المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 أيلول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.september29.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ألوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُرَاؤُون! لأَنَّكُم تُؤَدُّونَ عُشُورَ النَّعْنَعِ والشُّومَارِ والكَمُّون، وقَدْ أَهْمَلْتُم أَهَمَّ مَا في التَّورَاة، أَيِ العَدْلَ والرَّحْمَةَ والأَمَانَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/التهديدات الإسرائيلية لبيروت

الياس بجاني/جماعة مغانم وتحاصص وفجع سلطة وأخر هم عندون الإحتلال والناس

الياس بجاني/بشير قضية شعب ومن يتطاول عليه يتطاول على هذا الشعب

الياس بجاني/حزبيون عميان وهوبرجية يعبدون أصنام بشرية اسخريوتية

الياس بجاني/يلي فرطوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي لازم يبقوا خارج الحكومة

الياس بجاني/طاقم سياسي وحزبي لبناني منتهي الصلاحية

الياس بجاني/الأحزاب التي تسمي نفسها مسيحية في لبنان لا تعرف شيء عن المسيحية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

غيرتنا أيها السادة هي على لبنان وعلى عائلاتنا وأهلنا وأرزاقنا وأعراضنا وأمننا وعيشنا الكريم/خليل حلو/فايسبوك

الياس الزغبي: إعلان عون أن "حزب الله" يشكل جزءاً من الأزمة السورية يرتب مسؤولية جسيمة على كل لبنان ويشكل خرقاً للنأي بالنفس

التهديدات الإسرائيلية للبنان/حنا صالح/فايسبوك

التعليق الأوّل لحزب الله على كلام نتنياهو

إسرائيل تحذّر المسافرين عبر مطار بيروت!

بهدف تشديد الضغوط على إيران.. بريطانيا تدرس حظر الجناح السياسي لـ'حزب الله'

"مشروع صواريخ لحزب الله في بيروت"!

إسرائيل تنشر صوراً لمشروع صواريخ لـ«حزب الله» في بيروت

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة في 28/9/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 28 ايلول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

صور إسرائيلية لمصانع صواريخ في الضاحية: «التبجح» على حافة الهاوية

قلق دبلوماسي لبناني من قرار بريطانيا بتصنيف حزب الله كمنظمة ارهابية

عرض روسي يثير تساؤلات: فهل تضحي طهران بـ«حزب الله»؟!

هل يمكن دمج «حزب الله» مع الجيش اللبناني؟

فرنسا تلاقي أميركا في انتقاد لبنان:ملف النازحين ومواقف عون

لماذا زار جعجع الحريري فجأة؟

حزب الله مطمئن لعون: تفويض كامل في تشكيل الحكومة

فضيحة مراباة تهز زحلة: واتسآب وتحقيقات

 دار الصياد الى الاقفال... الوداع الاخير

العقدة الدرزية باتت قابلة للحل.. وستعالج برعاية بري

القوات" تعود الى المربّع الاول لمطالبها!

 لبنان يؤكد امتثاله للإجراءات الأميركية ضد «حزب الله» وحزمة عقوبات تطال ممولي مؤسساته بما فيها الإعلامية

باريس تحذر المسؤولين اللبنانيين: لن ندير شؤون بلدكم نيابة عنكم وقالت إن الطرف الروسي يعرقل انطلاق لجنة التعديلات الدستورية في سوريا

وزير المال: الوضع تأثّر بتأخير تشكيل الحكومة وقال إن لا إصلاحات من دون التزام سياسي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

خمسة  خيارات لتدمير إس 300 في سوريا

تل أبيب تغازل موسكو من بوابة الجولان والسعودية تتمسك بوحدة سوريا وخروج الميليشيات

مقتل 3 مطلوبين في القطيف شرق السعودية و3 رجال أمن تعرضوا لإصابات طفيفة خلال تبادل لإطلاق النار معهم

تصريحات الرئيس الأميركي حول حل الدولتين تثير بلبلة داخل حكومة نتنياهو

 السلطة و{حماس} تتبادلان الاتهامات بـ«اعتقالات سياسية»

تل أبيب تقترح فتح معبر القنيطرة إرضاءً لموسكو ونتنياهو ينتظر مرور فترة الحداد في روسيا لطلب لقاء مع بوتين

شمخاني يحذّر إسرائيل من «رد إيراني»

ترمب يتحدث عن «فضله» في تعليق الهجوم على إدلب

 لقاء ميركل وإردوغان: اتفاق على قمة لسوريا... وتباينات بالجملة

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من أين للحريري وجعجع هذه القوة/طوني عيسى/الجمهورية

عـارُ المعاييـر/جوزف الهاشم/الجمهورية

من «السوخوي» إلى «إيليوشين 20» إلى الـ«أس 300»/نبيل هيثم/الجمهورية

فرنجيّة وجعجع: اللقاء القريب/ملاك عقيل/الجمهورية

حروب الصلاحيات في الجمهوريات اللبنانية/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

كلّما داويتُ جرحاً سالَ جرحُ/ريمون شاكر/الجمهورية

تفاصيل محاكمة الأسير... «وَطّي صوتك بطَلّعك برّا»/اتالي اقليموس/الجمهورية

أميركا وبريطانيا تنشطان ضد حزب الله: حظر وعقوبات جديدة/سامي خليفة/المدن

أسئلة عن دور «القوّات» وبكركي في انتشال المسيحيِّين من مواجهة محتومة مع محيطهم/ارلى موفّق/اللواء

واشنطن لأوروبا: لن نسمح لكم/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

هارباً من العسكر والزواج/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

نظام الأسد وراعيه الإيراني ليسا غنيمة/دنيس روس/الشرق الأوسط

الاختيار الإيراني بين سوريا وباكستان/أمير طاهري/الشرق الأوسط

أميركا والغرب الأوروبي والرسالة العالمية/رضوان السيد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون لروسيا اليوم: وصلنا الى نهاية الجدل حول تشكيل الحكومة وآمل بعد عودتي ان نبلغ الحل واشكالات خارجية تعيق المبادرة الروسية

عون عاد الى بيروت وأكد أن الحملة ضده كاذبة: لست أنا من سيأخذ المبادرة في الملف الحكومي والعقد قد تكون خارجية احيانا ويعبر عنها محليا

الراعي من اوتاوا: ليؤلف الحريري الحكومة مع عون سريعا وليقبل من يقبل وليرفض من يرفض لأن الوطن ذاهب إلى الدمار

باسيل اختتم جولة اميركية والتقى اكثر من 20 وزير خارجية: لبنان يرفض اي شكل من اشكال التوطين

انطوان مراد زار مطر وخيرالله

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

ألوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُرَاؤُون! لأَنَّكُم تُؤَدُّونَ عُشُورَ النَّعْنَعِ والشُّومَارِ والكَمُّون، وقَدْ أَهْمَلْتُم أَهَمَّ مَا في التَّورَاة، أَيِ العَدْلَ والرَّحْمَةَ والأَمَانَة

إنجيل القدّيس متّى23/من23حتى26/قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُرَاؤُون! لأَنَّكُم تُؤَدُّونَ عُشُورَ النَّعْنَعِ والشُّومَارِ والكَمُّون، وقَدْ أَهْمَلْتُم أَهَمَّ مَا في التَّورَاة، أَيِ العَدْلَ والرَّحْمَةَ والأَمَانَة. وكَانَ عَلَيكُم أَنْ تَعْمَلُوا بِهذِهِ ولا تُهْمِلُوا تِلْكَ. أَيُّهَا القَادَةُ العُمْيَان! إِنَّكُم تُصَفُّونَ المَاءَ مِنَ البَعُوضَة، ولكِنَّكُم تَبْلَعُونَ الجَمَل! أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُرَاؤُون! لأَنَّكُم تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ والإِنَاء، ودَاخِلُهُمَا مَمْلُوءٌ بِمَا كَسِبْتُم بِالنَّهْبِ والطَّمَع.يَا فَرِّيسِيًّا أَعْمَى! طَهِّرْ دَاخِلَ الكَأْسِ أَوَّلاً، لِيَصِيْرَ خَارِجُهَا أَيْضًا طَاهِرًا.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

التهديدات الإسرائيلية لبيروت

الياس بجاني/27 أيلول/18

التهديدات الإسرائيلية لبيروت ولمطارها جدية للغاية وحتى الآن للأسف لم يصدر عن حكام لبنان أي موقف جدي ورسمي ومسؤول..إلى متى السكوت؟

 

جماعة مغانم وتحاصص وفجع سلطة وأخر هم عندون الإحتلال والناس

الياس بجاني/27 أيلول/18

زخم زيارات جعجع المفاجئة لبيت الوسط واجتماعاته بالحريري باتت تستدعي حجز عرفة له وللرياشي هناك.الخلاف الحكومي ع حصص ومغانم .. عيب والله عيب!!

 

بشير قضية شعب ومن يتطاول عليه يتطاول على هذا الشعب

الياس بجاني/26 أيلول/18

التطاول على الشيخ بشير من جماعات رخيصة وبوقية وطروادية هو تطاول سافر على كرامة وذاكرة وضمير وشهداء شرائح كبيرة من الشعب اللبناني.

 

حزبيون عميان وهوبرجية يعبدون أصنام بشرية اسخريوتية

الياس بجاني/26 أيلول/18

كارثة بعض الحزبيين أنهم مصابين بتونالية عمى البصر والبصيرة ويعبدون أصنام بشرية هم أصحاب شركات الأحزاب الإسخريوتيين الفجار والتجار.

 

يلي فرطوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي لازم يبقوا خارج الحكومة

الياس بجاني/25 ايلول/18

08 آذار اكثرية ب 77 نائباً وجعجع والحريري وجنبلاط يا بيخضعوا يا بيبقوا برا الحكومة. هم الكارثة وسبب التسوية وهم فرطوا 14 آذار

 

طاقم سياسي وحزبي لبناني منتهي الصلاحية

الياس بجاني/23 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67654/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B7%D8%A7%D9%82%D9%85-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D8%AD%D8%B2%D8%A8%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D9%86/

شهادة للحق وللحقيقية لا بد من الاعتراف بجرأة وبصراحة ودون لف أو دوران بأن الطاقم السياسي والحزبي الحالي في لبنان وتحديداً أولئك السادة الذين باعوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي (جعجع، الحريري، جنبلاط) هم  أخطر على لبنان واستقلاله وسيادته وفي ثقافتهم وخياراتهم وممارساتهم ..اخطر من حزب الله ونظام الأسد والملالي بمليون مرة..

وبالتالي، وبالمنطق والعقل والتجربة ومسلسل الخيبات لا أمل ولا رجاء خلاصي ووطني منهم لا اليوم ولا في أي يوم.

عملياً وإيمانياً ووطنياً وضميرياً لبنان بحاجة إلى قادة شرفاء وأصحاب ضمير يخافون الله ويوم حسابه..

ففي السياسة والشأن الوطني والممارسات فإن كل عون وباسيل وجعجع والحريري وجنبلاط والجميل وباقي طاقم السياسيين والحزبيين الحاليين بكافة تلاوينهم وانتماءاتهم المذهبية ليسوا من هذه الخامة المطلوبة للخلاص..

معظم هؤلاء قد انتهت صلاحيتهم في العمل الوطني لا أكثر ولا أقل.

بالطبع هناك العديد من السياسيين الواعدين ولكنهم حتى الآن نيام ويفتقدون للجرأة وغير ظاهرين أو فاعلين على الساحة اللبنانية للعديد من الأسباب في مقدمها التهديد والإرهاب والملاحقات.

عملياً فإن أفراد الطبقة السياسية والحزبية الحالية في غالبيتهم العظمى قد استهلكوا وأهلكوا لبنان واللبنانيين..

للخلاص من حال الاحتلال والضياع وللخروج من زمن الاحتلال والمّحل الغارقين فيه نحن بحاجة إلى طاقم سياسي وحزبي جديد..

يبقى أنه وكلما تأخرنا في إيجاد قيادات وطنية وشريفة جديدة سوف يطول ويستمر زمن الاحتلال والذل والمحل.

في الخلاصة فإن فاقد الشيء لا يعطيه، كما أن من يجرّب المجرب يكون عقله مخرب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الأحزاب التي تسمي نفسها مسيحية في لبنان لا تعرف شيء عن المسيحية

الياس بجاني/22 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67626/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AA%D8%B3%D9%85%D9%8A-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B3/

إن من يسمون أنفسهم أحزاب مسيحية في لبنان حالياً وبسوادهم الاعظم هم جماعات من التجار والمافيات 100% ولا يعرفون عن ومن المسيحية وتعاليمها  غير اسمها.

باختصار هم أي أصحاب شركات الأحزاب لا يفقهون معاني العطاء والتضحية والتواضع والمحبة وغارقين في الأنانية وفي عبادة تراب الأرض وثرواته ولا يحسبون حساباً ليوم الحساب الأخير.

أحزاب دكتاتورية وسلطوية ونرسيسية بالكامل وهي شركات خدماتية وتجارية ومصلحية تخدم اجندات أصحابها “الفجعانين سلطة ومال” والغارقين في الطمع اللامحدود واللاهثين وراء الأبواب الواسعة.

أما المنتمون لهذه الأحزاب الشركات فهم في غالبيتهم “زقيقي وهوبرجيي وعميان بصر وبصيرة”، وقد قتلوا طوعاً بدواخلهم كل ما هو حرية رأي وشهادة للحق وقدرة على معرفة الحق من الباطل والصدق من الكذب.

من جانب آخر فإن كثر من المنتمين لهذه الأحزاب هم للأسف واهمون ومنسلخون عن واقع حال الأحزاب هذه ويعيشون أحلام يقظة “النوستلجيا” أي الحنين للماضي.. وهو ماضي واقعاً وحقيقة لا علاقة له عملياً لا بالأحزاب الحالية ولا بأصحابها الإسخريوتيين.

هذا الواقع الإسخريوتي للأحزاب المسيحية لم يكن قائماً خلال الحرب في لبنان حيث كانت الأحزاب هذه تمثل مجتمعاتها وتدافع عن وجودها وثقافتها..

بعد الحرب لم تعد الأحزاب هي نفسها في أي شكل من الأشكال، وإن بقي بعضها تحت نفس المسميات، أو سرق وصادر بعضها الآخر مسميات لا صلة ولا علاقة له بها.

والمحزن هنا مشهديات متاجرة بعض أصحاب الأحزاب المرضى بالأوهام والنرسيسية بدماء الشهداء.. واقامة القداديس في ذكراهم..

علماً أن  هذه الأحزاب لا تقدم أية مساعات مالية لأهالي الشهداء الذين يتاجرون بدمائهم وتضحياتهم.

عملياً وفي الواقع المعاش فإن ما يجب أن يعرفه كل مسيحي لبناني هو أن الشهداء هم شهداء مجتمعاتهم وأهلهم وبلداتهم وإيمانهم الصادق، وليس شهداء أصحاب شركات الأحزاب الحالية التي هي عملاً بكافة المعايير الأخلاقية والوطنية والإيمانية كوارث بكل ما في المصطلح من معاني.

مفردة واحدة تصف وضع وحال وثقافة وممارسات وتخاذل غالبية أصحاب شركات الأحزاب المسيحية الحالين  هي الذمية..الذمية الفاضحة والفاقعة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

غيرتنا أيها السادة هي على لبنان وعلى عائلاتنا وأهلنا وأرزاقنا وأعراضنا وأمننا وعيشنا الكريم

خليل حلو/فايسبوك/28 أيلول/18

نتنياهو أمس في الجمعية العمومية للأمم المتحدة قال أن حزب الله يصنـّـع صواريخ في محيط مطار بيروت الدولي وأنه يستعمل المدنيين في بيروت دروعاً بشرية. نحن نعرف أن نتنياهو وطيرانه يتمتعان بحرية جوية كاملة فوق لبنان وسوريا ويقوم هذا الأخير بالرصد والإستطلاع بشكل دائم وأن لا الجيش ولا الممانعين والمقاومين لديهم وسائل ردع له. في المقابل ننتظر الردود التوضيحية من فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب حليفي حزب الله (رغم خلافهما الظاهر) ومن كل من رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والداخلية والعدل والخارجية على تصريح نتنياهو الخطير والخطير جداً والذي يأتي بعد انتشار أخبار عن دخول الإيرانيين وخروجهم بسهولة تامة عبر مطار بيروت وعن هبوط طائرات إيرانية محملة بالسلاح والعتاد في مطار بيروت وتصريح الأمين العام لحزب الله أن الصواريخ الدقيقة جاهزة في لبنان ... في غياب استراتيجية دفاعية واضحة تهربتم من انجازها في العهد السابق ونسفتموها على طاولة الحوار نحن ننتظر ردودكم المسؤولة. الردود التي ننتظرها يجب أن تطمئن اللبنانيين الذين يعرفون تماماً ميزان القوى في المنطقة بعيداً عن القصائد الشعرية الصاروخية التي صمـّـت آذاننا وأوصلتنا إلى هذا الوضع الخطير. اللبنانيون يتمتعون بأذهان سليمة وبمستويات علمية وفكرية بالحد الأدنى وليسوا غنماً ويستحقون تفسيرات ليس من حزب الله فهو يقوم بما يقوم به ولكن من أركان الدولة المتحالفين معه وممن انتخبهم الناس، وهذه الردود يجب ان تحاكي العقول احتراماً لهذه العقول بعيداً عن الكلام السطحي الديماغوجي البائت والسخيف الذي نسمعه والذي لا يرضي العقل على الإطلاق. غيرتنا أيها السادة هي على لبنان وعلى عائلاتنا وأهلنا وأرزاقنا وأعراضنا وأمننا وعيشنا الكريم. أنتم مسؤولون أولاً وأخيراً وإذا كنتم عاجزين فارحلوا لتثبتوا أنكم غير فاشلين.

 

الياس الزغبي: إعلان عون أن "حزب الله" يشكل جزءاً من الأزمة السورية يرتب مسؤولية جسيمة على كل لبنان ويشكل خرقاً للنأي بالنفس

الوكالة الوطنية للاعلام/28 أيلول/18

رأى عضو قيادة "قوى ١٤ آذار" الياس الزغبي أن "قول الرئيس عون بأن حزب الله أصبح جزءاً من الأزمة السورية وأن عدم الوصول إلى تسوية سبب لبقائه" من شأنه أن يرتب مسؤولية مباشرة على لبنان، ويشكل خرقاً معلناً لسياسة النأي بالنفس". وقال في تصريح: "إن الإعلان الرسمي عن التصاق حزب الله بالأزمة في سوريا يعني الاعتراف بالتصاق جزء مكوّن في السلطة اللبنانية الشرعية، حكومةً ومجلساً نيابياً، طالما أنه شريك في هذه السلطة على كل مستوياتها، والتصاق الجزء يُلزم الكل". وأضاف: "لا يجوز تحميل لبنان عبء هذه المسؤولية الجسيمة تجاه العالم، وخرق نصوص القرارات الدولية الراعية للوضع اللبناني خصوصاً القرار ١٧٠١، والتنصل من السياسة الرسمية العلنية للبنان تحت عنوان النأي بالنفس". ولفت أخيراً إلى "ضرورة توخي مصلحة لبنان في المواقف الرسمية العليا، والحذر من تقديم المماسك السياسية والدستورية التي يراقبها المجتمع الدولي ويحاسب عليها".

 

التهديدات الإسرائيلية للبنان

حنا صالح/فايسبوك/28 أيلول/18

التهديدات الإسرائيلية للبنان وإعلان نتنياهو عن بنك أهداف في بيروت ومحيطها مسالة لا تقبل مواقف رمادية . اسرائيل قد تكون بصدد عدوان ومن منبر الامم المتحدة عرضت الذريعة ، واخر هم ايران وميليشياتها سلام لبنان واللبنانيين. التهديدات تأتي في سياق الحرب المفتوحة بين اسرائيل وايران وكل أهل الحكم يتحملون المسوءولية ، مسوءولية الدفاع عن البلد والناس ، والف باء الدفاع الان ناي حقيقي بالنفس وتمسك بالقرار الدولي ١٧٠١ وكذلك بإعلان بعبدا ومحاولة جادة لاستعادة بعض التأييد العربي والدولي ... بدون ذلك كل المواقف المتجاهلة والتسابق على المقاعد الوزارية والسرقة على عينك يا تاجر ودفن الراس بالرمال ونموذج الحديث لصحيفة "الفيغارو"يدفع البلد الى الهاوية وبعدها لاينفع "لو كنت اعلم ".

 

التعليق الأوّل لحزب الله على كلام نتنياهو

المركزية/28 أيلول/18/بعد كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الامم المتحدة وسلسلة تغريدات المتحدث الرسمي للجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي عن مخازن اسلحة تابعة لحزب الله، قال وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال محمد فنيش لـ"المركزية": "لنترك نتنياهو مع اكاذيبة واوهامه. ليتحدّث بما يشاء ويُحرّض بالطريقة التي يريد. نكتفي بالقول ان المقاومة لديها قدراتها كما عبّر عنها الامين العام السيد حسن نصرالله، ونحن معنيون بالتصدّي لعدوانه ولأي اعتداء جديد على لبنان". وشدد فنيش على أنّ "الاسرائيلي يعرف تماماً ماذا ينتظره اذا اقدم على اي عدوان ضد لبنان. واذا لم يعرف فسيتفاجأ". وأكد أن "حزب الله سيظل يقوم بدور المقاومة للدفاع عن البلد وللتصدّي لاي عدوان ممكن ان يترك تهديداً للبنانيين ولسيادة لبنان".

 

إسرائيل تحذّر المسافرين عبر مطار بيروت!

وكالات ومواقع الكترونية/الجمعة 28 أيلول 2018/نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على حسابه عبر تويتر، فيديو أرفقه بتحذير للمسافرين عن وجود موقع قريب من مطار بيروت ادعى أنه لحزب الله ويستخدمه لتطوير الصواريخ".

ولفت أدرعي الى أن "حزب الله أقام في العام الأخير، بنية تحتية لتعديل الصواريخ في حي الأوزاعي المجاور لمطار بيروت الدولي"، مؤكداً أن "إسرائيل تتابع هذه المواقع من خلال قدرات ووسائل متنوعة ولديها معلومات عديدة عن مشروع الصواريخ الدقيقة، وهي تتحرك لمواجهته من خلال رد عمليات متنوع وبطرق ووسائل مختلفة". ونشر الجيش الإسرائيلي يوم أمس صورا وفيديو ادعى أنها لبنية تحتية في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، تستخدم لتحويل صواريخ أرض – أرض إلى صواريخ دقيقة على أيدي عناصر تابعة لـ"حزب الله".

 

بهدف تشديد الضغوط على إيران.. بريطانيا تدرس حظر الجناح السياسي لـ'حزب الله'

وكالات ومواقع الكترونية/الجمعة 28 أيلول 2018/أفادت صحيفة "غارديان" أن وزراء في الحكومة البريطانية يبحثون حظر "حزب الله" في المملكة المتحدة، "بهدف تشديد الضغوط على إيران لاستمرار دعمها للجماعات المسلحة الخارجة عن القانون حول العالم". وتحظر المملكة المتحدة منذ عام 2008 الجناح العسكري لـ"حزب الله" فقط، وليس ذراعه السياسية، غير أن مشروع القرار الجديد يدرس إعلان كل تشكيلات الحزب كجماعة محظورة على الأراضي البريطانية. ووفقاً لـ"غارديان"، "يُطالب العديد من أعضاء البرلمان بحظر تام للحزب، كما أن وزير الخارجية، جيرمي هانت، يدفع بهذا الاتجاه ويدعو لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد "حزب الله" الذي يعتبر ذراعاً إيرانية". وذكرت الصحيفة أن حظر الحزب بجناحيه السياسي والعسكري من شأنه أن يساعد وزير الداخلية البريطاني، ساجد جاويد، على "القضاء على المراكز التي تأوي الإرهاب". وحتى وقت قريب كانت الحكومة البريطانية تجادل بأن الجناح السياسي لـ"حزب الله" لا يجب أن يكون محظوراً، لأن الحكومة وبناء على نصيحة جهاز الأمن، يجب أن تحافظ على التوازن والبقاء على اتصال مع الحكومة اللبنانية، التي يشكل "حزب الله"جزء منها. من جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية، توم توغندهات، إن "تحريم الجناح السياسي لا يتعارض مع واجب المملكة المتحدة كحكومة للتحدث إلى وزراء في الحكومة اللبنانية".

 

"مشروع صواريخ لحزب الله في بيروت"!

وكالات ومواقع الكترونية/الجمعة 28 أيلول 2018/نشر الجيش الإسرائيلي، الخميس، مقطع فيديو وصوراً لما قال إنّها مواقع بناء صواريخ لـ"حزب الله" في لبنان. وجرى توزيع الصور بعد دقائق من قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنّ "إسرائيل لديها أدلة على أنّ إيران تساعد حزب الله على جعل صواريخه دقيقة التوجيه". وقال الجيش الإسرائيلي:"في لبنان، توجه إيران حزب الله لبناء مواقع سرية لتحويل المقذوفات غير الدقيقة إلى صواريخ دقيقة التوجيه، صواريخ يمكن توجيهها لأهداف في عمق إسرائيل بمستوى دقة عشرة أمتار". ولم يتسنَ التحقق من التأكيدات الإسرائيلية في خطاب نتنياهو، وفي خمس صور ومقطع فيديو مدته 76 ثانية نشرها الجيش. ويشير الفيديو إلى "مشروع دقة الصواريخ" الذي قالت إسرائيل إنّ "حزب الله" حاول نقله إلى "قلب مدينة بيروت". وقال الجيش الإسرائيلي إنّ نشر المنشآت قرب مطار بيروت الدولي "يهدد عن دراية المدنيين اللبنانيين". ونُقل أنّ المسؤول الإعلامي في "حزب الله" محمد عفيف امتنع عن التعليق على التقرير.

 

 إسرائيل تنشر صوراً لمشروع صواريخ لـ«حزب الله» في بيروت

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين/الجمعة 28 أيلول 2018/نشر الجيش الإسرائيلي، أمس (الخميس)، مقطع فيديو وصوراً لما قال إنها مواقع بناء صواريخ لميليشيا «حزب الله» في بيروت. وجرى توزيع الصور بعد دقائق من قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن إسرائيل لديها أدلة على أن إيران تساعد «حزب الله» على جعل صواريخه دقيقة التوجيه. وقال نتنياهو: «في لبنان، توجه إيران (حزب الله) لبناء مواقع سرية لتحويل المقذوفات غير الدقيقة إلى صواريخ دقيقة التوجيه، صواريخ يمكن توجيهها إلى أهداف في عمق إسرائيل بمستوى دقة عشرة أمتار». ونشر الجيش الإسرائيلي على حسابه الرسمي على «تويتر» صباح اليوم (الجمعة)، خمس صور ومقطع فيديو مدته 76 ثانية للمواقع التي قال إنها لمشروع صواريخ ميليشيا «حزب الله» قرب مطار بيروت.

ويشير الفيديو إلى «مشروع دقة الصواريخ» الذي قالت إسرائيل إن «حزب الله» حاول نقله «إلى قلب مدينة بيروت». وقال الجيش إن نشر المنشآت قرب مطار بيروت الدولي «يهدد عن دراية المدنيين اللبنانيين». واتهم نتنياهو في كلمته بالأمم المتحدة إيران بحيازة «موقع سري لتخزين مواد نووية» في طهران. وقال نتنياهو وهو يلوّح بصور خارجية لمبنى قال إنه يُظهر مدخل الموقع: «ما تخفيه إيران ستعثر إسرائيل عليه». وتحدى نتنياهو مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يرسل مفتشين «فوراً لتفتيش هذا الموقع قبل أن يفرغه الإيرانيون». وأضاف: «لقد وعدتم أن المفتشين يمكنهم التوجه إلى أي مكان في أي وقت، لماذا لا يتوجهون إلى هذا الموقع على الفور»؟وتابع إن الإيرانيين بدأوا بإخلاء محتويات الموقع الذي يمكن أن يحوي «300 طن من المواد المرتبطة بالنووي، في الشهر الماضي فقط قاموا بسحب 15 كلغم من المواد المشعة». وقال إن هذا الموقع السري أثبت مرة أخرى أن الاتفاق حول النووي الإيراني عام 2015، كانت ركيزته «الكذب». وأكد أن قادة إيران «لم يتخلوا عن هدفهم بتطوير أسلحة نووية»، مضيفاً أن «هذا لن يحدث». من جهته، رفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم (الجمعة)، اتهامات نتنياهو لطهران بحيازة مخزن سري للأسلحة النووية. وكتب ظريف على «تويتر»: «لن يشوّش أي عرض للفنون والحرف اليدوية على مسألة أن إسرائيل هي النظام الوحيد في منطقتنا الذي يملك برنامجاً (سرّياً) و(غير معلن) للأسلحة النووية بما في ذلك (ترسانة نووية فعلية)». وأضاف قائلاً: «حان الوقت لتعترف إسرائيل وتفتح برنامجها غير المشروع للأسلحة النووية أمام المفتشين الدوليين». ورحب نتنياهو مرة أخرى بانسحاب واشنطن من الاتفاق حول النووي الإيراني، وانتقد الأوروبيين بشدة لاستمرارهم في الدفاع عنه.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة في 28/9/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الادعاء الإسرائيلي بأن لحزب الله صواريخ في بيروت للتشهير أم للتفجير؟

الإعلام المعادي كثف حملته الإدعائية في هذا الشأن وبلغ به حديث الناطق باسم جيش العدو الإدعاء عن فيديو لطائرة لبنانية فوق مطار رفيق الحريري الدولي وأتبعه باقوال للمسافرين إن هناك موقعا لحزب الله لإطلاق الصواريخ على بعد خمسمائة متر من المطار.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استبعد اعتداء عسكريا إسرائيليا وأشار في جانب آخر الى قرب انتهاء عملية تشكيل الحكومة. وقالت أوساط سياسية إن رئيس الحكومة سعد الحريري عاكف على إعداد صيغة تشكيلة يبلغها الى رئيس الجمهورية قريبا.

وأكدت الأوساط نفسها أن الجو السياسي تبدل وأن الوضع الناجم عن التهديد الإسرائيلي وكذلك التردي الإقتصادي يتطلبان سرعة في تأليف الحكومة.

الحملة الإسرائيلية كانت قد بدأت على لسان نتانياهو في الأمم المتحدة وأتبعت بإلاعلان عن ما سمي الصواريخ في بيروت.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

عودة رئيس الجمهورية ميشال عون الى بيروت بعد مشاركته في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة من شانها ان تدخل البلاد في مرحلة جديدة من التفاوض بشأن تأليف الحكومة.

هذا ما أكدت عليه مصادر معنية، مشيرة الى أن مشاورات الرئيس المكلف سعد الحريري الاخيرة، ومن بينها اللقاء مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، يأتي في هذا الاطار.

وفيما ينتظر أن يعقد لقاء قريب بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، سجل اليوم تصريح لرئيس الجمهورية أوضح فيه أن هناك نوعين من الحكومات: حكومة إتحاد وطني ائتلافية أو حكومة أكثرية، واذا لم نتمكن من تأليف حكومة ائتلافية فلتؤلف عندها حكومة أكثرية وفقا للقواعد المعمول بها ومن لا يريد المشاركة فليخرج منها.

واذا كان كلام الرئيس عون سيقابل بمواقف تتوزع بين الرفض والقبول، فإن ما تحتاجه البلاد وبأسرع وقت ممكن تشكيل حكومة تحصنه في مواجهة الاخطار، ومن بينها التهديدات الاسرائيلية الاخيرة التي اطلقها رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

فنتنياهو، ومن مقر الامم المتحدة، عرض صورا وخرائط قال إنها لمخازن صواريخ ايرانية مخبأة في أماكن سكنية في بيروت وقد اتبعها أيضا المتحدث باسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي بصور وفيديو، زاعما انها تظهر تحويل صواريخ ارض-ارض إلى صواريخ دقيقة من جانب “حزب الله”.

اقليميا ايضا، برز تاكيد لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال اجتماعه بنظرائه في الخليج العربي ومصر والاردن، على ضرورة وقف نشاط إيران الخبيث في المنطقة، وهزيمة تنظيم “داعش” والمجموعات الإرهابية الأخرى. كما ناقش المجتمعون تشكيل تحالف إقليمي دولي يضم الدول الخليجية الست ومصر والأردن والولايات المتحدة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

بضع كلمات... عدة صور... ثوان معدودة من الفيديو... كان من شأنها أن تفتح مرحلة جديدة بين إسرائيل وحزب الله...

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أغتنم مناسبة وقوفه أمام أعلى هيئة أممية في العالم ليتحدث عن أن إيران توجه حزب الله لبناء مواقع سرية لصواريخ دقيقة يمكن توجيهها إلى أهداف في عمق إسرائيل بمستوى دقة عشرة أمتار...

ما إن أنهى كلامه حتى وزع الناطق باسم الجيش الاسرائيلي صورا وفيديو عن مناطق في ضواحي بيروت قال إنها لمواقع الصواريخ...

كلام نتنياهو وصور وفيديو الناطق باسم الجيش الاسرائيلي، رد عليه حزب الله بلسان الوزير محمد فنيش الذي اكتفى بالقول: "لنترك نتنياهو مع اكاذيبه وأوهامه، وليتحدث بما يشاء ويحرض بالطريقة التي يريد"... القراءة من الجانب الاسرائيلي لكلام نتنياهو أنه يحمل في طياته تحذيرات وتهديدات لما تعتبره اسرائيل تجاوزا للخطوط الحمر.

حكوميا، كلام رئيس الجمهورية عن حكومة أكثرية، لم يأخذ الحيز الذي يستحقه من ردات الفعل، ما يعني ان الملف ما زال عند مربع الأحجام والحصص والحقائب والتوزيع...

عدا ذلك، لا جديد في الأفق...

في الإنتظار، وفي ظل حكومة تصريف أعمال والتي دخلت شهرها الخامس، فإن الملفات تحتاج إلى مزيد من الجهود في ظل مزيد من تعقيداتها: في مقدم هذه الملفات جولة العقوبات الاميركية على حزب الله وعلى مؤسسات تابعة له أو قريبة منه...

أما الملف المالي الآخر، ولكن من غير زاوية، فهو ملف القروض السكنية بعد المرحلة الجديدة التي افتتحت مع مصادقة مجلس النواب على المئة مليار ليرة كدعم لفوائد الديون.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

سنضرب ايران في لبنان وسوريا والعراق، هذا ما أعلنه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من أعلى منبر دولي، الموقف الاسرائيلي من نيويورك تزامن مع حملة اعلامية تهويلية من تل ابيب يخوضها بشكل اساسي المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي ضد حزب الله.

ادرعي نشر صورا وفيديو زاعما ان الحزب ينشر صواريخ دقيقة في مناطق سكنية مجاورة لمطار بيروت، الموقف والحملة المبرمجة والمكثفة يطرحان سؤالا مركزيا اساسيا فحواه هل ما يحصل هو مجرد تهويل تتقنه اسرائيل ام ان العدو يعد لحرب مبرمجة في المنطقة ضد ايران تبدأ من لبنان وأن اسرائيل حصلت على ضوء اخضر اميركي في هذا الشأن؟

حكوميا، حماوة التأليف عادت مع عودة الرئيس عون من نيويورك، فرئيس الجمهورية أطلق من الطائرة وهو في طريق العودة الى لبنان موقفا لافتا اثار الكثير من ردود الفعل. عون اعلن انه اذا كان متعذرا تأليف حكومة ائتلافية فلتؤلف عندها حكومة أكثرية، ومن لا يريد المشاركة فليخرج منها. موقف الرئيس استدعى ردا سريعا من طرفين، عضو كتلة المستقبل عاصم عراجي اعتبر ان موقف الرئيس غير ملزم بتاتا للرئيس الحريري، توازيا اكد امين سر تكتل الجمهورية القوية فادي كرم أن حصة القوات 5 وزراء ويلي مش عاجبو يطلع لبرا.

هذه الوقائع تؤكد مرة جديدة أن العقد على حالها بحيث يصح ما قاله نائب من حزب الله قبل يومين في مجلس خاص من ان حظوظ تشكيل الحكومة ليست صفرا فقط، بل حتى تحت الصفر.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

كل الطرق لا تؤدي إلى الحكومة وكل المواقف لا تساعد إلا على زيادة التعقيدات أمام ولادتها.

فما ان تتسرب معلومة عن حلحلة ما حتى تنتكس الأجواء مجددا، ولقاء جعجع - الحريري الأخير الذي أوحى للوهلة الأولى أنه تظهير لاتفاق ينتظر أن يزيح الحجر العثرة الأكبر لتكر سبحة حلول التعقيدات الأخرى، تبين أنه ليس سوى تثبيت مواقف وعلى العكس فقد تردد أن القوات نقلت مطلبها بالعودة الى خمس حقائب بدلا من الأربع والتي تقول إنها قدمت أقصى الممكن وأن لا حكومة إذا لم تتمثل بحقها وحجمها وصلته رسالة قوية مزدوجة من بعبدا وبكركي: لتتشكل حكومة وليقبل من يقبل ويرفض من يرفض، وإذا تعذرت الائتلافية فلتكن الأكثرية.

رئيس الجمهورية أكد اليوم ألا أحد يأخذ المبادرة في الملف الحكومي وأنه ليس هو من سيقوم بذلك، لافتا في الوقت نفسه الى أنه إذا كان هناك من صيغة حكومية جديدة تعتمد الوفاق فسيطلع عليها لاتخاذ الموقف المناسب. بعدما شهده المطار من أزمات متلاحقة خلال الفترة الماضية أطل العدو الاسرائيلي بعقلية الاستثمار العدوانية وبدأ برسم سيناريوهات من نسج خياله وخرائط مفبركة لاستخدامها في سياق تهديداته.

التهديد الصهيوني المفتوح الذي يطاول الفلسطينيين بشكل خاص يردون عليه بأشكال مختلفة من بينها الانتفاضات الشعبية وآخرها انتفاضة الأقصى التي تحيي حاليا ذكراها الثامنة عشرة، وفي الذكرى تثبيت للمقاومة بكل أشكالها ولا سيما المسلحة بمواجهة الاحتلال.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

يكاد اسبوع الاحداث المتسارعة ينتهي من دون اي تطور يذكر في الملف الحكومي الذي يراوح مكانه اقله في الشكل وسط اصرار قواتي على التمسك بمعيار القضم الحكومي، وتمترس وليد جنبلاط خلف مطلب الوزراء الدروز الثلاثة.

واذا كانت المعلومات المتقاطعة تؤشر الى اللاجديد فان معطيات ال otv تتحدث عن صيغة حكومية يضع الرئيس المكلف لمساته الاخيرة عليها استعدادا لنقلها الى رئيس الجمهورية، وهنا يجوز السؤال: هل سيجتمع الحريري برئيس التيار الوطني الحر قبل زيارته بعبدا؟ وهل سيكون اللقاء في القريب العاجل؟ ام ان اللمسات الاخيرة ستصطدم بمطبات جديدة؟

مر اسبوع وسيمضي شهر ايلول وطرف الحل ما زال غير مبلول الا ان البعض ووفق قراءاته يستبشر خيرا بانتهاء الازمة الحكومية في تشرين الاول رابطا الامر بقواعد التهدئة التي ارست حالا من التفاؤل. في هذا الوقت عاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى لبنان متسلحا بمواقف حكومية واضحة اطلقها على متن الرحلة من نيويرك الى بيروت. فرئيس الجمهورية وردا على سؤال عن امكانية السير في حكومة اكثرية لفت الى انه يمكن للرئيس المكلف تأليف حكومة وفقا لقناعاته وللمقاييس والمعايير المتماثلة مع القانون النسبي. وفي حال استمر البعض بالرفض تارة والقبول طورا، فتؤلف حينها وفقا للقناعات. واذا شاءت اطراف عدم المشاركة فلتخرج منها.

على كل الاحوال في لبنان ومهما اشتدت رياح العرقلة ستمر العاصفة وستشكل حكومة، ومهما تربص البعض شرا فليتذكر ان الاجهزة الامنية مستنفرة للقضاء على بؤر الارهاب واخماد فتيل الانفجار الذي اطل اخيرا من باب مراقبة تحركات سياسيين لاسباب اريد منها الفتنة، ومن بينهم عضو تكتل لبنان القوي النائب الياس بو صعب وهو ما سنتوقف عنده في سياق نشرتنا.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

من على منبر افلاسه السياسي، كان سلاح الكذب الاسرائيلي دخانا عله يؤمن لمطلقه انتقالا من الحضيض السياسي الى الضوضاء الاعلامية..

وقبل الشواهد التي تكذب ادعاءات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، كانت شهادة اميركية على صفحات معاريف العبرية، التي نقلت عن مسؤول اميركي وصفته بالرفيع قوله: إن المفاعل الإيراني الذي عرض صوره نتنياهو امام الامم المتحدة قديم، ومنشأته اصبحت مخزنا للأوراق وخالية من أدوات تخصيب اليورانيوم، اما هدف نتنياهو من المعلومات المغلوطة فهو التاثير على دول العالم بحسب المسؤول الاميركي.

وبحسب الواقع اللبناني فان كذب نتنياهو لا يحتاج الى دليل، فليجب الاتحاد اللبناني لكرة القدم الذي يقيم مبارياته الرسمية على ملعب نادي العهد، ووزارة التربية المشرفة على المدارس الرسمية والخاصة ومنها المدرسة التي حددها نتياهو في رسومه الواهية..

اما مطار بيروت الذي دمره جيش نتنياهو غير مرة، فلن تكون مدارجه مسرحا لاكاذيبه ولا لاوهامه. وخلاصة الكلام ان المعادلات التي رسمها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ومقاوموه لحماية لبنان كل لبنان بمطاره ومرافئه ونفطه ومنشآته لن يستطيع نتنياهو ان يغير منها شيئا وهو المختنق في الاجواء السورية بعد ال "أس" ثلاثمئة، وفي الكنيست العبري بعد كوارثه الدبلوماسية..

ولبنان الذي رسم رئيسه العماد ميشال عون على طول رحلته الى الامم المتحدة خارطة طريقه السياسية، لن ينكر تاريخ مقاومته التي تعيشه بقدراتها، وهي التي هزمت احتلالا صهيونيا وازالت خطرا تكفيريا..

الرئيس عون العائد من المنابر الدولية الى الوقائع الحكومية أكمل صراحته المعهودة المنطلقة من حرصه الوطني على البلاد والعباد: فان لم نتمكن من تأليف حكومة ائتلافية، فلتؤلف عندها حكومة اكثرية وفقا للقواعد المعمول بها قال الرئيس عون، ومن لا يريد المشاركة فليخرج منها. اما العقد فقد تكون خارجية احيانا، ويعبر عنها محليا بحسب رئيس الجمهورية

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

غير بنيامين نتيناهو وجهة الحدث لكنه استدل على طريقه بخريطة لمفاعل الأوزارعي وصواريخ دقيقة حول المطار وظهر له في الصورة نفسها: نووي حي آل عساف والطرد المركزي لعشيرة علاو والمياه الثقيلة المسربة الى مجرور عاشور في السان سيمون ورمى نتنياهو بتسديدة "صاروخية" في ملعب فريق العهد الرياضي التابع لحزب الله، الواقع جغرافيا قرب مطار بيروت هي خريطة مأخوذة "بالناضور" النهاري.. أو على أبعد تقدير فإنها مرسومة بخط اليد على طريقة "الخرطشة البلهاء" ولم يخجل الرئيس القابض على مئتي رأس نووي أن يرفع خريطة بدائية كهذه على مسمع ومرأى من الأمم فهو سبق وتباهى بتنفيذ عشرات الغارات على مواقع عسكرية في سوريا رصدتْها طائراته التجسيسة.. فلماذا لم يقصف المواقع العسكرية التي كشفها على أرض لبنان؟ ما يردع بنينامين نتنياهو: صواريخ حسن نصرالله سواء الموجودة فوق الأرض أو تحتها.. لكنها حتما ليست في أفران الحي ولا في دكاكين المساكين ولا اختبأت بين أقدام لاعبي كرة القدم هي صواريخ أحدثت توازن الرعب الذي فرضه الأمين العام لحزب الله.. وبموجبه لن يجرؤ نتنياهو على ضرب لبنان حتى ولو اعتلى الكعب العالي لنيكي هايلي لا كعب الأمم المتحدة فحسب يهول رئيس حكومة العدو بصواريخ بين الأحياء لإيجاد ذريعة يمر من خلالها من فوق سطوح لبنان كمعبر جوي إلى سوريا وذلك بعدما زودتها روسيا بصواريخ الاس ثلاث مئة مع توابعها من أنظمة التشويش على الطائرات وفوق سوريا سيجد نتنياهو اطرافا روسية يفاوضها.. أما في لبنان فالتفاوض مقطوع على ثلاث جبهات: جيش شعب ومقاومة كلام نتنياهو فارغ.. خرائطه مضحكة.. حربه مكلفة له.. اكتشافاته صالحة للصرف الصحي في أحد زواريب الأوزاعي عالية التقدير.

وبتوازن رعب حكومي عاد رئيس الجمهورية ميشال عون من الامم المتحدة بقرار دولي خاص.. رقمه صعب ومزود بانتفاضة على واقع التأهيل المترهل وبكلام يشبه الإنذار الأول قال عون: إذا استمر البعض في الرفض تارة والقبول طورا، فلتؤلف الحكومة وفقا للقناعات وإذا شاءت أطراف عدم المشاركة، فلتخرج منها".. أنا رئيس للجمهورية ولا يمكنني الخروج من الحكومة، لكن قد تخرج الأحزاب التي تؤيدني والترجمة الفعلية لهذه المواقف أن رئيس الجمهورية يتوجه إلى الرئيس المكلف بالرسالة التالية: شكلها او ارحل عنها والدعم لهذا الموقف وصل بالبريد الكنسي السريع من كندا في كلام للبطريرك الراعي يقول فيه: كفى سماع استشارات من هنا وهناك، فليؤلف الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية الحكومة وليقبل بها من يقبل، وليرفض من يرفض فالوطن أغلى من الجميع فهل وصلت الرسائل إلى المعني بالتأليف؟ وإذا كان الرئيس الحريري لا يحبذ الاملاءات لأنه ضنين على صلاحيات رئيس الحكومة فهذا فؤاد السنيورة من آل بيته ويتفوه للمرة الأولى بالحكم وينطق دررا.. ويسدي النصيحة بتأليف حكومة استثنائية قائمة على ما يسمى حكومة أقطاب، ومن المشاركين الأساسيين بصنع القرار في البلد فالمرشد السياسي الأعلى لتيار المستقبل يقترح الحل: فأرمها في وجه الجميع لأن العلاج بالمراهم كما قال السنيورة مرحلة تخطيناها.. وأصبحنا في حاجة إلى الصدمة السياسية الكبري.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 28 ايلول 2018

النهار

تبيّن أن وزير العدل ووزير الطاقة عطّلا قرار وزير الاقتصاد في ملف تركيب عدادات مولّدات الكهرباء بعدما اجتمعا إلى أصحاب المولّدات من دون التنسيق مع زميلهما وهو من الفريق السياسي نفسه.

يُكرِّر رئيس الكتائب سامي الجميل ما ذهب إليه البطريرك الماروني عبر المطالبة بحكومة اختصاصيّين تُحيّد لبنان عن صراع الأفرقاء على السلطة.

تبيّن أن شريط الفيديو الذي بثّه أحد النوّاب عن أبقار ميّتة ومرميّة في البحر تعود إلى العام 2006.

الجمهورية

تلقت مديرية عامة من الدولة خمسين ألف طلب الى دورة رتباء منهم نسبة كبيرة من الجامعيين ما اعتبر مؤشراً على تفاقم أزمة البطالة في لبنان.

يقول وزير في مجالسه الخاصة ان اللبنانيين لن يقتنعوا بضرورة التقشف إلاّ بعد وقوع المصيبة وفرض مؤسسات مالية دولية الوصاية على لبنان.

يدور في كواليس كوادر أحد الأحزاب المسيحية أن مرجعاً بارزاً ينوي زيارة دولة إقليمية فور تشكيل الحكومة.

اللواء

يعتقد خبراء أن الرسالة في ما خصَّ موظف مصرفي كبير، أتت نتائجها في غير اتجاه!

وصلت تقارير من نيويورك إلى بيروت، تتحدث عن محاولة قوية تجري لاحتواء تداعيات إسقاط الطائرة الروسية في بحر اللاذقية.

موظف كبير، اعتاد على إبداء رأي متفائل بصورة دائمة، ابتعد عن هذا الجو لدى الكلام حول الوضع المالي!

المستقبل

يقال إنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اصطحب معه إلى نيويورك المسؤولين الروسيين المكلّفين متابعة ملف عودة النازحين السوريين لتسويق مبادرة موسكو في أروقة الأمم المتحدة وسط استمرار المعارضة الأميركية - الأوروبية لفصل العودة عن الحل السياسي.

البناء

قالت مصادر متابعة لموقف إيران من إغلاق مضيق هرمز انّ "لوبي" أوروبياً صينياً هندياً روسياً يعمل على ترتيبات تستبق نهاية الشهر المقبل بطمأنة إيران إلى أنّ مبيعاتها النفطية لن تتأثر وأنّ حصولها على عائدات هذه المبيعات لن يتأثر أيضاً عبر آليات يقوم الرباعي الروسي الصيني الهندي الأوروبي بدراستها بجدية، وقالت المصادر إنّ إيران وعدت الرباعي بعدم إغلاق مضيق هرمز إذا تحققت الغاية المرجوة وهي ضمان مبيعات النفط وعائداتها…

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

صور إسرائيلية لمصانع صواريخ في الضاحية: «التبجح» على حافة الهاوية

نسرين مرعب/جنوبية/28 سبتمبر، 2018

الإعلام الاسرائيلي ينشر مواقع لقواعد صواريخ تابعة لحزب الله... فما الهدف؟ وما دلالة التوقيت؟

اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حزب الله ببناء مواقع سرية لتحويل الصواريخ غير المطورة إلى أخرى موجهة، وذلك استجابة لمطلب إيراني. وأكّد نتنياهو أمس الخميس 27 أيلول في كلمته أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة أنّ الصواريخ التي يسعى الحزب لتجهيزها قادرة على ضرب العمق الاسرائيلي بدقة لا تتجاوز الابتعاد عن الهدف عشرة أمتار، لافتاً إلى أنّ ثلاثة من هذه المواقع أقيمت قرب مطار بيروت الدولي، وأنّ حزب الله يهدف من ذلك إلى استعمال السكان كدروع بشرية.

في السياق نفسه أكّد المتحدث بلسان جيش العدو الاسرائيلي للاعلام العربي أفيخاي أدرعي أنّ قادة حزب الله اتخذوا قرارًا بتحويل مركز ثقل مشروع الصواريخ الدقيقة الذي يتعاملون معه منذ فترة إلى المنطقة المدنية في قلب مدينة بيروت، معلناً أنّ المواقع التي جرت فيها محاولات من حزب الله لإقامة بنية لتحويل الصواريخ إلى دقيقة هي:

1: ملعب رياضي تابع لفريق مرتبط بالحزب.

2: موقع مجاور لمطار بيروت.

3: موقع يقع في قلب حي سكني ويعبد ما يقارب الـ500 مترا فقط عن مسار الهبوط في المطار.

وأشار أدرعي في سلسلة تغريدات تويترية إلى أنّ كل هذه النشاطات التي يقوم بها الحزب تهدف لتعريض المجتمع المدني اللبناني لخطر، موضحاً أنّ مشروع الصواريخ الدقيقة يتم تنفيذه استنادًا إلى خبرة وتكنولوجيا وتمويل وتوجيه إيراني.

ولفت أدرعي إلى أنّ إحدى المحاولات لنقل ميكانيات مخصصة لتحويل الصواريخ إلى دقيقة من سوريا إلى لبنان استهدفت من قبل إسرائيل في 17 أيلول. وفيما أكّد أدرعي أنّ هناك مواقعاً أخرى في بيروت وخارجها ينشط فيها عناصر حزب الله في محاولة مماثلة لإقامة بنية تحتية مخصصة في المستقبل لتخزين أو تحويل صواريخ إلى دقيقة، أوضح بالتالي أنّ إسرائيل تتابع هذه المواقع من خلال قدرات ووسائل متنوعة ولديها معلومات عديدة عن مشروع الصواريخ الدقيقة وهي تتحرك في مواجهته من خلال رد عملياتي متنوع ومن خلال طرق عمل ووسائل مختلفة، وأنّ هذه الجهود قد أدّت إلى عدم تواجد أيّ مصنع فاعل في لبنان يقوم بتحويل الأسلحة من غير دقيقة إلى دقيقة بشكل صناعي. هذه الاتهامات التي أعلنها نتنياهو ونشر تفاصيلها إعلام العدو، رفض حزب الله التعليق عليها، وذلك بحسب ما أشارت وكالة “رويترز”، إلى ذلك اتهم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في تغريدة تويترية اسرائيل بأنّها “تختلق الذرائع لتبرّر الاعتداء. ومن على منبر الشرعية الدولية تحضر لانتهاك سيادة الدول، متناسيةً ان لبنان دحرها وهزم عدوانها وغافلةً ان غطرستها و”صداقاتها الجديدة”.

الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله أكّد في حديث لـ”جنوبية” أنّه “ليس ضروريًا أن تكون الصور الجوية التي وزعتها اسرائيل حقيقية، تعود أهمية ما فعلته اسرائيل إلى توزيع الصور”، مضيفاً “هذا العمل يشير إلى وجود نيّات مبيتة لديها تجاه لبنان خصوصًا بعد إعلان الامين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله عن امتلاك الحزب صواريخ دقيقة يستطيع استخدامها في أيّ مواجهة مع اسرائيل”. وأوضح خير الله أنّ “مطار رفيق الحريري يبدو مستهدفًا بشكل واضح مع إعلان اسرائيل أنّ أحد المواقع التي فيها صواريخ يقع قرب المطار”، معتبراً أنّ “الرسالة الإسرائيلية مباشرة وفحواها أنّ من السهل اغلاق المطار وأنّ ردها على “حزب الله”، في حال حصوله، لن يفرق بين لبنان واللبنانيين من جهة وبين ما تعتبره البنية التحتية لـ”حزب الله” وصواريخه من جهة أخرى”.

ورأى خيرالله أنّه “من الواضح أنّ عدم ردّ “حزب الله”، أقلّه الى الآن، يشير إلى أنّ الحزب يتعاطى مع التهديدات الاسرائيلية بجدّية… أمّا كلام جبران باسيل، فهو كلام سطحي يعكس العجز عن استيعاب المعطيات الإقليمية والدولية. مثل هذا الكلام يندرج في سياق استرضاء “حزب الله” لا اكثر وذلك في وقت يعتقد باسيل ان الحزب سيوصله الى موقع رئيس الجمهورية”. وختم الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله، مؤكداً أنّه “لابد في هذه المرحلة من النظر إلى ما هو أبعد من لبنان، أي إلى ما يدور في المنطقة. المواجهة الأميركية – الإيرانية جدّية وعلى لبنان حماية نفسه بطريقة مختلفة، أي بعيدا عن مصالح “حزب الله” التي هي مصالح إيرانية. ليس بالكلام الذي لا معنى له، وهو كلام أكل الدهر عليه وشرب، يمكن حماية لبنان”. من جهة أخرى رأى  العميد الركن الدكتور نزار عبد القادر أنّ ما كشفه العدو الإسرائيلي “يقع في حرب التصريح والتصريح المضاد بينهم وبين حزب الله”، متابعاً “أعتقد أنّ الأخبار الإسرائيلية عن وجود صواريخ في الضاحية قرب مطار بيروت وإلى أخره هي رد على خطاب السيد نصرالله في أخر يوم بعاشوراء عندما تحدث بكبرياء وعلياء عن نصيحة للإسرائيليين بأن لا يدعموا ويضربوا وألا يحاولوا منع حزب الله من الحصول على صواريخ عبر سوريا لأنّ الحزب لديه الأعداد اللازمة من هذه الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة، والأمر قد فات الاسرائيلي”. وأشار عبد القادر إلى أنّ “التصريح والتعالي والتبجح بما يملكه حزب الله لن يتركه الإعلام لاسرائيلي يمر من دون رد، وما تحدث به نتنياهو وما علّق عليه الإعلام الاسرائيلي هو محاولة للرد على التعالي الذي أظهره حزب الله عندما أراد أن يقول للإسرائيليين أنتم اغبياء قد فاتكم القطار ونحن لدينا ما يكفي”.

وتساءل عبد القادر:

“ما الفائدة التي يجنيها السيد حسن نصرالله في خطاباته من التبجح بشكل علني بسلاح حزب الله وبجهوزية الحزب”. مضيفاً: “أنا أرى أنّ هذه القضية لن تزيده قوة وأنها ضارة له وللبنان إذ تخلق أجواء في الواقع غير مريحة في البلد، لاسيما وأنّ هناك فئات من اللبنانيين يعتبرون أنّ هذه التصريحات استغلال للوضع اللبناني، وتذكير لمختلف الفئات التي لا تؤيد محور المقاومة بأنّ الحزب لديه أسلحة وقدرات كبيرة لا تملكها حتى اسرائيل”. ولفت عبد القادر إلى أنّ ما يقوله نصرالله يراه البعض استفزازاً وكأنّ هذه التصريحات تأتي كأنّها رسائل للداخل أكثر من الخارج.

وفيما يتعلق بحقيقة الصور التي نشرها العدو أشار الخبير العسكري إلى أنّ “الحزب قد يكون لديه بعض المخابئ والمخازن في مناطق تواجده بما في ذلك الضاحية الجنوبية، ولكن لا يعني ذلك أن يقال أنّه نصب بهذه البقعة صواريخ، فالصواريخ التي يستعملها حزب الله ليس لها قواعد ثابتة، بالتالي ما من حاجة لبناء قواعد للإستعداد لحرب قد تأتي ولا تأتي. هذه الصواريخ عادة من النوع الخفيف والمتوسط و يمكن نقلها بسهولة وتركيزها في أماكن لإطلاقها خلال أوقات قصيرة وهي لا تطلب استعدادات زمنية تدفع الحزب لإقامة مثل هذه القواعد في أكثر المناطق اكتظاظاً في لبنان وهي مناطق شيعية بالمطلق”. وتابع عبد القادر متسائلاً “لماذا قد يحمل الحزب هذا الخطر لسكانه ولمناطق حيوية يحتاج إليها كعمق استراتيجي وكقواعد لوجيستية وكمراكز قيادات على كل المستويات”. وفي الختام أكّد العميد الركن الدكتور نزار عبد القادر أنّه “على الرغم مما يجري إلا أننا لسنا أمام حرب، وأي من الجهات سواء حزب الله أو إيران أو النظام السوري مستعدة في الظروف الراهنة أو قادرة على خوض أي حرب. فإيران ببنيتها العسكرية في سوريا ضعيفة وهشّة ولا يمكنها القيام بعملية عسكرية ذات قيمة وحزب الله نصف قواته مرهونة بحرب في سوريا وهو لا يملك الأن فائض القوة لأخذ المبادرة في الدخول في حرب، أما النظام السوري فهو هالك كما نعلم وقواته منهكة وقد تناقص عديدها عشرات الالاف وليس جاهز لأي معركة، أكثر شيء يمكن القيام به هو التصدي بالصواريخ لهجمات الطيران الإسرائيلي على سوريا كرد فعل معنوي أكتر من رد فعل يعيد التوازن الاستراتيجي مع اسرائيل”.

 

قلق دبلوماسي لبناني من قرار بريطانيا بتصنيف حزب الله كمنظمة ارهابية

هيلدا المعدراني/جنوبية/28 سبتمبر، 2018

قرار بريطاني بتصنيف حزب الله بجناحه العسكري منظمة ارهابية، سيتم الاعلان عنه يوم الاحد المقبل على لسان وزير الداخلية في الحكومة البريطانية. تتوجه الحكومة البريطانية نهاية الاسبوع الحالي الى تصنيف حزب الله بجناحه السياسي كـ”منظمة ارهابية”، وتوقعت المصادر ان يصدر القرار خلال مؤتمر حزب المحافظين بعد مناقشته داخل الحكومة البريطانية وتكليف وزير الداخلية ساجد جاويد باعلانه. وكانت بريطانيا قد وضعت حزب الله بجناحه العسكري على قائمة الارهاب منذ العام 2008، الامر الذي كان يتيح لانصاره تنظيم مظاهرات داعمة له، ويتوقع ان يعلن جاويد في كلمته المقررة يوم الاحد المقبل، إنه “بمتابعة الموقف الرسمي البريطاني من الميليشيا اللبنانية، سنتخذ إجراءات بحظر كل مكوناتها”، واللافت تطابق كل المكونات السياسية لدعم هذا القرار بعد ان تغلب حزب المحافظين وفرض قراره واتهام حزب العمال باعتماد سياسة غير واقعية ومتناقضة بالنسبة لايران، ادت الى انقسامات داخل الحزب نفسه. وحزب الله متهم باعتماده الأراضي البريطانية لتنفيذ عمليات غسل اموال على نطاق واسع، كما يعمل على تشكيل خلايا نائمة تعمل بشكل سري وتقيم بتفعيل علاقات ايران داخل المملكة.

ما هي مفاعيل هذا القرار؟ وما هو انعكاسه في الداخل اللبناني على مختلف الصعد؟

سامي نادر، اكد في حديث لـ”جنوبية” ان “مفاعيل كبيرة تترتب على تصنيف حزب الله بجناحه السياسي “ارهابيا، ففي السابق كانت الدول الاوروبية تميز بين الجناح السياسي والعسكري والامني، وذلك لتمرير سياساتها او الابقاء على هامش من التحرك في الداخل اللبناني والابقاء على قناة للحوار مع ايران، ورغم انتقاد الولايات المتحدة وبعض الدول العربية خلال السنوات الخمس الاخيرة، وخاصة خلال السنتين الاخيرتين بعد اندلاع حرب اليمن، حيث كان التوجه لاعتباره منظمة ارهابية، ولكن الاوروبيين ابقوا على هذا الهامش من المناورة والاتصال مع السلطات اللبنانية حيث ان حزب الله موجود على طاولة مجلس الوزراء اللبناني فكيف سيبرر ذلك اذا لم يعمل على التمييز بين جناحي الحزب، وكان حين يواجه انتقادا يشير انه يميز بينهما، ولكن حاليا تقلص هامش المناورة هذا، وسيتوجب على ذلك انعكاسات على علاقة لبنان بالعالم وخاصة بالطرف الاوروبي.”

واشار نادر الى انه “مع هذا التوجه ستختلف علاقة لبنان مع العالم بالتأكيد، وسيتم انتقاد فرنسا وغيرها من الدول الاوروبية كيف ستتعاون مع حكومة يتمثل فيها حزب الله خاصة انه لم يعد هناك تمييزا بين السياسي العسكري والامني”، واضاف هذا الحدث لن يكون له مفاعيله على حزب الله فقط، وليس على البيئة الحاضنة له، ولكن على الدولة اللبنانية برمتها، وكانت سياسة النأي بالنفس كصيغة يتم التلطي خلفها من بعض الدول الاوروبية والخليجية، والتذرع بأن هناك تعددية في المجتمع اللبناني، اضافة الى ان القوى اللبنانية تعتمد هذا الخطاب، وقد بدأ التحول مع دول الخليج وخاصة مع مجيء الملك سلمان بن عبد العزيز، والانتقال من سياسة المهادنة والصبر الاستراتيجي الى سياسة مواجهة وعزم والاعلان صراحة ان حزب الله منظمة ارهابية والدعوة الى مواجهته، وحتى ان ذلك برز في قرار الجامعة العربية حين ذكر ان “حزب الله الموجود في الحكومة اللبنانية” وهي المرة الاولى التي تغمز فيها الى وجوده في الحومة وتحميل الدولة اللبنانية مسؤولية ذلك”. واكد نادر ” مع هذا القرار الذي اتخذته بريطانيا، وخاصة مع تلازم الموقف البريطاني والاميركي في مجريات الامور، وايضا فرنسا، بالرغم من تمايزهم بالنسبة للموقف من الاتفاق النووي، اما بالنسبة لحزب الله وتصرفات ايران في المنطقة فقد ظهر تطابق تام في المواقف، وقد ظهر في خطاب تيريزا ماي وماكرون وانتقادهم الواضح لسياسات ايران في المنطقة”.

الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر من جهته اكد لـ”جنوبية” ان “القرار يأتي في اطار الهجمة الغربية -الاميركية العربية- السعودية، المشتركة على حزب الله، وتقودها الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل، بالطبع بريطانيا لم تعد بعيدة عن هذه القرارات وهي تعمل كملحق وكتابع للسياسات الاميركية، والامر ليس مستهجنا لدى اوساط حزب الله، باعتبار ان السياسات الاوروبية وتحديدا بريطانيا، وهي تدل على هزالة السياسة البريطانية، وربما هي تأتي ايضا في سياق التنافس الداخلي البريطاني، بين حزب العمال والمحافظين”.

واضاف عبد الساتر “هذا القرار لن يؤثر في حزب الله، فالكل يدرك ان لبنان انتج مقاومة استطاعت ان تهزم اسرائيل وان تقف في وجه المشاريع الاميركية، والاستعمارية في المنطقة”، مضيفا “الاهم الا يتجه الداخل اللبناني الى تبني مثل هذه القرارات، بمعنى الا تستخدم في ظل الانقسام الداخلي اللبناني، ما يفاقم الوضع المأزوم اصلا بين المكونات السياسية في البلد، ولكن من جهة اخرى فإن التيارات الحزبية في لبنان تدرك خطورة الموقف، ومدى حساسيته، بالرغم من انه سيترك اثرا على بعض الافراد والمؤسسات التي تتعامل مع هذه الدول”.

 

عرض روسي يثير تساؤلات: فهل تضحي طهران بـ«حزب الله»؟!

سلوى فاضل/جنوبية/28 سبتمبر، 2018

شكّل سقوط الطائرة الروسية فوق سوريا منذ أيام دافعا لمفاوضات حول الاجواء فوق سوريا. فما هو مستقبل الطرح الاسرائيلي القاضي بقطع ايران مساعداتها العسكرية لحزب الله؟ أوفد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مستشاره للأمن القومي نيكولاي باتروشيف إلى طهران لتقديم العرض التالي انه “إذا علّقت إسرائيل غاراتها الجوية على سوريا، هل تتوقف طهران عن نقل الأسلحة والمعدات العسكرية لـ”حزب الله” عبر الاراضي السورية؟”. وفي اتصال مع المحلل السياسي غسان جواد، قال لـ”جنوبية”، حول امكانية قبول طهران بهذا الشرط الذي قد يريحها تلقائيا من مجموعة ضغوطات سياسية في ظل أزمتها الاقتصادية القديمة والقادمة، “لا اعتقد ان ايران معنيّة بأية عروضات اسرائيلية لأن طبيعة النظام في طهران هي طبيعة قائمة على مفهوم العداء لإسرائيل ولوجودها في فلسطين المحتلة. وبالتالي أن إيران ليست معنيّة بأية عروضات تطلبها إسرائيل ومبدأ دعمها للمقاومة ولسوريا، لأن ذلك في طبيعة النظام وخياراته الاستراتيجية والسياسية”. وتابع جواد، بالقول “استبعد التفاوض مع اسرائيل، وحتى لو كان بشكل غير مباشر من قبل نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

واشار جواد الى ان “إيران غير معزولة دوليّا، فليس سوى واشنطن هي التي أخرجت نفسها من الاتفاق النووي. فكل الدول من اوروبا الى الصين تجرّب ان تجد مداخل للتعاون والالتفاف على العقوبات الاميركية. اما داخليا فمشكلة إيران هي في العائدات النفطيّة”.

وختم المحلل السياسي، غسان جواد، بالقول “نعم، العملة الايرانية لا تزال مستمرة في هبوطها للضغط على الشارع الايراني، لكن ايران ليست كلبنان تعيش على المساعدات والقروض كسيدر وغيره بل هي دولة كبرى لديها وارداتها”.

من جهة ثانية، أكد الدكتور حارث سليمان، ردا على السؤال الوارد أعلاه، أن “المسألة ليست كما يبدو، ان العرض معناه ان توقف طهران شحن الاسلحة الى حزب الله من خلال وقف حرب الشحنات. فالاتفاق الأميركي- الإسرائيلي- الروسي هو إخراج ايران وميليشياتها وتوابعها من سوريا بموافقة الأسد”.

ويرى، المحلل السياسي سليمان، ان “الأسد يميل صوب الموقف الروسي، وليس صوب الموقف الإيراني. وقد جاء الاتفاق الروسي التركي ليعترف بالحضور التركي. وبالتالي صار التفاهيم الأميركي- الروسي- الإسرائيلي قوة أكبر ضد الوجود الإيراني. فهناك اجماع إقليمي على طرد إيران من سوريا، وخاصة ما قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم أمس”.  ويتابع، سليمان، بالقول “الوجود الروسي هو أقل من المطلوب دوليّا، فاذا قبلته إيران يكون قد قبلت بالتنازل، واذا قبلت إيران فانها تُسقط المطالبة بانهاء الوجود الاميركي، وبالتالي هو قبول جزئي سيؤدي الى قبول كليّ فيما بعد. لان بريطانيا تعمل على الدفع الى مزيد من العقوبات على إيران، اضافة الى العقوبات الاميركية المتزايدة، وبالطبع سيحصل مزيد من العقوبات على حزب الله تلقائيا”. ويختم، حارث سليمان، بالقول “ان مزيد من العقوبات سيؤدي الى مزيد من التنازلات، واللافت ان الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني نادى ترامب بلغة تقاربيّة، ودعاه الى الالتقاء”. فهل في حال رفضت طهران العرض الروسي ستدخل في مواجهة مع موسكو قد تُخرجها من سوريا دفعة واحدة؟

 

هل يمكن دمج «حزب الله» مع الجيش اللبناني؟

سهى جفّال/جنوبية/28 سبتمبر، 2018

فكرة دمج حزب الله والجيش اللبناني عادت الى الواجهة مع الحديث الرئيس ميشال عون امس الى الصحافة الفرنسية

أعادت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية النقاش حول فكرة “دمج الجناح العسكري لـ “حزب الله” مع الجيش اللبناني”، وذلك في المقابلة التي أجرتها مع رئيس الجمهورية ميشال عون الإثنين الفائت، وفيما رأى عون أن “ذلك الأمر قد يشكّل مخرجا لمعضلة سلاح “حزب الله”، لكن في الوقت الراهن فإن البعض يدين تدخله في الحرب ضد تنظيمي داعش والنصرة في سوريا غير ان الوقائع هنا هي ان الارهابيين كانوا يهاجمون اراضينا، وحزب الله كان يدافع عنها والحزب لا يلعب اي دور عسكري في الداخل اللبناني ولا يقوم بأي عمل على الحدود مع اسرائيل. لقد بات وضع الحزب مرتبطا بمسألة الشرق الاوسط وبحلّ النزاع في سوريا.” جواب الرئيس عون إستدعى ردّا مضادا من قبل مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي جون بولتون إعتبر فيه أن “خطاب رئيس الجمهورية اللبناني عن دمج “حزب الله” للجيش اللبناني هو امر وهمي وغير صحيح وغير قابل للتنفيذ، وان على الرئيس عون ان لا يطرح هكذا امور تعرف الولايات المتحدة انها غير قابلة للتنفيذ”، مشدد على أن “أكبر خطر هو دخول حزب الله في الجيش اللبناني الذي تحرص الولايات المتحدة على بقائه بعيدا عن السياسة فكيف اذا دخل فيه اكثر من 50 الف مقاتل من الحزب الى الجيش، فعندها ستتوقف الولايات المتحدة عن تسليح لبنان وتدريب جنوده في معاهدها العسكرية في الولايات المتحدة”. ومع العلم أن الرئيس عون لم يتطرق في موقفه إلى إمكانية موافقة الإرادة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة، إلا أن فكرة الدمج هذه ليست بجديدة إذ إقترحت الأمم المتحدة عام 2006 على لبنان عبر تيري رود لارسن مبعوث الأمين العام آنذاك كوفي عنان دمج “حزب الله” بالجيش على غرار ما حصل مع ميليشيات لبنانية أخرى فككت في1991 بعد الطائف مع احلال السلام الاهليـ وحينها قوبلت بالرفض من قبل رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود بإعتبار ان هذا الاقتراح يرمي إلى خفض قدرات لبنان الدفاعية في مواجهة إسرائيل. 

العميد الركن الدكتور هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، أكّد في حديث خاص لـ “جنوبية” أنه ” من المبكر الحديث عن هذا الأمر قبل رسم إستراتيجية دفاعية للجيش اللبناني واضحة المعالم يكون الجيش النواة الأساسي فيها ويكون عندها قادر على ردع العدو الدائم وهو إسرائيل ومن ثم الإرهاب، مشيرا إلى أنه “بعد وضع الإستراتيجية الدفاعية يتم البحث بوضع القوات العسكرية الشبه النظامية وهو نموذج يعتمد في كلّ دول العالم بتحويلها إلى قوات إحتياطية عندما تدعو الحاجة، أي أن أي قوى ترغب بالدفاع عن وطنها بسلاحها فتستعد خلال 48 ساعة للقتال إلى جانب الجيش عندما يدق النفير تماما كالنموزج السويسري”، مشيرا إلى أن “الوضع في لبنان مختلفا لأن مهمات الجيش مختلفة عن مهمات “حزب الله” وتكتيكهما في القتال مختلف، وبالتالي لا يمكن دمجمهما إنما ثمة مجلس أعلى للدفاع الوطني يقوم بالتسيق بينهما في حال وقوع الحرب”.

وقال جابر “عند بناء جيش قوي لديه سلاح دفاع جوي يستطيع التصدي للعدوان الإسرائيل، عندئد يتم البحث مع “حزب الله” بدوره ضمن الإستراتيجية عبر وضع سلاحه على سبيل المثال في مخازن سرية تحت إشراف لجنة مشتركة من الجيش والحزب على أن يعمل على تسريح عناصره”، لافتا إلى “منذ 12 عاما لم يكتب سطرا واحدا من الإستراتيجية ولا يمكن بحث سلاح “حزب الله” قبل إنجاز هذه الإستراتيجية وهو مضيعة وقت، خصوصا أن الطرفين لا يوافقان على ذلك”. كما أشار جابر أن ” ما حدث بعد الطائف بدمج الميليشيات بالجيش مختلف ولا يمكن حصوله اليوم، فـ “حزب الله” إستثني آنذاك لأنه إستمر كمقاومة لتحرير الجنوب ومن ثم إنتقل إلى دور الدفاع عن الجنوب”.

وفي الختام، أكّد جابر لموقعنا “بقاء سلاح “حزب الله “ سيبقى حتى إنتفاء الحاجة لردع إسرائيل، خصوصا أن الجيش اللبناني غير قادر على ذلك لأن إسرائيل الأقوى عسكريا من ناحية الأسلحة المتطورة والسلاح الجوّي، مشددا على انه “جيشنا عظيم، ولبنان لن ينهار بوجود مؤسسة عسكرية على رأسها قائد جيش نزيه ومقدام”.

إلى ذلك أكّد الجنرال المتقاعد نزار عبد القادر “ان سؤال “لو فيغارو، نظريا، هو بعيدا عن الواقع لأن “حزب الله” بالدرجة الأولى لا يفكر بنزع سلاحه وحلّ نفسه ليفكر بالمقاتلين لديه وأي جهة يمكن ضمّهم إليها، ومن هنا كان من المفترض على رئيس الجمهورية أن يمتنع عن الرد كون السؤال نظري بدلا من أن يجاوب ويستوجب كلامه رد من قبل المستشار الأمن القومي لترامب”. وأشار عبد القادر “صحيح أن الموجودين في صفوف “حزب الله” هم لبنانيون وأعزاء على الوطن، ولكن المشكلة الأساسية أن الحزب ربى الميليشات التابعة له تربية إيدولوجية إلى جانب التدريب العسكري، وبالتالي هذه التربية الايدولوجية سيكون من الصعب جدا إدخالها إلى الجيش وتحضير هؤلاء المقاتلين الجدد للتخلص منها والدخول ضمن الإنضباط العسكري وفكرة السيادة اللبنانية”. وختم عبد القادر بالتأكيد على انه “لا شكّ أن الولايات المتحدة ساعدت الجيش في السنوات العشرة الأخيرة بما يزيد عن مليار و600 مليون دولار وهي حريصة على إستمرار هذه المساعدة وتدريب أكبر عدد من الضباط والتقنيين اللبنانيين لخدمة هذا الجيش وهذه الأسلحة، وهذا البرنامج مستمر لأن الإدارة الاميركية تعتقد أن المقاومة الوحيدة لخضوع لبنان كليا تحت الهيمنة الإيرانية وسيطرة “حزب الله” على الوضع الأمني في لبنان هي من خلال منعة هذا الجيش وقوته وإبقائه تحت حالة تدريبية ومعنوية وتجهيزية جيدة “.

 

فرنسا تلاقي أميركا في انتقاد لبنان:ملف النازحين ومواقف عون

منير الربيع/المدن/الجمعة 28/09/2018

تتأرجح فرنسا بين منزلتين حيال تعاطيها مع لبنان. فهي الحريصة على استمرار العلاقة معه وقيادة مبادرات سياسية تخرجه من الفراغ الذي يعيشه. ولكنها في المقابل غير قادرة على تغطية الخروج عن النأي بالنفس. يبرز الموقف الفرنسي هذا في عدم حصول لقاء بين الرئيس ايمانويل ماكرون والرئيس ميشال عون على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. جال السفير الفرنسي برونو فوشيه قبل فترة على المسؤولين اللبنانين لاستمزاج الآراء حيال القيام بمبادرة تتعلق بتشكيل الحكومة، لكن ه اصطدم بتصّلب الأفرقاء.

وبعدما كانت باريس حاضنة العهد الحالي، تبرز إشارات سلبية من جهتها حيال الوضع في لبنان، وفي مواضع مختلفة، أولها ملف النازحين السوريين، وثانيها تعاطي لبنان الرسمي مع الاستحقاقات الدولية وفي مقدّمها كلام الرئيس عون لصحيفة لو فيغارو وفي الأمم المتحدة.

موقف لبنان من النازحين استدعى ردّاً فورياً من ماكرون، الذي استغرب إصرار لبنان، في هذا التوقيت، على مطالبة النازحين السوريين بالعودة إلى سوريا، مشدداً على أنه "لا يمكن أن يعود هؤلاء النازحون قبل وجود حل مستدام للأزمة في بلدهم". وقال ماكرون إن "فرنسا ملتزمة بمساعدة لبنان، لكننا بحاجة إلى حل مستدام للأزمة السورية". وسأل: "هل تعتقدون أن دفع النازحين إلى العودة إلى سوريا، وبعد ما يحدث في إدلب، هو حل مستدام؟ من المستحيل أن يعودوا دون إيجاد حل سياسي مستدام.. هناك قانون دولي يجب احترامه هنا، كما يجب احترام كرامة النازحين".

تعتبر بعض المصادر أن الرفض الفرنسي لإعادة النازحين قبل الحل السياسي، ينطلق من خلفية العقل الفرنسي العام الذي يركز على الحفاظ على حقوق الإنسان، لأن هذه العودة قد تشكل خطراً على هؤلاء في ظل عدم استتباب الأمن هناك. وتعتبر المصادر أن الموقف ليس له خلفيات او دلالات في انتقاد الموقف اللبناني، وإن كان يصب في هذا السياق. ولا تخفي المصادر وجود سخط من الإدارة الفرنسية على آلية التعاطي اللبناني بلا مسؤولية مع ملف النازحين، ربطاً بفشل المبادرة الروسية التي لم توفر أي شروط آمنة لنازحين وعودتهم.

ولا يمكن فصل هذا الاعتراض على خلفية ملف النازحين، عن الاعتراض الفرنسي على المضمون السياسي لمواقف رئيس الجمهورية، إذ ذهب ماكرون إلى التناغم مع المواقف الأميركية. وعدم لقاء الرئيس الفرنسي الرئيس عون، يحمل إشارة، خصوصاً أن عدم حصول اللقاء هو الاستثناء. صحيح أن فرنسا تعترض على فرط الاتفاق النووي مع إيران، ولكن موقف الرئيس الفرنسي في الأمم المتحدة، يوضح حصول بوادر اتفاق أميركي أوروبي في شأن التعاطي مع إيران. وفي هذا السياق تأتي رسالة ماكرون القاسية تجاه إيران وحلفائها وتقديمها الدعم لهم.

كذلك، تسجّل فرنسا مزيداً من الاعتراضات على لبنان، الذي لم يلتزم بمندرجات الاصلاح التي يتطلّبها تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر. وتعتبر نفسها أصيبت بخيبة أمل لبنانية أمام المجتمع الدولي، إزاء دعوتها دولاً ومؤسسات عالمية لمساعدة لبنان، ولكن بشروط الاصلاح والاسراع في إنجاز الاستحقاقات السياسية، لكنها اصطدمت بجدار الخلافات اللبنانية. ما وضعها في موقع حرج مع تلك الدول والمؤسسات. وما يتزامن مع هذه الإشارات الفرنسية هو الضغط الأميركي على حزب الله، إذ يجري الاستعداد في الكونغرس لإقرار اقتراح قانون مقدم في مجلس الشيوخ، لتشديد العقوبات المالية على حزب الله، وعلى كل من يتعاطى معه مالياً، بالإضافة إلى مناقشة اقتراح قانون آخر تحت عنوان قانون نزع سلاح حزب الله، المقدّم من سيناتورين جمهوري وديمقراطي، سيحاولان إقراره قبل انتخابات الكونغريس، في وقت ستدخل فيه العقوبات على إيران حيز التنفيذ.

 

لماذا زار جعجع الحريري فجأة؟

منير الربيع/المدن/الجمعة 28/09/2018

ليست العادة أن يزور رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بيت الوسط في وضح النهار. مختلف اللقاءات التي عقدت بينه وبين الرئيس سعد الحريري كانت ليلية. وأن يتوجه جعجع من معراب إلى بيت الوسط ظهراً، فهذا يعني أن هناك ما كان يستدعي الزيارة. ووفق مصادر متابعة فإن طروحات عدة تنامت إلى معراب، منذ أطلق الحريري جولة مشارواته الجديدة للوصول إلى صيغة حكومية مقبولة. ومن بين الطروحات منح القوات نائب رئيس الحكومة ووزير دولة بالإضافة إلى وزارتين غير أساسيتين او وازنتين. استبق جعجع تلك الطروحات، وقرر الهجوم بدلاً من انتظار لحظة الدفاع. أبلغ الحريري أنه لا يزال على موقفه وليس مستعداً لتقديم مزيد من التنازلات، لأن القوات كانت أول من سهّل وتنازل في سبيل تشكيل الحكومة، بينما الفريق الآخر كان يعترض ويتمسك بتصعيده وموقفه الهادف إلى تحجيم الآخرين.

وتشير المصادر إلى أن الحريري أبلغ جعجع طرحاً جديداً، يقضي باعطاء القوات نائب رئيس الحكومة على أن يكون بنفسه وزير دولة، بالإضافة إلى وزارة التنمية الإدارية، وهي أيضاً وزارة دولة، ووزارة التربية. بينما بقيت الوزارة الرابعة غير معروفة وغير محسومة، في ظل تمسك رئيس الجمهورية بوزارة العدل، وحزب الله بالصحة، وتيار المردة بالأشغال التي يطالب بها التيار الوطني الحر. وتؤكد المصادر أن جعجع رفض الطرح، على الرغم من عدم اعتراضه على وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية، ولكن الحقائب الأخرى غير متوازنة، ولا تليق بالقوات وبموقفها وبنتائج الانتخابات. ووفق مصادر القوات فإن الطرح يحتاج إلى مزيد من الدراسة والتشاور. وإذا ما بقيت الأمور على حالها، فهذا لا يظهر أن الحكومة قد تكون قريبة. من جهة أخرى، فإن الخلاف على منصب نائب رئيس الحكومة لم يحسم بعد، إذ صحيح أن الحريري طرح على القوات ذلك، ولكن التيار الوطني الحر غير موافق بعد. وتلفت المصادر إلى أن الوزير جبران باسيل يريد تسمية نجاد عصام فارس لهذا المنصب، بينما مصادر أخرى تعتبر أن باسيل قد يرضى بالتخلي عن منح هذا المنصب لفارس، لأن ليس من مصلحته حالياً إبرازه في السياسة، خصوصاً أن فارس من غير السهل السيطرة عليه او وضعه تحت جناحيه. كأن جعجع في زيارته الاستباقية إلى بيت الوسط، كان قد قرأ مزيداً من التصعيد من جانب التيار الوطني الحر. وصوابية رأي جعجع تجلّت في الموقف الذي أطلقه الرئيس ميشال عون خلال عودته من نيويورك إلى بيروت، إذ أشار إلى أنه لن يتدخل ليضغط على الوزير باسيل، لأنه لن يضغط على طرف دون الضغط على الآخر، وهو ليس رئيس تكتل لبنان القوي. ويوحي ذلك بأنه غير مستعد للتنازل، مستذكراً أنه لم يستطع إنجاز تعيين في وزارة الإعلام. وهذه لطشة المقصود بها القوات، وخصوصاً الوزير ملحم الرياشي، الذي يعتبر القواتي الأقرب لعون. ما يؤشر إلى أن الأزمة بين الطرفين ستسمر في التصاعد. قراءة جعجع هذه دفعته إلى شد الأواصر مع الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، على قاعدة توحيد الموقف وتصليبه، والرد على ما تعرضت له القوات والمستقبل في مجلس النواب. لذلك، هناك من يشير إلى محاولة جعجع اقناع الحريري بالذهاب إلى توجيه دعوات لعقد جلسات لحكومة تصريف الأعمال، تحت عنوان جلسات الضرورة على غرار جلسات تشريع الضرورة في مجلس النواب. وإذ تعتبر المصادر أن الحريري يفكّر في هذا الامر، إلا أنها تشير إلى أنه لم يحسم هذا الخيار طالما أنه لا يتوافق عليه مع رئيس الجمهورية.

 

حزب الله مطمئن لعون: تفويض كامل في تشكيل الحكومة

منير الربيع/المدن/الخميس 27/09/2018

يعرف حزب الله أنه في مرحلة حرجة جداً. الضغوط تزداد من كل جانب. لكنه يرسم استراتيجيته لمواجهتها. يرتكز الحزب على أكثر من عامل في مواجهة ما يتعرّض له إقليمياً ودولياً، سياسياً وعسكرياً ومالياً. عامل الاحتضان الشعبي في بيئته عنصر أساسي في مواجهة كل التحديات، لأن الالتفاف من حوله يعدّ عنصر قوة يحرم أي طرف من إيجاد ثغرات تمثّل شوكة في الخصر. والعامل الثاني هو ما تحقق سياسياً وميدانياً في المنطقة، من لبنان إلى سوريا والعراق فاليمن. بمعنى آخر، إن العامل الثاني هو الانتصارات التي يحققها محور الممانعة في الشرق الأوسط. أما العامل الثالث داخلياً، فيبقى الارتكاز على حليف استراتيجي وأساسي تثبت التجربة يوماً بعد يوم جدوى رهان الحزب عليه، وهو رئيس اسمه ميشال عون.

يهتم حزب الله بالوضع الداخلي إلى أبعد حدود. يعمل على أكثر من خطّ لتثبيت التسوية الداخلية وإجراء المصالحات بين الأفرقاء وصولاً إلى تكريس حكومة الوحدة الوطنية التي تضم الجميع.ولذلك، يوزّع نشاطه في أكثر من اتجاه لرعاية هذه المصالحات بين القوى والأفرقاء، الحلفاء والخصوم، بشكل يضعه في مصاف المصلح في ما بين الألداء. لأن ما يريده حزب الله هو أن يبقى لبنان ساحة مستقّرة بعيدة عن كل حرائق المنطقة وتطوراتها. وهذا ما يتفاهم عليه بشكل مباشر أو غير مباشر مع عون والرئيس سعد الحريري.

أكثر ما يعبّر عن ثقة الحزب برئيس الجمهورية، هو موقف نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، في معرض تعليقه على المواقف التي أعلنها لجريدة فيغارو، معتبراً أنها مواقف مشرفة ومسؤولة، وبأنه عبّر عن رؤيته للبنان السيد المستقل في إطار وحدة وطنية لا تقبل التبعية ولا الاحتلال ولا الانخراط في لعبة المحاور. ووجه قاسم "تحية كبيرة إلى ربان سفينة لبنان القوي المقاوم، يرعاها بسياساته الوطنية الحكيمة والشجاعة. والحمد لله على هذه النعمة ليتمكن لبنان من أن يحفظ موقعه ودوره وأن يحفظ مستقبل أجياله على خط الاستقلال والسيادة والحرية".

يصف حزب الله مواقف عون بالكبيرة جداً، والتي لا يمكن أن تنسى أو تنكر، وبأن لها أبعاداً استراتيجية يجب قراءتها والتوقف عندها. المقصود في ذلك، أن العلاقة بينهما تتخطى كل الحسابات اللبنانية الضيقة والتي تتعلق بوزير دولة من هنا، او حقيبة سيادية من هناك. ما يقود إلى خلاصة أساسية هي أن الحزب يفوض عون تفويضاً كاملاً في مسألة تشكيل الحكومة، التي لا يمكن أن تتشكل بدون موافقة الرئيس ورغبته، فلا يمكن لحزب الله أن يخسر هكذا علاقة لحسابات مؤقتة.

يمثّل عون بالنسبة إلى الحزب سدّاً منيعاً وحصناً آمناً، في المعنى السياسي الرسمي والاستراتيجي. يصل الأمر إلى حدّ وصف أحد القياديين البارزين في الحزب عون بأنه الرجل وقت الحزّات ويوم يواجه الحزب خطراً من الخارج يعرف أن هناك سنداً يمكن الارتكاز إليه، ولدى حصول أي تهديد إسرائيلي سيكون هناك قائد سياسي إلى جانب القيادة العسكرية للمقاومة. وهذا لا يقدّر بثمن ولا بمناصب أو مكاسب سياسية. وهذه المواقف يظهرها عون في الداخل والخارج، وأمام الدبلوماسيين والمسؤولين الدوليين حيال ما يتعلق بسلاح الحزب وبالعقوبات المالية التي تريد بعض الدول فرضها عليه. يبدو حزب الله متيقناً لتجاوز كل الأزمات التي تواجهه. المسألة مرتبطة بالصبر فحسب. الميدان يتحدث عن الواقع، ويستند القيادي في الحزب إلى ما قاله عون بأن الفشل في مواجهة الحزب عسكرياً، يضطر البعض إلى شن حملات سياسية عليه لشيطنته أو اللجوء إلى العقوبات المالية لمحاصرته. ولكن، كل ذلك سيجري تجاوزه بحسب الحزب في المرحلة المقبلة. وكذلك ستفعل إيران التي لديها علاقات ممتازة مع دول الغرب باستثناء واشنطن. والرهان هنا على الصبر أيضاً. وهذه نصائح تلقاها الإيرانيون من الأوروبيين بضرورة الصمود، لما بعد مرحلة ترامب، او على الأقل لما بعد انتخابات الكونغرس. لأن السياسة الأميركية ستتغير، وحتى لو لم تتغير، فإن الأوروبيين سيكونون جاهزين للخروج من الشروط الأميركية والاستمرار بالعلاقة مع طهران والحفاظ على الاتفاق النووي ومندرجاته وتبعاته.

ولكن، في القراءة للمرحلة المقبلة، يعرف حزب الله أن الضغوط قد تؤثر في بعض المجالات. فالعقوبات المالية والاقتصادية قد لا تؤثر حالياً عليه ولكنها على المدى البعيد ستفعل فعلها. وكذلك بالنسبة إلى بعض التشريعات التي تتعلق بالسلاح، وآخرها إقرار مجلس النواب معاهدة تجارة الأسلحة، وقد اعترض نواب الحزب عليها. ولا تخفي مصادر متابعة انزعاج الحزب من الطريقة التي أقرت فيها هذه المعاهدة، بمعزل عن الشأن القانوني أو غير القانوني، لأنها قد تؤثر أيضاً في الحزب على المدى البعيد في مسألة تسلّحه واقتنائه للسلاح. هذه كلها يدرجها حزب الله في خانة الضغوط التي تمارس عليه، لكن مواجهتها محتومة، ولا بد من إيجاد العلاجات لها.

 

فضيحة مراباة تهز زحلة: واتسآب وتحقيقات

لوسي بارسخيان/المدن/الخميس 27/09/2018

الربا في زحلة "فضيحة"، يجري تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما تطبيق واتسآب، عبر جداول بأسماء صرافين واصحاب كونتوارات لتقديم الخدمات المالية، وبائعي مجوهرات، وحتى بعض المهندسين والاطباء، يتهمون بأنهم "خرابو بيوت"، يبنون ثروتهم على أزمات أفراد، ما إن يتقاضون المبالغ التي يوفرها لهم الدائنون بسهولة، ومن دون الشروط المعقدة التي تضعها المصارف، حتى يكتشفون أنهم وقعوا فريسة فوائد "تمتص دماءهم" وتستنزف كل امكانية قد تتوفر لهم من اجل تسديد أصل المبلغ المقترض.

اللوائح ليست بأسماء زحلية فحسب، إنما تشمل رزمة ممن يعرف عنهم كرجال أعمال من قرى القضاء، لاسيما شتورا، قب الياس، والفرزل، ورياق. بعضهم معروفون في عالم التداول المالي، وآخرون "دخلاء" على "كار" يعكس تطوره أزمة سيولة يغرق فيها أصحاب الممتلكات. ما دفع بكثيرين إلى إعلان الافلاس او إلى رهن ممتلكات. قانونياً الربا "جنحة" يعاقب عليها وفقاً للمواد 661 و662 و663 من قانون العقوبات، التي تشترط اعتياد المراباة، أي أن المقرض جعل الأمر مورد رزق له، وأن يكون القرض لغاية غير تجارية، إنما يتعلق باستغلال الحاجة المادية لشخص ما، عبر فرض فوائد مرتفعة تفوق الحد المسموح به قانوناً، مع طلب ضمانات أكبر من المبلغ المقرض. واستناداً إلى المواد القانونية المذكورة، تحركت النيابة العامة الاستئنافية في البقاع منذ الأحد، في 23 أيلول 2018، على خلفية أسلوب فضائحي اعتمد في نشر أسماء بعض من يتهمون بأنهم مرابون في زحلة ومنطقتها. وقد أعقب ذلك نشر تسجيلات لتهديدات تعرض لها المقترضون بسبب التأخر في سداد قروضهم. وقد ورودت تسجيلات مشابهة إلى الأجهزة المحققة.

عليه، اعتبرت النيابة العامة ذلك بمثابة إخبار، دعت الأجهزة المعنية إلى التحرك بشأنه، وجمع المعلومات المتعلقة به، وصولاً إلى التدقيق في العديد من الاسماء الواردة، لاسيما تلك التي وردت بشأنها شكاوى مباشرة من المتضررين.

ويوضح النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات لـ"المدن" أنه تم نتيجة لمتابعة هذه "الفضيحة" الالكترونية بشأن المرابين، استدعاء 25 شخصاً من زحلة وشتورا والمعلقة ورياق، ممن ذُكِروا في الجداول، وجرى الاستماع إلى أقوالهم والتدقيق في المعلومات التي قدموها، إضافة إلى مقابلة بعضهم مع متضررين مباشرين لتوضيح حقيقة الاتهامات الموجهة إليهم، وأطلق معظمهم من دون اقفال ملفات التحقيق. وفي رأي بركات، فإنه بصرف النظر عن الطريقة الفضائحية التي أُثير بها موضوع استفحال ظاهرة المراباة، وإذا كانت حقيقة بالحجم الذي جرى تسويقه، فإن تدخل القضاء وامساكه بالملف، أعطى نتائج ايجابية، من حيث مسارعة الدائنين إلى عقد مصالحات مع ضحاياهم، ومسامحتهم بأقسام من الديون والوكالات والرهونات الموضوعة على ممتلكاتهم، خوفاً من أن يتطور الامر إلى شكوى قضائية.

علماً أن القضاء أعطى تعليماته للأجهزة الامنية من أجل التوسع بالملف، لتشمل الاستقصاءات المرابين الذين لم يُذكروا في الجداول لسبب ما، والذين سيُستدعون في مرحلة لاحقة. وقد حاول القضاء تدارك اسقاط التحقيق في النزعة الانتقامية التي قد تكون دفعت إلى ادراج اسماء معينة في الجداول بقصد التشهير بأصحابها لأسباب معينة. ويؤكد بركات أن "النيابة العامة تعمل وفقاً للأصول في هذا الملف، مع المحافظة على كرامات الناس ومنع الافتراءات، حتى لو لم يتقدم أي ممن يعتبرون أنه جرى التشهير بهم بشكوى قضائية حتى اليوم".

وتبدي المصادر القضائية استعداداً للتحرك لمعرفة مصدر اللوائح التي سربت عبر تطبيق واتسآب إذا ما تقدم أحدهم بشكوى تشهير أو اساءة، مع تأكيد امساك القضاء بتفاصيل الموضوع لإخراجه من التداول "الفضائحي" ووضعه في اطاره القانوني، الذي يحفظ الحقوق. ويوجه بركات دعوة إلى كل شخص تعرض للمراباة لتقديم شكوى في أقرب مخفر، او التقدم بشكوى لدى النيابة العامة. ما من شأنه وضع حد لهذه الظاهرة، ومنع تفاقمها الذي يؤذي المجتمعات.

 

 دار الصياد الى الاقفال... الوداع الاخير

"ليبانون ديبايت/الجمعة 28 أيلول 2018/تودّع دار الصياد قرّائها يوم الاثنين المقبل، بعد مسيرة طويلة تخطّت الستّ وسبعين عاماً، ورحلة في مشوار الصحافة العريق، الذي واكب أهم الأحداث اللبنانيّة والعربيّة والدوليّة، ووصل الى أهمّ الشخصيّات السياسيّة من رؤساء جمهوريّات وملوك ومسؤولين، وكذلك الفنيّة، والثقافيّة، والإجتماعيّة والإقتصاديّة والإعلاميّة. الأعداد الأخيرة لدار الصياد بدأت تطبع، بيد أنّ مقالاتها وانجازاتها وتغطياتها ستبقى مطبوعة في تاريخ الصحافة والإعلام، هي التي في "دارها"، الأنوار وهي جريدة سياسيّة يوميّة صدرت عام 1959، الصياد وهي مجلة اسبوعية سياسية اجتماعيّة مصوّرة صدرت عام 1943، الشبكة مجلة اسبوعية فنية اجتماعية، الدفاع العربي وهي مجلة شهرية عسكرية متخصصة صدرت عام 1975، ومجلة فيروز الشهرية النسائية المتخصصة التي صدرت عام 1981، بالاضافة الى مجلة الفارس المتخصصة بالرجل وصدرت عام 1985، والاداري وهي مجلة اسبوعية سياسية اجتماعية مصوّرة صدرت عام 1975، بالاضافة الى ACCE الكمبيوتر والاتصالات والالكترونيات والتي صدرت عام 1984". الصياد حملت مع مؤسّسها سعيد فريحة، "لواء الاستقلال"، فشاءها ثورة على رجال الانتداب، واستمرّت رافعة راية الحرية، مع الخلفاء عصام وبسام والهام، قبل أن تقفل ابوابها يوم الاثنين 1 تشرين الاول 2018. ومن المؤسف، أن تخسر الصحافة، دار الصياد كما ودّعت سابقاً "زملاء كثر"، نتيجة تردّي الأوضاع الإقتصاديّة، ما يجب ان يشكّل جرس انذار للمسؤولين والمعنيين لانقاذ السلطة الرابعة قبل فوات الاوان.

 

العقدة الدرزية باتت قابلة للحل.. وستعالج برعاية بري

جريدة الجمهورية/الجمعة 28 أيلول 2018/اشارت مصادر مواكبة لمشاورات التأليف لـ«الجمهورية» إلى أن النائب وليد جنبلاط أعطى خلال الأيام الماضية ما يكفي من الإشارات الإيجابية حول استعداده للقبول بتسوية للتمثيل الدرزي وبالتالي فإن العقدة الدرزية باتت قابلة للحل ولم تعد مستعصية، وهي ستعالج برعاية الرئيس نبيه بري في اللحظة المناسبة، وبالتالي فإن الأولوية الآن هي للانتهاء من العقدة المسيحية. وكشفت المصادر أن بعض المحيطين بجنبلاط اعتبروا انه كان من الأفضل ان يصبر قليلاً، وان يتمهل في لعب ورقة الاستعداد لتقديم تنازل حتى اللحظة الأخيرة، لكي يبيعها بسعر سياسي مرتفع، ولكن جنبلاط اصر على إبداء الاستعداد للمرونة بمعزل عن مسار العقد الأُخرى لأن الوضع العام لم يعد يتحمل ترف الإنتظار والمناورات. وأوضحت المصادر أن لقاء الحريري مع الوزير وائل أبو فاعور أمس الاول لم يقتصر على الشأن الحكومي بل ركز أيضا على ضرورة معالجة ملف الموظفين الذين أقيلوا أخيرا لأسباب سياسية.

 

"القوات" تعود الى المربّع الاول لمطالبها!

جريدة الجمهورية/الجمعة 28 أيلول 2018/كان التطور السياسي البارز أمس، اللقاء الذي انعقد في «بيت الوسط» بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، وتناول البحث خلاله، حسب معلومات رسمية، «آخر المستجدات السياسية ولاسيما منها الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة الجديدة. واستُكمل البحث الى مأدبة غداء أقامها الحريري للمناسبة». وعلمت «الجمهورية» انّ جعجع أبلغ الى الحريري عودة «القوات اللبنانية» الى المربّع الاول لمطالبها، وهو ان تكون حصتها 5 وزراء. ولم يحدد جعجع نوعية الحقائب التي تريدها «القوات»، على ان يبحث في هذا الموضوع لاحقاً. وكانت معلومات قد ترددت انّ المعنيين عرضوا على «القوات» تمثيلها بـ4 وزراء تُسند اليهم حقائب «التربية» و«الشؤون الاجتماعية» و«التنمية الادارية» إضافة الى منصب نائب رئيس الحكومة، ولكن «القوات» لم تبلّغ هذا العرض رسمياً على رغم تَسرّبه من القصر الجمهوري. وأشارت مصادر مطلعة الى انّ التشكيلة التي قدمها الحريري لعون أخيراً تضمنت تمثيل القوات بـ4 وزارء تسند اليهم حقائب تتصدرها حقيبة وزارة العدل، التي تعتبرها «نصف سيادية»، وانها قبلت بها خلال المفاوضات بينها وبين الحريري مقابل تخلّيها عن الحقيبة السيادية. وقالت مصادر مواكبة لمشاورات التأليف لـ«الجمهورية» أن من بين الأفكار المتداولة في بعض الأوساط منح «القوات» حقيبة «وزير دولة لشؤون نيابة رئيس مجلس الوزراء»، لكن لا شيء نهائيا او واضحا بعد على هذا الصعيد.

 

 لبنان يؤكد امتثاله للإجراءات الأميركية ضد «حزب الله» وحزمة عقوبات تطال ممولي مؤسساته بما فيها الإعلامية

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/28 أيلول/18/انتقل مشروع قانون العقوبات الأميركية الجديدة على «حزب الله»، إلى مرحلة متقدمة تطال الداعمين لمؤسسات إعلامية واقتصادية واجتماعية مرتبطة به، في ما بدت أنها «محاولة عزل الداعمين للحزب الذي يزداد الحصار المالي عليه»، كما قال خبراء. ويفرض المشروع لأول مرة عقوبات على داعمي «بيت المال» وشركة «جهاد البناء» المعنية بتنفيذ أعمال بناء، فضلاً عن مؤسسات الحزب الإعلامية، مما يهدد المعلنين الذين يبثون إعلانات لهم في تلك القنوات، علماً بأن العقوبات باتت أوسع من مؤسساته العسكرية، وباتت تطال الشريحة الاجتماعية التي تتعاون معه، مما «يساهم في تضييق الخناق عليه أكثر»، بحسب ما قالت مصادر مواكبة للعقوبات السابقة. وفي حين يسعى مشروع القانون إلى «زيادة الضغط على المصارف التي تتعامل معه»، قال حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة، أمس، ردا على سؤال حول اتهامه بالتماهي مع الضغوط الأميركية واستعداده لتطبيق العقوبات: «نحن بصفتنا المصرف المركزي أصدرنا تعاميم مرت عليها فترة من الزمن، ولا تعاميم جديدة، وهذه التعاميم تجعل لبنان ممتثلا للقوانين في دول نتداول عملتها أو نتعامل مع مصارفها». وأشار في حديث إذاعي إلى أن «هذه التعاميم هي نفسها كافية مهما كانت العقوبات الجديدة، لذا لا جديد في هذا الموضوع». وصوّت مجلس النواب الأميركي بالإجماع، لتمرير مشروع قانون يدعو لفرض عقوبات جديدة وصفت بالقاسية على «حزب الله». وجاء في مشروع القانون أن «العقوبات الجديدة تهدف إلى الحد من قدرة الحزب على جمع الأموال وتجنيد عناصر له، إضافة إلى زيادة الضغط على المصارف التي تتعامل معه وعلى البلدان التي تدعمه وعلى رأسها إيران». وتمنع العقوبات أيضاً أي شخص يدعم الحزب مادياً وبطرق أخرى من دخول الولايات المتحدة.

ويعطي المشروع الرئيس الأميركي صلاحية رفع حظر إعطاء تأشيرات الدخول شرط أن يبلّغ الكونغرس بقراره في فترة لا تتجاوز الستة أشهر، وعلى أن يقدّم أدلة للكونغرس تشير إلى أن قراره يصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة. ويفرض المشروع أيضاً عقوبات على داعمي «بيت المال»، و«جهاد البناء»، و«مجموعة دعم المقاومة»، و«قسم العلاقات الخارجية للحزب»، و«قسم الأمن الخارجي للحزب»، وتلفزيون «المنار»، وراديو «النور»، و«المجموعة الإعلامية اللبنانية». والمقصود بـ«بيت المال» أموال الزكاة التي ينفقها المتدينون لصالح الحزب.

وقال الباحث في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري، إن العقوبات «عادة ما تكون ضمن 3 فئات: العقوبة على الشخص نفسه، وتطال مصالحه أو ثروته، وفئة العقوبة التي تطال المؤسسة التي تقوم بنشاط لصالح الحزب، والفئة الثالثة تطال الممول»، لافتاً إلى أن مشروع القانون يطال الفئة الثالثة بشكل أساسي، لكنه شدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أنه لا يزال مشروعاً، ولم يرتقِ بعد إلى مستوى القانون المبرم. ورأى المصري أن العقوبات «تستهدف تجفيف الأموال لمصلحة الحزب في نشاطاته كافة، وهي الأموال التي ترفد من قبل أشخاص (ثالثين) لإعانة مؤسسات الحزب»، لافتاً إلى أن مشروع القانون عملياً «يحظر التمويل الطوعي للحزب والمؤسسات، ويضع من يدفعه تحت طائلة العقوبة». وأصدر رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب الجمهوري من ولاية كاليفورنيا، إد رويس، بياناً قال فيه: «مقاتلو (حزب الله) يستمرون في قتل المدنيين من أجل الأسد في سوريا، ويجمعون في الوقت ذاته صواريخ على الحدود الشمالية لإسرائيل». وأضاف: «في الأسبوع الماضي فقط، تباهى زعيم الحزب بأنّ لديه صواريخ ذات قدرات دقيقة»، مشيراً إلى أن مشروع القرار «سيبني على العقوبات السابقة المفروضة على (حزب الله) من خلال استهداف تمويله وتجنيده الدوليين وكذلك أولئك الذين يمدّونه بالأسلحة». ويظهر المشروع الجديد أن دائرة العقوبات تتسع أكثر، بالنظر إلى أنها بدأت بالمسؤولين الحزبيين، ووصلت إلى الكيانات المرتبطة بالحزب، واليوم تطال داعمي مؤسساته، بحسب ما أكد رئيس «مركز المشرق للدراسات الاستراتيجية» الدكتور سامي نادر، الذي أشار لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن البقعة «تتسع ليشتد الخناق أكثر»، موضحاً أنها «لا تجفف مصادر التمويل فحسب، بل تضيق اقتصادياً، وبدأت بمحاولة عزل الداعمين من غير أعضاء الحزب أو مناصريه». وتطال العقوبات بموجب المشروع المؤسسات الإعلامية، مما يعني أنها «ستطال المعلنين في تلك القنوات، لأن هناك علاقة تجارية ومالية بين المعلن والمؤسسة الإعلامية»، كما قال نادر، مضيفاً: «إنْ لم تكن علاقة تجارية، فهذا يعني أنها ستكون علاقة دعم، وهي أيضاً يحظرها القانون». وأشار إلى أنها «تطال المعلنين في الداخل»، لافتا إلى أن معاقبة المعلنين «تتم عبر المصارف وعبر تقويض الحركة التجارية لهم في العالم».

 

باريس تحذر المسؤولين اللبنانيين: لن ندير شؤون بلدكم نيابة عنكم وقالت إن الطرف الروسي يعرقل انطلاق لجنة التعديلات الدستورية في سوريا

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/28 أيلول/18/حذرت مصادر دبلوماسية المسؤولين اللبنانيين من حالة الدوران في الفراغ في ملف تشكيل حكومة جديدة كلف الرئيس سعد الحريري بها منذ ما يزيد على أربعة شهور. وقالت هذه المصادر في لقاء ضيق مع صحافيين، إن السياسيين اللبنانيين «يغامرون ببلدهم من خلال المراوحة في هذا الوضع». وتعتبر باريس أنها «قامت» بالكثير من أجل لبنان في الأشهر الـ12 الأخيرة، وأنها لا تستطيع أن تحل محل اللبنانيين الذين يتوجب عليهم أن «يتحملوا اليوم مسؤولياتهم» في إدارة شؤون بلدهم «ونحن قلنا لهم ذلك بكل وضوح» مشيرة إلى أن باريس وفرت لهم الدعم عندما قرروا الذهاب إلى الانتخابات التشريعية وكذلك بعد حصولها حيث «قالوا لنا إن نتائجها تحافظ على التوازنات السياسية». وفي إشارة تعكس ضيق باريس من التأخر في ولادة الحكومة، أكدت مصادرها أنها «نقلت رسائل بهذا المعنى إلى المسؤولين اللبنانيين على كل المستويات». وكان لافتا أن الرئيس ماكرون لم يلتق نظيره اللبناني ميشال عون في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. يضاف إلى ذلك أن بين باريس وبيروت اختلافا في الرؤى حول كيفية التعامل مع ملف اللاجئين والنازحين السوريين إلى لبنان. وتصر المصادر الفرنسية رغم اعترافها بما يتحمله لبنان من أعباء بسبب وجود ما يزيد على مليون نازح ولاجئ سوري على الأراضي اللبنانية، على ضرورة التزام لبنان بما تنص عليه المعاهدات الدولية. إلا أنها في الوقت عينه تدعو السلطات اللبنانية إلى «التفاهم مع الجارة الكبرى للبنان» أي سوريا، لأن «العودة الكريمة والآمنة ليس توفيرها من مسؤولية الأسرة الدولية وحدها»، ولأن «من يمارس السلطة اليوم في سوريا عليه أن يوفر هذه الظروف». وإذا كان لبنان ينظر بكثير من الأمل إلى العرض الروسي لحل مسألة اللاجئين، فإن باريس لا ترى أنه «يتوافق مع الشروط التي تحددها معاهدات جنيف» من أجل عودة طوعية وآمنة وكريمة. فضلا عن ذلك ترى أنه يتعين على النظام السوري أن يوفر سياسة واضحة لعودة اللاجئين، ما يرتب مسؤولية كبرى عليه أن يتحملها. وما تراه باريس أساسيا ومبدئيا ينطبق على وضع اللاجئين السوريين في لبنان، حيث تختلف الرؤية بين باريس وبيروت.

وفي الملف السوري، اتهمت مصادر دبلوماسية فرنسية روسيا بتعطيل انطلاق عمل اللجنة الدستورية الثلاثية التي كانت وراء إطلاق فكرتها والدفع باتجاهها. وقالت هذه المصادر رفيعة المستوى، إن الطرف الروسي هو من أطلق في سوتشي مشروع تشكيل اللجنة من ثلاثة أطراف «النظام والمعارضة والمجتمع المدني»، ومن دفع الأمم المتحدة إلى تبني المشروع، ولكن في المحصلة لم تبدأ أعمال هذه اللجنة «لأن الروس لم يتخذوا بعد قرار الدخول في مسار الانتقال السياسي وما زالوا في سياق تدعيم نظام الأسد».

بيد أن هذا الأمر لا يدفع الدبلوماسية الفرنسية إلى التخلي عن نهجها الذي يتمحور في الوقت الحاضر حول إقامة تنسيق جدي بين عمل المجموعة المصغرة المشكلة من دول غربية أربع «الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا» وثلاث دول عربية «السعودية والأردن ومصر» ومجموعة أستانة «روسيا وتركيا وإيران»، من أجل الوصول إلى «أجندة موحدة للخروج من الحرب في سوريا». وقناعة باريس بأن الانتصارات العسكرية التي حققها النظام وحلفاؤه لا تفضي إلى الحل السياسي وأنه رغم التباعد في المنطلقات بين الأطراف المعنية بالحرب في سوريا، فإن ثمة حاجة اليوم إلى «إجماع دولي» من أجل توفير ما تسميه الدبلوماسية الفرنسية «البيئة المحايدة». وأهمية هذا المبدأ أنه ضروري ويتضمن «تدابير ثقة» تشمل الأنشطة الإنسانية وعودة اللاجئين وإطلاق المعتقلين، إضافة إلى إنجاز تعديل الدستور وإجراء انتخابات عادلة تمكن السوريين من تقرير مصيرهم. وتعتبر باريس أنها سارت خطوات باتجاه موسكو عندما أزاحت مطلب خروج الأسد من السلطة: «نحن لسنا متفقين على نقطة الوصول (مصير الرئيس الأسد والنظام) ولكن لنتفق على الأقل على المراحل الضرورية التي من شأنها تمكيننا من الخروج من الأزمة». وما يتخوف منه المسؤولون الفرنسيون هو تحول الفضاء السوري إلى مواجهات وحرب مفتوحة بسبب تكاثر الجيوش وتضارب المصالح والاستراتيجيات والتداخل بين الأزمات. من هنا تركيز باريس على إمكانية العمل المشترك مع موسكو والتفاهم معها في إطار المجموعتين على توحيد المقاربة. بيد أن باريس لا تقلل من صعوبة التفاهم والعمل المشترك مع الروس رغم أن مبدأ التنسيق بين أستانة والمجموعة المصغرة تم الاتفاق عليه بين الرئيسين بوتين وماكرون الصيف الماضي، لكن بواكيره ما زالت مفقودة. وفي أي حال، فإن باريس تبدو مرتاحة لقرار الإدارة الأميركية الإبقاء على قواتها في سوريا كما عبر عن ذلك وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي بولتون. وتعتبر أن البقاء الأميركي هو بمثابة «عنصر توازن» مع الحضور الروسي والإيراني، وبالتالي سيكون له دوره عند البحث في صورة الحل السياسي. وثمة عنصر توافقي آخر ضاغط على الروس يتمثل بالمساهمة في إعادة الإعمار في سوريا ويربطه أطراف المجموعة المصغرة بالحل السياسي وفق رؤية المجموعة له.

 

وزير المال: الوضع تأثّر بتأخير تشكيل الحكومة وقال إن لا إصلاحات من دون التزام سياسي

بيروت/الشرق الأوسط/28 أيلول/18/اعتبر وزير المال اللبناني علي حسن خليل، أن «الوضع المالي في لبنان تأثر بشكل كبير بالوضع السياسي العام، وتأخير تشكيل الحكومة والجمود الاقتصادي»، لافتا إلى موضوعات أساسية تساهم في تفاقم العجز، أبرزها «استمرار التوظيف وارتفاع أنفاق بند الكهرباء»، مشددا على أنه «لا يمكن القيام بالإصلاح إذا لم يكن هناك التزام سياسي». وجاء كلام خليل خلال اجتماع عقده مع الهيئات الاقتصادية اللبنانية، تخلله عرض لمختلف القضايا المتعلقة بالمالية العامة والشؤون الضريبية، لا سيما الإصلاحات المطلوبة في هذا الإطار. ولفت خليل إلى أن «كل البنود الإصلاحية التي جاءت في موازنة عام 2018 لم تنفذ»، مؤكدا أنه «لا يمكن الإكمال بسياسة الإنفاق الثابت والجاري كما هو اليوم، وكذلك الاستمرار في سياسة دعم قطاعات تخسر الدولة». وأوضح أن «الإنفاق على الرواتب ومتمماتها، وعجز الكهرباء، وخدمة الدين العام، تشكل نحو 90 في المائة من الموازنة العامة». وشرح أبرز المعطيات الواردة في مشروع موازنة عام 2019؛ مؤكدا ضرورة «قيام كل القوى السياسية بجهود مشتركة، والاتفاق على إجراءات مؤثرة لخفض العجز إلى الحدود التي كانت عليها في عام 2017»، وأكد: «البلد لا يمكنه بأي حال من الأحوال الإكمال على هذا النحو؛ لا سيما لجهة استمرار التوظيف والإنفاق من دون سقوف محددة». وأشار إلى أن «الجلسة التشريعية أقرت قانوناً يجيز قبول قروض البنك الدولي، وهي 200 مليون دولار للطرق، و120 مليون دولار للصحة، و6 ملايين دولار للحوكمة». وأكد أهمية «تفعيل اللجنة المشتركة بين الوزارة والهيئات»، مشيرا إلى أن «أول موضوع ستدرسه هو القانون الضريبي»، لافتا إلى أن «التعاون مع الهيئات سيستمر وبزخم أكبر، لمواكبة كل القضايا ذات الاهتمام المشترك». من جهته، نوّه شقير بـ«انفتاح وتعاون الوزير خليل مع الهيئات الاقتصادية، وتجاوبه مع كل المقترحات التي تخدم مصلحة البلد والمؤسسات»، مشددا على أهمية ضبط عجز الموازنة ضمن السقف المقبول. وتحدث عن «صعوبة الأوضاع الاقتصادية ومعاناة المؤسسات نتيجة الأوضاع العامة والتأخير في تشكيل الحكومة، وكذلك ارتفاع التكاليف التشغيلية والأعباء الكبيرة التي فرضت عليها لا سيما الضريبية»، مشددا على ضرورة «إقرار قانون ضريبي حديث، وقانون جديد للجمارك وقانون للتجارة».

 

 تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

خمسة  خيارات لتدمير إس 300 في سوريا

وكالات ومواقع الكترونية/الجمعة 28 أيلول 2018/"هل تستطيع إسرائيل تدمير إس 300 في سوريا"، عنوان مقال أوليغ موسكفين، في "فزغلياد"، حول التهديدات التي يخلقها تزويد سوريا بالمنظومة الصاروخية الروسية. وجاء في المقال: سيتم تسليم سوريا أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات إس -300، ما سيغير الوضع في المنطقة بشكل جذري. من المحتمل أن تحاول إسرائيل تدمير هذه الصواريخ. كيف بالضبط؟ منذ وقت طويل، يناقش المدونون الإسرائيليون العديد من الخيارات لتحييد إس 300 في حالة توريدها للسوريين. فعلى سبيل المثال، يذكر المؤرخ الحربي ألكسندر شولمان خمسة خيارات:

الخيار الأول، الاستيلاء على إس 300 ونقلها إلى إسرائيل، تماماً كما جرى في العام 1969، حين استولى مظليون إسرائيليون على الرادار السوفيتي P-12 الذي تم تسليمه للمصريين، ونقلوه إلى إسرائيل؛ والثاني، عملية برية لتدمير الصواريخ والقضاء على طواقمها. فوفقا لشولمان، حدث شيء مماثل في العام 1969 خلال "حرب الاستنزاف" مع مصر؛ الخيار الثالث، ضربة صاروخية كثيفة على مواقع الصواريخ (كالتي جرت ضد السوريين خلال حرب لبنان العام 1982)؛ والرابع، إعماؤها إلكترونيا: في العام 2007، تم أعماء رادارات نظام الدفاع الجوي السوري مؤقتًا خلال غارة شنتها مقاتلات F-15 ؛ وأخيرًا، الخيار الخامس "بسيط"، ضربها بمجموعة تخريبية.

وفي الصدد، قال الخبير العسكري المستقل أنطون لافروف، لـ"فزغلياد": "أرى أن خيار التخريب والعمليات البرية يمكن استبعادهما. وبطبيعة الحال، إذا جرى تدمير إس 300، فسيتم عن بعد، باستخدام أسلحة بعيدة المدى عالية الدقة أو هجوم جوي كثيف باستخدام أسلحة عالية الدقة". ويرى لافروف أن لدى إسرائيل القوة الكافية للهجوم. وبحسبه، فإن عملية تدمير إس 300 ستؤدي إلى معركة جوية كبرى. فالإسرائيليون لن يتمكنوا من إعماء إس 300 بأساليب الحرب الإلكترونية، من دون مساعدة الأمريكيين. "لكن ذلك سيتطلب عملية واسعة النطاق بمشاركة الولايات المتحدة".

فيما يرى الخبير العسكري الإسرائيلي أندريه كوجينوف أن الدولة العبرية لن تهاجم إس 300 لأسباب سياسية وليس تقنية. فقال لـ"فزغلياد": "تقنيا، كل شيء ممكن. المسألة ليس في ذلك. المسألة في أن هذا التوريد يضع روسيا وإسرائيل، للأسف، على شفا مواجهة عسكرية مباشرة". فهناك "في إسرائيل، فهم واضح بأن مجمعات إس 300 في سوريا ستغلق المجال الجوي الإسرائيلي بالكامل"، كما يقول عوزي روبن، مؤسس الوكالة الإسرائيلية لتطوير نظام الدفاع الصاروخي، وأحد مؤسسي نظام Hetz المضاد للصواريخ.

 

 تل أبيب تغازل موسكو من بوابة الجولان والسعودية تتمسك بوحدة سوريا وخروج الميليشيات

تل أبيب: نظير مجلي نيويورك/الشرق الأوسط/28 أيلول/18/أعرب وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن استعداد تل أبيب لإعادة فتح معبر القنيطرة بين الجولان المحتل ودمشق، الأمر الذي اعتبر بمثابة «غزل» مع موسكو بعد أزمة إسقاط الطائرة الروسية قبل أسبوعين.

وجاءت تصريحات ليبرمان خلال جولة في معبر القنيطرة بهضبة الجولان المحتلة أمس. وقال: «الكرة في المعلب السوري الآن؛ إذ إن إسرائيل مستعدة لذلك من الناحيتين الأمنية والإدارية». واعتبر محللون في تل أبيب هذا «العرض» بادرة إسرائيلية ليس فقط تجاه النظام السوري، بل بالأساس تجاه روسيا، التي دخلت في أزمة دبلوماسية كبيرة مع إسرائيل منذ إسقاط الطائرة الروسية في منطقة اللاذقية قبل نحو أسبوعين. على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، خلال مشاركته في اجتماع رفيع المستوى بشأن سوريا عقد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، أن بلاده تتطلع للعمل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا والمجتمع الدولي لإخراج سوريا من مستنقع الدمار واستعادة استقلالها وحماية سلامتها الإقليمية. وتابع الجبير، أن السعودية تدعم الحل السياسي في سوريا بناء على قرار 2254، الذي يضمن حماية استقلال سوريا ووحدة أراضيها وإخراج جميع الميليشيات الأجنبية منها.

 

مقتل 3 مطلوبين في القطيف شرق السعودية و3 رجال أمن تعرضوا لإصابات طفيفة خلال تبادل لإطلاق النار معهم

الرياض/الشرق الأوسط/28 أيلول/18/أعلنت السعودية أمس مقتل 3 من المطلوبين أمنياً في محافظة القطيف (شرق السعودية)، بعد مداهمة الجهات الأمنية ومحاصرتها منزلاً يقع في حي الكويكب (وسط المحافظة)، استخدمه المطلوبون الثلاثة مقراً لانطلاق أنشطتهم الإجرامية، إلا أنهم بادروا بإطلاق النار بشكل كثيف على رجال الأمن الذين ردوا عليهم بالمثل. وأوضح المتحدث الرسمي لرئاسة أمن الدولة، في تصريح نشرته وكالة الأنباء السعودية، أمس، أن المطلوبين الثلاثة هم محمد حسن أحمد آل زايد (سعودي الجنسية، معلن عنه ضمن قائمة المطلوبين الأمنيين بتاريخ 3 يناير (كانون الثاني) 2012)، ومفيد حمزة علي العلوان (سعودي الجنسية، معلن عنه ضمن قائمة المطلوبين الأمنيين بتاريخ 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2016)، وخليل إبراهيم حسن آل مسلم (سعودي الجنسية). وأشار المتحدث إلى أن الجهات الأمنية رصدت وجود المطلوبين الثلاثة في منزل يقع بحي الكويكب، مساء أول من أمس، {استخدموه مقراً لانطلاق أنشطتهم الإجرامية، وعند محاصرة الموقع من قبل رجال الأمن ودعوتهم لتسليم أنفسهم، بادروا بإطلاق النار بشكل كثيف عرض سلامة الساكنين والمارة للخطر، فاقتضى الموقف الرد عليهم بالمثل ومقتل تلك العناصر}، مضيفاً أن الحادث نجم عنه أيضاً تعرض 3 من رجال الأمن لإصابات طفيفة، فيما لم يتعرض أي من الساكنين أو المارة لأي أذى. وشددت رئاسة أمن الدولة، على أنها {مستمرة في متابعة العناصر الإجرامية وكل من تسول له نفسه الإخلال بالنواحي الأمنية، بمثل تلك الأنشطة، ودرء شره}، كما دعت بقية المطلوبين إلى المبادرة بتسليم أنفسهم.

 

تصريحات الرئيس الأميركي حول حل الدولتين تثير بلبلة داخل حكومة نتنياهو

تل أبيب/الشرق الأوسط/28 أيلول/18/أثارت تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في الأمم المتحدة حول حل الدولتين، بلبلة داخل الحكومة الإسرائيلية واليمين بشكل عام، الذي يعارض الفكرة ويتعهد بمحاربتها. وفي حين حاول رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، التخفيف من وطأة التصريح وقال إنه لم يفاجأ، وراح اليسار والوسط يرحبان به، خرج وزراء اليمين المتطرف بتصريحات حادة، قائلين: «مع كل الحب والاحترام للرئيس ترمب، إلا إننا نرفض قيام دولة فلسطينية». وأكدت المواقع الإخبارية العبرية أن عبارة ترامب عن الدولة الفلسطينية «تعد ضربة لليمين في إسرائيل». وكان نتنياهو علق بشكل ضبابي على تصريح ترمب، عندما سمعه لأول مرة، وقال: «أتطلع إلى العمل معك ومع طاقمك من أجل دفع مصالحنا المشتركة قدما، وهي الأمن والازدهار والسلام مع الدول المجاورة لإسرائيل، وفي المنطقة، ونستطيع تحقيق ذلك معك». لكن الصحافيين الإسرائيليين المرافقين له، ألحوا عليه لسماع جواب واضح، فقال لهم: «نجري مباحثات، وأنا على استعداد لأن تكون للفلسطينيين الصلاحيات للدفاع عن أنفسهم دون الصلاحية لتهديدنا. عدا غزة، فإن السيطرة الأمنية غرب (نهر) الأردن وحتى البحر (المتوسط) ستبقى في أيدينا. هذا غير قابل للنقاش ولن يتغير ما دمتُ رئيسا للحكومة». وأضاف: «خطة السلام التي يعمل طاقم الرئيس الأميركي الخاص على صياغتها، ستعكس هذا المبدأ». وأشار نتنياهو خلال حديثه للصحافيين، إلى أنه «لم يفاجأ» بتفضيل الرئيس الأميركي حل الدولتين. وقال: «كلٌ يعرّف مصطلح (دولة) على نحو مختلف». وأوضح أن ما يهمه هو «الجوهر وليس التعريف، وأن السؤال هو: أي دولة؟ هل ستكون مثل كوستاريكا أم إيران؟ هناك كثير من الخيارات».

وقد أثار هذا التصريح حفيظة وزراء اليمين المتحالفين مع نتنياهو في الحكومة، الذين أشاروا إلى أن هذه أول مرة يتطرق فيها لموضوع الدولة، منذ خطابه في جامعة بار إيلان، عقب انتخابات عام 2009. فقال رئيس حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، الوزير نفتالي بينيت، إنه لن يكون شريكاً في ائتلاف حكومي يوافق على إقامة دولة فلسطينية، حتى لو كانت منزوعة السلاح. وقال بينيت، إن نتنياهو اختار، في حينه، التحالف مع حزبه لمنع إقامة دولة فلسطينية. وأضاف: «هناك بالفعل دولة فلسطينية في غزة، لن نسمح ببناء دولة فلسطينية على بعد متر واحد من (الطريق السريع 6) العابر لإسرائيل». وتابع: «رئيس الوزراء المقبل سيكون نتنياهو. لا يوجد شك حول ما إذا كانت هناك حكومة يمينية أو حكومة محدودة من قبل الأحزاب اليسارية. يجب على دولة إسرائيل أن تصر على اهتمامها، ولا يمكن لأي صيغة أن تكون مقبولة لإقامة دولة فلسطينية». وقال بنيت: «الدولة هي التي تقرر من وكم عدد المواطنين فيها. تخيلوا الملايين من أبناء اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، يصلون للضفة الغربية، وفجأة يقولون إن عائلاتهم لم تأت من رام الله، وإنما من يافا».

وتطرّق وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس، إلى تصريحات ترمب، فقال: «الدولة الفلسطينية لا تهمني، ما يهمني هو الدولة اليهوديّة. وهنا توجد مشكلات حادّة أكثر من مجرّد شعارات». وشرح ليبرمان مشكلته المركزيّة، بأن «20 في المائة من سكان إسرائيل عرب، يخرجون للتظاهر والاحتجاج، المرّة تلو الأخرى، حاملين أعلام فلسطين لا أعلام إسرائيل، هذه هي المشكلة الرئيسية، علينا أن نقلق على الدولة اليهودية. الأمور الأخرى أقل أهمية. مصلحة إسرائيل هي في دولة يهوديّة وآمنة».

وحاول وزير التخطيط يوفال شتاينتس، المقرب من نتنياهو، طمأنة جمهور اليمين، فقال إن «الليكود يؤيد أن يكون للفلسطينيين كيان خاص بهم لا يهدد إسرائيل أمنيا، ولكن الحديث عن الموضوع ليس واقعيا الآن، لأن الفلسطينيين مشغولون في انقساماتهم ولا يسارعون إلى التفاوض حول دولة فلسطينية». وعلى صلة، قال رئيس «المعسكر الصهيوني» المعارض، آفي غباي، إن «حل الدولتين هو الحل السياسي للفصل بيننا وبين الفلسطينيين، بحيث تكون دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وتكون السيطرة الأمنية فيها بيد إسرائيل». وتابع غباي أنه يعتقد أن نتنياهو لن يكون القائد الذي سيدفع باتجاه تسوية. وقال: «كان نتنياهو رئيسا للحكومة في السنوات العشر الأخيرة، ولم يحصل شيء. وما لم يفعله في هذه السنوات لن يفعله لاحقا». واستدرك قائلا: «إذا كان نتنياهو جادا بشأن التسوية فسوف ندعمه. سندعم الحكومة التي تدفع باتجاه اتفاق سلام، لأن ذلك هو الأهم». وبحسبه، فإن الفترة الحالية هي الوقت المناسب لإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين... «أنت تجري مفاوضات عندما تكون قويا، ونحن اليوم أقوياء. ولدينا الرئيس الأميركي».

 

 السلطة و{حماس} تتبادلان الاتهامات بـ«اعتقالات سياسية»

رام الله/الشرق الأوسط/28 أيلول/18/اتهمت حركة حماس السلطة الفلسطينية، باعتقال العشرات من عناصرها في الضفة الغربية، بعد اتهامات متكررة من حركة فتح لحماس بالاعتداء على بعض كوادرها في قطاع غزة واعتقالهم آخرين. وقالت حماس إن السلطة اعتقلت ليل الخميس، العشرات من كواردها وأنصارها في الضفة الغربية (نشطاء وأسرى محررين وطلاب)، وإنها «فتشت بيوتهم واعتدت على الكثير منهم بالضرب». وقالت حماس إن حملة الاعتقالات «تأتي ضمن نهج السلطة الإقصائي، ورفضها للرأي الآخر الذي يمثل غالبية شعبنا وفصائله الحية». ونشرت لجنة المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، أنّها رصدت أكثر من 100 حالة اعتقال سياسي واستدعاء، نفذتها الأجهزة الأمنية في صفوف قيادات حماس وعناصرها فجر أمس. وحسب اللجنة، التي نشرت أسماء المعتقلين، فإن أمن السلطة نفّذ ذلك خلال أقل من 24 ساعة. وتتحدث حماس عن حوالي 67 معتقلا بشكل فعلي. ورفضت الأجهزة الأمنية الفلسطينية هذه الاتهامات وسخرت من الأرقام. وقال اللواء عدنان الضميري المتحدث باسم الأجهزة الأمنية: «هذا الرقم 67 غير صحيح. نحن ليس لدينا أي اعتقالات على خلفية الانتماء السياسي أو حرية الرأي». وأضاف: «التوقيف لأي شخص يتم على أرضية قانونية، وليس حسب موقف أو رأي سياسي». واتهم الضميري حماس بإثارة الإشاعات المغرضة، قائلا إنه من الأولى بها «أن تسمح للمواطنين في قطاع غزة بالتعبير عن تأييدهم ودعمهم للرئيس محمود عباس، حيث يشهد القطاع منذ يومين اختطاف عدد من عناصر حركة فتح، إلى جانب الاعتداء عليهم بالضرب». وكانت حركة فتح اتهمت حماس باعتقال العشرات من كوادرها والاعتداء عليهم في قطاع غزة خلال الأيام الماضية، في محاولة لمنعهم من دعم خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة. ونشرت فتح أسماء كوادر وأمناء سر تم اعتقالهم أو الاعتداء عليهم بالضرب، إضافة إلى اعتقال وتهديد مطابع بعدم طباعة أي صور لعباس. وقالت حركة فتح إن كوادرها وجماهير الشعب الفلسطيني في غزة، يتعرضون إلى «حملة مسعورة تشبه محاكم التفتيش». وأضافت: «إن الطعنات من الخلف، التي تواصل حماس تسديدها لشعبنا عبر هذه الممارسات، لن تجلب لها أي نفع أبعد من تقديم أوراق اعتماد لخصوم الشعب الفلسطيني». وطالبت فتح بوقف الممارسات ضد كوادرها وأبناء الشعب الفلسطيني، متسائلة عن موقف بعض الفصائل الموجودة في غزة، التي يعكس صمتها ورضاها على ما يجري عن حقيقة دورها. والخلاف بين فتح وحماس تصاعد إلى حد غير مسبوق، مع شن حماس حربا شعواء ضد عباس خلال الأسبوع الحالي، بالتزامن مع إلقائه خطابه في الأمم المتحدة. وبينما حظي عباس بدعم حركة فتح وفصائل منظمة التحرير، وبث خطابه في الميادين العامة في الضفة، قالت حماس إنه غير شرعي ومنعت أي فعاليات مساندة له في غزة.

 

تل أبيب تقترح فتح معبر القنيطرة إرضاءً لموسكو ونتنياهو ينتظر مرور فترة الحداد في روسيا لطلب لقاء مع بوتين

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/28 أيلول/18/أعرب وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عن استعداد تل أبيب لإعادة فتح معبر القنيطرة بين الجولان المحتل وسوريا، لخدمة المواطنين السوريين على طرفي خط الفصل، مثلما كان عليه الوضع قبل الحرب الأهلية في بلاد الشام.

وجاءت تصريحات ليبرمان هذه، خلال جولة له في معبر القنيطرة في هضبة الجولان السورية المحتلة، أمس، قائلاً إن «الكرة في المعلب السوري الآن؛ إذ إن إسرائيل مستعدة لذلك من الناحيتين الأمنية والإدارية». وقال ليبرمان، إن هناك إمكانية لإتاحة الفرصة للمزارعين السوريين في قرى الجولان ببيع محاصيل التفاح في سوريا. واعتبر محللون هذا العرض، بادرة إسرائيلية ليس فقط تجاه النظام السوري، بل بالأساس تجاه روسيا، التي دخلت في أزمة دبلوماسية كبيرة مع إسرائيل منذ إسقاط الطائرة الروسية في منطقة اللاذقية قبل نحو أسبوعين، التي تسعى إسرائيل لاحتوائها، خصوصاً بعدما قررت روسيا تزويد دمشق بصواريخ «إس300» المتطورة وإدخال رادارات تشويش في منطقة الساحل السوري من شأنها أن تعيق حركة الطائرات الإسرائيلية في سماء سوريا. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد طلب في لقائه أول من أمس مع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، تدخله لتسوية هذه الأزمة. وعبّر نتنياهو عن رضاه من النتائج قائلاً «الرئيس الأميركي عبّر عن دعمه لكل ما تفعله إسرائيل للدفاع عن نفسها في سوريا»، وأضاف «جئت للرئيس (الأميركي ترمب) بطلبات محددة، وحصلت على كل ما طلبته». وقال نتنياهو «لقد أعطى الرئيس (ترمب) تعليمات واضحة. هدفنا هو الحفاظ على العلاقات مع روسيا وحماية أمن إسرائيل ضد هذه التهديدات. من الواضح أن هذه قضية مركزية تتعلق بأمننا القومي. لدينا مصلحة في الاستمرار في العمل لمنع إيران من التموضع في سوريا. هذا أمر بالغ الأهمية لأمن إسرائيل». وقال مصدر دبلوماسي رفيع في تل أبيب، أمس، إن إسرائيل تجري اتصالات على مختلف المستويات مع روسيا، والتقديرات الإسرائيلية تفيد بأنه عندما ينتهي الحداد في روسيا وتهدأ الأجواء، سيتم عقد لقاء بين نتنياهو والرئيس فلاديمير بوتين. وأكد المصدر، أن «من المهم أن نستمر في الحفاظ على العلاقة مع الروس على المستويات كافة من ناحية، لكن دون التأثير على حرية العمل الإسرائيلي الذي لن تتغير (في سوريا)، وفي هذا الشأن نحظى بدعم كامل من ترمب». ووفقاً للمصدر، فإن إسرائيل توجهت إلى الكرملين وفحصت إمكانية عقد اجتماع بين بوتين ونتنياهو، وهو اقتراح لم يتم قبوله، لكن لم يتم رفضه بشكل تام. وعند عودته إلى البلاد، من المتوقع أن يتصل نتنياهو بالرئيس الروسي ويواصل التفاوض معه بهدف الاجتماع. ورفض نتنياهو، خلال حديثه للصحافيين، التعليق على إعلان روسيا عزمها إمداد دمشق بمنظومة الدفاع الجوي «إس300»، لكنه قال إن «الأهداف هي الحفاظ على التنسيق مع روسيا، والسماح لإسرائيل بالدفاع عن نفسها»، وفي إشارة إلى رغبته ومساعيه للاجتماع ببوتين، قال نتنياهو إن «الزيارة مهمة للغاية من أجل تعزيز الهدف الثاني».

 

شمخاني يحذّر إسرائيل من «رد إيراني»

لندن/الشرق الأوسط/28 أيلول/18/حذر أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أمس، لدى استقباله نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، من «رد مميت» على إسرائيل إذا واصلت مهاجمة «الجيش السوري وحلفائه»؛ في إشارة إلى ميليشيات إيران في سوريا. وأجرى شمخاني، أمس، مشاورات مع باتروشيف على هامش الاجتماع الأول لـ«الحوار الأمني الإقليمي» في طهران، وناقش الطرفان «الحلول المشتركة لمكافحة الإرهاب في المنطقة وتعزيز التعاون». ونقلت وكالات رسمية إيرانية أن شمخاني وجه تهماً لإسرائيل بالسعي وراء «تثبت الأزمة» في سوريا و«دعم الجماعات الإرهابية عبر استهداف الجيش السوري والقوات التي تحارب الإرهاب»، مشددا على أنها «ستندم من الرد الإيراني إذا ما واصلت الاعتداءات في سوريا». ووصف شمخاني تعاون البلدين في سوريا بـ«التجارب الموفقة في التعاون الأمني على صعيد مكافحة الإرهاب»، مشيرا إلى «ضرورة تبادل وجهات النظر المتقاربة في القضايا الإقليمية والدولية»، وفق ما نقلت وكالة «تسنيم» المقربة من «الحرس الثوري». وقال شمخاني إن «السياسة المبدئية للبلدين في مجال تعزيز التعاون والتوازن في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، تلعب دورا حاسما في إدارة الأزمات الإقليمية». وتدعم إيران وروسيا الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الدائرة منذ أكثر من 7 سنوات. لكن إسرائيل، التي يزداد قلقها من احتمال أن ترسخ إيران وجودا عسكريا طويلا في سوريا المجاورة، تقول إنها شنت أكثر من 200 هجوم على أهداف إيرانية في سوريا خلال العامين الماضيين. بدوره، قال باتروشيف إن «المنطقة تواجه خطر نقل الإرهابيين من العراق وسوريا بيد أميركا وبعض حلفائها»، لافتا إلى أهمية «التنسيق والتناغم الإقليمي لمواجهة الحدث المثير للقلق». ونوه باتروشيف بمبادرة طهران لإقامة اجتماع «الحوار الأمني الإقليمي». وأشار إلى «دور المجتمع الدولي في مواجهة الإجراءات الأميركية المزعزعة للأمن»، وقال: «في حال عدم مواجهة الإجراءات الأميركية الأحادية والخطيرة فسيواجه العالم أزمة مشابهة للعراق وسوريا في أفغانستان». وأوضح باتروشيف دور بلاده إلى جانب إيران وتركيا في «خفض التوتر بسوريا»، مشيرا إلى أن الدول الثلاث «اتخذت قرارات في مسار مشترك لمنع تضرر المدنيين في إدلب». ونسبت وكالة «مهر» الحكومية إلى باتروشيف قوله إنه «إزاء الإجراءات التي تتابعها حكوماتنا بهدف عودة السلام والاستقرار إلى المنطقة، تبذل الإدارة الأميركية أقصى جهودها للحيلولة دون عودة الأمن إلى المنطقة وقد حولت الإرهاب إلى أداة لمتابعة أهدافها». ويتخذ المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي يترأسه الرئيس حسن روحاني، القرارات المتعلقة بالسياسات الخارجية والأمنية بالتنسيق مع المرشد الإيراني علي خامنئي. وقالت روسيا الاثنين الماضي إنها ستزود سوريا بنظام صواريخ «إس300» رغم اعتراض إسرائيل القوي، وذلك بعد أسبوع من إسقاط طائرة عسكرية روسية بنيران الدفاعات الجوية السورية.

 

ترمب يتحدث عن «فضله» في تعليق الهجوم على إدلب

نيويورك - لندن/الشرق الأوسط/28 أيلول/18/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، أن تعليق هجوم قوات النظام السوري على محافظة إدلب، آخر أبرز معاقل الفصائل المعارضة و«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، وإنقاذ حياة «ملايين الأشخاص» كان بفضله.

وأوضح ترمب في مؤتمر صحافي في نيويورك، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه قال لوزير خارجيته ولمستشاره للأمن القومي: «لا تسمحا بحصول ذلك»، فـ«توقف الأمر». وكانت روسيا اتفقت مع تركيا إثر قمة في منتجع سوتشي على البحر الأسود في 17 سبتمبر (أيلول) على إقامة منطقة منزوعة السلاح، على طول خط التماس بين قوات النظام والفصائل، بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومتراً، تعزل الأراضي التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في إدلب عن مناطق سيطرة القوات السورية، على أن تكون خالية من الأسلحة الثقيلة و«الجهاديين». وأتاح الاتفاق تفادي شنّ قوات نظام بشار الأسد هجوماً على هذه المحافظة؛ حيث حذرت وكالات أممية ومنظمات إنسانية من وقوع «حمام دم»، و«أسوأ كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين»، لو حصل الهجوم. وقال ترمب: «لن يعطيني أحد الفضل في ذلك؛ لكن لا مشكلة لأن الناس يعلمون»، مضيفاً: «لقد تم إنقاذ حياة ملايين الأشخاص». وقال ترمب إنه سمع للمرة الأولى بالهجوم الوشيك على إدلب من امرأة سورية، حذرت بأنه يتم التخطيط للهجوم، خلال اجتماع أعربت خلاله عن القلق على شقيقتها التي تعيش هناك. ومضى ترمب يقول: «لم أسمع بمحافظة إدلب من قبل»، مضيفاً أنه قرأ مقالاً في صحيفة «نيويورك تايمز» حول الموضوع، وقال: «أدركت أنه ما قالته المرأة نفسه، ووجدت صعوبة في تصديق أن أحداً يمكن أن يقوم بذلك بحق ثلاثة ملايين شخص». وتابع: «أعتقد أن ملايين الأشخاص كانوا سيُقتلون، وذلك سيكون مخزياً».

 

 لقاء ميركل وإردوغان: اتفاق على قمة لسوريا... وتباينات بالجملة

برلين/الشرق الأوسط/28 أيلول/18/احتل النزاع في سوريا مساحة واسعة من محادثات المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل والرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الجمعة) في برلين. وكشف الجانبان أن الإعداد يجري لعقد قمة حول سوريا بين قادة فرنسا وألمانيا وتركيا وروسيا في أكتوبر (تشرين الاول) المقبل. وصرحت ميركل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ضيفها: "نؤيد لقاء رباعيا بمشاركة رؤساء تركيا وروسيا وفرنسا وأنا، لأن الوضع لا يزال هشاً. نأمل أن يعقد في أكتوبر" المقبل.

وفي ظل معارضة واسعة لزيارة إردوغان من مجموعات تركية وكردية، حاول الرئيس التركي فتح جديدة مع ألمانيا بعد سنتين من التوتر العائد خصوصاً إلى غضب أنقرة من الدعم الخجول الذي قدمته برلين بعد المحاولة الانقلابية ضدّه عام 2016، فيما يأخذ الجانب الألماني على تركيا سجلها السيئ في حقوق الإنسان والتجسس على معارضين أتراك على الأراضي الألمانية. ولم تقبل برلين البتة الهجمات المتكررة لإردوغان على ألمانيا وخصوصا اتهام الحكومة الألمانية العام الماضي بـ "النازية". وبدا في المؤتمر الصحافي المشترك أن المسافة الفاصلة بين الطرفين لا تزال كبيرة، إذ أقرّت ميركل بوجود "اختلافات عميقة" مع تركيا في ما يتعلق بحرية الصحافة وحقوق الإنسان. وفي المقابل، أكدت أن هناك مصالح مشتركة مع تركيا، بقولها: "لدينا كثير من الأمور التي توحدنا"، مشيرة في ذلك إلى الشراكة في حلف شمال الأطلسي وقضيتي الهجرة ومكافحة الإرهاب. ودعا إردوغان ألمانيا إلى ترحيل من اعتبرهم مئات من أنصار الداعية فتح الله غولن المقيمين فيها، وإلى تصنيف شبكة غولن "منظمة إرهابية". وذكر أن "آلافاً من أعضاء المنظمة الإرهابية - حزب العمال الكردستاني- مقيمون في ألمانيا"، وأصرّ كذلك على طلبه من ألمانيا تسليم الصحافي التركي جان دوندار. وقال: "هذا حقنا الطبيعي"، واصفا دوندار بأنه "عميل" و"مجرم" حُكم عليه في تركيا بالسجن لمدة خمسة أعوام وعشرة أشهر. وكان دوندار، المقيم في ألمانيا منذ سنتين، ألغى اليوم حضوره للمؤتمر الصحافي، علماً أن الجانب التركي هدد بإلغاء المؤتمر في حال مشاركة دوندار فيه. وردت ميركل أن ألمانيا تحتاج الى مزيد من الأدلة لتصنيف شبكة غولن منظمة "إرهابية". وقالت إن السلطات الألمانية تسعى للوصول إلى أشخاص تطالب تركيا بتسلمهم بسبب تهم تتعلق بالإرهاب لكنها غير متأكدة من وجودهم داخل البلاد. وأضافت: "نأخذ الأدلة التي قدمتها تركيا بجدية شديدة، لكن هناك حاجة إلى مزيد من المواد إن كنا سنصنفها - شبكة غولن - كما صنفنا حزب العمال الكردستاني". وشهد المؤتمر الصحافي الذي عُقد في مقر المستشارية في العاصمة الألمانية واقعة لافتة، فقد اقتيد الصحافي أرطغرل يجيت أمام الكاميرات إلى خارج القاعة. وهو كان يرتدي قميصا مكتوبا عليه "الحرية للصحافيين في تركيا" باللغتين الألمانية والتركية. وخلال اقتياده إلى خارج القاعة، صاح الصحافي الذي يحمل تصريحا بتغطية المؤتمر "لم أفعل شيئا". وظهرت على وجه إردوغان ابتسامة خلال حصول ذلك.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من أين للحريري وجعجع هذه القوة؟

طوني عيسى/الجمهورية/الجمعة 28 أيلول 2018

واضحٌ أنّ الرئيس سعد الحريري يتأنّى في التأليف ليكون مناسباً للمعايير التي يريدها أو لا يكون. وللمرّة الأولى منذ أن كان رئيساً للحكومة التي أسقطها «حزبُ الله»، يدافع الحريري عن حليفه في 14 آذار (السابقة) الدكتور سمير جعجع وحليفه السابق في 14 آذار (السابقة) وليد جنبلاط. فهل بات الحريري وحلفاؤه أقوياء إلى حدّ عدم التراجع عن الشروط والمطالب- بمعزل عن أحقيتها- وهل تقلّص نفوذُ «حزب الله» وحلفائه إلى حدّ العجز عن المواجهة وفرض الشروط؟ في ظروف مماثلة، لوَّح «حزب الله» بـ7 أيار جديدة إذا لم تتمّ الاستجابة لشروطه في تأليف الحكومة، أو في مسائل أقلّ أهمية. وفي اعتقاد المتابعين أنّ «الحزب» لو كان منزعجاً فعلاً من الفراغ الرئاسي لما دام نحو عامين ونصف عام. والدليل أنّ الفراغ انتهى بصفقة متكاملة وافق عليها «الحزب»، وهي تنسجم مع مصالحه، وقضت بعودة الحريري، ومعه قوى 14 آذار إلى السلطة، مقابل قبولهم بنهج سياسي يقوم على الآتي:

- طيّ صفحة النقاش حول سلاح «حزب الله» نهائياً.

- وقف الحملات التي تستهدف مشاركة «الحزب» في الحرب في سوريا ودول أخرى.

- تجنّب أيّ انعكاس سياسي داخلي لوقائع المحاكمات في ملف الرئيس رفيق الحريري.

- الانفتاح على دمشق وفق المعايير التي ترعى العلاقات بين أيِّ دولتين عربيتين متجاورتين.

في المقابل، تُوافق قوى 8 آذار على الآتي:

- الانفتاح بين لبنان والمجموعة العربية الخليجية، بقيادة المملكة العربية السعودية، لما فيه المصلحة اللبنانية.

- احتفاظ لبنان برصيدٍ من العلاقات مع الولايات المتحدة، والتعاطي مع العقوبات التي تتّخذها ضد إيران و»حزب الله»، ولكن بالحدّ الأدنى الذي يمنع تعريض هذه العلاقات ومصلحة لبنان السياسية والاقتصادية والمالية للخطر.

وقد التزم الحريري نهجَ التسوية بدقّة، وما زال. والدليل إعلانه أخيراً في لاهاي أنه، في موقعه كرئيس للحكومة، يتعاطى «بمسؤولية» مع المعطيات المتعلقة باحتمال ثبوت دورٍ لـ»حزب الله» في اغتيال والده. وسبق أن رسّخ الحريري اقتناعه بسائر بنود التسوية، خلال أزمة تشرين الثاني 2017. في المقابل، يقاتل «حزب الله» وحلفاؤه دفاعاً عن الحريري وما يمكن أن يوفّره من تغطية داخلية وعربية ودولية. ولذلك، ساعدوه على أن يبقى رئيساً للحكومة المقبلة، وهم لا يريدون سواه في هذا الموقع، أيّاً كانت الظروف.

فمَن أفضل من الحريري لتوفير التغطية السنّية والعربية والدولية لنهج التسوية؟ وهل هناك ضمان أفضل من أن يكون صاحب القضية في داخل السلطة، ملتزماً ضوابط المسؤولية والتسوية السياسية المعقودة، عند صدور الأحكام في لاهاي، أيّاً كانت طبيعتها ونتائجها؟

لذلك، هناك ثابت أساسي يلتزمه «حزب الله» في الأزمة الحكومية الحالية، وهي أنّ الحريري يجب أن يكون رئيس الحكومة وأن يحظى بمقدارٍ كافٍ من الدعم السنّي داخلياً. ومن هنا الالتفافُ المثير للجدل حول الحريري، الذي يبديه الأقطاب السنّة حتى القريبون من «الحزب»، على رغم «التكتكات البسيطة» حول تمثيل النواب السُنّة من خارج «المستقبل» في الحكومة المقبلة. إذاً، هناك توازن في المصالح السياسية يتحكّم بالمرحلة. ولكن، في العمق، المستفيد الأول من التسوية هو «حزب الله» والمحور الذي ينتمي إليه. وليس أمام الحريري اليوم سوى السير في التسوية، وإلاّ فإنه سيخرج من السلطة ويغادر اللعبة السياسية، كما كان قبل 2016، مع ما يعنيه ذلك من خسائر سياسية تراكمت عبر سنوات.

لكنّ الحريري يعرف مكانه فيتدلّل… قليلاً، من دون أن «يزيدها». وهو يستقوي بجعجع وجنبلاط لإقامة حدّ أدنى من التوازن. والأصحّ هو أنّ القوى العربية والدولية الداعمة له تشجّعه على استثمار التسوية مع «حزب الله» إلى الحدّ الأقصى، ما دامت أمراً واقعاً لا مفرّ منه، وما دام «الحزب» ليس في وارد القيام بعملية قيصرية تؤدي إلى فرض تأليف الحكومة وفقاً لشروطه.

وهذا الغطاء العربي والدولي هو الذي يحمي جعجع وجنبلاط ويمنحهما هامش المطالبة بالحصص وعدم التراجع عنها، وهو مصدر قوة لهما في هذه الفترة، ويوازيه الحجم الذي استحصل عليه الطرفان في الانتخابات النيابية الأخيرة، مسيحياً ودرزياً.

كما أنّ هناك، بين حلفاء «حزب الله»، مَن يفضّل وجود ثنائية مسيحية فيها مقدارٌ وافٍ من التوازن، لئلّا يرخي «التيار الوطني الحرّ» «دَلالَهُ» على الجميع، رافعاً شعار زعامته شبه المطلقة على المسيحيين. وهذا الوضع تستفيد منه «القوات اللبنانية».

لكنّ المصدر الأساسي لقوة الحريري وجعجع، وإلى حدّ ما جنبلاط، في هذه المرحلة، يبقى موجوداً عند «حزب الله» تحديداً. فالأساس هو أنّ «الحزب» ليس اليوم في وارد القيام بأيّ عملية قيصرية لحسم الأزمة الحكومية (7 أيار أو شبه 7 أيار). فهو وإن يكن مستعجلاً لتشكيل حكومة توفّر له التغطية التي يريدها في مواجهة الضغوط الآتية إليه وإلى المحور الإيراني، فإنه لا يرى أنّ الأمر يستحقّ المغامرة داخلياً. واليوم، يبدو «حزب الله» أقرب إلى التواصل ومدّ الجسور مع خصومه، أكثر من أيِّ يوم مضى. وليس هناك ما يستأهل إفساد هذا الجو.

وهكذا، يتمتع الحريري وجعجع، وجنبلاط إلى حدّ ما، بمقدارٍ من القوة توفّره لهما تقاطعات المصالح خارجياً وداخلياً. ويمكنهما التعويل على أنّ ذلك سيمنحهما مقداراً مقبولاً من التوازن داخل الحكومة العتيدة. ولكن، هل هذا مضمون؟

المطلعون يقولون: «يمكن أن تنقلب الأجواء رأساً على عقب إذا ارتفع مستوى الضغوط إقليمياً ودولياً على إيران، بحيث يضطر «حزب الله» إلى الحسم في لبنان». ويضيف هؤلاء: «إذا وَجدت إيران نفسَها على طريق الخسارة في بعض الشرق الأوسط، فإنها ستحاول تعويض خسارتها في لبنان. وإذا ربحت إيران معركتها في الشرق الأوسط، فستترجم انتصارَها، هي وحليفها «حزب الله» في لبنان. وحتى ذلك الحين، على القوى الأخرى أن تدرس جيداً إلى أيِّ حدود تستطيع «الشدّ»، وإلى أيِّ حدود يتوجّب عليها «الرخي»!

 

عـارُ المعاييـر

جوزف الهاشم/الجمهورية/الجمعة 28 أيلول 2018

حملوا قميص قانون الإنتخابات المُضرّج بالعاهات معياراً لتأليف الحكومة كمثل الذين حملوا قميص عثمان المضرّج بالدم معياراً للخلافة. وهذا القانون الذي تتـغنَّى به قصائد الفخر والإبتهاج، هو الذي أعاد لبنان الى سنة 1861، حيث كان انتخاب أول مجلس إدارة بوصاية الطوائف الست، وقد ربطت المادة الحادية عشرة من النظام الأساسي لمتصرفية جبل لبنان ولاء المجلس الإداري بطائفة أعضائه. وكان بنتيجة الولاء للطائفة أنْ أدَّتْ التجاذبات المذهبية الى تبديد الروح الوطنية الجامعة، ما سمح للمتصرف يوسف فرنكو باشا بأن يحمل اللبنانيين على الإنضمام الى سوريا، وإغرائهم بالإستحصال على تذاكر هوية عثمانية، مثلما أدَّى تدخُّل المتصرف «واصا باشا» في انتخابات مجلس الإدارة الى اختلال أحكامه بالفساد وتورّط أعضائه بالرشوة.

واليوم، وبعد حوالي مئة وستين سنة لا نزال نصرّ بغباء على عدم الشفاء من هذا الإرث المرضي، وعلى جعل الأبناء يضرسون بوصايا واصا وفرنكو باشا. هذا القانون المتأجِّج بالمذهبية والذي بدأت ظواهره الفاحشة تنعكس احتكاراً مذهبياً حصرياً للمؤسسات وتراشقاً مذهبياً بالموظفين، وتجييشاً مذهبياً للنفوس في مناطق الجبل، هل يصحّ أن يكون معياراً لبناء هيكلية الدولة، فضلاً عن سلامة التشريع وإنتاجية القوانين...؟ إذاً... إسمعوا الأمين العام للمجلس النيابي الأستاذ عدنان ضاهر وهو «يُعرب عن أسفه لأن معظم نواب هذا القانون هم من رجال الأعمال والمقاولين والضباط المتقاعدين، فيما عدد المجازين في الحقوق لا يتعدى أصابع اليد، الأمر الذي ينعكس سلباً على أداء المجلس التشريعي فتهيمن القرارات السياسية على القرارات التشريعية...». مئـةٌ وثمانية وعشرون نائباً لا يتجاوز عدد المشرَّعين منهم أصابع اليد، في بلدٍ يُدعى عاصمة الثقافة العربية وكانت فيه أول جامعة للحقوق، هكذا يتحوَّل مجلسه النيابي الى شركة لتعهدات المقاولين ورجال الأعمال...! وهذا القانون العجائبي شرذم العائلات فانقسمت كل عائلة على نفسها، لتفضّل بالصوت التفضيلي الإبنَ على أبيه كما حصل في عكار. وهذا القانون الذي يُفترض أن يحقق العدالة وصحة التمثيل يفوز فيه مرشح بسبعة وسبعين صوتاً ويرسب فيه مرشح ينال خمسة آلاف صوت وما يزيد. وهذا القانون اخترعوا به معياراً لتأليف الحكومة على أساس احتساب وزير لكل خمسة نواب، فتصبح الآلة الحاسبة هي البديل من المادة الرابعة والستين من الدستور التي تحتِّـم أن «يجري رئيس مجلس الوزراء الإستشارات النيابية لتشكيل الحكومة...». بأي منطق عقلي ودستوري تكون القاعدة التي يتم على أساسها تشكيل المجلس النيابي هي نفسها التي تشكل الحكومة، فتصبح الحكومة نيابيةً أيضاً أو برلماناً مصغّراً، بما يتعارض مع النظام الديمقراطي في فصل السلطات. يقول مونتسكيو الأب الروحي للتشريع: «تنعدم الحرية والديمقراطية، إذا اجتمعت السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في هيئة حاكمة واحدة...». رحمة بالوطن وبالقوانين وبما تبقّى من العقول، اخترعوا المعايير التي تريدون وكفّوا عن اعتماد هذا القانون، وإلاّ فعند الإصرار على الإستمرار به، لا تستغربوا أن يتسنى لفرنكو باشا آخر أن يحمل اللبنانيين على الإنضمام الى سوريا والإستحصال على هوية بني عثمان.

 

من «السوخوي» إلى «إيليوشين 20» إلى الـ«أس 300»!

نبيل هيثم/الجمهورية/الجمعة 28 أيلول 2018

الى أين تتّجه المنطقة؟ سؤالٌ مطروحٌ بقوة في هذه الفترة؛ ويتسابق مع التطورات المتلاحقة على الساحة السورية ومن خلالها على أكثر من ساحة محيطة بها. الصورةُ محاطة حتى الآن بالغموض، ما يجعل من الصعوبة رصد اتّجاهات البوصلة السياسية والعسكرية، التي لم تثبت بعد على اتّجاهٍ معيّن. يقرأ خبيرٌ في السياسة الروسية، مشهدَ المنطقة وما يحيطها من تداعيات، من خلال محطتين أساسيتين:

- المحطة الاولى، حادثة إسقاط طائرة «السوخوي» الروسية من قبل الدفاعات التركية في منطقة الحدود مع سوريا؛ في تلك الفترة بلغ الخلاف الروسي التركي ذروته حيال الأزمة السورية، وكانت لرجب طيب أردوغان أهداف وطموحات كبيرة جداً في سوريا، حيث سعى من خلال إسقاط طائرة «السوخوي» الى محاولة فرض قواعد اشتباك جديدة في الميدان السوري، وتذكير الروس بمأساة أفغانستان عبر التلويح بإمكانية تجديدها في سوريا.

الرد الروسي لم يتّخذ حينها شكلَ المواجهة العسكرية، إلّا أنه أتى على مستويين، الاول، عسكري تمثل في قطع الاتّصال بين الجيشين الروسي والتركي، وحشد مزيد من القطع الحربية الجوية والبحرية، التي أخذت تكثف وتيرة قصفها للجماعات الإرهابية المدعومة من قبل تركيا. والثاني، اقتصادي، تمثل في سلسلة قرارات من قبيل وقف استيراد السلع التركية، وقطع الرحلات السياحية للروس الى تركيا، فضلاً عن تعليق العمل في العديد من المشاريع الاستراتيجية بما في ذلك مشروعا المحطة النووية وخط الأنابيب المعروف بـ»تورك ستريم».

يقول الخبير إنّ الرد الاقتصادي أكثرُ إيلاماً للأتراك، ما دفع بـ»سلطانهم» بعد وقت قصير إلى النزول عن شجرة الغرور، وإرسال رسالة اعتذار لفلاديمير بوتين، مشفوعة بخطواتٍ لبناء الثقة، وهو ما قابله الروس بإيجابية، ولكن في الخلاصة شكلت حادثةُ «السوخوي»، نقطة تحوّل في الوضعية التركية في الصراع السوري، لجهة تحجيم الدور التركي.

- المحطة الثانية، حادثة إسقاط طائرة «إيليوشين-20» الروسية، التي تتهم موسكو تل ابيب بالتسبّب بإسقاطها من قبل الدفاعات الجوية السورية.

يلفت الخبير الى أنّ الواضح من خلال ردّ الفعل الروسي هو أنّ موسكو توقفت ملياً عند توقيت ما تعتبره الاستفزازَ الاسرائيلي لها، وتعتبر أنّ الأمر ليس مجردَ حادث عرضي. بل إنّ كل شيء مخطّطٌ له، وضمن سلسلة مترابطة من الاستفزازات، بدءاً من توسيع إسرائيل دائرة غاراتها لتشمل محافظة اللاذقية، وهي منطقة عمليات أساسية للجيش الروسي، مروراً بالمناورة الجوية، التي جعلت من الطائرة الروسية درعاً للمقاتلات الإسرائيلية، وعاملَ خداع للمضادات الجوية السورية، التي قرّرت التصدي للغارة، فكان أن أصابت الحليف الروسي.

يقول الخبير، إنه من الناحية النظرية، يمكن لإسرائيل أن تغسل يدها من قتل العسكريين الروس، خصوصاً أنّ إسقاط «إيليوشن-٢٠» لم يكن بواسطتها، لكنّ الروس انطلقوا من هذا الاستفزاز في اتّجاهٍ يوجع الإسرائيليين، وشدّ القيود على نطاق تحرّك إسرائيل في الأجواء السورية.

يلفت الخبير الى أنّ المنطق الروسي يرفع اليوم شعاراً كبيراً وخطراً في آن معاً وتترتب عليه تداعيات واحتمالات شديدة الدقة، وهو «أنّ ما قبل حادثة إسقاط «إيليوشين-20» ليس كما بعدها. ويشير في هذا السياق الى أنّ الخبراء العسكريين الروس أمضوا اسبوعاً في تحليل البيانات الرادارية التي اكدت الانطباع الأوّلي الذي اطلقوه، بأنّ إسقاط طائرة «إيليوشين-20» في السماء السورية كان نتيجة عمل متعمَّد من قبل الإسرائيليين.

بحسب الخبير إنّ الروس الذين تفهّموا على مضض التبرير السوري لإسقاط الطائرة، شعروا بإهانة متعمَّدة لهم من قبل الاسرائيليين، ولذلك كان القرار في تدفيع إسرائيل الثمن، حتى ولو لم يكن ثمناً عسكرياً، وشكّلت زيارةُ قائد سلاح الجوّ الإسرائيلي الى موسكومحاولةً فاشلة من قبل الاسرائيليين لامتصاص الغضب الروسي. خصوصاً وأنّ التقييم الروسي انتقل من الحديث عن «المسؤولية الجزئية» إلى «المسؤولية الكاملة» التي تتحمّلها إسرائيل إزاءَ إسقاط الطائرة الروسية ومقتل طاقمها المؤلف من 15 عسكرياً.

وجد الروس «الردّ المناسب» في موضعين:

- الاول، تسليم القوات المسلحة السورية منظومات الدفاع الصاروخية الحديثة (أس-300)، القادرة على اعتراض الأهداف الجوية على مسافة تتجاوز 250 كيلومتراً، وإصابة عدة أهداف جوية في وقت واحد.

- الثاني، التوجّه إلى «تغطية» السماء السورية بالمنظومات الدفاعية، بعدما تقرّر تزويد مراكز قيادة وحدات وتشكيلات قوات الدفاع الجوي السوري بأنظمة تحكّم أوتوماتيكية، تزوّد بها فقط القوات المسلحة الروسية، ما سيضمن التحكّم المركزي لجميع وحدات الدفاع الجوي السوري ومرافقه، ومراقبة الوضع الجوي وسرعة تحديد الهدف، والأهم من ذلك، ضمان تحديد جميع الطائرات الروسية من قبل وسائل الدفاع الجوي السوري. وينبغي هنا التمعن في ما قاله وزير الدفاع الروسي بأنه «في المناطق المجاورة لسوريا على البحر الأبيض المتوسط، سنطلق التشويش الإلكتروني لمنع الاتّصالات بالأقمار الصناعية، والرادار المحمول جواً وأنظمة الاتّصالات للطيران القتالي».

يقول الخبير إنّ هذه الخطوة الروسية أحدثت إرباكاً في تل أبيب، وقلقاً بالغاً، خصوصاً وأنّ حصول قوات الدفاع الجوي السورية على منظومة «أس-300» يشكّل تغييراً خطيراً في قواعد الاشتباك. وبمعنى أدق، يشكل كارثة استراتيجية بالنسبة إلى إسرائيل. كما أنها خطوة استفزت واشنطن التي سارعت الى دعوة موسكو لأن تعيد النظر في هذه الخطوة التي تشكّل «تصعيداً خطيراً» في الحرب السورية. ومعلوم هنا أنّ موضوع تسليم الروس منظومة «أس-300» للجيش السوري، هو موضع متابعة دائمة من قبل القيادتين العسكرية والسياسية في إسرائيل من العام 2010، حين ألقت تل أبيب بثقلها ونجحت في إقناع الروس بوقف تنفيذ اتّفاق تمّ إبرامُه في هذا الصدد بين روسيا وسوريا في العام 2010. وكذلك نجحت في الامر نفسه في العام 2013.

يقول الخبير» إنّ مصدر القلق الإسرائيلي لا يخفى على أحد، فمنظومة «أس-300» ستجعل الجيش السوري قادراً على السيطرة على المجال الجوي بشكل كامل، وربما أبعد من ذلك، لا بل إنّ السوريين سيحصلون على تفويض مطلق لإسقاط الطائرات الإسرائيلية، كما سيكون بإمكانهم السيطرة على المجال الجوي حتى مطار بن غوريون الدولي، ومواجهة كافة المسارات التي يمكن أن تسلكها الطائراتُ الإسرائيلية، حتى حين يتعلق الأمر بتنفيذ غارات من الأجواء اللبنانية».

وينسب الى خبراء عسكريين روس تقديرهم أنّ تسليم سوريا ما بين ثلاث وخمس من منظومات «أس-300»، مع إمكانية زيادة العدد إلى سبع أو ثمانٍ إذا لزم الأمر، يوفّر مظلّةً كاملة في وجه التحركات الجوية الإسرائيلية، ما يعني أنّ قواعد اشتباك جديدة في الجو قد ارتسمت بالفعل لصالح الجيش السوري، توازياً مع قواعد الاشتباك الجديدة في البر، خصوصاً بعد اتّساع رقعة السيطرة على مختلف الجبهات، وحسم وضعية إدلب، بعد التفاهمات الروسية- التركية.

كل ما سبق، يجعل المناخ العام في إسرائيل متّسماً بالقلق، خصوصاً وأنه يعتبر أنّ الفترة القصيرة الفاصلة عن موعد تسليم الصواريخ الروسية أقرب الى المصيرية بالنسبة الى إسرائيل، التي ستسعى جهدها الى منع وصولها، والأولوية للطرق الديبلوماسية والسياسية، مع العلم أنّ جنرالاتٍ إسرائيليين بدأوا يتوعّدون بخطوات عسكرية وكما صرّح أحدهم «إذا لزم الأمر يمكن تدميرُ الصواريخ بسهولة».

لا يقلّل الخبير من جدّية الوعيد الاسرائيلي، تجاه الصواريخ، ويقول: إذا كان «تدمير» منظومة استراتيجية مثل «أس-300» ممكناً من الناحية النظرية، فالأمر مختلف من الناحية السياسية ذلك أنّ آخر ما يمكن أن تفكر فيه إسرائيل، وفي ظلّ المعطيات القائمة حالياً، هو أن تضع نفسها في مواجهة مباشرة مع روسيا. في رأي الخبير، إنّ الهدف الاسرائيلي في هذه المرحلة هو كيفية احتواء الغضب الروسي وإعادة بناء الثقة المهتزّة بين موسكو وتل أبيب. ورهانهم الأساس يبقى على الوقت. ومن هنا ينبغي رصد التحرّكات التي قد تتكثف في المرحلة الراهنة على خط تل أبيب موسكو. أما بالنسبة الى الروس، والكلام للخبير المذكور، فإنهم من خلال «ردهم الصاروخي»، أكدوا أنّ حادثة «إيليوشين 20» ممنوعٌ أن تتكرّر. ويريدون في الوقت نفسه الاستثمار على هذه الحادثة الى ابعد حدود، بما يخدم التسوية التي يريدونها للأزمة السورية، وبما يخدم فرض واقع جديد في الشرق، وقواعد لعبة جديدة، وصولاً الى تنازلات في السياسة سواءٌ من الإسرائيليين أو الأميركيين. بالتأكيد إنّ هذا التحوّل في المنطقة معقّدٌ جداً، وفرضه على الأميركيين ليس بالامر بالسهل. فهل يستطيعون ذلك؟ بالتأكيد الامر صعب جداً، ومعنى ذلك أنّ المواجهة مفتوحة.

 

فرنجيّة وجعجع: اللقاء القريب؟

ملاك عقيل/الجمهورية/الجمعة 28 أيلول 2018

«بكّير جداً» لقاء الـ «وجهاً لوجه» بين سليمان فرنجيّة وسمير جعجع. لكن بالتأكيد كل ما يفعله الطرفان يصبّ في خانة تسريع هذا اللقاء. ما يعطي دفعاً إضافياً للتلاقي «المَرَدي»- «القواتي» هو المصلحة المشتركة: الدفاع عن النفس في مواجهة العهد وسياساته... وحسابات خاصّة!

قبل سفره الى باريس أواخر عام 2015 وعودته «موعوداً» من الرئيس سعد الحريري بتبنّي ترشيحه لرئاسة الجمهورية تواصل فرنجية، كما أكّد أكثر من مرة، مع قيادة «القوات اللبنانية» عبر اللجان المشتركة وأبلغ اليها أنه ذاهب للقاء الحريري وسألها: «ما تمّ الحديث عنه في السابق عن دعمكم لي لرئاسة الجمهورية هل لا يزال قائماً أم غيّرتم رأيكم»؟ جواب «معراب» كان واضحاً وضوحَ الشمس: «باقون على وعدنا».

كانت اللجنة المشتركة يومها تقوم بالواجب لتقريب «المسافات الضوئية» بين الطرفين. محاضر الاجتماعات كانت تشي بأنّ ثمّة أموراً أساسية يمكن البناءُ عليها بين معراب وبنشعي إذا فقط تمّ تجاوز ذيول الماضي بكل مآسيه. وضعُ جعجع يده لاحقاً بيد ميشال عون وإبرامه اتّفاقاً أوصل «الجنرال» الى قصر بعبدا، لم يُفسّر في قاموس زعيم زغرتا سوى قطع للطريق لوصوله الى سدّة الرئاسة الأولى.

على مدى سنتين، أي منذ العام 2013، عقدت لجنتا تيار «المردة» برئاسة الوزير السابق يوسف سعادة و»القوات» برئاسة فادي كرم وطوني الشدياق اجتماعاتٍ عدّة، باكورتُها الأساسية إبلاغ جعجع الى أعضاء اللجنة استعدادَه للسير بفرنجية مرشّحاً لرئاسة الجمهورية مقابل رزمة مطالب تناولت بعض الحقائب والمواقع الاساسية، حتى إنّ فرنجية أقرّ أكثر من مرة أنّ «القوات» فاتحته برغبتها في كسر الجليد مع «حزب الله» واعداً بالمساعدة «لكنّ القرار الأول والأخير لدى السيد حسن نصرالله».

طَوى «تفاهم معراب» صفحة التقارب «العملي» بين «المردة» و»القوات» لكنه لم يُلغِه نهائياً. لم يتأخر عون نفسُه، كما وزير الخارجية جبران باسيل، عن منح الحزبين المسيحيَّين «الأسبابَ الموجبة» للالتقاء والتفاوض مجدداً. الزيارةُ العلنية لموفد «القوات» طوني الشدياق للوزير سعادة في تموز 2017 ثم زيارة الأخير معراب في آب أعادتا تدشين خطوط التواصل وإعادة لحم ما انقطع. حدث ذلك بعد زيارتين للوزير ملحم رياشي في كانون الثاني وغسان حاصباني في حزيران لفرنجية في بنشعي من العام نفسه.

في الوقت الراهن تشهد الاتّصالاتُ على خطّ زغرتا - معراب نشاطاً زائداً من دون أن يقدّم المواكبون لها «خريطة طريق» واضحة المعالم بإستثناء التأكيد أنّ كل ما يحصل منذ سنتين يدفع في اتّجاه تعزيز قنوات الحوار والتواصل والتشاور بين الطرفين. سيكون معبِّراً جداً ردّ فرنجية على اتّصال جعجع معزِّياً بعمه روبير فرنجية في مقابل تمنّعه عن الردّ على باسيل!

لا يجد زعيم «المردة»، كما يردّد في مجالسه، تفسيراً لعودة الحرارة الى «حوار الخصمين» سوى التعاطي السلبي من جانب «الفريق الحاكم» مع «المردة» و«القوات». نُقِل دوماً عن الزعيم الزغرتاوي قوله «بجهود جبران باسيل قد تجدونني جالساً مع جعجع قبل اللقاء مع عون!». هذا ما سيحصل على الأرجح. ولن يجد حرجاً في الكشف عن «أنه حين التقينا «القوات» في المرة الأولى قلنا لهم تحمّلناهم سنواتٍ طويلة (العونيون)، إن شاء الله تصمدوا سنةً واحدة»!

فعلياً، لم «يصمد» جعجع وقتاً طويلاً، ولا حتى «التيار الوطني الحر» إستوعب «القوات» شريكةً أساسية على طاولة القرار المسيحي. «ورقة التفاهم» لم يبقَ منها سوى «الوعد الصادق» المشترَك بعدم العودة الى لغة الاقتتال! غير ذلك، إحتمالاتُ التصادم بين الحزبين مفتوحة.

وفق المعلومات، هناك مسعى جدّي للتوصّل الى مصالحة بين فرنجية وجعجع وبين كوادر الطرفين، وعملٌ متأنٍّ خلف الكواليس لوضع عناوينها العريضة على قاعدة فتح صفحة جديدة، وذلك بمعزل عن الخلافات الجوهرية في ما يتعلّق بـ«حزب الله» والملف السوري وقضايا المنطقة.

تتقاطع مصادرُ «القوات» و«المردة» عند التأكيد «أنّ هناك قراراً واضحاً بالوصول الى مصالحة». بالنسبة الى «القوات» يصبّ هذا التوجّه، وفق أوساط الحزب، «عند اقتناع جعجع بضرورة الحوار والانفتاح ضمن السياق الطبيعي لمسارٍ تبنّاه من مصالحة الجبل الى «اتّفاق معراب» بمباركة الكنيسة». لدى «المردة» الواقعيةُ السياسية تفرض نفسَها، فكيف إذا كان إستحقاقُ رئاسة الجمهورية مادةً قابلةً دوماً لـ«الاشتعال» حتى لو في بدايات العهد. يصل الأمر الى حدِّ تفهّم كلام النائب ستريدا جعجع من استراليا قبل نحو عام والذي استفزّ «المردة» حتى العظم، مع تأكيده يومها أنّ «القوات» لا تحاول إعادة نكء الجروح، فضلاً عن عدم صدور موقف واحد من جانب فرنجية أو محيطه يندّد بـ «جشع» «القوات» الوزاري. عبارة تنطبق، في رأي الأخير، على باسيل «الذي لا يشبع».

بعيداً عن «زبدة» اللقاءات الثنائية التي تُعقد خلف الأضواء بين سعادة والشدياق والتي تشير المعلومات الى أنها تكثّفت في الآونة الاخيرة لا يمكن، وفق مطلعين على خفايا هذا التقارب، فَصلُ المصالحة المحتملة بين «المردة» و«القوات» عن «أجندة» جعجع وفرنجية!.

بالنسبة الى جعجع، يضيف هؤلاء، لن تكون المصالحة سوى مرحلة متقدمة وأكثر عمقاً في «تبييض سجلّه» المسيحي والوطني، واستطراداً إزالة بقية الذرائع التي قد تمنع «الفتح القواتي» للساحة الشيعية، تحديداً «حزب الله».

ما لم يتمكّن عون من فعله، أو الأدق ما لم يرد فعله، قد «يتبرّع» به فرنجية. رئيسُ تيار «المردة» المعروف بصدق التزاماته السياسية قد يتكفّل بمهمّة تشييد الجسور بين معراب والضاحية. يقف الأمر فقط عند «إلتزام» فرنجية الأمر. المطّلعون يجزمون: «إذا التزم سينجح... لكن الأرجح لن يفعلها». بالنسبة الى فرنجية ما سعى عون لأخذه من جعجع سيحاول رئيس «المردة» إقتناصه: «الورقة المسيحية» في مشروع رئاسة الجمهورية. ستقف الحساباتُ الخاصة، غير المعلنة، لكل من الطرفين خلف مشروع «تلاقي الأضداد».

 

حروب الصلاحيات في الجمهوريات اللبنانية

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/28 أيلول/18

لم يكن الإشكال الأمني الذي وقع في مطار بيروت هذا الأسبوع حادثاً استثنائياً في بلد تحول إلى مجموعة جمهوريات متصالحة حيناً ومتنازعة في معظم الأحيان. وإذا كان وزير الداخلية نهاد المشنوق قد حاول التخفيف من أهمية حادث المطار، عندما اعتبر أنه يعود إلى نزاع على الصلاحيات بين جهازين أمنيين، فإنه أخفى حقيقة بات يعرفها الجميع في لبنان، وهي أن هذا النزاع ما عاد يقتصر على المطار وحده. لقد صار لبنان مطاراً مفتوحاً بمدارج متعددة يهبط عليها من يشاء، إذا امتلك عناصر الاستقواء التي تسمح له بمد يده إلى حيث يمكنها أن تصل.

قبل ذلك كان إشكال من نوع آخر قد وقع، عندما أرغم الفريق الأمني المحيط برئيس الجمهورية عشرات الركاب على مغادرة مقاعدهم في طائرة كانت متجهة إلى القاهرة، بحجة تجهيزها لتكون طائرة «تمويه» بديلة للطائرة التي أقلت الرئيس ميشال عون لحضور اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك. لم يعرف أحد في لبنان أو في نيويورك أو في أي مدينة أخرى سبب التمويه على تحركات رئيس جمهوريتنا ومصدر الخطر الذي يهدده، ولم يشرح أحد السبب للركاب المساكين الذين اضطروا للانتظار ست ساعات قبل أن تتأمن لهم طائرة بديلة.

كل من يمر في مطار بيروت يعرف حقيقة النزاع على الصلاحيات. أربع محطات تفتيش على الأقل لجوازات السفر كما للحقائب. كأنك تمر عبر حدود أربع دول متجاورة. الأزياء الرسمية التي ترتديها العناصر الأمنية واحدة تحمل كلها شعار «الجمهورية اللبنانية»، لكن كل مسؤول أمن في هذه الجمهورية يتبع جمهورية أخرى أو فصيلاً آخر، يختاره على هواه أو يفرضه عليه انتماؤه الحزبي أو الطائفي. كل فصيل لا يثق بما يقوم به «زميله» عند نقطة التفتيش القريبة، والنتيجة إتلاف أعصاب المسافرين وهدر وقتهم، ودفعهم إلى تنفس الصعداء مع مغادرة الطائرة أجواء تلك البلاد التي تسقط في الهاوية يوماً تلو آخر. المطار صورة عن لبنان. وهي صورة مكشوفة وعلى مرأى من الجميع. لكن غير المكشوف هو أدهى وهو ما بات يشكل خطراً كبيراً على مصير لبنان وعلى هويته. والكلام هنا ليس من باب المبالغة. القوة المستقوية على لبنان لم تصل إلى ما هي عليه بالصدفة، فهي خططت لذلك واستخدمت القوة ووجدت من يلتقي معها وينفذ أهدافها. هل تذكرون ما فعل «حزب الله» عندما حاولت الحكومة التي كان يرأسها فؤاد السنيورة في مايو (أيار) 2008 ضبط شبكة الاتصالات التي كان يديرها هذا الحزب من مطار بيروت؟ وانتهى الأمر بظهور أسلحة الحزب ومسلحيه في شوارع العاصمة وصولاً إلى الشوف ومنطقة الجبل ليُفهموا كل من لم يفهم آنذاك لمن اليد الطولى في عاصمة لبنان.

عرف «حزب الله» أنه لن يستطيع تكرار عملية بيروت بتلك الطريقة، وأن السبيل الأفضل هو الهيمنة على القرار السياسي من خلال الإمساك بأرفع المناصب. وكان اختراع «الثلث المعطل» داخل الحكومة. ثم كان اختراع من نوع آخر وأكثر «ديمقراطية»، وهو تعطيل المجلس النيابي لسنتين ونصف السنة، بما يشبه عملية احتجاز الرهائن، إلى أن خضع النواب ووافقوا على انتخاب مرشح «حزب الله» الرئيس الحالي، تنفيذاً للوعد الذي قطعه له الأمين العام للحزب.

لذلك يجب أن لا يستغرب من كانوا في تكتل 14 آذار التصريحات التي أطلقها الرئيس ميشال عون دفاعاً عن «حزب الله» قبل سفره إلى نيويورك. هذا نتاج ورقة الاقتراع التي وضعها هؤلاء في ذلك الصندوق يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2016. فالرئيس الذي انتخبتموه يرد الجميل لـ«حزب الله». في تصريحاته لجريدة «لو فيغارو» الفرنسية قال إن قاعدة هذا الحزب «تشكل أكثر من ثلث الشعب اللبناني». وأضاف مدافعاً عن سلاح الحزب أنه «لا يلعب أي دور عسكري في الداخل»! وفي مقابل هذا الغزل لم يكن مفاجئاً أن يرد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» بالمثل على عون. قال نعيم قاسم: «تحية كبيرة إلى ربّان سفينة لبنان المقاوم والحمد لله على هذه النعمة!».

النزاع على الصلاحيات الذي نتحدث عنه هو الذي يعقّد الآن تشكيل الحكومة. قليلون يصدقون أن المشكلة تكمن في توزيع الحصص الحكومية على الكتل النيابية. هناك مناخ سائد يشير إلى أن وراء العقد المفتعلة التي لم يتوقف رئيس الجمهورية ومعه الوزير جبران باسيل عن إثارتها ما هو أبعد، أي إعادة النظر في صلاحيات رئيس الجمهورية، ولو عبر الممارسة، طالما أن هناك عجزاً في الظروف الحاضرة عن إعادة النظر في اتفاق الطائف أو الانقلاب عليه برمته. تجلى ذلك في «الملاحظات» التي وضعها عون على التشكيلة التي قدمها إليه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ورفض توقيع مرسوم تشكيل الحكومة قبل الأخذ بها. والهدف كان الإعلان أمام الجمهور «العوني» وجمهور حليفه «حزب الله» أن عون قادر على أن ينتزع من الزعامة السنّية الأولى في لبنان ما عجز عنه رؤساء الجمهورية السابقون منذ اتفاق الطائف.

فوق كل ذلك صار أي انتقاد يوجه إلى سياسة الدولة وأي تنبيه إلى مخاطر الأزمة الاقتصادية المتفاقمة يعتبر من قبل الرئيس ميشال عون ومن يحيطون به بمثابة ضرب للعهد بهدف إفشاله. والذين يعرفون الرئيس اللبناني خلال مسيرته العسكرية والسياسية يعرفون كم يتبرم من الانتقاد ويعتبر أن مواقفه هي دائماً المواقف الصحيحة. يرافق ذلك إنكار للواقع السياسي والاقتصادي الصعب. فعندما نشرت مجلة «إيكونوميست» تقريرها عن الوضع الاقتصادي في لبنان في آخر شهر أغسطس (آب) الماضي والذي حذرت فيه من مخاطر الأزمة الاقتصادية، لم يجد من يسمون أنفسهم «خبراء اقتصاديين» قريبين من عون أفضل من اتهام المجلة الرصينة بالمشاركة في مخطط لإفشال عهده. ومع أن الأرقام في ذلك التقرير كانت دقيقة، فإن ذلك لم يدفع أحداً من المسؤولين الاقتصاديين إلى الوقوف عندها والسعي إلى البحث عن حلول للضائقة الاقتصادية التي تهدد لبنان وتنذر بعواقب وخيمة إذا لم تتم معالجتها بسرعة وبجدية. عواقب مرت بها دول أكثر قدرة ومناعة اقتصادية مما هو عليه لبنان.

 

كلّما داويتُ جرحاً سالَ جرحُ!

ريمون شاكر/الجمهورية/الجمعة 28 أيلول 2018

هل هذا قدَرنا نحن اللبنانيين أن نعدّ العصي ونتلقّى الضربات ونتألّم ونصمت صاغرين؟ منذ عام 1958 ونحن نعاني ونكابد، لا يمضي يوم إلاّ وهناك عصا تضرب أجسادنا وعقولنا وتقتل فينا أحلامنا، وكأنّ شعبنا ولد كي يتعذّب ويقاسي، وكأنّ الوطن ملعب للزعران ومصحّ للمجانين. كلّما لاح في الأفق بريق أمل، يأتي أحد المهووسين فيصدّ الباب ويقتل الأمل. ما ذنب شعبنا كي يتحمّل نزوات المهووسين وجشع الأنانيين؟ طالبنا في مقالنا الأخير ببعض التواضع، لا بـ«عضّ الأصابع»، فجاء الجواب: التواضع للضعفاء والخاسرين، وليس للأقوياء والمنتصرين، من دون أن يشرحوا لنا كيف تكون القوة، ومَن يُحدّد معناها وأصولها، ومن هو المنتصر ومن هو المهزوم. للأسف الشديد، بعض المسؤولين لم يتعلّم من عبَر ماضينا الأليم، ولم يسمع يوماً ما قاله ألفرد دو موسيه «ليس للرجل سوى مجد واحد حقيقي، هو التواضع».

بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على تكليف الرئيس سعد الحريري، وبعد مضيّ حوالى شهر على الثالث من أيلول، تاريخ تقديم «الصيغة المبدئية» للحكومة لرئيس الجمهورية، يبدو أنّ البلاد مقبلة على مواجهة مفتوحة من دون أفق، وإلى تصعيد سياسي لا يؤشّر لانفراجات، والذي أكّد هذا المسار البائس، ما أعلنه السيد حسن نصر الله لأول مرة «أن لا وجود لحكومة في الأفق»، ممّا يعني أنّ لدى «حزب الله» معلومات بأنّ عملية التشكيل متعثّرة جداً وأنّ الفراغ الحكومي قد يمتدّ لأشهر وربما لسنوات. فهل جاء هذا التأكيد على لسان نصرالله، بعدما أيقن أنّ معركة التأليف هي أبعد من الخلاف على حصّتَي «القوات» و«الإشتراكي»؟ عندما يقرّ «حزب الله» أنّ المسألة طويلة، فهو يُبعد كل الإجتهادات والإحتمالات الظاهرة التي يتداولها الناس وبعض السياسيين فـي أنّ التأخير في التأليف سببه «القوات» و«الإشتـراكي»، وأنّ هناك مَن ينتظر معركة إدلب، والعقوبات الأميركية على طهران، وأحكام المحكمة الدولية... كلّ هذه الإحتمالات سقطت ولم يبق سوى ثلاثة أسباب تجعل «حزب الله» متشائماً. قد يكون السبب الأول التطورات الخطيرة التي حصلت فـي الأجواء السورية، بعد إسقاط الطائرة الروسية واتهام إسرائيل بالتسبّب في إسقاطها، وإعلان وزارة الدفاع الروسية أنها ستسلّم سوريا منظومة صواريخ «إس 300»، مما يعني أنّ المنطقة تسير باتجاه حرب إقليمية شاملة، لا تسمح بتشكيل حكومة لا تميل بأكثريتها الساحقة إلى محور الممانعة. وقد يكون السبب الثاني له علاقة بحسابات رئاسية لـم يخفها رئيس الجمهورية بقوله جهاراً انّ الوزير جبران باسيل هو في طليعة السباق الرئاسي. وقد يكون السبب الثالث رفض السعودية وواشنطن سيطرة «حزب الله» وحلفائه على الحكومة.

مهما كانت الأسباب التي تمنع تشكيل الحكومة، فلا يجب أن تتحوّل إلى معركة «صلاحيات»، لأنّ هذه المعركة لن تعطي مكاسب سياسية وشعبية لأحد، بل ستزيد الأوضاع تعقيداً واهتراءً على كل الصّعد السياسية والإقتصادية والمالية والمعيشية، وكلّما تأخّر التأليف كلما ازدادت التدخّلات الخارجية وأصبحت التشكيلة أسيرة النزاع الإقليمي والتوازن الدولي، وتحوّلت إلى أزمة دستورية مفتوحة.

إنّ تحويل معركة تناتش الحصص وتوزيع المغانم إلى معركة صلاحيات طائفية ومذهبية هو قمة الإنحطاط، ويعيدنا إلى ما قبل أجواء الحرب. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما دام الرئيس المكلّف قدّم «صيغة مبدئية»، فلماذا اعتبرها البعض «صيغة نهائية» وغير قابلة للتعديل أو النقاش وبدأ التصويب عليها؟ هل هناك مَن يتقصّد توسيع الهوّة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة؟ وهل دخلت البلاد فـي «فراغ حكومي» شبيه بـ«الفراغ الرئاسي»؟ وهل مكتوب على اللبناني أن يعيش حياته قلقاً ورهينة الصراعات الداخلية والإقليمية؟

ويبدو أنّ المشكلة الكبرى التي لا حلّ لها فـي المدى المنظور، هي أنّ هناك فريقاً يعتبر نفسه منتصراً في الإنتخابات وفي معارك الإقليم ويريد ترجمة انتصاره في الحكومة. ولذلك كثر الكلام عن احترام نتائج الإنتخابات، وعن وحدة المعايير والأحجام. إنّ هذا المنطق يصحّ فـي بلد ديموقراطي حيث الأكثرية تحكم والأقلية تعارض، وفـي بلد لا يُفرَض عليه قانون انتخاب هجين لا يناسب مجتمعه، وفـي بلد لا يقاطع 51 فـي المئة من شعبه الإنتخابات، وفـي بلد يحترم مبدأ النأي بالنفس الذي جاء في بيان حكومته، لا في بلد قسم من شعبه منخرط في صراعات المنطقة، وفي بلد لا يحدّد مساره ومصيره القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية فـي إيران اللواء مـحمد علي جعفري بالقول: «إنّ سوريا ولبنان واليمن وفلسطين إختارت نهج الـمقاومة لتحديد مصائرها، وسيكون النصر حليف شعوبها»، والمُستغرَب أن لا أحد من المسؤولين يستنكر أو يردّ. معه حق جورج برناردشو حين يقول: «مأساة العالم الذي نعيش فيه تكمن فـي أنّ السلطة كثيراً ما تستقرّ في أيدي العاجزين». عند كل استحقاق، يتجدّد السجال حول الدستور والصلاحيات ويأخذ منحى طائفياً ومذهبياً، لأنّ النظام الذي أوجَده دستور «الطائف»، والذي كان يجب تنفيذه أولاً ثم تطويره، لا يقدّم الحلول ولا يؤمّن الإستقرار، ولا يبني دولة القانون والمؤسسات، بل يُسبّب الفراغ فـي السلطة ويفاقم الأزمات السياسية والإقتصادية والمعيشية. وما سقوط المسوّدة «المبدئية» للتشكيلة الحكومية ونحرها في مهدها واستحضار الأجواء الطائفية، سوى أنموذج عمّا ينتظرنا في الآتي من الأيام، حتى بتنا نردّد بألم وقلق وسخط مع الشاعر فتح الله بن النحاس «كم أداوي القلبَ قلّت حيلتي... كلّما داويتُ جرحاً سالَ جرحُ»

 

تفاصيل محاكمة الأسير... «وَطّي صوتك بطَلّعك برّا»

اتالي اقليموس/الجمهورية/الجمعة 28 أيلول 2018

لم يكن ينقص جلسة محاكمة إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الاسير إلّا توزيع «مكنة ضغط» على الحاضرين، نتيجة الاجواء المتشنجة التي رافقتها والسجالات الكلامية، ما دفع برئيس المحكمة القاضي طاني لطوف إلى رفع نبرته مراراً، وتحذير أحد وكلاء الأسير: «بدّك توَطّي صوتك إنت وعم تحكي مع المحكمة... ما تجبرني طلّعك برّا القاعة»، قبل أن ترجأ الجلسة إلى 22 كانون الثاني من العام المقبل. «كلّو تفنيص.. السُنّة مظلومين!». تعليق من أحد الموقوفين، لدى سماعه اعترافاته السابقة، شَكّل الفتيل الذي أشعل الاجواء داخل محكمة التمييز في المحكمة العسكرية أمس، ولفت إلى انّ الجلسة لن تخلو من المشادّات الكلامية. لذا، سرعان ما عقد القاضي لطوف حاجبيه، وغلبت «العبسة» ملامح وجهه، قائلاً: «هون محكمة، مش لَصَف الخطابات السياسية».

في التفاصيل

هادءاً بَدا صباح المحكمة العسكرية، لأن لا جلسات على جدول أعمال المحكمة الدائمة، فالخميس مخصّص للمراجعات، إذ يستمع رئيس المحكمة العميد حسين عبدالله إلى المحامين واستفساراتهم، يراجع ملفاته بين المواعيد. امّا على أجندة محكمة التمييز فمجرد جلستين، «بس وحدة قد 100»، على حد تعبير أحد العسكريين، غامزاً إلى دعوى الاسير التي تدفعهم إلى إبقاء عيونهم 10 على 10. المشهد على حاله في الساحة الخلفية للمحكمة، فهي تغص بسيارات القضاة، والامنيين، والآليات الخاصة بنقل الموقوفين، وحده وصول المتهمين بأحداث عبرا كَسر الروتين، ومن بينهم أحمد الاسير الذي أُدخل قرابة الحادية عشرة والنصف، «مطَمّش» العينين بقطعة قماش رمادية، يقوده أمنيّان، واحد عن يمينه وآخر عن يساره، إلى النظارة ريثما تبدأ الجلسة.

قرابة الثانية عشرة ظهراً فُتح باب محكمة التمييز، وحضرت هيئة المحكمة التي ضمت رئيسها طاني لطوف ومجموعة من المستشارين وفي حضور ممثل النيابة العامة التمييزية القاضي غسان الخوري. نادى لطوف بداية: أحمد الاسير، فغادر مقعده «البنك الاخير» من القاعة متجهاً نحو قوس المحكمة. بَدا الاسير بصحة جيدة، وبمظهره المألوف، قلنسوة بيضاء، عباءة «باج»، حذاء رياضي أسود، نظارات «عضم أسود»، ولحية طويلة قد غلبها الشيب. وتقدّم في الوقت نفسه وكلاء الدفاع عنه محمد صبلوح وأنطوان نعمة، وواصَل لطوف منادات المتهمين، وهم: عبد الباسط محمد بركات، خالد عدنان عامر، حسين محمد فؤاد ياسين، محمد ابراهيم صلاح، ربيع محمد الناقوزي، محمد علي الاسدي، والمخلى سبيله يحيى طراف دقماق. وعَلّق لطوف: «الخصومة مكتملة، يمكننا المباشرة بتلاوة القرار الاتهامي». وتوجه إلى المحامين بالسؤال: «في شي بَدكن تقولوا؟». فتطرق أحد وكلاء الدفاع عن الاسير إلى الدفوع الشكلية التي قُدمت. فقال لطوف: «هناك مذكرة دفوع شكليّة مقدّمة من وكلاء الدفاع عن الاسير، موضوعها الطعن بالتحقيقات الأوّلية تقرّر ضمّها للأساس، وهناك مذكرة أخرى مقدمة من المحامي محمود صبّاغ تتناول انتفاء الصلاحية، تقرّر ردّ هذا الدفع شكلاً لأنّ موضوع الدعوى يتناول أساساً من خلال قرار الإتهام معركة حصلت بين المدعى عليهم وعناصر من الجيش اللبناني».

«وِلعت»

حاول أحد وكلاء الاسير طلب الاستمهال لاتخاذ موقف من قرار ضمّ الدفع الشكلي المقدم منه إلى الأساس، إلّا انّ لطوف طلب منه التريّث وعدم الإستعجال إلى حين تلاوة القرار الإتهامي. ثمّ قدّم صبلوح للمحكمة، وبناء على طلبها، نسخة باللغة العربية مترجمة ومصدقة عند ترجمان محلّف والنسخة الاصلية بالانكليزية، عن رأي مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من محاكمة الأسير، الذي رأى أنها ليست بمحاكمة عادلة وطلب بعض الإصلاحات لناحية المحاكمة والسجن وغيرها من القضايا.

أما المحامية زينة المصري فقدمت نسخة عن إخراج قيد المتهم خالد عدنان عامر يثبت أنه لبناني الجنسية، نظراً إلى أنه في القرار الإتهامي وخلاصة الحكم الصادر بحقه كان يتمّ ذكره على أنه سوري الجنسية.

بعدها، وقف أحد العسكريين لتلاوة القرار الاتهامي، ولكن ما إن بدأ بتلاوة اعترافات الموقوف ربيع محمد الناقوزي، حتى اعترض الاخير، قائلاً: «كلّو تفنيص، أهل السُنّة مظلومين في لبنان، والشيخ الاسير بريء». فسارع القاضي لوضعه عند حده: «تقول ما لديك خلال استجوابك، المحاكمة ستنطلق من الصفر، أمامك متّسع من الوقت لتقول ما لديك». إلّا انّ الناقوزي لم يهدأ، فرفع لطوف صوته غاضباً: «هون محكمة مش لَسفِق الخطابات السياسية». بقي الاسير جامداً، من دون ان يتلفّظ بأي كلمة، مكتفياً بالتحديق إلى الموقوفين في القفص.

حيال توتر الأجواء، إستنفر العسكريون في القاعة وشددوا حراستهم ونظراتهم في كل أرجائها، وواصل العسكري تلاوة القرار الإتهامي وسط تململ الموقوفين وتأففهم، منذ الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق إلى الواحدة إلّا ثلثاً.

ملف التعذيب حتى الموت

بعد الانتهاء من القرار، طلب صبلوح الكلام: «ريّس لدينا طلب، في العسكرية الدائمة يُحاكم مَن أقدم على تعذيب الموقوف نادر بيومي إلى حد التسبب بوفاته، والجلسة في 23 من الشهر المقبل، ونحتاج لصورة عن الملف، لأن ما تعرّض له بيومي تعرّض له الأسير وبقية الموقوفين». مشيراً «الى انّ في خلاصة تقرير الامم المتحدة وقّع لبنان على اتفاقية مناهضة التعذيب، هي ملزمة، وتقع على المحكمة مسؤولية إثبات التعذيب لا الضحيّة». فرد لطوف: «كيف بوسعي طلب الملف ولا يزال في المحكمة الدائمة؟». وأضاف: «هل من مات له علاقة بالملف؟». فأجاب صبلوح: «لا». وأكمل لطوف: «ليس لدي سلطة على «الدائمة»، والمحاكمة مستمرة». وتابع بنبرة حاسمة: «ما إلي سلطة ولا صلاحية، الملف بتبقى بتستعملو كدفاع في مرحلة الإستجواب، هلّق ما بيفيدك، بعدين منشوف وين صارو بالمحاكمة».

وحاول لطوف التوضيح: «ان المحاكمة إنطلقت من الصفر، وسنستمع إلى الجميع، والكل بوسعه استخدام ما لديه من أدلة وبراهين». حينها حاول وكيل الاسير مقاطعته بنبرة عالية، مشيراً إلى أهمية النسخة من ملف «بيومي»، فردّ لطوف والدم يغلي في عروقه: «من مصلحتك ان يتحاكم الاسير هنا، وأنت تتوجّه إلى محكمة عليك أن تُخفض صوتك، وأي طلب ستطلبونه سيتأمن بعد المباشرة في الاستجواب، لكن طلبكم في الوقت الراهن غير مفيد». بعدها، إستمهل ممثل النيابة العام القاضي الخوري للتحضير للاستجواب، كذلك وكلاء الدفاع، إلّا انّ الاجواء عادت وتوترت حين حاول مجدداً أحد وكلاء الاسير الاستمهال لأخذ موقف من قرار المحكمة لجهة ضمّ دفوع إلى الاساس، فثار غضب لطوف مؤكداً «انه آن الاوان لوضع حد للطلبات وللمداخلات بهدف المماطلة»، فردّ وكيل الاسير نفسه: «عم بحكي بالقانون»، فأجاب لطوف: «إنت جايي تعلّمني القانون؟ كفى عرقلة». وتابع: «ما تجبرني على إخراجك من المحكمة... قَدّم طلباتك خطياً وأنا أقرّر بعدها». وبعد أخذ ورد وتَململ المحامين من زميلهم، وعند الواحدة ظهراً أرجئت الجلسة الى 22 كانون الثاني 2019، على أن تكون مخصّصة للإستجواب.

 

أميركا وبريطانيا تنشطان ضد حزب الله: حظر وعقوبات جديدة

سامي خليفة/المدن/الجمعة 28/09/2018

تلوح في الأفق معطيات جديدة من بريطانيا والولايات المتحدة توحي بالمرحلة المقبلة من صراعهما مع حزب الله ستبدأ في القريب العاجل وستكون أكثر قسوة مما سبق. فقد ذكرت صحيفة "جويش كرونيكل" البريطانية في تقرير حصري أن وزير الداخلية البريطانية ساجد جاويد سيعلن حظر الجناح السياسي لحزب الله الأسبوع المقبل، خلال خطاب سيلقيه في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين. وهي خطوة "لطالما دعا إليها المجتمع اليهودي". منذ العام 2008، حظرت المملكة المتحدة حصراً ما يسمى "الجناح المسلح" لحزب الله، تاركةً الحرية لمناصريه بالمشاركة في مسيرة يوم القدس السنوية في لندن. لكن جاويد، وهو حليف قوي للجالية اليهودية، وفق الصحيفة، استغل تقديرات وزارة الداخلية البريطانية عن مواقف الحزب ضد إسرائيل والدعم القوي من وزير الخارجية الجديد جيريمي هانت لحظر الحزب ككل.

قرار حظر حزب الله سيعطي، وفق الصحيفة، انطباعاً بأن وزير الداخلية يستطيع الوفاء بالتعهدات السابقة للتأكد من عدم وجود "أماكن آمنة" للإرهابيين الإسلاميين في المملكة المتحدة. وسيمّكنه من خلق جو معارض لكل من ينتقد إسرائيل كزعيم حزب العمال جيريمي كوربين، الذي وصف حزب الله وحماس في العام 2009 بـ"الأصدقاء". ولا تنحصر المواقف التصعيدية ضد حزب الله في بريطانيا. ففي الولايات المتحدة وافق مجلس النواب الأميركي وفق موقع "مونيتور" الأميركي، الخميس في 25 أيلول 2018، بالاجماع على قانون منع التمويل الدولي لحزب الله لاستهداف تدفقات التمويل والتجنيد العالمية للجماعة شبه العسكرية اللبنانية. وفي حين أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عزمه على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الحزب، إلا أنه يجب على مجلس النواب أن يتناقش مع مجلس الشيوخ في شأن خلافات طفيفة قبل أن يصل مشروع القانون إلى مكتب ترامب. وتعليقاً على القانون الجديد قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي إد رويس، في بيان بعد إقراره: "سيعتمد مشروع القانون على عقوبات ضد حزب الله من خلال استهداف جمع الأموال والتجنيد العالمي، فضلاً عن أولئك الذين يقدمون الأسلحة". أضاف: "هذا التشريع هو نتاج أشهر من العمل الثنائي بين الديمقراطيين والجمهوريين، وآمل أن يُسرع مجلس الشيوخ بالبت به". سيعاقب القانون الجديد، وفق الموقع، كل من "يوفر دعماً مالياً أو مادياً أو تكنولوجياً" لحزب الله والشركات التابعة له، من خلال تجميد الأصول المالية. ويؤكد الموقع أن المشرعين الديمقراطيين يوافقون الجمهوريين عندما يتعلق الأمر بمعاقبة وكلاء إيران في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك حزب الله. وقد وظف النظام المصرفي اللبناني، وفق الموقع، جماعات ضغط للرد على مشروع القانون خشية أن يؤثر ذلك سلباً عليه. أما عن السبب الذي دفع المشرعين الأميركيين لفرض عقوبات جديدة، وفق الموقع، فهو استمرار الحزب في القتال إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، وعمل إيران على شحن صواريخ دقيقة إلى جنوب لبنان. ما يشكل تهديداً لإسرائيل.

 

أسئلة عن دور «القوّات» وبكركي في انتشال المسيحيِّين من مواجهة محتومة مع محيطهم!

الأهم إدراك الحريري أن الخروج على النأي بالنفس يُهدِّد مشاريع الدعم و«سيدر» والقروض

رلى موفّق/اللواء/28 أيلول/18

يَعتبر البعض أن المشكلة  ليست في تبني الأب الروحي لـ«التيار الوطني الحر» ميشال عون خياراً سياسياً داعماً في العمق الاستراتيجي لتحالف الأقليات، فذلك يُعبّر عن خيارات الفريق المسيحي الذي يمثله، وإن كان هؤلاء يرون أن عون بعدما أصبح رئيساً للجمهورية يُفترض به أن يكون حامل رؤى وطنية تُجسّد، قولاً وفعلاً، مصلحة لبنان العليا ومصلحة أبنائه.

المشكلة، في رأي متابعين، تكمن في غياب الخيار المسيحي السياسي المناهض لخيار تحالف الأقليات، والذي يُفترض أن يتجسّد لدى هؤلاء  في تأكيد انتماء لبنان إلى محيطه العربي، وفي ترجمة معنى لبنان ببعد تلاقيه المسيحي - الإسلامي  في إطار العيش المشترك لأبنائه. الكلام هنا يطال القوى السياسية المسيحية وتحديداً «القوات اللبنانية» التي تقدّم نفسها، وخصوصاً في ضوء الانتخابات النيابية، على أنها قوّة وازنة مساوية في حجم التمثيل لـ«التيار العوني».

فاللحظة الحرجة التي تمـرّ بها المنطقة هي لحظة خيارات كبرى، بحيث لا يعود للحسابات الخاصة أو الطموحات الشخصية مكانها الفعلي العملي. ووقوع تلك «القوات» أسيرة طموحاتها في استحقاقات قد تكون قريبة، يدل على تشوّش في القراءة الاستراتيجية. فالرهان على إمكانية «خرق ما» لمحور إيران - «حزب الله»، من زاوية نزع الـ«فيتو» على إمكانية مستقبلية لرئيسها سمير جعجع للوصول إلى سدة الرئاسة، هو رهان كبير يشكل تحولاً جذرياً عند «القوات» تماماً كما عند هذا المحور حيال المنطلقات العقائدية والفكرية والسياسية.

حراجة اللحظة لدى المسيحيين  تكمن في الخيار الاستراتيجي لأعلى موقع سياسي لهم، المتمثل برئيس الجمهورية الملتصق أكثر بالمحور الإيراني الذي يعيش حالة  مأزومة، هي الأصعب، ومساراً انحدارياً سريعاً وسط حصار سياسي واقتصادي، وهو خيار يضعهم في موقع المواجهة المحتومة مع محيطهم في ظل غياب خيار سياسي مسيحي جليّ يُشكّل نوعاً من التوازن المفقود وعباءة لهم.

واقع يجعل التحدّيات أكبر أمام الكنيسة التي لم تَحِد عن ثوابت العيش المشترك وعن قناعتها وفهمها للبنان الرسالة، على الرغم من بهتان الدور والزخم الذي كانت تشكله تاريخياً، وما تركه البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، خلال العقود الماضية، من بصمات في قيادة معركة سيادة لبنان واستقلاله وفي انتفاضة العام 2005. فالكنيسة، عاجلاً أم آجلاً، ستجد نفسها «في موقع الضرورة» لتصويب البوصلة حماية للبنان ولمسيحييه، وخصوصاً أنها تعيش مرحلة التحوّلات التي يشهدها الفاتيكان وخطوات الانفتاح التي يتبناها تجاه الحوار العميق مع الأزهر ومع المملكة العربية السعودية، في هذا الوقت بالذات.

وستكون المسؤولية مضاعفة على رأس الكنيسة البطريرك بشارة الراعي، الذي سبق أن لبّى دعوة السعودية، كأول بطريرك ماروني يزور أرض الحرمين، ليلاقي خيار الانفتاح ونهج الحوار بين الثقافات والأديان الذي تعمل المملكة على تكريسه من موقعها القيادي للعالم الإسلامي، بحيث أضحت دقة المرحلة تحتاج إلى المراكمة على ما جرى بناؤه، وإلى استكمال بناء جسور الأمان، ليس داخلياً فحسب حيث التوترات الطائفية استفاقت مؤخراً في الجبل قلب لبنان وأساس وجوده، بل خارجياً على المستوى الإسلامي العربي ذي الغالبية السنية، فتمدّد إيران إلى دول المنطقة من بوابة الشيعة العرب وقضية فلسطين ومشروعها العقائدي التوسعي وحلم استعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية، دفع إلى رفع منسوب الصراع السني - الشيعي.

تلك القراءة لواقع حال المسيحيين في لبنان، والذي بدا صادماً بعد موقف رئيس الجمهورية في حديثه لجريدة «لوفيغارو» الفرنسية في دفاعه المستميت عن «حزب الله» وسلاحه وموقعه، جازماً بأن «الحزب» يلتزم بقرار الدولة ولا يأخذ خطوات الحرب بمعزل عنها، ولم يُوجّه سلاحه للداخل يوماً وتخلى عن مشروعه العقائدي، تطرح تساؤلاً عن مسؤولية ليس فقط الأطراف السياسية المسيحية التي أوصلته إلى سدة الرئاسة، بل أيضاً الأطراف السياسية الإسلامية التي ذهبت إلى التسوية الرئاسية.

في نظر المتابعين لمجريات التسوية، أن من أسباب ذهاب زعيم السنّة الأول سعد الحريري إلى خيار «عون رئيساً للجمهورية» حاجة الرجل للعودة إلى قلب الحُكم من موقع رئاسة الحكومة، لكن ذلك لا يلغي حقيقة أن الحريري ذهب إلى هذا الخيار  أيضاً نتيجة اقتناعه بأنه الأمثل لحماية لبنان و«اتفاق الطائف» في ظل موازين القوى التي حكمت الداخل والمنطقة آنذاك. وهو اليوم مُدرك بأن المجازفة في أي «دعسة ناقصة» في تشكيل الحكومة من شأنها أن تشكل خطراً حقيقياً على البلد، وأن «تُطيِّره».

ولعل الأهم إدراك الحريري بأن الخروج عن «سياسة النأي بالنفس»، بالشكل الذي يحصل، من شأنه أن يؤدي إلى وضع لبنان، ليس فقط في مواجهة دول الخليج، ولا سيما تلك التي تخوض معركة مصيرية مع إيران، إنما أيضاً في مواجهة المجتمع الدولي الذي محض لبنان ثقته ودعمه بمؤتمرات ثلاثة، من روما إلى بروكسل إلى باريس، وخصّه في مؤتمر «سيدر» بحزمة من المشاريع، ذلك أن مشاريع الهبات والقروض التي أقرّت للبنان لمساعدة اقتصاده جاءت متلازمة مع تأكيد التزام  حكومة لبنان ضمان احترام المعايير الدولية على صعيد الشفافية والمساءلة ومكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. وشكّل بيان  مجموعة الدعم الدولي بعد أزمة الحريري مع المملكة وعودته عن الاستقالة تعبيراً أبلغ، حين لم يكتفِ بالتنويه بقرار مجلس الوزراء المتمثل بالنأي بالنفس عن الصراعات والحروب الإقليمية في المنطقة وعن التدخل بشؤون البلدان العربية، بل أعلن أنه سيولي اهتماماً خاصاً لتنفيذ جميع الأطراف اللبنانية هذا القرار.

فالتساؤل الذي يفرض نفسه بقوة: أي مصلحة تجعل رئيس الجمهورية يذهب إلى هذا المدى من المجاهرة بموقفه الداعم لمحور إيران - «حزب الله» الذي لا يخدم حماية لبنان؟ وإذا كان هذا الموقف منطلقاً من حسابات شخصية لتمهيد الطريق أمام صهره جبران باسيل - الذي استفاق على مشرقية مفاجئة - لوصوله إلى قصر بعبدا، فإنه بذلك يقطع كل احتمالات وصوله لا سيما أن هذا المحور ليس في مرحلة صعود قادر أن يملي شروطه، كما كانت الحال عليه قبل سنوات حين مكنته المعادلة من تعطيل الرئاسة وتخيير اللبنانيين بين الفراغ القاتل وبينه  رئيساً.  فإيران تواجه حصاراً خانقاً استوجب اعترافاً صريحاً من الأمين العام لـ«حزب الله» أنها ستذهب بعد أسابيع إلى استحقاق كبير وخطير مع بدء العقوبات الأميركية، وإلى تحضير بيئته الحاضنة لوجوب الوقوف إلى جانبها سياسياً وإعلامياً وشعبياً ومعنوياً وعلى كل صعيد في مواجهة الحصار والعقوبات والضغط. ولا يمكن تالياً النظر إلى كلام عون إلا في سياق قراره وتياره بالذهاب في هذا الخيار مهما كانت الكلفة كبيرة، بما فيها كلفة استخدام لبنان على «كل صعيد» وفق تعبير نصرالله، حتى وإن كان ذلك الذهاب إلى استخدام لبنان اقتصادياً ومالياً للالتفاف على العقوبات أو الذهاب إلى استخدامه عسكرياً في حرب قد تُفرض على لبنان من دون استئذان الحزب للبنانيين!

 

واشنطن لأوروبا: لن نسمح لكم

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/28 أيلول/18

هذه أول مواجهة أميركية أوروبية من نوعها، والسبب إيران. فقد سبق وشاب العلاقات اختلاف في السياسات بين ضفتي الأطلسي، في قضايا كبيرة، مثل حرب تحرير الكويت، وغزو العراق، ونحوها، إلا أن هذه مواجهة مختلفة. فأوروبا تواجه واشنطن كمجموعة، تتآمر للتمرد على قرارات الرئيس ترمب بمعاقبة إيران. وهو الآن يهدد الأوروبيين المخالفين بالعقوبات أيضاً، وتنذرهم الحكومة الأميركية بأنها ستهدم نظام الدفع البنكي «سويفت»، ومقره بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، إن حاولوا خرق العقوبات على نظام طهران.

لا تخفي قوى أوروبا الكبرى: ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، رغبتها في تحدي قرار الحكومة الأميركية، بنية إفشال قرارها بمعاقبة إيران. وبعد عشرات اللقاءات والاجتماعات، وضعت مجموعة دول الاتحاد الأوروبي جملة حلول، من بينها حماية شركاتها من العقوبات الأميركية، وتشجيعها على إبرام الصفقات المحرمة، ووضع نظام دفع نقدي بديل، لا يمر من نيويورك، بعيداً عن وسيلة «سويفت»، ووضع سبل مالية جديدة مستقلة تسهل من المتاجرة مع إيران، كما طرحت فكرة استخدام نظام المقايضة القديم؛ مثلاً تبيع أوروبا بضائع أو خدمات مقابل النفط الإيراني.

إلا أن هذه المحاولات في تحدي الولايات المتحدة المباشرة أو بالمراوغة، لم تمر مرور الكرام، ولا تعتبرها واشنطن سياسة مخالفة لها من دول ذات سيادة، ولا تريد أن تقبل أنها نتيجة للاتفاق الموقع «JCPOA» الذي قررت الدول الأوروبية الحليفة لأميركا الالتزام به. واشنطن نظرت إلى الجهود الألمانية والفرنسية والبريطانية بأن ما يفعلونه مشروع يتحداها وينوي تخريب جهودها، وليس مجرد أمر يحترم الاتفاق. هذه معركة نادرة في تاريخ علاقات الحلفاء، أوروبا مع الولايات المتحدة، مما جعل الحكومة الأميركية تستفيد من فرصة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتوصل موقفها بشكل جماعي. الرئيس دونالد ترمب أكد إصراره على العقوبات على نظام إيران، وقال: «أعرف، سيعانون وسيعودون للتفاوض، وأنا مستعد للتفاوض، ولا أريدها مفاوضات من منطلق قوة أو ضعف؛ بل مفاوضات تهدف للتوصل إلى حل». مستشار الأمن القومي، جون بولتون، ظهر في مقابلات تلفزيونية، وأطلق تصريحات أقسى ضد الأوروبيين، قائلاً بأن سياسة بلاده «حازمة وثابتة» في فرض العقوبات الاقتصادية، ولن يسمحوا للاتحاد الأوروبي، أو لأي جهة أخرى، بتقويض تلك العقوبات. وكذلك فعل مايك بومبيو، وزير الخارجية، الذي حذّر بأن التدابير الأوروبية ضد سياسة الولايات المتحدة تأثيراتها خطيرة على الأمن والسلم الإقليميين، وأن بلاده تراقب ما يفعلون. نستطيع القول اليوم، إن الوفد الإيراني يعود من نيويورك بأكبر خيبة في تاريخ الدبلوماسية؛ فشلت كل جهوده ووساطاته ولعبته في تحريض أوروبا ضد حليفتها الولايات المتحدة. بعد أسابيع تبدأ العقوبات الأهم على نظام طهران؛ البترول والدولار.

 

هارباً من العسكر والزواج

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/28 أيلول/18

قال غابرييل غارسيا ماركيز «إن بابلو نيرودا هو أعظم شعراء القرن العشرين في كل اللغات». ربما كان أعظم شعراء الإسبانية، لكن عندئذٍ أين تضع غارسيا لوركا؟ وإذا تقبلت مقياس «كل اللغات» أين تضع الأميركي تي إس إيليوت، والفرنسي أراغون، والبريطاني أودن، والتركي ناظم حكمت، والهندي طاغور، والآيرلندي وليم باتلر ييتس؟ لست ملماً بالشعر وإن كنت عاشقاً له. وبالتالي، فلم أقرأ من هؤلاء السادة ما يكفي لإصدار الأحكام، أو مناقشتها. لكنني كلما عدت إلى قراءة نيرودا، أشعر أن هذا الذواقة الكولومبي، السنيور ماركيز، فعلاً على حق. في شعره السوريالي، وفي شعره الوطني، وفي أغاني الحب، وفي «ملاحمه». يبدو نيرودا نغماً رائعاً واحداً. تماماً مثل الموسيقى الكلاسيكية. عندما تحبها في البداية تحب أن تفسرها لنفسك. لكنك تكتشف أن الملايين الذين يسمعونها يفسرها كل واحد منهم بشعور مختلف عن الآخر. الألماني يسمع بيتهوفن من منطلقه النفسي، والفرنسي أيضاً، وكثيرون لا يعني لهم سماعه أي شيء، بل يفضلون عليه سحبة أبو الزلف. عظمة الشعر الكبير، مثل اللحن الأخاذ، إنه ينتمي إلى جميع الحضارات. محمد عبد الوهاب كان يقول إن أعظم ما في الأغنية هو اللحن، وليس الشعر. وكانت عظمة نيرودا في لحنه. كان يمكن أن تقرأه بالإسبانية التي لا تفهمها وتحبه. وحتى في نثره كان موسيقياً. وفي حكاياته كان موسيقياً. وكان صيادو الأسماك يرددون شعره وهم يسحبون شباكهم من المحيط، من دون أن يدروا أن هذه ليست فولكلوراً شعبياً، وإنما من وضع شاعرهم العظيم.

عاش نيرودا هارباً. إما من زواج ملّه، وإما من حكم عسكري جديد في تشيلي. وتنقل في السلك الدبلوماسي من قنصل في بورما (ميانمار) وسيلان (سري لانكا) إلى سفير في باريس. وعندما نال نوبل الآداب عام 1971 كان من دون شك الشاعر اللاتيني الأكثر شهرة في العالم.

عاش نيرودا ناشطاً في الحزب الشيوعي ومطارداً، يهرب إلى الأرجنتين عبر جبال الأنديز. وبعد إصابته بالسرطان قيل إن نظام بينوشيه سمم له في المستشفى، فشعر بذلك وطلب من زوجته إخراجه على الفور.

لكن بعد وفاته، وعودة تشيلي إلى الحياة الطبيعية، نسيت نيرودا السياسي وبقي منه أنه شاعرها الأكبر. ونسي العالمسري لانكا اسم بينوشيه. ويعلم في كل مدارسه «عشرون قصيدة حب وأغنية لليأس». أما أجمل وأبسط ما كتب، فكانت «مذكرات»، عام 1974 التي صدرت بعد وفاته بسنة.

 

نظام الأسد وراعيه الإيراني ليسا غنيمة

دنيس روس/الشرق الأوسط/28 أيلول/18

جعلت روسيا من نفسها مُحَكّماً للأحداث في سوريا. فقد سمح لها تدخلها العسكري واستخدامها القصف المكثف بتغيير ميزان القوى في الميدان وإنقاذ نظام الأسد. لكن نظام الأسد وراعيه الإيراني ليسا غنيمة. في الحقيقة، يهدف الإيرانيون إلى التخلص من جميع آثار النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط، وهذا يتماشى مع أهداف فلاديمير بوتين. بيد أن هدف إيران من تكثيف الضغط والتهديد لإسرائيل لا يتفق مع وجهة نظر بوتين. هذا هو السبب وراء ترك الروس حرية التصرف للإسرائيليين، حتى الآن على الأقل، في ضرب أهداف إيرانية وتابعة للميليشيات الشيعية في سوريا. والسؤال هو ما إذا كان ذلك سيستمر الآن بعد أن خسر الروس طائرة وخمسة عشر رجلاً من رجالهم. تُحَمّل وزارتا الدفاع والخارجية الروسيتان إسرائيل المسؤولية؛ لأنهما قالتا إنها شنت هجمات على أهداف سورية في اللاذقية حينما كانت الطائرة الروسية في المنطقة. وعندما أطلقت الدفاعات الجوية السورية سيلاً من الصواريخ رداً على ذلك أصابت الطائرة الروسية. وبينما تحدث بوتين عن أخطاء عدة أدت إلى إسقاط الطائرة؛ مما يتضمن تحميل المسؤولية للإسرائيليين والسوريين وقواته العسكرية، أوضح الوفد العسكري الإسرائيلي الذي ذهب إلى موسكو، أن الطائرات الإسرائيلية كانت في الواقع قد عادت إلى إسرائيل عندما أُسقطت الطائرة الروسية.

يجب وضع نقطتين في الاعتبار هذه المرة؛ أولاً، وضع الروس أنفسهم في وسط الصراع. وبذلك لا أشير إلى الحرب في سوريا فحسب، بل أيضاً إلى طريق التصادم بين إيران وإسرائيل. وتصمم إيران على أن تصنع في سوريا ما صنعته في لبنان: السيطرة على الحكومة وأكثر من مائة ألف صاروخ. وتصمم إسرائيل من جانبها على منع ذلك. وحتى الآن، يترك الروس لكل من الإسرائيليين والإيرانيين حرية التصرف. وذلك يؤدي إلى النقطة أو السؤال الآخر. هل سيسعى الروس الآن إلى تقييد حرية الحركة الإسرائيلية؟ وإذا فعلت، هل ستسعى إيران إلى استغلال هذه الانفراجة الممكنة لإرسال المزيد من الصواريخ المتقدمة إلى سوريا؟ بالفعل، يشير الجيش الإسرائيلي إلى أنه سوف يشن ضربات إذا اقتضى الأمر لمنع عمليات توصيل الأسلحة الإيرانية، وتطوير البنية التحتية العسكرية.

يخلو هذا النقاش من الولايات المتحدة. على مدار التاريخ، كان موقف إسرائيل أنها يمكن أن تتعامل مع أي تهديدات إقليمية بمفردها، لكنها كانت تعتمد على الولايات المتحدة لمواجهة أو منع أي تصرفات أو تهديدات من دول خارج المنطقة. واليوم، لم تترك إدارة ترمب الإسرائيليين لمواجهة الإيرانيين والميليشيات الشيعية في سوريا فحسب، بل للتعامل مع الروس كذلك. والمفارقة، أن تصرفات الجيش الإسرائيلي تعطي للولايات المتحدة نفوذاً مع الروس يجب أن تستغله إدارة ترمب. فيجب أن تنقل إلى بوتين رسالة أن روسيا الآن عالقة في المنتصف في سوريا. والولايات المتحدة مستعدة للمساعدة على تخفيف حدة الموقف والعمل مع روسيا بشرط أن تعمل روسيا على فرض سلسلة من الخطوط الحمراء على الإيرانيين في سوريا. ويجب أن يتضمن ذلك عدم وجود قواعد عسكرية لإيران أو الميليشيات الشيعية في سوريا، وعدم تقديم صواريخ أرض - أرض للقوات السورية أو الإيرانية في سوريا؛ وعدم وجود مصانع في سوريا أو لبنان يمكنها تصنيع نظم توجيه متقدمة للصواريخ الموجودة في الدولتين، وتوفير مناطق عازلة خالية من القوات الإيرانية أو الميليشيات الشيعية في مواجهة إسرائيل والأردن وتركيا.

هل يستطيع الروس فرض هذه القيود؟ هم بالتأكيد يملكون نفوذاً لفعل ذلك. لننظر مثلاً إلى التأثير الذي سيقع إذا قال الروس إنه إذا لم يستجب الإيرانيون، أو إذا انتهكوا هذه القيود، فلن تفعل روسيا شيئاً لعرقلة العمليات الإسرائيلية، وأنها لن تُشَغِل أجهزة رادار الدفاع الجوي لديها في أثناء هذه العمليات، ولن تقدم غطاءً جوياً لأي عمليات أو تحركات تقوم بها القوات الإيرانية أو الميليشيات الشيعية أو الجيش السوري، ولن تسمح للقوات الإيرانية أو الميليشيات الشيعية بالتمركز قرب القواعد الروسية.

ونظراً للردود الصارمة التي صدرت من وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين للإسرائيليين إثر إسقاط الطائرة، والتي لم تهدأ حتى بعد تصريح بوتين الأكثر اعتدالاً الذي أشار فيه إلى وقوع عدد من الأخطاء، يبدو أنه من المحتمل أن تواجه إسرائيل مساعي من الجيش الروسي لفرض بعض القيود على أين ومتى وكيف يمكن أن تعمل إسرائيل. على الأقل من المرجح أن يُطلَب من إسرائيل إرسال إنذار مسبق إلى الروس قبل أي ضربات. لكن، ألن يُنَبّه الروس فعلياً السوريين والإيرانيين بمثل تلك التحذيرات؟

لن يساوم قادة إسرائيل على قدرتهم على منع إيران من إنشاء ممر بري عبر سوريا، ولن يقبلوا نقل أنظمة سلاح جديدة نوعياً من إيران من شأنها أن تمثل تهديداً لا تقبله غير الدولة اليهودية. وهي القدرة التي سيكون عليها التخلي عنها.

نصيحتي هي أن إدارة ترمب تحتاج إلى الخروج من الهامش واستغلال النفوذ الذي تملكه. ينبغي أن تُذَكّر الروس بالمخاطر التي ربما يتعاملون معها الآن، وأننا على استعداد للعمل معهم في سوريا، لكن المقابل هو وضع قيود حقيقية أمام الإيرانيين. نعم، لا يستطيع الروس ولن يحاولوا إجبار الإيرانيين على الرحيل. لكن يمكنهم فرض قيود - بل حتى فرض قيود متبادلة يمكن أن توقف فيها إسرائيل غاراتها في مقابل تنفيذ إيران للتعهدات المذكورة آنفاً. ربما يتم استخدام مثل تلك الخطوط الحمراء لإطلاق عملية سياسية في سوريا. ولن يتغير أي شيء في سوريا في أي وقت قريب، لكن ليس من السيئ البدء بالخطوات التي توقف المسير نحو صدام إسرائيلي - إيراني.

* خاص بـ «الشرق الأوسط»

 

الاختيار الإيراني بين سوريا وباكستان

أمير طاهري/الشرق الأوسط/28 أيلول/18

بعد مرور نحو أسبوع من الهجوم على العرض العسكري الإيراني في الأحواز، جنوب غربي إيران، الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، لا يوجد حتى الآن إجماع بشأن المسؤول الحقيقي عن الهجوم، كما هو الحال في مثل هذه الحالات التي تطل فيها نظريات المؤامرة برأسها وتتباهى. وفي حين أن السلطات الإيرانية قد وجهت اللوم إلى مختلف القوى الأجنبية من هنا وهناك، بما في ذلك هولندا والدنمارك، ناهيكم عن ذكر المملكة المتحدة والشيطان الأميركي الأكبر وحلفائه بطبيعة الحال، فإن معارضي النظام الإيراني يرون أن الهجوم، والتخطيط له وتنفيذه، لم يبارح الأراضي الإيرانية قيد أنملة. والمعضلة في ذلك، أنه يمكن للمرء، وبكل سهولة، العثور على المبررات التي تكفي جميع نظريات التفسير المتعارضة. لقد منحت هولندا والدنمارك حق اللجوء السياسي لعشرات من الناشطين الأحواز المعارضين للنظام الحاكم في طهران. ومن أبرز هذه الشخصيات كان الناشط السياسي أحمد مولا نيسي، الذي اغتيل في هولندا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتوجه الشرطة الهولندية اللوم في قتله لفرقة اغتيالات تابعة لإيران.

ومن جانبها، استضافت الدنمارك ندوتين على الأقل من تنظيم الشخصيات المنفية المناوئة لنظام الملالي، في عامي 2016 ثم 2017. وفي الأشهر الأخيرة، استضافت كل من واشنطن ولندن مؤتمرات لجماعات تطلق عليها طهران اسم الجماعات المعارضة الانفصالية.

ومع ذلك، فإن الزعم بأن الهجوم هو عمل داخلي محض، يمكن إثارته ضمن مجموعة من التساؤلات المهمة: كيف تسنى لمنفذي الهجوم عبور الحدود الإيرانية، على افتراض أنهم قادمون من العراق، من دون أن يلاحظهم أحد؟ كيف تمكنوا من إخفاء أسلحتهم في الحديقة التي لا تبعد أكثر من 20 متراً فقط عن مسار العرض العسكري الإيراني؟

كيف يمكن الاعتقاد بأن محيط العرض العسكري الرسمي لم يخضع للتفتيش الأمني الروتيني قبل بدء العرض، كما هو معتاد في مثل هذه الفعاليات؟

لماذا لم تتعرض لأذى أي من الشخصيات العسكرية أو السياسية أو الدينية الحاضرة في العرض الذي هاجمه المسلحون، مستهدفين فقط المجندين والمدنيين دون غيرهم؟

لماذا تسلم المجندون المشاركون في العرض العسكري بنادق فارغة من الذخيرة؟

لماذا انتظر الضابط المسؤول في العرض مدة خمس دقائق كاملة، وفي رواية أخرى أنه انتظر عشر دقائق كاملة، قبل أن يأمر جنوده المسلحين بإطلاق النار على المهاجمين؟

ومما لا شك فيه أنه يمكن القول بأن كافة أوجه القصور المذكورة، ناشئة عن عدم الكفاءة وعدم التنسيق بين مختلف أفرع المؤسستين العسكرية والأمنية في إيران.

وتبرز الدعاية النظامية الإيرانية حرية الأمن، من خلال الزعم بأنه إن لم يتمتع الشعب الإيراني بالحريات العادية، فيجب عليهم الشعور بالشكر والامتنان؛ لأنهم يتمتعون بالأمن من العنف الذي استشرى في كافة ربوع منطقة الشرق الأوسط.

ويتساءل الرئيس حسن روحاني، عندما يُواجه الأسئلة العسيرة بشأن قضايا ملحة، مثل الانهيار الاقتصادي وانعدام الحريات الأساسية في البلاد: «ماذا؟ هل تريدون لإيران أن تصبح سوريا أخرى؟». لقد كشف هجوم الأحواز عن ثقوب كثيرة في نسيج روايات النظام الحاكم في إيران.

ويتساءل الشعب الإيراني الآن: لماذا يجب علينا القبول بانعدام الحريات الأساسية، في الوقت الذي يعجز النظام فيه عن مجرد توفير الأمن؟ وبصرف النظر عن الطريقة التي ينظر أحدنا بها إلى المسألة، فإن السؤال الملح ليس في محله الطبيعي؛ لأنه، وبكل بساطة، لا وجود للحرية في غياب الأمن، ولا معنى للأمن من دون الحرية. بل إن النظام الإيراني نفسه يثير كثيراً من الأسئلة الأخرى:

أليس من الممكن أن يتعرض الأمن الإيراني للتهديد على وجه الخصوص؛ لأن النظام الحاكم يتدخل في شؤون الدول الأخرى من حوله؟ كيف ننتظر ألا نواجه مزيداً من الكراهية والعداء في الوقت الذي تعتمد فيه سياساتنا الخارجية على خلق مزيد ومزيد من الأعداء الساخطين على إيران؟

هل يمكن ببساطة أن نرسل جيشاً قوامه 80 ألف مقاتل إيراني إلى سوريا، مكلفين بمهمة صريحة هي قتل الشعب السوري، من دون إثارة أعمال انتقامية في المقابل؟

هل يمكننا إدارة دويلة مسلحة داخل الدولة اللبنانية ذات السيادة، من دون أن نثير قدراً معتبراً من الازدراء والاستياء؟ وهل نتوقع من الشعب العراقي الابتسام والرضا في مواجهة التدخلات الإيرانية السافرة والجريئة في شؤون بلادهم الداخلية؟

لقد حاول وزير الخارجية محمد جواد ظريف تبرير السياسات المتطرفة للنظام الإيراني، التي تتضمن رعاية الإرهاب ومنظماته، بأنه «خيار اتخذناه». وليس من الواضح من يقصد بضمير الجمع، أو من الذي اتخذ القرار على وجه التحديد. وحجته تدور حول أنه إذا أصبحت إيران دولة قومية عادية، تتصرف وكأنها عضو مسؤول في المجتمع الدولي، من حيث الالتزام بالقوانين والعهود والمواثيق، فلن تكون سوى «باكستان أخرى»، من دون أي ذكر لها يتصدر عناوين الأخبار في الصحف الرئيسية.

وهو يشير إلى أن تعداد الشعب الباكستاني يفوق نظيره الإيراني بمقدار الضعف، وهي بالفعل قوة تملك الأسلحة النووية؛ لكنها لا تزال من دون أي وزن يُذكر على صعيد السياسات الدولية، في حين أن إيران، وبفضل السياسات الراديكالية، قد تحولت إلى قوة مؤثرة يُحسب لها الحساب.

والحقيقة تقول إنه على الرغم من اعتبار الجمهورية الإسلامية مثيرة للمشكلات؛ فإنها لا تشكل إلا القدر الضئيل في المخطط الكبير من الأمور الجارية. ففي سوريا، تقلص وجودها وتأثيرها في الأحداث الراهنة إلى ما يشبه «ضربة الجزاء» بالنسبة إلى الوجود والنفوذ الروسي هناك؛ بل وتم استبعادها من محافل اتخاذ القرارات الكبيرة بشأن الأزمة السورية. وفي العراق، تمكنت الجمهورية الإسلامية من إثارة عداء الشعب العراقي، حتى الشيعة منهم، الذين كانوا حتى وقت قريب متعاطفين تماماً مع إيران.

وفي اليمن، تحولت الطائفة الحوثية التابعة لملالي طهران إلى فأر يقبع في مصيدة من صنع يديه. وواقع الأمر أن الآيديولوجيا الخمينية لم تعد سلعة التصدير التي تحظى بالشعبية، في الوقت الذي تبين فيه عوارها، واشتد سخفها على نحو يومي وملموس. ويزعم الرئيس الإيراني أنه يرغب في حماية إيران من أن تكون سوريا أخرى. ويرغب وزير خارجيته في أن يحفظ البلاد من مصير كمصير باكستان. وينسى السيد روحاني أن جزءاً كبيراً غير مجتزأ من المأساة السورية يرجع إلى الدعم الكبير وغير الصائب الذي وفروه للديكتاتور السوري، الملفوظ بالأساس من جانب شعبه.

وينسى السيد ظريف أن باكستان، تلك التي لا يتكرر ذكرها في التغريدات الساخنة للرئيس الأميركي دونالد ترمب أكثر من إيران، في واقع الأمر أفضل حالاً من الداخل الإيراني على مختلف الأصعدة والمجالات، إذ يحقق الاقتصاد الباكستاني نمواً بوتيرة مضاعفة تفوق الاقتصاد الإيراني، كما أن العملة الباكستانية راسخة بالمقارنة بالريال الإيراني الذي يسارع نحو القاع. وبعيداً عن 63 رجلاً مدانين بالإرهاب، فإنه لا يوجد سجناء سياسيون أو سجناء للرأي في باكستان، في حين أن الرقم الرسمي لعدد هؤلاء السجناء في إيران يقترب من 5 آلاف سجين.

ولكن، إجمالاً للقول، ما الفائدة من تقييد الاختيارات الإيرانية بين أن تكون سوريا أخرى أو باكستان جديدة؟ فهناك خيار آخر سهل وبسيط: يمكن لإيران التخلي تماماً عن الهوية الزائفة التي اعتمدتها للجمهورية الإسلامية، وتصبح إيران جديدة مرة أخرى!

 

أميركا والغرب الأوروبي والرسالة العالمية

رضوان السيد/الشرق الأوسط/28 أيلول/18

أول مرة سمعتُ فيها معلِّقاً سياسياً يسخر من الرسالة العالمية للغرب التي كان مستشار ألمانيا فيلي برانت يُشيد بها ويلتزمها، كانت في العام 1972 عندما ذهبتُ للدراسة هناك. ومنذ ذلك الحين قرأْنا مئات المرات في كتب «نقد الخطاب الاستعماري» إدانة للمطامح والمطامع الاستعمارية والإمبريالية للغرب والذي كانت دوله تعمد لتغطية هيمنتها واستغلالها بحُجج تحضير البشرية وقودها نحو التقدم والحرية والديمقراطية. والطريف أنّ الولايات المتحدة كانت الأكثر تردداً منذ القرن التاسع عشر في اعتناق آيديولوجيا هذه الرسالة وممارستها. فصحيح أنّ البروتستانتية الأميركية كانت تعتبر موطنها الماجد هو «المدينة على الجبل» التي تحدث عنها الإنجيل؛ لكنّ تلك النزعة التبشيرية ظلّت مقتصرة على الدواخل حتى الحرب العالمية الأولى. ومبدأ الرئيس مونرو الانعزالي - الذي ذكره الرئيس ترمب في خطابه بالأمم المتحدة - ناقضته مبادئ الرئيس وودرو ويلسن الأربعة عشر بعد مشاركة الجيوش الأميركية في تلك الحرب وانتصار الحلفاء. إنما حتى ويلسن لقي معارضة داخلية قوية، بحيث ما شاركت الولايات المتحدة في «عصبة الأُمم» التي نشأت بعد الحرب. على أنّ المصالح الأميركية من خلال الشركات العابرة للقارات، والنُّخَب الجديدة الفكرية والثقافية والسياسية، والجيوش الهائلة، اقتضت تغيير مبدأ مونرو تغييراً راديكالياً، بحيث كانت الولايات المتحدة هي التي صممت «نظام العالم» بعد الحرب الثانية. وإلى جانب الهيمنة في المؤسسات العالمية الناشئة، تصاعدت في الحرب الباردة بين الجبارين دعواتُ وأصواتُ رسالة الحرية التي يحملها الغرب بزعامة الولايات المتحدة. فحتى جيوش حلف الأطلسي كان هدفُها المعلَن الدفاع عن الحرية والديمقراطية في أوروبا والعالم في وجه تحديات التوتاليتارية السوفياتية ومنظومة حلف وارسو. وقد انغمست الولايات المتحدة في السياسات العالمية من رأسها وإلى أخمص قدميها، بحيث لم يَعُدْ هناك فرقٌ لهذه الناحية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. إذ كان المشهور والمشهود قبل الخمسينات أنّ الجمهوريين لا يريدون أن تصبح أميركا هي شرطي العالم. لكنَّ هذا الدورَ تلبَّسهم بحيث كانوا هم الذين قادوا صراعات الحرب الكورية، وحرب فيتنام، وأخيراً الحربين على العراق. وبوش الأب والابن الجمهوريان هما اللذان بشرا بالنظام العالمي الجديد، الذي عنى السَّعْي للهيمنة المباشرة في العالم.

إنّ كلَّ هذا التقديم كان المقصود من ورائه التعليق على خطاب الرئيس ترمب في الأمم المتحدة يوم الثلاثاء في 25 /9 /2018، فقد أعلن عملياً انسحابه من النظام العالمي الذي أنشأتْهُ الولايات المتحدة بعد الحرب الثانية؛ وذلك لأنّ ذاك النظام قائمٌ على ثلاث دعائم: صَون الأمن والاستقرار في العالم بشكل جماعي، وحرية التبادل والتجارة، والنظام المالي والنقدي الذي تضْمنُهُ الولاياتُ المتحدة. وقد تخلّى الرئيس ترمب عن الدعامتين الأُوليين باسم المصالح الأميركية الخاصة. فبالنسبة للدعامة الأولى ما أنكر ترمب حقَّ الولايات المتحدة في استخدام القوة العسكرية لحماية أمنها من جهة، وأمن أصدقائها. لكنْ حتى الأصدقاء عليهم أن يدفعوا مالاً في مقابل الحماية. وهكذا فهو مستعدٌّ للعب دور الشرطي المفتول الذراعين والمأجور، لكنْ بدون مسؤوليات ولا ضمانات مرجعيتها القوانين الدولية. كما أنه غير مستعدٍ للالتزام بنظام الأمن الجماعي من خلال مجلس الأمن ومفوضيات الأُمم المتحدة الأُخرى. وهذا يعني أنّ الحلفاء في الأطلسي ليسوا بمأمنٍ أن يتركهم الرئيس الأميركي، إلاّ إذا دفعوا في مقابل الخدمات العسكرية للحماية أو للوقاية والتحسب.

أما الركن الآخر، ركن التبادل الحر والتجارة؛ فقد ضربه ترمب خلال سنتين ضرباتٍ قاسية. وتابع حملته عليه في خطابه بالأمم المتحدة. قال إن الرئيس الصيني صديقه لكنه لا يقبل باختلال الميزان التجاري لصالح الصين مع بلاده. ولستُ خبيراً اقتصادياً بالطبع، لكنني كنتُ أقرأ طوال السنتين الماضيتين في «النيويورك تايمز» مقالات بول كروغمان الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد، عن الكوارث التي تنتظر الولايات المتحدة نتيجة سياسات ترمب الاقتصادية، وما حصل شيء من ذلك، بل حصل العكس، وما يزال الاقتصاد الأميركي يتجه للتحسُّن والنمو، وفُرَص العمل تزداد. كروغمان ورفاقٌ له ما يزالون يتوقعون ثوراناً واضطرابات لدى السود والفقراء بعامة، وفاقدي الضمان الصحي، لكنني ما عدتُ واثقاً أنّ ذلك سيحصل. الاقتصاد الأميركي أُسطوري في قوته. وهناك اقتصادات كبرى ناهضة مثل ألمانيا والصين واليابان والهند وكندا، وهذه يمكن أن تتأثر كثيراً أو قليلاً من الحواجز الضريبية التي أقامها ترمب. أما الاقتصادات المتوسطة مثل روسيا وإيطاليا والبرازيل وتركيا فلا شكّ أنها ستتصدع إذا طالت عليها المدة.

ونصل إلى الركن المالي والنقدي، وأميركا قطبه الأعظم: هل يستطيع النظام النقدي العالمي الاستغناء عن الدولار أو إيجاد نظام بديل للتعاون التجاري والآخر النقدي؟ حتى الآن لا تميل الأطراف الرئيسية في النظام إلى التحالف في وجه ترمب، وليس من المتصوَّر في الأمد المنظور حصول تحالف ضد أميركا أو للاستغناء عنها، للتباعد السياسي والاستراتيجي والمصلحي بين هؤلاء المتضررين.

ولنصل إلى نقطة أُخرى مهمة: هل كانت أفكار ترمب وممارساته ابتداعاً لا مثيل له؟ لا أدري لماذا كرر ترمب الثناء على بولندا المسكينة. لكنّ الذي ندريه جميعاً أنّ هذا النزوع الانكماشي والتمييزي والشعبوي والانعزالي ينتشر بسرعة، مرة ضد الهجرة، ومرة ضد الجيران، ومرة ضد الإسلام (تصوروا أنّ ترمب الذي قطع كل الأنفاس عن الفلسطينيين، هو نفسه الذي ضاعف المساعدات الأميركية لأقلية الروهينغا!). والذي أعجب ترمب في بولندا، حصل ويحصل مثله في هنغاريا والنمسا واسكندينافيا، حيث تصعد الأحزاب اليمينية وتصل إلى السلطة. وفي الهند يحكم حزب يميني تمييزي المفروض أن يُعجب ترمب، لكنّ الاقتصاد الهندي محتاج إلى أسواق مفتوحة. فاليمين قد يستقطب شعبية واسعة. لكنّ التجارة الحرة (دعه يعمل، دعه يمر) ما عادت مقترنة باليمين كما كانت خلال المائتي سنة الأخيرة. إنها شعبوية هوجاء يلتذُّ لها القادرون، لكنها تُكلف الاقتصادات الصغيرة والمتوسطة ما لا يُطاق. وأنا لا أتحدث هنا عن إيران الكثيرة المشكلات قبل ترمب وبعده، بل أتحدث عن مثيلات البرازيل وألمانيا والأرجنتين وروسيا. لقد حاولت ميركل أن تقف في وجه موجة اليمين، وهي تكاد تتحطم الآن. والرئيس بوتين أسرف وبلغ أمجاداً في اتباع سياسات الهوية، لكنّ الاقتصاد الروسي في وضع سيئ جداً، وكذلك الأمر مع سياسات الهوية القومية والدينية عند إردوغان. إنما ماذا تعني هذه الشعبويات؟ أذكر أنّ فريد زكريا كتب عام 2004 كتاباً سماه: الديمقراطية الشمولية أو التوتاليتارية. بمعنى أن يكسب الحزب أو القائد بالغوغائيات الانتخابات. لكنّ هذه الغوغاء سُرعان ما تشعر أنها لم تستفد اقتصادياً أو في مستوى المعيشة نتيجة اتّباع القائد. وما أقصده أنه ليس هناك تحالف يميني عالمي، يواجه تحالفاً يسارياً عالمياً مثلاً كما كان الشأن في الحرب الباردة. هي ظاهرة جديدة عالمياً، وليس في الاقتصاد فقط؛ بل وفي الاجتماع أيضاً. ولذلك نجد أن أميركا ليست ضد الصين في تقييد حرية التجارة معها فقط؛ بل هي ضد ألمانيا والاتحاد الأوروبي واليابان أيضاً! وعلى أي حال، لقد ضاق ذرع الجماهير في كل مكان. واختفت السياسات الرسالية، سواء أكانت حقيقية أو موهومة. وتصدع أبو الهول من رأسه أو أنه فقده، وما فقد أنفه فقط! ولله في خلقه شؤون، أو كما كان ابن خلدون في نهايات فصول مقدمته، يتمثل بالآية: «والله غالبٌ على أمره، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون لروسيا اليوم: وصلنا الى نهاية الجدل حول تشكيل الحكومة وآمل بعد عودتي ان نبلغ الحل واشكالات خارجية تعيق المبادرة الروسية

الجمعة 28 أيلول 2018

وطنية - لفت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الى وجود "خلاف في وجهات النظر مع الدول المعنية بعودة النازحين السوريين الى بلادهم"، مشيرا الى انه يعتبر ان "هؤلاء النازحين هربوا الى لبنان بسبب مخاطر الاوضاع الامنية والاقتصادية، وبالتالي هم لاجئون أمنيون وليسوا لاجئين سياسيين حتى يخافوا من العودة إلى أرضهم". وفي مقابلة مع تلفزيون "روسيا اليوم" أذيعت عند الثانية من بعد ظهر اليوم، شدد الرئيس عون على ان "نقطة الخلاف الاساسية مع الدول الغربية هي في تمسكها بالتلازم بين الحل السياسي في سوريا وحل قضية النازحين السوريين الى لبنان"، معتبرا ان "لبنان ليس طرفا في النزاع السياسي الحاصل في سوريا، انما كان طرفا في محاربة الارهابيين على الحدود اللبنانية -السورية".

اضاف: "على الرغم من اننا لم نكن في قلب النزاع، الا انهم يحملوننا نتائج الحرب على سوريا، وليس هناك عدالة او انصاف في ذلك، خصوصا ان الدولة السورية قد دعت النازحين الى العودة الى بلدهم"، لافتا الى "تسييس ملف النازحين نتيجة ربطه بالحل السياسي"، مشيرا الى "عدم وجود قناعة دولية حاليا بهذه العودة، وهناك فقط قناعة روسية ترجمت عبر مبادرة تسعى الى تحقيق عودة النازحين، الى وجود اشكالات خارجية تعيق هذه المبادرة اضافة الى وجود محاولات لحلها".

وردا على سؤال حول تصريحات الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله التي اكد فيها ان الحزب لن يخرج من سوريا، رأى رئيس الجمهورية أن "هذه التصريحات هي نتيجة التعثر في الوصول الى حل"، معتبرا ان حزب الله هو جزء من الأزمة السورية، وهو كان في بدايتها يدافع عن الأراضي اللبنانية ضد الهجمات التي كان يشنها الارهابيون من القصير على منطقة البقاع".

واعتبر ان "ما يعرقل عودة العلاقة بين لبنان وسوريا الى طبيعتها هو السياسة الدولية وقسم من اللبنانيين الداعمين لهذه السياسة"، مشددا على "التزام لبنان في الوقت نفسه موقف النأي بالنفس عن الصراعات العربية كي لا يتحول طرفا فيها".

واستبعد رئيس الجمهورية ان "تؤدي التهديدات الاسرائيلية الاخيرة للبنان الى تصعيد على الجبهة اللبنانية". وإذ أكد اننا "سندافع عن لبنان بكل الوسائل المتوافرة لدينا"، اكد "نحن لن نبدأ باستعمال اي سلاح ضد اسرائيل ومتمسكون باتفاقية وقف الاعمال العدائية التي تشرف عليها الامم المتحدة، والخروج عنها لن يكون من جهتنا".

وعن موقف لبنان من المحادثات الاردنية - السورية الجارية لفتح معبر نصيب، اكد الرئيس عون دعمه "لفتح هذا المعبر، ونحن ننتظر نتائج هذه المحادثات لنتدخل ايضا في هذا الموضوع".

وعن موقع لبنان في الصراع السعودي الايراني على النفوذ في الشرق الاوسط، شدد الرئيس عون على ان "لبنان هو من اصغر الدول بين المتصارعين، وليس من مصلحتنا ان نقوم بأي عمل الى جانب اي طرف ضد الآخر"، مشيرا الى ان "للبنان ثقله السياسي الذي يساعدنا في اتخاذ خيارنا". واوضح انه "لا يجب ان ننتظر ان يسعى فريقان متخاصمان لاقامة السلام"، لافتا الى ان "المشكلة ليست عندنا، وعلى الاطراف المعنية ان تلجأ الى التفاوض او ان يقوم طرف ثالث بالتفاوض بين الجهتين المتقابلتين فيبدأ بمحادثات من شأنها التوصل الى حل".

وعما يتم تداوله من كلام قوامه فرض توطين اللاجئين الفلسطينيين مقابل محو ديون لبنان بما بات يعرف ب"صفقة القرن"، خصوصا مع كلام الامين العام للامم المتحدة في افتتاح الجمعية العمومية بأن "حل الدولتين بدأ يتضاءل"، اجاب رئيس الجمهورية: "ان هناك مرحلة سابقة قد تم التوصل فيها الى تقارب كبير في اتجاه حل الدولتين لكن الاحداث التي جرت في المنطقة لم تسمح للمحادثات بأن تتقدم اكثر مما تحقق"، وقال: "نحن مع حل الدولتين وقد عبرنا عن موقفنا تجاه هذه الامر، وذكرنا بموقفنا من القرارين الاساسيين الصادرين عن الامم المتحدة وهما القرار رقم 181 المتعلق بتقسيم فلسطين، والقرار رقم 194 الذي لم ينفذ وهو ينص على وجوب عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم".

واكد الرئيس عون ان "موضوع التوطين طرح بصورة غير رسمية، الا ان مجرى الاحداث والقرارات المتخذة تشير كلها الى التوطين. وفي بعض المناسبات كالجمعية العمومية للامم المتحدة العام الماضي، نادى الرئيس الاميركي رونالد ترامب بوجوب بقاء اللاجئين في اماكن لجوئهم، بالاضافة الى وقف المساهمة الاميركية في تمويل "الاونروا" والذي يعني الاتجاه الى نزع صفة اللاجئين عن الفلسطينيين عندنا واعطاءهم وضعا محليا، ما من شأنه ان يفقد الفلسطينيين هويتهم الاساسية ووطنهم".

وعما اذا كان باستطاعة الدول العربية، اذا ارادت ان تجمع مبلغا يوازي المبلغ الذي توقفت الولايات المتحدة عن دفعه في موازنة "الاونروا"، قال الرئيس عون: "عندما يتجرد البعض من مسؤوليته في مساعدة الفلسطينيين، ولا سيما بعض الدول العربية التي هي اساسية في الصراع العربي-الاسرائيلي، يفكر الآخرون بوقف المساعدات"، متسائلا: "ما الذي دفع بالدول الى تقديم هذه المساعدات اصلا؟ اليس الضغط الذي حصل في السابق؟".

وتناول رئيس الجمهورية الوضع اللبناني الداخلي، من زاوية التأخير في تشكيل الحكومة، فاجاب ردا على سؤال: "في لبنان، يقوم الوضع السياسي على الديموقراطية التوافقية، ونحن نحاول دائما التوصل الى الاجماع. وبما ان هناك اطرافا متعددة، فالأمر يستغرق احيانا بعض الوقت، لكني اعتقد اننا وصلنا الى نهاية الجدل حول هذا الموضوع. انني آمل بعد عودتي الى لبنان، ان نبلغ الحل".

وعن الاجراءات الدستورية التي يمكن لرئيس الجمهورية ان يقوم بها في حال لم يتبلور هذا الحل، واستمرار الفشل في تشكيل الحكومة، اجاب الرئيس عون: "العودة الى مجلس النواب".

وسئل عن الوضع الاقتصادي في لبنان وعما اذا كان كارثيا على حد ما يصفه البعض، فاجاب: "ان الازمة الاقتصادية لم تبدأ اليوم بل منذ بداية التسعينينات، وهي راحت تتضخم نتيجة سياسة اقتصادية خاطئة قامت على الاقتصاد الريعي الذي هو نوع من التجارة المالية فحسب، وليس على الانتاج. لكن يمكن حل هذه الازمة التي وصلنا اليها، على الرغم من صعوبتها. ونحن لن نسمح بأن يصل لبنان الى الانهيار الاقتصادي"، مشيرا الى ان "ذلك قد تم بالفعل من خلال انجاز الخطة الاقتصادية لكي يقوم الاقتصاد اللبناني على الانتاج ولا يعود رهينة الديون المتراكمة علينا".

وعن موقف لبنان من مسألة الصراع على الطاقة في شرق المتوسط، اكد رئيس الجمهورية "اننا بالتعاون مع الامم المتحدة، في طور التوصل الى تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر، وهناك قواعد دولية لذلك. واذا لم نصل الى التفاهم المباشر بشأنها فهناك قواعد للتحكيم بشأنها، فلا نعود امام خلاف بصدد استخراج النفط على الحدود. من هنا فأن الحل هو تحت القوانين الدولية لانتاج النفط بين مختلف الاطراف"، مشيرا الى "ان هذا الملف ليس في اساس الصراع مع اسرائيل الا انه انضم الى الصراع القائم، لكن يمكن حله وفق قواعد القانون الدولي، والحدود البحرية تتبع اصولا دولية معينة". وعن تقييمه للعلاقة بين لبنان وروسيا، قال الرئيس عون: "نحن في علاقة صداقة مع روسيا التي هي بالنسبة الينا دولة صديقة، وتساعدنا على حل المشاكل التي نتعرض لها، ومنها مثلا المساعدة على حل الاشكال الذي تعرض له رئيس الحكومة في السعودية. كما انها دخلت ميدان التنقيب عن النفط والغاز في لبنان. واعتبر انه بالنسبة الى مساهمة روسيا في تسليح الجيش اللبناني، فإن المسألة مطروحة، لكن الظروف الدولية تؤخره قليلا، ونحن لا نريد القطيعة مع روسيا نتيجة ذلك".

 

عون عاد الى بيروت وأكد أن الحملة ضده كاذبة: لست أنا من سيأخذ المبادرة في الملف الحكومي والعقد قد تكون خارجية احيانا ويعبر عنها محليا

الجمعة 28 أيلول 2018/وطنية - عاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى بيروت صباح اليوم، بعد ترؤسه وفد لبنان الى الامم المتحدة في دورتها الـ73 وإلقائه كلمة، واجرى سلسلة لقاءات مع رؤساء وزعماء عدد من الدول.

وعلى متن الطائرة التي اقلته الى بيروت، كانت للرئيس عون دردشة مع الصحافيين تناولت مختلف المواضيع. فأكد أن "مشاركته في أعمال الدورة الـ73 للامم المتحدة، كانت بهدف القاء كلمة تنقل الواقع اللبناني والافكار اللبنانية، ورؤيتنا لمواقف اتخذتها دول كبرى الا انها تعود علينا بالاذى، على غرار القضية الفلسطينية وتداعياتها والقضية اللبنانية، "كما انني اعطيت تصورا لانشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار بعد ان طرحت مبادرة جعل لبنان مركزا دوليا لحوار الاديان والثقافات والاعراق السنة الماضية وقدمت هذه السنة تفصيلا لها. ورغبت ان اقدم شخصيا رؤيتنا في المحيط الذي نعيش فيه، فهناك قضية عربية لن نتنازل عنها حتى لو تنازل عنها غيرنا وهي قضية فلسطين، وهناك قضية النازحين السوريين، وواقع الامم المتحدة الذي تحدثت عنه الرئيسة الحالية للجمعية العامة وتتناول تحويل المنظمة الدولية الى مؤسسة تحظى بثقة العالم للمساعدة على حل المشاكل. وحاولت مخاطبة الضمير العالمي وحثه على التحرك لاننا بتنا نعيش في مجتمع عالمي مفترس، ولا يجوز للانسان ان يفرغ نفسه من القيم".

الحملة

وعن الحملة التي تستهدفه، اكد الرئيس عون انها "حملة شخصية ولكنها كاذبة لذلك لا أتأثر بها، وهناك من لديه شغف بالشائعات التي يحبها الانسان ويفضلها على الحقيقة، على الرغم من أن الحقيقة جميلة جدا، ولكن الانسان يمل منها لانها لا تحتمل الا وجها واحدا، بينما للشائعة وجوه عدة تتغير فيفضلها حتى ولو كانت بشعة. مع الاسف ان هذه العادة وصلت الى اناس كان من المتوقع منهم استنهاض الهمم عند وقوع الازمات".

سوريا

وعن الابقاء على ربط الحل السياسي في سوريا بعودة النازحين، شدد الرئيس عون على "وجود اصرار للابقاء على الموقف الدولي المؤيد لهذا الربط، وخصوصا أن هناك خلفية معينة متعلقة بالاوجه الكثيرة للسياسة". وقال: "اعطينا امثلة على تأخر الاتفاق على حلول السياسية لازمات كبيرة، ومنها القضية القبرصية التي قسمت الجزيرة بين الاتراك واليونانيين ولا يزال الحل السياسي متعذرا. وهناك ايضا القضية الفلسطينية التي لا يزال اللاجئون ينتظرون 70 سنة من اجل التوصل الى حل سياسي، فيما الامور تزداد سوءا وقد نشهد بين ليلة وضحاها غياب الوطن بالنسبة الى الفلسطينيين، بينما اوقفت الولايات المتحدة تمويل وكالة "الاونروا" لاغاثة اللاجئين رغم ان اسباب وجود هذه الوكالة لم تنتف بعد".

الحكومة

وعن موضوع الحكومة، اعتبر رئيس الجمهورية "ان هناك نوعان من الحكومات، حكومة اتحاد وطني ائتلافية او حكومة اكثرية، واذا لم نتمكن من تأليف حكومة ائتلافية، فلتؤلف عندها حكومة اكثرية وفقا للقواعد المعمول بها، ومن لا يريد المشاركة فليخرج منها".

وعما اذا كان هذا الخيار متاحا ويسهل تمريره في مجلس النواب، قال: "ان الامور لا تبدأ على هذا النحو، فمن يريد تأليف حكومة يستطيع تأليفها وفقا لقناعاته والمقاييس والمعايير المتماثلة لقانون النسبية. واذا استمر البعض في الرفض تارة والقبول طورا، فلتؤلف وفقا للقناعات واذا شاءت اطراف عدم المشاركة، فلتخرج منها. أنا رئيس للجمهورية ولا يمكنني الخروج من الحكومة، لكن قد تخرج الاحزاب التي تؤيدني منها". واوضح انه قبل سفره الى نيويورك "لم تكن هناك من حلحلة على خط التأليف"، قائلا: "بعد عودتي الى بيروت، اذا كانوا قد اعدوا صيغة حكومية سنطلع عليها وما اذا كانت تعتمد الوفاق لنقرر عندها ماذا سنفعل". وعما اذا كان الامر متوقفا عند الرئيس المكلف، اجاب: "ما هو مؤسف لدى السياسيين، انه اذا ما اوحى رئيس الجمهورية بأمر ما، تصدر التحليلات والتصريحات عن رغبة الرئيس في تخطي صلاحياته وبأنه يريد تهميش الجميع. واذا لم يتدخل رئيس الجمهورية، يتساءلون اين هو الرئيس وماذا عن دوره ولماذا يقف متفرجا؟ إن الحل يتمثل بقيام احد بأخذ المبادرة، ولكن ليس انا من سيأخذها، ذلك اني لست في الجمهورية الاولى، فالكل يعيد التأكيد على جمهورية الطائف، حتى ان البعض نكر علي حقي في عدم قبولي تشكيلة حكومية، فيما الامر ينص عليه الدستور. فليشرحوا لي معنى الشراكة". وفي ما خص اعتبار البعض ان المبادرة هي نوع من التنازل، قال: "لرئيس الحكومة الحق في المبادرة، رضي الافرقاء او لم يرضوا. كنت اتمنى لو تم تأليف الحكومة بعد 15 عشر يوما من التكليف، وكل يوم اتمنى ان يحصل الامر في اليوم التالي". وعما اذا كانت العقدة الخارجية لا تزال موجودة قال: "ان الامور مختلطة، والعقدة تكون احيانا خارجية لكن يعبر عنها محليا". وعن الخطوات التي يمكن ان يتخذها اذا طالت عملية التأليف، قال: "اذا اقدمنا على اتخاذ خيارات، فعندها تكون الامور قد وصلت الى مكان لم يعد من الممكن سوى اتخاذ مثل هذه الخيارات". وعن احتمال فرض عقوبات اميركية على لبنان ومدى ارتباط ذلك بمنع عودة النازحين، قال الرئيس عون:" ليست هناك اليوم قواعد للتعاون، لا احد يعلم ماذا سيقرر الرئيس الاميركي".

الوضع الاقتصادي

وعن طمأنته ابناء الجالية اللبنانية في نيويورك بالامس الى الوضع الاقتصادي، وما اذا كانت تستند الى معطيات فعلية، اكد ان "لبنان وضع الخطة الاقتصادية التي سيعمل عليها وفقا لمقررات مؤتمر "سيدر"، ونحن في انتظار الحكومة، بحيث انه كان بامكاننا المباشرة بتنفيذ الخطة في شهر ايار الفائت"، لافتا الى انه "قد يكون هناك استياء اوروبي من التأخير". وتابع: "ان الازمة الاقتصادية صعبة ولكنها قابلة للحل ويمكننا القيام بالعديد من الامور في هذا المجال، وقد بدأنا بمحاربة الفساد بعد ان حاربنا الارهاب، ويحب تنظيف الادارة واعتماد الاقتصاد الانتاجي بدل الريعي الذي يؤدي الى خسارة مؤكدة، والامثلة على الخسائر كثيرة".

المطار

وعن الاحداث الاخيرة في مطار بيروت، اجاب الرئيس عون: "لم لم تسألوني كيف أنزل الركاب من الطائرة؟". وقال:" انتم كنتم معي على متن الطائرة، الا تريدون ان تشهدوا؟ هل تغير شيء في الطريقة المعتادة؟" واعاد التأكيد على انه "من العار ان تبقى ادارة من هذا النوع في المطار وفي كل مكان يشهد فضيحة".

المقاومة

وسئل عن اعادة المقاومة الى الادبيات اللبنانية من على منبر الامم المتحدة، فأجاب: "لا يمكنني انكار تاريخنا، وقد ذكرت وقائع في خطابي"، وسأل عما فعله مجلس الامن بعد صدور القرار 425 الملزم؟ مؤكدا ان "الاحتلال الاسرائيلي هو الذي ادى الى قيام المقاومة المسلحة".

وسأل: هل من احد ينكر على المقاومة انها اخرجت الاسرائيلي؟ او ان ينكر الاعتداء الاسرائيلي في العام 1993 وعناقيد الغضب في العام 1996 او مقابر مئة طفل التي خلفتها؟ وكم من مرة انتقمت اسرائيل من لبنان، ان من خلال استهدافها معامل الكهرباء او عمليات الخطف العسكرية او غيرها من العمليات؟". وأعاد الرئيس عون التأكيد أن "حزب الله تصدى لاول هجوم لمجموعات ارهابية على لبنان من القصير"، قائلا: "كلنا نحارب الارهاب في لبنان. ولست انا من احيي المقاومة، بل اتحدث عن تاريخ لبنان، ذلك ان المقاومة تعيش بقدراتها والازمة السورية جعلت حزب الله ضمن القضية الاقليمية. واذا كان المجتمع الدولي غير قادر على مساعدتنا لحل ازمة النازحين السوريين، فكيف يمكن لنا ان نعالج مسألة حزب الله وحدنا، وقد اصبحت لها ابعاد اقليمية ودولية، وقبل حل مشكلة الشرق الاوسط؟ فليتم ايجاد حل لازمة الشرق الاوسط، وبعدها حل سائر المسائل المتفرعة عنها".

 

الراعي من اوتاوا: ليؤلف الحريري الحكومة مع عون سريعا وليقبل من يقبل وليرفض من يرفض لأن الوطن ذاهب إلى الدمار

الجمعة 28 أيلول 2018 /وطنية - كندا - أقام سفير لبنان في كندا فادي زيادة حفل استقبال على شرف البطريرك الماروني الكارينال مار بشاره بطرس الراعي والوفد المرافق في دار السفارة في اوتاوا، شارك فيه حشد من ابناء الجالية واركان السفارة.

والقى زيادة كلمة رحب فيها بالبطريرك واصفا زيارته الثانية الى كندا خلال 6 سنوات هي رسالة واضحة لاهمية الانتشار في اولوياتكم الرعوية والوطنية. وقال:"نحن ابناء الارز في الانتشار سنكون دوما الى جانب اهلنا في لبنان، والحضور اللبناني في الخارج كان فاعلا ومؤثرا على مجرى الاحداث في الداخل اللبناني". ولفت الى ان "السياسة الاغترابية الرسمية اللبنانية تتكامل مع الكنيسة المارونية بالنسبة الى ربط المنتشرين بجذورهم الروحية والانسانية"، منوها ب "الدور الذي يقوم به راعي الابرشية المارونية في كندا المطران بول مروان تابت في استنفار الطاقات الاغترابية وتجييشها من اجل خدمة لبنان وقضاياه".

الراعي

ورد البطريرك الراعي بكلمة شكر فيها للسفير حفل الاستقبال، منوها ب "الدور الذي يقوم به ابناء الجالية في بلاد الاغتراب"، داعيا اياهم إلى "إبقاء التواصل بين وطنهم الام لبنان والوطن الذي احتضنهم وأمن لهم فرص العمل كندا"، شاكرا لكندا مساعدتها أبناء الجالية على ارضها.

وتطرق الى الوضع السياسي في لبنان فقال :"اريد من هنا ان اوجه نداء إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري بالإسراع في تشكيل الحكومة. يكفي استشارات واستشارات، فقد حان الوقت لان تعلن الحكومة الجديدة لأن الوطن ذاهب الى الدمار، يغرق يوما فيوما، وهذا كلام لا اقوله انا، بل تقوله الاسرة الدولية والبنك الدولي الحريص على لبنان ربما اكثر من المسؤولين فيه. لا يجوز لهذا الوطن الذي اعطى مثل أبناء هذه الجالية، الذين يمتدح الجميع روحهم الخلاقة وقدرتهم وعطاءهم ويحبون لبنان بسببهم، لا يجوز التأخير في تأليف حكومة له".

أضاف: "أنا أؤمن، وأقولها بالصوت العالي، أنه لا يوجد أي مبرر شرعي لعدم تأليف الحكومة منذ الاسبوع الاول من التكليف. كفى سماع استشارات من هنا وهناك، فليؤلف الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية الحكومة وليقبل بها من يقبل، وليرفض من يرفض فالوطن اغلى من الجميع".

وفي الختام قدم البطريرك الراعي ميدالية البطريركية المارونية هدية تذكارية للسفير زيادة ودون كلمة في السجل الذهبي للسفارة.

 

باسيل اختتم جولة اميركية والتقى اكثر من 20 وزير خارجية: لبنان يرفض اي شكل من اشكال التوطين

الجمعة 28 أيلول 2018 /وطنية - عاد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى بيروت اليوم، مختتما جولة أميركية قادته الى بوسطن وفيلادلفيا ونيوجيرسي، حيث التقى المنتشرين اللبنانيين فيها، والقى في جامعة برينستون محاضرة حول عودة النازحين واللاجئين بأبعادها القانونية والإنسانية والأمنية والاقتصادية. وفي نيويورك اجرى باسيل لقاءات مع اكثر من عشرين وزير خارجية كانوا مشاركين في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة والاجتماعات المواكبة لها. وفي اليوم الاخير من لقاءاته اجتمع مع السفير جيمس جفري المكلف بملف الشؤون السورية في الخارجية الأميركية، كما التقى بوزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ووزراء خارجية جورجيا وصربيا وإيرلندا وقبرص وأذربيجان والاورغواي وسلطنة عمان، قبل ان يلتقي مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد الذي ابلغه "تفهم واشنطن للموقف اللبناني بشأن النازحين السوريين وبأنها لا تعارض العودة الطوعية الامنة للنازحين ولا تربطها بالحل السياسي وبأن من مسؤولية المفوضية العليا للاجئين تشجيع العودة لا عرقلتها". ثم شارك باسيل في الاجتماع الوزاري الذي دعت اليه الاردن للبحث في اوضاع "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين" "الاونروا" بحضور الأمين العام للأمم المتحدة. وعرض باسيل بالتفصيل لمخاطر وقف تمويل الاونروا، مؤكدا "رفض لبنان لأي شكل من أشكال التوطين"، ومحذرا من "تصاعد العنف والتطرف نتيجة انتهاك اسرائيل لحقوق الشعب الفلسطيني".

 

انطوان مراد زار مطر وخيرالله

الجمعة 28 أيلول 2018 /وطنية - زار مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" ومنسق شؤون الكنيسة في الحزب أنطوان مراد ظهر اليوم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر في دار المطرانية في الحكمة - الاشرفية، وتناول اللقاء تعزيز التعاون القائم بين الجانبين على مختلف الصعد الوطنية والإعلامية والاجتماعية ولاسيما لجهة المعاناة التي يواجهها القطاع التربوي وضرورة اهتمام الدولة بدعم التعليم الخاص. ونقل مراد تحيات الدكتور سمير جعجع للمطران مطر الذي نوه بأداء وزراء "القوات اللبنانية". وكان مراد التقى راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله في مقره في دير مار يوحنا مارون - كفرحي. كذلك زار المطران كوستا كيال في مستشفى القديس جاورجيوس - الروم حيث ما زال في العناية الفائقة، واطمأن باسم جعجع الى تحسن وضعه الصحي ونقل تحياته وتمنياته له بالشفاء العاجل.