المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 10 أيلول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.september10.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَيُّها ٱلمُمْتَلِئُ مِن كُلِّ مَكْرٍ وَخِدَاع، يا ٱبْنَ إِبْلِيس، يا عَدُوَّ كُلِّ بِرّ، أَمَا تَكُفُّ عَن تَعْوِيجِ طُرُقِ ٱلرَّبِّ ٱلمُسْتَقِيمَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/مشكلة د.جعجع هي جبران باسيل وليس حزب الله

الياس بجاني بالصوت والنص/غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

الياس بجاني/غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

الياس بجاني/خناقة ع الكراسي ومش ع السيادة والإستقلال

 

عناوين الأخبار اللبنانية

قداس في ذكرى الشهداء في كنسية سيدة ايليج سلطانة الشهداء ميفوق - القطارة قضاء جبيل، بدعوة من رابطة سيدة ايليج

الراعي مترئسا قداس سيدة ايليج تكريما لشهداء المقاومة اللبنانية: لابعاد المصالح السياسية عن الإدارة توظيفا وأداء ووقف الهدر وخفض الانفاق

ما زلت ترى قطيعا من الغنم بهيئة بشر يسير وراء كراز اسمه الزعيم/ابو ارز. اتيان صقر/فايسبوك

لا يزال سمير فرنجية أقدر وأذكى من خاطب حزب الله من موقع معارض له/ايلي قصيفي/فايسبوك

مغازلة المقاومة الإسلامية في ذكرى المقاومة اللبنانية/توفيق هندي/فايسبوك

محكمة الحريري تبلغ مراحلها النهائية غداً

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 9/9/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

هل خدع الجيش اللبناني الأميركيين بشأن علاقته بحزب الله

إسرائيل: لن نميّز بين الجيش اللبناني وحزب الله

كهرباء زحلة: ماذا يدور في الكواليس؟

هكذا يُنقل التلاميذ إلى المدارس: مافيات ولا أمان

التنازل الجنبلاطي الأول.. فيصل الصايغ خارج الحكومة.

وزارة الخارجية شكرت القضاء المصري: الحكم أراح اللبنانيين وعائلة منى المذبوح التي عانت الكثير خلال فترة توقيفها

تأكيدات {عونية ـ قواتية} أن التراجع عن المصالحة «خط أحمر»/معركة رئاسة الجمهورية المقبلة تفرض نفسها على أداء الحزبين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مواجهات القامشلي تخلّف قتلى من قوات النظام والأكراد و«اختبار قوة دامٍ» بين دمشق وحلفاء واشنطن شرق سوريا

أزمة البصرة تضع العبادي في مواجهة مع الصدر/تلاسن بين رئيس الوزراء والمحافظ في جلسة البرلمان قاطعها نواب تحالف «المالكي ـ العامري»

حظر التجول في البصرة «حتى إشعار آخر»/استبدال قيادات أمنية... وانتشار كثيف للجيش والشرطة والاستخبارات

احتجاجات البصرة غير كافية للتعجيل بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة/كتلة «دولة القانون - الفتح» تضغط للحصول على حصة

إيران: خاتمي يتوقع سقوط الملالي… ورجوي تدعو الأكراد إلى الانتفاض

خامنئي حض الجيش على زيادة قدراته لترهيب الأعداء

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«8 آذار» للحريري: «خَلّينا نْشوف» بعد إدلب/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

«حزب الله» - باسيل: الإلتباس المشروع/كلير شكر/جريدة الجمهورية

تَصنيفُ لبنانُ الكياني/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

نصـرالله: هـذه هي أمنيتي/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

عوامل مُستجدّة في الوضع المالي/انطوان فرح/جريدة الجمهورية

دبكت بالمطار  /جوزف طوق/جريدة الجمهورية

هكذا يتحسن المطاربأسرع وقت ممكن وأقل كلفة ممكنة/الهام فريحة/الأنوار

اطلبوا التقشف ولو من... الأرجنتين/الهام فريحة/الأنوار

ثورة في البصرة أم كارثة؟/حازم الأمين/الحياة

كيف سيسلّم أردوغان إدلب؟/عمر قدور/الحياة

آثار العقوبات النفطية على إيران/وليد خدوري/الحياة

هل تُصدِر تركيا عُملة جديدة؟/بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية غدا في ستراسبورغ في زيارة رسمية يلتقي خلالها كبار المسؤولين الاوروبيين والجالية اللبنانية

جنبلاط: لم أكلف أحدا لجمع معلومات عن قرية عين قني أو غيرها

رفول من برج العرب: مسؤولون جميعا عن بناء الوطن

الرئيس امين الجميل: لحكومة اختصاص مصغرة من وزراء غير حزبيين قادرين على تحقيق برنامج إصلاحي

زغيب زار وزير الأوقاف السوري: ما يجمعنا هو الإنتماء الى الفكر الأصيل في مواجهة التطرف

حسين زعيتر: رئيس الجمهورية لن يسقط رغم محاولات الداخل والخارج

84 نازحا غادر النبطية الى سوريا وسط اجراءات للجيش والامن العام

نص كلمة د.سمير جعجع في معراب عقب قداس ذكرى الشهداء/“يا فخامة الرئيس أنقذ عهدك واشهد للحق”… جعجع لـ”حزب الله”: عودوا الى لبنان ونحن بإنتظاركم

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

أَيُّها ٱلمُمْتَلِئُ مِن كُلِّ مَكْرٍ وَخِدَاع، يا ٱبْنَ إِبْلِيس، يا عَدُوَّ كُلِّ بِرّ، أَمَا تَكُفُّ عَن تَعْوِيجِ طُرُقِ ٱلرَّبِّ ٱلمُسْتَقِيمَة

سفر أعمال الرسل12/من25/13/01/02/يا إخوتي، عَادَ بَرْنَابَا وشَاوُل، وقَد أَكْمَلا خِدْمَتَهُما في أُورَشَليم، وٱسْتَصْحَبَا يُوحَنَّا ٱلمُلَقَّبَ بِمَرْقُس. وكَانَ في ٱلكَنِيسَةِ ٱلَّتِي في أَنْطَاكِيَةَ أَنْبِياءُ ومُعَلِّمُونَ هُم: بَرْنَابَا، وسِمْعَانُ ٱلَّذِي يُدْعَى نِيجِر، ولُوقِيُوسُ ٱلقَيرَوانِيّ، ومَنايِنُ ٱلَّذِي تَرَبَّى مَعَ هِيرُودُسَ رَئِيسِ ٱلرُّبْع، وشاوُل. وبَينَما هُم يُقيمُونَ ٱلصَّلاةَ لِلرَّبّ، ويَصُومُون، قَالَ لَهُمُ ٱلرُّوحُ ٱلقُدُس: «إِفْرِزُوا لي بَرْنَابَا وشَاوُلَ لِلعَمَلِ ٱلَّذِي دَعَوتُهُما إِلَيه». حِينئِذٍ صَامُوا، وصَلَّوا، ووَضَعُوا ٱلأَيْدي علَيْهِمَا، وصَرَفُوهُما. وهُما، إِذْ أَرْسَلَهُما ٱلرُّوحُ ٱلقُدُس، نَزَلا إِلى سَلُوقِيَة، ومِنها أَبْحَرا إِلى قُبْرُس. ولَمَّا وَصَلا إِلى سَلامِينَة، بَشَّرا بِكَلِمَةِ ٱللهِ في مَجَامِعِ ٱليَهُود. وكانَ معَهُمَا يُوحَنَّا يَخْدُمُهُمَا. وَٱجْتَازَا ٱلجَزِيرَةَ كُلَّها إِلى بَافُس، فوَجدَا رَجُلاً سَاحِرًا، نَبِيًّا كَذَّابًا، يَهُودِيًّا ٱسْمُهُ بَرْيَشُوع؛ كانَ معَ ٱلوَالي سِرْجِيُوس بُولُس، وكانَ هذَا رَجُلاً عاقِلاً. فدَعَا بَرْنَابَا وشَاوُلَ وطَلَبَ أَنْ يَسْمَعَ كَلِمَةَ ٱلله. فقَاوَمَهُمَا عَلِيمَا السَّاحِر وهذَا هُوَ تَفْسِيرُ ٱسْمِهِ مُحاوِلاً أَنْ يَصْرِفَ ٱلوَاليَ عَنِ ٱلإِيْمَان. أَمَّا شَاوُل، وهُوَ بُولُس، فَٱمْتَلأَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلقُدُسِ وتَفَرَّسَ في عَلِيمَا ٱلسَّاحِرِ وقالَ لهُ: «أَيُّها ٱلمُمْتَلِئُ مِن كُلِّ مَكْرٍ وَخِدَاع، يا ٱبْنَ إِبْلِيس، يا عَدُوَّ كُلِّ بِرّ، أَمَا تَكُفُّ عَن تَعْوِيجِ طُرُقِ ٱلرَّبِّ ٱلمُسْتَقِيمَة؟ فَهَا هِيَ ٱلآنَ يَدُ ٱلرَّبِّ عَلَيْك، فتَكُونُ أَعمَى لا تُبصِرُ ٱلشَّمْسَ إِلى حِين!». فوَقَعَ علَيْهِ فَجْأَةً ضَبَابٌ وظُلْمَة، ورَاحَ يَدُورُ مُلْتَمِسًا مَنْ يقُودُهُ بيَدِهِ. ولَمَّا رأَى ٱلوَالي مَا جَرَى، آمَنَ مُنْدَهِشًا مِن تَعْلِيمِ ٱلرَّبّ."

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

مشكلة د.جعجع هي جبران باسيل وليس حزب الله

الياس بجاني/10 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67331/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%87%d9%8a-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%88/

لم يكن مفاجئاً ولا مستغرباً تركيز د.سمير جعجع على الوزير جبران باسيل في خطاب “التذاكي والتشاطر” الذي ألقاه في قداس ذكرى الشهداء، والذي كان عملياً مشهدية استعراضية تمجد شخصه وتسوّق له بأسلوب فاضح بكل ما في مفردتي المشهدية والاستعراض من معاني..

ولم يكن مفاجئاً أيضاً التركيز على أناشيد تشيد بتضحياته وبسجنه وتربط شخصه بشخص الشهيد الرئيس بشير الجميل على أساس أنه الوريث الوحيد والأوحد..

ولم يكن أيضاً مستغرباً في زمن “المّحل” أن تتمحور عظة القداس حول شخص جعجع وسجنه وتضحياته..

وذلك في تعامي هرطقي كلي عن مفهوم الإنجيل المقدس في أسس ممارسات من يقوم بواجبه: “كذلك أنتم أيضا، متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا (إنجيل القديس لوقا17/10)..

وهنا أيضاً كان القفز فوق روحية الإنجيل فيما يتعلق بالوازنات التي يهبها الله للإنسان مجاناً ليستثمرها دون شخصنة وأنانية واستكبار: “مجانا أخذتم، مجانا أعطوا” (إنجيل القديس متى10/08)

أما التباهي و”تربيح الجميلة” بأي عمل خير أو بأية تضحيات فهذه هرطقات بعيدة كل البعد عن المسيح والمسيحية..”وانت متى فعلت صدقة فلا تدع شمالك تعرف ما تفعله يمينك”.. (إنجيل القديس متى16/03)

كلمة جعجع في معظمها ركزت على شخص الوزير جبران باسيل ولكن دون أن يسميه وهو حمله ضمناً وتلميحاً كل الأخطاء والخطايا وصوره عدواً لعهد عمه الرئيس ودكتاتوراً قابضا بالكامل على مفاصل القرارات..

في حين وبتذاكي وباطنية تملق للرئيس عون وهو العارف 100% بأن الرئيس وصهره هما واحد في كل القرارات صغيرة كانت أم كبيرة.

تعامى جعجع كلياً وعن سابق تصور وتصميم وبذمية عن واقع الاحتلال الإيراني للبنان، وعن ممارسات جيش إيران المحتل للبنان أي حزب الله ودعاه للعودة إلى الوطن وهو يعلم علم اليقين أن هذا الحزب هو إيران في لبنان.. ولبنان الدولة والكيان والدستور والهوية في قاموسه لا وجود له إلا من ضمن ثقافة ولاية الفقيه ومشروع إيران الإمبراطوري والتوسعي والمذهبي المناقض والمعادي والرافض لكل ما هو لبنان.

وهنا يتأكد المؤكد وهو أن جعجع لا يزال ملتزماً 100% بشروط وسقوف “الصفقة الرئاسية” التي داكشت الكراسي بالسيادة وبالقرارات الدولية الخاصة بلبنان وفرطت تجمع 14 آذار (الحزبية) وارتضت في مقابل المشاركة في الحكم مساكنة الاحتلال الإيراني والقبول بدويلة حزب الله وبسلاحه وبحروبه…رافعة بهدف والتمويه والخداع واللعب على هموم وخوف ولقمة عيش الناس رايات نفاق ودجل “الواقعية”.

وهذا الالتزام بالصفقة الخطيئة” تجسد أيضاً بتغاضي جعجع عن أي ذكر للقرارات الدولية وتحديداً ال 1559 و1701 وكأن هذه القرارات الأممية لا وجود لها في أجندته “الرئاسية”، وهذا طبعاً أمر يندرج تحت سقف التسوية إياها.

نعم وألف نعم فإن الشهداء لا يموتون لأنهم هم القضية اللبنانية المحقة والوطنية بكل ما تجسده من كيان وحريات وكرامة وعنفوان وهوية وتاريخ. هم في جنة الخلود إلى جانب البررة والقديسين… وهم براء من كل من يتاجر بتضحياتهم كأن من كان..جعجع أو غيره!!

نسأل: هل فعلاً جبران باسيل كما قال لنا جعجع هو مشكلة لبنان، أم أن الاحتلال الإيراني وأدواته المحلية كافة هم وراء كل ما يواجهه وطننا المحتل والمقهور والمسلوب سيادته واستقلاله وقراره؟

يبقى ..إنه نعم نحن في زمن محّل وبؤس ومساومات وأبواب واسعة..

وفي زمن عشق الكراسي ومفاهيم الإنسان العتيق..إنسان الخطيئة والغرائز.

وفي زمن التخلي والضياع والنرسيسية.

وعلى الأكيد الأكيد نحن في زمن الأغنام والغنمية..

ونعم هو زمن فسق وفساد وجشع ويوضاصية أصحاب شركات الأحزاب التجارية والعائلية الغارقة في أطماع ونزوات أصحابها..ونقطة على السطر.

لكل شارد ومرتد ومتاجر بدماء الشهداء نردد مع رسول الأمم (روميه 06/15-23): “إذا جعلتم أنفسكم لأحد عبيدا للطاعة، صرتم عبيدا لمن تطيعون”.

في الخلاصة، ودون لف أو دوران أو غرق في أوحال التبعية والغنمية فإن لبنان بحاجة لدماء سياسية وحزبية جديدة وإلا فالج لا تعالج.

ونختم يقول السيد المسيح (إنجيل القديس لوقا17/01و02): “لا يمكن إلا أن تأتي العثرات، ولكن ويل للذي تأتي بواسطته، خير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر، من أن يعثر أحد هؤلاء الصغار.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

http://eliasbejjaninews.com/archives/55354/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%b2%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d9%85%d8%b9-%d8%a7/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب/08 أيلول/18/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/eliasgreedinesaudio17.5.17.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب/08 أيلول/18/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/eliasgreedinesaudio17.5.17.wma

 

غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

الياس بجاني/08 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/55354/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%b2%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d9%85%d8%b9-%d8%a7/

(إشعياء33/01/”ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك”)

من منا لا يعرف شخصياً العشرات من الذين أعماهم الطمع وافقدهم البصر والبصيرة وحولهم إلى مخلوقات بشعة مجردة من كل ما هو أحاسيس ومشاعر إنسانية، وأبعدهم عن الله، وانتزع من قلوبهم الإيمان، وغربهم شر غربة عن كل مقومات ومرتكزات القيم والأخلاق والمبادئ.

للأسف، فإن كثر من هؤلاء المرّضى بخطيئة غريزة الطمع قد يكونون في الغالب من أهلنا ومن اٌقرب، أقرب، الناس إلينا… أصدقاء وأقارب ومعارف، وحتى أبناء وأخوات وإخوان، وربما أباء وأمهات أحياناً..

هؤلاء المرّضى بقلة الإيمان والجحود، وعندما يُنعم عليهم الله بعطايا المال أو السلطة والنفوذ، أو العلم والمعرفة، فجأة يفقدون ذواتهم الإنسانية ويختل توازنهم الأخلاقي والقيمي وذلك لقلة إيمانهم ولشح رجائهم.

بجحود وجهل وتسرع ودون كوابح وضوابط إيمانية يعبدون النّعم والعطايا متناسين أن الله هو الذي رزقهم بها وأعطاهم إياها، ومتعامين عن جهل وغباء أنها ترابية وزائلة.

خير مثال نقتدي به في هذا السياق ونأخذ منه العبر يتجسد في مصير ونهاية المئات من الملوك والحكام المعاصرين والغابرين الذين سكنهم الجشع وجرهم هم وعائلاتهم إلى نهايات مأساوية ودموية.

إن الجشع أي الطمع هو غريزة إنسانية حيوانية تُولد مع الإنسان كما غيرها من الغرائز الأخرى من مثل الحب والكراهية والجنس والخوف..

الجشع عزيزة مدمرة وصعب جداً التحكم بها والسيطرة عليها دون إيمان ورجاء وأحاسيس إنسانية وخوف من الله، ومن عواقب حساب يوم الحساب الأخير..

هذه الغريزة تتفلت من عقالها بشكل فاضح وإبليسي عند 99% من البشر الذين يصلون إلى السلطة والنفوذ والثروة والمعرفة والعلم.

والمحزن والمخيف في آن، أنها غريزة “توقع صاحبها في التجارب” وتودي إلى الهاوية بمن تتحكم به، وتبعده وتضلله عن الطريق القويم، وتجره إلى نهاية مأساوية وتعيسة وغالباً مهينة.

كما أن من تسيطر عليه هذه الغريزة وتتحكم به يفقد البصر والبصيرة، ويبني لنفسه قصوراً من الأوهام وأحلام اليقظة، ويغلق أبوابها والنوافذ، وينسلخ عن الواقع، مما يُعجل بعزلته وبسقوطه وبالتالي حتمية نهايته..

في الخلاصة إن الثروات والنفوذ والسلطة هم من تراب كما هو جسد الإنسان. (إنجيل القديس لوقا12/34/”فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم).

وكل ما هو من التراب إلى التراب يعود.

هذا، وعندما يسترد الله الخالق وديعته من مخلوقه الذي هو الإنسان لا يمكنه أن يحمل معه من تراب الأرض أي شيء يوم يقف أمام خالقه يوم الحساب الأخير ليؤدي جردة الحساب.

يقول المثل الشعبي الشائع: “لو دامت النعم لغيرك لما وصلت إليك”..

ربي احمينا من شر وفخاخ وتجارب الطمع والغرور والجحود، ولا تقسي قلوبنا ولا تخدر ضمائرنا.

ربي قوي إيماننا، ولا تفقدنا نعمتي البصر ولا البصيرة حتى لا يغيب عن فكرنا وأقوالنا وأفعالنا يوم الحساب الأخير، حيث لا ينفعنا لا مال ولا نفوذ ولا سلطة ولا علم ولا معرفة، وحيث يكون البكاء وصريف الأسنان.

نختم بتذكير كل صاحب نعمة أكانت مال أو سلطة أو نفوذ أو معرفة بما جاء في (إنجيل القديس متى 10/08/”مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا”)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

خناقة ع الكراسي ومش ع السيادة والإستقلال

الياس بجاني/07 أيلول/18

تناطح أصحاب شركات المستقبل والإشتراكي والقوات والتيار لا يجب أن يعني أي سيادي لأنه على تناتش حصص ومغانم وليس على استعادة السيادة.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

قداس في ذكرى الشهداء في كنسية سيدة ايليج سلطانة الشهداء ميفوق - القطارة قضاء جبيل، بدعوة من رابطة سيدة ايليج

الراعي مترئسا قداس سيدة ايليج تكريما لشهداء المقاومة اللبنانية: لابعاد المصالح السياسية عن الإدارة توظيفا وأداء ووقف الهدر وخفض الانفاق

الأحد 09 أيلول 2018 /وطنية

http://eliasbejjaninews.com/archives/67337/%D9%82%D8%AF%D8%A7%D8%B3-%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%8A%D9%84%D9%8A/

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداسا احتفاليا في كنسية سيدة ايليج سلطانة الشهداء ميفوق - القطارة قضاء جبيل، بدعوة من رابطة سيدة ايليج، بعنوان "اضطهاد ام جوع ام موت" تكريما لشهداء كل الكنائس المشرقية التي عانت الاضطهاد والمجازر والقتل منذ بداية القرن الماضي حتى اليوم، ولشهداء المقاومة اللبنانية، عاونه فيه النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر وراعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، الاباتي انطوان خليفة والاب ميشال ليان، وبمشاركة وحضور بطريرك الارمن الارثوذكس ارام الاول كيشيشيان، بطريرك السريان الارثوذكس مار اغناطيوس افرام والبطريرك يوحنا اليازجي ممثلا بالمطران كوستا كيال، المونسنيور رفاييل طرابلسي ممثلا الكنيسة الكلدانية، رئيس الكنيسة القبطية في لبنان الاب رويس الاورشليمي. كما حضر القداس الوزير السابق سليم الصايغ ممثلا الرئيس امين الجميل، الوزيرة السابقة اليس شبطيني ممثلة الرئيس ميشال سليمان، النائب فادي سعد ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، النائب نديم الجميل، النائبان السابقان فارس سعيد وسامر سعادة، رئيس اقليم جبيل الكتائبي رستم صعيبي، منسق حزب الوطنيين الاحرار في قضاء جبيل ميشال طربيه، رئيس البلدية هادي الحشاش والرئيس السابق يوسف اديب، مختار البلدة كمال الحشاش وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير، رئيس النادي الرياضي بشير الياس، مدير ثانوية جبيل الرسمية جوزف مخايل وفاعليات سياسية وحزبية واجتماعية، رئيس رابطة سيدة ايليج كلوفيس الشويفاتي والاعضاء، رئيس وجمهور دير سيدة ميفوق ولفيف من الكهنة واهالي وأقارب الشهداء وحشد من المؤمنين.

عون

في بداية القداس، القى المطران عون كلمة قال فيها: "في كل مرة نستقبلكم يا صاحب الغبطة تأتون الينا حاملين النعم والبركات للابرشية التي احببتم واحبتكم، واليوم تلبون دعوة رابطة سيدة ايليج للاحتفال بالذبيحة الالهية عن انفس كل شهدائنا على مر قرن من الزمن، منذ المجاعة الكبيرة في الحرب العالمية الاولى مرورا بالحروب التي قاساها لبنان والتي ذهب ضحيتها الاف الشهداء والذين بفضل دمائهم لنزال نحن على هذه الارض". واضاف: "تأتون الينا الى هذا المقر القديم للبطريركية المارونية الذي عاش فيه ثمانية عشر بطريركا منذ العام 1121 الى 1440، وشهد انتخاب بطاركة عظام امثال ارميا العمشيتي وغيره من البطاركة الذين سطروا كنيستنا المارونية، ان ابرشية جبيل تعاهدكم على الامانة والسير في خطى الرب في الشهادة المسيحية الحقة من خلال الحفاظ على الايمان وعيش كلمة الرب وتجسيدها في حياتنا". وختم: "نطلب من الرب ان يبارك مساعيكم ويحفظكم في كل ما تقومون به لخير الوطن والكنيسة".

العظة

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة تحت عنوان "أحبب الرب إلهك من كل قلبك ونفسك وقدرتك وفكرك، وأحبب قريبك كنفسك" (لو27:10)مما جاء فيها: "هذه الشريعة الإلهية تبين أن محبتنا لله أساس محبتنا للانسان قريبنا، والجديد في تعليم الرب يسوع أنه جعل المحبة والرحمة رابطة القرابة الحقيقية، فوق قرابة الدم. هذا ما يكشفه لنا في انجيل اليوم والمثل المعبر، في حين أنه سبق وأعلن في عظة الجبل: "قيل للأولين: أحبب قريبك، وأبغض عدوك، أما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، وصلوا من أجل مبغضيكم ومضطهديكم" (متى 43:5-44).

وقال: "هذه الشريعة الإلهية القديمة الجديدة شكلت ثقافتنا المسيحية وعاشها ببطولة شهدائنا الذين سفكوا دماءهم فحيينا. وها إنا نجتمع اليوم بدعوة من رابطة سيدة إيليج لإحياء ذكراهم في هذه الذبيحة المقدسة، في رحاب كنيسة الكرسي البطريركي من سنة 1121 الى 1440، حيث عاش 13 بطريركا وقدسوا هذه الأرض بصلواتهم وتقشفاتهم وقداسة حياتهم، وبدماء الشهداء من بينهم على يد المماليك، مثل دانيال الحدشيتي (1283)، وجبرايل ابي خليل الحجولاوي (1367)، وقرب ضرائح شهداء المقاومة اللبنانية في الحرب اللبنانية الأخيرة الذين استشهدوا دفاعا عن الوطن. في هذا المكان المقدس يكرمون وتحيا ذكراهم بأشجار الأرز المرتفعة كعلامة لخلودهم في مجد السماء. وموضوع هذه الذكرى: "اضطهاد أم جوع أم سيف؟"، وهي كلمات للقديس بولس الرسول كتبها في رسالته الى أهل رومية متسائلا: "من يفصلني عن محبة المسيح؟ أضيق أم حبس أم طرد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف؟ إننا من أجلك نمات كل يوم، وقد حسبنا مثل غنم للذبح. ونحن في كل هذه غالبون بذاك الذي احبنا" (روم35:9-37). صرخة بطولة الرجاء هذه عند بولس الرسول تردد صداها على ألسنة شهداء كنائسنا المشرقية جيلا بعد جيل، حتى يومنا".

واضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية لراحة نفوس شهدائنا، شهداء الايمان والوطن من كل الكنائس. فنحييكم جميعا مع رابطة سيدة إيليج التي دعت مشكورة إلى هذا الاحتفال ونظمته. ونوجه تحية شكر وتقدير لرئيس دير سيدة ميفوق الأب ميشال اليان والآباء الذين يقومون بخدمة هذا المقر المقدس ورعية ميفوق العزيزة. ونوجه تحية اعتبار وامتنان للرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة التي تسلمت مقر سيدة إيليج البطريركي من الأمير يوسف شهاب سنة 1686 بعد تحريره من الذين استولوا عليه وهجروا البطاركة الى دير سيدة قنوبين في الوادي المقدس سنة 1440. وراحت الرهبانية عبر السنوات والعصور ترمم ما انهدم منه وتجدد البناء، وتحافظ على قدسيته".

واردف: "كما حافظت على صورة سيدة إيليج، فرممتها وأعادت إليها رونقها الثقافي التاريخي كأيقونة مارونية ترقى إلى القرن العاشر ومختصرة الروحانية المريمية في كنيستنا وسائر الكنائس المشرقية.

فإن وجه السيدة العذراء أوحى لأبائنا البطاركة والمؤمنين الصلاة والجهاد في الايمان. أمامها صلوا، وشفاعتها التمسوا في أحلك ساعات التاريخ الماروني واللبناني. فحملوا هذه الصورة الى كنائسهم في لبنان وبلدان الشرق الاوسط ودنيا الانتشار. وقرأوا في رسم الشمس والقمر فوق وجه العذراء الحاملة ابنها يسوع، أنها سلطانة الليل والنهار، وأن ابنها سيد التاريخ. ثم بتأثير غربي أعطيت الشمس والقمر وجه ملاكين، للدلالة أن مريم هي سلطانة الملائكة، ويسوع سيدهم، وآمنوا بعقيدة الحبل بلا دنس، قبل إعلانها، من خلال قراءة النجمتين: واحدة على جبينها، وواحدة على كتفها الأيمن، واعتبروا طفلها الذي تحمله بيدها اليسرى نجمة ثالثة. وآمنوا بأمومتها الإلهية، كوالدة الإله في اللونين الازرق والترابي: فالأول يعني الديمومة والثاني الزائل، فقرأوا أن الله وشحها باللون الأزرق أي النعمة السماوية، لكي تكون، وهي بنت الأرض، أم الإله الابن".

وتابع الراعي: "ماذا أعمل لأرث الحياة الابدية؟" (لو25:10)، هذا السؤال المطروح على يسوع، سؤال يجب أن يطرحه كل إنسان، لكي يعرف الطريق إلى خلاصه الأبدي. فكان جواب يسوع لذاك العالم بالشريعة ما هو مكتوب فيها، ويعرفه هذا العالم أن "أحبب الرب إلهك من كل قلبك وكل نفسك وكل قدرتك وكل فكرك. وأحبب قريبك كنفسك" (لو27:10).

محبة الله الموصوفة بهذه الكلمات تعني أن لا إله من صنع البشر يعلو على الله: فلا أصنام بشرية أو مادية تتقدم على الله، لا البشر ولا السلطة ولا المال ولا السلاح ولا أية ايديولوجية كذلك. إن محبة الله بطولة في زمن عبادة الذات والناس، وعبادة المادة والاستهلاكية، وعبادة السعي الى السلطة وكسب المال بالطرق غير المشروعة. ولهذا قال الرب يسوع في عظة الجبل، دستور الحياة البشرية: "لا يمكنكم أن تعبدوا ربين: الله والمال" (متى24:6). فعندما تسقط محبة الله من قلب الانسان، يصبح عبدا لهؤلاء "الآلهة - الأصنام"، فتعم الفوضى ويتلاشى الخير العام. أما محبة القريب كالنفس، فيختصرها الرب يسوع بهذه العبارة: "فكل ما تريدون أن يفعله الناس لكم، إفعلوه أنتم لهم أيضا. هذا هو الناموس والأنبياء" (متى12:7).

وقال: "ومن هو قريبي؟" (لو29:10). على هذا السؤال الثاني الذي طرحه ذاك اليهودي، العالم بالتوراة، أجاب يسوع بمثل السامري - وبين اليهود والسامريين عداوة - الذي اعتنى بذاك الرجل الذي وقع بين أيدي لصوص ضربوه وتركوه بين ميت وحي، فيما ابنا ملته الكاهن واللاوي رأياه وعبرا.

وكما أخذ يسوع الجواب على السؤال الأول من فم العالم بالشريعة، أراد أن يأخذ أيضا من فمه الجواب على السؤال الثاني، فسأله: "من تراه من هؤلاء الثلاثة صار قريبا لذك الرجل المعتدى عليه؟"، فأجاب من دون تردد: "ذاك الذي عامله بالرحمة" (لو36:10-37). عندئذ قال له يسوع: "اذهب واصنع أنت أيضا كذلك. فترث الحياة الأبدية" (راجع لو25:10و37)".

واضاف: "هذا الأمر موجه إلى كل إنسان. إنها حضارة المحبة والرحمة التي يحتاج إليها عالم اليوم، ولاسيما لبنان، حيث أن هذه الحضارة آخذة في التراجع ولاسيما عند الجماعة السياسية، كما هو ظاهر في أدائها السياسي وتخاطبها وفقدان الثقة المتبادلة، وفي تعظيم الأمور الصغيرة وإعطائها طابعا دينيا ومذهبيا، مثيرا للخلاف، ومسمما للأجواء. إن أول ما يحتاج إليه رجال السياسة إنما هو المحبة والرحمة لكي يحسنوا الحكم بالعدل، أما النتيجة فاعتداء على المواطن في عيشه وكرامته وحقوقه. وكأننا أمام إعادة مشهد ذاك الرجل المعتدى عليه. ولكننا نأمل ونصلي كي يرسل الله لنا "سامريين صالحين يقيمون المواطن اللبناني والدولة من المعاناة الكبيرة والخطرة، بدءا من تأليف الحكومة لكي يبدأ الوطن باستعادة قدرته على التحرك. فكيف يرى المسؤولون السياسيون ويعبرون، مثل ذينك المسؤولين، الكاهن واللاوي، أمام دين عام يناهز التسعين مليار دولار أميركي، وبات يشل النمو الاقتصادي وحركة الانتاج، ويعطل فرص العمل، ويرمي اللبنانيين في مزيد من الفقر، ويقحم قوانا الحية الشبابية المنتجة على هجرةالوطن، ويحرم الدولة من الاستثمار في مشاريع إنمائية، فيما الهدر والانفاق غير المجدي بالمقابل يتزايد؟ فالمطلوب خفض الانفاق، وتخفيف العبء عن الخزينة وضبط الهدر بالتعاون مع القطاع الخاص، وزيادة الواردات، وإبعاد المصالح السياسية عن الإدارة توظيفا وأداء، كيف يرون ويعبرون، وهم مأخوذون فقط بمناقشة الأحجام وتقاسم الحصص، وبأزمة الصلاحيات وهي من دون أساس، بعد الانتخابات النيابية التي كنا نتوقع فيها بصيص أمل بحياة أفضل، علما أن واحدا وخمسين بالمئة من الشعب اللبناني لم يشارك فيها، لفقدان الثقة، فيتبين اليوم أن شكهم كان في محله".  وختم الراعي: "إن دماء شهدائنا، من بطاركة واساقفة وكهنة ورهبان وعلمانيين، شهداء الإيمان والحق والوطن، وشهداء الإبادات الشعبية والمجازر الجماعية، وشهداء مجاعة الحرب الكونية الأولى، تستحثنا لطرح هذه الأسئلة بصرخة مسؤولة، نعطي فيها صوتا لشعبنا المغلوب على أمره. ولكننا بالرجاء الوطيد وبإيماننا بأننا أبناء وبنات القيامة، ننظر الى المسيح المرموز إليه في وجه ذاك "السامري الصالح" كي يحنو علينا ويرسل إلينا من يقتدي به ويحنو على جراحات شعبنا وشعوب منطقتنا المشرقية الممزقة بالحروب المفروضة عليها. ونرفع مع شهدائنا نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن والى الابد، آمين".

الشويفاتي

وبعد القداس القى الشويفاتي كلمة قال فيها: "ابناء الارض نحن، اصيلون، مؤمنون، متجذرون هنا، لا اضطهاد ولا جوع ولا سيف يفصلنا عن ارضنا وحريتنا وايماننا، في ظل رايات سود لا تعرف الرحمة ولا الكرامة الانسانية، مورس الدمار والقتل والتشريد والخطف وخير مسيحيو العراق وسوريا بين نكران المسيح ودفع الجزية، وبين الصلب في احيائهم كما علق المخلص، فترنح أبناء الشرق الاصيلون بين مطرقة العنف وسندان الهجرة، وبين رعب البقاء في بلدانهم او الهرب من مصير مرير، مصير ما زال مجهولا لمئات المخطوفين والمفقودين ومنهم المطرانان يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي والمصور اللبناني سمير كساب".

وأضاف: "ان ما شهدناه ونشهده اليوم هو استمرار لشهادة ابناء الحق والرجاء منذ فجر الرسالة، ففي القرن الماضي، دفع الارمن والسريان والكلدان والاشوريون نحو مليوني قتيل في مجازر تطهير عرقي وابادة جماعية. وفي القرن الماضي ايضا مات ثلث سكان جبل لبنان الموارنة جوعا، بعدما صادر السفاح العثماني كل قوت ومحصول واقفل البحر على الجبل، فرقد شهداؤنا على امتداد هذه الارض، وآلامهم ودماؤهم لا تزال تستصرخ الضمائر على مدى الدهور والاجيال، لا اضطهاد ولا جوع ولا سيف منعنا من لعب دورنا الرائد وتثبيت حضورنا بمحبة وايمان اعتى العروش واسقط الامبراطوريات على مدى الفي عام".

وتابع: "عشرات المرات قال لنا "لا تخافوا" فلنؤمن به وحده، ولنتمسك بوجودنا وايماننا رغم كل المشقات ودعوات الهجرة والتهجير، لنقاوم رغم كل بقع الدماء التي رافقتنا وترافقنا في جلجلة آلام هذا الشرق، لنقاوم من اجل احقاق الحق والعيش بحرية ومساواة تامة مع كل الاخرين. لقد صمدنا لاننا تمسكنا بالقيم والايمان وليس بطمعنا وبتدافعنا المخزي والمهين على الحصص والمناصب والمكاسب. فلا لتقزيم التطلعات، وطحن الطموحات، وسحق التضحيات، لا للتلهي بالقشور والقصور، فمواقع السلطة التي يتناحرون وينقسمون لتقاسمها لا معنى ولا قيمة لها اذا افرغت من قيم الخدمة والتجرد والشفافية والخير العام".

وقال: "لنجتمع، لنتحد، لنعي دورنا دون خوف او وجل، بعيدا عن محور من هنا وتموضع وتحالف من هناك. فنحن ابناء الشرق منذ فجر التاريخ اصيلون فيه لا دخلاء. وحده سيد الكون يحمينا، هو الذي اوصانا بمصالحة اخينا قبل تقديم قرباننا، وهكذا اوصتنا الكنيسة الجامعة، لا مصالحة من دون تنقية للذاكرة، لا مصالحة من دون اعتراف وغفران وتوبة، لا مصالحة من دون محبة". واردف: "ومن هنا عاهدنا شهداءنا وسيدة ايليج على مواجهة الحقائق بآلامها ومراراتها، لنتمكن من بناء الغد المشرق والمستقبل الواعد على اساس الحق والحقيقة فقط ،اما لشهدائنا الابرار فلا كلام يعلو كلام صاحب الغبطة في القداس الاحتفالي لسنة الشهادة والشهداء قبل سنة من الان عندما قال: "شهداؤنا الذين نحيي ذكراهم في هذا المكان المقدس، قدموا دماءهم زودا عن لبنان، هم حبات حنطة أثمرت خلاصا لوطننا وشعبنا ولنا. فلا يسعنا إلا إلانحناءة أمام ذكراهم جميعا، مع الإقرار بأنهم ماتوا لنحيا، وفي هذا فخرهم ومجدهم وعزاء أهلهم وعائلاتهم".

وختم الشويفاتي: "لقد زرعنا الله هنا، وشاء ان نكون علامة شهادة ومحبة ورجاء، تمتد على جغرافية هذا الشرق منذ الفين وثمانية عشر عاما، ومهما ادلهم الليل، وحاولت شياطين الظلام زرع الرعب ونشر الموت، فزمن الفصح ويوم القيامة آت ، وسنبقى هنا لنشهد للحق، للمحبة، للحرية، للايمان وللانسان".

اكليل على نصب الشهداء

بعد ذلك، وضع الراعي يرافقه بطاركة واساقفة الكنائس المشرقية اكليلا من الغار على نصب شهداء الكنيسة ال 43 الذين استشهدوا خلال الحرب اللبنانية وبارك شجرة القديسين التي تضم اسماء ثلاثين قديسا لبنانيا من كل الطوائف من القرن الاول حتى اليوم، وقدمت الرابطة دروعا تذكارية تخليدا للمناسبة لرؤساء الكنائس المشاركين.

 

ما زلت ترى قطيعا من الغنم بهيئة بشر يسير وراء كراز اسمه الزعيم

ابو ارز. اتيان صقر/فايسبوك/09 أيلول/18

مر عيد القديس مارون هذه السنة حزينا على لبنان ، فلم نر على وجوه الناس ، كما من قبل، بسمة او بهجة او فرحة عيد ، بل لاحظنا انكسارا و خيبة و احباطا و كثيرا من اليأس .

العارف في تاريخ لبنان و حجم التضحيات و الدماء التي بذلها اجدادنا على مر العصور لكي يبقى هذه الجبل حرا شامخا ابيا ، فاستحقوا ما قيل في بطاركتهم مجد لبنان اعطي لهم ... يصاب اليوم بالذهول لما وصلت اليه هذه الطائفة من وهن و تقهقر و هزالة على يد قادته الجدد ، تبعا لحجم الخطايا التي اقترفوها عن سابق تصور و تصميم، و اخطرها ثلاث :

الاولى ، الشراسة في ألغاء الاخر و الاقتتال في ما بينهم حتى الانتحار.

الثانية ، الاستماتة في بلوغ السلطة و لو كلفت تدمير الوطن و بيع القضية.

الثالثة ، الاستتباع للخارج و تسليم المصير الى العواصم الغريبة.

كل هذا، وما زلت ترى قطيعا من الغنم بهيئة بشر يسير وراء كراز اسمه الزعيم.

لبيك لبنان.

ابو ارز.

 

لا يزال سمير فرنجية أقدر وأذكى من خاطب حزب الله من موقع معارض له

ايلي قصيفي/فايسبوك/09 أيلول/18

لا يزال سمير فرنجية أقدر وأذكى من خاطب حزب الله من موقع معارض له.. كان يغريه و"ينكيه" في الوقت نفسه، بفكرة سياسية وبجملة سياسية تربكه ولا يستطيع معارضتها، كأن يرفع فكرة سلام لبنان كنقيض تاريخي لكل الحروب اللبنانية داخل أراضيه، وخارجها مؤخراً..

مؤخراً قرأت مقابلة رياض الترك في القدس العربي، كما تابعت بعض كلامه هنا وهناك. تذكّرت سمير فرنجية ومنطقه السياسي، وتولّد عندي انطباع بل قناعة أن سمير فرنجية والترك يتشاركان اسلوبا سياسيا واحدا إلى حد بعيد، وهو اسلوب ينطلق من قواعد وشرعيات وطنية تحرج الخصم وتجعله عاجزاً عن بناء حجّة مضادة!! حتى في المقابلة الممتعة لرياض الترك في القدس العربي سألت نفسي سؤالاً واحداً: هل قرأ السيّد نصرالله المقابلة؟!! اشتقنالك سمير بك

 

مغازلة المقاومة الإسلامية في ذكرى المقاومة اللبنانية.

توفيق هندي/فايسبوك/09 أيلول/18

في ذكرى تكريم شهداء المقاومة اللبنانية، الدكتور جعجع يهادن الجمهورية الإسلامية في إيران عبر مغازلة حزب الله، في حين يهاجم حلفاء الحزب وإيران في الداخل (رئيس التيار الوطني الحر، دون تسميته) ، وفِي الخارج( سوريا-الأسد).

وقد شدد على أنّه "من المهم جداً أن نلتزم كدولة وأحزاب سياسيّة سياسة "النأي بالنفس" وقد حصلت بعض الخروقات المحدودة لهذه السياسة في الآونة الأخيرة"، وقال: "نتوجّه إلى "الإخوان في حزب الله" ونقول لهم عودوا إلى لبنان بكل المعاني وعلى جميع المستويات ونحن جميعاً في انتظاركم".

والمطلوب واحد، الخروج من منطق التسوية السلبية والتوجه نحو تجمع سيادي حقيقي.

 

محكمة الحريري تبلغ مراحلها النهائية غداً

بيروت – “أ ف ب” /09 أيلول/18/بعد 13 عاما من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، توشك المحاكمة في القضية من قبل المحكمة الدولية الخاصة بهذا الهدف أن تنتهي في غياب المتهمين. وأفادت وكالة “فرانس برس” بأن محاكمة المشتبه فيهم، وجميعهم من عناصر “حزب الله”، في قضية الهجوم الانتحاري الذي أودى بأرواح رئيس الوزراء الأسبق و21 شخصا آخرين وسط بيروت، تدخل مراحلها النهائية غدا مع بدء المرافعات الختامية. وأشارت الوكالة إلى أن رئيس الوزراء المكلف الحالي سعد الحريري، سيتوجه إلى مقر المحكمة في لاهاي، حسب المعلومات من مكتبه.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 9/9/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أعلنها صراحة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع: مصرون على مشاركتنا الكاملة في الحكومة الجديدة، ولن نقبل بأن يأخذ منا أي أحد ما أعطانا إياه الشعب. لكن جعجع استطرد: نحن من الداعمين الأساسيين للرئيس عون وموقع رئاسة الجمهورية، والمطلوب من الرئيس عون أن ينفذ التسوية الكبرى.

في الغضون، حالة جمود تتحكم بملف التشكيل الحكومي، ولا مؤشر على حدوث أي خرق في جدار الأزمة، وقد أضيفت إلى عوامل التأخير، مغادرة رئيس الجمهورية غدا إلى ستراسبورغ، حيث يلقي خطابا أمام البرلمان الأوروبي يتطرق فيه إلى ملف النازحين، كما يلتقي كبار المسؤولين الأوروبيين. فيما يغادر الرئيس المكلف سعد الحريري إلى لاهاي، حيث تنطلق المرافعات الختامية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان يوم الثلاثاء.

وقبل التطرق إلى المواقف السياسية، نتوقف مع "شتوة" أيلول الغزيرة، وإذ كانت الأمطار نعمة فهي في لبنان وتحديدا الضنية تحولت نقمة، حيث احتجزت المواطنين في سياراتهم وأحدثت سيولا وفيضانات أدت الى أضرار في المزروعات والمنازل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لا اختراق متوقعا في جدار التأليف الحكومي، أقله في الأيام القليلة المقبلة أو الأسبوع الطالع، إلا إذا حصلت معجزة غير محسوبة. ذلك أن الرحلات الخارجية المتعاقبة لرئيسي الجمهورية والحكومة المكلف اعتبارا من يوم غد، ستزيد من ترنح الملف الحكومي، ناهيك عن العقد التقليدية المستعصية على الحل للشهر الرابع.

صحيح أن الاتصالات خفضت منسوب السجالات بين التيارين الأزرق والبرتقالي حول صلاحيات كل من الرئاستين الأولى والثالثة، لكن هذه التهدئة الموضعية، على حسناتها، ليست كفيلة لوحدها بتعبيد الطريق أمام الولادة الحكومية التي تتطلب تنازلات من الجميع.

بعيدا من الشأن الحكومي، ظلت تداعيات العطل التقني في مطار بيروت تتردد في غير اتجاه. وفيما تباشر شعبة المعلومات غدا تحقيقاتها في الفوضى التي نجمت عن العطل، وذلك بطلب من النيابة العامة، يستكمل التفتيش المركزي من ناحيته تحقيقاته بعدما استمع إلى أربعة مدراء، وقد تعهد رئيسه بالعمل على كشف كل الثغر بالإثباتات قائلا: لا أحد يجرؤ على الاتصال بي.

على مستوى النزوح السوري، دفعة تحمل الرقم خمسة من النازحين غادرت لبنان عائدة إلى بلادها على نحو طوعي.

عراقيا، هدأت البصرة بعد احتجاجات دموية كشف "الحشد الشعبي" أن القنصلية الأميركية في المدينة كانت ضالعة بالتورط في تلك الإضطرابات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

تأليف الحكومة في إجازة، للأسباب التي صارت معروفة وبينها سفر الرئيس العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري، لكن الأصوات التي تعمل على تأخير التأليف وعرقلته، وتصر بين ساعة وأخرى على النفخ في رماد الأزمة، هذه الأصوات ترفض الإلتحاق بإجازة الرئيسين.

بعض وجوه "التيار الوطني الحر" يعمل على هذا الخط بشكل يومي، في ما ظهر وجه أنثوي من التيار حاول أن يبلسم جراح الأزمة المفتوحة، ويقدم منطقا سياسيا يستدعي التنويه والانفتاح على التعامل معه. بين منطق السيدة ميراي ميشال عون ومنطق آخرين في التيار، هناك هوة كبيرة، تحتاج لردمها إرادات كبيرة.

والشيء بالشيء يذكر؛ قبل أن يقدم الوزير جريصاتي المواعظ للأمانة العامة لمجلس الوزراء في كيفية تطبيق الدستور وعمل المؤسسات، فليسأل نفسه: كيف لوزير العدل أن يتطوع لإعداد الفتاوى الدستورية المخالفة للدستور، وهو جزء من كيان دستوري يتمثل بمجلس الوزراء، وقد أتحف اللبنانيين قبل أيام بمطالعة تشكل قمة في تجاوز لأصول العمل في المؤسسات.

ألم يكن من الأجدى لجريصاتي، أن يستفسر من الأمانة العامة لمجلس الوزراء عن حقيقة الأمور المتعلقة بتلزيمات مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قبل أن يتسرع في إطلاق الكلام العشوائي الذي لا يمت للصدقية والموضوعية وسلامة التفكير بأي صلة؟. ثم أوليس من الفائدة له ولتياره وكل المتطيرين من إسم رفيق الحريري، أن يتجه لوعظ رفاقه في الحملات المريبة، بضرورة الكف عن الشحن الطائفي والسياسي والإمتناع عن التغريد على أوتار الفتنة وإثارة الضغائن بين اللبنانيين؟. للوزير جريصاتي نقول: هذه الأساليب سبق أن مارستها في عهد مضى، فلا تحملوا العهد أوزار ماض أسود وأوزار سلوك سياسي أسود.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على قارعة الانتظار الطويل، يقف لبنان متفرجا على جهود ضائعة في تشكيل الحكومة، وأخرى تضع العراقيل وتصر على فرض أحجامها وأوزانها على حساب الشركاء في القسمة الديموقراطية التي انتجتها الانتخابات النيابية.

وتتجدد الدعوة للمراهنين على الخارج وعلى أحداث المنطقة بأنهم لن يفرضوا على اللبنانيين حلولا مستوردة أو مشبوهة أو مشوهة، لأن الحل الوطني أثبت نجاعته ونظافة نتائجه، وهو جدير بالاعتماد في بناء الحكومة وحماية البلد من أزماته وسيوله السياسية، والطبيعية التي ضربت اليوم الضنية مع أول "شتوة" في أيلول.

أزمات المنطقة تأتي بأخرى، والإدارة الأميركية في عهد ترامب تبني مشاريع جديدة على سراب، بعد تفتت أحلام الإدارات السابقة، فتعود إلى العراق من بوابات شتى لمحاولة ضرب وحدة الصف التي هزمت الإرهاب، وتسعى لتصفية القضية الفلسطينية بعجالة، وتهدد سوريا قبل معركة إدلب حماية للارهابيين هناك، ولكن المؤشرات على هزيمة المؤامرة الاميركية واضحة كعين الشمس، ووفق الإمام السيد علي الخامنئي فإن سوريا والعراق ولبنان أضحوا نماذج لهزيمة مشاريع واشنطن.

هو شرف في سجل النضال المتواصل تاريخا مديدا في مواجهة كل انواع التحديات، وبعد اثني عشر عاما على انتصار لبنان في حرب تموز 2006، لم يبق للعدو الصهيوني إلا رفع الصوت للتهديد بعدما كان يأخذ ما يريد في الحرب، ولكنه اليوم يحسب للحرب ألف حساب، بحسب نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم.

على خط آخر، أضحى يوم الأحد محطة أسبوعية لتنظيم عودة النازحين السوريين من المناطق اللبنانية إلى سوريا، وعبر ثلاثة معابر خرج المئات منهم اليوم تحت رعاية الأمن العام اللبناني، في إشارة إلى انطلاق قطار عودة النازحين بسلاسة ولو احتاج اتمام هذه المهمة حتى نهايتها إلى بعض الوقت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يغادر رئيس الجمهورية غدا إلى ستراسبورغ، حيث يحل ضيف شرف على البرلمان الأوروبي ويلقي كلمة في افتتاح دورة البرلمان الأولى للعام 2018- 2019.

ويتحضر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري للتوجه إلى لاهاي، لحضور جلسات المرافعات النهائية في قضية اغتيال والده.

وبين الزيارتين، تستريح اللقاءات التشاورية الحكومية، من دون أن يعني ذلك أن ملف التشكيل مسحوب من التداول.

ولكن، في غضون ذلك، يبدو أن محورين يطغيان على الساحة الداخلية. الأول استمرار محاولات افتعال أزمة طائفية ودستورية في موضوع الصلاحيات، بينما الدستور واضح، والميثاق أوضح. ومن هذه المحاولات ما دأب على تمريره أشخاص على غرار وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، وبيانات من هنا وهناك.

أما المحور الثاني، فيتمثل بمحاولات إعادة عقارب الساعة إلى الوراء مسيحيا، إن بالمواقف النافرة، أو بسياسة التذاكي التي استهدفت تفاهم معراب طوال سنتين.

في الخلاصة الأولى، سينتصر الميثاق والوحدة الوطنية على محاولات الاستئثار.

وفي الخلاصة الثانية، فالمصالحة المسيحية ستنتصر، لأنها شكلت ركيزة أساسية لمسيرة استعادة الشراكة. والأكيد أن لا تمييز بين الشهداء، وأن المصالحة باقية والرئيس عون يحميها، على ما أكد ممثله في قداس الشهداء في معراب اليوم، النائب ابراهيم كنعان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

وضع تأليف الحكومة أشبه بالحرائق المفتعلة التي شهدنا العشرات منها ونتحفز للمزيد، ما ان تطفئها فرق الدفاع المدني المتهالكة عديدا وتجهيزا حتى يأتي من يشعلها من جديد. عملية التأليف تتحرك بنفس الطريقة، خلاف بين المكونات السياسية، إطفاء وتبريد ومن ثم اشتعال.

وكما تتضرر المساحات الخضراء حتى كادت تضمحل، كذلك تتآكل مؤسسات الدولة وهيبتها، وإذا تمكن فرع المعلومات من القبض على أحد مفتعلي الحرائق، لن يتمكن اللبنانيون من معرفة إسم الجهة التي تعرقل التأليف، حتى بات القول الأسهل بأن الكل مسؤول فيما الحقيقة هي غير ذلك.

وفي اسقاط للصورة على مسار التأليف اليوم، فالمرحلة هي للتبريد بعد الاشتعال، ومن حسنات الاشتباك أنه أثبت للجميع "انو ما حدا قد المشكل"، خصوصا عندما إستسهل البعض استخدام الصلاحيات والدستور ذخيرة في المعركة، تبين انها ثقيلة جدا ومدمرة.

في الواقع، لا حكومة في المدى المنظور للاشكاليات السياسية المعروفة، ولغياب المعنيين الرئيسيين بالتأليف بدءا من الاثنين، الرئيس ميشال عون المتوجه إلى ستراسبورغ لالقاء كلمة أمام البرلمان الاوروبي، والرئيس سعد الحريري المتوجه إلى لاهاي لحضور جلسات المرافعات النهائية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.

في الانتظار، السيول اجتاحت بعض المناطق، ورغم غزارتها فهي لم تطفئ البركان المطلبي الذي يتحضر، ولم تبرد السجالات التي لا طائل منها، القائمة حول المطار والمحارق والكسارات وتلوث الليطاني والمدارس والأساتذة، وسبحة المشاكل تطول، ويتم تلوينها بالكيد السياسي والنكايات، ولا حكومة تتحمل المسؤولية.

في السياسة، الكلام الأعلى كان لرئيس "القوات" سمير جععج في كلمته في قداس شهداء المقاومة، والتي شدد فيها على ان تتمثل "القوات" بوزنها الحقيقي في الحكومة. وبعدما أكد دعم العهد، نصح سيده بإبعاد البعض ممن يمنعون نجاحه. ورفض جعجع التطبيع مع سوريا من بوابة اعادة النازحين، لأنه تطبيع لإعادة النظام إلى لبنان. كما دعا "حزب الله" إلى العودة إلى لبنان بكل المعاني "ونحن جميعنا في انتظاركم".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

من دون استئذاننا، اقتحم وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي منازلنا اليوم، ليقول ما حرفيته: "ما ضل معاق وما ضل واحد مثل ما بقولوا في عندو اعاقة، ما وظفه جبران باسيل في ادارات الدولة، بينما عنا خريجين جامعات بلا شغل".

الصراع مع جبران باسيل، وتعاطيه مع موضوع الستة وستة مكرر في كل وظائف الدولة، وليس فقط وظائف الفئة الأولى شيء، وأن يقول وزير في الدولة اللبنانية ما قاله المرعبي فشيء آخر.

انها مجددا الثقافة التي نفتقدها، فمستوى نضوج أي مجتمع يقاس بكيفية تعامله مع ذوي الاحتياجات الخاصة، ونحن على هذا المقياس في القعر.

المرعبي، قال ما عنده ومشى، ومثل "ما بدكن تفهموا فهموا" أضاف؛ حقه فهو super وزير، يقتحم محولا للكهرباء، أي مرفقا عاما، ولا أحد يجرؤ على مساءلته، ويستكتر على ذوي الاحتياجات الخاصة العمل في الادارات الرسمية، ولا أحد يضعه عند حده.

معاليه، كغيره من المسؤولين معذور، فهم أمنوا للبنانيين كل حاجاتهم وجعلوهم يعيشون في جنة حقوق المواطن الافتراضية، فيما الحقيقة ان معاليه وغيره من المسؤولين غاب عنهم ان عملهم الفعلي هو تسهيل حياة المواطنين، كل المواطنين بدل التلهي باستخراج سيف الطائفية غب الطلب، والتنازع على الحصص والحقائب تماما كما يحصل اليوم في تشكيل الحكومة.

هذه الحكومة التي يبدو انها لن ترى النور في أيلول، كانت محور كلمة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في القداس السنوي لشهداء المقاومة اللبنانية، إذ طالب رئيس الجمهورية بالتدخل لانقاذ العهد والشهادة للحق، قائلا: كم من جرائم ترتكب بإسمك أيها العهد؟.

جعجع، ومن دون أن يسميه، وجه سهامه إلى رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، متهما إياه بعرقلة تأليف الحكومة لأهداف صغيرة، تحت شعار: يللي النا النا ويللي إلكن النا.

انها ثقافة المحاصصة التي يتقنها ساستنا، فيما نحن غارقون في فوضى حياتنا اليومية، والبداية تبقى من الاعاقة في ثقافة الوزير المرعبي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

دكتور بالأمس وحكيم اليوم لبلد مريض، العلاج غير متوافر والداء يتحول إلى حالة مستعصية، لكن واقعنا بحسب توصيف سمير جعجع غير ميؤوس منه، والمطلوب بموجب وصفة الحكيم مبادرة رئيس الجمهورية إلى إنقاذ عهده بيده، بدءا من تأليف الحكومة الجديدة، وان يشهد للحق ويلجم طمع البعض وينقذ التسوية الرئاسية الكبرى المهددة في الوقت الراهن.

وقال جعجع أن ليس هناك أي مبرر للتأخر في تأليف الحكومة، سوى العرقلة التي يقوم بها من يفترض بهم ان يكونوا الأكثر اهتماما بنجاح العهد، وليس صحيحا أن هناك عوامل خارجية تعرقل التأليف. ونفى جعجع كذلك وجود حرب صلاحيات دائرة والصحيح الوحيد هو أن هناك بعض المتمترسين بالعهد، ويحاولون من جهة تقليص تمثيل "القوات" وغيرها، ومن جهة ثانية وضع اليد على أكبر عدد ممكن من الوزارات بشكل غير منطقي، وهذا كله بحجة "حصة الرئيس".

وتوجه جعجع إلى الاخوان في "حزب الله"، وناشدهم العودة الى لبنان و"بتلاقونا ناطرينكن"، داعيا إلى تطبيق مبدأ النأي بالنفس، ورافضا التطبيع مع سوريا. واستسهل رئيس "القوات" بملفات على حجم النازحين، ومعبر نصيب الذي يمكن ان يفتتح لوحده ويسير الخط التجاري مع لبنان من دون كلام رسمي مع سوريا. وسأل: إذا فتح معبر نصيب أين المشكلة في عبور الشاحنات اللبنانية للأراضي السورية كالعادة، ومن دون أن نتدخل نحن بكل ما يجري في سوريا اليوم؟.

هو خطاب لا يقرأ الواقع في فرعه السوري، فالنأي بالنفس يتحول إلى قطع أنفاس متى استدرج الضرر على لبنان، هو انتحار للنفس إذا تجاهل لبنان واقع معبر نصيب وانعكاسه على الاقتصاد، وظل يوفد النازحين إلى بلادهم "بالقطارة"، وأدار ظهره عن اعادة اعمار سوريا، ونأى بنفسه عن السياحة والصناعة وجنى سوريا القادم.

وقبل ان يسدي جعجع النصيحة للاخوان في "حزب الله" بالعودة إلى الوطن، فليقدم هو أولا المثال على مصلحة لبنان العليا، والتي لا تحيا مقطوعة النفس معزولة عن جارتها ومعابرها البرية، فالعبور إلى الدولة يستلزم حدودا، وحدودنا سوريا بوابة الشرق.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

هل خدع الجيش اللبناني الأميركيين بشأن علاقته بحزب الله

العرب/10 أيلول/18

لا ولاء إلا للبنان

بيروت- كشفت مصادر استخبارية غربية أنه في شهري يوليو وأغسطس الماضيين استخدمت إيران طائرة مدنية لنقل السلاح إلى حزب الله مباشرة عبر مطار بيروت الدولي. وتمت هذه العملية بعد أن استكملت الولايات المتحدة تسليم الطائرات الهجومية الخفيفة إلى القوات المسلحة اللبنانية في يونيو، وقبل أن يقوم وفد رفيع المستوى من القيادة المركزية الأميركية بزيارة لبنان في منتصف أغسطس الماضي. ورغم الدور التي تقوم به القوات المسلحة اللبنانية باعتبارها “المدافع عن حدود لبنان” لحماية البلد من التواطؤ الخارجي إلا أن إيران تسلل إليه مرة أخرى عبر حزب الله، أحد أبرز أدواتها بالمنطقة. ورغم أن السياسة الأميركية في لبنان تقوم بدافع تعزيز “مؤسسات الدولة” اللبنانية، إلا أنها لم تردع بصفة فعلية الخطر الإيراني عنها. ويشير الكاتب توني بدران في تقريره على موقع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إلى أن إنفاق واشنطن مئات الملايين من الدولارات على القوات المسلحة اللبنانية، هدفه تمكين “مؤسسات الدولة” في لبنان من “توسيع سلطة الحكومة” على كامل الدولة. كان المنطق وراء ذلك في السنوات السابقة هو الاعتقاد بأن قدرة حزب الله على جلب شحنات الأسلحة يعود جزئيا إلى عدم قدرة القوات المسلحة اللبنانية على نشر قواتها على طول الحدود الشرقية للبنان مع سوريا. وكان مفتاح حل مشكلة حزب الله، وفقا لهذا النمط من التفكير، هو مساعدة الدولة اللبنانية على فرض سيطرتها على كل أراضيها. ويتضح هذا التعليل في التقارير التي أصدرتها وزارة الخارجية الأميركية حول الإرهاب، والتي صنفت لبنان على أنه “ملاذ آمن للإرهاب”. حيث حددت الحكومة الأميركية الدول الجاذبة للإرهاب على أساس أنها مناطق غير خاضعة للحكم المحكم أو أنها خاضعة لسيطرة سيئة من قبل الحكومة، ما يسمح غيابها للإرهابيين بالتنقل بحرية بين حدودها. وبالتالي، في تقرير 2015 و2016، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الحكومة اللبنانية “لم تكن تملك السيطرة الكاملة على جميع مناطق البلاد، أو أنها لم تكن تملك السيطرة بشكل كامل على حدودها مع سوريا وإسرائيل”.

دور تخريبي تتبناه إيران

ويشير بدران إلى أن القضية المطروحة حاليا ليست منطقة حدودية بعيدة تفتقر إلى سلطة الحكومة، خاصة وأن القوات المسلحة اللبنانية قد تم نشرها في الجنوب منذ عام 2006، وفي السنوات الأخيرة أكملت نشرها على الحدود الشرقية مع سوريا. إذ لم يستطع أي من هذه الإجراءات أن يقوض حرية تصرف حزب الله. ويقصد بدران المطار الدولي الوحيد في لبنان، ورغم تواجد “السلطة الحكومية” باستمرار -ممثلة من قبل الجيش اللبناني ووكالات أمنية أخرى- وبشكل كامل، إلا أن الحزب بدعم من النظام الإيراني الذي يواليه، نجح في اختراقه. وحسب بدران تتطلب هذه الحقيقة إعادة النظر في مدى صحة تصنيف لبنان على أنها “الملاذ الآمن للإرهاب”. لأن القضية هنا ليست قضية سلطة حكومية غائبة أو افتقار إلى القدرة. ويستحضر تعريف وزارة الخارجية الأميركية لـ”الملاذ الآمن للإرهاب” الذي يتطلب أيضا عامل “الإرادة السياسية”، والذي يبرز كذلك عدم كفاءة التصنيف بالنسبة إلى لبنان. ويعتمد تصنيف “الملاذ الآمن للإرهاب” على الفرضية الأساسية التي مفادها أن هناك انقساما واضحا بين “الحكومة” و”الجماعة الإرهابية”. ولكن في حالة لبنان، فإن هذا الانقسام غير صحيح. ليس الأمر فقط بسبب أن الحكومة اللبنانية لم تعترف أبدا بحزب الله كمنظمة إرهابية، بل أيضا لأن نفوذ حزب الله بالبلد جعل منه الحكومة اللبنانية نفسها.

ولهذا السبب، فإن داعمي سياسة الولايات المتحدة الحالية بشأن تقديم المساعدة إلى الجيش اللبناني، بدءا من السفير الأميركي في لبنان وحتى المؤسسات الفكرية في واشنطن، يؤكدون دائما على جانب بناء القدرات في المساعدات. لكن حقيقة أن حزب الله هو القوة المهيمنة في السياسة اللبنانية والبرلمان والحكومة لا تجعل بناء القدرات نقطة جدلية فحسب، بل تعني أيضا أن العامل الثاني الأكثر أهمية، وهو “الإرادة السياسية”، يصعب تحقيقه. وكان من المتوقع أن يقدم وزير الدفاع الأميركي، بالتنسيق مع وزير الخارجية، تقريره، في موعد أقصاه 1 سبتمبر من العام الجاري، بشأن المساعدات الأميركية للقوات المسلحة اللبنانية لكن وقع تأجيله. ويعتقد بدران أن التقرير يجب أن يتضمن “أوصافا للنطاقات والاتجاهات التي تتبناها القوات المسلحة اللبنانية، وكذلك أنشطة لمعالجة التقدم نحو نزع سلاح حزب الله، وحركة وإنشاء الأسلحة والموظفين والبنية التحتية الإيرانية أو حزب الله في لبنان”. ومن المرجح أن يشمل التقرير “تقييما للعسكريين والسياسيين والاقتصاديين، وكذلك العوامل التي تؤثر على قدرة الجيش اللبناني” في تطبيق هذه الشروط. ويخلص توني بدران إلى أن السبب الذي يجعل حزب الله لا يزال قادرا على إرسال الطائرات الإيرانية المحملة بالأسلحة مباشرة إلى مطار بيروت لا علاقة له بغياب سلطة الدولة، أو عدم قدرة الجيش اللبناني بل يرتبط أساسا بالدور التخريبي الذي تتبناه طهران بالمنطقة.

 

إسرائيل: لن نميّز بين الجيش اللبناني وحزب الله

وليد حسين//المدن/الأحد 09/09/2018

تتوالى تهديدات جيش الاحتلال الإسرائيلي لحزب الله، سواء أكان عبر التدريبات العسكرية المكثّفة التي قامت بها في الآونة الماضية، والتي تحاكي نشوب حرب مفترضة معه، أو عبر تسريبات الصحف العالمية بشأن ارسال الحرس الثوري الايراني معدات عسكرية إلى حزب الله لتصنيع أسلحة وصواريخ دقيقة تستطيع ضرب أهداف في إسرائيل. لكن جديد التهديدات الإسرائيلية بات يطاول الدولة اللبنانية. فبعد أيام قليلة على إعلان رئيس هيئة الأركان غادي ايزنكوت عن جاهزية الجيش العالية للحرب واستعداه للقيام بأي مهمة تطلب منه، أتت تهديدات مسؤول عسكري في القيادة الشمالية، لم يُكشف عن اسمه، لضرب الجيش اللبناني والدولة اللبنانية على السواء في الحرب المقبلة. فوفق ما نشرت الصحف الإسرائيلية نقلاً عن المسؤول العسكري الإسرائيلي، لن تميز إسرائيل بين حزب الله والجيش اللبناني في النزاع العسكري المقبل. والتفريق بين حزب الله ولبنان خلال الحرب في العام 2006 كان خطأً.

واتهم المسؤول الإسرائيلي حزب الله بأنه عزز قدراته في لبنان في السنوات الماضية، وبات يسيطر عملياً على الجيش اللبناني، مضيفاً أن إسرائيل لن تمّيز في الحرب المقبلة بين الطرفين وستقوم بضرب البنى التحتية التي ستسهم في النزاع. وفي تهديد مباشر للدولة اللبنانية، اعتبر المسؤول العسكري أنه في حال وضعت إسرائيل بين خياري تدمير لبنان أو التفريق بينه وبين حزب الله فستلجأ إلى الخيار الأول. يتحسّب الجيش الإسرائيلي من كون حزب الله قام بتدعيم مراكزه الامامية المحاذية للحدود الشمالية. وقام بوضع مجموعات صغيرة وأخرى مؤلفة من عشرات الأفراد، بهدف منع تقدم القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية، إلى حين وصول تعزيزات إضافية واستقدام مزيد من العناصر الموجودين في القرى القريبة. وهناك تخوف من إمكانية تسلل عناصر الحزب إلى المستوطنات وخطف جنود أو مواطنين إسرائيليين، كما جاء في الصحف الإسرائيلية. هذه المزاعم الإسرائيلية، وفق ما نقلت الصحف، دفعت الجيش الإسرائيلي إلى تدعيم حدوده الشمالية عبر استكمال بناء جدار اسمنتي بطول 11 كلم على الحدود اللبنانية من ضمن مشروع تعمل عليه فرق الهندسة التابعة لقيادة المنطقة الشمالية والفرقة 91، لتغطية نحو 130 كيلومتراً. فالحدود مع لبنان التي بدأ العمل عليها في العام 1980 والتي تمّ تحديثها مرات عدّة ما زالت في حال غير جيدة، كما تعتقد إسرائيل. بالتالي، لن تستطيع الحدود الحالية منع تسلل وحدة الرضوان الخاصة في حزب الله لخطف جنود أو مواطنين إسرائيليين، في الحرب المقبلة.

صحيح أن حزب الله قام بتحديث قدراته العسكرية من خلال المشاركة في الحرب السورية وبات يملك ثقة عالية في قدراته القتالية، لكنه لا يستطيع اليوم الدخول إلى الاراضي الإسرائيلية بواسطة مجموعات كبيرة للسيطرة عليها، كما قال المسؤول العسكري الإسرائيلي. ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي مقتنع بأن ليس لدى حزب الله اليوم مصلحة في الدخول بنزاع آخر معه، إلا أن هناك مخاوف من محاولة تسلل الحزب إلى الأراضي الإسرائيلية بهدف خلق نوع من تأثير معنوي، في حال نشوب الحرب. ونقلت الصحف الإسرائيلية عن مسؤول في جيش الاحتلال قوله، خلال دردشة مع الصحافيين على الحدود الشمالية، إن أي شخص سيتخطى الحدود لن يعود حياً إلى لبنان، مضيفاً أنه في الحرب المقبلة سيتم القضاء على وحدة الرضوان التابعة لحزب الله. ووفق الصحف الإسرائيلية، وضعت إسرائيل نفسها أمام تحديات تسلل حزب الله إلى المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية، حيث يوجد نحو 22 مجموعة من المستوطنين تعتبرها مهددة بشكل مباشر. بالتالي، تعمل على وضع خطط لاخلائها بشكل سريع في حال نشوب حرب، مضيفة بأنه منذ نشوء دولة الاحتلال لم تقدم إسرائيل على اخلاء تلك المستوطنات.

 

كهرباء زحلة: ماذا يدور في الكواليس؟

لوسي بارسخيان/المدن/الأحد 09/09/2018

تراجع الضجيج الذي أثاره أخيراً الجدل الدائر حول انتهاء امتياز شركة كهرباء زحلة، ونجحت المساعي في سحب التداول به من "المزايدات السياسية"، سعياً إلى ايجاد المخارج المناسبة له ضمن المؤسسات الرسمية، في وقت يبدو الزحليون بغنى عن كل حل يأتي من خلال هذه المؤسسات، ومطلبهم الوحيد، إما التمديد للواقع القائم، أو ايجاد بديل مشابه له، حتى لو كانت السبل "القانونية" معدومة، كما يؤكد المعنيون. عليه، تنام زحلة على خبر "مكهرب" من هنا، لتصحو على أخبار من هناك، كلها تأتي من ضمن "حملة إعلامية" تنتظم فصولها أحياناً، لتظهر الدولة في موقع "عاجز"، وصولاً إلى اتهامها بالتواطؤ في معاقبة المدينة على تمسكها بـ"امتيازها". فيما تمتنع شركة كهرباء زحلة عن مشاركة المكلفين بما يدور حول الملف من اتصالات، باستثناء ما تنشره بين حين وآخر خدمة لاستمراريتها، ليبقى ما دار في اللقاء الذي جمع المدير العام للشركة أسعد نكد مع وزير الطاقة سيزار أبي خليل طي الكتمان، بحيث لم تتسرب منه إلا صورة تؤكد انعقاده. "غياب الشفافية" هذا في التعاطي مع المواطنين القلقين، سواء أكان من قبل مؤسسة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة، أم من قبل المعنيين في شركة كهرباء زحلة، يأتي ليزيد منسوب القلق الموجود في زحلة والقرى التي تقع من ضمن امتياز شركة زحلة، وخوفهم من أن تعود الساعة إلى زمن المولدات الخاصة وتحكّم فواتيرها برقاب الناس. هذا الغموض لم يزله اللقاء الذي جمع فيه المطران عصام درويش، راعي ابرشية زحلة الكاثوليكية، نواب زحلة مع نكد، في حضور رئيس البلدية أسعد زغيب والمتروبوليت نيفن صيقلي المقرب من نكد. بل خرج البيان الختامي الصادر عن اللقاء ليطلب مزيداً من الصمت، ووقف الجدل حول ما يدور بين زحلة ومركز القرار بشأن ملف الكهرباء، وبالتالي تخفيف منسوب التوتر العالي الذي ساد بشأنه، بين النائب ميشال ضاهر ونكد من جهة وبين النواب المختلفين في وجهات النظر من جهة أخرى.

يكشف رئيس بلدية زحلة أسعد زغيب، لـ"المدن"، بعض ما دار في هذا اللقاء، والذي خلص إلى توافق على عدم استعداد أي من المعنيين التسليم بقرارات لا تحافظ لزحلة على ما تتمتع به من تغذية 24 ساعة متواصلة، مع الخدمة الجيدة التي تقدمها شركة كهرباء زحلة، سواء أكان باصلاح الاعطال أو وصل الشبكات. ويشير زغيب إلى الشك الذي يلف أداء الدولة في هذا الملف، لافتاً إلى حادثة شخصية بينه وبين النائب جورج عقيص، الذي يقول زغيب إنه اشترى بيتاً في مشروع سكني لديه في بيروت منذ سنة 2012، ولا يزال حتى الآن ينتظر تركيب عدّاد لتأمين الإنارة في هذا المنزل. عليه، يقول زغيب "خبرتنا مع مؤسسة كهرباء لبنان لا تبيض الوجه، ولا نريد تسليم كهربتنا لها. لكن، في المقابل، فإن ذلك لا يعني أن زحلة راضية كلياً على فاتورة شركة كهرباء زحلة". ليست المشكلة بالنسبة إلى فاتورة شركة كهرباء زحلة في حجمها، الذي تقلص كثيراً منذ زمن مولدات الاحياء، إنما مع غياب الشفافية الذي لا يسمح بقراءة هذه الفاتورة بشكل دقيق، حتى يتسنى للمواطنين احتساب كلفة استخدامهم الطاقة سواء أكان في ساعات التقنين أم في ساعات التغذية. عليه، يبدو تركيب العدادين شرطاً أساسياً تضعه بلدية زحلة، والهيئات المحلية وبعض نواب المنطقة فيها، كي تحارب إلى جانب أسعد نكد ليحافظ على امتياز شركته أو حقها في انتاج الطاقة وتوفيرها. ويؤكد زغيب أن المجتمعين في المطرانية تلقوا وعداً من نكد بتركيب عدادين ابتداءً من مطلع العام المقبل إذا حافظ على امتياز شركته. بالنسبة إلى زغيب لا بديل من شركة كهرباء زحلة، طالما أن الدولة لم تقدم خطة بنفس المواصفات حتى الآن. ويوضح زغيب أنه طلب من النواب أن يعملوا على اصدار قوانين تسمح لزحلة بأن تحافظ على واقعها، إلى أن يولد البديل، خصوصاً أن أياً من النواب الذين جمعهم المطران درويش وغاب من بينهم نائب التيار الوطني الحر سليم عون والنائب ادي دمرجيان، لا يملك تصوراً حول خطة وزارة الطاقة لزحلة بعد انتهاء امتيازها، فيما هامش الوقت يضيق يومياً ومعه تضيق الخيارات.

 

هكذا يُنقل التلاميذ إلى المدارس: مافيات ولا أمان

مريم سيف الدين /المدن/الأحد 09/09/2018

مع بدء العام الدراسي، يبحث أهالي التلاميذ عن وسيلة لنقل أبنائهم من المدراس وإليها. وغالباً ما يختار الأهل الوسيلة التي تناسب وضعهم المادي وأوقات عملهم. فيما تهمل سلامة التلاميذ، في معظم الأحيان. فالمشاهد اليومية للتلاميذ في الآليات التي تقلهم، تظهر استخفافاً بصحتهم الجسدية والنفسية. وتظهر مخالفة القانون الذي يحدد شروط نقل التلاميذ. فنشاهد أطفالاً يخرجون رؤوسهم وأيديهم من النوافذ، وباصات مكتظة بأعداد تفوق سعتها، وأطفالاً يجلسون في وضعيات غير سليمة، بلا أحزمة أمان، لتنتهي الرحلة بمشهد التلاميذ يعبرون الشارع بمفردهم ودون حماية. العديد من باصات المدارس لا تلتزم بالشروط. لكن مراقبتها وتحميلها المسؤولية يظل أمراً ممكناً. بينما الأخطر هو أن التعهد بنقل التلاميذ بات أشبه بعمل حر يمكن لأي كان ممارسته. فيكفي امتلاك أي شخص سيارةً أم حافلة، ليتفق مع الأهل، ويبدأ عمله في نقلهم. وتسهل الأسعار التنافسية الأمر. ويشير رئيس اللجنة اللبنانية للوقاية من الحوادث المدرسية جو دكاش، إلى وجود مافيات مسيطرة في بعض المناطق، تحتكر نقل الطلاب من دون الالتزام بشروط السلامة، وتستخدم الآليات نفسها المستخدمة في عملها في النقل العام. وهي لا تتوافق وشروط نقل التلاميذ. إذ يشترط أن يكون علو الشباك محدداً، بشكل يمنع الطفل من إخراج يده أو رأسه من النافذة. إضافة إلى تزود جميع المقاعد بأحزمة أمان تثبته في مقعده، ووجود 3 مخارج، أحدها في السقف، يستخدم في حالات الطوارئ. ويشترط القانون المتعلق بنقل تلاميذ المدارس وجود مراقب مسؤول في كل وسيلة نقل، مكلف من إدارة المدرسة في حال كانت المدرسة تملك هذه الوسيلة أو تستأجرها، أو من مالك هذه الوسيلة في الحالات الأخرى. ويشدد دكاش على أهمية وجود المراقب. إذ يفترض به أن يراقب التلاميذ والسائق أيضاً، ويتأكد من تركيزه أثناء القيادة وعدم تلهيه بهاتفه أو بأمور أخرى. كذلك، التأكد من تصرف السائق بشكل لائق أمام التلاميذ. يتفاوت التزام المدارس الخاصة بهذه الشروط، فيما هي غائبة في المدارس الرسمية، حيث لا جهة تضبط النقل، ولا رقابة على طريقة وصول وعودة التلاميذ، وفق دكاش. ولا احصاءات واضحة عن عدد التلاميذ الذين يتعرضون لحوادث نتيجة لهذا الاهمال. يلقي دكاش المسؤولية على جهات عدة. فـ"للجان الأهل في المدارس دور رقابي يفترض أن تقوم به. وللبلديات سلطة يمكنها ممارستها من أجل ضبط الآليات والحفاظ على سلامة التلاميذ. وقد اتخذت بلديات عدة، منها بلدية جبيل، إجراءات لتأمين سلامة التلاميذ". يظهر تقصير وزارة التربية في ضبط الظاهرة انطلاقاً من المدارس. فيما لا تبدو قوى الأمن بالصرامة المطلوبة، خصوصاً أن هذه الباصات تعمل تحت أنظار عناصرها. ويشير دكاش إلى خلاف في وجهات النظر بين اللجنة وقوى الأمن في هذا المجال. إذ ترفض قوى الأمن حجز الآليات بحجة رفض تعريض حياة التلاميذ للخطر نتيجة إنزالهم من الحافلة. بينما ترى اللجنة أن في الامكان نقل التلاميذ إلى آلية أخرى، وحجز الآلية المخالفة لردع المخالفين. ويشير مصدر في قوى الأمن الداخلي، لـ"المدن"، إلى دور وزارة التربية والتعليم في هذا الموضوع. إذ "يفترض بالوزارة إرسال مفتشين إلى المدارس. فيما يقتضي دور قوى الأمن متابعة مخالفات السير. وهي تتحرك لدى ورود شكاوى إليها عن حافلات مخالفة تشكل خطورة. وفي هذا الإطار سطرت قوى الأمن عدة محاضر ضبط"، يقول المصدر. ويؤكد المصدر مسؤولية المدارس ولجان الأهل أيضاً، مشدداً على استعداد قوى الأمن للتدخل لدى ورود أي شكوى تتعلق بحماية الأطفال. فهي بدأت منذ نحو عامين العمل مع المدارس وزيارتها بهدف التوعية على شروط السلامة. من المستبعد ايجاد أي إجراء يضمن سلامة التلاميذ. رغم ذلك، تبقى الباصات المخالفة أكثر أمناً من الدراجات النارية، التي يستخدمها بعض الأهل لاصطحاب أبنائهم إلى المدرسة. ويبقى اختيار وسيلة نقل آمنة أقل كلفة من تعريض حياة الأطفال للخطر.

 

التنازل الجنبلاطي الأول.. فيصل الصايغ خارج الحكومة.

القناة الثالثة والعشرون/09 أيلول/18/قبل أسابيع أعلن رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط أن وقت التنازلات والتسويات لم يحن بعد، في إشارة إلى أنه لن يكون المعرقل الحقيقي للتسوية الحكومية في حال وصولها إلى برّ الأمان بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، لكن بعيداً عن الضجيج الإعلامي يبدو أن تنازلاً إشتراكياً قد وضع على طاولة المفاوضات لتسهيل التأليف، وللمساهمة بحلّ ما يسمى بالعقدة الدرزية. ووفق المتوافر من معلومات فإن الحزب "التقدمي الإشتراكي" قدم خلال المفاوضات التي تجري خلف الكواليس تنازلاً لافتاً يتمثل بالتخلي عن توزير النائب فيصل الصايغ كوزير درزي ثالث في الحكومة.

 

وزارة الخارجية شكرت القضاء المصري: الحكم أراح اللبنانيين وعائلة منى المذبوح التي عانت الكثير خلال فترة توقيفها

الأحد 09 أيلول 2018 /وطنية - رحبت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، ب"قرار محكمة الإستئناف المصرية التي حكمت على الآنسة منى المذبوح بسنة سجن مع وقف التنفيذ". وإذ حيت "تفهم القيادة المصرية لملابسات القضية والوضع الصحي للانسة مذبوح"، شكرت "القضاء المصري على الحكم الذي أراح اللبنانيين وعائلة منى المذبوح التي عانت الكثير خلال فترة توقيفها".

 

تأكيدات {عونية ـ قواتية} أن التراجع عن المصالحة «خط أحمر»/معركة رئاسة الجمهورية المقبلة تفرض نفسها على أداء الحزبين

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/09 أيلول/18/يُدرك حزبا «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» أن الصراع على الحصص الحكومية الذي أطاح عملياً باتفاق معراب الذي وقعاه في عام 2016، يهدد المصالحة المسيحية - المسيحية وإن كان الطرفان لا ينفكان يؤكدان أنها «مقدسة وخط أحمر». فمحاولة البعض حصر الإشكالية الحكومية الرئيسية بالصراع المسيحي - المسيحي، وانقطاع التواصل بين قيادتي الحزبين منذ فترة، إضافة إلى إصرار «القوات» على فصل خلافه مع رئيس «التيار» جبران باسيل عن علاقته مع رئيس الجمهورية ميشال عون، كلها عناصر باتت تؤثر على القواعد الحزبية التي عادت للاشتباك الكلامي وتقاذف التهم والمسؤوليات بخصوص ما آلت إليه العلاقة العونية - القواتية. ولا تزال كل المساعي والجهود لرأب الصدع بين الحزبين متوقفة لاقتناع كل الوسطاء بأن الأزمة باتت عميقة ومرتبطة إلى حد بعيد بمحاولة رئيسي الحزبين جبران باسيل وسمير جعجع تعبيد الطريق لوصول أحدهما إلى القصر الجمهوري في المعركة الرئاسية المقبلة التي بدأ الإعداد لها باكراً. وهو ما دفع أخيراً نائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم للتشديد على أن الحكومة لا يمكن أن تكون معبراً للرئاسة. وهو كلام اعتبر «القواتيون» أنه موجَّه لباسيل والعونيين أنه موجَّه لجعجع.

وعلى الرغم من تمادي بعض النواب والقياديين في الحزبين في سجالات سياسية عالية النبرة، يبدو واضحاً أن الطرفين لا يزالان يصرَّان على عدم قطع شعرة معاوية، وهو حرص يمكن تبيانه بشكل لا لبس فيه لدى عرابي المصالحة المسيحية وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي والنائب في تكتل «لبنان القوي» إبراهيم كنعان الذي يشارك اليوم في ذكرى شهداء «القوات» ممثلاً رئيس الجمهورية. ويعتبر كنعان أن هذه المشاركة «تأكيد على (قدسية) المصالحة بين الطرفين، وأنه لا تمييز بين الشهداء بعدما طوينا صفحة التمييز والماضي الأسود، كما على حرص الرئيس عون على اعتبار هذه المصالحة غير قابلة للعودة إلى الوراء وأن أي خلاف أو تنافس سياسي سقفه الظروف السياسية التي نمر بها، وبالتالي ليس خلافاً نهائياً». ويشدد كنعان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أنه «كما كان هناك مجال للتفاهم في الماضي، فإن المجال للتفاهم في المستقبل يجب أن يبقى قائما للحفاظ على إيماننا بلبنان كدولة قوية عنوانها العدالة والشراكة الفعلية». ويتمسك الحزبان بالفصل ما بين المصالحة المسيحية التي قلبت صفحة سوداء في تاريخهما، والتحالف السياسي الذي سقط أخيراً مع قرار الوزير باسيل تعليق العمل به، وهو ما يشدد عليه الرياشي لافتاً إلى أنه «على مستوى القواعد العونية - القواتية وحتى على مستوى الرأي العام المسيحي المستقل، فإن الكل حريص على المصالحة المسيحية - المسيحية، وإن كانت هناك بعض جيوش إلكترونية منظمة لا تقدم ولا تؤخر تلعب على هذا الوتر أحيانا، مع يقيننا أن من يحرك هؤلاء يعرف ويدرك أن من يخرج عن المصالحة سوف تلحقه لعنة التاريخ والأجيال». ويذكّر الرياشي بكلام لباسيل وقبله لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن أن «الاختلاف بالسياسة ممكن كما الاتفاق، أما المصالحة فمقدسة»، لافتاً إلى أن «هذا الموضوع خط أحمر لدى بكركي كما لدى معراب وبعبدا».

ويعتبر الطرفان أن المصالحة شيء والتفاهم السياسي شيء آخر، ويشير الرياشي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هذا التفاهم علَّقه الوزير باسيل بإرادة شخصية منه، وكونه رئيس التيار فلا يمكن لأي تفاهم أن ينجزه طرف واحد»، قائلاً: «لا حديث جدياً في السياسة مع التيار إذا لم يكن تحت سقف (اتفاق معراب)». ويستغرب الرياشي ما يُحكى عن ارتباط عملية تشكيل الحكومة بالمعركة الرئاسية المقبلة، مشددا على أن «الموضوع ليس مطروحاً على الإطلاق بهذه الطريقة، وعلى أنه لا خلفية للخلاف الحكومي إلا ما يرتبط بالحكومة نفسها»، مضيفاً: «نحن قدمنا كل التسهيلات الممكنة التي وصلت إلى حدود التضحيات، ولم نعد نستطيع أن نفعل أكثر مما فعلنا، وباعتبار أن التصفيق لا يمكن أن يحصل بيد واحدة؛ فنحن نحتاج إلى شريك يتفاعل معنا ويسهِّل مهمة الرئيس المكلف، وهذا لا يتم من خلال الإكثار من المطالب والمطالبة بما هو ليس حقّاً».

ولا يحبذ الرياشي الحديث عن «حرب إلغاء» جديدة يخوضها «الوطني الحر» على «القوات» وإن كان بشكل وأدوات مختلفة، لافتاً إلى أن «صفحة الحرب طُوِيت إلى غير رجعة، ولن نقبل بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء لأنه في النهاية، (القوات) و(التيار) إخوة ومكونان أساسيان في المجتمع المسيحي إلى جانب مكونات أخرى وبالتالي يجب أن يتفاعلا سياسياً، لأن الاستعاضة عن (القوات) تركت خللاً داخلياً سواء على المستوى المسيحي أو الوطني. أما هذا التلاقي العوني - القواتي فقد أعاد الاعتبار لرئاسة الجمهورية كما إلى التوازن الوطني ببعديه السياسي والنموذجي، ونحن حريصون كل الحرص على هذا التوازن وعلى العلاقات الطبيعية مع (الوطني الحر)، لذلك نعود ونطالب قيادة التيار الالتزام بما وقعت عليه في ليلة (معراب) الرئاسية لأنه حق لنا عليها». وأضاف: «المؤسف أن البعض يطالب بما هو أكثر من حقه في الحكومة، ومن يفعل ذلك ينتهك عن قصد حقوق الآخرين ويعطل الرئيس المكلف».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مواجهات القامشلي تخلّف قتلى من قوات النظام والأكراد و«اختبار قوة دامٍ» بين دمشق وحلفاء واشنطن شرق سوريا

القامشلي (شرق سوريا) - لندن: /الشرق الأوسط/09 أيلول/18/قتل 18 عنصراً من قوات النظام السوري وقوات الأمن الكردية (أساييش) السبت في مواجهات بين الطرفين شهدتها مدينة القامشلي في شمال شرقي سوريا، والتي يتقاسمان السيطرة عليها، وفق ما أفاد بيان عن الأكراد والمرصد السوري لحقوق الإنسان. واعتبر مراقبون ذلك بمثابة «اختبار قوة» بين دمشق وحلفاء واشنطن. وللنظام «مربعان أمنيان» في القامشلي والحسكة شرق نهر الفرات الذي يخضع لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية بدعم من التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة أميركا. ويتوزع القتلى وفق المصدرين، بين 11 عنصراً من قوات النظام كانوا على متن دورية لدى مرورها على حاجز لقوات «أساييش» في المدينة، مقابل سبعة قتلى من الأكراد، إضافة إلى جرحى من الطرفين. وأوردت قيادة «أساييش» في بيان أن إطلاق عناصرها النار جاء رداً على «استهداف عناصر الدورية قواتنا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، لترد قواتنا على هذا الاعتداء لينجم عنه قتل 11 عنصراً من عناصر النظام وجرح اثنين». وأضافت أنه إثر ذلك «قتل سبعة من رفاقنا وجرح واحد». من جهته، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «حاجزاً لأساييش أوقف سيارة عسكرية تابعة لقوات النظام لدى مرورها على أطراف الشارع السياحي في المدينة وطلب من عناصرها النزول». وأضاف «لدى رفضهم الامتثال لهذا الطلب، بدأ إطلاق الرصاص على السيارة، لتندلع إثر ذلك اشتباكات عنيفة بين الطرفين مع استقدام كل منهما لتعزيزات عسكرية». وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، في مكان الاشتباك ثلاث آليات عسكرية تابعة لقوات النظام من طراز بيك آب متوقفة وخالية بينما آثار طلقات الرصاص عليها وبقع دماء حولها على الأرض. وأشار إلى حالة توتر تسود المدينة مع استنفار قوات الأمن الكردية واستقدامها لتعزيزات عسكرية إضافية. ونادراً ما تشهد المدينة اشتباكات بين الطرفين اللذين يتقاسمان السيطرة عليها، إذ تسيطر قوات النظام وقوات الدفاع الوطني على مطار المدينة ومعظم الأحياء ذات الغالبية العربية فيها، فيما يسيطر الأكراد على الجزء الأكبر منها. ووقعت اشتباكات دامية بين الطرفين في أبريل (نيسان) 2016 إثر إشكال وقع عند أحد الحواجز الأمنية في المدينة. وأوقعت الاشتباكات عشرات القتلى من الطرفين ومدنيين. وانسحبت قوات النظام السوري تدريجياً من المناطق ذات الغالبية الكردية مع اتساع رقعة النزاع في سوريا العام 2012. لكنها احتفظت بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتي الحسكة والقامشلي. ويسيطر الأكراد على الجزء الأكبر من محافظة الحسكة الحدودية مع تركيا والعراق، فيما تسيطر قوات النظام على عدد من القرى ذات الغالبية العربية في محيط مدينتي القامشلي والحسكة. وباشر أكراد سوريا الذين يسيطرون على نحو ثلاثين في المائة من مساحة البلاد، مفاوضات مباشرة مع دمشق في يوليو (تموز)، وتم الاتفاق على تشكيل لجان لتطوير المفاوضات بهدف وضع خارطة طريق تقود إلى حكم «لا مركزي» في البلاد في وقت تكرر دمشق عزمها استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد.

 

أزمة البصرة تضع العبادي في مواجهة مع الصدر/تلاسن بين رئيس الوزراء والمحافظ في جلسة البرلمان قاطعها نواب تحالف «المالكي ـ العامري»

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/09 أيلول/18/انقلبت الطاولة أمس على رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته حيدر العبادي مع مطالبة القائمتين الرئيسيتين اللتين فازتا في الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو (أيار) الماضي باستقالة حكومته، في أعقاب جلسة استثنائية عقدها البرلمان لمناقشة الأزمة القائمة في البصرة الجنوبية. العبادي، الذي كان يعول على تحالفه السياسي مع ائتلاف «سائرون» الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لتشكيل الكتلة الأكبر، وبالتالي تسميته لولاية ثانية، يجد نفسه في موقف صعب. وقال المتحدث باسم تحالف «سائرون» النائب حسن العاقولي في مجلس النواب «نطالب رئيس الوزراء والكابينة الوزارية بتقديم استقالتهم والاعتذار للشعب العراقي». ولم يقتصر الأمر على الصدر فقط، بل خسر العبادي أيضا ثاني أكبر الفائزين في الانتخابات، تحالف «الفتح» الذي يتزعمه هادي العامري المقرب من إيران. وأعلن المتحدث باسم «الفتح» النائب أحمد الأسدي أن «التقصير والفشل الواضح في أزمة البصرة كان بإجماع النواب... ونطالب باستقالة رئيس الوزراء والوزراء فورا». وأضاف الأسدي «سنعمل سريعا خلال الساعات المقبلة لتشكيل الحكومة. نحن وسائرون على خط واحد لتشكيل الحكومة الجديدة ولبناء العراق، وواهم من يعتقد أننا مفترقون». جاء هذان الإعلانان بعيد جلسة برلمانية استثنائية بحضور وزراء من الحكومة ورئيسها لبحث الوضع القائم في محافظة البصرة، بعد أسبوع احتجاجات دموية أسفرت عن مقتل 12 متظاهرا، وإحراق القنصلية الإيرانية ومبان حكومية عدة. ودعا العبادي، أمس، إلى إبعاد محافظة البصرة عن الصراع السياسي بين الأحزاب والفصائل المسلحة هناك، فيما دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى إعادة النظر في مفهوم الترشح لرئاسة الوزراء. وبدأت الجلسة الطارئة التي عقدها البرلمان العراقي أمس لمناقشة الوضع في البصرة بمشادة بين حرس العبادي وحرس البرلمان وانتهت بمشادة بين رئيس الوزراء ومحافظ البصرة أسعد العيداني. واعتبر العبادي الذي حضر الجلسة مع عدد من الوزراء المعنيين أن أزمة البصرة سببها الفراغ السياسي داعيا إلى إبعاد المحافظة عن هذا الصراع الذي يمكن أن يتحول إلى صراع مسلح. وأمام نحو 172 نائبا حاضرا من أصل 329. قال إن «البصرة عامرة وتبقى عامرة بأهلها (...) والخراب فيها هو خراب سياسي». وأضاف، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن «مطالب أهل البصرة هي توفير الخدمات، يجب أن نعزل الجانب السياسي عن الجانب الخدمي، هناك مظاهرات هم أنفسهم أدانوا أعمال التخريب والحرق».

وتلاسن العبادي مع محافظ البصرة أسعد العيداني، في المؤتمر الوطني العراقي، عندما شكا الأخير مخاطبا رئيس الوزراء: «إلى هذا اليوم لم نتسلم واردات البترودولار». ونقلت شبكة «رووداو» عن العيداني قوله إن «محافظة البصرة تحترق، وما سمعته من الوزراء وكأن البصرة في عالم آخر». وتابع قائلاً: «كنتُ أقول دائماً إن قائد الشرطة مرتش، ولكن دون جدوى». من جهته ردَّ رئيس الوزراء علي العيداني بالقول: «أنت مكانك في البصرة، وليس في بغداد». ورد العيداني قائلاً: «قمت بلقاء السيد (مقتدى) الصدر وهو زعيم وطني ولو دعاك إلى لقائه لقمت بتلبية الدعوة».

وكان أبرز النواب الحاضرين في الجلسة من تحالفي «سائرون» (مقتدى الصدر) و«النصر» (حيدر العبادي)، وأبرز الغائبين هم من ائتلافي «الفتح» (هادي العامري) و«دولة القانون» (نوري المالكي). وأثار الصدر في بيان أمس احتمال الدخول في مواجهة مع العبادي حول رئاسة الوزراء رغم أنهما طرفان أساسيان في تحالف «الإصلاح والإعمار» الذي يضم كذلك زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم وزعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي. وطرح الصدر أمس بشكل بدا مفاجئا شروطا جديدة للترشح لرئاسة الوزراء من بينها اعتماد التنافس بين ثلاثة مرشحين، بينما كان العبادي المرشح الوحيد لتحالف «الإصلاح والإعمار». ودعا في بيان إلى «المضي على ما مضت به المرجعية من الإسراع بتشكيل الحكومة وفقاً لأسس جديدة ووجوه جديدة فالمجرب لا يجرب وذلك بتوافق الكتل على ترشيح ثلاثة أسماء وطنية وفق شروط وضوابط وطنية لرئاسة الوزراء». وأضاف الصدر: «ويخول أحد الأسماء المرشحة بتشكيل الكابينة الوزارية من دون محاصصة أو تدخل بعمله لتكون حكومة أمنية خدمية بحتة بعيده عن التدخلات الطائفية والحزبية». وبشأن ما إذا كان ذلك يعد تحولا في موقف الصدر، أكد ممثله السياسي، جعفر الموسوي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «موقف السيد الصدر يقوم على أساس عدم دعم شخصية ولا رفضها إلا إذا كان قد جرب وفشل» مبينا أن «المجرب لا يجرب طبقا لما قالت المرجعية الدينية». وأضاف أن «للعبادي كمرشح ما لغيره من المرشحين حيث يبقى القرار في ذلك للكتلة الأكبر وطبقا لتوجيهات المرجعية».

بدوره، انتقد نوري المالكي جلسة البرلمان أمس وقال إن أحد أهداف الجلسة «التغطية على أعمال التخريب والجرائم» في المحافظة. وأضاف في سلسلة تغريدات: «ظهرت أهداف دعوة مجلس النواب للانعقاد بهذه الطريقة ومنها التغطية على أعمال التخريب والجرائم والاعتداء على ممتلكات الدولة والشعب والقوى السياسية والحشد الشعبي». وتابع أن «حركة الأجهزة الأمنية كانت متباطئة ومتعثرة منحت عصابات الحرق والتخريب كامل حرية الحركة واليوم ستتحرك لتطهر وكأنها التي أوقفت عصابات التخريب وجماعة الميليشيات المتمردة». إلى ذلك، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور خالد عبد الإله لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يحدث في البصرة يدخل في إطار الصراع السياسي ما بين كتل متنافسة حول تشكيل الحكومة المقبلة كما يدخل في إطار تشكيل الكتلة الأكبر» مبينا أن «الصراع السياسي وصل إلى مراحل خطيرة لأنه ليس صراعا على السلطة فقط بل هو صراع على النفط وعلى الموانئ وتقاسم المغانم والمكاسب وبالتالي فإن الحل يكمن في إبعاد جميع المؤثرات للأحزاب السياسية العراقية بما فيها التدخلات الإقليمية والدولية». من جهته، يرى الناطق الرسمي السابق باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «من الواضح أن المظاهرات أخذت مسارا لا يعبر فقط عن الغضب الشعبي من الشباب اليائس والمحبط الذي لا يجد فرصة عمل فضلا عن أبسط مقومات حياته وهو ماء الشرب في أغنى مدينة على وجه الأرض، هذا المسار المختلف الذي حرق مؤسسات الدولة وهاجم المرضى والمستشفيات يستهدف كل العراق والمتظاهرين الغاضبين وأيضا يعكس الصراع العنيف الداخلي والإقليمي والدولي على العراق». ويضيف الدباغ أنه «إذا كانت أجندات إيران وأميركا لا تلغي إحداها الأخرى في العراق نجد الآن استقطابا واضحا في خطابات السياسيين الذين يهددون بإسقاط حكومة منافسهم خلال شهر إن استطاع تشكيلها وهذا يعكس أن الأجندات أخذت طابع الإلغاء نتيجة ما نشهده من تطور النزاع بين إيران والولايات المتحدة، في وقت لا تستطيع الحكومة إدارة الأزمة التي تدور منذ أكثر من شهر ولم يستطع رئيس الوزراء العبادي احتواء الأزمة ومعالجتها لتفويت الفرصة على مشاهد التدمير والحرق المنظم لمنشآت الدولة».

 

حظر التجول في البصرة «حتى إشعار آخر»/استبدال قيادات أمنية... وانتشار كثيف للجيش والشرطة والاستخبارات

بغداد: «/الشرق الأوسط/09 أيلول/18/ساد هدوء مشوب بالحذر محافظة البصرة، أمس، غداة يوم دام اقتحم فيه المحتجون القنصلية الإيرانية في المدينة وأضرموا النار فيها. وأعلنت وزارة الصحة في بيان أن الحصيلة النهائية لأحداث أول من أمس بلغت 7 قتلى و50 جريحا، ضمنهم عنصران أمنيان، فيما أعلنت دائرة الطب العدلي في البصرة عن تسلمها جثامين 4 شباب قضوا رميا بالرصاص. وفي حين اختار المحتجون التزام الهدوء، أمس، بادر رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى إجراء تغييرات في قيادة الجيش والشرطة في المحافظة. ونقلت شبكة «رووداو» عن مصدر من وزارة الدفاع العراقية أن العبادي عيّن الفريق الركن رشيد فليح، قائداً لـ«عمليات البصرة» (الجيش)، بدلاً من الفريق الركن جميل الشمري، واللواء الركن جعفر صدام، مديراً عاماً للشرطة في المحافظة، بدلاً من اللواء جاسم السعدي. وفي وقت سابق أمس، قال مكتب العبادي، في بيان، إن رئيس الوزراء أحال وحدات أمنية مسؤولة عن حماية القنصلية الإيرانية ومؤسسات ب‍البصرة إلى التحقيق؛ لـ«عدم قيامها بواجباتها»، على خلفية تعرض تلك المقار للحرق والاعتداء من قبل محتجين، في اليومين الماضيين. وبعد ساعات من رفع حظر تجول فرض في البصرة أول من أمس، أعلنت قيادة عمليات البصرة عن إعادة فرضه في عموم المحافظة من الساعة الرابعة من عصر أمس وحتى إشعار آخر. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر أمنية أن قوات من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والاستخباراتية تم نشرها في الشوارع الرئيسية، وبالقرب من الأبنية الحكومية لبسط الأمن والاستقرار. وبدا أن حملة التشكيك الواسعة التي تعرضت لها المظاهرات المطلبية واتهامات طالتها من قبل جماعات المصالح التي تضررت في البصرة، إضافة إلى قيام بعض الشباب المتحمسين بتصرفات خارجة عن أهداف المظاهرات والخشية من انفلات الأوضاع، كل هذه العوامل دفعت إحدى اللجان التنسيقية للمظاهرات إلى إصدار بيان أعلنت فيه عدم الخروج في مظاهرات أمس وبينت فيه الأسباب التي دعتها لذلك. وقال بيان «التنسيقية»، إنه نظرا «لاتهام المتظاهرين الشرفاء بأنهم (بعثية) ومخربون وذلك لقيام بعض المتظاهرين المندفعين بحرق مقرات وأماكن لا تمت للحكومة الفاسدة بصلة، وحتى نفوت الفرصة على بعض المندسين من ركوب موجة المتظاهرين الشرفاء ولكي نثبت للشارع البصري أننا متظاهرون سلميون مطالبون بحقوق جميع البصراويين، لذا تقرر وبالإجماع عدم النزول إلى الشارع يوم السبت المصادف 8/ 9/ 2018». وأشار البيان إلى أن الغاية من تعليق المظاهرات هي «الوقوف على الأخطاء التي حصلت أثناء المظاهرات والتي أدت إلى حرق ونهب مقرات ليس لها علاقة». لكن البيان لم يترك أمر إيقاف المظاهرات مفتوحا ولوح بـ«وقفة أخرى تقررها اللجنة التنسيقية» في وقت آخر. بدوره، أكد الناشط المدني البصري، نائل الزامل، توقف المظاهرات لإشعار آخر، وذكر أن ذلك يأتي من «أجل عدم إحراق البصرة واستثمارها من قبل المندسين وأصحاب المصالح المرتبطة بالميليشيات والأحزاب».

ويقول الزامل لـ«الشرق الأوسط»: «المتظاهرون لا يريدون إيذاء محافظتهم، وانفلات الأمور لا يخدم هدفهم، الأحزاب بدأت بتصفية حساباتها بعضها مع بعض، لاحظ أنهم قاموا اليوم بقصف القنصلية الأميركية بأربعة صواريخ، في رد على ما يبدو على حرق القنصلية الإيرانية». ويعتقد الزامل أن «حرق القنصلية الإيرانية ومقرات الأحزاب والفصائل المسلحة تم بطريقة عفوية من شباب متحمسين بهدف لفت الانتباه لمطالبهم مع إصرار الحكومات على تجاهلها». ويؤكد أنه وبعد «عمليات الحرق التي طالت مقرات الفصائل والأحزاب، نشطت تلك الجهات وبدأت بالتشويش على المتظاهرين وحرق الممتلكات العامة والقيام بعمليات اغتيال لإفراغ المظاهرات من محتواها وتشويه سمعتها». من جهتها، أعلنت هيئة المنافذ الحدودية، أمس، عودة العمل بميناء أم قصر الشمالي بعد توقفه ليومين. وقالت الهيئة في بيان: «تم معاودة العمل في منفذ ميناء أم قصر الشمالي وبطاقته الطبيعية، وذلك بعد توقفه عن العمل وبشكل شبه كامل خلال اليومين الماضيين بسبب الاحتجاجات وما رافقتها من اضطرابات مما أدى إلى قطع الطرق المؤدية له». إلى ذلك، سقطت 4 قذائف أمس في باحة مطار البصرة الدولي بحسب ما قالت مصادر أمنية عراقية لوكالة الصحافة الفرنسة، فيما أكد موظفون أن حركة الطيران في المطار لم تتأثر. ولم يعرف مصدر أو نوع هذه القذائف التي تأتي فيما تشهد البصرة حركة احتجاج اجتماعية دامية منذ الثلاثاء الماضي أسفرت عن مقتل 12 متظاهرا على الأقل، بحسب ما أفاد مسؤولون. وتقع القنصلية الأميركية في البصرة داخل محيط المطار.

 

احتجاجات البصرة غير كافية للتعجيل بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة/كتلة «دولة القانون - الفتح» تضغط للحصول على حصة

لندن: عدنان حسين/الشرق الأوسط/09 أيلول/18/تحت وطأة الاحتجاجات العاصفة في البصرة، وخروجها عن السيطرة في أيامها الأخيرة، عقد مجلس النواب العراقي الجديد، أمس، جلسة «استثنائية»، رغم عدم استكماله الإجراءات البروتوكولية لبدء ولايته. الجلسة التي تقدّم بطلب عقدها 51 نائباً من كتلة «سائرون»، وهي أكبر الكتل فيه (54 نائباً)، كُرّست لمناقشة الأوضاع في البصرة حصراً، ومن المؤكد أنه لولا تأزم هذه الأوضاع على نحو خطير للغاية، بعد إقدام متظاهرين على مهاجمة وحرق مقار لأحزاب وميليشيات شيعية ومؤسسات أخرى، ما كان لهذه الجلسة أن تُعقد. جلسة أمس لا تشبه أي جلسة لأي برلمان، عراقي أو غير عراقي؛ هي جلسة ناقصة الشرعية والأهلية، تبدو كما لو أن لا أم لها ولا أب، فالجلسة الأولى (الافتتاحية) للمجلس عُقدت في الثالث من الشهر الحالي، بعد نحو أربعة أشهر من انعقاد انتخاباته، في 12 مايو (أيار) الماضي، لكن تلك الجلسة التي رأسها أكبر الأعضاء سناً انفرط عقدها وهي في منتصف الطريق. فبحسب الدستور، كان يتعين أن يُنتخب فيها رئيس المجلس ونائبان اثنان له، ليُصار بعد ذلك إلى انتخاب المجلس رئيساً جديداً للجمهورية، يقوم بدوره بتكليف الكتلة الأكثر عدداً في البرلمان بتشكيل الحكومة الجديدة. تلك الجلسة انفرطت بسبب انسحاب نواب كتلتي دولة القانون (نوري المالكي) والفتح (هادي العامري)، اللتين أعلنتا أنهما شكلتا الكتلة الأكبر (البناء)، ويتوجب بالتالي تكليفهما بتشكيل الحكومة الجديدة، بيد أن هذا الإعلان قابله إعلان من كتلتي سائرون (الصدرية المدنية) والنصر (حيدر العبادي) بأنهما الكتلة الأكبر. ومع المنسحبين، غادر قاعة البرلمان النواب الكرد الذين برروا انسحابهم بالرغبة في البقاء على الحياد، فاختل نصاب الجلسة، ولم يفلح رئيس السن في إعادة المنسحبين للاستمرار بالجلسة، فأعلنها «جلسة مفتوحة». وبموجب أحكام الدستور وقانون الانتخابات العراقيين، لا توجد «جلسة مفتوحة»، فالمادة 55 من الدستور تنصّ على انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه في الجلسة الأولى حتماً، بوصفها الخطوة الأولى اللازمة لتشكيل هيئتي السلطة التنفيذية الجديدة (رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء). كانت هناك سابقة في ما خصّ «الجلسة المفتوحة». ففي انتخابات 2010، فازت القائمة العراقية (إياد علاوي) بـ91 مقعداً، ما جعلها الكتلة الأكبر في البرلمان، لكنّ «دولة القانون» التي حصلت على 89 مقعداً أعلنت بعد الانتخابات، عند عقد الجلسة الأولى لبرلمان 2010، أنها شكلت مع قوائم شيعية أخرى الكتلة الأكبر. الطبقة السياسية اختلفت يومها على مَنْ هو صاحب الكتلة الأكبر، والأحقية في تشكيل الحكومة، وبقي البرلمان معطلاً أشهراً عدّة، ولم تتشكل حكومة، ولجأ الطرفان إلى المحكمة الاتحادية التي انحازت إلى جانب «دولة القانون»، فحكمت بأن الكتلة الأكبر هي التي تتشكل داخل البرلمان، وليست التي تفوز بأكثر المقاعد عدداً في الانتخابات، لكن المحكمة قضت أيضاً بعدم دستورية «الجلسة المفتوحة»، وألزمت مجلس النواب بالانعقاد واستئناف أعماله. الآن، يتكرر المشهد تقريباً، مع اختلاف أن أياً من الكتلتين الزاعمتين أن كلاً منهما هي الأكبر ليس في وسعها إثبات ذلك. فبعد انفراط عقد الجلسة الأولى، لم يكن بالإمكان انتخاب هيئة رئاسة البرلمان التي لها وحدها سلطة تحديد الكتلة الأكبر، ومن دون هذه الخطوة ليس في الإمكان أيضاً انتخاب رئيس الجمهورية الذي له وحده سلطة تكليف الكتلة الأكبر بتشكيل الحكومة. كتلتا «دولة القانون» و«الفتح» تدركان أنهما ليستا الكتلة الأكبر، وأن الكفة تميل لصالح «سائرون» لتشكيل الكتلة الأكبر، ومن بعدها الحكومة. وعليه، فإن انسحابهما من الجلسة الأولى كان مقصوداً لمنع البرلمان من المضي في تشكيل هيئة رئاسته، وبالتالي تعطيل الاستحقاقات الدستورية التالية، والقصد من هذا هو إرغام الطرف الآخر (سائرون) على التوقف عن السعي لتشكيل الأكبر، والاتجاه بدلاً من ذلك للعودة إلى النسق السابق في تشكيل الحكومات، وهو تمثيل الجميع فيها على وفق نظام المحاصصة.

تمثيل «دولة القانون - الفتح» في الحكومة الجديدة حيوي لهما، فالكتلتان تخشيان من عواقب خروجهما من السلطة، وأكثر ما يُقلقهما هو أن تقوم حكومة تشكّلها «سائرون - النصر» بفتح ملفات الفساد الإداري والمالي وسوء الإدارة في عهد حكومتي نوري المالكي (2006 - 2014)، وهو ما يُمكن أن يتسبّب في إطاحة قيادات في كتلة «دولة القانون - الفتح». ما يرجح موقف «دولة القانون - الفتح» في الصراع الحالي على تشكيل الحكومة الجديدة أن الكتلة الكردية لم تُفصح حتى الآن عن الكتلة التي يُمكن أن تنضم إليها، ومن دون الكتلة الكردية سيكون من شبه المستحيل تشكيل الكتلة الأكبر. والكتلة الكردية تقول إنها تنتظر ما تقدمه لها الكتلتان المتنافستان على صعيد المطالب الكردية، المتمثلة على نحو خاص بتطبيق المادة 140، الخاصة بوضع كركوك والمناطق المُختلف عليها، وحصّة إقليم كردستان من الموازنة العامة، ودفع رواتب البيشمركة بوصفهم جزءاً من المؤسسة العسكرية والأمنية العراقية، بحسب الدستور. والواقع أن موقف الكتلة الكردية يخدم موضوعياً كتلة «المالكي - العامري»، التي تعمل للاحتفاظ بنظام المحاصصة، ما دامت غير قادرة على تشكيل الكتلة الأكبر، والاستئثار بتشكيل الحكومة. موضوعياً، الضغط الحاصل من أحداث البصرة يُفترض أن يدفع بالأطراف جميعاً للتعجيل في تشكيل الحكومة الجديدة، تفادياً لانفجار أكبر في الأوضاع، ولامتداد النيران المندلعة هناك إلى مدن عراقية أخرى، بينها العاصمة بغداد، لكن من الواضح أن هذا لن يحصل قبل أن تتأمن لـ«دولة القانون - الفتح» الحصة التي يريدانها في الحكومة الجديدة.

 

إيران: خاتمي يتوقع سقوط الملالي… ورجوي تدعو الأكراد إلى الانتفاض

خامنئي حض الجيش على زيادة قدراته لترهيب الأعداء

طهران وعواصم – وكالات/10 أيلول/18/أكد الرئيس الإيراني السابق، وزعيم التيار الإصلاحي، محمد خاتمي، إن النظام الإيراني سينهار إذا لم يجرِ الإصلاحات، مجددا مطالبته بمراجعة سياسات النظام، قائلاً إنه “لا يمكن حل مشاكل المجتمع بإجابات عمرها قرون”. في غضون ذلك، دعت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، أكراد إيران إلى الانتفاض ضد النظام، وذلك بعد ساعات من ارتكابه سلسلة جرائم بحق الأكراد تمثلت في إعدامات وقصف صاروخي في كردستان العراق. وقالت في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”، “أدين بقوة الإعدام الإجرامي لثلاثة مناضلين كرد والقصف الصاروخي على مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني والحزب الديمقراطي الكردستاني من قبل نظام طهران البغيض”، مؤكدة أن هذه جريمة ضد الإنسانية. وطالبت مجلس الأمن الدولي بالنظر في تلك الأعمال الإجرامية، داعية “المواطنين الأبطال في كردستان وعموم إيران إلى الاحتجاج والانتفاض ضد النظام المعادي للبشر”.

في المقابل، حض المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أمس، القوات المسلحة على زيادة قدراتها “لترهيب” الأعداء.

وقال لدفعة جديدة من ضباط الجامعات العسكرية خلال حفل تخرجها: “لتعززوا قدراتكم قدر المستطاع لأن قوتكم ترهب العدو وترغمه على التراجع”، مضيفا أن “إيران بصمودها أمام أميركا، أثبتت أنه في حال لم يخش شعب ما غضب الجبابرة ووثق بقدراته واستند إليها، فسوف يدفع القوى العظمى نحو التراجع والاستسلام”. من جانبه، أكد مستشار المرشد للصناعات العسكرية حسين دهقان، أن قدرات بلاده الصاروخية ليست للتفاوض، وزعم أن السعودية “دولة غير مستقلة، ولا تتمتع بقدرات سياسية واقتصادية وجغرافية كبيرة كي تشن حرباً على إيران”. وقال في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، إنه “في حال تصور الأميركيون أنه يمكنهم التفاوض معنا بشأن قدراتنا الصاروخية، فهم متفائلون جداً وحساباتهم خاطئة، لن نتفاوض حول منظومتنا الصاروخية تحت أي ظرف”، مضيفا “نحن قادرون على تطوير ما نمتلكه من صواريخ خلال فترة زمنية وجيزة جداً، ووفقاً للتهديدات الحالية، قدراتنا الصاروخية كافية للمواجهة، لكن في حال تغيرت التهديدات وظهرت حاجة للرد، فلن يكون هناك أي عائق أمام زيادة مدى صواريخنا”. وقال “لا نعتقد أن الأميركيين أو الإسرائيليين قرروا خوض حرب مباشرة مع إيران، لكن يمكن أن يشنوا عمليات عسكرية ضد حلفائنا تحت ذرائع أخرى في سورية والعراق، وهذا سيكون له تداعياته، وكل قرار سيكون له ثمن”. في غضون ذلك، أعلن “الحرس الثوري” أمس، مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي على المقاتلين الأكراد في العراق، أول من أمس، موضحا أنه أطلق سبعة صواريخ على منشقين أكراد ايرانيين متمركزين في العراق، مما أسفر عن سقوط نحو 11 قتيلا من جماعة كردية مسلحة اتهمها بالضلوع في هجوم في يوليو على موقع حدودي إيراني. من جانبه، نشر “الحزب الديمقراطي الكردستاني” الايراني صورا على “تويتر” وتسجيل فيديو لانفجارات ولمصابين بمقره في كويا في اقليم كردستان.

بدورها، عبرت الخارجية العراقية عن رفضها، وأكد المتحدث باسمها حمد محجوب “حرص العراق على أمن جيرانه ورفضه لاستخدام أراضيه لتهديد أمن تلك الدول”، معبرا عن الرفض القاطع لخرق السيادة العراقية من خلال قصف أي هدف داخل الاراضي العراقية دون تنسيق مسبق مع الجهات العراقية، من أجل تجنيب المدنيين آثار تلك العمليات. على صعيد آخر، أعلنت السلطات الإيرانية مقتل ثلاثة من أفراد الأمن الداخلي وإصابة رابع في هجوم شنه مسلحون في مدينة ميناب بمحافظة هرمزكان جنوبي البلاد. من جهة أخرى، اعتبر وزير الخارجية الأميركي الأسبق ومهندس الاتفاق النووي مع إيران جون كيري، انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق أمرا خطيرا. وقال في مقابلة متلفزة أمس، إن “الانسحاب خطوة غير مدروسة وليست مبنية على ستراتيجية بعيدة المدى”، مضيفا أن “الانسحاب لا يساعد على تحقيق أي أهداف للرئيس إن وجدت أصلا، والرد على القول إن هذه الاتفاقية هي الأسوأ على الإطلاق هو أنها في الحقيقة أقوى اتفاق والأكثر مسؤولية وشفافية في أي مكان بالعالم”، مضيفا أن الخيارات العسكرية المترتبة على عدم التزام الإيرانيين كانت موجودة على الطاولة. على صعيد آخر، وافقت تركيا وروسيا وإيران على استخدام عملاتهم المحلية في المبادلات التجارية فيما بينهم بدلاً من الدولار الأميركي. ونقلت وكالة الاناضول التركية عن محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر هيمتي قوله في طهران، إن المعاملات التجارية ستجري باستخدام أسعار صرف محددة، متوقعا الاجتماع مع مديرين من البنكين المركزيين التركي والروسي في المستقبل القريب، معربا عن أمله أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ سريعا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«8 آذار» للحريري: «خَلّينا نْشوف» بعد إدلب

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 10 أيلول 2018

حتى اليوم، بقيت 8 آذار تتّهم الحريري بالمماطلة في عملية تأليف الحكومة، وتقول إنّ الرئيس المكلّف يتناغم مع مطالب قوى خارجية تراهن على إحداث انقلابات سياسية، داخلياً وشرق أوسطياً. والهدف هو منع أن يكون قرار الحكومة المقبلة في يد «حزب الله». ولكن، في الأيام الأخيرة، قد تكون معطيات جديدة قيد الولادة، ومن شأنها أن تعيد التوازن. ويبدو أنّ قوى 8 آذار دخلت حديثاً حلبة المراهنة من جديد... والعنوان الأساسي هو: معركة إدلب!

يقول أحد أركان 8 آذار: وجَّهنا النصيحة إلى الحريري وحلفائه في 14 آذار والنائب وليد جنبلاط، «من أوّل الطريق»، بألّا يراهنوا على تطورات إقليمية وداخلية من شأنها أن تقلب المعادلة في الداخل اللبناني. لكنهم، مرّة أخرى، لم يقتنعوا وواصلوا المماطلة في عملية تأليف الحكومة… لعلّ رهانهم يتحقّق.

ويضيف: للدقّة، الأرجح أن هؤلاء ليسوا مقتنعين فعلاً بأنّ رهانهم سينجح. فالتجارب الكثيرة التي خاضوها على مدى سنوات، وانتهت بهم إلى الإحباط والخيبة، علّمتهم التعاطي بواقعية معينة في الشأن الداخلي. لكنهم محكومون بعلاقات وارتباطات خارجية لا يستطيعون تجاوزها. وهنا تكمن مشكلتهم.

يرى هذا الركن في 8 آذار أنّ الحريري يميل شخصياً إلى التسهيل والعودة إلى التسوية المعقودة في العام 2016، لكنه يتعرّض للضغوط الخارجية. أمّا حلفاؤه فيتصرفون من منطلقات أخرى. إنهم يريدون الاستفادة من الظرف لتثبيت مواقعهم، وهم يلعبون «صولد» بالدعم الخارجي لأنه الوحيد الذي يوفّر لهم الحماية اليوم، بعدما سقطت من أيديهم غالبية أوراق القوة السياسية داخلياً.

ويسأل: ما هي المكاسب التي يتوقّع المراهنون أن يحقّقوها إقليمياً وداخلياً، والتي على أساسها يطلبون من الحريري أن يماطل في التأليف؟

ويجيب: إذا كانوا يعتقدون أنّ الحملة الأميركية - الإسرائيلية على إيران ستؤدي إلى إضعاف دورها في الشرق الأوسط، فإنّ تحقيق هذا الهدف دونه عقبات ذات طابع استراتيجي. فهناك تقاطع للمصالح بدأ يتكرّس في مواجهة الخطة الأميركية، قوامه الأوروبيون والروس والأتراك وقوى أخرى متضرِّرة من سيطرة واشنطن ولا ترغب في نمو المحور الإقليمي الحليف لها. وعلى رغم الإرباك الذي أصاب طهران نتيجة التطورات السياسية في الداخل الإيراني والعراق، فليس في الأفق ما يوحي بأنها ستفقد الترابط بين حلفائها في الخليج وعلى خط بغداد - دمشق - بيروت. وهناك اقتناع بأنّ الضغوط الأميركية لن تبلغ السقف الذي يعطّل دورها الإقليمي ومواقع حلفائها في العديد من دول المنطقة.

وأمّا الرهان على انقلاب في المعادلات تقود إليه قرارات المحكمة الدولية فيعني الانتظار أشهراً عدة لصدور الأحكام، وربما إلى نهاية النصف الأول من العام المقبل، كما يتردّد. فهل يريد المراهنون إبقاء لبنان بلا حكومة إلى ما بعد إصدار المحكمة أحكامها؟ وهل يمكن أن يتحمّل لبنان هذا التأخير؟ وهل يضمنون طبيعة الأحكام؟

وأمّا الرهان المستمر على زعزعة نظام الرئيس بشّار الأسد، يقول الركن في 8 آذار، فالمؤشرات الأخيرة توحي بعكس هذا الاتجاه تماماً. وفي الأسابيع المقبلة سيكون التحدّي هو استعادة الأسد سيطرته على مجمل الأراضي السورية، بعد حسم المعركة في إدلب. وهو أمر يتم التحضير له اليوم، فيما يستعيد النظام اتصاله بالعالم، وباتت الوفود الدولية تتقاطر إلى دمشق لمدِّ الجسور معها، أمنياً وسياسياً واقتصادياً.

وفي تقدير 8 آذار أنّ معركة إدلب ستضمن تحقيق الأهداف التي يتوخّاها منها الأسد، وأنّ ما بعد إدلب سيكون مختلفاً عمّا كان قبلها. فعندما تستعيد الحكومة السورية مبادرتها على الخريطة كلها تقريباً، ستمتلك مزيداً من أوراق القوة، وسينعكس ذلك رصيداً إضافياً لها وللمحور الإيراني و»حزب الله» وحلفائه في لبنان.

إذاً، ووفق قراءة هذا الفريق، تبدو مراهنة الحريري على الوقت- بناء على نصائح خارجية- في غير محلها. وعلى العكس، إنّ إيران وحلفاءها سيخرجون أقوى بعد المواجهة الإقليمية الحالية، وسيكون الأسد أقوى بعد معركة إدلب.

ولذلك، يضيف الركن في 8 آذار: نحن سنضرب موعداً مع الحريري وحلفائه بعد انتهاء معركة إدلب. ونقول لهم: إذا لم تكونوا مستعجلين لتأليف الحكومة، فيمكن أن نكون نحن أيضاً غير مستعجلين. و»خلّينا نشوف» بعد معركة إدلب. ستندمون على الأرجح لأنّ ما كنتم قادرين على شرائه اليوم بسعر مقبول سيكون باهظ الثمن عليكم بعد إدلب.

وفي أي حال، بالحكومة الفاعلة أو بحكومة تصريف الأعمال، ستمضي قوى 8 آذار في تدعيم ارتباط لبنان الرسمي بدمشق، تحت عناوين العديد من الملفات الحسّاسة ذات الطابع السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، وهي كثيرة ومُلحَّة جداً. كيف تنظر قوى 14 آذار إلى هذه «المراهنة المضادة»، أي مراهنة 8 آذار على إفشال المعركة ضد إيران وعلى الانتصار في إدلب؟

في أوساط حلفاء الحريري يقول البعض: أساساً من الخطأ الاعتقاد أننا فعلاً نضبط ساعة تأليف الحكومة على تطورات الشرق الأوسط والمحكمة الدولية ونراهن على انقلاب المعادلات. فتأخير ولادة الحكومة يعود إلى عوامل محض داخلية، وتتمثّل برغبة فريق معيّن في السيطرة على القرار والتحكم بمصير البلد.

ويضيف: موقفنا لا يتجاوز الدفاع عن حقوقنا في أن نتمثّل في السلطة التنفيذية بمقدار ما نمتلك من حصص في السلطة التشريعية. وأما المراهنات على الاستقواء بالخارج- فمعروف أنّ الفريق الآخر هو الذي أتقنها عبر سنوات وسنوات، وفي ظلها تمكّن أن يكون اليوم في الموقع المتقدّم في السلطة، سياسياً وأمنياً. فهو استفاد من الحرب السورية وتطوراتها، ومن تمدّد نفوذ إيران إقليمياً ومن السياسة المتراخية التي انتهجتها إدارة الرئيس باراك أوباما، واستطاع تكريس نفوذه في الداخل. وكل ما تريده قوى 14 آذار اليوم لا يتعدى الحصول على التمثيل العادل في الحكومة.

واقعياً، إنّ طرفي الصراع في لبنان يتخبّطان في قلب المراهنة الإقليمية الكبرى. بالتأكيد، أحدهما هو اليوم في موقع الدفاع، والآخر في موقع الهجوم. ولكن، مَن يتموضَع اليوم في موقع الدفاع داخلياً ليس بالضرورة هو نفسه المتموضع في موقع الدفاع إقليمياً… والعكس صحيح. والمعادلات عرضة للتقلّب دائماً، ومعها تتقلّب التسوية في لبنان.

 

«حزب الله» - باسيل: الإلتباس المشروع

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الاثنين 10 أيلول 2018

لم يمر كلامُ نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الذي «أفتى» بعدم جواز الربط بين الاستحقاقين الرئاسي والحكومي، مرورَ الكرام، وإن كانت التوضيحاتُ غير المباشرة التي ضُخّت بعد ساعات من كلامه الاستثنائي، حاولت قطعَ الشك في أن يكون رئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل هو المقصود بـ«الفتوى». في الشكل، هضم المعنيون الفرضية «المعمّمة» أنّ رئيس حزب «القوات» سمير جعجع هو المستهدَف، ولكن باطناً، لا تزال الشكوك تغلّف كلامَ قاسم، وتفتّش عن المقاصد من «التنبيه» الذي ألقاه من على المنبر.

اللافت أنّ الإعلام البرتقالي هو الذي سارع إلى الإمسك بجهاز التحكّم بتفسيرات كلام نائب الأمين العام ليصوّب ناحية معراب تحديداً، وينفض التهمة عن رئيس التيار. حجّة المدافعين عن هذا المنحى تفيد بأنّ قنواتِ الاتّصال والتواصل المثبتة بالفعل لا بالقول بين حليفَي «مار مخايل» تسمح لهما بتجنّب نشر الغسيل على السطح، كما يحصل بين القوى الأخرى. وبالتالي إذا كان «التيار» هو المقصود باعتراض حليفه على شروط التأليف ومساره، كان يُفترض أن تكون الحاضنة الطبيعية لهذا الاعتراض، طاولة النقاش المشتركة داخل الغرف المقفلة، وليس على المنابر الإعلامية. الأمر الذي لم يحصل، ما يعني أنّ باسيل «بريء من دم» انتقاد الضاحية الجنوبية. لا بل أكثر من ذلك، تؤكد المعلومات المتوافرة من هذه الضفة أنّ اتّصالاتٍ على مستوى رفيع جداً تلت تلك الإطلالة، بين قيادتي «حزب الله» و«التيار العوني» لتوضيح معاني كلام قاسم والتأكيد أنّ باسيل ليس في موقع الاستهداف.

بالنسبة لهؤلاء، صفحةُ العلاقة ناصعة البياض، ولا تعكّر صفوها تأويلاتُ المصطادين في الماء العكر، كما أنّ لكل طرف من التفاهم هامشه في الحراك والمناورة الحكومية التي تبقى تحت سقف المصالح المشتركة.

ولكن بعيداً من ردة الفعل البديهية التي يسارع «حزب الله» إلى إيداعها البريد السريع البرتقالي، يقول أحد المتابعين إنّ التفاهم بين الحليفين يستدعي الفصل بين خطّ العلاقة مع رئيس الجمهورية التي لا تزال تحافظ على متانتها وحرص «حزب الله» في عدم تعريضها للغبار، وبين خطّ العلاقة مع رئيس «التيار الوطني الحر» التي شهدت خلال الأشهر الأخيرة مطبّاتٍ غيرَ مرئية. عدد «الومضات الحمراء» في شريط العلاقة، صار ملفتاً للنظر، يبدأ بما خفي من تفاهم باسيل مع رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري، ويمر بطبيعة الحال بكلام استنثائي لرئيس «التيار» حول النظرة العقائدية لإسرائيل، ولا ينتهي بالاستحقاق النيابي.

إذ لم يكن سهلاً على «حزب الله»، ولا حدثاً عابراً في مسيرته أن يواجه مرشّحَه في جبيل حسين زعيتر أزمة الانضمام الى لائحة في قلب جبل لبنان حيث كان يُفترض أنّ حليف السنوات العشر وأكثر، أي «التيار الوطني الحر» هو الأكثر نفوذاً وتأثيراً في البيئة المسيحية.

ليس فقط لأنّ التيار العوني أقفل لائحته في وجه زعيتر، بل لأنّ ما سعى «حزب الله» إلى بنائه والمراكمة عليه منذ توقيع «تفاهم مار مخايل»، مُعتقداً أنه بالتحالف مع الحزب المسيحي الأقوى، سيَجد له موطئَ قدم في البيئة المسيحية، بَدا في تلك اللحظة «سراباً». لحظاتُ تمايز سياسي دقيقة عبّر عنها باسيل في أكثر من محطة، ولو أنه عاد وصَوّبها أو وضّحها، لكنها بالنتيجة زرعت بذور الشك في نيّاته وأبعاده، وأدخلت العلاقة سجن التأويلات.

هكذا، ثمّة مَن يرى في كلام قاسم رسالة متعددة الاتّجاهات، يُفترض على الجميع التقاط إشاراتها سريعاً لجهة سعي «حزب الله» لرسم خط فاصل بـ«الأحمر العريض» بين «طبخة» الحكومة و«وليمة» الرئاسة. وسواءٌ كان حليف السنوات الـ13 هو المقصود أم لا، صار على الأخير أن يعدّ للمئة قبل محاولة المزاوجة بين الوعائين. وهنا بيت القصيد: ما انسحب على عهد ميشال عون قد يكون المرة الأولى والأخيرة، والوعد الذي منحه «حزب الله» لرئيس «تكتل التغيير والإصلاح» بالوقوف إلى جانبه في سرّاء الرئاسة وضرّائها، قد لا يشمل مَن يريده عون خليفة له. إذاً، قواعد الاستحقاق الرئاسي لما بعد السنوات الأربع لن تتحدّد في هذه اللحظة بالذات. يضيف هؤلاء أنّ التزام «حزب الله» الصمت تجاه المناوشات الحاصلة على ساحة التأليف فيها أكثر من مؤشر. خلال خطابه الأخير تقصّد الأمين العام السيد حسن نصر الله تصويب النقاش الحكوميّ من خلال ترحيله ملفّ تطبيع العلاقة مع سوريا إلى ما بعد التأليف ليحوّله بنداً عادياً على طاولة مجلس الوزراء. ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني أنّ «حزب الله» سجّل حرصاً استثنائياً على نزع فتيل التفجير من صاعق العلاقة مع سوريا والذي كان يتّخذه البعض حجّةً لكي يزيد من تعقيدات التأليف. ويقول أحد المعنيين بالطبخة إنّ رسالة «حزب الله» كانت واضحة في هذا الاتّجاه: نريد سعد الحريري رئيساً للحكومة، ولن يكون ملفّ العلاقة الثنائية مع «الجارة» حجّةً لإحراحه ومن ثمّ إخراجه. أما غير ذلك فتنأى الضاحية الجنوبية بنفسها عن معارك التأليف. وبالتالي كان من الممكن لنصر الله أن يتدخّل لمصلحة حليفه البرتقالي لو أراد، أقلّه من خلال تكريس مطلب الثلث المعطل الذي يريده باسيل بالتضامن والتكافل مع الرئاسة الأولى. يقول وزير بارز لصيق بمشاورات التأليف، إنّ الثنائي الشيعي غيرُ متحمّس لوضع هذا الثلث المؤثّر في قبضة أيّ فريق، وإلّا لكنّا سمعنا كلاماً آخر يصدر عن الضاحية الجنوبية يكون بمثابة ضوء أخضر لرئيس «التيار الوطني الحر» للضغط أكثر في سبيل تحصيل 11 وزيراً. لكنّ صمت «الحزب» في هذه المسألة بالذات، «من ذهب».

 

تَصنيفُ لبنانُ الكياني

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 10 أيلول 2018

لبنانُ ـ الدولةُ خارجَ استراتيجيّةِ دولِ المِنطقةِ والعالم. فهو ليس على راداراتِها ولا في حقلِ رؤيتِها المباشرة. وآخِرُ تجلّياتِ ذلك تَخلّي العربِ (خصوصًا دولِ الخليجِ) والعالمِ (خصوصًا دولِ الغربِ) عن قضيّتَي اللاجئين الفلسطينيّين والنازحين السوريّين. لم يَعُد لبنانُ وطنًا ودولةً وكياناً، ولا محاورًا ولاعبًا وشريكًا. «قِرْفوا مِنّا».

يأتي ذلك والتفاوضُ يجري حاليًّا بسريّةٍ فائقةٍ بين واشنطن وموسكو حولَ النُسخةِ ما قبلَ الأخيرةِ لخريطةِ الشرقِ الأوسطِ الجديدِ ومدى قدرتِهما على الاتفاقِ سلميًّا على توزيعِ مناطقِ النفوذِ بينهما، بعدما تحفَّظت إدارةُ ترامب على مُسَوّدةِ التسويةِ التي وَضعها وزيرا خارجيّةِ البلدين لافروف وكيري سنةَ 2016.

سَبق أنْ فَرزَت مراكزُ القرار الدوليِّ دولَ المِنطقةِ ثلاثَ فئات: دولٌ قابلةٌ التقسيمَ، ودولٌ قابلةٌ إعادةَ التوحيد، ودولٌ قابلةٌ الحالتين. في سبعيناتِ القرن الماضي كان لبنانُ في الفئة ِالأولى، في ثمانيناتِه أصبح في الفئةِ الثانية، ومنذ خمسِ سنواتٍ تراجعَ إلى الفئةِ الثالثة. وصَنَّفت تلك المراكزُ دولَ المِنطقةِ ثلاثةَ مستويات أيضًا: أنظمةٌ لا يُستَغنى عنها ولو كانت ضعيفةً، أنظمةٌ يُستغنى عنها ولو كانت قويّةً، وأنظمةٌ استَغنت هي عن دورِها. وجاءَ لبنانُ في المستوى الأخير. مُحصِّلةُ «تصنيفِ» لبنان: دولةٌ قابلةٌ التقسيمَ (أي الوطن) ونظامٌ استَغنى عن دورِه (أي الدولة)، تَستدعي عملاً إنقاذيًّا، ممكنًا بعدُ، إذا تَوفّرت قيادةٌ وطنيّةٌ على مستوى التحدّيات. لكن، لا الدولةُ الحاليةُ صاحبةَ قضيةٍ لتطرَحَها، فهي تَطرح قضايا الآخَرين، ولا أصحابُ القضيّةِ التاريخيّةِ يَعتبرونها، اليومَ، أولويّةً في مسيرتِهم، فالسلطةُ أوّلًا والنفاياتُ.

بعضُ دولِ المِنطقةِ استَشعر الأخطارَ فَهبَّ يَحفَظ وجودَه ودورَه وأمنَه. هذه حالُ ملكِ الأردن الذي يَجهدُ للحؤولِ دون أن تكونَ بلادُه أرضَ التسويةِ الفِلسطينيّة - الإسرائيليّة. أما لبنان، الغائبُ عن المحافلِ الدوليّةِ كدولةٍ والحاضرُ كمُتسَوِّل، فيُخشى أن يَدفع ثمنَ التسويةِ الفِلسطينيّةِ النهائيّة والتسويةِ السوريّةِ الديمغرافيّةِ والصراعِ الطائفيِّ الداخليّ. ما كانت تُعقدُ قِممٌ ولقاءاتٌ عربيّةٌ ودوليّةٌ إلّا ولبنانُ أحدُ بنودِها. كان اهتمامُ العالمِ بلبنان سابقًا يَهدف إلى حمايةِ سيادتِه واستقلالِه، فسعى إلى مصالحةِ مكوّناتِه وإلى سحبِ الجيوشِ الغريبةِ من أراضيه (الفِلسطينيّةِ والإسرائيليّةِ والسوريّةِ)، وإلى إصدارِ حُزمةِ قراراتٍ دوليّةٍ ضامنةٍ الكيانَ اللبنانيَّ بلغت 25 قرارًا بين 1970 واليوم، وإلى منعِ امتدادِ ثلاثِ حروبٍ عربيّةٍ إسرائيليّةٍ إليه (1956، 1967، 1973)، وأَرسل قوّاتٍ متعدِّدةَ الجنسيّات وقوّاتٍ دوليّة. أَما اليوم، فالاهتمام بلبنان هو لضمان وجود الطارئين عليه ولحمايةِ أمنِ إسرائيل (تجديدُ عملِ القوّاتِ الدوليّة والتشديدُ على القرارِ 1701).

تغيّرت الأمور. مضى الزمنُ الذي كان فيه العالمُ ينظر باحترامٍ وتقديرٍ إلى الدولةِ اللبنانية. حبّذا لو يَدري المسؤولون اللبنانيّون ماذا يقوله المسؤولون الأجانب: يَتحسَّرون على لبنانَ ويَنتقدون مسؤوليه بقساوة. صارت الدولُ المتحركِّةُ في لبنان تَعمل للحِفاظ على نفوذِها لدى المكوّناتِ اللبنانية، بِغَضِّ النظر عن علاقاتِها مع الدولةِ الشرعيّة، لا بل هناك دولٌ حَصَرت علاقاتِها بهذه المكوّناتِ واستَغنت عن علاقاتِها مع الشرعيّة. الحقيقةُ أنَّ العالمَ، منذ السنواتِ الأخيرة، يتعاطى مع لبنانَ من ثلاثِ زوايا:

الأولى: اللبنانيّون مجموعاتٌ نالت حُكمَها الذاتيّ وإنْ لم تُسجِّله شرعيًّا. فخطوطُ تماسِ زمنِ الحربِ رُفعَت عسكريًّا وبَقيت جغرافيًّا وحَلّت مكانَها حدودٌ فاصلةٌ حضاريًّا وتربويًّا واجتماعيًّا وبائنةٌ للعَيان. وجماعةُ كلِّ مقاطعةٍ، لا لبنان، هي جُزءٌ من استراتيجيّةِ دولةٍ خارجيّةٍ على حسابِ الدولةِ والكِيان. وإذا كان زعماءُ المقاطعاتِ ما زالوا يُعلنون علنًا وبوقاحةٍ أنّهم ضِدَّ التقسيمَ والفدراليّات - ومَن سواهُم يُقسِّم؟ - فلأنَّهم لم يَنتهوا بعدُ من عمليّةِ نقلِ ممتلكاتِ الدولةِ الموحَّدةِ إلى مناطقهِم. مَن رأى دولةً غيرَ لبنان يَجولُ فيها الزائرون الرسميّون الأجانبُ على مُلتزِمي المناطقِ والطوائفِ والمذاهب؟ في الدولِ الموحَّدةِ وذاتِ السيادةِ الداخليّةِ، يكتفي هؤلاءِ بمحادثاتٍ مع رئيسَي الجمهورية والحكومة، أما هنا، فيلتقون المسؤولينَ الرسميّين رفعَ عتبٍ بروتوكوليٍّ لأن القراراتِ التنفيذيّةَ رهنُ مُلتزِمي المقاطعات. والثانيةُ: لبنانُ هويّةٌ بديلةٌ لكلِّ شعبٍ شرقِ أوسطيٍّ مُضطهَدٍ. فلدى العالمِ فكرةٌ قديمةٌ هي أنَّ لبنانَ كان عبرَ تاريخِه أرضَ لجوء، وهكذا تكوّن. وبالتالي، لمَ لا يَصُحُّ اليومَ ما صحَّ عبر التاريخ. وما سمح لهذا التفكير الدوليِّ أنْ يَنموَ ويَنتشرَ وجودُ دولةٍ ضعيفةٍ ومسؤولين ضَنينين برَفاهِ اللاجئين أكثرَ من حرصِهم على مستقبلِ لبنان واللبنانيّين.

والثالثةُ: لبنانُ بؤرةٌ أمنيّةٌ تَقترب تدريجًا من الحالتين السوريّةِ والإيرانيّةِ على صعيدِ العقوباتِ الدوليّة. فبعد أن كان المجتمعُ الدوليُّ يضعُ لبنان على لائحةِ أولويّاتِه ويحفَظ استقلالَه واستقرارهَ ووِحدتِه، بات يَنظر إليه كمربّعٍ لـ«حزبِ الله» أكثر من كيانِ دولةٍ لبنانية. لا بل، يدفع الشعبُ والدولةُ ثمنَ هذه النظرة. وما مَن يَتحرّك. لذلك، واجبُ الدولةِ اللبنانية - لا بدّ من التوجّهِ إليها - وهي تَتحضَّر للمشاركةِ في الدورةِ السنويّةِ للأممِ المتّحدةِ وفي مؤتمراتٍ أوروبيّةٍ أخرى، أن تستعيدَ الضميرَ الوطنيَّ وتستذكرَ مجدَ دولةِ لبنان وعظمةَ هذا الشعبِ المؤثِّرِ في الحضارةِ العالميّة، علّها تَنجح في وقفِ المسارِ الانحداريِّ للوجودِ اللبناني. فإذا كانت الشعوبُ العربيّةُ تَمنَّت في مرحلةٍ معيّنةٍ تَغييرَ أنظمتِها، فاللبنانيّون يُطالبون باستعادةِ نظامِهم لأنّهم يعيشون منذ سنواتٍ في حالةِ «اللانظام»، وباستردادِ دولتِهم لأنهم يعيشون خارجَ سقفِها، فيما هي تعيشُ خارجَ شرعيّتِها لأنّها أَجَّرتْها مرّةً عنوةً ومرّةً برضاها.

 

نصـرالله: هـذه هي أمنيتي

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الاثنين 10 أيلول 2018

تحظى عاشوراء في كل عام باهتمام خاص لدى كل من «حزب الله» و«حركة أمل» اللذين يقيمان المجالس الحسينية في مناطق تواجدهما، بحضور شعبي كثيف يعكس المكانة الوجدانية والدينية لهذه المناسبة في البيئة الإسلامية عموماً، والشيعية خصوصاً. ويتمّ هذا العام إحياء ذكرى عاشوراء في ظل استقرار امني ملحوظ، من شأنه أن يعزّز الشعور بالاطمئنان والامان وأن يزيد حجم المشاركة الشعبية في المراسم والانشطة المتصلة بهذه الذكرى، بعدما نجح لبنان في استئصال الإرهاب التكفيري من جسمه وضرب بنيته التحتية داخل اراضيه، وهو الذي كان يشكل في الماضي هاجساً يؤرق اللبنانيين ويلاحقهم، لا سيما في الضاحية الجنوبية والبقاع اللذين دفعا ثمناً باهظاً جراء عمليات التفجير التي استهدفتهما في مرحلة سطوة الارهاب. ولكنّ الوضع الأمني المتماسك الى حدٍّ كبير بعد دحر التكفيريين لا يعني التراخي في التدابير الاحترازية التي تُتخذ لحماية مجالس عاشوراء، كما يؤكد العارفون، لأنّ الخلايا النائمة المحتملة قد تستغل أيّ ثغرة للتسلل منها، سعياً الى إعادة اثبات وجودها والعبث بالاستقرار. ولئن كانت مناسبة عاشوراء دينية بامتياز، إلّا أنها تتّخذ أبعاداً أخرى وسط حرائق المنطقة والضغوط المتزايدة التي يتعرض لها «حزب الله» من اتّجاهات عدة، وبالتالي فإنّ الحزب يرى فيها «مدرسة» تعلّم الصمود والصبر في مواجهة المخاطر والتهديدات، وهو يعتبر أنها تمثل- عبر استعادة مفاهيمها وقيمها- مناسبة لرفع منسوب التعبئة المعنوية والجهوزية الروحية، سواءٌ على مستوى المحازبين أو «البيئة الحاضنة».

وتجدر الاشارة الى أنّ مسار الأيام العشرة من الإحياءات يُتوَّج بخطاب استراتيجي يلقيه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في اليوم العاشر، ويكون في العادة مزدحماً بالرسائل الموجّهة الى الخارج والداخل على حدٍّ سواء. والأرجح أنّ مسيرات عاشوراء في اليوم الاخير ستكون حاشدة كما كل عام، وربما أكثر هذه السنة، رداً على محاولات إحداث شرخ بين المقاومة وعمقها الحيوي، وتدليلاً على أنّ الاحتضان الشعبي لخياراتها الاستراتيجية في الوسط الشيعي لا يزال واسعاً بخلاف الانطباعات المغايرة التي يسعى بعض خصومها الى الترويج لها. وعلمت «الجمهورية» أنّ نصرالله عقد قبل أيام لقاءً بعيداً من الاضواء مع اللجان العاملة في مجال الاحياء العاشورائي، وأوصاهم ببعض الامور المتصلة بالذكرى وبشروط إنجاح مراسمها. وشكر نصرالله خلال اللقاء الله على الامن والامان في احياء هذه المناسبة، «بعدما كان الشيعة يدفعون أثماناً غالية لإحيائها»، لافتاً الى أنّ انتصار الثورة في إيران أحدث ثورة في العقول والأفكار. وشدّد نصرالله على ضرورة مراعاة جميع الضوابط المتعلقة بإحياء المناسبة، وحثّ على عدم السماح ببروز ظواهر غير مألوفة، منبِّها الى انّ هناك محاولات وجهات تعمل لتوهين الشعائر الحسينية.

ودعا نصرالله الى المشاركة المباشرة في المجالس العاشورائية وتفعيل الحضور وتعميمه، صغاراً وكباراً، لافتاً الى ضرورة تعميم السواد عند الجميع. كما دعا الى التركيز على المضمون واعتماد الإحياء الشعبي والتقليدي. وأكد نصرالله وجوب ترتيب المجلس العاشورائي وتنظيفه، مشيراً الى أنه يتمنى شخصياً لو يُوفق في أن يكون خادماً في احد المجالس، وينال هذا الشرف، ويتقرّب به الى الله كما حال غالبية المراجع. وشدد نصرالله على اهمية المجالس المشتركة، مشيداً في هذا السياق بمجلس «حركة أمل» وتميّزه. واعتبر انّ الهدف الاساسي من الإحياء يتمثل في التركيز على رسالة عاشوراء، موضحاً انّ القضية الاساسية هي حفظ الإسلام والتديّن، كما انّ الهدف الآخر هو الاستقطاب الديني والأخلاقي، وطلب من الجهات كافة العمل والتطوّع والمساعدة واعتبار الأيام العشرة محطة مهمة.

 

عوامل مُستجدّة في الوضع المالي

انطوان فرح/جريدة الجمهورية/الاثنين 10 أيلول 2018

هناك مجموعة من التحديات تواجه الوضعين المالي والاقتصادي في المرحلة المقبلة، وكلما اقترب موعد سداد استحقاقات 2019، كلما زاد منسوب القلق لدى من يحاول أن يدعم صمود المالية العامة في انتظار الفرج. لا تنقص الوضع المالي في لبنان سوى عوامل سلبية اضافية لكي تصبح الضغوطات مضاعفة. في الاأساس، يكفي السلوك السياسي الداخلي لوحده لضرب الاقتصاد ودفعه الى التقهقر. لكن عوامل مستجدة دخلت على الخط في الفترة الأخيرة، وزادت الامر سوءاً، وباتت التحديات أصعب وأدقّ وأخطر. بما ان التحدي الاول في الوضع الاقتصادي بات محصورا في القدرة على إطالة فترة الصمود، على امل أن يتغيّر المشهد، وتبدأ مرحلة جديدة مختلفة، هناك مجموعة تطورات باتت تداعياتها واضحة في هذه المرحلة، من أهمها:

اولا: أزمة تشكيل الحكومة، المستمرة منذ اربعة اشهر، وهي مفتوحة على عمر مديد، كما تدل المؤشرات حتى الان.

ثانيا: ارتفاع اسعار النفط عالميا، وظهور بوادر تصعيد في الصراعات الدولية-الاقليمية، بما يعني أن الاسعار لن تنخفض مجددا، وقد ترتفع أكثر في المرحلة المقبلة.

ثالثا: أزمة الاسواق الناشئة في العالم، والتي تتوضّح خطوطها يوما بعد يوم، وهي مرشحة للمزيد من التعقيدات. وهذا يعني ان حركة الاموال في العالم سوف تتجنّب هذه الاسواق، ولبنان من ضمنها طبعا.

رابعا: استمرار نهج رفع اسعار الفوائد على الدولار وفق سياسة الفدرالي الأميركي، بالاضافة الى استمرار ارتفاع اسعار الدولار في اسواق العملات. هذان الامران يشكلان عامل ضغط اضافيا على المالية العامة في لبنان، خصوصا لجهة الدين العام، والانفاق الروتيني للدولة على اعتبار ان الليرة مُسعّرة وثابتة حيال الدولار.

خامسا: ارتفاع منسوب التوتر في المنطقة على خلفية زيادة الضغط الاميركي على ايران، واستمرار المواجهات بأنواعها كافة على الجبهة السعودية-الايرانية.

سادسا: ظهور منافسين اقليميين للبنان في عملية جذب الرساميل الى المصارف. ورغم ان هذا العامل ليس اساسيا حتى الان، إلا انه قد يتطور لاحقا. وتعتبر مصر في طليعة المنافسين وقد بات وضعها الاقتصادي افضل، ونظمت قطاعها المصرفي وبات يتم دفع اسعار فوائد جاذبة للرساميل الخارجية، قياساً بالمخاطر.

كل هذه العوامل أضيفت الى الوضع المالي اللبناني الدقيق في الاساس. وهي طرأت في مجملها في العام 2018.

من هنا، يمكن تفهّم الاجراءات الاستثنائية التي يقوم بها مصرف لبنان في هذه المرحلة للحفاظ على الثبات النقدي، ودعم المالية العامة، في وجه عواصف تزداد قوة وشراسة. ورغم كل الاجراءات، وآخرها عملية السواب التي قام بها مع وزارة المالية، الا ان الاوضاع تزداد صعوبة كلما طال الوقت، ولم يتغير المشهد السياسي في البلد. وهذا ما سمعه أكثر من سياسي من وزير المالية، وآخرهم زعيم المختارة وليد جنبلاط. اذ ان عملية السواب هي لسنة واحدة، وقد تحمّل مصرف لبنان فرق اسعار الفوائد بدلا من الخزينة. لكن في النتيجة، الكل في مركب واحد، فكيف سيتم التعامل مع استحقاقات 2019؟

العجز الذي سجله ميزان المدفوعات في الأشهر السبعة الاولى من 2018 كان لافتاً. وقد تبيّن ان العجز بلغ في تموز لوحده 548,9 مليون دولار. وهو رقم مُقلق، خصوصا ان صافي الاصول الاجنبية انخفضت في المصارف في هذا الشهر حوالي 807,3 مليون دولار. قد يكون هذا الخفض بجزء منه مرتبطا بتحويلات من الدولار الى الليرة للافادة من اسعار الفوائد المرتفعة حاليا. لكنه قد يكون مؤشرا ايضا على خروج اموال.

في كل الاحوال، الجميع في مركب واحد، وهذا الوضع يشكل نقطة قوة وضعف في آن. اذ عندما تشكّل الدولة والمصارف ومصرف لبنان خط دفاع واحد مشترك عن الوضع المالي، فهذا يجعل خط الدفاع أقوى وأكثر قدرة على الصمود، شرط تحاشي كارثة سقوط هذا الخط، لأنه في هذه الحالة لا يوجد خط دفاع ثانٍ، ولا خطة (ب)، يمكن اللجوء اليها، في مثل هذه الحالات الطارئة.

 

دبكت بالمطار 

جوزف طوق/جريدة الجمهورية/الاثنين 10 أيلول 2018

ما بعرف إدبك... ومشكلتي مع الدبكة هي في أنّها فولكلور متوارث أكثر من كونها فنّاً نتقنه عن قناعة أو شغف. ندبك في الأعراس، ندبك في المناسبات، نتنافس ونتباهى وننطّ ونكسّر الأرض بضربات أرجلنا، ويمكن أن نفختها بكعب اسكربيناتنا، ونعرق ونتعب وبالكاد نصل إلى السيارة... لكن لا أحد منّا يعود إلى منزله ليقرأ عن أصول الدبكة اللبنانية وعلاقتها بالفنون الفينيقية وتأثّرها بالمدّ الإغريقي، ولا حتى نجلس على البلكون ونستمع لكاسيتات آلان مرعب ونغوص في ما ورائيات الهوّارة، فالأكثرية بيننا تحبّ فريدي مركوري وبينك فلويد وفرقة أبا، وفي الغالب نجوى كرم هي أقرب ما نحبّه إلى الفولكلور اللبناني.

ببساطة، نحن شعب يحبّ الدبكة، ومستعدّون أن ندبك حتى على السوشل ميديا وفي الأزمات الوطنية ووقت الحزّات وفي الأفراح والأتراح، وعلى خراب البلد... وكان غريباً للغاية حجم حلقة الدبكة التي اشتركنا فيها بسبب الوضع الكارثي في المطار، والأغرب كان تفاجؤنا من التخلّف في التعاطي مع الناس وإذلالهم ومسح كرامة باسبوراتهم بالأرض. لكن هل انتبهتم إلى أنّ هؤلاء الموجودين في المطار يملكون أصلاً الوقت لتخليص معاملات فيزا، والمال الكافي لشراء تذكرة سفر وتمضية 4 أو 5 أيام في الخارج، أو ربّنا وفّقهم بعمل للهروب من جهنّمنا... وأنا ما معي روح عالمطار ولا حتى إدفع ثمن باركينغ هناك، وليس لديّ مشاريع سان توريني وميكونوس ومارمريس... فأنا آخر مغامرة لي كانت إلى مار شربل في عنايا.

في البلد، هناك آلاف الأشخاص الذين ليس لديهم سوى مشاريع جونية جبيل، ودورة كولا بربير، يعلقون على طرقاتها أكثر من مليون مسافر في المطار... ويتضرّعون إلى خالقهم ألّا تصيبهم ذبحة قلبية أو يغمى عليهم من جلجلة طرقاتهم اليومية إلى عمل لا يكفي معاشه ثمن مارتديلا لآخر يوم من الشهر.

في البلد، هناك آلاف الناس الذين لا يكترثون لذلّ وبهدلة في المطار، لأنّ أقصى أملهم ألّا يعلقوا يوماً كاملاً على شبابيك الضمان الاجتماعي ويُهان سرطانهم وضغطهم وديسكاتهم في انتظار تخليص ثمن دواء تناولوه منذ 8 أشهر.

في البلد، هناك شعب يسكن في شقق بلا بلكونات ولا واجهات ولا هواء يقتل رطوبة غرف النوم، هناك شعب يبحث عن مخترع لديجونكتور 2 أمبير وحنفية تنقّط تنقيط من كثرة الفواتير، وعن مدرسة لا ترى الطفل بقرة جحا.

ما حصل في المطار مخزي ومعيب ومهين بحق دولة وبحقّ شعب، لكنّ المطار يبقى ضيّقاً على المهاجرين والمنتشرين والمسافرين والميسورين، في حين أنّ البلد بأمّه وأبوه أصبح ضيّقاً على شعب بأكمله، الطوائف أصبحت ضيّقة، الأحزاب ضيّقة، الخدمات ضيّقة، البنى التحتية ضيّقة، طموحاتنا، آمالنا، معاشاتنا، ضرائبنا ضيّقة، الكهرباء والمياه والخدمات ضيّقة، كثير من الكراسي ضيّقة على جالسيها ووزارات ضيّقة على مفسديها، وزعامات ونيابات وقيادات ضيّقة على ناهبيها... البلد ضيّق لدرجة أنّه لم يعد بحاجة إلى سياسيين ومشرّعين، بل إلى خيّاطين يوسّعون دكّته أو يرحرحون سرواله ويشقّون قميصه.... البلد بحاجة إلى خياطة ليصبح على مقاس الناس وليس على مقاس السياسيين. هي أصلاً الأزمات في البلد ماسكة عالدبكة، والمطار ليس سوى واحدة من عشرات الأزمات الممسكة بيد بعضها بعضاً وتتحرّك ركبها وأكتافها على وقع طبل الفساد... وغداً، تنتهي دبكة المطار ونعود نحن إلى طاولاتنا نمسح عرقنا، نرتشف كأس عرق أو كباية ماء، ونرتخي على كراسينا في انتظار الدبكة التالية حتى نتمرجل على بعض.

 

هكذا يتحسن المطاربأسرع وقت ممكن وأقل كلفة ممكنة

الهام فريحة/الأنوار/10 أيلول/18

كنا في مقولة "كل مواطن خفير"، فأصبحنا في مقولة "كل مواطن خبير"، والسبب في ذلك يعود الى ان ما حدث في مطار بيروت الاسبوع الماضي جعل من كل مواطن خبيرًا، وباتت المسألة بحاجة الى آراء أربعة ملايين لبناني لمعرفة كيفية إصلاح الوضع في المطار.

الموضوع ليس بهذه السهولة على الإطلاق، وليس بهذه الصعوبة أيضًا. معاناة المطار واضحة وضوح الشمس ومعالجتها بسيطة وسهلة إذا صفَت النيّات، وإذا كان هناك قرار فعلي بتحسين وضع المطار.

ولنكن عمليين من دون أن نعقد الأمور ولنبدأ من الباب الفعلي وليس من النافذة، تحت عنوان: "هناك زحمة في المطار فكيف نعالجها؟".

البداية من "باركينغ" المطار: الناس يتحاشون "الباركينغ" لأن أسعاره مرتفعة. الجواب: خفّضوا تسعيرة المواقف لتشجيع الواصلين والمغادرين على استعمال مواقف المطار بدلاً من الالتفاف حوله سواء من خلال الوقوف على جانبي الطريق عند مدخل المطار، وما يسببه هذا الوقوف من ازدحام للوصول الى مدخل المطار.

"تاكسي المطار"، هناك شكاوى من ارتفاع كلفتها، لماذا لا يكون الأمر متاحًا للجميع شرط الالتزام بمعايير تسمح بالدخول الى الحرم الخارجي للمطار، وعندها يتحوّل الموضوع الى موضوع منافسة على تقديم الأفضل بدل الإحتكار الذي يؤدي الى تراجع الخدمات ونوعيتها.

الدخول الى المطار على حاجز التفتيش الأول عبر الباب الالكتروني.

لماذا لا تكون هناك عشر بوابات الكترونية بدل اثنتين؟ وبهذه الحال يقف المغادرون في عشرة صفوف بدل أربعة، ويكون ذلك عبر خطوط مستقيمة يُمنَع التجاوز فيها.

عند الوصول الى المرحلة الثانية، اي الى مرحلة الـ CHECK IN يُفترَض أن يكون موظفو "كونتوار" شركات الطيران، في أماكنهم قبل بدء وصول المسافرين، وبعد عملية الـ CHECK IN وأخذ الحقائب، يصار الى التوجه الى نقاط الأمن العام لختم الجوازات.

هنا يُفترَض أن تكون أبواب الأمن العام مطابقة لحجم الإزدحام، فتكثر الأبواب أو تقل بحسب الإزدحام. بعد الدخول من بوابة الأمن العام تأتي المرحلة التالية بالتوجه الى الـ gate المخصص والمطبوع على الـ boarding pass ثم تأتي المرحلة الأخيرة بالدخول الى الطائرة بعد التأكد من الجواز ومن التأشيرة عليه، إذا كانت مطلوبة، ومن بطاقة السفر. إذا اتخذَت كل هذه الإجراءات بعين الاعتبار، فأين المشكلة؟ المشكلة في ان النظام والإنتظام والتنظيم في لبنان "وجهة نظر": طبّقوا ما سبق فترتاحون ولستم بحاجة لا إلى توسعة مطار ولا إلى مئات ملايين الدولارات، بل الى حزم في تطبيق القوانين وعدم استثناء أحد من تطبيق هذه القوانين. فعلى سبيل المثال لا الحصر: أولاً، يُمنَع وقوف السيارات على جانبي الطريق عند مدخل المطار، لئلا يتسبب الأمر في الإزدحام، وهذا الأمر يتطلب تنفيذه لحظات وليس دقائق إذا ما طُبّقَ على الجميع من دون استثناء.

ثانيًا، يُتخذ قرار بخفض تسعيرة تاكسي المطار الى النصف، وفي الموازاة تبدأ عملية اختيار سيارات التاكسي التي يُسمح لها بدخول المطار وفق المعايير التي توضَع، ولا استثناء لأحد.

ثالثًا، قرار عاجل برفع عدد البوابات الالكترونية عند المدخل، وهذه البوابات لا يستلزم تركيبها أكثر من شهر.

رابعًا، قرار بانضباط موظفي شركات الطيران الذين يتولون عملية الـ boarding pass.

خامسًا، تسريع عملية ختم الجوازات وزيادة البوابات، بحسب ضغط المسافرين.

سادسًا، عند الوصول، إبعاد الحمّالين أو تنظيمهم بشكل حاسم ووضع تسعيرة لهم للتخلّص من عملية التشبيح.

سابعًا: استدراج عروض بمهلة زمنية لا تتجاوز الشهر لتركيب جهاز جديد للحقائب واجراء صيانة فورية للجهاز القائم.

هكذا يتحسن المطار ولا تعود الرحلة بين ابوابه وابواب الطائرة تستغرق الوقت الذي تستغرقه الرحلة من بيروت إلى باريس او لندن او الرياض او ابوظبي أو غيرها من العواصم.

وفي الموازاة لا بد من نشر نتائج التحقيقات ومن محاسبة المقصّرين، ومن دون محاسبة سيتكرر ما حصل.

 

اطلبوا التقشف ولو من... الأرجنتين

الهام فريحة/الأنوار/10 أيلول/18

الإنسان بطبعه يتعلّم من الأفضل منه علّه يصبح مثله، و"يتعلّم" من الأسوأ منه لئلا يصبح منه. ماذا يمكن أن يتعلّم لبنان من الأرجنتين؟ بالتأكيد لا نتحدّث هنا عن كرة القدم ولا عن عظمة الأرجنتين في هذه اللعبة، فالمجال ليس مجال رياضة بل مجال أوجه تشابه:

يقول الرئيس الأرجنتيني: "ان الأرجنتين لا يمكن أن تستمر في إنفاق ما يفوق عائداتها".  لم يكتفِ بهذا الكلام بل كشفَ ان من ضمن الإجراءات الجديدة إلغاء نحو نصف وزارات الحكومة. هنا نصل الى بيت القصيد:

لماذا لا نتعلّم من الأرجنتين؟ المسألة في غاية البساطة، لماذا لا يبدأ الأمر بإلغاء "وزارات الدولة" التي عددها ستة؟ هكذا نوفّر على خزينة الدولة: ستة رواتب ستة مقرّات لهذه الوزارات. مدير مكتب وسكرتير. "جيش" من المرافقين. هذا غيضٌ من فيض، وأكثر من ذلك، هناك إمكانية للتخفيف من وزراء الحقائب، بالإعتماد على هيكليات الوزارات والمديريات، للتخفيف من أعباء وزراء الحقائب. وبالتأكيد لن يتأثر إنتاج الحكومة، فعلى سبيل الاطلاع فإن مساحة الأرجنتين تقارب الثلاثة ملايين كيلومتر مربع، بالمقارنة، فإن لبنان بمساحته الـ 10452 كيلومتر مربع، لا يوازي بمساحته مدينةً في الأرجنتين، وعليه، لماذا يحتاج الى حكومة من ثلاثين وزيرًا، فيما حكومة الأرجنتين، قبل خفض عدد وزرائها وحتى بعد خفض العدد، لا تصل الى هذا العدد. هل تريدون أن نقول لكم: تعلّموا التقشف ولو من الأرجنتين؟

 

ثورة في البصرة أم كارثة؟

حازم الأمين/الحياة/10 أيلول/18

«ثورة في البصرة». هل يكفي ذلك لكني نغبط أنفسنا نحن الذين أدمتنا الثورات لشدة انجذابنا وحماستنا لها؟ ثم إن الثورة هناك على من؟ على الفساد؟ ما هو الفساد ومن هو الفاسد في العراق؟ وما هي القوى غير الفاسدة التي من المفترض أن تكون الوعاء الذي سيحول الثورة إلى شرطٍ سياسي؟

لقد فشلت الثورات العربية، والاستثناء التونسي له شروطه غير المتوافرة في كل البلدان العربية. وإذا كان الفشل نصيب الثورات في سورية واليمن وليبيا، فأسبابه في العراق مضاعفة. ففي تلك البلدان قامت الثورات وفشلت وكان خصمها واضحاً وكانت مهمتها أيضاً واضحة، ومن كان يجب إسقاطه كان نظاماً على رأسه ديكتاتور وسلطة محددة وعلاقات فاسدة. في العراق لا يبدو أن شرطاً واحداً من هذه الشروط متوافر. من هو المستهدف بالثورة؟ إيران؟ القوى الطائفية؟ لا شيء واضحاً. وبهذا المعنى فإن الفشل الذي كان نصيب الثورات في تلك البلدان متوافر في العراق على نحو مضاعف، ولهذا أيضاً يبدو التصفيق لـ «الثورة في البصرة» ضرباً من العماء وجدنا أنفسنا منجرين إليه، نحن عبّاد «الشعوب»، ومنزّهي الثورات، والمتعامين عن الحروب الأهلية التي تختبىء خلفها.

هاجم المتظاهرون القنصلية الإيرانية في البصرة، اذاً هي ثورة ضد النفوذ الإيراني! هنا علينا أن نضاعف تصفيقنا للمتظاهرين. لكن المدينة أعطت أصواتاً كثيرة لحلفاء ايران في الانتخابات النيابية التي جرت قبل أشهر قليلة. هاجم المتظاهرون مراكز الأمن والمقرات الحكومية، وهذه على رأسها اليوم رجل لا تريده إيران هو حيدر العبادي! فكيف يستقيم ما اعتقدناه، لجهة أن الثورة في البصرة ضد إيران؟ ثم إن على المصفق لـ «الثورة في البصرة» أن يسأل نفسه فعلاً عن احتمال انتصار الثورة وعن النصاب السياسي الذي سيعقب هذا النصر. فلنطلق لخيالنا العنان ولنفترض أن ثورة البصرة تحولت إلى ثورة في كل العراق، وأسقطت هذه السلطة! فهل من قوى سياسية واجتماعية يمكن أن تحل محل السلطة الراهنة؟ وهل هي من خارج المشهد الطائفي والقومي الذي يعصف بالعراق ويوزعه مغانم على قادة المذاهب والعشائر والقوميات؟

الثورات العربية نجحت في إسقاط الأنظمة وفي تهديدها. حتى في سورية، نجح الناس في القول إنهم لا يريدون هذا النظام. المشكلة الرئيسة في فشل هذه المجتمعات وفي عجزها عن إنتاج قوى حاملة لهذا التغيير ومحولة إياه إلى إنجاز «وطني». وإذا كان الإخوان المسلمون هم أفق الفشل الذي لاح في معظم بلدان الثورات، فإن هذا الأفق على رغم بؤسه غير متوافر للعراق. فالمشهد الاجتماعي والمذهبي هناك منعقد على نحو مختلف والبحث عن «إخوان شيعة» سيفضي بنا إلى «حزب الدعوة»، والأخير هو الآن في السلطة ولا يعقل أن يُعاد تنصيبه بعد ثورة عليه.

في لبنان انخرطنا بما توهمنا أنه ثورة على احتلال النظام السوري بلدنا في العام ٢٠٠٥، فأخرجنا الجيش السوري وأحللنا مكانه «حزب الله»، بعد أن تولى قادة الطوائف زمام «ثورتنا».

الانقضاض على الثورات مهمة أسهل من الثورات أنفسها في مجتمعات الحروب الأهلية التي نعيش في ظلها. والثورة على السلطة الفاسدة والقاتلة يجب أن تسبقها ثورات على البنية الاجتماعية التي كانت شريكاً في إنتاجها. «حزب الدعوة» هو بديل «حزب الدعوة» في العراق، تماماً مثلما كان «المؤتمر» هو بديل «المؤتمر» في اليمن، أو في أحسن الأحوال «الإصلاح» (الإخوان المسلمون) هم البديل. في سورية أيضاً قفز الإسلاميون إلى صدارة المشهد فمثلوا البديل، ما سهّل القضاء على الثورة، وفي مصر حصل ما هو موازٍ! يجب أن نتمهل قبل أن نبدأ بالتصفيق لـ «الثورة في البصرة». لا يكفي أن نكره هذا النظام وأن ندرك حجم ارتهانه وفساده لكي نؤمن بثورة عليه. ماذا لو كانت نتيجة تفكيرنا بأن نظام ما بعد الثورة سيكون أسوأ، أو سيكون حرباً أهلية هائلة؟ العراق يحتاج إلى خطوات كبيرة يجب أن تسبق الثورة، هي السبيل إلى تفادي تحول الثورة إلى كارثة.

 

كيف سيسلّم أردوغان إدلب؟

عمر قدور/الحياة/10 أيلول/18

بحسب ما يرشح من أخبار، فإن موعد ساعة الصفر بالنسبة إلى حسم مصير إدلب هو يوم العاشر من هذا الشهر، وإدلب الواقعة تحت نفوذ الضامن التركي هي عملياً آخر مكان فيه وجود مسلح خارج السيطرة المباشرة والتامة. في عفرين والباب تسيطر الفصائل التابعة مباشرة لأنقرة التي تشرف على أدق التفاصيل، وميليشيات الحماية الكردية في شرق الفرات موجودة تحت مظلة العديد من القواعد الأميركية الصغيرة. أي أن عملية إدلب ستسدل الستار نهائياً على أي شبهة تخص وجود فصيل سوري معارض، لتترك ما تبقى من مناطق النفوذ برسم التفاهم بين العواصم الثلاث، واشنطن وموسكو وأنقرة.

مع إقفال ملف إدلب، ينتهي عملياً مسار آستانة الذي انطلق أساساً بزعم التهدئة وخفض التصعيد، فالفصائل التي مضت في هذا المسار لم يعد لها وجود ميداني بعد الانقضاض على مناطق خفض التصعيد، والقليل المتبقي منها لا يعدو كونه وجوداً رمزياً غير مرغوب فيه في مناطق النفوذ التركي. وحتى إذا صدقت التسريبات عن وجود صفقة، تتكفل أنقرة بموجبها بإجلاء النصرة أو حلها، مقابل عودة المؤسسات المدنية للأسد، ووجود قوات حفظ أمن روسية- تركية مشتركة، فإن هذه الصفقة ستكون موقتة وعُرضة للانقلاب عليها لاحقاً مثلما كان الوضع في جميع صفقات تسليم المناطق الأخرى.

لم يعد السؤال عما إذا كان أردوغان سيسلّم إدلب أم لا، وإنما عن طريقة التسليم. وليس من المصادفة أن يكون الخطاب الرسمي التركي قد غيّر لهجته حيال الأسد، بالتزامن مع الانقضاض الروسي على مناطق خفض التصعيد، فأردوغان ووزير خارجيته باتا يستخدمان تعبيرَي الحكومة السورية والمعارضة، بدل اللهجة السابقة التي كانت تتحدث عن نظام الأسد، أو تتعرض بالنقد والإهانة لبشار شخصياً. لعل هذا التغيير في اللهجة يوضح جانباً مما كانت تعلنه أنقرة عن حرصها على وحدة الأراضي السورية، وإن بدا ذلك من قبل موجهاً للأكراد، فالحديث المتكرر عن «الحكومة السورية» يعكس اعترافاً بشرعيتها، ومن ثم بأحقيتها ببسط سيطرتها على الأراضي السورية كافة، بما فيها تلك الخاضعة للنفوذ التركي حالياً.

بالتأكيد لا يتحمل أردوغان وحده مسؤولية مسار كامل، يُرجّح أنه مضى بتفاهم دولي أوسع من ضامني آستانة المباشرين. ومن المحتمل جداً وجود التقاء واسع عند تصفية الصراع المسلح، فهناك القوى المتحفزة إلى إعادة تدوير الأسد، والقوى التي تمانع في إعادة تدويره بديلاً من فوضى تتوقعها، وهناك بعض الطموحات الإقليمية التي تراجعت أو تلاشت، ومنها الهمّ التركي المعلن الذي يتركز على الطموحات الكردية. إلا أن نقطة الالتقاء التي جسّدها مسار آستانة ما كان ممكناً لها العمل من دون الدور المحوري التركي، وهذا قد يتضمن عدم بقائه محورياً مع انتهاء المصالح التي نصّبته هكذا.

صحيح أن وجود النصرة، المصنّفة بقرار من مجلس الأمن على لائحة الإرهاب، يُضعف الموقف التركي. لكن من الصحيح أيضاً أن السيطرة على إدلب حرباً أو عبر تسوية هي استهداف لمنطقة النفوذ التركي الأهم والأقوى، واستهداف للمنطقة الوحيدة منه التي لا تقع على خط المصالح المشتركة بين موسكو وأنقرة والأسد بخصوص إضعاف الميليشيات الكردية. بينما في المقابل، ستكون عفرين منطقة النفوذ التركي الهش جداً، متى قررت موسكو ودمشق دعم الميليشيات الكردية من أجل استردادها، أو التلويح بهذا الدعم بغية إعادتها إلى سيطرة الأسد كحلّ وسط.

لا يخفى أن العين الروسية هي على واشنطن في المقام الأولى، ومتى تحقق التفاهم معها سيكون من الأسهل تهميش الدور التركي، أو الانقضاض عليه كلياً، وحينها سيكون وجود حوالى ثلاثة ملايين نازح سوري في الضيافة التركية عامل ضغط على أردوغان لا العكس. لكن تحقيق التفاهم مع واشنطن قد يقتضي، في مرحلة أولى، استكمال الدور التركي سياسياً، بحيث تتكفل أنقرة بأمرين، أن تبقى عامل ضغط على الأكراد من أجل إلغاء فكرة الفيديرالية تماماً، مع التنويه بأن الأسد ومسؤوليه عبّروا مراراً عن رفضهم الفيديرالية. الأمر الآخر هو أن تساهم أنقرة في منح شرعية لإعادة تدوير الأسد، من خلال إقناع إسلاميين سوريين وآخرين من المعارضين التابعين لها بالمضي في تسوية تتيح لهم حصة متواضعة من المشاركة في السلطة.

لا شك في أن موسكو تتحفز لاستغلال مساعدة أردوغان ضمن هذه الحدود، لأنها هكذا تظهر كأنها تصنع السلام بعد كسبها الحرب. هكذا أيضاً يبقى التفاهم مع واشنطن أسهل، بخاصة مع تفضيل ترامب عدم الاهتمام بتفاصيل الملف السوري. عملياً، نحن كأننا أمام تحقيق مطلب قديم للأسد، عندما كان يصرّ على عدم وجود حل سياسي إلا بعد الانتصار على «الإرهابيين»، فحلفاؤه وحلفاء المعارضة قد تكفلوا بتحقيق النصر له باعتباره شرطاً لحل سياسي، لا يعرف أحد أبعاده ويُستبعد في الأصل أن يكون متفقاً عليه في كواليس القوى الفاعلة.

إننا نتجه، مع إنهاء الصراع المسلح، إلى تلبية المخاوف الأكثر تشاؤماً، سواء كانت حقيقية أو مزعومة. فوضى السلاح التي استُخدمت للترهيب من سقوط الأسد لم يعد لها وجود، الخطر الإسلامي الذي كان يُلوَّح به لم يبقَ منه سوى جيوب صغيرة جداً يسهل القضاء عليها، القضية الكردية في البلدان الأربعة هي في أضعف حالاتها. وبالطبع انتفت كلياً التخوفات المزعومة من عمليات انتقام واسعة تعقب إسقاط الأسد، فما يحدث في كل المناطق التي يستعيد الأخير السيطرة عليها هي عمليات تنكيل وانتقام واسعة «معكوسة عن تلك التخوفات» وسط لامبالاة من الجهات الدولية صاحبة المخاوف السابقة ذاتها.

عطفاً على ذلك يحق لبوتين التباهي بنصره، النصر الذي كان مطلوباً من قوى دولية وإقليمية مؤثرة، وبلا أوهام قد تساور البعض حول غرقه في المستنقع السوري، أو حول وجود نية مبيتة لإغراقه فيه. من دون أن يتحمل عبء الوفاء له، القيصر مدين للسلطان بجعل هذا النصر أكثر سهولة. وإذا كان الموت مقدّراً للمعارضة السورية، بمستوييها العسكري والسياسي، فقد كان أردوغان أنسب من يقودها إلى الانتحار.

 

آثار العقوبات النفطية على إيران

وليد خدوري/الحياة/10 أيلول/18

تبدأ المرحلة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وشملت المرحلة الأولى من العقوبات إنذاراً أميركياً للشركات الدولية المستثمرة في الصناعات المحلية، أما المرحلة الثانية والأهم اقتصادياً لكل من إيران والاقتصاد الدولي، فموجهة إلى الشركات المستوردة النفط الإيراني أو المستثمرة في تطوير الصناعة النفطية. وبعد القرار الأحادي للولايات المتحدة في الانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقعته ايران مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، تباينت مواقف الدول الموقّعة، وتعارضت المواقف من انسحاب واشنطن. فبعد الاعتراضات الدولية على سياسة الرئيس دونالد ترامب، ومن ضمنها أسلوب «التغريدات» غير الدبلوماسية، تشكّلت ردود فعل متعددة حول سُبل التعامل مع نهج البيت الأبيض. وطالب ترامب عدم تحديد أي مهلة زمنية للرقابة على البرنامج النووي الإيراني، وشمول الاتفاق قيوداً على برنامج تطوير الصواريخ الباليستية الايرانية، إضافة إلى وضع حد للتوسع والهيمنة الإيرانية الإقليمية ووقف نشاطاتها الإرهابية. ورفضت السلطات الإيرانية حتى الآن الاقتراحات الأميركية بتغيير الاتفاق، ولكن لم تصدر عنها ردود واضحة حول ما هو المطلوب في ظل الموقف الأميركي.

وتزامن الإعلان عن حصار نفطي جديد على إيران مع نشوب حركات احتجاجية داخلية وتدهور قيمة العملة الإيرانية أمام الدولار، لتسجل مستويات قياسية متدنية، في حين قرّرت شركة «كوزمو أويل» اليابانية عدم تحميل النفط الإيراني ابتداءً من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.

وتفاقم الوضع الاقتصادي الإيراني خلال فصل الصيف، إذ أعرب متظاهرون عن استهجانهم إنفاق طهران ملايين الدولارات لدعم مناصريها في بعض الدول العربية بدلاً من تنمية إيران. وبثت وكالة أنباء «فارس» خبراً في 3 الجاري جاء فيه أن المدير العام لأسواق طهران عبد الحسين رحيمي قرر تقنين بيع اللحوم في العاصمة بسبب «شح السلع»، في حين تضاعفت أسعار اللحوم خلال سنة. وبدأت تنمو وتتوسع حركة عالمية داعية إلى الاستغناء عن استعمال الدولار في بعض التعاملات التجارية الدولية. في المقابل، برزت تصريحات من جماعات اليمين الجديد والأصوليين المسيحيين الأميركيين تدعو إلى عدم الاكتفاء بالحصار النفطي، بل تبني سياسة إزاحة النظام السياسي الإيراني واستبداله بنظام جديد. وحتى قبل بدء الحصار النفطي، برزت مواقف مختلفة ومتعددة، وبدأت تظهر إلى العلن خلافات داخلية في طهران، إذ سحب النواب المتشددون في المجلس الثقة من وزير الشؤون الاقتصادية والمالية مسعود كرباسيان، وحمّلوه مسؤولية عدم ردع الانهيار الاقتصادي. والأمر الأكثر دهشة ضمن مسلسل ردود الفعل المتناقضة خلال الأشهر الماضية، هو استقرار أسعار النفط العالمية ضمن نطاق ضيق جداً يتراوح بين 70 و75 دولاراً لبرميل نفط «برنت». وعلى رغم تصريحات المسؤولين الإيرانيين وقادة الحرس الثوري المتككرة باستعدادهم لقطع الملاحة عبر مضيق هرمز، فمن الواضح أن الأسواق التي ترصد الانعكاسات الجيوسياسية لهذه النزاعات، تتحرّك وتدخل في المضاربات اليومية في أجواء كهذه، بحيث ترفع الأسعار إلى مستويات عالية جداً اذا توجّست إمكان انقطاع امدادات نفطية مهمة.

وتمادت الولايات المتحدة في العقود الأخيرة في فرض العقوبات الاقتصادية والحصار النفطي على الدول «المارقة»، فارتفعت هذه العقوبات لتشمل نحو بليوني نسمة تقريباً، وبلغ إجمالي الناتج المحلي للدول المستهدفة أكثر من 15 تريليون دولار. ومن ضمن الدول التي شملتها أو التي لا تزال تشملها العقوبات الأميركية أو الأممية (مجلس الأمن)، روسيا، وايران، وفنزويلا، وكوبا، والسودان، وليبيا، وزيمبابوي، وماينمار، وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وكوريا الشمالية، والعراق، وتركيا، وباكستان والصين. واختلفت أسباب العقوبات بين خلافات حول مصالح سياسية بحتة، واستعمالها جزءاً من الصراع السياسي/العسكري مع الدول المعنية، وعقوبات بسبب انتهاكات حقوق الانسان وارتكاب جرائم ضد البشرية. أما بالنسبة للعشرات من الشخصيات على القائمة السوداء الأميركية، فالأسباب تشمل تهريب المخدرات، والإرهاب، وتبييض الأموال، وتجارة الأسلحة لمصلحة دول «مارقة».

وأدى الاستعمال المتزايد لهذا العدد من السكان والدول الكبرى، تحديداً الصين وروسيا، إلى مبادرة بعضها لاعتماد نظام مالي جديد للتجارة الخارجية لا يعتمد على الدولار، بل على العملة المحلية. ولا يزال النظام المالي الجديد في بداياته ويُستعمل فقط على نطاق ضيق، لكن هناك محاولات لدول «البريكس»، التي تضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، لتأسيس نظام للتعاملات المالية الدولية مستقل عن النظام الحالي «سويفت».

ويؤدي استمرار الحصار على الدول الإقليمية والكبرى إلى تبني وسائل تعامل مالية جديدة في مجال النفط. وخير مثال موقف الصين من العقوبات الإيرانية، إذ قررت تأسيس سوق مستقبلي في شنغهاي لتجارة النفط يستخدم «اليوان» بدلاً من الدولار. وبهذا، ستحاول الشركات الصينية تفادي العقوبات الأميركية، كما أن السوق ستتعامل في بادئ الأمر مع المشتريات الإيرانية وتتفادى الدول الأخرى. ولكن تبقى تجربة الصين مهمة في حال توسعها مستقبلاً، خصوصاً وأنها من أكبر الدول استيراداً واستهلاكاً للنفط. وتوجد أمثلة كثيرة أخرى لمحاولات استعمال المقايضة (الهند وتركيا)، إضافة إلى اعتماد العملات المحلية لإستيراد النفط من ايران. وتصدر إيران 2.4 مليون برميل يومياً، بينما أدت العقوبات الدولية المفروضة في عهد الرئيس السابق محمد أحمدي نجاد إلى تقليص الصادرات إلى 900 ألف برميل يومياً. وبعد عقود من العقوبات، أصبح لدى ايران خبرة في تفادي جزء من الحصار، ولكن من دون شك ستشكل العقوبات ضربة في صميم النظام الاقتصادي للبلاد، الأمبر الذي عبّرت عنه التظاهرات التي عمت البلاد، وليس طهران فقط. والسؤال الأبرز ما هو ردّ فعل إيران على العقوبات؟ هل ستقبل بالتفاوض وتعديل الاتفاق النووي؟ أم ستلجأ إلى وسائل عسكرية في إجابتها بتقييد حرية الملاحة في مضيق باب المندب، أو إشعال الجبهات العربية المتعددة الواقعة تحت نفوذها؟ وماذا سيكون ردّ الفعل العسكري لواشنطن وحلفائها؟ فعلى ضوء هذه القرارات، وطبيعة الردود عليها، ستأخذ أسعار النفط منحى جديداً سيعكس الأعمال العسكرية، بدلاً من التصريحات الكلامية.

* كاتب عراقي متخصّص في شؤون الطاقة

 

هل تُصدِر تركيا عُملة جديدة؟

بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية/الاثنين 10 أيلول 2018

مع إنهيار العملة التركية أمام الدولار الأميركي، أصبحت الخيارات أمام النظام التركي محدودة ومن بينها حذف صفر من العملة، والذي لن يكون الإجراء الأول في تاريخ تركيا، وذلك بهدف خلق صدمة نفسية إيجابية في الأسواق. فهل تعمد الحكومة التركية إلى حذف صفر من عملتها وما هي إحتمالات نجاح هذا الإجراء؟ بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وبدء الحرب الباردة بين الولايات المُتحدة الأميركية والإتحاد السوفياتي، أخذت العلاقات التركية – الأميركية منحىً جديدًا من خلال تعاون عسكري متين بين الماكينتين العسكريتين التركية والأميركية. وتزامن هذا التحسّن في العلاقات العسكرية مع تردّي في العلاقات التركية – السوفياتية وإندلاع مواجهات بين أكراد تركيا (PKK) والجيش التركي. وفي العام 1980 حدث إنقلاب في تركيا بدعم من أميركا على خلفية التخوّف من صعود التيّارات الإسلامية. هذا الإنقلاب كان له تأثير كبير على العلاقات الأميركية – التركية التي تطوّرت من علاقات عسكرية بحتة إلى علاقة مبنية على منطق جيو إستراتيجي أدّى إلى تموّضع تركيا في صلب السياسة الغربية. وكنتيجة لهذا التطوّر، إستفادت تركيا كثيرًا على الصعيد الإقتصادي حيث تلقّت مساعدات مالية هائلة من قبل الـ OECD.

في أوائل الثمانينات كان الإقتصاد التركي يعيش تحت كابوس تضخّم هائل وصل إلى 120%، لكن المُساعدات التي تلقتها تركيا بعد الإنقلاب ساعدت في خفض هذه النسبة. وإستطاعت تركيا الحفاظ على نسب نمو مقبولة على الرغم من الأحداث التي عصفت بها كحرب العصابات في العام 1984، والأزمة المالية في العام 1994، والأزمة المالية والإقتصادية التي ضربتها في أواخر التسعينات. الوضع الإقتصادي المُتردّي نتيجة التضخّم في خلال هذه الفترة دفع الحكومة التركية في العام 2001 إلى وضع خطّة إصلاحية بأربع نقاط هي: (1) إستقلالية المصرف المركزي التركي، (2) إعادة رسملة عدد من البنوك العامة والخاصة، (3) إقفال المصارف التي كانت على شفير الإفلاس، و(4) إعادة هيكلة عدد من المؤسسات العامة والخاصة.

وعلى الرغم من محدودية هذه الإصلاحات، فقد أدّت إلى وضع أسس سليمة لبناء إقتصاد مالي وإقتصادي مُستقرّ، لكنّها لم تحلّ مُشكلة العمّلة التركية التي عاشت جحيم التضخّم. فقد فقدت الليرة التركية من قيمتها بشكل كبير بين العامين 2002 و2005 حيث هبطت من 1422 إلى 5.1 مليون ليرة تركية لكل دولار أميركي، وأصبح سعر ربطة الخبر بالملايين! هذا الأمر دفع الحكومة في العام 2005 إلى حذف ستة أصفار من العملة التركية وأدّخلت إلى الأسواق عملة جديدة وأرفقتها بإصلاحات إقتصادية أقرّت في العام 2000 أي قبل وصول الـ AKP. وتابعت الحكومات المُتعاقبة تنفيذ هذه الخطّة الإقتصادية مما زاد ثقة المُستثمرين الأجانب وأصبحت قيمة الإستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا توازي 20% من الناتج المحلّي الإجمالي.

العملة الوطنية هي أكثر من وسيلة تبادل في الإقتصاد حيث لا يقتصر دورها على التبادل التجاري فقط، بل تتمتّع أيضًا بأبعاد إستراتيجية كتعزيز الهوية الوطنية وإعطاء اللون السياسي للحكومات. ويتأثر الرأي العام بحسب قوّة العملة الوطنية إذ أن توقعات دائمة بإنخفاض العملة تُثير الرأي العام تجاه السلطة السياسية وتؤدّي إلى خسارتها في الإنتخابات. وتتأثر قيمة العملة الوطنية بعدد كبير من العوامل منها ما هو إقتصادي (السياسة الإقتصادية للحكومة)، سياسي (سياسة الحكومة الداخلية والخارجية)، نقدي (السياسة النقدية)، مالي (وضع المالية العامّة)، وقانوني (القوانين المرعية الإجراء). ويأتي سوء هذه العوامل ليؤثّر بشكل مباشر على قيمة العملة التي قد تخسر من قيمتها مقابل العملات العالمية مما يؤدّي إلى تداعيات على الصعيد الإجتماعي. أيضًا لهذا الإنخفاض في قيمة العملة تداعيات نفسية على المواطن من ناحية شعوره بالإذلال. وكردّة فعل، يعمد المواطنون إلى شراء العملة الأجنبية عبر التخلّص من العملة الوطنية مما يخلق ضغطًا على هذه الأخيرة وتُصبح السلطة السياسية رهينة الأسواق المالية. لذا يظهر حذف الأصفار من العملة الوطنية كإحدى الوسائل المُتاحة أمام الحكومة (حذف الأصفار هو عمل سياسي بإمتياز) لمنع اختراق العملات الأجنبية، وتهدف إلى تحسين الوضع الإقتصادي ودعم السياسة النقدية.

ومن الأهداف الأخرى لحذف الأصفار من العملة، كسب مصداقية دولية، جذب الإستثمارات الخارجية، السيطرة على سوق القطع، خفض الضغوطات التضخّمية، زيادة الثقة بالنظام السياسي الحاكم، وتعزيز الهوية الوطنية. لكّن فعّالية هذا الإجراء تبقى رهينة عدد من العوامل مثل الإستقرار الإقتصادي (على الصعيد الماكرو)، خفض التضخّم وبالتالي ضبط الأسعار، إستقرار سعر صرف العملة الوطنية، لجم الإنفاق الحكومي، الدعم الشعبي للحكومة في سياستها، والأهمّ الإندماج السلِس في الإقتصاد العالمي. وبالتالي فإن الدوّل التي قامت بحذف أصفار من عملتها من دون تنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة ومفهومة من قبل الشعب والأسواق، لم تُعط المفعول المرتقب فحسب، بل أدّت إلى تدهور العملة من جديد بعد فترة وجيزة.

ويُخبرنا التاريخ أنه ومنذ العام 1960، اضطرت الحكومات النامية في 71 حالة إلى إزالة عدد من الأصفار من عملاتها الوطنية. وخلال الخمسين سنة الماضية، قامت 19 دولة بحذف أصفار من عملاتها الوطنية (10 بلدان قامت بذلك مرتين). وتم حذف الأصفار من العملات الوطنية 4 مرات في الأرجنتين، 5 مرات في يوغوسلافيا السابقة، 6 مرات في البرازيل، مرتين في بوليفيا، 3 مرات في أوكرانيا، روسيا، بولندا وبلجيكا، ومرة في تركيا، كوريا، وغانا. وتبقى البرازيل البلد الأوّل في العالم من ناحية إزالة الأصفار حيث أن عدد الأصفار التي قامت بإزالتها من عملتها هي 18 صفرا!

لكن سلبيات حذف الأصفار قد تكون كارثية كتأثير التضخم الناتج عن تدوير الأسعار، تكلفة القائمة (Menu cost)، التأثير النفسي للنقص في الأجور، عودة الأصفار المحذوفة بعد فترة وجيزة، تكاليف إعادة إصدار العملة الجديدة، مشاكل في تحديد الأسعار على الأمد القصير، تدهور العملة وظهور التضخم، فشل المشروع في حالة عدم دعمه من قبل الناس، إنخفاض الصادرات نتيجة لارتفاع قيمة العملة الوطنية...

من هذا الُنطلق، نرى أن حذف صفر من العملة التركية (ليرة تركية = 1.5 د.أ) لن يكون فعالًا إلا إذا إقترن بخطّة إقتصادية واضحة وسياسات مكافحة التضخم وإجراءات تقشفية في الإنفاق العام والانتظام المالي للدولة كما ومحاولة التخلّص من العجز الطويل الأمد في الميزانية. وتواجه تركيا عددا من التحديات التي ستمنعها من القيام بهذه العملية وعلى رأسها العقوبات الأميركية (المُرجّحة للإزدياد) ولكن أيضًا إستحقاق مالي ضخم يتمثّل بحاجة تركيا إلى 210 مليار دولار أميركي في الأشهر العشرة القادمة. هذا الأمر سيجعل من شبه المُستحيل على تركيا تنفيذ عملية حذف الأصفار بنجاح أو حتّى لجم تدهور الليرة التركية مما يعني أن الحلّ الوحيد الباقي أمام السلّطة السياسية هو الإنصياع للمطالب الأميركية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية غدا في ستراسبورغ في زيارة رسمية يلتقي خلالها كبار المسؤولين الاوروبيين والجالية اللبنانية

الأحد 09 أيلول 2018/وطنية - يقوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بزيارة رسمية الى مقر البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ، تلبية لدعوة رسمية من رئيس البرلمان الاوروبي انطونيو طاياني Antonio TAJANI، تبدأ غدا الاثنين وتستمر ثلاثة ايام، يلقي في خلالها كلمة في جلسة خاصة لافتتاح الدورة العادية للبرلمان للعام 2018-2019، ويجري في خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين الاوروبيين، تتناول العلاقات بين لبنان والاتحاد الاوروبي، والاوضاع الاقليمية والدولية الراهنة. وترافق الرئيس عون في الزيارة، اللبنانية الاولى السيدة ناديا عون، اضافة الى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل ووفد رسمي. ومن المقرر ان يصل الرئيس عون واللبنانية الاولى والوفد المرافق الى مطار ستراسبورغ الدولي - اينتزهايم، ظهر الاثنين، حيث يكون في استقباله وفد رسمي من البرلمان الاوروبي. ويوم الثلثاء، يلقي كلمته امام البرلمان الاوروبي عند الثانية عشرة ظهرا بتوقيت ستراسبورغ (الثالثة عشرة بتوقيت بيروت)، بعد ان يكون عقد لقاء موسعا مع الرئيس طاياني في مقر البرلمان، يحضره الى الرئيس عون اعضاء الوفد المرافق، الى جانب عدد من نواب الرئيس طاياني والمسؤولين في مكتب رئاسة البرلمان. ويقيم الرئيس طاياني للرئيس عون مأدبة غداء على شرفه واللبنانية الاولى والوفد المرافق، بعد كلمة رئيس الجمهورية، يحضرها رؤساء الكتل البرلمانية في البرلمان وعدد من النواب فيه. ويلتقي رئيس الجمهورية للمناسبة عددا من كبار المسؤولين الاوروبيين. وفي برنامج الثلثاء كذلك، زيارة للرئيس عون الى مقر المعهد الوطني للادارةL'EcoleNationaled'Administration في ستراسبورغ ولقاء مديره باتريك جيرار Patrick GERARD والقيمين عليه. كما يلتقي الرئيس عون مساء الثلثاء ابناء الجالية اللبنانية في ستراسبورغ والمدن الاوروبية المجاورة.

نبذة عن العلاقات بين لبنان والاتحاد الاوروبي

وقع لبنان اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي في العام 2002، وقد دخلت حيز التنفيذ في العام 2006. وفي العام 2015، بدأ الاتحاد الاوروبي باعتماد سياسة الجوار الجديدة مع لبنان، بعد سلسلة مشاورات، كان ابرزها المؤتمر الذي انعقد في بيروت بهدف تطوير هذه السياسة. وفي العام 2016، وقع الاتحاد الاوروبي مع لبنان اتفاقية اولويات الشراكة للفترة 2016-2020، وكان لبنان اول دولة من دول الجوار الجنوبي التي يتم توقيع هذه الاتفاقية معها. كذلك وقع لبنان مع الاتحاد الاوروبي الحزمة الملحقة بالاتفاقية الخاصة بالالتزامات المتبادلة بشأن معالجة ازمة النزوح السوري والاعباء الناتجة عنها.

كما يعتبر الحوار القائم بين لبنان والاتحاد الاوروبي حول مكافحة الارهاب رائدا في المنطقة. وكان الاتحاد الاوروبي ارتضى للمرة الاولى في تاريخه الدخول في مثل هكذا حوار مع دولة غير عضو فيه. ويدعم الاتحاد الاجهزة الامنية اللبنانية ووزارة العدل للتوصل الى استراتيجية لبنانية موحدة لمكافحة الارهاب. ويسعى الاتحاد للمضي قدما في الحوار حول التنقل. وفي آذار من العام 2018، اجرى لبنان حوارا اقتصاديا في بروكسيل مع الاتحاد الاوروبي، ويجري التحضير حاليا لفعاليات حوار حقوق الانسان والديموقراطية والحوكمة وحوار الامن والعدل في مطلع تشرين الاول 2018.

نبذة عن البرلمان الاوروبي

البرلمان الأوروبي (EP) مؤسسة برلمانية منتخبة بطريقة مباشرة تتبع الاتحاد الأوروبي (EU). يشكل مع مجلس الاتحاد الأوروبي السلطة التشريعية للاتحاد الأوروبي وتوصف بأنها واحدة من أقوى الهيئات التشريعية في العالم. يتألف البرلمان من 751 نائبا يعملون في خدمة الناخبين في أكبر عملية انتخابات غير وطنية ديمقراطية في العالم مع وجود قاعدة ممن يحق لهم الاقتراع بلغت نحو 375 مليون ناخب في 2009. يتم انتخاب البرلمان بطريقة مباشرة كل خمس سنوات بالاقتراع العام منذ العام 1979. للبرلمان مكانان لانعقاده، هما مبنى لويز ويس في ستراسبورغ بفرنسا، والذي يقام فيه 12 دورة عامة كل منها مكونة من أربعة أيام في السنة، وهو يعتبر المقر الرسمي. والاخر هو إسباسلوبولد في بروكسل ببلجيكا وهو الأكبر وتنعقد فيه اجتماعات اللجان والمجموعات السياسية والجلسات العامة. فيما يقع مقر الأمانة العامة للبرلمان الأوروبي، والهيئة الإدارية للبرلمان، في لوكسمبورغ. للبرلمان تأثير كبير غير مباشر، من خلال القرارات والتوصيات غير الملزمة وجلسات استماع اللجان ووجود آلاف الصحافيين. وله أيضا تأثير غير مباشر على السياسة الخارجية، حيث يصادق على جميع المنح التنموية بما فيها المقدمة للدول الأخرى. ويتم انتخاب اعضاء البرلمان الاوروبي الذين يرمز لهم باللغة الإنجليزية (MEPs) كل 5 سنوات عن طريق الاقتراع العام للبالغين الذين يحق لهم التصويت، وحوالى ثلث الأعضاء من النساء. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحد الأقصى لعدد المقاعد المخصصة لاي دوله خفض من 99 إلى 96 والعدد الأدنى لاي دولة هو 6 اعضاء بدلا من 5. وسينخفض العدد بعد اتمام الانسحاب البريطاني في آذار 2019، 73 مقعدا.

انتخابات البرلمان الاوروبي 2014 جرت من ال 22 إلى 25 ايار 2014 وهي الأنتخابات البرلمانية الثامنة منذ أول انتخابات مباشرة في العام 1979. وأول انتخابات تُمكِّن الأحزاب السياسية لعموم أوروبا أن توفد مرشحين لمنصب رئيس المفوضية الأوروبية التي فاز فيه جان كلود جانكر عن حزب الشعب الأوروبي. وفي اواخر ايار 2019 ستجرى الانتخابات المقبلة في ظل تصاعد حركات التشكيك بالاتحاد الاوروبي داخل اوروبا.

 

جنبلاط: لم أكلف أحدا لجمع معلومات عن قرية عين قني أو غيرها

الأحد 09 أيلول 2018 /وطنية - غرد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" الوزير والنائب السابق وليد جنبلاط، عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "وجب التوضيح بأنني لم أكلف أحدا ليجمع معلومات أو يكتب تقارير كما يدعي عن أحوال قرية عين قني الشوف أو غيرها. هناك مجموعة من الانتهازيين تقتنص الفرص تحتمي ببعض الأجهزة تعيث فسادا واحتيالا في المجتمع. إذا بقي الأمر على حاله فإنني سأنشر علنا اسماءهم حتى لو تستر البعض بزي الدين أو غيره".

 

رفول من برج العرب: مسؤولون جميعا عن بناء الوطن

الأحد 09 أيلول 2018 /وطنية - عكار - رأى وزير الدول لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال بيار رفول، أن "العهد اليوم يخدم من كان معنا في الإنتخابات ومن لم يكن معنا". جاء كلامه خلال مأدبة غداء أقيمت على شرفه في دارة الشيخ صبحي أحمد السلوم في بلدة برج العرب، في حضور رئيس البلدية عارف شخيدم، عضو المكتب السياسي في "التيار الوطني الحر" جيمي جبور، رئيس بلدية الفوار حمد الحمد، منسق "التيار الوطني الحر" في عكار طوني عاصي وفاعليات. وقال رفول: "هناك إتفاق أكبر من كل المناكفات، ونحن مسؤولون جميعا عن بناء وطن وتقديم الخدمات لكل اللبنانيين. هناك مشاريع كثيرة لمحافظة عكار، وميزانيات خصصت في مؤتمر باريس لمشاريع من شأنها تعزيز الإنماء في الكثير من المناطق".

شخيدم

وألقى شخيدم كلمة نوه فيها "بمسيرة العهد وبأهمية التعاون مع الرئيس سعد الحريري لتشكيل حكومة وحدة وطنية بأسرع وقت ممكن".

السلوم

كما ألقى السلوم كلمة رحب فيها برفول "بين أهلك، فهذه الزيارة تأتي لتعزيز الروابط بين المسؤولين والشعب".

 

الرئيس امين الجميل: لحكومة اختصاص مصغرة من وزراء غير حزبيين قادرين على تحقيق برنامج إصلاحي

الأحد 09 أيلول 2018 /وطنية - لبى الرئيس أمين الجميل، في إطار زيارة العمل التي قام بها لنيودلهي، دعوة سفير لبنان لدى الهند ربيع نرش الذي أولم له في حضور عميد السلك الديبلوماسي في نيودلهي سفير جمهورية الدومينيكان فرانك هونز داننبرغ وعميد السلك الديبلوماسي العربي السفير السعودي سعود بن محمد الساطي وسفراء مصر حاتم تاج الدين والعراق فلاح عبدالحسن وسلطنة عمان حمد بن سيف الرواحي وجمع من المدعوين. وعلى اثر الزيارة، التقى الجميل مندوبي الصحافة وركزت الاسئلة على الوضعين الاقليمي واللبناني، واستبعد "أي حل قريب لأوضاع المنطقة في ضوء الصراع الاستراتيجي القائم، والسياسة الاميركية المربكة، ما يجعل المعادلة الدولية في حال قصور عن الحلول النهائية، وهذا يستدعي مزيدا من الجهود الاقليمية والدولية لبلوغ تسوية نهائية على رغم التقدم العسكري والميداني الذي سجل في المرحلة الاخيرة من حرب سوريا". في موضوع عودة النازحين، اعتبر أن "الوضع السياسي الهش في سوريا والامن العسكري غير كافيين لوحدهما لتأمين عودة شاملة للنازحين بغياب التدابير الفاعلة والضامنة وغياب الحلول السياسية التي تؤسس لمثل هذه التدابير التي تمثل الحد الادنى من الطمأنينة للعائدين". وعلى المستوى الفلسطيني، سجل الجميل "تراجعا في مسار عملية السلام في ضوء الاحادية الاميركية والقرارات المربكة الصادرة". على الصعيد اللبناني، اعتبر ردا على سؤال عن مقاربته للواقع السياسي في ضوء تعثر تأليف الحكومة، أن "الأمر معيب ولا يشرف القادة اللبنانيين الرسميين ولا الحزبيين ولا يأخذ في الاعتبار مصلحة الوطن ولا مصلحة المواطنين". وقال: "ما يحصل تحت ستار أو شعار تأليف حكومة المصلحة الوطنية لا يعدو كونه منطق تقاسم الحصص وتوزيع المغانم على أساس اتفاقات ومعاهدات وتفاهمات و"الشاطر بشطارتو"، والمؤسف ان لا حسيب ولا رقيب على منظومة الهدر والفساد، في وقت البلاد تحتضر، والاقتصاد ينزف، والشباب يهاجر". وردا على سؤال عن الحل المرتقب، شدد على "حتمية العودة الى الدستور والاصول والاعراف والتقاليد السياسية"، واعتبر ان "لا مفر من موقف شجاع ومسؤول يبادر اليه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة اللذان يحظيان بقاعدة سياسية وشعبية تخولهما تشكيل حكومة اختصاص". وشدد على "وجوب التفاهم بين الرئيسين عون والحريري في حال تعذر تشكيل الحكومة السياسية، على تشكيل حكومة اختصاص مصغرة من وزراء غير حزبيين قادرين على تحقيق برنامج اصلاحي اداري اقتصادي مالي اجتماعي. وبوسع هذه الحكومة انتشال لبنان من حال الازمة وأن تكون حكومة مكتملة الاوصاف طالما الوزراء يتمتعون بثقة الرئيسين على المستوى التمثيلي والاخلاقي والانتاجي، كما ستكون حكومة ممثلة لبيئتها طالما أن الرئيسين يمثلان فئة سياسية ونيابية وشعبية عريضة، وبهكذا حكومة يمكن إحداث صدمة من شأنها أن تحاكي المؤسسات الدولية بجاهزية وقدرة على الإصلاح وتلاقي مؤتمر سيدر وأجندته الاصلاحية الى منتصف الطريق، والا ستبقى المحاصصة السياسية الفتاكة والعبثية هي القاعدة وسنعود الى لازمة "رجعت حليمة لعادتها القديمة". ولاحظ الجميل أن "هذا المخرج يبقى من صلب الدستور وفي أساس النظام الديموقراطي فتنصرف الحكومة الى الحكم والتنفيذ، ويقوم مجلس النواب بدوره في المراقبة والمحاسبة". وختم: "رب ضارة حكومية نافعة لجهة بدء التفكير باستعادة الاستقرار على صعيد النظام العام وانتظام المؤسسات في المسار الديموقراطي الذي لطالما شكل سمة لبنان".

 

زغيب زار وزير الأوقاف السوري: ما يجمعنا هو الإنتماء الى الفكر الأصيل في مواجهة التطرف

الأحد 09 أيلول 2018/وطنية - أعلن المكتب الإعلامي للمفتي الجعفري الشيخ عباس زغيب، في بيان، أن زغيب "استهل زيارته الى الجمهورية العربية السورية، بزيارة وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد، في مكتب الوزارة في دمشق، موفدا بإسم رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، وقد عرض لواقع الأوضاع العامة والإنتصارات التي تحقق في الميدان في وجه القوى التكفيرية". وقد ثمن وزير الأوقاف زيارة زغيب بإسم المجلس، وأكد "ضرورة السير والمضي دوما في الطريق التي توحد، والإبتعاد عن سياسات التشرذم والإقتتال ضمن الصف الواحد والطائفة الواحدة والبلد الواحد والأمة الواحدة".

وأكد على "الأهمية الكبيرة للسير على نهج الإسلام الأصيل أي الإسلام كما أنزله الله والذي هو اسلام المحبة والتسامح والصراط المستقيم"، معتبرا أن "الإنتصارات التي حققت في الميدان هي نصر إلهي حققه الجيش العربي السوري امام اكثر من ?? دولة حاربت مشروع سوريا المقاومة". وبدوره أكد زغيب أن "ما يجمعنا هو الإنتماء الى الفكر الأصيل في مواجهة التطرف"، كما أكد على "أهمية العلاقات الرسمية اللبنانية السورية لأنها تصب في مصلحة البلدين ويكون للبنان مصلحة كبرى فيها، حيث أنه لا يمكن الإنعزال او التطرف من أي طرف من أطراف الداخل اللبناني الذين يجب ان يعملوا لمصلحة لبنان والتي تتجسد بأفضل العلاقات الرسمية مع الجمهورية العربية السورية". وأكد أيضا لوزير الأوقاف أن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ودار الإفتاء الجعفري في لبنان "داره ومكتبه الثاني"، معتبرا انه "تم استهداف سوريا لانها تشكل خط الدفاع الاول عن المقاومة، وخط الممانعة، ولما تمثله من حضارة تاريخية واسلامية، ولانها لم تساوم يوما على القضايا العربية المحقة، وخصوصا في ما يخص القضية الام فلسطين، ولان سوريا قيادة وجيشا وشعبا، أثبتت أنها تستحق الانتصارات التي تتحقق". وفي الختام حمل وزير الأوقاف ضيفه سلامه للشيخ عبد الأمير قبلان والمفتي الشيخ أحمد قبلان، وقدم له هدية تذكارية من بعض الكتب الفقهية من مؤلفاته. كما وجه زغيب "تحية تقدير ومباركة بالانتصارات التي تحصل، للوزير ومن خلاله لسوريا رئيسا وحكومة وبرلمانا وجيشا وشعبا".

 

حسين زعيتر: رئيس الجمهورية لن يسقط رغم محاولات الداخل والخارج

الأحد 09 أيلول 2018 /وطنية - أكد مسؤول منطقة جبل لبنان والشمال في "حزب الله" الشيخ حسين زعيتر، أن "الثنائي الوطني يقف خلف نائب جبيل وكسروان مصطفى الحسيني". كلام الشيخ زعيتر جاء خلال رعايته حفل تخرج طلاب الشهادات الرسمية الذي أقامته بلدية عين الغويبة، في حضور ممثل رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل بمستشاره طارق صادق، النائب مصطفى الحسيني، مسؤول حركة "أمل" في جبيل وكسروان العقيد علي خيرالدين وجمع من الفاعليات السياسية والإجتماعية والبلدية في جبيل وكسروان. ولفت زعيتر إلى أن "مسألة الانتخابات في جبيل أصبحت من الماضي لأننا نواجه أكبر هجمة على الكيان اللبناني لإسقاط الرئيس القوي"، مؤكدا أن "الرئيس العماد ميشال عون لن يسقط بالرغم من كل محاولات الداخل والخارج". وشدد على "ضرورة العمل ضمن فريق واحد جنبا إلى جنب مع كل القوى الفاعلة، وخصوصا التيار الوطني الحر من أجل مواجهة التحديات الإنمائية في قرى وبلدات جبيل وكسروان كافة"، داعيا الجهات السياسية باختلاف طوائفها في المنطقة إلى "الإبتعاد عن المصالح الخاصة والتوجه إلى حاجات وقضايا الناس لنستمر ويبقى لبنان وتبقى الدولة". وختم زعيتر مشيرا إلى "القيمة الوطنية الكبرى للامام المغيب السيد موسى الصدر من خلال دوره الأساسي في صون وحماية الشراكة الوطنية الحقيقية في لبنان"، داعيا القوى السياسية كافة إلى "الاقتداء به على مستوى العمل السياسي".

 

84 نازحا غادر النبطية الى سوريا وسط اجراءات للجيش والامن العام

الأحد 09 أيلول 2018 /وطنية - النبطية - غادرت قبل ظهر اليوم، الدفعة الثانية من النازحين إلى سوريا وعددهم 84 نازحا على متن 3 حافلات كبيرة حضرت لهذه الغاية من سوريا الى مدرسة عبد اللطيف فياض الرسمية في النبطية حيث بدأ النازحون بالتوافد الى ملعب المدرسة عند السادسة والنصف صباحا وسط اجراءات امنية للجيش في محيط المدرسة واجراءات مماثلة للامن العام في النبطية داخل ملعب المدرسة لمواكبة عملية العودة. وسلكت القافلة طريق مرجعيون- حاصبيا- راشيا الوادي، متوجهة نحو المصنع وعلى متنها العائدون الى بلداتهم في حلب، درعا وحماه والشام وكانوا يقطنون في مدينة النبطية، الكفور، الدوير، تول، دير الزهراني، النبطية الفوقا، كفرتبنيت، شوكين، النبطية الفوقا وكفرفيلا. وانضمت اليها حافلتان عند مثلث دار المعلمين والمعلمات في النبطية آتيتان من صيدا وعلى متنهما مئة سوري، وتوجهت القافلة المؤلفة من 5 حافلات بمواكبة من الجيش اللبناني والامن العام والصليب الاحمر اللبناني نحو شبعا حيث انضمت اليها حافلات اخرى وتوجهوا جميعهم نحو سوريا. ومنذ الصباح حضر ضباط الامن العام وعناصره الى باحة المدرسة للاشراف على تنظيم عودة النازحين الى بلداتهم وفق قوائم اسمية بحوزتهم، للاسماء المسجلة لمغادرة المنطقة بعدما تم تسوية أوضاع العائلات التي كسرت اقاماتها او الاطفال الذين ولدوا في لبنان خلال فترة النزوح، من دون ان يدفعوا اي شيء وذلك بعدما اتم الامن العام كافة الاجراءات القانونية واللوجستية لعودتهم الى سوريا، ونقل العائدون أمتعتهم الخاصة. وأشرف على العملية رئيس فرع الامن القومي والمعلومات في الامن العام في الجنوب العقيد علي حطيط ورئيس دائرة الجنوب الثانية في الامن العام في النبطية الرائد علي حلاوي الذي حضر الى النبطية وتوجه الى شبعا للاشراف على عملية مغادرة السوريين من هناك ايضا، كما وحضر في النبطية رئيس قسم المعلومات والاستقصاء في الامن العام في النبطية النقيب علي نجم ورئيس مركز الامن العام في شبعا النقيب عباس الحرشي وممثلون لمخابرات الجيش وأمن الدولة وقوى الامن الداخلي في النبطية، في حضور رئيس مكتب الجنوب الميداني للمفوضية العليا السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين كامرون راشلخ، ومندوبين عن الصليب الاحمر اللبناني وجمعية "شيلد" وجمعيات اخرى في الامم المتحدة تعنى بشؤون النازحين السوريين، رئيس رابطة العمال العرب السوريين في لبنان مصطفى منصور ورئيس الرابطة في الجنوب محمد كراف ونائبه سليمان النعيمي.

كراف

وتحدث رئيس رابطة العمال السوريين في الجنوب محمد كراف فقال: "ان السوريين في لبنان يقفون على ابواب المستشفيات ولا اهتمام بهم من الامم المتحدة وجمعياتها ولا مواد غذائية او تدفئة او طبابة تقدمها لهم وحتى الان لم يتم تسجيل الطلاب والاولاد السوريين في المدارس الرسمية اللبنانية، والمدارس تنتظر قرارا من وزارة التربية التي تنتظر بدورها الموافقة من الامم المتحدة وماذا ستقول في هذا الاطار، والامم المتحدة لم تعط هذه الموافقة حتى الان ولا طالب سوريا تسجل لغايته في المدارس الرسمية اللبنانية والاهالي السوريون المقيمون في لبنان يتساءلون هل سيضيع العام الدراسي على ابنائنا، ومعلوماتنا في الرابطة ان الامم المتحدة لن تغطي تعليم السوريين الطلاب هذه السنة، ولا مدارس بعد الظهر وبدوامات مسائية للطلاب السوريين ونحن هنا ندعو كل السوريين في لبنان للعودة الى حضن وربوع سوريا حيث ان المدارس بدأت بفتح ابوابها هناك لاستقبال الطلاب السوريين".

منصور

بدره قال رئيس رابطة العمال العرب السوريين في لبنان مصطفى منصور: "ان قوافل العائدين السوريين انطلقت اليوم من كل الاراضي اللبنانية بشكل طوعي ومنها من صيدا والنبطية، والرابطة وبتوجيهات من السفارة السورية في بيروت والسفير الدكتور علي عبد الكريم علي وبالتعاون مع الامن العام ومديره العام اللواء عباس ابراهيم، وبالتعاون والتنسيق مع الاخوة في حزب الله، والرابطة تجهز قوافل العائدين الى سوريا والراغبين بالعودة الى ربوع سوريا، وهناك قوافل اخرى الاسبوع المقبل تضم المئات من النازحين". اضاف: "اننا نتوجه الى كافة النازحين الراغبين بالعودة الطوعية المبادرة الى تسجيل اسمائهم لدى مكاتب الرابطة او المراكز التي حددها الامن العام اللبناني وكذلك التي اعلن عنها الاخوة في حزب الله وذلك للاسراع في تأمين العودة كما هو مقرر لها وننتهز الفرصة لنجدد شكرنا للامن العام اللبناني الذي من خلال ازالة المنع المؤقت او الدائم عن الراغبين بالعودة والمخالفين لنظام الاقامة مما شجع المترددون على المغادرة دون خوف من المنع وتسهيل اجراءات التسوية للمخالفين او الداخلين خلسة، وكذلك نوجه شكرنا للجهود التي بذلها الاخوة في حزب الله وكافة الجهات التي تؤدي الى تأمين عودة آمنة للنازحين الى وطنهم الحبيب سوريا، ولا يفوتنا ايضا توجيه الشكر لسعادة السفير الدكتور علي عبد الكريم علي الذي يواكب جهودنا خطوة بخطوة ويذلل كل الصعاب التي تعترض طريق عملنا في مساعدة الاخوة النازحين الراغبين بالعودة او غير الراغبين". وأهاب منصور بكل من يرغب بالعودة "الاسراع بالتسجيل خاصة ممن عندهم اطفال واستحقوا الدخول للمدارس من اجل ان يضمنوا لاولادهم عامهم الدراسي في وطنهم الذي يطبق الزامية ومجانية التعليم، وابواب الرابطة مفتوحة على مدار الساعة لمساعدة كافة المواطنين العرب السوريين في كافة المجالات".

 

نص كلمة د.سمير جعجع في معراب عقب قداس ذكرى الشهداء/“يا فخامة الرئيس أنقذ عهدك واشهد للحق”… جعجع لـ”حزب الله”: عودوا الى لبنان ونحن بإنتظاركم

نقلا عن موقع القوات اللبنانية/09 أيلول/18

دعا رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع الرئيس العماد ميشال عون “للمبادرة إلى إنقاذ عهده بيده، بدءاً من تأليف الحكومة الجديدة، فجل ما هو مطلوب منه ان يشهد للحق ويلجم طمع البعض وينقذ التسوية الرئاسية الكبرى المهددة في الوقت الراهن”. وتوجه إلى “الرفاق العونيين” بالقول: “مهما حصل فمن بعد “تفاهم معراب” يجب ألا يردّنا أي شيء إلى الوراء، صحيح أن النبرة تعلو بين الحين والآخر إلا أننا يجب ألا ندع هذا الأمر يفرقنا من جديد”.

كما توجّه جعجع برسالة إلى “الإخوان” في “حزب الله”، قائلاً: “ماذا ينفع الإنسان لو ربح المعارك كلّها وخسر وطنه؟ فما سيبقى لنا في نهاية المطاف هو عائلاتنا وبيوتنا وقرانا وبلادنا لذلك من المهم جداً أن نضع كل جهدنا وتعبنا وعرقنا ودمنا في بلدنا ولأجل بلدنا فقط وليس أي بلاد ثانية أو أي قضيّة أخرى. نحن لدينا قضيّة واحدة لا ثاني لها وهي أن نهتم بلبنان وننهض به من أجل أن يصبح في مصاف أرقى دول العالم فيصبح اللبناني مرتاحاً في بلده، فخوراً بهويته وبجواز سفره وليس كما هو الوضع الراهن اليوم. لذلك عودوا إلى لبنان، عودوا إليه بكل المعاني وعلى جميع المستويات. عودوا إلى لبنان ونحن جميعاً في انتظاركم”.

كلام جعجع جاء في كلمة ألقاها عقب قدّاس شهداء المقاومة اللبنانيّة الذي أقامه حزب “القوّات اللبنانيّة” في مقرّه العام في معراب تحت عنوان “كرمالكن” وبحضور: النائب ابراهيم كنعان ممثلاً فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، الوزير جمال الجراح ممثلاً رئيس دولة الحكومة المكلف سعد الحريري، الرئيس السابق ميشال سليمان، الوزير السابق الان حكيم ممثلاً الرئيس السابق أمين الجميل، صولانج بشير الجميّل، النائب نقولا نحاس ممثلاً رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني، نائب رئيس الحكومة السابق سمير مقبل، النائب أكرم شهيّب ممثلاً رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط، النائب روجيه عزار ممثلاً رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، الوزراء: نهاد المشنوق، ميشال فرعون، بيار بو عاصي وملحم الرياشي، النواب: ستريدا جعجع، جورج عدوان، ماجد ادي ابي اللمع، وهبة قاطيشه، عماد واكيم، فادي سعد، زياد الحواط، شوقي الدكاش، جان طالوزيان، جورج عقيص، قيصر المعلوف، أنيس نصار، جوزف اسحق، انطوان حبشي، هنري حلو، نديم الجميل، محمد سليمان، سامي فتفت، سليم عون، فريد البستاني، نعمة فرام، ميشال معوض، النائب أنور الخليل ممثلاً بمدير مكتبه إيلي كيروز، الوزراء السابقون: مروان شربل، يوسف سلامة، طوني كرم، جو سركيس وسليم وردة، النواب السابقون: إيلي ماروني، عاطف مجدلاني، أمين وهبة، أنطوان نقولا سعد، نعمة الله أبي نصر، منصور البون، فادي كرم، إيلي كيروز، طوني زهرا، جوزيف المعلوف وشانت جنجنيان، قائد وحدة القوى السيارة في قوى الامن الداخلي العميد فؤاد خوري ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، العميد لبيب عشقوتي ممثلاً مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، العقيد بيار براك ممثلاً مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا، الرائد شربل فخري ممثلاً مدير المخابرات العميد طوني منصور، رئيس شعبة الخدمات والعمليات في الدفاع المدني جورج أبو موسى ممثلاً مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار، مسؤول مكتب الإنتربول العقيد عبدو مسلم، العقيد خازن القاري، قائد سرية وزارة الداخلية الرائد بلال العمر، امين عام “الحزب التقدمي الإشتراكي” ظافر ناصر، أمين عام حزب “الوطنيين الأحرار” الياس أبو عاصي، رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض، الأمينة العامة لحزب “القوّات” د. شانتال سركيس، الدكتورة مي الشدياق، السيّدة روز الشويري، السيّدة ماري فريد حبيب، السيّدة نينا محمد شطح، السيّدة جيسي رمزي عيراني، السيد زاهر وليد عيدو، السيد توفيق أنطوان غانم، السيد عمر محمد شطح، السيد رفيق ضو، السيد فادي السلمان شقيق الشهيد هاشم السلمان، السيد سراج الحسن ابن عم الشهيد وسام الحسن، مفوّض المال في الحزب رجا الراسي، الأمين المساعد لشؤون المصالح د. غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون الإنتشار مارون السويدي، الأمين المساعد لشؤون الإدارة جورج نصر، رئيس اتحاد بلديات بشري إيلي مخلوف، عدد من رؤساء البلديات والمخاتير، اعضاء المجلس المركزي في “القوّات”، حشد من أهالي الشهداء، والفاعليات الإقتصاديّة، المدنيّة، الفنيّة والإعلاميّة.

وكان قد استهل جعجع كلمته بالقول: “في 14 أيلول 1982 قالوا “انتهى” في 21 آذار 1994 قالوا أيضاً “انتهى” وفي 21 نيسان 1994 أيضاً وأيضاً قالوا “انتهى”، أما في 9 أيلول 2018 فنقول وبالصوت العالي: “لا ما انتهى”. لم ينتهِ لأن هناك أناس وبأصوات عالية جداً صرخت: “لا ما انتهى… ولا بدّنا ينتهي”. لم ينتهي لأن الناس، ومن بين كل الأحلام، قرروا التمسك بهذا الحلم بالذات من بعد محاولة سلطة الوصاية والكثير غيرها وبكل قواهم خنق هذا الحلم وتقديم أحلام أخرى للبنانيين على طبق من فضّة، ومن بعد ما أمعنوا تهميشاً وتعتيماً وإلغاءً، ومن بعد ما استبعدوا “القوّات” عن السلطة السياسيّة لمدّة 15 سنة، عادت “القوّات” بـ15 نائب في يوم واحد وانكسر الحصار وتحرّر الحلم”.

وتوجه للرئيس الراحل الشيخ بشير الجميل بالقول: “شيخ بشير، ألقي نظرةً وشاهد غرسة الأرز التي زرعتها وتركتها قبل أن يشتد عودها، ألقي نظرة لترى كيف نمت غصونها وامتدت جذورها في كل أرجاء الوطن، بعد أن اجتازت معموديات مقاومة متلاحقة، الواحدة تلو الأخرى، في صمود كبير وإيمان لا يتزعزع. شيخ بشير، لقد فتحت لنا أبواب “الجمهوريّة القويّة” ومضيت. هبّت علينا من بعدها أمواجاً عاتية متلاحقة من الظلم والتجني، تغلبنا عليها كلها، وعدنا من الباب العريض بتكتل “الجمهوريّة القويّة”. لقد وعدتنا بوطن سيّد مستقل ونظيف، وحددت لنا المصير بالأمن والحريّة، فبقيت على وعدك “القوّات اللبنانيّة”.

واستطرد: “في 14 أيلول 1982، قالوا “انتهى الحلم” ولكننا بصمودنا ومثابرتنا أثبتنا أن كلامهم وهمٌ فعادوا ليقولوا: “لقد انتهى عصركم الذهبي”، ولكننا عملنا بجد وكد إلى حين وصلنا إلى عصرنا الماسي. قالوا: “لن تستطيعوا فعل أي شيء من بعد بشير” فقلنا لهم: “يا معترين، صحيح أن بشير قد رحل إلا أنه ترك وراءه 100 بشير “بشير حي فينا!”.

وقال: “شيخ بشير، إذا ما ألقيت نظرةً اليوم على احتفالنا واستعرضت رفاقك، ستجد أن كل فرد منهم يحمل قطعة من حكايا النضال والمقاومة، من عين الرمانة، من زحلة، من شرق صيدا وجزين، من الأشرفيّة وبيروت، من عيون السيمان وكسروان، من بلاّ وقنات، من منطقة دير الأحمر، من شكا والكورة، من المعتقلات والزنزانات، من ساحة الشهداء وحرم الجامعات والطرقات، وإذا ما جمعنا كل الحكايا والصور مع بعضها البعض نجد أننا سنحصل على تاريخ مشرق مجيد في نصفه أرزة حولها خط أحمر، إسمه “القوّات اللبنانيّة”.

ومن ثم توجّه جعجع إلى شهداء المقاومة اللبنانيّة بالقول: “رفاقي الشهداء، “كرمالكون” في كل سنة نحضر هذا القداس بكل فخر وسرور إلا اننا هذه السنة نأتي فخورين مسرورين وراضين أيضاً. راضون لأننا وبالرغم من نضالاتنا وتعبنا وكدّنا وتضحياتنا فهذه المرّة الأولى التي نشعر فيها أننا أوفينا لكم جزءاً ولو صغيراً من حقكم، فنحن كل ما نقوم به “كرمالكون”. إنتصرنا في الإنتخابات النيابيّة هذه السنة “كرمالكون”. ومهما فعلنا سنبقى نشعر بالتقصير تجاهكم”.

وتابع: “رفاقي الشهداء، لقد استشهدتم في المكان والزمان الذي وجب فيه الإستشهاد ونحن أهلكم لطالما كنّا فخورون جداً بكم ولكن للأسف فقد حاول البعض تجاهلكم أو تشويه استشهادكم إلا حين أن أتى الشعب، وهو المقياس الأول والأخير، وبعد عشرات السنين، ليعيد لكم، وفي مرحلة أولى، جزءاً صغيراً من حقّكم ما أظهر للعالم أجمع معنى وقيمة وتاريخيّة استشهادكم. لقد قال الناس “صار بدّا”. بعد طول تظلّم “صار بدّا”. بعد طمس الحقيقة لوقت طويل، “صار بدّا”، ومن أجل الحق والتاريخ والحاضر والمستقبل “صار بدّا”. لقد أتى الشعب ليقول: “صار بداً” أناس من طينة مختلفة… “صار بداً” أناس يستشهدون في سبيل ما يؤمنون به… “صار بدّا” من استشهدوا في سبيل شعبهم ووطنهم… “صار بدّا” من يطرد لصوص الهيكل”.

واستطرد: “رفاقي الشهداء، انتم الشعلة الأبديّة التي تنير دربنا وتهدينا إلى الطريق القويم. أنتم المنارة والقدوة وبرنامج عملنا الوحيد أن نكمل ما بدأتموه، من جيل إلى جيل، مهما اشتدّت علينا الصعاب وغلت التضحيات. شهداؤنا، صحيح أنكم ماضينا إلا أنكم مستقبلنا أيضاً. أنتم تاريخنا، ومن يتنكّر لتاريخه يخرج من الجغرافيا. أنتم قضيتنا، ومن ليس لديه قضيّة يفقد مبرّر وجوده. الإنتخابات النيابيّة هذه السنة أثبتت أنكم لستم فقط قضيتنا فنحن فقط رفاقكم إلا أنكم تمثلون قضيّة مجتمع متعطش للوطن الذي أنتم استشهدتم في سبيله. رفاقي الشهداء، من أقصى تمنياتي أن نتمكن بعد عام أو خمسة أو عشرة أعوام أن نأتي إلى هنا لحضور قدّاسكم ونقول لكم: الآن يمكنكم أن ترتاحوا فقد نفّذ الأمر، لقد تحقق حلمنا بالوطن الذي استشهدتم من أجله”.

وتابع جعجع: “شهّروا بنا في الإعلام ولفترات طويلة كي نصبح جثثاً سياسيّة. صادروا ممتلكات الحزب ومؤسساته الإجتماعيّة التي وجدت لخدمة المجتمع. وضعونا في زنزانات تحت الأرض وانتظروا أن نموت في الوزارة وها نحن اليوم أصبحنا مفخرة الوزارات لهذا السبب هناك بعض، في الداخل والخارج، خائف وخائف جداً. فنحن إذا انطلقنا من تحت الأرض وتمكنا من ان نصل لنكون مفخرة الوزارات التي استلمناها، فكيف بالحري اليوم بعد أن أصبحنا فوق الأرض وفي وزارات أكبر وعددها أكثر؟ من هنا يمكن أن نفهم هلع وخوف وتخبّط البعض وجهوده المستميتة كي لا نتمثل في الحكومة بشكل وازن أو إذا أمكن كي لا نكون فيها من الأساس. ولكن السيف سبق الذل فقد قال الشعب كلمته: “صار بدّا، لأنو القوّات قدّا”.

وشدد على أن “شهداءنا لم يسقطوا في أي يوم من الأيام، من أجل حكومة أو من أجل وزير “بالطالع او بالنازل”. لقد سقط شهداؤنا من أجل الدولة وليس من أجل أي منصب فيها. وهكذا نحن اليوم نصرّ على مشاركة كاملة في الحكومة من أجل المحافظة على الدولة وانتشالها من الجورة التي يضعها البعض فيها بفساده وانعدام تخطيطه واستغلاله لكل ما في الدولة. واداء وزرائنا في الحكومة المستقيلة يمكن أن يعطي فكرة صغيرة عما نعتزم القيام به في الحكومة الجديدة. من هنا نفهم سبب الحملات المسعورة الكاذبة على وزرائنا، وبدل أن يحاول البعض التشبه بهم وبالتالي محاولة كسب محبّة الناس وثقتهم كما فعل وزراؤنا، فقد انصرف لمحاولة التهشيم بهم لربما بهذا يمكن أن يساويهم به ولكن “إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا”.

وتمنى جعجع “ألا ينسى أحد أن الشهيد الأول في “القوّات اللبنانيّة” كان رئيس جمهوريّة واستشهد تحديداً لأنه كان يحاول إنقاذ الدولة. وفي الأساس وجدت “القوّات” لتعبة الفراغ الذي خلّفه غياب الدولة عند اندلاع الحرب، واليوم تَدخُل “القوّات” الحكومة من أجل ملء الفراغ الذي تسبب به البعض بممارستهم في الدولة. المسألة بالنسبة لنا أساسيّة وجوهريّة لهذا الحد وليست أبداً مسألة محاصصة أو مراكز أو حقائب”.

وأشار جعجع إلى أن “الإنتخابات النيابيّة أثبتت الأخير بالدليل العلمي الملموس وبالأرقام وبشكل لا يقبل الجدل أن “القوّات” لوحدها ثلث المجتمع ومن المؤكد يجب أن يتم ترجمة ذلك في الحكومة، ولن نقبل أن يأخذ منا أي أحد ما اعطانا إياه الشعب”.

وتطرّق إلى الواقع في لبنان، قائلاً: “إن الواقع في لبنان مذري لجهة الفساد والمديونيّة العامة والشلل الإقتصادي والإهتراء على مستوى الإدارة مع كل تبعات هذا الواقع من تدنٍ في المستوى المعيشي والبطالة والهجرة، ولكن حذاري من التفكير للحظة من اللحظات أن هذا الواقع ميؤوس منه. صحيح أنه غير ميؤوس منه ولكن من المؤكد أنه لا يمكن للأيادي التي بالأساس هي من أوصلته إلى هذه الحال إصلاحه. فهو لا يصلحه إلا ايادي نظيفة بيضاء لديها التصوّر والقدرة والنية والخطّة”.

وتابع: “أريد من الجميع أن يتأكدوا أنه يكفي في البداية القيام بخطوتين أو ثلاث من أجل قلب المعادلة الإقتصاديّة الإجتماعيّة الماليّة راساً على عقب. يكفي أن نبدأ بملف الكهرباء حيث العمل النظيف وحده قادر من جهة على تأمينها 24/24 وبتكاليف أقل من التي ندفعها في الوقت الراهن، ومن جهة أخرى توفير نحو ملياري دولار أميركي سنوياً أي نصف العجز السنوي على خزينة الدولة. هذه الخطوة وحدها كفيلة في البدء بقلب كل المعادلة فلماذا لا نقوم بها؟ نحن لا نقوم بها لأن هناك من يتمسّك بالكهرباء وهو غير قادر على حل مشكلتها، كل لا أقول أكثر، ولا يقبل بأن يحلّها أحد غيره. هذه الخطوة لا تكلّف المواطن أي شيء لا بل توفّر عليه، وتبدأ بتصحيح العجز المالي في الدولة”.

واستطرد: “إن الخطوة الثانيّة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هي التهرّب الضريبي الذي تقدّر قيمته بنحو مليار دولار سنوياً. لن أذهب بعيداً جداً في هذا الصدد ولكن أسال هل من الصعب على الحكومة الجديدة ان تقوم بالخطوتين الآنفتين الذكر اللتين وحدهما كفيلتين في البدء بإصلاح الوضع المالي للدولة وبالتالي الوضع الإقتصادي ككل من أجل الخروج من الجورة التي نقبع فيها؟ من الطبيعي هذا الأمر ليس بصعب أبداً ولكن من المؤكد لا يمكن أن يتم على طريقة “وداوني بالتي كانت هي الداء” فمن أجل المداواة بالشكل الصحيح “بدّك قوات”.

اما عن موضوع “العهد”، فقد أكّد جعجع أننا “من الداعمين الأساسيين للرئيس عون وموقع رئاسة الجمهوريّة والعهد. نحن مساهمون رئيسيون في هذا العهد وبإيصال رئيسه إلى قصر بعبدا، لذلك نعتبر أنفسنا شركاء فيه ومعنيون بإنجاحه وبإنجازاته التي من أبرزها حتى الساعة هو قانون الإنتخاب الجديد. نحن معنيون جداً بتثبيت مفهوم “الرئيس القوي”، الضروري جداً من أجل التوازن الوطني، وكي نتمكن من ذلك يهمّنا أن يكون الرئيس ناجحاً ورئيس إدارة حلول لا إدارة أزمات وليس أن تستمر في عهده الأمور على ما كانت عليه قبله. فعلى سبيل المثال، ليس هناك أي مبرّر للتأخر في تأليف الحكومة سوى العرقلة التي للأسف يقوم بها من يفترض بهم ان يكونوا الأكثر اهتماماً بنجاح العهد. ليس صحيحاً أن هناك عوامل خارجيّة تعرقل التشكيل. وليس صحيحاً أيضاً ان هناك معادلات طائفيّة متعثرة. كما أنه ليس صحيحاً أبداً أن هناك حرب صلاحيات دائرة فـ”اتفاق الطائف” قام بتحديد الصلاحيات وجميعنا وفي طليعتنا الرئيس ميشال عون نعترف بـ”الطائف” ونتمسك به. الصحيح الوحيد هو أن هناك بعض متمترس بالعهد ويحاول من جهة تقليص تمثيل “القوّات” وغيرها، ومن جهة ثانية وضع يده على أكبر عدد ممكن من الوزارات بشكل غير منطقي، غير واقعي وغير مقبول من أحد، وهذا كلّه بحجة “حصّة الرئيس”. إن التصرفات المماثلة هي التي تضرب العهد وتقوم بعرقلته”.

واستطرد: “هناك اليوم بعضاً، والذي كان من أكثر المفترض به مساعدة العهد، يقوم بتقويض سياسة العهد الوطنيّة الكبيرة من أجل مصالحه الشخصيّة الصغيرة. هذا البعض، عن دراية أو عدم دراية، يضرب جوهر التسوية الرئاسيّة التي قام عليها هذا العهد في الأساس، بدءاً من ركيزة أساسيّة لهذا العهد ألا وهي “القوّات اللبنانيّة”، إن لم أتكلم عن غيرها، وكل ذلك في سبيل يعض المصالح الجزئيّة الصغيرة”.

وأشار جعجع إلى أننا “ننظر لهذا العهد كعهد التحولات والإنجازات الكبير، وللأسف البعض يدع به ليكون عهد المصالح الضيقة الصغرى. لذا أنادي على الرئيس عون للمبادرة إلى إنقاذ عهده بيده، بدءاً من تأليف الحكومة الجديدة، فجل ما هو مطلوب منه ان يشهد للحق ويلجم طمع البعض وينقذ التسوية الرئاسية الكبرى المهددة فعلاً في الوقت الراهن. فنحن عندما تكون إنجازات العهد الوطنيّة الكبرى على المحك سنكون أمامه حتى النهاية إلا أنه في المكان الذي تكون المسألة مسألة مصالح شخصيّة ضيّقة فنحن سنكون ضدّها وفي الحال هذه لا يتلطى أحد بالعهد فكم من الجرائم ترتكب باسمك أيها العهد”.

كما تناول جعجع في كلمته موضوع المصالحة المسيحيّة و”تفاهم معراب”، وقال: “إن البعض يقول “انتهى” أما نحن فنقول “لا ما انتهى”. لا لم ينته لأن هذا التفاهم ليس ملكاً لأحد ولا حتى أصحابه الذين وقّعوا عليه. هذا التفاهم أصبح ملكاً للناس الذين كانوا يصلّون منذ سنوات عدّة من أجل التوصّل إليه. هذا التفاهم غيّر طبيعة المعادلة في لبنان وأصبح جزءاً لا يتجزأ من وجود مجتمعنا ودوره الفاعل وتأثيره، لقد أصبح جزءاً من حاضره ومستقبله. لا يمكن لأحد نسيان ما حققه هذا التفاهم. فإلى جانب تنقيّته الأجواء والمناخات في جميع المناطق والمدن والأحياء والقرى وحتى في الكثير من البيوت اللبنانيّة، فقد أوصل وللمرّة الأولى منذ أكثر من ربع قرن إلى قصر بعبدا رئيساً له صفة تمثيليّة كبيرة. كما أوصل أيضاً إلى حلّ ملفات وقضايا أساسيّة ما كان من الممكن حلها من دونه، من قانون استعادة الجنسيّة، إلى الحكومة المتوازنة، إلى قانون جديد للإنتخابات أدى إلى تصحيح التمثيل النيابي من بعد اختلاله لمدّة تزيد عن ربع قرن”.

واعتبر جعجع أن “تفاهم معراب” إنجاز تاريخي، لا يمكن لنا أن ننظر له من زاوية ضيّقة أو صغيرة، ولا يمكن أن نفهم بشكل صحيح إلا إذا قمنا بتقييمه من منظار واسع. يمكن للبعض أن يقول إن “القوّات” دفعت ثمن المواجهة وعادت ودفعت ثمن المصالحة واليوم يحاولون أن يدفّعوها ثمن انتصارها في الإنتخابات النيابيّة الأخيرة. إلا أننا نقول: “هذا جميعه صغير جداً مقارنةً بالمصلحة العامة من المنظار الكبير”.

وتابع: “نحن ضحّينا ولا زلنا نضحي وسنكمل في التضحية لأن المصلحة العامة تقتضي ذلك ولكن لا يفكرنّ أحد منكم في يوم من الأيام أن مقدار هذه التضحية سيذهب سدى لأنه في نهاية المطاف ومهما حاولوا القيام بما هم يحاولون القيام به فسيبقى الأبيض أبيضاً والأسود أسوداً وبالتالي على ما رأيتم في الأنتخابات السابقة “ما رح يصح إلا الصحيح”. فنحن إن كنا مع “أوعا خيك” حتى النهاية فهذا لا يعني أن ما له هو له وحده وما لنا هو أيضاً له وحده فهذا يعني تفاهم وتنسيق وشراكة حقيقية”.

وتوجه إلى “الرفاق العونيين” بالقول: “مهما حصل فمن بعد “تفاهم معراب” يجب ألا يردّنا أي شيء إلى الوراء. صحيح أن النبرة تعلو بين الحين والآخر إلا اننا يجب ألا ندع هذا الأمر يفرقنا من جديد. تذكروا مقدار الفرح الذي فرحناه والإرتياح الذي شعرنا به عندما توصلنا إلى هذا التفاهم: “جبال وانزاحت عن كتافنا”… تذكّروا كيف ارتفعت معنوياتنا في حين أنه كان لم يتحقق أي أمر بعد… تذكروا كيف خلعنا ثوب الإحباط والقنوط بلحظة ولبسنا ثوب الثقة بالذات والأمل الكبير بالمستقبل… تذكروا كيف لمستم من حولكم وفي ومضة عين رضا آبائنا وأجدادنا… تذكروا كيف عاد الفرح والإطمئنان إلى قلوب أمهاتنا… تذكروا كيف حل السلام بين الجار وجاره… تذكروا كيف تصالح طلابنا في المدارس والجامعات وعادوا ليكونوا “الكتف عالكتف والإيد بالإيد”… تذكروا كيف عدنا صوتاً واحداً يمكنه أن ينقل الجبال… هذه اللحظات التاريخيّة يجب ألا نضيعها لأي سبب من الأسباب وذلك من أجل المحافظة على الأمل الذي سنحافظ عليه وضمان المستقبل الذي سنضمنه إن شاء الله”.

وتطرّق إلى مسألة تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، وقال: “سمعنا في المرحلة الأخيرة بعض الأصوات المطالبة بوجوب عودة لبنان لتطبيع علاقاته مع سوريا. في لبنان هناك دولة بغض النظر طبعاً عن مقدار فعاليتها فهذا أمر مختلف، كما في لبنان شرعيّة منبثقة من عمليّة ديمقراطيّة فعليّة شهدنا فصلاً أساسياً منها منذ الثلاثة أشهر تقريباً مع الإنتخابات النيابيّة الأخيرة. في لبنان موالون ومعارضون إلا أنهم جميعاً يعترفون بشرعيّة الدولة بشكل أو بآخر وفي مقابل هذه الدولة الشرعيّة الموجودة في لبنان هل من الممكن أن يدلني أحد على دولة شرعيّة موجودة في سوريا والتي أكثريّة من السوريين يعتبرونها دولتهم كي تقيم الدول اللبنانيّة علاقات كاملة معها؟ فإن كان هناك دولة شرعيّة في سوريا فكيف نفسّر عدم وجودها في جامعة الدول العربيّة؟ وهل من المنطقي أن نتخطى نحن هذا البلد الصغير جامعة الدول العربيّة ونقيم علاقات طبيعيّة مع نظام تقاطعه هي وجميع الدول المنتمية لها؟ كيف يمكن أن نفسّر عدم وجود اي علاقات دبلوماسيّة بين هذه الدولة المزعومة والاكثريّة الساحقة من دول العالم؟ من الطبيعي هناك شؤون يوميّة تتطلب تنسيقاً عملانياً وهذا التنسيق يقوم به الأمن العام اللبناني على أكمل وجه وبرضى جميع اللبنانيين وهذا الأمر بحد ذاته لا يعترض عليه أي أحد منا”.

وأوضح جعجع أن “من يطرحون تطبيع الوضع على المستوى السياسي مع نظام بشار الأسد يتحججون بمسألتين: أولاً موضوع النارحين السوريين وثانياً تصريف المحاصيل الزراعيّة والصناعيّة اللبنانيّة”.

وتابع: “في موضوع النازحين السوريين فقد تحمّل لبنان أكثر بكثير من قدرته وحكماً اصبح يجب على هؤلاء العودة إلى سوريا، ونحن في هذا الصدد نؤيد السياسة التي يتبعها رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة وسيعيهما الدائم مع المراجع الدوليّة المعنيّة من أجل إعادة النازحين. ولكن دعونا في هذا الإطار أن نبحث عما يمكن أن تكون فائدة تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد، فالنقطة المحوريّة الأساسية في هذا المجال هي السؤال: “من قال إن بشار الأسد يريد عودة النازحين؟” لا بل أكثر من ذلك بكثير فالمؤشرات تدل أنه لا يريدهم أن يعودوا وذلك للأسباب الديمغرافيّة، الطائفيّة والإستراتيجيّة المعروفة. وتأكيداً على ذلك لدي سؤال بسيط: “هل هناك من دولة تساوم على عودة شعبها إليها وتضع الشروط على دولة ثانية من أجل أن تقبل بعودة هذا الشعب إلى أراضيه؟”. فلو صحيح أن بشار الأسد يعتبر النازحين السوريين في لبنان شعبه لكان ترجى الأمن العام البناني لإرسال أكبر عدد ممكن منهم وباسرع وقت ممكن بغض النظر عن أي أمر آخر، في الوقت الذي ما نراه هو العكس تماماً فمنذ أشهر حتى اليوم تقدّم ما يزيد عن 4 آلاف نازح سوري بطلبات للعودة إلى بلادهم فيما لم يتم قبول اكثر من 2000 طلب. وهذا ما يعني أن الحصيلة سلبيّة لأنه في المدّة الزمنيّة التي تمكن فيها فقط 2000 نازح من العودة قد زادت الولادات السوريّة في لبنان نحو 15000 طفل على الأقل. ما يدل أن جوهر المطروح ليس تطبيع العلاقات لإعادة النازحين السوريين إلى سوريا التطبيع من أجل عودة النظام السوري إلى لبنان وفي هذا الأمر نخسر مرتين: مرّة ببقاء الناحين هنا ومرّة ثانيّة بعودة النفوذ السوري لا سمح الله إلى لبنان من جديد”.

واستطرد جعجع: “من جهة أخرى، كيف لنا أن نطبّع مع نظام ثبت بالدليل القانوني القاطع قيامه بتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس ما ادى إلى استشهاد نحو 40 لبناني وإصابة المئات بالإضافة إلى الأضرار الماديّة التي لحقت بالمدينة؟ كيف يمكن لأحد أن يسمح لنفسه بطرح مسألة التطبيع مع نظام كان قد أرسل لنا مع الوزير السابق ميشال سماحة كميّة من المتفجرات للقيام بأعمال إرهابيّة على الأراضي اللبنانيّة؟ أين المحتجزون قصراً في سجون الأسد منذ أكثر من عشرات السنين وفي طليعتهم رفيقنا بطرس خوند؟ هل هناك من منزل في لبنان ومن الطوائف كافة إلا وأبكاه في يوم من الأيام نظام الأسد؟ فنحن إن لم نشعر مع بعضنا البعض ولو بالحد الأدنى، وإذا ما أردنا أن نبدّي أي مصلحة أخرى على مصالح بلادنا فعندها يكون على الدنيا السلام لا سمح الله”.

وقال: “أصل الآن إلى مسألة مصالح اللبنانيين التجاريّة: أولاً، إن كل الإتفاقات والترتيبات المطلوبه من أجل التبادل التجاري بين لبنان وسوريا موجودة وأكثر من اللازم، وبالتالي إذا فتح معبر نصيب أين المشكلة في عبور الشاحنات اللبنانيّة للأراضي السوريّة كالعادة أي كما كانت تعبر قبل الثورة من دون أن نتدخّل نحن بكل ما يجري في سوريا اليوم؟ من جهة ثانية، هناك من يهددنا دائماً بتسكير الحدود اللبنانيّة – السوريّة وهنا نسأل هل هذه الحدود يستفيد منها لبنان فقط؟ هل الميزان التجاري القائم حالياً بحكم الأمر الواقع هو لصالح لبنان أم نظام الأسد؟ هل تعلمون ان الشاحنات اللبنانيّة التي تدخل الأراضي السوريّة تدفع الرسوم فيما الشاحنات السوريّة التي تدخل لبنان لا تدفع أي رسم؟ فيما الجميع يعلم أن كل التهريب الحاصل في لبنان هو عبر الحدود الشرقيّة التي يسيطر عليها نظام الاسد بشكل كامل. الأسد يريد خدمة مصالحه ومصالح جماعته بكل الأشكال الممكنة مئة في المئة، وعلى حساب مصالحنا الماليّة والإقتصاديّة مئة في المئة فيما هناك للأسف بعض اللبنانيين يطالبون بتطبيع العلاقات مع نظام الأسد تحت شعار المصالح الإقتصاديّة للبنانيين. لقد ولّى زمن الإستقواء على لبنان واتت أيام لبنان القوي والجمهوريّة القويّة. وأتوجه لكل المنادين بالتطبيع مع سوريا بالقول: “إن التطبيع مع سوريا أمر طبيعي ومنطقي ويخدم مصالح البلديّة لأبعد حدود. ولكن لكي يحصل على التطبيع مع سوريا كدولة وليس فصيلاً من سوريا علينا انتظار العمليّة السياسيّة الحقيقيّة هناك إنطلاقاً من مؤتمرات “جنيف 1 و”جنيف 2، والوصول إلى دولة سوريّة شرعيّة تمثل السوريين فعلاً وعندها تتوفر ظروف التطبيع وشروطه وتتحقق مصلحة لبنان وسوريا في آن”.

وتناول جعجع في كلمته أيضاً مشكلة تمويل “الأونروا”، مشدداً على أنها “منظمة دوليّة أنشئت خصيصاً سنة 1949 من أجل العناية باللاجئين الفلسطينيين تمهيداً لعودتهم إلى أرضهم. إلا أن هذا الهدف لم يتحقق بعد، لذلك من الضروري والأساسي جداً ان تكمل “الأونروا” مهمتها ليس فقط للأسباب الإنسانيّة بل أيضاً لأسباب جوهريّة لها علاقة بحل الدولتين. من هنا، نحن نعتبر أن أي تلاعب بحق العودة من خلال التلاعب بمصير “الأونروا” ستكون نتائجه كارثيّة على الأوضاع السياسيّة والعسكريّة والإستراتيجيّة في الشرق الأوسط ككل. لذا على الحكومة اللبنانيّة أن تتابع مساعيها مع جميع أصدقاء لبنان من أجل تثبيت واقع “الأونروا” على المستوى الدولي ومن أجل حض، خصوصاً الدول العربيّة، على سد الثغرة الماليّة التي تركها وقف المساعدات الأميركيّة وسد هذه الثغرة يجب أن يتم فوراً وبشكل دائم خدمة للسلام في الشرق الأوسط”.

وشدد جعجع على اننا “جماعة السيادة والحريّة والإستقلال. من هنا بدأنا وهكذا نكمل وهكذا سنبقى إلى آخر الزمان. نحن نعتبر أن بلداً من دون سيادة كاملة لدولته، بمؤسساتها الشرعيّة السياسيّة والعسكريّة والأمنيّة والقضائيّة، على أراضيه مهدد بالإفراط في أي لحظة. نحن نعتبر أيضاً أن بلداً من دون حريات عامة وخاصة مصانة ليس من القرن 21 ولا حتى من القرن 20 وهو بلد لا يحترم الإنسان. لذا في هذا المجال نحن لا نشعر بالإرتياح أبداً إزاء الإستدعاءات التي تتم بشكل ممنهج وبمجرّد تعبير الفرد عن رأي معارض، حتى لو التزم بجميع آداب وقوانين المعارضة الحقّة. ومن جهة أخيرة، بلد من دون استقلال يعني عملياً هو ليس ببلد. لذا من أجل أن نستطيع المحافظة على كل هذه الأمور من المهم جداً أن نلتزم كدولة وأحزاب سياسيّة سياسة “النأي بالنفس”.

وسأل جعجع “أين مصلحة الشعب اللبناني في إدخالنا إياه في أتون الصراعات الدائرة في المنطقة؟ دول تنهار بأكملها، مدن بحجم حلب والموصل تتدمّر عن بكرة أبيها، بنى تحتيّة مئة مرّة أكبر من حجم البنى التحتية في لبنان تنهار، مئات الآلاف من القتلى، ملايين الجرحى وعشرات الملايين من المهجرين، فأين مصلحة الشعب اللبنانيّ في زجّنا له في هذا الأتون؟ طبعاً ليس لنا أي مصلحة في ذلك، لا بل لدينا كل المصلحة في أن نبقى بعيدين عن أحداث المنطقة ككل ولذلك يجب أن نتمسك أكثر من أي وقت مضى بسياسة “النأي بالنفس” بكل دقّة وحزم”، مشيراً إلى أنه “قد حصلت بعض الخروقات المحدودة لهذه السياسة في الآونة الأخيرة وأتمنى أن تكون الأخيرة نظراً لأهميّة الحفاظ على لبنان والشعب اللبناني بمنأى عن مآسي المنطقة وكوارثها”.

وتابع جعجع: “إنطلاقاً من هنا، لدي كلمة صغيرة للإخوان في “حزب الله”: “ماذا ينفع الإنسان لو ربح المعارك كلّها وخسر وطنه؟ فما سيبقى لنا في نهاية المطاف هو عائلاتنا وبيوتنا وقرانا وبلادنا لذلك من المهم جداً أن نضع كل جهدنا وتعبنا وعرقنا ودمنا في بلادنا ولأجل بلادنا فقط وليس أي بلاد ثانية أو أي قضيّة أخرى. نحن لدينا قضيّة واحدة لا ثاني لها وهي أن نهتم ببلدنا وننهض به من أجل أن يصبح بمصاف أرقى دول العالم فيصبح اللبناني مرتاحاً في بلده، فخوراً بهويته وبجواز سفره وليس كما هو الوضع الراهن اليوم. لذلك سأنهي كلامي للإخوان في “حزب الله” بكلمتين: “عودوا إلى لبنان”… عودوا إلى لبنان بكل المعاني وعلى جميع المستويات… عودوا إلى لبنان ونحن جميعاً في انتظاركم…”.

وتوجه جعجع برسالة إلى “الرفاق” كل “الرفاق” في “14 آذرا”، وقال: “صحيح إننا لم نقم بإدارة “14 آذار” تنظيمياً كما يجب. صحيح ان أخطاءً ارتكبت، البعض منها كان فادح في المرحلة ما قبل الأخيرة، ولكن يمكن أن أؤكد لكم أن الدنيا لا تزال بألف خير، فنحن كـ”14 آذار” قوّتنا الفعليّة تكمن في مشروعنا السياسي أكثر من أي شيء آخر ومن المهم جداً أن نحافظ على هذا المشروع ولو في بعض الاحيان على شكل جُزُرٍ هنا أو هناك إن لم يتيسر لما شيء أفضل. الأهم هو أن نبقى متمسكين بهذا المشروع، ولو حتى كل فرد من موقعه، لأن مشروعنا يحمل في طيّاته بذور نجاحه، وفي بعض الأوقات من دون أن يكون لنا فضل في ذلك. مشروعنا هو صورة عن شهدائنا لا يموت. مثلهم: يغيب عن العين إلا أن روحه حاضرة دائماً وتظلل كل حركة نقوم بها”.

وختم جعجع قائلاً: “شهداؤنا الأبرار، “كرمالكون” وكرمى عيونكم ودموع امهاتنا التي لا تجف مستمرون حتى النهاية. “كرمالكون” لم ينعسوا ولن ينعسوا الحراس، لم يتعبوا ولن يتعبوا وفي الحقيقة “بس إجا وقتا، وصار بدّا، كانوا قدّا” لذلك أريد أن أتوجه اليوم إلى كل الرفاق في لبنان وبلاد الإنتشار بالشكر باسمكم على التعب والسهر والجهد الذي بذلتموه من أجل حصولنا على النتيجة التي حصلنا عليها. وأريد أن أتوجه بالشكر الكبير للبنانيين الذين صوّتوا “قوّات” انطلاقاً من إيمانهم بصدقنا واستقامتنا وقدرتنا على إنقاذ البلاد، وأريد أن أقول لهم في هذه المناسبة: “تأكدوا تماماً أنه لن يذهب سدى أي صوت من أصواتكم وتأكدوا تماماً أنكم وضعتم ثقتكم في المكان المناسب فنحن سنبقى نجاهد ونكافح ونناضل من أجل طرد اللصوص من الهيكل لتقوم دولة في لبنان لديها سيادة كاملة واستقلال ناجز وحريات مصانة ومستقبل زاهر”.

وقد احتفل بالقداس مدبّر عام الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الأب طوني فخري ممثلاً صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى يعاونه لفيف من الكهنة، وألقى بعد الإنجيل المقدّس عظة قال فيها: “يشرّفني أن أنقل إليكم بركة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكليّ الطوبى، الّذي كلّفني الاحتفال بهذه الذبيحة الإلهيّة، في هذه المناسبة النبيلة الّتي تحيي فيها القوّات اللبنانيّة ذكرى شهداء المقاومة اللّبنانيّة الأبرار، الّذين واصلوا في سفك دمائهم الزكيّة مسيرةً محورها ذبيحة الربّ يسوع، يوم ارتضى بذل ذاته عنّا ليفتدينا من لعنة الموت، مائتًا على الصليب”.

وتابع: “نجتمعُ اليومَ لنُحيي ذكرى مَن حَملوا صَليبَ الربِّ في حَياتِهم، علامةً للشهادة، حتّى الاستشهاد. اجتماعُنا حول مذبح الربّ، للصلاة من أجل شهدائنا، بدعوة من حزب القوّات اللبنانية، يندرج في سياق قيمة الوفاء لذكراهم وقيمة الأَمانةِ لقضيّتهم. إنّما الوفاء والأمانة هما دلالة على الإيمان بالله. نريد، في هذا القدّاس، أن نحني رأسنا أمام ربّنا ونصلّي من أجل شهدائنا، “كرمالن”. نسأله تعالى أن يغدق فيض المحبّة عليهم، من خلال سرّ المحبّة، سرّ الافخارستيا، تلك المحبّة التي تؤهّلهم أن يحيوا معه، في ملء الحياة، في المجد الأبديّ”.

واستطرد: “لقد غابوا عنّا وعن أرضنا، كلّ الغياب. ولكنّ القراءة الأولى، من سفر الرؤيا، تخبرنا عنهم، وتؤكّد لنا أنهم حاضرون، كلّ الحضور، عند الله، وأمامنا، أمام عيون إيماننا. هم يشربون من نهر ماء الحياة، ويتناولون من ثمر شجرة الحياة، وحيث هم، لَنْ يَكُونَ لَيْلٌ مِنْ بَعْد، فلا يَحْتَاجُونَ إِلى نُورِ السِّرَاج، ونُورِ الشَّمْس، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلـهَ يُنِيرُ عَلَيْهِم، فَيَمْلِكُونَ إِلى أَبَدِ الآبِدين”.

ولفت إلى اننا “في قدّاسنا، نحن نتوجّه الى شهدائنا ونقول لهم: “كرمالكن”، نحن نصلّي. نقول لهم ذلك بكلّ خفرٍ، وبدون أيّ تمنين، لأنّنا نعرف جيّدًا أنّ فعلنا هو نقطة في بحر ما عملوه “كرمالنا”، بدون أيّ تمنين. هم بذلوا نفسهم من أجلنا، وهو ربّنا وإلهنا يعلّمنا: “ما مِن حُبٍّ أَعظم مِن أَن يبذُلَ الإنسانُ ذَاتَهُ فِداءً عن أَحبَّائِه”. نعرف جيّدًا أن فعلنا هذا واجب، وفعلنا يرفعنا الى مصاف الأمانة لله ولدعوتنا في الوجود”.

وقال: “عندما عذّب المخرّبون لبنان، وطرحوه جريحًا على قارعة الطريق، وعندما جُرحنا جميعُنا بالفعل ذاته، صرخ كلّ شهيد: “كرمالكن”، وقام ببطولات كبيرة، وصلت إلى الاستشهاد، بطولات ضمّدت جراحنا ونقلتنا، ونقلت وطننا الحبيب لبنان، الى حياة أفضل. هذا هو مشهد انجيل اليوم، مشهد السامريّ الصالح المفعم بالمحبّة. نعم، يا اخوتي، إنّ كلّ شهيد من شهدائنا هو السامريّ الصالح الذي بذل الذات عن أحبّائه، ونقلهم إلى حالة أفضل، إلى حالة نعيم. إنّما نحن أحبّاء شهدائنا. فإن نقل لكم، يا شهداءنا الأبطال، “كرمالكن” لن نذرف الدموع، فاعذرونا، لأنّنا عاجزون عن ذلك، عاجزون عن التشبه بجبروت بطولتكم. أنتم تعرفون جيّدا أنّ استشهادكم كوى قلوب الكثيرين منّا، خصوصًا أهلكم واقاربكم، يوم صعقوا بخبره، أو رفاقكم، يوم شاهدوكم تسقطون أو حملوا نعشكم محبة واجلالا وتقديرا. ولم تستطع الأيام، مع كلّ تقلّباتها، أن تدع ذكراكم جانبًا. إنّكم لنا مثال عن المحبّة وتجليها الجميل في الإنسان، من أجل أخيه الإنسان. أنتم تشدّدوننا في مسيرتنا الحياتيّة، لأنّكم تذكّروننا بإيماننا، وبتضحية ربّ المحبّة على الصليب. توجّهون الينا كلام سفر الرؤيا لنثبت في الأمانة، وتحثوننا على أن نكون مثل السامريّ الصالح، مشاركين فعليًّا في تضميد جراح لبنان الذي ما زال ينزف بنوع آخر”.

وشدد على أننا “ننحني إجلالاً أمام وقفتكم الثابتة في التاريخ والباقية في قلوبنا نبضًا يحيي فينا قيم مقاومة الشرّ والأشرار. نذكركم جميعًا أيّها الشهداء، ونذكر، بشكل خاص، من كان القائد وأضحى شهيدًا قبيل تسلّمه رئاسة الجمهورية، الرئيس الشهيد المرحوم الشيخ بشير الجميل. في السياق عينه، نريدُ أن نحيّي في وقفة وفاء من جعلوا الشهادة معيارًا للرسالة، والاستشهاد مسيرةً شخصيّة، في تمييز القرار، في الوقوف دومًا في صفّ المقاومين الأُوَل، حتّى غدت مسيرتُهم مسيرةَ استشهادٍ وشهادة، عانقوها مُتَّهَمين أبرياء، حملوا في أجسادهم علامات العذاب والظلم حتّى غدوا شهداء أحياء، وفي طليعتهم القائد الحكيم سمير جعجع الّذي استشهد يوميًّا على مدى إحدى عشرة سنة ونيّف من السجن، والتي يضيق بنا الوقت إن توقفنا عند كثافة اختباراتها، وقد أورد الكثيرَ منها المثلث الرحمات المطران فرنسيس البيسري، في كتابه “بين المطران والحكيم”. في هذا الكتاب بالذات، يخبر المطران البيسري عن مدى التأثّر الذي طبع الموارنة، كنيسةً وشعبًا، من مأساة سجن الحكيم، ومدى التقدير لشهادته البطوليّة. إنّ صلابة الحكيم هي مثال ناصع عن صلابة الموارنة في جبالهم ووديانهم ومدنهم، وأينما حلّوا. هي صلابة تلك السنديانة المارونية، العتيقة، التي تقهقرت أمامها وانقهرت رياح الظالمين والطغاة، ولم تستطع أن تلويَها قيدَ أُنملة، في أحلك الأيام من تاريخِ لبنانَ القديمِ والحديث”.

وقال: “روحانيّة الصليب هي روحانيّة كنيستنا، ترتكز على بُعدين: البُعد العامودي، وهو خطّ العلاقة بالله، … خطّ يربط الأرض بالسّماء. والبُعد الأفقي، وهو خطّ الكرازة بالإنجيل يربط أهل الأرض بعضهم بالبعض الآخر” كما ورد في رسالة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكليّ الطوبى، بعنوان سنة الشهادة والشهداء”. صاحب الغبطة والنيافة، بطريركنا الكلي الطوبى، إنّ صوتكم هو صوت الكثيرين الذين يريدون لبنان بلدًا أفضل، مزدهرًا، آمنًا، متّقيًا لله، منفتحًا على الشعوب، ومحقّقًا دعوته “الرسالة”، رسالةَ العيش المشترك، المفعمِ بالمحبّة. أنتم الصوت الصارخ، المطالب بإحقاق الحقّ والعدل. أطال الله بعمركم، وأنتم تقودون سفينة كنيستنا إلى برّ الأمان”.

وختم: “إنّ الشهادة والاستشهاد يستمرّان في حياةِ الكنيسة وأبنائها، من مار مارون إلى مار شربل والقديسة رفقا ومار نعمةالله والطوباوي الاخ اسطفان والطوباوي ابونا يعقوب، إلى الآباء البطاركة والاساقفة والكهنة والرّهبان، إلى شعبٍ طوّع الصخر واعتصم في وعره، لتبقى الأرض مساحة حريّة لعيش العبادة لله والمحبة للإنسان ضمن عيش مشترك حميد. رحم الله شهداء المقاومة اللبنانيّة الأبرار وجميع الشهداء، وقوّى الشهداء الأحياء على حمل صلبانهم باعتزاز، وزرع الرّجاء في قلوب الأهل الّذين قدموا للوطن قرابين نضرة ذكيّة عظيمة. وأعطانا جميعًا أن نكون شهود رحمته وحنوّه في وطننا ومجتمعنا كالسّامري الصالح، بنعمة الثالوث الأقدس، الآب والابن والروح القدس”.

وقد تلا النوايا كل من النواب: جان تالوزيان، زياد حوّاط، جورج عقيص، أنيس نصار وإيلي سلامة نجل الراحل مكاريوس سلامة، فيما تلت الرسالة النائب أنطوان زهرا. وقد استهل القداس بدخول الكشافة الذي بلغ عددهم 250 عنصراً ووضعوا إكليلاً من الغار على المذبح بالإضافة إلى البخور.

من جهة أخرى، قامت جوقة جامعة سيّدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة بخدمة القدّاس الذي قام جهاز الشهداء عقب انتهائه بوضع ذخائر شهداء قواتيين على المذبح، ومن ثم تلت السيّدة نسرين حصني زوجة الشهيد جورج فؤاد ديب، الذي استشهد في 19-06-1998، كلمة وجدانيّة في مستهل أغنية كرمالكن التي هي من كلمات نزار فرنسيس، توزيع مارك بو نعوم، ألحان: الياس الرحباني، ريتشارد فارغنر، تشيكوفسكي، بروكوفيف ودفوراك إلغار، غناء: التينور إيليا فرنسيس والفنانة ريتا بو صالح. وتتناول أغنيّة “كرمالكن” مرحلة المقاومة اللبنانيّة منذ مار يوحنا مارون حتى اليوم مروراً بكل المراحل التي عاشتها “القوّات اللبنانيّة” من مقاومة ونضال سري وصولاً إلى “14 آذار” حيث تم عرض فيديو مصوّر في هذا الإطار خلال إنشادها وهو من فكرة وإشراف: إيلي يحشوشي وإخراج مارون بو راشد.

#كرمالكن