المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 أيلول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.september25.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِذًا فَمَاذَا نَقُولُ بَعْد؟ إِذَا كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ فاللهُ الَّذي لَمْ يَبْخُلْ بِٱبْنِهِ، بَلْ سَلَّمَهُ إِلَى المَوْتِ مِنْ أَجْلِنَا جَميعًا، كَيْفَ لا يَهَبُ لَنَا مَعَهُ أَيْضًا كُلَّ شَيء

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/طاقم سياسي وحزبي لبناني منتهي الصلاحية

الياس بجاني/الأحزاب التي تسمي نفسها مسيحية في لبنان لا تعرف شيء عن المسيحية

الياس بجاني/حزب الله والأسد وإيران هم حماة حدود إسرائيل في لبنان وسوريا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 24/9/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 24 ايلول 2018

إنتهاء الإشتباكات بين الجيش ومطلوبين في جرود الهرمل

استشهاد العسكري ق.و وإصابة سبعة عسكريين في مداهمة لأحد تجار المخدرات

بولتون: إيران مسؤولة عن هجمات على سوريا ولبنان

المشروع الاميركي لنزع سلاح "حزب الله" نحو الاقرار قريباً!

لافتة بدرالدين انتُزعت.. وأُعيدت!

إصلاح وتغيير خلل السنتين/الياس الزغبي

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل الإسبوعي

التحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات في كتاب الى بومبيو: على إدارتكم إدانة سجن زكا خلال اجتماعات الأمم المتحدة

توضيح من مكتب الاعلام في بعبدا

جنبلاط يتراجع:التفاف على النظام السوري عبر بري وحزب الله

العقوبات الأميركيّة قريبة... ولا حكومة/غاصب المختار/اللواء

لبنان... أسوأ رابع بلد في الكهرباء/محمد يوسف بيضون/اللواء

مجلس النواب اللبناني لا يلتزم قانون حق الوصول إلى المعلومات ومعظم الإدارات لم تعين موظفاً لتلقي الطلبات رغم إقراره قبل أكثر من عام

مديرة البحوث في منظمة العفو الدولية: إمرار قانون المفقودين والمخفيين قسرا في مجلس النواب اللبناني خطوة عادلة

الكتائب: لحكومة إنقاذ مصغرة من وزراء اختصاصيين وتشريع الضرورة نتيجة حتمية لتعثر التشكيل

عودة التوتر بين «التيار» و«أمل» على خلفية ملف الكهرباء

بطرس حرب: الأزمة اللبنانية ظاهرها الحكومة وحقيقتها معركة الرئاسة وقال لـ {الشرق الأوسط} إن «التيار» ماضٍ بسياسة تعطيل الاستحقاقات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الدفاع الروسية: سنسلم سوريا نظام S-300 لصد الهجمات الاسرائيلية

موسكو تصعّد ضد تل أبيب... والأزمة تتجه للتفاقم وانتقدت «الجحود الإسرائيلي» و«الاستهتار الإجرامي» في حادثة الطائرة غرب سوريا

 أكراد بينهم امرأة في سباق الرئاسة العراقية والمنافسة تشتد بعد دخول {الديمقراطي الكردستاني}08

تقرير أميركي: «داعش» لم ينهزم نهائياً في العراق وينتظر خروج القوات الأجنبية من سوريا

ترحيب حذر من المعارضة باتفاق إدلب... ورفض فصيل متشدد وتحفظت على تصريحات تدل على أن «الاتفاق مؤقت»

سلطات الاحتلال تأمر سكان الخان الأحمر بهدم بيوتهم بأيديهم

نجاة مرشد «الإخوان» من الإعدام... ومعاقبته بالمؤبد في {أحداث العدوة» والسجن المؤبد لـ88 مداناً... والإعدام لـ4 آخرين

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون: ما أواجهه اليوم أقل مما مرّ عليّ في المنفى/نقولا ناصيف/الأخبار

نجاحُ العهدِ ليس مِنَ المُستحيلات/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

بري لـ"الجمهورية": الحمد لله.. بعدنا طيبين/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

محاولة جديدة لعزلِ جعجع... كيف يواجهها/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

جنبلاط بين أمن الجبل ومكافحة الفساد/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

عندما يبوح وزيرٌ «مقهور» بالمحظور/نطوان فرح/جريدة الجمهورية

الانتصار للعدالة :محكمة الحريري أنموذجاً/رضوان زيادة/الحياة

مواقع التواصل تتهم «أمين عام المجلس الشيعي» بقبض رواتب بـ25 مليون ليرة/سلوى فاضل/جنوبية

إيران الثورة هي المشكلة/سام منسى/الشرق الأوسط

«الجراح» الإيراني مريض أيضاً/غسان شربل/الشرق الأوسط

الصمت الإيراني على الهجمات الإسرائيلية/فايز سارة/الشرق الأوسط

الأحواز... الدولة العربية التي ابتلعتها إيران/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

من قتل {الحرس الثوري} في الأحواز/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

سحابة قرنين من الحبر والورق/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

سورية وخرافة تعافي النظام/حازم الأمين/الحياة

كيف سيرد الحرس الثوري على هجوم الأحواز/علي الأمين/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ميشال عون :اذا لم يتعرّض لبنان لأي اعتداء اسرائيلي، فما من طلقة واحدة ستُطلق من الاراضي

عون ل"تاسك فورس فور ليبانون": الوضع الامني ممسوك

عون التقى السيسي في نيويورك وهذا ما بحثاه

باسيل من بوسطن: ينقلوننا من كذبة الى كذبة لكن العهد نجح وسينجح... نحن شهداء عرقلة

حفل استقبال للراعي في دار الأبرشية المارونية بمونتريال

متحدون: التحالف سوف يلجأ بمؤازرة آخرين إلى عقد مؤتمر صحفي لتوضيح كل ما يحصل في قضية مطمر الكوستابرافا

ديل كول في افتتاح معرض صور لقوات اليونيفيل في بيت بيروت: تعكس ماضيا أليما عاشه شعب الجنوب شبيب: معلوم كم هي تضحياتها وخسائرها البشرية

ديل كول في افتتاح معرض صور لقوات اليونيفيل في بيت بيروت: تعكس ماضيا أليما عاشه شعب الجنوب شبيب: معلوم كم هي تضحياتها وخسائرها البشرية

مجلس النواب أقر في جلسته المسائية عددا من القوانين بينها قانون المعاملات الإلكترونية وقانون حماية كاشفي الفساد

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

إِذًا فَمَاذَا نَقُولُ بَعْد؟ إِذَا كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ فاللهُ الَّذي لَمْ يَبْخُلْ بِٱبْنِهِ، بَلْ سَلَّمَهُ إِلَى المَوْتِ مِنْ أَجْلِنَا جَميعًا، كَيْفَ لا يَهَبُ لَنَا مَعَهُ أَيْضًا كُلَّ شَيء

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة08/من28حتى39/"يا إِخوتي، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ يَعْمَلُ كُلَّ شَيءٍ لِخَيْرِ الَّذينَ يُحِبُّونَهُ، أُولئِكَ الَّذينَ دَعَاهُم بِحَسَبِ قَصْدِهِ؛ لأَنَّ الَّذينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُم، سَبَقَ أَيْضًا فحَدَّدَهُم أَنْ يَكُونُوا مُشَابِهينَ لِصُورَةِ ٱبْنِهِ، حَتَّى يَكُونَ ٱبْنُهُ بِكْرًا لإِخْوَةٍ كَثِيرِين. والَّذِينَ سَبَقَ فحَدَّدَهُم، هؤُلاءِ أَيْضًا دَعَاهُم، والَّذِينَ دَعَاهُم، هؤُلاءِ أَيْضًا بَرَّرَهُم، والَّذِينَ بَرَّرَهُم، هؤُلاءِ أَيْضًا مَجَّدَهُم.  إِذًا فَمَاذَا نَقُولُ بَعْد؟ إِذَا كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ فاللهُ الَّذي لَمْ يَبْخُلْ بِٱبْنِهِ، بَلْ سَلَّمَهُ إِلَى المَوْتِ مِنْ أَجْلِنَا جَميعًا، كَيْفَ لا يَهَبُ لَنَا مَعَهُ أَيْضًا كُلَّ شَيء؟ فَمَنْ يَشْكُو مُخْتَارِي ٱلله؟ أَللهُ يُبَرِّرُهُم. فَمَنِ الَّذي يَدِين؟ هوَ المَسِيحُ يَسُوعُ الَّذي مَات، بَلْ أُقِيم، وهوَ أَيْضًا عَنْ يَمينِ ٱلله، وهُوَ أَيْضًا يَشْفَعُ لَنَا! مَنْ يَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ المَسِيح؟ أَضِيقٌ، أَمْ شِدَّةٌ، أَمِ ٱضْطِهَادٌ، أَمْ جُوعٌ، أَمْ عُرْيٌ، أَمْ خَطَرٌ، أَمْ سَيْف؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ النَّهَارَ كُلَّهُ، وقَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْح!». إِلاَّ أَنَّنَا في كُلِّ ذلِكَ نَغْلِبُ بِالَّذي أَحَبَّنَا. فإِنِّي لَوَاثِقٌ أَنَّهُ لا مَوْتَ ولا حَيَاة، ولا ملائِكَةَ ولا رِئَاسَات، ولا حَاضِرَ ولا مُسْتَقْبَل، ولا قُوَّات، ولا عُلْوَ ولا عُمْق، ولا أَيَّ خَلِيقَةٍ أُخْرَى تقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتي في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

طاقم سياسي وحزبي لبناني منتهي الصلاحية

الياس بجاني/23 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67654/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B7%D8%A7%D9%82%D9%85-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D8%AD%D8%B2%D8%A8%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D9%86/

شهادة للحق وللحقيقية لا بد من الاعتراف بجرأة وبصراحة ودون لف أو دوران بأن الطاقم السياسي والحزبي الحالي في لبنان وتحديداً أولئك السادة الذين باعوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي (جعجع، الحريري، جنبلاط) هم  أخطر على لبنان واستقلاله وسيادته وفي ثقافتهم وخياراتهم وممارساتهم ..اخطر من حزب الله ونظام الأسد والملالي بمليون مرة..

وبالتالي، وبالمنطق والعقل والتجربة ومسلسل الخيبات لا أمل ولا رجاء خلاصي ووطني منهم لا اليوم ولا في أي يوم.

عملياً وإيمانياً ووطنياً وضميرياً لبنان بحاجة إلى قادة شرفاء وأصحاب ضمير يخافون الله ويوم حسابه..

ففي السياسة والشأن الوطني والممارسات فإن كل عون وباسيل وجعجع والحريري وجنبلاط والجميل وباقي طاقم السياسيين والحزبيين الحاليين بكافة تلاوينهم وانتماءاتهم المذهبية ليسوا من هذه الخامة المطلوبة للخلاص..

معظم هؤلاء قد انتهت صلاحيتهم في العمل الوطني لا أكثر ولا أقل.

بالطبع هناك العديد من السياسيين الواعدين ولكنهم حتى الآن نيام ويفتقدون للجرأة وغير ظاهرين أو فاعلين على الساحة اللبنانية للعديد من الأسباب في مقدمها التهديد والإرهاب والملاحقات.

عملياً فإن أفراد الطبقة السياسية والحزبية الحالية في غالبيتهم العظمى قد استهلكوا وأهلكوا لبنان واللبنانيين..

للخلاص من حال الاحتلال والضياع وللخروج من زمن الاحتلال والمّحل الغارقين فيه نحن بحاجة إلى طاقم سياسي وحزبي جديد..

يبقى أنه وكلما تأخرنا في إيجاد قيادات وطنية وشريفة جديدة سوف يطول ويستمر زمن الاحتلال والذل والمحل.

في الخلاصة فإن فاقد الشيء لا يعطيه، كما أن من يجرّب المجرب يكون عقله مخرب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الأحزاب التي تسمي نفسها مسيحية في لبنان لا تعرف شيء عن المسيحية

الياس بجاني/22 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67626/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AA%D8%B3%D9%85%D9%8A-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B3/

إن من يسمون أنفسهم أحزاب مسيحية في لبنان حالياً وبسوادهم الاعظم هم جماعات من التجار والمافيات 100% ولا يعرفون عن ومن المسيحية وتعاليمها  غير اسمها.

باختصار هم أي أصحاب شركات الأحزاب لا يفقهون معاني العطاء والتضحية والتواضع والمحبة وغارقين في الأنانية وفي عبادة تراب الأرض وثرواته ولا يحسبون حساباً ليوم الحساب الأخير.

أحزاب دكتاتورية وسلطوية ونرسيسية بالكامل وهي شركات خدماتية وتجارية ومصلحية تخدم اجندات أصحابها “الفجعانين سلطة ومال” والغارقين في الطمع اللامحدود واللاهثين وراء الأبواب الواسعة.

أما المنتمون لهذه الأحزاب الشركات فهم في غالبيتهم “زقيقي وهوبرجيي وعميان بصر وبصيرة”، وقد قتلوا طوعاً بدواخلهم كل ما هو حرية رأي وشهادة للحق وقدرة على معرفة الحق من الباطل والصدق من الكذب.

من جانب آخر فإن كثر من المنتمين لهذه الأحزاب هم للأسف واهمون ومنسلخون عن واقع حال الأحزاب هذه ويعيشون أحلام يقظة “النوستلجيا” أي الحنين للماضي.. وهو ماضي واقعاً وحقيقة لا علاقة له عملياً لا بالأحزاب الحالية ولا بأصحابها الإسخريوتيين.

هذا الواقع الإسخريوتي للأحزاب المسيحية لم يكن قائماً خلال الحرب في لبنان حيث كانت الأحزاب هذه تمثل مجتمعاتها وتدافع عن وجودها وثقافتها..

بعد الحرب لم تعد الأحزاب هي نفسها في أي شكل من الأشكال، وإن بقي بعضها تحت نفس المسميات، أو سرق وصادر بعضها الآخر مسميات لا صلة ولا علاقة له بها.

والمحزن هنا مشهديات متاجرة بعض أصحاب الأحزاب المرضى بالأوهام والنرسيسية بدماء الشهداء.. واقامة القداديس في ذكراهم..

علماً أن  هذه الأحزاب لا تقدم أية مساعات مالية لأهالي الشهداء الذين يتاجرون بدمائهم وتضحياتهم.

عملياً وفي الواقع المعاش فإن ما يجب أن يعرفه كل مسيحي لبناني هو أن الشهداء هم شهداء مجتمعاتهم وأهلهم وبلداتهم وإيمانهم الصادق، وليس شهداء أصحاب شركات الأحزاب الحالية التي هي عملاً بكافة المعايير الأخلاقية والوطنية والإيمانية كوارث بكل ما في المصطلح من معاني.

مفردة واحدة تصف وضع وحال وثقافة وممارسات وتخاذل غالبية أصحاب شركات الأحزاب المسيحية الحالين  هي الذمية..الذمية الفاضحة والفاقعة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حزب الله والأسد وإيران هم حماة حدود إسرائيل في لبنان وسوريا
الياس بجاني/21 أيلول/18
http://eliasbejjaninews.com/archives/67598/elias-bejjani-nasrallahs-theatrical-threats-against-israel-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%af-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%87%d9%85-%d8%ad/
تهديدات نصرالله لإسرائيل وردود نتانياهو وأدرعي هي تلاقي مصالح مسرحية وتبادل منافع على حساب الشعوب في المنطقة ولبنان وشعبه تحديداً.
في الواقع المعاش على الأرض، وطالما أن إيران تتوسع وتقوى وتتمدد سياسياً وعسكرياً ومذهبياً في لبنان وسوريا والعراق واليمن، فإن كل تهديدات العرب وإسرائيل ودول الغرب عموماً وأميركا تحديداً، هي تهديدات فارغة من أي محتوى عملاني وغير جدية.
حتى الآن إيران هي في الظاهر وعلى الأرض هي المنتصرة..والسؤال يبقى …ولكن إلى متى؟

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 24/9/2018

* مقدمة نشررة أخبار "تلفزيون لبنان"

تصريف أعمال بامتياز بشراكة برلمانية حكومية جديده مهم يمهد لأرضية لتنفيذ مقررات مؤتمر سيدر الليلة. وكان المجلس النيابي شكل نهارا هيئة إدارة النفايات الصلبة.

وفي نيويورك تحادث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع عدد من رؤساء الوفود الى الجمعية العمومية للامم المتحدة، عارضا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وضع المنطقة العربية والعلاقات بين بيروت والقاهرة.

وفي حوار أجرته معه الفيغارو أكد الرئيس عون إنتهاج لبنان النأي بالنفس وشدد على ان لبنان سيكون في موقع الدفاع عن النفس إذا تعرض لاعتداء اسرائيلي. وقال إن طلقة واحدة لن تطلق إذا لم يكن هناك اعتداء.

وفي المنطقة كلام روسي واضح وصريح يقول إن إسقاط الطائرة الروسية كان عملا اسرائيليا متعمدا. وأعلنت موسكو عن إرسال صواريخ إس 300 الى سوريا واعتبرت واشنطن ذلك تصعيدا في وقت حذر وزير الخارجية الفرنسي من حرب دائمة في الشرق الاوسط.

وفي واشنطن ايضا كلام على إعداد قانون لنزع سلاح حزب الله في لبنان قبل منتصف الشهر المقبل إلا أن هناك مخاوف من تعريض الاجهزة الامنية اللبنانية للاهتزاز. وقال مستشار الامن القومي جون بولتون إن إيران مسؤولة عن الهجمات على سوريا ولبنان.

وبالعودة الى لبنان نشير الى ان الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام أنهيا الاستعدادات لمؤتمر قوى الانتاج غدا والذي سيطلق وثيقة إقتصادية طارئة وملحة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

في ظل السبات الذي دخلته عملية تشكيل الحكومة اعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري الحياة الى قلب المؤسسات على مرحلتين من خلال تنشيط عمل اللجان النيابية من ثم المباشرة بالتشريع عبر جلسة عامة دسمة ببنود الناس الملحة بمكافحة الفساد والكهرباء الى اقرار ملف الادارة المتكاملة للنفايات الصلبة واعادة الروح لملف الاسكان الذي والى جانب كونه باب فرج للبنانيين سيحيي اكثر من 33 قطاعا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. واضافة الى ان الجلسة توحي بان لبنان بخير فهي ستحصن عند اقرارها بنود الاتفاقيات مع الجهات المانحة حق لبنان فيما تم الإلتزام به في مؤتمر سيدر. رغم التعاون بين السلطات شدد الرئيس بري على ان مجلس النواب لم يمنح سابقا الحكومة صلاحيات استثنائية وهو لن يفعل ذلك الان رافضا الحديث عن عقد جلسات في غياب حكومة كاملة الاوصاف فقط ولا سيما ان ام المؤسسات تعطي الحق للاخرين ولا تأخذ الحق من احد.

رئيس الجمهورية ميشال عون الذي وصل الى نيويورك للمشاركة في الجمعية العمومية للامم المتحدة سيلقي كلمة لبنان بعد ظهر الاربعاء المقبل وسيسمع العالم موقف لبنان من المسائل التي يعتبرها اولوية كما قال. ايران التي شيعت اليوم شهداء الاهواز سيتحدث غدا رئيسها الشيخ حسن روحاني من على منبر الجمعية العمومية ايضا ليبين بالحجة انتهاكات اميركا ونكثها للتعهدات الدولية ولا سيما منها الاتفاق النووي.

وعلى مستوى الفضاء السوري لا تزال مسالة اسقاط اسرائيل طائرة ايل20 تتفاعل وهي انتقلت من حيز الاتهامات الى تدابير واجراءات عملية فقد قررت موسكو تطوير منظومات الدفاع السورية وابلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره السوري بشار الاسد ان روسيا ستزود دمشق بمنظومة صواريخ س300 خلال الاسبوعين المقبلين. ميدانيا لفت اعلان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان بلاده ستقوم بخطوة مهمة شرق الفرات شمال سوريا وقد تكون خطوة شبيهة بعملية غصن الزيتون.

اما في فلسطين الغائبة عن انظار العالم الحاضرة بفعل ارادة ابنائها فلم يستسلم مقاوموها للاحتلال وباضعف الايمان هم يبتكرون وسائل تقض مضاجع قواته المتمركزة على حدود غزة من وحدة الكاوتشوك الى وحدة الطائرات والبالونات الحارقة ووحدة قص السلك والمساندة وصلت الابتكارات الى وحدة الارباك الليلي التي تحرم الكيان المحتل والمستوطنين من النوم منذ حوالى اسبوع.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

الرياح التي تضرب مسار تشكيل الحكومة لم تحل دون فتح ابواب مجلس النواب امام تشريع الضرورة المتواصل بعد جلسة صباحية اقرت مشروع قانون ادارة النفايات الصلبة بالتزامن مع اعتصامات مطلبية شهدتها ساحة النجمة فيما تطلق قوى الانتاج؛ النقابات والهيئات الاقتصادية والمهن الحرة، غدا، صرخة مطالبة بالاسراع بتشكيل الحكومة لمواجهة المصاعب التي تواجه البلاد.

وعلى وقع الصخب الذي رافق كلام النواب في الاوراق الواردة في ساحة النجمة كان رئيس الجمهورية ميشال عون يبدأ تحركه في نيويورك في سياق مشاركته في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.

الرئيس عون الذي سيلقي كلمة لبنان امام الجمعية اكد انه وضع في اولى اولوياته، منذ انتخابه رئيسا للجمهورية تأمين سلامة المواطنين اللبنانيين واستعادة هيبة الدولة.

وردا على سؤال للفيغارو عما اذا كان لبنان رهينة “حزب الله”، قال رئيس الجمهورية إن الضغوط الدولية ضد حزب الله ليست جديدة وهي ترتفع وبعض الاطراف يفتش عن تصفية حساباته السياسية معه بعدما فشل في تصفية حساباته العسكرية مع الحزب.

وعما اذا كان الجنوب اللبناني يمكن ان يستخدم في المواجهة بين ايران و”اسرائيل”، قال لا. واضاف اذا لم يتعرض لبنان لأي اعتداء اسرائيلي فما من طلقة واحدة ستطلق من الاراضي اللبنانية.

اقليميا، لم تقنع التبريرات والمعطيات الاسرائيلية روسيا حول اسقاط طائرة التجسس في المتوسط، فجاء الرد الروسي اليوم حاسما محملا تل ابيب كامل المسؤولية، تزامن ذلك مع تصعيد غير مسبوق، ففي حين اعلن الكرملين اغلاق الاجواء السورية امام المقاتلات الاسرائيلية وتزويد النظام السوري بمنظومة اس 300 اعتبرت واشنطن ان خطوة موسكو تشكل تصعيدا خطيرا داعية اياها الى التراجع عن قرارها.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

رغم ان الضرورات كبيرة وملحة الا ان محظور التشريع من دون حكومة يبقى مشهدا غير قابل للبلع، ويجب ان لا نعود انفسنا على مشاهدته، هذا من دون التشكيك بشرعية الجلسات التشريعية ولا بما تنص عليه المادة 69، والأسهل بحسب الدستور نفسه ان يكون هناك حكومة مكتملة الاوصاف جالسة في حضرة مجلس النواب، وفي انتظار ان تستقيم الامور وتصبح حكومة الضرورة ضرورة قصوى لا يخضع تشكيلها للامزجة السياسية والمصالح المؤتلفة او المختلفة، المجلس التأم اليوم وشرع، وباكورة القوانين كانت على شاكلة الجلسة، اذ اختبأ غالبية النواب وراء ضرورة الانتهاء من ملف النفايات، فأقروا قانون الادارة المتكاملة للنفايات الصلبة الذي يسمح فيما يسمح بإنشاء المحارق او تخفيفا معامل التفكك الحراري، وذلك رغم اعتراض الجمعيات البيئية التي طوقت البرلمان واعتراض بعض النواب المستقيلن اضافة الى نواب الكتائب.

بعد الالف الكيلومترات الرئيس ميشال عون الذي وصل الى نيويورك انتقد في حديث العالم الذي يسعى الى تصفية الحسابات السياسية مع حزب الله على خلفية هزيمته اسرائيل وبعد فشلهم في هزيمته عسكريا مضيفا ان القاعدة الشعبية للحزب تشكل اكثر من ثلث الشعب اللبناني وذكر الرئيس عون بأن الحزب لا يستخدم سلاحه في الداخل ولا ضد اسرائيل وهو حارب الارهاب عندما هاجم لبنان، اما الشق الداخلي الصرف فتولاه وزير الخارجية جبران باسيل الذي اتهم خصوم التيار ورئيس الجمهورية بالعمل على تفشيل العهد.

اقليميا العلاقات الروسية الاسرائيلية الى مزيد من التوتر وقد بدأت موسكو التهويل على تل ابيب بثلاثة، تزويد سوريا بصواريخ اس 300، اقفال اجواء سوريا امام الطيران الاسرائيلي، اعادة ايران وحلفائها الى العمل على الحدود السورية الاسرائيلية بعدما كانت سحبتهم مسافة 85 كيلومترا بعيدا عن هذا الخط.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

المنطقة امام قواعد اشتباك جديدة.. هذا ما لخصته وزارة الدفاع الروسية بعد جوجلة خطوات التهور الاسرائيلية التي تسببت وعن عمد باسقاط الطائرة الروسية كما حسمت تحقيقاتها.

ومن منصة حماية عسكرييها في سوريا كان الاعلان عن تسليم الجيش السوري منظومات الدفاع الجوي اس ثلاثمئة الكاسرة للمعادلة التي تحاول تل ابيب فرضها في السماء السورية..

وبوضوح تام اتبع وزير الدفاع الروسي (سيرغي شويغو) قراره بالاعلان عن تفعيل منظومات التشويش الكهرومغناطيسي قبالة الشواطئ السورية لمنع الاتصالات بين الطائرات والاقمار الصناعية كما قال.

قرار اصاب المنظومة السياسية الاسرائيلية بتشويش كبير، واصابها في داخلها بشظايا ستزيد من الاشتباك السياسي الداخلي على وقع فشل حكومة نتنياهو باحتواء الازمة على ما يقدر محللون صهاينة..

في الاهواز الايرانية والعملية الارهابية التي اصابتها، مواقف مبنية على التحقيقات لا التحليلات تشير الى ان هذا العمل الاجرامي تم على يد هؤلاء الذين تسرع اميركا الى انقاذهم حينما يضيق عليهم الخناق في سوريا او العراق وممن يتلقون الدعم المالي من السعودية والامارات كما قال الامام السيد علي الخامنئي الذي توعد هؤلاء بدرس شديد..

كل الدروس لم تعلم اللبنانيين ليعملوا على انقاذ بلادهم ووقف السوء المستحكم باحوالهم. فيما كانت حكمة تشريع الضرورة ضرورة في ظل الاختناق السياسي.. جلسة اولى افتتاحيتها الازمة الحكومية المستعصية، ليتجاوزها النواب نحو التشريع الذي علق في اولى جولاته بالنفايات الصلبة، قبل ان ينتقلوا في الجولة المسائية الى مناقشة اصلب اعمدة بناء الدولة الحقيقية: قانون حماية كاشفي الفساد.

متسلحا بالقوانين والمواثيق الدولية تحدث رئيس الجمهورية لصحيفة الفيغارو الفرنسية: للبنان حق الدفاع عن نفسه اذا ما تعرض لاي اعتداء اسرائيلي، قال الرئيس المتخوف من ان يؤدي قرار الادارة الاميركية بوقف المساعدات للانروا الى التوطين.

الرئيس عون رأى بالضغوط الدولية ضد حزب الله تصفية حسابات سياسية معه بعدما هزم اسرائيل، مستغربا من جهة اخرى ادانة البعض لتدخل الحزب في الحرب السورية فيما الوقائع تؤكد ان الارهابيين كانوا يهاجمون الاراضي اللبنانية، والمقاومة ترد هذه الهجمات..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

معبرة كلمة الرئيس نبيه بري الذي خاطب فيها الرئيس المكلف سعد الحريري حين جلس في مقاعد النواب...

بري خاطب الحريري قائلا: "تفضل إلى كرسيك، متنا وعشنا تصرت هون"...

كلمة الرئيس بري التي فيها أكثر من رسالة، ورئيس المجلس يجيد تماما توجيه الرسائل، فيها نوع من تجديد التكليف للرئيس الحريري الذي كان يتمنى لو أن جلسة اليوم كان يجلس فيها على مقعده الحكومي بحكومة أصيلة لا بحكومة تصريف أعمال يعتبر توقيع رئيسها على القوانين مخالفا للدستور، على رغم ان هذا الاستنتاج يفتح سجالا دستوريا من بين السجالات المفتوحة في البلد...

أقلعت جلسة تشريع الضرورة بمجلس جديد وبحكومة قديمة فيما قوانينها، بحسب الرئيس بري "ستصبح نافذة وحبة مسك"، مقفلا بذلك باب الإجتهادات حول دستورية أو عدم دستورية الجلسة...

تشريع الضرورة انتقل بسرعة إلى قانون النفايات، فصادق المجلس على مشروع الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة، مشرعا بذلك أبواب المحارق على رغم الإعتراضات...

تشريع الضرورة يتواصل غدا فيما الأسئلة تكبر عن مصير "ضرورة التشكيل" للحكومة العتيدة والذي يبدو أنه ليس في متناول اليد في الظروف الحالية... فرئيس الجمهورية في نيويورك، ويعود منها الجمعة المقبل، وهو اليوم التقى الرئيس المصري...

في الإنتظار، عدد الأزمات والملفات والمشاكل يضاعف الأرقام التي باتت تشكل حالة ضغط على المواطنين يأتي في مقدمها ملف الكهرباء، "فمن الآخر" أصحاب المولدات اتخذوا قرارهم: لن يركبوا العدادات... في هذا القرار ما يشبه العصيان والتمرد على قرار وزير الإقتصاد، فكيف سيكون قراره عند الإستحقاق الذي أقترب ولم يعد يفصلنا عنه سوى اسبوع على الأكثر، فهل تقع المواجهة؟

أما مواجهة النفايات فأصبحت اليوم بين القانون وتطبيقه...

مجلس النواب صادق على مشروع قانون الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة، ولكن ماذا عن التطبيق؟ وكيف سيترجم المعترضون عليه خطواتهم؟ بالتوازي تتعدد الملوثات، والتلوث واحد، ولو بنسب متفاوتة، كما يجري في بحر كسروان.

* مقدمة نشرة أخبار الل "او تي في"

ميشال عون ليس على صورتكم ومثالكم... وانتم اولاد شائعات.

هذا هو بالمختصر المفيد جوهر النزاع السياسي في لبنان، منذ نقله انتخاب الرئيس القوي، من مرحلة التناتش العقيم بين منطقي الثامن والرابع عشر من آذار، الى مرحلة جديدة، عنوانها الوحيد المواجهة المفتوحة بين منطق الدولة من جهة، وكل شيء الا المنطق من جهة أخرى.

ولو لم يكن الامر كذلك، كيف تفسرون اذا، ان يكون العهد وفريقه على مقلب، وغالبية القوى السياسية اللبنانية، ان لم يكن جميعها تقريبا، بسياسييها واعلامييها وناشطيها على مواقع التواصل، على مقلب آخر؟

وكيف تفسرون التقاء الاضداد، واتحاد المتناقضين، واجتماع المتنافرين، وتجمهر الفاشلين على مدى عقود، لمواجهة عهد لم يطفئ بعد شمعته الثانية؟

اليوم ميشال عون في الامم المتحدة، ويستعد لمخاطبة المجتمع الدولي حول عناوين كبرى، منها: آحادية اسرائيل ورفض التوطين وعودة النازحين والتنوع.

اما اولاد الشائعات ومن لف لفهم، فيلفقون خبرية طائرة الميدل ايست المصرية، وقبلها حكاية سيمنز الالمانية، وقبل الكذبتين قضية الفوربز الشهيرة.

هو كما دائما، همه الحاضر وباله على المستقبل. اما هم، فكالعادة: يكذبون، ثم يقتنعون بالكذبة، ثم ينشرونها، ثم يمضون في التأجيج...

لكن، في كل الاحوال، "حبل الكذب قصير". فكيف اذا كانت الحبكة اصلا ضعيفة وبعيدة من المنطق والواقع؟

ميشال عون تعرفونه جيدا ايها اللبنانيون.

ميشال عون اكبر بكثير من الاعيبهم، وارفع بكثير من السخافة التي عنها لا يحيدون.

وميشال عون الذي واجه الطائرات في سبيل لبنان، آخر همه بأي طائرة يسافر الى نيويورك.

فرجاء، لا تعكسوا صورتكم القبيحة عليه. عيب.

وفي هذا الوقت شهد المجلس النيابي جلسة تشريعية غلب عليها النقاش الحكومي والوضع الاقتصادي ليشكل تشريع الضرورة خطوة اولى في مجال ايفاء لبنان بالتزاماته الدولية، علما ان مصادر مواكبة رفضت عبر ال otv كل ما يقال عن تغطية المجلس النيابي للفراغ الذي احدثه تأخير ولادة الحكومة، معتبرة ان المجلس يقوم بواجبه فقط لا غير .

* مقدمة نشرة أخببار "الجديد"

تشريع الضرورة أفرز نفايات صلبة فأقر مشروع قانون الإدارة المتكاملة متجاوزا الاعتراضات على مخاطره البيئية باعتباره سيفتح الباب أمام إنشاء المحارق وعلل النواب موافقتهم بأن المشروع هو إطار عام ولم يدخلْ في التفاصيل وأن معركتهم داخل الجلسة كانت تهدف الى إدخال التعديلات على قانون النفايات بإخضاع المناقصات الى الدائرة المختصة وفيما نجح هذا التعديل سقطت كل التعديلات الأخرى التي سعت لتعزيز دور مجلس الخدمة المدنية وعبور الموظفين عبر هذا المجلس.. وهو ما رفضه بشدة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري معللا رفضه بوجود هيئة ناظمة لإدارة النفايات ووقوف الحريري في وجه الممر الإلزامي من مجلس الخدمة المدنية يكاد يوازي خطر المحارق نفسه.. وفي كلا الأمرين محرقة للمؤسسات والبيئة على حد سواء وتشريع الضرورة أعلنته النائبة بولا يعقوبيان يوما حزينا قائلة : بقي على الناس أن تدافع عن نفسها وصحتها لأننا أصبحنا البلد الأول في السرطان.. فالمحارق ملوثة ويكفي كذبا.. وهذه صفْقة بكل معنى الكلمة وأدارت يعقوبيان حركة احتجاج بيئية سياسية مدنية خارج أسوار الجلسة انضم إليها النائب أسامة سعد فيما اعترض في الداخل نواب الكتائب والنائب فيصل كرامي ولأن لكل ملف معركة فقد طار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى نيويورك على متن رحلة تركت جدلا في بيروت بين الجهة الرئاسية المنظمة وشركة طيران الشرق الأوسط لكن الأوزان السياسية الثقيلة التي يحملها عون الى منبر الأمم المتحدة طغت على أي جدل روتيني وفيما يزود عون الجمعية العمومية للأمم المتحدة أرقاما عن النازحين وخطر التوطين فإنه حرص قبيل مغادرته على تسجيل مواقف ترفض استخدام جنوب لبنان للمواجهة بين إيران وإسرائيل وقال لصحيفة لوفيغارو إن الضغوط الدولية على حزب الله ليست بجديدة، وإن "القاعدة الشعبية للحزب تشكل أكثر من ثلث الشعب اللبناني ويا للأسف فإن بعض الرأي العام الأجنبي مصمم على جعله عدوا" وجزم رئيس الجمهورية بأنه إذا لم يتعرضْ لبنان لأي اعتداء إسرائيلي، فما من طلقة ستطلق من الأراضي اللبنانية ولكنْ إذا ما حدث أي اعتداء على لبنان، فله الحق في الدفاع عن النفس وكلام عون يعقب تهديد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لبنان المترافق مع إداة "إذا" الشرطية ولم يجرؤْ رئيس الكيان الإسرائيلي على استكمال عبارته وأدخل إليها أدوات ربط وعدم جزم وشرطا تجعل أي اعتداء غير محقق ما لم يبادرْ حزب الله الى "افتتاح الجبهة" وكان نتنياهو يرد في نصف تهديده على الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التي ربطها الحزب كذلك بأي اعتداء إسرائيلي محتمل وعليه فإننا نصبح أمام معادلة "توازن الرعب" التي تفهم إسرائيل لغتها جيدا.. وهي معادلة من شأنها أن تبقي على هدوء الجبهات.. وتستبعد أي احتمال للحرب في المدى المنظور.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 24 ايلول 2018

النهار

تدور حرب الكترونية بين متهمي خليل صحناوي بقرصنة مرافق الدولة ومدافعين عنه ومتهمي متهميه بالابتزاز المالي.

يقول نائب بارز إن العلاقة الجيدة تمضي على خطين: الأول التيار الوطني والكتائب والثاني القوات والمردة والمسألة مسألة وقت ‏فقط.

عادت الفوضى الى لوحات تسجيل السيارات بحيث باتت الجديدة تركب في اي مكان ومن دون الحاجة الى نقل السيارة الى النافعة.

قال سفير دولة كبرى إن تغريدات نائب سابق وناشط سياسي هي "عين العقل" لكن الردود عليه تؤكد تراجع المنطق والانقياد الأعمى.

الأخبار

"نقزة" من عرض أميركي للجيش

عرضت السفارة الأميركية على قيادة الجيش اللبناني مشروعاً لإقامة مدرسة جديدة متخصصة للقوات الخاصة مع مطار عسكري، ‏لكنها اقترحت بدل الاستفادة من عمليات التوسعة في قاعدة حامات (في الشمال) أن يكون المقر الجديد في منطقة تقع على الحدود ‏اللبنانية ــــ السورية، ما جعل جهات سياسية رسمية تبدي الخشية من إقامة قاعدة أميركية مموّهة، هدفها قوى المقاومة ومحورها.

مشاورات لتعيينات قضائية

باشرت الرئاستان الأولى والثالثة مشاورات غير منسقة، بغية ترشيح قضاة لتولي مناصب ستشغر مطلع العام المقبل، وتخص منصبي ‏النائب العام التمييزي سمير حمود ورئيس مجلس شورى الدولة هنري خوري. وبينما يدور النقاش حول الأسماء لناحية الولاء ‏السياسي، تستعد جهات معنية لطرح نقاش حول أن يشغل منصب النائب العام القاضي الأقرب الى مواصفات المنصب، وأن يتم اختيار ‏رئيس لمجلس شورى الدولة من القضاء الإداري، لا من العدلي كما جرت العادة.

دل كول... أول دخوله شمعة على طوله

خلال جولة له على المرجعيات الروحية والدينية في الجنوب اللبناني بعد تكليفه مهمّة قيادة "اليونيفيل"، لم يتأخر الجنرال الإيطالي ‏ستيفان دل كول في الطلب من أحد رجال الدين المسيحيين إصدار بيان يستنكر فيه حادثة مجدل زون، التي اعترض فيها أهالي البلدة ‏دورية تابعة للقوّة السلوفينية على قيام القوّة بتصوير بيوت وأماكن سكنية في بلدتهم، على الرغم من مرور وقت على الحادثة. إلّا أن ‏رجل الدين رفض الأمر، وردّ على دل كول بالقول إن أهالي الجنوب ينشدون السلام، وكذلك يجب أن تفعل "اليونيفيل"!

الجمهورية

إستغربت مصادر دبلوماسية حجم وفد فضفاض الى الخارج فيما يشكو اللبنانيون من عجز مالي وإقتصادي كبير.

لاحظت أوساط متابعة للقطاع التربوي أن بعض المدارس الخاصة بدأ بتوظيف أساتذة سوريين توفيرا للمصاريف السنوية.

لفتت أوساط سياسية إلى أن أحد أهم أسباب الصراع على حقيبة وزارة الأشغال ليس فقط قدرتها الخدماتية بل كثرة الشواغر في ‏هيكليتها ما يثير شهية توظيف الأزلام

البناء

كواليس

قالت الصحف الاسرائيلية إنّ حكومة بنيامين نتنياهو تتوقع إجراءات عقابية روسية بعد سقوط الطائرة الروسية وإصرار موسكو على ‏تحميل تل أبيب مسؤولية سقوطها، وانّ ما تسعى إليه حكومة الاحتلال هو أن تكون الإجراءات قابلة للتحمّل، ولا تطال تعزيز سلاح ‏الدفاع الجوي السوري، أو زيادة التموضع الإيراني، أو إنشاء منطقة محرّمة على الطائرات "الاسرائيلية" يتمكّن حزب الله من ‏استعمالها

اللواء

لاحظت شخصية سياسية مخضرمة عدم حصول أي اتصال أو لقاء بين الرؤساء الثلاثة قبيل سفر رئيس الجمهورية إلى نيويورك لإلقاء ‏خطاب لبنان في الجمعية العامة للأمم المتحدة!

تبين وجود 16 أوتوبيساً جديداً في مخازن مصلحة سكة الحديد تنتظر تعيين سائقين لها على قاعدة المحاصصة الطائفية، في وقت ‏يعاني العديد من خطوط النقل العام من عدم وجود آليات كافية لتلبية حاجات المواطنين!

يُردّد مرجع روحي مسيحي في مجالسه أن الرئيس القوي هو الذي يخرج من الرئاسة قوياً ويُنهي عهده قوياً!

المستقبل

يقال إن مسؤولين معنيين يتحدثون عن "غرف سوداء" تنشط على غير صعيد في البلد مهمتها ضخ الشائعات وفبركة الأخبار الكاذبة ‏بهدف تقويض الدولة وزعزعة استقرارها.

 

إنتهاء الإشتباكات بين الجيش ومطلوبين في جرود الهرمل

جنوبية/24 أيلول/18/انتهت الإشتباكات التي اندلعت في الساعات القليلة الماضية بين مخابرات الحيش اللبناني ومطلوبين في جرود مرجحين – الهرمل.وكات الاشتباكات قد أسفرت عن سقوط شهيد و7 جرحى في صفوف الجيش اللبناني.

 

استشهاد العسكري ق.و وإصابة سبعة عسكريين في مداهمة لأحد تجار المخدرات

جنوبية/24 أيلول/18/استشهد العسكري في الجيش اللبناني “ق.و” جراء الاشتباكات في جرود مرجحين الهرمل، وإطلاق النار على دورية الجيش. فيما أصيب سبعة عسكريين تمّ نقلهم إلى مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج اللازم.

وكانت الاشتباكات قد اندلعت على خلفية مداهمة “ح.ع” وتوقيفه وهو أحد تجار المخدرات في المنطقة، بحسب ما نقلت قناة الجديد.

 

بولتون: إيران مسؤولة عن هجمات على سوريا ولبنان

الجمهورية/الاثنين 24 أيلول 2018/رأى مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الاثنين أن خطط روسيا تزويد سوريا بنظام إس-300 الصاروخي سيمثل "تصعيدا خطيرا" من جانب موسكو، وأعرب عن أمله في أن تعيد الحكومة الروسية النظر في المسألة.

 وشدد على ان إيران مسؤولة عن هجمات على سوريا ولبنان وإسقاط الطائرة الروسية. وأعلنت روسيا الاثنين أنها ستزود سوريا بصواريخ أرض-جو في غضون أسبوعين وذلك رغم اعتراضات إسرائيلية قوية وبعد أسبوع من تحميل موسكو إسرائيل مسؤولية التسبب بشكل غير مباشر في سقوط طائرة  عسكرية روسية في سوريا.

 

المشروع الاميركي لنزع سلاح "حزب الله" نحو الاقرار قريباً!

المركزية/24 أيلول/18/في نيسان الفائت، تقدّم السيناتور عن الحزب الديموقراطي توم سيوزي، والسيناتور عن الحزب الجمهوري آدم كينزينغر بمشروع قانون نزع سلاح حزب الله- HR5540"، في خطوة تستكمل ما بدأته الادارة الاميركية الجديدة من قرارات "لتطويق" ايران واذرعها العسكرية التي تدعمها. ومع دخول العقوبات الاقتصادية ضد طهران حيّز التنفيذ في مرحلتها الاولى الشهر الفائت، على ان يشتد تأثيرها في المرحلة الثانية المتوقّعة في تشرين الثاني المقبل، طُلب من السيناتورين الجمهوري والديموقراطي

اعادة تحريك المشروع قبل الانتخابات النصفية للكونغرس المُقررة في 4 تشرين الثاني بعدما تقدما بالمشروع من دون مناقشته تمهيداً للتصويت عليه اذ بقي في ادراج اللجان بحجة ان هنالك مواضيع تتقدّم عليه. فالمشروع لا يزال مشروعا ولم يسلك طريقه الى اللجان لدرسه قبل عرضه بصيغة قانون للتصويت عليه. وفضّل بعض الاعضاء تجنّب بحث الموضوع خشية تعريض المؤسسات والاجهزة الامنية اللبنانية الى الاهتزاز بعدما تردد ان بعض اعضاء الكونغرس قد يثيرون مسألة علاقة المؤسسات الامنية بالحزب، وقد يذهبون بعيداً في طرح الموضوع من زاوية "خرق" الحزب لهذه المؤسسات. وبحسب المعلومات الاميركية التي نقلتها اوساط سياسية مطّلعة مُقيمة في واشنطن لـ"المركزية"، فان الاخيرة تتجنّب ان يُفهم من تحريك مشروع العقوبات "محاسبة" او معاقبة للمؤسسات الامنية بدل ان يُحقق الهدف المرجو منه وهو نزع سلاح "حزب الله". واستناداً الى الآلية المتّبعة في الكونغرس، يفترض بمدير الاستخبارات ان يرفع كل 90 يوما تقارير وافية عن مدى علاقة الحزب بالمؤسسات الامنية اللبنانية، ويوضح هذه العلاقة التي عليها ان تطبق مضمون القانون، والا فإن لبنان الرسمي بمؤسساته الامنية الشرعية سيكون تحت مطرقة العقوبات.

ووفق المعلومات، فإن الاوساط الاميركية ترفض ان يُفهم من هذه الخطوة ادانة للمؤسسسات اللبنانية، من دون استبعاد فرضية ان تطال شظاياه برنامج الدعم الاميركي للقوى العسكرية والامنية الذي بقي خارج دائرة التخفيض التي شملت برامج عدة منذ وصول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض. كما يخشى بعض الاعضاء ان يستغل الخطوة اللوبي الاسرائيلي والقوى الاقليمية المتضررة من تدخل "حزب الله" في شؤونها". وتلفت الاوساط السياسية الى "ان مشروع العقوبات سيبقى في اللجان الى وقت تصبح الحاجة ماسة اليه، قبل ان يسلك طريقه الى التنفيذ والصدور بقانون"، محذّرة "من ان اي "خطأ" يرتكبه "الحزب" بعد اليوم قد يُعجّل في تحويل المشروع الى قانون نافذ". وتكشف الاوساط "ان الاتّجاه داخل الكونغرس هو الى بدء النقاش بمشروع العقوبات في اللجان قريباً بناء على طلب الرئيس ترامب، بحيث يتحوّل الى قانون منتصف تشرين الاول المقبل على ان يتزامن تطبيقه مع الانتخابات النصفية للكونغرس في 4 تشرين الثاني". وهذا المشروع سيكون واحداً من بين رزمة مشاريع عقوبات تتحضّر الادارة الاميركية لفرضها تباعاً على "حزب الله، وتتزامن مع صدور القرارات الاتّهامية الختامية عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تتمحور بمعظمها حول تورّط الحزب في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكذلك مع الدُفعة الثانية من العقوبات الاميركية على ايران المُقررة في تشرين الثاني، كل ذلك بهدف تكثيف الضغط على الحزب تنفيذاً للقرار الدولي رقم 1559 القاضي بنزع سلاح الميليشيات وتأمين حصرية السلاح بيد الشرعية ووضع قرار الحرب والسلم حصراً في يد مجلس الوزراء الذي تتمثّل فيه الكتل الاساسية". على هذا الخط، ترى الاوساط السياسية في زيارة مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي في الولايات المتحدة الاميركية(FBI) كريستوفر راي المعيّن حديثا في المنصب الى لبنان نهاية الاسبوع الفائت برفقة وفد متخصص في مراقبة الجريمة وتبييض الاموال، "تأكيداً على مواصلة التعاون والتنسيق الامني بين لبنان والولايات المتحدة، خصوصا في المرحلة المقبلة لجهة تطبيق قانون العقوبات والالتزام بتنفيذه، لان واشنطن لن تتساهل مع الدول والاشخاص الذين لن يلتزموا بالعقوبات"، ولم تستبعد "ان يكون سلاح "حزب الله" طبقاً رئيسياً في المرحلة المقبلة على طاولة عواصم القرار، وجزءاً من الحل في المنطقة بعدما تبيّن ان ازماتها سائرة في اتّجاه التسويات السلمية لا الحروب".

 

لافتة بدرالدين انتُزعت.. وأُعيدت!

المركزية/24 أيلول/18/بعدما أقدم مجهولون على ازالة اللافتة التي تحمل اسم "شارع الشهيد مصطفى بدرالدين"من قلب الغبيري في الساعات الماضية، أعيد تركيب اللافتة مجدداً في مكانها. وكانت انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة للافتة التي تحمل اسم الشارع  في بئر حسن، قرب مستشفى الزهراء، وقد تم انتزاعها من مكانها ورميها إلى جانب الطريق. وأثارت تسمية الشارع باسم المتهم الرئيسي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، جدلا واسعاً الاسبوع الفائت.

 

إصلاح وتغيير خلل السنتين

الياس الزغبي/24 أيلول 2018

هل يتجه "العهد"، تحت ضغط تراكم السلبيات والكبوات والمآخذ، إلى مراجعة نهجه وسياساته وانزلاقاته؟

هذا السؤال بات ملحّاً بعدما اتضح أن المأزق لم يعد مجرد تصادم رغبات أو أطماع سياسية وأحجام في الحكومة، بل تحوّل إلى أزمة وطنية ذات بُعدين:

- بُعد داخلي، يتمثل في تشكُّل دائرة القوى السياسية المعارضة لنهجه، واتساع جبهة رفض من متمايزين سياسياً لم يجمعهم سابقاً موقف مشترك.

وليس خلل ملف الكهرباء ودهاليزه سوى رأس جبل الجليد في العلاقات المأزومة. ولا تقتصر المعارضة على المستوى السياسي بل تشمل الحالة الشعبية (نقابات وفاعليات اقتصادية وإجتماعية وقادة رأي وإعلام...)، الناقمة على تدهور الاقتصاد والمستوى المعيشي وتفاقم الملفات المفتوحة على قدرها الأسود. وكل يوم يطرأ سوء أداء جديد يزيد هذه النقمة، وفي آخر المسلسل إنزال جميع ركاب طائرة لطيران الشرق الأوسط ومصادرتها لمصلحة الوفد الرئاسي الفضفاض إلى نيويورك.

- أمّا البُعد الخارجي فتعبّر عنه حساسية المجتمع الدولي تجاه تمحور "العهد" ووزير خارجيته بأسلوب نافر في السياسة الإيرانية ووظائف أذرعها في المنطقة، وتحديداً "حزب الله". هذه السياسة الخارجية تسير في عكس الاتجاهات الدولية، سواء على مستوى تشديد العقوبات على إيران وتأزم وضعها الداخلي والإقليمي، أو على مستوى التضييق المالي على "حزب الله" وشبكات تمويله العالمية واللبنانية، وآخر الاجراءات كان اعتقال أبرز مموليه بين البرازيل والأرجنتين والباراغواي.

وهذا التحسس الدولي سينعكس على نوعية اللقاءات ومستواها في نيويورك، عربياً ودولياً.

إن الحصار المزدوج في الداخل والخارج يتطلّب إعادة تقويم جديّة لحصيلة سنتي "العهد"، فلا يُعقل أن يكون غافلاً عن هذه الحقائق، مكتفياً برأي بطانته ومستشاريه الذين يرمون كل الخلل والعلل على خصومه، ويزيّنون له معادلة:

هو على حق وجميع معارضيه على خطأ!

أو، هو دار الصلاح وسواه دار الفساد!

في الواقع، باتت الأزمة المستشرية تفرض عليه إقراراً واضحاً بالخلل المتفاقم في السياسة والنهج والأداء، وتتطلب شجاعة في التصويب والترميم، بل في الإصلاح والتغيير، إنقاذاً لنفسه وللبنان، وتبرئةً للذمّة،

لئلّا نصل فعلاً إلى "الإبراء المستحيل"!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل الإسبوعي

24 أيلول 2018/عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة ايلي الحاج، ايلي كيرللس، بهجت سلامه، توفيق كسبار، حُسن عبّود، ربى كبارة، سامي شمعون، سوزي زيادة، طوني الخواجه، طوني حبيب، فارس سعيد، مياد حيدر وأصدر البيان التالي: بعد استعراض الانحطاط الأخلاقي والسياسي اللذين وصلت إليهما الطبقة السياسية وتردّي الأداء اليومي، من رأس الهرم إلى أسفله، يطالب "لقاء سيدة الجبل" دولة الرئيس سعد الحريري بتقديم تشكيلة وزارية فوراً إلى فخامة الرئيس وفي حال رفضها التنحّي عن مسؤولية تشكيل الحكومة وإعطاء المجال لاستشارات نيابية جديدة لتكليف شخص آخر. إن ما يريده"حزب الله" ومن خلفه ايران هو حكومة لبنانية تقود عملية الالتفاف على العقوبات الاميركية على ايران لتأمين البدائل في مختلف المجالات الحياتية، من الغذاء إلى الدواء وغيره.

لن نقبل أن يتحوّل المجتمع اللبناني أكياس رمل أو وقوداً في الاشتباك القائم بين ايران والولايات المتحدة الأميركية. يستمرّ "لقاء سيدة الجبل" في التحضير لإطلاق معارضة وطنية لحماية الدستور ولرفع الاحتلال الايراني عن القرار الوطني.

 

التحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات في كتاب الى بومبيو: على إدارتكم إدانة سجن زكا خلال اجتماعات الأمم المتحدة

الإثنين 24 أيلول 2018/وطنية - وجه الأمين العام للتحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والخدمات WITSA جيمس بوازان، بإسم التحالف، كتابا الى وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو، يطلب فيه "التدخل للمساعدة في تأمين إطلاق نزار زكا من سجنه غير القانوني في ايران، وتشجيع الإدارة الأميركية على إدانة سجنه وغيره من مواطني الولايات المتحدة والمقيمين الدائمين، بأقوى العبارات الممكنة في اجتماعات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة". ولفت بوازان في كتابه الى بومبيو، الى أن "زكا لم يعد من من رحلته الى ايران إثر مشاركته في المؤتمر الدولي الثاني حول المرأة في التنمية المستدامة في 18 أيلول 2015، وهو المؤتمر الذي حضره بدعوة من نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة شاهيندوخت مولافردي التي صرحت أخيرا لوكالة أسوشيتد برس بأن إيران ارتكبت أخطاء في قضية زكا". وقال: "تشعر منظمة WITSA بالقلق الشديد في شأن السلامة الشخصية للسيد زكا وعائلته ورفاهيته. من المهم للغاية أن يتم حل هذه المسألة في أسرع وقت. وقد قامت WITSA في السابق بالتواصل مع العديد من الأطراف المعنية، بما في ذلك وزارة الخارجية، في خطاب في تاريخ 28 نيسان 2016، وكذلك لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، والمفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. علاوة على ذلك، حاولنا أيضا دون جدوى الاجتماع مع سفير جمهورية إيران لدى الأمم المتحدة غلام علي خوشيرو عام 2016". أضاف: "في الآونة الأخيرة، لمسنا العديد من التطورات المشجعة والإيجابية، بما في ذلك قرار مجلس الشيوخ الأميركي رقم 245 تاريخ 3 آب 2017 الذي دعا حكومة إيران إلى إطلاق الأميركيين المحتجزين تعسفا في ايران وأولئك الذي يحملون الإقامة الدائمة، وكذلك القرار رقم 4744 المؤرخ 9 كانون الثاني 2018 (قانون حقوق الإنسان الإيراني ومحاسبة محتجزي الرهائن). كما لاحظنا تصريح نائبة الرئيس الايراني التي قالت "لم توافق الحكومة على ذلك في أي حال". واعترفت بأنها كانت قد دعت شخصيا السيد زكا لحضور المؤتمر في العام 2015". وأبدى التحالف إعتقاده بأن "من مصلحة إيران إطلاق زكا لأن اعتقاله لا شك في أنه سيثني عن السفر الى إيران في المستقبل وسيثبط فرص العمل والاستثمار في إيران. ومن المؤكد أن أي بيئة عمل غير مستقرة، ولا سيما لجهة إخضاع كبار رجال الأعمال لخطر الاعتقال، ستحد من الأعمال وتثنيها. ولسوء الحظ، تم تجاهل دعوتنا الى عقد اجتماع مع السفير الايراني بشكل متكرر". وطلب التحالف من بومبيو "التدخل شخصيا مع القيادة الإيرانية لكي ينال نزار حريته، سواء كمسألة إنسانية أو أخلاقية. كما نشجع إدارتكم على إدانة سجن السيد زكا وغيره من مواطني الولايات المتحدة والمقيمين الدائمين، بأقوى العبارات الممكنة في اجتماعات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة". وذكر الكتاب بأن زكا "عضو في مجلس إدارة WITSA ونائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويشكل هذا التحالف نحو 90% من الصناعة العالمية لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات ويضم 83 جمعية وطنية رائدة في هذا المجال. كما انه الأمين العام للمنظمة العربية للمعلوماتية والإتصالات (إجمع) التي تمثل 18 منظمة في 14 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعمل على تعزيز فرص زيادة الدخل وتحسين سبل المعيشة للناس في كل أنحاء هذه المنطقة، وخصوصا الشباب".

 

توضيح من مكتب الاعلام في بعبدا

المركزية/24 أيلول/18/اوضح مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ما نشر حول سفر الرئيس إلى نيويورك وتأخر رحلات بسبب تخصيص طائرة احتياط من نفس طراز الطائرة التي انتقل فيها الرئيس الى الولايات المتحدة، مؤكداً ان "الإجراءات لم تتغيّر منذ عشرات السنين والجهة المعنية بتنظيم حركة الطائرات تتحمل مسؤولية اي خلل". وفي السياق، اوضحت مصادر في مطار بيروت ما حدث مع سفر الرئيس ميشال عون إلى نيويورك. ولفتت المصادر الى "ان قبل ساعات من إقلاع الطائرة التي كانت ستقل الرئيس عون مع الوفد المرافق إلى نيويورك، وبعدما تم تزويدها بالوقود لإتمام الرحلة من دون توقف، حضر ضباط من القصر الجمهوري إلى المطار طالبين حجز طائرة ثانية وتزويدها بالوقود لإتمام الرحلة ايضا كاملة إلى نيويورك وحجتهم ان في حال حصول اي طارئ مع الطائرة الأولى يمكن عندها للرئيس ان يستخدم الطائرة الثانية، علما ان حدوث هكذا طارئ في حال حدوثه لا يستلزم اكثر من 40 دقيقة للانتقال من طائرة إلى اخرى وتزويدها بالوقود الكافي. وبحسب المصادر ذاتها "فان شركة طيران الشرق الأوسط إستجابت لهذا الطلب وتم حجز الطائرة الثانية التي كانت مخصصة لنقل مسافرين إلى القاهرة وتمت تعبئتها بالوقود لزوم رحلة نيوبورك". واشارت المصادر الى "ان الرحلة الرئاسية اقلعت بالطائرة الأولى، وكان من المستحيل إقلاع الطائرة الثانية إلى القاهرة وهي محمّلة بهذه الكمية من الوقود ما اضطر المسافرين إلى القاهرة على متن "الميدل إيست" إلى الانتظار ست ساعات ريثما تم تأمين طائرة اخرى لهم، في وقت بدأت فيه عملية إفراغ الطائرة الثانية من الوقود وهي عملية تستغرق نحو 3 ساعات". وكانت ادارة شركة طيران الشرق الاوسط اعتذرت من ركاب الرحلة 305 التي كانت متجهة إلى القاهرة أمس بعد انزال  الركاب بسبب الاضطرار إلى الاستعانة بها من أجل الرحلة الرسمية للرئيس ميشال عون إلى نيويورك.

 

جنبلاط يتراجع:التفاف على النظام السوري عبر بري وحزب الله

منير الربيع/المدن/الإثنين 24/09/2018

الكباش السياسي مستمر حكومياً. كل تصعيد يقابله تراجع، والعكس صحيح. باستثناء موقف رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر. الرئيس سعد الحريري يحاول اقناع بعض القوى، لا سيما القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، بتقديم تنازلات، فتراوح مواقف الطرفين بين التصعيد تارة والتراجع طوراً. دورية هذه المواقف قد تقود الحريري إلى تقديم صيغة جديدة تتلاقى مع ملاحظات رئيس الجمهورية، ولكن تحوي بعضاً من حفظ ماء الوجه بالنسبة إلى القوات والاشتراكي. حفظ ماء الوجه قد لا يوافق عليه رئيس الجمهورية، لذلك قد يرفض تلك الصيغة ويتشدد أكثر للحصول على تنازلات أخرى طالما أن مسار التنازلات قد بدأ. كان المؤشر في تراجع رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط. صحيح أن غاية جنبلاط كانت تخفيف الاحتقان على الأرض، وقطع الطريق على أي توتر درزي مسيحي في الجبل، لكن بمجرد الإعلان عن تهدئة وخفض السقف السياسي، فهذا يعني أن هناك مؤشرات تراجعية. وهذه مبنية على جملة معطيات. تكشف مصادر مطّلعة أن جنبلاط يفكّر في التراجع عن مطالبته بـ3 وزراء دروز، والتراجع عن وضع الفيتو على توزير النائب طلال ارسلان، لعلمه أن لا رئيس الجمهورية ولا التيار ولا النظام السوري سيتراجعون عن هذا المطلب. تراجع جنبلاط سينطلق من فكرة أساسية، هي بعدم منح ارسلان أي حقيبة، أي أن يكون وزير دولة، مقابل أن يحصل هو على وزيرين درزيين وثالث مسيحي. وتقول المصادر إن الكرة في هذا المجال ستكون في ملعب رئيس الجمهورية، لأن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لن يؤثر في هذا الموضوع، بل همّه تشكيل الحكومة، وهو لن يتقدم ولن يتراجع. فيما الأساس يبقى لدى القوات، لا سيما في ظل من يحاول سحب فتيل التصعيد من يدها، عبر إعادة طرح منحها نائب رئيس للحكومة ويكون في الوقت نفسه وزير دولة، بالإضافة إلى 3 وزراء. وهذا الطرح يعود إلى التداول في بعض الكواليس. قرأ جنبلاط هذه الشيفرة، واعتبر أن القوات قد تتراجع أمام هذا الطرح، لذلك استبق التراجع وأبلغ بعض المعنيين والوسطاء بهذا الأمر. كل هذه المداولات، ستوصل إلى طرح جديد قد يرفضه رئيس الجمهورية لأنه لا يريد أن يعطي جنبلاط وزيراً مسيحياً، ولا يريد أن يكون ارسلان وزير دولة. هو يريد منح جنبلاط حقيبة واحدة ووزير دولة. وحملة الضغط ستستمر على جنبلاط وجماعته في سوريا ولبنان، ويدخلون معه في حرب استنزاف.

كل هذا الضغط له إشاراته وانعكاساته الخارجية. وهذا مطلب النظام السوري، لتحجيم جنبلاط وإظهار خسارته رهاناته. لذلك، لجأ جنبلاط إلى تكتيكين، الأول استمرار علاقته بالرئيس نبيه بري والإشارة والإشادة بالموقف الذي سرّب للنائب ياسين جابر. مقابل انفتاحه على الحوار مع العونيين، من خلال تشكيل لجنة يشرف عليها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وقد وافق جنبلاط على الطرحين، إنطلاقاً من خلفيتين، الأولى الالتفاف على النظام السوري، بالقول لحزب الله إنه مستمر بالعلاقة مع التيار من خلال اللواء إبراهيم، والثانية الارتكاز إلى هذا الحوار لتخفيف التشنج وحرب الاستنزاف، وتحصيل ما يمكن تحصيله عوضاً من أن يبقى وحيداً. وتكشف المصادر أن هناك قناة اتصال أخرى، أكثر أهمية وخصوصية بين جنبلاط والتيار الوطني الحر، غير هذه اللجنة التي سيجري تشكيلها لمتابعة الأوضاع على الأرض او لتخفيف التوتر، إذ إن يشير بعض المصادر إلى أن هذه اللجنة لن تؤدي إلى أي تغير سياسي بين الطرفين، وكل ما يجري الحديث عنه من أرواق وتفاهم وغيره ليس واقعياً. وتقول المصادر إن قناة الاتصال السرية، هي التي تعمل على توفير التوافق حول الحصص الحكومية بين جنبلاط والتيار، وهي مبادرة يطّلع بها صاحب إحدى المؤسسات الإعلامية الكبرى.

 

العقوبات الأميركيّة قريبة... ولا حكومة

غاصب المختار/اللواء/24 أيلول 2018

طالت مرحلة مشاورات الرئيس المكلف سعد الحريري حول تشكيل الحكومة الى ما بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال عون من زيارة نيويورك، التي غادر اليها امس الاحد ومن المرتقب ان يعود يوم الجمعة، بعد المشاركة في اعمال الدورة 73 للجمعية العامة للامم المتحدة، ما يعني انه لا افق منظوراً لتشكيل الحكومة قبل اوائل او منتصف الشهر المقبل، برغم الكلام المستجد عن تعديلات اقترحها الرئيس المكلف على الصيغة التي اودعها لدى الرئيس عون مؤخرا، لكن بانتظار الفرج، سيمر لبنان بمرحلة صعبة سياسية واقتصادية، عبّرت عنها المواقف الاميركية الاخيرة تجاه «حزب الله»، والتسريبات من قبل جهات سياسية معينة وعبر وسائل اعلامية محددة معروفة بارتباطها بالمحور الخصم لإيران وحلفائها، عن عقوبات جديدة ومنها ما قد يطال لبنان بأسره دولة ومؤسسات ومصارف وشعب، بحجة ملاحقة المتعاملين والمتعاونين مع الحزب والذين يغطون اعماله، والتي تزامنت مع زيارة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي كريستوفر راي الى لبنان قبل ايام قليلة. وترى مصادر متابعة ان هذا الجو - ولو كان غير دقيق او غير صحيح - يبرر بنظر الكثيرين التأخر بتشكيل الحكومة، خاصة في مسألة فرض عقوبات على «حزب الله» وكل متعاون او متعامل معه من قريب او من بعيد، عدا عما تسرب عن رفض اميركي لتولي الحزب حقيبة خدماتية كحقيبة الصحة او سواها، أو على الاقل التلويح بعدم التعاون مع اي وزارة يتسلمها الحزب. لكن مصدراً مسؤولا تابع زيارة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي قال لـ«اللواء»: ان كريستوفر راي قال في تصريحاته ما تم تداوله في المجالس المغلقة مع كبار المسؤولين، كما عبر بيان السفارة الاميركية عن فحوى المحادثات، والتي تركزت على الجانب الامني اكثر من اي امر آخر. وهو تناول مع الرؤساء ومع قادة الاجهزة الامنية كل ما يتعلق بملاحقة المنظمات التي تعتبرها اميركا ارهابية ولم يسمِ لا «حزب الله» ولا اي جهة اخرى امامنا كما لم يحدد اي اجراء تنوي الادارة الاميركية اتخاذه.. وهو اكد امام المسؤولين استمرار الدعم الاميركي للمؤسسات العسكرية والامنية انطلاقا من تثبيت وتعزيز التعاون الامني، بما يخدم امن الولايات المتحدة وشعبها - كما عبّر راي. واوضح المصدر المسؤول: ان راي مهتم بالامن ولا يهتم بالسياسة، وإن سألته مثلاً عن امر الحكومة او عن موضوع الخروقات الاسرائيلية للقرار 1701، يقول «هذا الموضوع ليس من اختصاصي ولا اتعاطى به». وكل ما يمكن ان يخدمنا به هو نقل الشكوى اللبنانية الى الادارة السياسية الاميركية. لذلك تعتبر مصادر رسمية مواكبة لمسار تشكيل الحكومة، ان ما يتردد عن تعديلات في الصيغة واعادة توزيع الحقائب بما يتناسب مع هذه الجهة ولا يتناسب مع تلك، هو تأكيد على ان لا حكومة في القريب العاجل، «وانهم يخترعون كل مرة اسباباً لتبرير التعثر ما يعني ان المماطلة واضحة، وتختصر الوضع بالقول: «مش راكبة، ولننتظر عودة رئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل». وكانت اخر التسريبات قد اشارت الى احتمال البحث في صيغة حكومية من 24 وزيرا لتلافي مشكلة التمثيل والاحجام وتوزيع الحقائب، كما تحدثت معلومات اخرى عن تعديل بتوزيع الحقائب بحيث تُعطى «القوات اللبنانية» منصب نائب رئيس الحكومة وحقيبتين وازنتين وحقيبة دولة، فيما يُعطى الحزب الاشتراكي حقيبتين وازنتين وحقيبة دولة للدروز وحقيبة لشخصية درزية او مسيحية مقربة منه ومن العهد، وثمة من سرّب ان «حزب الله» مستعد للتنازل عن حقيبة الصحة لمصلحة «تيار المردة» اذا اصر «التيار الحر» على نزع حقيبة الاشغال من «المردة» الذي يطالب بحقيبة الطاقة بدل الاشغال... وهكذا لا زال البلد يعيش دوامة المقترحات والتعديلات حول توزيع الحقائب على القوى السياسية من دون افق واضح لما هو مقبول أو مرفوض منها ولما ستؤول اليه الامور، خاصة مع تمسك عدد من الاطراف بالحقيبة ذاتها. وبانتظار حلحلة العقد، ترتفع الصرخة العالية التي اطلقتها الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام سويا الاسبوع الماضي، والتلويح بالتحرك السلبي والاضراب نتيجة تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي بسبب التأخر بتشكيل الحكومة وانعكاساته السلبية على لبنان، وثمة صعوبات ايضا يعانيها اللبنانيون المغتربون في بعض الدول بسبب الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي تمر بها هذه الدول ايضا، وثمة مخاوف من انعكاس الوضع الاقليمي المتفجر على لبنان مزيدا من البلبلة والانقسام والتعقيد في تشكيل الحكومة.

 

لبنان... أسوأ رابع بلد في الكهرباء

محمد يوسف بيضون/اللواء/24 أيلول 2018

هذا العنوان، تناقلته وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية، وذكرت عنه «ان لبنان، بفضل هيمنة الفساد والهدر وغياب اي مراقبة او محاسبة، قد حل في المرتبة الرابعة بين البلدان الأسوأ، متقدماً فقط على اليمن ونيجيريا وهايتي، وأن مؤتمر التنافسية العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي لفترة 2017/2018 قد حدد جودة امدادات الكهرباء على مقياس 7 (1 او 1.7) فاحتل المرتبة 134 من اصل 137 بلداً». لم استغرب ما قرأت وحزنت في الوقت عينه عليه، لم استغرب لأني اعرف تمام المعرفة انتاجية الموظف في لبنان التي تدنت الى مستويات خطرة. فالموظف، بأكثريته مصاب بمرض الاهمال لوظيفته ويقضي اكثر وقته وهو يبحث ويفتش عن طريقة تدر عليه ما هو خارج راتبه، متجاوزاً القيم الاخلاقية والانسانية لوكيل عن الشعب همه الاول جمع المال بأي وسيلة كانت تتاح له. الفساد في الجسم يبدأ صغيراً ثم يكبر وينتشر. كذلك حاله مع الدول، فالدولة التي يتفشى فيها الفساد في اداراتها ومؤسساتها صعب ان تقوم لها قيامة، فهي زائلة لا محالة لأنه كالسرطان في الجسم علاجه الوحيد هو مواجهته ومحاربته دون توقف على كل صعيد، مادياً كان أو معنوياً. فاذا امكن الاحاطة به ثم القضاء عليه في اي مجال. أمكن القضاء عليه في سائر المجالات. ويبقى السؤال كيف يقضى عليه؟ من خلال الفاسدين والمفسدين في اي مجال ينتسبون، اكان في الادارة بما فيها قوى الامن والجيش او في المؤسسات العامة او في المجتمع المدني، المهم هو عدم تركه دون معالجة ملائمة، وهذا يستدعي اختيار اشخاص نظيفي الكف مقتدرين، يمسكون بمفاصله ويقضون عليه او على الأقل ينتزعون أنيابه. والسؤال الاخر هنا، هل يتردد صاحب الشأن في البلاد بتطبيق القانون على الفساد عند ظهوره ام يتردد خشية ان يفتح احدهم ملفاته عليه؟ فاذا تردد اثبت انه ضعيف ولا قدرة له على تحمل مسؤولية بلد وشعب ووطن. الفساد، اذا ما ظهر في حالة ما، اصبح ملك الناس جميعاً، ملك المجتمع المفروض ان يكون نظيفاً ومقتدراً ويحارب كل من يعمل على افساده، لأن السكوت عليه يجعله شريكاً له وبالتالي هدفاً لزحزحته عن موقعه. سأقف هنا لأكتفي بما ذكرت، فالموضوع قابل للاسترسال طويلا، آملا من كل مواطن صالح ان ينضم الى سائر المواطنين لمكافحة الفساد دون مهادنة او توقف واحلال النظافة محله. وفي اعتقادي ان الحالة ليست صعبة. فبالعزم والارادة يحقق الانسان أهدافه.

 

مجلس النواب اللبناني لا يلتزم قانون حق الوصول إلى المعلومات ومعظم الإدارات لم تعين موظفاً لتلقي الطلبات رغم إقراره قبل أكثر من عام

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/24 أيلول/18/أظهرت إحدى الدراسات التي أعدت أخيرا، أن مجلس النواب اللبناني وعددا كبيرا من المؤسسات والإدارات العامة لا تلتزم قانون حق الوصول إلى المعلومات الذي كان قد أقر في شهر فبراير (شباط) 2017. والبرلمان اللبناني ليس إلا واحدا من معظم مؤسسات وإدارات الدولة التي لم تعين بعد موظفا لتلقي طلبات الراغبين بالحصول على المعلومات، كما أنه وحتى الساعة لم يتم إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد التي يفترض أن يتقدم المواطنون بشكاوى أمامها في حال عدم استجابة الإدارات العامة لطلباتهم.

وأعلنت «مبادرة غربال» التي تهتم بقضايا الشفافية والمحاسبة، والتي أجرت اختبارا طوال الأشهر الـ9 الماضية لتتأكد ما إذا كانت 133 إدارة ومؤسسة عامة تتقيد بقانون حق الوصول إلى المعلومات، أن المجلس النيابي لم يستجب لطلبها بالحصول على معلومات محددة، وتم إبلاغها من قبل رئيس مصلحة الشؤون الإدارية في البرلمان أنه لم يتم تعيين موظف للمعلومات بعد، (كما ينص القانون)، وقد رُفع الموضوع لرئيس المجلس نفسه كي ينظر بالأمر. وبحسب التقرير الذي أصدرته المبادرة بعنوان «الحق في الوصول إلى المعلومات: التزام الإدارات العامة اللبنانية»، فإن 34 إدارة من أصل 133 تجاوبت مع طلباتها للحصول على المعلومات، وقد التزمت 19 منها بالمهلة القانونية المحددة بـ15 يوما، وردت 15 إدارة خارج المهلة، فيما لم تتجاوب 99 إدارة أخرى. وبدا لافتا، بحسب نتائج التقرير، أن وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية وهيئة إدارة قطاع البترول، هما الوحيدتان اللتان التزمتا بتعيين موظف متخصص بإعطاء المعلومات لطالبيها بعد شهرين فقط من صدور القانون، وأن وزارة الداخلية رفضت تسلم طلب الحصول على المعلومات تماما كمجلس شورى الدولة. واعتبر المشرف على المشروع محمد مغبط، أن عدم قيام المجلس النيابي بتنفيذ جزء مهم من القانون الذي أقرته هيئته العامة وهو تكليف موظف للمعلومات، يطرح أكثر من علامة استفهام خاصة أن السلطة التشريعية يجب أن تكون أول من يحترم القوانين الصادرة عنها كي تكون نموذجا يحتذى به لدى باقي السلطات والإدارات العامة.

ويرد الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين، عدم التزام الكثير من الإدارات بالقانون المقر حديثا، لـ«النص غير الواضح، باعتبار أن بعض الكلمات فيه تعني الشيء وعكسه إضافة إلى كونه مجتزأ ولم يكتمل بإنشاء هيئة مكافحة الفساد». ويشير شمس الدين في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن هذا القانون لا يطبق إلا جزئيا، فمعظم الإدارات لم تعين الموظف المختص بالمعلومات، كما أن العدد الأكبر منها لا يلتزم بنشر التقارير الدورية والمستندات على موقعها الإلكتروني، كما نص القانون، مضيفا: «حتى أننا بدل أن نحقق مزيدا من الشفافية من خلال هذا القانون، تم أخيرا حجب الجريدة الرسمية عن اللبنانيين والتي كانت تصدر مجانا على الموقع الإلكتروني، وبات من يريد الاطلاع عليها مجبرا بدفع بدل مالي». ويفضل النائب السابق غسان مخيبر، «طبّاخ» قانون حق الوصول إلى المعلومات، النظر إلى نصف الكوب الملآن، معتبرا أننا خطونا في السنوات القليلة الماضية خطوات تنفيذية كثيرة في مسار مكافحة الفساد وضمان مزيد من الشفافية في عمل المؤسسات. ويرى مخيبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن إقرار مجموعة من القوانين سواء من خلال الهيئة العامة أو اللجان النيابية، كقانون الإثراء غير المشروع وقانون الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وقانون حماية كاشفي الفساد، يشكل تقدما كبيرا يتوجب أن يقترن بتطبيق ما تبقى من السلة التشريعية، مع التشديد على وجوب التزام الجهات المعنية بتنفيذ هذه القوانين. ويضيف: «ولعل الأهم هنا إقرار القوانين المرتبطة بتطوير الهيئات الرقابية، وقد أنجزنا الكثير في هذا المجال إن كان من خلال التفتيش المركزي أو الهيئة العليا للتأديب وغيرهما». يُذكر أن قانون حق الوصول إلى المعلومات استثنى حق الاطلاع على أسرار الدفاع الوطني والأمن القومي والأمن العام، وإدارة العلاقات الخارجية للدولة ذات الطابع السري، وما ينال من المصالح المالية والاقتصادية للدولة وسلامة العملة الوطنية، ومداولات مجلس الوزراء ومقرراته التي يعطيها الطابع السري، إضافة إلى محاضر أخرى تم تبرير إيرادها ضمن الاستثناءات.

 

مديرة البحوث في منظمة العفو الدولية: إمرار قانون المفقودين والمخفيين قسرا في مجلس النواب اللبناني خطوة عادلة

الإثنين 24 أيلول 2018 /وطنية - رأت مديرة البحوث في برنامج الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية لين معلوف في بيان اليوم، أن "إدراج اقتراح قانون المفقودين والمخفيين قسرا على جدول التصويت في البرلمان اللبناني، هو خطوة عادلة طال انتظارها"، وقالت: "نحض البرلمان على التصويت لمصلحة قانون المفقودين والمخفيين قسرا بما يحفظ حقوق الأهالي بالمعرفة والتعويض، وبما يتلاءم مع أحكام مجلس شورى الدولة اللبناني والقانون الدولي". أضافت: "إن إمرار القانون سيكون بمثابة الاعتراف الوطني الأول من السلطة التشريعية بمطلب حمله آلاف اللبنانيين وغير اللبنانيين على الأراضي اللبنانية لأكثر من 30 سنة. وهو إلى ذلك خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، ومن شأنه تحقيق عدالة طال انتظارها في ملف الحرب اللبنانية". وختمت: "على امتداد 28 عاما تلت نهاية الحرب، كلفت الدولة اللبنانية عددا من اللجان الوزارية بمتابعة ملف المفقودين والمخفيين قسرا، ولكن جميعها فشلت في جمع المعلومات أو الكشف عنها. إن انعقاد الجلسة التشريعية اليوم وغدا والتصويت لمصلحة المقترح يعد فرصة حقيقية تمنح بصيص أمل لآلاف العائلات ممن ينتظرون الحصول على البيانات والمعلومات اللازمة وعلى التعويض".

 

الكتائب: لحكومة إنقاذ مصغرة من وزراء اختصاصيين وتشريع الضرورة نتيجة حتمية لتعثر التشكيل

الإثنين 24 أيلول 2018 /وطنية - حذر حزب الكتائب اللبنانية في بيان اثر اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيسه النائب سامي الجميل، من "انهيار سياسي واقتصادي، جراء حال اللامبالاة السائدة لدى المعنيين، على كل المستويات، بعملية تأليف الحكومة، في مشهد لم يصل يوما الى هذا الحد من البلبلة والاستهتار والتعطيل والتخريب". وجدد الحزب "تفاديا للاسوأ، وقبل فوات الاوان"، مطالبته ب"الاسراع في تشكيل حكومة إنقاذ مصغرة من وزراء إختصاصيين، أكفياء، تقر إصلاحات جذرية وتحيي مؤسسات الدولة، وتعيد الثقة بها، او تشكيل حكومة طوارىء حيادية، سموها ما شئتم، المهم ان تنقذ البلاد من المصير المجهول والانهيار المحقق، بعدما عطلت ممارسات أحزاب السلطة، دورة الحياة في البلاد، ودفعت بالاقتصاد الى شفير الانهيار، بفعل تماديها في هذا "التناتش" المحموم على الحصص والاحجام والنفوذ، فيما البلاد متروكة لمصيرها والمواطنون يتخبطون في أزماتهم". واعتبر أن "تشريع الضرورة هو النتيجة الحتمية لتعثر تشكيل الحكومة"، محذرا من ان "يؤدي ذلك الى توجيه رسالة للمسؤولين عن هذا التعثر بالتمادي في لامبالاتهم وزج البلاد في المجهول، طالما ان مجلس النواب اخذ على عاتقه مسؤولية السعي الى حل الازمات الاجتماعية والحياتية والاقتصادية". وإن حذر الحزب من "انفجار اجتماعي لن يسلم منه احد، بعد سقوط الهيكل على رؤوس الجميع"، طالب ب"حل سريع وعاجل لازمة الدواء للأمراض المستعصية كما لازمة الاقساط المدرسية، وقد دخل عليها بقوة ملف الاساتذة من باب سلسلة الرتب والرواتب وقدرة إدارات المدارس الخاصة على تحملها". وشدد على "ضرورة تحصين حياد لبنان وحمايته من الصراعات الاقليمية الشديدة الخطورة والتي تهب رياحها من اتجاهات مختلفة، مهددة الامن والاستقرار، وما تبقى من اركان دولة".

ورفض "سياسة الامعان في مصادرة قرار سيادة الدولة وزج لبنان في أزمات المنطقة، وإيجاد شرخ مع أصدقائه التاريخيين"، مؤكدا أن "لا خروج للبنان من ازماته إلا بإعادة الاعتبار الى الدستور والقانون واحترامهما، لاستعادة ثقة المواطن والمجتمع الدولي، بدولة، سيدة، حرة، مستقلة وديموقراطية، وهذه علة كيان لبنان وسر ديمومته وبقائه في هذا الشرق".

 

عودة التوتر بين «التيار» و«أمل» على خلفية ملف الكهرباء

بيروت/الشرق الأوسط/24 أيلول/18»

عاد التوتّر إلى العلاقة بين حركة «أمل» و«التيار الوطني الحر»، على خلفية بواخر الكهرباء، بعدما شنّ الوزير السابق النائب في كتلة «التنمية والتحرير»، ياسين جابر، هجوماً على «العهد»، قائلاً: «هذا العهد سيدمّر لبنان».

وانتقد جابر، في تسجيل صوتي مسرّب له، طريقة تعاطي العهد مع ملف الكهرباء، وتحديداً رفض عرض الوفد الألماني الذي زار بيروت، برفقة المستشارة أنجيلا ميركل، الشهر الماضي، والتمسّك بالبواخر كحل لهذه الأزمة.

وقال جابر، في التسجيل، إن لبنان رفض عرض شركة «سيمنز» الألمانية، وإن جميع الدبلوماسيين الأجانب في الأمم المتحدة عبّروا عن استغرابهم أمامه لعدم قبول عرض كهذا، سائلين: «كيف تعاملون ميركل بهذه الطريقة؟ هل أنتم مجانين؟». وأضاف: «للأسف، هذا العهد سيدمّر لبنان بشكل غير مقبول. والآن، وقبل جلسة التشريعية يوم الاثنين، يضغط رئيس الجمهورية ميشال عون، ووزير الطاقة سيزار أبي خليل، للحصول على 500 مليون دولار أميركي، إضافة إلى مبلغ المليار ونصف المليار الذي كانوا قد حصلوا عليه في موازنة عام 2018، وذلك لتأمين الكهرباء ساعات إضافية قليلة حتى نهاية العام»، مؤكداً: «للأسف الشديد، البلد تؤخذ إلى الهاوية».

وسبق هذا التسجيل معلومات عن استياء ميركل من الطريقة التي عوملت فيها في بيروت، إضافة إلى انتشار مقطع فيديو لجابر خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني تحدث فيه عن الموضوع نفسه، وهو ما لاقى استياء «التيار» والوزير أبي خليل. وأمس، ردّ أبي خليل على جابر، عبر حسابه على «تويتر»، قائلاً: «يا ليت الأصوات الوطنية لجأت إلى الوقائع والمحاضر، بدلاً من الشائعات والقيل والقال، إذ لم نعد نعرف ماذا تريدون: اتباع الأصول أم التراضي كما تعودتم.. واستطراداً، (سيمنز) لم تشارك في أي مناقصة».

ولاقى كلام جابر ردود فعل من قبل شخصيات وأفرقاء لبنانيين، حيث علّق رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي»، الوزير النائب السابق وليد جنبلاط، في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، قائلاً: «في ملف الكهرباء، ليت المعنيين يسمعون ما قاله ياسين جابر؛ صوت مدوي ينضم إلى الحريصين على المصلحة العامة، يفضح مهزلة البواخر التركية التي هي أحد الأسباب الرئيسية للعجز والدين العام». كذلك قال الوزير النائب السابق بطرس حرب، عبر حسابه على «تويتر»: «أدعو اللبنانيين إلى الاستماع إلى ما قاله جابر، حول رفض الحكومة عرض ميركل أن تتولى شركة (سيمنز) بناء معامل لإنتاج الكهرباء بسعر متدنٍ، وبمهلة زمنية لا تتجاوز الـ18 شهراً، ليدركوا إلى أي مستوى انحدر المسؤولون عن الشأن العام، وزيف شعارات الإصلاح والتغيير».

 

بطرس حرب: الأزمة اللبنانية ظاهرها الحكومة وحقيقتها معركة الرئاسة وقال لـ {الشرق الأوسط} إن «التيار» ماضٍ بسياسة تعطيل الاستحقاقات

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/24 أيلول/18/رأى النائب والوزير السابق بطرس حرب، أن الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان لا تتوقف عند الخلاف على توزيع الحصص داخل الحكومة العتيدة، بقدر ما تتصل بمعركة الانتخابات الرئاسية المقبلة. واستغرب كيف أن «أقرب المقربين من رئيس الجمهورية ميشال عون يسعون لوراثته وهو لا يزال في بداية عهده»، معتبراً أن «التيّار الوطني الحرّ ومنذ كان عون رئيساً له، اعتمد أسلوب تعطيل الاستحقاقات الدستورية، عندما لا تصبّ هذه الاستحقاقات في مصلحته، ولا يزال مستمرّاً في هذا الأسلوب».

ولفت إلى أن ثبات الاستقرار الأمني في لبنان، أو انفلاته، يبقى رهن إرادة من يمتلك فائض القوة العسكرية (حزب الله)، والذي أطلق في الآونة الأخيرة تحذيراً بعنوان «لا تلعبوا بالنار». وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، تناول حرب بالتفصيل المعوقات التي تعترض مهمّة الرئيس المكلّف سعد الحريري، لتشكيل حكومته الجديدة، فأشار إلى أن «ظاهر الأمور يقول إن صعوبات تشكيل الحكومة، تمكن في توزيع الحصص، لكن في الحقيقة المشكلة أبعد من ذلك بكثير، وهي مرتبطة بالتمهيد لمعركة رئاسة الجمهورية، ومحاولة كلّ فريق أحكام السيطرة ليكون اللاعب الأساسي في معركة الرئاسة المقبلة». وعبَّر عن استغرابه لأن «أقرب المقربين من الرئيس ميشال عون (صهره وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل)، يسعى إلى وراثته، وهو لا يزال في السنة الثانية، وأمامه أربع سنوات من ولايته الرئاسية»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «الحكومة العتيدة والمرشحة للبقاء أربع سنوات ما لم يحدث أي طارئ، لن تكون هي الحكومة المشرفة على انتخاب الرئيس المقبل، لأن الانتخابات النيابية تسبقها، ومع نتائج الانتخابات (2022) تصبح مستقيلة حكماً». وتشكّل التوازنات الداخلية الدقيقة عاملاً أساسياً في عرقلة تشكيل الحكومة، كما الانتخابات الرئاسية، والنيابية ما يؤدي إلى دخول المؤسسات في فراغ طويل الأجل، وقال النائب السابق بطرس حرب، الذي كان أبرز قيادات قوى الرابع عشر من آذار: «الطريف في الموضوع أن الأسلوب الذي أدخله التيار الوطني الحرّ برئاسة ميشال عون آنذاك، والذي يعتمد على تعطيل الاستحقاقات الدستورية ما لم تكن لمصلحته، سواء بتأليف الحكومات والشروط التي كان يضعها من أجل توزير صهره جبران باسيل، أو الحصص التي يأخذها في الحكومات، أو على صعيد انتخابات رئاسة الجمهورية ما لم ينتخب هو شخصياً، لا يزال معتمداً حتى الآن»، مبدياً أسفه لأن «هذا الأسلوب بات سلاحاً بيد التيار الوطني الحر برئاسة باسيل، وحتى إن كل الأطراف يحاولون تثبيت وضعهم في الحكم». ومع تراجع نسبة التفاؤل بإمكانية ولادة الحكومة في الأسابيع وربما الأشهر القليلة المقبلة، أكد حرب، أنه «لا حلّ للصراع الحكومي إلّا بتنازل الفرقاء السياسيين عن بعض طموحاتهم، والتفكير أنهم منتخبون من الشعب اللبناني من أجل تحسين وضعه المعيشي والاقتصادي، وليس من أجل خدمة مصالحهم الفئوية، أو وضع يدهم على مقدرات البلد، وواقعه الاقتصادي والاجتماعي والأمني، وكل هذه التصرفات تتعارض مع المبادئ الأساسية لدخول السلطة». ويسود الساحة اللبنانية قلق كبير من أن يؤدي الفراغ السياسي إلى انفلات أمني، خصوصاً بعد الشحن على الأرض على خلفية تسمية بلدية الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية، أحد شوارعها باسم مصطفى بدر الدين (القائد الأمني الأول في «حزب الله» الذي قتل في دمشق، صيف العام 2016)، ويصنّفه الادعاء العام لدى المحكمة الدولية بأنه العقل المدبر لجريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. ورأى النائب والوزير السابق بطرس حرب، أن «العامل الأساسي لأي انفلات أمني، بيد فريق لديه فائض من القوة هو «حزب الله»، ولا أحد قادر على مواجهته، بما يملك من فائض قوة عسكرية وأمنية تجعله قادراً على حسم أي معركة لمصلحته، لكن في المقابل هناك رهان على الجيش اللبناني الذي يشكل ضمانة لمنع أي اضطرابات أمنية».

ورغم رهان اللبنانيين على وعي قيادة الجيش وحرصها على تثبيت الأمن والاستقرار، يشير حرب إلى أن «إمكانية انفجار الوضع تبقى قائمة، بفعل السلاح المنتشر، والشحن الذي تسعّره خلافات سياسية مستجدّة، منها العودة إلى الحديث عن صلاحيات رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة».

وتوقّف حرب عند الأبعاد السياسية والأمنية للإصرار على تسمية شارع باسم بدر الدين، وقال: «يبدو أن حزب الله لا يزال يصنّف المحكمة الدولية على أنها إسرائيلية، ولا بد من التنبّه إلى كلام أمين عام الحزب حسن نصر الله الأخير، عندما قال: (لا تلعبوا بالنار)، في الوقت الذي نشهد آخر فصول محاكمة قتلة رفيق الحريري، وهذا التوقيت ليس ملائماً ولا يخدم استقرار البلد». ولاحظ أن هناك «من لا يراعي مشاعر قسم كبير من اللبنانيين (في إشارة إلى حزب الله)، ولا مشاعر ابن الشهيد رفيق الحريري (سعد الحريري) الذي يحاول تشكيل الحكومة رغم كل الصعوبات التي تعترضه، وكأن هذا الفريق يحاول أن يعري الحريري شعبياً إذا التزم الصمت، أو يريد أن يدفعه إلى التصعيد، وهذا يقود البلد إلى اضطرابات أمنية خطيرة»، متمنياً على «الحكماء الذين يدّعون الحرص على استقرار البلد، أن يضعوا حداً لهذه الاستفزازات التي تتزامن مع سير المحاكمة التي أسقطت اتهامها عن مصطفى بدر الدين بسبب وفاته». أما في قراءته لأبعاد الدعوة إلى الجلسة التشريعية، لإقرار عدد كبير من مشاريع القوانين بغياب الحكومة، أوضح بطرس حرب أنها «نوع من الاعتراف بعجز كلّي عن تشكيل الحكومة، ما يعني أنه لا حكومة بالمدى المنظور، والتشريع بات ضرورة لحلّ بعض القضايا الملحة كون الابتزاز السياسي مستمر».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الدفاع الروسية: سنسلم سوريا نظام S-300 لصد الهجمات الاسرائيلية

وكالات/الاثنين 24 أيلول 2018 

http://eliasbejjaninews.com/archives/67675/haaretz-after-downing-of-spy-plane-russia-to-supply-assad-regime-with-s-300-air-defense-system-%D9%87%D8%A2%D8%B1%D8%B1%D8%AA%D8%B3-%D9%88%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%B9%D8%AF/

أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم الاثنين، أن موسكو ستسلم منظومات "إس-300" للدفاع الجوي إلى سوريا خلال أسبوعين، على خلفية إسقاط طائرة "إيل-20" الأسبوع الماضي.

وحمل شويغو، في كلمة ألقاها اليوم، مرة أخرى "إسرائيل" المسؤولية عن إسقاط الطائرة بالخطأ بنيران الدفاعات الجوية السورية مساء الاثنين الماضي، ما أودى بأرواح 15 عسكريا روسيا، مشددا على أن الجيش الإسرائيلي لم يبلغ الطرف الروسي عبر الخط الساخن بنيته شن غارات جوية على سوريا إلا قبل دقيقة واحدة من بدء الهجوم.

وأضاف شويغو أن الجيش "الإسرائيلي" لم يسلم للعسكريين الروس معلومات دقيقة عن المنطقة التي ستتعرض للهجوم وادعى أن الغارات ستُنفّذ في شمال البلاد، خلافا للواقع، ما منع الجيش الروسي من إبعاد طائرته من منطقة الخطر.

وتابع: "طواقم الطائرات الإسرائيلية المطلعين جيدا على الوضع في الجو احتمت بالطائرة الروسية، ما أدى إلى إصابتها وأودى بأرواح 15 من عسكرينا".وذكر شويغو أن هذه الحادثة أجبرت روسيا على اتخاذ خطوات جوابية مناسبة بهدف تعزيز أمن عسكرييها الذين ينفذون مهام مكافحة "الإرهاب الدولي" في سوريا. وأعلن شويغو أن وزارة الدفاع الروسية بإيعاز من رئيس البلاد فلاديمير بوتين ستتخذ ثلاث خطوات مهمة بهدف تعزيز القدرات القتالية للدفاعات الجوية السورية. وفي الخطوة الأولى، قررت روسيا، حسب شيوغو، تسليم منظومات الدفاع الجوي "إس-300" إلى سوريا خلال أسبوعين، وهي قادرة على اعتراض الأهداف الجوية على مسافة تتجاوز 250 كم. وقال الوزير: "بسبب قدرتها العالية على عرقلة التشويش وسرعتها المتفوقة في إطلاق الصواريخ، ستسهم هذه المنظومة إسهاما ملموسا في تعزيز القدرات القتالية للدفاعات الجوية السورية". وتابع: "بودي التشديد على أننا في عام 2013، بطلب من الجانب الإسرائيلي، جمّدنا خطة تسليم منظومات "إس-300" إلى سوريا والتي كانت جاهزة للتصدير وقد تلقى العسكريون السورية تدريبا مطلوبا. لكن الوضع تغير اليوم، وليس بذنبنا".

 

موسكو تصعّد ضد تل أبيب... والأزمة تتجه للتفاقم وانتقدت «الجحود الإسرائيلي» و«الاستهتار الإجرامي» في حادثة الطائرة غرب سوريا

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/24 أيلول/18/اتجهت العلاقات الروسية - الإسرائيلية إلى مرحلة توتر رجحت أوساط أن تشهد منحى تصاعديا، بعد مرور أسبوع على تراجع اللهجة الروسية حيال إسرائيل إثر حادثة إسقاط الطائرة الروسية قبالة شواطئ سوريا. وعكست اللهجة الحادة التي استخدمتها، أمس، وزارة الدفاع الروسية في الحديث عن «الخداع» الإسرائيلي لموسكو في ملف إسقاط الطائرة، إشارات إلى فشل الطرفين في تطويق الخلاف. ولفتت أوساط روسية إلى أن حدة التصريحات والمعطيات التي قدمتها الوزارة بما في ذلك عن تفاصيل «الخدمات» التي قدمتها روسيا إلى إسرائيل في سوريا، تشكل مؤشرا على أن موسكو تستعد لتصعيد قد تتعلق بعض عناصره بوقف التنسيق في سوريا، مما يحرم تل أبيب من القدرة على تنفيذ هجمات جوية ويهدد بأن الأزمة آخذة في التصاعد، وأن موسكو تنتظر تحركات جدية من جانب إسرائيل لاحتواء التداعيات، وفقا لتعليق خبير عسكري في شبكة إعلامية روسية أمس. وعرض الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، أمام الصحافيين معلومات تفصيلية أرفقت بصور وخرائط حول ملابسات إسقاط الطائرة «إيليوشين20» الروسية في سوريا في 17 سبتمبر (أيلول) الحالي.

وبدا أن المعطيات التي قدمها نتيجة التحقيقات التي أجرتها موسكو بعد تحليل صور الأقمار الاصطناعية وأنظمة الرصد والمراقبة المختلفة، لم تختلف في جوهرها كثيرا عن النتائج الأولية التي أعلنتها موسكو بعد الحادثة مباشرة، وحملت من خلالها اتهامات للجانب الإسرائيلي بالتسبب في تعريض الطائرة لنيران الدفاعات الجوية السورية. وأوضح الناطق العسكري تسلسل الأحداث بالتفصيل ليلة سقوط الطائرة، وقال إنها «كانت عائدة من مهمة لمراقبة منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب وعلى متنها 15 عسكريا روسيا، بالتزامن مع انطلاق سرب مكون من 4 مقاتلات إسرائيلية (إف16) لإنزال ضربة مفاجئة بعدد من المنشآت الصناعية الموجودة في الجمهورية العربية السورية». وزاد أن الطائرات الإسرائيلية اتخذت مواقع لشن الهجمات فوق البحر على مسافة 90 كيلومترا غرب مدينة اللاذقية. ثم «قامت موظفة اتصال في قيادة القوات الجوية الإسرائيلية برتبة عقيد، بإبلاغ قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا عبر قناة الاتصال لمنع التصادم العسكري، بالضربة المقبلة على مواقع سورية»، موضحا أن البلاغ تضمن إشارة إلى أن إسرائيل سوف تُغير على مواقع في شمال سوريا في الدقائق القريبة المقبلة.

وتابع أنه «بعد مرور دقيقة واحدة على وصول البلاغ شنّت 4 مقاتلات إسرائيلية (إف16) ضربات جوية على منشآت صناعية في محافظة اللاذقية بقنابل موجّهة من طراز (جي بي يو39)»، مستخلصا أن «الطرف الإسرائيلي قام بإخبار مجموعة القوات الروسية بتنفيذ عمليته العسكرية ليس بشكل مسبق؛ بل تزامنا مع بدء الغارات، ما يعد انتهاكا مباشرا للاتفاقيات الروسية - الإسرائيلية الموقّعة في عام 2015 للحيلولة دون وقوع حوادث تصادم بين قواتنا المسلّحة في سوريا».

وبالإضافة إلى مشكلة توقيت وصول البلاغ، قال الناطق الروسي إنه قدم إحداثيات خاطئة، لأن «البلاغ تحدث عن أهداف في شمال سوريا، في حين أن مواقع الضربات كانت في غرب سوريا بمحافظة اللاذقية». وزاد أن لدى موسكو تسجيلا صوتيا للمحادثات مع الجانب الإسرائيلي يثبت صحة المعطيات المقدمة. ولفت إلى أن خطورة تقديم معلومات خاطئة تكمن في أن القيادة العسكرية الروسية أمرت قائد طاقم الطائرة «إيليوشين20» التي كانت تحلّق فوق شمال سوريا، بمغادرة المنطقة والتوجّه جنوبا للعودة إلى قاعدة «حميميم»، لكن شن العملية العسكرية في غرب سوريا في ريف اللاذقية أسفر عن وضع الطائرة الروسية في مجال عمل الدفاعات الجوية السورية، مشيرا إلى أن ما وصفه بـ«التضليل الذي قامت به الضابطة الإسرائيلية بشأن منطقة غارات المقاتلات الإسرائيلية، لم يمنح الطائرة الروسية (إيلوشين20) فرصة الخروج إلى منطقة آمنة».

ووفقا للناطق العسكري الروسي، فإن الطيران الإسرائيلي نفذ مناورة أخرى كانت «قاتلة» بالنسبة للطائرة الروسية، لأنه «بعد تنفيذ الغارة احتلّت المقاتلات الإسرائيلية موقعا لتنظيم الدورية الجوية على مسافة 70 كيلومترا غرب الساحل السوري. وشغّلتْ المقاتلات تشويشات إذاعية وبدا أن المحتمل أن تستعدّ المقاتلات لشنّ غارة جديدة. لكن بعد دقائق أقدمت إحدى الطائرات الحربية الإسرائيلية على مناورة جوية باتجاه الساحل السوري واقتربت من طائرة (إيليوشين20) التي كانت على وشك البدء بالهبوط. وظنت الوحدات العسكرية التابعة لقوات الدفاع الجوي السوري ذلك هجوما جديدا للطيران الإسرائيلي، دفعها إلى إطلاق أنظمة دفاعية».

وقال كوناشينكوف إنه «لم يكن ممكنا ألا يدرك الطيار الإسرائيلي أن مساحة السطح العاكس الحقيقي لطائرة (إيليوشين20) تزيد على سطح جسم المقاتلة (إف16) بشكل كبير، الأمر الذي يعني أن الطائرة الروسية هي التي ستصبح هدفا مفضّلا للصاروخ المضاد للجو».

وأضاف أن الإسرائيليين يعلمون بأن لدى القوات المسلحة الروسية والسورية منظومات مختلفة للتعرف على «صديق - عدو»، وأنه «يمكن لمحطات الرادار السورية أن تعدّ الطائرة (إيليوشين20) ضمن المجموعة المستهدفة من المقاتلات الإسرائيلية». وأضاف: «أؤكد بشكل خاص على أن المقاتلات الإسرائيلية كانت تراقب الطائرة الروسية مستخدمة إياها غطاء من الصواريخ المضادة للجو، ومستمرةً في مناوراتها في هذه المنطقة». وزاد أنه «في الساعة 22:03 أصاب الصاروخ السوري المضاد للطائرات الهدف الأكبر والأقرب وهو الطائرة الروسية التي أبلغ قائدها المركز عن نشوب حريق على متن الطائرة، وبدأ بالهبوط الاضطراري، لكن الطائرة اختفت عن شاشات الرادار بعد 4 دقائق». وزاد أن «الطائرات الإسرائيلية كانت موجودة في منطقة المناوبة، وبقيت هناك حتى الساعة 22:40».

ولفت الناطق الروسي إلى أن الضابط المناوب في قيادة المجموعة الروسية في سوريا، قام بإبلاغ الضابط الإسرائيلي في مقر قيادة القوات الجوية، بأن «الطائرة الروسية (إيليوشين20) تعرضت للإصابة. ونطالب بإبعاد طائراتكم من هذه المنطقة لأننا سنفعّل منظومات البحث والإنقاذ، وأجاب الضابط الإسرائيلي برتبة ملازم أول: (تسلمت المعلومة وسأوصلها للقيادة)». وزاد أنه في الساعة 22:40 غادرت مقاتلات (إف16) هذه المنطقة. وبعد نحو ربع ساعة على ذلك تلقت القيادة الروسية إشارة إسرائيلية تفيد بأن (معلوماتكم حول إصابة طائرة روسية وصلت، وقمنا بتنظيف المكان)». وخلص المتحدث العسكري الروسي إلى أن «المعلومات الموضوعية المقدّمة تدل على أن تصرفات طياري المقاتلات الإسرائيلية، والتي أدت إلى مقتل 15 جنديا روسيا، تدل إما على عدم مهنيتهم، أو على الأقل، على الاستهتار الإجرامي»، مجددا تحميل إسرائيل «المسؤولية كاملة عن سقوط الطائرة». لكن اللافت أن المتحدث الروسي لم يقتصر على توجيه الاتهام؛ بل صعد في لهجته أكثر ضد إسرائيل، مشيرا إلى أنها استخدمت مواقع لتنفيذ هجومها تستخدم عادة «مدرجات هبوط للطائرات المدنية التي تصل إلى (حميميم)»، عادّاً أن تصرفات الطيران الإسرائيلي تشكل «تهديدا مباشرا لكل طائرات الركاب والنقل، التي كان يمكن أن توجد هناك في هذا الوقت وتصبح ضحية مغامرة العسكريين الإسرائيليين». ولفت إلى فوارق جوهرية بين «سلوك الطيارين الإسرائيليين وتصرفات الطيران الأميركي في المنطقة»، موضحا أن «قناة الاتصال مع الأميركيين تعمل بدقة في كل أنحاء سوريا بشكل يجنب وقوع حوادث تهدد سلامة الجنود من الطرفين في الجو أو على الأرض». وقال ممثل وزارة الدفاع الروسية إن الجانب الروسي «لم ينتهك مطلقا الاتفاقات مع إسرائيل، ولم يستخدم منظومات الدفاع الجوي المنتشرة في سوريا، حتى في تلك الحالات وخلال تنفيذ إسرائيل غارات جوية ظهرت في أكثر من مرة ظروف شكلت تهديدا محتملا لسلامة الجنود في القوات المسلحة لروسيا الاتحادية». وكشف أنه خلال «فترة سريان الاتفاق تم إعلام مركز قيادة القوات الجوية الإسرائيلية بـ310 إشعارات عن أعمال القوات الجوية الروسية بالقرب من الأراضي الإسرائيلية، بينما قدم الجانب الإسرائيلي إشعارات في 25 مرة، وفقط قبل تنفيذ الغارات». وزاد أنه «في سياق التعاون الروسي - الإسرائيلي البناء على المسار السوري يصعب علينا فهم سبب إقدام تل أبيب على هذه التصرفات. وهذا رد جاحد تماما على كل ما قامت به روسيا الاتحادية من أجل الدولة الإسرائيلية والإسرائيليين في الفترة الأخيرة». مذكرا بـ«الضمانات التي قدمتها موسكو في منطقة الجنوب وباستئناف عمل قوات الفصل الدولية في منطقة الفصل في الجولان تحت حماية الشرطة العسكرية الروسية، الأمر الذي مكّن من استبعاد احتمال قصف الأراضي الإسرائيلية من مرتفعات الجولان على نحو كامل».

 

8 أكراد بينهم امرأة في سباق الرئاسة العراقية والمنافسة تشتد بعد دخول {الديمقراطي الكردستاني}

أربيل: إحسان عزيز/الشرق الأوسط/24 أيلول/18/قبل ساعات قليلة فقط من إغلاق باب الترشح لرئاسة الجمهورية في العراق، تقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني بمرشحه، وهو رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين، أحد المقربين من زعيم الحزب مسعود بارزاني، ليكون منافساً ثامناً في السباق الرئاسي، وربما المنافس الأقوى لمرشح الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح. يشغل حسين منصب رئيس ديوان رئاسة الإقليم منذ عام 2005، وهو كردي فيلي من مواليد بغداد عام 1952، حاصل على شهادة الدكتوراه، وإلى جانب الكردية والعربية يجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية. واختاره الحزب الديمقراطي الكردستاني مرشحا له رغم أنه ليس من أعضائه. ويتوقع محللون أن يكون حسين منافساً شرساً، لصالح، مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني، ويجتذب كثيراً من أصواته. وكان من المفترض أن يدرج انتخاب رئيس الجمهورية، على جدول أعمال جلسة البرلمان المقررة غداً، لكن زيارة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي إلى أربيل أول من أمس ولقاءه برئيس الحزب الديمقراطي ونائبه وكبار قادته وعودته السريعة مساء اليوم نفسه إلى بغداد ثم الزيارة المفاجئة وغير المعلنة لنائب رئيس الحزب الديمقراطي نيجيرفان بارزاني إلى بغداد في الليلة ذاتها، ألغت بمجملها فقرة انتخاب الرئيس من جدول أعمال البرلمان. وتبادل الحزبان الكرديان الرئيسيان الاتهامات بعدم الالتزام بالوعود، وتجاهل أهمية المحافظة على ما يسميانه بوحدة الصف الكردي. فالمكتب السياسي للاتحاد الوطني، اعتبر زيارة نيجيرفان بارزاني المفاجئة إلى بغداد فردية ومضرة بوحدة البيت الكردي، وقال في بيان له إن «الاتحاد الوطني دعا إلى وحدة الصف الكردي في بغداد لكن تصرف الحزب الديمقراطي يأتي عكس ذلك ولا يدعم هذه الوحدة»، مضيفاً: «لقد علمنا بزيارة وفد الحزب الديمقراطي رئاسة نيجيرفان بارزاني، إلى بغداد من وسائل الإعلام، وسنتمسك بمرشحنا لمنصب رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح». ورد المكتب السياسي للحزب الديمقراطي على الاتحاد الوطني، مؤكدا في بيان حرصه على وحدة الصف الكردي «في كل زمان ومكان». وقال: «نطالب هذه المرة بمنصب رئاسة الجمهورية، كونه من صلب استحقاقاتنا الانتخابية، وليس من منطلق شغفنا بالمناصب، فماضينا يؤكد ذلك بوضوح، لكننا نسعى إلى أن يكون منصب الرئيس ذا تأثير ودور فاعلين على صعيد الدفاع عن حقوق إقليم كردستان».

واعتبر البيان أن «إصرار الاتحاد الوطني على المطالبة بمنصب الرئيس لا يستند إلى منطق مقنع، وبقدر ما يتعلق الأمر بالاتفاقية الاستراتيجية المبرمة بين الزعيمين المرحوم (جلال) طالباني، ومسعود بارزاني، عام 2005؛ فإن الأول لم يعد رئيساً للعراق، والثاني لم يعد رئيساً للإقليم، كما أن مجمل الظروف قد تغير، ناهيك بتجاهل الاتحاد الوطني لأربع من أهم الفقرات المدرجة في الاتفاق الاستراتيجي المبرم بين الطرفين عام 2007». إلى ذلك، أكد القيادي في الحزب الديمقراطي بشتيوان صادق، أن إدارة الإقليم ينبغي أن تكون بشكل مشترك وفقاً للاستحقاقات الانتخابية، وقال في تصريح للصحافيين: «سعي الاتحاد الوطني المنفرد للفوز برئاسة الجمهورية، يعني حث الديمقراطي على تشكيل حكومة الإقليم لاحقاً دون مشاركة الاتحاد الوطني». وفي تطوُّر غير متوقع، أعلنت النائبة السابقة في البرلمان العراقي سروه عبد الواحد ترشحها لمنصب رئيس الجمهورية، وتعهدت في بيان لها أن تكون عراقية في المقام الأول وتحافظ على وحدة العراق أرضا وشعباً، وكانت سروه وهي شقيقة شاسوار عبد الواحد، رجل الأعمال الشاب الذي أسس منتصف العام الماضي حراك الجيل الجديد ومقره مدينة السليمانية، قد تركت صفوف حركة التغيير، ورشحت نفسها ضمن أحد الائتلافات العراقية في بغداد لكنها أخفقت في الفوز في الانتخابات النيابية الأخيرة في البلاد. وبذلك يصبح عدد المرشحين الكرد الذين قدموا أوراقهم رسمياً، لخوض السباق الرئاسي ثمانية مرشحين هم، إضافة إلى برهم صالح وفؤاد حسين وسروة عبد الواحد، لطيف رشيد (عديل طالباني والمستشار في رئاسة الجمهورية)، وسليم شوشكيي، النائب السابق عن الجماعة الإسلامية، والبروفسور الكردي الفيلي، كمال عزيز محمد قيتولي، وعمر البرزنجي، سفير العراق لدى الفاتيكان، والنائب السابق سردار عبد الله. وهذا العدد من المرشحين الأكراد يعني، حسب كثير من المراقبين، تضاؤل فرص الفوز بالنسبة لهم جميعاً، بسبب انقسام الأصوات عليهم، داخل البرلمان العراقي، حيث يسعى كل مرشح إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من أصوات النواب، لا سيما أن كلّاً منهم يحظى بدعم جهة أو أكثر من الأحزاب الكردستانية والعراقية.

 

تقرير أميركي: «داعش» لم ينهزم نهائياً في العراق وينتظر خروج القوات الأجنبية من سوريا

واشنطن: محمد علي صالح/الشرق الأوسط/24 أيلول/18/حذر تقريران أميركيان نشرتهما مجلة «أتلانتيك» من أن نهاية ما تُسمَّى دولة «الخلافة الإسلامية» لا تعنى نهاية «داعش» في كل من سوريا والعراق، وأن «داعش سوريا» ينتظر، بالتحالف مع تنظيم «القاعدة»، خروج القوات الأميركية والروسية والتركية ليقاتل نظام الرئيس بشار الأسد، وأن «داعش العراق»... «لم ينهزم نهائياً قط». قال تقرير سوريا: «رغم التمني، لم ينتهِ بعدُ الصراع في سوريا. يظل ثلث سوريا خارج سيطرة الحكومة: تحت النفوذ التركي في الشمال الغربي، وتحت الحماية الأميركية في الشرق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون المكاسب العسكرية للحكومة مؤقتة». وأضاف التقرير: «يوجد قوس هائل من المناطق الضعيفة التي لا تستطيع حكومة سوريا تأمينها؛ تضاريس وعرة من الصحاري والوديان النهرية الممتدة من الحدود الإسرائيلية في الجنوب الشرقي إلى العراق في الشرق، ومن ثم إلى تركيا في الشمال الغربي من سوريا». وقال التقرير إن «القاعدة» و«داعش» هما، الآن، المجموعتان الرئيسيتان في هذه المناطق الريفية والنائية. و«لن يكن صعباً عليهما الاستفادة من مجموعة من الموارد البشرية والمادية للقتال ضد ديكتاتورية شريرة لا تحظى بشعبية كبيرة، وتسيطر عليها طائفة من الأقليات المدعومة من إيران». وأضاف التقرير: «من أجل كسب المجندين، قد لا يحتاج المتشددون حتى إلى كسب القلوب والعقول. يحتاجون فقط إلى إقناع الساخطين بأنهم يمثلون المعارضة الوحيدة الباقية ضد الحكومة. كل المعارضين العلمانيين والسلميين خسروا المعركة ضد الحكومة منذ وقت بعيد». وقال التقرير إن «داعش» و«القاعدة» «بعد وراثتهما للانتفاضة السورية وطاقاتها، يمكن أن يشكلا مواجهات دائمة في المشهد السوري».

وأضاف التقرير: «مرة أخرى، عبر التاريخ، ما لم تحل المظالم، لن تختفي الحركات المعارضة ببساطة. يمكن أن يظلوا كامنين لسنوات، أو حتى عقود، فقط ليعاودوا الظهور في وقت لاحق. في الواقع، يمكن أن يسجل التاريخ أن الصراع السوري، على مدى السنوات القليلة الماضية، كان جزءاً من التمرد الأصولي في السبعينات والثمانينات الذي خاضه المعارضون المتطرفون ضد حكومة حافظ الأسد، والد رئيس الحكومة الحالية». وأشار التقرير إلى أن هزيمة الأصوليين في ذلك الوقت تحققت «بعد أن شنت الحكومة حملة قاتلة في حماة، مما أسفر عن قتل ما بين 10000 و30000 شخص. وأنه، رغم أن حكومة الأسد بدأت (حملة منظمة وتعليمية لاقتلاع الإسلاموية من المجتمع السوري). تجند كثيراً من الذين عاشوا في المنفى بعد عام 1982، أو أولادهم، أو أحفادهم، للقتال ضد نظام بشار الأسد». وقال تقرير «مستقبل (داعش) في العراق»: «لم يذهب (داعش) إلى أي مكان»، وأشار التقرير إلى تصريحات مايكل نايتس، الخبير في شؤون العراق في معهد واشنطن للشرق الأدنى: «في كل مكان فقدوا فيه القدرة على الحكم (أمام هجمات قوات الحلفاء)، انتقلوا على الفور إلى تنظيم متمرد (وليس كحكومة)».

وقال التقرير: «فرحت الحكومة العراقية وحلفاؤها، وهم على حق، بالانتصارات ضد الجماعة في العام الماضي. كان ذلك متوقعاً من بلد يظل يعيش سنوات من الحروب، والاضطرابات. لكن، بالنسبة إلى «داعش»، فإنهم يعتبرون فقدان المدن العراقية الرئيسية التي كانوا يسيطرون عليها معلماً واحداً من معالم كثيرة على طريق طويل لصراعهم». وأضاف التقرير: «إنهم لا ينظرون إليها على أنها نهاية عملياتهم. إنهم ينظرون إليها فقط كحركة لمرحلة جديدة من عملياتهم». وأضاف التقرير أنه، في المحافظات الثلاث ذات الأغلبية السنية حيث كان «داعش» ذات يوم مهيمناً (ديالى، وصلاح الدين، والأنبار)، عاد «داعش» الآن للقيام بهجمات متمردة قوية. ونقل التقرير قول الخبير الأميركي نايتس، الذي عاد من العراق أخيراً، بعد أن قابل مسؤولين وخبراء ومواطنين: «يقاتل (داعش) الآن بالصورة نفسها التي قاتل بها عام 2103. لا يفعل (داعش) العراق الآن أكثر مما فعل قبل 5 أعوام. ينظم صفوفه، ويبدأ عمليات محلية، استعداداً لدخول مرحلة العمليات واسعة النطاق». وقال التقرير: «الذين يدرسون التمرد في العراق عن كثب يلاحظون أحد المؤشرات الجيدة لقدرة (داعش) على العودة هو معرفة عدد المختارين، شيوخ القرية، الذين قتلهم الداعشيون. وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، كل أسبوع يقتلون معدل ثلاثة من شيوخ القرى، وأن قرابة 200 قرية شهدت قتل شيوخها منذ العام الماضي». ونقل التقرير تساؤلات الخبير نايتش عن الرقم 15000 الذين يقال إنهم عدد الداعشيين في العراق. سأل: «كيف تصنف الداعشي؟ هل هو المقاتل الأجنبي؟ هل هو كادر القيادة؟ هل هو الرجل الذي كان في (داعش) وقتل بعض الناس؟ هل هو الذي لم ينضم قطّ إلى (داعش) في الماضي؟ هل هو الذي يحارب، ثم يترك الحرب ثم يعود للحرب؟».

 

ترحيب حذر من المعارضة باتفاق إدلب... ورفض فصيل متشدد وتحفظت على تصريحات تدل على أن «الاتفاق مؤقت»

لندن/الشرق الأوسط/24 أيلول/18»/رحبت فصائل معارضة مدعومة من أنقرة بحذر مساء السبت الماضي، بالاتفاق الروسي التركي الذي جنب محافظة إدلب عملية عسكرية لقوات النظام، مؤكدة في الوقت ذاته عدم ثقتها بموسكو. قال مقاتلو المعارضة المتحالفون مع تركيا إنهم سيتعاونون مع الجهود الدبلوماسية التركية التي أوقفت هجوما للنظام السوري مدعوما من روسيا في إدلب شمال غربي سوريا، ولكنهم لن يسلموا أسلحتهم أو الأراضي التي يسيطرون عليها، بينما رفضت جماعة «حراس الدين» الإسلامية المتشددة الاتفاق التركي الروسي، وحثت مقاتلي المعارضة على شن عمليات عسكرية جديدة. وقالت الجبهة الوطنية للتحرير التي تضم عددا من فصائل الجيش السوري الحر التي تعتبرها تركيا معتدلة: «نثمن هذا الجهد الكبير والانتصار الواضح للدبلوماسية التركية»، مشيرة إلى «تلقى أهلنا في الشمال السوري بارتياح واسع حصول اتفاق تركي روسي أوقف عدواناً روسياً وشيكاً»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية التي نقلت البيان. وأكدت الجبهة «تعاوننا التام مع الحليف التركي في إنجاح مسعاهم لتجنيب المدنيين ويلات الحرب». واستدركت في بيانها «سنبقى حذرين ومتيقظين لأي غدر من طرف الروس والنظام والإيرانيين، خصوصا مع صدور تصريحات من قبلهم تدل على أن هذا الاتفاق مؤقت». وأضاف بيان الجبهة، أن «أصابعنا ستبقى على الزناد... ولن نتخلى عن سلاحنا ولا عن أرضنا ولا عن ثورتنا». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في أعقاب الاتفاق، أنه سيتم سحب كل ما مع مقاتلي المعارضة من أسلحة ثقيلة ومورتر ودبابات وأنظمة صواريخ من المنطقة المنزوعة السلاح بحلول العاشر من أكتوبر (تشرين الأول). وقالت تركيا، من طرفها، إن «المعارضة المعتدلة» ستحتفظ بأسلحتها وتبقى في المناطق التي تسيطر عليها و«سيتم تطهير المنطقة من المتطرفين». وأعلن تنظيم حراس الدين مساء السبت في بيان جرى تناقله على مواقع التواصل الاجتماعي وأكده المرصد السوري لحقوق الإنسان، رفضه للاتفاق. وجاء في البيان: «إننا في تنظيم حراس الدين نعلن رفضنا من جديد لهذه المؤامرات وهذه الخطوات كلها». وبرغم عدم صدور أي موقف رسمي من هيئة تحرير الشام حتى الآن، إلا أن وكالة إباء الإخبارية التابعة له وفي معرض تغطيتها للاتفاق، شككت في نوايا تركيا، واعتبرت أنها «تسعى لتحقيق مصالحها». وتهيمن على جبهة تحرير الشام الجماعة التي كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة التي كانت أحد فروع تنظيم القاعدة حتى 2016. وكان القائد العام للهيئة أبو محمد الجولاني قال في تصريحات سابقة، بأن سلاح الفصائل «خط أحمر لا يقبل المساومة أبداً». وجماعة حراس الدين التي أعلنت رفضها لاتفاق إدلب، ليست الجماعة المعارضة الإسلامية الرئيسية في إدلب، لكن موقفها يشير إلى اعتراضات قد تعقد تنفيذ الاتفاق الذي أبرمته روسيا وتركيا الأسبوع الماضي. ويعيش ما يقرب من ثلاثة ملايين نسمة في إدلب نصفهم تقريبا من السوريين الذين شردتهم الحرب من مناطق أخرى بسوريا، وحذرت الأمم المتحدة من أن أي هجوم سيسبب كارثة إنسانية. وتُعد محافظة إدلب آخر أبرز معاقل هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة في سوريا. وتسيطر الهيئة على الجزء الأكبر منها، كما تتواجد فصائل الجبهة الوطنية في مناطق عدة، وتنشط فيها أيضاً مجموعات جهادية أخرى أبرزها تنظيم حراس الدين المرتبط بتنظيم القاعدة والحزب الإسلامي التركستاني. وبعد أسابيع من التعزيزات العسكرية إلى محيط إدلب، وإثر مفاوضات مكثفة، توصلت روسيا وتركيا قبل أسبوع إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة عازلة بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً على خطوط التماس بين الفصائل وقوات النظام في إدلب. ويُصعب تواجد المجموعات الجهادية في المنطقة العازلة مهمة الجانب التركي في تنفيذ الاتفاق.

 

سلطات الاحتلال تأمر سكان الخان الأحمر بهدم بيوتهم بأيديهم

تل أبيب/الشرق الأوسط/24 أيلول/18»/بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الترجمة العملية لقرار هدم بيوت قرية الخان الأحمر، إذ توجهت إلى أصحابها ببلاغات رسمية، تأمرهم فيها بأن يهدموا بيوتهم بأيديهم، قبل مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول)، يوم الاثنين المقبل، وإلا فإنها سوف تنفذ عمليات الهدم بقواتها العسكرية. وقد تم تسليم الأوامر، أمس الأحد، عندما قدمت قوة عسكرية إلى أهالي التجمع البدوي، الواقع جنوب شرقي القدس المحتلة، وفيها تذكرهم بأن المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت قرارا بهذا الشأن، وأن عليهم تنفيذ القرار، وإلا فستقوم قواتها بتنفيذ القرار القضائي. واقتحمت قوات الاحتلال، منطقة الخان الأحمر في استعراض قوة تظاهري، وحاصرت خيمة التضامن، وسلمت الأهالي والمعتصمين الأوامر الرسمية، موضحة أن الهدم يجب أن يشمل كل المباني المقامة داخل نطاق الخان الأحمر. وباشرت هذه القوات تعزيز المواقع العسكرية في المكان، واستنفار جنودها ووحداتها العسكرية في المنطقة، للبرهنة على جدية تهديداتها. ومنعت المواطنين الفلسطينيين والنشطاء اليهود الإسرائيليين والأجانب من الوصول إلى الخان الأحمر، عبر نصب الحواجز وتفتيشها. بالمقابل، يتواصل الاعتصام المفتوح مع أهالي الخان الأحمر لليوم الـ19 على التوالي، فيما دعت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، إلى اعتبار الأسبوع الحالي أسبوع الخان الأحمر، «أسبوع الحسم»، أمام إمكانية الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخططه بهدم التجمع السكني مع تصاعد الإجراءات والحصار.

وطالبت القوى في بيان جديد لها، بتكثيف التواجد اليومي وعلى مدار الساعة والمبيت في خيمة الاعتصام للتصدي لأي محاولة احتلالية لإخلاء الخان الأحمر قسراً. وأكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الدكتور حنا عيسى، أن جريمة هدم الخان الأحمر، هي جزء من سلسلة انتهاكات تؤكد أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تنوي نسف أي آمال لعملية سلام حقيقية وعادلة مع الفلسطينيين.وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا، رفضت في الخامس من الشهر الجاري، التماس أهالي التجمع السكاني ضد إخلائهم وتهجيرهم، وقررت إجازة مخطط هدم القرية المقامة في المكان منذ عشرات السنين، وأقرت هدم جميع بيوتها والمدرسة القائمة فيها حتى نهاية هذا الشهر. ويقطن في القرية التي تقع شرق القدس نحو 200 فلسطيني، 53 في المائة منهم أطفال، و95 في المائة لاجئون مسجلون لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيما تضم مدرستها 170 تلميذا، من أماكن عدة في المنطقة.

 

نجاة مرشد «الإخوان» من الإعدام... ومعاقبته بالمؤبد في {أحداث العدوة» والسجن المؤبد لـ88 مداناً... والإعدام لـ4 آخرين

القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/24 أيلول/18/نجا المرشد العام لجماعة «الإخوان» التي تصنفها السلطات المصرية بـ«الإرهابية» من حكم الإعدام في قضية أحداث العنف بمدينة العدوة بمحافظة المنيا (200 كيلومتر جنوب القاهرة)، إذ قررت محكمة الجنايات، بعد إعادة محاكمته، معاقبته بالسجن المؤبد 25 عاماً، بعدما كان الرجل قد نال في الجولة الأولى حكماً بالإعدام، وهو ما قررت محكمة النقض في وقت سابق إلغاءه وأعادت محاكمته مع عدد من المتهمين في القضية. وجاء قرار محكمة جنايات المنيا، والتي انعقدت بمعهد أمناء الشرطة بالقاهرة، أمس، وسط تأمينات مشددة، ليتضمن معاقبة 88 مُداناً (من بينهم محمد بديع المرشد العام) بالسجن المؤبد في القضية التي يُتهم فيها 683 شخصاً. وذكر عضو فريق الدفاع عن المتهمين المحامي عبد المنعم عبد المقصود، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن 66 متهماً فقط هم من عوقبوا بالسجن المؤبد. وتعود وقائع القضية إلى أغسطس (آب) 2013، بالمواكبة مع فض اعتصامين لأنصار الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، بعد عزله من الحكم في يونيو (حزيران) من العام نفسه، وعلى خلفية مظاهرات شعبية ضد استمراره في السلطة. وعاقبت المحكمة كذلك 81 متهماً آخرين بالسجن المشدد لمدة 15 سنة، و49 متهماً آخرين بالسجن المشدد 7 سنوات، و16 آخرين بالسجن المشدد 10 سنوات، و22 متهماً بالمشدد 3 سنوات، ومتهماً واحداً بالسجن 15 سنة، ومتهماً آخر بالسجن 3 سنوات، وبالحبس مع الشغل لمدة سنتين لـ22 متهماً.

كما قررت المحكمة معاقبة 21 متهماً بالسجن المشدد 5 سنوات، ومتهم حَدَث بالسجن 10 سنوات، وآخر حَدَث بالسجن 3 سنوات، وببراءة 463 متهماً مما نُسب إليهم، وانقضاء الدعوى الجنائية المقامة ضد 6 متهمين لوفاتهم، واعتبار الحكم الصادر بإعدام 4 متهمين قائماً، وانعدام المسؤولية الجنائية لمتهم واحد بسبب عجزه العقلي، وعدم الاختصاص بالنسبة إلى 4 متهمين أحداث، وإحالتهم إلى النيابة العامة. كانت النيابة العامة قد بدأت التحقيقات في القضية قبل 5 سنوات، بعد «تجمهر العديد من الأشخاص أمام مركز شرطة العدوة بمحافظة المنيا، وتمكنهم من اقتحامه تحت تهديد الأسلحة النارية والبيضاء، وقتل اثنين من أفراد الشرطة عمداً مع سبق الإصرار، والشروع في قتل عدد آخر من رجال الشرطة، وتخريب مركز الشرطة وإشعال النيران فيه، وفي سيارات ومركبات ومعدات الشرطة، وإتلاف الدفاتر والسجلات الرسمية، وتمكين 31 متهماً من المحبوسين داخله من الهرب، وسرقة جميع الأسلحة والمضبوطات»، وذلك حسب بلاغ الشرطة عن الحادث. ووجهت النيابة العامة في تحقيقاتها الاتهام إلى 683 متهماً من «العناصر التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، في ارتكاب تلك الأحداث، انتقاماً لقيام أجهزة الدولة بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وفقاً لمخطط محكم أعدته قيادات الجماعة الإرهابية في وقت سابق»، حسب نص الاتهام. واستندت النيابة، وفق ما قدمت للمحكمة من أدلة للإثبات، إلى «مقاطع فيديو مصورة ظهر بها أكثر من 163 متهماً حال ارتكابهم أحداث الإرهاب والعنف والقتل والتخريب، وشهادة أكثر من 30 شاهد رؤية، بخلاف التقارير الفنية وتحريات أجهزة الأمن». وخلال أولى درجات المحاكمة، أصدرت إحدى دوائر محكمة الجنايات بالمنيا، في عام 2014، حكماً بإعدام 183 متهماً (من بينهم محمد بديع)، ومعاقبة متهمَين اثنين بالسجن المؤبد، وتغريم كل منهم 20 ألف جنيه والوضع تحت المراقبة الشرطية لمدة مساوية، ومصادرة جميع المضبوطات والأسلحة التي ضُبطت بحوزتهما، وبراءة 498 متهماً آخرين. لكن محكمة النقض، قبلت في عام 2015، الطعن المقدم من متهمين في قضية «أحداث عنف العدوة»، وقررت إلغاء أحكام الدرجة الأولى، بالإعدام والسجن المؤبد بحق 36 متهماً من المحبوسين، وأمرت بإعادة محاكمة المتهمين مرة أخرى أمام إحدى دوائر محكمة جنايات المنيا غير التي سبق وأصدرت حكمها بالإدانة. وتواجه قيادات بارزة في الجماعة اتهامات مختلفة تتعلق بالمشاركة أو التحريض على أحداث العنف التي شهدتها مصر في أجواء «ثورة 30 يونيو 2013»، وقبل نحو أسبوعين، عاقبت محكمة جنايات القاهرة 75 من قيادات وعناصر جماعة «الإخوان» بالإعدام شنقاً، وذلك بعد أن أدانتهم في القضية المعروفة باسم «فض الاعتصام المسلح في رابعة العدوية»، وطالت عقوبة الإعدام قياديين بارزين منهم: «عصام العريان، وعبد الرحمن البر (المعروف بمفتى الإخوان)، ومحمد البلتاجي، وصفوت حجازي»، فضلاً عن معاقبة المرشد العام للجماعة بالسجن المؤبد (25 سنة)، وذلك إلى جانب 46 متهماً آخرين تلقوا نفس العقوبة، ومنهم وزير التموين الأسبق باسم عودة، والمحامي عصام سلطان.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 عون: ما أواجهه اليوم أقل مما مرّ عليّ في المنفى

نقولا ناصيف/الأخبار/ الثلاثاء 25 أيلول 2018

لم يشأ رئيس الجمهورية في الطائرة الى نيويورك التحدّث عن الازمة الحكومية بعدما دخلت شهرها الخامس، مفضّلاً منح زيارته للامم المتحدة الاهتمام، على ان يترك شأن بيروت لبيروت وللمساعي الجارية لتذليل العقد التي تجبه تأليف الحكومة

نيويورك | تفتتح الجمعية العمومية للامم المتحدة غداً الثلثاء أعمالها، ويلقي رئيس الجمهورية ميشال عون الذي وصل مساء الاحد الى نيويورك كلمة لبنان الاربعاء، في ثانية مشاركة له في الدورة السنوية للمنظمة الدولية. وانضم امس الى الوفد اللبناني وزير الخارجية جبران باسيل. في برنامج رئيس الجمهورية لقاءات مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غونتيريس ورؤساء وفود دولية وعربية، كان استهلالها امس اجتماعه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مقر الامم المتحدة. وهو سيلتقي في وقت لاحق في نيويورك ملك الاردن عبدالله الثاني. وكان استقبل في مقر اقامته، في حضور باسيل ورئيسة البعثة اللبنانية لدى الامم المتحدة السفيرة امال مدللي، وفداً من «تاسك فورس فور ليبانون». مع ذلك، فإن المعطيات المرتبطة بالمأزق الحكومي لا تزال تراوح مكانها، بلا ادنى تقدّم، في ظل استمرار الشروط والشروط المضادة. وبحسب المطلعين على موقف رئيس الجمهورية، ليس ثمة ما يحمله على الاعتقاد بوجود تحوّل جدّي لدى اصحاب السقوف العالية: لا الذين ابدوا مرونة اقرنوها بافكار جديدة، ولا الذين يعودون بالتفاوض الى الصفر يتوقعون الحصول على الشروط نفسها.

تبعاً للمطلعين انفسهم، يضع عون بدوره سقفاً للدوران في الحلقة المفرغة الذي يرافق جهود التأليف، يرتكز على المعطيات الآتية:

اولها، اصرار رئيس الجمهورية على ان العقد محض داخلية، ما حمله على مرّ الاشهر المنصرمة من التكليف على عدم توجيه اي اشارة سلبية حيال وجود تدخّل خارجي، من اي مصدر كان، يقف عقبة في طريق التأليف، من دون اغفاله تأثر الداخل بتطورات المنطقة. عزّز هذا الاعتقاد لديه ان الرئيس المكلف سعد الحريري جزم له في وقت سابق بعدم استشعاره تدخّلاً خارجياً يقيده، او يثقل على مواقف الافرقاء المتصلبين.

ثانيها، يرتبط اصراره الذي لا يتساهل بازائه على عدم حصر تمثيل طائفة بفريق سياسي واحد بتوجسه من التلاعب بالميثاقية في جلسات مجلس الوزراء في مرحلة لاحقة. وهو يرى ان الضامن الفعلي لعدم حصول هذا التلاعب ليس الضمانات والتعهدات الشخصية، بل الواقع الفعلي الذي يمثله توازن القوى في الحكومة وفي جلسات مجلس الوزراء. اذ من غير المقبول، في كل مرة يقع خلاف في مجلس الوزراء، يتغيّب فريق سياسي يستأثر بتمثيل طائفة فيتحوّل سيفاً مصلتاً على السلطة الاجرائية ويمنع التئامها.

ثالثها، يترك رئيس الجمهورية للرئيس المكلف بذل جهوده دونما التدخّل في المشاورات التي يجريها، ما دام يدخل في صلاحياته الدستورية اقتراح مسودة الحكومة الجديدة كي يناقشها لاحقاً معه عندما يعرضها، ويتفاهمان عليها ويوقعانها. وهو ما رافق مسودة 3 ايلول التي رفضها، كما اي تعديل عليها او مسودة بديلة. هما بذلك يتقاسمان مرجعية التأليف. لكن عون في المقابل ليس في وارد التدخّل لدى الافرقاء المفاوضين للرئيس المكلف على حصصهم وحقائبهم. في البرلمان المنتخب كتل رئيسية تمكنت من حصد عدد كبير من المقاعد يقتضي تمثيلها في الحكومة تبعاً للحجم التمثيلي والشعبي الذي منحتها اياه انتخابات ايار الفائت. ثمة كتل كبرى واخرى اصغر. لم يفكر مرة في التدخل لديها كي يطلب منها ابداء مرونة او التنازل ما دامت هذه تفاوض الحريري، وحري ان لا يفعل هو ذلك مع كتلة حزبه الاولى في البرلمان بعدد اعضائها، خصوصاً وانها في سياق التفاوض كسواها مع الرئيس المكلف. بيد ان عون يضع الكتل جميعاً تحت المعيار العادل للتمثيل الوزاري. يصح الموقف نفسه على تمسكه بالحريري رئيساً مكلفاً يرغب في دوام التعاون معه بلا تحفظ. لا ينقطع التواصل بينهما رغم الاجتماعات المحدودة التي عقداها منذ التكليف في 24 ايار. ثمة اسئلة واجوبة يتبادلها بلا انقطاع، واحياناً بعيداً من الاعلام، بازاء العقد التي يواجهها الحريري.

الرسالة الى مجلس النواب تنتظر توقيتها والخيارات ليست ضيقة

رابعها، لا تزال فكرة توجيه رسالة الى مجلس النواب عملاً بالفقرة 10 من المادة 53 في حسبانه، في انتظار الوقت المناسب لها، مع ان البعض تحدث عن توقيتها بعد زيارة نيويورك. الا ان المطلعين على موقف رئيس الجمهورية يقولون ان استخدام هذه الصلاحية مرتبط بدوره بما يفترض ان يصدر عن مجلس النواب حيالها بعد قراءته لها، ومناقشتها في وقت لاحق على التلاوة. الابواب ليس موصدة تماماً، لكن الخيارات ايضاً ليست ضيّقة في ايجاد مخرج يساعد الرئيس المكلف على الخروج من ازمة التأليف.

مع ذلك ثمة مَن سمع رئيس الجمهورية قبيل مغادرته بيروت يقول: يراهنون على نفاد صبري وينتظرون ان اقول عيل صبري. ما اواجهه اليوم اقل بكثير مما مرّ علي في 15 عاماً؛ اشارة الى سني نفيه الى فرنسا.

ترحيب بالسيسي

اجتماع رئيس الجمهورية بنظيره المصري شدّد فيه السيسي على وقوف بلاده الى جانب لبنان في مواجهة التطورات الراهنة، ودعم توجهاته في قضية النازحين السوريين واعادتهم الى المناطق الامنة في بلادهم. وشكر له عون وقوفه مع لبنان، واطلعه على التحضيرات الجارية لعقد القمة التنموية الاقتصادية التي ستعقد في لبنان في كانون الثاني المقبل، مرحبا بمشاركته في اعمالها. وناقشا التعاون في مواجهة الارهاب وتطوير العلاقات الثنائية والاوضاع السورية والمبادرة الروسية لاعادة النازجين السوريين الى بلادهم، الى التعاون لانجاح مسعى لبنان جعله مركزا لحوار الحضارات والاديان والاعراق الذي سيركز عليه رئيس الجمهورية في كلمة امام الجمعية العمومية غدا الاربعاء.

وفي لقائه وفد «تاسك فورس فور ليبانون» برئاسة ادوارد غبريال، تطرق رئيس الجمهورية الى الوضع الاقتصادي «الذي يحتاج الى متابعة لاسيما بعد اعداد الخطة الاقتصادية الوطنية التي ترسم خارطة طريق للحياة الاقتصادية اللبنانية المقبلة بعد مؤتمر سيدر»، متناولاً مسألة النازحين السوريين وموقف لبنان منها «الذي ينادي بالعودة الآمنة»، مشيراً الى المبادرة الروسية في هذا المجال. واعتبر ان «من الخطأ الربط بين السياسة والاقتصاد، فكل مسألة لها اعتباراتها»، لافتاً الى «ما سببه النزوح السوري من انعكاسات سلبية على الحياة الاقتصادية اللبنانية». وتحدث عن القضية الفلسطينية وآثارها على لبنان، مجدداً دعوته الى عدم انتظار الحل السياسي للازمة السورية حتى يعود السوريون الى بلادهم «لان التجربتين القبرصية والفلسطينية علمتانا ضرورة الفصل بين الحل السياسي وعودة النازحين».

وشدد عون على ان الوضع الامني «ممسوك في لبنان، وان القوى الامنية تقوم بدورها كاملاً وتتولى وحدها مهمة حفظ الامن على كل الاراضي اللبنانية». ودعا المنظمة الى العمل مع الادارة الاميركية «على تعزيز قدرات الجيش اللبناني الذي اثبت كفاية عالية وخبرة مميزة، لاسيما خلال مواجهته الارهاب». كذلك دعا الانتشار اللبناني الى ان «يلعب دوراً في علمية النهوض الاقتصادي»، وقال: «نحن في حاجة الى مساهمتكم في تعزيز ثقافة السلام التي ينادي بها لبنان».

 

نجاحُ العهدِ ليس مِنَ المُستحيلات

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 24 أيلول 2018

نَعرِفُ أنَّ الحكمَ في لبنان ليسَ نزهةً على "شَطّ بحرِ الهوى"، فهو واقِعٌ بين النزواتِ الداخليّةِ والصراعاتِ الإقليميّة. ونَعرِفُ أنَّ جُزءًا من أزَماتِنا ذو بُعدٍ خارجيٍّ كالأُفقِ يبدأُ ولا يَنتهي، ويَصعُب بالتالي فرضُ الحلولِ الجذريّةِ على صعيدَي السيادةِ والاستقلال. ونَعرِفُ أنَّ كلَّ فريقٍ يُـمنِّنُ رئيسَ الجمهوريّة بأنْ لولاه لما انتُخِب ولما عاد إلى "بيتِ الشعب" في قصرِ بعبدا، ويُصرُّ تاليًا أن يكونَ العهدُ عهدَه لا عهدَ الجنرال. ونَعرِفُ صعوبةَ أن يَنجحَ حُكمٌ في دولةٍ متناثِرة.

لكنّنا لا نحاسِبُ الحكمَ على ما هو عاجزٌ عنه وفَشِل فيه، بل على ما هو قادرٌ عليه وأَخفَق فيه. لا نحاسبُه على ما لَم يَفْعلْه بل على ما فَعله واعتبرَه إنجازات. لا نحاسبُه على عدمِ تحييدِ لبنان، بل على توريطِ نفسِه في المحاورِ الداخليّةِ والخارجيّة. لا نحاسبُه على عدمِ محاسبةِ "جمهوريّةِ الفساد" منذ الطائف، بل على استمرارِ الفسادِ وتفاقمِه. لا نحاسبُه على عدمِ نزعِ سلاحِ حزبِ الله ـــ فاطْلُب المستطاعَ لكي تُطاع ـــ بل على زرْعِ ثقافةِ السلاحِ غيرِ الشرعيِّ والدفاعِ عنها في المحافلِ العربيّةِ والدوليّة. لا نحاسبُه على عدمِ صنعِ العجائبِ، بل على الغرائبِ المذْهِلةِ التي يَصنعُها أركانُه يوميًّا. لا نحاسبُه على عدمِ مضاعَفةِ أصدقاءِ لبنان في العالم، بل على إغضابِ أصدقائِه التاريخيّين. لا نحاسبُه على عدمِ وضعِ دستورٍ جديدٍ ـــ فلنحافِظ على الموجودِ أوّلًا ـــ بل على عدمِ تأليفِ حكومةٍ أليفةٍ تَجمعُ النفاياتِ على مختلفِ أنواعِها ولا تُطلقُ سراحَها.

كان زعيمُ التيّارِ الوطني الحرّ يُردِّد ما مَعناه: "اعْطونا الحكمَ وخُذوا ما يُدهِشُ العالم"، ولـمّا دارت الأيّامُ وأصبحَ الزعيمُ رئيسًا أصبحت الدهشةُ خيْبة. الخيبةُ في اللغةِ هي عدمُ تَحقُّقِ الأمَل، وفي الفلسفةِ هي اصطدامُ الإرادةِ بالواقِع، وفي السياسةِ هي الصدمةُ بفشلِ القادةِ الواعدين، وفي الحُكمِ هي سيطرةُ الهواةِ على المحترِفين. ولأنَّ "على قدْرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ"، تأتي الخيبةُ أيضًا على قدْرِ أهلِ الأمَل. فالرئيس عون، المعروفُ بـــ"الرئيسِ القويِّ"، يُعاني اليومَ من تَبِعاتِ هذه الصفةِ اللصيقةِ بشخصِه وبتاريخِه وبشعبيّتِه، إذ يُطالبُه الناسُ بإنجازاتٍ على مستوى آمالِهم به.

غير أنَّ الرئيسَ عون عاجزٌ عن الحكمِ لأنَّ صراعَ القِوى يُعطّل عهدَه، ولأنّه لا يَملِك صلاحيّاتٍ دستوريّةً تنفيذيّةً، ولا فريقًا استراتيجيًّا كَـفيًّا، ولا تَموضُعًا سياسيًّا يَجعل كلمتَه مسموعة، ولا محيطًا يُسهِّل علاقاتِه مع الأطرافِ اللبنانيّين، ولا ديبلوماسيّةً تَنسُج له صداقاتٍ عربيّةً ودوليّة. إنه صراعٌ مريرٌ بين العهدِ والوعدِ، بين التصميمِ والتعطيل. وما يَزيدُ معاناةَ الرئيسِ ميشال عون، أنَّ شخصيّــتَه شخصيّةُ رئيسِ ما قبلَ الطائف، فيما صلاحيّاتُه الحاليّةُ صلاحيّاتُ رئيسٍ ذي شخصيّةٍ أُخرى.

لكنَّ الغريبَ أن أركانَ العهدِ يتصرّفون كأنّهم لم يَصلوا إلى الحكمِ بَعد، أو كأنَّهم في المعارضة: يُعطون انطباعًا ـــ وهذا تكتيكٌ لاستدرارِ العطف ـــ أنّهم مُضْطَهدون تارةً ومطوَّقون تارةً أخرى، وأَسرى طورًا ومَغبونون طورًا آخرَ، بينما هم على مدارِ الساعة حاكمون.

واللافِتُ أيضًا أن العهدَ يَعتبر كلَّ معارضةٍ له حربًا كونيّةً عليه، فيما هي حقٌّ طبيعيٌّ للسياسيّين والشعب. فواجبُ القوى السياسيّةِ المعارِضةِ نهجَ العهدِ وخِياراتِه ـــ بغضِّ النظرِ عن صِحَّتِها أو خَطئِها ـــ أن تحاولَ، بالوسائلِ الديمقراطيّة، منعَه دون مواصلةِ نهجِه الداخليِّ وانحيازِه الإقليميّ. وما دامَ العهدُ ـــ حكمًا وحكومةً ومجلسًا نيابيًّا ـــ يَتناغمُ مع المحورِ السوريِّ ـــ الإيرانيّ، عليه أنْ يَنتظرَ تدخّلًا سعوديًّا وخليجيًّا وأميركيًّا وأوروبيًّا أيضًا، فهذه الدولُ لا تَتدخّلُ في شؤونٍ لبنانيّةٍ داخليّةٍ حصرًا، بقدْرِ ما تواجِه تَدخّلَ لبنان في شؤونِها الإقليميّة والدوليّة (مباشرةً أو من خلالِ حزب الله). لذا إنَّ تعطيلَ المعارضةِ يبدأُ بالإصغاءِ إلى الآخَرين لبنانيًّا وبالحِياد عن الجميعِ خارجيًّا.

قد تكون سياسةُ العهدِ هي الصحيحةَ. لكنْ، هل وضَعها بعد التفاهمِ مع المكوِّناتِ اللبنانيّة وهي معنيّةٌ بانعكاساتِها؟ وهل هذه السياسةُ تُعبّر عن البيئةِ التي يَنتمي إليها الرئيسُ وباسمِها أتى إلى الحكم رئيسًا ذا صفةٍ تمثيليّةٍ؟ وهل تَشاور بشأنِها مع أصدقاءِ لبنانَ التاريخيّين في المِنطقةِ والعالم؟ وهل قيّمَ مردودَها على سيادةِ لبنان واقتصادِه ونقدِه ونموّهِ وإنمائِه؟  قد لا يكون اللبنانيّون بَعيدين من خِيارات رئيسِ الجمهوريّةِ الاستراتيجيّة، خصوصًا حين يقرأون الرئيسَ "دونالد ترامب" يقول لوكالةِ "رويترز" في 20 آب الماضي: "ما كان يَجب أن تَذهبَ أميركا إلى الشرق الأوسط، فهذا أكبرُ خطأٍ تاريخيٍّ ارتكبَته بلادي". وحين يَروْن الرئيسَ "ايمانويل ماكرون" يَتحفّظُ عن عودةِ النازحين إلى سوريا قبلَ التسويةِ السياسيّة. وحين يَسمعون ألمانيا والمفوضيّةَ الأوروبيّةَ والأممَ المتّحدةَ تُشجِّع جميعُها على دمْجِ النازحين في المجتمع اللبناني.

مسؤوليةُ العهدِ أنْ يَشرحَ للّبنانيّين الأسبابَ الموجِبةَ لسياستِه وخِياراتِه. هناك رؤساءُ ساروا في خِياراتٍ غيرِ مألوفةٍ وتَمكّنوا من تمريرِها لدى الرأيِ العامّ. لكنَّ المشكلةَ أنَّ أركانَ العهدِ الحاليّ يؤلِّبون الناسَ عليهم كلما تَكلّموا، ويـُجفّلونهم كلّما حاولوا أنْ يُقنِعوهم. إنَّ العهدَ يعاني من سوءِ سياستِه الإعلاميّةِ (رفيق شلالا بريءٌ منها) لا من سوءِ سياستِه فقط. في العصرِ الحديث ما عادت هناك سياسةٌ فاشلةٌ وأُخرى ناجحةٌ بقدْر ما هناك إعلامٌ ناجحٌ وآخَرُ فاشِل.

 

بري لـ"الجمهورية": الحمد لله.. بعدنا طيبين

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الاثنين 24 أيلول 2018

مع التئام المجلس النيابي في جلسة «دسمة»، تمتد على يومين (الاثنين والثلثاء)، يكون الرئيس نبيه بري قد استطاع حماية المجلس الجديد من خطر الإصابة بـ»الشلل المبكر»، عبر استخدام «لقاح» تشريع الضرورة الذي من شأنه أن يعزّز مناعة السلطة التشريعية ويحصّنها ضد فيروس «الشغور الحكومي» المتمادي. يبقى أن تنجح الجلسة في الاستجابة لمتطلبات الدولة ومحاكاة قضايا الناس عبر إقرار القوانين الضرورية، علماً أنّ النواب، خصوصاً الجدد منهم، سيكونون أمام اختبار إثبات الأهلية والحضور، مع الأمل في ألّا تطول فترة «الروداج» التي قد يحتاج اليها بعضهم. أما الرئيس بري فلا يخفي ارتياحه الى «المؤشرات الأوّلية» التي التقطها حتى الآن، وهو يقول لـ»الجمهورية» إنّ المجلس النيابي الذي يضمّ نحو 79 نائباً جديداً يبدو مبشّراً بالخير على صعيد النشاط والإنتاجية، ملاحظاً أنّ هناك حضوراً كثيفاً في المطبخ التشريعي المتمثل في اللجان النيابية، خلافاً لما كان يحصل في الماضي. ويضيف: في السابق كانت قلّة فقط تحضر اجتماعات اللجان، وكنا نقوم بـ»التنقيب» عن النواب ونحثّهم على المشاركة، اما الآن فإنّ جلسات اللجان تزدحم بالنواب والمقاعد تمتلئ الى حدّ الاكتظاظ، ما يعكس حماسة للعمل، وأتمنى أن يستمرّ هذا الزخم طيلة مدة الولاية. ويوضح بري أنه سيكثف لاحقاً وتيرة الجلسات العامة من اجل البتّ في كل مشاريع واقتراحات القوانين التي تكون جاهزة، متطلّعاً الى أن يستعيد المجلس النيابي الحالي «اللياقة التشريعية» العالية التي سبق أن تحلّى بها مجلسُ عام 1992، ومشيراً الى أنه بصدد الدعوة الى عقد جلسة أخرى في منتصف الشهر المقبل.

والى جانب حرصه على رفع منسوب الإنتاجية، يؤكد بري أنه سيدفع أيضاً في اتّجاه تفعيل الدور الرقابي للمجلس النيابي، قائلاً: بعدما تتشكّل الحكومة، سأمنحها بعض الوقت حتى تنطلق ونختبر أداءَها وقدرتها على الإنجاز، لكنّ مهلة السماح لن تطول، وأنا ساقف بالمرصاد لكل خلل في سلوكها، وبالتالي متى لمستُ أنّ هناك أخطاء أو تقصيراً في عملها، لن أتردّد في إخضاعها الى المساءلة والمحاسبة امام المجلس. لا مسايرة أو مراعاة بعد اليوم، لأنّ مصالح الدولة وحقوق الناس فوق كل اعتبار، والمجلس سيكون حازماً في ممارسة الرقابة على السلطة التنفيذية، وأنا أعني ما أقول، ومَن لا يصدّقني عليه أن يجرّبني.

وحين يُسأل بري عن تعليقه على الدراسة التي أظهرت أنّ لبنان هو الاول في عدد مرضى السرطان على مستوى العالم العربي، يجيب: الحمد لله أننا «بعدنا طيبين» في بلد تجتاحه مصادر التلوّث والفوضى على نطاق واسع. يكفي أن تنظر مِن حولك حتى تكتشف حجم المصيبة التي نواجهها. المياه إما مقطوعة وإما ملوّثة بما فيها تلك التي تُستخدم لريّ المزروعات وهذه جريمة كبرى.. البيئة مهدّدة بأشكال مختلفة من النفايات الى غيرها.. أزمة الكهرباء مستفحلة وهناك مَن يصرّ على مواصلة سياسة الهروب الى الامام عبر البواخر وأنا أشكر الله أننا لم نتورّط في الباخرة «إسراء» التي ثبت عدم جدواها.. 39 قانوناً جرى إقرارها لا تُنفّذ بسبب المزاجية والاستنسابية.. مجالس الإدارة في مؤسسات رسمية لا تُعيَّن لأنّ بعض الوزراء يريد أن يبقى مستحوذاً على السطوة والنفوذ.. المطار تباغته الازمات لأن ما أُقرّ في شأنه لم يُطبّق.. وغيرها من الامور التي تعكس الواقع المهترئ والمترهّل الذي وصلنا اليه، ومع ذلك كله، يستمرّ التأخير في تشكيل الحكومة نتيجة التجاذب حول الحصص بدل أن تشكل الحاجة الى معالجة تلك الملفات الملحّة حافزاً للإسراع في التأليف.

ويستغرب رئيس المجلس كيف أنّ الجميع في لبنان من دون استثناء يشكون من الفساد ويهاجمونه بينما هو لا يزال يستشري ويتمدّد، متسائلاً باستهجان: أين هم الفاسدون والمرتكبون؟ هل هم أشباح غير مرئية؟

ورداً على سؤال عمّا إذا كان هناك من جديد في ملف النزاع النفطي والبحري بين لبنان والكيان الاسرائيلي، يوضح بري أنه ناقش هذه القضية مع مدير مكتب التحقيقات الأميركية «أف.بي.أي» عندما زاره أخيراً في عين التينة، مستفسراً منه حول إمكان أن يؤدّي دوراً ما في هذا المجال، بعدما أخفق الموفدون الأميركيون الآخرون في مهماتهم السابقة، بسبب انحياز معظمهم الى جانب تل أبيب. ويستعيد بري ما جرى بينه وبين ديفيد ساترفيلد في أحد الاجتماعات في عين التينة، حيث قال له المسؤول الاميركي في معرض التفاوض حول عرض قدّمه: «take it or leave it». ويضيف بري مبتسماً: قلت في نفسي حينها «ما عرف مع مين علق»، ثم أجبته بحدة: «leave it» وعندما يٌسأل رئيس المجلس عن رأيه في مواقف المسؤولين الإسرائيليين الذين ردّوا على الخطاب الاخير للامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، يصمت لبرهة، ثمّ يقول: هؤلاء ليسوا سوى رؤساء عصابات.. ماذا تنتظرون منهم؟

 

محاولة جديدة لعزلِ جعجع... كيف يواجهها؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 24 أيلول 2018

لا أحدَ يريد عزلَ الرئيس سعد الحريري وإبعادَه عن رئاسة الحكومة المقبلة، فهو اليوم حاجةٌ لـ»حزب الله» وحلفائه. ولا أحدَ يستطيع عزلَ النائب السابق وليد جنبلاط، وهو الممثّل الأول للدروز. ولكن، ثمّة مَن بدأ محاولةً جديدة لوضع الدكتور سمير جعجع بين خيارين: إما الدخول ضعيفاً في الحكومة وإما البقاء خارج اللعبة! ملامح عزل «القوات» أو إضعافها بدأت قبل الانتخابات النيابية، بعدما بلغ التوتّر أقصى حدوده بين وزرائها ووزراء «التيار الوطني الحرّ» حول الملفات الساخنة. وفي الانتخابات النيابية، وجد «التيار» وقوى أخرى أنّ هناك فرصةً سانحةً لترجمة هذه الرغبة. لذلك، كان لافتاً أن تكون «القوات» وحيدةً في المعركة الانتخابية الأخيرة. فقد اشترط «التيار الوطني الحر» على الحريري أن يحصر تحالفاتِه المسيحية به وحده، في الانتخابات، إذا كان يريد أن يتشارك الحكمَ مع الرئيس عون ويترأس الحكومة المقبلة: هذه مقابل تلك!

طبعاً، لم يأخذ الحريري من وقته، ولو دقيقة واحدة، للتفكير في العرض، فأعلن الموافقة. وأساساً، لم يكن أمامه سوى الانسحاب والانكفاء مجدداً، لو تخلّى عن تسوية 2016 التي عقدها مع الرئيس ميشال عون، بموافقة «حزب الله».

وهكذا، كان خيارُ الحريري في الانتخابات، أن يتحالفَ مسيحياً مع «التيار». وهو ساهم في شكل فاعل في فوز كوادر قياديّين لـ»التيار» بالمقاعد النيابية، في غير منطقة لطالما اعتُبِرت صعبةً عليهم. وأما «القوات» فأبقى الحريري تحالفَه معها موضعياً وفي «الحالات الاضطرارية». وقد أراد منها هدفين:

1 - تحقيق فوز مرشحيه حيث طبيعة المعركة تقتضي ذلك.

2 - إظهار مقدار من التجاوب مع القوى العربية والدولية التي نصحته بالتعاون انتخابياً مع قوى 14 آذار، للحدّ من سيطرة «حزب الله» على المجلس النيابي.

ولكن، يجدر الإيضاح، وبمعزل عن الضغوط التي مورست على الحريري لمنع تحالفه مع «القوات» في الانتخابات، أنّ العديد من الذين أداروا حملة «المستقبل» لم يكونوا متحمّسين أساساً للتعاون مع «القوات».

وحتى في دائرة صيدا- جزين، حيث فشل «المستقبل» في التحالف مع «التيار»، فضّلت النائبة بهية الحريري البحث عن تحالفات خارج «القوات» والكتائب، وأبلغت المناصرين أنّ الناس في صيدا يرفضون التحالف مع «القوات» لأنهم لم ينسوا مواقفها خلال الحرب!

وفي أيّ حال، كان عهدُ الصفاء الكلّي بين «المستقبل» و»القوات» قد انتهى قبل ذلك، عندما اضطرّ الحريري إلى التخلّي عن جعجع كمرشح للرئاسة، وأعلن دعمَ النائب السابق سليمان فرنجية، ثمّ عون. وحينذاك، وجد جعجع نفسَه في مواجهة العزلة، فالتحق بالتسوية المعقودة بين عون والحريري، من خلال إبرامه «تفاهم معراب» مع عون.

وهذا الالتحاق «القواتي» المصطنع بالتسوية كان يقابله قبولٌ «عوني» مصطنع بدورٍ وازنٍ لـ»القوات». وعندما التقى الطرفان إلى طاولة مجلس الوزراء، تضاربت المصالح وسقط المصطنع وانكشفت الحقائق.

وكاد جعجع يتعرض للعزل في مجلس الوزراء لولا رغبة بعض الأقوياء في 8 آذار، ولا سيما الرئيس نبيه بري، في استمرار وجود توازن معيّن بين القوى المسيحية. فلا أحدَ له مصلحة في إطلاق يد «التيار» وحده مسيحياً لأنه سيصبح، ورئيس الجمهورية، في موقع «غير القابل للضبط». في بعض أوساط «القوات» يُقال: نحن نعرف أنّ كثيرين يريدون رأس «القوات» لأنها تعوق مشاريع سيطرتهم على البلد. وهذه السيطرة قد تكون ذات طابع فئوي أو شخصي. وفي الحالين، نحن نقاتل في مجلس الوزراء ضد هذه السيطرة وسنشكّل إزعاجاً دائماً لأصحابها.

والذين صمدوا في وجه السيطرة السورية على البلد سيصمدون في وجه كل سيطرة أخرى. واليوم، بات حضورُ «القوات» في المجلس النيابي أقوى من أيِّ وقت مضى. ولا بدّ من ترجمته في الحكومة أيضاً. ولن تنجح محاولات إضعافنا أو إحراجنا لإخراجنا.  إلّا أنّ البعض، في أوساط أخرى قريبة من «القوات»، لا يخفون قلقهم، ويقولون: ليس مستبعداً أن يحصل تواطؤٌ مصلحي، في لحظة معينة، وأن يَضعف حلفاؤنا بعد أن يتمّ إرضاؤهم بما يريدونه في الحكومة المقبلة، مقابل أن يتخلّوا عن «القوات». ويقدّم هؤلاء بعض البراهين: لقد اعتمد الحريري منطق «الواقعية السياسية» في كل المحطات الأساسية، على مدى العامين الفائتين، واعتمد الخيارات الآتية:

- التخلّي عن جعجع كمرشح للرئاسة.

- الوقوف إلى جانب وزراء «التيار» في خلافهم مع وزراء «القوات» داخل مجلس الوزراء.

- الاختلاف مع «القوات» حول ملف الاستقالة في تشرين الثاني.

- عدم التحالف مع «القوات» في الانتخابات الأخيرة.

وفي تقدير هؤلاء أيضاً أنّ الطرف المسيحي الذي حجز موقعاً له مع «التحالف الرباعي» (بري و»حزب الله» والحريري وجنبلاط)، في تسوية 2016، هو عون و»التيار»، وأما «القوات» فلم تدخل نهجَ التسوية عملياً بل بقيت على هامشها. والدليل هو موقفها الاعتراضي، سواء في السياسة أو في طريقة إدارة الملفات الأخرى. ويرى هؤلاء أنّ بعض الذين يتحالفون اليوم مع «القوات»، في ملف الحكومة المقبلة، إنما يفعلون ذلك بناءً على رغبة قوى عربية ودولية لمنع إعطاء «حزب الله» القرارَ الوازن في هذه الحكومة، بعدما استأثر بالقرار- هو وحلفاؤه- في المجلس النيابي الحالي. وهذا الحلف قد يَضعف ويتشتّت أركانُه إذا جاءت «كلمة السرّ» الخارجية أو إذا سمحت بعض المصالح الداخلية بذلك. وعندئذٍ، سيكون المرشح الأول لدفع الثمن هو «القوات»، لأنّ الحريري وجنبلاط محميّان بتسويةٍ ما زالت تُشكّل مصلحةً لقوى 8 آذار.

وتدرك «القوات»، على المستوى القيادي، أن لا صداقات دائمة في السياسة ولا تحالفات، بل مصالح. وهي اكتشفت أنّ التطورات اللبنانية، منذ 2005، حملت انقلابات سريعة ومفاجئة في المواقف والمواقع في غالب الأحيان.

ولكن، في المقابل، هي تراهن على أنّ التوازنات اللبنانية لا تسمح في هذه الظروف بعزل أحد. والمثير أنّ «القوات» حظيت في مجلس الوزراء بدعم قوى من 8 آذار، ولاسيما بري. وحتى «حزب الله» وقف معها في بعض الملفات، كتلك المتعلّقة بمواجهة الفساد. وأما علاقاتها مع «المردة» فقد تحسّنت. ولذلك، ربما تطمئنّ «القوات» إلى أنّ مجموعة من التقاطعات المصلحية، بين الخصوم والحلفاء، تشكّل لها الحماية لمنع إضعافها أو عزلها.

ومن هذا المنطلق، يقوم نهجُ «القوات» في هذه المرحلة على مدّ الجسور مع الجميع والإكثار من الأصدقاء، بحيث يشعر كل طرف بأنه يلتقي معها حول ملف أو مسألة على الأقل. وهذا الأمر يشمل القوى الأساسية في 8 آذار جميعاً.

هل هذا يعني أنّ «القوات» مستعدّة للانفتاح سياسياً، على الثنائي الشيعي تحديداً، من أجل حماية حضورها؟ يقول العارفون: مع الرئيس بري، لا مشكلة لـ»القوات» في الانفتاح. فالرجل يلتقي عنده الجميع. ولكن، مع «حزب الله»، «القوات» تتأنّى بدراسة الانفتاح، ولو اعتادت الإعلان عن استعدادها للذهاب إلى «حيث لا يجرؤ الآخرون»!

 

جنبلاط بين أمن الجبل ومكافحة الفساد!

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الاثنين 24 أيلول 2018

على رغم الحماية الثابتة التي يؤمّنها الرئيسُ المكلّف سعد الحريري للنائب السابق وليد جنبلاط لحصّته الدرزية في الحكومة المقبلة، يحمل الأخير عتباً كبيراً على الحريري، لا يزال «أسيرَ» جدران كليمنصو والمختارة، بسبب تركه «يتخبّط» في معركة لا ذنبَ له فيها مع «العونيين»!

كان رئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط يتوقّع أن يخرج الحريري بموقفٍ علنيّ واضح يقرّ فيه أنّ استرجاع موقع محسوب من حصة «تيار المستقبل» في وزارة التربية، كما حصل بتعيين آمال شعبان مكان هيلدا خوري المحسوبة على «التيار الوطني الحر» في رئاسة دائرة الامتحانات الرسمية، هو قرارٌ «حريري» صرف، مسؤوليةُ الوزير مروان حمادة اقتصرت على التوقيع عليه فقط، وأن يبادر ويتصرّف لمعالجة ذيول «حرب الإقالات».  لكنّ هذا ما لم يحصل. جنبلاط غير المعني بحسابات الحريري في الإدارات والوزارات تلقّى صفعةً قاسية من الفريق العوني بإزاحة موظفَين درزيّين من موقعهما إنعكست توتراتٍ في الجبل ومواقع التواصل الاجتماعي، لكنّ وساطة مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم دخلت على خط بعبدا-كليمنصو لتهدئة النفوس وتبريد الأرض من خلال اللجنة الأمنية الحزبية الثنائية.

ويبدو أنّ أولى مهام مفوض الداخلية هشام ناصر الدين ورومل صابر نائب رئيس «التيار» استيعاب التراشق الكلامي أمس بين جنبلاط ووزير الطاقة سيزار ابي خليل بعد تبنّي الأول لكلام النائب ياسين جابر! بطلب شخصي من جنبلاط، كما تفيد المعلومات، دخل ابراهيم وسيطاً بين الخصمين. هي ليست المرة الأولى التي يدخل فيها الأخير على خطّ العلاقة المتوترة بين الحزبين. فعل ذلك أكثر من مرة آخرها في تشرين الثاني من العام الماضي حيث تكفّلت وساطة الأخير في تأمين زيارة «هادئة وآمنة» للوزير باسيل الى الشوف بمشاركة من قواعد «الاشتراكي».

«الوسيط» ابراهيم كان نفسه ضحيّةً لاستهداف مباشر من جنبلاط قبل سنوات عدة، تحديداً حين نفّذ الأمنُ العام أوّلَ عملية أمنية له بتوقيف شادي المولوي. يومها إنتفض زعيم المختارة ضد «التجاوزات» بحق المتهم بالإرهاب «من غير أصحاب الصلاحية»، حيث ناصر جنبلاط الداعين الى إطلاق سراحه، ثم ما لبث أن ندّد بترحيل الأمن العام سوريين صدرت بحقهم أحكامٌ قضائية. وصل الأمر يومها الى حدّ مطالبة «البيك» باتّخاذ إجراءات مسلكية بحق إبراهيم وصولاً الى «المطالبة بإقالته»!

في الوقت الراهن العلاقة بين «اللواء» و»البيك» توصف بـ «الممتازة»، ولأنّ هاجسَ جنبلاط الأساس أمن الجبل، سيتركّز عمل اللجنة على تدارك أيِّ احتكاك على الأرض، بإشراف مباشر من ابراهيم الذي سيحاول في الوقت نفسه تقريب المسافات بين عون وجنبلاط.

قبل أن تحطّ الهدنة العونية-الاشتراكية رحالها قالها «البيك» مراراً «عون ما بتفرق معو وبروح للآخر، لكنّ الجبل خط أحمر عندي». كبرى مخاوف جنبلاط كانت في «دخول طابور خامس على الخط يعيد الجبل الى أجواء الحرب الأهلية». حكومياً، ما سيفسّر ليونة وتنازلاً جنبلاطياً في مسألة الحصص والحقائب ليس إلّا نبشاً لاقتراح كليمنصو منذ البداية: وزيران درزيان يسمّيهما وليد جنبلاط، والثالث بالتوافق مع الحريري، وهو الأمر الذي أبلغه سابقاً الزعيمُ الدرزي للرئيس نبيه بري. إنضمامُ النائب طلال إرسلان الى التشكيلة الحكومية غيرُ وارد بأيِّ شكل من الاشكال، فيما المبادلة بوزير مسيحي مع رئيس الجمهورية يصطدم بممانعة الأخير. بالتأكيد، لن يُقدم جنبلاط، وفق أوساطه، على هذه الخطوة إلّا بعد أن تُحلّ العقدُ كافة ويصبح مصيرُ الحكومة معلّقاً بـ «كلمة» من «البيك»! القريبون من جنبلاط يجزمون «العقدةُ الدرزية إختراعٌ عونيّ محض. أما الحديث عن «سلاح» الميثاقية الذي قد يلجأ اليه جنبلاط فهذا السيناريو غيرُ وارد، إذ إنه لم يستخدمه يوماً، بعكس القوى السياسية الأخرى»! جنبلاط الخبير في اللعب على حافة الهاوية وترك التوتر مع خصمه «المفترض» يصل الى المنطقة المحظورة، ليعيدَ بعدها ترتيبَ حساباته على قاعدة «الحوار أوّلاً»، يكاد يكون حاسماً في ملفات أخرى لا يقبل بها النقاش أو تركها عرضةً للأخذ والردّ، كدفاعه حالياً عن ضابط درزي متورّط في قضية رشاوى و»آداب». في مجالسه الخاصة يعترف «يكفيني إستهدافات من كل صوب، أنا بغنى عن جبهة أخرى تفتح بوجهي»!

عملياً، تزامنت قراراتُ «المعاملة بالمثل» وحرب الإقالات وأجواء الاحتقان الطائفي في «العالم الافتراضي» والواقعي، مع قضية طارئة فرضت نفسها على «بيك المختارة» أصدر فيها حكماً مبرَماً غير قابل للطعن!

فالتحقيقات التي أُجريت في ملف تورّط رئيس مكتب الآداب العقيد ج.ح في عملية إبتزاز وقبض رشاوى من رجل أعمال مرتبط بإدارة فنادق للدعارة كشفت تورّط أكثر من ضابط وعسكري بينهم العقيد و. م المحسوب على «الاشتراكي».

لم يتوان جنبلاط، وفق قريبين منه، عن التأكيد أنه «لا يَحمل توقيف الضابط يوماً واحداً»، مع العلم أنّ العقيد ج.ح عوقب بالتوقيف 30 يوماً. الزعيم الدرزي الذي يتعرّض، برأيه، للاستهداف المباشر حكومياً وسياسياً غير وارد بالنسبة اليه تحمّل صفعة إضافية بعدما وصل به الأمر الى حدّ وصف فريق العهد بـ «العلوج» قائلاً «بئس الساعة التي أتت بهم الى الحكم»! «مشكلة» جنبلاط الفعلية أنّ قراره بتحييد الضابط المتورّط، بالأدلّة الدامغة، والذي يفوق حجم الأموال التي حصل عليها والتهم الموجّهة اليه تلك المنسوبة الى العقيد ج.ح، أنّ التحقيقات في هذا للملف تأتي في إطار الحملة التي أطلقها مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان لمكافحة الفساد على مستوى الضباط والعناصر في المؤسسة. يذكر أنّ عثمان كان، قبل نحو شهر ونصف، قد دعا الى اجتماع حضره ضباط قوى الأمن الداخلي تحدّث فيه بلهجة عالية جداً بشأن قراره الصارم بإجتثاث الفساد من داخل المؤسسة، محذّراً الضباط أنّ مَن يثبت تورّطه سيتعرّض للمحاسبة والعقاب ولن تنفع التدخلات السياسية في إبعاد كأس المحاسبة عنه.  مشكلة جنبلاط الأكبر أنّ صفحته على «تويتر» تعجّ بـ «بوستات» مكافحة الفساد في بواخر الكهرباء وأصحاب المولدات والمرامل والكسّارات ومشاريع ردم البحر والنفايات ومرسوم التجنيس وتنصّت الأجهزة... ولا بأس بين «بوست» وآخر، الدفاع عن البيئة والدعوة الى حمايتها من «الوحوش البشرية الكاسرة من تجار الخرطوش وفحش الصيادين»! وللصدفة في تموز الماضي غرّد جنبلاط قائلاً وسط «الأخبار بأنّ داتا الاتصالات بيعت لشركة مشبوهة بحيث تسقط كل الحرمات الخاصة والعامة عن اللبنانيين، التحية لـ «فرع المعلومات» الذي يقوم بعملية تطهير الفاسدين داخلياً وملاحقة المجرمين خارجياً»، متمنّياً «يا ليت يتعلّم الغير»!

 

عندما يبوح وزيرٌ «مقهور» بالمحظور

نطوان فرح/جريدة الجمهورية/الاثنين 24 أيلول 2018

قبل سنة وبضعة أشهر، تلا رئيس الجمهورية في احدى جلسات مجلس الوزراء في القصر الجمهوري، ورقة صغيرة على الحاضرين، جاء في مضمونها ان حجم الدين العام سيصل في العام 2020 الى 110 مليار دولار، وبالتالي، ينبغي اتخاذ اجراءات لمواجهة الكارثة المُقبل عليها البلد.

تبيّن في حينه ان وزير الاقتصاد، رائد خوري يقف وراء هذه الورقة الرئاسية، التي أحدثت بلبلة، ليس في اوساط الرأي العام فحسب، بل داخل مجلس الوزراء. يومها، كان وزير المالية في طليعة المعترضين، على مضمون الورقة، واعتبر انها مجرد توقعات لا تمت الى الحقيقة بصلة. وكان حجم الدين العام في حينه أقل من 80 مليار دولار. اليوم، يقف وزير الاقتصاد ليذكّر بتلك الورقة، وليؤكّد ان الدين العام سيصل فعلا الى 110 مليار دولار في 2020، واننا اليوم في حالة مالية واقتصادية طارئة، وينبغي ان نتخذ قرارات واجراءات تتناسب مع حالات الطوارئ، بكل ما للكلمة من معنى. واذا كان اعلان حال الطوارئ في الانقلابات العسكرية، او في حالات الحرب، يقضي باتخاذ اجراءات قاسية تقيّد الحريات والتحركات التي يتمتع بها المرء في الوضع الطبيعي، فان ما يدعو اليه خوري اليوم لا يختلف كثيرا. وهو يقول بوضوح ان البلد يحتاج الى قرارات غير شعبية سريعة، من أهمها ما يلي:

اولا- إنهاء الوضع الشاذ في الكهرباء التي تكلف الخزينة حوالي ملياري دولار سنويا. وهذا الامر ينبغي ان يتم فورا، ولا يحتمل التأجيل.

ثانيا- اعادة النظر في حجم القطاع العام، خصوصا في النظام التقاعدي.

ثالثا- تبديل النمط الاقتصادي القائم حاليا، من خلال تنفيذ خطة لرفع الرسوم الجمركية على كل السلع الاستهلاكية المستوردة المصنفة متوسطة وما فوق.

عندما يطرح وزير الاقتصاد فكرة الرسوم الجمركية، يستطرد من دون أن يُسأل ليقول: «طبعا، قد ينتقدني البعض ويقول لي، هل تريد ان تطبق التجربة الكوبية في لبنان؟ انا مؤمن بالنظام الاقتصادي الحر، ولا اؤيد وضع القيود، لكنني اعرف اننا اليوم في حالة طارئة، وكل المعالجات الممكنة مسموحة لانقاذ البلد. طبعا، قد يُقال ان هذا الامر غير ممكن عملياً، لأن لبنان يرتبط باتفاقات تجارية مع دول العالم، وفي مقدمه الاتحاد الاوروبي. علينا أن نجرّب، وان نتحدث الى الاتحاد الاوروربي في هذا الشأن. ولا ننسى انهم يريدون تقديم قروض لنا، علينا ان نقنعهم بأننا لن نكون قادرين على تسديد هذه القروض اذا لم يساعدوننا في عملية انقاذ الاقتصاد». ويكشف خوري في هذا السياق، انه بعث بأكثر من رسالة الى الاتحاد الاوروبي، طالبهم فيها باعادة النظر في الاتفاقات التجارية، لكنه لم يتلق اي جواب. وهنا يستدرك ويوضح، انه يعرف ان قرارا من هذا النوع لا تستطيع ان تتخذه وزارة الاقتصاد، بل يحتاج الى قرار حكومي شامل.

ويبرّر وزير الاقتصاد تحركه المنفرد بأنه يدرك حجم الكارثة. «نحن نعيش في بلد يبلغ العجز السنوي في ميزانه التجاري 18 مليار دولار سنويا. وقياسا بحجم اقتصادنا، هذا الوضع لا يستطيع ان يستمر. كل عام يخرج 18 مليار دولار بالعملة الصعبة وعلينا ان نعوّض هذا المبلغ بواسطة جذب الرساميل. والكارثة اننا بلد غير منتج».

وعندما تلفت وزير الاقتصاد الى انه يقف شخصياً وراء خطة ماكينزي الشهيرة، فلماذا لا يكون تطبيق هذه الخطة هو الحل بدلا من الاقتراحات غير الشعبية التي يقدمها الان، يعترف بأن «الوضع في لبنان حاليا لا يحتمل انتظار خطط بعيدة المدى. الوضع بلغ من الخطورة، ما يستدعي اتخاذ اجراءات مؤلمة وفورية. ولاحقا، يمكن الاعتماد على خطة ماكينزي، لأنها خطة متكاملة ترسم نهجا عاما تسير عليها الدولة، وهو نهج يحوّل الاقتصاد اللبناني من مجرد اقتصاد ريعي الى اقتصاد منتج».

طبعا، يدرك وزير الاقتصاد انه عندما يتحدث عن رفع التعرفة الجمركية على السلع المتوسطة وما فوق، فان ذلك يعني تغيير نمط عيش اللبناني، ودفعه الى نوع من الحرمان على غرار الأنظمة الموجّهة، لكنه يقول انه لا يستهيب المطالبة بهذا الامر، لأن الانقاذ يحتاج قرارات مؤلمة، «اما أن نتخذها بأنفسنا، واما أن تُفرض علينا من الخارج عندما نقع، وستكون موجعة أكثر. علينا ان نختار منذ الان».

وفي موضوع حساسية ملف تغيير النظام التقاعدي، خصوصا انه يطال شريحة واسعة، من ضمنها المؤسسات العسكرية والامنية، وقد يصعُب ايجاد طرف سياسي مستعد للتصادّم مع هذه المؤسسات، يقول خوري انه شخصيا سبق و»سوّد وجهه» مع هذه المؤسسات، لأنه طرح الموضوع، وحاول إقناعهم بأن لا مصلحة لأحد بأن ينهار البلد. «اذ ان ما يتقاضاه المتقاعد ستهبط قيمته، ومن مصلحته الحفاظ على الخزينة، لكي تبقى قادرة على تأمين راتبه التقاعدي وتعويضاته. يقولون لي هذا حق مكتسب. ولكن ما قيمة الحق المكتسب اذا انهارت الدولة ولم تعد قادرة على الدفع؟» ويكشف وزير الاقتصاد انه فاتح رئيس الجمهورية بهذا الموضوع الحسّاس قبل الانتخابات النيابية، لكن الرئيس استمهله لطرحه الى ما بعد الانتخابات، على اعتبار ان كل الاطراف السياسية قد لا توافق على دعم اقتراح مماثل غير شعبي قبل الانتخابات.

ولا يبدو خوري موافقا مع من يقول ان لبنان عصيٌ على الانهيار، بدليل انه مرّ في حروب داخلية قاسية وصمد فلماذا ينهار اليوم؟ ويذكّر خوري من يستشهد بهذا الرأي ان اللبنانيين عاشوا في الحرب على الـPicon والـMaling (جبنة ومرتديلا). لقد تقشفوا دون ان يشعروا. اليوم، نحن في حاجة الى التقشّف، لأننا في حالة هبوط اضطراري. وفي هذا النوع من الهبوط هناك طريقتان: soft landing وHard landing. الهبوط اضطراري وسيجري، وخيارنا محصور بأمرين: اما هبوط سلس وأضرار أقل، واما هبوط قاسٍ وأضرار اكبر وأقسى.

 

الانتصار للعدالة :محكمة الحريري أنموذجاً

رضوان زيادة/الحياة/24 أيلول/18

تشغل المحكمة الخاصة بلبنان Special Tribunal for Lebanon اهتماماً أقل فأقل على المستوى العربي واللبناني، كما أن الاهتمام بها بدأ يتحول إلى الصفحات الأخيرة في الصحافتين العربية واللبنانية، على الرغم من أنها ربما تكون معلماً بارزاً في الحياة السياسية العربية، فالمنطقة العربية تعتبر من أقل المناطق على مستوى العالم فيما يتعلق بالعدالة والمحاسبة، فهناك دولتان عربيتان فقط وقعتا على نظام روما الأساسي المنشأ لمحكمة الجنايات الدولية، هما تونس والأردن مقارنة مع منطقة أميركا اللاتينية التي انضـــمت إليها كل دولـــها تقريباً. هذا يعكس معنى مفهوم العدالة عند النخب العربية الحاكمة فهي ليست حساسة له فقط وإنما تعاديه بالمطلق، وتشعر أن غياب المحاسبة هي بيئتها الأفضل، وتؤمن أن الإفلات من العقاب هو السياسة المثلى التي يجب تطبيقها.

أتت المحكمة الخاصة بلبنان ربما لتغير هذا المفهوم المسبق وشهدت منذ تأسيسها مخاضاً عسيراً، ففي آذار (مارس) 2006، صدر قرار مجلس الأمن الدولي 1664 الذي قضى بإنشاء المحكمة تحت الفصل السادس، وهو ما يلزم الحكومة اللبنانية وكل الدول بالتعاون معها من باب الطواعية، ثم طلب مجلس الأمن من الأمين العام للأمم المتحدة التشاور مع الحكومة اللبنانية حول إنشاء محكمة دولية لمحاكمة المسؤولين عن الهجوم الإرهابي في 14 شباط (فبراير) 2005، الذي استهدف رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ومرافقيه. بعد ذلك وقعت الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة اتفاقية للمحكمة الخاصة بلبنان في 23 كانون الأول (يناير) 2007، لكن في أيار 2007 كتب رئيس الوزراء اللبناني إلى الأمين العام للأمم المتحدة قائلاً إن رئيس البرلمان رفض عقد البرلمان، وبالتالي لا يمكن التصديق على الاتفاق، وهو ما يظهر خوف رئيس البرلمان نبيه بري ومن يدعمه ممثلاً في حزب الله من إجراءات العدالة، على رغم أنها يجب أن تكون الهدف الأسمى لأي مسؤول سياسي، فما بالك برئيس البرلمان الذي يجب عليه دعم المحكمة وضمان وصولها إلى الحقيقة.

نتيجة هذا الاستعصاء السياسي وبدعم من الولايات المتحدة وفرنسا في ذلك الوقت، قام مجلس الأمن بإصدار قرار جديد رقم 1757 في 30 أيار (مايو) 2007، بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وهو ما يجعل أمر المحكمة نافذاً بغض النظر عن تعاون الحكومة اللبنانية من عدمه، وبغض النظر عن تصديق البرلمان اللبناني من عدمه على قانون إنشاء المحكمة التي وصفت بأنها مختلطة، أي أنها تجمع في التطبيق بين القانون الدولي وبين القانون الوطني اللبناني، ووفقاً لقرار مجلس الأمن فإن قرار إنشاء المحكمة دخل حيز التنفيذ في 10 حزيران 2007، وفعلاً دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في 10 حزيران 2007.

بعد ذلك أعلن الأمين العام للأمم المتحدة في 17 آب 2007 أن هولندا وافقت على استضافة المحكمة. كما وقعت الأمم المتحدة وهولندا على اتفاق المقر لإضفاء صفة رسمية على الاتفاقية في 21 كانون الأول 2007. واحتاجت إلى عام تقريباً من أجل بناء هيكلها التنظيمي والفيزيائي عبر تأسيسها على غرار المحاكم الدولية في سيراليون ويوغسلافيا السابقة وروندا، مع بعض الاختلافات في القانون الواجب التطبيق وفي محاكمة المتهمين غيابياً Trial in absentia، كأول محكمة دولية تطبق هذا المبدأ، وقد خضع ذلك للكثير من النقاش بين التأييد والرفض، كما أنها المحكمة الدولية الأولى التي يقع على عاتقها تحديد مفهوم الإرهاب، فمجلس الأمن الدولي اعتبر أن مقتل رئيس الوزراء اللبناني يشكل عملية إرهابية يجب محاسبة مرتكبيها، ولذلك سيكون من مهمات هذه المحكمة تعريف هذا المفهوم في أول محاولة على المستوى القانوني الدولي، إذ ليس هناك تعريف «دولي» لمفهوم الإرهاب، وهو ما جعله مفهوماً غائماً وخاصة في المنطقة العربية الذي تستغله الحكومات العربية المستبدة للقضاء على معارضيها السياسيين من خلاله، وعبر تجييرها القضاء المحلي لمصالحها السياسية في تصفية المعارضة السياسية ووسمها بالإرهاب.

افتتحت المحكمة أبوابها في الأول من مارس (آذار) 2009، وأخذت بذلك صلاحيات لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة (UNIIIC)، التي انتهت ولايتها في 28 فبراير 2009، والذي كان من مهامها التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الحريري ومرافقيه وكل عمليات الاغتيال التي جرت بعد ذلك. لقد أنشئت المحكمة «لمحاكمة كل من وجد مسؤولاً عن الجريمة الإرهابية في (14 فبراير 2005)، كما يمكن تمديد اختصاصها إلى ما بعد ذلك الهجوم إلى هجمات أخرى. والمحكمة بذلك تكون أول محكمة جنائية دولية تتخذ من الأمم المتحدة مقراً لها لمحاكمة جريمة إرهابية ضد شخص معين. تم تعيين ولاية المحكمة مبدئياً لمدة ثلاث سنوات، ولكن تم تمديدها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة (بالتشاور مع حكومة لبنان ومجلس الأمن) للسماح للمحكمة بإكمال عملها. وأخيراً، في عام 2015، أعاد الأمين العام للأمم المتحدة بانكي مون التأكيد على التزام الأمم المتحدة بدعم عمل المحكمة لتقديم المسؤولين إلى العدالة وضمان عدم التسامح مع الإفلات من العقاب على مثل هذه الجرائم الكبرى. فتم تمديد ولاية المحكمة حتى عام 2018. ويمكن تمديد الولاية أكثر إذا استمرت الحالات المحالة لها.

كما ذكرنا، فالمحكمة تطبق القانون اجنائي اللبناني، والمواد الأخرى التي تعكس أعلى معايير الإجراءات الجـــنائية الدولية. في تجربة شبيهة بما يقال له بالقانون الدولي المحاكم المختلطة، كالقسم الخاص بجـــرائم الحــــرب وجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنســـانية في محكمة البوسنة والهرسك التي لديها مثل هذه الغرف «المهجنة»، وأيضاً المحكمة الخاصة لسيراليون والدوائر الاستثنائية في محكمة كمبوديا.

تم تقديم لائحة الاتهام لأول مرة في 17 كانون الثاني (يناير) 2011، إلى قاضي الإجراءات التمهيدية وفي 11 مارس (آذار) قدم المدعي العام لائحة اتهام معدلة، الترحيب الأول للأسف لم يأتِ من المنطقة العربية وإنما من الولايات المتحدة، إذ رحب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما باتهام المحكمة الأول قائلاً إنه قد ينهي «حقبة الإفلات من العقاب». ثم تم تأكيد عريضة الاتهام في 28 يونيو 2011، وصدرت أوامر باعتقال المتهمين الأربعة بعد يومين. حيث تم تقديم المذكرات إلى السلطات اللبنانية، مع تحديد المتهمين علناً من قبل المحكمة، وصدر قرار الاتهام الكامل في آب (أغسطس) 2011، الذي شمل كلاً من مصطفى بدرالدين، وسليم العياش، وأسد صبرا وحسن العنيسي. وجميعهم قياديون أو مسؤولين رفيعو المستوى في حزب الله اللبناني. وهذا الشهر أصدر الادعاء العام في المحكمة تفاصيل الاتهام من خلال افتتاح جلسة محاكمة المتهمين غيابياً، والذي يؤكد في مذكرته أن الاغتيال جاء بقرار سياسي بسبب رفض الحريري للرضوخ أمام المطالب السورية، ويحدد مصطفى بدر الدين القيادي في حزب الله بوصفه مخطط عملية الاغتيال عبر كشف كل التفاصيل الهاتفية التي جرت بينه وبين رستم غزالي ووفيق صفا، والتنسيق بالتنفيذ بينه وبين سليم عياش في حين شكل فريق كامل لإخفاء الجريمة عبر اختيار أبو عدس وإجباره على إعلان مسؤوليته عنها. حيث كشفت تحليلات DNA أنه لا وجود لعينات أبو عدس في مسرح الجريمة.

في الحقيقة لائحة الاتهام تظهر حزب الله ليس متورطاً، وإنما مجرد حزب إرهابي يقوم بتنفيذ عمليات الاغتيال من دون مساءلة، إنه باختصار بندقية للإيجار، يستخدمه الحرس الثوري الإيراني كما يستخدمه النظام السوري للقيام بأبشع العمليات الإرهابية في لبنان في الماضي وفي سورية اليوم. دعم المحكمة الخـــاصة بلبـــنان اليوم هو دعم للعدالة في كل المنـــطقة العربية، وعـــلى رغم الانتـــقادات في طريقة أداء المحكمة والتي أعتقد أنها في حاجة إلى مقال آخر، إلا أن دعم المحكمة يجب أن يكون بوصلة السياسيين والناشطين الحقوقيين اليوم، لأنه ربما يغير طبيعة صلة المنطقة العربية بشيء اسمه العدالة.

*كاتب سوري

 

مواقع التواصل تتهم «أمين عام المجلس الشيعي» بقبض رواتب بـ25 مليون ليرة!

سلوى فاضل/جنوبية/24 سبتمبر، 2018

    كتب الناشط المدني حسين عزالدين على صفحته على الفايسبوك "بوستا" أثار جدالا كبيرا دون الوصول الى اية نتيجة تذكر، ويتعلق هذا السجال الافتراضي بمعلومات وردت الى عزالدين عن جملة رواتب يتقاضاها أمين عام المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى المحامي نزيه جمول، بشكل مخالف للقانون، ويبلغ مجموعها 25 مليون ليرة. هنا نص الحوار بين كل من المحامي نزيه جمول (المتهم) وبين عدد من المواطنين أبرزهم الشيخ محمد علي الحاج، والناشط حسين عزالدين، وقد أوردت “جنوبية” السجال كما هو لاطلاع القراء بأمانة على فحوى القضية. والسجال أخذ حيزا كبيرا الا اننا اقتطعنا الاجزاء ذات المعلومات والتي لا تتضمن مدحا او ذما سعيا وراء الموضوعية.

كتب، حسين عزالدين، بداية ان “نزيه حمول ابن بلدة عزة في قضاء صيدا يعمل في اربعة وظائف تابعة للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وهي: أمين عام المجلس، ومدير عام المجلس، وعضو الهيئة التنفيذية في المجلس، ومساعد رئيس مجلس الأمناء في الجامعة الاسلامية، ويتقاضى بدل رواتب على هذه الوظائف شهريا 25 مليون ليرة. علما انها جميعا تابعة لجهة واحدة بفروعها العديدة. مع الاشارة الى ان “جنوبية” اوردت الحوار كما ورد على صفحات “حسين عزالدين” وعلى القارئ المتابعة والتمحيص.

(نزيه جمول: سلام عليكم جميعاً، الا تعتقدون انه اذا ….. من …. ف…. أنا نزيه جمول وافتخر بأنني اعمل للطائفة منذ ٣٣ سنه وانا من عمل بالأفران ١٥ سنه في الشياح ودرست وعشت ابشع مراحل الفقر وجاهدت وحيداً دون منة من احد ودخلت دار المعلمين ومن ثم الجامعة ونقابة المحامين كله بعرق الجبين. هل عرفتم الفقر كما تذوقته.  نعم أنا مدرس ومن ثم محامي هاجرت الى كندا وبنيت نفسي وحيداً عدت الى لبنان بإلحاح من الشيخ شمس الدين الذي كان يعمل ليل نهار أسست معه الجامعة الاسلامية وانا أتولى مهمة مساعدة الطلاب الأيتام والفقراء أنا افتخر بأنني قدمت شيئاً مهماً لهذه الطائفة التي لا تعرف الا الطعن والغدر. أنا من يخدم كل صاحب حاجة في الوظائف والمستشفيات وكل مكان في القطاعين العام والخاص اعمل يوميا ١٤ ساعة بين المجلس والجامعه التابعة للمجلس وليست قطاعاً مستقلاً أنا من أسس الجامعة وتولى توسعها في صور وحادة والوردانيه وبعلبك،  ماذا قدمتم للطائفة. اذا كانت عندكم مشكله مع المجلس فهذا شأنكم، أنا لا ادخل الى بيتي فلس حرام. أتقاضى بدل تعبي وَيَا ليت راتبي هو كما تقولون، أنا اقبل النصف وخذوا الباقي، الا تعرفون الحرام، أليس عندكم ذرة…، لقد كتب قبلكم كثيرون واعتذروا، اذهبوا واسألو من أنا أنا أتحداكم ومستعد للتفتيش والقضاء اذهبوا الى المالية واسألو أنا رب من يحارب الفساد وزب من يقف بوحه السرقة والسمسرة هل من المعيب ان يعمل الانسان لتحسين وضعه هل حرام ٢٥ مليون أيها الكفارأليس عندكم دين ولا ضمير تعالوا الى المجلس أو الى الجامعة وإسألوا هكذا علمكم دينكم سامحكم الله وغفر لكم بحق هذه الأيام وبابي مفتوح لكم ساعة تريدون أنا لست سمسار احد ولا أتدخل بالمشاعات نحن من يسعى للتسجيل باسم اوقاف الطائفة لقد تركت الجمعية الخيرية منذ ١٠ سنوات ولَم أعد محامياً منذ ١٠ سنوات، أنا مكلف من المجلس لمتابعة الأمور الإدارية والقانونيه في للجامعه التابعة للمجلس وليست مستقله عنه، اما مسألة صندوق الفقراء فأنا اؤمن له المال. يا عيب الشوم، كم انتظرت كلمة شكر هل تعلمون ما معنى العمل ١٤ ساعة يومياً والإرهاق والبعد عن العائلة، آخر ما كنت اتوقعه منكم.أنا مستعد لمواجهتكم جميعاً بالدليل والوثائق والبيانات أينما تريدون حتى في التلفزيون أو في بيتي أو مكتبي  وحتى في القضاء. لن أترككم ساتابعكم فرداً فرداً كما فعلت منذ شهر حتى حصلت على اعتذرات بالجملة ومحو ما كتبتم. لواحد بيصير رجال من الفقر وكيف الشرف والصدق وكيف ما حدا بيغبر…..، وكيف بتوقف حد المحتاج وبتساعدو، تعا لعلمك كيف بيكون الانسان شريف ومرفوع الرأس  عن اَي مال عّم تحكي اللي منتصرف فيه نحنا ما منشوف مال الا الرواتب من الدولة، أنا قررت رد على كل اهانه وقلة ضمير وعلناً، انتو ما بدكن الا الزعران، انا اللي تحملت المسؤولية لمصلحة الطائفة أينما كان وقدمت لها كل شيئ، ماذا قدمتم لها انت وامثالك، أنا اعتذر لمحاورتك، انت والبوق الذي نقلت عنه بانتظارك ساعة تحب واينما تحب لا اخاف من مواجهة احد لا بالإعلام ولا بالقضاء، وإذا احببت القضاء فيا مرحبا، ستعرف قيمتك انت وامثالك بأنكم ترمون الحرام وانتهى وهذا آخر كلام لعلك تصحو واستغفر ربك.

محمد علي الحاج: أنا لم أفتح هذا الملف، واقتصرت جهودي على تطبيق القوانين في المجلس الشيعي، والافتاء الجعفري، وضرورة إجراء انتخابات عامة في المجلس.. ومع ذلك أتمنى إذا كنت تعتقد نفسك مظلوما أن تذهب لمؤسسات الدولة القضائية؛ وهناك نبرز كل مستنداتنا…مع كامل مودتي…ودمت برعاية الله. صحيح… لكن براتبين، وهذا مخالف للقانون..  لا يحتاج الأمر لأي تشنج، وليست المسألة شخصية…أنا أحصي ملفات للمجلس مما يزيد على ال 15 سنة، من الفترة التي شعرنا فيها أن المجلس لا يريد أن يحتضن العلماء،…. وأنت بحصافتك وذكائك تعرف مرادي…. سؤال أخير وبسيط: هل صحيح أن الشخص الموظف في بيتك في عزة مسجل بالضمان على اسم المجلس الشيعي.. وهو جنيناتي خاص عندك؟ أولا أنا أتمنى لك كل التوفيق، كما أتمنى لك الخير، وكل ما أطالب به هو تطبيق القوانين والأنظمة..وفي هذا الصدد “لم يترك لي الحق من صديق” لا في المجلس.. ولا في سواه..كما أنني لا أتأسف على ذلك. ثانيا، تثار الكثير من القضايا على أكثر من صعيد…وأنا لم أتحدث عنها ولم أثيرها إطلاقا… وكل ما صرحت به قضية الجمع بين الوظيفتين، بشكل غير قانوني… ولا دخل لي بغير ذلك. لا، لم أشعر بذلك، متمنيا عليك أن تبرز كشفا بالمراسلات بينك وبين الامن العام بالاقامات من العام 2000 لليوم …حيث يشاع انك تتقاضى بين ال 50 الف ليرة و150 الف ليرة عن كل فرد…. ولن أتوسع بما نملك من أدلة.. أي مستوى هي عليه الجامعة الاسلامية اليوم! فقد تم تنظيم إحصاء هذا العام عن الجامعات العشر الاوائل.. والجامعة الاسلامية ليست من ضمنهم، وتاليا فعن أي دينامية لـ “الدينمو”… يتم الحديث؟ وهذه لائحة بأول عشر جامعات لبنانية حسب تصنيف *كيو اس* لأول مئة جامعة عربية ، طبعا الجامعة الاسلامية ليست ضمنهم فأي فشل هذا؟ وكيف تقلبون الحقائق، وتصورون الفشل نجاحا؟! فقط للإيحاء بوجود إنجازات وهمية.

حسين عزالدين: كل اللي قلتو، حكي إنشا طبيعي نسمعو خلي كل شي عالمكشوف وإثبت بالدليل عبر الرقم المالي وعبر حساب الجامعه الإسلاميه. غير هيك…بتبقى عُرضه للمطالبه  أموال المجلس الشيعي، سواء موزانة الدوله أو الخُمس او التبرُّعات أمانه، وما حدا حرّ التصرف فيها لا حضرتك ولا المفتي قبلان. سؤال للسيد جمول وأرجو الرد بصراحه ودون اي مواربه او خوف ، ماذا حصل ويحصل بموضوع الأوقاف الشيعيه خاصه وأنك من المعنيين مباشره حول هذا الموضوع.( ورد أثناء التعليقات أن موقع جنوبيه نشر خبر إزدواجية الوظيفه ل السيد نزيه جمول، والحقيقه أن مصدر الخبر هو موقع تحقيقات نيوز).

فما هو تعليق المتابعين لملفات الفساد بعد هذا العرض؟ والكلمة لمن يهمه الامر، خاصة ان التحدي بين الناشطين المتابعين والاستاذ نزيه جمول لم يؤد الى ان يقدم الاخير اثباتات حقيقية تدحض الاتهامات، وبالتالي لم ينكر جمول تهمة انه يتقاضى اكثر من راتب.

 

إيران الثورة هي المشكلة

سام منسى/الشرق الأوسط/24 أيلول/18

يصعب إغفال كتاب وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري بعنوان: «كل يوم جديد إضافة»، وأكثر ما يحفز على مقاربته هو كشف مؤلفه في الإعلام عن الكثير من اللقاءات السرية التي عقدها مع مسؤولين إيرانيين خلال الأشهر الماضية، أي غداة تخلي واشنطن عن الاتفاق النووي وفرضها مجدداً عقوبات على طهران. ما يهمنا في هذا السياق هو ما كشفه كيري عن النصيحة التي أسداها إلى الإيرانيين ومفادها التحلي بالصبر، لأن واشنطن ستشهد تطوراً قد يغيّر سياستها الراهنة. إذا دلنا قول كيري على شيء فهو يدل على حقيقة تقلب سياسة واشنطن الخارجية، ويدفعنا إلى قراءة المواقف الأميركية وتحولاتها لا سيما فيما يختص بشؤون الشرق الأوسط. وعليه، السؤال الذي نحن بصدد مناقشته هو كيف يمكننا من وجهة نظر عربية تخطي الضبابية التي تسود علاقتنا مع الولايات المتحدة عبر حسن قراءة سياساتها بعيداً عن موروثات الفكر الخشبي وعن التقلبات الأميركية الآنية والظرفية والعائدة إلى تغيّر الإدارات والتحولات المجتمعية؟

بشكل أكثر وضوحاً، كيف يمكننا ألا ننسى سياسة إدارة أوباما التي قامت على الانسحاب من بؤر الصراع الإقليمية والقيادة من الخلف، وتعاملت مع الملف الإيراني من منطق الانخراط والتسوية، وفي الوقت عينه ألا نزهو ونستكين إلى سياسة إدارة ترمب التي ارتكزت على استعادة الولايات المتحدة لدورها الدولي واعتماد التشدد مع إيران؟ ينبغي بداية إنعاش الذاكرة لنرى كيف أن السياسة الأميركية، على تعدد إداراتها، عملت عن قصد أو غير قصد على تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة. فمنذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979. بقيت السياسة الأميركية لعقود تتعامل مع الملف الإيراني من منظور إدارة الصراع وليس مواجهته، وإن كانت هذه الإدارة اتسمت غالباً بطابع التصعيد والضغط. وبعدها، تعامت واشنطن عن سياسة تصدير الثورة الخمينية والتي أسفرت عن خلق أذرع لطهران في عمق العالم العربي شكلت، كما الحالة اللبنانية، دولة ضمن الدولة. وجاءت حرب العراق 2003، لتسمح بدخول حلفاء إيران من المعارضة العراقية إلى بغداد مظفرين، وإمساك طهران بزمام القرار العراقي. وراهناً، تغاضت واشنطن عن الانغماس الإيراني في الحرب السورية، ليتوّج كل هذا المسار أخيراً بالاتفاق النووي، وهو من أهم دوافع تراخي واشنطن وتراجعها عن أفعال ومواقف، لو حصلت واتخذت لغيّرت مسار الحرب السورية، ومنعت وقوع أهوال وتثبيت وقائع لم يعد بالإمكان عكسها أو إصلاحها.

هذا المسار المتسامح مع إيران سبق إدارة أوباما، ويجيز لنا القول إن سياسته تجاه طهران لم تكن عرضية ولا ذاتية مرتبطة بشخصيته فحسب، بل عكست وما زالت مناخاً عاماً في الولايات المتحدة، لا سيما في أوساط الحزب الديمقراطي ولدى شريحة لا يستهان بها من الجمهوريين المصنفين بالليبراليين. وإذ كان هذا التوجه يرفض آيديولوجيا استخدام القوة في الخارج، عدا ما يسمى حرب الضرورة حصراً لدرء خطر مباشر ضد المصالح الأميركية، فإنه يلتقي وإن عرضياً مع طروحات طاغية لدى إدارة ترمب. لا شكّ أن ترمب يعد نموذجاً فريداً في تاريخ الرؤساء الأميركيين وهو الآتي من خارج النادي السياسي التقليدي، وليس له تاريخ قيادي يمكننا القياس عليه. ومع ذلك، تقوم عقيدته على مبدأ واحد وهو مبدأ «أميركا أولاً»، ليس بمعنى الهيمنة الأميركية أو قيادة أميركا للعالم، بل بمعنى العمل وفق المصالح الأميركية، وتالياً عدم إقحامها في نزاعات لا مصلحة لها مباشرة بها إلى حد يلامس العزلة، وذلك تحت مظلة قومية أميركية ضيقة بمدلولاتها الأميركية العرقية البيضاء. فهو بذلك يختلف عن الجمهوريين الجدد الذين يؤمنون بنشر القوة العسكرية لأميركا حول العالم، وفرض قيمها على الشعوب والمجتمعات الأخرى. ومن هنا تلاقيه مع عقيدة أوباما، ولو لأسباب مختلفة، واستطراداً، إمكانية تعديل سياسة التشدد حيال إيران إذا اقتضت مصلحة أميركا ذلك. ناهيك عن المشاكل الداخلية التي تحاصره وتهدد بقاءه في البيت الأبيض.

إلى هذا، يبرز دور اللوبي الإيراني في واشنطن والذي نشط كثيراً إبان ولاية أوباما، مخففاً من «شيطنة إيران» ومعظماً خطر المد الأصولي السني، ولاعباً على انقسام الحكم في إيران بين إصلاحيين ومتشددين. أدى ذلك إلى الانزلاق وراء وجوه الإصلاحيين المبتسمة، فيما صبّت نتائج الانفتاح في صالح المتشددين، فتنامت التدخلات الإيرانية في دول الإقليم بعد إبرام الاتفاق النووي ورفع العقوبات. أمام هذا الواقع تبقى المهمة الأكثر صعوبة أمامنا هي إقناع العقل الغربي بعامة، والأميركي خاصة، بضرورة التمييز بين إيران الدولة والوطن وإيران الثورة. إن إيران المشكو منها والمزعزعة للاستقرار هي إيران الثورة التي اعتمدت تصدير الثورة بمحمولاتها المذهبية والعرقية في سياسة تقوم على ركائز ثلاث:

- استعمال البيئات المحلية في الدول المستهدفة وتجييشها للعمل وفق السياسة والأهداف الإيرانية، وعندها تصبح سياسات البيئة المحلية هي سياسات محلية وطنية وليست إيرانية.

- الترويج لنظرية الهجوم الوقائي أي نقل المعركة إلى أرض الخصم، وحجتها أنها مهددة وتستبق الحروب لدرء الأخطار المحدقة بها.

- العداء لإسرائيل لكسب أكبر شريحة ممكنة من الاجتماع السني العربي بخاصة، ورفع شعارات يسارية النكهة ضد الغرب والعولمة والرأسمالية.

وفي السياق نفسه، على الأطراف التي تعاني من ممارسات إيران الثورجية أن تظهّر مواقفها للأميركيين من الحزبيين والمستقلين، وتؤكد أنها لا تسعى لاقتلاع إيران من المنطقة بل لعلاقات طبيعية معها دون أن يتدخل طرف بشؤون الطرف الآخر.

إن التشخيص مهم إنما غير كافٍ، والأهم هو أن تضع القوى الكبرى المعنية في الشرق الأوسط استراتيجية للخروج من الأزمات والنزاعات القائمة عبر تسويات مستدامة يكون لأميركا دور حاسم في صياغتها وتطبيقها، ودون ذلك، ستستمر المنطقة في الدوران في حلقة مفرغة قوامها تسويات قسرية أو ناقصة بأحسن الأحوال، تحمل بذور نزاعات وحروب جديدة أشد تدميراً. إن الدور الأميركي مهم ليس لسحر أو افتتان بالأميركيين، إنما للحاجة إلى من يستطيع إعادة التوازن إلى المنطقة عبر عودة الأطراف المتنازعة في الإقليم أو خارجه إلى أحجامها الطبيعية دون انتفاخ أو ضمور، وعندها تستقيم كل المفاوضات وتسلك السبيل الصحيح لحل النزاعات. وإلا يصح الزعم الرائج في واشنطن أن الشرق الأوسط فقد أهميته الاستراتيجية ومن الصعب استعادتها ولا سبيل لإنقاذه من الصراعات الناشبة فيه.

 

«الجراح» الإيراني مريض أيضاً

غسان شربل/الشرق الأوسط/24 أيلول/18

شهد الشهر الحالي حدثين يتعلقان بـ«الهيبة» الإيرانية. ففي الثامن من هذا الشهر انهمرت صواريخ إيرانية على مقر «الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني» في كويسنجق بجنوب شرقي أربيل في كردستان العراق. وحرص «الحرس الثوري» على إعلان مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ ووزع أشرطة فيديو تظهر كيف أصابت الهدف إبان اجتماع لقيادة الحزب الكردي المعارض. وكان واضحاً أن تبني الهجوم وتوزيع صوره يشكلان رسالة صريحة من إيران إلى خصومها في المنطقة مفادها أن صواريخها قادرة على اجتياز الحدود التي تفصل بين الخرائط وقادرة أيضاً على إصابة أهدافها. وجاء عرض القوة هذا في وقت كانت فيه المواقع الإيرانية في سوريا تتعرض لهجمات متلاحقة من إسرائيل ومن دون أن تتمكن من الرد عبر الأراضي السورية بسبب الضوابط الروسية للساحة هناك.

وفي الثاني والعشرين من الشهر الحالي تعرضت إيران لحادث يتعلق بهيبتها، ولكن على أرضها هذه المرة. فقد فاجأ مسلحون «الحرس الثوري» والجيش الإيرانيين باستهداف منصة لكبار المسؤولين خلال عرض عسكري في الأحواز، ما أدى إلى سقوط العشرات من عناصر «الحرس» والجيش بين قتيل وجريح. وإذا كان الحادث الأول قدم الدليل، من وجهة نظر طهران، على أن يد «الحرس» طويلة وقادرة على الوصول إلى الأعداء، فإن الحادث الثاني قدم الدليل على أن أمن إيران قابل هو الآخر للاختراق. وإذا كان استهداف المقر في كويسنجق كشف أن إيران الخميني لم تحل مشكلة إيران المزمنة مع أكرادها، فإن هجوم الأحواز أظهر أيضاً أن مشكلة إيران مع عرب الأحواز مستمرة وتتفاقم. وبديهي أن يتصاعد غضب السلطات الإيرانية، ليس فقط بسبب الاختراق الأمني لمكان يفترض أن يكون بالغ التحصين، بل أيضاً لأنه يكشف استمرار مشكلة الأقليات العرقية والمذهبية رغم محاولة طهران تقديم نفسها ضامنة لسلامة الأقليات في بعض أنحاء المنطقة.

قبل أربعين عاماً، حاولت الثورة الإيرانية أن تقول غداة انتصارها إن عهداً جديداً في الشرق الأوسط قد بدأ، وإن الثورة التي ولدت من خارج عالم المعسكرين الذي كان قائماً يومذاك تملك حلولاً شافية لما تعانيه «الشعوب المستضعفة».

العودة إلى الذاكرة تسعف أحياناً. بعد أيام من الثورة استقبل الخميني وفداً كردياً رفيعاً من أكراد العراق جاء للتهنئة واستكشاف المواقف. حكى الوفد عن مظالم الأكراد الذين يتعرضون لمحاولات اقتلاع من أراضيهم وطمس هويتهم وثقافتهم وأبسط تطلعاتهم. وكان رد الخميني أن هذه المظالم بحق أكراد إيران لن تكون موجودة «لأن الثورة إسلامية، وهي ملك للجميع ولا تفرق بين المسلمين». وبعد أربعين عاماً جاء الهجوم على كويسنجق ليعيد التذكير بأن أوضاع أكراد إيران لم تتغير.

اتهمت إيران انفصاليين من الأحواز بتنفيذ الهجوم. قالت إنهم حصلوا على دعم من دولتين خليجيتين، وإن تحركهم «جزء من مؤامرة أميركية - إسرائيلية لزعزعة استقرار إيران». وتوعدت برد سريع وحاسم.

ثمة من يعتقد أن هجوم الأحواز سيعطي الرئيس حسن روحاني فرصة التحدث في نيويورك عن «الإرهاب» الذي يستهدف بلاده. لكن الأكيد أن للتوتر الإيراني المتصاعد علاقة بمواعيد أخرى. واضح أن الرئيس دونالد ترمب سيوظّف حضوره في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن لإطلاق حملة واسعة على طموحات إيران النووية وترسانتها الصاروخية وسياسة زعزعة الاستقرار التي تنتهجها في الإقليم. وتتزايد أهمية هذا الموعد كونه يسبق بأسابيع الموعد الذي حدده ترمب للجولة الثانية من العقوبات ضد إيران، وهي عقوبات نفطية قال إنها ستكون الأقسى في التاريخ.

لا شك أن سلوك إيران في الفترة الأخيرة يحمل بصمات الخسارة التي مُنيت بها بفعل خروج أميركا من الاتفاق النووي وإصرار واشنطن على أن تكون الترسانة الصاروخية والسلوك الإقليمي جزءاً من أي اتفاق مقبل مع إيران. لقد انتهت أحلام الإفادة من عائدات الاتفاق النووي لتمويل الهجوم الواسع في الإقليم. وأظهرت الأسابيع الماضية أن الموقف الأوروبي المتمسك بالاتفاق النووي لا يشكل على الإطلاق وسادة معقولة أو مقبولة للقلق الإيراني. وإذا أخذنا في الاعتبار تراجع العملة الإيرانية والاحتجاجات الأخيرة في أنحاء مختلفة من البلاد وانكشاف أزمات إيران مع مواطنيها من الأكراد والعرب والبلوش والتركمان يمكننا فهم التوتر الحالي. وكما تذمر المواطن السوفياتي ذات يوم من تردي أوضاعه في حين تضخ بلاده المليارات في عروق نظام كاسترو سيتذمر الإيراني من تردي أوضاعه وإنفاق ثروات بلاده في المغامرات الإقليمية.

واضح أننا على أبواب فصل أكثر سخونة في علاقات إيران بالمنطقة ومع أميركا. تتصرف إيران كأنها خسرت «صفقة القرن» حين خسرت التوقيع الأميركي على الاتفاق النووي. ثم ها هي تكتشف أن الشرق الأوسط يشبه الأواني المستطرقة. وأن من يصدر النار لا بد من أن يستوردها يوماً. وأن من يُسهم في تفكيك خرائط الآخرين قد يدفع خريطته إلى مصير مشابه. اعتقدت إيران أنها جراح ماهر في منطقة مريضة، وها هي تكتشف أن «الطبيب» مريض أيضاً. أغلب الظن أن إيران كانت تتحرش بـ«الشيطان الأكبر» لإرغامه على أن تكون شريكه الأكبر في المنطقة. عودة إلى الماضي القريب. ذات يوم قال وزير الخارجية الإيراني السابق منوشهر متقي كلاماً مهماً للرئيس العراقي الراحل جلال طالباني. قال له: «قل لصديقك السفير الأميركي زلماي خليل زاد ماذا يريد الأميركيون منا؟ أيدنا تحرير العراق من صدام حسين. وأيدنا مجلس الحكم وانتخاب رئيس الجمهورية. وأيدنا هذا الوضع الجديد الذي أقامه الأميركيون في العراق. لا يوجد شيء عمله الأميركيون ولم نؤيده، فقل لصديقك ماذا يريدون منا أكثر؟».

 

الصمت الإيراني على الهجمات الإسرائيلية

فايز سارة/الشرق الأوسط/24 أيلول/18

يبدو صمت طهران الإعلامي والعسكري على الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية وأخرى لـ«حزب الله» في سوريا محاطاً بالالتباس، خاصة في ضوء نقطتين؛ الأولى أن إيران دأبت منذ ثورة الملالي في عام 1979 على إعلان العداء لإسرائيل وسياساتها في الشرق الأوسط، والتي ولد على هامشها «حزب الله» اللبناني رافعاً شعارات مقاومة إسرائيل، ودعمت من خلالها إيران جماعات جهادية فلسطينية وبخاصة حركتا «حماس» و«الجهاد». والنقطة الثانية، تطوير إيران قدراتها العسكرية بما فيها المشروع النووي على قاعدة إعلان المواجهة مع إسرائيل وحلفائها، وكلاهما يجعل صمت طهران مناقضاً لما هو معلن في موقفها من إسرائيل، ومن هجمات إسرائيل على قواعدها وميليشيات «حزب الله» في سوريا، والتي ارتفعت وتائرها في الفترة الأخيرة، فشملت مواقع في ثلاث محافظات سورية، تمثل قلب سوريا المفيدة.

ويمكن تفسير الصمت الإيراني في ضوء مجموعة من حقائق الصراع في سوريا وحولها؛ أولى هذه الحقائق تمسك إيران بوجودها في سوريا حتى لو تحملت مزيداً من الخسائر السياسية والعسكرية بينها نتائج الهجمات الإسرائيلية بشرياً ومادياً، لأن طهران تعتبر وجودها في سوريا وجوداً أساسياً في استراتيجيتها، التي يعتبر وصولها إلى البحر المتوسط عبر العراق وسوريا ولبنان محوراً أساسياً فيها.

النقطة الثانية الحفاظ على تحالفها وعلاقاتها مع روسيا، رغم ارتباط الأخيرة بعلاقات وثيقة وتنسيق سياسي وعسكري مع إسرائيل في سوريا، لكنها باتت السند الرئيسي لإيران في ظل تصاعد العداء الغربي وخاصة الأميركي، والعداء العربي لسياساتها وتدخلاتها المسلحة، ودعمها الفوضى والصراعات المسلحة في البلدان العربية، وخاصة في سوريا واليمن والعراق.

النقطة الثالثة، تبريد الموقف الأميركي المتصاعد ضد إيران، وقد تجاوز الخروج من الاتفاق النووي (5+1) إلى تشديد العقوبات على إيران في طريقه إلى المزيد في تفاصيل حرب معلنة هدفها تغيير السياسات الإيرانية، والتي لا شك أنها ستؤدي إلى تغيير النظام في إيران.

النقطة الرابعة، تطوير الموقف الأوروبي المتمايز عن الموقف الأميركي، ليس فقط بصدد الاتفاق النووي الإيراني الذي رفض الأوروبيون الخروج منه، إنما أيضاً حول سلة العقوبات المطروحة من جهة، والعلاقات الأوروبية - الإيرانية، التي يسعى الأوروبيون إلى الاحتفاظ بفوائدها لصالحهم.

النقطة الخامسة، تجنب إيران الدخول في حرب خاسرة مع إسرائيل في سوريا، نتيجة اختلالات في موازين القوى في ساحة الصراع المباشر وعلى مستوى قدرات الطرفين وإمكانياتهما.

وسط تلك الحقائق، يبدو السكوت الإيراني عن الهجمات الإسرائيلية ضد المواقع الإيرانية وأدواتها في سوريا مفسراً ومفهوماً، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار حقائق إيرانية داخلية، تشكل ضغطاً كبيراً على سياسة إيران الإقليمية من بينها تنامي الصراعات السياسية، التي تجاوزت صراع الشارع الإيراني مع سلطة المرشد إلى صراعات تتواصل في قلب النخبة الحاكمة، بالتزامن مع تردي الأحوال الاقتصادية في البلاد، وانهيار قيمة العملة الإيرانية، وما يتركه كلاهما من أثر على الوضع الاقتصادي - الاجتماعي في إيران.

صمت طهران، وعدم ردها على الهجمات الإسرائيلية، يشكل إجراءً في معالجة ما يحيط بسياساتها الخارجية، لكنه يمكن أن ينقلب إلى عامل شديد الضغط على إيران في سوريا، ويمكن أن يتحول إلى عامل ضغط وخسارة في استراتيجية التمدد الإيراني في الإقليم، خاصة إذا أجبرت على الخروج من سوريا، مما يضعها على قاعدة خروج لاحق من اليمن، وتقليص نفوذها في العراق ولبنان. وإذا كان من الواضح أن الهجمات الإسرائيلية لن تتوقف في المدى المنظور، بل إنها آخذة في التصاعد، فإن الصمت الإيراني لن يقوى على الاستمرار، فلا بد له أن ينفجر، وعند انفجاره سيتغير الكثير بالنسبة لإيران في وجودها وسياساتها، لكن متى سيحدث الانفجار وكيف؟ فهذا ما ينبغي التفكير فيه وانتظاره.

 

الأحواز... الدولة العربية التي ابتلعتها إيران

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/24 أيلول/18

الأزمات الإيرانية الناتجة عن شيخوخة النظام الإيراني، ونخر السوس في كراسي حكمه، كانت جراء المعالجات الخاطئة لأزماته الداخلية من جانب، وتصديرها للخارج من جانب آخر، ولعل الهجوم المسلح على أفراد «الحرس الثوري» في الأحواز هو الآخر أظهر للسطح أزمة ومأساة ومعاناة شعب عربي حاولت إيران الفارسية طمسه على مدى 90 عاماً. الأحواز الدولة العربية التي ابتلعتها إيران، وتطلق عليها «خوزستان»، في محاولة لطمس هويتها العربية، بعد أن كانت تسمى «عربستان» باللغة الفارسية، ثم قلبت الحاء هاءً، فأصبحت أهوازاً بدلاً من أحواز، ضمن سلسلة من محاولات طمس معالمها العربية، أعقبها منع اللغة العربية فيها، والتضييق على أهلها حتى في ملابسهم العربية. والأحواز العربية غنية بالثروات، خصوصاً النفط، حيث إن 85 في المائة من النفط الذي تبيعه إيران تستخرجه من الأحواز العربية، وهذا يفسر وصف الرئيس الإيراني محمد خاتمي لها بقوله فيها «إيران با خوزستان زنده است» ومعناها «إيران تحيا بخوزستان»، ولعل هذا يفسر استمرار مطامع إيران في احتلال الأحواز، التي يعيش فيها أفقر شعب عربي تحت الاحتلال الفارسي.

الأحواز أو عربستان، أو الدولة المشعشعية العربية، التي ابتلعتها إيران عام 1925م، حين خشيت بريطانيا من قوة الدولة الكعبية، فاتفقت مع إيران على إقصاء أمير عربستان، وضم الإقليم الغني بالنفط إلى إيران، فإقليم الأحواز العربي الجذور والتاريخ والجغرافيا كان ضمن دولة حمورابي، ويعود وجود العرب فيه إلى سنة 311 قبل الميلاد، وكان تحت حكم الخلافة الإسلامية يتبع ولاية البصرة، إلى أن نشأت الدولة المشعشعية العربية، واعترفت بها الدولة الصفوية والخلافة العثمانية دولةً مستقلةً، إلى أن نشأت الدولة الكعبية (1724 - 1925م) وحافظت على استقلالها حتى سقوطها على يد الشاه بهلوي، وهي الحقيقة التي يقفز عليها الجميع للأسف؛ بعضهم نفاقاً لإيران، والبعض تجنباً للمشكلات، بينما الحقيقة أن الأحواز إقليم عربي خالص تم تناسيه، وذكره العرب قديماً في أشعارهم، ومنهم الشاعر جرير بقوله: «سيروا بني العم فالأحواز منزلكم... ونهر تيري فلم تعرفكم العرب» النظام الإيراني يواجه غلياناً شعبياً محلياً، ليس فقط في الأحواز العربية، بل حتى في طهران نفسها، لأسباب معيشية بالدرجة الأولى؛ طالت لقمة العيش وسبله المختلفة بسبب غلاء الأسعار والتضخم المالي وسياسات اقتصادية فاشلة، والصرف على التسليح العسكري وتطوير الصواريخ العابرة للحدود، لزعزعة أمن الجيران، وتزويد ميليشياتها بهذه الأسلحة، كالتي زودت بها ميليشيات الحوثي لضرب جارتها السعودية.

السلطات الإيرانية عبر السنين عالجت الأزمة في الأحواز العربية المحتلة من الباب الأمني البوليسي، فأشعلت الإعدامات اليومية وتعليق الأحوازيين على أعواد المشانق، واستخدمت الروافع الميكانيكية أيضاً لزيادة الرعب والقمع، دون أدنى درجات التقاضي والمحاكمة العادلة، مستخدمة شماعة «المندسين» و«الخونة»... إلخ من قاموس «الباسيج»، لتبرير القمع والقتل بدم بارد، في ظل صمت دولي عن إحداث أي فعل حقيقي لإنقاذ شعب محتل لا ذنب له سوى أنه عربي ومسلم سني.

لا بد من تحرك عربي جماعي عبر جامعة الدول العربية على الأقل لإعطاء أهل الأحواز حقوقهم، وعودة إيران الفارسية إلى حدودها الطبيعية عند جبال زاكروس، فمقومات استعادة الدولة الأحوازية قائمة وموجودة، بدءاً من شعب وإقليم وتراث وتاريخ طويل حاولت طمسه العنجهية الفارسية في طهران. فالأحواز ستبقى تراباً عربياً مهما حاولت إيران تغيير معالمها، فمصيرها العودة إلى محيطها العربي، لأن الهوية لا تستبدل، ولو دام الاحتلال مئات السنين.

 

من قتل {الحرس الثوري} في الأحواز؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/24 أيلول/18

من الذي قتل وجرح العشرات في العرض العسكري للحرس الثوري الإيراني قبل أيام في إقليم الأحواز، في إيران؛ ذلك الإقليم العربي الثائر على سلطات طهران القمعية منذ سنوات. الهجوم - كما هو معلوم - كان صاعقاً، على الهواء، راح ضحيته زهاء 29 قتيلاً وعدد كبير من الجرحى.

أعداء النظام الخميني الحاكم كثر ما شاء الله! داخلياً وخارجياً. لدينا منظمة «مجاهدين خلق»، أكبر شبكة حقيقية معارضة لإيران، ولدينا طبعاً المعارضة الأحوازية العربية بشتى الألوان، المعتمد الخيار العسكري والرافض له، المعتمد للاستقلال التام والرافض له المكتفي بصيغة تكفل مصالح وهوية الأحوازيين. منظمة النضال الأحوازية إحدى فصائل العمل الأحوازي التي تبنّت العملية، مثل «داعش» الغامض. طبعاً لدينا معارضة الداخل الإيراني من داخل الخيمة الجمهورية، أبناء الحركة الخضراء، وأخيراً وليس آخراً الأكراد، ونسجل هنا قصف مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني بالعراق بصواريخ إيرانية أخيراً. لماذا «داعش» مشكوك في مسؤوليتها عن العملية؟

لأن اتهام النظام الإيراني لها تشوبه شبهة الاستغلال السياسي لهجوم الأحواز، خصوصاً مع مسارعة وزير الخارجية «ظريف» للتلميح للسعودية ودول أخرى إقليمية، كما وصفها، وطبعاً أميركا، بالوقوف خلف الهجوم، من خلال «داعش»، وفي قول: «النضال» الأحوازية أو الأكراد ربما... المهم أنهم «عملاء» للرياض أو واشنطن أو أبوظبي، هكذا هي راوية النظام، خصوصاً تجاه الرياض التي خرج عنوان صحيفة «كيهان»، ورئيس تحريرها حسين شريعتمداري مستشار المرشد خامنئي، يتوعد بالرد في الرياض!

طبعاً اتهام الرياض هراء، وكذا أبوظبي، لم يفعلوا هذا السلوك من قبل، لا مع طهران ولا مع غير طهران، ولم يفعلوه الآن، ولن يفعلوه في المستقبل، هذا السلوك الميليشياوي الإرهابي هو طبيعة النظام الإيراني وتوابعه، والله يرحم رفيق الحريري الذي بان للعالم كله من هم قتلته ورفاقه في ذاك النهار اللبناني الحزين! نظام طهران محشور بزاوية الضغط الأميركي، والرئيس ترمب توعد بالمزيد، وهو سيخصص شطراً من خطابه بالأمم المتحدة عن النظام الإيراني. صديق ترمب ومحاميه الشخصي، عمدة نيويورك السابق رودي جولياني، قال خلال اجتماع قبل أيام إن العقوبات الأميركية على إيران ستفضي لـ«ثورة ناجحة». هل يكون شياطين الحرس الثوري في العالم السري المظلم هم من ركّب هذه العملية؟لا نستطيع الذهاب بهذا الاتجاه، وإن كان خبراء الحرس الثوري سبق لهم التضحية بالشيعة في عمليات إرهابية بالعراق، من أجل تحصيل مصلحة سياسية أكبر. لكن الخطر الحقيقي على النظام الإيراني هو من انهيار الاقتصاد وغضب الشعب كله، ومنه الشعب الأحوازي المقهور. عدو حكام طهران الحقيقي هو سياساتهم الشريرة، وليس أي طرف آخر.

 

سحابة قرنين من الحبر والورق

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/24 أيلول/18

فيما تتساقط الصحف والمجلات الورقية، احتفلت «الإيكونوميست» بمرور 175 عاماً على صدورها. ليست الأقدم في العالم، فهناك «سبكتاتور» التي صدرت في لندن قبلها نحو ربع قرن. لكن بينما تزايد توزيع «الإيكونوميست» حتى بلغ الآن 1.3 مليون نسخة أسبوعياً، لا يزال مبيع «سبكتاتور» عند 82 ألفا. الأولى تمثل الفكر الليبرالي وتدعو له، والثانية تمثل حزب المحافظين. الأولى ذات تغطية عالمية في السياسة والفكر والاقتصاد، والثانية مجلة نخبة سياسية وثقافية مزينة برسوم كاريكاتورية لا يفوقها لمعاناً إلا تلك الرسوم الشهيرة في مجلة «نيويوركر».

ليس فقط أن «الإيكونوميست» غير متعثرة، أو مهددة بالإفلاس، بل إن أرباحها السنوية بلغت 61 مليون دولار. وهي مطبوعة لا «نجوم» فيها، إذ تخلو زواياها الأسبوعية من أي توقيع. وتمنحها هذه السرية قوة إضافية وتأثيراً أقوى في الدوائر السياسية حول العالم. وتلعب دوراً في تأييد، أو محاربة، الأحزاب والسياسيين حول العالم. وفي «المانيفستو» الذي وضعته بمناسبة مرور 175 عاما، كررت التزامها الفكر الليبرالي في السياسة والاجتماع. أي العمل بنظرية السوق ومحاربة العنصرية والانفتاح على الآخرين. بكلام آخر الرأسمالية. فيجب ألا يغيب عنا أن مالكي 50 في المائة من الشركة هما عائلتا روتشيلد وانيللي، أغنى عائلات إيطاليا. ويملك النصف الآخر العاملون في المجلة (75 شخصاً) ومساهمون آخرون. في «المانيفستو»: «إن الليبرالية صنعت العالم الحديث، لكن هذا العالم ينقلب ضدها. والاتجاه نحو الحريات والأسواق المفتوحة أصبح معكوساً خلال ربع القرن الأخير. وحتى في الصين، التي سوف تصبح قريباً أول اقتصاد في العالم، تظهر الديكتاتورية أن في إمكانها أن تزدهر. وفي أي حال فإن المؤسسين سوف يذهلون لو كانوا هنا اليوم وقارنوا بما كان عليه العالم من فقر وبؤس نحو العام 1840. فقد ارتفع معدل الأعمار من 30 سنة على الأكثر إلى 70 على الأقل. وقد انخفضت نسبة الذين يعيشون في حزام الفقر من 80 في المائة إلى 8 في المائة، برغم ارتفاع عدد سكان العالم من 100 مليون إلى 6.5 مليار. ليس هذا كله من عمل الليبرالية. لكن فيما أخفقت الشيوعية والفاشية في القرن العشرين والتاسع عشر، ازدهرت الديمقراطية الليبرالية في الغرب، وامتدت منه إلى أنحاء العالم».

 

سورية وخرافة تعافي النظام

حازم الأمين/الحياة/24 أيلول/18

ما يجري في سورية لا يدفع إلى الاعتقاد بأن النظام سيتعافى وسيخرج آمناً غانماً من المحنة الهائلة التي أصابت السوريين، وأصابت كل أطراف النزاع في ذلك البلد. لكن، وفي موازاة هذا الاعتقاد، لا يبدو أن ثمة أفقاً يُستعاض فيه عن حال الاستعصاء هذه.

النظام لم ينتصر، بل إنه يترنّح كل يوم. الاتفاق الروسي - التركي على إدلب علامة على ترنّحه. عجزه عن الإتيان بأي رد فعل حيال الغارات الإسرائيلية اليومية علامة ثانية على هذا الترنح. إقصاؤه عن إدارة الحياة اليومية في درعا ومحافظتها وتولّي الشرطة الروسية المهمة، دليل آخر على شعور حلفائه بأنه قاصر ولا يصلح للحكم. اقتسام الإيرانيين والروس المهام الفعلية عنه صار جزءاً من مشهد عادي في سورية.

مَن هذه حاله يُنتظر منه أن يحكم، لا بل أن يحكم الذين بينه وبينهم أنهار من الدماء؟ هو لا يملك من عدة الحكم إلا السوط، وربما يملك أيضاً يأس القاعدة الاجتماعية التي انتفضت عليه. وفي مقابل عدة السلطة هذه، يعيش النظام أغرب حال يمكن أن يعيشها نظام مشابه. لقد أفقدت الغارات اليومية الإسرائيلية نظام البعث الخطاب الجوهري لحكمه. والإهانات السيادية التي يتولى الروس توجيهها إليه يوماً بعد يوم لم تعد تُخفى على أقرب الموالين له. كل الاجتماعات المتعلقة بمستقبل سورية لا يبدو أن له مكاناً فيها. يقول الروس والأتراك أن الحملة على إدلب لم يعد موعدها وشيكاً، فيلتزم الجيش العربي السوري بهذا القول وينكفئ لمسافة العشرين كيلومتراً التي حددها الاتفاق بين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان.

«النظام في صدد التعافي»! هذه مقولة أثيرة نسمعها على نحو مثابر في السنتين الأخيرتين. النظام يذوي كل يوم أكثر. طائرات تقصف في سورية من كل حدب وصوب. وهو إذا فقد القدرة على ضبط المشهد راح يتصدى لطائرات «حليفة»، أسقط منها واحدة في اللاذقية مؤخراً، لكنه لم يتمكن من النيل من الطائرة الإسرائيلية. هذه ليست معادلة ساخرة. السخرية لا تصلح لوصف نظام على هذا القدر من القسوة والعنف. إنها مفارقة واقعية. الطائرات المتعددة الجنسية في سورية لم تعد تنتهك سيادة ولا تخرق قانوناً دولياً. الأميركيون يقيمون في شمال البلاد وفي شرقها، والأتراك في إدلب، والروس والإيرانيون في وسط البلاد وفي جنوبها، فيما السماء السورية مفتوحة للطائرات الإسرائيلية. هذا كله ويأتي من يقول لنا أن النظام في سورية على وشك أن يتعافى، وأن «الجيش العربي السوري» سيبسط سيادته قريباً على كامل الأراضي السورية.

وفي ظل هذا المشهد المعقّد، لا يمكن أيضاً توقّع صفقة ترسي سلطة تتقاسم من خلالها هذه الدول النفوذ في سورية. إذ كيف ستتحدد حصة إيران مثلاً، في ظل التداخل بين مصالحها ومصالح روسيا؟ وهل ستقبل إسرائيل بأن تكون إيران شريكة في السلطة في سورية؟ الغموض نفسه ينسحب على حصة تركيا أيضاً وعلى الأكراد في الشمال. المشهد يتطلب مزيداً من الحروب حتى ينجلي. والنظام «المتعافي» سيصاب بمزيد من الوهن، لا سيما بعد ذواء المعارضة، ذاك أن آلة القتل التي يملكها صارت بلا أي وظيفة غير وظيفة القتل، وهو إذا أوقف عملها بعد فناء «خصومه» سيفقد آلة السلطة الوحيدة التي يملكها وسيعاود السوريون الانقضاض عليه. سيستمر في القتل بصفته اللغة الوحيدة التي يجيدها، وهذا ما لا يمكن تصريفه بتسوية. أغرب ما أصابني بعد مشاهدتي صور تظاهرات إدلب، أنها طالبت بإسقاط النظام، فالأخير هو أضعف حلقة في مشهد العنف السوري اليوم. صحيح أنه لم يفقد قدرته على القتل، لكن ما تبقى من هذه القدرة هو القتل غير الوظيفي. القتل بصفته امتداداً لممارسة قديمة ولثقافة لا يعرف صاحبها غيرها. أما القصة الفعلية والواقعية في سورية، فقد صارت في مكان آخر تماماً.

 

كيف سيرد الحرس الثوري على هجوم الأحواز

علي الأمين/العرب/25 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67686/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%b3%d9%8a%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%87%d8%ac/

الرد الإيراني سيكون حيث لا يمكن لواشنطن أن تعتبره موجها ضدها، أي المزيد من تشديد القبضة على الداخل الإيراني، واستخدام أذرعها لتنفيذ هجوم يطال مفاصل عسكرية أو أمنية في دول خليجية.

الرد الإيراني سيطال من لم تذكرهم بالاسم على الأرجح

الهجوم العسكري الذي استهدف عرضا عسكريا للحرس الثوري في منطقة الأحواز، وأدى إلى مقتل 25 شخصا بينهم 12 جنديا وطفلا واحدا، وإصابة 25 على الأقل. لا يزال الغموض يطال الجهة التي قامت به، فقد كان تنظيم داعش أول من أعلن مسؤوليته، وكذلك أصدرت إحدى المنظمات العربية الداعية لتحرير الأحواز بيانا تبنت فيه العملية، فيما لمح بعض المراقبين أن الهجوم قد يكون من تدبير أطراف داخل السلطة، وغير ذلك من اتهامات طالت هذه الدولة أو تلك، كما ذهبت المواقف الرسمية الإيرانية، ومنها موقف رئيس الجمهورية حسن روحاني، الذي قال إن الولايات المتحدة “البلطجية” والدول الخليجية التي تساندها واشنطن سهلت وقوع الهجوم. وزعم روحاني أن دولة خليجية قدمت الأموال والسلاح والدعم للمهاجمين.

يمكن القول إن العملية العسكرية كشفت عن أول هجوم من نوعه داخل إيران، تم بهذه الطريقة التي تعكس قدرة المهاجمين على تنفيذ عملية بهذا الحجم وبهذه العلنية، وإن كان بعض المراقبين لا يرون بصمات تنظيم داعش على هذه العملية لجهة كونها لم تكن عملية تفجير انتحاري، فإن اللافت أن السلطات الإيرانية لم تكشف عن هوية المهاجمين الأربعة الذين نفذوا الهجوم وسقطوا جميعا قتلى في العملية، واحد منهم بقي على قيد الحياة جريحا، لكن ما لبث أن فارق الحياة أثناء وجوده في المستشفى، حسب ما ورد في وكالة فارس الإيرانية.

إيران التي أكدت من خلال مسؤوليها أنها سترد على الهجوم، تحاشت تسمية أي جهة محددة كطرف مسؤول عن الهجوم ولم تقدم أي دليل على تورط دول أجنبية، وقالت وكالة إيرنا الإيرانية إن طهران استدعت مبعوثيْ المملكة المتحدة وهولندا والدنمارك، واتهمت دولهم بإيواء جماعات إيرانية معارضة. كما لم يسم المرشد علي خامنئي “الدول الإقليمية” التي قال إنها تقف وراء الهجوم المسلح. الرد الإيراني سيطال من لم تذكرهم بالاسم على الأرجح. الطرف الأكثر تداولا على ألسنة المسؤولين الإيرانيين، هي واشنطن، سماها الرئيس روحاني من دون أن يسمي دولة أخرى وإن قال دول الخليج التي تدعمها واشنطن هي من موّل وسلح. التركيز على اتهام واشنطن ينطوي على محاولة تحييدها كهدف عسكري وأمني، لا على استهداف مصالحها ووجودها العسكري أمام أعين الإيرانيين وفي مدى أسلحة الحرس الثوري الخفيفة كما هو الحال في العراق أو سوريا.

لو كانت إيران سترد على واشنطن عسكريّا لما سمعنا التصريحات الإيرانية الرسمية بهذا الشكل، بل كنّا سمعنا تفجيرا يستهدف موكبا عسكريًا أو قاعدة أميركية، أو غير ذلك من المصالح الأميركية في المنطقة.

“البلطجة الأميركية” كما سماها روحاني، لن يُردَّ عليها إيرانيا إلا بالكلام، ذلك أنّ طهران تدرك أن الإدارة الأميركية الحالية لن تتساهل مع أي مسّ إيراني بمصالح واشنطن في الشرق الأوسط، كما كان حال الإدارة السابقة، لذا حتى تكرار عملية احتجاز بحارة أميركيين من البحرية الأميركية ليس واردا اليوم كما فعل الحرس الثوري خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، في عملية استعراضية قبل أربع سنوات مع زورق أميركي دخل المياه الإقليمية الإيرانية. القيادة الإيرانية تدرك أن الرد على واشنطن هو ما ينتظره الرئيس دونالد ترامب وإدارته التي تصر على تغيير سلوك إيران كما لم تفعل أي إدارة سابقة.

لو كانت إيران سترد على واشنطن عسكريّا لما سمعنا التصريحات الإيرانية الرسمية بهذا الشكل، بل كنّا سمعنا تفجيرا يستهدف موكبا عسكريًا أو قاعدة أميركية، أو غير ذلك من المصالح الأميركية في المنطقة

حتى لو ثبت لدى إيران أن بصمات واشنطن صارخة في هذا الهجوم، فإن الردّ لن يطال القوات الأميركية ولا مصالحها، فالقيادة الإيرانية لم تخرج على سياسة العداء الصوتي لواشنطن، مقابل الالتزام الدقيق بعدم المس بالخطوط الحمراء التي تضعها واشنطن. الشراسة الإيرانية تتركز دائما على الدول العربية، وهذا ما برز بوضوح في السنوات الأخيرة، فالشيطان الأكبر الفعلي لم يعد واشنطن في حسابات قيادات الحرس الثوري، والنزعة الأيديولوجية التي يتسم بها المشروع الإيراني تتركّز على إغراق المنطقة العربية في حروب ونزاعات داخلية، أو في الحدّ الأدنى استسهال التورط فيها من دون أيّ تهيب لسقوط الآلاف من الأبرياء، في مقابل سلوك ينم عن احترام مبالغ فيه للمصالح الإسرائيلية والأميركية، كما هو الحال في سوريا والعراق منذ سنوات وحتى اليوم.

الرد الإيراني على الهجوم “الإرهابي” في الأحواز سيكون ضد من لم تسمّهم طهران بالاسم الصريح. في الدرجة الأولى سيوفر هذا الهجوم مبررا لتشديد القبضة الداخلية ولمزيد من تهميش منطقة الأحواز. طهران تهمش تلك المنطقة منذ سنوات طويلة ويزيد هذا التهميش من الشعور بالقهر لدى أبنائها، خاصة وأنهم يعلمون أنهم يعيشون حيث الثروة النفطية الإيرانية، والقيادة الإيرانية لا تريد الاعتراف بأن سياساتها تجاه الأحواز هي ما يجعل مواطني هذه المنطقة مستعدون للموت في سبيل قتل بعض الجنود الإيرانيين، والأرجح أن عدم كشف هوية منفذي الهجوم من قبل السلطات الإيرانية غايته عدم الإضاءة على الأسباب الداخلية في قراءة الهجوم العسكري.

إيران المقبلة على حزمة جديدة من العقوبات الأميركية تمنعها من تصدير النفط بالدرجة الأولى، ستحاول تسعير المواجهة في الحيز العربي، لكنها تدرك أنّ ما كان مباحًا لها أميركيا في سنوات سابقة لم يعد مباحا اليوم، فضلا عن أنّ “فيلق القدس الذي فلق الدول العربية بفالق المذهبية والأيديولوجيا، من دون أن يمس احتلال القدس أو سياسة تهويدها، قد استنزف الاقتصاد الإيراني بعدما ساهم، باعتزاز، في استنزاف الدول العربية القريبة والمحيطة، وهو أنجز المهمة التي لا تمس مصالح واشنطن وإسرائيل، أي المساهمة الفعالة في تدمير دول عربية وفي الاستثمار في تصدعاتها المجتمعية. الرد الإيراني سيكون بسبب السلوك الحسن و”المهذب” من قبل مسؤوليها تجاه مصالح واشنطن الحيوية، وسيكون حيث لا يمكن لواشنطن أن تعتبره موجها ضدها، أي في مزيد من تشديد القبضة على الداخل الإيراني من جهة، واستخدام أذرعها لتنفيذ هجوم يطال مفاصل عسكرية أو أمنية في دول خليجية من جهة أخرى، وغالبا ما سيكون العمل العسكري -لو حصل- ملتبسا أو قابلاً للتأويل بحيث يتيح الإمكانية لتوجيه الاتهام في أكثر من اتجاه، وداعش تنظيم جاهز وقابل لأن يكون حصان طروادة، كما أظهر سلوكه منذ نشأ وإلى يومنا هذا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

ميشال عون :اذا لم يتعرّض لبنان لأي اعتداء اسرائيلي، فما من طلقة واحدة ستُطلق من الاراضي

وكالات/24 أيلول/18

https://ch23.com/detailsnews.php?n=86090

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انّه وضع في اولى اولوياته، منذ انتخابه رئيسا للجمهورية، تأمين سلامة المواطنين اللبنانيين واستعادة هيبة الدولة. وقال: "لقد عملت على اعادة تنظيم الجيش وتمت تسمية قيادة جديدة له، نفذت عملية عسكرية ضد التنظيمات الارهابية التي تمركزت في جبالنا الشرقية. وقد اتت بثمارها، حيث تم انقاذ البلاد من ارهابيي داعش والنصرة الذين تسللوا اليها من سوريا. كما قمنا بتفكيك الخلايا النائمة واوقفنا العصابات. وبات الامن مؤمنا. وهذا ما تشهد عليه استعادة السياحة لحيويتها."

اضاف: "اما في الاقتصاد، فإن مراسيم مناقصات النفط والغاز التي كانت مجمّدة في السابق، قد تم التوقيع عليها. وأطلِقت المناقصات، وتم توقيع العقود الخاصّة بها. كما ان مكافحة الفساد تسير بشكل مطّرد، وانا لن اسمح بأي انتهاك في هذا الاطار فالقضاء هو من ستكون له الكلمة الفصل فيها." واشار رئيس الجمهورية الى حصول تغيير حقيقي، تحديدا من خلال اعتماد قانون انتخابي جديد عوض القانون الذي كان معتمدا منذ العام 1926 والذي كان يجب تغييره. وقال: "لقد اعتمدنا النظام النسبي الذي يتيح تمثيلا اكتر عدالة للشعب اللبناني."

كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال مقابلة اجرتها معه صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، الواسعة الانتشار، نُشِرت اليوم في نسختها الورقية وعلى موقعها الالكتروني.

وتناول الرئيس عون في مقابلته اهم الانجازات التي تحققت حتى اليوم منذ وصوله الى سدة الرئاسة، اضافة الى نظرته الى مستقبل لبنان في محيطه والعالم، والوضع في الشرق الاوسط وخصوصا في سوريا والجوار.

العلاقة مع حزب الله

وردا على سؤال حول امتلاك حزب الله "حق الفيتو" على كل القرارات الاستراتيجية، قال الرئيس عون: "لا. ففي لبنان النظام توافقي، وابداء الرأي لا يعني استخدام حق فيتو"، مضيفا "ان الحكومة الموجودة حاليا تقوم بتصريف الاعمال."

وردا على سؤال حول ما اذا كان "لبنان هو رهينة حزب الله"، قال رئيس الجمهورية: "ان الضغوط الدولية ضد حزب الله ليست جديدة، وهي ترتفع. وبعض الاطراف يفتش عن تصفية حساباته السياسية معه بعدما فشل في تصفية حساباته العسكرية مع الحزب لأنه هزم اسرائيل في العام 1993، ومن ثم في العام 1996، وبصورة خاصة في العام 2006. ان القاعدة الشعبية لحزب الله تشكّل اكثر من ثلث الشعب اللبناني. وللأسف فإن بعض الرأي العام الاجنبي مصّمم على جعله عدوا."

وسئل الرئيس عون عمّا اذا كان الجنوب اللبناني يمكن ان يُستخدَم في المواجهة بين ايران واسرائيل، فقال: "لا". وسئل ايضا: هل انتم متأكدون من ان حزب الله سيوافقكم هذا الرأي ويسير فيه كونكم القائد الاعلى للقوى المسلحة؟ فرد بالقول: "بالطبع. اذا لم يتعرّض لبنان لأي اعتداء اسرائيلي، فما من طلقة واحدة ستُطلق من الاراضي اللبنانية. ولكن اذا ما حصل اي اعتداء ضد لبنان، فله الحق في الدفاع عن النفس."

وسئل رئيس الجمهورية كذلك عن امكانية دمج مقاتلي حزب الله بالجيش اللبناني، فردّ قائلا: "قد يشكّل الامر مخرجا، لكن في الوقت الراهن فإن البعض يدين تدخله في الحرب ضد داعش والنصرة في سوريا. غير ان الوقائع هنا هي ان الارهابيين كانوا يهاجمون اراضينا، وحزب الله كان يدافع عنها. والحزب لا يلعب اي دور عسكري في الداخل اللبناني ولا يقوم بأي عمل على الحدود مع اسرائيل. لقد بات وضع الحزب مرتبطا بمسألة الشرق الاوسط وبحلّ النزاع في سوريا."

الوضع في سوريا  

واشار الرئيس عون في معرض ردّه على سؤال حول طبيعة العلاقات بين لبنان وسوريا حاليا "بأن لبنان يرفض التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، ونحن نعتمد سياسة النأي بالنفس تجاه النزاعات التي تهز المنطقة وتحديدا النزاع في سوريا. وسفارتنا في سوريا كما السفارة السورية في لبنان لا تزالان مفتوحتان."

وعمّا اذا كان الرئيس السوري سيستعيد ادلب، اشار الرئيس عون الى ان ادلب هي جزء من سوريا."

مسيحيّو الشرق

 واشار رئيس الجمهورية، في معرض رده على سؤال حول التهديد الذي يطاول مسيحييّ الشرق نتيجة الحرب في سوريا، الى "انه حيثما تم زرع الارهابيين في سوريا والعراق تمت شبه تصفية لمسيحيي الشرق. بذلك كان المسيحيون شهودا وضحايا لموجة من البربرية تذكّر بحقب التاريخ القديم." 

وسئل الرئيس عون عمّن يدعم مسيحيي لبنان، فاجاب: "ان الجميع يعرف مسيرتي. وحدها مصلحة لبنان تحدد عملي. وانا اعارض اي انحياز يتناقض وهذا التوجه. ان المسيحيين في لبنان يدعمون انفسهم بأنفسهم. لقد تغلبنا على انقساماتنا. وبعض الاختلافات باقية حول سوريا وبعض الملفات السياسية لكنها لم تؤدِ الى اي انزلاقات. انني مستقل تماما ومتمسك باستقلال لبنان. وفي الوقت الراهن ان اسرائيل هي التي تهددنا وتنتهك سيادتنا وتواصل القضاء على حقوق الفلسطينيين، وفي هذا الوقت قرر الرئيس الاميركي ترامب وقف تمويل "الاونروا" التي يفيد منها نحو خمسمئة الف فلسطينيي في لبنان، ونحن نتخوف من أن يؤدي ذلك الى التوطين النهائي للفلسطينيين في الاراضي التي لجأوا اليها، وتحديدا في لبنان. ومنذ العام 2011  والتدفق الهائل لأكثر من مليون نازح سوري الى اراضينا، فأن الاعباء الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية والامنية الناجمة عن ذلك باتت لا تطاق. واليوم ان واحدا من اصل ثلاثة من المقيمين في لبنان هو امّا نازح وامّا لاجىء، ومن شأن توطينهم في لبنان ان يبدّل طبيعتنا الديموغرافية بشكل لا رجوع عنه."

 وسئل رئيس الجمهورية عمّا اذا كان تحالف الاقليات يشكّل ضمانة استراتيجية لأمن المسيحيين في الشرق، وما هو الحل البديل لذلك بنظره، فاجاب: "ان اسرائيل تسعى في الشرق الاوسط الى تفتيت المنطقة الى اجزاء طائفية ومذهبية ترتدي طابع شبه الدولة، لكي تجمع "بازل" طائفي. وان تحالف كيانات، كلُّ منها مخصصة بصورة فردية الى اقلية هو امر مصيره الفشل. هكذا نموذج، هو في كافة اشكاله، نقيض للطبيعة الديموقراطية للنظام السياسي اللبناني، كما لتنوعنا الثقافي ولتعدديتنا الدينية. ولقد تقدمت في العام 2017 باقتراح الى الامم المتحدة بجعل لبنان مركزا لحوار الحضارات والاديان والثقافات. وهذه السنة، سأطوره خلال وجودي في الأمم المتحدة"

فرنسا واوروبا

 وعمّا ينتظره لبنان من اوروبا عموما وفرنسا خصوصا، اوضح رئيس الجمهورية "انه ينتظر منهما دعم لبنان في مسالة العودة التدريجية والآمنة للنازحين السوريين الى المناطق الآمنة في بلادهم، ومضاعفة مساهمتهم في موازنة الاونروا، والمساهمة في مشاريع الاستثمار المقدمة في مؤتمر "سيدر"، خاتما بالقول: "نحن نتشارك معا المصدر، والتاريخ والقيم والمستقبل."

 

عون ل"تاسك فورس فور ليبانون": الوضع الامني ممسوك

المركزية/24 أيلول/18/استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مقر اقامته في فندق "بلازا"، وفد منظمة "تاسك فورس فور ليبانون" برئاسة ادوارد غبريال، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ورئيسة بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امل مدللي، والسفير اللبناني لدى واشنطن غبريال عيسى، ومدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، والمستشار اسامة خشاب. واعرب غبريال عن "سعادة المنظمة للقاء الرئيس عون دوريا، وتداوله مع اعضائها في الدور الذي تؤديه على صعيد دعم لبنان في المحافل الاقليمية والدولية". ودار حوار بين الرئيس عون واعضاء الوفد، اكد خلاله رئيس الجمهورية "التقدم الذي تحقق في لبنان في مختلف المجالات"، لافتا الى "الوضع الاقتصادي الذي يحتاج الى متابعة وبخاصة بعد اعداد الخطة الاقتصادية الوطنية التي ترسم خارطة طريق للحياة الاقتصادية اللبنانية المقبلة بعد مؤتمر سيدر". كما وتحدث الرئيس عون عن مسألة النازحين السوريين وموقف لبنان منها، "والذي ينادي بالعودة الآمنة"، مشيرا الى "المبادرة الروسية في هذا المجال". واعتبر الرئيس عون ان "من الخطأ الربط بين السياسة والاقتصاد، فكل مسألة لها اعتباراتها"، لافتا الى "ما سببه النزوح السوري من انعكاسات سلبية على الحياة الاقتصادية اللبنانية". كما تناول "القضية الفلسطينية وآثارها على لبنان"، مجددا دعوته "الى عدم انتظار الحل السياسي للازمة السورية، حتى يعود السوريون الى بلادهم، لان التجربتين القبرصية والفلسطينية، علمتانا ضرورة الفصل بين الحل السياسي وعودة النازحين". وشدد الرئيس عون ردا على اسئلة الوفد، على ان "الوضع الامني ممسوك في لبنان، وان القوى الامنية تقوم بدورها كاملا وتتولى وحدها مهمة حفظ الامن على كل الاراضي اللبنانية". ودعا المنظمة الى "العمل مع الادارة الاميركية على تعزيز قدرات الجيش اللبناني الذي اثبت كفاية عالية وخبرة مميزة، وبخاصة خلال مواجهته الارهاب". كذلك دعا رئيس الجمهورية "الانتشار اللبناني الى ان "يؤدي دورا في علمية النهوض الاقتصادي"، وقال: "نحن في حاجة الى مساهمتكم في تعزيز ثقافة السلام التي ينادي بها لبنان". وخلال اللقاء، تحدث وزير الخارجية عن اللقاءات التي يعقدها مع الانتشار اللبناني في الخارج واهميتها، والاجراءات التي ينبغي التحرك في اتجاه الادارة الاميركية لاتخاذها لمساعدة لبنان.

 

عون التقى السيسي في نيويورك وهذا ما بحثاه

المركزية/24 أيلول/18/استهل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون زيارته الى نيويورك على هامش مشاركته في الجمعية العمومية للامم المتحدة بلقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مقر الامم المتحدة، في التاسعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي (الرابعة والنصف بتوقيت بيروت). وحضر اللقاء عن الجانب اللبناني، رئيسة بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة امل مدللي والسفير اللبناني لدى واشنطن السفير غابي عيسى والمستشارة الخاصة لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم ومدير مكتب الاعلام رفيق شلالا والمستشار اسامة خشاب. كما حضر عن الجانب المصري وزير الخارجية سامح شكري، رئيس المخابرات عباس كامل، مدير مكتب الرئيس محسن عبد النبي والمتحدث الرسمي للرئاسة المصرية بسام راضي. وخلال اللقاء، جدد الرئيس السيسي وقوف بلاده الى جانب لبنان في مواجهة التطورات الراهنة، ولفت الى انه يدعم التوجهات اللبنانية في ما خص معالجة قضية النازحين السوريين واعادتهم الى المناطق الامنة في بلادهم. من جهته، شكر الرئيس عون للرئيس السيسي وقوفه الى جانب لبنان، واطلعه على التحضيرات الجارية لعقد القمة التنموية الاقتصادية التي ستعقد في لبنان في كانون الثاني المقبل، مرحبا بمشاركته في اعمالها.

بعد ذلك، تم التداول في عدد من المواضيع ولا سيما منها ما يتعلق بالتعاون في مواجهة الارهاب، وتطوير العلاقات اللبنانية-المصرية وتفعيلها على مختلف المستويات، استكمالا للنقاط التي كانت بحثت خلال زيارة الرئيس عون الى مصر قبل سنة ونصف تقريبا. كما تطرق البحث الى التطورات الاقليمية ولا سيما الاوضاع في سوريا والمبادرة الروسية لاعادة النازجين السوريين الى بلادهم. كذلك، تم البحث في سبل التعاون لانجاح مسعى لبنان في جعله مركزا لحوار الحضارات والاديان والاعراق الذي سيركز عليه رئيس الجمهورية في الكلمة التي سيلقيها امام الجمعية العمومية بعد غد الاربعاء والذي كان اطلق فكرته العام الماضي من على منبر الامم المتحدة وسيعيد التركيز عليها والعمل على نيل تأييد عدد من الدول لها، حيث كان توافق في مختلف المجالات. وقد اعاد الرئيس السيسي التأكيد على وقوف بلاده الى جانب لبنان ودعمه في مختلف القضايا.

 

باسيل من بوسطن: ينقلوننا من كذبة الى كذبة لكن العهد نجح وسينجح... نحن شهداء عرقلة

المركزية/24 أيلول/18/اسف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل لأن "البعض ينقلنا من كذبة الى كذبة بدلا من ان ننقل لبنان من حقيقة الى حقيقة"، معتبرا ان "كل الهم لدى هؤلاء ان يفشل العهد وكأن الفشل لن يكون فشلا لكل لبنان"، مشددا على ان "العهد نجح وسينجح". كلام الوزير باسيل جاء في كلمة ألقاها خلال لقاء مع الجالية اللبنانية في بوسطن عشية مشاركته في اعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة من ضمن الوفد الرسمي الذي يترأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، استهلها بالاشارة الى ان "بوسطن هي المدينة الاميركية التي شهدت اعلى نسبة تصويت لبنانية في الانتخابات السابقة،‏ وكلما شاركتم اكثر كلما صارت صحة لبنان افضل وعلينا ان نختار كلبنانيين بين مسؤولين يريدون ان يعملوا او مسؤولين يريدون ان يكذبوا لنعيش بسباق بين من يكذب وبين من ينفي الكذبة". وتابع: "صراعنا في لبنان هو بين ماض علينا ان نختار منه الجميل واسقاط السيئ وبين لبنان المستقبل، اننا نعرف مشكلات  لبنان كلها لكن لا نقبل بها ونصارعها ويجب ان نكون موحدين لكن كل بلد فيه صراع بين توجهات، لكن كل يوم يخترعون قصة ليبقى الناس في الخوف واليأس". واضاف: "كلما سمعتم بالكذب تأكدوا ان هناك من يواجههم وستتحقق امور كثيرة كنتم تشكون بها تماما كما حصل في السابق والعهد الذي لا يريدون له ان ينجح نجح وسينجح".

وأردف: "يشبهوننا بأنفسهم لكننا لسنا كذلك ولبنان يعيش بالشائعات للاسف وهذا ما يحبط الناس بدلا من ان نكون ننتقل من حقيقة الى حقيقة ينقلوننا من كذبة الى كذبة، وكأن الكهرباء اذا قطعت مثلا تنقطع عن فريق معين".

وتابع: "كل همهم ان يفشل العهد وكأن فشل العهد ليس فشلا للبنان والى من يعمل لتفشيل العهد اقول ان ما تم انجازه في السنتين السابقتين كاف ليعتبر العهد ناجحا مثل تحرير لبنان من الارهاب وقانون الانتخابات لكن الضروري الذي تحقق هو غير كاف، فوضعنا الاقتصادي ليس مرتبطا فقط بتشكيل الحكومة وهم يركبون شائعات عن الليرة وغيرها ليأتوا بحكومة كما يريدون اما نحن فنعتبر تشكيل الحكومة ضرورة لكن الامر ليس كافيا لينهض الاقتصاد بل يجب تأليف حكومة تعمل فنحن جرحى وشهداء العرقلة". وختم متوجها الى ابناء الجالية بالقول: "‏ساعدوا لبنان عبر استعادة الجنسية ولا توفروا وسيلة لذلك وساعدوه بأن تستهلكوا كل شيء لبناني فمن هنا تدعمون الاقتصاد بحياتكم العادية واقول لكم ان الهجرة بالجسد هي انتشار اما الهجرة النفسية والمعنوية فهي اغتراب وتغرب عن الوطن".

 

حفل استقبال للراعي في دار الأبرشية المارونية بمونتريال

الإثنين 24 أيلول 2018/وطنية - كندا - أقام راعي الطائفة المارونية في كندا المطران بول مروان تابت حفل استقبال في دار الأبرشية بمونتريال على شرف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، الذي وصل مساء أمس إلى مونتريال، آتيا من هاليفكس. وحضر مهنئا بطريرك الأقباط الكاثوليك الأنبا إبراهيم إسحق سيدراك، راعي طائفة السريان الكاثوليك في كندا المطران أنطوان ناصيف، مطران الروم الأرثوذكس ألكسندر مفرج، رئيس دير مار أنطونيوس الكبير للرهبنة اللبنانية المارونية الاب بيار زيدان، ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ورئيس المركز الإسلامي اللبناني السيد نبيل عباس، الشيخ عادل حاطوم معتمد مشيخة طائفة الموحدين الدروز، وعدد من المطارنة الموارنة وكهنة الرعايا المارونية في مونتريال وضواحيها. كما شارك في الاستقبال عمدة مدينة سان لوران ألان ديسوزا، المستشار البلدي عارف سالم، المستشارة البلدية ألين ديب، وممثلون عن مختلف الفاعليات اللبنانية السياسية والاقتصادية والاجتماعية. هذا ويفتتح البطريرك الراعي اليوم المؤتمر الخامس لأساقفة الأبرشيات المارونية خارج النطاق البطريركي في مدينة كورنوول - أونتاريو. بعدها، يعود إلى مونتريال، حيث يلتقي بالنواب من أصل لبناني ووسائل الإعلام.

 

متحدون: التحالف سوف يلجأ بمؤازرة آخرين إلى عقد مؤتمر صحفي لتوضيح كل ما يحصل في قضية مطمر الكوستابرافا

الإثنين 24 أيلول 2018/وطنية - أصدر تحالف "متحدون" بيانا حول ما انتهت إليه جلسة التحقيق الجنائي الأولى عن مصير توسعة مطمر الكوستابرافا جاء فيه: "إنتهت بعد ظهر اليوم جلسة التحقيق الجنائي الأولى عن مصير توسعة مطمر الكوستابرافا أمام النائب العام البيئي في جبل لبنان القاضية غادة عون والتي كان من المقرر انعقادها نهار الأربعاء الفائت إلا أنها تأجلت بطلب من رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر بداعي السفر، وكانت بدأت الجلسة بعيد الساعة الواحدة ظهرا واستمرت حتى بعد الساعة الرابعة بعد الظهر. حضرت الجلسة الجهة المستدعية (تحالف متحدون) التي مثلها قسم من فريقها القانوني (فرانسواز كامل، هاني الأحمدية، رامي عليق، سينتيا حموي) والمستدعى بوجههم، شركة الجهاد للتجارة والمقاولات ممثلة بالمحامي الأستاذ طارق جبوري ومستشار جهاد العرب باسم شعراتي، ومجلس الإنماء والإعمار ممثلا بالمحامي الاستاذ فادي محفوظ وبالمهندس يونس الحاج والمحامي غسان جراح ممثلا رئيسه نبيل الجسر، وكذلك لجنة الخبراء المعينة من قبل قاضي الأمور المستعجلة في عاليه (المؤلفة من د. جهاد عبود ودافيد أبي صعب ود. ويلسون رزق). بدأت الجلسة باستجواب المستدعى بوجههم والاستماع الى الخبراء الذين قدموا نسخة عن تقريرهم النهائي للقاضية غادة عون، كما قام التحالف أيضا بتقديم نسخة عن التعليق على التقرير الذي كان قد أبرزه سابقا بتاريخ 19/9/2018 أمام قاضي الأمور المستعجلة في عاليه رولا شمعون التي كانت قد أحالت الملف كإخبار أمام النيابة العامة البيئية، وتبعا لذلك طلب التحالف وقتها فتح تحقيق جنائي بالوثائق والمستندات.

فكيف كانت مجريات الجلسة وإلى ماذا آلت؟

ركزت الجلسة على فظاعة الأضرار البيئية الناتجة عن التلوث القائم، حيث قام التحالف بإبراز مستندات تبين الحالة الكارثية للبيئة وكيفية تفشي مرض السرطان في لبنان، وذلك وفقا لتقرير حديث صادر عن منظمة الصحة العالمية يبين وجود أكثر 17 ألف إصابة جديدة في العام 2018، و242 إصابة بالسرطان بين كل 100 ألف لبناني (مع ارتفاع غير مسبوق في عدد الوفيات). كذلك تصدر لبنان لائحة دول غرب آسيا في عدد الإصابات بمرض السرطان قياسا بعدد السكان حيث حل في المرتبة الأولى.

وأكد التحالف على غياب التقارير والدراسات الكافية عن الأثر البيئي والتي توضح انعكاس غياب فرز النفايات وفق الأصول، وذلك يبين الاختلاس للمال العام من جراء تقاضي الأموال على نفايات لا يتم فرزها إضافة إلى المبالغ الكبيرة المستوفاة تبعا لوزنها، لتأتي الحجة بأن معمل الفرز يتلقى كمية من النفايات تفوق قدرته الاستيعابية (عذر أقبح من ذنب لا يبرر الاستيلاء على المال العام من دون وجه حق)، وهذا ما بينه مقال صحيفة لوريان لوجور بعنوانها الرئيسي "أهلا وسهلا بكم في مركز الفرز الذي لا يفرز. العمروسية، مركز الفرز... حيث لا يجري الفرز" بتاريخ 11/8/2018، مما دفع بالتحالف الى طلب الاستماع إلى كاتبة المقال التي عاينت معمل الفرز بالعمروسية بشكل حسي موثق.

بالإضافة الى ذلك تبين من المراسلات ما بين مجلس الإنماء والاعمار وشركة الجهاد للتجارة والمقاولات منذ سنة 2016 وجود ميزانية لإجراء التحسينات والإصلاحات اللازمة لمعامل الفرز إلا أن أيا من ذلك لم يحصل، فما زالت المماطلة والتهرب وتقاذف المسؤوليات بين شركة الجهاد ومجلس الإنماء والإعمار سيدة الموقف حتى اليوم، ما يطرح على التحقيق التواطؤ في ما بينهما. فيما تستمر التحقيقات أمام النائب العام المالي في القضية عينها، حيث كان طلب الاستماع إلى جهاد العرب والمدير التنفيذي لشركة الجهاد، وكذلك تعقد هذا الأربعاء في 26/9/2018 جلسة محاكمة أمام قاضية الأمور المستعجلة في عاليه لاستكمال التحقيق، ستقوم القاضية عون باتخاذ قرارها في إطار مطالعة تحدد مسار التحقيق الجنائي لجهة الادعاء على الفاعلين والمتورطين أمام قضاء التحقيق أو المحكمة المختصة.

فرص كثيرة كانت قد أعطيت لإصلاح الأمور والحد من تناتش الحصص والصفقات، ولكن ما من نتائج إيجابية ترتبت عن ذلك على الإطلاق، بل مجرد ازدياد في الصفقات واستعمال النفايات كحجة للسرقة والاستيلاء على المال العام وردم البحر، ما يؤكد على عدم ثقة الناس والمجتمع والحراك المدني بالمسؤولين عن هذا الملف. البدائل والحلول موجودة، وفي ظل إقرار قانون إنشاء المحارق هذا اليوم، الأمر الذي يتطلب من 5 الى 6 سنوات لاستكمال التنفيذ، في حين أن المطمر يحتاج إلى ما يزيد عن السنة بقليل ليمتلئ، ما لا يترك المجال إلا أمام اجتياح المطامر البحرية للشاطئ اللبناني مع ما يرافق ذلك من تفاقم للكوارث الصحية والبيئية الحالية. كما جرى التأكيد من قبل التحالف في جلسة التحقيق الجنائي اليوم من أن المجتمع والحراك المدني يرفضان رفضا قاطعا وضعهما تحت الأمر الواقع نتيجة ارتكابات البعض الفظيعة والمتمادية، إذ لا بد من إجبارهم على التفتيش عن حلول صحية كون هذه وظيفتهم وليست وظيفة الحراك المدني، فهم يتقاضون أموالا طائلة لإنجاز ذلك علما بأن تحالف "متحدون" دأب وما زال يطرح البدائل والحلول مع كل ملف يطرحه. يؤكد التحالف بأن أزمة النفايات في لبنان هي أخلاقية سياسية طائفية صحية إقتصادية مالية قبل أن تكون تقنية، ما ينسحب على ملفات أخرى. ألا تكفيهم كمية الأموال المنهوبة حتى الآن؟ ألا يكفي التلوث والاستهتار بحياة المواطنين؟ بعد جلسة هذا الأربعاء سوف يلجأ التحالف، بمؤازرة آخرين من مجموعات وأفراد الحراك المدني إلى عقد مؤتمر صحفي لتوضيح كل ما يحصل بالأسماء والأرقام للراي العام".

 

ديل كول في افتتاح معرض صور لقوات اليونيفيل في بيت بيروت: تعكس ماضيا أليما عاشه شعب الجنوب شبيب: معلوم كم هي تضحياتها وخسائرها البشرية

الإثنين 24 أيلول 2018 /وطنية - أقامت قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، في "اليوم العالمي للسلام" ولمناسبة مرور 40 عاما على بدء مهامها في جنوب لبنان، مساء اليوم، في "بيت بيروت" معرض صور بعنوان "نعمل من أجل السلام"، والذي سيفتح أبوابه للعامة من 25 إلى 28 الجاري، من 11 قبل الظهر حتى ال6 مساء. حضر الافتتاح ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال بيار رفول، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب قاسم هاشم، ممثل الرئيس المكلف سعد الحريري مستشاره داود الصايغ، ممثل وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال وقائد الجيش العماد جوزاف عون العميد الركن زياد نصر، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد حسين خشفة، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا العقيد جول شبيب، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم العقيد فوزي شمعون، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، قائد قوات "اليونيفيل" ستيفانو ديل كول، وعدد من السفراء والقناصل وممثلي الدول المشاركة في "اليونيفيل"، وضباط ورتباء من القوة الدولية.

ديل كول

بداية، ألقى ديل كول كلمة قال فيها: "يسرني أن أرحب بكم جميعا هنا الليلة في هذا المبنى التاريخي. قبل ما يزيد عن ثلاثة أسابيع، جدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولاية اليونيفيل، ودعا مرة أخرى الى وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأجل لجعل الصراع جزءا من الماضي، مع هدوء لم سبق له مثيل في جنوب لبنان لإثنتي عشرة سنة، وخصوصا السنتين الماضيتين الأكثر سلاما، أعتقد أن لدينا زخما فريدا للمضي قدما في ذلك". أضاف: "ان الصور والرسومات التي نراها تروي قصة رحلة طويلة قمنا بها معا، تمتد لأربعة عقود، وهي تبحث عن مستقبل أفضل وأكثر سلاما وازدهارا. ان الصور المحيطة بنا تعكس الماضي الأليم الذي عاشه شعب جنوب لبنان، وهم أيضا يحكون قصة قوتهم وسعيهم لمستقبل واعد". وتابع: "لقد عرضنا هذا المعرض في صور في آذار من هذا العام، عندما احتفلت اليونيفيل بالذكرى الأربعين لتأسيسها. وأعتقد أنه من المناسب جدا استضافته هنا في بيت بيروت هذا المساء بمناسبة اليوم العالمي للسلام، وموضوع هذا العام هو الحق في السلام. وعلى حد تعبير الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس: السلام هو حق ورغبة جميع الناس. إنه أساس التقدم والرفاه - أطفال سعداء، ومجتمعات مزدهرة، ودول تعيش السلام والازدهار. هذه هي الرسالة التي نريد قولها الليلة، على أمل أن تكون صور الدمار والفوضى محصورة في كتب التاريخ وفي جدران هذا المنزل التي أصيبت بتصدعات الحرب، وينبغي لها أن تذكر الأجيال القادمة بتكلفة الصراع، وأن تكون مصدر إلهام آخر لنا جميعا للعمل معا لصالح السلام". أضاف: "نسترشد في ذلك بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1701 وجميع القرارات ذات الصلة، بما في ذلك 2433 و2773. وتشكل هذه القرارات معا جوهر ولاية اليونيفيل على النحو الذي وافق عليه لبنان. ويشمل ذلك حرية القوى في التنقل والوصول الى الخط الأزرق، بكل أجزائه، باعتباره محوريا في تنفيذ ولايتنا بدعم من شريكنا الاستراتيجي، القوات المسلحة اللبنانية". وتابع: "يشرفني أن ألاحظ أن لبنان وقبل 10 أيام، أصبح البلد ال14 بعد المئة في تأييده مبادرة الأمين العام للعمل من أجل حفظ السلام، وتدعو المبادرة، التي ستطلق رسميا غدا في الأمم المتحدة، الدول الأعضاء ومجلس الأمن والبلدان المضيفة والدول المساهمة بقواتها والشركاء الاقليميين والمساهمين الماليين الى تجديد التزامنا بحفظ السلام والدفع من أجل التميز، التميز الذي نسعى اليه كل يوم لتعزيز السلام في جنوب لبنان".

وأردف: "دعونا لا ننسى أبدا أن عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام ومنع الصراعات هي مهمة جماعية. لقد اختبرنا هذا في جنوب لبنان بالعمل مع المجتمعات المحلية التي تستضيفنا بسخاء. وقد روى بعض الصحافيين الشجعان قصة الجنوب، ونحن محظوظون لأن البعض منهم هنا الليلة. صورهم وأعمالهم في التوعية من الالغام تذكرنا بأن الكثيرين فقدوا حياتهم، أعضاءهم أو من يحبون. كما أن 314 جنديا من حفظة السلام في اليونيفيل دفعوا الثمن الأسمى من أجل تعزيز السلام. ونحن مدينون لهم بالسعي الحيثث لدفع عجلة السلام قدما".

وختم: "سوف نشاهد اليوم أيضا عرضا لبعض الرسومات لاطفال من مدارس في جنوب لبنان. وفي وقت سابق، كنت قد وجهت اليهم دعوة لرسم صور عن كيفية رؤيتهم للسلام. ان رسالتهم مفعمة بالامل. لقد نشأوا بسلام، فجيل الثانية عشرة من العمر لا يريد ان يعيش الحرب التي خبرها اهلهم واجدادهم. اسمحوا لي ان اشكر مجددا اعضاء الحكومة اللبنانية، السلطات المحلية، القوات المسلحة اللبنانية، المرجعيات الدينية، الشعب اللبناني، والدول الاحدى والاربعين المشاركة بقواتها على دعمها لليونيفيل لتنفيذ المهام الملقاة على عاتقها".

محافظ بيروت

وألقى شبيب كلمة هنأ فيها "قوات اليونيفيل العاملة في لبنان بالذكرى ال40 لبداية مهمتها في لبنان"، وقال: "معلوم كم هي التضحيات التي قدمتها اليونيفيل في جنوب لبنان، والخسائر البشرية المؤسفة التي حصلت في صفوفها. يسرنا أن نستقبل في بيروت الاحتفال بالذكرى السنوية لليوم العالمي للسلام في هذا المكان المليء بالمعاني المتعلقة بالسلام". أضاف: "ان بيت بيروت، وهو متحف لذاكرة المدينة، يختزن تاريخ بيروت، وبالتالي تاريخ لبنان، لا سيما الحقبة الأليمة منه، أي حقبة الحرب. وبإمكانكم جميعا أن تشاهدوا آثار الحرب المؤلمة ما زالت شاهدا على ما جرى ودرسا للاجيال حول أهوال الحرب واهمية الحوار الدائم لحفظ السلام". ودعا الجميع إلى "الالتقاء في هذا المكان المخصص للحوار لبناء سلم أهلي دائم، فهذه هي غايتنا في الحفاظ عليه وترميمه بالشكل الذي حصل فيه".

 

مجلس النواب اقر في أول جلسة تشريعية له مشروع قانون النفايات الصلبة بري: لن نعطي الحكومة أي صلاحيات استثنائية للتشريع

الإثنين 24 أيلول 2018 /وطنية - أقر المجلس النيابي، في اول جلسة تشريعية له بعد انتخابه، مشروع قانون الادارة المتكاملة للنفايات الصلبة المثير للجدل بعد نقاش طويل، وانفرد نواب حزب الكتائب بمعارضة المشروع والتصويت ضده، وفشلت محاولات لرده الى اللجان لاعادة صوغ بعض المواد وخصوصا تلك المتعلقة بالهيئة الوطنية لادارة ملف النفايات ولمن تعود الوصاية عليه، بحيث سقط اقتراح ان تتبع لرئيس الوزراء وبقي وزير البيئة هو الوصي على الهيئة. وطرح موضوع تمويل الهيئة وان تعطى الحكومة صلاحية تأمين التمويل، فأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "هذا الامر مرفوض"، وقال: "ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم نعط الحكومة صلاحيات استثنائية في مجال التشريع، ولن نعطيها اليوم". وناقش المجلس جدول اعمال من 29 بندا ابرزها ما يتعلق بالمعاملات الالكترونية والوساطة القضائية وحماية كاشفي الفساد ومكافحة الفساد في عقود النفط والغاز. الجلسة بدأت عند الحادية برئاسة الرئيس بري، في حضور الرئيس سعد الحريري والنواب من خلال الاوراق الواردة. وتحدث 19 نائبا ركزوا على القضايا الحياتية وموضوع التلوث والنفايات والكهرباء، وتطرق معظم النواب الى "تأخير تشكيل الحكومة في ظل الظرف الاقتصادي الصعب". ورفض الرئيس بري الحديث عن "عقد جلسات في غياب حكومة كاملة الاوصاف"، وقال: "ان المجلس يعطى الحق للاخرين ولا يأخذ الحق من احد".

الاوراق الواردة

في مستهل الجلسة، تليت اسماء النواب المتغيبين بعذر وهم: وهبي قاطيشه، ادي ابي اللمع، جورج عدوان، تمام سلام، نديم الجميل، وقيصر المعلوف. واوضح الرئيس بري ان النائبة رولا الطبش "اصبحت عضوا في لجنة حقوق الانسان لانها كانت غائبة عند انتخاب اللجان". وبدأت الجلسة بالاوراق الواردة وكانت الكلمة الاولى للنائبة بولا يعقوبيان، فقالت: "وضع البلد غير مسبوق، والكل يسمع صرخات الناس واطالب بأن نضم صوتنا الى صوت البطريرك الراعي بتأليف حكومة تكنوقراط تتولى المهمات الملحة، وتكون صغيرة. هناك الكثير من المواضيع المهمة ولا نصل الى نتيجة بل تستمر السجالات والانقسامات". النائب جميل السيد، قال: "تنعقد الجلسة بوجود حكومة مستقيلة، وبالتالي لا تحظى بثقة المجلس ولا يستطيع المجلس ان يطرح الثقة بها، ونحن سنقر قوانين، وبالتالي فان رئيس الجمهورية سيصدر المراسيم ووجود الحكومة لا يستوفي الاصول الدستورية. واقترح ان ينضم اعضاؤها من الوزراء الى مقاعد النواب وان يخرج الوزراء من القاعة ممن هم من غير النواب. واعتبر ان هذه الجلسة غير مجدية".

واقترح "تحويل الجلسة الى جلسة مناقشة للوضع الحكومي الراهن".

الرئيس بري: "نحن نشرع وفقا للدستور، والمادة 69 تعطينا هذا الحق وهذه ليست المرة الاولى، واذا هذه الجلسة توحي اننا بخير، فهذا خير ان شاء الله". النائب علي المقداد اعتبر ان "هذه الجلسة مناسبة لاطلاق صرخة الناس، وهناك عشرات المواضيع التي تحتاج الى بحث. اصبحنا على مشارف ازمة اقتصادية اجتماعية ولا نستطيع ان نقول هناك حلول، والبعض يتعاطى مع قضايا الناس باستنسابية". النائب جورج عقيص، قال: "ان موقفنا ان الشريع في ظل هذا الظرف غير مريح، ولكن الواقع اكثر صعوبة، وما يدفع النواب الى الحضور هو المسؤولية تجاه الشعب، ونحن لا يمكن ان نستمر في هذا الوضع، مع الازمة الاقتصادية ومع حجم دين بلغ 85 مليار دولار، ونشارك في هذه الجلسة لاقرار قوانين لم تعد تحتمل وملفات تحتاج الى بحث واقلها ملف الكهرباء".

الرئيس بري: "يعني معنا حق في هذه الجلسة".

النائب ياسين جابر لفت الى انه "ليس المهم ان نشرع بل ان نطبق وننفذ ما نشرع، اصدرنا خلال السنوت الكثير من القوانين، وما حصل اخيرا في المطار هناك قانون في شأنه لم يطبق مما سبب ذلك"، وسأل: "أين قانون الكهرباء وقوانين اخرى؟".

الرئيس بري:"39 قانونا لم يطبق وابلغتها الى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.

جابر: "موضوع الكهرباء اصبح في مرحلة لا يمكن السكوت عنها".

النائب بلال عبدالله شكر باسم "اللقاء الديموقراطي"، على عقد هذه الجلسة، وقال:

"نسمع من الجميع الحديث عن اجتثاث الفساد ويجب ان يعالج هذا الامر". ودعا الى "حالة تقشف فعلية في مواجهة الازمة الاقتصادية واثار موضوع النفايات، وطالب بـ"اعتماد ضرائب مباشرة تطاول اصحاب الاموال والمواطن كلا بحسب قدرته وعدم اعتماد الضرائب غير المباشرة". وتمنى "اعطاء اكبر قدر ممكن للاستقلال، وهذا الامر ينطبق على مؤسسات الرقابة التي يجب ان تحصن وعدم الاكتفاء بمحاسبة الصغير، وسنبقى منحازين الى مؤسسات الدولة: الضمان الاجتماعي والمستشفى الحكومي والجامعة اللبنانية".

النائب علي فياض اثار موضوع تلوث الليطاني، وقال: "تبلغت ان المياه ستقطع عن 250 الف شخص في منطقة مرجعيون وبنت جبيل فجأة ولمدة اربعة ايام، والسبب ان الرمول غمرت النهر ولا احد يعرف السبب ولا قوى الامن تعرف ولا احد يتحرك بينما تتحرك الدولة كلها لان مواطنا اراد اقامة خيمة صغيرة في حديقة منزله".

النائب زياد حواط، قال: "اصبح النائب بمثابة معقب معاملات نتيجة الخلل في عمل الادارة والوضع الاقتصادي"، وركز على "نقص ادوية السرطان"، مشيرا الى ان "هذه الادوية لمرضى في حال حرجة".

النائب فؤاد مخزومي اثنى على "عقد الجلسة في ظل هذه الظروف وحاجة المواطن"، وتناول "وضع مرفأ بيروت بحيث ان الهدر يبلغ 400 مليون دولار"، وطالب ب"معالجة وضع المرفأ وباستحداث رقابة فعلية في المطار لمنع تكرار ما حصل اخيرا من ازدحام وخلل".

النائب عاصم عراجي، قال: "نعاني منذ قرابة شهرين ازمة ادوية الامراض المزمنة، وهذا المرض الى تفاقم، وهناك حاجة ملحة الى 80 مليار ليرة لوزارة الصحة لتأمين الدواء". وطالب بـ"اتخاذ قرار في هذا الشأن واتخاذ الاجراءات القانونية".

وسأل عن "عدم تسلم محصول القمح"، وتمنى على وزارة الاقتصاد "تسلم هذا المحصول".

النائب نواف الموسي، قال: "كنت سأتحدث عن عدد من المواضيع التي تتطلب وجود حكومة، وما دامت الحكومة ما زالت معتقلة اؤجل كلامي".

النائب انور الخليل، قال: "هناك حديث عن تشريع ضرورة، ليس هناك في الدستور شيء اسمه تشريع الضرورة".

وأضاف: "تجاوزنا الازمة الاقتصادية الى الازمة النقدية، ونحن دخلنا الخط الاحمر وانني ادق جرس الانذار وادعو الى اخراج الحكومة الى النور".

واثار موضوع "اعفاء موظفة من وزارة التربية يرد عليه بشكل طائفي، وهذا امر مؤسف".

الرئيس بري دعا النائب الخليل الى "ترك هذا الامر".

النائب الياس بو صعب تحدث بالنظام، وقال: "الموضوع اثير على غير واقعه".

الرئيس بري: "لقد شطبت الموضوع من المحضر، وارجو ألا نتحدث به حتى لا اعيده الى المحضر".

النائب اسطفان الدويهي: "سياسة التناتش ادت الى تعطيل الدولة"، وتطرق الى "تشريع الضرورة"، فدعا الى "جلسة لتفسير الدستور، لحسم هذا الامر وخصوصا ان البلد يسير نحو شفير الهاوية".

النائب اسامة سعد اعتبر ان "الفشل في تأليف حكومة يعني ان الدولة تعيش في فراغ سياسي"، وفيما تئن الناس من احتكار الازمة فان القوى تتنازع المناصب"، وسأل: "هل نحن في دولة فاشلة؟ فالمجلس منح الرئيس المكلف تأييدا كاسحا". واقترح ان "يصدر المجلس بيانا يدعو الرئيس المكلف الى سرعة اصدار تأليف الحكومة والقوى السياسية الى تسهيل التشكيل".

النائب سليم الخوري اثار التأخير في تشكيل الحكومة، وسأل: "اذا كان السبب عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات او التخلي عن الاتفاق السياسي الذي وفر الاستقرار، وما زلنا نسمع الحديث عن الاستئثار". ودعا الى "الخروج من هذه السجالات والمساعدة في تشكيل الحكومة لان هناك الكثير من الملفات التي تحتاج الى معالجة وفي مقدمها الازمة الاقتصادية وازمة النازحين".

النائب الان عون اعتبر انه اذا "كان السيئ ان نشرع من دون وجود حكومة كاملة الاوصاف فان الاسوأ ان نشل المجلس النيابي، وفي الازمة الاقتصادية ليس الحل بتسجيل المواقف السياسية، بل بايجاد الاصلاحات الموجعة، وليس المهم التشريع بوجود حكومة او من دون حكومة، بل المهم ان نشرع لمصلحة الناس والتخفيف من معاناتها".

النائب شامل روكز، قال: "ان الشعب قدم مسؤوليته تجاهنا وعلينا القيام بدور التشريع لمصلحة الناس، ولكن الامر لا يكتمل من دون حكومة تقوم بمسؤولياتها في مواجهة الكثير من الازمات". واكد "مسؤولية حرية التعبير"، ودعا الى "محاربة الفساد في الادارة"، وطالب بـ"اعتماد وزراء دولة يتولون وضع سياسة اقتصادية، والتخلي عن الحصص".

الكلمة الاخيرة من الاوراق الواردة للنائب سليم سعادة، فقال: "هناك قانون الكل يحكم او لا احد يحكم، ولذلك غاب الحكم ولا احد يحكم"، واشار الى "ازمة النفايات التي اصبحت لا تحتمل".

وطلب النائب سامي الجميل الكلام مشيرا الى انه سجل اسمه.

فقال الرئيس بري: "التزم ما هو مسجل لدي وسأعطيك الكلام خلال النقاش، والمبدأ ان نعطي نصف ساعة للاوراق الواردة وقد اعطيت ساعة واكثر".

مناقشة مشروع ادارة النفايات الصلبة

ثم طرح الرئيس بري مشروع القانون المتعلق بالادارة المتكاملة للنفايات الصلبة.

وأشار النائب الجميل الى ان "عجز الموازنة قد زاد وان الواردات قد تراجعت على الرغم من اننا اقررنا ضرائب جديدة"، واعتبر ان "زيادة الضرائب سيؤدي الى التهرب الضريبي، ونحن في حال ازمة لا تحتمل وتحتاج الى اصلاحات فعلية"، ودعا الى "حوار اقتصادي في المجلس".

الرئيس بري: "حصل ذلك في لجنة المال في حضور اكثر من 40 نائبا ومن حق كل نائب ان يطرح ما يريد".

النائبة يعقوبيان: "سأتحدث عن المشروع سواء أكان لنا الحق في التشريع ام لا".

الرئيس بري مقاطعا: "تكرر هذا الامر، وانا لا اعلق، ولكن اريد ان اقول ان المجلس هو من يعطي الحق للآخرين وليس الآخر يعطي الحق للمجلس الذي يشرع ويمارس دوره، واستغرب موقف بعض النواب فهل يريدون شل المجلس؟".

وتابعت يعقوبيان فحذرت من "المحارق التي تطلق رمادا ساما".

النائب اكرم شهيب، قال: "في المبدأ، نحن ضد المحارق، وهناك 6 مدارس حول التخلص من النفايات 4 منها تتجه نحو استجرار الطاقة من النفايات"، واقترح "اطار حل للمشكلة"، مشيرا الى "لجان عدة شكلت في الأعوام الماضية لمعالجة هذا الامر، واذا لم يقر هذا المشروع فسنذهب الى فراغ في موضوع النفايات، وعلينا ان نقر هذا القانون وهو لا له علاقة بالمحارق".

النائب فؤاد مخزومي: "نحن امام خيارين امام الطمر او الحرق".

النائب اسامة سعد: "هناك ثغرات في القانون منها تفويض جهات عدة ومنها تخيير للمخالف بين الغرامة والسجن فيدفع الغرامة ويزيد المخالفات ويفتح الباب امام المخالفات السياسية".

وسأل الرئيس بري عن الرئيس الحريري الذي كان يجلس على مقاعد النواب الى جانب النائبتين الطبش وبهية الحريري فرفع يده الرئيس الحريري، فقال الرئيس بري: "قوم على محلك، متنا وعشنا حتى صرت هون" (ويقصد مقاعد الحكومة).

الرئيس الحريري: "طلبنا من خلال تعاميم عدة للبلديات اذا كان لديها مقترحات لمعالجة النفايات مع حوافر. وللاسف، لم نتلق ردودا، نحن لسنا مع المحارق ولكن نريد معالجة، وهذا القانون يعطي اطارا ربما نحتاج الى تعديل الرسوم ولدينا الكفايات لتنفيذ القانون، وليس كما يدعي البعض".

الرئيس بري: "البعض يطلب تعديلات، هل يمكن اعادته الى اللجان المشتركة؟".

الرئيس الحريري: "لا، الرسوم يمكن تعديلها".

النائب سيمون ابي رميا استغرب "الدعوات الى البداية من هذا المشروع"، مشيرا الى "اننا منذ 6 أعوام نتابع هذا الامر والتقينا كل الجمعيات واصحاب الخبرات".

الوزيرة عناية عز الدين: "نحن في صدد تخفيف النفايات والوقاية، والمطلوب ان ينص القانون على اجراءات تحول دون استيراد ما يستهلك بسرعة، وبالتالي تزيد النفايات وان القوانين تسلك نهج التطور التدريجي وليس الثورة". وطالبت بـ"تشديد العقوبات على مخالفة القانون في موضوع النفايات، وضرورة معالجة النفايات الطبية والمسالخ في اطار معين".

النائبة الحريري: "نحن في حاجة الى تغيير السلوك في موضوع القرار، ونحن في منطقة صيدا بدأنا ذلك من خلال المدارس، واعتقد ان الجميع مستعد للتعاون لأنه يعاني النفايات".

نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي قال بالنظام: "هذا الكلام طرح عشرات المرات في اللجان، ولا يجوز من اول جلسة بعد انتظار والناس تترقب ان نعيد الامر الى اللجان، فهذا امر لا يجوز".

الرئيس بري: "نحن نفسح المجال امام النقاش".

النائب السيد رأى ان "المشروع يحتاج الى تحديث لأن طرحه كان من العام 2012"، وانتقد "انشاء هيئة وطنية لأنه يبدو اننا نتجه الى الغاء المؤسسات الى الهيئات الوطنية، وهذه الهيئة لا تخضع للرقابة، وهي دولة او ضمن دولة"، وعارض "تسليم هذا الملف الى مجلس الانماء والاعمار في مرحلة انتقالية، والكل يعرف الموبقات التي تعالج فيها الامور وخصوصا في محطات التكرير واعطى امثلة على عمله في هذا المجال في مختلف المناطق".

النائب عقيص اقترح "اعتماد منهج رقابي اكثر من خلال هيئة رقابية تشرف على القانون".

الوزير حسين الحاج حسن: "المشروع يحتاج الى بحث وتعديلات سواء للفرز من المصدر او لجهة التعديلات، والنقاش حول الآلية وليس في ما يتعلق بوجود القانون الذي يتضمن كل التقنيات المطلوبة، وقد تكون المشكلة في التطبيق، وعلينا ألا نخلط بين اصل القانون وتطبيقه".

النائب الخليل اعتبر ان "النقاس فيه تكرار والنظام الداخلي يسمح باقفال النقاش".

الرئيس بري: "اعرف، ولكن نحن نناقش".

النائب فريد الخازن طالب بالتصويت على رد القانون الى النقاش.

الرئيس بري: "عندما ننتهي من النقاش".

النائب الموسوي: "اعتبر ان افضل طريقة للمعالجة هي الفرز من المصدر، ولكن علينا التعاطي مع الواقع، هل من بلدة في لبنان تقبل بمطمر صحي في ارضها؟ وتأجيل الموضوع استمرار الازمة".

النائب نزيه نجم طالب بالبدء بنقاش المشروع، منشيرا الى انه "عند مناقشة المحرقة في بيروت لم يعترض احد من النواب".

النائب بو صعب: "المحارق ليست مشكلة ولا يجوز القول اننا غري مؤهلين لادارتها"، محذرا من ان "مطمري الكوستا برافا وبرج حمود لم يعودا يتسعان".

ثم اقفل الرئيس بري النقاش في المبدأ وطرح مواد المشروع للنقاش مادة مادة.

واقرت المواد من 1 الى 8 من دون تعديلات وكذلك المادة 9 المتعلقة باللامركزية الادارية ولم يؤخذ بمراعاة القدرة المالية للبلديات.

وصدقت المادة العاشرة معدلة بتقليص المهلة الى 6 اشهر بدلا من 12 شهرا للاستراتيجية.

وصدقت المادة 11 بتعديل مهلة البرامج المحلية من 6 اشهر الى 3 اشهر.

وطرحت المادة 13 المتعلقة بانشاء الهيئة الوطنية لادارة النفايات الصلبة.

واعتبر وزير البيئة طارق الخطيب ان "هدف الهيئة الوطنية هو توحيد جميع الجهات في جهة واحدة".

وطالب النائب نجم بـ"ربط الهيئة برئيس الحكومة".

الرئيس بري: "يجب ان تبقى المناقصات خاضعة لدائرة المناقصات وعندها لا مشكلة في نص المادة.

النائب سامي الجميل: "يجب ان يحصر دورها بالاشراف وليس بالتنفيذ".

النائب حسن فضل الله: نحن مع اخضاع الهيئة لادارة المناقصات ولمجلس الخدمة المدنية بالتوظيف".

الرئيس الحريري: "لا نعارض ربطها بالمناقصات ولكن المشكلة في الادارات انها لا توظف كفايات عالية نتيجة الرواتب المحددة في الادارة، وفي موضوع الرقابة فان المشكلة في النظام العام الذي يستغرق وقتا".

النائب شهيب: "ملف في هذا الحجم يجب ان يكون في رئاسة الحكومة فالتجارب اثبتت الفشل بحصره في وزير".

وزير الشباب والرياضة محمد فنيش: "لا بد من الخضوع لهيئات الرقابة اذا كانت الرقابة تحتاج الى تعزيز نعززها.

الوزير عز الدين: "الهيئة يجب ان تكون في رئاسة رئيس الحكومة".

وزير العدل سليم جريصاتي ان "نعود الى مجلس الوزراء" في اي امر يتعلق بها.

وقال النائب ميشال معوض: "لا يجوز وضعها في وصاية وزير واحد، ومع تعزيز دور الهيئات الرقابية.

ورد الرئيس بري: "وزير الوصاية يبقى وصيا على الهيئة، ويعود بالامر الى مجلس الوزراء".

وقال النائب سعد: "اننا نعيد الامر الى السياسة، وبالتالي الامر غير مفيد ويجب ان يعود الى الهيئات الرقابية".

الرئيس بري: "هذه المادة تحتاج الى اعادة صوغ، وطرح وزير المال علي حسن خليل صياغة جديدة.

وهنا طرح الرئيس بري على التصويت اخضاع التوظيف في الهيئة الوطنية لمجلس الخدمة المدنية فسقط الاقتراح.

ثم أعيد وضع صياغة جديدة للمادة.

وتحدث الرئيس الحريري، فقال: "لا نمانع دور دائرة المناقصات، ولكن هناك شراكة بين القطاعين العام والخاص، وفي هذا الملف كل المشاريع ستكون في اطار الشراكة بين القطاعين".

وقال النائب الموسوي: "المشاريع المشتركة بين القطاعين من المادة 14، اما المادة 13 فتنحصر بالمشاريع المركزية".

وطرح الرئيس بري المادة على التصويت فتمت المصادقة عليها.

وجرت اعتراضات من نواب بالنسبة الى مرجعيتها، لوزير البيئة او لرئيس مجلس الوزراء. فتمت اعادة صوغها من جديد وتلاهاالرئيس بري، وجرى التصويت على ان "تكون المرجعية لرئيس مجلس الوزراء"، فسقط الاقتراح وبقيت المرجعية لوزير البيئة.

ثم صدقت المواد 14 و15 و16 و17 و18 و19 و20 و21 و22 و23 و24 و25 و26 و27 و28 و29 و30.

وسأل النائب الجميل: هل تكون رقابة الوزير كما يراقب وزير البيئة المقالع والكسارات؟".

واشار وزير المال الى ان "المشروع يحتاج الى تمويل، والتمويل يتطلب فرض رسوم جديدة".

وقال النائب كنعان: "أي رسوم او ضرائب يجب ان تأتي بقانون منفصل، واي ضرائب تحتاج الى اقرار في مجلس النواب".

وصدقت المواد 31 و32 و33 و34 و35 و36 و37.

وفي المادة 38، طلب النائب السيد اضافة تعديل أنه "في حال المخالفة تكون العقوبة اما الغرامة او السجن، وفي حال تكرار المخالفة تكون العقوبة الغرامة والسجن معا".

وطالبت الوزيرة عز الدين بـ"تشديد العقوبة، والسجن لرمي المواد السامة أسوة بالبلدان المتطورة".

ثم طرح المشروع على التصويت بالمناداة، فوافق عليه الجميع باستثناء نواب حزب الكتائب.

بعدها، رفع الرئيس بري الجلسة الى السادسة مساء.

 

مجلس النواب أقر في جلسته المسائية عددا من القوانين بينها قانون المعاملات الإلكترونية وقانون حماية كاشفي الفساد

الإثنين 24 أيلول 2018

وطنية - تابع مجلس النواب جلسته التشريعية المسائية عند السادسة مساء، حيث ناقش مشروع القانون المتعلق بالمعاملات الالكترونية والبيانات ذات الطابع الشخصي، وتركز البحث على البيانات الشخصية من ضمن المادة 79 من المشروع.

وتحدثت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال عناية عز الدين عن المادة 79، وأنها كلفت بها ضمن لجنة.

وقال نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي: "لقد تأجل إقرار المشروع 3 أسابيع لإقرار المادة 79"، وطلب التصويت على القانون.

وأيده في ذلك وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن.

من جهته، أثنى النائب جميل السيد على "النقاش في اللجان"، وقال: "من حق النواب إبداء رأيهم".

الفرزلي مقاطعا: "لم يحضر أي جلسة"، فأجاب السيد: "لست عضوا في اللجان".

وقال الرئيس بري: "من حق كل نائب أن يحضر".

وطلب النائب طارق المرعبي "حصر الأمر في وزارة الاتصالات".

أما النائب أنور الخليل فقال: "إذا كنا سنبحث في الأمر بالتفصيل في اللجان المشتركة، ثم نعود الى بحثها في التفصيل نفسه في الجلسة العامة، فلا موجب لعمل اللجان المشتركة والاكتفاء باللجان الخاصة".

بدوره، طلب النائب الياس أبو صعب "تسهيل الأمر من خلال حصر الأمر بلجنة خاصة".

كما طالب النائب ميشال معوض ب"أن تكون الهيئة مشتركة بين القطاعين العام والخاص"، مطالبا السير ب"المشروع لأنه أشبع درسا في اللجان".

ودعا وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال رائد خوري إلى "أن تكون المرجعية هي وزارة الاقتصاد لأن كل الشركات مسجلة لديها".

وقال وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل: "لدي ملاحظات على صيغة المادة 79، لكني قبلت بها في اجتماع اللجان. هناك عشرات الدول تعتمد هيئة خاصة، ولدي صيغة إسوة بكثير من الدول".

وتخوفت النائب بولا يعقوبيان من أن "تتحول الى نافعة جديدة".

واقترح الرئيس بري التصويت على المشروع بمادة وحيدة، فوافق المجلس. ثم جرى التصويت على المشروع بمادة وحيدة، فصدق.

الوساطة القضائية

وطرح مشروع القانون المتعلق بالوساطة القضائية في لبنان، فاعتبر النائب جورج عقيص أن "المشروع يخالف الأنظمة العالمية التي تعتمد الوساطة"، ورأى أن "أحكام الوساطة يجب أن تكون ضمن قانون أوسع وأشمل، وأن القانون الحالي يتضمن ثغرات".

وقالت النائب رولا الطبش: "إن نظام الوساطة معترف به عالميا، وقانون الوساطة أحد أهدافه الأساسية تسريع المحاكمات وتسهيل عمل القضاة، وهذا القانون يراعي الأطر المعتمدة عالميا".

أما وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي فقال: "هذا القانون لا يعني أنه قضاء رديف، فهو متكامل يسهل عمل القضاء ويحول دون اختناق العمل القضائي، وأتمنى على النواب إقراره".

واعتبر النائب إيهاب حمادة أن "هناك مجموعة من الملاحظات أقرت كتعديلات في اللجان، ومنها أن الأسباب الموجبة، والتي تشكل جزءا أساسيا من القانون غير وافية".

ولفت الفرزلي إلى أن "هناك قرارا اتخذ في اللجان، أنه عندما تذكر كلمة وساطة قضائية، فيجب أن تكون مقرونة بالقضاء. أما الوساطة خارج القضاء فلا علاقة لها بالقانون".

اما النائب ابراهيم كنعان فقال: "إن القانون، وكل الملاحظات والتعديلات، تغني القضاء، ولا تشكل بديلا".

ورأى النائب نعمة افرام أن "هذا القانون هو أساسي لتسهيل العمل في لبنان"، وقال: "نأمل ألا نتأخر فيه".

وقال الرئيس بري: "بعد ملاحظات الزميلين حمادة وكنعان سأسير بالقانون مادة مادة"، فصدقت المواد 1 و2 و3 و4 و5.

في المادة السادسة، سأل النائب نواف الموسوي عن مركز الوساطة والوسطاء، فأوضح جريصاتي "أن هناك تمييزا بين مركز الوساطة وقائمة الوسطاء"، وقال: "لا يجوز أن نخلط بينهما"، وأقرت المادة. ثم أقرت المواد 7 و8 و9 و10 و11 و12 و13 و14 و15 و16 و17 و18 و19.

وفي ما يتعلق بالمادة 20، اعترض حسن خليل على "إعفاء طرفي الوساطة من الرسوم القضائية"، وقال: "هذا أمر لا يجوز، وقد يشكل مدخلا للتهرب الضريبي".

أما جريصاتي فقال: "لقد فصلنا بين الوساطة وتنفيذ القرار القضائي".

وتوجه النائب نواب الموسوي إلى حسن خليل قائلا: "لقد اختلط عليك الأمر، فالرسوم تعفى على طلب التسوية". ثم أقرت المادة معدلة.

وفي المادة 21، اعترض عقيص على "أن الوساطة غير قابلة للمراجعة".

وقالت الطبش: "إن المراجعة مسموحة للغير وممنوعة على طرفي الوساطة لأن هذه الوساطة قد تكون مضرة بشخص ثالث يحق له الاعتراض"، وأقرت المادة.

ثم صدقت المادة 22 والمواد 23 و24 و25، وصدق المشروع بالمناداة.

حماية كاشفي الفساد

وطرح اقتراح القانون الرامي الى حماية كاشفي الفساد، كما اقرته اللجان المشتركة، فقال الرئيس المكلف سعد الحريري: "إن مكافحة الفساد يجب ان تكون ضمن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد".

وسأل الرئيس بري: "هل انجزتم مشروع الهيئة كحكومة؟ وهل هناك تناقض؟ طبعا لا"، فرد النائب حسن فضل الله بالقول: "لقد سبقني الرئيس الحريري، كنت سأثير ذلك".

وقال الرئيس الحريري: "دائما ان شاء الله".

وقال فضل الله: "اوافق اذا كان لمكافحة الفساد".

أما النائب السيد فلفت إلى أن "هناك مواد تنص على الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وحتى الان لم تشكل الهيئة". ثم صدقت المواد الاولى والثانية والثالثة.

وفي المادة الرابعة، تحدث السيد فقال: "هناك تضارب في المادتين الرابعة والخامسة، إذ تقول المادة الرابعة بحمايته، وتقول الخامسة بأن يقدم اسمه وعنوانه وكل التفاصيل عنه، والمعروف ان الكاشف هو مخبر، وبالتالي، فإن هذا يلغي القانون برمته لانه يحكم عليه بالاعدام".

واقترح السيد أن "تكون حماية الكاشف عند القضاء، ولا تذهب التفاصيل الى الهيئة، وان يحضر إلى النيابات العامة".

أما النائب آلان عون فقال: "ما يهمنا هو الفساد، وليس الكاشف. ولذلك، نعطيه الحق في عدم الكشف عن اسمه".

بدوره، قال النائب جهاد الصمد: "ان يعرف الكاشف اذا كان هو يريد".

من جهته، قال الفرزلي: "من يحمي المتهم بالفساد من مخبر أو إخبار دبرته المخابرات؟".

قال الرئيس بري: "يعطى الاسم للقضاء من أجل المراجعة اذا كان الإخبار كاذبا".

وكذلك، قال النائب نواف الموسوي: "حصره بالقاضي لا يطمئن، ويبقى غير مجد".

وقال الرئيس بري: لا يجوز ان يكون الاتهام بالقضاء".

ولفت الموسوي إلى أن "التبليغ يقدم إلى الهيئة، وهي تتحقق".

وقال الرئيس الحريري: "حتى الان لم تشكل الهيئة، فكيف تقدم إليها الاخبارات؟".

وكذلك، قال النائب علي فياض: "إن المسألة هي الكشف عن الفساد، ومسؤولية الهيئة حمايته، وعليها الا تكشف اسمه، والا سنصبح امام كم كبير من الاخبارات".

وأشار جريصاتي إلى أن "الكاشف يتوجه الى هيئة"، متسائلا: "لماذا يذهب الى القضاء؟". ثم صدقت المادة الرابعة.

وفي المادة الخامسة، أشار الرئيس بري الى ان "عرض اسم الكاشف وعنوانه وصفته يعرضه للخطر، ولا موجب للمادة برمتها".

ورأى فياض أن جدية الاخبار بأن تعرض أسماء الكاشفين لتجنب الاتهام".

وصدقت المادة الخامسة كما هي، ثم صدقت المواد السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة، وطرحت المادة العاشرة.

وقال النائب السيد: "إن لم تتأمن الحماية الكاملة للكاشف، فلن يقدم على كشف الفاسد"، وايده في ذلك النائب سامي الجميل.

النائب الان عون: لا يجوز اعفاء المشارك بالفساد اذا كشف عن الفساد.

النائب فضل الله: من يشارك بالفساد وكشف عن هذا الفساد اذا اعفي من العقوبة، فهذا يشجع على الفساد.

وقال الوزير جريصاتي: "قانون العقوبات يشير الى الاسباب التخفيفية اذا كشف المجرم عن جريمة كان سيشارك فيها، وهذا امر محفز للكشف عن جريمة الفساد".

ولفت الوزير خليل: إلى أن "هناك ارتكابات مشابهة حصلت من وزارة المال، فهل يكفي ان لا اعاقبهم لان ذلك سيؤدي بكل شخص لان يرتكب الفساد بقصد ثم يأتي ويكشف ويعفى من الملاحقة".

ورأى الوزير جريصاتي: أن "هناك فرقا بين ان تكشفه أنت او هو يكشف نفسه".

النائب سليم عون: "يجب ان يكون هناك تمييز بين الفاسد الذي يشكف عن فساده ومن يكشف عن فساد الغير".

واقترح الفرزلي "ان يكون العذر المخفف للقضاء او العذر المحل".

أما النائب فضل لله فاقترح "ابقاء المادة كما هي. وايده بذلك النائب جهاد الصمد".

كما ايد النائب ابراهيم كنعان النص كما هو.

وطرح الرئيس بري اقتراح الفرزلي بان "يكون للقضاء العذر المحل او المخفف اذا كشف فسادا شارك فيه"، فسقط الاقتراح.

وطرحت المادة كما هي فصدقت.

أما وزير المال فاعترض وقال: "هذا يضرب ماليه الدولة". وايده في ذلك عدد من النواب.

ثم اقرت المادة 11 والمادة 12 و13 و14 كما اقرت المادة 15 معدلة ثم اقرت المواد 16 و17 و18و و19 واقر المشروع بالمناداة.

الفساد في عقود النفط والغاز

ثم طرح اقتراح القانون الرامي الى مكافحة الفساد في عقود النفط والغاز فاقرت المواد الاولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة.

أما في المادة السابعة فاثار وزير المال موضوع "الفساد وكأنه محصور فقط في التلزيم وسأل ماذا عن الفساد في المراحل الاخرى؟"

ورد وزير الطاقة أنه "لا مانع من ذكر ما طرحه وزير المال حول موضوع الفساد في المراحل الاخرى".

وقال النائب نواف الموسوي: "خلال النقاش طرحنا موضوع الانشطة البترولية والمطلوب الالتزام بالشمولية".

وطلب النائب فضالله: ب "تعريف المعلومات السرية وتحديدها حتى لا تخفى كل الامور تحت هذا العنوان".

النائب سامي الجميل سأل ما "اذا كان كل هذا الجهد يؤدي الى نتيجة في ظل غياب الدور الفاعل للهيئات القضائية".

وسأل وزير الطاقة: "ما هو مصنف سري براءة الاختراع الامور التقنية العائدة للشركات، المعلومات الديوفيزيائية التي دفعت الدولة ثمنا للحصول عليها كي لا تستثمر او تذهب الى العدو؟"

وطرحت المادة على التصويت فأقرت. ثم أقرت المادة الثامنة.

وقال النائب وليد سكرية: "يجب احترام حرية التنافس".

فد الرئيس بري: "هذا لا نقاش فيه".

ولفت وزير المال إلى "أن اقرار المناقصات يجري في مجلس الوزراء ولا علاقة لما نناقش اليوم لان التقدير السياسي يعود للحكومة".

واقرت المادة التاسعة ثم المادة العاشرة معدلة. واقرت المادة 11 والمادة 12. وطرحت المادة 13 واثير موضوع التوظيف للبنايين الذي ينص على 80 بالمئة من مجموع الموظفين.

وشدد الرئيس بري على "أنه يجب ان نركز على الكفاءة المهنية" ثم اقرت المادة 13. وقرت المواد 14 و15 و16.

وفي المادة 17 طرح النائب حكمت ديب موضوع فرض شروط على الجمعيات وهذا يخالف الدستور.

ورأت النائب بولا يعقوبيات "أن اشتراط اعتماد ثلاثة اختصاصيين في البترول امر صعب".

وقالت النائب رولا الطقش: "هذه شروط اساسية لتشجيع اللبنانيين في الخارج على الانخراط".

ورد الرئيس بري: "قد يكون الامر فيه بعض الصعوبة لان اختصاص البترول حديث في الجامعات اللبنانية".

الوزير خليل: "حق الجمعيات مكفول في القانون ولكن هنا نعطي لجمعيات دعم الشفافية حق الادعاء والمراقبة، ولذا المطلوب الالتزام بالشروط".

الوزيرة عز الدين: "هذه الشروط ليست صعبة ويجب السير بها".

ثم طرحت المادة كما هي فصدقت، ثم صدقت المادة 18 وكذلك المادة 19 وصدقت المواد 20 و21 و22 و 23 و24 ثم صدق المشروع بالمنادة.

ورفع الرئيس بري الجلسة لتستأنف عند الحادية عشرة من قبل ظهر الغد.