المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 أيلول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.september23.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون. فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الأحزاب التي تسمي نفسها مسيحية في لبنان لا تعرف شيء عن المسيحية

الياس بجاني/حزب الله والأسد وإيران هم حماة حدود إسرائيل في لبنان وسوريا

الياس بجاني/المرض هو احتلال إيران للبنان فيما التلهي بالأعراض والتعامي عن المرض يرسخ هذا الإحتلال

الياس بجاني/طاقم سياسي وحزبي لبنان ذمي وطروادي وشحاد

الياس بجاني/كل ما عند نصرالله واسياده الملالي هو الموت والدمار والعداء  لكل ما هو انسان وانسانية وسلام

الياس بجاني/حزبيون وذل وحبال وغنمية

الياس بجاني/عقلية حزب الله  الإيراني هي مريضة وحاقدة ودموية واستفزازية

الياس بجاني/إيران ليست قادرة على تزويد لبنان بغير الإرهاب والفساد والموت والخراب والصراعات المذهبية

الياس بجاني/حزب الله وخطاب الإسقاط المرضي والإستغبائي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 22/9/2018

الجنوب المتأصل في حضارة لبنان – 2/الكولونيل شربل بركات

كتب فادي توفيق كيروز Fady T. Kayrouz

انتظروا ما سيحصل إن صدر الحُكم بحقّ "حزب الله"...

"خطر داهم يهدّد العهد" قال "لبنان القوي"

ماذا وراء هدنة جنبلاط تجاه العهد؟

توقيف لبناني متهم بتمويل «حزب الله» في البرازيل هي خطوة للتجاوب مع الضغوط الأميركية

رئيس مكتب «إف بي آي» في بيروت... واعداً بدعم الجيش اللبناني

إنقاذ نحو 40 لاجئاً سورياً إثر غرق قارب قبالة لبنان

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

محكمة الحريري تتفرغ للمذاكرة قبيل إصدار الحكم النهائي

أبعاد الأزمة الحكومية وطموحات باسيل لحسم معركته الرئاسية مع فرنجية

لبنان يعيّن ممثليه في لجنة عودة النازحين وينتظر خطوة الجانب الروسي

سامي الجميل: الانهيار الاقتصادي حتمي... ومطلوب إعلان حالة طوارئ

«التيار الوطني الحر» خارج التحالفات ليكون «كتلة الوسط»

قيادي سابق: الإشكالية أن التيار الوطني الحر يمارس المعارضة وهو على رأس السلطة

التهديدات المتبادلة بين حزب الله واسرائيل مؤشر خطير.

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

روحاني يطلق يد قواته لتحديد منفذي هجوم الأهواز

إيران تستدعي سفراء أوروبيين بعد هجوم الأحواز

روحاني يأمر بتحديد هوية منفذي هجوم الأحواز ويتوعد بـ«رد ساحق»

29 قتيلاً في هجوم الأحواز... و«داعش» يتبنى/مسلحون استهدفوا عرضاً عسكرياً... «والحرس» يتوعد

مؤشرات إلى تحضيرات لعملية عسكرية في إدلب رغم الاتفاق مع تركيا وروسيا تنتشل أجهزة تجسس سرية من أشلاء الطائرة المحطمة

أنقرة تعمل مع موسكو لإقامة «المنطقة العازلة» في إدلب

أنقرة طلبت من باريس دعم الاتفاق حول إدلب

نتنياهو يسعى لإقناع بوتين بالعودة إلى التفاهمات في سوريا وقائد سلاح الجو الإسرائيلي يبلغ حكومته نتائج زيارته إلى موسكو

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يحذّر من «انفجار فلسطيني»

ماكرون يلعب «دور الوسيط» بين ترمب والفلسطينيين/عباس: مستعدون لمفاوضات برعاية الرباعية الدولية ودول أوروبية وعربية

قتيل وعشرات الجرحى في تصعيد للمواجهات على حدود غزة و«حماس» تدرس خيارات جديدة مع تعثّر التهدئة والمصالحة

أوروبا تطالب إسرائيل بالتراجع عن قرار هدم خان الأحمر واعتبرت أنه يقوّض حلّ الدولتين وفرص السلام

باريس: «بريكست» لا يعني انهيار الاتحاد الأوروبي

ارتفاع حصيلة غرق العبارة في تنزانيا إلى 207 قتلى والسلطات ألقت القبض على قبطانها

مصر: رفض طلب مبارك ونجليه التصالح بقضية «القصور الرئاسية»

الرئيس الموريتاني: «الإسلاميون» وراء تدمير دول عربية عديدة

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الأمـور توقّفت عند التشكيلة الأولى/أسعد بشارة/الجمهورية

الحريري - ريفي... إن عُدتم عُدنا/مرلين وهبة/الجمهورية

لا إنهيار في الإقتصاد.. وخلفية الإشاعات سياسية/بروفسور جاسم عجاقة/الجمهورية

تعطيل تأليف الحكومة.. خيار داخليّ أم قرار إقليميّ/القاضي الشيخ خلدون عريمط/الجمهورية

شراكة الماضي اللبناني بين الجمهور وأولياء خرافاته/أحمد جابر/الحياة

التيار لجعجع: تنازلاتك وهميّة... وكفى نحراً للعهد/عماد مرمل/الجمهورية

عندما تُفلس “الأخبار” وابراهيم الأمين/طوني أبي نجم/MLebanon Team

سوريا: هل التقسيم محتمل/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

إيران تكتوي بنار العنف المسلط على الأقليات/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري نفى شائعات حول رياض سلامة: صحته حديد والحمد لله

جابر في تصريح عنيف: هذا العهد سيدمّر لبنان

الراعي من كندا: المسؤولون في لبنان يخربون اكثر مما يبنون

البخاري في حفل العيد الوطني السعودي: اللبنانيون في المملكة جزء من النسيج الاجتماعي وقيادتنا حريصة على استقرار لبنان واستعادة دوره في المنطقة

جابر في تصريح عنيف: هذا العهد سيدمّر لبنان

قليم المتن الشمالي الكتائبي: لضرورة احترام الهوية الحزبية لكل شهيد

منسقية المتن الشمالي في القوات ترد على الكتائب: لا نستثني احدا من الشهداء المقاومين في صلواتنا

وة عن مستقبل المنطقة العربية في ظل التحولات المتنامية شهيب: كم نحن بحاجة إلى القليل من التنازلات والكثير من صحوة الضمير

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون. فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا

إنجيل القدّيس متّى23/من01حتى12/"كَلَّمَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وتَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون. فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا. فَهُم يَقُولُونَ ولا يَعْمَلُون. إِنَّهُم يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَة، ويَضَعُونَها عَلى أَكْتَافِ النَّاس، وهُم لا يُرِيْدُون أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبَعِهِم. وجَمِيْعُ أَعْمَالِهِم يَعْمَلُونَها لِيَرَاهُمُ النَّاس: يُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُم، ويُطَوِّلُونَ أَطْرَافَ ثِيَابِهِم، ويُحِبُّونَ مَقَاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِم، وصُدُورَ المَجَالِسِ في المَجَامِع، والتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات، وأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ : رَابِّي! أَمَّا أَنْتُم فلا تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُم أَحَدٌ: رَابِّي! لأَنَّ مُعَلِّمَكُم وَاحِد، وَأَنْتُم جَمِيعُكُم إِخْوَة. ولا تَدْعُوا لَكُم على الأَرْضِ أَبًا، لأَنَّ أَبَاكُم وَاحِد، وهُوَ الآبُ السَّمَاوِيّ. ولا تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُم أَحَدٌ مُدَبِّرين، لأَنَّ مُدَبِّرَكُم وَاحِد، وهُوَ المَسِيح. وَلْيَكُنِ الأَعْظَمُ بَينَكُم خَادِمًا لَكُم."فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يُوَاضَع، ومَنْ يُوَاضِعْ نَفْسَهُ يُرْفَع.

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الأحزاب التي تسمي نفسها مسيحية في لبنان لا تعرف شيء عن المسيحية

الياس بجاني/22 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67626/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AA%D8%B3%D9%85%D9%8A-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B3/

إن من يسمون أنفسهم أحزاب مسيحية في لبنان حالياً وبسوادهم الاعظم هم جماعات من التجار والمافيات 100% ولا يعرفون عن ومن المسيحية وتعاليمها  غير اسمها.

باختصار هم أي أصحاب شركات الأحزاب لا يفقهون معاني العطاء والتضحية والتواضع والمحبة وغارقين في الأنانية وفي عبادة تراب الأرض وثرواته ولا يحسبون حساباً ليوم الحساب الأخير.

أحزاب دكتاتورية وسلطوية ونرسيسية بالكامل وهي شركات خدماتية وتجارية ومصلحية تخدم اجندات أصحابها “الفجعانين سلطة ومال” والغارقين في الطمع اللامحدود واللاهثين وراء الأبواب الواسعة.

أما المنتمون لهذه الأحزاب الشركات فهم في غالبيتهم “زقيقي وهوبرجيي وعميان بصر وبصيرة”، وقد قتلوا طوعاً بدواخلهم كل ما هو حرية رأي وشهادة للحق وقدرة على معرفة الحق من الباطل والصدق من الكذب.

من جانب آخر فإن كثر من المنتمين لهذه الأحزاب هم للأسف واهمون ومنسلخون عن واقع حال الأحزاب هذه ويعيشون أحلام يقظة “النوستلجيا” أي الحنين للماضي.. وهو ماضي واقعاً وحقيقة لا علاقة له عملياً لا بالأحزاب الحالية ولا بأصحابها الإسخريوتيين.

هذا الواقع الإسخريوتي للأحزاب المسيحية لم يكن قائماً خلال الحرب في لبنان حيث كانت الأحزاب هذه تمثل مجتمعاتها وتدافع عن وجودها وثقافتها..

بعد الحرب لم تعد الأحزاب هي نفسها في أي شكل من الأشكال، وإن بقي بعضها تحت نفس المسميات، أو سرق وصادر بعضها الآخر مسميات لا صلة ولا علاقة له بها.

والمحزن هنا مشهديات متاجرة بعض أصحاب الأحزاب المرضى بالأوهام والنرسيسية بدماء الشهداء.. واقامة القداديس في ذكراهم..

علماً أن  هذه الأحزاب لا تقدم أية مساعات مالية لأهالي الشهداء الذين يتاجرون بدمائهم وتضحياتهم.

عملياً وفي الواقع المعاش فإن ما يجب أن يعرفه كل مسيحي لبناني هو أن الشهداء هم شهداء مجتمعاتهم وأهلهم وبلداتهم وإيمانهم الصادق، وليس شهداء أصحاب شركات الأحزاب الحالية التي هي عملاً بكافة المعايير الأخلاقية والوطنية والإيمانية كوارث بكل ما في المصطلح من معاني.

مفردة واحدة تصف وضع وحال وثقافة وممارسات وتخاذل غالبية أصحاب شركات الأحزاب المسيحية الحالين  هي الذمية..الذمية الفاضحة والفاقعة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حزب الله والأسد وإيران هم حماة حدود إسرائيل في لبنان وسوريا
الياس بجاني/21 أيلول/18
http://eliasbejjaninews.com/archives/67598/elias-bejjani-nasrallahs-theatrical-threats-against-israel-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%af-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%87%d9%85-%d8%ad/
تهديدات نصرالله لإسرائيل وردود نتانياهو وأدرعي هي تلاقي مصالح مسرحية وتبادل منافع على حساب الشعوب في المنطقة ولبنان وشعبه تحديداً.
في الواقع المعاش على الأرض، وطالما أن إيران تتوسع وتقوى وتتمدد سياسياً وعسكرياً ومذهبياً في لبنان وسوريا والعراق واليمن، فإن كل تهديدات العرب وإسرائيل ودول الغرب عموماً وأميركا تحديداً، هي تهديدات فارغة من أي محتوى عملاني وغير جدية.
حتى الآن إيران هي في الظاهر وعلى الأرض هي المنتصرة..والسؤال يبقى …ولكن إلى متى؟

 

المرض هو احتلال إيران للبنان فيما التلهي بالأعراض والتعامي عن المرض يرسخ هذا الإحتلال

الياس بجاني/21 أيلول/18

إحتلال إيران للبنان هو المرض وكل المشاكل من كهرباء وماء وتناطح سياسيين وفساد وفوضى وغيرها هي مجرد أعراض..لا شفاء بغير علاج المرض!

 

طاقم سياسي وحزبي لبنان ذمي وطروادي وشحاد

الياس بجاني/20 أيلول/18

الطبقة السياسية والحزبية اللبنانية في غالبيتها مستسلمة لإحتلال إيران وتمارس السياسة التجارية والنفعية بذل تحت مظلة حزب الله وممتهنة للذمية وهي طروادية بأكثر من امتياز..طبقة فاشلة طبقاً لكل المعايير ولا أمل ولا رجاء منها وهي سرطان قاتل وخبيث يفتك بلبنان وبشعبه ولا خلاص للبلد إلا باستبدال هذه الطبقة المهترئة بسياسيين أكفاء وسياديين وأصحاب ضمير حي ويخافون الله ويوم حسابه.

جماعة من المتسولين للسلطة والمال لا أكثر ولا أقل.."قرطة" شحادين!!

 

كل ما عند نصرالله واسياده الملالي هو الموت والدمار والعداء  لكل ما هو انسان وانسانية وسلام

الياس بجاني/19 أيلول/18

خطاب نصرالله المتوتر اليوم عدائي ومنسلخ عن الواقع ورزمة من أوهام العظمة وتشوية الحقائق والإسقاط وإلإستهزاء بعقول وذكاء اللبنانيين.

 

حزبيون وذل وحبال وغنمية

الياس بجاني/19 أيلول/18

الحزبي اللبناني بالغالب سادي وغنمي وبغباء يعبد جلادله الذي هو صاحب شركة الحزب الذي يستعبده ويتحكم برقبته ولسانه وفكره ولقمة عيشه.

 

عقلية حزب الله  الإيراني هي مريضة وحاقدة ودموية واستفزازية

الياس بجاني/18 أيلول/18

تسمية حزب الله شارع باسم المتهم باغتيال الحريري هو تأكيد بأنه يحتل لبنان ويرى في كل مكوناته مجرد عبيد واتباع..عقلية مريضة وحاقدة.

 

إيران ليست قادرة على تزويد لبنان بغير الإرهاب والفساد والموت والخراب والصراعات المذهبية

الياس بجاني/17 أيلول/18

تروج ابواق نفاق إعلام حزب الله لمحاسن تولي الحزب وزارة الصحة والإدعاء أن إيران الجائع شعبها ستغرق لبنان بالأدوية الهبات..كذب 100%.

 

حزب الله وخطاب الإسقاط المرضي والإستغبائي

الياس بجاني/17 أيلول/18

عندما ينتقد قادة حزب الله تدخل الخارج في تشكيل الحكومة وهم إيران في لبنان يؤكدون عملياً عدم احترامهم لعقول وذكاء ومعرفة اللبنانيين.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 22/9/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

سجلت في إدلب عمليات اغتيال ومواجهات بين عناصر وفصائل معارضة، في وقت بدأت تركيا الإستعداد لتنفيذ إتفاقها مع روسيا. وترافق ذلك مع احتدام الصراع الأميركي- الايراني من خلال هجوم انتحاري على قوة من "الحرس الثوري" في الأهواز، وأيضا من خلال إعلان وزير الخارجية الأميركي أن لا حوار مع إيران إلا بعد توقف إطلاق الصواريخ على السعودية وتوقف تسليح "حزب الله".

لبنانيا، برزت جولة قائد الجيش العماد جوزاف عون في بعلبك، وتأكيده ان لا خطة أمنية في بعلبك- الهرمل بل اجراءات متواصلة، معلنا انه لا يمكن لأحد ان يعرقل تدابير الجيش، وان المنطقة خزان بشري لدعم المؤسسة العسكرية.

سياسيا، لا جديد في الأفق الحكومي، ولا اتصالات معلنة حول عملية التشكيل الوزاري. ومساء غد يسافر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى نيويورك. وبعد غد تبدأ الجلسة التشريعية التي تشارك فيها الكتل النيابية كافة.

في شأن آخر، غرق مركب على متنه سوريون متجهون من شمال لبنان إلى قبرص، والجيش تدخل لإنتشال الضحايا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إلى إيران انشد الانتباه اليوم من بوابة الاعتداء الإرهابي الذي نفذه مسلحون، مستهدفين عرضا عسكريا ل"الحرس الثوري" في الأهواز جنوب البلاد.

الاعتداء الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا، سارعت "جماعة الأحواز" الانفصالية إلى إعلان مسؤوليتها عنه، ثم تبناه تنظيم "داعش". أما طهران فقد أكدت أن المنفذين تلقوا تدريباتهم في دولتين خليجيتين، وهم لا ينتمون إلى "داعش" لكنهم على صلة بأميركا وإسرائيل.

في لبنان، نجاة نحو أربعين شخصا معظمهم سوريون من كارثة كانت ستحل بهم، لولا إنقاذهم من قبل الجيش اللبناني قبالة شاطىء عكار، خلال إبحارهم بطريقة غير شرعية نحو قبرص.

حادث الغرق الذي نجا منه هؤلاء، يوازيه غرق ملف التأليف الحكومي في بحر من الجمود الذي سيستمر في الأسبوع المقبل أيضا، مع سفر رئيس الجمهورية ميشال عون إلى نيويورك.

وعلى نقيض هذا الجمود، اللبنانيون على موعد مطلع الأسبوع مع جلسة تشريعية ليومين، من شأنها ضخ الحياة في العروق السياسية المصابة بالجفاف.

في النبطية، مسيرة حسينية حاشدة بدعوة من إقليم الجنوب في حركة "أمل" تحت عنوان: "عاشوراء عقيدة وثبات". كلمة الحركة في المسيرة شددت على التمسك بالوحدة الوطنية ونبذ الطائفية، وأكدت على المقاومة كدرع للبنان، وانتقدت السقوف المرتفعة من بعض الجهات في موضوع تشكيل الحكومة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لبنان يواجه المصاعب التي تضرب البلاد، بفعل التأخير بتشكيل الحكومة، ويصارع تداعيات حرائق المنطقة وفي مقدمها قضية النازحين السوريين. وفي مآسي هذه القضية، ما شهده شاطئ عكار من غرق زورق كان يقل عددا من النازحين وبطريقة غير شرعية باتجاه قبرص. وقد تمكن الجيش اللبناني من انقاذ 38 شخصا، وانتشلت جثة طفل يبلغ من العمر 5 سنوات.

برلمانيا، وبدءا من الاثنين وعلى مدى يومين، يعقد المجلس النيابي جلسة تشريعية هي الأولى له منذ انتخابه، تحت عنوان تشريع الضرورة، فيما مشاريع القوانين المدرجة على جدول الجلسة، ترتبط بالإصلاحات التي تعهد لبنان بتطبيقها خلال مؤتمر "سيدر".

في المواقف، ولمناسبة العيد الوطني السعودي، استذكر الرئيس المكلف سعد الحريري وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعب اللبناني، ودعمه في كل الأزمات إن من خلال احتضان مؤتمر الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية المشؤومة، أو تقديم الدعم المادي والمعنوي لمواجهة وتخطي آثار وتداعيات الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تعرض لها طوال العقود الماضية.

وقد شارك الرئيس الحريري في الاحتفال الذي أقيم للمناسبة في "سيسايد بافيون"، بحضور ممثلين عن رئيسي الجمهورية والحكومة وشخصيات نيابية ووزارية وديبلوماسية.

اقليميا، ضربة قاسية تلقاها "الحرس الثوري" الايراني، القوة العسكرية الأقوى والأكثر تسليحا داخل إيران، خلال العرض العسكري في الأحواز. أكثر من تسعة وعشرين قتيلا وستين جريحا سقطوا في الهجوم، والمرشد الايراني علي خامنئي ربط الهجوم بحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وأمر قوات الأمن بالوصول إلى المنفذين وتقديمهم للمحاكمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إنها الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية في ايران، والتي كلما أحبطت وكيلا لها، أوجد الأصيل بديلا. وآخر وكلائهم الارهاب الذي حاول ان يضرب داخل النسيج الايراني في الأهواز، فأحبطه الايرانيون كما كانوا يحبطونه، وقدموا اليوم عشرات الشهداء والجرحى على طريق وحدة الجمهورية الاسلامية وثباتها.

خلية ارهابية استهدفت العرض العسكري الذي أقامته القوات الايرانية في الأهواز جنوبي البلاد، أوقعت عددا من قوات "الحرس الثوري" ومدنيين حاضرين بينهم أطفال ونساء بين شهيد وجريح، قبل ان تتمكن القوات الايرانية من القضاء عليها. فقضي أمر الخلية الارهابية، ليفتح الباب على مشغليها وداعميها من الأميركيين والاسرائيليين ودولتين خليجيتين، بحسب الايرانيين.

الرد سيكون ساحقا وسريعا، أجمعت الجمهورية الاسلامية قائدا ورئيسا وحكومة وقوات مسلحة وحرسا ثوريا، ولن يترك هؤلاء والذين يقدمون الدعم المعلوماتي والإعلامي لهم.

كل الدعم لشركائنا الايرانيين، عبر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الذي كان أول المستنكرين، وفي برقية للرئيس الشيخ حسن روحاني أكد على استعداد روسيا لمواصلة تعزيز التعاون في مقاومة هذا الشر.

هو الشر نفسه الذي خبرته سوريا لسنوات، فخرج رئيسها معزيا الشعب الايراني وحكومته وقيادته بضحايا الحادث الارهابي، ومؤكدا الوقوف إلى جانب الجمهورية الاسلامية الداعمة لسوريا في حربها ضد الارهاب.

الهجوم دانته أيضا باكستان، وفي بيان لافت سلطنة عمان.

في لبنان تدخلت العناية الالهية فنجا ساحل العبدة في عكار من كارثة انسانية. حيث غرق مركب كان يقل عشرات النازحين السوريين وبعض الفلسطينيين بطريقة غير شرعية على طريق الهجرة نحو أوروبا. الجيش اللبناني وبعض الصيادين تمكنوا من انقاذ جميع الغرقى، إلا طفلا فلسطينيا في الخامسة من عمره قضى غرقا، بعد ان حاولت أمه الهروب به من الضيق والعوز الذي فاقمته قرارات تقليص مساعدات الأونروا، كما يقول أهالي مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إذا كنتم حقا صادقين في منع تكرار مأساة الشاطئ العكاري اليوم، حققوا العودة الآمنة، وطبقوا ما نصحتم به منذ اليوم ولم تسمعوا.

رسالة إلى داخل متلكئ، وخارج متآمر، من ركاب مغامرة الموت، التي خاضها اليوم من ضاق بهم العيش على أرض لبنان، ففضلوا ركوب رحلة المجهول، على الاستماع إلى مزايدات لا تنتهي من بعض سياسيي لبنان في موضوع مستقبل سوريا والديمقراطية وحقوق الانسان.

هذا، إذا كنتم صادقين. لكنكم حتما لستم كذلك اليوم، ولن تكونوا في المستقبل، تماما كما لم تكونوا في الماضي، أقله منذ ذاك الثالث والعشرين من أيلول، قبل ثلاثين عاما بالتمام والكمال.

يومها، ألقيتم بكرة النار كرة بين يدي قائد الجيش العماد ميشال عون، ثم طوقتموه، وسعيتم إلى كسر حالة وطنية لبنانية عملت للتحرير والبناء. حالة حاربتموها بكل ما أوتيتم من مكر وقوة، فما سحقتموها، وما تمكنتم من أخذ التوقيع.

وفي الحاضر كما التاريخ، تعيش الحالة تلك منصورة من شعب كان لها دوما الدعم الوحيد والرافعة اليتيمة، بعدما واجهت بشرف طيلة ثلاثة عقود النشاز والحقد المبعثرين بين اوراق قيام دولة الشراكة الحقيقية، دولة الميثاق والدستور.

ليل 22- 23 ايلول 1988، تحت جنح ظلام الوطن، ولما كان الاتفاق متعثرا في كل الوطن، أتى من رفع الانقاذ شعارا ولم يزل، فولد الأمل، وكبر ونما وأزهر عقيدة أن لبنان أكبر من ان يبلع وأصغر من ان يقسم، وان على اللبنانيين ان يكونوا أبعادا لبنانية في الخارج لا خارجية في لبنان، وان الوجود خارج اطار الحرية هو شكل من أشكال الموت.

وما أشبه اليوم بالأمس: هو كما كان وهم كما كانوا. لا هو حاد عن الحق، ولا هم تزحزحوا عن الباطل. باطل تنتقل المواجهة معه اعتبارا من غد إلى أروقة نيويورك، حيث يحمل رئيس الجمهورية هم لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

مأساة اللجوء تجسدت اليوم في العبدة، 39 شخصا معظمهم من السوريين كانوا يحاولون مغادرة لبنان بطريقة غير شرعية قبالة شاطئ عكار، لكن القدر السيء كان في انتظارهم، فكادوا يغرقون بمعظمهم لولا تدخل الجيش اللبناني. مع ذلك الطفولة البريئة سقطت ضحية، إذ غرق طفل يبلغ من العمر 5 سنوات وانتشلت جثته.

الخبر الأسود الذي استيقظ عليه اللبنانيون، أعاد إلى الأذهان حوادث مماثلة حصلت على شواطئ عدة في العالم، وذكر الجميع بضرورة ايجاد حل جذري لمسألة النازحين السوريين في لبنان والعالم، إذ هل من المسموح ان يبقى ملايين السوريين خارج أراضيهم بعيدين عن بيوتوهم يعانون ألم الغربة والاقتلاع، فيما النظام السوري والمجتمع الدولي يتفرجان ويقتطعان الأراضي ويرسمان ويحددان مناطق النفوذ وخرائط التوسع والانتشار والاستئثار؟.

سياسيا، الأسبوع الطالع يحمل أكثر من موعد، الاثنين والثلاثاء تعود الحياة إلى ساحة النجمة، عبر جلسة نيابية تشريعية طال انتظارها تحت عنوانن تشريع الضرورة.

في الموازاة، سيكثف الرئيس الحريري مشاوراته لتذليل عقد التأليف. وقد ترددت معلومات ان لدى الرئيس المكلف صيغ جديدة لحل العقدتين الدرزية والمسيحية، تدرس بعيدا من الأضواء.

وفي نيويورك، تبدأ اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ينتقل إليها رئيس الجمهورية غدا، ومعه الوزير جبران باسيل. وإلى كلمة الرئيس عون، فإن الأنظار ستتجه إلى نوعية اللقاءات التي سيعقدها عون على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، وخصوصا ان الاجتماعات الجانبية ستؤشر إلى مدى اهتمام المجتمع الدولي بالوضع اللبناني.

أما اقليميا، فعملية ارهابية نوعية في مدينة الأهواز الايرانية، ردت عليها ايران بتوجيه التهمة إلى دول خليجية وأميركا واسرائيل، متوعدة برد حاسم وسريع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

"الحرس الثوري" الإيراني، الذائع الصيت داخل إيران وخارجها، تلقى ضربة موجعة في الأهواز، في مناسبة أقل ما يقال فيها إنها يفترض أن تكون محصنة أمنيا واستخباراتيا، من أي خرق.

هجوم من أربعة مسلحين على عرض عسكري في الأهواز، أوقع ما يقارب الثلاثين قتيلا بينهم أكثر من عشرة من "الحرس الثوري" الإيراني.

جهتان أعلنتا مسؤوليتهما عن الهجوم: "داعش" و"حركة النضال العربي لتحرير الأهواز". لكن أهم من إعلان المسؤولية هو إعلان إيران من هي الجهات الضالعة في الهجوم. إيران اتهمت دولتين خليجيتين بتدريب المجموعة المهاجمة، التي قتل عناصرها الأربعة، لكنها لم تسم هاتين الدولتين.

حادثة الهجوم المسلح على الأهواز، لم تحجب الضوء داخليا عن مأساة محاولة نزوح ثان. عشرات السوريين حاولوا النزوح بحرا عبر شاطئ عكار، لكن الأمواج كانت لهم بالمرصاد ما تسبب بوفاة طفل واصابة معظم من كانوا في المركب.

برلمانيا، الأنظار موجهة بعد غد الإثنين، وعلى مدى يومين، إلى ساحة النجمة، مع أول جلسة تشريعية لمجلس 2018، بعد نحو خمسة أشهر على انتخابه، لكنه ينعقد في ظل حكومة مستقيلة، وفي غياب الحكومة التي كان يفترض ان تنبثق بعد الإنتخابات النيابية. وبات واضحا ان الجلسة تشكل إنقاذا لالتزامات لبنان حيال مؤتمر "سيدر"، لجهة القوانين المطلوبة كشرط إلزامي للإيفاء بالوعود التي أعطيت للبنان بمنحه أحد عشر مليار دولار كقروض بفوائد ميسرة، وبات من البديهي أن لبنان يحتاج إلى هذه المليارات على أكثر من مستوى.

تحدث كل هذه التطورات، في ظل التعثر المتمادي في تشكيل الحكومة، وفي ظل انطباع عام بأن محركات التشكيل مطفأة، خصوصا أن الأسبوع المقبل حافل بالمحطات الديبلوماسية، وفي مقدمها سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة وإلقاء كلمة لبنان، كما ستكون مناسبة لعقد أكثر من لقاء على هامش هذه المشاركة، والجدير ذكره ان الوزير جبران باسيل سيرافق الرئيس عون، ما يعني أن مشاورات وجهود التشكيل سترجأ إلى الأسبوع الذي يلي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

إختاروا المياه الدافئة، البحر بدلا عن البر، أخذهم المركب ولم ينتظروا باص العودة إلى سوريا، لكن مركب العبدة لم يتمكن من الابحار سوى بأربعة كيلومترات من المسار الطويل، فتوقف وأوقف معه قلب الطفل خالد نجمة فيما نجا بقية المهاجرين النازحين الهاربين إلى أوروبا، بعد معاناة مع المياه وملحها.

ومركب العبدة واحد من مراكب كثيرة تبحث عن وطن بديل لسوريا ولبنان معا، وإذا كان هذا المركب قد اصطدم بثقله وانهزم بشبر مياه، فإن آخرين ينجحون في الهرب والتسلل غير الشرعي، سوريين وفلسطينين على حد سواء، قاصدين قبرص أو اليونان، ثم ما تيسر من دول أوروبية يرون فيها طوق نجاتهم.

ومعاناة العائمين على وجه البحر اليوم، تشكل رسالة إلى كل أروربا التي ساهمت وعملت على عدم تسهيل عودة النازحين السوريين إلى مناطقهم الآمنة، وخوفتهم من نظامهم ودولتهم، ولم تمد يد المساعدة للبنان حتى اليوم في حل أزمة بحجم مليون ونصف مليون نازح، بعضهم يعود وبالقطارة عبر بوابة الأمن العام اللبناني، فيما خطة الآخرين هي التوطين لشعبين فلسطيني وسوري، ولا يكف هؤلاء عن التجربة والمحاولة في كل مرة للوصول إلى أي بلد أوروبي أصبح حلما بالنسبة لهم وكابوسا بالنسبة لأوروبا.

لبنان الذي سيطرح قضية النازحين ومخاطر التوطين على أعلى منصة أممية، ومن خلال كلمة رئيس الجمهورية في نيويورك، فإنه في الوقت نفسه يعمل على توطين أكثر خطورة مغلف بملف منح الجنسية، هذا المرسوم أصبح نافذا والأسماء الواردة على متنه أصبحت لبنانية بشهادة رسمية، ولكن مع استخفاف تام بملاحظات وضعتها مديرية الأمن العام على الشخصيات المشبوهة.

فلدى اندلاع الصرخة حول مرسوم الجنسية، وبروز أسماء بعلامات استفهام، كلف رئيس الجمهورية المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم "التدقيق بالشبهات"، واجراء "فيش وتشبيه" للشخصيات الممنوحة اسم لبنان. ولكن وبعد ان قامت المديرية بمهامها وفرزت لواء من الموظفين لانجاز العملية بسرعة قصوى، تم اهمال ملاحظاتها ولم يؤخذ بأي منها، علما انها وضعت علامات الشبهة حول أسماء ثمانين شخصا استحقوا الجنسية وكان يتعين شطبهم.

لم يكن الاعتراض على مبدأ منح الجنسية بحد ذاته، والمعمول به في دول العالم حيث يتقدم لها أصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال الذين يستثمرون في بلاد يعيشون على أرضها، ويدفعون الأموال والرسوم المعلنة التي تذهب مباشرة إلى الخزينة، وليس إلى جيوب المتنفعين أو إلى من رشحهم لجائزة الجنسية بهدف إعلاء الشأن.

وبالجنسية الحكومية، فإنها لا تزال حتى اليوم لقيطة، ومع غياب أنبائها اجتمعت قوى سياسية عدة هذا المساء على جادة بحرية، للاحتفال بعيد المملكة العربية السعودية. ومن أرض الحجاز اللبنانية قال النائب وائل ابو فاعور إن تشكيل الحكومة مثل القيامة من استقربها كفر ومن استبعدها كفر. لكن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط آثر الاحتفال بالعيد السعيد، رافضا أي تصريح.

ومن دون تزامن، فإن عيد المملكة جاء يوما حزينا في ايران التي تم استهدافها بعملية ارهابية ضربت عرضا عسكريا في الأهواز. وفيما سارعت "داعش" إلى تبني المسوؤلية، كانت ايران تؤكد ان دولا خليجية وبينها السعودية مسؤولة عن هذا العمل الارهابي، وكلا الاتهامين يجري في قناة واحدة، فتنظيم "داعش" له مشغلوه الذين بات يعرفهم التاريخ.

 

الجنوب المتأصل في حضارة لبنان – 2

الكولونيل شربل بركات/22 أيلول/18

بنت جبيل

يقول بعض الباحثين بأن أريحا والتي تقع إلى الجنوب من منطقتنا في الأراضي الفلسطينية اليوم بالقرب من مجرى نهر الأردن تعتبر الأقدم حيث يعود عمر الآثار التي وجدت فيها إلى نحو 10 آلاف سنة. وإذا ما عرفنا بأن العصر الجليدي كان قد انتهى منذ حوالي 13 إلى 15 ألف سنة، تصبح بدايات الحضارة المنطلقة شمالا على شكل أفواج من الرعاة تلحق بالمراعي والدفئ حيث تستقر إذا ما وجدت الشروط الملائمة. وبما أن منطقة أريحا تقع في حوض الأردن وهو على 400 متر تحت سطح البحر في أسفله (عند البحر الميت) ما قد يكون ملاذا دافئا في فترة ما بعد الانحسار الجليدي، لأن الأرض خلال الثلاثة آلاف سنة الأولى لم تصبح دافئة بالسرعة المطلوبة، ولذا فإذا كانت أراضي الجزيرة العربية مثلا في الفترة الجليدية (كشمال كندا اليوم) ممكن أن تأوي بشرا فلا بد لهؤلاء أن يبدأوا بالانتشار شمالا مع انحسار الجليد سنة بعد سنة، فيصبح غور الأردن في الألف العاشر منطقة قد يمكن العيش فيها حتى شتاءً. وقد كانت المدينة الأولى في أريحا كناية عن ملجأ للرعاة محمي ومسور ضد الغزوات وفيه مساكن مستقلة وشكل من التنظيم المدني.

إذا الانتشار الحضاري المثبت تاريخيا بدأ من الجنوب في أريحا وانطلق بعدها شمالا مع موجات الدفئ ليصل مع مجرى الأردن إلى بحيرة الحولة أو الحولي حيث يتعلم الانسان ركب الماء على فضلات القصب والخشب التي تطفو على سطح المياه الضحلة وهو يستعملها في اثناء صيده ثم يتنقل عليها مسافات قصيرة لتجنب الغوص بالوحول (ربما). ولكن، ومع الكتابات الواصلة إلينا، وبالذات نظرية التكوين الفينيقية لسانخوني آتن، يذكر دمارون والد ملكارت الذي بنى صور، وقد ركب هذا جزع شجرة وانطلق إلى الجزيرة حيث بنى صور البحرية. وهنا الاشارة إلى مارون الذي يكثر أسمه في المنطقة من مارون الراس (التي تقع ضمن لبنان وعلى نقطة تحول الحدود من شمال جنوب إلى شرق غرب) إلى ميرون في شمال اسرائيل اليوم وهار ميرون أو جبل مارون (وفي ميرون هذه وقعت معركة بين ضاهر العمر والي عكا والشيخ ناصيف النصار منتصف القرن الثامن عشر رسمت بالاضافة إلى موقعة البصة حدود لبنان الجنوبية كما نعرفها اليوم). من هنا فإن مارون يجب أن تسبق صور في الزمان بحسب سانخوني آتن وهذا طبيعي في تنقل الحضارة من أريحا إلى منطقة الحولة فإلى المرتفعات فوقها مع تعاظم الدفئ ومن ثم النزول إلى شاطيء البحر في صور حيث ركب ملكارت جزع الشجرة إلى الجزيرة. وقد تكون الأسماء رمزية ولكنها تؤرخ حقبات تنقل الحضارة وتفسرها بشكل أو بآخر.

في تجوالنا بالمنطقة نجد الكثير من المحطات التجارية للمدن الفينيقية القديمة خاصة صيدا وصور وقد ذكرت في عدد من السجلات أو المصادر التاريخية (يوسيفوس يتكلم عن قدس التي للصوريين ومغارة التي للصيدونيين) ولكن لم تذكر محطة محددة لمدينة جبيل وهي مدينة تجارية عريقة كان لا بد أن يكون لها بعض المحطات في المنطقة كونها تقع على الطريق البري إلى مصر وقد كان لجبيل تجارة كبيرة مع مصر خاصة كما يقال بموضوع الورق الجبيلي الذي اعتبر أفضل ورق صدر إلى بلاد اليونان حتى ارتبط اسم الكتاب باسم المدينة.

في قرانا الجنوبية وحتى قيام دولة اسرائيل واغلاق الحدود كان السكان يستعملون جذوع الببير التي تنقع بمياه البرك حتى تلين فتستعمل لربط بنادك القمح خاصة قبل أن يتعرف الأهالي على الأسلاك المعدنية. وللببير أيضا استعمالات كثيرة فهو يصنع منه السلال والحصر وغيرها من المنتجات التي كانت تمتاز بها بلدة بليدة الجنوبية. وأهالي بليدا الواقعة على الطرف الغربي للمرتفعات التي تطل على بحيرة أو مستنقع الحولة كانوا، وحتى الماضي القريب، يقصون الببير ويستعملون جذوعه للغاية التي وردت سابقا اي الربط أو السلال والحصر... فماذا كان يصنع من أوراق الببير وهل كان لها فائدة أخرى؟

في رسائل تل العمارنة يرد ذكر بحيرة البردي التي كان يسكن بقربها الحوريين ويتكهن البعض بأنها قد تكون بحيرة التمساح أو غيرها، وإذا ما تمعنا بالأسم وعدنا إلى اللغة المصرية القديمة التي لم تعرف حرف اللأم وقد ذكر على سبيل المثال نهر الليطاني في إحدى رسائل تل العمارنة تحت اسم رتنو وإذا استبدلنا الراء باللام يصبح ليتنو أو لاتين (كما في ربة لاتين) أي ليطاني كما نعرفه اليوم. من هنا فلنبدل حرف الراء في حوريين باللام ليصبح اسم هذا الشعب الحوليين أو الشعب الحولي عندها نعرف مكان اقامته بالضبط كما مكان البحيرة الشهيرة باسم بحيرة البردي في الكتابات المصرية القديمة.

بحيرة الحولة أو الحولي إذا هي بحيرة البردي كما يسميه المصريون ولكننا نسميه الببير الذي يصبح في اليونانية (Papirus) وفي اللغات الأخرى بيبر (Paper) وللشعب الحولي أماكن كثيرة في منطقتنا فالآهتهم تسكن في المنطقة حتى اليوم في "قوزح" (قرية القوزح) و"شوب" ( منطقة الشعب وعيتا الشعب وعلما الشعب وكفر شوبا...). إذا الحوريون الذين غزوا مصر تحت اسم الهكسوس كما سماهم اليونانيون (أي الملوك الرعاة أو بشكل أدق الملوك الساسة أي ملوك الشعب الذي يعرف أن يسوس الخيل وهو السلاح الأقوى والذي لم يكن يعرفه المصريون يومها) كانوا يسكنون منطقة جنوب لبنان ومنخفض الحولة، ومكان البحيرة التي سكن حولها الحوريون هو بحيرة الحولة وهي بحسب المصريين بحيرة البردي أو بحيرة الببير (ببيروس باليونانية) فهل كانت هذه مصدرا للببيروس أو ما نحب أن نسميه اوراق البردي؟

إذا كانت بحيرة الحولة مصدرا لأوراق الببيروس فلماذا تشتري جبيل هذه الأوراق من مصر ولماذا الاصرار على أن جبيل تستورد الورق من مصر فهل هناك علاقة باسرار التجارة عند الفنيقيين ولذا فلكل مدينة قاعدتها التجارية على طرق القوافل لتحافظ على السر وتمنع التقليد أو سرقة المعلومات؟

بالطبع كانت القواعد التجارية للمدن متخصصة بتامين التموين والاستراحة والبدل للقوافل وربما أعادة التوضيب وأحيانا ابقاء البضائع فيها مدة قبل عرضها في الأسواق. ولكن كان هناك أيضا شراء المنتحات المحلية وربما نوعا من التصنيع لمواد لا يجب أن يعرف احد مصدرها خوفا من المنافسة. وهذا كان دور قاعدة جبيل في المنطقة والتي كانت تشجع صناعة الحصر والسلال وغيره من استعمالات جزوع البردي أو الببير ولكنها كانت تحتفظ بسر التصنيع للورق الذي يوضب بالسر ويغلف ويشحن على ظهور الجمال إلى المدينة الأم. وقد بقي للصناعات اسرارها وبقيت قاعدة جبيل تحمل اسم المدينة العريقة نفسها لأهميتها فهي ابنة جبيل (بنت جبيل) حتى ايامنا وبقيت بليدا متخصصة بصناعة الحصر والسلال تبيعها في أسواق بنت جبيل حتى أغلقت الحدود واستبدل الببير بخيوط البلاستيك.

في بنت جبيل استمرت اسرار الصناعة والتجارة حتى يومنا هذا وهي قد بقيت منذ نشوئها كقاعدة تجارية لمدينة جبيل محافظة على اتقان صناعات محددة يعرفها كل سكانها ويعملون بها (كصناعة الأحذية اليوم) وبقيت الخطوط التجارية واسرارها بالرغم من تقلب الدول والقوى وهي لا تزال وبالرغم من استقلاليتها عن المدينة الأم منذ أكثر من ألفي سنة تكمل صنعتي التجارة والصناعة متوارثة عير الجينات ربما وبالرغم من وقوعها على نهاية الخط التجاري بسبب اغلاق الحدود الجنوبية إلا أن أهالي بنت جبيل يعرفون أينما حلوا أن يخوضوا في مجالات التجارة والصناعة الخفيفة التي يتقنون ابا عن جد.

 

كتب فادي توفيق كيروز Fady T. Kayrouz

نقلاً عن صفحة ادمون شدياق/22 أيلول/18/سنة ٦٨٥م وقف يوحنا مارون وحيد مع حفنة من الرجال الأحرار بجبل لبنان بصدورن ايمان ما بيتزعزع، واتخذ قرارو بالمقاومة ضد كل القوى العظمى بهيداك الزمان. ما كان يوحنا مارون عندو معرفة بالعلوم الاستراتيجية والسياسية، وما كان عندو مستشارين ومنظّرين، وما كان عندو تحالفات سياسية. كان انسان بسيط وضع كل ثقته بسيد التاريخ، لأنو كان مؤمن انو لبنان وقف الله ... وصمد يوحنا مارون صمود اسطوري، ويلي مشيو على خطاه صمدو ٧٠٠ سنة بعدو، وبسبب هالصمود استمرو المسيحيي بحضورن المميز عن كل مسيحيي الشرق رغم كل الصعوبات.القصة مش قصة اعداد وديموغرافيا وظروف سياسية ... الوضع ايام يوحنا مارون عدديا كان اسوأ من هلق ... بس الفرق انّو ما بقى في لا رؤية ولا ايمان ولا فهم عميق للهوية ... الدنيا وقفة عزّ وكرامة ... هيدي كلا قصص نسيوها العالم ... لبنان هلق هو بلد محتل من حزب الله ومن حملة المباخر ... وكل حدا بيقول غير هيك عم يدفن راسو بالرمل ... بس رغم هيدا وكلّو التغيير جايي لأن رجاءنا هو بسيد التاريخ ومش بسادة البشر ... لأن العبد ما فيه يحرر عبد

 

انتظروا ما سيحصل إن صدر الحُكم بحقّ "حزب الله"...

"الراي الكويتية" - 22 أيلول 2018/تتابع الولايات المتحدة باهتمام مجريات جلسات المحكمة الدولية المخصصة للبنان المنعقدة في لاهاي، في وقت يستبعد المسؤولون الاميركيون ان تقوم واشنطن بأي رد فعل في حال صدور حكم يثبت تورط اعضاء من «حزب الله» في اغتيال رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري في فبراير العام 2005. ويردد المسؤولون انه «في ما يعني واشنطن، فان (حزب الله) برمته تنظيم ارهابي، والعقوبات الأميركية مفروضة عليه وعلى الدولة الراعية له (ايران) منذ زمن». ويعربون عن ترحيبهم بأي «قرار عن المحكمة يسمح بأن تأخذ العدالة مجراها ويثبت ان زمن الافلات من العقوبة ولى».  على ان التغيير الذي سيتسبب به اي قرار صادر عن المحكمة الدولية يؤكد تورط اعضاء في «حزب الله»، يبدو انه سيكون في العواصم الاوروبية. ومنذ نهاية تسعينات القرن الماضي، يسود التباين في المواقف تجاه الحزب، بين واشنطن وأقرب العواصم الاوروبية الحليفة لها، وفي طليعتها باريس ولندن وبرلين، التي تعتبر ان «حزب الله» ينقسم الى جناحين، واحد سياسي والآخر عسكري... اوروبا ترفض اي اتصال او علاقة مع الحزب، ولكنها تحافظ على اتصالاتها وعلاقاتها بما تسميه «الجناح السياسي». أما اميركا، فهي لا ترى إلا «حزب الله» واحد. ولطالما ردد المسؤولون الاميركيون ان حلفاءهم الاوروبيين يرون في «حزب الله» ما لا يراه الحزب في نفسه، اي ان الحزب اللبناني لم يدّع يوما انه ينقسم الى جناحين، او ان بين اعضائه عسكر وسياسيين، بل ان كل من فيه ينخرطون في عمليات عسكرية وأمنية. هكذا، في حال صدور قرار عن المحكمة الدولية يثبت التهمة على (الحزب)، تتوقع واشنطن ان تكون ردود الفعل في اوروبا... «سيقطع الاوروبيون علاقاتهم مع (حزب الله) بالكامل، وسيساهموا في تكريس العزلة الدولية المفروضة عليه وعلى ايران»، تقول المصادر الأميركية. وقيام اوروبا بقطع علاقتها مع «حزب الله»، يعني حكما التزامها العقوبات الأميركية المفروضة على الحزب وقادته والاعضاء العاملين فيه، في وقت الحزب اللبناني، ومعه ايران، هما في أمسّ الحاجة الى اصدقاء دوليين لمواجهة عودة العقوبات الأميركية على طهران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية. ويتابع المسؤولون ان تلويح مسؤولي «حزب الله» بأعمال عنف في حال صدور قرار يثبت تورطهم بعملية الاغتيال لن يثني الاوروبيين عن قطع علاقاتهم بالكامل مع الحزب.  ويختم الاميركيون بالقول ان «الاوروبيين سبق ان اقترحوا، عبر وسطاء لبنانيين، ان يعلن الحزب منفذي عملية الاغتيال بمثابة عناصر غير منضبطة وان يسلمهم للعدالة، وهكذا يحافظ الاوروبيون على علاقتهم به، الا ان الحزب رفض العرض، وهو ما يعني ان حكم المحكمة سيشكل نهاية علاقة امتدت لعقود بين الحزب اللبناني واهم العواصم الاوروبية».

 

"خطر داهم يهدّد العهد" قال "لبنان القوي"

"الأنباء الكويتية" - 22 أيلول 2018/تقول مصادر في تكتل "لبنان القوي"، لـ"الأنباء"، إن "رئيس الجمهورية ميشال عون ينتظر ما سيسمعه من المجتمع الدولي على هامش زيارته الى نيويورك التي تبدأ يوم الاثنين المقبل، وسيبنى على الشيء مقتضاه بعد العودة الى بيروت، لأن الخطر الداهم لا يتهدد العهد وإنجازاته فقط، وإنما لبنان ككيان ودولة قائمة بذاتها، في ظل الخطوات العملانية التي تقوم بها الإدارة الأميركية لتمرير "صفقة القرن" وبالمفرق، من دون الأخذ بالاعتبار المصالح اللبنانية السياسية والديموغرافية".

 

ماذا وراء هدنة جنبلاط تجاه العهد؟

"الأنباء الكويتية" - 22 أيلول 2018/تقول مصادر مطلعة، لـ"الأنباء"، إن "مهادنة رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط للعهد والطلب من أنصاره وقف الحملات، قد تكون رسالة لتمرير تعيين مرشحه لرئاسة الأركان في الجيش، مع العلم أن التعيين يستلزم قرارا من مجلس الوزراء".

 

توقيف لبناني متهم بتمويل «حزب الله» في البرازيل هي خطوة للتجاوب مع الضغوط الأميركية

بيروت/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/أعلن وزير داخلية الباراغواي، خوان أرنستو بيلامايور، أن السلطات البرازيلية ألقت القبض على اللبناني أسعد أحمد بركات المدرج على قائمة العقوبات الأميركية لتمويله «حزب الله» اللبناني، والمطلوب بمذكرة توقيف دولية سطرتها الباراغواي. وقالت وزارة الداخلية في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس الجمعة: «أعلن الوزير خوان أرنستو بيلامايور القبض على أسعد أحمد بركات في مدينة فوز دو إيغواسو البرازيلية»، مشيراً إلى أن باراغواي هي الدولة التي أصدرت بحقه مذكرة توقيف في أغسطس (آب) الماضي بتهمة تزوير مستندات. وأكد الوزير على ضرورة مواصلة التعاون مع قوات البرازيل الفيدرالية. وبركات متهم بإدارة أنشطة إجرامية في المثلث الحدودي بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي، وقد فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات عليه عام 2004 لتمويله «حزب الله»، ثم فرضت عقوبات على أخويه حمزة وحاتم في 2006. وأوضح مركز «Foundation For Defence Of Democracies» أن رئيس باراغواي، ماريو عبده بينيتيز، أمر بفتح تحقيق بشأن حصول بركات على جواز سفر تابع لباراغواي بصورة غير شرعية في أبريل (نيسان) الماضي. وكان بركات قد حصل على الجنسية عام 1989. لكنها سحبت منه في عام 2003 بموجب قرار من محكمة العدل العليا، إلى أن تمكن في أبريل الماضي من الحصول على جواز سفر جديد. وكانت الحكومة الأرجنتينية قد بدأت بتضييق الخناق على «منظمة بركات» المتهمة بأنها مرتبطة بحزب الله، في يوليو (تموز) الماضي، عندما جمدت أصول من يُفترض بأنهم يشكلون جزءا من «عشيرة بركات»، وفقا للقانون الجنائي المتعلق بتمويل الإرهاب. وأوضح بيان لوحدة المعلومات المالية الأرجنتينية، أن القرار جاء بعد تحقيق قامت به الوحدة، حددت من خلاله ما لا يقل عن 14 شخصا مرتبطين بعشيرة بركات، متورطين في جرائم تهريب وتزوير أموال ووثائق وابتزاز وتهريب مخدرات واتجار بالأسلحة، وغسل أموال وتمويل إرهاب. ورغم أن معظم عمليات غسل الأموال، المتهمة بها عائلة بركات تحدث في الأرجنتين، فإن أعضاء هذه العائلة يعيشون ويعملون في البرازيل وباراغواي.

ويقوم فريق الأمن القومي في حكومة باراغواي، بدراسة الخيارات، التي يمكن اتخاذها ضد الأشخاص الأربعة عشر الذين استهدفتهم الأرجنتين، ولديهم جميعاً صلات بباراغواي. وخلافاً لجيرانها، لم تتخذ البرازيل بعد إجراءات تجاه أنشطة بركات. ووفقاً لبيانات سلطات الضرائب البرازيلية، فإن بركات شريك تجاري في شركتين في فوز دو إيغواسو، يشارك شقيقه حمزة في إحداها، فيما يعد الأخير شريكاً في 5 شركات أخرى. وكان بركات قد اعتقل في البرازيل عام 2003 وتم تسليمه إلى باراغواي بتهمة التهرب الضريبي. كما اعتقل حمزة بتهمة الاحتيال في البرازيل عام 2013. لكن تم الإفراج عنه بعد فترة وجيزة، ومع ذلك استمرت عائلة بركات في إدارة أعمالها دون عوائق، مستغلة نقاط الضعف في بنية الاتهامات التي وجهت ضد أفرادها.

 

رئيس مكتب «إف بي آي» في بيروت... واعداً بدعم الجيش اللبناني

بيروت/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/وعد رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي «FBI» كريستوفر راي بدعم الجيش اللبناني «الذي أثبت كفاءة في حفظ الأمن ومحاربة الإرهاب». وجاء كلام راي خلال لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون قبل أن يلتقي رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم برفقة السفيرة الأميركية إليزابيث ريشارد، باحثا سبل التعاون الأمني بين البلدين، لا سيما مع القوى الأمنية المختصة. وأعرب راي عن سعادته لوجوده في بيروت للمرة الأولى منذ توليه منصبه في إطار متابعة عمل مكتب التحقيقات الفيدرالي خارج الولايات المتحدة الأميركية، مركزا على «تقديم المزيد من الدعم والتدريب للجيش اللبناني الذي أثبت قدرة وكفاءة عاليتين في حفظ الأمن في لبنان ومكافحة الإرهاب التي تبقى من أولويات الإدارة الأميركية». وشكر راي الرئيس عون على «الجهود التي يبذلها لبنان لتأمين الأمن والاستقرار للمواطنين الأميركيين على أراضيه»، لافتا إلى أن «الإرهاب لا يميز بين جنسية أو دين أو عرق، ما يجعل المواجهة متشعبة وضرورية». من جهته، أبلغ عون، رئيس مكتب التحقيقات الذي استقبله في حضور وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، أن «لبنان الذي قضى على المجموعات الإرهابية في الجرود البقاعية، وحيثما وجدت في الداخل اللبناني، يواصل ملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة تمهيدا للقضاء عليها ومنعها من تنفيذ أي اعتداءات ضد الأمنيين». وشدد على «العلاقات التي تربط بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية، وضرورة تفعيلها وتطويرها في المجالات كافة». وأكد عون أن «لبنان نجح في مواجهة التحديات الأمنية والإرهاب بفضل كفاءة الجيش اللبناني والدعم الذي قدمته له الدول الصديقة وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية»، ولفت إلى «أهمية استمرار التعاون في هذا المجال، لا سيما أن للجيش الدور المحوري في ترسيخ الأمن والاستقرار».

 

إنقاذ نحو 40 لاجئاً سورياً إثر غرق قارب قبالة لبنان

بيروت/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/تمكنت البحرية اللبنانية اليوم (السبت) من إنقاذ نحو 40 لاجئاً، غالبيتهم من السوريين، في حادث غرق مركب كان يقلهم إلى قبرص بطريقة غير شرعية، وفق ما أعلن الجيش ومصدر أمني. وأورد الجيش اللبناني، أنه بعد تعرض المركب للغرق قبالة السواحل اللبنانية في شمال البلاد «توجهت دورية من القوات البحرية على الفور وعملت على انتشال جثة طفل يبلغ من العمر خمس سنوات وإنقاذ الباقين». وكان على متن المركب الذي انطلق من الساحل اللبناني، «39 شخصاً من الجنسية السورية متوجهين إلى قبرص بطريقة غير قانونية»، وفق الجيش اللبناني الذي أشار إلى أنه جرى نقل أربعة منهم إلى مستشفيات المنطقة بمساعدة الصليب الأحمر اللبناني. وأوضح مصدر أمني لوكالة «الصحافة الفرنسية»، أن بين الركاب، وغالبيتهم من السوريين، لاجئين فلسطينيين، لافتاً إلى أن «الطفل الذي فارق الحياة فلسطيني من مخيم نهر البارد في شمال لبنان». كما أن المصابين الأربعة الذين تم نقلهم إلى المستشفى هم فلسطينية وثلاثة سوريين. ويقدر لبنان حاليا وجود نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري على أراضيه، بينما تفيد بيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة عن وجود أقل من مليون. كما يستضيف لبنان وفق آخر إحصاء نشرته الحكومة اللبنانية 174 ألف لاجئ فلسطيني موزعين على 12 مخيماً. واستقبل لبنان خلال السنوات الماضية أيضاً لاجئين فلسطينيين فروا من النزاع في سوريا. تتطلع قبرص لتوقيع معاهدة للترحيل مع لبنان الذي بات مؤخراً منطلقاً للمهاجرين نحو الجزيرة المتوسطية. وطلبت قبرص من الاتحاد الأوروبي مساعدة أكبر للتعامل مع المهاجرين غير القانونيين الوافدين إليها. وتلقت قبرص 4.022 طلب لجوء في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2018، أي أكثر بنسبة 55 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأورد تقرير للأمم المتحدة في بداية شهر سبتمبر (أيلول) الحالي، أن عبور البحر الأبيض المتوسط باتجاه أوروبا كان «أخطر من أي وقت مضى» على المهاجرين في الأشهر الأولى لعام 2018.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

محكمة الحريري تتفرغ للمذاكرة قبيل إصدار الحكم النهائي

بيروت/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/اختتمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، المحاكمة الغيابية لأربعة قياديين في «حزب الله»، متهمين باغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، وهم سليم عيّاش، وحسين عنيسي، وأسد صبرا، وحسن مرعي، وأعلنت انصراف قضاتها إلى المذاكرة لإصدار الحكم بعد مضي خمس سنوات على انطلاقة المحاكمات. وقالت المحكمة في بيان أصدرته بعد اختتام المحاكمة: «انتهى اليوم (أمس) تقديم المرافعات الختامية بعد تسعة أيام من الجلسات في قضية عياش وآخرين، وكما صرّح رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي راي، فإن المرافعات الختامية تشكل جزءًا مهماً من المحاكمات في الإجراءات الجنائية الدولية وهي تسمح للادعاء والدفاع بالمرافعة استنادا إلى كل الأدلة الموجودة أمام غرفة الدرجة الأولى، سواء أثبت الادعاء قضيته أم لم يثبتها من دون شك معقول»، مشيرة إلى أن «الممثلين القانونيين للمتضررين لخّصوا في مرافعاتهم الختامية أمام غرفة الدرجة الأولى آراء المتضررين وهمومهم»، فيما تابع جلسات المرافعات الختامية في قاعة المحكمة 17 متضررا مشاركا في الإجراءات، والآن سوف ينصرف القضاة للمداولة، وسوف يصدرون حكما في الوقت المناسب.

وكانت المحاكمة في قضية عياش وآخرين قد بدأت أمام المحكمة الخاصة بلبنان في 16 يناير (كانون الثاني) 2014. وبلغ عدد أيام المرافعات منذ ذلك الحين 406 أيام. ويشارك في الإجراءات حالياً 72 متضرّرًا بواسطة ممثليهم القانونيين. وتلقّى القضاة أدلة 307 شهود، منهم 269 شاهد ادعاء، ومن هؤلاء 119 شاهدا أدلوا بشهاداتهم في قاعة المحكمة في هولندا أو أدلوا بها من بيروت بواسطة نظام المؤتمرات المتلفزة، إضافة إلى ذلك، وردت أدلة 150 شاهدا في شكل إفادات، وفقا لقواعد الإجراءات والإثبات للمحكمة الخاصة بلبنان. وأضافت المحكمة في بيانها: «قدّم الممثلون القانونيون للمتضررين أدلة 31 شاهدا، ودعوا 6 متضررين مشاركين ومتخصصة في علم الضحايا للإدلاء بالشهادة. وقدّم فريق الدفاع عن عنيسي أدلة 6 شهود، دليلان منها شهادتان مباشرتان و4 أدلة كتابية، ودعت غرفة الدرجة الأولى أيضا شاهدا واحدا لها للإدلاء بشهادته، وقبلت في عِداد الأدلة 3131 بيِّنة في شكل مستندات». وتتعلق قضية عياش وآخرين باعتداء 14 فبراير (شباط) 2005 الذي أودى بحياة 22 شخصا، منهم رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وأدى إلى إصابة 226 شخصا آخرين. ويوجِّه قرار الاتهام إلى سليم جميل عياش، وحسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا تهمة الاشتراك في مؤامرة بهدف ارتكاب عمل إرهابي. وعياش متّهم أيضًا بارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجرة، وقتل السيد الحريري عمدا باستعمال مواد متفجرة، وقتل 21 شخصا آخر عمدا باستعمال مواد متفجرة، ومحاولة قتل 226 شخصا آخر عمدا باستعمال مواد متفجرة. أما مرعي وعنيسي وصبرا فهم متهمون أيضا بأنهم شركاء في كل جريمة من الجرائم الأربع المتهم بارتكابها عياش. والمتهمون الأربعة جميعا ما زالوا متوارين عن الأنظار، وتجري محاكمتهم غيابياً. وأشار بيان المحكمة إلى أن مصطفى أمين بدر الدين، كان بداية متهما في قرار الاتهام. إلا أنه عقب نشر تقارير إعلامية عن وفاته في مايو (أيار) 2016، قررت غرفة الدرجة الأولى، في 11 يوليو (تموز) 2016، إنهاء الإجراءات القائمة بحقه عملاً بقرار صادر عن غرفة الاستئناف بأغلبية قضاتها، ولكن من دون المساس بالحق في مواصلة الإجراءات إذا ما برزت في المستقبل أدلة تثبت أنه لا يزال على قيد الحياة. وأكدت المحكمة في بيانها، أن «المرافعات التي قدمت لا تُعتبر استنتاجا بالإدانة أو بالبراءة». وأضافت: «الآن يكون القضاة قد انصرفوا للمداولة، وسوف يصدرون حكمًا معلَّلا يعلنون فيه ما إذا كان المتهم (مذنبًا) أو (غير مذنب).  ولا يجوز استنتاج أن المتهم مذنب إلا إذا اقتنع أكثرية قضاة غرفة الدرجة الأولى بأن الدليل الذي يثبت الذنب قد أُقيم من دون أدنى شك معقول (المادة 148 من القواعد)». وختمت المحكمة بيانها: «إذا وجدت غرفة الدرجة الأولى أن المتهم مذنب، تحدد العقوبة لاحقا، وبعد صدور حكم الدرجة الأولى يجوز الشروع في إجراءات الاستئناف أمام غرفة الاستئناف بالمحكمة الخاصة بلبنان».

 

أبعاد الأزمة الحكومية وطموحات باسيل لحسم معركته الرئاسية مع فرنجية

إعداد جنوبية 22 سبتمبر، 2018 /أزمة التاليف تراوح مكانها مع بدء شهرها الخامس، وسط حديث عن سباق رئاسي محموم يكمن وراء الأزمة الحكومية. تبدأ الأزمة الحكومية شهرها الرابع دون إحراز أي تقدم يذكر في ظلّ الشروط المتبادلة وتمتر كل فريق خلف مطالبه، أما ما تمّ تداوله قبل أيام عن مساعي دولي ووساطات لدى المعنيين بالتأليف للمساعدة في عملية التأليف، فقد كشف مرجع سياسي كبير لـ”الجمهورية” انّ كل ما قيل عن وساطات وجهود خارجية غربية وغير عربية للدفع نحو التأليف، لا صحة له على الاطلاق، ولم يطرح احد على اي مسؤول لبناني اي مبادرة او حتى عرض للتدخل في الاستحقاق الحكومي. كما تحدثت معلومات “النهار” أمس عن انطلاق إتصالات وحركة مشاورات بزخم متصلة بعملية التأليف فورعودة رئيس الجمهورية ميشال عون من نيويورك وذلك بهدف التوصل إلى حلول ترضي جميع الأفرقاء وتعجل بعملية التأليف. وقالت مصادر مطلعة إن العقدة المسيحية قد تحل من خلال تنازل الرئيس عون لـ”لقوات اللبنانية” عن منصب نائب رئيس الوزراء، على ان يكون من دون حقيبة سيادية، وكذلك بالنسبة للعقدة الدرزية التي يمكن حلها بأن يكون الوزير الثاني من حصة “اللقاء الديموقراطي” مسيحياً، على ان يكون الدرزي الثالث وسطياً. إلا أن مصادر مطلعة على أمأزق التشكيل ان هناك وجهة نظر مختلفة بين الرئيسين عون والحريري لا تزالان تطبعان الأزمة الحكومية منذ اللقاء الاخير بينهما، مشيرة الى انه يبدو ان الرئيس عون انتظر وينتظر الرئيس المكلف لتقديم تشكيلة جديدة أو وضع تعديلات جذرية على تشكيلته الاخيرة مع أخذ بعين الغعتبار ملاحظات وتحفظات الرئيس عون تحفظات رئيس. وفي المقابل لا يريد الحريري ولا يعتقد أن هناك ضرورة لادخال تعديلات جذرية على تشكيلته لأنها احسن ما يكون. من جهة ثانية، عادت اوساط سياسية في الفريق المناهض للتيار الوطني الحر للتذكير عبر وكالة الانباء “المركزية” ما نُقل عن الرئيس عون منذ فترة عندما وضع سبب الأزمة الحكومية الى ما اعتبره “تقدّم رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل في السباق الرئاسي”، غامزاً من قناة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بإتّهامه بعرقلة العهد لحسابات رئاسية”. وفي حين رأت الاوساط في هذا الكلام “اعلاناً لبدء المعركة الرئاسية مع مرور العام الثاني على بداية العهد، وكأن هنالك من يتوقع فراغا في الرئاسة العام القادم من دون ان يوضح خلفيات موقفه”، لفتت الى “ان باسيل يستند في مواقفه من الحصص الحكومية الى حسابات رئاسية مرتبطة بمنافسين اساسيين: جعجع ورئيس “تيار المرده” سليمان فرنجية، خصوصا بالنسبة لفرنجية، بوجود معادلة دولية اقليمية تتقاطع مع حسابات محلية من شأنها رفع حظوظ رئيس “المرده” الرئاسية ولا يُمكن لباسيل مواجهتها سيما إذا بقيت الامور على حالها بالنسبة للوضع السوري وبقاء الأسد على رأس السلطة، إلى ذلك فهناك ميل لدى الرئيس نبيه بري وحتى “حزب الله” والرئيس حزب الإشتراكي وليد جنبلاط ومعهم رئيس القوات سمير جعجع اذا انحصرت المواجهة بين فرنجية وباسيل الى تأييد فرنجية، لذا يحاول باسيل بـ “اسقاط” حظوظ فرنجية في الحكومة من خلال من خلال إنتزاع منه حقيبة الاشغال او الطاقة وإعطائه حقيبة “ثانوية” لاحراجه ومن ثم إخراجه من الحكومة”. وأضافت هذه الأوساط أن “باسيل “يتناسى ان الرئيس الحريري لن يُشكّل حكومة جامعة كما يؤكّد في كل مرة لا تضمّ فرنجية وقوى سياسية اخرى، كما يخشى في حال حصول “طارئ” العام المقبل يُحتّم اجراء انتخابات نيابية مُبكرة يؤمّن من خلالها ا بري مع جنبلاط الذي يملك كل الحصة الدرزية، الفيتو الميثاقي لقطع طريق بعبدا عنه، لذلك، يتمسّك بتوزير رئيس الحزب “الديموقراطي” النائب طلال ارسلان مهما كانت الظروف”. أما بالنسبة للقوات، فهو يحاول تحجيم حصتها في الحكومة المقبلة واظهاره في موقف لا يتناسب والحجم الذي افرزته الاستحقاق النيابية بعدما ضاعف حجمه في المجلس النيابي الى 15 نائباً، مع العلم ان باسيل يستند في معيار التمثيل الى النتائج التي حققها كل فريق في الانتخابات”.

 

لبنان يعيّن ممثليه في لجنة عودة النازحين وينتظر خطوة الجانب الروسي

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/وجّهت وزارة الخارجية اللبنانية كتاباً إلى السفارة الروسية في لبنان، أبلغتها فيه بتعيين أعضاء اللجنة اللبنانية الذين سيشاركون في عمل الجنة اللبنانية - الروسية المشتركة، لمتابعة إجراءات عودة النازحين السوريين إلى بلادهم. وتضمّن الكتاب الذي حمل الرقم 5/ 4093 أسماء أعضاء الوفد اللبناني إلى اللجنة، وهم جورج شعبان عن رئاسة الحكومة، أمل أبو زيد عن وزارة الخارجية، اللواء عباس إبراهيم عن الأمن العام، العميد سهيل خورية عن الجيش اللبناني. وتظهر هذه الخطوة المتقدّمة، مدى استعجال الدولة اللبنانية في معالجة أزمة النزوح السوري، لكن هذه السرعة لا تسري على الجانب الروسي الذي لم يعيّن حتى الآن أعضاء وفده إلى اللجنة. وأشار جورج شعبان مستشار رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري للشؤون الروسية، إلى أن الجانب اللبناني لم يبلغ بعد أي قرار بتعيين الأعضاء الروس في اللجنة، وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «اللجنة لن تباشر عملها قبل تعيين الفريق الروسي فيها». وقال: «سأسافر هذه الليلة إلى موسكو (الليلة الماضية) لإجراء اتصالات وعقد اجتماعات مع المسؤولين الروس بهذا الخصوص»، لافتاً إلى أن «اللجنة الموسّعة ستكون فقط لبنانية - روسية، لكن عندما يدخل السوريون طرفاً ثالثاً فيها تصبح لجنة أمنية، ويحضرها عن لبنان اللواء عباس إبراهيم والعميد سهيل خورية، من دون ممثلي رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية». وشهدت الأيام الماضية عمليات عودة لمئات النازحين المقيمين في الجنوب وجبل لبنان والشمال إلى بلادهم، برعاية الأمن العام اللبناني، لكن هذه العودة تبقى محدودة وبلا جدوى قياساً على وجود ما يزيد على مليونين و200 ألف نازح سوري في لبنان. وكشف مستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان، عن أن «مسألة العودة التي ستعالجها اللجنة العتيدة، ستكون مختلفة، لأنها ستشمل مئات الآلاف في كلّ دفعة»، لافتاً إلى أن «اللجنة ستعالج الضمانات الأمنية لهذه العودة، وهذه الضمانات ستكون في عهدة الجانب الروسي الذي يلزم النظام السوري بها». وكشف جورج شعبان عن معوقات أساسية تعترض العودة حتى لو تم الاتفاق عليها سريعاً. وقال: «أبرز هذه المشكلات تمكن في غياب التمويل، لأن الأميركيين والأوروبيين لم يتعهدوا حتى الآن بتمويل العودة». وسبق للدول الثماني المهتمة بمساعدة الشعب السوري، أن ربطت بين مساهماتها بتمويل عودة النازحين، أو المساهمة بإعادة الإعمار، وذلك مشروط بالاتفاق على الحلّ السياسي. التحرّك الرسمي اللبناني، يتقاطع مع أجواء تهيّأ على الأرض، تمهّد لطمأنة النازحين، وتوفير الأجواء المواتية لانتقالهم إلى سوريا بمحض إرادتهم، وتأتي ترجمة لاجتماعات عقدها مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عبّاس إبراهيم مع ممثلين عن تجمعات للنازحين في عدد من المناطق اللبنانية. وكشفت مصادر المشاركين في هذه الاجتماعات، عن أن «الوفود خرجت من لقائها مع مدير عام الأمن العام بانطباعات إيجابية». وأكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن اللواء إبراهيم «أبلغ من التقاهم في الأيام الأخيرة أن العودة ستكون طوعية وخيار من يرغب في الرجوع إلى بلده، والدولة اللبنانية ليس فيها ممارسة الضغوط، أو إكراه أي نازح على العودة»، مشيرة إلى «وجود ضمانات لمن يرغبون، بأن ينتقلوا مباشرة إلى بلداتهم ومناطقهم». وقال ممثلو النازحين: «جميع المهجرين يرغبون بالعودة إلى منازلهم وأراضيهم التي تركوها مكرهين، شرط أن تتوفّر ضمانات بعدم تعرّضهم للاعتقال من قبل لنظام، والحذر من يتعامل معهم كمعارضين وتصنيفهم كمطلوبين».

 

سامي الجميل: الانهيار الاقتصادي حتمي... ومطلوب إعلان حالة طوارئ

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/حذر رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، من انهيار الوضعين السياسي والاقتصادي، مطالباً بإعلان حالة طوارئ، تفادياً للأسوأ، «بعدما بات لبنان فاقداً لسيادته وقراراته» على حد وصفه. كما حمّل ما كان يعرف بـ«فريق 14 آذار» مسؤولية تسليم البلد إلى «حزب الله»، معتبراً أنه بانتخاب الرئيس ميشال عون الذي كان مرشح «الحزب» بدأت مرحلة مفصلية في تاريخ لبنان. وفي لقاء مع الصحافيين في مقر الحزب أمس، تحدّث الجميل عما سماه المسارين السياسي والاقتصادي في لبنان، منطلقاً منذ نهاية العام 2015 حين بدأ نبض أحزاب «فريق 14 آذار» يتبدل شيئاً فشيئاً مروراً بتراجعها عن رفضها انتخاب عون، والاستسلام لإرادة «حزب الله»، وفق تعبيره، وصولاً إلى تسلم «الحزب» زمام الحياة السياسية عبر السيطرة على الحكومة، والحصول على الأكثرية في البرلمان نتيجة القانون النسبي الذي أيضاً كان طرح «الحزب» الأول. منذ ذلك الحين يعتبر الجميل أن «الحزب» أصبح مسيطراً على المؤسسات الدستورية الثلاث في الدولة، قائلاً: «هذا ما كنا نحذّر منه منذ اللحظة الأولى، ويثبت أن كل الحجج التي كان يقدمها البعض لجهة أن انتخاب عون سيبعده عن (حزب الله) واهية وغير منطقية حتى أكثر من ذلك أدى هذا الواقع إلى فقدان لبنان الغطاء العربي الذي كان يتمتع به في الفترة التي لم يكن فيها (الحزب) موجوداً في السلطة، وهو خطر يضاف إلى الأخطار الأخرى التي يعاني منها لبنان».

وتحدّث الجميل عن تهديدات أميركية بوضع «فيتو» على بعض المؤسسات، في حال تسلّم «حزب الله» وزارات معينة، إضافة إلى التلويح بوقف المساعدات عن الجيش اللبناني، وهو ما وصفه بـ«الكارثة» في حال نفذّ.

ولا تقل «المعركة الاقتصادية عن السياسية»، وفق الجميل، الذي يؤكد أن «الكتائب» مستمر في خوضها حتى النهاية، محذراً من انهيار اقتصادي حتمي تؤكده الأرقام المخيفة في ظل غياب أي رؤية واضحة لدى المسؤولين، قائلاً: «هذا الانهيار بات مسألة وقت، وليس أكثر، بعدما زاد عجز الدولة في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام مقارنة بالعام الماضي 130 في المائة». وهو هنا لا يستبعد أن يكون هذا الأمر أحد أسباب التأخر في تشكيل الحكومة، موضحاً: «إما الأطراف السياسية غير واعية للخطر المحدق في لبنان، القادم على أيام أكثر سوءاً، أو أنهم يماطلون في تشكيل الحكومة هرباً منهم من مسؤولية ما سيحصل، وبالتالي هناك مشكلة في الحالتين، وعليهم بدل اعتماد هذه السياسة إعلان حالة طوارئ اقتصادية لإنقاذ البلد قبل فوان الأوان». ويشدد: «رغم هذا الواقع سنستمر في المواجهة، وفي طرح البدائل في مختلف القضايا، إنما لا يمكن ضمان تجنّب الانهيار، خصوصاً في ظل هذه الإدارة السياسية المعتمدة من قبل أحزاب السلطة التي تتصارع على الحصص الوزارية»، مضيفاً: «لكن للأسف حتى لو شكلت الآن الحكومة لن يتغير شيء، وإذا سقط الهيكل سيسقط على الجميع، ولن تبقى حصة لأحد».

وانتقد الجميل الحملات التي يشنها البعض ضد الدول العربية، تحديداً تلك الصادرة عن أحزاب وشخصيات في «فريق 8 آذار»، معتبراً أنهم بذلك يحاولون إبعاد لبنان عن أصدقائه التاريخيين، وكل من وقف إلى جانبه في أزماته، وأهمها الحرب الإسرائيلية في العام 2006. ويضيف: «لا نريد أن يكون لبنان جزءاً من الصراع الإقليمي، لكن نرفض أيضاً أن يكون منبراً للتهجّم على دول لطالما كانت لها أيادٍ بيضاء في تاريخه، وعلى هذه الدول أن تدرك تماماً أن هناك أحزاباً وشخصيات في لبنان لن تساوم على هذا الأمر». وعن مشاركة «الكتائب» في الحكومة المقبلة، قال الجميل «لم يتواصل معنا أحد لهذا الغرض، فيما يحاول البعض استخدام اسمنا بتصريحاتهم لأغراض إعلامية، وليس أكثر، وهم يعرفون جيداً أننا لم ولن نساوم، لا على شهدائنا ولا على مبادئنا، لأننا لا نباع ولا نشترى». وفيما رفض الحديث عن «جبهة مسيحية» معارضة، مشدداً على أن المرحلة الحالية ليست مرحلة «جبهات طائفية»، أبدى استعداده لعقد تحالفات سياسية تخدم مصلحة البلد. وقال: «تبقى الأهداف أهم من التحالفات إذا وجدت النية لدى الأطراف الأخرى لتصويب اعوجاجهم وتحالفاتهم. نحن من بقي في (فريق 14 آذار)، وهم ذهبوا إلى (فريق 8 آذار) وتحالفوا معه وانتخبوا مرشّح (حزب الله) للرئاسة، ورغم كل ما نتج عن هذه التسوية لا يزال البعض متمسكاً بها». وفيما ذكّر بأنه كان من بين أول من طلب من موسكو التدخل لإيجاد حل لقضية النازحين السوريين في لبنان، انتقد السياسة المتبعة من قبل الحكومة والوزارات المعنية في هذا الملف. وانتقد «التيار الوطني الحر» الذي كان ممثلاً بعشرة وزراء في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بين عامي 2011 و2013، أي في بداية الأزمة السورية، ورفض حينها إقامة مخيمات للنازحين، سائلاً: «هم ينتقدون اليوم لكنهم ماذا فعلوا حينها؟».

 

«التيار الوطني الحر» خارج التحالفات ليكون «كتلة الوسط»

قيادي سابق: الإشكالية أن التيار الوطني الحر يمارس المعارضة وهو على رأس السلطة

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/لا يرى «التيار الوطني الحر»، الذي يرأسه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، في سقوط معظم تحالفاته السياسية، أي إشكالية يتوجب التعامل معها، بل بالعكس يعتبر أنه كلما نجح بالتموضع في الوسط كلما اقترب من تحقيق أهدافه ورؤيته السياسية الإصلاحية. وترنحت في الآونة الأخيرة معظم تحالفات «التيار» السياسية، حتى إن بعضها سقط مؤخراً، وأبرزها تحالفه مع «القوات اللبنانية» بعد قرار باسيل تعليق العمل بـ«اتفاق معراب»، لاعتباره أن رئيس «القوات» سمير جعجع لا يلتزم حقيقة بدعم العهد. ويواجه حالياً تفاهمه السياسي مع تيار «المستقبل»، الذي قام على أساس التسوية الرئاسية التي أوصلت العماد ميشال عون إلى سدة رئاسة الجمهورية، تحديات كبرى في ظل الخلاف على الصلاحيات والحصص في عملية تشكيل الحكومة. أما تحالفه مع «حزب الله»، والقائم على أساس ورقة تفاهم وقعت في العام 2006، فيمر كل فترة بامتحان جديد، وقد رفعت كتلة الحزب النيابية مؤخراً الصوت بوجه وزير الطاقة على خلفية أزمة الكهرباء المستمرة. وانفجر خلاف «التيار» المستحكم مع الحزب «التقدمي الاشتراكي» على خلفية قيام وزراء الحزبين بإقالة موظفين تبعاً لانتماءاتهم السياسية. أما الخلاف مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي كاد يتحول لمواجهات في الشارع قبل فترة، فتم استيعابه بالحدود الدنيا، إلا أن «أمل» و«الوطني الحر» يبقيان ألد الأخصام في السياسة.

ولعل العلاقة مع تيار «المردة»، الذي يرأسه النائب سليمان فرنجية، هي الأسوأ حالياً، وإن كان جمهور الفريقين آثر في الأشهر القليلة الماضية الالتزام بنوع من التهدئة غير المعلنة. ولا يعتبر أحد النواب في «التيار» أن كل ما سبق يؤشر إلى أزمة يتوجب معالجتها، بل بالعكس يرى أن وضع علاقاته السياسية «ممتاز»، متسائلاً: «هل المطلوب أن يذوب الفريق السياسي في الآخر كي يكون الوضع صحياً وطبيعياً؟». ويؤكد المصدر النيابي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التيار» حالياً خارج أي اصطفاف سياسي ويسعى ليكون كتلة «الوسط» التي تحافظ على التوازنات، قائلاً: «موقفنا حالياً مؤثر فإذا تفاهمنا مع فريق معين على ملف محدد أمَّنا الأكثرية والغلبة المطلوبة لتمريره». ويرى المصدر أن «لا فريق على الساحة اللبنانية يمتلك شبكة العلاقات الواسعة مع الفرقاء كافة التي يمتلكها (التيار الوطني الحر)»، لافتاً إلى أن لا حليف له بكل الملفات ولا خصم دائم له، «فنحن نتفق مثلاً مع الرئيس الحريري حالياً على السياسة الاقتصادية، ونختلف معه على بعض الخيارات السياسية، فيما نتفق مع الحزب على هذه الخيارات ونختلف على ملفات أخرى». ويضيف: «نحن قد نكون أشبه بـ(بيضة القبان) كما كان وليد جنبلاط في فترة سابقة، فمواقفنا واضحة تماماً في كل الملفات، سواء ملف النازحين أو الملف الاقتصادي، أو سياستنا الخارجية القائمة على تأمين المصلحة اللبنانية العليا، وبالتالي فإما نتلاقى مع فريق معين على وجهة نظر واحدة من هذه الملفات، أو مختلف معه، وهذا جوهر النظام السياسي الديمقراطي». وإذا كانت القيادة العونية تعتبر تموضعها السياسي الحالي يخدم رؤيتها وأهدافها، يرى القيادي العوني السابق أنطوان نصر الله أن «الإشكالية الأساسية في أداء القيادة العونية حالياً تكمن في أنه يمارس المعارضة وهو على رأس السلطة باعتبارها صاحب أكبر كتلة نيابية ووزارية»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «التيار يتصرف وكأنه لا يزال في الرابية علماً بأنه بات في قصر بعبدا». ويضيف نصر الله: «الخلافات السياسية مع الفرقاء طالت حتى من ساهموا في إيصال الرئيس عون إلى سدة الرئاسة، لأن رئيس التيار يتعاطى معهم وكأنه هو من يسلفهم وكأن الكل فاسدون، علماً بأنه لا يتوانى في الجلوس والتفاهم معهم حين تقتضي مصلحته ذلك». ويشير نصر الله إلى أن «الوطني الحر» و«المستقبل» كانا يعولان على الفوز بـ65 نائباً في الانتخابات النيابية الماضية فيشكلان حكومة أكثرية، «لكن وبعد فشلهما في تحقيق ذلك أصبح كل فريق يسعى لرفع سقف مطالبه ما جعلنا في واقع سياسي مأزوم». ويضيف: «كما أن هناك من فتح معركة رئاسة الجمهورية باكراً جداً ما أدى إلى نوع من الصدمة حتى في صفوف من هم قريبين من جو (التيار الوطني الحر)».

 

التهديدات المتبادلة بين حزب الله واسرائيل مؤشر خطير.

الجمهورية/السبت 22 أيلول 2018/تخوّفت مصادر ديبلوماسية غربية من ان تنزلق التهديدات المتبادلة بين «حزب الله» واسرائيل الى ما هو أخطر في المرحلة المقبلة. وقالت المصادر لـ«الجمهورية»: انّ بلوغ التهديدات هذا الحد من استعراض القوة، من قبل الجانبين مؤشّر خطير، ويبعث على القلق من احتمالات أسوأ يمكن ان تطرأ في أي لحظة اذا ما خرجت الأمور عن السيطرة. بدورها، قالت مصادر ديبلوماسية أممية لـ«الجمهورية» انّ الامم المتحدة على تواصل دائم مع كل الاطراف وتدعوها الى تجنّب السقوط في اي منزلقات، والى ممارسة المستوى الاعلى من ضبط النفس». وإذ اشارت المصادر الى انّ قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان على تواصل مستمر مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي، تفيد تقارير قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان انّ الوضع على جانبي الحدود هادىء وينعم بالاستقرار.

وشددت المصادر على تعاون كل الاطراف مع اليونيفيل، واكدت اهمية الدور الذي تضطلع به للحفاظ على الاستقرار في الجنوب اللبناني، وضرورة استمرار كل من لبنان وإسرائيل بالتزاماتهما بقرار مجلس الأمن 1701، لافتة الى انّ الامم المتحدة تواصل جهودها في سبيل إبقاء الحفاظ على الاستقرار في لبنان هو الاولوية، مذكّرة في الوقت نفسه بما أكد عليه الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس لناحية استئناف الحوار الوطني في لبنان بهدف التوصّل إلى استراتيجية للدفاع الوطني.

في هذا الوقت، وفيما قال مرجع كبير لـ«الجمهورية» ان موقف لبنان معروف لناحية التزامه الكامل بمندرجات القرار 1701، الذي تخرقه اسرائيل براً وبحراً وجواً، ولناحية قراره بحماية ارضه والدفاع ومواجهة اي احتمالات اسرائيلية، كشفت مصادر وزارية لـ»الجمهورية» انّ تأكيدات تلقّاها لبنان، سواء من الاميركيين او الاوروبيين بالحرص على استمرار الاستقرار في لبنان وعدم الاخلال به. ولم تُشر المصادر الى ما اذا كانت هذه التأكيدات قد جاءت بعد التهديدات المتبادلة ام قبلها، الّا انها قالت: سواء كانت قبل التهديدات ام بعدها، الواضح انها تعكس تأكيداً مباشراً من قبل الاميركيين تحديداً، على انّ جبهة لبنان ليست قريبة من الاشتعال. والسبب الاساس في ذلك هو انّ الاميركيين لا يريدون بؤر توتر اضافية في المنطقة، أولويتهم اليوم هي سوريا والتطورات المتسارعة فيها عسكرياً وسياسياً، وكيفية إدارة الصراع السياسي المحتدم بينهم وبين الروس.

وكانت الساعات الـ48 الماضية قد شهدت تصاعداً في وتيرة التهديدات بين «حزب الله» واسرائيل، حيث وجّه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله تحذيراً لإسرائيل من عاقبة وخيمة لها في حال شَنّت عدواناً على لبنان. وخلال إحياء مراسم اليوم العاشر من محرّم (عاشوراء)، امس الاول، حيث نظّم الحزب مسيرة حاشدة في الضاحية الجنوبية، أكد نصرالله «أنّ إسرائيل تعلم أنّ محور المقاومة «عائد أقوى من أي زمن مضى»، لافتاً إلى أنّ العدو يدرك أنّ نقاط ضعفه باتت مكشوفة، ويعرف جيداً نقاط القوة التي نمتلكها. وإذ اشار الى انّ «العدو يعرف أنّ هناك متغيّرات كبرى حصلت في المنطقة لم يكن يتوقعها»، قال: إنّ «المقاومة تملك إمكانيات تسليحية بما يجعل إسرائيل تواجه مصيراً لم تتوقعه إذا فرضت حرباً على لبنان، والإسرائيلي يتهيّب أيّ معركة في المنطقة وخصوصاً مع لبنان، ويعلم أنّ أيّ حرب ستكون لها تداعيات كبيرة». وشدّد نصر الله على أنّ «الجيش الإسرائيلي الذي كان يهدّد باجتياح بيروت لم يعد موجوداً». وتوجّه إلى الإسرائيليين بالقول «إنّ الله مدّ في عمري وأنتم تسعون في الليل والنهار لقتلي، ولكنكم فشلتم ووجودي هو دليل على فشلكم». وفي وقت لاحق، ردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على كلام السيد نصرالله، مهدداً بتوجيه ضربة قاسية الى «حزب الله». وقال نتنياهو في تصريح له، خلال المراسم الرسمية التي أقيمت في جبل هرتسل في القدس، إحياء لذكرى حرب تشرين الأول 1973، إنه «استمع للتصريحات النارية التي أطلقها نصرالله». أضاف: «الأخير قال بعد حرب الـ2006 انه لو كان يعلم ماذا سيكون الرد الإسرائيلي على خطف جنودنا آنذاك، لكان فَكّر مرتين. وأقول لنصرالله: عليك التفكير عشرين مرة قبل التعدي على اسرائيل، لأنه لو اعتدى علينا، فإنه سيتلقّى ضربة ساحقة لا يستطيع تصورها حتى».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

روحاني يطلق يد قواته لتحديد منفذي هجوم الأهواز

العربية.نت/22 أيلول/18/قالت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء إن الرئيس، حسن روحاني، أمر قوات الأمن بتحديد هوية المسؤولين عن الهجوم على عرض عسكري، اليوم السبت. وأسفر الهجوم في مدينة الأهواز بجنوب غربي البلاد عن مقتل 29 شخصاً على الأقل.

وذكر التلفزيون الرسمي أن الهجوم استهدف منصة احتشد فيها المسؤولون لمتابعة الحدث الذي يقام سنويا بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية التي دارت بين عامي 1980 و1988. من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن بلاده سترد "بسرعة وحسم" على الهجوم، محملاً عملاء "نظام أجنبي" المسؤولية عنه. وكتب ظريف تغريدة قائلاً "هاجم إرهابيون الأهواز بعد أن قام نظام أجنبي بتجنيدهم وتدريبهم وتسليحهم ودفع الأموال لهم". وكانت وكالة أنباء (إيسنا) شبه الرسمية نشرت صوراً لآثار الهجوم، حيث بدا جنود بالزي العسكري وملابسهم مخضبة بالدماء، يقومون بمساعدة بعضهم بعضا على الابتعاد.

 

إيران تستدعي سفراء أوروبيين بعد هجوم الأحواز

العربية.نت/22 أيلول/18/أعلنت حركة "النضال العربي لتحرير الأحواز" المسؤولية عن الهجوم الذي استهدف العرض العسكري للحرس الثوري الإيراني، والذي أسفر عن 29 قتيلا وعشرات الجرحى. واستدعت السلطات الإيرانية سفراء هولندا، والدنمارك، وبريطانيا مساء السبت بشأن هجوم الأحواز، واتهمت بلدانهم بإيواء جماعات إيرانية معارضة. وكان وزير الخارجية محمد جواد ظريف حمل الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية عن الهجوم. موضوع يهمك ? قال يعقوب حر التستري، المتحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأهواز، السبت، في مداخلة مع "العربية" إن تبني داعش لعملية...لماذا كذب داعش وتبنى هجوم الأهواز في إيران؟ إيران

ووسط ارتباك في التصريحات الرسمية الإيرانية حول الجهة المسؤولة، أمر الرئيس حسن روحاني قوات الأمن باستخدام كل سلطاتها لتحديد هوية منفذي الهجوم. وكان التلفزيون الرسمي الإيراني قد أعلن أن هجوماً استهدف عرضاً عسكرياً، السبت، في الأهواز بجنوب غربي إيران أسفر عن مقتل 29 وإصابة العشرات.وذكر التلفزيون الرسمي أن الهجوم استهدف منصة احتشد فيها المسؤولون لمتابعة الحدث الذي يقام سنويا بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية التي دارت بين عامي 1980 و1988. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية بأن حصيلة الهجوم ارتفعت إلى 29 قتيلاً، وأصيب أكثر من 60 شخصاً. ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن حاكم "إقليم خوزستان"، علي حسين حسين زاده، قوله "إن متشددين اثنين قتلا، واعتقل اثنان آخران". من جهته، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية الجنرال عبد الفضل شكرجي للتلفزيون الرسمي إن "من أصل أربعة مهاجمين أرسل ثلاثة إلى الجحيم في عين المكان ولحق بهم بعد قليل الرابع الذي أصيب وأوقف بسبب خطورة إصابته".

 

روحاني يأمر بتحديد هوية منفذي هجوم الأحواز ويتوعد بـ«رد ساحق»

لندن/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/توعد الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم (السبت) بـ«رد ساحق» على هجوم وقع خلال عرض عسكري في الأحواز جنوب غرب البلاد، ما أدى لمقتل 29 شخصاً على الأقل، بينهم عناصر من «الحرس الثوري».

وقال روحاني، في بيان على موقعه الرسمي، إن «الرد سيكون ساحقاً على أصغر تهديد. وعلى الذين يقدمون الدعم المعلوماتي والإعلامي لأولئك الإرهابيين أن يحاسبوا». كما أمر روحاني قوات الأمن باستخدام كل السلطات لتحديد هوية المسؤولين عن الهجوم على العرض العسكري، حسبما نقلت عنه وكالة «الطلبة» الإيرانية. يذكر أن تنظيم «داعش» أعلن مسؤوليته عن الهجوم، عبر بيان نقلته وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم الإرهابي. كما أعلنت جماعة عربية أحوازية في وقت سابق مسؤوليتها عن الهجوم. وقال متحدث باسم «حركة النضال العربي لتحرير الأحواز»، وهي جماعة عربية مناهضة للحكومة الإيرانية، لوكالة «رويترز»، إن المنظمة التي تنضوي حركته تحت لوائها مسؤولة عن الهجوم على العرض العسكري. وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد أكد أن طهران سترد «بسرعة وحسم» على الهجوم، محمّلا «عملاء لنظام أجنبي» المسؤولية عنه.

 

29 قتيلاً في هجوم الأحواز... و«داعش» يتبنى/مسلحون استهدفوا عرضاً عسكرياً... «والحرس» يتوعد

لندن/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/ذكرت التلفزيون الرسمي الإيراني أن 29 شخصا قتلوا و57 آخرين أصيبوا اليوم (السبت) في الهجوم المسلح الذي استهدف عرضا عسكريا في الأحواز جنوب غربي البلاد، وتبناه تنظيم «داعش» المتطرف وجماعة عربية مناهضة لطهران. وقالت وكالة «تسنيم» للأنباء أن 12 من عناصر «الحرس الثوري» لقوا مصرعهم في الهجوم. وتوعد مسؤول كبير «الحرس الثوري» بالرد على الهجوم.  ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن يحيى رحيم صفوي المسؤول الكبير بـ«الحرس» قوله «على الأعداء ألا يتوهموا أن بوسعهم أن ينالوا العزة بهذه الفعلة المشؤومة. سيرد شعب إيران وقواتها المسلحة على هذا». وذكرت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «داعش» إن التنظيم المتطرف قد أعلن مسؤوليته عن هجوم الأحواز.  وكانت جماعة عربية أحوازية قد أعلنت في وقت سابق مسؤوليتها عن الهجوم. وقال متحدث باسم «حركة النضال العربي لتحرير الأحواز»، وهي جماعة عربية مناهضة للحكومة الإيرانية، لوكالة «رويترز» إن المنظمة التي تنضوي حركته تحت لوائها مسؤولة عن الهجوم على العرض العسكري. وقال التلفزيون الرسمي إن الهجوم، الذي سقط فيه أيضا أكثر من 60 مصابا، استهدف منصة احتشد فيها المسؤولون لمتابعة حدث يقام سنويا بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية التي دارت من عام 1980 إلى عام 1988. وأظهر مقطع مسجل جرى توزيعه على وسائل الإعلام الإيرانية جنودا يزحفون على الأرض بينما تنطلق أعيرة نارية صوبهم. ونُقل عن علي حسين حسين زاده نائب حاكم إقليم خوزستان قوله إن من المتوقع ارتفاع عدد القتلى. وحمّل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «عملاء» تدعمهم الولايات المتحدة بالمسؤولية عن الهجوم، وتعهد برد «سريع وحاسم». وأظهر مقطع مسجل بثه الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي جنودا مذهولين موقع الهجوم يتساءل أحدهم «من أين جاؤوا؟». وردّ آخر «من خلفنا». وقالت وكالة «الطلبة» للأنباء إن أربعة متشددين نفذوا الهجوم وقتل منهم اثنان.  ونقل التلفزيون الرسمي عن مراسله قوله «بدأ إطلاق النار من قبل عدة مسلحين من وراء المنصة أثناء العرض. هناك قتلى ومصابون كثيرون». وذكرت وكالة «مهر» شبه الرسمية للأنباء أنه حدث إطلاق نار أيضا بعد الهجوم أثناء ملاحقة بعض المهاجمين الذين تمكنوا من الفرار. من جانبه، قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه لنظيره الإيراني حسن روحاني اليوم بعد الهجوم.   ونقلت وكالات الإعلامية الروسية عن الكرملين قوله إن موسكو مستعدة لتعزيز الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب. من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام عراقية بأن إيران أغلقت منفذي الشلامجة والشيب الحدوديين مع العراق، بعد الهجوم الذي استهدف العرض العسكري في الأحواز.

 

مؤشرات إلى تحضيرات لعملية عسكرية في إدلب رغم الاتفاق مع تركيا وروسيا تنتشل أجهزة تجسس سرية من أشلاء الطائرة المحطمة

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/اتضحت بعض التفاصيل المتعلقة بإعلان روسيا إغلاق منطقة واسعة في شرق المتوسط أمام عبور السفن وحركة الطائرات. ونقلت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، عن مصادر أن موسكو تعمل لانتشال أجهزة تجسس بالغة الدقة والسرية كانت مزودة بتقنيات طائرة الاستطلاع «ايليوشين20» التي أسقطت قبالة الشواطئ السورية قبل أيام. وأفادت الصحيفة أن سفينة متخصصة تابعة للبحرية الروسية اتجهت إلى السواحل السورية و«ينتظر أن تصل اليوم (أمس) إلى موقع تحطم طائرة الاستطلاع لانتشال معدات سرّية جدا منها». وأوضحت أن السفينة التابعة لوحدات الإنقاذ والتدخل السريع من طراز «سيليغير» تحمل أجهزة غوص صغيرة يتم توجيهها عن بعد، من طراز «سوبر غنوم» و«أر تي - 2500» ويمكنها أن تغوص في مياه البحر إلى عمق 2.5 ألف متر، من دون طاقم بشري.

وفسرت الصحيفة أهمية الاستعانة بالتقنيات والقدرات التي تحملها سفينة «سيليغير» التي وصفت بأنها «تابعة لما يسمى بالأسطول السري»، بهدف انتشال المعدات والأجهزة الحساسة الموجودة على متن طائرة التجسس المنكوبة، لأن «حطام طائرة «إيليوشين - 20» غرق في موقع عميق في مياه البحر، ولا يمكن ترك أي عدو محتمل يستحوذ على الأجهزة السرية التي كانت على متن الطائرة التي تناثرت أشلاؤها في قاع البحر».

وكانت وسائل إعلام روسية نقلت في وقت سابق أن طائرة «اليوشين20» كانت تقوم عادة بتصوير مسرح العمليات العسكرية وتنقل بنظام بث مباشر معطيات وصورا للضربات التي توجه من الجو إلى أهداف أرضية. ولم تستبعد أنها عندما أصيبت بصاروخ سوري كانت تقوم بنقل تفاصيل الغارات الإسرائيلية على مواقع في اللاذقية. وأعلنت البحرية الروسية أول من أمس عن إغلاق قطاعات واسعة من شرق المتوسط، قبالة سواحل لبنان وسوريا وقبرص، من أجل إجراء مناورات تدريبية، وعمليات إطلاق تجريبية لصواريخ. ورجحت أوساط روسية أن يكون بين أهداف الإغلاق منع السفن والطائرات من الاقتراب من موقع سقوط الطائرة. على صعيد آخر، تزايدت المؤشرات إلى أن الاتفاق الروسي – التركي حول إدلب اشتمل على تفاهم بشن عمليات عسكرية ضد المواقع التي تسيطر عليها «جبهة النصرة» وبعض الفصائل المتشددة الأخرى، في حال رفضت الامتثال لبنود الاتفاق الذي يقضي بانسحابها من المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في موعد أقصاه منتصف الشهر المقبل، وتسليم أسلحتها الثقيلة قبل حلول العاشر من الشهر المقبل. ولفت المعلق السياسي لـصحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» أمس، إلى أن السفن الروسية في المتوسط تجري استعدادات للمشاركة بعملية عسكرية محتملة، وقال إن أسلحتها باتت موجهة نحو إدلب. ورغم أن المقالة استندت إلى معطيات نشرتها وسائل إعلام لبنانية تحدثت عن توجه «النصرة» لإفشال الاتفاق الروسي – التركي، لكن مؤشرات عدة عززت هذا التوجه وهو ما برز من خلال إعلان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن القوات التركية ستستمر في عملياتها العسكرية في إدلب بالتنسيق مع الجانب الروسي. أما وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو فقد أعلن عن خطط زيادة عدد القوات التركية في المحافظة. وزادت الصحيفة أن موسكو بدورها تستعد أيضا للقيام بعمليات عسكرية ضد هذه المجموعات. ورأت أن بين أهداف الإعلان المفاجئ عن إجراء المناورات البحرية الروسية بالإضافة إلى مسألة انتشال التقنيات السرية من الطائرة الغارقة، الاستعداد لاحتمال تنفيذ عملية عسكرية في إدلب. وأوضحت الصحيفة أن الاختبارات التي أعلنت عنها موسكو تتضمن اختبار صواريخ «كاليبر» حديثة وأنواع جديدة من صواريخ تكتيكية - عملياتية متوسطة المدى. وهي تقنيات وأسلحة استخدمتها القوات الروسية في عمليات سابقة في مدن سورية عدة.

وزاد أمس من تأكيد هذا الاستعداد تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية «ليس حلا نهائيا، بل خطوة مرحلية وضرورية بالنسبة للتسوية السورية». وقال لافروف إن الاتفاق الروسي - التركي بشأن إدلب يهدف بالدرجة الأولى إلى القضاء على تحدي الإرهاب، وهو خطوة مرحلية من دون أدنى شك، لأن الحديث يدور فقط عن إنشاء منطقة منزوعة السلاح، لكنها خطوة ضرورية لأن ذلك سيتيح منع القصف المتواصل من منطقة خفض التوتر في إدلب لمواقع القوات السورية وقاعدة «حميميم» الروسية.

وذكر لافروف أن الاتفاق يقضي بانسحاب جميع مسلحي «جبهة النصرة» من المنطقة منزوعة السلاح حتى منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، مؤكدا أن موسكو وأنقرة نسقتا معايير عبور المسلحين لحدود المنطقة منزوعة السلاح.

وردا على سؤال عن تصريحات ممثلين عن المعارضة السورية بأن اتفاق إدلب نسف تطلعات الرئيس السوري بشار الأسد للسيطرة على المحافظة، أشار لافروف إلى أن «تقييمات المعارضة لا تصب، بحسب رأي موسكو، في مجرى احترام مهمة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، كما تنص عليه قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة».وزاد أن «أكبر تهديد لسيادة سوريا ووحدتها يأتي من شرق الفرات، من المناطق الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من قبل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، حيث تُقام تحت إشراف أميركا هياكل تتمتع بحكم ذاتي»، مشددا على أن موسكو كانت وستظل تطالب الولايات المتحدة بوقف هذه الأنشطة غير المشروعة. في غضون ذلك، أعلن سفير الولايات المتحدة لدى موسكو، جون هانتسمان، أن واشنطن وموسكو «تتعاونان بشكل وثيق لحل المسألة السورية»، وأشار إلى ما وصفه بأنه «عمل نشط ومهم يجري وراء الكواليس» لتسوية الوضع في سوريا. وأضاف الدبلوماسي الأميركي أنه «سيتم تقدير تقدمنا في سوريا بمدى فاعلية قدرتنا على حل المسائل معا». علما بأن موسكو أعلنت أكثر من مرة في الأسابيع الأخيرة أن قنوات الاتصال في شأن التسوية السورية مع واشنطن ليست نشطة، ولفتت إلى أن القناة الوحيدة التي ما زالت تعمل بشكل فعال هي القناة العسكرية لتجنب وقوع حوادث بسبب غياب التنسيق.

 

أنقرة تعمل مع موسكو لإقامة «المنطقة العازلة» في إدلب

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أن بلاده تعمل مع روسيا لإقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية. وقال كالين: «إننا ننسق مع روسيا لإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب، وإخراج العناصر الإرهابية منها، وسيبدأ تنفيذ ذلك اعتباراً من 15 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل».وشدد كالين، في مؤتمر صحافي أمس (الجمعة)، على أن بلاده ستواصل اتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز قوة نقاط المراقبة التي أنشأتها في إدلب، وقال إن جهاز المخابرات والمؤسسات الأمنية التركية ستواصل بكل عزم عملياتها خارج البلاد ضد «التنظيمات الإرهابية». واعتبر كالين أن تحميل جميع أعباء الأزمة السورية، ومسألة إدلب، ومكافحة الإرهاب، على عاتق تركيا ليس عدلاً، ولا يمكن القبول به، مطالباً المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته السياسية والإنسانية، بالتوازي مع ما سماه «قيام الرئيس رجب طيب إردوغان بدبلوماسية تخدم السلام العالمي». في السياق ذاته، أكد مجلس الأمن القومي التركي أهمية الاتفاق المبرم مع روسيا، الذي نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام ومناطق المعارضة في إدلب، شمال غربي سوريا.

وذكر المجلس، في بيان صدر الليلة قبل الماضية، عقب اجتماعه برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان بالقصر الرئاسي في أنقرة، أن الاجتماع بحث التطورات الداخلية والخارجية التي تهم الأمن القومي للبلاد بجميع جوانبها، موضحاً أن المجلس اطلع على معلومات بشأن العمليات داخل وخارج البلاد ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد الوحدة الوطنية. وعبر المجلس عن ترحيبه بالنتائج الإيجابية لمبادرات تركيا الرامية إلى الحيلولة دون تفاقم المأساة الإنسانية المتواصلة منذ سنوات في سوريا، وتقليل الخسائر إلى الحد الأدنى، وتقديم إسهامات من أجل السلام.

وأضاف: «وفي هذا الإطار، تم التأكيد على أهمية الاتفاق المبرم مع روسيا، حول إيقاف الهجمات ضد منطقة خفض التصعيد في إدلب»، وأشار إلى أن تركيا - التي أسست 12 نقطة مراقبة في منطقة خفض التصعيد بإدلب على ضوء مسار آستانة - راجعت التدابير التي تتخذها حيال مواصلة وجودها هناك بشكل آمن. وشدد المجلس على استمرار تركيا في بذل الجهود بكل صدق من أجل نجاح مساري جنيف وآستانة، واتفاق سوتشي مع روسيا، وأوضح أنه يتطلع إلى تطبيق دقيق لخريطة الطريق التي تم الاتفاق حولها بشأن تطهير منطقة منبج في سوريا من الإرهابيين. وأكد الحزم في زيادة ومواصلة الجهود لتطهير المناطق السورية الأخرى الممتدة على طول الحدود الجنوبية لتركيا من الإرهاب خلال أقرب وقت (على غرار عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون»).

ودعا المجلس المجتمع الدولي إلى تنفيذ التزاماته السياسية والإنسانية بسرعة وفعالية أكثر، من أجل حل الأزمة السورية، وأشار إلى أن تسليم الإرهابيين الذين تم القبض عليهم خارج البلاد، كنتيجة لعمليات ناجحة لمؤسستي المخابرات والأمن، للعدالة في تركيا، يعتبر مؤشراً لحزم تركيا في مكافحة الإرهاب، مؤكداً استمرار مثل هذه العمليات في الخارج. وفي 12 سبتمبر (أيلول) الحالي، تمكن جهاز المخابرات التركي، عبر عملية خاصة، من جلب مصطفى نازك، مخطط هجوم «ريحانلي» الإرهابي (بولاية هطاي، جنوب تركيا، عام 2013)، من مدينة اللاذقية السورية إلى الأراضي التركية. وكشفت التحقيقات مع نازك عن معلومات مهمة حول علاقة مخابرات النظام السوري بالهجوم. إلى ذلك، قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إن تركيا لعبت دوراً إيجابياً في منطقة إدلب السورية، وذلك بعد أن أعلنت تركيا وروسيا، يوم الاثنين الماضي، إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب. وأضاف ماس، في مؤتمر صحافي في برلين أمس (الجمعة): «رأينا أيضاً أن تركيا لعبت دوراً إيجابياً للغاية في المناقشات بخصوص سوريا وإدلب، واستطاعت في النهاية أن تتفق مع روسيا على منطقة منزوعة السلاح، وهي مسألة بالغة الأهمية».

وفي ما يتعلق بالوضع في منطقة منبج، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إنها أنهت العمل تقريباً على إنشاء دوريات مشتركة مع أميركا في مدينة منبج السورية، وسيبدأ قريباً تنفيذ هذه الدوريات، مضيفاً أن «أولويات أنقرة تتمثل في تطهير جميع المناطق السورية من الإرهاب، بما فيها المناطق التي تقع تحت سيطرة (وحدات حماية الشعب) الكردية»، مشيراً إلى أن بلاده تتطلع إلى تطبيق خريطة طريق منبج بالشكل المُخطط له، ودون أي تأخير. وأضاف أنه «لا يمكن القبول بتطبيق خريطة الطريق المتعلقة بمنبج من ناحية، وعلى الجانب الآخر مواصلة الولايات المتحدة توفير جميع أشكال الدعم العسكري والمالي والسياسي والإعلامي لـ(الوحدات) الكردية».

 

أنقرة طلبت من باريس دعم الاتفاق حول إدلب

باريس/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/كشف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن تركيا طلبت من فرنسا "دعم" الاتفاق الروسي التركي حول محافظة إدلب السورية في مجلس الأمن، كما جاء مقابلة تنشرها صحيفة "لوموند" اليوم (السبت).

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي الذي تشغل بلاده مقعدا دائما في مجلس الأمن أن "التحذيرات والضغوط التي مارسناها في مواجهة خطر حصول كارثة إنسانية وأمنية - في إدلب - كانت مفيدة". وأكد أهمية الدور الذي اضطلعت به فرنسا خصوصا بعد فشل الدول الراعية لمحادثات أستانا في التوصل إلى اتفاق في قمة طهران. وأشار إلى "مطالبة تركيا فرنسا بالتحرك في مجلس الأمن لدعم الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إدلب". وكان الرئيسان الروسي والتركي قد أعلنا، عقب قمة في منتجع سوتشي الاثنين الماضي، الاتفاق على إقامة "منطقة منزوعة السلاح" في إدلب اعتبارا من 15 أكتوبر (تشرين الأول)، للحؤول دون شن قوات نظام بشار الأسد هجوماً على المحافظة التي يسكنها نحو ثلاثة ملايين نسمة. وأعلن مصدر دبلوماسي فرنسي أن الاتفاق التركي الروسي قد يتم تبنيه "بواسطة قرار في مجلس الأمن أو بيان" صادر عنه، مضيفا أن الأمر قيد البحث في نيويورك. وتعقد الأمم المتحدة الأسبوع المقبل جمعيتها العامة الثالثة والسبعين في نيويورك حيث يتوقع أن يكون موضوع إدلب في صلب النقاشات.

 

نتنياهو يسعى لإقناع بوتين بالعودة إلى التفاهمات في سوريا وقائد سلاح الجو الإسرائيلي يبلغ حكومته نتائج زيارته إلى موسكو

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/رغم عدم اطمئنان تل أبيب إلى انتهاء أزمتها مع موسكو، على خلفية سقوط الطائرة الروسية ومقتل ركابها، أعلن قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميكام نوركين، أنه نجح، خلال زيارته إلى روسيا بتقليص حجم الأزمة وبعودة التنسيق الأمني رفيع المستوى بين قيادتي الجيشين حول نشاطهما في سوريا. وقالت مصادر سياسية، إن نوركين أبلغ الحكومة، حال عودته من موسكو فجر أمس بأن الروس أوضحوا له بأنهم يحظرون تحليق أي طائرات أجنبية في الأجواء السورية، لكنه خرج بانطباع قوي بأن «هذا الوضع لن يدوم، وأنه سيتاح للطيران الحربي الإسرائيلي العودة إلى شن غاراته في سوريا. فقد نقل تخوف إسرائيل من استغلال إيران للوضع الجديد، الذي تمنع فيه روسيا الطيران الإسرائيلي، فتنقل أسلحة إلى سوريا ومنها إلى (حزب الله) في لبنان».

وقالت تقارير إعلامية إسرائيلية، أمس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول حالياً إنقاذ التفاهمات بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، المقربة من نتنياهو، إن هذه التفاهمات «تقضي بألا تُسقط إسرائيل شعرة من شعر رأس (رئيس النظام السوري بشار) الأسد. وفي المقابل، بوتين لن يعيق إسرائيل من العمل ضد إيران كما تشاء. هكذا كانت الصفقة التي ستُمتحن الآن من جديد في ضوء الغضب الروسي من الغارات الإسرائيلية الأخيرة على اللاذقية».

وكان قائد سلاح الجو الإسرائيلي التقى مع عدد من كبار الجنرالات الروس، بينهم قائد سلاح الجو، في مقر وزارة الدفاع. وعرض وجهة النظر الإسرائيلية مما جرى، محاولاً الإقناع بأن إسرائيل بريئة من تهمة إسقاط الطائرة الروسية تماماً، وقال إن «المشكلة هي في إيران أولاً وسوريا ثانياً. وليس صحيحاً اتهامنا كمن بدأ المعركة، التي قادت إلى سقوط الطائرة الروسية. فمن بدأ هذه المعركة هم الإيرانيون، الذين أحضروا كميات كبيرة من الأسلحة الموجهة ضد إسرائيل، من إيران إلى سوريا ولبنان. فهم الذين استغلوا الوجود الروسي في اللاذقية وهم يعرفون تماماً أننا لن نسمح بهذه الأسلحة». وحمل نوركين معه إلى موسكو أشرطة فيديو توثق حادثة إسقاط الطائرة الروسية منذ انتهاء القصف الإسرائيلي على اللاذقية، والتي تبين أن السوريين أطلقوا صواريخهم إلى السماء بشكل عشوائي تام ولمدة غير معقولة، تصل إلى 40 دقيقة متواصلة، غالبيتها لم تكن موجهة للطائرات الإسرائيلية. وتبين أن سقوط الطائرة الروسية تم عندما كانت الطائرات الإسرائيلية الأربع المقاتلة، التي هاجمت المواقع السورية - الإيرانية في اللاذقية، قد عادت إلى الأجواء الإسرائيلية وبدأت عملية الهبوط في قاعدتها العسكرية على بعد 200 كيلومتر من اللاذقية. وقدم نوركين، حسب تلك التقارير «وثائق وتسجيلات تدل على أن سلاح الجو الإسرائيلي كان قد أبلغ الروس عبر الخط الهاتفي الأحمر بأنه سيقصف في اللاذقية ليس قبل أقل دقيقة، كما تدعي موسكو، بل بعد أكثر من دقيقة بكثير».

وقال نوركين، إن الجنرالات الروس وجهوا الكثير من الأسئلة المهنية والموضوعية وطلبوا خرائط ووثائق وتم تزويدهم بها على الفور، وبدا أنهم يتفهمون الكثير من جوانب الموقف الإسرائيلي. وأضاف «ذكرناهم كيف بدأ التنسيق الروسي - الإسرائيلي قبل ثلاث سنوات، وكيف أنه لم يقع أي خلل بين الطرفين. ولذلك؛ كم هو مهم أن نستمر معاً في هذا التنسيق ونحسنه أكثر».  وعقّب الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، عاموس يدلين، وهو طيار حربي سابق ويرأس اليوم «معهد أبحاث الأمن القومي» في تل أبيب، فقال إنه واثق من أن روسيا ستعيد فتح الأجواء السورية «بسبب حركة النقل المدنية»، لكنه أضاف أن «ثمة خطراً أن يشمل رد الفعل الروسي عمليات لتعزيز الدفاعات الجوية السورية، وبضمنها نقل منظومات دفاعية أكثر تطوراً، جرت مفاوضات حول شراء سوريا لها». وأضاف «ينبغي الأخذ بالحسبان أن جهات في الإدارة الروسية لا تتقبل حرية العمل التي منحتها روسيا لإسرائيل بالعمل ضد الوجود الإيراني، وأن تستغل هذه الحادثة من أجل المس بالعلاقات بين روسيا وإسرائيل، وبحرية عمل إسرائيل في سوريا. وربما تم التعبير عن ذلك من خلال شدة الانتقاد لإسرائيل في وسائل الإعلام الروسية. لكن عمق المصالح الإسرائيلية والروسية ستمكّن الجانبين من التغلب على هذه الحادثة. وليس معقولاً أن مصلحة روسيا هي المس بشكل جوهري حالياً بالعلاقات، المفيدة لها أيضاً، مع إسرائيل. ولذلك؛ يتوقع أن يتم حل الأزمة في الأيام القريبة بواسطة التوصل إلى تفاهمات بين زعيمي الدولتين، اللذين تسود علاقات ثقة بينهما. وينبغي أن نأمل بأن يتم التوصل إلى حل يتفق عليه الجانبان، وأن يكون مشابهاً تقريباً للترتيب المعمول به حتى الآن في الحيز السوري، إلى جانب قيود بالحد الأدنى على حرية العمل الإسرائيلي ونظام منع الاحتكاك».

 

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يحذّر من «انفجار فلسطيني»

تل أبيب/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/في خطوة غير تقليدية، حذّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت، حكومته، من تبعات الإجراءات العقابية التي اتخذتها الإدارة الأميركية ضد السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وضد وكالة غوث اللاجئين (الأونروا)، وقال إن هذه العقوبات لا تساعد إسرائيل، إنما تحشر الفلسطينيين في ضائقة وفي زاوية ضيقة، ما يهدد بانفجار توتر شديد. وكان آيزنكوت يتكلم في اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، في ساعة متأخرة من مساء الخميس، فحذر من «تصاعد احتمالات اندلاع أعمال عنف في الضفة الغربية»، نتيجة الإجراءات الأميركية والقرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية. وقال مصدر سياسي مطلع إن آيزنكوت، في عرضه لتقييم الجيش الإسرائيلي للأوضاع في المناطق الفلسطينية المحتلة والمحاصرة، قال إن «احتمالات تفجر الوضع في الضفة تتراوح بين 60 إلى 80 في المائة». وأضاف آيزنكوت: «إذا اندلعت أعمال عنف فستكون أكثر شدة من تلك التي نراها في قطاع غزة». وطلب من الحكومة المصادقة على موازنة إضافية للجيش في حال امتناعها عن اتخاذ إجراءات لتغيير الواقع، إذ إن التطورات التي يتوقعها في هذه الحالة ستنشئ الحاجة لنشر قوات كبيرة في الضفة «تستطيع مواجهة الاحتكاكات مع المواطنين الفلسطينيين». وتكلم رئيس الجيش الإسرائيلي بصراحة عن العلاقة بين التوتر المتصاعد في صفوف الفلسطينيين، وبين أخطار الانفجار. وقال: «في ظل الظروف الإشكالية الحالية، خصوصاً الصدام بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والقيادة الفلسطينية، والإجراءات الدبلوماسية والمالية والسياسية التي اتخذتها الإدارة الأميركية، بات الفلسطينيون يشعرون بأنهم محشورون في ضائقة وفي زاوية ضيقة. وينعكس هذا الشعور على تصرفات الرئيس محمود عباس، الذي يدفع نحو انفجار شامل أيضاً في قطاع غزة، لذلك فإنه لا يحول الرواتب حتى الآن لنحو 75 ألف موظف في القطاع. فهو يدفع إلى انفجار يقود إلى صدام بين إسرائيل و(حماس)، حتى لا يظل عنواناً وحيداً للغضب الإسرائيلي». وأشار المصدر السياسي ذاته إلى أن «الظروف الإشكالية التي دفعت آيزنكوت إلى هذا التقييم المتشائم هي المواجهة بين الرئيس الفلسطيني وإدارة دونالد ترمب، وعلاقات عباس الهشة مع بعض الدول والضغوط التي يتعرض لها للتوصل إلى مصالحة مع (حماس)، وهذا في ظل تراجع حالته الصحية». وذكرت المصادر أن آيزنكوت لفت نظر حكومته إلى أن الأسبوع المقبل قد يشهد توتراً شديداً في الضفة، بالتزامن مع إلقاء الرئيس الفلسطيني خطابه السنوي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الذي يتوقع أن يكون خطاباً هجومياً تجاه واشنطن وتل أبيب، وينعكس ذلك على الأرض بتفجر مواجهات في الضفة. وقال: «في سبتمبر (أيلول) من سنة 2015 انفجر الفلسطينيون بعد خطاب عباس في الجمعية العامة، فابتدعوا عمليات (الإرهاب الفردي)».

ونقل آيزنكوت، خلال كلمته، اقتراحات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على الوزراء في «الكابينيت»، للتخفيف ولو قليلاً من التوتر، منتقداً الحكومة على امتناعها عن تنفيذ مثل هذه التوصيات في الماضي. ومن ضمن اقتراحاته، «إجراء تحسينات اقتصادية في الضفة الغربية، والعمل على إدارة الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على الفلسطينيين بصورة سليمة، وتوفير بدائل للإجراءات والتقلصيات الأميركية». وقال: «الأميركيون لا يفهمون بالكامل تداعيات كل إجراءاتهم على الأرض، وإسرائيل هي التي تتلقى نتائجها على جلدها».

وشدد آيزنكوت على ضرورة الامتناع عن إشغال الجيش بالأوضاع الفلسطينية في الضفة والقطاع، لأنه «يجب التركيز على الجبهة الشمالية» (في إشارة إلى لبنان وسوريا). وقال: «هناك إمكانية لأن تجد إسرائيل نفسها في مواجهة في جبهات ثلاث، هي سوريا ولبنان وفي الضفة وكذلك في غزة». وأشار المصدر المذكور إلى أن وزراء حكومة اليمين أعضاء «الكابينيت»، لم يتأثروا لتصريحات آيزنكوت، واعتبروها «غير جديدة». وقال مسؤول كبير بينهم إن «الشعور العام لدى أعضاء (الكابينيت) هو أن رئيس الأركان تحدث إلى البروتوكول». ويلاحظ أن موقف القيادات العسكرية والأمنية في إسرائيل يصل أيضاً إلى الولايات المتحدة نفسها، حيث توجه 40 من أعضاء الكونغرس الأميركي، في عريضتين منفصلتين، إلى إدارة الرئيس ترمب، مطالبين بالتراجع عن قراراتها الأخيرة بحق الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية، والمتمثلة في حجب المساعدات المالية عن اللاجئين الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية ومستشفيات القدس وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن. واتهمت عريضة وقعها 34 عضو كونغرس، الرئيس ترمب، بالسعي لإضعاف قيادة منظمة التحرير عبر إفقار وبث اليأس بين صفوف المواطنين الفلسطينيين. فيما اتهمت العريضة الأخرى التي وقعها ستة من أعضاء الكونغرس، ترمب، باستخدام سياسات تجويع أبناء الشعب الفلسطيني كعامل ضغط على القيادة الفلسطينية لإجبارها على الجلوس إلى طاولة مفاوضات. وقالت عريضة النواب الستة «إن إغلاق مكتب ممثلية منظمة التحرير في واشنطن، يبعث إشارة بأن الإدارة الأميركية غير معنية بعملية السلام، وأنها عبر رفضها الإشارة لحل الدولتين، ومحاولة تغيير الوضع القانوني للاجئين الفلسطينيين، ونقل السفارة الأميركية للقدس، تحول دون إمكانية أن تكون الإدارة الأميركية وسيطاً نزيهاً لتحقيق عملية السلام».

 

ماكرون يلعب «دور الوسيط» بين ترمب والفلسطينيين/عباس: مستعدون لمفاوضات برعاية الرباعية الدولية ودول أوروبية وعربية

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/لم يسفر اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، أمس، عن إعلان ما لمبادرة فرنسية فيما خص الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أو الدعوة إلى اجتماع، أو مؤتمر دولي لإعادة إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ولعل أهم ما أسفر عنه هو تكليف الرئيس الفرنسي بأن ينقل إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي سوف يلتقيه يوم الاثنين في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، تفاصيل الموقف الفلسطيني وما تسعى إليه السلطة. ورغم غياب الثمار التي كان محمود عباس يسعى إلى قطفها في باريس، فإن الأجواء بينه وبين ماكرون كانت لطيفة على ما يبدو الأمر الذي انعكس عناقاً وابتسامات بين الطرفين عند مغادرة الوفد القصر الرئاسي بعد اجتماع مغلق ثم موسع زاد قليلاً على الساعة.

وفي حديثه المختصر إلى الصحافة (أربع دقائق ونصف دقيقة)، أشار الرئيس الفلسطيني إلى أربعة أمور رئيسية، أولها «دور الوسيط» الذي تكفل به ماكرون مع ترمب، موضحاً أن الرئيس الفرنسي «سيحدثه بما تحدثنا به»؛ انطلاقاً من مبدأ أن الطرف الفلسطيني «على ثقة بموقف فرنسا» التي «تمتلك دائماً وأبداً رؤية واهتماماً بالتوصل إلى حل». وعمد الرئيس الفلسطيني خلال الاجتماع إلى شرح تقويمه للوضع الراهن ولما يتوقعه من باريس. وذهب «أبو مازن» إلى الإشادة بالمواقف الفرنسية تجاه القضية الفلسطينية معتبراً أنها «موضع افتخار» للطرفين. ولم يشر أبو مازن إلى اللقاء الذي يُخطط له بين ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لكن إذا حصل هذا الاجتماع، فسيكون بطبيعة الحال حول النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، وأفق العودة إلى طاولة المفاوضات وشروطها، ومناقشة «الأفكار» التي يحملها الرئيس الفرنسي.

ويتناول الأمر الثاني، بحسب «أبو مازن»، مسألة وجود «مبادرة» فرنسية سبق للرئيس ماكرون أن أشار إليها في خطابه أمام سفراء بلاده عبر العالم في 27 الشهر الماضي. ويفهم من كلام عباس أن باريس ليست بصدد إطلاق مبادرة منفردة، بل إنها ستسعى لبلورة مبادرة أوروبية. وقال بهذا الصدد «فرنسا من أهم الدول الأوروبية وأعتقد أنها ستقود موقفاً أوروبياً، والرئيس حريص على هذا الدور». لكن متى سيبرز إلى العلن؟ أجاب «أبو مازن»، «لا أعرف». ويتقاطع كلام الرئيس الفلسطيني مع ما ذكرته مصادر رئاسية فرنسية قبل ثلاثة أيام، حيث نفت وجود مبادرة فرنسية وأشارت إلى «أفكار» تتم بلورتها على المستوى الأوروبي. وواضح أن باريس تعتبر أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يكون «الرافعة» القادرة على دفع أفكارها وخططها إلى الأمام، وبالتالي فإن مبادرة أوروبية «جماعية» ستكون أكثر تأثيراً على الأطراف المعنية، وتحديداً الطرفين الأميركي والإسرائيلي. أما الأمر الثالث الذي كانت له فسحة واسعة في محادثات باريس، أمس، وبرز في تصريحات «أبو مازن» فيتناول ما سيطرحه في الأمم المتحدة في خطابه يوم الأربعاء وقوامه الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام. وسبق أن طرح هذه «الرؤية» على مجلس الأمن في اجتماع فبراير (شباط) الماضي. وقوام الطرح الفلسطيني بعد ما تعتبره السلطة الفلسطينية فشل الوساطة الأميركية المتحيزة لإسرائيل وانقطاع التواصل بين واشنطن ورام الله، هو مؤتمر دولي تنتج منه آلية دولية لرعاية المفاوضات ضمن مهلة زمنية محددة. وقال «أبو مازن»، أمس، رداً على الاتهامات الإسرائيلية والأميركية، إنه لم يرفض أبداً المفاوضات، سرية كانت أم علنية، إنما «الرفض كان يأتي دائماً من نتنياهو». أما بالنسبة للمفاوضات المستقبلية، فإن أبو مازن «مستعد للذهاب إليها سراً أو علناً» لكن هذه المرة راعيها لن يكون الولايات المتحدة، بل «الرباعية الدولية زائد دول أخرى أوروبية أو عربية». وتأتي فرنسا بالطبع على رأس الدول الأوروبية.

تبقى مسألة رابعة، وهي الطلب الفلسطيني المتكرر من باريس الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وحتى اليوم، ما زالت باريس مترددة في اجتياز هذه الخطوة، ويبدو أن ترددها لن يزول. ولدى سؤاله عن هذا الموضوع، اختار الرئيس الفلسطيني تحاشي الإجابة مباشرة، مكتفياً بالقول إن الفرنسيين «بالتأكيد مهتمون بهذا الموضوع ويدرسونه أكثر فأكثر ويعتبرونه من أهم الموضوعات التي يجب أن تحوز على اهتمامهم»؛ ما يعني عملياً أن مسألة الاعتراف لن تحل غداً. وسبق لباريس أن هددت قبل ثلاثة أعوام باللجوء إلى الاعتراف الأحادي في حال فشلت جهودها السلمية و«المؤتمر» الذي كانت تريده حكومة الرئيس السابق فرنسوا هولاند. والحال أن فرنسا لم تجرؤ على السير على هذه الطريق. وغابت عن حديث عباس مسألة العلاقة مع واشنطن والتدابير الزجرية والعقابية التي تتخذها، ومنها قطع مساهمتها المالية في منظمة الـ«أونروا». وبخصوص هذه المسألة الأخيرة، أشار «أبو مازن» إلى أن الأوروبيين ودولاً أخرى «يعملون بجدية للتعويض» عن الغياب الأميركي. وفهم من مصادر فلسطينية أن ما يريدونه هو الوصول إلى «آلية تمويل مستدامة» وليس سد العجز عندما يظهر هنا وهناك. ويتوجه «أبو مازن» مع الوفد الذي يرافقه إلى دبلن بعد باريس ومنها إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة وإلقاء كلمة فلسطين يوم الخميس. وفي اليوم نفسه، سيعقد في الأمم المتحدة اجتماع مخصص لتمويل الـ«أونروا» وسيمثل فلسطين فيه وزير الخارجية رياض المالكي. ومساء صدر بيان عن قصر الإليزيه أشار إلى أن الرئيسين تناولا «الوضع الحساس» للسلطة الفلسطينية بسبب الإجراءات الأميركية، وإلى التزام ماكرون بالعمل دبلوماسيا للخروج من وضع «لم يعد يطاق». وشدد الأخير، بحسب البيان، على تمسك فرنسا بحل الدولتين وبالمحددات الدولية المعروفة. وبالنسبة إلى غزة، أشار البيان إلى تمسك الطرفين بتحسين الأوضاع الإنسانية وإلى الوساطة المصرية للمصالحة بين «حماس» والسلطة وعودتها إلى غزة وإجراء انتخابات ستشكل مدماكاً في قيام دولة فلسطين الديمقراطية. ولم يفت ماكرون التذكير بتمسكه بأمن إسرائيل وفي الوقت عينه تنديده بسياسة الاستيطان المتسارعة.

 

قتيل وعشرات الجرحى في تصعيد للمواجهات على حدود غزة و«حماس» تدرس خيارات جديدة مع تعثّر التهدئة والمصالحة

غزة/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/قُتل فلسطيني وأصيب عشرات آخرون، أمس (الجمعة)، في مسيرات شهدتها الأراضي الفلسطينية كان أعنفها على الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة في الأسبوع الـ26 على التوالي من مسيرات العودة وكسر الحصار.

جاء ذلك في وقت كشفت فيه مصادر متطابقة أن حركة حماس توافقت مع فصائل مشاركة في فعاليات مسيرات العودة على توسيع رقعة المظاهرات لتشمل كل أيام الأسبوع ليلاً ونهاراً، على أن يتم استئناف إطلاق البالونات الحارقة بشكل واسع تجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «حماس» اجتمعت بالفصائل منذ أيام وبحثت التوافق معها على توسيع المظاهرات والعمل على زيادة الاحتكاك الميداني مع الاحتلال الإسرائيلي عبر الحدود، من خلال تنظيم مسيرات يومية بشكل محدود على طول حدود القطاع، مع حشد جماهيري أكبر يوم الجمعة. وتابعت المصادر أن كل الفصائل وافقت على تلك الخطة وبدأت التخطيط لتنفيذ مسيرات يومية في ساعات النهار، وكذلك في الليل تحت اسم «وحدات الإرباك الليلي» التي من مهمتها إطلاق ألعاب نارية وقنابل حارقة تجاه قوات الاحتلال على الحدود. وأشارت المصادر إلى أنه تقرر فتح جبهات أخرى من الحدود وليس فقط النقاط الخمس التي كانت معتمدة كل جمعة، مبينةً أنه تقرر كل يوم اثنين تنظيم مسيرة في عرض البحر عبر مراكب الصيادين رفضاً للحصار البحري، على أن تقابلها مسيرة أخرى على شواطئ المنطقة الشمالية الغربية من قطاع غزة قبالة موقع زيكيم العسكري. ومن المقرر أيضاً أن تُنظم مسيرة كل ثلاثاء عند حاجز بيت حانون (إيرز)، ومسيرة كل أربعاء عند موقع «كيسوفيم» العسكري شرق منطقة دير البلح إلى الشرق من وسط قطاع غزة.

ولفتت المصادر إلى أنه سيتم فتح نقاط جبهات أخرى من الحدود في المناطق التي يقوم الاحتلال عندها ببناء الجدار العازل مع قطاع غزة. وقالت إن هذه الخطوات المنسقة مع فصائل «الجهاد الإسلامي» والجبهتين «الشعبية» و«الديمقراطية» وفصائل أخرى، تأتي على خلفية تعثر مباحثات التهدئة مع إسرائيل والمصالحة مع حركة «فتح» والسلطة الفلسطينية. وذكرت المصادر أن قيادة «حماس» ترى أن فرصة نجاح المصالحة ضعيفة وضئيلة جداً، ولذلك تدرس إمكان تشكيل تحالف من الفصائل لمحاولة إدارة غزة، إلا أنها تتخوف من اعتراضات الفصائل، وخصوصاً «الشعبية» و«الديمقراطية»، علماً أن «حماس» تحاول الحفاظ على علاقات وثيقة معهما في ظل التقارب في وجهات النظر السياسية بشأن الوضع الفلسطيني. وقالت المصادر إن الحركة تتخوف من عرض هذا الاقتراح على الفصائل، ولذلك ستدرس اقتراحات أخرى، منها إدارة الوزارات في غزة عبر لجنة تتبع لها، ولكنها لن تكون بالصلاحيات ذاتها التي كانت للجنة الإدارية السابقة التي حلتها منذ عام.

ولفتت المصادر إلى أن الحركة ستضغط بقوة على إسرائيل من خلال المسيرات على الحدود للوصول إلى حل في قضية التهدئة للخروج من الأزمات التي تعصف في قطاع غزة من مشكلات الكهرباء والمياه وأزمات الرواتب على كل الصعد الحكومية والتنظيمية. ميدانياً، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن فلسطينياً قُتل وأكثر من 50 آخرين أصيبوا بالرصاص الحي جراء إطلاق قوات الاحتلال النار باتجاه المتظاهرين السلميين على الحدود، فيما أصيب العشرات بالاختناق جراء إطلاق عشرات من قنابل الغاز عبر طائرات صغيرة دون طيار، وكذلك من خلال الجنود الذين وجدوا بكثافة على الحدود. وشارك الآلاف في المظاهرات الحاشدة على حدود غزة التي أطلق عليها «جمعة كسر الحصار». حيث لوحظت مشاركة قوية من قياديي «حماس» بينهم يحيى السنوار قائد الحركة في قطاع غزة الذي قال في كلمة مقتضبة: «سنعمل على فك الحصار مرة واحدة وإلى الأبد دون أن ندفع ثمناً من كرامتنا سواء ضريبة الذل أو التنسيق الأمني أو التنازل عن الثوابت حتى يحقق شعبنا أهدافه بالتحرير والعودة وفك الحصار». وأضاف: «شعبنا جاهز للاستمرار في المسيرة ونحن معه حتى تحقيق أهدافه، ومن يراهن على أن شعبنا سينكسر أو سيتنازل مع الوقت فهو واهم». وأشار إلى أن المسيرات ستستمر وتتوسع بشكل متدحرج حتى تحقيق أهدافها بفك الحصار الكامل عن غزة.

وأشعل الشبان خلال المظاهرات الإطارات المطاطية، وأطلقوا بشكل موسع طائرات حارقة تجاه البلدات الإسرائيلية المجاورة، ما أدى إلى اندلاع أكثر من 10 حرائق للمرة الأولى منذ ما يزيد على شهر ونصف الشهر، في تصاعد واضح لعمليات إطلاق تلك الطائرات الحارقة التي تحاول من خلالها الفصائل الضغط على إسرائيل لاستئناف مباحثات التهدئة. وقالت مصادر إسرائيلية إن طواقم الإطفاء ومتطوعين يعملون على مساعدتهم نجحوا في إخماد تلك الحرائق، مشيرةً إلى أن هناك عدداً من البالونات والطائرات الحارقة سقطت في مناطق مفتوحة دون أن تتسبب بأي حرائق.

وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن بالوناً يحمل مواد متفجرة سقط في ساعة متقدمة ليلة الخميس في منطقة بوابة النقب الغربي، مشيرةً إلى أنه انفجر في منطقة تبعد نحو 200 متر عن منازل الإسرائيليين في تلك المنطقة.

وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن مواجهات عنيفة شهدتها حدود قطاع غزة، تسببت في إصابة جندي بجروح طفيفة إثر انفجار قنبلة أنبوبية بالقرب من الجنود على حدود شرق مدينة غزة. وفي الضفة الغربية، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة قرية بلعين غرب مدينة رام الله، السلمية الأسبوعية المناهضة لجدار الضم والتوسع العنصري. كما أصيب شابان فلسطينيان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بالاختناق، عقب قمع قوات الاحتلال مسيرة قرية كفر قدوم شرق محافظة قلقيلية.

 

أوروبا تطالب إسرائيل بالتراجع عن قرار هدم خان الأحمر واعتبرت أنه يقوّض حلّ الدولتين وفرص السلام

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/طالب المندوبون الدائمون لثماني دول من المجموعة الأوروبية الحالية واللاحقة في مجلس الأمن، إسرائيل، بإعادة النظر في قرارها «الخطير للغاية» بهدم بلدة خان الأحمر البدوية قرب القدس الشرقية، محذرين من أن هذه الخطوة يمكن أن تقوّض حل الدولتين وفرص السلام مع الفلسطينيين. ويحذّر الفلسطينيون من أن عملية الهدم من شأنها التمهيد لإقامة مشاريع استيطانية تعزل القدس الشرقية عن محيطها، وتقسم الضفة الغربية إلى قسمين، ما يؤدي إلى تدمير خيار حل الدولتين. وقبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الشهرية في شأن «الحالة في الشرق الأوسط، بما فيها المسألة الفلسطينية»، حضر الأعضاء الحاليون المندوبون الدائمون؛ البريطانية كارين بيرس والفرنسي فرنسوا دولاتر والسويدي أولوف سكوغ والبولندية جوانا فرونيكا والهولندي كاريل فان أوستروم، والعضوان اللاحقان الألماني كريستوف هوسجين والبلجيكي مارك بيكستين دو بيتسويرف. وقال أوستروم باسمهم: «لطالما أكدنا، نحن المجموعة الأوروبية، دائماً موقفنا إزاء سياسة المستوطنات الإسرائيلية، فهي غير قانونية بموجب القانون الدولي، كما جاء في القرار 2334 لعام 2016. وأن أي خطوة تتخذ في هذا الصدد، بما في ذلك هدم أي تجمع فلسطيني ونقل محتمل للسكان، تعد أيضاً خطوة غير قانونية»، لافتاً إلى أن «تجمع خان الأحمر يوجد في منطقة حساسة من المنطقة (ج) ذات الأهمية الاستراتيجية لحفظ سلامة الدولة الفلسطينية في المستقبل». وذكّر بحكم المحكمة الإسرائيلية العليا التي رفضت في 5 سبتمبر (أيلول) التماس سكان خان الأحمر من البدو الفلسطينيين، وسمحت للسلطات الإسرائيلية بالمضي في هدم التجمع في غضون سبعة أيام. وأشار أولستروم إلى أن السلطات الإسرائيلية يمكن أن تشرع في أي لحظة الآن في عملية الهدم، بما في ذلك المدارس، وطرد السكان من منازلهم، وبينهم العديد من الأطفال. وأضاف أن «تبعات هدم هذا التجمع وترحيل سكانه، بما في ذلك الأطفال، سيكون أمراً خطيراً للغاية سيهدد بشدة جدوى حل الدولتين ويقوّض فرص السلام». ودعا السلطات الإسرائيلية إلى «إعادة النظر في قرار هدم خان الأحمر». وتابع: «إننا أعضاء المجموعة الأوروبية في مجلس الأمن لن نكف عن السعي إلى التفاوض للتوصل إلى حل الدولتين، القدس عاصمة كل منهما». وشدد على الحاجة إلى بذل جهود على الأرض لدعم وجود دولة فلسطينية قابلة للحياة، ويشمل ذلك دعم العمل الحيوي الذي تقوم به وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم (أونروا). وندد المندوب العماني لدى الأمم المتحدة خليفة الحارثي، الذي يتولى الرئاسة الدورية للمجموعة العربية، بقرار إسرائيل هدم تجمع خان الأحمر. وقال: «أود القول إننا في المجموعة العربية نرفض وندين الخطط الإسرائيلية الرامية لهدم منازل الفلسطينيين في خان الأحمر. نود أن نعرب عن امتناننا للبيان الذي تلاه السفير الهولندي نيابة عن المجموعة الأوروبية. نحن نقدّر هذه الوقفة المبدئية لأصدقائنا في أوروبا. نعتقد أن إخواننا الفلسطينيين يحتاجون إلى كل أشكال الدعم من المجتمع الدولي في هذه الأيام الصعبة».

أما المراقب الفلسطيني الدائم رياض منصور، فعبّر عن تقدير الفلسطينيين للمجموعة الأوروبية، قائلاً إن موقفها «موقف جيد جداً وجدير بالإشادة». وأمل في أن يأخذ المجتمع الدولي موقفاً مماثلاً لـ«منع إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، من هدم هذا المجتمع. تمنيناً لو كان الموقف الذي عبّرت عنه الدول الأوروبية هو الموقف الذي يعتمده مجلس الأمن، ولكن كلنا يعلم أن هناك دولة واحدة لن تسمح حتى بإصدار بيان بسيط في مجلس الأمن يحترم ويعزز القانون الدولي. على أي حال، سنواصل حشد الدعم للدفاع عن مجتمع خان الأحمر ومنع هدمه».

وجدد المندوب الكويتي لدى الأمم المتحدة عضو مجلس الأمن منصور العتيبي، مطالبة إسرائيل بالالتزام بقرار مجلس الأمن 2334، معلناً أن الوفد الكويتي سيفعل أقصى ما يمكن لضمان أن يحاول مجلس الأمن الضغط على إسرائيل لتنفيذ كل قراراته. وخلال جلسة مجلس الأمن، قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، إن إسرائيل تواصل أعمال الهدم والمصادرة للمباني المملوكة للفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية. وأشار إلى تدمير ومصادرة 117 مبنى في القدس الشرقية والمنطقة «ج»، ما أدى إلى تشريد 145 فلسطينياً، بينهم 82 طفلاً. وقال إنه «في خان الأحمر - أبو الحلو المجتمع البدوي الذي يضم 181 شخصاً، استحوذت السلطات الإسرائيلية على الأرض، وأعلنت الموقع مؤقتاً منطقة عسكرية مغلقة، قبل الهدم المتوقع للمباني». وكرر أن كل النشاطات الاستيطانية تنتهك القانون الدولي وتعد عقبة كبرى أمام السلام.

 

باريس: «بريكست» لا يعني انهيار الاتحاد الأوروبي

باريس/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/قالت وزيرة الشؤون الأوروبية الفرنسية، ناتالي لوازو، اليوم (السبت)، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «لا يمكن أن يعني انهيار الاتحاد». وأضافت في تصريح عبر إذاعة «فرانس إنفو»، أن «الدول السبع والعشرين الباقية في الاتحاد الأوروبي متحدة في قولها إنها تريد اتفاقية جيدة مع المملكة المتحدة وعلاقة وثيقة في المستقبل، لكن ليس على حساب الاتحاد الأوروبي». وتابعت، أن خروج بريطانيا الذي تقرر عبر استفتاء هو «خيار نحترمه (...)، لكن هذا الخيار لا يمكن أن يعني انهيار أو تفكك الاتحاد الأوروبي». قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس (الجمعة)، إن المفاوضات للتوصل إلى اتفاق بشأن «بريكست» «في طريق مسدودة»، وإنه «من غير المقبول» أن يرفض زعماء الاتحاد الأوروبي مقترحاتها التي عرضتها خلال القمة غير الرسمية في سالزبورغ في النمسا. ورد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بالإعراب عن قناعته بأن التوصل إلى حل وسط لا يزال ممكناً. وقالت لوازو، بدورها، إنها مقتنعة بإمكانية التوصل إلى حل وسط، لكن «لنتخيل أنه لا يوجد اتفاق، ما نقوله هو أننا يجب أن نعد أنفسنا لذلك». وقالت إن «فكرة ألا يتمكن قطار يوروستار من الوصول إلى محطة شمال باريس، أو ألا تتمكن طائرة بريطانية من الهبوط في مطار فرنسي هو ما نريد تجنبه، لكن مثل هذه الأمور لا يتم التعامل معها بعفوية وإنما الاستعداد لها». وأضافت أنه «لا يمكن للمملكة المتحدة التي تغادر الاتحاد الأوروبي أن تحصل على كل مزايا الاتحاد الأوروبي مثلما كانت الحال عندما كانت عضواً فيه، دون الأنظمة والقيود والالتزامات المطلوبة من دولة عضو».

 

ارتفاع حصيلة غرق العبارة في تنزانيا إلى 207 قتلى والسلطات ألقت القبض على قبطانها

دار السلام/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/ألقت السلطات التنزانية القبض على قبطان العبارة التي غرقت أول من أمس (الخميس) في بحيرة فيكتوريا في تنزانيا، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 207 قتلى، بحسب ما نقلته صحيفة «سيتيزن» المحلية عن الرئيس جون ماجوفولي.

وقال ماجوفولي للصحيفة إن لديه سبباً للاعتقاد بأن القبطان لم يكن على متن العبارة وقت وقوع الحادث، وأنه ترك السيطرة على السفينة إلى فرد قليل الخبرة من أفراد الطاقم. كما أمر الرئيس بالقبض على مزيد من الأشخاص المسؤولين عن الحادث لاستجوابهم. وقال الرئيس إنه يتوقع أن يرتفع عدد الضحايا. وتابع ماجوفولي: «من الواضح أن هناك المزيد من الجثث ما زالت محاصرة داخل العبارة الغارقة»، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن العبارة «إم دبليو نيريري» كانت تحمل أكثر بكثير من الـ25 طنا من البضائع المسموح بها. وانقلبت العبارة بعد ظهر الخميس فيما كانت تنقل حمولة تفوق طاقتها من الركاب والبضائع. وأجمع عدد من الشهود والناجين أن حادث الغرق ناجم عن تحميل العبارة أكثر من قدرتها التي تقدر بنحو مائة راكب. وتم انتشال نحو 15 جثة جديدة فجر اليوم (السبت).

 

مصر: رفض طلب مبارك ونجليه التصالح بقضية «القصور الرئاسية»

القاهرة/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/رفضت محكمة النقض بمصر اليوم (السبت)، طلب الصلح المقدم من الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء، في قضية «القصور الرئاسية»، بعد حكم نهائي وبات باستيلائهم على المخصصات المالية للقصور والمقار الرئاسية. وسبق أن قضت المحكمة بعدم قبول الطعن المقدم من النيابة العامة المتضمن طلب إلغاء قرار محكمة الجنايات بإخلاء سبيلهما وإعادة حبسهما لاستكمال تنفيذ عقوبة السجن المقضي بها بحقهما في القضية. وكانت محكمة جنايات القاهرة أصدرت قراراً في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي بإخلاء سبيل نجلي مبارك، بعد استيفاء مدة العقوبة المقضي بها (السجن المشدد لمدة 3 سنوات) في قضية القصور الرئاسية. وكانت مدة الحبس لهم قد شملت قضية أخرى (تلقي 5 فيللات على سبيل الرشوة من رجل الأعمال حسين سالم نظير استغلال النفوذ الرئاسي لصالحه)، التي صدر فيها حكم نهائي وبات بانقضاء الدعوى الجنائية بمضي المدة القانونية. يذكر أن محكمة النقض كانت قد أصدرت حكماً نهائياً وباتاً، بتأييد معاقبة الرئيس الأسبق ونجليه بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات في قضية القصور الرئاسية. وكشفت تحقيقات نيابة الأموال العامة العليان عن أن مبارك ونجليه علاء وجمال حصلوا على منفعة بقيمة 125 مليون جنيه على الموازنة العامة للدولة، لتطوير وإنشاء المقرات المملوكة لهم ملكية خاصة دون وجه حق. وأظهرت التحقيقات، قيام المتهمين (مبارك ونجليه) بإجراء أعمال إنشاءات وتشطيبات وديكورات، في المقار العقارية الخاصة بهم (بمصر الجديدة وجمعية أحمد عرابي ومرتفعات القطامية وشرم الشيخ ومارينا ومكاتب علاء وجمال مبارك)، وذلك في الفترة من عام 2002 وحتى 2011 تاريخ تنحي مبارك عن السلطة، ودفع قيمة تكلفة تلك الأعمال من الميزانية المخصصة لرئاسة الجمهورية. كما ثبت من تقرير اللجنة المشكّلة بمعرفة النيابة من الجهاز المركزي للمحاسبات وكلية الهندسة بجامعة عين شمس، ارتكاب تلك الجرائم بمعرفة المتهمين.

 

الرئيس الموريتاني: «الإسلاميون» وراء تدمير دول عربية عديدة

نواكشوط: الشيخ محمد لندن/الشرق الأوسط/22 أيلول/18/قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إنه سيتخذ إجراءات ضد حزب سياسي محسوب على جماعة «الإخوان المسلمين» في موريتانيا، وأكد أن اتخاذ هذه الإجراءات سيتم «في الوقت المناسب»، متهماً هذا الحزب بـ«التطرف والإرهاب».وجاءت تصريحات ولد عبد العزيز خلال لقاء مع صحافيين بالقصر الرئاسي في نواكشوط، بدأ مساء أول من أمس واستمر حتى ساعة متأخرة من فجر أمس (الجمعة)، وهيمن عليه الحديث عن نتائج الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية، التي شهدتها موريتانيا هذا الشهر، والتي حقق فيها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم فوزاً كاسحاً أمام المعارضة، التي يتصدرها حزب «تواصل» الإسلامي. وخلال اللقاء الصحافي أكد ولد عبد العزيز أن النتائج التي حققها حزب «تواصل» الإسلامي تعتبر «ضئيلة» بالمقارنة مع نتائجه في الانتخابات التشريعية السابقة (2013)، وقال إن الشعب الموريتاني «فهم خطورة أفكارهم وخططهم على أمن واستقرار البلاد». مبرزا أن «الإسلاميين تسببوا في جميع المآسي التي وقعت في البلدان العربية، وكانوا سببا في خراب بلدان كثيرة أكثر»، كما اتهم جماعة الإخوان المسلمين بأنها «تخدم أهداف إسرائيل، وهي تدمير الدول العربية وعزلها وإضعافها»، وهو ما قام به «الإسلاميون فيما يعرف بالربيع العربي»، حسب تعبيره. وأضاف الرئيس الموريتاني أن «المآسي» التي شهدها العالم العربي تعود طبعا إلى «احتلال» فلسطين. لكن هذه المآسي تفاقمت أكثر بسبب «استغلال الدين في مجال السياسة، مما قاد الدول العربية إلى الدمار والفشل، وجعل إسرائيل في وضع مريح دون أن تتكلف شيئا في ذلك».

في السياق ذاته، أكد ولد عبد العزيز أن حزب «تواصل» الإسلامي استغل أموال الزكاة والصدقة في حملته الانتخابية، واصفاً إياه بأنه «حزب يعتمد على أموال تأتي من الخارج، وأفكار تأتي من الخارج، وخطط تأتي من الخارج، إنه حزب غير وطني وخطير، ويحتكر الدين ويكفر خصومه السياسيين»، على حد تعبيره. وإن كان ولد عبد العزيز قد خصص جزءا كبيراً من مؤتمره الصحافي للحديث عن خطورة الإخوان المسلمين، إلا أنه تطرق أيضا لمواضيع أخرى تتعلق بمستقبله السياسي، مجدداً بذلك التأكيد على أنه «لن يعدل الدستور من أجل الحصول على رئاسية ثالثة». لكنه استدرك بالقول: «عندما أقول إنني سأغادر السلطة، فذلك لا يعني أنني سأفتح الطريق أمام المخربين. سأبقى هنا في موريتانيا، وسأقوم بكل ما في وسعي حتى يتواصل ما قمنا به من عمل، بدعم من الشعب الموريتاني، وحتى يتمكن البلد من النمو في أمن واستقرار». مؤكدا في هذا الصدد أنه لن يعدل الدستور، «لكن ذلك لا يعني أن تغيير الدستور أمر غير ممكن»، مشيراً إلى أنه «لا مواد محصنة في الدستور، ولا يوجد دستور جامد أو مواد جامدة»، ومعتبراً أن ذلك فيه «ظلم» لأجيال المستقبل.

واحتفى ولد عبد العزيز بالنتائج، التي حققها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، وقال إنه حقق 89 مقعداً برلمانياً من أصل 157 مقعداً، بينما حصلت جميع أحزاب الموالاة الداعمة للرئيس على 120 مقعداً برلمانياً. كما أوضح أنه أصبحت بحوزته «أغلبية ساحقة» في البرلمان، وبالتالي يمكن لحكومته تمرير ما تريد من مشاريع وقوانين تراها مناسبة. ومن المنتظر أن يعقد البرلمان الجديد أول جلساته فاتح شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، على أن تقدم الحكومة استقالتها، ويتم تعيين وزير أول يكلف بتشكيل حكومة جديدة، يصادق عليها البرلمان قبل أن تباشر أعمالها.

ونجح ولد عبد العزيز والأحزاب التي تسانده في تحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية الأخيرة، والتي تأتي قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية التي ستنظم شهر يونيو (حزيران) من العام المقبل (2019)، وهي انتخابات حاسمة لأن ولد عبد العزيز لن يشارك فيها، كما ستغيب عنها وجوه بارزة في المعارضة بسبب تجاوزهم للسن القانوني (75 سنة). في المقابل، أكد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية «تواصل» الإسلامي المعارض، أن اتهامه بالتطرف والإرهاب «فرية وكذبة»، إذ قال رئيس الحزب محمد محمود ولد سيدي في مؤتمر صحافي، عقده أمس في العاصمة نواكشوط، إن «الانتخابات الأخيرة أثبتت أننا حزب وطني وبمرجعية إسلامية، وأننا جزء من المجتمع رغم التزوير الفاحش الذي مارسه الحزب الحاكم والدولة». مشددا على أنه «ليس هنالك تغيير. فقد حصلنا على نتائج مشرفة في 2018، كما حصلنا عليها في 2013، و(تواصل) حزب وطني منفتح يفخر بمنهجه المتميز كحزب ديمقراطي، وضحى من أجل تعزيز الديمقراطية ولا مزايدة عليه فيها». كما حذر رئيس «تواصل» من الدفع نحو توتير الوضع في موريتانيا، ومن استيراد المعارك الخارجية لأن ذلك «لا يخدم موريتانيا ويتحمل مسؤوليته ما يترتب عنه»، داعيا المعارضة للتعجيل بتقويم الوضع واتخاذ خطوات تمنع الحكم الاستثنائي، ومن أجل التناوب السلمي على السلطة في 2019.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الأمـور توقّفت عند التشكيلة الأولى؟ 

أسعد بشارة/الجمهورية/السبت 22 أيلول 2018

أمّ العقد تراوح مكانها والحكومة في علم الغيب إذا كانت سياسة اللا تراجع على ضفّتي أزمة تشكيل الحكومة سائدة، فإنّ أمد التشكيل سيطول وسط لا مبالاة تفاوضية وعضّ أصابع بلغ في الأيّام الماضية حدود خطّ اللا عودة إثر مواقف عالية السقف صدرت عن بعبدا، وإن تمّ نفي جزء منها، وموقف مقابل للقوات اللبنانية عبّر عنه الدكتور سمير جعجع الذي أعاد التفاوض إلى المربّع الأوّل أي الى سقف الوزراء الـ5 مع حقيبة سيادية.

عمليّاً كان الرئيس ميشال عون يأمل بأن يزوره الرئيس المكلّف سعد الحريري بين الرحلتين، لكن تبيّن بعد عودته من ستراسبورغ أنّ الأمور توقّفت عند التشكيلة الأولى التي قدّمها الحريري والتي لا يبدو انّه مستعدّ لتقديم أخرى مناقضة لها ترضي «التيّار الوطنيّ الحرّ»، وبالتالي بات من المستبعد جداً أن يزور الحريري بعبدا قبل سفر الرئيس عون الى نيويورك غداً الأحد، وبات الجميع في حال انتظار لعودة عون من الولايات المتحدة الاميركية كي يُبنى على الخطوة التالية مقتضاها، في ظلّ عدم استبعاد أن ينتقل رئيس الجمهورية الى مربع جديد، من الخطوات الضاغطة لتشكيل الحكومة، كلّ ذلك وسط سيل من أجواء اللا مبالاة والقدرة على الانتظار حتى النهاية التي تعمّمها هذه المرجعية أو تلك. عن العودة الى المربع الاوّل تقول أوساط «القوات اللبنانية» لـ»الجمهورية» أنّ التفاوض شبه متوقف بانتظار أن يتراجع الوزير باسيل عن سعيه لإلغاء الآخرين، وتكرّر: «قدّمنا كلّ ما لدينا لتشكيل الحكومة وتساهلنا أكثر من مرّة، لنُفاجأ بأن لا نيّة عند الطرف الآخر لتسهيل تشكيل الحكومة، وما قبلناه في التشكيلة التي قدّمها الرئيس الحريري للرئيس عون، كان بعلم واطّلاع وموافقة الرئيس برّي والرئيس الحريري، ومع ذلك أتى الرفض من قبل باسيل،وهذا بات يتخطّى أيّ قدرة على تقديم المزيد. وأشارت الأوساط الى أنّ «القوات» رفعت سقفها، وعادت الى مطالبها المحقّة، واذا كان الطرف الآخر يفكّر بأنّ «القوات» ستتنازل اكثر فهو مخطئ، فلا الرئيس الحريري سيطلب منها التنازل أكثر ولا نحن بوارد التنازل، وعلى باسيل أن يعرف أن سقف التفاوض الجديد هو ما أعلنه الدكتور جعجع قبل يومين. من جهتها تجزم أوساط «التيّار الوطنيّ الحرّ» أن لا تنازل عن معايير التشكيل، ولا هدايا مجانية لأحد على حساب حجم «التيار» ووزراء العهد، وتشير الى انّ رئيس الجمهورية بات مقتنعاً بأنّ تدخّلاً خارجيّاً يضغط على الحريري ويعطّل تشكيل الحكومة.

وفي التفاصيل تشير الأوساط الى أنّ هناك اتجاهاً سعودياً للضغط على العهد، واقفال الأبواب العربية بوجهه لموقفه من المقاومة، وهذا الاتجاه يضغط لمنع تشكيل الحكومة متصوراً انّ هذا الأمر يشكّل ضغطاً على الرئيس عون، وتضيف الأوساط إلى انّ من يضغطون لا يدركون أنّ الرئيس عون يفضّل الانتظار لتشكيل حكومة تساهم في إنجاح عهده، على أن يتنازل لحكومة سوف تُفشل العهد وتغرقه في التعطيل والشلل، وتشير الى انّ رئيس الجمهورية قادر على الانتظار، فهو الآن يمثّل الموقع الدستوري الذي لا يتأثر بالتعطيل المتعمّد، فالمجلس النيابي لا ينعقد إلّا استثنائياً وللضرورة القصوى، والحكومة هي حكومة تصريف أعمال. وألمحت الأوساط الى أنّ الرئيس عون كان قد دعم الحريري في عدم الذهاب الى جلسة اشتراعية، وتمنّى على الرئيس نبيه برّي تأجيلها، لعدم إحراج الحريري، لكنّه اليوم يترك اللعبة تسير باعتبار أنّ هذا الموقف لم يغير في أداء الرئيس الحريري، الذي نمي الى شخصيات قريبة من العهد أنّه لا يساهم في تذليل عقد التشكيل، لا بل انّه يصعب بعض العقد، فهو على سبيل المثال يدعم النائب فرنجية في تمسكه بحقيبة الأشغال حتى النهاية.

وعن الخطوات التي سيتّخذها الرئيس عون بعد عودته من الولايات المتحدة الأميركية، قالت الاوساط انّ ذلك يبقى على طاولة بعبدا، وكشفت انّ اقتراحات عدّة تُرسل من هذا الطرف أو ذاك منها مثلاً اقتراح بحلّ العقدة القواتية بإعطاء القوات 3 حقائب من ضمنها موقع نيابة رئيس مجلس الوزراء، وأنّ هذه الاقتراحات لن يعرف الموقف من إمكان قبولها أو عدمه في الأيّام المقبلة.

 

الحريري - ريفي... إن عُدتم عُدنا

مرلين وهبة/الجمهورية/السبت 22 أيلول 2018

 قد تكون المرحلة التي تمر بها الطائفة السنّية في العالم اليوم من أهم وأدق المراحل التي مرّت بها، وتنعكس حُكماً على وضع الطائفة في لبنان عموماً وعلى وضع الحريرية السياسيةخصوصاً. لهذه الأسباب ولأسباب أخرى قد يكون الرئيس المكلف سعد الحريري أحوج اليوم وأكثر من أي يوم مضى الى دعائم معنوية وعملية بعد أن قدّم تنازلات كثيرة. فهل يستعين بصقوره القديمة وهل يستعد فعلاً للقاء اللواء أشرف ريفي؟ والسؤال المحق، من استطاع مسامحة شهود الزور ومجالستهم والتعايش معهم في مجلس واحد وطَي صفحة الماضي قبل معرفة الحقيقة؟ ومن استطاع تبنّي ترشيح عون الحليف الاول لـ»حزب الله» المتهم الرئيسي باغتيال رفيق الحريري، وأخيراً وليس آخراً من استطاع استباق قرار المحكمة الخاصة بلبنان ومن أمام مقرّها في لاهاي قرّر المسامحة والغفران موزّعاً أغصان الزيتون يميناً ويساراً! أو ليس باستطاعته مدّ غصن من هذه الغصون لصقر من صقور سنّة بيته؟ بعد استشهاد رفيق الحريري ومنذ مطلع 2005 حتى عام 2015 تسابق الحريريون على اعتماد الهجوم للدفاع عن حقوق الطائفة، ولطالما استعان سعد بصقور تيّاره. اليوم لا يمكن الهروب الى الوراء مع تراجع تيار «المستقبل» في السياسة الداخلية والحجم التمثيلي، في جميع المناطق من دون استثناء، ومع تنازلات بالجملة «لأجل المصلحة الوطنية الكبرى». فهل هذه هي حقيقة الحال؟ وهل تيار المستقبل بحاجة اليوم الى المزيد من التنازلات ليصمد، وهل هو بحاجة الى توزيع أغصان الزيتون، أم هو بحاجة الى توزيع الأدوار كغيره من الأطراف ليستردّ مواقع الهجوم في الملاعب السياسية الداخلية؟

خلال 2011 و2012 خاضت صقور الحريريّة أعنف المعارك بينها وبين «التيار»، وبينها وبين «حزب الله»، قادها النائب احمد فتفت غالباً في المجلس النيابي، لاسيما في مواجهاته العنيفة مع نوّاب الحزب ونواب «التيار الوطني الحر» محمّلاً «حزب الله» مسؤولية الانهيار الاقتصادي والسياسي، داعياً «الرئيس القوي لاسترجاع بعض من السيادة اللبنانية التي يستولي عليها «حزب الله». امّا المقاومة السنية الأشرس فكان اللواء أشرف ريفي يحمل لواءها، وكشف في إحدى المقابلات عام 2016 انه عرف بمحاولة لاغتياله والنائب احمد فتفت، قائلاً: «عندما نخاف من القاتل سيستمر في قتله وسيمعن في إجرامه، ويجب أن نقول للقاتل إنك قاتل». ويكفي اليوم تدوين اسم اللواء على غوغل لنغرق في قراءة المواقف التصعيدية ضد «حزب الله» والنظام السوري وعون وفرنجية، حتى وصل به الأمر الى الانتفاض ومواجهة الحريري قائلاً إنه «لا ولم يخف» و»مهما كلّف الأمر». الّا انّ الأمر كلّفه في السياسة وفي غير السياسة الكثير.

مراجعة دقيقة

ويقول العارفون إنّ ريفي أيضاً قد يكون اليوم، لاسيّما بعد هزيمته في المعركة النيابية وفشل العمل البلدي الذي «تبنّى معركته» في السابق، بحاجة الى قراءة موضوعية متأنية لوضعه السياسي.

صقور الحريري... عائدون؟

المؤشرات كما المعلومات تشير الى عودة ريفي قريباً الى ربوع بيت الوسط، بمباركة حريريّة بالرغم من تحفّظ البعض! وبحسب أحد المطّلعين على شؤون التيار، فإنّ أسباب التحفّظ معروفة. فغالبية الأعضاء يطمحون لأخذ دورهم في المستقبل، لاسيّما بعد قرار الحريري استبدال اللغة القديمة بلغة الشباب المحاور. لكنّ اختياره التخلّي عن صقور المرحلة الماضية واستبدالهم بطاقم شبابي داخل كتلته النيابية كما في صفوف تيار «المستقبل»، خطوة برأي المطلعين أصابت في مكان وأخفقت في أماكن عدة.

مؤشرات العودة

لا شك في أنّ مبادرة الحريري بالاتصال بريفي للإطمئنان الى ابنتيه فور معرفته بالحادث، شكّلت خطوةً إيجابية ممهّدة لاحتمال اللقاء. ويبدو أنّ عفوية الرئيس الحريري التي تسبقه، والتي أصبحت معروفة، شكّلت مدخلاً جادّاً للحديث عن وجوب عودة الصقور مع الأخذ بعين الإعتبار وضع تيار «المستقبل» المتأزّم في لبنان عامّة وداخل طرابلس على وجه الخصوص.

مصادر ريفي: «الحالة مفتوحة على جميع الإحتمالات»

مصادر اللواء ريفي تقول إنّ الاتصال الذي أجراه الحريري باللواء، والذي دام قرابة الدقيقتين، كان إيجابياً وكسر الجليد بين الرجلين. كما انّه لم يتفاجأ بهذا الإتصال لأنه يدرك جيّداً أدبيّات الحريري. وقد قابل ريفي الاتصال بموقف داعم للحريري ومُدافع عن صلاحيات رئيس الوزراء وحماية الدستور. والجديد في موقف ريفي انه تعمّد تسمّية الحريري بالاسم، وليس بدعم موقع الرئاسة الثالثة فقط.

وتقول مصادر اللواء ريفي، في سياق «العلاقة المرتقبة»، إنها متّجهة الى دعم الرئيس الحريري في كل المسائل التي يواجه بها «حزب الله»، سواءً في مسألة المحكمة أو الدستور أو النأي بالنفس وكل ما يتعلق بتثبيت ركائز الدولة. امّا المرحلة الحالية التي يعيشها ريفي مع الحريري فتكشف مصادر اللواء ريفي أنها «حالة داعمة ومفتوحة على جميع الاحتمالات». وتضيف مصادر ريفي انّ اللواء ثابت على موقفه في مواجهة مشروع الدويلة، وهو مستعد لوضع الكتف الى الكتف مع الرئيس الحريري الى جانب جميع القوى السيادية، بما يؤمّن وحدة الصف السيادي اللبناني والسنّي.

إشارات خارجية مؤيّدة

مصادر بيت الوسط لم تشأ التعليق على احتمال هذا التلاقي لا سلباً ولا ايجاباً، كما سُجّل التزام كتلة تيار «المستقبل» بهذا التعميم، الّا أنّ المعلومات تفيد بأنّ الأجواء مهيّأة لعودة ريفي على الرغم من امتعاض البعض داخل كتلة التيار...

وفي السياق، إستوقفت المراقبين زيارة السفير الاماراتي حمد الشامسي الى دارة ريفي مهنئاً بسلامة ابنتيه تزامناً مع المستجدّات «الحريرية - الريفية»، وتقصّده نشر الصوَر التي تجمعه مع العائلة، في دلالة واضحة الى «مباركة سعودية إماراتية» للتلاقي السنّي. فهل أصبحت زيارة ريفي الى بيت الوسط قريبة، وهل الحريري على استعداد لملاقاة «الابن الضال» وفق تعبير أنصاره؟ أم أنّ ريفي وسنّة المدينة «الحريرية الهوى» هم المشتاقون الى الحريري وعودة «الابن الضال» الى بيت أبيه؟

تقول أوساط بيت الوسط والبيت السني الطرابلسي: إن عدتم عدنا.

 

لا إنهيار في الإقتصاد.. وخلفية الإشاعات سياسية

بروفسور جاسم عجاقة/الجمهورية/السبت 22 أيلول 2018

مع تفاقم الخلاف السياسي على تشكيل الحكومة، تزداد الإنذارات في شأن إنهيار إقتصادي متوقّع. هذه الشائعات التي تخدم أهداف سياسية لبعض الافرقاء، لا أساس لها من الصحّة بحكم أن المؤشرات الإقتصادية تُظهر نموًا إقتصاديًا واضحًا. إلا أن الإهتمامات تنصّب أكثر على عجز الموازنة الذي قد يزيد من نسبة الدين العام. ينمو الإقتصاد اللبناني بنسبة 1 إلى 1.5% بحسب التقديرات، وذلك منذ العام 2013. هذه النسب من النمو تؤشّر إلى أن حجم الإقتصاد (53 مليار دولار أميركي) ينمو بنسبة 1 إلى 1.5% سنويًا مما يعني في علم الإقتصاد أن هناك نموا إقتصاديا، إلا أن البحث أكثر في المؤشرات الإقتصادية، يكشف أن نسبة النمو هذه ليست كافية لتغطية كلفة الدين العام (1% على 53 مليار د.أ أقلّ من 7% على 83 مليار د.أ) وبالتالي لا يستطيع هذا النمو الإقتصادي إمتصاص العجز الناتج عن ثلاثة بنود أساسية هي (بحسب الأهمية): بند الأجور والتعويضات في القطاع العام، بند خدّمة الدين العام، وبند دعم مؤسسة كهرباء لبنان.

رفع نسب النمو لا يمرّ إلا عبر الإستثمارات. لذا من غير المُجدي الحديث عن أي نمو إقتصادي من دون ضخ أموال في الماكينة الإقتصادية التي يؤدّي النمو فيها إلى نفخ الإستهلاك، زيادة الإستثمارات، وزيادة مداخيل الدوّلة. هذا البند الأخير يسمح للدولة بإمتصاص العجز الذي لا يُمكن محوه إلا إذا وصلنا إلى نسب نمو 11% وهذا من شبه المُستحيل في ظلّ البيئة السياسية، القانونية التي يوجد فيها الإقتصاد. القطاعات الإنتاجية في لبنان تواجه صعوبات، لكن لا يُمكن القول أنها تواجه تسونامي سيقضي على الإقتصاد. على سبيل المثال، تراجعت صادرات لبنان الصناعية منذ العام 2012 من 4.3 مليار دولار أميركي إلى 2.64 مليار د.أ في العام 2017، أي أنه في المُطلق هناك تراجع لا يتخطّى الـ 12% على صعيد الإنتاج بحكم أن 19% فقط من الإنتاج هو للتصدير في حين أن السوق الداخلي (81%) ينمو بحسب طلبات الترخيص (652 في العام 2017). زراعيًا لا زالت الأوضاع على حالها منذ إقفال معبر نصيب ولا شيء جديدا على هذا الصعيد. فالمزارعون يواجهون أعباء التصدير التي تُشكّل قسما من إنتاج لبنان. في المُقابل يتمّ إستهلاك القسم الأكبر محليًا في ظلّ منافسة من الدول الإقليمية.

سياحيًا، وعلى الرغم من زيادة عدد السواح الوافدين إلى لبنان إلا أن الإنفاق السياحي يراوح مكانه بحكم أن السياح مُعظمهم من اللبنانيين المُغتربين الذي يزورون لبنان وبالتالي لا يُنفقون مثل السواح الخليجيين الذين يُنفقون أضعاف ما يُنفقه السواح اللبنانيين. وبالتالي أيضا يُمكن الإستنتاج أن القطاع السياحي يراوح مكانه. على صعيد الخدمات، يُمكن القول أن التجارة والخدمات المصرفية ما زالت تُسجّل نسب نمو مقبولة جدًا نظرًا الى وضع البلد وبيئته السياسية والجغرافية. وعلى هذا الصعيد، يحظى القطاع المصرفي بشكل شبه حصري بثقة المُستثمرين المُقيمين والمُغتربين حيث أن نمو الودائع مازال إيجابيا مع نسب نمو ستصل إلى 7% في نهاية العام 2018.

أمّا على صعيد تحاويل المُغتربين اللبنانيين، فنرى أن هناك زيادة ملحوظة في العام 2017 (7.9 مليار دولار أميركي) مقارنة بالعام 2016 (7.1 مليار دولار أميركي). وهذا يعني أن توافد هذه الأموال بالعملات الصعبة هي ضمانة إضافية لليرة اللبنانية.

وبالحديث عن الليرة اللبنانية، نرى أنها صامدة مدعومة بإحتياطات بقيمة 57 مليار دولار أميركي إضافة إلى 12 مليار د.أ أصول بالدولار تمتلكها المصارف اللبنانية في المصارف الأجنبية. هذا الأمر يعني أن نسبة هذه الأموال على الناتج المحلّي الإجمالي تفوق الـ138% وهي الأعلى عالميًا وإقليميًا أمام السعودية، تركيا، مصر، سوريا، العراق... إذًا نرى أن أجهزة الدفاع عن الليرة اللبنانية قوية ومتينة بفضل السياسات النقدية.

المالية العامّة وبالتحديد العجز في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2018، تُظهر أن توقعات العجز هي أعلى مما تمّ توقعه في موازنة العام 2018 (5.77 مليار د.أ مقارنة بـ4.8 مليار د.أ كانت مُتوقّعة). هذا الإختلاف يأتي من الإنفاق المُفرط على البنود الثلاثة الآنفة الذكر (الأجور والتعويضات في القطاع العام، خدّمة الدين العام، ودعم مؤسسة كهرباء لبنان). وبالتحديد نرى أن بند الأجور إرتفع نتيجة التوظيفات التي مازالت مُستمرة في الوزارات والمؤسسات العامة تحت عدّة تسميات (أجير، مياوم، أشغال بالأمانة...) ولكن أيضًا إرتفاع الدعم لمؤسسة كهرباء لبنان التي بفعل إرتفاع أسعار النفط (يُشكّل الفيول 65% من كلفة الإنتاج).

كل هذا يؤدّي إلى زيادة العجز والذي وفي ظل غياب نسب نمو عالية يتحوّل إلى دين عام مع كل إصدار جديد لسندات الخزينة. هذه الدوّامة المالية لا يُمكن الخروج منها إلا بإتباع الطريقة الهولندية أي خفض كل بنود الموازنة بنسبة مئوية مُعيّنة أو الطريقة التحليلية عبر الدخوّل في البنود الأكثر كلفة وتخفيضها بشكل كبير. في غياب الإرادة السياسة لخفض الإنفاق، يبقى الحلّ الوحيد أمام الحكومة أن تعمد إلى رفع الضرائب. ولكن السؤال المطروح: هل يكفي رفع الضرائب لسدّ عجز الموازنة؟ الجواب يُمكن أو يكون نعم ولكنه سيقضي بالتأكيد على النمو الإقتصادي مع غياب أي تطبيقات لمؤتمر سيدر1-. في الختام، نرى أن الحديث عن الإنهيار ليس بصحيح بل أن هناك تراجعًا ناتجا عن خليط من العوامل السياسية، الإدارية... هذا التراجع لا يُمكن عكسه إلا أذا طُبقت دقائق مؤتمر سيدر1- بشقيه الإستثماري والإصلاحي. وبالتالي يُمكن الجزم أن كل الشائعات التي تطال لبنان اليوم هي شائعات هدفها (داخليًا) سياسي و(إقليميًا) إقتصادي. هذه الشائعات لن تستطيع زعزعة النظام اللبناني بحكم أن زعزعة هذا الأخير تتطلّب ضرب الليرة وهذا أمر مُستحيل في ضل الإجراءات المُعتمدة من قبل مصرف لبنان.

 

تعطيل تأليف الحكومة.. خيار داخليّ أم قرار إقليميّ؟  

القاضي الشيخ خلدون عريمط/الجمهورية/السبت 22 أيلول 2018

يعاني المجتمع اللبناني منذ سنوات عدّة من انقسام حادّ بين خيارين: الأوّل، بناء الدولة ومؤسّساتها وبسط سلطتها على كلّ الأرض اللبنانيّة، وحصر السلاح بيد الدولة ومؤسّساتها، وبناء ثقافة المواطنة ليعيش لبنان في أمن وسلام بتعاونه مع أشقائه العرب، ومع إجماعهم في أيّ نزاع إقليمي أو دولي. والثاني، أن يكون لبنان ساحة ملتهبة للنزاعات الاقليميّة وجزءاً لا يتجزّأ من المشروع الصفويّ الفارسيّ العامل بشدّة وإصرار من خلال أذرعه العسكرية المذهبية على اختراق النسيج الوطني لبعض البلدان العربيّة تحت شعار، مقاومة العدو الصهيوني ومحاربة نفوذ الشيطان الأكبر"أميركا".  يعاني المجتمع اللبناني منذ سنوات عدّة من انقسام حادّ بين خيارين:

الأوّل، بناء الدولة ومؤسّساتها وبسط سلطتها على كلّ الأرض اللبنانيّة، وحصر السلاح بيد الدولة ومؤسّساتها، وبناء ثقافة المواطنة ليعيش لبنان في أمن وسلام بتعاونه مع أشقائه العرب، ومع إجماعهم في أيّ نزاع إقليمي أو دولي.

والثاني، أن يكون لبنان ساحة ملتهبة للنزاعات الاقليميّة وجزءاً لا يتجزّأ من المشروع الصفويّ الفارسيّ العامل بشدّة وإصرار من خلال أذرعه العسكرية المذهبية على اختراق النسيج الوطني لبعض البلدان العربيّة تحت شعار، مقاومة العدو الصهيوني ومحاربة نفوذ الشيطان الأكبر»أميركا».

من المحزن والمؤلم أنّ اللبنانييّن وأكثريّة قياداتهم الملطّخة أيادي بعضهم بالدماء لم يأخذوا العِبَر من الحروب العبثيّة التي دمّرت لبنان ومؤسّساته على مدى 15 عاماً بين 1975 و1990 لحساب مصالح وتطلّعات إقليمية وأحياناً دوليّة. ومن أجل ذلك وخوفاً من تجربة الماضي المريرة، تعيش الساحة اللبنانيّة هذه الأيّام حالة قلق وإحباط، مع أزمات اقتصاديّة واجتماعيّة وبطالة تشير الى بوادر جوع وآلام ودموع هي الوسائل المتبقّية الّتي تعبّر عن آلام المواطنين، هذا بعد أن توسّم الناس خيراً بالتسوية السياسيّة الرئاسية ببُعدها العربيّ عام 2016 التي جازف بتبعاتها ومخاطرها الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، وبعض القيادات اللبنانيّة، بهدف إخراج لبنان من جاذبيّة المشروع الفارسيّ ليحسم خياره في اتّجاه بناء الدولة ومؤسّساتها، غير أنّ كل الدلائل تشير الى أنّ «حساب الحقل غير حساب البيدر».

فـ»إعلان النيّات» عام 2015 التي أطلقتها «القوّات اللبنانيّة» مع «التيّار الوطنيّ الحرّ» من «معراب» واحتضنها واستكملها الرئيس سعد الحريري وبعض الأفرقاء اللبنانيّين على مضض، لم تكسر الانقسام العمودي بين خيار سيادة لبنان وعروبته، وخيار المشروع الصفوي الفارسي. ويأتي في هذا الاطار مشروع تعطيل تأليف الحكومة الذي يدفع الى التساؤل عما إذا كان خياراً داخلياً يقوده «التيّار الوطنيّ الحرّ» لمحاولة الانقلاب على «اتّفاق الطائف» بإيجاد أعراف تتنافى مع الدستور ومع صلاحيّات الرئيس المكلّف ومهمّاته بعيداً عن صيغة الغالب والمغلوب أو شبهة «حكومة حزب الله»؟ أم هو قرار إقليمي إيراني يُصاغ تحت طاولة ورقة «تفاهم مار مخايل» عام 2006 بين «حزب الله» و «التيّار الوطنيّ الحرّ» ببعده الاستراتيجي لخدمة المشروع الصفوي الفارسي لجعل لبنان ورقة على طاولة النزاعات أو المفاوضات الأميركيّة ـ الإيرانيّة.

فاللبنانيون لم تعد تعنيهم هذه التعبئة المذهبيّة والطائفيّة التي يقودها حلفاء النفوذ الإيراني لتحقيق مكسب بزيادة مقعد وزاري هنا، أو موقع نيابي هناك، فالبطالة ليس لها مذهب أو طائفة أو منطقة، والغلاء ليس له لون، وأقساط المدارس وأزمات المياه والكهرباء وخطورة النفايات وهجرة المستثمرين لا تخصّ منطقة دون أخرى.

فلبنان في حاجة الى رجال دولة يعملون في خدمة المواطنين، وهو حكماً لن يحتاج الى زعامات تريد الوطن وأهله في خدمتها وخدمة تحالفاتها الاقليميّة والدوليّة على حساب الوطن ومصالحه.

ألا يكفي 4 أشهر أو أكثر بقليل ليتنازل الجميع عن بعض مصالحهم لخدمة الوطن والمواطنين؟ ألم يشعر بعد العاملون على تعطيل تأليف الحكومة بآلام النّاس وصرخات أطفالهم بعد أن كادت أن تصل البطالة الى 40 في المئة، والعجز المالي المتزايد والّذي فاق قدرة هذا الوطن المعذّب وأبنائه الصّابرين على السرّاء والضرّاء؟ ومتى يستيقظ الضمير الوطني لدى المعرقلين ويرفع الصوت في مواجهة أيّ تدخّل خارجي والانتفاضة في مواجهة كلّ المشاريع الغريبة عن مصلحة لبنان وسيادته وحريّته واستقلاله وعروبته؟

المواطن يريد حكومة فاعلة، حكومة تخدم اللبنانيّين جميعاً وتعمل لأن يكون لبنان أوّلاً في كلّ مواقفها، وعندها حكماً سيقف التعطيل وستؤلّف الحكومة بوقت قصير، عندما يدرك الجميع بأنّهم للوطن وليسوا عبئاً عليه كما هي حال بعضهم.

هل يدرك من يعرقلون تأليف الحكومة أنّ لبنان لا يمكن أن يُبنى على مقاس أحلامهم ومصالحهم الشخصيّة؟ وهل يعلمون أنّ الكيديّة السياسيّة وتعطيل تأليف الحكومة وقبلها تعطيل انتخابات رئاسة الجمهوريّة لا يمكن أن يؤدّي الى بناء وطن محصّن من الأمراض المذهبيّة والطائفيّة؟ لبنان بلد تكتّلات طائفيّة ومذهبيّة، والقليل منها تكتّلات وطنيّة عابرة للطوائف والمناطق وفيه خطوط حمر لا يمكن اختراقها، فمن العبث التلاعب والتشاطر أو العمل على محاصرة هذا المكوّن أو ذاك، ولتكن الحكومة ورئيسها ووزراؤها هم وزراء الوطن لا وزراء طوائف، والرئيس رئيساً لجميع اللبنانييّن بلا تمييز وحينها يشعر الجميع بأنّنا نعيش لبناء مستقبل أفضل ، تمهيداً لبناء الدولة القويّة والعادلة بكلّ مؤسّساتها.

 

شراكة الماضي اللبناني بين الجمهور وأولياء خرافاته

أحمد جابر/الحياة/23 أيلول/18

عندما خاضت المجتمعات الصراع من أجل إنجاز مدنيتها، أولت معادلة تداخل الديني بالسياسي، عناية خاصة. كان الهدف، كفّ أيدي الذين استولوا على الدين، لتفادي عبثهم بشؤون السياسة، هذه التي أراد لها الحراك الاجتماعي الجديد أن تظل شأناً دنيوياً، أي أن تبقى ما هي عليه، حقيقية وغير مخالطة بتعريفات «مفارقة» تخرجها من بيتها «الآدمي»، وتناقض وقائعها المحسوسة والملموسة، وترفعها إلى مراتب التدابير «النورانية» التي تعترض العقل، وتتعارض مع الزمن، ومع منطق الأمكنة وكيفية إدارة شؤونها.

دقة المهمة، وتعقيدات مواضيعها، فرضت تناولها من خلال إعمال الفكر «الدقيق»، غير المبسط، الذي عرض للتداخل الاجتماعي، بشمولية فكرية ومنهجية، واقترح له، بعد إمعان النظر – النظري، اقتراحات عامة، وشاملة أيضاً. بعد ذلك، تولت القوى الصاعدة اجتماعياً، بقيادة نخبها الناهضة فكرياً، تنفيذ «الجديد العقلاني»، وحسمت المسألة في صالحه. مع التقدم الاجتماعي، الحديث، صارت «المدنية»، انبعاثاً جديداً للذات الإنسانية الحرة، وتحريراً جديداً «للماورائيات»، من قيود التفسيرات السلطوية والتسلطية، وبات المدني الجديد، مستقلاً في نظرته إلى ذاته في المرآة، ومستقلاً في اختيار «تمتمته الخاصة»، مع السماء.

هدف هذا التمهيد، الإطلالة على الوضع اللبناني، الذي حاول «مدنيوه» مدنية محوّرة، واستقلالية مواربة، وغامروا، أحياناً، بفتح معركة فكرية صريحة، مع «الإكليروس الأهلي»، لكنهم عادوا من تجربتهم العامة، بالخيبة، وكانت النتيجة، المتحركة أمام الأبصار والأسماع والأذهان، إكليروس سياسياً هجيناً، يمتلك طقوس «الديني» وعاداته، ويعتمد أساليب «السياسي» ومناوراته. يحيط الإكليروس السياسي اللبناني ذاته بهالة «العصمة». هو صائب النظرة وصحيح التحليل، وهو منزَّه عن الخطأ ومترفع عن الأنانيات، وهو زاهد في حياته الشخصية ومستغرقٌ في الشأن العام، وهو بالغ مرتبة «الحلول» الجماهيرية، بعد أن كابد في معارج الوصول إليها... ثمة مسحة من القداسة يمسح بها الإكليروس السياسي وجهه، وهذه تسمح له بإدارة انخداع الجمهور وانبهاره، وتعينه لدى مباشرته فنون التضليل السياسي، وفرض الممارسة التسلطية، خاصة في مجال النظرة الأحادية، ونفي المخالف، وإقصاء المغاير، وسوى ذلك من الميادين، التي يمكن أن يرشح منها ما يثير الظنون في حكمة الإكليروس المتعالية، أو ينال من مكانتها السامية! ثمة مفارقة على صعيد «البنية التحتية»، لا بد من التقاط مغزاها. لقد كان التناقض سمة للعلاقة بين «تحت» الطيف الشعبي، و «فوق» الائتلاف السياسي، في المجتمعات التي سبقت إلى الحداثة والمدنية والعقلانية، بينما نقع، في لبنان، على ظاهرة التماهي بين المستويين، ونكاد لا نلحظ كدراً يعكر صفو العلاقة، بين تحت البنية الأهلية وفوقها. في هذا المقام، لا تلعب النخبة دوراً تطويرياً، بل هي تجدد نخبويتها من خلال عودة ارتكاسية إلى الجذور، تناقض حوامل الفكر المتجاوز، التي أتاحت «للآخر» النهضوي تحقيق نهضته. تتخذ العودة تلك، شكل الاستغراق في الماضي، وإدامة المكوث بين موضوعاته، ومن ثم إعادة إنتاج الراهن الثقافي والاجتماعي والسياسي، بالاستناد إلى المنطق الداخلي، الماضوي، الذي يقع على الطرف النقيض، من كل محاولة تطويرية.

انطلاقاً من هذا الواقع، الارتكاسي، يساهم الجمهور الأوسع في تصنيع صورة الإكليروس السياسي، الخاصة به، ويضيف إليها من عندياته، منوعات ألوان مكبوتة أو ممنوعة أو مقموعة، أو مأمولة أو مرغوبة، أو مرتجاة... الإضافة الجماهيرية لا تعدو كونها تعويضاً عن ضعف الذات من خلال الاستعانة بقوة الإكليروس السياسي، الذي أنيطت به شؤون الدين والدنيا، واستبدالاً لدنس الدولة، الملعونة والمذمومة، بقدسية الرمز الأهلي، الذي سيقيم «الدولة الطاهرة»... لاحقاً! يختزن الرمز الأهلي، في الذاكرة الأهلية وفي مخيالها، معاني عدة، تجتمع لتشكل، في واقع الأمر، حاجات إشباعية، نفسية ووهمية، لمجموع الأهل، الذين لا يستطيعون إشباع حاجاتهم الحقيقية. تتسم العلاقة، بين الجمهور الأهلي وإكليروسه، بالغلو والمبالغة، أي بتعطيل الفكر ومجافاة العقلانية. تمحي مع المبالغة والتطرف، معايير النقد، بل إمكان الدعوة إليه، وترافق الممارسة خرافات وأساطير وأضاليل وأكاذيب... يسيطر النقل والمأثور على العقل والمسطور، وتتكون منظومات قيمية ومعايير أخلاقية وسياسية ودينية، يُنظر إلى الخروج عليها كخروجٍ على المقدس، وتجديف عليه. على هذه الخلفية، تهتز قاعدة الشرعية السياسية والاجتماعية التي يجب توفرها، مادياً، لكل «رمز خلاصي»، أو «بطل سياسي»... ليحل محل تلك القاعدة، مقوِّم «الغيب»، الذي لا يكون بالضرورة، دينياً فقط، بل قد يكون أيضاً موروثاً أهلياً، ارتفع إلى مصاف الغيب، واقتطع لذاته بعضاً من قدراته.

في هذا المجال يتعدد الغيب اللبناني، بتعدد الكتل الأهلية، التي يتشكل منها لبنان، ويتفرع، بتفرع الرموز والعادات والأمثال، التي انتزعت «سرها الغيبي»، من صروف الزمان ومن جيولوجيا المكان، وبات لها قديسوها وكهنوتها وأبطالها وشهداؤها وصروحها التعبدية، الموزعة بين دور عبادة وقصور زعامات.

يدعو الإكليروس السياسي اللبناني، ويستجيب المجتمع الأهلي، لعبادة الأرزة والبندقية وشتلة التبغ وغرسة الزيتون، وذرى الجبال وكهوف الأودية... ويحض الإكليروس مريديه على رفع الأصوات بالدعاء، أي على إرجاء الحلول وتغيير واقع الحال، وإحالة الأمر كله إلى إرادة «خارجية»... هذا لأن طلب تبديل الأحوال، المؤجّل، يتيح دوام تحكم الإكــليروس، المعجل... لعقود طويلة.

 

التيار لجعجع: تنازلاتك وهميّة... وكفى نحراً للعهد

عماد مرمل/الجمهورية/السبت 22 أيلول 2018

تملأ السجالات السياسية الوقت الحكومي الضائع، متنقلة من محور الى آخر، في انعكاس للمأزق الحاد الذي وصلت إليه مفاوضات التأليف.

وإذا كان الخوف على مصالحة الجبل «المرهفة» قد دفع «التيار الوطني الحر» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» الى لجم التصعيد الاعلامي والسياسي المتبادل، بعدما كاد يعيد نبش قبور الماضي الأليم، فإنّ حماية المصالحة المسيحية لم تشكل حتى الآن حافزاً كافياً لـ»التيار» و»القوات اللبنانية» لوقف الاشتباك الكلامي بينهما، والنزول عن خطوط التوتر العالي.

ويؤشّر الخط البياني للمواقف الصادرة عن كل من «القوات» و«التيار» الى صعوبة تحقيق تهدئة صلبة قبل الانتهاء من «الضم والفرز» حكومياً، وترسيم الحدود الوزارية بين هاتين القوتين المسيحيتين. وما يزيد الأمور تعقيداً هو انّ علاقتهما الراهنة باتت محكومة بالهواجس والارتياب، في ظل أزمة ثقة عميقة نشأت على أنقاض «اتفاق معراب» الذي انتهت مدة صلاحيته.

ويقول مصدر قيادي في «التيار الحر» لـ«الجمهورية»: «انّ الحوار السياسي متوقف حالياً بين قيادتي «التيار» و«القوات»، لأنّ الوزير جبران باسيل يرفض تجزئة المسائل المترابطة، بينما تطرح «القوات» حصر النقاش في ملف تشكيل الحكومة، بحيث تأخذ منّا ما تريد ثم تواصل سياسة الطعن، وهذا ما نرفضه كلياً، فـ«اتفاق معراب» هو كلٌ لا يتجزّأ «وهناك حاجة الى مراجعة عميقة وشاملة لتجربة تطبيقه، تتجاوز حدود المطالب الحكومية».

ويرى المصدر «انّ مشكلة سمير جعجع تكمن في انه يرى حجمه كما يتمنّاه وليس كما هو في الواقع»، مشيراً الى «انّ وزن «القوات» يساوي 15 نائباً يعادلون 3 وزراء على قاعدة وزير لكل 5 نواب، ونقطة على السطر، فلماذا كل هذا اللف والدوران والتشاطر في الحسابات؟». ويؤكد المصدر «انّ «التيار الحر» هو الذي قدم تنازلاً حقيقياً من اليوم الاول للمفاوضات عندما وافق على ان تتمثّل «القوات» بـ4 وزراء، أما القول انّ جعجع تنازل من 6 وزراء الى 5 ثم 4 فلا معنى له، لأنّ أيّاً كان يستطيع ان يبالغ و«يشطَح» في العدد الذي يطلبه ثم عندما يعود الى حجمه الموضوعي يدّعي انه قدم تسهيلات، بينما ما فعله عملياً هو انه باع الآخرين من كيسهم وتنازل عمّا ليس حقاً له في الأساس».

ويعتبر المصدر «البرتقالي» انّ «فرضية تنازل «القوات» تصحّ في حالة واحدة وهي أن تقبل، على سبيل المثال، بوزيرين بدلاً من 3، «إذ عندها فقط تكون قد تراجعت عملياً عن جزء من حصتها المشروعة، امّا سوى ذلك فليس سوى مناورات وتنازلات وهمية».

ويستغرب المصدر ان تفترض «القوات» انها «قدمت تضحية بالتخلي عن نيابة رئيس الحكومة»، لافتاً الى انّ رئيس الجمهورية هو الذي يُسمّي في العادة من يشغل هذا المنصب، «لكنّ الرئيس ميشال عون بادرَ عند تشكيل الحكومة في المرة السابقة الى تجيير موقع نائب رئيس الحكومة لـ«القوات» إنسجاماً مع «اتفاق معراب»، ترجمة لحرصه على إنجاح هذه التجربة، امّا وانهم انقلبوا على الاتفاق لاحقاً فإنه أراد استعادة ما أعطاهم إيّاه».

وتساءل المصدر: «إذا حصل أن استعار أحدهم سيارة ثم أرجعها الى صاحبها، هل يكون قد تنازل لأنه أعاد الحق الى صاحبه؟». وشدد على «حق رئيس الجمهورية وتكتل «لبنان القوي» في الحصول على حقيبتين سياديتين، وعندما يصبح تكتل «القوات اللبنانية» هو الاكبر على الصعيد المسيحي يستطيع ان يطالب بحقيبة سيادية، ومع ذلك فإننا تجاوزنا هذا الاعتبار ولم نمانع في أن ينالوا واحدة ضمن الحكومة المقبلة، إلّا انه تبيّن أنّ أحداً لا يوافق على ذلك، وفي حال كان سمير جعجع يصدّق حقاً انّ الجميع معه في مطلبه فهذه مشكلة كبرى، لأنّ الحقيقة معاكسة».

ويضيف المصدر البارز في «التيار»: إذا كان جعجع يعتبر انّ علاقته جيدة مع الجميع وانّ باسيل ضد الجميع، فكيف يصبح هو المُحاصَر ونكون نحن من يحاصره؟ إلا إذا كنّا قوة خارقة. على كلٍ، صحتين على قلبه، لكنه لن يتأخر كثيراً قبل ان يكتشف أنه مخطئ في تقديراته». ويشير الى «انّ جعجع المستغرق في حساباته التكتيكية يرتكب خطأ استراتيجياً وفادحاً عندما يرفض احتساب حصة وزارية مستقلة لرئيس الجمهورية ويصرّ على دمجها في حصة «التيار»، الأمر الذي يشكّل أكبر فضيحة، «وليس هناك من دليل أوضح من ذلك على مخالفة جعجع لجوهر تفاهم معراب». ويلفت المصدر القيادي في «التيار» الى انّ «أهمية الحصة المنفصلة لرئيس الجمهورية تكمن في انها تعزّز صورة الرئيس القوي وقدراته»، متوجّهاً الى جعجع قائلاً: «كفى نحراً للعهد وموقع الرئاسة وحقوق المسيحيين من أجل نَيل مكاسب صغيرة وعابرة». ويرى المصدر «انّ جعجع قرر ان يعود الى المربع الأول في التفاوض، في حين اننا تقدّمنا خطوة الى الأمام من خلال المشاورات المستمرة بعد الصيغة الحكومية التي رفعها الحريري الى عون».

 

عندما تُفلس “الأخبار” وابراهيم الأمين (بقلم طوني أبي نجم)

IMLebanon Team | فريق الموقع/السبت 22 أيلول 2018

وكأنه لم ينقص جريدة “الأخبار” لتُفلس أخلاقياً سوى محاولة استغلالها لقضية خليل صحناوي!

هذه الجريدة التي “تيتّمت” بعد سقوط من كان وراء تأسيسها وتأمين التمويل لها، والتي بعد انسحاب حسن خليل منها أيضاً، بات ابراهيم الأمين على رأسها يستجدي التمويل تارة من قطر وطوراً من غير قطر من المتمولين والأجهزة في محور الممانعة التي يحاول الأمين أن يكون ناطقاً باسمها الداعشي تحت عنوانه المكرر “تحسّسوا رؤوسكم”، يبدو أنها لم تعد تجد من حيلة لها غير محاولات الابتزاز المالي الرخيص. هكذا ظنّ البعض أنه يمكن أن يستغلّ قضية خليل صحناوي لمحاولة ابتزاز عائلة صحناوي العريقة لأهداف مالية واضحة، أو لمحاولة استهداف أحد أبرز رجال الأعمال اللبنانيين رئيس مجلس إدارة مصرف سوسييتيه جنرال SGBL أنطون صحناوي. ولعل أغبى ما فعله الأمين أنه كلّف رضوان مرتضى التسويق لفبركة الملف، مرتضى صاحب السوابق المثيرة للسخرية كمثل تسويقه للفبركات في قضية الفنان المسرحي زياد عيتاني والتي تحولت مواداً لسخرية اللبنانيين من “مصادره” و”معلوماته”، ليحاول اليوم في قضية صحناوي أن “يبتدع” معلومة ما فإذا به بخفق من جديد بعدما بات فاقداً لأي صدقيى وبشكل كامل.

لم يكن غريباً على “الأخبار” بـ”أمينها” و”مرتضاها” أن يحاولا طمس حقيقة القرصنة التي حصلت والتي اقترفها المقرصنان إيهاب شمص ورامي صقر، والمثبتة باعترافاتهما وبتحقيقات “شعبة المعلومات” وأصرت “إدارة الابتزاز” في “الأخبار” على محاولة إلباس الجريمة لصحناوي متجاهلة كل التحقيقات والاعترافات. فالمطلوب بالنسبة إلى هذه الصحيفة وبيئتها مزدوجاً: محاولة توريط خليل صحناوي للابتزاز وفي الوقت نفسه لمحاولة إنقاذ ابن عائلة شمص لأهداف عشائرية تخدم مصلحة حزب نافذ يعاني في منطقة بعلبك- الهرمل!

رواية “الأخبار” الركيكة تتجاهل الإجابة عن السبب الذي دفع قاضي التحقيق أسعد بيرم إلى إعادة إصدار قرار بتوقيف خليل صحناوي بعد 4 أيام فقط من إصادره قرار إخلاء سبيله، ومن دون أن يكون استجد أي تطوّر في الملف!

والأنكى من كل ذلك أن “الأخبار” تصرّ على تحويل خليل صحناوي إلى “سوبرمان” في القرصنة في محاولة لإلصاق كل التهم به، في حين أن في القضية المثارة واضحة بالاعترافات والتحقيقات، وليس صحناوي من قام بالقرصنة، وبالتالي فإن الإصرار على تجاهل الحقيقة والوقائع إنما يكشف دوافع ورغبات “الأخبار” التي لم تعد خافية على أحد. والطريف حين يقول رضوان مرتضى أنه “ربما لم يقترف صحناوي شيئاً من ذلك، ولكن ألا يوجد تحتمال كبير أن يكون من سلمهم صحناوي هذه الداتا والإمكانية، فعلوا ذلك؟” وهو بذلك إذ يعترف بأن صحناوي لم يفعل شيئاً يفترض أنع باع معلومات في حين أثبت تقرير “شعبة المعلومات” أنه لم يتصرّف أبداً بأي شيء كان في حوزته، وهو ما يحاول مرتضى تجاهله لغاية في نفس ابراهيم!

وحين يتحدث عن تقرير فإنه يشير الى أنه في أحد التقارير ملخصاً عن معلومات في حوزة صحناوي عن مشتركين في كل من أوجيرو و”ألفا” و”تاتش”، هذه المعلومات الموجودة أساساً بين أيدي مئات آلاف اللبنانيين وبكل سهولة، تماماً مثلاً كالتطبيق الذكي الذي يسمح بمعرفة أسماء مالكي السيارات وأرقام هواتفهم من أرقام سياراتهم! ولا ننسى كيف يدافع الأمين عن القاضي أسعد بيرم ويخجل من أن يخبر الرأي العام كيف تواصل بيرم مع شركة IDM محاولا الضغط عليها بكل الوسائل لتدعي على صحناوي وذلك ليؤمن غطاء لنفسه ليبرر استمرار توقيفه بطريقة “قانونية” ففشل ولم تدع الشركة فاضطر لأن يبقيه موقوفا خلافاً للقانون ومن دون أي مبرر!

وقمة السُخرية في رواية “الأخبار” أن صحناوي “امتلك القدرة على التلاعب بنتائج الاختبارات للمتقدمين لدورة رتيب في قوى الأمن الداخلي”! يا أخي طيب لو قلتم أنه يمتلك القدرة للتلاعب بالنتائج للمتقدمين إلى دورة ضباط لكنّا فكّرنا بالموضوع… ولكن لدورة رتباء تصبح الرواية تثير الغثيان فعلاً! وبعيداً عن الغوص في تفاصيل التحقيقات التي تتعمّد “الأخبار” نشر أجزاء منها بشكل مشوّه وفي مخالفة متكررة للقانون الذي ينصّ على أن “التحقيقات سرية”، يعرّض ابراهيم الأمين نفسه للسخرية الشديدة عندما يتحدث في مقالته (عنوانها كالعادة تهديدي “الصحناوي واللعب بالنار”) عن أن خليل صحناوي “قال كلاماً واضحاً حول علاقته الشخصية بنبيل صحناوي وولده أنطون”! فهل يُعقل أن يكون شخص على علاقة شخصية بأقربائه؟ الأمر مخيف بالنسبة إلى الأمين ويجب أن تجري تحقيقات على مستوى دولي في موضوع علاقة القرابة العائلية هذه!

أما قمة السخرية فحين يقول إن “الأخبار” واصلت القيام “بعملها المهني ونشر بعض يسير مما يتعلق بهذا الملف”، مع أن جميع اللبنانيين يعرفون أن لا علاقة لـ”الأخبار” بـ”العمل المهني” على الإطلاق، وذاكرة اللبنانيين لم تنسَ بعد لا قصة زياد عيتاني ولا عشرات الأحكام القضائية التي تعرضت لها “الأخبار” من المحاكم اللبنانية بسبب غياب المهنية وكل أنواع التجني الذي تمارسه. في الخلاصة، إن القضاء اللبناني قد يكون بحاجة لتحقيق جدي أساسي للإعلان الرسمي على الملء عن “مشغلي” ابراهيم الأمين على المستويات السياسية والأمنية والمالية لأن كل محاولات الابتزاز لن تنفع المفلسين على كل الأصعدة، وعندها فقط قد يرتاح اللبنانيون من الغرف السوداء والصحف الصفراء!

 

سوريا: هل التقسيم محتمل؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/السبت 22 أيلول 2018

على اختلاف المواقف السياسية حيال سوريا، أميركا، وروسيا، وإيران، وتركيا والسعودية، والأردن، والعراق، وإسرائيل إلا أنها جميعاً تكاد تتفق على المحافظة على الوحدة الجغرافية للدولة السورية. تقسيم سوريا يضر بالمنطقة وليس فقط النظام، ويخالف التفاهمات الدولية. وأن اتفقت على وحدة التراب السوري إلا أن هذه الدول تختلف على نظام الحكم رئاسي مركزي، أو برلماني، أو فيدرالي، والاختلاف ربما بينها في صياغة الدستور من سلطات الرئيس وحول حقوق الجماعات الإثنية وغيره.

لكن خيبات كثيرة تجاه دمشق، حتى بعد تنازل المعسكر المضاد وقبوله بالنظام السوري، راضياً بالنظام القديم، مقابل الالتزام بحقوق أساسية للمكونات التي على خلاف مع النظام من أجل فرض الحل، وكذلك اشتراط خروج إيران وميليشياتها، إلا أنه لا شيء من هذه التوقعات تحقق، ويبدو أنه من المستحيل أن تحققها دمشق إما عجزاً أو عن سياسة لها. في هذا الوضع المعلق سيكون من الصعب المحافظة على وحدة سوريا كما نعرفها، أو كنّا نعرفها. شرق الفرات منطقة نزاع مستمر، والأميركيون والأكراد لهم وجود عسكري قوي هناك. العراقيون يريدون السيطرة على مناطق محاذية لحدود محافظاتهم مثل الأنبار. إسرائيل رسمت خطاً عرضه مائة كيلومتر على الأقل تعتبره تحت سيطرتها الجوية، تحظر دخول قوات إيران وميليشياتها. وفِي إدلب للأتراك نفوذ يضاف إلى تواجدهم في عفرين والمناطق التي صارت تحت إدارتهم منذ عملية «غصن الزيتون» في مطلع العام الحالي. لو أن الحرب انتهت بشكل حاسم وانتصر فيها طرف واحد فقط، مثلاً السلطات السورية، من الطبيعي، كما في كل الحروب، أن يقبل الجميع بالإملاءات من دمشق، لكن الحرب تنتهي بدعم من قوى متعددة ولأسباب مختلفة. فالولايات المتحدة تريد القضاء على «داعش» والتنظيمات الإرهابية، وتركيا تريد منع الأكراد الانفصاليين من إقامة دولة لهم في سوريا، أو منعهم من اتخاذ مناطق نفوذ لهم، والإسرائيليون يقاتلون «داعش» والإيرانيين.

دمشق لم تبرهن بعد على قدرتها، أو رغبتها في التحول، وتبدو للكثيرين هي نفسها السلطة ما قبل 2011، لا تريد التخلص من حلفها مع إيران رغم الوعود والتوقعات، وليست راغبة في تغيير سياستها تجاه الداخل أيضاً.

في هذا الظرف، الأرجح أن نرى تكراراً لحالة العراق بعد حرب عام 90 - 91. آنذاك، ومن أجل حفظ التوازن بين القوى الإقليمية، اختارت الحكومة الأميركية الإبقاء على وجود عسكري لها في إقليم كردستان العراق، وكان هو العامل الرئيسي الذي منع بغداد من التغول في المنطقة وتهديد الاستقرار. هل سيقبل النظام السوري إقصاء الإيرانيين وميليشياتهم، ووفي مقدمتها «حزب الله»؟ هل سيمتنع النظام السوري عن تهديد لبنان والتدخل في توازناته؟ هل سيتخلى عن دعم رفاقه القدامى من حماس والجهاد الإسلامي وغيره؟ هل سيمتنع عن إفساد خطط السلام في فلسطين كما كان يفعل في الماضي؟ هذه كلها سترتبط بوضع النظام في المستقبل القريب. فهو حالياً تتم إعادة تتويجه بعد أن كان على باب الخروج، ولعودته للمجتمع الدولي تتوقع الدول المعنية من دمشق سلوكاً مختلفاً، وكلمة النظام وحدها لن تكون كافية.

 

إيران تكتوي بنار العنف المسلط على الأقليات

العرب/23 أيلول/18

طهران - أثار الهجوم الدموي الذي استهدف استعراضا عسكريا للحرس الثوري وخلّف العشرات من القتلى والجرحى غضبا واسعا في إيران، لكنه بالتوازي كشف أن طهران تكتوي بنار العنف الذي مارسته بحق الأقليات تحت مظلة الدين والإمامة، فضلا عن أنها تجني ثمار سياسة التمدد في المحيط الإقليمي عبر تمويل وتسليح الميليشيات التابعة لها. يأتي هذا فيما بادرت إيران إلى اتهام الولايات المتحدة والسعودية بالوقوف وراء منفذي الهجوم في مسعى تقليدي لربط أزماتها بنظرية المؤامرة بدل فهم الأسباب التي أفضت إلى تكرار مثل هذه الهجمات التي أخذت بعدا نوعيا في هجوم الأحواز. وذكرت وكالات أنباء إيرانية رسمية أن مسلحين أطلقوا النار على عرض عسكري في جنوب غرب إيران، السبت، وقتلوا 25 شخصا نصفهم من الحرس الثوري، في إحدى من أسوأ الهجمات على هذه القوات. وقال متحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، وهي جماعة عربية مناهضة للحكومة الإيرانية، لوكالة رويترز إن المنظمة التي تنضوي حركته تحت لوائها مسؤولة عن الهجوم.

وكشف المتحدث يعقوب حر التستري أن منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، التي تضم عددا من الفصائل المسلحة، هي المسؤولة عن الهجوم.

وقلل متابعون للشأن الإيراني من تبني تنظيم الدولة الإسلامية للهجوم، معتبرين أن البيان المفترض للتنظيم المتشدد يخدم مسعى إيران لوسم منفذي الهجوم بالإرهابيين، بدل البحث عن الأسباب التي تدفع بحركات محلية للجوء إلى العنف للفت النظر إلى مطالبها. ويرى المتابعون أن إيران فشلت في الانفتاح على مطالب الأقليات المختلفة في البلاد والاستجابة لها ولو بالحدّ الأدنى، ودفع أسلوبها العنيف في الرد على تلك المطالب إلى عنف مضاد لجأ إليه الأحوازيون والأكراد في الفترة الأخيرة. وتقول تقارير مختلفة إن القضاء الإيراني، الذي يهيمن عليه المحافظون المتشددون، دأب على إصدار أحكام مشددة على نشطاء من الأقليات وأغلبها بالإعدام، فضلا عن عمليات عسكرية ينفذها الحرس الثوري وقوات الباسيج على مواقع للانفصاليين، ما جعل العنف هو الوسيلة الوحيدة للحوار بين الطرفين. ويعد هجوم السبت هو الأعنف على الحرس الثوري الذي يعد بمثابة سيف نظام الحكم الديني ودرعه منذ ثورة 1979. ويلعب الحرس الثوري دورا كبيرا في التدخل الذي تنفذه إيران في دول مثل العراق وسوريا واليمن.

ويعتبر مراقبون أن إيران تجني ثمار هذا التدخل، خاصة وقوفها وراء تكوين ميليشيات طائفية مسلحة، ما شجع الأقليات على بناء مجموعات شبيهة بها للدفاع عن حقوقها وسط أجواء الخوف والرعب التي يخلقها الخطاب الرسمي الذي يبرر تصفية الخصوم بمبررات دينية ويتهمهم بالخيانة والعمالة للخارج بدل فتح قنوات الحوار معهم والاستماع لمطالبهم. وقال البريجادير جنرال أبوالفضل شكارجي، وهو متحدث كبير باسم القوات المسلحة الإيرانية، للتلفزيون الرسمي “قتل ثلاثة إرهابيين في الموقع وتوفي رابع في المستشفى”. وأظهر مقطع مسجل جرى توزيعه على وسائل الإعلام الإيرانية جنودا يزحفون على الأرض بينما تنطلق أعيرة نارية صوبهم. وأمسك جندي سلاحا ونهض واقفا بينما يفر أطفال ونساء من المكان.

وعرض مقطع مسجل بثه الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي لقطات لجنود مذهولين يتساءل أحدهم وهو يقف أمام المنصة “من أين جاؤوا؟”. وزعم متحدث عسكري إيراني أن المسلحين تدربوا على يد دولتين عربيتين خليجيتين وتجمعهم صلات بالولايات المتحدة وإسرائيل. لكن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف تحدث عن وقوف نظام أجنبي وراءهم. ووفق المراقبين، فإن تعدد الاتهامات يعكس أمزجة المسؤولين الإيرانيين التي تميل إلى نظرية المؤامرة، وليس اعتمادا على معطيات استخباراتية أو تحقيقات. وقال ظريف إنّ بلاده “سترد بسرعة وحسم”، متهما في تغريدة عبر تويتر عملاء نظام أجنبي (لم يحدده) بتنفيذ الهجوم. وتابع “الإرهابيون تم تجنيدهم وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم من قبل نظام أجنبي”. كما أردف قائلا “إيران تحمّل رعاة الإرهاب الإقليميين وقائدتهم الولايات المتحدة المسؤولية عن مثل هذه الهجمات”. وتعيش إيران وضعا اقتصاديا واجتماعيا صعبا وسط اتهامات بأن السلطات تستثمر عائدات النفط في الحروب التي تخوضها عبر وكلائها في سوريا واليمن والعراق ولبنان، بدل استثمارها في تحسين الوضع الاجتماعي لمواطنيها، وهو ما دفع بالآلاف من الإيرانيين إلى التظاهر في مدن كبرى ضد ارتفاع الأسعار وتدني المقدرة الشرائية، فضلا عن تفشي الفساد والتورط في النزاعات الإقليمية.

وشهدت إيران في السنوات الأخيرة هجمات عدة استهدفت خصوصا الحرس الثوري. وفي 20 يوليو 2018 قتل عشرة عناصر على الأقل من الحرس الثوري في هجوم على إحدى قواعدهم في داري بماريوان في شمال غرب كردستان إيران. وفي 07 يونيو 2017 هاجم مسلحون وانتحاريون البرلمان وضريح الإمام الخميني في طهران ما أوقع 17 قتيلا والعشرات من الجرحى في أول هجمات يتبناها تنظيم داعش. وندد الحرس الثوري آنذاك بما أسماه “تورط” السعودية والولايات المتحدة في الاعتداءات. وغالبا ما تتهم السعودية وحليفتها الولايات المتحدة إيران بالسعي إلى زعزعة استقرار المنطقة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الحريري نفى شائعات حول رياض سلامة: صحته حديد والحمد لله

السبت 22 أيلول 2018 /وطنية - نفى الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، شائعات حول صحة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وذلك في تغريدة عبر حسابه على "تويتر" قال فيها: "لم يبق أمام المتحاملين على وطننا إلا بث الشائعات الكاذبة حول صحة رياض سلامة! ألتقيه دائما، وأكلمه يوميا، واتصلت به للتو: صحته حديد والحمد لله!".

 

جابر في تصريح عنيف: هذا العهد سيدمّر لبنان

وكالات/السبت 22 أيلول 2018 /انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل صوتي للنائب ياسين جابر يهين فيه العهد، ويضيف: “تحدثت عن قصة ميركل وحضورها الى لبنان وقصة “سيمنز” في فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي بشكل جنوني وأزعج “الوطني الحر” والوزير سيزار أبي خليل الذي قرر أن يرد علي بأمور لا معنى لها”. ويتابع: “للأسف الشديد رَوحوا على لبنان فرصة عظيمة وجميع الدبلوماسيين في الأمم المتحدة يسألون كيف ترفضون عرض شركة “سيمنز”، كيف تعاملون ميركل بهذه الطريقة، هل أنتم مجانين في لبنان”. ويقول: “للأسف الشديد هذا العهد سيدمر لبنان بشكل غير مقبول، والآن عشية جلسة الإثنين يضغط رئيس الجمهورية ووزير الطاقة لينالا 500 مليون $ غير المليار والنصف دولار ليؤمنا الكهرباء لعدد من الساعات حتى نهاية 2018، للأسف الشديد البلد تؤخذ الى الهاوية”.

 

الراعي من كندا: المسؤولون في لبنان يخربون اكثر مما يبنون

السبت 22 أيلول 2018 /وطنية - كندا - التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الوفد الاعلامي المواكب لزيارته الرعوية الى كندا، في حضور راعي الابرشية المطران بول مروان تابت وقنصل لبنان الفخري في هاليفاكس وديع فارس وعدد من ابناء الجالية.

بداية نوه الراعي بالدور "الذي يقومون به في نقل الحقيقة للناس كما هي، وفي نشر رسالة الكنيسة"، متحدثا عن دور ابناء الكنيسة في بلاد الانتشار لاسيما في كندا. وقال: "نهنىء هذه الابرشية وراعيها المطران تابت على ما يقومون به من نشاطات واعمال، وانا سعيد للقاء ابناء الجالية للمرة الثانية منذ انتخابي بطريركا، وان ارى النجاحات التي يحققها ابناؤنا في هذه البلاد، خصوصا واننا سندشن الكنيسة الجديدة في هاليفاكس التي شارفت الاعمال فيها على الانتهاء، وازيحت الستارة عن تمثال المغترب اللبناني. وهذان الموضوعان لما كانا تحققا لولا محبة القنصل فارس لوطنه ولكنيسته". وردا على سؤال، قال: "اتمنى ان يبقى ابناء الجالية اللبنانية في كندا الصورة الجميلة عن لبنان، هذه الصورة التي لم يستطع ان يعكسها اللبنانيون في لبنان، ولا بد من توجيه تحية لدولة كندا التي حضنت وما زالت اللبنانيين على ارضها حيث يحققون ذواتهم، ولكن في الوقت نفسه يتألمون لما وصلت اليه الاوضاع في لبنان، وكيف ان المسؤولين عندنا لا يستطيعون العمل على قيام الدولة واحترام الانسان، او افساح المجال لغيرهم، وكأنه ممنوع على اللبنانيين البقاء في وطنهم، حيث نرى هجرة الشباب تزداد سنة بعد سنة لعدم تأمين فرص العمل لهم بعد تخرجهم من الجامعات، وكأن دولتهم تقول لهم لا مكان لكم في وطنكم، وهذا شيء مؤلم جدا لنا ولكم". وتابع: "ان الزيارات التي يقوم بها ابناء الجالية سنويا الى لبنان لها دلالات كبيرة، اولها تعلقهم المستمر والدائم بوطنهم رغم وجودهم في الغربة، وثانيا لحضهم على البقاء في ارضهم والاستثمار فيها". واعرب عن اسفه كيف "ان المسؤولين السياسيين في لبنان يخربون اكثر مما يبنون".

قهوجي

بدوره، وصف قنصل لبنان الفخري في كندا نقولا قهوجي زيارة البطريرك الرعوية الى كندا ب"المهمة جدا، خصوصا مشاركته في تدشين اول تمثال للمغترب اللبناني لكي يتذكر الجميع اول مهاجر من لبنان الى هاليفاكس، وازاحة الستارة عن اول لوحة في العالم تجسيدا للضحايا اللبنانيين الذين سقطوا في حادثة باخرة التايتنيك، وتذكيرا بشهداء الانتشار اللبناني العام 1912". ولفت الى "ان مثل هذه الزيارات تساعد اللبنانيين وتحضهم الى العودة الى وطنهم وتسجيل زيجاتهم وولاداتهم، وتذكرنا بان هناك دورا كبيرا ومهما علينا ان نلعبه خصوصا وان لبنان هو بلد الحوار والتعايش والحضارات". واعلن قهوجي "ان الاكثرية من ابناء الجالية طلبوا منا كقناصل ان ننقل لصاحب الغبطة رفضهم انتخاب نواب للاغتراب، لان هذا الموضوع اذا ما حصل سيؤدي الى انقسام كبير بين المغتربين"، آملا في "ان يعمل البطريرك على مساعدة المغتربين في هذا الموضوع وايصال الصوت للمسؤولين اللبنانيين علهم يسمعون". كما زار الراعي كنيسة سيدة لبنان، حيث اطلع من القنصل فارس على مراحل بنائها، كما التقى في دار الكنيسة القديمة اعضاء المجالس الرعوية والاخويات والمتطوعين. الى ذلك، يرعى الراعي مساء اليوم بتوقيت بيروت حفل ازاحة الستارة عن تمثال المغترب اللبناني تقدمة القنصل الفخري للبنان وديع فارس وفاء لاول مغترب هاجر الى هاليفاكس، وسيشارك في الاحتفال عدد من المسؤولين الرسميين في كندا وفاعليات وابناء الجالية اللبنانية، من ثم يبارك الكنيسة الجديدة، ويلبي بعدها دعوة فارس الى مأدبة غداء يقيمها على شرفه، في حضور رسميين وفاعليات.

 

البخاري في حفل العيد الوطني السعودي: اللبنانيون في المملكة جزء من النسيج الاجتماعي وقيادتنا حريصة على استقرار لبنان واستعادة دوره في المنطقة

السبت 22 أيلول 2018 /وطنية - أقام القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية الوزير المفوض وليد البخاري، عند السادسة مساء، حفل استقبال، بمناسبة العيد الوطني 88 للمملكة، في قاعة سي سايد بافيون- بيال في وسط بيروت.

حضر الحفل ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال رائد خوري، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب علي بزي، الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، الرئيس حسين الحسيني والرئيسان تمام سلام وفؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان رئيس المحاكم الشرعية السنية القاضي محمد عساف.

وحضر الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: نهاد المشنوق، معين المرعبي، ملحم رياشي، جمال الجراح وبيار بوعاصي، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد ضم النواب: وائل أبو فاعور، فيصل الصايغ ونعمة طعمة، النواب: ستريدا جعجع ممثلة حزب "القوات اللبنانية"، زياد حواط، سامي فتفت، نزيه نجم، آلان عون، جان عبيد، فؤاد مخزومي وعبدالرحيم مراد، الوزراء والنواب السابقون: محمد الصفدي، خالد قباني، شارل رزق، أحمد فتفت ومصطفى علوش.

وحضر أيضا، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، مستشار الرئيس سعد الحريري داود الصايغ، مفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد قباني، السيدة منى الهراوي، رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، ممثلو الاجهزة الأمنية والعسكرية إلى جانب عدد من السفراء العرب والأجانب والقناصل وممثلي البعثات الديبلوماسية، وفد دار الفتوى ضم عددا من مفتي المناطق وقضاة الشرع، وشخصيات سياسية واجتماعية وفكرية وإعلامية وروحية وفنية ووفود شعبية.

البخاري

بعد النشيدين اللبناني والسعودي وكلمة ترحيب من الإعلامي محمد زينب، ألقى البخاري كلمة، استهلها مرحبا ب"فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ممثلا بمعالي وزير الاقتصاد رائد خوري، دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بسعادة النائب علي بزي، دولة رئيس مجلس الوزراء المكلف سعد الحريري، أصحاب المعالي والسماحة والنيافة، أيها السيدات والسادة: من بلد السلام لكم ألف تحية وسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

وقال: "يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم في احتفالية ذكرى اليوم الوطني الثامن والثمانين لبلادي، المملكة العربية السعودية، أرض الحرمين الشريفين، مهبط الوحي، ودار العروبة والإسلام والإنسانية. وأشكركم جميعا على مشاركتنا فرحتنا هذه وعلى مشاعركم النبيلة الكريمة، التي تؤكد مرة تلو الأخرى، عمق العلاقة بين بلدينا ومتانة الروابط، التي تجمعنا على الخير والسلام وعلى الاعتدال والأخوة".

أضاف: "العيد الوطني، يوم سجله التاريخ فكانت البداية، ومعه انطلقت قافلة البناء والحضارة، ومن هنا من بيروت لؤلؤة المتوسط، نستذكر معا، ونحن نعيش اليوم ذكرى يومنا الوطني المجيد، قصة توحيد هذا الكيان على يد الملك المؤسس المغفور له - بإذن الله تعالى- الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - حيث استطاع مع قليل من الرجال، وبكثير من الإيمان، أن يجمع شتات أمة ويلملم أطراف وطن تنازع عليه الكثيرون، ليحقق الأسس الراسخة لهذه البلاد، ومن بعده أبناؤه الميامين، الذين استطاعوا - بعون الله تعالى- تأسيس الدولة السعودية، دولة قوية بإيمانها، غنية بعقيدتها، ثرية بمواطنيها".

وتابع: "أيها الأخوة والأخوات: بكل فخر واعتزاز نستلهم العزم ونجدد العهد في ذكرى اليوم الوطني، على أن نظل أوفياء لوطننا، في ظل قيادتنا الرشيدة، التي يحمل لواءها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - والتي جعلت مملكتنا الحبيبة، من بين أكثر الدول ازدهارا في العالم، ووضعت الإنسان السعودي في أولويات أهدافها، وسياساتها التنموية المستدامة، غاية ووسيلة".

وأردف: "إن المملكة العربية السعودية، حرصت على توظيف علاقاتها المتوازية وتحركاتها على الساحة الدولية، وتنسيق المواقف والرؤى مع الدول العربية الشقيقة للتأثير إيجابا في التعاطي الدولي مع قضايا العالم العربي، وتطوير منظومة العمل العربي المشترك. إن القضية الفلسطينية، كانت وما تزال، على رأس أولوياتها واهتماماتها، حيث تسعى بكل الوسائل لتمكين الشعب الفلسطيني، من نيل حقوقه المشروعة المبنية على مبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية، المتمثلة في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وإن إطلاق سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مسمى "قمة القدس" على الدورة العادية التاسعة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى القمة، إنما جاء ترجمة لما في صدور السعوديين اتجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، وتأكيدا لمركزية القضية الفلسطينية بالنسبة إلى الأمة العربية".

أضاف: "يتزامن يومنا الوطني مع "اليوم العالمي للسلام"، والحاضر يشهد للملكة بالمكانة التي عززتها سياساتها ومرتكزاتها يوما بعد يوم، فأضحت الدبلوماسية السعودية اليوم رسالة وطنية ومسؤولية دولية، ترتكز على قيم إنسانية مشتركة، من أجل تحقيق السلم والأمن الدوليين".

وقال: "أيها السيدات والسادة: ثروة لبنان الحقيقية، هم أبناؤه، الذين انتشروا في أصقاع الأرض، فبرزوا أينما حلوا، وكانوا مدعاة فخر واعتزاز لبلدهم. والإنسان اللبناني متميز بثقافته وقدرته علي تجاوز المحن والصعاب، فهو وريث امتداد لحضارة صدرت أحرف الأبجدية إلى العالم، وأشقاؤكم العرب، وفي مقدمتهم أبناء المملكة العربية السعودية، الذين بدورهم يؤازرونكم بالدعاء الصادق، لتتمكنوا من الانتقال بلبنان إلى بر الأمان والازدهار، وتحققوا ما تصبون إليه من أهداف وتطلعات".

أضاف: "وهنا لا يفوتني أن أشير، إلى أن الجالية اللبنانية في مملكة الخير والعطاء، تمكنت من احتلال مكانة استثنائية في الحياة الاجتماعية والعملية السعودية، فأضحى اللبنانيون المقيمون فيها، جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي السعودي، خصوصا والخليجي عموما، فالتعايش بين الشعبين تعززه العروبة، التي تجمعهما، ولواء الإنسانية، الذي ترفعه المملكة منذ تأسيسها"، معتبرا أن "هذا الإرث العريق من العلاقات المميزة، يحملني على تأكيد حرص قيادة المملكة على لبنان وشعبه، بكافة فئاته وطوائفه ومناطقه، وعلى أمن واستقرار هذا البلد الطيب، وأهمية أن يستعيد تألقه ودوره الفاعل بين دول المنطقة".

وختم "يطيب لي أن أرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي عهده الأمين، وإلى الأسرة المالكة الكريمة وإلى الشعب السعودي الأبي الوفي، سائلا المولى عز وجل أن يحفظ بلادي، ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار، وأن تبقى منيعة الجانب، رافلة بالعز، مرفوعة الراية إلى عنان السماء. كما يطيب لي أن أوجه أصدق عبارات التقدير والاحترام إلى كافة أركان الدولة اللبنانية وكافة المسؤولين والقيادات وأبناء الشعب اللبناني الشقيق"، متمنيا "للبنان دوام التقدم والازدهار، وأن تحمل له الأيام بشائر الخير لينعم بالاستقرار والرخاء".

بعدها، صعد ممثلا الرئيسين عون وبري والرئيس الحريري إلى المنصة لأخذ الصور التذكارية مع البخاري، وقطع قالب حلوى بالمناسبة، ثم أعلن البخاري، انطلاق فعاليات الحفل، الذي تضمن عروضا موسيقية راقصة من التراث السعودي، قدمتها الفرقة النجدية، التي حضرت من المملكة خصيصا لهذه المناسبة.

 

جابر في تصريح عنيف: هذا العهد سيدمّر لبنان

وكالات السبت 22 أيلول 2018 /انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل صوتي للنائب ياسين جابر يهين فيه العهد، ويضيف: “تحدثت عن قصة ميركل وحضورها الى لبنان وقصة “سيمنز” في فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي بشكل جنوني وأزعج “الوطني الحر” والوزير سيزار أبي خليل الذي قرر أن يرد علي بأمور لا معنى لها”. ويتابع: “للأسف الشديد رَوحوا على لبنان فرصة عظيمة وجميع الدبلوماسيين في الأمم المتحدة يسألون كيف ترفضون عرض شركة “سيمنز”، كيف تعاملون ميركل بهذه الطريقة، هل أنتم مجانين في لبنان”. ويقول: “للأسف الشديد هذا العهد سيدمر لبنان بشكل غير مقبول، والآن عشية جلسة الإثنين يضغط رئيس الجمهورية ووزير الطاقة لينالا 500 مليون $ غير المليار والنصف دولار ليؤمنا الكهرباء لعدد من الساعات حتى نهاية 2018، للأسف الشديد البلد تؤخذ الى الهاوية”.

 

إقليم المتن الشمالي الكتائبي: لضرورة احترام الهوية الحزبية لكل شهيد

موقع الكتائب/ الجمعة 21 أيلول 2018 /صدر عن اقليم المتن الشمالي البيان التالي: إن إقليم المتن الشمالي في حزب الكتائب اللبنانية إذ يشكر الأصدقاء في منسقية المتن الشمالي في حزب القوات اللبنانية على إقامتهم الصلاة عن أرواح شهداء حزب الكتائب اللبنانية في كنيسة سانت تريز المنصورية - عين سعاده، يتمنى  تلافي ما حال دون حضور ومشاركة أهل الشهداء ورفاقهم الحزبيين وقياداتهم الحزبية في رفع الصلاة عن أرواحهم. ان اقليم المتن الشمالي في حزب الكتائب يشدد على ضرورة احترام الهوية الحزبية لكل شهيد من شهداء "المقاومة اللبنانية" الجامعة بكل أحزابها ومكوناتها وفي مقدمهم حزب الكتائب اللبنانية. وتضحياتهم تستحق من الأحياء احترام التعددية الحزبية للتركيبة التاريخية لـ "المقاومة اللبنانية" لا سيما في ملف الشهداء الذي يجب أن يحافظ على سموه بعيدا عن اية محاولة لتوظيفها في السياسة.

 

منسقية المتن الشمالي في القوات ترد على الكتائب: لا نستثني احدا من الشهداء المقاومين في صلواتنا

السبت 22 أيلول 2018 /وطنية - صدر عن منسقية المتن الشمالي في "القوات اللبنانية" البيان الآتي: "ان منسقية القوات في المتن الشمالي اذ تشكر الأصدقاء في حزب الكتائب على لفتهم نظر المنسقية الى ما تعرفه، توضح ما يلي: ان القوات لا تستثني أحدا من الشهداء المقاومين في صلواتها سواء اكان الذين سقطوا قبل مرحلة توحيد البندقية من قبل قائدها الرئيس الشهيد بشير الجميل والذي كان مع رئيس القوات حاليا سمير جعجع من صفوف الكتائب أو بعد ذلك. ولان هناك العديد من الرفاق - ومن مختلف الأحزاب أو من غير الحزبيين - سقطوا قبل مرحلة التوحيد في العام 1980، اي منذ38 سنة، فان القوات تصر على تسمية المناسبة مركزيا أو مناطقيا باسم شهداء المقاومة اللبنانية؛ وهي بالتالي لن تمانع أبدا بل ستشارك بفرح مع كل من يرفع الذبيحة لأجل هؤلاء الشهداء جميعا، فالموت هو العبور الى حرية الخالق حيث لا احتكار ولا تسييس ولا أنانيات رخيصة، ولا تنافس على من في السماء، بل عطاء يليق بشهدائنا ومن دون مقابل، اي مقابل.

اقتضى التصحيح".

 

دوة عن مستقبل المنطقة العربية في ظل التحولات المتنامية شهيب: كم نحن بحاجة إلى القليل من التنازلات والكثير من صحوة الضمير

السبت 22 أيلول 2018/وطنية - اقام الحزب التقدمي الاشتراكي - وكالة داخلية عاليه ندوة سياسية بعنوان: "اي مسارات مستقبلية للمنطقة العربية في ظل التحولات والنزاعات المتنامية". تحدث فيها كل من السفير الروسي الكسندر زاسبيكين، عضو اللقاء الديمقراطي النائب اكرم شهيب، نائب رئيس حركة التجدد الديمقراطي الدكتور انطوان حداد، والكاتب كريم مروة. اقيمت الندوة في قاعة جمعية الرسالة الاجتماعية في عاليه، وحضرها عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب هنري حلو، النائب انيس نصار، النائب السابق فادي الهبر، اعضاء مجلس القيادة في التقدمي لما حريز وخالد صعب وخضر الغضبان وياسر ملاعب، مفوضة العدل سوزان اسماعيل، مفوض الاعلام رامي الريس ومفوض الثقافة فوزي ابو دياب، وكيل داخلية عاليه الأسبق عصام عبيد، رئيس "الحركة اليسارية اللبنانية" منير بركات، بيار نصار ممثلا حزب "القوات اللبنانية"، سلطان فياض ممثلا "التيار الوطني الحر"، نجيب حويك ممثلا حزب "الكتائب اللبنانية"، حبيب دفوني ممثلا الحزب "السوري القومي الاجتماعي"، علي داغر ممثلا "حركة امل"، اضافة الى ممثل عن حزب "الاحرار"، اعضاء المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ فادي العطار والشيخ سامي عبد الخالق واللواء شوقي المصري والشيخ رياض عطالله وفعاليات.

الغضبان

بعد تقديم من رشا الريس، القى وكيل داخلية عاليه خضر الغضبان كلمة نوه فيها ب "اللقاء الثالث" خلال سنة في عاليه مع سفير روسيا، مضيفا: "الرهان كبير على دور روسيا الاتحادية في حماية اهلنا في جبل العرب من اخطار ثلاثة:

- خطر تنظيم داعش الارهابي المسير وفقا لأجندة محددة ومعدة سلفا لاستهداف اهل السويداء، والذي ما زال يختطف اكثر من ثلاثين إمرأة وطفلا.

- خطر النظام السوري الذي يريد الإقتصاص من موقف اهل السويداء الحيادي طيلة فترة الأزمة السورية، كما يريد زج شباب المحافظة في آتون حربه العبثية.

- الخطر الثالث والأهم، سعي العدو الاسرائيلي للدخول على خط الازمة والاستفادة من الخطرين المنسقين في ما بينهما، من اجل سلخ الدروز عن محيطهم وواقعهم، وتخويفهم ودفعهم لطلب الحماية منها. لكن خيار الدروز التاريخي كان وسيبقى الانتماء الوطني للدولة التي يعيشون فيها. فإنتماء الدروز اينما وجدوا يبقى وطنيا اولا كما انتماؤهم العربي والاسلامي. هكذا كان موقف قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الاطرش عندما عرضوا عليه الدولة الدرزية. وهكذا كان موقف المعلم الشهيد كمال جنبلاط عندما عرض عليه حافظ الاسد مشروعه لتحالف الاقليات في المنطقة والذي رفضه رفضا مطلقا، فدفع حياته ثمنا لانتمائه الوطني اولا، والعربي ثانيا، والثوري والانساني على الدوام".

وختم الغضبان: "انظار دروز المنطقة قاطبة موجهة الى روسيا اليوم، ونحن على ثقة مطلقة بأن دولة روسيا لن تتخلى ابدا عن دورها في حماية الضعيف والمظلوم".

زاسبيكين

وقال السفير زاسبيكين: "نعيش مستجدات الاحداث اليومية، ولا يمكن ان اتحدث عن افق تطور الاوضاع في المنطقة بدون النظر الى التطورات العلنية، وهناك القضايا المطروحة بإيجابية في مناطق عديدة ومتقاربة".

وقدم عرضا لتعاطي الولايات المتحدة الاميركية مع القضايا الدولية وقضايا الشرق الاوسط وسياسات الادارة الاميركية الحالية والادارات السابقة، ورأى ان "على الشرق الاوسط ان يسأل نفسه اي مصلحة حقيقية له ولشعبه". وشدد على "العلاقة التاريخية بين روسيا ولبنان وفقا لنهج عملاق الحركة الوطنية التحررية كمال جنبلاط".

شهيب

بدوره، قال النائب شهيب: "ماذا نقول ونحن في حضرة مناضل وطني كبير صاحب فكر وقلم ونتاج لا ينضب، احتل موقعا وطنيا رائدا ولم يتغير، إنه كريم مروة الذي يرتبط اسمه مباشرة بالمجلس السياسي المركزي للحركة الوطنية الذي أسسه وقاده المعلم الشهيد كمال جنبلاط، والذي وضع برنامجا مركزيا للاصلاح السياسي، كم نحن أحوج إليه في هذه الأيام العجاف". اضاف: "عندما نذكر كريم مروة، نذكر معه قافلة طويلة من كبار رجالاتنا، من المعلم إلى الشهيد جورج حاوي، إلى أبو خالد محسن ابراهيم ونديم عبد الصمد أطال الله بعمريهما، وكوكبة أخرى من الرجال الذين ناضلوا وواجهوا كل على طريقته لتحقيق حلم الوصول إلى دولة ديمقراطية، يسود فيها القانون والعدالة، ولا تتحكم بها الطائفية والمذهبية، ولما صعبت المواجهة، اغتيل كمال جنبلاط، وسقط المشروع الوطني الكبير، لكن الأمل لم يسقط ويبقى الحق بالحلم" .

وتابع شهيب: "ما زلنا مستمرين، غارقين في التأمل في التحولات الكبيرة التي طرأت على المنطقة التي رسمتها حدود سايكس بيكو، وحاولت أنظمة قمعية من هنا وهناك إعلاء جدران السجن الكبير والقبض على الأحرار والوطنيين، وتدجين المعارضة وكم الأفواه حيث استطاعوا. الحديث عن كريم مروة طويل ومتشعب، لكنه مشوق ونتاجه الغني والمستمر وأحدثه وليس آخره، كتابي "التجديد في الاسلام كالتجديد في الاشتراكية" و"فصول من حواراتي وكتاباتي في الفكر وفي السياسة وفي العلاقات الانسانية"، دليل على هذا الينبوع الفكري الذي نأمل أن يستمر في العطاء. وفي التاريخ أيضا، لا بد لنا أن نستذكر الاتحاد السوفياتي المجيد الذي لطالما وقف إلى جانب حركات التحرر في العالم ودعم القضايا الانسانية المحقة، ودوره في دعمنا كحزب وكحركة وطنية، كان له الأثر الأكثر فعالية في ثباتنا وصمودنا. واليوم، وبعدما باتت الحاجة ماسة وضرورية أمام إعادة التوازن العالمي الذي فقد نتيجة انهيار الاتحاد السوفياتي، كان لا بد من صعود روسيا مجددا لكبح جماح الهجمة الشرسة التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية منفردة، فعاد الأمل مجددا لينتعش بوجود قوة فاعلة تستطيع الوقوف إلى جانب الحق، بدءا من فلسطين وصولا إلى سوريا التي نأمل أن يكون المشروع الروسي قد لحظ ضرورة إنهاء الحرب الدائرة المدمرة فيها والوصول إلى حل سياسي يمكن الشعب السوري الشقيق من العيش بحرية وديموقراطية وسلام وتداول فعلي للسلطة" . اضاف شهيب: "أما في الداخل، وبعد استفحال الأزمات المفتعلة، وشعور الناس بالملل من الأقوال والردود المضادة، كم نحن بحاجة إلى القليل من التنازلات والكثير من صحوة الضمير. نأمل أن يتمكن الرئيس المكلف من التوصل إلى حكومة عتيدة تنطلق في معالجة قضايا الناس الاجتماعية والاقتصادية الملحة، وإنقاذ ما تبقى من مؤسسات، لأنه كلما تأخر الأمر استفحلت الأزمة والعواقب".

حداد

وراى حداد انه "في الحديث عن المسارات المحتملة للمنطقة العربية وتأثيراتها على لبنان تحضرني ثلاث ملاحظات:اولا - ان السمة الرئيسية التي يتسم بها الوضع في المنطقة العربية عموما باختصار هي السيولة ان لم نقل الفوضى، ليس بالمعنى الحرفي والشامل للكلمة انما بمعنى غياب القواعد الثابتة التي كانت تشكل مقومات النظام الاقليمي حتى عام 2011 وعدم نشوء قواعد جديدة راسخة مكانها. في منطقتنا اليوم، لا يوجد نظام اقليمي محدد المعالم بل مجموعة من النزاعات والتداخلات التي تتطور وتتبدل بايقاع سريع نسبيا واحيانا بايقاع دراماتيكي. ولنا دليل على ذلك في عدد من التحولات سوف اتناولها بمقدار تأثيرها على لبنان:

أ‌- تحول سوريا الى بؤرة الصراع الرئيسية في المنطقة (انتزعت هذه السمة المأسوية من فلسطين). في سوريا اليوم صراع دولي (بين الجبارين اذا جاز التعبير، بعد عودة روسيا لاعبا دوليا من البوابة السورية)، وصراع اقليمي (حول تحديد النفوذ والاحجام والادوار بين ايران وتركيا واسرائيل، وبدرجة اقل السعودية والامارات وقطر)، وصراع محلي متعدد المستويات: صراع سياسي بين قوى تجسد نظرات مختلفة الى مستقبل سوريا ونظامها أخذ مداه بين 2011 و2013 بالتزامن مع ثورات الربيع العربي، ثم تم طمسه بتواطىء ومشاركة قوى عدة لصالح الصراع الطائفي بين المجموعات المذهبية والاتنية واختزال الشعب السوري ذي التاريخ والحضارة الالفية بمسميات مختصرة مثل السنة والعلويين والدروز والاكراد والمسيحيين. الحرب لم تنته في سوريا بعد ومن المستبعد ان تنتهي بالمعنى الشامل للكلمة قبل التوصل الى تسوية سياسية تؤمن توازنا واقعيا للمصالح والاهداف بين اطراف النزاع الدوليين والاقليميين والمحليين، كل بحسب اوراق القوة والتفاوض التي يملكها، انما الاستقرار المديد لن يتحقق الا بمراعاة الحد الادنى من التطلعات البديهية للشعب السوري في الحرية والكرامة والحق في المشاركة السياسية.

ب ‌- تعاظم نفوذ روسيا في المنطقة انطلاقا من دورها العسكري في سوريا واجادة موسكو تسييل هذا الدور الى مكاسب سياسية تجعلها في موقع مركزي قادر على مخاطبة جميع اللاعبين المباشرين وغير المباشرين، من ايران واسرائيل وتركيا الى السعودية والولايات المتحدة واوروبا، فضلا عن قدرتها المزدوجة على ممارسة وصاية شبه كاملة على النظام في دمشق والتحدث والتفاوض حينما تشاء مع من ترغب في المعارضة السورية.

ت‌ - التغير الجذري في السياسة الاميركية من مبدأ الحوار مع ايران في اطار ما عرف بالاتفاق النووي الى الصدام، المحدود حاليا، انما المفتوح على احتمالين: اما العودة الى طاولة المفاوضات في اطار اكثر اتساعا يتضمن الصواريخ البالستية ودور ايران الاقليمي (من اليمن الى العراق الى سوريا ولبنان)، او تصعيد في الحصار الاقتصادي والسياسي الى نقطة غير معروفة حتى الآن.

هنا لا بد من الملاحظة ان التسوية السياسية الهشة التي نعيش في ظلها في لبنان قد ولدت في طبعتها الاولى عام 2014 مع ولادة حكومة الرئيس تمام سلام بالتزامن مع المفاوضات حول النووي الايراني وتكرست بطبعتها الثانية، الاقل توازنا، مع انتخاب الرئيس ميشال عون قبل ساعات من انتخاب الرئيس دونالد ترامب. مما يطرح علامة استفهام حول مصير المظلة الدولية لهذه التسوية.

ث‌ - ارتفاع وتيرة التهديدات بالحرب انطلاقا من اصرار اسرائيل، وبموافقة روسية ظاهرة حتى الآن، على كبح جماح التمدد الايراني في سوريا وتحديدا ما يتعلق بمنع تواصل الطريق الاستراتيجي الممتد من طهران الى جنوب لبنان بما يعيق حصول "حزب الله" على اسلحة كاسرة للتوازن كما تسميها اسرائيل، من صواريخ دقيقة وغيرها. ولنا في تصاعد السجال العلني في الايام الاخيرة حول هذا الموضوع دلالة واضحة، سواء بتصريحات السيد حسن نصرالله او باستيقاظ فكرة الحرب الاستباقية في اسرائيل.

ج - انقضاض اسرائيل بمساعدة اميركية حاسمة، خصوصا في ما يتعلق بالوضعية القانونية للقدس، على ما تبقى رمزيا من مسار عملية السلام في الشرق الاوسط، بما يعيد الصراع العربي-الاسرائيلي او فلنقل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي الى نقطة الصفر ويرفع احتمالات تأجيج العنف وتعميمه داخل الدائرة الاسرائيلية - الفلسطينية وخارجها.

ح‌ - التحول في السياسة السعودية حيال ايران والانتقال من خيار المهادنة والحوار الى خيار التصدي وشبه القطيعة، وشرارة التحول على هذا الصعيد كانت اليمن وتحولها الى بؤرة صراع اقليمي على تخوم السعودية، جعلت من الاخيرة اقل تسامحا في كل ما يتعلق بصراعها مع ايران ومن ضمنها الساحة اللبنانية.

خ‌ - التراجع الاستراتيجي في الدور الاوروبي، في اوروبا نفسها وفي العالم عموما وفي الشرق الاوسط خصوصا، وضيق هامش المناورة للدول الاوروبية في ضوء الاستقطاب المتصاعد بين اميركا وروسيا من جهة، وانتقال العلاقات الاميركية الايرانية من اطار الانفتاح والتفاوض الى اطار التصعيد والصدام من جهة أخرى. هذا يجعل لبنان اقل اتكالا على دور اوروبي فاعل في مجال تدوير الزوايا وامتصاص الصدمات في لبنان او اي مكان آخر. واضطرار الشركات الاوروبية العملاقة الى الانسحاب من ايران دليل واضح على ضيق هامش المناورة هذا.

ثانيا - الملاحظة الثانية هي انه في ظل التحولات المذكورة اعلاه، تبدو احتمالات تأجج النزاع واحتمالات التبريد والتسوية متقاربة، ولبنان (او قل الساحة اللبنانية) واعتقادي ان لبنان، حتى اشعار آخر، سيكون في موقع المتلقي لتلك الاحتمالات، فيما مفاتيح الحسم تقع في ساحات اخرى في مقدمها الساحة السورية. من هنا تأخذ قضية ادلب والاتفاق المهم الذي تم بشأنها مع تركيا اهمية استراتيجية خاصة تضع سوريا والنزاع السوري برمته امام مفترق استراتيجي يعتمد على رغبة روسيا في الانتقال من دور الوسيط المنحاز (اذا جاز التعبير) الذي لعبته حتى الآن الى الراعي المتوازن للتسوية السياسية. لا يعني هذا الامر ان التسوية في سوريا تعتمد على الارادة الروسية وحدها، لكن خيارات السياسة الروسية حاسمة في هذا الملف. وهذا في رأيي تحول ضروري اذا ارادت روسيا تثمير قدرتها على التحدث مع جميع الاطراف والاستفادة من طاقاتها وامكاناتها واحراز تقدم ملموس حتى في معالجة الملفات الجزئية التي طرحتها موسكو كمبادرة اعادة اللاجئين التي تشكل اهمية خاصة للبنان".

ورأى حداد ان "نقاط الضعف والقوة في المبادرة الروسية: روسيا لها وضعية فريدة في سوريا (لا مناطق مقفلة في وجهها)، المبادرة الوحيدة على الطاولة، تستجيب الى حاجة لبنانية ملحة (وبالتالي هي تستفيد من قوة دفع وحماس لبناني، وبالتالي هي تحظى بما يشبه الاجماع اللبناني) - نقاط الضعف: تفتقر الى الوضوح في بعض جوانبها (خصوصا ما يتصل بالضمانات بالنسبة الى العائدين الى مناطق يسيطر عليها النظام)، تفتقر الى التمويل (وهي بالتالي تتوجه الى الغرب الدول العربية للحصول على التمويل)، تطرح بمعزل عن سياق الحل السياسي الشامل، حتى النظام لم يبد حماسا ظاهرا للتنفيذ ولا هو اتخذ اجراءات تمهيدية او مساعدة (بالعكس هو امعن في التدابير المعيقة: القانون رقم 10، الخدمة العسكرية الالزامية، معسكرات الاحتجاز للمعارضين، الخ...))

ثالثا - الملاحظة الثالثة، وهي لا يمكن ان تفوتني وانا في هذه البقعة الجميلة والعزيزة من لبنان، التي انتمي اليها قلبا وقالبا، هي ان ندع هذه الغمامة السوداء العابرة في سماء المنطقة تمر من دون ان تجد لها في ربوعنا اي محطة، خلافا لما يخطط له من وراء الحدود بالتزامن مع التجاذبات حول تشكيل الحكومة وان نتجاوب جميعا مع دعوات التهدئة والحفاظ على المصالحة التاريخية التي وأدت الفتنة في هذه الربوع الى غير عودة".

وختم حداد كلامه بتحية من القلب الى "الصديق الكبير المفكر الانساني كريم مروة الذي لا يمكن لندوة كاملة ان تفيه حقه في تعداد ما يتميز به من قيمة وطنية وثقافية وفكرية وسياسية. وانا اختصرها بما يلي: اهم ما يمتاز به هذا الرجل هو منظومة القيم الاخلاقية التي يختزنها".

مروة

ورأى الكاتب مروة ان "المهم ليس وصف الواقع في المنطقة انما ان نعمل من اجل الخلاص من هذا الواقع". وتحدث عن نظرته للواقع القائم وكذلك حول كتابيه "التجديد في الاسلام كالتجديد في الاشتراكية" و "فصول من حواراتي في الفكر وفي السياسة وفي العلاقات الانسانية".

وفي الختام، وقع مروة كتبه للحضور.