحداث مقاعد نيابية إضافية في مجلس النواب، اختير شهيّب ليكون نائبا معيّنا عن دائرة بيروت بعدما نقل المقعد الدرزي الإضافي الذي كان مخصصا لقضاء عاليه إلى العاصمة بيروت. وتجدر الإشارة إلى أن المقعد الدرزي الإضافي الذي كان قد تم الاتفاق في مجلس الوزراء على تخصيصه لقضاء عاليه على اعتبار أن في هذا القضاء يشكّل الدروز نسبة 52 بالمئة من السكان مقابل 48 بالمئة للمسيحيين، في الوقت الذي يوجد فيه للدروز مقعدان مقابل ثلاثة مقاعد للمسيحيين، قد تم إسقاطه في القانون الانتخابي بعد تدخل من الأميرة خولة أرسلان، والدة طلال، مع رئيس مجلس النواب في حينها الرئيس حسين الحسيني، لنقل المقعد الذي كان حكما سيؤول إلى من يسميّه جنبلاط، ولكي لا يتحكّم الأخير بالقرار الدرزي في القضاء الذي كان تاريخيا معقلا “لليزبكيين”. لكن جنبلاط الذي كان قد سمّى شهّيب لشغل هذا المقعد، أعلن في حينها أنه رغم نقل المقعد إلى بيروت إلا أن المرشح سيبقى نفسه، وهكذا كان.

لكن في العام 1992، وفي الانتخابات النيابية الأولى التي تجري بعد الطائف، ترشّح شهيب عن المقعد الدرزي في قضاء عاليه وحاز على 10 آلف صوت أكثر من الأصوات التي نالها أرسلان رغم ترشحهما على الائحة نفسها، ويستمر في شغل هذا المقعد منذ ذلك الحين.

وبعدما فاز في انتخابات العام 1996 عن دائرة عاليه، عيّن للمرة الأولى وزيرا للبيئة في حكومة الرئيس رفيق الحريري بين 7 أكتوبر 1996 و4 ديسمبر 1998، وفي هذه الحقيبة الوزارية بالذات، يقول شهيب لـ”العرب” إنه “تولاها بشغف انطلاقا من حبّه للطبيعة ورؤيته لبيئة نظيفة شبيهة بمحمية أرز الشوف التي أتولى نيابة رئاستها وأمارس في ربوعها رياضة المشي أسبوعيا”. ويضيف أنه حاول “الوقوف بوجه وحوش الكسارات والمرامل قدر الإمكان، لكن المعضلة الأكبر التي كانت تؤرقني في حينها هي مسألة النفايات التي كنت متيقنا أننا سنصل إلى أزمة كيفية التخلّص منها بعدما كانت التقارير التي تصلني تفيد بقرب وصول مكب الناعمة إلى طاقته الاستيعابية القصوى وعدم وجود خطة بديلة”. وتابع شهيّب اهتمامه بهذا الموضوع الشائك بسبب توليه رئاسة لجنة البيئة النيابية واستقطب خبراء بيئيين “غير سياسيين” للاطلاع على مشاريعهم للحلول، ثم بعد جميع هذه المشاريع تقدّم بخطة من جزأين؛ مؤقتة ومستدامة لحل أزمة النفايات، لكن “النفايات” السياسية حالت دون إقرارها واعتمادها.

وفي انتخابات العام 2000 التي أجريت بموجب قانون ضم قضاءي عاليه وبعبدا في دائرة انتخابية واحدة، فاز شهيب بالمقعد النيابي، غير أن ذلك العام شهد انعطافة في مسار كتلة “اللقاء الديمقراطي” التي يرأسها جنبلاط إذ بدأ بالتحول تدريجيا نحو

معارضة النظام الأمني السوري اللبناني الذي كان يهيمن على البلد في ظل عهد الرئيس السابق أميل لحود، ثم أطلق موقفه الشهير من مجلس النواب مطالبا بالانسحاب التدريجي للقوات السورية باتجاه البقاع تطبيقا لاتفاق الطائف، ملاقيا بذلك موقف المطارنة الموارنة الشهير ولقاء “قرنة شهوان” المعارض. شهيب الذي خاض غمار الحرب الأهلية يقول لـ"العرب" إن "انخراطنا في الحرب كان دفاعا عن قضية لبنان من وجهة نظرنا"شهيب الذي خاض غمار الحرب الأهلية يقول لـ"العرب" إن "انخراطنا في الحرب كان دفاعا عن قضية لبنان من وجهة نظرنا"

كان شهّيب من بين الذين نشطوا إلى جانب جنبلاط في إتمام وإنجاز المصالحة الشهيرة التي تمت من خلال زيارة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير إلى المختارة، ودافع عنها ولا يزال من خلال الانفتاح على المكّون المسيحي “الشريك في الجبل”، حيث تولّى ولا يزال إلى غاية اليوم، ملف العلاقات مع “القوات اللبنانية” ورئيسها سمير جعجع الذي يلتقيه بانتظام. ولم تكن تلك المرحلة لتمر بهدوء وخصوصا بعدما بدأت ملامح سعي الرئيس لحود إلى التمديد مدعوما من النظام السوري، فكان الاجتماع الشهير للمجلس النيابي الذي أقر التمديد للرئيس لحود في العام 2004 في حين كان شهيب من ضمن “لائحة الشرف” التي لم تصوت لصالح التمديد، فبدأت الظروف الأمنية تشتد على كل أعضاء اللقاء الديمقراطي وفي مقدمهم شهيب الذي كان صوته معارضا للحود مدويا.

في السجن تحت التهديد

وبعد اغتيال الحريري تصاعدت حدة المعارضة بوجه نظام الوصاية السوري وكان شهيب يعتبر أحد صقور فريق 14 آذار. يقول لـ”العرب” عن تلك المرحلة  “لا أنسى تلك الفترة التي اضطررنا خلالها إلى الإقامة في فندق الفينيسيا كما لو كنا داخل سجن. فالخطر الأمني كان يلاحقنا وتم اغتيال مجموعة من رفاقنا سقطوا أمامنا الواحد تلو الآخر، ونحن ننتظر متى يحين دورنا. لكن إرادة الصمود كانت أقوى”. وبعد الانتخابات النيابية التي جرت في العام 2005، فاز شهيب إلى جانب زميله السابق والحالي فيصل الصايغ عن المقعدين الدرزيين في دائرة عاليه، في رسالة صارخة أرسلها جنبلاط إلى أرسلان الذي كان من مؤيدي لحود والنظام الأمني السوري، فجاءت أرقام شهيّب الانتخابية لتؤكّد المؤكّد؛ لولا سماحة جنبلاط مع أرسلان، لتكرّرت النتيجة في كل دورة انتخابية: شهيب هو الرقم الصعب في عاليه. لكن الفترة الرئاسية “الممدة” للحود انتهت، ولم يتمكن المجلس النيابي من الانعقاد لانتخاب خلف له، وكادت الأحوال الأمنية تتدهور في ظل المواقف المتشجنة من قبل مختلف الفرقاء السياسيين، فكانت دعوة فرنسية إلى عقد مؤتمر للحوار في ضاحية “سان كلو” الباريسية، فشارك شهيب فيها إلى جانب الوزير مروان حمادة ممثلين لرئيس اللقاء الديمقراطي في محاولة للوصول إلى تفاهم ينهي الفراغ الرئاسي ويفضي إلى انتخاب رئيس جديد. غير أن الرياح لم تجر كما اشتهت السفن الفرنسية، فعاد الوضع إلى التأزم مع بقاء حكومة الرئيس فؤاد السنيورة المحاصرة في السراي الحكومي من أنصار فريق الثامن من آذار بقيادة “حزب الله” وكان أثناءها شهيّب يزور من حين إلى آخر السنيورة في السراي موفدا من جنبلاط “لشد أزره ودعمه في الصمود”.

غزو حزب الله لبيروت

وقعت أحداث 7 و11 أيار في العام 2008 التي نجح فيها “حزب الله” في السيطرة على العاصمة بيروت، لكنه عجز عن استكمال حملته باتجاه الجبل، وبطبيعة الحال كانت منطقة عاليه محورا رئيسيا في مواجهة قوات الحزب، وبطبيعة الحال كان أكرم شهيب في القيادة مجددا. وبعد مؤتمر “الدوحة” الذي انعقد بعدما لاحت ملامح الحرب الأهلية مجددا أمام اللبنانيين، تم انتخاب الرئيس العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وعادت الحياة النيابية لتنتعش مجددا ولعب شهيب دوره الطبيعي كرئيس للجنة البيئة في دفع القوى السياسية نحو تبني مشروع لحل أزمة النفايات “الآتية لا محالة” لكن السمسرات وتضارب مصالح حيتان المال حالت دون ذلك. شهيب ينتظر اليوم تشكيل الحكومة العتيدة التي رشّحه جنبلاط لتولي إحدى الحقائب الدرزية الثلاث فيها التي يطالب بهاشهيب ينتظر اليوم تشكيل الحكومة العتيدة التي رشّحه جنبلاط لتولي إحدى الحقائب الدرزية الثلاث فيها التي يطالب بها وفي الحكومة الأولى التي ألّفها الرئيس سعد الحريري، عيّن شهيب وزيرا للمهجرين، لإدارة الملف الذي كان عايشه في يومياته منذ مطلع الحرب الأهلية وبعد نهايتها، فرعى العديد من المصالحات في قرى الجبل، وساهم في إقفال بعض ملفات التعويضات العالقة، لكن عمله في الحكومة لم يكتمل بعدما مارس فريق التيار الوطني الحر بقيادة رئيسه الوزير جبران باسيل لعبة “الاستقالة” من الحكومة مع الثالث الضامن ما أدى إلى دخول البلاد في أزمة سياسية جديدة. دخلت البلاد مجددا في الفراغ الرئاسي، لكن هذه المرة بوجود شهيّب كوزير للزراعة في الحكومة التي شكّلها الرئيس تمام سلام، فكان أحد “الرؤساء الـ24” في الحكومة وهو الوصف الذي أحب باسيل أن يطلقه عليها، حيث أنها توّلت مؤقتا صلاحيات رئيس الجمهورية “مجتمعة” إلى حين انتخاب رئيس جديد، وهو ما حصل في أكتوبر 2016 مع انتخاب الرئيس ميشال عون.

محاصرة المختارة

خاض شهيب انتخابات العام الحالي وفقا لقانون النسبية والصوت التفضيلي، وهو القانون الذي يصفه بأنه “قانون أغدر بأخيك أو قانون الخنجر المسموم”. ويقول شهّيب لـ”العرب” إن هذا القانون أقر وغايته الواضحة “تحجيم وليد جنبلاط ومحاصرة المختارة. ورغم مبادرة مدّ اليد التي أعلنها جنبلاط إلا أن باسيل رفض اليد الممدودة، وتحالف مع أرسلان وقوى أخرى في الجبل، بوجه لائحة المصالحة التي أعلنها جنبلاط مع القوات اللبنانية وتيار المستقبل وشخصيات مسيحية مستقلة”. ويضيف “الحادثة الأليمة التي وقعت في الشويفات زادت من الطين بلة، خصوصا أن القاتل هو من أقرب المقربين إلى أرسلان، وقد تم تهريبه إلى سوريا حيث ظهر مؤخرا برفقته، واستشرس أرسلان في هجومه علينا، خصوصا بعد تمسّك وليد بك بحقنا الطبيعي في التمثيل بثلاثة وزراء دروز في الحكومة العتيدة”. واللافت في نتائج الانتخابات أن شهّيب فاز بضعف عدد الأصوات التفضيلية التي حصل عليها أرسلان، وفي مسقط رأسه في مدينة الشويفات تحديدا، حيث حاول القاتل نفسه تحطيم صندوق الاقتراع لإلغاء النتائج بعدما كانت نسبة الاقتراع فيه تظهر بوضوح تفوّق شهيب عليه. واليوم، ينتظر شهيب تشكيل الحكومة العتيدة التي رشّحه جنبلاط لتولي إحدى الحقائب الدرزية الثلاث فيها التي يطالب بها، ما يزيد من امتعاض أرسلان وقلقه.

 

حادث الأحواز ليس مَنْ... لكن لماذا؟

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/29 أيلول/18

منظر القتل العشوائي منظر مقزز لأي إنسان سوي، والإرهاب مذموم في أي مكان وقع، وبأي شكل من الأشكال هو تجلى، منظر الهاربين من الرصاص في الأحواز الذي بُثّ على وسائل التواصل الاجتماعي، يثير كل مشاعر الإنسان السلبية، ليس فقط قتل الجنود الروس في نعشهم الطائر يستحق الإدانة؛ فهي حالة إنسانية بالضبط كحالة قتل السوري في المدن والقرى السورية لمدة ثماني سنوات بقنابل روسية وميليشيات إيرانية أو مؤجرة من إيران، تسقط سقوف المنازل على رؤوسهم، ويبحثون عن أطفالهم الرضع بين الركام والغبار المتطاير وينتشلونهم أشلاء، وبعضهم بالملايين يخاطرون في ترك بلدانهم عبوراً من البر إلى البحر الهائج، فراراً من قنابل ورصاص صُنعت في مكان ما في الأرض الإيرانية! أشكال الإرهاب كلها مدانة في الأحواز أو في غيرها، قتل فيها أشخاص أو آلاف من البشر. دفع رواتب «حزب الله»، والأحزاب المحاربة مع أو نيابة عن إيران في كل من سوريا والعراق واليمن هو أيضاً إرهاب، تستنزف إيران وتدفع من خزينة الشعوب الإيرانية لقتل الآخرين الأبرياء والآمنين، والجنرال الإيراني يظهر علناً في مناطق عربية متجولاً أيضاً شكل من أشكال الإرهاب، ولولا هذا الدعم لانتهت الحرب الأهلية في سوريا منذ زمن، وتغلبت مصالح كل السوريين على شهية بعضهم في الحكم والسلطة، ولولا الدعم الإيراني لأصبح في اليمن مدارس بدلاً من منصات صواريخ. ويحصل كثير من التابعين لإيران - منظمات وجماعات - على التدريب والتمويل من أجل أن يثخنوا في الجسم العربي الجراح العميقة، وفي الوقت نفسه تُستنزف ميزانية الجمهورية الإسلامية الشحيحة أصلاً والواقعة تحت حصار دولي، فينتج من كل ذلك عدم استقرار وعوز مزمن في الداخل الإيراني، مُشاهَد من سقوط العملة إلى شح المواد الأساسية، إلى انتشار الفساد والبطالة الذي يقابله القمع. وعلى سبيل تسويق المأساة داخلياً لكسب الرأي العام الداخلي، سارعت طهران باتهام دول خليجية بعينها، كما سارعت باتهام دول غربية وأوروبية بأنها خلف أحداث الأحواز الدامية، هنا الخطيئة التي تعيد ارتكابها طهران، كما ارتكبها عدد كبير من الدول القمعية، لوم الآخر والإصرار على عدم النظر إلى الأقرب، ودراسة الأسباب الحقيقية، باتهام الأبعد، وتسويق ذلك على الجمهور الإيراني والموالين لطهران. حقيقة الأمر، لو كان هناك عقل سياسي لا يقع تحت الحشد والتهويل والتضليل، لاعترف بأن هناك أخطاء مميتة في مسيرة النظام، هي التي تجعله، في الحالة الأحوازية، وفي غيرها، يُضيع البوصلة. فهناك في عربستان يقدر العرب الشيعة في الجنوب الإيراني (الأحواز) بما لا يقل عن 25 مليون نسمة تقريباً مهضومي الحقوق، حتى شيعيتهم لم تشفع لهم، وهناك عدد كبير من «الأقليات»، إن صح التعبير، بل إن العنصر الفارسي بحد ذاته هو أقلية من ضمن الأقليات، فشل النظام في الاعتراف بالتعددية العرقية والمكانية والمذهبية، وفشله الاقتصادي وتوفير حد أدنى من الحريات، وافتراضه أن صيغته فقط في الحكم هي التي يجب أن تسود، مع تدخل طويل مزمن ومكلف وعبثي في الجوارين الأدنى والأبعد، هو الذي يسبب تلك الشروخ في جسم الدولة الإيرانية «الإسلامية»، ويجعل من الأحداث السابقة، وحادث الأحواز وأحداث مماثلة في المستقبل قابلة للحدوث. هذا التجاهل جعل من النظام في طهران يستدعي ممثلي ثلاث دول غربية، هي الدنمارك وهولندا وإنجلترا للاحتجاج على سقف الحريات عندهم، على أساس أنها متاحة للمعارضة الإيرانية، لا أعرف لماذا استثنيت باريس! إلا بسبب الانتقائية التي هي الصفة الملاصقة للنظام، نسي أو تناسى من وجه اللوم في وجه ممثلي الدول الثلاث حقيقتين؛ الأولى أن هناك لدى دول كثيرة متحضرة حرية القول متاحة، مهما كانت ولأي سبب، والأخرى، وهي الأهم، أنه لولا حرية القول تلك، لما استطاع السيد الخميني أن يسجل على كاسيتات وهو في مقامه الفرنسي في نوفول لوشاتوه، تلك الرسائل الساخنة للشارع الإيراني التي حملت جميع من في الحكم الآن إلى السلطة، لم يتوقف مقدم الاحتجاج ليتذكر، أنه لو خضعت السلطات الغربية منذ أكثر من أربعين عاماً لاحتجاجات الشاه، في خفض سقف الحريات عندهم، وتسليم الخميني لسلطاته، كما يطلب الآن، لما كان هو في السلطة في ذلك المكتب المكيف في وزارة الخارجية الإيرانية اليوم!

صلب الإشكالية الإيرانية، أن النظام قد وضع نفسه في سكة مسدودة، هي استمرار الثورة وإخضاع البلد لكل متطلباتها، وتجاهل كامل لمتطلبات الدولة، على أمل أن يصبح الجوار، وبخاصة العربي خاضعاً لها، في محاولة غير معلنة لسيادة «العنصر الفارسي» القومي!، وقتها يتمتع الشعب الإيراني بالاستقرار والنماء كما يعدون. إنه بالضبط حلم إبليس في الجنة، واضح من العقبات التي تواجه النظام أن فشله مركّب في السقوط في غيبوبة الثورة، وعدم وجود آلية لصحوة «الدولة»، ولا يريد أن يفهم أن الخضوع في بعض الجوار ما هو إلا خضوع انتهازي في أغلبه. خذ مثلاً استمرار الحوثي في تجويع اليمنيين وسحق أطفالهم، وأخيراً تنظيم «جماعات تشبه الجستابو» في صنعاء لجر المخالفين إلى السجون والتعذيب، مثل هذه الممارسات لا يمكن أن تقدم للشعب اليمني المدرسة والمستوصف، وقبل ذلك الاستقرار! مثلها مثل ضبابية النظام السوري الذي أثخن شعباً بكامله بالبراميل المتفجرة، وترك ملايين الأطفال دون تعليم، وفتح سجوناً أكثر عدداً من المستشفيات، مهما طال به العهد فهو بالتأكيد مقاوم من جموع غفيرة من السوريين ومعه كل حلفائه. نظام البعث الأسدي لم يستطع أن يقدم شيئاً في الماضي، ولن يفعل ذلك في المستقبل، بل إن المشاهد أن روسيا الاتحادية تغرق في بحر من التورط السياسي والعسكري، كما غرقت سابقتها في أفغانستان، هذه المرة بشكل أكثر فداحة. أما وضع الإيراني في بغداد فالشواهد تبرز يومياً على رفض الشارع العراقي لذلك النفوذ، وهو رفض يتجاوز قشرة الانتماء الطائفي إلى لبّ الانتماء الوطني، وتجلى في حرق تلقائي لمبنى القنصلية مؤخراً في البصرة. أما العجز الكامل فصورته شاخصة في لبنان، حيث يتحكم «حزب الله» في مفاصل الدولة اللبنانية بقوة السلاح، ويفرض على آخرين تحالفاً في مجمله انتهازياً، وفي الوقت نفسه تتضخم هجرة اللبنانيين الأصحاء عقلاً، كما يغمس لبنان في غياهب الديون والبطالة والتلوث والفساد والنفايات، وتنظم فيه برعاية الحزب البلطجة! بيت القصيد أن المتسيدين في النظام الإيراني لا يريدون أن يروا أو يعترفوا بالفشل الواسع النطاق لمشروعهم، إن كان ثمناً مشروعاً، ولتلك العشوائية السياسية، وهم بالتالي يزحفون مع أخذهم من مشى معهم إلى الهاوية، والمزيد من الآلام والدم، في محاولة الإجابة الصعبة عن سؤال من فعل ذلك، بدلاً من السؤال المستحق لماذا تم فعل ذلك؟!

آخر الكلام: السيد حسن روحاني على منبر الأمم المتحدة «يشتكي» مما سماه «الإرهاب الاقتصادي» ويتجاهل بفوقية إرهاب البنادق والصواريخ الإيرانية على أرض العرب!

 

خطاب ترمب الأممي يرقى إلى مستوى إعلان المبادئ

إيلي ليك/الشرق الأوسط/29 أيلول/18

خطابات الأمم المتحدة الرائعة تعود مرة أخرى.

غالباً ما تُصوَّر سياسات الرئيس دونالد ترمب الخارجية ككتلة من التناقضات غير المفهومة؛ فهو يقاوم الحروب الغبية التي أشعلها بعض أسلافه من الرؤساء، غير أنه لم يسحب جندياً أميركياً واحداً من أفغانستان أو العراق أو سوريا حتى الآن. وتراه يسخر ويهدد ويتوعد زعيم كوريا الشمالية الاستبدادي المطلق، وذلك ليلتقي به في وقت لاحق في سنغافورة حيث جمعتهما قمة غاية في الترف والفخامة. ويتودد ترمب أيّما تودُّد إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وترى حكومته تبيع الأسلحة والعتاد لخصوم روسيا وأعدائها بل وتعاقب كبار المسؤولين الروس.

وهناك بعض الحقائق التي تؤيد هذه الانتقادات، غير أنها تفتقر إلى نقطة غاية في الأهمية. في حين أنه يصعب كثيراً القول بأن هناك مبدأ مفهوماً بشأن دونالد ترمب، فقد ظهرت تيمة موثقة تعبّر عن سياساته الخاصة، ألا وهي: السيادة الأميركية.

وكانت هذه هي فحوى خطاب الرئيس الأميركي الثلاثاء الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال ترمب في الخطاب: «إننا لن نسلم السيادة الأميركية أبداً إلى البيروقراطية العالمية غير المنتخبة وغير الخاضعة للمساءلة»، مشيراً إلى المحكمة الجنائية الدولية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة. وفي المقابل، تعهد الرئيس الأميركي باحترام حق كل دولة من الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة في متابعة عاداتها، وتقاليدها، ومعتقداتها، وفي الوقت نفسه لن تُملي على الولايات المتحدة كيفية العيش، أو العمل، أو العبادة. وحض الرئيس ترمب الزعماء والقادة المجتمعين على جعل بلدانهم عظيمة مرة أخرى.

وربما يبدو هذا الخطاب مألوفاً بدرجة من الدرجات، ولكنه يعد مختلفاً عن الماضي. فلقد تبنى رؤساء الولايات المتحدة السابقون، وبمستويات متباينة، منظمة الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الدولية على اعتبارها من الوسائل التي تمكّن الولايات المتحدة من صياغة المشهد العالمي كما يتبدى لها. أما الرئيس ترمب، على النقيض من ذلك، فإنه يرى النظام الدولي أداةً من أدوات تقييد السيادة الأميركية على المسرح العالمي.

لأجل ذلك، فقد شدد الرئيس ترمب في خطابه على كيفية رفض الإدارة الحالية ما يُسمى «الآيديولوجيا العولمية». ومن أبرز الأمثلة على ذلك انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015. ولم يصادق مجلس الشيوخ الأميركي على هذا الاتفاق ولم يعتبره معاهدة، ولم يصوّت عليه أي عضو من أعضاء الكونغرس الأميركي، ورغم ذلك حصل الرئيس باراك أوباما على قرار يدعم الاتفاق من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

وهناك أمثلة أخرى. فلقد أعلن الرئيس ترمب أن الولايات المتحدة لن تشارك في ميثاق الأمم المتحدة العالمي بشأن الهجرة. وتفاخر السيد ترمب بأن الولايات المتحدة قد انسحبت بالفعل من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بعدما رفض ممثلو الدول الأعضاء الآخرون الإصلاحات التي تقدمت بها الإدارة الأميركية في هذا الصدد. ولقد أشار الرئيس ترمب، وبشكل خاص، إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقلق الولايات المتحدة المعلن من تلك المحكمة ليس جديداً. ولم يحاول الرئيس جورج بوش الابن ولا الرئيس باراك أوباما التصديق على معاهدة روما التي تشكلت بموجبها هيئة ونظام تلك المحكمة. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، ذهب جون بولتون، مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية الحالية، إلى ما هو أبعد من ذلك بتعهده بفرض العقوبات على المحكمة الجنائية الدولية ومقاضاة المسؤولين فيها إذا ما شرعت في التحقيقات بشأن الولايات المتحدة أو حلفائها. كما أن لتأكيدات الرئيس ترمب مبدأ السيادة الأميركية تداعياتها المهمة على ملف التجارة الدولية. فلقد أشار في كلمته إلى منظمة التجارة العالمية والسماح للدول الأعضاء بالتلاعب بنظامها الأساسي لصالحهم من خلال المشاركة في إغراق المنتجات، وسرقات الملكية الفكرية (في إشارة واضحة وجليّة إلى الصين).

وبالنسبة إلى العديد من خبراء السياسات الخارجية، فإن حديث الرئيس دونالد ترمب عن السيادة الأميركية هو محض لغو وهراء. فلم تكن المؤسسات الدولية التي ساعدت الولايات المتحدة في إنشائها في أعقاب الحرب العالمية الثانية مصمَّمة فقط للحد من النزاعات، ودفع التجارة، وتعزيز الحريات، بل إنها تلاعبت بالنظام أيضاً خدمةً للمصالح الأميركية؛ إذ تملك الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) من بين خمس دول أخرى في مجلس الأمن الدولي. وهي تسيطر على أكبر حصة من الأصوات في صندوق النقد الدولي. ويوفر الجيش الأميركي الخدمات اللوجيستية، وسلاسل التوريد الموثوقة لعمليات حفظ السلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة. ومن شأن الرئيس البارع أن يحاول استغلال النظام لصالحه، بدلاً من رفضه بصورة فجة ومباشرة.

ربما لذلك، الكثير قد حدث في أماكن كثيرة من العالم، ومنذ التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة في مدينة سان فرانسيسكو قبل 73 عاماً. ولا يتعلق الأمر فقط بفشل الأمم المتحدة في منع اندلاع النزاعات بين الدول أو داخل الدول، بل يتعلق الأمر بأن الأمم المتحدة نفسها قد سمحت لأسوأ أعضاء المجموعة الدولية بارتكاب وقائع الفساد حيالها. ولهذا يشعر الكثيرون من أعضاء المنظمة الدولية بالخجل الشديد بعد أن اضطرت الأمم المتحدة إلى فتح ملفاتها بشأن برنامج «النفط مقابل الغذاء» العراقي، ولماذا عانت بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام من الفضائح الواحدة تلو الأخرى؟ الرئيس ترمب محقّ في نصف الأمر فقط: سوف تكون الولايات المتحدة في منتهى الحُمق والعبث إنْ سمحت للمحكمة الجنائية الدولية بالجلوس مجلس القاضي على جنود الولايات المتحدة. ويجب ألا تخضع الإجراءات العسكرية الأميركية لحق النقض (فيتو) من قبل الصين، أو فرنسا، أو روسيا، أو حتى المملكة المتحدة. ولكن، الخلل الهيكلي الذي تعاني منه منظمة الأمم المتحدة ليس التهديد المجرّد الذي تشكّله على سيادة الدول الأعضاء، بل إنه الاحترام والتعظيم الذي توليه لسيادة الدول الأعضاء المارقة على المسرح الدولي.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

ليس أدباً

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/29 أيلول/18

ظلّ الراحل جلال أمين طوال عمره في مربع الاعتراض. ليس أبداً من باب: خالف تُعرَف، وإنما لقناعته العلمية بأن الأكثرية ليست بالضرورة على حق في جميع الأحوال، ولأن الانقياد الفكري هو شطط فكري أيضاً. ومما يُذكَرُ له في هذا الباب، عندما حدثت موجة من المديح والإعجاب في مصر والعالم العربي بالقاص المغربي الشهير محمد شكري، وذهب البعض آنذاك إلى مقارنة بين شكري ورائع السودان الطيب صالح، ثار غضب الدكتور أمين على المادحين والممدوح، وكتب (1999) في «وجهات نظر» مستنكراً رواية «الخبز الحافي»، وامتداح رئيس تحرير المجلة سلامة أحمد سلامة لها، ودعوته إلى تدريسها في المنهاج التربوي. وقال إن ترجمة الكتاب إلى عدد من اللغات لا يبرئه من العيب، ولا يحوّل نقائصه الكثيرة إلى مزايا «بل نحن نعرف أن مثل هذه الكتب يمكن أن تباع منها ألوف كثيرة، وأن تترجم إلى لغات كثيرة». ورأى أن السبب في ذلك هو الإباحية الخشنة، وليس المستوى الروائي. واستغرب أن يُصنِّف مفكرون مثل الدكتور سعد الدين إبراهيم «الخبز الحافي» على أنه من الفنون والآداب الليبرالية، فهي ليست سوى عرضٍ حاد لطفولةٍ مليئةٍ بالشظف والعذاب والانفلات الأخلاقي. ويستخدم الدكتور أمين أوصافاً تتجاوز «البشاعة»، ليعبر عن امتعاضه من خلو الرواية من أي شعور بالندم، أو أي تراجعٍ عن حالةٍ مزريةٍ حفلت بالسلوك الوضيع معظم الأحيان. يفترض أن جلال أمين كان في الغالب مع حرية الرأي والأدب الطليعي والرواية الواقعية، لكنه وجد أن محمد شكري لا ينتمي إلى أي شيء من هذا، وأن أعماله خالية من أي إبداع سوى الرسم الفظ لطفولة مأساوية بين مقابر طنجة وعلى شواطئها. يشعر الدكتور أمين بصدمةٍ عميقةٍ من البرود الغريب الذي يقابل به محمد شكري البؤس الذي يتحدّث عنه أو يحاول وصفه، ويقول إن وصف البؤس عنده لا يجعل الرواية دفاعاً عن البائسين، بل هو ما إن يتحدثّ عن مشردةٍ (يستخدم تعبيراً آخر) حتى يبدأ في وصف جسدها. ويتحدّث عن ظلم والده وقسوته ومعاملته للعائلة على نحوٍ أشد قساوة من سلوك الأب، فهو لا يترك أمامه مجالاً لأي صفح، ولا يمنح هذا الصفح لأي من أشخاص الكتاب، بمن فيهم هو نفسه.

على أن الخطأ الأكبر بالنسبة إلى هذا الناقد الباحث أبداً عن الإنسان والأخلاقيات هو مقارنة «الخبز الحافي» بـ«موسم الهجرة إلى الشمال»؛ كان يمكن في أسوأ الحالات امتداح أدب محمد شكري من دون الجمع بينه وبين ألمعيات الطيب صالح. رحم الله الدكتور جلال أمين، لم يكن يرى إعوجاجاً إلا وحاول تقويمه.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي من مونتريال كندا: نرفض الثنائيات والمثالثة وكفى عقدا وآن الاوان لتشكيل الحكومة لان لبنان اصبح على شفير الهاوية

السبت 29 أيلول 2018 /وطنية - مونتريال - أقامت رعية مار مارون في مونتريال كندا حفل عشاء على شرف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والوفد المرافق في قاعة chateau royal - laval، شارك فيه رئيس الحكومة الكندية ممثلا بوزيرة السياحة والثقافة melanie joly، رئيس حكومة كيبيك ممثلا بوزير الصحة gaétan barette، كاردينال كيليك gerald cyprien lacrois، قنصل لبنان في مونتريال انطوان عيد، راعي ابرشية كندا المارونية المطران بول مروان تابت، ممثلون عن الطوائف والاحزاب اللبنانية في مونتريال وحشد من الفاعليات.

باسيل

بعد النشيدين اللبناني والكندي، اكد الدكتور فادي باسيل باسم ابناء الرعية "ان الجالية اللبنانية في كندا فخورة بصرح بطريركي جسد الدفاع عن لبنان"، معتبرا "ان المارونية ليست للتحدي والتناحر والتقاتل والتنافر، بل لتواكبها جحافل المؤمنين بلبنان وطن حرية وأمان وسلام، ولترافقها قوافل الناشدين بلد مساواة وعدالة واستقرار، ولتوافيها حشود الراغبين بأرض كرامة وتفهم وتفاهم، ولتقابلها وفود التواقين الى بقعة جناء يطيب فيها العيش المشترك والاحترام المتبادل".

جولي

بدورها، نوهت جولي بالجالية اللبنانية في كندا لاسيما الجالية المارونية، وبالانجازات التي حققتها، وبما يقوم به المطران تابت عل صعيد البشر والحجر، معربة عن فخرها بالجالية اللبنانية المارونية في كندا. ونقلت للحاضرين تحيات رئيس حكومة كندا، متمنية للجالية المارونية المزيد من التقدم والازدهار. واعربت عن سرورها للقاء الذي جمعها مع الرئيس ميشال عون خلال زيارته الى ارمينا. وختمت: "انا لست لبنانية بالدم لكنني لبنانية بالقلب".

باريت

بدوره، اعرب باريت عن سروره بالمشاركة في هذا الاحتفال، ناقلا للبطريرك الراعي والحاضرين تحيات رئيس وزراء كيبيك واعتذاره عن عدم الحضور، بسبب الانتخابات التي ستحصل الاثنين المقبل. واكد "ان الجالية المارونية اللبنانية في كيبيك جالية فعالة وتلعب دورها على الصعد كافة"، مشيرا الى "انها فخر لكيبيك". وتوجه الى الراعي، بالقول: "انت هنا في بيتك يا صاحب الغبطة وباسم رئيس الحكومة نتمنى النجاح لما تقومون به والنجاح للجالية المارونية هنا".

تابت

وشكر المطران تابت البطريرك الراعي على حضوره الى كندا، وكل الذين أسهموا في انجاح هذا الاحتفال، متحدثا عما تقوم به المطرانية من نشاطات، لاسيما مع الشباب الذين هم مستقبل الاوطان.

الراعي

ورد الراعي بكلمة قال فيها: "نحن نفاخر بان قيمة لبنان هي بالتعددية الثقافية والمذهبية والدينية التي تشكل الوحدة الوطنية، وهذا يقتضي بأن نرفض الثنائيات، لان كل ثنائية تكسر هذه الفسيفساء، كما اننا نرفض المثالثة التي يتكلم البعض عنها، لبنان هو ذاك النسر الذي شاهده حزقيال النبي منذ 500 سنة قبل المسيح، هذا النسر الذي بألف لون ولون فوق الجبال اللبنانية كان صورة الهية عن هذا الوطن الصغير، مطلوب منا المحافظة على هذه الرسالة التعددية الثقافية والدينية التي نبني منها وحدتنا الوطنية، وهذا الذي يجعل لبنان وطنا لا دين واحدا فيه ولا لونا او حزبا واحدا ولا رأيا واحدا، لكن هذه التعددية نبني من خلالها وحدتنا الوطنية". وأردف: "لذلك لا يمكننا ان نقبل بأي ثنائيات، لا يمكننا ان نقبل بهذه الاغنية التي ينشدها بعض السياسيين وبعض الفئات اي المثالثة لان هذا اذا ما حصل يعني اننا نقضي على لبنان".

وأضاف: "لا طلاق بين المسلمين والمسيحيين في لبنان الذين يشكلون هذا الوطن، واذا ما حصل ذلك يطير لبنان، فدعوتنا ان يبقى المسيحييون والمسلمون على تنوعنا، يعيشون سوية وهذا ما يجعل من لبنان هذا البلد كما قال عنه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني صغير بمساحته لكن كبيرا برسالته شرقا وغربا".  وقال: "نعم نمر في هذه الايام بظروف صعبة وهناك مشاكل سياسية واقتصادية، ولكن مشكلة اللبنانيين انهم بارعون وخبراء بخلق العقد وبفكها، يتسلون بها، استمررنا سنتين ونصف السنة في خلق العقد من دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، واليوم هناك عقد جديدة في عدم تأليف الحكومة، واذا بسحر ساحر تشكل الحكومة، فهذا لا يجوز". وتوجه الى المسؤولين، بالقول: "اتركوا لنا جمع العقد، واذهبوا فورا الى الحلول لانه في كل مرة تضعون عقدة تقضون على اللبنانيين وعلى حياتهم، وتجبرون خيرة شبابنا الى الهجرة".

ووجه الشكر الى ابناء الجالية "الذين يحملون هم لبنان في قلوبهم، والحفاظ على وجه لبنان في كندا وفي دعم اهلهم، ولكن علينا جميعا ان نتكاتف، مقيمين ومغتربين، لكي نحافظ على وجودنا في وطننا الام لبنان، لكي يبقى هذا اللبناني يضخ من عالم الانتشار، من حيويته وتقاليده التي تحملونها اينما كنتم وان قيمتها هي لبنان، وهذا يقتضي منا الصبر في انتظار ان تحل مشاكلنا". وجدد النداء الى المسؤولين في لبنان وبخاصة الى الجماعة السياسية والكتل والى رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية، وقال: "كفى عقدا، آن الاوان لتشكيل الحكومة لان لبنان لم يعد يحتمل لا اقتصاديا ولا ماليا، لانه اصبح على شفير الهاوية، لذلك ليس مسموحا لهم التسلية وكل واحد لديه مطالبه، فليس الوقت اليوم للمطالب بل الوقت الاساسي هو لحماية الوطن". وذكر بما اجاب البطريرك الحويك يوم ولادة لبنان الكبير عندما سئل عن طائفته، فقال لهم: "انا طائفتي اسمها لبنان"، معتبرا انه مع هذا الكلام بدأ وجه لبنان الحقيقي بأن الولاء للمواطنة اللبنانية هي الاساس، والولاءات لاي مذهب ودين وحزب يكون في الدرجة الثانية لكي يكون هذا الولاء للحزب او للدين او للطائفة من اجل المواطنة اللبنانية". واعتبر "ان مشكلتنا وأزمتنا الحقيقية اليوم بعدم تأليف حكومة حتى الان، واننا نضع الولاء للحزب والزعيم والمصالح في الاولوية ونضع جانبا الولاء للمواطنة"، داعيا المسؤولين الى "العودة الى الاصول فعندما نضع الولاء للمواطنة عندها تحل كل القضايا". واذ شدد على "ضرورة ان يكون في لبنان احزاب سياسية"، دعا كل الاحزاب اللبنانية الى "تنشئة مناصريها ومحازبيها على الولاء للوطن وليس فقط للحزب ولرئيسه"، معتبرا انه "عندما تكون التنشئة للوطن عندها نلتقي جميعا".

 

شهيب بعد لقائه جعجع: لا وجود لاي عقدة درزية الا عند بعض الرؤوس

السبت 29 أيلول 2018 /وطنية - التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، النائب أكرم شهيب موفدا من رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، في حضور وزير الإعلام ملحم الرياشي. وعقب اللقاء، أوضح شهيب في دردشة مع الصحافيين عما إذا كانت الزيارة من أجل تسهيل عقبات تأليف الحكومة أو إعادة تفعيل الحكومة المستقيلة، "إن الزيارة هي لخير البلد".  فعقب جعجع عليه قائلا: "هذا ما لا شك فيه". وعما إذا ما كانت العقدة الدرزية في تشكيل الحكومة تراوح مكانها، أكد شهيب أن "لا وجود لأي عقدة درزية إلا عند بعض الرؤوس".

 

المجلس الوطني لثورة الأرز: لخطة وطنية تدعم مقام رئاسة الجمهورية ورد الإعتبار لها

السبت 29 أيلول 2018 /وطنية - عقد "المجلس الوطني لثورة الأرز" الجبهة اللبنانية، إجتماعه الأسبوعي في مقره العام برئاسة أمينه العام ومشاركة أعضاء المكتب السياسي. واسف المجتمعون لأن "الدولة تحارب رجال الفكر والأكاديميين وتهاجم الصحافة ماليا وقضائيا"، واعتبروا ان كل هذه الأمور "تعبر عن وضع ميؤوس منه، وهو بالطبع إنهيار أسس المجتمع المدني بفعل نظام سياسي فاشل محصور بإتباع مصالح طائفية وإقطاعية على حساب مصلحة الدولة ومؤسساتها الشرعية والشعب اللبناني". واعتبروا ان "هذه الممارسة السياسية الفاشلة أدت إلى هجرة الشباب المثقف إلى الخارج، مقتنعين أن هناك فرصا للنجاح في الخارج بينما في الوطن لا فرص عمل ولا اعمال، بل بطالة وكذب ورياء وتهجير". واشاروا الى ان المجتمعين "يتحضرون لمواكبة المستقبل الآتي لأن لبنان يمتلك المواهب والكادرات الفاعلة المستقلة للتحرك نحو ممارسة سياسية فاعلة تعيد للدولة هيبتها وعزة نفسها وحضورها بين الأمم، ومن شان ذلك حماية الموارد الوطنية وتعزيزها، كل ذلك يحتاج إلى خطة وطنية تدعم مقام رئاسة الجمهورية التي غيبت منذ فترة وطال أمد غيابها، وأصبح لزاما على كل مواطن شريف رد الإعتبار لها".

واقترح المجتمعون أبوابا للخروج من المأزق منها: التجديد في ممارسة العمل السياسي من خلال دم جديد في الحياة السياسية أي التجديد الدائم في القيادات. إصدار قوانين تمنع إمكان التجديد للأشخاص أنفسهم في المواقع القيادية، تعميم فكرة النبل في ممارسة العمل السياسي لتتحول عملا وطنيا وليس عملا مصلحيا كما هو قائم اليوم. ممارسة العمل السياسي بتقية وتجرد والغاء الإستشراء والمحسوبيات، وتجنب غياب المحاسبة الحقيقية، وتنقية الدستور من شوائب مهمة وأساسية في أجواء علم وهدوء".

 

الموسوي دان حملات التجني بحق الرئيس ودعا إلى ملاحقة مفبركيها: لا طريق لحل مشكلة التشكيل إلا على غرار حل الشغور في موقع الرئاسة

السبت 29 أيلول 2018/وطنية - القى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي كلمة خلال احتفالين تأبينيين أقيما في حسينية بلدة الحلوسية وحسينية بلدة البازورية الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي، وجاء فيها: "إننا لم نكن يوما ولن نكون ممن يخضعون أمام التحديات أو ينهارون تحت الضغوط أو يستسلمون في المواجهات، فمنذ انطلاقتنا ونحن نواجه معارك وحروبا من أشكال شتى، ونحن اليوم بعدما تمكنا بنصر الله من أن نحقق هذا الانجاز الاستراتيجي على كل صعيد من خلال هزيمة حرب شنتها أكثر من سبعين دولة على سوريا، نواصل اليوم المواجهة وتتواصل الحرب ضد بلدنا". اضاف: "إننا نقرأ من حولنا مظاهر ومؤشرات تستدعي منا التقييم، لأنها على ما يبدو تنتهي في مآلها إلى غرض واحد، فنرى حملة منظمة تختلق وقائع، وتزيف حقائق، وتستهدف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهذه الحملة تعتمد الكذب والتزييف والتزوير من أجل ممارسة ضغط نفسي على رئيس الجمهورية ومن يعمل معه، ومن الواضح أن هذه الحملة تهدف إلى إضعاف موقع رئاسة الجمهورية ومحاصرته، وممارسة الضغوط عليه من أجل تغيير في مواقفه وسياسته، ولكن بحمد الله تعالى كان تقديرنا في مكانه حينما قدرنا أنه إذا أردنا رجلا يقود سفينة البلاد في مواجهة الأعاصير والأمواج العاتية، فينبغي أن يشغل هذا الموقع القادر على الصمود، مما يكون حرا في إرادته وقراره".

واشار الى ان "الضغوط التي تمارس على فخامة الرئيس تكمن في جورها الأساسي الثني عن المواقف التي يتخذها، لا سيما في مجال تشكيل الحكومة الجديدة، ولكن كما رأينا أن رئيس الجمهورية وفي جميع المحافل الدولية، واللقاءات التي أجريت معه، كان صلبا وواضحا وحازما في تأكيد ضرورة المقاومة، بل بالإعلان وبالوضوح والوقوف في موقف من يصوب الحقائق حين يتعلق الأمر بحملات التجني على حزب الله في الإعلام الغربي". واوضح "اننا نعتقد أن المقابلة التي نشرتها إحدى الصحف الفرنسية خير مؤشر على صلابة هذا الرئيس ووفائه والتزامه لمواقفه أيا كان الموقع الذي كان يتحدث منه، أكان في لبنان، أو على منبر الأمم المتحدة، أو خلال وسيلة إعلامية غربية، وطبعا هذا الأمر يستحق منا كل ثناء على فخامة الرئيس والمواقف الوطنية الحازمة والصلبة والواضحة التي يتخذها، ونحن نقابل هذه المواقف بإدانة شديدة لحملات التجني التي تستهدفه وتستهدف موقع الرئاسة، ونحن لا نكتفي بالإدانة، بل ندعو إلى ملاحقة إدارية وقانونية لمفبركي الحملات على رئيس الجمهورية، ومن حقنا أن نطالب بذلك، ومن حق الجهات المعنية أن تفعل ذلك، لأن الأمر يتعلق برمز وحدة البلاد وكرامتها، وبمن أوكل إليه صيانة الدستور، وبالتالي فلا يجوز أن يكون في موقع من يستسهل التجني عليه". وتابع الموسوي: "إننا نعرف أن هذه الحملة هي جزء نستطيع أن نسميها جزءا من حرب شبه معلنة على لبنان، تبدأ برئيس الجمهورية، ولكن نسارع إلى القول، إن الحملة على رئيس الجمهورية لا تكتفي باستهدافه فحسب، وإنما هي في وجه من وجوهها حرب على رئيس مجلس الوزراء المكلف، لأن الهدف من هذه الحملة، هو مواصلة تعطيل المؤسسات الدستورية، لا سيما إعاقة تشكيل الحكومة الجديدة التي يفترض أن تتشكل.

إن لبنان يواجه أزمات كثيرة على جميع الصعد، منها النفايات والكهرباء والمياه، ولكن الجميع يعرف أن مفتاح التصدي لهذه الأزمات، ينبغي تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، وهذا يعني أن المعادلة الناشئة من ذلك، أن من يعيق تشكيل الحكومة، إنما يريد أن يغرق لبنان واللبنانيون في أزماتهم الشديدة الصعوبة، ولا يكتفي من يعيق تشكيل الحكومة بذلك، بل نسمع من يشيع أن لبنان على حافة الانهيار وما إلى ذلك، وعليه فإن من يثيرون هذا المناخ، ليسوا من سليمي النوايا، وأن حديثهم عن الانهيار، إنما هو جزء من حرب نفسية تتكامل مع العناصر التي ذكرناها من أجل تركيع اللبنانيين ودفعهم إلى الاستسلام". اضاف: "إننا من الذين ما عادوا يقتنعون أن تأخير تشكيل الحكومة سببه فقط عوامل داخليه، لأن جميع العوامل الداخلية قابلة للتذليل إذا لم يكن هناك من يحرك الضغوط من الخارج ليدعم هذه العوامل الداخلية، ونحن نعرف العقد التي يحكى عنها، ولكن بالتأكيد لو كان لبعض المسؤولين عن تشكيل الحكومة حرية الخيار، لكان بإمكانهم الإقدام على خطوة تسمح بتشكيل الحكومة في وقت قريب، إن لم يسمح بتشكيلها من قبل أيضا.

يجب أن نقرأ المشهد بالكامل، فهناك حملات على رئاسة الجمهورية، وبالكاد يعمل مجلس النواب، وفي الحقيقة هناك تعطيل لمجلس النواب، ولمجلس الوزراء، وبالتالي ماذا يبقى من مؤسسات الدولة إذا كانت المؤسسات الرئيسية الثلاث إما شبه معطلة، أو معطلة، أو محاصرة ويراد تعطيلها من خلال هذه الحملة على فخامة رئيس الجمهورية، وعليه يجب أن ننتبه أننا في حرب شبه معلنة على لبنان، وبات واضحا من يقف وراءها، ونحن نتهم الإدارة الأميركية بأنها هي من يعمل على تعطيل المؤسسات الدستورية في لبنان، وزيادة أزمات اللبنانيين على الصعد كافة، بغية دفع الشعب اللبناني إلى الاستسلام، ونتهم أيضا النظام السعودي الذي حاول من قبل شطب إحدى القوى السياسية والشخصيات السياسية من الفعالية والحياة السياسية والمؤسسات الدستورية، بأنه هو اليوم مسؤول بصورة رئيسية عن منع تشكيل الحكومة".

وقال: "إننا نعتقد أنه كما حلت مشكلة شغور موقع رئاسة الجمهورية من قبل، تحل مشكلة تعطيل تشكيل الحكومة الآن، فآنذاك، أخذ الرئيس سعد الحريري قرارا جريئا بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، ونحن آنذاك قلنا إننا سنرد على هذه التحية بأحسن منها وليس بمثلها، ومن رأى أداءنا منذ انتخاب رئيس الجمهورية إلى اليوم، فهم أننا التزمنا بما أعلنا عنه، وأننا عملنا من موقع التضامن مع هذا التكوين السياسي الذي نشأ بفعل التسوية التي أوصلت العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية.

إننا منذ عام 1992 حتى عام 2005، كنا ضد الاستدانة بشكل واضح، وضد ترتيب قروض إضافية على الخزينة اللبنانية، ولكن عندما رأينا بالأمس أن حراجة الوضع الاقتصادي اللبناني باتت بحاجة إلى القروض، وافقنا على قروض من باب الضرورة، لأننا نعرف حراجة الوضع الاقتصادي، وعليه من يعرف حراجة الوضع الاقتصادي، فلا يحق له أن يشكي وينعي للبنانيين، وبالتالي فإن كل مسؤول يقول إن البلد على حافة الانهيار، يجب عليه أن يستقيل، لأن المسؤول ليس من عمله أن يخبر أن البلد سوف ينهار، بل إن عمله وتكليفه وواجبه أن يعمل على إنقاذ البلد من الهاوية وإخراجه منها حتى لو كان منهارا، وعليه فلا يحق لأحد أن يتحول من حيث يريد أو لا يريد، ومن حيث يعي أو لا يعي، إلى جزء من أدوات الحرب النفسية التي تشنها الإدارة الأميركية والنظام السعودي على اللبنانيين، فواجب المسؤول أن يتصدى لإنقاذ اللبنانيين، لا أن يهددهم بالإنهيار".  وختم الموسوي: "لا طريق إلى حل مشكلة تشكيل الحكومة إلا على غرار الحل الذي كان للشغور في موقع رئاسة الجمهورية، ولذلك نحن نعتقد أنه ليس هناك أي أحد منا جميعا في أي موقع كان، أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام حرب شبه معلنة تشن علينا، ونحن نعتقد أن واجب إنقاذ اللبنانيين يتقدم عند أي مسؤول لبناني على أي التزام خارجي، لا سيما وأننا الآن بين خيارين، الانصياع إلى الالتزامات الخارجية وضغوطها، أو بين أن نأخذ قرارا جريئا وشجاعا بإنقاذ اللبنانيين من الأزمات، ونذهب إلى تشكيل حكومة جديدة، تأخذ على عاتقها العمل من أجل الخروج من الأزمات جميعا".