المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 أيلول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.september28.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

احْذَرُوا الَّذينَ يُثِيرُونَ الٱنْقِسَامَاتِ والشُّكُوك، خِلاَفًا لِلتَّعليمِ الَّذي تَعَلَّمْتُمُوه. فَٱبْتَعِدُوا عَنْهُم. فأَمْثَالُ هؤلاءِ لا يَخْدُمُونَ رَبَّنَا المَسِيح، بَلْ بُطُونَهُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/جماعة مغانم وتحاصص وفجع سلطة وأخر هم عندون الإحتلال والناس

الياس بجاني/بشير قضية شعب ومن يتطاول عليه يتطاول على هذا الشعب

الياس بجاني/حزبيون عميان وهوبرجية يعبدون أصنام بشرية اسخريوتية

الياس بجاني/يلي فرطوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي لازم يبقوا خارج الحكومة

الياس بجاني/طاقم سياسي وحزبي لبناني منتهي الصلاحية

الياس بجاني/الأحزاب التي تسمي نفسها مسيحية في لبنان لا تعرف شيء عن المسيحية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تغريدات لإيلي الحاج/فايسبوك

أي استقلال/الياس الزغبي فايسبوك

رئيس الجمهورية اللبنانية غادر نيويورك عائدا الى لبنان

بري دعا اللجان الى جلسة مشتركة في 4 ت1 لدرس مشاريع واقتراحات قوانين

اسرائيل تكشف عن مواقع صاروخية لحزب الله جنب المطار.. وباسيل يرد

عون: لسنا مضطرين للبقاء في سجال سياسي مع أولاد

"المستقبل" و"القوات" مستاءان من دفاع رئيس الجمهورية عن "حزب الله"

الحريري وجعجع ناقشا أفكاراً جديدة لتجاوز استعصاء التشكيل الحكومي

مصطفى بدرالدين حيٌّ يُرزق يقيم في اليمن بجواز سوري

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 27/9/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 27 ايلول 2018

كفى استهتاراً وإلا على المطار السلام/الهام فريحة/الأنوار

ما خُفي عن الإشكال الفاضح في المطار...

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

في ذكرى 27 ايلول/بيار عطالله

أخطر كذبة في الدنيا/بقلم الشيخ حسن سعيد مشيمش

دفاع عون عن سلاح «حزب الله» يغضب قوى «14 آذار وتحذير من وضع لبنان تحت {مقصلة} العقوبات الدولية/ يوسف دياب/الشرق الأوسط

مصرف لبنان يستأنف القروض السكنية

بين صدور العقوبات وعدم التئام مجموعة الدعم..العالم عاتب على بيروت؟ ولبنان لم يلتزم تعهداته بالاصلاح و"النأي" و"الاستراتيجية الدفاعية"

الخيارات الحكومية "الاشتراكية" و"القواتية" المقبولة في عهدة الحريري

جعجع في بيت الوسط... وحزب الله: الحكومة فــي سيبيريــــا

ترامب مع حل الدولتين وخطة متوازنة للسلام خلال اربعــــة اشهر

باسيل: إسرائيل تتذرّع لتبرّر الإعتداء

سامي الجميّل: كارتيل سياسي يتقاسم لبنان

لبنان يحقق في إشكال أمني عطّل عمل مطاره الدولي

«حزب الله» ينظر بقلق إلى مصادقة لبنان على معاهدة «تجارة الأسلحة»

السفارة الروسية أكدت مواصلة عمل بلادها لعودة النازحين

سفارة الكويت في لبنان توضح: موقف الكويت تجاه الملف اليمني ثابت ويتطابق مع موقف التحالف العربي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أميركا تسحب أنظمة «باتريوت» من البحرين والكويت والأردن

روحاني: باقون في سورية مادامت في حاجة إلينا

خبراء يحذّرون من خطر عودة «داعش» وشددوا على ضرورة حل «المشكلات الجوهرية» التي أدت إلى نشوئه

تحذير للأمم المتحدة من الخضوع لضغوطات الميليشيات

الرئيس الأميركي يعلن للمرة الأولى تأييده حل الدولتين

موجز الحرب ضد الإرهاب

مقتل 8 جنود بانفجار في بوركينا فاسو

اعتقال شخصين في الدنمارك لمحاولتهما تزويد «داعش» بطائرات مسيَّرة

مشاورات أوروبية حول آليات مكافحة محتوى الإرهاب على الإنترنت

العراق: توافق الصدر والعامري يعزز حظوظ عبد المهدي

عباس: القضية الفلسطينية تمر بأصعب مراحلها وأصر على استبعاد واشنطن من عملية السلام وليفني حاولت إقناعه باستئناف الحوار

مظاهرات في الضفة وغزة ضد سياسات الرئيس الأميركي والفلسطينيون يقولون إنه «يغلق الباب أمام السلام»

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من حاول «إسقاط» الطائرة الرئاسية/عماد مرمل/الجمهورية

الحريري لـ«حزب الله»: أنتم الأكثر تسهيلاً/كلير شكر/الجمهورية

لم يُحسم من العقدة الحكومية سوى تكليف الرئيس/جورج شاهين/الجمهورية

نزاع الأجهزة في المطار: أنا الأقوى/ملاك عقيل/الجمهورية

مخاوف من كارثة في لبنان... والتحذيرات تتفاقم/حسين زلغوط/اللواء

استياء دوليّ ممّا يحصل في بيروت... وحذَر من "التيار"/عمر البردان/اللواء

العائلة في نيويورك/علي حمادة/النهار

نيتشه في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان/أنطوان قربان/النهار

عقاب روسي لإسرائيل من دون ضوابط لإيران/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

"خيانة" داخل القيادة الروسية/محمد قواص/العرب

علينا أن نخاف على البصرة/حازم الأمين/الحرة

أيُّ خطر تواجهه إيران بعد الأحواز/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

«حزب الله البحريني» والفشل الإيراني/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

أسرة الأمناء/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

فعلاً... غزو الكويت كان البداية لما تشهده المنطقة/صالح القلاب/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الوفاء للمقاومة أشادت بمواقف عون في الأمم المتحدة: الجدل حول جنس الحقائب الحكومية لا يجوز ان يبقي البلاد بلا حكومة

قاسم أشاد بسياسة عون في الامم المتحدة: نقترح لتشكيل الحكومة الخروج من فكرة الفيتو لأي فريق واستنزال القوى المختلفة في ما تراه مناسبا

اللقاء التشاوري الدرزي اعتصم امام الاسكوا وطالب الامم المتحدة بالتحرك لتحرير نساء السويداء واطفالها المخطوفين

الحريري عرض مع جعجع مستجدات التأليف في حضور الرياشي والخوري

عون من نيويورك أمام الجالية: ما نقوم به هو من اجل طمأنتكم الى مستقبل لبنان وعلينا منع اي شائعة من ان تكبر وتتحول الى فضيحة غير صحيحة

الراعي للمسؤولين اللبنانيين من مونتريال: تحملوا مسؤولياتكم وكونوا على مستوى البلاد واخرجوا من مصالحكم الصغيرة والرخيصة وشكلوا حكومة تحمي الوطن

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

احْذَرُوا الَّذينَ يُثِيرُونَ الٱنْقِسَامَاتِ والشُّكُوك، خِلاَفًا لِلتَّعليمِ الَّذي تَعَلَّمْتُمُوه. فَٱبْتَعِدُوا عَنْهُم. فأَمْثَالُ هؤلاءِ لا يَخْدُمُونَ رَبَّنَا المَسِيح، بَلْ بُطُونَهُم

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة16/من17حتى20/"يا إِخوتي، أُنَاشِدُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تَحْذَرُوا الَّذينَ يُثِيرُونَ الٱنْقِسَامَاتِ والشُّكُوك، خِلاَفًا لِلتَّعليمِ الَّذي تَعَلَّمْتُمُوه. فَٱبْتَعِدُوا عَنْهُم. فأَمْثَالُ هؤلاءِ لا يَخْدُمُونَ رَبَّنَا المَسِيح، بَلْ بُطُونَهُم، وَبالكَلِمَاتِ الحُلْوَةِ والأَقْوَالِ المَعْسُولَة، يَخْدَعُونَ قُلُوبَ الأَبْرِيَاء. فإِنَّ طَاعَتَكُم قَدِ ٱشْتَهَرَتْ لَدَى الجَمِيع. فأَنَا إِذًا أَفْرَحُ بِكُم، ولكِنْ أُريدُ أَنْ تَكُونُوا حُكَمَاءَ في الخَيْر، وبُسَطَاءَ في الشَرّ. وَإِلهُ السَّلاَمِ يَسْحَقُ الشَّيْطَانَ عَاجِلاً تَحْتَ أَقْدَامِكُم. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ تَكُونُ مَعَكُم".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

جماعة مغانم وتحاصص وفجع سلطة وأخر هم عندون الإحتلال والناس

الياس بجاني/27 أيلول/18

زخم زيارات جعجع المفاجئة لبيت الوسط واجتماعاته بالحريري باتت تستدعي حجز عرفة له وللرياشي هناك.الخلاف الحكومي ع حصص ومغانم .. عيب والله عيب!!

 

بشير قضية شعب ومن يتطاول عليه يتطاول على هذا الشعب

الياس بجاني/26 أيلول/18

التطاول على الشيخ بشير من جماعات رخيصة وبوقية وطروادية هو تطاول سافر على كرامة وذاكرة وضمير وشهداء شرائح كبيرة من الشعب اللبناني.

 

حزبيون عميان وهوبرجية يعبدون أصنام بشرية اسخريوتية

الياس بجاني/26 أيلول/18

كارثة بعض الحزبيين أنهم مصابين بتونالية عمى البصر والبصيرة ويعبدون أصنام بشرية هم أصحاب شركات الأحزاب الإسخريوتيين الفجار والتجار.

 

يلي فرطوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي لازم يبقوا خارج الحكومة

الياس بجاني/25 ايلول/18

08 آذار اكثرية ب 77 نائباً وجعجع والحريري وجنبلاط يا بيخضعوا يا بيبقوا برا الحكومة. هم الكارثة وسبب التسوية وهم فرطوا 14 آذار

 

طاقم سياسي وحزبي لبناني منتهي الصلاحية

الياس بجاني/23 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67654/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B7%D8%A7%D9%82%D9%85-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D8%AD%D8%B2%D8%A8%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D9%86/

شهادة للحق وللحقيقية لا بد من الاعتراف بجرأة وبصراحة ودون لف أو دوران بأن الطاقم السياسي والحزبي الحالي في لبنان وتحديداً أولئك السادة الذين باعوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي (جعجع، الحريري، جنبلاط) هم  أخطر على لبنان واستقلاله وسيادته وفي ثقافتهم وخياراتهم وممارساتهم ..اخطر من حزب الله ونظام الأسد والملالي بمليون مرة..

وبالتالي، وبالمنطق والعقل والتجربة ومسلسل الخيبات لا أمل ولا رجاء خلاصي ووطني منهم لا اليوم ولا في أي يوم.

عملياً وإيمانياً ووطنياً وضميرياً لبنان بحاجة إلى قادة شرفاء وأصحاب ضمير يخافون الله ويوم حسابه..

ففي السياسة والشأن الوطني والممارسات فإن كل عون وباسيل وجعجع والحريري وجنبلاط والجميل وباقي طاقم السياسيين والحزبيين الحاليين بكافة تلاوينهم وانتماءاتهم المذهبية ليسوا من هذه الخامة المطلوبة للخلاص..

معظم هؤلاء قد انتهت صلاحيتهم في العمل الوطني لا أكثر ولا أقل.

بالطبع هناك العديد من السياسيين الواعدين ولكنهم حتى الآن نيام ويفتقدون للجرأة وغير ظاهرين أو فاعلين على الساحة اللبنانية للعديد من الأسباب في مقدمها التهديد والإرهاب والملاحقات.

عملياً فإن أفراد الطبقة السياسية والحزبية الحالية في غالبيتهم العظمى قد استهلكوا وأهلكوا لبنان واللبنانيين..

للخلاص من حال الاحتلال والضياع وللخروج من زمن الاحتلال والمّحل الغارقين فيه نحن بحاجة إلى طاقم سياسي وحزبي جديد..

يبقى أنه وكلما تأخرنا في إيجاد قيادات وطنية وشريفة جديدة سوف يطول ويستمر زمن الاحتلال والذل والمحل.

في الخلاصة فإن فاقد الشيء لا يعطيه، كما أن من يجرّب المجرب يكون عقله مخرب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الأحزاب التي تسمي نفسها مسيحية في لبنان لا تعرف شيء عن المسيحية

الياس بجاني/22 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67626/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AA%D8%B3%D9%85%D9%8A-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B3/

إن من يسمون أنفسهم أحزاب مسيحية في لبنان حالياً وبسوادهم الاعظم هم جماعات من التجار والمافيات 100% ولا يعرفون عن ومن المسيحية وتعاليمها  غير اسمها.

باختصار هم أي أصحاب شركات الأحزاب لا يفقهون معاني العطاء والتضحية والتواضع والمحبة وغارقين في الأنانية وفي عبادة تراب الأرض وثرواته ولا يحسبون حساباً ليوم الحساب الأخير.

أحزاب دكتاتورية وسلطوية ونرسيسية بالكامل وهي شركات خدماتية وتجارية ومصلحية تخدم اجندات أصحابها “الفجعانين سلطة ومال” والغارقين في الطمع اللامحدود واللاهثين وراء الأبواب الواسعة.

أما المنتمون لهذه الأحزاب الشركات فهم في غالبيتهم “زقيقي وهوبرجيي وعميان بصر وبصيرة”، وقد قتلوا طوعاً بدواخلهم كل ما هو حرية رأي وشهادة للحق وقدرة على معرفة الحق من الباطل والصدق من الكذب.

من جانب آخر فإن كثر من المنتمين لهذه الأحزاب هم للأسف واهمون ومنسلخون عن واقع حال الأحزاب هذه ويعيشون أحلام يقظة “النوستلجيا” أي الحنين للماضي.. وهو ماضي واقعاً وحقيقة لا علاقة له عملياً لا بالأحزاب الحالية ولا بأصحابها الإسخريوتيين.

هذا الواقع الإسخريوتي للأحزاب المسيحية لم يكن قائماً خلال الحرب في لبنان حيث كانت الأحزاب هذه تمثل مجتمعاتها وتدافع عن وجودها وثقافتها..

بعد الحرب لم تعد الأحزاب هي نفسها في أي شكل من الأشكال، وإن بقي بعضها تحت نفس المسميات، أو سرق وصادر بعضها الآخر مسميات لا صلة ولا علاقة له بها.

والمحزن هنا مشهديات متاجرة بعض أصحاب الأحزاب المرضى بالأوهام والنرسيسية بدماء الشهداء.. واقامة القداديس في ذكراهم..

علماً أن  هذه الأحزاب لا تقدم أية مساعات مالية لأهالي الشهداء الذين يتاجرون بدمائهم وتضحياتهم.

عملياً وفي الواقع المعاش فإن ما يجب أن يعرفه كل مسيحي لبناني هو أن الشهداء هم شهداء مجتمعاتهم وأهلهم وبلداتهم وإيمانهم الصادق، وليس شهداء أصحاب شركات الأحزاب الحالية التي هي عملاً بكافة المعايير الأخلاقية والوطنية والإيمانية كوارث بكل ما في المصطلح من معاني.

مفردة واحدة تصف وضع وحال وثقافة وممارسات وتخاذل غالبية أصحاب شركات الأحزاب المسيحية الحالين  هي الذمية..الذمية الفاضحة والفاقعة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تغريدات لإيلي الحاج

فايسبوك/27 أيلول/18

*القرى الشيعية على الحدود الملأى اليوم بصور نصرالله وخامنئي والصور والرايات الحزبللاوية كانت الأكثر تهليلاً لهجوم الجيش الإسرائيلي في 1982 والأكثر انخراطاً في جيش سعد حداد. أي مشهد نصدق؟

*لم تكن مشكلة عندكم يا البلا أخلاق ومبادئ أن تتحالفوا مع إيلي حبيقة وتخبرونا عن صبرا وشاتيلا.

*حليفكم ميشال عون كلّفه بشير الجميّل بوضع خطة لمواكبة هجوم الجيش الإسرائيلي والوصول إلى قصر بعبدا عام 1982 إقرأوا من جديد يا من تنسبون أنفسكم زوراً إلى الله محاضر كتاب آلان مينارغ "أسرار حرب لبنان".

*ما دامكم هيك أنا بشيريّ وعلى راس السطح وسأخبركم من أنتم يا قتلة اللبنانيين والسوريين يا خونة الوطن والعرب يا عملاء إيران.

*ليس في تاريخ الجماعة  التي تحاول إقناعنا أنها حقاً حزب الله إلّا الجهالة والعمالة وجرائم القتل الفردي والجماعي. قتلة عابرون للحدود فوق الحدود وفوق ذلك يعطون دروساً في الوطنية والأخلاق. كلّو تمام أفندم!

 

أي استقلال؟

الياس الزغبي فايسبوك/27 أيلول/18

رأى الرئيس عون في تغريدة جديدة أن "لبنان مستقل اليوم برغم بعض الشوائب عند بعض الأشخاص"! أشخاص أو قوى مسلحة وأحزاب؟ وهل هناك استقلال تحت ضغط السلاح غير الشرعي بإمرة غير لبنانية، وبتورط "حزب الله" في حروب الآخرين،

وبحدود سائبة؟ وهل قرار لبنان مستقل في الحرب والسلم؟ الاستقلال ليس وجهة نظر.

*عون يدين "ترويج صورة بشعة عن لبنان في الخارج عبر مواقع التواصل"! نعم، على أساس أن الصورة زاهية..- فلا سلاح إيراني على صدر الدولة - ولا فساد يستشري أفقياً وعمودياً - ولا أطماع في السلطة والحكومة والادارات - ولا شرشحة في المطار - ولا كيديات في أدوية الناس - والكهرباء... في عزها - ولا نفايات وكسارات- ولا معضلات مدارس وسير و.. كلّو تمام أفندم!

 

رئيس الجمهورية اللبنانية غادر نيويورك عائدا الى لبنان

الخميس 27 أيلول 2018/وطنية - غادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الثانية من بعد ظهر اليوم بتوقيت نيويورك (التاسعة ليلا بتوقيت بيروت)، مطار جون كينيدي في نيويورك عائدا إلى لبنان بعدما ترأس الوفد اللبناني إلى اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وغادرت اللبنانية الأولى السيدة ناديا شامي عون والوفد الذي رافق الرئيس خلال اجتماعات الجمعية. وكان في وداع الرئيس عون مندوبة لبنان للأمم المتحدة السفيرة أمل مدللي وسفير لبنان في واشنطن غابي عيسى ومدير محطة الميدل إيست في نيويورك أديب قسيس واركان السفارتين اللبنانيتين في نيويورك وواشنطن وعدد من أبناء الجالية اللبنانية.

 

بري دعا اللجان الى جلسة مشتركة في 4 ت1 لدرس مشاريع واقتراحات قوانين

الخميس 27 أيلول 2018/وطنية - دعا رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري لجان: المال والموازنة،الادارة العدل، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، الاقتصاد الوطني والتجارة والصناعة، والتخطيط، الزراعة، السياحة، الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية والبيئة الى جلسة مشتركة في تمام الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الخميس الواقع في 4 تشرين الاول 2018، وذلك لدرس مشاريع واقتراحات القوانين الاتية:

-مشروع القانون الوارد في المرسوم رقم 3805 تعديل الكتاب الخامس من قانون التجارة البرية.

- مشروع القانون الوارد في المرسوم رقم 3807 تنظيم مهنة وكالات الاعمار المجازين في النقل.

- مشروع القانون الوارد في المرسوم رقم 3853 يرعى شركات التوظيف الخاص.

- مشروع القانون الوارد في المرسوم رقم 2929 يتعلق بالضمانات العينية على الاموال المنقولة.

- اقتراح قانون التجارة البرية.

- اقتراح القانون المتعلق بالموارد البترولية في الاراضي اللبنانية.

- اقتراح القانون الرامي الى تنظيم زراعة القنب للاستخدام الطبي.

 

اسرائيل تكشف عن مواقع صاروخية لحزب الله جنب المطار.. وباسيل يرد

وكالات ومقع القوات/27 أيلول/18/أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى أن إسرائيل لديها أدلة على أن إيران تساعد حزب الله على جعل صواريخه دقيقة التوجيه. وقال نتانياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: “في لبنان، توجه إيران حزب الله لبناء مواقع سرية لتحويل المقذوفات غير الدقيقة إلى صواريخ دقيقة التوجيه، صواريخ يمكن توجيهها لأهداف في عمق إسرائيل بمستوى دقة عشرة أمتار”. بدوره، أشار المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الى أنّه “في العام الأخير، حاول “حزب الله” إقامة بنية تحتية لتحويل صواريخ أرض- أرض إلى صواريخ دقيقة في حي الأوزاعي المجاور لمطار بيروت الدولي”، لافتًا إلى أنّ “قادة حزب الله اتّخذوا قرارًا بتحويل مركز ثقل مشروع الصواريخ الدقيقة الّذي يتعاملون معه منذ فترة إلى المنطقة المدنية في قلب مدينة بيروت”. ونشر على مواقع التواصل الإجتماعي “صور المواقع الّتي جرت فيها محاولات من حزب الله لإقامة بنية لتحويل أسلحة إلى دقيقة: موقع داخل ملعب كرة القدم التابع لفريق حزب الله، موقع مجاور لمطار بيروت وموقع في المرسى في قلب حي سكني وبجوار مباني مدنية تبعد نحو 500 مترًا فقط عن مسار الهبوط في مطار بيروت”. وأشار أدرعي إلى أنّ “كلّ هذه النشاطات الّتي يقوم بها حزب الله تأتي لتعرّض المجتمع المدني اللبناني لخطر. يتمّ تنفيذ مشروع الصواريخ الدقيقة استنادًا إلى خبرة وتكنولوجيا وتمويل وتوجيه إيراني”، منوّهًا إلى أنّ “إحدى المحاولات لنقل ميكانيات مخصّصة لتحويل صواريخ إلى دقيقة من سوريا إلى لبنان، استُهدفت من قبل إسرائيل في 17 أيلول”، كاشفًا أنّ “هناك مواقع أخرى في بيروت وخارجها ينشط فيها عناصر حزب الله، في محاولة مماثلة لإقامة بنية تحتية مخصّصة في المستقبل لتخزين أو تحويل صواريخ إلى دقيقة”. وشدّد على أنّ “إسرائيل تتابع هذه المواقع من خلال قدرات ووسائل متنوّعة، ولديها معلومات عديدة عن مشروع الصواريخ الدقيقة وهي تتحرّك في مواجهته من خلال ردّ عملياتي متنوّع، ومن خلال طرق عمل ووسائل مختلفة. هذه الجهود أدّت إلى عدم تواجد مصنع فاعل في لبنان يقوم بتحويل أسلحة إلى دقيقة بشكل صناعي”. وأكّد أدرعي أنّ “دون أدنى شك، رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري يتقلّب في قبره، إن أدرك أنّ على بعد مئات الأمتار من مسار الهبوط في المطار المسمّى على إسمه، يحاول حزب الله إقامة بنية تحتية كهذه، ولكن الأمر الأكيد هو أنّ كشف هذه المواقع عليه أن يضيء ضوءًا أحمر عند جميع اللبنانيين”. ورد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في تغريدة عبر حسابه على “تويتر” بالقول: “ها هي اسرائيل مجدداً تختلق الذرائع لتبرّر الاعتداء، ومن على منبر الشرعية الدولية تحضر لانتهاك سيادة الدول، متناسيةً ان لبنان دحرها وهزم عدوانها وغافلةً ان غطرستها و”صداقاتها الجديدة” مجدداً لن تنفعها”.

 

عون: لسنا مضطرين للبقاء في سجال سياسي مع أولاد

"المستقبل" و"القوات" مستاءان من دفاع رئيس الجمهورية عن "حزب الله"

الحريري وجعجع ناقشا أفكاراً جديدة لتجاوز استعصاء التشكيل الحكومي

بيروت- “السياسة” /28 أيلول/18/في إطار البحث عن مخارج للمأزق الحكومي المستعصي، زار رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع “بيت الوسط” أمس، والتقى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بحضور الوزيرين غطاس الخوري وملحم رياشي. وعلمت “السياسة” من مصادر”تيار المستقبل” أن الحديث الذي دار، خلال مأدبة غداء أقامها الحريري لضيفه، تمحور حول طروحات جديدة للتشكيلة العتيدة، تعالج ملاحظات رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي يعود اليوم من نيويورك. من جانب آخر، علمت “السياسة” من مصادر موثوق بها، أن “دفاع” الرئيس عون عن “حزب الله” وسلاحه أثار “استياء” في أوساط “المستقبل” و”القوات”، لأنه “يتعارض مع سياسة النأي بالنفس” التي التزمها لبنان، باعتبار أن “الحزب يتدخل عسكرياً في عدد من الدول العربية، وهذا يعرّض مصالح لبنان لمخاطر كبيرة”. وكان رئيس الجمهورية، أكد أمام عدد من أبناء الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة أن “البعض يستغل الحرية التي يتمتع بها لبنان من أجل تحويلها إلى شتيمة دون أفق، وهي آفة جديدة نحاول وضع حد لها من خلال التربية الثقافية، لأنها تعطي صورة بشعة عن البلد”. وأضاف: “لسنا مضطرين للبقاء في حال سجال سياسي دائم مع أولاد، حتى لو كانوا متقدّمين في العمر، إلا أنهم لم يبلغوا سن النضوج، وهم يتسببون بخلل في المجتمع، لكننا نملك تجربتنا ومسيرة طويلة تخطينا فيها صعوبات كثيرة، وسنتخطى هذه الصعوبة وغيرها أيضاً”. وفيما حيّا مفتي لبنان عبداللطيف دريان “صبر وحكمة” الرئيس المكلف من أجل الوصول إلى “حكومة منسجمة تقدر على حل مشكلاتنا وأزماتنا”، رأى البطريرك بشارة الراعي، الموجود في كندا، أن “من العار على السياسيين، بعد ثلاثة مؤتمرات دولية لدعم لبنان وجيشه وعودة النازحين السوريين فيه، أنهم مازالوا يتلهون بالمصالح الصغيرة والرخيصة”. وأضاف: “نقول للمسؤولين في لبنان: تحملوا مسؤولياتكم، وكونوا على مستوى الوطن، واخرجوا من مصالحكم الصغيرة والرخيصة، وشكلوا حكومة تحمي الوطن وتحفظه”. من جانب آخر، عقد النائب ياسين جابر مؤتمراً صحافياً، في مجلس النواب أمس، أوضح فيه ما جاء في التسجيل الصوتي المسرّب الذي يهاجم فيه العهد ويتكلم عن ملف الكهرباء. وقال جابر: “ليس لدي أي خلافات شخصية مع أحد، بل هناك مشكلة وطنية يجب أن يحصل حوار بشأنها، ويدنا ممدودة للجميع (…) ملف الكهرباء ليس مسؤولية شخص واحد، حان الوقت لنجلس معاً ونعالج هذا الملف”.

 

مصطفى بدرالدين حيٌّ يُرزق يقيم في اليمن بجواز سوري

بيروت- “السياسة/28 أيلول/18/في خطوة بدا أنها مُوحىً بها من جانب “حزب الله”، أقدمت قرى في جنوب لبنان على إطلاق اسم القيادي في الحزب مصطفى بدرالدين، المتهم الأساسي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، على أحد شوارعها. وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لما قامت به بلديّة الغبيري بإطلاقها اسم بدرالدين على أحد شوارعها، ما أثار ردود فعل طالت البلدية، واضطرتها لإصدار بيان توضيحيّ. وفي خبر لافت، نقل موقع “بيروت أوبزرفر” الإلكتروني عن مصارد استخبارية غربية أول من أمس، قولها إن مصطفى بدرالدين “قد يكون على قيد الحياة”، ما يدحض ادّعاءات “حزب الله” عن مقتله في مايو 2016 بانفجار استهدف أحد مراكز الحزب بالقرب من مطار دمشق الدولي. وقالت المصادر الاستخبارية للموقع إن بدرالدين “عاش متنقلاً بين الجزائر والمغرب، ثم دخل أوروبا بجواز سفر هنغاري مزوّر، ليغادر بعدها إلى اليمن قبل ستة أشهر، ويقيم فيه بجواز سفر سوري مزوّر باسم صلاح محي الدين.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 27/9/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الجدل العقيم حول الحقائب لا يمكن ان يبقي البلد من دون حكومة تنتظرها مهام صعبة.

بهذه العبارة لخص حزب الله بلسان كتلة الوفاء للمقاومة ضرورات الاسراع في تأليف الحكومة. الكتلة نفسها عبرت عن تقديرها لمواقف الرئيس عون من حزب الله في نيويورك.

وفيما رئيس الجمهورية يعود من رحلته توجت مواقفه بالدعوة الى التصدي للشائعات خصوصا عبر السوشيل ميديا.

وبانتظار تشكيل الحكومة ثمة من يقول إن اللقاءات التي عقدها الرئيس عون في نيويورك تمحورت حول أهمية الاسراع في التشكيل.

وفي غضون ذلك دعا الرئيس بري اللجان الى جلسة مشتركة الخميس المقبل للبحث في مواضيع مهمة كالتجارة البرية والنفط.

وبانتظار تأليف الحكومة ايضا أوضح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن القطاع المصرفي اللبناني لن يتأثر بالعقوبات الاميركية على حزب الله، مشددا على الاستقرار النقدي.

موضوع تشكيل الحكومة عرض في بيت الوسط في إجتماع بين الرئيس الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حضور الوزيرين غطاس خوري وملحم رياشي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

الاربع والعشرون الساعة الاخيرة شهدت حركة على خط بيت الوسط.. البارحة كان النائب أبو فاعور واليوم رئيس القوات يرافقه وزير الاعلام. الزيارات لم يرشح منها الكثير لكن القليل من اوساط القوات يفيد بان لقاء الحريري جعجع هدف الى وضع الرئيس المكلف في حقيقة الموقف القواتي اي ما يقبل به الحزب على صعيدي عدد الحقائب ونوعيتها وما يرفضه بعد اخبار صحيحة عن عروض تلقتها القوات في شأن حقائب محددة. يستنتج من الموقف ان القوات سهلت على الرئيس الحريري ووصلت الى الحد الادنى المعروف الذي لا يمكن ان تتجاوزه نزولا.

هذا الموقف الواقعي قابله موقف شديد التشاؤم لحزب الله اذ اكدت اوساطه للمركزية انه لا يرى في المدى المنظور حكومة والفراغ قد يستمر الى نهاية السنة ان لم يستمر اكثر.

وتتعزز الصورة التشاؤمية بالمواقف الناقدة التي اطلقها الرئيس عون من الولايات المتحدة والتي نعت فيها خصومه بالولدنة والطيش وعدم النضوج، متبنيا موقف الوزير باسيل الذي استرسل في هذا التوجه وافاض.

وفي انتظار عودة الرئيس في معرفة مآل التأليف السجالات تتواصل بحدة بين نواب التيار الحر ونواب القوات على خلفية منع اقرار التمويل لشراء ادوية السرطان والادوية المستعصية.

توازيا سجال تويتري عنيف باللبناني والالماني بين وزير الطاقة من جهة ورئيس siemens وياسين جابر من جهة اخرى. والسجال لم يعد يتمحور حول ما اذا كانت الشركة عرضت خدماتها الكهربائية على لبنان اذ تبين انها فعلت بل حول ما هية العرض.

في الاثناء الخبر الجميل ان المطار لم يقفل اليوم والتحقيقات متواصلة لتحديد المسؤوليات عما يحصل فيه من كوارث والمهم ان لا يتبين ان الحق على الركاب.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

خيط كبير وواضح يربط بين كل الشائعات التي تستهدف اقتصاد البلد وضربه والليرة اللبنانية واستقرارها وشركة طيران الشرق الاوسط ونجاحها، سواء بالمباشر او من خلال التصويب على صحة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة او محاولة تشويه سمعة محمد الحوت.

الشائعات ايضا لا تستثني عملية تأليف الحكومة، ببث عرض من هنا او من هناك، في حين يواصل الرئيس المكلف اتصالاته مع القوى السياسية، وفي هذا الاطار التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في بيت الوسط.

الشائعات رد عليها رياض سلامة بأن لبنان يتعرض لحملات نراها وهي مؤكدة، وأن مطلقيها همهم إيجاد بلبلة في السوق وليس شخص رياض سلامة، مجددا تأكيده استقرار الليرة اللبنانية ومتانة القطاع المصرفي الذي يتمتع بسيولة كافية لتلبية كل متطلبات التمويل، وهذا امر اساسي لنتابع مسيرتنا في الاقتصاد، معتبرا ان “تأليف الحكومة من شأنه اعطاء اشارة ايجابية للخارج.

اما حملة الشائعات الموازية على الميدل ايست ورئيسها محمد الحوت، فالمستفيد الوحيد منها هو من يريد ضرب صورة لبنان، والعمل على افشال شركة شكلت نموذجا بتميزها ونجاحاتها باعتراف الجميع، بمن فيهم أعضاء مطبخ الشائعات، واصبحت قيمتها اكثر من مليار دولار بعدما كان عجزها 750 مليون دولار، وهي التي قدمت في آخر عشر سنوات، مبلغ 550 مليون دولار من أنصاب الارباح.

واليوم استمر الجدل عبر تويتر بشأن عرض شركة سيمنز حول حل أزمة الكهرباء اللبنانية، وإعلان رئيس مجلس ادارتها جو كايسر مجددا أن فريقه سيتصل بالوزير سيزار أبي خليل لمتابعة العرض الذي كان قد قدمه في موضوع إنتاج الكهرباء.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

استفاق التصريف من الغيبوبة ساعة من الوقت قبل أن يعود إلى أجهزة التنفس الصناعي مجددا ويفقد التأليف وعيه. وفي فترة الصحوة طرح الرئيس سعد الحريري على القوات اللبنانية أربع وزارات اثنتان منها قنابل دخانية أو بالحد الأدني فراغية فغادر وفد القوات ولم يعد. وفي حال أعطت معراب ردها بالرفض تصبح هي الجهة المعطلة.

فأي تأليف كلف الحريري؟ أإنجاز التشكيلة الحكومية فعلا أم تأليف العقبات المعطلة والمضادة للحكومات؟ اليوم ترمى العقدة في ملعب القوات بالأمس كانت اشتراكية بوزيرين أو ثلاثة قبله في الصلاحيات وحصة الرئيس تلتها عقدة الأحد عشر وزيرا للتيار والثلث المعطل ثم عرجت على حصة السنة من خارج المستقبل.

فما المهمة المسندة إلى رئيس حكومة الغيبوبة على وجه التحديد؟ وهل نقل العقدة من مكان إلى آخر يشكل مطلبا خارجيا أم هو مجرد نكد محلي الصنع؟

واللبنانيون من صنف المسؤولين يستفيقون على نكد ويبيتون على قهر ذاتي لا تنعكس أضراره إلا على الناس لكن هذا الضرر تحول إلى مرض عضال ومستعص في الداء والدواء معا. فالسلطة التي ساهمت في رفع دولتنا الى قمة الدول المصابة بأمراض سرطانية لم تستح من أفعالها الباعثة على التلوث فتسببت بالأمراض ثم استكترت على اللبنانين تشريعا هو الضرورة بحد ذاته ويتعلق بتوفير اعتمادات مالية لمرضى لا يملكون سوى التمسك بأمل البقاء.

وفي لحظة تشريع تشبه لبنان الحصة هرعت الكتل إلى انتشال ما يلائمها من قوانين وقروض مالية حتى إن تغيير اسم قرية بتشليدا صار أولوية على مشاريع تنقذ أرواح الناس وتضخ في اجسادهم جرعة حياة وللإشارة فإن أصحاب الحالات المستعصية من مرضى طلاب للدواء لم يقدموا طلبات انتساب الى القوات اللبنانية وليسوا بالضرورة من عشاق معراب وبزيارة واحدة لمركز الكارنتينا نجدهم بالمئات من المصابين بالهيموفيليا والتلاسيميا والسيدا والسرطان على انواعه والأمراض العصبية التي ورثوها عن دولة مهتزة. هذا هو انتماؤهم وحزبهم يقفون طلبا للشفاء. لكنهم وجدوا أن سلطتهم على أنواعها: المصروفة منها والتشريعية والقضائية كلها مصابة بأمراض أكثر خطرا ولو أننا في بلاد تحترم نفسها لكانت هذه السلطة قد وافتها المنية فهل نقتل المرضى نكاية بوزير الصحة؟ وأي ضمير سمح لمجلس النواب بتطيير ميزانية الأمراض المستعصية لمجرد أن المشروع ليس على جدول الأعمال علما أن الاعتمادات المطلوبة سبق وطرحت في أربع جلسات لمجلس الوزراء وكان يجري تأجيلها.

وبعد ممارسة تعذيب المرضى لم تعد رواية "سيمنز" مستغربة فنحن في سلطة قادرة على التهشيل والتطيير والتطنيش وما يعادل هذه العبارات من إهمال رسمي وقد بينت المراسلات التويترية بين الوزير سيزار ابي خليل ومسؤول شركة سمينز أن الوزير الحاصل على شهادة السفير الأول للطاقة في العالم لم يستنفد كل طاقته لإبرام اتفاق مع الشركة الألمانية وبالمراسلة عن بعد بين سيمنز وابي خليل تظهر براءة النائب ياسين جابر ونبل أهدافه وهو كرئيس للجنة الشؤون الخارجية أبدى اليوم كل تقدير لخطاب رئيس الجمهورية في الامم المتحدة واثنى على خياراته الوطنية لكنه قال إن اهتمامه بملف الكهرباء نابع من الحرص على مالية لبنان حيث قاربت الخسارة ملياري دولار والامر لم يعد متعلقا بوزير في الحكومة بل تعداه الى الكارثة الوطنية وأخذ جابر على الطرف اللبناني اهماله طرح سيمنز وعدم استمثاره العرض المقترح أوالتعمق فيه وأرسال وفود. وصوت ياسين جابر تسريبا وتصريحا علنيا لم يكن سوى صرخة شفافة عرت ما كان مستورا. فهل ما خفي يكون أعظم؟

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

اتحدوا ضد ايران، فماذا عن فلسطين؟

انهم السعودي والبحريني والاماراتي وبعد طول لقاءات سرية، كان اللقاء العلني مع الموساد الاسرائيلي في نيويورك.

وزير الخارجية السعودية عادل الجبير وسفيرا البحرين والامارات في واشنطن ومعهم ممثل عبد ربه منصور هادي اليمني، التقوا رئيس الموساد الصهيوني يوسي كوهين خلال مؤتمر تحت عنوان ”متحدون ضد ايران”..

الامر ليس فقط لقاء بل اتفاق كما قالت الصحافة العبرية التي نقلت عن المجتمعين تبريرات للمواقف الاسرائيلية، وحق تل ابيب بالدفاع عن النفس كما نقل عن السفير البحريني..

دول التعامل الخليجي مع الاسرائيلي وملحقهم اليمني ابحروا كثيرا في العلاقة مع الصهاينة، القائمة على وضوح تام بالتخلي عن كل قضية عربية وفي مقدمتها فلسطين وقدسها الشريف. فاصحاب قرون التبعية للغرب، كشفتهم صفقة القرن باتباع الاسرائيلي في اخطر المراحل بدوافع الاحقاد او لحفظ كراسي الـملك المهتز مع التطورات..

سقطت فلسطين من حساباتهم، وحسبها ان لها في هذا العالم اصوات حق كالرؤساء اللبناني والايراني والفنزويلي وغيرهم من اصحاب المبادئ لا الصفقات.. فموقف الرئيس اللبناني العماد ميشال عون ما زال صداه يتردد في اروقة الجمعية العمومية والساحة السياسية اللبنانية، حيث دعا حزب الله عبر نائب امينه العام الى تبني مواقف الرئيس عون كخارطة طريق سياسية داخلية وخارجية من كل الاطراف اللبنانية..

وحول المسارات الحكومية اعتبر الشيخ قاسم ان انتظار الفرج من أمر العمليات الخارجية معيق، ومضر بلبنان. وفي جديد المقترحات استمزاج القوى السياسية لافكارها الحكومية لتكون الغلبة للرأي الارجح الذي يعطل سيف الفيتو لدى فريق واحد يعيق حكومة الوحدة الوطنية في لبنان من دون مبرر بحسب الشيخ قاسم ..

امنيا وبحسب بيان من الامن العام، فان لبنان نجا من عمل ارهابي خطير مع توقيف احد الداعشيين الذي كان يخطط مع آخرين لتسميم خزانات مياه يستعملها الجيش اللبناني، لايقاع أكبر عدد من الاصابات في صفوف العسكريين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

بين الأمن والسياسة والاقتصاد تراوحت اهتمامات اللبنانيين اليوم.

على المستوى الأمني، نجا لبنان من مخطط ارهابي غير مسبوق من حيث طبيعته فيما لو تم، ان المخطط كان يقوم على تنفيذ داعش عمليتين نوعيتين في لبنان والخارج، في لبنان محاولة تسميم خزان يتزود منه الجيش بالمياه، وخارج لبنان محاولة تسميم جماعي في حفلة بإحدى الدول الأجنبية.

المديرية العامة للأمن العام اعتقلت الفلسطيني الذي كان مكلفا بتصنيع المتفجرات وتركيب مواد سامة والذي كان مرتبطا بأحد كوادر داعش في سوريا "أبو جلاد" وذلك بالاشتراك مع شخص آخر يقيم في احدى الدول الأجنبية، في الاقتصاد يظل ملف الكهرباء في المقدمة وعلى نيته عقد النائب ياسين جابر مؤتمرا صحفيا دق فيه ناقوس الخطر فالأمر أصبح كارثة وطنية تتطلب معالجتها حوارا عميقا من هنا جاءت دعوته الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري لورشة عمل خاصة بالكهرباء وهي دعوة سبقها ولحقها حسم شركة سيمنز الألمانية كل الجدل بالتأكيد أنها قدمت فعلا عرضا للبنان لمعالجة وضعه الكهربائي وهي ما زالت مستعدة لتقديم المساعدة.

وفي جانب آخر تشديد متجدد من حاكم مصرف لبنان على أهمية القوانين التي أقرها مجلس النواب بالنسبة للاقتصاد، وتأكيد على استقرار الوضع النقدي، أما زيادة سعر صفيحة البنزين فلا يقررها البنك المركزي بل الحكومة، قال رياض سلامة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي، على المستوى السياسي فإنه مع عودة رئيس الجمهورية ميشال عون غدا من نيويورك يكتمل النصاب السياسي الداخلي مجددا ما يعيد الى الواجهة الملف الحكومي.

وإذا كان الشلل ما يزال يصيب هذا الملف وفق ما يلاحظ كثيرون فإن آخرين يبدون تفاؤلا بإمكان حصول حلحلة في ضوء مشاورات مرتقبة بعد عودة رئيس الجمهورية.

قبل هذه العودة يمم رئيس حزب القوات اللبنانية وجهه شطر بيت الوسط حيث كان اجتماع مع الرئيس المكلف وغداء يفترض أن يكون الطبق الرئيسي فيه الشأن الحكومي فهل هناك عرض جديد يقدم للقوات؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

كل شيء في هذه الجمهورية يحتاج إلى عداد... ولكن من يلتزم به؟

المواطن الذي "شله" مولد الكهرباء، ينتظر بفارغ الصبر الإثنين المقبل حيث يبدأ العمل بنظام العددات للمولِّدات، لكن أصحاب المولدات منقسمون بين من باشروا تطبيق القرار وبين من قرروا "تكبير راس" على الدولة، فأصروا على عدم تركيب العدادات تحت طائلة إطفاء مولداتهم.

فمن سينفذ كلمته؟ الدولة ممثلة بوزير الإقتصاد المدعوم من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة؟ أم أصحاب المولدات الذين ما زال أمامهم ثلاثة أيام ليستعرضوا عضلاتهم على الدولة وعلى المواطن؟

الصرف بدوره يحتاج إلى عداد، خصوصا بعد ما كشفه وزير المال علي حسن خليل من معطيات مقلقة أمام الهيئات الاقتصادية، ومما قاله: "هناك استمرار للتوظيف والإنفاق من دون سقوف وكل البنود الإصلاحية في موازنة العام 2018 لم تنفذ".

ضبط الصراع بين الأجهزة في مطار بيروت يحتاج أيضا إلى عدَّاد، فبعد "الجرصة" التي وقعت أمس في مطار بيروت بين جهاز أمن المطار وسرية قوى الامن في المطار، هل يضع فرع المعلومات والشرطة العسكرية اليد على ما حصل؟

ومن يصدق ان ما حصل يحتاج إلى تحقيق؟ فهو معروف من الجميع، ومعروفة خلفياته ومعروفة اسبابه، وما انفجاره أمس سوى نتيجة حتمية لتراخي المسؤولين في معالجته.

الملف ترك ليعالجه عداد الوقت، لكن هذا العداد انفجر بين أيدي الذين أهملوه، ولهذا، لم يعد مفاجئا ان يشهد المطار تضاربا بين مسؤولين، مثلما حصل في الاسبوع الماضي، وتضارب صلاحيات ومذكرات بين جهازين، وهذا ما وقع أمس.

وهناك عداد الأقساط المدرسية... أكثر من مئة دعوى مرفوعة من أهالي طلاب على إدارات مدارس، بسبب الأقساط...

وأخيرا وليس آخرا، هناك عدَّاد الحكومة... إنطوى الشهر الرابع على التكليف ودخلنا في الشهر الخامس، وعلى الرغم من كل الحراك، فإن الدخان الأبيض للتشكيلة الحكومية الجديدة مازال غير منظور.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

الى بيروت يعود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الساعات المقبلة، بعدما سدد مواقف متقدمة في مرمى المجتمع الدولي... وبعودة الرئيس عون ستتكثف حركة الاتصالات الحكومية التي لم تتوقف في الايام الماضية وفق ما سبق لل otv ان كشفت وهي شهدت اليوم جولة جديدة محورها الاساس عقدة القوات اللبنانية.

وفي هذا السياق زار رئيس القوات سمير جعجع بيت الوسط للاستماع الى الجديد الذي يحمله الرئيس المكلف من دون ان يرشح موقف قواتي واضح في هذا الشأن.

يعلم الحريري جيدا ان الوقت بدأ يضيق، ويعلم ايضا ان تشكيل الحكومة لن يكون الا وفق ملاحظات الرئيس عون وانطلاقا من هنا فأن اي طرح سيحمله الى بعبدا قريبا يقول متابعون سيشكل خرقا في جمود الازمة وسيحمل تقدما.

وفي الانتظار وبعد تهدئة وزير الصحة التي وصلت الى حد التراجع، سار نائب التنمية والتحرير ياسين جابر على نفس الخطى مهادنا وزير الطاقة الذي يطل عبر ال otv في سياق نشرتنا.

اجواء التهدئة هذه التي اتت بعد عاصفة الاشاعات والتهول توحي وكأن الايجابيات في طريقها الينا، علما انه وفي قراءة بسيطة لواقع المنطقة المتأزم يستشف المحللون افقا مسدودا الا اذا حيد المعطلون انفسهم عن صراعات الخارج وعادوا الى الوطن لينقذوا كل الوطن!

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 27 ايلول 2018

النّهار

فصل النيابة والوزارة: في مجلس النوّاب قانون يفصل النيابية عن الوزارة قدّم في عهد الرئيس ميشال سليمان في 11 آب 2011 وهو ينام في الأدراج رغم كثرة المطالبين به موسميّاً.

شريط حدودي سوري: يخشى ديبلوماسي أن تتحوّل إدلب كالشريط الحدودي في لبنان سابقاً وأن تنشأ مقاومة لتحرير تلك المنطقة.

لا ضرائب على الأطباء: لا تلاحق وزارة المال الأطبّاء الذين يتقاضون مبالغ كبيرة من دون تسليم المريض إيصالاً بالمبلغ المدفوع والذي لا تقابله أي ضريبة.

الجمهورية

تتداول أوساط غير مدنية معلومات عن أن الطائرة الروسية التي أسقطت بصواريخ روسية كانت نقلت سابقا الى روسيا مسؤولا سوريا كبيرا.

تدخلت مراجع كبيرة "لضبضبة" فضيحة مالية بعدما حذرت من كشف هوية جهات نافذة إستفادت من قروض مالية كبيرة.

يتجه رئيس مؤسسة رسمية الى التمديد لكبار المسؤولين فيها بعد انتهاء ولايتهم لكن المشكلة تبقى في ملء شواغر الذين بلغوا سن التقاعد.

اللواء

عاد المتمولون اللبنانيون إلى الضياع بين تأسيس عمل في الخارج أو انتظار الفرج في بلدهم؟

قطعت الاتصالات البعيدة عن الأضواء شوطاً متقدماً للوصول إلى تسوية حول وضع الموظفين، الذين طالتهم الإجراءات الكيدية "المتبادلة" في الوزارات الحزبية!

تمكنت الأجهزة المعنية من وضع تقرير يتعلق بالحملة التي طالت حاكم المركزي، بانتظار استكمال تحليل خلفياتها.

المستقبل

يقال إن سفير دولة أوروبية مشاركة في مؤتمر "سيدر" نوّه في مجلس خاص أمس بإقرار مجلس النواب سلسلة مشاريع على صلة بالمؤتمر.

البناء

يطالب رؤساء أجهزة المخابرات "الإسرائيلية" رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالاعتذار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتحمّل مسؤولية سقوط الطائرة الروسية لفتح الباب على التفاوض حول تسليم سورية شبكة "أس 300" لأن لا شيء ينفع بعد تسليمها، ويقولون: حتى لو كانت لدى "إسرائيل" فرص لاختراق قدرات الشبكة فإنّ الدخول في سباق تكنولوجي تسليحي مع روسيا ليس لصالح "إسرائيل" لأنّ روسيا سترمي بثقلها لحماية سمعة سلاحها ومهابتها…

 

كفى استهتاراً وإلا على المطار السلام

الهام فريحة/الأنوار/28 أيلول/18

بكل المقاييس، ليس مسموحاً أن يحصل ما حصل في مطار بيروت، فهذا تصرف مدان وغير مسؤول بصرف النظر عن أسبابه ومسبباته. بكل المقاييس، فإنَّ ما حصل في مطار بيروت هو استهتار من العيار الثقيل، انتهى وللأسف الشديد بما يشبه تبويس اللحى.

بكل المقاييس فإنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه في مطار بيروت، فإننا سنصل إلى يوم يصبح فيه لبنان من دون متنفس إلى الخارج. هذا الكلام ليس مبالغة ولا هو تهويل. هذا كلام ينطلق من واقع ما جرى، ليس منذ يوم الأربعاء بل منذ مطلع هذا الصيف والذي بلغ ذروته الأربعاء.

فما معنى أن يختلف رئيس جهاز أمن المطار في الجيش اللبناني مع قائد سرية المطار في قوى الأمن الداخلي؟ ما معنى أن يقول جهاز أمن المطار إنَّه كان يتعقَّب إرهابياً (من دون التنسيق مع قائد سرية المطار) قد يمرُّ في المطار؟ وما معنى أن يوجِّه قائد سرية المطار كتاباً إلى رئيس جهاز أمن المطار يطلب فيه عدم تصوير عناصره، وهذه العملية يقوم بها عناصر جهاز أمن المطار؟ هل تعرفون أنَّ عقدة العدو الإسرائيلي هي مطار بيروت؟ هل تعرفون أنَّ مطار بيروت هو أول هدف انتقمت منه اسرائيل في ستينيات القرن الماضي فضربت أسطوله الجوي؟ هل تعرفون أنَّ الإجتياح الإسرائيلي عام 1982 استهدف، من ضمن ما استهدف، مطار بيروت؟ ناهيك عن عام 2006. هل تعرفون أنَّ كل تهديد من العدو الإسرائيلي للبنان، يبدأ بالتلويح بضرب مطار بيروت؟ إسرائيل "تضحك في عبِّها"، وللأسف الشديد! لماذا؟ لأنَّ في لبنان هناك بعض المسؤولين إما أنهم غير عارفين ماذا يفعلون، أو هناك مسؤولون غير مدركين لممارساتهم، وأنهم بتصرفاتهم يقدِّمون خدمة مجانية لمن يتربصون بلبنان. تصوَّروا على سبيل المثال لا الحصر أن يحصل في مطار "شارل ديغول" في فرنسا أو مطار JFK في نيويورك أو في مطار "هيثرو" في لندن أو في مطار "ليوناردو دا فينشي" في روما، أو في غيرها من مطارات العالم، ما حدث ويحدث في مطار بيروت، فماذا تكون النتيجة؟ هل يبقى مسؤول أمني واحد في مكانه في تلك المطارات؟ هل يمرُّ الأمر من دون فتح تحقيق؟ هل تمرُّ الأمور هكذا بكل بساطة؟ هذه هي الطامة الكبرى، وما لم يتم تداركها بسرعة، فعلى المطار السلام! وبعد ذلك لا تتحدثوا عن توسعة المطار، لأنه ما نفع التوسعة إذا كانت هذه الفوضى المستشرية ستستمر!

 

ما خُفي عن الإشكال الفاضح في المطار...

الراي الكويتية/27 أيلول 2018

تعدّدتْ الروايات حول ملابساتِ الإشكال الذي وَقَعَ أمس، بين جهازيْ أمنٍ في مطار رفيق الحريري الدولي، والنتيجة واحدة: توقف تفتيش الركاب المغادرين وتالياً تعطُّل حركة المسافرين لفترةٍ غير قصيرة وارتسام مشهد الصفوف الطويلة مجدداً رغم انتهاء موسم الذروة.

فظهر أمس، اندلع الإشكال بين عناصر جهاز أمن المطار (من الجيش ) وبين عناصر من قوى الأمن الداخلي (سرية أمن المطار) والذي تقاطعتْ المعطيات عند الإشارة الى انه وقع على خليفة انتشار عناصر الجيش في نقاط ومراكز تابعة لقوى الأمن.

وفيما وُضع الإشكال غير المسبوق في «علنيته» في سياق «تضارُب الصلاحيات» وتراكُم «حساسياتٍ» انفجر أمس وتسبّب بإعاقة حركة المسافرين واستوجب انتقال وزير الداخلية نهاد المشنوق الى مطار بيروت (بعد فض الإشكال) حيث عقد اجتماعاً أمنياً واعتذر من الركاب الذين تأثّروا بما حصل، لم يصدر أي بيان رسمي يوضح حقيقة ما جرى والذي راوحت السيناريوات حياله بين الآتي:

* راوية أشارت الى أن جهاز أمن المطار كانت لديه معلومات عن سفر أحد المشتبه بهم في قضايا إرهاب فتم وضع عنصريْن عند نقطتيْ الحراسة الخارجية ولم يتدخّلوا في عمل عناصر قوى الأمن، إلا أن مسؤولاً في سرية أمن المطار طلب على الأثر وقف ماكينات التفتيش وسحب عناصر التفتيشات منها.

* رواية تحدثت عن أن عناصر جهاز أمن المطار وقفوا بقرب عناصر التفتيشات في قوى الأمن الداخلي وعمدوا الى تصويرهم ما أدى الى حصول استفزاز وانسحاب عناصر التفتيشات.

* تقارير أشارت الى أن «عناصر الجيش عمدوا الى تصوير بعض النقاط الأمنية ما استفزّ أحد ضباط قوى الامن الذي تلاسن مع دورية الجيش، عندها عمد عناصر الجيش الى إبعاد عناصر قوى الامن والحلول مكانهم، ما تسبب بتوقف التفتيشات واحتجاز المواطنين لنحو ساعة ونصف ساعة».

واذ تَرافق ما حصل مع تسريب كتاب كان أُرسل أخيراً من قائد سرية أمن المطار العقيد بلال الحجار الى قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط يطلب وقْف عناصر «أمن المطار» تصوير عناصر قوى الأمن أثناء قيامهم بخدمتهم، طلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس إجراء تحقيق في الإشكال الذي جاء بعد ثلاثة أيام من الالتباسات التي واكبتْ مغادرة الرئيس ميشال عون بيروت الى نيويورك والكلام على طائرة الاحتياط (التمويه) الثانية وتأخير الرحلة التي كانت متّجهة الى القاهرة، وهو ما ترافق مع فتْح تحقيق حول إمكان وجود «خرق للأمن الشخصي لرئيس الجمهورية» وحول تسريب «مانيفست» أسماء الوفد الرئاسي.

من ناحية ثانية، أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أن العلاقات بين سورية ولبنان هي علاقة تنسيق، مشيرا إلى أن «لا مفر من التنسيق الأمني».

وقال جنبلاط لـ«النشرة»، إن من حق رئيس الوزراء سعد الحريري اتخاذ الموقف المناسب من العلاقات مع سورية، متحفظا على كلمة «التطبيع» معها، مشيرا إلى أن التنسيق الأمني «جار منذ أحداث طرابلس وبعدها أحداث صيدا».

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

في ذكرى 27 ايلول

بيار عطالله/27 ايلول/18

في ذكرى 27 ايلول اكتب ما اخبرني اياه الرئيس الجميل في المنفى الفرنسي عن احداث ذلك اليوم: وصلت الاخبار الى القصر عن اختراق كبير لمنطقة الاشرفية من جهة رأس النبع، اتصلت بالعمليات وقائد الجيش العماد ميشال عون في وزارة الدفاع فابلغوني ان "القوات علقانين مع بعضهن"، لكن الاخبار اخذت تصل عن اختراق قوات ايلي حبيقة للمنطقة ووصولها الى ساحة ساسين وابعد.... انتقلت الى وزارة الدفاع ودخلت الى غرفة العمليات وقلت لهم انا القائد الاعلى للجيش واريد ان تتحركوا فوراً وبكل القوى المتوفرة من دون استشارة قائد الجيش. وبالفعل صدرت الاوامر من غرفة العمليات الى المغاوير والوية الجيش لقفل الثغرة التي حدث منها الاختراق في راس النبع، وقام الطيران الحربي بطلعات فوق بيروت وامكن محاصرة الاختراق وقطعه بسرعة وقوة. في اليوم التالي صعدت الى بكركي وابلغت البطريرك صفير ان الفرصة سانحة لنشر الجيش في بيروت الشرقية وسحب الميليشيات منها وتالياً اعادة العمل بمشروع "بيروت الكبرى" اقله في المنطقة المسيحية. وابلغت قائد الجيش بالاستعداد للانتشار في اليوم التالي. ليلاً جاءني ضابط كبير من الجيش وابلغني ان اجتماعاً انعقد في منزل قائد الجيش لكبار معاونيه وتقرر فيه رفض قرار انزال الجيش في الشرقية، وان العقيد فؤاد الاشقر مسؤول الاستخبارات العسكرية قال حرفياً في الحضور من الضباط: "نحن نقرر متى ننتشر في الشرقية وليس امين الجميل"، وكذلك فعل العقيد عادل ساسين قائد لواء الشرطة العسكرية وكانا من اقرب الضباط الى العماد ميشال عون.. وللحديث تتمة

 

أخطر كذبة في الدنيا

بقلم الشيخ حسن سعيد مشيمش/27 أيلول/18

أخطر كذبة في الدنيا. كذبة الدولة الدينية دولة الشريعة الإسلامية

أو دولة القرآن . . . أو دولة الإسلام . . . لماذا ؟

أولا : لا نبي الله نوح ، ولا أبو الأنبياء إبراهيم ، ولا النبي إسحاق ، ولا النبي إسماعيل، ولا النبي يعقوب، ولا النبي الياس، ولا النبي شعيب، ولا النبي صالح ولا النبي موسى ولا هارون، ولا النبي أيوب، ولا النبي زكريا ولا يحي، ولا نبي الله عيسى المسيح سلام الله عليهم أجمعين فكروا أو جاهدوا أو سعوا لاستلام السلطة ولا قالوا تلميحا أو تصريحا بأن السلطة حاجة أساسية للنبوة ونشر الرسالة وتعزيز معتقداتها بين الناس، وهذا دليل دامغ على أن السلطة ليست حاجة للنبوة ولا حاجة لنشر الرسالة الإلهية وتعزيز عقائدها في نفوس الناس وعقولهم وسلوكهم. إن الدين رسالة والسلطة وظيفة وحينما يطلب فقهاء الدين وأحزاب الدين السلطة معنى ذلك يريدون تحويل الدين إلى وظيفة وحينها يخرج الدين عن قداسته وطهارته ويُصبح سلعة في أسواق السياسة وأفعالها وممارساتها غير السليمة من دَنَس الإحتيال والرياء والتمثيل والكذب والخداع.

ثانيا : يزعم بعض فقهاء الدين وأحزاب الدين بأنهم يريدون السلطة لكي يحكموا بها بما أنزل الله !!!! ؟؟؟.

وهنا العجب العجاب حيث لم يُنْزِل الله في قرآنه الكريم أحكاماً ولا منظومة تدبيرات ولا خريطة قوانين للسلطة السياسية ووزرائها لكي يحكموا بها !!!!.

ثالثا : رجعنا وتأملنا بالآيات الكريمات التي تقول ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون وهم الكافرون وهم الفاسقون فوجدنا الآيات بوضوح كامل ليس فيها غموض ولا شبهة ولا لَبْسٌ تتحدث عن أحكام شرعية تندرج في مواد وقوانين السلطة القضائية ولا تتحدث مطلقا عن الحكم في السلطة السياسية ، وفقهاء الدين وأحزابه عشاق السلطة والمستميتون للوصول إليها للتمتع بملذاتها المعنوية والمادية باسم الدين يُضَلِّلون عباد الله حينما يفسرونها بالحكم في السلطة السياسية.

رابعا : ليس وظيفة دين الإسلام ولا أي دين ولا وظيفة النبي محمد (ص) ولا أي نبي أن يقيم دولة كواجب ديني إلهي رباني، نعم مما لا شك فيه أن إقامة الدولة في كل مجتمع امر من ضرورات الحياة التدبيرية ولا تستقيم حياة شعب بالأرض ولا تعتدل إلا بإقامة الدولة لكن البشر هم الذين يقيمون الدولة بأنظمة، وقوانين ، ودستور، وإجراءات، وتدبيرات، ومؤسسات، البشر يقيمونها باسمهم لا باسم الدين وباجتهادهم وفق مصالحهم المباحة والمشروعة وبخلفية الحفاظ على حقوقهم ودمائهم وأموالهم وأعراضهم وتتطور بقوانينها ودستورها عقدا بعد عقد بكل شيء فيها نحو الأفضل تبعا لتطور مصالح الناس وحقوقهم.

خامسا : الدولة حقيقة هي عبارة عن رجال بشر يديرون مؤسساتها فلا يوجد خيمة مقدسة فوق رجل من رجالها مطلقا فليس فيها ولي فقيه مقدس ولا قائد مقدس ولا ولي أمر مقدس ولا أمين عام مقدس كل رجالها تحت النقد والإعتراض جهرا وعلانية ومن يمتنع ويمنع الناس من النقد يتحول إلى طاغوت ينازع الله قميص الكبرياء وينافسه على رداء العظمة والجبروت، إنه طاغوت ولو كان أعظم فقيه بالأرض وأزهد إنسان وأتقى مخلوق في كوكبنا.

 

دفاع عون عن سلاح «حزب الله» يغضب قوى «14 آذار وتحذير من وضع لبنان تحت {مقصلة} العقوبات الدولية

Lebanon: Aoun Backing Hezbollah Arms Upsets March 14 Forces

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/27 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67732/%d8%af%d9%81%d8%a7%d8%b9-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%b9%d9%86-%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%ba%d8%b6%d8%a8-%d9%82%d9%88%d9%89-14-%d8%a2%d8%b0%d8%a7%d8%b1/

بدأ التناغم قوياً بين رئيس الجمهورية ميشال عون و«حزب الله» غداة دفاع عون عن الحزب في مقابلته التي أجرتها معه صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، وتأكيده أن «(حزب الله) لا يستخدم سلاحه في الداخل اللبناني»؛ ما استدعى ردّ الجميل من الحزب، الذي وصف نائب الأمين العام نعيم قاسم الرئيس عون، بأنه «ربّان سفينة لبنان المقاوم، وصاحب السجل الناصع في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والإرهاب التكفيري»، لكن الغطاء السياسي والدستوري الذي يوفره رئيس الجمهورية لهذا السلاح، أثار انتقاد قوى «14 آذار» التي عبّرت عن استغرابها لدفاع رئيس البلاد عن قضية خلافية. وتقاطعت مواقف القوى اللبنانية المناوئة لسياسة الحزب، حيال خطورة ارتدادات كلام الرئيس على الوضع الداخلي، والخشية من وضع لبنان تحت مقصلة العقوبات الدولية.

 ورأى عضو كتلة «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب السابق أنطوان زهرا، أن «دفاع الرئيس عون عن سلاح الحزب لا يعكس سياسة لبنان الرسمية الفعلية، بل كان عليه أن يكون متحفظاً حيال قضية خلافية». وأكد زهرا لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا الكلام يورّط لبنان واللبنانيين، خصوصاً عند ربط مصير سلاح الحزب بأزمات الشرق الأوسط»، محذراً من أن «تؤدي هذه المواقف إلى تعطيل التفاهمات السياسية الكبرى». وأشاد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم، بكلام عون من نيويورك، معتبراً أن مواقفه «مشرفة ومسؤولة، وعبّر عن رؤيته للبنان السيد المستقل في إطار وحدة وطنية لا تقبل التبعية ولا الاحتلال ولا الانخراط في لعبة المحاور». ورأى قاسم أن عون «يشكل الضمانة الأولى للاستقرار في لبنان، وهو الذي ملأ سجله الناصح بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي من أجل التحرير، وبمواجهة الإرهاب التكفيري وتحقيق التحرير الكامل». وقال «تحية كبيرة إلى ربان سفينة لبنان القوي المقاوم، يرعاها بسياساته الوطنية الحكيمة والشجاعة، والحمد لله على هذه النعمة ليتمكن لبنان من أن يحفظ موقعه ودوره».

من جهته، شدد عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى علّوش، على أن موقف نعيم قاسم «يشكل إحراجاً لعون الذي يشارك الآن في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويحاول الحصول منه على غطاء سياسي أكثر مما حققه حتى الآن». وأكد علوش لـ«الشرق الأوسط»، أن «دفاع عون عن (حزب الله) في الخارج، هو ردّ جميل للحزب، لكنه لن يؤثر في تغيير نظرة الرأي العام العالمي تجاه (حزب الله)». وأضاف علوش، إن «موقف الرئيس عون يؤكد عمق الانقسام الوطني حول سلاح الحزب، وللأسف دفاع رئيس الجمهورية عن هذا السلاح يضع البلد تحت مقصلة العقوبات الدولية، ولا تؤدي إلى حماية لبنان».

وكان عون نفى في حديث لمجلة «لوفيغارو» الفرنسية، أن يكون «حزب الله» يمتلك حق «الفيتو» على كل القرارات الاستراتيجية، ولفت إلى أن «الضغوط الدولية ضد (حزب الله) ليست جديدة، لكن بعض الأطراف تفتش عن تصفية حساباته السياسية معه بعدما فشل في تصفية حساباته العسكرية»، لافتاً إلى أن «القاعدة الشعبية لـ(حزب الله) تشكّل أكثر من ثلث الشعب اللبناني، وأسف لأن بعض الرأي العام الأجنبي مصمم على جعله عدواً»، مشيراً إلى أن الحزب «لا يستخدم سلاحه في الداخل». وقال: «لقد بات وضع الحزب مرتبطاً بمسألة الشرق الأوسط وبحل النزاع في سوريا».

وفي قراءته لأبعاد كلام رئيس الجمهورية، قال منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد، إن الرئيس عون «لم يخرج عن النص في دفاعه عن (حزب الله)، فهو منذ اللحظة الأولى لإبرام اتفاقية من الحزب أمّن له الغطاء المسيحي، واليوم يؤمّن له الغطاء الدستوري، مقابل أن يعطيه (حزب الله) إمكانية الحصول على مكاسب وكراسي لفريقه السياسي». وشدد سعيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «الذين انتخبوا عون رئيساً للجمهورية، راهنوا على أن ينتقل إلى الموقع الوسطي، لكنه تبين لهم أنه يؤمّن الغطاء للحزب المصنّف إرهابياً على مستوى العالم». وأضاف «دفاع عون عن سلاح (حزب الله) يضع المسيحيين في مواجهة مع لعالم العربي، كما يضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي، ويجعل الوضع الداخلي في خطر؛ لأن غطاء عون للحزب يلغي كل اللاعبين الآخرين»، معتبراً أن «مقايضة وصول عون إلى رئاسة الجمهورية، هي مقايضة إلغائية لكل اللاعبين الداخليين، وتشكل خطراً على القوى التي ذهبت وصوتت لميشال عون»، وعبّر سعيد عن خشيته، من أن «يقود انتخاب عون إلى نسف المصلحة المسيحية والوطنية، ويضع اتفاق الطائف أمام خطر حقيقي».

 

مصرف لبنان يستأنف القروض السكنية

بيروت: الشرق الأوسط/27 أيلول/18»/أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمس، استئناف القروض السكنية المدعومة مطلع العام 2019 ما يمكن أن يشكل حلاً لأزمة الإسكان المتنامية منذ الربيع الماضي. وأكد سلامة «إعادة العمل بقروض الإسكان المدعومة مع بداية 2019»، معلناً في حديث تلفزيوني أن مصرف لبنان «سيُحدّد رزَماً تحفيزية جديدة للقروض السكنية في الـ2019، على أن يُحدّد المجلس المركزي القيمة في وقت لاحق». وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» قد ذكرت الأسبوع الماضي، أن مصرف لبنان سيعيد تفعيل القروض السكنية في حزمة الدعم التي سيقدمها في سنة 2019 المالية، على أن يحدد السقف لاحقاً. كما أقر مجلس النواب، أول من أمس، قانون دعم فوائد القروض السكنية بقيمة مائة مليار ليرة (66 مليون دولار) ما يشكل حلا لنحو 4000 وحدة سكنية، ريثما تضع الحكومة اللبنانية سياسة إسكانية للبلاد. وكان الحاكم سلامة افتتح مؤتمر الصكّ والطباعة «Mint and Print» في فندق «فينيسيا» ببيروت، أمس، لفت فيه إلى أن المؤتمر الذي ينظّمه مصرف لبنان منذ العام 2012 «يتطوّر بشكل مستمر وعلى صعيد عالمي، ويضمّ اليوم 54 مصرفاً مركزياً ومؤسسة إصدار، بهدف مناقشة مواضيع مختلفة تهمّ قطاعنا».وأشار إلى أن «صمود النقد في وجه وسائل الدفع المبتكرة يُعزى بشكل رئيسي إلى رؤية الاختصاصيين والخبراء وإلى التزامهم وعملهم الدؤوب، وهم موجدون اليوم بكثرة معنا في هذه القاعة».

 

بين صدور العقوبات وعدم التئام مجموعة الدعم..العالم عاتب على بيروت؟ ولبنان لم يلتزم تعهداته بالاصلاح و"النأي" و"الاستراتيجية الدفاعية"

المركزية/27 أيلول/18/في وقت كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يلقي كلمة لبنان امام الجمعية العامة للأمم المتحدة عصر امس، كان مجلس النواب الأميركي يصوّت على مشروع قانون يفرض عقوبات اضافية على "حزب الله"، أشد قسوة ووطأة، من تلك التي فرضها القانون في نسخته الاولى الصادر عام 2014، ليتزامن مع حزمة عقوبات جديدة ضد إيران تدخل حيز التنفيذ في 15 تشرين الثاني المقبل. ويعطي المشروع الجديد ضد الحزب، الرئيسَ الأميركي صلاحية رفع حظر إعطاء تأشيرات الدخول شرط أن يبلّغ الكونغرس عن قراره في فترة لا تتجاوز الستة أشهر، وعلى أن يقدّم أدلة للكونغرس تشير إلى أنّ قراره يَصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة. ويفرض المشروع أيضاً عقوبات على داعمي "بيت المال، جهاد البناء، مجموعة دعم المقاومة، قسم العلاقات الخارجية للحزب، قسم الأمن الخارجي للحزب، تلفزيون المنار، اذاعة النور، المجموعة الإعلامية اللبنانية". قد يكون تزامن الحدثين صدفة، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية". الا انه يمكن ان يكون ايضا رسالة أو أقلّه، قد يشكل دليلا الى "عتب" اميركي – غربي - عربي على أداء لبنان الرسمي، خصوصا اذا ما أضيف الى إحجام الرئيس الاميركي عن ذكر لبنان في خطابه في نيويورك خلال تعداده الدول المضيفة للاجئين السوريين، والى غياب اي لقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ونظرائه الفرنسي والخليجيين، والى عدم التئام مجموعة الدعم الدولي للبنان التي دأبت على الاجتماع على هامش الجمعية العامة في أيلول من كل عام منذ إنشائها في الـ2014. هذا "الحرد" الخارجي تجاه بيروت، لم يأت من عدم، تضيف المصادر، بل له مبررات عدة. فمسؤولوها تعهّدوا بالكثير للمجتمع الدولي ولم يلتزموا، رغم مرور أشهر على وعودهم، بما أعلنوه. هم قالوا ان لبنان سيباشر البحث في استراتيجية دفاعية غداة الانتخابات النيابية، تفضي الى وضع السلاح كلّه في يد الدولة وتحت إمرة الاجهزة الشرعية اللبنانية فقط، الا ان ذلك لم يحصل بعد. وعدوا ايضا بالتزام سياسة النأي بالنفس، الا انها خُرقت وصوب أطراف محليون كثر على الدول الخليجية ويدفعون نحو التطبيع مع النظام السوري. أما القرار 1701 الذي التزم لبنان تطبيقه مع القرارات الدولية كلّها، فأيضا ضرب عرض الحائط مع اعلان حزب الله امتلاكه صواريخ بالآلاف قادرة على ضرب اسرائيل. ولا تقف السبحة هنا، بل ان الدولة اللبنانية أكدت ايضا انها ستباشر في اتخاذ سلسلة خطوات اصلاحية طلبها العالم لتحويل مساعدات "سيدر" اليها، غير ان اي حكومة لم تتألف حتى الساعة لتباشر المسار الاصلاحي المرجوّ. لكن الفرصة لا تزال سانحة لقلب هذا المسار الانحداري واعادة لبنان الى مكانته المعهودة على الساحة العالمية، تقول المصادر. هذه الانعطافة تبدأ بخطوة تتمثل في وقف المناكفات السياسية وتشكيل حكومة. وبحسب المصادر، فإن ثمة بوادر ايجابية تلوح في الافق تؤشر الى امكانية إخراجها من عنق الزجاجة في الايام القليلة المقبلة، منها الليونة الجنبلاطية المستجدة والتبريد بين حزب الله والرئيس المكلف سعد الحريري، وزيارة رئيس القوات سمير جعجع الى بيت الوسط اليوم... فهل يتصاعد الدخان الابيض قريبا، إنقاذا للبنان ومواطنيه واقتصاده ومكانته الدولية؟

 

الخيارات الحكومية "الاشتراكية" و"القواتية" المقبولة في عهدة الحريري

جعجع في بيت الوسط... وحزب الله: الحكومة فــي سيبيريــــا

ترامب مع حل الدولتين وخطة متوازنة للسلام خلال اربعــــة اشهر

المركزية/27 أيلول/18/جرعات تفاؤل ضختها حركة اللقاءات التي عقدها الرئيس المكلف سعد الحريري مع الاطراف السياسية المعنية بتشكيل الحكومة، خلال الساعات الماضية، أوحت بجديد يمكن ان يطرأ على هذا المستوى اثر عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من نيويورك، من دون ان يتضح بعد المضمون السياسي لهذا التفاؤل الذي يبقى حتى الآن رماديا ولا يستند الى وقائع ملموسة تتيح الرهان عليه. اذ ان موجات تفاؤل عدة تصاعدت منذ التكليف حتى اليوم اصطدمت مرارا بمتاريس الشروط والعقبات.

وتتحدث مصادر سياسية تراهن على امكان احداث الخرق المنتظر عن خفض سقوف طرأ لدى القوى المعنية بالتشكيل يرتكز الى قبول الحزب الاشتراكي بوزيرين على ان يختار الثالث بضمانة الرئيسين نبيه بري والحريري وتنازل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن منصب نيابة رئاسة الحكومة لمنحه للقوات اللبنانية مع حقيبتين وازنتين ووزير دولة لشؤون " ما".

جعجع في الوسط: فغداة استقباله امس النائب وائل ابو فاعور موفدا من رئيس الحزب التقدمي، التقى الرئيس المكلف سعد الحريري بعد الظهر، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي حط في شكل مفاجئ في بيت الوسط قرابة الاولى والنصف، يرافقه وزير الاعلام. وتناول اللقاء الذي حضره ايضا الوزير غطاس خوري، المستجدات السياسية لا سيما الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة، واستكمل البحث الى مأدبة غداء اقامها الحريري للمناسبة. وغادر جعجع ووزير الاعلام من دون الادلاء بأي تصريح. الا ان مصادر مواكبة اكدت لـ"المركزية" ان الزيارة القواتية لبيت الوسط التي تندرج في خانة التنسيق المتواصل مع الرئيس المكلف، هدفت الى وضعه في اجواء الموقف القواتي في ضوء التطورات والخيارات المقبولة وغير المقبولة من جانب معراب، قبيل زيارة الحريري لعون اثر العودة المرتقب ان يطرح فيها الجديد التشكيلي.

الحكومة في سيبيريا: بيد ان اجواء التفاؤل هذه يخالفها حزب الله الذي اكدت مصادره لـ"المركزية" "ان لا حكومة في القريب العاجل لا اليوم ولا بعد شهر ولا بعد الميلاد ورأس السنة"، وذهبت بعيداً في "تشاؤمها" الى حدّ القول "ان الحكومة باتت في سيبيريا ومعدل حرارتها ما دون الصفر". وعزت هذا التدنّي في الحرارة الحكومية الى "تمترس بعض الفرقاء اكثر خلف مطالبهم"، مستبعدةً "ان تؤدي عودة الرئيس عون من الخارج الى التعجيل في الولادة الحكومية كما يروّج، على رغم انها ستحرّك المياه الراكدة من خلال سلسلة مشاورات ولقاءات متوقّعة مع المعنيين بالتشكيل".

عون والعقد النفسية: وفي انتظار ما يمكن ان يتمخض عن الاتصالات العائدة والتي ستكثف اكثر مع عودة الرئيس عون الى بيروت في الساعات المقبلة، اكد الاخير ان "الاصلاحات التي يشهدها لبنان على الصعد كافة، من اجل طمأنة اللبنانيين الى مستقبل بلدهم والبدء بجعل الناس يعتادون على امور جديدة غير تقليدية، والابتعاد عن الشائعات السلبية التي تتناول اشخاصا والحالة العامة دون التحلي بروح المسؤولية". في الموازاة، اشار الرئيس عون الى ان "برنامج الكهرباء بدأ تنفيذه، ويتطلب بعض الوقت لسنتين او ثلاث وما تسمعونه من اخبار في هذا المجال يكون في معظمه غير صحيح، صحيح ان المرحلة ليست سهلة، وورثت ديناً يبلغ 80 مليار دولار وباقتصاد ريعي غير منتج وكان عبارة عن لعبة مالية فقط، وبدأنا صرف الاموال وغرقنا في الديون، لكن لدينا مشاريع مستقبلية عديدة ومنها الخطة الاقتصادية للنهوض بالاقتصاد، وان شاء الله ستبدأ مرحلة بداية الصعود، وبعد سنتين ستكون الاحوال افضل بكثير". وتابع "هذه الاعمال تقنية وسهلة، لكن العقد النفسية الموجودة في العالم السياسي مبنية على الشخصية بدل العمل الجماعي، ومن الصعب على البعض الاعتماد على نمط جديد يعتمد على المشاركة، لهذا السبب نواجه بعض الصعوبات لنبقى في المسار السليم والسريع المتبع".

الوفاء تحيي الرئيس: من جهتها، وجهت كتلة الوفاء للمقاومة التحية الى الرئيس عون​​، مشيدة بـ"مواقفه الوطنية الجريئة والواضحة سواء في الامم المتحدة أو الى صحيفة "لو فيغارو"، وتعبيره عن رؤيته السيادة الجامعة مثمنا الدور الوطني لـ"حزب الله" في الشأن الداخلي والتصدي لإسرائيل والمجموعات التكفيرية"، معتبرة أن "هذه المواقف حين تصدر عن الرئيس في هذه الظروف تؤكد تقديره لنهج "حزب الله" الوطني". ولفتت الى أن "تشكيل الحكومة سيتطلب مقاربات أكثر واقعية والتي تحتاج الى الكثير من الجهود الوطنية البعيدة عن النفوذ"، ومشددة على أن "الجدل العقيم عن الحقائب لا يجوز أن يبقي البلد دون حكومة تنتظرها مهمام صعبة".

"حزب الله": وليس بعيدا، وفي اعقاب اقرار الكونغرس الاميركي مشروع العقوبات الجديد امس، رفضت مصادر "حزب الله" عبر "المركزية" الردّ على المشروع ، باعتباره ليس جديداً"، واكتفت بنفي "وجود مموّلين لنا كما يدّعي الاميركيون". واشارت في المقابل الى "ان لا تأثير او تداعيات لاتّفاقية حظر السلاح التي اقرّها مجلس النواب في جلسته التشريعية مطلع الاسبوع على سلاحنا"، رافضةً التعليق على موقف "حركة امل" من المسألة، حيث امتنعت عن التصويت على الاتّفاقية".

الراعي للمسؤولين: من جهته، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "سقط على ارض لبنان شهداء من كل الطوائف والمناطق ودمغوا ارض لبنان بدمائهم، من المعيب ولا يحق لنا ولا للسياسيين ان نعيش وكأن لا قيمة لهذه الدماء، كما لا قيمة للجراح وللذين هجروا ونكل بهم فاضطروا الى هجر هذا الوطن الحبيب"، داعياً من كندا، المسؤولين في لبنان "الى ان يتحمّلوا مسؤولياتهم وان يكونوا على مستوى هذا الوطن ويخرجوا من مصالحهم الصغيرة والرخيصة ويشكّلوا حكومة تحمي هذا الوطن وتحفظه".

سلامة يطمئن: اقتصاديا، اكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي "متانة القطاع المصرفي الذي لديه السيولة الكافية لمتابعة مسيرتنا بالاقتصاد"، مضيفا "تشكيل الحكومة يعطي رؤية اقتصادية ومالية للبنان". ولفت الى ان "اجتماع اليوم كان مثمراً والبنك المركزي لم يستمع فقط انما اكد على الاستقرار النقدي ومتابعة القروض المدعومة للانتاج كما اكد على امكانية الجدولة في حال المؤسسات التي لديها صعوبات". وقال "نتوقع 2% نمواً لكن ربما تخفض توقعاتنا بسبب التأخر بتشكيل الحكومة".وشدّد سلامة على انّ "القطاع المصرفي اللبناني لن يتأثر بالعقوبات الاميركية على حزب الله بظلّ الاجراءات التي يتخذها".

..وعربيد ايضا:أما رئيس المجلس شارل عربيد، فقال"الوضع النقدي ممسوك وممتاز ولدينا ما يكفي من الادارة لتخطي ما نمر به...هناك الكثير من الاشاعات الصادرة حول المؤسسات والاوضاع الاقتصادية لكني اقول اننا مررنا باوضاع ومخاطر صعبة جداً وتخطيناها ولا يزال لدينا من المناعة والادارة ليكون مستقبلنا مشرقا".

ترامب وحل الدولتين: من جهة أخرى، اشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى أن تعليق هجوم القوات السورية على محافظة إدلب آخر أبرز معاقل الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام، وإنقاذ حياة ملايين الأشخاص، كان بفضله. وفي موقف لافت هو الاول من نوعه، أعلن ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في نيويورك، أنه يفضّل حل الدولتين للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني، متعهداً عرض خطة "متوازنة" للسلام في غضون أربعة أشهر.

روحاني: في المقابل، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني ان الولايات المتحدة لم تحقق أي إنجازات خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال: "الأميركيون لم يحققوا أي إنجازات خلال هذه الجمعية العامة"، مضيفا "اجتماعات الجمعية أظهرت عزلة واشنطن.

 

باسيل: إسرائيل تتذرّع لتبرّر الإعتداء

المركزية/27 أيلول/18/غرد وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل عبر "توتير" قائلاً: "ها هي اسرائيل مجدداً تختلق الذرائع لتبرّر الاعتداء، ومن على منبر الشرعية الدولية تحضر لانتهاك سيادة الدول، متناسيةً ان لبنان دحرها وهزم عدوانها وغافلةً ان غطرستها و”صداقاتها الجديدة” مجدداً لن تنفعها".

 

سامي الجميّل: كارتيل سياسي يتقاسم لبنان

المركزية/27 أيلول/18/أكد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجمييل، في مؤتمر صحفي ينظمه المجلس الاقتصادي والاجتماعي للكتائب، انه "لا يفيد ان ندفن رأسنا بالرمال كي لا نرى الحقيقة انما ينبغي التفتيش عن الحلول المطلوبة".

وذكر الجميل ان "كثر من حولنا اعتبروا اننا وقفنا وحدنا بوجه الظلم الذي يتعرض له الوطن وبوجه الفساد والتوطين المقنّع ورفضنا التحالفات والخضوع للصفقات والمحاصصات والحقيقة اننا أخطأنا بحق أنفسنا لا بحق لبنان والشعب"، منوهاً الى "اننا تربينا ان نحب لبنان وان نضحي من اجله". ولفت الجميل الى "اننا رأينا الكثير من الاحزاب التي اعتبرت نفسها ربحت لكنها زالت وبقينا نحن هنا"، ذاكراً "اننا اعطينا فرصة للحلول اثناء فترة، صمتنا لكن البلد يسير على التأجيل والترقيع وهم يحاولون معالجة المشكلة لا اسبابها والمسكّن لا يفيد وحان الوقت لنضع الاصبع على الجرح". وتابع بالقول ان "لبنان فاقد لقراره السيادي ويتقاسم ثرواته  كارتيل سياسي والبلد يقف على وزارة من هنا واخرى من هناك وهذا الاداء والصراع يؤثر على الوضع الاقتصادي"، لافتاً الى ان "كل ذلك أوصلنا الى الهريان والنتيجة مخالفات للدستور وفقدان الدعم الدولي وفوضى وقلة جدية في التعاطي مع الملفات". كما اوضح ان "مدخول الدولة انخفض بالرغم من اقرار الضرائب ومصروف الدولة ارتفع 950 مليون دولار مقارنة بالـ2017 وعجز الدولة زاد 127 بالمئة ونتخوف ان العجز سيتخطّى 7 مليار دولار"، منوهاً الى ان "البطالة ارتفعت الى 30 بالمئة عند الشباب وارتفعت الاسعار بنسبة 7 بالمئة اذاً يجب وقف الترقيع والعمل على حلول جذرية والا ستتغير هوية لبنان". وشدد الجميل على ان "الحل ليس مستحيلا لان للبنان ثروات تسمح له بالنهوض شرط وجود ارادة جديدة ويكفي ترقيع وانصاف حلول وتعالوا نبني بلدا"، لافتاً الى ان "الحل يبدأ بحكومة اختصاصيين وبوقف التوظيف العشوائي وتكليف لجنة تدقيق دولية لحاجات الوزارات ومكافحة التهرب الضريب الذي بلغ 4.2 مليار دولار والمباشرة ببناء مجمعات حكومية على اراضي الدولة بدل الايجارات". كما اشار الى "تحفيز الاستثمار في القطاعات المتنتجة وعلى المصارف ان تشترط اجندة اصلاحية على الدولة قبل ان تُقرضها"، داعيا الى "عقد اجتماع مفتوح للكتل النيابية تحت سقف المجلس النيابي لوقف التشنج المذهبي غير المبرّر واستعادة لبنان وقراره الحر وحصر السلاح بالجيش وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة والعمل على اقرار اللامركزية".

 

لبنان يحقق في إشكال أمني عطّل عمل مطاره الدولي

بيروت: الشرق الأوسط/27 أيلول/18»/كلف القضاء اللبناني، أمس (الأربعاء)، لجنة أمنية وعسكرية التحقيق في إشكال اندلع بين جهازين أمنيين في مطار بيروت الدولي وعطل حركة المسافرين لبعض الوقت، وفق ما أفاد مصدر قضائي لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويعاني لبنان، البلد ذو الموارد المحدودة، من ترهل بناه التحتية والفساد المستشري في مؤسساته. وحسب الوكالة الوطنية للإعلام، توقفت عناصر من قوى الأمن الداخلي، صباح الأربعاء، عن القيام بتفتيش الركاب المسافرين إثر إشكال مع جهاز أمن المطار الذي يتولاه ضباط في الجيش اللبناني، ما أدى إلى تعطيل حركة المسافرين لبعض الوقت. وقال مصدر قضائي للوكالة، إن «مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس (...) كلف لجنة قوامها الشرطة العسكرية من جهة الجيش وفرع التحقيق في قوى الأمن الداخلي من جهة المديرية العامة لقوى الأمن، لإجراء التحقيقات مع الأشخاص المعنيين، وإفادته بالنتيجة ليتخذ الإجراء المناسب تجاه المسؤولين عن تعطل حركة المسافرين». وتدخل كل من وزير الداخلية نهاد المشنوق، وقيادة الجيش، وفق مصدرين عسكري وأمني، لحل الإشكال الذي انتهى بعودة العمل في المطار إلى طبيعته. وبعد نحو ساعة على الخلاف، عادت الأمور إلى طبيعتها في مطار بيروت الدولي، وعادت عناصر قوى الأمن لتسلم مهمة التفتيش. ولاحقاً، أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق، بعد الاجتماع مع قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط في مبنى المديرية العامة للطيران المدني، أن «الإشكال انتهى ولن يتكرر». وأضاف أن «المرسوم المتعلق بمسؤوليات المطار وطبيعة نصه، يفتح الباب أمام الاجتهادات». ولفت المشنوق إلى «ضرورة وجود حد أدنى من التفاهم الشخصي»، مشيراً إلى أن «ما حصل اليوم لن يتكرر، وعلى الجميع التزام الأوامر». وفي بلد يقوم على المحاصصة السياسية والطائفية في كل مرافق الدولة، يُنظر إلى الأجهزة الأمنية أيضاً على أنها محسوبة على أفرقاء سياسيين مختلفين. وتُحسب قوى الأمن الداخلي على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وجهاز أمن المطار على حركة «أمل» برئاسة رئيس البرلمان و«حزب الله». وشهد مطار رفيق الحريري الدولي خلال الفترة الأخيرة مشكلات عدة أبرزها عطل فني في نظام الاتصالات أدى إلى توقف تسجيل المسافرين وتأجيل العديد من الرحلات، في الأسبوع الأول من الشهر الحالي. وهزأ اللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي من المشكلات المتلاحقة في المطار الدولي. واعتبر أحدهم على «تويتر» المطار بمثابة «صورة المهزلة ببلد تتناتفه الأطراف السياسية والأجهزة الأمنية بتنافس بعضها».

وأضاف أن ما يحصل في المطار «دليل على انهيار الدولة بكل مؤسساتها». وكتب أحدهم ساخراً: «أصدر وزير الداخلية قراراً بالتعاون مع قيادة الجيش بنقل مباراة المصارعة من مطار بيروت إلى الملعب البلدي، حفاظاً على حياة المسافرين».

 

«حزب الله» ينظر بقلق إلى مصادقة لبنان على معاهدة «تجارة الأسلحة»

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/27 أيلول/18/أفرز إقرار قانون «معاهدة تجارة الأسلحة» في البرلمان اللبناني، أول من أمس، انقساما داخليا بين مؤيد لإقراره، وممتنع عن التصويت، ورافض له، وهو الموقف الذي عبر عنه «حزب الله» وحلفاؤه الذين ينظرون إليها «بعين القلق».

ولا يرى عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب فادي سعد من داعٍ للهواجس، قائلا إن ما تم إقراره هو «معاهدة دولية مرتبطة بتجارة الأسلحة، لكي يكون للأسلحة قيود تضمن عدم وصولها إلى أيدي منظمات إرهابية»، لذلك قال سعد: «الحزب غير معني بها، لأن سلاحه يأتي من إيران ولا يشتريه، كما أن الحزب ليس دولة، بينما المعاهدة هي بين الدول». وأكد سعد لـ«الشرق الأوسط» أن لبنان «لا يستطيع أن يكون خارج الدول التي وقعت على معاهدة دولية للحد من السلاح المتفلت والحد من وصوله للمنظمات الإرهابية»، بينما الحزب «هو خارج منظومة هذه المعاهدة لأن سلاحه من إيران». وطالب نواب «كتلة الوفاء للمقاومة» بإعادته إلى اللجان، قبل أن يسقط الاقتراح بالتصويت، فانسحب النائب علي عمار احتجاجا، معتبرا أنه «يستهدف سلاح المقاومة». أما زميله نواف الموسوي فقال: «العدو الإسرائيلي شريك في اتفاقية تجارة ونقل الأسلحة ولا مصلحة للبنان بالتوقيع عليها». أما عضو «تكتل لبنان القوي» حكمت ديب، فاعتبر أن «توقيع المعاهدة قد تقصد به المقاومة بحجة نقل وتجارة الأسلحة». عندها تدخّل الرئيس المكلّف سعد الحريري، فأكد أهمية المشروع وقال: «لا علاقة لاتفاقية معاهدة تجارة الأسلحة ونقلها بسلاح المقاومة، ويجب على لبنان توقيعها لأنها تصب في مصلحته». وفيما انقسم نواب «تكتل لبنان القوي» حول الموافقة على القانون أو التصويت ضده أو الامتناع عن التصويت، لم تصوت «حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري ضد المعاهدة، بل امتنعت عن التصويت، علما بأن الحركة تعد أحد أبرز حلفاء الحزب في الداخل اللبناني. ويعود ذلك إلى أن الحركة وكتلتها النيابية «التنمية والتحرير» تنظر إلى المعاهدة بوصفها «مصلحة للبنان واللبنانيين، بغض النظر عن أي مواقف أخرى»، بحسب ما قال النائب ميشال موسى، أمس. لكن الحزب، ينظر إلى نصوص المعاهدة على أنها «تفتح بابا يثير القلق»، بحسب ما قال المحلل العسكري القريب من الحزب د. أمين حطيط، مستنداً، في تصريح لوكالة الأنبار «المركزية»، إلى «تفاوت سقف الثقة في الذين سيطبقون القانون، وهذا الأمر معروف، يمكن تضييق أو توسيع التطبيق، ويلعب العامل الاستنسابي دوره في هذا الموضوع». في المقابل، شدد النائب فادي سعد، وهو عضو لجنة «الدفاع والداخلية» في البرلمان، على أن القانون «لا تأثير له على الحزب»، لكنه لفت في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحزب «عنده هواجس معينة، ويعتبر أن كل ما يتعلق بسلاحه، حساس، ويتعاطى معه بحساسية مفرطة»، مضيفاً: «لا لزوم لهذا التحسس، كونه لا أحد في لبنان يخطط لمعركة بخصوص سلاح الحزب، ومواقف كل المكونات واضحة لأنه ليس بالخديعة أو القوة يسحب السلاح. بل نحن طالبنا وما زلنا نطالب بوضع السلاح بكنف الدولة، وهو سلاح آيل للزوال ولا لزوم له في ظل الدولة في نهاية المطاف». ومع ذلك، رأى سعد أن ردة فعل الحزب «باتت أقل حدة، من العادة»، معربا عن اعتقاده أن الحزب اليوم «واعٍ للمخاطر القادمة على لبنان ويتصرف على أساسها بالحد الأدنى، وهو ما نلحظه بتغير في خطاب الحزب وليونة تصرف نوابه على المستوى الشخصي، ما يعني أن الحزب بدأ بالالتفاف للداخل بالمعنى الإيجابي، وهو التفاف غير كافٍ برأينا ونطالب بالمزيد».

و«معاهدة تجارة الأسلحة» هي معاهدة دولية دخلت حيز التنفيذ في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2014، وأقرتها 85 دولة حول العالم، ووقعت عليها 130 دولة. وقال مستشار رئيس الحكومة للأمن الإنساني، ورئيس «حركة السلام الدائم» فادي أبي علام لـ«الشرق الأوسط» أن «الجدل كان معظمه بغير محله» بالنظر إلى أن «المعاهدة تنظم حصرا الاتجار بالأسلحة بين الدول وليس داخلها التي تعتبر مسألة سيادية، وتتحمل الدول المسؤولية المباشرة داخلها من ناحية التنظيم». وقال إن المعاهدة «تترك الحق للدول للدفاع عن نفسها بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة»، مشيرا إلى أنها «جاءت على خلفية عدم تنظيم تجارة الأسلحة التقليدية، أسوة بأسلحة الدمار الشامل مثل البيولوجية والكيماوية والنووية التي صدرت معاهدة حظر انتشارها». وقال: «أهمية المعاهدة تنطلق من كون الاتجار بالأسلحة التقليدية بات هائلاً، ولبنان يحتل المرتبة التاسعة في قائمة حيازة المدنيين للسلاح الخفيف والمتوسط بحيث تتواجد 32 قطعة سلاح لكل 100 فرد لبناني». وأكد أن المعاهدة «تنسجم مع مقاصد الأمم المتحدة للحفاظ على السلام الدولي وتخفيف عدد الضحايا البالغ 4000 ضحية يوميا حول العالم، وتضبط الاتجار غير المسؤول، وتعزز التعاون والشفافية في هذا القطاع»، علما بأن العام 2017 سجل 499 ضحية في لبنان نتيجة السلاح الفردي.

وتغطي المعاهدة الأسلحة التقليدية بأكملها، بينها الطائرات الحربية والمروحيات، والمدرعات والدبابات والمدافع، كما تغطي كل ما هو في البحر، فضلا عن الأسلحة الصغيرة والخفيفة والذخائر وقطع الغيار والتجهيزات التي تدخل في إطار المعاهدة. وقال أبي علام إن المعاهدة تغطي حظر الاستيراد والتصدير وعمل الوسيط التجاري، والعبور فوق لبنان وإعادة شحن الأسلحة، وهي تراعي قرارات الأمم المتحدة، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني (قانون الحرب)، وتمنع توريد الأسلحة للأماكن التي تحصل فيها جرائم حرب، علما بأن الحروب تندلع في هذه الأوقات في 100 نقطة نزاع حول العالم، فيما نصف واردات الأسلحة في العام 2017 وصلت إلى منطقة الشرق الأوسط. وأكد أبي علام أن لبنان بموجب هذا القانون «يوضع بمصاف الدول الحضارية»، لافتا إلى أن الأوروبيين دفعوا باتجاه إقرار المعاهدة، وكانت المغرب من الدول التي تقدمت بمشروع القانون للأمم المتحدة، بينما وقعت إسرائيل والولايات المتحدة من غير أن يصادقا على المعاهدة، فيما لم توقع روسيا والصين وإيران عليها. أما لبنان، فوقع قبل عامين على المعاهدة، وصادق عليها مجلس النواب أول من أمس، وتحتاج إلى 60 يوما كي تنشر في الجريدة الرسمية بعد توقيع رئيس الجمهورية عليها. وأكد أبي علام أن «قوتنا تتمثل بالالتزام بالقوانين الدولية، والمعايير التي نتحدث عنها حقوقية».

 

السفارة الروسية أكدت مواصلة عمل بلادها لعودة النازحين

الخميس 27 أيلول 2018 /وطنية - أكدت السفارة الروسية في لبنان ببيان، ان بلادها "تواصل العمل الدؤوب لمصلحة عودة النازحين السوريين"، مشيرة الى أنه "خلال اجتماع غرفة العمليات المكلفة بعودة النازحين الروسية السورية الذي عقد بتاريخ 26 من ايلول في موسكو، صرح اللواء ايفغيني ايليين بأن 1 مليون 470 الف نازح قد عادوا الى ديارهم بالتعاون مع عدة دول والمنظمات الدولية". وأشارت الى أنه "تجري اعادة البناء لمنشآت البنية التحتية ومنها 138 مدرسة و 116 حديقة للاطفال و 109 مخابز و 113 محطة لضخ المياه و 119 محطة فرعية كهربائية و 106 مصحات و 1468 مسكنا و 79 معهدا وجامعة". ولفتت السفارة الى أن "المؤسسات والبعثات الدبلوماسية الروسية تواصل العمل بنشاط لحشد الجهود الدولية لتسهيل عودة النازحين السوريين".وأوضحت أن "ممثلي وزارة الشؤون الخارجية في سوريا ومكتب الأمن الوطني السوري أكدوا في سياق مناقشات مع الجانب الروسي، الاستعداد للتوصل الى حل القضايا التي تعقد عملية العودة الطوعية للنازحين السوريين، عبر إنشاء مجموعة عمل مشتركة بين الإدارات لمساعدة الحكومة السورية على تحسين الإطار التنظيمي". وشددت السفارة على أنها "تواصل العمل المنهجي لمساعدة السلطات اللبنانية في عودة النازحين السوريين إلى وطنهم، على اساس الدائم تتوافق جميع الاسئلة في اطار اللجنة الروسية اللبنانية المشتركة ومع مركز لاستقبال وتوزيع واقامة اللاجئين للجيش الروسي بدمشق".

 

سفارة الكويت في لبنان توضح: موقف الكويت تجاه الملف اليمني ثابت ويتطابق مع موقف التحالف العربي

الخميس 27 أيلول 2018 /وطنية - صدر عن سفارة دولة الكويت لدى الجمهورية اللبنانية  البيان الآتي:"رداًّ على ما نشرته صحيفة الديار اللبنانية بتاريخ 26 ايلول 2018 ، تحت عنوان "إنتقادات كويتية للسعودية في الملف اليمني"، وذلك تبيانا للحقائق الجليّة المعلومة، وإيمانا بما ينشد دائمًا من طمسٍ لكل ما هو نقيض لها من أخبارٍ مدسوسة وإفتراءات وإدعاءات لا ترقى الى مستوى الصحافة المسؤولة ذات المصداقية المنشودة المأمولة، وصونا لفكر القرّاء والمتابعين من الزلل والخطأ والتدليس، تود سفارة دولة الكويت لدى الجمهورية اللبنانية التأكيد على أن ما جاء في خبر جريدة "الديار" بتاريخ 26 سبتمبر 2018 بعنوان "انتقادات كويتية للسعودية في الملف اليمني" عار تماما عن الصحة، وإن ما نسبته الصحيفة من معلوماتٍ منسوبة لمصادرها هي معلومات مغلوطة ولا تمت بأي شكل من الأشكال للواقع بصلة، وبهذا الصدد فإنه يتوجب توضيح النقاط التالية:

أولاً: إن دولة الكويت عضو مؤسس وفعّال في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ذلك التحالف الذي أُسّس بطلبٍ من الحكومة اليمنية الشرعية، وعليه فإن موقف دولة الكويت تجاه الملف اليمني هو موقف ثابت ومتطابق تماما مع موقف التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، وهو الموقف المبني على المرجعيات الثلاث وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، مخرجات الحوار الوطني اليمني، والقرارات الدولية ذات الصلة، وخاصةً قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216 . ثانيا:ً في ما يتعلق بما نُسِب لرئيس بعثة دولة الكويت في بروكسل من حديث مغلوط وغير صحيح، فإنه يتوجب التوضيح بأن آخر اجتماع عُقِد لرؤساء بعثات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في بروكسل كان في شهر مارس 2017 ، وعليه فإن ما أشارت اليه الصحيفة من معلومات منقولة عن أحد مصادرها، بشأن السجال المزعوم الذي وقع بين رئيسي البعثتين الكويتية والسعودية في بروكسل بتاريخ 13 سبتمبر 2018، هي معلومات غير صحيحة نهائيا ولم تحصل إطلاقًا، ولا سيما إن كلا البعثتين الكويتية والسعودية يقومان بالتنسيق بشكلٍ مستمر من منطلقٍ أخوي، حول العديد من المواضيع والملفات ومنها الملف اليمني".  وختم البيان:"إن العلاقات المتينة والمترسخة عبر الأزمنة التي تجمع البلدين الشقيقين، تُعَد حقيقة جليّة ولا يمكن إخفاؤها، تلك العلاقات الكبيرة والسامية والضاربة في جذور التاريخ والممزوجة بدماء مختلطة ومحفوظة بقناعة وإيمان بالمصير المشترك".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أميركا تسحب أنظمة «باتريوت» من البحرين والكويت والأردن

واشنطن، الكويت/رويترز/ 27 سبتمبر 2018 /سحبت الولايات المتحدة بطاريات «باتريوت» المضادة للطائرات والصواريخ من 3 دول في الشرق الأوسط، في مؤشر ملموس إلى تحوّل تركيز البنتاغون عن الصراعات القائمة في الشرق الأوسط وأفغانستان، نحو تهديدات جديدة تمثلها روسيا والصين وإيران. لكن الجيش الكويتي أكد أن هذا الإجراء «روتيني». ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أمس عن مسؤوليْن عسكريين أميركيين بارزين أن وزارة الدفاع (البنتاغون)، ستسحب أربعة أنظمة صواريخ «باتريوت» من الأردن والكويت والبحرين الشهر المقبل. وأوضحت أن بطاريتيْ «باتريوت» ستُسحبان من الكويت، وواحدة من الأردن، وأخرى من البحرين، علماً أن نظام «باتريوت» هو نظام صاروخي متحرك قادر على إسقاط الصواريخ والطائرات. وأوضح المسؤولان أن الأنظمة الأربعة توقفت عن العمل، وسيعاد نشرها الشهر المقبل. وأوضح أحد المسؤوليْن، أن لا خطط لاستبدالها، بل ستعاد إلى الولايات المتحدة لتحديثها. وعلى رغم أن ثمة أنظمة «باترويات» ما زالت في المنطقة، إلا أن المسؤوليْن اعتبرا أن إزالة البطاريات الأربع يؤشر إلى إنهاء تدرّجي للإمكانات التي كانت هذه الأنظمة توفرها للمنطقة. وتأتي الخطوة الأميركية وسط تبادل التصريحات العدائية بين إيران والولايات المتحدة التي انسحبت في وقت سابق هذا العام من الاتفاق النووي لعام 2015. كما تشهد العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة خلافاً ديبلوماسياً في شأن ضم روسيا إلى شبه جزيرة القرم عام 2014، والتدخل في الحرب السورية، ومزاعم عن التورط في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016. في الوقت ذاته، فإن الحرب التجارية تستعر بين الولايات المتحدة والصين، ولا يبدو أنها ستهدأ في وقت قريب. وكانت وزارة الخارجية الأميركية أصدرت أول من أمس تقريراً من 48 صفحة يُفصّل التهديدات التي تمثلها إيران، بما فيها برنامجها الصاروخي. وأفاد التقرير بأن إيران تحتفظ بـ «مخزون من مئات الصواريخ التي تهدد دول الجوار في المنطقة». ورداً على ما يتردد عن سحب الولايات المتحدة بعض البطاريات المضادة للطائرات والصواريخ الباتريوت، أكد الناطق باسم القيادة الوسطى الأميركية في تامبا بيل إربن «التزام العمل بقوة مع حلفائنا وشركائنا لتوفير الأمن والاستقرار الإقليمي». وأضاف أن «القوات الأميركية تبقى جاهزة لشن عمليات في أرجاء المنطقة للرد على أي طارئ». من جهة أخرى، أفادت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي أمس، بأن سحب البطاريات إجراء داخلي روتيني. وأردفت في بيان تلقت وكالة «رويترز» نسخة منه، أن هذا الإجراء «يخضع لتقدير القوات الأميركية بالتنسيق مع الجيش الكويتي»، موضحة أن «ما سيتم سحبه، مخصص لتأمين الحماية للقوات الأميركية». وأكدت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي أن «منظومة باتريوت الكويتية تؤمن، في شكل مستقل، الحماية والتغطية الكاملة للحدود الجغرافية لدولة الكويت».

 

روحاني: باقون في سورية مادامت في حاجة إلينا

السياسة/27 أيلول/18»/أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده ستبقي على وجودها العسكري في سورية، “مادامت الدولة السورية في حاجة إليه”. وردّ روحاني على سؤال في مؤتمر صحافي عقده على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء أول من أمس، قائلاً: “سيستمر وجودنا في سورية ما دامت الدولة السورية في حاجة إلى ذلك”، مجدداً تأكيده أن إيران “ليس لديها أي قوات نظامية” في سورية، وإنما “مستشارون عسكريون فقط”، مشيراً إلى أن “أحد أغراض إيران على الأراضي السورية هو إلحاق الهزيمة التامة بالتنظيمات الإرهابية” الناشطة في هذا البلد.وأبدى روحاني رضاه عن الإنجازات التي تحققت في محاربة الإرهاب في سورية، مؤكداً أن “التعاون مع روسيا وتركيا أفضى إلى تخفيف حدّة التوتر في إدلب والمنطقة عموماً، معرباً عن الأمل في أن “تنطلق العملية السياسية في سورية، ويتم اعتماد دستور جديد، واختيار حكومة جديدة، في أقرب وقت”. وسئل روحاني عن رأيه في بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة أو تنحيته، فأجاب: “القرار بشأن مصير الأسد في أيدي الشعب السوري، الذي سيعبّر عن إرادته عبر الانتخابات”.

 

خبراء يحذّرون من خطر عودة «داعش» وشددوا على ضرورة حل «المشكلات الجوهرية» التي أدت إلى نشوئه

باريس/الشرق الأوسط/27 أيلول/18»/حذّر خبراء من أن غياب حلول للمشكلات الجوهرية التي أدت إلى نشوء تنظيم «داعش»، يمكن أن يؤدي إلى عودة ظهور الجماعات المتطرفة عاجلاً أم آجلاً، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من باريس أمس.

وكتبت الوكالة أن «(التدخل العسكري واستخدام القوة) يتيح معالجة الأعراض، لكن اجتثاث المرض يتطلب علاج أسبابه»، وفق الخبراء، الذي يشيرون كمثال إلى هزيمة «القاعدة» في العراق في 2008 وكيف انبثق من بين فلولها بعد 4 سنوات تنظيم «داعش». وقال برنار باجوليه، المدير السابق للمديرية العامة الفرنسية للأمن الخارجي (الاستخبارات الخارجية): «لقد هُزم (داعش) على الأرض، لكن التنظيم لا يزال خطيراً. لم يتم القضاء على الخطر بعد». وأضاف خلال لقاء مع صحافيين أن «المشكلات الأساسية لا تزال بلا حل، وهي تختلف من منطقة جغرافية إلى أخرى». ولفت إلى أن «التدخل الأميركي في العراق عام 2003 قاد الشيعة إلى السلطة وتم استبعاد السنّة»، مضيفاً أن «الأمر ذاته تقريباً يحصل في سوريا؛ إذ يتعرض السنّة للتهميش». وقال باجوليه؛ بحسب ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية: «لم يتم إيجاد حلول لهذه الظواهر. نحن لدينا علاج لهذه المشكلات؛ عسكري، أمني، ولكننا لم نتصدّ حقاً للأسباب الجوهرية». وتابعت الوكالة أن تحليلاً نُشر حديثاً بعنوان «(داعش) لا بد من أن يعاود الظهور في سوريا» للباحث حسن حسن، عضو البرنامج المعني بشؤون التطرف في جامعة جورج واشنطن، جاء فيه أنه «إذا كان المسلحون قد هُزموا، فإن المشكلات التي أتاحت ظهورهم لا تزال قائمة». وأضاف الباحث: «إذا كان يمكن الاستفادة من دروس التاريخ، فإنها تشير إلى أن الجهاديين (المزعومين) سيستغلون وضعاً متقلباً، وسوف ينضمون إلى الفصائل المعارضة للأسد، رمز القمع، لإعادة تشكيل صفوفهم وتأسيس وجود دائم لهم في المنطقة». وتابعت الوكالة أن المثال العراقي أظهر، بحسب التحليل ذاته، أن «المتشددين السنّة عرفوا كيف ينتقلون إلى العمل السري ويختبئون وينتظرون بصبر في مواجهة القوة العسكرية المتفوقة للتحالف الدولي الذي دفنهم تحت القنابل». وزادت أن المتشددين «يسعون إلى التخريب عبر التغلغل في أوساط السنّة العراقيين والعمل على إقناعهم بأنهم (المدافعون الوحيدون) عنهم، وعبر ترهيب أولئك الذين يقاومونهم، من خلال الهجمات والاغتيالات». وتابعت الوكالة، نقلاً عن الدراسة ذاتها، أن المتشددين «ينتظرون الوقت المناسب، فيما هم مختبئون داخل مجتمعهم، يمارسون التأثير الآيديولوجي أو الترهيب».

وأضاف حسن في دارسته: «لا يمكن أن تختفي حركات التمرد من تلقاء نفسها في غياب حل للقضايا التي أتاحت ظهورها. سيتوارون لسنوات أو حتى عقود، ليولدوا من جديد في وقت لاحق». أما جان بيار فيليو، الخبير بشؤون المنطقة والأستاذ بكلية العلوم السياسية في باريس، فرأى أن «تنظيم داعش لا يزال يسيطر على عدة آلاف من الكيلومترات المربعة من الأراضي السورية، ويدير خلايا سرية في قسم كبير من أراضي العراق. يستفيد (داعش) في جانبي الحدود من التناقضات بين القوى المفترض أن تقاتله». ونقلت الوكالة الفرنسية عن فيليو أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة «يخلق وضعاً ملائماً لعودة المتشددين، لأنه يترك الرقة، مهد (داعش) في سوريا، مدمرة بفعل الحرب التي شهدتها العام الماضي وانتهت بطرد التنظيم المتطرف منها». وما يصح بالنسبة إلى الشرق الأوسط ينطبق بالمثل على منطقة الساحل أو أفغانستان، حيث أنشأ تنظيم «داعش» فروعاً، كما قال برنار باجوليه الذي نشر مذكراته في كتاب بعنوان: «الشمس لا تبزغ في الشرق» عن دار «بلون». وقال باجوليه إن «النهج الأمني لا يكفي وحده في منطقة الساحل. إن مشكلات الأقليات في شمال مالي، على سبيل المثال، أو بعض الأقليات القبلية مثل الفولاني، لا يتم الالتفات لعلاجها». وتابع، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية، أن «الوضع أسوأ حالاً في أفغانستان؛ حيث عدنا إلى نقطة الصفر تقريباً على الرغم من الوسائل والجهود الضخمة التي بذلت والخسائر الجسيمة. هناك تسيطر طالبان على نصف البلاد، بل وأكثر في الليل». إن إدراك عدم كفاية العمل العسكري أمر سهل، وفق الخبراء، لكن الجميع يتفق على أنه من الأسهل بكثير شن غارات جوية من معالجة الأسباب الجذرية؛ ومنها عزلة النخبة السياسية، والفساد، وضعف التنمية، والتطرف الديني، أو نفوذ المنظمات الإجرامية.

 

تحذير للأمم المتحدة من الخضوع لضغوطات الميليشيات

تعز/الشرق الأوسط/27 أيلول/18/حذر وزير الخارجية اليمني الوكالات الإغاثية الأممية والدولية من الخضوع لأي ضغوطات تمارس من قبل تلك الميليشيا على المنظمات الدولية والعاملين فيها وتجنب استغلال الميليشيا لحرص الأمم المتحدة ومنظماتها للتنسيق مع السلطات المحلية في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين لتحقيق أهداف إعلامية وسياسية. وشدد اليماني لدى لقائه المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ليز غراندي، في نيويورك أمس، على الأمم المتحدة بضرورة كشف المنظمات الدولية لانتهاكات الميليشيا الحوثية للعمل الإنساني، كما بحث اللقاء «إجراءات تسيير الجسر الطبي الجوي الخاص بالحالات الحرجة». ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ): «أكدت غراندي أن الأمم المتحدة ملتزمة تماما بالعمل والتنسيق مع الحكومة اليمنية وستأخذ ملاحظات الحكومة وإرشاداتها بعين الاعتبار عند تنفيذ أي برامج أو مشروعات في مختلف المحافظات اليمنية»، «مشيدة بجهود الجهات الحكومية الشرعية في اليمن وتفاعلها مع مشروع الجسر الطبي الذي سيوقع في وقت لاحق». وفي سياق ميداني، سقط عدد من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح جراء غارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية التي تواصل شن غاراتها وتدمير تعزيزات ومواقع عسكرية للانقلابيين في مختلف جبهات القتال في اليمن، التي تُعد أهدافا عسكرية للتحالف والجيش الوطني، حيث تركز أعنف الغارات خلال أمس في محيط مدينة الحديدة الساحلية وصرواح بمحافظة مأرب وجبهة الساحل الغربي ومحافظة صعدة، معقل الانقلابيين. جاء ذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات الجيش الوطني تمشيط المناطق الجنوبية لمحافظة الحديدة، غربا، واستهداف مدفعيتها مواقع وتحصينات ميليشيات الانقلاب في التحيتا ومحيط زبيد والجراحي، في الوقت الذي تواصل قوات الجيش الوطني تقدمها، لليوم الثاني، في حيفان الريفية، جنوب تعز. وجراء الضربات التي تتلقاها ميليشيات الانقلاب والخسائر البشرية والمادية الكبيرة في معاركها مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية في محيط مدينة الحديدة وجبهة الساحل الغربي، تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية قصف مدينة التحيتا، جنوب الحديدة، بعشرات الهاونات وبطريقة هستيرية، حيث دمر عدد من المنازل على رؤوس ساكنيها، وحدث هلع كبير لدى المواطنين الآمنين خاصة النساء والأطفال. وتشهد مدينة الحديدة، حالة نزوح للأهالي، مع اقتراب قوات الجيش الوطني من تحريرها ومينائها الاستراتيجي، وذلك بعدما دفعت قوات تحالف دعم الشرعية والجيش الوطني، الأيام الماضية القليلة، بتعزيزات عسكرية إلى محيط المدينة، ومع الإعلان ثلاثة منافذ من مدينة الحديدة، طبقا لتأكيدات سكان محليين لـ«الشرق الأوسط».

 

الرئيس الأميركي يعلن للمرة الأولى تأييده حل الدولتين

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/27 أيلول/18/للمرة الأولى منذ توليه الحكم في البيت الأبيض، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تأييده حل الدولتين باعتباره الحل الأفضل لطي صفحة النزاع الطويل والمرير بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ولطالما كان ترمب غامضاً سابقاً حول موقفه من مبدأ حل الدولتين، بالقول إنه سيدعم ما يتفق عليه الطرفان، بما في ذلك ربما حل الدولة الواحدة، الذي قد يرى الأراضي الفلسطينية جزءاً من إسرائيل. وكان ترمب يتحدث خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على هامش الاجتماعات رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السنوية الـ73 بنيويورك. وعبّر عن اعتقاده أن فكرة دولتين «تعمل بشكل أفضل». وقال وهو يقف لالتقاط صور فوتوغرافية مع نتنياهو: «يعجبني حل الدولتين (...) هذا ما أعتقد أنه يعمل بشكل أفضل. هذا هو شعوري. الآن يمكن أن يكون لديك شعور مختلف. لا أعتقد ذلك. لكني أعتقد أن حل الدولتين يعمل على أفضل وجه».

وأضاف أن خطته للسلام المتوقعة في الشرق الأوسط، والتي لم تعلَن بعد، يمكن تقديمها خلال الشهرين أو الأشهر الأربعة المقبلة، ولكنه لم يضع توقيتاً محدداً لذلك. وقال: «أعتقد بحق أن شيئاً ما سيحدث. إنه حلمي بأن أتمكن من فعل ذلك قبل انتهاء مدة رئاستي الأولى»، معبراً عن اعتقاده بأن الفلسطينيين سيعودون قريباً إلى طاولة المفاوضات. وقال: «سيأتون بالتأكيد إلى الطاولة، بكل تأكيد، مائة في المائة». وجدد القول إن خطوة السفارة ستساعد بالفعل جهود السلام بالاعتراف بالحقيقة التي تقول إن إسرائيل تحدد القدس عاصمة لها، لكنه أضاف أن على إسرائيل تقديم تنازلات للفلسطينيين في أي مفاوضات. وقال: «حصلت إسرائيل على القطعة الأولى، وهي كبيرة». وتابع: «انتقلت السفارة إلى القدس، وكان ذلك دائماً العنصر الأساسي الذي يفسر لماذا لا يمكن إنجاز الصفقات. والآن هذا بعيد عن الطاولة. الآن، هذا سيعني أيضاً أن على إسرائيل أن تفعل شيئاً جيداً على الجانب الآخر». وشكر نتنياهو لترمب دعمه وقراره الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، معتبراً أن العلاقات الأميركية الإسرائيلية لم تكن أبداً أفضل مما هي عليه في ظل إدارته. وقال نتنياهو: «شكراً على كلماتكم القوية (أول من) أمس في الجمعية العامة ضد النظام الإرهابي الفاسد في إيران». وأضاف: «إنهم يدعمون كلماتك القوية وأفعالك القوية». وكان الفلسطينيون قد انتقدوا بشدة ترمب لاتخاذه سلسلة من الخطوات يقولون إنها تُظهر تحيزاً واضحاً لمصلحة إسرائيل، بدءاً من اعترافه العام الماضي بالقدس عاصمةً لإسرائيل، مؤكدين أن المدينة المقدسة عاصمة الدولة الفلسطينية. وفي وقت سابق من هذا العام، نفّذ ترمب وعد الاعتراف عن طريق نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وهي خطوة احتجّ عليها الفلسطينيون وغيرهم على نطاق واسع في العالم العربي. كما خفضت إدارته المساعدات المقدمة إلى الفلسطينيين بملايين الدولارات. وأنهت الدعم الأميركي لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى «أونروا». وقد دافع ترمب وفريقه للأمن القومي عن موقفهم، قائلين إن عقوداً من المحاولات الرامية إلى إقامة سلام إسرائيلي فلسطيني فشلت.

 

موجز الحرب ضد الإرهاب

الشرق الأوسط/27 أيلول/18

جماعة تابعة لـ«داعش» تقتل 16 مدنياً في شمال مالي

باماكو - «الشرق الأوسط»: أعلن جيش مالي، أمس (الأربعاء)، أن ما لا يقل عن 16 مدنياً قُتلوا على يد أفراد جماعة إرهابية ذات صلة بتنظيم «داعش» في شمال مالي، حسبما أوردت وكالة الأنباء الألمانية. وقالت المتحدثة باسم الجيش مريم ساجارا، إن 8 متشددين مسلحين على متن دراجات بخارية هاجموا مخيماً للطوارق في بلدة إنيكار في منطقة ميناكا، مساء الثلاثاء. ولم تقدم ساجارا مزيداً من التفاصيل حول الهجوم. ويشار إلى أن شمال مالي يشهد موجات عنف وهجمات بصورة اعتيادية منذ وقوع انقلاب عام 2012، سيطرت بعده جماعات متمردة انفصالية ومسلحون على صلة بتنظيم «القاعدة» على المنطقة.

مقتل 8 جنود بانفجار في بوركينا فاسو

واغادوغو - «الشرق الأوسط»: قُتل 8 من جنود بوركينا فاسو، أمس (الأربعاء)، في انفجار لغم يدوي الصنع في ضواحي بارابولي بمنطقة الساحل، بينما كانوا متوجهين إلى دجيبو، كبرى مدن إقليم سوم، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرئاسة في بوركينا فاسو. وأعلن رئيس بوركينا فاسو روك مارك كريستيان كابوري: «أُبلغت للتوّ أن 8 جنود بوركينيين لقوا مصرعهم عندما انفجر بسيارتهم لغم يدوي الصنع زرعه أعداء شعبنا». وقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية إن «السيارة التي كانت تتقدم قافلة عسكرية، لدى الانطلاق من بارابولي إلى دجيبو، انفجرت فوق عبوة يدوية الصنع». ووقع الحادث «لدى الخروج من جسر» في هذه المنطقة في شمال بوركينا فاسو. وهذا البلد الساحلي الفقير المتاخم لحدود مالي غير المستقرة والنيجر يواجه منذ 3 سنوات هجمات متزايدة ومدمرة تشنها جماعات متشددة. ووجه كابوري تعازيه «لقوات الدفاع والأمن وعائلات الضحايا وأقاربهم»، مشيراً إلى أن هذه «الهجمات الجبانة والمرعبة لن تؤثر في عزمنا المشترك على الدفاع عن وحدة الأراضي الوطنية وإحلال السلام والأمن من أجل شعب بوركينا فاسو وازدهاره».

اعتقال شخصين في الدنمارك لمحاولتهما تزويد «داعش» بطائرات مسيَّرة

كوبنهاغن - «الشرق الأوسط»: قالت الشرطة الدنماركية إنها اعتقلت شخصين في كوبنهاغن، أمس (الأربعاء)، واتهمتهما بمحاولة إمداد تنظيم داعش بطائرات مسيَّرة لاستخدامها في تنفيذ هجمات. ونقلت وكالة «رويترز» عن بيان للشرطة أنهما اعتُقلا بعد مداهمات نفّذها شرطيون وأفراد في أجهزة الأمن والمخابرات في كوبنهاغن. وتابعت الشرطة أنها تشتبه في أن الشخصين عضوان في شبكة أوسع نطاقاً تقوم بشحن الطائرات المسيَّرة وإمدادات أخرى لتنظيم داعش من الدنمارك لاستخدامها في القتال. ولم تكشف الشرطة عن اسميهما أو أي تفاصيل أخرى عنهما. وقالت في البيان إنهما اتُّهما بمحاولة التواطؤ مع منظمة إرهابية في الخارج وسيمْثلان أمام محكمة، اليوم (الخميس). يذكر أن تنظيم داعش زاد من استخدامه للطائرات المسيَّرة في تنفيذ هجمات في سوريا والعراق.

 

مشاورات أوروبية حول آليات مكافحة محتوى الإرهاب على الإنترنت

بروكسل: عبد الله مصطفى/الشرق الأوسط/27 أيلول/18/أجرى المفوض الأوروبي لشؤون الاتحاد الأمني جوليان كينغ محادثات في باريس مع لوزران مونيز المدير العام للأمن الداخلي في فرنسا، لمناقشة القضايا الأمنية الأوروبية، خصوصاً ما يتعلق بمقترحات قدّمتها المفوضية أخيراً حول مكافحة محتوى الإرهاب على الإنترنت. وأوضحت المفوضية الأوروبية في بروكسل أن كينغ شارك خلال زيارته لباريس، قبل يومين، في اجتماع الطاولة المستديرة الثاني للجنة الصناعات الأمنية، حيث عرض المسؤول الأوروبي جهود المفوضية لدعم تطوير صناعة الأمن الأوروبية وأيضاً ما ستحمله الموازنة الأوروبية القادمة من دعم في هذا الصدد. وأشارت مصادر بروكسل إلى أن المفوض الأوروبي المكلف بالاتحاد الأمني ينوي بدء سلسلة مشاورات مع الدول الأعضاء وخاصة تلك التي عانت بسبب الإرهاب والتي تكثّف خطواتها على طريق مواجهة مخاطره. وأضافت المصادر نفسها لـ«الشرق الأوسط» أن سلسلة المشاورات هذه بدأت فعلاً بزيارة المسؤول الأوروبي لفرنسا التي تعرضت عاصمتها لهجمات إرهابية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 أودت بحياة أكثر من 130 شخصاً، إلى جانب تنفيذ عمليات طعن ودهس بالسيارات في مناطق متفرقة من أنحاء البلد. وأعلنت المفوضية الأوروبية، قبل أيام، عزمها سن قوانين جديدة تلزم شركات الإنترنت والتواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«مايكروسوفت» و«يوتيوب»، بحذف المحتوى الذي يحض على الإرهاب والتطرف من على منصاتها، محذّرة من غرامات قاسية تصل إلى 4 في المائة من عوائد الشركات.  وذكرت المفوضية أن «كافة المنصات الموجودة على الشبكة العنكبوتية والتي تقدم خدماتها داخل دول الاتحاد الأوروبي ستخضع لضوابط واضحة لمنع إساءة استغلالها للترويج لمحتوى يحض على التطرف والإرهاب، كما سيتم تقديم ضمانات قوية لحماية حرية التعبير على الإنترنت وتضمن استهداف المحتوى الإرهابي فقط». وأضافت المفوضية: «لن تفلت أي شركة من العقوبة إذا قامت بتوزيع منشورات تحض على الإرهاب في شوارع مدننا، كذلك لا يمكن السماح بحدوث ذلك على الإنترنت. بينما أحرزنا تقدماً في إزالة المحتوى المتعلق بالإرهاب من على الإنترنت عبر جهود تطوعية، إلا أن ذلك لم يكن كافياً. نحتاج إلى منع وضع ذلك المحتوى بالأساس، وعند ظهوره ينبغي التأكد من محوه بأقصى سرعة ممكنة قبل أن يتسبب في أضرار خطيرة».

وزاد المحتوى المُحرض على التطرف على الإنترنت خلال الفترة الماضية ليشكل خطورة شديدة على المجتمع الأوروبي، بحسب دراسات متخصصة. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي وحده تم نشر ما يقرب من 700 منشور رسمي يروج لتنظيم داعش على الإنترنت. وقالت المفوضية الأوروبية، في يناير الماضي، إن اجتماعاً انعقد وضم عدداً من أعضاء الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي مع ممثلي المنابر الإلكترونية، لمناقشة التقدم المحرز في معالجة انتشار المحتوى غير القانوني عبر الإنترنت، بما في ذلك الدعاية الإرهابية على الشبكة العنكبوتية وكراهية الأجانب والعنصرية فضلاً عن انتهاكات الملكية الفكرية. وقال ماغريتس شيناس، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، خلال مؤتمر صحافي وقتها، إن الاجتماع شكل فرصة جيدة لتبادل صريح ومفتوح للآراء حول التقدم المحرز والدروس المستفادة في هذا العمل.

 

العراق: توافق الصدر والعامري يعزز حظوظ عبد المهدي

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/27 أيلول/18/كشف سياسي عراقي مطلع على كواليس المفاوضات الجارية بشأن اختيار مرشح توافقي لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة، عن أن حظوظ القيادي السابق في «المجلس الأعلى الإسلامي» عادل عبد المهدي عادت للارتفاع ثانية بعد أن تراجعت خلال الأيام الماضية. وأوضح السياسي الذي طلب عدم نشر اسمه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «عبد المهدي ازدادت حظوظه خلال الأيام القليلة الماضية كمرشح توافقي، لا سيما بعد موافقة كل من تحالف سائرون (المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر) والفتح (بزعامة هادي العامري) على ترشيحه، إضافة إلى وجود دعم ضمني له من قبل المرجعية الدينية في النجف». وأشار إلى أن «عبد المهدي يمتلك رؤية اقتصادية وله قبول من مختلف الأطراف، كما أن القوى السياسية رغم وجود مرشحين لديها لهم نقاط وكانت لبعضهم حظوظ، فإن طبيعة الخلافات أدت إلى تغيير البوصلة نحو مرشح توافقي بحيث تتحمل الكتل النيابية الفائزة النقاط التي تحسم وصوله إلى منصب رئيس الوزراء المقبل». ولفت إلى أن «عبد المهدي بدا هو الأقرب إلى المواصفات المطلوبة حتى الآن ما لم تحصل مفاجآت في اللحظات الأخيرة». من جهة أخرى، رغم بدء جلسات البرلمان، فإن أياً من كتلتي «الإصلاح والإعمار» التي تضم رئيس الحكومة حيدر العبادي وعمار الحكيم ومقتدى الصدر وإياد علاوي، أو «البناء» التي تضم هادي العامري ونوري المالكي لم تسجل بوصفها الكتلة الأكبر داخل البرلمان التي يترشح منها رئيس الحكومة، بسبب التفاهم الجديد بين «الفتح» بزعامة العامري و«سائرون» المدعومة من الصدر. وعما إذا كانت الكتلة الأكبر انتهت من مداولات تشكيل الحكومة المقبلة، يقول النائب عن كتلة «الفتح» نعيم العبودي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الكتلة الأكبر ستبقى بوصفها هي التي تحدد المسار العام لتشكيل الحكومة كما أنها تبقى عامل التوازن داخل البرلمان». وأشار إلى أنه «في كل الأحوال لم يعد ممكناً تجاوز كتلتي الفتح وسائرون، وهو ما سينسحب على عمل الحكومة المقبلة، خصوصاً إذا ما تم اختيار مرشح توافقي ليس من الكتلتين. لكن تبقى الكتلة الأكبر عامل جدية في التعامل مع كل المتغيرات، سواء داخل البرلمان أو مع الحكومة ورئيسها». وقال الناطق السابق باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ إن عبد المهدي «يحظى باحترام وتقدير عالٍ وله قدرة وقابلية للتفاهم والتشاور وسماع الآخرين والتفاعل مع الآراء التي تخالف قناعاته... والوضع العراقي الحالي يتطلب شخصية من هذا النوع لتهدئة القلق والإحباط وتراجع الأمل عند العراقيين نتيجة للفوضى والعشوائية والارتجالية التي تدار بها الأمور». وعما إذا كان التوافق على شخصية عبد المهدي أنهى الكتلة الأكبر، يقول الدباغ إن «التفاهم بين سائرون والفتح هو نقلة وخطوة مهمة لحسم الأمور في موضوع تشكيل الكتلة الأكبر وينهي الصراع الشديد الذي نراه يلازم الوضع السياسي»، مشيراً إلى أنه «كي يحقق النجاح لا بد من آليات جديدة لتشكيل الحكومة». إلى ذلك، تواصل الصراع بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، وفي وقت التقى المرشح عن «الاتحاد الوطني الكردستاني» برهم صالح زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، التقى مرشح «الحزب الديمقراطي الكردستاني» فؤاد حسين زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي. وطالب المالكي الحزبين الكرديين باختيار مرشح واحد «كي يسهل دعمه من قبل الكتل الشيعية»، فيما دعا الصدر خلال لقائه مع صالح إلى تشكيل حكومة خدمات. وقال بيان لمكتب الصدر إنه وصالح «أكدا أن تتناسب الحكومة المقبلة وتطلعات الشعب للقيام بواجباتها الأساسية والإسراع بتوفير الأمن والخدمات التي يستحقها من دون تمييز بين مختلف أطيافه... كما جرى خلال اللقاء التأكيد على أهمية العمل من أجل ترسيخ مبدأ التعايش وتعزيز روح المواطنة في ظل عراق موحد».

 

عباس: القضية الفلسطينية تمر بأصعب مراحلها وأصر على استبعاد واشنطن من عملية السلام وليفني حاولت إقناعه باستئناف الحوار

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/27 أيلول/18/قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن القضية الفلسطينية تمر في هذه المرحلة بأصعب الظروف، متعهداً بمواجهة ذلك بمزيد من الصمود. وأضاف عباس أثناء لقائه وفداً من أعضاء الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأميركية، قبل يوم من إلقائه خطابه في الأمم المتحدة: «قضيتنا الآن تمر بأصعب الظروف، ولكننا لن نيأس، وسنصمد حتى تحقيق أهدافنا وثوابتنا الوطنية، المتمثلة بالحرية والاستقلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية». وأكد عباس أنه يريد الوصول إلى ذلك عبر صنع السلام، لكن بعد عقد مؤتمر دولي بديلاً لرعاية الولايات المتحدة. وقال: «الإدارة الأميركية بقراراتها المتمثلة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، وإزاحة ملف اللاجئين مِن على طاولة المفاوضات، وقطع المساعدات عن وكالة (الأونروا)، أخرجت نفسها كوسيط وحيد للعملية السياسية، وبالتالي أصبحت هناك ضرورة لعقد مؤتمر دولي السلام، ينتج عنه تشكيل آلية دولية لرعايته». وأكد الرئيس الفلسطيني أنه سيواصل جهوده من أجل إقامة الدولة، وكذلك مواجهة «الإجراءات الإسرائيلية الخطيرة، المتمثلة بمواصلة سياسة الاستيطان واستمرار الاعتداءات التي تستهدف الأرض والإنسان الفلسطيني»، مضيفاً: «هذه الإجراءات لا يمكن السكوت عنها، وسنواصل جهودنا على المستويات كافة، واتخاذ القرارات من أجل حماية شعبنا والحفاظ على حقوقه التي كفلها القانون الدولي». وحذَّر عباس من خطورة المس بالمسجد الأقصى، قائلاً إن أي قرارات تحاول المسَّ بمكانته الدينية، ستجر المنطقة إلى مزيد من التوتر وتدهور الأوضاع.

وفيما يتعلق بملف المصالحة الوطنية، أكَّد عباس حرص القيادة الفلسطينية على تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام «لمواجهة المخاطر المحدقة بقضيتنا الوطنية». وقال إن «الطريق لتحقيق المصالحة واضح، وهو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة في 17/ 10/ 2017، الذي ينص على تمكين حكومة الوفاق الوطني من أداء مهامها بشكل كامل في قطاع غزة، والذهاب لإجراء الانتخابات العامة بأسرع وقت، وذلك لتوحيد شطري الوطن وإنهاء الانقسام». وجاءت تصريحات عباس التي انتقد فيها سياسات الولايات المتحدة، بعد ساعات من محاولات رئيسة المعارضة الإسرائيلية، تسيبي ليفني، إقناعه باستئناف الحوار مع الإدارة الأميركية. وكانت ليفني التقت عباس على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، وأبلغته بأن خطورة الوضع تتطلب ضرورة عودة الحوار بين السلطة والولايات المتحدة. وقالت ليفني إن الهدف من اللقاء هو منع تدهور الوضع الأمني وتحقيق آمال مستقبلية، وليس التطرق إلى المفاوضات التي جرت في الماضي. ورفضت ليفني أي خطوات فلسطينية أحادية، قائلة لعباس إنها قد تؤدي «إلى تدهور الوضع، وفقدان السيطرة، وخسارة حل الدولتين».وأكد مكتب ليفني أنها قالت لأبو مازن، إن عليه العمل للتوصل إلى حل «قبل أن تصبح غزة (حماسستان) بشكل رسمي»، وإن عليه العودة إلى المحادثات مع الولايات المتحدة «قبل خسارة حل الدولتين».

وأكدت ليفني أن الحل في غزة عالق، ولن ينجح إلا عبر إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على (القطاع)، وليس عبر منح شرعية لمنظمة إرهابية، متطرفة، وعنيفة مثل حماس» على حد قولها. وناشدت ليفني أبو مازن العودة إلى المحادثات مع الولايات المتحدة على أساس حل الدولتين القوميتين، قائلة: «إنه يجب العودة إلى الحوار مع الولايات المتحدة على أساس حل الدولتين: دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب إسرائيل، حتى مع العقوبات والتقليصات في المساعدات الأميركية للفلسطينيين، حتى وإن كان لديكم نوع من القلق والإحباط، حتى وإن لا توافق على كل الشروط». وادعت ليفني أن المعارضة الإسرائيلية ومعظم الإسرائيليين، يؤيدون حل الدولتين، لكنهم «يعارضون أية خطوة أحادية الجانب تُتخَذ ضد إسرائيل في المنتديات الدولية. وقالت أيضاً نرفض تمويل عائلات الإرهابيين والتوجه إلى المحاكم الجنائية في لاهاي، لأنهما يؤديان إلى خسارة الثقة ويعززان التطرف».

ولقاء عباس مع ليفني، كان جزءاً من سلسلة لقاءات مكثفة ينوي عباس إجراءها قبل خطابه المرتقب اليوم في الأمم المتحدة. ويسعى عباس لدق ناقوس الخطر في خطابه المقرر اليوم، وإعطاء العالم فرصة أخيرة من أجل إنقاذ حل الدولتين أو مواجهة خيارات صعبة. ويوجد على طاولة عباس فكرة إقامة دولة فلسطينية تحت الاحتلال، والتخلص من الاتفاقات مع إسرائيل، وصولاً إلى إلغاء اتفاق أوسلو، وسحب الاعتراف بإسرائيل أو تعليقه، إلى حين تعترف بالدولة الفلسطينية. وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، يشكل مفترق طرق ويمهد لمرحلة جديدة، بل إنه قد يكون الفرصة الأخيرة لإحلال السلام. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن خطاب عباس، سيتضمن رؤية استراتيجية وطنية شاملة، ستترك أثرها العميق على مجريات الأحداث هنا وفي الإقليم والعالم. وجدد أبو ردينة التأكيد على أنه «دون القدس والمقدسات لن يكون هناك سلام عادل ودائم في المنطقة، كما أنه دون القدس لن يكون هناك حل، والمنطقة ستبقى في دائرة عدم الاستقرار والحروب بلا نهاية». وقال إن «الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا على أرضه، وسيبقى متمسكاً بها، وسيُسقِط بصموده كل المؤامرات، ومن أي جهة جاءت»، مضيفاً أن الكل الفلسطيني مطالَب في هذه المرحلة الخطيرة بتحمل المسؤولية الوطنية... «خاصةً من خلال رؤيتنا للمخططات والمشاريع الرامية إلى تقسيم المنطقة العربية وتدميرها».

 

مظاهرات في الضفة وغزة ضد سياسات الرئيس الأميركي والفلسطينيون يقولون إنه «يغلق الباب أمام السلام»

رام الله/ الشرق الأوسط/27 أيلول/18/واجه خطاب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، انتقادات فلسطينية واسعة وغضبا شعبيا كبيرا. وانتقد المسؤولون الفلسطينيون إصرار ترمب على مواقفه السابقة، وقالوا إنه «أغلق الباب أمام السلام»، فيما خرج فلسطينيون أمس في الضفة وقطاع غزة بمظاهرات ضده. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن «إدارة الرئيس ترمب تصر على إغلاق الأبواب أمام السلام، وإنها لا تستطيع لعب أي دور في صنع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وأضاف عريقات معلقا على خطاب ترمب، أن إصراره على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، يخالفان القانون الدولي وقرار مجلس الأمن 478. وتابع عريقات أن «الإدارة الأميركية اختارت مكافأة جرائم الحرب والاستيطان الاستعماري والأبرتايد الذي تمارسه سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وأن عدم اعترافه بالمحكمة الجنائية الدولية هو عدم اعتراف بالقانون الدولي». وأردف عريقات: «لا بد من التذكير بأن إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، لم تنفذ أيا من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية، وإن الحقيقة اليوم، وعلى ضوء قرارات الإدارة الأميركية المنحازة بشكل تام لإسرائيل، هي إخراج عملية السلام عن مسارها». وأكد عريقات أن «السلام حاجة»، ولكن «لا يمكن تحقيقها إلا من خلال إنهاء الاحتلال، وتجسيد حل الدولتين، واستقلال دولة فلسطين ذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام على حدود 1967 إلى جانب دولة إسرائيل». وكان ترمب أكد قراراه بشأن القدس، وقال إنه يساهم في صنع السلام، مبررا ذلك بأنه ليس رهينة للعقائد والآيديولوجيات المشبوهة. كما اعتبر المحكمة الجنائية الدولية غير شرعية. ورأى نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، إن «خطاب ترمب كثّف النزاعات وقلل من فرص السلام». مضيفا: «ستظل القدس عاصمة للدولة الفلسطينية في حدود عام 1967. ضد إرادة الذين يعارضونها وعلى الرغم منهم». أما حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فاتهمت الرئيس الأميركي بإلقاء خطاب مثل «عرضا أحاديا، وتسلطا، وانعزالية، وهجوما متغطرسا على النظام الدولي». وانضمت جميع الفصائل الفلسطينية إلى السلطة في الهجوم على خطاب ترمب. فأدانت الجبهتان الشعبية والديمقراطية وحركة الجهاد الإسلامي، ما جاء في خطاب ترمب. وأكدت الجبهة الشعبية أن الخطاب عكس «الوجه الحقيقي للإمبريالية الأميركية، التي تواصل إغراق العالم في بحر من الدماء والدمار والخراب، والاستقواء على الشعوب المفقرة».

وأضافت الجبهة: «ترمب لم يغادر في خطابه جوهر السياسة الأميركية الثابتة، القائمة على القتل والعدوان والإرهاب، والاستيلاء على مقدرات وخيرات الشعوب خصوصاً في منطقتنا العربية، والحفاظ على أمن وديمومة الكيان الصهيوني، الراعي الرسمي للتطرف والإرهاب، والمستفيد الأعظم من العربدة الأميركية في المنطقة». وعدت الجبهة مضمون ما تحدث به ترمب في خطابه، حول عملية السلام، أنه «ينسجم ويتقاطع تماماً مع الرؤية الإسرائيلية، ويبرهن مجدداً على أن التعويل على الإدارة الأميركية خلال ربع قرن، كان خديعة، وأن وهم اتفاقية أوسلو خطيئة سياسية لم تجلب لشعبنا سوى الكوارث على جميع الصعد». أما الجبهة الديمقراطية، فوصفت خطاب ترمب بخطاب «الغطرسة العدواني، الذي يعكس رغبة في تطويع سياسات دول العالم لبناء نظام عالمي جديد». وقال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن «اللغة التي تحدث بها دونالد ترمب، وحاول من خلالها تقديم الولايات المتحدة باعتبارها المدافع عن قيم العدالة والفضيلة والديمقراطية والشراكة والوطنية، لا يمكنها أن تخفي حقيقة أن الرئيس الأميركي لم ينجح في تغيير صورة اليانكي الأميركي، الذي يتصرف كذئب في ثوب الحمل». وأكد خالد أن هذا الموقف الأميركي، فضلا عن عناوين التسوية التي تدعو لها الإدارة الأميركية، عبر ما يسمى «صفقة القرن»، يجعل فرص تحقيق تقدم في تسوية سياسية للصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي أمرا مستحيلا. من جهتها، طالبت حركة الجهاد الإسلامي، بضرورة «توحيد الصفوف في مواجهة السياسات الصهيوأميركية، والتوقف عن المراهنة على الدور الأميركي». وقالت الحركة في بيان لها إن «الرهان على أميركا التي تحاربنا وتقتلنا بسلاحها عبر الاحتلال الإسرائيلي هو رهان خاسر»، مشددة على «الاعتماد على إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته». ووصفت الحركة في بيانها خطاب ترمب بالاستعلائي والعدائي. كما هاجمت جبهة النضال الشعبي خطاب ترمب، وقالت إن إدارته أعادت العلاقات الفلسطينية الأميركية إلى ما قبل عام 1988، معتبرة أن خطابه كان رسالة واضحة أن إدارته شريك حصري للاحتلال. وتأكيدا على الموقف السياسي، خرج متظاهرون أمس ضد الرئيس الأميركي، وتظاهر آلاف الطلاب الذين يدرسون في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، في مسيرات حاشدة في معظم مخيمات الضفة الغربية، تعبيرا عن رفضهم «للمؤامرة» التي تستهدف وكالة الغوث الدولية وقضية اللاجئين الفلسطينيين برمتها. ورفع الطلبة شعارات تؤكد رفضهم لقرار الرئيس الأميركي تقليص ميزانية الوكالة، كما رفعوا شعارات ضد تصفية وكالة الغوث قبل حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا، حسب القرارات الدولية. وفي غزة، تظاهر عشرات اللاجئين، أمام مقر الأمم المتحدة في المدينة، رفضا لخطاب الرئيس الأميركي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من حاول «إسقاط» الطائرة الرئاسية؟

عماد مرمل/الجمهورية/الخميس 27 أيلول 2018

 مع اقتراب العهد من إنهاء عامه الثاني، يبدو واضحاً انّه صار موضع استقطاب شديد وفرز حاد. خصومه المعلنون والمستترون يعتبرون أنّه أخفق في تحقيق وعود الإصلاح والتغيير، وظهر عاجزاً عن مواجهة الأزمات والتحدّيات التي تهدّد اللبنانيين، فيما يؤكّد «طهاته» ومؤيّدوه أنّه كان عرضة خلال السنتين الماضيتين لمكامن سياسية عدّة، بلغت أخيراً حدّ محاولة الاغتيال المعنوي في وضح النهار، ومع ذلك تمكّن من صنع إنجازات نوعية لن يطمسها ضجيج القنابل الصوتية. وقد أتت الملابسات الغامضة التي رافقت سفر الرئيس ميشال عون من مطار بيروت الى نيويورك لتعزّز منطق معارضي العهد وداعميه على حدّ سواء. المعارضون وجدوا في «لغز» الطائرة الرئاسية وتداعياته على أرض المطار فرصة لمواصلة التصويب على عون والإيحاء بأنّ الناس يدفعون ثمن «ترف» سيّد العهد واعتباراته الأمنية وصولاً الى الاستنتاج بأنّ الهوة تكبر بينه وبينهم.

في المقابل، يرى فريق رئيس الجمهورية انّ «ما حصل شكّل دليلاً قاطعاً على الاستهداف المنهجي للعهد والسعي المستمر الى تشويه صورته عبر مجموعة من الإشاعات الموجّهة و»المواد السامة» التي يربط بينها خيط واحد، وكان من أحدث نماذجها - وفق محيط الرئيس- الترويج لكذبة انّ عون هو من بين أغنى السياسيين في لبنان، وأنّ الاجراءات المواكبة لرحلته الى نيويورك تسبّبت في انتظار المسافرين الى مصر ساعات طويلة.»

ويوحي أحد أركان فريق رئيس الجمهورية أنّ الحملة التي تعرّض لها عون بعد حادثة المطار كانت تعكس محاولة لـ»إسقاط» الطائرة الرئاسية بـ»النيران» السياسية والإعلامية، في تتمّة لمسار طويل من الاستهدافات المتنقّلة التي ترمي الى تحقيق هدف واحد وهو اغتيال صورة عون وسمعته. مشيراً الى أنّ هناك من يعمل لتحويل مكامن القوة المعروفة لدى عون نقاط ضعف عبر الكلام حول فساد مزعوم وهدر افتراضي بغية ضرب صدقيّته في معركة الإصلاح والتغيير التي يقودها «علماً انّ المعنيين في القصر الجمهوري يؤكّدون، على سبيل المثال، انّ عون مُقل بنحو لافت في المصاريف الرئاسية ولا علاقة له بمظاهر البذخ، وهذا يؤشر الى نمط سلوكه المختلف عمّا يروّج له البعض».

ويعتبر فريق عون أنّ ما جرى بالنسبة الى الطائرة الرئاسية «يتجاوز سقف التقصير الى حدّ الخرق الأمني الخطير الذي استدعى تحرّك مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس وزيارته شخصيّاً المطار للتدقيق في ظروف الخلل المفاجئ والمريب الذي وقع، خلافاً للمسار الطبيعي والمعتاد لرحلات رؤساء الجمهورية خلال السنوات الماضية». وتفيد المعلومات انّ جرمانوس ما كان ليتحرّك لو لم تتوافر لدى مخابرات الجيش وقائع ومعلومات تستوجب تدخّله المباشر في هذه المسألة والتوسّع في التحقيق، خصوصاً أنّه ليس بسيطاً أن تنكشف تفاصيل الرحلة الرئاسية وتصبح مستباحة بهذا الشكل، في سابقة غير مألوفة تطرح كثيراً من علامات الاستفهام والتعجب، وفق ما يؤكّد المحيطون بعون. وفي انتظار اتّضاح ملابسات الخلل اللوجستي - الأمني الذي رافق سفر رئيس الجمهورية الى مقرّ الأمم المتحدة، يلفت القريبون منه الى انّ النمط الآخر من التصويب المقصود على العهد يتّخذ شكل التهويل الاقتصادي والترويج لاحتمال الإفلاس وانهيار الاستقرار النقدي، بغرض تأليب الرأي العام عليه وزرع البلبلة في صفوفه، ما دفع عون الى طلب لقاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على عجل قبيل رحلة نيويورك، إلاّ انّ سلامة لم يكن على السمع. كذلك اجتمع عون مع رئيس جمعيّة مصارف لبنان وبحث معه في الواقع المالي وطريقة تحصينه. وعُلم أيضاً أنّ وزيراً محسوباً على عون حذّر ممثلي الهيئات الاقتصادية، خلال لقاء جمعه بهم، من مغبّة الخطأ في الحسابات واستخدام أوراق محظورة في اللعبة الداخلية، قائلاً: «أنتم تدعوننا دائماً الى إبعاد السياسة عن الاقتصاد، والمطلوب منكم أيضاً إبعاد الاقتصاد عن السياسة».

ويلفت فريق عون الى انّ هناك تفسيرين لـ»الهجوم المنظّم» على رئيس الجمهورية:

ـ التفسير الاول، السعي الى ليّ ذراعه في ملفّ تأليف الحكومة بهدف إخضاعه لطروحات البعض في الداخل والخارج، «ولكنّه لن يرضخ، بل انّ عزيمته تشتدّ تحت الضغط وهو مصرّ على أن تستند الحكومة الجديدة الى توازنات واقعية مهما علا الصراخ».

ـ التفسير الثاني المحتمل، تدفيعه ثمن مواقفه الاستراتيجية التي عاد وأكّدها في المقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، «مع الاشارة الى انّه ليس جزءاً من محور إقليمي إنّما هو يعبّر عن اقتناعاته في ما خصّ خيار المقاومة وقضايا المنطقة ونزاعاتها، والأكيد انه لن يتراجع عن ثوابته مهما عنفت الحملات المنظّمة عليه من مواقع التواصل الاجتماعي والسياسي». ويؤكد المحيطون بعون انّ الرجل ليس وحيداً، وهو يرتكز في المواجهة التي يخوضها على تحالفاته القوية، واطمئنانه الى دور الجيش والاجهزة القضائية والأمنية، وتوقيعه الإلزامي الذي لا يمكن لأحد أن يتجاهله أو يتجاوزه، «ومن يظنّ انّه قادر على ابتزازه عبر حرب الإشاعات سيكتشف انّه يهدر وقته في ما لا طائل منه، بل انّ المردود سيكون عكسيا، إذ معروف عن عون انّه «يجوهر» في الظروف الصعبة التي تستخرج منه كلّ عناصر القوّة ولا تُضعفه».

 

الحريري لـ«حزب الله»: أنتم الأكثر تسهيلاً

كلير شكر/الجمهورية/الخميس 27 أيلول 2018

يُدرك «حزب الله» حراجة وضع رئيس الحكومة سعد الحريري، سواء في بيئته الداخليّة، أو في حاضنته الإقليميّة. يعرف جيّداً تفاصيل الإرباك الذي يعيشه مذ قرّر العودة، مهما كلّف الأمر، إلى رئاسة الحكومة. فعلاً، قدّم الرجل «الغالي والنفيس» من حيثيّته الشعبية ومن امتيازاته السياسية الموروثة في عباءة الزعامة، لكي يجلس في سراي لم تدم لغيره، وها هي تعود إليه. لا يُحسد الحريري على موقعه الراهن. معادلة معقّدة تتحكم بحركته، خصوصاً في ملفّ التأليف: هو يريد حتماً قيام الحكومة اليوم قبل الغد، ولا يرغب أبداً في الدخول في نفق المشاكسة ضدّ العهد، وهو متحمّس لجلوس «القوّات» على كرسي حكوميّة وازنة، ويسعى في الوقت ذاته إلى تنقية مجاري العلاقة مع الرياض... ولكن كيف يمكن له أن يجمع كلّ تلك التناقضات تحت سقف حكومته بلا أثمان زائدة؟ خطا رئيس الحكومة المكلّف خطوته الأولى حين «دوزن» ميزان الحصص الوزارية التي تعتبر شبه نهائية، الّا إذا حصل تعديل في الكوتا الدرزية، أمّا في ما يخصّ البقية، فيبدو أنّ كلّ القوى المعنية موافقة ضمنيّاً على الأرقام التي ضمّتها الصيغة المبدئية التي حملها الحريري إلى رئيس الجمهورية ميشال عون.

ولكن منذ ذلك الحين، تدور المشاورات الحكومية في دائرة المراوحة: انقطاع حبل الاتصال والتواصل بين «التيّار الوطنيّ الحرّ» و»القوّات» يجعل من الصعوبة الوصول إلى تفاهم بينهما يحلّ أزمة الحصّة القواتيّة التي يعترض «التيّار» بشكل خاص على نوعيّتها، فيما العقدة الدرزية باتت مشروع معالجة مع إعلان رئيس «الحزب التقدّمي الاشتراكي» وليد جنبلاط انفتاحه على أيّ صيغة حلّ، أمّا العقدة السنية فمتروكة لحينها... ولكن كيف يمكن الخروج من المأزق؟ يحاذر «حزب الله» الضغط على حلفائه لتسريع المشاورات الحكومية، تاركاً الأمور تأخذ مجراها الطبيعي وفق حسابات كلّ فريق واعتباراته وخصوصيّته. لم يسبق له أن «تطفّل» على اعتبارات حليفه الشيعي رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ولن يكون في وارد إسقاط حساباته على حسابات حليفه العوني.

لهذا السبب أسقط الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله «صفة» الاستعجال عن حركة الضاحية الجنوبية الحكومية. الأهم من ذلك، إنّ أيّ «تحريض» من جانب الضاحية الجنوبية ولو بالمونة على حليف «تفاهم مار مخايل» سيصبّ حكماً في مصلحة الخصم القوّاتي، ولهذا لن يفعلها «حزب الله». ففي إمكان الطرفين أن يعالجا خلافهما حتى لو تطلّب الأمر مزيداً من الوقت. ولهذا تبدو السكينة مخيّمة فوق ساحة المشاورات، أقلّه من جهة الضاحية الجنوبية حيث اكتفى الأمين العام لـ»حزب الله» بالتأكيد مجدّداً على تشكيل حكومة وحدة وطنيّة تضمّ غالبية القوى البرلمانية، بعدما رسم مشهداً تشاؤمياً للولادة الحكومية: لا حكومة في الأفق. عمليّاً، يتصرّف فريق الثامن من آذار وكأنّه مقتنع كامل الاقتناع أنّ مفتاح «الفرج» الحكومي لا يزال في الرياض، ليس لسبب محدّد، وإنّما من باب تعطيل العجلة السياسية في البلاد، لأنّ أيّ ربط بالتطورات الإقليمية أو الدولية لن يكون في مقدوره تغيير ميزان القوى الوزارية، كما ترى قوى الثامن من آذار. بالنسبة لهذا الفريق، لا تكفي الحلحلة الداخلية لفكّ أسر الحكومة، مع العلم أنّها اقتربت كثيراً من برّ الأمان، وتحتاج لبعض اللمسات البسيطة لكي تبصر النور.

وفي هذا السياق تتحدّث المعلومات عن رغبة جديّة لرئيس الحكومة في تجاوز العقبات مهما كلّف الأمر، وكان يُنتظر أن يقوم بخطوة تعيد النبض إلى شرايين المشاورات، من خلال تحريكه المياه الراكدة، والانطلاق من عقدة الخلاف بين «التيّار الوطنيّ الحرّ» و»القوّات». فالمعلومات تفيد بأنّ الحريري تداول مع المعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» حسين خليل بموضوع الحكومة قبيل توجّهه إلى لاهاي للمشاركة في جلسات المرافعة الختامية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. الملفت أنّ الحريري، وفق المعلومات، وصف أداء الثنائي الشيعي في الملفّ الحكومي بأنّه الأكثر تسهيلاً بعدما حدّد مطالبه من اللحظة الأولى. لا بل أكثر من ذلك، يؤكد رئيس «تيّار المستقبل» أمام زوّاره أنّه مصمّم على تذليل العقبات الوزارية، ولعلّ أهمّها الحصّة القواتية، بعد ممانعة «التيّار الوطنيّ الحرّ» منح معراب 4 حقائب، ويفضّل أن تكون من بينها وزارة دولة. إذ يشير الحريري إلى أنّه سيحاول إقناع «القوّات» مرّة جديدة بهذه الصيغة أو إقناع «التيّار الوطنيّ الحرّ» بعكسها، أي إعطاء «القوّات» 4 حقائب. وفي حال عدم التوصّل إلى صيغة مرضية للفريقين، فهو سيضع مسودة حكومية نهائية يطرحها على الرأي العام ليتحمّل كلّ فريق مسؤوليته.

يتصرّف الحريري على أنّ العقدة الأبرز في المربّع المسيحي، أما العقدة الدرزية فقد مهّد جنبلاط لتسويتها، خصوصاً وأنّ عارفيه يؤكدون أنّ الرجل مستعدّ لصياغة تفاهم اذا ما دنت ساعة الحكومة، أمّا قبل ذلك فهو ليس مستعدّاً للتنازل.

ولكن حتّى اللحظة لم يفعلها الحريري، ما يثبت وجود قطبة مخفيّة خارجية تحول دون ولادة الحكومة، كما تقول قوى الثامن من آذار.

 

لم يُحسم من العقدة الحكومية سوى تكليف الرئيس

جورج شاهين/الجمهورية/الخميس 27 أيلول 2018

تزامناً مع أمل البعض بإحياء الحوار حول تأليف الحكومة الجديدة بعد عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من نيويورك، هناك من يعتقد انّ المواقف الأخيرة أعادت الملف الى نقطة الصفر. ويجزم أحدهم قائلاً: «صحيح اننا في 26 ايلول، امّا في الواقع فاننا في 25 ايار 2018 ولم ينجز من عملية التأليف سوى تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيلها. فما الذي يقود الى هذه النظرية؟ في ظل الروايات والسيناريوهات المطروحة لحل عقدة تأليف الحكومة، وعلى وقع المواقف والتكهنات المحيطة بالتأليف والمعادلات الخاصة بالحصص والأحجام، يبدو لبعض المتعاطين بالملف انه عاد الى نقطة الصفر. ومردّ ذلك الى انّ جمود عملية التأليف منذ مطلع ايلول الجاري لا يوحي بإمكان ولادة الحكومة في المدى المنظور، توصّلاً الى القول انّ اللحظة الحالية توحي وكأنّ البلاد في 25 ايار ولم ينجز من العملية الدستورية بكل مراحلها سوى تكليف الرئيس سعد الحريري مهمة التأليف. وإذا سُئل أصحاب هذه المعادلة السلبية عن الأسباب التي دفعتهم الى هذا الكم من التشاؤم، أجاب أحدهم «انّ العوائق كثيرة». وقد اختلط ما هو داخلي منها بما هو خارجي. فجُمِّدت المبادرات وتعطلت مفاعيلها وفقدت المخارج الممكنة. فالقراءة المتأنية لسلسلة المعادلات التي كرّستها اقتراحات الرئيس المكلف، والتي نقلها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قد سقطت وكأنّ البلاد في اليوم الأول للتأليف.

وبالعودة الى بعض المراحل التي قطعتها عملية التأليف التي دخلت شهرها الخامس، يتبيّن انّ ما تحقق لا يعدو كونه تجديداً للتكليف شبه الشامل للحريري بغية تشكيل الحكومة، وقد أنهت مؤشرات ظهرت في الأيام الأخيرة الجدل الذي كان ما زال قائماً حول المفهوم الدستوري للمهلة المفتوحة بلا سقوف، والمعطاة للرئيس المكلف لإتمام المهمة الموكلة اليه. وفي التفاصيل، فقد توقف العارفون عند بعض الدلائل التي أوحت أنّ مهمة التأليف المتعثرة لألف سبب وسبب ما زالت في المربّع الأول. ففي ظل سقوط كل التشكيلات الحكومية التي تمّ التداول بها الى الآن، لم يبق من الآلية المعتمدة سوى تجديد الثقة بالرئيس المكلف. فالرئيس نبيه بري عندما اعترض في بداية الجلسة التشريعية على وجود الحريري في صفوف النواب دعاه الى أن يأخذ مكانه في الصف الحكومي على قاعدة «عشنا ومتنا لنشوفَك هون». فيما قدّم رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» في جولة أخرى من الجلسة عينها إشارة أخرى الى تمسّك «حزب الله» بالحريري رئيساً مكلفاً تأليف الحكومة لمجرد الكشف عن حجم التناغم القائم بين «حزب الله» و»التيار الأزرق» في هذا الملف، على رغم حجم الملفات العالقة والمختلف عليها بين الطرفين بوجهيها المحلي والإقليمي.

كل ذلك يجري وسط صمت مريب وشلل على مستوى المساعي المبذولة لتشكيل الحكومة العتيدة. فالمشاورات والزيارات المكوكية للوسطاء غابت عن المشهد السياسي على اكثر من صعيد. فوزير الثقافة غطاس خوري «لم يضرب ضربة واحدة» في المهمة المكلّف بها منذ أن زار عون في 7 ايلول سعياً وراء هدنة جمّدت النقاش الحامي بين التيارين الأزرق والبرتقالي حول الصلاحيات، تمهيداً للبحث في ملاحظات رئيس الجمهورية حول شكل التشكيلة الوزارية الأخيرة التي تسلّمها من الحريري في الرابع من الشهر الجاري.

والى هذا المؤشر فقد تمّ ربط هذا الشلل على مستوى التأليف، بفشل اللقاء الذي عقده قبل عشرة ايام وزير الاعلام ملحم الرياشي مفوّضاً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، والذي كأنه لم يكن. ذلك انّ كل ما تمّ التداول فيه خلال اللقاء لم يغيّر قيد أنملة في مواقف الطرفين من عملية التأليف التي بلغت حدود اللاعودة الى «تفاهم معراب» شكلاً ومضموناً، وما أنتجه من تفاهمات يمكن ان تؤثر في عملية تشكيل الحكومة العتيدة.

وزاد في الطين بلة، ما بلغه حجم النزاع في المنطقة من تصعيد غير مسبوق. وتحديداً على جبهة المواجهة الأميركية ـ الإيرانية على الساحتين السورية والعراقية، والتي حوّلت الساحة اللبنانية مكملة لهما في مثل هذه المواجهة في ضوء أجواء التوتر السائدة، وهو ما رفع من نسبة الضغوط الأميركية على القيادات اللبنانية التي فرزت بين مؤيّد للعقوبات على إيران وبين داعية الى مواجهتها، ما انعكس على مساعي التأليف بشكل من الأشكال. وهو أمر ترجم فقدان اي حضور للملف اللبناني على أجندات الدول حتى الصديقة للبنان منها. فلبنان متروك لقدره وإرادة قادته ليحلّوا مشاكلهم بأيديهم رغم عجزهم الظاهر، والذي زاد منه ما عكسته الأجواء الضبابية في سماء المنطقة والمرشحة لكل السيناريوهات، بما فيها الكارثية، إذا تطور الخلاف الروسي ـ الإسرائيلي وترجم إشكالاً في سماء منطقة العمليات فوق سوريا ولبنان وشرق البحر المتوسط.

ومن دون الدخول في كثير من العناصر الأخرى التي تعوق تشكيل الحكومة، يبدو انّ الملف قد طوي وصولاً الى النظرية التي قالت ان ما أنجز من الآليّة الدستورية لتشكيل الحكومة بات فعلاً متوقفاً عند تكليف الحريري. وكل ما يليها من مراحل دستورية وسياسية، ولاسيما منها التشكيلات الوزارية التي باتت مطروحة للبحث بكل تفاصيلها، وهي عرضة لتغييرات يعجز أي طرف عن تحقيق ما أراده منفرداً. وعليه، إذا لم ينجح أيّ من طرفي النزاع في فرض وجهة نظره في المدى المنظور، فستبقى المعادلة السلبية قائمة ويترجمها جمود التأليف الى حدود انعدامه والى أجل غير منظور، في انتظار مفاجأة ما لا يستطيع أي كان احتسابها.

 

نزاع الأجهزة في المطار: أنا الأقوى

ملاك عقيل/الجمهورية/الخميس 27 أيلول 2018

مسلسلُ التشويق في مطار «كلّ مِن إيدو إلو» لا ينتهي. لم يكد وهجُ «إشكال» الطائرة الرئاسية يخفّ حتى انفجر الخلافُ بين ضابطين، ضحيّتُه الأولى «سمعة» المطار ثم «أعصاب» المسافرين. خلافٌ ليس سوى حلقة جديدة من «مسلسل» طويل بات «أهل» المطار يعرفون تفاصيله، لكنهم لم يكتشفوا «سرّ» حلّه حتى الآن. الخلاف بين قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط وقائد سرية قوى الامن الداخلي العقيد بلال الحجّار هو خلافٌ قديم، لكنه يتجدّد بين فترة وأخرى، ما يستدعي دوماً تشكيل غرفة طوارئ لمنع بقعة زيت «المشكلة» من التفشّي.

آخر فصول هذا الخلاف المزمن صدامٌ مباشر أمس بين عناصر تابعين لجهاز أمن المطار (الاستقصاء) وعناصر التفتيش في قوى الأمن الداخلي عند نقطة الحراسات الملاصقة لنقطة التفتيش، ما دفع العقيد الحجّار الى الطلب من عناصره إخلاء مواقعهم، حسب رواية «الجهاز»، واضطر عناصر «الاستقصاء» (عناصر من الجيش التابعين مباشرة لجهاز أمن المطار ورئيسهم العقيد علي نور الدين) مرغمين الى تسلّم مهمات تفتيش الحقائب والمسافرين.

رواية «جهاز أمن المطار» تقول إنّ الإشكال وقع حين اعترض عناصر من قوى الأمن بأمرة الحجّار على وجود بعض العسكريين من «الاستقصاء» بلباس مدني بالقرب منهم. هؤلاء كانوا في مهمة «متابعة» أمنية لأحد المطلوبين وقد عرّفوا عن أنفسهم بهذه الصفة حين سُئلوا عن سبب وجودهم، لكنّ عناصر «سرّية قوى الأمن» وجّهوا اليهم اتّهاماتٍ صريحة بمراقبتهم وتصويرهم. وفوراً تمّ التواصل مع الحجّار الذي طلب من عناصره إخلاء أماكنهم! «فراغ» نقطة تفتيش الحقائب والمسافرين من عناصر قوى الامن دفع عناصر «الاستقصاء» التابعين للجيش الى سدّ الفراغ والقيام بالمهمة، لكن لاحقاً تمّ منعُ المسافرين من تجاوز نقاط التفتيش بسبب توقف آلة «المسح»! مصادر «قوى الأمن» تؤكّد، في المقابل، أنّ عناصر «الاستقصاء» بقيادة نور الدين، وبطلب من العميد ضومط، تقصّدوا الوجود هناك، وذلك إثر الكتاب الذي وجّهه الحجّار قبل أيام الى ضومط طالباً منه منع عناصر «الجهاز» من تصوير عناصر «السرّية» أثناء قيامهم بواجباتهم عند نقاط التفتيش والحراسات، فكان الردّ أمس من خلال عمل إستفزازي قاد عناصر «الاستقصاء» الى طرد عسكريّي قوى الأمن من نقاط تمركزهم!

وتتساءل المصادر: «إذا عناصر «الاستقصاء» كانوا يرصدون، كما يقولون، «هدفاً» لدى وصوله من تركيا، أي عند نقطة الوصول، فكيف يمكن تفسير أنّ الإشكالَ حصل عند أبواب المغادرة»؟

في المقابل، تؤكد المصادر «أنّ مراقبة أهداف أمنية ليست من صلاحية «الاستقصاء»، بل من صلاحية قوى الأمن الداخلي والأمن العام والجمارك، فيما يقتصر عمل الجيش تحديداً في المطار على الحماية فقط من خلال «كتيبة المدافعة».

بعدها نشطت الوساطات على أعلى المستويات من رئيس الحكومة سعد الحريري الى وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي قصد المطار وجال في أرجائه وصولاً الى الضباط الكبار. فصدرت بعدها الأوامر بانسحاب «الاستقصاء» وعودة عناصر قوى الأمن الى ممارسة مهماتهم ما أدّى الى اكتظاظٍ كبير بسبب التأخّر في دخول المسافرين الى منطقة المغادرة. يُذكر أنّ الحجّار سبق أن وجّه كتاباً الى ضومط يشكو فيه قيام عناصر الجيش بتصوير العسكر التابعين لسرّية قوى الأمن أثناء قيامهم بواجباتهم. لكنّ أوساط جهاز أمن المطار تنفي تماماً هذا الواقع، مؤكدةً أنّ عناصر الجهاز يقومون، ضمن صلاحياتهم، بمهمات محض أمنية أحياناً ضمن إطار «المتابعة والمراقبة» لأهداف محدّدة.

توجُّه المشنوق الى المطار عكس أهمية الحادث وخطورته، معترِفاً بنحو غير مباشر بوجود «أزمة كيمياء» بين الضابطين حين قال: «إذا لم يكن هناك حدّ أدنى من التفاهم الشخصي فستحصل إشكالات، وحين يلتزم الجميع الأوامر لن تتكرّر الإشكالات».

يُذكر أنّ قيادة جهاز أمن المطار بكل أجهزتها تخضع لوزير الداخلية، لكن درج العرف على أن يكون على رأسها ضابط من الجيش. واقع المطار بهيكليته الأمنية الحالية يجعل إشكالاتٍ من هذا النوع أمراً بديهياً ومتوقَّعاً. يُرصد نزاع الأجهزة الأمنية في عدد من المواقع والملفات لكن في مطار بيروت يتّخذ طابعاً أكثرَ حدّةً بسبب تعدّد مصادر الأمرة فيه. فجهازُ أمن المطار يتألف من عدة أجهزة: أحدها يخضع لإدارة قيادة الجيش، وثانٍ يخضع لإدارة قيادة قوى الأمن، وثالث لإدارة الأمن العام، ورابع لإدارة الجمارك، ما يخلق حالة من التضارب وقلّة التنسيق، وسط مطالبات متكررة بتوحيد الأمرة في جهاز أمن المطار. غيابُ الكيمياء بين ضومط والحجّار تحوّل «مسلسلاً مكسيكياً» داخل المطار. طوال سنوات التعايش القسري لم يتّخذ المسؤولون عن هذه الأجهزة خطواتٍ جدّية لسدّ هذه الثغرة الأساسية. فالتنازعُ على الصلاحيات بين الضابطين طُرح مرات عدة على طاولة المجلس الأعلى للدفاع قبل أن تصبح الحكومة حكومة تصريف أعمال. وقد كان يتمّ تناولُه من زاوية التهديدات الأمنية المحتمَلة التي قد يتعرّض لها مطار بيروت أسوة ببقية مطارات العالم المهدَّدة، أو تلك التي «أكلت» نصيبَها من الاختراقات الأمنية.

كثيرة هي الثغرات الأمنية في مطار بيروت، باعتراف المشنوق نفسه. يكفي ذكر «تسلّل» الطفل خالد الشبطي في أيلول 2016 الى حرم المطار وتجاوزه نقاط التفتيش كافة والتحاقه بالطائرة المتوجّهة الى اسطنبول. لكن أضيف الى الهمّ الأمني والفوضى ونقص السيولة لتطويره، همّ «الكيمياء» بين ضابطين فتحا اشتباكاً مباشراً بعنوان «الصلاحيات» داخل حرم المطار. كان الرأيُ السائد على طاولة المجلس الأعلى للدفاع خلال اجتماعاته السابقة أنّ أمنَ المطار لا يتحمّل خلافات من هذا النوع، لذلك شهد أحد اجتماعاته توجيه إنذار الى الضابطين بضرورة معالجة الأمور فوراً تحت طائلة الإقالة الثنائية، مع تعهّدٍ صريح من جانب قائد الجيش بنقل ضومط من موقعه لكنّ هذا الأمر لم يحصل.

ضومط، المحسوب على رئيس الجمهورية ميشال عون، عُيّن رئيساً لجهاز أمن المطار في تشرين الثاني 2015، فيما يشغل الحجّار، المحسوب على تيار «المستقبل»، موقعَه كقائد سرّية أمن المطار في قوى الأمن الداخلي منذ آب 2005 بعد فصله الى الضابطة الإدارية والعدلية في المطار. الخلافُ بين الرجلين وصل أحياناً الى حدّ المواجهة المباشرة. وقع ذلك العام الماضي حين قصد الحجّار مكتب ضومط معترضاً على منحه تراخيصَ إستثنائية لمدنيين للدخول الى «المنطقة المحظورة» في حرم المطار. التلاسن والكلام الكبير تحوّل مشروع مشكلة وتدافع تمّ حسمُه بطرد الحجّار من مكتب ضومط بواسطة عناصر الجيش. وموظفو المطار يتذكّرون جلياً إشكال «الباركينغ» بين الضابطين أمام صالة الشرف وقرار منع الدخول بالسيارات من أحد المداخل والذي اعتبره الحجّار موجّهاً ضده.

وحقيقة الأمر، وما يرفض كثيرون الاعتراف به، هو أنّ تضارب الصلاحيات لا يقتصر فقط على محور الجيش - قوى الأمن، بل إنّ وزاراتٍ عدّة تدخل على خط هذا المرفق الحيوي وهي وزارات الدفاع والداخلية والمال والأشغال العامة والنقل، ما يخلق وجهاً آخر من نزاع الصلاحيات أكثر تعقيداً! لطالما ردّد الحجّار أنّ قائد جهاز أمن المطار «يصادر صلاحياته» متّهماً إياه بأنه «فاتح على حسابه»، فيما يرى ضومط أنّ الحجّار هو مَن يتجاوز الصلاحيات المسموحة له قانوناً، مؤكّداً أنّ جميع الأجهزة في المطار والأقسام تخضع لسلطة قائد جهاز أمن المطار. أما الاستفزاز والكيدية فتهمة يتبادلها الضابطان في إنتظام. وكان المشنوق أكد بعد جولته في المطار واجتماعه بكل من ضومط والحجّار ورئيس دائرة الأمن العام في المطار أنّ «الإشكال انتهى وتمّ حلّه»، معتذراً من المسافرين، ومؤكّداً أنّ «المرسوم الذي يحدّد الصلاحيات في المطار، وبسبب طبيعة نصّه، هو الذي يفتح البابَ أمام الاجتهادات». وفيما نفى المشنوق «أيَّ صلة بين ما جرى أمس وبين الإشكال السابق حول الطائرة الرئاسية»، أبلغ مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس الى المشنوق، تشكيل لجنة تحقيق عسكرية لإجراء المقتضى، بالتنسيق مع وزير الداخلية. يذكر أنّ المرسوم 1540 (المادة 5) والمرسوم 5137 (المادتان 7 و15) والمرسوم 1157 (المادة 128) تحدّد في وضوح مهمات كل من جهاز أمن المطار (تخضع له كافة الأجهزة الأمنية) إضافة الى مهمات سرّية مطار بيروت.

 

مخاوف من كارثة في لبنان... والتحذيرات تتفاقم

حسين زلغوط/اللواء/27 أيلول 2018

في الوقت الذي تقف فيه المنطقة على فوهة بركان، ويعج الشرق الأوسط بالأزمات والصراعات، ما تزال القوى السياسية في لبنان مختلفة في ما بينها على جنس ملائكة الحكومة، تاركة البلاد والعباد تواجه مصيراً محفوفاً بالمخاطر التي هي إن وصلت إلينا سيكون لها وقع مدّمر على الاقتصاد الذي يقترب رويداً رويداً من حافة الانهيار، وهو أمر لطالما حذّرت منه جهات دولية من دون أن تلقى آذاناً صاغية ممن يفترض به العمل على حماية هذا القطاع.

وبالرغم من كل هذه الأجواء المحمومة التي تتفاقم يوماً بعد يوم فإنه لم تظهر أي معطيات حسية تفيد بأن موعد ولادة الحكومة العتيدة قد اقترب، وإن كان البعض قد ألمح في الساعات الماضية إلى إمكانية بروز بوادر حلحلة بدءاً من الأسبوع المقبل بعد عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من نيويورك، بعد أن بدأ أهل القرار في لبنان يتلمَّسون بأن المنطقة برمتها أمام نقطة تحول كبيرة بعد أن ارتفع منسوب التوتر غير المسبوق بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والذي يوحي بإمكانية اندلاع الحرب ما لم يسارع المعنيون بهذا التوتر إلى التفتيش عن حل سياسي للمشاكل القائمة بينهم.

وليس خافياً أن لبنان يعيش منذ مُـدّة انكشافاً سياسياً واقتصادياً نتيجة التراجع الدائم إلى الخلف في ما خص عملية تأليف الحكومة، وهذا الأمر يبعث على الخوف من إمكانية الوقوع في كارثة لا قدرة للبنان الخروج منها، خصوصاً وإن العامل الإقليمي وكذلك الدولي غير مساعد في هذا المجال كون أن لبنان ليس أولوية لدى أهل القرار في المنطقة المنشغلين بأزمات أكبر وأخطر من تأليف حكومة، وهذا ما ينبغي على القوى السياسية في لبنان أن تدركه وتعمل على تجنّب كل ما يُمكن أن يؤدي إلى الغرق في المزيد من الأزمات والذهاب في اتجاه تأليف حكومة تقي لبنان مخاطر الرياح الساخنة التي يُمكن ان تلفحه في أي لحظة.

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر نيابية، لـ «اللواء»، أن العقد التي برزت في طريق التأليف منذ الأسبوع الأوّل بعد التكليف ما تزال على حالها ولم يطرأ أي جديد يوحي بإمكانية الحلحلة القريبة لهذه العقد، فالنائب وليد جنبلاط ما زال متمسكاً بحصر التمثيل الدرزي في الحكومة بالحزب التقدمي الاشتراكي، والأبواب موصدة بين «الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» حول تقاسم الحصة المسيحية حيث ما زال «التيار» يرفض كل العروض التي قدمتها «القوات» التي تقول أوساطها إن الأمور عادت إلى المربع الأوّل وإن ما كان يُمكن أن تقبل به «القوات» منذ أيام لن تقبل به بعد اليوم، كما إن النواب السنّة من خارج فريق «تيار المستقبل» ما زالوا على موقفهم المطالب بحصة وزارية في الحكومة.

وفي رأي المصادر أنه مهما تعاظمت المشاكل وتكاثرت العقبات في وجه الرئيس المكلف فإن الحكومة ستولد في نهاية الأمر بعد أن تصل القوى السياسية إلى قناعة بأن ما حصلت عليه من حصص في الجنة الحكومية هو كافٍ وأن لعبة العناد لم تعد تعطي ثماراً أكثر مما اعطته.

وترفض المصادر النيابية أن تضرب أي موعد لهذه الولادة وهي تشبِّه عملية التأليف بالإمرأة الحامل في شهرها التاسع التي يُمكن أن تدخل غرفة الولادة في أية لحظة وتفاجئ جميع من حولها، مستدركة لتقول بأن محطات مهمة امام المنطقة يُمكن ان تؤخر ولادة الحكومة وتجعلها قيصرية، وأقرب هذه المحطات الأزمة السورية وتحديداً المصير الذي ينتظر محافظة ادلب حيث السباق بين الجنوح إلى الحرب أو إلى السلم متعادلٌ، وهذا الأمر يجعل المسؤولين في لبنان يتريثون في حسم مواقفهم النهائية بانتظار انقشاع الرؤية علّهم في ذلك يحسنون شروط الدخول في الحكومة.

وتذهب المصادر النيابية إلى التأكيد بأن الواقع السياسي الحالي لم يعد مريحاً، وأن الخوف كل الخوف أن يدفع لبنان تجاهل التحذيرات الدولية من الواقع الاقتصادي الذي وصلنا إليه، متسائلة ما إذا كان هذا الموضوع سيساعد في التأليف على قاعدة رُبَّ ضارة نافعة، بمعنى أن يقوى التراجع الاقتصادي على الدلع السياسي ويضغط في اتجاه عودة القوى المعنية بالاشتباك السياسي الذي يقف حائلاً امام التأليف إلى العودة لمعادلة تبادل التنازلات على قاعدة انه ما ينفع ان تؤلف حكومة بعد ان يقع لبنان في كارثة اقتصادية تطيح بكل شيء.

وعلى هذا، فإن المصادر تعتبر انه من الآن وحتى منتصف الشهر المقبل هي أيام حاسمة إن على مستوى التأليف أو على مستوى المصير الذي تنتظره المنطقة التي تعيش يومياً على وقع قرع طبول الحرب واستقدام الاساطيل من هنا وهناك. وتنتهي المصادر لتقول حسناً فعل الرئيس نبيه برّي بأن دعا إلى عقد جلسة «تشريع الضرورة» التي جاءت بمثابة رمي الحجر في المياه السياسية الراكدة، إلى جانب إعادة الحيوية وضخ الحياة في شريان العمل التشريعي الذي نجح بالأمس في إعادة تصويب البوصلة ولو بحدها الأدنى بعد ان كادت القوى السياسية تتوه في عتمة تأليف الحكومة والتسليم بأن العمل المؤسساتي سيتوقف إلى حين ولادة هذه الحكومة.

 

استياء دوليّ ممّا يحصل في بيروت... وحذَر من "التيار"

عمر البردان/اللواء/27 أيلول 2018

ينتظر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عودة رئيس الجمهورية ميشال عونالجمعة المقبل من نيويورك، للبحث معه في تطورات الملف الحكومي المتعثر، والوقوف منه على الملاحظات التي وضعها على التشكيلة الأخيرة التي قدمها له، في ضوء ما كشفته معلومات لـ«اللواء»، عن إمكانية إجراء بعض التعديلات على هذه التشكيلة استجابة لملاحظات الرئيس عون، وبما يتوافق مع رؤية بقية الأطراف السياسية، سيما حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي اللذين تقول مصادرهما أن الأمور ما زالت على حالها ولم يطرأ ما يسمح بتغيير المشهد القائم، لكنها أشارت إلى أن الانفراج الحكومي وارد في أي لحظة، إذا ما اقتنع الفريق الآخر بأن تحجيم البعض في لبنان أمر غير منطقي ولا يمكن القبول به.

وأشارت المعلومات إلى أن الرئيس المكلف مستمر في سياسة تدوير الزوايا، إفساحاً في المجال أمام التوصل إلى صيغة مقبولة من الرئيس عون وتحظى بموافقة بقية الاطراف. وهو لذلك سيحاول من خلال الاتصالات التي يعتزم القيام بها مع الرئيس عون الوصول إلى مخرج توافقي ينهي أزمة التأليف ويفتح الباب أمام ولادة حكومة في وقت قريب، خاصة وأن الرئيس الحريري وإن ارتضى القبول بالتشريع النيابي، بالنظر إلى الظروف الاقتصادية الضاغطة، ومن أجل عدم تفويت الفرص التي وفرها مؤتمر «سيدر»، إلا أنه في المقابل، لا يمكن أن يقبل باستمرار هذا الواقع الضاغط على الجميع، حيث يفترض بالقوى السياسية أن تدرك حجم الأخطار التي يواجهها البلد وتعمد إلى خفض سقف مطالبها، لتسهيل التأليف وإخراج الوضع من الدوامة القاتلة التي تتهدد لبنان بتداعيات بالغة السلبية.

وتحدثت أوساط نيابية في تيار المستقبل، لـ«اللواء» عن امكانية تبلور معطيات إيجابية في الأيام المقبلة، من شأنها إعطاء دفع لمشاورات التأليف، وبما يساعد على تجاوز المأزق، سيما وإن هناك أفكاراً يجري تداولها بين المعنيين، انطلاقاً من الصيغة الأخيرة للرئيس الحريري التي تعتبر من أكثر الصيغ توازناً، ولذلك فهو يراها الأنسب حتى الان، وتشكل منطلقاً للتوافق عليها واعتمادها كأساس للتشكيلة العتيدة، بعد إجراء بعض « الرتوش» عليها لناحية الأخذ بعين الاعتبار لما قيل عن ملاحظات للرئيس عون على هذه التشكيلة، في حين علم أن الأيام المقبلة ستشهد سلسلة اتصالات تصب في إطار تفعيل الحركة المتصلة بالتأليف، لتفادي استمرار المراوحة التي لا يمكن التكهن بنتائجها، في ضوء خطورة ما يجري في المنطقة وانعكاساته على لبنان، وعلى وقع الاستياء الدولى من العجز الفاضح عن تأليف الحكومة، والذي سيأخد لبنان إلى مرحلة شديدة التعقيد على مختلف الأصعدة. في المقابل، بدت مصادر القوات اللبنانية حذرة من حصول تقدم على الصعيد الحكومي، استناداً إلى التجارب السابقة مع «التيار الوطني الحر» الذي لا يريد على حد قولها الاعتراف بحجم «القوات» الجديد الذي انبثق عن الانتخابات النيابية، وبالتالي فإن شيئاً لم يتغير حسب رأيها يستدعي توقع إحداث خرق في الجدار المسدود.

 

العائلة في نيويورك!

علي حمادة/النهار/27 أيلول/18

كان مشهد الوفد اللبناني الجالس في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة السنوية في نيويورك عائليا بامتياز. فمن أصل خمسة اعضاء ظهروا في إحدى الصور التي التقطت لهم، ثلاثة من عائلة واحدة! وبالطبع كانت للعائلة حراسة تليق بالدول العظمى: اكثر من ستين شخصا ولبنان واقع في اخطر ازمة اقتصادية، والوفد غلبت عليه العائلية كما لم يحدث في تاريخ لبنان منذ تأسيس الجمهورية في عشرينيات القرن الماضي.

تابعنا خطاب رئيس الجمهورية في نيويورك، والحقيقة انه لم يخرج عن سياقات الخطب المحايدة في كل موضوع تقريبا. فقد اصاب في الابتعاد عن صراعات المنطقة، وركز خطابه على قضايا عمومية تناولت حال الامم المتحدة كمؤسسة، وحال قراراتها التي لا تحترم، وموضوع يحظى بالاجماع في لبنان، عنينا موضوع الموقف الاميركي الخاطئ بوقف تمويل منظمة “الاونروا” بما يشكل ذلك من خطر على الهوية الوطنية الفلسطينية، وعلى حق العودة الى الوطن الام.

أما موضوع النازحين السوريين فقد تناوله عون تبعا لوجهة نظره التي لا إجماع عليها، ولا تمثل وجهة نظر جميع المكونات السياسية اللبنانية، عندما تحدث عن العودة الآمنة، استنادا الى وجهة نظره القائلة ان معظم سوريا صارت آمنة لعودة السوريين الذين لا يعتبرهم عون لاجئين سياسيين! والحق ان هذه النظرة تحتاج الى تدقيق، فجزء كبير من النازحين السوريين في لبنان لم يهربوا من سوريا بسبب الاعمال الحربية، او الوضع المعيشي فحسب، انما جرى تدمير مدنهم وقراهم، كما جرى تهجيرهم لاسباب تتعلق بخطة نظام بشار الاسد ومعه الايرانيون لتغيير الديموغرافيا السورية على اسس طائفية. وتجاوز عون مسؤولية الامم المتحدة عبر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، والمعاهدات الدولية، ولم يتناول اهم عنصر في قضية اعادة السوريين الى بلادهم بشكل آمن، ألا وهو قرار النظام السوري. فهل انتزع عون من اصدقائه في دمشق قرارا جديا بإعداة السوريين، بشكل آمن على مختلف المستويات؟ ام ان الامر لا يزال جزءا من عدة التحريض والابتزاز في الداخل اللبناني؟

في مطلق الاحوال، كانت مشاركة لبنان مقبولة في وقت تحولت الانظار كلها نحو الملف الايراني، والمواجهة مع الولايات المتحدة. ففي وقت كان الرئيس اللبناني يلقي كلمته امام الجمعية العمومية للامم المتحدة، انطلقت جلسة مجلس الامن المخصصة للبحث في مسألة اسلحة الدمار الشامل، ومن صلبها الازمة مع ايران، وترأسها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وحضرها الى جانب قادة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، عدد كبير من رؤساء الوفود المشاركة في اعمال الجمعية العمومية، وجلسوا في مقاعد الضيوف المحيطة بمقاعد الدول الاعضاء.

عندما سئل مستشار لوزير الخارجية جبران باسيل عما اذا كان برنامج الرئيس عون في نيويورك ضحلا، تجاوز المستشار السؤال ليتحدث عن كثافة برنامج لقاءات وزير الخارجية، ما اوحى للبعض هنا في بيروت ان مشاركة عون في اجتماعات نيويورك السنوية باتت غطاء لحراك وزير الخارجية والمرشح الرئاسي من غير ضوابط، وهو الامر الذي كان يستحيل عليه ان يحققه لو ترأس الوفد رئيس الحكومة سعد الحريري. فهل بات وفد العائلة برئاسة رئيس الجمهورية الى الامم المتحدة جزءا من معركة خلافة الرئيس نفسه؟

 

نيتشه في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان

أنطوان قربان/النهار/25 أيلول 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/67735/%D8%A3%D9%86%D8%B7%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D9%86%D9%8A%D8%AA%D8%B4%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9/

خلال جلسات المرافعة في المحكمة الخاصة بلبنان، طالب سعد الحريري، الفريق المدني في المحاكمة ورئيس وزراء لبنان على السواء، بإحقاق العدالة، لكنه صرّح في الوقت نفسه أنه لا يسعى خلف الثأر لأن الأهم في نظره هو مصلحة البلاد. وقد أثار هذان الموقفان اللذان عبّر عنهما الحريري، أكثر من تعليق. فقد انتقد كثرٌ، في فريق 14 آذار سابقاً، غياب الحزم لدى رئيس الوزراء. أما في الفريق السياسي لـ"حزب الله" وحلفائه في النظام الحالي، فقد سادت البهجة، وأُشيد بهذا الموقف الذي اعتُبِر أنه ينم عن حكمة. وهكذا فإن الفريقَين يختلط عليهما الفارق بين "العدالة" و"الثأر/العقاب/القصاص". غير أن طبيعة المحكمة بذاتها لا تسمح بإجراء الربط التقليدي بين "العدالة" و"القصاص"، إذ لا يبدو أن غايتها هي فرض معاناة ما على المذنب بما يمنح عزاء متكافئاً للضحية.

قال ممثل الادعاء نايجل بوفواس، في عرضه "للعناصر المكوِّنة للفعل الجرمي الخطير" الذي شكّله اعتداء 14 شباط 2005، بكلامٍ واضح إننا أمام "جريمة نكراء ضحيتها الشعب" والهدف منها "بثّ رسالة من الرعب والهلع والألم". إذاً الشعب اللبناني هو مَن يجب إحقاق العدالة لأجله والتعويض له. يجب ألا ننسى أبداً أن الحركة الشعبية التي انطلقت عام 2005 رفعت شعار "معرفة الحقيقة". بعد ثلاثة عشر عاماً، ظهرت الحقيقة وأخيراً. يبدو أن الأدلّة التي تُثبت تورُّط المجرمين دامغة. عند وقوع الاعتداء، أشار الرأي العام بإصبع الاتهام إلى محور طهران - دمشق - "حزب الله". واليوم أُقيم الإثبات؛ وبات الشعب اللبناني، بوصفه ضحية، يعرف الحقيقة التي طال انتظارها. لقد انكشفت إلى العلن.

عندما تظهر الحقيقة، وحتى لو حدث ذلك داخل صرح قضائي، لا تؤدّي بالضرورة إلى قلب نظام الأمور رأساً على عقب. ليست الحقيقة عنيفة كما الشر. بل إنها هادئة ناعمة مثل نسيمٍ ربيعي. الحقيقة منعشة كما قطرات الندى الصباحية. وهي، بطبيعتها، تواسي وتُحرّر من كل الضغائن. الحقيقة تسمح للضحية بأن تعيش وأخيراً الحداد وتتطلع إلى المستقبل من دون أن تكون مكبّلةً بالماضي. هي تمنح السكينة والهدوء. وتسمح لنا بأن ننظر مباشرةً في عينَي المجرم، أياً يكن، ونقول له من دون خوف: أنت مَن قتلت، أنت من تسببت لي بالمعاناة، أنت جلاّدي ومعذّبي. هل سنرى يوماً ما وزير العدل اللبناني يقترح على الشعب اللبناني، على ضوء الحقيقة في المحكمة الخاصة بلبنان، العمل وأخيراً على تنقية ذاكرته على طريقة ما حصل في بلدان أخرى: جنوب أفريقيا ورواندا وتوغو والأرجنتين، إلخ. لم يعد بإمكان المجرمين أن يلتحفوا ببهارج كرامةٍ كاذبة.

الملاحقات الجزائية وعقاب المجرمين هي، وفقاً للمدّعي العام السابق في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، ر. غولدستون، "الشكل الأكثر شيوعاً للعدالة. لكنها ليست الحل المناسب الوحيد. فكشفُ الحقيقة بصورة علنية ورسمية هو في ذاته شكلٌ من أشكال العدالة". يحتفظ أسوأ المسوخ المجرمين، شرط ألا يكونوا أشخاصاً سيكوباتيين منفصلين تماماً عن الواقع، بجوهرٍ ما غير ملموس يجعل منهم إخوة في الإنسانية. هذا هو الاستنتاج الذي توصّلت إليه الطبيبة النفسية الجنوب أفريقية بوملا ماديكيزيلا التي أجرت أحاديث عدّة مع "عبقري الشر"، يوجين ديكوك، الذي مارس فنون التعذيب، وكان استنتاجاً مفاجئاً جداً لها. عندما تنكشف حقيقة الجريمة الجماعية إلى العلن، تؤدّي هذه الحقيقة، في شكل من الأشكال، دور المرآة التي تعكس النزعة إلى الشر في داخل كل واحد منا.

يضع نيتشه، في "أطروحة علم الأنساب الأخلاقي"، قائمة لافتة بكل المعاني التي يمكن إعطاؤها لكلمتَي قصاص وعقاب: منع وقوع مزيد من الأضرار، تعطيل القدرة على إلحاق الأذى، التعويض على الضحية المتضررة، إلخ. غير أن لوران باشلر يضيف: "هناك أمرٌ ما يلفت بغيابه عن القائمة ولا يستطيع القصاص الحصول عليه، إنه الشعور بالذنب الذي من شأنه أن يوقظ ندماً حقيقياً في ضمير المجرم".

لا شك في أن هذا هو الهدف الذي يجب بلوغه في لبنان. كيف يمكن أن يستمر قاتلٌ في العيش وسط مجتمع يُشير إليه علناً بإصبع الاتهام؟ هل يمكنه أن يواصل الكذب، والاختباء خلف تهريجه المعهود؟ حقيقة الشر، عندما تنكشف على الملأ، أشبه بعين الله التي تُلاحق قاين ليل نهار. ليست عيناً عنيفة، ولا تسعى إلى الثأر، ولا ترغب في إضافة مزيد من العنف إلى عنف الجريمة. عين الله، أو عين الشعب اللبناني في هذه الحالة، حاضرة دائماً. إنها متيقّظة دائماً. وتذكّر، على الدوام، جلاّديها اللبنانيين بقصة الجريمة التي ارتكبها قاين بحق أخيه هابيل. جاء الله نحو قاين وقال له: "أين هابيل أخوك؟" فأجاب قاين: "لا أعلم. أحارِسٌ لأخي أنا؟" إلى المجرمين الذين كشفت المحكمة الخاصة بلبنان عن هوياتهم، يقول الشعب اللبناني مردّداً على الدوام: "جميعنا مسؤولون بعضنا عن بعض لأننا شعبٌ واحد، نتشارك وطناً واحداً".

ينبغي أن يمهّد الحكم المرتقَب صدوره عن المحكمة الخاصة بلبنان الطريق أمام مصالحة لا تتحقق إلا من خلال تنقية الذاكرة التي تَشفي من كل عنف. لأجل هذه الغاية، يجب إنشاء "لجنة حقيقة ومصالحة" كي تنهض بهذه المهمة تحديداً.

*أستاذ في الجامعة اليسوعية

 

عقاب روسي لإسرائيل من دون ضوابط لإيران

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/27 أيلول/18

إسقاط طائرة «إيليوشن 20» الروسية في أجواء اللاذقية قد يكون أكثر خطورة مما يبدو، أقلّه في ضوء التعثّر الذي يمرّ به الدور الروسي في سورية. فهو حدث مختلف عن إسقاط تركيا «السوخوي 24» أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 وأدّى لاحقاً إلى نشوء «علاقة استراتيجية» آخذة بالنمو والتطوّر بين موسكو وأنقرة. وهو مختلف أيضاً عن إسقاط «السوخوي 25» فوق إدلب أوائل شباط (فبراير) هذه السنة، وهذه عملية نُسبت إلى «فصيل معارض» يُعتقد أنه «هيئة تحرير الشام» ولم تتكرّر، لكن تلتها هجمات كثيفة بالطائرات المسيّرة على قاعدة حميميم وقد ردّ الروس عليها بعشرات الغارات الجويّة لكنهم اعتبروها أحد أهمّ الدوافع لاجتياح إدلب، وتشكّل الآن أبرز أهداف الاتفاق الأخير بين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان. ولا شك في أن مقتل خمسة عشر عسكرياً روسياً في «إيليوشن 20»، بعد ساعات قليلة على إعلان هذا الاتفاق في سوتشي، أطلق موجة تخمينات تراوحت بين غضب النظامَين السوري والإيراني على إلغاء/ تأجيل معركة إدلب وبين استياء إسرائيلي من «الترقية» الإقليمية التي تمنحها روسيا للنفوذ التركي.

عندما لخّص بوتين الحادث الأخير بـ «سلسلة ظروف مأسوية عَرَضية» كان على الأرجح حريصاً أولاً على إبلاغ الداخل الروسي بأن العسكريين القتلى لم يسقطوا في مواجهة حربية ولا في اعتداء مدبّر. وبما أن وزارة الدفاع الروسية سارعت إلى إلقاء المسؤولية على إسرائيل وردّت الأخيرة باتهام دفاعات النظام السوري، فقد اختلط الأمر وبدا كأن ثمة رأيَين في الكرملين، واحدٌ أقرب إلى إسرائيل والآخر إلى دمشق. غير أن التحقيق الذي بدأ مع مسؤولي الدفاع الجوي في منطقة الساحل السوري واستُكمل مع وفد سلاح الجو الإسرائيلي، بعد انتشال الطائرة من مياه المتوسط، لم يكتفِ بفرضية المصادفة المؤسفة بل ركّز على معلومات مضلّلة وسوء تصرّف من الجانب الإسرائيلي أدّيا إلى وقوع الطائرة في مرمى «النيران الصديقة».

بعد مرور أكثر من أسبوع وإعلان نتائج التحقيق، تبدو موسكو أكثر ميلاً إلى التعامل مع الحادث بإدخال تعديلات على استراتيجيتها في سورية لتعويض الإخفاقات في رهاناتها على الولايات المتحدة. يُشار هنا إلى أن التوافق الأكثر صلابة بين الرئيسين الأميركي والروسي في هلسنكي كان يتعلّق بأمرَين: «أمن إسرائيل» وهو ما التزمته موسكو على الدوام، و «إخراج إيران من سورية» لكن من دون التزام روسي واضح، لأن الجانب الأميركي لم يقدّم عرضاً متكاملاً، أي أن بوتين لم يتعرّف إلى «ثمن إخراج إيران». لذلك، قد تعتبر موسكو أن إسرائيل حققت أهدافها الأمنية في سورية، وأن إسقاط الطائرة ولو بصواريخ الدفاعات السورية فرصة لضبطها وفرملة العمل بـ «تفاهمات» بوتين - نتانياهو التي مكّنت الإسرائيليين من شنّ مئات الغارات على مواقع إيرانية. وإذ بدا أن هناك تجميداً للنشاطات الإسرائيلية أكّده الروس بإغلاق المجالَين البحري والجوي بحجة إجراء مناورات بالصواريخ كانوا أجروها فعلاً قبل أسبوع، فإن بنيامين نتانياهو وأفيغدور ليبرمان دأبا على تأكيد أن إسرائيل لن تتوقّف عن استهداف الوجود الإيراني في سورية.

في سياق الكشف عن خلاصة التحقيق، يوم الأحد 23/09، قالت موسكو أن كل القوات الإيرانية وتلك التي تدعمها «انسحبت إلى مسافة 140 كيلومتراً بعيداً من الجولان»، ما يعطي أماناً كافياً لإسرائيل. كان التطرق إلى تموقع الإيرانيين غاب عن الإعلام منذ قيل أن إسرائيل رفضت عرضاً بانسحابهم إلى مئة كيلومتر، لذلك انطوى الإعلان الأخير على دلالات عدة، منها: 1) أن موسكو ضغطت على إيران وانتزعت منها اتفاقاً لإرضاء إسرائيل، لكن أيّاً من الدول الثلاث لم يعلن عن ذلك سابقاً. 2) أن التزام روسيا «أمن إسرائيل» كان مبرّراً مبدئياً للسماح لها بضرب الإيرانيين لكن إبعاد هؤلاء من الجولان وتمركز فرق من الشرطة الروسية مع قوات النظام السوري فيه أزالا احتمالات أي احتكاك إسرائيلي - إيراني. 3) إن الخطأ الذي ارتكبه الإسرائيليون لن يكون ثمنه أقلّ من مراجعة العلاقة العسكرية بين الجانبين ووضع قواعد جديدة صارمة للتنسيق بينهما، أي أن «حرية التحرك» التي تمتّع بها الإسرائيليون لن تعود كما كانت. 4) إن موسكو عبّرت عملياً، بتأكيدها انسحاب الإيرانيين وأتباعهم من الجولان، عن كونها غير معنيّة بسعي إسرائيل (أو أميركا) إلى منع «التموضع» الإيراني في سورية ولا باستخدام الإيرانيين الأراضي السورية لتمرير أسلحة إلى «حزب الله» في لبنان إذ قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية أن إيران أكدت خلال المشاورات معها أن «لا نيات عدوانية لديها تجاه إسرائيل».

تُظهر مصطلحات، مثل «الرد الجاحد» على كل ما فعلته روسيا لإسرائيل، و «الاستهتار الإجرامي» و «المعلومات المضلّلة» و «نزعة المغامرة»، إلى أن العلاقة بين القيادتين العسكريتين تأثرت في العمق. يُستدلّ على ذلك أيضاً من ردود الفعل الإسرائيلية التي انتقد بعضٌ منها بشدّة محاولات إلقاء اللوم على النظام السوري أو إيران، واستنتج بعضٌ آخر أن إيران خرجت مستفيدة من الخلاف غير المتوقّع مع موسكو لأن تقنين الهجمات سيعفي نشاطات نقل الأسلحة والبرامج الإيرانية من أي مباغتات قاتلة أحياناً. هكذا، فجأة، تبدّلت التقديرات السابقة بأن العلاقة الروسية - الإسرائيلية «استراتيجية»، وأن بوتين قد يكون أراد هذه العلاقة لإقامة «توازن» مع الوجود الإيراني وتحسّباً لأخطار انهيار التعايش غير المريح بين الجانبين الروسي والإيراني، خصوصاً أن الأخير ما كان ليرضخ لمشروعات إخراجه من سورية حتى لو دعمها الروس. فمع اعتراف النظامين السوري والإيراني بالمكاسب التي مكّنتهما روسيا منها إلا أنهما متشبثان بتحالفهما، سواء لارتباط مصيرهما أو لشعورهما بأن روسيا قد تغدر بهما إذا عرضت عليها صفقة مجدية، ويتردّد في الحلقات الضيّقة أن لديهما خططاً لـ «مقاومة» حالٍ كهذه. ساد الاعتقاد لفترة أن ما تنجزه إسرائيل في سورية يشكّل «مصلحة مشتركة» لها ولروسيا - كذلك للولايات المتحدة - فكلّما أضعفت الإيرانيين وتجنّبت تهديد نظام بشار الأسد أشعرت روسيا بأنها تخفّف عنها أعباء ستفرض ذاتها لاحقاً حين تشارف على إنهاء الأزمة السورية. وبمعزل عن الحاجة إلى الإيرانيين وأتباعهم في القتال البرّي، لمس الروس سلبيات دور إيران وتحالفها مع الأسد في الحدّ من نجاحهم في توجهاتهم الثلاثة: إنهاء الحرب في جانبها العسكري، وصوغ أي حل يتضمّن شيئاً من الانتقال السياسي، واجتذاب الحكومات الغربية للمساهمة في تمويل إعادة الإعمار، إذ تربط إيران أي تسهيلات في سورية (واستطراداً في العراق ولبنان واليمن...) بضمان مسبق لنفوذها ومصالحها الإقليمية، وإذا لم يتحقّق ذلك فإنها ستواصل استراتيجية الحروب الدائمة. ولا تستطيع روسيا وحدها، والأرجح أنها لا تريد، توفير هذا الضمان على المدى الطويل.

كان واضحاً في الإجراءات «الانتقامية» كما وصفها وزير الدفاع الروسي أنها اهتمّت أولاً وأخيراً بسلامة العسكريين الروس، ولذا رمت جانباً مطالبات إسرائيلية دائمة وملحّة بعدم تزويد قوات النظام السوري صواريخ «إس 300»، لكن الأهم أنها قرّرت استخدام التشويش لمنع أي هجمات إسرائيلية على مواقع إيرانية طالما أنها أصبحت بعيدة ولم يعد هناك مبرّر أمني لضربها. تلك خسارة فادحة لإسرائيل، لا تحدّ من طموحاتها وتدخلاتها فحسب بل تعطّل صراعها المفتوح مع إيران، وأي صيغة جديدة لمعاودة التعاون مع روسيا لن تعيد «شهر العسل» مع موسكو إلى ما كان عليه. وتشكل الإجراءات الروسية أيضاً رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة، فهذه كانت تدعم الضربات الإسرائيلية المنسّقة مع روسيا باستراتيجية «إخراج إيران من سورية» لكن ها هو بوتين يبلغها الآن أولاً أنه لا يأخذ بهذه الاستراتيجية ما لم تكن جزءاً من صفقة متكاملة، وثانياً أنه لا يستطيع تمرير الخطأ الإسرائيلي من دون عقاب، وثالثاً أن نهج العقوبات المعمّمة كما تنتهجه إدارة دونالد ترامب يدفعه إلى العمل مع القوى الإقليمية المستعدّة للتعاون معه.

* كاتب وصحافي لبناني

 

"خيانة" داخل القيادة الروسية

محمد قواص/العرب/28 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67738/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%8a%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a9/

على من يأمل من الغضب الروسي الراهن انقلابا في موقف موسكو من إسرائيل أن يعيد حساباته. فالاحتكاك بين موسكو وتل أبيب رغم ضراوته، هو جدل بين أصدقاء وهو عرضي في علاقات موسكو وتل أبيب.

كان لافتاً أن تستضيف قناة “روسيا اليوم” من يمكن أن يعبر عن المزاج الروسي الحقيقي بعد سقوط طائرة الاستطلاع الروسية في المياه المشاطئة لللاذقية في سوريا. يحمّل الكرملين الغاضب من إسرائيل تل أبيب مسؤولية الارتباك الذي أصاب صواريخ روسية يمتلكها الجيش السوري أسقطت الـ”إيل- 20”. ولئن عبّر الكرملين ووزارة الدفاع الروسية عن ذلك الغضب، وعن عدم ابتلاع موسكو للرواية الإسرائيلية، فإن ضيف القناة الروسية الناطقة باسم سياسات الرئيس فلاديمير بوتين في العالم، كشف عن غضب آخر ضد من هم في روسيا نفسها.

قال ضيف “روسيا اليوم” مدير قسم التعاون الدولي العسكري بوزارة الدفاع الروسية سابقا الفريق أول ليونيد إيفاشوف، إن هناك مسؤولين يعملون لصالح تل أبيب، وينفذون أوامرها، بدلا من تنفيذ أوامر فلاديمير بوتين. وللذي يريد التغافل عن هذا الكشف، فإن الرجل تحدث عن “خيانة في القيادة الروسية، عبر التواطؤ مع إسرائيل”.

لا يمثل الضيف الجنرال الموقف الرسمي الروسي، لكنه يمثل داخل وزارة الدفاع التي عمل بها مناخا متبرّما مما أصبحت إسرائيل تمتلكه لدى الصف القيادي في موسكو. وأن يتكلم إيفاشوف بهذه الصراحة والشفافية عن أمر حساس جدا في علاقة موسكو بتل أبيب، وعن أمر شديد الحساسية كونه متعلقا بشؤون القيادة في روسيا، فذلك لا يمكن أن يتم على قناة “روسيا اليوم”، إلا بضوء أخضر من صاحب الأمر والنهي في البلاد.

وفق تلك الرؤية يفترض مراقبة الموقف الروسي المتصاعد ضد إسرائيل في الأيام الأخيرة، ووفق هذا المعطى يجب تأمّل قرار موسكو تزويد النظام السوري بمنظومة صواريخ “أس- 300”. وقد يأخذ الأمر في إحدى واجهاته وجهة جديدة في تعامل موسكو مع تل أبيب في المسألة السورية، لكن للأمر واجهة أخرى تتعلق بموقف الكرملين من تلك القيادة في روسيا، لا سيما من ارتكبوا “خيانة” داخل متنها.

يقرأ الرئيس الروسي ببراعة خرائط التوازنات الدولية في العالم. وهو في مقاربته السورية منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سبتمبر 2015 أظهر براعة في سلوك حواف الممكن والمتاح، وفي تجنب ما هو المستحيل. وعلى هذا سيستمر رجل الكرملين القوي في مناورة الكرّ والفرّ الراهنة المرتبطة بمسألة سقوط الطائرة الروسية دون أن يخترق أو ينقلب على متلازمة هذا الممكن وذلك المستحيل.

بيد أن المناسبة التي تحتاج إلى خطوات “محسوبة” في مقاربة إسرائيل والولايات المتحدة والحلفاء الغربيين، قد تحتاج أيضا إلى حسابات من نوع آخر تتعامل مع وضع داخلي متعلّق بمؤسسات القيادة الروسية التي بدا أن نفوذ اللوبيات الإسرائيلية قد حقق تقدما داخلها يقلق الكرملين. وإذا ما أرسل الكرملين تحذيرا شديدا ضد “مسؤولين يعملون لصالح تل أبيب، وينفذون أوامرها، بدلا من تنفيذ أوامر الرئيس فلاديمير بوتين”، فإن في الأمر قرقعة بيتية لها ما بعدها.

لن نعرف الكثير عن ظروف هذا الإنذار ومعانيه الروسية. وقد لا نعرف بشكل واضح حاسم ما سيكون عليه غضب الكرملين من تدابير تُحاكم وتُحاسب وتقتصُّ وتنفضُ عن تلك القيادة شبهاتها الإسرائيلية. لكن الثابت أن بوتين في غضبه السوري يوجه لإسرائيل غضبا من نوع آخر يروم من خلاله وقف تسلل أذرعها المالية والاقتصادية والأمنية والعسكرية داخل مؤسسات موسكو.

واشنطن تضغط على موسكو في شأن العمل على إخراج النفوذ الإيراني من سوريا، دون أن تتصاحب هذه الضغوط بخارطة طريق دولية تُطمئن روسيا وتعترف بدورها في المستقبل السوري كما دور روسيا في العالم

يودّ الرجل أن يضع حدا في عهده، وبهذه المناسبة- الهدية ربما، لاستباحة إسرائيلية للداخل الروسي بدأت منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، ونمت وترعرعت في عهد الرئيس الأسبق بوريس يلتسين. وصل الغضب الروسي إلى حد أن يذهب نائب قائد فوج الصواريخ الروسية المضادة للطائرات في سوريا فيكتور خوستوف، ويتبرع بنقد ذاتي روسي بالقول “إن تصريحات وكلمات العزاء الإسرائيلية بهذه البساطة ستكون قليلة، بالطبع تساهلنا مع إسرائيل أطلق لها العنان”!

لن يضع الأمر روسيا في ضفة معادية لإسرائيل. روسيا من أوائل الدول التي اعترفت بدولة إسرائيل عند قيامها قبل أن تعترف بها الولايات المتحدة. كان ذلك حين كانت اتحادا سوفييتيا بعقائد يسارية ثورية حليفة لكل حركات التمرد في العالم، فما بالك اليوم، وهي دولة بلا عقائد، تحركها براغماتية انتهازية مفرطة، وتكاد تكون مؤيدة لكافة تيارات اليمين المتطرف والجماعات الشعبوية في العالم.

وعلى من يأمل من الغضب الروسي الراهن انقلابا في موقف موسكو من إسرائيل، أن يعيد حساباته جيّدا وأن يحسن قراءة ما بين السطور. فأمر الاحتكاك الراهن بين موسكو وتل أبيب، على الرغم من ضراوته، هو جدل بين أصدقاء وهو عرضي في علاقات موسكو وتل أبيب، فيما الموقف الروسي الحقيقي هو ما عبّر عنه نائب السفير الروسي إلى إسرائيل ليونيد فرولوف في فبراير الماضي من أنه “في حال العداء على إسرائيل، لن تقف الولايات المتحدة وحدها إلى جانب إسرائيل، بل روسيا أيضا ستكون إلى جانب إسرائيل”، مضيفا أن “العديد من مواطنينا يسكنون في إسرائيل، وإسرائيل عامة هي دولة صديقة، ولهذا لن نسمح بأي عداء ضدها”.

توفّر المناسبة فرصة للرئيس الروسي لاستدراج واشنطن للانخراط في مفاوضات حول الوضع النهائي في سوريا. ترسل الولايات المتحدة وحلفاؤها إشارات عرضية متناقضة حول حقيقة موقفها من مستقبل سوريا، كما مستقبل الدور الروسي في هذا البلد.

تضغط واشنطن على موسكو في شأن العمل على إخراج النفوذ الإيراني من سوريا، دون أن تتصاحب هذه الضغوط بخارطة طريق دولية تُطمئن روسيا وتعترف بدورها في المستقبل السوري كما دور روسيا في العالم. فإذا ما كانت منظومة “أس-300 تقلب التوازن الاستراتيجي، خصوصا إذا منحت لـ”جهات غير مسؤولة” وفق وصف نتنياهو، فإن غضب واشنطن من هذا التطور يفتح الطريق أمام مفاوضات جديدة لإقفال الملف السوري لأسباب إسرائيلية، بعد أن فتحت روسيا مقاربتها السورية بمراعاة كاملة للأسباب الإسرائيلية.

ترفق موسكو تدابيرها الصاروخية بسلسلة مواقف تضع إطارا حذقا للغضب الروسي. تؤكد موسكو على أمرين. الأول أن منظومة الصواريخ الموعودة هدفها “حماية الحضور الروسي” في سوريا، بما يوحي أنه سيتم تشغيلها بأياد روسية ووفق تعليمات موسكو، وأنه لن تكون مهمتها حماية أي “حضور” غير روسي.

الثاني أن المنظومة المقدمة من روسيا إلى سوريا لا تستهدف بلدا ثالثا، بما يراد منه إرسال رسائل مطمئنة بأن التطور المعلن تقني لن يتلاعب بالتوازن الاستراتيجي الذي لا تريد إسرائيل العبث به مع المنطقة المحيطة. وإلحاقا بثوابت موسكو تحتفظ روسيا بالتواصل مع “الصديق” الإسرائيلي سواء على مستوى بوتين ونتنياهو، أو على مستوى القيادات العسكرية بين البلدين، بما يعني أن ما هو توتر لن يصل إلى مستويات القطيعة.

ستتفاءل دمشق وطهران كثيرا بالموقف الروسي المتشدد، على نحو سريالي، ضد إسرائيل. قد يتيح التوتر الراهن لإيران وحزب الله تكثيف التحرك الميداني الذي لطالما أطاحت به إسرائيل بأكثر من 200 هجوم في السنوات الأخيرة. غير أن المراقب للموقف الروسي سيلحظ، بسهولة، أن موسكو لم تتبرّم من مبدأ الغارات الإسرائيلية ضد أهداف تعتبرها إسرائيل خطيرة على أمنها، بل غضبت من “الخديعة” الإسرائيلية التي تسببت في إسقاط طائرة روسية ومقتل 15 عسكريا روسيا كانوا على متنها.

بمعنى آخر فأن تمارس إسرائيل مناوراتها وخدعها لضرب العمق السوري برشاقة لا تؤذي مصالح روسيا ومواقعها، فذلك أمر لم تمانعه موسكو قبل إسقاط الطائرة الروسية، وهي لن تمانعه بعدها إذا ما أعيد ترتيب التفاهمات مع إسرائيل وحلفائها في العالم، لا سيما الولايات المتحدة.

المهم أن نراقب بحرص أي انقلاب قد يُحدثه بوتين داخل بيته ضد “الخونة” في القيادة الروسية.

*محمد قواص/صحافي وكاتب سياسي لبناني

 

علينا أن نخاف على البصرة

 حازم الأمين/الحرة/27 أيلول/18

يجب أن ننصت لأصوات الأنين الآتية من البصرة، ذاك أنه أنين يؤشر إلى وجهة مختلفة عما سِيق عن انتفاضة أهل المدينة على سلطاتها. بالأمس كشف فيديو واقعة اغتيال الناشطة سعاد العلي عن وجه لم يكن سافرا. فقد قتلت السيدة البصراوية في مشهد عرض أمام العالم. القاتل بدا هادئا وغير قلق. ضغط على زناد مسدسه، سقطت سعاد على الأرض، وغادر هو مسرح جريمته. القتل كان معلنا، والأرجح أن القاتل لم يخف وجهه. سعاد كانت ناشطة في حركة احتجاج قام خلالها شبان غاضبون بإحراق مقار الأحزاب الشيعية في المدينة، بالإضافة إلى القنصلية الإيرانية. غضبت الأحزاب، وفاض غضب طهران على خطاب الود حيال شيعة أهل البيت. وما هي إلا أيام حتى أقدم ذلك الرجل غير المجهول على قتل سعاد. من قتل سعاد إذا؟ الجواب البديهي الذي تعودنا على سماعه في بيروت ودمشق وبغداد، عقب كل اغتيال يسنهدف معارضين لمحور الممانعة، هو أن العدو الصهيوني وأدوات الفتنة التي يحركها هم القتلة. يُراد لنا بأن نقتنع بأن الوظيفة السياسية للاغتيالات التي شهدتها بيروت خلال العقد الفائت كانت جلية باستهداف هذا المحور، وبالتالي يُعد أي اتهام لمحور الممانعة بأنه خطاب "الفتنة" الذي يرافق كل اغتيال، والذي يتهم "المقاومة"، ويضرب صفحا عن العدو!

سيعقب القتل يُتم سيصاب فيه الضحايا، جراء شعورهم أنهم أمام القاتل، لوحدهم، وجها لوجه

في البصرة يجب أن نتجنب منزلقنا في بيروت. الحملة الإعلامية التي كانت تسبق كل عملية اغتيال في بيروت وكانت تستهدف الضحية، لم تكن تمهيدا لقتله، بل لحمايته من نفسه، وكان الكتبة يسبقون القتلة بيوم أو يومين! في البصرة يجري أمر مشابه. يجب أن نتعلم الدرس. فالتقرير الذي نشرته وكالة مهر الإيرانية وسمت فيه الناشطين في تظاهرات البصرة بأسمائهم وقالت إنهم "عملاء أميركيون" وإنه جرى تدريبهم في القنصلية الأميركية في المدينة، وعرضت سير كل واحد منهم. لا يفترض أن نعتبر أن هذا التقرير مقدمة لموجة اغتيالات ستشهدها والمدينة؛ وهذه الاغتيالات إذا ما حصلت فإن العدو الصهيوني وجماعة "الشيطان الأكبر" هم من سينفذها. هذا العدو هو من قتل سعاد، ويجب أن نتفادى سهولة اتهام الأبرياء من أبناء أحزاب طهران في البصرة. ثم أن تقرير وكالة مهر الذي سبق صدوره اغتيال سعاد لم يسمها على رغم أنه أشار بالاسم إلى أصدقاء لها! أليس هذا دليلا كافيا على براءة أحزاب طهران من دم سعاد؟ فالتقرير سمى هشام أحمد ورهام يعقوب وعلي نجيم، ونشر صورهم بصفتهم ممن "تم استقطابهم من قبل القنصلية الأميركية"، وهؤلاء ما زالوا على قيد الحياة على رغم تطويبهم من قبل الوكالة الإيرانية بصفتهم عملاء. أما الاعتقاد بأن اغتيال سعاد هو افتتاح لمرحلة اغتيالات تطال ناشطي الحراك في البصرة فهذا ما يجب أن نُعد له وعيا قادرا على إنتاج سياق آخر للجريمة، ولنا في تجربة بيروت ما يساعد على المهمة.

 البصرة خاصرة إيران، وطهران مقبلة على مرحلة صعبة جراء العقوبات الأميركية، ولن تقبل ببيئة غير صديقة في خاصرتها

والحال أن البصرة فائقة الأهمية لطهران، وحكامها، من أحزاب ولاية الفقيه ووجوهها ومللها، حكمت المدينة على نحو أسوأ مما يتخيله المرء. فهي واحدة من أكثر مدن العالم احتضانا للثروات، لكنها من أفقر مدن العالم. ما يسمعه المرء عن أحوالها يشعره بأنه حيال فساد وصل إلى الطبقات الجيولوجية للطبيعة هناك: الملح يغزو المياه العذبة التي شرعت بامتصاصه من البحر ومن روافد ملوثة قادمة من إيران. مستنقعات النفايات النفطية تستدرج المواشي وتقتلها. انبعاثات غازية قادمة من الحقول النفطية. والبصرة التي تعطي الخزينة العراقية نحو 60 مليون دولار يوميا، يصلها من هذا المبلغ أقل من مليون واحد يتقاسمه قادة الحشود الشعبية والميليشيات البريئة من دم سعاد. الحرارة في المدينة وصلت هذا الصيف إلى 60 درجة مئوية، والتغذية بالكهرباء بالكاد تصل إلى ساعتين يوميا في بلد صرف حتى الآن ومنذ سقوط صدام حسين نحو 40 مليار دولار على شبكات توليد الطاقة وتوزيعها. كل هذا ويحتاج أهل البصرة إلى تحريض القنصلية الأميركية حتى ينتفضوا على سلطة طهران الفاسدة في المدينة. صحيح أن تقرير وكالة مهر عن ناشطي البصرة ينطوي على بلادة مهنية وأخلاقية استثنائية في هذا الزمن، إلا أنه ينطوي أيضا على شعور بقبول لهذه اللغة تم تأسيسه من خبرات موازية. والقبول هنا ليس بالضرورة تصديق لمزاعم الوكالة، انما انخراط في لغتها المراوغة، لا سيما وأن القتل سيعقبه يُتم سيصاب فيه الضحايا، جراء شعورهم أنهم أمام القاتل، لوحدهم، وجها لوجه. لا نصير لهم، ولا صوت سيعلو فوق صوت مسدس القاتل. البصرة خاصرة إيران. بينهما نفط وماء وأحزاب وتوتر ومشاعر شديدة التعقيد. وطهران مقبلة على مرحلة صعبة جراء العقوبات الأميركية، ولن تقبل ببيئة غير صديقة في خاصرتها. علينا أن نبقي أعيننا على المدينة، وعلينا أن نخاف على أهلها.

 

أيُّ خطر تواجهه إيران بعد الأحواز؟

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/27 أيلول/18

ما وقع في الأحواز (عربستان) صدم القيادة الإيرانية بكل تأكيد. لكن حتى الآن لا نعرف ما إذا كان حادثاً فردياً على خلفية خطيرة، أو أنه سيتكرر وينتشر. إن خطورته تكمن في كونه وقع بعد نجاحات أميركية وفشل إيراني على المستوى الواسع؛ إذ نرى كثيراً من الشركات الأوروبية والدولية وهي تغادر إيران، التزاماً منها بالعقوبات الأميركية، كما أننا اقتربنا من موعد الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث العقوبات الأميركية الحقيقية ستبدأ بالفعل، فإذا مزجنا كل هذا مع ما وقع يوم السبت الماضي، فإن العملية تصبح أكثر جدية.

صحيح أن الفاعلين إيرانيون، لكنّ إيران تعاملت مع المعارضة الإيرانية وعلى مستويات مختلفة، بطريقة فعالة. عام 2009 ما حدث كان أخطر ما تعرض له النظام الإيراني حتى اليوم، ونجح النظام في احتوائه. لذلك يجب ألا نقفز إلى النتيجة بأن الإيرانيين لا يستطيعون التعامل معه. لكنْ مقارنةً بعام 2009 فإن الوضع الإيراني العام الآن هو أسوأ بكثير، والسبب الأساسي لهذا أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ذهب، فأفضل خدمة قُدمت للملالي في إيران كان أوباما. ليس لأنه أُعجب بهم، بل لأنه كانت تنقصه وبشدة معرفةٌ بالشرق الأوسط وبالعالم، ولهذا، عملياً هو دَعَم النظام الإيراني، ليس إعجاباً بآيديولوجيته، بل بسبب جهله أخطار إيران. يقول محدِّثي، هناك عدة عناصر تجعل الوضع الإيراني مختلفاً الآن: الأول- هو أن الولايات المتحدة، رسمياً وجدياً وعلنياً تَعتبر إيران العدو الأول لها في المنطقة. وهي لا تركز على حالة إيرانية واحدة بل على مجموع ما ترتكبه إيران: المسألة النووية، وزعزعة الأنظمة في المنطقة، ودعم أميركا لإسرائيل وعملياتها في سوريا ضد المنشآت العسكرية الإيرانية، والاعتراف بأن إيران قوة الإرهاب الأولى في العالم، والدولة الوحيدة التي لديها بنية تحتية للإرهاب العالمي. وعندما تعترف بأن لديك عدواً، فهذا عنصر مهم جداً. الثاني- المشكلات الاقتصادية تتصاعد. بدأت بسوء إدارة الاقتصاد من قبل النظام الإيراني، واستمرت باعتماد النظام كلياً على النفط فقط، لم ينوع صادراته، وكان أوباما قد أعطى النظام رخصة لتطوير النفط، والتكنولوجيا التي لا يملكها الإيرانيون، من أجل زيادة الإنتاج. الآن كل هذا يعود إلى الوراء، وسوف يتأثر أكثر بالمقاطعة التي ستبدأ في نوفمبر، وهذه مقاطعة تقضم بشراهة، يضاف إلى ذلك أن ادّعاء الأوروبيين أنهم سيعوّضون إيران، أثبت سخافته؛ إذ وجدوا أن شركاتهم غير مستعدة لدعم سياستهم، مع وجود رئيس أميركي (دونالد ترمب) يتحدى أوروبا في المكان الذي يؤذيها. تقول أميركا لأوروبا الآن: «إنّكِ تحاولين عدم الصرف المالي على دفاعاتك، وترمين بالثقل على أكتافنا وهذا لم نعد نقبله». إذن، الأوروبيون لا يصطدمون فقط مع أميركا حول إيران، بل عليهم البدء بالتعامل مع أميركا غير المستعدة لأن تموّل الأمن الأوروبي إلى درجة تحمل أوروبا على زعزعة السياسة الأميركية في العالم وهذا مرتبط كلياً بإيران. إن الفشل الأوروبي في التعويض عن الخطوة الأميركية هو العامل المستجدّ. يواصل محدّثي: حتى الآن لا نعرف ماذا سيفعل الصينيون، لأن ترمب يواجه أيضاً الصينيين في قضايا حيوية وحتى وجودية للنظام الصيني. وقد يرد الصينيون بالعمل مع إيران. أعتقد أنهم بدأوا بالرد بتخفيف عقوباتهم على كوريا الشمالية. لكن القيود الأبرز على الإيرانيين اليوم هي دعم أميركا لإسرائيل. وهذا يعد تحدياً لإيران لأن الاقتصاد الإيراني ضعيف جداً، والمصاريف الإيرانية على زعزعة دول أخرى مرتفعة جداً، هناك صراع حقيقي في إيران ما بين «الحرس الثوري» وجماعة روحاني. والسؤال اقتصادي: هل تستطيع إيران صرف المليارات في سوريا وفي اليمن، وصرف المليارات في بناء مؤسسة عسكرية ضخمة والاستثمار في القضايا النووية والصواريخ الباليستية، وفي الوقت نفسه الإبقاء على المجتمع الإيراني تحت خط الانفجار؟

في هذا المفهوم، وإذا أضفنا مشكلة أخرى كالتي رأيناها في الأحواز، عندها يصبح المشكل كبيراً، خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هؤلاء الأشخاص أنفسهم في وضع اقتصادي سيئ. وهذا سيشكل ضغطاً على القيادة الإيرانية.

لكن كيف ترى إيران بعد شهر نوفمبر؟ يجيب محدِّثي: ستتعرض لضغوط أكثر وأكثر، لأن عدوّيها الأساسيين، الولايات المتحدة وإسرائيل، لن يتراجعا. الأميركيون مصرّون على مواصلة الضغط الاقتصادي وحصلوا على الدعم في ذلك، والإسرائيليون مصرّون على مواجهة ما يحدث في سوريا، وما يحدث هناك لافت، ليس فقط لأن إسرائيل أعلنت أنها لن تقبل بالوجود العسكري الإيراني في سوريا، بل هي أثبتت بعشرات الغارات الجوية أنها مستعدة لتدمير كل ما يبنيه الإيرانيون هناك.

لكن هل تستطيع أن تدمر كل شيء؟

الجواب: كلا، لكنها ناجحة حتى الآن. إنما هل تستطيع الخروج من نتائج الضربة الأخيرة؟ الجواب: نعم. واجهت حادثاً، والسبب أن السوريين إما إنهم على غير كفاءة وإما إنهم أرادوا توليد مشكلة بإسقاطهم الطائرة الروسية، حيث قُتل 15 جندياً روسياً. يميل محدِّثي إلى عدم الكفاءة، لكنه لا يستبعد أن يكون مخطَّطاً، ويعتقد أنه لن يوقِف إسرائيل عن عملياتها في سوريا، فالإيرانيون لا يشكّلون خطراً مباشراً عليها من الأراضي العراقية، لكنْ في نظره مسألة العراق معقّدة، وهناك قوى كثيرة بينها قوى شيعية لا تريد احتلالاً إيرانياً لبلادها، ولا تريد تعريض العراق للخطر بسبب الإيرانيين. هو يعتقد أن الإيرانيين يفشلون في سوريا والعراق. ويقول: إن الأفضلية الكبرى للمعتدين هي إذا لم يواجهوا أشخاصاً لديهم الإصرار على المواجهة. إنما التغيير الذي حصل في أميركا، والإجماع في إسرائيل جعل الدولتين مقدمتين. إسرائيل تجعل تدخل إيران العسكري مكلفاً جداً، وأميركا تزعزع اقتصادها، والدول الخليجية تدعم التوجه الأميركي، وإذا انخفض منتج النفط الإيراني، من غير الضروري أن ترتفع الأسعار، لأن دولاً أخرى ستُبقي على التوازن النفطي.

تحاول إيران السيطرة على الشرق الأوسط وهذا تهديد وجودي للدول العربية، خصوصاً دول الخليج، وهذا خطير جداً على أميركا. يعود محدِّثي، المؤرخ الغربي، إلى الماضي ويقول: انظري إلى الموقف من الرئيس المصري جمال عبد الناصر في الخمسينات والستينات، وإلى الموقف من إيران اليوم. في تلك السنوات كان كل طرف في الشرق الأوسط يعرف أن العدو الأول هو جمال عبد الناصر، لكن لم يكن أحد على استعداد لمحاربة عبد الناصر. دول الخليج عملت جزئياً لوقف طموحاته مع الولايات المتحدة، والعاهل الأردني الراحل الملك حسين لم يجد بداً من الانضمام إليه في حرب الأيام الستة عام 1967، كان عبد الناصر يتكلم لغة العروبة. لكن اليوم إيران ليست عربية وليست سنّية، والأفضل مواجهتها وليس استرضاءها. لذلك هذا التحالف العربي الكبير ليس مع أميركا إنما تحالف ضد إيران التي تشكل الخطر الحقيقي. والبديل هي سيطرة إيرانية كاملة على كل المنطقة، ولا أحد يريدها. تقول إيران إن أميركا مسؤولة لأنها تدعم دول الخليج، وهذه نكتة. إنني أشكك في أن تكون هناك علاقة لدول خليجية بالعملية. إن إيران تزعزع هذه الدول، هذا هدفها الأول والأخير. وادعاء إيران أن هؤلاء غير إيرانيين ليس بصحيح. ثم حتى ولو كانوا أتوا من الخارج فآخر من يحق له الاعتراض والتنديد هم الإيرانيون، لأنهم أسياد مَن عملوا عبر عملاء. يضيف: إن ما وقع في الأحواز لا يقارَن بدعم إيران للحوثيين في اليمن الذين يطلقون صواريخ باليستية إيرانية باتجاه الرياض. هنا كأن إيران تقول للدول التي تتهمها «يمكنني أن أشن حرباً ضخمة ضدّكِ، ولا يمكنكِ أن تردّي عليّ إطلاقاً»! هذا أمر في منتهى السخافة.

 

«حزب الله البحريني» والفشل الإيراني

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/27 أيلول/18

منذ نحو 4 عقود والمحاولات الإيرانية لم تتوقف عن محاكاة تجربة «حزب الله» اللبناني، ولكن بنسخة بحرينية، فقد راهن النظام الخميني منذ وصوله في 1979 على مشروعه الاستراتيجي بإنشاء «حزب الله البحريني»، والاستفادة من جماعات الإسلام السياسي الشيعي لتنفيذ الرغبة الإيرانية المحمومة، ومع كل الدعم الكبير الذي تلقته تلك الجماعات، ماليا ولوجستيا وسياسيا، فإن المشروع الإيراني في البحرين لا يزال متعثرا ويواجه الفشل مع كل محاولة جديدة، منذ أول محاولة انقلابية قادها الشيرازيون وحلفاؤهم عام 1981، بعد عامين فقط من وصول الخميني، مرورا بمحاولة ثانية لـ«حزب الله البحريني» محاولا قلب نظام الحكم بالقوة وإقامة نظام موالٍ لإيران، ومحاولة ثالثة تزامنت مع أحداث الربيع العربي في 2011 انكشفت خلالها جميع الجمعيات السياسية البحرينية التي خدعت الجميع بأنها جزء من المشروع الإصلاحي لملك البحرين، وصولا إلى محاولة رابعة كشف عنها أول من أمس، حيث أسندت إلى 169 متهما من أعضاء «حزب الله البحريني» تهمة «تأسيس والانضمام إلى جماعة إرهابية وإحداث تفجير والشروع في القتل والتدرب على استعمال الأسلحة والمتفجرات وحيازة وإحراز وصناعة واستعمال المواد المفرقعة والأسلحة النارية بغير ترخيص وتمويل جماعة إرهابية»، بحسب السلطات البحرينية.

إذا كانت بعض الدول العربية تعاني أشد الأمرين من جماعات الإسلام السياسي السني، فإن البحرين تعاني أيضا، ولكن من جماعات الإسلام السياسي الشيعي، التي تتماهى بدورها مع المشروع الإيراني لتصدير ثورته، وتحت إشراف مباشر من الحرس الثوري، إلا أن الأخطر في الحالة البحرينية الدعم الرسمي الذي تتلقاه الجماعات المتطرفة من قبل إيران وأذرعتها في المنطقة، كـ«حزب الله» اللبناني، وهو ما تسبب في كثير من الفوضى التي تعرضت لها البحرين. منها استهداف أكثر من 200 مؤسسة تعليمية ومنشآت حيوية، كمحطات الكهرباء وأبراج الاتصالات والحدائق العامة والبنوك التجارية، وقطع الطرق على الشوارع التجارية. ومع أن الفشل يحاصر إيران في كل مرة إلا أنها ماضية في تكرار مساعيها، فهي جزء أساسي من العقيدة الإيرانية الساعية لوضع موطئ قدم لها في دول الخليج، فأحد أهداف النظام الإيراني الرئيسية اختراق دول الخليج العربية عن طريق مملكة البحرين، فهو يرى فيها القاعدة التي ينطلق منها، ومن خلالها يستطيع التمدد في الدول الخليجية الأخرى، وبالطبع على رأسها السعودية. صحيح أن النظام الإيراني تمكن من صنع أذرع له في أكثر من بلد عربي، لكنه حتى الآن فشل في مشروعه، صناعة حزب يحاكي «حزب الله» اللبناني في البحرين، ما يؤكد أن النظام الإيراني متمسك بقوة بمشروعه هذا في قلب الخليج العربي، حتى مع الاختلاف الكبير بين الجغرافيا السياسية التي تجعل هذا الحلم الإيراني مستحيل التطبيق في الحالة الخليجية، وعدم القبول الشعبي البحريني، حتى من شيعة البحرين، لمثل هذا الحزب التخريبي، فالتاريخ السياسي للبحرين وواقعها المجتمعي، كما لدول الخليج الأخرى، يختلف كليا عن دول عربية أخرى وجدت إيران فيها مساحة تستطيع التمدد من خلالها، وهو ما يحسب للدولة البحرينية قدرتها على خنق كل المحاولات الإيرانية خلال نحو 40 عاما في إحياء الخلايا النائمة التي تؤسسها من أجل تنفيذ مشروعها المتعثر.

 

أسرة الأمناء

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/27 أيلول/18

أخذ على كثير من مفكري مصر أنهم لم يهتموا إلا بشؤونها وقضاياها. واتهم هؤلاء «بالعصبية» و«المحلية». وغاب عن موجهي الاتهام أن حجم القضايا في مصر لا يترك مجالاً لسواها: حياتها ونموها ودورها وسياساتها ويومياتها.

مصر تشغف المصريين وتشغلهم. وأكثر من ذلك أنها تشغل الآخرين أيضاً. فالموضوع المصري موضوع عربي عام في معظم المراحل. والكاتب في الشؤون المصرية له من القراء ما ليس للكاتب في الشؤون العراقية أو السورية أو المغربية. وقد شغل كتّاب مصر في القرن الماضي الأمة برمّتها. في اليمين وفي اليسار وفي الوسط. في النهضة وفي التشدد وفي التزمت. وتحول بعضهم إلى أصحاب تيارات ومدارس. وكان أحد كبار المعلمين التاريخيين أحمد أمين، صاحب «ضحى الإسلام» والمفكر الذي ترك من المؤلفات ما يشكّل مكتبة كاملة. ومع ذلك أعرب عن ندمه على تبوء المناصب لأنها شغلته عن التكرس. رغم انصراف جلال أمين إلى الكتابة دوماً في الشؤون المحلية، فلا أذكر أنه كتب شيئا لم أقرأه. ولم يغب عن بالي يوماً في اللاوعي أن هذا الرجل ولد ونشأ في بيت أحمد أمين. فقد كان واضحاً في فكره وفي أعماله هذا الامتداد الحضاري. وكان أكثر وضوحاً فيه تلك الاستقلالية الفكرية التي لا تعرف سوى التزام واحد هو مصر. ومن خلال هذا الالتزام كان كثير الجدل والنقاش والنقد. ونادراً ما امتدح خوف تشجيع الخمول. ولم تكن هناك قضية لا تعنيه إذا كان لها بعد مصري: من الاقتصاد، إلى سيرة تحية كاريوكا، التي رأى فيها نموذجاً وطنياً اجتماعياً بعيداً عن المسرح وثياب الرقص. وإضافة إلى غزارة المواضيع كان غزير الإنتاج. ولم تكن تعرف ماذا سيكون موضوع مقاله غداً. فقد أوكل إلى نفسه مهمة أن يكون الرقيب الاجتماعي على يوميات البلد وأهله. الشطط غير مسموح، أو مقبول. وبصفته عالما اقتصاديا، كان يرفض التسليم السهل بالإعلام الموجّه. وشكك لمدة طويلة في أصول «القاعدة» و«داعش». وكان يتساءل كيف يمكن لتسجيلات بن لادن الوصول إلى التلفزيونات لبثِّها، من دون أن يعترضها أي جهاز مخابرات عالمي في أي مكان، خصوصاً بيان إعلان المسؤولية عن مجزرة برجي نيويورك. كان الشك، أو النقد، عنده يسبق الوصول إلى أي نتيجة، حتى الإيجابي منها. وتفقد مصر في فقدانه ظاهرة من ظواهر الفكر الجدلي، وأميناً من أمناء النهضة، التي كان والده أحد أعلامها.

 

فعلاً... غزو الكويت كان البداية لما تشهده المنطقة!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/27 أيلول/18

أصبحت أزمة الخليج أزمة الأمة العربية منذ تفجيرها في الثاني من أغسطس (آب) 1990، حيث احتلت القوات العراقية الكويت وبدأ مسلسل الانزلاق نحو المجهول وما رافقه من قلق لم ينتهِ، بل بقي يزداد حدةً مع كل يوم وساعة، وحيث إن ما تمكنت أمتنا من تحقيقه في مطلع هذا القرن أصبح مهدداً بالزوال والاندثار... وإن هذا ما بقي يحدث بعد انتهاء فترة الحرب الباردة وفي الوقت الذي كان يعيش فيه العالم مرحلة انبثاق حقبة جديدة غدت تتشكل فيها ملامح نظام عالمي جديد وتوضع للعبة الدولية قواعد وقوانين تتشكل فيها ملامح نظام عالمي جديد.

وفي ظل هذه الأجواء ومع بواكير حقبة الأمل والوعد الجديد، تأتي أزمة الخليج بالشكل الذي تطورت إليه لتمتحن العالم في توجهه ونزوعه، وأقول العالم لأن أزمة الخليج تتمحور حول النفط الذي تحتاج إليه كل الشعوب، والذي يشكّل أكثر من أي وقت مضى أهم مرتكزات الحقبة الجديدة التي تتطلع فيها هذه الشعوب للعيش في عالم يسوده السلام والتعاون والبناء من أجل حياة أفضل للإنسان في منأى عن المجابهة والمنازعات التي أنهكته واستنزفت طاقاته في العهد الذي كان قد مضى. وبناءً عليه فإن منطقتنا العربية، وفق مقاييس هذه الحقبة الجديدة، قد أصبحت ذات أهمية قصوى لهذا العالم ليس فقط بسبب موقعها واتساع رقعتها وحجم سوقها التجارية بل لمخزونها النفطي الهائل الذي يقدَّر بثلثي احتياطي النفط العالمي أو يزيد، وحيث ينعكس الاهتمام العالمي بمنطقتنا على أمور شتى من أهمها الحرص على استقرارها ضمن الأطر التي ترتضيها الدول الصناعية الكبرى ومنها محاولات التحكم في مسار نهوضها الاقتصادي والاجتماعي والعسكري والعلمي والثقافي، بحيث ينسجم هذا كله مع تصورات هذه الدول ومطامحها ولا يتعارض مع (مطامعها)، ومنها تعزيز علاقاتها مع دول الجوار من غير العرب كي تبقى هذه الدول مصادر تهديد وإزعاج وابتزاز لهم كما هو الحال مع إسرائيل.

على هذه الخلفية جاءت أزمة الخليج، احتلال الكويت، لترى فيها الدول الكبرى والصناعية الفرصة الذهبية لإعادة تنظيم هذه المنطقة وفق مخططات خبيثة تتناسب مع تطلعاتها ومصالحها على حساب تطلعات الشعوب العربية ومصالحها، ولترى فيها أيضاً الفرصة السانحة لوضع قواعد اللعبة وترسيخها ولبلورة نمط التعامل مع منطقتنا في العهد الجديد... وإن ما أنجزته أمتنا حتى الآن، على تواضعه، ومهما كانت مآخذنا على الكيفية التي يعمل فيها نظامنا العربي حتى احتلال الكويت، فإن ذلك لا يبرر أيضاً التضحية به، ولا يبرر التضحية بالكثير الذي أنجزه العراق.

لقد جاء هذا في رسالة كان قد وجّهها العاهل الأردني الراحل الملك حسين باسمه واسم الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد وباسم العاهل المغربي الحسن الثاني إلى الرئيس العراقي الأسبق صدّام حسين الذي بالطبع لم يستجب لما تضمّنته هذه الرسالة وهو لم يردّ عليها فكان ما كان ووقعت الكارثة التي حذّر منها وتوقعها هؤلاء القادة العرب الثلاثة.

ولعل أهم ما جاء في هذه الرسالة التي كانت قد وصلتني قبل أقل من أسبوع بعد كل هذه السنوات الطويلة (28 عاماً) من «صديق» لم يذكر اسمه لكنني أعتقد أنه أحد كبار المسؤولين الأردنيين الذين كانوا شركاء في صنع المواقف والقرارات الأردنية الخطيرة والحاسمة في تلك المرحلة الصعبة: «ولا ريب أنَّ سيادة أخي يعلم بأننا ملتزمون بمبدأ عدم جواز احتلال أراضي الغير بالقوة ليس من حيث المبدأ المُجْمع عليه عالمياً بل وأيضاً من واقع مواجهتنا للأطماع الصهيونية والاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية... إذْ إن التهاون في الالتزام بهذا المبدأ وبخاصة في منطقتنا سيشكّل سابقة خطيرة تستفيد منها إسرائيل بكل ما ينطوي عليه ذلك من مضاعفات تهدد أمن الأردن ووجوده مثلما تهدد الأمن القومي بشكل عام... وكما تعلم فإن هناك إجماعاً عربياً على التمسك بهذا المبدأ الذي يعني عدم القبول بإجراء الضَّم وبخاصة إذا أدى إلى إزالة دولة قائمة وعضو في الجامعة العربية والأمم المتحدة.

إنني لا أرى أن أمامنا الكثير من الوقت، فنحن في سباق مع الزمن لتفادي الكارثة التي إنْ هي وقعت فإنها ستفتح المجال أمام الفريق الذي حاربنا لمدة ثمانية أعوام (إيران) ليكون أحد الأطراف المتربصة لوراثة العراق ولتسديد الضربة القاسية لما دافع عنه نيابةً عن أمته العربية وقدم في سبيل ذلك أغلى التضحيات... والحرب إذا نشبت فلا بد أن يكسبها في النهاية طرف مهما كانت خسائره... أما الخاسر الحقيقي فيها فسيكون نحن العرب المؤمنين بحق أمتنا في الحياة سواءً في بلاد الرافدين أو في أي بقعة من وطننا العربي الكبير».

وعليه واستناداً إلى ما جاء في هذه الرسالة الثلاثية فإن المؤكد أن غزو الكويت واحتلالها وإلغاءها كدولة، كانت وهي لا تزال رقماً رئيسياً في المعادلة العربية، كان بمثابة المبرر الذي وفّره صدّام حسين لكل هذا التمزق والدمار الذي تشهده هذه المنطقة، وكان البوابة التي دخلت إيران منها لتحتل العراق وتحتل سوريا وتفعل كل هذا الذي تفعله في اليمن وفي لبنان وأيضاً في غزة في فلسطين، فهذا البلد، بلاد الرافدين، هو جدار الأمة العربية الشرقي، وحقيقةً إن انهياره قد أدى إلى كل هذه الانهيارات التي تلاحقت في العالم العربي بأسره.

وهنا فإن هناك سؤالاً لم يُطرح سابقاً ولم يتم التطرق إليه حتى الآن وهو: لماذا يا ترى قد صمتت إيران على غزو صدام حسين للكويت واحتلالها، وكل هذا مع أن هذا البلد بحكم عوامل كثيرة أهمها العامل الجغرافي يعتبر بعداً أمنياً إيرانياً... هل يا ترى لأن طهران كانت تعرف أن هذا الغزو سيفشل لا محالة وأنه سيفتح المجال لها لتحقق ما لم تستطع تحقيقه في حرب الثمانية أعوام؟! وحقيقةً إنها بالتالي قد حققته، لا بل وأكثر منه بألف مرة!

لكن ومع ذلك فإن اختيار صدّام حسين لإيران، عدو الأمس واليوم، لـ«يُجْلي» إليها طائرات سلاح الجو العراقي خلال حرب عام 2003، يعني أنه لا بد من أن تكون بعض الطرق قد أصبحت بينه وبين دولة «الولي الفقيه» سالكة منذ عام 1990، وأنه ما كان من الممكن أن يرتكب حماقة غزو الكويت لو لم يحصل على ضوء ولو كان خافتاً من الولايات المتحدة، وأيضاً لو لم يحصل على موافقة وإنْ «صامتة» من طهران، ولعل هذا كله ما يفسر إرسال طائراته إلى هذا البلد الذي لم يكن صديقاً للعراق في أي يوم من الأيام... ومنذ المرحلة الصفوية وحتى الآن!

وهكذا وبالعودة إلى الرسالة الثلاثية التي كان قد أرسلها الملك حسين، باسمه وباسم العاهل المغربي الحسن الثاني وباسم الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد إلى صدّام حسين ولم يستجب لها وواصل احتلاله للكويت إلى أن أُخرج منها مهزوماً، نجد فعلاً أن ما تضمنته تحقق بالفعل، وأن غزو هذه الدولة العربية هو الذي فتح الأبواب على مصاريعها لكل هذا الذي جرى والذي يجري في هذه المنطقة وفي الشرق الأوسط كله من كوارث وحروب وتمزقات و«احتلالات» أجنبية أبشعها الاحتلال الإيراني.

تجدر الإشارة هنا إلى أنه قد جاء في هذه الرسالة التاريخية فعلاً: «إن هذه الحالة، أي احتلال الكويت، هي الأولى من نوعها في ظل الأوضاع الجديدة السائدة في العالم، الأمر الذي لا يمكن أن يرضى به أحد لأنه في حال السكوت عنه سيغدو سابقة قد تشجّع آخرين في مناطق أخرى على اعتماده، مما سيؤدي إلى نشوب نزاعات وحالات من عدم الاستقرار في أقاليم متعددة في زمن يتجه فيه العالم نحو حل النزاعات لا تفجيرها، وهذا ما يفسر التوافق الدولي الواسع ووقوف دول كثيرة وراء الولايات المتحدة التي نعلم جميعاً أن لها أغراضاً مخفية غير هدفها المعلن». والمهم في النهاية أن المعروف هو أن الولايات المتحدة بعد احتلالها العراق في عام 2003 وإسقاط نظام صدّام حسين قد فتحت الحدود العراقية للإيرانيين لتصبح إيران دولة محتلة لهذا البلد العربي، على نحو ما هو قائم الآن، وهذا كله كان قد تم في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الذي كان قد لعب أيضاً دوراً مثيراً للكثير من التساؤلات بالنسبة إلى الأزمة السورية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الوفاء للمقاومة أشادت بمواقف عون في الأمم المتحدة: الجدل حول جنس الحقائب الحكومية لا يجوز ان يبقي البلاد بلا حكومة

الخميس 27 أيلول 2018 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها بحارة حريك، بعد ظهر اليوم، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.

وأصدرت في نهاية اجتماعها بيانا قالت فيه: "يوما بعد يوم، تنحو الأوضاع في منطقتنا والعالم نحو اتساع دائرة التأزم، كنتيجة طبيعية لسياسات الاستبداد التي تعتمدها الادارة الاميركية في مقاربتها لقضايا الشعوب ومصالحها وللعلاقات الدولية وفق وتيرة مضطربة تستند الى فائض القوة بمعزل عن المبادئ والقانون الدولي، ومن دون مراعاة لما ينجم عن هذا السلوك من تداعيات سلبية على الأمن والاستقرار الدوليين". أضافت: "إن مشهد الادارة الاميركية هو مشهد الطاغية الجلاد الذي يسعى إلى فرض سياساته على العالم بالقوة، عبر تجاوز القوانين وفرض العقوبات ورعاية الارهاب وحماية الاحتلال والعدوان، واثارة الفتن والحروب، وتعطيل الحلول واحتكار الموارد والثروات ونتاج التقدم العلمي والتكنولوجي للشعوب والدول.وهذا السلوك نجد بعض مصاديقه في العدائية التي تمارسها الادارة الاميركية ضد الصين وروسيا، وفي رعاية الارهاب ضد ايران والعراق وسوريا والمقاومة في لبنان، وفي دعم الاحتلال والعدوان في فلسطين واليمن وغيرهما". وتابعت: "إن السياسات الظالمة للادارة الاميركية هي المسؤولة عن التوتر والتصعيد، وهي مصدر التهديد والأزمات في أكثر من منطقة في العالم. إن الشعوب والدول المستهدفة لا تملك ازاء هذه السياسات الظالمة، الا خيار الصمود والمقاومة للدفاع عن حقوقها ومصالحها وقضاياها، وهي خيار تتبناه وتدعو اليه كل القوانين الدولية والانسانية". وأردفت: "لقد درست الكتلة التطورات والاحداث المتصاعدة في منطقتنا وانعكاساتها على بلدنا، وخلصت بعد النقاش الى ما يأتي:

1- تحيي الكتلة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون وتشيد بمواقفه الوطنية الجريئة والواضحة سواء تلك التي تضمنتها كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة أو تلك التي أدلى بها الى صحيفة الفيغارو الفرنسية، معبرا عن رؤيته الوطنية السيادية الجامعة، ومثمنا الدور الوطني لحزب الله في الشأن الداخلي اللبناني وفي التصدي لاعتداءات اسرائيل وجماعات الارهاب التكفيري.ان هذه المواقف المسؤولة والمهمة، حين تصدر من فخامة الرئيس ميشال عون، في مثل هذه الظروف، فإنما تؤكد تقديره للنهج الوطني الذي نلتزمه ولن نحيد عنه.

2 - ترى الكتلة ان تشكيل الحكومة يتطلب مقاربات اكثر واقعية ورؤية مسؤولة ازاء المخاطر والتحديات الراهنة والمقبلة، والتي تحتاج مواجهتها الى كثير من الجهود الوطنية البعيدة عن حسابات النفوذ والمحاصصة. إن الجدل العقيم حول جنس الحقائب الحكومية وحجم أجنحتها، لا يجوز ان يبقي البلاد من دون حكومة تنتظرها مهام صعبة ومتعددة، ويأمل اللبنانيون ان تمتلك الرؤية المنهجية للتصدي لها ومعالجتها. 3- إن الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة ضد سوريا وحلفائها من شأنها تهديد أمن المنطقة واستقرارها، وهي تشكل تحديا سافرا لكل أصحاب الارادات الخيرة الحريصين على انهاء وجود وعبث الجماعات الارهابية المتبقية في بعض المناطق السورية. اننا اذ ندين الكيان الصهيوني وكل اعتداءاته المجرمة، نؤكد تضامننا مع سوريا قيادة وجيشا وشعبا، ونشد على أيدي اصدقائنا الروس الذين اصابتهم سهام العدوان الاسرائيلي الاخير على سوريا".

 

قاسم أشاد بسياسة عون في الامم المتحدة: نقترح لتشكيل الحكومة الخروج من فكرة الفيتو لأي فريق واستنزال القوى المختلفة في ما تراه مناسبا

الخميس 27 أيلول 2018 /وطنية - قال نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم خلال حفل تخريج الطلاب في كلية الرسول الأعظم - طريق المطار: "في لبنان لم يعد يخفى أن هناك محاولة لتمضية الوقت من قبل بعض الأطراف على قاعدة الضغط للحصول على المكتسبات التي يريدونها من خلال الحكومة في لعبة عض أصابع ومن يصرخ أولا، لأن القواعد أصبحت واضحة، والخدمات معروفة والمعاملة لها طريق محدد. أتمنى ألا تستخدم الحكومة للعبة الأحجام، لأن انتظار الفرج من أمر العمليات الخارجية لبعض من يعيق التشكيل معيق ومضر للبنان".

أضاف: "نحن نقترح أن نضيف إلى المعيار الواحد الذي ذكرناه وهو اختيار عدد أعضاء الحكومة بما يتناسب مع نتائج الانتخابات النيابية، فلنضف معيارا آخر وهو أن نخرج من فكرة الفيتو لأي فريق وأن يتم استنزال القوى السياسية المختلفة في ما تراه مناسبا، وعندها تكون الغلبة للرأي الغالب في تشكيل حكومة وحدة وطنية من دون أن نبقى تحت سيف الفيتو الذي يجعل فريقا واحدا يعطل الحكومة في لبنان من دون مبرر والناس تحتاج إلى مصالحها وإلى واقعها ويجب أن نعالج الموضوع الاقتصادي والسياسي وكل قضايانا، والناس بحاجة إلى حكومة عاجلة ولا يمكن أن نعذر أنفسنا بالانتظار تحت أي عنوان من العناوين". وتابع: "هنا لا بدَّ من الإشادة بمواقف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الأمم المتحدة وفي مقابلاته المختلفة، ونحن نعتبر أن مواقفه هي خارطة طريق سياسية داخلية وخارجية نتبناها ونعتبرها مسارا وطنيا يحقق مصالح لبنان، سواء في رؤيته إلى كيفية إدارة البلد، أو في موقفه لحماية الوطن من التبعية والتصدي والمقاومة للاحتلال والإرهاب، أو فيما يرتبط بمعالجة أزمة النزوح السوري بأخلاقية وطوعية، أو في ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تلم الجميع وتجعل كل واحد من الأطراف يقوم بواجبه فيها. نحن ندعو إلى تبني خارطة الطريق التي رسمها رئيس الجمهورية من قبل كل الأطراف". وأردف: "اليوم العالم متوتر من أوله إلى آخره بسبب أميركا التي تتصرف باستكبار وظلم واحتكار وقهر، ولكنها ضجت من بطء تأثير حربها الناعمة على العالم. ولذلك ما ترونه من الصلف الأميركي والعقوبات فهذا مؤشر فشل سياسات الحرب الناعمة التي تقوم بها أميركا، فلجأ إلى الحرب الصلبة من خلال تبني الإرهاب التكفيري والاحتلال، ومن خلال العقوبات، ومن خلال العمل المادي الذي يستنفر العالم وينفر العالم في آنٍ معا".

وختم: "نحن نرى أن ما تفعله أميركا اليوم هو شهادة حسن سلوك لشعوب المنطقة وللمقاومين، لقد أثبتت التجارب أن الشعوب إذا قررت فعلت، وأنها إذا أرادت أن تحرر حررت، لذا نحن في مرحلة جديدة هي مرحلة المقاومة ومحور المقاومة وشعوب المنطقة التي ستأخذ خيراتها مهما فعلوا، وعلى الأقل هناك إنجازات واضحة خلال العقود السابقة، كم حربا خاضوا ضدنا من أجل إسقاطنا؟ وعلى رأسها عدوان تموز 2006 وفشلوا، ماذا فعلوا من أجل تدمير سوريا؟ سبع سنوات وهم يدمرون سوريا، ولكن فشلوا، استقطبوا الإرهاب التكفيري من كل أنحاء العالم ووضعوه في العراق وسوريا ولبنان، وبدأوا يدعمونه من أجل أن يأخذوا المكتسبات من خلاله، وانكسر هذا الإرهاب التكفيري. هذه انتصارات عظيمة وإن شاء الله إلى المزيد للمقاومة ولشعوب المنطقة، وسنبقى في الميدان بكل جهوزية وبكل قوة وجربوا حظكم فستجدون أننا لا نخلي الميدان، أنتم الذين تخلونه خائبين، وسيتكرر هذا إن شاء الله تعالى".

 

اللقاء التشاوري الدرزي اعتصم امام الاسكوا وطالب الامم المتحدة بالتحرك لتحرير نساء السويداء واطفالها المخطوفين

الخميس 27 أيلول 2018/وطنية - نظم "اللقاء التشاوري لطائفة الموحدين الدروز" "وقفة تضامنية مع مخطوفات السويداء المظلومات"، اليوم في حديقة "الاسكوا" - رياض الصلح - وسط بيروت، في حضور فاعليات درزية وممثلات لهيئات نسائية وجمعيات.

بدأت الوقفة بالنشيد الوطني، وكلمة للدكتور محمد شيا، ثم القت حياة ارسلان كلمة قالت فيها: "تاريخ 25 تموز 2018 هو ادانة للضمير العالمي الصامت والمتغاضي، هو ادانة للتقصير في اعتبار مجزرة السويداء جريمة ضد الانسانية، وكأننا ما زلنا في عالم خال من المؤسسات الدولية لا أمم متحدة فيه ولا مجلس أمن. ان الامم المتحدة التي تغيب عن هذه القضية التي هي قضية حق وقضية انسان، وهي أصلا وجدت من اجل هذه القضية. لذلك نحن نطالبها بالتحرك، فهي ما كانت لتكون لولا معاناة البشرية حروبا ودمارا فاق قدرتها على التحمل، وها هي المعاناة مستمرة".

وأضافت: "في 25 تموز الفائت، أودى الارهاب بحياة 266 بريئا هوجموا وذبحوا وهم لم يكونوا على جبهة حرب او حاملي سلاح. أمعن الارهابيون في اجرامهم فخطفوا 33 من نساء السويداء واطفالها، لا احد يعرف مصيرهم ولم يتمكن احد من الاتصال بهم حتى الآن. تعتيم كامل وصمت رهيب يوازي بثقله هول الجريمة التي ارتكبت، فلا ادانة لها من مجلس الامن ولا جلسة خصصت للنقاش حولها".

وتابعت: "نحن هنا اليوم لنكسر الصمت ولنصرخ بالصوت العالي:

- ادرجوا مجزرة السويداء في خانة الجرائم ضد الانسانية.

- حرروا المخطوفين من اطفال السويداء ونسائها.

- حرروا المرأة من انعكاسات الحروب.

-نفذوا قرار مجلس الامن 1325/2000 الذي نص على حماية المرأة من آثار الحروب والنزاعات.

- اعطوا الانسانية معناها وهبوا لنجدة الانسان أينما وجد من دون اعتبارات جغرافية دينية او طائفية.

انها مسؤولية أممية لا يجوز فيها اهمال او تخاذل اواستهوان".

وختمت: "ان ارواحنا هي منة من الخالق وبقاءها او فناءها هو كذلك بيد الخالق، اما البقاء في الاسر وقيد الاحتجاز فهو تعد وتسلط وارهاب مرفوض ومطلوب محاسبته دوليا.

قوموا بدوركم. انصفوا القضية واعطوها حقها، وحرروا النساء والاطفال".

بيان

ثم تلا الدكتور عصام الجوهري بيانا جاء فيه: "انطلاقا من المبادئ الانسانية والاجتماعية والدينية والمواثيق والقرارات الدولية الملزمة، وبخاصة قرار مجلس الامن رقم 1325 لعام 2000 الذي دعا الى حماية المرأة من انعكاسات الحروب والنزاعات، والذي نص حرفيا على "توعية قوات حفظ السلام والشرطة والسلطة القضائية على خصوصية المرأة في الصراع واتخاذ التدابير لضمان حمايتها"، وهو ما يحمل مجلس الامن الدولي المسؤولية الاخلاقية والقانونية لحماية النساء المخطوفات والعمل على اطلاقهن. ويناشد المعتصمون امام مبنى "الاسكوا" في بيروت الجهات العربية والاسلامية والدولية ممارسة اقصى درجات الضغط لفك اسر الاطفال والنساء المخطوفات ظلما على ايدي الجماعات الارهابية في 25 تموز 2018. ويناشدون ايضا المنظمات الدولية الانسانية التواصل مع المخطوفات بشتى الطرق لمعرفة مصيرهن، ولتقديم المساعدة الطبية لهن، والعمل بكل الوسائل مع الجهات الدولية والاممية لضمان اطلاقهن من دون تأخير. وسيتابع اللقاء تحركاته واتصالاته المحلية والعربية والدولية من اجل حرية النساء المخطوفات المظلومات".

 

الحريري عرض مع جعجع مستجدات التأليف في حضور الرياشي والخوري

الخميس 27 أيلول 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عند الأولى من بعد ظهر اليوم في بيت الوسط رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يرافقه وزير الاعلام ملحم الرياشي في حضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال غطاس الخوري، وتناول اللقاء اخر المستجدات السياسية لا سيما الاتصالات الجارية لتاليف الحكومة الجديدة ، ويستكمل البحث الى مادبة غداء يقيمها الرئيس الحريري للمناسبة. وكان الرئيس الحريري قد استقبل مدير البنك الدولي ساروج كومارجها في حضور المستشار نديم المنلا واطلع منه على المشاريع التي ينفذها البنك في لبنان.

 

عون من نيويورك أمام الجالية: ما نقوم به هو من اجل طمأنتكم الى مستقبل لبنان وعلينا منع اي شائعة من ان تكبر وتتحول الى فضيحة غير صحيحة

الخميس 27 أيلول 2018/وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "الاصلاحات التي يشهدها لبنان على الصعد كافة، هو من اجل طمأنة اللبنانيين الى مستقبل بلدهم والبدء بجعل الناس يعتادون على امور جديدة غير تقليدية، والابتعاد عن الشائعات السلبية التي تتناول اشخاصا والحالة العامة دون التحلي بروح المسؤولية". ولفت الى ان "البعض يستغل الحرية التي يتمتع بها لبنان من اجل تحويلها الى شتيمة دون افق، وهي آفة جديدة نحاول وضع حد لها من خلال التربية الثقافية، لانها تعطي صورة سلبية بشعة عن البلد، فيما الاكثرية الساحقة من اللبنانيين لا توافق على الترويج لهذه الصورة التي تصل الى الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي". وقال: " لقد تمكنا من تحرير لبنان من التبعية، رغم وجود شوائب لدى البعض. وهو مستقل وكلمته في الامم المتحدة نابعة من صلب ايماننا وتفكيرنا كلبنانيين، ولا تتبع احدا، وهذا ما سمح لنا بالدخول الى المؤتمرات الدولية بشجاعة واخلاص للوطن وبأن تتبلور الشخصية اللبنانية الحقيقية والتي ستكون ركيزة بنينا عليها لاطلاق مبادرة "الاكاديمية الدولية للتلاقي والحوار"، وهناك قبول لها في الامم المتحدة وآمل ان نكون قد بدأنا بمرحلة التنفيذ اعتبارا من السنة المقبلة."

وشدد على أن الدول "تكتفي بشكرنا على استضافتنا للنازحين، ولا تقوم بأي مبادرة للتخفيف من العبء على لبنان عبر استقبال جزء منهم "، وقال ان "هناك جريمة ثانية ترتكب بحق لبنان، هذا البلد الذي يجسد الاختلاف السياسي انما الاتفاق الوطني الذي جنّبه نشوب حرب داخلية، وهذا بفضل وعي اللبنانيين الذين يختلفون دون الخروج عن القواعد الوطنية، ويلتقون على حب الوطن". كلام الرئيس عون جاء خلال حفل الاستقبال الذي اقامته رئيسة بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امل مدللي وسفير لبنان لدى واشنطن السفير غابي عيسى للجالية اللبنانية من مختلف الولايات الاميركية في قاعة 583 park avenue في نيويورك على شرف رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى في حضور اعضاء الوفد اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، والمستشارة الرئاسية ميراي عون هاشم، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، والمستشار في وزارة الخارجية اسامة خشاب. وحضر الاحتفال اكثر من 500 شخص من ابناء الجالية تقدمهم عدد من القناصل ورجال الدين والفاعليات واركان البعثة والسفارة.

وقائع الاحتفال

وكان الحفل بدأ عند الساعة الثامنة مساء بتوقيت نيويورك (الثالثة فجرا بتوقيت بيروت) مع وصول الرئيس عون واللبنانية الاولى والوفد المرافق، حيث علا التصفيق مع دخول رئيس الجمهورية وقرينته القاعة وهتف الحضور بحياة الرئيس عون على وقع الاغاني الوطنية اللبنانية.

وبعد انشاد السيد امين هاشم النشيد الوطني اللبناني، القت السفيرة مدللي كلمة ترحيبية، اعادت فيها التذكير بدور لبنان الرائد ومساهمته الفاعلة والاساسية في وضع ميثاق الامم المتحدة الذي يركز على حقوق الانسان وتعزيز حقه في الحرية والكرامة. وقالت: " هذه هي المبادىء التي ينادي بها فخامتكم، خصوصا في مبادرتكم لحوار الاديان والحضارات". ولفتت الى العديد من الامور التي تمثلها الامم المتحدة وتجسدها واهمها الملاذ من اجل حماية الدول والشعوب، مشددة على "تقصير المنظمة الدولية خصوصا في منع الحروب والظلم، معطية مثالا على ذلك القضية الفلسطينية".

وتوجهت السفيرة مدللي الى الرئيس عون بالقول:" ان عهدكم اعطى زخما استثنائيا لحضور لبنان في المنتديات الدولية متعددة الاطراف، وفي مقدمها الامم المتحدة"، معتبرة ان "الرئيس عون تمكن مع الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري، من اعلاء صوت لبنان وموقعه على الساحة الدولية، وهو ما عبرت عنه المؤتمرات الدولية التي انعقدت في الآونة الاخيرة، وعكست مكانة لبنان لدى المجتمع الدولي، واجابة تفاعلية على السياسة الخارجية الفاعلة والنشطة للوزير باسيل".

وختمت بتعداد عدد من النقاط التي تلخص جهود بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة من اجل رفع اسم لبنان عاليا في مجالات عدة، معاهدة رئيس الجمهورية تعزيز التواصل مع اللبنانيين.

عيسى

ثم رحب السفير عيسى بالرئيس عون واللبنانية الاولى، مشيرا الى ما يقومان به في سبيل خدمة لبنان، كما شكر اللبنانيين المتواجدين في الاحتفال والذين قدموا من مختلف الولايات الاميركية من اجل الترحيب برئيس الجمهورية والتواصل معه وسماع مواقفه التي تترك في نفوسهم اثرا ايجابيا، وايمانا بمستقبل واعد للبنان. كما شدد على "أهمية العمل الذي يقوم به الوزير باسيل من اجل ايصال الرسالة اللبنانية الى العالم اجمع".

عون

ثم تحدث الرئيس عون الى ابناء الجالية، فأعرب عن سروره للتواجد معهم في نيويورك، لما يعطونه من صورة مشرقة للبنان في العالم. وقال: "اقدر الجهد والوقت الذي بذلتموه من اجل الحضور الى هذا اللقاء، وكلما التقي بقسم من الجالية اللبنانية في العالم اكون مسروراً بمشاهدة وجوه تعمل من اجل نفسها ووطنها، واطلب منها ان تكون وفية للوطن الذي احتضنها وتعمل فيه واتمنى لهم دوام النجاح. خلال مؤتمرات الطاقة الاغترابية تبادر الى ذهني كم ان لبنان صغير بمساحته وكبير بانتشار ابنائه، وفكرت في ان اطلق عليه تسمية "الوطن الكوني" الذي ينتشر فيه لبنان. لا شك انكم تنتظرون مني ان اطلعكم على اخبار عن لبنان واوضاعه، اولا عمدنا الى ترسيخ الامن في لبنان وهو كان هدفنا الاول لانه اذا لم نحافظ على حياة المواطنين لا يمكن ان نحافظ على ابنائهم واموالهم. وهكذا اصبح لبنان آمنا بفضل العمليات التي قام بها الجيش، وشهد الوضع استقرارا على الاراضي اللبنانية كافة، سواء بتطهيرها من الارهابيين على الحدود، او في الداخل من الجرائم الكبيرة التي كانت ترتكب".

أضاف: منذ تولينا السلطة، لم يخطف اي لبناني او اجنبي، وغابت عمليات السطو على المصارف والسيارات، وبتنا في مرحلة متقدمة من القضاء على تجار المخدرات، وكلها عمليات ناجحة من اجل جعل الوطن مثاليا. وفي ما خص ادارات الدولة وتنظيمها، اعدنا الى المؤسسات التي كانت فارغة وغير فاعلة، دورها، وبدأنا بتنظيم الدبلوماسية اللبنانية في العالم ومن احدى ثمارها تعيين السفيرة مدللي. ثم انتقلنا الى القضاء وقمنا بأعمال مهمة في كل هذه المؤسسات، انما الامر يحتاج الى بعض الوقت للتنفيذ، على غرار تلزيم النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية البحرية، كما ان برنامج الكهرباء بدأ تنفيذه ويتطلب بعض الوقت لسنتين او ثلاث وما تسمعونه من اخبار في هذا المجال يكون في معظمه غير صحيح، ولا تخافوا على لبنان من تطوير اقتصاده ونموه، صحيح ان المرحلة ليست سهلة، وقد ورثت ديناً يبلغ 80 مليار دولار وباقتصاد ريعي غير منتج وكان عبارة عن لعبة مالية فقط، وبدأنا صرف الاموال وغرقنا في الديون. لدينا مشاريع مستقبلية عديدة ومنها الخطة الاقتصادية للنهوض بالاقتصاد، وان شاء الله ستبدأ مرحلة بداية الصعود، وبعد سنتين ستكون الاحوال افضل بكثير".

وتابع: " ان هذه الاعمال تقنية وسهلة، ولكن العقد النفسية الموجودة في العالم السياسي مبنية على الشخصية بدل العمل الجماعي، ومن الصعب على البعض الاعتماد على نمط جديد يعتمد على المشاركة، لهذا السبب نواجه بعض الصعوبات كي نبقى في المسار السليم والسريع المتبع. يجب تغيير النمط والسلوك في لبنان، من اجل بنائه وفق اسس سليمة وحديثة، وقد بدأنا بتغيير بعض الامور في ذهن اللبنانيين عبر اقرار قانون انتخابي يعتمد النسبية، ما افسح في المجال امام وصول برلمانيين جدد الى المجلس النيابي عبر التمثيل الشعبي لهم، والتخلص من الظلم الانتخابي الذي كان يميز النظام الاكثري ويلغي قسما كبيرا من اصوات اللبنانيين، ويعطي افضلية لمن يتمتع بالاموال، وجعل البلد يتجه نحو اسلوب حديث".

وقال: "ان ما نقوم به من اصلاحات على الصعد كافة ومنها مالية، هو من اجل طمأنتكم الى مستقبل لبنان والبدء بجعل الناس يعتادون على امور جديدة غير تقليدية، والابتعاد عن الشائعات السلبية التي تتناول اشخاصا والحالة العامة دون التحلي بروح المسؤولية. ان البعض يستغل الحرية التي يتمتع بها لبنان من اجل تحويلها الى شتيمة دون افق، وهي آفة جديدة نحاول وضع حد لها من خلال التربية الثقافية، لانها تعطي صورة سلبية بشعة عن البلد، فيما الاكثرية الساحقة من اللبنانيين لا توافق على الترويج لهذه الصورة التي تصل الى الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهذا الامر يتطلب جهدا كبيرا لمعرفة خطورته، وعلينا تنظيمه ومنع التأثير السلبي له الذي يؤذي الكثيرين، ومنع اي شائعة من ان تكبر وتتحول الى فضيحة غير صحيحة، وعليكم التنبه واستقاء المعلومات بشكل صحيح، ولسنا مضطرين للبقاء في حال سجال سياسي دائم مع اولاد، حتى لو كانوا متقدمين في العمر، الا انهم لم يبلغوا سن النضوج، وهم يتسببون بخلل في المجتمع، الا اننا نملك تجربتنا ومسيرة طويلة تخطينا فيها صعوبات كثيرة، وسنتخطى هذه الصعوبة وغيرها ايضا".

وتابع الرئيس عون: " لقد تمكنا من تحرير لبنان من التبعية، رغم وجود شوائب لدى البعض. وهو مستقل وكلمته في الامم المتحدة نابعة من صلب ايماننا وتفكيرنا كلبنانيين، ولا تتبع احدا، وهذا ما سمح لنا بالدخول الى المؤتمرات الدولية بشجاعة واخلاص للوطن وبأن تتبلور الشخصية اللبنانية الحقيقية والتي ستكون ركيزة بنينا عليها لاطلاق مبادرة "الاكاديمية الدولية للتلاقي والحوار"، وهناك قبول لها في الامم المتحدة وآمل ان نكون قد بدأنا بمرحلة التنفيذ اعتبارا من السنة المقبلة. ان هذه الاكاديمية تقوم على تعميم ثقافة السلام في العالم عبر تقارب الشعوب بدل ان تبقى متباعدة اما بسبب جهلها لبعضها البعض او بسبب خوف الانسان من الآخر. لذلك يجب ان يعم السلام من خلال المعرفة المتبادلة بين الاديان والاعراق والحضارات ليفهم الناس ان لعبة الحرب ليست انسانية او دينية، انما اقتصادية وهدفها السيطرة على الآخر عبر اعتماد سياسة القوة، وهذه ازمة نأمل ان نخرج منها. اليوم، نحن نناقض هذا التوجه ونتكلم عن الشعب اللبناني ومحيطه، لاننا نتحمل نتائج الحروب التي يعيشها الشرق الاوسط. هناك مليون و750 الف نازح سوري على الاراضي اللبنانية، وقد اوقفت الامم المتحدة تسجيل اعداد النازحين عام 2014، فأكمل الامن العام المهمة، الا ان هذا العدد بدأ بالتراجع شيئا فشيئا اثر عودة قسم منهم الى بلادهم".

وقال: "ان موارد لبنان قليلة، ومساحته الجغرافية صغيرة، وقد تمكنا اليوم من اظهار صورة عن مساوئ انتشار هذا العدد الضخم من النازحين فيه، عل العالم يشعر بما قام به تجاه هذا البلد فيما تكتفي الدول بشكرنا على استضافتنا للنازحين، ولا تقوم بأي مبادرة للتخفيف من العبء على لبنان عبر استقبال جزء منهم. ونحن لا يمكننا تحمل هذا الملف. وتحدثنا بكل وضوح، ويمكنكم انتم ايضا المساعدة في هذا المجال عبر معارفكم واتصالاتكم لاظهار أن هناك جريمة ثانية ترتكب بحق لبنان، هذا البلد الذي يجسد الاختلاف السياسي انما الاتفاق الوطني الذي جنبه نشوب حرب داخلية، وهذا بفضل وعي اللبنانيين الذين يختلفون دون الخروج عن القواعد الوطنية، ويلتقون على حب الوطن". ودعا الى "اليقظة وتعزيز الحس النقدي، وعدم قبول الشائعات التي تؤثر سلبا على صورة لبنان عبر استهداف الدولة". وختم: "اجدد سروري بلقائكم اليوم من كل اطراف الولايات المتحدة، وعلى جهدكم من اجل المشاركة في هذا اللقاء". وفي الختام، صافح الرئيس عون واللبنانية الاولى افراد الجالية فردا فردا وتبادلا اطراف الحديث معهم.

 

الراعي للمسؤولين اللبنانيين من مونتريال: تحملوا مسؤولياتكم وكونوا على مستوى البلاد واخرجوا من مصالحكم الصغيرة والرخيصة وشكلوا حكومة تحمي الوطن

الخميس 27 أيلول 2018/وطنية - كندا - اقام قنصل لبنان في مونتريال - كندا ، انطوان عيد حفل استقبال على شرف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والوفد المرافق في دار السفارة، شارك فيه راعي ابرشية كندا المارونية المطران بول مروان تابت ونائبه المونسونيور بيار القزي، ومطارنة الاغتراب، مطران السريان الكاثوليك مار بولس انطوان ناصيف ممثلا بالاب ايلي يشوع، الشيخ سعيد فواز ممثلا دار الافتاء في كندا، الشيخ عادل حاطوم ممثلا مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، السيد نبيل عباس ممثلا المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، الشيخ علي سبيتي ممثلا المجمع الاسلامي، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المريمية الاباتي مارون الشدياق، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية الانطونية الاباتي مارون ابو جودة، المدبر العام في الرهبانية اللبنانية المارونية طوني فخري ممثلا الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم ، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم - كندا رولان الديك، منسق حزب الكتائب في مونتريال فنسان الشدياق، ومنسق حزب الوطنيين الاحرار جوزف خيرالله، وعدد من ابناء الجالية اللبنانية في كندا وفاعلياتها وعدد من الكهنة والاباء واركان القنصلية.

عيد

بداية، القى عيد كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي والوفد المرافق "في قنصلية لبنان العامة في مونتريال وفي مقاطعة كيبيك المدينة التي احتضنت آلافا من اللبنانيين الذين أتوا بحثا عن فرصة عمل أو توقا لمستقبل أفضل لأولادهم أو حبا بالمغامرة أو رغبة بالعيش بأمان وسلام وطمأنينة".

وقال: "قد تختلف أسباب هجرتهم ولكن من المؤكد أنهم يحملون لبنان في وجدانهم ويعشقون وطنهم الأم ويفتخرون بوطنيتهم وانتمائهم إلى وطن الأرز ويشمخون عاليا بنجاحاتهم وابداعاتهم وتفوقهم في بلد إقامتهم لكن للأسف، أنهم قلقون، خائبون، خائفون، مفجوعون بالأوضاع الاقتصادية والبيئية والمعيشية والاجتماعية التي وصلت إليها البلاد. وهم يعولون على حكمة غبطتكم لتصحيح المسار كونكم رأس البطريركية المارونية المشرقية التي أعطت لبنان حدوده الحاضرة وكانت وما زالت الدار التي احتضنت جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين والقلعة الحصينة التي دفعت عن لبنان جميع التدخلات الخارجية فانكسرت على أبوابها جميع سهام الباطل. فأعطيت مجد لبنان لأنها حمت كرامة وعزة جميع اللبنانيين". وتابع: "معا نحو آفاق جديدة، عنوان المؤتمر الخامس لأساقفة الأبرشيات المارونية خارج النطاق البطريركي والرؤساء العامين للرهبانيات، يتلاقى بلا أدنى شك مع مؤتمر الطاقة الإغترابي الثالث لأميركا الشمالية والدي انعقد في مدينة مونتريال تحت عنوان نبض الشباب. إن هذه الفئة الشبابية تشكل النسبة الأكبر من الجالية اللبنانية في مونتريال وهي عن حق نبض ووهج الجالية اللبنانية، لذلك نحث جميع اللبنانيين في كل المناسبات لتسجيل وقوعات الأحوال الشخصية العائدة لهم وتسجيل أولادهم وتربيتهم على القيم والمبادئ والثقافة اللبنانية. هذه اللبنانية Lebanity هي فرادتنا وتميزنا ورابط انتمائنا مع جميع اللبنانيين المنتشرين في أصقاع العالم أجمع". وختم :" في النهاية لا بد من توجيه كل الشكر إلى مقاطعة كيبك التي سهلت اندماج اللبنانيين وأمنت لهم وسائل العيش الرغيد".

الراعي

ورد البطريرك الراعي بكلمة شكر فيها القنصل عيد على هذا الاستقبال منوها بما يقوم به مع معاونيه في القنصلية، "لا سيما التعاون مع المرجعيات الروحية من اجل الحفاظ على الرباط بين لبنان المنتشر في كندا ولبنان المقيم، في تسجيل قيودهم الشخصية لكي تظل العائلة اللبنانية هذه الارزة المزروعة في لبنان والمنتشرة اغصانها في العالم بأسره، ان تبقى واحدة موحدة". وتطرق الى الاوضاع في لبنان وقال : " نحن معكم نتألم ونأسف لما وصلت اليه الاوضاع في لبنان، هذا الوطن الذي كان مفخرة في تقدمه ونموه حتى استحق ان يسمى سويسرا الشرق، أي الوطن الجميل والمتطور والسباق والقوي باقتصاده وماله والمتماسك في شعبه، بلغنا اليوم الى مرحلة تقلق على كل المستويات، فالوحدة الوطنية مجتزأة والاقتصاد خطر الاوضاع المالية أكثر فأكثر ولكننا نرفع الصوت باستمرار. واليوم نرفعه من هنا من هذه القنصلية اللبنانية العامة ، لنطالب القيادات السياسية في لبنان لان يتحملوا مسؤولياتهم، وأن يدركوا ان العمل السياسي له مبرر واحد وهو خدمة الخير العام وقيام الدولة ومؤسساتها، أما ان يصبح العمل السياسي مصالح فردية ومذهبية وفئوية وهدرا ونهبا وسرقة للمال العام، فهذا لا يرضاه اي لبناني محب لهذا الوطن". وأضاف :" قال احد رؤساء الحكومات اللبنانية في هذه الايام الاخيرة، ان لبنان ليس منهوكا، لبنان منهوب، فهذا لا يليق لا بلبنان ولا باللبنانيين". واردف: "من العار علينا وعلى الطبقة السياسية ، خصوصا بعد ان تنادت الاسرة الدولية وعقدت ثلاثة مؤتمرات لدعم لبنان وجيشه وموضوع عودة النازحين السوريين فيه، وكيف انه في مؤتمر سيدر قررت الدول ان تؤمن للبنان بين هبات وقروض ميسرة ومساعدات بقيمة احدى عشر مليون نصف دولار، على ان تباشر الدولة اللبنانية بالاصلاحات في القطاعات والهيكليات لكي ينطلق الاقتصاد ويحمى الوطن، فإذا بنا تمر ستة اشهر على هذه المؤتمرات والسياسيون يتلهون بالمصالح الصغيرة والرخيصة". وتابع: "نعم كلهم مسؤولون ولا يستثنى احد، الوطن يبنى بالتضحيات وبروح التجرد وبالعطاء وليس بالاخذ ، فعندما نعطيه يعطينا أكثر، ونحن من هذه الدار اللبنانية التي منها نحيي رئيس الجمهورية وكل المسؤولين في لبنان ، نعلن ايماننا بوطننا ونحافظ على صمودنا فيه بالرغم من كل المصاعب، وانتم تدعمون ايضا اهلكم واقاربكم وبلداتكم ، ونحن هناك نشد الحزام ، نعض على الجرح، نصمد لكي يحمى هذا الوطن الذي يستحق منا كل عطاء وتقدير".

وقال: "من المعيب أن يكون سقط على أرض لبنان شهداء من كل الطوائف والمناطق ودمغوا ارض لبنان بدمائهم ، لا يحق لنا ولا للسياسيين ان نعيش وكأن لا قيمة لهذه الدماء، كما لا قيمة للجراح وللذين هجروا ونكل بهم فاضطروا الى هجر هذا الوطن الحبيب. نعم اقولها بألم معكم ونقول للمسؤولين في لبنان تحملوا مسؤولياتكم وكونوا على مستوى هذا الوطن وأخرجوا من مصالحكم الصغيرة والرخيصة وشكلوا حكومة تحمي هذا الوطن وتحفظه". وختم :" الوطن لا يخص احدا بل يخص شعبه والتاريخ". وفي الختام قدم البطريرك الراعي ميدالية البطريركية المارونية للقنصل عيد ودون كلمة في سجل التشريفات. ثم زار دير مار انطونيوس الكبير في مونتريال حيث كان في استقباله المدبر فخري ورئيس الدير الاب بيار ابو زيدان ورهبان الدير وجمهور، حيث رفع الصلاة على نية لبنان وابنائه المقيمين والمنتشرين في انحاء العالم ، وكان البطريرك الراعي زار صباحا دير القديسة رفقا. من جهة ثانية ينتقل الراعي اليوم الى اوتاوا حيث يلتقي رئيس مجلس النواب في مبنى البرلمان ثم يزور مبنى السفارة ويترأس قداسا احتفاليا ويشارك مساء في عشاء الرعية.