المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 03 أيلول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.september03.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وقَدْ جَعَلَ اللهُ يسوع كَفَّارَةً بِدَمِهِ بِوَاسِطَةِ الإِيْمَان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/المقاومة لا تتاجر بدماء الشهداء ولا تساكن محتل ولا تتلحف بعباءة نفاق الواقعية

الياس بجاني/لبنان بحاجة إلى "نفضة" كاملة لطاقمه السياسي والحزبي العقيم والفاشل

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

الياس بجاني/لا أمل ولا رجاء من شركات الأحزاب ال 14 آذارية  "سابقا"

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نوفل ضو لباسيل: يللي بيلحق البوم بيوصل عالخراب...صحتين!

الإجتهادات الدستورية لتفادي الفراغين الرئاسي والحكومي مرحّب بها/خليل حلو

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 2/9/2018ط

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

أميركا تنسحب: الأسد يعود إلى لبنان برعاية روسية وإيرانية

نعيم قاسم: من هو "الواهم".. باسيل أو جعجع؟

وطى الجوز تعترض على اوتوستراد الفتوح-كسروان: البديل موجود

سد بسري كارثة بيئية واجتماعية وإنفاقية: ما هي الصفقات؟

الحب والجوع والهدايا/الهام فريحة/الأنوار

جهوزية السلطات اللبنانية مع اقتراب النطق بقرارات «محكمة الحريري»/«الشرق الأوسط» سألت عن تنفيذ الأحكام في ظل القدرات المحدودة للبنان

حل الأزمة الحكومية رهن لقاء عون والحريري

تقارير غربية تحذر من انهيار اقتصادي... ولبنان يقلل من حجم الأزمة

مخاوف على الاستقرار في لبنان من قرار واشنطن وقف تمويل «أونروا»

المقدح: نسبة البطالة في المخيمات تفوق الـ70 % والآتي أعظم

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا يدعو إلى حماية المدنيين في إدلب

تلفزيون ام. بي. سي. الاميركي: الوضع سينتهي بحرب شاملة ايرانية – اسرائيلية

خامنئي يستبعد الحرب ويدعو لتعزيز القدرات الصاروخية

اجتماع عسكري عراقي ـ روسي ـ إيراني ـ سوري في بغداد/وزير الدفاع العراقي: الحرب ضد «داعش» انتهت لكن أفكاره مستمرة

انهيار عملة إيران.. 120 ألف ريال لكل دولار ونائب رئيس البرلمان الإيراني: الأوضاع تتجه للأسوأ

كروبي: خامنئي قام بتغيير الدستور ليحكم مدى الحياة

خامنئي يدعو الجيش الإيراني إلى الاستعداد لـ"حرب بعيدة"

بغداد ترد على تقرير الصواريخ: "لا يمتلك دليلاً ملموساً" والحكومة العراقية لم تنف المعلومات الواردة بشأن الباليستي

أميركا تلغي مساعدات لباكستان بقيمة 300 مليون دولار

اكتشاف قرية من ما قبل الفراعنة في مصر

تركيا تخلط الأوراق في إدلب والمعارضة تتوعد الروس بـ «جحيم»

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«كونْسورثيوم» دوليٌّ لضمانِ استقلالِ لبنان/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

التوطين يطلّ من بوابة «الأونروا»/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

فيلم فاشل .. يفتقد البطل/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

مَن رفضت «القوات» أن تلتقي.. وما رسالتها لـ«الحزب»/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

صيغة «الثلاث عشرات»... تُبعث من جديد/كلير شكر/جريدة الجمهورية

"العقد" اللبنانية والنظام السوري/حازم صاغية/صحيفة الاتحاد

داعش والحروب المذهبية في لبنان - سورية – العراق/حازم الأمين/الحياة

كفى تهويلاً... ليس بالتخويف يحيا الاقتصاد/الهام فريحة/الأنوار

المال القطري هو عدوّ قطر/فهد الدغيثر/الحياة

قطر والرهان على المستحيل/محمد آل الشيخ/الجزيرة

«الإخوان المسلمون»: العقدة والفجيعة/علي العميم/الشرق الأوسط

ما هو أكبر من معركة إدلب وأبعد منها/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

أوروبا أيضاً تتخلى عن إيران/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

ثقافة «الخرافة» وثقافة «الواقع»/مشعل السديري/الشرق الأوسط

الزعيم والإنسان: طبيب ماو من حمانا/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

نتائج انتخابات المجلس المذهبي الدرزي الريس: أفرزت كفاءات والمقاطعة مسؤولية المقاطعين

فرنجية تلقى اتصالات تعزية من الرئيس عون وجعجع وشخصيات

الخارجية تستنكر القرار الأميركي بوقف المساهمة في الاونروا

قاسم: واهم من يعتقد ان موقعه داخل الحكومة يهيء له ان يكون رئيسا للجمهورية فلا تضيعوا الوقت على احلام

قاووق: نستعجل الحكومة حرصا على الوطن

عرس جماعي في بكركي.. الراعي: العائلة مدماك حياتنا الوطنية ونتمنى استمرار هذا التقليد وتطوره

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
وقَدْ جَعَلَ اللهُ يسوع كَفَّارَةً بِدَمِهِ بِوَاسِطَةِ الإِيْمَان

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة03/من19حتى27/"يا إخوَتِي، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَقُولُهُ الشَّرِيعَةُ تَقُولُهُ لِلَّذِينَ هُم في حُكْمِ الشَّرِيعَة، لِكَي يُسَدَّ كُلُّ فَمٍ، وَيَظْهَرَ العَالَمُ كُلُّهُ أَمَامَ اللهِ مُذْنِبًا. لِذلِكَ لَنْ يُبَرَّرَ أَحَدٌ أَمَامَ اللهِ بِأَعْمَالِ الشَّرِيعَة، لأَنَّهَا بِالشَّرِيعَةِ تُعْرَفُ الخَطيئَة. أَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ الله بِدُونِ الشَّرِيعَةِ، وَتَشْهَدُ لَهُ الشَّرِيعَةُ والأَنْبِيَاء؛ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِالإِيْمَانِ بِيَسُوعَ المَسيح، لِجَميعِ المُؤْمِنِين، دُونَ تَمْيِيز؛ لأَنَّ الجَمِيعَ قَدْ خَطِئُوا، ويَنْقُصُهُم مَجْدُ الله، لكِنَّهُم يُبَرَّرُونَ مَجَّانًا بِنِعْمَةِ الله، بِالفِدَاءِ الَّذي تَمَّ في المَسِيحِ يَسُوع؛ وقَدْ جَعَلَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِدَمِهِ بِوَاسِطَةِ الإِيْمَان، وَبِذلِكَ أَظْهَرَ اللهُ بِرَّهُ، إِذْ تَغَاضَى عَنِ الخَطَايَا السَّالِفَة، وٱحْتَمَلَهَا، فَأَظْهَرَ بِرَّهُ أَيْضًا في الوَقْتِ الحَاضِر، لِكَي يَكُونَ اللهُ بَارًّا وَمُبَرِّرًا لِمَنْ هُمْ عَلى الإِيْمَانِ بِيَسُوع. إِذًا فَأَيْنَ ٱلٱفْتِخَار؟ لَقَدْ أُلْغِيَ! وَبِأَيِّ شَرِيعَة؟ أَبِشَرِيعَةِ ٱلأَعْمَال؟ كَلاَّ! بَلْ بِشَرِيعَةِ ٱلإِيْمَان!"

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

المقاومة لا تتاجر بدماء الشهداء ولا تساكن محتل ولا تتلحف بعباءة نفاق الواقعية

الياس بجاني/02 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67200/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%AA%D8%A7%D8%AC%D8%B1-%D8%A8%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84/

ليتذكر طاقمنا السياسي والحزبي الذي بغالبيته يمتهن التجارة الترابية البالية والنرسيسية، ليتذكر كيف واجه السيد المسيح الكتبة والفريسيين الذين طلبوا منه أن يُسكت تلاميذه وهو يدخل إلى أورشليم (القدس) حيث كانوا يهتفون بفرح كبير قائلين “تبارك الملك الآتي باسم الرب. السلام في السماء، والمجد في العلى”.. رد عليهم المسيح بوضوح تام وبصوت عال قائلاً..”لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة” (لوقا19/39و40)

نعم الحجارة اليوم في لبنان والجبال والوديان والسهول والأشجار كلها غاضبة ومستنفرة في مواجهة زمن الكفر والجحود والسكوت والغنمية..

مستنفرة بمواجهة تعهير وقلب كل معايير الحق والمقاومة والشهادة للحق…

كلها تسأل أين هم حراس هيكل لبنان المقدس، وماذا حل بهم، ولماذا هم صم وبكم وعاجزين عن واجب الشهادة للحق؟

ولأن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس كونه واقع في التجربة لقلة إيمانه ولخور رجائه فلقد تسللت عاهات النرسيسية والفجور والطمع والذل وعبادة تراب الأرض إلى قلوب وعقول وضمائر غالبية طبقتنا السياسية والحزبية.. فتحولت إلى فرقة من الشياطين الخُرس.

نعم نحن نعيش في زمن المّحل والبؤس والأبواب الواسعة ..

في هذا الزمن الرديء راح البعض من أصحاب شركات أحزابنا وأفراد طاقمنا السياسي يتاجرون بكل شيء ولم يوفروا حتى دماء الشهداء.

بوقاحة غير مسبوقة قفز هؤلاء التجار المنافقين فوق دماء الشهداء الأبرار وراحوا يقيمون الاستعراضات باسمهم، في حين أن كل ممارساتهم الإبليسية والتخاذلية والاستسلامية تجعل الشهداء يتقلبون في قبورهم ويلعنوهم.

لا وألف لا لكل فاجر ومارق وفريسي يتاجر بدماء الشهداء بأي شكل من الأشكال.

لا وألف لا لكل ممارسات ووقاحة وسفالة الذين أدمنوا المذلة والاستسلام من أصحاب الصفقات والمتلحفين بعباءة دجل الواقعية.

ليعلم كل مارق ومنافق من قيادتنا وأصحاب شركات الأحزاب أن المقاومة هي عطاء وتضحيات وليست مقاعد وزارية وتقاسم مغانم وتناتش صفقات مشبوهة.

ليعلم هؤلاء ومعهم قطعان الأغنام التي تهلل لهم بغباء أن المقاومة هي وضوح في الرؤيا والأهداف وليس فيها لا تردد ولا رمادية.

ليعلم هؤلاء أن المقاومة هي ثبات وعناد في الدفاع عن الوطن والمواطن والسيادة والاستقلال والحرية دون تنازلات ومساومات وصفقات.

ليعلم هؤلاء أن قمة المقاومة هي في العطاء وليس في مذلة قبض الأثمان.

ليعلم هؤلاء أن المقاومة هي تواضع وقداسة وطوباوية وليس فيها مكان للنرسيسيين والفجار والتجار وعبدة السلطة والنفوذ.

ليعلم هؤلاء أنه لو دامت لغيرهم ما كانت وصلت لهم. وأن لكل شيء نهاية. وأن لكل فعل حساب إما بالعقاب أو بالثواب.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

لبنان بحاجة إلى "نفضة" كاملة لطاقمه السياسي والحزبي العقيم والفاشل

الياس بجاني/31 آب/18

من الصعب لا بل ربما من المستحيل على اللبناني الحر والعاقل أن يحترم أي سياسي أو صاحب شركة حزب في لبنان..زمن عقم سياسي ومحل قيادي

وطننا ينهب ع المكشوف ودون حسيب أو رقيب

 

الياس بجاني: في اسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

لا أمل ولا رجاء من شركات الأحزاب ال 14 آذارية  "سابقا"/الياس بجاني/29 آب/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%D9%84%D8%A7-%D8%A3%D9%85%D9%84-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%80-14-%D8%A2%D8%B0/

 

لا أمل ولا رجاء من شركات الأحزاب ال 14 آذارية  "سابقا"

الياس بجاني/29 آب/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67085/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%a3%d9%85%d9%84-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d9%85%d9%86-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3/

يكثر الكلام منذ 3 أشهر وبأنماط إنشائية مملة وببغائية غير مسبوقة عن احتمال قيام حلف معارض ل تجمع 08 آذار الحاكم المتمثل بالرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل وتيارهما.

الكلام الإعلامي هذا هو عن عدد من أصحاب شركات الأحزاب اللذين  بتخاذلهم والنرسيسية كانوا ولا يزالون وراء صفقة الرئاسة الأخيرة وكل ما جاء معها من تنازلات سيادية واستقلالية ومساكنه للاحتلال.

هي نفسها شركات الأحزاب التي سوقت ولا تزال لهرطقة ما سموه "واقعية" بهدف تبليع الناس انحرافاتهم الوطنية وتخليهم عن كل ما هو معارضة سيادية واستقلالية صادقة.

هؤلاء وبهدف التعمية يسوّقون لهرطقات وشعارات وفذلكات ورزم من التبريرات المرّضية هدفها خدمة أجنداتهم الذاتية من نفوذ وسلطة ومواقع وحصص وتبليع الناس تخليهم عن تجمع 14 آذار وفرطه.

هرطقات ومطالب وعقد لا علاقة لها لا بالناس ولا بالوطن ولا بأي مصلحة وطنية.

عملياً لا شيء للأسف يجمع بين أحزاب شركات المستقبل والقوات والاشتراكي غير مصالح أصحابها اللذين يتحملون بالكامل مسؤولية كل ما حل بلبنان من مآسي وكوارث على كافة الأصعدة منذ العام 2005، وذلك بعد أن تزعموا "بخبث" ثورة الأرز التي قام بها الشعب وليس هم بأي شكل من الأشكال، ومن ثم سرقوها وأبعدوها تدريجياً عن أهدافها وانتهى بهم الأمر مستسلمين بالكامل للمحتل ولرموزه من خلال صفقات وصفقات وتسويات لا تعد ولا تحصى مقابل حقائب وزارية ومواقع في السلطة على حساب دماء الشهداء والدستور والقرارات الدولية والسيادة والاستقلال.

وهنا لا نستثني شركة حزب الكتائب فمن منا ينسى حرتقات ومناكفات هذه الشركة العائلية داخل 14 آذار قبل فرطها، وكيف مؤخراً عرقلت بقوة قبل الإنتخابات النيابية قيام تجمع سيادي واستقلالي معارض..

باختصار إن من يُجّرب المُجرب يكون عقله مُخرب..

وبالتالي فإن الشركات الأربعة هذه فاشلة 100% ولا أمل ولا رجاء من أي خطورة إنقاذية يقوم بها أصحابها لأنهم عملياً استُهلكوا بالكامل وفقدوا بوصلة العمل الوطني النقي والتقي واللامصلحي وقد أصبحوا عملياً غرباء عن كل ما هو صدق وثبات ومصداقية..

من هنا فإن أي مراهنة سيادية على أصحاب هذه الشركات الأحزاب لن تتحقق لأن مواقفهم الحالية المعارضة هي مسرحية وآنية وعلى خلفية التقاسم والحصص وتحت مظلة التسوية "الخطيئة".

إن معارضة هؤلاء لا علاقة لها لا بالقرارات الدولية ولا بالدستور ولا بالسيادة ولا بالاستقلال ولا بكل ما يتعلق بحزب الله واحتلاله ودويلته وسلاحه وحروبه وانتهاكاته المحلية والإقليمية والدولية.

معارضتهم وإن كانت عالية النبرة فهي تكاد تكون شخصية بحت وغايتها الحصول على أثمان سلطوية ترضيهم وتحفظ أدوارهم المهيمنة داخل مذاهبهم والدولة.

باختصار ودون لف أو دوران أو غرق في أوحال التبعية والغنمية فإن لبنان بحاجة لدماء سياسية وحزبية جديدة وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نوفل ضو لباسيل: يللي بيلحق البوم بيوصل عالخراب...صحتين!

موقع الكتائب/02 أيلول/18/علّق الناشط السياسي نوفل ضو على موقف رئيس وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل فكتب عبر تويتر:"مبارح كنت عم تخبرنا عن "مشرقية سياسية واقتصادية" (مع سوريا وإيران) وما كنت سائل عن دعم الغرب...خبرتنا من روسيا إنو آخر همك العرب والأميركان...هلق صار بدك دعم مالي اميركي للأونروا؟! قلنالك يللي بيلحق البوم بيوصل عالخراب. وحضرتك مصر تلحق ببشار وايران وبدك دعم اميركا والعرب!صحتين!". وكان باسيل قد سأل عبر تويتر:"ماذا تخبىء صفقة العصر بعد الاعتراف بالقدس عاصمةً لاسرائيل، وتكريس يهودية الدولة وآخرها وقف تمويل الأونروا لالغاء حق العودة؟ لجوء، نزوح، دمج، فرز، ترانسفير! دولة احادية ترفض الآخر وتسعى لخلق كيانات احادية مجاورة! واضاف:"لا، لن نقبل لا بالتوطين ولا بالتقسيم...ولا بصفقة تنهي عصر التنوّع! ".

 

الإجتهادات الدستورية لتفادي الفراغين الرئاسي والحكومي مرحّب بها

خليل حلو/02 أيلول/18

1968: 7 أشهر بدون وزارة (رشيد كرامي)

1988: سنتان بدون رئيس (ميشال عون)

2008: ستة أشهر بدون رئيس (منظومة 8 آذار)

2014: 11 شهر بدون وزارة ( ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)

2014: سنتان ونصف بدون رئيس (حسن نصر الله + ميشال عون)

2018: 4 أشهر بلا وزارة (سعد الدين الحريري + ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)

الإجتهادات الدستورية لتفادي الفراغين الرئاسي والحكومي مرحّب بها وأهلاً وسهلاً بأية آلية لتفادي الفراغات والشلل في المؤسسات الدستورية. سابقاً أقفل رئيس مجلس النواب نبيه بري المجلس ستة أشهر لمنع انتخاب رئيس لا يناسب كتلة 8 آذار، ثم في الـ2014 - 2015 - 2016 إعتبر المقاطعون لجلسات انتخاب رئيس جمهورية أن تطيير النصاب في الجلسات حق دستوري للمقاطعين و"معليش الفراغ" وعندما أصبح المقاطعون في الحكم اصبح التأخير في تأليف الحكومة بنظرهم عرقلة. معالي وزير العدل اصدر اجتهاداً دستورياً لوضع مهلة تأليف ... . كيف يكون الإجتهاد لتسريع تأليف الحكومة من نفس المرجع أي معاليه الذي قال سابقاً ان مقاطعة جلسات انتخاب الرئيس هي حق دستوري؟ ... مع احترامي لجميع المراجع والمقامات هذا الإجتهاد هو جمبازاً مسرحياً أكثر منه دراسة قانونية جدّية. للختام: أنا مع تأليف الحكومة الآن ومن 12 وزيراً فقط نزيهين نظيفين متواضعين أقوياء لا يشترون ويباعون ولا يخضعون لضغوط المنظومة المافياوية السياسية الإقتصادية، وأنا وضد الفراغات الرئاسية والحكومية مهما كان نوعها لأن الدستور يفترض تضامناً في الحكم وفي الحكومة لحماية مصالح الناس ولم يلحظ أن نظام الحكم في لبنان هو حلبة مصارعة وساحة قتال ومبارزة كما يحلو للكثيرين في الحكم أن يعتبروا ... وذهبوا رأساً إلى الفشل في مسؤولياتهم بعد أن أمطروا الناس بالوعود والشعارات قبل وخلال الإنتخابات. الدولة ليست فاشلة إنما تعج بالفاشلين.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 2/9/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يطلع الأسبوع الجديد بتحركات سياسية مكثفة للرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، باتجاه الجولة الاخيرة والاتصالات المتعلقة بتأليف الحكومة، وينتظر ان يجتمع الرئيس الحريري الذي سيعود من الغردقة الليلة مع الوزير جبران باسيل في الساعات القليلة المقبلة، تمهيدا لزيارته القصر الجمهوري واداعه الرئيس العماد ميشال عون مسودة التشكيلة الوزارية التي تستند الى تمثيل القوى السياسية في البلاد.

وفي جانب آخر من الوضع الحالي، مراقبة دقيقة للوضع الاقليمي وتطوراته في ما يتعلق بمعركة ادلب التي تواجه العقبة التركية، وخصوصا ان انقرة مهتمة بالوضع في الشمال السوري. كذلك هناك مراقبة للوضع في الجنوب، وخصوصا ان هناك مناورات عسكرية اسرائيلية وحشودا على طول جبهتي الجنوب والجولان.

أما البداية فمن مواقف المفتي دريان الذي شدد على ان الرئيس الحريري هو الأحرص على صلاحياته.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

مئة يوم ويوم انقضت على التكليف ولم يحصل التأليف الحكومي. الكل ينتظر اللقاء الموعود الذي سيعقده الرئيس سعد الحريري بعد عودته من زيارته الخاصة لمصر مع رئيس الجمهورية ميشال عون.

التحليلات اختلفت بين من يقدر أن التشكيلة الحكومية ليست جاهزة بعد وبين من يرجح أن يطرح مسودتها الرئيس المكلف خلال زيارته قصر بعبدا بعد لقاء يعقده قبلا مع الوزير جبران باسيل.

قبل لقاء الرئيسين المرتقب، انتهت المهلة الافتراضية التي كان عون قد طرحها في الأول من أيلول، لكن أوساط قصر بعبدا أوضحت أن رئيس الجمهورية كان في الواقع يشجع على الخروج من المراوحة الحكومية ولا يوجه إنذارا فحسب.

في المقابل، ظلت تتردد أصداء الإنذار الاقتصادي للبنان والذي وجهته بعض الصحافة الغربية لا سيما ال"إيكونوميست".

وزير المال علي حسن خليل طمأن في هذا المجال إلى الاستقرار النقدي والمالي، لكنه أشار إلى تحد كبير على المستوى الاقتصادي، ومن هنا جاء تأكيده أنه أصبح من الملح الخروج من منطق المراوحة ورفع الأسقف في الموضوع الحكومي، داعيا إلى عدم المضي في إهدار الوقت.

وبعيدا من الشؤون الحكومية والاقتصادية، تواصلت الأصداء الإيجابية لمهرجان ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه في بعلبك والمواقف التي أطلقها الرئيس نبيه بري، لا سيما ما يتصل منها بالمشاريع الإنمائية للبقاع.

إقليميا تسابقت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام للحديث عن غارات إسرائيلية على مطار المزة العسكري قرب دمشق، ليتبين أن الأمر يتعلق بانفجار مستودع ذخيرة نتيجة ماس كهربائي.

وفي ما يتعلق بفلسطين، استمرت تفاعلات القرار الخطير الذي اتخذته الولايات المتحدة بوقف تمويل الأونروا، الأمر الذي ترك استياء شعبيا عارما في الساحة الفلسطينية. هذا القرار يتطلب موقفا عربيا قويا لمواجهة الخطوة الأميركية التي تستبطن من ضمن ما تستبطن، دفن حق العودة المقدس للاجئين الفلسطينيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

تذليل العقبات أمام ولادة الحكومة يبقى العنوان الأساسي الذي يعمل عليه الرئيس المكلف سعد الحريري. وفي هذا الاطار علم تلفزيون "المستقبل" من مصادر مطلعة، ان مطالع الأسبوع المقبل ستشهد حركة نوعية على صعيد بلورة اتجاهات تشكيل الحكومة، ومن المتوقع ان يشهد القصر الجمهوري جولة تقييم بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري لنتائج المشاورات والصيغ المتاحة للوصول إلى حل.

وبانتظار هذه الجولة وغيرها من الاتصالات والاجتماعات، برزت اليوم رسالة من "حزب الله" عبر نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، مفادها ان الوصول الى رئاسة الجمهورية لا يتم عبر تشكيل الحكومة، قائلا: واهم من يعتقد ان موقعه داخل الحكومة يهيء له ان يكون رئيسا للجمهورية فلا تضيعوا الوقت على احلام.

اقليميا، من المقرر ان يعقد البرلمان العراقي الجديد اولى جلساته غدا، وسط استمرار الخلافات. وقد اعلن حيدر العبادي أنه سيحضر جلسة البرلمان بصفته رئيسا للوزراء؛ مشيرا الى أنه لن يجازف بمصالح شعبه إرضاء لإيران أو أي دولة أخرى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

انتقاد حاكم ظالم جريمة لا تغتفر، وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر. فمقتل أكثر من خمسين طفلا في ضحيان اليمنية، أضرار جانبية. هذا ما خلص اليه تحالف العدوان على لسان ما يسمى فريق تقييم الحوادث في اليمن. مر الخبر مرور الكرام في أكثر الاعلام العربي، لا تعليق، ولا تنديد، بل تبرير لهذه الجريمة الموصوفة.

أصوات قليلة خرجت عن جوقة الملفقين. منظمة "هيومن رايتس" الحقوقية العالمية اعتبرت ان استهداف حافلة مليئة بالأطفال يرقى إلى جريمة حرب ويضاف إلى سجل العدوان الشنيع في قتل المدنيين في حفلات الزفاف والمستشفيات والمدارس وحتى الجنازات. الجنازات التي يعدها ترامب وجوقة المتآمرين من عرب وغيرهم لحق عودة الفلسطينيين الى أرضهم.

نتانياهو يهلل للقرار الأميركي بوقف الدعم المالي عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ووسائل اعلام العدو تعتبرها خطوة للبدء في تنفيذ المخطط المعروف ب"صفقة القرن". ومع صمت اغلب الاعلام الرسمي العربي، اعتبرت الخارجية اللبنانية أن مساهمات الدول في الأونروا ليست منة او مكرمة من أحد بل هي واجب، وحذرت من النيات المبيتة وراء هذا القرار للتخلص من حق العودة المقدس للاجئين في لبنان والدول المضيفة الأخرى.

في ملف تشكيل الحكومة، فإن عداد التأليف يتجاوز المئة يوم، والجهود ما زالت عالقة في الخطوات الأولى. مصادر ل"المنار" تؤكد أنه بات للرئيس سعد الحريري تصور جديد سيعرضه فور عودته من سفره إلى القاهرة.

وبين معرقلين وجشعين للمناصب الوزراية، يؤكد "حزب الله" أنه واهم من يعتقد ان موقعه داخل الحكومة، يهيء له ان يكون رئيسا للجمهورية، فلا تضيعوا الوقت على أحلام، يقول نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في انتظار عودة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة إلى بيروت من زيارته الخاصة لمصر، واستئناف الاتصالات واللقاءات، وأبرزها ما سيقوده إلى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الساعات المقبلة، لم يسجل أي جديد على الصعيد الحكومي في عطلة نهاية الأسبوع، لينتقل الترقب إلى ما ستحمله الأيام المقبلة على هذا الصعيد. أما خريطة الطريق فلا تزال هي هي، وحدة المعايير واحترام نتائج الانتخابات النيابية.

وفي سياق الضغط الذي يمارس على لبنان، على وقع الملفات الساخنة، وفي مقدمها عودة النازحين، فالتهويل الذي شهده الأمس اقتصاديا وماليا سقط سريعا أمام حقائق التقارير الدولية والمحلية التي تؤكد استقرار البلاد على هذا الصعيد، من دون أن يعني ذلك، بأي شكل من الأشكال، اغفال الحاجة الملحة لاستكمال المسار الاصلاحي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد ان دور موعد الأول من أيلول الرئاسي، ليتحول إلى مهلة حض غير مقرونة بزمان أو تدابير صارمة، عاد الجميع إلى جوهر الخلاف الأساسي بين المكونات، أي إلى حلبة التناطح بين الأحجام والحصص.

والمنتظر في الأسبوع الطالع ومن دون أي تأكيدات أو معلومات رسمية، ان يلتقي الرئيس الحريري الوزير باسيل، وذلك في اطار لقاء الرئيس المكلف باقي رؤساء الأحزاب والكتل المؤثرة في سياق بحثه عن جوامع مشتركة أو قاعدة قسمة حسابية يقبل بها الجميع منطلقا لعملية التأليف.

والسؤال الذي يتردد الآن: إذا لم يتحقق لقاء الحريري- باسيل هل يتجاوز الرئيس المكلف هذه المرحلة، ويحمل تشكيلته التي أعدها بمن حضر من القوى، فيعرضها على الرئيس ميشال عون الذي لا ينفك يطالبه بها؟.

وفي خطوة مفاجئة غمز فيها من قناة الوزير باسيل، نصح الشيخ نعيم قاسم ما يربط تأليف الحكومة بحلم رئاسي بانه واهم.

وفيما البحث عن الحكومة يدور في حلقة مفرغة، حلقة التطورات الاقليمية والدولية تضيق حول لبنان، فمشروع حل أزمة النزوح السوري بدأ يصطدم بعوائق ظاهرها انساني وحقوقي، وباطنها سياسي مرتبط بالصراع الكبير الدائر في سوريا. وقد عبر المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عن هذه التحولات في زيارته الأخيرة للبنان. ولا تنتهي عملية التطويق والحشر عند هذا الحد، فبعد ما نفذ لبنان من التجديد ل"اليونيفيل" من دون تعديل مهامها بحسب ما طالبت واشنطن، ها هو يواجه اليوم أزمة كبرى هبت عليه من بوابة وقف واشنطن تمويل الأونروا التي تعنى برعاية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وحده نتنياهو اثنى عليه وصفق له بمعرفته بالخطر الذي يتسبب به للبنان.

ما عدا هذه التطورات، نهاراتنا وليالينا تعبئها حوادث السير، وشبابنا وشاباتنا يسقطون كالعصافير الذين يسقطون ضحايا افتتاح موسم الصيد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ان يقول أي وزير مالية في العالم، إن بلاده تشهد مؤشرات اقتصادية خطيرة وصعبة، فذلك يعني ان تتجند كل الدولة لتسهم في انقاذ الاقتصاد، الذي يشكل والادارة النقدية نقطتي ارتكاز استقرار أي بلد.

أما في لبنان، فلا تنبيهات الرؤساء الثلاثة، ولا كلام وزير المالية، ولا أصوات أصحاب الاختصاص، ولا معاناة القطاعات، تبدو قادرة حتى الساعة على النيل من تمسك بعض الفرقاء، بما يسمى الحقوق في الحقائب.

هذه الحقائب، ستكون اعتبارا من الغد، محط الأنظار، لا سيما مع ترقب تقديم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أكثر من مسودة حكومية، وسط حديث أوساط الحريري عن جو متقدم عن السابق.

هذا الجو، لا بد ان تتبلور دقته في الساعات المقبلة، لا سيما ان لا تطورات دراماتيكية طرأت على العقدة السنية والعقدة الدرزية وحتى المسيحية. وعلى الرغم من حديث عن تنازلات للقوات، ظهرت من جهة اخرى ثغرة في موضوع وزراء الدولة المسيحيين وكيفية توزيعهم.

وسط هذه الأجواء، برز كلام الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام ل"حزب الله"، الذي اعلن ان من يربط موقعه داخل الحكومة بالتهيئة لرئاسة الجمهورية، فهو واهم، وعندما سألت ال"lbci" مصادر في "حزب الله"، هل المقصود بهذا الكلام الوزير جبران باسيل، كان الجواب: كلا.

وفيما العقد تبدو غير محلحلة حتى الساعة، نبدأ نشرتنا بأصوات الصناعيين والمزارعين والعاملين في القطاع السياحي، عل ناقوس الخطر، يخرق جدار الانانية والمصالح السياسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

باستثناء لقطة جمعت الرئيس المكلف سعد الحريري في الغردقة المصرية بسيدة الخصر الناطق دينا، ونزول سمير جعجع والسيدة حرمه إلى الدبكة على الحاشية، فإن لا رقص على مسرح التأليف، ولم تسجل أي "هزة" أو حركة إلى الأمام. أما آخر الطروح، فكانت من رئيس حزب "القوات" مع طلب أربع وزارات مصنفة وازنة، في مقابل التخلي عن السيادية. لكن "التيار القوي" رد على هذا الطرح عبر النائب سليم عون، الذي قال ل"الجديد": إذا أخذوا أربعا وازنة "بدو يضيع من حق حدا".. وسوف نصبح أمام خلل في مكان معين سيظهر على حساب بقية الأطراف.

وعلى سقوف خلدة كانت نبرة المير ترتفع افتراضيا، وتعلن رفض أسماء درزية وسطية لتمثيل الدروز، وتدرجها في إطار التآمر على الطائفة.

أما السقف الأعلى والأبعد من الحكومة، فقد رفعه "حزب الله" بكلام لنائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، الذي قال لمن يهمه الأمر: إذا كان البعض يربط تأخير الحكومة برئاسة الجمهورية، ويعتقد أن موقعه في داخل الحكومة يهيئ له أن يكون رئيسا للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي، فهو واهم.

ومع بروز الاجتهادات والفتاوى الدستورية التي تحصن حقوق رئيس الجمهورية حيال مهل التأليف، لجأ وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى نبع دار الفتوى، واجتهد في تحييد الخلاف مع رئيس الحكومة لنصرته على خصوم يستهدفون موقع الرئاسة الثالثة عبر ما سماها افتراءات، ونهاد ولي المؤمنين مستندا إلى حكمة المفتي عبد اللطيف دريان وعظ في الصلابة الدستورية للرئيس سعد الحريري، وقال إن الخيار الوحيد هو الإمساك بكتاب الدستور الذي هو- بعد كتاب الله- على رأسنا كلنا وأولنا الرئيس الحريري، بإيمانه والإيمان الوارد أعلاه لا يقبل التشكيك. ويمكن أن تضاف إليه العزيمة التي تدفع رئيس الحكومة إلى السفر لتسهيل أمور التأليف عبر حضور حفلات الزفاف والتخرج والتمويه عن ضغط المطالب الوزارية في الداخل، ولا يبدو الحريري على عجلة من أمره. ففي آخر تصاريحه وعد بحكومة خلال أسابيع، ولم يتوقعها في أيام.

أما القارئون أبعد من لبنان، فيرسمون موعدا للحكومة يعقب عملية إدلب، والتي ستختمر معالمهما في القمة الروسية الإيرانية التركية في السابع من أيلول على أراضي الجمهورية الإسلامية، ومن خلالها سيتضح الحسم إما عسكريا، وإما سياسيا وعسكريا في آن.

وفي الحسم القضائي محليا، تمثل قناة "الجديد" غدا أمام النيابة العامة التمييزية، في دعوى قدمها رئيس مجلس النواب نبيه بري، متبعا هذه المرة الطرق القانونية بدلا من استخدام السياسة الحارقة عبر أدوات مارقة. لكن طريق رئيس المجلس تمر مباشرة عبر النيابة العامة التمييزية التي كرست جناحا خاصا للإعلام خلافا لأحكام القانون وصلاحية محكمة المطبوعات. فمن المحكمة الدولية التي لم تكن محل اختصاص لمحاكمة "الجديد"، إلى النيابة العامة التمييزية ذات عدم الصلاحية، تمتثل "الجديد"، تقول كلمتها ولا تمشي، لأن معركتها تكمن أيضا في تحرير القضاء من الرهن السياسي، والتمييزية ليست امتيازا لأي مرجعية سياسية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

أميركا تنسحب: الأسد يعود إلى لبنان برعاية روسية وإيرانية

منير الربيع /المدن/الإثنين 03/09/2018

ثمة من يقرأ في الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران، ربطاً بالعقوبات المتجددة عليها، أن المنطقة دخلت في مرحلة تحجيم النفوذ الإيراني، ولكن بلا أسس واضحة، أو إجراءات عملية على الأرض، باستثناء القصف الجوي. فأي انسحاب أميركي بلا تغيير موازين قوى على الأرض، أو وضع إطار سياسي جدّي للأزمة، يعني تسليم المنطقة لإيران، ومن خلفها روسيا. حين يرفع الأميركيون شعار "أميركا أولاً"، ويوصل هذا الشعار رافعيه إلى البيت الأبيض، تكون الولايات المتحدة الأميركية قد سلكت خطّاً معاكساً لخطّها المعهود. تبدو وكأنها هي من يريد إسقاط النظام العالمي الذي خاضت حروباً لإرسائه وتكريسه. في نظام العالم ما بعد الحرب الباردة، كانت الولايات المتحدة هي من يدفع تكاليف النظام العالمي الذي تتسيّده. الآن، ثمة من يصرخ بوجوب التخلّي عن هذه القيادة. وهذا يفاقم المشكلة العالمية أو الدولية. تراجع أميركا، وغياب الدور الأوروبي الفاعل، يمثّلان تراجعاً لرافعي شعارات حقوق الإنسان، وإن لم تكن الشعارات واقعية، لكنها تؤدي إلى اختيار الحلول العسكرية، أو عسكرة المجتمعات. الصين وروسيا وحلفاؤهما أكثر المستفيدين من ذلك. حين تتراجع واشنطن عن دورها في العالم هذا يعني أن نموذج العسكرة والديكتاتورية هو ما يتقدّم، ليس في ساحات الصراع في الشرق الأوسط فحسب، بل يتمدد ويتوسع في المحافل الدولية، وفي المؤسسات التي تحمل اسم "حقوق الإنسان". من سخرية القدر أن تنتصر روسيا في رد اقتراح مدعوم أميركياً، للاستماع إلى المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، لتقديم عرض للانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في سوريا، في جلسة رسمية لمجلس الأمن. إنه العالم الأميركي المنهار، والمتغير لمصلحة روسيا والصين. واشنطن تتحمّل تلك المسؤولية، بانجرافها في شعارات شعبوية عرف الروس كيفية استخدامها وتوظيفها، سواء أكان في الاتهامات الموجهة إليهم بالتدخل في الانتخابات الأميركية أم في الاستفتاء لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

المثل الصارخ على التراجع الأميركي، يتجلى في التعليق على الردّ الروسي على خطوة طرد عدد من الدول دبلوماسيين روسيين على خلفية تسميم جاسوس بريطاني من أصل روسي. حين ردّت روسيا بالمثل، جاء الردّ الأميركي انهزامياً، اذ اعتبر مسؤولون في الخارجية الأميركية أن الرد الروسي غير مفهوم، ويوضح أن موسكو غير مستعدة للحوار. فهل الخطوة الأميركية بطرد الدبلوماسيين كانت تهدف إلى استدراج الحوار مع موسكو؟ إنها عينة عن التصعيد الأميركي الفاقد أي أفق أو رؤية، والمرتكز إلى مفهوم الشعبوية أو عرض العضلات الذي لا يؤدي إلى تحقيق أي نتيجة.

وبينما لم تعد أميركا قادرة على التقرير وحدها، لا بد من الالتفات إلى القوة الاقتصادية الصينية التي أصبحت أساسية رغم أنها لم تتحول إلى دور سياسي فاعل، أو إلى دولة صاحبة مبادرات سياسية وخطط عسكرية واستراتيجية في المنطقة. فالصين تعمل على وضع العراقيل أمام الولايات المتحدة. والقدرة على العرقلة أكبر من قدرة الطرف الآخر على البناء. فرغم كل ما قام به الروس في سوريا، والانجازات الميدانية، لم يستطيعوا تحقيق أي تقدم في الحلّ السياسي. لكن، تقابلهم واشنطن بلا شيء، بلا فعل. كأنها تترك الساحة لهم.

الطبيعة لا تعرف الفراغ. انسحاب أميركا من أي منطقة في العالم، يعني أن أحداً ما سيأتي لسد هذا الفراغ. هنا، لعب الروس والصينيون دورهم، والانعكاس الأبرز هو الميدان السوري. تتقدّم روسيا وتصرّ على عملياتها العسكرية في مناطق "الهدن"، وسط عجز أميركي عن ردعها. إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيته الانسحاب من سوريا، يشبه إلى حدّ بعيد الخطوة الأميركية في الانسحاب من العراق، وتعزيز الهيمنة الإيرانية، لكن ذلك قد يكون ضمن خطّة مرحلية، تهدف واشنطن من خلالها إلى حماية قواعدها وجندها.

إثر استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية، تحرّكت واشنطن وحاولت حشد موقف دولي مؤيد لها لتوجيه ضربة إلى النظام السوري. عاش العالم أياماً على إيقاع طبول الحرب التي لم تندلع. سقوف سياسية مرتفعة، أدت إلى توجيه ضربة لمواقع حساسة، بشكل أوسع من ضربة مطار الشعيرات. لكن الضربة كانت أقل من المتوقع، ولم تفرض تغيراً في موازين القوى، ولا وجهة سياسية جديدة. بعد الضربة هجّرت الغوطة، واستكمل مسار الفرز والترانسفير. حتى أن الضربة كانت مقابل انسحاب روسي من السماء السورية. وهذا ما قد ينعكس لاحقاً في الانسحاب الأميركي مقابل تعزيز الوضعية الروسية.

الأخطر من ذلك، هو أن واشنطن ترفع شعار محاربة إيران وطردها من سوريا، لكن حتى الآن ليس هناك أي أساس عملي لتحقيق هذا الهدف. سوريا أصبحت حصة روسية، وروسيا تستفيد من الوجود الإيراني على الأرض لتعزيز وضعيتها وتوسيع نطاق سيطرتها. فيما هناك هدف إسرائيلي واضح بوجوب عدم انتشار الإيرانيين بالقرب من الحدود. لذلك، تنفذ إسرائيل غارات متقطعة تستهدف مواقع رئيسة للإيرانيين وحلفائهم على الأراضي السورية. ولا يبدو أن إيران ستتنازل بسهولة. وهي تهرب من احتمال اندلاع حرب شاملة أو مواجهة مباشرة وواسعة. تلاقي أميركا هذا الوضع بالانسحاب من الاتفاق النووي، والعودة إليه بمفاوضات وشروط جديدة، مرتكزة إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على إيران. تتخذ إيران من الغارات الإسرائيلية ذرائع لادعاء المقاومة، والردّ عليها بمزيد من البطش داخل سوريا. فبعد ضربة مطار التيفور العسكري، تم تهجير الغوطة. وبعد ضربة حماه، تم تهجير مناطق في حمص. وبعد الضربات التي حصلت في الفاتح من أيلول على عدد من المواقع العسكرية، ستكون هذه فاتحة لخوض معركة إدلب. خرج بشار الأسد معلناً الانتصار على الولايات المتحدة في الحرب الكونية التي شنّتها عليه، فيما أميركا لم تكن في وارد المشاركة في مواجهته أو غض الطرف عمن يريد ذلك. لربما التقت الشعبوية الأميركية مع الشعبوية الأسدية. نجح الأسد في تلقّف ذلك، وسيستفيق على جراحه. يستفيق وفي لاوعيه "محافظة لبنانية" خسرها باكراً، يولي الاهتمام الشديد لاستعادتها باكراً أيضاً، ربما قبل استعادة المحافظات السورية كلها. "إعادة إعمار سوريا" ستكون فكرة مغرية لكثير من معارضي النظام للعودة إلى أحضانه، طمعاً في تقاسم أجزاء من الفتات السوري. هكذا، سيعود الأسد إلى لبنان برعاية روسية إيرانية، وسيدعم حزب الله ذلك، لضمان إبقاء الأسد في الأحضان الإيرانية. وهذا سيكون انتصار جديد على واشنطن.

 

نعيم قاسم: من هو "الواهم".. باسيل أو جعجع؟

منير الربيع/المدن/الإثنين 03/09/2018

موقف لافت أطلقه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وانشغلت بعض الأوساط في تفسير من المقصود بالرسالة التي أطلقها وتنطلق من تأكيده أن معركة رئاسة الجمهورية المقبلة قد فُتحت. فقد قال قاسم: "إذا كان البعض يظنّ أنّ ربط تأخير تشكيل الحكومة بالخارج أو بأزمات الخارج يؤدّي إلى حل، فنقول له لا إنّما ذلك يؤدّي إلى مزيد من التعطيل. وإذا كان البعض يربط تشكيل الحكومة برئاسة الجمهورية ويعتقد أنّ موقعه في داخل الحكومة يهيء له أن يكون رئيساً للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي فهو واهم". هل قصد قاسم الوزير جبران باسيل؟ هنا، تتضارب قراءات الأطراف وإجاباتهم. المستقبل والقوات اللبنانية يعتبران أن قاسم قصد باسيل ولا أحد غيره، رغم حرص حزب الله على العلاقة الجيدة والممتازة مع رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر. يعود هؤلاء إلى سلسلة اختلافات في المواقف بين الحزب أو الثنائي الشيعي وباسيل في بعض المحطات. لذلك، وجّه الحزب هذه الرسالة إلى باسيل، لا سيما أن الحزب كان يعتبر سابقاً أنه ملزم بتحالف استراتيجي مع رئيس الجمهورية ميشال عون وليس مع أحد غيره، وهو كان قد التزم بعون رئيساً للجمهورية وليس بأحد غيره على رأس التيار الوطني الحر.

وتستكمل هذه النظرية قراءتها بالاستناد إلى معطيات أخرى، أبرزها الضغوط التي يتعرض لها حزب الله سياسياً وعسكريا واقتصادياً في سوريا. بالتالي هو يريد تعويض ذلك في لبنان من الناحية السياسية وبحماية نفسه من خلال تشكيل حكومة تضم كل الأفرقاء والقوى تمنحه غطاءً وشرعية بوجه ما قد يتعرض له. لهذا السبب يصر حزب الله على استعجال ولادة الحكومة قبل حصول مزيد من التعقيدات على الساحة المحلية ربطاً بالتطورات الاقليمية. بالتالي، فإن الشروط التي يفرضها باسيل هي التي تقف عائقاً أمام تشكيل الحكومة، وتترك البلد والحزب معه بلا غطاء، ليكون الوضع قابلاً للانفتاح على أبواب مختلفة قد تتسرب منها الرياح. ويذهب أصحاب وجهة النظر هذه أبعد، إذ يعتبرون أن ما قاله قاسم يندرج في إطار توجيه رسالة إلى باسيل بأن طريقه إلى رئاسة الجمهورية لن تكون مرتبطة بتحالف مع تيار المستقبل فقط، ولا بحجم حصته داخل الحكومة، إنما ستكون مرتبطة بجملة تطورات إقليمية ودولية، والأساس فيها هو أن باسيل يجب أن يبقى على تحالفه مع الحزب وانتمائه إلى المحور الإيراني. عليه، فإن المقصود بالتحذير، يأتي بعد استشعار باسيل أن ليس من مصلحته البقاء في هذا التفاني بالتحالف مع حزب الله على حساب كل الأفرقاء، لا سيما في ظل المعطيات الدولية التي ستزداد تشدداً على حزب الله. وهذه يقرأها باسيل بشكل جيد. ولذلك يراهن أصحاب هذه النظرية على المتغيرات في المنطقة، وعلى ما يسمعه المسؤولون اللبنانيون من الموفدين الدوليين، ليتخذ باسيل بعد عملية تشكيل الحكومة مواقف أكثر وسطية لتحسين علاقاته مع الدول الغربية والعربية. بالتالي، فإن كلام قاسم يأتي في سياق استباقي.

في المقابل، هناك بين المقربين من الحزب من ينفي أن يكون باسيل هو المقصود بكلام قاسم. وترفض المصادر الافصاح أكثر، بينما هناك من يحاول أن يشير إلى أن المقصود بهذا الكلام هو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وربطاً بهذه التطورات، وفق مصادر متابعة، فإن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري غادر في مناسبة خاصة إلى مصر، وهو بحالة استياء من تصرفات الوزير جبران باسيل، الذي رفض زيارة بيت الوسط للقائه والبحث بآخر ما جرى التشاور بشأنه على خطّ عملية تشكيل الحكومة. وتلفت المصادر إلى أن باسيل رفض زيارة الحريري تحت شعار أن ليس لديه أي شيء جديد لتقديمه والتباحث به. ما اعتبره الحريري إشارة من باسيل أنه غير مستعد للتنازل. وإذا لم يحصل لقاء قريب، فإن الحريري سيزور بعبدا ويقدّم تشكيلته إلى الرئيس عون، والتي تتضمن مقترحات وصيغاً عدّة، من بينها عدم حصول القوات اللبنانية على حقيبة سيادية ولكن مقابل 4 حقائب خدماتية هي الأشغال، الثقافة، الصحة، والعدل. فيما باسيل، وفق المصادر، يرفض هذه الصيغة ويصر على أن القوات يجب أن تحصل على 3 حقائب ووزارة دولة. أما العقدة الدرزية فلم تجد طريقها إلى الحلّ بعد.

 

وطى الجوز تعترض على اوتوستراد الفتوح-كسروان: البديل موجود

باسكال بطرس/المدن/الأحد 02/09/2018 

بعد طول انتظار، انطلق مشروع الاوتوستراد الذي يربط الفتوح بكسروان، أي ساحل جبيل وكسروان، من نقطة نهر إبراهيم وصولاً إلى أعالي كسروان، برعاية رئيس الجمهورية ميشال عون. ورغم الترحيب به كمشروع إنمائي للمنطقة، إلا أن بعض سكان بلدة وطى الجوز يعترضون على جزء صغير من مسار هذا الأوتوستراد. إذ على طول كيلومتر ونصف، يقول المواطن جورج ك. لـ"المدن"، يخترق هذا الاوتوستراد البلدة متسبباً بضرر المنازل المحيطة، فضلاً عن عدد من شجرات أرز يزيد عمرها عن الثمانين عاماً. بدوره، يرى المواطن طانيوس ب. أنه "لا تكفينا المشاكل البيئية التي شوهت بلدتنا من حفارات وكسارات، حتى نجدهم حازمين على تنفيذ اوتوستراد طويل عريض وتمريره داخل البلدة. بالتالي، تشويه معالم الضيعة نتيجة قطع أرزاتها المعمرة، وتدمير بيوتها وتهجير أهلها. وهذا ما لن نسمح به". ويتفق السكان على أن "الحل البديل متوفر، وقد تم التخطيط له منذ منتصف القرن الماضي. وهو عبارة عن طريق آخر محايد لا يتعدى طوله 300 متر، تكلفته أقل، والأهم من ذلك أن ضرره البيئي منعدم". وبالعودة إلى الخرائط، يتبين أنه خطط لهذا المشروع منذ العام 1966، وكان يلحظ مرور الاوتوستراد في وطى الجوز، إما من خلال الطريق المعترض عليها حالياً، وإما من خلال طريق بديل يرضي مطلب الأهالي.

لكن، في العام 2007، ورغم اعطاء الطريق البديل الأفضلية، تقرر تنفيذ الاوتوستراد الذي يخترق البلدة، علماً أنه أطول وكلفته أكبر، ومن دون أن ننسى ضرره على السكان والبيوت والبيئة. "لا شك أن الواسطة والمحسوبية دخلت على الخط"، يقول المواطن رواد خ.، فـ"التخطيط أنجز لإفادة بلدات الفتوح- كسروان، في وقت لا يفيدها إطلاقاً أن يبرم الاوتوستراد هذه البرمة. وهو ما يطرح علامات استفهام حول الموضوع". في المحصلة، يكشف رئيس بلدية وطى الجوز مارون أبي غانم أن "البلدية اجتمعت برئيس الجمهورية وشرحت له أسباب قلق الأهالي وامتعاضهم. فأوفد فريقاً قام بجولة ميدانية استطلاعية". ويشرح أبي غانم أنه "على الاثر، طلب من الاستشاري في مجلس الانماء والاعمار دراسة المشروع للتأكد إذا ما كان هناك امكانية للتعديل هندسياً". كما طلب، وفق أبي غانم، من المتعهد الذي باشر تنفيذ المشروع، أن ينفذه في المناطق التي لا علاقة لها بوصلة الطريق الصغيرة، المعترض عليها، في انتظار ما ستؤول إليه الدراسة الهندسية، ليبنى على الشيء مقتضاه.

 

سد بسري كارثة بيئية واجتماعية وإنفاقية: ما هي الصفقات؟

أنور عقل ضو/المدن/الأحد 02/09/2018

الكارثة المقبلة على مرج بسري وجزين وتخوم الشوف أكبر من حصرها باستباحة المرامل لهذه المنطقة في واحدة من الفضائح الموصوفة، كونها تطاول الإرث الطبيعي والثقافي والحضاري في مرج بسري التاريخي، متمثلة في مشروع السد. علماً أن سائر دول العالم قدمت مراجعات نقدية حيال السدود السطحية التي أنشأتها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، يوم ساد اعتقاد أن السدود تمثل مدخلاً لتحقيق الازدهار الاقتصادي، ليتأكد لاحقاً أن النتائج المترتبة أكبر على النظم البيئية وتدمير مناطق. وقد تسببت السدود في تدمير ثلثي أنهار العالم، وفقاً لدراسة علمية حديثة.

وللسدود تأثير بالغ على تغير المناخ في المناطق المقامة بها، خصوصاً في المناطق القريبة. إذ تبعث المواد العضوية المتعفنة بخزانات السدود غاز الميثان الذي يؤثر بشكل بالغ في المناخ. وإذا كانت دول العالم بدأت تتخلص من بعض السدود، فإن لبنان ماضٍ في سياسة هدر المال العام في مشاريع سدود لن تجلب الازدهار المائي الموعود. وهذا ما تأكد في سد شبروح. إذ أكد الخبير في الاقتصاد السياسي البيئي political ecology في مجال المياه، الباحث والأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور رولان رياشي أن "في سد شبروح ثمة هدراً في المياه يقدر بمئتي متر في الثانية".

تغريدة جنبلاط

لا يمكن مقاربة قضية الرمول المثارة أخيراً بمعزل عما يخطط لهذه المنطقة، خصوصاً بعد تغريدة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تويتر. وقد أثارت كثيراً من ردود الفعل المتناقضة، بعدما جاء فيها: "لقد جرى تزويد لبنان بفرقاطة خاصة لمراقبة مهربي الرمل في مرج بسري والمحيط، خصوصاً أن بعض رؤساء البلديات يختلسون الرخص لتشويه الطبيعة. إن تلك الفرقاطة مجهزة بكل الوسائل الحديثة وتستطيع أن تصعد مجرى الأولي إلى بركة أنان وأن تصل إلى مرج بسري ويقال حتى نبع الباروك، لا حدود للتقدم العلمي". ورد رئيس الائتلاف المدني الناشط رجا نجيم على التغريدة: "هالمهمة بدها مجنزرة مش فرقاطة. نهر بسري- الأولي هو ساقية لكمية من المياه الملوثّة والمسمّمة تكفي فقط لتجنب جفافه. والتقدم العلمي هو بالمحافظة على البيئة وحماية وجود الناس في أرضهم. فكارثة مثل سد بسري بمنطقة زلزالية بامتياز يمر في جوف أرضه تفرع من فالق روم الناشط، فضيحة وهرطقة علمية". لا بد من الإشارة إلى أن القرار الوزاري رقم 131/1998 الصادر عن وزارة البيئة بتوقيع وزير البيئة آنذاك أكرم شهيب، اعتبر منطقة نهر بسري- الأولي الذي ينبع من جبل الباروك، محمية ومتنزهاً طبيعياً. ويضم الوادي منظومة طبيعية متكاملة من الثروة الحرجية والحقول الزراعية والمروج وغابات الصنوبر وأراض زراعية خصبة. كما يضم معالم أثرية وتراثية، من بينها الجسر الروماني المرتبط بمعبد وادي أشمون على نهر الأولي وكنيسة مار موسى وقناة خاسكية وقلاع تاريخية كقلعتي أبو الحسن ونيحا.

الرمول أقل الكوارث

يقول الأستاذ المتقاعد من منطقة إقليم الخروب في الشوف حسان حجار لـ"المدن" إن "قضية استخراج الرمول هي تحصيل حاصل، فمعظم المنطقة هناك رملية، وهي أقل الكوارث بالمقارنة مع بناء سد بسري. ويقوم بها بعض أصحاب الأراضي الذين استملكت أراضيهم لمصلحة السد، وكذلك بعض المتعهدين والمنتفعين وعصابات الكميونات وغيرهم، للحصول على بعض الأموال من أراضيهم التي بيعت بأسعار متدنية (ما بين 40 ألف و70 ألف ليرة للمتر المربع) بالمقارنة مع الاستملاكات في منطقة جون وعلمان والوردانية، وقد بلغت 50 مليون دولار لمساحات قليلة للغاية". ويشير إلى أن "الهدف من المشروع استجرار المياه إلى بيروت وبالتحديد إلى الحازمية وبناء نفق لهذه الغاية". ويؤكد أن "الرمول تستخرج بكميات هائلة وبأسعار لا تتجاوز 6 دولارات للمتر الواحد". و"هناك ما يقدر بـ100 مليون متر، أي أن المجموع نحو 600 مليون دولار، وهو مبلغ ليس قليلاً". يضيف حجار: "هذا المبلغ لا يمكن مقارنته بالمبالغ الضخمة المتأتية من استخراج كميات هائلة من الصخور والحجارة لمصلحة بناء النفق الممتد على مسافة 22 كيلومتراً، من جون إلى الوردانية (ويمتد على مسافة 34 كيلومتراً من محطة التكرير في الوردانية نحو الحازمية)، والتي استخرجتها شركة صينية لمصلحة الشركة الإيطالية متعهدة النفق، أي حمولة 60 ألف شاحنة من الصخور نقلت وبيعت إلى الكسارات، وهي أموال طائلة ذهبت أدراج الرياح".

فتش عن الآثار

وسط ذلك، ثمة صفقات متوارية متصلة بالآثارات في المنطقة. ويشير ناشطون بيئيون إلى أنه لمعرفة حجم الفضائح والكوارث في بسري لا يمكن الوقوف عليها إلا من خلال الاستفادة من هذه الآثار. وهذا ما يؤكده حجار قائلاً: "باعتقادي أن مشروع هذا السد، فضلاً عن التكلفة الكبيرة الموزعة على المستفدين، يستهدف الحصول على الآثار التي تذخر بها هذه المنطقة، كونها كانت ممراً لكافة الجيوش، ومنذ قديم الأزمان، للحصول على المياه". ويقول لـ"المدن" ممثل إحدى الجمعيات البيئية، آثر عدم ذكر اسمه قبل استكمال دراسة أولية وعرضها على الرأي العام في سياق خطة لمواجهة هذا المشروع، إنه "في حالة سد بسري بالذات لا يهمهم القضاء على 5.6 مليون متر مربع في أجمل سهل جبلي في لبنان، وقطع نحو 800 ألف شجرة، والتضحية بكنيسة مار موسى ودير القديسة كاترين، وجرف القصر الروماني الذي ردم معظمه تحت طمي النهر، وتخريب 120 موقعاً آثرياً وتاريخياً". ويرى أن "هذه القضية أخطر وأكثر ضرراً من قضية الرمول". وإذ يؤكد أن "قضيتي الرمول والسد من شأنهما تدمير كل خصائص هذه المنطقة الطبيعية والجمالية والاقتصادية والسياحية والسكانية"، يرى أن "استخراج الرمول لا يهجر السكان مع رفضنا لهذا الفلتان في ملف الكسارات والرمول، ولا يدمر معالم أثرية ولا يعدم منطقة بكاملها، كما ستكون الحال مع هذا السد الكارثي".

مغامرات مكلفة

ويرى مسؤول إحدى الجمعيات البيئية أن "الطامة الكبرى تتمثل في استهداف التنوع البيولوجي الفريد من نوعه لناحية النباتات والحيوانات، وكون المنطقة ملاذاً وخط سير الطيور المهاجرة، فضلاً عن تدمير المشاريع الزراعية المنتجة التي توارثها سكان المنطقة. كما لا يهمهم الغاء ثلاث بلدات وتهجير أهلها، وتحويل السهل إلى مستنقع".

ويقول إن "ما هو أخطر متصل بفشل السد المؤكد علمياً، كون سهل بسري تكون من انهيار جبل روم ومن جرفيات النهر، وما كانت تحمله مياه السيول من أتربة و رمول وحصى على مدى السنين، يراوح عمقها بين 70 متراً عند جسر بسري و105 عند عماطور. ما يتطلب حفريات تصل إلى طبقة الصخور، على عمق من 100 إلى 150 متراً لوضع دعامة السد، إن استطاعوا الوصول إلى هذه المسافة. بالإضافة إلى سد ركامي صخري على شكل مخروطي. كما أن الصخور في هذه المنطقة من المادة الكارستية وهي لن تحفظ مياهاً سطحية مطلقاً".

ويشير إلى أن "مشاريع السدود في لبنان هي مغامرات مكلفة هدرت لغاية الآن مئات الملايين من الدولارات يقدمها البنك الدولي لتحقيق استراتيجيته بإغراق لبنان بديون باهظة. والدليل هو أن عدداً كبيراً من هذه السدود لا تحتفظ بالمياه، منها ما شيد مؤخراً مثل شبروح، القيسماني وبريصا".

فالق روم

في السياق عينه، يعتبر حجار أن مشروع "نفق جون- الوردانية هو الأخطر"، ويعزو السبب إلى أن "هذا النفق يفترض أن ينقل مياه السد إلى محطة التكرير، حيث أن مأخذه الرئيسي قد اتصل بالنفق الآتي من القرعون الملوثة، وتحديداً فوق معمل شارل الحلو". ويشير إلى أنه "رغم عدم موافقة مصلحة الليطاني واعتراضها تم توقيع بروتوكول بين شركة mcm الإيطالية (التي تنفذ النفق) مع مصلحة الليطاني لتركيب (فلوميتر) يقيس كميات المياه التي سيضخونها في نفق الوردانية". يضيف: "يبدو أن هذا الأمر كان بدافع قلق موجود عندهم يتعلق بفشل السد المتوقع وبهذه الطريقة يحاولون تأمين مصدر مياه من الليطاني لتموين محطة التكرير". ويشير إلى أن "المنطقة تقع على فالق روم، وقد أثارت الهزة في 30 آذار 2017 القلق لدى الأهالي والناشطين، خصوصاً أنها على نقطة ارتكاز للهزات الأرضية، فضلاً عن أن هذه المنطقة لا تحتوي على مياه سطحية كافية لتجميعها خلف السد، وقد قام الخبير الهيدرولوجي سمير زعاطيطي بحفر ثلاث آبار، أولها عند جدار السد، وثانيها عند تفرع النهر يساراً عند بلدة عماطور، وثالثها في بلدة بنواتي على يمين مجرى الماء، ودرس جيولوجيا الأرض، ووجد أن 70 متراً من الطبقات الأرضية عبارة عن ترسبات من رمل وبحص وطمي، و80 متراً هي عبارة عن صخر كارستي غير مقاوم للماء، وبعد 150 متراً ظهرت مياه جوفية بقوة كبيرة. ما يعني وجود خزان جوفي أهم من المياه السطحية مجتمعة. أما في بنواتي فقد انهارت الأرض". وتقول رئيسة بلدية الميدان السابقة نورما طنوس الفغالي إن "الخراب والكارثة التي سيتسبب بها المشروع تشبه ما يحدث مع سد جنة الآن، ويحاولون سد ثغرات في بنية السد بكميات هائلة من الإسمنت. وفي المجمل، فإن دراسات هذه السدود غير كافية، ولم تتم دراسة الأثر البيئي، خصوصاً أن هناك مليوني شجرة معمرة ستقطع". وبالنسبة إلى المرامل، تقول: "الأرض بمجملها لدينا رملية، وحاول العديد من نواب المنطقة وضع اليد عليها، وتدخل اتحاد بلديات جزين أثناء وجودنا في البلدية ومنعناه من إنشاء المرامل".

 

الحب والجوع والهدايا

الهام فريحة/الأنوار/03 أيلول/18

من الغباء أنْ يرمي الإنسان شيئًا في البئر، فربما يحتاج يومًا الى أنْ يشرب منها. هذه الحكمة يجب أن يكون الإنسان على دراية فيها لأنها تُعلّم الوفاء الذي يصعب العيش من دونه. يقول الفرنسيون: أعطِ حبّك لزوجتك وسرّك لوالدتك. كم هم الإيطاليون نجباء حين يقولون: الحب والعطر لا يختبئان.

يقول السويسريون: إذا شبع المرء فإنه لا يعود يجد طعمًا للخبز. كم هو صحيح هذا المثل الذي ينطبق على كثيرين. يقول المثل الاسكتلندي: اذا كنت لا تجيد الابتسامة فلا تفتح دكانًا. أما الإسبان فيقولون: "الحب الذي يتغذى بالهدايا، يبقى جائعًا على الدوام". لكنّ الهولنديين يقولون في المقابل: "يبقى الحب طالما بقي المال". يقول اليابانيون المعروف عنهم الجدّ والكد والمثابرة: "يهب الله الطيور غذاءها، لكن لا بد أن تطير حتى تحصل عليه". في اندونيسيا يقولون: "مَن يقرِض ماله لصديقه يخسر الاثنين". يقول مثل فرنسي: "مَن يتزوج امرأة جميلة فإنه يحتاج الى أكثر من عينين". يقول أحد الحكماء: لقد تعلمتُ باكرًا انّ الحق لا يُعطى لمَن يسكت عنه وأنّ على المرء أنّ يُحدِث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يُريد. مَن أراد أن يخرج من حياتِك رأى ثقب الباب مخرجًا. ومَن أراد الدخول في حياتك صنع من الجدران مدخلاً. من قوانين الكرامة: أن تعيش وحيدًا خير لك من أنْ تعيش بديلاً. لا تجبر نفسك على أحد ولا تجبر أحدًا عليك. أن تستند الى عصا أفضل لك من أن تستند الى كتف لا يريدك. لا تفعل المستحيل لشخص لم يفعل لك الممكن. لا تخسر نفسك وأنت تحاول الحفاظ على شخص لا يهتم بفقدانك.

 

جهوزية السلطات اللبنانية مع اقتراب النطق بقرارات «محكمة الحريري»/«الشرق الأوسط» سألت عن تنفيذ الأحكام في ظل القدرات المحدودة للبنان

بيروت: سناء الجاك/الشرق الأوسط/02 أيلول/18/عادت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إلى واجهة الاهتمام وعادت معها أسئلتها الصعبة المتعلقة بقدرة السلطات المختصة، وفي ظل التوازنات الحالية التي تتحكم بالساحة اللبنانية، على تنفيذ أحكام قد تصدر بحق أفراد من «حزب الله» اتهمهم المدعي العام بجريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. كذلك عادت مسألة إدانة من خطط ومن أعطى الأوامر لتنفيذ هذه الجريمة على اعتبار أنها لا يمكن أن تكون صنيعة أفراد، مع معطيات تنذر بأن الإدانة الشاملة ستبقى في ذمة التاريخ. وأصدرت المحكمة الخاصة بلبنان تعميماً بتحديد موعد المرافعات الختامية في قضية الادعاء ضد المتهمين الأربعة ابتداءً من صباح 11 سبتمبر (أيلول) 2018 تنتهي في 21 منه. وتبدأ الجلسات بالمرافعات الختامية للادعاء، تليها مرافعات الممثلين القانونيين للمتضررين وأفرقاء الدفاع عن المتهمين الأربعة، وهم من مسؤولي جهاز أمن «حزب الله»، سليم عياش، وأسد صبرا، وحسن عنيسي وحسن مرعي، فيما أسقطت الملاحقة عن المتهم مصطفى بدر الدين الذي قتل في سوريا. وللادعاء حق الرد وللدفاع حق الرد على الرد. ‏وبذلك تختتم جلسات المحاكمة في القضية، لكنها لا تعتبر بعد قرار بالإدانة أو بالبراءة. وعقب ذلك، سينسحب القضاة لإجراء المداولات، وسيصدرون حكما في الوقت المناسب. وبعد سماع كل الأدلة والتداول، سيصدر القضاة قرارا معللا يعتبرون فيه المتهم «مذنبا» أو «غير مذنب». ولا يصدر حكم بالإدانة إلا إذا اقتنعت أكثرية أعضاء غرفة الدرجة الأولى بأن الجرم تم إثباته من دون أدنى شك معقول. وإذا وجدت غرفة الدرجة الأولى المتهم مذنبا، تحدد العقوبة لاحقا. وبذلك تختتم مرحلة المحاكمة.

ويقول وزير العدل الأسبق الدكتور إبراهيم نجار لـ«الشرق الأوسط»، إن صدور أي قرار يبقى معلقاً لحين الاستئناف، ولن ينتهي الموضوع قبل انقضاء سنة أو أكثر على المرحلة الابتدائية. ويوضح نجار أنه «إذا صدر قرار عن المحكمة الخاصة ولم يستطع لبنان تنفيذه، يكون ذلك من الأمور المتوقعة، فهو لم يستطع جلب المتهمين للمثول أمامها في السابق». وشدد على أن «المهم في صدور أي قرار عن المحكمة هو فحواه ومضمونه ودلالاته ووسائل الإثبات التي يمكن أن يحويها. مفروض أن يقول لنا الحقيقة. العبرة في هذه الحقيقة». ويقول وزير الداخلية الأسبق المحامي زياد بارود: «ينص النظام الأساسي للمحكمة على وجوب تقديم السلطات اللبنانية المساعدة المطلوبة لتنفيذ الأحكام من دون تأخير. وإذا تخلفت عن الاستجابة خلال 30 يوماً، يجوز لقاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة تنظيم محضر قضائي، وعلى رئيس المحكمة أن يبدأ التشاور مع السلطات اللبنانية للحصول على التعاون المطلوب. فهي مطالبة بالتعاون وفق القنوات الرسمية وطبعاً لديها مهلة كافية وهامش لمناقشة الموضوع وإبداء ما تراه مناسباً. وإذا رأى رئيس المحكمة أنه لم يجد رداً مقنعاً من السلطات اللبنانية خلال مهلة معقولة، يعد محضراً قضائياً ويحيل المسألة برمتها إلى مجلس الأمن لإجراء المقتضى».

ويقول محامي النائب جميل السيد (المدير العام السابق للأمن العام وأحد الضباط الأربعة الذين أوقفوا خلال التحقيقات في جريمة الاغتيال)، أكرم عازوري لـ«الشرق الأوسط»، إن «تنفيذ أحكام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تتعلق بقرار سياسي، لا سيما إذا وصل تقرير من رئيس المحكمة عن عدم تعاون السلطات اللبنانية إلى مجلس الأمن. فهذا المجلس هو أكثر جهاز تتحكم به السياسة، مع الدول الخمس التي تملك حق الفيتو. لذا فإن تنفيذ قرارات المحكمة أو عدم تنفيذها تقف عند العامل السياسي». ويوضح وزير العدل السابق ونقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي، أن «لبنان طبق حتى تاريخه كل ما يتعلق بالمحكمة الدولية مع أن فترة المرافعات أخذت وقتاً طويلاً. وعند صدور القرارات ستقوم الجهات المختصة بما تستطيع القيام به. وإذا لم تتمكن من جلب متهمين، لن تكون المرة الأولى، فقد حصل الأمر سابقاً في قضايا عدة. وليس مطلوباً توظيف القرارات الصادرة عن المحكمة الخاصة بلبنان في النزاعات الداخلية أو استخدامها سلاحاً سياسيا. والأهم أن لا تعطى هذه القرارات حجما أكبر من حجمها الفعلي». وعن التداعيات على لبنان إذا لم ينفذ القرار، يقول نجار: «قرار إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان صادر عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع. لكن تنفيذ القرارات الصادرة لا يندرج تحت هذا الفصل. ولا أحد يستطيع التكهن بمن ستطاله الأحكام. يجب أن نحترم استقلالية المحكمة الخاصة». إلا أن مرجعاً قضائياً تابع جريمة الاغتيال منذ لحظتها الأولى، يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «حجم القرارات يرتبط بحجم الجريمة، إذ لم يتم اغتيال الرئيس رفيق الحريري صدفة، لكن في إطار مخطط مرسوم للمنطقة انطلاقاً من لبنان». ويضيف: «تداعيات ما سوف يصدر عن المحكمة الخاصة بلبنان يرتبط بموازين القوى في المنطقة، فإذا بقيت هذه الموازين على حالها سيبقى أداء السلطة اللبنانية على حاله، وتوضع قرارات المحكمة في الإدراج مع تقرير كل ستة أشهر خلاصته أنه لم يتم العثور على المرتكبين». ويستبعد بارود أي مفاجآت تتعلق بقرار المحكمة انطلاقاً من المعطيات الحالية. ويقول: «أعتقد أن المفصل كان الادعاء والقرار الاتهامي. لم يتغير الكثير منذ صدور هذا القرار حتى اليوم، وما هو متوقع أن يحصل سيكون نتيجة الخلاصات التي وصل إليها الادعاء، حتى على مستوى المعطيات فقد بقيت هي ذاتها». هل يعقل أن يتوقف الحكم عند إدانة المشبه بهم من دون إدانة أي مرجعية ينتمون إليها يفترض أنها أعطتهم الأوامر لتنفيذ جريمة الاغتيال؟ يقول بارود: «غياب المشتبه بهم بحكم الوفاة أو بحكم التواري عن الأنظار، يفرض أن تكون الأحكام على أساس الدليل المتوفر. وكم من ملفات أقفلت لعدم كفاية الأدلة».

 

حل الأزمة الحكومية رهن لقاء عون والحريري

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/02 أيلول/18/يأمل المتابعون لملف تشكيل الحكومة اللبنانية أن تحمل الساعات المقبلة بعض التقدم، في ضوء اللقاءات والاتصالات المكثّفة التي يجريها رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري مع كلّ الأطراف، قبل أن ينقل نتائج هذه اللقاءات إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، ويبحث في الوضع الحكومي، بعد أن يكون التقى رئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل. وكشفت مصادر مواكبة للمشاورات لـ«الشرق الأوسط»، عن «طرح جديد سيحمله الرئيس الحريري إلى الرئيس عون، يفترض أن يشكّل مخرجاً لأزمة تشكيل الحكومة إذا لقي تجاوباً من الطرف الآخر». وأشارت إلى أن الطرح «ينطوي على خطوة إيجابية أو مبادرة قدّمها رئيس حزب (القوات اللبنانية) سمير جعجع تقضي باستغناء (القوات) عن منصب نائب رئيس الحكومة وعن الوزارة السيادية، مقابل حصولها على أربع حقائب أساسية ووازنة». وأوضحت المصادر أن «هذا الطرح يتلاقى مع مساع إيجابية يبذلها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جبنلاط، قد تفضي إلى حلحلة في العقدة الدرزية»، ولفتت إلى أن «وجود مقاربة جديدة قيد النقاش الآن، قوامها قبول جنبلاط بوزيرين درزيين حزبيين، وشخصية درزية ثالثة، قريبة منه ومن النائب طلال أرسلان بضمانة الرئيس برّي»، مشيرة إلى أن «هذه الصيغة تشكّل أفضل الممكن على طريق حلّ العقدتين المسيحية والدرزية، لكن الأمر يتوقّف على مدى استجابة رئيس الجمهورية وفريقه». وأبدت المصادر اعتقادها بأن هذا الطرح «يعدّ خطوة كبيرة، تترجم حرص (القوات) و(الاشتراكي) على تسهيل مهمة الرئيس المكلّف والإفراج عن الحكومة، لأن الوضع الاقتصادي لم يعد يحتمل إضاعة الوقت». هذه الأجواء الإيجابية تتقاطع مع ما أعلنه عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب نزيه نجم، الذي قال في حديث تلفزيوني، أمس، «أعتقد أنه تم الانتهاء من مسألة الحصص الوزارية، والعمل يتركز الآن على الحقائب»، مشيراً إلى أنه «تمّ تخطي مسألة الثلث الضامن والحكومة يفترض أن تبصر النور قريباً»، متوقعاً عقد لقاء بين الحريري وباسيل في اليومين المقبلين. ولم تعرف بعد الأسباب التي أخّرت لقاء الرئيس المكلّف مع رئيس «التيار» جبران باسيل، خصوصاً أن الحريري عازم على عرض هذه المستجدات مع باسيل قبل نقلها إلى رئيس الجمهورية، ورأى عضو «تكتل لبنان القوي» النائب ماريو عون، أن «لا شيء يمنع حصول اللقاء بين الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل، لأن لا تباعد سياسياً بينهما». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن اللقاء «سيحصل حكماً في وقت قريب، والخطوة ستأتي من قبل الرئيس الحريري، الذي يحدد موعداً عندما يحين الوقت المناسب»، مشيراً إلى أن «هناك تحركات سياسية مشجّعة حالياً تحصل بين الحريري والفرقاء (القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي) الذين يشكلون العقدة الرئيسية أمام تأليف الحكومة». وعن الأسباب التي تحول دون مبادرة «التيار الوطني الحر» لتقديم بعض التنازلات لتسهيل ولادة الحكومة، سأل ماريو عون «عن ماذا نتنازل؟». وقال: «نحن طالبنا أن يكون تمثيلنا في الحكومة وفق حجمنا السياسي والنيابي الذي أفرزته نتائج الانتخابات الأخيرة، ولن نضحّي بأكثر مما قدمناه حتى الآن». ورأت المصادر المواكبة للاتصالات الأخيرة، أن «التضحية التي يتحدث عنها (التيار الوطني الحرّ)، تتمثّل بقبوله أن تكون حصّته وحصّة رئيس الجمهورية 10 وزراء، ضمنها 3 وزراء دولة، بعد أن كان يصرّ سابقاً على نيله 11 وزيراً بينهم وزير دولة واحد». وكان رئيس الجمهورية ميشال عون، حدد مطلع شهر سبتمبر (أيلول) الحالي، موعداً لتحريك الملفّ الحكومي، عبر خطوات سيلجأ إليها، بينها مخاطبة مجلس النواب، ومطالبته بتحمل مسؤولياته، ومناشدة الكتل النيابية خفض سقف شروطها، في وقت لمح رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى أن تعقيدات تشكيل الحكومة ستدفعه باتجاه عقد جلسات تشريع وإقرار مجموعة من القوانين التي لا تحتمل التأجيل. وفي المواقف من الملف الحكومي، حذّر وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي من أن «الاستمرار بوضع العراقيل أمام تشكيل الحكومة سيؤدي إلى ضرب وتفشيل نتائج مؤتمر (سيدر)». وأعرب عن اعتقاده بأن الرئيس سعد الحريري «يحاول تذليل العراقيل المختلفة، ذات الأبعاد الحزبية أو الشخصية، التي لا تأخذ بالاعتبار المصلحة الوطنية». ودعا المرعبي الجميع إلى «وعي دقّة الظروف التي تحيط بالمنطقة، التي تتطلب منا العمل على إنتاج حكومة جامعة، تتناسب مع الأجواء الدولية، كي يتمكن المجتمع الدولي من الاستمرار بدعم لبنان، خصوصاً إنجاح مؤتمر (سيدر)، الذي كان لنا الشرف أن دولة الرئيس الحريري نجح بتأمين تمويل بقيمة 12 مليار دولار تقريباً من أجل تنفيذ المشاريع التنموية في لبنان، وهذا أمر مفيد جداً للاقتصاد اللبناني».

 

تقارير غربية تحذر من انهيار اقتصادي... ولبنان يقلل من حجم الأزمة

بيروت: «الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط/02 أيلول/18/قلل نواب وخبراء لبنانيون من حجم الأزمة الاقتصادية التي ترزح تحتها البلاد، بعد تقارير صحافية غربية نبهت من انهيار الاقتصاد اللبناني، ومن مخاطر كبيرة محدقة بالليرة، في حال مزيد من التأخير في تشكيل الحكومة. وطمأن رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان بأنه لا يوجد خطر على الوضع المالي، واعتبر أن «هناك بعض الضغوط التي تمارس علينا لتوظيفها سياسياً»، وقال: «اقتصادنا مستقر، والإصلاحات المنتظرة من المؤتمرات - كما التشريعات المرتقبة - تمهد لوضع أفضل»، وأشار إلى أن «المؤشرات الاقتصادية عالمياً إلى تراجع، ونحن الأكثر استقراراً في لبنان، نسبة إلى اقتصادات المنطقة، بعدما باتت لدينا رؤية إصلاحية وموازنة، وبعدما وضع المسار المالي والإصلاحي على السكة». وخفف الخبير المالي اللبناني وليد أبو سليمان من وطأة التقارير الغربية المنبهة من خطورة الوضع الاقتصادي، فاعتبر أنها «لم تكشف أمراً مفاجئاً أو جديداً بالنسبة لوضع الاقتصاد اللبناني، كون هذه الحقائق معروفة بالنسبة للبنانيين والمتابعين بشكل خاص، حيث بات جلياً أنّ الوضع الاقتصادي في لبنان في حالة تباطؤ شديد». وأشار أبو سليمان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن اللافت هو «إبقاء وكالة التصنيف العالمية (ستاندرد آند بورز) على النظرة المستقبلية للوضع اللبناني مستقرة، فهي لم تخفّض تصنيفها الائتماني له، ما يدلّ على أنّ الوضع مستقر»، مطمئناً بأنه «لا خشية من تدهور العملة الوطنية، كما يؤكد حاكم مصرف لبنان على الدوام، لأن المصرف المركزي يملك الاحتياط الكافي من العملات الأجنبية للدفاع عن الليرة، في حال أي مستجدات غير محسوبة، ومنع أي تدهور». وشدد أبو سليمان على أن «القطاع المصرفي في لبنان صلب، بدليل أنّ الودائع المصرفية إلى نمو بشكل مقبول، وقد فاقت قيمتها 180 مليار دولار، ما يعطي مؤشراً فريداً، خصوصاً أنّ الودائع تفوق بـ3 أضعاف حجم الناتج المحلي الإجمالي. وقد أعلن رئيس لجنة المال والموازنة، إبراهيم كنعان، أنّ البنك الدولي يرصد نحو 4 مليارات دولار لضخها في الاقتصاد اللبناني». ونبهت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية، في تقرير لها، من أن السياسات النقدية المُتبعة في لبنان «غير قابلة للاستدامة، وأن أي انهيار في قيمة سعر صرف الليرة سيكون مؤلماً، ولن يبقي شيء لتحاصصه». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس قسم الأبحاث في بنك «عوده»، مروان بركات، أنه «من شأن التأخر في تشكيل الحكومة أن ينعكس (سلباً) على الاستثمارات، وبالنتيجة على النمو الاقتصادي». وتحدث بركات عن تدهور 7 مؤشرات اقتصادية، من أصل 11، في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، بينها الجمود في القطاع العقاري، حيث تراجعت تراخيص البناء بنسبة 20.1 في المائة. وتراجعت كذلك قيمة الشيكات المتداولة، التي تدل على مستوى الاستهلاك والاستثمار، 13 في المائة بين يناير (كانون الثاني) ويوليو (تموز)، وفق المصرف المركزي. وإلى جانب ذلك كله، تزداد الخشية من تدهور الليرة اللبنانية مقابل الدولار، ما دفع المصارف إلى زيادة الفوائد على الليرة، ووصل الأمر ببعضها إلى تحديدها بنسبة 15 في المائة. ويبلغ الدين العام في لبنان 82.5 مليار دولار، أي ما يُعادل نسبة 150 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. ويحتل لبنان بذلك المرتبة الثالثة على لائحة البلدان الأكثر مديونية في العالم. وحذر البنك الدولي، الذي قدم للبنان أكثر من 4 مليارات دولار في مؤتمر «سيدر»، في وقت سابق من «دقة» وضع الاقتصاد اللبناني، خصوصاً في ظل وجود قروض «عالقة» في أدراج مجلس الوزراء أو البرلمان، بانتظار تحويلها استثمارات فعلية. وبحسب مجلة «الإيكونوميست»، فإن القطاع العقاري هو «الأكثر إثارة للقلق»، نتيجة تراجع عدد رخص البناء في النصف الأول من عام 2018 بنسبة 9 في المائة، وانخفاض بيع العقارات بنسبة 17 في المائة، خلال الربع الأول من العام، وذلك بالمقارنة مع معدّلات الفترات نفسها من العام الماضي، وهو ما يدفع المطوّرين إلى «الخشية من انهيار أكبر مقبل، خصوصاً بعدما أوقف المصرف المركزي القروض السكنية المدعومة فجأة».

 

مخاوف على الاستقرار في لبنان من قرار واشنطن وقف تمويل «أونروا»

المقدح: نسبة البطالة في المخيمات تفوق الـ70 % والآتي أعظم

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/02 أيلول/18/أثار قرار واشنطن وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مخاوف في لبنان من انعكاسات سلبية على الاستقرار الداخلي حال اضطرار الوكالة لتقليص خدماتها التي يستفيد منها آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين يرزحون أصلاً تحت وضع صعب في 12 مخيماً تنتشر في كافة المحافظات اللبنانية. وأشار القيادي في حركة فتح، اللواء منير المقدح، إلى أن نسبة البطالة بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان فاقت الـ70 في المائة، مشدداً على أن الواقع الفلسطيني على الأراضي اللبنانية من أسوأ ما يكون، وبعد القرار الأميركي الأخير الذي يستهدف «الأونروا»، بات واضحاً أن القادم أعظم. وقال المقدح لـ«الشرق الأوسط»: «أصلاً الوكالة لا تقدم الضمان الصحي بشكل كامل، فكيف اليوم بعد المشاكل المالية الكبيرة التي تعاني منها»، وأضاف: «نحن اليوم بمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي كما مع الأميركيين. قدرنا أن نواجه ونصمد، مع تأكيدنا أن هذا كله لن يؤثر على أمن المخيمات والجوار، فكما جنبناها عواصف المنطقة طوال الفترة الماضية، فكذلك سنفعل اليوم». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت، في بيانٍ الجمعة، إنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدما «درست بعناية المسألة، قرّرت أن الولايات المتحدة لن تقدّم بعد اليوم مساهمات إضافية إلى (الأونروا)». واتهم البيان الوكالة بـ«الانحياز بشكل لا يمكن إصلاحه»، وبأنها تزيد «إلى ما لا نهاية وبصورة مضخّمة» أعداد الفلسطينيين الذين ينطبق عليهم وضع اللاجئ. والولايات المتحدة التي كانت على مدى عقود المساهم الأوّل في موازنة «أونروا»، خفّضت في يناير (كانون الثاني) بنسبة كبيرة مساعدتها للوكالة الأممية، إذ إنّها لم تقدّم هذا العام سوى 60 مليون دولار مقابل 370 مليون دولار في العام 2017. ونبه رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني حسن منيمنة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من «انعكاسات سلبية للتطورات الأخيرة على الاستقرار الداخلي وفي المخيمات، خصوصاً أن لبنان يعتمد بشكل كلي على الوكالة لتقديم الخدمات للاجئين، وأبرزها التعليمية والمرتبطة بالصحة، فيما تساهم دول أخرى محيطة تستضيف لاجئين بتقديم بعض الخدمات لهم». وأضاف: «لبنان لا يتحمل بأي شكل من الأشكال أن يكون بديلاً عن (أونروا) لأنه يرزح أصلاً تحت وضع اقتصادي ومالي صعب للغاية، لذلك هناك مخاوف جدية على مصير العام الدراسي الذي انطلق بخطوة مباركة ومهمة من الوكالة وعلى مصير خدمات أخرى، في حال لم يتم تأمين الأموال اللازمة لخفض العجز». وفي ديسمبر (كانون الأول) من العام 2017، قامت الحكومة اللبنانية بتعداد عام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، أشرفت عليه لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني وأنجزته إدارة الإحصاء المركزي اللبناني والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. وقد خلص إلى وجود 174 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان يعيشون في 12 مخيماً و156 تجمعاً فلسطينياً في مختلف المحافظات، علماً بأن «الأونروا»، وفي إحصاء أجرته قبل نحو 9 سنوات، أكدت وجود أكثر من 483 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، 449 ألفاً منهم مسجلون لديها. وهي لا تزال تؤكد على ذلك من خلال موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت. وعبّر المتحدث الرسمي باسم «أونروا»، سامي مشعشع، عن أسف الوكالة وخيبة أملها من إعلان الولايات المتحدة أنها لن تقدم التمويل للوكالة بعد عقود من الدعم السياسي والمالي. ووصف القرار بـ«المفاجئ»، مؤكداً أن الوكالة ستواصل «بمزيد من التصميم التواصل من أجل حشد الدعم مع الشركاء الحاليين، 20 منهم حتى الآن ساهموا بمزيد من المال مقارنة بعام 2017، بما في ذلك دول الخليج وآسيا وأوروبا، ودول أخرى جديدة».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا يدعو إلى حماية المدنيين في إدلب

الفاتيكان - رويترز /02 أيلول/18/ناشد البابا فرنسيس اليوم (الأحد) كل الأطراف التي لها تأثير في سورية الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية المدنيين في محافظة إدلب شمال البلاد، الخاضعة لسيطرة المعارضة التي تترقب هجوماً وشيكا من قوات الحكومة السورية. وقال البابا فرنسيس لآلاف احتشدوا في ساحة القديس بطرس لسماع عظته الأسبوعية: «رياح الحرب تهب ونسمع أنباء مقلقة عن خطر وقوع كارثة إنسانية في سورية في محافظة إدلب». وأضاف «أجدد مناشدتي الحارة للمجتمع الدولي وكل الأطراف الفاعلة للجوء إلى الوسائل الديبلوماسية والحوار والتفاوض، لضمان احترام حقوق الإنسان الدولية وحماية أرواح المدنيين». وأشارت الأمم المتحدة إلى أن شن هجوم موسع على منطقة إدلب، حيث يمثل النازحين نصف عدد السكان، يهدد بإجبار 700 ألف سوري على الفرار من ديارهم. وقال مصدر إن «الأسد يستعد لبدء هجوم على عدة مراحل لاستعادة السيطرة على المحافظة». وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم الخميس الماضي، إن «قوات الحكومة ستمضي حتى النهاية في إدلب، وإن الهدف الرئيس لدمشق هو متشددي جبهة النصرة»، مؤكدا أن القوات السورية ستحاول تجنب سقوط قتلى من المدنيين. وأوضح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة الماضي أن الولايات المتحدة تعتبر شن هجوم عسكري على إدلب تصعيدا للصراع.

 

تلفزيون ام. بي. سي. الاميركي: الوضع سينتهي بحرب شاملة ايرانية – اسرائيلية

وكالات/02 أيلول/18/قال تلفزيون الـ ام. بي. سي الاميركي ان الوضع في الشرق الاوسط والخليج وايران معقّد جداً وان الولايات المتحدة ستعمل على منع اغلاق ممر مضيق هرمز وباب المندب […]

قال تلفزيون الـ ام. بي. سي الاميركي ان الوضع في الشرق الاوسط والخليج وايران معقّد جداً وان الولايات المتحدة ستعمل على منع اغلاق ممر مضيق هرمز وباب المندب لتأمين الملاحة البحرية اذا قامت ايران باغلاق المضيق ومنعت السفن من عبور ممر الخليج الذي هو شريان حيوي للاقتصاد الدولي ويشكل حوالي 20 في المئة الى 30 في المئة من تجارة العالم. وقال المحلل العسكري القريب من القيادة العسكرية الاميركية ان الولايات المتحدة باتت على قناعة ان الوضع في الشرق الاوسط والاقليمي لن ينتهي الا بحرب شاملة اسرائيلية – ايرانية. وان الولايات المتحدة تعتقد ان اسرائيل ستلحق الهزيمة بايران وبحزب الله في لبنان. وبالنسبة الى سوريا والعراق ليسوا قادرين على القتال ضد اسرائيل، وقال ان اسرائيل تملك 600 طائرة من طراز اف – 16 واف – 15 واننا، اي الولايات المتحدة، سلمنا اسرائيل 15 طائرة من طراز اف – 35 – اس وهي شبح القادرة على تجنب التقاط الرادار لها، وهي تحمل قنابل ثقيلة وصواريخ موجهة باللايزر بعيدة المدى. كما ان اسرائيل تملك غواصات دولفن الالمانية القادرة على الانتقال تحت المياه وصولا الى الخليج واغراق السفن الحربية الايرانية، دون ان تستطيع ايران ضرب هذه الغواصات التي تملك منها اسرائيل 5 غواصات متفوقة على البحرية الايرانية.

واذا كانت ايران وحزب الله لديهم صواريخ لقصف اسرائيل فان اسرائيل لم تستعمل في الحرب الماضية صواريخها الـ ارض – ارض، وهي صواريخ س – 35 الاميركية التي يصل مداها الى 2500 كلم، وبالتالي ستضرب ايران بهذه الصواريخ، وستضرب حزب الله بالغارات الجوية وبهذه الصواريخ التي لا يمكن صدّها او ضربها، وهي دقيقة الاصابة للاهداف.

اضاف المحلل القريب من البنتاغون ومن القيادة العسكرية الاميركية على تلفزيون ام. بي. سي. الاميركي ان الحرب ستقع بين ايران واسرائيل وحزب الله، ولا محال من ذلك. والولايات المتحدة تريد ان تبقى عملياتها محدودة، وستترك الامر للقوة الاسرائيلية الجوية والصاروخية التي زوّدت الولايات المتحدة اسرائيل بها، وأجرت اسرائيل مناورات كثيرة لضرب الصواريخ باتجاه البحر المتوسط والطائرات الحديثة خاصة طائرات الـ اف – 15 التي تم تحديثها كذلك يملك سلاح الجو الاسرائيلي اكثر من 100 الف قنبلة من الوزن الثقيل تحملها طائرات اف – 16 واف – 15 وتتزوّد بالوقود في الجو وتصل الى ايران وتدمر اهداف كثيرة في ايران، اضافة الى ان اسرائيل لن تعبر الحدود اللبنانية هذه المرة، بل ستلجأ الى الغارات الجوية والصواريخ ضد مواقع حزب الله في لبنان في شكل كثيف، وضد ايران لضرب بنيتها التحتية والمواقع النووية وكامل مصانع الاسلحة وضرب الجسور في العاصمة طهران والطرق المؤدية بين المدن الايرانية، اضافة الى قصف اسرائيل بالصواريخ القواعد الجوية والثكنات العسكرية الايرانية الخاصة بالحرس الثوري والتي لدى اسرائيل قمرين اصطناعيين فوق الشرق الاوسط والاقليم يحددون مسار الصواريخ لتصل الى اهدافها الايرانية ومواقع حزب الله، لكن خاصة المواقع العسكرية الايرانية.

وقال ان اسرائيل تملك حوالي 50 الف صاروخ للمدى البعيد ستستعمل نصفهم ضد ايران، وستقوم الولايات المتحدة في تزويد اسرائيل بمزيد من هذه الصواريخ لتأمين الاحتياط الدائم من هذه الصواريخ الى اسرائيل.

وانهى المحلل العسكري المقرب من الجيش الاميركي على التلفزيون الاميركي ام. بي. سي. ان الجيش الاميركي والجيش الاسرائيلي مقتنع بعدم القيام بأي هجوم بري على لبنان بل غارات جوية كثيفة واطلاق صواريخ ستستعمل للمرة الاولى ضد الاراضي اللبنانية على مواقع حزب الله وغيرها من البنية التحتية اللبنانية، اضافة الى ضرب ايران بهذه الصواريخ على كامل بنيتها التحتية، سواء السدود ام مراكز الثكنات العسكرية، ام مراكز القيادة السياسية في ايران ، ام مراكز ثكنات الحرس الثوري، وهذه الحرب لا بد منها لان الحرب الاسرائيلية – الايرانية هي الحرب الاخيرة التي ستحسم الامور في منطقة الشرق الاوسط والاقليم، والجيش الاميركي متأكد من ان البحرية الاسرائيلية عبر الغواصات وغيرها، وعبر الغارات الجوية والطائرات الاسرائيلية الحديثة قادر على الحاق الهزيمة بايران. واضاف، عندها سينشأ الحلف الاميركي مع دول المنطقة ويتم الحاق الهزيمة بمحور ايران نظام الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد والحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان. وقال المحلل العسكري واسمه بوب هامرايت ان هذه الحرب لا بد منها، والولايات المتحدة لن تغرق في اي حرب في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى بقرار من الرئيس الاميركي دونالد ترامب، بل ستترك الامر الى الجيش الاسرائيلي الذي بات عنده من الاسلحة الاميركية والتدريبات والتقنيات التكنولوجية ما يكفيه من ادارة حرب بالصواريخ والطائرات والغواصات والغارات الجوية من الطائرات الحديثة، وبالتالي ترى الولايات المتحدة ان ذلك سيؤدّي الى انهيار ايران والى اسكات حزب الله في لبنان بعد ضربات عسكرية كثيرة تنهي الوضع المتوتر منذ 20 سنة في محور الشرق الاوسط وآسيا الوسطى، وان روسيا لن تتدخل في هذه الحرب ولا الصين، وواشنطن تعرف ذلك.

 

خامنئي يستبعد الحرب ويدعو لتعزيز القدرات الصاروخية

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/02 أيلول/18/استبعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي اليوم (الأحد)، حرباً عسكرية لكنه دعا في الوقت نفسه قواته لتعزيز القدرات الصاروخية. ونقل الموقع الرسمي للمرشد الإيراني قوله: «يؤكد خامنئي أنه وفقاً للحسابات السياسية من غير المحتمل نشوب حرب عسكرية لكنه أضاف أن على القوات المسلحة أن تكون يقظة... وأن ترفع من قدراتها في الأفراد والعتاد». وأوضح الموقع أن خامنئي كان يتحدث مع قادة قوات الدفاع الجوي الإيراني. وأعلنت إيران أمس أنها تعتزم تعزيز قدراتها المتعلقة بالصواريخ الباليستية والصواريخ الموجهة وكذلك امتلاك جيل جديد من المقاتلات والغواصات لتعزيز دفاعاتها فيما تواجه البلاد تبعات التوتر المتصاعد مع الولايات المتحدة عقب انسحابها من الاتفاق النووي. وجاءت أنباء خطط التطوير العسكري بعد يوم من رفض إيران دعوة فرنسية للتفاوض بشأن خطط طهران النووية في المستقبل وترسانتها من الصواريخ الباليستية ودورها في الحربين الدائرتين في سوريا واليمن. من جانبه، ذكر الرئيس الإيراني حسن روحاني الشهر الماضي أن قوة جيش إيران هي ما ردعت واشنطن عن مهاجمة البلاد، حسب قوله.

 

اجتماع عسكري عراقي ـ روسي ـ إيراني ـ سوري في بغداد/وزير الدفاع العراقي: الحرب ضد «داعش» انتهت لكن أفكاره مستمرة

بغداد: «الشرق الأوسط»/02 أيلول/18/استقبل وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي، أمس، معاوني رؤساء أركان روسيا الاتحادية وسوريا وإيران على هامش المؤتمر الأمني الرباعي الذي انطلقت أعماله في بغداد أمس. وترعى الاجتماع رئاسة أركان الجيش العراقي ويهدف إلى زيادة وتعزيز التعاون والتنسيق الأمني والاستخباري بين هذه الدول، استنادا إلى بيان صادر عن الوزارة. وقالت مديرية الإعلام والتوجيه المعنوي بالوزارة في بيان، بأن الوزير الحيالي أكد خلال اللقاء أن «المعركة العسكرية ضد تنظيم (داعش) انتهت لكن ضد أفكاره ما زالت مستمرة»، مشيرا إلى أن «انتصار العراق على «داعش» هو انتصار العالم كله على الإرهاب، الذي كان يمثل تهديداً على السلم العالمي في كل مكان، وأنه أراد نشر الكراهية بين بني البشر في كل مكان، إلا أن العراقيين بمختلف مسمياتهم من جيش وشرطة وحشد شعبي وعشائري قاتلوا وضحوا ببسالة بالغالي والنفيس لينشروا قيم الحب والتسامح». وتابع: «كان لزاماً على العراق أن يستثمر هذا النصر بتكثيف جهوده الاستخبارية بالتعاون مع جميع دول العالم والجهود الخيرة للقضاء نهائياً على الخلايا النائمة للإرهاب، وعلى الضمائر النائمة التي تأوي هذه الخلايا». من جانبه، اعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء تحسين الخفاجي أن «الاجتماع مهم جدا لجهة الجهود الاستخبارية والأمنية المهمة التي يوفرها على صعيد محاربة الجماعات الإرهابية». وقال الخفاجي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الهجمة الإرهابية على العراق طرحت ضرورة إنشاء خلية للتنسيق الاستخباري بين الدول الأربعة عام 2015. مهمتها التشارك في المعلومات الاستخبارية والاستفادة من قاعدة البيانات التي تمتلكها هذه الدول، واللجنة الرباعية يرأسها مدير الاستخبارات العسكرية العراقية اللواء سعد العلاق». وكشف الخفاجي أن من «بين أهداف الاجتماع الجديد تقييم العمل الاستخباري لهذا المركز على امتداد السنوات الثلاثة الماضية والنظر في إمكانية ضم دول جديدة إليه بهدف التعاون والتنسيق الأمني ضد الجماعات الإرهابية التي ما زالت تمثل خطرا على دول المنطقة والعالم». وأكد الخفاجي أن «العراق صار قطب الرحى فيما يتعلق بالمعلومات الأمنية والاستخبارية المتعلقة بالجماعات الإرهابية نتيجة الخبرة الطويلة التي اكتسبها خلال صراعه المرير مع تلك الجماعات على امتداد السنوات العشرة الأخيرة، وبالتالي فهو قادر على تزويد الدول الثلاثة بمعلومات مهمة جدا تساعدها على متابعة تلك الجماعات في دولها وخاصة في سوريا وروسيا».

 

انهيار عملة إيران.. 120 ألف ريال لكل دولار ونائب رئيس البرلمان الإيراني: الأوضاع تتجه للأسوأ

 لندن - رمضان الساعدي/العربية نت/02 أيلول/18/وصل سعر الدولار_الأميركي في السوق الثانوية بالعاصمة الإيرانية طهران لأول مرة بتاريخه إلى 12 ألف تومان (120 ألف ريال إيراني)، في حين حذر علي مطهري نائب رئيس البرلمان من وضع اقتصادي أسوأ. وارتفعت أسعار_العملة_الأجنبية الأخرى اليوم الأحد أمام الريال الإيراني، حيث تخطى سعر اليورو 13 ألف تومان (130 ألف ريال إيراني)، في حين وصل سعر الجنيه_الإسترليني إلى 15 ألف تومان (150 ألف ريال إيراني). وحذر مساعد رئيس البرلمان_الإيراني علي مطهري في مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي من صعوبة الفترة الحالية قائلا: "لا يمكننا استيراد الدولار، والولايات المتحدة تحول دون ذلك، والبنوك أيضا لا تتجرأ على فعل ذلك، وتكلفة رسوم الشحن والتأمين على البضائع أصبحت مرتفعة جدا. الظروف أصبحت صعبة جدا". وفقدت #العملة_الإيرانية أكثر من نصف قيمتها خلال الأشهر العشرة الماضية لاسيما بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق_النووي. ولايزال القرار_الأميركي الذي سيمنع تصدير النفط_الإيراني للخارج لم يدخل حيز التنفيذ، حيث من المقرر حظر النفظ الإيراني تحديدا بتاريخ الرابع من نوفمبر المقبل. ويتوقع محللون إيرانيون أن ينخفض تصدير النفط الإيراني إلى أقل من 700 ألف برميل يوميا، مؤكدين أنه لم يتبق أمام السلطات الإيرانية لحل الأزمة إلا الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة وقبول شروط #وزارة_الخارجية_الأميركية الـ12، ومنها التفاوض حول الصواريخ الباليستية الإيرانية، وتدخلات طهران في شؤون دول الجوار والمنطقة.

 

كروبي: خامنئي قام بتغيير الدستور ليحكم مدى الحياة

 العربية.نت - صالح حميد/02 أيلول/18/قال مهدي كروبي، رئيس البرلمان الإيراني السابق وأحد زعماء الحركة الخضراء الخاضع تحت الإقامة الجبرية، إن المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي، قام بتغيير الدستور عام 1989عقب وفاة الخميني، مؤسس نظام ولاية الفقيه، ليحكم مدى الحياة. كما طالب مجلس خبراء القيادة الإيرانية بـ"مساءلة" خامنئي "بدل كيل المدح والثناء عليه"، وذلك خلال رسالة مفتوحة موجهة إلى أعضاء المجلس نشرها، الأحد، موقع "سحام نيوز" التابع لحزب "اعتماد ملّي (الثقة الوطنية)" الذي يتزعمه كروبي. وانتقد كروبي "عدم التزام مجلس الخبراء بالدستور وعدم الإشراف الفعال على المرشد والمؤسسات الخاضعة له، بما في ذلك مجلس صيانة الدستور والحرس الثوري والباسيج والقضاء والإذاعة والتلفزيون ومؤسسات الاقتصاد على مدى العقود الثلاثة الماضية".وكشف كروبي أن خامنئي تم انتخابه كمرشد عقب وفاة الخميني عام 1989 بصورة "غير دستورية"، حيث إنه لم يكن مقررا أن يتم اختيار ولي فقيه بل يتم انتخاب مجلس قيادي.

تغيير الدستور

وأضاف أن خامنئي تم اختياره كمرشد مؤقت رغم عدم امتلاكه الشروط، لكنه ومجموعته بقيادة أكبر هاشمي رفسنجاني، قاموا بتغيير الدستور وأضافوا عليه 3 بنود وهي: 1- إضافة لفظة "المطلقة" لولاية الفقيه 2- إلغاء مدة العشر سنوات لولاية المرشد 3- تخويل المرشد حق حل مجلس الشورى (البرلمان). وأشار كروبي إلى أن نتيجة سياسات خامنئي طيلة العقود الثلاثة الماضية أدت إلى الأزمات الاقتصادية والمعيشية في إيران، واندلاع الاحتجاجات وانهيار العملة المحلية وتفشي الفقر والبطالة والمجاعة، وطالب مجلس الخبراء بمساءلته بدل تبرير سياساته. كما قال إن موجة القمع والاعتقالات ضد المتظاهرين والناشطين والصحافيين والمحتجين من مختلف فئات الشعب، في عهد خامنئي، لا تقارن بعهد الشاه بقسوتها. ووصف الأحكام الصادرة عن القضاء الذي يترأسه صادق لاريجاني بأنها " الأسوأ حيث يعاني الناس من فقدان العدالة كل يوم باسم الحفاظ على السلطة".

تعديل الدستور

في الوقت نفسه، قال كروبي إنه لا يزال يؤمن بـ"الإصلاحات" لكن فقط في حال أدت إلى "تعديل الدستور" و"إصلاح بنية النظام من أجل تقرير مصير الشعب" و"إنهاء تسلط فرد أو مجموعة معينة". وذكر أن "تعديل الدستور ممكن، حيث سبق أن تم تعديله بعد 10 سنوات من الثورة، والآن بعد 29 عامًا يمكن أن تتم مراجعته وتعديله من أجل إنهاء احتكار السلطة بيد الفرد وإشراك الشعب في تقرير مصيره"، حسب تعبيره. وكانت مصادر إصلاحية أعلنت مطلع أغسطس/أب الماضي، أن المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، رفض قرارا صادرا من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني برفع الإقامة الجبرية عن زعماء الحركة الخضراء الإيرانية المعارضة، مهدي كروبي ومير حسين موسوي وزوجته زهراء رهنورد بعد 8 سنوات. وفي يونيو/حزيران الماضي، هاجم مهدي كروبي، المرشد الإيراني في رسالة مفتوحة قائلا إن "قرار إنهاء الإقامة الجبرية أصبح بيد ملك الموت عزرائيل، الذي سيخلصه من خامنئي أو يأخذ خامنئي قبله". كما وجه رسالة مفتوحة في يناير الماضي إلى خامنئي، قال فيها إن الاحتجاجات الشعبية الأخيرة جاءت بسبب الظلم والفساد وعدم تحمل خامنئي المسؤولية كمرشد للبلاد طيلة العقود الثلاثة الماضية.

 

خامنئي يدعو الجيش الإيراني إلى الاستعداد لـ"حرب بعيدة"

 العربية.نت - صالح حميد/02 أيلول/18/دعا المرشد الإيراني علي خامنئي، القادة الجدد الذين عينهم على رأس القوة الجوية الإيرانية للاستعداد للحرب التي استبعد وقوعها في الوقت الحاضر. وقال خامنئي لدى استقباله قادة مقر الدفاع الجوي، إن قاعدة "خاتم الأنبياء" الجوية التابعة للجيش الإيراني في مقدمة خط المواجهة ضد أعداء إيران. ووفقا لوكالة "فارس" فقد رأى المرشد الإيراني أنه "من حيث الحسابات السياسية، لا يوجد احتمال لحرب عسكرية حاليا، ولكن في الوقت نفسه، يجب على القوات المسلحة أن تكون حذرة ومستعدة". وذكرت الوكالة أنه خلال الاجتماع، قدم العميد علي رضا صباحي فرد، قائد مقر "خاتم الأنبياء" للدفاع الجوي تقريرا عن إجراءات وبرنامج هذه القاعدة التي تتولى مهام التخطيط والتنسيق لعمليات القوات المسلحة الإيرانية. يذكر أن خامنئي قام بتغييرات عديدة في صفوف قيادات الجيش والحرس الثوري في خطوة اعتبرها مراقبون بأنها علامة على ضربة عسكرية محتملة بهدف إيقاف البرنامجين النووي والصاروخي التي تهدد إيران بتطويرهما ردا على العقوبات الأميركية. وكان المرشد الإيراني قد قام في 19 أغسطس /آب الجاري، بعزل قائد القوات الجوية في الجيش الجنرال حسن شاه صفي، وعين بدله الجنرال عزيز ناصر زاده، وهو طيار سابق محارب قديم في الحرب الإيرانية - العراقية في الثمانينات، كقائد جديد للقوات الجوية. وفي 20 أغسطس/آب الجاري، عين المرشد الإيراني وزير الدفاع السابق العميد حسين دهقان، وهو من كبار قادة الحرس الثوري، مستشارا للقيادة العامة للقوات المسلحة في مجال الصناعات الدفاعية ودعم القوات المسلحة. وخلال الأشهر الماضية، أقال خامنئي خمسة من كبار القادة العسكريين واستبدلهم بقادة مقربين منه، بما في ذلك إجراء تغييرات رئيسية في القوات الجوية، حيث قام في 29 مايو/أيار الماضي، بتعيين العميد علي رضا صباحي فرد قائدا جديدا لمقر "خاتم الأنبياء" للدفاع الجوي بالجيش الإيراني، بعد إقالة العميد فرزاد اسماعيلي. وفي نوفمبر الماضي، أصدر المرشد الإيراني مرسوماً بتغيير نائب قائد الجيش، أحمد رضا بوردستان، وعين بدله اللواء محمد حسين دادرس، كما تم نقل الأدميرال حبيب الله سياري من قيادة البحرية إلى منصب المنسق العام للجيش. ويضم الجيش الإيراني 4 أقسام: القوات الجوية، والبحرية، والبرية، والدفاع المدني. وعين خامنئي اللواء عطاء الله صالحي في منصب نائب رئيس الأركان بعد 12 عاما على قيادته الجيش الإيراني. وكانت دراسة أعدها 48 من كبار الخبراء العسكريين للحرس الثوري منشورة في مجلة الدراسات الدفاعية الفصلية حول التهديدات المحتملة لنظام الدفاع الجوي الإيراني قد حددت 15 تهديدًا خطيرًا لنظام الدفاع الجوي في حالة وقوع ضربة عسكرية.

 

بغداد ترد على تقرير الصواريخ: "لا يمتلك دليلاً ملموساً" والحكومة العراقية لم تنف المعلومات الواردة بشأن الباليستي

 دبي ـ العربية.نت/02 أيلول/18/قالت وزارة الخارجية العراقية الأحد إنها "تستغرب" من تقرير بثته وكالة "رويترز" بأن إيران نقلت صواريخ للعراق مشيرة إلى أن هذه التقارير "لا تمتلك دليلاً ملموساً" إلا أنها لم تذهب لحد نفي فحوى التقرير. وذكرت الوزارة في بيان "وفي الوقت الذي تؤكد فيه الوزارة أن العراق غير ملزم بالرد على تقارير صحفية لا تمتلك دليلاً ملموساً على ادعاءاتها ومزاعمها، فإنها تؤكد أن جميع مؤسسات الدولة العراقية ملزمة وملتزمة بالمادة السابعة من الدستور والتي تنص على عدم استخدام الأراضي العراقية مقراً أو ممراً لأي عمليات تستهدف أمن أي دولة أخرى". موضوع يهمك ? قالت مصادر إيرانية وعراقية وغربية إن طهران قدمت صواريخ باليستية لميليشيات شيعية تقاتل بالوكالة عنها في العراق، وإنها...إيران تحوّل العراق لـ"قاعدة صواريخ باليستية" إيران وكانت مصادر إيرانية وعراقية وغربية قالت لرويترز إن طهران قدمت صواريخ باليستية لجماعات شيعية تقاتل بالوكالة عنها في العراق وإنها تطور القدرة على صنع المزيد من الصواريخ هناك. ورفضت الحكومة والجيش العراقيان التعليق آنذاك. وجاء في البيان الصادر الأحد "تستغرب وزارة الخارجية العراقية من الادعاءات التي ساقها تقرير صحفي حول تلقي (جماعات مسلحة عراقية) صواريخ باليستية من إيران". ورفضت إيران أمس السبت التقرير وقالت إنه يهدف إلى الإضرار بعلاقات طهران مع جيرانها.

 

أميركا تلغي مساعدات لباكستان بقيمة 300 مليون دولار

واشنطن - رويترز/02 أيلول/18/قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إنها اتخذت قرارا نهائيا بإلغاء مساعدات بقيمة 300 مليون دولار لباكستان والتي كان قد تم تعليقها بسبب تقاعس إسلام أباد عن اتخاذ إجراء حاسم ضد المتطرفين وذلك في ضربة جديدة للعلاقات المتدهورة بين الجانبين. وتقول إدارة ترمب إن إسلام أباد توفر ملاذا آمنا للمسلحين الذين يشنون حربا منذ 17 عاما في #أفغانستان المجاورة وهو اتهام تنفيه #باكستان.

 

اكتشاف قرية من ما قبل الفراعنة في مصر

 سكاي نيوز/02 أيلول/18/أعلنت السلطات المصرية عن اكتشاف واحدة من أقدم القرى التي عثر عليها في دلتا النيل، وبها بقايا يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الفراعنة. وقالت وزارة الآثار، في بيان، إن البعثة برئاسة فردريك جيو عثرت على هذا الكشف أثناء أعمال التنقيب بمنطقة تل السمارة بمحافظة الدقهلية، شمالي القاهرة. ونقل البيان عن جيو قوله، إن البعثة اكتشفت العديد من صوامع التخزين التي احتوت على كمية وفيرة من العظام الحيوانية والبقايا النباتية، كما توصلت إلى الفخار والأدوات الحجرية التي تؤكد على وجود مجتمعات مستقرة في أرض الدلتا الرطبة منذ الألف الخامسة قبل الميلاد.

وأضاف أن المعلومات التي تم التوصل إليها من خلال العمل في موقع تل السمارة منذ 2015 حتى الآن، تتيح فرصة فريدة لعلماء الآثار للتعرف على مجتمعات ما قبل التاريخ التي كانت تعيش في الدلتا لآلاف السنين قبل عصر الأسرة الأولى (فترة توحيد القطرين على يد الملك مينا وبداية التاريخ المصري)، ودراسة أسلوب المعيشة لديها. وتوجد بمحافظة الدقهلية مواقع أثرية كثيرة ومتنوعة تعود إلى عصور مصر القديمة والعصر اليوناني والروماني والمملوكي. وقالت رئيس الإدارة المركزية للآثار المصرية واليونانية والرومانية بالوجه البحري نادية خضر، إنه سيجري استكمال أعمال الحفر الأثري بالمنطقة التي اكتشفت بها القرية خلال العام المقبل. وأضافت: “تحليل المواد العضوية المكتشفة سوف يقدم رؤية أوضح بشأن أول المجتمعات التي استقرت في الدلتا وأصل الزراعة والفلاحة في مصر”.

 

تركيا تخلط الأوراق في إدلب والمعارضة تتوعد الروس بـ «جحيم»

موسكو، واشنطن، لندن - سامر إلياس، «الحياة»/02 أيلول/18/عشية إدراج تركيا «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) منظمة إرهابية، خلطت أنقرة الأوراق مجدداً، وساد غموض حول مصير معركة إدلب التي بدت وشيكة، في وقت التزمت دمشق التهدئة حيال أنقرة، وإن أكدت تمسكها بحسم الملف. بالتزامن، أرسلت واشنطن موفدها الخاص الجديد في شأن سورية جيمس جيفري في جولة بدأها أمس من إسرائيل، وتقوده إلى الأردن وتركيا، على وقع استمرار السجال بينها وبين موسكو. في غضون ذلك، كُشف أمس عن مقتل 4 عناصر بينهم قيادي من «حزب الله»، خلال مواجهات لقوات النظام السوري وتنظيم «داعش» الإرهابي في بادية السويداء. ونقلت مواقع قريبة من الحزب عن مصدر عسكري، أن القيادي القتيل هو طارق إبراهيم حيدر، من قرية كفردان البقاعية، وسيتم تشييع جثمانه اليوم. وفيما أكدت الخارجية الأميركية في بيان أن جيفري سيؤكد أن الولايات المتحدة سترُد على أي هجوم بالأسلحة الكيماوية يشنه النظام السوري، اتهمت وزارة الدفاع الروسية الجيش الأميركي بتدريب «إرهابيين» في قاعدة التنف (جنوب غربي سورية) لـ «تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية في مدينة تدمر الأثرية وضمان دخول قوة رئيسة من الإرهابيين تضم حوالى 300 عنصر للاستيلاء على المدينة التاريخية خلال الأسابيع المقبلة». في غضون ذلك، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن «سورية لا تتطلع إلى مواجهة مع تركيا، لكن على الأخيرة أن تفهم أن إدلب محافظة سورية». وشدد في تصريحات لقناة «روسيا اليوم» على أولوية «تحرير إدلب، سواء بالمصالحات أو بالعمل العسكري... ولا يحق للآخرين أن يمنعوا ذلك». ولفت الى أن «تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في إدلب مدرج على لوائح الإرهاب، بموجب قرارات مجلس الأمن، وهناك إجماع بين سورية وأصدقائها على ضرورة تحرير المدينة». وتطرق إلى ملف الأكراد، مؤكداً «أنهم جزء من النسيج الاجتماعي السوري، والحكومة السورية مستعدة لمواصلة الحوار معهم، لكن رهان بعضهم على الأميركيين واهم»، مضيفاً: «لا نسمح بالانفصال والفيديرالية، والأولوية للحوار والتفاهم». وفيما استمرت عقدة مصير «هيئة تحرير الشام» مع فشل مفاوضات لحلها قادتْها الاستخبارات التركية، أظهرت الفصائل المسلحة في إدلب تمسكاً بالخيار العسكري. وأكد القائد العام لـ «حركة أحرار الشام» جابر علي باشا، استعداد فصيله لأي معركة في إدلب، متوعداً الروس بـ «الجحيم». وتحدّث في كلمة مسجلة نُشرت عبر «يوتيوب»، عن استعدادت وصفها بـ «الكبيرة» لصد أي عملية عسكرية. وقال إن الروس لا يمكن الوثوق بهم، فمشروعهم لم يتغير منذ اليوم الأول للتدخل العسكري، ويتضمن تأهيل النظام السوري. وأكد أن «معركة الشمال ستكون جحيماً على الروس، ولن تكون كبقية المناطق». ورجحت مصادر في الجيش السوري الحر أن «الأمور تتجه إلى حل بالقوة لملف تحرير الشام». ورأى قائد بارز مطلع على ملفات عسكرية وأمنية حساسة، أن «تصنيف تركيا الهيئة منظمة إرهابية جاء نتيجة تفاهمات واتفاقات مع الروس في الدرجة الأولى»، متوقعاً في تصريحات لـ «الحياة» أن «تتبعها خطوات أخرى عسكرية وسياسية ضمن حل معقد سيفضي إلى عزل التيار المتشدد في الهيئة، وإعادة رسم المناطق الخاضعة لسيطرتها في إدلب». ولم يستبعد الضابط الذي انشق عن جيش النظام، «إعادة تدوير عناصر من النصرة في صراعات أخرى بتنسيق أمني بين أطراف عدة، كما جرى التعامل مع تنظيمي داعش والقاعدة عندما نُقلوا من أفغانستان إلى العراق، ولاحقاً إلى سورية».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«كونْسورثيوم» دوليٌّ لضمانِ استقلالِ لبنان

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 03 أيلول 2018

ليس من تقاليدِ لبنان أنْ يَقبلَ بإقامةِ قواعدَ عسكريّةٍ على أراضيه أو في بحرِه. ربما لأنَّ غالِبيّةَ طوائفِه ومذاهبِه هي أصلًا قواعدُ لدولٍ أجنبيّة. ورغمَ انتشارِ مفهومِ «الحمايةِ الأجنبيّة» عبرَ تاريخِهم، لم يُطالب اللبنانيّون، على العموم، بقواعدَ عسكريّة. سَبقَ لهم، دولةً وطوائفَ، أن طالبوا بحماياتٍ موَقّتةٍ لمنعِ سقوطِ الدولةِ (سنة 1958) أو تَقبَّلوها للحؤولِ دون إبادةِ مكوّنٍ اجتماعيٍّ (1976/1982) فارتدَّت على طالبيها واستفادَ منها أخصامُهم وأعداؤهم. حتّى في زمنِ الانتدابِ، رَفض لبنانيّون سنةَ 1936 الاتفاقيّةَ العسكريّةَ مع فرنسا.

لكنَّ ذلك لم يَمنعْ فئاتٍ لبنانيّةً من الاستعانةِ بدولٍ أو منظّماتٍ غريبةٍ لتحقيقِ مكاسبَ سياسيّةٍ ودستوريّةٍ أو انتصاراتٍ عسكريّةٍ على فئاتٍ لبنانيّةٍ أُخرى بين 1975 و 1990. وما عدا حقباتِ الاحتلال، لم يَشهَدْ لبنانُ وجودًا عسكريًّا شرعيًّا ثابتًا سوى القوّاتِ الدوليّةِ العامِلةِ في جَنوب لبنان. وما كانت هذه القوّاتُ لتَنتشرَ في الجنوبِ سنةَ 1978 وتَثْبُتَ سنةَ 2006 لو لم تَتنازل الدولةُ عن سيادتِها وشرعيّتِها، مرّةً أولى للمنظّماتِ الفِلسطينيّةِ، ومرّةً ثانيةً لإسرائيل ومرّةً ثالثةً لـ«حزبِ الله»، مع التمييزِ - طبعًا - بين الأطرافِ الثلاثة.

واليوم، فيما سُرِّبت فكرةُ تمركزِ قوّاتٍ روسيّةٍ مسافةَ عشرينَ كيلومترًا داخلَ الحدودِ اللبنانيّةِ الشرقيّةِ من أجلِ استطلاعِ ردّةِ فعلِ الأطرافِ اللبنانيين، يَتمُّ التداولُ في المحافلِ الدوليّة أيضًا في كيفيّةِ تحييدِ لبنان وضمانِ استقلالِه وسلامتِه وسطَ الأحداثِ المتفجِّرةِ حولَه. فالدولُ الصديقةُ، وإن كانت تُقدِّر قوّةَ الجيشِ اللبنانيّ وشجاعتَه، تُدرك بالمقابل محدوديّةَ قُدرتِه السياسيّةِ على التحرّك عسكريًّا، إذ لا يَكفي أن يملِكَ الجيشُ القوّةَ - وهو يَملِكُها - فالمهِمُّ أن يُعطى القرارَ السياسيَّ ـ وهو يَفتقِدُه - لاستعمالِ قوّتِه من أجلِ بسطِ سيادةِ الدولةِ وحدَها على الأراضي اللبنانيّةِ كافة. فمنذُ مدّةٍ يحاول المسؤولون تغطيةَ تقصيرِهم في مواجهةِ الحالاتِ الخارجةِ عن الشرعيّةِ، بتصويرِ الإرهابِ التكفيريِّ كأنّه الخطرُ الوحيدُ في لبنان، والمهمّةُ الوحيدةُ للجيش.

منذُ سنةِ 1951 (الثورةُ البيضاء)، تحوَّلت الأزماتُ السياسيّةُ في لبنان فتنًا أو حروبًا لأنَّ السلطةَ السياسيّةَ لم تُعطِ الجيشَ اللبنانيَّ الضوءَ الأخضرَ للتدخّلِ، أو لأنَّ قيادتَه رَفضت التدخلَّ لقمعِ الاضطراباتِ في بدايتِها لغاياتٍ وصوليّة. مرّةً واحدةً كان عدمُ تدخّلِ الجيشِ مفيدًا ووطنيًّا يومَ 14 أذار 2005، حين امتَنعَ قائدُ الجيشِ، آنذاك، العمادُ ميشال سليمان، عن مواجهةِ الشعبِ الذي تدفّقَ مليونًا إلى ساحةِ الشهداء.

أكانت فكرةُ الانتشارِ الروسيِّ واردةً أم مُختلَقةً، لا بدَّ من التوقّفِ عندَها إيجابًا واسْتنباطِ أبعادَها للانطلاقِ في وضعِ استراتيجيّةٍ سياسيّةٍ - عسكريّةٍ تُنظِّم عَلاقاتِ لبنانَ مع الدولِ الأعضاءِ في مجلسِ الأمنِ الدوليّ، لاسيّما مع أميركا وروسيا وفرنسا من دون عُقدٍ وحياءٍ، لأنَّ مصيرَ لبنانَ مطروحٌ وإنْ لَسنا في حالةِ حربٍ ساخِنة. إنَّ السنواتِ العشرَ المقبِلةَ ستَشهدُ ولادةَ الخريطةِ الجديدةِ لدولِ الشرقِ الأوسطِ وشعوبِه، وهي ستَتراوحُ بين التقسيمِ والفدراليّةِ. جُزءٌ من الخريطةِ رسمتْه الحروبُ على الأرض، والجُزءُ الآخَرُ ستَرسُمه الديبلوماسيّةُ في المؤتمرات. لكنَّ السنواتِ الثلاثَ المقبِلةَ مليئةٌ بتطوّراتٍ سياسيّةٍ واقتصاديّةٍ وعسكريّةٍ من شأنِها أنْ تؤثّرَ على الحلولِ الديمغرافيّةِ والدستوريةِ النهائيّة. بعيدًا عن انهماكِ السياسيّين اللبنانيّين بالصغائرِ وإهمالـِهم القضايا المصيريّة، حريٌّ بنا أن نُراقبَ ونواكبَ في هذه السنواتِ الثلاثِ التطوّرات التالية:

-1 مصيرُ الحروبِ العربيّةِ بعد نهاية «الربيع العربي».

-2 بروزُ جيلٍ تكفيريٍّ ثالثٍ بعد جيلَي «القاعدة» و«داعش» في حالِ سيطرَ بشّار الأسد على كلِّ سوريا.

-3 انقشاعُ وضعِ إيران في سوريا ولبنان عسكريًّا، وفي الداخل نظاميًّا واقتصاديًّا، ودوليًّا من خلال الملف النووي.

-4 معرفةُ مدى توسّعِ روسيا عسكريًّا وسياسيًّا في المشرِق بعد تمركزِها في سوريا.

-5 وتيرةُ ديناميّةِ التغييرِ في دولِ مجلسِ التعاونِ الخليجي.

-6 مسارُ حلِّ النزاعِ بين إسرائيل وفلسطين.

-7 انقشاعُ العلاقاتِ الأميركيّةِ ـ الروسيّةِ، والأميركيّةِ ـ الصينيّة في الشرقِ الأوسط وأوروبا.

هذه القضايا الكبرى لن تُحدّدَ نوعيّةَ الشرقِ الأوسطِ الجديد فقط، بل ستَكشِفُ ما إذا كانت الحلولُ المرتقبةُ ستَتمُّ سلميًّا أم ستَمرُّ في حروبٍ أخرى، لاسيّما بين إسرائيل وإيران مع احتمالِ تدخّلٍ أميركيّ. لذا، يُفترضُ بلبنانَ أنْ يَحميَ نفسَه في فترةِ السنواتِ العشرِ المقبلةِ، ويحاولَ أنْ يَجذِبَ الدولَ الكبرى إليه عوضَ أن تَجذِبَه هي إليها وتُحوّلَه دُميةً في لُعبةِ الأمم. لتمريرِ هذه الفترةِ، تَقضي مصلحةُ لبنانَ الوجوديّةُ عقدَ اتفاقاتٍ استراتيجيّةٍ مع كلٍّ من روسيا وأميركا وفرنسا (على سبيلِ المثال) لتعزيزِ دورِها في لبنان وتَنويعه وصولًا إلى المجالِ العسكريّ. فلْنورِّطْها. أنخاف على استقلالِنا وهو رمزيٌّ، أم على سيادتِنا وهي مُنتهَكةٌ؟

إذا تَجرّأت الدولةُ وتَبنَّت هذه الفكرة وأَقنعَت الدولَ الكبرى بها، يُصبح لبنانُ جُزءًا من أمنِ دولِ مجلسِ الأمنِ الدوليِّ فتَحرِصُ عليه وتمنعُ المسَّ بسيادتِه واستقلالِه وأمنِه وتتسابقُ على دعمِ استقرارِه واقتصادِه عوضَ أن يَبقى جُزءًا من حروبِ دولِ المِنطقةِ وصراعاتِها الهمجيّة. لقد حوّلنا لبنان قاعدةً لدولٍ هدَمته وخَرقَت كيانَه وأَضعفَت دولتَه وقَسَّمت شعبَه؛ أليسَ الأفضلُ أنْ نُحصّنَه اليومَ دوليًّا فنَحمي كيانَه ونُقوّيَ دولتَه ونُعيدَ إليه وجهَه الراقي والحضاريّ ونحيّدَه عن الخرائطِ الجديدة؟

مثلُ هذا المشروعِ يتناقض مرحليًّا مع مشروعِ الحيادِ اللبنانيِّ. لكنْ هل اعتَمدَ لبنانُ مشروعَ الحيادِ حتى نرفضَ العلاقاتِ الاستراتيجيّةَ مع دولِ مجلسِ الأمنِ الدوليّ وهي متعدّدةُ المحاور؟ لا بالحيادِ نَقبَلُ، ولا بالنأيِ بالنفسِ نلتزمُ، لا بل يأبى البعضُ للدولةِ شرعيًّا ما يَقوم به هو لاشرعيًّا. ألا تَنتشرُ على الأراضي اللبنانيّةِ قواعدُ عسكريّةٌ إيرانيّةٌ وسوريّةٌ وفِلسطينيّةٌ وتكفيريةٌ؟ فإما قواعدُ للجميعِ أو لا لأحدٍ. وإما التزامُ الحياد أو عقدُ اتفاقاتٌ عسكريّة دوليّةٌ لحمايةِ لبنان. الخَشيةُ أنْ تَتفرَّجَ الدولةُ على الحلولِ تَمرُّ من أمامِها ولا تختارُ لا الحيادَ اللبنانيَّ، وهو الأفضلُ، ولا الحمايةَ الدوليّةَ؛ فيَبقى لبنانً عِقارًا غيرَ صالحٍ للبناء.

 

التوطين يطلّ من بوابة «الأونروا»

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 03 أيلول 2018

وصدر القرارُ الأميركي بوقف المساهمة في وكالة «الأونروا» التي تهتمّ باللاجئين الفلسطينيين والتي تُقدَّر بنحو 360 مليون دولار أميركي سنوياً، ليسبّبَ على الأرجح تردّداتٍ خطيرةً على الدول المضيفة للاجئين وعلى رأسها لبنان. لم يكن هذا القرارُ مفاجئاً للمسؤولين اللبنانيين والعرب الذين يتابعون هذا الملفّ، لأنّ واشنطن تريد إتمامَ صفقة القرن، وأمامها كانت هناك عقبتان رئيستان هما، مسألة القدس وأزمة اللاجئين. وبالنظر الى تطوّرات الأمور، فإنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن نقلَ السفارة الأميركية الى القدس والاعتراف بها عاصمةً لدولة إسرائيل ما دلّ على أنّ الإدارة الأميركية مرّرت موضوعَ القدس بفعل قوّة الأمر الواقع. وبالنسبة الى اللاجئين، فإنّ أحد الممرّات الأساسية للقضاء على حقّهم بالعودة هو إنهاء مهمّات «الأونروا» التي تهتمّ بقرابة 5 ملايين لاجئ فلسطيني يتوزّعون بين الضفة الغربية وقطاع غزّة ولبنان وسوريا والأردن، وفرطُ هذه المنظمة سيؤدّي الى ويلاتٍ على لبنان.

ولبنان يعاني من أزمةٍ اقتصادية تطال كل شرائحه، فهو يغرق بالنزوح السوري واللجوء الفلسطيني وبات عددُهم يقدّر بنحو ثلث سكانه الحقيقيين، وأما وقفُ مساعدات «الأونروا» حسب المسؤولين عن هذا الملف فقد يسبّب أزمةً في المخيمات الفلسطينية، تنعكس تظاهراتٍ واضطراباتٍ وأزماتٍ معيشيّة، ما قد يؤدّي الى اضطراباتٍ أمنية، وتشكيل بيئة حاضنة للإرهابيين، مع العلم أنّ تجربة مخيّم نهر البارد ما تزال ماثلةً أمام عيون اللبنانيين، إضافة الى أنّ مخيّم «عين الحلوة» هو بؤرةٌ عصيّةٌ على الدولة، ويستغلّ الإرهابيون والخارجون عن الأمن فيها عوز الناس وحاجاتهم من أجل إيوائهم. ومع تفاقم الأمور، وإذا تخاذلت «الأونروا» عن القيام بدورها، فإنّ هذا الأمر سيؤدّي الى انتقال ملفّ اللاجئين منها الى المفوّضية السامية لشؤون اللاجئين، مع العلم أنّ «الأونروا»، وعلى امتداد السنوات الماضية، كانت من أنجح المنظمات الدولية.

وفي السياق، فإنّ خطر التوطين يداهم لبنان إذا تمّ هذا الأمر، خصوصاً أنّ شروط الإيواء ستتغيّر مع تحوّل الاهتمام باللاجئين الى المفوضيّة السامية، وعندها ستتعقّد القضية أكثر خصوصاً أنّ حقّ العودة سيسقط لأنّ هناك ثلاثة احتمالات تصبح أمام اللاجئين وهي: إمّا العودة الى بلدهم الأمّ الذي هربوا منه وهذا مستحيل حالياً، أو التوطين في البلد المقيمين فيه وهذا الأمر يرفضه لبنان رفضاً قاطعاً وهو مذكور في مقدّمة الدستور، وإمّا البحث عن بلدٍ ثالثٍ لنقلهم إليه وهذا متعذّرٌ حالياً. وأمام هذه الاحتمالات الثلاثة يبقى الاحتمال الثاني، أي التوطين، يراود الدولَ الكبرى وعلى رأسها أميركا، ما يزيد الخطر على لبنان. وفي السياق، يؤكّد رئيسُ لجنة الحوار- اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة لـ»الجمهورية» أنّ «خطرَ التوطين الفلسطيني قائمٌ في هذا الوقت أكثر من أيِّ وقت مضى، وعلى الدولة اللبنانية التحرّك لمواجهة قضية «الأونروا» وحلّها، وإلّا فالأزمةُ ستتفاقم، ولم تعد هناك سبلٌ للمواجهة»، مشدّداً على أنّ «خطر التوطين هذه المرّة ليس بمزحة وسط ما يحصل في المنطقة من صفقاتٍ وتطوّرات وأحداث».

لكنّ السؤال الأكبر الذي يحضُر أمامنا هو ماذا يتوجّب على الدولة اللبنانية أن تفعل؟

في معرض رصد المواقف والأفعال، إنّ المسؤولية الأولى تقع على الدولة اللبنانية لأنّ لبنان يعاني هذه الأزمة منذ تاريخ النكبة، فالوضعُ في سوريا والأردن مغايرٌ، حيث إنّ الديموغرافيا وتركيبة تلك البلدان مغايرة لتركيبة الوضع اللبناني وحساسيّته، لذلك يتوجّب على لبنان تصعيدُ الموقف والتنسيق مع السلطة الفلسطينية والدول المستضيفة للاجئين، ودعوة جامعة الدول العربية لاجتماعٍ طارئٍ لمواجهة هذه الأزمة، وإجراء اتّصالات دوليّة من أجل إنقاذ الوضع. لكنّ سؤالاً آخر أهمّ يَطرح نفسَه وهو هل إنّ توقّف أميركا عن دعم «الأونروا» يعني نهايتها؟

الردّ هو بـ«كلّا»، لأنّ «الأونروا» تأسّست بقرارٍ من الجمعيّة العامة للأمم المتحدة تحت رقم رقم 302، وتُجدّد ولايتها كل 3 سنوات وقد جدّدت أخيراً، وليست مؤسّسة تابعة للولايات المتحدة الأميركيّة، ويتمّ تمويلُها بالكامل من خلال التبرّعات الطوعية التي تقدمها الدولُ الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، وبالتالي فإنه يتوجّب على لبنان العمل مع الدول المانحة والصديقة لتأمين الدعم اللازم للأونروا وعدم ترك هذا الموضوع، مع أنّ العجز الذي سيتركه عدمُ التمويل الأميركي هو كبير جدّاً ويحتاج الى تعاونٍ كبيرٍ من أجل سدّه.

 

فيلم فاشل .. يفتقد البطل!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 03 أيلول 2018

ثبُت بالوجه الشرعي أنّ تأليف الحكومة فيلم فاشل، أو بمعنى أدقّ مسرحيّة مكرّرة حتى الملل، تحكي عن ملفّ خريفيّ اصفرّت أوراقه، وتتساقط واحدة تلو الأخرى. مسرحية مربَكة، بعض التدقيق في أحداثها يبيّن افتقادها «البطل» الذي يأخذ بها الى الجدّية؛ فجأة تتحرك عجلة التأليف، ثمّ تتوقف، ثمّ تتحرّك مجدّداً، ثمّ تتوقف، وتستريح ثمّ تعود وتتحرّك، فما تلبث أن تتوقف من جديد الى حدّ لا تُعرف لها بداية، ولا تُعرف لها نهاية، وعلى هذا المنوال يستمرّ عرض هذه المسرحية، مطيحة حتى الآن بـ15 أسبوعاً من عمر البلد. وفمها مفتوح لابتلاع أسابيع إضافية تنتظر على حافة الزمن.

لا يجادلَنّ اثنان في أنّ صورة التأليف ثابتة عند هذا الإرباك؛ وعلى وقع هذا الإرباك يأتي التحرّك المتجدّد للرئيس المكلّف سعد الحريري، الذي يسعى من خلاله الى إحداث خرق ما في الحائط الذي تفشل مهمته حتى الآن، ولكن لا يبدو أنّ مهمة الحريري سهلة، فبعض التدقيق في صورة التأليف يبيّن أنّ الحائط أقوى من أيّ وقت مضى، ومهمّته تتجاذبها عناصر تعطيلية لم يُحسم أيّ منها حتى الآن؛ بعضها مرتبط بعوامل داخلية تصارع على الوزارات تحت عنوان صار مستهلكاً هو «عنوان الأحجام»، ويشكّل بعض منها ساتراً لحجب ما يُحكى عن رهان على متغيّرات إقليمية أو دولية، بالتوازي مع استحضار الخارج واتّهامه بمنع تشكيل السلطة التنفيذية في لبنان. الحريري في حراكه المتجدّد ما زال يقف أمام الحائط، كأنّه في أول الطريق، يحاول تلمّس السبيل أو الثغرة التي يمكن أن ينفذ منها نحو هدفه الصعب، بإخراج حكومته من عنق زجاجة التعقيدات والانقسامات، ولا توحي المؤشرات التي ترافق حراكه هذا بأنّه قد عثر على الثغرة.

ومع ذلك ثمّة من بدأ يتعامل مع الفصل الجديد من حركة الحريري على أساس انّ ثمّة مرحلة جديدة قد بدأت، وانّ جني ثمارها صار وشيكاً. علماً انّ هذا البعض لا يملك دليلاً ولو بسيطاً جدّاً على انّ هذه الثمار قد نضجت وآن قطافها.

وفي المقابل، ثمّة من يتعامل مع هذا الحراك، بوصفه فرصة أخيرة وثمينة قد لا تتكرر، لإيقاف مسلسل المبالغات والشروط والطروحات، ولإنهاء ما سمّاها الرئيس نبيه بري «المهزلة» التي حوّلت التأليف الى ما يشبه حفلة «أفواه وأرانب» يتسابق كلّ من فيها على أكل الصحن الحكومي وحده، ولا يترك شيئاً لغيره».

إذاً يجري الحديث عن فرصة لاستيلاد حكومة قبل نهاية الشهر الجاري، وربما خلال أيام قليلة على حدّ ما يجري ترويجه من داخل مطبخ التأليف. على أن يسبق ذلك موعد حاسم بين «شريكي التأليف»، يُفترض أن يقدّم فيه الحريري مسودة جديدة لحكومته الى رئيس الجمهورية ميشال عون تُراعي كلّ الاعتبارات والتوازنات وترضي كلّ الاطراف، خصوصاً تلك المرشحة للتنعم بالجنّة الحكومية.

ولكن بمعزل عما سيقدمه الحريري، فإنّ الفرصة الاخيرة المحكي عنها، لا توحي وقائع الايام الاخيرة بأنها فرصة محصّنة بتوافق جدي يمكن أن يفضي الى إعلان وشيك للحكومة:

- المناخ الايجابي الذي سعى الرئيس المكلف الى ضخّه في اجواء المشاورات التي اجراها، لا يبدو مكتملاً، او يعبر عن تقدّم جوهري في هذا المسار.

- ليس في يد رئيس المجلس ما يجعله يطمئن الى حدوث ولادة وشيكة للحكومة، ما خلا الرهان على ان يُوفّق الحريري في حركة اتصالاته المتجددة، وتأكيده المتكرر بأنّ «ايلول لازم يكون بالحكومة مبلول»، الّا انّ اللافت كان تعمّده عدم الغرف في «المناخ الايجابي»، بل آثر التموضع في موقع «المتشائل». يبدو بري بتموضعه هذا انّه في نقطة الوسط بين التشاؤم والتفاؤل، ولكن المطلعين على موقفه يستخلصون ان نسبة التشاؤم في توصيف «المتشائل» تبقى أعلى بكثير من نسبة التفاؤل حتى يثبت العكس بخطوات واقعية وملموسة تبشّر بولادة اكيدة للحكومة.

- ما نقله الحريري الى بعض المراجع السياسية بأنّ «الثلث المعطل» تمّ تجاوزه، وان رئيس الجمهورية و»التيار الوطني الحر» صرفا النظر عن المطالبة بـ11 وزيراً، ووافقا على 10 وزراء، ما زال غامضاً ومحلّ التباس، وحتى الآن لم يصدر ايّ تأكيد من قبل عون او التيار لهذا التراجع، خصوصاً وانهما لم يلمسا ايّ تراجع في المقابل.

- الحديث عن ليونة أبدتها «القوات اللبنانية»، ما زال في اطار النوايا دون ان يطال جوهر عقدة التمثيل القواتي. كما لم يحسم امر المقايضة التي تمّت على هذا الصعيد والتي تقول بتخلي «القوات» عن الحقيبة السيادية تحديداً وعن موقع نائب رئيس الحكومة، مقابل ان تسند إليها 4 «حقائب دسمة خدماتياً». مع الاشارة الى انّ احد المراجع اكد موافقة القوات على 4 حقائب، الّا انّه قال انّ العقدة ما تزال موجودة، ذلك ان مطالبة «القوات» بحقيبة سيادية او بموقع نائب رئيس الحكومة تحقيقها «أهوَن» بكثير من الحقائب الخدماتية التي تريدها «القوات» كتعويض لها.

- تمثيل سنّة المعارضة، ما زال عالقاً، بين منطق الحريري الرافض إخراج التمثيل السنّي في الحكومة من دائرة تيار المستقبل، ومنطق «حزب الله» الذي يصرّ على هذا الامر. مع الاشارة الى انّ رئيس المجلس يشدّ في اتجاه تمثيل هؤلاء ايضاً. ولكن دون ان يعني ذلك فتح معركة مع الحريري تحت هذا العنوان.

- ما حكي في الايام الاخيرة عن إمكانية حلّ للعقدة الدرزية، لم يصل الى مسمع وليد جنبلاط. فالامور هنا عند نقطة الصفر. يتصارع فيها منطق جنبلاط بحصر التمثيل الدرزي في الحكومة بحزبه، ومنطق رئيس الجمهورية و»التيار الوطني الحر» باستحالة التسليم بما يريده جنبلاط ورهن مصير الحكومة له للتحكم به ميثاقياً. مع ذلك اعاد بري التأكيد في الساعات الماضية على ان العقدة الدرزية ليست مستعصية، ويمكن ايجاد مخرج لها، ولكن الشرط الاساس ان يسبقها حلّ العقدة بين «التيار» و»القوات». كلام بري هذا يستبطن اشارة مباشرة الى انّ عقدة «التيار» و»القوات» لم تجد طريقها الى الحل بعد. الا اذا وُفّق الحريري في ايجاد الحل السحري. وطبعاً قبل تقديم مسودته الى رئيس الجمهورية.

وقبل اللقاء المنتظر بين عون والحريري، ثمّة رسالة سياسية تلقي عليهما مسؤولية التقاط الفرصة وإنجاحها:

- أولاً، بالاقتناع بأنّ التعطيل المتبادل يكسر الجميع وفي مقدمتهم العهد. كما يكسر موقع ومعنويات رئيس الحكومة، وبالتالي صار من الضروري ان يتمّ التوافق على علاج قبل ان تنفذ العلاجات من الصيدليات السياسية.

- ثانياً، بمبادرة الحريري الى حلحلة بعض «البراغي»، وعدم الرضوخ لمحاولات الابتزاز التي تُمارس من هنا وهناك. وخصوصاً من قبل من يصرّون على نفخ أحجامهم للتأثير في بيئتهم وشارعهم.

- ثالثاً، بمبادرة رئيس الجمهورية تسهيل مهمة الرئيس المكلف، وتليين موقف فريقه، ايّ ان ينظر الى التأليف بعين الحكم وليس بعين الطرف، وقبل كل ذلك، وفق ما سمّيت « جوقة الزجل الدستوري» التي يدحرج فيها بعض المستشارين والمستوزرين اجتهادات تقفز فوق النص الدستوري لترضي رغبات بعض المراجع، فيعتقدون انهم يقدمون خدمة جليلة، فيما هم يورّطون هذه المراجع ويسقطونها في الإحراج لا أكثر ولا أقلّ.

 

مَن رفضت «القوات» أن تلتقي.. وما رسالتها لـ«الحزب»؟

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الاثنين 03 أيلول 2018

تحوّل المعنيون بتشكيل الحكومة الجديدة الى لاعبي «شطرنج»، حتى باتت الرقعة المزدحمة بالبيادق والموجودة في غرفة استقبالات سعد الحريري في «بيت الوسط» اشبه بمجسّم لمفاوضات التأليف، ومحاكاة لها. وعندما زار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الرئيس المكلف منذ ايام اختار أن يحرّك «الحصان» الى الامام، محدِثاً شيئاً من الخرق في المعادلات المستعصية. ربما تكون هذه النقلة مجرد مناورة لإلقاء مسؤولية العرقلة على الآخرين، وربما تشكل منعطفاً حقيقياً في مسار التأليف. وأيّاً يكن الامر، يبقى انّ الصورة لن تتّضح قبل أن يحرك اللاعب الآخر جبران باسيل بيدقه، حتى يُبنى على «نقلته» مقتضاها. يبدو جعجع وكأنه يحاول أن يبيع الآخرين من كيسهم. هو يدرك في قرارة نفسه انّ منح «القوات» حقيبة سيادية أمر متعذّر لاعتبارات عدة، ناهيك عن قناعته بأنّ هناك حقائب أخرى هي في الشكل أقلّ «رتبة» لكنها في الجوهر اكثرُ «خصوبة»، وفق معايير الواقع اللبناني. ومع ذلك، لم يكفّ الرجل عن السعي الى أن ينتزع من خصومه وحلفائه على حدٍّ سواء «تعويضاً» مناسباً مقابل تخلّيه عمّا لا يملكه اساساً. تعمّد جعجع رفع سعر الوزارة السيادية في «سوق الاحد» الحكومي حتى يتمكّن من بيعها بثمن ملائم عندما يحين أوان حسم الخيارات. بهذا المعنى، هو لا يجد ضيرا في مقايضة حقّ نظري غير قابل للصرف عمليا، بسلة وزارات وازنة يمكن أن يُستخرج منها «نفوذ سائل» او خدمات حيوية من شأنها أن تفيد «القوات» في تعزيز رصيدها الشعبي على الساحة المسيحية في مواجهة «التيار الحر».

تحت سقف هذه الحسابات، زار جعجع الرئيس المكلف قبل ايام وقال له: دولة الرئيس، أنا أريد صادقاً، أن اساعدك في تجاوز عقبات التأليف وأن أُسهّل مهمتك قدر المستطاع، لكن الامر يتوقف في نهاية المطاف على طبيعة العرض النهائي الذي سيُقدَم لي.

واضاف جعجع مخاطباً الحريري: من باب تقديم المزيد من التسهيلات لك، أنا لم أعد مصرّاً على «السيادية»، لكن في الوقت ذاته لست مستعداً للتنازل عن حقنا فيها إذا لم يكن البديل مقبولاً، بحيث يتناسب مع حجم «القوات» وموقعها. نحن نريد 4 حقائب وزارية وازنة، من دون وزير دولة، وعندها فقط نستغني عن «السيادية».. وخلال مأدبة العشاء التي اقامها الحريري على شرف ضيفه، كشف احد الحاضرين من المستشارين، انّ وزيراً بارزاً في تكتل «لبنان القوي» أبلغ اليه انّ هدف «التيار الحر» من السعي الى الحصول على 11 وزيراً هو التحسّب لأسوأ الاحتمالات المستقبلية، حتى لا يصبح مصير «التيار» او الحكومة رهينة طرف آخر في أيّ لحظة مباغتة، وغير محسوبة، تجنّباً لتكرار تجربة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي استمرت في الاجتماع واتّخاذ القرارات، استناداً الى اكثرية من لون 14 آذار، متجاهلة في حينه غياب المكوّن الشيعي الذي كان قد استقال منها.

وجعجع الذي يحظى بتفهّم الحريري لطروحاته، يبدو مهتمّاً كذلك بتطوير العلاقة «المنتعشة» مع الرئيس نبيه بري وبمحاولة البناء على نقاط التقاطع الظرفية التي تجمعه به في هذه المرحلة، وهذا ما يفسّر الزيارات المتلاحقة التي يقوم بها وزير الإعلام ملحم الرياشي، الى عين التينة، موفداً من جعجع لتبادل الافكار ووضع رئيس المجلس في صورة ما يُعرض على «القوات».

وعُلم انّ جعجع طلب من الرياشي إبلاغ بري بأنّ «القوات» ليست بتاتاً في وارد عرقلة ولادة الحكومة، بل إنها تبدي أقصى المرونة الممكنة للتعجيل في التأليف، وتتجاوب مع أيّ اقتراح واقعي يراعي ما تستحقه.

وفي المعلومات، أنّ «القوات» ارادت ايضاً أن توصل عبر «قناة» عين التينة رسالة غير مباشرة الى «حزب الله» فحواها انه «لا توجد لدينا ايّ نيّة لاستهداف الحزب او الضغط عليه من بوابة تشكيل الحكومة، وأنّ مطالبتنا بحقيبة سيادية لم تكن موجّهة ضده والدليل أننا أظهرنا استعداداً للاستغناء عنها مقابل بديل مقبول، كما انّ إصرارنا على حصة وزارية وازنة لا يرمي الى تضييق الخناق عليه او الى تعطيل ولادة حكومة الوحدة الوطنية لتسهيل محاصرته وملاقاة العقوبات والضغوط التي يتعرض لها، كما قد يفترض البعض، بل نحن نتمسّك بتشكيل حكومة تضمّ الجميع، على أن تراعي حجمنا وفق ما أفرزته نتائج الانتخابات النيابية..» ولئن كانت جسور معراب ممدودة مع بري والحريري، إلّا انها لا تزال مقطوعة على المستوى السياسي مع قيادة «التيار الحر» تحت وطأة ازمة الثقة المستفحلة بين «القوات» والوزير جبران باسيل. وحصل اخيراً أن اتصل نائب «برتقالي» بالنائب القواتي جورج عدوان وقال له إنّ قيادياً بارزاً في «التيار» يريد أن يلتقيه، مستفسراً عن امكان تحديد موعد، لكنّ عدوان رفض عقد الاجتماع وأبلغ محدّثه انّ استئناف اللقاءات بين قيادتي الجانبين لا يمكن أن يتمّ إلّا على قاعدة اعادة الاعتبار الى اتفاق معراب، إضافة الى أنّ التواصل السياسي محصور أصلاً بسمير جعجع او بملحم الرياشي، «ونحن لا نحبّذ الدوبلة وتجاوز هذه الآلية».

 

صيغة «الثلاث عشرات»... تُبعث من جديد

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الاثنين 03 أيلول 2018

كان يُنتظر أن تُلتقط صورة استثنائية لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في «القصر الجمهوري» متأبّطاً مسوّدته الحكومية بعد طول انتظار، وإذ به يطير فجأة إلى مصر للمشاركة في مناسبة خاصة، محبطاً كل التكهّنات التي بشّرت بحراك حكوميّ قد يخرج المشاورات من نفق التعطيل ويسمح لحكومة العهد الثانية برؤية النور. لحظات من التفاؤل سيطرت على المناخ الحكومي ممهدة لحفر كوّة في الجدار الحديديّ، وإذ بها تتبخّر بعد ساعات قليلة بعدما تبيّن أنّ المسودة من فوق غير المسودة من تحت!

بعد 100 يوم على التكليف، بَدا أنّ الحريري قرر الاستجابة للضغوط المعنوية التي تمارس عليه من جانب رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي، من خلال رمي كرة المبادرة في ملعبه لدفعه إلى كتابة صيغته الحكومية ووضعها على طاولة شريكه في التوقيع الدستوري، أي رئيس الجمهورية.

أعلنها الرئيس عون أكثر من مرة: فليضع رئيس الحكومة مسودته، ونحن بانتظارها لكي نقول كلمتنا. بالنتيجة، يبقى الحريري هو المخوّل في خطّ أسماء حكومته، وفي يده صلاحية الكتابة، فيما التوقيع قرار مشترك مع الرئاسة الأولى التي يمكن لها أن تضع «بصمتها»، أو أن ترفض التشكيلة برمّتها. ولكن بين الحدّين، يمكن للرجلين أن يتفاهما وأن يجدا مربّع التقاء يجمع التوقيعين بعد توافقهما. يدرك رئيس «تيار المستقبل» أنّ قبول التحدي بتحدٍ مماثل سيرفع سقف المواجهة أكثر اذا ما وقع الخلاف بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية، واذا ما أصرّ الأول على ترك ورقته على طاولة الثاني ليحسم مصيرها. في تلك الحالة، ستكون العودة إلى الوراء مكلفة جداً على الرجلين، وستكون أثمانها باهظة لأنّها ستفرض تراجعاً حتمياً مع الوقت، أو مواجهة معطّلة للبلاد.

ولهذا يحاذران بلوغ هذه الحافة، ويفضّلان تكثيف خطوط التشاور والتنسيق قبل حسم الصيغة الحكومية، لاسيما من جهة رئيس الحكومة المكلف، لكي لا يسلك مُكرهاً خيار «اللهم انّي بلّغت».

على هذا الأساس، كان من المفترض حصول لقاء «اللمسات الأخيرة» بين الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل خلال الساعات الماضية، كما تفيد المعلومات، للوقوف عند رأي الأخير من المسودة التي صارت شبه منجزة بين يدي رئيس الحكومة المكلف. وعلى هذا الأساس تمّ تحديد الموعد، قبل نسفه نتيجة انشغال رئيس «التيار الوطني الحر»، كما تؤكد المعلومات. ويتردد أنّ اعتراض باسيل على عناوين المسودة قبل الاطلاع على تفاصيلها هو السبب وراء تطيير اللقاء، وبالتالي تأجيل التوجه إلى قصر بعبدا لعرض المسودة. هكذا عادت الأمور إلى مربّع الجمود، بانتظار مبادرة ما من شأنها، إمّا أن تقنع باسيل بسلامة مقاربة الحريري، وإمّا أن تقنع الأخير بتعديل ورقته. وفق اللصيقين بخطّ مشاورات التأليف، فإنّ طبخة الحكومة لم تنضج بعد ولو أنّها حققت تقدّماً ملموساً خصوصاً على خطّ الحصص المسيحية، بعدما قررت «القوات» التخلي عن مطلبها بحقيبة سيادية على أن تكون حصتها 4 حقائب أساسية كتعويض لها عن تنازلها. وهي الكوة التي تمكّن عبرها رئيس الحكومة من التقدّم إلى الأمام لوضع صيغته الحكومية على الورقة.

على هذا الأساس، أعاد الحريري توزيع الحصص الوزارية، لصياغة تركيبته قبل وضعها أمام رئيس الجمهورية. وفي هذا السياق يقول أحد المعنيين بالطبخة الحكومية، إنّ صيغة الثلاث عشرات بُعثت من جديد، كونها أكثر تعبيراً عن التوازن الجديد في مجلس النواب، ولأنها تمنح الثقة لكل المشاركين فيها ولا تعطي أيّاً منهم ثلثاً معطلاً، إذ تقوم التوزيعة على الشكل الآتي:

- 10 وزراء من العونيّين يتوزّعون بين 3 محسوبين على رئيس الجمهورية و7 لـ«تكتل لبنان القوي» بينهم الوزير الأرمني المحسوب على «الطاشناق».

- 10 وزراء للثنائي الشيعي إلى جانب وزير لـ«تيار المردة» و3 وزراء دروز.

- 10 وزراء للتحالف القديم - الجديد يتوزعون بين 6 وزراء لـ«تيار المستقبل» و4 لـ«القوات».

حتى الآن، تلاقي هذه الصيغة آذاناً صاغية وتأييداً من المعنيين باستثناء «التيار الوطني الحر»، الذي لا يزال مصرّاً على حصّة من 11 وزيراً.

 

"العقد" اللبنانية والنظام السوري

حازم صاغية/صحيفة الاتحاد/02 أيلول/18/

تتواصل أزمة تشكيل الحكومة اللبنانيّة التي جزم رئيس الجمهورية ميشال عون بأنه سيتغلب عليها في القريب العاجل، موحياً باحتمال تكليف شخص آخر غير سعد الحريري. ومن ناحيتهم، رفض قادة الطائفة السنية، على رغم اختلافاتهم، ما اعتبروه تعدياً على صلاحيات رئيس الحكومة السني. والحال أن هذه الأزمة هي خلاصة «عقد» ثلاث، بحسب اللغة السياسية والإعلامية المعتمدة في لبنان:

فهناك، أولاً، العقدة المارونية ومفادها رفض «التيار الوطني الحر»، أي حزب رئيس الجمهورية، الإقرار بالوزن الجديد الذي باتت تحظى به «القوات اللبنانية» في الانتخابات النيابية الأخيرة. أما ثانياً، فهناك العقدة الدرزية وتتمثل برفض «الحزب التقدمي الاشتراكي» وزعيمه وليد جنبلاط تمثيل خصومه في الطائفة ممن يتزعمهم طلال أرسلان. وثالثاً، هناك العقدة السنية وفحواها تمثيل السُنة المناهضين لزعامة آل الحريري، كعبد الرحيم مراد وأسامة سعد وسواهما ممن فازوا، هم أيضاً، في الانتخابات الأخيرة.

ولا شك أن أسباباً داخلية لبنانية تفسر جانباً من هذه الخلافات، أو «العقد». فكما تتنافس الطوائف عادة على توسيع حصصها وتقليص حصص سواها، كذلك تفعل الحزبيات داخل كل واحدة من الطوائف. هذه القاعدة الراسخة في السياسة اللبنانية، والتي تحرّكها الرغبة في الاستحواذ على تقديم الخدمات والتنفيعات، إنما يزيد في تعقيدها اليوم حضور المسألة السورية في لبنان. ذاك أن نظام بشار الأسد يتصرف وكأنه قد أنجز انتصاره على معارضيه، وأنه ينوي بالتالي استثمار هذا الانتصار في لبنان الذي كان سبّاقاً في كسر شوكته بدليل إخراج الجيش السوري منه في 2005.

والعودة الظافرة إلى لبنان لها عناوين كثيرة أهمّها التطبيع الكامل للعلاقات بين الدولتين، ومن ثم التحكّم ببضعة عناوين أساسية كعودة اللاجئين والنازحين السوريين من لبنان، وأوضاع المعارضين منهم المتروكين من دون أي حماية أو ضمانة، فضلاً عن ملف إعادة الإعمار في سوريا والذي لا تزال الجعجعة حوله تفوق كثيراً الطحن المأمول. فلبنان، إلى جانب كونه «خاصرة سوريا»، بحسب اللغة البعثية المعهودة، يستطيع أن يلعب دور كاسحة ألغام، عربياً ودولياً، أمام تطبيع أوسع مع نظام الأسد. وهناك إشارات كثيرة إلى أن الروس، ذوي الوزن المتعاظم في المنطقة، يلعبون دوراً ضاغطاً في الاتجاه هذا.

لكن انتصار الاتجاه المذكور يتطلب الإمساك بالحكومة اللبنانية عن طريق القوى الثلاث: «التيّار الوطني الحر» أو العونيين، والسنّة المناهضين للحريري، وطلال أرسلان. فالطرفان الثاني والثالث معروفان بعلاقات لم تفتر حرارتها مرةً مع دمشق، أو مع «حزب الله»، بينما ميز الطرف الأول بين مناوأة النظام السوري حين كان في لبنان قبل 2005 والانفتاح عليه بعد انسحاب جيشه. وفضلاً عن اتفاق «التفاهم» الذي جمع العونيين بـ«حزب الله»، فإنهم التزموا، في جميع المسائل الأساسية والكبرى، نفس مواقف النظام السوري.

لقد شارك «حزب الله»، كما هو معروف جيداً، في الحرب السورية، وكان لمشاركته أثرها في تعديل التوازنات العسكرية، قبل أن يتكفل التدخل الروسي، ابتداء ب 2015، بحسم الصراع لصالح بشار الأسد. وترتبت على هذه المشاركة، من قبل حزب ممثّل في الحكومة اللبنانية، نتائج عدة بعضها يتعلق بتهجير السوريين، وبعضها يتصل بتجويف معادلة «النأي بالنفس» اللبنانية وإفراغها من كل معنى. أما اليوم فيدل تعقيد تشكيل الحكومة على رغبة حلفاء حزب الله في الانتقال إلى الاستثمار السياسي للنتائج الحربية. هكذا لا يعود كافياً تعطيل مبدأ «النأي بالنفس» بل يغدو المطروح الانتقال إلى تحالف سياسي صريح مع النظام في دمشق. وأسوأ ما في الأمر أن «المعتدلين» في هذا الاتجاه لا يجدون إلا الروس طرفاً يراهنون عليه لضبط جموح إيران و«حزب الله»!

 

داعش والحروب المذهبية في لبنان - سورية - العراق

حازم الأمين/الحياة/27 آب/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67205/hazem-al-amin-isis-and-the-sectarian-wars-in-iraq-syria-and-lebanon-%d8%ad%d8%a7%d8%b2%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%af%d8%a7%d8%b9%d8%b4-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%88%d8%a8/

رد الجيش الأميركي على الرسالة التي نُسبت إلى أبو بكر البغدادي وطلب من أنصاره فيها الصبر ووعدهم بـ «فتوحات» قريبة، بأن الرجل لم يعد مهماً وأن تنظيمه صار في المراحل الأخيرة من هزيمته، وأن تصريحاته لم تعد تلقى الاهتمام في الدوائر الأمنية الغربية. والرد هذا على ما فيه من تجاهل لحقائق «النصر على داعش»، يملك مقداراً من الواقعية يمكن للمرء أن يوافق واشنطن عليه، مع تحفظٍ عن المبالغة في الاطمئنان، لا سيما أن «داعش» كان جزءاً من حرب أهلية طُوب فيها منتصر مذهبي على مهزومٍ مذهبي، وهذا بدوره مولدٌ لاحتمالات موازية لـ «داعش».

لكن وفي موازاة الرد الأميركي على البغدادي ما زال «داعش» حاجة لأنظمة الحروب الأهلية لكي تُصّرِف عبره أزماتها. في سورية كشفت الوقائع الدامية التي شهدتها محافظة السويداء الشهر الفائت عن هذه الحاجة، فإخضاع الجماعات المحلية ما زال يتطلب لعب النظام على الوتر المذهبي، ومن أقدر من «داعش» على تلبية هذه المهمة. ما جرى في السويداء هو تطبيق حرفي ومبتذل ومكشوف لهذه الحقيقة. لكن ليست هذه حال سورية فحسب، فالطبقة الحاكمة في العراق تعيش حالاً من الاختناق وتتخبط في فسادها وارتهانها وهو ما يستوجب عدواً تعيد عبره إنتاج نفسها. «داعش ما زال يعيش بيننا»، هذا ما يُردده الكثير من المسؤولين العراقيين. وبين الحين والآخر يُستدعى صحافيون لتصوير حروبٍ في الصحراء مهمتها تسجيل مزيدٍ من الانتصارات لا يعرف المرء شروطها ولا ظروفها ولا وقائعها. يقول الجيش مثلاً إنه داهم «مضافات» للتنظيم الإرهابي، وأن عناصر التنظيم الذين كانوا يشغلونها هربوا إلى سورية.

الحرب على التنظيم في سورية تدفع بعناصره إلى العراق، والحرب عليهم في العراق تدفعهم إلى سورية. بيانات جيوش «مكافحة الإرهاب» على طرفي الحدود تكشف هذه المعادلة على نحوٍ مذهل. والحقيقة أن ما تبقى من «داعش» يعيش آمناً خارج هذه البيانات، ومهمة المرحلة الأخيرة من الحرب على التنظيم هي تثبيت أنظمة الجريمة والفساد والمذهبية في هلال الحرب الأهلية المشرقي.

لبنان بدوره انضم إلى الراغبين في حصة من جبنة المنتصرين على «داعش»، وها هي أجهزته الأمنية تذيع كل أسبوع تقريباً بياناً عن نصرٍ أمني جديد على التنظيم، وهذه البيانات تُصور لبنان بصفته هدفاً يحلم أمراء التنظيم في مخابئهم في أن ينجحوا في الوصول إليه. لا بل أن «العدو التكفيري» صار صنواً لـ «العدو الصهيوني» في خطاب النصر اللبناني الذي يُضلل نظام الفساد والفشل والارتهان.

والحال أن نظرة من مسافة على حال الأنظمة الحاكمة الثلاثة في العراق وسورية ولبنان تكشف تشابهاً مخيفاً في أساليب حكمها جماعاتها، من دون أن يعني ذلك إغفال التفاوتات. المذهبية عصب الأنظمة الثلاثة، والفساد الهائل والوقح، والارتهان لدولة أو لدول خارجية، وهيمنة خطاب نصرٍ كاذب إلا أنه مدوٍ وهائل وفاعل. واليوم يمكن أن نضيف «داعش» إلى عناصر التشابه هذه، فالتنظيم صار جزءاً من هوية هذه الأنظمة وعنصراً في سعيها إلى التماسك.

كل هذا لا يعني أن «داعش» صار وهماً، وأن عملية دحره أنجزت، لا بل يعني العكس تماماً، فالتنظيم لطالما شكل حاجة في ظل الحروب الأهلية التي تعيشها المنطقة، وهذه الحاجة التقت مع شروط أخرى انعقدت جميعها في لحظة ولادته وتدفقه على المدن والمناطق. شرط الحروب الأهلية ما زال قائماً، لا بل تعزز بانتصار جماعات على جماعات، ومذاهب على مذاهب، وأنظمة مستبدة على شعوبها. أما الشروط الأخرى فهي تماماً ما فشل فيها التنظيم، ذاك أنه تحول عدواً للبيئة المتضررة من الأنظمة، وهو ما أدى إلى تسهيل دحره في مدنها ومناطقها.

واليوم يعيش هؤلاء الناس هزيمة مضاعفة، فقد هزمتهم أنظمة «الحرب على داعش» وهزمهم «داعش»، والمنطق يقول إن حال الهزيمة هذه لن تدوم طويلاً وسيأتي من يستثمر فيها.

 

كفى تهويلاً... ليس بالتخويف يحيا الاقتصاد

الهام فريحة/الأنوار/03 أيلول/18

سرَت في الأيام الأخيرة موجة من التهويلات والتخويفات مفادها أنّ الاقتصاد اللبناني على شفير الانهيار، واستند البعض الى "تقرير" نُشِر في هذه الوسيلة الاعلامية الأجنبية أو تلك.

في المقابل، كتبنا في هذه الزاوية أكثر من مرّة، ولا سيما الاسبوع الفائت، وعلى أكثر من جزء، أن الاقتصاد اللبناني في مرحلة من التعافي والإنتعاش، لا في مرحلة الإنهيار، والسبب في ذلك يعود الى جملة من المعطيات والى حزمة من الإجراءات التي بالإمكان القيام بها، وهي ليست مستحيلة التطبيق.

وفي ظل التنازع بين النظرة المتشائمة، والنظرة المتفائلة، جاءت معطيات لتضع الأمور في نصابها الصحيح:

فلقد ثبّتت وكالة "ستاندرد أند بورز" التصنيف الائتماني للديون السيادية للبنان عند درجة-B والنظرة المستقبلية "المستقرة" للدين العام، معتبرة أنّ استمرار تدفق الإيداعات الى القطاع المصرفي "يبقى كافيًا لتمويل حاجات الدولة الى الاقتراض".

هذا التصنيف يأتي ليقول للمتشائمين: "كفّوا عن التهويل والتخويف، فمن شأن هذا النعيق أن يوحي بقرب سقوط الهيكل، لكنه اذا سقط، لا سمح الله، فإنّ سقوطه سيكون على رؤوس الجميع، ومن بينها رؤوسكم".

يتابع تقرير "ستاندرد أند بورز"، فلا يستبعد احتمال رفع تصنيف لبنان، في حال أصبح اتخاذ القرارات أكثر فاعلية وشفافية، ما يساعد على زيادة النمو عن مستوياته الحالية، وعلى خفض العجز في الموازنة والحساب الجاري الخارجي، ويساهم في وضع المالية العامة على مسار مستدام.

يبقى السؤال والهاجس: الى متى سيبقى لبنان عالقًا بين تقارير تحبط من عزيمته، وتقارير تعيد أنابيب الاوكسجين الى رئتيه؟ الجواب ليس في الاقتصاد بل في السياسة: صحيح ان الاقتصاد أساسي، لكن السياسة هي الحافز لكل شيء، فإذا لم يكن هناك استقرار سياسي، فعبثًا المراهنة على ثبات في الاقتصاد.

والاستقرار السياسي بابه معروف: إنّه تكوين السلطة التنفيذية الذي يعني تبسيطًا "تشكيل الحكومة". وما يؤلِم اللبنانيين هو: طالما ان الحكومة ستتشكل عاجلاً أم آجلاً، فلماذا التأخير؟ هل لمزيد من ترتيب الديون ثم التفتيش عن السبل لإيفائها؟

لكن عجلة التأليف يبدو انها تحركت من جديد، فبعد عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من القاهرة، بعد زيارة خاصة عائلية، فإن محركات التأليف عادت الى حرارتها، والمؤشر الأساسي في هذا المجال سيكون اللقاء المرتقب بينه وبين الوزير جبران باسيل. ولم يعد خافيًا على أحد ان التفاهم بين الرئيس الحريري والوزير باسيل هو الممر الأساسي للقاء بين الحريري والرئيس عون، وفي حال حصوله فهذا يعني أنّ "مسودة التشكيلة" ستكون جاهزة. هل نضج الأمر؟ حركة اللقاءات ونتائجها ستكون المؤشر الى التفاؤل أو غيره. مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ كل تأخير هو تأخير اضافي في عودة الأمور الى وضعها الطبيعي من حيث الاستقرار. ليتذكّر المعنيون أنّ من أحد شروط الاستقرار تنفيذ مستلزمات ما طالب به مؤتمر "سيدر" من اصلاحات، فكيف تتحقق هذه الإصلاحات من دون سلطة تنفيذية؟

 

المال القطري هو عدوّ قطر

فهد الدغيثر/الحياة/02 أيلول/18

منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده قبل أكثر من 23 عاماً وسياسة قطر الخارجية آخذة بالشذوذ عن بقية دول الخليج العربي. كأن لسان حال الأمير الجديد يقول أريد أن تتحول قطر إلى دولة مؤثرة وفاعلة في المنطقة بدلاً من كونها تابعة فقط لسياسات الدول الأكبر منها، وعلى رغم أن الفكرة في حد ذاتها جيدة ولا يوجد عيب في تحقيق مثل هذا الطموح إن كان سيساهم في تنمية دول الخليج وشعوبها، إلا أن الهدف الذي رسمته قطر لنفسها كي تنتقل إلى هذه الدولة الجديدة لم يكن مدروساً بعناية. الحال القطرية بالطبع تختلف عن حال كوريا الجنوبية أو سنغافوره أو الإمارات العربية المتحدة التي تشترك جميعها في عناصر مؤثرة ومحفزة على التطور والتغيير، إذ لا يوجد لدى قطر غير المال الذي يأتي من مبيعات الغاز، لذلك فالسؤال إذاً كيف يمكن توظيف هذا المال؟ وما الذي قد يتحقق من ذلك؟

تزامن هذا الانقلاب مع فترة ما بعد تحرير الكويت مطلع التسعينات من القرن الماضي وما صاحب ذلك من اكتشاف فراغ إعلامي هائل في القنوات الإخبارية العربية، تبعه تنافس إعلامي بين عدد من مؤسسات دول الخليج، لسد هذا الفراغ. هنا دخلت قطر في المنافسة، والتقطت بقايا من كان يعمل في BBC العربية بعد إغلاقها في ذلك الوقت، وأسست قناة إخبارية جديدة سمتها «الجزيرة» في الربع الأخير من العام 1996. ظهرت القناة بشكل مبهر في تقديمها وانضباط مذيعيها وتنوع مصادرها، واكتسبت شعبية عربية طاغية. هنا برأيي بدأ الانحراف والنزف المالي والمعنوي الذي تعاني منه قطر حتى اليوم.

نتذكر منتصف التسعينات الميلادية من القرن الماضي، عندما بدأت منظمة «القاعدة» في شن الهجمات داخل السعودية، وكان أولها تفجير السيارة المفخخة بالقرب من مبنى يضم خبراء تدريب أميركيين تابع للحرس الوطني السعودي في شارع الثلاثين بالرياض. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الذي يليه، وقع تفجير أبراج الخبر بتخطيط من «حزب الله» اللبناني، غير أن الحدث الأبرز كان تفجيرات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 في الولايات المتحدة. عادت التفجيرات إلى الداخل السعودي في العام 2003 و2004.

ما لفت أنظار المراقبين في منطقة الخليج وأصابهم بالذهول هو الانحياز الإعلامي الذي برز مع التغطية الإعلامية لهذه الأعمال الإجرامية بواسطة قناة «الجزيرة» القطرية، لم تكتف هذه القناة بتوجيه رسائلها المشبوهة التي تحمل تبريرات واهية للإرهاب، بل دأبت على استضافة زعيم «القاعدة» نفسه، وأفرغت له الساعات والدقائق ليتحدث كيف يشاء، تماماً كما تفعل اليوم مع عبدالملك الحوثي، غير أن الفارق بين الأمس واليوم أننا في منطقة الخليج كنا نرى قطر شقيقاً وحليفاً بالأمس، ونملك الكثير من الأمل بأن ما يحدث في القناة هو ربما جهل أو أخطاء أو حتى اختراق، بينما مشهد اليوم يوضح لنا عدواً يقف في الخطوط الأمامية والخلفية لإلحاق الضرر بدول الخليج ومصر ويتعرض للرموز، بل انضم أخيراً إلى الدعم الواضح لجماعة الحوثي في اليمن، ظهر ذلك إلى العلن وانكشف بالطبع بعد المقاطعة، بل ارتفعت وتيرة توظيف المتحدثين والمعلقين بشكل ملفت.

أخيراً وجدنا مؤسسات إعلامية عريقة تم اختراقها بالمال، مثل «واشنطن بوست» و «رويترز» وغيرها، وأثناء كتابة هذه المقالة تطالعنا صحيفة «وول ستريت جورنال» بتقرير يشير إلى استهداف قطر أكثر من 250 شخصية أميركية معتبرة قد تملك بعض التأثير على سياسات الرئيس ترامب، في مقدمتهم المحامي الشهير درشوتز، والمرشح الرئاسي السابق ماكابي. وتشير الصحيفة أيضاً الى مضاعفة إنفاق قطر على توظيف هؤلاء وعلى مؤسسات العلاقات العامة إلى أربع مرات مقارنة بما كان يدفع قبل المقاطعة.

من الناحية الأخرى، فقد سبق ذلك فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022، وما صاحبه من رشاوى بالملايين لشراء الأصوات ورصد البلايين لبناء ملاعب لكرة القدم تفوق حاجة قطر للمئة عام المقبلة، أيضاً وفي قطاع آخر، تم بناء الناقل الجوي الضخم المتمثل في «طيران قطر»، وتم حجز مئات الطائرات العملاقة الحديثة، ثم بناء مطار حمد الدولي الذي يعتبر تحفة جميلة ونادرة بين مطارات العالم. وجود هذه المشاريع الطموحة حتى لو تحقق بعضها من طريق الرشوة، كان كفيلاً بتميز قطر وظهورها لاعباً دولياً مهماً في المنطقة والعالم، لو وجدت الحكومة الراشدة التي تدرك وتستوعب عوامل النجاح وعوامل المخاطرة.

اليوم، وبفضل قصور الرؤية وارتكاب الكثير من الحماقات، لا نرى إلا قطر المعزولة الخالية من الأصدقاء الذين يعتد بصداقاتهم، وبجانب ذلك النزف الهائل المستمر من الأموال القطرية التي تتم بعثرتها في كل اتجاه من دون أي مردود اقتصادي أو سياسي حقيقي أو حتى معنوي.

جغرافياً وسياسياً، ومع شدة وطأة المقاطعة والارتباك وعدم الثقة في النفس، لجأت قطر إلى إيران وتركيا، في محاولة إبراز نوع من القوة. المؤسف لقطر أن من لجأت لهم هم أنفسهم يعانون من مقاطعة أخرى أكبر وأهم. الرئيس ترامب مزق الاتفاق النووي، وأعاد إيران إلى زمن ما قبل التوقيع، واليوم تئن تحت وطأة العقوبات الصارمة بشكل لم يسبق له مثيل. تركيا هي الأخرى تعاني من سياسة أردوغان التنموية المعتمدة على المبالغة في الاقتراض، عندما كانت نسب الفائدة البنكية ضئيلة. ها هي عملة تركيا تهوي إلى مستويات قياسية ومرشحة للمزيد من الهبوط بعد فشل الحكومة في تسديد التزاماتها. ماذا تفعل قطر الآن وإيران وتركيا بحاجة للمال؟ قبل عشرة أيام جرى استدعاء تميم إلى تركيا، وبعد لقاء سريع مع أردوغان أعلن عن دعم قطر لتركيا بمبلغ 15 بليون دولار، ولا نعلم حتى الآن عن متطلبات إيران والاستمرار في دعم الجهات الإعلامية المكلفة بالهجوم على دول المقاطعة.

هكذا نشاهد نهاية الأحلام الوردية التي خطط لها حمد بن خليفة وحمد بن جاسم بعد شعورهما بنوع من الغرور الزائف والتي كان في مقدمها سقوط حكومة السعودية والأمل بضم المنطقة الشرقية السعودية لإمارتهم كما أوضحت التسجيلات. الغريب ليس وجود تلك المؤامرة بل الاستمرار بالتوجه ذاته، على رغم فشلها الفاضح. هل المال كفيل هنا بإزالة مثل هذا العار؟ هل يكفي المال فقط لمواجهة دولة كبرى كالسعودية أو مصر؟

لا أعتقد ولا أظن بأن «الحمدين» لديهما الاستيعاب المطلوب لإدراك هذه الحقيقة. من هنا ستستمر قطر على هذا النهج المعيب الذي يدل بوضوح أن عدو قطر الحقيقي هو في حقيقة الأمر المال. لا شك لدي في أنه لولا هذه «الدراهم» لتوقفت قطر منذ اللحظة الأولى عن تبني هذا السلوك المجنون، ولا أشك اليوم بأنها ستتوقف حتى يتم صرف آخر بليون في خزينتها. المشهد باختصار يمثل حال نفسية تعبر بالحركة البطيئة عن صرع وانهيار وانتحار دولة.

* نقلا عن "الحياة"

 

قطر والرهان على المستحيل

محمد آل الشيخ/الجزيرة/02 أيلول/18

العزلة والتهميش التي تعيشها قطر يبدو أنها ستطول، وربما تكلف القطريين أكثر مما كانوا يتوقعونه عند بداية المقاطعة. قطر من أجل أن تصمد أمام المقاطعة والتهميش وتبعاتها الاقتصادية والسياسية، اتخذت كثيرا من القرارات المتعجلة، التي كلفتها الكثير، ولم تحقق لها النتائج المرجوة. فهذه الدويلة التي كانت ملء السمع والبصر في فترتي الرئيس الآفل أوباما، ليست كذلك في عهد الرئيس الأمريكي الحالي ترامب. وبدلا من أن تتعامل مع وضعها الجديد بعقلانية، وتدرك أن المهام الموكولة إليها في عهد الرئيس السابق كانت طارئة، ولم تقم على أسباب استراتيجية، وأن فشل ما سموه الربيع العربي، وحكاية (الفوضى الخلاقة)، قد فشلت فشلا ذريعا، مازالت قطر تحاول أن تكابر وتصر على استعادة دورها، الذي لم ينته فحسب بتنحي الحزب الديمقراطي عن الحكم ، وإنما لأن دوائر صناعة القرار في أمريكا اكتشفت أن حجم قطر وتبنيها للمتأسلمين الإرهابيين، بغرض إلحاقهم فيما بعد بالمعسكر الذي تقوده القيادة الأمريكية قد فشل، وبالتالي يجب أن تعود قطر إلى ماكانت عليه قبل أحداث الربيع العربي. حمد بن خليفة الذي يمسك بمقاليد السلطة في قطر يبدو أنه تورم، وظن أن بإمكانه بما يملكه من أموال تكرار التجارب الثورية مرة أخرى، والعودة إلى التأثير في قرارات المنطقة، كما كانت المهمة الموكلة اليه من قبل أوباما. وهذا يمكن أن نطلق عليه بقدر كبير من العلمية أنه شبه مستحيل، حتى ولو عاد الديمقراطيون إلى سدة السلطة من جديد، كما ينتظر ويؤمل. قواعد اللعبة اختلفت اختلافا جذريا، فجماعة الأخوان المسلمين الذين تبناهم ووظف كوادرهم لتنفيذ مؤامرات ماكانوا يسمونها (الفوضى الخلاقة) لصالح أمريكا، هم اليوم يواجهون حربا وجودية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولم يعد خافيا على كثير من الذين كانوا يدعمونهم ويصفقون لهم ويراهنون عليهم ، انحدار شعبيتهم، وتدهور نفوذهم في الدول العربية إلى الحضيض؛ حتى أن كثيرا ممن ينتمون إليهم يتبرؤون منهم ، ويصرون على نقدهم في العلن، بل والتشنيع بهم؛ إلا أن حمد بن خليفة، مازال يصر على دعمهم ومناصرة كوادرهم والصرف عليها بسخاء أينما وجدوا؛ وهذا ما يعتبره كثير من عقلاء القطريين من باب الحمق والسفه والعناد غير المبرر، والسياسة هي دائما وأبدا ترتكز على ماهو ممكن، وليس ما يجب أن يكون. وكثيرون في قطر ممن شاءت الصدف أن التقيت بهم يعترفون بذلك؛ بل أن معلومات وردتي مؤداها أن تميم الأمير الصوري لقطر على قناعة بذلك، لأن الحاضر ومؤشرات المستقبل، لا توحي بأن المتأسلمين بمختلف أصنافهم هم اليوم مثلما كانوا بالأمس؛ وبالتالي فإن الإصرار على الرهان عليهم، وتحدي كل من يناوئونهم، كما يفعل والده، هو مضيعة للوقت والجهد والمال، لا سيما وأن إيران التي أشعلت جذوة التأسلم السياسي، وتحتضن وتمول كثيرا من عملياتهم، رغم التباين المذهبي، تمر الآن بظروف قاسية داخليا وخارجيا، وهي على حافة السقوط بعد العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليها الولايات المتحدة، وإذا سقطت إيران، أو على الأقل غيرت من سلوكياتها، وانكفأت لإصلاح الداخل، تصبح قطر ومعها جماعة الأخوان مثل السفينة الصغيرة التي تتقاذفها الأمواج في المحيط، لا بد وأن تبتلعها أمواجه.

شعب قطر ومعهم فيما أرجح أميرهم تميم باتوا يشعرون أن رهانات حمد، أو قل الحمدين، ثبت أنها فاشلة، فهل يتحركون قبل الغرق؟

 

«الإخوان المسلمون»: العقدة والفجيعة

علي العميم/الشرق الأوسط/02 أيلول/18

إن الدكتورة حياة اليعقوبي حتى لو لم ترجع إلى المصادر التي ذكرتها لها، كان عليها في قراءتها للرسائل الثلاث أن تلحظ أن رسالة حسن البنا في الجهاد قد زج بها بين رسالتي المودودي وسيد قطب في الجهاد، إذ لا يوجد تناسب وتناسق بينها وبين رسالتي أبي الأعلى المودودي وقطب في الجهاد من ناحية الفكرة والمضمون. وكان عليها أن تلحظ أن كلام سيد قطب في الجهاد مستنسخ من رؤية المودودي للجهاد. وهنا سأناقش الاحتمال الآخر الذي شرقت فيه وغربت بعيداً عن السبب البسيط الذي ذكرناه. لا صلة لما قاله المودودي في الجهاد ولما تابعه سيد قطب فيه، بما قال حسن البنا عن الجهاد. وعليه كيف تكون رسالة المودودي - كما ذهبت - رسالة تأطيرية لرسالة البنا في الجهاد؟! وكيف تكون رسالة تأطيرية لرسالة سيد قطب في الجهاد، وسيد قطب في رسالته ليس إلا مستنسخاً لقول المودودي في الجهاد؟! إن رؤية المودودي وتأويله للجهاد، كانت رؤية وتأويلاً جديداً على العالم الإسلامي، وهي الرؤية والتأويل الذي قدمه في كتابه «الجهاد في الإسلام» الذي ألّفه خلال عام 1926، وعمره لم يتجاوز 23 سنة، ونشره في كتاب عام 1927. وقد تحدثنا عن سبب تأليفه لهذا الكتاب في مقال «انقلاب قدم من مسلمي الهند».

وهذه الرؤية والتأويل كررهما في المحاضرة التي ألقاها في عام 1939، وهي المحاضرة التي قلنا عنها، إنها مستخلص من بعض ما جاء في ذلك الكتاب. ويسعنا أن نقرر أن إسلاميي القارة الهندية تأثروا في نظرتهم للجهاد بالكتاب الذي نشر في أواخر عشرينيات القرن الماضي، وأن إسلاميي البلدان العربية تأثروا بالمستخلص منه الذي ترجم إلى العربية في أول خمسيناته. وأن سيد قطب كان له دور أساسي في مد هذا التأثير وتعميقه في كتابيه المقروئين: «الظلال» و«المعالم».

إن حسن البنا لا يعرف شيئا عن تلك الرؤية وذلك التأويل، لأن المستخلص قد نشر بالعربية بعد اغتياله. أسباب زج «الإخوان المسلمين» رسالة حسن البنا «رسالة في الجهاد» بين رسالتي المودودي وسيد قطب في الجهاد، أن البنا رجل «عمل وتنظيم» وليس رجل «فكر وتنظير». فهو على المستوى الأخير سطحي ومبسّط كبير، لضعف ثقافته الدينية وضعف ثقافته العلمانية. وبسبب هذا الضعف لم تكن لديه موهبة المحاجة والمجادلة الفكرية والتنظيرية وملكة وتوليد الأفكار، ولا يتوفر على القدرة على كتابة مقال ذي مستوى، وبحث ذي وزن.

إن «الإخوان المسلمين» - لإعجابهم وافتتانهم وتقديسهم له - يعاندون هذه الحقيقة الواضحة، فيصرون على أنه رجل عمل وتنظيم ورجل فكر وتنظير. فرأوا أن زج رسالة البنا في الجهاد بين رسالتي المودودي وسيد قطب في الجهاد تجعله في مصافهما في الفكر والتنظير، وهما المشهود لهما بالثقافة والتحليق في التنظير. هذا هو السبب الأول. السبب الثاني، ادعاء الانسجام والتناغم ما بين البنا وسيد قطب والمودودي على مستوى الأفكار وادعاء أن منطلقاتهم ومصادراتهم المنهجية في التنظير هي واحدة عند الثلاثة، وأنهم مدرسة واحدة متصلة، فضل الأولوية والسبق فيها لإمامهم ومرشدهم حسن البنا.

السبب الثالث، أن «الإخوان المسلمين» يعرفون أن كتاب «مجموعة رسائل البنا» كان لا يجد إقبالاً عليه في القراءة حتى عند أبناء الحركة الإسلامية. وهذا يرجع إلى أن البنا كاتب شديد العادية، وكاتب غير جذاب. وكذلك لأن رسائله ليست فيها فوائد علمية تستحق أن يعود القارئ إليها بين حين وآخر. فقدروا أن دس رسالته في الجهاد بين رسالتي المودودي وسيد قطب في الجهاد قد تغري بقراءتها.

ولتوضيح أكثر لعظم تلك العقدة النفسية عند «الإخوان المسلين»، سآتي بمثال متأخر لها. بعد وفاة أبي الحسن الندوي ألّف يوسف القرضاوي كتاباً عنه اسمه «أبو الحسن الندوي كما عرفته». وتحت عنوان «أبرز الشخصيات المعاصرة التي أثرت في حياته» جعل من حسن البنا الشخصية الثانية التي أثرت فيها، اعتماداً على شواهد متهاوية ومتهافتة. إن الندوي حين قدم لكتاب البنا «مذكرات الدعوة والداعية» في طبعته الثانية عام 1966 رغم حفاوته واحتفائه بشخصية البنا، لم يذكر أنه من الشخصيات التي أثّرت في حياته. ومما يتميز فيه الندوي عن المفكرين والمثقفين والكتاب الإسلاميين أنه في بعض أعماله خدم تاريخه الشخصي، وخدم تاريخ الحركة الإسلامية في المشرق العربي منذ منتصف القرن الماضي.

وفيما يتعلق بتاريخه الشخصي، نحن نعرف من خلال تلك الأعمال، الشخصيات والحركات الدينية التي تأثر بها والكتب التي أثرت به، والكتب التي أعجب بها سواء قبل اكتمال شخصيته الدينية والثقافية والعلمية أو بعد اكتمالها، وليس في أي منها إشارة إلى أنه تأثر بحسن البنا، سيرة وعملاً، أو تأثر بقراءة أي عمل من أعماله المحدودة، أو تأثر بدعوته، دعوة الإخوان المسلمين، أو تأثر بقراءة كتاب من كتبها الأولى، ولا إشارة إلى أنه وقع على كتاب من كتبها الأولى، فأعجبه. وكذلك لا توجد فيها إشارة إلى أنه تأثر بدعوة دينية ما في العالم العربي. نحن نعرف كل هذا قبل أن يكتب سيرته الذاتية المفصلة في كتابه «في مسيرة الحياة». ويعرفه على نحو أوفى يوسف القرضاوي، لأنه ممن تتلمذ على كتبه وعلى رسائله وعلى مقالاته؛ وكل كتبه ورسائله ومقالاته. أنْ لا ينص الندوي في أعماله المومأ إليها على أنه تأثر بحسن البنا وبدعوته، دعوة «الإخوان المسلمين»، فهذا خطب يستوجب عند «الإخوان المسلمين» الحرقة والمرارة ومع هذا يمكن أن يتحملوه ويصبروا عليه. لأن عدم النص على التأثر يبقي على إمكان للادعاء والتلفيق وعلى مساحة للاختراع والتزوير بعد وفاته، لكنه في تلك السيرة التي أخرجها في أواخر ثمانينات القرن الماضي، أفجع وأجزع القرضاوي وكل «الإخوان المسلمين» بالنص فيها على أنه حين بدأ يخاطب العرب بتنظيراته الإسلامية المكتوبة باللغة العربية، كان يجهل اسم حسن البنا! وبما أنه كان يجهل اسمه، فمن باب أولى أنه يجهل اسم دعوته، دعوة «الإخوان المسلمين». ولأنه يعلم أن التصريح بخبر كهذا، سيكون نازلة على «الإخوان المسلمين» تفصم عرى صبرهم، وتعجز قوتهم عن احتماله، تلطف كثيراً في صياغته، وأرفقه بتعليل هو أن كتب «الإخوان المسلمين» ورسائلهم، لم تكن تصل إليهم في الهند.

وهذا التعليل - وإن كان ثقيلاً على «الإخوان المسلمين» - تعليل مقنع وصحيح. إننا نعرف من خلال بعض الأعمال المومأ إليها، ومن خلال كتابه الذي خصصه لسيرته الذاتية، ويعرف «الإخوان المسلمون» الذين التقوه أول مرة في زيارته الأولى لمصر في الأيام الأخيرة من أول شهر في عام 1951، «وكان بينهم يوسف القرضاوي حين كان طالباً في كلية أصول الدين في جامع الأزهر»، ويعرف قبلهم أدباء ومثقفي الحجاز الذين التقوه في زيارته الثانية للحجاز في الأشهر الأخيرة من عام 1950، قبل أن يسافر إلى مصر، أنه يعرف أسماء أدباء مصر ومثقفيها المعروفين، وأنه قد قرأ مقالاتهم وبعض كتبهم، وتأثر واسترفد من أساليبهم اللغوية والبيانية والبلاغية، وأنه قد قرأ مقالات العراقيين والسوريين واللبنانيين والفلسطينيين الذين يكتبون في مجلتي «الرسالة» و«الثقافة» المصريتين. وإن كان - لغلو ديني فيه - ينفر من توجهاتهم الفكرية واتجاهاتهم الأدبية والفنية، ويكن لها العداء الفكري الضيق الغليظ.

ولا شك أن «الإخوان المسلمين» حين التقوا الندوي أول مرة - إن كان صرح لهم شفاهة بأنه لم يكن يعرف اسم حسن البنا، وسيساعد على بوح كهذا، براءة اللقاء الأول وعفويته - تجرعوا هذا الخبر المر بألم ووجع. وراحوا يسألون - بحزن وأسى -: كيف عرف أسماء أولئك وعرف كتاباتهم ولم يعرف اسم حسن البنا واسم دعوته؟! سيسألون هذا السؤال الاستنكاري، لأن إمامهم ومرشدهم في نظرهم يبز شيوخ الأدب والثقافة في مصر الذين عاصرهم، بل هو أكثر من ذلك، إنه عندهم قريع دهره، وفريد زمانه. ولا شك أن الذين منهم قد قرأوا سيرة الندوي المفصلة زادهم إيلاماً وإيجاعاً وزاد حزنهم حزناً وآساهم أسى، التصريح بذلك الخبر كتابة. القرضاوي استغل أن الرجل متوفى، واستغل أن الخبر ورد في سطر واحد في كتاب من ثلاثة أجزاء، واستغل أن الإسلاميين - فيما يتصل بالإنباء والإخبار - لا يسألون كتابهم فيما يكتبون ويروون، واستغل أن نخبهم من الكتاب والمثقفين يتواطأون على تأريخ ملفق ومزور، فساق ذلك الادعاء المتهاوي والمتهافت آمناً مطمئناً. وللحديث بقية.

 

ما هو أكبر من معركة إدلب وأبعد منها

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/02 أيلول/18

تجمع التقارير على أن المعركة المرتَقَبة في محافظة إدلب ستكون خاتمة «الحرب» السورية، وبداية «تعافي» سوريا.

ربما يكون ذلك صحيحاً. ولكن حول موضوع نهاية الحروب، أودّ العودة إلى قصة حقيقية طريفة عن سائق سيارة الماريشال الفرنسي الشهير فردينان فوش، القائد العام للقوات الحليفة إبان الحرب العالمية الأولى. القصة أن أهالي قرية السائق، واسمه إميل، كانوا يعانون كغيرهم من الفرنسيين من تلك الحرب المدمّرة، وكانوا يعدّون الأيام، بل الساعات، على انتهاء عذاباتها. وكان المصدر الوحيد للأخبار عند هؤلاء المساكين «المسيو إميل» سائق القائد العظيم - وكان يومذاك برتبة جنرال - إذ كانوا ينتظرون على أحرّ من الجمر مجيئه إلى القرية لتفقد أوضاع أسرته في إجازات قصيرة خاطفة. وفور وصوله كانوا يتوافدون على بيته المتواضع ويبادرونه بالسؤال، وبلهفة: «ما هي الأخبار؟ هل سمعت من الجنرال أي خبر؟ هل قال شيئاً عن الحرب؟ هل يتوقع موعداً لنهايتها؟»... ولكن في كل مرة كان إميل يخيّب آمالهم فيجيب: «لا... لم أسمع شيئاً من سيدي الجنرال». ومرَّت الأيام ثقيلة مؤلمة، حتى حلّ يوم جاء فيه إميل في إجازة، وتوافد أهالي القرية على بيته لطرح سؤالهم المعتاد. هذه المرة صعقهم إميل بقوله: «نعم... نعم... قبل بضعة أيام تكلم الجنرال!»... ولكن قبل أن يسألوه عمّا قاله، تابع السائق: «لقد سألني: يا إميل، بربّك قُل لي: متى ستنتهي هذه الحرب؟!».

خلاصة القول إن نهايات الحروب في علم الغيب. وكم من حرب طالت وتشعّبت معطياتها بعدما تقاطعت فيها مصالح عديدة، واختلفت طبيعة تحالفات المتحالفين، واختل ميزان القوى بين الكبار الذين كانوا يغذّونها أو يدعمون أطرافها.

والواقع أن معظم الأحداث التي شهدتها منطقة المشرق العربي منذ ولادة الكيانات الحالية عام 1920، وبتركيز أكثر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 - عندما استقل معظمها عن الانتدابات الأجنبية - تركت ذيولها ومسبّبات حروبها حتى يومنا هذا.

في منطقة «الهلال الخصيب»، تحديداً، التي باتت لقمة سائغة وحلبة نزاع بين ثلاث قوى إقليمية، تقف خلفها قوتان عالميتان، «الغائب» الوحيد عن القرار هو صاحب الأرض الذي يفترض به أن يكون صاحب القرار. نعم، شعوب المنطقة هُم هذا «الغائب»، ولا أقول «المغيَّب»، لأن بعضها ارتضى أن يخدم مشاريع الآخرين... ويغلّب مصالحهم على مصالحه. في هذه الساعات الحرجة من عُمر المنطقة، ثمة «حروب» سياسية وميدانية وديموغرافية تُخاض في أقطار المشرق العربي، كلها لها رواسبها القديمة التي يجري استنهاضها عند الحاجة، إما من أجل التحشيد العاطفي والميداني، أو إضفاء «شرعية» وهمية لاستحضار العداوات والأحقاد وإراقة الدماء وتغيير الخرائط وتهجير الناس. عام 1920 شهد رسم حدود العراق وسوريا و«لبنان الكبير»، أي لبنان بحدوده الحالية. وداخل هذه الكيانات حاولت الطبقات السياسية العمل باتجاهين: تعزيز مواقعها في السلطة، وبناء «ثقافة سياسية» تخدم المواقع السلطوية التي تناسبها.

كما نعرف، كانت البداية مع الإقطاع السياسي والعشائري الذي برز منذ عام 1920. وظلَّت شخصيات الإقطاع السياسي والعشائري تتصدّر المشهد حتى أواخر عقد الثلاثينات من القرن الماضي، عندما أخذ المشهد السياسي في أوروبا يتبدّل مع تحدّي ألمانيا النازية وروسيا السوفياتية القوتين الأوروبيتين المنتدبتين إقليمياً... بريطانيا وفرنسا. بالتوازي، ظهر في المشرق العربي، وبالأخص بعد انكشاف «إعلان بلفور»، استقطاب بين مناصرين لألمانيا النازية ومناصري الانتدابين البريطاني والفرنسي، كما ظهرت بواكير الحركات اليسارية. ولم ينتهِ هذا الاستقطاب إلا بإسقاط ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق (1941) ثم هزيمة النازية (1945)، وولادة دولة إسرائيل (1948). وكان لا بد لولادة إسرائيل أن تُحدِث تغييراً في تركيبة الطبقات المهيمنة على المشهد الوطني في المنطقة لمصلحة «العسكر». إذ كانت الباكورة بدء مسلسل الانقلابات العسكرية السورية عام 1949، الذي عكس في جزء منه تبدّل ميزان القوى في الغرب أيضاً، وصعود الولايات المتحدة على حساب بريطانيا وفرنسا، وبروز الاتحاد السوفياتي «قطباً منافساً» ووارثاً التراث القومي - الأرثوذكسي «المسكوبي» في المشرق، وهو ما تأكد لاحقاً في «حرب السويس» عام 1956. وهكذا بحلول مطلع الستينات من القرن الماضي دخلت المنطقة كلها، بل العالم أجمع، مرحلة «الثنائية القطبية» بين واشنطن وموسكو. بين الرأسمالية وخصمها الآيديولوجي... الاشتراكية.

في هذه الأثناء تغيّر الكثير في المشرق. تركيا «الأتاتوركية» العلمانية كانت جزءاً من حلف شمال الأطلسي (ناتو) ضد «جارها» وعدوّها القديم روسيا، وعضواً مؤسساً في «الحلف المركزي» (حلف بغداد سابقاً) الراحل في وجه المشروع «القومي العربي». وإيران «البهلوية» الشاهنشاهية أيضاً كانت علمانية وغربية الميول وعضواً مؤسساً في «الحلف المركزي». أما إسرائيل - الاشتراكية سابقاً - فكانت قد بدأت تدريجياً مسيرة التحوّل في هوية نخبة السلطة، بعيداً عن الأحزاب العمالية الصهيونية والنقابات العمالية القوية... باتجاه تحالف الجماعات التوراتية وجنرالات الجيش و«مافيات أموال» المهاجرين، وانتهاءً بإقرار «قانون الدولة القومية»! نهاية «الحرب الباردة» بسقوط البديل الاشتراكي السوفياتي أنهضت تيارين قويين في مختلف أنحاء العالم هما: التيار الديني، والتيار القومي - العرقي. وحقاً، شهدنا ذلك في العالم العربي كله، كما شهدناه في تركيا وقبلها في إيران... بل حتى في الهند، كبرى ديمقراطيات العالم، ثم في «انقلاب» الديمقراطيات الغربية في أوروبا والولايات المتحدة على «العولمة»، وأحياناً حتى على «العلمانية». اليوم، من المفيد تذكّر هذه الخلفية عندما ننظر إلى تعثر التجربتين «الديمقراطيتين» في العراق ولبنان اللذين يعيشان عملياً تحت سطوة «ملالي» إيران العسكرية والأمنية، وإلى «معركة تصفية» الثورة السورية، التي تقودها روسيا.

من المفيد تذكرها عندما ننظر إلى الصمت الأميركي على ما تفعله القيادة الليكودية في إسرائيل، وإلى مسلسل «التآمر» على الشعب السوري، وإلى إشكالية علاقات واشنطن مع كل من السلطتين الحاليتين «الإسلاميتين» في طهران وأنقرة، وإلى هشاشة كيانات «عربية» توهّمنا طويلاً أنها كانت «مستقلة» و«متجانسة» تتوافر لدى شعوبها رغبة حقيقية في التعايش.

 

أوروبا أيضاً تتخلى عن إيران

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/02 أيلول/18

على خلاف ما التزمت به العواصم الغربية الثلاث، باريس ولندن وبرلين، من ضرورة المضي في الاتفاق النووي الإيراني بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو (أيار) الماضي، فإن مواقف هذه الدول بدأت تتصدع وتتغير عن التزاماتها ووعودها السابقة، ففي حين أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جهراً رغبته القوية في إنقاذ اتفاق 2015 حتى مع انسحاب واشنطن، إلا أن خلاف ذلك هو ما بدأ في الظهور بشكل معلن وليس فقط في الدوائر المغلقة، بعد أن أظهرت مذكرة داخلية وقعها الأمين العام لوزارة الخارجية الفرنسية، بأنها أوصت الدبلوماسيين والمسؤولين الفرنسيين بتأجيل رحلاتهم المحتملة إلى إيران، وسوّغت باريس هذه التوصيات بالمخاطر الأمنية، وقبل ذلك كان الاتحاد الأوروبي وافق الأسبوع الماضي على تقديم 20.7 مليون دولار لطهران، للمساهمة في تحمل أثر العقوبات الأميركية ومن أجل إنقاذ الاتفاق النووي، أي أن أوروبا ومقابل تكلفة العقوبات الاقتصادية الأميركية ضد إيران والتي تبلغ 5 مليارات دولار شهريا تريد تقديم هذا المبلغ الزهيد (من ضمن ميزانية لا تتجاوز 50 مليون دولار)، لمساعدة إيران في تجاوز أزمتها، بطبيعة الحال المقارنة بين الخسائر الجمة والمساهمة الأوروبية الإنقاذية تشرح وحدها أن ما تقدمه أوروبا لا يعدو عن كونه ذراً للرماد في العيون.

في مواجهة العقوبات الأميركية التي ستصل إلى ذروتها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، سعت باريس ولندن وبرلين إلى توفير السبل للمستثمرين الأوروبيين لكي يظلوا في إيران، إلا أن هذا أيضاً لم ينجحوا فيها، فمن بين 53 شركة غادرت إيران بعد العقوبات الأميركية، كان عدد الشركات الفرنسية المغادرة تسعاً والشركات الألمانية المغادرة ثماني شركات، كما أعلنت كل من شركة الطيران البريطانية «بريتش إيرويز» والفرنسية «إير فرانس» والهولندية «كيه إل إم» عن تعليق رحلاتها إلى إيران اعتباراً من هذا الشهر، وهو ما يلقي مزيداً من الضغط على الموقف الأوروبي الذي بدا أنه يتشكل بشكل أكبر، وقد يكون انسحاب الشركات الأوروبية الكبرى مؤخراً من إيران جزءاً من ترضية دول الاتحاد الأوروبي لواشنطن مقابل موقفها السياسي المضاد المعلن، لكن اللافت جداً تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بأن ثلاثة أمور ما زالت تقلق الغرب، عندما صرح بأنه «يجب أن تكون طهران مستعدة للتفاوض بشأن خططها النووية المستقبلية (بعد العام 2025)، وترسانة الصواريخ الباليستية ودورها في الحروب في سوريا واليمن»، وهو موقف أوروبي جديد يختلف جذرياً عن موقفها السابق الذي كان ثابتاً بضرورة استمرار العمل على اتفاق عام 2015.

مع تصدع الموقف السياسي الأوروبي الموحد تجاه إنقاذ الاتفاق النووي، يبدو أن الرسالة وصلت إلى أوساط المسؤولين الإيرانيين، في أن الدول الأوروبية الثلاث لا تستطيع اتخاذ الموقف المطلوب حيال الاتفاق، وهو ما عبر عنه المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي يائساً بأن على بلاده أن «تفقد الأمل» في أن تنقذ أوروبا الاتفاق، في حين كان موقف وزير الخارجية جواد ظريف أكثر وضوحاً، قائلاً إن أوروبا تكتفي للحفاظ على الاتفاق بمجرد إعلان مواقف بلا إجراءات عملية، وفي حقيقة الأمر لا أوروبا تستطيع إحياء اتفاق مات بانسحاب واشنطن، ولا إيران يمكنها التعلق بوعود أوروبية ثبت أنها ليست فقط لم تصدق، بل تغيرت وغدت متماشية مع المنطق ولا يمكنها السير عكس الرياح الأميركية. مع تطبيق الحزمة الثانية من العقوبات القاسية على إيران بعد شهرين تقريباً، ستكون العواصم الأوروبية عاجزة فعلياً عن مواجهة الواقع الجديد بأن الاتفاق الإيراني انتهى إلى غير رجعة، وأن كل محاولاتها السابقة لم تكن سوى تخفيف الصدمة عن النظام الإيراني، الذي يبدو معزولاً ويعاني أكثر من أي وقت سابق، إثر تخلي «الأصدقاء» الأوروبيين، كما سماهم الرئيس روحاني، عن ذلك الاتفاق، وهو موقف وإن تغير فإنه متوقع ومنتظر، فكل الدول تبحث عن مصالحها، ولن تكون المصلحة الأوروبية أبدا في الاستمرار في الدفاع عن الاتفاق النووي أكثر مما فعلت ومواصلة طمأنة طهران، التي بدورها تجد نفسها وحيدة ومعزولة بشكل أكبر بعد تخلي شركائها الأوروبيين في الاتفاق.

 

ثقافة «الخرافة» وثقافة «الواقع»

مشعل السديري/الشرق الأوسط/02 أيلول/18

ثلاثة أمور أكرهها في حياتي أكثر من كراهيتي لدم أسناني، وهي: العنصرية والتعصّب، والمبالغة، أو ما يتعارف عليه اليوم «بالهياط»، واسمحوا لي أن أنقل لكم هذا الخبر: تصدرت المملكة العربية السعودية جميع الدول العربية مجتمعة في عدد براءات الاختراع من تسجيل 664 براءة اختراع، وهي أضعاف ما أنتجته 10 دول عربية وردت في التقرير؛ إذ بلغ عدد براءات الاختراع التي حصلت عليها مصر والعراق وسوريا ولبنان والجزائر وتونس والمغرب والسودان واليمن والأردن مجتمعة 137 براءة اختراع، أي أن براءات الاختراع السعودية تفوق براءات الاختراع لدى أكثر من 300 مليون نسمة تسكن الدول العربية العشر – انتهى. من الممكن أن يكون ذلك وقد أبلعها، لكن أي اختراعات؟!، فالمهم هو «الكيف» لا «الكم»، فكلمة اختراع كلمة خطيرة وكبيرة جداً، فليتهم على الأقل يدلوننا ولو على عشرة في المائة فقط من هذه الاختراعات، وهل دخلت وحسّنت وارتقت بحياتنا العملية؟، أم أنها مجرد كلام في كلام مثل بعض حملة شهادات الدكتوراه في العالم العربي؟ وبالمناسبة سوف أذكر لكم بعض عناوين الرسائل التي تحضرني، فاقرأوها رضي الله عليكم وقهقهوا معي:

1- دكتوراه في «الشوكولاته»، 2- في ركوب الأمواج، 3- في عمل «الفول المدمّس والكفتة»، 4- في الكلمات المتقاطعة، 5- في التعبئة والتغليف، 6- في «السيرك»! ومصيبة المصائب في حياتنا هي محاولة البعض تكريس ثقافة «الخرافة» في عقولنا ووجداننا، وسأضرب لكم مثلاً بداعية «فطحل» لا يشق له غبار، حيث يروي على رؤوس الأشهاد ما قاله إمامه الشعبي: كان لي صديق من الجن يزورني فلا أراه، فهو يأتيني من الجدار ويغيب في الجدار، وكان يحب أن يأكل الرز فأطبخه له، وشاهد الرز وهو يطير في الهواء ثم يختفي، ويبدو أنه دخل في فم الجنّي الذي لا أراه – انتهى.

والغريب أن الشعبي وجنيه قد سبقا عصرهما، وها هي ثقافة «الواقع» المتحضر تؤكد ذلك فعلاً، من أنه قريباً لن يحتاج بشر إلى تناول الطعام بأيديهم؛ إذ سيكون الغذاء قادراً على التحليق في الهواء بالقرب من أفواهنا، بعد أن اكتشفت مجموعة من الباحثين في جامعة ساسكس إمكانية ضبط الموجات الصوتية العالية التردد يمكن ضبطها لجعل الأطعمة اللذيذة قادرة على الطفو، على ألا يكون الطعام أكبر من حبة البازلاء. والرز أصغر من البازلاء؛ لهذا سوف أطمئن الداعية الفطحل، بأنه سوف يشاهد الرز وهو يطير، وما عليه هو إلا أن يفتح فمه لكي يتكدس فيه، مثلما كان يتكدس في فم الجنّي.

 

الزعيم والإنسان: طبيب ماو من حمانا

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/02 أيلول/18

وصل المهاجر اللبناني إلى كل مكان يخطر في البال، وإلى الأمكنة التي لا تخطر في بال. كانت الأكثرية الساحقة من المهاجرين أوائل القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين من الفلاحين والمزارعين وغير المتعلمين. وكانت جهات الهجرة محدودة: الأميركتان، شمالية وجنوبية، وأفريقيا. لكن السفن كانت أحياناً تحمل الركبان إلى شواطئ غير متوقعة. الأديب والمفكر الكبير سعيد تقي الدين، هاجر إلى الفلبين، يوم لم تكن على الخريطة إلا لأهلها. وسافر الطبيب جورج حاتم إلى أبعد من ذلك، إلى الصين. استقر في شانغهاي، فتعرف فيها إلى فتاة أرستقراطية جميلة تدرس المسرح. كان الحب صاعقاً والقرار سريعاً، فتزوج اللبناني جورج حاتم من الصينية سو في. والصينية سو في كانت صديقة حميمة لزوجة صيني شهير يدعى ماو تسي تونغ. وبسبب ذلك، تعرف حاتم إلى ماو وقامت بينهما صداقة استمرت حتى النهاية. لم تكن الروابط الاجتماعية هي الأساس، بل الفكرية. فجورج حاتم، المولود في الولايات المتحدة من أبوين لبنانيين، أرسله أهله إلى الجامعة الأميركية في بيروت لدراسة الطب. وكانت المرحلة مرحلة حماس للاشتراكية، فانضم حاتم إلى لوائها. وتزايد حماسه عندما سافر إلى جنيف لإكمال دراسته، حيث تعرف على رفاق آسيويين. وهكذا، لم يعد إلى أهله في ولاية نورث كارولينا، بل قرر السفر إلى الصين. وفي عام 1937 أصبح ماهايدي، طبيب ماو الخاص وطبيب «المسيرة الكبرى» التي يقودها. بقي ماهايدي إلى جانب ماو حتى وصوله إلى بكين، عام 1949، وإعلان «جمهورية الصين الشعبية».

ويقول سفير لبنان في بكين فريد سماحة، إن أول قرارين اتخذهما ماو، منح ماهايدي أول جنسية صينية لأجنبي، والثاني، تعيينه المسؤول الأول عن شؤون الصحة في كل الصين.

لم يتوقف نشاط حاتم على معالجة نحو 40 ألف صيني، بل كان بارزاً في الحياة السياسية. وفي بكين تعرف إلى إدغار ضو، أشهر صحافي أميركي كتب عن ماو. لكن بناءً على رغبة حاتم، لم يذكر اسمه في الطبعة الأولى من كتابه «نجمة حمراء فوق الصين»، بل يرد ذكره «كطبيب متعلم في الغرب دحض الشائعات القائلة إن ماو مصاب بمرض عضال». وبعد انتصار ثورة ماو، انتقل حاتم إلى مدينة ينان وأشرف على محاربة البرص في البلاد إلى أن تم محوه نهائياً. وحمل ابنه ذو يو ما وابنته ليانغ بي أسماء صينية. وصدرت في أميركا مؤلفات عدة عن «طبيب الشعب» بينها ما أورده إدغار ضو في كتابه: «الصين الحمراء اليوم» عام 1961. وادعى نسبته الأميركيون، في حين قدمت له بلدته حمانا اسم ساحتها وعليها تمثال له قدمته الصين. إلى اللقاء...

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

نتائج انتخابات المجلس المذهبي الدرزي الريس: أفرزت كفاءات والمقاطعة مسؤولية المقاطعين

الأحد 02 أيلول 2018 / وطنية - عاليه - إنتهى فرز الأصوات للمرشحين للمجلس المذهبي، لطائفة الموحدين الدروز الجديد، في قلم اقتراع عاليه، لممثلي قضاء عاليه في المجلس وعددهم ثمانية أعضاء. وجاءت النتائج على الشكل التالي: رياض عطاالله 151 صوتا، الزميل رامي الريس 149 صوتا، طلال جابر 147 صوتا، ربيع غريزي 140 صوتا، غسان رافع 137 صوتا، أيوب الجردي 136 صوتا، جمال الجوهري 134 صوتا وعصام حيدر 129 صوتا. أما الخاسرون فهم: بسام المهتار 85 صوتا وأجود العياش 5 أصوات.

وكان قد ترشح عن قضاء عاليه 15 مرشحا، انسحب منهم خمسة، وحصلت المنافسة بين 10 أعضاء.

الريس

وتحدث الريس "للوكالة الوطنية للاعلام"، فقال: "الانتخابات جاءت كاستحقاق ديمقراطي داخل طائفة الموحدين الدروز، نعيشه كل ست سنوات مرة، وهو أفرز عددا كبيرا من الكفاءات والشخصيات، المهتمة بشؤون الطائفة الدرزية والشأن العام، التي حركها اندفاعها لمتابعة هذه الملفات".

وأضاف: "وردا على ما يقال عن مقاطعة، فهذه مسؤولية الأطراف، التي قاطعت هذا الاستحقاق، الحزب التقدمي الاشتراكي كان حريصا منذ البداية، على تشجيع المشاركة من كل الاتجاهات، وإذا كان يمارس سياسة حماية التعددية والتنوع في الجبل، على أكثر من صعيد، فمن باب أولى أن يمارسها داخل الطائفة، وبالتالي، المقاطعة تتحملها الأطراف التي قاطعت، عدا أن المرشحين، ليسوا بأكملهم من الحزبيين. هناك عدد من المرشحين المستقلين، الذين حققوا فوزا وحضورا في المجلس الجديد، ونتمنى التوفيق للأعضاء الجدد".

وفاز عن فئة المحامين: نزار البراضعي 62 صوتا، ندى تلحوق 61 صوتا ونشأت هلال 60 صوتا.

وعن بيروت وباقي المناطق: نادر فخر واللواء الركن شوقي المصري.

وعن حملة الشهادات الجامعية: رامي عزالدين وطلال أبو زكي وفراس زيدان.

وعن منطقة حاصبيا: عامر صياغة 72 صوتا، لبيب الحمرا 53 صوتا، غازي الخطيب 74صوتا، حكمت نوفل 61 صوتا ورمزي جماز 73 صوتا.

وعن منطقة راشيا: أكرم عربي 107 أصوات، مروان شروف 91 صوتا، شوقي أبو غوش 83 صوتا، نضال أبو حجيلي 75 صوتا وعلي فايق 71 صوتا.

 

فرنجية تلقى اتصالات تعزية من الرئيس عون وجعجع وشخصيات

الأحد 02 أيلول 2018/وطنية - تلقى رئيس تيار "المردة" الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية، سلسلة اتصالات هاتفية لتقديم التعازي بوفاة عمه روبير فرنجية نجل الرئيس الراحل سليمان فرنجيه، أبرزها من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

 

الخارجية تستنكر القرار الأميركي بوقف المساهمة في الاونروا

الأحد 02 أيلول 2018 /وطنية - استنكرت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان قرار الولايات المتحدة الأمريكية ب "وقف مساهمتها في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)، مسقطة التعهدات الدولية والامريكية تحديدا برعاية اللاجئين الفلسطينيين واغاثتهم والذين تسببت بتهجيرهم آلة القتل الإسرائيلية مستفيدة من غض النظر والتخاذل الدوليين". وجاء في بيانها: "مساهمات الدول في الأونروا ليست منة او مكرمة من أحد بل هي واجب على الدول التي وافقت على إنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وغطت احتلال ارضها وتشريد شعبها". وحذرت وزارة الخارجية من "النيات المبيتة وراء هذا القرار الذي يأتي في سياق أحداث متتالية من نقل السفارة الأميركية الى القدس وتكريسها عاصمة لاسرائيل ومن ثم إعلان الكنيست يهودية الدولة والآن وقف تمويل الأونروا، كلها خطوات للتخلص من حق العودة المقدس للاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي الدول المضيفة الأخرى، وإسقاط كل محاولة للحل على اساس الدولتين، ناهيك عن دفع العرب المقيمين في فلسطين المحتلة الى المغادرة. وتدق الوزارة ناقوس الخطر من كل هذه الأفعال وتدعو إلى التشاور مع الدول المعنية لوضع تصور للتحرك ومواجهة تداعيات هذا القرار، بما فيها عقد الاجتماعات الطارئة على مستوى الجامعة العربية واوسع من ذلك ليضم الدول المضيفة والمانحة والمعنية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك".  واشادت الوزارة في هذا السياق، ب "قرار المانيا زيادة مساهمتها"، ودعت الدول الأخرى لتحذو حذوها من أجل ردم الهوة التي سببها قرار اميركا والسماح بالحفاظ على عمل الأونروا".

 

قاسم: واهم من يعتقد ان موقعه داخل الحكومة يهيء له ان يكون رئيسا للجمهورية فلا تضيعوا الوقت على احلام

الأحد 02 أيلول 2018 /وطنية - رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "أن كل الشروط التي تطرحها أميركا من أجل الحل في سوريا لا معنى لها، لأن من يطرح الشروط هو المنتصر وأميركا منهزمة في سوريا ولا يحق لها أن تطرح شروطا، ولا أن تقول على إيران وحزب الله أن يخرجوا من سوريا ولا تستطيع أن تفرض معادلات لا في الأمن مع سوريا ولا في أي شيء لأن أميركا خاسرة ومن معها خسروا"، مشيرا إلى "أن الأمر يحتاج إلى صبر وان شاء الله في يوم من الأيام سيتغير هذا الواقع طالما أننا انتقلنا من مرحلة إعدام وجود سوريا المقاومة إلى مرحلة الإنتصارات المتتالية لسوريا ومحورها، وأزحنا هذه الغيمة السوداء المقبلة وسيستمر النصر ونحقق المزيد". كلام قاسم جاء خلال حفل تخريج طلاب معاهد الأفاق في لبنان حيث أقيم الإحتفال في النبطية، في حضور شخصيات، فعاليات سياسية، تربوية، ثقافية، علمائية وأهالي الطلاب.

ولفت إلى "أن كل الجماعات الذين يراهنون على أميركا يجب أن يعيدوا النظر في هذه العلاقة، لأن أميركا تكذب، وهي الشيطان الأكبر، والمخادع الأكبر الذي لا صاحب له، والذي يخون الخيانة الكبرى، والذي لا يراعي حقوق الطفولة ولا حقوق المرأة بأبشع الصور كما يحصل في اليمن".

وسأل: "أين وقعت أميركا اتفاقا مع دولة في العالم ووفت فيه؟ مؤكدا انها ستخسر لأنها ظالمة والظالم يربح جولة وصاحب الحق يربح نهاية الجولة وجولات كثيرة ان شاء الله تعالى، لا ضمير ولا اخلاق لديها، هم الآن حلفاء مع السعودية وغدا سترى السعودية الضربة الاولى ستكون لها من اميركا".

وقال: "إذا كان الجميع يظن أن اقرار ترامب صفقة القرن التي تضم القدس لإسرائيل وإلغاء عودة اللاجئين سيكون عاديا وستمر هذه الصفقة، نقول لكم لا، لأن هناك مقاومين فلسطينيين مجاهدين يرفضون صفقة القرن .. وفي الشأن اللبناني، رأى "أن الحكومة هي ضرورة ملحة في هذه المرحلة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وقد ضاق الوقت، ويجب أن ننتهي وننجزها لمصلحة الناس"، وقال: "إذا كان البعض يظن أن ربط تأخير تشكيل الحكومة بالخارج أو بأزمات الخارج يؤدي إلى حل، فنقول له لا إنما ذلك يؤدي إلى مزيد من التعطيل، وإذا كان البعض يربط تشكيل الحكومة برئاسة الجمهورية ويعتقد أن موقعه في داخل الحكومة يهيء له أن يكون رئيسا للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي فهو واهم"، مؤكدا "أن رئاسة الجمهورية لم تكن يوما في لبنان مرتبطة بتشكيل الحكومة، فقبل انتخاب رئيس الجمهورية كانت دائما تحصل تداخلات محلية وإقليمية ودولية وأحيانا يكون الحل غير متوقع قبل 5 اشهر من موعدها، وبالتالي رئاسة الجمهورية لها مسار آخر عندما يحين وقتها. فلا تضيعوا الوقت على أحلام لا يمكن أن تتحقق من خلال الحكومة". وفي الشأن الاسرائيلي، قال قاسم: "أصبح واضحا لدى الجميع أن إسرائيل لا تستطيع ان تعلن الحرب على لبنان في أي وقت تشاء، فهذا الموضوع انتهى"، لافتا الى أنه في السابق "كانت إسرائيل إذا قررت الحرب تخوضها وتأخذ مكتسباتها، أما اليوم فتعتبر أن الحرب قد تسبب لها خسائر ومشاكل وتعقيدات لذلك هي تنتظر وتفكر، والسبب أن المقاومة جاهزة ولديها تصميم على قرار الرد والدفاع بدون ألاخذ في الإعتبار أي عنوان سياسي أو ظروف محلية او إقليمية أو دولية، إسرائيل تعلم أنها إذا اعتدت ستنال الرد وإن شاء الله المقاومة قادرة على الإستمرار وعلى الدفاع فلا عودة إلى الوراء. انتهى زمن التبعية وبدأ زمن المقاومة".

 

قاووق: نستعجل الحكومة حرصا على الوطن

الأحد 02 أيلول 2018 /وطنية - شدد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق على أن "الحزب يستعجل تشكيل الحكومة في ظل تزايد العقد التي توضع في طريقها، من أجل إنقاذ البلد من شبح الانهيار الاقتصادي والمالي، وإنقاذ اللبنانيين من أزمات الكهرباء والمياه والنفايات غيرها".

وقال خلال احتفال تكريمي أقامه الحزب في "ذكرى شهداء المقاومة الإسلامية" في بلدة مجدل زون في ساحة البلدة: "عندما يستعجل "حزب الله" تشكيل الحكومة، ليس خوفا من العقوبات الأميركية، أو قلقا من قرارات المحكمة الدولية، لأن هذا لن يقدم أو يؤخر، إنما حرصا على الوطن وهموم الناس ومعالجة قضايا مجتمعنا، إذ لا يمكن التباطؤ وتسويف الوقت. هناك من يستعجل افتعال العقد وتعقيد المشكلات، ويتسابق في الضجيج والصراخ والاستفزازات الكلامية وتأجيج الانقسامات السياسية وتحديدا في مواجهة المقاومة من أجل أن يشهدوا له عند الأمير، ولكن مهما حاولوا وعلا الصراخ وكانت الرهانات، لن يحصدوا إلا الفشل، لأن لبنان الذي انتصر على العدوين الإسرائيلي والتكفيري، وعلى العقوبات الأميركية التي طال وقتها ما يزيد على ثلاثة عقود، حصين وفي منعة شعبية وسياسية، ولا يمكن لأي إملاءات وإرادة خارجية أن تهزها". أضاف: "قدر إسرائيل بوجود معادلة المقاومة، الاستمرار في الانحدار إلى قعر الهزائم، بينما قدر لبنان مزيد من الانتصارات، وقدر "حزب الله" أن يكمل في مسار تصاعدي نحو قمم الانتصارات، فبهذه الروح قاتلنا في الجرود والقلمون والبادية حتى أسقطنا المشروع الإسرائيلي التكفيري الذي لا تزال له قواعد واحدة ل "النصرة" في إدلب، والثانية ل"داعش" في البادية شرق الفرات. أميركا تحمي وتغطي وتدعم علنا قاعدتي "داعش" شرق الفرات وجبهة "النصرة" في إدلب، وتهدد بالتدخل العسكري بهدف حمايتهما، ولكن الذي انتصر على إرادة 84 دولة منذ العام 2011 في سوريا، لن يعجزه أن ينتصر على إرادة أميركا في معركة إدلب أو شرق البادية". واعتبر أن "وجود داعش في بادية سوريا وجبهة النصرة في إدلب، يشكل خطرا على لبنان، ولا سيما أن هناك الكثير من الإرهابيين التكفيريين اللبنانيين الذين يقاتلون معهما، وعليه لبنان في حاجة ماسة لحسم المعركة في إدلب وشرق الفرات واقتلاع هذه المقرات، من أجل تحصين أمنه وانتصاراته وإنجازاته".

 

عرس جماعي في بكركي.. الراعي: العائلة مدماك حياتنا الوطنية ونتمنى استمرار هذا التقليد وتطوره

الوكالة الوطنية للإعلام/02 أيلول/18/أحيت "الرابطة المارونية"، للسنة التاسعة على التوالي، العرس الجماعي ل41 ثنائيا من مختلف ابرشيات الطائفة المارونية في لبنان، الذين نالوا بركة الاكليل في احتفال ترأسه البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بمعاونة المطارنة يوحنا رفيق الورشا، بولس الصياح، سمعان عطالله وبولس عبد الساتر ولفيف من الاكليروس. حضر الاكليل وزير الاعلام ملحم الرياشي، النائب السابق نعمة الله ابي نصر، رئيس "الرابطة المارونية" النقيب انطوان قليموس واعضاء المجلس التنفيذي للرابطة وعدد من المساهمين في العرس وفاعليات واهالي العرسان وانسبائهم واصدقائهم.

وصل موكب العرسان عند السادسة مساء وجلسوا في الاماكن المخصصة لهم مع الاشابين، على وقع معزوفات موسيقى الصليب الاقدس والزغاريد ووسط اعلام الكشاف الماروني وبيارقه ونثر الورود، قبل ان يدخل موكب البطريرك الذي تقدمه الصليب، وقد احاط به نوابه العامون وقليموس، لتبدأ مراسم الاكليل الذي تولت خدمته جوقة الاعراس التابعة لرعية مار الياس- انطلياس.

عظة الراعي

وبعد الانجيل، القى الراعي عظة تحدث فيها عن سر الزواج في الكنيسة "واهميته في بناء المجتمع وتكوين العائلة المسيحية الملتزمة بالقيم الدينية والوطنية"، معتبرا ان "الزواج هو رابط مقدس يقوى بالايمان والمحبة"، وشاكرا "الرابطة المارونية" ولجنة الشؤون الاجتماعية والانشطة الداخلية فيها على "تنظيمها لهذا العرس الذي بات تقليدا سنويا نتمنى استمراره وتطوره". ومما قاله: "اقدم لكم التهاني مقرونة بالصلاة لسيدة بكركي لكي تبارك هذا الزواج وترافقكم في كل محطات حياتكم لانكم تلبون دعوة مقدسة، هي الدعوة الى الحياة الزوجية. هي دعوة، هي فرحة للمجتمع وللبنان والكنيسة، لان عائلة جديدة بثت تحمل الحب والسعادة في وقت لا يبث فيه الا الوجع والقلق، عائلة ستكون هي المدماك في حياتنا الوطنية اللبنانية". أضاف: "ان الزواج هو دعوة مقدسة. انه مثل الكهنوت، مثل الدعوة الرهبانية، دعوة إلهية يعبر عنها الزوجان بكلمة نعم، بها يواصلان الرسالةالمسيحية والانسانية. نعم باسم الامومة والابوة. كل ثنائي منكم ايها العرسان ينال النعمة الالهية التي تقدسه، ليتحمل الواحد مسؤولية الآخر. هذه هي معاني العرس الجماعي. اي ان يدخل كل ثنائي خط التدبير الالهي والمجتمع ولبنان. ونصلي لكي تتحقق امنية الكنيسة فيكم".

مراسم الاكليل

ثم لفظ العرسان "النعم الابدية" دلالة على تقبلهم سر الزواج والرباط المقدس، وتبادلوا المحابس، بعدما تلوا عهد الزواج امام البطريرك. ولوحظ هذا العام زيادة عدد المتقدمين الى العرس الجماعي، اذ بلغ 41 ثنائيا، بعدما كان في العام المنصرم 26 ثنائيا.

قليموس

كما كانت كلمة لقليموس شكر فيها البطريرك على رعايته الاكليل وترؤس مراسمه. كما شكر الكهنة الذين تولوا المواكبة الروحية للعرسان، وكل من ساهم في "انجاح العرس الجماعي بما قدم من اسهامات مادية وعينية". وقال: "ان كل ثنائي على لائحة العرس الجماعي هذا العام، هو مشروع عائلة مسيحية لبنانية، مؤمنة بالكنيسة وتعاليمها، وأشبه ببيعة مصغرة مشيدة على صخرة الحب والتضحية. فمبروك للعرسان الجدد، ونضرع الى الله ان يثمر اتحادهم في رحاب الكنيسة، وعلى خطاها، ذرية مبرورة، يتواصل معها النسل ويتكاثر، وينتشر كالأنجم الزهر التي ترصع رحب الفضاء".