المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 أيلول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.september07.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَفْرَحُوا بِهذَا أَنَّ الأَرْواحَ تَخْضَعُ لَكُم، بَلِ ٱفْرَحُوا بِأَنَّ أَسْمَاءَكُم مَكْتُوبَةٌ في السَّمَاوَات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

الياس بجاني/المقاومة لا تتاجر بدماء الشهداء ولا تساكن محتل ولا تتلحف بعباءة نفاق الواقعية

الياس بجاني/حفروا الحفرة ووقعوا فيها

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نقلاً عن صفحة فايسبوك سعود ابوشبل/المقاومة_اللبنانية..المقاومة_السلمية

مسؤول إسرائيلي يهدد بضرب لبنان وبناه التحتية في أي نزاع مقبل مع حزب الله

الاجتماع الثلاثي في رأس الناقورة

نديم الجميل ردا على جعفري: لن نسمح لأي جهة من خارج الحدود أن تملي علينا سياستها

إسرائيل تواجه “حزب الله” بالخرسانة

رفض تصريحات قائد “الحرس الثوري”: نهج الممانعة أبعد ما يكون عن اللبنانيين

حزب الله” يسعى للهيمنة على دفة الجهاز المصرفي

ثلاثة وزراء في دمشق رغماً عن الحريري

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 6/9/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 6 ايلول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تهديدات إسرائيليّة جديدة...

تحذيرات من دخول محتمل لإسرائيل على الخط اللبناني!

الولادة الحكوميّة" مرتبطة.. بـ"الحلحلة" في العراق!

هل تتحوّل "الأزمة الحكومية" الى "أزمة نظام"؟

لبنان مستقرّ أمنياً؟

ألقاب تحولت إلى أوثان/الشيخ حسن سعيد مشيمش

تعاطف سنّي واسع مع الحريري دفاعاً عن صلاحياته في مواجهة “العهد” ومصادره حذرت من استهداف "الطائف"

الحريري والانقلاب العوني على الطائف: الصراع ليس سنيّاً مارونيّاً

إسرائيل "تقترب" من الغاز اللبناني: ما قصة الـ100مليار دولار؟

الحريري: صلاحياتي الدستورية واضحة ... ونقطة على السطر

صلاحيات رئيس الحكومة مادة سجال بين «المستقبل» و«التيار الحر» وتحذير من التلاعب بالتوازنات التي أرساها اتفاق الطائف

 معارضو النظام السوري في لبنان: طريق بيروت ـ دمشق توسعت قليلاً/فرنجية ونجله آخر زوار العاصمة السورية... ووزير الصناعة يشارك في افتتاح معرضها

مطار بيروت يشكو الازدحام واستمراره بالعمل أشبه بمعجزة ولا اعتمادات مالية لتوسعته وصيانة تجهيزاته أو استبداله

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

السيستاني: لا يجوز لمس ورقة الألف دينار دون وضوء  حرّم لمس الممرضة للرجال الأجانب حتى لو كانوا مسلمين

إحراق مقرات حزبية وحكومية وإعلامية في البصرة

ما أهداف إيران من "حملات التأثير" عبر مواقع التواصل؟

إيران.. حملة اعتقالات ضد المحامين والنشطاء الحقوقيين

لأول مرة صحفي إيراني في إسرائيل.. من هو؟

ميركل: الوضع بإدلب معقد وهناك قوات ينبغي محاربتها

نجاة "جزّار بانياس" من محاولة اغتيال في الساحل السوري

قوات النظام السوري وضعت خطة بمراحل لمهاجمة ادلب

 نزوح المئات من إدلب... وموسكو تتعهد بمواصلة قتل «الإرهابيين»بالتزامن مع هجوم وشيك للنظام السوري

»موسكو تصر على عملية عسكرية في إدلب وتربط موعدها بمشاورات ثلاثية وأكدت أن «لا أجندات خفية لروسيا في سوريا»

 قوى النفوذ ومناطق سيطرتها في سوريا

تقرير إسرائيلي: عباس يطلب ثمناً كبيراً للمفاوضات وعودة العلاقة مع واشنطن واشترط تغيير فريق الوساطة الأميركي المنحاز والتعويض سياسياً عن قرار القدس

الفلسطينيون يعتصمون في الخان الأحمر استعداداً لمعركة الهدم والتهجير والمحكمة العليا الإسرائيلية تقرر رفض التماس سكانه البدو

تزايد السجال الأميركي ـ الإيراني حول شخصية رئيس الوزراء العراقي المقبل والسنة يبحثون عن آليات لاختيار مرشحهم... والحكيم لتشكيل حكومة أغلبية وطنية

بومبيو: لست كاتب مقال نيويورك تايمز حول ترمب

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

يا طويل العمر.../جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

شاهد من «الطائف» يقرأ في أزمة الدستور والصلاحيات/سعد بشارة/جريدة الجمهورية

جردة «العونيِّين» للتأليف: لا تجرّونا إلى «المشكل»/كلير شكر/جريدة الجمهورية

«بَيّ القوات»... هل خَذلهم/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

الكنيسة ووحول الحرب المذهبيّة المفتعَلة/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

كسر القطيعة بين فرنجية وباسيل.. سقط/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

دفاعا عن الحصن اللبناني الأخير/خيرالله خيرالله/العرب

السياسيون "على سلاحهم" التصعيدي كلامياً والناس يسكتون على وجعهم الحياتي/الهام فريحة/الأنوار

التقاء العزلتَين/عقل العويط/النهار

عن تموضع منافٍ للمصلحة الوطنية اللبنانية/حنا صالح/الشرق الأوسط

هل يتواجه الأميركيون والروس في شرق سوريا/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

«خفض التصعيد»... مؤامرة قد تتكرر في إدلب/صالح القلاب/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض وزواره مسار التشكيل ووعد بمتابعة مطالب أصحاب الشاحنات واستقبل وفدا صينيا : للاستفادة من خبرة لبنان في ادارة المصارف والتجارة

الحريري استقبل الوفد الصيني وعرض مع ابراهيم الاوضاع الامنية

بري استقبل وفدا صينيا وتحدث امام نقابة المحررين: كان يجب تأليف الحكومة امس قبل اليوم والوضع لا يحتمل الانتظار كما في السابق

الراعي استقبل سفيري كندا وايران ووفدا من جامعة القدس

باسيل تسلم نسخا عن أوراق 6 سفراء جدد والتقى السفير الهندي

الخارجية رحبت بالغاء الباراغواي قرار نقل سفارتها الى القدس

فرنجيه استقبل وفدا كتائبيا برئاسة سامي الجميل معزيا بعمه

وفد مجلس العلاقات العربية والدولية التقى البابا ورئيس الحكومة ووزير خارجية الفاتيكان السنيورة: للحفاظ على لبنان نموذجا للعيش المشترك

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

لا تَفْرَحُوا بِهذَا أَنَّ الأَرْواحَ تَخْضَعُ لَكُم، بَلِ ٱفْرَحُوا بِأَنَّ أَسْمَاءَكُم مَكْتُوبَةٌ في السَّمَاوَات

إنجيل القدّيس لوقا11/من 17حتى20/"عَادَ ٱلٱثْنَانِ وَالسَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِين: «يَا رَبّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِٱسْمِكَ!».فَقالَ لَهُم: «كُنْتُ أَرَى الشَّيْطَانَ سَاقِطًا كَالْبَرْقِ مِنَ السَّمَاء.هَا إِنِّي أَعْطَيْتُكُمُ السُّلْطَانَ لِتَدُوسُوا الحَيَّاتِ وَالعَقَارِب، وَكُلَّ قُوَّةِ العَدُوّ، فَلَنْ يُؤْذِيَكُم شَيء.وَلكِنْ لا تَفْرَحُوا بِهذَا أَنَّ الأَرْواحَ تَخْضَعُ لَكُم، بَلِ ٱفْرَحُوا بِأَنَّ أَسْمَاءَكُم مَكْتُوبَةٌ في السَّمَاوَات».

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة الكويتية

الياس بجاني/05 أيلول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل/المقاومة لا تتاجر بدماء الشهداء ولا تساكن محتلا ولا تلتحف بعباءة نفاق الواقعية

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%AA%D8%A7%D8%AC%D8%B1-%D8%A8%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B3/

 

حفروا الحفرة ووقعوا فيها

الياس بجاني/04 أيلول/18

الحريري وجنبلاط وجعجع على خلفية حسابات "دكنيجية" أهدوا حزب الله قانون نسبي ومعه الأكثرية..هم من يتحمل مسؤولية التعطيل الحكومي 100%.

 

المقاومة لا تتاجر بدماء الشهداء ولا تساكن محتل ولا تتلحف بعباءة نفاق الواقعية

الياس بجاني/02 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67200/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%AA%D8%A7%D8%AC%D8%B1-%D8%A8%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84/

ليتذكر طاقمنا السياسي والحزبي الذي بغالبيته يمتهن التجارة الترابية البالية والنرسيسية، ليتذكر كيف واجه السيد المسيح الكتبة والفريسيين الذين طلبوا منه أن يُسكت تلاميذه وهو يدخل إلى أورشليم (القدس) حيث كانوا يهتفون بفرح كبير قائلين “تبارك الملك الآتي باسم الرب. السلام في السماء، والمجد في العلى”.. رد عليهم المسيح بوضوح تام وبصوت عال قائلاً..”لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة” (لوقا19/39و40)

نعم الحجارة اليوم في لبنان والجبال والوديان والسهول والأشجار كلها غاضبة ومستنفرة في مواجهة زمن الكفر والجحود والسكوت والغنمية..

مستنفرة بمواجهة تعهير وقلب كل معايير الحق والمقاومة والشهادة للحق…

كلها تسأل أين هم حراس هيكل لبنان المقدس، وماذا حل بهم، ولماذا هم صم وبكم وعاجزين عن واجب الشهادة للحق؟

ولأن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس كونه واقع في التجربة لقلة إيمانه ولخور رجائه فلقد تسللت عاهات النرسيسية والفجور والطمع والذل وعبادة تراب الأرض إلى قلوب وعقول وضمائر غالبية طبقتنا السياسية والحزبية.. فتحولت إلى فرقة من الشياطين الخُرس.

نعم نحن نعيش في زمن المّحل والبؤس والأبواب الواسعة ..

في هذا الزمن الرديء راح البعض من أصحاب شركات أحزابنا وأفراد طاقمنا السياسي يتاجرون بكل شيء ولم يوفروا حتى دماء الشهداء.

بوقاحة غير مسبوقة قفز هؤلاء التجار المنافقين فوق دماء الشهداء الأبرار وراحوا يقيمون الاستعراضات باسمهم، في حين أن كل ممارساتهم الإبليسية والتخاذلية والاستسلامية تجعل الشهداء يتقلبون في قبورهم ويلعنوهم.

لا وألف لا لكل فاجر ومارق وفريسي يتاجر بدماء الشهداء بأي شكل من الأشكال.

لا وألف لا لكل ممارسات ووقاحة وسفالة الذين أدمنوا المذلة والاستسلام من أصحاب الصفقات والمتلحفين بعباءة دجل الواقعية.

ليعلم كل مارق ومنافق من قيادتنا وأصحاب شركات الأحزاب أن المقاومة هي عطاء وتضحيات وليست مقاعد وزارية وتقاسم مغانم وتناتش صفقات مشبوهة.

ليعلم هؤلاء ومعهم قطعان الأغنام التي تهلل لهم بغباء أن المقاومة هي وضوح في الرؤيا والأهداف وليس فيها لا تردد ولا رمادية.

ليعلم هؤلاء أن المقاومة هي ثبات وعناد في الدفاع عن الوطن والمواطن والسيادة والاستقلال والحرية دون تنازلات ومساومات وصفقات.

ليعلم هؤلاء أن قمة المقاومة هي في العطاء وليس في مذلة قبض الأثمان.

ليعلم هؤلاء أن المقاومة هي تواضع وقداسة وطوباوية وليس فيها مكان للنرسيسيين والفجار والتجار وعبدة السلطة والنفوذ.

ليعلم هؤلاء أنه لو دامت لغيرهم ما كانت وصلت لهم. وأن لكل شيء نهاية. وأن لكل فعل حساب إما بالعقاب أو بالثواب.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نقلاً عن صفحة فايسبوك سعود ابوشبل/المقاومة_اللبنانية..المقاومة_السلمية

مثل_هذا_الأحد_لم_تغمض_عيون_الشهداء(٣)

"أيها اللبنانيون الأحرار، رفاقنا في القوات اللبنانية، قام المماليك الجُدُدْ أتباع النظام السوري بالهجوم على المقرّ البطريركي الثاني في دير سيدة إيليج حيث كان العشرات من المدنيين العُزّلْ يتحضّرون لرفع الذبيحة الإلهية عن أرواح شهداء المقاومة اللبنانية يوم غد الأحد، وقاموا بإطلاق النار عليهم فسقط من بينهم الشهداء التالية أسماؤهم...... وتعرّض للإصابة العشرات عُرِفٓ منهم..... كما تمّ إعتقال الباقين وسوقهم إلى السجون.

هل أصبح رفع الصلوات ممنوعاً في لبنان؟ هل يُطٓبّق على المسيحيين في لبنان نظام أهل الذمّة؟ إلا يعرف هؤلاء بأننا أبناء مار يوحنا مارون، جبرايل حجولا ودانيال الحدشيتي وأن أجدادنا لم يستسلموا يوماً أمام غازٍ ومُحْتٓلٌ؟

أيظنّون أن إعتقالهم لقائد القوات اللبنانية سيطفئ نار المقاومة؟

أيها اللبنانيون الأحرار، يا رفاقنا في القوات اللبنانية، دماء خمسة عشر الف شهيد تنادينا، ودماء شهداؤنا الذين سقطوا بالأمس تصرخ: لن نركع ولن نستسلم.

وصل بهم الفجور أن يقتلوننا في ساحات كنائسنا ونحن عُزٌٓلْ من السلاح. سنواجههم، نعم سنواجههم بصدورنا العارية وجباهنا المرتفعة. صوت بشير الجميّل يهدر في آذاننا: "لن تموت الشجاعة فينا".

فليٓعْلـم هؤلاء المجرمين بأننا لن نستسلم ولن نركع وأن غداً لناظره قريب".

هذه مسودّة البيان والمنشور الذي سيوٓزّٓع في حال حصول الأسوأ التي طواها صعود أبوشبل ووضعها في جيبه يوم السبت ١٦ أيلول، فالأخبار كانت تُنْذِر بأحداث عظيمة قادمة خلال الساعات المُقبِلة، فبينما كان الشاماتي وعشرات الشابات والشبّان يفترشون الأرض في دير سيدة إيليج لمواكبة القداس الذي سيجري يوم الأحد مشكّلين قاعدة جماهيرية صلبة للمصلٌين في اليوم التالي من جهة، وخط الدفاع بوجه القوى الأمنية إذا حاولت إحتلال ساحة الدير أو الدير لإلغاء القدّاس ولو أدّى الأمر إلى الإشتباك مع القوى الأمنية من جهة أخرى.

كان أبو شبل وشوقي كرم يقومان بمهمّتهما وهي إجراء عشرات الإتصالات بالرفاق من مختلف المناطق اللبنانية لتحفيزهم على المشاركة في القداس مهما كانت العراقيل أو الضغوطات، كما كانت مهمّتهما التوجّه إلى بكركي لمقابلة البطريرك صفير وإخباره بما يجري في سيدة إيليج ونشر البيان المُتٌٓفٓقْ عليه بعد إجراء التعديلات المطلوبة بحسب ما يستٓجِدّ من تطورات في سيدة إيليج.

أمّا الشاماتي فقد تلقّى ظهراً إتصالاً من السيدة جعجع تتمنّى عليه إعادة درس الوضع حتى لو تطلّب ذلك إلغاء القداس، "فالأجواء ملبّدة وردّات الفعل ستكون قاسية" بحسب ما قالته قبل أن تطلُب منه التحدّث إلى الصحافي نوفل ضوّ القادم من عند مدير عام الأمن العام جميل السيّد لينقل للسيدة جعجع أجواء لقاؤه مع السيّد.

- بإختصار يا صديقي سيُمٓسٍّحْ الأرض بكم غداً وفهمك كفاية"

- "وبإختصار أكثر، شرف لنا أن نبقى فوق وفهمك كفاية أيضاً"، ردّ الشاماتي، وكان يعني ما يقوله، "لو متنا جميعاً لن يُلغى القداس"، هذا ما قاله في آخر إجتماع للمجموعة، وكان صادقاً في ما يقوله. "لو متّ يوم السبت تدفنونني في إيليج يوم الأحد، الأهمّ أن لا يُلغى القداس".

كما تلقّى أبوشبل إتصالاً من إيلي كيروز (إنتُخٍب لاحقاً نائباً عن قضاء بشرّي) يسأل عن مكان تواجده، ولما عرف المكان وصل بسرعة قياسية إلى مكان عمل شوقي كرم حيث كانا يقومان بمهمّتهما.

- جميل السيّد باعت خبر إنو بدّو يدعوٍسكنْ، الأفضل تلغوا القداس.

- رفقاتنا راجعين شهدا بوكرا، وفشر برقبتو للسيّد وغير السيّد إنّو نلغي القداس، القصّة مش قصّة قداس!! القصّة قصّة شهدا عملوهن مجرمين!! شبعنا ذلّ!! الموت أشرفلنا، وإذا فيك وصّل خبر للسيّد إنّو قيمتو على ..(شتيمة)

كان أبوشبل وكرم متوتّران جداً فمن الممكن جداً أن يستيقظ المسيحيين على مجزرة في باحة المقرّ البطريركي في سيدة إيليج، رفاقهما الموجودون هناك في خطر شديد ومن الممكن أن يسقطوا شهداء، هذا كان السيناريو الأخطر الذي كان الجميع على إستعداد لمواجهته...

 

مسؤول إسرائيلي يهدد بضرب لبنان وبناه التحتية في أي نزاع مقبل مع حزب الله

جنوبية/06 أيلول/18/في تصريح له لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، هدد مسؤول في القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي بـ”ضرب لبنان وبناه التحتية في أي نزاع مقبل مع “حزب الله”، معتبرا أن “الأخير يسيطر فعليا على الجيش اللبناني، وإسرائيل لن تفصل بينهما حال نشوب حرب جديدة”.

وأشار إلى أن “التفريق الذي قمنا به بين حزب الله ولبنان خلال الحرب اللبنانية الثانية عام 2006 كان خاطئا”، مشيراً إلى “أننا لن نقوم بمثل هذا التفريق في الحرب القادمة، سنضرب لبنان وأي بنية تحتية لبنانية تساهم في القتال”.

وشدد على أنه “لو كان علي الاختيار بين ضرب لبنان والفصل بينه وبين حزب الله، فسأختار ضرب لبنان”، موضحاً أن “حزب الله” طور قدراته من خلال عملياته القتالية في سوريا”، معتبرا أنه “حصد ثقة في القتال، لكنه غير قادر حاليا على التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية والسيطرة على الأرض”.

ولفت إلى أن “الجيش الإسرائيلي لا يعتقد أن “حزب الله” معني اليوم بجولة جديدة من الصراع”، ورأى أن “تصريحات الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، لا معنى لها وهي لا تعكس نواياه الحقيقية وهو لا يزال مقيما داخل سرداب ومرعوبا من الحرب اللبنانية الثانية”.

وأضاف: “من جهة أخرى، يعرفون جيدا أن التحديات التي واجهوها خلال القتال في سوريا ليست شيئا مقارنة مع التحديات التي سيواجهونها حال اندلاع نزاع مع الجيش الإسرائيلي، والانتخابات الماضية أسفرت عن تقوية مواقع “حزب الله” في السياسات اللبنانية، ولهذا السبب لن ترغب المنظمة في دفع أي ثمن سيؤدي للتقليل من نفوذها هناك””.

 

الاجتماع الثلاثي في رأس الناقورة

الخميس 06 أيلول 2018 /وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: عقد صباح اليوم إجتماع ثلاثي في رأس الناقورة برئاسة قائد قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان اللواء ستيفانو دل كول، وفي حضور وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة العميد الركن الطيار أمين فرحات.

وقد عبر الجانب اللبناني عن موقف الحكومة اللبنانية المتمسك بسيادة لبنان على أراضيه ومياهه البحرية وثرواته النفطية، ورفض جميع محاولات العدو الإسرائيلي المس بها أو الانتقاص منها، كما أكد موقف الجيش الحازم في مواجهة أي اعتداء إسرائيلي على هذه الحقوق تنفيذا لقرار مجلس الأمن المركزي. كذلك عرض الجانب اللبناني خروقات العدو الجوية والبحرية والبرية للبنان والاستفزازات المتكررة وطالب بوقفها فورا".

 

نديم الجميل ردا على جعفري: لن نسمح لأي جهة من خارج الحدود أن تملي علينا سياستها

الخميس 06 أيلول 2018 /وطنية - رد النائب نديم الجميل على ما أوردته وكالات الإعلام على لسان قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري من "أن لبنان قد إختار نهج المقاومة"، بالقول: "لن نسمح لأي جهة من خارج الحدود أن تملي على اللبنانيين سياستهم وتحدد خياراتهم، وإن نهج الممانعة هو أبعد ما يكون عن نهج اللبنانيين لبناء مستقبل وطنهم. فكفانا هيمنة على القرار السيادي وكفانا حروبا لا دخل لنا فيها لا من قريب أو من بعيد". واستغرب "غياب أي رد على هذا الكلام الاستفزازي للبنان دولة وشعبا من قبل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المعنيين مباشرة بهذا الكلام الخطير"، مطالبا إياهما ببيان رسمي".

 

إسرائيل تواجه “حزب الله” بالخرسانة

السياسة/06 أيلول/18/نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مقطع فيديو، يظهر عملية تركيب جدار من الخرسانة المسلحة على الحدود مع لبنان. ووصف أدرعي الأعمال الجارية على الحدود مع لبنان بأنها مشروع لإقامة حاجز هندسي أمني في هذه المنطقة الحدودية.وفي إشارة ذات مغزى، لفت المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إلى أن العمل على إقامة هذا “العائق” سيتواصل إلى أن يكتمل، حتى لو حاولت بعض الجهات وعلى رأسها “حزب الله” العمل ضده.

 

رفض تصريحات قائد “الحرس الثوري”: نهج الممانعة أبعد ما يكون عن اللبنانيين

بيروت ـ السياسة/06 أيلول/18/تفاعل حديث قائد «الحرس الثوري» الإيراني اللواء محمد علي جعفري، عن «أن لبنان اختار نهج المقاومة»، حيث رد النائب نديم الجميل على جعفري، بالقول: «لن نسمح لأي جهة من خارج الحدود أن تملي على اللبنانيين سياستهم وتحدد خياراتهم، وإن نهج الممانعة هو أبعد ما يكون عن نهج اللبنانيين».واستغرب «غياب رد على هذا الكلام الاستفزازي من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المعنيين مباشرة بهذا الكلام الخطير»، مطالبا إياهما ببيان رسمي.

كما استنكر «لقاء الجمهورية»، كلام جعفري، معتبرا انه «يمس بالسيادة الوطنية ويضع لبنان في محور من محاور الصراع»، آسفا «لعدم صدور أي رد رسمي ينفي هذا التموضع الخطير»، داعيا «في الوقت عينه الى استدعاء السفير الايراني وابلاغه رسالة احتجاج».

واعتبر « اللقاء» الذي اجتمع برئاسة الرئيس ميشال سليمان، أن «دعوة حزب الله الى مراجعة تموضع لبنان الستراتيجي واعادة النظر بتحالفاته العربية والدولية، بمثابة التمهيد لتغيير صورة لبنان وسياسته بدلا من المساعدة في تحييده لحمايته من شر الانخراط في المحاور، وتجنيبه مغبة العقوبات الدولية المفروضة على جماعة هذا المحور».

 

حزب الله” يسعى للهيمنة على دفة الجهاز المصرفي

بيروتالسياسة/06 أيلول/18/أعربت مصادر مصرفية لبنانية عن قلقها من الضغوط التي يتعرض لها رئيس جمعية المصارف اللبنانية جوزيف طربيه من قبل “حزب الله” بهدف ضم شخصيات محسوبة على الحزب الى صفوف الجمعية، لاتاحة الفرصة لادارة دفة الجهاز المصرفي اللبناني. وقالت المصادر لـ “السياسة” إن جمعية المصارف اللبنانية تعرضت لضغوطات لتمكين المصارف الصغيرة والمتوسطة من الانضمام الى الجمعية الامر الذي سوف يمكّن “حزب الله” من زيادة التمثيل الشيعي في صفوف الجمعية، حيث ان مجالس ادارة المصارف الصغيرة والمتوسطة تتشكل من اغلبية شيعية ملحوظة تتعاطف مع “حزب الله”، مشيرة الى ان هذا الامر كان من شأنه ان يتيح للحزب امكانية التعامل مع العقوبات المالية بشكل فعال وبطرق غير قانونية.

 

ثلاثة وزراء في دمشق رغماً عن الحريري

بيروتالسياسة/06 أيلول/18/ضرب ثلاثة وزراء في حكومة تصريف الاعمال عرض الحائط رفض الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، التطبيع مع النظام السوري، متحدين قراره بعدم زيارة العاصمة السورية بصفة رسمية، حيث توجه وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، إلى دمشق للقاء وزير النقل السوري علي حمود والمشاركة في فعاليات معرض دمشق الدولي، بعدما كان سبقه إلى هناك بساعات وزير الزراعة غازي زعيتر، بدعوة من وزارة الاقتصاد والتجارة السورية للمشاركة في افتتاح معرض دمشق الدولي في دورته الـستين، وكان في استقباله عند الحدود من الجهة السورية معاون وزير الاقتصاد والتجارة بسام حيدر، ويتضمن جدول الزيارة العديد من اللقاءات مع المسؤولين السوريين وفي مقدمهم رئيس الحكومة السورية عماد خميس. ووضع الوزير زعيتر زيارته في اطار “علاقات الاخوة التي لم تزل قائمة ومستمرة دائماً وهي لمصلحة البلدين، هناك بعض المواقف السياسية لبعض الاطراف السياسية هو أمر يعنيهم، ومصالحنا تنطلق من العلاقات الاخوية بين البلدين”. ودعا لتمتين العلاقات بين كل الدول العربية، وأسف “لأن بعض الدول العربية تأخذ مواقف سياسية تأتي خارج التضامن العربية، وخصوصاً في ظل الظروف الخطيرة التي تمر بها المنطقة والهجمة الكونية على سوريا والحرب الارهابية الكونية عليها، والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وسورية وعلى المنطقة بشكل عام”. وكان وزير الاقتصاد السوري سامر خليل، اجتمع مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال حسين الحاج حسن، في مبنى وزارة الاقتصاد، في حضور الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري الخوري وعدد من رجال الاعمال اللبنانيين.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 6/9/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أفواه وأرانب... بهذه العبارة لخص الرئيس نبيه بري سبب عدم تاليف الحكومة، وحمل الجميع المسؤولية. وفيما كان الرئيس بري يتحدث الى وفد نقابة المحررين، وجه نقيب الصحافة الى وسائل الإعلام طلبا بعدم صب الزيت على نار الأزمة الحالية.

وبينما أوضح الرئيس بري أنه لم يتحدث عن الوضع النقدي بل عن الوضع الإقتصادي، استمرت تداعيات عدم موافقة رئيس الجمهورية على صيغة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة.

وفي وقت توالت التهديدات الإسرائيلية واخرها ما اعلنه قائد المنطقة الشمالية عن ضرب كل لبنان في الحرب المقبلة مع حزب الله، عقد في الناقورة الإجتماع الثلاثي وشكى الفريق اللبناني من الخروق المعادية.

وفي سوريا تأكيدات روسية على مواصلة ضرب الإرهابيين في ادلب، في حين طلبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من كل من الرئيسين الروسي والتركي حماية المدنيين.

وفي ليبيا هدنة هشة فرضتها الأمم المتحدة بين المتقاتلين في طرابلس الغرب من دون بلوغ أي سقف سياسي.

وفي اليمن حذرت الحكومة الشرعية من عدم مشاركة الحوثيين في مؤتمر جنيف وأعطتهم مهلة أربع وعشرين ساعة.

وفي واشنطن أنهى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح محادثاته مع الرئيس الأميركي حول سبل إتمام المصالحة الخليجية بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة ثانية.

بالعودة الى الوضع المحلي نشير الى قرصنة تعرضت لها سيارة فان تابعة لشركة أمن مرخصة في بعلبك. السيارة كانت تنقل مبلغ مليار ليرة من مصرف بيروت والبلاد العربية فرع بعلبك، إلا أنها اختفت لبعض الوقت قبل العثور عليها فارغة في منطقة في بعلبك أيضا. وكان على متن السيارة موظفان تابعان للشركة الأمنية إلا أنهما اختافيا كذلك.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

لا نزاع صلاحيات بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، لان النزاع على الصلاحيات غير موجود اساسا في قاموس الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، لكنه موجود في خزائن التحريض على فتنة دستورية، تستدرج البلاد اليها، أصوات وأقلام وتقارير وتغريدات، تعمل على إغراق البلاد بوهم العودة ثلاثين عاما الى الوراء.

إن تيار المستقبل، الذي يتحرك بتوجيه مباشر من الرئيس الحريري، لم يكن في لحظة من اللحظات، بوارد الخوض في أي سجال على صورة ما فرض عليه في اليومين الأخيرين، وهو اتخذ على الدوام جانب المصلحة العامة وشدد على أهمية وقف المنازلات السياسية، وتغاضى عن الكثير من الاساءات والرسائل السلبية التي استهدفت الرئيس الحريري والمسار الذي اعتمده لتشكيل الحكومة.

ولكن كيف لتيار المستقبل ومكونات سياسية اساسية في البلاد، ان تغض النظر عن مطالعات تتهم الرئيس الحريري مباشرة بالإنضام لمحور تعطيل تأليف الحكومة وتطلق على الصيغة التي تقدم بها اوصافا ونعوتا لا تليق بأصحابها؟ وكيف لهؤلاء أن يلتزموا الصمت تجاه سياسات تحفر في سنين الماضي، وتعود باللبنانيين الى الاربعينات والخمسينات والستينات والتسعينات، لتضرب في أعماق الحساسيات الأهلية، وتستحضر الكلام عن فتح لاند واتفاق القاهرة وايلول الاسود، وتنكأ الذاكرة باخبار إعدام ضباط الجيش واحداث ضهر الوحش والحدث ودير القلعه وصولا للاستهزاء باتفاق الطائف وما ترتب عليه، على صورة ما كتب أمس لاحدى المحطات التلفزيونية، ويبنى عليه في تصريحات ومواقف عدد من النواب والمعلقين.

فأين هو تأليف الحكومة وإنطلاق عجلة النهوض الاقتصادي ومكافحة الفساد وحماية الاستقرار، من كل ذلك؟ واين هو التزام مقتضيات الدستور والعلاقة بين الرئاسات والصلاحيات الدستورية من هذا المسلسل المريب؟ وأي فائدة ستجنيها البلاد والفرص المتاحة لإنقاذ الأوضاع من الالتفاف على التسوية السياسية وتغليب خطاب الانتقام والإنقسام على منطق المشاركة والمصالحة والتسامح؟!

الرئيس سعد الحريري يقول، نحن لسنا أهل فتنة ونزاعات أهلية…نحن أهل وفاق وحوار واعتدال، ونحن أهل مؤسسات ودولة وعيش مشترك، ونحن أهل الطائف الذي يسخرون منه … وسيبقى رغما عن ذلك القاعدة الأساس للسلم الأهلي اللبناني ولو كره الكارهون.

اتفاق الطائف خط أحمر، والاستقرار السياسي خط أحمر. وطريق العودة بالزمن الى الوراء مقفل بارادة اللبنانيين وصيغة الوفاق الوطني فليسمع من يريد ان يسمع… ونقطة على السطر.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

في حرب الصلاحيات يدخل مجلس النواب طرفا ثالثا ومرجعية لها الحق في تسديد الكلمة الأخيرة ومنح الثقة ومرجعية السلطة التشريعية الحائزة الرقم اثنين في الجمهورية تولى تظهيرها اليوم نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي ذكر من يعنيهم الأمر بأن المجلس النيابي له سلطة حجب الثقة عن الحكومات وسحبها، مثالا على ذلك من تاريخ جمهورية ما قبل الطائف عندما سقطت حكومة الرئيس اميل إدة بمطرقة نيابية. وبتفسير للرئيس نبيه بري أمام نقابة المحررين اليوم فإن الدستور لا هو قرآن منزل ولا إنجيل ويمكن تعديله لكنه الى اليوم واضح ويقول إن الحكومة تصدر بتوافق الرئيسين،أما من يشكلها فهو رئيس الحكومة المكلف. ولدى استفسار الأمين العام للطائف الرئيس حسين الحسيني يؤكد للجديد مبدأ التوافق بين الرئيسين في تأليف الحكومة ويحسم بأنهما اذا اختلفا فإن مجلس النواب هو الضامن الاساسي تبعا لمبدأ: الشعب مصدر السلطات لكن الحسيني يرى في المقابل أنهم يختلفون اليوم على تطبيق الدستور وهم من يكسر أعتاب الدستور وينحرف في التشريع وفي إصدار قوانين ضد المصلحة العامة وآخرها قانون الانتخاب ويسأل الحسيني في اتصال مع الجديد: من اخترع لرئيس الجمهورية الحصة الوزارية؟ ويؤكد أنه لا يحق لرئيس الجمهورية بحصة وإلا أصبح طرفا في النزاع مشيرا الى أن مجلس الوزراء لم يعطه حق التصويت ضمانا لأن يبقى صوته فوق جميع الاصوات والأطراف كزعيم للأكثرية لا كمناصر لجهة أو حزب أو تيار. ويضيف الحسيني إنه عندما يرتبون للرئيس حصة فإنما بذلك يلغون دوره الراعي للجميع أما من يرتب لرئيس الحكومة صلاحية المهل المفتوحة فإنما يريدون أن يبقى البلد من دون حكومة.. والصراع يصبح هنا ناتجا عن انعدام ثقة لافتا الى أن أي تفسير دستوري يصب في صالح التعطيل هو ضد الدستور لأنه لا فراغ في السلطة وفي تفسير غير دستوري وأقرب الى الواقع المحلي فإن ما يعطل التأليف هو نظرية "افواه وارانب" التي أصدرها رئيس مجلس النواب اليوم.. وأرنب بري ضمنا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

لا جديد يذكر في موضوع التأليف سوى اللقاءات التي استعادها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في بيت الوسط، في وقت قالت اوساط الحريري انها في انتظار البدائل التي سيعرضها رئيس الجمهورية على الصيغة المطروحة، لا سيما بعد ابدائه ملاحظاته عليها.

وفيما ينتظر بيت الوسط البدائل من بعبدا تقول اوساط معنية بملف التشكيل ان الرئيس لن يعرض اي بدائل لان هذا الموضوع من صلب الصلاحيات الدستورية لرئيس الحكومة المكلف، والرئيس عون تاليا ينتظر امكان طرح الحريري اي تعديل على الصيغة المطروحة.

وفيما الحكومة العتيدة حركة بلا بركة، اربعة وزراء في حكومة تصريف الاعمال في سوريا للمشاركة في افتتاح معرض دمشق الدولي هذا المساء.

الوزراء التقوا نظراءهم السوريين وبحثوا معهم مواضيع تهم البلدين وسط اجواء وصفت من قبلهم بالممتازة. وللعلم فان الوزراء لم يبلغوا رئيس الحكومة المكلف بالزيارة، ما دفع بمصدر سياسي في تيار المستقبل للقول للـ LBCI: تصريف اعمال وعلاقات سياسية بزي وزاري وزيارات تلزم اصحابها فقط ولا تلزم الحكومة واطرافها كافة.

في المقابل قال مصدر مطلع في قوى الثامن من آذار للـ LBCI ان لا وزير يزور سوريا بصفته الشخصية، مضيفا: لمن العار على لبنان ان يرسل الاردن الذي انخرط بالاعمال العسكرية في سوريا وفدا تجاريا وصناعيا كبيرا الى دمشق لبحث مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين فيما نحن نناقش جنس الملائكة.

انه برج بابل اللبناني والضياع فيه سيد الموقف السياسي اما الهستيريا الحقيقية فسيدة مجتمعنا الذي بات فيه الموظف يداوم من دون ان يحضر الى العمل، والمواطن المخالف للقانون يهدد الموظف الذي يقوم بواجبه، والانكى: يطلب منه اسمه ليشوف شو بدو يعمل. هذا المواطن صودف انه هذه المرة سيدة قررت ان تمارس فائق قوتها على شرطي بلدية جونية عصر امس وقررت تشوف "شو بدا تعمل" ما يعني عمليا ان هذه السيدة مدعومة من جهة سياسية او امنية ما.

انها النهاية ايها السادة، فقد وصلت بنا الامور الى حد اننا بتنا نهدم كل قيمنا واصبحت فيه اخلاقنا السيئة ثقافة مكتسبة نعتز بها.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

المشهد الحكومي ما يزال أسير صدمة سقوط المسودة الأخيرة من دون أن تلوح أي فكرة بديلة تعيد إنعاش هذا الملف. ذلك أن عملية التأليف جنحت نحو حرب صلاحيات بين رئاستي الجمهورية والحكومة تخللتها سجالات قاسية وحملات اعلامية بين التيارين البرتقالي والأزرق.

من هنا تأتي التحذيرات من الاستغراق في هذا التناكف في عز الحاجة لتحصين الوضع الداخلي بمواجهة تحديات الوضع الاقتصادي المنهك وأخطار العوامل الخارجية.

الرئيس نبيه بري قال اليوم أمام وفد نقابة المحررين إنه كان يجب أن تتشكل الحكومة أمس قبل اليوم واليوم قبل الغد محذرا من أن الوضع الاقتصادي وليس النقدي اليوم خطير ولا يحتمل التأجيل ووضع الليرة غير ممسوس ولن يصل الوضع لهذه المرحلة.

ورفض الرئيس بري تسمية من يعرقل تشكيل الحكومة قائلا: كلنا مسؤولون أفواه وأرانب. وأوضح أن الرئيس المكلف مسؤول عن طبخة التشكيلة لكن الدستور واضح والحكومة تصدر بالتوافق بينه وبين رئيس الجمهورية. وإذ أشار الى أن عنده ثالث كتلة في المجلس النيابي قال الرئيس بري إنه طالب بثلاثة وزراء فقط لتسهيل التشكيل. وجدد الرئيس بري القول إن من يحق له تفسير الدستور هو مجلس النواب ونقطة على السطر.

على خط التواصل الحكومي لقاء في بيت الوسط عقده الرئيس المكلف سعد الحريري مع الوزير علي حسن خليل الذي غادر بيت الوسط من دون أي تصريح. وعلى المستوى التشريعي إنجاز سجلته اللجان النيابية المشتركة بإقرارها قانون دعم الشفافية في قطاع البترول. واللافت أن هذا الانجاز يأتي غداة التحذيرات التي أطلقها الرئيس بري من محاولات اسرائيل السطو الممنهج على حقوق لبنان النفطية.

على أي حال فإن الجيش رفض خلال الاجتماع الثلاثي في الناقورة برئاسة قائد قوات اليونيفيل اللواء “ستيفانو دل كول” جميع محاولات العدو الاسرائيلي المس بسيادة لبنان على أراضيه ومياهه البحرية وثرواته النفطية أو الانتقاص منها مؤكدا الموقف الحازم في مواجهة أي اعتداء اسرائيلي تنفيذا لقرار مجلس الأمن المركزي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

انزلق لبنان نحو الفوضى الدستورية، والخوف الآن من انحداره نحو العصفورية اللادستورية اي الفوضى، كل هذا يتم في غياب اي مرجعية ضابطة لهذا الجنون، ومن اين للمرجعية ان تأتي بعد ما صارت كل طائفة تفسر الدستور بما يناسبها؟ وعوارض هذا الواقع المرضي تظهر على الشكل الاتي:

ثلاث سلطات متوازية لا تلتقي الا اذا تلاقت المصالح، وفي هذا خروج غير مسبوق عن روحية الدساتير التي صحيح انها تقوم على فصل السلطات ولكن من اجل ان تتعاون بشكل افضل لا ان تبني الحواجز والمتاريس وتقتتل في ما بينها، وهذا فات المشرع، فالمسكين لحظ كل الاحتمالات السيئة الا واحدة ان يحول بعض العاملين في الحقل العام المؤسسات الى ملكيات خاصة.

صحيح هذه الاشكالية القديمة المستجدة اسقطت عملية التاليف الى الصف الثاني من حيث افضلية المعالجة، ولبنان يبحر الان من مرحلة ما بعد الطائف الى مرحلة ما قبل الدولة.

ونجد في اليوميات السياسية برهانا على ما تقدم، فمواقف المرجعيات الرسمية ركزت على التمسك بما يعطيه الدستور الى كل سلطة، الرئيس الحريري قدم تشكيلته الحكومية الى الرئيس عون، وينتظر ردا من الرئيس شخصيا على مضمونها، ولن يتزحزح قيد انملة عما وزعه فيها من حصص.

الرئيس بري مستعد الى الاستماع الى اي رسالة يوجهها رئيس الجمهورية الى المجلس في شان الوضع الحكومي على ان يقوم بالتدبير المناسب، ولا داعي الى التفكير بأن الكلمة غير ملزمة.

اما الترجمة الاكثر استفزازا لضياع الامرة وتفكك المكونات السياسية كل بحسب اهوائه، فتمثلت بافتتاح موسم الحج الوزاري الى سوريا بحجة ضرورة مشاركة لبنان في معرض دمشق الدولي وسط اصرار النظام السوري على عدم فتح معابر التصدير امام المنتجات اللبناينة قبل اخضاع كل الدولة اللبنانية، فيما رد الرئيس الحريري على الزيارات بأنها لا تلزم سوى اصحابها ولا مفاعيل قانونية لها.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

تحت سيف الوقت وسوء نية البعض تتقطع آمال اللبنانيين بولادة الحكومة العتيدة، أربعة أيام تفصل عن سفر الرئيس ميشال عون الى الامم المتحدة وطلائع التشكيلة لم تظهر بعد. مع أن الحكومة كان يجب أن تتشكل بالأمس قبل اليوم، بحسب الرئيس نبيه بري، واليوم قبل الغد، لان الوضع الاقتصادي بات بخطر.

فهل من خطة انقاذية؟ ولماذا الجدل حول الصلاحيات طالما أن الدستور واضح بحسب رئيس مجلس النواب، اما بحسب مصادر وزارية للمنار، فإن رئيس الجمهورية يعد خطوات سياسية – دستورية للدفع باتجاه التأليف.

وباتجاه طهران تشخص الانظار غدا مع القمة الثلاثية الايرانية-الروسية-التركية التي ستحدد نتائجها مصير معركة ادلب، فالقيادة السورية ومعها الحلفاء مصممون على القضاء على آخر أوكار الارهاب، ويرفضون أن يكونوا رهينة لسيف الوقت والتهويل والتخويف، وهو اسلوب أميركي غربي خبروه سابقا، ينكشف زيفه مع انقشاع غبار المعارك بدءا من القصير الى حلب والغوطة والجنوب السوري.

اما يمنيا فهل ينقشع غبار الوهم عن أعين قوى العدوان؟ فنتائج الميدان هي التي تحدد جدول أعمال المفاوضات، والمكابرة لن تفيد القاطنين في بروجهم العاجية، ولن ينفعهم القاطن في البيت الابيض حيث الغليان وتقاذف الاتهامات مع المقال الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان “انا جزء من المقاومة داخل ادارة ترامب” يروي فيه العضو في الادارة الاميركية الذي لم يكشف عن اسمه كيف يجهد مع آخرين للتصدي من داخل البيت الابيض لما أسماه أسوأ شطحات رئيس ذي النزعة القيادية “التافهة” و”المتهورة” و”غير الفعالة” بحسب كاتب المقال.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

لا تزال خريطة طريق تشكيل الحكومة هي هي، احترام نتائج الانتخابات النيابية، والمعيار الواحد. ووفق معلومات الotv، فإن تكتل لبنان القوي يريد اعطاء فرصة لجولة مشاورات جديدة يقوم بها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، ليبنى على الشي مقتضاه، فيتجه الى بعبدا مع تشكيلة جديدة تراعي الملاحظات التي رافقت الطرح الأول قبل ايام.

في هذا الوقت، وبعد موجة الردود التي تلت زيارة سعد الحريري لقصر بعبدا، فالمعطيات تشير الى أن الأكيد أن لا أحد يريد مد اليد على صلاحيات أحد، لا بل إن الحرص على حسن تطبيق الطائف، يقتضي احترام الصلاحيات المحددة فيه، من دون زيادة أو نقصان.

في غضون ذلك، وبعد اثارة رئيس المجلس النيابي بالأمس ملف التنقيب عن النفط في البحر، أكد وزير الطاقة للotv أن شركة توتال ملتزمة ولم تنسحب، وأن لبنان غير مكتوف الايدي امام اسرائيل... والتفاصيل نتابعها في النشرة أما البداية بعد لحظات، فمع الملف الحكومي.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 6 ايلول 2018

النهار

التحذير الاميركي من السفر الى لبنان لم يأتِ بجديد وإنما جاء ضمن تحديث الصفحة الخاصة بلبنان في الخارجيّة الاميركيّة ولم يطرأ تعديل على البيان المكرّر.

حرص مكتب النائب طوني فرنجية على توزيع خبر تقديم والدة القيادي في "حزب الله" عماد مغنية التعازي لعائلة فرنجية مع صور ولو متأخّراً 24 ساعة.

في حين التزم "حزب الله" الصمت حيال تلقّيه أسلحة من طهران عبر طيران مدني ردّت إيران على "فوكس نيوز" نافية الخبر.

الجمهورية

يتهافت مسؤولون في أحد الأحزاب على التوزير فيما يرفض رئيس هذا الحزب المشاركة في الحكومة العتيدة.

قال أحد القريبين من مرجع بارز إن كل التصريحات التي تستهدفه لن تقدّم ولا تؤخِّر و"ما في شي بيهزّو".

لاحظت أوساط سياسية أن رئيس تكتل بارز سيزور سوريا للبحث في أحد المواضيع التي ستثار على طاولة الحكومة فور تأليفها.

سأل دبلوماسي غربي أصدقاء له: ما هو موقف مرجع نيابي من رسالة قد يوجهها رئيس الجمهورية إلى المجلس؟

أبلغت قيادة شيعية طرفاً على خط المساعي أن الحرص ما يزال قائماً على حصر الأزمة، والابتعاد عن تصعيد التشنج!

قطعت الإجراءات التي اتخذت شوطاً لإبعاد تأثيرات ما على حركة الخارجين على القانون في منطقة لبنانية معروفة.

المستقبل

يقال إنّ مراقبين يؤكّدون أنّ موقف لبنان من وقف تمويل "الأونروا" سيكون في رأس مشروع القرار اللبناني الذي سيعرض أمام جامعة الدول العربية في دورتها الـ 150 العادية بعد أيام، وفي كلمة رئيس الجمهورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 26 أيلول.

البناء

رأت مصادر يمنية أنّ عرقلة سفر الوفد اليمني المفاوض من صنعاء إلى جنيف بذريعة وجود جرحى ومصابين يحتاجون للعلاج بين صفوفه عذر أكبر من ذنب يكشف أنّ النية السعودية هي عرقلة المحادثات السياسية التي تبدأ تحت عنوان بناء جسور الثقة بقضايا إنسانية كالإفراج عن السجناء، وتساءلت عما إذا كانت العرقلة تعطي صورة مختلفة عن تلك التي قدّمتها المجازر السعودية بحق الأطفال، وعن جدوى المحادثات إذا كان البعد الإنساني موضوعها وقد وصل الجواب في المطار قبل بدء المحادثات…!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تهديدات إسرائيليّة جديدة...

جريدة الجمهورية/الجمعة 07 أيلول 2018/في جديد المواقف الاسرائيلية ما نقلته صحيفة «هآرتس» عن قَول مسؤول في القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي: «إنّ التفريق الذي قمنا به بين «حزب الله» ولبنان خلال الحرب اللبنانية الثانية (عام 2006) كان خاطئاً... لن نقوم بمثل هذا التفريق في الحرب المقبلة، سنضرب لبنان وأي بنية تحتية لبنانية تساهم في القتال. ولو كان عليّ الاختيار بين ضرب لبنان والفصل بينه وبين «حزب الله»، فسأختار ضرب لبنان». وأكد «أنّ «حزب الله» طوّر قدراته من خلال عملياته القتالية في سوريا، وحصد ثقة في القتال، لكنه غير قادر حالياً على التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية والسيطرة على الأرض. ومع ذلك، انّ الجيش الإسرائيلي لا يعتقد أنّ «حزب الله» معنيّ اليوم بجولة جديدة من النزاع». وتابع: «من جهة أخرى، يعرفون جيداً أنّ التحديات التي واجهوها خلال القتال في سوريا ليست شيئاً مقارنة مع التحديات التي سيواجهونها حال اندلاع نزاع مع الجيش الإسرائيلي، والانتخابات الماضية أسفرت عن تقوية مواقع «حزب الله» في السياسات اللبنانية، ولهذا السبب لن ترغب المنظمة في دفع أيّ ثمن سيؤدي الى التقليل من نفوذها هناك». بدوره، أعلن وزير شؤون القدس وحماية البيئة في الحكومة الإسرائيلية، زئيف إلكين، أنّ اسرائيل «لن تسمح بتعزيز الوجود العسكري الإيراني في سوريا بذريعة عملية إدلب». وقال لوكالة «إنترفاكس» الروسية: «إذا حاول الإيرانيون استغلال العملية في إدلب أو أي تطورات لاحقة لنقل صواريخ إلى سوريا، أو إنشاء مطارات عسكرية هناك أو قاعدة بحرية على شاطئ المتوسط، ستشكل في نهاية المطاف تهديداً لإسرائيل، فستعمل إسرائيل ما في وسعها لمنع ذلك». واعتبر أنّ «القيادة الإيرانية تسعى، في إطار الحوار الجاري حول مستقبل سوريا، الى تحويل البلد قاعدة للجيش الإيراني موجهة ضد إسرائيل، ونحن غير مستعدين على الإطلاق للتسامح مع ذلك. لقد أظهرت إسرائيل خلال السنوات الأخيرة أنه إذا كان هناك شيء نعتبره خطاً أحمر فإننا نعرف كيف نتصرّف لكي نثبت للجميع أنه خط أحمر حقاً». وأكد أنّ إسرائيل «تعطي الأهمية البالغة لمنع إيران من نقل أسلحة إلى «حزب الله» عبر الأراضي السورية، وتأمين الحدود مع سوريا».

 

تحذيرات من دخول محتمل لإسرائيل على الخط اللبناني!

جريدة الجمهورية/الجمعة 07 أيلول 2018/حذّرت مراجع سياسية من خطورة الوضع، وتحدث احد السياسيين عن معلومات ترد الى المسؤولين اللبنانيين، وهي تتقاطع أكثر فأكثر، وتتضمن تحذيرات من دخول محتمل لإسرائيل على الخط اللبناني، بعد دخولها على الخط السوري والعراقي. ويحاول لبنان تحصين موقفه السياسي من خلال اتصالات دولية ودعوة «حزب الله» الى عدم القيام بأيّ عمل يمكن ان تستعمله إسرائيل ذريعة لشن اعتداء على لبنان. وتجدر الاشارة الى انه سبق هذه المعلومات دلائل وإشارات عدة، من بينها تكرار اسرائيل تصريحات تتضمّن تصميمها على منع إقامة قواعد عسكرية إيرانية في سوريا، وتحليق طيرانها في أجواء عدد من المناطق اللبنانية واستمرار تحذيراتها لـ«حزب الله».

 

"الولادة الحكوميّة" مرتبطة.. بـ"الحلحلة" في العراق!

جريدة الجمهورية/الجمعة 07 أيلول 2018/قال مصدر ديبلوماسي لـ«الجمهورية» حول عرقلة تأليف الحكومة: «أنظروا الى العراق وكل ما ترونه الآن هو إضاعة وقت او محاولة لكسب الوقت، فعندما «تتحلحَل» في العراق يبدأ العد العكسي لولادة حكومة لبنان».

وعن سبب الربط غير المسبوق للملف العراقي بحكومة لبنان قال المصدر: «لم يكن لبنان ابداً في معزل عمّا يجري في العراق، لكن هذه المرة بصورة استثنائية لاعتبارات عدة أبرزها توازنات المنطقة، حيث خط لبنان ـ سوريا ـ العراق أصبح الخط المُلتهب في شد الحبال الاقليمي والدولي قبل التسويات».

 

هل تتحوّل "الأزمة الحكومية" الى "أزمة نظام"؟

جريدة الجمهورية/الجمعة 07 أيلول 2018/قالت مصادر متابعة للاتصالات الاخيرة لـ«الجمهورية»: «انّ أزمة الحكومة تحولت أزمة ثقة، والخوف من ان تصل الى أزمة نظام». وأشارت الى «غياب المبادرات عند الاطراف المعنية».

 

لبنان مستقرّ أمنياً؟

جريدة الجمهورية/الجمعة 07 أيلول 2018/أكد مرجع أمني كبير لـ«الجمهورية» انّ «لبنان مستقرّ أمنياً، والكلام عن تهديدات امنية هو في اطار الضغط عليه ليس إلّا، كون هناك ملفات حسّاسة يحتاج فيها لبنان الى تحديد موقفه، وفي مقدمها كل ما يتعلق بـ«حزب الله» وايران والوضع الاقتصادي». واضاف: «انّ إشارات الضغط واضحة، وليس آخرها ما أوردته قناة FOX NEWS الأميركية حول قيام إحدى شركات الطيران الإيرانية بتهريب أسلحة إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وتحذير واشنطن رعاياها من زيارة لبنان بحجة الاخطار السائدة على الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية وعلى الحدود الشرقية».

 

ألقاب تحولت إلى أوثان .

الشيخ حسن سعيد مشيمش/06 أيلول/18

آية الله العظمى ...آية الله ... حجة الإسلام ... حجة الإسلام والمسلمين ... الإمام الأكبر ...فقيه الفقهاء وملاذ المجتهدين ...وحيد عصره وفريد قرنه ...المرجع الديني الأعلى

مصطلحات وعبارات وتوصيفات ليس وراءها حقيقة ولا واقع مطلقا ولا تستند إلى دليل شرعي أو عقلي أو أخلاقي ...مصطلحات فارغة من كل ألوان العلم والتقى والهدى والتواضع يُطْلِقُها السادة والشيوخ الأتباع على فقيههم المتبوع بدوافع مادية وغايات مادية دنيوية رخيصة قذرة ...

ورضوان الله على الفقيه الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله الذي سبقنا باعتبار هذه المصطلحات والأوصاف كما اعتبرناها ووصفناها .

 

تعاطف سنّي واسع مع الحريري دفاعاً عن صلاحياته في مواجهة “العهد” ومصادره حذرت من استهداف "الطائف"

بيروت/السياسة/06 أيلول/18مع عودة الملف الحكومي إلى نقطة البداية، لم تعد المسألة تتعلق بتشكيل الحكومة، إنما بات واضحاً أن جوهر الصراع الدائر بين “التيار الوطني الحر” وتيار “المستقبل” يتصل بصلاحيات الرئاستين الأولى والثالثة، وهذا ما ظهر من خلال الحملة التي شنها مقربون من العهد على الرئيس المكلف سعد الحريري وتياره السياسي، في حين كان البارز التعاطف السني الواضح مع الرئيس الحريري، والذي بدأ يعطي للأزمة القائمة، على خلفية تعثر الولادة الحكومية، أبعاداً طائفية لا تخدم التأليف والخروج من الوضع الراهن. وأكدت مصادر نيابية قريبة من الحريري لـ”السياسة”، أن حملة “التيار الوطني الحر” على الرئيس المكلف تحمل في طياتها أبعاداً خطيرة، وتستهدف بشكل واضح اتفاق الطائف، لناحية التعرض لصلاحيات الرئيس المكلف، مشددة على أن هذه الحملة لن تقود إلى مكان، لأن الرئيس الحريري متمسك بصلاحياته، انطلاقاً من الحرص على اتفاق الطائف، وفي نفس الوقت تمسكه أيضاً بالتسوية القائمة وبأفضل العلاقات مع رئيس الجمهورية، لتجاوز المأزق الحكومي. إلى ذلك، التقى الرئيس الحريري، أمس، في “بيت الوسط”، وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل في حضور الوزير غطاس الخوري، وتناول اللقاء عرض للمستجدات والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة، كما التقى الوزيرين يعقوب الصراف ومروان حمادة.

من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري امام نقابة المحررين انّ “الحكومة كان يجب ان تشكل البارحة قبل اليوم واليوم قبل الغد، لأن ظروف التمهل بتشكيل الحكومة ليست كما في الحكومات السابقة فالوضع الاقتصادي خطير ولم اقصد بذلك الوضع النقدي”.وقال إن “الرئيس المكلف هو المسؤول عن طبخة التشكيلة، لكن لا شك أن الدستور واضح والحكومة تصدر بالتوافق بينه وبين رئيس الجمهورية.”، مضيفا “قلت للحريري إننا وحزب الله سنسهل التأليف ولا نريد الا حصتنا على الرغم من ان كتلة التنمية والتحرير هي ثالث أكبر كتلة في المجلس وانا أريد تأليف الحكومة قبل الفطر”.وعن المسؤول عن عرقلة تشكيل الحكومة اعتبر بري: “كلنا مسؤولون أفواه وأرانب.”، مضيفا أنّه “من حق رئيس الجمهورية توجيه رسالة إلى مجلس النواب ورئيس المجلس عليه وفق الصيغة القائمة أن يقوم بالتدبير المناسب”، مشيرا إلى أنّ “الوضع الامني هو العلامة الفارقة وما يحزن أكثر أن الامن عندنا هو أفضل من أي أمن حولنا ولا ينعكس إيجابا على الوضع الاقتصادي”. بدوره، رأى أمين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم، أن “هناك محاولة لفريق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لزيادة التسلط على الحكومة ووضع يده على قراراتها، ومصادرة صلاحيات الرئيس المكلف”، مضيفا “أن هذا الفريق يسعى أيضا لمصادرة حق التمثيل لأي فريق آخر”. واعتبر “أن “القوات” قدمت العديد من البدائل والمخارج على مدى ثلاثة أشهر للأزمات التي كان يختلقها باسيل ويضعها في وجه الرئيس المكلف”، كاشفا أن “القوات” لن تبادر اليوم إلى وضع أي حلول وأي تنازلات جديدة، بعد أن وصلت إلى قناعة أن رئيس “التيار الوطني الحر” يريد مصادرة كل تمثيلها، ويحاول إسقاط كل المحاولات الإيجابية التي تقوم بها، ومشددا على أن “حل هذه الأزمة يكمن أن يضع رئيس الجمهورية حدا لمفهوم التسلط من قبل باسيل”. واكد أن “السؤال الذي يوجه لنا عن الوزارات التي يمكن أن تقبل بها القوات، يجب أن يطرح على الأطراف التي تهدف إلى إخراج القوات من الحكومة وليس علينا”.

 

الحريري والانقلاب العوني على الطائف: الصراع ليس سنيّاً مارونيّاً

منير الربيع/المدن/الخميس 06/09/2018

تجدد انفجار الخلاف بين التيار الوطني الحر والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري. مرحلة الضغط ستزداد. وحجم الرسائل السرية المتبادلة ينذر بما هو أقسى. يصر التكتل على نقل المعركة إلى الصلاحيات الدستورية، ويعتبر المستقبل أنها تهدف إلى ضرب الطائف، والالتفاف على موقع رئاسة الحكومة. هي المرّة الأولى التي يصل فيها سوء العلاقة بين الطرفين إلى هذا الدرك منذ التسوية الرئاسية. استنفر رئيس الجمهورية ميشال عون فريقه وتكتله النيابي بصفته التكتل المسيحي الأكبر، فيما الحريري وجد نفسه محتضناً من رؤساء الحكومات السابقين الذين يرفضون المساس بصلاحيات موقع رئاسة الحكومة.

الصورة التي تتخذ عن تجدد هذا الصراع وما يتخلل الموجة من مواقف بين الطرفين، تشير إلى أن هناك من يصرّ على حصرها في خانة صراع سنّي ماروني. نجح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مبكراً في سحب هذا النقاش من التداول، من خلال تمسكّه باتفاق الطائف، فيما التيار سيعمل على استهداف جعجع من هذه الخانة، بطرح شعارات تقود إلى منطق الدفاع عن حقوق المسيحيين والحفاظ على موقعهم ودورهم في الدولة. وهناك من يعتبر أن الطائف يجب أن يجد من يدافعون عنه غير السنّة، كي لا تتمذهب القضية. ومن هنا كانت اتصالات متعددة مع بكركي لأجل عدم الذهاب إلى ضرب الدستور أو تغييره. وهذا ما تجلى في مواقف المطارنة الموارنة، الذين ابدوا استغرابهم لفتح قضايا دستورية عند كل استحقاق. ما فهم أنه موقف داعم للطائف ورافض لأي طروحات لتعديل الدستور.

مواقف تكتل التغيير والإصلاح واعضائه لا تشير إلى أن الأمر يتعلق بتشكيل الحكومة فحسب. المسألة تجاوزت هذه النقطة، لتصل إلى مشارف إعلان حرب سياسية على غرار حرب أهلية. فقد غرّد وزير العدل سليم جريصاتي عن "دموع التماسيح على الطائف التي يذرفها رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة في بكركي والفاتيكان لن تشفع به، وسوف نمسك بيده لنرده عن ضرب الدستور". واعتبر نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أن ما يجري هو عملية تزوير لإرادة اللبنانيين وإجهاض العهد. وهذا مؤشر على نقل المعركة من مكان إلى مكان آخر. فالاستنفار متعمّد للإشارة للانتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهة. فما يريده تكتل الإصلاح والتغيير من الهجوم هو تعرية الحريري من بيئته وممن يقف بجانبه.

في أوساط الحريري تأكيدات أن هذا الضغط لن يدفعه إلى التراجع، بل سيتصلّب أكثر. في المستقبل، ثمة رأي يرتفع ويقول إن ما يريده العونيون هو فرط التركيبة الحالية، والذهاب إلى إعادة بناء دولة قائمة لأجل الموارنة، وليس كل الموارنة، بل موارنتهم هم. ولكنهم يستندون إلى قوة لا قيمة لها على المستوى الدولي، وكل ما يسعون إليه لا يحظى بأي موافقة إقليمية أو تغطية دولية. المشكلة هي في تركيبة العقل العوني، والمطلوب منهم هو التواضع فقط. دخلت الأمور في مرحلة أخيرة من عضّ الأصابع. عون وحزب الله يريدان حكومة بأي ثمن وبأسرع وقت. بالتالي، كل الضغط الذي سيحصل يهدف إلى إجبار الحريري على التراجع، فيذهب إلى تقديم تنازل يرضي رئيس الجمهورية. أما في حال عدم التراجع، فلا بد من انتظار الخطّة (ب) التي ستخرج من بعبدا لمواجهة المرحلة المقبلة. بينما هناك من يعتبر أن ليس هناك من تطور قد يفرض تغيراً جوهرياً يؤدي إلى تشكيل الحكومة في هذه اللحظة، لا سيما أن هناك استحقاقات أهم من الملف اللبناني ومن تشكيل الحكومة. وهذا يرتبط بالوضع في العراق وتطورات معركة إدلب، من دون إغفال الغارات الإسرائيلية التي تجددت بشكل شبه يومي على مواقع إيرانية في سوريا. الضغط على الحريري سيزداد، والتهديدات التي يتلقاها كثيرة في السياسة، فيما لم تعرف بعد وجهة تفكيره وما سيفعله، وإذا ما كان سيرضخ للضغوط أم لا. مصادر مراقبة عن بعد، تشير إلى أن كلام الحريري المتكرر عن الأزمة الاقتصادية والمالية، وعن التحذيرات الدولية والحرص على البلد، قد يؤدي به إلى تقديم تنازل معين كان قد طالب جعجع بتقديمه، وذلك إنطلاقاً من بينة تفكيره وكأنه أم الصبي، فيما رئيس الجمهورية وتياره لا يريدان أن يلعبا دور أم الصبي. ما يدفع البعض إلى التخوف من أن يتراجع الحريري، على قاعدة أنه بدأ تقديم التنازلات بنفسه وعلى الجميع أن يحذو حذوه.

هذه النظرة يعارضها البعض، على اعتبار أن الحريري مطوق ببيان رؤساء الحكومات، وبموقف جعجع، ولكن إذا ما تراجع جعجع، سيتراجع الحريري فوراً، لأنه سيعتبر أن لرؤساء الحكومات السابقين حساباتهم، فلميقاتي غاية في حشر الحريري سنياً على المدى البعيد، أما السنيورة فينطلق من إنسجامه مع موقفه السياسي الذي رفض الدخول في هذه التسوية، ويريد إثبات صوابية رأيه مجدداً مستنداً إلى تصرفات بعبدا.

 

إسرائيل "تقترب" من الغاز اللبناني: ما قصة الـ100مليار دولار؟

منير الربيع/المدن/الخميس 06/09/2018

إسرائيل "تقترب" من الغاز اللبناني: ما قصة الـ100مليار دولار؟ دعوة بري لتحرك الدولة في اتجاه الدول والمؤسسات المعنية (الوكالة الوطنية للإعلام)

يرفع الرئيس نبيه بري الصوت مجددأ في شان ما يجري على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. كان من المفترض أن يزور لبنان أحد المسؤولين الأميركيين، وهو ديفيد شنيكر الذي عيّن نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي خلفاً لدافيد ساترفيلد، وذلك لاستكمال المبادرة التي أطلقها الأميركيون للوصول إلى تسوية ترسيم الحدود البرية والبحرية في الجنوب، لكن الزيارة لم تحصل لأسباب عدة، منها ما يتعلق بالوضع الداخلي الأميركي، ومنها ما يتعلّق بوضع لبنان والشروط التي تفرض عليه للالتزام بالعقوبات الأميركية على حزب الله وإيران من جهة، ولتنفيذه القرارات الدولية وخصوصاً القرار 1701 بحصر الوجود العسكري في نطاق عمله بالجيش اللبناني. تعتبر واشنطن، وفق مصادر، أن لبنان لا يريد مساعدة نفسه للوصول إلى تسوية على البلوك المختلف عليه مع إسرائيل. وتكشف مصادر متابعة عن أن الأميركيين، بالتوافق مع الروس، يتداولون بعرض يقضي بتقديم مبلغ 100 مليار دولار للبنان، للموافقة على تقاسم البلوك رقم 9 مع الإسرائيليين. علماً أن المتوقع استخراجه من هذا البلوك تصل قيمته إلى نحو 350 مليار دولار. لكن لبنان رفض ذلك، فيما الإسرائيليون بدأوا استخراج الغاز مستفيدين من دعم أميركي.

يعتبر بري أن هناك حركة إسرائيلية في اتجاه ما يسمى كاريش (مربع كاريش) القريب من الحدود اللبنانية الفلسطينية، واحتمال وجود مكامن مشتركة في ما يتعلق بهذه النقطة. ويشير إلى أن إسرائيل كلّفت شركة بالاستكشاف، على أن يبدأ ذلك في آذار 2019. وينبّه رئيس المجلس إلى أن المطلوب هو تحرك سريع وعاجل من أجل تثبيت الحق اللبناني في هذا الموضوع. وهو في صدد التحرك باتجاه وزارتي الخارجية والطاقة والشركة الأجنبية المعنية في هذا الموضوع، على أن تتدخل الدولة بكامل أجهزتها ومؤسساتها وتتحمل المسؤولية للدفاع عن السيادة الوطنية. وسيطلب من وزير الخارجية جبران باسيل التدخل لدى السلطات اليونانية لأن الشركة التي ستنقّب هي شركة يونانية.

حتى الآن، لا يملك لبنان أي تصور واضح لكيفية إيجاد مخرج لهذه المعضلة التي تهدد ثروته البترولية، فيما تهدف رسالة بري إلى الحث على توحيد الموقف، والاقلاع عن الانقسامات الداخلية بغية تعزيز الوضع الداخلي، لأن الوقت الذي يتلهى فيه اللبنانيون في مشاكلهم تعمل إسرائيل على تفريغ حقولهم النفطية من مخزونها. وليس لدى لبنان حلّ سوى التقدم بشكوى إلى مجلس الأمن، كان قد تراجع عنها سابقاً بفعل تدخلات دولية ووعود بمبادرات دولية. فيما هناك من يعتبر أن أي تحرك سيقوم به لبنان لن يكون مجدياً، والحل سيفرضه الروس والأميركيون بتسوية تقاسمية مع الإسرائيليين.

لا تنفصل هذه التطورات عن تجدد الغارات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا، مع تأكيدات إسرائليية بأن تل أبيب أبلغت موسكو وواشنطن بأنها ستستمر في استهداف المواقع والقوافل الإيراني في سوريا للوصول إلى إخراج إيران من كامل الجغرافيا السورية. وهذا قد ينطوي على تطورات ستكون مرتبطة بما ستؤول إليه العلاقات الأميركية الإيرانية في ضوء تشديد العقوبات على إيران، وإذا ما كانت طهران ستقدّم تنازلات أم أنها ستمضي على مواقفها التصعيدية، وآخرها للقائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية في ايران اللواء محمد علي جعفري، الذي قال إن "سوريا ولبنان واليمن وفلسطين اختارت نهج المقاومة لتحديد مصائرها، وسيكون النصر حليف شعوبها"، مؤكداً "ضرورة تعزيز قدرات البلاد في المجالات الدفاعية والأمنية ودفع التهديدات". وتعتبر مصادر متابعة أن الطرف الإسرائيلي يستغل الضعف الإيراني وموقفه المرتبك مع الروس والأميركيين والمثقل تحت ضغط العقوبات. هي ليست ضربات مختلفة عن الضربات السابقة، ولكن قد تُوجه الضربات براحة أكثر ومن دون مساءلة. إنه التركيز على استهداف إيران واعتبارها هدفاً مشروعاً وطبيعياً. مسألة ترسيم الحدود الجنوبية ستكون مرتبطة بكل هذه التطورات.

 

الحريري: صلاحياتي الدستورية واضحة ... ونقطة على السطر

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/06 أيلول/18/دخل رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري على خطّ السجالات الحاصلة حول صلاحياته، وقال في دردشة له مع الصحافيين: «صلاحياتي واضحة في الدستور، ونقطة على السطر. هذا يجب ألا يكون موضع نقاش»، معتبراً أن «تشكيل الحكومة وإخراج البلد من المأزق الاقتصادي وتأمين الكهرباء والمياه والاستشفاء والموازنة للمواطن اللبناني وتطبيق مؤتمر (سيدر)، أهمّ من الخلاف على الحقائب الذي لا طائل منه». ولا تزال أصداء البيان المشترك لرؤساء الحكومة السابقين تتفاعل، بأبعاده ودلالاته السياسية والطائفية، وقال عضو المكتب السياسي في تيّار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش: «نحن كتيار سياسي نؤيد كل ما ورد في بيان رؤساء الحكومات»، رافضاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، محاولات «الالتفاف على اتفاق الطائف عبر إدخال معايير وأعراف جديدة عليه». وحذّر علوش من أن «الالتفاف على الطائف سيتخطى الخلاف على تشكيل الحكومة، ويدفع لبنان نحو أزمة نظام ستؤدي حتماً إلى إعادة النظر بالتوازنات القائمة، في ظلّ المتغيرات الديموغرافية، وربما يقود ذلك إلى إعادة النظر بالمناصفة»، وذكر علوش بأن «هناك من طرح المثالثة في مرحلة من المراحل، وهذا أبعد وأخطر بكثير من استهداف سنيّة رئيس الحكومة وصلاحياته». من جهته، قلل المستشار السياسي لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، خلدون الشريف، من مخاطر الدخول في أزمة حكم. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن بيان رؤساء الحكومات السابقين «يقرع جرس الخطر من ضرب صلاحيات رئيس الحكومة». ورأى أن «هناك محاولات لا تتوقف للنيل من اتفاق الطائف، مرّة على قاعدة تفسيره، ومرة عبر الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي». وقال إن «ما جاء في البيان بمثابة توضيح دستوري لبيان رئاسة الجمهورية الذي يشكل محاولة للنيل من صلاحيات رئاسة الحكومة، وتوضيحا لكل الرؤساء الذين سيأتون لاحقاً». ولفت الشريف إلى أن بيان رؤساء الحكومة السابقين «يحذّر بوضوح من الإمعان في تفريغ الطائف من مضمونه»، مؤكداً أنها «ليست المرّة الأولى التي يُعتدى فيها على الدستور وعلى الطائف، بدءاً من مؤتمر الدوحة الذي انتزع بعض بنوده عبر فرض الثلث المعطل، وحصة لرئيس الجمهورية في الحكومة». وتتباين مقاربات السياسيين وخبراء الدستور حول دخول لبنان في أزمة دستورية، لكنها تتفق على خطورة المماطلة في تشكيل الحكومة الجديدة، وفي هذا المجال أوضح الخبير القانوني والدستوري المحامي سعيد مالك لـ«الشرق الأوسط»، أن «تأليف الحكومة مسؤولية مشتركة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف». وأكد أنه «لا نصّ دستورياً يمنع رئيس الجمهورية من وضع معايير لتشكيل الحكومة، كما أنه لا شيء يمنع الرئيس المكلّف من وضع الصيغة الحكومية التي يراها مناسبة، ويعرضها على رئيس الجمهورية، فإما يوقع الأخير أو لا يوقّع». وأمام الخلاف على تحديد الصلاحيات وغياب التفسيرات الدستورية لمهل تشكيل الحكومة وغيرها، أشار مالك إلى أنه «إذا كان لا بدّ من فتح ورشة إدخال تعديلات على اتفاق الطائف، فإنه ليس من المناسب طرحها أو بحثها في هذه المرحلة». وقال: «ربما ثمة حاجة إلى معالجة بعض الثغرات وإيجاد تفسيرات لبعض المواد الدستورية، لكن ليس وقتها الآن، فلا يمكن فتح الباب على خلافات جديدة لبنان بغنى عنها الآن».

 

صلاحيات رئيس الحكومة مادة سجال بين «المستقبل» و«التيار الحر» وتحذير من التلاعب بالتوازنات التي أرساها اتفاق الطائف

بيروت/الشرق الأوسط/06 أيلول/18/تحول النقاش حول «الصلاحيات الدستورية» إلى مادة صراع واتهامات بين تيار «المستقبل» الذي حذّر من «اللعب بالتوازنات» التي أرساها اتفاق الطائف، و«التيار الوطني الحر» الذي أكد دفاعه عن «صلاحيات رئيس الجمهورية»، مصوباً سهامه باتجاه رؤساء الحكومة السابقين، ونال منها رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة الحصة الكبرى. وكان اللافت تدخل رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان على خط مؤازرة موقف رؤساء الحكومة السابقين، بالقول: «إن روح الدستور تفرض على كل سلطة دستورية الحرص على ممارسة السلطات الأخرى والمؤسسات صلاحياتها كاملة. يناط برئيس الجمهورية تأمين الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها التزاماً بالدستور وبالعقد الاجتماعي المتمثل في اتفاق الطائف الذي ضمن السلم الأهلي في لبنان في السنوات العشر الماضية». كما كان لافتاً تدخل وزير العدل الأسبق أشرف ريفي، على خط مؤازرة الرئيس الحريري، إذ اعتبر أن رئيس الجمهورية الذي أقسم على الدستور مؤتمَن عليه، ومن غير المقبول أن يتم انتهاك الصلاحيات التي أُنيطت بموقع رئاسة الحكومة، وأي موقع آخر». وقال في تصريح: «سنرفض أي مسّ بالدستور، كما سنواجه البعض الذي يتوهم أنه بسلاح الدويلة غير الشرعي يمكن تغيير التوازنات الوطنية». وأضاف: «نؤكد وقوفنا إلى جانب الرئيس سعد الحريري في التمسك بصلاحيات رئاسة الحكومة، في سياق رفض المسّ بالدستور ومواجهة الانقلاب عليه، المدعوم من دويلة السلاح، ونعتبر أن الحفاظ على سلامة عمل المؤسسات جميعها، والمواقع جميعها، واجب جميع اللبنانيين ومسؤوليتهم بقياداتهم الوطنية والروحية». وشن مسؤولون في «التيار الوطني الحر» هجوماً على السنيورة، إذ غرّد وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي عبر حسابه على «تويتر» بالقول: «إن دموع التماسيح على الطائف، التي يذرفها الرئيس السنيورة في بكركي والفاتيكان لن تشفع له، وسوف نمسك بيده لنرده عن ضرب الدستور». وتابع: «يا جماعة الخير الدستور يُضرب من بيتكم وليس من قصر بعبدا، الذي أقسم سيده يمين الإخلاص له. ما تسمونها (هرطقات دستورية) لم تأتوا بدراسة دستورية علمية واحدة تعاكس مضمونها. لا تستقووا بالجهل والوهم والظلامية». بدوره، توجه عضو تكتل «لبنان القوي» النائب إلياس بوصعب إلى الرؤساء السابقين بالقول: «أتمنى عليكم أن تكونوا أيضاً حريصين على صلاحيات رئيس الجمهورية وعدم التغاضي عنها وذلك وفق الدستور نفسه والمواد المذكورة نفسها». في المقابل، حذّر وزير العمل محمد كبارة، من «أي محاولة لتجاوز الخط الأحمر الدستوري المتمثل بصلاحيات رئاسة الحكومة»، مشدداً على أن «المس الأرعن بالتوازنات الوطنية سيُسقط هيكل الدولة على رؤوس الجميع». وأشار إلى أن «أي طرح يشكل تجاوزاً لصلاحيات رئيس الحكومة، يعني فتح النقاش على اتفاق الطائف والتوازنات الوطنية التي صاغها بدقة، وأي نقاش في هذه التوازنات لن يكون في مصلحة أي فريق من اللبنانيين». ولفت إلى أن «من مصلحة الجميع عدم تجاوز هذا السقف الدستوري الذي ينظّم التوازنات اللبنانية». في هذا الوقت، تركَّز الهجوم على وزير الخارجية جبران باسيل، إذ اعتبر وزير الدولة لشؤون النازحين في حكومة تصريف الأعمال معين المرعبي، في بيان أن باسيل «يدفع بممارسته هذه في اتجاه إعادة النظر بالمناصفة وإلى تطبيق الديمقراطية العددية العادلة من أجل أن يأخذ كل ذي حق حقه حسب حجمه».

 

 معارضو النظام السوري في لبنان: طريق بيروت ـ دمشق توسعت قليلاً/فرنجية ونجله آخر زوار العاصمة السورية... ووزير الصناعة يشارك في افتتاح معرضها

بيروت/الشرق الأوسط/06 أيلول/18/عاد النظام السوري إلى محاولة لعب دور مؤثر على الساحة اللبنانية، في ظل تفعيل تحركات سفيره علي عبد الكريم علي وزيارته المكثفة لوزراء وقيادات لبنانية موالية لسوريا، وزيارات يقوم بها وزراء لبنانيون إلى العاصمة السورية دمشق، آخرها الزيارة التي يقوم بها حاليا وزير الصناعة حسين الحاج حسن (حزب الله) إلى دمشق للمشاركة في معرضها الدولي الذي يفتتح اليوم. وعلمت «الشرق الأوسط» أن رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية زار دمشق مؤخرا واجتمع إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، فيما زار نجله النائب طوني فرنجية العاصمة السورية بدوره والتقى عدداً من القيادات السورية من بينهم رئيس جهاز الأمن القومي على المملوك. وكانت معلومات سابقة تحدثت عن زيارة أربعة نواب سنة من حلفاء النظام إلى دمشق مؤخرا. ورأى عضو كتلة «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب وهبي قاطيشا، أن «جرعة الأكسجين التي تلقاها نظام الأسد عبر الدعم العسكري الروسي، دفعت حلفاءه إلى التفكير بإطلاق يده في لبنان، والضغط في ملف تشكيل الحكومة، والتسلط مجدداً على لبنان». ولم يخف قاطيشا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «طريق بيروت دمشق توسعت بعض الشيء، وأن الذين كانوا يترددون بالسر إلى دمشق، صاروا يذهبون بالعلن، وتوهموا أن الأزمة السورية انتهت، لكن عليهم أن يدركوا أن الضوء الأخضر الدولي الذي أعطي لقمع الإرهاب الذي رباه النظام السوري في سجونه، لا يعني فتح الباب أمام الحل السياسي لمصلحة الأسد»، مؤكداً أن «عودة الهيمنة السورية على لبنان ذهبت إلى غير رجعة». ويكثف السفير السوري لدى لبنان جولاته على الحلفاء، وإطلاق تصريحات يبشر عبرها بعودة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل عام 2005، فيما رأى منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد، أن الدور السوري محدود جداً في لبنان، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «بقاء الأسد في السلطة هو بقاء رمزي، لتبرير الاحتلال الروسي الإيراني لسوريا»، مبدياً اعتقاده بأنه «لا قدرة للنظام السوري للعودة إلى لعب دوره في لبنان كما كان في السابق»، مؤكداً أن «النفوذ الإيراني هو الذي يضع يده على لبنان بكل ما للكلمة من معنى، عبر حصوله على رئيس للجمهورية (ميشال عون)، ومجلس النواب والآن هناك محاولة إيرانية للحصول على الحكومة، ونسمع عن رغبة إيرانية لتكون الحكومة تابعة لإيران مقابل الحفاظ على الاستقرار». ولا تختلف قراءة السياسي اللبناني توفيق الهندي، عن مقاربة فارس سعيد للدور السوري، ورأى الهندي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لم يعد هناك شيء اسمه النظام السوري، لأن الدور الفعلي هو لرب عمله الإيراني، وبالتالي فإن تنامي الدور السوري في لبنان هو تنامٍ لدور إيران». وأبدى أسفه لأن «البعض في لبنان يظهر في العلن أنه يقيم القيامة ضد سوريا، في حين أنهم شركاء لـ«حزب الله» في لبنان، وهذه طريقة خزعبلية تعتمد الآن». ولفت إلى أن «الدور السوري في لبنان مضخم جداً، خصوصاً أن بشار الأسد لا يزال في سوريا أضعف بأكثر مما يظهر في العلن، لأن هناك ابتلاعاً لسوريا من قبل روسيا وإيران». وأكد الهندي أن «الذي يمسك لبنان هي طهران عبر حزب الله». ويضغط حلفاء المحور الإيراني السوري في لبنان، باتجاه إعادة تطبيع العلاقات مع النظام في دمشق، متخذين من ملف عودة النازحين السوريين مدخلاً لذلك، ومن مسألة العودة إلى تصدير المنتجات الزراعية اللبنانية براً من سوريا عبر معبر نصيب، باتجاه دول الخليج العربي، إلا أن هذه المحاولات تواجه برفض فريق «14 آذار»، خصوصاً من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي أكد أنه لن يعيد تطبيع العلاقة مع نظام الأسد تحت أي ظرف، وشدد على تنسيق عودة اللاجئين مع الروس بدلاً من الجانب السوري.

 

مطار بيروت يشكو الازدحام واستمراره بالعمل أشبه بمعجزة ولا اعتمادات مالية لتوسعته وصيانة تجهيزاته أو استبداله

الشرق الأوسط: سناء الجاك/الشرق الأوسط/06 أيلول/18

اعتذر وزير الأشغال في الحكومة المستقيلة يوسف فنيانوس من المسافرين ذهاباً وإياباً عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت نتيجة الازدحام الشديد خلال الشهر الماضي وأعلن «أنه والمديرية العامة للطيران المدني ليسا مسؤولين عما يجري». ولم يحدد فنيانوس المسؤولَ عما يتعرض له الركاب، فالتذمر من الفوضى والازدحام الذي شهده المطار طوال الشهر الماضي، وفي الأيام الأولى من هذا الشهر، مع وصول عدد الرحلات إلى ذروته، احتلَّ مواقع التواصل الاجتماعي ونشرات الأخبار، وسط تراشق سياسي حاد واتهامات متبادلة بالفساد، على اعتبار أن وزارة الأشغال المسؤولة عن المطار هي وزارة «دسمة»، وتشويه سمعة الوزير الحالي فنيانوس (من تيار «المردة» الذي يرأسه سليمان فرنجيه) من جانب خصومه السياسيين له أهميته في الصراع على الوزارات الخدماتية بين الأطراف الطامحة لدخول الحكومة العتيدة. والركَّاب طبعاً هم من يدفع الثمن. يقول أحدهم لـ«الشرق الأوسط» إن «الوقت الذي استهلكه للإجراءات يكاد يقارب الوقت الذي استغرقته الرحلة للوصول إلى دبي». وأضاف: «قسّم الأمنيون صفوف المسافرين بالعرض ما تسبب بتدافعهم عوضاً عن تنظيمها بالطول ليمر الواحد تلو الآخر. كما أن الفوضى تبدأ من الشارع وزحمة السير تمتد بضعة كيلومترات، لأن الناس تتوقف في وسط الطريق لينزل المسافرون وشرطي السير لا يفعل شيئاً. ولا توجد عربات تكفي لنقل الحقائب، وعند ماكينة التفتيش بالأشعة لا يوجد ما نضع فيه الأغراض الصغيرة. غالبية (الكانتوارات) كانت فارغة في حين أن الازدحام أكثر من خانق على صف الذين يريدون تسليم حقائبهم. كما أن الأوامر للمسافرين جاءت متناقضة، وكأن صراعاً يدور بين تعليمات الأمن الداخلي والأمن العام والجمارك. كان موعد الرحلة عند السابعة والنصف. ونحن لم نتمكن من إنهاء المعاملات والوصول إلى الطائرة إلا عند الساعة السابعة والنصف. استغرقت العملية نحو ثلاث ساعات لم نلتقط أنفاسنا خلالها». ولا يقتصر الأمر على الازدحام الذي يمكن رصده بالعين المجردة، فالمطار يعاني من مشكلات تجعل استمرار مرافقه بالعمل أشبه بالمعجزة. فالأزمة التي يشهدها متعددة الوجوه. والسبب كما يقول مسؤول في المطار لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا المرفق كغيره من إدارات الدولة اللبنانية يعاني من الفساد والطائفية والمحاصصة والروتين الإداري». وأشار إلى «تفاقم أزمة طاقة الاستيعاب مع بداية الحرب السورية نظراً لاعتماد السوريين مطار بيروت. ولولا الآفات الموجودة لكان جرى تلزيم توسعة مطار بيروت ليستوعب أكثر من ستة ملايين راكب سنوياً كما هو مصمم حالياً. أو يصار إلى تأهيل مطار القليعات في شمال لبنان ليصبح مدنياً ويخفف الضغط عن مطار بيروت».

ويقول رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لـ«Meas» النائب السابق غازي يوسف لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كشركة مسؤولة عن الصيانة نقوم بدورنا على أكمل وجه. لكن بعض المعدات تجاوزت عمرها المكفول، لذا هي لا تعمل. والسبب عدم وجود اعتمادات لإصلاحها أو استبدالها. وقد اضطررنا قبل عامين إلى تركيب مكيفات من حساب الشركة الخاص. من المفروض أن تؤمن وزارتا الإشغال والمالية اعتماداتنا. لكننا لا نقبض منها شيئاً. نحن نقدم الفواتير للجهات الرسمية المختصة التي لا تدفع. وسبب عدم تأمين الاعتمادات يعود إلى أننا حالياً خارج العقد، وموجودون بفعل الاستمرارية. هناك عمل لا يمكن أن يتوقف. نحن في وضع مقفل لا حلول له». ويشير يوسف إلى أن «هناك مرافق مهددة بالتعطيل الدائم في المطار ومنها ما وضع في الاستخدام منذ عام 1994 ويجب استبداله، لكن الجواب دائماً لا اعتمادات، وحاجتنا تقارب 80 مليون دولار سنوياً».

ويستغرب يوسف كيف أن «المطار الذي يضخ في خزينة الدولة 300 مليار دولار سنوياً مرصودة له اعتمادات لا تتجاوز 18 ملياراً. مع أن تكاليف الصيانة والتطوير تتطلب أكثر من ذلك بكثير. لكن لا أحد يحاسب». وينفى يوسف أي فساد أو سرقة أو هدر للأموال. ويشير إلى أن «الشركة تقاوم منذ سنين، وذلك بفضل شركة طيران الشرق الأوسط ومصرف لبنان لتأمين ما يلزمنا بمعزل عن الجهات المفروض أن تمولنا. يمكن القول إن المطار في غرفة إنعاش بفضلهما». ويؤكد أن «الشركة ستبقى تتحمل مسؤولياتها. هناك أمور كثيرة لا يلاحظها المسافرون لكنها أساسية وحيوية لعمل المطار، فإذا انقطعت الكهرباء تحصل مصيبة. نحن حدثنا الجسور للطائرات حتى يمر المسافرون عبرها إلى الداخل، ولا يمكن التساهل أو إهمال هذا الأمر وإلا فإن لدينا كوارث». ويوضح المسؤول أن «نوعية تجهيزات المطار وطاقتها عند إنشائه كانت كافية لخدمته بشكل جيد جداً ولربع قرن من الزمن على الأقل. ولا ننسى أن الشركات التي أسهمت في الإنشاء من مستشارين ومقاولين ومصنعين هي من الشركات الرائدة في مجالها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

السيستاني: لا يجوز لمس ورقة الألف دينار دون وضوء  حرّم لمس الممرضة للرجال الأجانب حتى لو كانوا مسلمين

لندن ـ «القدس العربي/06 أيلول/18/أجاب المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، أمس الأربعاء، على عدد من الأسئلة حول اللمس، طرحها أتباعه على موقعه الخاص. وسأل أحد الاتباع السيستاني عن لمس الممرضة أوالممرض للمريض: «أحياناً تدعو الحاجة المرضية إلى اللمس المباشر ولا يوجد الممرض او يكون طلبه محرجاً او تكون الممرضة أرفق بالمريض من الممرض؟». فأجابه: «إذا دعت الضرورة للفحص أو العلاج وتوقف على اللمس المباشر جاز ذلك في مفروض السؤال مع الاقتصار فيه على مقدار الضرورة». وطرح سؤال آخر على المرجع الشيعي جاء فيه «في المستشفيات تقوم الممرضات بجسّ النبض وقياس ضغط الدم وتضميد الجرح وغير ذلك، فهل على الرجل المريض رفض لمس الممرضة لجسده؟ فكان الجواب «يمكنه أن يطلب قيام أحد الممرضين بالأعمال المذكورة أو يطلب من الممرضة أن تلبس قفازاً او تضع حاجزاً كالمنديل ليحول ذلك دون لمس جسده».

وعندما سئل السيستاني «ما حكم لمس الطبيبة ليد أو جزء من جسد المريض الذكر في حال الطوارئ من دون حائل؟ وإن كان حراماً فما هي كفارة ذلك؟ قال: «يجوز مع الاضطرار ولا كفارة فيه حتى مع الحرمة». سؤال رابع طرح جاء فيه «ممرضة مسلمة تعمل في عيادة طبية، تفرض عليها طبيعة عملها لمس أجساد الرجال، مسلمين وغير مسلمين، فهل يجوز لها ذلك؟ وهل هناك فرق بين لمس جسد مسلم ولمس جسد غيره؟»، فكانت إجابة السيستاني: «لا يجوز للمرأة أن تلمس جسد الأجنبي، مسلماً كان أم غيره إلاّ إذا كانت هناك ضرورة رافعة للحرمة». والمفاجأة كانت في السؤال الأخير «طُبِعت في وسط العملة العراقية الحالية فئة (1000) دينار وفئة (1) دينار سابقا سورة الإخلاص وبالخط الكوفي، فما هو حكم مسّها من دون وضوء؟». فكان الجواب “لا يجوز لمس ورقة الألف دينار دون وضوء”.

 

إحراق مقرات حزبية وحكومية وإعلامية في البصرة

 البصرة – حسن السعيدي/06 أيلول/18/أقدم متظاهرون على حرق مقرات حزبية وحكومية وإعلامية في البصرة خلال احتجاجات، اليوم الخميس. ويتوجّه المتظاهرون الآن إلى مقر القنصلية الإيرانية في البصرة. وأضرم المحتجون النار في مقرات منظمة بدر وحزب الدعوة والعصائب، ومقرات "إذاعة النخيل" ومقر "المجلس الأعلى الإسلامي"، ومقر "قناة العراقية". وحرق متظاهرون عربات ومعدات تابعة للتلفزيون الرسمي في البصرة. إحراق مقر "المجلس الأعلى الإسلامي" كما أحرق المتظاهرون دار استراحة محافظ البصرة، حيث يتم عادةً استقبال الوفود الرسمية من المسؤولين الذين يأتون إلى البصرة، وقد قُتل متظاهر إثر احتراقه داخل هذا المبنى. حرق استراحة المحافظ في البصرة

وكانت القوات الأمنية قد سمحت للمتظاهرين بدخول مبنى المحافظة، وأثناء دخولهم أقدم بعضهم على إضرام النار في المكان.

حرق استراحة المحافظ في البصرة

وفي سياق متصل سارت أنباء عن حرق مقر تيار الحكمة في البصرة. وكان المتظاهرون قد أحرقوا مساء أمس مقر تيار الحكمة في منطقة أبي الخصيب شرق المحافظة. واتهم المحتجون عناصر تابعة للأحزاب بحرق مبنى المحافظة في اليومين الماضيين، إذ تم احتراق المبنى من الداخل وابتدأ الحريق من الطابق الثاني من المبنى، على رغم من الوجود الأمني المكثف حوله. وتأتي مظاهرات اليوم بعد يومين داميين قضتهما محافظة البصرة، أسفرت عن مصرع 7 من المحتجين وجرح ما لا يقل عن 40. من جهته، كان زعيم تيار الصدري، مقتدى الصدر، قد دعا مجلس النواب لعقد جلسة استثنائية لمعالجة أزمة البصرة، وهدد باتخاذ موقف وصفه بأنه "حازم ولا يخطر على الأذهان"، في حال عدم وجود خطط حكومية لحل أزمة البصرة. من جانبه، أعلن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، دعمه لموقف الصدر وعبَّر عن استعداده حضور جلسة يوم الأحد في البرلمان. كما أفادت مصادر من مكتب الصدر أن محافظ البصرة، أسعد العيداني، سيتوجه إلى النجف للقاء الصدر لبحث أزمة المحافظة.

 

ما أهداف إيران من "حملات التأثير" عبر مواقع التواصل؟

 صالح حميد - العربية.نت/06 أيلول/18/قامت شركات ومواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام وتويتر ويوتيوب وغوغل، بإغلاق المئات من الحسابات المرتبطة بـ "الأجهزة_الأمنية_الإيرانية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، وذلك لنشرها معلومات كاذبة ومضللة ووهمية ومعلومات من دون مصدر، في إطار "حملات تأثير" على الرأي العام. وقد تم إغلاق 39 حساباً تابعاً لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية IRIB من قبل يوتيوب وغوغل، بالإضافة إلى 6 مدونات وكذلك 13 حساباً على غوغل بلاس، في حين قام #الفيسبوك بإغلاق 562 صفحة. وتقول شركات الأمن السيبراني إن هذه الحسابات مرتبطة جميعها بالنظام الإيراني. واستهدفت حملات التأثير الإيرانية مستخدمي_الإنترنت في جميع أنحاء العالم وضمت شبكة مترامية الأطراف من المواقع الإلكترونية المجهولة الهوية وحسابات على مواقع التواصل بـ 11 لغة. وللمزيد حول أهداف إيران من " حملات التأثير" على الرأي العام عبر #مواقع_التواصل، وأبعاد الهجمات الإلكترونية الإيرانية، أجرت "العربية.نت" مقابلة مع بابك تشلبياني، الخبير في الأمن السايبراني، المقيم في العاصمة الأميركية واشنطن أجاب فيها على الأسئلة التالية:

١- لماذا تم إغلاق المئات من الحسابات المرتبطة بأجهزة النظام الإيراني وما هي أهداف حملات التأثير الإيرانية؟

لدى الشبكات الاجتماعية في العصر الحالي القدرة على تعبئة الرأي العام وتوجيه الجماهير. المثال الواضح على ذلك هو تأثيرها في اندلاع حركات الربيع العربي، أو في انتخابات الولايات المتحدة عام 2016 حيث فاز دونالد ترمب على منافسيه من خلال الاعتماد على تويتر. إيران أيضا تريد الاستفادة منها لتوجيه سياساتها وبعد أربعة عقود لا يتوانى هذا النظام عن استخدام أي وسيلة لتحقيق تطلعاته ونشر أفكاره التوسعية في المنطقة ومختلف أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك، تويتر، يوتيوب محظورة في إيران، لكن جميع مسؤولي النظام والقادة العسكريين يستخدمون هذه الشبكات بحرية. ويستهدف خطاب المسؤولين الإيرانيين الأقليات الشيعية المضطهدة في بلدان منطقة الشرق الأوسط لاستغلالهم، بشكل غير مباشر أو من خلال تدخل علني. وجزء من هذا الخطاب يتم من خلال عالم الإنترنت بشكل كبير.

ولهذا قامت مواقع التواصل، كما أظهرت بياناتها وأيضا تقرير شركة "واير فاي" بإزالة المئات من الحسابات المشبوهة المرتبطة بأجهزة المخابرات والأمن الإيرانية.

2- ذكرت شركات للأمن الإلكتروني أن إيران لديها خططا مختلفة ضمن حملات التأثير التي تقودها، ما طبيعة هذه الخطط؟

يمكن تقييم حملات تأثير إيران عبر شبكات التواصل الاجتماعي في إطار الحرب النفسية، حيث تحاول تبرير أهدافها التوسعية في المنطقة وفي العالم من خلال الحرب الناعمة، وتريد تحقيق هدفين رئيسيين، أولا: توسيع عمقها الاستراتيجي في المنطقة، وثانيا، التحكم بالرأي العام الداخلي. وإقليميا، لقد عمل هذا النظام طيلة 4 عقود على خلق الأزمات وإدارتها من أجل نشر أفكاره التوسعية. لكن على الصعيد الدولي، تحاول إيران بلا شك التأثير في انتخابات الكونغرس الأميركي في 6 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث بفوز الديمقراطيين في مجلس النواب، سيؤدي ذلك إلى تخفيف الضغوط التي يقودها الرئيس ترمب على طهران.

3- بالنظر إلى خبرتك في مجال الأمن السيبراني، هل تقتصر أنشطة إيران الإلكترونية على هذه الشبكات أم هناك تقنيات أخرى تستخدمها؟ ما هي المعلومات الجديدة عن هجمات إيران الإلكترونية على الدول والمؤسسات المختلفة؟

تأسس الجيش الإلكتروني الإيراني بمجموعة تسمى " آشيانه " في أوائل عام 2002 من قبل طالب يدعى بهروز كماليان، والذي تم تجنيده سريعا من قبل استخبارات الحرس الثوري. ثم تحولت هذه المجموعة مع الدعم المباشر من قبل الحرس الثوري الإيراني إلى مركز لاستقطاب المبرمجين النخبة والقراصنة الشباب من مختلف الجامعات. ثم بدأت بهجمات إلكترونية ضد منظمات عالمية كبرى مثل ناسا، واختراق الآلاف من المواقع الأميركية والأوروبية والإسرائيلية. بطبيعة الحال، لا يقتصر النقاش هنا على الهجمات السيبرانية، إنما تم استخدام الفضاء السيبراني بشكل يتماشى مع أهداف سياسية.

ويمكن القول إن الجيش الإلكتروني الإيراني يعد من أخطر مجموعات القراصنة والسبب بسيط جدا وهو أنه يتلقى دعما مباشرا من وحدة الدفاع المدني التابعة للحرس الثوري التي تشرف على مجموعة قراصنة ( هاكرز) يُطلق عليهم " القبعات سوداء".

وفي حين أن معظم البلدان، وخصوصا في المجتمعات الغربية يتم معاقبة القراصنة وتجريم عمليات الاختراق، لكن في إيران على العكس من ذلك، يتم تشجيعها من قبل أجهزة الدولة أو على الأقل يتم غض البصر عنها.

4- ما هي الأساليب التي يستخدمها القراصنة عبر الإنترنت؟

أساليب وتقنيات القرصنة كثيرة، وأحيانًا يتم اختراق الأنظمة الإلكترونية بطرق بسيطة للغاية. يعتمد اختيار طريقة وتقنية القرصنة على تصميم مواقع الويب المستهدفة ونظام الأمان والدفاع الخاص بها.

كشفت تقارير شركات مثل "فاير آي"، والوحدة 42 لشبكة بالو ألتو في الولايات المتحدة الأميركية، وشركة سيمانتيك وكذلك تقارير المخابرات الألمانية، وأدلة وكالة المخابرات الأميركية "اف بي آي" أن إيران قامت خلال الأشهر الأخيرة باستهداف دول في الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأميركية ودول في أميركا اللاتينية بهجمات إلكترونية واسعة النطاق. وفقاً لتقرير الوحدة 42، قامت مجموعة قراصنة "اويل ريج" التابعة لإيران، خلال شهري مايو ويونيو، بتنفيذ هجمات على مؤسسات دول في الشرق الأوسط. كما توصل باحثون من سيمانتك إلى حملة تجسس جديدة أطلق عليها "ليف ماينر" وتتبع بودرها لمجموعة "آشيانه" وكذلك مجموعة "ارتش خورشيد" أي "جيش الشمس" الإيرانية، والتي استهدفت حتى الآن قائمة طويلة من الشركات والحكومات في الشرق الأوسط. كما يمكن الرجوع إلى تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) الخاص حول اختراق شبكة HBO من قبل الهاكر الإيراني بهزاد مصري، أو استهداف أنظمة أحد السدود في نيويورك من قبل حميد فيروزي الذي يرأس "آشيانه". كما أن وزارة العدل الأميركية نشرت العام الماضي صور 7 قراصنة إيرانيين يتبعون مجموعات مختلفة مثل "مرصاد" و"آي تي سك" التي شنت هجمات ضد أهداف أميركية بين عامي 2012 و2013.

وبالطبع هذا غيض من فيض عمليات التخريب والهجمات الإلكترونية الإيرانية، لكن في الواقع فإن نطاق عمليات جرائم الإنترنت في إيران أكبر بكثير مما يتم نشره في وسائل الإعلام.

وعادة ما يتم تنفيذ الهجمات السيبرانية من خلال الدعم المالي والديني والسياسي والتجسس والدعم الحكومي والاغتيال عبر الإنترنت، وكل هذا ينطبق على الهجمات الإلكترونية في إيران بهدف التأثر على الدول التي تقف بوجه النفوذ الإيراني أو عمليات أجهزة النظام ضد المعارضة.

5. ما مدى جدية التهديدات السيبرانية الإيرانية ردا على العقوبات الأميركية وكيف سترد الولايات المتحدة على احتمال وقوع هذه الهجمات؟ في الحقيقة إيران لديها تاريخ حافل بالجرائم السيبرانية، وإمكانية شن هذه الهجمات موجودة لسببين: أولاً، ليس من السهل رصد وكشف جميع الهجمات السيبرانية، ولذا إيران لديها القدرة على استهداف البنية التحتية لبعض المؤسسات المالية في أميركا وحتى بعض مؤسسات النقل النفطي والشحن في المنطقة أيضا. ثانيا، لا توجد نصوص في القوانين الدولية تجرم الهجمات السيبرانية، ولا توجد قواعد محددة لمقاضاة المجرمين الإلكترونيين.

وبما أن الفضاء الإلكتروني يعتمد على المبادئ الأخلاقية في تجنب الهجمات وليس قوانين رادعة، فهذا ليس أمرا يمكن أن يردع النظام الإيراني عن تنفيذ الهجمات الإلكترونية. لكن في المقابل، عملت أميركا خلال السنوات الأخيرة على مواجهة هجمات إيران السيبرانية من خلال فرض عقوبات أحادية، وإذا ما تكررت هذه الهجمات ستكون يد الرئيس ترمب مفتوحة لردود انتقامية من طهران وهذا سوف يحرض أوروبا أيضا للتحرك ضد إيران.

 

إيران.. حملة اعتقالات ضد المحامين والنشطاء الحقوقيين

العربية.نت ـ صالح حميد/06 أيلول/18/طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات الإيرانية بإطلاق سراح محامين ونشطاء حقوقيين، تعرضوا لحملة اعتقالات مؤخراً بسبب دفاعهم عن معتقلين أو فقط لمعارضتهم السلمية للقمع. واعتقلت السلطات في أوائل شهر سبتمبر الجاري، هدى آميد ونجمة فهدي، وهما ناشطتان حقوقيتان تعملان كمدربتين لحلقة عمل بشأن المساواة في الحقوق في الزواج، من منزليهما في طهران. كما اعتقلت في 31 أغسطس محاميين حقوقيين آخرين، هما فاروق فروزان وبايام درفشان، كانا حضرا تجمعاً في منزل آرش كيخسروي، أحد المحامين المسجونين. وكان بيام درفشان، قد اعتقل قبل أسبوعين لدفاعه عن موكلته نسرين ستودة، الحقوقية الشهيرة ونائبة رئيس مركز المدافعين عن حقوق الإنسان في إيران والمعتقلة منذ يونيو الماضي. في صباح يوم 4 سبتمبر، ألقت السلطات القبض على رضا خندان، زوج نسرين ستودة بعد رفضه الحضور للاستجواب. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "تواصل السلطات الإيرانية تدمير مصداقيتها محليا ودوليا مع سجنها عشرات المحامين والنشطاء "بجريمة" الدفاع عن حقوق المواطنين الأساسية. مع ازدياد مشقات الحياة على ملايين الإيرانيين، على النشطاء أن يكونوا جزءا أساسيا من حل المشاكل، لا الهدف الرئيسي لحملة القمع الحكومية". المحاميان قاسم شلعة سعدي وآرش كيخسروي يقتادان من السجن للمحاكمة وكانت السلطات قد اعتقلت في 18 أغسطس المحامي قاسم شعلة سعدي، لأنه أراد الاعتصام أمام البرلمان الإيراني احتجاجا على "الإشراف بالموافقة والرفض" الذي أصدره "مجلس صيانة الدستور"، والذي وصفه بأنه أصل مشاكل إيران. كما ألقت السلطات القبض على كيخسروي الذي رافقه في احتجاجه السلمي. وأكدت هيومان رايتس ووتش أنه منذ يونيو، ألقت وزارة الاستخبارات الإيرانية القبض على نشطاء حقوقيين عِدّة لنشاطهم السلمي. وفي 1 أغسطس، ألقت سلطات وزارة الاستخبارات القبض على فرهاد ميثمي، ناشط حقوقي، احتج على قوانين الحجاب الإلزامية. وكان ميثمي مضرباً عن الطعام منذ اعتقاله احتجاجاً على الاتهامات. كما تواجه نسرين ستودة بعد اعتقالها في يونيو تهماً أخرى حيث تم إبلاغها بأن المدعي العام في كاشان، قدم شكوى ضدها لدفاعها عن شابرك شجري زاده، التي تواجه اتهامات بخلع حجابها علنا في يناير احتجاجا على قوانين الحجاب الإلزامية. قيل لستودة إنه يمكن إطلاق سراحها بكفالة مالية مقدارها 650 مليون تومان إيراني (135 ألف دولار) في هذه القضية، لكنها رفضت دفع الكفالة لأنها اعتبرت أنّ استهدافها نتيجة عملها كمحامية.

 

لأول مرة صحفي إيراني في إسرائيل.. من هو؟

لبنان الجديد/06 أيلول/18/ذكرت القناة السابعة العبرية، الخميس، أن صحفيا إيرانيا وصل إلى إسرائيل هذا الأسبوع لإجراء مقابلة مع وزير الحرب أفيغدور ليبرمان. وأفادت في خبر ترجمته "عربي21"، بأن الصحفي الإيراني هو مهراد ميردامدي المراسل في إذاعة "فردا" الإيرانية المعارضة والتي تبث من مدينة براغ في التشيك. وأشارت القناة العبرية إلى أن هذه المرة الأولى يزور فيها صحفي إسرائيل لإجراء مقابلة مع وزير إسرائيلي. وفي السياق ذاته، نشرت الإذاعة الإيرانية مقابلة أجراها الصحفي مع ليبرمان، الثلاثاء، باللغتين الفارسية والإنجليزية، وجه فيها رسائله للشعب الإيراني.  وقال الوزير الإسرائيلي، إننا سنفعل ما في وسعنا لمنع إقامة إيران قواعدها العسكرية في سوريا كي لا تهدد أمن إسرائيل. وأضاف أن "لإيران الحق بالاحتفاظ بعلاقاتها مع سوريا، لكننا لن نقبل بالتواجد العسكري الإيراني هناك، من شأنه الإضرار بأمن إسرائيل وزعزعة استقرار المنطقة". وفي رسالة وجهها ليبرمان للشعب الإيراني، قال إن "دولتهم تستثمر ما لديها في "الإرهاب"، وتنفق أكثر من ملياري دولار كل عام على تمويل مليشياتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهذا ليس لمصلحة الشعب الإيراني".

 

وثائق الموساد: إيران بدأت تخطط لصنع 5 قنابل ذرية

تل أبيب/الشرق الأوسط/06 أيلول/18/بعد مرور ثمانية أشهر على العملية التي نفذها عملاء «الموساد»، جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي، ودخلوا خلالها إلى مبنى الأرشيف النووي في طهران، قال أحد كبار المسؤولين في الجهاز، إن من ضمن المواد التي تم تهريبها، هناك وثائق وأسطوانات مصورة تبين أنهم بدأوا التخطيط لصنع 5 قنابل نووية ورؤوس نووية للصواريخ. وقال مصدر في الموساد لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إنه «في الليلة الأخيرة من شهر يناير (كانون الثاني) 2018 عندما مكث وكلاء الموساد في غرفة الخزنة السرية في الأرشيف النووي الإيراني، تعرضوا لمشكلة فجأة. فبعد أن تغلبوا على الأبواب الحديدية الثقيلة، وألغوا عمل الصافرات، وجد المخترقون كمية كبيرة من الأقراص الصلبة، إضافة إلى الملفات التي خططوا لأخذها. فاتصلوا مع قيادتهم في تل أبيب وسألوا إن كان بإمكانهم جلب الأقراص أيضا. وبموجب تعليمات الموساد، أخذها العملاء، وكانت تلك كمية كبيرة جدا من الأقراص الصلبة، واتضح لاحقا أن هذا القرار كان هاما ومصيريا». وتبين من المواد الأرشيفية، حسب هذا المصدر، أنه خلال سنوات، وثق الإيرانيون كل المراحل، بدءا من إقامة المفاعل والمواقع السرية وصولا إلى التجارب والأشخاص الذين نفذوها. ووفق هذه المعلومات، بدأ المشروع النووي العسكري السري بالتبلور بناء على تعليمات القيادة الإيرانية بين العامين 1992 ־ 1993. وأن الهدف من البرنامج هو إنشاء رؤوس حربية، متفجرات نووية ذات 10 كيلوطن لكل منها، وتركيب هذه الرؤوس الحربية على صواريخ شهاب، وصنع 5 قنابل. وكانت إسرائيل قد أعلنت، في حينه، أنها راقبت بشدة الأرشيف النووي الإيراني ومنذ العام 2017 خططت لعملية اقتحامه بعناية. وفي الحملة ذاتها، شارك طوال عامين مئات الأفراد، من الموساد، وشارك عشرات المخترقين في اختراق الأرشيف النووي الإيراني. وبعد العملية، صرح رئيس الموساد، يوسي كوهين، في منتدى مغلق: «لم توقع إسرائيل والموساد على الاتفاق النوويّ. ولكني ألتزم تجاه الإسرائيليين بألا تمتلك إيران قنابل ذرية، وهذا هو الأهم». كما كُشفت في الأرشيف، عدة مرات، مستندات مفصلة كتبها أحد كبار المشروع النووي، ومديره: البروفسور فخري زادة. ووفق النشر في وسائل الإعلام الأجنبية، كان جمع المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية عن زادة هدفا مفضلا، حتى أن إسرائيل فكرت في اغتياله.

 

ميركل: الوضع بإدلب معقد وهناك قوات ينبغي محاربتها

 برلين - رويترز/06 أيلول/18/قالت المستشارة الألمانية، أنجلا ميركل، اليوم الخميس، إن الوضع في محافظة إدلب السورية معقد وهناك قوات متشددة ينبغي محاربتها. وقالت ميركل في مقابلة مع تلفزيون "آر.تي.إل" إنها تحدثت مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان بشأن الوضع هناك، وشددت على ضرورة تفادي وقوع كارثة إنسانية. وكان وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، قال إن أنقرة عبرت بوضوح لروسيا عن أن الهجمات على إدلب خاطئة، فيما قالت وزارة الخارجية الروسية إن إجراءات موسكو في محافظة إدلب تتماشى مع الاتفاقيات متعددة الأطراف، التي "تستهدف القضاء على الجماعات المتشددة"، مشيرة إلى أن موسكو ترى أن من واجبها أن تتابع عن كثب هذه الاتفاقيات وسوف تواصل تدمير من سمَّتهم "الإرهابيين" لحين القضاء عليهم بشكل نهائي وكامل. هذا ودعت الولايات المتحدة الأميركية، الرئيس الحالي لمجلس الأمن، لعقد اجتماع صباح الجمعة حول الأوضاع في إدلب، بحسب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي.

 

نجاة "جزّار بانياس" من محاولة اغتيال في الساحل السوري

العربية.نت – عهد فاضل/06 أيلول/18/للمرة الثانية، ينجو علي كيالي، أو المعروف في تركيا باسم #معراج_أورال، من عملية اغتيال استهدفته في إحدى قرى جبال محافظة اللاذقية السورية. وعلي كيالي، هو أحد زعماء الميليشيات التابعة للنظام السوري، ويقود منظمة تدعى (الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون)، إلا أن غالبية أعمال المنظمة المسلّحة، كانت ضد فصائل الثورة السورية، في أكثر من منطقة، خاصة في السنوات الأخيرة. وعلي كيالي مزدوج الجنسية، ويحمل الجنسيتين: التركية والسورية، ومعروف لدى جمهور المعارضة السورية باسم "جزّار بانياس"، لاتهامه بتنفيذ مجزرة بحق أهالي هذه المدينة، التي تقع ما بين محافظتي اللاذقية وطرطوس التي تتبع لها بانياس إدارياً. حيث قاد كيالي ميليشيات موالية لنظام الأسد، وارتكب مجزرة بحق أهالي منطقة "البيضا" في شهر مايو/ أيار من عام 2013، راح ضحيتها المئات من أهالي المدينة الثائرة على النظام، ذبحا ونحراً ورميا بالرصاص. وتتهم تركيا علي_كيالي، بالوقوف وراء مجزرة راح ضحيتها العشرات في ولاية (هاتاي) التركية، عام 2013. وتعترف المنظمة التي يقودها كيالي، أو معراج أورال، بتنفيذ عشرات العمليات العسكرية في الداخل التركي، قبل اندلاع الثورة السورية، حيث أصبح عمل تلك المنظمة مرتبطاً بالعمليات العسكرية للنظام السوري، وأصبحت واحدة من ميليشياته التي تقاتل السوريين في عدة مناطق.

وأقرّت، فجر الخميس، منظمة أورال بحصول محاولة اغتيال كيالي، وقالت في بيان نشرته على موقعها الفيسبوكي، إن "محاولة فاشلة" قد حصلت لاغتيال أمين عام الجبهة الشعبية، علي كيالي. واتهمت المنظمة في بيانها، الرئيس التركي بمحاولة الاغتيال، فيما تبنت سرية "أبو عمارة للمهام الخاصة" السورية المعارضة، محاولة الاغتيال، في بيان نشره (مهنا جفالة) قائد السرية، على حسابه الفيسبوكي، مشيرا فيه إلى أن محاولة الاغتيال، تمت في الساعة الثامنة من مساء أمس الأربعاء. وأوضحت المنظمة التي يقودها كيالي، أن الأخير تعرض لمحاولة اغتيال بتفجير عبوة ناسفة (كبيرة) على طريق منطقة (صلنفة) الجبلية اللاذقانية، شمال غربي سوريا. مؤكدة أن العبوة انفجرت بسيارة مرافقي كيالي، ولم تصبه شخصيا، الأمر الذي أدى لمقتل أحد مرافقيه وإصابة اثنين. بحسب ما أعلنته الميليشيات، في بيان رسمي. وتوجّهت المنظمة في بيانها، بالشكر لأجهزة أمن النظام السوري التي "ألقت القبض على الفاعلين" بحسب ما ذكرته منظمة علي كيالي في سردها لتفاصيل محاولة اغتياله. وكان تعرض كيالي لمحاولة اغتيال عام 2016، أشيع بعدها نبأ مقتله. ليبين لاحقاً، أنه لا يزال على قيد الحياة. وكيالي مقرب من نظام الأسد، منذ سنوات، ويعتبر أحد شخصياته الأمنية التي تنفذ أعمالا لصالحه، خاصة في سنوات الثورة عليه، حيث كانت ميليشيا كيالي عبارة عن "قوات رديفة" لجيش النظام السوري. وأرسل النظام السوري، كيالي إلى مؤتمر (سوتشي) الذي عقدته ونظمته روسيا، في شهر يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، وتسبب ظهوره بخلاف روسي تركي، لأن أنقره تعتبره شخصا إرهابياً. ويشار إلى أن ظهور كيالي في أروقة مؤتمر (سوتشي) والتقاطه صورا مع بعض الشخصيات السورية المحسوبة على روسيا، أثار حرجاً لبعض تلك الشخصيات، كقدري جميل، رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، الذي ظهر بصورة مع كيالي في (سوتشي) فأعلن بعدها أنه التقط صورة معه ولم يكن يعرف هويته. فقام كيالي بالرد على "تنصّل" قدري جميل من معرفته، وأصدر بياناً مضاداً لبيانه. ومعراج أورال، تركياً، أو علي كيالي، سوريّاً، ينحدر من الطائفة العلوية في (لواء إسكندرون) الذي أصبح جزءاً من الجمهورية التركية نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، معروف لدى السلطات التركية منذ ثمانينات القرن الماضي، عندما لاحقته سلطات الأمن بعد اتهامه بأعمال ضد أمن الدولة، فهرب إلى سوريا، ولجأ إلى اللاذقية، وأصبح يتمتع بحماية أفراد من عائلة الأسد، منذ ذلك الوقت.

 

قوات النظام السوري وضعت خطة بمراحل لمهاجمة ادلب

بيروت الشرق الأوسط/06 أيلول/18/بعد استعادتها كامل العاصمة ومحيطها ثم جنوب البلاد، وضعت دمشق نصب أعينها محافظة إدلب في شمال غربي البلاد؛ كونها آخر أبرز معاقل الفصائل المعارضة و«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً). وتُعد معركة إدلب آخر أكبر معارك النزاع السوري، بعدما مُنيت الفصائل المعارضة بالهزيمة تلو الأخرى، ولم يعد يقتصر تواجدها سوى على محافظة إدلب ومناطق محدودة محاذية لها، وعلى ريف حلب الشمالي، حيث تنتشر قوات تركية. وأشارت «رويترز» في تحقيق بثته أمس، إلى أن الضوء لم يسلط على إدلب حديثاً؛ كونها لطالما تعرضت للقصف السوري والروسي، وكونها شكلت لسنوات ملجأ لنازحين فروا من المعارك والقصف ولمقاتلين معارضين أجبروا على الانتقال إليها بعد رفضهم اتفاقيات تسوية مع الحكومة السورية في مناطق كانوا يسيطرون عليها. ومع مرور الوقت، ازدادت الكثافة السكانية في إدلب تدريجياً. ويعيش فيها بالإضافة إلى مناطق سيطرة المعارضة المحدودة في محافظات حلب وحماة واللاذقية المحاذية لها، نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم من النازحين. وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2016، حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا من أن «إدلب ستصبح حلب أخرى». وبعد نحو عامين تخللتهما انتصارات متلاحقة لقوات النظام، شنّت الأخيرة في نهاية 2017 هجوماً محدوداً في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، واستعادت عشرات البلدات والقرى، فضلاً عن قاعدة أبو الضهور العسكرية الاستراتيجية. وبعد استعادة قوات النظام السيطرة على الغوطة الشرقية إثر عملية عسكرية أودت بحياة 1700 مدني، حذر دي ميستورا في 16 مايو (أيار) 2018 من سيناريو «أسوأ بستة أضعاف في إدلب»، خصوصاً جراء الكثافة السكانية المرتفعة فيها. وأشار إلى أن سكانها ليس لديهم «مكان آخر يلجأون إليه»، بعدما كانت إدلب هي الملجأ للخارجين من مناطق فقدتها الفصائل المعارضة. في الـ26 من يوليو (تموز) 2018، قال الرئيس السوري بشار الأسد «هدفنا الآن هو إدلب على الرغم من أنها ليست الهدف الوحيد»، مضيفاً «سنتقدم إلى كل هذه المناطق، والعسكريون سيحددون الأولويات، وإدلب واحدة منها». في العاشر من أغسطس (آب) الماضي، بدأت قوات النظام باستهداف مناطق عدة تحت سيطرة الفصائل تمتد من جنوب إدلب إلى ريف حلب الغربي (شمال) وريف حماة الشمالي (وسط) بالسلاح المدفعي وبوتيرة أقل بالغارات الجوية. وتزامن ذلك مع إرسال قوات النظام للتعزيزات العسكرية، التي وصفتها وسائل الإعلام المقربة من الحكومة السورية بأنها «الأضخم في تاريخ الحرب السورية». وانهمكت الفصائل و«هيئة تحرير الشام» خلال أغسطس، بالتحضير لمواجهة العملية المرتقبة بحفر الخنادق ووضع السواتر الترابية وتجهيز المقاتلين. وفي الـ21 منه، حذر القائد العام لـ«هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني الفصائل المقاتلة في إدلب من التفاوض مع النظام السوري والدخول في اتفاقيات تسوية كما حصل في مناطق أخرى. وفي الـ24 من أغسطس، حذر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو من أن «الحل العسكري سيسبب كارثة، ليس فقط لمنطقة إدلب وإنما أيضاً لمستقبل سوريا»، مضيفاً في الوقت ذاته، أنه من «المهم جداً أن تصبح هذه الجماعات المتطرفة، والإرهابية، غير قادرة على أن تشكل تهديداً». وتطالب روسيا تركيا، صاحبة النفوذ في إدلب، بإيجاد حل لـ«هيئة تحرير الشام» من الممكن أن تتفادى من خلاله هجوماً واسعاً على المحافظة. وفي هذه الإطار، تجري تركيا مفاوضات مع «الهيئة» بهدف تفكيكها، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وشدد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بدوره في الـ29 من الشهر ذاته، على ألا تعمد الدول الغربية إلى «عرقلة عملية مكافحة الإرهاب» في إدلب. ويأتي ذلك بعدما تزايدت المخاوف مؤخراً من احتمال حصول هجوم كيماوي في إدلب. واتهمت موسكو ودمشق فصائل المعارضة بالتحضير لهجوم كيماوي في المحافظة لتحميل دمشق المسؤولية عنه، في حين هددت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بدورها بالرد في حال استخدمت قوات النظام الأسلحة الكيماوية. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الـ29 من أغسطس من «الخطر المتنامي لحدوث كارثة إنسانية في حال حصول عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة إدلب». وتخشى الأمم المتحدة أن تجبر العملية العسكرية في إدلب 800 ألف شخص على النزوح. وخلال زيارة لموسكو في الـ30 من الشهر ذاته، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إن «سوريا في المرحلة الأخيرة لتحرير كامل أراضيها من الإرهاب». وأعلن لافروف في اليوم التالي، أن بلاده تجري مباحثات من أجل إقامة «ممرات إنسانية» لخروج المدنيين في محافظة إدلب.

 

 نزوح المئات من إدلب... وموسكو تتعهد بمواصلة قتل «الإرهابيين»بالتزامن مع هجوم وشيك للنظام السوري

موسكو - بيروت الشرق الأوسط/06 أيلول/18/أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم (الخميس)، أن موسكو ستستمر في «قتل الإرهابيين» في إدلب بسوريا، وفي أماكن أخرى لإحلال السلام، في وقت نزح فيه المئات خشية هجوم وشيك للنظام على المعقل الأخير للمعارضة شمال غربي سوريا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، في تصريحات نشرتها وكالات الأنباء الروسية: «قتلنا ونقتل وسنقتل الإرهابيين، إن كان في حلب أو إدلب أو في أماكن أخرى في سوريا. يجب أن يعود السلام إلى سوريا». وفي سياق متصل، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم، إن ضربات جوية استهدفت أجزاء في إدلب، بينما لم يرد تعليق من دمشق أو موسكو. وقال «المرصد السوري» إن طائرات حربية يعتقد أنها روسية قصفت الريف الجنوبي لإدلب وقرية في محافظة حماة القريبة. يأتي ذلك بينما فرّ مئات المدنيين من محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، خشية هجوم وشيك لقوات النظام، عشية قمة ثلاثية حاسمة في طهران، من شأنها أن تحدد مصير هذه المنطقة التي تعد آخر معقل للفصائل المقاتلة. واستهدفت قوات النظام مجدداً، الخميس، بالمدفعية، قرى وبلدات في الريف الجنوبي الشرقي في إدلب، ما تسبب بمقتل مدني وإصابة ستة آخرين بجروح، وفق «المرصد».

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بنزوح عشرات العائلات من الريف الجنوبي الشرقي، توجه بعضها إلى مزارع مجاورة، بينما سلكت عائلات أخرى الطريق الدولية المؤدية إلى مناطق الشمال. وحمل النازحون في سياراتهم والحافلات الصغيرة ما تمكنوا من أخذه من آوان منزلية ومؤن وفرش وحتى خزانات مياه. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، إن «نحو 180 عائلة، أي ما يعادل قرابة ألف شخص» نزحوا منذ مساء أمس (الأربعاء)، من قراهم الواقعة في جنوب شرقي إدلب نحو مناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي المجاور ومنطقة عفرين الواقعة على الحدود مع تركيا، وتسيطر عليها فصائل سورية موالية لأنقرة. وحذرت الأمم المتحدة أن من شأن أي هجوم على إدلب أن يؤدي إلى نزوح نحو 800 ألف شخص. وترسل قوات النظام تعزيزات عسكرية متواصلة إلى محيط إدلب. واستؤنفت في الأيام الأخيرة عمليات القصف والغارات على جنوب شرقي إدلب بمشاركة الطيران الروسي على وجه الخصوص بعد توقف استمر 22 يوماً. وتؤوي إدلب مع جيوب محاذية لها تحت سيطرة الفصائل نحو ثلاثة ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة، نصفهم من النازحين. ومن بينهم عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة الذين تم إجلاؤهم مع مدنيين على مراحل من مناطق عدة في البلاد شكلت معاقل سابقة للفصائل المعارضة قبل هجمات واسعة لقوات النظام بدعم روسي انتهت بسيطرتها عليها. وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، من أن «العالم يرصد والولايات المتحدة ترصد» ما يجري في إدلب، مضيفاً: «أتابع هذا الأمر عن كثب».

ودعت واشنطن، مجلس الأمن، إلى عقد اجتماع لبحث الوضع في إدلب، الجمعة، يتزامن مع قمة طهران الحاسمة التي تجمع الرئيس الإيراني حسن روحاني مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهما أبرز حلفاء دمشق، والتركي رجب طيب إردوغان الداعم للفصائل المعارضة. وتتناول القمة الوضع في سوريا، وتركز بشكل خاص على التطورات في إدلب. ودعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص، ستيفان دي مستورا، قبل يومين، إلى تجنب «حمام دم»، مشيراً إلى تقارير إعلامية تفيد بأن دمشق حددت العاشر من سبتمبر (أيلول) مهلة للتوصل إلى حل قبل شن هجوم شامل على المحافظة.

 

موسكو تصر على عملية عسكرية في إدلب وتربط موعدها بمشاورات ثلاثية وأكدت أن «لا أجندات خفية لروسيا في سوريا»

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/06 أيلول/18/تجاهلت موسكو النداءات الدولية بتجنب عملية عسكرية في إدلب، وأكدت أنه «لا يمكن التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا قبل حسم الموقف ضد الإرهابيين»، في حين شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على عدم وجود «أهداف غير معلنة» لموسكو، وأشار إلى أن مصالح روسيا «ليست متطابقة مع مصالح كل من تركيا وإيران». وسارت موسكو خطوة إضافية لتأكيد عزمها دعم عملية عسكرية في سوريا، رغم بروز دعوات من جنرالات سابقين لهم ثقل في المؤسسة العسكرية، بينهم رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما فلاديمير شامانوف الذي قاد في السابق الحرب الشيشانية. وقال شامانوف أمس، إن أي عملية عسكرية ستكون خطرة. وزاد، إن «ثمة مجموعة كبيرة من المسارات السياسية، وأعتقد أن هذا سيكون أبطأ، لكن هناك حاجة إلى حل على المستوى السياسي».

وجاء تأكيد نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف بأنه «من المستحيل التوصل إلى تسوية في سوريا مع بقاء مشكلة إدلب من دون حل»، ليؤكد أن قرار المعركة قد اتخذ في موسكو، بانتظار تحديد موعدها فقط. وأكد ريابكوف حرص موسكو على خفض المخاطر المحتملة على المدنيين السوريين إلى حدها الأدنى.

وفي إشارة إلى التحذيرات الغربية، قال إن «شركاءنا الغربيين يدركون تماماً أنه لا يمكن ترك هذه المنطقة السورية في قبضة التنظيمات الإرهابية دون تحريرها، كما يدركون جيداً أنه من دون حل هذه المشكلة تستحيل إعادة الأوضاع في سوريا إلى مجراها الطبيعي».

وزاد، إن «بقاء الجيب الإرهابي في إدلب، سيترتب عليه باستمرار ظهور تهديدات جديدة، بما فيها خطر استخدام السلاح الكيماوي». ودعا إلى عدم تأجيج الوضع حول الوضع الإنساني، مؤكداً أنه «كما شددنا مراراً، فإننا نتحرك بدقة وانتقائية، ونسعى لخفض المخاطر المحتملة على المدنيين إلى أدنى مستوى».

وذكر ريابكوف، أن الاتصالات بين موسكو وواشنطن بشأن إدلب مستمرة، وأن الوضع في سوريا سيكون بين أولويات اللقاء المحتمل بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي مايك بومبيو، مستدركاً مع ذلك، أن تجربة الماضي تزيل عملياً أي ثقة بالشركاء الغربيين فيما يتعلق بمشكلة إدلب.

وفي تأكيد أن تحديد موعد العملية العسكرية سيتم بعد قمة طهران المنتظرة الجمعة والتي تجمع رؤساء روسيا وتركيا وإيران، قال ريابكوف إن «ملامح الوضع في إدلب من الناحية العسكرية ستتضح أكثر بعد القمة الثلاثية».

تزامن ذلك مع إعلان وزارة الدفاع، أمس، أن مقاتلات روسية نفذت عمليات «عالية الدقة والقوة» ضد مواقع قالت إن «جبهة النصرة» تسيطر عليها في إدلب.

وكانت الوزارة التزمت الصمت يوماً كاملاً بعد تنفيذ الضربات الجوية، وأفادت أمس في بيان بأن «أربع قاذفات روسية أغارت الثلاثاء 4 سبتمبر (أيلول) من قاعدة حميميم الروسية في سوريا، على مواقع لتنظيم (جبهة النصرة) في محافظة إدلب، مستخدمة ذخيرة فائقة الدقة».

وتابع البيان، أن «منظومة الدفاع الجوي في قاعدة حميميم دمرت أيضاً ليلاً طائرتين مسيرتين تابعتين للإرهابيين ليصل عدد الطائرات التي أسقطت خلال شهر إلى 47 طائرة».

وأفاد بأن الضربات «وجهت إلى مواقع الإرهابيين الواقعة خارج المناطق المأهولة، حيث كانوا يحتفظون بطائرات دون طيار، وإلى المناطق التي كانت تستخدم لإطلاق تلك الطائرات لتنفيذ الاعتداءات الإرهابية على قاعدة حميميم والمناطق السكنية في محافظتي حلب وحماة».

وذكر أن قاذفتين من طراز «سوخوي34» استهدفتا ورشة كان مسلحو «جبهة النصرة» يعدون فيها طائرات من دون طيار محملة بالمتفجرات لتنفيذ الهجمات الإرهابية. وأضاف أن قاذفة «سوخوي34» دمرت مستودعاً يحوي ذخيرة ووسائط دفاع جوي محمولة للإرهابيين.

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مقابلة تلفزيونية، أن بلاده «لا تملك خططاً سرية حول سوريا»، وزاد أن التطابق في المواقف مع تركيا وإيران «ليس كاملاً».

وشدد لافروف على أن بلاده ملتزمة بمبدأ أن يقرر السوريون مصيرهم بأنفسهم ولا أجندات خفية لديها. وزاد «أهدافنا النهائية في سوريا لا تتطابق بصورة تامة في جميع المجالات مع تلك التي تتبعها إيران وتركيا، شريكانا في إطار عملية آستانة، لكننا نريد جميعاً إنهاء هذه الحرب وخلق ظروف ملائمة لكي يتمكن السوريون من تقرير مصيرهم بأنفسهم، ودون أي تدخل من الخارج ومحاولات فرض حلول لتحديد نظام دولتهم».

وفي رسالة بدت موجهة إلى النظام السوري بعدما برزت علامات استياء روسية منه أخيراً بسبب توقيعه اتفاقات عسكرية مع إيران من دون التشاور معها وفقاً لما كتبته الصحافة الروسية، أعاد لافروف إلى الأذهان أن «دمشق كانت ستصبح عاصمة تنظيم داعش الإرهابي، لولا التدخل العسكري الروسي في المواجهة العسكرية على الأرض السورية». وأوضح «عندما جئنا لمساعدة الرئيس السوري، بشار الأسد، في سبتمبر 2015، كان (داعش) واقفاً على أبواب دمشق تقريباً، وحكومة الأسد كانت على وشك الانهيار». وأكد لافروف، أن العسكريين الروس على اتصال دائم مع نظرائهم الأميركيين في سوريا ضمن عمل آلية منع الحوادث والاشتباكات بين الجانبين خلال تنفيذهما العمليات العسكرية بالبلاد. وتطرق إلى العملية المحتملة في إدلب، وقال إنها غدت معقلاً للإرهابيين، ويجب حسم هذا الوضع، مشيراً إلى أن بقية مناطق خفض التصعيد، وهي في الغوطة الشرقية لدمشق، ومحافظات درعا والقنيطرة، وحمص، «حررت من قبضة المسلحين ويعود السكان المحليون فيها إلى الحياة الطبيعية، وتصل إليها المساعدات الإنسانية، ونقوم هناك بإقامة البنية التحتية لضمان المستلزمات المعيشية الأساسية»، مضيفاً أن «التصرفات الأميركية بخصوص الوضع في إدلب تشير إلى أن الولايات المتحدة ترغب في تجنيب تعرض (جبهة النصرة) للضربة هناك». ودعا لافروف الإدارة الحالية إلى «عدم تكرار أخطاء باراك أوباما، الذي تعهد فريقه رسمياً بالفصل بين عناصر المعارضة السورية المعتدلة و(جبهة النصرة)، لكن لم يفعل شيئاً من أجل ذلك». على صعيد آخر، أكد الفريق سيرغي كورالينكو، نائب قائد مجموعة القوات الروسية في سوريا، استكمال نزع الأسلحة الثقيلة في منطقة فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل في مرتفعات الجولان. وأوضح في إيجاز صحافي، أنه «خلال عمل وحدات الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة شهد الوضع هناك تحسناً ملحوظاً. وبفضل هذا العمل صودرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، ويمكنني اليوم التأكيد بكل ثقة أن المنطقة باتت خالية من الأسلحة الثقيلة». وأشار إلى أن خبراء الألغام السوريين، الذين تدربوا على أيدي العسكريين الروس، مستعدون للبدء في إزالة الألغام من أراضي وطرق المنطقة المحاذية للشريط بعد أن تم تطهيرها من المسلحين، ما سيضمن سلامة الحركة على طول مسارات الدوريات الأممية.

 

 قوى النفوذ ومناطق سيطرتها في سوريا

بيروت/الشرق الأوسط/06 أيلول/18/في بدايات الصراع، قسمت المواجهات سوريا إلى مزيج معقد من المناطق الخاضعة لسيطرة جماعات متنافسة، لكن القتال في السنوات الأخيرة أدى إلى تبسيط الجبهات، وباتت الدولة الآن مقسمة فقط إلى مناطق سيطرة قليلة، هي كالتالي بحسب تحقيق أوردته «رويترز» أمس: أراضٍ خاضعة لسيطرة الحكومة في أضعف مراحلها في 2015، كانت حكومة الرئيس بشار الأسد تسيطر على أقل من خُمس سوريا. لكن منذ تدخل روسيا في الحرب إلى جانبها استعادت السيطرة على مساحات شاسعة من سوريا. وتسيطر الحكومة الآن على أكثر من نصف البلاد، بما في ذلك المناطق الأعلى كثافة سكانية، والمدن الرئيسية، والساحل، والحدود مع لبنان، ومعظم الحدود مع الأردن، وأيضاً الصحراء الواقعة وسط سوريا، وحقول الغاز الرئيسية.

المعارضة

1- إدلب: تسيطر جماعات معارضة غير مدعومة مباشرة بوجود عسكري أجنبي الآن فقط على منطقة شمال غربي سوريا المؤلفة من أغلب مساحة محافظة إدلب وأجزاء صغيرة متاخمة من محافظات اللاذقية وحماة وحلب. والفصيل المهيمن هناك هو «هيئة تحرير الشام»، وهو تحالف من متشددين يهيمن عليه فصيل كان يعرف بـ«جبهة «النصرة» التابعة سابقاً لتنظيم «القاعدة». وتعتبر الأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا هذا الفصيل جماعة إرهابية. وجمعت تركيا أيضاً عدة جماعات معارضة كبيرة أخرى ضمن تحالف منافس هو «الجبهة الوطنية للتحرير».

ويقطن المنطقة الواقعة على الحدود مع تركيا نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم فرّوا بالفعل من منازلهم بمناطق أخرى، وذلك وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة. وبين هؤلاء أكثر من نصف مليون شخص جاؤوا من جيوب أخرى للمعارضة واختاروا الانتقال إلى هناك على متن حافلات بموجب اتفاقيات للاستسلام خلال السنوات القليلة الماضية بدلاً من العودة للعيش تحت حكم الأسد. ووافقت تركيا وروسيا وإيران قبل عام على جعل إدلب «منطقة خفض تصعيد» للحد من القتال، لكن لم تعلن بنود الاتفاق مطلقاً، وهو لا يشمل الجماعات المتشددة. ونشر الجيش التركي سلسلة نقاط مراقبة بطول الخط الأمامي بين المعارضة والقوات الحكومية.

2- أراضٍ تحت سيطرة المعارضة المدعومة من تركيا

قامت تركيا بعمليات توغل في سوريا في عامي 2016 و2018 لدعم جماعات معارضة سوريا، وسيطرت على منطقة على شكل قوس بمحاذاة الحدود من عفرين في الغرب، حيث تلتقي بالمنطقة الخاضعة للمعارضة في إدلب، إلى نهر الفرات في الشرق. وساعدت أنقرة هؤلاء المعارضين على تشكيل إدارة محلية وقوة شرطة وإنشاء مدارس ومستشفيات، وأقامت فروعاً لنظامها البريدي الخاص وخدمات عامة أخرى. ورغم أن الجماعات التي تدعمها في المنطقة معارضة للأسد، فإنها لم تقاتل الحكومة مباشرة منذ بدأت تركيا عمليات التوغل. ومثل إدلب، شكلت المنطقة مقصداً للمقاتلين والمدنيين من جيوب أخرى خاضعة للمعارضة استسلمت للحكومة بما فيها الغوطة الشرقية. وتتهم جماعات كردية تركيا والمعارضة بانتهاج سياسة إعادة توطين أشخاص قادمين من مناطق أخرى في سوريا بمنازل تم الاستيلاء عليها من أكراد فرّوا من التوغل التركي في عفرين في فبراير (شباط) الماضي. وتنفي تركيا والمعارضة ذلك.

3- المعارضة والقوات الأميركية في التنف

أقام الجيش الأميركي في 2016 قاعدة في التنف في عمق الصحراء بالقرب من الحدود مع الأردن والعراق، مع «جماعة مغاوير الثورة» المعارضة. وتقع القاعدة قرب الطريق الاستراتيجية السريعة بين دمشق وبغداد. ويفرض الجيش الأميركي نطاقاً واسعاً حولها، ويوجه ضربات لأي قوة تحاول المرور في الطريق أو التحرك نحو القاعدة.

«قوات سوريا الديمقراطية» وحلفاؤها

سيطرت وحدات حماية الشعب التي يقودها أكراد على مناطق واسعة في شمال شرقي سوريا في 2012 مع انسحاب القوات الحكومية لتقاتل معارضين في الغرب. ومع تقدم تنظيم داعش في 2014، انضمت الوحدات إلى جماعات أخرى لصد التنظيم بدعم من الولايات المتحدة. وشكلوا تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» الذي يضم جماعات مقاتلة كردية وعربية، وتدعمه الولايات المتحدة وحلفاؤها. وحالياً، تسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» بالكامل تقريباً على ربع سوريا الواقع شرقي نهر الفرات، بما في ذلك الرقة، العاصمة السابقة لتنظيم داعش، وبعض من أكبر حقول النفط في البلاد. وسيطرت أيضاً على المنطقة المحيطة بمنبج غربي الفرات في 2016. وتعد هذه المنطقة نقطة خلاف كبيرة مع تركيا التي ترى في «وحدات حماية الشعب الكردية» و«قوات سوريا الديمقراطية» امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا. وتقع منبج تحت سيطرة جماعات مقاتلة محلية مرتبطة بـ«قوات سوريا الديمقراطية»، وتجري أنقرة وواشنطن محادثات بشأن المدينة.

تنظيم داعش

سيطر التنظيم على أغلب مناطق شرق سوريا، لكن في 2016 و2017 انتزعت حملات متنافسة من الحكومة و«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة السيطرة على كل هذه المناطق تقريبا. ويسيطر التنظيم الآن على شريط صغير يمتد على الضفة الشمالية للفرات قرب الحدود مع العراق وعلى رقعتين صحراوين وسط سوريا. لكنه أظهر قدرة على شن هجمات مفاجئة بأسلوب العصابات رغم فقدانه ما كان يصفها بـ«دولة الخلافة».

 

تقرير إسرائيلي: عباس يطلب ثمناً كبيراً للمفاوضات وعودة العلاقة مع واشنطن واشترط تغيير فريق الوساطة الأميركي المنحاز والتعويض سياسياً عن قرار القدس

رام الله/الشرق الأوسط/06 أيلول/18/قالت مصادر إسرائيلية وأميركية، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اشترط من أجل لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تعويضا سياسيا عن إعلانه حول القدس وإقالة طاقم المفاوضات الأميركي الحالي.

ونقل التلفزيون الإسرائيلي عن هذه المصادر، أن عباس أبلغ ذلك للوسطاء الذين حاول ترمب الاستعانة بهم لإقناع الرئيس الفلسطيني بلقائه. وجاء في التقرير أن «ترمب استعان بالأردن ومصر للضغط على أبو مازن، من أجل إعادة العلاقات الفلسطينية الأميركية كمقدمة لإعادة إطلاق المفاوضات». وبحسب المصادر، فقد دعا الرئيس ترمب أبو مازن للقائه في الأمم المتحدة في 20 الشهر الحالي، حيث من المقرر أن يلقي خطابه السنوي أمام الجمعية العامة. لكن أبو مازن اشترط دراسة الفكرة، إذا قام ترمب بعزل جميع طاقم المفاوضات الحالي، بمن فيهم صهره جاريد كوشنر، ومبعوثه جيسون غرينبلات، والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، إضافة إلى تقديم تنازل سياسي، أو تعويض مقبول يلغي بموجبه المواقف السابقة المنحازة لإسرائيل. وكان عباس طلب سابقا، استبدال غرينبلات بشكل خاص، بحسب ما نشرت صحيفة إسرائيل اليوم. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في القيادة الفلسطينية، مقرب من عباس، أنه مصر على استبدال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، كشرط أساسي لاستئناف المفاوضات وعملية السلام.

وقال المسؤول الفلسطيني إن «مقال غرينبلات الأخير، يوضح موقف الإدارة الأميركية المنحاز وغرينبلات، شخصيا، لصالح إسرائيل، بينما يلغي تماما المطالب المشروعة للفلسطينيين». ووفقاً لأقواله: «جرت مؤخرا، محادثات سرية بين أبو مازن وممثلي ترمب بشأن عودة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، وإنهاء المقاطعة التي فرضها الرئيس الفلسطيني على الإدارة الأميركية، وكان أحد المطالب الرئيسية التي طرحها رئيس السلطة الفلسطينية، هو استبدال مندوب بغرينبلات يتعامل مع الأمور بموضوعية». وكان عباس قد رفض في وقت سابق، استقبال غرينبلات وكذلك جاريد كوشنر صهر ترمب، إضافة إلى رفضه استقبال السفير الأميركي في إسرائيل ديفد فريدمان، حتى عندما كانت الاتصالات مع واشنطن قائمة. وقال التلفزيون الإسرائيلي، إن ترمب من خلال عرضه الجديد، أراد «مساعدة عباس في النزول عن الشجرة»، بعد أن أعلن مقاطعة الولايات المتحدة ورفض صفقة السلام التي تعد لها، وقال إن واشنطن لم تعد وسيطا مقبولا. وتضمن التقرير معلومات تفيد بأن الإدارة الأميركية، أبلغت مسؤولين في السلطة الفلسطينية بأنه سيجري تأجيل عرض «صفقة القرن»، إلى ما بعد الانتخابات النصفية للكونغرس، مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وربما حتى عام 2019، إن أجريت انتخابات مبكرة في إسرائيل. وجاءت دعوة ترمب إلى أبو مازن، خلال جولة محادثات مكوكية أجراها المقرب منه رون لاودر، الذي اجتمع مؤخرا، مع الرئيس المصري والعاهل الأردني الذي أعرب عن استعداده للمساهمة في تجديد العلاقة بين الفلسطينيين والولايات المتحدة. ورفض مسؤولون فلسطينيون التعقيب على صحة تلك التسريبات، لكنهم قالوا إن أي لقاء بين عباس وترمب لن يحدث من دون ثمن سياسي كبير. وقال مصدر لـ«الشرق الأوسط»: «من دون التراجع عن قرار إهداء القدس لإسرائيل، فلن يكون هناك تقدم عن طريق الأميركيين، ولن يذهب الرئيس ليعطي ترمب هدية لقائه». وأضاف المصدر: «يجب التراجع عن القرار، أو أن يعلن ترمب أن القدس الشرقية هي عاصمة الفلسطينيين. هذا هو التعويض الوحيد المقبول إلى جانب التراجع عن المس بقضية اللاجئين».

 

 الفلسطينيون يعتصمون في الخان الأحمر استعداداً لمعركة الهدم والتهجير والمحكمة العليا الإسرائيلية تقرر رفض التماس سكانه البدو

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/06 أيلول/18/بدأ مسؤولون ونشطاء فلسطينيون ومتضامنون اعتصاماً مفتوحاً في قرية الخان الأحمر البدوية قرب القدس، احتجاجاً على قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بهدم المكان وترحيل سكانه. وأعلن رئيس «هيئة الجدار والاستيطان» وليد عساف، بعد ساعات من قرار المحكمة، الاستنفار العام وبدء اعتصام مفتوح، داعياً الفلسطينيين والفصائل ولجان المقاومة الشعبية وكل المؤسسات، إلى الوجود الدائم في المكان من أجل حماية سكانه. وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قررت، أمس، إخلاء الخان الأحمر القريب من القدس، وهدمه، على أن يتم البدء بتنفيذ ذلك بعد أسبوع. ورفضت المحكمة الالتماسات التي قدمها محامو السكان، وأعطت الجيش الصلاحيات الكاملة للهدم. وتضمن القرار منع المواطنين من العودة والسكن هناك مرة أخرى. وهو قرار نهائي وحاسم، بعد أن تأجل مرات عدة، لوجود التماسات قدمها محامو السلطة والسكان عبر القضاء الإسرائيلي وضغوطات عربية ودولية. وبهذا القرار تكون المحكمة أنهت مرحلة طويلة من الحرب القضائية. ومنطقة الخان الأحمر منطقة بدوية، تقع على «الطريق السريع1» قرب مستوطنتي معاليه أدوميم وكفار أدوميم، القريبتين من القدس، ويعيش فيها نحو 35 عائلة من البدو في خيام وأكواخ. ووصل سكان المنطقة إليها قادمين من صحراء النقب، في عام 1953، وظلوا يعيشون في ظروف تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة حتى قررت إسرائيل طردهم قبل أكثر من 10 أعوام. ويخوض البدو في المنطقة مواجهة سلمية منذ عام 2009 ضد أوامر سابقة بالهدم، قبل أن تقرر المحكمة أمس إنهاء الأمر على طريقتها. ويهدد القرار نحو 180 بدويا بالطرد، ويمنع نحو 200 طالب من القرية وتجمعات أخرى، من الاستفادة من مدرسة بنيت هناك قبل سنوات. وحذرت منظمة التحرير الفلسطينية حكومة إسرائيل من أي مساس بقرية الخان الأحمر أو تهجير سكانها، وعدت ذلك «جريمة حرب وانتهاكا للقانون الدولي الإنساني ولكل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة». وقال أحمد التميمي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن القرار الذي أصدرته المحكمة الإسرائيلية العليا قرار مسيس لتضليل الرأي العام العالمي، وإخفاء نيات الحكومة الإسرائيلية المسبقة بهدم القرية وتهجير سكانها. ودعا التميمي «دول العالم أجمع، والأمتين العربية والإسلامية، ومجلس حقوق الإنسان، والأمم المتحدة، إلى التحرك العاجل لوقف هذه التوجهات الخطيرة لحكومة الاحتلال وانتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي»، داعيا الفلسطينيين إلى «الوحدة والتضامن لإسقاط وإفشال هذا القرار». ويوجد في الخان الأحمر الآن معتصمون من المتوقع أن يزداد عددهم بمرور الوقت. ويستعد هؤلاء، لمواجهة الجيش الإسرائيلي ومنعه من تنفيذ قرار الهدم.

وطلبت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان من الشركات الامتناع عن استخدام آلياتها في عملية الهدم، مهددة إياهم بالملاحقة القانونية.وقالت الهيئة في بيان إن قرار المحكمة الإسرائيلية يعد «مقدمة للتهجير القسري الشامل للسكان في منطقة (ج)، بدءا بالخان الأحمر، لتنفيذ الخطة المعلن عنها والمسماة (اي1)، ومطابقا للقرار السياسي للكيان المحتل، دون اعتبار لكل الوثائق والمستندات القانونية التي قدمها محامو السكان، والتي تؤكد وجود هذا التجمع قبل الاحتلال بعشرات السنين، وتثبت امتلاك السكان تلك الأراضي، واستعدادهم لتنظيم وجودهم وأبنيتهم حسب القوانين المعمول بها». والمشروع «أي1»، الذي تحدث عنه البيان، مشروع استيطاني يتضمن الاستيلاء على 12 ألف دونم، ممتدّة من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، بغرض توسيع المستوطنات في محيط القدس وربط بعضها ببعض مشكلة حزاما استيطانيا من شأنه فصل شمال الضفة عن جنوبها. ويستهدف المشروع قرى أخرى قريبة، ويقوم على مساحة قدرها 13 ألف دونم. وطلبت وزارة الخارجية الفلسطينية من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته حيال هذا التصدي الخطير للوجود الفلسطيني على أرضه وفي مخالفة للقانون الدولي. وقالت الخارجية في بيان لها إن على المجتمع الدولي التحرك سريعاً لتوفير الحماية للشعب، «كما وتتوقع الوزارة من الأمين العام للأمم المتحدة سرعة التدخل، واتخاذ ما يتطلبه هذا الوضع من خطوات فورية، لحماية التجمع البدوي في الخان الأحمر من الطرد والإحلال القسري». وأضافت: «أي فشل للمجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته أمام هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير، يضعه في مصاف المهادن لتلك السياسات والمقصّر في تحمل مسؤولياته وفق القانون الدولي». وعدت الوزارة القرار دليلاً جديداً على أن المحكمة العليا «جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال، وتعمل على تنفيذ سياساته، بعيداً عن أي قانون أو مرجعيات قانونية، وهو محاولة للتغطية على جريمة التطهير العرقي ضد المواطنين الفلسطينيين». أما في إسرائيل، فقد لقي القرار ترحيبا رسميا. وقد سارع وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إلى التهنئة بقرار المحكمة الإسرائيلية، ووصف القرار بأنه «شجاع وضروري لمواجهة حملة النفاق المنظمة من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقوى اليسار والدول الأوروبية». وقال ليبرمان: «لا أحد فوق القانون... ولن يمنعنا أحد من ممارسة سيادتنا ومسؤوليتنا كدولة».

 

تزايد السجال الأميركي ـ الإيراني حول شخصية رئيس الوزراء العراقي المقبل والسنة يبحثون عن آليات لاختيار مرشحهم... والحكيم لتشكيل حكومة أغلبية وطنية

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/06 أيلول/18/فيما أجل البرلمان العراقي جلسته الثانية من دورة انعقاده الرابعة إلى الخامس عشر من سبتمبر (أيلول) الحالي لمنح الكتل البرلمانية الفائزة آخر فرصة لحسم مرشحيها للرئاسات الثلاث (الجمهورية، الوزراء، النواب) فإنه وطبقا لسياسي، عراقي مطلع فإن الولايات المتحدة الأميركية وإيران مارستا تصعيدا غير مسبوق لحسم الموقف لصالح كل طرف منهم على حساب الآخر. وجاء تسجيل الجلسة التي استمرت مفتوحة لنحو يوم كامل بسبب عجز الكتل البرلمانية على حسم مفهوم «الكتلة البرلمانية الأكثر عددا» التي يكلف رئيس الجمهورية مرشحا منها لتشكيل الحكومة. وفيما جرت العادة على تسجيل الكتلة البرلمانية الأكثر لدى رئيس السن للبرلمان فإن المستشار القانوني أحمد العبادي أبلغ «الشرق الأوسط» أن «الدستور لم ينص صراحة على تقديم الكتلة النيابية الأكثر عددا في الجلسة الأولى لمجلس النواب». وقال العبادي إن «المادة 76 -البند - أولا، من الدستور تنص على أن يكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا بتشكيل مجلس الوزراء خلال خمسة عشر يوما من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية»، مبينا أن «هذا التكليف يكون بعد انتخاب رئيس ونائبي رئيس مجلس النواب. وبهذا يكلف رئيس الجمهورية خلال 15 يوما من انتخابه مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا بتشكيل الحكومة». وأوضح العبادي أن «حصر تقديم الكتلة النيابية الأكثر عددا في الجلسة الأولى جاء بتفسير من المحكمة الاتحادية العليا فقط ولم يرد في الدستور». سياسيا وطبقا لما أكده سياسي عراقي مطلع لـ«الشرق الأوسط» طلب عدم الكشف عن اسمه أو هويته أن «الصراع الأميركي - الإيراني ألقى بظلاله بقوة هذه المرة على صعيد تشكيل الحكومة عبر شخص رئيس الوزراء والذي لا يأتي إلا من خلال الكتلة الأكبر»، مشيرا إلى أن «الطرفين الأميركي والإيراني دخلا بالتفاصيل في اختيار الكتلة الأكبر سواء على صعيد الضغوط التي مورست ضد كتل وشخصيات وحتى زعامات أو عبر تحديد ملامح المرشح لمنصب رئيس الوزراء المقبل».

وأضاف السياسي العراقي أنه «في المرات الماضية كانت مهمة الأميركيين والإيرانيين أسهل بكثير من هذه المرة، حيث كان البيت الشيعي موحداً وغالباً ما يتم حسم خيار المرشح لرئاسة الوزراء بآلية داخلية واضحة من بين عدة مرشحين... لا يوجد فيتو إيراني على أي منهم فيما كان الأميركيون خصوصا على عهد أوباما لا يحبذون الدخول في تفاصيل كثيرة، الأمر الذي جعل الإيرانيين هم من يملأ الفراغ لصالحهم بينما اختلف الأمر اليوم تماما لجهة أن الضغط الأميركي بات يتفوق على الضغط الإيراني». وأوضح المصدر أنه «في الوقت الذي تصر الولايات المتحدة، على شخص واحد لرئاسة الوزراء هو الدكتور حيدر العبادي دون غيره فإن الإيرانيين بات شرطهم الوحيد هو أن لا يأتي رئيس وزراء معاد لهم». وردا على سؤال بشأن موقف إيران من العبادي، قال السياسي العراقي إن «موقف العبادي من العقوبات الأميركية على إيران وتأرجحه من هذا الأمر، ومن ثم حسمه لصالح أميركا على حساب إيران بالإضافة إلى بدئه عمليات تحرش ضد قيادات الحشد الشعبي بدءا بإعفاء فالح الفياض، أدى إلى تغيير كامل في الموقف الإيراني ضده. ولعل ما صدر عن العبادي مؤخرا بشأن المفاوضات مع إيران بشأن نهر الكارون أو عدم رهن مصالح بلدنا إرضاء لإيران كان بمثابة مؤشر على نهاية العلاقة».

إلى ذلك لم تتمكن الكتل السنية من حسم مرشحها لرئاسة البرلمان فيما ازداد عدد المرشحين السنة إلى نحو 6 مرشحين مما يجعل المشهد يزداد تعقيدا. وكان محافظ صلاح الدين أحمد عبد الله الجبوري أعلن أمس الأربعاء ترشحه إلى رئاسة مجلس النواب بدورته الرابعة. وكان رئيس السن تسلم 5 طلبات ترشيح إلى رئاسة البرلمان ضمت طلال الزوبعي عن ائتلاف الوطنية، ومحمد تميم عن تحالف القوى العراقية، ومحمد الحلبوسي عن المحور الوطني، وأحمد الجبوري عن تحالف تمدن، ورشيد العزاوي عن الحزب الإسلامي. وفي هذا السياق يقول عمر الحميري القيادي في المشروع العربي ضمن المحور السني في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القيادات السنية تبحث الآن آليات اختيار رئيس البرلمان مع أنه من حق أي نائب فاز بالانتخابات يرشح نفسه للرئاسة». وأضاف الحميري أن «تحالف المحور الوطني لديه أكثر من مرشح لأن المحور الوطني يتكون من كتل سياسية مختلفة وبالتالي فإن ذلك عنصر قوة لتحالف المحور وليس ضعفا مثلما يرى الكثيرون». وأشار الحميري إلى أن «عملية ترشيح الشخصية التي يمكن أن تتولى هذا المنصب تتطلب آليات معينة أبرزها أن كل مرشح يملك ضمن المحور عشر نقاط يمكنه المنافسة على رئاسة المجلس»، موضحا أن «هناك حوارات أجريناها مع كل الأطراف من الكتل الشيعية والكردية أن أي مرشح لأي منصب سيادي يجب أن تكون للمكونات الأخرى رأي فيه». إلى ذلك دعا زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم إلى تشكيل حكومة أغلبية وطنية. قال بيان لمكتب الحكيم تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «الحكيم شدد خلال لقائه السفير البريطاني لدى العراق ضرورة الإسراع بحسم ملف الحكومة القادمة لتأخذَ على عاتقها النهوض بالواقعِ الخدمي والتنموي في البلاد». كما جدد «التأكيد على أنَّ خيارَ الأغلبية الوطنية يمثلُ حلاً واقعيا للكثيرِ من الإشكاليات التي رافقت العملية السياسية منذ تأسيسها في العراق، كما أنَّه مشروعٌ يشكلُ المعادلة القوية التي ستنتجُ حكومة قوية وحازمة وشجاعة». 

 

بومبيو: لست كاتب مقال نيويورك تايمز حول ترمب

 نيودلهي – فرانس برس/06 أيلول 2018/نفى وزير الخارجية الأميركي، #مايك_بومبيو، كتابة مقال رأي مُجهَّل المصدر في صحيفة نيويورك تايمز جاء فيه أن "مقاومة" داخلية تعمل على إحباط بعض جهود الرئيس دونالد ترمب. وتحدث بومبيو للصحافيين بعد اجتماع اليوم الخميس، في نيودلهي مع كبار المسؤولين الهنود وقال "إنه ليس لي". وأضاف: "لا ينبغي أن يتفاجأ أحد" أن نيويورك تايمز اختارت أن تطبع "مثل هذا المقال". وذكر أنه إذا كان المقال قد كتبه بالفعل مسؤول أميركي كبير "فلم يكن ينبغي أن يختاروا قبول كلمة ممثل سيئ غاضب مخادع". واتهم #بومبيو وسائل الإعلام بمحاولة تقويض إدارة ترمب، وقال إنه يجدها "مزعجة بشكل لا يصدق". وقالت الصحيفة إن نشر المقال من دون ذكر اسم الكاتب هو "الطريقة الوحيدة لإيصال منظور مهم" لقرائها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

يا طويل العمر...

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 07 أيلول 2018

طال عمرك يا طويل العمر... ويـا طويل العمر في حكومة تصريف الأعمال.. ويا وطناً يطول فيه عمر المأساة وعمر الزعامات وتقصر فيه أعمار الناس. الأعمار تطول، والمأساة تطول، والألسنة تطول بالذمّ والقدح والتجريح، ويبقى التأليف الحكومي سلعةً يتقاسمها التجار حصصاً ترتفع فيها المزايدات، وتبقى مادة التنشيط المستورَدة تُبلَّع للجياد المشتركة في ميدان السباق. لو أنهم يعقلون، لما كانوا يطالبون بتضخيم عدد وزرائهم لأنّ لقب الوزير في ظـلّ ويلات هذه الإيام لم يعد يوحي بالإحترام. الرئيس الصديق نبيه بري يقول: «إنّ لبنان في غرفة العناية»... والرئيس بـري يعرف أن في لبنان مرضى وليس في لبنان أطباء. ويطلب الرئيس برّي: «من الجميع دونما استثـناء تقديم تنازلات من أجل أن تسْلَم أمـور الوطن...» وهو يعرف أنْ ليس في لبنان من يضحّي حتى بالخلافة، ما سلمت أمور اللبنانيين.

وهو يعرف جداً أن هذه الدولة المريضة الفاسدة المتصدّعة الأركان، باتت تـترنّح زاحفة: إما الى الهاوية وإما الى الحتْـف، وهي تحتاج الى مَنْ ينقذها من العار.

نقول: مع ما يحمل الكلام من الخجل: هناك من يرى أنّ الرئاستين الأولى والثانية محسوبتان على توجّهات المحور الإيراني السوري، وهناك من يعتبر في المقابل أنّ في تأليف الحكومة ما يحقق بعضاً من التوازن لمصلحة المحور السعودي الخارجي. ولأن المحور السوري الإيراني يرعى في لبنان تنظيماً عسكرياً أصبحت قدراته في مستوى طاقات الجيوش، لا بدّ في المقابل من أن يعتمد المحور السعودي على بقايا التنظيمات الميليشياوية اللبنانية لتحقيق شيء من التوازن الذهني بخلفية عكسرية.

وان تركيب هذين المحورين يرتبط حكماً بالمحور الثالث المتصل بانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، والتي كانت السبب القاطع في انهيار تفاهم معراب، على أساس أن «المعرابيِّـين» إنْ همُ اتفقوا على تقاسم الحقائب والمقاعد مناصفة، فلا يمكن أن ينقسم معهم مقعد الرئاسة الأولى الى نصفين.

يتذرعون بنتائج الإنتخابات النيابية مقياساً لتضخيم أحجام وتصغير أحجام وعزل أحجام، ومن قال: إنَّ الإنتخابات النيابية التي تشكّل المجلس النيابي، يجب أن تشكل أيضاً الحكومة، وأين هو فصل السلطات الذي اهتدى إليه مونتسكيو للحؤول دون الإستبداد السلطوي، وهل تصبح السلطة في لبنان أشبه بنظام ملكي أو نظام كلّي، أو نظام ديمقراطي يمارس ما يسميه بعض الفلاسفة بالإستبداد اللطيف نتيجة أكثرية طاغية أفرزتها ديمقراطية مركّبة...؟ وقانون الإنتخابات هذا، الذي يتذرعون به ويستندون إليه هو الذي قال عنه الوزير وليد جنبلاط أواخر الشهر الماضي في احتفال مؤسسة العرفان، إنه «قانون أدّى الى شرذمة البلد»... وعلى صورة القانون المشرذِم تكون الحكومة مشرذمة. وقانون الإنتخابات الذي بات شراً لا بـدَّ منه، كان وسيظل خاضعاً لمشيئة مَنْ يؤكِّدون به حـقَّ الوراثة لهم ولذريتهم حكَّاماً مؤبَّدين. يقول موتسي تونغ وهو يردّ على الذين هدَّدوا الصين بحرب نووية: «في بعض الحالاتِ لابأس في أن يموت نصف الشعب ليحيا النصف الآخر». وبلسان موتسي تونغ نقول: لابأس في أن نموت نحن وأنتم تعيشون، ما دمنا نعيش معكم ضحايا أصنامٍ مفترسة.

 

شاهد من «الطائف» يقرأ في أزمة الدستور والصلاحيات

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الجمعة 07 أيلول 2018

لعلّ النائب السابق بطرس حرب من القلائل الذين يمكن الارتكاز على موقفهم في قراءة ما يحصل من خلاف على الصلاحيات في دستور «الطائف». فالرجل كان ولا يزال أحدَ أبرز البرلمانيين المشرِّعين الذين شاركوا في ولادة الاتّفاق التاريخي الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية.

من هذه الزاوية أكد حرب امام رابطة خريجي الاعلام برئاسة عامر مشموشي أنّ «لبنان في مأزق اليوم»، مشدّداً على أنّ «النزاع الدائر حالياً غير مرتبط بالصلاحيات الدستورية أو الحصص والمقاعد، بل يتمحور حول معركة رئاسة الجمهورية المقبلة، التي بدأت الاستعدادات لها منذ اليوم، وعلى رغم أنّ العهد لا يزال في مستهلّه». وكشف حرب أنّ «تشكيل هذه الحكومة يتمّ انطلاقاً من مبدأ أنّها هي التي ستتعامل مع استحقاق رئاسة الجمهورية المقبل، في حال انتهت ولاية الرئيس عون أو في حال استقالته لأسباب صحية، كما يروّج له بعض القريبين منه. ومن هذا المنطلق، باشرت جميع الأطراف السياسية، وحتى أقرب القريبين من الرئيس، التخطيط للسيطرة على القرار في معركة رئاسة الجمهورية المقبلة». وتوقّع حرب أن «لا تحصل الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد انتهاء ولاية الرئيس عون، أو في حال، لا سمح الله، أخذ الله وديعته قبل انتهاء ولايته، لأنّ ما قام به عون لتبوُّء سدّة الرئاسة، سيلجأ إليه غيرُه من اللاعبين السياسيين أيضاً في سبيل الوصول الى قصر بعبدا»، مذكّرا بأنّ «الرئيس عون استطاع تعطيل الانتخابات الرئاسية، لأنه كان يملك وحلفاؤه أكثر من ثلث أعضاء المجلس النيابي، بحيث لم يتمّ تأمينُ نصاب الثلثين المطلوب للدورة الأولى. وعليه، ترك البلد في فراغ رئاسي مدة سنتين ونصف السنة. وفي المحصّلة، نجحت خطته وتمكّن من فرض مشيئته والوصول الى الرئاسة، لاعتبارات متعددة».

وفي هذا الإطار، اعتبر حرب أنّ «الفريق الأكثري اليوم يدرس طريقة استعمال هذا السلاح لتحقيق مبتغاه، ألا وهو تأمين ثلثي حصته حكومياً، فيتمكّن من أن يحكم البلد من خلال الحكومة، ولو بعد انتهاء ولاية الرئيس عون وفي ظلّ فراغ رئاسي»، موضحاً أن «من خلال تأمين ثلثي الوزراء، يسهل عليه التحكّم بالمجلس على هواه، كما أنّ استقالة ثلثي الوزراء الذين يؤيّدونه يؤدي حتماً الى تطيير الحكومة، إذا قضت مصلحتُه بذلك». أما بالنسبة الى الأفرقاء الآخرين، والذين لكلّ منهم حساباته، فلفت حرب الى أنّ «عجزهم عن الحصول على ثلثي الحصة الحكومية، سيدفعهم الى المطالبة بالثلث المعطل، ما يفسّر الإصرار على تأمين أحد عشر وزيراً وعدم الاكتفاء بعشرة وزراء. وفي المحصّلة، من الواضح أنّ الجميع يسعى الى إيجاد السلاح الذي يسمح له بالتحكّم بالطرف الآخر عشيّة الاستحقاق الرئاسي المقبل. إلاّ أنّ هذه الحسابات تصبح بلا مردود إذا استمرّ الرئيس عون في الحكم حتى انتهاء ولايته، فستحصل الانتخابات النيابية قبل الانتخابات الرئاسية وبالتالي ستسقط حكومة العهد حكماً، أو تُعتبر مستقيلة، عند بدء ولاية المجلس النيابي الجديد، ما يطرح علامة استفهام كبيرة عمّا إذا كان السجال الحاصل حول الحكومة اليوم، هو من منطلق أنّ الرئيس لن يبقى طوال السنوات الأربع المقبلة في الحكم؟»

وتعليقاً على البيان الصادر عن رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، قال حرب إنّ «الدستور يعطي رئيس الجمهورية صلاحية مطلقة لقبول أو رفض أيّ صيغة تُقدَّم له، فأن يوقّع مرسوم تشكيل الحكومة يعني أن يبدي رأيه فيها، كما أنّ على الرئيس المكلف أن يوافق مع رئيس الجمهورية على الصيغة التي يطرحها وبالتالي أن يأخذ برأيه والتعاون معه في سبيل خدمة مصلحة البلد».

وفي حين أكد حرب أن «لا موجب دستورياً يلزم رئيس الجمهورية بتوقيع تشكيلة الحكومة التي يرفعها إليه الرئيس المكلف»، شدّد في المقابل، على أن «لا مهلة زمنية تلزم الرئيس المكلف بالاعتذار، فهذا البلد يقوم فقط على التوافق بين المسؤولين». وكشف أنّ «هذه المسألة شكّلت أحد الموضوعات المهمة التي نوقشت في الطائف وأثارت جدلاً كبيراً: ففي وقت تحدّث البعض عن ضرورة تقييد الرئيس الملكف بمهلة زمنية لا تتعدى الشهر أو الخمسة والأربعين يوماً، على أن يُعتبر التكليف ساقطاً في حال تعذّر تشكيل الحكومة، ويتمّ تعيين البديل، اعتبر آخرون أنه يستحيل تحديد فترة زمنية للتكليف، لأنّ ذلك سيسمح لرئيس الجمهورية، في حال لم يكن راضياً عن مَن كلّف التأليف، بتعطيل كل الصيَغ المقترحة في انتظار انتهاء المدة، فارضاً على الأكثرية النيابية التي أفرزته، اختيار غيره بحجّة أنه عجز عن استكمال مهمته».

وأوضح حرب أنّ «النواب المسيحيين المشاركين في مؤتمر الطائف هم مَن رفضوا أن تبقى المسألة عالقة وغير مضبوطة بمهل يحدّدها الدستور، فيما التزم النواب الشيعة قرار إخوانهم السنّة، وبعد اجتماعهم في جناح الرئيس صائب سلام، خرجوا لإبلاغنا رفضهم تحديد مهلة زمنية للرئيس المكلف، وكان الرئيس سلام قد شدّد على أنّ الرئيس المكلف هو مَن يحدّد المهل المعقولة التي سيتطلّبها التشكيل ومدى انعكاس تأخير التشكيل على المصلحة الوطنية، على أن تكون الضوابط هي أخلاقيته ووطنيته بالاضافة الى حسّه بالمسؤولية الوطنية». واضاف: «في وقت لم يتغيّر موقفُ المسيحيين من ضرورة تحديد مهلة معيّنة، ارتأى الرئيس الحسيني وعدد من النواب ولا سيّما منهم الشيعة ضرورة وضع آلية لتشكيل الحكومة، تقضي بأن يضع رئيس الحكومة صيغة للحكومة، ويطّلع رئيس الجمهورية عليها، وفي حال رفضها هذا الأخير، ولم يتوافقا، يلجأان الى طرحها في مجلس النواب، فإذا حازت على الأكثرية النيابية، تُعتبر نافذةً خلافاً لرأي رئيس الجمهورية، أما إذا لم تحز على موافقة الأكثرية، فذلك يعني أنها تلغي التكليف ويتمّ تكليف رئيس حكومة آخر، ولكنّ هذا الاقتراح لم يلقَ موافقة أيٍّ من المسيحيين والسنّة، لأننا ارتأينا أنّ البلد لا يُحكم بمثل هذه الآلية، لأنّ النظام القائم في لبنان ليس نظاماً مجلسيّاً»، لافتاً الى أنّ «النظام المجلسي يخلق حالة عدم استقرار دستوري ويضعف السلطة، إذ لا يمكن اعطاء مجلس النواب صلاحية اتّخاذ قرار تشكيل السلطة التنفيذية، خلافاً لإرادة كل من رئيس الجمهورية ورئيس السلطة التنفيذية».

 

جردة «العونيِّين» للتأليف: لا تجرّونا إلى «المشكل»

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الجمعة 07 أيلول 2018

مخطئ من يتوهّم أنّ «جرّ» رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى اشتباك سياسي، فيه إحراج له. فهو، وفق عارفيه، يمارس سياسة الاستيعاب وتطييب الخواطر، أقلّه في الشكل، ولكن هذا لا يعني أبداً أنّه يفعلها خشية الصدامات! لا بل على العكس تماماً. هو «عاشق» المواجهات، لطالما فتّش عنها بالسراج والفتيلة. تاريخه خير دليل على انحيازه الدائم للوقوف على منصّات الاشتباك. «منبر الرابية» البرتقالي شاهد على جولات لا تُعدّ ولا تُحصى من «المعارك السياسية» التي خاضها كزعيم لأكبر تكتّل مسيحي. فيما معركة «استعادة» سعد الحريري من السعودية كانت من لحظاته المفضّلة منذ الوصول إلى «القصر».

ولكنّ موقعه اليوم على «كرسي الموارنة» يدفعه إلى العدّ للعشرة، لا بل حتّى المئة قبل اتّخاذ وضعية «المقاتل». بهذا المعنى يقول مؤيدوه انّه لا يزال حتى اللحظة يتعامل بـ»أبوّة» مع مشاورات التأليف. على رغم الضجيج الذي أثير حول صلاحيات رئاسة الحكومة، والاستنفار من جانب رؤساء الحكومات السابقين، لا تزال هناك مساحة شاسعة للتفهّم والتفاهم مع رئيس الحكومة المكلّف. وفق العونيين، يمارس فريقهم سياسة ضبط النفس إلى أقصى حدود. يتجنّب رفع السقف، مع الخصوم، قبل الحلفاء، لأنّه يعرف تماماً أنّ كلّ القوى ستعود إلى «بيت الطاعة» الحكوميّ عاجلاً أم آجلاً.

في رأي هؤلاء أنّ لكلّ المكوّنات الحكومية مصلحة في تأليف الحكومة سريعاً، وضخّ شرايينها بمقوّيات تساعدها على إنجاز المشاريع الحيوية خلال السنوات الـ 4 المفترضة من عمرها، ومن عمر العهد.

يقولون إنّ كلّ القوى بلا استثناء تعاني من تراجع حضورها الشعبي، ولن تنفع وراثة «القوات» بقايا 14 آذار في المرحلة المقبلة اذا لم تساهم معراب في ورشة الحكومة الإنمائية، لأنّها ستواجه كغيرها معمودية النقمة الشعبية من أداء السلطة. وبالتالي هي مجبرة لا مخيّرة في مدّ يد المساعدة لإنجاح هذه الحكومة.

ولعلّ أكثر ما يلفت الانتباه هو حرص قيادة «التيّار الوطنيّ الحرّ» على اعتماد سياسة التطنيش على الانتقادات التي تأتيها من محور «بيت الوسط»، والدائرة المحيطة به، على ما يؤكّد أحد نوّاب تكتّل «لبنان القويّ». عادة، «يرقص» العونيون «بلا دف»، فكيف الحال اذا وجِد من يطبّل لهم على وتر الاستفزاز؟

ولكن في الحالة الراهنة، يديرون «الأذن الطرشاء»، مقارنة بأدائهم السابق خلال مراحل التوتر مع الحريريين. وكأنّهم لا يسمعون صخب الحرص على صلاحيات رئاسة الحكومة، والشكوى من تعديات تمارسها رئاسة الجمهورية في حقهم. باستثناء قلّة من الأصوات البرتقالية العالية النبرة.

يقول العونيون إنّ «هذا الخطاب يساهم في شدّ عصب الحريري، ولا مانع لدينا من تحسين وضعيته الشعبية، ولكن ليس على حساب صدقية «التيار». بالنسبة لهؤلاء، التشكيلة التي تقدّم بها رئيس الحكومة المكلّف هي مشروع اشتباك حتميّ، وهو يعرف ذلك جيداً، ومع ذلك نفض يديه من مسؤولية التعطيل ورمى كرة النار في ملعب رئاسة الجمهورية. يضيفون أنّه رغم نفي الحريري وجود قطبة مخفية إقليمية، فإنّ الدلائل تشير بوضوح إلى «فيتو» خارجي يحول دون ولادة الحكومة. يكفي رصد المشهد العراقي بانقلاباته البرلمانية، ليُبنى على الشيء مقتضاه.

ومع ذلك، يعتبرون أنّ اعتماد قيادتهم منطق خفض التوتر، له دلالاته الفاقعة. أهمها تعني أن رئيس «التيّار» الوزير جبران باسيل لا يزال يراهن على عودة الحريري إلى مربّع التفاهم مع «الضفّة البرتقالية»، خصوصاً أنه يبرّئ جانبه من تهمة الانصياع للأجندات الخارجية. ويفضّل العونيون عدم الحكم على النيات طالما أنّ الإثباتات لا تزال موضع تساؤل. ولهذا يتصرّف باسيل وكأنّه غير معنيّ بـ»حلقات الدبكة» التي تشهدها الساحة السنيّة تحت عنوان «تجاوز الصلاحيات».

عملياً لا حاجة للاستعانة بمجتهدي تفسير الدستور لأنّه واضح، على ما يقول أحد نواب تكتل «لبنان القوي». وإذا كان توقيع رئيس الجمهورية على التشكيلة بديهياً بلا سؤاله أو مناقشته في بنودها ومضامينها، فلماذا انتظار ردّ الرئيس وموقفه؟

الأمرنفسه ينطبق على رئيس مجلس النواب نبيه بري. فالعونيون باتوا متخصصين في الوقوف على جبهة المناوشات مع رئيس مجلس النواب. ولكنهم حتى اللحظة، يعاكسون «طبيعتهم العدائية» تجاه «أبو مصطفى»، ويهادنونه مع أنّ الفضاء الإعلامي يقدّم لهم مادّة دسمة حول دور ما كان للرجل في حياكة «سجّادة» المسودة المبدئية للحكومة. ولكنهم هنا أيضاً يطنّشون، للاعتبارات نفسها: «مصلحتنا، كما مصلحة بري، في قيام حكومة ناجحة يحميها التفاهم السياسي».

هذا التفاهم العريض أو الشامل، كما يقول أحد نواب «التكتل»، لا يزال حتى اللحظة يعاني من فقدان حلقة. الكلام عن خلاف على الحصص والحقائب، ليس سوى غشاء الخلاف العميق حول التفاهم الذي سيؤمّن للحكومة ديمومة العمل طوال 4 سنوات.

يقول إنّ الكلام الطيّب الذي سمعه باسيل خلال الأسابيع الأخيرة من كلّ من التقاهم من «طهاة» الحكومة، لا يشبه أداء التأليف. في الغرف المغلقة تُغدق الوعود عن تأمين الحصانة لعمل الحكومة خلال المرحلة المقبلة لكي تنجز مشاريع حيوية صار اللبنانيون على اختلاف انتماءاتهم السياسية والطائفية، بأمسّ الحاجة اليها. وإذ بعروضات التأليف تكذّب الغطاس. ومع ذلك يقول العونيون: «لم نفقد الأمل. ولا تزال اللحظة مؤاتية لقيام حكومة تحترم التوازن النيابي وتكون قادرة على الإنجاز». أما العلاقة مع «القوات» فسيرتها طويلة. يعترف العونيون أنهم يعجزون عن مواكبة «السكوبات» الإعلامية التي تسجّلها معراب عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنابر الإعلام التقليدي. اللعبة بالنسبة الى العونيين صارت مكشوفة لكنهم يعترفون بأنّهم «مقصّرين» في هذا المجال وغير قادرين على مجاراة خصومهم في لعبة رمي الأخبار عبر مواقع التواصل، ومن ثمّ تحويلها مادّة إعلامية قبل رفعها إلى مرتبة «القضية» ولو انّ عمرها لا يدوم الّا أياماً قليلة. يقرّون أنّ الماكينة «القواتية» تتفوّق عليهم قدرةً ونجاحاً وحركة. وليس المقصود الماكينة الإعلامية فقط، وإنّما الماكينة السياسية أيضاً: توسّع في دائرة الحراك، طلعات ونزلات، من مقرّ إلى آخر. يبيعون فلاناً موقفاً وعلتاناً حقيبة، ليظهروا بمظهر الحريص على قيام الحكومة، ولكنّهم في العمق لا هدف لهم سوى التعطيل.

في الإعلام كثير من الكلام وقليل من الفعل: يمتهن «القواتيون»، وفق العونيين، منذ دخولهم الى حكومة العهد الأولى، لعبة «المظلومية» أمام الرأي العام بينما يقودون على الطاولة حملة الهجوم على وزراء «التيّار الوطنيّ الحرّ». صار التصويب خبزهم اليومي. ولكل 10 أيام عنوان للتصويب يُصار إلى الاستعانة به بعدما يكون العنوان الذي سبقه قد استنفد صلاحيته.

بدأ المسلسل مع إثارة الاشتباك تحت الفصل الذي يقول إنّ 29 نائباً يُفترض أن يساووا في تمثيلهم الوزاري 15 نائباً للحصول على حصّة موازية لحصّة العونيين. ثم انتقلوا إلى عنوان تعرّضهم للاستهداف والتحجيم، ثم ركّزوا لفترة على حصّة رئيس الجمهورية، انتقلوا بعدها إلى ملفّ الحقيبة السيادية من باب «يحقّ لهم أو لا يحقّ»، ثم «الثلث المعطّل»، إلى ربط معركة رئاسة الجمهورية بمشاورات التأليف، طرحوا بعدها الملف السوري وفرضية تطبيع العلاقات، ثم المحكمة الدولية... يشير العونيون إلى أن القواتيين نجحوا في تجييش الرأي العام من خلال رمي عناوين خلافية جذّابة. لكنّ الجردة تظهر في وضوح أنّها أشبه بذرّ الرماد في العيون للتعمية عن حقائق الأمور، لكنّ الوقت كفيل بفضح المستور. بينما «التيّار الوطنيّ الحرّ» ثابت على موقفه بمطالبته بتوحيد معايير التمثيل الوزاري واحترام نتائج الانتخابات النيابية، ولم «يلعّب» جمهوره على حبل العناوين البرّاقة غير الجدية والتي لا يقصد منها إلّا التعطيل.

 

«بَيّ القوات»... هل خَذلهم ؟

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الجمعة 07 أيلول 2018

في كل مرة كانت تشعر «القوات اللبنانية» بأنها محاصرة وخصوصاً بعد اتفاق معراب كانت تلجأ الى عباءة العهد مصرّةً على أنه يبقى ملجأها، وفي كل مرة كانت تتهم بأنها تستعطف الرئيس، الذي برأي القاعدة القوّاتية لن يخذل صهره، تسارع القيادة القواتية للتوضيح بأنّها تلجأ الى أبوّة الرئيس وعدله، مستندةً الى الإتفاق «المقدّس» والى العهد الذي أبرمته مع «الجنرال الرئيس» شخصيّاً من دون سواه، ومن هناك استمدّت ثقتها لا قوتها فراهنت على حكمته. كانت «القوات» تعلم ضمناً أنّ المواجهة ستأتي يوماً، بحسب تعبير أوساطها، لاسيّما عند الاستحقاقات الكبيرة، فأملت بثبات الرئيس على عهده معها، أقلّه مسيحيّاً، ووضعته في خانة «السَنَد» لتحصيل العدد الأكبر من الحقائب للطائفة المسيحية «الداعمة للرئاسة». مناصرو «القوات اللبنانية» يشعرون اليوم بأنّ الرئيس خذلهم، ويبررون لـ»القوات» بأنها اعتبرت رئيس الجمهورية مُدركاً تماماً لدقة المرحلة ويقدّر أهمية التصويت العددي في اجتماعات مجلس الوزراء لاسيّما في القرارات المصيرية والاستراتيجية، والتي من المفترض أن تجمع تصويت فريقي «القوات» والرئيس وليس العكس. مصادر مقرّبة من «القوات» توضح لـ»الجمهورية» انه وفق هذه النظرية راهنت «القوات اللبنانية» ولم تراهن على المطالب التي طمع بها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل. وفي كل مرة شعرت «القوات» نفسها مستفَزّة من «الصهر» خصوصاً من خلال تصاريحه التي «قَزّمت» اتفاق معراب كانت تسارع بإيفاد «رسول سلامها» الوزير ملحم الرياشي الى القصر «لأخذ بركة الرئيس»، وكان عند كل مِفصل يعود محمّلاً بغصن الزيتون ليطمئن الجماهير القواتية أنّ الاتفاق بأمان وأنّ الرئيس ما زال معنا «فإذا كان ربّ المنزل معنا فمَن علينا؟!». بعد كشف وثيقة معراب وبعد اتهام «التيار الوطني الحر» «القوات» «بنَكس التعهد»، أعلن عون شخصياً تعليق اتفاق معراب.

لكنّ رسول القوات لم ييأس، وتكثفت زياراته كـ«رسول السلام» ليس فقط الى بيت الوسط بل الى بعبدا، لاسيّما مؤخراً لتحصيل حقوق «القوات» حين شعرت انّ «الخطر يدقّ فعلاً على الابواب»، وصمدت وهي تردد دوماً على لسان رسولها انّ الرئيس ضمانتها وطمأنها أن لا خوف من السياسة على الاتفاق.

إلّا أنّ الخوف على الإتفاق من أن تطيحه الأزمة الحكومية بَدا واضحاً عندما يئس ابراهيم كنعان والرياشي، وهما رسولا «التيار» و«القوات»، فهرولا الى الديمان مستنجدَين بالبطريرك الراعي. ومن هناك طمأن أيضاً الرياشي المجتمع المسيحي بالقول: «إنّ ما نختلف عليه في السياسة نتفق عليه في السياسة ايضاً»، لكنّ كلامه لم يترجم عملياً، فلا اتفاق عونياً قواتياً ولا حكومياً.

«القوات» بحاجة الى ثورة وليس الى رسل سلام

يمر القواتيون اليوم بفترة أليمة، ليس بسبب اقتراب ذكرى تكريم شهدائهم فقط، بل لأنّ القيادة وعدتهم بأنها «كرمالهن» تساهلت وضَحّت وتنازلت. صحيح انها قطفت انتخابياً، لكنّ ثمارها لم تثمر غلالها حتى الساعة.

امّا الاوساط المقرّبة من «القوات»، فتقيّم وضعها الحالي بأنه مخيّب للآمال، موضحة أنّ الرهان على رئاسة الجمهورية بما مثّلتهُ على مرِّ التاريخ من نضال لحماية المسيحيين وتحصين مواقعهم لم يتقيّد الرئيس القوي به حسب تعبيرهم، بل إنّ الرئيس خذل الأحزاب المسيحية جميعها خصوصاً «القوات اللبنانية»، وذلك بعد رفضه للتشكيلة الحكومية التي «أودعها» الرئيس الحريري بعهدته وحده، وبعد ما نمي الى «القوات» من حقائق وليس تسريبات من أنّ عون رفض حصتها في الحكومة، الأمر الذي تعتبره اليوم اوساط «القوات» مواجهة مباشرة لثَنيها عن بناء آمالها عليه والتوقف عن الهروب من مواجهة الواقع.

هذا هو الواقع الرئاسي الذي تتأسّف عليه الأوساط القواتية وتجزم بأنّه سيبقى معادياً لها حتى لو أضاءت له العشرة، حتى لو راهن الفريقان القوات والتيار على العكس وحتى لو استنجد رسولاهما «بالفاتيكان». وفق تعبيرها

التصعيد مقبل ؟

وعن الخطوة المقبلة المفترضة لـ»القوات» بعد المستجدات الحكومية، تقول تلك الاوساط:

-1 لطالما كانت «القوات» من صقور المعارضة ويجب عليها العودة الى صفوفها وإيقاف تدوير الزوايا التي لا أفق لها، والعودة الى التمسك بالعددية التي تنصف حجمها.

-2 لتَحَصُّن «القوات» مع كتل كبيرة معارِضة خارج الحكومة لاسيّما أن العهد يمهّد من خلال أدائه الى إفشال ذاته، ولن تنقصه معارضة «القوات اللبنانية» لو أخذت قرارها بالمعارضة.

وتذكر اوساط «القوات» بأنّ حزبها أساسه مُقاوم، وحين بدأ بتقديم التنازلات وصل الى حالة الاستضعاف من الآخرين ومن الذات.

فالقاعدة التي تشكّل جسد «القوات اللبنانية» وروحها تعتقد انّ «القوات» أخطأت في اختيار ممثليها، لأنّ المرحلة الحالية القواتية تتطلب «ذئاباً قواتية» وليس «رسل سلام» بالإشارة الى دور البعض المسالم والمهادن والذي تصفه أوساط مقربة من «القوات» أنه ينفع في حكومة النروج وسويسرا وهولندا إنما ليس في غابة الذئاب.

وتضيف: «نحن مقاومة منذ التاريخ ولا نستجدي حقوقنا الشرعية والعددية»، موضحة «انّ «القوات» ثورة، وليست هرولة لمراضاة الآخرين باستثمار فاشل لن يؤدي الى خلاص المسيحيين». وتضيف المصادر نفسها أنّ مواكبة المسيرة النضالية والخبرة الحربية تساهم في تعزيز التشدد في المطالب القواتية، فيما دبلوماسية البعض تنفع في بلاد متقدمة ومتحرّرة وخصوصاً في المرحلة الاستراتيجية الخطرة التي يمر بها لبنان، فـ»القوات» بحاجة الى مناضلين عايشوا الحرب وذئاب ينتزعون حقوقهم بالقوة.

الواقع القواتي اليوم أمّا «قوات الواقع» فقد استدركت في الايام الاخيرة انّ الصعوبة في إقناع باسيل ليست بصلب معارضة الرئيس الذي اعتبرته خلال معاركها السياسية الاخيرة «بَيها»، لكنه خذلها فلجأت الى الرئيس برّي كخطوة أخيرة قبل إعلان الحريري تشكيلته، لعلّ رئيس مجلس النواب يستنبط أرنباً آخر أبيض.

فهل تنقل «القوات» سلاحها من كتف «البَي السياسي» الى كتف «البَي الشرعي» الذي حافظ على دوزنة الحصص الحكومية مُفرملاً الانقضاض على حقوق الثنائية المستهدفة «ج - ج»، أي جنبلاط وجعجع؟ والى متى ستستمر «القوات» في تقديم التنازلات؟ المصادر القيادية في «القوات» والمستاءة مما وصلت اليه جهودها من تقديم التسهيلات، تختصر الإجابة وتحسمها: «لا تنازلات بعد اليوم، والكلام في ذكرى الشهداء».

 

الكنيسة ووحول الحرب المذهبيّة المفتعَلة

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الجمعة 07 أيلول 2018

لا يعرف المواطن اللبناني من أين تُخلق الأزمات وكيف تتطوّر وكيف تنتهي في «ليلة لا ضوءَ قمرٍ فيها»، وكأنه مكتوبٌ على اللبناني أن يعيش رهينة الصراعات السياسية المتتالية. عندما يقود القادة الكبار الشعبَ الى الحروب والنزاعات لا يسألونه عن رأيه، وماذا يريد، وعندما يُبرم المتقاتلون اتفاقاتِ السلام لإنهاء الحروب التي اخترعوها بأيديهم خدمةً لمصالح أجنبية في غالب الأحيان لا يأخذون في الاعتبار الشعبَ الذي هُجّر وقُتل وشُرِّد وأصيب بأذى، جسدياً أكان أم نفسيّاً. في لبنان، وفي صيف 2018، أي بعد 18 عاماً على بزوغ فجرالألفية الثانية، تعود حربُ الصلاحيات بين الرئاستين الأولى والثالثة لتنفجرَ وتُدخل البلادَ كما يبدو في فراغٍ حكوميٍّ طويل الأمد. ويعود اللبنانيُّ بالذاكرة الى بداية سنوات حرب السنتين 1975-1976 وما سبقها من صراعٍ مُبطّن على الصلاحيات بين رئيس جمهورية يشرب من نبع قوة «المارونية السياسية» ورئيس حكومة سنّي يطالب بإنصافه ويستمدّ قوّته من البحر العربي الهائج والموالي تارةً للرئيس المصري جمال عبد الناصر والمتعاطف طوراً مع الفدائيّ الفلسطينيّ وكوفيّة أبو عمار.

يؤكّد المراقبون أنه كانت تنقص البارودة الفلسطينية والعوامل الخارجية لأخذ النزاع السياسي الى أماكن أخرى حالياً، لكنّ القرار الإقليمي والدولي الصارم بحماية استقرار لبنان وأمنه يمنع القوى المتقاتلة من جرّ البلاد الى الويلات.

لا شك أنّ كل القوى السنّية سواءٌ كانت مواليةً للرئيس سعد الحريري أو ضده، مع المحور الإيراني- السوري أو السعودي- الخليجي، ساندت الحريري في معركة صلاحيات رئيس الحكومة المكلّف، مع العلم أنه عندما أُبرمت التسوية بين تيار «المستقبل» و»التيار الوطني الحر» وانتُخب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وعاد الحريري الى السراي الكبير، حُكمت البلد بمعادلة نادر وجبران، ولم تكن هناك معركةُ صلاحيات، كما أنّ حقوق الموارنة والسنّة بالنسبة للمتقاتلين حالياً كانت مؤمَّنةً ومُصانةً، وعندما اختلفوا حلّ الويل والثغور وعظائم الأمور على الطائفتين، واخترعوا معركة الصلاحيات.

وأمام هذه الموجة المذهبية غير المبرَّرة، تبقى بكركي حذِرة، إذ تنظر الى الصورة الأكبر وهي أنّ «القسطنطينية تنهار وزعماؤها يتجادلون حول جنس الملائكة». ولا تحبّذ الكنيسةُ المارونية الدخولَ في جدلٍ مذهبيّ حول صلاحيات رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية لأنّ الدستورَ هو الحَكم في هذه القضايا، ولا يحب أن يكون هناك نقاشٌ في أمور مبتوت بها سابقاً وكلّفت اللبنانيين آلافَ القتلى والدمار والخراب. وتؤكّد مصادر كنَسيّة لـ»الجمهورية» أنّ هذا الجدال هو مفتعل وليس صراعاً سنّياً- مارونياً، لأنّ السنّة والموارنة وكل أطياف المجتمع اللبناني يعانون من أزمة معيشية ضاغطة ومن أعباءٍ إقتصادية، والبلد مهدَّد بوقف المساعدات الدولية والانهيار، فيما الزعماءُ يفتحون ملفّات خلافية.

وتشدّد المصادر على أنّ «الهمَّ الأول هو تأليف حكومة إنقاذية، ومَن يؤلّفها لا يهم، وعندما تصحّ الأمور وتخرج البلادُ من غرفة العناية الفائقة عندها لكلّ حادث حديث ولتُفتح معركة الصلاحيات على مصراعيها وليصحَّح الخلل السابق، فإذا انهار هيكلُ الدولة عندها لا يبقى لا جمهورية ولا رؤساء ولا مناصب ولا صلاحيات». لا تريد الكنيسة المارونية تركَ الوضع على ما هو عليه، فهي تعمل على خطين: الخطّ الأول محاولة لمّ شمل البيت المسيحي وعدم الذهاب نحو حرب إلغاء جديدة بين «القوات اللبنانية و»التيار الوطني الحر» أو بين بقية القوى، وإعطاء كل ذي حقٍّ حقّه. والخطّ الثاني هو وطني، أي المساعدة في تأليف الحكومة عبر حديث البطريرك مع جميع القوى السياسية وعلى رأسهم عون لتسهيل التأليف وعدم خلق أزمة فراغ حكومي يؤدّي بالبلاد الى كارثة كبرى تضعها تحت الوصاية الدوليّة، خصوصاً أنّ التحذيرات الغربية والعربية كثيرة في هذا الخصوص. وعلى رغم الاتّصالات التي تجريها البطريركية على أكثر من صعيد، إلاّ أنّ الأمور ما تزال عند حالها، مع تأكيدها على دعم رئيسَي الجمهورية والحكومة من منطلق وطني وليس طائفي، وثقتها بهما، لأنهما يملكان مفتاحَ الخلاص، فيما تؤكّد البطريركية أنّ الوقت الحالي ليس لإثارةِ ملفّاتٍ خلافيّة تعطّل التأليف وعجلة المؤسسات الدستوريّة.

 

كسر القطيعة بين فرنجية وباسيل.. سقط

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الجمعة 07 أيلول 2018

تحولت تغريدة الوزير جبران باسيل المعزية بالراحل روبير فرنجية، من فرصة لترطيب العلاقة بينه وبين رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الى سبب لتسعير خلافهما وزيادته تعقيداً. حتى أن مناسبة الحزن لم تنجح في جمع ما فرّقته السياسة بينهما، ولو للحظات. فلماذا غضب فرنجية من تغريدة باسيل، وبالتالي امتنع عن تلقّي اتصاله الهاتفي وتقبّل تعازيه؟ نحو الثالثة وعشر دقائق بعد ظهر الاول من ايلول، كتب باسيل على صفحته عبر «تويتر» الكلمات الآتية: «رحل روبير فرنجية، ولكنه سيبقى في ذهننا صورة هذا المحب لعائلته وبلدته ووطنه. ضحى بكل شيء لكي يبقوا... الى ان ضحى بنفسه. عزاؤنا لأهلك وآل فرنجية ومحبيك وزغرتا ولبنان، والله يرحم ترابك».

لكن المفارقة، ان وقع هذه التغريدة كان ثقيلاً على سليمان فرنجية، بعدما أزعجته كثيراً عبارة «ضحى(الراحل) بكل شيء لكي يبقوا». ويقول العارفون ان رئيس «المردة» شعر بأن هذه الجملة ليست بريئة، وانها تستبطن إساءة ضمنية له، وتنطوي على محاولة من باسيل للتسلل الى البيت الداخلي للعائلة واللعب على وتر علاقة فرنجية مع عمه الراحل، الأمر الذي يشكل بالنسبة الى زعيم «المردة» خطاً أحمر ممنوعاً تجاوزه، علماً انه لا يوجد اي خلاف بينهما منذ نحو ربع قرن، بل العكس هو الصحيح، اذ ان الراحل كان بمثابة الأب لابن اخيه بعدما فقد والديه في عمر صغير، وفق ما يؤكد المطلعون على مجريات هذا البيت السياسي.

«ثغرة» أخرى تكمن في التغريدة، كما يعتقد منتقدوها، وهي ان باسيل تفادى تقديم التعزية الى تيار «المردة» ورئيسه اللذين نعيا الفقيد وهو الرئيس السابق لـ»المردة»، في حين ان طابع المناسبة كان يستوجب القفز فوق الحساسيات السياسية والشخصية، ولو الى حين.

لم يكن هناك أي مبرر لتغريدة «ملتبسة» من هذا النوع في حضرة الموت، وفق ما يشير اليه المواكبون لمسار علاقة فرنجية - باسيل. ولهذا السبب، رفض رئيس «المردة» الرد على اتصال رئيس «التيار»، علماً انه جرى الترحيب بممثله (النائب جورج عطالله) الذي أوفده الى اهدن لتقديم التعزية، وكذلك بعدد من القيادات البرتقالية البارزة وفي طليعتهم النائب شامل روكز الذي تقبل التعازي الى جانب فرنجية قبل الدفن وبعده.

وعلمت «الجمهورية» ان باسيل كان يفكر في التوجه شخصياً الى اهدن لتعزية فرنجية بعمه، إلّا ان عدم تجاوب رئيس «المردة» مع اتصاله الهاتفي دفعه الى صرف النظر عن هذه المبادرة. وفي المعلومات، ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم كان قد تمنى على باسيل ان يبادر الى كسر الجليد مع فرنجية من باب تعزيته بعمه، إلّا ان الامور ما لبثت ان تدحرجت في الاتجاه المعاكس، تحت وطأة الالتباس الذي سببته تغريدة باسيل وما تلاها من امتناع فرنجية عن الرد على اتصاله الهاتفي. وقد أتى هذا الإشكال الجديد، ليعيد نبش ملف الخلاف بين التيارين المسيحيين، ويستحضر اسبابه العميقة التي تتداخل فيها عوامل عدّة، ابرزها ما يتعلق بالحسابات الرئاسية التي تسللت الى المطبخ السياسي اللبناني منذ الآن، على رغم انّها سابقة للأوان. ويعتبر سياسي مسيحي خبير في كواليس النزاعات المسيحية ان الهاجس الرئاسي لدى باسيل هو العامل الاساسي الذي يغذّي خصومته مع رئيس «المردة»، لافتاً الى ان وزير الخارجية يستخدم كل الوسائل المتوافرة ويستغلّ كل فرصة ممكنة لتهميش المرشح الرئاسي الاقوى وحرق فرص وصوله في المستقبل الى رئاسة الجمهورية، «خصوصاً ان انفتاح الجميع عليه في الداخل يمنحه الارجحية المبدئية، في انتظار ان يكون العامل الاقليمي مختمراً في حينه، بينما تسود الخلافات بين باسيل ومعظم القوى الاساسية».

ويشدد السياسي نفسه على ان فرنجية ليس محكوماً بهاجس الرئاسة، بل يتعاطى معها على قاعدة ان الظروف المحلية والخارجية هي التي تحدد هوية الرئيس في لبنان، وليس المعارك الدونكيشوتية.

ويشير هذا السياسي الى ان هناك اشارتين سياسيتين تعكسان بوضوح محاولات التهميش التي يتعرض لها المرشح الشمالي الدائم، الاولى تمثلت في وضع قانون انتخاب كان يستهدف تحجيم فرنجية لكنه تجاوز بنجاح هذا الاختبار، والثانية تكمن في المسعى لانتزاع حقيبة الاشغال من تيار «المردة» ومنحه حقيبة أخرى ثانوية، الامر الذي يرفضه فرنجية وحلفاؤه.

ويلفت السياسي الداعم لفرنجية، الى ان الرجل تصرف بحكمة عندما اعتبر ان فريقه السياسي العريض وما يمثله من خط استراتيجي هو الذي ربح بوصول العماد ميشال عون الى قصر بعبدا، متجاوزاً بهذا الموقف حساسيات المعركة الرئاسية التي ظلت حظوظه فيها متقدمة حتى اللحظة الاخيرة، «لكن ما حصل لاحقاً ان اليد التي مدها فرنجية لم تجد من يصافحها». ويرى السياسي المسيحي اياه ان المفارقة المدوية هي «ان من انتزع الرئاسة من فرنجية لم يكتف بذلك، بل يريد ان يستخدمها ضده، ليتحول بذلك الظلم اللاحق به الى ظلمين»، مؤكداً «ان مشكلة فرنجية هي مع باسيل حصراً، اما علاقته مع قواعد «التيار الوطني الحر» وكثير من قياداته فيمكن اعتبارها جيدة». على الضفة الاخرى، تختلف الصورة والمقاربة، في ظل تفسيرات مغايرة تماماً لسلوك باسيل، إذ تؤكد اوساط «التيار» ان باسيل «قصد من تغريدة التعزية القيام بمبادرة حسن نية لكسر القطيعة بينه وبين فرنجية، إلّا ان رئيس «المردة» رفض ملاقاته في منتصف الطريق وتصرّف بانفعال غير مبرر». وتعتبر الاوساط البرتقالية ان «المردة» تعاطى مع تغريدة باسيل على قاعدة محاكمة النيات، في حين ان التدقيق في محتواها يُبين انه كان في الامكان مقاربتها إيجاباً لو وُجدت الارادة المطلوبة، لافتة الى ان التفسيرات السلبية التي أعطيت لها هي «اجتهاد ليس في محله».

وتشير الاوساط الى انّه «بات لدى قيادة «المردة» تحسس شديد حيال كل ما يتعلق بباسيل، من اسمه الى مواقفه، وهذا ما يتسبب في ارتكابها اخطاء مجانية تحت وطأة الانفعال، علماً انه لا يجوز في السياسة البناء على اعتبارات شخصية».وتلفت اوساط «التيار» الى ان الراحل روبير فرنجية «يحظى باحترام كبير وتقدير خاص لدى جزء واسع من جمهور «التيارالوطني الحر» وقيادته، وهو من الشخصيات المحببة لنا، خصوصاً انه كانت له مواقف داعمة للجنرال ميشال عون في الثمانينات واستمر لاحقاً في إظهار تعاطفه معه ضمن مجالسه الخاصة».

وتعتقد الاوساط ان ما جرى «اثبت بوضوح ان «التيار» جاهز لطيّ صفحة التجاذبات بينه وبين «المردة» ومستعدّ للتصرف على هذا الاساس، لكن تبين ان الطرف الآخر ليس مهيّئاً بعد لملاقاة الايجابية بمثلها».

 

دفاعا عن الحصن اللبناني الأخير

خيرالله خيرالله/العرب/07 أيلول/18

الحل الوحيد أمام لبنان واللبنانيين يتمثل في تشكيل حكومة تضم كفاءات بما يؤدي إلى تمكين البلد من الحصول على المساعدات الخارجية الموعود بها. هذه المساعدات لن تأتي من إيران ودول مفلسة أخرى.

ليس سعد الحريري وحده من يرفض الخضوع لإرادة "حزب الله"

يصعب تحديد طبيعة الأزمة اللبنانية التي يبدو أنّها تزداد خطورة مع مرور الأيّام في ظلّ مزيد من العراقيل توضع في طريق سعد الحريري الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة. يسهل في المقابل تحديد طبيعة هذه الأزمة لدى العودة إلى الجذور، أي إلى السلاح غير الشرعي لدى ميليشيا مذهبية تابعة لإيران تتحكّم بكلّ صغيرة وكبيرة في البلد.

زادت الأزمة اللبنانية تعقيدا بعد الانتخابات النيابية الأخيرة التي أجريت في السادس من أيّار – مايو الماضي. إلى الآن، لم تظهر نتائج الانتخابات على حقيقتها في ظل إصرار “حزب الله” على التصرّف من موقع المنتصر في هذه الانتخابات التي استطاع إجراءها استنادا إلى قانون وُضعَ على مقاسه.

أنجب هذا القانون العجيب الغريب، القائم على النسبية وعلى ما هو مناقض لها في آن، مجلسا نيابيا حقّق الكثير مما كان يطمح إليه الحزب الذي أغلق مجلس النواب عامين كاملين بغية فرض مرشحه لرئاسة الجمهورية.

خيّر “حزب الله” البلد، في الماضي، بين انتخاب مرشّحه رئيسا للجمهورية، وبين الفراغ الرئاسي. وضع اللبنانيين الصادقين الذين يمتلكون حدّا أدنى من الروح الوطنية، أمام خيارين أحلاهما مرّ. اختار اللبنانيون الشرفاء الذين يرفضون أي مجازفة بمصير البلد استبعاد الفراغ الرئاسي. المشكلة أنّ هذا الخيار الذي كان في محله لم يفضِ إلى النتائج المرجوة. الدليل على ذلك واضح. يتمثل في أن الأزمة التي يعاني منها لبنان مستمرّة وزادت هذه الأزمة تجذّرا بعد الانتخابات النيابية التي لا تزال في حاجة إلى من يفسّر نتائجها، وكيف تنعكس هذه النتائج على تشكيل الحكومة الجديدة.

عندما فُرض رئيس الجمهورية اللبنانية على اللبنانيين فرضا، كرّس “حزب الله” عُرفا سيكون من الصعب على البلد الخروج منه. لم يعد مجلس النواب يجتمع، كما يطلب الدستور، مع اقتراب موعد نهاية ولاية رئيس الجمهورية. صار على المجلس أن يجتمع من أجل غرض واحد هو التصويت لمصلحة المرشّح الذي اختاره “حزب الله”، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، كي يصبح رئيسا للجمهورية. دون ذلك، يبقى مجلس النوّاب مغلقا ويبقى كل شيء يراوح مكانه في ظلّ فراغ رئاسي.

ما نشهده اليوم نتيجة مباشرة لما حدث قبل عامين وشهر تقريبا عندما التأم مجلس النواب لانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية. ففي ظل الحاجة إلى بقاء سعد الحريري رئيسا لمجلس الوزراء، تبذل محاولة لفرض حكومة ذات تركيبة معيّنة على الرجل. بكلام أوضح، مثلما أنّ “حزب الله” صار في موقع من يختار للبنان رئيس جمهوريته، لا بدّ من الانتقال إلى ما هو أبعد من ذلك، أي إلى تشكيله للحكومة اللبنانية. يمارس هذا الفعل استنادا إلى ما سمّاه حسن نصرالله، الأمين العام للحزب، “معايير” معيّنة فرضتها نتائج الانتخابات النيابية.

مطلوب بكلّ بساطة أن يتحوّل رئيس مجلس الوزراء في لبنان إلى “مدير” لجلسات المجلس، أي إلى موظف آخر رفيع المستوى لدى “حزب الله”. هذا ما لا يمكن لسعد الحريري القبول به. ليس سعد الحريري وحده من يرفض ذلك، مع ما يعنيه الأمر من انقلاب على اتفاق الطائف وتهميش لكلّ الطائفة السنّية في لبنان… امتدادا لما حصل في سوريا منذ استيلاء حافظ الأسد على كلّ السلطات في تشرين الثاني – نوفمبر 1970، وفي العراق بعد العام 2003 وتشكيل مجلس الحكم الموقت الذي كان الهدف منه واضحا كل الوضوح، أي التهميش الكامل للسنّة العرب وعزلهم عن القرار السياسي.

نعم، ليس سعد الحريري وحده من يرفض الخضوع لإرادة “حزب الله”. وقف إلى جانبه رؤساء الوزارة السابقون وهم تمام سلام وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي. أنْ يتخذ نجيب ميقاتي موقفا حازما من أي مسّ بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء بموجب المادة 53 من الدستور حدث مهمّ، خصوصا أن الأخير خاض الانتخابات في طرابلس على رأس لائحة منافسة للائحة “تيار المستقبل”، إضافة إلى أنه قبل في العام 2011 أن يكون رئيسا لحكومة شكّلها له “حزب الله” وذلك في ظلّ ضغوط كبيرة، لم تكن سرّا على أحد، مارسها عليه وعلى أفراد عائلته بشّار الأسد شخصيا.

المضحك-المبكي في كل المشهد اللبناني أن هناك فئة من المسيحيين تعتقد أنّ في استطاعتها استرجاع حقوقها وتعديل اتفاق الطائف معتمدة على سلاح “حزب الله”. لا تدري هذه الفئة أن ما تفعله وتمارسه يُعتبر الطريق الأقصر لتهجير مزيد من اللبنانيين من لبنان، خصوصا من المسيحيين.

مخيف أنّه لا وجود لأي إدراك لخطورة السلاح غير الشرعي في لبنان من جهة، إضافة إلى رغبة في تجاهل تجارب الماضي القريب من جهة أخرى. تقول هذه التجارب إن الحلّ الوحيد أمام لبنان واللبنانيين يتمثل في تشكيل حكومة تضمّ كفاءات بما يؤدي إلى تمكين البلد من الحصول على المساعدات الخارجية الموعود بها. هذه المساعدات لن تأتي من إيران ودول مفلسة أخرى.

هذه المساعدات لا تأتي إلا إذا تشكلت حكومة برئاسة سعد الحريري تكون مقبولة من المجتمع الدولي الذي لن ينقذ الاقتصاد اللبناني إلّا في إطار شروط معيّنة على اللبنانيين التزامها بصرامة. باختصار شديد، لن يُفرج عن أي مساعدات مخصصة للبنان بموجب مؤتمر “سيدر” الذي انعقد في باريس في نيسان – أبريل الماضي في غياب حكومة شبه معقولة لا يتحكّم بها “حزب الله”.

هذا هو الوضع اللبناني كما هو. أصبحت رئاسة مجلس الوزراء الحصن الأخير في الدفاع عن لبنان، خصوصا بعدما تعلّم السنّة من تجارب الماضي القريب عندما ارتكبوا خطيئة اعتبار أن الفلسطينيين جيشهم، وأن هذا الجيش سيخلّصهم من “المارونية السياسية”. تغيّر السنّة كلّيا في السنوات الماضية. عرفوا معنى التجاوزات الفلسطينية في لبنان، وعرفوا خطورة أن يحلّ مكان زعمائهم الكبار، من وزن صائب سلام وتقيّ الدين الصلح، زعران أحياء من مستوى إبراهيم قليلات، المدان في جريمة اغتيال كامل مروّة.

على الرغم من الوضع الاقتصادي المهترئ وغياب الرؤية لدى مسيحيين كثيرين، لم يفقد كلّيا بعد الأمل في إنقاذ لبنان، علما أن الخطوة الأولى في عملية الإنقاذ هذه تبدأ بالاعتراف بأن هناك أزمة عميقة على كلّ المستويات.

ليست الأزمة أزمة اقتصادية فقط، وليست أزمة بنى تحتية وطرقات وعجز عن معالجة الازدحام في مطار رفيق الحريري في بيروت أو التقصير في التعاطي مع ملفي الكهرباء والنفايات. هناك محاولة لوضع اليد على مؤسسة رئاسة مجلس الوزراء عبر سلاح غير شرعي لميليشيا مذهبية تتلقى أوامرها من خارج لبنان.هل من يعي هذا الواقع، أم المطلوب تكرار الخطأ الذي ارتكبته في الماضي أوساط سنّية اعتقدت أن في استطاعتها تحصيل حقوقها عبر السلاح الفلسطيني؟ انتهى الأمر بأن سقطت هذه الأوساط، مع الفلسطينيين طبعا، في لعبة كان يديرها النظام السوري من دمشق. هذه اللعبة نفسها تدار الآن بوسائل أخرى ولكن من طهران!

خيرالله خيرالله/إعلامي لبناني

 

السياسيون "على سلاحهم" التصعيدي كلامياً والناس يسكتون على وجعهم الحياتي

الهام فريحة/الأنوار/07 أيلول/18

إنَّ زمن "القوالب الحكومية الجاهزة" قد انتهى، وسقط معه كل ما من شأنه أن لا يقيم وزناً للمسار الدستوري والبرلماني والديمقراطي المفترض أن يكون هو الناظم للحياة السياسية في لبنان. المادة 53 من الدستور التي تنص "على أن رئيس الجمهورية يُصدِر بالإتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مراسيم تشكيل الحكومة وقبول استقالة الوزراء وإقالتهم... وبالتالي، ليس الأمر محصوراً بالتوقيع على المرسوم فقط، إذ إنَّ عبارة "بالإتفاق" تعني التفاهم بين الرئيسين، أي لرئيس الجمهورية الحق الدستوري بقول لا أو نعم، وتوقيع رئيس الجمهورية ليس شكلياً".

في المقابل، هل يمكن القول إنَّه طفح الكيل مع الرئيس المكلَّف سعد الحريري؟ الداعي إلى هذا السؤال مقدمة نارية لأخبار تلفزيون المستقبل، من المؤكد أنها تعكس المزاج السياسي في بيت الوسط. جاء في المقدمة: "عندما يقول الرئيس سعد الحريري إنَّ مصلحة لبنان يجب أن تتقدّم على المصالح الحزبية والطائفية، يأتيه الردُّ من البعض، بكلامٍ دون مستوى الأخلاق والسياسة. وعندما يؤكِّد الرئيس سعد الحريري أنَّ علاقته بفخامة رئيس الجمهورية غيرُ مرشحة للطعن والكسر، وهي علاقة تسمو فوق الشحن القائم في الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، تتحرك عقاربُ السياسة لتخريب العلاقة وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء". حين تُستَخدم مصطلحات "دون مستوى الأخلاق" و"تخريب العلاقات وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء"، فهذا يعني أنَّ الأمور تكون قد وصلت في بيت الوسط إلى مرحلة من "المرارة السياسية" بشكلٍ لم يعد من الجائز السكوت عنها. ولهذا فإنَّ المقدمة تضيف: "الأمر ببساطة يتطلب تضحيات متبادلة، تخرق جدارَ الشروط المتبادلة. وحصةُ الرئيس الحريري في سجل التضحية باتت معروفة... وعلى الآخرين أن يبادروا".  الرئيس نبيه بري لم يكن أقل دهشة مما يجري، فلم يتوانَ عن اعتبار "أنَّ لبنان في العناية الفائقة"، هذا التوصيف جعله يتوقع أن يتوجه رئيس الجمهورية برسالة إلى مجلس النواب في موضوع تأليف الحكومة. لكن أقوى المواقف وأكثرها جرأة جاء من الوزير مروان حماده الذي قدّم توصيفاً متقدماً جداً بقوله: "إن أرادوه عهد تصريف أعمال فليستمروا بتعطيل تشكيل الحكومة". لاقاه في هذا الموقف الحزب التقدمي الإشتراكي الذي وصف "أداء السلطة بأنه انتحار سياسي"، معتبراً أنَّهم "يعطّلون البلد من أجل مطالب غير محقة لبعض حلفائهم، ومن أجل حصة منتفخة لهم على حساب قوى أخرى أعطاها الناس ثقتهم في الإنتخابات، ولذلك فإنَّ الحزب التقدمي الإشتراكي بات أكثر تمسّكاً بحقه التمثيلي"، أي أنه "يريد وزراء ثلاثة في الحكومة الثلاثينية". إلى أين من هنا؟ الأجواء مكفهرّة ولكن ليس على الجميع: السياسيون لا يشعرون بالأزمة فتأتي مواقفهم لتأجيجها. الناس يشعرون بالأزمة، معيشياً واقتصادياً وحياتياً وتعليمياً، ولكن أين صوتهم؟ وأين صراخهم؟ وهكذا، بين "الصراخ السياسي" وبين "خفوت صوت الناس"، تبقى الأزمة مستعرة.

 

التقاء العزلتَين!

عقل العويط/النهار/06 أيلول 2018  

مضت 40 يوماً، بنهاراتها ولياليها، على عزلتي القسرية في المنزل.

إنها عزلةٌ قسريةٌ في المبدأ. لكنها لم تكن كذلك في اليوميات. في المراس. في الخبرة. في التجربة. في الجوهر. في البعد. وفي الدلالة.

لستُ مضطراً للإفصاح عن السبب المباشر لهذه العزلة. لكني أُفصح عن المعنى. عن الحالة. عن المغناطيس. عن الفتنة. عن الشغف. عن الشبق. عن فكرة الالتقاء شبه المطلق بالعقل. بالذات. بمعزلٍ عن أيِّ إلحاحٍ خارجيّ. أو ضغطٍ. أو استحقاق.

في اللحظة الأولى، كان ثمة شعورٌ بالقسر. بالإرغام. بالضرورة. بالفرض. بالإلزام. هو شعورٌ سرعان ما تبدّد. يمكنني أن أقول إنه تبدّد خلال أربعٍ وعشرين ساعة. ربما 36 ساعةً حداً أقصى. أنا متأكدٌ الآن من ذلك. أنا متأكدٌ تماماً.

والحال هذه، ينبغي لي أن أحسم من عزلتي ستّاً وثلاثين ساعة، هي الساعات التي تلت تلك اللحظة.

بعدها، بعد الساعات الستّ والثلاثين، للمرة الأولى في حياتي، تلاقت عزلتي مع عزلتي؛ عزلتي الإرادية والروحية مع عزلتي القسرية والجسمانية. ليكون ما لم يكن قطّ في حياتي سابقاً.

يا لهذا التلاقي الفذّ! حيث كلّ ما فيَّ. بل كلّ مَن فيَّ، يتخلّى، ليتلاقح، ليتلاقى، لينساب، ليتّحد، لينولد، ولينصنع كما لم ينصنع من قبل.

ليس ثمّة مبالغةٌ في ما أُفصح عنه. ليس ثمّة افتعالٌ. أو اصطناعٌ. أو زعمٌ. أو ادّعاء. يمكنني أن أكتب كتاباً كاملاً عن هذا "الشيء" الذي حصل معي. عن هذا "الشيء" الذي حصل معي من باب المصادفة ليس إلاّ. كيف صار الذي صار. كيف يصير هذا الذي يصير. كيف يصير هذا الذي يصير، ولا ينتهي، ولا يجفّ، ولا ينضب، ولا يصل إلى نهاية. كيف ينبني. كيف ينمو. كيف يحفر. كيف يتوغّل. كيف يستكشف. كيف يكتشف. ماذا يكتشف. وبأيّ أدواتٍ يفعل ذلك كلّه، في خضمٍّ عميقٍ وهائلٍ من التلقّي، من الصمت، من الوحدة، ومن اللااكتفاء.

أصف ما بي، من دون أن يعنيني أن أكون واضحاً في مرايا الآخرين. لن أتقصّد أن أكون واضحاً، ولا أن أكون على صورةٍ ما، لكي أصل إلى الآخرين، أو لكي يستشعرني الآخرون. هذا ليس مطلبي. علماً أن كلّ "شيءٍ" فيَّ سيصل. سيصل حتماً إلى الآخرين.

مرآتي المفتوحة على مراياها اللانهائية؛ المفتوحة بالتواضع، بالانسحاق، بالتنازل عن النرجس، عن الأنا، وبالتنازل عن كلّ شيء، تكفيني لأكون آخر، لأكون الآخرين، وفي الآخرين، كما لم أكن من قبل.

بعد قليلٍ من الأيّام، أو بعد كثير، سأجد نفسي "مدعوّاً" إلى الخروج من العزلة، لمواصلة الإيقاع المعروف. هذا الخروج الواقعي، لن يغلق باباً مفتوحاً على مصراعيه اللانهائيين. هذا الخروج لن يضع ختماً على عقلي، ولا على قلبي. إنه محض خروج "واقعيّ" ليس إلاّ.

ما حصل فيَّ، قد حصل حقاً. ولن ينتهي. أنا العزلتان اللتان لن تكون إحداهما كاملةً بدون الأخرى. أنا التقاء العزلتَين. ولا انتهاء!

 

عن تموضع منافٍ للمصلحة الوطنية اللبنانية

حنا صالح/الشرق الأوسط/06 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67262/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%B9%D9%86-%D8%AA%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%B9-%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%81%D9%8D-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A/

أواخر الشهر الماضي، جاء في الأنباء أن حكومة الباراغواي أوقفت متحدرين من أصل لبناني، حرمتهم جنسية حصلوا عليها منذ ثمانينات القرن الماضي، وأحالتهم إلى القضاء وصادرت ممتلكاتهم، والتهم: اتجار بالممنوع، وغسل أموال لصالح «حزب الله»، وميليشيات الحرس الثوري الإيراني. وفي أول سبتمبر (أيلول) تم الإعلان في اليمن عن مقتل أحد القادة الميدانيين للحزب، بعد أيام على توزيع فيديو يبرز جانباً من الدور الميداني الذي يقوم به «حزب الله» في تدريب جماعة الحوثي. سبق ذلك تعمد الحزب المذكور توزيع صور عن استقبال أمينه العام حسن نصر الله لوفد حوثي، في مقره في الضاحية الجنوبية لبيروت. وشكّل الذروة في هذا المنحى بيان كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية، في 30 أغسطس (آب) الماضي، الذي دعا «لبنان، حكومة وقوى سياسية» للاستفادة من تطورات الأوضاع في المنطقة، لـ«مراجعة تموضع لبنان الاستراتيجي»، وإعادة النظر في بعض علاقاته الإقليمية والدولية (...).

ببساطة كلية، مع بداية فرض الحزمة الأولى من العقوبات الدولية على نظام الملالي في طهران، واتساع تهاوي العملة الإيرانية، وانفجار الهبة الشعبية وتواصلها وشمولها كل المدن والأعراق، وانعكاس ذلك على المتحكمين، الذين إلى جانب عمليات القمع والاعتقالات الواسعة، راهنوا على خداع المنتفضين وحرف أنظارهم عن مكمن الفساد وأصل الداء، فأطلقوا عملية مبرمجة أدت إلى إسقاط أبرز وزراء الرئيس روحاني، المهدد شخصياً بالإقالة. وبالتوازي تكثفت عمليات تجفيف مصادر تمويل الميليشيات، التي تتعرض لحصار لافت في سوريا، بعد إبعادها عن الجنوب ودمشق والغوطتين، بهدف تقزيم دورها ونفوذها.

وتقابل ذلك الصفعة المدوية التي وجهها البرلمان العراقي للمندوب السامي الإيراني قاسم سليماني، ببلورة أكثرية نيابية وازنة ترفض هيمنة طهران، وهي أكثرية تعلن أن أولويتها كسر حلقة الفساد المستشري، وإخراج العراق من محاصصة مقيتة وتبعية فاجرة، وتعلن بلسان الرئيس العبادي أن الأولوية هي خدمة مصالح الشعب العراقي، وليس إيران أو أي دولة جارة للعراق.

يأتي «حزب الله» وبشكل سافر ومن موقع «مرشد الجمهورية» لـ«ينصح» بتحديد خيارات جديدة تجرُّ لبنان كلية إلى المحور الإيراني، وتشطب نهائياً مبدأ «النأي بالنفس»، الذي لم يحترمه الحزب، رغم أن التسوية السياسية المفروضة أصلا قامت عليه!

ما كان يتردد همساً بات علانية، والدعوة تستند إلى فائض سلاح الحزب المتغلغل في كل مفاصل قرارات السلطة اللبنانية، وهو، باختصار شديد، دعوة إلى خطف لبنان ونقله من موقعه الطبيعي، لإلحاقه بالمحور الممانع الذي تقوده طهران. والمراجعة تعني حكومة جديدة يتبنى بيانها الوزاري مواقف الحزب وسياساته التي حوّلت لبنان إلى منصة عدوان على الأشقاء والأصدقاء، خدمة لأجندة الحرس الثوري، مؤكداً شروطه، بما لا يدع مجالاً للشك، من أن أولوية أولويات «حكومة العهد الأولى» الالتحاق بالنظام الإقليمي الجديد الذي تقوده طهران. وما يثير كثيراً من الأسئلة ما جاء في خطاب الرئيس نبيه بري في 31 أغسطس الماضي، من دعوة إلى التطبيع مع النظام السوري، والتضامن مع إيران في وجه العقوبات، بحيث بدا وكأنه التتمة لمواقف كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية التي تبرعت برسم الخط الاستراتيجي للبنان!

إنه لبنان آخر يريد «حزب الله» أخذ البلد إليه. خروج بالإكراه للبنان من موقعه ودوره، وتنكر لكل ما ميّز هذا البلد منذ الاستقلال، وهذا الأمر هو بالضبط ما أراده نصر الله منذ بداية التدخل السافر في الحرب على الشعب السوري، عندما أعلن أن المؤثر في الإقليم مؤثر في الداخل اللبناني، ويتصرف مع البلد وأهله على أن محوره هو المنتصر، ونقطة على السطر. هذا مع العلم أنه من المبكر الحديث عن نهايات، مع أن الواقع الراهن من صنعاء إلى بغداد مروراً بدمشق، يؤكد أن الأحداث في حركيتها لا تخدم الأشرعة الإيرانية، والثابت أنه كلما اقتربت الحرب السورية من نهايتها، كما الحال اليوم، يتراجع دور طهران ونفوذها، مع تراجع الحاجة لهذه الميليشيات الطائفية وتحولها إلى ضيف ثقيل على المائدة الروسية، فيضغط «حزب الله» لخطف لبنان وكأن البلد جائزة ترضية لإيران وفريقها، وأن هذا الفريق يستطيع القفز فوق رأي غالبية كبيرة من اللبنانيين، ومن كل الطوائف، لا ترى ما يراه الحزب، وتحذر وترفض المصير البائس الذي يُدفع إليه لبنان.

انتظر اللبنانيون في الأول من سبتمبر (أيلول) كلاماً لرئيس الجمهورية وعد به قصر بعبدا، وتم الترويج لفذلكات قيل إن منطلقها روح الدستور، وقيل الكثير عن الآتي بعد هذا اليوم، ومر هذا اليوم عادياً؛ لكن المعطيات تشي بأن الشهر الجاري مُرجح أن يكون أشبه بما سبقه لجهة تأليف الحكومة الجديدة، سيما أن الرئيس عون رفض مساء الاثنين صيغة متكاملة لحكومة ثلاثينية، كان الحريري قد وصفها بأنها تراعي التوازنات الداخلية والخارجية. وما أسبغ قتامة على المشهد تمثل في البيان الصادر عن القصر الجمهوري، وفيه حديث عن «مسلّمات حددها رئيس الجمهورية»، ما يعني مساساً معيناً بصلاحيات الرئيس المكلف.

هذا التطور أثار السؤال المقلق وهو: هل يطفئ رئيس الجمهورية شمعة العام الثاني من ولايته في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، والبلاد من دون حكومة؟ هنا تُردد أوساط الرئيس المكلف مقولة مفادها بأن الرئيس الحريري الذي أعلن عن لاءات ثلاث: لا مهلة لمهمتي، ولا لتحريف الدستور، ولا اعتذار، نجح في إحداث توازن ما مع الفريق الممانع لجهة ربطه التأليف بالتمسك بـ«النأي بالنفس» وتحييد لبنان الرسمي عن الأزمة السورية.

قبل أيام قرعت مجلة «الإيكونوميست» جرس الإنذار للبنان، وبشكل خاص لأهل السلطة الممسكين بالحكم منذ نهاية الحرب الأهلية، ونبهت من خطر استمرار انتفاخ الدين العام بسبب عجز الخزينة المتنامي، ولفتت إلى أن الاقتصاد يختنق، والاستقرار النقدي مهدد، والأولوية يجب أن تكون إنقاذ الوضع الاقتصادي. بمعنى أن المسؤولية واضحة على أصحاب القرار لجهة السياسات الواجب اتباعها، ودور لبنان الذي ينبغي استعادته والحفاظ عليه، وأن هذا الصراع على الحصص وتأجيج العصبيات الطائفية المنفلتة لتغطية منحى الاستئثار، لن يفيد لبنان؛ لأنه مع هكذا تحالف حاكم لن يبقى شيء لتحاصصه، أما الكارثة الكاملة التي يمكن أن يُدفع إليها البلد، فهي المتمثلة بفرض أخذ لبنان حديقة خلفية للتخفيف من تأثير الحصار والعقوبات على إيران.

 

هل يتواجه الأميركيون والروس في شرق سوريا؟

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/06 أيلول/18

في الوقت حيث عيون العالم مركزة على هجوم للنظام السوري على جنوب وغرب إدلب، تستمر روسيا وإيران والرئيس السوري بشار الأسد في وضع شروط الهجوم على الولايات المتحدة وشريكها الأساسي على الأرض، «قوات سوريا الديمقراطية» في شرق سوريا.

وبدأت القوات الموالية للنظام تتجمع في محافظة دير الزور، وتوطد سيطرتها على البنية التحتية التي قد تمكنها في المستقبل من شن هجمات عبر نهر الفرات. الترجيحات تميل إلى نيات الائتلاف الروسي - الإيراني في الحصول على تنازلات من «قوات سوريا الديمقراطية» والولايات المتحدة عن طريق التهديد بالتصعيد عسكرياً في شرق سوريا إذا فشلت المفاوضات. وحسب المعلومات، فقد اتخذت روسيا وإيران خطوات إضافية لتهيئة الظروف لهجوم محتمل على الولايات المتحدة وشركائها في شرق سوريا. واتخذت القوات الموالية للنظام عدداً من الخطوات لتركيز الجهد الرئيسي للتحضير لعمليات شرق سوريا. وتضيف المعلومات أن روسيا قد تستعد للقيام بعمليات عبر النهر في محافظة دير الزور. وأفادت الأنباء بأن الشرطة العسكرية الروسية تولت السيطرة على جميع نقاط التفتيش الأمامية ونقاط العبور (بمعظمها للعبَّارات غير الرسمية)، على طول نهر الفرات في محافظة دير الزور منذ منتصف شهر أغسطس (آب) الماضي، وحسب الوكالات جرى اتفاق في 17 أغسطس الماضي بين النظام و«قوات سوريا الديمقراطية» لفتح معبر الصالحية في دير الزور.

بشكل واضح تفرض روسيا الأمر، بعد نزاعات عنيفة ومتزايدة بين القوات الموالية للنظام حول العائدات من التجارة عبر الحدود مع المناطق التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية». هذا التعزيز يجعل الشرطة العسكرية الروسية مهيأة لعمليات في المستقبل ضد الولايات المتحدة و«قوات سوريا الديمقراطية». وتستطيع روسيا بناء جسور مؤقتة عند هذه المعابر النهرية لتمكين التحركات العسكرية عبر نهر الفرات. وقد سبق لها أن نشرت مهندسي قتال الجسور حتى دير الزور. كما تقول روسيا إن أفراداً من وزارة الطوارئ الروسية يقومون حالياً بإعادة بناء البنية التحتية في محافظة دير الزور، مما يعني أنه من الممكن استخدام هؤلاء الموظفين في مشاريع البنية التحتية لدعم العمليات العسكرية في شرق سوريا.

من الاستعدادات قيام روسيا وإيران بتوحيد هياكل القيادة والتحكم في شرق سوريا، وكانت أنباء ذكرت أن «الحرس الثوري» الإيراني ألقى القبض على القائد المحلي لقوات الدفاع الوطني التابعة للنظام في محافظة دير الزور في 18 من الشهر الماضي، بعدما احتجزته الشرطة العسكرية الروسية لعدة أيام. وكان لُوحظ تزايد الخلافات بين ميليشيات النظام والقوات الإيرانية في دير الزور، وبينها وبين الميليشيات الشيعية في سجن السيدة زينب. وقد جاءت الاعتقالات بعد عدة أيام من الاشتباكات العنيفة بين الميليشيات المدعومة من إيران وقوات الدفاع الوطني في محافظة دير الزور.

من المحتمل أن روسيا وإيران تمارسان سيطرة أكثر فعالية على القوات الموالية للنظام في شرق سوريا، وتثبيت روسيا سيطرتها على معابر النهر يدعم هذه الجهود، فهذا التوطيد هو خطوة ضرورية قبل أي عملية قتال مقبلة ضد الولايات المتحدة و«قوات سوريا الديمقراطية» في شرق سوريا.

خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، مع زميله السوري وليد المعلم في الأسبوع الماضي، قال لافروف إن الوجود الأميركي في سوريا يتجاوز الجانب العسكري، إذ يبذل «شركاؤنا» الأميركيون قصارى جهدهم في تطوير شرق الفرات واستعادة البنية التحتية هناك وإعادة الروابط الاجتماعية والاقتصادية وحتى إنشاء شبه هيئات رسمية للحكم. وأضاف: هذا أمر محفوف بمحاولات تقسيم سوريا.

المعروف أن التحالف الروسي - الإيراني يواصل جهوده لزعزعة استقرار المناطق التي يسيطر عليها التحالف الأميركي و«قوات سوريا الديمقراطية» المناهض لتنظيم «داعش» في سوريا. وقد وزع الوكلاء الموالون للنظام منشورات تدعو المدنيين لمقاتلة القوات الأميركية و«قوات سوريا الديمقراطية» في مدينة الرقة (23 من الشهر الفائت). وكان تقرير أمني أميركي حذر، من قبل، من أن القوات الموالية للنظام بدأت في التسلل إلى الأراضي التي تحت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» في وقت مبكر من شهر فبراير (شباط) الماضي، وتقوم ببناء شبكات من القبائل لعرقلة وتهديد الولايات المتحدة و«قوات سوريا الديمقراطية».

من المرجح أن روسيا وإيران والأسد ما زالوا يأملون في إجبار «قوات سوريا الديمقراطية» على إبرام صفقة معهم والابتعاد عن أميركا. ولا يزال الأسد يسعى إلى صفقة تعيد إدماج هذه القوات بالدولة السورية. المفاوضات بين الطرفين متقطعة، وقد أكد الأسد أن نظامه لن يتردد في استخدام القوة إذا فشلت هذه المحادثات، لكنه رفض حتى الآن الوفاء بالشروط التي اقترحتها «قوات سوريا الديمقراطية»، وبدلاً من ذلك صعّد سياسياً في شمال سوريا. هو يضغط لتوسيع الانتخابات المحلية التي ستجري في 16 من الشهر الحالي، ويريدها أن تشمل المناطق التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية». لكن الجناح السياسي لهذه «القوات» رفض الاقتراح، واعتقل عدداً من المرشحين للمناصب في جميع أنحاء شمال سوريا. كما لا يزال الطرفان أمام باب مسدود في المفاوضات المتعلقة بالسيطرة على البنية التحتية، بما في ذلك المرافق والسدود وحقول النفط شرق سوريا، إذ أكدت «قوات سوريا الديمقراطية» أنها ستستمر في إدارة حقول النفط والغاز في محافظة دير الزور حتى تصل إلى تسوية سياسية كاملة مع الأسد، ولهذا قد يلجأ الأسد لممارسة الضغوط العسكرية.

من المرجح، أن تكون أولويات روسيا وإيران احتلال أجزاء من محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا، ثم تتحول إلى شرق سوريا. ويمكنهما استغلال التركيز الدولي على محافظة إدلب للقيام بعمليات ضد الولايات المتحدة في شرق سوريا، فكلمات لافروف واضحة تنم عن رفض للأميركيين بحجة عدم تقسيم سوريا، وكذلك كل المسؤولين الإيرانيين الذين زاروا الأسد أخيراً، ووعدوا بإبقاء «مستشاريهم»، وفي المقابل وعد الأسد بإعطائهم وإعطاء روسيا «عقود» إعادة بناء سوريا التي دمرها بسلاحه وسلاحهما.

لقد بدأت الولايات المتحدة تحجب التوعية القبلية الموالية للنظام، وهي أرسلت وفداً رفيع المستوى للقاء القبائل المحلية في المناطق التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» في شرق سوريا، كان ذلك في نهاية الشهر الماضي حيث جدد الوفد التزام أميركا بمواجهة كل من مقاتلي «داعش» وإيران في سوريا. الزيارة هي انعكاس لمستوى المشاركة المحلية، وكانت إشارة إلى أن الولايات المتحدة قررت الاحتفاظ بقوات في سوريا. إن تأطير السياسة الأميركية في شرق سوريا المناهضة لإيران تعكس على الأرجح بدء منع ترسخ إيران في محافظة دير الزور. هذا التواصل هو خطوة أولى إيجابية نحو تعزيز المكاسب ضد «داعش»، وإعاقة قدرة إيران وروسيا والأسد على التعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية». من المؤكد أن الولايات المتحدة مستعدة أيضاً للدفاع ضد التصعيد العسكري المحتمل، وقد يدفع الإصرار الأميركي المتجدد في شرق سوريا القوات الموالية للنظام إلى التخلي عن جهودها الدبلوماسية والتصعيد عسكرياً بدلاً من ذلك.

إثر هذا، قامت القوات الموالية للنظام بتعديل انتشار وحداتها على الضفة الغربية لنهر الفرات في محافظة دير الزور في المناطق المجاورة لعمليات التطهير الجارية من قبل «قوات سوريا الديمقراطية» ضد «داعش» في منطقة حاجين. وقد تكون زيادة انتشار القوات الموالية للنظام على طول وادي نهر الفرات، أو «قوات الحشد الشعبي» على طول الحدود السورية - العراقية، مؤشراً على هجوم وشيك ضد القوات الأميركية، أو «قوات سوريا الديمقراطية». ثم إن الهجمات المتعددة ضد البنية التحتية للنفط في شرق سوريا تعكس محاولات الاختراق عسكرياً من قبل التحالف الروسي - الإيراني. ويجب ألا ننسى أن هذه الهجمات تتم بالتناوب مع هجمات يشنها «داعش».

ليس كل من في إدلب إرهابياً، كما يقول النظام وروسيا وإيران. إنهم أيضاً السوريون الذين اقتلعوا من مناطقهم وأرسلوا إلى إدلب. كل مصالحات النظام المفتعلة أدت، وعن قصد، إلى إدلب. الآن بعمل عسكري جنوني أو بمصالحات، أين هي إدلب الجديدة التي سينفي النظام شعبه في إدلب الآن، إليها؟

إنه لبنان آخر يريد «حزب الله» أخذ البلد إليه. خروج بالإكراه للبنان من موقعه ودوره، وتنكر لكل ما ميّز هذا البلد منذ الاستقلال، وهذا الأمر هو بالضبط ما أراده نصر الله منذ بداية التدخل السافر في الحرب على الشعب السوري، عندما أعلن أن المؤثر في الإقليم مؤثر في الداخل اللبناني، ويتصرف مع البلد وأهله على أن محوره هو المنتصر، ونقطة على السطر. هذا مع العلم أنه من المبكر الحديث عن نهايات، مع أن الواقع الراهن من صنعاء إلى بغداد مروراً بدمشق، يؤكد أن الأحداث في حركيتها لا تخدم الأشرعة الإيرانية، والثابت أنه كلما اقتربت الحرب السورية من نهايتها، كما الحال اليوم، يتراجع دور طهران ونفوذها، مع تراجع الحاجة لهذه الميليشيات الطائفية وتحولها إلى ضيف ثقيل على المائدة الروسية، فيضغط «حزب الله» لخطف لبنان وكأن البلد جائزة ترضية لإيران وفريقها، وأن هذا الفريق يستطيع القفز فوق رأي غالبية كبيرة من اللبنانيين، ومن كل الطوائف، لا ترى ما يراه الحزب، وتحذر وترفض المصير البائس الذي يُدفع إليه لبنان.

انتظر اللبنانيون في الأول من سبتمبر (أيلول) كلاماً لرئيس الجمهورية وعد به قصر بعبدا، وتم الترويج لفذلكات قيل إن منطلقها روح الدستور، وقيل الكثير عن الآتي بعد هذا اليوم، ومر هذا اليوم عادياً؛ لكن المعطيات تشي بأن الشهر الجاري مُرجح أن يكون أشبه بما سبقه لجهة تأليف الحكومة الجديدة، سيما أن الرئيس عون رفض مساء الاثنين صيغة متكاملة لحكومة ثلاثينية، كان الحريري قد وصفها بأنها تراعي التوازنات الداخلية والخارجية. وما أسبغ قتامة على المشهد تمثل في البيان الصادر عن القصر الجمهوري، وفيه حديث عن «مسلّمات حددها رئيس الجمهورية»، ما يعني مساساً معيناً بصلاحيات الرئيس المكلف.

هذا التطور أثار السؤال المقلق وهو: هل يطفئ رئيس الجمهورية شمعة العام الثاني من ولايته في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، والبلاد من دون حكومة؟ هنا تُردد أوساط الرئيس المكلف مقولة مفادها بأن الرئيس الحريري الذي أعلن عن لاءات ثلاث: لا مهلة لمهمتي، ولا لتحريف الدستور، ولا اعتذار، نجح في إحداث توازن ما مع الفريق الممانع لجهة ربطه التأليف بالتمسك بـ«النأي بالنفس» وتحييد لبنان الرسمي عن الأزمة السورية.

قبل أيام قرعت مجلة «الإيكونوميست» جرس الإنذار للبنان، وبشكل خاص لأهل السلطة الممسكين بالحكم منذ نهاية الحرب الأهلية، ونبهت من خطر استمرار انتفاخ الدين العام بسبب عجز الخزينة المتنامي، ولفتت إلى أن الاقتصاد يختنق، والاستقرار النقدي مهدد، والأولوية يجب أن تكون إنقاذ الوضع الاقتصادي. بمعنى أن المسؤولية واضحة على أصحاب القرار لجهة السياسات الواجب اتباعها، ودور لبنان الذي ينبغي استعادته والحفاظ عليه، وأن هذا الصراع على الحصص وتأجيج العصبيات الطائفية المنفلتة لتغطية منحى الاستئثار، لن يفيد لبنان؛ لأنه مع هكذا تحالف حاكم لن يبقى شيء لتحاصصه، أما الكارثة الكاملة التي يمكن أن يُدفع إليها البلد، فهي المتمثلة بفرض أخذ لبنان حديقة خلفية للتخفيف من تأثير الحصار والعقوبات على إيران.

 

«خفض التصعيد»... مؤامرة قد تتكرر في إدلب

صالح القلاب/الشرق الأوسط/06 أيلول/18

المفترض أن يكون هناك إدراك مبكر لأن لعبة «خفض التوتر»، التي طرحها الروس وتنقلوا بها من منطقة سورية إلى منطقة أخرى؛ بدءاً بمدينة حلب وضواحيها وانتهاء بحوران وحوض نهر اليرموك والسويداء، ستصل إلى إدلب التي تحولت إلى مستودع بشري كبير تجاوز عدد الذين تم «تهجيرهم» إليه ثلاثة ملايين ونصف المليون؛ جميعهم، ومن دون استثناء، من الطائفة السنيّة، التي بات واضحاً ومؤكداً، إلا لأعمى بصر وبصيرة، أنها هي المستهدفة بصفتها أكثرية «ديموغرافية» في هذا البلد، الذي لم يعرف هذا الوباء المذهبي بأبشع وأخطر أشكاله، إلا بعد انقلاب حافظ الأسد على رفاقه في حزب كان رفع شعار: «أمة عربية واحدة... ذات رسالة خالدة»!

كان على الأميركيين، بما أنهم اللاعب الرئيسي الثاني في هذه «المسرحية» الدامية، أن يسألوا الروس: ما المقصود من نقل معظم أهل وسكان مناطق «خفض التوتر» هذه، الذين كلهم من مكون طائفي واحد، إلى إدلب، ولماذا؟ وفي الوقت ذاته تم نقل مجموعات تنظيم «جبهة النصرة»، التي لم يعد تورطها خافياً في مؤامرة تسليم مدن حلب وحوران والسويداء وحوض نهر اليرموك وبعض مناطق حمص وحماة، إلى هذه المنطقة، أي منطقة إدلب، التي من الواضح أنه إنْ استطاعت روسيا استكمال مخططها فيها، الذي كانت بدأته في عام 2015 وربما قبل ذلك، فستتحول إلى مقبرة نهائية للثورة السورية وللمعارضة، التي إذا أردنا قول الحقيقة فإنه ثبت أنها كانت مخترقة من أجهزة نظام بشار الأسد ومخابراته بالطول وبالعرض، وإلا ما معنى أن «تسقط» جبهة درعا بالطريقة التي سقطت بها؟ وما معنى أن يكون هناك كل هذا الالتحاق لـ«ثوار» الأمس القريب بالجيش، الذي يقوده عملياً ضباط روس وإيرانيون، والذي هو المسؤول عن كل المذابح، التي جرت منذ عام 2011 وحتى الآن وكل هذا الدمار والخراب الذي حل بكل المدن السورية؟

يطرح الروس الآن، وقد بات البعض يرى أن معركة إدلب ستكون المعركة النهائية في هذه الحرب المكلفة الطويلة، التي اقتربت مدتها من الأعوام الثمانية، إنشاء ممرات آمنة لمن سيغادر هذه المدينة وهذه المنطقة، سواء من أهلها الأصليين أو من المهاجرين والمهجّرين إليها... والسؤال هنا هو: إلى أين ستأخذ هذه الممرات هؤلاء... هل إلى منفى جديدٍ خارج سوريا أم إلى مناطق داخلية أخرى سيأتيها دور الإبادة والتقتيل الذي بقي يتنقل من منطقة سابقة إلى منطقة جديدة وكانت النتيجة كل هذا الدمار والخراب، وكل عمليات التهجير هذه وبالقوة والعنف، التي تجاوز حصادها حتى الآن أكثر من 7 ملايين مهجّر وليس مهاجراً، وهذا بالإضافة إلى عمليات التهجير الداخلية كلها؟

جاء في تقرير أشارت إليه بعض وسائل الإعلام الغربية أن روسيا قد استخدمت وبنجاح كبير اتفاقات وقف إطلاق النار المحلية (خفض التوتر) لعزل مناطق ومواقع الثورة السورية، وقد جاء سقوط الغوطة الشرقية والجبهة الجنوبية في أيدي جنود جيش النظام، ليحقق هذا النظام نجاحاً سياسياً من دون أي تكلفة فعلية في غضون فترة زمنية قصيرة، حيث تمكن من استعادة مناطق واسعة قدرها بعض المسؤولين الروس بنحو 96 في المائة من مساحة سوريا، في حين قدرها مراقبون أكثر تواضعاً بأنها لم تتجاوز 60 في المائة.

المهم أن عملية السلام التي كانت أطلقتها موسكو في غضون ذلك قد أدت إلى تمزيق المعارضة السورية، وأسفرت عن اجتذاب دولتين إقليميتين رئيسيتين هما إسرائيل وتركيا، وتحييد، وإنْ بقدر محدد، بعض الدول العربية المجاورة والبعيدة، التي كانت في بدايات هذا الصراع من بين من كانوا الأكثر تشدداً وتمسكاً بأنه لا بقاء لنظام بشار الأسد، وبأن بقاءه سيعني بقاء هذا الجرح مفتوحاً، وسيعني أن هذه الأزمة المدمرة ستستمر وستبقى متواصلة وإن بأشكال جديدة ولسنوات متعددة وطويلة.

ولعل الأخطر في هذا كله أن فلاديمير بوتين ومعه وزير خارجيته سيرغي لافروف، قد لعبا لعبة الضغط الرئيس التركي على رجب طيب إردوغان بذكاء هائل عندما دفعا بحزب العمال الكردستاني - التركي، الذي هو بالأساس قد تم اختراعه في دوائر المخابرات السوفياتية (كي جي بي) ودوائر المخابرات السورية، إلى القيام بعمليات موجعة تستهدف تركيا، إنْ في المناطق الحدودية وإنْ في الداخل؛ ضربة مطار مصطفى كمال أتاتورك الشهيرة مثال على ذلك، مما جعل إردوغان يراجع حساباته كلها ويذهب هرولة للحصول على دور في عملية «آستانة» المعروفة، ويدخل الدائرة الروسية - الإيرانية التي لم يستطع الخروج منها حتى الآن... حتى بعدما أصبحت إدلب مهددة بمصير كمصير مناطق «خفض التوتر»، التي سقطت واحدة تلو الأخرى خلال فترة زمنية قصيرة.

ولعل الأسوأ في هذا كله أن الولايات المتحدة، التي في عهد إدارة باراك أوباما، قد اتخذت مواقف إنْ هي ليست تآمرية فإنها كانت «انكفائية» إزاء صراع من الواضح أنه سيقرر موازين القوى في الألفية الثالثة وفي القرن الحادي والعشرين ليس في هذه المنطقة الاستراتيجية فقط، بل في العالم بأسره، ولم تكتفِ بدفع إردوغان دفعاً في اتجاه التحالف الروسي - الإيراني، بل إنها أيضاً قد ارتكبت ذلك الخطأ القاتل عندما افتعلت ما سميت «فيدرالية شمال سوريا الديمقراطية» التي تعدّها أنقرة «مقتلاً» استراتيجياً بالنسبة إليها قد يؤدي في النهاية إلى تمزيقها إلى عدد من الدول الإثنية والمذهبية الموزعة بين المحاور الدولية الكبرى المتنازعة.

لقد جاء في هذا التقرير المشار إليه في البدايات: أن السيطرة على إدلب قد تستغرق مزيداً من الوقت نظراً لتعدد المجموعات «الثورية والجهادية»، لكن أغلب الظن أنه بإمكان روسيا أن تدير هذا الصراع عبر التفاوض لعودة النظام إلى هذه المنطقة، وهذا في حقيقة الأمر متوقف على جدية الولايات المتحدة، وما إذا كانت بالفعل ستستخدم مبرر استعمال بشار الأسد الأسلحة الكيماوية في هذه المنطقة، كما كان استخدمها في مناطق أخرى متعددة على مدى سنوات الصراع الماضية، أم إنها بعد كل هذا الإرغاء والإزباد ستتراجع وتستسلم للأمر الواقع كما في بعض الفترات السابقة؟!

إنه من الواضح أن الروس سيتلاعبون مجدداً بمسألة الحل السياسي المطروح على أساس «جنيف1» والقرار «2254» والمرحلة الانتقالية، إذا لم تكن الولايات المتحدة ومعها بعض الدول الأوروبية حاسمة وحازمة بالنسبة لهذا الأمر، الذي من المفترض أن تترتب عليه مستجدات كثيرة قد يكون أهمها موضوع إخراج إيران من سوريا والاستجابة للشروط والمطالب الإسرائيلية وإصرار إسرائيل على أن تكون رقماً رئيسياً في معادلة موازين القوى المستجدة في هذا البلد الذي لا يمكن عودته إلى ما كان عليه قبل عام 2011 ما دام أنه أصبح ساحة صراع دولي، وما دامت الأكثرية من أهله ستبقى مستهدفة من قبل ما يسمى «تحالف الأقليات الطائفية» وذلك في حين أن الذين تم تهجيرهم إلى خارج وطنهم سيبقون محرومين من العودة إليه، وعلى غرار ما حدث على مدى حقب التاريخ في بلدان متعددة وكثيرة.

ثم إنه لا بد من الإشارة إلى أنه لا قيمة لاستعراض القوة هذا الذي لجأت إليه روسيا بمناوراتها البحرية بالقرب من الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط ما دام أن الأميركيين يتحكمون عسكرياً في هذه المنطقة الشرق أوسطية كلها وما دام أنهم عازمون على البقاء في الجزء الشرقي من سوريا وهو الجزء الذي يعدّ مستودع النفط والغاز الرئيسي في هذا البلد، وأيضاً ما دام أنهم يملكون أوراقاً كثيرة من بينها الورقة الإسرائيلية وورقة ربط إعادة البناء بالحل السياسي المطلوب، وعلى أساس «جنيف1» والقرار الدولي رقم «2254» والعملية الانتقالية.

ويبقى أنه لا بد من القول إن روسيا ستحاول وبالتأكيد أن تلعب لعبة «خفض التصعيد» هذه في إدلب، كما كانت قد لعبتها في حلب وفي مناطق كثيرة في سوريا، وحقيقة أن نجاح الروس مجدداً في هذه اللعبة يتوقف على مدى جدية الأميركيين الذين ما زالوا، وكما هو ملموس وواضح، غير حازمين في اتخاذ موقف جاد تجاه الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف يضعهما أمام خيارات مكلفة وصعبة إنْ هما تجاوزا كل الحدود المعقولة وحاولا أن يفعلا في هذه المنطقة السورية ما فعلاه في العديد من المناطق الأخرى، وحيث قد أصبحت الأمور على ما هي عليه الآن من أوضاع كارثية ومأساوية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض وزواره مسار التشكيل ووعد بمتابعة مطالب أصحاب الشاحنات واستقبل وفدا صينيا : للاستفادة من خبرة لبنان في ادارة المصارف والتجارة

الخميس 06 أيلول 2018 /وطنية - شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، سلسلة لقاءات تناولت العلاقات اللبنانية - الصينية ومسار تشكيل الحكومة الجديدة وقضايا حياتية ونقابية ودبلوماسية.

وفد صيني

واستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وفدا صينيا برئاسة نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني تشين كزاوغانغ، يرافقه السفير الصيني وانغ كي جيان، وعرض للرئيس عون "سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين".

في بداية اللقاء، تحدث الرئيس عون مرحبا بالوفد، مؤكدا ان "علاقة لبنان بالصين الفكرية تعود لسنوات خلت، وقد ارساها عدد من المفكرين اللبنانيين، كذلك الامر بالنسبة للعلاقات التجارية التي ارسى قواعدها لبنانيون منذ العام 1954".

وتطرق رئيس الجمهورية الى مسار التعاون التجاري بين البلدين، مشيرا الى ان "الصين تحتل المركز الاول في قائمة الدول التي يستورد منها لبنان"، آملا من الصين "ان تحذو حذوه في استيراد المنتجات اللبنانية".

ولفت الى "مشروع توسعة مرفأ طرابلس بما يمكنه من استقبال السفن الكبيرة، ليتم بعد ذلك تأمين صيانته وتحسين شبكة الطرقات بين لبنان وسوريا، كسكة الحديد على سبيل المثال بين طرابلس وحلب، بحيث يكون كلا البلدين مساهمين في اعمار سوريا.

وتوقف عند "اهمية طريق الحرير منذ القدم"، فلفت الى انه "فيما يشكل البحر الابيض المتوسط نقطة اتصال بين افريقيا وآسيا واوروبا، يتمتع لبنان بمركز مهم كنقطة تواصل وتقدم في ادارة المصارف والاعمال والتجارة الخارجية"، معتبرا ان "بامكان الصين ان تستفيد من هذا المركز ومن الخبرة اللبنانية".

كزاوغانغ

وشكر تشين كزاوغانغ، الرئيس عون على استقباله الوفد، وقال: "نسعى لتطوير العلاقات الصينية - اللبنانية على مختلف المستويات. ويطيب لي ان انقل اليكم اطيب تحيات الرئيس الصيني لكم وللشعب اللبناني".

ورأى أن "عراقة التاريخ اللبناني والتنوع الثقافي للبنان وحماسة الحياة لدى شعبه تركت كلها عميق الأثر في ذهننا، ونأمل من خلال هذه الزيارة، رفع مستوى التعاون القائم بيننا وتحقيق مزيد من التقدم في العلاقات الثنائية. فصحيح ان لبنان والصين يقعان على طرفي قارة آسيا، الا ان طريق الحرير ربطت بين البلدين منذ اكثر من 2000 سنة".

وشرح مسار "تطور العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والصين منذ نشأتها في العام 1971"، مستذكرا "وقوف البلدين الى جانب بعضهما البعض في مختلف الظروف"، مؤكدا "دعم الصين الدائم لاستقرار لبنان وسيادته وتعزيز الوفاق الوطني فيه"، مشيرا الى "وجود اكثر من 400 جندي صيني يعملون ضمن قوات حفظ السلام "اليونيفيل" ويسهرون على حفظ الاستقرار في جنوب لبنان". وأكد "سنواصل دعمنا كذلك للجهود اللبنانية من اجل الحفاظ على الامن في المناطق الحدودية".

السيد

واستقبل الرئيس عون، النائب جميل السيد، وعرض معه آخر التطورات على الساحتين الداخلية والاقليمية والاتصالات القائمة لتشكيل الحكومة الجديدة. وتم البحث في عدد من المواضيع الانمائية والخدماتية لمحافظة البقاع.

وبعد اللقاء، قال السيد: "ناقشنا الاوضاع السياسية العامة داخل البلاد وفي المنطقة، بما فيها الوضع الحكومي الراهن والتعقيدات التي تطاله في ظل حاجة البلاد الماسة لتحريك عجلة الدولة ومواجهة المخاطر المختلفة، وعلى رأسها شبح التوطين. كما تطرق البحث الى بعض التفسيرات الدستورية الاخيرة التي تتنافى مع نص الدستور الواضح، لا سيما ما يهدف منها الى تجريد موقع رئاسة الجمهورية من ابسط صلاحياته الدستورية".

اضاف: "في عز زمن الوجود السوري في لبنان، لم يجرؤ احد من الفرقاء اللبنانيين على اي تفسير للدستور يتناقض مع صلاحيات الرئاسة كما حصل مؤخرا من تفسيرات هي بمثابة تزوير علني"، مؤكدا ان "هناك تواطؤ بخلفية سياسية يهدف الى تعطيل عهد الرئيس عون لاسباب ترتبط بالموقف الاستراتيجية للبنان لا سيما تجاه سوريا والمقاومة".

واشاد النائب السيد ب"استقرار الوضع الامني في البقاع"، داعيا الى "ضرورة التسريع في بت القضايا الخدماتية فيه، لا سيما ما يتعلق منها بطريق ضهر البيدر وتلوث مياه الليطاني"، واشار الى ان "البحث تناول كذلك مسألة الناجحين في مباراة مجلس الخدمة المدنية، سواء في الطيران المدني والمحاسبة والمساعدين القضائيين والاساتذة الثانويين ومأموري الاحراج او الجمارك"، ولفت الى ان "فخامة الرئيس وعد بمعالجة سريعة لهذا الموضوع بما ينصف اصحاب العلاقة".

عطالله

والتقى الرئيس عون، سفير لبنان لدى المغرب زياد عطالله بعد تقديم أوراق اعتماده للملك المغربي محمد السادس، وعرض معه آفاق العلاقات اللبنانية - المغربية وسبل تطويرها في المجالات كافة.

عباس

كما التقى رئيس الجمهورية، سفير لبنان لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية حسن عباس، وعرض معه العلاقات الثنائية القائمة بين لبنان وايران وسبل دفعها قدما.

مالكو الشاحنات

ثم استقبل الرئيس عون، رئيس نقابة مالكي الشاحنات العمومية في مرفأ بيروت شربل متى مع وفد من النقابة، عرضوا لرئيس الجمهورية أوضاع الشاحنات وظروف عملها في المرفأ.

وقدَّم الوفد لرئيس الجمهورية سلسلة مطالب لتحسين أوضاع عملهم والحفاظ على فاعلية مرفأ بيروت، أبرزها "تطبيق المساواة في الرسوم بين مختلف المرافىء اللبنانية، والوقوف في وجه خطة طمر الحوض الرابع في المرفأ مع العمل على تنظيفه ووضعه في الخدمة لاستقبال البواخر الكبيرة، وذلك تطبيقا للمرسوم رقم 9040 المتعلق بإنشاء الحوضين الرابع والخامس، والحفاظ على مساحة مرفأ بيروت كاملة، ووقف تسجيل الشاحنات الخصوصية التي تتجاوز 21 طنا تنفيذا للقانون رقم 278 إضافة إلى توسيع مدخل المرفأ".

من جهته، وعد الرئيس عون ب"متابعة هذه المطالب مع المعنيين"، مؤكدا على "دور مالكي الشاحنات العمومية في مرفأ بيروت في تنشيط الاقتصاد الوطني، والعمل على تصحيح الكثير من الامور التي شكا منها الوفد، لا سيما في ما يتعلق بآلية العمل في مرفأ بيروت وتسهيل عمل الشاحنات".

 

الحريري استقبل الوفد الصيني وعرض مع ابراهيم الاوضاع الامنية

الخميس 06 أيلول 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عصر اليوم، في "بيت الوسط"، وفدا صينيا برئاسة نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني تشين كزاوغانغ، يرافقه سفير الصين وانغ كي جيان، في حضور مستشاري الرئيس الحريري فادي فواز وعبد الغني كبارة. وتناول البحث سبل تقوية وتنشيط العلاقات بين لبنان والصين على مختلف المستويات، ولا سيما الاقتصادية والتجارية منها. كما كان تركيز على مشروع "طريق الحرير"، وأهمية الاستفادة من موقع لبنان الاقتصادي كمنصة للانطلاق نحو باقي دول المنطقة.

وكان الرئيس الحريري قد استقبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وعرض معه الأوضاع الأمنية في البلاد وشؤونا تتعلق بالمديرية.

 

بري استقبل وفدا صينيا وتحدث امام نقابة المحررين: كان يجب تأليف الحكومة امس قبل اليوم والوضع لا يحتمل الانتظار كما في السابق

الخميس 06 أيلول 2018/وطنية - قال رئيس مجلس النواب نبيه بري "ان الحكومة كان يجب ان تؤلف امس قبل اليوم وغدا قبل بعد غد، لان الوضع الاقتصادي خطير ولا يتحمل كما كان يحصل في تشكيل حكومات سابقة". واكد "ان وضع الليرة غير ممسوس ولن نصل الى هذه المرحلة".

وحول ما يثار بالنسبة الى عملية تشكيل الحكومة من آراء وبيانات، قال: "لا شك ان الدستور واضح، وهو ان الحكومة تتصدر بتوافق رئيسي الجمهورية والحكومة (المكلف) اما من يشكل الحكومة ويعمل في طبخها فهو رئيس الحكومة المكلف". وجدد القول ان "من يحق له تفسير الدستور هو المجلس النيابي، ونقطة على السطر".

تحدث بري خلال استقباله بعد ظهر اليوم في عين التينة مجلس نقابة المحررين برئاسة النقيب الياس عون الذي استهل اللقاء بكلمة مقتضبة اشاد فيها بدور بري الوطني. وسأله عن الوضع الحكومي، فأجاب: "اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا".

سئل: ما هو رأيك الشخصي؟

اجاب: "اقول بصراحة كما يقول الشاعر اللبناني جوزف حرب "كل حرف عن حرفه مسؤول". كلنا مسؤولون من دون استثناء. طبعا يقال ان الحكومة الفلانية استمرت عملية تشكيلها سبعة اشهر والحكومة الفلانية تسعة او عشرة اشهر. الوضع الذي كان يتحمل آنذاك ليس قائما الآن. فالوضع الاقتصادي خطير، وقد قلت هذا الكلام امس وذهبت الى القول ايضا ان لبنان في غرفة العناية الفائقة. طبعا انا لم اتكلم عن الوضع النقدي، بل عن الوضع الاقتصادي، ولكن الوضع الاقتصادي يؤدي في النهاية الى نتائج سلبية. هناك مساحة زمنية قصيرة جدا. الحكومة كان يجب ان تتألف امس قبل اليوم وغدا قبل بعد غد، لان الوضع الاقتصادي خطير. تغيير المجتمعات لا يحصل بتغيير الافكار السياسية او العقائدية، بل يتم بالتغييرات الاقتصادية اولا، الاقتصاد هو الذي يؤثر. ما هو المطلوب؟ انزلوا الى الشارع واسألوا الناس. ولا نسمع سوى شكاوى الناس والتجار والصناعيين وقطاع البناء وكل القطاعات. واصبح المثل البيروتي ينطبق على كل القطاعات "اجا المستوي لعند المهتري قال له اعطيني دواء للعافية".

سئل: ما هي خلفية التحذيرات الاميركية لرعاياها في لبنان؟

أجاب: "هذا تدبير اتخذوه منذ زمن واستمروا عليه. الاميركيون يفرضون شبه حصار على جزء من الشعب اللبناني حتى في الامور المالية. هذا امر غير جديد. اقول واكرر، وقلت ذلك اليوم للوفد الصيني، ان الولايات المتحدة الاميركية لم تنتصر بالحروب، لا بفيتنام انتصرت، ولا بكوريا الشمالية، ولا بافغانستان ولا بالعراق. انتصرت بالذي يسمى الدولار. حكمت العالم بهذا الموضوع. بلد مثل تركيا عضو في "الناتو" وحليف للولايات المتحدة الاميركية بظرف اسبوع انخفضت قيمة الليرة التركية 38%، وهذا مثال".

سئل: هناك اخبار انه فرضت عقوبات على 3 او 4 مصارف لبنانية؟

اجاب: "غير صحيح، لا علم لي بذلك".

سئل: من هو المسؤول الاول عن عرقلة تأليف الحكومة؟

اجاب: "كلنا، الموضوع "افواه وارانب".

سئل: انت ماذا تريد؟

اجاب: "لقد قلت للرئيس الحريري خلال ثلاث دقائق في الاستشارات في المجلس ان كتلتي زادت من 13 الى 17 نائبا وهي ثالث كتلة في المجلس، لا اريد ان اتكلم بهذه الطريقة. نريد ان ننتهي وان تشكل الحكومة قبل عيد الفطر، ولذلك سأبقى راضيا بالحصة نفسها رغم زيادة عدد كتلتي، وهذا ايضا موقف "حزب الله". قلت ذلك للرئيس الحريري يومها وما زلت عند كلامي".

وردا على سؤال قال: "سئلت امس هل هناك ضغط خارجي بالنسبة الى موضوع الحكومة، فقلت ماذا أقول؟ هل اقول "يا ليت" لانه كانت تألفت الحكومة، لانه "متعودة دايما".

سئل: قد يخلق هذا السؤال مشكلة، ونحن منذ الطائف اكتشفنا ثغرات مميتة في الدستور خصوصا في موضوع المهل. ألم يحن الوقت لتعديل دستوري يزيل هذا الوضع؟

أجاب: "هذا السؤال لا يخلق مشكلة في ررأييي، لماذا؟ لان الدستور اللبناني على اهميته ليس قرآنا كريما وليس انجيلا مقدسا، وهما فقط اللذان لا يمسان عندي. الدستور اللبناني يمكن تعديله، ولكن هذا لا يتم حين تأليف حكومة، بالعكس اذا لم تؤلف حكومة لا تستطيع. هناك اشياء كثيرة تحتاج الى توضيحات وهي لا تحدث مشكلة، مثلا ان الوزير لا يستطيع ان يوقف قرار مجلس الوزراء من خلال عدم توقيعه لانه لا يوجد مهلة، وانا تكلمت عن هذا الامر مرات عديدة. كذلك حتى الان ما زلنا نتكلم عن سن ال21، مع ان كل العالم صار يعتمد سن الثامنة عشرة هذا مثل ايضا.

في هذا الاطار، أسأل نحن ماذا طبقنا من الدستور؟ انشأنا المجلس الاقتصادي الاجتماعي والمجلس الدستوري، ولكن بالنسبة الى الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية التي لا تلغي الطائفية السياسية، ممنوع ان تفكر كيف تلغيها، الهيئة الوطنية مهمتها التفكير في الاساليب التي يمكن ان تعتمدها لإلغاء الطائفية السياسية، ممنوع ان تفكر فيها. حاولت ثلاث مرات ولم انجح".

سئل: الظاهر بالنسبة الى الحكومة ان المشكلة مشكلة حصص، ولكن ضمنا ان ما يجري في المنطقة والعراق ان العراقيل التي تواجه تشكيل الحكومتين تقريبا واحدة، وان جهات اقليمية او دولية تلعب الدور نفسه في هذا الشأن؟

اجاب: "نحن اعتدنا في لبنان ان نضع الحق دائما على الطليان. في رأيي لم ألمس ذلك. وقد يكون هناك امور موجودة في العراق، وهناك رجل ومؤسسة واحدة تعمل وطنيا هو المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، ولو حصل ان تمت تلبية ما يتمناه المرجع، وانا لا اتكلم من زاوية طائفية، لا اعتقد ان تستمر المشكلة في العراق. هناك في العراق تجاذب وتداخل، والتدخل الاميركي قائم هناك. ولكن هنا، أنا شخصيا لم المس ذلك. جرى الكلام عن الموضوع السوري وموضوع الاخوة اللاجئيين السوريين، وقلت في بعلبك واكرر الآن، وقد قالها فخامة الرئيس والجميع، ان هذا الموضوع اذا كان سيبحث فإنه يبحث بعد تشكيل الحكومة. يجب ان تتألف الحكومة لكي نبحث في الموضوع".

سئل: كيف تصف البيان الذي صدر عن قصر بعبدا او الذي يقول ان رئيس الجمهورية وضع الاسس والمعايير لتأليف الحكومة، في الوقت الذي قام الرئيس الحريري بواجبه وقدم مسودة الحكومة؟

اجاب: "انا من اول الطريق لا اريد ان اقف عند بيان صدر عن رئاسة الجمهورية او عن رؤساء الحكومة الثلاثة، او عن تيار المستقبل. قلت لكم في بداية اللقاء "كل حرف عن حرفه مسؤول". لا أريد أن أقف عند هذه التعابير، ولكن لا شك ان الدستور واضح، وهو ان الحكومة تصدر بتوافق الرئيسين، هناك نص يقول بالتوافق. اما من يشكل الحكومة فهو رئيس الحكومة المكلف".

سئل: ما رأيك في التشكيلة التي قدمها الرئيس الحريري؟

اجاب: "لا اعرفها، وحتى الآن لم اعرفها".

وردا على سؤال قال: "فليؤلفوا الحكومة، ومن يحق له تفسير الدستور هو المجلس النيابي ونقطة على السطر. ما يهمني هو ان تؤلف حكومة الان لانه من الضروري بمكان تأليفها الان".

سئل: من يحدد معايير تشكيل الحكومة؟

اجاب: "نص الدستور واضح، ما يعمل في مطبخ تشكيل الحكومة هو رئيس الحكومة المكلف، ولكن في النهاية يجب ان يكون هناك توافق بينه وبين رئيس الجمهورية. الدستور استعمل كلمة التوافق.

وردا على سؤال قال: "نتيجة عدم تأليف الحكومة اسرائيل تستغل وتستفيد من الوضع للاعتداء على نفطنا الوحيد الذي يخلصنا من الدين الذي علينا، ويجعل النظرة الى لبنان على الصعيد الاقتصادي تختلف تماما".

سئل: هل تلمس مخاوف على الوضع الاقتصادي، ومن ثم على الليرة؟

اجاب: "وضع الليرة غير ممسوس أبدا، ولن نصل الى هذه المرحلة على الاطلاق. وانا اتكلم عن الوضع الاقتصادي. في رأس السنة ستطل علينا استحقاقات تتعلق بخدمة الدين، وهنا نتكلم عن مليارات الدولارات، اي خمسة او ستة مليارات. لذلك الوضع الاقتصادي لا يتحمل شهورا".

سئل: إذا كنت تشعر وحدك بذلك، فكيف تفسر موقف الآخرين؟

اجاب: "لا اعتقد انني الوحيد الذي يشعر بذلك. اعتقد ان 99,99 في المئة من اللبنانيين بمن فيهم المسؤولون يشعرون بذلك، والذي لا يحس بهذا الشيء ينطبق عليه القول "الجرة المليانة لا تسمع صوت العطشان".

سئل: هل أنت في وارد ان تطلق مبادرة بعد تشكيل الحكومة للبحث في الثغرات الدستورية؟

اجاب: "التعديل الدستوري له أصول وآلية، حتى تفسير الدستور يحتاج الى شيء من هذا القبيل. لا شيء مقدسا عندما يكون هناك توافق وعندما نتكلم مع بعصنا البعض".

سئل: ماذا لو وجه لك رئيس الجمهورية رسالة؟

اجاب: "هذا حق دستوري لرئيس الجمهورية، وعلى رئيس مجلس النواب وفقا للصيغة التي ترد ان يقوم بالامر اللازم".

وردا على سؤال قال: "ان الانتخابات اتت ب79 نائبا جديدا وهناك طاقات كثيرة بينهم ألمسها من خلال عمل اللجان النيابية، وبالامكان ان اعيد مجد مجلس النواب العام 1992 حيث حل اول بالتشريع في العالم، ولم يقصر ايضا في الرقابة. وعندما يحصل شيء عن فضائح وغيرها فإن المجلس النيابي سيضع يده عليها، وهذا حقه. اي مجلس نيابي في العالم له وظيفتان: الوظيفة التشريعية والوظيفة الرقابية".

واعتبر ان "الوضع الامني هو العلامة الفارقة. فعادة لا يمكن ان يتحسن الاقتصاد اذا لم يكن هناك أمن. وانا اقول دائما الامن والاقتصاد مثل الربيع والسنونو. الربيع هو الامن والاقتصاد هو السنونو. أمن لبنان منذ العام 2006 حتى تاريخنا هذا افضل من اي امن حولنا اولا، وافضل من عدد من دول اوروبا. الامن في لبنان مستتب تماما، وهذا كان يفترض ان يكون فرصة العمر للسياحة ولكل شيء. لماذا الوضع على هذا الشكل؟ الجواب: لانه لا يوجد حكومة. مؤتمر سيدر1 وروما 2 ، واسبانيا وسويسرا كلها مهتمة لمساعدة لبنان، والبنك الدولي يترك محفظة ملياري دولار ولكن هناك واجبات علينا في الوقت نفسه".

سئل: هذه الاموال قد تذهب الى دول اخرى؟

اجاب: "لا احد ينتظرك".

نشاط

وكان بري استقبل نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني شان شياوكوان على رأس وفد رفيع من اعضاء اللجنة التي هي بمثابة مجلس شورى صيني.

ودار الحديث حول التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة والتعاون بين البلدين.

كذلك استقبل الوزير السابق فارس بويز الذي قال بعد اللقاء: "ننظر من حولنا لنرى منطقة عاصفة، وتطورات اقليمية ودولية تعصف بهذه المنطقة بدءا من الغاء الاتفاق النووي وصولا الى الغاء الدعم للاجئين الفلسطينيين، وربما استعدادا لاتخاذ قرار بعدم بقاء حق العودة".

اضاف: "ننظر من دولنا ونرى اننا نمر بأدق واخطر مرحلة، قد لا تبقى خريطة بعدها كما هي، وقد لا يبقى نظام ولا تبقى هوية دون تعديل. وننظر الى الساحة اللبنانية فنراها بأقل معيار من المناعة بوجه هذه العواصف، ونراهم يتلهون بعمليات التحجيم وبمعارك الرئاسية المقبلة، ونراهم في حروب عبثية إلغائية لبعضهم البعض. اننا نعتقد اذا كان لبنان بحاجة الى دولة وحكومة وقرار فهو اليوم اكثر من اي وقت مضى، بحاجة الى عمالقة وليس الى اقزام يقزمون لبنان اكثر مما هو عليه الان، والوضع بالغ الخطورة. وعملية تأليف الحكومة لا تسمح بالتلهي بسخافات من نوع احجام او غير احجام".

 

الراعي استقبل سفيري كندا وايران ووفدا من جامعة القدس

الخميس 06 أيلول 2018 /وطنية - إستهل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لقاءاته في المقر البطريركي الصيفي في الديمان، بلقاء وفد من "جامعة القدس"، ضم، المرشد الروحي للشبيبة المسيحية في فلسطين الأب بشار فواضلة وسفير الجامعة الى العالم وجدي العلم، يرافقهم المستشار في السفارة الفلسطينية حسان شيشنية. وتم عرض "التحديات التي يواجهها الشباب في الأراضي المقدسة وما تقوم به جامعة القدس في سبيل تعزيز صمود الشباب وثباتهم في أرضهم والحد من هجرتهم"، طالبين بركة البطريرك الراعي، شاكرين له إستقبالهم، مؤكدين على "مواقفه الحكيمة والمرشفة بالنسبة للقضية الفلسطينية، خصوصا بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الى القدس في تل أبيب".

سفيرة كندا

ثم إستقبل الراعي، سفيرة كندا إيمانويل لامورو، وعرض معها الأوضاع العامة في المنطقة، اضافة الى برنامج زيارته لكندا نهاية الشهر الحالي.

فيروزنيا

بعدها إلتقى البطريرك الراعي، سفير الجمهورية الاسلامية الإيرانية الجديد لدى لبنان محمد جلال فيروزنيا، وعرض معه الاوضاع العامة في المنطقة، وكان توافق في الرأي حول "عودة النازحين السوريين الى بلادهم في أسرع وقت ممكن، حماية لحقهم بالعيش الكريم وحفاظا على ثقافتهم وتراثهم".

وظهرا، التقى البطريرك الراعي الوزير السابق جان لوي قرداحي.

 

باسيل تسلم نسخا عن أوراق 6 سفراء جدد والتقى السفير الهندي

الخميس 06 أيلول 2018 /وطنية - تسلم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل نسخا عن أوراق اعتماد ستة سفراء جدد في لبنان تمهيدا لتقديمها في وقت لاحق الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

والسفراء الجدد هم: الأرجنتين موريسيو آليس، اليونان فرانسيسكو فيروس، الباكستان نجيب دوراني، الدانمارك ميريت جول، فنلندا تارغا اورفوكي فرنانديز، بريطانيا كريستوفر رامبلنغز.

آرورا

والتقى الوزير باسيل سفير الهند سانجيف آرورا الذي أشار بعد اللقاء الى أن "البحث تناول العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين وكيفية تعميقها وتعزيزها خصوصا تفعيل التبادل الاقتصادي، كما تم الحديث عن أهمية تبادل الزيارات بين مسؤولي بلدينا".

 

الخارجية رحبت بالغاء الباراغواي قرار نقل سفارتها الى القدس

الخميس 06 أيلول 2018 /وطنية - رحبت وزارة الخارجية والمغتربين بقرار رئيس الباراغواي ماريو عبدو بنيتز الذي ألغى قرار نقل سفارة بلاده في الأراضي المحتلة إلى مدينة القدس. ودعت الوزارة جميع الدول التي اتخذت قرارا مماثلا الى أن "تحذو حذو الباراغواي وتعيد النظر في قرارها، وذلك احتراما للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة في هذا الخصوص".

 

فرنجيه استقبل وفدا كتائبيا برئاسة سامي الجميل معزيا بعمه

الخميس 06 أيلول 2018 /وطنية - استقبل رئيس "تيار المرده" النائب السابق سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل على رأس وفد كتائبي، ضم، عضوا المكتب السياسي سيرج داغر وشادي معربس ورئيس لجنة العلاقات السياسية الخارجية فؤاد ابو ناضر، حيث عقد اجتماع في حضور الوزيرين السابقين يوسف سعادة وروني عريجي، تخلله بحث في مجمل الاوضاع والتطورات الراهنة.

وكانت مناسبة قدم في خلالها الجميل والوفد التعازي لفرنجيه بوفاة عمه روبير فرنجيه.

 

وفد مجلس العلاقات العربية والدولية التقى البابا ورئيس الحكومة ووزير خارجية الفاتيكان السنيورة: للحفاظ على لبنان نموذجا للعيش المشترك

الخميس 06 أيلول 2018 /وطنية - التقى وفد مجلس العلاقات العربية والدولية برئاسة محمد جاسم الصقر وعضوية كل من: الرئيس طاهر المصري، الرئيس فؤاد السنيورة، عمرو موسى ونجيب ساويريس، قداسة البابا فرانسيس الأول في حاضرة الفاتيكان بروما، حيث قدم الصقر للبابا رسالة عبرت عن التقدير والإمتنان لقداسته على "دوره الإنساني الكبير ودعمه لقضايا حقوق الإنسان ودعوته للاخاء والتسامح والتعايش بين الأديان، ومساهماته الكبيرة في دعم حوار الحضارات، ومشاركته في دعم جهود إغاثة اللاجئين والمهجرين والأقليات المضطهدة في العالم".

كما شرحت الرسالة رؤية مجلس العلاقات العربية والدولية للوضع في المنطقة العربية والتحديات والمصاعب والأخطار التي تهددها، ورؤيته لسبل مواجهتها انطلاقا من "رؤية حضارية تشترك الأديان السماوية جميعا فيها وتستند على مبادىء العدل والحرية والإخاء بين جميع مكونات المجتمعات المتنوعة وإحترام المعتقدات والرؤى والأفكار بما يضمن حقوق المواطنة للجميع دون تمييز أو تفريق بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو اللون".

كما أسهبت الرسالة في تبيان "الموقف العربي العام والمشترك من قضية العرب المركزية فلسطين والتطورات السلبية الخطيرة التي نجمت عن اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، فضلا عن إصدار الكنيست الإسرائيلي للقرار القاضي بيهودية دولة إسرائيل، مع ما يشكله ذلك من إنتهاك للشرعية الدولية ولقرارات مجلس الأمن، وبما يؤكد من جديد وبقوة عنصرية إسرائيل والتزامها سياسة الفصل العنصري "الأبارتهايد"، والتي تقضي بحرمان ما يقرب من ربع سكان إسرائيل من العرب مسلمين ومسيحيين، من حق تقرير المصير ومن حقوق المواطنة. هذا إضافة إلى السياسات الأميركية والإسرائيلية التي تدمر فرص التوصل لحل سلمي للقضية الفلسطينية بما في ذلك حل الدولتين والذي تواصل إسرائيل تدمير فرص تحقيقه بالإستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس ومحاولة تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين بدعم سافر ومباشر من الولايات المتحدة".

وأكد الوفد على "ضرورة الحفاظ على مدينة القدس مدينة السلام ورمز الدولة الفلسطينية".

رئيس الوزراء ووزير الخارجية

واجتمع الوفد بعد ذلك، مع رئيس الوزراء أمين سر الدولة الكاردينال بييترو بالولان، ومع وزير الخارجية الكاردينال بول غالاغير، ووفد من دولة الفاتيكان على مدى ساعة ونصف الساعة.

وقد شدد الرئيس السنيورة على أهمية القدس وأهمية الحفاظ على لبنان عبر "التمسك بصيغة العيش المشترك الاسلامي المسيحي، وعلى وجه الخصوص التمسك باتفاق الطائف الذي يشكل التعبير الوطني الاوضح لنجاح هذه الصيغة بعيدا عن الممارسات الطائفية والمذهبية والشعبوية والنزعات الالغائية وطموحات السيطرة والتحكم".

وأكد على أهمية "الحفاظ على لبنان باعتباره نموذجا يحتذى للعيش المشترك، بين المسلمين والمسيحيين، وعلى اهمية استمرار التواصل بين الفاتيكان ومشيخة الازهر".

كما استعرض الوفد مع أمين سر الدولة ووزير الخارجية، قضايا المنطقة في فلسطين وأهمية القدس بكونها عاصمة السلام، والتهديدات التي تتعرض لها القدس والمنطقة، ودور الفاتيكان الروحي والإنساني والسياسي في معالجة القضايا التي تمس العلاقات التاريخية التي تجمع سكان المنطقة وشعوبها مسلمين ومسيحيين وأهمية الحفاظ على نمط التعايش السلمي بين جميع الطوائف والأديان والذي تميزت به المنطقة طوال تاريخها وكونها مهدا لجميع الحضارات والديانات السماوية الثلاث.

وقد اتفق الطرفان على استمرار التواصل والتعاون وتبادل الرؤى والأفكار التي يمكن من خلالها الإسهام في إيجاد الحلول للمشكلات التي تواجهها المنطقة، وأهمية استنهاض القيم الروحية العميقة التي تشكل وجدان شعوب هذه المنطقة لتحقيق تسويات عادلة تستلهم الأهداف النبيلة للديانات السماوية الثلاث. كما تمت الإشادة بالتعاون الإيجابي والمثمر بين الفاتيكان والأزهر في استغلال المخزون الثقافي الديني لشعوب المنطقة بما يخدم إعادة الأمن والإستقرار والسلام للمنطقة، وخاصة سبل المساعدة والمساهمة في إيجاد حلول عادلة تحفظ حقوق ومستقبل دول وشعوب المنطقة والتي تتعرض لمحاولات تدميرها أو تقسيمها أو حتى تفتيتها طبقا لمخططات واستراتيجيات خارجية إقليمية ودولية رغما عن إرادة شعوبها ومكوناتها المختلفة وخدمة لمصالح وأطماع أنانية ضيقة تؤسس لمآس وكوارث سيدفع الجميع ثمنا لها.

يذكر أن مجلس العلاقات العربية والدولية كان قد تأسس في الكويت في العام 2009، من نخبة من كفاءات ورجالات الدولة، في السياسة والاقتصاد والفكر، في العالم العربي. وذلك استكمالا للتطور الكبير، الذي شهدته مؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي، وبهدف إيجاد مؤسسة عربية تعنى بمحور العلاقات العربية - العربية من جهة، والعلاقات العربية - الدولية من جهة ثانية، من أجل السعي لإيجاد آلية يستطيع المواطن العربي من خلالها أداء دوره في تعزيز وتحصين العلاقات العربية البينية، وفي ترشيد العلاقات العربية الدولية على حد سواء.

ومجلس العلاقات العربية والدولية هو هيئة مستقلة غير ربحية، منبثقة من المجتمع المدني في كافة الأقطار العربية، وتعمل على رفد ودعم القرار العربي في شأن العلاقات القومية والدولية بالرأي الموضوعي، والمعلومة الصحيحة، والتحرك السليم، وتساهم في بناء هذا القرار، من خلال التعاون مع الحكومات والهيئات الرسمية القطرية والقومية، وفي مد جسور التواصل والحوار البينية العربية والعالمية.