المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 أيلول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.september16.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

اسْأَلُوا تُعْطَوا، أُطْلُبوا تَجِدُوا، إِقْرَعُوا يُفتَحْ لَكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/تحية للكويت وشعبها وأميرها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

الياس بجاني/ذكرى ارتفاع الصليب المقدسة

الياس بجاني/لقاء نديم الجميل وسليمان فرنجية نموذج رائع يجب أن يقتدى به

الياس بجاني/ربنا ستر ورحم المحكمة الدولية من تخاذل ودجل واقعية أصحاب شركات أحزاب 14 آذار

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية/مشكلة جعجع هي باسيل وليس “حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

في الذكرى الـ٢٦ لاختطاف بطرس خوند رسالة من فادي، ربيع رنا ورواد الى والدهم

يمنى الجميّل: الرئيس بشير الجميّل رسم معالم الدولة القوية ومنذ تاريخ اغتياله نعيش تدهورا دائما

التصاقكم بمحور إقليمي منبوذ من أكثرية دول العالم لن يتيح لكم استخراج أو بيع ثروة هي ليست لكم/خليل حلو/فايسبوك

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 15/9/2018

أسرار الصحف الصادرة اليوم في بيروت صباح اليوم السبت 15 أيلول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الكويت تستنكر إساءة قناة المنار للأمير الصباح.. والقضاء اللبناني يتحرّك

بعد مقابلة سالم زهران...بيان توضيحي لقناة المنار

ريفي: التهجم على الكويت من أبواق رخيصة مرفوض ومُدان

قرقاش عن مقابلة المنار: آن الأوان لوضع حدّ لهذه التجاوزات من قلّة تغلّب مصلحة طهران

بري: الإساءة للكويت وأميرها مرفوضة ومدانة بكل المقاييس

القضاء يطلب تفريغ مقابلة زهران... والاخير يرحب

أنور الخليل عضو كتلة بري يهاجم عون بعنف: العقدة عندك وحدك وانت تطالِب بما لا يطالَب

تجنباً لفتنة سنية – شيعية: حزب الله يوجه أصابع الاتهام باغتيال الحريري إلى طرابلس فاسرائيل/د.فادي شامية/جنوبية

السفير الفرنسي يدشن وساطته بلقاء الحريري والقوات: لا حقيبة دولة دون حقيبة سيادية

«حقّ الوصول الى المعلومات»: قانون غير قابل للتنفيذ!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

غارة اسرائيلية تستهدف قاعدة عسكرية إيرانية في مطار دمشق الدولي

مصابان بحادث دهس في جنوب فرنسا

 قتيل و12 جريحاً في بوسطن

إردوغان يلتقي بوتين الاثنين لمناقشة ملف إدلب وممثلو تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا اجتمعوا في إسطنبول

نيودلهي وواشنطن تعقدان جولة من الحوار الدفاعي الاستراتيجي «2+2» وتضع تحت المجهر علاقات الهند مع روسيا وإيران والصين

بومبيو ينتقد صمت خامئني حيال «اضطهاد المسلمين» في الصين

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نظام إيران ... بارجة من ورق/الدكتورة رندا ماروني

الكنيسة المارونية: مع «منطق القانون» في لاسا وجاهزون لغيره/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

سالم زهران: سيرة بوق شتّام يبحث عن مجده في البذاءة/بتول الحسيني/جنوبية

تشريع الضرورة بدعة سياسية أم حق دستوري/وليد حسين/المدن

جنبلاط وحيداً: النظام السوري يهدد/منير الربيع /المدن

«مصيدة إدلب» وشظاياها المتفجرة/راجح الخوري/الشرق الأوسط

عن روحاني أضاليل التفاوض/إميل أمين/الشرق الأوسط

الإبهام والإظهار في علاقة بغداد بطهران/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

فلسطين من أوسلو إلى التهدئة والمصالحة/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

أعداء الوقت/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

كُتُب الروايات الدينية أفسدت الكُتُب السماوية/الشيخ حسن سعيد مشيمش

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري استقبل القناعي: نرفض أي تطاول على الكويت وما حصل على إحدى الشاشات خارج المناخ الوطني

الراعي من عين الحور: علينا طي الصفحات السوداء من تاريخنا نهائيا ولا عودة إلى الوراء في المصالحات ويجب أن تطال الجميع

الراعي من الدبية: للتمسك بثقافة العيش المشترك والتعددية

الراعي من الباروك: لحكومة طوارىء تبني الوحدة والمصالحة فعبثا نقول حكومة وحدة وطنية ونحن متنازعون

الراعي من البرجين: مشكلتنا ان كل واحد يجعل من رأيه وفكره حقيقة وعندما نعود إلى الحقيقة الجامعة سنلتقي

كنعان: توافق على تجميد العمل بالرسم المقطوع بسبب الظروف الاقتصادية

باسيل مفتتحا مؤتمر الطاقة الاغترابية في مونتريال: أقبح ما في السياسة في لبنان أن من يجد تعبا وتضحية يتهم بالفساد ومن يلهث فسادا يعتبر شاطرا

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

إِسْأَلُوا تُعْطَوا، أُطْلُبوا تَجِدُوا، إِقْرَعُوا يُفتَحْ لَكُم

إنجيل القدّيس لوقا11/من09حتى13/"قالَ الرَبُّ يَسُوع: «إِسْأَلُوا تُعْطَوا، أُطْلُبوا تَجِدُوا، إِقْرَعُوا يُفتَحْ لَكُم. فَمَنْ يَسْأَلْ يَنَلْ، وَمَنْ يَطلُبْ يَجِدْ، وَمَنْ يَقرَعْ يُفتَحْ لَهُ. وَأَيُّ أَبٍ مِنْكُم يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ سَمَكةً فَيُعْطِيَهُ بَدَلَ السَّمَكَةِ حَيَّة؟ أَوْ يَسْأَلُهُ بَيْضَةً فَيُعْطِيَهُ عَقْرَبًا؟ فَإِذَا كُنْتُم أَنْتُمُ الأَشْرارَ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلادَكُم عَطَايَا صَالِحَة، فَكَم بِالأَحْرَى الآبُ الَّذي يَمْنَحُ الرُّوحَ القُدُسَ مِنَ السَّمَاءِ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟»."

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

تحية للكويت وشعبها وأميرها

الياس بجاني/15 أيلول/18

أمير الكويت صديق للبنان ومواقفه مشرفة على مدار 40 سنة. مهاجمته والتجني عليه من اعلامي تابع لحزب الله مستنكر ومرفوض.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

ذكرى ارتفاع الصليب المقدسة/جمع وتنسيق/الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/67441/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-3/

بالصوتWMA/فورمات/الياس بجاني: تأملات إيمانية  في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/16/أرشيف 2016)/ اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.crossday.14.09.16.wma

 

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية  في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/16/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.crossday.14.09.16.mp3

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة الكويتية

مشكلة جعجع هي باسيل وليس “حزب الله”/الياس بجاني/11 أيلول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9-%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D9%87%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%84-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

في الذكرى الـ٢٦ لاختطاف بطرس خوند رسالة من فادي، ربيع رنا ورواد الى والدهم

موقع الكتائب/15 أيلول/18/في الذكرى الـ٢٦ لاختطاف الرفيق بطرس خوند، وجّه كل من فادي، ربيع رنا ورواد رسالة الى والدهم بعنوان "٢٦ سنة ... وبعدنا ناطرين". مع هاشتاغ #اطلقوا_سراح_بطرس_خوند.

 

يمنى الجميّل: الرئيس بشير الجميّل رسم معالم الدولة القوية ومنذ تاريخ اغتياله نعيش تدهورا دائما

موقع الكتائب/15 أيلول/18/في الذكرى السادسة والثلاثين على استشهاد الرئيس بشير الجميّل ورفاقه، أكدت يمنى الجميّل، ابنة الرئيس اللبناني الشهيد بشير الجميّل، انه "في 14 ايلول 1982 لبنان واللبنانيون خسروا الكثير وسيبقى هذا اليوم جرحا كبيرا في تاريخ لبنان اذ فقدنا الحلم والرئيس القوي وبداية تأسيس دولة موحّدة مستقلة كما خسرنا القرار اللبناني الداخلي". وتابعت في حديث لصوت لبنان 100.5، "اليوم وفي 14 ايلول 2018 اللبنانيون سيصلون للرئيس بشير الجميّل ولرفاقه وهنا تكمن قوة الايمان". وشددت يمنى الجميّل على ان "بشير هو قصة حلم وخلال 21 يوما رسم معالم الدولة القوية وجسّد معنى الرئيس القوي، هذه الايام كانت قليلة طبعا الا انها كانت كافية، وبشير الرئيس حقق بهذه الايام ما لم يحققه كافة الرؤساء خلال 6 سنوات". واشارت يمنى الى ضرورة ان يكون انتماؤنا لبنانيا وليس خارجيا وان نعمل لمصلحة لبنان مشيرة الى ان الرئيس الشهيد بشير الجميّل سيبقى دائما الحلم، واضافت "هذا اليوم لعائلة بشير الجميّل هو يوم مكرّسٌ للصلاة". واردفت الجميّل قائلة "علينا اليوم ان نتذكر ال 21 يوما حيث غيّر بشير تفكير الدولة والمواطنين كما غيّر مسار لبنان"،  وختمت قائلة "منذ تاريخ اغتياله نعيش تدهورا دائما على مختلف الاصعدة".

 

التصاقكم بمحور إقليمي منبوذ من أكثرية دول العالم لن يتيح لكم استخراج أو بيع ثروة هي ليست لكم.

خليل حلو/فايسبوك/15 أيلول/18

المواطنون الذين يريدون حقاً المواطنة أي أن تكون الدولة دولة وليست مزرعة (عفواً من الحيوانات غير السيئة النوايا) وليست مرتعاً للتخلف السياسي الذي يزيد من تخلفه الأنحداري يومياً، هؤلاء المواطنون الذين ما زالوا يؤمنون بأنهم سيحصلون يوماً على دولة تكون علاقتها معهم من خلال الدستور غير المغيب مثلما غيب في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة مع ما رافقها ورافق التي قبلها من مقاطعة جلسات ومن إقفال لمجلس النواب مقترنة باجتهادات دستورية عوجاء تبرر تعطيل المؤسسات، هؤلاء المواطنون الذين ما زالوا يؤمنون أنهم سيحصلون يوماً على دولة تكون علاقتها معهم من خلال القوانين التي يخالفها أولاً الزعماء وثانياً جماعة السلطتين التنفيذية والتشريعية، هؤلاء المواطنون الذين ما زالوا يؤمنون أنهم سيحصلون يوماً على دولة فيها قضاء نزيه ومستقل حيث قضاتهم لا يرتشون ولا يخضعون للإبتزازات وللتهديدات، هؤلاء المواطنون الذين يمارسون أكثر من عمل واحد للعيش بكراماتهم بعيداً عن الإستعطاء من الزعماء، هؤلاء المواطنون الذين يستعملون عقولهم التي أنعمهم الله الخالق بها ولا يضعونها في الثلاجات وهم يثقون بأنفسهم وليسوا توابع لهذا الزعيم أو ذاك، بل يحاسبون من انتخبوهم لتمثيلهم، هؤلاء المواطنون سئموا أكاذيبكم وتبعيتكم للخارج وقصر نظركم وعمى بصركم إلا عن مصالحكم الخاصة الضيقة المادية والمعنوية، هؤلاء المواطنون يرون سياراتكم الفخمة ومواكبكم بالزجاج المفيم يومياً، هؤلاء المواطنون هم الواحد والخمسون بالمئة الذين لم يصوتوا في الإنتخابات النيابية باقون في لبنان مهما كانت الظروف، أما أنتم يا سادة البلاد فحساباتكم المصرفية (داخل وخارج البلاد) مليئة حتى الإنفزار ويمكنكم ركوب الطائرات والرحيل إلى بلاد الله الواسعة حيث يمكن لذريتكم من بعدكم أن تعيش لقرون طويلة دون هموم الركض خلف لقمة العيش، فاذهبوا باكراُ قبل أن تصيب المجاعة الآتية المواطنين الشرفاء ... أما الذين يتكلون منكم على النفط والغاز لوقف هذا التدهور الإقتصادي الخطير والإستمرار بالفساد فالبشرى هي غير سارة وانتم تعرفون أن التصاقكم بمحور إقليمي منبوذ من أكثرية دول العالم لن يتيح لكم استخراج أو بيع ثروة هي ليست لكم. عاش لبنان

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 15/9/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إنه يوم المواقف بامتياز في لبنان. فالسفير الكويتي ومن "بيت الوسط" أكد عدم التوقف عند الصغائر، في معرض تعليقه على كلام إعلامي عن الأمير. والزعيم وليد جنبلاط قال: إن الصهر في لبنان يطبق نفس نظرية صهر ترامب. والشيخ نعيم قاسم لفت إلى ان تأخير تشكيل الحكومة فيه ضرر إضافي. وحزب "القوات اللبنانية" بلسان النائب إدي أبي اللمع قال: لن نتنازل عن الخمسة وزراء.

ماذا بعد؟.

البطريرك الراعي دعا إلى تأليف حكومة طوارئ.

تجدر الاشارة إلى ان الرئيس الحريري عاكف على وضع صيغة بديلة عن تلك التي قدمها إلى رئيس الجمهورية، الذي سيلتقيه في اليومين المقبلين للانتهاء من التشكيلة وإعلانها قبل سفر الرئيس عون إلى نيويورك.

وهذا المساء، أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن رفضه أي إساءة للكويت وأميرها، وقال في بيان: "الإساءة للكويت وأميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مرفوضة ومدانة بكل المقاييس. وسيحفظ اللبنانيون على الدوام، للكويت أميرا وشعبا وحكومة ومجلس أمة، أياديهم البيضاء التي امتدت للبنان في أيام الشدة والرخاء، ولن نسمح بأن يعكر صفو علاقة تاريخية وأخوية بين بلدين جمعهما ويجمعهما فعل الخير والمحبة والثقة وأن يفرقهما شيء".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أي إساءة للكويت وأميرها مرفوضة ومدانة بكل المقاييس. هذا الموقف الواضح أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي شدد على أن اللبنانيين سيحفظون على الدوام للكويت أميرا وشعبا وحكومة ومجلس أمة أياديهم البيضاء التي امتدت للبنان في أيام الشدة والرخاء.

الرئيس بري قال إننا لن نسمح بأن يعكر صفو علاقة تاريخية وأخوية بين بلدين جمعهما ويجمعهما فعل الخير والمحبة والثقة.

في موضوع آخر، الباخرة "رحمة" لم ترحم اللبنانيين بل شغلت بالهم. أما مبعث قلقهم فهو الأبقار المصابة بالجمرة الخبيثة الموجودة على متنها في رحلتها من البرازيل إلى لبنان عبر تركيا. لكن تطمينات صدرت عن وزارة الزراعة والجمارك اللبنانية وسلطات مرفأ بيروت.

الأبقار المصابة لا يمكن أن تدخل إلى لبنان، بحزم أكد على هذا الأمر الوزير غازي زعيتر.

التطمينات بشأن الباخرة، لا تنسحب على الشأن الحكومي، فالأبواب ما تزال تبدو مقفلة ولا مؤشرات على أية بوادر حلحلة. غياب التقدم، يوازيه حضور مواقف سياسية، من بينها قول الرئيس المكلف أن علينا أن نتواضع قليلا، وإتهام رئيس "التيار الوطني الحر" البعض بإفشال رئيس الجمهورية، ودعوة رأس الكنيسة المارونية إلى تشكيل حكومة طوارئ.

الرئيس سعد الحريري كان يتحدث من إقليم الخروب، والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي من الباروك/ وجبران باسيل من كندا. أما وليد جنبلاط فقد حلق على أجنحة "تويتر" مهاجما الصهرين في أميركا ولبنان، واتهم باسيل من دون تسميته بتثبيت هيمنته قائلا: ما من أحد يعارضه سوانا، ويدفع الثمن سوانا، والبقايا مجموعة أصنام وجيف، همها تقاسم المصالح. وختم جنبلاط تغريدته قائلا: لا تلعبوا بالنار.

إقليميا، برزت تقارير أميركية عن نية الجيش السوري خوض معركة إدلب على ثلاثة مراحل آخرها في الشريط الحدودي مع تركيا، التي كانت تستضيف في الساعات الأخيرة إجتماعا رباعيا دوليا على نية هذه المعركة.

أما الساعات المقبلة فستشهد قمة روسية- تركية، بمثابة تتمة لقمة طهران الثلاثية الأخيرة.

بين قمة في طهران وقمة في سوتشي، سجل إعلان الولايات المتحدة أنها تدرس إصدار إعفاءات إستثنائية من العقوبات على طهران، فيما كان وزير الخارجية الإيراني يحذر من أن منع واشنطن طهران من تصدير نفطها سيخلق ظروفا مختلفة، ويدعو أوروبا لإحباط العقوبات الأميركية على بلاده.

في العراق تطور سياسي عبر عنه إنتخاب البرلمان محمد الحلبوسي، إبن الستة والثلاثين عاما، رئيسا له، بعد مخاض عسير، ليكون أصغر من تبوأ هذا المنصب. هذا الإنجاز من شأنه كسر الجمود السياسي، وفتح الطريق أمام تشكيل حكومة جديدة بعد أربعة أشهر على إجراء الإنتخابات النيابية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

من يعمل على تخريب علاقة لبنان بالدول العربية الشقيقة؟، وما مصلحة لبنان واللبنانيين بضرب العلاقة مع هذه الدول؟.

فبعد الهجمات المتكررة على عدد من الدول العربية، ها هو أحد أزلام الممانعة، يتطاول على دولة الكويت وعلى أميرها الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، من على شاشة إحدى محطات هذا المحور.

أمير الكويت يعرفه اللبنانيون جيدا، وتعرفه شوارع بيروت، منذ كان وزيرا لخارجية بلاده، وعمل جاهدا على مدار سنوات طويلة لاطفاء نار الحرب الأهلية التي دمرت الأخضر واليابس في لبنان. وهو لم يبخل على بلادنا بتقديم المساعدات منذ تسلمه زمام الحكم وحتى اليوم.

رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، رفض خلال استقباله السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي، أي تطاول على الكويت وأميرها، الذي نكن له كل احترام وتقدير ونحفظ له في قلوبنا مكانة خاصة، لما له من تاريخ مشرف في الوقوف إلى جانب اللبنانيين في السراء والضراء، بحسب الرئيس الحريري، الذي اعتبر أن ما حصل على إحدى الشاشات أمس كلام يقع خارج المناخ الوطني اللبناني المجمع على أفضل العلاقات مع الكويت وسائر الإخوة العرب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

في اليوم العالمي لتنظيف الأرض، من يقدر على هذه المهمة؟. وإن نظفت من النفايات والعوادم والأوبئة والأمراض التي هي جميعها من صنع الانسان، فمن ينظفها من شياطينها ومجرميها وقتلة أطفالها وتجار حروبها، ممن يتلاعبون بمصير الأرض وأهلها في بورصات مصالحهم السياسية والاستعمارية الكبرى؟.

من ينظفها من الدماء البريئة التي تسفك في غير مكان، بل من يمكن هذه الأرض من أن تلفظ أعداءها، من يسيطرون على خيراتها ويستبيحون فضاءها؟.

وفي فضائها الافتراضي شياطين كثر باتوا أذرعا للشر المتقلب على صفحاتها، ينتهزون كل فرصة لاثارة الحروب أو النعرات أو الاشكاليات خدمة لبعض الرغبات.

ولبعض الراغبين فتنة، المتحاملين على قناة "المنار"، الملاحقين صوتها الصادق وصورتها الحقة، ضمن مشروع واحد منذ ان دمروا مبناها بالقذائف الصهيونية ظنا بإنهائها، وحجبوها عن الأقمار العربية ظنا بإسكاتها، وللمؤولين على رغبات حقدهم ظنا بإحراجها، لكل هؤلاء نقول، إن "المنار" صوت لا يسكت ترهيبا ولا ترغيبا.

وبكل حق وحقيقة نقول ببيان رسمي باسم "المنار"، ردا على المحاولين التأويل في موضوع الكويت وأميرها:

لقد جرت العادة ان تستضيف قناة "المنار" ضيوفا في برامجها السياسية وهم يعبرون عن آرائهم الخاصة. ولذا فإن ما ذكر في إحدى المقابلات حول الكويت لا يعكس موقف "المنار" أبدا، وهو يعبر عن رأي من أطلقه.

كما ان قناة "المنار" يهمها ان تؤكد بأنها كانت وما زالت تقدر باحترام كبير أمير الكويت والحكومة والشعب الكويتيين. ومحاولة بعض الانتهازيين تحويل كلام لضيف على "المنار" إلى مشكلة مع الكويت هي عمل مسيء، وأهدافه معلومة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

على رغم التصعيد الجنبلاطي المستمر، والذي بلغ اليوم حدا غير مسبوق من خلال تغريدته عن الصهر، لم ينقطع التواصل بين أكثر من فريق في اطار البحث المستمر عن مخرج للعقد الثلاث التي تمنع تشكيل الحكومة.

أفكار يتم تداولها على خط بعبدا- "بيت الوسط" لا ترقى، وفق معلومات ال otv، بعد إلى مستوى المبادرة، كما وصفها البعض. لكنها عبارة عن مشاورات، يتجاوب بشأن حدوثها الجانبان لكسر الجمود الذي خلفه ايداع التشكيلة الأخيرة في بعبدا.

والثابت حتى الآن، بالاضافة إلى التواصل المستمر بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، هو التالي:

أولا: رئاسة الجمهورية على تمسكها بالصيغة المتوازنة التي وحدها تؤدي إلى تشكيل الحكومة، وعلى تشبثها بممارسة الصلاحيات المكرسة وفق الدستور.

ثانيا: طرفان غير معنيين بتأخير التشكيل، تكتل "لبنان القوي" وثنائي "أمل" و"حزب الله".

ثالثا: الكرة في ملعب ثلاثي "المستقبل"- "الاشتراكي"- "القوات"، والضغوط على أنواعها لن تنفع في ثني الآخرين عن التمسك بحقهم وفق ما أفرزته الانتخابات من نتائج.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الهجمات الاعلامية الثامن آذارية، كانت نيرانها تقتصر على الامارات والسعودية، فيما الهجمات على الكويت متوقفة منذ فترة طويلة. أمس فتح الاعلامي سالم زهران النار من قناة "المنار" على أمير الكويت على خلفية زيارته الولايات المتحدة، الأمر أثار ردة فعل غاضبة من سفيرها في بيروت الذي زار الرئيس المكلف في "بيت الوسط"، للتعبير عن سخط بلاده من الافتراءات التي تعرض لها أمير البلاد، فعبر له الرئيس الحريري عن شجبه من ما قيل.

فيما تحرك القضاء اللبناني فورا، واضعا يده على القضية. ورغم ان السفير القناعي أكد ان ما حدث لن ينال من العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين، إلا ان ما حصل لن يسهم في تلميع العلاقات اللبنانية- الكويتية التي اصطبغت بالرمادي منذ مدة، على خلفية اشكالات أمنية وديبلوماسية لم تجد لها حلا ناجزا حتى الساعة.

بالعودة إلى الشأن الداخلي، لا تزال عملية تأليف الحكومة عالقة في حفرة البدايات، وكل ما يسجل من مساع للحلحلة لا يوجد له أي صدى عملي على أرض الواقع، فالتسريبات التي تؤشر بخجل على امكان اجتراح حلول وهندسات تنتج حكومة في زمن منطقي، وقبل سفر الرئيس ميشال عون إلى نيويورك، تكذبها المواقف النارية والمتصلبة الصادرة عن الجهات المتهمة، بحق أم بغير حق، بأنها المسؤولية عن العقد الحائلة دون التأليف.

الوزير جبران باسيل قصف من كندا وبمواقف عابرة للقارات، من اتهمهم في لبنان بالعاملين على افشال العهد. ولاقاه رئيس "التقدمي" وليد جنبلاط بتغريدة وصفه فيها بالصهر العامل على تثبيت هيمنته، وما من أحد يعارضه سوانا ويدفع الثمن سوانا والبقايا مجموعة أصنام وجيف همها تقاسم المصالح، منهيا بالتحذير من اللعب بالنار.

بعد هذا العرض، يمكن أي انسان عادي ان يعتبر تأليف الحكومة في المديين المتوسط والبعيد ضربا من المحال.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

فجر النائب انور الخليل، عضو كتلة "التنمية والتحرير" التي يترأسها الرئيس نبيه بري، قنبلة من العيار الثقيل هذا المساء. الخليل حمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وليس غيره، مسؤولية العقدة في تأليف الحكومة، إذ يطالب الرئيس بما لا يطالب به. الخليل قال للرئيس: قف أمام ناسك وقل له: توقف يا أيها الذي خرب الوحدة الوطنية.

مصادر رسمية تريثت في التعليق على كلام النائب الخليل، ريثما تتأكد ما إذا كان كلامه يعكس وجهة نظر شخصية أو يعبر عن رأي الكتلة النيابية التي ينتمي إليها، خصوصا ان رئيس هذه الكتلة، أي الرئيس بري، يدرك أكثر من غيره من يقف وراء تعطيل عملية تشكيل الحكومة حتى الساعة.

هجوم الخليل الذي استهدف كذلك وزير الخارحية جبران باسيل من دون ان يسميه، أتى بعد ساعات من هجوم لا يقل عنفا شنه النائب السابق وليد جنبلاط على من سماه الصهر.

هجوم خليل المباغت، جاء في وقت كان كل شيء فيه يشير إلى ان شيئا ما يتحرك على مستوى تأليف الحكومة، لم يرتق إلى مستوى المبادرة، إنما هو محصور بمجموعة أفكار تتنقل بين المعنيين بالملف.

المؤكد حتى الساعة ان التشاور قائم بين الرئيسين عون والحريري، وسط تكتم شديد يحيط بمحاولات إحداث خرق على مستوى الحقائب، والتشاور هذا، من المفترض ان يؤدي إلى حصول لقاء جديد بين الرئيسين قريبا.

ما يحصل على مستوى تبادل أفكار التأليف، قد يؤدي إلى انفراج في الأيام المقبلة، أما عدم تبلور هذه الأفكار، فسينقل تأليف الحكومة من وضع صعب إلى وضع أصعب، ويجعل التشكيل مرتبطا بما هو أبعد من لبنان، إذ لا مبرر منطقيا خلف العجز عن إحداث أي تغيير.

وضع الحكومة الصعب، يشبه تماما معاناة المواطنين مع كثير من الملفات، أبرزها ملف الكهرباء. فالمواطنون وجدوا أنفسهم، بعد ثمانية وعشرين عاما على انتهاء الحرب، عالقين بين الدولة العاجزة عن تأمين الكهرباء لألف سبب وسبب، وبين أصحاب المولدات الكهربائية، الذين أعلنوا اليوم نيتهم قطع الكهرباء، في حال فرضت عليهم العدادات.

من اليوم حتى مطلع تشرين الأول، خمسة عشر يوما، إما تحل خلالها المشكلة ولمصلحة المواطن، وإما يقول المواطنون: لن نعيش تحت رحمة أصحاب المولدات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تعذر مواصلة جنون البشر، فاستؤنفت المعركة على محور جنون البقر، ذلك على وقع أنباء عن رسو باخرة تحمل أبقارا بجمرات خبيثة، وجرى تشغيل منصة ال"تويتر" لتبادل التهم الطائرة من جزين إلى بعلبك- الهرمل، وتولى النائب زياد أسود قيادة حرب المواشي، معلنا أن باخرة البقر ستدخل مرفأ بيروت كما دخلت قبلها باخرة العلف الفاسد سابقا، وأن التوقيع حصل، ما استدعى ردا من وزير الزراعة غازي زعتير يتحدث فيه عن موتورين يروجون لكلام كذبا بكذب.

والمعركة على متن باخرة البقر، تحمل جمرات سياسية خبيثة، وإعادة تسعير للمواقف المرتبطة بتأليف الحكومة، ولفت في هذا الإطار موقف للأمين العام لكتلة "التحرير والتنمية" النائب أنور الخليل الذي رفع السقف في وجه الرئاسة الأولى، ورأى أن العقدة الوحيدة في تأليف الحكومة عند فخامة رئيس الجمهورية العماد عون، وليست عند غيره، فهو يطالب بما لا يطالب به.

ومن اغترابه الكندي، كان وزير الخارجية جبران باسيل يوجه الرسائل إلى كل من يهمه الأمر "جوا وبرا ومش فارقة معنا"، مستغربا اتهام التيار بالتعطيل سائلا: "هل من المنطقي أن يعرقل أحد نفسه؟". وقال باسيل: إذا لم يكن هناك حكومة فسيكون الوضع أحسن، وهدفهم معروف، إفشال رئيس الجمهورية. وجزء من سهام باسيل أصاب "الاشتراكي" الذي كان رسوله النائب وائل أبو فاعور يحج إلى المملكة في زيارة خاطفة، طالبا المؤازرة في التأليف.

والكتف السعودية إذا ما وضعت إيجابا في مساعي الخلاص الحكومي، فإنها ستستبق المبادرة الفرنسية التي يضطلع بها الرئيس مانويل ماكرون شخصيا، عبر سفيره لدى لبنان برونو فوشيه، ومن خلال شبكة اتصالات هاتفية يجريها ماكرون مع المعنيين في بيروت. فمن سيستبق من: السعودية التي طالتها سمعة التعطيل، أم فرنسا الدولة الناجحة في فك الاحتجاز؟.

وسواء أجاء المسعى الإيجابي من الرياض أم من باريس، فإن الرئيس المكلف يكون قد اجتاز كماشة المعطلين وتحلل من أسرهم، وربما كان التدخل الفرنسي مستوحى من إيماءة للرئيس المكلف الذي لم يتمكن أن يؤلف للشهر الرابع على التوالي.

ولبنان الباحث عن دولة تحل أزمة، كاد يدخل في أزمة علاقات مع دولة هي الأقرب إليه في الوجدان والعمران، فدولة الكويت احتجت على كلام الإعلامي سالم زهران على قناة "المنار"، الذي اعتبرته إهانة لأميرها الشيخ صباح الاحمد الصباح، لكن قناة "المنار" المستضيفة للحدث أعلنت قبل قليل أن ضيوفها يعبرون عن آرائهم الخاصة، وأن ما ذكر على شاشتها لا يعكس موقف "المنار" أبدا التي كانت ولا تزال تقدر وباحترام كبير أمير الكويت والحكومة والشعب الكويتيين. وقالت المحطة في نشرتها الإخبارية إن محاولة بعض الانتهازيين تحويل كلام لضيف إلى مشكلة مع الكويت عمل سيء وأهدافه معلومة.

موقف "المنار" سبق أن كرسه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في أثناء أزمة خلية العبدلي، مؤكدا في غير مناسبة "الحرص على العلاقة بين لبنان والكويت وبين الدولتين والشعبين"، وقال إننا حاضرون لنناقش أي التباس، وإن "حزب الله" لا يريد في الكويت إلا كل الأمن والسلامة و"الرهان كبير على حكمة أمير الكويت في معالجة هذا الملف".

 

أسرار الصحف الصادرة اليوم في بيروت صباح اليوم السبت 15 أيلول 2018

النهار

تردّد أن السفير السوري يشرف على اجتماعات لاختيار رئيس للطائفة العلوية في لبنان من دون حصول خلافات على الموقع.

نحو ثلاثة أشهر على فضيحة تزوير شهادات جامعيّة ولم تُحدّد بعد المسؤوليّات ولا كشف النقاب عن المرتكبين في ظل تعليق التسجيل في عدد من الجامعات.

يُعاني حزب عقائدي قديم أزمة قياديّة وشعبيّة برزت بوضوح خلال أحد احتفالاته في ذكرى شهدائه وهو ما ينسحب على كل قطاعاته المناطقيّة.

الاخبار

أوعزت الرئاسة الفرنسية إلى سفيرها في بيروت برونو فوشيه عقد لقاءات مع الرؤساء اللبنانيين الثلاثة لاستطلاع إمكان تدخّل فرنسا للمساعدة في تأليف حكومة لبنانية. وبدأ فوشيه حراكه أمس بلقاء الرئيس سعد الحريري، على أن يستكمل مسعاه مطلع الاسبوع المقبل بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

على الرغم من مرور ثلاثة أسابيع على اعتراض 15 عضواً من أصل 24 في بلدية بيروت، على قرار إعطاء مليوني دولار لشركة beasts من أجل تزيين العاصمة لمدة 3 سنوات، لم يضع رئيس البلدية جمال عيتاني القرار مجدداً على جدول الأعمال كما يُلزمه القانون. ولا يزال عيتاني يتجاهل الموضوع، على اعتبار أن ما جرى هو "مسعى لتكسير رأسه"، علماً بأن قرار تلزيم الشركة زينة بيروت، وُضع من خارج جدول الأعمال وفُرض على أعضاء المجلس البلدي.

لم يمرّ تعيين مُنسّق جديد للتيار الوطني الحرّ في قضاء جبيل، من دون التسبّب بخلافات بين أعضاء الفريق الواحد، المُقرّب من رئيس "التيار" الوزير جبران باسيل. فقرار الأخير، تعيين أديب جبران، شقيق المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، منسقاً لجبيل، لاقى اعتراض قسمٍ من الحزبيين في المنطقة، وأبرزهم مستشار باسيل، طارق صادق.

يرى المعترضون أنّ تعيين أديب جبران، استمرارٌ للنهج الحزبي القديم، "القائم على التفرقة"، ولا سيما مع ما يُحكى عن ترشّح جان جبران وطارق صادق للنيابة في الدورة المقبلة، وما يعنيه ذلك من عدم قدرة المنسقية على البقاء على الحياد. الاعتراض الثاني، "إعطاء كلّ المناصب لآل جبران، كما لو أنّه لا يوجد كوادر جيدة، خارج هذه العائلة". وثالثاً، "أكبر نسبة تراجع في العمل الحزبي، بين المناطق، سُجّلت في جبيل. المنسقية بحاجة إلى شخصٍ قادر على الجمع، لا أن يبدأ عهده بانقسامات".

مساء الأربعاء، اجتمع أديب جبران مع المعترضين على تعيينه، فقالوا له إنهم يعتبرون تعيينه ضدّ مصلحة الحزب. استُتبع الاجتماع بلقاء بين المعترضين وباسيل، الذي أبلغهم بأنّ "القرار اتُّخذ بتعيين أديب، أرجو منكم أن تكونوا إيجابيين. وإذا لم تقبلوا فأنتم أحرار". حالياً، لا تزال المفاوضات جارية، لمحاولة إيجاد صيغة مشتركة بين الحزبيين، كتشكيل هيئة تضم الجميع.

وفي زحلة، اعترض عددٌ من الحزبيين في "التيار" على عدم مساءلة المنسق السابق قزحيا الزوقي، بشأن عمله ضمن الماكينة الانتخابية للمدير العام لشركة كهرباء زحلة أسعد نكد. علماً أنّ الزوقي يؤكد أنّ القيادة العونية هي التي أوعزت إليه ذلك. ويدرس هؤلاء جدياً تقديم استقالاتهم من "التيار"، لاعتبار أنّهم "جرى خداعهم".

الجمهورية

سُئل أحد مسؤولي "حزب الله" عن تطوّرات الملف الحكومي فردّ قائلاً: نحن نقف خلف رئيس الجمهورية لا أكثر ولا أقل.

يكشف مرجع رئاسي بارز في مجالسه الخاصة عن متانة علاقته بوزير من "8 آذار" الى درجة إعتباره أنه من أحد أقرب مساعديه مع العلم أنه من خط سياسي مختلف.

تردّد أن لقاءين عُقدا بعيداً من الأضواء الأسبوع الماضي بين نائبين من حزبين بارزين وأبقي مضمونهما طي الكتمان.

البناء

قالت مصادر عراقية نيابية إنّ جلسة اليوم للبرلمان العراقي ستشهد على الأرجح انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، وإنّ التنافس يجري بين شخصيتين رغم وجود تسعة مرشحين، فالنائبان محمد الحلبوسي ونائب الرئيس السابق أسامة النجيفي يبدوان الأوفر حظاً، وقالت المصادر إنّ الترجيح بين المرشحين سيسمح بتبلور صورة أوضح لمرشحي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة حيث سيفوز برئاسة المجلس من ينال تصويت الأكراد وإحدى كتلتي الإصلاح أو البناء، وهذا يعني تشكيل تحالف حكومي يضمّ الكتل التي يفوز مرشحها لرئاسة المجلس إلا إذا حصلت تفاهمات توافقية شاملة صبيحة اليوم.

اللواء

اقترب فريق نافذ من الاقتناع بمناقشة فكرة تأليف حكومة مختلفة عن حكومة تصريف الأعمال.

تمر العلاقة بين حزب فاعل وبعض حلفائه في فريق 8 آذار، بمرحلة من الفتور وحبس المواقف العلنية.

يهتم دبلوماسيون بمعرفة ما دار بين مرجع مسؤول وسفير دولة كبرى، وما إذا كان نقل إليه أيّ اقتراح يتعلق بتأليف الحكومة.

المستقبل

إن ديبلوماسيين في واشنطن استفسروا عن مفاعيل القمة الرئاسية الأميركية - الروسية فقال لهم مسؤولون في الادارة إنّ قضية سوريا والنازحين لم تبحث، في حين أنّ مسؤولين قريبين من الرئيس الأميركي قالوا إن هذين الموضوعين بحثا لكن لا ذلك لا يعني أن النتائج ستنفذ.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الكويت تستنكر إساءة قناة المنار للأمير الصباح.. والقضاء اللبناني يتحرّك

وكالات ومواقع الأكترونية/15 أيلول/18/استنكرت وزارة الإعلام الكويتية ما ورد على لسان أحد الإعلاميين في قناة "المنار" اللبنانية، حول زيارة أمير الكويت صباح الأحمد الصباح مؤخرا لواشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي ترامب.

وكتبت الوزارة: "ما أورده هذا الإعلامي يمثل افتراء وادعاء وتزييفا للحقائق وتضليلا للرأي العام بادعاءات صاغها بعيدا عن الواقع تشمل إساءات تكشف عن نوايا شريرة ومقاصد خبيثة لن تنال من العلاقات الأخوية والتاريخية بين لبنان والكويت ولن تعكر صفو هذه العلاقات أبدا". اما محلياً، فقد كلف النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود قسم المباحث الجنائية المركزية تفريغ مضمون المقابلة التي اجراها الصحافي سالم زهران على قناة "المنار" وذلك تمهيدا لاجراء المقتضى القانوني.

وسبق لإعلامي لبناني قال عبر شاشة "المنار"، إن أمير الكويت الذي ذهب للولايات المتحدة لإجراء فحوص طبية، استدعي من قبل الرئيس الأمريكي لخمس دقائق، حيث طلب منه إلغاء عقود موقعة مع الصين بقيمة 11 مليار دولار، والتوقيع مع شركات أمريكية على عقود بقيمة 14 مليار دولار.

 

بعد مقابلة سالم زهران...بيان توضيحي لقناة المنار

وكالات ومواقع الأكترونية/15 أيلول/18/أصدرت قناة "المنار" البيان التالي: "جرت العادة أن تستضيف قناة المنار ضيوفاً في برامجها السياسية وهم يعبرون عن آرائهم الخاصة. ولذا فإن ما ذكر في إحدى المقابلات حول الكويت لا يعكس موقف المنار أبداً وهو يعبّر عن رأي من أطلقه. كما أن قناة المنار يهمها أن تؤكد أنها كانت وما زالت تقدر بإحترام كبير أمير الكويت والحكومة والشعب الكويتيين. ومحاولة بعض الانتهازيين تحويل كلام لضيف على المنار الى مشكلة مع الكويت هي عمل مسيء وأهدافه معلومة". وكان الاعلامي سالم زهران تناول، خلال إحدى المقابلات على قناة "المنار"، أمير الكويت ولفت إلى أنّه تعرض لضغوطات أميركية في ملف عقود النفط، حيث قال: "أمير الكويت ذهب الى الولايات المتحدة لاجراء فحوصات طبية، وفجأة تلقى اتصالاً من البيت الابيض، وهذا الكلام نقلاً عن دبلوماسي من الدرجة الرفيعة، يبلغونه بشأن لقاء مع الرئيس دونالد ترامب وإقتصر اللقاء على 5 دقائق طلب خلالها ترامب من أمير الكويت إلغاء عقود النفط مع الصين بقيمة 11 مليار دولار والتوقيع على العقود نفسها مع الولايات المتحدة.. وفي اليوم التالي جرى التوقيع وقالوا للأمير هذا هو مكتب المحاماة سيتقاضى منك 50 مليون دولار ليتابع فسخ العقود".

 

ريفي: التهجم على الكويت من أبواق رخيصة مرفوض ومُدان

وكالات ومواقع الأكترونية/15 أيلول/18/أكد اللواء أشرف ريفي أن “التهجم على الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح من أبواق رخيصة مرفوض ومُدان.”وأضاف ريفي عبر حسابه الخاص على “تويتر”: “فالكويت هي الدولة الصديقة التي وقفت دائماً بجانب لبنان رغم تعرضها لمؤامرات أتباع إيران. كل التضامن والإعتذار من الكويت أميراً وحكومة وشعباً.” وتابع: “كما نؤكد أن هذا التطاول على الأشقاء العرب يتطلب موقفاً حازماً من الدولة اللبنانية، لا غطّ الرؤوس في الرمال في وقتٍ تتهدد علاقات لبنان العربية جراء التهجم على الدول العربية الصديقة.”

 

قرقاش عن مقابلة المنار: آن الأوان لوضع حدّ لهذه التجاوزات من قلّة تغلّب مصلحة طهران

وكالات ومواقع الأكترونية/15 أيلول/18/تستمر تداعيات تعرّض الصحافي سالم زهران في مقابلة عبر قناة المنار لامير الكويت . فقد اعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش ان أمير الكويت رمز خليجي رسمي وشعبي، وهو الذي تميّز بمواقفه الإستثنائية . وشدد قرقاش عبر تويتر على ان التطاول على شخص أمير الكويت من قبل قناة حزب الله يؤكد ضرورة إلتزام لبنان بسياسة النأي بالنفس. وقال:" آن الأوان لوضع حدّ لهذه التجاوزات ضد الخليج وقادته من قلّة تغلّب مصلحة طهران على بيروت".

 

بري: الإساءة للكويت وأميرها مرفوضة ومدانة بكل المقاييس

السبت 15 أيلول 2018 /وطنية - أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن رفضه أي إساءة للكويت وأميرها، وقال في بيان: "الإساءة للكويت وأميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مرفوضة ومدانة بكل المقاييس. وسيحفظ اللبنانيون على الدوام، للكويت أميرا وشعبا وحكومة ومجلس أمة، أياديهم البيضاء التي امتدت للبنان في أيام الشدة والرخاء، ولن نسمح بأن يعكر صفو علاقة تاريخية وأخوية بين بلدين جمعهما ويجمعهما فعل الخير والمحبة والثقة، ولا أن يفرقهما شيء".

 

القضاء يطلب تفريغ مقابلة زهران... والاخير يرحب

ليبانون ديبايت/15 أيلول/18/استنكرت وزارة الإعلام الكويتية ما ورد على لسان الإعلامي سالم الزهران، خلال مقابلة له على قناة "المنار"، حول زيارة أمير الكويت صباح الأحمد الصباح مؤخرا لواشنطن ولقائه الرئيس الأميركي ترمب. ونقل زهران عن مصدر دبلوماسي خلال المقابلة: أنّ أمير الكويت الذي ذهب للولايات المتحدة لإجراء فحوصات طبية، استدعاه الرئيس الأميركي، والتقاه لخمس دقائق، طالبًا منه إلغاء عقود موقعة مع الصين بقيمة 11 مليار دولار، والتوقيع مع شركات أمريكية عقودًا بقيمة 14 مليار دولار".الا انه توجهه بالتحية الى أمير الكويت على المستوى الشخصي. في الإطار، كلّف النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمّود قسم المباحث الجنائية المركزية تفريغ مضمون المقابلة التي أجراها الصحافي سالم زهران على قناة "المنار" وذلك تمهيداً لإجراء المقتضى القانوني. إلى ذلك، رحب زهران بتكليف القاضي حمود بتفريغ مضمون مقابلته على "المنار"، وقال في تغريدة له على حسابه عبر تويتر: "نرحب بتكليف القاضي سمير حمود المباحث بتفريغ مضمون المقابلة التي اجريناها على "المنار" وذلك تمهيدا لاجراء المقتضى القانوني. ونتحمل كامل المسؤولية اذا كان المضمون يستحق الذهاب الى محكمة".… واستنكر تيار المستقبل، في بيان له الإساءة إلى أمير الكويت، لافتاً إلى أن "ذلك يستدعي تحركاً قضائياً".

 

أنور الخليل عضو كتلة بري يهاجم عون بعنف: العقدة عندك وحدك وانت تطالِب بما لا يطالَب به

وكالات ومواقع الأكترونية/شنّ عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب انور الخليل هجوما على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فشدّد على ان العقدة في تشكيل الحكومة هي عند رئيس الجمهورية وليس عند غيره. وقال خلال احتفال لمؤسسة الخليل الاجتماعية في حاصبيا: "متى ستشكّل الحكومة لا احد يعرف إلا الله، يتكلّمون عن عقد عديدة عقدة مسيحية وعقدة درزية وعقد اكثرية وعقدة اقلية، سوف اصارحكم لان الصدق احيانا يؤذي، العقدة الوحيدة الموجودة لقيام الحكومة هي موجودة عند فخامة رئيس الجمهورية وليس عند غيره، هو يطالِب بما لا يطالَب به، وانا عندما ارفع الصوت تجاه فخامة الرئيس، إنما لان الدستور نصّ على ما يجب ان يقوم به فخامة الرئيس". واضاف الخليل:" اقرب المقربين الى الرئيس عون يرمي الحجر في البئر وينتظر من غيره ان يسحبه كي لا يعكّر المياه". وتوجّه الى الرئيس عون بالقول:"قف امام ناسك اللبنانيين وصارحهم وقل "توقف يا أيّها الذي خرّبت الوحدة الوطنية". مصادرُ رسمية تريّثت في التعليق على كلام الخليل ريثما تتأكدُ ما اذا كان كلامُه يعكِس وُجهة نظر شخصية او يُعبّر عن رأي الكتلة النيابية التي يَنتمي اليها ، "خصوصا ان رئيس هذه الكتلة اي الرئيس بري يُدرك اكثرَ من غيره من يقفُ وراءَ تعطيلِ عملية تشكيلِ الحكومة حتى الساعة". بدوره رفض رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل التعليق على مواقف الخليل. الخليل اوضح في وقت لاحق في بيان له، أن المواقف التي أطلقها في اللقاء التنموي، الذي عقد في حاصبيا، أطلقها بصفته الشخصية كنائب، وليس بصفته كأمين عام لكتلة "التنمية والتحرير"، مشيراً إلى أنه لم يذكر في كلمته أي إشارة، إلى أنه يتحدث باسم كتلة "التنمية والتحرير"، مؤكداً أن من الخطأ نسب هذه المواقف للكتلة، من قبل بعض وسائل الإعلام. ولفت إلى أنه عبر عن هواجس وقلق الشريحة الأوسع من اللبنانيين، من موقع الحرص على وحدة لبنان وسلامته واستقراره.

 

تجنباً لفتنة سنية – شيعية: حزب الله يوجه أصابع الاتهام باغتيال الحريري إلى طرابلس فاسرائيل!

د.فادي شامية/جنوبية/ 15 سبتمبر، 2018

وفقا للقرائن المترابطة التي عرضها فريق الادعاء؛ فإن فريق مراقبة الحريري بدأ عمله بعد يومين من اعتذاره عن تشكيل الحكومة، ولمدة 53 يوما انتهت باغتياله. وفي 21/12/2004 اجتمع الرئيس رفيق الحريري بالسيد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت لـ “تهدئة مخاوف الحزب حول سلاحه بعد صدور القرار الدولي 1559” وفقاً للشاهد على اللقاء الصحفي مصطفى ناصر المقرب من الحزب، وقد أكد نصر الله نفسه في خطاب علني سابق على إيجابية اللقاء- من باب دفع تهمة الاغتيال عن حزبه-، ولكن فيما كان أمين عام الحزب يثني على الحريري “المقاوم” داخل اللقاء؛ كان فريق المراقبة التابع للحزب في الخارج يحضّر لعملية اغتيال بشاحنة تحمل 1852 كلغ من مادة rdx شديدة الانفجار.وسبق للمحكمة أن استدعت مصطفى ناصر في نيسان 2015 للشهادة؛ فأكد بالتفصيل مكان وزمان اللقاء بين الحريري ونصر الله، وهو ما تطابق مع حركة اتصالات “فريق المراقبة”، الذي تنقل بين قصر الحريري والضاحية الجنوبية، مع أن اللقاء كان سريا ولم يحضره سوى نصر الله والحريري وناصر ومعاون السيد نصر الله؛ الذي يقول الادعاء إنه كان على صلة بقائد عملية الاغتيال مصطفى بدر الدين.

بالعموم؛ يُستنتج من المعطيات التي عرضها فريق الادعاء في المحكمة الدولية؛ أن “حزب الله” لم يكن راغباً بفتنة سنية شيعية، فقد اشترى “فريق الجريمة” شاحنة التفجير والهواتف المستعملة من طرابلس، ثم خطفوا شاباً سنياً مسكيناً من الطريق الجديدة في بيروت وأجبروه على تسجيل شريط مصور؛ يتبنى فيه عملية الاغتيال، ثم تخلصوا منه وأقنعوا شاباً سنياً آخر بتنفيذ العملية الانتحارية، ثم اتصلوا بالقنوات الفضائية لتسليم الشريط المزوَّر؛ لنسبة الاغتيال إلى “الإرهاب السني”.. وبعد أشهر من التحقيق المحلي والدولي، وبما أن متبني العملية –بالإجبار- أحمد أبو عدس؛ لم تظهر أشلاء له في موضع الجريمة، فقد غيّروا وجهة الاتهام نحو “إسرائيل” التي “تلاعبت بداتا الاتصالات”، ولما سلكت العدالة طريقها في مرحلتي التحقيق والمحاكمة؛ اعتبروا المحكمة “إسرائيلية” و”لا علاقة لحزب الله بما يصدر عنها تبرئة أو إدانة”… وذلك كله حرصاً منهم على تجنب الفتنة المذهبية؛ وقد ترجموا حرصهم عليها أفعالا لاً أقوالاً.

 

السفير الفرنسي يدشن وساطته بلقاء الحريري والقوات: لا حقيبة دولة دون حقيبة سيادية

إعداد جنوبية 15 سبتمبر، 2018/إنطلاق إتصالات ومشاورات جديدة على خط الـتأليف الحكومي.

تحركت المياه الراكدة في الملف الحكومي بعض الشيء من البوابة الفرنسية وفيما تحدثت بعض الأوساط عن تحرك ومساعي فرنسية لدى الأطراف المعنية بالملف للخروج من الأزمة الحكومية، وعلى أهمية هذا العامل إلا أن أوساط مطلعة قللت لـ “االنهار”  من أهمية  موجة التقديرات الجديدة للتحرك فرنسي لكنها لم تنف ان يكون هناك “جس نبض فرنسي بحذر شديد حول ما اذا كان ممكنا قيامها بتحرك مجد للمساهمة في تحقيق انفراج ما وإخراج الحكومة  من هذه الدوامة، لان باريس تعتبر نفسها من أكثر الدول المعنية باستقرار لبنان وتنتظر ولادة حكومته الجديدة لاطلاق مؤتمر “سيدر1”. ويبدو ان اللقاء الذي جمع أمس الرئيس المكلف سعد الحريري والسفير الفرنسي برونو فوشيه في “بيت الوسط” تناول الأوضاع والتعقيدات الحكومية  ونقل السفير رغبة بلاده في المساعدة حيث يجد اللبنانيون ذلك مفيداً.

لكن بحسب المعطيات الاخيرة عاد تبادل الافكار بين  قصر بعبدا – “بيت الوسط” ، وان الاتصالات بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري، وان بدت مقطوعة مباشرة بينهما، إلا أنها  قد استؤنفت بشكل غير مباشر لمناقشة الصيغة الحكومية الاخيرة التي طرحها الرئيس المكلف وتحفظ على بعض  بنودها رئيس الجمهورية. وتحدثت المعلومات عن مشاركة أكثر من موفد ووسيط في الاتصالات بين الطرفين مشيرة الى ان صيغة طرحت لتعديل توزيع وزارات الخدمات كما وردت في التشكيلة التي كان وضعها الحريري بحيث تعطى في التوزيع المعدل وزارة العدل لرئيس الجمهورية، والتربية لـ”القوات “، والطاقة لـ”التيار الوطني “، والاتصالات لـ”المستقبل”. وفيما طرح تبادل وزارة الصحة والاشغال العامة والنقل بين “حزب الله” و”المردة” نظراً الى التحفظات الخارجية عن إسناد الصحة ببروتوكلاتها الدولية الى الحزب، تبيّن أن تحفّظات أكبر تقوم على إسناد الاشغال والنقل الى الحزب، وهذه العقدة يمكن ان تحلّ بإبقاء الاشغال مع “المردة” وبإرضاء الحزب التقدمي الاشتراكي بإعطائه الصحة، اذا ما تساهل “حزب الله” وقبل بوزارة خدماتية أخرى، اضافة الى وزارة التخطيط التي ينوي تحويلها وزارة استراتيجية في المرحلة المقبلة.

وأشارت “الجمهورية” إلى تحرك آخر لكن من البوابة الأميركيةـ إذ عكس عائدون من الولايات المتحدة الاميركية، متابعة اميركية للوضع اللبناني، بوجهَيه السياسي والأمني. وأكد هؤلاء انهم سمعوا من مسؤولين اميركيين ما يشير الى حرصهم على لبنان واستقراره السياسي وانتظام مؤسساته الدستورية وتشجيعهم على تشكيل حكومة لبنانية، من دون ان يبدوا اي اشارة او نيّة في التدخل المباشر في هذا الشأن اللبناني.

ووفق ما نقل عن  المسؤولين الاميركيين، فإنّ الوضع الامني في لبنان ما زال يشكل أولوية اساسية لدى الولايات المتحدة، وانّ واشنطن تنظر بارتياح وبعين التقدير الى الجهود التي تبذلها الاجهزة الامنية اللبنانية للحفاظ على الاستقرار الامني للبنان، ومكافحة التنظيمات الارهابية. وانها تضع في أولوياتها ايضاً استمرار تقديم الدعم الكامل للجيش اللبناني لتمكينه من القيام بمهماته.  ونقل العائدون من واشنطن انّ المسؤولين الاميركيين ينظرون الى “حزب الله” كمنظمة إرهابية معادية، تشكّل خطراً على لبنان وعلى الاستقرار في المنطقة، الّا انّ اللافت للانتباه هو انّ هؤلاء المسؤولين لم يتحدثوا عن أي “فيتو” أميركي على إشراك الحزب في الحكومة. وقال احد هؤلاء المسؤولين رداً على سؤال مباشر حول مشاركة “حزب الله” في الحكومة: سبق وأكدنا موقفنا بأنّ تشكيل الحكومة اللبنانية شأن لبناني.

إلى ذلك أجمعت المعلومات بحسب “اللواء” على انه رغم بعض التفاؤل الحذر الذي ينقل عن الرئيس المكلف من قبل زواره بقرب الوصول إلى الخلاص بالنسبة لملف تالحكومة، من خلال المساعي التي يبذلها بعيداً عن الإعلام، فإن الأمور حتى الساعة لا زالت تدور في مكانها، من دون تسجيل أي خرق على هذا الصعيد. وذهبت مصادر في “التيار الوطني الحر” إلى أبعد من ذلك، فأكدت ان الأمور ما زالت تدور في الدائرة نفسها منذ تكليف الرئيس الحريري ، وما زالت ضمن العناوين المعروفة. لكن اللافت فيما قالته المصادر العونية لـ”اللواء” بالنسبة لتأخير تشكيل الحكومة وانعكاساته السلبية على الولاية الرئاسية للرئيس عون، هو انها “لا ترى مانعاً من ان يأخذ موضوع تشكيل الحكومة مداه”، معتبرة بأن ذلك يبقى أفضل من القبول بحكومة تملك إمكانية تعطيل مسيرة العهد، لا سيما وان هناك توقعات بأن يكون عمر الحكومة المقبلة أربع سنوات، مشيرة إلى انه إذا تمّ الاتفاق على حكومة لعام واحد، فبالتأكيد سيتم تشكيلها فوراً، لكن حكومة تحكم لاربع سنوات يجب ان تكون منتجة وقادرة على القيام بالمشاريع الإصلاحية الكبيرة التي يحتاجها البلد، ولا تكون فيها قدرات تعطيلية من خلال ان يملك الحزب الاشتراكي حصرية التمثيل الدرزي والتي تطرح الموضوع الميثاقي على بساط البحث، أو ان يكون “للقوات اللبنانية” حصة وازنة، رغم انها تؤكد تكراراً دعمها للعهد، الا ان التجربة السابقة معها في حكومة تصريف الأعمال توحي بالعكس. لكن المهم في موضوع تشكيل الحكومة هو رفض “القوات اللبنانية” اسناد حقيبة دولة لها من دون حقيبة سيادية هي الدفاع، وقال وزير الاعلام ملحم رياشي لـ”اللواء”: ان لا جديد في الاتصالات لتشكيل الحكومة. وحول موقف “القوات” مما تردد عن نية الرئيس الحريري إسناد حقيبة دولة اليها؟ قال الوزير رياشي: لا وزارة دولة من دون وزارة سيادية.

 

«حقّ الوصول الى المعلومات»: قانون غير قابل للتنفيذ!

سلوى فاضل/جنوبية/ 15 سبتمبر، 2018

رغم اقرار القانون 18/2017 الا انه لم يطبق الا بعد الضغط، فهل كان اقرار هذا القانون مسايرة للرأي العام العالمي، وليس خدمة للمواطنين في دولة التسيب؟ كل معلومة يُتعمّد اخفائها، لأهداف غير نظيفة لدى اصحاب الصفقات المشبوهة، فكلما طالب مواطن ببعض المعلومات التي يسمح له بها القانون تحت رقم 28 /2017  يُجابه بموقف أرباب المؤسّسات العامة، تحت حجج واهية. وآخر مثال ما حصل مع النائبة بولا يعقوبيان، التي حُرمت حقها في الوصول الى المعلومات من قبل مجلس الإنماء والاعمار. وهي التي طالبت بالحصول على تقرير (تقنية المحارق- دراسة الأثر البيئي) الموجود لدى المجلس، عبر كتاب رسمي. ولم يستجب المجلس لطلب النائبة. مما يشكل مخالفة صريحة لقانون الحق في الوصول إلى المعلومات. للاطلالة على الموضوع كان لـ”جنوبية” اتصال مع الناشط المدني حسين عزالدين الذي شرح معاناته مع تطبيق القانون 18/2017 اي حق الوصول الى المعلومات، فقال: “انا احتال على المؤسسات لاحصل على المعلومة، وخاصة في الملف الذي اتابعه والمرتبط بالازدواج الوظيفي لموظفي الدولة والبلديات في الوقت عينه، حيث تبّين لنا ان هناك موظفين يمارسون عدة وظائف رسمية معا، ما يعني وجود اكثر من رقم مالي لهؤلاء. فمثلا رؤساء البلديات موظفون في وظائف في الدولة ويتقاضون راتبين. وهم وان انكروا انهم يتقاضون راتبا من العمل البلدي الا ان ذلك لا يسمح لهم بممارسة عملين بالوقت عينه. فشروط العمل في البلدية هي نفسها شروط العمل في النيابة”.

ويلفت بالقول ان”الحق في الوصول للمعلومات لم يسرِ حتى الان رغم اقراره قانونا، واعتبر ان اخفاء المعلومات عن المواطنين هو ضرب من الفساد وعدم نية الاصلاح، فنبقى نسير في طريق الفساد”. ويتابع حسين عزالدين، بالقول “وهذا كله اسمه محسوبيات وزبائنة بالمعنى التام للكلمة، فهل يتشكى المواطن على البلدية والسلطة، والتي هي اقوى منه، فمن يدخل الى مخفر تطلب له النشرة فيسجن من اجل ضبط سير مثلا. وكل ذلك بهدف تيئيس الناس من المطالبة بحقها”. ويروي عزالدين حادثة حصلت معه حول توظيف شابين في بلدية برج رحال، دون الاعلان عن النية بالتوظيف، ولما سأل عن هذه المخالفة القانونية، اجابه المعنيّ بالأامر انه قد تم تعليق اعلان طلب موظفين في جامع البلدة!!”. وختم، حسين عزالدين، قائلا “فهذا الجواب الساخر على التوظيف بالسرّ ودون اعلان هو الجواب على السير بطريق المحسوبيات، وهي زبائنية فاضحة. كما اننا لا زلنا الى اليوم نحاول الوصول الى ارقام الموظفين المالية لنؤكد ازدواجهم الوظيفي، الا انه لا تجاوب. اضافة الى امتناع قائمقام الجنوب منصور ضو عن الرد على مكالمتنا بخصوص التوظيف المزدوج، وهذا نوع من عرقلة الوصول الى المعلومات في مخالفة صريحة للقانون”.

من جهة ثانية، روى الصحفي والناشط وفيق الهواري ما حصل معه خلال رحلة البحث عن معلومات ترتبط بعمله، فقال لـ”جنوبية”: “حصل معي ثلاث تجارب منذ اقرار قانون حق الوصول الى المعلومات، حيث تقدمت بطلب الحصول على بعض الوثائق من بلدية صيدا، وعلى الرغم من ان قانون العمل البلدي يتيح للمواطنين الحصول على المعلومات، الا ان محامي بلدية صيدا اعطى جوابا بعدم الحصول على الوثائق المطلوبة، مما دفعني استنادا الى القرار رقم 18/2017،  واستنادا الى المعلومات الموجودة في قانون البلديات حاول المحامي بموافقة المجلس البلدي ان يماطلوا للحؤول دون الحصول عليها، وعندما كشفت لهم عن نيتي اللجوء الى قاضي امور العجلة، قاموا بتسليمي ما طلبت من معلومات”.

اما التجربة الثانية، يتابع الهواري، “فكانت حين طلبت بعض المعلومات المتعلقة بالتعليم الرسمي بصفتي صحفي، فرد علي مدير عام وزارة التربية فادي يرق انه يريد ان يعرف اسم المطبوعة والهدف من الحصول على المعلومات، فاضطررت، كمواطن وليس كصحافي، الى نشر رده في تقرير في “جنوبية” كيف ان الوزارات لا تبلّغ موظفيها بالقوانين الصادرة عن مجلس الوزراء، مما أجبره على تزويدي بالمعلومات المطلوبة، والتي كانت غير كاملة، ولكن استطعت اثبات حقي كمواطن”. اما التجربة الثالثة “فمتعلقة باحد العقارات في مدينة صيدا، حيث تقدّمت بطلب حول الأمر الى المديرية العقارية التابعة لوزارة المالية، فكان الجواب من الموظفين بعدم اعطائي أية معلومة، فاخبرتهم ان ذلك مناف للقانون، فأحالوني من موظف الى آخر، الى ان وصلت الى رئيس مصلحة الديوان في المديرية العقارية التابعة لوزارة المالية، الذي يفهم بالقانون، فطلب مني تقديم طلب رسمي باسم المطبوعة ليتم تحويلها الى وزير المالية لابداء الرأي، فأبديت اعتراضي على الامر”. ويشدد على انه “يبدو ان القوانين التي تُسنّ هي فقط من أجل الرأي العام العالمي، وليس من اجل حق المواطن. فالمهم انه اذا كان جواب الوزير سلبيا، سأضطر الى انشر ان الوزير لا ينفّذ القانون، والمواطن لا يحصل على معلومات يريدها وفق الالية التي حددها القانون، علما انه هناك 15 يوما مهلة لاعطاء المعلومات، فاذا لم يتم ذلك سأتقدّم بالطعن”. وختم وفيق الهواري، بالقول “علما ان المعلومات ليست متاحة على مواقع الوزارات الالكترونية، بل هي معلومات قديمة ولا قيمة لها”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

غارة اسرائيلية تستهدف قاعدة عسكرية إيرانية في مطار دمشق الدولي

خاص جنوبية 15 سبتمبر، 2018/استهدفت الصواريخ الإسرائيلية قاعدة عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية في مطار دمشق الدولي،وبحسب معلومات لـ”جنوبية” فإنّ استهداف مطار دمشق الدولي لم يكن متوقعاً من قبل النظام وحلفائة وذلك لكونه يقع ضمن نطاق الاتفاقات المتفق عليها بين روسيا والعدو الاسرائيلي.. وبحسب مصادر ميدانية فقد أدّى القصف إلى سقوط عدد من القتلى في صفوف الميليشيات الإيرانية. يشار إلى أنّ الموقع الذي تمّ قصفه هو الموقع نفسه الذي سبق أن اغتيل به القيادي مصطفى بدر الدين. وكانت وكالة الأنباء السورية “سانا”، قد أكدّت الغارة، معلنة أنّ المضادات الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي في محيط مطار دمشق الدولي.

 

مصابان بحادث دهس في جنوب فرنسا

نيم (فرنسا/الشرق الأوسط/15 أيلول/18/أصاب سائق شخصين بجروح طفيفة ليلة أمس في نيم بجنوب فرنسا عندما حاول دهس حشد قبل أن تصطدم سيارته بحاجز للحماية، بحسب ما أفادت مصادر متطابقة. وبحسب شهادات جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية فإن رجلاً في الـ32 اندفع بسيارته قرابة الساعة الواحدة فجر أمس الجمعة (23,00 بتوقيت غرينتش) باتجاه نحو خمسين شخصاً كانوا أمام حانة «لينستان تي». وكشف المصدر أن سيارة المهاجم، بيضاء اللون وتوقفت بعد اصطدامها بحاجز وقائي، أقيم في إطار الاستعدادات لحفل شعبي في مصارعة الثيران من المقرر أن ينطلق الجمعة. وقال العديد من الشهود في مكان الحادث، إن الرجل صاح «الله أكبر» وقت الحادث، فيما أوضح المدعى العام الفرنسي أريك موريل، أن الحشد أوقف السائق الذي حاول الفرار، وأوسعه ضربا، وأن المشبوه نقل إلى المستشفى، حيث كان «مشوش الذهن» عند اعتقاله. وأخرج عدد من الشهود السائق من السيارة، وحاول الهرب ولكن تم اعتقاله بسرعة. وتابع المدعي أن المشتبه به نقل إلى المستشفى إذ كان «مشوش الذهن» عند توقيفه، وفتحت السلطات تحقيقاً بتهمة «الشروع في القتل».

 

 قتيل و12 جريحاً في بوسطن

آندوفر (ماساتشوستس/الشرق الأوسط/15 أيلول/18/قال مسؤولون إن عشرات الانفجارات الناتجة على ما يبدو عن كسر في خط أنابيب للغاز الطبيعي هزت ثلاث مناطق سكنية قرب بوسطن، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 12. وصدرت أوامر للمئات بمغادرة منازلهم. وتسببت الانفجارات في انهيار عشرات المنازل ومبان أخرى أو اشتعال النار بها الخميس. وشاركت فرق إطفاء من نحو 50 إدارة في محاولات إخماد الحرائق بينما هرعت أطقم المرافق لإغلاق الغاز والكهرباء في المنطقة لمنع اندلاع مزيد من الحرائق. وجابت سيارات الشرطة الشوارع لتنبيه المواطنين بضرورة مغادرة المنازل على الفور. وقال مايكل مانسفيلد مدير إدارة الإطفاء في آندوفر خلال مؤتمر صحافي، إن المحققين يعتقدون أن «الضغط الزائد في خط غاز رئيسي» يتبع شركة كولومبيا جاس أدى لسلسلة الانفجارات والحرائق.

وكانت الشركة التابعة لشركة نيسورس العملاقة قد أعلنت في وقت سابق الخميس أنها ستجري صيانة لخطوط الغاز في أحياء بأنحاء الولاية تشمل المنطقة التي وقعت بها الانفجارات. لكن لم يتضح بعد أن كانت تجري أي أعمال في تلك المناطق في ذلك الوقت. وقال كين ستامين المتحدث باسم شركة نيسورس: «تحقق كولومبيا جاس بشأن ما حدث لنظامها».وقالت إدارة سلامة خطوط الأنابيب والمواد الخطرة بوزارة النقل الأميركية، إنها تنشر فريقا لدعم جهود الطوارئ بالولاية. وقال مستشفى لورانس العام على صفحته على موقع «فيسبوك» إنه عالج 13 شخصا بإصابات تتنوع بين اختناق بسبب استنشاق دخان وفزع بسبب الانفجارات. ونُقل مصاب في حالة حرجة إلى مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، ثم قال مسؤولون لـ«رويترز» إنه توفي بعد ذلك. وقالت شرطة ولاية ماساتشوستس إنها تلقت بلاغات بحدوث 70 حريقا أو انفجارا أو انبعاث رائحة غاز.

 

 إردوغان يلتقي بوتين الاثنين لمناقشة ملف إدلب وممثلو تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا اجتمعوا في إسطنبول

بوتين – إردوغان/أنقرة: سعيد عبد الرازق//الشرق الأوسط/15 أيلول/18»/عقد ممثلو كل من تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا اجتماعا في إسطنبول أمس لبحث التطورات في إدلب، في وقت أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن الرئيس رجب طيب إردوغان سيعقد لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد غد لبحث الملف السوري، وبخاصة وضع إدلب. وقال جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الباكستاني شاه محمود قريشي، عقب لقاء جرى بينهما على هامش زيارة رسمية يجريها إلى إسلام آباد، إن تركيا تنتهج السياسة الأكثر وضوحا في سوريا على وجه العموم، ومحافظة «إدلب» بشكل خاص، وهي تريد السلام والحل السياسي في سوريا، وتبذل جهودا حثيثة على مستويات مختلفة من أجل وقف الهجمات على إدلب، وتناقش هذه المسألة مع جهات أخرى.

وأضاف: «مستعدون للتعاون مع الجميع في مكافحة المنظمات الإرهابية، ولكن ليس من الإنسانية والصواب أن يُقتل المدنيون والنساء والأطفال دون أي تمييز تحت ستار مكافحة المنظمات الإرهابية، لأنه لا يمكننا إحلال الأمن والسلام بهذا الشكل». وتابع: «يوم الاثنين المقبل (بعد غد) سيجري الرئيس رجب طيب إردوغان لقاء آخر مع بوتين، وسنواصل جهودنا في الأمم المتحدة»، لافتا إلى أن الجهود التركية تلقى دعما دوليا ملحوظا.

وبالتوازي، انطلق في مدينة إسطنبول التركية بعد ظهر أمس، اجتماع رفيع المستوى بين ممثلي كل من تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا، لمناقشة الملف السوري وملفات أخرى، تحضيرا لاجتماع قمة لقادة الدول الأربع سيعقد في وقت لاحق. وترأس الوفد التركي إبراهيم كالين المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية والوفد الألماني يان هيكر مستشار الأمن القومي للمستشارة أنجيلا ميركل، والوفد الفرنسي فيليبي اتينه كبير المستشارين الدبلوماسيين للرئيس إيمانويل ماكرون، والوفد الروسي يوري أوساكوف كبير مستشاري الرئيس فلاديمير بوتين.

ويهدف الاجتماع إلى التحضير لاجتماع قادة هذه الدول في وقت لاحق، وتناول ملفات عديدة بالمنطقة، منها الملف السوري وتطورات الأوضاع في منطقة خفض التصعيد بإدلب، وأزمة الإرهاب، والمشاكل التي تعانيها المنطقة.

ودعا إردوغان قبل نحو شهرين، لاجتماع رباعي (تركي روسي فرنسي ألماني) في إسطنبول، الأمر الذي لاقى قبولا من بقية الدول. ويرافق رؤساء الوفود فرق تقنية من أجل الترتيب للقمة التي كان الحديث سابقا أن تتم في 7 سبتمبر (أيلول) الجاري، وفق تصريحات إردوغان، لكن هذا التوقيت صادف القمة الثلاثية للدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران في العاصمة طهران. وقال كالين أول من أمس: «نتوقع من جميع الأطراف في الأيام القادمة مواقف تسهم في التوصل إلى حل سياسي يزيل العقبات أمام ملف إدلب». وأشار في مؤتمر صحافي إلى أن الرئيس إردوغان وجه مناشدات إلى موسكو وطهران والرأي العام العالمي خلال القمة، مفادها أن أي هجوم على إدلب لن ينتهي بمأساة إنسانية فحسب، بل ستترتب عليه نتائج سياسية ودبلوماسية خطيرة للغاية. وشدد على أن الجهود التركية وحدها لن تكفي لوقف الهجوم على إدلب، مضيفا: «على الرأي العام العالمي أن يتحمل مسؤولياته في هذا الموضوع.. فأي هجوم على إدلب قبل كل شيء سيقوض المسارات السياسية المستمرة، ويمهد الطريق لأزمة ثقة خطيرة، ويدفع مئات الآلاف للنزوح باتجاه تركيا». وأوضح أن أي موجة نزوح جديدة باتجاه تركيا ستكون لها مضاعفات أخرى، وتأثيراتها لن تتوقف عند تركيا، بل ستمتد إلى أوروبا ودول أخرى.

واعتبر تصريحات الدول الغربية بأنها ستتدخل إذا استخدم بشار الأسد السلاح الكيميائي في إدلب، «غير كافية وغير متناسقة بتاتا، لأن الحرب السورية أسفرت عن مقتل مئات الآلاف حتى الآن، 99 في المائة منهم قتلوا بالأسلحة التقليدية». ويسود القلق مع تواتر أنباء عن تحضيرات يجريها النظام السوري وداعموه، بمن فيهم روسيا، لمهاجمة محافظة إدلب شمال غربي سوريا، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، مئات الآلاف منهم نازحون، وقد تؤدي عملية محتملة للنظام إلى موجة نزوح ضخمة باتجاه الحدود التركية. وأجرى رئيس الأركان التركي يشار غولر جولة تفقدية على الوحدات العسكرية في ولايتي غازي عنتاب وهطاي الحدوديتين مع سوريا. وأفاد بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية أمس (الجمعة) بأن قائد القوات البرية أوميت دوندار كان برفقة غولر خلال الجولة التفقدية. في الوقت ذاته، سيّرت القوات التركية أمس دورية جديدة على طول الخط الفاصل بين منطقة عملية «درع الفرات» ومدينة منبج شمالي سوريا. وقالت رئاسة الأركان التركية في بيان، إن الدورية الـ45 سيّرت بالتنسيق مع القوات الأميركية بشكل منفصل. وفي 18 يونيو (حزيران) الماضي، أعلنت رئاسة الأركان التركية بدء الجيشين تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة عملية «درع الفرات» بريف حلب الشمالي، ومنبج. ويأتي تسيير هذه الدوريات في إطار «خريطة الطريق» التي توصلت إليها أنقرة مع واشنطن حول منبج في 4 يونيو (حزيران) الماضي، والذي تضمن إخراج عناصر وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة وتوفير الأمن والاستقرار فيها. في السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي إن الوقت حان لواشنطن كي تقرر من هو حليفها الحقيقي في المنطقة، منتقداً التسامح مع أنشطة وحدات حماية الشعب الكردية قرب حدود تركيا.

وأضاف، في رسالة إلى محرري صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، نُشرت مساء أول من أمس، تعليقاً على تقرير نشرته الصحيفة في 9 سبتمبر (أيلول) الجاري، تحت عنوان «نهاية قاتمة في سوريا تلوح في الأفق»، أن تقرير «نيويورك تايمز» محق من ناحية تسليط الضوء على عملية دموية من قبل نظام الأسد على آخر معاقل المعارضة في سوريا، في إشارة إلى محافظة إدلب شمال غربي البلاد. ولفت إلى تحذير أحد المسؤولين الأمميين من حدوث خسائر بشرية هي الأكبر في القرن الحادي والعشرين بسبب العملية المحتملة على إدلب، وذلك لعدم بقاء أي مكان يذهب إليه آلاف الناس. لكن جاويش أوغلو، أشار إلى أن تقرير «نيويورك تايمز» لم يتطرق إلى تطور آخر مروع، وهو أن حلفاء الأسد الذين ينفذون الهجمات يتلقون دعماً من الولايات المتحدة.

وشدّد على وجود تقارير حديثة تُشير إلى تلقّي الوحدات الكردية الناشطة في سوريا، أسلحة ومساعدات يتم شراؤها من ضرائب المواطنين الأميركيين، وأشار إلى أن التقارير تُشير أيضاً إلى إقامة الوحدات تحالفاً مع الأسد وإرسالها قوات لمساعدته في استعادة السيطرة على إدلب، بموجب اتفاق توصلا إليه في يوليو (تموز) الماضي.

 

نيودلهي وواشنطن تعقدان جولة من الحوار الدفاعي الاستراتيجي «2+2» وتضع تحت المجهر علاقات الهند مع روسيا وإيران والصين

نيودلهي: براكريتي غوبتا/الشرق الأوسط/15 أيلول/18/على الرغم من الكثير من التوترات والاضطرابات بشأن العقوبات الأميركية التي تحوم في الآفاق، عقدت الهند والولايات المتحدة الحوار الاستراتيجي الأول «2+2»، حيث تم إبرام عدد من الصفقات الدفاعية الكبيرة خلال هذا الأسبوع إثر زيارة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ووزير الخارجية مايك بومبيو إلى العاصمة الهندية نيودلهي. ومع توقيع الهند والولايات المتحدة على اتفاقية التطابق الأمني والاتصالات (كومكاسا) خلال الحوار الاستراتيجي، التي تسمح للمنصات الهندية مثل السفن الحربية بالوصول إلى البيانات الواردة من الأقمار الصناعية الأميركية (ألغيت مرتين من قبل)، خضعت العلاقات الدفاعية الهندية الروسية وشراء المعدات العسكرية من موسكو، والعلاقات الدفاعية الهندية الإيرانية كذلك، للمزيد من التمحيص. ومن المعروف كذلك أن الصين كانت من المواد التي طُرحت على مائدة الاجتماع رفيع المستوى بين الجانبين.

العنصر الروسي

في أعقاب فرض الولايات المتحدة الأميركية العقوبات الكبيرة على الاتحاد الروسي، التي بموجبها يمكن لأي دولة تتعامل مع موسكو في قطاعات الدفاع والاستخبارات أن تواجه العقوبات الأميركية الثانوية، كانت الهند قد قاربت على الانتهاء من المفاوضات الدفاعية مع روسيا بشأن شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة «إس - 400» في صفقة قدرت قيمتها بنحو 5 مليارات دولار. وتوجهت وزيرة الشؤون الخارجية الهندية سوشما سواراج، إثر اجتماعها مع الجانب الأميركي، رأساً إلى موسكو للاجتماع مع المسؤولين هناك. وكان الجانبان يهدفان منذ شهور إلى الوصول لاتفاق بشأن الصفقة الدفاعية قبل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الهند، التي كان من المقرر أن تبدأ في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) المقبل للمحادثات السنوية رفيعة المستوى. وتعتزم الهند المضي قدماً في إتمام هذه الصفقة في جزء من استعداداتها الدفاعية في مواجهة الصين، على نحو ما أفاد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الهندية. وتجمع الهند بروسيا علاقات دفاعية راسخة، ولا تزال القوات المسلحة الهندية تعتمد بشكل كبير على النظم الدفاعية الروسية، من التعاون المشترك في مجال التكنولوجيا الاستراتيجية إلى توفير قطع الغيار للمعدات العسكرية، وجهود الإصلاح والتجديد والصيانة وما إلى ذلك. ومن المثير للاهتمام في هذا الصدد ما قاله الصحافي الهندي سودهي رانجان سين: «كانت روسيا هي الفيل العملاق الذي يحتل غرفة الاجتماعات التي شهدت انطلاق الحوار الاستراتيجي (2+2) الهندي الأميركي».

ومن شأن إتمام الصفقة أن يعتبر انتهاكاً للعقوبات بموجب قانون مكافحة خصوم الولايات المتحدة عبر العقوبات (كاتسا)، الذي أقره الكونغرس الأميركي بشأن مبيعات الأسلحة من روسيا، غير أن المشرعين الأميركيين قد سمحوا بإمكانية إجراء العفو الرئاسي.

ولم تتخذ الولايات المتحدة أي قرار حتى الآن بشأن فرض التدابير العقابية ضد الهند، في الوقت الذي يستمر فيه الحوار والمحادثات الثنائية بين نيودلهي وواشنطن، كما صرح بذلك أحد كبار المسؤولين في البلاد. وفي الأثناء ذاتها، صرح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في السفارة الأميركية بنيودلهي في أعقاب الحوار الاستراتيجي «2+2» بين الجانبين، قائلاً: «لم تتخذ الولايات المتحدة أي قرار فيما يتصل بالخطط الهندية للحصول على منظومة (إس - 400) من روسيا»، على الرغم من أنه تعهد بإمكانية بلوغ النتائج المنطقية لكل من بلدينا من خلال الحوار والمناقشات المشتركة، وأضاف قائلاً: «ليست لدينا نيات لمعاقبة الشركاء الاستراتيجيين الكبار مثل الهند بكل تأكيد».

العلاقات الهندية الأميركية

بالعودة إلى الوطن، وصف وزير الدفاع الأميركي الحوار مع الهند بأنه «حوار ضروري للغاية ومن العلامات الاستراتيجية المهمة». وحققت العلاقات الدفاعية بين الجانبين وثبة كبيرة إلى الأمام، على نحو ما أفاد به أحد المسؤولين الدفاعيين الهنود، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، وأضاف أن الصفقات الدفاعية بين الجانبين بلغت 15 مليار دولار خلال العام الحالي، ومن المتوقع أن تشهد زيادة مطردة بنحو 3 مليارات دولار بحلول عام 2019. وتشمل الآفاق المحتملة إبرام صفقة لبناء طائرات مقاتلة متقدمة من طراز «إف - 16» إنتاج شركة «لوكهيد مارتن» في الهند.

وتعتبر «كومكاسا» واحدة من الاتفاقيات الأربع المعروفة بالاتفاقيات الأساسية التي تبرمها الولايات المتحدة مع شركائها المقربين بغية تعزيز قابلية التبادل العملياتي بين الجيوش، وتسهيل الوصول إلى النظم الدفاعية المتطورة، وبالتالي السماح للجيش الهندي بالاستفادة، بصورة أكثر فعالية، من المنصات الدفاعية الموجودة في الولايات المتحدة بهدف الحصول على صورة أكثر وضوحاً لمنطقة المحيط الهندي التي تشهد تحركات عسكرية صينية مريبة ومتزايدة.وفي الوقت الذي ينقل فيه الجانبان التدريبات العسكرية المشتركة إلى مستوى أرفع من خلال اتخاذ القرار بإجراء التدريب المشترك ثلاثي الأفرع قبالة الساحل الشرقي للهند في عام 2019، تم إلحاق أحد الضباط الهنود كملحق دفاعي هندي لدى القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، التي تعد مسؤولة عن العمليات البحرية في أفغانستان وباكستان ودول الخليج العربي الغنية بالنفط.

وقال المعلق الصحافي هارش في بانت: «كان التقارب الهندي الأميركي، على خلفية باكستان، أكثر مدعاة للإعجاب، خصوصاً عندما جاء في البيان المشترك أنه يتعين على باكستان ضمان عدم استخدام الأراضي الخاضعة لسيطرتها قواعد لشن الهجمات الإرهابية ضد دول أخرى. واستغرقت الولايات المتحدة القليل من الوقت في تصعيد الضغوط على حكومة رئيس الوزراء الباكستاني الجديد عمران خان بشأن إحكام السيطرة على الإرهاب، إذ علقت مساعدات أميركية إلى باكستان».

العنصر الإيراني

رغم ما تقدم، وفي ظل الحماس الراهن، لا يزال هناك مفسدون محتملون لهذه الشراكة، ونعني بذلك إيران. والهند، التي تعتبر من أكبر مستوردي النفط من إيران، وقعت في معضلة لا يسهل تجنبها، لا سيما في أعقاب قرار الولايات المتحدة الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة أو الاتفاق النووي مع إيران في مايو (أيار) الماضي. ولم يساعد الحوار الاستراتيجي «2+2» في المشكلة الهندية، إذ ظلت الولايات المتحدة غير واضحة بشأن ما إذا كانت سوف تسمح للهند بالتنازل عن العقوبات الهادفة إلى منع واردات الطاقة من إيران. ولقد أوضح وزير الخارجية الأميركي الأمر بأن الولايات المتحدة تتوقع من الهند خفض وارداتها من النفط الإيراني إلى المستوى الصفري. ولم تأت الولايات المتحدة خلال الحوار الاستراتيجي على ذكر أي عفو رئاسي، في الوقت الذي تواجه الهند فيه تحديات كبيرة في التعامل مع ملف العقوبات الاقتصادية الإيراني.

وقال المحلل الهندي مانوج جوشي «إن العلاقات الهندية مع إيران لا تتعلق بالنفط فحسب، ولكنها تتعلق كذلك بالوضع الاستراتيجي الذي تحتله الهند في المنطقة. ويهدف مشروع ميناء تشابهار إلى تجاوز الحصار الذي تفرضه باكستان بشأن قطع سبيل المواصلات البرية بين الهند وأفغانستان، وإيران، وآسيا الوسطى بأسرها».

التوازن مع الصين

على الرغم من أن البيان المشترك بشأن الحوار الوزاري بين الهند والولايات المتحدة لم يذكر الصين على نحو صريح، قالت المصادر المطلعة إنه كانت هناك «مناقشات عميقة» بشأن منطقة الهند والمحيط الهادئ الحرة والمفتوحة، والتهديدات الصينية القائمة هناك، كانت إحدى النقاط الرئيسية للمحادثات. ولا يمكن إنكار حقيقة أن التهديد الصيني هو بحكم الأمر الواقع من التحديات الراهنة، وتنظر الولايات المتحدة إلى الهند باعتبارها شريكاً موثوقاً فيه وحليفاً محتملاً في جنوب آسيا، التي يمكن أن تقوم مقام القوة الموازنة لمعادلة النفوذ الصيني في المنطقة. كما ترغب الولايات المتحدة من الحوار الأمني الرباعي (الذي يضم الولايات المتحدة، والهند، واليابان، وأستراليا) باتخاذ الشكل المؤسسي والتقدم والازدهار في منطقة المحيط الهادئ والهندي كـقوة مضادة في مواجهة الصين وحلفائها. ومع ذلك، فإن التخفيف اللافت للنظر في الموقف الهندي تجاه الصين، في أعقاب الاجتماعات الأخيرة بين رئيس الوزراء الهندي والرئيس الصيني، جعل بعض الخبراء الأميركيين متشككين في الرغبة الهندية الحقيقية في الاضطلاع بدور فعال في المسرح الرباعي الذي تشرف واشنطن على إعداده في المنطقة. وصرح مصدر مطلع لـصحيفة «ذي إنديان اكسبريس» بأن «الجانب الأميركي يرغب في الارتقاء بمستوى التفاعل، ولكننا طلبنا منهم إبقاء الأمر على منواله الحالي. وتراعي الهند ألا تكون مثيرة للحساسيات والمخاوف الصينية بشأن المنطقة»، في إشارة إلى أن الارتقاء بمستوى التفاعل قد يُتصور على أنه تهديد مباشر للصين هناك. وقال المحلل السياسي مارتاند جها: «تحتاج القوة الملهمة مثل الهند إلى تلمس سبيلها الصحيح، وأن تضع مصالحها الذاتية فوق اعتبارات مصالح الآخرين. وعلى المستوى الاستراتيجي، تحتاج الهند إلى تحقيق التوازن في مصالحها بين الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، فضلاً عن الحفاظ على علاقات جيدة مع الشركاء الإقليميين مثل إيران».

 

بومبيو ينتقد صمت خامئني حيال «اضطهاد المسلمين» في الصين

واشنطن - بكين/الشرق الأوسط/15 أيلول/18/من المرجح أن تثير تغريدة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حول معاملة المسلمين في الصين انزعاج بكين، حيث تواجه السلطات الصينية ضغوطا دولية متزايدة بشأن تعاملها مع أقلية الأويغور المسلمة، فضلا عن اشتباكها في حرب تجارية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وانتقد بومبيو في تغريدته المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي بسبب صمته حيال تقارير حول قيام السلطات الصينية باحتجاز أعداد كبيرة من أبناء الأقلية المسلمة. وقال بومبيو على «تويتر» إن خامنئي «يتخيل نفسه زعيم العالم الإسلامي، ولكن نظامه التزم الصمت التام فيما تضطهد الصين، وهي أكبر مشتري للنفط الإيراني، وتحتجز مئات الآلاف من مواطنيها المسلمين». وأفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء بأن بومبيو هو واحد من كبار مسؤولي الإدارة الأميركية الذين أثاروا أزمة الأويغور. وكانت مجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي قد طالبوا بومبيو ووزير الخزانة الأميركي ستيفن مونشين الشهر الماضي بحظر سفر وتجميد أصول عدد من مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني على خلفية دورهم في اضطهاد الأويغور. وقالت مانيشا سينغ مساعدة وزير الخارجية الأميركي خلال جلسة بالكونغرس إن واشنطن تبحث فرض عقوبات على مسؤولين وشركات صينية على صلة بمزاعم انتهاكات حقوق الإنسان هناك. وأثارت تقارير عن الاحتجاز الجماعي والمراقبة الصارمة لأقلية الأويغور المسلمة في منطقة شينغيانغ بأقصى غرب الصين احتجاجات دولية متنامية. وقالت لجنة بالأمم المتحدة معنية بحقوق الإنسان الشهر الماضي إنها تلقت تقارير موثوقا بها بأن نحو مليون من عرقية الأويغور ربما يكونون محتجزين بشكل غير قانوني ودعت إلى إطلاق سراحهم. كما أقامت السلطات الصينية الآلاف من النقاط الأمنية في المنطقة وشجب مدافعون عن حقوق الإنسان شروط قانون الأحكام العرفية وعمليات واسعة النطاق لجمع الحمض النووي. لكن جاءت تصريحات مبعوث الاتحاد الأوروبي الجديد إلى بكين أمس الجمعة أخف حدة، وذلك على عكس موقف المسؤولين الأميركيين الذين يبحثون فرض عقوبات. وقال نيكولا تشابي إنه ينبغي معالجة مسألة الانتهاكات التي يشتبه بحدوثها في منطقة شينغيانغ عبر الحوار مع الحكومة الصينية. وقال المبعوث الأوروبي الذي تولى منصبه هذا الأسبوع إن الاتحاد الأوروبي يتابع التقارير عن الانتهاكات في شينغيانغ وإنه أثار الأمر مع الصين لكنه يحتاج إلى حقائق. وأضاف قائلا للصحافيين، كما نقلت عنه «رويترز»: «موقف الاتحاد هو أننا نعمل في إطار الأمم المتحدة». وتابع دون إسهاب: «نؤمن بالحوار وبالتواصل ونحتاج لحقائق قبل أي شيء آخر». وقتل مئات في شينغيانغ في السنوات القليلة الماضية في اضطرابات بين أبناء أقلية الأويغور وعرقية الهان التي تنتمي إلى الأغلبية في الصين. وقال تشابي إنه يجب على الاتحاد التواصل مع حكومة الصين إذا أراد أن يكون أكثر من مجرد «قوة ناعمة». وتابع أن «تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين سيعكس كيف ينمو الاتحاد ليكون قوة كاملة وليس مجرد قوة ناعمة». وأضاف: «من أجل هذا يعد التواصل مع الصين ضرورة لازمة بالنسبة لنا».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نظام إيران ... بارجة من ورق

الدكتورة رندا ماروني/16 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67497/%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%b1%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%ac%d8%a9/

بارجة من ورق

الدكتورة رندا ماروني/16 أيلول/18

خلافا لقصة التايتنيك الشهيرة التي تعطلت وهوت دون سابق إنذار حيث لم يكن من المتوقع لبارجة سياحية تعد الأكبر والأمتن والأجود من حيث التصنيع أن تلقى هذا المصير الحزين، وخلافا للحكايا التي بقيت بعد الرحيل كأروع قصة حب حكاها وأنشدها الملايين، وخلافا لشعور من قطنها وجاب على متنها والحزن العميق على إندثارها وتلاشيها، خلافا لكل هذا، ها هو اليوم واقع السلطة الإيرانية، كبارجة حربية متنقلة تترنح في محيط هائج إنما هشة التصنيع ورقية لا أحد يبكيها حتى من هم على متنها ولا تحمل في خباياها سوى قصصا دامية تتوزع هنا وهناك.

صناعة ورقية هشة لا تستطيع مواجهة رياحا بسيطة، فكيف إذا كانت أعاصير؟

مقومات هشاشتها تكمن في تركيبتها السلطوية الفوقية المتحكمة الجاذبة للمقاومة والمعارضة والسعي الدائم لتغيير المصير وتحريره من القبضة الفولاذية الصلبة المسلطة على الأعناق إعداما وإغتيالا.

فلا عجب ونظرا لطبيعة السلطة الإيرانية الفوقية أن تواجه اليوم مصيرها وحدها دون قاعدة شعبية داعمة إضافة إلى غضب إقليمي عارم ودولي عاصف حتى باتت على شفير الغرق وسط تيارين لا ثالث لهما، حيث على النظام الإيراني اليوم أن يخضع لمطالب المجتمع الدولي وبالأخص شروط المواد الإثني عشر للولايات المتحدة والتي من خلالها سيسجل تراجع واضح للنظام، هذا التراجع الذي سيفتح الباب واسعا أمام الانتفاضة الشعبية حتى سقوط نظام الملالي، أو الإستمرار في طريق المواجهة، إنما النتيجة ستكون هي التدهور الاقتصادي والحصار المحكم الذي يفوق طاقة المجتمع على التحمل الأمر الذي سيؤدي إلى إنتفاضة عارمة لا محالة، وفي كلا المسارين سقوط حتمي للنظام.

فلقد شهدت الفترة الأخيرة هروبا لرؤوس الأموال وارتفاع لحجم السيولة في إيران بنسبة 20% في العام الماضي حسبما أعلن البنك المركزي الإيراني رسميا يوم الإثنين 10 أيلول الجاري، وقد إعتبرت زيادة السيولة في البلاد كواحد من العوامل الرئيسية وراء تقلبات سعر الصرف بالإضافة إلى عدم وجود قناة آمنة للإستثمار مما يؤدي إلى تذبذب سعر العملات، وبحسب وكالة أنباء إيسنا فإن الزيادة في السيولة هي أحد عوامل التضخم والاضطراب في السوق ومع هذا، فإن معظم الحكومات في إيران تعمل على زيادة السيولة السنوية.

وعلى مدى الأشهر الثمانية الماضية تسبب ارتفاع الدولار في إنخفاض العملة الإيرانية والقوة الشرائية بنسبة 80% ، ومن المرتقب أن ترتفع معدلات التضخم إلى أكثر من 30% ومزيد من التدهور في القدرة الشرائية الإيرانية حيث أن نسبة السيولة إلى الناتج المحلي الإجمالي في الإقتصاد العالمي تتراوح بين 60 و70 في المائة، لكن في إيران هذه النسبة هي 110 في المائة، إضافة إلى أن ضعف النظام المالي والمصرفي في إيران يمنع توجيه السيولة نحو الإنتاج وقد شهد العام الماضي هروب أكثر من 30 مليار دولار.

يترافق هذا الواقع المالي الخطير مع أزمات عدة منها البطالة والركود والتفاوت الطبقي الفاحش لمصلحة النظام والحاشية الموالية حيث أن 75% من الودائع المصرفية مملوكة ل 7% من الناس، مع اختفاء كامل للطبقة الوسطى وسقوطها تحت خط الفقر ومع وجود أكثر من 30 مليون شخص في فقر مدقع لا يستطيعون تأمين الحد الأدنى من مستلزمات العيش مما يجعل من المواطن في إيران ليس فقط العنصر المعارض والمقاوم للسلطة إنما أيضا المنتظر والمترقب مزيدا من الضغوط الدولية حتى الإسقاط الكامل الذي قد يحدث في إحدى محطات الضغط القادمة.

ففي السادس والعشرين من الشهر الحالي سوف يعقد إجتماع لمجلس الأمن يترأسه الرئيس الأميركي ترامب، أما الموضوع الرئيسي فهو كيفية التعامل مع النظام الإيراني ومحاسبة تدخلاتها الإقليمية.

أما الأول من تشرين القادم فهو الموعد النهائي لبروتوكول العمل المالي للنظام الذي إذا لم يتم اعتماده سيدخل في القائمة السوداء مما يعني انقطاع العلاقة المصرفية مع عامة البلدان وهناك ما يقرب المايتان من الدول الأعضاء في إتفاقية FITF.

أما الربع من تشرين الثاني فهو تاريخ بداية السلسلة الثانية من العقوبات الأميركية بما في ذلك العقوبات على النفط والبنوك التي سوف تعيد النظام إلى ما قبل الإتفاق النووي بالإضافة إلى عقوبات أخرى متصاعدة بوتيرة عالية

كل هذه التحديات الداخلية والخارجية المتعاظمة يوما بعد يوم خرجت عن إطار سيطرة النظام الإيراني وسحبت من بين أنامله أوراق لعبه المعتادة حتى بات أشبه بالبارجة من ورق، تسير بعيدا في غروب الشفق تراقصها الرياح، تتوه بها، على شفير الغرق.

بارجة من ورق

تسير بعيدا

في غروب الشفق

تراقصها الرياح

تتوه بها

على شفير الغرق

أعلامها سود

جماجم، عظام

في الرآية إلتصق

دربها أنفاق

يليه نفق

روادها ملو

أضرموا فيها

كي تحترق

لم يأبهوا تهديدا

ولا وعيدا

بل ساروا قدما

دون تردد ولا قلق

مدركين بعد حين

وقبل فوات الآوان

من باع ومن صدق

بارجة من ورق

تسير بعيدا

في غروب الشفق

تراقصها الرياح

تتوه بها

على شفير الغرق.

 

الكنيسة المارونية: مع «منطق القانون» في لاسا وجاهزون لغيره

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/السبت 15 أيلول 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/67495/%D9%85%D8%B1%D9%84%D9%8A%D9%86-%D9%88%D9%87%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82/

الكنيسة: مع «منطق القانون» في لاسا وجاهزون لغيره

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/السبت 15 أيلول 2018

بعد البلبلة التي أحدثتها الحلقة الأخيرة من «مسلسل لاسا» وجديدُها تنازل البطريركية المارونية عن بعض العقارات الى قوى الأمر الواقع الشيعية، انتفض الرأيُ العام المسيحي معترِضاً على «التوليفة الشرعية» لهذا التنازل، لا سيما بعد إضاءة الدكتور فارس سعيد على واقع الأمر محذِّراً مهندسي هذا التنازل نواباً ورؤساء من التلاعب «بالعقارات المسيحية الصرف» ومحمِّلاً اياهم مسؤولية إقناع بكركي بالتوقيع على «بيان تنازل» يحمل في طياته اعترافاً مسيحياً واضحاً بوجود نزاع شرعي مسيحي -شيعي على ملكية الأرض، فيما حقيقة الصكوك التي يملكها الأهالي تؤكد أنها ملكُ الأوقاف المسيحية منذ مئات السنين. اعتبر البعض من متابعي ملف لاسا أن لا مبرّرَ شرعيّاً ولا قانونيّاً ولا فوقيّاً يفرض على بكركي ولا على حرّاس بوابتها ولا على نواب كسروان وجبيل التسرّع في اعتماد عبارة «نزاع على الأرض» بدلاً من «تعدّيات على الأرض»، في بيان رسمي صدر من الديمان موقّع من البطريركية ومن النواب. فما هي حقيقة هذا البيان؟ وهل تنازل فعلاً نوابُ كسروان عن الأرض مقابل ضمانة استكمال مسحها؟ وبماذا نصح الرئيس بري نواب كسروان؟ إذا صحّت المعلومات بأنّ الرئيس بري اقترح «توليفة شرعية» تقضي بالتنازل عن بعض العقارات مقابل استكمال المساحة وتفادي نزاع طائفي في لاسا، يكون المجتمع المسيحي مجدّداً أمام معضلة قانونية غير منصفة لحقوقه الشرعية بحجّة الحفاظ على السلم الأهلي، وتلك مشكلة. أما إذا صحّت المعلومات عن عدم اعتراض نواب كسروان وجبيل على التنازل عن بعض العقارات ومحاولتهم إقناع البطريركية المارونية بذلك! فالمشكلة أخطر.

سعيد يفجّر قنبلة

في الوقائع إنه في خضمّ انشغال الطبقة السياسية بالجلسات الختامية للمحكمة الدولية في لاهاي ووسط احتدام السجالات الحكومية قبل ولادة الحكومة «المعقّدة»، فجّر الدكتور فارس سعيد معلومةً جديدة عن ملف لاسا تفيد عن تنازلات مسيحية عن بعض العقارات لصالح قوى الأمر الواقع، وهي تنازلات محصّنة بتوقيع بكركي ونواب كسروان وجبيل. فاشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي والرأي العام المسيحي المعترض على هذه الخطوة في حال ثبتت حقيقتهاعلى اعتبار أنّ أهل البيت المسيحي المشرّد هنا وهناك والمتمسّك بأرضه أولى بامتلاك الكيلومترات المغتصبة من الـ ١٠٤٥٢كلم فيبقى في وطنه.

حقيقة البيان

رغم نفي مصادر بكركي لـ«الجمهورية» تنازلها عن أيِّ شبر من لاسا تفيد المعلومات الجديدة عن مسار المفاوضات عن محاولة قوى الأمر الواقع فرضَ هذا التنازل وهذه الحقيقة لم تُنكرها الجهات المعنيّة بمعالجة ومتابعة ملف لاسا.

سعيد: «ضدّ البيان المشترَك ولن أتراجع»

سعيد لمّح إلى جانب من المسؤولية تتحمّله بكركي بسبب توقيعها على بيان «ملغوم»، لكنّ مصادرَ بكركي نفت الأمر مشيرةً الى تراجع مرتقب من قبل سعيد للتوضيح بعدما أُسيء فهمُه! لكنّ الوقائع أظهرت أنّ بكركي كانت السبّاقة، وهي التي أوضحت عبر «الجمهورية» بأنها لن تتنازل عن الأرض! في حين أوضح سعيد لـ»الجمهورية» أنه كان واضحاً كفاية ولن يتراجع عن رفضه للبيان المشترَك الذي وقّعه في الديمان نوابُ كسروان والسلطةُ الكنَسيّة، مؤكّداً في الوقت نفسه أنّ المجتمع المسيحي يتحصّن برأس الكنيسة للحفاظ على حقوقه بعدما عجزت الدولةُ القوية عن تطبيق القانون ومسح الأراضي، لافتاً الى أنّ العبارات الضعيفة التي تضمّنها البيان وتحديداً: «أرض متنازَع عليها» والمجلس الإسلامي يعمل مشكوراً»! تضعف موقف الكنيسة لأنه ليس هناك نزاع على الأرض بل اغتصاب وتعدٍّ عليها، كذلك حمّلوا مسؤولية استنباط الحلّ للمجلس الشيعي في الوقت الذي يجب أن تكون الكنيسةُ هي المرجع الوحيد الذي يحسم في الملف ليس فقط لأنها المالكة الشرعية للأرض بل لأنّ الكلمة الفصل ليست لها وحدها في ملف لاسا كما ليست لغيرها، بل هي أيضاً ملك الطائفة المسيحية مجتمعةً مع الأخذ على محمل الجدّ موقف الفاتيكان الرافض كليّاً لمبدأ بيع الأراضي المسيحية والداعي الى عدم التنازل عنها وفق أيّ ظرف أو حجّة. وأوضح سعيد أنه لا يحمّل البطريرك المسؤولية بل الدولة المستضعفة التي حمّلت النوابَ اقتراحاً يشرّع المخالفات في لاسا، فحملوه الى بكركي ونصحوها بالقبول به وبالأمر الواقع، كاشفاً أنه حذّرهم بالجملة.

تفاعُل الناس عبر مواقع التواصل الإجتماعي يُنبّه الى أنّ «قوى الأمر الواقع» لن ترضى بمئات الكيلومترات لو تمّ التنازلُ عنها، بل سوف تعود للمطالبة بالمزيد لأنّ هدفها استملاك الأرض المغتصَبة بكاملها.

ماذا عن مضمون الاقتراح؟ في المعلومات أنّ نواب كسروان وجبيل قصدوا الرئيس نبيه بري فاقترح عليهم التنازل عن ٤٠٠ ألف متر من الأرض «المتنازَع عليها» (وفق التعبير الشيعي) للقوى الشيعية مقابل ضمانته استكمال مسح الأراضي المسيحية العالقة في لاسا، واضعاً مسؤولية استكمال الإجراءات بعهدة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

العنداري لـ«الجمهورية»: لا تفويض للنواب بالتكلم باسم الكنيسة

أوساط بكركي المتابعة للملف تستغرب الأمر وتتساءل مَن هي الجهة التي أقنعت النوابَ بهذا الإقتراح ومَن هي الجهة التي نصحتهم بالسير في هذا الاتّجاه، مؤكّدةً أنّ الكلمة الفصل ليست ملكهم. وفي هذا الإطار يقول النائب البطريركي العام على أبرشية جونية المارونية المطران أنطوان نبيل العنداري والمسؤول عن ملف لاسا لـ»الجمهورية» إنّ «المعلومات المتداوَلة مغلوطة» مؤكداً أنّ هناك تواصلاً فعليّاً مع نواب كسروان وبكركي والمعنيّين في الطائفة الشيعية لمعالجة هذه المسألة بالتي هي أحسن. أما بالنسبة للبيان الذي صدر من الديمان فيقرّ العنداري بأنه «حمل عباراتٍ مرفوضة وغير مدروسة» كاشفاً أنه تواصل مع الراعي متمنياً التنسيق في المستقبل قبل صدور أيّ بيانات تتعلق بملف لاسا، منعاً للالتباس في عباراتٍ تدين بكركي أو تحمّلها مسؤولية اعترافها خطّياً بوجود نزاع على العقارات في لاسا وليس تعدّيات، الأمر الذي للأسف حصل بعد التسرّع في التوقيع وإصدار بيان الديمان. وفي جديد هذا الملف أيضاً كشف العنداري أنّ وزير المال علي حسن خليل أوقف مسحَ الأراضي، فيما فريقه يطالب بالمفاوضة، الأمر الذي رفضته الكنيسة مصرّةً على استكمال المسح وإظهار المستندات التي تؤكّد ادّعاءاتهم بالملكيّة، مؤكداً أنّ الكنيسة تملك مستنداتها اللازمة، بما فيها الصكوك الخضراء التي تؤكّد ملكيّتها للأرض، وهي جاهزة للمفاوضات القانونية إنما بعد استكمال مسح الأراضي. وأضاف «قانوناً نحن متأكّدون من أننا رابحون والقانون يحكم ما إذا كنا عادلين أم ظالمين أم مجحفين بحقّ أيّ طرف».

وتابع العنداري «لا للسلبطة ولا للمراوغة، ونواب كسروان وجبيل وُضعوا في هذه الأجواء ويعلمون موقفنا، أما «تصريحُهم «المتنازَع عليه» في الديمان برأي عنداري «فكان متسرّعاً» مشيراً الى أنه تواصل مع الراعي لضرورة أن تكون هناك قراءة مشترَكة دقيقة لأيّة تصاريح مستقبلية تقارب الملف. كما نوّه العنداري بكلام «سعيد» الذي أضاء على هذا الملف مُقرّاً بأنه كان مصيباً في هذه النقطة بالاعتراض على كلمة «تنازع» التي تشير الى أنّ الحق ليس ثابتاً بعد، فيما الحقيقة معاكسة لأنّ التعدّيات واقعٌ موجود.

ورأى العنداري أنّ موضوع لاسا أكبر منها لا سيما في ظلّ النزاع السياسي المفروض على لبنان بالكامل وليس فقط في لاسا وعلّق: «فليسمحوا لنا... لن نسير وفق رغباتهم». وهنا كشف أنّ إدخال نواب المنطقة في الملف تمّ لإشعارهم بضرورة حمل المسؤولية مع الكنيسة، لكنّها في المقابل إذا اتّضح لها أنهم «زاحوا عن المتفق عليه» ستُزيحهم بدورها عن متابعة هذا الملف، فلا تفويض من الكنيسة للنواب بالتكلم عنها أو بإسمها». لم ينكر عنداري أنّ النواب طرحوا على الكنيسة فكرة الرئيس بري الداعية للمقايضة بمساحة معيّنة مقابل استكمال مسح الأرض في لاسا لكنه كشف أيضاً «عدم قبول الكنيسة بهذا الطرح»، مؤكداً أنه مهما كان الطرح مغرياً وحتى إذا كان نازلاً من السماء فلا شروط علينا قبل استكمال المساحة. ولفت عنداري إلى أنّ الأرقام التي طرحها «سعيد» لم تُطرح تحديداً في البطريركية، وقد استوضحنا الأمر في اجتماع مجلس المطارنة في بكركي وأكدنا عدمَ علمنا بأيّ أرقام معيّنة معروضة للبحث أو للمقايضة.

أما بالنسبة الى كلمة «نزاع « فأكد عنداري واعداً المجتمع المسيحي أنه يجب حذفُها من قاموس المفاوضات. فليس هناك نزاعٌ على أرض مغتصبة ويتمّ الاعتداء عليها. ويوضح العنداري أنّ جميع العقارات المجاورة للاسا استُكمل مسحُها، أما داخل لاسا فقد تمّ مسحُ ما يقارب الـ ٢٥٪‏ من الأراضي بعد قرار من وزير الداخلية آنذاك ميشال المر الذي طالب بالسير بمسح الأرض بالكامل. أما اليوم فالكنيسة تطالب باستكمال مسح الـ60/% الباقي الممسوح اختيارياً وينقصه قرار الدولة. وختم العنداري أنّ الأرض ليست ملك البطريركية ولا ملك المطرانية لنقدّمها بل هي أمانة. خطواتُنا مدروسة قانوناً والتعليمات من روما تمنع بيع الأراضي المسيحية كما تتشدّد السلطةُ الكنَسية في التصرّف بملكية الأوقاف حرصاً على الوجود المسيحي، داعياً أهالي لاسا عبر «الجمهورية» للصعود الى بلدتهم لأنّ الأرض التي تستشرس الكنيسة لتثبيت ملكيّتها لا تساوي شيئاً فارغةً من أهلها. وأبدى استعدادَ الكنيسة لمساعدتهم مؤكّداً أنّ الأمن متوفّر هناك بحماية الجيش اللبناني الذي يتمركز في نقاط ثابتة. وحين سالناه عن موقف الرئاسة أجاب العنداري بأنّ الرئيس وعدنا لكننا لم نلمس قوةً على الأرض، والأيام المقبلة ستخبرنا مقدارَ قوة العهد. أما بالنسبة للمعنيّين من قوى الأمر الواقع فكشف العنداري أنهم مجتهدون في إسماعنا الكلام الذي نحب سماعه أمّا أداؤهم فهو معاكس لأقوالهم. وعلى سبيل المزاح سألنا سيادته عن موقف الرئيس بري بالمباشر فكشف لنا أنهم سألوه بصفته رأسَ السلطة التشريعية إذا كان مع القانون أو ضده فأجاب بأنه مع القانون.

وختم هناك منطقان يحكمان البلد: «منطق القانون ومنطق القوة. والكنيسة اختارت منطق القانون ولكن هذا لا يعني أننا لسنا جاهزين لمواجهة منطق القوة». أمّا نواب جبيل وبعد محاولات عدة للتواصل معهم فقد غابوا عن السمع! إمّا بداعي السفر وإمّا لسبب آخر.

 

سالم زهران: سيرة بوق شتّام يبحث عن مجده في البذاءة

بتول الحسيني/جنوبية/15 أيلول/18

زهران وجد ضالّته في ملاليم الممانعة، ثم في دولاراتها، ثم في مراكز أبحاثها الوهمية، التي لا تبحث إلا في كيفية الشتم والفتنة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/67499/%d8%a8%d8%aa%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%b3%d8%a7%d9%84%d9%85-%d8%b2%d9%87%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d9%88/

من العدم وبكوب ماء سكبه “بحماقة” على الصحافي أسعد بشارة سطع نجم سالم زهران، هو الذي دخل عالم الإعلام متطفلاً لا يملك رأياً ولا تحليلاً، فما في جعبته لا يتعدى السفاهة والبذاءة التي يحتاجها فريق لا حجج لديه.

نموذج سالم زهران هو ما كان يحتاجه الثنائي الشيعي، فهو السني الهوية الذي يدافع عن حزب الله ونبيه برّي حتى النهاية، فيراشق أياً كان بالحجارة كرمى “لعيونهما”. متحصناً بخلفيته المذهبية التي تتيح له أن يذهب للـ”extreme” في وقاحته، دون أي رادع أو هاجس من فتنة!

من كومبارس لا دور له في البرنامج الساخر “تعيش وتاكل غيرها”. الباحث عن شهرة عمياء، حاول تسلّق برامج الكاميرا الخفية ورضي بالذلّ العلني طمعاً بشهرة “التمثيل” في أحقر مستوياتها، وجد ضالّته في ملاليم الممانعة، ثم في دولاراتها، ثم في مراكز أبحاثها الوهمية، التي لا تبحث إلا في كيفية الشتم والفتنة. إلى إعلامي ومدير مركز للبحوث.

شخصية بذيئة صنعها الموالون للنظام السوري وساهمت في نجوميتها المزعومة مؤخراً شاشات تبحث عن الرايتينغ، وهذا الرايتينغ لا يأتي بها إلا الفجور والعري والشتم، ولزهران من الأخيرة نصيب مهول. هو الشتام بأناقة البذة، والسفيه بربطة عنق، واللاهث خلف المال بادّعاء الرصانة.

زهران الأقرب إلى صبي استخباراتي، يحابي برّي، ويغازل حزب الله، وحينما يحتد الفريقان يقف في حياد، مصوباً الموقف حسب المصلحة، وهذا ما رأينا حينما عارض برّي وصول ميشال عون إلى الرئاسة فغرّد زهران “معارضة لعيونك”!

وبعيداً عن مهنة الإعلام التي هو ليس إلا رقماً فارغاً فيها، يمكن تصنيف زهران كديليفيري ينقل عن لسان “معلميه” ما هو مسموح له، فتحوّل ببراعة لـ”بوق”، واستطاع بلغته السوقية أن يستدرج الجماهير لشتيمته، فيتحوّل إلى ترند تتهافت عليه شاشات فضلت الرقم على المعلومة.

ولعل أبسط ما قيل عن زهران جاء من زميلته غدي فرنسيس التي أشارت في تدوينة سابقة إلى أنّ زهران ومستواه، يعكس النوعية من المستزلمين التي تهواها وتدعمها جماعة الثامن من آذار والممانعة.

وتوجهت فرنسيس إلى جمهور الممانعة بالقول: “افرحوا بمحللكم السياسي الذي ما “حلل” أكثر من مقاس الأحذية”. لتسأل زهران “ماذا أنجزت مهنياً غير السباب وتقاضي الأموال الوسخة؟”.

لعبة الرايتينغ فهم زهران قواعدها، وعلم أنّ الجدل هو ضمان بقاءه في ظلّ فراغه من أي مقومات، فمن شائعة تعرضه لحادث سير في إدلب والتي روّج لها في العام 2017…

إلى هجومه على الرئيس نجيب ميقاتي ويومها قيل إنّه قد طلب منه مالاً ولما رفض فتح له ملف القروض الإسكانية الذي عمره سنوات، وصولاً إلى تطاوله على الرئيس سعد الحريري، أحرق زهران جميع أوراقه، فتحوّل إلى مهووس “بروباغندا” ولنقل حتى مهووس “شتيمة”، فيخرج ليقول للطرف الأخر “أنت تشتمني إذا أنا موجود”.

إلا أنّ هذا السلوك الذي اتّبعه زهران إرضاء لثنائي أغراه تارة بالمال، وتارة بنيابة لم يشتم رائحتها، ها هو اليوم انقلب عليه، فالجميع قد استنكر تعرضه لدولة الكويت وما قاله بحقها، فشخصية المخبر التي ارتضاها زهران لنفسه هي اليوم نقمة. الضاحية تعلم جيداً ماذا قدمت لها دولة الكويت، ودولة الرئيس نبيه بري وضع النقاط على الحروف بتصريح رفض فيه علنية التطاول على الكويي… فيما تحرك فوراً القاضي سمير حمود.

فهل يسعف الاعتذار – إن حدث- سالم زهران؟ هذا سؤال برسم الوقت.. إلا أنّ المؤكد أنّ من كان يوماً بوقاً يخدم الممانعة هو اليوم لا يعدو نعيقاً يزعج آذانها قبل آذان خصومها.

 

تشريع الضرورة بدعة سياسية أم حق دستوري؟

وليد حسين/المدن/15 أيلول/18

تشريع الضرورة بدعة سياسية أم حق دستوري؟ المادة 69 منحت المجلس النيابي الحق بأن يعمل ويقوم بدوره الطبيعي

مع استنفاذ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري نحو 4 أشهر لم تفضِ إلى نجاح عملية التأليف، يستعد رئيس مجلس النواب نبيه بري للذهاب إلى عقد جلسات "تشريع الضرورة" في مهلة أقصاها نهاية شهر أيلول 2018.

قد تتوصّل القوى السياسية إلى حلول وسطية لانعقاد المجلس في جلسات تشريعية لإقرار بعض القوانين المتفق عليها مسبقاً. لكن خطوة بري لم تلق توافقاً سياسياً بعد، لاسيما في ظل وجود وجهات نظر سياسية مختلفة بشأن أحقّية "تشريع الضرورة" من عدمها، ويتزامن ذلك مع وجود وجهات نظر دستورية مختلفة في قراءة نصّ الدستور. فماذا يقول الدستور حول تشريع الضرورة؟ في حديثه إلى "المدن" استعان الخبير الدستوري حسن الرفاعي ببيت من الشعر العربي "يا قارئ العلم بين الجاهلين خطأ كمن يضيء الشمع في قاعات عميان" لوصف حالة السياسيين في التعاطي مع الدستور. فهم لا يكترثون بكل ما قيل عنه وكل كلام فيه يذهب سداً. لرفاعي وجهة نظر قاطعة وحاسمة في عدم دستورية عقد المجلس النيابي جلسات تشريعية في ظل وجود حكومة مستقيلة. واكتفى بالقول إنّ المادة 69 من الدستور لا تبيح انعقاد المجلس في جلسات تشريعية، بل حصرت انعقاده في دورة استثنائية إلى حين تشكيل الحكومة ونيلها الثقة. فقد تمّ وضع هذه المادة في الدستور لتسهيل الأمور كي لا يضطر رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الدعوة إلى فتح دورة استثنائية لمنح الثقة، الأمر الذي يعتبر مستحيلاً في ظل حكومة مستقيلة. فليس هناك من جلسة استثنائية تفتح من دون وجود جدول أعمال محدّد من جانب رئيسي الجمهورية والوزراء المخوّلَين طلب فتحها لبت القوانين المحددة. بالتالي، يسأل الرفاعي: "هل الذين يريدون عقد جلسات تشريعية لديهم جدول أعمال محدد؟ إذا كان هذا الأمر صحيحاً فليطلعونا عليه".

على عكس الرفاعي يعتبر الخبير الدستوري صلاح حنين أنّ فلسفة الدستور قائمة لتسيير العمل وانتظام عمل المؤسسات وليس لتعطيل الحياة الدستورية. فمقدمة الدستور تشير إلى مبدأ فصل السلطات وتوازنها وتعاونها، بمعنى أن كل سلطة قائمة بحد ذاتها. والدستور لا ينصّ على الزامية حضور الوزراء جلسات مجلس النواب، بل يستطيعون الحضور إذا شاءوا والمجلس يؤدي عمله بمعزل عن حضورهم.

والدستور، وفق حنين، واضح جداً في حالة استقالة الحكومة أو اعتبارها مستقيلة. إذ تنصّ المادة 69 في الفقرة 3 على أنه "عند استقالة الحكومة أو اعتبارها مستقيلة يصبح مجلس النواب حكماً في دورة انعقاد استثنائية حتى تأليف حكومة جديدة ونيلها الثقة". وفي هذه الحالة لا يحصر الدستور مهمات مجلس النواب في الجلسات الاستثنائية بمهمات معيّنة من دون أُخرى كما هي الحال مع الجلسات الاستثنائية التي يدعو إليها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. فلو أراد الدستور حصر المادة 69 بتأليف الحكومة ونيلها الثقة، لكان نصّ بشكل واضح على هذا الامر، على غرار ما جاء في المادة 75، التي تقول بوضوح أنّ المجلس النيابي يصبح هيئة انتخابية ولا يستطيع القيام بأي عمل آخر في حال خلوّ سدّة رئاسة الجمهورية. لو لم تنوجد المادة 75 لكان بالإمكان ابداء رأي مخالف واللجوء إلى تفسيرات أخرى للمادة 69، كما يؤكّد حنين. فالدستور عندما يريد حصر مهمة المجلس النيابي بمهمة محدّدة، مثلما جاء في المادة 75، لا يخجل في ذلك. وصحيح أن المادة 69 أتت في سياق منح الثقة، لكن فكرتها الأساسية هي لتغطية مسألتين أساسيتين، هما: موضوع نيل الثقة بحيث يمنح المجلس الحكومة الثقة عندما تتشكّل، ومزاولة المجلس النيابي عمله في التشريع العادي إلى حين تأليف الحكومة. الأهم من كل ذلك، أن لا شيء اسمه تشريع الضرورة. هذه بدعة. المادة 69 منحت المجلس النيابي الحق بأن يعمل ويقوم بدوره الطبيعي، أي التشريع العادي.

يستغرب حنين أنهّ عندما كانت مهمات المجلس محصورة بانتخاب رئيس الجمهورية وفق المادة 75، وكانت القوى السياسية ممنوعة من التشريع بحكم الدستور، تمّ التوافق على عقد جلسات تشريعية. أما اليوم، في الوقت الذي يبيح لهم الدستور التشريع العادي يختلفون في ما بينهم. وهذا الأمر غير مقبول. فالصراع السياسي تحت سقف الدستور أمر مشروع ومرحب به، لكن من المعيب أن يصبح الصراع قائماً على تحريف الدستور.

 

جنبلاط وحيداً: النظام السوري يهدد

منير الربيع /المدن/15 أيلول/18

اتخذ الصراع بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر منحى لم يكن متوقعاً. وصل الاشتباك إلى إدارات الدولة، فكانت حرب التصفيات الوظيفية، التي لا يمكن المجاملة في وصفها. المسألة أكبر من موقع ومن نقل موظفة من موقعها. قرار وزير التربية مروان حمادة شكّل فرصة للتيار لاستمرار حربه ضد وليد جنبلاط. ويعرف التيار أن أي مواجهة من هذا النوع تفيده مسيحياً، وتحسّن موقعه من خلال إثارة الغرائز والتنامي على مبدأ الدفاع عن حقوق المسيحيين. والمفارقة أن الردود على قرار حمادة بتعيين أمل شعبان بدلاً من هيلدا خوري، تضمّن هجومات تعتبر أن حمادة مسّ بمواقع المسيحيين في الإدارات، على الرغم من أن شعبان هي أيضاً مسيحية. وهذا ما يدفع البعض إلى اعتبار أن ثمة طائفة جديدة قد ولدت في لبنان، وهي طائفة العونيين، تنفصل عن المسيحيين الآخرين، ومن الواجب الدفاع عن حقوقها فحسب. يريد التيار أن ينتهز أي مناسبة لتوجيه ضربة إلى الاشتراكي. أعلنها الوزير جبران باسيل ذات مرّة بأنه لن يسمح لجنبلاط أن يتمتع بدور الميزان السياسي. نتائج هذه الخلاصة تقود إلى وجوب تحجيم جنبلاط وتطويقه ومصادرة دوره. وذلك بدأ في الانتخابات النيابية، ويستمر اليوم في الكباش بشأن تشكيل الحكومة. ما يريده التيار أصبح واضحاً، الدخول إلى الجبل، وكسر حصرية الزعامة الجنبلاطية. ولكن لهذا أيضاً أهدافاً أخرى، منها الانتقام من جنبلاط، ليس من قبل التيار فحسب، بل يتلاقى على هذه النقطة التيار مع توجيهات من النظام السوري.

عملياً، سقطت كل محاولات ضبط الوضع، الحرب اشتعلت على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أخذ جنبلاط خطوات متقدّمة منذ أيام، متمايزاً في ذلك عن كل الأفرقاء، لا سيما الذين يتعارضون مع توجهات رئيس الجمهورية ميشال عون وباسيل. فرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يهاجم باسيل ولكن يغازل عون مراهناً عليه. كذلك هي حال الرئيس سعد الحريري. فيما خرج جنبلاط بموقف متقدّم واصفاً أركان العهد بالعلوج، لاعناً الساعة التي أتت بهم إلى الحكم. واستكمل الهجوم النائب وائل أبو فاعور الذي اعتبر أن التاريخ سيسجل لهذه الولاية الرئاسية أنها صعّدت منسوب الطائفية.

البوادر الإيجابية التي تحدّث عنها الرئيس نبيه بري لحلّ العقدة الدرزية، ربما قد تتبدد. وهناك من يصف جنبلاط بأنه "يجوهر أيام الأزمات، ويبدع في فترات الصعاب". لذلك، هو لا يتراجع ولا يتنازل حين يتركز الهجوم عليه بتهديد وجوده. رفع السقف ووصف بعض أركان العهد بالعلوج بعد وصف العهد بالفاشل، أمور تصبّ في اتجاه واحد، وهو أن جنبلاط لن يساوم هذه المرّة لتمرير التسوية على حسابه، على الرغم من استشعاره استعداداً للتنازل مع قبل الحريري وجعجع. وفي الوقت الذي تشير بعض المعلومات إلى أن الحريري يحاول إيجاد مخارج ترضي عون لانجاز التشكيلة، وفي وقت أبدت فيه القوات اللبنانية مرونة واستعداداً للتنازل وصل إلى حدّ القبول بأربع وزارات متخلية عن الوزارة السيادية، ويسعى الحريري إلى إقناع معراب بالقبول بهذه الوزارات الأربع بينها وزارة دولة، يذهب جنبلاط بعيداً في تصعيده رفضاً للتطويق. وقد يجد نفسه وحيداً في هذه المعركة مجدداً، تماماً كما وجد نفسه وحيداً في الحرب الوظائفية، لأن خطوة حمادة جاءت بطلب من الرئيس الحريري، وعند فتح التيار المواجهة وظيفياً غاب المستقبل عن النزال، ولم يساند موقف جنبلاط ولم يصدر أي موقف يعارض ما قام به وزراء التيار الوطني الحر. تفيد بعض المعلومات بأن رسائل عديدة أراد النظام السوري توجيهها إلى جنبلاط، تنطوي على تهديد ليس أمنياً بالضرورة، ولكن تهديد دوره السياسي، وبأن معركة الانتقام منه هي الأساس، وبأنه على رأس جدول لائحة النظام للسياسيين الذين سينتقم منهم، تارة عبر النائب طلال ارسلان، وطوراً عبر التيار الوطني الحر. في المقابل، ذهب جنبلاط بعيداً في طروحاته، التي وصلت إلى حدّ التلويح بإطلاق معارضة للعهد، وجبهة لمواجهة التطبيع مع النظام السوري. هو يعلم أنه لن يكون قادراً وحده على ذلك، ويعتبر أن الخزان الذي يقود هكذا جبهة او انتفاضة، هو السنّة، لكن السنّة لا يريدون. ولذلك لا بد من توقّع الأصعب.

 

«مصيدة إدلب» وشظاياها المتفجرة

راجح الخوري/الشرق الأوسط/15 أيلول/18

قبل أن تكون إدلب، وهي كبرى المحافظات السورية، «الجرح المتقيّح»، كما وصفها سيرغي لافروف، عشية قمة طهران بين روسيا وإيران وتركيا، كان من الواضح تماماً أن النظام مدعوماً بحلفائه، بدأ يطبّق منذ 3 أعوام، خطة روسية لكي تكون إدلب تحديداً «المصيدة الكبيرة»، التي سيتم تجميع كل الإرهابيين والمتطرفين فيها على خلفية رهانات باتت واضحة...

أولاً - الرهان على أن الخلافات العاصفة أصلاً والصدامات السابقة بين هذه المجموعات المسلحة، ستدفعها إلى الانخراط في اقتتال حتمي، ما يخدم النظام في نهاية الأمر، وهذا ما حصل فعلاً منذ بداية عام 2016.

ثانياً - الرهان على أن تجميع هذه التنظيمات وفيها فصائل إرهابية في بؤرة واحدة، سيوفّر بالتالي وعندما يحين الأوان، تأييداً ضمنياً من الدولة الخارجية لأي عملية عسكرية يقوم بها النظام لتطهير المنطقة، وهو ما تؤيده اليوم هذه الدول اليوم خلافاً لمواقفها المعلنة التي تحذر من هذه العملية، ليس من منطلق الخوف على إدلب، بل الخوف مما ستضخه من المتطرفين الذين سيفرون، واللاجئين الذين سيقرعون أبواب المتوسط!

على هذا الأساس أدرجت محافظة إدلب في عداد مناطق «خفض التصعيد» الأربع في خلال محادثات آستانة، وحظي الأمر يومها بموافقة تركية حماسية، على خلفية رهانات الرئيس رجب طيب إردوغان، على أن هذه المحافظة يمكن أن تشكّل مساحة نفوذ تركي على الحدود مع سوريا، ومنطلقاً لإقامة حائط صد في مواجهة المشروع الكردي و«قوات سوريا الديمقراطية» ذات الأغلبية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.

لندع الدوي الدولي المتصاعد الآن حول «قنبلة إدلب» و«مجزرة إدلب» المحتملة، التي تتخوّف الأمم المتحدة وأميركا والدول الأوروبية من نتائجها وتحذّر من أخطار تداعياتها الكارثية، سواء لجهة إطلاق موجة جديدة من اللاجئين السوريين، الذين قد يصل عددهم إلى المليون، ولن تتسع لهم تركيا وحدها، أو لجهة الذعر الدولي من إمكان فرار أعداد كبيرة من مجموعة الإرهابيين الذين تجمّعوا في إدلب والذين تقول الأمم المتحدة إنهم ما بين 15 و20 ألفاً.

لندع كل هذا ونسأل تكراراً، لماذا لم يتم مثلاً اعتقال مقاتلي «جبهة النصرة»، بعدما أطبق عليهم الجيش اللبناني في معركة الجرود، وتم تهريبهم في حافلات مبردة وبمواكبة من النظام السوري و«حزب الله» إلى إدلب؟! ولنتذكّر أيضاً أن كل المسلحين جرى تصديرهم دائماً إلى إدلب مع عائلاتهم عندما استقلّوا عربات النظام الخضراء ونُقِلوا بعد هزيمتهم إلى هناك.. لقد حصل هذا في حي الوعر، ثم في داريا ثم معضمية الشام والتل في ريف دمشق، وكان الأمر عينه قد حصل في الأحياء الشرقية لمدينة حلب عندما نُقل المتطرفون بأسلحتهم إلى إدلب، ثم حصل هذا في الغوطة، وكان الذهول دائماً سيد الموقف.

فعلاً لماذا يتم نقل المسلحين والإرهابيين إلى إدلب، التي كانت قد سقطت في يد «جيش الفتح» الذي يضم فصائل معارضة ومجموعات إسلامية متشددة، في مقدمها «جبهة النصرة»، التي صارت «جبهة فتح الشام»، لكن الأمور جرت بما يتلاءم مع رهان النظام على نظرية المصيدة، وخصوصاً بعدما كانت محافظة إدلب قد تحوّلت منذ عام 2015، مسرحاً لاشتباكات عنيفة بين حركة «أحرار الشام» و«جماعة جند الأقصى»، التي انخرطت في صراع مسلّح مع «ألوية صقور الشام» و«جيش الإسلام» و«تجمّع فاستقم كما أمرت».

الشق الثاني من الرهان، هو أن الإطباق على مصيدة المتطرفين في إدلب، يشكل الآن العنوان الأبرز في الاهتمامات الدولية، بعدما حشد النظام والميليشيات المؤيدة لطهران عدداً كبيراً من القوات استعداداً للهجوم على المنطقة، الذي يمكن أن يقع بين لحظة وأخرى، ولكن لوجود 3 ملايين مدني، بينهم أعداد كبيرة من قوات المعارضة، إضافة إلى المتطرفين والإرهابيين، ترتفع الأصوات الدولية متخوفة، فيقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يجب ألا تتحول إدلب حماماً للدم، محذراً من كارثة إنسانية وشيكة «لأن الهجوم سيطلق العنان لكابوس لم يسبق له مثيل في الصراع الدموي». غوتيريش قال كلاماً يمكن أن يختصر الخلفية المضمرة ضمناً للمواقف الأميركية والأوروبية، التي ترفع الصوت خوفاً من استخدام النظام للسلاح الكيماوي، والتهديد بتوجيه ضربة قوية إلى النظام تشارك فيها إلى جانب أميركا بريطانيا وفرنسا، لكنها لا تمانع في أن يقع الهجوم، شرط ألا يتدفق الإرهابيون عائدين إلى بلادهم في الغرب وألا تغرق أوروبا في موجة لجوء جديدة! يقول غوتيريش: «أعتقد أن الوضع الحالي في إدلب لا يمكن تحمله كما لا يمكن التغاضي عن وجود جماعات إرهابية، فمحاربة الإرهاب لا تعفي الأطراف المتحاربة من التزاماتها الأساسية بموجب القانون الدولي!». ومرحباً أيها القانون الدولي، ذلك أنه من الواضح تماماً أن إدلب ستلاقي المصير الذي واجهته مناطق «خفض التصعيد» الأخرى قبلها، فقد كانت قمة الغرابة أن يجتمع فلاديمير بوتين وإردوغان وحسن روحاني في طهران يوم الجمعة من الأسبوع الماضي للبحث عن مخرج للوضع، في حين كانت المقاتلات الروسية تكثف غاراتها على المنطقة، بينما صعّد النظام القصف بالبراميل المتفجرة.

لم تنفع كل محاولات إردوغان للدعوة إلى وقف النار والتحذير من حمام دم، فقد أصرّ بوتين وروحاني على محاربة الإرهابيين وعلى حق النظام في تحرير أرضه، في حين واصل سيرغي لافروف محاولات تسويق نظريته المستحيلة دائماً، أي الدعوة إلى فصل المعتدلين عن الإرهابيين.

كانت حسابات تركيا في مكان وصارت الآن في مكان آخر، وها هو إردوغان الذي راقب بهدوء في السابق تحوّل إدلب خزاناً للمقاتلين ودرّب بعض فصائلهم وسلّحهم، يرفع الصوت عبر مقال كتبه يوم الثلاثاء في «وول ستريت جورنال» محذراً من أن العالم كله سيدفع ثمن هجوم النظام على إدلب، وأن روسيا وإيران مسؤولتان عن منع وقوع الكارثة، وأن تقاعس المجتمع الدولي عن الحيلولة دون ذلك ستكون له عواقب كبيرة؛ لأن «أي هجوم للنظام سيخلق أزمة إنسانية وأمنية كبيرة لتركيا وباقي أوروبا وغيرهما».

ولا تتوقف تركيا عند حدود التحذير، بل لجأت إلى تهديد الأوروبيين عندما لوّحت بأنها ستفتح حدودها أمام اللاجئين إذا لم تتدخل أوروبا لمنع الهجوم، وقال رئيس هيئة الإغاثة بولنت يلدريم إن مسألة إدلب لا تخصّ تركيا فقط بل تخصّ الاتحاد الأوروبي، وفي حال لم يتدخلوا فإن تركيا مضطرة لفتح الحدود أمام اللاجئين للتوجه إلى أوروبا!

وسط هذا الجو من الاحتقان والمخاوف يرتفع التراشق الأميركي الروسي حول استعمال السلاح الكيماوي في سوريا، فبعدما أعلن جون بولتون أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا اتفقت على أن استخدام النظام السلاح الكيماوي للمرة الثالثة سيؤدي إلى رد قوي، سارعت روسيا إلى القول إن هناك «مسرحية كيماوية» تعدّ لها المعارضة السورية، عبر تصوير محاكاة هجوم كيماوي في مدينة جسر الشغور وتحميل النظام مسؤوليته! وكان محققون في الأمم المتحدة قد أعلنوا أن الهجمات الكيماوية التي وثّقوها منذ عام 2013 بلغت 39 هجوماً، منها 33 هجوماً منسوباً إلى النظام، في حين لم يتم تحديد المتسببين بالهجمات الست الأخرى. وهكذا، إذا كانت سوريا على امتداد حربها الكارثية تحوّلت إلى مصيدة للإرهابيين من أكثر من 80 بلداً، فإن النظام نجح في تحوّيل إدلب إلى خزان للمسلحين والمتطرفين، عندما ينفجر ستصل شظاياه إلى أبعد من تركيا وأوروبا!

 

عن روحاني أضاليل التفاوض

إميل أمين/الشرق الأوسط/15 أيلول/18

في انتظار الفصل الثاني الأشد وقعاً من العقوبات الأميركية على طهران، لا سيما تلك المتعلِّقة بوقف صادراتها النفطية، وقطع تعاملات المصارف الأميركية والأوروبية معها مرة واحدة، تطفو على السطح سلسلة من الأكاذيب الإيرانية هدفها التأثير على الشارع الإيراني من جهة، وإظهار تماسك نظام الملالي في الداخل، ومن ناحية ثانية خلق مناخ عام عالمي يدعم فكرة بقاء الاتفاق النووي، ويبرر السياسات الإيرانية، في وقت باتت فيه أصابع الاتهام تُوجَّه لها جراء دعمها للإرهاب الدولي، وتأثيراتها على الاستقرار الإقليمي والدولي بصورة سلبية إلى أبعد حد ومد... ما الذي يستدعي هذا الحديث؟ واقع الأمر منطلقان؛ الأول يتصل بالحديث التلفزيوني الذي وجَّهه الرئيس الإيراني حسن روحاني للداخل الإيراني، نهار السبت الماضي، وفيه أشار إلى أن الولايات المتحدة تقوم باستمرار بإرسال رسائل خاصة لإيران عبر وسطاء لبدء المفاوضات بين الدولتين.

هل يمكن أن يصدِّق الإيرانيون أكاذيب روحاني؟ أم يتساءلون... ما الذي يدفع واشنطن، القوة الضاربة، وصاحبة اليد العليا في الصراع مع طهران، لأن تستجدي الملالي أن يدخلوا معها في حوار وتفاوض، وكأن إيران هي التي تهدد بتوقيع العقوبات على الولايات المتحدة وليس العكس؟!

يكاد الإيرانيون من الطغمة الحاكمة اليوم يدخلون في مرحلة مرضية معروفة في الحالات المستعصية باسم «الإنكار»، وفيها يمضي المريض إلى تكذيب المرض عبر نفي وجوده، وهو نفي يدور في مخيلته هو فقط، وبعيد عن واقعة الصحي العليل.

من هنا يفهم المرء المنطلق السابق، ويدرك اللاحق، المتصل بحملات التأثير الإلكترونية التي تبثها مواقع تابعة وخاضعة بنوع خاص لرجال الحرس الثوري الإيراني في الداخل، بهدف خلق صورة عن إيران مغايرة للواقع الذي يعيشه الشعب الإيراني.

لم يكن من العسير على مواقع التواصل وشبكاتها الكبرى كـ«فيسبوك» و«تويتر» وغيرهما رصد العديد من الحسابات الإيرانية السرية التي تسعى للتأثير سراً على الرأي العام في البلدان الأخرى، وبأكثر من عشر لغات أجنبية، بهدف قلب الحقائق رأساً على عقب، والترويج لآيديولوجيا ومصالح النظام في طهران. ما الذي يدفع روحاني وبقية أركان النظام الإيراني إلى الإنكار والهروب إلى الأمام على هذا النحو السريع جداً في الأيام الأخيرة؟

يبدو أن إعلان الرئيس دونالد ترمب الأيام الماضية عن إعداده لإدارة جلسة لمجلس الأمن حول إيران، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، الشهر الحالي، في مقر المؤسسة الأممية في نيويورك، قد أزعج الإيرانيين، لا سيما أنهم سيجدون أنفسهم في مواجهة صريحة، غير مريحة لهم، وسيطالبون بكشف حساب جامع مانع لجميع أفعال عدم الاستقرار خليجياً، وشرق أوسطياً، وعالمياً. حكماً ستكون الجلسة التي سيديرها ترمب بمثابة الحبل الأخير الذي يلتفّ على رقبة النظام الدوغمائي الإيراني، والنافذة الأخيرة التي ستغلق أبواب الرحمة، قبل أن تحل قارعة نوفمبر (تشرين الثاني) بالاقتصاد الإيراني، التي لن يتحملها قطعاً الشارع الإيراني، وهنا الكارثة وليس الحادثة بالنسبة للملالي.

جلسة ترمب يمكن النظر إليها بمثابة محاكمة أممية ولو مجازية لما اقترفته إيران عبر أربعة عقود متتالية، لا سيما أنه من الصعب كما أشارت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، أن تعثر على مكان لا تخوض فيه إيران نزاعاً، ونزيد من الشعر بيتاً؛ أن إيران باتت سبباً لقلق عالمي متزايد، عبر دعمها للإرهاب العالمي، وفرقها للاغتيالات التي تملأ أوروبا، وصواريخها الباليستية المهددة للسلام العالمي، ودعمها لجماعات وميليشيات كالحوثي في اليمن ومساعدتها في انتهاكها لقرارات مجلس الأمن الدولي.

أكاذيب روحاني عن السعي الأميركي الدؤوب والحثيث للأميركيين للتفاوض كل يوم، سببها المؤكد أن الأسرة الدولية أدركت كارثية التهديدات الإيرانية، وأن إيران تعجز عن أن تدير ردوداً تنزل برداً وسلاماً على قلوب العالم من مشارق الشمس إلى مغاربها.

روح إيران منقسمة في داخلها، ولهذا تضيع حقائق ما يجري هناك، ومن القابض بقوة على السلطة. مرشد الثورة الإيرانية على خامنئي يصرح بالقول: «أنا أحظر أي إجراء لأي محادثات مع أميركا»، لكن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشة يقول: «يجب ألا يتحول الحوار إلى أمر محرم ومحظور في العلاقات بين طهران وواشنطن». يكتب الدبلوماسي الأميركي الشهير دينس روس أخيراً تحت شعار «إيران تثير الهلع ولكنها ترغب في عقد اتفاق»، عن ديدن إيران في المفاوضات، ما يكشف عن سعيها عبر الماضي للتفاوض بكل ما أوتيت من قوة، لتجنب الأسوأ.

عندما يشعر النظام الإيراني بالضغط حقاً، يأتي الردّ التاريخي بتغيير السلوك، يضيف روس، فالمرشد السابق الخميني ادَّعى أن إيران ستحارب العراق بقدر ما يلزم لهزيمته، ولكنه مع ذلك أنهى الحرب في أغسطس (آب) 1988، عندما دمرت القوات الأميركية في الخليج سفناً بحرية ومنصات نفطية إيرانية، وأسقطت خطأ طائرة مدنية إيرانية - ظاهرياً لدعم صدام حسين. لا تفهم إيران لغة السعي إلى الحوار والتفاوض من جانبها إلا عندما تتيقن من أن الطوفان، وعادة ما يكون أميركياً، آتٍ لا ريب في ذلك، والدليل أنه في تسعينات القرن الماضي توقفت إيران عن قتل معارضيها في أوروبا عندما هددتها ألمانيا بفرض عقوبات. أما الفصل الأكبر، الذي يبيِّن لنا بهتان تصريحات روحاني، فموصول بعام 2003، حين هزمت الولايات المتحدة، جيش صدام حسين بصورة ساحقة ماحقة، ويومها خشيت إيران أن تكون هي التالية، في قائمة المستهدفين أميركياً، ولهذا سارع الوسطاء لتقديم تنازلات إيرانية لإدارة بوش الابن، تنازلات من عينة العروض المكثفة للحد من البرنامج النووي ودعم كل من «حزب الله» و«حماس». ويبقى البرنامج النووي حجر الزاوية الذي يظهر التراجع الإيراني التقليدي، وسطوة النمر الورقي، فقد صدَّع الإيرانيون الرؤوس برفضهم التفاوض مطلقاً بشأن برنامجهم هذا، ما داموا يخضعون للعقوبات، ومع أن إدارة أوباما في ذلك الوقت قد ضاعفت من العقوبات، فإن الإيرانيين قاموا بالتفاوض. ألاعيب الدعاية الإيرانية لن تصمد أمام الضغوط الأوروبية والأميركية، وعليه منطقياً سنرى السعي الإيراني الحثيث للتفاوض والإذعان، وليس الاستجداء الأميركي الذي تحدث بالإفك الواسع عنه حسن روحاني.

 

الإبهام والإظهار في علاقة بغداد بطهران

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/15 أيلول/18

ماذا يعني أن تقوم جماهير البصرة بإحراق القنصلية الإيرانية من ضمن عدد من الأعمال التخريبية لمنشآت حكومية؟ قراءة الفعل من منظور سياسي، تعني أن الجمهور في البصرة، المدينة المحاذية لإيران، أراد أن يقول لطهران إن نظامكم السياسي لا يناسبنا. الفعل ذاك متوقع من أي مراقب يعرف عن قرب الشعور الوطني العراقي، الذي تكوّن على مدى طويل، إلا أن المعضلة السياسية العراقية ليست قريبة إلى الحل، فهناك عدد من السيناريوهات المحتملة لتطور المشهد السياسي العراقي، بعضها مع الأسف خطير، وقد تؤثر نتائج بعض تلك السيناريوهات السلبية على جوار العراق أيضاً. اليوم اتضحت الاستراتيجية الإيرانية في الجوار، وهي تعتمد على تكوين قوة أو قوى مسلحة في الداخل الوطني (العراقي أو السوري أو اللبناني أو اليمني) موالية كليا أو جزئيا لإيران، ومُؤْتَمِرة بأوامرها ومشحونة بالطقوس، من أجل التأثير في مسيرة العمل الوطني في تلك الأوطان، وإلحاقها جزئياً أو كلياً برغباتها، تكبر تلك الجماعات أو تصغر، مسلحة كما في أماكن، وغير مسلحة في أماكن أخرى، ظاهرة في أماكن، وكامنة في أماكن أخرى، بفعل إغراء مادي، أو بفعل إغراء معنوي (مذهبي) أو بفعل إغراء مصلحي (نفوذ وسلطة).

في الحالة العراقية، وبسبب التطورات في العلاقات الدولية، خاصة الإيرانية - الأميركية، يظهر الصدام وشيكاً، بعد انقضاء التعايش بين القوتين. إيران تريد أن تكمل المسيرة على أن الساحة العراقية هي ساحتها غير المتنازع حولها، هي حديقتها الخلفية، وطريق مرورها إلى البحر الأبيض، والسياسة الأميركية الجديدة تنحو إلى إنهاء (التعايش) الأميركي - الإيراني في تلك الساحة، والمسرح هو تشكيل الكتلة الكبرى في البرلمان العراقي، ومن ثم تشكيل الحكومة. واضح من مسيرة الأحداث، وبسبب تفكك التعايش الثنائي «الأميركوإيراني»، أن إيران تفقد القدرة، في هذا الوقت، على تكوين تلك الكتلة الكبرى، وبالتالي تشكيل الحكومة، ولكنها تستطيع تعطيل الوصول إلى تلك الكتلة، ما يخلق فراغاً سياسياً قد يقود إلى الفوضى، حيث إن أي حكومة عراقية تُشكَّل، لا بد لها أن تنفذ المقاطعة الدولية لإيران (التي سوف تشتد بقسوة بعد شهرين من الآن) كما صرح ولو بشيء من الخجل، رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي قبل أسابيع، باتجاه الانصياع للمقاطعة، ذلك ما لا تريده إيران.

ومن الأوفق النظر إلى المسرح السياسي العراقي من منظور هذا الصراع، الذي لا يبدو أن له حلاً سلمياً ممكناً في المدى المنظور. فالسيناريو الأول، وربما هو أكثر تشاؤماً، أن يكون حل ذلك المعضل هو استخدام سيناريو «الحريري»، حيث تقوم ميليشيات موالية لطهران بعمليات اغتيال لمعارضي نفوذ طهران، تفتح الباب لتخويف الآخرين، وإعادة النفوذ والهيمنة، ذلك يمكن أن يقود تدريجياً إلى «شيء من الحرب الأهلية» من خلال تفجير المشهد السياسي بأدوات الميليشيات الموالية لإيران والمضادة لها، ولعل أحداث البصرة كانت البروفة الأولى لتداعيات ذلك المشهد.

ما يقلل من الاحتمال السابق الموقف الشعبي العراقي، وهنا تلعب أداة «الجغرافيا السياسية» دوراً مهماً، فالعراقيون لقربهم من إيران، يعرفون ماذا تعني الهيمنة الإيرانية على مقدراتهم، على خلاف مثلا جماعات بعيدة في لبنان أو سوريا، فتلك لم تطلع على قبائح النظام كما يجب، لذلك يستمر بعضها في الموالاة، العراقيون يختلفون بسبب ذلك القرب والمعرفة. من هنا فإن السيناريو الثاني المتوقع أن تتدحرج الأمور في حال الانسداد، إلى فيدرالية فضفاضة، وبذور تلك الفيدرالية جاهزة تقريباً، فالأكراد في الشمال يطالبون بها ويتلمسون بداياتها وأيضاً فوائدها، التي من بينها استقرار اقتصادي وسياسي نسبي، والجنوبيون يتُوقون إليها، فالدولة المركزية في كل تجلياتها قد أهملتهم إلى حد الحرمان، كما تبين في أسباب انتفاضة البصرة، أما السُنة في الغرب، فيتذكرون المصائب التي حلت بهم، من انتشار «داعش»، التي سببها جزئياً انسحاب القوة العسكرية تحت إمرة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي من الموصل وجوارها، وبقاؤهم قبل ذلك مبعثرين أشهراً طويلة تحت الشمس، مطالبين بحقوقهم الوطنية دون مجيب!

ما يخفف من غلو السيناريو الإيراني السلبي في العراق وقوف السيد علي السيستاني في مكانين؛ الأول هو تأكيد المتحدثين باسمه بأن «النظام الإسلامي السياسي» هو نظام مدني، لا مكان لرجال الدين فيه، أو كما يصفونه «الحكم سياسة»، ذلك على النقيض الكامل من النظرية الإيرانية، والثاني أنه يدفع من أجل تقديم «وجوه جديدة» للقيادة السياسية في الحكم. ربما الفكرة الأولى تجد لها مناصرين عراقيين لأسباب لها علاقة بالشعور العام العراقي، أما الفكرة الثانية فقد توضع عقبات أمامها بسبب طموح السياسيين، فالسياسيون كرجال الدين «انتقائيون» أيضاً!

هناك بعد آخر في «الحالة الإيرانية» التي يبدو أنها تخسر عدداً من نقاط القوة السابقة، التي أهلتها للتمدد في الجوار، فبجانب الضغوط الأميركية التي تتحول تدريجياً إلى ضغوط دولية واسعة، تعاني من «المعضلة الأمنية»، كان السيد علي خامنئي يقول علنا: «إننا نحارب في سوريا حتى لا نضطر للحرب في طهران»، وهي تركيبة ذهنية تباع ببساطة على الجمهور الإيراني، إلا أن الوجه الآخر لذلك، هو المعادلة المضادة التي تقول «عندما تقرر الدولة تحصين أمنها بالتمدد في الخارج، تطلق آليات مضادة في الداخل». تاريخ الصراعات في العالم يؤكد ذلك. من أمثلة ذلك تدخل الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، إذ أطلق في النهاية ديناميّات في الداخل أدت تفاعلاتها إلى سقوط النظام برمته. والمثال الأوضح هو الخروج السوري المذل من لبنان بعد أن كون آلياته المضادة!

إيران تدخل في بداية هذه المرحلة، فبجانب ضعفها المشاهد في العراق، تستند إلى تركيا وروسيا الاتحادية في سوريا، وتواجه - وهذا هو الأهم - بتصاعد مشكلاتها الاقتصادية والسياسية والأمنية في الداخل، وبدأت في تصفية الصفوف الأمامية للسلطتين السياسية والعسكرية!

في هذا الجو المشحون، يجب ألا يُصرف النظر إلى أن إيران قد تقوم بأعمال غير متوقعة وغير عقلانية، ربما منها تشجيع حرب أهلية في العراق، على خطورتها، وربما الركون إلى تفعيل جماعات شبه نشيطة أو نائمة في مناطق في الجوار، لتشعر أنها بذلك توجع «الأعداء» أو من تتخيلهم أعداء! فاحتمال أن تركن إيران إلى أعمال ونشاطات «غير متخيلة» احتمال قائم!

آخر الكلام:

هناك تطور قادم يعقد إلى حد كبير المأزق الإيراني، فإحدى أذرع إيران في الجوار (حزب الله) يتوقع الحكم الذي سوف يصدر من المحكمة الدولية في اغتيال رفيق الحريري بإدانته بالإرهاب، عندها سوف يسجل العالم وبشكل دولي وموثق، مَنْ وراء الإرهاب المنظم في المنطقة!

 

فلسطين من أوسلو إلى التهدئة والمصالحة

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/15 أيلول/18

من الذي أنهك الآخر، فلسطين أم الزمان؟ منذ ولادة الدنيا، جاء معها توأمها الروحي الدامي، الأسطورة (فلسطين)، حيث تعانقت أنوار الأديان السماوية، وتصادمت العقائد بالعقل والعضل. غابت فلسطين كثيراً عن الشفاه والآذان، لكنها بقيت في الضمائر والوجدان. حطب الصراع الذي لا يحترق، وإن حرق القرون في آتون الحروب الساخنة والباردة بين الأقوام والأديان. لكل حلقة من مسيرة البشر بؤرة تشد إليها العقول والضمائر. منذ بداية خمسينات القرن الماضي بدأت قضية فيتنام تزجي الحطب للحرب الباردة بين العملاقين في شرق الدنيا وغربها. تحولت إلى انفجار عالمي على المستويين العسكري والإنساني بعد تدخل الولايات المتحدة بقوتها العسكرية الضاربة ضد الفيتكونغ، قوات فيتنام الشمالية الشيوعية بقيادة هوشي منه المدعومة من الصين الشعبية والاتحاد السوفياتي. أصبحت تلك الحرب ناقوساً يضرب أسماع العالم سياسياً وإعلامياً، وتحولت إلى هاتف إنساني عبأ الدنيا ضد الولايات المتحدة. كان لذلك الناقوس صوت عاصف داخل الولايات المتحدة ذاتها. وبمرور الأيام والشهور تقهقرت القوات الأميركية ومعها قوات فيتنام الجنوبية، واندفعت قوات الفيتكونغ نحو سايغون عاصمة الجنوب، ورضخت أميركا وانحنت لعاصفة السلام وإنهاء الحرب، وتوحدت فيتنام بشمالها وجنوبها تحت قيادة الحزب الشيوعي، وطويت صفحة كبيرة من حرب دامية رهيبة بين الشرق والغرب، لكنها أبقت سطورها ناطقة في التاريخ والضمير الإنساني. تلك حلقة من التاريخ خلت، وأخذت معها بؤرة تجمع حولها تعاطف ملايين البشر من كل الدنيا، لكنها ساهمت في صناعة المصافحة التاريخية بين الزعيم الصيني ماو تسي تونغ والرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، وفتحت باب الترحاب لمرحلة من حالة سلام موصوف بين الشرق والغرب.

ثورة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي الطويل، كانت انتفاضة شدَّت العقول والضمائر الإنسانية عابرة للجغرافيا والحدود القومية والدينية. تلك الثورة التي دفعت فيها الجزائر أكثر من مليون شهيد كانت مفتاحاً لباب الاستقلال في الكثير من الدول الأفريقية.

غابت عن سطح الاهتمام الإنساني العام قضية سياسية تقرع الضمير بمطرقة الإعلام يومياً إلى أن انفجر نضال شعب جنوب أفريقيا ضد العنصرية، وأصبح نيلسون مانديلا الاسم الذي يدخل البيوت والضمائر عبر وسائل الإعلام التي شهدت تطوراً غيَّر حواس البشر.

قضية فلسطين ولدت في مهد القرن العشرين بوعد بلفور وكبرت بين صمت وصخب. تدفقت أحداث ودماء، وتغيرت خرائط السياسة والقوى التي واصلت رسمها بقوة السلاح والمصالح والتوازنات والصدام بين محاور وتحالفات لم تتوقف منذ الحرب العالمية الأولى إلى الحرب الثانية وارتداداتها السياسية والعسكرية والمالية، وكذلك الثقافية على مستوى العالم. كان قرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين سنة 1947 بين اليهود والعرب فوهة نار لحرب لم تطل، استولى فيها اليهود على رقعة أوسع من تلك التي فوق خريطة التقسيم. القدس التي جعلها القرار الأممي منطقة دولية استولى اليهود على الجزء الغربي منها، لكن اليهود المتشددين رفضوا قرار التقسيم وكانت عيونهم وعقولهم نحو القدس الشرقية، حيث بيت المقدس والمسجد الأقصى الذي يعتقدون أن الهيكل اليهودي يربض تحته. من 1948 إلى 1967 غابت قضية فلسطين عن طوفان السياسة الدولية وصوت الرأي العام الدولي، لكن القضية الفلسطينية لم يخفت صوتها في الضمير والصوت والعقل الفلسطيني والعربي. جيل جديد من الفلسطينيين وُلد من رحم المعاناة في مخيمات اللاجئين والشتات، يأس من الأمل في الجيوش العربية التي هتفت الأناشيد والخطب الحماسية بقرب زحفها الكاسح لتحرير فلسطين. انطلق العمل المسلح، داخل الأراضي المحتلة وأعمال متنوعة خارجها، أدانها الكثير، لكنها أعلنت عن وجود مأساة اسمها فلسطين. كانت منظمة فتح بقيادة ياسر عرفات هي الطليعة المسلحة وصارت سياسية أيضاً. بعد أن قالت غولدا مائير: لا يوجد شيء اسمه فلسطين أو شعب فلسطيني، فرضت المقاومة هذا الاسم على خريطة العالم السياسية وبدأ الرأي العام ووسائل الإعلام العالمية يتحدث تعاطفاً، بل وتأييداً للقضية.

من مؤتمر مدريد إلى أوسلو، أصبح العمل السياسي عبر المفاوضات مع إسرائيل أداة أخرى من أدوات المقاومة وخياراً كبر مع كثافة الأحداث.

وُقّع اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية برعاية أميركية. اعترفت إسرائيل بالمنظمة، واعترفت المنظمة بدولة إسرائيل. الاتفاق كان ملغوماً وغامضاً. أجلت القضايا الأساسية وهي: الدولة الفلسطينية، واللاجئون والقدس، والمستوطنات والحدود، إلى ما سُمّي الحل النهائي. أخذ الفلسطينيون شيئاً واحداً اعتبروه إنجازاً ونصراً، وهو ـ السلطة الوطنية في غزة والضفة.

جرت الانتخابات وفازت حركة حماس، وترأست الحكومة، لكن الصدام بين الجسمين، «فتح» و«حماس» انفجر بسرعة وغادرت السلطة غزة.

اليوم، وبعد أن اعترف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأوقف الدعم المالي للسلطة، وتوسعت إسرائيل في بناء المستوطنات بلا كابح، وأصدرت قانوناً أساسياً بيهودية الدولة، أصبح «أوسلو» في غياهب الموت. السلطة الفلسطينية في سياسة نتنياهو مجرد بلدية شكلية تدير شؤون الخدمات الفلسطينية، تضبط الأمن في الضفة. وأصبحت الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية بقعاً متناثرة فوق جلد نمر، تراها إسرائيل مجرد حَوارٍ يحكمها مخاتير تحت رعاية بلدية رام الله.

غزة... تحت سلطة «حماس» ترفض كل ما هو في رام الله من حكومة ونظام، ولا ترى مساحة للتصالح أو حتى التفاهم معها. هي تؤمن بآيديدولوجيا إسلامية إخوانية ترفع شعار التحرير من البحر إلى النهر، وترفض الاعتراف بدولة إسرائيل.

إسرائيل ومعها الولايات المتحدة لهما استراتيجية واضحة، وهي، إنهاك السلطة في رام الله بقطع المساعدات المالية، ومحاصرة نشاطها السياسي الدولي وتوسيع الشقة بين الأطراف الفلسطينية، وجعلها جسماً هزيلاً يذوي مع مرور الزمن. الرئيس محمود عباس هو آخر الشخصيات في القيادة الفلسطينية التاريخية، والمجهول قادم من بعده وفقاً للرؤية الإسرائيلية، والدولة الديمقراطية الواحدة التي تجمع اليهود والعرب فوق أرض فلسطين وبحقوق وواجبات متساوية، طمرها تراب الزمن. تسرب أخيراً أن أحد العرب أعاد طرحها على الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رد ساخراً: إن ذلك يعني أن يكون رئيس وزراء إسرائيل بعد سنوات قليلة اسمه محمد. الوصفة الاقتصادية المقدمة إلى غزة ذات لون إنساني، تهدف إلى (مأسسة الانفصال) بين جناحي فلسطين الضفة وغزة، باستثمار المعاناة الكارثية التي يعيشها الغزيون وتقديم مشروع اقتصادي برّاق يجعل من القطاع مساحة للرخاء من خلال سوق حرة مزدهرة يهفو إليها حلم الفلسطينيين، وتتراجع هبَّات المواجهة مع إسرائيل. المصالحة بين طرفي الجسم الفلسطيني، مسيرة طويلة، من لقاء مكة إلى الخرطوم وجولات كثيرة في القاهرة، أكدت أنها ركض وراء ما يمكن أن نسميه حلماً مراوغاً. ما يفرق الطرفين أكثر وأقوى بكثير مما يجمع. لقد تراكمت حجارة الخلاف الذي وصل إلى حد الصدام الدامي، وفرضت السلطة عقوبات على غزة التي اعتبرتها تحالفاً مع إسرائيل ضدها. التهدئة التي تعني هدنة طويلة المدى بين إسرائيل و«حماس»، ستجعل القطاع إمارة فلسطينية بلون إسلامي مدجن بقوة الانفراج الاقتصادي. ذلك هو الحل النهائي الذي تدفع وتندفع نحوه إسرائيل، والعداوة الحادة بين الأطراف الفلسطينية تصنع الحجارة التي تبني الجدار العازل بين السلطة و«حماس».

 

أعداء الوقت

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/15 أيلول/18

أعرف أن أخبار لبنان مملّة، لا جديد فيها. وأي جديد ليس سوى قديم ممسوخ. وبالتالي، فما الفائدة من المزيد من التأمل في صورة الجدران الفارغة، والطرق المسدودة، وجبال اليأس المكدّسة. يكتب المرء في الشؤون اللبنانية فقط كمن يسجّل حق الملكية في الدوائر الرسمية. ضمن العيب أيضاً أن تتجاهل المحنة التي تطبق على اللبنانيين وتحشرهم أكثر فأكثر في ظلمة الأنفاق والمتاهات المتشابكة. لم أتأمل لحظة واحدة في الانتخابات الأخيرة، لأنني لم أتأمل قبلاً في أي انتخابات. غير أن الانتخابات الماضية جرت بموجب قانون من البِدع والبهلوانيات التي لا شبيه لها، لا في الدول البرلمانية ولا في الدول الديكتاتورية، ولا في دول بين بين. ومع ذلك انتظرنا مع من انتظروا النتائج، لعلها تأتي بحكومة تنزع من البلد صورة الشلل.

لا قيمة لشيء في لبنان، خصوصاً الغالي والثمين منها. وبما أن أثمن شيء في الحياة هو الوقت، فهو عندنا في قاع القِيَم والاهتمامات. فالرؤساء لا يُنتخبون إلا بعد مضي عامين ونصف على الفراغ. والحكومات لا تؤلف إلا بعد أشهر طويلة في المنازلات والثرثرة. وبرغم كل هذه القناعات والتجارب، ارتضينا وتأملنا. وحدث معنا ما يحدث دائماً: السياسيون يأخذون الوقت ويعطوننا الهباء. اسمحوا لي أن أنقل لكم أكثر لوحة تطابق هذا الوضع المُزري والمُحزن. إنها فقرة مأخوذة من الألماني هاينريش هاينه: «فلستم وحدكم الذين تلقوا الوعود. طالما حدث في المراكب الكبيرة النقالة العبيد. وخلال العواصف المدمرة، وعندما يكون المركب في خطر الهلاك، يلجأ أصحابه إلى الاستغاثة والاستنجاد بالرجال السود الذين يتكومون في قعر السفينة، وأن يعدوهم بردّ حرِّيتهم إليهم إذا نجحوا بحماستهم ونجدتهم في إنقاذ المركب. ويهرع السود الفقراء البسطاء، وقد أفعمتهم الحماسة والنشاط تحت نور الشمس، ويمسكون بالمضخات ويزيحون الماء بقواهم، ويساعدون حيثما تقتضي الأمور المساعدة، ويقفزون وينطون ويلفون الأشرعة ويكسرون السواري ويظلون يعملون حتى يزول الخطر. وعندئذ، يقودهم أصحاب المركب، دون نقاش، مرة أخرى إلى قعر المركب ويربطونهم من جديد ربطاً محكماً، ويتركونهم في سجنهم المظلم يستسلمون إلى تأملاتهم الجدلية الفارغة حول الوعود التي قطعها لهم تجّار الأرواح، الذين تظل غايتهم الوحيدة، بعد زوال الخطر، أن يحتكروا أكثر مما احتكروا من أرواح الناس».

 

كُتُب الروايات الدينية أفسدت الكُتُب السماوية

الشيخ حسن سعيد مشيمش/15 أيلول/18

الروايات الدينية زَوَّرَت وحَرَّفَت وأفسدت الكُتُب السماوية الثلاثة، التوراة، والإنجيل، والقرآن، والتحريف تارة يكون بنصوصها، وتارة أخرى يكون بتفسيراتها، ولا فرق بالخطورة بين التحريفين على أرض الواقع.

كُتُب الروايات الدينية كَتَبَها بشرٌ ليسوا معصومين فهي بالتالي ليست كُتُباً معصومة ولا مُطَهَّرة من الأكاذيب والأساطير سواء بنية صادقة أم خبيثة.

والزعم بأنه يوجد علم عند الشيعة إسمه علم الرجال ، وعلم عند السُّنة إسمه علم الجرح والتعديل، وهذا العلم قام بتصفية وتطهير هذه الكتب من الأكاذيب؟!

فهذا الزعم لا يُقْنِع عاقلا عالماً بصيراً ليقول لنا بعد ذلك الشيعة والسنة بأن بعض كتب الروايات الدينية صارت نظيفة ومُطَهَّرة من الأكاذيب وصارت ( كُتُباًصِحَاحاً ) بمنزلة القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل لا من أمامه ولا من خلفه؟!

هذا زعم لا يفيد العلم بصوابه ولا اليقين بصحته ولا الظن المتاخم لليقين بسلامته.

فَكُتُبُ الروايات كلها تبقى كُتُباً غير مقدسة ومن غير المعقول وفق قناعتنا أن تكون بمنزلة القرآن ومصدر معرفة كالقرآن؟!

وفي نفس الوقت لا يوجد مانع يمنعنا من الإستئناس بها إن كانت تتكامل مع علوم القرآن وأفكاره، وتتوافق مع العقل ومع العلوم الإنسانية.

وقناعتنا : يبقى المؤمن مؤمناً والمسلم مسلماً ولو أنكرها كافة وجميعها.

والتجربة أعظم مصدر من مصادر المعرفة التي تقول: صحيح أنَّ كُتُبَ الروايات فيها منافع لكن منافعها كمنافع الخمر ، والخمر فيه منافع وإثم ، لكن إثمه أكبر من نفعه كما قال الله في كتابه الحكيم ، فليس من أهل العلم ولا من أهل الحكمة ولا من أهل البصيرة كل فقيه ومتفقه يُقَدِّس الروايات ويعتبر محمولاتها مقدسة، إنَّ الروايات يُحيطها الشك من كل جانب، ولن يُحَلِّق أي عالم في فضاء المعرفة لينتج معرفة دينية صحيحة إلا إذا جَرَّدَ عَالَم الروايات كله من القداسة.

يقول الفقيه الشيعي باقر الصدر [ من المتفق عليه بين المسلمين اليوم أن القليل من أحكام الشريعة الإسلامية لا يزال يحتفظ بوضوحه وضرورته وصفته القطعية وقد لا تتجاوز الأحكام التي تتمتع بصفة قطعية من أحكام الشريعة خمسة بالمئة [ 5 % ] من مجموع الأحكام التي نجدها في الكتب الفقهية والسبب في ذلك واضح لأن أحكام الشريعة تؤخذ من الكتاب والسنة ونحن بطبيعة الحال نعتمد في صحة كل نص على نقل أحد الرواة والمحدثين بإستثناء النصوص القرآنية ومجموعة قليلة من الروايات التي ثبتت بالتواتر واليقين ومهما حاولنا أن ندقق في الراوي ووثاقته وأمانته في النقل فإننا لن نتأكد بشكل قاطع من صحة النص ما دمنا لا نعرف مدى أمانة الرواة إلا تاريخيا لا بشكل مباشر وما دام الراوي الأمين قد يُخطئ ويُقَدّم إلينا النص مُحَرّفاً وبخاصة في الحالات التي لا يصل إلينا النص إلا بعد أن يطوف بعدة رواة ينقله كل واحد منهم إلى الآخر حتى يصل إلينا في نهاية الشوط وحتى ولو تأكدنا أحيانا من صحة النص وصدوره عن النبي أو الإمام فإننا لن نفهمه إلا كما نعيشه الآن ولن نستطيع أن نستوعب جوه وشروطه واستبطان بيئته التي كان من الممكن أن تلقي عليه ضؤًا ولدى عرض النص على سائر النصوص التشريعية للتوفيق بينه وبينها قد نُخطئ أيضا في طريقة التوفيق فنقدم هذا النص على ذاك مع أن الآخر أصح في الواقع أو قد يكون للنص إستثناء في نص آخر ولم يصل إلينا الإستثناء أو لم نلتفت إليه خلال ممارستنا للنصوص فنأخذ بالنص الأول مُغفلين إستثناءه الذي يفسره ويخصصه فالإجتهاد إذن عملية معقدة تواجه الشكوك من كل جانب ومهما كانت نتيجة الإجتهاد راجحة في رأي المجتهد فهو لا يجزم بصحتها في الواقع وإن بدا له صحيحا أو لخطأ في فهمه أو في طريقة التوفيق بينه وبين سائر النصوص أو لعدم إستيعابه نصوصا أخرى ذات دلالة في الموضوع ذهل عنها المجتهد أو عاثت بها القرون( 1) ، وأنا أوافقه الرأي بهذه السطور 100%.

(1 ) المصدر : كتاب اقتصادنا صفحة 417 دار التعارف للمطبوعات الطبعة 3 .

الشيخ حسن سعيد مشيمش لاجئ سياسي في فرنسا .

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الحريري استقبل القناعي: نرفض أي تطاول على الكويت وما حصل على إحدى الشاشات خارج المناخ الوطني

السبت 15 أيلول 2018 /وطنية - استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، سفير الكويت عبدالعال القناعي، وعرض معه المستجدات والعلاقات الثنائية.

وخلال اللقاء أكد الحريري "رفض أي تطاول على الكويت وأميرها الذي نكن له كل احترام وتقدير ونحفظ له في قلوبنا مكانة خاصة لما له من تاريخ مشرف في الوقوف الى جانب اللبنانيين في السراء والضراء". وقال: "ما حصل على احدى الشاشات امس، كلام خارج المناخ الوطني اللبناني المجمع على افضل العلاقات مع الكويت وسائر الإخوة العرب. وفي جميع الاحوال، القضاء اللبناني يحقق في الامر لتطبيق القانون الذي يحمي الجميع، وبالتالي مصلحة لبنان واللبنانيين". بعد اللقاء قال السفير الكويتي: "تشرفت بلقاء الرئيس الحريري وناقشنا العلاقات الثنائية واخر المستجدات على الساحة اللبنانية، في ما يتعلق بمختلف القضايا التي تهم البلدين الشقيقين، واكد لي دولته ان الاهتمام الاول هو لاستمرارية المشاورات لتشكيل الحكومة العتيدة، واعربت له عن تمنياتنا لان تتم هذه العملية باسرع وقت لما فيه خير وازدهار لبنان وشعبه الشقيق".

سئل: ما هو التحرك التي ستقوم به سفارة الكويت ردا على هجوم احد الصحافيين عليكم بعد تحرك القضاء اللبناني، وهل تمت إثارة الموضوع مع الرئيس الحريري؟

أجاب: "اولا، الكويت واميرها الشيخ صباح الاحمد جابر الصباح حفظه الله ورعاه هو قامة وهامة عربية ودولية اسلامية رفيعة، لا تلتفت الى الصغار والصغائر من الامور. المقابلة التي جرت اطلعتم عليها، وما يثلج الصدر ويسعدنا ان الردود على هذا الشخص والمدعي من لبنان اكثر من اي جهة اخرى. ثانيا، اود ان اقول ان علاقة الكويت بلبنان هي علاقة تاريخية متجذرة لا يمكن ان تتأثر بهذه الصغائر ومعروف الهدف من ورائها، ومن هو المدعي؟ يعني هذا الشخص هو، من وجهة نظري ونظر الجميع، تابع لمتبوع، وكلما تأزم المتبوع اوحى الى تابعه بالنفخ في العلاقات العربية- العربية. لكن انا اود ان اؤكد للجميع انه لا يمكن لهؤلاء المدعين والمتحزلقين ان يؤثروا في هذه العلاقة الراسخة التي بنيت على قواعد واصول سليمة، ولا يمكن ان تتأثر بمثل هذه الصغائر". أضاف: نعم أثرنا هذا الموضوع مع الرئيس الحريري، وهو أعرب عن استنكاره واستيائه الشديد لهذا الامر، ووعد باتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بردع هذا الشخص عن ادعائه وغيه. واود في هذه المناسبة ان اتوجه بالشكر الجزيل لكافة الهيئات السياسية والمؤسسات الاعلامية والشعبية التي اعربت عن استنكارها واستغرابها، بل بتنديدها لما ذكره هذا المدعي بحق الكويت وحق اميرها الذي لم يبخل يوما في بذل كل ما هو ممكن لتعضيد العلاقات العربية- العربية وتدعيمها، وبالاخص العلاقة الكويتية- اللبنانية. ولذلك من هذا المنبر اتوجه لهم بالشكر الجزيل على كل ما صرحوا به وكتبوه في هذا الخصوص".

 

الراعي من عين الحور: علينا طي الصفحات السوداء من تاريخنا نهائيا ولا عودة إلى الوراء في المصالحات ويجب أن تطال الجميع

السبت 15 أيلول 2018 /وطنية - زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في إطار جولته الراعوية في منطقة إقليم الخروب، بلدة عين الحور، حيث ترأس في كنيسة مار جرجس في البلدة، صلاة للمناسبة.

ثم انتقل إلى كنيسة سيدة النجاة في البلدة، وأزاح الستار عن لوحة تذكارية بمناسبة زيارته. وحضر الاحتفال، الذي أقيم في قاعة الكنيسة النائب فريد البستاني ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب بلال عبد الله ممثلا النائب تيمور جنبلاط، النائب جورج عدوان وشخصيات.

بداية، تحدث كاهن الرعية المونسنيور مارون كيوان، فقال: "أنتم الأب المحب، الذي يزور كل أبنائه ليحييكم ويبارككم ويستمع إليكم. أنتم الرأس الذي يوحد أبناءه في كل العالم".

أضاف: "بلدتنا دمرت بالكامل خلال الحرب، وأعيد بناؤها، ولكن ليس بالكامل، وبنيت كنيسة السيدة وقاعتها، على أمل أن يعطينا وجودكم دفعا لاستكمال البناء".

الهاشم

ثم رحب رئيس البلدية المهندس حبيب الهاشم بالبطريرك، معتبرا أن "زيارته للمنطقة خير دليل على محبته ورعايته"، مؤكدا أن "المصالحة التي أرساها البطريرك صفير مع الزعيم الوطني وليد جنبلاط، يكمل مسيرتها البطرك الراعي، معتبرا أن هذه المسيرة أصبحت واقعا متجذرا في نفوس أبناء الشوف".

الراعي

من جهته، شكر الراعي الجميع على الحضور، وقال: "إن مطارنة كثرا عاشوا المصالحة التاريخية فعليا، والمطران العمار يكمل الطريق"، معتبرا أن "عين الحور هي نموذج للمصالحة، وأهاليها تعالوا على الجراح، وبنوا منازلهم وبنوا الكنيستين، وهذه الزيارة الراعوية، جمالها أنها عرفتنا على عين الحور وأهلها، لذا فإننا عندما نصلي على نيتكم، أصبحنا نعرف أين أنتم. اكتشفنا وتعرفنا على قلوب محبة تتعالى على جراحها مضيافة ومخلصة". وختم "علينا أن نطوي نهائيا الصفحات السوداء من تاريخنا، ولا عودة إلى الوراء في المصالحات، التي يجب أن تطال الجميع، من أجل الانطلاق بالوطن إلى مستقبل أفضل، وهذا حق وطننا علينا. أرض الإقليم عزيزة علينا ونحن معكم باستمرار".

بعدها قدم الهاشم درعا للراعي عبارة عن مفتاح مذهب لعين الحور.

 

الراعي من الدبية: للتمسك بثقافة العيش المشترك والتعددية

السبت 15 أيلول 2018 /وطنية - زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في اطار جولته الرعوية في منطقة اقليم الخروب، بلدة الدبية حيث ترأس في كنيسة مار مارون صلاة بالمناسبة. ورافق الراعي المطران مارون العمار، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو كسم، المونسنيور مارون كيوان، رئيس بلدية جدرا الاب جوزف القزي والاب الياس الاسمر، وكان في استقباله رئيس البلدية نبيل البستاني واعضاء المجلس البلدي، المختار مخايل البستاني وحشد من الأهالي.

وقد رحب كاهن البلدة الاب اغناطيوس داغر بالبطريرك وصحبه. وبعدها زار الراعي والوفد المرافق كنيسة مار يوسف القديمة والتاريخية في وسط البلدة، وقد استقبله الاهالي بنثر الورود وفرقة السيف والترس بقرع الطبول.

والقى داغر كلمة ترحيبية، ثم القى مارون البستاني باسم اهالي الدبية كمة أكد فيها "اننا كنا بأمس الحاجة الى هذه الزيارة الى بلدة العلم والادب، وهي لن تكون لقاء شكليا، فانتم بالنسبة للرعية تشكلون الامل الاخير لرعية قاست الكثير خلال فترة التهجير، ولكن الاهالي عادوا ليبقوا بارض الاجداد مع جيراننا في اقليم الخروب".

كما كانت كلمات ترحيب عدة، وصفت الزيارة بالعيد للبلدة.

الراعي

ثم تحدث الراعي شاكرا اهالي الدبية "على هذه اللفتة الكريمة"، وقال: "اليوم تحقق حلمي، نحن نعرف الدبية من خلال الادباء واهل العلم، فهي اعطت شخصيات في العلم والترجمة واهل العلم والأدب، ومطارنة، الدبية صاحبة الثقافة الكبيرة، واستذكر الراحل اميل البستاني والنائب الراحل نبيل البستاني، وأحيي جميع الحاضرين في هذا اليوم، أحيي كاهن الرعية والمجلس البلدي وكل الاهالي والشخصيات، أشكر محبتكم". أضاف: "أرضنا هي ثقافتنا ووجودنا، صحيح هناك ظروف صعبة مرت علينا واضطر البعض الى بيع الارض، لكن ندعو الى عدم بيع الارض والتمسك بها، مسلمين ومسيحيين، فهذه ارض الثقافة والعلم، والثقافة هي التي تخلص الشعوب، الثقافة علم وتاريخ وسياسة وام كل الفنون، فاذا فقدنا الثقافة نفقد كل شيء". وختم: "اليوم نمر بظروف صعبة، ونتمنى على الدولة التعاون مع القطاع الخاص لنخرج من أزماتنا. نأمل من النواب حمل هذه القضية، وندعو الى التمسك بثقافة العيش المشترك والتعددية، متمنين من الاحزاب والنواب الدخول في هذه الثقافة والتنافس ديموقراطيا".

 

الراعي من الباروك: لحكومة طوارىء تبني الوحدة والمصالحة فعبثا نقول حكومة وحدة وطنية ونحن متنازعون

السبت 15 أيلول 2018 /وطنية - دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى "تشكيل حكومة طوارىء حيادية تجمع الشمل"، معتبرا انه "عبثا نقول حكومة وحدة وطنية ونحن متنازعون، وطالما لا يوجد مصالحة في القلوب ومحبة وثقة بل خوف كل واحد من الآخر، فليس من حكومة وحدة وطنية". وكان البطريرك الماروني قد وصل الى بلدة الباروك قبل الظهر، يرافقه راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار والمطران طانيوس الخوري، في مستهل جولة له في منطقة الشوف تستمر ليومين.

واقيم له استقبال في منزل رئيس بلدية الباروك الفريديس ايلي نخله، بدعوة منه، وبمشاركة شخصيات في مقدمها ممثل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط واللقاء وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال مروان حمادة، النواب جورج عدوان، ماريو عون وفريد البستاني، ممثل الوزير السابق ناجي البستاني وليد البستاني، المدير العام السابق انور ضو، قاضي المذهب الدرزي الشيخ فؤاد البعيني ووفد من اعضاء المجلس المذهبي والمشايخ الدروز، رئيس اقليم الشوف الكتائبي عبده كرم، المونسنيور مارون كيوان، ورئيس المركز الكاثوليكي للاعلام المونسنيور عبده ابو كسم، قائمقام الشوف مارلين قهوجي، قائد سرية درك بيت الدين العقيد جوزيف عيد، رئيس مركز مخابرات الجيش العقيد حسين صعب، رئيسي اتحادي بلديات الشوف الاعلى روجيه العشي والشوف السويجاني يحيى ابو كروم القيادي في "الحزب التقدمي الاشتراكي" ناصر زيدان ووكيل داخلية الشوف عمر غنام وفاعليات.

نخلة

والقى نخلة كلمة ترحيبية توجه فيها الى الراعي بالقول: "ان تزرع ارزة في هذا المكان المبارك فيعني ان نجدد فعل ايمان بلبنان الواحد الذي يستظل علما واحدا تتوسطه ارزة خضراء فروعها الى السماء وجذورها ضاربة في الارض، وتستولد دائما حكاية الثبات في ارضنا نرويها من خزين تعبنا، وكم نحن اليوم في ذروة الاشتباك القائم الذي لا يخلو من نبرة تعيدنا الى الليالي الحالكات في حاجة الى كلمة سواء والى صمت عميق يعتصم به السياسيون الذين ندعوهم ان يتقوا الله ويلوذوا الى رحمته".

البعيني

ثم تحدث البعيني، فحيا "مصالحة الجبل"، وقال: "الجبل انتصر دائما على المصاعب برعاية وبركة مسيح الحق عليه السلام بحنوه وعطفه على رعيته من موحدين ونصارى. هكذا نحن متكاتفين متضامنين نصنع من المحن منحا ومن الغم فرحا ومن التشتت وحدة ومن الوهن عزيمة بدوام نظر المسيح الينا. المسيح قام حقا قام، نعم قام وهو عندنا في جبلنا قيامة دائمة".

الراعي

والقى الراعي كلمة شكر فيها مستقبليه "وسط جمال الطبيعة في هذه المنطقة، اذ عندما ادخل الى هنا اشعر بالطمأنينة والسكينة والسلام، وكل يوم نجدد هذا الالتزام نحفر في قلوبنا كما في ذاكرتنا معاني النشيد الوطني لكي نعيشه بكل ابعاده العائلية والاجتماعية والوطنية، ونترجمه بكل معانيه سياسيا ووطنيا ايضا". وقال: "اخترت شعار شركة ومحبة لخدمة البطريركية سنة 2011 شعورا بايمان عميق ان قيمة لبنان بمكوناته المنوعة، ما يعني اننا في بنيان هذا الوطن كل واحد منا يشكل حجرا لا يمكن الاستغناء عنه، واذا شئتم فسيفساء لا يمكن انتزاع ولو حجر صغير منها، هذا هو لبنان واهميته في مكوناته المتنوعة وتعدديته بكل القوى الموجودة كبلد ديموقراطي وحرية رأي وتعبير وتعددية الاحزاب والطوائف والمذاهب، وهذا غنى ثقافي وحضاري وديني وقيمي كلها نحن بحاجة اليها في هذا الوطن الصغير لكي نحافظ على الفسيفساء التي نكونها، ولا يكفي ان نكون حجارة لكي نبني بيتا، وجمالها انها مع بعضها. اما حجر واحد فيفقد قيمته، لكن الحجر في مكانه قنطار ما يعني اننا نأخذ قيمتنا من الجماعة ونفقدها عندما نخرج من مسيرة الجماعة، هذه هي الشركة، ولكن الحجارة بحاجة الى اسمنت وعندنا الاسمنت هو المحبة، فلا يمكن ان يبنى وطن دون محبة". أضاف: "نحن نعيش اليوم نقصا في المحبة وقلة ثقة بين بعضنا البعض، وهذا يظهر عند اول مناسبة وظرف، واعتقد ان الازمة في عدم تأليف الحكومة ازمة ثقة، كلنا سيهدم كلنا، كلنا لا نريد ان نعطي، نخاف، نحن بحاجة الى ثقة ومحبة لكي نتعانق ونغتني من بعضنا البعض لبناء هذا الوطن الصغير والكبير جدا في رسالته. الجميع يعلم ان العالمين العربي والغربي يتطلعان الى لبنان ويحبهما لانه وطن عجيب غريب بشعبه المنفتح والمحب والمضياف والطموح الذي لا يقف امام ضعف، بل ينطلق الى السمو، يعرفونه من خلال اللبنانيين في كل مكان، هم شعب خلوق يذهب الى العلى، في كل اماكن الارض يتاح لنا زيارة جالياتنا اللبنانية، في كل المناطق الارضية، ونسمع نفس الحديث من السلطات المدنية ان اللبنانيين شعب خلوق جبار محب وصاحب ولاء".

وتابع: "هنا لقاء جميل لا ينسى، رائع، شكرا لانكم هنا، فلنشبك ايادينا بعضنا ببعض لبناء هذا الوطن، اذ لا يجوز ان نستمر امام هذا البنيان الذي يتهدم شيئا فشيئا وهذا وصمة عار على جبيننا كلنا في ان نرى وطننا يتداعى ويسقط، وكلنا نقول ذلك وكلنا نعرب اننا على شفير الهاوية، بالاقتصاد والمال والهجرة والتراجع، ولكن الحل في ايدينا ولا يحق لنا القول ان السبب هو الخارج، كل الحق على الداخل. فبكثير من الفضيلة والتجرد والتفاني والثقة والمحبة يجب أن نعمل معا، لانه اذا بقينا على هذه الحال نذهب الى الموت".

وأردف: "أتجرأ القول هنا، لماذا لا نفكر بحكومة طوارئ مثلا خارج الجميع، تبني الوحدة الداخلية والمصالحة، ونحن في ارض المصالحة، كنا نبغي ان تكون مصالحة الجبل على يد غبطة ابينا البطريرك نصرالله صفير ووليد بك جنبلاط، ونحن نبني عليها، ان تكون مصالحة نموذجية لكل لبنان. اننا نحمل هذه المسؤولية في المصالحة الوطنية كلها. اقول نعم حكومة طوارئ حيادية تجمع الشمل، وعبثا نقول حكومة وحدة وطنية ونحن مختلفون ومتنازعون، فحكومة وحدة وطنية بالاسم! يدخلون معا ثم يقتلون التنين في كل مرة ينبغي اتخاذ قرار ما معا، هذا غير ممكن! جكومة وحدة وطنية تبدأ بالمصالحة وطالما لا يوجد مصالحة في القلوب ومحبة وثقة، بل خوف كل واحد من الآخر، فليس من حكومة وحدة وطنية. ربما تولد الحكومة وستولد، انما يجب الذهاب الى الاساس ووضع يدنا على الجرح، ان جمال هذا الجمع أملى علي قول ذلك".

بعدها توجه البطريرك الى غابة ارز الباروك في محمية ارز الشوف، وغرس شجرة ارز حملت اسمه، وتسلم لوحة بذلك، كما شارك في زرع ارزة تحمل اسم المطران طانيوس الخوري، وتفقد الارزة التي تحمل اسم البطريرك نصرالله صفير.

بعدها عاد الراعي الى كرسي مطرانية بيت الدين، حيث اقام العمار مأدبة غداء على شرفه بمشاركة عدد من الكهنة.

 

الراعي من البرجين: مشكلتنا ان كل واحد يجعل من رأيه وفكره حقيقة وعندما نعود إلى الحقيقة الجامعة سنلتقي

السبت 15 أيلول 2018 /وطنية - زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في اطار جولته الرعوية في منطقة اقليم الخروب، بلدة البرجين، وترأس الصلاة في كنيسة سيدة الوردية بمعاونة كاهن الرعية الاب جوزف القزي، وفي حضور النواب بلال عبد الله ممثلا رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط، فريد البستاني، جورج عدوان وماريو عون، الوزير السابق جوزف الهاشم، المدير العام لوزارة المهجرين احمد محمود، رئيس البلدية عدنان بوعرم واعضاء المجلس البلدي والمختار نمر بو عرم واهالي.

بعدها انتقل الراعي الى مطعم "روضة البرجين" في وسط البلدة، حيث اقيم احتفال حضره، الى عدوان والبستاني وعون وعبد الله وهاشم ومحمود، اللواء ابراهيم بصبوص، وكيل داخلية "الحزب التقدمي الاشتراكي" في اقليم الخروب سليم السيد، عضو المكتب السياسي ل"تيار المستقبل" رفعت سعد، ومسؤول "القوات اللبنانية" في الشوف طوني القزي، امام البرجين الشيخ الدكتور عبد الرحمن ابو زيد وحشد من اهالي البلدة.

القزي

والقى كاهن رعية البرجين كلمة أعرب فيها عن "فرحة أبناء البلدة بهذه الزيارة التي ستزيدنا عزما واصرارا على العيش معا مجسدين نموذجا للعيش المشترك".

ابو عرم

أما ابو عرم فرأى ان "الزيارة تدل على جمع الشمل بين ابناء البلدات والقرى ونشر المحبة في ارجاء الوطن"، معتبرا ان "البطريرك الراعي يجسد كل مفاهيم العيش المشترك ويبرهن للعالم ان لبنان بالفعل وطن الرسالة".

الراعي

ثم تحدث الراعي، فاستذكر معرفته "التاريخية بالبرجين من خلال الوزير السابق جوزف الهاشم"، وقال: "أتيت الى البرجين، واكتشفت البرجين المسيحي والاسلامي، هذا التعايش الاسلامي المسيحي. في المرحلة الاولى نتحدث عن الشركة والمحبة، وفي المرحلة الثانية التجرد والتواضع، واضيف عليها الثالثة من البرجين العقل والقلب".

وقال: "من البرجين نعلن هاتين الكلمتين اللتين تؤمنان بالكلمات السابقة، فنحن بحاجة الى عقل يفكر ويسمو بنا الى الحقيقة، وهذا ما يميز الانسان اذ انه قادر ان يصل الى الحقيقة المطلقة، وان يسمو الى فوق، فنحن بحاجة الى عقول تبحث عن الحقيقة وتعبر عنها باللسان، خاصة ان هناك في الارض عقولا تفكر فقط بالشر والكذب والتضليل، علما أن العقل هو الطاقة لمعرفة الحقيقة وليس للتضليل". أضاف: "نحن في البرجين، برج العقل الساعي للحقيقة وبرج القلب الذي يحب". وختم: "العقل والقلب، الحقيقة والحب، والعيش المشترك الذي تعيشون، هو حقيقة وطنية نفاخر بها ونحافظ عليها. اعتقد ان مشكلتنا في لبنان هي ان كل واحد يجعل من رأيه وفكره وشخصه حقيقة، وهذا ما يسمى بالنسبية، لذا فعندما نعود الى الحقيقة الجامعة سنلتقي".

وسلم رئيس البلدية درعا للراعي.

 

كنعان: توافق على تجميد العمل بالرسم المقطوع بسبب الظروف الاقتصادية

السبت 15 أيلول 2018/وطنية - أكد رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، انه "وبسبب الظروف الاقتصادية وبما ان الرسم المقطوع هو رسم اضافي على ضريبة الدخل، جرى التوافق على تجميد العمل به، بعد التشاور الذي شملني مع بعبدا وبيت الوسط ووزارة المال، وهذا الرسم غير مطبق منذ العام 2000". أضاف: "تبحث اقتراحات عدة لالغاء الرسم المقطوع يبقى أكثرها مشروعية قانونيا تعديل القانون من خلال قانون جديد على ان يجري ذلك قبل انتهاء المهل المحددة في متن القانون".

وتابع: "ندرس في مرحلة لاحقة قوننة الغاء هذا الرسم والأمر يحتاج للبحث، لاسيما مع وزير المال، وستكون لدينا في الأيام المقبلة نتيجة للمشاورات، وإذا ما كانت من امكانية لاجراء استثنائي، إلى حين انعقاد الجلسة التشريعية لاقرار قانون جديد يلغي هذه الضريبة".

 

باسيل مفتتحا مؤتمر الطاقة الاغترابية في مونتريال: أقبح ما في السياسة في لبنان أن من يجد تعبا وتضحية يتهم بالفساد ومن يلهث فسادا يعتبر شاطرا

السبت 15 أيلول 2018 /وطنية - افتتح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، مؤتمر الطاقة الاغترابية الإقليمي الثالث لشمال أميركا، الذي يعقد في قصر المؤتمرات في مونتريال- كندا، في حضور وزيرة العلاقات الدولية والفرنكفونية في مقاطعة كيبيك كريستين سان بيار، وزيرة الهجرة في مقاطعة نوفا سكوتيا لينا مدلج دياب، النائبين أسعد درغام ونعمة افرام والنائبين الكنديين من أصل لبناني فيصل الخوري ومروان طبارة، وشخصيات اقتصادية وديبلوماسية ودينية وتربوية وإعلامية ورجال أعمال، وأكثر من ألف شخصية اغترابية من أميركا الشمالية.

كلمة باسيل

وألقى باسيل كلمة في الجلسة الافتتاحية قال فيها: "أيها اللبنانيون المنتشرون، يا أبناء اللبنانية، أقف بينكم في قلب كندا، حاملا معي سلام وطنكم لبنان، مجتمعين في مؤتمر الطاقات اللبنانية للإنتشار LDE بدورته الثالثة في أمريكا الشمالية ونسخته الرابعة عشر في العالم، في جمع لبناني حاشد، لم يعد يفاجىء أحدا بفعل تحول المؤتمر إلى مؤسسة جامعة للبنانيين، هي ملك للطاقات اللبنانية أي ملككم أنتم المنتشرين، وليست ملكا لأحد من الأحزاب أو الطوائف أو حتى الدولة اللبنانية، حيث لا وصاية لها على الإنتشار بل رعاية".

أضاف: "أنتم نخبة من نخبة، وهذا المؤتمر أصبح النواة للوبي لبناني يعبر عن عالمية لبنان ويؤكد أن حدوده هي العالم، ويجسد الرسالة الإنسانية التي يمثلها لبنان بإنسانه المنتشر المبدع في كل العالم. وهذه العظمة كلها تأتي من أبسط ما فيكم، وأبسط ما فيكم هو أن كل واحد منكم تشيطن حتى شدت له أمه أذنيه، وكم واحد منكم تسلق الصخور المعلقة بين الأرض والسماء، وكم واحد منكم رجع إلى بيته في المساء متأخرا منهكا، وكم واحد منكم غامر ليصل إلى بلد الآمال طلبا للعلم أو الأمن أو الأمان أو بحثا عن حلم، فجد ووجد، زرع وحصد، سلك الدرب ووصل الى الهدف. أجمل ما فيكم هو هذا، وأقبح ما عندنا في السياسة في لبنان أن من يجد تعبا وتضحية يتهم بالفساد، ومن يلهث فسادا يعتبر شاطرا. والأصح هو أنتم من تربيتم على حب وطنكم الأم، واندمجتم في الوطن، الذي احتضنكم دون أن تتنكروا لأصولكم، بل حافظتم على خصائصكم وأغنيتم بلدكم الأصيل والمضيف، وأظهرتم تميز لبنان وميزة التنوع فيه، وقدرته على التأقلم والتحمل والتناغم مع كل حضارات وثقافات وديانات العالم. رفعتم رأس لبنان؛ وكل قصة نجاح بينكم هي وسام على صدري وعلى صدر كل لبناني".

وتابع: "مواطني اللبنانيين، أقول هذا، وأنا آت إليكم، حاملا أثقال السياسة اللبنانية مع طائفيتها ومذهبيتها، مع زبائنيتها وفسادها، مع كسلها وجهلها، وذهنية القناصل عند معظم سياسييها. أجد الأوكسجين عندكم، لأعود وأغوص في دهاليزها المقيتة. ففي قانون الانتخاب جهد كبير منا لتكريس حقوقكم وتحايل كبير منهم لتطييرها نصا وممارسة؛ وفي تأليف الحكومة طمع واعتداء وابتعاد عن التمثيل الشعبي الصحيح، لصالح الاستقواء الخارجي؛ وفي الجنسية قوانين ومراسيم وقرارات لإقرارها من جهتنا، وعراقيل وحجج وأكاذيب لتطييرها من جهتهم، فكأن في لبنان من يسعى لجعله أكثر لبنانية، ومن فيه لجعله أقل لبنانية وأكثر سورية وسعودية وإيرانية وفلسطينية وأمريكية وإسرائيلية. يبقى أن أعظم ما فينا هو لبنانيتنا رابطة انتمائنا؛ اللبنانية libanity- libanite هي تميزنا وهي خلص ثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا، وهي ما تجعل من هذا اللبناني ناجحا ومميزا في كندا وأميركا والعالم كله"، مؤكدا "لبنانيتنا أعظم من عروبة وعثمانية وفرسنة وصهينة وفرنجة.....، هي شرق ومشرق، هي غرب ومغرب، هي شيء من هذا كله ولا شيء من هذا، هي الشرق والغرب معا....هي الفينيقية وأبعد ما في التاريخ، هي المشرقية وأركز ما في الجغرافيا، هي اللبنانية وأعظم ما في الإنسان!". وأردف: "أهلي، "تاريخنا ثقيل ولكنه عميق، جغرافيتنا ضيقة ولكنها بعيدة، لبنانيتنا متنوعة ولكنها فريدة، لبناننا عظيم ولكنه مثقل. أحاول الانسلاخ عنه، لآتي إليكم يومين وأعيش معكم اللبنانية في عرسها، لكني ما ألبثث أن أنشد إليه خائفا على المقيمين فيه من توطين النازحين واللاجئين، ومتحفزا لإعادة المنتشرين إليه (من خلال الجنسية واستعادتها، وإحقاقها لأولاد الأم ولمختاريها؛ إعادة المنتشرين، جنسية ولغة واستثمارا أو حتى زيارة). فاستعادة الجنسية كان حقا لكم وأعطي، أما الآن فأصبح واجب عليكم أن تستعيدوها وتكونوا جنودا في سبيل إعادتها لمستحقيها". واستطرد: "الانتخاب في الخارج، كان حقا لكم، وأعطي في الدورة السابقة، واختيار ممثليكم في الخارج، هو حق لكم وأعطي للدورة المقبلة، وأصبح لزاما عليكم أن تشاركوا وتحثوا كل الأصول اللبنانية على رسم مصير الوطن. واختيار الجنسية كان حقا لكم وأعطي في القانون 67/68 وهو نافذ، ويسمح لجميع طالبي الجنسية بالحصول عليها، وأصبح لزاما علينا نبش وإحصاء كل هذه الملفات، وإرسالها إلى السفارات والقنصليات، وأصبح لزاما عليكم أن تراجعوا للتأكد من ورود أسماء آبائكم وأجدادكم، ومحو عذابات الرعيل الأول من مواليد 1890 و1900 وأولادهم من مواليد العشرينات من القرن الماضي. لقد شاء القدر أن نصل الى وزارة الخارجية ونقوم بواجبنا اتجاه لبنانيين أصيلين، ندرس ملفاتهم ونبلغهم أنهم أصبحوا لبنانيين قانونا، وما عليهم سوى تسلم إخراجات قيدهم دون الحاجة لأي مراجعة، سنبحث عنكم واحدا واحدا، ونجنسكم لنحافظ على لبنان. كذلك خطونا باتجاه تمكين الأم اللبنانية المتزوجة من أجنبي، من منح جنسيتها لأطفالها، ومساواتها بالرجل عبر مشروع القانون الذي تقدمنا به، من دون تعريض لبنان لخطر التوطين عبر الاستثناءات التي وضعناها فيه، وأنا آمل أن نتعاون مع كل المعنيين ونضغط لإقرار صيغة قانون توافقية، تزيل هذا الغبن المزمن الواقع على المرأة اللبنانية بإحدى حقوقها اللصيقة بشخصها كإنسان وكمواطنة". وقال: "أهلي، أدعوكم كذلك إلى تسجيل زيجاتكم وأولادكم لاكتساب الجنسية عبرالمعاملات العادية، القنصلية أو القضائية؛ والوزارة من أجل ذلك، تتابع خطواتها باتجاه تأمين الخدمات الإلكترونية e-mofa، لتتمكنوا حيثما كنتم أن تتواصلوا معها وتتقدموا بطلباتكم إليها، كما حصل مع جوازات السفر وفي التسجيل للانتخابات النيابية".

أضاف: "تبقى الطريقة الرابعة، إن لم يتمكن أحدكم من الحصول على جنسيته من خلال الوسائل الثلاث، التي ذكرناها وهي:

1- قانون استعادة الجنسية.

2- قانون اختيار الجنسية 59/69.

3- القرارات القنصلية والقضائية العادية، وهي أي الطريقة الرابعة، من خلال المرسوم الجمهوري الذي يمنح بموجبه رئيس الجمهورية الجنسية لمستحقيها، وهو حق وواجب دستوري نتمسك به ونطالب رئيس الجمهورية بالاستمرار بممارسته دوريا، من خلال آلية اقترحناها تؤمن الشفافية والضوابط اللازمة، لعدم وقوع أي هفوات أمنية أو أخلاقية"، داعيا "كل منتشر لبناني مستحق للجنسية، ولا تشمله قوانين الجنسية المعمول بها حاليا، أن يتقدم بطلبه إلى بعثاتنا، وقد شكلنا فريقا في وزارة الخارجية متخصصا في متابعة كافة ملفات الجنسية برئاسة المدير العام جوزيف نصير، ونحن نمنحه كل الدعم للقيام بعمله. كذلك، وإضافة إلى القنصليات العامة والسفارات الجديدة، نحن نبني شبكة من القناصل الفخريين، نتقدم بها بشكل بطيء بسبب العراقيل الإدارية والسياسية، ولكن بشكل أكيد بسبب إصرارنا، وتفهم القوى الأساسية في البلد لأهمية هذه المنظومة، التي تؤمن شبكة انتشار واسعة للدولة اللبنانية، وتغطي النواقص الجغرافية الكثيرة التي لا تستطيع سفاراتنا سدها دون أي كلفة إضافية"، مؤكدا "نحن نرحب بقسم منهم معنا اليوم، أتوا من الأميركيتين من أجل الخضوع لدورة تدريبية تقام لهم للمرة الأولى".

وتابع: "اللبنانيون إن فقدوا جنسيتهم، فقد لبنان هويته، وإن فقد لبنان هويته واستبدلها بأخرى، نزوحا أو لجوءا أو تكفيرا، فمعنى هذا أننا فقدنا أغلى ما عندنا، وطننا، لبناننا". وأردف: "أيها المنتشرون، جنسيتي هي هويتي، جنسيتي هي فخر انتمائي. كونوا معنا جنودا للجنسية، فاستعادتها تسقط مشروع التوطين من جانبكم، أما من جانبنا فقد نجحنا سياسيا بإسقاط مشروع توطين السوريين، وها نحن ألفنا البارحة اللجنة اللبنانية- الروسية لتنفيذ المبادرة الروسية بخصوص عودتهم، ونحن نعمل مع الخارجية السورية على إزالة العراقيل من أمام عودتهم، وكذلك نعمل شعبيا على خلق المناخات المؤاتية والمشجعة على العودة الآمنة والكريمة، بعيدا عن أية احتكاكات غير لائقة بضيافتنا اللبنانية". واستطرد: "يبقى أن مقاومة التوطين ورفض إحلال النازحين واللاجئين مكانكم، ليست فقط سياسية ونحن نقوم بها بكل الأحوال، (واختلفنا مع معظم الناس لذلك، ومش فارقة معنا أحد برا وجوا)، نحن نقوم بالمواجهة السياسية، ولكن هناك المواجهة الاقتصادية وهي بحاجة إليكم. تعلمون أننا أطلقنا من ضمن الدبلوماسية الاقتصادية، مبادرة دبلوماسية الطعام gastro diplomacy تحت شعار "لبنان أطيب"، وهنا دوركم! أنتم حملتم معكم المطبخ اللبناني أينما حللتم، وأنتم أصلا ملح هذا الكون! كم واحد منكم تكبد مشقة نقل تنكة زيت زيتون، وكم واحد أوقف في المطار لساعات من أجل الكشك أو الزعتر، وكم أم حملت معها في زياراتها لأولادها أقراص الكبة أو المعمول، وأكيد كل واحد بينكم لديه قصة طريفة يرويها عن الأكل اللبناني".

واعتبر أن "اليوم مطلوب جهد بسيط إضافي وهو توزيع المنتجات اللبنانية في الانتشار وشرائها من بائعيها، كل مرة تستهلك أيها المنتشر منتج لبناني تثبت مزارعا في أرضه، وتمنع عنه الهجرة، وكل مرة تتاجر بمنتج لبناني أو تستهلكه، تفتح مصنعا غذائيا في لبنان! عيشوا بكندا أو بأميركا، ولكن كلوا لبناني واشربوا لبناني وافرحوا على اللبناني".

وقال: "أيها المنتشرون، أسميناكم المنتشرين وليس المغتربين، لأنكم وإن كنتم غائبين بالجسد فإنما حاضرون بالروح! أدعوكم إلى الاقتراع بكثافة أكبر في الدورة المقبلة، بعد أن أمنا لكم ظروف الانتخاب في الخارج وجهزنا تعديلات على القانون لتسهيل عملية مشاركتكم أكثر!.

أدعوكم إلى الإيمان دائما بقوة لبنان، فهي مستوحاة من قوة إنسانه، الذي خبر الحياة المشتركة بين مكوناته المختلفة، التي حافظت على ديموقراطية توافقية جعلت من لبنان بلد الرسالة، ومن يتكلم عن الديموقراطية العددية في لبنان، فهو لا يفقه ولا يفهم معنى وجود لبنان وغاية رسالته. فإذا سقط لبنان بهذا المعنى، لا سمح الله، يسقط مغزى التنوع والتعدد، ويتجه العالم إلى مزيد من التطرف والإرهاب، وتطغى فيه سياسات التمييز العنصري واليمين المتطرف، ونعود إلى عصور الجهالة، التي رأينا بعض فصولها مع الإرهاب التكفيري المسلح بالبندقية من جهة وبالأيديولوجية السوداء من جهة أخرى. أما رسالتنا فهي عكس ذلك، هي التسامح وتقبل الآخر والتشارك معه، وهي التناصف معه في لبنان". وختم "أيها المنتشرون، أنا أقوم بأقل واجباتي اتجاهكم، أنجزنا بعض الأمور، ونعدكم بالمزيد منها. إنها حقوق لكم، أنتم لبنان، ولا لبنان من دونكم، نستمر معا ونلتقي كالعادة في LDE بيروت في أيار 2019؛ هذه المرة تحضيرا لل LDE الأكبر سنة 2020 وهي مئوية لبنان الكبير، سنقيم 2020 LDE للبنان الكبير ليكون أكبر حفل انتشاري يجمع اللبنانيين بتاريخ لبنان، إيمانا بلبناننا الكبير. لبنان هذا البلد المشرقي الصغير بمساحته، الكبير بانتشاره ورسالته، لبنان هو وطننا، واللبنانية هي هويتنا، واللبناني هو سرنا، سر نجاحنا وتميزنا وتألقنا. هذا اللبناني الأبي الصامد أبدا، يستوحي مسار حياته من أبو القاسم الشابي: من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر. نحن وإياكم لن نعيش إلا على قمم الجبال وقمم النجاح يا طاقات لبنان".