المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 أيلول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.september27.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حزبيون عميان  وهوبرجية يعبدون أصنام بشرية اسخريوتية

الياس بجاني/يلي فرطوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي لازم يبقوا خارج الحكومة

الياس بجاني/طاقم سياسي وحزبي لبناني منتهي الصلاحية

الياس بجاني/الأحزاب التي تسمي نفسها مسيحية في لبنان لا تعرف شيء عن المسيحية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

واشنطن تخنق “حزب الله” بقانون عقوبات “أشد قسوة”

مشروع عقوبات جديد لتجفيف تمويل حزب الله

نتنياهو: أحبطنا محاولات تهريب سلاح إلى "حزب الله"

اشكال بين جهاز امن المطار وقوى الامن... وتوقف التفتيش!

اشكال المطار واستفزاز الجيش للأمن الداخلي: ماذا يريد محور حزب الله -عون

رئيس “سيمنز” يخرج عن صمته: نعم قدمنا عرضاً للبنان!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 26/9/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاربعاء في 26 ايلول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ألفرد رياشي دعا لإسقاط الطائف: موازنة رئاسة الجمهورية أقل 77 مرة من رئاسة الحكومة

أساتذة مدارس لكنهم جهلة ومرضى نفسياً/الشيخ حسن سعيد مشيمش

ريفي زار عوده: لا نرى سوى تنظير في محاربة الفساد والبلد بحاجة لدولة تكون السيدة الوحيدة على أراضيها

إطلاق سراح ناشر المعلومات عن الطائرة الرئاسية

بيان "التجمع اللبناني": العهد الامبراطوري يريد تأليف الحكومة بالقوة والدستور مكسر عصا والفساد على الغارب

انفراط عقد جلسة البرلمان اللبناني إثر انسحاب «القوات» و«المستقبل»بعد إقرار مشروعات «سيدر» التي ربط الحريري مشاركته في الجلسة بها

تحركات نقابية للإسراع بتشكيل الحكومة/الوثيقة الاقتصادية هدّدت بتصعيدها

تشكيل الحكومة وعودة عون: اسألوا جبران هو يعلم ويقرّر

بين الشجاعة والإعتذار البخيل لا تَبلُّ إحدى يديه الأخرى/الهام فريحة/الأنوار

جنبلاط: نحن بلد مفلس

بعلبك- الهرمل: تجار المخدرات يردّون على حزم الجيش

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البحرين تعتقل شبكة تخريبية مموّلة من “الحرس الثوري”

المنامة: أمن الشرق الأوسط واستقراره مهم وحيوي للعالم أجمع

أردوغان: السلام في سورية مستحيل في ظل وجود الأسد والجماعات المتطرفة بدأت بمغادرة مدينة إدلب"

موسكو تتمسك بتسليم «إس 300»... وتبدأ «حرباً إلكترونية» غرب سوريا وأعلنت استعدادها لـ«حوار موضوعي» مع واشنطن

الرياض ترفض اتهامات طهران «الباطلة» بشأن أحداث إيران وأكدت أن سياسة المملكة واضحة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى

رسائل خليجية وعربية سياسية متبادلة

تصريحات نارية بين «حماس» و«فتح» قبل خطاب عباس المرتقب بالأمم المتحدة

قطر في مواجهة المنظمات الحقوقية لانتهاكها حقوق العمال يتضمن عدم دفع الأجور وغياب الرعاية الصحية وشروط السلامة العامة

البنك الدولي: الأزمة في غزة وصلت إلى نقطة حرجة ونمو الضفة يتداعى وتقرير جديد أظهر أن المعونات لم تعد تجدي في الوضع الاقتصادي الفلسطيني

الجبير: لن نسمح لإيران وحزب الله بالسيطرة على اليمن

عملة إيران تواصل الانهيار.. 200 ألف ريال للدولار

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

معطِّلون.. وقلقون.. و«مطنِّشون»/نبيل هيثم/الجمهورية

جنبلاط: أخالف عون والحريري في موضوع الإستقرار والليرة/أسعد بشارة/الجمهورية

المَوْتورون الذين أقلَقوا الجبل... اشطبوهم من المَحضر/طوني عيسى/الجمهورية

السياسة الخارجيّة... والخوف من «الزحطات»/ألان سركيس/الجمهورية

مشاريع سيدر أُقرّت والقروض السكنية تقَرّ مُعلّقة... حتى إشعار الحكومة/مرلين وهبة/الجمهورية

الخطر يهدّد الحدود من جديد... و"حزب الله" يستنفر/هيام القصيفي/الأخبار

جنبلاط: قد نعود إلى أيام أصعب من الوصاية السورية/عامر مشموشي/اللواء

هل من تفعيل للحكومة إذا تأخر التشكيل؟ وماذا عن استئناف مساعي التشكيل/الهام فريحة/الأنوار

الاستكبار في الجوار/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الشعب هو المُغيَّب/بكر عويضة/الشرق الأوسط

أي دور للإيمان في عالم اليوم/توفيق السيف/الشرق الأوسط

من يكره حصار ترامب للنظام الإيراني/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

إيران بين طبيعة نظامها وشروط بقائه/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

الإصلاح في ظل الفوضى والتوغل الإيراني/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

من له مصلحة في كارثة الطائرة الروسية غرب سوريا/فيتالي نعومكين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون من الامم المتحدة: نرفض قطعا أي مشروع توطين سواء لنازح أو للاجئ وكل مماطلة أو مقايضة في هذا الملف الكياني أو ربطه بحل سياسي

عون واصل لقاءاته في نيويورك والتقى نظيرتيه الكرواتية والاستونية ورئيسة وزراء النروج : نؤكد وقوف لبنان في مواجهة الارهاب

عون التقى غوتيريس في نيويورك وسلمه دراسة عن اكاديمية التلاقي والحوار: نخشى أن يكون وراء قرار واشنطن وقف تمويل الاونروا رغبة في التوطين

الحريري عرض الاوضاع مع فرعون والسفيرين الاميركي والبريطاني وابو فاعور

باسيل: النازحون سيعودون ولو من دون تشجيعكم

باسيل خلال لقاء في نيوجيرسي: البعض يديرون أذنهم للخارج ومنطق القوة في البلد الواحد لا يدوم بل منطق العدالة

المبعوث الأميركي يؤكد للشرق الأوسط: جيمس جيفري: نعمل مع موسكو لإخراج إيران... وإزاحة الأسد عبر الدستور ويؤكد أن قوات بلاده باقية في شرق سوريا لتحقيق ثلاثة أهداف

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان

إنجيل القدّيس لوقا04/من14حتى21/"عَادَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلى الجَلِيل، وذَاعَ خَبَرُهُ في كُلِّ الجِوَار.وكانَ يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهِم، والجَمِيعُ يُمَجِّدُونَهُ.وجَاءَ يَسُوعُ إِلى النَّاصِرَة، حَيْثُ نَشَأ، ودَخَلَ إِلى المَجْمَعِ كَعَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْت، وقَامَ لِيَقْرَأ. وَدُفِعَ إِلَيهِ كِتَابُ النَّبِيِّ آشَعْيا. وفَتَحَ يَسُوعُ الكِتَاب، فَوَجَدَ المَوْضِعَ المَكْتُوبَ فِيه: «رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا، وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ.» ثُمَّ طَوَى الكِتَاب، وأَعَادَهُ إِلى الخَادِم، وَجَلَس. وكَانَتْ عُيُونُ جَمِيعِ الَّذِينَ في المَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْه. فبَدَأَ يَقُولُ لَهُم: «أَليَوْمَ تَمَّتْ هذِهِ الكِتَابَةُ الَّتي تُلِيَتْ على مَسَامِعِكُم»".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حزبيون عميان  وهوبرجية يعبدون أصنام بشرية اسخريوتية

الياس بجاني/26 أيلول/18

كارثة بعض الحزبيين أنهم مصابين بتونالية عمى البصر والبصيرة ويعبدون أصنام بشرية هم أصحاب شركات الأحزاب الإسخريوتيين الفجار والتجار.

 

يلي فرطوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي لازم يبقوا خارج الحكومة

الياس بجاني/25 ايلول/18

08 آذار اكثرية ب 77 نائباً وجعجع والحريري وجنبلاط يا بيخضعوا يا بيبقوا برا الحكومة. هم الكارثة وسبب التسوية وهم فرطوا 14 آذار

 

طاقم سياسي وحزبي لبناني منتهي الصلاحية

الياس بجاني/23 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67654/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B7%D8%A7%D9%82%D9%85-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D8%AD%D8%B2%D8%A8%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D9%86/

شهادة للحق وللحقيقية لا بد من الاعتراف بجرأة وبصراحة ودون لف أو دوران بأن الطاقم السياسي والحزبي الحالي في لبنان وتحديداً أولئك السادة الذين باعوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي (جعجع، الحريري، جنبلاط) هم  أخطر على لبنان واستقلاله وسيادته وفي ثقافتهم وخياراتهم وممارساتهم ..اخطر من حزب الله ونظام الأسد والملالي بمليون مرة..

وبالتالي، وبالمنطق والعقل والتجربة ومسلسل الخيبات لا أمل ولا رجاء خلاصي ووطني منهم لا اليوم ولا في أي يوم.

عملياً وإيمانياً ووطنياً وضميرياً لبنان بحاجة إلى قادة شرفاء وأصحاب ضمير يخافون الله ويوم حسابه..

ففي السياسة والشأن الوطني والممارسات فإن كل عون وباسيل وجعجع والحريري وجنبلاط والجميل وباقي طاقم السياسيين والحزبيين الحاليين بكافة تلاوينهم وانتماءاتهم المذهبية ليسوا من هذه الخامة المطلوبة للخلاص..

معظم هؤلاء قد انتهت صلاحيتهم في العمل الوطني لا أكثر ولا أقل.

بالطبع هناك العديد من السياسيين الواعدين ولكنهم حتى الآن نيام ويفتقدون للجرأة وغير ظاهرين أو فاعلين على الساحة اللبنانية للعديد من الأسباب في مقدمها التهديد والإرهاب والملاحقات.

عملياً فإن أفراد الطبقة السياسية والحزبية الحالية في غالبيتهم العظمى قد استهلكوا وأهلكوا لبنان واللبنانيين..

للخلاص من حال الاحتلال والضياع وللخروج من زمن الاحتلال والمّحل الغارقين فيه نحن بحاجة إلى طاقم سياسي وحزبي جديد..

يبقى أنه وكلما تأخرنا في إيجاد قيادات وطنية وشريفة جديدة سوف يطول ويستمر زمن الاحتلال والذل والمحل.

في الخلاصة فإن فاقد الشيء لا يعطيه، كما أن من يجرّب المجرب يكون عقله مخرب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الأحزاب التي تسمي نفسها مسيحية في لبنان لا تعرف شيء عن المسيحية

الياس بجاني/22 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67626/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AA%D8%B3%D9%85%D9%8A-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B3/

إن من يسمون أنفسهم أحزاب مسيحية في لبنان حالياً وبسوادهم الاعظم هم جماعات من التجار والمافيات 100% ولا يعرفون عن ومن المسيحية وتعاليمها  غير اسمها.

باختصار هم أي أصحاب شركات الأحزاب لا يفقهون معاني العطاء والتضحية والتواضع والمحبة وغارقين في الأنانية وفي عبادة تراب الأرض وثرواته ولا يحسبون حساباً ليوم الحساب الأخير.

أحزاب دكتاتورية وسلطوية ونرسيسية بالكامل وهي شركات خدماتية وتجارية ومصلحية تخدم اجندات أصحابها “الفجعانين سلطة ومال” والغارقين في الطمع اللامحدود واللاهثين وراء الأبواب الواسعة.

أما المنتمون لهذه الأحزاب الشركات فهم في غالبيتهم “زقيقي وهوبرجيي وعميان بصر وبصيرة”، وقد قتلوا طوعاً بدواخلهم كل ما هو حرية رأي وشهادة للحق وقدرة على معرفة الحق من الباطل والصدق من الكذب.

من جانب آخر فإن كثر من المنتمين لهذه الأحزاب هم للأسف واهمون ومنسلخون عن واقع حال الأحزاب هذه ويعيشون أحلام يقظة “النوستلجيا” أي الحنين للماضي.. وهو ماضي واقعاً وحقيقة لا علاقة له عملياً لا بالأحزاب الحالية ولا بأصحابها الإسخريوتيين.

هذا الواقع الإسخريوتي للأحزاب المسيحية لم يكن قائماً خلال الحرب في لبنان حيث كانت الأحزاب هذه تمثل مجتمعاتها وتدافع عن وجودها وثقافتها..

بعد الحرب لم تعد الأحزاب هي نفسها في أي شكل من الأشكال، وإن بقي بعضها تحت نفس المسميات، أو سرق وصادر بعضها الآخر مسميات لا صلة ولا علاقة له بها.

والمحزن هنا مشهديات متاجرة بعض أصحاب الأحزاب المرضى بالأوهام والنرسيسية بدماء الشهداء.. واقامة القداديس في ذكراهم..

علماً أن  هذه الأحزاب لا تقدم أية مساعات مالية لأهالي الشهداء الذين يتاجرون بدمائهم وتضحياتهم.

عملياً وفي الواقع المعاش فإن ما يجب أن يعرفه كل مسيحي لبناني هو أن الشهداء هم شهداء مجتمعاتهم وأهلهم وبلداتهم وإيمانهم الصادق، وليس شهداء أصحاب شركات الأحزاب الحالية التي هي عملاً بكافة المعايير الأخلاقية والوطنية والإيمانية كوارث بكل ما في المصطلح من معاني.

مفردة واحدة تصف وضع وحال وثقافة وممارسات وتخاذل غالبية أصحاب شركات الأحزاب المسيحية الحالين  هي الذمية..الذمية الفاضحة والفاقعة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

واشنطن تخنق “حزب الله” بقانون عقوبات “أشد قسوة”

بيروت- “السياسة/26 أيلول/18/صوّت مجلس النواب الأميركي على مشروع قانون يفرض عقوبات “أشد قسوة” على “حزب الله”، فيما يسعى صقور الكونغرس لإقراره، بعد تأييده في مجلس الشيوخ، ليتزامن مع حزمة عقوبات جديدة ضد إيران تدخل حيز التنفيذ في 15 نوفمبر المقبل. وأكدت أوساط لبنانية بارزة لـ”السياسة” أن القانون “سيزيد متاعب الحزب على كل الأصعدة، وتحديداً الصعيد المالي، حيث يعاني ضائقة مالية لم يعرفها في تاريخه، جرّاء العقوبات المفروضة عليه وعلى النظام الايراني”. والقانون، الذي بدأ بنسخته القديمة العام 2014، ويعرف في الولايات المتحدة باسم “أتش أي أف بي إيه”، أي “مكافحة تمويل (حزب الله)”، باعتباره “منظمة إرهابية”، يستهدف كل من يمول الميليشيات ويزوّدها بالأسلحة، وهو نسخة معززة من عقوبات سابقة، لكنها أقسى. ويقول المشرّوعون الأميركيون إن “الميليشيات الموالية لإيران متورطة في تهريب المخدرات وغسل الأموال، والأهم من ذلك نشر الإرهاب”. وجاءت النسخة الثانية من العقوبات، بعدما باتت النسخة الأولى “غير كافية في مواجهة تعنّت الميليشيات على أجندتها المدعومة من إيران، وما يعني ذلك من تهديد للأمن في المنطقة والعالم”، وفق المشرعين.

 

مشروع عقوبات جديد لتجفيف تمويل حزب الله

المركزية/26 أيلول/18/خلال تقديمه مشروع قانون العقوبات الجديد لوقف تمويل حزب الله (عام 2018 رقم 1595)، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي اد رويس ان "عناصر حزب الله يواصلون ممارسة المجازر في حق المدنيين في سوريا لصالح بشار الاشد، بالتزامن مع تكديس الحزب الصواريخ على الحدود الشمالية لاسرائيل"، لافتا الى انه "في الاسبوع الماضي، جاهر قائد الحزب، بامتلاكه صواريخ عالية الدقة"، موضحا ان "العقوبات المرتقبة ستنطلق من تلك القائمة حاليا، وستستهدف:

اولا: سبل تمويله عالميا، وتجنيد الطاقات له.

ثانيا: من يمدّونه بالسلاح.

وقال رويس: هذا التشريع هو نتاج أشهر من جهود مشتركة بين الحزبين الاميركيين، ونأمل من الكونغرس الاميركي اقراره سريعا.

 

نتنياهو: أحبطنا محاولات تهريب سلاح إلى "حزب الله"

ليبانون فايلز/26 أيلول/18/قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل حققت نجاحات كبيرة في إجهاض التموضع العسكري الإيراني في سوريا. كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء امس الثلاثاء، قبل مغادرته تل أبيب متوجها إلى حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في تغريدة جديدة على "تويتر": حققنا نجاحات كبيرة في إجهاض التموضع العسكري الإيراني في سوريا، وفي إحباط المحاولات لتحويل أسلحة فتاكة إلى حزب الله في لبنان. وأضاف نتنياهو، قائلا: "منذ وقوع الأحداث المأسوية في سماء سوريا تحدثت مرتين مع الرئيس بوتين، وعبرت عن حزني العميق على فقدان حياة أفراد طاقم الطائرة الروسية، التي أسقطت بنيران سورية، غير مسؤولة". وشدد نتنياهو على دعمه للجيش الإسرائيلي وعلى عملياته التي تدافع عن إسرائيل، ومواصلة العمل على إجهاض التموضع العسكري الإيراني في سوريا، وكذلك التنسيق الأمني بين جيش الدفاع الإسرائيلي والجيش الروسي.

 

اشكال بين جهاز امن المطار وقوى الامن... وتوقف التفتيش!

ليبانون فايلز/26 أيلول/18/افادت اذاعة صوت لبنان (93.3) عن انّ توقف عملية التفتيش في المطار يعود الى اشكال بين رئاسة سرية الامن الداخلي في المطار ورئاسة جهاز امن المطار احتجاجا على تدخل جهاز امن المطار بعمل عناصر التفتيش.

وافادت الـ"ام تي في" انّ إشكال في المطار وقع بين عناصر من الجيش اللبناني تابعين لجهاز أمن المطار من جهة وعناصر من قوى الأمن الداخلي من جهة أخرى عند نقاط التفتيش الأولية والداخلية. وادّى الاشكال إلى إبعاد الجيش اللبناني لعناصر قوى الأمن الداخلي وتسلّمه نقاط التفتيش مكانهم بحسب معلومات الـ"ام تي في". واشارت المعلومات انّ "الإشكال ادّى الى توقف حركة المسافرين نتيجة إصرار عناصر الجيش على استلام نقاط التفتيش وعدم قدرتهم على تشغيل ماكينات التفتيش لعدم وجود الخبرة لديهم بذلك". وكانت اذاعة صوت لبنان (93.3) قد افادت سابقا عن زحمة مسافرين بسبب توقيف عمليات التفتيش في مطار رفيق الحريري الدولي لأسباب ادارية. وعلم موقع "ليبانون فايلز" انّ حركة الملاحة المغادرة من لبنان توقفت بسبب الاشكال الذي ادى الى توقف التفتيش في المطار بينما حركة الوصول مازالت مستمرّة. لاحقا افادت "صوت لبنان (93.3)" عن عودة عناصر قوى الامن الى نقاط التفتيش وانسحاب عناصر جهاز أمن المطار وعودة العمل على نقاط التفتيش في مطار بيروت. واشار معلومات للـ"ال بي سي" انّ "مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية باشر التحقيقات بموضوع توقف حركة المطار والاشكال الحاصل بين رئيس جهاز امن المطار وقائد وحدة قوى الامن الداخلي هناك وكلف الأجهزة المعنية بإجراء تحقيق مشترك بالموضوع".

 

اشكال المطار واستفزاز الجيش للأمن الداخلي: ماذا يريد محور حزب الله -عون

نسرين مرعب/المدن/26 سبتمبر، 2018

ماذا يحدث في مطار رفيق الحريري الدولي؟

مطار رفيق الحريري الدولي، من عقدة حزب الله إلى عقدة العونيين. هذا المطار الذي بات مسرحاً للانقسام السياسي والمحاصصة، تحوّل وتبعاً للمصالح الشخصية – الطيوسياسية، إلى ساحة تتصاعد فيها بورصة الفساد والفوضى والاتهامات.

وفيما لا يعد هذا التظهير لمشاكل المطار بريئاً، لاسيما وأنّه يأتي في سياق مرحلة يبحث فيها كل فريق عن قطعته من الجبنة الممثلة بالدولة اللبنانية، ولاسيما فريق “العهد” الممثل بالتيار القوي الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل. فالتيار الوطني الحر حشد جهوده مؤخراً نحو المطار متحصناً بورقة تفاهم مار مخايل، وبطموحات حزب الله الساعي لإسقاط اسم رفيق الحريري عن المطار معنوياً قبل الفعل، وذلك ببسط السلطة الكاملة عليه، إذ كما يبدو أنّ الاستباحة الجزئية لهذا المرفق لم تعد ترضي فائض القوة لدى حزب يتنفس الانتصارت بحسب مزاعمه!

وبعيداً عن كل هذا السجال، يبقى السؤال المطروح هو عن أبعاد تصويب الاتهامات بالفساد إلى طرف سياسي واحد دون الأخر، فكل أصحاب المناصب الذي يتقاطعون وتيار المستقبل أو الحريرية السياسية بشكل عام، سياسياً ومذهبياً، هم عرضة اليوم للاستهداف، وهنا لسنا بصدد الدفاع عن بعض الأسماء، بقدر ما نحاول التوقف عند مسألة التوقيت المشبوه، واستنسابية تأطير المسؤوليات وكأن المطار ليس خاضعاً لسلطة الدويلة! وكأنّ العهد الجديد لا مسؤولية له في كل هذا الترّدي الذي نشهده!

مصادر متابعة للمستجدات التي تطرأ على ساحة مطار الدولي، تساءلت في حديث لـ”جنوبية” عن تصويب الهجوم في لبنان على ما سمته بـ”الرموز السنية”، ولفتت المصادر إلى أنّ قائد سرية مطار رفيق الحريري الدولي العقيد الإداري بلال الحجار ورئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت هما من الشخصيات الأساسية في المطار والتي تدور في فلك تيار المستقبل. مشيرة في السياق نفسه إلى أنّ استهداف هذه الشخصيات أبعد من مرفق واحد، وذلك ربطاً بما يتعرض له القطاع المصرفي والشائعات العديدة التي تستهدف حاكمه رياض سلامة!

وفيما لا تفصل المصادر بين المهزلة التي حدثت اليوم بين الأجهزة الأمنية والتي كادت أن تؤدي إلى تضارب بالأيدي بين عناصر الجيش وقوى الأمن، وبين ما حدث في اليومين الماضيين فيما يتعلق بالطائرة الرئاسية وإنزال ركاب الطائرة المصرية وما تبع ذلك من تنصل للرئاسة اللبنانية من مسؤوليتها وتحميل شركة الميدل ايست ممثلة بالحوت مسوؤلية كل التقصير. تستذكر المصادر كذلك الهجوم السابق على المطار من قبل التيار الوطني الحر ووصف باسيل للوزير يوسف فنيانيوس بالـ”طشين”، وذلك في سياق معركة الحقائب والاستحواذ على حقيبة وزارة النقل والأشغال العامة! هذا وترى المصادر أنّ ما حدث اليوم في المطار يأتي في إطار الضغوطات التي تمارس تباعاً على العقيد الحجار لدفعه إلى الاستقالة أو بأحسن الأحوال إلى طلب النقل. مؤكدة أنّ الصراع بين السرية التي يرأسها الحجار والتابعة لتيار المستقبل، وبين جهاز أمن المطار الذي يرأسه العميد في الجيش جورج ضومط المقرب من الرئيس ميشال عون، هو صراع سياسي – محاصصاتي بامتياز!

وفي التفاصيل فإنّ الخلاف الذي حدث والذي كاد أن يتطور إلى اشتباك بين قوى الأمن وعناصر الجيش، قد بدأ على خلفية انتشار عناصر تابعة للجيش اللبناني في نقاط التفتيش “السكانر” التي هي تحت نطاق مسؤولية قوى الأمن، وعلى تصوير الجيش لبعض هذه النقاط مما استفز أحد ضباط قوى الأمن وأدّى إلى حصول تلاسن بينه وبين الدورية. هذا السجال تطورّ وصولاً إلى قيام عناصر الجيش بإبعاد قوى الامن والحلول مكانهم وتوقف التفتيش بسبب عدم إلمام الجيش بتشغيل الألات، مما دفع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إلى التوّجه على الفور إلى المطار والاعتذار من المواطنين، ليجتمع بعد ذلك بكلّ من رئيس جهاز أمن المطار وقائد سرية أمن المطار ورئيس دائرة  أمن عام المطار.

المشنوق الذي أعلن بعد الاجتماع أنّ الإشكال قد انتهى، وأنّ الجميع سيلتزم بأوامر وزير الداخلية. أشار كذلك إلى أنّ المدّعي العام العسكري القاضي بيتر جرمانوس قد أبلغه عن تشكيل لجنة تحقيق عسكرية لإجراء المقتضى، بالتنسيق معه.

بيان المشنوق الذي أشار بشكل ضمني إلى التداخل في الصلاحيات، تقاطع وما قاله الوزير في ردّ على سؤال صحافي، إذ أكّد المشنوق أنّ لا أحد يترأس أحداً في المطار، وذلك بعدما قالت له الإعلامية ندى أندراوس أنّ ضوط هو رئيس الحجار، لافتاً إلى أنّ كليهما يتبعان لوزير الداخلية.

في السياق نفسه أصدر الحجار كتابًا وجهه إلى قائد جهاز أمن المطار وكالةً وقائد فوج الإدارات العامّة، وجاء فيه: “كثرت في الآونة الأخيرة ملاحظة عناصر سريّتنا قيام عناصر من جهاز أمن المطار بتصويرها أثناء قيامها بخدمتها سواء عند نقاط التفتيش والحراسات وأيضًا لعناصر مفرزة سير المطار. وبعد شيوع تسريب فيديوهات لوسائل الإعلام مؤخرًا لعناصرنا أثناء قيامها بواجباتها وأحيانًا تكون هذه الفيديوهات مجتزأة ولا يعرف مصدرها.

وبناءً عليه:

أوّلاً: يرجى التعميم على عناصر جهاز أمن المطار عدم القيام بهذا الأمر المخالف للقانون وللمهمّة المولجين فيها حيث أنّ هناك عددًا كبيرًا من العناصر في القاعات يمكنها القيام بمهام أمنيّة ذات فائدة أكبر من تصوير زملائهم أثناء قيامهم بمهامهم سيّما أنّ هناك كاميرات مراقبة على جميع نقاطنا في حال الاشتباه بأي مخالفة من عناصرنا، وبالتالي لا داعي لتصويرها.

ثانيًا: في حال ضبط أي عنصر يقوم بتصوير عناصرنا سنقوم بتوقيفه ومخابرة النيابة العامة العسكرية لمعرفة سبب قيامه بالتصوير وإجراء المقتضى القانوني بحقّه.

ووقع إشكال صباح اليوم بين جهاز أمن المطار التابع للجيش اللبناني وسريّة التفتيشات التابعة لقوى الأمن الداخلي، على خلفية ما اعتبره الضابط المسؤول عن سرية التفتيشات انه اشرافاً من جهاز أمن المطار على عمله بعد وضع عناصر تابعة للاخير قرب نقاط التفتيش”.

في سياق آخر، تؤكد معلومات لـ”جنوبية” أنّ الضغوطات التي تمارس على العقيد الحجار ليست وليدة اللحظة بل تعود إلى العام 2015 وتحديداً بعد توقيف أحمد ابراهيم المغسل المتهم بقيادة الجناح العسكري لما كان يعرف “حزب الله الحجاز” وبأنه مهندس تفجير الخبر في المملكة العربية السعودية، وتسليمه إلى السلطات السعودية.

هذه المعلومات تستند في ذلك إلى التقرير الصادر في تلك المرحلة عن مركز ستراتفور للدراسات الاستراتيجية، والذي تضمن  معلومات تشير إلى أنّ الأمن اللبناني هو من قام بإلقاء القبض على المغسل في مطار بيروت وسلمه الى السعوديين الذين ارسلوه في طائرة خاصة كانت في انتظاره على أرض المطار. فيما بيان “حزب الله الحجاز” كان قد اتهم حينها علنا تيار المستقبل والأجهزة التابعة له بهذه العملية.

يبقى أنّ ما يحدث في المطار لا يمكن فصله عن الصفقات المشبوهة التي أشارت إليها أطراف سياسية مؤخراً، والتي وجه وزير العدل سليم جريصاتي كتاباً إلى  النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود طلب بموجب تحريك الدعوى العامة في هذه الصفقات عملاً بالمواد 350 وما يليها من قانون العقوبات (الرشوة واختلاس الأموال العامة والغش في أموال الدولة). مع العلم أنّ الصفقة الأولى التي أشار إليها جريصاتي تتعلق بالآلات الكاشفة على البضائع في المطار.

المستغرب هنا أنّ هذا الكتاب قد وجه في تاريخ 27 آب 2018، فيما اليوم نحن عشية الـ27 من أيلول 2018، بما معناه أنّ شهراً قد مضى ولم نسمع بأي إجراء في هذا الملف!

 

رئيس “سيمنز” يخرج عن صمته: نعم قدمنا عرضاً للبنان!

تويتر/26 أيلول/18/أكد الرئيس التنفيذي لشركة “سيمنز” جو كايسر أنّ “الشركة قدّمت عرضاً للدولة اللبنانية، أثناء زيارة المستشارة انجيلا ميركل للمساعدة في تطوير شبكة الكهرباء، وذلك عبر فريق عملنا، لكي يزور لبنان ويقدّم ما هو أفضل لشعبه”، وذلك ردّاً على سؤال عبر “تويتر”. وأضاف: “لم نتلق جوباً من الحكومة بعد، لكن ابوابنا مفتوحة في اي وقت”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 26/9/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إصطدم التفتيش عن الشائعات بتفتيش من نوع آخر في المطار بين الجهاز والسرية مما اضاف الى كلام المواطنين إحباطا من جراء الوضع الراهن سياسيا وإقتصاديا واليوم أمنيا وغدا من غير المعروف النمط الذي سيكون عليه.

وفي الموضوع الامني عالج وزير الداخلية ميدانيا ما حصل في المطار فيما الوضع الحكومي على حاله من الشلل في تصريف الاعمال بعيدا عن عقد الجلسات وإن كانت غير دستورية في وقت لم يكمل البرلمان أمس ما خطط له في جدول الأعمال وايضا في الازمات خارجه وهذا ما حدا بوزير الصحة الى إطلاق الصرخة لانقاذ مرضى السرطان والامراض المستعصية من مشكلة قلة الدواء بسبب شح المال.

في موازاة ذلك طمأن حاكم مصرف لبنان الى الاستقرار النقدي واشار الى الانفراج في مسألة القروض السكنية.

وهكذا يمكن القول إن الوضع النقدي سليم فيما الاوضاع الأخرى من سياسية وإقتصادية مترنحة وسط تحذيرات من تكرار ما حصل أمنيا في المطار اليوم.

ومن أعلى منبر في العالم أطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مواقف حول الأوضاع الإقليمية والازمات القائمة وأعاد الى الاذهان ما طرحه العام الفائت من جعل لبنان مركزا للحضارات الى الدعوة اليوم الى توقيع إتفاقية في هذا المضمار.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

من يستهدف مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ولماذا؟ سؤال بات مشروعا، مع وضع المطار وحركة مسافريه تحت مجهر البعض ومزاجية آخرين. فبعد الأعطال المقصودة او غير المقصودة قبل اسابيع، والتي أتت بنتائج سلبية على سمعة لبنان ومطاره، أتت تصرفات اليوم عن سابق اصرار وتصميم، ولا يمكن تبريرها، فطالت سمعة الاجهزة الامنية المولجة حماية المطار ومسافريه..

اشكال صلاحيات بين الاجهزة، افسد صلاحية القيمين عليها داخل مطار بيروت، وجعل الناس رهينة عنتريات فاسدة، أكدت حجم المعضلة التي تسللت على ما يبدو الى كل مفاصل الدولة ومرافقها. ومن دون رفق بالمسافرين ولا سمعة اللبنانيين وقع الاشكال بين عناصر من جهاز أمن المطار وعناصر من قوى الأمن الداخلي عند آلات تفتيش حمولات المسافرين، فأعطى قائد سرية درك المطار الامر لعناصره بمغادرة نقاط التفتيش، وتعطيل حركة المسافرين، ولم تعد الحركة الى طبيعتها الا بتدخل الوساطات وتحرك وزير الداخلية، الذي قال ان جميع الاجهزة في المطار تتبع له: فهل سيقوم بعمله ويعاقب المسؤولين عن هذه الفضيحة؟ ام ان الامر خاضع للاستنسابية والقرارات الشعبوية؟

ومن مدارج الفضيحة الى مواقف القوة الوطنية المبنية على ثوابت شعبية، حيث تلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موقفه باسم اللبنانيين امام الامم المتحدة، مؤكدا على مشروعية حق المقاومة حتى انتفاء الظلم، واحقاق الحق لشعوب المنطقة التي تعاني من الاحتلال الصهيوني وتبعاته، وشارحا للعالم تبعات النزوح السوري على لبنان، ومحذرا من الاجراءات التي لا يستشف منها الا التوطين كوقف ترامب تمويل الانروا لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين..

اما قضية إيران فقد أكملت دول الاربع زائد واحد حصار قرارات الرئيس الوحيد في خياراته التفجيرية دونالد ترامب.. فقراراته ضد ايران تهدد السلام والامن قالت روسيا وألمحت فرنسا والمانيا، فيما كان الرئيس الاميركي يبرر قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل كضرورة، مؤكدا وقوف بلاده الى جانب تل ابيب مئة بالمئة، وتحديدا في الخيارات الامنية. فاين يقف من يسمون انفسهم اصدقاء ترامب في الوطن العربي؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

شد اللبنانيون الأحزمة بعدما شد المطار كل الأنظار مرة أخرى وهو الذي لا تكاد تغادره قصة حتى تغط قصة أغرب من التي سبقتها (ومش رايحة إلا على المسافر).

اليوم كانت القصة ذات طابع أمني إشكال بين جهاز أمن المطار وسرية قوى الأمن الداخلي أدت إلى توقف عمل التفتيشات لبعض الوقت قبل أن يتدخل وزير الداخلية نهاد المشنوق لحل الإشكال هاتفيا في المرحلة الأولى ومن ثم عبر الحضور شخصيا بصفته المسؤول عن كل الأجهزة الأمنية في المطار. أما توصيفه فكان: إن سوء تفاهم حصل وتم حله ولا كيدية.

وعلى خط أزمة اليوم باشر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس التحقيقات وكلف الأجهزة المعنية إجراء تحقيق مشترك.

رغم التراشق حول مسؤولية من طير النصاب بين بعض القوى وحده التشريع وما أنتجه من ثمار إيجابية على مستوى كل من المواطن والدولة لقي أصداء إيجابية ولا سيما لناحية إعادة العمل بقروض الإسكان مع بداية العام 2019 أما تقديم الطلبات فمتاح أمام المستفيدين بعد شهر من اليوم وفق ما كشف المدير العام للمؤسسة العامة للإسكان روني لحود للـ NBN.

سوريا مفاعيل الاتفاق الروسي التركي في سوتشي بدأت ترجمتها بإنسحاب الجماعات المسلحة من المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب على ذمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وإلى نيويورك لا زالت الأنظار تشخص إلى مبنى الأمم المتحدة حيث شهدت أعمال افتتاح الجمعية العمومية على مواقف وردود نارية تضمنتها كلمات كل من الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني والمواجهة انتقلت من طهران وواشنطن إلى مواجهة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فمواقف الأول كانت بالتأكيد على السعي لضمان استمرار وحفظ التجارة المشروعة مع إيران رافضا سياسة واشنطن ومعلنا بصريح القول: إنه لا ينبغي أن تتصور أميركا بأنها قادرة على فرض قراراتها السياسية على الدول المستقلة.

الموقف الأوروبي واجهته واشنطن بتنظيم مؤتمر مناهض لإيران على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة وتحت مسمى متحدون ضد إيران نووية وكان واضحا فيه مخالفة فرنسا لرأي الولايات المتحدة.

وفي الأمم المتحدة أيضا سأل رئيس الجمهورية ميشال عون خلال إلقائه كلمة لبنان أمام الجمعية العامة عن سبب حجب المساعدات عن الأونروا وعما إذا كان الهدف من تعطيل دورها هو إسقاط صفة اللاجىء ودمجه في الدول المضيفة لمحو الهوية. وشدد عون على أن الأعداد الضخمة للنازحين السوريين وتداعياتها على المجتمع اللبناني تجعله غير قادر على الاستمرار في تحمل هذا العبء.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

كأن لبنان يتعرض لهجوم، لكن من الداخل. خيط تعطيلي يربط تعطيل تشكيل الحكومة، بمحاولة تعطيل حركة مطار رفيق الحريري الدولي، وقبل يومين محاولة تشويه صورة المطار، وبعدها وقبلها وأثناءها حملة على الليرة اللبنانية وعلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

لكن للبنان حراس يدافعون عن ثغوره. الرئيس سعد الحريري دافع عن الليرة وأكد أن أمام لبنان فرصا ذهبية في تقديمات مؤتمر سيدر. وهو تابع مع وزير الداخلية نهاد المشنوق ما جرى في المطار. المشنوق الذي تصدى لإشكال بين جهازين أمنيين صباحا، وأعلن حل الإشكال وقدم إعتذارا بالصوت والصورة للبنانيين والمسافرين.

ومجلس النواب حاصر أزمة القروض السكنية أمس، بإقرار 100 مليار ليرة لبنانية لدعم فوائد القروض لذوي الدخل المحدود.

وخرج وزير الصحة غسان حاصباني ليدافع عن مرضى السرطان، وعن حقهم بالحصول على دعم الدولة لأدويتهم والبالغ عددهم 25 الف مستفيد.

ومن نيويورك حيث ألقى رئيس الجمهورية ميشال عون كلمة لبنان، كان لافتا هجوم الرئيس الفرنسي ورئيسة الوزراء البريطانية على إيران، التي وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها أكبر راع للإرهاب ولنشره في المنطقة والعالم، بالتزامن مع سعي لإقرار عقوبات أميركية على حزب الله قبل الخامس من تشرين الثاني المقبل.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

عن شو بدكن تعتذروا تتعتذروا؟

هل تعتذرون عن ساعات الذل التي امضاها المسافرون في مطار رفيق الحريري الدولي نتيجة صراع بين اجهزة امن المطار، ام تعتذرون على مخالفة هذه الاجهزة، النصوص والقوانين حتى تلك المرتبطة بنظام قوى الامن الداخلي، ام تعتذرون لأن الحل الذي استنبطه وزير الداخلية نهاد المشنوق، قضى بتهدئة الاجواء بين جهاز امن المطار وقوى الامن الداخلي "ليكون هوي اي الوزير، حلها" ام تعتذرون لانكم لم تخبرونا اذا كان المطلوب الذي بحثتم عنه اليوم، فر من لبنان لانكم متلهون بكيدياتكم؟

هل تعتذرون عن الفوضى التي سادت المطار في ذروة مغادرة اللبنانيين المصطافين منذ اسابيع، ام تعتذرون عن مشكلة system Sita الذي شل المطار لساعات منذ حوالى خمسة عشر يوما، ولم تظهر حتى الساعة نتيجة التحقيقات في شأنه؟

هل تعتذرون عن الاذلال الذي يلحق بمرضى السرطان والامراض المستعصية، الذين أسقطوا احلامهم بالحياة أمس، عندما تلاعبتم بحضور جلسات التشريع، فلم تناقشوا اقتراح القانون المرتبط بتأمين اعتمادات اضافية للادوية، وخرجتم لتجندوا الدواء لمصالحكم السياسية الصغيرة التي تشبهكم تماما؟

هل تعتذرون من اهالي مفقودي الحرب الذين تآخوا مع الألم والبحث في المجهول لانكم اسقطتم البند المتعلق بهم في الجلسة التشريعية، فيما أغلبيتكم يا سادة تعرف جيدا جدا تفاصيل الحرب النتنة.

هل تعتذرون عن ماذا او ماذا او ماذا؟ عن الكهرباء، المياه الملوثة، النفايات، الشائعات المالية والنقدية، الاسكان، الفشل في تشكيل الحكومة، التجييش الطائفي... واللائحة تطول...

الاعتذار "مش شغلتكم"، وهو اصلا لم يعد ينفع. أضعتم البوصلة، ويكاد لبنان يضيع من كمية الحقد والكيدية والفساد والطائفية وقلة المهنية التي تتملككم. الاعتذار لم يعد ينفع والمطلوب بناة دولة، يعملون ولا يعتذرون، يشرعون ولا يخططون في الليالي لتطيير النصاب او الانسحاب، يلاحقون المرتشين والفاسدين بدل ان ينضموا الى منظومة الفساد. والمطلوب قضاة قضاة، لا يرتهنون للسياسيين، يححققون بجرأة ويحكمون بعدل.

عن شو بدكن تعتذروا تتعتذروا؟ ولم يبق هيكل إلا واسقطتموه، حتى بتنا نعتذر من انفسنا لأننا كما نحن يولى علينا...

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

طار المطار وما طار الركاب، هذا اقل ما يقال في الواقع المذري الذي وصل اليه هذا المرفق الحيوي واجهة لبنان على العالم.

بالامس البعيد كانت سوريا تسيطر على المطار امنيا كنا نحملها مسؤولية المظاهر المهينة لدولة سيدة، وبعد خروجها صار المطار جزئيا مسربا للممانعين ولعدة شغلهم وكان الامر ولا يزال موضع قلق للبنانيين ودول الجوار والدول الأبعد.

أما في الشق المتاح من المطار للمسافرين اللبنانيين والسياح من مختلف الجنسيات فقد شهدنا هذا الصيف عدة اصناف من الاهانات والمصائب تمثلت مرة في الزحمات الخانقة الناجمة عن عدم تطوير المطار ليواكب ازدياد عدد الركاب، ومرة في توقف نظام نقل الحقائب ومرة بسبب سوء التنسيق الذي واكب سفر رئيس الجمهورية الى نيويورك واليوم وكل يوم صراع الاجهزة المولجة حماية امن المطار والركاب، وجديده انه خرج الى العلن بشكل سافر ونجم عنه توقف للحركة في المطار.

في المقلب الثاني من الدولة المتداعية تشريع الضرورة توقف عن ان يكون كذلك حين وصل الدور الى صرف مبلغ لشراء ادوية السرطان لآلاف المرضى لأن سرطان الكيد الاخلاقي اقوى، وليست حالة القروض الإسكانية بأفضل وقد اعطيت بالقطارة جرعة مئة مليار لا تقيم بيتا ولا تؤمن سقفا لمحتاج.

وسط هذه الاجواء الرئيس عون القى كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فركز على ضرورة اجراء اصلاحات بنيوية في المؤسسة الدولية تجعلها أكثر عدالة، وقدم مضبطة طويلة بالقرارات الدولية التي لم تحترم ولم تطبق بفعل الفيتو غير العادل، معددا القرارات ذات الصلة بإخراج اسرائيل من لبنان وبقيام دولة فلسطينية سيدة، واذ تحاشى عون التطرق الى حزب الله وسلاحه ركز على ثقل أزمة النزوح السوري على كاهل لبنان، مكررا مطالبته بجعل لبنان مركزا دائما لحوار الاديان والحضارات.

تزامنا كان الرئيس الاميركي يتكلم في جلسة لمجلس الامن متوعدا ايران وحلفاءها بالمزيد من العقوبات من زاوية تزويدها اياهم بالصواريخ.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

مطار "حارة كل مين أمنو إلو" استدعى تدخل أبو صالح فانفض الانقلاب بين العقيد والعميد. فجأة ومن دون سابق إنذار تحول مطار بيروت الدولي إلى حلبة صراع بين الأجهزة الأمنية وكان المسافرون المغادرون الجمهور الذي رأى ولم يفهم سوى أنه حشر ساعة من الوقت في العرض المتواصل عند نقاط الدخول. للرواية روايتان وخاتمة واحدة ووعد من وزير الداخلية بعدم تكرار ما حدث. في مجريات معركة الصلاحيات المتداخلة أنه وبناء على معلومات أمنية نشر جهاز أمن المطار برئاسة العميد جورج ضومط عناصر عسكرية بلباس مدني على مقربة من نقاط التفتيش التي تشرف عليها قوى الأمن الداخلي بامرة العقيد بلال حجار لكن العقيد رأى تصرف العميد تجاوزا لصلاحياته فأمر بإغلاق مراكز التفتيش أصداء البلبلة وصلت إلى مسامع الوزير نهاد المشنوق فتوجه مباشرة إلى ساحة المعركة واجتمع برئيس جهاز أمن المطار وقائد سرية قوى الأمن الداخلي بلال شحادة قبل أن يجول بين القاعات ويعتذر الى المسافرين ويضع رئيس الحكومة المكلف في تفاصيل ما جرى. إنتهى صراع الأجهزة ليوم لكن أرض المطار مخصبة بتقاسم النفوذ وبوابات الملاحة الجوية محكومة بنجوم عسكرية محمية من رؤوس سياسية عينتها ووظفتها وتديرها وتستفيد منها وما دام ساعة سيستمر حتى قيام الساعة.

على توقيت لبنان ضبطت الأمم المتحدة ساعتها فكان كلام من مستوى الفخامة لرئيس الجمهورية الذي حمل خريطة لبنان محملة بعبء النزوح فأكد حق النازحين في العودة الكريمة والآمنة والمستدامة رافضا كل مماطلة أو مقايضة في هذا الملف الكياني وربطه بالحل السياسي ورحب بأي مبادرة تسعى لحل مسألة النزوح على غرار المبادرة الروسية. وبخبرة من ذاق لوعة عدم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية طالب عون بتطبيق قرار حق العودة رقم مئة وأربعة وتسعين الذي لا يزال منذ سبعين عاما حبرا على ورق، والذي ينص على عودة اللاجئين الفلسطينيين وفي هذا الإطار قال عون نرفض قطعا أي مشروع توطين سواء لنازح أو للاجئ متسائلا هل الهدف من تعطيل دور الأونروا التمهيد لإسقاط صفة اللاجىء ومحو الهوية الفلسطينية وفرض التوطين وأضاف إن انعدام العدالة في معالجة القضية الفلسطينية أوجد مقاومة لن تنتهي إلا بانتفاء الظلم وإحقاق الحق. على مقربة من الأمم المتحدة كان مجلس الأمن يعقد جلسة مناقشة حول أسلحة الدمار الشامل وكان ترامب رأسها النووي الذي حول نفسه بالأمس بهلوانا ضحكت عليه رؤوس الدول بدلا من التصفيق له وأعاد الكرة اليوم حين تغزل بنظيره كيم جونغ أون قائلا : "راسي بيركب ع راسو" ومجنون يحكي ومجنون يسمع.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

لا كلام يعلو فوق كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فالموقف اللبناني في الامم المتحدة وعلى مسمع حكام العالم، لم يمر مرورا عابرا. الرسالة وصلت بافضل طريقة، وتبقى العبرة في الأتي من الايام وما ستحمله على اكثر من صعيد.

المضمون الوحيد هو ان لبنان لن يسكت بعد اليوم على ما يرتكب بحقه، وصوت رئيس البلاد سيرفق بتحركات سريعة لانقاذ ما تبقى، وهنا الاساس . فلولا تسلح الرئيس عون بموقفه، ولولا مصارحته اللبنانيين والعالم بالواقع كما هو، ولولا اصراره على الذهاب بالمواجهة حتى النهاية، لكان لبنان تحول الى وطن بديل، ولكانت مشاريع التوطين تحققت على مرأى بعض المتأمرين من الذين اعتادوا البيع والشراء في سوق المواقف المتقلبة وبازار التبعية.

وفيما كان صوت ميشال عون يرتفع في نيويورك، كان استعراض المطار على موعد اليوم مع فصل جديد بطلاه جهاز امن المطار وقوى الامن الداخلي ليدفع المواطن الثمن مرة جديدة. فالاشكال الذي وقع بين الطرفين ادى الى شل حركة المسافرين لساعات بانتظار الحلول التي اتت ظرفية. واستباقا لهمروجة المسؤوليات، ومن المطار الذي شهد في الاونة الاخيرة اكثر من جولة تلكؤ واستلشاق، اعلن وزير الداخلية انه مسؤول عن كل الاجهزة الامنية في المطار وهناك سوء تفاهم بينها تسبب بما حصل ولا كيدية بين رؤسائها. عذرا معاليك، ولكن ما ذنب المواطن في ما حصل؟ وما شأنه بكل تبريراتكم؟ وهل تظنون انه قادر على تحمل المزيد من الضغوطات؟... والاهم هل سيحاسب المرتكب؟

المشهد المحلي ضبابي، وفيه شيء من التأزم، ووقائع الجلسة التشريعية في الامس دليل على ان الافق مسدود ومنسوب التوتر الى ارتفاع، في وقت علمت ال otv ان اتصالات جرت على اكثر من محور في محاولة لاحتواء تداعيات الجلسة التشريعية، ما انعكس شيئا من التهدئة في كلام وزير الصحة غسان حاصباني والذي سيلقى ردا صريحا في سياق نشرتنا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاربعاء في 26 ايلول 2018

النهار

لم تظهر بعد نتائج التحقيق في الشهادات المزورة التي تولى قسم منها الجيش اللبناني فيما اتخذت مديرية التعليم العالي اجراءات بوقف التسجيل في الجامعات المتورطة بقيت حبراً على ورق.

لا تزال مخافر لقوى الأمن تعمد الى توقيف مواطنين لم يسددوا بدلات محاضر ضبط سرعة ومخالفات رغم قرار مركزي بإبلاغهم ونيل تعهدهم بالتسديد من دون توقيف أو حجز.

تضاربت الأرقام حول كمية الكهرباء التي تم استجرارها من أول من أمس الى لبنان من سوريا

الجمهورية

طُرح على مرجع سياسي فكرة حكومة تكنوقراط فردّ قائلا:"حكومة تكنوقراط بتخرب البلد".

أنجزت لجنة تيار بارز مكلفة بإعداد تقرير عن الإنتخابات النيابية لناحية الثغرات التي اعترت ماكيناتها الإنتخابية عملها وأحال رئيسها قبل أسابيع التقرير الى رئيس التيار المذكور لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

لاحظت أوساط سياسية حصول مناقلات داخل حزب قبل حصول إنتخابات المجالس والأقاليم ولفتت إلى أن تسريب تسجيل لأحد النواب فيه كان متعمّدا من الداخل.

اللواء

تبيّن من سير المناقشات النيابية أن عدداً من نواب مجلس 2018، كانوا مثل "الأطرش بالزفة".

تسمح بعض المصارف بفتح حسابات متدنية المبالغ بالليرة، شرط سلسلة من البيانات الشخصية.

قال دبلوماسي لبناني تعليقاً على تجاهل ترامب لبنان: لا تبادل تجارياً ولا مصالح مالية، فلِمَ يذكر هذا البلد؟

المستقبل

يقال إنّ نواباً عونيين وقواتيين تقاطعوا في كواليس مجلس النواب عند إبداء أجواء تفاؤلية بإمكانية تحقيق خرق إيجابي بملف تأليف الحكومة خلال الأسبوعين المقبلين.

البناء

توقعت أوساط حزبية أن تبصر الحكومة العتيدة النور بعد إدخال تعديلات على الصيغة الأخيرة التي قدّمها الرئيس المكلّف سعد الحريري إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، وذلك بعد عودة الأخير من الخارج. إلاّ أنّ أوساطاً سياسية أخرى، استبعدت هذا الأمر، خصوصاً بعد موجة التصعيد العسكري الذي تقوم به دولة خليجية معنية بالوضع اللبناني.

توقفت مصادر دبلوماسية رفيعة أمام كلام مفوضة الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني عن رؤية جديدة للمشاركة في إعادة إعمار سورية تنطلق من نجاح التفاهم الروسي التركي في سوتشي حول إدلب ونجاح اللجنة التي تخصّ مناقشات الدستور السوري في إطار العملية السياسية في جنيف وتعتبر أنّ التقدّم في هذين المسارين سيضمن المشاركة الأوروبية في إعادة الإعمار في سورية، ووصفت المصادر هذا الموقف بالتحوّل الذي يجعل أوروبا أقرب إلى موسكو من واشنطن في سورية…

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ألفرد رياشي دعا لإسقاط الطائف: موازنة رئاسة الجمهورية أقل 77 مرة من رئاسة الحكومة

الكلمة أونلاين/26 أيلول/18/رأى الامين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور ألفرد رياشي أنه يوماً بعد يوم تتأكد ضرورة إسقاط إتفاق الطائف إذ إن موازنة رئاسة مجلس الوزراء تتعدى سبعة وسبعين مرة موازنة رئاسة الجمهورية أي بأضعاف هائلة. وقال رياشي: موازنة رئاسة الجمهورية هي بحدود الثلاثة عشر مليون دولار اميركي بينما موازنة رئاسة الحكومة تتعدى المليار وثلاثين مليون دولار اميركي لذلك فلا بد من تكثيف الجهود من اجل اسقاط هذا الاتفاق كونه لم ولن يؤمن العدل والمساواة بين المكونات التعددية الطوائفية. وناشد رياشي المضي قدما في تبنّي النظام الفدرالي.

 

أساتذة مدارس لكنهم جهلة ومرضى نفسياً .

الشيخ حسن سعيد مشيمش/26 أيلول/18

مئات الأساتذة في وطني قالوا لي لا يوجد مبادئ في السياسة الأميركية والأوروبية والغربية واليابانية وإن الديمقراطية عندهم مسرحية ! ؟ ! ؟ ! ؟ .

كلا يا أساتذتي نعم يوجد في السياسة مبادئ هنا في فرنسا و بلدان أوروبا وكندا وأوستراليا واليابان وبلاد السويد والنروج وفنلندا والدنمارك ولم تقم هذه الدول قيامة عادلة عدالةً بصورة تشبه معجزات أنبياء الله إلا بالمبادئ رغم أنوفكم وجهلكم .

من مبادئهم : – 1 – مبدأ أن شرعية الحاكم يستمدها من انتخاب الناس له على قاعدة الأكثرية .

– 2 – وبمبدأ : وجوب تداول السلطة وهو قدس الأقداس عندهم وعندي .

– 3 – وبمبدأ : الإنتخاب حق لكل بالغ راشد

– 4 – وبمبدأ : الحرية الفكرية .

– 5 – وبمبدأ : الحرية السياسية .

– 6 – وبمبدأ : وجوب أن يكون في وجه الحاكم معارضة سياسية تمارس نقدها بحرية وأمان .

– 7 – وبمبدأ : حق الناس بالإعتصامات والإحتجاجات والتظاهرات والإضرابات ضد بعض قرارات الحاكم والحكومة .

– 8 – وبمبدأ : أن التشريع حق الشعب على قاعدة الأكثرية .

– 9 – وبمبدأ : حرية الصحافة والإعلام .

– 10 – وبمبدأ : التعددية الحزبية والمنافسة السلمية الآمنة .

إن الإسلاميين وفقهاء الدين لا يؤمنون بشرعية هذه المبادئ ويعتقدون بأنها تتناقض مع مبادئ الدين لأنها مبادئ الديمقراطية والديمقراطية عندهم كفر وإلحاد ! !!!!!!.

وكارثة الكوارث ومنبع كل أزماتنا وفجائعنا باعتقادهم أن مبادئ الديمقراطية تتناقض مع الدين وبالتالي فإن كل ديمقراطي هو ضد الله وضد الأنبياء وفق عقيدتهم ! !!!!.

وهذا الإعتقاد يدفعهم بالضرورة لإستباحة دماء الديمقراطيين حينما يتمكنون من ذلك .

فلا تُخْدَع ولا تنخدع بهم حينما يشاركون بالمنافسة السياسية على قاعدة الديمقراطية في بعض البلدان فهم لا يمارسون الديمقراطية ولا يشاركون بهذه المنافسة إلا بخلفية الضرورات تبيح المحرمات أو بخلفية ( التقية ) أي بخلفية المناورة والتكتيك للوصول إلى السلطة وبكل يقين سوف يعطلون الديمقراطية حينما يُمسكوا بمقاليدها مَثَلُهُم في ذلك كَمَثَلِ العلمانيين في الشرق الذين مسخوا الديمقراطية مسخا لم يبق معه شيء من مبادئها في الدولة !

ولأنني مؤمن إيمانا راسخا بصحة الديمقراطية وبعظمة مبادئها وثمراتها ونتائجها خرجت سنة 1998 من صفوف الإسلاميين وفقهاء الدين خروجا إلى يوم الدين وإلى اليوم الثاني بعد يوم الدين والحمد لله رب العالمين .

 

ريفي زار عوده: لا نرى سوى تنظير في محاربة الفساد والبلد بحاجة لدولة تكون السيدة الوحيدة على أراضيها

الأربعاء 26 أيلول 2018 /وطنية - استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده الوزير السابق اللواء أشرف ريفي الذي قال على الاثر: "كانت زيارة ودية وعائلية لسيادة المتروبوليت الياس. كأب وكمريض، كأب لأمل ولهنا ولرفيقاتهما حضرت لأشكر سيدنا المطران الياس على المؤسسات التي يشرف على بنائها وعلى كيفية التعامل فيها مع الإنسان وعلى الخدمات الطبية التي تقدمها. وشهادة للحق أقول إننا شعرنا بالأمان وبالاهتمام الكامل والرعاية الأبوية التامة".

وردا على سؤال عما إذا كان البحث تطرق إلى موضوع تأخير تشكيل الحكومة، قال: "في الحقيقة كانت زيارتي للشكر، كما للتهنئة على المؤسسات، وللتأكيد على أن من يعرف أن يبني مؤسسات يعرف أن يبني وطنا. أنصح كل المسؤولين أن يلتفتوا إلى المؤسسات. المرحوم فؤاد شهاب أسس مؤسسات، لكن الحياة تتطور، وللأسف كانت محاولة فؤاد شهاب هي الوحيدة في هذا الوطن. لا يجوز أن تبقى المؤسسات على ما هي عليه منذ خمسينات القرن الماضي. عندما نرجع إلى قوانين معينة، نكون في صدد التراجع بدلا من التقدم، وبرأيي إن هذا الفكر لن يؤدي إلى تقدم الوطن نهائيا". أضاف: "الوطن بحاجة إلى مؤسسات. لقد سبق وسئلت عمن هو نموذجي لرئاسة الجمهورية، فكان جوابي إذا كانوا يريدون عسكريا هناك نموذج في التاريخ اللبناني هو فؤاد شهاب، أما على المستوى المدني فكنت أقترح دائما نموذج المرحوم نسيب لحود. نريد أناسا متفانين، وطنيين، لا مصالح خاصة لهم. للأسف، نسمع عن الفساد، وعن محاربة الفساد، لكننا نجد أن هذا الفساد يزداد أكثر فأكثر، ولا نرى سوى تنظير في محاربة الفساد. إذا، هذا البلد بحاجة لأن تكون الدولة هي السيدة الوحيدة على أراضيها، وأن يكون الفساد محاربا بالحد الأدنى. نحن لا نطلب يوتوبيا أو نطالب بالمدينة الفاضلة، إنما نطلب أن يحارب الفساد جديا لا نظريا فقط".

 

إطلاق سراح ناشر المعلومات عن الطائرة الرئاسية

موقع ليبانون ديبايت/26 أيلول/18/أطلق سراح مدير صفحة OLBA Aviation محمود المصري بعد ان استُدعي للتحقيق مساء الاثنين الفائت، على خلفية نشر معلومات متداولة عبر المواقع المتخصصة بالطيران تتعلق بالطائرة الرئاسية اللبنانية المتجهة الى نيويورك.

وقال المصري في منشور له عبر فيسبوك:"نعم أنا مدير صفحة OLBA Aviation. نعم أنا بألف خير. تحية لمديرية مخابرات الجيش اللبناني بالتحقيق الشفاف والتقنية الراقية معي وتحيه من القلب إلى الأمين العام الشيخ أحمد الحريري والعميد طوني فارس رئيس فرع مخابرات بيروت".

وأضاف :"أما بالنسبة للمطار مع كل الظروف التي يمر بها، فنحن نشكر الاجهزة الامنية على أنظمة الأمن المحفوظة بشكل ممتاز، و ايضا لا ننسى جهود المديرية العامة للطيران المدني برئاسة الاستاذ فادي الحسن وشكرا لكل شخص يعمل بجد في المطار من أجل راحة المسافرين و رفع اسم لبنان عاليا". وأكّد أنّ "صفحة OLBA Aviation مستمرة وبالتعاون مع فرع مخابرات بيروت لإرسال أفضل المعلومات بالإضافة الى كل شركات الطيران لإرسال الأفضل دائما".

 

بيان "التجمع اللبناني": العهد الامبراطوري يريد تأليف الحكومة بالقوة والدستور مكسر عصا والفساد على الغارب

النهار/26 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67720/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D8%B1/

ناقش "التجمع اللبناني" التطورات السياسية والاقتصادية والإدارية التي تمرّ بها البلاد وأصدر بياناً رأى فيه أن "لبنان دخل عهد الامبراطورية، وأن الجولات المكوكية لوزير الخارجية في المهاجر أثمرت امبراطورية مترامية الأطراف تنتقل عبرها الحاشية في اسطول من الطائرات تعبيراً عن الرخاء الاقتصادي الذي تعيشه البلاد ورعاياها"، حيث أن "مظاهر الاسراف التي نعيشها ليست إلاّ تعبيراً عن العقلية السياسية التي يعيشها أطراف المحاصصة: البلاد منهبة، وكل طاقم جديد عليه أن ينتهز الفرصة السانحة له لتعويض ما فاته يوم كان خارج نعيم السلطة، والأدهى أن المناصرين يبررون ما يحدث تحت حجة "ان الآخرين قد استفادوا من السلطة وقد حان الآن وقت جماعتنا"، في رؤية مبتذلة للسلطة تبيّن إلى أي مدى يغيب منطق الدولة ومؤسساتها عن السياسة اللبنانية، وتفسر كل ما يحدث من استشراء للفساد وتراجع للاقتصاد وانهيار للمرافق العامة وعجز عن إيجاد الحلول لمشاكل مزمنة مثل الماء والكهرباء والنفايات والنقل".

واعتبر البيان ان "الدستور صار مكسر عصا وصار من صفات الرئيس "القوي" الخروج على مبادئ الدستور إلى حد استنكار المطالبة باحترامه بذريعة استرجاع صلاحيات مهدورة. ولا شك في أن هذا المنطق يعكس الرؤية السائدة التي أشرنا إليها بأن لكل عهد رجاله ودستوره وحصته وسياسته. فمبدأ استمرارية الدولة يعني التمسك بمؤسساتها والعمل من خلالها وهذا ما لا يقبل به أرباب المحاصصة".

وفي شأن عملية التأليف المعلقة قال "التجمع اللبناني" إنهم "يريدون فرض وجهة نظر الرئيس في تأليفها، ضاربين بالدستور والطائف عرض الحائط، ووجهة النظر هذه لحمتها وسداها إلحاق البلاد قسراً بمحور الممانعة تنفيذاً لرغبات الدويلة وبوهم تقدم الحظوظ الرئاسية لوزير الخارجية "المتقدم في السباق" على ما ذكر رئيس الجمهورية".

ورأى أن مجلس النواب التأم تحت شعار "تشريع الضرورة" في "غياب حكومة شرعية لتكريس سابقة خطيرة وتكريس الدستور مجرد وجهة نظر، حيث أن انعقاد المجلس كما تعطيله يتم بقرار سياسي غير دستوري وكأن الدستور لا شأن له بعمل المؤسسات الرئيسية في البلد. فكل مسؤول حر في "مؤسسته" يفعل بها ما يشاء".

وتوقف البيان عند "فضيحة جديدة من العيار الثقيل" انفجرت "قبل سفر الموكب الامبراطوري إلى نيويورك في خصوص مشكلة الكهرباء المزمنة. فقد تبين أن لبنان الرسمي تجاهل عرضاً المانياً حملته المستشارة ميركل، ويقضي بأن تبني شركة "سيمنز" العالمية محطتين للكهرباء تؤمنان كل حاجات لبنان الكهربائية مع فائض كبير ويتم كل ذلك في 18 شهر والتكلفة المدروسة مقسطة على 8 سنوات، وبدا واضحا أن سبب التجاهل الذي أثار سخطا المانيا، أنهم يريدون استمرار التعاقد مع البواخر التركية التي تفوق أكلافها بناء المحطتين ويبقى لبنان بدون كهرباء ويبقى حبل النهب على غاربه" لافتاً إلى أن لبنان أنفق في السنوات التسع الماضية على الكهرباء نحو 18 مليار والبلاد تعيش في العتمة. واليوم يضغط رئيس الجمهورية على مجلس النواب لتمرير مشروع قانون يمنح وزارة الطاقة مساعدة مالية إضافية بقيمة 500 مليون دولار لتأمين ساعات قليلة من التيار حتى نهاية العام الجاري هذا بالاضافة إلى مبلغ 1500 مليون دولار تمت الموافقة عليها سابقا".

وقال البيان إن اللبنانيين إذ "يعيشون أزمة اقتصادية خانقة تطالهم من النواحي كافةً، يخرج علينا الرئيس بتصريحات عشوائية عن متانة الاقتصاد وضرورة الكف عن التلويح بالأخطار التي تتهدده بحجة أن هذا يؤذي سمعة البلد ويؤدي إلى خلق حال من الذعر لدى المواطنين"، وقال إن هذه التصريحات إنما "تبين حال الانفصام التي يعيشها بعض أطراف الحكم عن الواقع وتجاهلهم لما يحدث حولهم وخصوصاً الضائقة الاقتصادية التي يشكو منها الجميع. وهذا ما يفسر الاستمرار في زيادة الهدر في مرافق الدولة وتزايد عمليات الفساد والإمعان في سياسة كم الأفواه التي صارت منهجاً للحكم قد يؤدي إلى تحويل لبنان إلى دولة بوليسية إذا ما استمر العمل فيه".

ورأى أن استمرار تدهور الأوضاع السياسية اللبنانية في هذه اللحظة الحرجة التي تمر فيها المنطقة، "يعكس عند البعض غياب الاحساس بالمسؤولية الذي يتجلى في عرقلة قيام حكومة جديدة وفي الاصرار على عدم ايجاد حلٍ بيئي لمشكلة النفايات لا بل والاصرار على تشريع الموت مع تشريع مجلس النواب المحارق وهي باب نهب جديد اسوة ببواخر الكهرباء التركية، وفي كل ذلك إصرار على مواصلة استنزاف الخزينة وتركيب الديون على البلاد نتيجة السرقة والهدر والتسيب، وكل ذلك مدروس ومبرمج لاستمرار تراجع الدولة فيما الدويلة تحكم قبضتها على البلد: نحن نقرر عنكم ونحدد وجهة البلد فيما بقية أهل المحاصصة يتنازعون الحصص الوزارية- المغانم في كعكة الحكم. والواضح أن دويلة حزب الله التي فاقمت تغولها تستطيع التحكم في المقدرات العامة كلما ازدادت مشاكل الدولة وازداد يأس الناس من إيجاد الحلول". وختم "التجمع اللبناني" مذكّراً بأن "البلاد تدفع اليوم ثمن الجريمة التي ارتكبت في حق انتفاضة الاستقلال التي طعنت بالظهر، وراحت القوى الطائفية تتمادى في لعبة المصالح فوافقت على تعيين "حزب الله" للرئيس في ظروف معروفة، واليوم يتابع البعض النهج التعطيلي نفسه الذي يغطي أكثر فأكثر سلطة السلاح المتفلت على سلطة الدولة المغيبة.".

 

انفراط عقد جلسة البرلمان اللبناني إثر انسحاب «القوات» و«المستقبل»بعد إقرار مشروعات «سيدر» التي ربط الحريري مشاركته في الجلسة بها

بيروت الشرق الأوسط»/26 أيلول/18/انفرط عقد جلسة التشريع المسائية بعد انسحاب نواب كتلتي «المستقبل» و«القوات»، وفقدان النصاب القانوني، ما اضطر رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري إلى رفع الجلسة، بعد دقائق على إقرار الاقتراح المتعلق بدعم القروض السكنية لذوي الدخل المحدود. وفي الجلسة الصباحية، كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قد هدّد بالانسحاب إذا لم تقرّ المشروعات المرتبطة بمؤتمر «سيدر»، فيما جاء خروج نواب «القوات» ومن ثم «المستقبل» من الجلسة، بعد مطالبتهما بإدراج بعض البنود على جدول الأعمال، وهو ما رفضه نواب عدد من الأحزاب، فقرّر بري السير بالبنود كما هي، والتي كان قد وصل البحث بها إلى البند 17، أي بعد إقرار المشروعات المتعلقة بـ«سيدر»، وما وصفها البعض بـ«مشروعات الضرورة». وكانت أبرز البنود التي وضعت على طاولة البحث، تلك المتعلقة بموضوع قروض الإسكان وملف المخفيين قسراً؛ إضافة إلى اتفاقية معاهدة تجارة الأسلحة ونقلها، التي لاقت رفض نواب «حزب الله» لها. وأقر المجلس النيابي في جلسته الأولى ثمانية مشروعات قوانين، وردّ واحدا إلى اللجان. وتأجل إقرار اقتراح دعم الفوائد على القروض السكنية لذوي الدخل المحدود إلى الجلسة المسائية، على الرغم من النقاش الطويل الذي استغرقه. وكان الوضع الاقتصادي والحديث عن خطر انهياره حاضراً في قاعة المجلس وبخاصة على لسان الحريري الذي اعتبر أن «هناك حملة في البلد لضرب الاقتصاد ودفع اللبنانيين إلى الهجرة»، مؤكداً «لسنا في حالة يرثى لها ولدينا مقومات للنهوض بالاقتصاد، وهناك حملة على الليرة وحاكم مصرف لبنان والاقتصاد لإحباط اللبنانيين». وأثار مشروع قانون توقيع معاهدة نقل وتجارة السلاح، جدلاً بين نواب «كتلة الوفاء للمقاومة»، حيث انسحب النائب علي عمار احتجاجاً على سقوط مطلب إعادته إلى اللجان لبحثه، معتبراً أنه يستهدف سلاح المقاومة. بدوره قال النائب في الكتلة نفسها نواف الموسوي: «العدو الإسرائيلي شريك في اتفاقية تجارة ونقل الأسلحة ولا مصلحة للبنان بالتوقيع عليها»، بينما اعتبر النائب في «التيار الوطني الحر» حكمت ديب «أن توقيع المعاهدة قد تقصد به المقاومة بحجة نقل وتجارة الأسلحة». وكانت مداخلة للحريري عند هذا البند مؤكداً، أن «لا علاقة لاتفاقية معاهدة تجارة الأسلحة ونقلها بسلاح المقاومة، ويجب على لبنان توقيعها لأنها تصب في مصلحته».

وبعد التصويت على المشروع تم إقراره بمعارضة نواب «حزب الله» و«المردة» و«الحزب السوري القومي» والنائب جميل السيد والنواب السنة المستقلين، في حين امتنع كل من النائبين حكمت ديب وجورج عطاالله عن التصويت. ومع البحث في مشروع قانون الموافقة على إبرام اتفاقية قرض مقدم من البنك الدولي لتنفيذ مشروع تعزيز النظام الصحي في لبنان، كان سجال بين الحريري والنائب جميل السيد الذي اعترض على المشروع، بحجة أنه من سيستفيد منه النازحون، واصفاً إياه بـ«الابتزاز»، فكان ردّ الحريري مهدداً بالانسحاب من الجلسة، وقال «أي مشروع لقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات سيستفيد منه النازحون»، سائلاً «ما رأيكم أن نوقف البلد لهذا السبب؟»، وأضاف «أنا هنا لتشريع البنود المطلوبة في «سيدر» إذا كنتم لا تريدون التشريع بهذه البنود فأنا سأنسحب. هذه القروض لمشاريع ستنفذ في لبنان وإذا غادر النازحون ستبقى»... وأكد دعم لبنان للمبادرة الروسية لعودة اللاجئين قائلاً «كلنا مع المبادرة الروسية ونريد إنجاحها والخلاف الداخلي هو الذي يبقي النازحين على أرضنا».

وتدخل كل من الرئيس بري والنائب في «حزب الله» محمد رعد لتهدئة الوضع، وقال بري «كل المشاريع المتعلقة بـ(سيدر) إما أن تقرّ كلها أو تحال كلّها إلى اللجان». بدوره، أكد رعد «إذا لم نقر المشاريع المقررة في مؤتمر باريس فكأننا لم نفعل شيئاً، فهذه القروض محور جلستنا». وأيّد نائب رئيس المجلس إيلي الفرزلي الرئيس الحريري في موقفه، فهدأت الأمور وأقرت اتفاقات القروض. بدوره، وبعد إقرار مشروع تعزيز النظام الصحي في لبنان الذي لاقى تحفظ «حزب الكتائب»، قال وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل «يجب أن نستفيد من هذه القروض بفوائد مخفضة جداً لأن وارداتنا محدودة». وأقر المجلس كذلك مشروع قانون الموافقة على اتفاقية قرض ميسر من قبل البنك الدولي لتمويل المرحلة الأولى من مشروع تعزيز الحوكمة المالية في وزارة المال.

وكان لرئيس حزب الكتائب سامي الجميل تعليق على المشاريع المرتبطة بـ«سيدر» قائلاً «المشكلة ليست متعلّقة بالقروض بل الإنفاق؛ لأن الهدف في الوضع الاقتصادي الحالي هو خفض الإنفاق». وإذ رأى الجميّل أن شروط هذه القروض هي أكيد جيدة وأفضل من الدين الداخلي، إلا أنه لفت إلى أن الهدف اليوم هو خفض الإنفاق وليس زيادة عجز الدولة خصوصاً في ظل الأرقام المتداولة التي تصل إلى حدود 9 إلى 10 مليارات دولار عجز نهاية هذه السنة. وأكد الجميّل، أن لبنان لديه مسؤولية تجاه اللاجئين السوريين، لكننا تحمّلنا ما لم يتحمّله أي بلد في العالم، وقال «أضع نفسي مكان اللاجئ السوري الذي تُفتح له أبواب المدارس الرسمية في لبنان ويستفيد من النظام الصحي ويُفتح له سوق العمل والمشاريع المطروحة في مؤتمر سيدر تُخصص فرص عمل له فقط». وأضاف «بهذه الطريقة نحن نؤمّن للاجئين ظروف حياة جيدة جداً كما نتحدث عن العودة الطوعية، بالتالي لا أعرف كيف سيفكّر اللاجئ بهذه الظروف العودة إلى بلده». واعتبر رئيس حزب الكتائب أنه إذا أخذنا مشاريع القروض المطروحة كل واحدة بمفردها يمكن أن نتعاطف معها سواء المتعلقة بقطاع الصحة أو غيرها، لكن إذا أخذنا مجموعها تكون الكلفة نصف مليار دولار ديناً إضافياً، وبالتالي هذا سينعكس على الاقتصاد اللبناني. وشدّد على «أن الاقتصاد اللبناني ليس وجهة نظر، بل مبني على الأرقام التي لا تُظهر إلا حقيقة الوضع الذي ينهار».

وكان قد حصل نقاش بين الحريري ورئيس لجنة المال والموازنة إبراهيم كنعان ووزير المال علي حسن خليل حول البنود المالية، خرج على إثره الحريري من الجلسة التشريعية للحظات قبل أن يعود إلى القاعة.

وأخذت أزمة القروض السكنية المدرجة على جدول أعمال حيزاً كبيراً من النقاش. واعتبر عدد من النواب أن «مبلغ مائة مليار دعم سنوي على مدى خمس سنوات غير كافية، ورغم تطمينات وزير المال وشرحه المستفيض لأسباب الأزمة بقي نواب على مواقفهم فأجل الرئيس بري التصويت على المشروع حتى الجلسة المسائية على غرار ملف المخفيين قسرا. ووصف بري ما حصل في هذه القضية بـ«الجريمة الاجتماعية التي أدت إلى إيقاف الحركة في البلد»، مضيفاً «وقد تمت مساعدة من يريد شراء شقة بمليون ونصف دولار وتُرك أصحاب الدخل المحدود». وقال «تشريعنا كله نصف وهذا الموضوع النصف الآخر».

 

تحركات نقابية للإسراع بتشكيل الحكومة/الوثيقة الاقتصادية هدّدت بتصعيدها

بيروت: «الشرق الأوسط»/26 أيلول/18/أطلقت قوى الإنتاج في لبنان وثيقة اقتصادية دقّت من خلالها ناقوس الخطر الاقتصادي والاجتماعي مطالبة بتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن قبل فوات الأوان، ومهدّدة باتخاذ خطوات تصعيدية إذا لم تلق صرختها تجاوبا من المسؤولين. وحضر اللقاء الذي عقد تحت شعار «معا لإنقاذ الوطن»، رؤساء الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام ونقابات المهن الحرة ونقابات قطاع التعليم وقطاع الإدارة العامة والجمعيات والنقابات الاقتصادية، الذين عرضوا بإسهاب خلال جلسة مغلقة، معاناة مختلف القطاعات والمؤسسات والعمال والأساتذة والمعلمين، والخوف من حصول المزيد من التدهور الذي يضع البلد في مهب الريح. وكانت كلمات لرئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير ورئيس اتحاد العمال العام بشارة الأسمر ونقيب المهندسين جاد تابت دعوا فيها للإسراع في تشكيل الحكومة وإنقاذ الوضع الاقتصادي قبل فوات الأوان ملوّحين باللجوء إلى الشارع. وقال شقير: «كفى هدرا للوقت وللفرص المستمر منذ سنوات طويلة، والذي يهدد اليوم مؤتمر سيدر والنفط والغاز وكل أمل بإعادة النهوض بالبلد». وأضاف: «مع كل هذا لا تزال القوى السياسية متمترسة وتتصارع من أجل ربح مقعد أو مقعدين، لكن النتيجة المزيد من انعدام الثقة بالبلد، المزيد من الفقر والبطالة وهجرة الشباب والتراجع المعيشي، المزيد من إقفال المؤسسات وانحدار الأوضاع الاقتصادية والمالية، المزيد من تردي الخدمات والتجاوزات والفساد، والكثير الكثير من التعب النفسي». وهدّد شقير بتصعيد التحركات، قائلا: «لم نسكت من قبل، ولن نسكت لا اليوم ولا غدا، فلا تدفعونا إلى التصعيد واتخاذ خطوات غير مستحبة لدينا». بدوره قال الأسمر: «نحن كاتحاد عمالي عام نعلن أن الغد لن يكون كالأمس وسنبادر إلى التحرك والتصعيد بكل الوسائل الديمقراطية المتاحة لحماية الشعب المنكوب الذي قارب حدود اليأس والقنوط والهجرة». لن نسكت بعد الآن وستكون لنا اجتماعات تقييمية لنتائج هذا اللقاء على أن نبدأ التحركات والخطوات التصاعدية والاعتصامات في القريب العاجل بعد التشاور مع مكونات هذا اللقاء».

من جهته، دقّ نقيب المهندسين ناقوس الخطر، وقال: «يشهد لبنان اليوم أزمة خانقة تتسبب في خسائر بشرية ومادية واقتصادية وبيئية واسعة النطاق وتؤدي إلى كوارث اجتماعية، من شأنها إذا استمرت أن تهدد المقومات الأساسية للوطن». وأضاف: «ملامح العاصفة التي تقترب بسرعة تهدد بإحداث هزات عميقة قد تؤدي إلى انهيار مالي واقتصادي شامل. ويطال الجمود كافة القطاعات الاقتصادية إذ ما زلنا نعاني من تدني معدلات النمو وتفاقم العجز التجاري في الوقت الذي يزداد فيه الدين العام بوتائر مرتفعة».

وأكد «البلاد اليوم في مهب الريح، مما يتطلب إعلان النفير العام من أجل اتخاذ خطوات جريئة لوقف التدهور ومكافحة الإهدار والفساد وإلا فإن السفينة ستغرق بالجميع». وفي نهاية اللقاء أعلن رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد الوثيقة الاقتصادية الصادرة عن قوى الإنتاج وترتكز بشكل أساسي على الدعوة للذهاب فورا إلى تشكيل حكومة جامعة وذات مصداقية والبدء بالإصلاحات المالية والإدارية والقطاعية كما الشروع بمكافحة واستئصال الفساد واعتباره أولوية وقضية وطنية. ودعت القوى إلى اتخاذ قرار حازم بوقف الهدر وشد أحزمة مختلف مؤسسات الدولة والعمل على عودة سريعة وكريمة للنازحين السوريين. كما شدّدت على أهمية إطلاق مسارات تنفيذ برنامج تطوير البنى التحتية الذي أقره مؤتمر سيدر، وإقرار وبدء تنفيذ خطة النهوض القطاعية الواردة في مشروع رؤية لبنان الاقتصادية، وإطلاق حوار مسؤول ينتج ميثاقا اجتماعيا حديثا، وصياغة سياسة بيئية تحافظ على الموارد البيئية وترمم ما أصابها من دمار.

 

تشكيل الحكومة وعودة عون: اسألوا جبران هو يعلم ويقرّر

منير الربيع/المدن/الأربعاء 26/09/2018

ليست المرّة الأولى التي يلجأ فيها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الإشارة للجوئه إلى خطوات من شأنها تسريع إنجاز التشكيلة الحكومية. سابقاً، كان قد حدّد موعد الأول من أيلول للتشكيل، وإلا سيكون له كلام آخر. فيما بعد، اعتبرت المهلة للحثّ والتحفيز وليس للاجبار. وحينها تلقّف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وسحب فتيل المسألة بتقديمه صيغة حكومية لم يوافق عليها الرئيس إذ أبدى ملاحظات عليها، وطالب الحريري الإلتزام بها. اليوم، تشير بعض المعطيات والتسريبات، إلى أن الرئيس بصدد اتخاذ خطوة جديدة بعد عودته من نيويورك.

لا اجابات بشأن ماهية هذه الخطوة، ولا بشأن تأثيرها. أما فكرة التلويح بتوجيه رسالة إلى المجلس النيابي، فيبدو أنها أصبحت مستبعدة لجملة أسباب. أولاً، إن عون حريص على العلاقة مع الحريري، وهو يعلم أن الأخير يريد الاستمرار بالتسوية لكنه محكوم ببعض الظروف الداخلية والخارجية، ولا بد من انتظار ظرف معيّن يتيح للحريري التناغم مع طروحاته. وثانياً، إن عون تلقى رسائل بمثابة ردود مفادها أن أي رسالة من هذا النوع ستؤدي إلى اشتباك سياسي حول الصلاحيات في أي جلسة قد يعقدها مجلس النواب لمناقشة تأخير تشكيل الحكومة. وأول النقاشات سيفتح بتوجيه الأسئلة إلى رئيس الجمهورية وليس إلى أي طرف غيره، على غرار الدوافع التي أملت عليه رفض الصيغة التي تقدّم بها الحريري، وما هي صلاحياته في هذا المجال، وأن الدستور لا يسمح له بذلك، وإلى أي دستور يستند لرفض صيغة حكومية قدّمها الرئيس المكلف.

وسيفتح ذلك الباب أمام نقاشات لا تنتهي، ولا تخرج من دوامة لا نهاية لها بتقاذف النظريات القانونية، إذ إن الفريق المساند للحريري سيعتبر عون متجاوزاً الدستور، لأن مسار تشكيل الحكومة واضح، وكذلك بالنسبة إلى اسقاطها، الذي لا يتم إلا في مجلس النواب، وبحجب الثقة عنها. بالتالي، كان على عون الموافقة على الصيغة واحالتها إلى المجلس النيابي حيث يتم رفضها هناك، ويجري العمل على إعادة إجراء استشارات وتكليف رئيس جديد للحكومة.

لكن، في المقابل، ستجابه هذه النظرية بوجهة نظر قانونية أخرى، هي أن الحريري لم يقدّم تشكيلة نهائية إلى الرئيس، بل قدّم تصوراً، والتشكيلة النهائية يجب أن تحوي حصصاً وحقائب واسماء، وبما أن ذلك لم يحصل، يمكن للرئيس واستناداً إلى صلاحية توقيعه وتوافقه مع رئيس الحكومة المكلف عملية التأليف، أن يبدي رأيه وملاحظاته. وأي خروج عن هذه السياقات سيعني إدخال لبنان في أزمة دستورية وسياسية لن يكون من السهل الخروج منها، إلاً بالخروج من الطائف والتركيبة ككل وإعادة طرح صيغة حكمية جديدة.

وتشير مصادر متابعة إلى أن الرئيس ينتظر خطوة جديدة من الرئيس المكلف، على أن تتضمن هذه الخطوة تقديم صيغة جديدة، تتلاءم مع بعض الملاحظات التي أبداها الرئيس، لكن حتى الآن غير معروف مدى التنازل او التسهيلات التي سيجري تقديمها، وإذا ما كانت سترضي رئيس الجمهورية وفريقه. بعض القوى أبدى استعداداً للتتنازل، على الرغم من تفضيل وصف هذا التنازل بالتسهيل، ولكن إشارات أخرى تفيد بأن عون يعتبرها غير كافية، وهو يتمسك بكل مطالبه، ولن يتراجع قيد أنملة عنها. ولدى سؤال أحد المطّلعين على الكواليس وما يدور فيها، يجيب: "اسألوا جبران، هو الذي يعلم، وهو الذي يقرّر، وفي النهاية لن يصير إلا ما يريده".

 

بين الشجاعة والإعتذار البخيل لا تَبلُّ إحدى يديه الأخرى

الهام فريحة/الأنوار/27 أيلول/18

أرى أنَّ كلَّ انسان يرى عيب غيره، ويعمى عن العيب الذي هو فيه. أقل الناس سروراً هو الحسود. إذا سمعت رجلاً يقول فيك من الخير ما ليس فيك، فلا تأمن أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك. إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه... وصدَّق ما يعتاده من تَوَهُّم. إذا كان الصبر مُرًّا فعاقبته حلوة. أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكلُّ أمر له وقت وتدبير. بالتأنّي تُدْرَكُ الفُرَصُ.المشورة لقاح العقول. أول الحزم المشورة. المشورة راحة لك وتعب لغيرك. إذا حان القضاء ضاق الفضاء. إذا هبَّت رياحك فاغتنمها. الإفراط في التواضع يجلب المذلة. إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حياؤه، ولا خير في وجه إذا قلَّ ماؤه. أن تكون مرة شجاعاً ومرة حذراً، هو فن النجاح. الشجاعة أهم الصفات الإنسانية لأنها الصفة التي تضمن باقي الصفات. إذا كان صاحب البيت جباناً واللص جريئاً فالبيت ضائع لا محالة. ليست الشجاعة أن تقول ما تعتقد، إنما الشجاعة أن تعتقد كل ما تقول. ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة: الشجاع في الحرب والكريم في الحاجة والحليم عند الغضب. أيتها المرأة: إبتعدي عن رجل لا يملك شجاعة الإعتذار... حتى لا تفقدي يوماً إحترام نفسك..، وأنتِ تغفرين له إهانات وأخطاء في حقكِ، لا يرى لزوم الإعتذار عنها، سيزداد تكراراً لها.

 

جنبلاط: نحن بلد مفلس

باسكال بطرس/المدن/الأربعاء 26/09/2018

ينتقد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إطالة عمر تأليف الحكومة العتيدة، محذراً من المضاعفات الاقتصادية النقدية المترتّبة عن التأخير في هذا السياق. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يقولون إنّ الجلسة التشريعية التي عقدت كلّفت لبنان نحو مليار دولار. ما يعني أنّ الدين المترتّب علينا قد أصبح بعد هذه الجلسة 84 ملياراً ونصف المليار دولار، بعدما كان 83 ملياراً ونصف، أليست هذه فضيحة؟ ويسأل: ما الذي ينتظرنا بعد كلّ هذا الدين؟ آخذين بعين الاعتبار مؤشرات الأزمة النقدية العالمية التي بدأت في العام 2008.

يخالف جنبلاط كلّاً من رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري الرأي بشأن موضوع الليرة اللبنانية واستقرارها، معتبراً أنّ العكس هو الصحيح، انطلاقاً من تجربة بلد منتج كالأرجنتين الذي عاد وانهار مرة جديدة، تماماً مثل تركيا، التي كانت تحتلّ المرتبة الـ17 من حيث أقوى اقتصاد، وها هي تنهار اليوم لأسباب سياسية ونقدية. "نحن بلد مفلس"، يقولها جنبلاط بفمٍ ملآن مستغرباً توقّعات البعض بانفراجات يؤمّنها مؤتمر سيدر للبنان، مذكّراً هؤلاء بأن الحصيلة التي قد يجنيها لبنان من سيدر هي كناية عن قروضٍ جرى "نفخها" لتصل إلى 19 مليار دولار. ولكنها، في جميع الأحوال، تبقى مشروطة بالإصلاح، الذي شكّل أيضاً أحد شروط باريس 3، وآنذاك لم يُجر سوى إصلاح واحد في القطاع العام، وتحديداً في وزارة الإعلام على عهد الوزير غازي العريضي، وإصلاحاً آخر في القطاع الخاص طال شركة طيران الميدل إيست، وكان ذلك في العام 2000 في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ومذاك لم نشهد أي إصلاح.

ما هو الحلّ للخروج من هذه الدوّامة القاتلة؟

لطالما كان جنبلاط من دعاة التسوية. فهو يرى دائماً أنّ السياسة هي فنّ الممكن، وبالتالي يبقى ضرورياً في بعض الأحيان اللّجوء الى مبدأ التسوية. وهو ما قصده عندما استخدم في تصريحه الأخير، عبارة "تحجيم ذاتي"، التي أثارت امتعاض مناصريه. قد يقبل جنبلاط بإجراء تسوية في ما يخصّ حصّته بالحكومة، في حال عرضت عليه التسوية. لكن لم يعرض عليه شيء بعد. حالياً، لا يزال الغموض سيّد الموقف. غير أنه عندما يبدأ الحديث الجدي بخصوص الحصص، فإن جنبلاط حاسم بهذا الشأن، إذ لا يمكن إلا أن تؤخذ نتائج الانتخابات بالاعتبار. بالتالي، لا بدّ من الحصول على وزارة وازنة ووزارة ثانوية مقبولة، ووزارة دولة. عندما قال إنّ "العهد فاشل"، لم يكن جنبلاط يقصد الرئيس عون فحسب. فشأن رئيس الجمهورية هو شأن سائر الأفرقاء المشاركين في الحكومة، والحزب الاشتراكي ضمنهم طالما أنه يشارك في الحكم من خلال وزرائه.

يرفض جنبلاط اتهامه بمعاداة الرئيس، فلا إشكال شخصياً مع الأخير. كل ما فعله كان توصيف الحالة التي تشهدها البلاد في عهده. فعون هو أول من نادى بالاصلاح ولكنه لم يُقرنه بالتطبيق، وخير مثال على ذلك مشكلة الكهرباء المتشعبة التي يتغلغل الفساد في كل تفصيل فيها.

في وقت يقرّ بعجزه عن تحقيق أيّ خرق في ما يتعلّق بالتباينات السياسية بين مختلف الأطراف، يبدي جنبلاط تفاؤله باللجنة التي شُكّلت برئاسة اللواء عباس إبراهيم، التي تضم ممثلين عن التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي، لمتابعة الأوضاع على الأرض وتخفيف الاحتقان. وسيحرص زعيم المختارة على لعب دور أساسي في هذا الاطار، مع جميع الأطراف من دون استثناء، بغية تثبيت وترسيخ المصالحة في ما بينها.

لا يبدي جنبلاط تأييده لإقدام الوزير مروان حمادة على تقليص مهمات هيلدا خوري، فيقول ممازحاً: "رفيقي مروان (حمادة) والشيخ سعد (الحريري) صديقي، ولكنّهما أدخلانني بالزجاج". ويستطرد: "لكن، هناك نوعان من الزجاج: الزجاج الذي يسقط فتاتاً من جرّاء قوة الصدمة وبالتالي يصعب ترميمه، وآخر يسهل ترميمه، فالسيدة خوري جديرة ولديها وظيفتان، كما أنّ نزار هاني جدير جداً في أمور البيئة، ورجا العلي جدير في ملف الكهرباء.

من جهة أخرى، يلفت جنبلاط إلى أنه نُمي إليه أنّ البعض يراهن على التنقيب عن النفط والغاز، بالتالي على ترك الأمور في هذه الحالة من الهريان إلى حين استخراج الغاز، معتبراً ذلك جريمة بحق الأجيال المقبلة، التي ندين لها بمستقبل أفضل، وقد يكون أول الغيث إنشاء الصندوق السيادي وسداد الدين العام، قبل أن يزداد. لكن، رغم هذا الوضع المتردّي، يرفض جنبلاط أن نقطع الأمل بحصول أي تقدّم ملموس خلال العهد الحالي. وهو لا يستبعد أن تتمكن الحكومة العتيدة من الاتفاق على حل المشاكل التي تواجهها البلاد، رغم غياب التجانس بين الأفرقاء. لا شيء مستحيلاً شرط احترام المؤسسات. فلطالما شهد لبنان خلافات سياسية بين مختلف الأطراف، من دون أن يمنع ذلك من تشكيل الحكومات. "عند اختلاف الأمم، احفظ رأسك"، مثل شعبي قديم يحلو لجنبلاط ترداده والتذكير به، داعياً إلى عدم المراهنة على التطورات الاقليمية لتشكيل الحكومة. ولكن ذلك لا يعني ألا نأخذ الظروف الاقليمية بالاعتبار. فلا يمكن أن ننسى التاريخ الذي يجمع المملكة السعودية بلبنان، ولا مهرب من مشاورة السعوديين، وضمن الممكن، للوصول إلى حكومة فيها الحد الأدنى من التوازن. في المقابل، يؤكد أن علاقته مع سوريا محسومة بالرفض، طالما أن عرقاً ينبض بين أضلاعه، إلا أنّه يقرّ بأن لا مفرّ أيضاً من التنسيق مع سوريا عند الحاجة، رافضاً استخدام مصطلح "التطبيع مع سوريا". على أي حال، لا يزال النظام السوري موجوداً في لبنان، وقد نعود الى أيام أضرب من أيام الوصاية، على حد تعبيره.

يؤكد جنبلاط أنّ النظام السوري باقٍ في سوريا، وما يسمى بـ"تسوية إدلب"، وبالشروط التي وضعت بين الأطراف، غير قابلة للحياة. ويأسف لكون الدول التي حضنت المعارضة السورية الوطنية عند الانتفاضة، والتي كان قسم منها علماني، قد خذلتها في المساعدات، لتبادر بعدها أميركا الى تسليح قسم من المعارضة في وقت ما كان يجب تسليحها، ثم دخل إلى المعارضة ما دخل، فيما غادرتها المعارضة الأساسية، فاستغل النظام هذا الأمر. ويسأل: "كيف أنشئت داعش التي لم تكن موجودة أساساً، واحتلت سوريا والعراق عامين؟ فكان شعار النظام إما أنا او الارهاب، ونسي الغرب او تناسى الشعب السوري وركّز على داعش"، مشدداً على أنّ "هناك مطالب محقة كانت ولا تزال للشعب السوري ليعيش بحرية وكرامة".

 

بعلبك- الهرمل: تجار المخدرات يردّون على حزم الجيش

لوسي بارسخيان/المدن/الثلاثاء 25/09/2018

لم تنقض 48 ساعة على الزيارة الاستثنائية لقائد الجيش العماد جوزف عون إلى محافظة بعلبك- الهرمل، حتى ردت إحدى العصابات على قرار حزم الجيش في توقيف "المجرمين"، كما أكد عون، باعتداء على دورية للمخابرات في منطقة مرجحين قضاء الهرمل كانت تحاول توقيف تاجر مخدرات كبير في المنطقة. ووفقاً لبيان مديرية التوجيه الذي صدر فجر الثلاثاء، في 25 ايلول 2018، فإنه "اثناء قيام دورية من مديرية المخابرات بملاحقة تجار المخدرات في منطقة مرجحين- الهرمل، تعرضت لاطلاق نار من قبل مجهولين. ما ادى إلى استشهاد أحد العسكريين واصابة ستة أخرين. واستقدمت قوى الجيش تعزيزات إلى المنطقة لملاحقة المطلوبين. وتجري متابعة الموضوع". الاعتداء هو الثاني على الجيش اللبناني منذ اطلاقه في حزيران 2018 "خطة أمنية" في محافظة بعلبك- الهرمل، تضمنت تنفيذ عدد من المداهمات لأوكار تجار المخدرات وأخطر المطلوبين، إضافة إلى إرساء نوع من الحضور العسكري الظاهر، والإانتشار في الساحات والاماكن العامة، تأكيداً على حزم القوى العسكرية في ردع الارتكابات أياً كان شكلها. وكان العماد عون قد أشاد خلال زيارته بعلبك بنتائج هذه الاجراءات حتى الآن، وبالوضع الامني الذي رأى أنه إلى تحسن في المحافظة، معيداً ذلك إلى التعاون الذي أبداه أهالي المنطقة وفعالياتها. إلا أن المهمة لا تبدو بالسهولة التي أملها المشاركون في اللقاء مع عون، السبت في 22 أيلول، رغم ابداء هؤلاء استعداد المجتمعات المحلية لتقديم الدعم للجيش، في تنفيذ أي مهمة، في ظل رفع الغطاء التام عن المطلوبين الخطرين، والذين أدرجهم عون في عداد 980 مطلوباً في بعلبك. وأشار إلى أن عدداً كبيراً من هؤلاء يمكن تسوية أوضاعهم نظراً لطبيعة ارتكاباتهم، كاشفاً أن نحو 120 منهم قد بادروا إلى ذلك. ودعا من لا يبادر لتسوية أوضاعه إلى تحمل المسؤولية، بعدما تحدث عن "حلول ناعمة وبدون إعلام لكثير من المشاكل". وإذ أبدى قائد الجيش حزماً في تنفيذ قرار فرض الاستقرار الامني في بعلبك، وفقاً لما سماه "تدابير أمنية، تخف أو تزيد وتيرتها وفق المعطيات والمعلومات"، فإن دورية المخابرات التي توجهت للقبض على تجار مخدرات، كما جاء في بيان مديرية التوجيه، لا يبدو أنها زودت باحداثيات دقيقة حول خطورة العصابة، وردة الفعل العنيفة التي كان يمكن تجنبها تجاه عناصرها. بل بدا أفراد العصابة، التي ذكرت المعلومات أنه يرأسها شخص من آل علوه، في موقع المسيطر على الساحة، بحيث الحقت أذى مباشراً بسبعة من عناصر الدورية، الذين استحضرت مروحية عسكرية لإجلائهم. عليه، فإن الانظار ستتوجه في الساعات وربما الأيام المقبلة إلى كيفية تعاطي القيادة العسكرية مع الاعتداء، حفاظاً على المعنويات العالية المطلوبة في فرض الأمن في بعلبك- الهرمل من جهة، وتأكيداً على حزم القيادة في قرارها استعادة المبادرة الامنية في هذه المنطقة، بدلاً من تسليم مصيرها للعصابات المحتمية بعناوين عشائرها.

علماً أن رسالة قائد الجيش كانت واضحة في هذا الاتجاه خلال زيارته إلى المحافظة، اضافة إلى الدعم غير المباشر الذي أحاط به محافظ بعلبك بشير خضر، بعد حملة التهديدات التي تعرض لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبشكل مباشر، كردة فعل على الجهد الذي بذله مع القيادة العسكرية والمعنيين في السلطة السياسية لوضع حد للاستنزاف الامني في بعلبك- الهرمل. وقد دفعت هذه التهديدات إلى تعليق وجود محافظ بعلبك الأول في مركز المحافظة، مع زيادة الاحتياطات الامنية وتعزيز الاجراءات حوله اثر معاودته نشاطه، لاسيما أن من قاموا بتهديده لا يزالون طلقاء. ويؤكد كل من رئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس، وبريتال علي مظلوم، لـ"المدن"، أن الاحتضان كامل للجيش اللبناني من قبل معظم البعلبكيين، بصرف النظر عن الاعتداءات التي قد يتعرض لها من قبل العصابات الخطرة. ويؤكد اللقيس أن البعلبكيين لديهم المناعة الكافية في وجه حملات التحريض التي يتعرض لها الجيش اثر كل عملية نوعية، مع يقينهم التام بحرص القيادة العسكرية على المدنيين، وسعيها إلى عدم تعريض أي منهم لمخاطر امنية خلال تنفيذها مهماتها النوعية، إلا إذا ظهر كمتدخل أو محرض في الاعتداء على الجيش. وبرأي اللقيس فإن الاجراءات الأمنية الاستباقية تبدو كرادع أساسي لمنع تفاقم الجريمة في بعلبك. وفي هذا الاطار يضع الانتشار العسكري الظاهر منذ بدء تنفيذ الخطة الامنية، والذي ساهم في وقف التدهور الامني الذي شهدته المنطقة، خصوصاً منذ مرحلة الانتخابات النيابية، متوقعاً أن تلمس المنطقة نتائجها الاقتصادية والاجتماعية. ويلفت رئيس بلدية بريتال إلى ضرورة ربط تنفيذ "الاجندة الامنية" في المنطقة، بالحاجة الملحة إلى تنفيذ اجندة انمائية. وطالب قائد الجيش خلال زيارته للمنطقة بأن يكون الصوت الذي ينقل المطلب إلى المعنيين في الدولة. ويؤكد أن سمعة بريتال في الخروج على القانون هي أكبر بكثير من واقعها، ولا يتعدى عدد المطلوبين الخطيرين فيها نسبة الواحد في المئة من العدد الذي ذكره قائد الجيش، فيما الفقر والبطالة يمكن أن يشكلا دافعاً أساسياً لتورط الشباب في ارتكابات صغيرة سرعان ما تتسع لتحولهم إلى مجرمين خطيرين.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البحرين تعتقل شبكة تخريبية مموّلة من “الحرس الثوري”

المنامة: أمن الشرق الأوسط واستقراره مهم وحيوي للعالم أجمع

المنامة – وكالات/26 أيلول/18/أكد رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان، أن الشرق الأوسط له أهمية ستراتيجية وجوهرية، وأن الأمن والاستقرار في هذا الجزء من العالم حيوي ومهم ليس لدول المنطقة فحسب بل للعالم أجمع. ونقلت وكالة الأنباء البحرينية “بنا” عن الأمير خليفة بن سلمان قوله خلال لقائه كبير مستشاري أركان الدفاع للشرق الأوسط بالمملكة المتحدة جون لورمير، إن “اهتمامنا محصور في أمن منطقتنا واستقرارها، وندعم كل جهد ومبادرة تعزز الأمن وتكرس الاستقرار في دوله، فأمن هذه المنطقة كل لا يتجزأ، والتدخل في الشئون الداخلية للدول مرفوض وغير مقبول، لأنه يزيد من التوترات والصراعات”. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية، أول من أمس، أنه تم القبض على 15 من العناصر التخريبية، التي قامت بارتكاب أفعال وتصرفات مسيئة في قرية المالكية، أثناء إحياء فعاليات موسم عاشوراء، بهدف إثارة الفوضى والتخريب. وذكرت في بيان أن” أعمال البحث والتحري، أكدت أن الحرس الثوري الإيراني، يقف وراء عملية التمويل من خلال العناصر الإرهابية التى تأويها إيران، وفي مقدمتها عناصر تنظيم 14 فبراير الإرهابي”. وأضافت أن التحريات أشارت إلى أن هذه المجموعة التخريبية، كان يديرها أحد المقبوض عليهم في قضية إرهابية، تعود إلى فبراير 2018، منوها بأنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية المقررة وإحالة المقبوض عليهم إلى النيابة العامة. من جانبه، كشف المحامي العام القطري أسامة العوفي، أنه تم أمس عقد ثاني جلسات نظر الطعن المقام من النيابة العامة أمام محكمة الاستئناف العليا، في الحكم الصادر عن المحكمة الكبرى الجنائية ببراءة المتهمين علي سلمان علي أحمد، وحسن علي جمعة سلطان، وعلي مهدي علي الأسود، في قضية اتهامهم بالتخابر مع قطر وإفشاء وتسليم أسرار دفاعية وقبول مبالغ مالية من دولة أجنبية مقابل إمدادها بأسرار عسكرية ومعلومات تتعلق بالأوضاع الداخلية للبلاد، وإذاعة أخبار وشائعات كاذبة ومغرضة في الخارج من شأنها النيل من هيبة المملكة واعتبارها. وقال إن المتهم الأول حضر الجلسة ومعه محاموه، وقد ترافع الدفاع الحاضر مع المتهم وقدم مذكرة بدفاعه، وقررت المحكمة تأجيل نظر الاستئناف لجلسة 15 أكتوبر المقبل للمرافعة الختامية. بدوره، أعلن المحامي العام البحريني رئيس نيابة الجرائم الإرهابية أحمد الحمادي، أن المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة عاقبت متهمين بالانضمام إلى جماعة إرهابية والشروع في قتل أحد رجال الشرطة وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخائر وإخفاء أموال وأسلحة بغرض استخدامها في أنشطة تلك الجماعة الإرهابية، حيث عاقبت المتهم الأول بالسجن لمدة عشر سنوات، كما عاقبت المتهم الثاني بالسجن المؤبد، مع إسقاط جنسية المتهمين.

 

أردوغان: السلام في سورية مستحيل في ظل وجود الأسد والجماعات المتطرفة بدأت بمغادرة مدينة إدلب"

نيويورك- وكالات/26 أيلول/18/قال الرئيس التركي رجب أردوغان إن مساعي السلام السورية لا يمكن أن تستمر في ظل استمرار الرئيس بشار الأسد في السلطة، واصفاً اللاجئين السوريين في بلاده بأنهم “ضيوفنا”، ومشيراً إلى أن الجماعات المتطرفة “بدأت الانسحاب” من المنطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب. وذكر أردوغان، في مقابلة أجرتها معه “رويترز” في نيويورك أمس، حيث يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: “اللاجئون السوريون في تركيا ضيوفنا. هم هربوا من ظلم وبطش نظام بشار الأسد”. وأضاف: “لولا القمم المنعقدة مع روسيا وإيران، لكانت سورية اليوم في وضع أسوأ، وهذه الخطوات أدت إلى ظهور ومضة أمل بالسلام”. وعن اتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، الذي توصّل إليه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 17 الجاري، قال أردوغان: “شعب إدلب ينتظر ذلك منا. نحو 50 ألفاً من أهالي إدلب عادوا إلى منازلهم”، مشيراً إلى أن “الجماعات المسلحة بدأت بترك المدينة”. من جانب آخر، حض الرئيس التركي، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قادة العالم على ملاحقة أتباع الداعية فتح الله غولن، المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية، وتتهمه أنقرة بتدبير الانقلاب الفاشل في يوليو 2016، وتعتبره زعيماً لمنظمة إرهابية. وانتقد أردوغان، من جهة ثانية، استخدام العقوبات الاقتصادية “كسلاح”، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة. وقال: “لا يمكن لأحد أن يَلزم الصمت أمام الإلغاء التعسفي للاتفاقات التجارية وانتشار الحمائية واستخدام العقوبات الاقتصادية كسلاح”. وتوترت العلاقة بين أنقرة وواشنطن في أغسطس الفائت، بعدما فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب سلسلة عقوبات على الصلب والألمنيوم التركيين، ردّاً على استمرار اعتقال القس الأميركي أندرو برانسون. وأدت العقوبات إلى انهيار الليرة التركية، وسط مخاوف من انهيار اقتصادي كامل. وتابع أردوغان: “لا أحد يريد أن يواجه العالم انهياراً اقتصادياً جديداً”. ومن دون أن يتهم الولايات المتحدة مباشرة، أشار أردوغان إلى “الدول التي تحاول باستمرار خلق الفوضى (…) من السهل للغاية خلق الفوضى، لكن من الصعب إعادة بناء النظام، واليوم تحاول بعض الدول باستمرار خلق الفوضى”.

 

موسكو تتمسك بتسليم «إس 300»... وتبدأ «حرباً إلكترونية» غرب سوريا وأعلنت استعدادها لـ«حوار موضوعي» مع واشنطن

موسكو: رائد جبرالشرق الأوسط/26 أيلول/18/تمسكت موسكو بقرارها حول تسليم دمشق أنظمة صاروخية من طراز «إس300» رغم التحذيرات الأميركية والإسرائيلية، وشددت على «حقها» في تقديم «دعم عسكري وتقني لشركائها» ورأت الخارجية الروسية أن حجج واشنطن وتل أبيب في شأن مخاطر تسليم سوريا الأنظمة الصاروخية المتطورة «لم تعد مقنعة»، في وقت بدأت موسكو إجراءات لشن «حرب إلكترونية» من غرب سوريا. وحمل مدير قسم حظر انتشار الأسلحة والسيطرة عليها في الخارجية الروسية فلاديمير يرماكوف على الانتقادات الحادة التي أطلقتها واشنطن ضد قرار موسكو وقال إن تزويد دمشق بهذه الصواريخ لن يسفر عن تصعيد الوضع في المنطقة بل يساعد في الاستقرار. في إشارة إلى أن «امتلاك سوريا هذه المنظومة من شأنه أن يخلق حالا من التوازن والردع ما يقلص من احتمالات التصعيد في هذا البلد»، وفق توضيح دبلوماسي روسي أمس. وقال يرماكوف إن «حجج الأطراف التي طلبت سابقا عدم تسليم سوريا منظومات (إس – 300) لم تعد مقنعة، ومن حق أي دولة تقديم دعم عسكري تقني لشركائها». واتهم الدبلوماسي الروسي واشنطن بـ«الكذب بشكل متعمد» عندما تقول إن وجود الصواريخ لدى دمشق يشكل تهديدا على المنطقة وعلى المصالح الأميركية، لافتا إلى أن «هذه منظومات دفاعية ولا يمكن أن تشكل تهديدا لأحد». وأوضح أن منظومات «إس - 300»، التي ستتسلمها سوريا سوف «تتمكن من تغطية الأجواء السورية، حيث يتطلب الأمر فعل ذلك». وجاء كلام يرماكوف ردا على تحذير مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، من تداعيات قرار موسكو، وتأكيده أن الخطوة «خطأ فادح» من جانب روسيا وأنها تهدد بـ«تصعيد خطر» في المنطقة. في غضون ذلك، تسربت معطيات إلى وسائل إعلام روسية حول آليات تنفيذ القرار الروسي، وكان لافتا أن المعطيات التي نشرتها وسائل إعلام أمس، أوحت بأن موسكو بدأت فورا تنفيذ القرارات المعلنة، ما أوحى بأن ترتيبات مسبقة تم اتخاذها للشروع بنقل التقنيات العسكرية إلى سوريا وأن هذه الترتيبات كانت تنتظر فقط صدور إرادة سياسية بذلك. ونقلت صحيفة «ازفيستيا» عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية أن موسكو بدأت فورا في تعزيز مجموعة وسائل الحرب الإلكترونية في سوريا. وزادت أنه «تم أمس (أول من أمس) إيصال أولى مجموعات وسائل الحرب الإلكترونية إلى قاعدة حميميم على متن طائرة شحن عسكرية من طراز إيليوشين - 76».

وكانت موسكو أعلنت أن بين قرارات الرد على إسقاط طائرتها الأسبوع الماضي نشر أنظمة تشويش كهرومغناطيسية على طول السواحل السورية لعرقلة عمل أجهزة الرصد والرادارات للطائرات المغيرة على مواقع سورية.

وأوضحت الصحيفة أن «عمل المجموعات التي أرسلت إلى حميميم يهدف إلى تشويش عمل الرادارات وأنظمة الاتصالات والتحكم بالطائرات التي يمكن أن تهاجم الأراضي السورية فضلا عن التشويش على عمل أنظمة الملاحة الفضائية». وزادت أنه بالإضافة إلى سوريا سيشمل عمل وسائل الحرب الإلكترونية الأهداف الواقعة في المناطق المحيطة في البحر المتوسط. في الوقت ذاته، كشفت صحيفة «كوميرسانت» الروسية أن موسكو سترسل في غضون أسبوعين 4 كتائب من منظومة صواريخ «إس - 300» إلى سوريا، وفقا لتأكيد مصدر عسكري مطلع، قال للصحيفة إن منظومات الصواريخ سوف تغطي المنشآت الموجودة في الساحل السوري، وستراقب الحدود السورية مع إسرائيل، وكذلك مع الأردن والعراق ولبنان. وأوضح المصدر أن عدد منصات الصواريخ التي سترسل إلى سوريا يمكن أن يرتفع إلى 6 أو 8 كتائب «وفقا لتطورات الأوضاع وما تقتضيه الحاجة». في الأثناء، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، استعداد روسيا لمناقشة موضوع تزويد سوريا بصواريخ «إس - 300» مع الولايات المتحدة، لكنه شدد على الرغبة بفتح «حوار موضوعي»، داعيا واشنطن إلى «التخلي عن أسلوب العنجهية في تقييم خطوات موسكو». ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن ريابكوف أن بلاده «مستعدة لبحث كل المواضيع المتعلقة بالوضع في سوريا وفي أي مكان آخر مع الولايات المتحدة. لكن نسعى إلى مناقشة مثمرة، ويجب على زملائنا الأميركيين ترك محاولات تقديم مقارباتهم وآرائهم الشخصية على أنها الوحيدة الممكنة والمقبولة». وأضاف أن موسكو «استمعت إلى تعليقات صادرة عن كبار المسؤولين الأميركيين حول هذه المسألة. ولا شك أن قرارات كهذه نتخذها بعد تحليل مفصل ومعمق لكافة الظروف والجوانب لتطور الوضع. لذا لا يمكن الحديث أبدا عن اتخاذنا خطوة تقود، كما يزعم زملاؤنا الأميركيون، إلى التصعيد. فنحن لا نجد لوجهة النظر هذه أي مبرر».

وأعرب ريابكوف عن دهشة لأن «هذه الاتهامات يوجهها إلى روسيا ممثلو دولة ترتكب، على مدار السنين، الخطأ تلو الآخر في سياستها في الشرق الأوسط وتحديدا في سياستها إزاء سوريا».

ودعا المسؤولين الأميركيين إلى تقييم الخطوات الروسية، «سواء تعلق الأمر بـ(إس – 300)، أو بمسائل أخرى، بقدر أكبر من الواقعية والاتزان والحيادية»، مجددا دعوة موسكو إلى الولايات المتحدة لتوحيد الجهود في محاربة الإرهاب في سوريا وفي منطقة الشرق الأوسط بأسرها.

إلى ذلك، راوحت تعليقات الخبراء العسكريين الروس بين طرف يرى أن إسرائيل قادرة على مواجهة الوضع الجديد وأن «إس300» لم يعد سلاحا يؤثر على تحركاتها العسكرية خصوصا أنها «درست هذه المنظومة جيدا بعد الحصول على نسخة منها من اليونان التي اشترتها سابقا من روسيا، وباتت حاليا قادرة على التعامل مع ثغراتها» وفقا لتعليق المعلق العسكري لصحيفة «فيونويه ابوزرينيه» المتخصصة بالقضايا العسكرية. بينما أعرب الخبير العسكري الروسي، إيغور كوروتشينكو، عن قناعته بأن «القيادة الروسية ستتخذ التدابير اللازمة لمواجهة أي محاولات إسرائيلية لتقويض خطط وصول منظومات (إس – 300) إلى سوريا، أو تقليص قدراتها القتالية».. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية، عن كوروتشينكو أن قرار إرسال «إس - 300» إلى سوريا يمثل «ردا مناسبا تماما على تصرفات إسرائيل». وأشار إلى أن من المهم عدم السماح لإسرائيل باستهداف الطائرات أو السفن التي ستنقل هذه المنظومات إلى سوريا، وهو احتمال لا يمكن استبعاده. وتابع: «من المتوقع أن تتخذ القيادة العسكرية الروسية إجراءات لمنع تحقيق هذا السيناريو وأن أي محاولات للجانب الإسرائيلي لتدمير إس - 300 ستقمع بكل قوة وحزم». وجاء هذا الحديث ردا على تهديد عسكريين إسرائيليين بأن تل أبيب سوف تدمر المنظومات الصاروخية إذا تعرضت لخطر. وشدد الخبير الروسي على أن منظومات «إس - 400» و«إس – 300» المنتشرة على أراضي قاعدتي حميميم وطرطوس العسكريتين الروسيتين، وهي منظومات متوسطة المدى، ستضمن التصدي لأي محاولات محتملة لاستهداف الصواريخ الروسية.

 

الرياض ترفض اتهامات طهران «الباطلة» بشأن أحداث إيران وأكدت أن سياسة المملكة واضحة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى

الرياض: الشرق الأوسط/26 أيلول/18»/أعربت السعودية اليوم (الثلاثاء)، عن رفضها واستنكارها للاتهامات الباطلة التي أشار لها مسؤولون إيرانيون حيال دعم المملكة للأحداث التي وقعت في إيران يوم السبت الماضي. وقالت الخارجية السعودية إن «سياسة المملكة واضحة حيال عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ورفضها التام لأي تدخلات في شؤونها الداخلية، وبالمقابل فإن النظام الإيراني هو من يتدخل في شؤون دول الجوار وهو الراعي الأكبر للإرهاب في المنطقة والعالم أجمع»، مبينة أن «النظام الإيراني دأب منذ نشأته على نشر الفوضى والدمار والطائفية والتطرف، وأهدر مقدرات شعبه في عدوانه وطيشه الذي لم يجلب إلا الفوضى والدمار للمنطقة». وأشارت إلى أن «السعودية اعتادت على مثل هذه التصريحات من نظام لا يجد أمامه إلا الكذب والتدليس وإلقاء اللوم على الدول الأخرى لتغطية عيوبه وفشله في تحقيق طموحات وتطلعات شعبه، فمنذ فترة قليلة اتهم النظام الإيراني المملكة بأنها تسببت في الانهيار الذي يشهده الاقتصاد الإيراني والذي كان نتيجة سياسات إيران التي أهدرت مقدرات شعبه لدعم الجماعات الإرهابية ونشر الصواريخ الباليستية في المنطقة». وأضافت: «إننا ننصح النظام الإيراني بسلك نهج جديد والتصرف كدولة مسؤولة، تسعى لرفاهية واستقرار شعبها بدلاً من إهدار مقدرات الشعب في دعم الجماعات الإرهابية والطائفية والتطرف، وأن يتعامل النظام الإيراني بمبدأ حسن الجوار واحترام القوانين والأعراف الدولية وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى».

 

رسائل خليجية وعربية سياسية متبادلة

الدمام: « الشرق الأوسط/26 أيلول/18»/شهد أمس رسائل خليجية وعربية متبادلة، إذ تسلم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمس رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تضمنت دعوته للمشاركة في منتدى شباب العالم، في نسخته الثانية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بمدينة شرم الشيخ، وقد قام بتسليم الرسالة لوزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح السفير المصري لدى دولة الكويت طارق محمود مصطفى القوني. كما استقبل الشيخ صباح الأحمد الأمين العام للقيادة العامة الليبية اللواء عبد الكريم هدية، حيث سلمه رسالة خطية من القائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، تضمنت العلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. إلى ذلك، تلقى نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، أمس (الاثنين)، رسالة من رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، تتصل بحسب وكالة الأنباء الكويتية «بالعلاقات الأخوية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين»، في حين قالت وكالة أنباء الإمارات (وام) إن الرسالة تسلمها نائب حاكم دبي الشيخ مكتوم بن محمد، خلال استقباله لمبعوث رئيس مجلس الوزراء وزير المالية الكويتي الدكتور نايف الحجرف. وتناول الحديث، خلال المقابلة بين الشيخ مكتوم بن محمد والوزير الحجرف، سبل تعزيز التعاون والتشاور بين البلدين الشقيقين على مختلف المستويات لما فيه خير ومصلحة شعبيهما. من جهة أخرى، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولى العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء البحريني، وبحثا العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، إضافة إلى عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأكد ولي عهد البحرين أن الدعم المستمر للبحرين من الإمارات يعكس التواصل الأخوي الوثيق، والحرص على تعزيز التكامل والترابط، والالتزام بوحدة المصير المشترك.

 

تصريحات نارية بين «حماس» و«فتح» قبل خطاب عباس المرتقب بالأمم المتحدة

غزة: الشرق الأوسط/26 أيلول/18/قال أحمد بحر، القيادي في حركة حماس والنائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيخطب في الأمم المتحدة غداً (الخميس) «لا يمثّل الفلسطينيين، وإنما يمثل نفسه»، على حد قوله. وجاءت تصريحات بحر خلال اجتماع نواب كتلة «حماس» اليوم (الأربعاء)، بمقر المجلس التشريعي في غزة. من جهتها، قالت حركة فتح التي يتزعمها عباس، إن اجتماع نواب «حماس» في غزة «لا يمثل إلا (حماس)» ولا علاقة له بالمجلس التشريعي. وأكد المتحدث باسم الحركة الدكتور عاطف أبو سيف، في بيان نشرته وكالة «معا» الفلسطينية للأنباء، أن «حماس»: «تبذل جهدها من أجل أن تلفت الأنظار لنفسها كبديل جاهز يقبل ما يرفضه الرئيس عباس». وتعقد «حماس» جلسات منفردة لأعضائها داخل المجلس التشريعي في غزة، وسط مقاطعة باقي الكتل البرلمانية، منذ بدء الانقسام الفلسطيني الداخلي منتصف عام 2007، وسيطرة الحركة على قطاع غزة. وآخر انتخابات فلسطينية أجريت عام 2006، وفازت فيها «حماس» بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي، وذلك بعد عام من فوز عباس برئاسة السلطة الفلسطينية.

 

قطر في مواجهة المنظمات الحقوقية لانتهاكها حقوق العمال يتضمن عدم دفع الأجور وغياب الرعاية الصحية وشروط السلامة العامة

لندن: الشرق الأوسط/26 أيلول/18»/في فصل جديد من انتهاكات الدوحة حقوق العمالة، كشفت منظمة العفو الدولية (أمنستي) عن أن الأجانب العاملين في قطر في ورشة بناء إحدى منشآت نهائيات كأس العالم 2022 لم يتلقّوا رواتبهم منذ أشهر. وقالت المنظمة في تقرير جديد حول قطر، إن عمالاً من نيبال والهند والفلبين لهم في ذمّة شركة «مركوري مينا» الهندسية التي تشغّلهم في قطر رواتب متأخرة قدرها 1700 يورو لكل منهم، وأضافت أن هذا المبلغ يمثّل بالنسبة إلى بعض هؤلاء العمال راتب 10 أشهر. وطالبت المنظمة الحكومة القطرية بأن تسدّد بنفسها هذه المبالغ لمستحقّيها، وأعربت عن أسفها لأن عدم دفع هذه المستحقّات «دمّر حياة» كثيرين منهم. وقالت «أمنستي» إنّ الشركة الهندسية توقّفت عن دفع الرواتب في فبراير (شباط) 2016 وقد استمرت الحال على هذا المنوال طوال أكثر من عام. وهذه ليست المرة الأولى التي تُنتهك فيها حقوق العمال في قطر، فقد أشارت تقارير حقوقية إلى استمرار نظام الدوحة في انتهاك حقوق العمال الأجانب بتشغيلهم في أعمال الإنشاءات الخاصة بتنظيم مونديال 2022، وذلك في أوقات تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة، مما ينذر بوقوع ضحايا. وفي دليل جديد على زيف التعهدات التي أطلقها مسؤولون قطريون مؤخراً بإجراء إصلاحات على نظام العمل بما يضمن وضع حد للانتهاكات الوحشية التي يتعرض لها العمال المهاجرون، كشف نشطاء حقوقيون معنيون بأوضاع العمالة الوافدة في الخليج العربي النقاب عن أن منظمة العمل الدولية بدأت في بحث مشكلات نحو 1200 عامل أجنبي حُرموا من رواتبهم منذ بضعة أشهر في قطر، كما عانوا من انقطاع الخدمات الأساسية عنهم على مدار أسابيع طويلة. وفي تقرير مطول نشرته على موقعها الإلكتروني، قالت منظمة «مايجرانت رايتس (حقوق المهاجر)» إن إحالة ملف هؤلاء العمال المنكوبين إلى المنظمة، ترافق مع مزاعم أطلقها مسؤولو الدوحة بشأن اعتزامهم إجراء إصلاحات من شأنها إنهاء معاناة العمال المهاجرين، الذين يربو عددهم على مليوني شخص. وأشارت المنظمة إلى أن ممثليها استمعوا إلى بعض هؤلاء العمال الـ1200، الذين يعملون لحساب «شركة حمد بن خالد بن حمد للإنشاءات»، وذلك للتعرف على تفاصيل المحنة التي يمرون بها، والتي تعكس المشكلات القائمة على صعيد تطبيق الإصلاحات القطرية المزعومة، والعقبات التي تكتنف قدرة العمالة الوافدة الموجودة في هذا البلد على الوصول إلى السلطات القضائية لمناشدتها مد يد العون لها. وأفاد التقرير بأن السبل تقطعت بأولئك العمال، ومنهم نحو 1100 يعملون في النجارة والكهرباء والميكانيكا بالإضافة إلى قطاع البناء، جراء عدم صرف رواتبهم، وحرمانهم من موردهم الوحيد للرزق طيلة الشهور الماضية. وأشار إلى أن الأزمة التي تشمل كذلك نحو 100 من المهندسين ومديري المشروعات والمسؤولين الإداريين والخبراء في مجال التحقق من مدى توافر معايير الأمن والسلامة، باتت تهدد هؤلاء العمال والموظفين بالطرد من أماكن إقامتهم، ما لم يسددوا الإيجارات المتأخرة عليهم بسبب عدم تلقيهم أجورهم. وملف الانتهاكات بحق العمال الأجانب في قطر ليس جديدا، لكن أضواء كثيرة ألقيت عليه منذ بدء أعمال الإنشاء لتنظيم كأس العالم 2022، ورغم تدخل نقابات دولية ومنظمات حقوقية للمطالبة بإنهاء المآسي المتكررة في ورشات البناء ومراكز الإيواء، فإن الظاهرة لم تتوقف. وطوال السنوات الماضية كانت المنظمات غير الحكومية ونقابات العمال تكافح بشكل دائم من أجل تسليط الضوء على محنة العمال في قطر، الذين يعملون في غياب الرعاية الصحية وشروط السلامة، مما يجعلهم فريسة للأوبئة والأمراض وحتى الموت.

 

البنك الدولي: الأزمة في غزة وصلت إلى نقطة حرجة ونمو الضفة يتداعى وتقرير جديد أظهر أن المعونات لم تعد تجدي في الوضع الاقتصادي الفلسطيني

رام الله: الشرق الأوسط/26 أيلول/18»/قال تقرير جديد للبنك الدولي، إن الوضع الاقتصادي في غزة آخذ بالانهيار، محذراً في الوقت نفسه من أن الحالة الاقتصادية في الضفة الغربية، التي شهدت تطوراً كبيراً في السنوات الماضية، ستتعرض إلى أزمة قريباً.

وأكد معدو التقرير، الذي يفترض أن يعرض في بداية اجتماع لجنة الارتباط الخاصة في نيويورك، الخميس المقبل، في اجتماع مخصص لتقديم المساعدة الإنمائية للشعب الفلسطيني، أن الوضع الاقتصادي الخطير في غزة، ناتج عن الحصار المفروض عليها، منذ سيطرت «حماس» على الحكم في عام 2007، إضافة إلى عامل ثان مؤثر، هو أزمة سيولة الأموال ونقص الأموال النقدية. وجاء في التقرير: «حتى يومنا هذا، يعاني مواطن من بين مواطنيْن في غزة من الفقر، وتصل نسبة البطالة بين الشبان إلى 70 في المائة». وقالت مارينا فايس، المديرة الإقليمية للبنك في الضفة الغربية وقطاع غزة، إنه «إثر تكالب عوامل كثيرة معا، منها الحرب، والعزلة، والنزاع الداخلي في غزة، يتعرض اقتصاد غزة لحالة من الشلل ومحن إنسانية متزايدة». وأضافت: «عندما يعاني الناس الأمرين ويناضلون من أجل البقاء على قيد الحياة، يعيشون حياة فقر مدقع، وبطالة متزايدة. وعندما تنقص الخدمات العامة مثل الصحة، والمياه، هناك حاجة إلى حلول حقيقية، ولا يجوز الاكتفاء بتدخلات على الأمد القصير». وأكد التقرير، أن الأزمة في غزة تصاعدت بشدة في الأشهر الأخيرة، ووصلت إلى نقطة حرجة، وأصبحت تغذي تزايد مشاعر الإحباط وخيبة الأمل، بفعل التوترات المتزايدة، التي بدأت تتسع رقعتها بالفعل، وتتحوَّل إلى اضطرابات، وتعرقل التنمية البشرية لشريحة الشباب الكبيرة في القطاع. وقال التقرير إن الأزمة في غزة وصلت إلى حد لم تعد معه تدفقات المعونة كافية لحفز النمو، وقد أسفر ذلك عن وضع مثير للقلق.وبحسب التقرير، فإنه في الربع الأول من عام 2018، شهد الاقتصاد في غزة انخفاضاً نسبته 6 في المائة، فيما المؤشرات تنبئ بمزيد من التدهور. وربط التقرير بين هذا الانخفاض وقرار السلطة الفلسطينية خفض نقل الأموال الشهرية إلى قطاع غزة بحجم 30 مليون دولار، إضافة إلى قرار تقليل برامج المساعدة التي تقدمها الإدارة الأميركية، وتقليص مساعدات «الأونروا». وقال التقرير إن كل ذلك ساهم في تدهور الوضع منذ بداية السنة الحالية. ورسم التقرير صورة أفضل بكثير للوضع في الضفة الغربية، لكنه أكد أن النمو الذي كان يحركه الاستهلاك في الماضي آخذ في التداعي، «ومن المتوقع أن يتباطأ النشاط الاقتصادي بشدة في الفترة المقبلة». وحذر البنك الدولي من عدم إمكانية التعويض عن التدهور الاقتصادي في غزة والضفة الغربية بالمعونات الأجنبية التي هبطت هبوطاً حاداً، ولا بنشاط القطاع الخاص الذي لا يزال يواجه عراقيل بسبب القيود على الحركة، والحصول على المواد الأساسية، والتجارة. وعلاوة على ذلك، فإن تدهور أوضاع المالية العامة، لا يدع للسلطة الفلسطينية مجالاً يذكر لمد يد العون. وتطرق التقرير إلى انخفاض التمويل الذي يُقدِّمه المانحون، وعجز عام كامل في الموازنة قدره 1.24 مليار دولار، وسط توقعات أن تبلع الفجوة التمويلية 600 مليون دولار. واقترح البنك الدولي «اتباع نهج متوازن في معالجة الأوضاع في غزة، يجمع بين التدابير الفورية لمواجهة الأزمة، وخطوات لإيجاد بيئة مواتية للتنمية المستدامة». وأضاف: «من بين التدابير الفورية ضمان استمرار الخدمات الأساسية مثل الطاقة، والمياه، والصرف الصحي، والرعاية الصحية وزيادة القوة الشرائية للأسر، وتعزيز مصادر كسب الرزق التقليدية». كما اقترح البنك أن تدعم الحكومة الإسرائيلية بيئة مواتية للنمو الاقتصادي، عن طريق رفع القيود على التجارة، والسماح بحركة السلع والناس، التي من دونها لن يتحسن الوضع الاقتصادي في غزة أبداً. وشدد التقرير أيضاً على أنه ينبغي للسلطة الفلسطينية أن تشرع في انتهاج السياسات وتنفيذ المشروعات اللازمة للتنمية الاقتصادية المستدامة، من ذلك دعم التجارة في الخدمات الرقمية، وتحقيق انتعاش اقتصادي قادر على الاستمرار، وأن تحكم المؤسسات الشرعية غزة على نحو يتسم بالشفافية والكفاءة، وأن تُنفِّذ إصلاحات لتهيئة بيئة إيجابية للأعمال.

وعزز التقرير الجديد للبنك الدولي، جميع التحذيرات من تردي الأوضاع في قطاع غزة إلى نقطة غير مسبوقة، وهو تراجع أثار مخاوف من جر المنطقة إلى حرب جديدة. ووصف رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري، تقرير البنك الدولي بالمهم الذي يعكس الحقيقة ويدق ناقوس الخطر. وقال الخضري إن «التقرير وصف الحالة والواقع بشكل حقيقي، لكن هذه الأوضاع تزيد كارثية ومأساوية بشكل يومي». وطالب الخضري، الجمعية العام للأمم المتحدة والمجتمع الدولي والجميع، بتحمل مسؤولياتهم، داعياً إلى ضرورة الإسراع في رصد موازنات عاجلة لإغاثة الواقع في غزة، ومنع مزيد من التدهور. وشدَّد على أن هذا الواقع يمكن إنقاذه عبر سلسلة من الخطوات والقرارات، من بينها «رفع الحصار الإسرائيلي بشكل كامل، وفتح المعابر التجارية كافة، والسماح بحرية الاستيراد والتصدير دون قيود وقوائم ممنوعات، والسماح بإدخال المواد الخام اللازمة للصناعات ما سيتيح فتح المصانع المُغلقة». وأضاف: «أيضاً ربط غزة والضفة الغربية بالممر الآمن، وتشغيله بشكل فوري، ما يخلق حركة تجارية نشطة، وبدء عملية ضخ الأموال في السوق من خلال الحركة التجارية وحركة الأفراد».

 

الجبير: لن نسمح لإيران وحزب الله بالسيطرة على اليمن

دبي - قناة العربية/الأربعاء 26 أيلول 2018/أكد وزير الخارجية السعودي عادل_الجبير في كلمته أمام مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، الأربعاء، أن السعودية لن تسمح لإيران وحزب الله بالسيطرة على اليمن. وشدد على أن الرياض ترفض سيطرة إيران وحزب الله على مناطق على الحدود الجنوبية للسعودية. وقال إن الحوثيين عرقلوا وصول منظمة الصحة العالمية للمناطق المحتاجة في اليمن. وأشار إلى أن الحوثيين عقدوا 17 اتفاقا ولم ينفذوا أي وعد منها وأوضح الجبير أن حل المشكلة في اليمن سياسي، وليس حلا عسكريا. وأعلن وزير الخارجية السعودي أن الحوثيين لهم الحق أن يكونوا جزءا من العملية السياسية في اليمن، وليس السيطرة عليها.وأضاف: "نأمل أن يسهم الضغط العسكري على الحوثيين بدفعهم للحوار". وحول أزمة #سوريا، ذكر الجبير أن الوضع السوري مأساوي، وكان يمكن أن ينتهي بشكل أسرع عند نشوب الأزمة. وألمح إلى أن تدخل #روسيا غيّر التوازن العسكري على الأرض، مشددا على أن الحل في سوريا يرتكز على مقررات جنيف. ونفى الجبير أن تكون للرياض أي علاقات مع إسرائيل. واعلن أن السعودية تتمسك بحل الدولتين في التعامل مع أزمة الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

عملة إيران تواصل الانهيار.. 200 ألف ريال للدولار

نيويورك - رويترز/الأربعاء 26 أيلول 2018/تستمر موجة الهبوط للعملة الإيرانية لتسجل مستوى تاريخيا متدنيا جديدا، عند 190 ألف ريال إيراني مقابل الدولار، مقتربة من حاجز الـ200 ألف ريال إيراني. وفي سياق متصل، قال معهد التمويل الدولي إن صادرات_إيران النفطية تتراجع قبيل الجولة الثانية من العقوبات التي ستفرضها الولايات المتحدة في الرابع من نوفمبر، وإن الاقتصاد الإيراني من المرجح أن ينكمش 3% هذا العام، و4% العام المقبل. وضغطت أنباء تراجع الصادرات النفطية والتوقعات بانكماش الاقتصاد على الريال الإيراني الذي سجل أدنى مستوياته على الإطلاق. وقال المعهد الذي يمثل البنوك والمؤسسات المالية الكبرى حول العالم، إن صادرات #النفط الخام والمكثفات انخفضت بمقدار 0.8 مليون برميل يوميا من أبريل إلى سبتمبر 2018. وأشار إلى أن صادرات_النفط الخام والمكثفات بلغت 2.8 مليون برميل يوميا في أبريل وتقدر الآن بنحو مليوني برميل يوميا في سبتمبر. وذكر المعهد في مذكرة بشأن الاقتصاد_الإيراني أن صادرات النفط تهبط على الرغم من أن إيران تبيع خامات رئيسية بخصم كبير وتستخدم ناقلاتها في شحن المنتجات للصين والهند بدون تكاليف إضافية. وقال المعهد إن شركات الشحن الإيرانية تقدم أيضا شروطا سخية للسداد، وفي بعض الحالات تقبل الدفع باليورو واليوان الصيني بدلا من الدولار الأميركي. وأضاف أن التجارة بنظام المقايضة والنقد قد تلعب دورا أكبر مع تطبيق العقوبات_الأميركية. واتفقت الأطراف الباقية في اتفاق إيران النووي المبرم عام 2015، والذي فرض قيودا على برنامج طهران النووي مقابل رفع عقوبات عنها بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو، يوم الاثنين على العمل على استمرار التجارة مع طهران على الرغم من الشكوك في إمكانية تحقيق هذا نظرا، لأن العقوبات الأميركية ستخنق مبيعات النفط الإيرانية. وفي بيان بعد اجتماع لبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وإيران، قالت المجموعة إنها عازمة على تطوير آليات سداد من أجل استمرار التجارة مع إيران على الرغم من تشكك كثير من الدبلوماسيين في إمكانية تحقيق هذا. وقال مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي يوم الثلاثاء إن خطط الاتحاد_الأوروبي لإنشاء آلية خاصة بهدف التحايل على العقوبات الأميركية على صادرات النفط الإيرانية غير بناءة بالمرة. وأشار عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين إلى أن فكرة هذه الآلية هي تأسيس نظام مقايضة يشبه ذلك الذي استخدمه الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة لتبادل النفط الإيراني، مقابل سلع أوروبية بدون استخدام أموال. وقال المعهد إن مثل هذا النظام سيفشل على الأرجح في إقناع الشركات الأوروبية الكبرى بتنفيذ أنشطة تجارية مع إيران خوفا من العقوبات الأميركية. وعلق المعهد قائلا "قد تظل إيران ملتزمة بالاتفاق النووي المبرم في عام 2015 شريطة أن يفعل الاتحاد الآوروبي والآخرون الأمر نفسه... بيد أن الفشل في إعادة التفاوض على الاتفاق مع الولايات المتحدة سيتسبب على الأرجح في إلحاق ضرر أكبر بالاقتصاد الإيراني".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

معطِّلون.. وقلقون.. و«مطنِّشون»!

نبيل هيثم/الجمهورية/الأربعاء 26 أيلول 2018

المسلّم به منذ أن كُلِّف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، أنّ «يداً ما» ضغطت على هذا الاستحقاق، ووضعت عربة الحكومة أمام حصان التأليف، وصعّبت وما تزال تصعِّب عليه، أو بالأحرى تمنعه من جرّها الى الأمام.

أمام هذه الصورة، تنبري الأسئلة التالية: كيف يمكن لهذه اليد أن تُرفع من الطريق؟ ومَن يستطيع أن يرفعها؟ وهل في مقدور أحدٍ ما في الداخل أن يرفع تلك اليد و«يزيحها» من الطريق، وينقل الحصان من خلف العربة الى أمامها، ويطلق عنانه نحو تأليف الحكومة؟

إجابات المستويات السياسية تحدّد هويّتها بشكل دقيق، وتتناقل أحاديث وروايات عمّا تفعله تلك اليد، سواءٌ تجاه مَن تصنّفهم في خانة الخصوم، أو تجاه المُصنّفين في خانة الأصدقاء والحلفاء التقليديين لها، ومَن تُصافح منهم، بودّ وحرارة واحتضان، ومَن تمارس عليهم «برودةً» ثقيلة، و«تعصر» يدَه بقوة شديدة وتُدخله في إحراج وإرباك لا يعرف كيف يخرج منهما!

سُئل أحد كبار المسؤولين: «ماذا يستفيدون من تعطيل الحكومة في لبنان»؟

أجاب: «هذا السؤال لا يلامس جوهر «دافعهم» التعطيلي، بل يجب أن يُصحَّح السؤال ليصبح على الشكل التالي: كم هو حجم الأضرار التي سيتكبّدونها من وجود حكومة في لبنان؟ وكيف يمكن أن يخفّفوا منها؟

في إحدى زوايا مطبخ التأليف الأساسية، قراءةٌ للواقع المعطّل، تجزم بأنه على سطح الأزمة تظهر يدٌ داخلية مُتهمةٌ بأنّها المعطّلة للحكومة، والكل يعلم، أنها مهما كبّرت حجرَها ونفخت حجمَها، لا تتمتع بقوة تمكّنها وحدها من تعطيل مسار التأليف، بل إنّ خلفها يداً أكبر منها، هي التي تدير دفّة التعطيل وتوحي، وما على اليد الداخلية سوى أن تنصاع وتنفّذ بلا اعتراض وتصرخ بشروط ومطالب لا حدودَ لها. وبالتأكيد أنّ خلف اليد التي توحي، يداً أكبر منها تمون عليها، وليست بالضرورة أنها هي صاحبة فكرة التعطيل، بل هي «مطنّشة» عليها وتتركها لشأنها لعلّها تحقق مرادها أو بعضاً منه. بحسب هذه القراءة، فإنّ «اليد الخلفية تمارس اليوم لعبة تخفيف الأضرار، فقد بنوا آمالاً كبيرة على الانتخابات النيابية، لكنهم صُدموا بنتائجها، فبدل أن تكون نوعيةً كما أرادوها أو توقعوها، جاءت أكثر من مخيّبة، وأشبه بضربة قاسية على الرأس، إذ إنها رسمت خريطةً مجلسية جديدة محت الخريطة السابقة التي سادت منذ العام 2005. كان من الطبيعي، كما تقول القراءة، أن يخلق الواقعُ الجديد شعوراً مزدوجاً بالخسارة والمرارة في آن معاً، خصوصاً بعدما اظهرت الجلسةُ الأولى للمجلس النيابي الجديد، اختلالاً واضحاً في الميزان المجلسي، بين أكثرية سابقة صارت أقلية، وأقلية سابقة صارت أكثرية، وتجلّى ذلك في تمكّن الأكثرية الجديدة من تحقيق أمرين مُستَفِزَّين للأقلية الجديدة:

- الأول، إخراج «القوات اللبنانية» من هيئة مكتب المجلس النيابي التي كان يشغل عضويّتَها النائبُ السابق انطوان زهرا، فحلّ مكانه عضو كتلة التيار الوطني الحر( لبنان القوي) النائب آلان عون.

- الثاني، انتخابُ الخصم السياسي للأقلية الجديدة النائب ايلي الفرزلي نائباً لرئيس المجلس النيابي.

من هنا، تأتّى شعورٌ بخشية وقلق كبيرَين من أنّ هذا المسار إذا ما استمرّ على هذا النحو الانحداري، فمعنى ذلك أنّ كلّ ما بُني منذ العام 2005 وحتى اليوم صار آيلاً للسقوط أمام أكثرية جديدة يحكمها الثأر والانتقام من كل الفترة التي حكمتها الأكثرية السابقة، وبالتالي صار الهمّ الأول والأساس للقلقين هو كيفية ردّ الضربة، وتعويض الخسارة التي ألحقتها بهم الخريطة المجلسية الجديدة، ومن هنا بادروا الى نقل المعركة الى حلبة التأليف لعلّهم يحققون ربحاً فيها، وإن تعذّر ذلك يحدّون من الأضرار والخسائر.

ومع تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، كما تلحظ القراءة، أعطى القلقون فترة سماح للتأليف، وراهنوا على سلوكه مساراً مغايراً للمسار المجلسي الذي كشف أنّ الكلمة الفصل فيه هي لأكثريةٍ جديدة، لكنّ فترة السماح هذه بيّنت لهم أنّ هناك مَن يريد أن ينتهج المسار المجلسي نفسه، من خلال سعيه الى تركيبة حكومية ترجّح كفة فريق على فريق. وتجلّى ذلك في:

- عدم قدرة الرئيس المكلف على تمرير أيّ صيغة حكومية تنطوي على تعويض للخسارة إنْ من حيث عدد الوزراء، أو نوعيّة الحقائب له ولحلفائه القدامى والجدد على حدٍّ سواء.

- الطروحات و«الفيتوات» التي طرحها رئيس الجمهورية وفريقه السياسي، في ما سمِّيت حرب الحقائب والأحجام التي مازالت محتدِمةً حتى الآن.

- محاولات تقليص حجم تمثيل بعض الأطراف، وتنفيس نوعية هذا التمثيل كمثل انتزاع موقع نائب رئيس الحكومة من «القوات»، وانتزاع وزارة الصحة منها ومحاولة منح «القوات» حقائب تعتبرها «فارغة» ولا تعوّض حتى بعضاً من حجم تمثيلها في الحكومة السابقة.

- مبادرة «حزب الله» للمرة الأولى الى رفع تمثيله في الحكومة الى ثلاثة وزراء، وهي النسبة الأعلى التي يحصل عليها منذ اشتراكه للمرة الأولى في الحكومات، إذ إنه شارك للمرة الأولى في الحكومة في حكومة نجيب ميقاتي في نيسان 2005 وكانت حصتُه وزيراً واحداً، وفي حكومة فؤاد السنيورة في تموز 2005 كانت حصتُه وزيرَين، وفي حكومة سعد الحريري الأولى في تشرين الثاني 2009 كانت حصتُه وزيرَين، وفي حكومة نجيب ميقاتي في تموز 2011 كانت حصتُه وزيرَين، وفي حكومة تمام سلام في شباط 2014 كانت حصةُ الحزب وزيرَين، وفي حكومة الحريري الحالية (حكومة تصريف الأعمال) كانت حصةُ الحزب وزيرَين.

فبالإضافة الى الوزراء الثلاثة طلب وزارة الصحة، وتقرّر إسنادها اليه.

قرأ القلقون في هذا الامر، أنّ الحزب، بحصوله على ثلاثة وزراء في الحكومة، وكذلك بحصوله على وزارة خدماتية مهمة كوزارة الصحة، وكذلك في ممارسته ضغطاً غيرَ معلن حتى الآن لتمثيل سنّة المعارضة في الحكومة، ويبدو أنه اتّخذ قراراً بخوض معركة تحت هذا العنوان. فإنه، أي الحزب، يوجّه من خلال ذلك رسالة الى الداخل والخارج تفيد بأنه انتصر، وأنه يثمر انتصاره في الحكومة في ظلّ التركيبة الجديدة للمجلس النيابي.

تنقل تلك القراءة «كلاماً قلقاً» أسرّ به أحد السفراء لبعض الاصدقاء اللبنانيين، يعبّر فيه من جهة، عن ضيق من «الطريقة التي يعتمدها رئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة، حيث إن نجح في فرض مشيئته وتشكلت الحكومة بالشكل الذي يريده، فهذا أمر لا يبشّر». ويعبّر من جهة ثانية عن قلق من «حزب الله» الذي أُعطي 3 وزراء في الحكومة بينها وزارات مهمة جداً، ومحصّن نفسه برئيس للجمهورية مؤيّد له، وبأكثرية 74 أو 75 نائباً في المجلس النيابي، وبحصة وزارية تصل الى أكثر من نصف الحكومة له ولحلفائه مع الحقائب الأساسية لهم، فإن تشكّلت حكومة من هذا النوع فمعنى ذلك أنها تهيّئ سبل الاستقرار اللازمة لكي يحكم «حزب الله» بشكل أكبر». وبناءً على ذلك، أطلق السفير المذكور، وبحسب الكلام المنسوب اليه جملةً بالغة الدلالة: «إنّ تشكيل الحكومة في لبنان ليس أولويةً بالنسبة لنا».

من هنا، تضيف القراءة، كانت المسارَعة الى وضع عصا غليظة في عجلات التأليف، للحؤول دون تلقّي ضربةٍ ثانية على الرأس نفسِه، ولا يبدو أنّ ثمّة توجّهاً حتى الآن لسحب تلك العصا من عجلات التأليف. خصوصاً في ظلّ ما يعتبره القلقون منطق الغلبة الذي يريد أن يفرضه عون وفريقه ومن خلفه «حزب الله» على الواقع الحكومي. وربطاً بذلك فإنّ سيلَ النصائح التي أُسديت الى «الأصدقاء» بمنع سريان هذا المنطق.

ولعلّ أهم تلك النصائح، وقد صارت متداوَلة، هي أنه «لا بدّ من إرضاء «القوات»، ومعنى ذلك أن لا حكومة في لبنان الى أن ترضى «القوات»، وحتى الآن لم ترضَ «القوات» وما زالت على سقف شروطها العالي. تقف جنباً الى جنب مع الحزب التقدمي الاشتراكي في حربه التي يخوضها لإثبات وجوده وحصر التمثيل الدرزي في الحكومة به، وواضح أيضاً أنّ الإشتراكي ليس في وارد التراجع حتى الآن. علماً أنّ وليد جنبلاط لا يقفل الأبواب أمام مخرج أو حلٍّ وسط، لكنّ الأهم بالنسبة اليه ليس فقط المخرج ومضمونه، بل مَن هو الموثوق من قبله الذي سيقدّم له هذا المخرج؟

ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني، في رأي صاحب القراءة، أن لا حكومة، لا خلال شهر، ولا خلال شهرين، وربما أكثر من ذلك بكثير، إلّا إذا برزت عناصر أو عوامل جديدة، فرضت على المعطلين بالدرجة الأولى الإقرار ولو متأخرين بأنّ التعطيل ومهما طال أمدُه لن يؤدّي الى نتائج إيجابية بالنسبة اليهم ولن يغيّر في واقع الحال شيئاً. ما هي تلك العوامل؟ يقول، ثمّة مَن راهن على دورٍ فرنسيّ أو وساطةٍ فرنسية لبلورة حلٍّ ما، فلا الفرنسيون ولا غيرهم من الأوروبيين قادرون على فعل شيء، وحدهم الأميركيون يستطيعون أن يقولوا كن فيكون ويضعون حصان التأليف أمام العربة ويُركِّبون الجميع فيها وفي مقدمهم الحلفاء والاصدقاء الصغار والكبار، ولكن يبدو أنّ الوقت لم يحن للخروج من حال «التطنيش» الذي يمارسونه حيال لبنان منذ فترة طويلة.

 

جنبلاط: أخالف عون والحريري في موضوع الإستقرار والليرة

أسعد بشارة/الجمهورية/الأربعاء 26 أيلول 2018

جلسة هادئة في كليمنصو مع النائب وليد جنبلاط الذي يشرب المتّة، بعد أن تستقبلك على المدخل ابتسامات هادئة وصخب أشقاء أوسكار يلعبون في الباحة. سيّد البيت يكتفي بقول ما يريد، ويقطع الطريق بسهولة على ما لا يريد الكلام حوله من مواضيع وما أكثرها.

بدأ الكلام مع جنبلاط عن الحكومة وعمّا طرحه مؤخراًعن تسوية او مقايضة محتملتين، فقال: ليست القصة قصة مقايضة فالسياسة هي فن المعقول والتسويات. أثارت كلمتي سخط بعض المناصرين، «ما عِدت لَحّقت عالواتساب والإيميل»، لكن الى الآن لم يعرض علينا شيء، ومصرّين على نَيل 3 وزراء، وعندما يبدأ الحديث الجدّي، سنكون مستعدين للنقاش، آخذين بالاعتبار نتائج الانتخابات، ومطلبنا، من ضمن حصتنا، وزارة وازنة أساسية وأخرى مقبولة. وعن عدم تلقّيه أي عرض يقول جنبلاط: وائل (أبو فاعور) مكلّف بالاتصالات، لكن الى الآن نتكلم مع أنفسنا ولا زلنا في دائرة الغموض، هناك ضباب كثيف، والوضع لا يحتمل الاطالة في تشكيل الحكومة، فكل وقت إضافي يكلّف الخزينة. وعن مفهومه للتسوية الحكومية قال: كل حياتي كنت وما أزال من دعاة التسوية والحوار. أعطيت ملاحظاتي ولست أنا من يشكّل الحكومة. ومطالب القوات اللبنانية محقّة، لكن إذا رضيوا بموقع نائب رئيس الحكومة (يقولها ضاحكاً: الموقع وهمي) فلا مانع عندي. وعن قبوله بتوزير الامير طلال ارسلان قال: عندما يعرض عليّ شيء جدّي أقول رأيي. وعن كلام الوزير جبران باسيل عن تدخلات خارجية، تحديداً سعودية، تعيق تشكيل الحكومة، جزم جنبلاط: «كلامه غير صحيح. فالسعودية لها تاريخ في لبنان ونحن نستشيرها للوصول الى حكومة فيها توازن بمعزل عن الاعتبارات الاقليمية».

كل المنظومة فاشلة

لا مشكلة بيني وبين أحد. وعندما أقول عهد فاشل، ليس المقصود رئيس الجمهورية، بل كل المنظومة.

يستوضح أحد الصحفيين: «تقصد ليس المقصود الرئيس عون فقط؟»

- أرجو الالتزام بكلامي كما هو. لم أقل الرئيس عون فقط، أقصد كل المنظومة، ونحن منها. وصلنا الى أفق مسدود نتيجة الاستهتار بالمؤسسات كالتفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية. لا زلنا نعيش على فتات المؤسسات التي بناها فؤاد شهاب، والاستهتار والانهيار يلحق بمؤسسات أخرى ولا أريد أن أسَمّي. لستُ ضد الرئيس عون، ولا يوجد خلاف شخصي معه، فلقد انتخبته. هو نادى بالإصلاح فليبدأ بالإصلاح في ملف الكهرباء.

مروان وسعد فوّتونا بالقزاز

وعن حرب الطرد المتبادل للموظّفين، قال: رفيقي مروان وصديقي الشيخ سعد فوّتونا بالقزاز. هناك نوعان من «القزاز» واحد مؤذ وآخر يهرّ ولا يجرح. وما حصل أنّ القزاز كان من النوع الثاني». وعلى محور التهدئة في الجبل قال: «حسناً فعلنا وحسناً فعل اللواء عباس ابراهيم، وستكون مهمّتي مع «الحزب التقدمي» و«التيار» و«القوات» تثبيت المصالحة في الجبل. يرى البيك مؤشرات أزمة نقدية عالمية شبيهة بأزمة 2008، ويقول: «خلافاً لما يقوله الرئيس عون والشيخ سعد عن الاستقرار والليرة، أخالفهم الرأي وأتمنى ان أكون مخطئاً. دول كبيرة تعرضت لهزّات كالارجنتين وتركيا، ومعروف حجم اقتصادات هذه الدول فكيف بلبنان؟ انّ شرط نجاح الحكومة، إذا شُكِّلت، هو محاربة الفساد واحترام المؤسسات. وإطالة تشكيل الحكومة تؤثر سلباً على الوضع الاقتصادي. «لقد أقرّوا قانون محاربة الفساد، وهذا وحده لا ينفع».

هم يتحدثون عن مؤتمر سيدر (الشيخ سعد زِعل وطِلع من الجلسة) والمؤتمر كناية عن قروض. فالحديث كان عن 19 مليار دولار في البداية «نَفخوها»، ثم تبيّن أنّ المبلغ أقل، وشروط سيدر هي الإصلاح، وهذا كان أحد شروط باريس 3. آنذاك جرى إصلاح وحيد في وزارة الإعلام في عهد غازي العريضي، والإصلاح الثاني في شركة الميدل ايست، أيام الرئيس رفيق الحريري. لماذا تستعملون كلمة تطبيع؟  التنسيق موجود مع سوريا أمنياً. أترك عواطفي جانباً، وأرى الشيخ سعد حرّاً في رفض الذهاب الى سوريا أو إرسال وزراء. لكن التنسيق موجود ولا بد من أن ننسّق.

أمّا علاقتي بالنظام السوري فمحسومة بالرفض ما دام فيّ عرق ينبض. يقطع جنبلاط الطريق على أي سؤال حول وضع المنطقة، قائلاً: أرجوكم لست محللاً استراتيجياً، والأهم من كل التحليل الاستراتيجي هو معالجة أزمات الكهرباء ووقف الفساد.

وعن علاقته بـ«حزب الله» يقول: إتفقنا على تنظيم الخلاف وألّا نذكر الأمور في الإعلام. هذه قدرتي وأعرف حجمي.

 

المَوْتورون الذين أقلَقوا الجبل... اشطبوهم من المَحضر!

طوني عيسى/الجمهورية/الأربعاء 26 أيلول 2018

نجح الرئيس نبيه بري في احتواء «حفلة زجل طائفي» كانت ستدور تحت قبة البرلمان، وطلب شطبها من المحضر. وفي المقابل، يتكفَّل اللواء عباس ابراهيم باحتواء «حفلة زجل طائفي» دارت على الأرض بين «الرؤوس الحامية» في «التيار الوطني الحر» والحزب التقدمي الاشتراكي، بعدما فتَحوا جروحاً قديمة وأثاروا القلق من جروحٍ جديدة. وهذا ما دفع أهل الجبل إلى طرح السؤال: هل مسموح لأصحاب النكايات السياسية أن يغامروا بالجبل، مرّة أخرى؟

إذا كانت مسألة سخيفة، هي «الحرتقة» المتبادلة بالموظفين في الوزارات بين الاشتراكي و«التيار»، وتصريحٌ من هنا أو تغريدة من هنا، قادرة على توتير الجبل… إلى حدّ الاستعانة بضمانةٍ أمنية بحجم اللواء ابراهيم، فهذا يعني أنّ أموراً كثيرة ليست على ما يرام وتحتاج إلى الإيضاح، وأنّ كلاماً كثيراً يجب أن يقال كي يتحمّل كلٌّ مسؤوليته! في الأساس، ووفق ما هو متداوَل، ليس الاشتراكي هو الذي يقف وراء قرار الوزير مروان حمادة، والقاضي بتعديل مهمات إحدى الموظفات المحسوبات على «التيار» في وزارة التربية، بل رئيس الحكومة. ولكنّ الوزير وافق عليه، طبعاً. فجاء ردُّ العونيين باستهداف موظفين محسوبين على الاشتراكي في وزارتي البيئة والطاقة. وفي الموازاة، يتصارع الاشتراكي و«التيار» في ملف تأليف الحكومة. فـ«التيار» يصرّ على أن يكون له رأيٌ في الحصّة الدرزية، من خلال دعم توزير النائب طلال إرسلان أو مَن يمثّله. وقد عاش الطرفان خلافاً عميقاً خلال الانتخابات النيابية الأخيرة. المشكلة، كما يراها مرجعٌ سياسي في الجبل، هي أنّ بعض المَوْتورين سمح لنفسه- لغايات رخيصة- باللجوء إلى استثارة «محرَّمة» في الجبل، بكل المقاييس، عندما حاول استثمار مناخات الحرب انتخابياً.

وبلغ الأمر بالبعض إلى التعريض بالكرامات والشهداء واللعب بغرائز الناس وجروحها، لعلّ ذلك يَدرُّ الأرباح السياسية. ولكنّ نتائج ذلك ليست مضمونة. وأظهرت الانتخابات أنّ التحريض انعكس سلباً على الذين مارسوه، لأنه خلق اصطفافاً طائفياً في الصفّ المقابل.

والمثير أنّ عملية «فتح الجروح» تمّت اليوم بين الاشتراكي و«التيار»، فيما الطرفان اللذان تقاتلا أساساً في الجبل، العام 1983، هما الاشتراكي و«القوات اللبنانية». وفي مرحلة متأخرة، بعد الطائف، جاء قتالُ العماد ميشال عون في سوق الغرب ضد القوات السورية أولاً وضد الميليشيات الحليفة لها ثانياً. ويطرح المرجع أسئلةً «مشروعة» حول وقائع الأيام الأخيرة واحتمال تكرارها في أيّ وقت لاحق: هل مسموحٌ بعد 26 عاماً من انتهاء الحرب أن تؤدّي «حرتقة» سياسية بين زعامات مسيحية ودرزية إلى استثارة المخاوف من فتنة؟ ولماذا لا يتهدّد السلمُ الأهلي إذا جرت «حرتقة» مماثلة بالموظفين، بين سياسيين من طوائف أخرى؟ مثلاً، إذا حصل ذلك بين السنّة والشيعة، هل يتوتّر الجوُّ في الطريق الجديدة وصيدا وحارة صيدا وإقليم الخروب وبعلبك- الهرمل وقرى البقاع الغربي؟

وإذا حصل بين المسيحيين والشيعة، هل يتوتر الناسُ طائفياً في الضاحية وجزين وجبيل وبعلبك- الهرمل؟ ولو حصل ذلك بين المسيحيين والسُنّة هل كان الناسُ سيستنفرون طائفياً في بيروت وصيدا وطرابلس والشمال؟

بل، لو جرت «حرتقةٌ» بالموظفين بين جنبلاط وقوى شيعية أو سنّية، هل كان التوتّرُ سيهدّد الجبل كما جرى قبل أيام؟

على الأرجح، كلُّ هذه السيناريوهات الافتراضية كانت ستنتهي من دون خضّات، لا أمنية ولا اجتماعية، وسيبقى الخلافُ محصوراً بالسياسة. وأما نموذج 7 أيار فله تفسيراتٌ أخرى.

إذاً، لماذا توتّر الجوّ في الجبل لمجرد الخلاف سياسياً بين الاشتراكي و»التيار» على موظف هنا أو هناك؟ يسارع البعض إلى القول: ربما لأنّ الحرب في الجبل، بين مقاتلين مسيحيين ودروز، كانت أكبر من كل الحروب الأخرى لجهة حجم الدم والدمار والتهجير، دفعة واحدة. وهذا صحيح. ولكن، على الأرجح، ليس هذا هو السبب وحده، بل الأساس هو أنّ هناك اليوم مَن يستسهل «المرجلة»، في الطرفين. وهذه «المرجلة» هي التي قادت المجموعتين إلى الكارثة ذات يوم. وقد ثبت لاحقاً أنّ معظم زعمائهما تصرّفوا بقِصر نظر واستهانوا بموقع الجبل، قلب لبنان، وعقدوا الرهانات الخاطئة، فدفع أهلُ الجبل جميعاً ثمناً باهظاً، وما زالوا. واليوم، عندما لا يتورّع بعض السياسيين عن اللعب باستقرار الجبل، مجدداً، فمعنى ذلك أنّ البعض لم يتعلّم شيئاً من دروس التاريخ، وأنه مستعدٌّ لتهيئة الظروف لتكرار الكارثة إذا شاءت الظروف أن تدفعه إليها!

لذلك، في رأي المرجع، من غير المسموح تمرير ما جرى وكأنه حادثٌ عابر. وإنّ كوادرَ الطرفين وقياديّيهم يجب أن يكونوا مسؤولين أمام القانون عن إثارة مشاعر الفتنة. وقد يكون بعض الكوادر أو المحازبين مدسوساً لتحقيق غايات معينة. ويجب كشفه ومحاسبته إذا كان يراد قطع دابر الفتنة في أيّ وقت لاحق. وإن الذين استثاروا ذوي الشهداء ورفاقهم وبيئتهم، هنا وهناك، مسؤولون أمام القانون، وعلى الناس أن يحاسبوهم. كما أنّ المواطنين العاديين الذين انجرّوا إلى لعبة التهديد والتحقير والتوتير، ولو بالكلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يجب أن يُحاسَبوا أمام القانون.

وتكليف اللواء إبراهيم أن يسهر على الملف يشكّل ضمانةً أمنية كافية ووافية. لكنّ الضمانات السياسية والاجتماعية والنفسية تبقى مسؤولية القوى السياسية.

وفي اعتقاد المرجع أنّ تمرير مسألة التوتر في الجبل، وكأنها مجرد ظاهرة عادية يمكن إنهاؤها بتبويس اللحى أو بتصاريح سطحية وعمومية- خبيثة أحياناً- وبالاتّكال على الأمن اللبناني كي يضبط الوضع، من شأنه أن ينهي المشكلة مرحلياً ويبقيها مرشحة للتكرار في أيّ لحظة. ويمكن القول إنّ أمن الجبل يصبح حقيقياً ودائماً عندما لا تؤدّي «حرتقة» سياسية صغيرة، بين مَوْتورين، إلى إستثارة الخوف من فتنة. ويقول المرجع: اللحمة الاجتماعية بين المسيحيين والدروز يُفترض أن تكون اليوم في أفضل أحوالها. فالطرفان متشابهان في الكثير: تاريخياً، كلاهما مؤسِّسان في جبل لبنان. وحالياً، هما لا يرتبطان بمحاور إقليمية، ولا يعيشان عقدة الغالبية في لبنان ولا يطمحان إلى أن يكونا كذلك، وعلى العكس، هما أقليتان في الشرق الأوسط والعالم العربي. ولذلك، يضيف، لا تفسيرَ منطقياً لما جرى أخيراً من توتُّر و»مَراجل» بين بعض القوى السياسية... إلّا إذا كان البعض يريد إثبات مقولة «جحا ما فيه إلّا عَ خالتو»! وفي أيّ حال، من أجل المصلحة الوطنية ومصلحة الجبل، هؤلاء المَوْتورون «اشطبوهم من المَحضر»!

 

السياسة الخارجيّة... والخوف من «الزحطات»

ألان سركيس/الجمهورية/الأربعاء 26 أيلول 2018

عند كل مفترق طريق أو أزمة سياسيّة داخلية أو إقليمية، ينقسم لبنان الى محاور عدة ويتوزع سياسيّوه وقادتُه بين مؤيّدٍ لتلك الدولة أو مناهضٍ لذاك البلد.

لم ينجح اللبنانيون منذ استقلالهم عام 1943 في بناءِ سياسةٍ خارجية موحّدة أو وضعِ استراتيجيةٍ عامة يسير عليها المسؤولون، فكانت «شريعة الغاب» أو منطق المزرعة، المتحكّم الأول باللعبة الدبلوماسية وبتقرير السياسة الخارجيّة.

وما تصريح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من نيويورك عبر الـ»لو فيغارو» الفرنسيّة، سوى تعبير واضح عن الضياع اللبناني، أو انعكاس لما تعيشه الساحة اللبنانية من خلل بنيويّ وغياب الرؤية الموحّدة. والتناقضُ كان واضحاً في التأكيد على مبدأ «النأي بالنفس» من جهة، ومن جهة ثانية قوله «إنّ «حزب الله» لا يلعب أيَّ دورٍ عسكري في الداخل اللبناني ولا يقوم بأيِّ عمل على الحدود مع إسرائيل، ولقد بات وضعُه مرتبطاً بمسألة الشرق الأوسط وبحلّ النزاع في سوريا». ويحمل كثيرون على هذا التصريح، فيما البعض من أحزابٍ وتياراتٍ عملت تحت شعار «14 آذار» يرى أنّ كلام الرئيس لا يتلاقى مع المصلحة الوطنية العليا، وذلك في ظلّ السياسة الأميركية الجديدة في المنطقة والعالم، وإصرار الرئيس دونالد ترامب على «قصقصة» جوانح إيران في المنطقة ومن ضمنها «حزب الله» والجماعات الشيعية التي تدور في فلكها. وتأتي هذه المواقف وسط مخاوف من أنّ لبنان لن ينجوَ من الملاحقة الأميركية ومن سيف العقوبات المسلّط فوق رقبته. وتؤكد مصادر دبلوماسيّة لـ»الجمهورية» أنّ ترامب جادٌ في مسألة العقوبات على طهران وهو لا يراوغ، وإذا وجد من ضرورة لفرض عقوبات جديدة فلن يتأخر.

وترى المصادر أنّ واشنطن تفصل بين الشقّ الأمني المتعلّق بلبنان والشقّ السياسي، وهذا بات ظاهراً للجميع، ففي الحسابات الأميركية فإنّ استقرارَ لبنان يأتي في سلّم الأولويات، لكنّ التساهل الرسمي اللبناني تجاه «حزب الله» يستفزّ الأميركيين ويجعلهم يبدّلون استراتيجيتهم تجاه لبنان.

وتشرح المصادر أنّ اللعبَ في مسألة «حزب الله» هو خطّ أحمر بالنسبة لواشنطن، وولاية ترامب مختلفة كثيراً عن سلفه براك اوباما، وبالتالي فإنّ أيَّ خطأ في غير محلّه سيكلف لبنان كثيراً، في وقت لا يتحمّل وضعُه الاقتصادي أيَّ عقوبات أميركية شبيهة بالتي فُرضت وتُفرض على تركيا وإيران والصين ودول أخرى. ويترافق هذا المسار الأميركي مع مسارٍ خليجيٍّ وعربيّ متشددّ جداً تجاه «حزب الله» وإيران، إذ إنّ المحور العربي لا يريد تسليم البلاد لـ»حزب الله»، وهذا ما يدحض كل الكلام السابق عن أنّ السعودية وحلفاءَها تخلّوا عن لبنان.

وأمام هذا الواقع، لا يبقى أمام المسؤولين اللبنانيين إلّا التفتيش عن مخارج وعدم الانجرار الى لعبة المحاور، خصوصاً أنّ تجاربَ الرؤوساء اللبنانيين لا تشجّع في نيويورك، وقد حصلت أخطاء عدّة سابقاً دفع لبنان ثمنها.

ويأتي استحقاقُ البيان الوزاري، إذا ما تألّفت حكومةٌ، ليلامسَ مجدداً مسائل خلافية لم تستطع حلّها كل طاولات الحوار السابقة كالإستراتيجية الدفاعية، وهذه القضية ملاصقة لمسألة «النأي بالنفس»، لأنه لو لم يكن «حزب الله» يملك سلاحاً لما كان ذهب وقاتل في اليمن والعراق وسوريا، وأصبح قوّةً عسكريةً إقليمية لا يقتصر دورُها فقط على محاربة إسرائيل بل يتخطاها الى المشاركة في حروب المنطقة، وكل ذلك حصل سابقاً تحت عيون الأميركيين. من «لا شرق ولا غرب»، مروراً بـ»الحياد الإيجابي»، وصولاً الى «النأي بالنفس»، كلها شعارات ومصطلحات طُرحت على الساحة اللبنانية، وتفاعلت، لكن من دون أن يلتزم أحدٌ بها، وبقيت حبراً على ورق، في وقت سبّب عدمُ تطبيقها حروباً وفتناً ودماراً وخراباً.

 

مشاريع سيدر أُقرّت والقروض السكنية تقَرّ مُعلّقة... حتى إشعار الحكومة

مرلين وهبة/الجمهورية/الأربعاء 26 أيلول 2018

في ساحة النجمة، ومن تحت قبّة البرلمان، هدّد الرئيس المكلّف سعد الحريري بمغادرة جلسة تشريع الضرورة المنعقدة، بحسب رأيه، للتصويت على القروض والمشاريع التي هي من ضمن مؤتمر سيدر، فيما اعتبر نواب آخرون أنّ الأهم وجع الناس وعدم إقرار اتفاقيات أسلحة والكف عن الاستدانة لدعم القروض الإسكانية، فأُقرت مشاريع وسقطت أخرى و»عُلّقت أخرى»! أمّا النائب علي عمّار فكان له سبب آخر للانسحاب، وهو إقرار معاهدة تجارة الأسلحة. فـ"حزب الله" اعتبر أنّ المعاهدة تخدم العدو الإسرائيلي وتُعرّض سلاح المقاومة للخطر، وتُلزم لبنان الدخول في منظومة القانون الدولي وتبعاته. وقد حاول نوّاب "الحزب" منع إقرار هذه الاتفاقية. من جهته، النائب جميل السيّد اعترض عليها بشدة، وطلب إعادة القانون إلى البحث، لكنّ الطلب سقط بالتصويت.

أمّا اللافت فهو امتناع حركة "أمل" عن التصويت سلباً او ايجاباً على إقرار هذا المشروع. واكتفت بالصمت، في وقت ارتأى بعض النواب من "الوطني الحر" والحزب "السوري القومي الاجتماعي" والتكتل الوطني إضافة الى النواب السنّة المستقلين وتيار "المردة" الوقوف مع الحزب، وصوّتوا ضد إبرام المعاهدة. الحريري أوضح أنّ هذه الاتفاقية تؤمن الدعم العسكري للجيش اللبناني وتعزز الثقة به، ولن تؤثر على المقاومة او غيرها، مضيفاً: "نحن في الخلافات الداخلية نعلم كيف نتصرّف".

السيّد للحريري: هذا ابتزاز

لم يتمكن الحريري من تمالك نفسه عندما قال له النائب جميل السيّد: هذا ابتزاز، فأجابه الحريري: كفى تلطيشاً.

السيّد اعترض على إبرام اتفاقية قرض مقدّم من البنك الدولي للانشاء والتعمير لتنفيذ مشروع تعزيز النظام الصحي في لبنان، منتقداً نظام الاستدانة الدوري الذي تعتمده الدولة، ولكنّ اللافت وقوف رئيس مجلس النواب مع الرئيس الحريري فقال للسيّد: "مَن أعطاك الإذن بالكلام؟" ونَبّه الجميع بالقول: "اننا اذا حوّلنا احد القروض الى اللجان فستحوّل بمجملها، هذا سينطبق على جميع القوانين". فأقرّ الاتفاق بعد تحفّظ نواب "الكتائب"، فيما اعتبر بعض النواب انّ هذه القروض هي من اجل النازحين السوريين وليس اللبنانيين، فأوضح الحريري انّ كل القروض سيستفيد منها السوريون بشكل أو بآخر لكنها ستمنّ بالإفادة الكبرى على لبنان واللبنانيين، وهدّد بالانسحاب من الجلسة بعدما حاول البعض طلب إعادتها الى اللجان، لافتاً الى انّ تشريع الضرورة وقيام هذه الجلسة كان لأجل تمرير تلك الاتفاقيات، مضيفاً: "هناك محاولات للتهويل على الاقتصاد والليرة وحاكم مصرف لبنان. ونحن نريد عودة النازحين الى بلدهم. واليوم لدينا فرصة لا تتكرر للحصول على قروض مخفضة". الوزير علي حسن خليل قال لـ "الجمهورية": "نحن درسنا المشروع مع المؤسسة العامة للاسكان ودرسنا تكلفتها، ولن يكون هناك عبء أكثر من المتوقع وهذه مسؤوليتنا. ومصرف لبنان مستقلّ عنّا، وهذه هي المرة الاولى التي ندخل في هذا الملف، وهناك دراسة اكتوارية للموضوع والتكلفة درسناها جيداً". إلّا أنّ النائب ميشال ضاهر لم يوافق الوزير خليل، وأوضح لـ"الجمهورية" انّ المشروع غير مدروس، لأنه أقر سلسلة رتب ورواتب ثانية، ولا يجب الضحك علينا كنواب والقول بدنا 500 مليار لأنها لا تكفي، فهي تورّط الناس ولن تحل المشكل. فإذا بدأنا بـ100 هذه السنة، في السنة المقبلة يلزمنا 200 وبعدها 300 وبعدها 400. وأضاف: "لا يمكننا التصويت على المشروع والضحك على الناس وعلى أنفسنا وتوريطهم بالاسكان، ونعود للقول لهم مع السلامة لا يمكننا إعطاؤكم مجدداً. اليوم هناك مسلّمة من قبلنا ويجب ان يكون هناك وضوح لمعرفة حجم الدعم، فالدعم يجب ان يكون 1500 مليار، ونحن لسنا ضده".

الجلسة المسائية

خلصت الجلسة المسائية الى توافق على فتح اعتماد بقيمة 100 مليار ليرة كدعم لفوائد قروض الاسكان، على أن تتقدّم الحكومة بدراسة سياسية إسكانية خلال 6 اشهر. فبعدما اعتمد في الجلسة الصباحية مبلغ 500 مليار ليرة لمدة 5 سنوات، استبدل الموضوع بفتح اعتماد اضافي في موازنة 2018 بشكل استثنائي يتمّ وضعه في قسم الشؤون الاجتماعية في مصرف الاسكان، وسيتم التمويل من قروض داخلية وواردات استثنائية من موازنة عام 2018.

كيف طارت الجلسة ؟ بعد إقرار القانون، فقد النصاب بعد انسحاب نواب "المستقبل" و"القوات اللبنانية"، اعتراضاً على عدم إدراج اقتراح من خارج جدول الاعمال لفتح اعتماد إضافي لأدوية السرطان. كما اعترض بعض النواب على عدم دخول هذا البند جدول الاعمال، ومنهم نواب "حزب الله" والنائب الياس ابو صعب.

معوّض لـ"الجمهورية": لا نريد مغامرة

النائب ميشال معوّض قال لـ"الجمهورية": "إنّ إقرار التزام الدولة بقانون - برنامج لمدة 5 سنوات خطير للغاية، لأنه يؤدي الى فجوة بين مدة التزام الدولة بدعم الفوائد (5 سنوات) وبين مدة القرض (بين 10 و15 سنة). وبالتالي، ماذا سيفعل المقرض بعد السنة الخامسة إذا لم تجدد الدولة التزامها؟ ومن سيتحمّل عندها الفوارق في الفوائد؟ نكون في هذه الحال نصبنا فخاً للمواطن المقترض الذي سيعجز عن دفع الفوائد للمصارف ما سيعرّضه لخسارة منزله وجَنى عمره". ويضيف: "المشكلة الثانية والأخطر كانت أنّ هذا الاقتراح يعني أنّ الدولة ستدعم ما بين 3000 و4000 ملف فقط، فماذا عن الملفات الأخرى ويوجد حالياً في المؤسسة العامة للإسكان عدد ملفات وافقت عليها المصارف وبنى اللبنانيون التزامتهم بناء عليها قبل الانقطاع المفاجئ".

الخطر يهدّد الحدود من جديد... و"حزب الله" يستنفر

هيام القصيفي/الأخبار/26 أيلول 2018

لم يُلغِ اتفاق سوتشي وعدم شنّ عملية عسكرية في إدلب خطوة الوضع المتعلق بمصير التنظيمات المسلحة في المحافظة السورية الشمالية. ولبنان المتلهي بخلافات الداخل، معنيّ برفع مستوى الحذر بسبب خطورة تسلل المسلحين إليه. لا تقاس إدلب بالكيلومترات التي تفصلها عن لبنان، بل تقاس بتداعيات المعركة التي لم تحصل، والتسويات التي تجري حولها، ومعالجة وضع التنظيمات المسلحة الموجودة فيها، التي يفترض أن تغادرها. فعلى عكس الانشغال اللبناني بتفاصيل الخلافات الداخلية وعدم تشكيل الحكومة، تعبّر الدول الأوروبية عن قلق متزايد من تطورات سوريا والاحتمالات التي تقبل عليها دول المنطقة كلها. يكفي التحذير الذي أطلقه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان حول احتمال الحرب الدائمة في المنطقة إن لم يجرِ التوصل إلى اتفاق حلّ سياسي في سوريا. وفي موازاة متابعة روسيا وتركيا للمفاوضات حول تطبيق عملية إخلاء المنطقة من المسلحين فيها (بعد 15 تشرين الأول المقبل)، يفترض أن تشكل هذه المحطة أولوية لبنانية بالمعنى الأمني. لأن كل الحراك الإقليمي والدولي حول تنفيذ الاتفاق المذكور، وكيفية إخلاء المسلحين ومصيرهم، يصبّ في خانة واحدة: معرفة الوجهة التي يتسرب إليها هؤلاء. وهذا هو الهمّ الأساسي الذي يشغل بال الأجهزة الأمنية الأوروبية والأميركية، وهي على تنسيق مستمر مع مثيلاتها في لبنان، بسبب الخوف الدائم من أن تكون أوروبا والولايات المتحدة مقراً لهؤلاء، وخصوصاً في ظل أزمة النازحين المتفاقمة.

وإذا كان هذا الخطر قد أصبح بنداً أولياً على طاولة اجتماعات الأمم المتحدة ودول أوروبا، فكيف يمكن لبنان أن يكون في معزل عمّا يجري، وعمّا يتوقع أن يحصل في هذه المرحلة الحساسة أمنياً. من هنا فإن كل كلام عن انتفاء الخطر بسبب البعد الجغرافي لإدلب عن لبنان، ليس منطقياً، بالعلم الأمني، ولا يخدم الاستقرار. بدليل أن الأجهزة الأمنية انشغلت أخيراً بحسب معلومات «الأخبار» بملاحقة متسللين إلى لبنان والقبض على عناصر جاؤوا من إدلب، وهم قيد التوقيف والتحقيق. وهذا التوقيف ليس منعزلاً عن ترابط بين من هم في إدلب ومن هم في لبنان، ولا يمكن التعامل معه على أنه حدث فردي، لأن ثمة استنفاراً تعيشه الأجهزة الأمنية المختصة، لمواكبة مرحلة إقليمية خطرة، تشكل تحدياً بشأن مستقبل التنظيمات المسلحة بعد سنوات من صعودها الصاروخي في الإقليم. وهذا الاستنفار كان أمرا حتمياً حين توجهت أنظار العالم إلى إدلب والاستعداد لحصول معركة فيها. أما اليوم، فصار ضرورياً أكثر، بعدما تم الاتفاق الروسي - التركي في سوتشي، بمباركة إيرانية لاحقة، على وقف أي عمل عسكري. لأن الاتفاق يتعلق في جزء أساسي منه بانسحاب هذه التنظيمات، وتسليم المسلحين سلاحهم الثقيل. وعلى هذه النقطة سيُفتح الباب أكثر على واقع هذه التنظيمات ومستقبلها، وإلى أين ستكون وجهتها.

من الواضح أن حزب الله، وقد جدد أمينه العام السيد حسن نصرالله تأكيد استمرار وجوده في سوريا، ولو بعد التسوية في إدلب، متنبه أكثر فأكثر إلى هذه التطورات والاحتمالات التي تنتج من الاتفاق المذكور. وهو أساساً يتولى بدقة مراقبة كل الخطوط التي قد تشكل منفذاً لمسلحي إدلب، وغيرهم، للمجيء إلى لبنان. ويستفيد الحزب من وجوده في حمص والقصير والمناطق المتاخمة للحدود الشمالية والشمالية الغربية من جهة سوريا، لمعاينة دقيقة للأرض عملانياً، من أجل سدّ كل الثغر الأمنية، من الجانب السوري، ومنع أي تفلت مسلح نحو لبنان. وقد رفع الحزب أيضاً مستوى معاينته لهذه المناطق القريبة من الحدود، بعدما تضاعفت الخشية من رفع التنظيمات المذكورة مستوى عملياتها واحتمال انتقال مسلحيها إلى لبنان.

لكن إجراءات حزب الله من جهة، وتدابير القوى الأمنية، لا تمنع بطبيعة الحال تسلّل مسلحين، والإفادة من بعض الثُّغر لإعادة إحياء مجموعات مسلحة وتزويدها بما تحتاج لتنفيذ عمليات إرهابية. وهنا تقع على عاتق الأجهزة الأمنية، في الداخل وعلى الحدود، مسؤولية رفع مستوى الاستعداد لمرحلة خطرة ناتجة من تطورات ما بعد اتفاق سوتشي. وعلى هذه القاعدة تشكل الحدود الشمالية تحدياً متواصلاً لمنع التسلل، خصوصاً أن هناك الكثير من المعابر غير الشرعية ومجموعات التهريب المتواصلة، فضلاً عن حركة داخل لبنان لتسهيل مرور المسلحين، الذين يتحولون مدنيين في لبنان، ويمكن تهيئة بيئة ملائمة لعملهم فيه. وهنا يطرح مجدداً مصير البؤر الأمنية والتجمعات السورية التي سبق أن شهدت احتضاناً مماثلاً لهذه التنظيمات، وهل في قدرة الواقع الأمني اللبناني ضبط هذه التجمعات بدقة، خصوصاً أن المرحلة الفاصلة عن 15 تشرين الأول حساسة جداً ومفصلية، لأنها ستشكل بالنسبة إلى مسلحي إدلب فرصة حقيقية للردّ على استهدافهم وإخراجهم من سوريا. وهذا يحتاج إلى تحييد ملف النازحين عن التجاذبات السياسية والتذرع الإعلامي بالواقع الإنساني، وتسليط الضوء مجدداً على ملف أمني بحت، مرتبط بوجود النازحين السوريين والتواصل بين مسلحين في سوريا وبين مؤيدين لهم، لبنانيين وسوريين على السواء.

 

جنبلاط: قد نعود إلى أيام أصعب من الوصاية السورية

عامر مشموشي/اللواء/26 أيلول 2018

يحرص رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، هذه الأيام على صب المياه الباردة على الحماوة التي تشهدها الساحة السياسية، نتيجة ما يحصل على صعيد تشكيل الحكومة، حتى انه يذهب إلى حدّ القبول الضمني وتسوية تتعلق بالحصة الدرزية في الحكومة العتيدة لكنه يشكو من تجاهل الآخرين له، ومن عدم وضوح الرؤية بعد بالنسبة إلى تأليف الحكومة العتيدة، فلا أحد بحث معه في هذا الموضوع، ولا يعرف حتى الساعة، ما هي الأسباب التي ما زالت تعيق الاتفاق على حكومة جديدة. واللافت في المواقف التي أطلقها جنبلاط انه يُصرّ على انه لم يكن يوماً ضد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكيف يكون ضده، وهو الذي انتخبه وكتلته النيابية لها المركز، وإذا كان تحدث يوماً عن فشل العهد، فهو لا يقصد رئيس الجمهورية بالذات، لأن العهد لا يعني العماد عون فقط بقدر ما يعني آخرين كل الآخرين.

ويحاول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الابتعاد مكرراً لا مكان عن الدخول في الزواريب السياسية، ويركز دائماً على القضايا الكبرى التي تُهدّد لبنان وخصوصاً على الأزمة الاقتصادية المتفاقمة عن الدين العام المتفاقم والذي وصل إلى حدود الثلاثة وثمانين مليار دولار أميركي وهو كما يقول يزيد يومياً قرابة النصف مليار. وعندما يحرج بالسؤال يجيب الذي اعتزل السياسية بأن السياسية هي فن المعقول، و«فن الممكن»، ولذلك ترانا نضطر أحياناً الذهاب إلى التسوية، ولا تنسوا ان كلمتي حول التحجيم الثاني أثارت سخط الكثيرين.

ولا ينسى في هذا السياق ان يُعيد التأكيد بأنه «لم يقدم إلينا حتى الآن أي عرض حكومي جدي، ونحن نطالب بـ3 وزراء دروز وعند الحديث الجدي تناقش التفاصيل مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج الانتخابات النيابية».

وينفي جنبلاط ان يكون منقطعاً عن الاتصالات الجارية في شأن تشكيل الحكومة العتيدة، فهناك النائب وائل أبو فاعور على تواصل دائم مع الرئيس سعد الحريري.

ومن هذه المنطلقات نفسها التي يتحدث فيها جنبلاط عن حصة أو عن مطالب كتلة «اللقاء الديمقراطي» في الحكومة العتيدة، يعترف بأنه يطالب أيضاً بتمثيل «القوات اللبنانية» حسب حجمها التمثيلي في الحكومة، وإذا رضوا بمنصب نائب رئيس الحكومة الوهمي لأنه بلا صلاحيات فمبروك عليهم. وأوضح جنبلاط في حديث مع رابطة خريجي الاعلام برئاسة الدكتور عامر مشموشي، ان السؤال اليوم «الى أين؟» لأن الاطالة في تشكيل الحكومة يكلف الخزينة مبالغ طائلة، والاقتصاد العالمي متجه الى ازمة مالية تشبه الى حد ما ازمة عام 2008. ويعلق رئيس الحزب التقدمي على مؤتمر «سيدر» قائلا:«انه مؤتمر كناية عن قروض، وقد نفخ الى 19 مليار دولار، ولكن الان 9 او 19 مليار دولار مشروطين بالاصلاح وهذا هو الاهم الان، مع التذكير انه بعد مؤتمر «باريس 3» لم يجر اي اصلاح بإستثناء واحد في مؤسسات الدولة ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وزارة الاعلام في عهد غازي العريضي وآخر في مؤسسة الميدل ايست. مشددا على ان «اقرار قانون الفساد في الجلسة التشريعية لوحده لا ينفع». ويرى انه خلافا لآراء الرئيس عون والحريري حول استقرار الليرة والاقتصاد لا يرى ذلك، معتبرا انه قد يكون مخطئاً في هذا الموضوع، طارحا مثال تركيا والارجنتين في هذا السياق والازمات المالية التي تعرضتا لها.

ويؤكد جنبلاط ان لا مشكل في السياسة مع احد، وحين وصف العهد بـ«الفاشل» لم يقصد فقط عون، مشيرا الى ان الاشتراكي مشارك في الوزارة ايضا. ويعتبر ان البلد وصل الى افق مسدود بسبب الاستهتار بالمؤسسات، ونحن اليوم نعيش على فتات المؤسسات التي اسسها الرئيس فؤاد شهاب الى جانب انهيار مؤسسات أخرى، وجدد التأكيد على انه «ليس ضد عون»، موضحا ان عون اول من نادى بالاصلاح، وهذا الاصلاح يجب ان يبدأ بملف الكهرباء، كما اننا لا نستطيع قطع الامل بالعهد.

ولا ينسى جنبلاط الثناء بصورة غير مباشرة على صديقه بري ويقول عن تشريع الضرورة «منيح بعد في المجلس النيابي»، آملا ان يكون التشريع على قدر التطلعات، لافتا الى ان الامل الوحيد اليوم هو بالاحتكام الى المؤسسات ومحاربة الفساد بعد تشكيل الحكومة، مؤكدا ان الخلافات تاريخية وليست جديدة في لبنان الا انها لم تعرقل تشكيل الحكومة. ويرى جنبلاط انه من حق الحريري اتخاذ الموقف المناسب من العلاقات مع سوريا وله الحرية في ذلك، متحفظا على كلمة «التطبيع» مع سوريا لان العلاقة بين البلدين هي علاقة تنسيق، مشيرا الى أن التنسيق الامني قائم بين البلدين منذ احداث طرابلس وبعدها احداث صيدا وبعد معركة الجرود، مؤكدا ان لا مفر من التنسيق الامني مع سوريا لانه حين يكون هناك مصلحة للبلد نفكر بموضوعية. ويضيف قائلا:«اذا كنا مع الحريري في الحكومة ننسق مع سوريا وقت الحاجة». وشدد على ان علاقته مع سوريا محسومة ما دام هناك نبض فيه ينبض. ويعتبر ان النظام السوري موجود الان وقد نعود في لبنان الى أيام اصعب من ايام الوصاية السورية، والنظام السوري قائم نتيجة التدخل السوري الايراني، ولا يرى جنبلاط املا «لحياة التسوية في إدلب مع الاتراك». ويشير الى خذلان المعارضة السورية لا سيما العلمانية منها، وقد وعد بمؤتمرات وخذلت بالمساعدات، كما ان اميركا سلحت قسماً من المعارضة التي لم يكن من الواجب تسليحها، كما انه يجب معرفة كيف انتشرت «داعش» بهذه السرعة في سوريا والعراق وبعدها نسى او تناسى مطالب الشعب السوري وتحولت المعركة ضد «داعش»، بعدما نجح النظام القائم في ان يطرح نفسه كبديل عن «داعش».

ويؤكد جنبلاط ان السعودية لا تتدخل في الشؤون اللبنانية، ونحن نستشيرها ضمن الممكن لتشكيل حكومة متوازنة. ويعتبر ان نظام سياسة النأي بالنفس الذي اعتمدته حكومة نجيب ميقاتي لم يكن سيئا الا انه لم يطبق من قبل العديد من الافرقاء وليس فريقا واحدا، ويرى انه عند «اختلاف الامم يجب ان نحفظ رأسنا». وعن ملف اقالة رئيسة دائرة الإمتحانات في الوزارة هيلدا خوري من موقعها من قبل وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال مروان حمادة، يوضح ممازحا ان «مروان رفيق عمره والحريري صديقه الا انهما ادخلانا في عنق الزجاجة». وعن العلاقة مع التيار الوطني الحر يشير الى اللجنة المشكلة برئاسة اللواء عباس ابراهيم والتي تناقش الامور السطحية وستبقى كذلك، ومهمتي فقط هي تثبيت المصالحة في الجبل. اخيراً يشير جنبلاط الى انه ارتاح بعض الشيء بعد ترشح نجله تيمور مكانه في المجلس النيابي، الا ان ما يزعجه ويرهقه حتى الساعة هو الامن الاجتماعي والوظيفي ونظام المجتمع الريعي في لبنان. لافتا الى ان تيمور سلك في المجال السياسي «وماشي حالو». ويؤكد ان ملف قروض الاسكان هو لذوي الدخل المحدود وليس للرأسماليين، مشيدا بمناقبية المدير العام لمؤسسة الاسكان روني لحود، الا انه يشكك بحل قريب لازمة الاسكان. ويدعو جنبلاط الى عدم المراهنة على موضوع تنقيب الغاز وترك الامور الى حين استخراجه، لاننا بذلك نرتكب جريمة بحق الاجيال المقبلة، داعيا الى تشكيل صندوق سيادي للاجيال المقبلة من اجل انهاء الدين العام. وعند سؤاله عن احتمال توجهه الى صفوف المعارضة، يقول «يا ريت نستطيع الانضمام الى معارضة كما معارضة كمال جنبلاط، راحت تلك الايام». ويشير الى دراسة اعدها الحزب الشتراكي حول الكهرباء والجامعة اللبنانية، ولكن لا يوجد هناك من يسمع. ويستخف جنبلاط بطرح «المؤتمر التأسيسي» لان اتفاق الطائف احتاج الى توافق دولي. ونحن اليوم همنا الماء والكهرباء التي لا يمكن حلها بالسفن، ونحن نضيع الوقت اذا هربنا من محاربة الفساد واصلاح الادارة العامة. وعن العلاقة مع حزب الله قال انها جيدة، وهناك اتفاق بتحييد الخلاف، وعن الرئيس بري يقول «يا ريت في منو 2 في هذا البلد».

 

هل من تفعيل للحكومة إذا تأخر التشكيل؟ وماذا عن استئناف مساعي التشكيل؟

الهام فريحة/الأنوار/27 أيلول/18

تم إنجاز "تشريع الضرورة"، فماذا عن "تشكيل الضرورة"، فإذا كان مؤتمر "سيدر" قد طالب في مقرراته بسلسلة قرارات وقوانين، أنجزها مجلس النواب، فلا بدَّ من التذكير أنَّ "سيدر" اشترط أيضاً تشكيل حكومة بعد الإنتخابات النيابية، لتضع العملية الإصلاحية على سكَّة التنفيذ.

مجلس النواب، وفي جلسة تشريعية على مدى يومين، الإثنين والثلاثاء، صادق على قوانين الضرورة، وهي القوانين المرتبطة بالتشريعات الذي طالب بها مؤتمر "سيدر". ومن خارج هذه المطالب، المصادقة على مئة مليار ليرة كدعم لفوائد القروض السكنية، كما وافق على قانون يبدو أنه مطلوب دولياً وهو "معاهدة تجارة الأسلحة"... وعندما جرى تمرير هذه البنود "المطلوبة" داخلياً ودولياً طار النصاب، علماً أنَّ ملفين حيويين كانا مطروحين وهما: توسعة مرفأ طرابلس واقتراح فتح اعتماد إضافي لتمويل أدوية السرطان.

لكن يبدو أنَّ الأمور لن تقف عند هذا الحد، فعلى رغم الإعتراضات التي تصاعدت احتجاجاً على عدم تمرير هذين البندين، فإنَّ هناك أوساطاً نيابية تحدثت عن أنَّ رئيس المجلس نبيه بري، وفي حال التأخر في تشكيل الحكومة، فإنَّ البنود المتبقية من جدول الأعمال ستوضع على جدول أعمال أول جلسة تشريعية مقبلة. لكن يبدو أنَّ الضغوط الشعبية والإقتصادية من شأنها أن تحرِّك شيئاً على المسار الحكومي، فالهيئات الإقتصادية وقوى الإنتاج تحركت لرفع الصوت احتجاجاً على التأخير في تشكيل الحكومة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه دائماً:

ما هو تأثير هذه التحركات على تفكيك المعضلات؟ ليس هناك من ضغط كبير في هذا المجال، فالضغوط الشعبية والنقابية يبدو أنَّها لم تعد فاعلة بالنسبة إلى أيِّ تحريكٍ للوضع في لبنان. وحدها الإتصالات السياسية هي التي تفتح الأبواب المغلقة وتفكك العقد. التأخير المتواصل في تشكيل الحكومة دفع اليوم إلى صرخة من الفاعليات. في هذا السياق، وفي ظل الإصرار من رئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري على الوصول بالتشكيل إلى خواتيمه السعيدة، فإنَّ المعطيات المتوافرة تشير إلى أنَّ الرئيس الحريري، وبعد انتهاء جلسة "تشريع الضرورة"، عاود إتصالاته، وهو ينتظر عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من نيويورك غداً الجمعة، للتشاور في آخر المعطيات، وهناك مَن يتحدث عن أن هناك صيغة حكومية جديدة قد نضجت، وتُحاط بكمية كبيرة من الكتمان، وتتعلق بالحقائب والحصص، لكن كل هذه المعطيات تبقى رهناً باللقاء الذي سينعقد بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية. في الإنتظار، لا بد من تفعيل، ولو بالحد الأدنى، لعمل الحكومة، صحيح أنَّ الدستور لا يتيح لحكومة مستقيلة عقد جلسات لمجلس الوزراء، لكن التفعيل يكون من خلال أداء الوزراء الذي يبدو أنَّ بعضه "استقال" عملياً من أداء مسؤولياته، حتى قبل أن تُعتبر الحكومة مستقيلة بعد الإنتخابات النيابية.

 

الاستكبار في الجوار

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/26 أيلول/18

أكثر ما يشل الإنسان عن التفكير، الجوع والخوف. فالجائع لا يستطيع أن يفكر بأكثر من رغيف. ولذلك، تعيش شعوب بأكملها، عصوراً بأكملها، على قبضة من الأرز أو ربطة من الخبز. والخائف لا يفكر إلا في خوفه، ولا يستطيع أن يحلم، أن يخطط، أو يفكر، لأن الشك يصور كل رجل، أو حركة حوله، خطراً عليه. لا يثق بشيء أو بأحد. ما ينطبق على الفرد ينطبق على الدول. شلَّ خوف أميركا من الشيوعية وشلّ خوف الشيوعية من أميركا حركة العالم أجمع. قام بين المعسكرين ستار حديدي وهمي، جعل كلاً منهما يصرف معظم ما لديه على السلاح. وصرف المعسكران مئات المليارات على أسلحة لا يمكن (والحمد لله) استخدامها. وكان نصف العالم على الأقل في حاجة إلى الخبز والمدارس والأدوية، فأرسلت إليه شحنات من الأسلحة.

جُعل لكل دولة عربية هادئة وسواس يعكر هدوءها. وصارت كثير من الدول تخاف جارها وشقيقها أكثر مما تخشى إسرائيل. وقررت كل دولة قوية أن تكون شريكة، أو وصية، على دولة ضعيفة. ويفضل أن تكون ميسورة أيضاً. وانضمت إلى المجموعة المستقوية إيران، التي رأت هي أيضاً في الجوار الجغرافي حقاً لها في كسر الحدود والقفز فوقها. عندما عبرتُ الحدود البريطانية إلى فرنسا من دون أن أرى شرطياً واحداً، شعرت بالفزع كأنني ارتكب خطأ. لكن تلك كانت أوروبا الجديدة بعيداً عن بوارج نلسون ومدافع نابليون. عندما اطمأن كل بلد أوروبي إلى أمن حدوده وهويته أصبحت الوحدة تلقائية. لكن نحن في العالم العربي لا نجرب سوى الكوابيس والهواجس. منذ أيام الشاه وإيران تمارس في الخليج مبدأ الأكثر قوة. وتتصرف في العراق وسوريا ولبنان واليمن على أنها صاحبة القرار السياسي. وهي لا تحارب الولايات المتحدة استناداً إلى قوتها المجردة، بل إلى ما لها من نفوذ أو امتداد في المنطقة. والنتيجة أن إيران تزرع في نفسها، وفي جوارها، خوفاً يشل أي حركة نحو المستقبل. صحيح أنها حققت لنفسها وجوداً يخيف الجوار، لكنه لا يبعث على أي شعور آخر. لا بالتعاون ولا بالمودة ولا بالطمأنينة. عندما عاد جيش صدام حسين من إيران، وبعدها من الكويت، رأى الكثيرون في ذلك مرحلة جديدة قائمة على التعقل وأسس الجوار وآداب التعاون. لكن إيران، مثل صدام، اختارت طريق الاستقواء والغطرسة في منطقة قائمة على الهدوء والازدهار. وبدل أن ترسل جيوشها مثله، أرسلت المستشارين والحرس الثوري، والتقطت لهم الصور التذكارية في كل الجبهات. ولا شك أنها حققت نصراً عسكرياً في حرب سوريا، لكن كم يساوي هذا النصر أمام هذا المد الهائل من الخسائر؟ لعلها تتذكر أنها بدأت ثورتها بنقد «الاستكبار». ولم تمارس سواه.

 

الشعب هو المُغيَّب

بكر عويضة/الشرق الأوسط/26 أيلول/18

على مدار السنين، وعبر مراحل عدة، وقع هذا الأمر في غير مجتمع عربي، وفي مجتمعات أخرى تنتمي لما عُرف بدول «العالم الثالث»، عندما رفع الحزب الحاكم، أو الزعيم الفرد، الشعار الآخذ بالألباب، فزعم أن «الحكم للشعب»، بينما في الواقع، وحيث أمكن قمع الحريات، بتكميم الأفواه، وتكبيل الأيدي والأرجل، كان الشعب هو المُغيَّب الأول. مع ذلك، كان التبرير رهن الإشارة في أغلب الحالات، إذ يكفي أن يُثار مجرد استفسار عن أسباب التضييق على السواد الأعظم من الناس في مجالات الحياة كافة، تقريباً، حتى يُلقَم مثير التساؤل الجواب الحاضر، دائماً: أمن البلد يجب أن يسبق أولاً، هل عند حضرتك أي شك في ذلك؟ بكل تأكيد كلا، ليس من شك أو جدال في ضرورة وضع أمن أي مجتمع على رأس الأولويات. بيد أن تسليماً منطقياً بأن الأهم يسبق المهم كهذا، يجب ألا يحول دون التدقيق في تجاوز ممارسات أنظمة حكم لكل منطق، بزعم أن اللامعقول يجوز له أن يجُب المعقول تحت ذريعة الأمن، أولاً، وباسم مصلحة الشعب، ثانياً، حتى إن الغالبية العظمى هي، تحديداً، التي سوف تعاني أكثر من غيرها، وخصوصاً، أكثر بكثير من معظم متخذي قرار يرفع الأسعار، أو يزيد الضرائب، مثلاً، وفي المقابل يلغي دعم سلع أساسية من دونه لا يعود في متناول محدودي الدخل ضمان أساسيات العيش الكريم.

الأرجح أنه ليس من باب التجني القول إن ظاهرة كهذه حكمت مسار أغلب أنظمة حكم في عواصم عربية، وإسلامية، وصل قادتها إلى السلطة عبر الانقلابات العسكرية، ومن ثَمّ اعتمدت مبدأ تغيير ثوري راح يقلب كل أسس المجتمع رأساً على عقب، بدعوى أن القديم كله سيئ، وأن التجديد يعني نسف كل ما كان قائماً، بصرف النظر عما إذا كان ما سوف يحل محله قائماً على أساس علمي، أو أنه مجرد انسجام مع هوى عقائدي لحزبٍ، أو جماعة، أو تنظيم، أو حتى لإشباع خيال ذاتي تصوّر، واهماً، أنه يملك الحلول لمعضلات المجتمع كافة. ماذا كانت النتيجة؟ تراجع مستويات التعليم، وهو الأهم في تقدم أي شعب، مقابل ارتفاع معدل الإنفاق في مجالات محددة، على وجه التحديد في مجال التسلّح، بالطبع لأجل حماية الشعب، وتزايد التضييق على خناق الحريات، أيضاً باسم الأمن، بينما كل الشواهد تؤكد أن الهدف هو تحصين النظام ذاته ضد أي اختراق محتمل. رغم ذلك، تثبت شواهد الأمس القريب والبعيد، وبعض ما يجري على مسرح أحداث الحاضر، أن كل محاولات تغييب طموح الشعوب في حياة تكفل الحد الأدنى من الحريات، محكوم عليها بالفشل، ولو بعد حين. ما جرى خلال العرض العسكري بالأحواز في إيران يوم السبت الماضي يصلح لأن يُضرب مثلاً واضحاً على ذلك الفشل. ورغم الاختلاف التام مع منهج منفذي ذلك الهجوم، وضرورة التعاطف الإنساني مع آلام ذوي الضحايا، يظل من الجائز القول إن نظام ملالي طهران تجرّع مرارة نهج كأسٍ لا يتورع عن إرغام الآخرين على تجرعها، وأيضاً بزعم الدفاع عن الشعوب الإيرانية بكل أعراقها، رغم أن دافع الثمن المُر هو المواطن الإيراني. باسم الشعب، أيضاً، يجري تغييب مصالح الشعوب في جوانب تضاف إلى التلاعب في الجانب الاقتصادي، أو التراجع في مستويات التعليم، أو إهمال مستشفيات القطاع العام لصالح مشافي العلاج الخاص. يحدث ذلك عندما يطول العبث قضايا مصيرية، كما الحال مع دوامة التصالح بين حركتي «فتح» و«حماس» في فلسطين. لو سئل أي مسؤول في الحركتين، قبل عشر سنوات، عما يعيق تفاهم أكبر تنظيمين على ما فيه صالح الفلسطينيين، لسبق قوله أي انتظار من السائل، كان سيسارع للقول إن الحرص على قضية الشعب الفلسطيني هو العائق الأوحد. حسناً، السؤال نفسه سوف يلقى الجواب ذاته الآن، وربما بعد عشر سنوات، فأبشر، إذن، يا شعب فلسطين، وانتظر. ترى، كم من مآسٍ ظلت تُرتكب باسم كثير من الشعوب، منذ أزمان، وكم منها سوف يُقترف، بينما، في أول المطاف وآخره، يظل السواد الأغلب من الناس، هم، في واقع الأمر، الشعب المُغيَّب.

 

أي دور للإيمان في عالم اليوم؟

توفيق السيف/الشرق الأوسط/26 أيلول/18

«مركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان» في العاصمة النمساوية فيينا، واحد من أهم المبادرات التي أطلقتها السعودية في السنوات الأخيرة، في سياق تجسير العلاقة بين أتباع الأديان على المستوى الدولي، وتعزيز القبول بالتعددية الدينية، والتصدي للتعصب وتبرير العنف والاضطهاد باسم الدين. هذه المبادرة تستحق الإشادة. وكذا كل مبادرة هدفها تشجيع مجتمعات العالم على التلاقي والتعاون في أعمال الخير التي تعود على البشرية كلها. خلال النصف الثاني من القرن العشرين، شهد العالم مبادرات كثيرة تتبنى مبدأ الخير المشترك للإنسانية ككل، لكنها جميعا تلاشت، مع انهيار النماذج الآيديولوجية ذات الطابع الأممي، في نهايات القرن. وحين تنامى النقاش حول فكرة «العولمة» في تلك الحقبة، تخيلها بعضنا بديلا محتملا عن المعتقدات الأممية. لكننا نعلم الآن أن فكرة «العولمة» انصرفت بشكل شبه كلي إلى دمج اقتصاديات العالم، فيما يشبه سوقا كونية واحدة. ولعلها لهذا السبب أو غيره، أهملت الجوانب التي ليس لها عائد تجاري مباشر. هذا على الأقل ما يبرر - مثلا - تعثر الاتفاقيات الدولية حول البيئة الكونية، وأبرزها اتفاقية باريس للمناخ العالمي سنة 2015.

الاصطفافات الحادة في السياسة المعاصرة، تكشف أن عالمنا يشهد انبعاثا مستجدا للاتجاهات الانغلاقية والتعصب. من ذلك مثلا أن النفوذ السياسي لأحزاب اليمين المتطرف، يزداد قوة في جميع الدول الأوروبية. هذه الظاهرة تبرر أحيانا بالأزمات الاقتصادية. وربما - لهذا السبب - تعتبر ظرفاً مؤقتاً. لكننا لا نعرف المدى الزمني الذي يتوجب على العالم أن يتعايش خلاله مع هذه الاتجاهات. ولا نعلم مدى التأثير الذي ستتركه على سياسات بلدانها في المدى المتوسط والطويل.

في ظرف كهذا، يتوجب على المهتمين بقيمة الخير المشترك للبشرية، أن يبحثوا عن أي وسيلة تُبقي هذه القيمة حيّة وفاعلة. إن مبادرات مثل الحد من التغير المناخي، والوقاية من التعصب وتعزيز التفاهم بين الشعوب، تحتاج بالتأكيد إلى دعم حكومي، حتى تقف على أقدامها، لكن من المستبعد أن تبلغ غاياتها، من دون المشاركة الفاعلة والمخلصة للمجتمعات المحلية في كل بلد. في هذه النقطة بالتحديد، تبرز أهمية الشراكة بين أهل الأديان والقادة الروحيين على امتداد العالم. في اعتقادي أن كل واحد من هؤلاء قد واجه في يوم ما، أسئلة من نوع؛ أي دور للإيمان في عالم اليوم؟ وما الذي يمكن للإيمان أن يحققه للبشرية كلها؟ وهل نستطيع العبور من حدود الشرائع إلى فكرة «عباد الله»، التي تعني الخلق كافة؟ ما زال الإيمان عاملاً مؤثراً في حياة غالبية سكان المعمورة. دعنا نفترض أن المؤمنين على امتداد العالم، استوعبوا حقيقة أن تغير المناخ خطر على حياة أجيالهم الآتية، وأنهم مطالبون - بمقتضى إيمانهم - بالمشاركة في الحيلولة دون الكارثة الكونية قبل أن تقع، لا قدر الله. لو حصل هذا فإن جميع الناس سيبادرون من تلقاء أنفسهم، كل في موقعه، لأداء دوره في درء هذا الخطر.

هذا المثال نفسه قابل للتطبيق في قضايا مثل التعصب والانغلاق والصراعات الأهلية ومكافحة الفقر... إلخ. هذه الأمثلة تكشف حقيقة أن نماذج مثل «مركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان» لا ينبغي أن تبقى مقيدة بالإطارات الدبلوماسية وحدودها الضيقة. ثمة حاجة في العالم، وثمة فرصة كي يلعب المركز دورا رياديا في جعل الإيمان جسرا للسلام والتقدم على المستوى الكوني.

 

من يكره حصار ترامب للنظام الإيراني؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/26 أيلول/18

كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من على منبر الأمم المتحدة، بمبناها الزجاجي، وقاعتها العالمية الشهيرة، ومنبرها الأشهر، كشفت بوضوح عن خطة ترمب لإجبار النظام الحاكم في إيران على تغيير سلوكه، أو المزيد من «الضغط القاسي».

في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن ترامب أن إدارته تعمل مع دول الخليج والأردن ومصر لإقامة تحالف إستراتيجي إقليمي، ودافع بوضوح عن سياسات السعودية والإمارات وبقية دول التحالف في اليمن، كما طالب قادة العالم بالانضمام له من أجل عزل النظام الإيراني الخميني، الذي وصف ترمب قادته بأنهم: «يزرعون الفوضى والموت والدمار». وتوعد قادة نظام ولاية الفقيه بأن واشنطن: «ستفرض المزيد من العقوبات بعد استئناف العقوبات النفطية على إيران في الخامس من نوفمبر».

حتى في الشأن السوري، المتفجر، ربطه ترمب بمقاربته للدور الإيراني قاطبة في المنطقة، فأكد أن »أي حل في سوريا يجب أن يتضمن خطة للتعامل مع إيران».  بصراحة، أي خصم لدور إيران «السام» في سوريا والعراق ولبنان واليمن والخليج، وهم الغالبية، أعني كارهي هذا الدور سيسر بكلام ترمب، ولو تحقق نصفه فقط، فمن أطلق الصواريخ على المدن السعودية، ومن بذر المفخخات وزرع الجواسيس، وكوّن خلايا الإرهاب (خلية العبدلي بالكويت مثالا) هو النظام الإيراني، وهذا غيض من فيض الإرهاب الخميني الأسود. لماذا يريد منا بعض العرب أن لا نعزز هذا المسعى ونزيده، حماية لأمن السموات والأرضين العربية؟ مثلما يفعل كاتب الصفحة الأخيرة العتيد بصحيفة لندنية شهيرة، حيث لا حرفة له إلا توجيه الشتائم اليومية، بطريقة اليسار الأميركي المراهق؟ يشفق المرء على بعض السذج أنهم صدقوا هدير الأصوات الخمينية ورغاءها ضد الشيطان الأميركي الأكبر، الواقع أنها علاقة حب وكره ورغبة ورهبة معقدة أين منها تحليلات عبقري النفس سيغموند فرويد! ينقل الزميل رئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط» غسان شربل في مقالة له عن الطبيب الجراح الإيراني المأزوم، التالي، هذه الحكاية بوقت سابق قبل حلول اللحظة الترمبية، قال: «ذات يوم قال وزير الخارجية الإيراني السابق منوشهر متقى كلاماً مهماً للرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، قال له: قل لصديقك السفير الأميركي زلماي خليل زاده ماذا يريد الأميركيون منا؟ أيدنا تحرير العراق من صدام حسين، وأيدنا مجلس الحكم وانتخاب رئيس الجمهورية، وأيدنا هذا الوضع الجديد الذي أقامه الأميركيون في العراق، لا يوجد شيء عمله الأميركيون ولم نؤيده، فقل لصديقك ماذا يريدون منا أكثر». ماذا نقول؟ عسى أن ينجح الرئيس الأميركي، دونالد ترمب في مسعاه ضد «سلوك النظام الإيراني الحاكم»، سيكون هذا خيراً لنا وللشعب الإيراني وللعالم أجمع.

 

إيران بين طبيعة نظامها وشروط بقائه

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/26 أيلول/18

لا يمكن فصل سلوك النظام الإيراني عن طبيعته، باعتبار أن الأخيرة أمّنت غطاء عقائدياً وسياسياً للسلوك الجيوسياسي الذي تمارسه طهران منذ عقود، وأتاح لها التدخل في شؤون جيرانها الذي تحول إلى سلوك توسعي وصل إلى ذروته في السنوات العشر الأخيرة؛ حيث تمكنت طهران من مصادرة القرار السياسي لأربع عواصم عربية، وعملت على ترسيخ وجودها على سواحل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وذلك تطبيقاً لضروريات طموحاتها الإمبراطورية، ولم يعد ممكناً فك الارتباط ما بين طموحاتها الإمبراطورية وطبيعة نظامها القائمة على مبادئ التوسع المستمر، باعتبار أن توسعها الخارجي يشكل جوهر النظام الذي يستمد منه شرعيته في الداخل.

وقد تمكن النظام منذ تأسيسه في الحفاظ على هذه المعادلة المترابطة التي انطلقت من طبيعته القائدية التي فسحت المجال لسلوك توسعي، وتبلورت من خلالها طموحات إمبراطورية، ونجحت طهران في الإفلات من الضغوط الغربية؛ خصوصاً الأميركية، نتيجة لعاملين، هما: «موقعها الجغرافي وانتماؤها المذهبي»، وقد استخدمتهما كفكي كماشة ضغطت من خلالهما على أغلب محاولات الحد من نفوذها الإقليمي، كما استفادت من مجموعة الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن في منطقة الشرق الأوسط الكبير بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، وصولاً إلى الاتفاق النووي الذي وقعته إدارة باراك أوباما معها، من دون وضع قيود على نفوذها الخارجي، ما فسح المجال أمامها لاندفاعة توسعية أدت نتائجها إلى زعزعة استقرار دول المنطقة.

حتى خروج الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي، كانت طهران مصرّة على أن تحجيم دورها أو تراجع نفوذها أصبحا من الماضي، وواصلت تنفيذ خططها التوسعية في منطقة تعج بمتغيرات عميقة، ورغم ذلك اعتقدت أنها بمنأى عن تداعياتها الخطيرة، مستفيدة من قرار باراك أوباما بالانكفاء، ومراهنة على أن أي إدارة أميركية جديدة لن تتمكن من إعادة ملء الفراغ الذي خلفته وراءها الإدارة السابقة، واستثمرت في الحاضنة الأوروبية التي نسجت معها علاقات قامت على تبادل المنافع السياسية والاقتصادية، فغض المجتمع الدولي الطرف عن سلوكها التوسعي الذي أدى إلى تخريب العملية السياسية في العراق، وإخضاع لبنان لهيمنتها الكاملة، وتدمير سوريا وتهجير شعبها، واحتلت الميليشيات الحوثية العاصمة اليمنية صنعاء، ما استدعى رداً سعودياً خليجياً سريعاً؛ عبر عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، من أجل وضع حد لمشروعها التوسعي الذي بات يصطدم الآن بشروط البيت الأبيض، الذي على ما يبدو أنه اتخذ قرار المواجهة المباشرة مع طهران، لأول مرة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية سنة 1979؛ مستفيداً من عوامل داخلية كثيرة، أبرزها انعكاس العقوبات الاقتصادية التي أعيد فرضها على الداخل الإيراني، والقلق من تداعيات ما بعد 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما كشف الهجوم المسلح في الأحواز عن هشاشة المنظومة الأمنية، التي لن يكون سهلاً عليها ضبط حدود شبه مفتوحة، من تركمانستان مروراً بأفغانستان وصولاً إلى باكستان؛ حيث تنتشر الجماعات المتطرفة والمنظمات الانفصالية التي يصعب ضبطها، ما يرجح قيام النظام بعملية قمع شديدة في الأقاليم الحدودية.  لقد كشف هجوم الأحواز أن إيران ليست بمنأى عن أعمال العنف التي تجري في جوارها؛ خصوصاً أن التمييز العرقي والديني الذي تمارسه ضد الشعوب غير الفارسية تحول إلى أرض خصبة لدعاة العنف المسلح.

مما لا شك فيه أن الثغرات الاستراتيجية في الاتفاق النووي السابق، سمحت لطهران بالحفاظ على سلوكها؛ لكنها الآن تواجه مجموعة شروط وضعتها إدارة البيت الأبيض، تتجاوز الموقف من سلوكها، وتطال البحث في طبيعة نظامها، الأمر الذي يفتح السجال حول كيفية بقائه، بعدما كشف المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإيرانية براين هوك، عن أن بلاده تسعى إلى توقيع معاهدة مع طهران تشمل برنامجيها النووي والباليستي، استناداً إلى الشروط الـ12 التي وضعها وزير الخارجية الأميركي بومبيو، شهر مايو (أيار) المنصرم.

فبالنسبة للمشرعين الأميركيين فإن المعاهدة التي تخضع لشروط الكونغرس تختلف عن الاتفاقية التي تقرها رئاسة الدولة، وهي معاهدة طويلة الأمد لا تخضع للمزاج السياسي للمقيم في البيت الأبيض، وعليه فإن إيران باتت أمام حقل ألغام تشريعي في واشنطن، يخضع إلى شروط كثير من اللوبيات ومراكز القوة التي تؤثر على قرارات أعضاء الكونغرس، ما يجعل طهران مكشوفة ومطالبة بتقديم تنازلات حقيقية، ليس فقط في الملف النووي أو البرنامج الباليستي؛ بل إن المعاهدة ستطال حتماً سلوكها التوسعي الذي سيكون أول ضحايا المعاهدة، ما سيؤدي إلى الإضرار مباشرة بطبيعة النظام الذي سيفقد أحد أهم الذرائع التي تبرر بقاءه.

 

الإصلاح في ظل الفوضى والتوغل الإيراني

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/26 أيلول/18

التيارات الإصلاحية في العالم العربي عادة تقع بين مطرقة نوعين من الراديكاليين: الأول، على اليمين بأنواعه المختلفة المحافظة والفاشية الدينية، الذي لا يريد تغييراً في الأمر الواقع إلا إذا كان يأخذ المجتمع كله إلى الخلف، فليس له في التقدم نصيب، ولا يهمه كثيراً أو قليلاً ما يجري في العالم وينقله من تاريخ إلى آخر. والآخر، على اليسار الذي يريد تغييرات عميقة وجذرية حتى لو أدى ذلك إلى انكسارات وانقسامات في الدولة المراد تغييرها تحت راية الثورة التي سرعان ما تتحول إلى حالة من الفوضى الدائمة.

المدهش، أن كليهما على اليمين واليسار تحالفا معاً في الهجمة الكبيرة التي جرت على الدولة العربية في مطلع هذا العقد تحت ما سُمي الربيع العربي. فكان اليسار من الاشتراكيين والليبراليين هو الذي بدأ عملية «الثورة» في الميادين، لكنه سرعان ما سلم القضية كلها، إما إلى جماعة الإخوان، أو إلى واحدة من تفريعاتها من أول «القاعدة» إلى «داعش». كان لدى كلٍ منهما سبب لمعاداة الدولة العربية القائمة، إما لولاء لأفكار «حقوق الإنسان العالمية»، أو لفكرة «الخلافة»؛ وكلاهما يعبر الدولة الوطنية إلى ما وراء البحار والمحيطات. كان الإصلاحيون العرب في الوقت ذاته يبحثون عن طريق للتغيير والخروج من الجمود، لكن مع المحافظة على الدولة في الوقت ذاته، التي من دونها لا تغيير ولا بناء.

العقد الأول من القرن الواحد والعشرين شهد الكثير من المحاولات الإصلاحية في العالم العربي، واحدة منها تولدت في عام 2004 تحت اسم «مبادرة الإصلاح العربي» التي شكلت رابطة بين مراكز البحوث السياسية العربية، وأخرى تبنتها «مكتبة الإسكندرية» ضمت مجموعة كبيرة من المفكرين من معظم البلدان العربية. في هذه التجمعات التي تعددت في عواصم عربية أخرى كان هناك تياران للإصلاح: أولهما كان يرى عملية الإصلاح باعتبارها عملية تاريخية ومجتمعية تشمل أبعاداً اقتصادية واجتماعية وثقافية لإعداد الدولة للتقدم لا يوجد فيها لا اختصار للزمن ولا حرق للمراحل. والآخر كانت له «أجندة سياسية» قوامها إحداث تغيير «ديمقراطي» ينبع من الوطن. كان النصف الأول من العقد الأول من القرن الحالي قد شاهد عملية غزو العراق، وتغيير نظام الحكم فيه، والضغط على كل الدول العربية تقريباً بحثاً عما سُمي وقتها «الفوضى الخلاقة» التي كانت تعني ثورة على الأوضاع القائمة ربما تحدث قدراً من الفوضى، لكنها في النهاية سوف تؤدي إلى التغيير والتقدم. ما حدث فعلياً في الواقع كان أمراً مختلفاً، فقد أدى إلى استيلاء التيار المحافظ الفاشي على عملية التغيير من ناحية، وانجرفت دول إلى الحرب الأهلية من ناحية أخرى. وأصبحت واحدة من هذه المبادرات تدار من باريس، وبقيت القيادة فيها لا تتغير منذ عام 2005 حتى الآن، وعندما شاركت في الثورة السورية انتهى الحال بسوريا إلى ما نعرفه الآن!

في الوقت الراهن، بدأ التيار الإصلاحي الشامل يأخذ طريقه في عدد من الدول العربية ليس بطريقة متماثلة أو وفق منهج وآيديولوجية واحدة، وإنما حسب الإطار التاريخي الخاص بكل دولة عربية على حدة. وسواء كان الأمر في السعودية وفي جانبها دول الخليج العربية أو مصر أو الأردن أو المغرب أو تونس، فإن السنوات الماضية شهدت عمليات واسعة للإصلاح اختلفت خصائصها من بلد إلى آخر، لكن جميعها جعل نقطة الانطلاق الأولى هي إجراء تغييرات اقتصادية جذرية تجعل الدولة العربية تقترب من نماذج الدول النامية التي تقدمت عبر العقود الأربعة الماضية. هذه التغييرات أخذت مسارين: أولهما، تحريك الاقتصاد من خلال عمليات استثمار واسعة النطاق بعضها في البنية الأساسية، وبعضها الآخر في بناء المدن الجديدة، وبعضها الثالث في تحديث البنية الصناعية والتكنولوجية في البلاد في اتجاه البحر، وبخاصة في مصر والسعودية. والآخر، التحديث الكبير في البنية الفوقية للاقتصاد من أول قوانين تشجيع الاستثمار وحتى تعويم العملة، كما حدث في مصر. نقطة الانطلاق الثانية كانت أن التطوير لا يخص الحجر فقط وإنما البشر أيضاً، ومن ثم فإن مجالات التعليم والصحة والثقافة بات لها أهمية قصوى، وفي السعودية بدأت خطوات واسعة لبناء الدولة الوطنية من خلال رفع الغطاء عن التاريخ السعودي وعراقته الحضارية. نقطة الانطلاق الثالثة هي أن الدولة لا تدير الاقتصاد والمجتمع من زاوية إدارة الفقر، وإنما من خلال إدارة الثروة والموهبة والمهارة والعودة إلى قيم الاعتدال والتسامح ومقاومة التعصب والتطرف الإرهاب. لم يكن ما حدث خلال السنوات القليلة الماضية بعملية سهلة، وبخاصة أنها جرت بينما الإقليم يعيش فترة الفوضى والحروب الأهلية والتوغل الإيراني والطمع التركي والإسرائيلي؛ كما أنها جرت بثمن غير قليل. لم تكن التجربة ناعمة، بل كان فيها الكثير من المصاعب التي واجهتها معظم دول العالم التي عزمت على تعزيز الدولة الوطنية، التي وصفها أحد من قام بها في شرق أوروبا بأنها أشبه بالعملية الجراحية التي تحدث من دون تخدير. وبالتأكيد، فإن جماعة الإخوان ومن ساندها كانوا مستعدين لاستغلال المرحلة وما فيها من تضخم ومصاعب، ومع ذلك فإن الإدراك الوطني بطبيعة المرحلة جعل الإصلاح ممكناً سواء ارتفعت أسعار النفط أو انخفضت في الحالة السعودية، أو ارتفاع التضخم كما حدث في الحالة المصرية. النتيجة في النهاية كانت أن الدول العربية التي اختارت الإصلاح بمعناه الشامل بدأت في وضع أقدامها على أول طريق القرن الواحد والعشرين ومساراته التكنولوجية والصناعية والعلمية. «الشمول» في هذا المنهج الإصلاحي لم يكن يأخذ المعاني التي تطالب بها المؤسسات الغربية وتجعل احتواء «الإخوان» ضرورة لسلامة النظام السياسي والاقتصادي، وفي النهاية تؤدي إلى تفكك الدولة، وإنما أن يكون الشمول شاملاً للجماعات الاجتماعية والدينية كافة من ناحية، والمناطق الجغرافية وسكانها من ناحية أخرى. فالسعودية بشكل متزايد تتجه نحو البحر الأحمر ليس فقط من خلال مشروع مدينة «نيوم»، وإنما من خلال التوسعات الاقتصادية التي تشمل الساحل الغربي للمملكة. وفي مصر، فإن التوجه من «النهر إلى البحر» جعل عمليات التنمية تشمل ساحل البحر الأحمر وسيناء والساحل الشمالي كله من طابا إلى السلوم. وفي الحالتين، السعودية والمصرية، فإن التنمية تسمح بمزيد من الاختراق الجغرافي للدولة، واستكشاف ثروات طائلة لم يسبق اكتشافها.

الثابت في كل الأحوال أن ما حدث الآن مقلق لأطراف كثيرة، بعضها فشل في أن يكون له موطئ في داخل الدولة العربية الإصلاحية، وبعضها الآخر الذي كان ينصح دوماً بالإصلاح نجده الآن لا يرى فيما يجري ما يعجب طالما أنه لا يشمل هؤلاء الذين يريدون تدمير الدولة في المقام الأول. والثابت أيضاً هو أن عملية الإصلاح لا تسير دوماً في مسار خطي لأن الظروف الدولية والإقليمية تتغير؛ ولذلك تحتاج إلى مراجعة مستمرة واستكمال لما يجب أن يستكمل.

 

من له مصلحة في كارثة الطائرة الروسية غرب سوريا؟

فيتالي نعومكين/الشرق الأوسط/26 أيلول/18

كارثة طائرة «إيل 20»، التي كان على متنها 15 عسكرياً روسياً في أجواء سوريا، غرب ساحلها، يمكن أن تؤدي إلى أزمة حادة في العلاقات بين روسيا وإسرائيل. وزارة الدفاع الروسية، بعد كشف كل ملابسات المأساة، حملت إسرائيل كامل المسؤولية: المقاتلة الإسرائيلية استخدمت عن عمد الطائرة الروسية كغطاء لها. بدورها، إسرائيل نفت كل هذا، ووجهت الاتهام إلى السوريين. أود الإشارة هنا إلى أن ردة الفعل الأولى للرئيس فلاديمير بوتين في شأن هذه المأساة كانت حذرة، حيث تحدث عن «سلسلة مصادفات مأساوية»، مؤكداً في الوقت نفسه ضرورة تعزيز أمن القوات الروسية في سوريا. تقييم وزارة الدفاع المنسق مع الرئيس بوتين كان منذ البداية أكثر حدة؛ اتضح أن العسكريين الإسرائيليين بلغوا روسيا عن غارة طائراتهم قبل دقيقة واحدة فقط من تنفيذها، مما لم يفسح المجال لإبعاد الطائرة الروسية إلى منطقة آمنة. عدا ذلك، فإن المناوب في القوات الجوية الإسرائيلية (ضابطة برتبة عقيد) ضللت شركاءها الروس بقولها إن الضربة ستوجه إلى أهداف شمال سوريا، بيد أن الضربات وجهت إلى أهداف في غرب سوريا، بالقرب من مدينة اللاذقية، أي في منطقة تمركز القوات الجوية الفضائية الروسية، لكن الرد من قبل المناوبة الإسرائيلية على الطلب الروسي، الذي وجه فور وقوع كارثة الطائرة، لم يأتِ إلا بعد مرور 50 دقيقة. المحللون في حيرة من أمرهم لمعرفة سبب هذا التصرف غير الصديق من قبل الطيارين الإسرائيليين (وغباء قصر النظر، إذا أخذت بعين الاعتبار مصلحة إسرائيل في التعاون مع روسيا)! هل عملوا وفقاً لأمر من الأعلى أم بمبادرة شخصية؟ هل ما حصل هو استفزاز تم التحضير له خصيصاً لزرع الفتنة بين موسكو وتل أبيب أم أن كل شيء يمكن شرحه ببساطة: العسكريون الإسرائيليون لا يأخذون نهائياً مصالح روسيا بالحسبان؟

لقد تراكم منذ فترة طويلة لدى العسكريين الروس استياء من الخروق التي تقوم بها إسرائيل لسيادة سوريا عبر الغارات الجوية على أراضي هذه الدولة، حتى لو صرفنا النظر عن مسألة شرعية أو عدم شرعية أعمالهم؛ لماذا كان يجب التخطيط لتوجيه ضربة لموقع صناعي في هذه الدولة، مع أن هذا الهدف لم يكن ليغير مكانه بين لحظة وأخرى في الوقت نفسه الذي وجدت به الطائرة الروسية في الجو، بالإضافة إلى أنها بطيئة في السرعة والمناورة؟ (وهنا أود الإشارة إلى أن الإسرائيليين يوجهون الضربات إلى المواقع الصناعية في سوريا، مؤكدين أن الإيرانيين يستخدمونها لتطوير الصواريخ، ويحاولون استخدام الروس كدروع بشرية، كما يزعم الإسرائيليون).

ليس هناك ما يثير الدهشة في أن هذه الأحداث استدعت ردة فعل حادة في أوساط المجتمع الروسي، حيث اعتبرت تصرفات الشركاء الإسرائيليين غير مهنية، أو إهمالاً إجرامياً، أو غدراً. تصريحات الشخصيات الرسمية الروسية، والمحللين الروس، حملت استياءً كبيراً من إسرائيل (التي عبثاً بدأت بتوجيه الاتهامات لهم بالكراهية لليهودية، حيث إن عدداً كبيراً منهم عمل الكثير من أجل تطوير العلاقات مع إسرائيل، واجتثاث معاداة السامية)، التي كما يؤكدون مدينة بالكثير لروسيا.

فقد لعب الاتحاد السوفياتي منذ بداية تأسيس دولة إسرائيل في عام 1947 دوراً أساسياً في اتخاذ الأمم المتحدة قراراً بتشكيل دولتين ديمقراطيتين مستقلتين في فلسطين: دولة عربية، ودولة يهودية. وأذكر بأن أندريه غروميكو، الممثل الدائم للاتحاد السوفياتي في الأمم المتحدة حينها، الذي من ثم أصبح وزيراً للخارجية، خلال كلمته في الجلسة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال: «يشير ممثلو الدول العربية إلى أن تقسيم فلسطين يعتبر إجحافاً تاريخياً، لكن لا يمكن الاتفاق مع هذا الرأي، على الأقل لأن الشعب اليهودي كان له علاقة بفلسطين خلال مرحلة تاريخية طويلة الأمد».

ويتابع: «عانى الشعب اليهودي، نتيجة للحرب التي أشعلتها ألمانيا الهتلرية، أكثر من أي شعب آخر». وبالحديث عن «الدور التاريخي» لقرار تقسيم فلسطين، أكد غروميكو أن هذا القرار «سيلبي المطالب الشرعية للشعب اليهودي»، لكن لم تمضِ فترة طويلة حتى بات الاتحاد السوفياتي وإسرائيل خصمين، ولم تتعافَ العلاقات مع إسرائيل إلا في حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي. للأسف، لم يتسنَ إقامة دولة فلسطين المستقلة إلى هذه اللحظة، رغم أن روسيا تقوم بكل ما بوسعها للتوصل إلى ذلك. الموقف غير البناء لحكومة بنيامين نتنياهو، ونزعتها التوسعية، هو العائق الأساسي للوصول إلى هذا الهدف.

الناطق الرسمي لوزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، وجه خلال مؤتمر صحافي، جرى في 23 سبتمبر (أيلول)، انتقاداً لإسرائيل بسبب عدم التزامها بالاتفاقية الروسية - الإسرائيلية بشأن تجنب وقوع حوادث تصادم في الجو (deconflicting)، حتى أنه استطرد مثالاً على التزام العسكريين الأميركيين الصارم باتفاقية مشابهة مع روسيا. ما أدهش أيضاً أن اللواء كوناشينكوف وضع في الكفة المقابلة للإسرائيليين، الذين لم يساندوا نظام العقوبات ضد روسيا، ويحترمون المحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية، من الذين جاءوا إلى إسرائيل، ويتعاونون مع موسكو بشكل وثيق، وضع الأميركيين بالذات، حيث علاقات موسكو معهم على أقل تقدير غير ودية. وبحسب معلومات وزارة الدفاع، وجهت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 200 ضربة إلى أهداف في سوريا، لكن الإسرائيليين أنذروا العسكريين الروس قبل لحظات قليلة فقط من توجيه الضربات في 25 حالة فقط، ولم يتفاعلوا مع الملاحظات الموجه إليهم. ويبقى من الواضح أن الجهة الروسية لا تنوي تحمل هذا الوضع بعد الآن.

يتذكرون أيضاً في موسكو اليوم كيف توجهت إسرائيل في عام 2010 إليها بطلب لإيقاف توريد منظومات «إس 300»، بعد أن كانت تنوي موسكو البدء في تنفيذ عقد موقع مع دمشق بقيمة 400 مليون دولار أميركي على توريد هذه المنظومات، بحجة أن هذه المنظومات باستطاعتها تغطية كامل المجال الجوي الإسرائيلي. وفي هذه الحالة، أخذت موسكو بالحسبان قلق تل أبيب، وامتنعت عن تنفيذ العقد، وأعادت الأموال التي دفعت.

ويتذكر الدبلوماسيون ما جرى في عام 2016، قرب انتهاء ولاية باراك أوباما الرئاسية، كيف قررت الإدارة الأميركية اقتراح مشروع قرار على مجلس الأمن بشأن التسوية الفلسطينية - الإسرائيلية، وكيف بذل وزير الخارجية الأميركي جون كيري جهوداً حثيثة محاولاً إقناع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بمساندته. لكن حكومة نتنياهو التي رأت أن خطة أوباما غير مقبولة توجهت إلى القيادة الروسية بطلب لرفضه، وعدم السماح باتخاذ هذا القرار. والقيادة الروسية دعمت هذا الطلب، خصوصاً أن الفلسطينيين كانوا ينظرون بانتقاد إلى المبادرة الأميركية الجديدة. رأوا في موسكو أن مشروع أوباما يضع «معايير مصطنعة» للتوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتنازعة، وأن كل هذه المشكلات يجب حلها في إطار عملية مفاوضات مفتوحة، على أساس مبادئ الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن. وعلى هذا الأساس، لم يتم اعتماد هذا المشروع.

هناك أمثلة في يومنا الحاضر لا تقل عن سابقاتها دهشة. فلقد تجاوبت روسيا، خلال فترة احتدام المعارك في حلب، مع طلب إسرائيل إعادة بناء الكنيس المدمر هناك، وكذلك البحث عن رفات لضحايا إسرائيليين سقطوا في السابق، حيث اضطرت روسيا للمخاطرة بعملية أصيب خلالها عسكري روسي على يد إرهابيي «داعش». عمل آخر يمثل خطوة مثيرة للإعجاب، حين تم تسليم نتنياهو، بطلب منه ومن قيادة القوات المسلحة الإسرائيلية، في 8 يونيو (حزيران) 2016، دبابة إسرائيلية «ماغاش - 3» كان محتفظ بها في موسكو، وهي من بين 4 دبابات غنمها الجيش السوري من كتيبة الدبابات 734 خلال معركة السلطان يعقوب، إبان حرب لبنان في 11 يونيو 1982.

ومنذ فترة قريبة جداً، اتفقت روسيا وإسرائيل على أن وحدات الشرطة العسكرية الروسية ستضمن أمن قوات حفظ السلام الأممية التي عادت بعد غياب دام 6 سنوات إلى منطقة فض الاشتباك بين الجيش الإسرائيلي والجيش السوري في الجولان. موسكو لبت رغبة إسرائيل، وتوصلت إلى إبعاد الفصائل الموالية لإيران لمسافة تتراوح بين 85 كلم و140 كلم عن الحدود مع إسرائيل، في الجنوب الغربي السوري. ليس من الصعب تخيل كم كلف هذا العمل من جهود جمة للمفاوضين الروس. «ناكرو الجميل» هي الصفة الأكثر انتشاراً في هذه الأيام التي يستخدمها الروس في وصف شركائهم الإسرائيليين. ينظر الخبراء في سيناريوهات مختلفة لتطور الوضع في العلاقات بين الدولتين، منها تفاؤلية وأخرى تشاؤمية، لكنني واثق من أنه لن يقوم أي من الطرفين بخطوات متهورة، مثمنين بذلك النجاحات التي تم التوصل إليها من خلال تعاونهما ذي المنفعة المتبادلة، إلى جانب مصلحتها في الحفاظ على هذا التعاون. فتنوي موسكو، التي تقف على مسافة واحدة، أو بالأحرى تقترب بالمسافة نفسها في موقفها من أطراف النزاع الشرق أوسطي، مواصلة دورها كوسيط. ويطرح في روسيا سؤال: من له مصلحة في كارثة الطائرة الروسية في الأجواء السورية؟ من الواضح أنها ليست في مصلحة الروس ولا الإسرائيليين، وبالتأكيد ليست من مصلحة العرب. في اللحظة نفسها التي أنهيت فيها كتابة هذه المقالة، يوم الاثنين 24 سبتمبر، جاء قرار وزارة الدفاع الروسية بشأن تسليم دمشق منظومة «إس - 300» الصاروخية خلال أسبوعين. هذه المنظومة قادرة على رصد وإصابة الأهداف على مسافة تزيد على 250 كلم. عدا ذلك، فإن مراكز التحكم لقوات الدفاع الجوي السورية سيتم تزويدها بأنظمة تحكم أوتوماتيكية متطورة، مما سيسمح بالتعرف على الطائرات الروسية. وسيتم كذلك التشويش في أجواء المياه الإقليمية السورية فوق البحر المتوسط على رادارات الطائرات الحربية التي تهاجم مواقع داخل الأراضي السورية. يبدو لي لو أن إسرائيل تفاعلت مع الحادث مباشرة بتصريح يؤكد أنها تضمن وقف أي غارات على الأراضي السورية (عدا الحالات الاستثنائية الناتجة عن تعرضها لهجوم)، لكان بإمكانها منع مثل هذا التطور للوضع غير المرغوب به بالنسبة لها. على كل حال، روسيا هي دولة ذات سيادة، ولها الحق في اتخاذ القرارات التي ترى أنها تتسق مع مصالحها الأمنية وأمن مواطنيها.

* خاص لـ«الشرق الأوسط»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون من الامم المتحدة: نرفض قطعا أي مشروع توطين سواء لنازح أو للاجئ وكل مماطلة أو مقايضة في هذا الملف الكياني أو ربطه بحل سياسي

الأربعاء 26 أيلول 2018 /وطنية - شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على "ضرورة قيام مشروع اصلاحي للامم المتحدة، لكي تكون قيادة عالمية وذات أهمية لجميع الناس، يلحظ توسيع مجلس الأمن ورفع عدد الدول الأعضاء واعتماد نظام أكثر شفافية وديموقراطية وتوازنا"، معتبرا انه "من الأهمية بمكان أن تكون الجمعية العامة أكثر تعبيرا عن التوجه الفعلي للمجتمع الدولي". ورأى الرئيس عون ان الامم المتحدة "مدعوة ايضا الى تعزيز حماية حقوق الانسان في العالم"، لافتا الى ان "لبنان يؤكد أن النظرة إلى هذا الموضوع هي نظرة إلى حرية الفرد في المجتمع، وكل اعتداء على حقوق الإنسان اليوم، في أي بلد من البلدان، إنما يؤسس لنزاعات الغد".

واوضح رئيس الجمهورية ان "ازمات الجوار لا تزال تضغط على لبنان الذي يتلمس طريقه للنهوض من الازمات المتلاحقة التي عصفت به"، مشددا على ان "الأعداد الضخمة من النازحين وتداعياتها على المجتمع اللبناني، تجعل الاستمرار في تحمل هذا العبء غير ممكن، خصوصا أن الجزء الأكبر من الأراضي السورية أصبح آمنا"، معيدا التذكير بمطالبته بالعودة الآمنة لهم في كلمته من على منبر الامم المتحدة العام الماضي وتمييزه بينها وبين العودة الطوعية.

واظهر الرئيس عون الخارطة الصادرة في العام 2014 عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون النازحين، وقد رفعها عاليا خلال القاء كلمته، والتي تبين تطور أعداد النازحين المسجلين من 25 الفا في العام 2012 الى أكثر من مليون في العام 2014، لافتا الى ان "الامم المتحدة توقفت في العام 2014 عن احصاء النازحين، وبعد ذلك التاريخ، تابع الامن العام اللبناني الاحصاءات التي دلت على ان الاعداد تجاوزت منذ ذلك الحين، وحتى اليوم المليون ونصف المليون نازح"، مجددا تأكيد "موقف لبنان الساعي لتثبيت حق العودة الكريمة والآمنة والمستدامة للنازحين الى أرضهم، والرافض كل مماطلة أو مقايضة في هذا الملف الكياني، أو ربطه بحل سياسي غير معلوم متى سيأتي، والرافض قطعا لأي مشروع توطين، سواء لنازح أو للاجئ"، مرحبا بأي مبادرة تسعى لحل مسألة النزوح على غرار المبادرة الروسية.

واعتبر رئيس الجمهورية ان "المقاربات السياسية الدولية لمنطقة الشرق الأوسط لا زالت تفتقر الى العدالة، وفيها الصيف والشتاء تحت سقف واحد، ما يجعل مفهوم الديموقراطية في الدول التي تعتبر رائدة فيها موضع شك لدى شعوبنا". ورأى ان "القضية الفلسطينية هي خير تجسيد لهذه الصورة"، مشيرا الى ان "العالم صوت مؤخرا في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة، ضد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وعلى الرغم من نتائج التصويتين اللذين عكسا إرادة المجتمع الدولي، تم نقل بعض السفارات اليها"، مشددا على ان "قانون القومية اليهودية لدولة اسرائيل التهجيري القائم على رفض الآخر، يعلن صراحة ضرب كل مساعي السلام ومشروع الدولتين".

وعن حجب المساعدات عن وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا"، سأل الرئيس عون: "هل انتهت معاناتهم لينتهي دور الأونروا، أم أن الهدف من تعطيل دورها هو التمهيد لإسقاط صفة اللاجئ ودمجه في الدول المضيفة لمحو الهوية الفلسطينية وفرض التوطين؟". وشدد على "الحاجة الى الحوار والى انشاء مؤسسات ثقافية دولية متخصصة بنشر ثقافة الحوار والسلام، بعدما عجزت الامم المتحدة وقبلها عصبة الامم عن منع الحروب وتحقيق السلام"، لافتا الى ان "لبنان بمجتمعه التعددي، يعتبر نموذجيا لتأسيس اكاديمية دولية لنشر هذه القيم"، داعيا الى ان تتجسد المبادرة التي اطلقها العام الماضي بجعل لبنان مركزا دوليا لحوار الاديان والثقافات والاعراق اليوم ب"اتفاقية متعددة الاطراف لانشاء هذه الاكاديمية فيه، تكون مشروعا دوليا للتلاقي والحوار وتعزيز روح التعايش بما يتماشى مع اهداف المنظمة الدولية".

نص كلمة الرئيس عون

وجاء في نص كلمة الرئيس عون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها ال73 : "معالي السيدة ماريا فرناندا اسبينوسا غارسيس رئيسة الجمعية العامة، سعادة ألامين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريس، السادة رؤساء الدول والحكومات، السيدات والسادة.

بداية أهنئكم حضرة الرئيسة على توليكم رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين وأتمنى لكم التوفيق في هذه المهمة. كما أتوجه بالشكر لمعالي السيد ميروسلاف لاتشاك على الجهود التي بذلها في إدارة الدورة السابقة. وأحيي أيضا سعادة الأمين العام السيد غوتيريس على جهوده، خصوصا مشروعه الإصلاحي على رأس المنظمة الدولية. السيدة الرئيسة، لقد اقترحتم موضوع المناقشة العامة "جعل الأمم المتحدة ذات أهمية لجميع الناس: قيادة عالمية ومسؤوليات مشتركة من أجل مجتمعات سلمية ومنصفة ومستدامة"، وهو اقتراح جدير بالتقدير لأنه يعني أن الأمم المتحدة تدرك أن واقعها اليوم يستوجب تطويرا جديا للدور المستقبلي المأمول منها. فالأمم المتحدة، ووفقا لمقاصدها والأسس التي قامت عليها، يجب أن تكون الضمير العالمي الذي يحفظ التوازن ويمنع الاعتداء ويحقق العدالة ويحمي السلام. بينما، نجد أنه في مفاصل عدة تعذر على مجلس الأمن إقرار قرارات محقة، وأحيانا مصيرية لشعب ما، بسبب حق النقض، أو ان بعض الدول تتمنع عن تنفيذ قرارات لا تناسبها، حتى لو كانت لها صفة الإلزامية والفورية، وذلك من دون أي مساءلة أو محاسبة.

وإليكم بعض أمثلة من صميم معاناة منطقتنا: إن القرار 425، الصادر في العام 1978 عن مجلس الأمن، والذي دعا اسرائيل، وبشكل فوري، الى سحب قواتها من جميع الاراضي اللبنانية لم ينفذ الا بعد 22 عاما وتحت ضغط مقاومة الشعب اللبناني.

في المقابل، نجد القرار 181 الصادر عن الجمعية العامة في العام 1947، والذي قضى بتقسيم فلسطين، اتخذ طابع الالزامية على الرغم من أنه ليس ملزما، ونفذ فورا. بينما القرار 194، الصادر ايضا عن الجمعية العامة في العام 1948 والذي يدعو إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم في أقرب وقت ممكن، بقي حبرا على ورق طوال سبعين عاما. وفي السياق يأتي حق النقض أو حق الاعتراض، وهو لا شك له اعتبارات عدة وأسباب موجبة في أساسه، ولكن نتائجه أثرت سلبا على الكثير من الدول والشعوب وخصوصا في منطقتنا وحجبت عنها حقوقا بديهية.

لذلك، ولكي تكون الأمم المتحدة "قيادة عالمية - وذات أهمية لجميع الناس، لا بد من مشروع إصلاحي يلحظ توسيع مجلس الأمن ورفع عدد الدول الأعضاء واعتماد نظام أكثر شفافية وديموقراطية وتوازنا. ومن ناحية أخرى من الأهمية بمكان أن تكون الجمعية العامة أكثر تعبيرا عن التوجه الفعلي للمجتمع الدولي.

إن الأمم المتحدة مدعوة أيضا إلى تعزيز حماية حقوق الإنسان في العالم. ولبنان الذي ساهم مساهمة بارزة في وضع "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، والذي التزم به صراحة في مقدمة دستوره، يؤكد أن النظرة إلى هذا الموضوع هي نظرة إلى حرية الفرد في المجتمع، وكل اعتداء على حقوق الإنسان اليوم، في أي بلد من البلدان، إنما يؤسس لنزاعات الغد. ونشير هنا الى أن لبنان يمضي بخطوات ثابتة في مجال تعزيز حقوق الانسان على المستويين التشريعي والتنفيذي، وقد سبق للبرلمان اللبناني أن أقر قانون إنشاء الهيئة الوطنية لحقوق الانسان ومن ضمنها لجنة للتحقيق في استخدام التعذيب وسوء المعاملة. وفي سياق متصل نحن على مشارف الانتهاء من وضع خطة عمل وطنية متعلقة بتنفيذ القرار 1325 الصادر عن مجلس الأمن والذي دعا الدول الأعضاء الى وضع خطط عمل بهدف تمكين المرأة من المشاركة في عمليات اتخاذ القرارات والتفاوض والتصدي للنزاعات. وقد تضمنت خطة العمل اللبنانية ضمان مشاركة المرأة في صنع القرار على كل المستويات وتفعيل دورها في الوقاية من النزاعات وإقرار القوانين لمنع التمييز ضد النساء ولحمايتهن من العنف والاستغلال.

السيدة الرئيسة، أيها الحضور الكريم، نحن في لبنان نتلمس طريقنا للنهوض من الأزمات المتلاحقة التي عصفت بنا على مختلف الصعد؛ أمنيا، تمكن لبنان من تثبيت أمنه واستقراره بعد أن قضى على تجمعات الإرهابيين في الجرود الشرقية والشمالية وفكك خلاياهم النائمة.

سياسيا، أجرى انتخاباته النيابية وفق قانون يعتمد النسبية للمرة الأولى في تاريخه مما انتج تمثيلا أكثر عدالة لجميع مكونات المجتمع اللبناني. وهو اليوم على طريق تشكيل حكومة تبعا لنتائج هذه الانتخابات.

اقتصاديا، وضعت الخطوط العريضة لخطة اقتصادية لتحقيق النهوض، تأخذ بعين الاعتبار مقررات مؤتمر "سيدر"، ركائزها تفعيل القطاعات الانتاجية، وتحديث البنية التحتية، وردم الهوة بين الإيرادات والإنفاق في الميزانية. ولكن، أزمات الجوار لا تزال تضغط علينا بثقلها وبنتائجها؛ فمع بدء الأحداث في سوريا بدأت موجات النزوح هربا من جحيم الحرب، تتدفق الى لبنان، وقد حاول قدر إمكاناته تأمين مقومات العيش الكريم للنازحين. ولكن الأعداد الضخمة وتداعياتها على المجتمع اللبناني من نواح عدة، أمنيا، بارتفاع معدل الجريمة بنسبة تخطت 30%، واقتصاديا بارتفاع معدل البطالة الى 21% ، وديموغرافيا بارتفاع الكثافة السكانية من 400 الى 600 في الكيلومتر المربع الواحد، مضافة الى محدودية إمكاناتنا، وندرة المساعدات الدولية للبنان، تجعل الاستمرار في تحمل هذا العبء غير ممكن، خصوصا أن الجزء الأكبر من الأراضي السورية أصبح آمنا. لذلك قلت بالعودة الآمنة في كلمتي من على هذا المنبر في العام الماضي، وميزت بينها وبين العودة الطوعية؛ فالسوريون الذين نزحوا الى لبنان ليسوا بلاجئين سياسيين، باستثناء قلة منهم، فمعظمهم نزح بسبب الأوضاع الأمنية في بلادهم أو لدوافع اقتصادية وهؤلاء هم الأكثرية..

وإليكم حضرة الرئيسة، والحضور الكريم هذه الخارطة الصادرة في العام 2014 عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون النازحين، UNHCR، تبين تطور أعداد النازحين المسجلين من 25 الفا في العام 2012 الى أكثر من مليون في العام 2014 أي خلال سنتين فقط، وهي خير ما يعبر عما أحاول شرحه لكم. واشير هنا الى ان الامم المتحدة قد توقفت في العام 2014 عن احصاء النازحين، وبعد ذلك التاريخ تابع الامن العام اللبناني الاحصاءات التي دلت على ان الاعداد قد تجاوزت منذ ذلك الحين وحتى اليوم المليون ونصف المليون نازح. وعليه، أعيد تأكيد موقف بلادي الساعي لتثبيت حق العودة الكريمة والآمنة والمستدامة للنازحين الى أرضهم، والرافض كل مماطلة أو مقايضة في هذا الملف الكياني، أو ربطه بحل سياسي غير معلوم متى سيأتي، والرافض قطعا لأي مشروع توطين، سواء لنازح أو للاجئ. وفي هذا السياق نسجل ترحيبنا بأي مبادرة تسعى لحل مسألة النزوح على غرار المبادرة الروسية. السيدة الرئيسة، أيها الحضور الكريم، من دروس التاريخ أن الظلم يولد الانفجار، وانتفاء العدالة والكيل بمكيالين يولدان شعورا بالنقمة ويغذيان كل نزعات التطرف وما تستولده من عنف وإرهاب. وللأسف فإن المقاربات السياسية الدولية لمنطقة الشرق الأوسط لا زالت تفتقر الى العدالة، وفيها الصيف والشتاء تحت سقف واحد، ما يجعل مفهوم الديمقراطية في الدول التي تُعتبر رائدة فيها موضع شك لدى شعوبنا. والقضية الفلسطينية هي خير تجسيد لهذه الصورة؛ فانعدام العدالة في معالجتها أشعل حروبا كثيرة في الشرق الأوسط وأوجد مقاومة لن تنتهي إلا بانتفاء الظلم وإحقاق الحق.

لقد صوت العالم مؤخرا، في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة، ضد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وعلى الرغم من نتائج التصويتين اللذين عكسا إرادة المجتمع الدولي. تم نقل بعض السفارات اليها. تلا ذلك إقرار قانون "القومية اليهودية لدولة اسرائيل"، هذا القانون التهجيري القائم على رفض الآخر، يعلن صراحة عن ضرب كل مساعي السلام ومشروع الدولتين. وكي يكتمل المشهد، أتى قرار حجب المساعدات عن مؤسسة الأونروا، التي، وبتعريفها الخاص، هي "وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى وتقديم المساعدة والحماية لهم الى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم". فهل انتهت معاناتهم لينتهي دور الأونروا أم أن الهدف من تعطيل دورها هو التمهيد لإسقاط صفة اللاجئ ودمجه في الدول المضيفة لمحو الهوية الفلسطينية وفرض التوطين؟!

سيدتي الرئيسة، السيدات والسادة، هناك شعب وجد نفسه بين ليلة وضحاها من دون هوية ومن دون وطن، بقرار ممن يفترض بهم ان يكونوا المدافعين عن الدول الضعيفة. فليتخيل كل منا، للحظة، ان قرارا دوليا، لا رأي له فيه، سلبه أرضه وهويته. وبينما هو يحاول التشبث بهما تتوالى عليه الضربات من كل جانب ليرفع يديه. هذه هي حال الشعب الفلسطيني اليوم، المشرد في كل أنحاء العالم، فهل نرضاها لأنفسنا ولشعوبنا؟ هل يقبل بها الضمير العالمي؟ هل هذا ما تنص عليه الشرائع والمواثيق الدولية؟ وما الذي يضمن أن لا تواجه الشعوب الصغيرة ومنها الشعب اللبناني، نفس المصير؟. بالتزامن، لا تزال الخروقات الإسرائيلية للقرار 1701 مستمرة، برا وبحرا وجوا على الرغم من التزام لبنان الكامل به. السيدة الرئيسة، أيها الحضور الكريم، يعاني عالمنا اليوم أزمة تطرف وتعصب، تتمظهر برفض الاخر المختلف، رفض ثقافته وديانته ولونه وحضارته، أي رفض وجوده بالمطلق. وهذه الأزمة مرشحة للتفاقم، ولم تعد أي دولة في منأى عنها، بكل ما تحمله من آثار مدمرة على المجتمعات والدول لأنها تفجرها من الداخل. لقد عجزت الأمم المتحدة، وقبلها عصبة الأمم، عن منع الحروب وتحقيق السلام وإحقاق الحق، خصوصا في منطقتنا، وأحد أهم الأسباب يعود الى عدم تكوين ثقافة عالمية للسلام تقوم على معرفة الآخر المختلف وممارسة العيش معا. من هنا، الحاجة ملحة الى الحوار، حوار الأديان والثقافات والأعراق، والى إنشاء مؤسسات ثقافية دولية متخصصة بنشر ثقافة الحوار والسلام. ولبنان، بمجتمعه التعددي الذي يعيش فيه المسيحيون والمسلمون معا ويتشاركون الحكم والإدارة، وبما يختزن من خبرات أبنائه المنتشرين في كل بقاع الأرض، وبما يشكل من عصارة حضارات وثقافات عاشها على مر العصور، يعتبر نموذجيا لتأسيس أكاديمية دولية لنشر هذه القيم، "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار".

لقد أطلقت من على هذا المنبر العام الماضي، مبادرة جعل لبنان مركزا دوليا لحوار الأديان والثقافات والأعراق، ونطمح أن تتجسد هذه المبادرة اليوم باتفاقية متعددة الأطراف لإنشاء الأكاديمية فيه، تكون مشروعا دوليا للتلاقي والحوار الدائم وتعزيز روح التعايش، بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة وسلوك الديبلوماسية الوقائية لتفادي النزاعات. السيدة الرئيسة، أيها الحضور الكريم، إن الإنسان عدو لما ومن يجهل، وطريق الخلاص هي في التلاقي والحوار ونبذ لغة العنف وتطبيق العدالة بين الشعوب، وهي وحدها تعيد الى مجتمعاتنا الاستقرار والأمان، وتحقق التنمية المستدامة التي تبقى المرتجى".

 

عون واصل لقاءاته في نيويورك والتقى نظيرتيه الكرواتية والاستونية ورئيسة وزراء النروج : نؤكد وقوف لبنان في مواجهة الارهاب

الأربعاء 26 أيلول 2018

وطنية - نيويورك - واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لليوم الثالث على التوالي، لقاءاته على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة بدورتها الثالثة والسبعين مع قادة الدول ورؤساء الوفود المشاركة، وذلك بحضور اعضاء الوفد اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ورئيسة بعثة لبنان الدائمة للامم المتحدة امل مدللي، والسفير اللبناني لدى واشنطن غابي عيسى والمستشارة الخاصة لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم ومدير الاعلام رفيق شلالا والمستشار في وزارة الخارجية اسامة خشاب.

الرئيسة الكرواتية

وفي هذا الاطار، التقى الرئيس عون قبل ظهر اليوم بالتوقيت المحلي على التوالي، رئيسة جمهورية كرواتيا KOLINDA GRABAR- KITAROVIC في حضور اعضاء الوفد الرسمي الكرواتي، حيث تناول البحث العلاقات اللبنانية الكرواتية. وقد ابدت الرئيسة KITAROVICاهتماما بالغا بالتعاون الاقتصادي مع لبنان في مجالي الاستثمار وتبادل الخبرات. وخلال اللقاء، شكر رئيس الجمهورية الرئيسة الكرواتية على مشاركة بلادها في اطار القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، مجددا تهنئته المنتخب الكرواتي بحلوله في المركز الثاني في المونديال ما لاقى تقديرا من الرئيسة الكرواتية.

كما تناول البحث خلال اللقاء، الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط، فاعاد الرئيس عون تأكيده على وقوف لبنان في مواجهة الارهاب، مشددا على دور الجيش والقوى الامنية ومشيدا بالانجازات التي يحققونها في هذا الاطار.

كذلك، تم التطرق الى الوضع في سوريا والى المبادرة التي اطلقها اليوم الرئيس عون في كلمته امام الجمعية العمومية للامم المتحدة المتمثلة بانشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار والتي تمثل بذاتها تعزيزا وتطويرا لمبدأ حوارالحضارات والاديان.

ثم تطرق البحث الى موقف كرواتيا من التطورات، وطلبت الرئيسة الكرواتية من الرئيس عون دعم لبنان لترشيح كرواتيا للجنة حقوق الانسان ولعضوية مجلس الامن.

الرئيسة الاستونية

ثم التقى رئيس الجمهورية بحضور السفيرين مدللي وعيسى وشلالا وخشاب، رئيسة جمهورية استونيا KERSTI KALJULAID حيث جرى عرض للعلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالات كافة. ثم تناول الحديث المجال الاقتصادي وكذلك عمل "اليونيفيل" في الجنوب حيث تشارك قوات استونية فيها. وقد شكر الرئيس عون لاستونيا مساهمتها في حفظ السلام في الجنوب، وركز على الوضع الاقليمي وقضية النازحين السوريين وضرورة ايجاد حل عادل لازمة الشرق الاوسط، مكررا ادانة لبنان لما تتعرض له القدس من محاولات تهويد نتيجة القرارات الاسرائيلية، كما اشار الى حجب المساعدات عن وكالة "الاونروا". وتناول الحديث دور المنظمات الاهلية في كلا البلدين والتعاون القائم بينهما وكذلك موضوع اكاديمية الحوار. واعربت الرئيسة الاستونية عن دعم لبنان لانشاء الاكاديمية على اراضيه لتعزيز ثقافة السلام.

رئيسة وزراء النروج

بعدها التقى الرئيس عون رئيسة وزراء النروجERNA SOLBERG في حضور اعضاء الوفد النروجي، حيث عبرت الرئيسة سولبيرغ عن اهتمام بلادها بالمواضيع التي اشار اليها الرئيس عون في كلمته اليوم امام الجمعية العمومية للامم المتحدة. وكان تأكيد نروجي على دعم لبنان بكل ما يعود عليه استقرارا وامنا ودعمه في كل جهوده لتعزيز الاستقرار والامن في منطقة الشرق الاوسط عامة ولبنان خاصة. واشادت الرئيسة سولبيرغ بالجهود التي يبذلها لبنان بالنسبة للنازحين السوريين واهتمامه باللاجئين الفلسطينيين. كما كان بحث في دور المنظمات الاهلية وما يمكن ان تقدمه النروج في هذا الاطار.

كذلك كان نقاش في خلال اللقاء، حول تطورات منطقة الشرق الاوسط ومكافحة الارهاب

والخطوات التي يقوم بها لبنان، حيث اشارت الرئيسة سولببيرغ الى ما يمكن لبلادها ان تقدمه من مساعدات في المجالات كافة. وقد شرح الرئيس عون موقف لبنان من التطورات الاخيرة، ولا سيما ما يتعلق منها بحجب المساعدات عن وكالة الاونروا، وقدم شرحا للمبادرة التي اطلقها اليوم بانشاء الاكاديمية الدولية للتلاقي والحوار في لبنان، حيث اعربت الرئيسة سولبيرغ عن اهتمامها بالموضوع. كذلك، تم التطرق خلال اللقاء الى الاوضاع في الجنوب، وقد اعربت رئيسة الوزراء النروجية عن املها باستمرار الاستقرار فيه، كما اكدت ان القوات الدولية العاملة في الجنوب تقوم بدورها في هذا الاطار وان النروج تساهم في هذا المجال من خلال قواتها العاملة في اطارها.

 

عون التقى غوتيريس في نيويورك وسلمه دراسة عن اكاديمية التلاقي والحوار: نخشى أن يكون وراء قرار واشنطن وقف تمويل الاونروا رغبة في التوطين

الأربعاء 26 أيلول 2018 /وطنية - سلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي التقاه في الثانية عشرة والنصف بعد ظهر اليوم (بتوقيت نيويورك)، السابعة والنصف مساء (بتوقيت بيروت)، دراسة مفصلة أعدها لبنان لتطوير مبادرة المركز الدولي لحوار الحضارات والثقافات والاديان، وانشاء اكاديمية للتلاقي والحوار الدائم وتعزيز روح التعايش بما يتماشى مع اهداف الامم المتحدة، متمنيا على غوتيريس ان "تدعم الامم المتحدة نشوء هذه الاكاديمية". ورحب غوتيريس ب"المبادرة اللبنانية"، واعدا ب"تقديم كل الدعم اللازم إليها"، معلنا أن "الامم المتحدة في صدد تفعيل تحركها من اجل الحوار بين الاديان والحضارات، من خلال تعيين ممثل شخصي للامين العام لهذه المهمة". وكان حضر اللقاء بين عون وغوتيريس عن الجانب اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، رئيسة بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امل مدللي، سفير لبنان لدى واشنطن غابي عيسى، المستشارة الرئاسية ميراي عون هاشم، مدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، المستشار في وزارة الخارجية اسامة الخشاب.

وحضر الى جانب الامين العام، عدد من معاونيه ومسؤولون في الامم المتحدة. وفي مستهل اللقاء، شكر الرئيس عون ل"غوتيريس دعم الامانة العامة للتمديد للقوات الدولية "اليونيفيل". وعرض معه "الاوضاع في لبنان، لا سيما ما يتعلق بمسألتي النازحين السوريين واوضاع الفلسطينيين، بعد القرار الاميركي بوقف المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة الاميركية إلى وكالة "الاونروا". كما تطرق البحث الى "الاوضاع الاقليمية والتطورات في سوريا، والمساعي الجارية للتوصل الى حل سياسي للوضع السوري". وتم تبادل وجهات النظر بين الجانبين اللبناني والدولي، حيث أكد الرئيس عون "ضرورة عدم انتظار الحل السياسي في سوريا لاعادة النازحين"، عارضا "التجربتين القبرصية والفلسطينية اللتين لا تزالان من دون حل منذ سنوات". كما لفت الرئيس عون إلى "مخاوف لبنان من أن يكون وراء قرار واشنطن وقف تمويل الأونروا، رغبة في توطين الفلسطينيين في الدول التي لجأوا اليها، ومنها لبنان"، وقال: "نحو 50 ألف نازح سوري عادوا من لبنان إلى اراضيهم بأمان واستقرار، وهناك مجموعات اخرى تنتظر انتهاء الترتيبات اللازمة للعودة".

وأشار الى "اتساع المناطق الآمنة في سوريا التي يمكنها استقبال النازحين"، مشددا على "ضرورة تقديم المنظمات الدولية المساعدات إليهم لدى عودتهم الى بلادهم". وفي معرض عرضه لموقف الامم المتحدة من موضوع النازحين السوريين، عبر غوتيريس عن تقدير الامم المتحدة لما يقدمه لبنان إلى النازحين من رعاية ومساعدة، لافتا الى ان "هذا الملف موضع دراسة ومتابعة في الامانة العامة للامم المتحدة التي ترى ضرورة تحقيق تقدم في الحل السياسي"، وقال: "يمكن للبنان الاعتماد علينا في المساعدة لحل ازمة النازحين، لا سيما ان ثمة توجها نلتقي فيه مع توجه الدولة اللبنانية لجهة دعم الذين يعودون الى ارضهم، بصرف النظر عما سيؤول اليه الوضع السياسي في سوريا، وسنعمل ما في وسعنا لمساعدة النازحين العائدين".

وأكد غوتيريس "عمل المنظمات التابعة للامم المتحدة لمساعدة لبنان في كل المجالات التي يراها ضرورية". ومن المقرر ان يلتقي الرئيس عون الثامنة مساء اليوم بالتوقيت المحلي (الثالثة فجر الخميس بتوقيت بيروت)، الجالية اللبنانية في نيويورك.

 

الحريري عرض الاوضاع مع فرعون والسفيرين الاميركي والبريطاني وابو فاعور

وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ظهر اليوم، في "بيت الوسط"، السفير البريطاني الجديد في لبنان كريس رامبلنغ الذي قال بعد اللقاء: "التقيت للتو مع الرئيس الحريري لأول مرة منذ وصولي إلى هنا كسفير بريطانيا في لبنان. ان المملكة المتحدة بلد صديق وحليف للبنان وفخورة جدا بما تقوم به مع السلطات اللبنانية بما في ذلك تعزيز ودعم الدولة اللبنانية". أضاف: "لقد استطعنا معا المساعدة في تأمين الحدود مع سوريا لأول مرة في تاريخ لبنان وإتاحة فرص للتعليم وتعزيز تقديم الخدمات في البلديات وتقديم المساعدات الإنسانية لأكثر الفئات ضعفا، وانا أتطلع قدما إلى مواصلة العمل مع رئيس الوزراء في المستقبل القريب".

السفيرة الاميركية

واستقبل الرئيس الحريري سفيرة الولايات المتحدة الاميركية اليزابيت ريتشارد، وعرض معها آخر المستجدات والعلاقات الثنائية.

منديس

كما التقى رئيس قلم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان داريل منديس.

فرعون

كذلك استقبل الرئيس الحريري وزير الدولة لشؤون التخطيط في حكومة تصريف الاعمال ميشال فرعون، وعرض معه آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة وشؤونا مطلبية.

ابو فاعور

واستقبل أيضا، النائب وائل ابو فاعور، في حضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال غطاس الخوري، وجرى بحث في آخر المستجدات السياسية.

مارتينوس

واستقبل رئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس، في حضور النائب نزيه نجم، وتناول البحث اوضاع شؤون منطقة جبيل لا سيما موضوع مكب حبالين.

 

باسيل: النازحون سيعودون ولو من دون تشجيعكم

المركزية/26 أيلول/18/نبّه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل الى ان "سياسة ربط عودة النازحين واعادة الاعمار بالحل السياسي ستفشل وستسقط". وتوجه الى المشاركين في الاجتماع الوزاري الخاص بسوريا، الذي نظمه الاتحاد الاوروبي في مقر الامم المتحدة في نيويورك، بالقول: "الاعمار سيبدأ في سوريا ولو من دون موافقتكم والنازحون سيعودون ولو من دون تشجيعكم"، واضاف: "العودة الممرحلة تستدام باعادة الاعمار وهي المفتاح للحل السياسي الآتي حتما ولو متأخرا".  وقال باسيل: "الوضع الميداني تغير في سوريا ويجب العمل وفقا لذلك، وإعادة الإعمار والعودة يجب عدم ربطهما بإنجاز الحل السياسي على غرار ما حصل في قبرص وفلسطين". اضاف: "من مصلحة لبنان أن يكون منصة لإعادة الاعمار في سوريا، خاصة أن لبنان مني بخسائر كبيرة نتيجة الأزمة السورية". وقال: "لم نتكلم عن العودة القسرية إنما العودة الآمنة والكريمة والممرحلة، ونحن مع تقسيم النازحين لثلاث فئات: النازحون الاقتصاديون وهم الأكثرية والنازحون السياسيون وهم قلة، والنازحون بسبب الظروف الأمنية، والتعامل معهم كفئات يسهل عملية العودة والممرحلة". وتابع باسيل: "يجب البحث في آليات وطرق تنظيم العودة وكيفية تمويل النازحين داخل سوريا وليس تمويلهم ليبقوا في لبنان"، محذرا من "استخدام موضوع النازحين لاعتبارات سياسية واجندات خارجية، ومن أن انعكاسات عدم إيجاد حل نهائي لمسألة النزوح سوف تكون له انعكاسات سلبية على الجميع والكل سوف يعاني كما عانى لبنان بما في ذلك اوروبا". واضاف باسيل: "الوقت يداهمنا بالنسبة لموضوع الأونروا ويجب ايجاد الحلول المناسبة لدعمها".

 

باسيل خلال لقاء في نيوجيرسي: البعض يديرون أذنهم للخارج ومنطق القوة في البلد الواحد لا يدوم بل منطق العدالة

الأربعاء 26 أيلول 2018 /وطنية - أسف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل أن "البعض في لبنان اليوم يديرون أذنهم للخارج"، وقال: "إننا ندافع عن حقوق الناس من دون أي تمييز، لأن منطق القوة في الداخل لا يدوم بل منطق العدالة". كلام باسيل جاء خلال لقاء في دار ابرشية اميركا الشمالية الانطاكية الارثوذكسية في نيوجيرسي، والتي تضم اكثر من ثلاثمئة كنيسة، ويتبع له ما يفوق الستمئة كاهن، وذلك في حضور راعي الابرشية وعدد من الكهنة وحشد من ابناء الجالية. وقال باسيل: "إننا مؤمنون بالمساحة المشرقية وتنوعها صمام امان بوجه الاحادية التي تهددنا على اشكالها". ورأى أن "ما حصل في الاونروا ترك الشعب الفلسطيني من دون أفق"، وقال: "سمعنا في الامم المتحدة لغتين: لغة المصالح ولغة القيم والمبادىء، ولبنان لا يستيطع ان يعيش الا على القيم". أضاف: "المطلوب ان نهجر لنستبدل، ولذلك نجول في العالم لنشجع على استعادة الجنسية فإذا جف النبع جف حضورنا في اصقاع العالم". وفي الشأن السياسي، قال باسيل: "عشنا سنتي استقرار امني وسياسي لكن البعض يديرون أذنهم للخارج فيما نعمل لتحصيل الحقوق البديهية ولذلك نحارب، وأصعب شيء هو المواجهة مع الشائعة والكذب، والموضوع يحتاج الى صبر". وختم: "ندافع عن مصالح جميع اللبنانيين من دون تمييز، فالعيش على منطق القوة في البلد الواحد لا يدوم بل منطق العدالة".

لقاءات

وكان باسيل واصل لقاءاته في مقر الامم المتحدة على هامش مشاركته في اعمال الجمعية العامة ضمن الوفد اللبناني برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فالتقى لهذه الغاية عددا من نظرائه، أبرزهم وزيرا خارجية ايطاليا وفلسطين.

 

المبعوث الأميركي يؤكد للشرق الأوسط: جيمس جيفري: نعمل مع موسكو لإخراج إيران... وإزاحة الأسد عبر الدستور ويؤكد أن قوات بلاده باقية في شرق سوريا لتحقيق ثلاثة أهداف

نيويورك: هبة القدسي/الشرق الأوسط/26 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67714/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%B9%D9%88%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D9%8A%D8%A4%D9%83%D8%AF-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%AC%D9%8A/

أعرب المبعوث الأميركي الجديد إلى سوريا جيمس جيفري عن تفاؤله بإمكانية صمود اتفاق سوتشي الذي أبرمته كل من تركيا وروسيا، مشيرا إلى أن الفرصة سانحة بعد توقف القتال نسبيا في سوريا، لمناقشة كيفية المضي قدما في عملية سياسية تتضمن إقرار دستور جديد وإجراء انتخابات في سوريا. وقال جيفري في حديث إلى «الشرق الأوسط» في نيويورك، إن القوات الأميركية باقية في سوريا، ليست كقوة احتلال وإنما لتنفيذ ثلاثة أهداف، هي «اقتلاع (داعش) بشكل حاسم، وعدم ظهوره مرة أخرى، وإخراج القوات الإيرانية من سوريا، وهو أمر يراه قابل للتحقيق فور انتهاء القتال في سوريا، وضمان تنفيذ عملية سياسية تؤدي إلى تشكل لجنة لوضع الدستور وإجراء انتخابات، والمضي قدما في عملية حل سياسي وفقا لقرارات جنيف وقرار مجلس الأمن 2254». وزاد أن واشنطن تعمل مع موسكو لتحقيق هذا الهدف.

وخلال مشاركة الولايات المتحدة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن المبعوث الأميركي عن عقد اجتماع وزاري يعقد الخميس، لمناقشة الأزمة الإنسانية، وتسهيل الخطوة القادمة من مواجهة عسكرية إلى عملية سياسية. وأعرب عن قناعته بإمكانه إزاحة الرئيس بشار الأسد عبر عملية دستورية، كما حصل مع رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، الذي «أزيح من منصبه من خلال الدستور؛ لأنه لم يستطع منع (داعش) من السيطرة على مناطق بالعراق». وهنا نص الحديث:

- بعد إبرام اتفاق سوتشي وإقامة منطقة عازلة في إدلب مع وقف لإطلاق النار، هل هدأت المخاوف الأميركية من احتمالات توجيه ضربة عسكرية لإدلب، ومن استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي؟

- الطرفان اللذان تفاوضا على اتفاق سوتشي هما روسيا وتركيا، ومن وجهة نظرنا ومن التقارير التي وصلتنا أن الاتفاق سيؤدي إلى إزالة التهديدات لبعض الوقت وإلى تقليل المخاوف من استخدام السلاح الكيماوي، وخفض التهديدات لنحو 3 ملايين شخص معظمهم من المدنيين. لدينا في إدلب 2.9 مليون مدني، إضافة إلى ما بين 60 إلى 70 ألف مقاتل. ويقال إن نسبة 10 إلى 20 في المائة منهم من المنتمين للتنظيمات الإرهابية، والباقي من المعارضين للنظام السوري. ونعتقد أن توصل تركيا وروسيا لهذا الاتفاق هو أمر جيد، وما نتمناه هو أن يتم الالتزام به وأن يستمر، وأن يكون نقطة تحول في هذا الصراع حينما يتم التحرك من ساحة المعركة إلى مائدة المفاوضات، من خلال الالتزام بعملية جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي 2254.

لكن في الوقت نفسه لا يمكن نسيان الوضع الإنساني، وأوضح الرئيس ترمب بشكل جلي في تصريحاته أن أي تحرك عسكري في الوقت الحالي سيعتبر تدهورا مخزيا، ليس فقط بسبب احتمالات تدفق موجة كبيرة من اللاجئين واحتمالات استخدام السلاح الكيماوي، وإنما بسبب أن أي خطوة عسكرية في وقت يوجد فيه اتفاق بين إيران وروسيا وتركيا حول منطقة تخفيض الصراع، ستكون مسمارا آخر في نعش السلام بالمنطقة.

- كيف ترى الدور الروسي في سوريا؟ وهل تعتقد أن خروج إيران من سوريا أمر قابل للتحقق؟

- لدينا اتصالات مستمرة مع الروس على كل المستويات. وتحدث الرئيس ترمب بكثافة مع الرئيس فلاديمير بوتين خلال قمة هلسنكي، ويتحدث (وزير الخارجية مايك) بومبيو مع (نظيره الروسي سيرغي) لافروف، والقادة العسكريون من الجانبين على اتصال يومي لتهدئة أي صدامات. ونريد روسيا لتساند قرار مجلس الأمن 2254، ونريد من الروس استخدام نفوذهم - وهو نفوذ كبير في سوريا - لضمان أن القوات التي تدعمها إيران تخرج من سوريا، ولا نرى سببا للإيرانيين للبقاء في سوريا بمجرد انتهاء هذه الحرب.

ومن الواضح أن القتال انتهى، ونعتقد أن على الإيرانيين الخروج الآن. لا أحد يمكننا العمل معه لإخراج الإيرانيين من سوريا سوى الروس، فالولايات المتحدة لن تستخدم قوة عسكرية لإخراج الإيرانيين من سوريا. ولدينا أمثلة لخروج قوات عسكرية من مناطق قتال بمجرد انتهاء الحرب، فأميركا رحلت عن فيتنام في فترة السبعينات بعد انتهاء الحرب. وخروج الإيرانيين من سوريا ليس مطلبا غير عادي، وهو أمر قابل للتحقيق.

- إلى متى سيبقى الأميركيون شرق سوريا، وإذا كانت القوات الأميركية باقية في سوريا، فما الهدف هل يقتصر الهدف فقط على هزيمة «داعش»؟

- أولا، هدف البقاء هو هزيمة «داعش»، وضمان ألا يتكرر ما حدث في عام 2012؛ حينما خرجت القوات الأميركية من المنطقة وعاد تنظيم «القاعدة» في الظهور بشكل «داعش». والبقاء هنا لضمان ألا تظهر تنظيمات «داعشية» جديدة. ثانيا، إننا نريد المشاركة دبلوماسيا ومن خلال الحلفاء وعسكريا في تحقيق هدف إخراج إيران من سوريا. وثالثا، لتنفيذ عملية سياسية وليس للاحتلال.

- بعد إسقاط الطائرة الروسية بنيران النظام السوري، ألقت روسيا المسؤولية على إسرائيل، وأعلنت نيتها تسليم منظومة «إس 300» إلى دمشق، كيف ترى الموقف، وخطورة سوء حسابات تؤدي إلى تصادمات؟

- هناك خمس قوات أجنبية منخرطة في الصراع في سوريا، وهي: الولايات المتحدة، وروسيا، وإيران، وتركيا، وإسرائيل، وكل دولة لديها الأهداف التي تريد تحقيقها، وتلاحق لاعبا آخر، فإسرائيل تلاحق «حزب الله»، وأميركا تلاحق «داعش»، والروس والإيرانيون يلاحقون المعارضين للأسد، والأتراك يلاحقون الأكراد و«داعش»، وجميع هذه القوى ناجحة في حملاتها ضد هؤلاء اللاعبين. وهناك الآن انقسام بين الدول أنفسها، فالإسرائيليون يلاحقون مواقع إيرانية في سوريا، وكان للولايات المتحدة أيضا مواجهات مع الروس، ولذا فإن سوء التقدير وسوء الحسابات دائما يثير القلق، وهذا وضع خطير للغاية.

وكان آخر موقف مشابه هو الحرب في عام 1973، حينما أوشك الإسرائيليون على الهزيمة أمام المصريين عند قناة السويس. وهي المرة التي كانت بمنطقة الشرق الأوسط خمس قوات عسكرية، ما بين أميركيين ومصريين وإسرائيليين وروس وسوريين، وجميعهم في مواجهات عسكرية. وهنا الموقف في سوريا خطر.

- في ظل هذا الموقف الخطر، كيف ستعمل الولايات المتحدة خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لمعالجة الأزمة في سوريا؟ وما الاستراتيجية التي تتبناها؟

- لدينا بالفعل اجتماع وزاري يوم الخميس، يضم الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا ومصر والأردن والمملكة العربية السعودية، ويركز اللقاء على الجهود الإنسانية، ونعمل خلف الأبواب نتحدث إلى إسرائيل وتركيا وروسيا ودول أخرى، لمحاولة إيجاد حل لهذه الأزمة، بما يعيد سوريا إلى المجتمع الدولي. والهدف هنا هو تسهيل الخطوة القادمة من مواجهة عسكرية ما بين الحكومة السورية وأصدقائها والمعارضة السورية ومسانديها، والتحرك قدما إلى ما بعد ذلك من هذه المواجهة العسكرية إلى عملية سياسية، في إطار اتفاقات جنيف وقرار مجلس الأمن 2254.

- ما تصوركم للحل السياسي في سوريا؟ وما الذي تملكه الولايات المتحدة من سلطة لتحقيق الحل السياسي الذي ترغبه؟

- الحل السياسي لسوريا يتطلب مراجعة دستور جديد، وتحقيق الأمن، وإجراء انتخابات، وتشكيل لجنة لوضع الدستور. والولايات المتحدة وأصدقاؤنا يطالبون المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بالقيام بتشكيل اللجنة في أسرع وقت، بحلول الحادي والثلاثين من أكتوبر (تشرين الأول). وما تملكه الولايات المتحدة لتحقيق الحل السياسي هو أننا ندعو المجتمع الدولي، ونقول: هل أنتم سعداء بما يحدث في سوريا منذ عام 2011، ونزوح أكثر من 10 ملايين سوري، وظهور «داعش»، وسيطرة 35 ألف مقاتل من «داعش» على أراض في سوريا والعراق، واحتمالات المواجهة بين الدول المنخرطة في الصراع داخل سوريا. وما نملكه من سلطة أو قدرات، هو التوجه إلى المجتمع الدولي هنا في نيويورك، بأنه علينا أن نوقف ذلك، وأنه لدينا مسار سياسي آخر.

والأمر الثاني هو أن الوضع العسكري مستقر نسبيا في الوقت الحالي في سوريا، ويمكن استغلال ذلك للمضي قدما. والأمر الثالث هو أن المجتمع الدولي - وليس فقط الولايات المتحدة - لن يشارك في إعادة إعمار سوريا - وهي تحتاج إلى إعادة إعمار بشدة - إلا أن يرى عملية سياسية لا يتم التراجع عنها، وينجم عنها من خلال عملية سياسية سوريا جديدة، لا تهدد شعبها أو جيرانها. فما حدث خلال الأزمة السورية أنتج ظهور الإرهاب واستخدام السلاح الكيماوي، وجلب إيران إلى داخل سوريا لتهديد إسرائيل والأردن وتركيا، وكل ذلك يجب أن يتوقف، ولن نساعد سوريا إلا حينما تستجيب للحل السياسي؛ لأن كلا من روسيا وإيران لا يمكنهما مساعدة سوريا اقتصادياً.

- هل الأمر يتعلق بممارسة ضغوط اقتصادية على سوريا لدفعها للعملية السياسية؟

- ليست فقط ضغوطاً مالية واقتصادية، إنهم يحتاجون إلى اعتراف دولي لتكون سوريا دولة عادية مرة أخرى، فالمجتمع الدولي والدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة لا ينظرون إلى سوريا باعتبارها دولة عادية، ومن يتعامل مع سوريا كدولة عادية هي روسيا فقط، وحتى الصين لا تتعامل معها كدولة عادية، وصوتت داخل مجلس الأمن في عدد من المرات ضد بعض القرارات المتعلقة بسوريا، لذا (النظام) السوري منعزل دبلوماسياً ومفلس اقتصادياً.

- في ظل هذه الرؤية الأميركية للعملية السياسية، ما مصير بشار الأسد؟ وهل تخلت الولايات المتحدة عن مطالبتها برحيل الأسد؟

- لا يوجد هدف أميركي بإزاحة الأسد. سنكون سعداء إذا رحل وأعلن رحيله من تلقاء نفسه؛ لكن هذا ليس هدفنا، فالهدف لدينا هو ظهور سوريا مختلفة لا تهدد شعبها أو جيرانها، ولا تستخدم السلاح الكيماوي، ولا تطرد اللاجئين والنازحين إلى خارج أراضيها، ولا توفر لإيران منصة لإطلاق الصواريخ ضد إسرائيل. وأيضا من أهدافنا محاسبة أولئك الذين ارتكبوا جرائم حرب. مصير الأسد أمر يقرره السوريون، وإذا استطاع الأسد قيادة سوريا في هذا الاتجاه فهو أمر ربما يأخذه السوريون في الاعتبار.

- أعلن وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو أن الحل في سوريا يجب أن يتضمن عملية دستورية وإجراء انتخابات، من خلال تجربتك في العمل كسفير للولايات المتحدة في تركيا والعراق، وإقرار دستور جديد في العراق، كيف ستجبر نظام الأسد على احترام الدستور وإجراء انتخابات حرة ونزيهة؟

- تمت إزاحة (رئيس الوزراء العراقي السابق نوري) المالكي من منصبه من خلال الدستور؛ لأنه لم يستطع منع «داعش» من السيطرة على مناطق بالعراق، ولم تحدث في أي دولة بمنطقة الشرق الأوسط إزاحة قائد لأنه لم يكن عند توقعات شعبه، وأن تتم إزاحته من خلال عملية دستورية. قد كنت موجودا حينما تمت صياغة الدستور العراقي، وكنت متشككا؛ لكن العراقيين آمنوا بالدستور، ولا أعرف ما الذي يمنع سوريا من المضي في هذا الاتجاه.