المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 أيلول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.september17.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

طُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الجوع للسلطة على حساب القرارات الدولية

الياس بجاني/تحية للكويت وشعبها وأميرها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

الياس بجاني/ذكرى ارتفاع الصليب المقدسة

الياس بجاني/لقاء نديم الجميل وسليمان فرنجية نموذج رائع يجب أن يقتدى به

الياس بجاني/ربنا ستر ورحم المحكمة الدولية من تخاذل ودجل واقعية أصحاب شركات أحزاب 14 آذار

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية/مشكلة جعجع هي باسيل وليس “حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/ابو أرز يتكلم باللغتين اللبنانية والإنكليزية عن الإحتلالين السوري والفلسطيني وعن اتفاقية القاهرة المشؤمة

نائب رئيس "حزب الكتائب" سليم الصايغ بذكرى استشهاد غانم: لا استقرار على حساب العدالة ومع ثقتنا بالمحكمة فلا حقيقة كاملة دون معرفة من قتل بيار وانطوان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 16/9/2018

الحريري “يدوّر الزوايا” لفك الاستعصاء الحكومي المستحكم

باسيل على "الثلث المعطّل" و"العوني" على اشتباكه مع "التقدّمي"... و"القوات" غير متفائل

مقتل فلسطيني في “عين الحلوة” وعودة 124 نازحاً سورياً

“حزب الله”: التوطين حقيقة قائمة

الحياة واصحاب الظنون/الهام فريحة/الأنوار

رسالة إعلامية من حزب الله تكشف غضب إيران من التزام الكويت بالعقوبات

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحريري يستأنف مشاوراته الحكومية لترميم صيغة «أفضل الممكن»/«القوات» تبدي مرونة مشروطة وتلمح إلى الاكتفاء بـ4 وزارات

رئيس الحكومة المكلف: اقتصاد لبنان يحتاج إلى عناية

القضاء اللبناني يتحرك ضد إعلامي تعرض لأمير الكويت على قناة «المنار» واستنكار سياسي واسع وتشديد على العلاقات التاريخية بين البلدين

«التقدمي الاشتراكي» يحسم معارضته للعهد سواء من داخل السلطة أو خارجها وجنبلاط يقارن بين «الصهرين»... كوشنر وباسيل

بيان موحد من مشيخة العقل في فلسطين ولبنان.

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إعلام إسرائيل: تدمير “بوينغ” إيرانية بمطار دمشق

نتانياهو: نتحرك باستمرار لمنع أعدائنا من حيازة أسلحة متطورة

القصف الإسرائيلي على مطار دمشق استهدف طائرة إيرانية محملة بالأسلحة/تل أبيب أكدت تحركها المستمر لمنع تمركز عسكري لطهران في سوريا

واشنطن توجه تحذيراً للنظام السوري بـ«استعراض قوة» في قاعدة التنف

الإمارات تطالب مجلس الأمن بـ«عمل فوري» لقطع إمدادات الأسلحة من إيران إلى الحوثيين وأكدت أن تحرير الحديدة «حاسم» لعودتهم إلى محادثات السلام

ظريف يلوّح باستئناف التخصيب بشكل مكثف وطالب الأوروبيين بتعويض الآثار السلبية للعقوبات الأميركية على إيران

هجوم كردي على سفارة طهران في باريس يعكّر العلاقات الفرنسية ـ الإيرانية

مصر: نجلا مبارك إلى سجن طرة بعد 3 سنوات من مغادرته/جمال وعلاء وآخرون متهمون بارتكاب مخالفات مالية بهدف التربح

البرلمان العراقي ينتخب الحلبوسي رئيساً بدعم من تحالف العامري «الحشدي» ومنافسه وزير الدفاع السابق اتهمه بـ «شراء المنصب»

الحوثي يفوض عمه خلافته ويمنحه صلاحيات واسعة في إدارة شؤون الجماعة

زعيمة المعارضة في إسرائيل تدعو نتنياهو للقاء عباس

حماس» تتلقى دعوة لزيارة القاهرة ولا توقعات بـ«اختراق» في الملفات العالقة/قيادي فيها حمّل «فتح» مسؤولية تعطيل رفع الحصار عن غزة

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كادت أن تكونَ اتّفاقاتٍ وطنيّةً/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

عاطلون عن «المهمات»... برتبة وزراء/كلير شكر/جريدة الجمهورية

مشروع الضمّ والفرز في بعلبك - الهرمل ينتظر ترجمة الوعود/عيسى يحيى/جريدة الجمهورية

«حزب الله» - باسيل على خطّ التوتر العالي/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

ماذا يحتاج لبنان للخروج من الأزمة/بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية

الكويت ولبنان علاقات متميزة رغم أنف “المنار”/سعود السمكة/السياسة

المواجهة بين أصحاب المولّدات والدولة والمواطن يريد العدّاد ... اليوم قبل الغد/الهام فريحة/الأنوار

طهران أطاحت العبادي… وعبد المهدي مرشّح النجف لخلافته/حازم الأمين/الدرج

الإدارة الأميركية السابقة وتبعات أخطائها/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

أيُّ يمين و أيُّ يسار؟ محاولة تعريف/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

العميد والزوجة الفرنسية/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

إدلب: دول العالم تنشد السلام/د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط

وصايا الأموات تقتل الأحياء/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

إدلب: دول العالم تنشد السلام/د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط

هل كان سيد قطب في أول إسلامياته مسكيناً/علي العميم/الشرق الأوسط

قراءة في الثورات العربية: ليست ربيعا ولا شتاء، إنها مرحلة/د. منى فياض/الحرة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون اتصل بأمير الكويت وتوافق على ان لا شيء يمكن أن يؤثر على صلابة العلاقات بين البلدين

الخارجية: لعدم التدخل في شؤون الدول التي دعمت لبنان في أزماته

الراعي زار مركز جدرا لمؤسسات الرعاية الاجتماعية: لقد قضينا يومين نتكلم فيهما عن المحبة فإذا بها هنا تعاش

الراعي من جدرا: نشكر الله كيف عدتم واستعدتم المسيرة بعد مأساة الحرب وأعدتم بناء المصالحة في الجبل وتبنونها حجرا بعد حجر

جلسات عمل مؤتمر الطاقة الاغترابية في مونتريال ناقشت التعليم والفرص التجارية من النفط والغاز وتطلعات الشباب وتعدد الثقافات

قاووق: على اللبنانيين الخروج من انقساماتهم لمواجهة خطر التوطين

فنيش: لاعتماد معيار واحد على جميع الكتل النيابية بناء على نتائج الانتخابات النيابية

باسيل شارك في عشاء اقامه سفير لبنان في كندا

ظريف: منع واشنطن طهران من تصدير النفط سيخلق ظروفا تتجاوز التهديد باغلاق مضيق هرمز

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

طُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

إنجيل القدّيس لوقا11/من27حتى32/فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا». أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!». وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان. فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل. مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان. رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان.

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الجوع للسلطة على حساب القرارات الدولية

الياس بجاني/16 أيلول/18

نسأل المعرابي ونوابه ال 15: هل للقرارين 1559 و1701 ولإحتلال حزب الله ودويلاته وسلاحه والسيادة وجود في قاموس نفاق واقعيتهم؟

 

تحية للكويت وشعبها وأميرها

الياس بجاني/15 أيلول/18

أمير الكويت صديق للبنان ومواقفه مشرفة على مدار 40 سنة. مهاجمته والتجني عليه من اعلامي تابع لحزب الله مستنكر ومرفوض.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

ذكرى ارتفاع الصليب المقدسة/جمع وتنسيق/الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/67441/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-3/

بالصوتWMA/فورمات/الياس بجاني: تأملات إيمانية  في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/16/أرشيف 2016)/ اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.crossday.14.09.16.wma

 

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية  في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/16/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.crossday.14.09.16.mp3

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة الكويتية

مشكلة جعجع هي باسيل وليس “حزب الله”/الياس بجاني/11 أيلول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9-%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D9%87%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%84-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/ابو أرز يتكلم باللغتين اللبنانية والإنكليزية عن الإحتلالين السوري والفلسطيني وعن اتفاقية القاهرة المشؤمة/27/04/1979/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

https://www.facebook.com/abuarz/posts/10155961616644542?notif_id=1537130120572741&notif_t=notify_me

 

نائب رئيس "حزب الكتائب" سليم الصايغ بذكرى استشهاد غانم: لا استقرار على حساب العدالة ومع ثقتنا بالمحكمة فلا حقيقة كاملة دون معرفة من قتل بيار وانطوان

الأحد 16 أيلول 2018 /وطنية - أقام إقليم بعبدا الكتائبي قداسا بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد النائب أنطوان غانم ورفيقيه نهاد غريب وطوني ضو، في كنيسة مار جرجس في دير الحرف، ترأسه الأب مارون شمعون وحضره جويس الجميل ممثلة الرئيس أمين الجميل، نائب رئيس "حزب الكتائب" سليم الصايغ ممثلا رئيس الحزب النائب سامي الجميل، ممثل "الحزب التقدمي الاشتراكي" عادل بو رسلان، ممثل "القوات اللبنانية" جان انطوان، ممثل "تيار المردة" حنا شمعون، مختار دير الحرف ميشال ابو جوده وأعضاء المكتب السياسي الكتائبي والأمين العام نزار نجاريان ورئيس الإقليم رجا قرطباوي، بالاضافة الى عائلتي الشهيدين ضو وغريب وأبناء الشهيد غانم توفيق، رانيا وفيفيان، وشقيقه ريمون غانم.

شمعون

وألقى شمعون عظة جاء فيها: "هذا الاحد يدلنا فيه الرب على المجد الحقيقي للأشخاص الذين يقبلون الكأس التي اشربها، وقال البابا فرنسيس لنتأمل الصليب بالفشل ثم بالانتصار. يسوع فشل على الصليب والجميع شككوا برسالته وكلهم هربوا على الصليب، ولكن الصليب بعد الفشل يعلمنا ما هو الانتصار الحقيقي، ويقول البابا يجب علينا في الاوقات الصعبة ان نستنير بنور الصليب، كما حذر من الفخ الكبير، أي الحقد والكراهية، ويسوع واجه كل الحقد بالحب". وتابع: "هذا هو الشهيد الحقيقي، يجب أن نتذكر شهادة أنطوان ورفيقيه، ان حربكم ليست مع بعضكم وليست مع اللحم والدم بل مع الشياطين المسلطين على العالم. وكم صعب علينا امام الشهادة والشر ان نظل شهودا للحب، ولكن هذه رسالتنا في هذا الشرق المعذب الذي يلتهمه الحقد والشر، نحن رسل وشهود للحب".

غانم

ثم تحدث نجل الشهيد غانم، فرحب بالحضور شاكرا باسم العائلة "كل من شارك في هذه المناسبة لاحياء ذكرى انطوان غانم وطوني ضو ونهاد غريب والشهداء الابرياء شارل شيخاني وسامية بارودي وعين الحياة دندش، والتحية للشهيد الحي خليل فياض".

وقال: "اما انت يا والدي الحبيب ومن عليائك حيث انت برفقة البشير وبيار والشهيد الاول الرفيق جوزف ابو عاصي والاف الشهداء الذين دافعوا عن الارض والشرف لنبقى ونستمر احرارا مرفوعي الرأس والجبين، كن مطمئن البال، فالقضية التي ناضلت واستشهدت من اجلها مع غيرك من الرفاق الابطال في حزب الكتائب وثورة الارز مؤتمنون عليها، ولن نحيد عنها ابدا وستبقى امانة في اعناقنا واعناق اولادنا مهما بلغت التحديات واشتدت الصعاب".

الصايغ

كما القى الصايغ كلمة شكر فيها اهالي دير الحرف "على وفائهم وخصوصا ان النائب الشهيد احب هذه البلدة كما احب كل قرى قضاء بعبدا"، وقال: "ها هي دير الحرف اليوم تتحول الى عروس ترقص فرحة اللقاء بالانتقال من حزن الخسارة الى يقين القيامة، وها هم رفاقه اليوم يصرخون ان انطوان حي فينا وصليبه حي فينا وحقه حي فينا ورجاؤه حي فينا ولبنانه حي فينا". أضاف: "كتبت الرفيقة بسكال كرم طرزي على صفحتها منذ يومين عبارات تلخص لنا وتكشف مشهد ايلول: 14 ايلول استشهاد البشير، 15 ايلول غياب بطرس خوند رئيس مجلس الامن الكتائبي، 19 ايلول استشهاد النائب الكتائبي انطوان غانم، 29 ايلول استشهاد حكمت حمدان عضو المكتب السياسي الكتائبي، تحية الى كل واحد من هؤلاء العظماء وصلاتنا لكي يعود خوند الى عائلته سريعا". وتابع: "ما بالها الكتائب تهرب من المجد والمجد يهرع اليها وتسكن في التواضع والكبر يلاحقها وتلتحف بالصدق والحقيقة تكبرها وتهمس بالحق والحق يشهدها، وما بالها الكتائب لا تدور الزوايا ولا تحسن المعارضة ولا تتحلى بالواقعية ولا تعرف ان الكذب ملح الرجال ولا تعرف ان اليد التي لا تقدر عليها قبلها وادع عليها بالكسر، وان العين لا تقاوم المخرز. ما بال الكتائب صعبة المراس ان صالحت صدقت وان خاصمت أوجعت وفي كلا الحالتين لغزها هو تماما كلغز استشهاد انطوان غانم لا يفقهه الا من ينظر بقلبه ويعطي من ذاته. لكي نفهم أنطوان غانم ومعه الكتائب لا بد ان نتوقف عند عبر ثلاث لا تزال اثارها تضرب فينا وتحدد الاداء: الاولى هي الالتزام والثانية هي المصالحة والثالثة هي العدالة. المحطة الاولى الالتزام: لقد تعلمت معنى الالتزام في المدرسة الكتائبية وفي البيت العائلي. في مدرسة الكتائب في فرن الشباك مع رئيس القسم حينها الرفيق انطوان غانم تلك الشخصية الاجتماعية والوطنية التي علمتني ان الكتائب ليست بالضرورة مقبرة الطموح بل هي معجن المواهب وان الشغف لخدمة الناس والتعاطي بالشان العام له اصول وطرائق وان قمة الحرية الفردية والعامة هي الالتزام بالقيم اولا وبالمبادئ السياسية ثانيا وبالحزب ثالثا. وان حزب الكتائب بتغليبه القيم والمبادئ في عمله النضالي يسهل الالتزام بقراراته فالكل سلسلة موصولة لا تناقض بين حلقاتها بل انسجام وترابط. وكان في ذلك انطوان غانم القدوة قدوة الالتزام بحزب الكتائب وبمدرسة بيار الجميل. أنطوان غانم التزم بالقضية ولم يكن تاجرا في سوق القضايا. أنطوان غانم التزم بالحزب فلم يشتر ضميرا ولم يبع موقفا أو موقعا. انطوان غانم التزم بقرارات الحزب حتى لو كانت على غير رأيه وخاض معارك انتخابية كان يمكن ان يكون هو مرشحا فيها. انطوان غانم لم ينخرط في اللعبة السورية بل فضل عبور صحراء القساوة والالم والمعاناة بعيدا عن ترف السلطة ومغانمها مع رفاق له احبهم واحبوه لا سيما رفيقه الذي احب كابنه بيار امين الجميل. فكان انطوان غانم صلبا على طيبة قلبه وكان شرسا في معارك الوجود والمصير على هدوئه وعذوبته في تعامله مع الناس. أحب انطوان غانم الناس وأحبوه والتزموا معه وهنا يكمن سر استمرارية حزب الكتائب.

العبرة الثانية هي المصالحة: لم يقبل انطوان غانم بمفهوم الاستقرار بل عمل على تغيير الامر الواقع فلم يسمع الى الحوريات المنشدات للواقعية السياسية بل شد اوصاله الى الجذور وربط مع رفيق دربه امين الجميل أوتادا صلبة لخيمة الحرية وعهد الاصرار، وآمن انطوان غانم ان المدخل للتغيير هو في مصالحة الجبل. وهو الذي طبق تعاليم المعلم الاول السيد المسيح الذي قال: "قبل ان تقرب المذبح اذهب وتصالح مع اخيك." وكأني به عارف ان مذبح الحرية الذي عليه سيسقط قربانا كان بانتظاره وانه لا بد ان يذهب اليه صافي القلب نقي الضمير مطمئنا ان وحدة الجبل مثبتة وان تحرير لبنان من الوصاية ات لانه عرف كما ذكرت ان شرط التحرير هو المصالحة وشرط المصالحة هو التخطي. فلولا قامة كقامة انطوان غانم وقامة امين الجميل لما حصلت مصالحة الجبل ولما تكرست بالزيارة الكبرى لبطريرك الاستقلال الثاني مار نصرالله بطرس صفير اطال الله في عمره. فلم يكن فعل المصالحة تعبيرا عن حالة سياسية طارئة انتخابية الطابع انتهازية الطبيعة اقصائية الطبع لانها كانت ستكون عندها عرضة للمتغيرات والاهتزاز والاندثار. ان المقاربة النفعية الضيقة لقضية المصالحة فيها خطر عليها وعلى الميثاق لانها عندها ستصبح ملكا لفريقا وستثير القرف عند كثيرين ما قد يعرضهم الى الارتماء في احضان رافضيها ولاعينيها.

العبرة الثالثة العدالة: واليوم وبعد مرور سنوات على رحيل انطوان غانم نسأل مجددا: لم استشهد انطوان غانم؟ فكما في المصالحة كذلك في الاستشهاد. ان نسينا سياق الاغتيال وتجاهلنا ظروف وقوعه نبقى في حالة وجدانية عاطفية نفسية لا نتقن الا الخيبة ونحن لسنا ابناء الخيبة ولا ابناء الدموع ونحن اهل العبور الى القيامة وابناء التعبير في الوطن والسياسة. لماذا استشهد انطوان؟ لماذا استشهد من قبله بيار؟ ما الهدف السياسي؟ اسقاط من كان المطلوب؟ أقيامة ونهضة الكتائب ام تغيير الاكثرية في مجلس النواب؟ أم ضرب حكومة السنيورة بشكل كامل؟ ام تفريغ لبنان من كل قاماته الكبرى؟ أم الغاء المحكمة الخاصة بلبنان اي قضية الرئيس الحريري؟ أن تيئيس كل حر وسيد ومستقل من ان هذه العناوين لافائدة منها. والجواب عندي ان كل هذه الاسئلة مشروعة وصحيحة اذ يصيب الاغتيال اهدافا عدة بضربة واحدة. كان لالغاء المحكمة ان يكرس مبدأ الافلات من العقاب ويعني ان لبنان محكوم من بعدها بشريعة الغاب ومنطق الاستقواء وسقوط المعايير وتحلل الاخلاق وفقدان الثقة والهروب من الاستثمار وتفقير الناس وضرب الصمود فلا يحكم لبنان الا بما نراه اليوم اي الدولة الفاشلة والجماعة السياسية المفلسة بغطاء من المتهمين من المحكمة اياها. نحن لا ننتظر ان تذكر المحكمة في ادعائها عن ترابط ما بين اغتيال رفيق الحريري واغتيال بيار وانطوان والجرائم الاخرى من بعدها وصولا الى محمد شطح ولكننا نعرف ان الترابط قائم بين الدفاع عن المحكمة والاغتيال. فبدل ان توقف المحكمة مسلسل الاغتيال وتحمي احرار بلادي جاء هؤلاء ليحموا المحكمة وليقدموا انفسهم شهداء من اجلها. ونحن نعتبر ومع دعمنا الكامل وثقتنا بعمل المحكمة ان لا حقيقة كاملة من دون معرفة من قتل بيار الجميل وانطوان غانم ورفاقهما، ونحن نقول ان لا استقرار في لبنان على حساب العدالة بل علينا ان نسعى لكي تكون العدالة للاستقرار تماما كما ان العدل هو اساس الملك ان العدالة هي شرط من شروط قيام الدولة الصحيحة ومدخل الى الاصلاح الواضح وطريق الى تعزيز العيش معا". وختم: "ان العدالة ليست ملكا لفرد او جماعة بل هي قضية كل احرار لبنان. فكيف تريدون يا ايتها الجماعة السياسية ان تبنوا وطنا مكتمل المواصفات وان تجلبوا الاستثمار الى لبنان وان نعمر لبنان ونتعلم في لبنان عندما لا تعطون الثقة للناس، ولا ثقة من دون عدالة". وفي المناسبة تمت إزاحة الستار عن لوحة تخلد ذكرى الشهيد غانم وشجرة ارز تحمل اسمه في دير الحرف.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 16/9/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الأسبوع الطالع يشهد استئناف الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، تحركه نحو صيغة جديدة للحكومة، في وقت ركزت محافل سياسية على حكومة عشرينية نصفها لقوى 14 آذار ونصفها الآخر لقوى 8 آذار. في الغضون، رسالة من البطريرك الراعي في اليوم الثاني من زيارته الرعوية إلى اقليم الخروب، مفادها ان لبنان وشعبه يجب ان يكونا في الأولوية وليس الحصص والأحجام، ومن غير المسموح التمادي بعدم تأليف الحكومة بعد أربعة أشهر على التكليف.

خارج هذا الإطار، يتحرك القضاء بإتجاه إنهاء ملف كلام سالم زهران على الكويت وأميرها. الرئيس ميشال عون اتصل بأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مؤكدا متانة العلاقات الكويتية- اللبنانية وتجذرها، منوها بمواقف الشيخ الصباح الداعمة للبنان، وكان تأكيد على ان لا شيء يمكن ان يؤثر في صلابة العلاقات الثنائية على المستويين الرسمي والشعبي. وأكد الرئيس عون لأمير الكويت ان اللبنانيين لا يمكن لهم ان ينسوا مواقفكم الداعمة لبلدهم في كل الظروف التي مروا بها.

وقد قال زهران إنه لم يقصد في كلامه الإساءة للعلاقة مع الكويت التي قدمت الكثير للبنان، وإنما كان يقصد التركيز على الإبتزاز الأميركي للأموال العربية.

وفي المنطقة، أصداء الغارات الجوية الإسرائيلية على مطار دمشق الدولي ما زالت تتردد رغم الإعلام السوري عن نتائج هذه الغارات، في حين قالت القناة الثانية الإسرائيلية إن الغارات استهدفت طائرة شحن إيرانية من نوع بوينغ كانت تنقل أسحلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أسبوع آخر ينطوي، من دون تلمس أي إيحاءات جدية الى إنفراج في ملف تأليف الحكومة.

كل ما في الأمر، معلومات متداولة عن حراك خجول، يتمظهر على شكل أفكار لا ترقى بأي شكل من الأشكال الى مستوى مبادرة جدية.

بعض هذه المعلومات يؤكد أن الرئيس المكلف سعد الحريري، لا تركيبة حكومية جديدة لديه لتسويقها، بل إنه يحاول ترميم الصيغة التي قدمها قبل أسبوعين الى رئيس الجمهورية ميشال عون ورفضها.

وبحسب المتابعين، فإن خطوط التواصل بين الرئسين ليست مقطوعة، فهل يحصل لقاء بينهما قريبا، وتحديدا قبل سفر رئيس الجمهورية الى نيويورك؟

في سوريا، غارة اسرائيلية جديدة استهدفت هذه المرة مطار دمشق الدولي وتصدت لها الدفاعات الجوية السورية مسقطة عددا من الصواريخ المعادية.

الرواية الاسرائيلية التي نقلها اعلام العدو تحدثت عن تدمير طائرة شحن ايرانية بعد ساعات من هبوطها في المطار.

أما بنيامين نتنياهو فقال إن اسرائيل تتحرك دون هوادة بغية منع أعدائها من التزود بالأسلحة المتطورة، واستذكر تجربة حرب 1973 قائلا: لن نكرر أخطاء الماضي في مواجهة أعدائنا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

بين حال الانتظار التي يعيشها اللبنانيون قبل ان تبصر حكومتهم العتيدة النور، والدعوات الى الاسراع في انجازها، يوم ثان من مواقف الرفض للمنصات الاعلامية والسياسية التي تنال من القامات العربية الكبيرة.

فرئيس الجمهورية ميشال عون اجرى اتصالا بامير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، مؤكدا على متانة العلاقات اللبنانية- الكويتية وتجذرها، منوها بمواقف الشيخ صباح الداعمة للبنان.

اما مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، فأكد ان لبنان سيبقى وفيا للكويت وشعبه وقيادته ولو كره الكارهون، فيما حيت وزارة الخارجية في بيان دولة الكويت الشقيقة وسمو اميرها صديق لبنان الصادق والوفي والذي يحمل لبنان في قلبه ووجدانه ولم يتركه في احلك الظروف.

تشكيل الحكومة بقي في صلب تصريحات اليوم الثاني من جولة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في اقليم الخروب حيث ناشد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الاسراع في تشكيل الحكومة.

وسأل البطريرك الراعي اي مبرر لعدم تشكيلها فلا الحصص ولا الاحجام ولا الحسابات هي الاولوية، بل الاولوية هي لبنان والشعب.اضاف لا يحق لكم الا تبنوا حكومة والا تبنوا وطنا.

اقليميا استهداف جوي اسرائيلي لمطار دمشق الدولي. ووسائل اعلام اسرائيلية تشير الى أن الغارة تركزت على مخازن سلاح في حظائر طائرات تم تمويهها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

في السادس عشر من ايلول 1982، آلاف اللاجئين يقتلهم الاحتلال والمتعاملون معه في مخيمي صبرا وشاتيلا على اطراف بيروت.

وفي السادس عشر من ايلول 2018، شاب فلسطيني شجاع من يطا المحتلة يطعن مستوطنا صهيونيا ويقتله قرب بيت لحم.

بين التاريخين خسارة الاحتلال وخيبته كبيرة، فابن يطا لم يكن شاهدا على مجزرة صبرا وشاتيلا ولكنه لاحق جزارها بفطرة الثورة، بعدما وصل صدى صرخات النساء والاطفال الى آذانه بتتابع الالم المتواصل من دير ياسين الى الجريمة المستمرة بحق غزة حصارا وتجويعا وتهديدا لحياة الملايين.

الحق لا يضيع والحقيقة لا تتبدل، فثورات فلسطين وانتفاضاتها التي توقدت بدماء الشهداء، هي بيقين اجيالها ستسقط مؤامرة صفقة القرن، والدليل ايضا عملية الطعن الجديدة في الاراضي المحتلة.

في تطورات المنطقة، العراق سلك مساره السياسي بانتخاب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب لتكون مرحلة تشكيل الحكومة تحت الرصد المكثف.

اما في لبنان، فلا كثافة اتصالات حول تأليف الحكومة، بل على العكس العقد تتكاثر، والمشهد يتأزم ويحتاج الى لبننة تخرجه من عبء التدخلات الخارجية الى حيز التطبيق الفعلي لنتائج الانتخابات النيابية، كما اوضح نائب الامين العام ل"حزب الله".

وحول العلاقة مع سوريا، لدى "حزب الله" اسئلة مشروعة عن خلفيات عدم التزام البعض بنص الدستور حول ذلك، وبما تنص عليه المصلحة الوطنية التي تنشد عمقا اقتصاديا بوابته سوريا الى البلدان العربية.

وفي ملف النازحين، العودة الطوعية الى سوريا تتواصل، والمئات منهم يغادرون لبنان غدا باشراف الامن العام اللبناني وبالتعاون مع كل الاطراف المشجعة على هذه العودة، بعد توفر الامن في مناطق سورية واسعة، وتأكيدا الا مصلحة للبنان من انتظار الحل السياسي في سوريا، كما قال الشيخ قاسم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

رسالة إلى من يهمه الأمر: انا مواطن لبناني. ضاقت بي الأيام، وأثقلت كاهلي الهموم. عصفت بي شتى أنواع الويلات، وما رحمتموني حتى في لقمة عيشي.

انا من كتب علي ان اصل ليلي بنهاري من اجل تأمين قسط مدرسة لأبنائي. انا من ارتضى طبابة موضعية متواضعة خوفا من الوقوع ضحية جشع. انا من تكبد فاتورتي كهرباء وفاتورتي مياه، ومن رحت ضحية فسادكم على رغم اني لم اقصر يوما في تسديد واجبي الضريبي.

انا من أنظر إليكم لاهثين خلف مصالحكم، غير آبهين بهمي ولا مبالاين إزاء نكبتي. أنا من أحسدكم على رغد العيش من مالي وانا فقير.

انا المسيحي والمسلم. الماروني والأرثوذكسي والكاثوليكي والأرمني والشيعي والسني والدرزي.

أنا الناشط في "التيار" أو "القوات"، والمناصر ل"أمل" أو "حزب الله". أنا الحريري الهوى أو الجنبلاطي الولاء. أنا الإرسلاني أو القومي أو البعثي أو الشيوعي أو الكتائبي أو الموالي لزعيم محلي.

أتوجه إليكم بالآتي: ما عدت احتمل ذلكم، وقهركم، واللامبالاة التي فيكم، وما عدت افهم طمعكم وغروركم وازدواجيتكم، وصرت ارفض رفضا قاطعا زحفكم وصولا الى اعتمادكم من جهات خارجية لتنفيذ الاجندات. اطالبكم سريعا بالترؤف بحالي وحال اللبنانيين، والالتفات الى ما آلت اليه اموري.

فعجبا امام هذا الكم من الالم، والكثير من الخوف على اليوم والغد ان اتفرج عليكم تتلهون بزواريب المصالح.

فأنتم قبل غيركم تعرفون أن لا نفخ أحجامكم سينفع ولا سعيكم الى تطويق رئيس بلادكم سيأتي بثمار، لذا، وبناء على ما تقدم، تقبلوا مني لا الاعتذار بل النصيحة، وعودوا الى رشدكم الوطني ان وجد، واعملوا وفق مصلحة لبنان العليا ان فقهتم معناها.

حددوا المعايير ووحدوها. احترموا الدستور وطبقوه، وترجموا نتائج الانتخابات اعداد وزراء وحقائب، فتولد الحكومة، وتعود عجلة البلاد الى الدوران، بعد طول تعطيل. أما الباقي فمجرد تفاصيل، لكن قبل الدخول فيها وبسواها نشير الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اتصل بأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مؤكدا متانة العلاقات اللبنانية- الكويتية وتجذرها، ومنوها بمواقف الشيخ صباح الداعمة للبنان.

وقال الرئيس عون لأمير الكويت: لا يمكن للبنانيين ان ينسوا مواقفكم الداعمة لبلدهم في كل الظروف التي مر بها. وأكد الرئيس عون وأمير الكويت، خلال الاتصال ان لا شيء يمكن ان يؤثر على صلابة العلاقات اللبنانية- الكويتية على المستويين الرسمي والشعبي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعدما بلغ التراشق الجنبلاطي- العوني حد الانفجار، الاسئلة تطرح بقوة في الوسطين السياسي والشعبي، من أين ستأتي الحلول لاخراج عملية تأليف الحكومة من الهوة التي سقطت فيها؟ ومن هو صاحب الرأي المسموع والراجح الذي بمقدوره ان يفرض على المتقاطرين القبول بوساطته المنقذة وبعدالة تحكيمه؟

الاجابة صعبة جدا بل مستحيلة، فلا الدستور مسموع بعدما صار وجهة نظر، ولا القائد موجود لأن اتفاق الطائف جعل اللبنانيين أشبه بجيش من الضباط برتب متساوية لا متقدم فيهم يأمرهم، واذا تكلمنا عن الاشتباك الاشتراكي العوني، ليس لأنه الوحيد بل لأنه الاكثر عنفا، فالعقد الاخيرة كبيرة ايضا وعصية على الحل، لكن ما يجعلها في الصف الثاني انها تعبر عن نفسها بضجيج أقل، وإذا التفتنا الى حل او الى وساطة يأتياننا من الخارج، فالواقعان الاقليمي والدولي ينفيان هذا الاحتمال، كيف لا ودول هذا الكونسورتيوم المعنية منذ الطائف بفرض الحلول والتسويات على لبنان تقتتل في ما بينها ولبنان جزء من حلبة الصراع.

اذا ما سنشهده من حراك في الايام المقبلة لن يتضمن جهودا لتسريع التأليف، بل سنشهد عملية ربط نزاع على صفيح ساخن بين "الاشتراكي" و"التيار الحر"، فقيادة "التقدمي" تلقت كلمة سر من رئيسها بضرورة التوقف عن كل ما يسهم في زيادة التوتر، وبعكس ما اشيع فإن لا نية لدى جنبلاط بكسر الجرة مع العهد، بل هو باق في عملية التأليف وسيظل متمسكا بالثلاثية الوزارية الدرزية.

توازيا، بدأ الاعصار زهران بالانحسار بعدما تم احتواء الأزمة التي كاد ان يتسبب بها للعلاقات اللبنانية- الكويتية، كذلك تم تأجيل السوبر أزمة التي كادت تطيح الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وذلك من خلال وقف العمل بالضريبة المقطوعة الى العام 2020، لكن التخلص من الازمات الاكسترا لا يعني ابدا ان الحلول قد وجدت للأزمات المقيمة كالمدارس والمعلمين والبيئة والوضع الاقتصادي المتردي، فهذه لا يمكن تأجيلها ولا يمكن حلها من دون حكومة كاملة متنغامة الصلاحيات، ولكن من أين نأتي بها؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

خبر التشكيلة الحكومية يتكرر منذ أيار الماضي. خبر مقررات مؤتمر "سيدر" يتكرر من نيسان الماضي. خبر العدادات يتكرر من خريف العام الماضي. خبر أزمة النفايات يتكرر من الأعوام الماضية. خبر إزدحام المطار يتكرر من الشهور الثلاثة الماضية. الحدث في هذا البلد هو من الماضي، أما الحاضر والمستقبل فمن علم الغيب.

لا جديد حكوميا سوى محاولات ابتكار مصطلحات جديدة لتوصيف المراوحة، ولا جديد على مستوى الأزمة المعيشية سوى محاولات إختراع آمال جديدة، نظرية لا عملية.

يتحول البلد شيئا فشيئا إلى محطة إنتظار تطورات لا يعرف أحد طبيعتها.

فالمتفائلون بعد إجراء الإنتخابات النيابية في أيار الماضي، هل كانوا يتوقعون أننا سنصل إلى أيلول من دون تشكيل حكومة؟ ويوم قيل إن حكومة العهد الأولى ستشكل بعد الإنتخابات النيابية، هل كان أحد ليعتقد أن هذه الحكومة لم تبصر النور بعد، فيما العهد يحتفل بعد شهر ونصف الشهر تقريبا بمرور عامين عليه؟

المواجهات السياسية تتصاعد، والخلافات تتعمق، وهناك جهات خرجت بمعارضتها للعهد من الخفوت إلى العلن، وفي المقابل هناك أصوات ترتفع لأن المقصود هو إفشال العهد.

ولكن في المحصلة، الوقائع تتكلم: تقول الوقائع إن موازنة عام 2019 مازالت بعيدة، وهناك خشية من أن يعود الصرف وفق القاعدة الإثنتي عشرية.

وتقول الوقائع إن أزمة الكهرباء مازالت عالقة عند الكباش القاسي بين وزارة الإقتصاد وأصحاب المولدات، الذين اقتربوا من مرحلة التمرد على قرار الحكومة، وتقول الوقائع إن من بيدهم الأمر لا يعرف على ماذا يراهنون، خصوصا ان ليس في الأفق ما يستحق المراهنة عليه.

وعليه، فإن الوقائع تقول: إن البلد في مأزق، ومن ينفي ذلك فليقدم الوقائع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ترنحت الدولة واستلقت متمددة على بساط تصريف الاعمال. لا شيء فيها يتحرك سوى مؤسسة المديرية العامة للأمن العام من بيروت الى الشام، وتسيير دوريات اسبوعية للنازحين بينها دفعة جديدة صباح غد الاثنين.

وتعمل المديرية على خطين: سياسي وميداني، إذ علمت "الجديد" ان المدير العام اللواء عباس ابراهيم زار عمان والتقى الملك الاردني عبد الله الثاني بناء على طلب ملكي، وذلك للتداول في مسألة اعادة فتح معبر نصيب الحدودي بين الاردن وسوريا بوصف ابراهيم يتولى التنسيق بين سوريا وروسيا في هذا الملف على ان يتم التنسيق مع سوريا ايضا وعبر زيارة وزير لبناني الى دمشق لا يستبعد ان يكون وزير الخارجية جبران باسيل او ما يعادله من وزراء مقررين. وهذا هو العمل الجدي الوحيد الناجز من بين مؤسسات مندثرة وعاطلة عن العمل متأثرة بتصريف الاعمال.

وفيما التأليف متجمد، فإن نسائم عابرة مرت من صوب الرئيس المكلف الذي يعتزم تدوير الزوايا في صيغة منقحة يطرحها على رئيس الجمهورية. وتقول مصادر "الجديد" إن التدوير سيضع "القوات" في الزوايا وسوف تسند اليهم حقيبة وزارة دولة مع اضافة "شؤون ما" يتم تدبيرها من حواضر البيت الوزاري. لكن الزاوية الدرزية لا تزال معقدة ومسنونة على اصرار اشتراكي بثلاثة مقاعد في وقت عاد النائب وائل ابو فاعور من المملكة العربية السعودية بانطباع يؤكد ان السعودية ستنتظر تشيكل الحكومة ولن يتدخلوا قبل ذلك على الاطلاق، ولدى المملكة مقاربة مختلفة مع الفريق الجديد بعكس المقاربات السابقة التي ادت الى كوارث.

اما المستجد في التدوير، فهو بداية قناعة جدية لدى الرئيس الحريري في منح مقعد وزاري للنواب السنة من خارج "تيار المستقبل". وقالت مصادر "الجديد" إن الحريري يفضل توزير النائب فيصل كرامي، كل هذه المعلومات تبقى آيلة للسقوط عند اول نقاش.

وقد علقت مصادر معنية بإحدى العقد قائلة: نحن بإنتظار عودة "مدير الجمهورية" من الخارج لإستناف حوار التأليف. وبغياب الحل، فإن دعوة البطريرك الراعي الى حكومة طوارئ ربما تشكل مدخلا للتخلص من الشهية المفتوحة سياسيا على التوزير إذ كرر الراعي اليوم دعوته الى حكومة من خارج الجميع. حكومة حيادية، لانه عبثا نبحث عن حكومة وحدة وطنية ونحن متنازعون.

وهذه الدعوة تأتي طبق الاصل لدعوة المرجع الشيعي في العراق آية الله علي السيستاني الذي سبق واعلن رفضه ترشيح أي شخص شغل منصبا قياديا سياسيا. وما بين بغداد وبيروت عوامل مشتركة من تأزم حكومات وتعاظم فساد. ورجالات سلطة حكموا على انقاض الحرب.

اما ما بين لبنان والكويت، فقد ابرزه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي اجرى اتصالا بأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مؤكدا متانة العلاقات اللبنانية- الكويتية وتجذرها، ومنوها بمواقف الشيخ صباح الداعمة للبنان. وقال له: لا يمكن لللبنانيين ان ينسوا مواقفكم الداعمة لبلدهم في كل الظروف التي مر بها. وأكد الرئيس عون وأمير الكويت، خلال الاتصال، ان لا شيء يمكن ان يؤثر على صلابة العلاقات اللبنانية- الكويتية على المستويين الرسمي والشعبي.

 

الحريري “يدوّر الزوايا” لفك الاستعصاء الحكومي المستحكم

باسيل على "الثلث المعطّل" و"العوني" على اشتباكه مع "التقدّمي"... و"القوات" غير متفائل

بيروت- “السياسة/16 أيلول/18/”: في مقابل محاولات رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إعادة النظر في الصيغة الحكومية الأخيرة، بما يمكنه من مراعاة ملاحظات رئيس الجمهورية ميشال عون عليها، أعربت أوساط قيادية في “القوات اللبنانية” عن عدم تفاؤلها بإمكان تجاوب “التيار الوطني الحر” مع سياسة تدوير الزوايا التي يحاولها الرئيس المكلف، إذ لا تشير المعطيات الأولية إلى احتمال موافقة الرئيس عون والوزير جبران باسيل على الأفكار المتداولة بشأن إجراء تبديل جديد في الحقائب، ومنها إعطاء “القوات” منصب نيابة رئاسة الحكومة، الذي يُصرّ رئيس الجمهورية على جعله من حصّته، إلا في حال اقتنع الطرف الآخر باستحالة الرضوخ لمطلبه، وقبل بالصيغة الجديدة المعروضة عليه. وأشارت أوساط مطلعة إلى أن الوزير باسيل “يصر على 11 وزيراً في أي تشكيلة يتم عرضها على رئيس الجمهورية، سعياً للإمساك بالثلث المعطل، وبما يمكنه من السيطرة على قرار الحكومة”، في حين لا يحمل تصاعد الاشتباك بين “الحزب التقدمي” و”التيار الوطني” على التفاؤل بتجاوز المأزق الحكومي. ومن بلدة بعاصير الشوفية، تمنى البطريرك بشارة الراعي على النواب رفع الصوت، فـ”من غير المسموح أن تستمر الأوضاع على هذا الشكل. من غير المسموح ألا يكون هناك دولة (…) ليس مسموحاً أن يستمر الفساد وهدر المال العام؛ لذلك نضع أمام نوابنا هذه الصرخة لكي يكونوا صوتنا. علينا أن نعيش ثقافة العيش المشترك الإسلامي- المسيحي، وأن نبني الحضارة من خلال الثقافة”. وناشد الراعي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الإسراع في تشكيل الحكومة، “فلا مبرر لعدم تشكيلها؛ لا الحصص ولا الأحجام ولا الحسابات هي الأولوية، بل الأولوية هو لبنان والشعب، ولا يحق لكم ألا تبنوا حكومة وتبنوا وطناً”. إلى ذلك، قال مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار: إن “علماء السنة في لبنان ليسوا للرئيس سعد الحريري، بل هم معه”. وأضاف: “هناك فرق بين الكلمتين يا شيخ سعد. نحن معك بشرطين؛ نحن معك طالما أنت مع بلدك، وطالما أنت مع دينك. وأنا لم أرد أن تكون دار الفتوى لأحد، ولا لسعد. نحن مهمتنا أن نحفظ وجودهم شئنا أو أبينا. رئيس الوزراء سنّي، وأنا كمفتٍ عليَّ أن أدعمه، ولكني في الوقت نفسه لست ضد رئيس المجلس، ولا ضد رئيس الجمهورية، ولا ضد قائد الجيش… هؤلاء هم أسس الوطن، والمسّ بهم يهزّ البلد. النقد شيء والتجريح شيء آخر”. وقال الشعار: “على السياسيين جميعاً أن يتخذوا موقفاً، فمستقبل البلد قد يضيع، والغوغائيون قد يعودون مرة ثانية ويخضعون البلد لإرادتهم، ولا شك أن الكلمة ضرورية لوضع حدّ لما جرى ويجري”.

 

مقتل فلسطيني في “عين الحلوة” وعودة 124 نازحاً سورياً

بيروت – “السياسة/16 أيلول/18/أعلن مركز استقبال وإيواء اللاجئين الروسي في سورية عودة 124 لاجئاً (37 امرأة و63 طفلاً) من لبنان إلى سورية، أمس، عبر بوابة جديدة يابوس الحدودية، فيما نفذ الجيش الروسي ثلاث عمليات إنسانية في محافظات حلب ودير الزور واللاذقية، وزع خلالها 5.4 طن مواد غذائية على محتاجيها. وواصلت وحدات الهندسة في الجيش السوري، مدعومة من مهندسين روس، تفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها المسلحون في أراض ومنشآت تابعة لمحافظتي حمص والقنيطرة. وأشار المركز الروسي إلى أن الوحدات السورية “استطاعت تطهير كيلومتر واحد من الطرقات و6 هكتارات من الأراضي و6 مبان، كما فككت ونزعت 41 عبوة ناسفة ولغماً في المحافظتين المذكورتين”. أمنياً، أطلق مجهول النار على الفلسطيني هيثم السعدي، في الشارع الفوقاني داخل مخيم عين الحلوة، ما أدى إلى مقتله. ونفت قيادة “القوة المشتركة” الفلسطينية في المخيم شائعات سرت عن تهديد سكان منطقة الصفصاف بإخلائها، على خلفية عملية مقتل السعدي، مشيرة إلى أن تداعيات الموضوع تتم معالجتها بين القيادة السياسية والقوى الإسلامية.

 

“حزب الله”: التوطين حقيقة قائمة

بيروت- “السياسة/16 أيلول/18/شدد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق على أن “خطر التوطين ليس مبالغاً فيه، بل بات حقيقة قائمة”. وقال قاووق، إن “الرئيس الأميركي قرر، باتفاق مع دول عربية، توطين اللاجئين الفلسطينيين حيث هم موجودون الآن، أي توطينهم في لبنان، ويمكن لأيٍّ كان أن يقول إن اللاجئين الفلسطينيين في سورية استقروا وصاروا جزءاً من المجتمع، وكذلك الأمر في الأردن ومصر، وغيرهما من الدول الكبرى”، موضحاً أن “القضية ليست في أن بلدنا صغير ولا يتحمل استقبال وتوطين اللاجئين، بل هي أبعد وأعمق من ذلك”.وأكد أن “الأطماع الإسرائيلية في هذه المنطقة لا حد لها، ولا تتوقف. إسرائيل لها أطماع في بحر لبنان وغازه ونفطه ومياهه، وأرضه في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وفي سمائه حيث الطائرات الإسرائيلية تخرق الأجواء اللبنانية كل يوم وتتحدى اللبنانيين وتنتهك السيادة، وعليه نحن مازلنا في حال حرب مع الكيان الإسرائيلي”. ولفت قاووق إلى أن “القوى السياسية اللبنانية، التي يُفترض أن تخرج من انقساماتها لتتوحّد على موقف جامع في مواجهة خطر فرض التطبيع والتوطين على المنطقة، نجدها للأسف الشديد غائبة عن المسؤولية الوطنية، فيما تتفاقم الأزمات المعيشية والمالية والاقتصادية والسياسية وتزداد تعقيداً”. وأضاف: “ليس أمام اللبنانيين إلا أن يخرجوا من انقساماتهم، ويرتفعوا إلى مستوى التحدّيات لمواجهة خطر فرض التوطين كأمر واقع”.

 

الحياة واصحاب الظنون

الهام فريحة/الأنوار/17 أيلول/18

دائمًا: لن تنجو من أصحاب الظنون السيئة فاتركهم يتحدثون من خلفك لأنهم بالفعل خلفك. أجمل ما في الأزمات هو انها تُعيد ترتيب الآخرين حولك، تكشف معادنهم وتبين لك مَن يستحق أن يكون بالقرب ومَن لا يستحق، كل الأزمات ستمرّ، لكن الذين خذلونا لن يعودوا الى أماكنهم القديمة أبدًا! أحيانًا تمر عليك ظروف تشعر انها لن تنتهي من شدتها وقسوتها! ومع مرور الأيام تتلاشى بلطف الله وطريقته وتدبيره لا بطريقتك وتدبيرك، أغلق على شعورك السيئ وابتسم، وكلما تأخر عليك شيء وطال انتظاره استبشر خيرًا وسيأتيك أجمل مما كنت تتخيّل، ثق بأن ربك لا ينساك أبدًا. القلوب التي تسامح كثيرًا وتصبر طويلاً وتتنازل دومًا، هي القلوب التي إن قررت الرحيل فلن تعود يومًا! يخجل بعضنا من طلب حقه! قال حكيم: لقد تعلمتُ باكرًا أن الحق لا يُعطى لمن يسكت عنه وأنّ على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يُريد. مَن أراد أن يخرج من حياتك رأى من ثقب الباب مخرجًا، ومَن أراد الدخول في حياتك صنع من الجدران مدخلاً! مَن لم يصنع السعادة لنفسه، لن يصنعها له الآخرون! السفر ومغادرة المنطقة التي كنت تعيش فيها لمدة من الزمن تعتبر عاملاً رئيسيًا في زيادة وعيك وذكائك وتجعلك أكثر قدرة على حل المشاكل، ففي دراسة بريطانية تم اكتشاف انّ الأفراد الذين يسافرون يتحسنون في وعيهم وتتغيّر نظرتهم وأفكارهم حول الحياة إجمالاً. كلّما زاد العمر، أيقنا ان تلك الحياة لا تستحق كل هذا الألم، ترحل متاعب وتأتي غيرها، تموت ضحكات تولّد أخرى، يذهب البعض يأتي آخرون، مجرّد "حياة"!

 

رسالة إعلامية من حزب الله تكشف غضب إيران من التزام الكويت بالعقوبات

العرب/17 أيلول/18/الكويت - وضع حزب الله، لبنان مجدّدا في موقف محرج ونسف شعار “النأي بالنفس” المرفوع من قبل خارجيته، وذلك عبر بثّ الذراع الإعلامية للحزب “قناة المنار” إساءة لأمير الكويت أثارت موجة من الغضب تجاوزت الساحة الكويتية إلى محيطها الخليجي والعربي، واعتبرها متابعون للشأن اللبناني عملا مقصودا مرتبطا بالأوضاع الحالية لإيران التي يمثّل الحزب المذكور إحدى أذرعها في المنطقة. وتتعرّض إيران في الوقت الحالي لموجة عقوبات أميركية غير مسبوقة، لا يُتوقّع أن تحيد الكويت عن الالتزام بها، ما يعني تعمّق عزلة طهران وفقدها أي متنفّس لها في محيطها المباشر. وعلى هذه الخلفية نظرت إيران بريبة شديدة للقاء القمّة الذي جمع مؤخّرا في واشنطن بين أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما تولى حزب الله مهمّة تشويه محتوى اللقاء وزرع بذور الشكّ بشأن ما دار خلاله. وظهر الإعلامي المحسوب على حزب الله سالم زهران على القناة المذكورة مدّعيا أنّه استقى “معلومات” من “دبلوماسي من الدرجة الرفيعة” حول تلك القمّة، قائلا ما معناه إن إدارة ترامب “دفعت” الشيخ صباح إلى إلغاء عقود بالمليارات بين الكويت وشركات صينية وتحويل تلك العقود إلى شركات أميركية. واعتبر أحد المحلّلين السياسيين إنّ سلوكات حزب الله تجاه الكويت تعكس منظورا إيرانيا للبلد باعتباره إحدى “البوابات الممكنة لاختراق الساحة الخليجية”، قائلا إنّ “تلك السلوكات لم تقف عند التصريحات والإساءات الإعلامية بل تعدّتها إلى ما هو أخطر”، ومذكّرا “بما عرف بقضية خلية العبدلّي التي تتعلّق بعملية تهريب أسلحة إلى الأراضي الكويتية وتخزينها هناك استعدادا لتنفيذ عمليات إرهابية، والتي أظهرت التحقيقات تورّط السفارة الإيرانية وعناصر من الحزب فيها”. ولا يغيب عن دوائر القرار في الدول خليجية المتصدّية للنفوذ الإيراني ما يحاك إيرانيا للكويت، وهو ما تعكسه مواقفها المساندة للبلد ضدّ التهديدات الإيرانية له. وقال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش معلّقا عبر تويتر على تصريحات زهران المسيئة إنّ “أمير الكويت رمز خليجي رسمي وشعبي، وهو الذي تميّز بمواقفه الاستثنائية. والتطاول على شخصه من قبل قناة حزب الله يؤكد ضرورة التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس”. واعتبر قرقاش في التغريدة ذاتها أنّه “آن الأوان لوضع حدّ لهذه التجاوزات ضد الخليج وقادته من قلّةٍ تُغلّب مصلحة طهران على بيروت”. وتجاوزت موجة الانتقادات الحادّة التي طالت حزب الله وقناته التلفزيونية، محتوى التصريح بحدّ ذاته ومدى “صدقيته”، إلى التنبيه إلى خلفياته التي ربطها الكثير من المنتقدين بشكل مباشر بإيران وما تواجهه من ضغوط أميركية كبيرة وعقوبات مؤلمة تعمل واشنطن على إشراك دول الإقليم، ومن بينها الكويت، في فرضها عبر وقف أي أشكال للتعاون الاقتصادي والتجاري معها.

وكثيرا ما حاولت طهران التي تتّخذ من حزب الله إحدى أقوى أذرعها في لبنان والمنطقة، التسويق لعلاقات مع الكويت تختلف عن العلاقة الإيرانية المتوتّرة مع غالبية الدول العربية والخليجية، لكنّ ذلك سيكون مستحيلا في الأمد المنظور حين سيتعيّن على الكويت الالتزام الكامل بالعقوبات الأميركية على إيران، وهو ما تطلبه إدارة ترامب بإلحاح من جميع حلفائها عربا وغربيين. ويشكّك ساسة وقادة رأي كويتيون في جدوى السياسة التي تنتهجها حكومة بلدهم تجاه إيران والقائمة على “مهادنتها” والإبقاء على العلاقات معها رغم كثرة إساءاتها للكويت قولا وفعلا. ويطالبون بمواقف أكثر صرامة ووضوحا على غرار مواقف خليجية أخرى. وكانت وزارة الإعلام الكویتیة قد كذّبت ما ورد على لسان الإعلامي الموالي لإيران وحزب الله، معتبرة في بيان “أن ما أورده هذا الإعلامي یمثّل افتراء وادعاء وتزییفا للحقائق وتضلیلا للرأي العام بادعاءات صاغها بعیدا عن الواقع تشمل إساءات تكشف عن نوایا شریرة ومقاصد خبیثة لن تنال من العلاقات الأخویة والتاریخیة بین لبنان والكویت ولن تعكّر صفو هذه العلاقات أبدا”. وبالنسبة لغالبية اللبنانيين، فإن إساءات حزب الله للدول العربية، وخصوصا الخليجية، تزيد من متاعب البلد الذي يعاني مشاكل سياسية واقتصادية معقّدة، وكثيرا ما كانت دول الخليج التي تستقبل أسواق العمل فيها مئات الآلاف من العمّال اللبنانيين، ويتدفّق منها سنويا آلاف السياح على لبنان، مصدر دخل مالي في ظلّ شح الموارد الطبيعية للبلد. وكثيرا ما تقع المقارنة بين ما تقدّمه دول الخليج للبنان، وما تسببه له إيران عبر ذراعها حزب الله، من مشاكل وخلافات داخلية ومع دول الإقليم والعالم. وسارعت بيروت إلى محاولة تطويق تبعات تصريحات زهران عبر قناة المنار. ونقل مكتب رئيس الوزراء سعد الحريري عنه القول “إنّ ما حصل على إحدى الشاشات هو كلام خارج المناخ الوطني اللبناني المجمع على أفضل العلاقات مع الكويت وسائر الإخوة العرب”، مضيفا “القضاء اللبناني يحقق في الأمر، لتطبيق القانون الذي يحمي الجميع، وبالتالي مصلحة لبنان واللبنانيين”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحريري يستأنف مشاوراته الحكومية لترميم صيغة «أفضل الممكن»/«القوات» تبدي مرونة مشروطة وتلمح إلى الاكتفاء بـ4 وزارات

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/16 أيلول/18/عاود رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري فتح خطوط مشاوراته مجدداً مع القصر الجمهوري ومعراب والمختارة، محاولاً ترميم الصيغة الحكومية التي قدمها قبل أسبوعين إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، ورفضها الأخير من باب وضع ملاحظاته عليها. لكن مساعي الحريري الجديدة محفوفة بمخاطر تطويقها وإفشالها مجدداً. يأتي ذلك في ظل مرونة مشروطة أبداها حزب «القوات اللبنانية»، بالتلميح إلى إمكانية اكتفائه بـ4 وزراء، بينهم وزير دولة، شرط منح «القوات» 3 حقائب وازنة، بينها وزارة سيادية؛ «الدفاع» أو «الطاقة». وبدا «الحزب التقدمي الاشتراكي»، برئاسة الوزير النائب السابق وليد جنبلاط، أكثر تشدداً، بعد القرارات التي طالت موظفين موالين له في وزارتي البيئة والطاقة، وغداة الهجوم الذي شنه الرئيس عون من ستراسبورغ على الحزب، ورئيسه جنبلاط، من دون أن يسميه. إلا أن مصادر مقربة من الحريري أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن الأخير «ليست لديه تركيبة حكومية جديدة لتسويقها، بل يحاول البناء على ما تضمنته الصيغة السابقة، التي تبقى أساساً لأي توليفة (تركيبة) حكومية». وينطلق الحريري في مسعاه الجديد من انفراج ملموس على صعيد العقدة المسيحية، وتشير المصادر إلى «مرونة القوات» في الساعات الماضية، التي تنسجم مع ملاحظات عون، بما خص تضمين حصة «القوات» وزارة دولة، لكنها لم تعط جواباً حاسماً للرئيس المكلف على هذا الطرح، قبل أن تتبلغ رسمياً بنوع الحقائب الثلاث التي ستنالها، وأهمية الأخذ بالاعتبار أن تكون إحداها الدفاع أو الطاقة. لكن مرونة «القوات»، المرشّحة للاصطدام بمحظورات الرئيس عون و«التيار الوطني الحرّ»، اللذين يرفضان التنازل عن وزارات الدفاع والطاقة والعدل، لا تنسحب على موقف «التقدمي الاشتراكي»، الذي عاد إلى التشدد بعد التصعيد الإعلامي بينه وبين رئيس الجمهورية وفريقه السياسي، لكنه لن يوصد الباب أمام مساعي الرئيس الحريري، وفق تعبير قيادي في الحزب أكد أن «رهان الحزب الأول والأخير هو على الرئيس الحريري الذي يبذل جهوداً حثيثة وصادقة للخروج من الأزمة القائمة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نراهن على حركة الرئيس الحريري، ونياته الصادقة، ومشاوراته من أجل تسريع عملية التأليف، وإخراجها من عنق الزجاجة، ومستعدون لمساعدته، لكننا لن نلغي أنفسنا، كما يريد من البعض». وعما إذا كان السجال الإعلامي والاتهامات المتبادلة سيؤدي إلى رفع شروط كتلة «اللقاء الديمقراطي»، التي يرأسها تيمور جنبلاط، شدد القيادي «الاشتراكي» على أن الحزب «طرح مطالبه قياساً إلى نتائج الانتخابات، التي يحاول (التيار الوطني الحرّ) الالتفاف عليها، من خلال محاولته انتزاع التمثيل الوزاري للأطراف الأخرى»، وأضاف: «نحن ننتظر نضوج الاتصالات. وبعدها، لكل حادث حديث، وعندها يحدد الحزب التقدمي الاشتراكي موقفه».

حرب إلغاء؟/محاولات الحريري لانتشال الوضع الحكومي من دوامة التعطيل تطوقها المواقف السياسية التي تعمق الهوة بين الأطراف المتنازعة. وقد أشارت مصادر في قوى «14 آذار» لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «إصرار الرئيس عون و(التيار الوطني الحرّ) على رفض كلّ الأفكار والصيغ التي يقدمها الحريري، تهدف إلى إخراج (القوات اللبنانية) و(الحزب الاشتراكي) من الحكومة»، ووصفت التصرفات العونية بأنها «حرب إلغاء جديدة ضدّ الخصوم السياسيين». وأمام هذه الفرضية، أوضح مصدر في تيار «المستقبل» أن «لا حكومة من دون (القوات) و(الاشتراكي)، لأن أي إخراج لهذين الفريقين الأساسيين من السلطة دونه محاذير سلبية، ويشكل انقلاباً على نتائج الانتخابات التي أعطت زعيم المختارة تفويضاً درزياً مطلقاً، كما أن تحييده يجعل الحكومة تعاني خللاً ميثاقياً، حتى لو ضمّت 3 وزراء دروز». وذهبت المصادر المقرّبة من الحريري إلى القول: «إما نكون مع (الاشتراكي) و(القوات) في الحكومة، وإما نخرج معاً».

 

رئيس الحكومة المكلف: اقتصاد لبنان يحتاج إلى عناية

بيروت/الشرق الأوسط/16 أيلول/18/»أكد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، أن لبنان «يواجه تحديات كبيرة إقليمية وأمنية واقتصادية وبيئية». ودعا الأطراف السياسية إلى «التواضع قليلاً والتفكير بمصلحة البلد، لأن الوضع الاقتصادي بحاجة إلى عناية، ولبنان لديه فرصة تاريخية للنهوض من خلال مؤتمر سيدر». وقال الحريري خلال مأدبة عشاء على شرف سفير دولة الإمارات المتحدة لدى لبنان حمد الشامسي، إن «ميزة لبنان عن أي بلد آخر أننا نتخاصم بالنهار، ونتصافى بالليل ونتكلم مع بعضنا»، مشيراً إلى أن مؤتمر سيدر أقر 12 مليار دولار ونصف المليار لمساعدة لبنان بمشروعات أساسية يمكن أن نقوم بها، أكان للجيش أو قوى الأمن أو الأمن العام وأمن الدولة، وهناك في سيدر أيضا مساعدات كبيرة». وأكد أن «العالم يريد مساعدتنا، فيجب علينا كلبنانيين أن نساعد أنفسنا». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب سامي فتفت، أن «الجميع يتحمل نتائج تأخير تشكيل الحكومة في حال طارت الأموال المخصصة للبنان»، لافتا إلى أن «مؤتمر سيدر سينهض بالاقتصاد اللبناني بسبب المليارات التي سيضخها في البنى التحتية». وشدّد على أن «ضخ مليار دولار يخلق 30 ألف فرصة عمل، فكيف إذا كان لبنان سيحصل على 12 مليار بحسب مؤتمر سيدر؟». ورأى أن ذلك «يعد بخلق 100 ألف فرصة عمل بالحد الأدنى»، مؤكدا أن «الأولوية هي لخلق الأمل لدى شبابنا وتشجيعه على البقاء في وطنه». واعتبر أنه «بسبب الأوضاع المعيشية، بات الطموح الوحيد للشباب بعد التخرج هو الهجرة، وهاجسهم اليوم إيجاد وظيفة بعد حصولهم على الشهادة».

 

القضاء اللبناني يتحرك ضد إعلامي تعرض لأمير الكويت على قناة «المنار» واستنكار سياسي واسع وتشديد على العلاقات التاريخية بين البلدين

بيروت/الشرق الأوسط/16 أيلول/18/ شهد لبنان أمس حملة تضامن كبيرة مع الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح بعد تعرض أحد الإعلاميين المقربين من «حزب الله» للأمير خلال استضافته عبر قناة «المنار» التابعة للحزب. وتحرك القضاء سريعاً، إذ كلّف النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود قسم المباحث الجنائية المركزية تفريغ مضمون المقابلة التي أجراها الإعلامي سالم زهران على قناة «المنار» وذلك تمهيدا لإجراء المقتضى القانوني. وأكد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري رفضه «أي تطاول على الكويت وأميرها الذي نكن له كل احترام وتقدير ونحفظ له في قلوبنا مكانة خاصة لما له من تاريخ مشرف في الوقوف إلى جانب اللبنانيين في السراء والضراء»، مشددا خلال استقباله سفير الكويت لدى لبنان عبد العال القناعي أمس، على أن «ما حصل على إحدى الشاشات هو كلام خارج المناخ الوطني اللبناني المجمع على أفضل العلاقات مع الكويت وسائر الإخوة العرب». وأضاف: «في جميع الأحوال أن القضاء اللبناني يحقق في الأمر لتطبيق القانون الذي يحمي الجميع وبالتالي مصلحة لبنان واللبنانيين». وأشار السفير الكويتي إلى أن «علاقة الكويت بلبنان هي علاقة تاريخية متجذرة لا يمكن أن تتأثر بهذه الصغائر التي بات معروف الهدف من ورائها». واعتبر أن «المدعي هو شخص تابع لمتبوع، وكلما تأزم المتبوع أوحى إلى تابعه بالنفخ في العلاقات العربية –العربية». وأضاف: «لكن أود أن أؤكد للجميع أنه لا يمكن لهؤلاء المدعين والمتحزلقين أن يؤثروا في هذه العلاقة الراسخة التي بنيت على قواعد وأصول سليمة». وأوضح السفير الكويتي أنه أثار هذا الموضوع مع الرئيس الحريري الذي «أعرب عن استنكاره واستيائه الشديد لهذا الأمر، ووعد باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة لردع هذا الشخص عن ادعائه». وأصدرت هيئة شؤون الإعلام في «تيار المستقبل» بياناً استنكرت فيه «فتح إحدى الشاشات التلفزيونية الهواء لإعلامي من خريجي المخابرات السورية، كي يتولى تحقير دولة الكويت وأميرها ويتناول المملكة العربية السعودية بصفات على قياس أفكاره وأخلاقه». ووضعت الهيئة «هذا التهجم الأرعن، في عهدة القضاء اللبناني، الذي لا يصح أن يتخلف عن وضع حدٍ لألسنة السوء والمتلاعبين بمصير العلاقات اللبنانية – العربية». وكانت وزارة الإعلام الكویتیة أعربت الجمعة عن «استنكارها واستهجانها الشدیدین للتطاول والادعاء الذي جاء على لسان أحد الإعلامیین في لقاء على قناة المنار اللبنانیة حول لقاء أمیر البلاد الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح والرئیس الأميركي دونالد ترمب، والذي جرى مؤخرا بالولایات المتحدة». وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الكويتية، قالت وزارة الإعلام الكويتية إن «ما أورده هذا الإعلامي یمثل افتراء وادعاء وتزییفا للحقائق وتضلیلا للرأي العام بادعاءات صاغها بعیداً عن الواقع تشمل إساءات تكشف عن نوایا شریرة ومقاصد خبیثة لن تنال من العلاقات الأخویة والتاریخیة بین لبنان والكویت ولن تعكر صفو هذه العلاقات أبدا». وأعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري، عن رفضه أي إساءة إلى الكويت وأميرها، وقال في بيان: «الإساءة للكويت وأميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مرفوضة ومدانة بكل المقاييس. وسيحفظ اللبنانيون على الدوام للكويت، أميراً وشعباً وحكومةً ومجلس أمة، أياديهم البيضاء التي امتدت للبنان في أيام الشدة والرخاء، ولن نسمح بأن يعكر صفو علاقة تاريخية وأخوية بين بلدين جمعهما ويجمعهما فعل الخير والمحبة والثقة، ولا أن يفرقهما شيء». واعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق ان أمير الكويت هو «كبير الحكماء العرب»، وقال: «لا ننسى دوره التاريخي في مساعدة لبنان» ورأى ان، «التعرّض له برواية غير موثّقة هو تعرّض لكل اللبنانيين الذين ليس لديهم إلا التقدير الكبير له». كذلك استنكرت قوى لبنانية عدة ومن بينها حزبا «القوات اللبنانية» و»التقدمي الاشتراكي» التعرض لامير الكويت.

 

«التقدمي الاشتراكي» يحسم معارضته للعهد سواء من داخل السلطة أو خارجها وجنبلاط يقارن بين «الصهرين»... كوشنر وباسيل

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/16 أيلول/18/في الوقت الذي لا يزال معظم الفرقاء يحافظون على علاقتهم بالعهد ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون ويصرون على الفصل ما بينها وبين علاقتهم بـ«التيار الوطني الحر» ورئيسه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، كان الحزب «التقدمي الاشتراكي» أول من أعلن صراحة الطلاق مع الطرفين وفتح المواجهة السياسية معهما معتبراً إياهما فريقاً واحداً. ويبدو أن قيادة «التقدمي الاشتراكي» وعلى رأسها الوزير وليد جنبلاط حسمت أمرها بـ«معارضة العهد» سواء تمثلت في الحكومة الجديدة أو قررت البقاء خارج السلطة في حال لم تلب مطالب جنبلاط بالحصول على الحصة الدرزية كاملة المتمثلة بـ3 وزراء. واعتبر مصدر قيادي في «التقدمي الاشتراكي» أن «الحزب أعطى العهد فرصة ومهلة سنة ونصف لتغيير الصورة والنمط الذي كان معتمداً، وكنا أول من طالبنا بتسوية رئاسية لإنقاذ البلد، وعندما تبلورت تسوية مماثلة لم نقف بطريقها وإن كنا ندرك سلفاً أن السنوات الماضية قدمت دلائل كثيرة على أداء التيار الوطني الحر ومقاربته للأمور الوطنية التي لا نعتبرها مناسبة». ولفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «وبعد سنة ونصف بات يمكن القول أن الأمور وصلت على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلى مستوى من الترهل غير المقبول، أضف إلى أن العقدة التاريخية التي عاشها ويعيشها التيار من اتفاق الطائف باتت تفعل فعلها اليوم سواء على المستوى السياسي الداخلي، سواء عبر الاستقواء على هذا الاتفاق من خلال القول بأن رئيس الجمهورية استعاد صلاحياته بالممارسة وعدّل الطائف عبر هذه الممارسة، أو عبر اقتناص صلاحيات رئيس الحكومة المكلف». وقال المصدر: «هذا الانقضاض على اتفاق الطائف مغامرة خطيرة على المستوى الوطني وتؤدي إلى توتر العلاقات السياسية الداخلية».ولطالما كانت العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» متوترة، ولطالما تواجدا في محاور سياسية مختلفة ومتصارعة. وانفجر مؤخرا الخلاف بينهما داخل الوزارات بعد اتخاذ وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال مروان حمادة قرارا بنقل رئيسة دائرة الامتحانات هيلدا خوري، المقربة من «التيار الوطني» من منصبها، وهو ما اعتبره العونيون «قرارا سياسيا انتقاميا ظالماً بحقها»، فسارعوا لرد «الصاع صاعين» من خلال الإقدام على نقل موظفين مقربين من «الاشتراكي» في وزارة البيئة ومؤسسة كهرباء لبنان.

ويتحدث مفوض الإعلام في الحزب «التقدمي الاشتراكي» رامي الريس عن «سياسة من الكيدية والانتقام يمارسها وزراء التيار الوطني الحر في وزاراتهم»، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنهم «يرفضون القبول بأي إجراءات علمية وتقنية لمعالجة مشكلة الكهرباء، ويصرون على الخيارات الأكثر كلفة والأقل استدامة، أضف إلى كل ذلك محاولاتهم الحثيثة لانتزاع حقوق الأحزاب والقوى السياسية التي حققت فوزاً في الانتخابات من خلال محاولة اقتناص مقاعد من تمثيلها الوزاري». ويدعم الرئيس عون و«التيار الوطني الحر» رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان في إصراره على الحصول على أحد المقاعد الدرزية الـ3 في الحكومة المقبلة، ما يشكل أحد أبرز العقد التي تؤخر تشكيل الحكومة. وأكد نواب وقياديون عونيون مراراً إصرارهم على وجوب عدم حصر التمثيل الدرزي بجنبلاط، «لأنه خلاف ذلك يكون يتحكم بمصير الحكومة، فإذا قرر سحب وزرائه الدروز الـ3. يطيح بميثاقية الحكومة». ويدرس «التقدمي الاشتراكي» جدياً الانضواء في صفوف المعارضة في حال عدم الاستجابة لمطالبه الوزارية، وإن كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عبّر أكثر من مرة عن تمسكه بتمثيل جنبلاط حكومياً. وفي هذا المجال، تقول مصادر قيادية في الحزب «التقدمي الاشتراكي» بأن «الانتقال إلى صفوف المعارضة الكاملة، خيار لم يتبلور بعد». وتجمع رئيس الحزب وليد جنبلاط، الذي لم يترشح إلى الانتخابات النيابية الأخيرة وقرر ترشيح نجله تيمور، علاقة «ممتازة» برئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يُعتبر حليفه الرئيسي منذ سنوات طويلة، وإن كانا لا يتفقان على الرؤى الاستراتيجية سواء بملف العلاقة مع سوريا أو بموضوع سلاح حزب الله وقتاله خارج الحدود اللبنانية. أما العلاقة بين جنبلاط والحريري فـ«جيدة»، وفق تعبير المصادر الاشتراكية، و«متقدمة» مع «القوات اللبنانية». وقد نجح جنبلاط طوال الفترة الماضية بتنظيم خلافه الاستراتيجي مع حزب الله خاصة بعد أحداث السابع من مايو (أيار) 2018، وهو يحاول منذ مدة تفادي أي مواجهة سياسية مباشرة مع أي من الفرقاء، لكن محاولاته هذه لم تفلح مع «التيار الوطني الحر». وفي إطار التراشق السياسي المستمر أمس، اعتبر رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن «نظرية معاقبة الفلسطينيين وإقصائهم وقتلهم تساعد في عملية السلام، عجيبة من بنا أفكار جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب». وقال: «النظرية نفسها يطبقها الصهر في لبنان (وزير الخارجية جبران باسيل) لتثبيت هيمنته». وأضاف: «ما من أحد يعارضه سوانا ويدفع الثمن سوانا والبقايا مجموعة أصنام وجيف همها تقاسم المصالح». وختم قائلاً: «لا تلعبوا بالنار».

 

بيان موحد من مشيخة العقل في فلسطين ولبنان.

وكالات/ومواقع الأكترونية/16 أيلول/18/جرى اتصال هاتفي بين سماحة شيخ عقل الموحدين الدروز في فلسطين الشيخ موفق طريف وسماحة شيخ عقل الموحدين الدروز في لبنان الشيخ  نصر الدين الغريب على اثر تصريح اطلقه الشيخ الغريب في سوريا ونعت الشيخ البطل المقدام علي معدي / بسماحة الشيخ / وقد جرى توضيحا لهذا الموقف انه كان كلام سياسي وعاطفي موجها ضد الدولة اليهودية التي منعت الشيخ معدي الدخول الى سوريا وان كافة الموحدين في الشرق يعترفوا بفضل سيد الجزيرة الشيخ ابو يوسف امين طريف ووصيته الواضحة بتسمية حفيده الشيخ موفق طريف خلفا له في الرئاسة الروحية ومشيخة العقل في بلاده والاجماع من الهيئة الروحية في البلاد التأكيد على صحة هذه الوصية والوقوف الى جانبه وقد جرى التاكيد على ان التعدد في الٱراء غنى مادام يخدم مصلحة الطائفة الكريمة وحرصوا كل الحرص بالمحافظة على الثوابت والقواعد الصحيحة التي رسمتها المرجعية الروحية من السلف الصالح وما زالت الهيئة الروحية الموقرة الحاضرة تؤكد عليها بالتزام الأدب النابع من الدوحة التوحيدية بعدم التدخل في خصوصية كل بلد واحترام عاداته وتقاليده والرجوع الى اصحاب الشأن والمسؤولية وأولي الامر منهم وأن الثوابت التي تجمعنا هي المحافظة على الأرض والعرض والدين والكرامة وقد توافقا وتفارقا على التصافي والنوايا الحسنة ٱملين ان تكون نافذة صالحة يتوافق عليها مرجعياتنا الدينية والسياسية بما يحصن وجودنا في هذا الشرق.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إعلام إسرائيل: تدمير “بوينغ” إيرانية بمطار دمشق

نتانياهو: نتحرك باستمرار لمنع أعدائنا من حيازة أسلحة متطورة

دمشق، عواصم- وكالات/16 أيلول/18/أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، أمس، أن الدولة العبرية “تتحرك باستمرار” لمنع أعدائها من حيازة “أسلحة متطورة”، وأنها “لن تكرر أبداً أخطاء الماضي”، فيما كشفت “القناة الإسرائيلية الثانية” أن إسرائيل دمّرت، ليل أول من أمس السبت، طائرة نقل إيرانية من طراز “بوينغ”، بعد ساعات من هبوطها في مطار دمشق الدولي، في هجوم صاروخي أعلنت سورية أن وسائط دفاعها الجوي “تصدّت” له، و”أسقطت عدداً من الصورايخ المعادية”. ونقلت قناة “العربية” عن “القناة الإسرائيلية الثانية”، أمس، أن طائرة الـ”بوينغ” الإيرانية المستهدفة، كانت “تحمل سلاحاً يُفترض أن يتم نقله إلى النظام السوري، أو إلى ميليشيات موالية لطهران تقاتل إلى جانبه في سورية”، مشيرة إلى أن الغارة الإسرائيلية “استهدفت أيضاً مخازن سلاح في حظائر طائرات بالمطار (ورشات ومخازن مخصصة للصيانة)، تم تمويهها بوضع شعارات الأمم المتحدة وشركات عالمية على سطحها”، كما أظهرت صور أقمار اصطناعية نشرتها القناة. وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) نقلت عن مصدر عسكري ليل السبت قوله إن “دفاعاتنا الجوية تصدّت لعدوان صاروخي إسرائيلي على مطار دمشق الدولي، وأسقطت عدداً من الصواريخ”. ولم تفد الوكالة عن سقوط قتلى أو حصول أضرار، لكنها نشرت مشاهد تظهر تشغيل الدفاعات الجوية، وانفجار طفيف يضيء السماء. وظهر أمس، أفاد “المرصد السوري” المعارض، الذي ينشط من العاصمة البريطانية لندن، أن “صواريخ يشتبه في أنها إسرائيلية، دمّرت (ليل السبت) مخزناً للأسلحة قرب مطار دمشق الدولي”. إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خلال اجتماع حكومته الأسبوعي، الذي عقد عشية الذكرى الـ45 لحرب 1973: “قبل 45 عاماً أخطأت الاستخبارات العسكرية حين فسّرت بشكل خطأ النيّات المصرية والسورية لشن حرب علينا. وبعد أن اتضحت صحة تلك النيّات، ارتكب النسق السياسي خطأ كبيراً عندما لم يسمح آنذاك بشن ضربة استباقية”. وأضاف نتانياهو: “لن نرتكب هذا الخطأ مرة أخرى أبداً (…) خطوطنا الحمر اليوم، أوضح من أي وقت مضى، وتصميمنا على فرض احترامها أقوى من أي وقت مضى”، مؤكداً عزم الدولة العبرية على “بلا هوادة وباستمرار، لمنع أعدائها من حيازة أسلحة متطورة”. وفيما رفضت السلطات الإسرائيلية نفي أو تأكيد الهجوم الصاروخي على مطار دمشق الدولي، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، أمس، إن حكومة بلاده تتحرك “لمنع تمركز عسكري إيراني في سورية”، لكنه لم يؤكد مسؤولية إسرائيل عن هجوم مطار دمشق. وأوضح، في تصريح إذاعي، أن إسرائيل تتحرك “لمنع نقل أسلحة متطوّرة إلى (حزب الله) في سورية”.

 

القصف الإسرائيلي على مطار دمشق استهدف طائرة إيرانية محملة بالأسلحة/تل أبيب أكدت تحركها المستمر لمنع تمركز عسكري لطهران في سوريا

تل أبيب/الشرق الأوسط/16 أيلول/18/»أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم (الأحد)، بأن الهجوم الصاروخي الذي شنته إسرائيل قرب مطار دمشق، مساء أمس (السبت)، قد استهدف طائرة إيرانية تنقل شحنة أسلحة للقوات الموالية للنظام السوري ووحدات «الحرس الثوري» الموجودة في سوريا. وكان إعلام النظام السوري قد أعلن، أمس (السبت)، أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لصواريخ إسرائيلية على مطار دمشق، وأسقطت عدداً منها، مشيراً إلى سماع دويّ انفجارات في محيط المطار. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القصف الصاروخي الإسرائيلي استهدف «مخزناً للأسلحة قرب المطار». وذكرت تقارير إسرائيلية نقلاً عن قناة «هاداشوت» التلفزيونية، أن طائرة الشحن الإيرانية وهي من طراز «بوينغ» كانت محملة بأسلحة، هبطت مؤخراً بمطار دمشق الدولي قادمة من طهران. ولم تعلن إسرائيل رسمياً مسؤوليتها عن القصف الصاروخي الذي استهدف أيضاً مستودعات في المطار، والتي حسب وسائل إعلام إسرائيلية، تم وضع اسمي «الأمم المتحدة» أو شركة «دي إتش إل» العالمية للبريد السريع عليها، في محاولة على ما يبدو لتضليل جامعي المعلومات من الاستخبارات الإسرائيلية. في سياق متصل، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، اليوم (الأحد)، أن إسرائيل تتحرك «باستمرار» لمنع أعدائها من حيازة «أسلحة متطورة». وأضاف نتيناهو أن «خطوطنا الحمراء أوضح من أي وقت مضى، وتصميمنا على فرض احترامها أقوى من أي وقت مضى». من جهته قال جلعاد آردان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، اليوم، إن حكومة إسرائيل تتحرك «لمنع تمركز عسكري إيراني في سوريا»، لكنه لم يؤكد مسؤولية حكومته عن هجوم مطار دمشق الدولي. وقال آردان للإذاعة الإسرائيلية، إن إسرائيل تتحرك لمنع نقل أسلحة متطورة إلى «حزب الله» حليف إيران والموجود أيضاً في سوريا. وفي تأكيد نادر، قال مسؤول إسرائيلي في بداية سبتمبر (أيلول)، إن جيش إسرائيل شن نحو مئتي غارة على سوريا في الأشهر الـ18 الأخيرة، استهدفت أساساً أهدافاً إيرانية. كما اعترفت إسرائيل سابقاً بشن عشرات الغارات ضد شحنات أسلحة متطورة يتم تسليمها إلى «حزب الله».وتحاول إسرائيل منع عدوتها اللدودة إيران من التمركز عسكرياً في سوريا، حيث تدعم طهران الرئيس بشار الأسد في الحرب الدائرة هناك.

 

واشنطن توجه تحذيراً للنظام السوري بـ«استعراض قوة» في قاعدة التنف

الشرق الأوسط/16 أيلول/18/استعرضت القيادة المركزية الأميركية قوتها بمناورات عسكرية أجرتها قبل أيام في محيط قاعدة التنف العسكرية التي تديرها واشنطن شرقي حمص على الحدود السورية الأردنية العراقية. وقالت القيادة المركزية الأميركية عبر موقعها الإلكتروني أمس (السبت) إن المناورات أجريت في السابع من سبتمبر (أيلول)، وشاركت فيها قوات مشاة البحرية «المارينز»، بعمليات عسكرية لمنع أي تصعيد بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة المدعومة من التحالف الدولي. وأظهرت الصور إطلاق صاروخ مضاد للدبابات من طراز «FGM - 148»، بالإضافة إلى عمليات إنزال مظلي لعدد من الجنود الأميركيين. وأجريت المناورات في ساعات الصباح والليل، حسب الصور التي أظهرت استعمال الكاميرات الحرارية واستخدام أسلحة متنوعة بينها مضادات الدبابات وقواذف الهاون. وكان متحدث القيادة المركزية الأميركية بل أوروبان قال الأسبوع الماضي، إنه «ستظهر قواتنا القدرة على الانتشار السريع، والهجوم على الهدف من خلال القوات الجوية والبرية المتكاملة». وتهدف التدريبات الأميركية لرفع جاهزية القوات لمواجهة أي هجوم، حيث أجريت بمشاركة سرب من الطائرات، وباستخدام الذخيرة الحية. وتتمركز قوات أميركية في «منطقة 55» داخل الأراضي السورية، وتقوم بدعم وحماية فصائل من المعارضة أبرزها ما يسمى بـ«قوات الشهيد أحمد العبدو»، و«جيش مغاوير الثورة».  يذكر أن روسيا تعتبر وجود القاعدة الأميركية على الأراضي السورية غير شرعي، وتطالبها باستمرار بإخلاء المنطقة، لكن الرد الأميركي جاء بتعزيز القاعدة، والإعلان عن نيته البقاء هناك لأجل غير مسمى.

 

الإمارات تطالب مجلس الأمن بـ«عمل فوري» لقطع إمدادات الأسلحة من إيران إلى الحوثيين وأكدت أن تحرير الحديدة «حاسم» لعودتهم إلى محادثات السلام

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/16 أيلول/18/اعتبرت الإمارات تحرير الحديدة «أمرا حاسما» لإعادة انخراطهم في محادثات السلام، مطالبة المجتمع الدولي بـ«الضغط» على الحوثيين «فوراً» من أجل قطع إمدادات الأسلحة التي تقدمها إيران لهم «في انتهاك مباشر لقراري مجلس الأمن 2216 و2231». وأوضحت أبوظبي في رسالة إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، أن «إيران تزود الحوثيين ببعض أكثر الأسلحة تطوراً وبكيفية تشغيلها»، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والصواريخ الموجهة المضادة للسفن والطائرات من دون طيار كاميكازية، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي تدمر المدنيين اليمنيين في كل أنحاء البلاد. وإذ أشارت إلى رسائل سابقة لمجلس الأمن من وزير الدولة الإمارتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش ووزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، كتبت المندوبة الإماراتية الدائمة لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة رسالة من نسختين متطابقتين لرئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي نظيرتها الأميركية نيكي هيلي والأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، مؤكدة أن حكومتها «ملتزمة العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة، على رغم قرار الحوثيين تجاهل محادثات جنيف التي نظمها المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن مارتن غريفيث». ورأت أن رفض الحوثيين المشاركة في المحادثات وفي أي عملية سياسية ذات مغزى يشكل «نكسة خطيرة وخيبة أمل كبيرة للشعب اليمني والتحالف، الذي يتوق إلى إيجاد نهاية للنزاع»، آسفة لأن «هذا أحدث وعد ينكص به الحوثيون لإعادة الانخراط في العملية السياسية منذ حرفوا عن مسار عملية الانتقال السياسي عام 2014، ولجأوا إلى القوة، وتسببوا بالأزمة الإنسانية والسياسية التي يواجهها اليمن اليوم». ومع ذلك، شددت على أن التحالف «لا يزال ملتزماً دعم جهود المبعوث الخاص، والحل السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني».

وعبرت عن اعتقادها أن «هذه المشاركة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق السلام والأمن الدائمين في اليمن»، مؤكدة أن التحالف «مستعد لدعم المحادثات الجديدة حين يتمكن المبعوث الخاص من ضمان المشاركة الحقيقية للحوثيين». وأملت في أن يتمكن من تحقيق ذلك قريباً. وأوضحت أن «أي تقدم محتمل على طاولة المفاوضات يعتمد على استمرار الضغط على الحوثيين». وأضافت أن «التقدم في تحرير معظم ساحل البحر الأحمر من سيطرة الحوثيين فعل فعله في تيسير عمل المبعوث الخاص»، ملاحظة أنه بعدما أن رفض الحوثيون سابقاً التعاطي مع سلفه إسماعيل ولد الشيخ أحمد لمدة عامين، ما كان الحوثيون ليشاركوا في مناقشات مع المبعوث الخاص لولا خشيتهم من عدم الوصول إلى البحر وفقدان إمدادات الأسلحة والأموال التي تدعمهم. وقالت إنه «بينما يجب أن يكون العمل العسكري الملاذ الأخير في نظر التحالف، فإن تحرير الحديدة أمر حاسم لإعادة انخراط الحوثيين في محادثات السلام»، مضيفة أنه «لهذه الغاية (...) وبغرض معاودة العملية السياسية، كثفت القوات الحكومية اليمنية مدعومة من التحالف الآن العمليات العسكرية ضد الحوثيين في منطقة الحديدة وعلى الجبهات الأخرى». وطالبت نسيبة مجلس الأمن والمجتمع الدولي بـ«الضغط» على الحوثيين بأن «يبدأ بعمل فوري لقطع إمدادات الحوثيين من الأسلحة والتمويل والمساعدة الفنية التي توفرها إيران في انتهاك مباشر لقراري مجلس الأمن 2216 و2231»، موضحة أن «إيران تزود الحوثيين ببعض أكثر الأسلحة تطوراً وبكيفية تشغيلها، مما لم يتحصل عليه من قبل أي جهة من غير الدول، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والصواريخ الموجهة المضادة للسفن والطائرات من دون طيار كاميكازية، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي تدمر المدنيين اليمنيين في كل أنحاء البلاد». وشددت في الوقت نفسه على «أهمية أن يزيد المجتمع الدولي من ضغوطه على الحوثيين لالتزام القانون الإنساني الدولي»، لافتة إلى أن «استخدام الحوثيين الدروع البشرية وتدمير البنية التحتية المدنية الحيوية والهجمات بمدافع الهاون على المستشفيات ومنشآت المياه والصرف الصحي والاستخدام العشوائي للألغام وإطلاق الصواريخ على المدنيين في السعودية وناقلات النفط في البحر الأحمر يجب أن يندد به بشكل لا لبس فيه» لأن «الرد الصامت سيفسره الحوثيون على أنه قبول ضمني من المجتمع الدولي بهذه الإجراءات». وأكدت المندوبة أن التحالف يلتزم أكثر من أي وقت مضى رفاهية الشعب اليمني والمبادئ الإنسانية والقانون الإنساني الدولي، مشيرة إلى أن التحالف قدم هذا العام نحو مليار و250 مليون دولار لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية، مما أدى إلى زيادة عدد من يتلقون المساعدات الغذائية من الأمم المتحدة بأكثر من الضعف. ووعدت بالعمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة لمواصلة التقدم في خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2018 وضمان أن تعمل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2019 على تحسين الوضع الإنساني بصورة ملموسة. وشددت على التزام التحالف آليات الحفاظ على سلامة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وعلى حماية البنية التحتية المدنية، موضحة أن «سقوط الضحايا المدنيين، ناهيك من إصابات الأطفال، أمر غير مقبول». وأكدت أن «التحالف يلتزم التحقيق في الحوادث وضمان المساءلة عن طريق تحمل المسؤولية عند الاقتضاء وتنفيذ التدابير التصحيحية».

 

ظريف يلوّح باستئناف التخصيب بشكل مكثف وطالب الأوروبيين بتعويض الآثار السلبية للعقوبات الأميركية على إيران

لندن ـ برلين/الشرق الأوسط/16 أيلول/18/لوّح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف باستئناف طهران بتخصيب اليورانيوم بشكل مكثف، في حال استمرار ما وصفه بـ«سلبية» الدول الأوروبية في التعاطي مع فرض الإدارة الأميركية عقوبات جديدة على بلاده، وطالب ظريف الاتحاد الأوروبي بتعويض آثار هذه العقوبات. وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية نشرتها أمس السبت، قال ظريف: «يتعيّن على الأوروبيين والأطراف الأخرى الموقعة (على الاتفاق النووي) التحرك لتعويض آثار العقوبات الأميركية»، مضيفاً أن الاختبار الحقيقي في ذلك هو الأمور المتعلقة بـ«النفط والبنوك». وطالب ظريف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بمعاقبة الشركات «إذا انسحبت من صفقات مع إيران بسبب العقوبات الأميركية»، ورأى أنه «يتعين على الأوروبيين أن يقرروا ما إذا كانوا مستعدين لتنفيذ ما يقولون»، مضيفاً أن المسألة تتعلق «بما إذا كانت أوروبا تخضع للإملاءات الأميركية» أم للقانون الدولي. وفي معرض رده على سؤال حول تصرف إيران في حال اختل «التوازن بين الأخذ والعطاء» نتيجة تردد الأوروبيين في دعم الاتفاق، ذكر وزير الخارجية الإيراني أن رد الفعل قد يكون زيادة تخصيب اليورانيوم، وقال: «المادة 36 من الاتفاقية وقرار مجلس الأمن الرقم 2231 يتيحان ذلك». وقال: «ليس بالضرورة أن يكون رد فعل إيران في ذلك هو إلغاء الاتفاق النووي، بل من الممكن أن نخفض من تطبيقه»، مشيرا في ذلك إلى إمكانية أن تستأنف إيران تخصيب اليورانيوم على نحو مكثف. وطالب ظريف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بـ«معاقبة الشركات، إذا انسحبت من صفقات مع إيران بسبب العقوبات الأميركية». أبعد من التهديد بإغلاق هرمز /واعتبر ظريف أن «أميركا لن تتمكن من منع إيران من تصدير النفط، وفي حال تمكنت من ذلك، سنكون أمام ظروف مختلفة تتجاوز التهديد بإغلاق (مضيق) هرمز». واستبعد الوزير الإيراني إجراء محادثات مباشرة بين بلاده وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وقال: «لا يوجد أساس لمثل هذه المحادثات»، موضحاً أنه «من الممكن التفكير في إجراء محادثات فقط في حال عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي». يذكر أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي الدولي (خطة العمل المشتركة الشاملة)، في حين يتمسك الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين بالاتفاق النووي الذي وقعته القوى الدولية مع إيران في عام 2015. ومع انسحابها من الاتفاق النووي، أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على طهران في أغسطس (آب) الماضي، وهددت بإجراءات عقابية تطال كل من يخالف هذه العقوبات. وتستهدف العقوبات الأميركية قطاعي الطاقة والمال الإيرانيين، ويبدأ تطبيقها في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وذكر ظريف أن الاتفاق النووي بين إيران والدول الست، لم يكن خطأ ولم تكن تعتريه نواقص، مشيراً إلى أن ترمب انسحب أيضاً من اتفاقية باريس الدولية لحماية المناخ واتفاقات أخرى، وقال: «عندما يتجاوز شخص الإشارة الحمراء، هل هذا يعني أن إشارة المرور خاطئة؟». وكان الوزير الإيراني يرد بذلك على تساؤلات عبر عنها الأميركيون وتتعلق بمدى انضباط الإيرانيين في سلوكهم الإقليمي أو برنامجهم الصاروخي منذ إبرام الاتفاق مع الدول الست.

 

هجوم كردي على سفارة طهران في باريس يعكّر العلاقات الفرنسية ـ الإيرانية

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/16 أيلول/18/أصيبت العلاقات الفرنسية - الإيرانية بهزة جديدة، بعد اتهامات طهران للسلطات الفرنسية بالتقصير في حماية سفارتها في باريس من «الهجوم» الذي استهدفها مساء أول من أمس (الجمعة)، وقامت به مجموعة من المتظاهرين الأكراد المحتجين على إعدام 3 أكراد في إيران قبل أيام وعلى عملية قصف صاروخي ضربت موقعاً للحزب الديمقراطي الكردي الإيراني شمال العراق أوقعت كثيراً من القتلى. وتأتي هذه المسألة الجديدة لتزيد من التوتر الكامن بين العاصمتين اللتين عرفتا نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي هبة ساخنة عندما كشف النقاب عن مذكرة رسمية صادرة عن وزارة الخارجية الفرنسية تطلب من الدبلوماسيين والرسميين الفرنسيين تأجيل زياراتهم إلى إيران بسبب ما اعتبرته من وجود «تهديدات» على الفرنسيين والمصالح الفرنسية في هذا البلد. وفي الذاكرة الفرنسية محاولة الاعتداء الإرهابي المنسوبة لطهران على تجمع للمعارضة الإيرانية ممثلة بـ«مجاهدي خلق» حصلت أوائل يونيو (حزيران) الماضي في ضاحية فيلبانت، الواقعة شمال العاصمة باريس. واستبقت الأجهزة الأمنية الأوروبية (البلجيكية والفرنسية والألمانية) المحاولة بالقبض على 6 أشخاص منهم 3 في ضاحية فرنسية. وعمدت باريس في يوليو (تموز) إلى تسليم أحد المقبوض عليهم إلى السلطات البلجيكية فيما أخلي سبيل الاثنين الآخرين. وكانت طهران ردت على هذه الاتهامات بنسبتها إلى معارضين إيرانيين، كما أنها «احتجت» على المذكرة الفرنسية معتبرة أن «لا شيء يبررها».

بيد أن التأزم المستجد بين باريس وطهران لا يمكن استيعابه من غير رؤية خلفيته السياسية المرتبطة بالملف النووي الإيراني والعقوبات الأميركية ومحاولات الدول الأوروبية الثلاث المعنية به مباشرة (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) لإنقاذه. ولم «تهضم» طهران أخيراً تصريحات وزير الخارجية الفرنسي دان إيف لو دريان الذي شدد على أن «لا مفر» لطهران من الدخول في مفاوضات موسعة تشمل برنامجها النووي لما بعد عام 2015 وبرامجها الصاروخية الباليستية وسياستها الإقليمية «المزعزعة للاستقرار»، وفق كلام لو دريان. وجاء رد طهران عنيفاً على تصريحات الوزير الفرنسي وقد اتهمت الأوروبيين بأنهم «لا يقومون بكل ما هو ممكن» لتمكين إيران من الاستمرار في تصدير نفطها والبقاء داخل الدورة المالية الدولية، وهما شرطان لاستمرارها داخل الاتفاق المذكور. ثم إن إيران تأخذ على فرنسا حمايتها تنظيماً إرهابياً ينشط على أراضيها، في إشارة لـ«مجاهدي خلق» الذي يتحرك بحرية على الأراضي الفرنسية ويعقد المؤتمرات والتجمعات ويصدر النشرات والبيانات. وأكثر من مرة، طالب الجانب الإيراني السلطات الفرنسية بوضع حد لوجود هذه المجموعة التي كانت سابقاً على اللائحة الأوروبية للتنظيمات الإرهابية قبل أن ترفع عنها في عام 2011. هذه التراكمات تفسر ردة الفعل الإيرانية القوية على ما حصل مساء الجمعة، حيث هاجمت مجموعة من الأكراد مقر السفارة الإيرانية القائم في «جادة إينا» في الدائرة 16 في باريس قريباً من برج إيفل. وبحسب ما جاء في بيان لوكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيراني، فإن هذه المجموعة من المتظاهرين تنتمي إلى حزب «كوملة» المعارض الذي هو بمثابة الجناح الكردستاني للحزب الشيوعي الإيراني الذي أعدمت السلطات أخيراً 3 من نشطائه شنقاً؛ وهم، وفق الموقع الرسمي لـ«كوملة»، زينار ولقمان مرادي ورامين حسن. وتعتبر طهران «كوملة» مجموعة إرهابية. وأكدت الوكالة أن مسؤولي السفارة أبلغوا الشرطة الفرنسية سلفاً بحصول المظاهرة وطالبوا بتوفير الحماية، لكن الشرطة تأخرت بالوصول. كما أن السفارة تزعم أن المتظاهرين حاولوا اقتحامها، لكنهم لم ينجحوا في ذلك فرموا الحجارة والقناني الزجاجية التي هشمت بعض زجاج المبنى وكتبوا شعارات معادية للنظام على الحائط الخارجي. وذكرت وكالة فارس للأنباء أن نحو 15 ناشطاً كردياً أحرقوا العلم الإيراني أمام السفارة خلال الواقعة، وهشموا بعض النوافذ بالحجارة. كما أفادت الوكالة بأنهم قذفوا أسطوانات إطفاء للحرائق وأجهزة كومبيوتر على البوابة، لكن لم يتمكنوا من دخول أرض السفارة. إزاء هذا الواقع كما تصفه المصادر الإيرانية، فإن الناطق باسم الخارجية في طهران بهرام قاسمي رمى المسؤولية على الشرطة الفرنسية. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء يوم السبت عنه قوله: «يجب أن تتخذ الحكومة الفرنسية كل الإجراءات اللازمة لحماية البعثات الدبلوماسية الإيرانية في هذا البلد»، مضيفاً: «لسوء الحظ لم تصل الشرطة الفرنسية إلى المكان كما كان متوقعاً في الوقت المناسب رغم أن المهاجمين أعضاء في منظمة إرهابية». لكن اللافت أن قاسمي نفسه اعترف بأن هذه الشرطة التي شكا غيابها «ألقت القبض على كثير من المهاجمين بعد إجراء عدة متابعات لأمر الاعتداء، كما ستتم محاكمتهم وإعلان النتائج من قبل السلطات المختصة». وسعت «الشرق الأوسط» للحصول على تعليق أو رد من الخارجية الفرنسية أو من شرطة باريس على الحادثة، لكن دون جدوى. وكان لافتاً أن الوسائل الإعلامية الفرنسية لم تهتم كثيراً بهذا الخبر بما في ذلك القنوات الإخبارية. وأمس، كان الوضع هادئاً في محيط السفارة، حيث لوحظ وجود أفراد من الشرطة أمام بوابتها الرئيسية. وفي السابق، لم يكن يتوافر للسفارة حضور أمني ثابت، بل كان التعويل على الدوريات التي تتنقل في الحي.

 

مصر: نجلا مبارك إلى سجن طرة بعد 3 سنوات من مغادرته/جمال وعلاء وآخرون متهمون بارتكاب مخالفات مالية بهدف التربح

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/16 أيلول/18/قال مصدر أمنى مصري، إن «قوات الأمن تحفظت على علاء وجمال، نجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك، وحسن هيكل، نجل الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل، و2 آخرين، وترحيلهم لسجن المزرعة بمنطقة طرة بحلوان (جنوب القاهرة) تنفيذاً لقرار المحكمة». وقررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، «القبض على المتهمين وحبسهم لاتهامهم بارتكاب مخالفات خلال صفقة بيع البنك الوطني، في القضية المعروفة إعلامياً بـ«التلاعب بالبورصة»، لحين ورود تقرير اللجنة الفنية بشأن القضية. كما قررت المحكمة ذاتها إرسال تقرير الخبراء لاستكماله، وتم تأجيل المُحاكمة لجلسة 20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لاستكمال نظرها. وعلاء وجمال مبارك وآخرون متهمون في القضية التي بدأت عام 2012 بانتهاك قواعد سوق الأوراق المالية والبنك المركزي، بهدف التربح والحصول على مبالغ مالية بغير حق من خلال تعاملات في أسهم البنك الوطني المصري... وينفي المتهمون ارتكاب أي من المخالفات المنسوبة إليهم. وكان علاء وجمال قد غادرا سجن طرة في يناير (كانون الثاني) عام 2015، بعدما قررت محكمة جنايات القاهرة إخلاء سبيلهما بضمان محل إقامتهما، في القضية المتعلقة باستيلائهما ووالدهما على أكثر من 125 مليون جنيه من المخصصات المالية للقصور الرئاسية. كما أصدرت محكمة النقض (أعلى هيئة قضائية في البلاد) في الشهر ذاته من عام 2015، حكماً بإلغاء الحكم السابق صدوره من محكمة الجنايات بمعاقبتهما بالسجن المشدد لمدة 4 سنوات لكل منهما ومعاقبة والدهما بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات. وكان النائب العام الأسبق، المستشار عبد المجيد محمود، قد أحال المتهمين إلى محكمة جنايات القاهرة، في قضية «التلاعب بالبورصة» لاتهامهم بالحصول على مليارين و51 مليوناً و28 ألفاً و648 جنيهاً بالمخالفة للقانون. وأسندت النيابة العامة لأحد المتهمين، الاشتراك بطريق الاتفاق والمساعدة مع موظفين عموميين بالبلاد في جريمة التربح والحصول لنفسه وشركاته بغير حق على مبالغ مالية مقدارها 493 مليوناً و628 ألفاً و646 جنيهاً، بأن اتفقوا فيما بينهم على بيع البنك الوطني، لتحقيق مكاسب مالية لهم ولغيرهم ممن يرتبطون معهم بمصالح مشتركة، وتمكينه من الاستحواذ على حصة من أسهم البنك عن طريق إحدى الشركات بقبرص. وأسندت النيابة العامة إلى المتهم جمال مبارك اشتراكه بطريقة الاتفاق والمساعدة مع موظفين عموميين في جريمة التربح والحصول لنفسه وشركاته بغير حق على مبالغ مالية مقدارها 493 مليوناً و628 ألفاً و646 جنيهاً، بأن اتفقوا فيما بينهم على بيع البنك الوطني لتحقيق مكاسب مالية لهم ولغيرهم ممن يرتبطون معهم بمصالح مشتركة وتمكينه من الاستحواذ على حصة من أسهم البنك عن طريق إحدى الشركات بقبرص. وحرص علاء وجمال على الظهور من حين للآخر وسط المصريين بالأحياء الشعبية الشهيرة في العاصمة القاهرة، وفي بعض الحفلات... وكان آخر ظهور لجمال وعلاء مبارك خلال مباراة مصر والكونغو على ملعب برج العرب بالإسكندرية بالجولة الأخيرة للتصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم الماضية، في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي. وكان الظهور الأول لنجلي مبارك عقب خروجهما من السجن قبل 3 سنوات خلال حفل بأحد الفنادق الشهيرة. وفي أبريل (نيسان) عام 2017، قضى نجلا مبارك ساعتين كاملتين بأحد المطاعم الشهيرة بحي إمبابة الشعبي بالجيزة... والأمر تكرر في سبتمبر من العام نفسه، خلال تناولهما وجبة سمك في مطعم أسماك شهير بضاحية شبرا.

 

البرلمان العراقي ينتخب الحلبوسي رئيساً بدعم من تحالف العامري «الحشدي» ومنافسه وزير الدفاع السابق اتهمه بـ «شراء المنصب»

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/16 أيلول/18/بعد جدل لا يزال مستمرا بشأن دستورية عقد جلساته على إثر إخفاقه في اختيار رئيس له منذ عقده جلسته الأولى في الثالث من شهر سبتمبر (أيلول) الجاري حسم البرلمان العراقي أمس أمره بانتخاب النائب الشاب محمد الحلبوسي (مواليد 1981 في محافظة الأنبار) رئيسا له. الحلبوسي اكتسح 9 من منافسيه من النواب السنة انسحب 6 منهم (أحمد خلف الجبوري وطلال الزوبعي ومحمد تميم ورعد الدهلكي وأحمد عبد الله الجبوري ورشيد العزاوي) بينما بقي منافسا له حتى إعلان الفوز ثلاثة (أسامة النجيفي وخالد العبيدي ومحمد الخالدي). وحصل الحلبوسي الذي ينتمي إلى المحور الوطني ويتزعم تحالف الأنبار هويتنا على 169 صوتا من مجموع 251 نائبا مقابل حصول منافسه الأول خالد العبيدي، وزير الدفاع السابق، على 89 صوتا فيما حصل أسامة النجيفي رئيس البرلمان الأسبق على 19 صوتا بينما حصل محمد الخالدي على 4 أصوات. وطبقا لمجريات جلسة البرلمان العراقي فإن فوز الحلبوسي جاء بدعم من كتلة (البناء) المشكلة من فصائل «الحشد الشعبي» ويتزعمها هادي العامري وتعد نفسها الكتلة الأكبر مقابل كتلة (الإصلاح والإعمار) التي تعد هي الأخرى نفسها هي الكتلة الأكبر. وحسب مصدر عراقي مطلع تحدث لـ«الشرق الأوسط» فإن «انتخاب الحلبوسي حدد إلى حد كبير ملامح الكتلة الأكبر التي تمكنت من تمرير مرشحها لرئاسة البرلمان برغم عدم تصويت كتلة (سائرون) المدعومة من زعيم التيار الصدري له رغم الاتفاق المسبق بين السيد مقتدى الصدر وهادي العامري». وأضاف المصدر أنه «برغم تنصل سائرون عن دعم الحلبوسي لأسباب لا تزال غير معروفة فإن التعليمات صدرت إلى نواب كتلة البناء التي تضم تحالفي (الفتح) بزعامة هادي العامري و(دولة القانون) بزعامة نوري المالكي للتصويت لصالح مرشح (سائرون) حسن كريم الكعبي لمنصب النائب الأول لرئيس البرلمان والذي حصل على أكثر من 218 صوتا وهو ما لا يمكنه الحصول عليه لولا دعم (البناء) له في إشارة إلى الصدر بأن (البناء) لا تزال ملتزمة بالاتفاقات التي أبرمت معه».

وفجر حصول الحلبوسي على غالبية كبيرة خلافات سنية - سنية قسم منها صامت بانتظار ما يمكن أن تسفر عنه الأيام المقبلة وقسم منها معلن. ففيما عبر أثيل النجيفي، القيادي في تحالف القرار وشقيق أسامة النجيفي أحد منافسي الحلبوسي، عن رؤية واقعية في التعامل مع النتيجة فإن نوابا آخرين عبروا عن سخطهم لما حصل. وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، يقول أثيل النجيفي إنه «أيا كانت النتيجة فإننا نحترم الخيار الذي ذهب إليه البرلمان عبر انتخاب رئاسته». وأضاف: «سنتعامل مع النتيجة بعقلية سياسية واعية حيث لا يزال الوقت مبكرا للحديث عن مديح أو انتقاد هذا الطرف أو ذاك بل ننتظر النتيجة لنتعرف بدقة على المرحلة الجديدة التي يمر بها العراق». لكن النائب السابق مشعان الجبوري كتب على صفحته في «فيسبوك»: «أعزّي نفسي وكل العراقيين الذين ابتلاهم الله بطبقة سياسية لا تأبه بمصالح البلاد والعباد بتمكن شلة الفساد من إحكام قبضتها على أهم سلطات الدولة». أما النائب المنافس للحلبوسي، وزير الدفاع السابق خالد العبيدي الذي يتزعم كتلة «بيارق الخير» المنضوية في ائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي، فقد اتهم الحلبوسي «بشراء منصب رئاسة البرلمان بـ30 مليون دولار» دون أن يفصح عن كيفية دفع هذا المبلغ الكبير. في المقابل، أكد النائب محمد الكربولي، أمين عام حزب الحل الذي ينتمي إليه رئيس البرلمان الجديد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحلبوسي تنافس على المنصب بشكل حر وعلى الهواء مباشرة وعبر جلسة مفتوحة وبالتالي فإن فوزه مستحق»، مبينا أن «كل الأطراف تقريبا دعمت فوزه سواء كانوا في كتلة البناء أو الإصلاح وكذلك الكرد والتركمان والمسيحيون وبالتالي هو الآن رئيس برلمان كل العراق». وأضاف الكربولي أن «الوقت حان للعمل والبناء الآن بعيدا عن أي إشكاليات هنا أوهناك». في السياق نفسه، برر النائب المنسحب عن المنافسة أحمد الجبوري لـ«الشرق الأوسط» انسحابه «بعدم دعمي من قبل الكتلة التي أنتمي إليها وهي الإصلاح والإعمار رغم وقوفي معهم». وأضاف الجبوري «لذلك قررت الانسحاب من هذه الكتلة والانضمام إلى كتلة البناء لأنني أعتبر أن هذا هو مكاني الطبيعي».  وباكتمال هيئة رئاسة البرلمان فإن الباب أصبح مفتوحا أمام فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية فضلا عن تحديد ملامح الكتلة الأكبر التي ترشح رئيس الحكومة المقبلة.

 

الحوثي يفوض عمه خلافته ويمنحه صلاحيات واسعة في إدارة شؤون الجماعة

صنعاء/الشرق الأوسط/16 أيلول/18/»كشفت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن أن زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي اختار عمه عبد الكريم الحوثي خليفةً له في حالة موته أو مقتله، وفوّضه إدارة أغلب شؤون الجماعة في صنعاء وبقية المحافظات، مع الإبقاء على هامش بسيط لابن عمه محمد علي الحوثي، رئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا، وشقيقه عبد الخالق الحوثي. وذكرت المصادر أن مقتل القيادي في الجماعة ورئيس مجلس حكمها الانقلابي السابق صالح الصماد فرض على الجماعة وزعميها البحث في تعيين خليفة له، تحسباً لوفاته بشكل مفاجئ أو مقتله في أي عملية مماثلة لتلك التي لقي خلالها الصماد مقتله. وتدور أنباء عن استدعاء زعيم الجماعة الحوثية، قبل أسابيع، مجلسه الاستشاري، وهو عدد من قادة الظل في الجماعة، الذين يوازي دورهم ما يقوم به مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، وطرح عليهم أهمية اختيار نائب له يقوم بأغلب مهامه الإشرافية على شؤون الجماعة، ويقوم مقامه في حال مقتله، تحسباً لمنع التصارع بين أجنحة الجماعة على زعامتها. وحسب ما ذكرته المصادر المطلعة على ما يدور في أروقة حكم الميليشيات، قرر الحوثي اختيار عمه عبد الكريم أمير الدين الحوثي، لخلافته وتولي مهامه بعد أن أيّده في ذلك أغلب مستشاريه لجهة أنه الشخص القوي الذي بإمكانه أن يواصل قيادة الميليشيات ولملمة شتات أمرها في حال مقتله. ولقي اختيار الحوثي عمه نائباً له -حسب المصادر- معارضة من قِبل رئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي الذي كان يعد نفسه داخل الجناح الموالي له لخلافة ابن عمه، كما لقي معارضة من قبل شقيق الحوثي القائد العسكري عبد الخالق الحوثي وهو أحد المشمولين بعقوبات مجلس الأمن الدولي. وأغلب هؤلاء العناصر وزعيمهم يندرجون تحت قائمة الحوثيين المطلوبين لدى التحالف. ولإقناع الأخيرين بقرار زعيم الجماعة والخضوع لسلطة نائبه وعمه، أفادت المصادر بأنه منح بعض الصلاحيات ذات الطابع السياسي والإعلامي لمحمد علي الحوثي، تتضمن اتخاذ القرار في ما يخص «اللجنة الثورية» واقتراح تعيين القيادات من خارج نطاق دائرة الجماعة، كما منح شقيقه عبد الخالق صلاحيات القائد الأعلى للميليشيات في ما يخص الشأن العسكري. وأفادت المصادر أن عم الحوثي، بات منذ تعيينه خليفة لابن أخيه الحاكم الفعلي لمعظم شؤون الجماعة الداخلية، بخاصة أنه هو من يدير مكتبها السياسي في صنعاء، إضافة إلى ما أصبح في يده من سلطات تمنحه حق تعيين المشرفين من داخل صفوف الجماعة في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة للجماعة. وأكدت المصادر أن أول قرار كان لعم الحوثي هو إسناد مهمة الإشراف على الميليشيات في صنعاء للقيادي المقرب من الجماعة خالد المداني، بعد أن كانت صلاحيات الأخير تتعارض دائماً مع صلاحيات محمد علي الحوثي. كما يدير عبد الكريم الحوثي المكتب التنفيذي، وهو الجهة العليا التي ترتبط مباشرة بعبد الملك الحوثي وتأخذ أوامرها وتنقلها مباشرة من زعيم الجماعة الانقلابية. ومنذ تعيينه في مقام الخليفة لابن أخيه، أفادت المصادر بأنه بات محدود التحركات في السياق الميداني ومحاطاً بسياج شديد من الاحتياطات الأمنية، مع تحاشي الظهور العلني أو الإعلامي لجهة تطويقه بهالة من الغموض وإيجاد رهبة له في نفوس أتباع الجماعة تسهل عليه قيادتهم.

ومنذ سيطرة الجماعة الحوثية على العاصمة صنعاء بعد انقلابها على الشرعية في سبتمبر (أيلول) 2014، كان زعيم الجماعة الحوثية قد أوكل إلى عمه مهمة رئاسة ما عُرف «بهيئة المظالم» الخاصة بالأراضي والعقارات والأموال المتنازع عليها، وهو الأمر الذي مكّنه مع الدائرة المقربة منه من السطو على مساحات شاسعة من أراضي الدولة في صنعاء والأوقاف والعقارات التابعة للمواطنين. وكان مهدي المشاط المعيّن رئيساً لمجلس حكم الجماعة خلفاً للصماد، قد أصدر قراراً بتعيين عبد الكريم الحوثي عضواً في مجلس الشورى الذي تحاول الجماعة أن تفرض نسختها الخاصة منه في صنعاء، في خطوة اعتُبرت حينها أنها تمهّد لتوليه رئاسة المجلس غير أنه لم يرُقْ له الأمر وتغيب عن أداء يمين الولاء أمام المشاط، قبل أن يظهر معه في وقت لاحق عقب قرار تعيينه غير المعلن نائباً لابن شقيقه ومفوضاً حسم أغلب الملفات داخل صفوف الجماعة.

وحسب المصادر نفسها، كان عبد الكريم الحوثي من الشخصيات التي اصطدمت بصالح الصماد لجهة التنازع على صلاحيات الحكم، ففي حين كان الصماد يحاول أن يجعل حكم الجماعة يتم عبر القنوات الرسمية المعلنة ومنها ما يسمى «المجلس السياسي الأعلى» الذي يرأسه، كان عبد الكريم الحوثي ومعه قيادات أخرى في الجماعة يعمل على إبقاء قنوات الظل التي يتحكم بها هي الناظمة لقرارات الجماعة وإرادتها. ويعد عبد الكريم الحوثي من قيادات الصف الأول التي خاضت معظم حروب الجماعة ضد الدولة اليمنية أيام نظام الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وسبق اعتقاله قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد الوساطة القطرية في 2008 بين الحكومة والجماعة ومغادرته إثرها إلى الدوحة ومن ثم إلى بيروت وإيران قبل عودته مجدداً إلى اليمن. كانت قيادات بارزة في الجماعة وناشطون معارضون للسلطات المطلقة لعم الحوثي في صنعاء، قد كشفت عن أنه هو الحاكم الحقيقي للجماعة وصاحب الكلمة الفصل في تعيين القادة في المؤسسات وفي توزيع الأموال وفي رسم توجهات الجماعة للسيطرة على مفاصل الدولة. وذكرت المصادر نفسها أن عبد الكريم الحوثي، يرى أنه الأحق بزعامة الجماعة، وأن أمر الزعامة ضل طريقه إلى ابن أخيه ليس أكثر، بخاصة أنه الأكبر منه سناً وحضوراً داخل الأسرة الحوثية. لذلك حاول أن يعوض عقدة النقص التي أصابته، كما تقول المصادر، بإيجاد سلطة مطلقة له داخل الجماعة، لا يوجد من يحاسبه عليها، على حد تعبير القيادي في الجماعة وعضو لجنتها الثورية محمد المقالح، وذلك في سياق انتقاده لتسلط عم الحوثي على جميع قادة الجماعة واحتكاره لقراراتها. وذكرت المصادر أن زعيم الميليشيات استبعد تماماً، منح أي نفوذ حقيقي لشقيقه الآخر يحيى الحوثي، داخل صفوف الجماعة، مكتفياً بمنصبه وزيراً للتربية والتعليم في حكومة الميليشيات غير المعترف بها، وبعضويته في البرلمان، وذلك لجهة أنه لا يرى أنه مؤهل لأكثر من ذلك الدور. وحسب سكان في حي «الجراف» الواقع شمالي صنعاء، كان عم الحوثي، قد استطاع منذ الانقلاب، الاستيلاء على عشرات العقارات السكنية والأراضي في الحي قبل أن يوسع نشاطه في السيطرة للاستيلاء على عشرات العقارات الأخرى في مناطق حدة وبيت بوس وحي النهضة. وتقول المصادر، إن عبد الملك الحوثي أصبح في الأشهر الأخيرة أقل احتكاكاً بالقيادات البارزة في الجماعة بسبب مخاوفه الأمنية، وأن معظم القرارات الخاصة بشؤون الجماعة يحيلها إلى عمه عبد الكريم في سياق الصلاحيات التي منحه إياها نائباً له. وكان التحالف الداعم للشرعية في اليمن قد وضع عم الحوثي وكنيته «أبو محمد» ضمن لائحة الـ40 مطلوباً، حيث جاء ترتيبه في اللائحة في المرتبة الـ12، مع تخصيص 15 مليون دولار مقابل إلقاء القبض عليه. وترجح المصادر أن الكثير من قادة الجماعة الحوثيين الذين سقطوا في حوادث اغتيالات في صنعاء، أمثال عبد الكريم الخيواني وعبد الكريم جدبان وأحمد شرف الدين، كان يقف وراءهم عم الحوثي، لجهة أنه كان يرى فيهم خطراً على نفوذه، كما ترجح أنه هو الذي سعى إلى إقصاء القيادي في الجماعة صالح هبرة من الواجهة، وأجبره على التواري حتى اللحظة.

 

زعيمة المعارضة في إسرائيل تدعو نتنياهو للقاء عباس

رام الله/الشرق الأوسط/16 أيلول/18/»دعت زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للالتقاء بالرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال رحلتهما المرتقبة إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة الشهر الحالي. وقالت ليفني في ندوة ثقافية أمس، إن على نتنياهو أن يستعين بالرئيس عباس من أجل حل مشكلة غزة، لأنه «عاجز أمام هذه القضية». وأضاف: «بدلاً من عقد صفقات مع حماس، سيكون من المجدي (لنتنياهو) أن يلتقي عباس خلال رحلته المقبلة إلى نيويورك». كما دعت ليفني المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت إلى الانتهاء من ملفات التحقيق المتعلقة بنتنياهو قبل إجراء الانتخابات العامة. وفي سياق الندوة التي عقدت في حولون، رأت ليفني أنه يتعين على مندلبليت وضع جميع ملفات التحقيق الأخرى جانباً «لنعرف عندما تحين الانتخابات ما الذي قام به نتنياهو ومقربوه بالفعل في ديوان رئاسة الوزراء». واتهمت رئيسة المعارضة نتنياهو بالعمل على تقسيم الإسرائيليين وزرع الفتنة بينهم ليكونوا ضد بعضهم بعضاً. وأضافت: «إنه من الأهمية بمكان للأجيال القادمة في إسرائيل الانفصال عن الفلسطينيين وعن نتنياهو في إطار انتخابات ديمقراطية». ويخضع نتنياهو للتحقيق في 4 ملفات فساد هي الملف 1000 و2000 و3000 و4000، وأوصت الشرطة الإسرائيلية بتقديم لائحة اتهام ضده في الملفين الأول والثاني. وقال عضو الكنيست أورين حزان (من حزب ليكود الحاكم) إنه إذا ما قرر مندلبليت تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو في أي بند كان، فإن الأخير «لن يستطيع الاستمرار في منصبه، بل سيضطر إلى وضع المفاتيح على الطاولة ومغادرة مكتبه». لكنه عبّر في الوقت ذاته عن ثقته بنتنياهو، قائلاً: «لن يكون هناك شيء لأنه لم يحدث شيء».

 

حماس» تتلقى دعوة لزيارة القاهرة ولا توقعات بـ«اختراق» في الملفات العالقة/قيادي فيها حمّل «فتح» مسؤولية تعطيل رفع الحصار عن غزة

رام الله/الشرق الأوسط/16 أيلول/18/تلقت حركة «حماس» دعوة مصرية رسمية لزيارة القاهرة، من دون توقعات بحدوث «اختراقات» في الملفات العالقة. وأكد مسؤول العلاقات الدولية في الحركة، أسامة حمدان، تلقي «حماس» دعوة لزيارة القاهرة للقاء المسؤولين المصريين، وقال لصحيفة «فلسطين»، التابعة لـ«حماس»، إن الدعوة لن تشمل جولة مباحثات جديدة في ملفي التهدئة أو المصالحة. وأضاف أن «مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار، برعاية مصر ومبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف، تسير أبطأ من التوقعات بسبب عملية التعطيل من قبل السلطة الفلسطينية، ورئيسها محمود عباس... هذا التعطيل المتعمد قد يأخذ بعض الوقت». واستدرك: «لكن هناك إصراراً على تجاوز التعطيل، ولا يستطيع أحد أن يكون شريكاً للاحتلال في محاصرة غزة، ثم يدعي بعد ذلك الوطنية». واتهم حمدان حركة فتح بمحاولة تعطيل رفع الحصار. ويصل الوفد «الحمساوي» إلى مصر نهاية الأسبوع الحالي، أو بداية الأسبوع الذي يليه، ضمن لقاءات بدأها المسؤولون المصريون مع الفصائل الفلسطينية، في محاولة للخروج من الأزمة الحالية. والتقى المسؤولون المصريون بوفدين من الجبهتين «الشعبية» و«الديمقراطية»، على أن يستقبلوا وفداً تابعاً لـ«الجهاد»، ثم آخر من «حماس». وتجري اللقاءات في ضوء تعثر الجهود الخاصة بملفي المصالحة والتهدئة، وتحديداً مفاوضات التهدئة التي أفشلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأوقفت مصر مباحثات التهدئة التي رعتها بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل الشهر الماضي، بعد تهديدات عباس بأنه لن يسمح باتفاق تهدئة في قطاع غزة، باعتباره يساهم في فصل القطاع عن الضفة، ومدخلاً لما يُعرف بـ«صفقة القرن». ورفض عباس مشاركة حركة فتح في هذه المباحثات، وهدد بإجراءات إذا ذهبت «حماس» إلى اتفاق منفصل مع إسرائيل، تشمل وقف التمويل المالي عن القطاع، وقدره 96 مليون دولار شهرياً. وأبلغ عباس المسؤولين المصريين لاحقاً بأنه سيوقف ذلك بالكامل، إذا وقّعت «حماس» اتفاقاً مع إسرائيل. وطلب عباس أولاً إنجاح المصالحة، باعتبار أن منظمة التحرير هي الجهة الوحيدة المخولة بتوقيع اتفاق مع إسرائيل، وليس أي فصيل آخر. كما أصر أولاً على توقيع اتفاق مصالحة يسبق التهدئة. وسلمت «فتح» لمصر ورقة مفصلة حول المصالحة، تتمسك بالتمكين الشامل في قطاع غزة، بما يشمل الأمن والقضاء وسلطة الأراضي والجباية المالية والمعابر. ورفضت «حماس» موقف عباس من التهدئة، كما رفضت طلبه تسليم قطاع غزة بالكامل للسلطة الفلسطينية من أجل إتمام المصالحة، ووصفت ورقة «فتح» للمصالحة بـ«السيئة». وقال حمدان، في مقابلته مع الصحيفة الفلسطينية، إن حركته «ستواصل الجهود مع الجانب المصري من أجل إنهاء المعاناة، للوصول في هذا المسار إلى نهايته الصحيحة والإيجابية»، محذراً من أنه سيتم تجاوز «أي طرف معطل»، في إشارة إلى السلطة وحركة فتح، وأضاف: «ستواصل (حماس) العمل، ليس من أجل المصالحة فقط، بل لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني لتحقيق شراكة وطنية كاملة على أسس ديمقراطية، لإحياء البرنامج الوطني الفلسطيني الذي بالأصل هو برنامج مقاومة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كادت أن تكونَ اتّفاقاتٍ وطنيّةً

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 17 أيلول 2018

لماذا اتفاقُ التيّارِ الوطنيِّ الحرّ صَمدَ مع حزبِ الله وهَوى مع تيّارِ المستقبل والقوّاتِ اللبنانية؟ هل السلاحُ هو معيارُ صمودِ الاتّفاقات؟ منذ أنْ أسقطَ الموارنةُ «المارونيّةَ السياسيّةَ» بأحقادِهم العائليّةِ والحزبيّةِ وببنادقِهم التي قَتلت بقدَرِ ما قاتلَت، نَجح العمادُ فالرئيسُ ميشال عون ـــ وهو أحدُ الّذين شاركوا في إسقاطِها ـــ في ترميمِها إلى حدٍّ معيّنٍ بين سنتَي 2006 و 2016.

وخِلافًا لما يَظنُّ البعضُ، لم تَحصُلْ عمليّةُ الترميمِ من خلالِ الانتصاراتِ الواسعةِ التي حقّقها تيّارُ الجنرال في الانتخاباتِ النيابيّةِ الثلاثِ الأخيرةِ فقط (2005، 2009 و 2018)، إنّما عبرَ الاتّفاقاتِ الثلاثةِ الأخيرةِ التي عَقدها الجنرال سنةَ 2006 مع حزبِ الله («تفاهمُ مار مخايل»)، وسنةَ 2015 مع حزبِ القوّاتِ اللبنانيّةِ (إعلانُ النيّات)، وسنةَ 2016 مع تيّارِ المستقبل (التسويةُ الرئاسيّةُ). فالانتخاباتُ هي انتصاراتٌ داخلَ المجتمعِ المسيحيِّ، أما الاتفاقاتُ فهي ـــ وهكذا يُفترضُ أن تكونَ ـــ إنجازاتٌ وطنيّةٌ مع الشركاءِ في الوطن.

اتّفاقاتُ الجنرال عون مع القِوى الثلاثِ الأبرزِ في مجتمعاتِها الثلاثة، المسيحيّةِ والشيعيّةِ والسُنيّةِ، نَقصَها لتَكتمِلَ اتفاقٌ رابعٌ مع القيادةِ الدُرزيّة الأكثرَ تمثيلًا. أكان عددُ المكوِّنِ الدُرزيِّ في لبنانَ مِليارًا أم ألفًا، فإنّه يبقى أحدَ المكوّنَين التاريخيَين للكِيانِ اللبنانيِّ. وأيُّ تفاهمٍ وطنيٍّ في غيابِه يَفتقِدُ دمغةَ التاريخِ.

صحيحٌ أنَّ هذه الاتفاقاتِ أدّت إلى انتخابِ العمادِ عون رئيسًا ذا صفةٍ تمثيليّةٍ شاملةٍ، لكن قيمتَها الأساسيّةَ أنها فرصةٌ لإحياءِ صيغةِ الميثاقِ الوطنيِّ بأبعادٍ جديدة. لذا، كان يُفترضُ ألّا يَقتصرَ مفعولُها على انتخابِ رئيس، بل أنْ تؤسِّسَ لانتخابِ لبنانَ جديدٍ ذي صِفةٍ وطنيّة شاملةٍ.

الاتفاقُ الأوّلُ مع حزبِ الله شكّلَ خَرقًا مميّزًا في التركيبةِ اللبنانيّةِ المبنيّةِ أصلًا على ثنائيّةٍ مسيحيّةٍ/إسلاميّةٍ تتخطّى الطوائفَ المسيحيّةَ والمذاهبَ الإسلاميّةَ، فجاءَ «تفاهمُ مار مخايل» يُعزّزُ مشروعَ «المثالثةِ» الـمُندَسّ أصلًا في «الطائف»، ويُطلِقُ أوّلَ تحالفٍ مسيحيٍّ استراتيجيٍّ مع المكوّنِ الشيعيِّ ببُعدِه الإقليميِّ الإيرانيِّ على حسابِ التحالفِ القديمِ بين المسيحيّين والسُنّةِ ببُعدِه العربيّ. وإذا كان الخِيارُ السُنيِّ/العربيُّ جَعل المسيحيّين اللبنانيّين، وعَبرَهم كلَّ مسيحيّي الشرق، جُزءًا من مشروعِ الأكثريّاتِ العربيّة، فالخِيارُ الشيعيُّ/الإيرانيُّ نَقلَ المسيحيّين، احتياطًا، إلى مشروعِ الأقليّات المشرقيّةِ، وهو مشروعٌ لا يَقتصِرُ على العربِ والمسيحيّين والمسلمين...

الاتفاقُ الثاني مع حزبِ القوّاتِ اللبنانيّةِ أمَلَ أنْ يَطويَ صفحةَ الاقتتالِ بين المسيحيّين، وتحديدًا الموارنةِ، وصفحةَ هزائمِهم أيضًا منذُ استشهادِ بشير الجميل، وأن يضعَ، بالتالي، حدًّا لتهميشِهم السياسيِّ والإداري. فالمسيحيّون لم يُهزَموا سنةَ 1990 لأنهم كانوا ضعفاءَ بل لأنّهم كانوا منقَسِمين.

فلو حَصلَ آنذاك تحالفٌ بين عون وجعجع لكانا وصلا إلى قلبِ الشام، فيما «حربُ الاِلغاء» أعادَت الشامَ إلى قلبِ لبنان. لكنَّ «إعلانَ النيّات» أَرْجَعَ الوزنَ المسيحيَّ إلى التوازنِ اللبنانيِّ، وأصبحَ القرارُ الوطنيُّ يَمرُّ حتمًا بالقياداتِ المسيحيّةِ ذات الصفةِ التمثيليّةِ، وصارَ زعيمٌ مسيحيٌّ قويٌّ مثلَ ميشال عون يَصلُ إلى رئاسةِ الجمهورية.

الاتفاقُ الثالثُ مع تَيّارِ المستقبل لم تَصدُر عنه وثيقةٌ وطنيّةٌ خِلافًا للاتفاقَين السابقَين، لكن تبيّنَ لاحقًا أنّه يحومُ حولَ «ميثاقٍ إنمائيٍّ» كالكهرباءِ والاتّصالاتِ والنفط. وأَظهَر هذا الاتفاقُ قدرةَ الجنرال عون على عقدِ تحالفٍ مع طرفَي الصراعِ في لبنان والمِنطقةِ (السُنّةُ بعدَ الشيعة) من دونِ أنْ يُغضِب أيًّا منهما، لا بل رَحّب حزبُ الله بالنبأِ السارِّ أكثرَ ممّا رَحَّب به السنةُ.

الطريفُ أنّ أسماءَ الاتفاقاتِ الثلاثةِ تُعبّر عنها. فالاتفاقُ بين التَيارِ الوطنيِّ الحرّ وحزبِ الله دُعِيَ «تفاهمًا» ما يَعني أنَّ قَبولًا متبادَلًا حصلَ حولَ النقاطِ الخلافيّة.

والاتفاقُ بين التيّارِ والقوّات سُمِّيَ «إعلانَ نيّات» ما يَعني اكتفاءَه بطردِ النيّاتِ السيئّةِ علنًا وإزالةِ الشكوكِ وتصفيةِ القلوبِ مع بقاءِ النقاطِ الخلافيّة. والاتفاقُ بين التيّارِ والمستقبلِ وُسِمَ بـــ«التسوية» ما يعني أنَّ الخلافَ السياسيَّ حُيِّدَ، ودُوِّرت الزوايا ليصلَ عون إلى رئاسةِ الجمهوريّةِ والحريري إلى رئاسةِ الحكومة...

في كلِّ الأحوال، كادت هذه الاتّفاقاتُ الثلاثةُ أن تعيدَ الدورَ الرياديَّ التاريخيَّ للمسيحيّين عمومًا، وللموارنةِ خصوصًا. فَقبْل هذه الاتّفاقاتِ التي «حَرّرها» العمادُ عون، كان المسيحيّون شبهَ مُلحقين بــــ 8 و 14 آذار، حيثُ كان القرارُ للشيعةِ وللسنّةِ بقيادتَيهما القُطريّةِ والقوميّة. لكنَّ التيّارَ الوطنيَّ الحرَّ ـــ على أساسِ أنَّ الجنرالَ أصبَح رئيسًا ـــ أهملَ اتفاقَــيْــه مع القوّاتِ والمستقبل وصانَ «تفاهمَ مار مخايل» برموشِ العيونِ. أكانَ يُفترضُ، ليبقى الاتفاقُ قائمًا مع القوّاتِ والمستقبلِ، أن يَقبَلا بكلِّ ما يُملى عليهما.

الحقيقةُ، أنَّ حزبي القواتِ والمستقبلَ لم يَقعا مع التيّارِ الوطنيِّ الحرّ بما وَقع هو به مع حزبِ الله: فالجنرال عون أكملَ في «تفاهمِ مار مخايل» رغمَ فشلِه في تعديلِ نهجِ حزبِ الله؛ بينما القوّاتُ والمستقبل لَجَما التسويةَ الرئاسيّةَ و«إعلانَ النيّات» حين فَقدا الأملَ من استعادةِ التيّارِ من جاذبيّةِ حزبِ الله.

والحقيقة الأخرى، أنَّ التيّارَ يَعتبرُ اتفاقَه مع حزبِ الله جُزءًا من مشروعٍ إقليميٍّ آتٍ، فيما اتفاقُه مع القوّاتِ والمستقبلِ جُزءٌ من مرحلةٍ انتخابيّةٍ مَضَت. فأعطى التيّارُ طابَعًا تاريخيًّا لـــ«تفاهم مار مخايل»، وأثارَ الخلافَ التاريخيَّ مع القوات اللبنانيّةِ (دورُها في المجتمعِ المسيحيِّ والدولة) ومع المستقبل (تفسيرُ اتفاقِ الطائف).

كان يَجدُرُ بالرئيس عون أنْ يُرفِقَ هذه الاتفاقاتِ بآليّةٍ تنفيذيّةٍ فلا يكونُ أيُّ اتفاقٍ على حسابِ آخَر. وكان يَجدرُ بالرئيسِ عون أن يُحوِّلَ الاتفاقاتِ الثلاثةَ إلى فعلٍ وطنيٍّ يعيشُ بعدَ الانتخاباتِ الرئاسيّةِ، وأنْ يَضعها في مَصافِّ الاتفاقاتِ الاستراتيجيّةِ الداخليّةِ، ويَدعوَ إلى عقدِ هيئةِ الحوارِ الوطنيٍّ. لكنَّ هيئةَ الحوارِ غيرُ مرغوبٍ فيها تحاشيًا لطرحِ الاستراتيجيّةِ الدفاعيّة وحزبُ الله لا يريدها، ولتعديلِ اتفاقِ الطائف وتيّارُ المستقبل لا يريده.

كان أهمَّ لفخامةِ الرئيس أنْ يذهبَ إلى الأممِ المتّحدةٍ على رأسِ هذه الاتّفاقاتِ الوطنيّةِ مِن أن يذهبَ إليها على رأسِ حكومةٍ مؤلَّفة. فجميعُ الرؤساءِ ذهبوا بحكوماتٍ، لكنَّ أيًّا منهم لم يَذهب بمثلِ هذه الاتّفاقات. في الحالةِ الأولى يكون الرئيسُ رمزَ البلاد، أما في الحالةِ الثانيةِ فيكون رمزَ الكيانِ والصيغةِ والوطنِ أيضًا.

 

عاطلون عن «المهمات»... برتبة وزراء

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الاثنين 17 أيلول 2018

الجميع يعرف بالتفصيل المملّ كيف لُقِّحت حكومةُ سعد الحريري على عجل بسبعة وزراء دولة، كانوا بمثابة جوائز ترضية، التحقوا بأصحاب حقائب الوزن الثقيل و»مناجم» الخدمات... ليخيَّل للّبنانيين أنّ هذه الحكومة لن تعالج فقط ما اعتقدوا أنه من صنف «الفالج الذي لا يُعالَج»، وإنما سيكون لها ترفُ تناول قضايا لا تعرفها إلّا الدول المتطوّرة! الى جانب مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية الذي صار من الثوابت الحكومية، انضمّ الى تشكيلة «السمن والعسل»، كل من معين المرعبي (شؤون النازحين)، ميشال فرعون (شؤون التخطيط)، أيمن شقير (شؤون حقوق الإنسان)، جان أوغاسبيان (شؤون المرأة)، الوزير الراحل علي قانصو (شؤون مجلس النواب)، بيار رفول (شؤون رئاسة الجمهورية)، ونقولا تويني (شؤون مكافحة الفساد).

تاريخياً، المرة الأولى التي ضمّت حكومةٌ في لبنان وزراءَ دولة بلا حقائب كانت حكومة تقي الدين الصلح عام 1973 في عهد الرئيس سليمان فرنجية بسبب الحاجة السياسية الى «تضخيم» عديد الحكومة، كان «ضيوفها الجدد» بمثابة «جوائز ترضية» للكتل النيابية والأفرقاء، وسُمِّيت يومذاك «حكومة كل لبنان». أما «ضيوف الشرف» فكانوا: ألبير مخيبر، جوزف شادر، علي الخليل، ومجيد أرسلان.

سبع وزارات «زيّنت» تشكيلة سعد الحريري الأولى في عهد الرئيس ميشال عون، عارية من الهيكليات، من الموازنات، من الموظفين. وحتى من الدور والمهمة. سبعة «معالي» صاروا على طاولة مجلس الوزراء، ومعظمهم، سيخرجون بصفة «عاطلين عن العمل» برتبة وزراء.

عملياً، وحده مكتب الدولة وزير التنمية للشؤون الإدارية يُلحظ في مشروع الموازنة العامة أسوة ببقية الحقائب الوزارية منذ نشأته في العام 1994، وله موازنة تشغيلية، مع العلم أنّ الكادر الوظيفي لا يتبع أبداً نظام الوظيفة الرسمية ولا مجلس الخدمة المدنية (ليست وزارة مُحدَثَة بقانون)، وإنما يتوزعون الى قسمين: قسم يتعاقد بواسطة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وقسم بنظام تعاقد خاص يرتبط حصراً بالبرنامج الذي يتمّ تنفيذه (ولكن عادة ما ينتقلون من برنامج الى آخر).

وقد صنّف مشروع الموازنة للعام 2017 الموظفين في المكتب تحت بند «متعاقدين واجراء ومتعاملين ومستشارين»، ورصد لهم نحو 1200 مليون ليرة.

«شؤون المرأة»

في المقابل تحوّلت وزارة شؤون المرأة في أشهر معدودة الى مكتب وزير الدولة لشؤون المرأة. بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، صارت للمكتب هيكلية من سبعة موظفين أو «خبراء»، بعدما رصد مجلس الوزراء موازنة تشغيلية بلغت 400 ألف دولار، وُضعت في تصرف الـUNDP، لكي يدفع رواتب العاملين في الوزارة بعدما تمّ اختيارُهم وفق الأصول المتّبعة في الأمم المتحدة. بعد ذلك وُضِعَت استراتيجة تحدّد رؤية الوزراة وخطة عملها في هذا المجال، الأمر الذي فتح الباب أمام هبات مالية سيحصل عليها المكتب من جهات مانحة يُفترض أن توضع في تصرّف برامج ستنفّذها جهة ثالثة، لا مكتب الوزير الموكل اليه حصراً مهمة المتابعة والتدقيق والتنسيق. وبالنتيجة يعمل المكتب ولا «قرش» في صندوقه المالي. موظفون يحصّلون رواتبهم من الـUNDP، فيما المشاريع المنفّذة، تقوم بها جمعيات أو مؤسّسات معيّنة، ويتم تمويلها عبر هبات دولية.

المكتب عمل على وضع استراتيجيات تخص المرأة، برامج تساهم في تحفيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية، مذكرات تفاهم مع جمعيات ومؤسسات، مشاريع قوانين (معاقبة التحرّش الجنسي، تعديل قانون الضمان الاجتماعي، قانون البلديات...).

وزارة المليون نازح

وزارة الدولة لشؤون النازحين سارت على الدرب نفسه. صارت مكتباً للوزير واستعانت بمفوّضية الأمم المتحدة لشؤون النازحين وبرنامج الأمم المتّحدة الإنمائي في لبنان. وزارة «المليون نازح» وأكثر، حملت أوزاناً ثقيلة، أقلّه في لافتتها، لكنها في المقابل عُرّيت من كل مقوّمات الصمود والإنتاجية. لا بل اضطرّت الى مواجهة واقع وجود وزارة أخرى تنافسها على المهمة ذاتها: وزارة الشؤون الاجتماعية التي ورثت الملف من حكومة تمام سلام وأبقت عليه في مكاتبها... إلى أن صار هناك أكثر من طبّاخ، فاحترقت الطبخة. أما معين المرعبي فقد اصطدم بواقع تجويف الوزارة وشلّها لتصير غيرَ منتجة: لا صلاحيات، لا موازنة، لا حساب مصرفيّاً خاصاً بالوزارة، لا إمكانات ولا حتى موظّفين. واقتصر دور الوزارة على إنشاء منصّة تنسيق بين الوزارات لوضع سياسة موحّدة بعدما رُفضت مناقشة إنشاء هيكلية تنظيمية خاصة بالوزارة. وبينما صار لمكتب وزير الدولة لشؤون المرأة موقع الكتروني يعرّف عنه وعلم يحمل اسمه، يفتقد مكتبُ وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد الى أيِّ «دعم رسمي». مكتب، مدير مكتب، وسكرتير. هذا كل ما «تكرّمت» به الحكومة على الوزارة. والبقية من «جيب» الوزير.

شؤونُ التخطيط

وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون تقدّم من مجلس الوزراء في 24 أيار 2017 بمقاربة لتمكين دور التخطيط الوطني ولوضع خريطة واضحة لتحقيق أهداف الإصلاح الوطني (مؤجّل من جلسة 10/5/2017)، طلب موازنة بقيمة 800 مليون ليرة لتشكيل أمانة عامة في الوزارة للتنسيق بين خطط الوزارات الأخرى ومشاريعها، لدرسها واختيار الأفضل لمتابعتها، على أن يتمّ تطوير الفكرة إذا نجحت الى مجلس أعلى للتخطيط. ولكنّ مكتبه في المبنى المقابل للسراي الحكومي، والذي يستضيف مكاتب وزراء الدولة، بقي شاغراً، إلّا من ثلاثة موظّفين هم من فريق عمل مكتبه الخاص. تقدّم فرعون بأكثر من اقتراح ينقل وزارته من لافتة عريضة إلى هيكلية تنظيمية ذات دور فعّال، لكنه كان يصطدم بجدار الممانعة مع العلم أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري وعداه خيراً في أكثر من مناسبة. لكنّ الخشية من تقليص صلاحيات بقية الوزارات والمجالس، وتحديداً مجلس الإنماء والإعمار، أبقى عليه «وزيراً عاطلاً عن الدور»، مع العلم أنّه حاول عدمَ تجاوز صلاحيات الآخرين والسير بخفّة في حقل ألغام «نفوذ» المجالس والوزارات، لكن بلا جدوى.

للتذكير، ثمّة اقتراح قانون قدّمه النائب علي حسن خليل عام 2009 لإعادة العمل بوزارة التصميم واستبدال اسمها باسم «وزارة التخطيط» وإلغاء القوانين والمراسيم الاشتراعية التي أنشأت مجلس الإنماء والإعمار، ومجلس الجنوب، والصندوق المركزي للمهجّرين والهيئة العليا للإغاثة.

ولسخرية القدر، فقد تمّ إنشاءُ وزارة تصميم في لبنان عام 1954 ولكنها أُلغِيت عام 1977 وكان البديل إسناد دراسة المشاريع المتعلّقة بالتنمية والإعمار إلى مجالس طغى عليها الطابع الخدماتي وفق نظام المحاصصة، مثل مجالس الإنماء والإعمار والمهجّرين والجنوب. وقد عملت هذه المجالس «بالمفرّق» تحت وصاية رئاسة مجلس الوزراء من دون أيّ خطّة متكاملة على المستوى الوطني.

أما دور هذه الوزارة الحيوية فيمكن تلخيصُه بالآتي:

- إعداد خطة عامة شاملة وتصاميم مُستدامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

- رسم سياسة اقتصادية واجتماعية ومالية موحَّدة تنسجم مع الخطة العامة.

- جمع المعلومات الإحصائية المتعلّقة بمختلف وجوه الاقتصاد والاجتماع وإعدادها وتحليلها ونشرها وتنسيق الأعمال بين الدوائر الحكوميّة.

 

مشروع الضمّ والفرز في بعلبك - الهرمل ينتظر ترجمة الوعود

عيسى يحيى/جريدة الجمهورية/الاثنين 17 أيلول 2018

تصدّر مشروع الضم والفرز والمشكلات التي يعاني منها البقاعيون في هذا الإطار أولويات البرامج الانتخابية للمرشحين إلى الانتخابات النيابية في بعلبك الهرمل ومن مختلف التوجّهات السياسية، نظراً لشعور البعض بمعاناة الأهالي واستخدام البعض الآخر المشروع مادةً إنتخابية تفي بغرض الوصول إلى الكرسي. أكثر من واحدٍ وعشرين عاماً على الشروع في مشروع الضم والفرز في بعلبك- الهرمل وصرف أكثر من 20 مليار ليرة لبنانية، وتلزيم 12 شركة تولّت رفع الواقع من تعديات وغيرها وإتمام عمليات المسح في بعض البلدات، ولم ينجز المشروع حتى الآن.

باتت الحاجة أكثرَ من ملحّةٍ اليوم إلى استكمال المشروع الذي انتظره البقاعيون طوال تلك الفترة، علَه يعيد الحقوق إلى أصحابها، ويوقف التعديات على الأراضي والمشاعات، ويخفف من النزاعات والخلافات التي تقوم تارةً بين أبناء البلدة الواحدة، وتارةً أخرى بينهم وبين جيرانهم حيث النزاع والخلاف على الحدود وتقاسم المشاعات وما شابه.

ويولي نواب بعلبك- الهرمل مشروع الضم والفرز في الآونة الأخيرة اهتماماً يبقى التمني فيه أن يستمرّ للوصول إلى المبتغى المطلوب، حيث عُقدت لقاءات أهمها مع رئيس التنظيم المدني، حيث ينتظر أن تبدأ اللجنة القضائية المخصصة للضم والفرز التي يرأسها القاضي منيف بركات خلفاً لهنري خوري، أعمالها بعد أن يولي وزير العدل اهتماماً بتعيين مساعدين قضائيّين لها. العقارات المملوكة بالشيوع لا حقّ لأصحابها بالتصرف بها نظراً لكثرة المالكين، كما بُمنع اصحاب الأراضي من البناء والاستحصال على رخص وهي مشكلة كبيرة ايضاً تعاني منها مدينة بعلبك، كذلك تقسيم المشاعات التابعة للدولة وللبلديات على غير وجه حق. وتبقى مشكلات بلدات الهرمل والقاع ويونين من أكثرها تعقيداً في عملية الضم والفرز وما يستتبع ذلك من تراكمات ومشكلات قانونية وتداخل البناء، واستعمال الأراضي في غير وجهتها. بلدة يونين البقاعية واحدة من البلدات التي تعاني من عدم فرز أيٍّ من أراضيها مطلقاً، حيث الأراضي حصص يملكها عدد من الورثة بناءً على صكوك أميرية منذ العهد العثماني، وبالتالي لا يستطيع أحد من أبناء البلدة إتمام عملية بيع وشراء لأرض إلّا بموجب «حجّة» تنظّم عند المختار وبوجود شهود، كذلك لا أحد يستطيع الاستحصال على رخصة بناء أوغيرها، كذلك نشبت خلافات بين الورثة حيناً على حجم ومقدار حصة كل منهم، إضافةً إلى مشكلات وقعت بين أشخاص ثبتت حصصهم في مكان غير تلك التي يقطنونها.

وفي بلدة القاع تختلف المشكلات عن غيرها من قرى وبلدات البقاع الشمالي، وفي هذا الإطار يتحدث بشير مطر رئيس بلدية القاع لـ «الجمهورية» عن واقع البلدة والمشكلات التي تعاني منها فيقول: تقسم بلدة القاع إلى أربع مناطق ثلاث منها تحتاج إلى ضم وفرز، وهناك عقارات ملكٌ للبلدية وعقارات مملوكة بالشيوع»، ويشبر إلى أنّ المشكلة في القاع هي تراكم التعدّيات والإشغالات والاحتلالات في محلة مشاريع القاع حيث ينمو ويكبر مجتمع بشكل ومفهوم خاطئ، وتنتشر تلك التعديات في أراضي زراعية حسب المخطط التوجيهي الذي أفرز الأراضي. وهناك مواطنون، وإن كانوا لا يملكون، يقيمون إنشاءات وأبنية، وشركة الكهرباء تمدّ الشبكة إلى تلك المنطقة دون سؤال البلدية عن واقع تلك الأراضي. ويضيف مطر أنّ «هناك تفلّتاً بموضوع بيع الأراضي دون مستندات» بحيث يفرض القانون الحصول على إفادة محتويات من البلدية قبل عملية البيع والشراء، «إلّا أنّ ما يحدث من شأنه المساهمة في تداخل الأمور بحيث لم تعد البلدية تعرف مَن يشتري ومَن يبيع في نطاقها البلدي، كما حصل أخيراً بحيث اشترى شخص من الشمال أراضي في مشاريع البلدة». وطالب مطر وزارة المالية بإعادة العمل بإفادة المحتويات، كذلك طالب وزارة الأشغال والعدل بمساعدة أهالي البلدة لأنّ قسماً من الأراضي المعتدى عليها واقع في مجرى السيول التي وقعت الكارثة فيها أخيراً، وهو ما يدفع أبناء المتضررين إلى طلب أوراق من البلدية لتقديمها بخصوص التعويض عن الأضرار الناتجة عن السيول، مناشداً مجلس الوزراء بـ»اتخاذ قرار بوقف الإنشاءات من بناء ومحطات بنزين وغيرها لمدة سنتين ووضع خريطة طريق لتحرير الأراضي المملوكة لحين البتّ بموضوع الضم والفرز والانتهاء منه». وسأل مطر عن قيام الدولة بتركيب عواميد كهرباء في المنطقة المعتدى عليها وترميم مدرسة وبناء طابق ثانٍ فيها ومبنى المدرسة مُقام في الأساس على أرض معتدى عليها.

 

«حزب الله» - باسيل على خطّ التوتر العالي؟

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/الاثنين 17 أيلول 2018

يبدو أنّ «الكهربة» عبر ملفّ الكهرباء تمتدّ إلى تفاهمات عدّة، منها ما عمّر طويلاً ومنها ما سقط بعد القطفة الأولى. نزاع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «التيّار الوطنيّ الحرّ» الوزير جبران باسيل على وزارة الطاقة والمياه لإثبات من «الأقوى» طاول خطّ التوتر العالي بعد قول جعجع لباسيل في قداس شهداء المقاومة اللبنانية، المناسبة الرمزية، التي تُنقل مباشرةً على الهواء، وعلى مسامع النائب إبراهيم كنعان: «مكمّش بالكهربا لا بيعرف يظبّطها ولا بخلّي حدا غيرو يظبّطها».

وفي حين ليس التوتر الكهربائي على خطّ «التيار» - «القوات» بالمفاجئ، برز أخيراً توتُّر على خط كهربائي آخر، لم تقطعه منذ تفاهم «مار مخايل» عام 2006 أيّ رياح أو عواصف. لكن يبدو أنّ كلّ فريق من فريقي التفاهم يريد الإنارة على هدف مختلف. «حزب الله» يريد الإسراع في تأليف حكومة.

البراهين كثيرة: كلامه العلني، قراءته للمتغيرات الإقليمية، تمسّكه بالرئيس المُكلّف سعد الحريري، عدم دخوله إلى بازار المطالب الوزارية، عدم تدخّله لتحديد حُصص لفريق أو حجب أخرى عن فريق آخر، سحب ملف التطبيع مع النظام السوري من التداول قبل التأليف... أمّا باسيل فيحاول الحصول على ضوء من الحزب متوسط المدى يصل إلى كرسي الرئاسة عام 2022، قبل أن يؤمّن الضوء للحكومة 24 على 24، على ما يشرح متابعون. إشارات الحزب لباسيل بأنّ ضوء الحكومة لا ينير الرئاسة، بدأت تظهر أخيراً، لكن على خطوط منخفضة التوتر. الإشارة الأولى، كانت عبر قول نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم: «إذا كان البعض يربط تأليف الحكومة برئاسة الجمهورية ويعتقد أنّ موقعه في داخل الحكومة يهيّئ له أن يكون رئيساً للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي فهو واهم».

ويؤكّد متابعون أنّ هذا الكلام موجّه إلى باسيل لا إلى جعجع، لأنّ الحزب غير مُضطرّ لتوجيه رسائل لجعجع الذي لا يربطه بالحزب خطّ سياسي مُعلّق عليه تفاهمات ووعود، فـ«الحزب» لا يمون أو يؤثّر على جعجع ليبعث بإشارات نحو معراب. وعن المُستهدف بهذا الكلام، تكتفي مصادر مقرّبة من «الحزب» بالقول، إنّ «اللبيب من الإشارة يفهم». وعلى الخطّ الكهربائي نفسه، برز الأسبوع الماضي تذكير كتلة «الوفاء للمقاومة» وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان بأنّ «التقنين غير المتوازن بين المناطق اللبنانية يهدّد بانفجار بعض الأوضاع الشعبية». وأشارت إلى أنّ «مناطق صور والنبطية وبنت جبيل وبعلبك - الهرمل والضاحية تُطلق مجدداً صرختها كي تبادر الوزارة والمؤسسة لتلافي المحظور».

ويقرأ متابعون في هذا الكلام إشارة كهربائية أخرى من «حزب الله» لباسيل بتحريك الشارع، فكان يُمكن للكتلة أو الحزب التواصل مع الحليف وزير الطاقة سيزار أبي خليل من دون شوشرة إعلامية علنية، أو أقلّه التزام الصمت في هذه المرحلة الحساسة، في وقتٍ يتعرض العهد و«التيّار» لتهجمات عدّة، تحديداً في القضايا الاقتصادية - الاجتماعية، وأبرزها ملف الكهرباء. فالحزب وعلى رغم أنّه يريد حكومة إلّا أنّه لا يريد الاصطدام بعون وتيّاره وبخسارة الحليف المسيحي القوي وعهد الرئيس المسيحي القويّ، الذي يدعمه داخلياً وخارجياً، وحتى يتقدّم عليه في عدد من الملفات، منها التطبيع مع النظام السوري، وحماية راية «المقاومة» في كلّ المحافل الدولية. مصادر «كتلة الوفاء للمقاومة» تنفي عبر «الجمهورية» أن يكون لبيانها أبعاد سياسية، وتشدّد على أنّه نقل لمطالب الناس ومعاناتهم، وأنّ الموضوع يتعلّق بالكهرباء، القضية الخدماتية الملحة عند المواطنين، فـ»الناس يُطالبوننا بها». وتؤكّد، أنّ «الأمر غير سياسي وغير موجّه لوزير الطاقة أو غيره». وتقول: «هلقد حجمها».

وبعيداً من التوتر الكهربائي السياسي، وفي حين تعلو الانتقادات على الصعيد التقني، على أداء «التيّار الوطنيّ الحرّ» في هذه الحقيبة منذ نحو 9 أعوام، من الحلفاء والخصوم، وإن بنبرات مختلفة، لماذا يتمسّك «التيّار» بهذه الوزارة، على رغم أنّه لم يتمكّن من تأمين التيار الكهربائي 24 على 24 كما وعد. مصادر «التيار» ترفض هذا الكلام، وتؤكّد لـ»الجمهورية» أنّ وزراءها عملوا في هذه الوزارة، وأنجزوا المشاريع على صعيد المياه والصرف الصحي وحتى على صعيد الكهرباء، مشيرة إلى أنّهم «واجهوا عراقيل كثيرة خصوصاً في الكهرباء، لكنّ الخطّة موجودة وبدأت تظهر نتائجها ومنها حلّ مشكلة معمل دير عمار المزمنة وإطلاق معامل جديدة». وتؤكّد «أنّنا وصلنا إلى المرحلة الأخيرة في تنفيذ خطّة الكهرباء وسنصل إلى النتيجة النهائية في السنوات الـ 4 المقبلة». ويتمسك التيّار بهذه الوزارة استكمالاً للعمل والجهد السابق، على ما تؤكّد المصادر، على رغم أنّها تقرّ بأنّ «ملكية هذه الوزارة لا تعود للتيّار كما لا تعود ملكية وزارات ثانية إلى أفرقاء آخرين، ولكنها من ضمن مطالبنا، وفي النتيجة الرئيس المُكلّف سعد الحريري هو من يوازن بين مطالب الجميع ويعرف الأولوية لمن».

وعن كلام جعجع بأنّ القوات تتعهّد بحلّ مشكلة الكهرباء في فترة لا تتعدى السنة ونصف السنة، تقول مصادر «التيّار»، إنّ «العراقيل سياسية لا تقنية، وغالبية المشكلات التي واجهناها لم تكن تقنية إنّما سياسية وقد ذهبت مشاريع أساسية ضحية لنكايات ومشكلات سياسية، وإلّا لعالجنا هذه المشكلة نهائياً منذ سنوات».

أمّا «القوات» فترى أنّه «من غير المقبول أن يكون هناك إشكالية في ملف حيوي للناس في العام 2018، وأن يعاني الناس في أيّ منطقة من انقطاع الكهرباء، فلقد انتهت الحرب عام 1990 وما زال لبنان من دون كهرباء بعد 28 عاماً».

وتقول مصادر «القوات» لـ«الجمهورية» أنّ «هذا الملفّ كارثي ويتحمّله كلّ الوزراء المتعاقبين على هذه الوزارة وكلّ الحكومات المتعاقبة التي لم تحلّ هذه الأزمة. فصحيح أنّنا مررنا في فترات انقسامات وغياب الحكومة، ولكن في الفترة الأخيرة هناك انتظام ومؤسسات واستقرار». وتعرب عن شكوكها بأنّ «هناك توجُّه لعدم حلّ هذا الملف، وكأنّ المطلوب أن يبقى الوضع على ما هو عليه». وإذ تذكّر المصادر بقول باسيل أنّه لا يجب أن يكون هناك وزارة مُكرّسة لطائفة أو مذهب أو تيّار أو حزب، تقول: «نحن لا نخوّن أحداً، ولكن هذه الحقيبة استلمها «التيّار الوطنيّ الحرّ» لـ 8 سنوات وحان الوقت أن يستلمها طرف آخر. وإن كانوا يشككون بقدرتنا، فنحن نقبل هذا التحدّي، ونتعهّد بتأمين الكهرباء 24 على 24 ساعة».

ولماذا ستتمكّن «القوات» من حلّ هذا الملفّ في حين لم يتمكّن «التيّار» من ذلك؟ تجيب المصادر: الأمر يتطلب شفافية، وإن استلمنا هذه الوزارة، ستكون لنا القدرة على حلّ المشكلة انطلاقاً من مجموعة اتصالات ولقاءات وخطط، نتيجة اهتمامنا بهذا الملفّ، ولقد تواصلنا مع شركات عالمية تمكنت أن تنفذ الكهرباء في بلدان عدّة، وبوقت قليل، كما في مصر على سبيل المثال». وتؤكد: «سنؤمّن الكهرباء 24 على 24 خلال فترة قصيرة وبكلفة أقلّ وبشروط بيئية أفضل. الرؤيا موجودة والخطّة موجودة والشفافية موجودة، ولكنّ المطلوب من «التيّار الوطنيّ الحرّ» أن يتخلّى عن تمسّكه بهذه الوزارة وعن حساسيته حول هذه الوزارة التي تطرح التساؤلات».

 

ماذا يحتاج لبنان للخروج من الأزمة؟

بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية/الاثنين 17 أيلول 2018

مع صمود الوضع النقدّي أمام التحدّيات السياسية، لا ينفكّ الوضعين الإقتصادي والمالي يضغطان بثقلهما على الشق الإجتماعي خصوصًا مع تراجع المؤشرات الإقتصادية والتي تُنّذر بأزمة قد لا تكون بعيدة إذا ما إستمرّ تعطيل تشكيل الحكومة. وبالتالي، يُطرح سؤال أساسي عن الخطوات التي تسمح للبنان بالخروج من وضعه الحالي. كل الأمر مرهون بعدد من الإصلاحات التي يتوجّب على السلطة السياسية إتخاذها لتغيير الوضع الحالي. هذه الإجراءات يُمكن اعتبارها بسيطة في الظاهر لكنها جوهرية وإشكالية في العمق.

فقد أشار تقرير «مؤشر التنافسية العالمية 2017-2018» الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن لبنان يحتلّ المرتبة 105 على 137 دوّلة جرت فيها الدراسة. وأهمية هذه الدراسة تنبع من منطلق أن القطاع الخاص هو خالق الثروات، وأن القطاع العام لا يُمكن أن يحلّ محل القطاع الخاص في الماكينة الإنتاجية. لذا يأتي هذا التقرير السنوي ليُظهر نقاط الضعف أو العوامل التي تُشكّل عائقًا أمام إزدهار بيئة عمل القطاع الخاص في البلد المعني.

وتنقسم هذه العوامل بحسب المُنتدى إلى ثلاث فئات أو مكونات : (1) القيود الأساسية والتي تتضمّن المؤسسات العامّة والخاصة، البنى التحتية، البيئة الماكرو إقتصادية، الصحة والتعليم الأساسي؛ (2) معززات الكفاءة والتي تتضمّن التعليم العالي والتدريب، فعالية كفاءة الأسواق، كفاءة سوق العمل، تطوّر الأسواق المالية، أفق القطاع التكنولوجي، وحجم السوق؛ و(3) الابتكار وعامل التطور والذي يتضمّن تطور بيئة الأعمال والإبتكار. الإستمارة التي طالت 14,375 رجل أعمال في 148 بلدا، أظهرت العوامل التي تُشكل عائقًا أمام تطوّر بيئة الأعمال. وبالتحديد أظهرت الدراسة أن أكثر العوامل التي تُعيق الأعمال في في لبنان هي: عدم استقرار الحكومة (21.2%)، الفساد (14.5%)، البنى التحتية غير المؤاتية (13.9%)، البيروقراطية الحكومية غير الفعّالة (10.3%)، عدم استقرار السياسات (8.9%)، التضخم (5.5%)، نسبة الضرائب (4.5%)، أخلاقيات العمل السيئة في القوى العاملة اللبنانية (3.9%)، أنظمة العمل التقييدية (3.5%)، الحصول على التمويل (3.4%)، القوانين الضريبية (3.1%)، القوى العاملة المُتعلّمة غير الملائمة للسوق (2.2%)، القدرة غير الكافية على الابتكار (1.8%)، الجريمة والسرقة (1.3%)، نظام العملات الأجنبية (1.0%)، و ضعف الصحة العامة (0.8%).

اللافت في هذه النتيجة أن إستقرار الحكومة يأتي في المرتبة الأولى بين المعوقات وهذا بالطبع مردّه إلى التجاذبات السياسية التي حصلت في العام 2017 (الدراسة تمّت في العام 2017) بين أركان الحكم. وبما أن كل القرارات السياسية والإقتصادية والمالية مجموعة في يدّ الحكومة، فإن الخلاف السياسي يؤدّي حكما إلى تعطيل القرارات الإقتصادية والمالية والإدارية والإجتماعية. الجدير ذكره أنه لو تمّت الدراسة اليوم (في ظل الخلافات على تشكيل الحكومة) لكانت نسبة هذا العامل أكبر بكثير مما هي عليه.

العامل الثاني هو ضعف البنى التحتية والتي تُشكّل عقبة أساسية أمام الإستثمارات. وليس بالجديد القول أن شبكة الطرقات في لبنان وحدها تُشكّل مُشكلة مع أكثر من ملياري دولار خسائر على الإقتصاد اللبناني بسبب زحمة السير. وبالتالي فإن رزمة المشاريع المُتوقّعة من خلال مؤتمر سيدر 1 كفيلة بتوفير هذه الخسائر وتطوير ودعم الإقتصاد.

العامل الثالث هو الفساد والذي صنّفه رجال الأعمال على أنه مانع أساسي للقيام بأعمال إقتصادية في لبنان وهذا التصنيف حقّ! حق إقتصاديًا بحكم أن تأثير الفساد على الماكينة الإقتصادية هو كتأثير السرطان في جسم الإنسان، إذ يكفي رؤية بعض الدول الغنية بثرواتها الطبيعية كالعراق ونيجيريا لمعرفة مدى تأثير الفساد حتّى على الدول الغنية بالثروات الطبيعية. فكيّف الحال في لبنان؟ العامل الرابع هو البيروقراطية الحكومية والتي تمّ تصنيفها من قبل رجال الأعمال على أنّها غير فعّالة. بالطبع هذا التصنيف يأتي من منطلق المُقارنة الطبيعية بين القطاعين العام والخاص وبالتالي، وفي غياب المُحاسبة، نجد أن فعّالية القطاع العام لا يُمكن أن ترتقي بالمُجتمع اللبناني على كافة الأصعدة. من هنا تأتي أهمّية الإصلاحات في القطاع العام. العامل الخامس هو عدم استقرار السياسات، والمقصود بها ثبات السياسات الحكومية على كافة الأصعدة إقتصاديًا، إجتماعيًا، ماليًا... وهنا يُمكن ملاحظة أن الحكومات اللبنانية المُتعاقبة لم تُكمل السياسات التي بدأتها الحكومة السابقة حيث نرى أن لكل وزير رؤية مُختلفة تمامًا عمّن سبقه وبالتالي يعمد إلى نسف عمل الوزير السابق. بالطبع هذا الأمر مردّه إلى عدّم وجود رؤية إقتصادية – إجتماعية واضحة. هذه العوامل الخمسة وحدها تُشكّل بحسب رجال الأعمال 69% من العوائق التي تمنعهم من الإستثمار في لبنان، فلماذا إذن لا تعمد الحكومة إلى حلّ هذه المشاكل؟ وما الذي يُعيقها؟

إن تحميل المسؤولية للحكومة هو أمر مُحتمّ بحكم أن الإقتصاد لا يأخذ بالإعتبار القوى السياسية، بل يعتبر الحكومة مركز القرار. فعليًا، المانع الأساسي لحل هذه المشاكل تبقى الأحزاب السياسية والتي هي وليدة خيارات المواطنين. من هذا المُنطلق وفي ظلّ إستحالة أن تعمد القوى السياسية التي تتمثّل بنفس النسب في المجلس النيابي والحكومة، إلى إتخاذ قرار صارم بحلّ هذه المشاكل، ستبقى الأمور على ما هي عليه إلى حين وصول الدين العام إلى مستويات لا يُمكن بعدها إلأ إعلان الإفلاس. وفي ظل فرضية أن القوى السياسية إجتمعت على ضرورة حلّ هذه المشاكل، الخطوة الأولى تكمن في إحترام مهلّ منطقية في تشكيل الحكومة، ووضع آلية لإتخاذ القرارات الإقتصادية والمالية والإجتماعية داخل الحكومة بطريقة لا يُمكن تعطيلها في حال كان هناك خلافات سياسية. أمّا الخطوة الثانية فهي خطوة بسيطة، إذ يكفي العمل على تنفيذ دقائق مؤتمر سيدر 1 بشقيّه الإستثماري والإصلاحي. وهذا الأمر يؤسّس للخطوة الثالثة وهي محاربة الفساد عبر إجراء إصلاحات إقتصادية (هيكلية الإقتصاد)، مالية (مالية الدوّلة) وإدارية (محاسبة الموظفين في القطاع العام وتعزيز قدرتهم الإنتاجية). أما الخطوة الرابعة فستأتي بشكل طبيعي من خلال تحسين مستوى الخدمات العامة ومكننتها ووضع مؤشرات عملية لأدائها. ويبقى وضع رؤية إقتصادية واضحة هو الحلّ لإستمرارية الثبات في السياسات الإقتصادية والإجتماعية. في الختام، لايسعنا القول إلا أن هامش الوقت الذي كانت تمتلكه القوى السياسية عند تكليف الرئيس الحريري، بدأ بالإضمحلال وستكون تداعيات عدم تشكيل الحكومة بعد فترة وجيزة كارثية على الكيان اللبناني.

 

الكويت ولبنان علاقات متميزة رغم أنف “المنار”

سعود السمكة/السياسة/17 أيلول/18

لن يضيرنا -نحن الكويتيين- حين يهلوس أحد الحقراء فمثل هذه الهلوسة حين تخرج من حقير حاقد على أميرنا يريد أن يضع لنفسه شأناً من خلال مبدأ ” خالف تعرف” فلن تزيدنا نحن الكويتيين والعالم بأسره إلا مزيداً من الفخر بأميرنا قائد الإنسانية ومحترف بلاغة لم الشمل بين الدول وصانع السلام وأواصر المحبة بين الشعوب وحاصل على ثقة أممية بصدقه وأمانته وحرفيته السياسية والديبلوماسية بدرجة عالية وغير مسبوقة على أنه رجل الإنسانية الأول في العالم وأمير الوساطات الخيرية بين الدول وأحد أئمة السلام في العالم. لقد نجحت أيما نجاح بتفوق مع مرتبة العار قناة “المنار” إحدى القنوات اللبنانية التي لا تمثل بطبيعة الحال الرأي اللبناني الحر الذي يحفظ الود والمحبة اللذين يكنهما صاحب السمو أميرنا حفظه الله ورعاه ووراءه شعب الكويت للشعب اللبناني الشقيق حيث لبنان وعلى مدى التاريخ صديق متميز لشعوب وحكام الخليج وبالذات أمير وحكومة وشعب الكويت فالكويتيون لم يروا في لبنان يوماً وشعبه إلا كل محبة وود والكويتيون لن ينسوا ذلك الموقف الشهم المعبر عن الأصالة العربية والوقوف مع الشقيق في وقت الضيق حيث أعلن وفي مقدمة الجميع في الدقائق الأولى من الغزو العراقي الآثم على بلدنا استنكاره وشجبه لذلك العدوان البربري على الكويت وبالتالي لا قناة “المنار” ولا ذلك الحقير الذي تطاول على أميرنا يضيرانا في شيء ولن ينجحا في محاولة الإساءة لعلاقات الكويت التاريخية القائمة على المثل الرفيعة في المحبة والصدق والاحترام فهذه العلاقة من المتانة بمكان عصية على كل حقير يحاول زرع الفتنة بين الكويت وبين لبنان بدليل هذه الهبة والفزعة اللتين خرجتا على الفور من قبل الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية تشجب ذلك التطاول الحقير الذي بثته قناة “المنار”. نحن بحمد الله نعرف مكانة أميرنا الرفيعة بين ملوك وزعماء ورؤساء دول العالم والإشادة به باعتباره أحد القادة التاريخيين الذين لديهم الروح والكاريزما والاحترافية في تذويب العوازل الثلجية إذا ما نشأت بين الدول فهو رجل السلام الأول وهو قائد العمل الإنساني والذي ينشد الخير للإنسانية على مدى المساحة الجغرافية للكون متخطياً بذلك لون الإنسان وجنسه أو أصله أو ديانته فهو حفظه الله حريص في الوقوف مع الإنسان الذي كرمه الله عز وجل أينما كان.

لذلك نحن لا تضيرنا الإساءة حين تأتينا من حاقد ناقص الحد الأنى من المثل الإنسانية لأننا بفضل الله نشعر بما منحنا الله من ثقة بالنفس وبأميرنا وبمكانتنا كدولة وكشعب بين شعوب وحكومات العالم أجمع رغم تواضع مساحة وطننا الجغرافية وتعدادنا السكاني وهذا يرجع بحمد الله إلى متانة الحكم في الكويت على مدى التاريخ، وتلاحمه مع شعبه وقدرته على إيجاد علاقات استثنائية ومتميزة مع جميع دول العالم بدليل تلك الفزعة العالمية غير المسبوقة في سياق التاريخ الإنساني حين تنادى العالم ومن خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة على إيجاد تحالف أممي من ثلاثين دولة فور وقوع العدوان العراقي على بلادنا للاستعداد لطرده ولم ينته هذا التحالف إلا حين تم طرد العدوان بهزيمة نكراء خلفت للمعتدي أعلى درجات المهانة والعار وعادت الكويت حرة أبية تمارس دورها الوطني والقومي المعتاد والمتميز في الداخل وفي الخارج مع أشقائها وفي مقدمتهم لبنان العزيز. نقدر كل التقدير تلك الموجة من الاستنكار التي أبداها دولة الرئيس سعد الحريري والرئيس نبيه بري، وبقية الأحزاب والكتل السياسية والإعلامية اللبنانية والشعب اللبناني الشقيق على تلك الإساءة التي خرجت من قناة المنار ومن فم أحد الحقراء المأجورين ونحن على ثقة بأن هذه الموجة من الاستنكار ما كانت لتكون لولا عمق العلاقة التي تربط بين الكويت ولبنان وسوف تستمر هذه العلاقة المتميزة بين الكويت ولبنان بإذن الله إلى الأبد رغم أنف قناة المنار وذلك الحاقد.

آخر العمود: غدا الحلقة الثالثة من سلسلة موضوع : ” أنتم المسؤولون يا أهل الكويت مع الحكومة ” وقد تم تأجيل موعدها الذي هو اليوم للرد على قناة الظلام وضيفها الحقير.

 

المواجهة بين أصحاب المولّدات والدولة والمواطن يريد العدّاد ... اليوم قبل الغد

الهام فريحة/الأنوار/17 أيلول/18

بعد أربعة عشر يومًا بالتمام والكمال تنتهي المهلة التي أعطتها وزارة الاقتصاد لأصحاب المولّدات لتركيب عدادات لاشتراكات المواطنين. الأول من تشرين الأول تكون المهلة قد انتهت، ويُفترض بأصحاب المولّدات أن يكونوا قد انتهوا من تركيب العدادات، وأن تكون فاتورة شهر تشرين الأول استنادًا الى ما سجّلته العدادات، وليس وفق مبلغ مقطوع. لكن على ما يبدو، القرار شيء، ودخوله حيز التنفيذ شيء آخر. فأصحاب المولدات، وفي أحدث موقف لهم، اتخذوه أول من أمس السبت، أعلنوا رفضهم تركيب العدادات، متحدّين بذلك الحكومة ممثلة بثلاث وزارات: الداخلية والطاقة والاقتصاد. فوزارة الطاقة هي التي تحدد التسعيرة للكيلو واط، ووزارة الاقتصاد منوط بها السهر على تطبيق القرار، ووزارة الداخلية تؤازر وزارة الاقتصاد في حسن سير العمل. لكن هل هذا سيحدث؟ في الأول من تشرين الأول سيكون الوضع على الشكل التالي: أصحاب المولّدات أعلنوا تمردهم وانهم لن ينصاعوا الى قرار وزارة الاقتصاد بتركيب العدادات، وإذا ما تم الضغط عليهم وتسطير غرامات بحقهم، فإنهم سيعمدون الى إطفاء مولداتهم، في تحدّ للدولة وللمواطنين في آن واحد، وهنا سيبدأ الكباش الحقيقي: فإذا لم تُركّب العدادات فهذا سيعني كسرًا لكلمة الدولة وتمردًا عليها، وإذا تم تركيب العدّادات في ما تبقّى من أيام، فإنه سيكون القرار الأول في حق أعتى المافيات التي تنتشر على الأرض اللبنانية، فتبتز أربعة ملايين لبناني من دون حسيب أو رقيب، وحين آن أوان "الحسيب والرقيب" انتفضوا لأنهم يريدون الاستمرار في "شفط جيوب المواطنين". أصحاب المولّدات بدأوا منذ سنة تصعيدهم، وليس من اليوم، ففي تشرين الأول الماضي، أصدرت وزارة الاقتصاد قرارًا قضى بأن يقوم أصحاب المولدات بتركيب عدادات للمشتركين، وأعطوا مهلة لأصحاب المولدات تنتهي في آخر السنة، أي في آخر سنة 2017، ردّ أصحاب المولدات آنذاك بأن العدادات غير متوافرة في الأسواق. رضخت وزارة الاقتصاد لذريعة أصحاب المولدات الذين كُتِب "عمر جديد"، لابتزازهم للمواطنين، امتد سنة. منذ ذلك التاريخ لم يقم أحد بأي حركة، قاربت نهاية سنة 2018 ولم يحرك أحد ساكنًا. فاعتقد أصحاب المولدات انهم "نفذوا بريشهم من تركيب العدادات"، لكن الأمور ازدادت سوءًا. فلقد استمر أصحاب المولدات في قهر اللبنانيين من خلال رفع قيمة الفواتير، وقد استفادوا من السجالات القائمة في الحكومة حول البواخر والمعامل فأدركوا ان قدرة الحكومة على توفير الكهرباء للمواطنين صعبة في الوقت الراهن، فعرفوا مكانتهم "فتدللوا" ولم يكتفوا بالدلال فأذلّوا المواطنين. وهذه المرة الرأي العام مع الحكومة في قراراتها، لأن الناس اكتووا بنار المولدات والفواتير، ولذا فإن بعضهم لا مانع لديه من الدخول في مواجهة مع أصحاب المولدات للانتهاء من الإبتزاز الذي يتعرضون له.

 

طهران أطاحت العبادي… وعبد المهدي مرشّح النجف لخلافته

حازم الأمين/الدرج/16 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67514/%D8%AD%D8%A7%D8%B2%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D8%B7%D8%A7%D8%AD%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D9%88%D8%B9%D8%A8%D8%AF/

رجّح سياسي عراقي رفض الكشف عن اسمه لـ”درج”، أن الأميركيين سيوافقون، على عادل عبد المهدي، مرشّحَ تسوية لرئاسة الحكومة في العراق، لا بل من المرجّح أنهم وافقوا عليه، وهم بذلك أطاحوا بالرئيس الحالي للحكومة حيدر العبادي الذي خاضت طهران معارك سياسية هائلة في بغداد بهدف عدم التجديد له لولاية ثانية.

وروت مصادر أخرى قريبة من الحكومة العراقية تفاصيل ما حصل في الأيام القليلة الفائتة في بغداد فقالت: “السيد محمد رضا السيستاني نجل آية الله علي السيستاني رشّح عادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء في العراق وذلك بطلب من إيران، على رغم أن عادل عبد المهدي قد احتل مواقع سيادية كثيرة في العراق، وهو من الوجوه القديمة جداً والتي لا تملك شعبية، وبالتالي لا ينطبق عليه ما نشر من مواصفات مطلوبة لرئيس الوزراء من قبل المرجعية الدينية”.

يُذكر أن عبد المهدي كان مقرّباً من زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الراحل محمد باقر الحكيم، وشغل منصب نائب رئيس الجمهورية في العراق وقبلها كان وزيراً للنفط.

وأضاف المصدر المقرّب من الحكومة العراقية: “من أجل تحقيق الرغبة الإيرانية، سعى السيد محمد رضا السيستاني إلى استخدام مقتدى الصدر لإضعاف العبادي، وذلك بمسرحية ومؤامرة جلسة مجلس النواب المخصّصة لمناقشة مشكلات البصرة، التي حضرها العبادي بطيب نية لعرض ما أنجزته حكومته، إلا أنه جُوبِه بأمر مدبّر للإساءة إليه، وبالتالي الدعوة إلى استبداله، من خلال حملات إعلامية منظّمة، رغم ما أنجزه العبادي في استقرار البصرة، مع أن معظم مشكلاتها سببه تلكّؤ حكومتها المحلية، إضافة إلى تراكمات وإهمال لسنين طويلة من قبل حكومات سابقة”.

يكشف هذا الكلام العالي اللّهجة حيال النجف وحيال من كان يجمعه حتى الأمس بالعبادي تحالف انتخابي، أي مقتدى الصدر الذي مثّل حصان المهمّة الإيرانية في العراق، مستوى الاحتقان في الوسط الشيعي العراقي. واللافت هنا أن الصدر شكّل في المرحلة السابقة على انعطافته الأخيرة، طموحاً لخصوم طهران من العراقيين والعرب، ذاك أنه رفع الصوت عالياً في وجه النفوذ الإيراني، لكنه ما لبث أن استجاب مع الرغبة الإيرانية بالإطاحة بحليفه. كما شهدت جلسة البرلمان الأخيرة المخصّصة للبحث بأوضاع مدينة البصرة، شبه إعلان رسمي عن تخلّي الصدر عن العبادي. وقالت مصادر الحكومة العراقية لـ”درج” إن لديها معلومات موثّقة عن أن إحراق مقار الأحزاب والقنصلية الإيرانية في البصرة، تم ضمن خطة إيرانية بهدف الضغط على فريق العبادي وإسقاطه، وإن المنفّذين كانوا مجموعات منشقّة عن التيار الصدري.

“بحسب مقرّبين من المرجعية، فإن موافقة طهران على عبد المهدي هي جزء من عملية مناورة للتغطية على مرشّحها الفعلي، وهو مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض”

لكن ما يكشفه كلام “المصدر المقرّب من الحكومة” العالي اللّهجة حيال موقف المرجعية، هو المرارة التي يشعر بها المحيطون بالعبادي جراء التحوّل في موقف المرجعية، وهي مرارة ردّت عليها أوساط هذه المرجعية بنفي تبنّيها أي مرشّح، وسعيها إلى التعامل مع الأمر الواقع، “لا سيما بعد أحداث البصرة وما نجم عنها من تغيير في مواقف أقرب حلفاء العبادي، وهو السيد مقتدى الصدر”.

عادل عبد المهدي إذاً مرشّح النجف لرئاسة الحكومة، لكن وبحسب مقرّبين من المرجعية، فإن موافقة طهران عليه هي جزء من عملية مناورة للتغطية على مرشّحها الفعلي، وهو مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض، المقرّب من طهران ومن نوري المالكي. وطهران إذ تُلمح إلى قبولها بعبد المهدي لطمأنة النجف، فإنها تسعى إلى عدم حرق ورقتها الحقيقية، وهي فالح الفياض. في المقابل، ترى المرجعية أن قبولها بعبد المهدي هو استباق لاحتمال فرض طهران الفياض.

ووسط هذه التجاذبات، وهي شيعية في معظمها، يقف الأكراد متفرّجين على من يشعرون بأنهم حلفاء الأمس، ممّن تخلّوا عن تحالفهم “التاريخي” مع الأكراد وانقضّوا عليهم في كركوك، فيما السنّة العرب لا يبدون الكثير من الاكتراث لهوية رئيس الحكومة لجهة قربه من طهران أو بعده منها، وينتظرون من يمكنهم أن يعقدوا معه صفقة تحد من الخسائر التي لحقت بهم في السنوات القليلة الفائتة، بغض النظر عن قربه من طهران أو بعده منها.

لكن أكثر ما يلفت في الحدث العراقي الراهن هو ضعف تأثير واشنطن فيه، لا بل ضعف رغبتها في الحضور وسط هذا التجاذب، على رغم أنها العنوان الرئيسي للانقسام الشيعي، وعلى رغم أن حرب طهران على العبادي بدأت فعلاً بعدما أطلق مواقفه حيال العقوبات الأميركية على طهران.

 

الإدارة الأميركية السابقة وتبعات أخطائها؟

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/16 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67512/%d8%b3%d9%88%d8%b3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%b9%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d9%82/

الأخطاء التي يقر بها السياسيون الأميركيون السابقون في منطقة الشرق الأوسط، بعد مغادرتهم مناصبهم، لا يتحملها الأميركيون، وحتماً لا يتحملها الساسة الأميركيون، إنما تتحملها الشعوب وقيادات المنطقة معهم، بل إن قيادات المنطقة هم من يعالجون تبعات تلك الأخطاء، ويدفعون الثمن مع شعوبهم في ترميم ما تم هدمه بواسطتها. أزيدكم من الشعر بيتاً، تلك «الإقرارات بالأخطاء المتأخرة» هي مصدر رزق للساسة السابقين، فهي ملح مقابلاتهم التلفزيونية التي يجرونها بمقابل مادي جزيل، وهي لب كتبهم التي يطبعونها، وندواتهم التي يعقدونها، إذ لا بد أن يأتي الضيف في برامجهم الحوارية أو الكاتب بخبر جديد يتصدر النشرات، وإلا لا فائدة من استضافته، وليس أفضل من خبر الإقرار بالأخطاء السابقة.

وكان جون كيري، وزير الخارجية الأميركي الأسبق، قد أكد لقناة «سي إن إن» في دافوس، الأسبوع الماضي، رداً على سؤال عما إذا كانت إيران قد استخدمت جزءاً من 150 مليار دولار التي حصلت عليها بعد رفع العقوبات لدعم الجماعات الإرهابية، إنه «بعد التسوية بلغت المطالبات المتعلقة بالديون نحو 55 مليار دولار، حصلت عليها إيران التي قد تكون أرسلت جزءاً منها للجماعات المصنفة إرهابية».

وقال كيري: «أعتقد أن جزءاً من هذه الأموال وصل إلى الحرس الثوري الإيراني وكيانات أخرى مصنفة منظمات إرهابية». وأضاف أنه «لا يوجد شيء يمكن للولايات المتحدة القيام به لمنع ذلك». انتهى.

السؤال هو هل سيكون إقرار كيري هو الأخير في سلسلة الإقرارات بالأخطاء الأميركية بعد الخروج من المنصب؟ ألم تسبقه هيلاري كلينتون؟ وكسينجر ومادلين أولبرايت وغيرهم وغيرهم؟

ألم يصر جون كيري حين كانت مفاوضات «النووي» تجري على قدم وساق أن سياستهم مدروسة، وأنهم سيمنحون الضمانات على حسن سير وسلوك إيران بعد الاتفاق؟

ألم يتهموا من يخالفهم حينها بأنه لا يرغب في السلام، وليس حليفاً لهم، وأن من يخالفهم هو من المتشددين تماماً كالجناح المتشدد الإيراني لا يريد السلام؟

ألم يعطوا الضمانات بتحسن سلوك إيران، وبأنها الشريك الحضاري ذو العمق التاريخي؟ ألم يؤكدوا أن هناك جناحاً للمعتدلين يقوده جواد ظريف الذي سيدفع إلى الاعتدال وتلبية استحقاق حقوق الإنسان وسيحسن الجوار و... و... و...؟

هل تذكرون كيف دافع كيري عن ظريف، وكيف صوره على أنه يواجه جناحاً متشدداً، ولا بد من مساعدته؟

أتذكرون الضجة التي ثارت في إيران بسبب صورة ظريف وهو يتمشى مع جون كيري في جنيف بعد جلسة مباحثات مطولة، وكتبت الصحف الإيرانية أن ظريف كان «يمشي على دماء الشهداء»، وكل تلك البروباغندا التي صورت إيران بجناحين، أحدهما متشدد والآخر معتدل؟

ألم نؤكد لهم حينها أن سياستهم خاطئة، وأن النظام الإيراني إرهابي دموي ليس به جناح اعتدال وجناح تشدد، بل إنه مصدر للإرهاب، وإن دخولهم للشرق الأوسط أحد أهم أسباب زيادة وتيرة الإرهاب؟

حينها كنا نحن على خطأ، وجون كيري على صواب، وبعد خمس سنوات يظهر كيري على الملأ ويقول: احتمال أن تكون إيران مولت الجماعات الإرهابية من الأموال التي استعادتها من أميركا! احتمال؟ يعرف أنه مؤكد.

إنما ليس هذا ما يغيظ، ما يغيظ هو اللامبالاة بتبعات أخطاء هؤلاء، فالذي لا يعيره جون كيري أي اهتمام أن ضحايا خطئه أسر قتلت وأطفال ونساء وعجزة تشردوا. أخطاؤهم ليست حسابات ورقية، بل أخطاؤهم تقع على شعوب ومجتمعات، وتحتاج إلى سنوات وجهود كي ترمم تلك الجراح التي تخلفها. ما فعله نظام الملالي داخل إيران أو في الشرق الأوسط كان بدعم لا محدود من إدارة باراك أوباما، ومن جون كيري تحديداً عراب الاتفاق النووي، الذي على يده استعادت إيران 55 مليار دولار، وبهذه الأموال تم تشريد وقتل وتهجير الملايين من البشر، وبسبب إيران تعاني أوروبا من أزمة المهاجرين مالياً واجتماعياً وسياسياً، وبسبب إيران تدار الآن حروب بالوكالة وصراعات في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وبسبب إيران الآن يموت لنا كل يوم شباب، وندفع كلفة الدفاع عن أوطاننا مليارات. وبعد ذلك يقول كيري «إننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً حيال ذلك»، أي أنهم لا يملكون أن يفعلوا شيئاً حيال هذا الإرهاب الذي ذهب ضحيته الملايين. تلك الصحوات التي تحل بكل مسؤول أميركي بعد مغادرته المنصب تؤكد لنا أنهم لا يعرفوننا، وحتى لو عرفونا جيداً لا يعيروننا أي اهتمام، بل ربما يعرفون ولا يبالون، لذلك فإن القرارات التي تمس منطقتنا وأمننا وسلامتنا هي مسؤوليتنا وحدنا، وأن استقلالية قراراتنا حتى لو كانت مخالفة لسياستهم نتحمل وحدنا تبعاتها، وأن على العرب الذين ما زالوا يظنون أن الأميركيين على صواب حتى حين يخطئون أن يفيقوا من وهمهم!

 

أيُّ يمين و أيُّ يسار؟ محاولة تعريف!

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/16 أيلول/18

قد تكون من أطرف المفارقات السياسية التي عرفتها في حياتي العلاقة «الغريبة» بين الولايات المتحدة والشيوعية. فالقوة العظمى التي رفعت لواء الرأسمالية ومكافحة الشيوعية، وكانت ترفض منح تأشيرة دخول لعضو في تنظيم شيوعي، جاء منها جون ريد، أحد أفضل من أرّخوا اندلاع الثورة البلشفية التي بنت الاتحاد السوفياتي. طبعاً، مفارقةٌ أن يؤلف ذلك الصحافي اليساري الأميركي، خريج جامعة هارفارد، الكتاب الشهير «عشرة أيام هزّت العالم» عن ثورة أكتوبر (تشرين الأول) 1917، لكن هذه حقيقة...

وفي مفارقة أخرى، قبل سنتين، رسا ترشيح الحزب الجمهوري الأميركي على دونالد ترمب، الملياردير اليميني. هذه المرة بلغ خطاب ترمب السياسي من الشعبوية حد الانقلاب على أسس الفكر الرأسمالي، فجنح إلى شعارات «الحمائية» المناقضة تماماً لمبادئ التنافسية وحرية حركة السلع والخدمات والاستثمارات. ولم يكتفِ ترمب بتبنّي مطالب العمال اليدويين غير المهَرة، سابحاً عكس تيار المكننة والتقنيات «السايبرية» والروبوتية، بل أثار مسألة العودة إلى الصناعات المنجمية - التعدينية التي تواجه الانقراض في أميركا، ومثلها معظم الدول الغربية المتجهة إلى مصادر الطاقة البديلة. شعارات ترمب في أميركا عام 2016، في ظاهرها على الأقل، جاءت شبيهة جداً بشعارات اليسار الاشتراكي الأوروبي قبل بضعة عقود. ولقد فاز ترمب بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 نتيجة حصوله على غالبية في «المجمع الانتخابي» بفضل نحو 77 ألف صوت فقط كسبها في 3 ولايات صناعية محسوبة للديمقراطيين هي بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن. وكانت هذه الأصوات كافية لمنحه كل أصوات الولايات الثلاث في «المجمع».

غير أن ما حدث في الولايات المتحدة ليس سمة أميركية بحتة، بل شاهدناه ونشاهده في أوروبا، حيث تجابه موجة «العولمة» القائمة على مفاهيم الليبرالية الرأسمالية ردة فعل عدائية انعزالية، تصل في معظم الأحيان إلى حد العنصرية الصريحة.

ثم إن التصدّي للانفتاح وحرية الحركة الناجمين عن «العولمة» ما عاد يقتصر اليوم على قوى اليمين القومي والعنصري التقليدي، بل يشارك فيه بعض جماعات اليسار الكلاسيكي والمتشدد، وبقايا الحركات النقابية «المتكلّسة» المتضرّرة من تطوّر التكنولوجيا الذي قضى، أو كاد يقضي، على الصناعات التقليدية القديمة كالتعدين (المناجم) والصناعات المعدنية واليدوية والنسيجية. كما نعرف كانت بداية التحوّل في فرنسا، مع تراجع نفوذ الشيوعيين إبان عهد الرئيس الاشتراكي فرنسوا ميتران، وتنامي المخاوف في بعض أجزاء فرنسا من حجم الجاليات المسلمة والمهاجرة... ثم تسارع مدّ العمالة الرخيصة الوافدة من دول أوروبا الشرقية الشيوعية السابقة، التي غدت جزءاً من الأسرة الأوروبية في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي.

وفي ظل هذه المتغيرات، انقلب جزء لا بأس به من فئة العمّال غير المهرة الفرنسيين، على ولائه الطبقي و«الأممي» السابق... فهرب بمرارة فقدانه «الأمان الوظيفي»، سياسياً وانتخابياً، من مواقع اليسار التقليدي أو الكلاسيكي إلى معسكر أقصى اليمين المناوئ للهجرة والمهاجرين.

ما حدث في فرنسا، أخذ يحدث في عدد من الدول الأوروبية الأخرى، ولا سيما تلك التي تعيش فيها جاليات مهاجرة كبيرة كألمانيا، أو التي تعاني من أزمات هوية وتضم حركات انفصالية وشبه انفصالية مثل بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا. ألمانيا، في الواقع، دفعت الثمن منذ سقوط «جدار برلين» وتحقيق الوحدة الألمانية، إذ التحقت بها من «ألمانيا الشرقية» الشيوعية السابقة ثقافات راديكالية يمينية ويسارية بعيدة عن المزاج التوافقي المألوف في «ألمانيا الغربية». وها هي قوة اليمين المتطرف تتنامى أكثر بحجة «خطر الهجرة» وهوية المسلمين.

أما في بريطانيا، فإن هشاشة الولاء لفكرة «أوروبا» تضخّمت أكثر فأكثر مع مسألة الهجرة والعمالة الأوروبية، فكان التصويت الصاعق لمصلحة مغادرة الاتحاد الأوروبي، أي «البريكست». واللافت هنا - تماماً، كسقوط «خطوط الفصل» بين متشددي اليمين واليسار في حالتي أميركا وفرنسا - أن اليسار البريطاني العمالي المتشدّد صوّت مع المغادرة جنباً إلى جنب مع انعزاليي اليمين وعنصرييه. وها هي قيادة حزب العمال اليسارية التقليدية ممثَّلة بزعيم الحزب جيريمي كوربن تصرّ على رفض إجراء استفتاء ثانٍ على مسألة المغادرة. ولكن، لعل الحالة الأكثر إثارة تبقى نائب رئيس وزراء إيطاليا ووزير داخليتها ماتيو سالفيني، الذي انتقل «بشحمه ولحمه» من اليسار ليقود إحدى أشد القوى الأوروبية يمينية وعداءً للمهاجرين والأجانب.

كيف يمكن قراءة ما يحدث اليوم - على الأقل في الديمقراطيات الغربية - بالنسبة إلى ما تعارفنا عليه من وجود «يمين» يقابله وجود «يسار»، ووجود ثراء ونمو يقابله حرمان وتخلف؟

قريبٌ عزيزٌ أرسل إليّ، أمس، شريطاً ينطوي على معلومات ودّدتُ عرضها في هذا السياق. ومما جاء في الشريط، الذي يشير إلى أنه استقى أرقامه من تقارير دولية منها تقارير منظمة الأمم المتحدة، أنه قبل 200 سنة كانت الدول الغنية أغنى من الدول الفقيرة فقط بنسبة 3 أضعاف. لكن النسبة تغيّرت عام 1960 لتغدو 35 ضعفاً، وهي اليوم 80 ضعفاً. في ظل هذا الوضع، تحاول الدول الغنية «التعويض» بتقديم إعانات للدول الفقيرة، تقدّر بـ130 مليار دولار سنوياً. لكن هذه النسبة لا تقاس بـ900 مليار دولار تحصل عليها الدول الغنية سنوياً من الدول الفقيرة، مستفيدةً من الأنظمة والممارسات التجارية التي تعتمدها، مع الإشارة إلى أن الدول الفقيرة تدفع سنوياً 600 مليار دولار سنوياً لخدمة ديونها! كذلك - وفقاً للشريط نفسه - فإنه، في كل سنة يتحوّل ما مجموعه تريليونا دولار من الدول الفقيرة إلى الدول الغنية!

أما على الصعيد الإنساني، فإن 2 في المائة فقط من سكان العالم يملكون اليوم أكثر من نصف ثرواته، و1 في المائة فقط من السكان لديهم 43 في المائة من الثروات مقابل 80 في المائة ليس لديهم سوى 6 في المائة منها. ولعل الإحصائية الأغرب أن الأشخاص الـ300 الأغنى في العالم راهناً تعادل ثرواتهم ما يملكه 3 مليارات نسمة، أي ما يعادل سكان الصين والهند والولايات المتحدة والبرازيل مجتمعة! أعتقد أنه في ظل إحصاءات كهذه، يجب أن تسقط فرضيات كثيرة، وتترنّح مبادئ ومثاليات وهواجس أكثر.

 

العميد والزوجة الفرنسية

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/16 أيلول/18

سمّي طه حسين «عميد الأدب العربي» لأنه كان أول من حاز الدكتوراه في مصر. وكانت أطروحته عن أشهر ضرير عربي قبله، أبو العلاء المعري. لكن العمل الذي منحه اللقب كان أبسط أعماله في الحياة التربوية والأدبية في مصر. فلا يصدق العقل العادي أن رجلاً واحداً أسس جامعة الإسكندرية، وطور جامعة القاهرة، وأعطى المصريين ما لم يعطهم أحد قبله ولا بعده، مجانية التعليم، أي منجم الطاقات البشرية. هذا العالم هو الذي شكك، الذين دونه، في علمه. وشكك قلائل الوجدان في وطنيته، لأنه تزوج فرنسية. وتلك الفرنسية كانت سره الكبير، ونور عينيه العظيمتين، وبداية قدره المعكوس. أشفقت العائلة الباريسية على الطالب الأعمى فأعطته غرفة في منزلها. وبسبب خجله من نفسه، كان يصر على تناول الطعام بمفرده، تماماً كما كان يفعل المعري. ثم أخذت سوزان تساعده في دروسه إلى أن قال لها ذات يوم بالاحتشام العربي: «هل تسمحين لي يا آنستي بأن أعلن حبي لك»؟ تزوجا وعادا إلى مصر بعد أربع سنين ومعهما مؤنس، ابنهما البكر. وكانت تقول له: وقتك أهم من جميع الناس. وهكذا، انصرف إلى العمل طوال الأسبوع، يكتفي باستقبال المصريين وزوار مصر يوم الأحد. وجاءه يطلبون التعرف إليه كبار أدباء أوروبا، الذين أبهرهم كتابه «الأيام» الذي وضعه في أقل من أسبوع. وكان بين زواره جان كوكتو وأندريه جيد. وكتب الأخير يصف هدوءه وسكينته ومعرفته وطيبته، «لكن أكثر ما أذهلني فيه ضحكته الصافية مثل ضحكة طفل».

هوجم «صاحبنا» لأشياء كثيرة، منها نظريته أن مصر دولة عربية – متوسطية، فكما أننا جيران إيطاليا وفرنسا واليونان، فهم جيراننا أيضاً، لا عقدة ولا تفوق. وقال القاصرون، كالمعتاد، إنه «عميل» فرنسي، خصوصاً بعدما منحته فرنسا أعلى أوسمتها. لكن عندما شاركت فرنسا في العدوان على السويس، سارع إلى رد الوسام. وتوقف عن تمضية عطلة الصيف في فرنسا منذ ذلك الوقت وحتى وفاته العام 1973. بعد ساعات من الإعلان عن منحه جائزة حقوق الإنسان من الأمم المتحدة.

 

إدلب: دول العالم تنشد السلام

د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط/16 أيلول/18

تتجه أنظار العالم نحو محافظة إدلب السورية، التي أصبحت السيطرة عليها من قبل النظام وحلفائه صعبة، حيث فيها تتقاطع مصالح دول كثيرة، لعل أهمها تقاطع مصالح تركيا وروسيا، فجزء من إدلب هو من الحدود التركية، وسيطرة قوات النظام وروسيا عليها وإيران تراه تركيا تهديداً للأمن التركي. وحذر الرئيس التركي، في مقال نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، من أن «العالم سيدفع الثمن»، وحذرت أميركا وبريطانيا وألمانيا وبقية الدول الأوروبية من أن استخدام الحكومة السورية للسلاح الكيماوي في إدلب لن يكون مقبولاً، وسترد ألمانيا على الأرض، بما يتوافق مع دستورها والقانون الدولي، فيما هدد الرئيس الأميركي والرئيس الفرنسي أنه إذا ما ثبت لديهم استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي، فإنه لا مفر من استخدام القوة ضد النظام السوري. لذا أصبحت محافظة إدلب كالقنبلة الموقوتة، حيث تزج تركيا بقواتها، التي بلغت 30 ألف جندي، وقامت بمضاعفة الدبابات والمدرعات الموجودة على الحدود السورية، حيث يوجد في إدلب مسلحو الجيش الحر وسط ثلاثة ملايين من المدنيين. وتسعى تركيا للتحالف مع ما تسميه «الجيش الوطني الحر»، والاستعدادات بدأت، حيث بدأ الجيش الحر بحفر الخنادق في المناطق المحيطة منذ أشهر، والواضح أن معركة إدلب لن تكون سهلة على النظام، كما كان الوضع في المحافظات الأخرى، مثل الغوطة الشرقية وحمص وحلب ودرعا ودير الزور، وغيرها من المحافظات التي سيطر عليها النظام. خطورة معركة إدلب، التي إذا ما حدثت لن تكون معركة سهلة، لأنه سوف تشترك فيها أطراف دولية، وكلا الطرفين الرئيسين ليس لديه مجال للتراجع عن المعركة، حيث إن النظام السوري وحلفاءه يسعى إلى إتمام السيطرة على كل الأراضي السورية؛ والطرف الآخر، وبالأخص تركيا، تعني له السيطرة على إدلب تقوية الحزب الكردستاني المعارض للنظام في تركيا.

اللقاء المرتقب بين الرئيسين التركي رجب إردوغان والروسي بوتين بعد أيام هو الذي سيحدد مصير نشوب المعركة من عدمها، وفرص نجاح هذا اللقاء ضئيلة، وذلك لأن كل طرف حشد قواته ولا مجال للتراجع، إلا إذا ضغطت الدول الأوروبية، وأميركا بالأخص، على روسيا. ولكن روسيا تبدو مصممة على مهاجمة المدينة. كما أن تأجيل المعركة من قبل النظام السوري يعني في نظرهم تقوية المعارضة. دول كثيرة تحاول أن تضغط على روسيا لتفادي الهجوم، مما يجعل موقفها حرجاً، فقد قالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان: «إن مثل هذا الهجوم ستكون له انعكاسات كارثية» و«سيؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة وهجرة كبيرة، حيث يمكن أن يهدد مباشرة ثلاثة ملايين مدني»، وفق أرقام مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في المنطقة. حقاً، هناك كارثة إنسانية سوف تقع إذا ما حدثت الحرب، فأعداد هائلة من المدنيين ستفر من إدلب، وسيتسببون في أزمة كبيرة، بالإضافة إلى احتمالات كثيرة ممكنة الحدوث، إذا ما نشبت هذه الحرب.

 

وصايا الأموات تقتل الأحياء

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/16 أيلول/18

وصية الخميني هي واحدة من أكبر مشكلات النظام الإيراني، والتزامه بها كلّف الشعب الإيراني الكثير من الدماء والدمار، ذلك أن الميّت يوصي حسب الظروف التي يعيشها في نهاية حياته والتوازنات القائمة آنذاك، والتاريخ دائم التقلب والتطور سلباً وإيجاباً، وكانت نتيجة الالتزام بوصية الخميني هلاكاً وتخريباً في المنطقة. جاء في وصية الخميني ترديد لأوهام الأصولية السُّنية التي أسّسها وطوّرها تنظيم الإخوان المسلمين، من حديثه عن «الحكومة الإسلامية» و«المؤامرة» على الإسلام، واعتقاده أنه هو و«ثورته» مَن يمثّل الإسلام، وأن «القرآن دستورٌ»، وغيرها الكثير، وبالتالي فالواجب على من بعده أن يحمل راية الإسلام كما يفهمها الخميني، والخميني فهم أن الإسلام ثورة وحكومة وسياسة، حيث يقول: «و(الإسلام) مدرسة على خلاف المدارس -غير التوحيدية- حيث يتدخل في جميع الشؤون الفردية والاجتماعية والمادية والمعنوية والثقافية والسياسية والعسكرية والاقتصادية ويشرف عليها، ولم يهمل أي نقطة -ولو كانت صغيرة جداً- مما له دخل في تربية الإنسان والمجتمع وتقدمه المادي والمعنوي». هذا التفسير السياسي للإسلام هو آيديولوجيا الإسلام السياسي واستخدام المقدس لخدمة المدنّس، واستغلال الإسلام لخدمة أهداف سياسية بطريقة لم يسبق لها مثيلٌ، مع استحضار الجهد الكبير الذي بذله الخميني وشيوخه وتلامذته من أجل استنطاق المذهب الشيعي لينطق بمفاهيم سُنّية في الحكم والسياسة، وهو ما سمّاه المفكر عبد الله العروي «تسنين التشيع».

يخضع النظام الإيراني اليوم لضغوطٍ هائلة وعقوباتٍ أميركية صارمة وهو نظام منبوذٌ في العالم، وهو النظام الوحيد الذي يعلن دعمه المباشر لكل عمليات الإرهاب والفوضى في المنطقة والعالم، وهو مدعومٌ من تركيا وقطر، وعلاقته مع روسيا هي التقاء مصالح في سوريا، فهو نظام يسير على مسطرة الآيديولوجيا ويلتزم بوصية ميتٍ منذ ثلاثة عقودٍ. وعلى الرغم من براغماتية النظام التي تجلّت في مواقف عديدة في الماضي فإنه لم يواجه أبداً مثل هذا الحزم والعقوبات التي تتصاعد.

الشعب الإيراني شعبٌ حيٌّ، ذو ثقافة راسخة وأدبٍ راقٍ، وبالنظر إلى التاريخ المعاصر في المنطقة فهو شعبٌ تحرّك كثيراً لحماية نفسه من جور أنظمته المتعاقبة، وهو يعد أكثر شعوب المنطقة استخداماً لمصلحة «الثورة» في وصف تحركاته ضد الأنظمة السياسية، ولا ينافسه في هذا إلا الشعب المصري، مع الاعتراف بمساحة الاختلاف الطبيعية بين الشعبين، ولكن باعتبار أن مفهوم «الثورة» مفهوم إيجابي لدى الطرفين.

هاشمي رفسنجاني شريك مؤسس مع الخميني وخامنئي في الانقلاب على الشاه وحكم إيران بالحديد والنار، وبالحق الإلهي الخالص الذي زعموه لأنفسهم ولتفسيرهم الخاص للإسلام، ولكنه نتيجة لخلافات على السلطة اتخذ منذ سنواتٍ طويلة قيادة تيارٍ بات يُعرف بالتيار الإصلاحي في إيران، ورغم الشكوك المتصاعدة في أن وفاته لم تكن طبيعية فإن المهم هنا حديث نُشر مؤخراً لابنته فائزة رفسنجاني. حديث فائزة رفسنجاني حديث مثيرٌ، وقد صرحت فيه بتصريحاتٍ أكثر قوة من تصريحات سابقة لها، فهي سيراً على الخط الذي انتهى إليه والدها قالت في حوار مع إحدى القنوات في الإنترنت الخميس الماضي: «أنا لست ضد الحكومات الدينية، ونحن مثل الجميع، كنا نعتقد أن الجمهورية الإسلامية سوف تنجح، لكن الحكومة الإسلامية الإيرانية لم تفشل فحسب، بل دمرت الإسلام أيضاً» وهو كلام مهمٌّ، ذلك أن هذه هي إحدى المعضلات التي خلقها نموذج الإسلام السياسي المصنوع حديثاً، والذي تتبناه الأصولية الإسلامية السنية والشيعية. جادل كثيرون بأن هذا النموذج الأصولي الذي يخلط الدين بالسياسة هو تشويه للدين وتخريب للسياسة على حدٍّ سواء، وما تقوله رفسنجاني هو مثالٌ واضحٌ على هذا في السياق الإيراني، هي متصالحة مع فكرة الحكومة الدينية لا المدنية، ولكنها تعترف بأن الحكومة الإسلامية الإيرانية فشلت، وتضيف بتأكيد: «بل دمّرت الإسلام» وهذا هو مصير هذا التيار الأصولي في كل نماذجه، من السودان إلى طالبان وإيران.

على طريقة الخميني، قتل المرشد خامنئي أحبابه ورفاق دربه، وأفنى عبر عقودٍ كبار مواليه وأخلص مناصريه، وهو اليوم هرمٌ مريضٌ، يتمنى الموت واقفاً قبل الانكسار الكبير لحلمه ومشروعه، والآيديولوجيا التي اختلقوها هو وسلفه وحكموا بها الشعب الإيراني بالحديد والنار ونشروا بها الدمار والخراب في الدول التي نجحوا في نشرها فيها مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن.

تحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكثر من مرة بأن السعودية ستسعى بكل الوسائل لمنع التدخلات الإيرانية في الدول العربية، وأن إيران إذا لم تتخلَّ عن مشروعها التوسعي الطائفي فإنها ستُجبَر على الرجوع إلى الداخل الإيراني والاهتمام بشعبها وشؤونها الداخلية، وهو ما ثبت اليوم لكل المتابعين أنه لم يكن حديثاً عابراً، بل رؤية واستراتيجية، وقرارات ومواقف، قد بدأت في فترة قصيرة من عمر الزمن تؤتي أكلها وتظهر نتائجها، والأمثلة كثيرة، من آخرها المصالحة بين إثيوبيا وإريتريا في القرن الأفريقي والتي تمّت بجهودٍ سعودية إماراتية مكثفة، وسيتم التوقيع عليها في السعودية. تخبُّط إيران بدأت تظهر بوادره في العراق الذي باتت تخسر فيه كثيراً من نفوذها وقوتها، ومن العبث ضربها بالصواريخ مناطق المعارضين الأكراد في العراق بالتزامن مع إعداماتٍ داخلية لبعض الرموز الكردية، وهو ما جعل واشنطن تحذّر النظام الإيراني من مغبة مثل هذه السياسات التي تذكّر بمواقف إيران بعد 2003 ضد القوات الأميركية في العراق. كذلك بدأت تتكشف للعالم أدوار إيران التخريبية، وأصدرت محكمة أميركية غراماتٍ على النظام الإيراني لدوره المعروف في تفجيرات الخبر السعودية 1996، والتي قُتل فيها عدد من الأميركيين، وهو ما سبق أن أثبتته السعودية بكل الأدلة والبراهين، وأمثال هذه الأدوار التخريبية الإيرانية يمكن أن تكون وسيلة مهمة لفضح جرائم النظام الإيراني في جميع المحاكم في شتى البلدان، وهو مسارٌ لو تمّ تحريكه في أوروبا وأميركا الجنوبية وأفريقيا سيكون عنصراً مهماً لإحراج بعض الدول التي لم تزل تدافع عن إيران أو عن الاتفاق النووي الأسوأ من السيئ والذي قاده الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. أخيراً، فالنماذج السيئة لأنظمة الحكم التي قدمتها وتقدمها جماعات وتيارات الإسلام السياسي تنتهي بالفشل وتدمير الإسلام وإفناء البشر، وإيران هي أبشع النماذج.

 

إدلب: دول العالم تنشد السلام

د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط/16 أيلول/18

تتجه أنظار العالم نحو محافظة إدلب السورية، التي أصبحت السيطرة عليها من قبل النظام وحلفائه صعبة، حيث فيها تتقاطع مصالح دول كثيرة، لعل أهمها تقاطع مصالح تركيا وروسيا، فجزء من إدلب هو من الحدود التركية، وسيطرة قوات النظام وروسيا عليها وإيران تراه تركيا تهديداً للأمن التركي. وحذر الرئيس التركي، في مقال نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، من أن «العالم سيدفع الثمن»، وحذرت أميركا وبريطانيا وألمانيا وبقية الدول الأوروبية من أن استخدام الحكومة السورية للسلاح الكيماوي في إدلب لن يكون مقبولاً، وسترد ألمانيا على الأرض، بما يتوافق مع دستورها والقانون الدولي، فيما هدد الرئيس الأميركي والرئيس الفرنسي أنه إذا ما ثبت لديهم استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي، فإنه لا مفر من استخدام القوة ضد النظام السوري. لذا أصبحت محافظة إدلب كالقنبلة الموقوتة، حيث تزج تركيا بقواتها، التي بلغت 30 ألف جندي، وقامت بمضاعفة الدبابات والمدرعات الموجودة على الحدود السورية، حيث يوجد في إدلب مسلحو الجيش الحر وسط ثلاثة ملايين من المدنيين. وتسعى تركيا للتحالف مع ما تسميه «الجيش الوطني الحر»، والاستعدادات بدأت، حيث بدأ الجيش الحر بحفر الخنادق في المناطق المحيطة منذ أشهر، والواضح أن معركة إدلب لن تكون سهلة على النظام، كما كان الوضع في المحافظات الأخرى، مثل الغوطة الشرقية وحمص وحلب ودرعا ودير الزور، وغيرها من المحافظات التي سيطر عليها النظام. خطورة معركة إدلب، التي إذا ما حدثت لن تكون معركة سهلة، لأنه سوف تشترك فيها أطراف دولية، وكلا الطرفين الرئيسين ليس لديه مجال للتراجع عن المعركة، حيث إن النظام السوري وحلفاءه يسعى إلى إتمام السيطرة على كل الأراضي السورية؛ والطرف الآخر، وبالأخص تركيا، تعني له السيطرة على إدلب تقوية الحزب الكردستاني المعارض للنظام في تركيا. اللقاء المرتقب بين الرئيسين التركي رجب إردوغان والروسي بوتين بعد أيام هو الذي سيحدد مصير نشوب المعركة من عدمها، وفرص نجاح هذا اللقاء ضئيلة، وذلك لأن كل طرف حشد قواته ولا مجال للتراجع، إلا إذا ضغطت الدول الأوروبية، وأميركا بالأخص، على روسيا. ولكن روسيا تبدو مصممة على مهاجمة المدينة. كما أن تأجيل المعركة من قبل النظام السوري يعني في نظرهم تقوية المعارضة. دول كثيرة تحاول أن تضغط على روسيا لتفادي الهجوم، مما يجعل موقفها حرجاً، فقد قالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان: «إن مثل هذا الهجوم ستكون له انعكاسات كارثية» و«سيؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة وهجرة كبيرة، حيث يمكن أن يهدد مباشرة ثلاثة ملايين مدني»، وفق أرقام مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في المنطقة. حقاً، هناك كارثة إنسانية سوف تقع إذا ما حدثت الحرب، فأعداد هائلة من المدنيين ستفر من إدلب، وسيتسببون في أزمة كبيرة، بالإضافة إلى احتمالات كثيرة ممكنة الحدوث، إذا ما نشبت هذه الحرب.

 

هل كان سيد قطب في أول إسلامياته مسكيناً؟!

علي العميم/الشرق الأوسط/16 أيلول/18

كتاب سيد قطب (العدالة الاجتماعية في الإسلام) كان قد صدر في طبعته الأولى عام 1949، وكان مؤلفه في بعثة مفتوحة في أميركا، لدراسة اللغة الإنجليزية، وللتعرف إلى مناهج التعليم والتربية هناك. وفي ذلك العام كان مسعود النَّدَوي في زيارة إلى العراق، فأهداه شبيبة الإخوان المسلمين العراقيين الكتاب ليقرأه. ومما قاله عنه بعد أن قرأه: «الكتاب في مجموعه جيد، والمؤلف مسلم متمكن فكرياً وثقافياً، والأهم من هذا وذاك أنه يفرّق بين الإسلام والمسلمين، ويعلم بأن يرى (!) العدل الاجتماعي، وقد تحقق في المستقبل على أسس الإسلام الصحيح، ولا يدري المسكين أن هناك في الهند وباكستان مَن انشغلوا وانهمكوا وغرقوا في وضع الأفكار الرامية إلى التطبيق العملي لهذا الحلم. إن اطلاعه على هذا الأمر يدخل في صميم أعمالنا»!

هذا هو رأي أول مترجم لبعض أعمال المودودي من الأوردية إلى العربية والتي كان من بينها كتاب (الجهاد في سبيل الله) في الكتاب الذي عدّه الإخوان المسلمون نمطاً عظيماً غير مسبوق في التأليف والاتجاه والتفكير الإسلامي المعاصر. يشير رأيه إلى أمر يجهله سيد قطب ويجهله الإخوان المسلمون في المشرق العربي، وهو أن ذلك النمط في التأليف والاتجاه والتفكير موجود وله تجربة ناجزة في التنظير والعمل لإقامة دولة ومجتمع إسلاميين كاملين تامّين. فالذين انشغلوا وانهمكوا يعني بهم المودودي وأتباعه، فهم الذين انشغلوا وانهمكوا في هذا الأمر قبل تأسيس المودودي حركته الإسلامية الشاملة، الجماعة الإسلامية (1941)، حين بدأ التأليف باتجاهٍ وتفكيرٍ إسلاميين أصوليين جديدين ابتداءً من أواخر عشرينات القرن الماضي، وبعد تأسيسها.

إن أهم ميزة وجدها مسعود النَّدَوي في الكتاب أن مؤلفه يفرّق - كما قال - بين الإسلام والمسلمين. ويقصد بهذا أنه ميّز بين تاريخ الإسلام وتاريخ المسلمين. أي أنه ادّعى - كما في كتابه - أن تاريخ المسلمين غير متطابق مع عقيدة الإسلام وشريعته، ولا يمثلها، بل هو منحرف عنها ومضاد لها. واعتبر هذا ميزة في الكتاب لأن تلك الفكرة كان يعمل بها ويطبقها المصلح الديني الهندي شاه ولي الدين الدهلوي (1703 - 1762) في العديد من كتبه. ولأن المودودي وأتباعه - الذي هو أحدهم - يصدرون عن ذلك القول في نظرتهم إلى الإسلام وتاريخه.

ولقد قال سيد قطب بتلك الفكرة لأسباب مختلفة تماماً عن الأسباب التي دفعت بوليِّ الدين الدهلوي إلى القول بها، لكن ليس هناك مجال لشرح الأسباب، ولا لمناقشتها. وسأكتفي بالإشارة إلى أن تلك الفكرة الشائعة عند الإسلاميين بمختلف تياراتهم والتي نشأت لمحفزات دفاعية وحجاجية، هي أحد الأثداء التي تغذّت منها الأصولية الإسلامية ونمت وترعرعت، وصلب عضلها ومتن عصبها وضخم جسمها، وأنها فكرة غير واقعية وغير منهجية وغير تاريخية. وتقوم على نفي قانون التطور وسُنّة التاريخ.

وكان قبلها قد قال مسعود النَّدَوي عن الكتاب إنه في مجموعه جيد، لكنه لم يُبِنْ لماذا هو جيد. وقد أبان لماذا هو جيد بعده أبو الحسن النَّدَوي حين قرأ الكتاب.

ففي زيارته إلى الحجاز عام 1950 - كما يروي - قدم له الأديب السعودي أحمد عبد الغفور عطار، الكتاب، فعكف على مطالعته. راق له لأنه «فضّل أسلوب الهجوم، أو مواجهة الفكرة الغريبة - بمعناها الواسع - وجهاً لوجه».

وهذا ما كان - كما أخبرنا - يفتقده في المكتبة العربية الحديثة، ولم يجده في الكتّاب العرب. وأسلوب الهجوم على الحضارة الغربية وعلى قيمها ومفاهيمها المعتمد على استعلاء ديني إسلامي كان سيد قطب قد استمده في كتابه من الهندي مولانا محمد علي، ومن النمساوي (الباكستاني لاحقاً) محمد أسد. وكما رأينا في الرأي الذي أبداه مسعود النَّدَوي في كتاب (العدالة الاجتماعية في الإسلام)، أنه تحدث عن مؤلفه سيد قطب بوصفه مسكيناً، وذلك من منطلق الحدب والعطف عليه، لأنه - كما قدّر - في أمسّ الحاجة إلى أن يتزود وينتفع من كتب المودودي، لكي يسير في كتابته الإسلامية في طريق ممهد ومعبد. وهذا ما تحقق مع نشر بعض كتبه المترجمة إلى العربية في القاهرة من عام 1950 إلى عام 1953، عن طريق (لجنة الشباب المسلم) ومع ترجمة كتب أخرى له أصدرتها دور نشر إسلامية في دمشق، وفي بيروت في منتصف الخمسينات وأول الستينات.

تزوُّد وانتفاع سيد قطب من أطروحة المودودي الإسلامية الأصولية مر بمرحلتين: الأولى، كان التزود والانتفاع فيها جزئياً وأتى بشكل مغطى ومحجوب، كما في فصل (الإسلام العالم) في كتابه (السلام العالمي والإسلام) الصادر في 1951. والأخرى، كان التزود والانتفاع فيها كلياً إلى حد الاستغراق التام والذوبان الكامل في أطروحة المودودي مع التنويع عليها في التشقيق التنظيري. وهذه المرحلة ابتدأت في عام 1958. وهي التي في ظلها أكمل كتابة كتابه (في ظلال القرآن) ونقّح الأجزاء التي كان قد أصدرها قبل ذلك التاريخ، ونقّح أيضاً كتابه (العدالة الاجتماعية في الإسلام) التنقيح الأخير ليتواءم مع مرحلته المودودية التي ألّف فيها كتبه التي صدرت ما بين أول الستينات وأول منتصفها. وفي هذه المرحلة رفع الغطاء ونزع الحجاب عن مرجعيته المودودية.

وفي هاتين المرحلتين كان قد تزود وانتفع من كتابات أبي الحسن النَّدَوي، المنظّر الثاني للأصولية الإسلامية الحديثة بعد المودودي. وهكذا تم لسيد قطب ما كان يرغبه ويريده له مسعود النَّدَوي حتى لا يظل مسكيناً في توجهه الإسلامي!

في عرضنا لصلة سيد قطب الفكرية بأطروحة المودودي وشرّحنا لطبيعتها تبيان لخطل ما ذهبت إليه الدكتورة حياة اليعقوبي، من أن سيد قطب قد تتلمذ على المودودي علمياً وسياسياً. فسيد قطب قد تتلمذ على المودودي علمياً وسياسياً.

فسيد قطب تتلمذ في بداية حياته الأدبية والثقافية على عباس محمود العقاد. وقادته هذه التلمذة في مرحلته الأدبية إلى أن يكون متعصباً له بسطحية وشطط وسفه. وكان بعض أبناء جيله من الأدباء والنقاد في معاركهم الأدبية معه يلمزونه - مع استواء شخصيته الأدبية والنقدية والفنية - بتسميته «تلميذ العقاد»، ليصغّروا من حجمه الأدبي والنقدي. وبسبب ذلك التعصب عندما أثخن مارون عبود شعر العقاد بالنقد في سلسلة مقالات، سخر منه سخرية مسيحية لاذعة، فسماه مار توما العقاد. إن سيد قطب حينما تعرف إلى كتب المودودي لم يكن في طور التتلمذ والتعلم، وإنما تأثر بآرائه بقوة إلى حد استنساخها. وكان مهيأً إلى أن يندفع في اتجاه إسلامي متطرف. وفي سعيه للمضي في هذه الاتجاه وجد ضالته في أفكار المودودي. معضلة سيد قطب سواء في مرحلته الأدبية أو في مرحلته الإسلامية أنه كان غير قادر على الابتكار والاجتراح، لهذا كان في الأولى عقادياً وفي الأخيرة مودودياً.

هذا بالنسبة إلى فعل «تتلمذ».

أما «علمياً» فأود أن أُعلم الدكتورة حياة أنه لا وجود لهذه الكلمة في قاموس المودودي. ولا وجود لكلمات أخرى فيه كالمنهجية والموضوعية. فهو لا يريد أن يكون علمياً ومنهجياً وموضوعياً في إسلامياته. لا يريد ذلك لأنه صاحب مشروع سياسي عقائدي أممي يهدف إلى تغيير ثوري شامل في الدول الإسلامية والدول غير الإسلامية. وأما سياسياً، فهناك بون شاسع بين نهج المودودي ونهج سيد قطب في العمل السياسي.

تقول الدكتورة حياة - وهي تعرض لما جاء في رسالة الجهاد لحسن البنا: «يخوض الكاتب في معنى سبيل الله، ويحصرها في كونها إرشاد الخلق إلى الحق حتى تكون كلمة الله هي العليا. واستحضر لتفسيرها جملة من الوقائع عن تاريخ الصحابة في الجهاد. ويستدل بها على عزوفهم عن المطامع والأهواء. وهي فكرة تحمل محاولة لدحض فكرة أن الجهاد هو الاستبداد والحصول على الأرزاق. وهي فكرة دافع عنها المستشرقون». ثم تقارن بين حسن البنا والمودودي، فتقول: «وقد خاض فيها - تقصد الفكرة - بأكثر توسع وانفعالية. وقد نفسر هذا الهدوء في خطاب حسن البنا - مقارنةً بالمودودي - بزعامته حركة في ظرف سياسي يجعل الجهاد يتوجه إلى الخارج لا إلى الداخل»! وفي خاتمة بحثها قالت: إن «سيد قطب الذي عانى من السجن والتعذيب في عهد عبد الناصر كان الجهاد لإسقاط النظام ذا أولوية مطلقة تسبق كل الأولويات عنده. والمودودي هو المرجع والمدرسة الأولى التي تسلم منها سيد قطب مفهومه للحاكمية التي من أجلها استمات في الدفاع عن الجهاد قتالاً. إلا أن الانفعالية التي طبعت خطاب الرجلين في مسألة الجهاد سنراها تخبو مع حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين، فإذا كنا رأيناه يدافع عن الجهاد في ضيقه واتساعه، فإنه من أجل الإقناع والترويج الدعوي حتى يوجهه ضد المستعمر الإنجليزي وقبل كل شيء، فوحده الغرب كافر يستحق الجهاد ضده، ووحدها فكرة أخلاقيات الجهاد في الإسلام كان يراها تسويقاً جيداً له».

وتمضي في مقارنتها إلى أن تقول: «حسن البنا مثلاً بدأ أكثر حرفية وهو يربط الآيات، ويتدخل في أكثر من موضوع ليضفي شرعية عقلية، ويعتمد منهجاً متماسكاً في التعامل مع الآيات وتوظيف علاقاتها الداخلية. وهو ما بدأ باهتمام المودودي، وربما لأن الجانب الدعوي كان رهاناً يحتاج إلى رؤية أكثر إقناعاً». وللحديث بقية.

 

قراءة في الثورات العربية: ليست ربيعا ولا شتاء، إنها مرحلة

د. منى فياض/الحرة/16 أيلول/18

حثني الملف الذي نشرته صحيفة لوموند بولتيك الفرنسية في عدد خاص في تموز/يوليو 2018، تحت عنوان "تاريخ الثورات" (L’histoire des revolutions) في عدد خاص، على تسجيل مجموعة من الملاحظات في ما يتعلق بالثورات العربية.

إن الإنسانية محكومة منذ القدم بالتقدم عبر انقطاعات وثورات متتابعة. هذه الانقلابات الفجائية في تاريخنا، ولكن النادرة في النهاية، تولّد الـ"ما قبل" والـ"ما بعد"، في السياسة كما في الميادين الأخرى. تسم التغيير الحاد في بنية المجتمع أو الدولة. فعندما يصبح الرجال والنساء غير راضين عن ظروف معيشتهم يتجمعون للتعبير عن سخطهم وغضبهم ويحاولون تغيير نظام الأشياء القديم؛ وهو ما يحصل منذ مصر القديمة إلى الصين الشعبية وجميع الثورات التي شهدها التاريخ، وتجسدت بشخصيات مثل سبارتاكوس أو روبسبيير، لينين أو ماو أو كاسترو. ويبقى السؤال: هل حافظت الثورات على وعودها الثورية؟

تنجح الثورة عندما تتوحد قياداتها ضد السلطة القائمة وهو ما نجحت فيه القيادات التونسية المؤطرة في نقابات ذات تاريخ نضالي وأحزاب

فشلت الكثير من هذه الثورات، لأنها لم تتمكن سوى من هز السلطة القائمة: ثورات الفلاحين في القرون الوسطى، كومونة بارس أو ربيع براغ.. كذلك الأمر بالنسبة للثورتين الروسية والصينية. يكمن فشل هاتين الأخيرتين في تمخضهما عن أنظمة توتاليتارية.

في المقابل، نجحت ثورتان كبيرتان في التاريخ الحديث: الثورة الاستقلال الأميركية عام 1776، والثورة الفرنسية عام 1792 لإرساء الجمهورية. حصل العكس في مطلع القرن العشرين مع المثال الشيوعي بعدما غذى الاندفاعة الثورية العالمية، سواء في روسيا أو غيرها. ومع انتهاء الاستعمار استبدلت الثورات بالنضالات النسوية والاحتجاجية.

هناك ثورات مصغرة تحصل هنا وهناك تشجع عليها تأثيرات العولمة (توحش رأس المال وخراب البيئة) لكنها لم تعد تهدف إلى إرساء العدالة على مستوى الكرة. حلت الوعود الثورية الأقرب إلى الفردانية والجوانية محل الطوباويات الجماعية. يمكن القول إن فترة التغيير الديموقراطي في أميركا اللاتينية أقرب لأن تكون قد انتهت. أما في ما يتعلق بالثورات العربية (مصر وليبيا وسورية)، فلقد تم اعتراض سبيلها مع أنها أثارت الحماس في بدايتها وشكلت سلمية شباب ميدان التحرير نموذجا مثيرا للإعجاب.

يرى السيسيولوجي جاك غولدستون، الذي ألف عددا من الكتب حول الثورات، أن الثورات اتخذت معاني مختلفة عبر التاريخ.

تكون الثورة ثورة عندما تعجز الحكومة عن مواجهتها فتتوسع وتكتسب شرائح جديدة؛ وعندما تفشل في التغيير وتتمكن الحكومة من ضبطها، فتكون مجرد انتفاضة.

ليست أشكال الاعتراضات هي التي تميز بين الانتفاضة والثورة بل مدى فعالية رد السلطات على ردود فعل النخب ومدى ولاء هذه الأخيرة للسلطة. ويمكن أن نضيف في سورية إلى دور النخب، دور الأنظمة المستبدة وميليشياتها التي استنجد بها النظام للاحتفاظ بالسلطة ولو سمح عبر ذلك باحتلال بلاده. تسببت الثورات العربية، التي تتابعت في العام 2011، بالكثير من الجدل من أجل تعريفها، فسميت بداية بالربيع العربي الذي سرعان ما حل محله الشتاء؛ وسميت في مصر انقلابا وبسورية حربا أهلية.

فما الذي يميز الاعتراضات التي تنفجر، في سياق الصراع على السلطة، عن بعضها البعض؟

يجيب غولدستون أن هوية المعارضين هي التي تميز بينها. فالانقلاب يقوده عادة العسكر؛ مع ذلك لم يكن وصول السيسي إلى السلطة انقلابا بالمعنى التقليدي لأنه كان مدعوما من قبل الجماهير التي عارضت حكم الإخوان وتجربة محمد مرسي.

أما الحرب الأهلية فتكون مسرح مواجهات بين مجموعات مسلحة؛ مع ذلك لا يمكن أن نطلق على الصراع السوري اسم حرب أهلية كون معظم المتحاربين قوى محتلة ومستوردة تتصارع على الأرض السورية.

ولكي تنجح الثورات تحتاج إلى أشخاص يتمنون التغيير الجذري للنظام واستبداله بآخر. لذا تعد حروب التحرير ثورات لأن الفاعلين فيها يرغبون بالقضاء على النظام التابع وإعادة تأسيس بلدهم.

لم تعد الثورة مرتبطة بالحدث السياسي فقط، بل التغيير الجذري. لذا يتم الحديث عن ثورة علمية وثورة بيئية أو دينية، وحتى بالمعنى السياسي الصافي تغير تعريفها تاريخيا. ففي عصر النهضة، عنت كلمة ثورة بالإيطالية التغير الدوري للنظام في المدن ـ الدولة الإيطالية، بينما عنت لاحقا في الثورة الفرنسية، القضاء على كل مرتكزات المجتمع الفرنسي: الحق الإلهي للملكية والحقوق الإقطاعية وسلطة الكنيسة.. وبدلا عنها تعهدت الحكومة باحترام المبادئ الطبيعية العالمية التي يعرّفها العقل.

تحولت الثورة قطيعة تامة مع الماضي، وولادة نظام فريد. وهو ما ظن البولشفيك أنهم قادرون على تحقيقه في ثورة تشرين الأول/أكتوبر.

ولم تعد صفة العنف التي رافقت الثورات حتى القرن العشرين ملازمة لها؛ صار لدينا الثورات المخملية والملونة التي سادت في الشرق الأوسط مؤخرا وقبلها في أوراسيا؛ ما دعا المؤرخ البريطاني تيموتي غارتون إلى اقتراح تعبير refolution أي جمع إصلاح وثورة معا.

كما أكد تزامن الثورات في العالم العربي إمكانية حصولها كموجات، كانت تتباعد في ما مضى، لكن ثورة المعلومات من ناحية واشتراك المنطقة العربية بثقافة وبنى اجتماعية وسياسية متقاربة جعلتها متزامنة.

تحتاج الثورات إلى قيادة؛ لذلك عزا البعض فشل الثورات العربية إلى غياب القيادة، لكن في مصر كثرة القيادات وتناقضها وتنافسها وعجزها عن التفاهم فيما بينها (إخوان مسلمون وسلفيون وقيادات علمانية) كانت سببا إضافيا لعجزها ونجاح الجيش في استعادة المبادرة. كذلك الأمر في سورية، فإن انقسام قيادات المعارضة وتعارضها الذي كان أوسع من حالة مصر وهو مستمر حتى الآن، كان أحد أسباب فشلها وبقاء الأسد في سورية المحتلة.

تنجح الثورة عندما تتوحد قياداتها ضد السلطة القائمة وهو ما نجحت فيه القيادات التونسية المؤطرة في نقابات ذات تاريخ نضالي وأحزاب. لذا يصعب توقع أسباب الثورة بدقة كما في نجاحها، مثلما يصعب تحديد حصول زلزال لأن الطبقات التي تحدد الانقطاع الفجائي مختبئة في الأعماق ويصعب رصد تحركاتها. يمكن للسوسيولوجي أن يحدد المناطق التي يحتمل أن تعرف ثورات وليس أكثر من ذلك. فلقد بينت أحداث مصر أنه كان بإمكان الجيش أن يقمع الثورة في ميدان التحرير كما فعل سابقا؛ لكنه استعمل الاعتراض الشعبي كي يقطع طريق التوريث على حسني مبارك لأن جمال مبارك كان من خارج الجيش عكس من سبقوه. عندما تحصل ثورة تكون قد مرت بسياق طويل من فترات تهيئة، واستقرار، وردة فعل أو ثورة مضادة وانقسامات داخلية

من هنا يفرق السوسيولوجي الأميركي شارل تيللي بين "الوضعية الثورية" و"النتائج الثورية". فتتميز الأولى "بالسيادات المتعددة"، فيظهر المعترضون ويحشدون قسما من المحتجين الشعبيين لصالحهم ويطالبون بالسيطرة على السلطة على حساب السلطات العاجزة عن إنهاء الاعتراض. أما النتيجة الثورية فتتسم بانتقال سلطة الدولة ـ عادة بالقوة ـ إلى تحالف قيادي جديد. ولكي ينجح هذا الانتقال يجب أن يقاد، جزئيا على الأقل، من قبل النخبة. وهذا كان وضع تونس دون غيرها.

من المهم أيضا مساءلة الثورة حول قدرتها في أن تشكل نموذجا لثوار مستقبليين. وهذا ما استطاعت الثورة الفرنسية تقديمه، بعد أن أنتجت شكلا سياسيا للاعتراض الشعبي تمكن من إيصال مجموعة منتخبة إلى السلطة، مهمتها وضع دستور.

أما سبب ندرة الثورات فهو لأن ركيزة الأنظمة السياسية منعت ذلك بكل الطرق الممكنة وخنقت الغضب. وعندما تحصل ثورة تكون قد مرت بسياق طويل من فترات تهيئة، واستقرار، وردة فعل أو ثورة مضادة وانقسامات داخلية. وهذا ما حصل في الثورة الفرنسية التي تعرضت لانشقاقات داخلية مميتة ومدمرة. أما الثورات العربية التي فشلت، فهي مجرد مرحلة في رحلة التغيير الطويلة التي بدأت الآن. ولكي أدعم الأمل في مستقبل ربما غير قريب، أعود إلى النص الذي يؤكد أن هذه الحقيقة عرفت منذ أيام الفراعنة، وعرف باسم بكائيات ايبوير الفرعوني، يذكرنا بحقبة من السلم تلي فترات الظلم والاستبداد: عندما تنتهي سيادة العنف والجريمة، سيأتي حكم ملكي جديد يستحق هذا الاسم، فالبعض سيرفضون قبول كل هذا البؤس. ويولد الأمل من جديد عندما يتذكرون القيم الحقيقية. وإذا وعى الفرعون واجباته واحترم القانون، سوف يعود زمن السعادة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون اتصل بأمير الكويت وتوافق على ان لا شيء يمكن أن يؤثر على صلابة العلاقات بين البلدين

الأحد 16 أيلول 2018 /وطنية - أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مساء اليوم، اتصالا هاتفيا بأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح، وعرض معه الأوضاع العامة والعلاقات اللبنانية- الكويتية، حيث أكد رئيس الجمهورية على متانة هذه العلاقات الاخوية وتجذرها، منوها بمواقف أمير الكويت الداعمة للبنان في كل الظروف التي مر بها. وتوافق الرئيس عون والشيخ الصباح على ان لا شيء يمكن ان يؤثر على صلابة العلاقات اللبنانية- الكويتية على المستويين الرسمي والشعبي.

 

الخارجية: لعدم التدخل في شؤون الدول التي دعمت لبنان في أزماته

الأحد 16 أيلول 2018/وطنية - ذكرت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، بوجوب "عدم التعرض لأي دولة شقيقة كانت أم صديقة". كما حيت "دولة الكويت الشقيقة وسمو أميرها صديق لبنان الصادق والوفي الذي يحمل لبنان في قلبه ووجدانه ولم يترك لبنان في أحلك الظروف، كما نذكر الشعب الكويتي الذي يعتبر لبنان بلده الثاني". وتمنت الوزارة من جميع اللبنانيين "عدم التدخل في شؤون الدول التي وقفت ودعمت لبنان في أزماته، واضعين مصلحة لبنان واللبنانيين نصب أعينهم".

 

الراعي زار مركز جدرا لمؤسسات الرعاية الاجتماعية: لقد قضينا يومين نتكلم فيهما عن المحبة فإذا بها هنا تعاش

الأحد 16 أيلول 2018/وطنية - إختتم بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للطائفة المارونية الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، زيارته الراعوية لمنطقة إقليم الخروب، بزيارة مركز "الرعاية والتنمية"، التابع لمؤسسات الرعاية الاجتماعية - دار الأيتام الإسلامية، في بلدة جدرا الساحلية.

وأقيم للراعي والوفد المرافق استقبال حاشد عند مدخل المركز- منشأة الحاج نزار شقير- جسد أسمى معاني العيش المشترك بين أطياف المجتمع اللبناني، واستهل بتحية كشفية من مفوضية "كشاف دار الايتام الإسلامية"، وكان في استقباله رئيس عمدة المؤسسات فاروق جبر وأعضاء العمدة، المدير العام لمؤسسات "الرعاية الاجتماعية" في لبنان - "دار الأيتام الإسلامية" الوزير السابق خالد قباني، نزار شقير، نائب المدير العام لمجمعات ومراكز المناطق سلوى الزعتري، مديرة مركز جدرا "للرعاية والتنمية" ثروت حسن، فريق الإدارة العامة لمؤسسات الرعاية وعدد من مدراء مراكز المناطق التابعة لها.

ثم أقيم للراعي احتفال في قاعة المركز، وحضره النائب بلال عبد الله ممثلا رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، النائب فريد البستاني، ممثل النائب محمد الحجار نجله رشيد، محافظ جبل لبنان محمد مكاوي، قائمقام الشوف مارلين قهوجي ضومط، المدير العام لشركة "خطيب وعلمي" المهندس سمير الخطيب، اللواء ابراهيم بصبوص، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير، المدير العام لوزارة المهجرين أحمد محمود، الشيخ نجيب الصايخ من مؤسسة "العرفان التوحيدية"، راعي أبرشية صيدا ودير القمر المارونية المطران مارون العمار، المونسنيور مارون كيوان، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم، رئيس بلدية جدرا الخوري جوزف القزي، رئيسا اتحادي بلديات إقليم الخروب الشمالي زياد الحجار والجنوبي جورج مخول، رؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات وفاعليات اجتماعية وسياسية ودينية من منطقة الشوف وإقليم الخروب.

حسن

استهل الاحتفال بكلمة ترحيبية ألقاها جبر، وسلم الراعي كتاب المئوية، ثم كانت كلمة لمديرة مركز جدرا، التي نوهت ب"الدور الذي يقوم به المركز على صعيد الرعاية الاجتماعية والإنسانية في المجتمع المحلي، واحتضان المنطقة للمؤسسات"، شاكرة رئيس بلدية جدرا الأب جوزيف القزي "الذي له اليد الطولى في هذا الاحتضان، الذي يجسد المعنى الحقيقي للعيش المشترك بين أبناء الوطن". ثم كانت مشهدية استعراضية بعنوان "المحبة والسلام"، أداها أبناء مركز جدرا للرعاية التنمية، من ذوي الإعاقة الذهنية.

قباني

ثم تحدث قباني، فقال: "نستذكر ولا ننسى، يا صاحب الغبطة، لأنها باتت في الوجدان والضمير، كلماتك الوطنية الرائعة، التي تصدرت مذكرة بكركي في 9 شباط 2014، من أجل تحقيق وطن يليق بالإنسان، والتي دعوتم فيها الجميع إلى التمعن بطبيعة هذا الوطن، الذي يولد ويتطور في استمرار من تجربته التاريخية الطويلة في العيش معا وقلتم: ليست مقولة العيش معا، التي يتمسك بها اللبنانيون شيئا عرضيا أو شعارا مرحليا، إنما هي لب التجربة اللبنانية. صدقت يا صاحب الغبطة". أضاف: "من هنا تأتي زياراتك الراعوية إلى كل مناطق لبنان، ومنها هذه الزيارة المباركة إلى منطقة الشوف وإقليم الخروب، لتؤكد على أهمية العيش المشترك بين اللبنانيين، وعلى معاني العيش المشترك الأصيلة، وفي صلب العيش المشترك الحياة المشتركة وتثبيت روح المحبة والانفتاح والاعتدال والتواصل والمودة والتسامح، والحفاظ على الكرامة الإنسانية، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا".

وتابع: "وروح المحبة والانتماء إلى الوطن، التي طالما دعيتم إليها، بتواضع المؤمن، هي التي دفعتكم اليوم إلى هذه الزيارة التاريخية الكريمة لدار الأيتام الإسلامية في هذه البلدة العزيزة، في جدرا في منطقة الشوف وإقليم الخروب، التي تشكل نموذجا للعيش المشترك، ونحن بدورنا، في دار الأيتام الإسلامية، وانطلاقا من هذه الروح اخترنا جدرا فامتدت يد الخير، يد الحاج نزار شقير، التي بنت وجهزت مكان هذا الصرح الإنساني الحضاري، الذي يحتضن أبناء معوقين ذهنيا، ليعدهم إلى حياة أفضل. ورحبت جدرا وأهلها وفتحت قلبها وذراعيها لهذا الصرح اللبناني الاجتماعي والرعائي والإنساني، وكان للأب قزي اليد البيضاء في هذا الشأن".

وأردف: "نحن في مؤسسات الرعاية الاجتماعية - دار الأيتام الإسلامية، يا صاحب الغبطة، نعمل من أجل الإنسان، من أجل إكرام الحياة الإنسانية، لا نفرق ولا نميز، نعمل من أجل لبنان، لكل لبناني، تتوزع خدماتنا الرعائية والإنسانية على أكثر من 54 مركزا تنتشر على مساحة الوطن كله، نعمل منذ ما يزيد عن الماية سنة ومستمرون بالعمل بإخلاص وشفافية. لليتيم ومن لا عائل له، للفقير والمحتاج نعمل، للأرملة والمطلقة ولتمكين المرأة نعمل، للمسن، للأسر الفقيرة نعمل، وعملنا هو عبادة ورسالة، نتوجه فيها إلى الله، لكي يتقبل أعمالنا خالصة لوجهه، مؤيدين ومدعومين من مجتمع خير ومعطاء، ما تأخر ولا تردد يوما في العطاء، رغم الظروف الصعبة والأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد، مؤمنين بدور المجتمع في بناء وإعمار وإغناء الحياة الإنسانية و بفكرة التكافل والتضامن بين أبناء المجتمع، التي تضم الجميع تحت عنوان النهوض بالإنسان، وقيم المساواة والعدالة والرحمة، والحديث الشريف يقول: "إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".

وشكر الراعي على "هذه البادرة الطيبة والزيارة الكريمة لدار الأيتام الإسلامية في بلدة جدرا المنيرة"، مؤكدا أنها "ستبقى محل تقديرنا ومحفورة في ذاكرة أبناء هذه الدار وفي القلوب".

هدية

ثم قدم أبناء المؤسسة هدية تذكارية للراعي.

الراعي

وألقى الراعي كلمة، فقال: "ما أجمل ما يدبر الله، ما كنت أظن أننا ننهي هذين اليومين الجميلين في هذا اللقاء، الغني بالعاطفة والمحبة. لقد قضينا يومين نتكلم فيهما عن المحبة وضرورة المحبة، فإذا بنا هنا نعيشها، هنا تعاش، ونشكر الله، فهذا الذي يبقى". أضاف: "يقول الرسول بولس في رسالته، التي أنشد فيها سر المحبة: الإيمان ينتهي، والرجاء ينتهي، وتبقى المحبة، لأن الله محبة". إن المشهدية التي رأيناها من الأطفال، الذين تعلموا المحبة ويعيشونها، فما أجمل أن يقولوا لكل الأطفال نحبك، لأنها صادرة من قلوب تعرف المحبة، هذه المشهدية تملي علينا أن نضيف إليها اسم مركز جدرا للرعاية والتنمية - الطريق إلى السلام بالمحبة والتسامح"، شاكرا جميع الحضور على "محبتهم"، منوها ب"جهود المطران العمار والخوري جوزف القزي، اللذين أرادا أن نختتم زيارتنا في هذا المركز، وهذا مقصود عن نية، لكي لا ننسى أبدا هذا المكان، ثم حيا الراعي جميع الحضور وجميع القيمين على مؤسسات الرعاية الاجتماعية". وتابع: "هنا، وفي دار الأيتام وفي مؤسسات الرعاية الاجتماعية الإسلامية في لبنان، نعم فعل عبادة لله عبر رسالة المحبة. إن محبتنا للانسان كل الإنسان، تنبع من محبتنا لله، والعبادة لله فعل محبة لله، نستمد المحبة منه لنحملها رسالة للمجتمع، هذا ما تقوم به مؤسسات الرعاية الاجتماعية- دار الأيتام الإسلامية، وما تعيشه ويعيشه مركز جدرا للرعاية والتنمية، هذا ما لمسناه منذ أن وطأنا هذه الأرض الطيبة. فأحيي رئيس العمدة وكل الذين يحسنون والذين يسخون، فالله دائما يريد منا القليل وهو يصنع الكثير"، وقدم مثلا "كيف أن يسوع أطعم 5000 رجلا، ما عدا الرجال والنساء من خمسة أرغفة وسمكتين، وهذا يعني أن الرب هو الغني، ويطلب منا القليل وعليه الكثير، وهذا ما أنتم تختبرونه هنا"، كما حيا "المحسن الكبير الحاج نزار شقير ومديرة المركز ثروت حسن وجميع العاملين"، واصفا أنها "ثروة كبيرة". وأردف: "لقد تأثرت كثيرا منذ أن وطأت عتبة هذه المؤسسة، فتذكرت كلمتين من الكتب المقدسة 73 كتابا من العهدين القديم والجديد، حيث تقول: خلق الله الإنسان على صورته ومثاله. وذات يوم التقى الرب بأحد الذين يحملون إعاقة، وسألوه من أخطأ والده أم والدته، فأجاب كلا لا أمه ولا أبوه، بل لكي يظهر مجد الله". وقال: "إن الذين يحملون إعاقة ما في أجسادهم بالنسبة لتعليمنا المسيحي، يواصلون آلام الفدا من أجل حياة العالم، أنهم مثل الحربا، التي تقي غضب الله عن البشر، هؤلاء هم الحربا، لذلك أقول معك فعل عبادة لله، بالرسالة التي نكرمهم بها، هؤلاء يدفعون عنا، ويتألمون من أجلنا، وهؤلاء يرفه الله غضبه عنا في الشرور والظلم والحروب والخطايا، التي لا تبلغ حدها بعد، فهم الحربا". أضاف: "نعم هذه المشهدية، مشهدية لاهوتية إسلامية مسيحية عميقة، أجل ونعم مركز جدرا للرعاية والتنمية الطريق إلى السلام والمحبة والتسامح، فالقلوب التي لا تحب تعيش التعاسة، لا يشعر الإنسان بالسعادة إلا عندما يحب، وإذا ربطنا الكلمة الأولى والأخيرة، خلق الله الإنسان على صورته ومثاله، وهو محبة، ليكون كل واحد منا محبة، وللذين هم بحاجة إلى محبة، نكون نحن نزرع فيهم هذه المحبة، ليعيشوا فرح المحبة كما أنتم تفعلون، فشكرا للمحسنين الذين يحرسون هذه المؤسسة". وتخلل الزيارة جولة تعريفية في أرجاء مركز جدرا، للتعرف على الخدمات التي يقدمها المركز للمحيط، من برامج متنوعة، منطلقا من احتياجات المجتمع، وخصوصا الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية، إلى جانب البرامج الأسرية للأرامل والمطلقات، برامج تمكين المرأة وأطفال الأمهات العاملات، مدعما ببرامج التوعية المجتمعية والإرشاد والعون الأسري، والأنشطة الثقافية والتنموية لأهالي المنطقة والمحيط.

 

الراعي من جدرا: نشكر الله كيف عدتم واستعدتم المسيرة بعد مأساة الحرب وأعدتم بناء المصالحة في الجبل وتبنونها حجرا بعد حجر

الأحد 16 أيلول 2018 /وطنية - زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في إطار جولته الراعوية في إقليم الخروب، بلدة جدرا الساحلية، حيث أقيم له استقبال حاشد أمام كنيسة مار جرجس. وبعد توجيه التحيات والبركات للحشود، توجه إلى الكنيسة، حيث ترأس قداسا احتفاليا بمناسبة اختتام زيارته للمنطقة، حضره النائب بلال عبد الله ممثلا رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، النائبان فريد البستاني وماريو عون، رشيد الحجار ممثلا النائب محمد الحجار، الوزراء السابقون إلياس حنا وناجي البستاني وخالد قباني، محمد الخنسا ممثلا الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور، محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، قائمقام الشوف مارلين قهوجي ضومط، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، اللواء ابراهيم بصبوص، المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، المدير العام لشركة خطيب وعلمي المهندس سمير الخطيب، المدير العام لوزارة المهجرين أحمد محمود، وكيل داخلية الحزب "التقدمي الاشتراكي" في إقليم الخروب الدكتور سليم السيد، مسؤول "حزب الله" في جبل لبنان بلال داغر، ممثلو أحزاب وقوى وطنية، رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي زياد الحجار، رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الجنوبي جورج مخول، رؤساء بلديات، شخصيات وفاعليات. عاون الراعي في القداس راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر، ممثل راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران ايلي الحداد الأب سليمان وهبه، راعي أبرشية صيدا ودير القمر المارونية المطران مارون العمار، المونسنيور مارون كيوان، رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي ورئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبد أبو كسم وعدد من الكهنة.

القزي

بداية، تحدث رئيس بلدية جدرا الخوري جوزف القزي، فقال: "إلى من كرس المصالحة في الجبل وبارك بزيارته التاريخية قرى وبلدات إقليم الخروب، إقليم النموذج لوطن الرسالة والعيش المشترك، وللوحدة الوطنية، وإلى من خص بلدتي جدرا بهذا الاحتفال الكبير، وإلى من أعطي له مجد لبنان، إلى بطريرك الكنيسة المارونية الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، نقول له أهلا وسهلا في إقليم الخروب". أضاف: "تختتمون زيارتكم التاريخية إلى إقليم الخروب بقداس احتفالي من على مذبح كنيسة مار جرجس في جدرا، وكلنا على يقين بأنكم ستشركون أبناء الإقليم خاصة، واللبنانيين عامة بصلاتكم، مستمطرين عليهم نعم السماء والبركات والرضى من الله تعالى"، مؤكدا أن "جدرا ستبقى كما هي اليوم، واحة للسلام والمحبة والتلاقي مع كل أبناء المنطقة المحبين والوطنيين الأوفياء، وسنبقى أمناء لدعوتنا وشهادتنا المسيحية والوطنية، التي نؤمن بها، ملتزمين بتوجيهاتكم التي تؤشرون بها إلينا".

وشكر الراعي ل"زيارته الراعوية لقرى إقليم الخروب وبلدة جدرا"، مؤكدا أن "زيارته لجدرا ستسطر بأحرف مذهبة، التي ستزيدنا تشبثا بإيماننا ورسالتنا وتعلقا بأرضنا وبيوتنا".

الراعي

ثم تحدث الراعي، فقال: "معكم يا أبناء جدرا نقيم هذه الذبيحة الإلهية، نحن في صلاتنا نذكر أبناء الرعايا على الأرض اللبنانية وفي خارجها. إن اليومين اللذين قضيناهما في إقليم الخروب، كانا غنيين بما رأينا وسمعنا ولمسنا لمس اليد، من قيم وطنية وأخلاقية وروحية. ونشكر الله كيف عدتم واستعدتم المسيرة، بعد مأساة الحرب اللبنانية، فأعدتم بناء المصالحة اللبنانية في الجبل، تبنونها يوما بعد يوم وحجرا بعد حجر". أضاف: "أحييكم وأؤكد لكم، أني أعود إلى الكرسي البطريركي، حاملا معي غنى كبيرا وذكريات لن تمحى من القلب والخاطر. وتحية خاصة لرئيس بلدية جدرا الخوري جوزف القزي، فما نقوله عنه قليل بالنسبة لما عمل ويعمل، فنحن لا ننسى ماذا فعل أثناء التهجبر مع المقيمين والمغتربين من أبناء الرعية، حتى استحق بجدارة ليكون كاهن رعايا الإقليم، بسبب حضوره الدائم وما قام به من خدمات إنمائية". وتابع: "طريقنا إلى الله تمر عبر التضحيات والتجرد، وعبر الخروج من الذنب والإساءة، وعبر الخروج من الحسابات الخاصة، فمن يريد أن يصل إلى الله في نهاية الوجود الشخصي على الأرض، عليه أن يمر عبر الأنا. إذ إنه لا يستطيع أي مسؤول أن يتولى المسؤولية، إذا كان يبحث عن ذاته ومصالحه". وختم "السعادة هي أن تعطي وأن تعيش حرا في ذاتك. ومن أراد أن يكون الأول، فحقه أن يطمح، وليستعد أن يكون متفانيا، لأن المسؤولية بركة للشعب".

بعدها، توجه البطريرك الراعي والحضور إلى حديقة الكنيسة، حيث أزاح الستار عن لوحة تذكارية، وضعت بمناسبة زيارته التاريخية للبلدة، ثم زرع شجرة زيتون، وقدمت له لجنة الوقف والقزي لوحة تذكارية. وختاما، أقام القزي في قاعة الكنيسة، مأدبة غداء تكريمية، على شرف الراعي والحضور.

 

جلسات عمل مؤتمر الطاقة الاغترابية في مونتريال ناقشت التعليم والفرص التجارية من النفط والغاز وتطلعات الشباب وتعدد الثقافات

الأحد 16 أيلول 2018 /وطنية - انعقد مؤتمر الطاقة الاغترابية الاقليمي الثالث لشمالي اميركا في "قصر المؤتمرات في مونتريال" تحت عنوان "NextGen Vibe" اي نبض الجيل المقبل والذي يسلط الضوء على المواهب الناشئة بأفكارها وتطلعاتها وروح المبادرة الخاصة بها. وشهد اليوم الأول جلسات عدة، فانعقدت الجلسة الاولى تحت عنوان "LEBANITY"التي كان اطلقها وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل كأسلوب حياة يعنى بالأجيال كافة من خلال التعبير عن لبنان عبر إجراءات ملموسة تبقي العلاقات مع الوطن حية وغير قابلة للكسر، بغض النظر عن البعد الجغرافي. اما الجلسة الثانية فتمحورت حول النفط والغاز لجهة الاستفادة من الفرص التجارية للمباشرة في التنقيب. وسلط المتحدثون الضوء على هذا الموضوع لما له من آثار ايجابية غير مباشرة لجهة فرص الاستثمار والأعمال التجارية المتاحة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة مثل العقارات والنقل والخدمات اللوجستية والموارد المالية والبشرية والخدمات المهنية. وهدفت الجلسة الى تشجيع الشركات الأميركية الشمالية والخبراء من اصل لبناني على المشاركة ودعم النظام البيئي الناشئ في هذا القطاع الواعد. ويمكن تحقيق ذلك من خلال نقل التكنولوجيا والاستثمار المباشر.

الجلسة الثالثة انعقدت تحت عنوان التعليم وناقشت تداعيات التكنولوجيا الذكية على التعليم العالي في لبنان وتناولت النقاط التالية:

تأثير التكنولوجيا الذكية: كيفية تأثير التكنولوجيا الذكية على تمويل التعليم والبحث، الاتجاهات الحديثة في التعليم المستمر وزيادة استيعاب الطلاب مع أساليب التعليم الفريدة.

من جهتها تناولت الجلسة الرابعة موضوع الديبلوماسية الغذائية وتأتي استكمالا لاطلاق الديبلوماسية الغذائية التي انطلقت في 11 ايار الماضي، وشددت الجلسة على تعزيز تصدير منتجات المطبخ اللبناني في شمال أميركا والذي يعبر عن التراث اللبناني والمعروف بأطباقه الغنية وتنوع منتجاته. ومن منطلق ان الطاولة اللبنانية هي المفتاح الى اجتماع الناس معا من خلال خلق لحظات ثمينة لا تنسى، جاءت مبادرة

الدبلوماسية الغذائية التي أطلقتها وزارة الخارجية خلال LDE السنوي الخامس في بيروت.

وركز المتحاورون في الجلسة السادسة على عرض تطلعات الشباب من رواد الاعمال الذين قدموا من كندا والولايات المتحدة الأميركية بالتوازي مع معرض الشركات الناشئة في قرية LDE. وتميزت الجلسة بإعلان نتائج تقييم فرق الشباب الذين كانوا قد عرضوا أفكارهم أمام لجنة الحكم والحضور، وجرى تقديم جوائز التصفيات النهائية. اما الجلسة السابعة فانعقدت تحت عنوان: "مفاعل الابداع متعدد الثقافات" وتمحورت حول الابتكار وريادة الأعمال اللذين يعتبران بمثابة الحمض النووي اللبناني، لا سيما ان العديد من الشركات الناشئة في لبنان جاهزة وتتطلع للتوسع في اميركا الشمالية دعما لهذه الشركات.

وخصصت الجلسة الاخيرة لإبداعات ومواهب الشباب الفنية (الموسيقى، الموضة، الرسم) في اطار مهرجان مواهب الجيل القادم. وفي تغطية متلفزة اقيمت منصة هايدبارك لتبادل ومناقشة اراء المغتربين الشباب تحت عنوان: "تيوصل صوت الإغتراب"، أدارها الاعلامي وليد عبود. وفي الختام افتتح مهرجان الأفلام اللبنانية بعرض فيلم "قضية رقم 23" لزياد دويري في حضور الممثلين بديع ابو شقرا، كميل سلامة وندى بو فرحات.

 

قاووق: على اللبنانيين الخروج من انقساماتهم لمواجهة خطر التوطين

الأحد 16 أيلول 2018 /وطنية - شدد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق على "أن بعض الأنظمة العربية الرسمية تقدم عن العروبة أبشع وأسوأ صورة، وعن الأمة الإسلامية صورة المذلة والمهانة، بينما المقاومة تقدم عن العروبة أروع صور الانتصارات والكرامات، والأمجاد التي تفخر بها الأمة الإسلامية، وتقدم للوطن المنعة والدرع الحصين أمام الخطر الإسرائيلي والتكفيري". وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة سلعا الجنوبية، رأى الشيخ قاووق "أن خطر التوطين ليس مبالغا به، بل بات حقيقة قائمة، لأن الرئيس الأميركي باتفاق مع دول عربية، قرروا توطين اللاجئين الفلسطينيين حيث هم موجودون الآن، أي توطينهم في لبنان، ويمكن لأحد أن يقول ان اللاجئين الفلسطينيين في سوريا استقروا وصاروا جزءا من المجتمع، وكذلك الأمر في الأردن ومصر وغيرهما من الدول الكبرى، ولكن القضية ليست في أن بلدنا صغير ولا يتحمل استقبال وتوطين اللاجئين، بل هي أبعد وأعمق من ذلك".

وأكد "أن الأطماع الإسرائيلية في هذه المنطقة لا حد لها ولا تتوقف، فهي لها أطماع في بحر لبنان وغازه ونفطه، ومياهه وأرضه في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وفي سمائه حيث أن الطائرات الإسرائيلية تخرق الأجواء اللبنانية كل يوم، وتتحدى اللبنانيين وتنتهك السيادة، وعليه نحن ما زلنا في حالة حرب مع الكيان الإسرائيلي".

وتساءل قاووق: "هل المطلوب عربيا وأميركيا تقوية الكيان الإسرائيلي أمام الشعب الفلسطيني ولبنان، وهل المطلوب نكبة جديدة للشعب الفلسطيني، وهل المطلوب أن يكون لبنان ضعيفا غارقا في أزماته لتقوى عليه إسرائيل في أي عدوان قادم، وعليه ليس أمام لبنان وشعوب المنطقة إلا التمسك باستراتيجية المقاومة، لأنها وحدها التي تضمن حق العودة للاجئين وحق لبنان وقوته في مواجهة أي تآمر أميركي وتواطؤ عربي". وختم: "إن لبنان الذي يفترض بقواه السياسية أن تخرج من انقساماتها لتتوحد على موقف جامع لمواجهة خطر فرض التطبيع والتوطين على المنطقة، نجدها للأسف الشديد غائبة عن المسؤولية الوطنية والأزمات تتفاقم، لا سيما وأن الأزمات المعيشية والمالية والاقتصادية والسياسية بدأت تتفاقم وتزداد تعقيدا، وبالتالي ليس أمام اللبنانيين إلا أن يخرجوا من انقساماتهم، وأن يرتفعوا إلى مستوى التحديات لمواجهة خطر فرض التوطين كأمر واقع، وعندها نستطيع أن نواجه التآمر الأميركي والتواطؤ العربي والأطماع الإسرائيلية".

 

فنيش: لاعتماد معيار واحد على جميع الكتل النيابية بناء على نتائج الانتخابات النيابية

الأحد 16 أيلول 2018/وطنية - شدد وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش على أنه "لم يعد مقبولا هذه المراوحة في مسألة العجز عن تشكيل الحكومة، لأن هناك ضررا على البلد على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وربما لا سمح الله أن يستغل البعض هذا الضرر ليصيب الاستقرار الأمني"، مشيرا إلى أن "السياسات الأميركية سعت واتخذت قرارات وتجرأت واستخفت بإرادة أمتنا، وحتى بالتابعين لها والخاضعين لإرادتها، ولم تلتفت لا لموقف السلطة الفلسطينية ولا للأنظمة، ولم تبال لمشاعر المسلمين ولا للمسيحيين ولا لأحد، واتخذت قرارا باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل". كلام فنيش جاء خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه "حزب الله" في مجمع أهل البيت في مدينة بنت جبيل، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي. ولفت الوزير فنيش إلى أن "هناك قرارا آخر أخذته الإدارة الأميركية له علاقة بوكالة الأونروا، وذلك لإسقاط حق اللاجئين بالعودة، وأيضا هناك مسألة النازحين السوريين، وبالتأكيد نحن نستقبلهم وهم أخوة لنا، ونحن وإياهم نتعاطى على قاعدة الأخوة، وليس هناك أي عداوة أو عنصرية، ولكن من مصلحتهم أن تسهل عودتهم إلى قراهم وبلداتهم، لأن العيش الذي يعيشونه بالتأكيد أي إنسان يخرج من بيته أو قريته بحال غير طبيعية، لا يكون مرتاحا، كما لو كان مقيما في بلدته أو قريته". ورأى أن "عودة النازحين السوريين إلى سوريا مصلحة لبنانية لأن لبنان يعاني، وتداعيات النزوح الاقتصادية والاجتماعية والمالية كبيرة، وكل الذين تحدثوا عن مساعدة لبنان لم يفوا بوعودهم، ولبنان يتحمل عبئا كبيرا، ولذلك فإن هذه الملفات هي تحديات كبيرة وأساسية لإدارة الشأن الداخلي، وكل هذه الأمور تقتضي المسارعة دون أي استجابة لتدخلات أو إملاءات خارجية، أو إصغاء لمواقف خارجية، وينبغي أن تكون مصلحة الوطن والمصلحة العامة أولا". وطالب بأن "يكون هناك اعتماد لمعيار واحد، فبالرغم من أننا مع حكومة شراكة وطنية دون إقصاء أحد، إلا أننا بالوقت نفسه مع اعتماد معيار واحد يطبق على جميع الكتل النيابية بناء على نتائج الانتخابات النيابية التي اعتمدنا فيها قانون النسبية، وهذا كفيل بأن يزيل المعوقات أمام تشكيل الحكومة، التي لا بد أن يكون فيها أيضا تفاهم بين الرئيس المكلف وفخامة رئيس الجمهورية". وأثنى الوزير فنيش على موقف رئيس الجمهورية أمام الاتحاد الأوروبي الذي عبر فيه عن مصلحة لبنان وعن كل اللبنانيين، وكان موقفا فيه الجرأة والصراحة، وهي الأمور التي يتميز فيها هذا الرئيس، وهذا الموقف الذي أعلنه من البرلمان الأوروبي يدل على أن هذا الرئيس ليس لديه لسانان في الداخل يختلف عن الخارج، بل هو يعبر عن إرادة شعبه ويتحدث دون أن يعيش حالة من التأثر بمن يخاطبه".

 

باسيل شارك في عشاء اقامه سفير لبنان في كندا

الأحد 16 أيلول 2018 /وطنية - كندا - شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في حفل العشاء الذي أقامه سفير لبنان في كندا فادي زيادة وقنصل لبنان العام في مونتريال أنطوان عيد في قصر المؤتمرات في مونتريال، على هامش مؤتمر الطاقة الاغترابية لشمال أميركا. شارك في العشاء وزيرة السياحة الكندية واللغات الاجنبية والفركوفونية ميلاني جولي، وزيرة الهجرة في مقاطعة نوفا سكوتيا لينا مدلج دياب، النائب الكندي من أصل لبناني فيصل الخوري، النائبان أسعد درغام ونعمة افرام، مطران الموارنة في كندا بول مروان تابت، وعدد من سفراء لبنان في أميركا الشمالية واللاتينية، وحشد من رجال الأعمال اللبنانيين في كندا والولايات المتحدة الاميركية والمشاركين في المؤتمر. وقدم الوزير باسيل والسفيران زيادة وغابي عيسى والقنصل عيد جوائز تقديرية الى كل من رئيس مؤسسة سانت جود ريك شدياق وأصحاب مؤسسة أدونيس في كندا جميل شعيب وجورج غريب. كما قدم الحفل الاعلامي طوني بارود، وتحدث خلاله راعي الحفل رئيس مجلس ادارة شركة ألفا للاتصالات مروان حايك، والسيد شدياق الذي ركز في كلمة القاها على الدور الانساني الذي تلعبه المؤسسة في خدمة الأطفال المصابين بمرض السرطان.

 

ظريف: منع واشنطن طهران من تصدير النفط سيخلق ظروفا تتجاوز التهديد باغلاق مضيق هرمز

الأحد 16 أيلول 2018 /وطنية - حذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من "أن منع واشنطن طهران تصدير نفطها، سيخلق ظروفا مختلفة تتجاوز التهديد بإغلاق مضيق هرمز". وفي حديث لمجلة "شبيغل" الألمانية، اعتبر ظريف أن "أمريكا لن تتمكن من منع إيران من تصدير النفط"، وأضاف: "أنه في حال تمكنت من ذلك، فإننا سنكون أمام ظروف مختلفة تتجاوز التهديد بإغلاق مضيق هرمز". ونفى وجود أي نية لدى طهران للتفاوض مع واشنطن في الوقت الراهن، مشيرا إلى أنه "لا يمكن التفكير في ذلك قبل أن تعود الإدارة الأمريكية إلى الاتفاق النووي". واعتبر أنه على "أوروبا أن تحبط العقوبات الأمريكية على طهران"، ودعا بروكسل الى "معاقبة الشركات الأوروبية التي انسحبت من إيران بسبب هذه العقوبات". ونبه الأوروبيين الى "تحمل أي تبعات أو ردود من إيران في حال لم يتمكنوا من التصدي للعقوبات الأمريكية على طهران". وأكد ظريف "التزام بلاده بالاتفاق النووي طالما يتوافق ذلك مع مصالحها"، وأشار إلى "أن رفع طهران مستوى تخصيب اليورانيوم، يندرج بين خياراتها المطروحة".