المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 أيلول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.september01.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/لبنان بحاجة إلى "نفضة" كاملة لطاقمه السياسي والحزبي العقيم والفاشل

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

الياس بجاني/لا أمل ولا رجاء من شركات الأحزاب ال 14 آذارية  "سابقا"

 

عناوين الأخبار اللبنانية

المقاومة الحقيقية المبدئية ليست سلاح ولكن انسان مقاوم ملتزم بقيم الحرية والسيادة والله

المقاومة بعدم المقاومة، أو سياسة النأي بالنفس/ادمون الشدياق/فايسبوك

الياس الزغبي: لإصغاء الفريق السيادي للمطالب الدولية بالتزام حياد لبنان

نوفل ضو ينتقد السكوت المخزي عما قاله بري

سلمان سماحة: أدعو إلى استفتاء مسيحي جديد

مجلس الأمن يمدد مهمة اليونيفيل في لبنان

موسى الصدر يخجل ان يلفظ هؤلاء اسمه/محمد عبد الحميد بيضون

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الالجمعة في 31/8/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 31 آب 2018

الحريري في بعبدا خلال 48 ساعة

في ذكرى ولادة "لبنان الكبير".. وجه "بلاد الأرز" الحقيقي مهدّد بالزوال

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

غياب الاستراتيجية أفشل اتفاق معراب”/د. الفرد رياشي/المؤتمر الدائم للفدرالية

تناقض صارخ بين موقف نصرالله وبيان "الوفاء للمقاومة" حول الملفات الخلافية/دعوة لبنان لمراجعة تموضعه انتقال الى التسخين ام لارضاء خاطر ايران كلاميا

حزب الوطنين الأحرار: وحده انجاز الاستحقاق الحكومي يسمح للمؤسسات بالعمل في شكل طبيعي وهذا ما يحتاجه لبنان

لبنان على طاولة لجان الكونغرس

أهالي المفقودين اللبنانيين يطالبون بهيئة وطنية مستقلة لكشف مصيرهم/سناء الجاك/الشرق الأوسط

الحريري لم يُنضج صيغة حكومية يقدمها لرئيس الجمهورية والأطراف متمترسة وراء مطالبها والعرقلة تستنزف البلد/يوسف دياب/الشرق الأوسط

اللجان المشتركة في البرلمان اللبناني أقرت قانون المعاملات الإلكترونية أمس

اليونيفيل رحبت بقرار مجلس الامن تمديد ولايتها ديل كول: دليل على استمرار التزام المجتمع الدولي بالحفاظ على الاستقرار في الجنوب

غراندي أكد أهمية استمرار دعم لبنان: قرار العودة الى سوريا يعود للاجىء فقط وهدفنا إزالة هواجسه

 الحريري: لنا اختلافاتنا مع حزب الله وأحترم بوتين كثيرا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تستعدّ لسيناريو حرب بنشر صواريخ في العراق

كندا والولايات المتحدة في الشوط الأخير من المفاوضات حول نافتا

بوتين: مقتل زعيم الانفصاليين في أوكرانيا جريمة خسيسة

هجوم بسكين في محطة القطارات في أمستردام والشرطة تطلق النار على المهاجم

لودريان لطهران: لا يمكن تفادي «طريق» المفاوضات الموسعة

موسكو تحشد قبالة سوريا وتحذر الغرب من «اللعب بالنار»

لافروف والمعلم ناقشا {إدلب} وعودة اللاجئين... وبوغدانوف التقى رئيس «الهيئة» المعارضة

قمة ثلاثية حول سوريا في طهران الأسبوع المقبل

إسرائيل ترى تباطؤاً في الانتشار الإيراني بعيد المدى بسوريا

مقاتلو المعارضة في إدلب يفجرون جسرين تحسباً لهجوم النظام

صحيفة: الولايات المتحدة تعتزم وقف تمويلها لـ«أونروا»

بن دغر: التقرير الأممي غير حيادي... والحوثيون غير جادين في السلام وناقش مع السفير الأميركي الترتيبات المتعلقة بمحادثات «جنيف»

قطر استهدفت 250 شخصية مقربة من ترمب لتغيير السياسة الأميركية وصرفت لهم مبالغ ضخمة للتأثير على أعضاء الكونغرس وطرح بعض الأسئلة

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لعب بالنار على الساحة اللبنانية/سليم نصار/الحياة

ما هو «نصيب» اللبنانيين من معبر «نصيب»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

خيارات للّحاق بالمعطّل الى باب الدار/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

يتمسّكون بـ«الطائف» ويُشنِّعون به/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

تقرير «محاسبة المقصّرين» بعهدة الحريري/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

مـن هـو الامـام السيـد موسـى الصـدر/وكالات/لبنان الجديد

هكذا ينقلب العجز إلى ملاءة في الخزينة.. إن أردتم/الهام فريحة/الأنوار

لاقتصاد اللبناني منيع وثابت ومستقر والخزينة مليئة بودائع الدولار/الهام فريحة/الأنوار

إيران وإضاءات ولاية سارلاند الألمانية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

من راخين إلى الغوطة: مجرمون وضحايا... وعدالة متأخرة/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

متى يمكن الحديث عن نظامٍ عربيٍّ جديد/رضوان السيد/الشرق الأوسط

الزعيم والإنسان: في خدمة الرئيس و... الناس/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية في ذكرى تغييب الصدر: قامة وطنية ناضلت لرسالة التعايش ما أحوجنا اليها اليوم عنوانا للتلاقي والانفتاح

غراندي من بيت الوسط: أفضل حل للاجئين السوريين تأمين عودة كريمة لهم الى بلدهم

الحريري أعرب عن اعتقاده بقرب تشكيل الحكومة رغم الصعوبات: من مصلحة لبنان انتهاج سياسة النأي بالنفس وعدم الانخراط في الصراعات

الراعي في اللقاء الثقافي لرابطة قنوبين : ثقافتنا العيش معا في بيئة مشرقية معذبة وبلدنا الصغير يتحدى كل السياسات الدولية بعيش ابنائه

الراعي تابع مع نواب كسروان وجبيل قضايا عامة وإنمائية

كنعان زار الرهبانية المارونية: أحد المداميك الاساسية للوطن وواجب الدولة التعاون والدعم

باسيل بعد لقائه الراعي: نحن وسيدنا ننتظر تأليف حكومة وحدة على معايير العدالة والتوازن والشراكة

حسن يعقوب : كما انتصرنا في إسقاط مؤامرة التغييب سننتصر في كشف الحقيقة

بري في ذكرى تغييب الصدر: سعينا ونسعى للوصول الى تشكيل حكومة تنأى عن الوقائع الجارية ومتشائل بشأن تشكيلها والبقاع الاكثر تحملا لاعباء النازحين السوريين

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان

إنجيل القدّيس متّى16/من01حتى04/"دنَا الفَرِّيسيُّونَ والصَّدُّوقيُّونَ مِنْ يَسُوعَ لِيُجَرِّبُوه، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُريَهُم آيَةً مِنَ السَّمَاء.فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «عِنْدَ حُلُولِ المَسَاءِ تَقُولُون: غَدًا صَحْوٌ! لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّة. وعِنْدَ الفَجْرِ تَقُولُون: أَليَوْمَ شِتَاء! لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ مُكْفَهِرَّة. إِنَّكُم تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ السَّمَاء، أَمَّا عَلامَاتُ الأَزْمِنَةِ فلا تَقْدِرُونَ أَنْ تُمَيِّزُوهَا. جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان». ثُمَّ تَرَكَهُم ومَضَى."

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

لبنان بحاجة إلى "نفضة" كاملة لطاقمه السياسي والحزبي العقيم والفاشل

الياس بجاني/31 آب/18

من الصعب لا بل ربما من المستحيل على اللبناني الحر والعاقل أن يحترم أي سياسي أو صاحب شركة حزب في لبنان..زمن عقم سياسي ومحل قيادي

وطننا ينهب ع المكشوف ودون حسيب أو رقيب

 

الياس بجاني: في اسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

لا أمل ولا رجاء من شركات الأحزاب ال 14 آذارية  "سابقا"/الياس بجاني/29 آب/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%D9%84%D8%A7-%D8%A3%D9%85%D9%84-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%80-14-%D8%A2%D8%B0/

 

لا أمل ولا رجاء من شركات الأحزاب ال 14 آذارية  "سابقا"

الياس بجاني/29 آب/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67085/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%a3%d9%85%d9%84-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d9%85%d9%86-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3/

يكثر الكلام منذ 3 أشهر وبأنماط إنشائية مملة وببغائية غير مسبوقة عن احتمال قيام حلف معارض ل تجمع 08 آذار الحاكم المتمثل بالرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل وتيارهما.

الكلام الإعلامي هذا هو عن عدد من أصحاب شركات الأحزاب اللذين  بتخاذلهم والنرسيسية كانوا ولا يزالون وراء صفقة الرئاسة الأخيرة وكل ما جاء معها من تنازلات سيادية واستقلالية ومساكنه للاحتلال.

هي نفسها شركات الأحزاب التي سوقت ولا تزال لهرطقة ما سموه "واقعية" بهدف تبليع الناس انحرافاتهم الوطنية وتخليهم عن كل ما هو معارضة سيادية واستقلالية صادقة.

هؤلاء وبهدف التعمية يسوّقون لهرطقات وشعارات وفذلكات ورزم من التبريرات المرّضية هدفها خدمة أجنداتهم الذاتية من نفوذ وسلطة ومواقع وحصص وتبليع الناس تخليهم عن تجمع 14 آذار وفرطه.

هرطقات ومطالب وعقد لا علاقة لها لا بالناس ولا بالوطن ولا بأي مصلحة وطنية.

عملياً لا شيء للأسف يجمع بين أحزاب شركات المستقبل والقوات والاشتراكي غير مصالح أصحابها اللذين يتحملون بالكامل مسؤولية كل ما حل بلبنان من مآسي وكوارث على كافة الأصعدة منذ العام 2005، وذلك بعد أن تزعموا "بخبث" ثورة الأرز التي قام بها الشعب وليس هم بأي شكل من الأشكال، ومن ثم سرقوها وأبعدوها تدريجياً عن أهدافها وانتهى بهم الأمر مستسلمين بالكامل للمحتل ولرموزه من خلال صفقات وصفقات وتسويات لا تعد ولا تحصى مقابل حقائب وزارية ومواقع في السلطة على حساب دماء الشهداء والدستور والقرارات الدولية والسيادة والاستقلال.

وهنا لا نستثني شركة حزب الكتائب فمن منا ينسى حرتقات ومناكفات هذه الشركة العائلية داخل 14 آذار قبل فرطها، وكيف مؤخراً عرقلت بقوة قبل الإنتخابات النيابية قيام تجمع سيادي واستقلالي معارض..

باختصار إن من يُجّرب المُجرب يكون عقله مُخرب..

وبالتالي فإن الشركات الأربعة هذه فاشلة 100% ولا أمل ولا رجاء من أي خطورة إنقاذية يقوم بها أصحابها لأنهم عملياً استُهلكوا بالكامل وفقدوا بوصلة العمل الوطني النقي والتقي واللامصلحي وقد أصبحوا عملياً غرباء عن كل ما هو صدق وثبات ومصداقية..

من هنا فإن أي مراهنة سيادية على أصحاب هذه الشركات الأحزاب لن تتحقق لأن مواقفهم الحالية المعارضة هي مسرحية وآنية وعلى خلفية التقاسم والحصص وتحت مظلة التسوية "الخطيئة".

إن معارضة هؤلاء لا علاقة لها لا بالقرارات الدولية ولا بالدستور ولا بالسيادة ولا بالاستقلال ولا بكل ما يتعلق بحزب الله واحتلاله ودويلته وسلاحه وحروبه وانتهاكاته المحلية والإقليمية والدولية.

معارضتهم وإن كانت عالية النبرة فهي تكاد تكون شخصية بحت وغايتها الحصول على أثمان سلطوية ترضيهم وتحفظ أدوارهم المهيمنة داخل مذاهبهم والدولة.

باختصار ودون لف أو دوران أو غرق في أوحال التبعية والغنمية فإن لبنان بحاجة لدماء سياسية وحزبية جديدة وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

المقاومة الحقيقية المبدئية ليست سلاح ولكن انسان مقاوم ملتزم بقيم الحرية والسيادة والله

مقتطف من كتاب" هوية من تاريخ " للكاتب والمؤرخ فادي توفيق كيروز

اما المجتمع المسيحي في جبل لبنان فكان بمجمله مجتمع فلاحين حيث كانت الزراعة المورد الرئيسي لسكان الجبل.

أما العونة فكانت تشكل جانباً مهماً من الحياة الاجتماعية في ذلك الحين. فعلى سبيل المثال اذا اراد شخص ان يتزوج ويبني بيتاً ، كانت القرية تعاونه في بناء بيته بدون مقابل، فهو بدوره سيعاون أخرين على بناء بيوتهم. وإذا مرض احدهم لازمه الجميع بالمداورة لخدمته والوقوف على حاجاته. واذا ما توفى احد، لازم الجميع أهله بالمداورة أربعين يوماً لمؤاساتهم، وإذا ما اراد أحد حراثة حقله، تلقى كل المساعدة المطلوبة. بالإختصار كان سكان جبل لبنان فقراء، انقياء وقديسين، وكانوا يتكلون على الله في كل شيء من ابسط تفاصيل حياتهم اليومية، حتى وجودهم واستمرارهم في تلك النقطة من العالم. فهم لم يكونوا عباقرة في السياسة، ولم يكن مرض الاقطاع السياسي قد تسلل الى حياتهم العامة، فالإقطاعية والوراثة السياسية كانت ابعد ما تكون عنهم. فالمقدم على سبيل المثال لم يكن يخلفه إبنه، والأمير كذلك، بل المتقدم في الخدمة من أبناء الشعب هو الوارث، أما البطريرك فكان الخادم الاكبر ويعيش حياة تقشف هي أقرب الى حياة الحبساء. وكانوا مُسَلّمين أمرهم لله وأوفياء له واضعين كامل ثقتهم به في كل حين، على خطى معلمهم يوحنا مارون. غير أن الصفة الأهم التي تحلّوا بها والتي استلهموها من يوحنا مارون، كانت عدم الفتور في في المواقف، فهم كانوا دائماً حارّين بالروح وبعيدين كل البعد عن الرمادية التي غالباً ما تنعت زوراً بالحكمة. ففي المحطات التاريخية والمواقف الوطنية لا مجال للمساومة على حريتهم وقدسية جبل لبنان.

 

المقاومة بعدم المقاومة، أو سياسة النأي بالنفس.

ادمون الشدياق/فايسبوك/30 آب/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67134/%D8%A7%D8%AF%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-2/

بما ان النأي بالنفس هو عدم مهاجمة اي فريق خارجي او داخلي اعلامياً او كلامياً او عسكريأً فهل هذا معناه ان القوات اللبنانية وسائر القوى السيادية قبلت مرحلياً بالاحتلال الايراني للبنان وعدم التعرض له؟

وهل تسيير امور التاس الحياتية واليومية وهم محتلون وصاغرون ومنتهكون كالاغنام هو المقاومة التي اصبحنا ننتهجها لتحرير لبنان؟

اللبناني ما كان يوماً خاروف في مزرعة ولا قبل يوماً عندما خُير ان يكون كذلك ولذلك قاوم بالدم والعرق ليبقى الصوت الصارخ في محراب الحرية التي هي اعز الف مرة من حياته او حياة اولاده، واي احصاء في مجتمعنا سيثبت ذلك.

ان الدخول في هذه الحكومة المدجنة والذمية والتي تغطي الاحتلال الايراني للبنان لهي نقطة سوداء في سجل المقاومة اللبنانية مهما حاولنا تجميلها وتسويقها كانتصار .

انها الانتصار المرحلي عند عفو الذئب عن قطيع الاغنام لبعض حين لأنه متخم ونحنا ما تعودنا ان نكون قطيع من الاغنام ولا يجب ولا نريد ان نكون.

واذا كان الدخول هو تسوية من اجلنا نحن الشعب لتحسين حياتنا اليومية فنحن لا نريده مغمساً بحبر التقية والقدرية والانتظار على ضفة النهر.

نطالب بموقف يليق بالمقاومة اللبنانية فالحرية لا تنتزع بانصاف الحلول والتسويات السياسية العادية والتقية والتذاكي على الاقدار، بل بالمقاومة الكلية الشاملة وعدم تغطية الاحتلال ولو اقله بالمعارضة الفاعلة الجدية والموقف الرافض بالمطلق لهذا الاحتلال وعدم التعايش مع افرازاته المؤسساتية الحاكمة وكأنها واقع وقدر. ما ازال اؤمن بمقاومتنا وبقدرة القوى السيادية على قلب الطاولة على قوى الاحتلال والقهر، ولكن الوقت لا يعمل لصالحنا او صالح قضيتنا..

فأن لم ننتفض قريباً وقريباً جداً فلن نجد من يناصرنا او يثق بنا عندما نضطر الى الانتفاض والنضال والمقاومة لأن مفهوم الذمية وانصاف الحلول والتسويات والهروب الى الأمام ستكون الذهنية الغالبة لأجيال ما عادت تتذكر شرف المقاومة والنضال وكسر المعادلات وتعيش على التسويات وإنصاف الحلول والانتظار على ضفة النهر، لعلى وعسى.

 

الياس الزغبي: لإصغاء الفريق السيادي للمطالب الدولية بالتزام حياد لبنان

الجمعة 31 آب 2018 /وطنية - طالب عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي، القوى السيادية بـ"التمييز بين التسهيلات والتنازلات لتشكيل الحكومة، بعدما هبطت سقوف بعضها إلى مستوى متدن غير مقبول". وقال في تصريح: "ليس جائزا التسليم بغلبة عددية في الحقائب على قاعدة 13/17 لمصلحة "8 آذار" والدائرين في فلكها، خصوصا بعد انكشاف هدفها الحقيقي من خلال دعوة "حزب الله" الصريحة أمس إلى تموضع لبنان استراتيجيا في المحور الإيراني خلافا للأساس الوطني المتفق عليه تحت شعار النأي بالنفس". ولفت إلى "ضرورة إصغاء الفريق السيادي للمطالب الدولية بالتزام حياد لبنان، عبر الرسائل الدبلوماسية خصوصا العلنية منها، وآخرها من الرئيس السويسري ووزير خارجية فرنسا، وكذلك في طيات التجديد لقوات اليونيفل في الجنوب".

 

نوفل ضو ينتقد السكوت المخزي عما قاله بري

المركزية/31 آب/18/سأل الناشط السياسي نوفل ضو عبر تويتر: هل يستحق منصب مهما علا شأنه هذا الصمت المطبق والمخيف والمخزي عما قاله الرئيس نبيه بري من ان لبنان وسوريا توأمان سياسيان؟ المعارضة السيادية باتت حاجة ملحة لأن "الذمية السياسية" تهدد الوجود!

 

سلمان سماحة: أدعو إلى استفتاء مسيحي جديد

ام تي في/31 آب/18/دعا الناشط السياسي سلمان سماحة المسيحيين إلى استفتاء جديد على غرار الاستفتاء الذي حصل منذ سنتين وأيّد ٨٦% منهم مصالحة الـ١٤% وتفاهمهم. وأكد سماحة أنه بعد مرور سنتين على الاستفتاء، ومع عودة الثنائي المسيحي إلى تغليب مصالحه الشخصية على حساب مصلحة الجماعة والوطن، لا بد لنا نحن الـ٨٦% أن نحاسب الـ١٤% على أدائهم ونعيد تصويب خياراتنا وتحديد أولوياتنا بعد أن خذلنا الثنائي المسيحي مرة جديدة.

 

مجلس الأمن يمدد مهمة اليونيفيل في لبنان

وكالة الصحافة الفرنسية/نهارنت/31 آب/18/وافق مجلس الأمن الدولي الخميس بالإجماع على تمديد مهمة قوّة حفظ السلام في لبنان لمدة عام، مشددًا إثر طلب تقدّمت به الولايات المتحدة على ضرورة التطبيق الكامل لحظر الأسلحة. وبعد التصويت، هاجم المبعوث الدبلوماسي للولايات المتحدة رودني هانتر بشدة حزب الله الذي لم يتم ذكره في نص القرار الذي تم تبنّيه على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة خلال المفاوضات، وفقاً لدبلوماسيين. وقال هانتر "بدعم من إيران، طوّر حزب الله ترسانته في لبنان، مهددًا بشكل مباشر السلام على طول الخط الأزرق (بين لبنان وإسرائيل) واستقرار لبنان ككل". وبعد 12 عامًا على الحظر الدولي على بيع الأسلحة في لبنان إلّا للحكومة ولقوة حفظ السلام الدولية (يونيفيل)، اعتبر هانتر أنّ "من غير المقبول أن يستمر حزب الله بانتهاك هذا الحظر وسيادة لبنان وإرادة غالبية الشعب اللبناني".ويُطالب القرار، بمبادرة أميركية، بدفع "الحكومة اللبنانية إلى تطوير خطة لزيادة قدراتها البحرية" من أجل إلغاء المكوّن البحري في قوة "يونيفيل". وردًا على سؤال حول التناقض في المطالبة بمزيد من الاحترام للحظر المفروض على الأسلحة وطلب إلغاء قوة بحرية مسؤولة تحديداً عن مراقبة عشرين كلم من الساحل اللبناني، قال دبلوماسي إن من بين الأسباب، رغبة الولايات المتحدة في الحد من تكاليف مهمة "يونيفيل" التي يبلغ قوامها نحو عشرة آلاف جندي. ويضم المكون البحري في اليونيفيل ست سفن حربية مجهزة بالأسلحة والرادار. واستنادًا إلى مصدر دبلوماسي، فإنّ غالبية دول مجلس الأمن، كما لبنان، كانت ترغب في الأصل تجديدًا مطابقًا تقريبًا للتفويض الذي تمت الموافقة عليه قبل عام. وأضاف المصدر أن النص تضمّن تعديلات ولكنها ليست "جوهرية". وقال السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا إنّ "نشاطات قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل تهدف إلى تثبيت الوضع على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل وكذلك داخل لبنان والشرق الأوسط ككل". وأضاف "يجب الحفاظ على هذه المهمة وتجنّب محاولات تحويلها إلى أداة مسيّسة"، في إشارة ضمنية منه إلى الولايات المتحدة. من جهتها قالت ممثّلة فرنسا آنّ غيغين إنه أثناء المفاوضات "عملت فرنسا للحفاظ على وحدة المجلس"، مؤكدة على غرار السفيرة البريطانية كارين بيرس على أهمية قوات اليونيفيل بوصفها "صالحًا عامًا إقليميًا ضروريًا لاستقرار" الشرق الأوسط. بدوره قال وو هايتاو نائب سفير الصين "يجب أن يُواصل المجتمع الدولي تقديم الدعم السياسي لليونيفيل وأن يُوفّر الموارد اللازمة" لها. ودعا مجلس الأمن قوة اليونيفيل إلى زيادة تحسين فعاليتها في منطقة انتشارها في جنوب لبنان. وبالنسبة إلى حظر الأسلحة، شدد المجلس على التزام "جميع الدول اتخاذ كل التدابير لمنع مواطنيها أو أراضيها، باستخدام السفن أو الطائرات، من بيع الأسلحة أو تزويدها لأي كيان أو فرد في لبنان بخلاف تلك التي توافق عليها الحكومة أو قوات اليونيفيل".

 

موسى الصدر يخجل ان يلفظ هؤلاء اسمه

محمد عبد الحميد بيضون/31 آب/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67138/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D9%8A%D8%B6%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D9%8A%D8%AE%D8%AC%D9%84-%D8%A7/

الامام موسى الصدر دفع حريته وحياته ثمناً لموقف تفرد به عام ١٩٧٨ وهو رفض اي وجود لميليشيات مسلحة في جنوب لبنان وتشديده على سيادة الدولة اللبنانية على الجنوب وعلى اعتبار قرار الجنوب قرار لبناني محض لا تشاركه فيه اي دولة اخرى اكانت دولة شقيقة أم دولة صديقة.ذهب الى سوريا بعد الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان عام ١٩٧٨ مطالباً بانهاء الوجود الميليشياوي الفلسطيني في الجنوب فأحاله السوريون الى القذافي متهربين من مسؤولياتهم وعارفين سلفاً بما ستكون عليه ردة فعل القذافي ومصير الصدر.المهم ان موسى الصدر تميز بموقفه السيادي وهو اول من دفع غالياً ثمن هذا الموقف قبل ان تكر سبحة الاغتيالات والتفجيرات التي طالت السياديين بعدها.

الْيَوْمَ هو الذكرى الأربعين لإختطاف الصدر على يد القذافي وكثيرون كالعادة يتاجرون بقضيته دون ان تكون لهم الجرأة على مصارحة اللبنانيين بحقيقة هذه القضية وملابساتها والاخطر انهم يطمسون نهجه ومواقفه وارثه السياسي والانساني وخصوصاً ولاءه للبنان وهو الذي اطلق شعار لبنان وطن نهائي لجميع بنيه عكس التيارات التي كانت مسيطرة بالسلاح والارهاب على الساحة وقتها.

موسى الصدر أسس حركة أمل بميثاق من سبعة نقاط تعكس رؤيته الدستورية الإصلاحية وهي رؤية معاكسة بالكامل لما تقوم به الثنائية المشؤومة حالياً :

ارادها حركة وطنية متمسكة بالسيادة وهم حوّلوها الىاعلى درجات المذهبية وباعوا السيادة مقابل الكرسي والمال والفساد.

أراد الحرية للمواطن وهم سلبوا من المواطن الحرية والمواطنية وأعطوه بدلاً منها ترهيب الميليشيا والالتحاق بالقطيع المذهبي.

أراد محاربة كافة انواع الظلم من الاستبداد والإقطاع وحتى تصنيف المواطنين وهم أنتجوا إقطاعيات جديدة تخجل الإقطاعيات القديمة مما يقومون به من مممارسات الفساد والتعدي على الدولة والمواطن.اما الاستبداد فهم دعموا الاستبداد والجرائم ضد الانسانية في الداخل والخارج وجعلوا أنفسهم سلاحاً له ضد إنسانية الانسان وعكس مفهوم الانسان الذي زرعه الصدر بإسم الإيمان الحقيقي.

الصدر منع الى حد التحريم تصنيف المواطنين وهم لا تجد على السنتهم وأبواقهم سوى تخوين من لا يهلل لزعاماتهم ومرشدهم والوصاية التي يتبعون لها ولاموالها.

الصدر اعتبر ان نظام الطائفية يمنع التطور السياسي ويزعزع الوحدة الوطنية وهم مارسوا ابشع انواع السياسات الطائفية والمذهبية على مساوى لبنان والمنطقة والاسوأ انهم كرسوا الطائفية مرادفاً للعيش المشترك خلافاً لنهج الصدر وخلافات لإتفاق الطائف نفسه.

الصدر كان صاحب رؤية دستورية اصلاحية وهم أبدعوا بانعدام الرؤية الإصلاحية وانعدام برامج الإصلاح السياسي والاستهانة بالنصوص الدستورية.

الصدر أراد الإيمان الحقيقي اي العبادة في خدمة الانسان وهم زرعوا عبادة الشخصية والزعامات والميليشيات بدلاً من عبادة الله واستخلاصه للإنسان.

ثلاثية الصدر هي المواطن الدستور والسيادة اما ثلاثتهم فهي الوصاية والسلاح والفساد. القذافي غيّبه مرة واحدة وهم غيّبه أربعون مرة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الالجمعة في 31/8/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لا صوت يعلو هذا اليوم فوق صوت الرئيس نبيه بري الذي ظهر كعادته رجل دولة وتحدث بمنطق الدولة العادلة وأطلق مواقف سياسية تتعلق بالداخل والخارج نائيا بنفسه عن عرض العضلات مستعملا مفردات عروبية..

هذه المواقف كانت أيضا في القانون أمنيا والإنماء شعبيا ومناطقيا والرئيس بري أطلقها في مهرجان حاشد في بعلبك لمناسبة الذكرى الاربعين لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه.

وهذه القضية كانت مفتاح خطاب الرئيس بري الذي ركز على عمل هيئة المتابعة اللبنانية مع الثورة الليبية. وبعدما مر الرئيس بري في دور الدولة في تطبيق القوانين امنيا وإنشاء هيئة لإنماء البقاع وعكار شرح بإسهاب فوائد تشريع تجارة الحشيشة لأغراض طبية عن طريق إستعداد قانون وتعاون مع عدد من الدول.

وأنهى الرئيس بري خطابه بموقف غير مستفيض عن تشكيل الحكومة فقال إنه متشائل وان لقاء مرتقبا في الثلاثة أيام المقبلة بين الرئيسين عون والحريري.

الرئيس بري أعطى خطابه عنوانا: بقاعا در.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

اخر اب الامام المغيب موسى الصدر، منتصف ايلول الرئيس الشهيد بشير الجميل، 22 تشرين الرئيس الشهيد رينيه معوض، 21 تشرين الثاني الوزير الشيخ بيار الجميل، 12 كانون الأول جبران تويني، شباط الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اذار الزعيم كمال جنبلاط، وسنوقف روزنامة القتل والتغييب هنا كي لا نظلم مئات الشهداء بعدم تمكننا من ايراد اسمائهم وعظمة اعدادهم بحق تملؤ كل ايام السنة وتزيد، المستهدفون متنوعو الاسماء والمذاهب والطوائف، لكن المستهدف واحد، وسبب اغتيالهم او تغييبهم او سجنهم واحد، لقد وعوا باكرا حجم المؤامرة التي يتعرض لها لبنان من خلال الحرب التي اغرق فيها والتي وصفت زورا بأنها حرب اهلية، وذنبهم الاكبر انهم بدأوا العمل سريعا على اجهاض المؤامرة وبناء جسور الوصل بين اللبنانيين، وبما ان اليوم هو يوم الصدر اليوم الوطني الكبير، فقد تم الغاؤه من المعادلة لمنعه من بث رسالة المحبة والتآخي ولاخضاع طائفته من خلال الترهيب.

وينتقدون قيام محكمة خاصة بلبنان ويرشقونها بشتى التهم كي لا تتمكن من كسر عقيدة الغاء الخصوم بالاغتيال الجسدي والبقاء فوق العقاب.

توازيا انهماك رسمي في تشكيل الحكومة والعمل يتسارع كي لا تلقى الحركة المباركة التي شهدتها عملية التأليف مصير سابقاتها، وفي جوجلة لنتائج الاتصالات ورغم التعتيم الاعلامي بات شبه معروف بأن الرئيس المكلف قد حصل على جرع تسهيل من القوات التي قيل انها قبلت بأربع حقائب غير سيادية ولكن وازنة وهو ينتظر لقاء مع الوزير باسيل قد يحصل في الساعات القليلة المقبلة، فإن لم يرفض العدد ويعترض على نوعية الحقائب يمكن القول ساعتها بأن العقدة المسيحية قد حلت فتبقى العقدتان الدرزية والسنية، ولكن الوزير باسيل فاجأ الحريري بإعادته مخاض التأليف الى البدايات، اذ اعلن من الديمان مساء اصراره على عدم تكريس وزارات لطوائف في استهداف واضح لحقيبة المالية التي حجزها الثنائي الشيعي لوزير حركة أمل علي حسن خليل، فهل تسمح هذه الواقعة للرئيس الحريري بتسليم الرئيس ميشال عون المسودة الحكومية الموعودة؟

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

الحكومة العتيدة تنتظر نتائج الاتصالات والتحركات التي يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري مع الاطراف السياسية وان كانت مرشحة لمزيد من التزخيم في الايام المقبلة.

مصادر سياسية اكدت لتلفزيون “المستقبل” ان الرئيس المكلف يعمل على بلورة الافكار التي طرحت من خلال اللقاءات التي اجراها والتي سيستكملها، آملة في ان تسهل هذه الافكار عملية تشكيل الحكومة العتيدة.

وفي جديد الكلام بشأن تأليف الحكومة، ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري في كلمة في الذكرى الاربعين لتغييب الامام موسى الصدر، املا في فكفكة العقد امام تشكيل الحكومة، نتيجة الاجتماع المرتقب بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، مشددا على ضرورة ان تتمثل كل القوى في الحكومة وان تكون قراراتها مستقلة.

اما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل فامل من الديمان، ان يتم تاليف الحكومة في اليومين المقبلين وان تكون حكومة وحدة وطنية على معايير العدالة والتوازن والشراكة.

الرئيس المكلف سعد الحريري وفي مقابلة مع محطة “يورونيوز”، أكد ان هناك اختلافات مع حزب الله ولكن هذا لا يعني ان البلد يجب ان يتوقف عن العمل. وردا على سؤال عن الوضع في سوريا، قال الحريري: إن روسيا هي من يسيطر على سوريا بشكل فعلي، وأنه يفضل التعامل مع الروس.

ومتابعة للشان السوري، بحث رئيس مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي مع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في قضية النازحين السوريين. وقد طلب رئيس الجمهورية أن تضطلع المفوضية بدور اكبر في تسهيل العودة الآمنة للنازحين في لبنان الى بلادهم.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

اربعون عاما والقامة شامخة، والكلمة راسخة.. الامام المغيب السيد موسى الصدر، برحابة الصدر، رجل المراحل الوطنية، جامع القيم، حافظ الانسان في وطنه، وفي امته.. رجل رمز عالي الهامة، تربعت انجازاته على عرش النضالات، بتواضعه اقتحم كل الساحات، ولا يزال ينصر المحرومين بامتداد ابنائه، ويدفع المعتدين باجيال مقاومته، ومع كل فجر يأتي النداء محملا بايمان يعيد النور، ويجمع الوطن مرة اخرى بين ضفاف الطوائف والوحدة.

اليوم، تجلبب البقاع بالعهد مرة اخرى، فصدى القسم لم يغادره، لن يترك ابناؤه وصية الامام في اذار العام اربعة وسبعين، ولا وصية سيد المقاومة في آب 2018: هم لن يخضعوا للتشكيك ولا للتضليل، وسيحافظون على وعيهم، ويحفظون منطقتهم ويستمرون في المسيرة التي انتصرت بميدان السلاح وتكافح في ميادين اخرى..

وفي مناسبة جاورها في آب عيد التحرير الثاني، اطلق الرئيس نبيه بري المواقف من وحي الدروس التي فاض بها نهج الامام المغيب: الوفاق يصد العواصف، ويقي الوطن من الانهيار. وبكل فخر الثنائي الشيعي لن يرضخ للمؤامرت ولن يفرقه شيئ، فامل وحزب الله مثل الليطاني ينبعان من البقاع ويصبان في الجنوب..

والى البقاع در عنوان التنمية اليوم، درءا للحرمان في عرسال كما في النبي شيت، ولا غطاء عن كل مرتكب جريمة أومخل بالامن، اكد رئيس المجلس. وفي ملف يشغل البلد، ولكن لن يعد سببا لتعطيل تشكيل الحكومة، حسم الرئيس بري ان عودة النازحين السوريين تحتاج الى كلام مباشر مع دمشق، لأن لبنان وسوريا توأمان ولا احد يستطيع فصل العلاقات بينهما. وفي ملف التاليف.. تمسك الرئيس بري بتشاؤله، ولا طائل من انتظار القمم والبلد لم يعد يتحمل التاخير في التشكيل ، وعليه ، لا بد من فكفكة العقد.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

عشية الأول من أيلول الذي حدده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حدا فاصلا بين مرحلتين على خط تشكيل الحكومة، يمكن اختصار المشهد على الشكل التالي:

رئيس المجلس النيابي نبيه بري متشائل، وينتظر اجتماعا خلال ثلاثة أو أربعة أيام بين الرئيس عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، كما اكتفى بالإعلان اليوم خلال مهرجان الذكرى الأربعين لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه.

الحريري يواصل مشاوراته، ساعيا إلى إيجاد حل للعقد الثلاثة المطروحة أمامه: المطالب المضخمة للقوات، منطق الاحتكار الجنبلاطي، إضافة إلى حق المعارضة السنية بالتمثيل الوزاري.

ومن ناحيتها، يبدو أن معراب اقتنعت أخيرا بأن حجمها النيابي لا يمكن أن يترجم بأكثر من أربعة مقاعد وزارية، وهي تخوض المفاوضات على أساس النوعية لا الكمية، وهذا ما فصله للأوتيفي رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية شارل جبور، في تقرير يعرض في سياق النشرة.

أما على خط تكتل لبنان القوي، فتسهيل واضح من باب عدم افتعال أزمة حول وزارتي المال والداخلية، وعدم وضع الشروط أو ممارسة الفيتوات على تمثيل الغير، لكن دائما تحت سقف العدالة والمعيار الموحد، على ما جدد الوزير جبران باسيل التأكيد اليوم من الديمان.

وفي انتظار أي خرق محتمل في الأيام المقبلة، وإلى الشأن الحكومي، توزع اهتمام اللبنانيين اليوم بين ملفين: الأول، عودة النازحين، في ضوء المواقف الملتبسة التي كررها رئيس المفوضية العليا للاجئين من لبنان، والثاني، الأسئلة الكثيرة التي تحوم منذ مدة حول ملفات على علاقة بوزارة الصحة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

في بعلبك لم تكسف شمس صاحب القسم المبين بفعل 4 عقود من التغييب، وضحاها ملأ الدنيا بطوفان بشري اخضر عظيم، اهله ثابتون على عهدهم، اما الطاغية القذافي وبقايا اعوانه فدندن عليهم ربهم بذنبهم تغشاهم الصيحة من فوقهم والرجفة من تحتهم لا تجد منهم داعيا ولا مجيبا.

أراد البقاعيون بحرا في بعلبك فكان لهم ما ارادوا، وهم الذين شيدوا ومعهم كل اللبنانيين معابد عشق قديمة جديدة اعمدتها عالية كباخوس لا بل تكاد تكون اكثر علوا من جيبوتير، مكللة في القلوب على اسم موسى الصدر وعزم نبيه بري، لا يطالها طارئ ولا يهزها ريح صرصر، وهنا ايضا استاذ اصيل ما مل ولا كل من الانتظار، لا الزمن ارهقه ولا هو استسلم والتاريخ يشهد، تعلم من خط الانبياء ان من رد يوسف الى يعقوب لا بد سينجي موسى بعمامته السوداء طهرا وبيده البضاء عطاء من شر الطاغوت، وأن فرعون كل عصر لا بد انه هالك لا محال.

امام الحشود ومعها اقسم الرئيس نبيه بري على مواصلة العمل لتحرير الامام الصدر واخويه مشددا على ان الاوضاع المتدهورة في ليبيا لن تمنع استمرار المحاولة، واليأس لم يصلا الى هذه القضية، لا سيما ان ساحة عمل لجنة المتابعة الرسمية في ليبيا وما يكون خارج ليبيا يهدف الى فتح كوة في الجدار، رئيس المجلس انعش ذاكرة من نسوا المؤامرات التي حيكت على حركة أمل بأن هذه الحركة اللبنانية الجهادية أنهت العصر الاسرائيلي، داعيا اياهم الى عدم اتعاب انفسهم بالدخول بين حركة أمل وحزب الله، بين فكي الكماشة المتمثل بالجنوب والبقاع، بين العشائر والعائلات، بين الطوائف والمذاهب، وأحيانا بين أمل وأمل لعلهم يعقلون. وبإختصار رأى الرئيس بري أن الحركة والحزب عينان ورئتان في قفص لبنان الصدري ينبعان من البقاع ويصبان في الجنوب، وترجمة لذلك أعلن الرئيس بري باسم الجانبين رفع الغطاء عن كل مرتكب، طالبا باسم كتلتي الوفاء للمقاومة والتحرير والتنمية اصدار عفو عام مدروس واسقاط المذكرات المسطرة بقوة القانون وصوت الناس.

انمائيا جدد رئيس المجلس المطالبة بإصدار قانون يشرع زراعة الحشيشة لاغراض طبية وصناعية، كاشفا عن سلسلة مشاريع لانماء المنطقة منها الصحي والاستشفائي والمائي، وعلى المستوى الحكومي أعلن الرئيس بري عن تفاؤله كاشفا عن اجتماع بين رئيس الجمهورية والحكومة خلال 4 ايام.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

بحسب ميزان الرئيس بري، الحكومة في الوسط بين التفاؤل والتشاؤم، وهو دمج بين الصفتين فتحدث عن "التشاؤل" في انتظار ان يلتقي الرئيس المكلف برئيس الجمهورية...

وبحسب ميزان الوزير باسيل، فهو أعلن "أننا لسنا معنيين بالمشاكل المطروحة أمام الرئيس المكلف، منتظرا منه أن يحل المشاكل الثلاثة المطروحة أمامه، من دون أن يحددها...

اللافت في كلام الوزير باسيل عودته إلى إصراره على عدم تكريس وزارات لطوائف، فهل تعني هذه العودة استعادة للغم وزارة المال؟ بين كلام الرئيس بري، وكلام الوزير باسيل، يستشف منه ان تأليف الحكومة ما زال عالقا عند العراقيل والشروط...

وهكذا يطوي شهر آب آخر أيامه، ويكون الدخول في شهر أيلول من دون أي بارقة أمل في عملية التأليف، ما لم يحصل العكس... تجثم هذه العراقيل على صدور اللبنانيين في وقت تتراكم الملفات فوق رؤوسهم: من ملف الدواء، للأمراض المستعصية، الذي بدأ يقض مضاجعهم، والذي هو عالق بين نقص الاعتمادات وعدم القدرة على فتح اعتمادات جديدة، في غياب مجلس الوزراء وفي انتظار التفاهم على تشريع الضرورة...

إلى ملف النازحين السوريين الذي يبدو أنه مفتوح في أكثر من عاصمة، ويبدو ان لبنان ينتظر المباشرة فيه لكن ليس قبل ان يتحرك التوافق الدولي وأن تتحرك أموال الدول للمباشرة بوضع خطط الإعمار في سوريا والشروع في تطبيقها...

بالإضافة إلى هذه الملفات، يفتح شهر أيلول على الملفات الحيوية التي يتهيبها اللبنانيون وفي مقدمها ملف المدارس والأقساط، وهذه السنة دخل عليها بقوة ملف الاساتذة من باب سلسلة الرتب والرواتب وقدرة إدارات المدارس الخاصة على تحملها...

كل هذه الملفات تجد تفكيكا أوليا لها مع الخروج من نفق التأليف الذي يبدو أنه مازال بعيدا.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

في غيابه الأربعين لم يبدل لبنان عباءة نظامه ولو تسنى لإمام الوحدة العودة اليوم فلن يتغير عليه مناخ بلد يتنفس طائفيا.

في الحادي والثلاثين من آب عام ثمانية وسبعين غادرنا إمام كل الأديان الى جهة لا تزال مجهولة. اخفي الصدر وظل نابضا في القلب واستقرت عباراته كالرصاص في وطن خرج من الحرب ولم يعد وما كان يطالب به الإمام المغيب يمكنه اليوم أن يكون مواقف صالحة للخطابة وأن يعتلي بها كنيسة الكبوشية وساحات الهرمل ومرجة رأس العين والمدرسة العاملية وكنائس النبعة وبرج حمود وصولا إلى آخر منابر القتال السياسي حل التغيير اسميا ولا شيء تغير حيث يمكن الامام الآن أن يدلي بصرخته الشهيرة عندما قال ذات حرب: أنتم أيها السياسيون آفة لبنان وبلاؤه وانحرافه ومرضه وكل مصيبة أنتم الأزمة ارحلوا عن لبنان وصناع الحروب هم رواد سلام لكن مع السادة أبنائهم وأحفادهم ومن توافر من الورثة يؤدّون الشعائر نفسها ويتقاسمون المدن على الخريطة الطائفية ويرفعون المتاريس في وجه إصلاحها ويعتمدون الطائفية دستورا وطائفا يحتذى . ولأن غياب السادة يتشارك وغياب الإنماء والحرمان عن البقاع ومدينة الشمس فقد خصصت حركة أمل مهرجان الإمام موسى الصدر لأكثر المناطق حرمانا وإهمالا من قبل الدولة وجاء خطاب رئيس مجلس النواب نبيه بري من بعلبك ليهدي البقاعيين حزمة مشاريع يتقدمها تشريع زراعة القنب الهندي أو الحشيش وطالب بري بإصدار عفو عام مدروس وبإسقاط المذكرات المسطرة على مساحة البقاع وقال نريد عفوا عاما بقوة القانون وبقوة صوت الناس الصارخ في البرية وعن الحكومة انتصف بري بين التشائم والتفائل واعتمد عبارة المتشائل آملا أن تحصل فكفكة العقد بين ثلاثة وأربعة أيام باجتماع الرئيس المكلّف الى رئيس الجمهورية وجاءت الوعود لأهل البقاع أكثر ثقلا في الميزان السياسي لكن رئيس المجلس أسند مهمات التنفيذ الى مؤسسات سبق أن اختبرها اللبنانيون على مر العهود. وسارع بري الى "قطف موسم الحشيشة" قبل زرعه معلنا أنه تقدم بمشروع قانون للتشريع ولكنه أراد لهذه النبتة أن تسير على خطى مؤسسة الريجي من حيث الإشراف والمراقبة ومن السائد أن الريجي مؤسسة قابضة تخضع بإشرافها لرئيس المجلس الحشيشة إذن على غرار الريجي ومركز للمعوقين على غرار مركز الصرفند الذي تشرف عليه السيدة رنده بري ومشاريع مياه حفر آبار ومضخات للبقاع يجري إسنادها إلى مجلس الإنماء والإعمار الذي يتولى نيابة رئاسته السيد ياسر بري اضافة الى مشاريع للتنمية على غرار مجلس الجنوب وما أدراك ما مجلس الجنوب هدايا للمحرومين تشرف على تلزيمها مؤسسات ساهمت في تعميق الحرمان وشكلت معدنا أقوى من الألمنيوم السياسي الذي سيستخرج من نبتة الحشيشة الموعودة وإذا كان القنب الهندي سيستخرج لأغراض طبية فإن المشاريع المعجلة اليوم سوف تستخدم لأغراض سياسية ومع كل ذلك فإن تشريع الحشيشة هو اليوم: تشريع الضرورة الذي وجب تأييده قبل الخلاف على مصادرة قراره.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 31 آب 2018

النهار

يتجنّب النائب ابرهيم كنعان السجالات بين "التيّار" و"القوّات" لحفظ موقعه مع الرياشي كراعيين للاتفاق ولافساح المجال أمام إمكان اعادة إحياء تفاهم معراب.

لا تزال ملفّات تزوير وكالات لبيع أراض في البقاع الغربي وراشيا قيد التحقيق من دون الاعلان عن الاجراءات المتّخذة بحق مرتكبي التزوير.

يظهر تعثّر المبادرة الروسيّة لعودة النازحين إلى سوريا حجم التعقيدات التي تواجهها دوليّاً وإقليميّاً قبل الداخل السوري الذي لم يقدم لها تسهيلات.

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية أن زيارة تكتل نواب إحدى الطوائف المستبعدة أسماؤهم من التوزير الحكومي إلى دولة إقليمية تهدف للضغط على بعض المسؤولين المؤثرين على عملية تأليف الحكومة.

يتردّد أن مستشاراً بارزاً عاد للقاء مرجعية أساسية وبشكل شبه دوري بعد فترة من الإنقطاع.

شخصية في "8 آذار" نفت أي سعي لإيجاد بديل من الحريري وقالت إذا "شِلناه مين البديل؟".

اللواء

ابتعد أكثر من وزير في حكومة تصريف الأعمال عن المشهد السياسي، قبل اعتبار الحكومة مستقيلة، وهم لا يزالون مستمرين في ابتعادهم!

تخوف مصدر شبه رسمي من أن يكون تحريك تشكيل لجنة إعادة النازحين عنصراً من عناصر التجاذب الجديد.

عمَّم رئيس حزب وسطي على كوادره، عدم التطرّق إلى أي شأن يتعلق بالحكومة، وحصر التعبير عن الموقف برئيس التكتل، وأحد الوزراء فقط!

المستقبل

يقال إن ديبلوماسيين يشيرون إلى اتصالات ومشاورات عربية تجري بين الدول الفاعلة في الجامعة العربية من أجل صدور موقف واضح حول الوضع في سوريا في مقررات الدورة الـ 150 للجامعة في أيلول المقبل.

البناء

قالت مصادر أممية معنية بالتقرير الخاص بحقوق الإنسان في اليمن إنّ الحملة التي تشنّها السعودية والإمارات على التقرير لذكره الجرائم المرتكبة بحق الأطفال من التحالف الذي يخوض الحرب ضدّ اليمن، ووصفها بجرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية، يتعرّض لحملة شبيهة بتلك التي لاقاها تقرير سابق وانتهى الأمر بحذف الفقرات التي تدين السلوك الوحشي للسعودية وحلفها مقابل قيام دول الخليج بتمويل بعض الأنشطة التي يطلبها الأمين العام للأمم المتحدة، ودعت المصادر الجمعيات الحقوقية لحملة مضادّة حماية لحقوق الإنسان.

 

الحريري في بعبدا خلال 48 ساعة

المركزية/31 آب/18/أفادت مصادر للـmtv أنّ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري سيزور بعبدا خلال 48 ساعة لتقديم تشكيلة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون.  وأضافت المصادر أنّ بيت الوسط يترقّب زيارة لرئيس "تكتل لبنان القوي" ووزير الخارجية جبران باسيل الذي سيقدّم إيجابات للحريري تكون محورية. كذلك، لفتت المصادر إلى أنّ الحصة التي مُنحت لـ"القوات" هي 4 حقائب لا سيادية فيها ولا نيابة رئاسة الحكومة، وهذه الحقائب التي عُرضت على "القوات" هي الأشغال والعدل والشؤون الاجتماعية والتربية مع إمكانية تبديل الأخيرة.

 

في ذكرى ولادة "لبنان الكبير".. وجه "بلاد الأرز" الحقيقي مهدّد بالزوال

جريدة الجمهورية/السبت 01 أيلول2018 /تحلّ اليوم الذكرى الـ 98 لولادة لبنان الكبير، غير انّ هذا المولود الذي أبصر النور في 1 أيلول 1920 بفضل البطريرك الماروني الياس الحويك وبرعاية فرنسا واحتضانها، ما يزال يعاني عواصف وأزمات إقليمية ودوليّة تهبّ عليه من كل حدب وصوب. وبعد 98 عاماً على تلك الولادة، تتعدّد المشكلات والأزمات الكيانيّة والوجوديّة، وكأنّ هذا البلد لم يكتب له ان يستريح او ان ينعم بالهناء. ولعلّ الأزمة الأكبر التي يواجهها لبنان منذ ولادته، والتي قد تتفوّق على أزمة اللاجئين الفلسطينيين التي سبّبت حرب 1975، هي أزمة النزوح السوري التي أضيفت الى الأزمة الفلسطينية ليصبح أكثر من ثلث سكّانه نازحين ولاجئين. ويبدو أن كلّ الآمال التي عُلّقت على اتفاق هيلسنكي بين الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين لحلّ تلك الأزمة بدأت تتبخّر، على رغم تأكيدات المسؤولين أن هذا الإتفاق جديّ. ولعلّ أصدق تعبير عن الأزمة الحقيقية التي تمرّ بها البلاد المهدّدة بانهيار اقتصادي هو ما عبّر عنه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إذ أسف «لأنّ الذين يتعاطون الشأن السياسي هم حطّابون يعملون على قطع الحطب ويقسّمون الشعب اللبناني تحت شعار هذا لي وهذا لك، هذا ضدنا وهذا معنا». كذلك أسف لأن «يكون العمل السياسي في لبنان مبنياً على الجهل». وتمنى على المسؤولين السياسيين «أن يتعرّفوا الى مسؤوليتهم الجسيمة، فلا يمكن أن يستمر لبنان في هذا الواقع من الإنحدار المتواصل ثقافياً وسياسياً واقتصادياً ومعيشياً». والدليل الأكبر على «استلشاء» السياسيين بالكيان هو صرخة بكركي الدائمة من أنّ أركان الدولة يهملون احتفالية مئوية لبنان الكبير عام 2020 وكأنّ لبنان لا يعنيهم. وبالتالي، فإنّ البطريركية المارونية التي كانت منذ 98 عاماً وراء فكرة إنشاء هذا الكيان وطناً لجميع أبنائه، هي من تعدّ لتلك المناسبة بدل المسؤولين السياسيين، ما يدلّ على الاهتراء الذي وصلنا إليه.وبعد 98 عاماً، ما يزال هناك سلاح متفلت، وبؤر أمنية، ولم يستطع اللبنانيون بناء دولة على قدر أحلامهم وطموحاتهم، فيما وجه لبنان الحقيقي مهدّد بالزوال.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

“غياب الاستراتيجية أفشل اتفاق معراب”

د. الفرد رياشي/المؤتمر الدائم للفدرالية/31 آب/18

قد يسأل البعض، لمَ لمْ يكتب النجاح لاتفاق او تفاهم معراب؟ وهل كان خطوة حكيمة؟ ولمَ لم يستمر طويلاً؟

 بداية، بدأت المساعي منذ نحو ثلاث سنوات وبايعاز من القيادات العليا اي الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون في مسعى للتوصل الى تفاهم ما. انطلقت المباحثات في هذا الشأن وتمخضت عن مسودة التفاهم في الرابية… الا ان ظرفاً طارئاً عجّل باتخاذ قرار “المضي قدماً” وتمثل بترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية من قبل الزعيم السني سعد الحريري وبدعم من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والزعيم الشيعي نبيه برّي… في خضم هذه المعمعة والارتباك، تم ترشيح العماد عون للرئاسة، واستمرت المساعي حتى تُوِّجت بتوقيع هذا الاتفاق الذي أمَّن لكل طرف مصلحته التكتيكية وبعض المصالح الاستراتيجية الضيقة…

فبالنسبة للدكتور جعجع قُطعت الطريق امام سليمان فرنجية للوصول إلى سدة الرئاسة.

عزلت واضعفت الاحزاب الاساسية الاخرى وبعض الشخصيات المستقلة وكرست الثنائية بشكل احادي.

تقرَّب من القاعدة العونية والقواعد المسيحية وبالتالي توقف الهجوم الاعلامي ضده بعدما استمر أكثر من عشر سنوات.

أبعد العماد عون عن المنافسة على القاعدة المسيحية وبالتالي أضعف التيار الوطني الحر.

أبعد العماد عون قليلا عن حزب الله وقربه (اي جعجع) قليلاً من حزب الله.

وفي المحصلة، أهدى جعجع العماد عون نصراً قدموسياً اي وهمياً، اما بالنسبة للعماد عون، فكانت الفكرة الاساسية التي اتت به إلى بعبدا كما تم التعبير عنها عندما اقترحنا ان يتم ترشيحه من معراب.

 بعبارة: “بتلخص القصة”

وعليه، فإن سبب فشل التوافق، يتمثل بغياب الرؤية والهدف الاستراتيجي والإجتماعي الواضح الذي يحتاجه المسيحيون والتعويل فقط على التكتيك والاهداف القريبة المدى.

ويبقى السؤال، هل اصبحنا في حاجة لاتفاق “معراب” اثنين يرتكز على هدف استراتيجي؟

 

تناقض صارخ بين موقف نصرالله وبيان "الوفاء للمقاومة" حول الملفات الخلافية/دعوة لبنان لمراجعة تموضعه انتقال الى التسخين ام لارضاء خاطر ايران كلاميا؟

المركزية/31 آب/18/ لم يكد يجفّ حبر خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوم الاحد الماضي، حيث دعا الى ارجاء البحث في الملفات الخلافية لا سيما التطبيع مع سوريا الى ما بعد تشكيل الحكومة، حتى جاء بيان "كتلة الوفاء للمقاومة" الاسبوعي أمس ليناقض الدعوة بالمطلق ويشرّع الباب على جملة اسئلة عن خلفيات الانقلاب المفاجئ في موقف الحزب والابعاد الممكن ان يتضمنها وتوقيته. ذلك ان البيان اوضح في احد بنوده " "ان لبنان مدعو، حكومة وقوى سياسية، الى الافادة من تطورات الأوضاع في المنطقة لمراجعة تموضعه الاستراتيجي ولاعادة النظر في بعض علاقاته الاقليمية والدولية في ضوء التزامه حماية سيادته الوطنية ومنع العدو الاسرائيلي من التسلل عبر تطبيع علاقاته مع بعض الدول العربية في سعي دؤوب منه لاختراق المنطقة سواء بانتاجه الاقتصادي أو بمشاريعه السياسية". ففي قراءة سريعة لنص البيان، تقول مصادر سياسية في المحور المناوئ للحزب ان دعوة الحزب لبنان الى اسقاط سياسة النأي بالنفس التي اكدها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتزمتها حكومة "استعادة الثقة" وشكلت العمود الفقري للتسوية الرئاسية، تبدو واضحة كالشمس، فهل قرر في هذه اللحظة الاقليمية الدقيقة وضع حدّ للتسوية ودفع لبنان نحو المجهول من خلال الدخول المباشر على خط عرقلة تشكيل الحكومة بأمر عمليات ايراني؟ وهل بسرعة البرق انقلب الموقف من الرغبة الجامحة لتشكيل سريع مع تقديم ما يلزم من تسهيلات، الى الدخول المباشر على خط العرقلة من منطلق نسف الحجر الاساس لحكومة الحريري الذي لا ينفك يؤكد في مواقفه كافة التزام "النأي بالنفس" لقناعة وطنية اولا وتجاوبا مع النصائح الدولية ثانيا، وآخرها من رئيس الاتحاد السويسري الآن بيرسي الذي دعا المسؤولين كافة الى التزام الحياد؟ والا، فما مغزى الدعوة التي لا يُفهم منها سوى حثّ لبنان على قطع علاقاته مع المجتمعين العربي والدولي والانضمام حصرا إلى المحور الإيراني، وتاليا فك الارتباط مع كل الدول الداعمة للبنان واستقراره لا سيما الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية؟ وتردف المصادر: ان حزب الله ببيانه هذا اما انه انتقل من موقع المتفرج الى مقلب المعرقل تماشيا مع سياسة الجمهورية الاسلامية المحاصرة داخليا بالازمات الاقتصادية والمالية والمعيشية بهدف توجيه رسائل الى القوى الدولية الكبرى مفادها ان لبنان ما زال ورقة قوية في يد طهران القادرة على تحريك ساحته ساعة تشاء، أو يرسل اشارة ايجابية لإيران بمؤازرتها كلاميا تماشيا مع الضغوط المفروضة عليه ما دام يدرك تمام الادراك ان دعوته هذه غير قابلة للترجمة، وان ضرب الاستقرار ممنوع وهو اكثر المتمسكين به في هذا الظرف بالذات. وفي انتظار اتضاح الصورة واهداف البيان الحقيقية المفترض الا تتأخر، تستبعد المصادر ذهاب حزب الله في اتجاه الخيار الاول، وترى ان مجمل المؤشرات توحي بأنه ليس في وارد تبديل التكتيك السياسي الذي اعتمده منذ سنوات وتحديدا منذ انخراطه في اتون الحرب السورية حيث يحيّد لبنان عن نيران الاقليم ويحرص على مسايرة القوى السياسية كافة وعدم الاصطدام مع اي منها في اطار سياسة مهادنة علنية، حتى مع الدّ الخصوم السياسيين، معززة اعتقادها هذا بأن منهجية الحزب لم تمهّد مرة للافعال بمواقف علنية بل لطالما سددت ضرباتها ونفذت مخططاتها من دون "بروباغندا" ولا توجيه نصائح للدولة اللبنانية والقوى السياسية.

 

حزب الوطنين الأحرار: وحده انجاز الاستحقاق الحكومي يسمح للمؤسسات بالعمل في شكل طبيعي وهذا ما يحتاجه لبنان

الجمعة 31 آب /2018 /وطنية - عقد المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. وأمل الحزب في بيان أصدره إثر الاجتماع في "ان تؤدي جولة المشاورات الجديدة الى وضع حد للمراوحة التي حالت حتى الآن دون تشكيل الحكومة العتيدة". وأيد "فكرة تسمية المعرقلين من قبل رئيس الحكومة المكلف اذا استمر هؤلاء في مواقفهم غير آبهين بتداعياتها على الوضع الحالي"، مطالبا في السياق نفسه "ان يتم ترحيل المواضيع الخلافية الى ما بعد التشكيل على ان تعطى الأولوية لمعالجة التحديات الاقتصادية الضاغطة. مع التأكيد على ضرورة تميز كل الاطراف بالمرونة وإبداء التواضع في المطالب لما فيه المصلحة الوطنية. وعلى الجميع ان يعي دقة المرحلة على كل الصعد وان يتكيف مع موجباتها بعيدا من الكيدية والأنانية". ولفت الى ان "التعثر في تشكيل الحكومة يتسبب بإشكاليات متعددة منها امكان التشريع في ظل حكومة تصريف الأعمال الذي تتنوع الآراء في صدده". وقال: "وحده انجاز الاستحقاق الحكومي يسمح للمؤسسات بالعمل في شكل طبيعي وهذا ما يحتاجه لبنان في الوقت الراهن. ولا يفوتنا التذكير بالاستحقاقات المنتظرة وفي مقدمها تطبيق القرارات الصادرة عن المؤتمرات التي عقدت لدعم لبنان وفي مقدمها مؤتمر سيدر. لذا نعتبر انه إذا استمرت ازمة التأليف يكون من واجب المجلس النيابي التشريع لتخفيف الأضرار الناتجة منها وتسقط كل الاعتراضات والتحفظات في شأنه". أضاف: "سبق لنا أن أبدينا الخشية من تجمع الأزمات لتنفجر كلها مرة واحدة مما ينعكس سلبا على الوضع برمته. وهذا ما هو في طور التحضير انطلاقا من الحركات المطلبية ومن الاعتراضات المتعددة والمتنوعة. وعلى هذا الصعيد نلمس تأجيلا هو أشبه بالهرب الى الأمام، إذ لم تسجل معالجة اي ملف مطروح. مع العلم ان كل الملفات تستدعي معالجة ملحة وتفرض حوارا جديا وصادقا بين المعنيين. ونلاحظ على هذا الصعيد ان قلة من القطاعات لا تشكو من مشكلات مما يستوجب قيام ورشة عمل حكومية لا بأس ان بدأت مع حكومة تصريف الأعمال على ان تشكل مع قيام حكومة جديدة. وفي المختصر المطلوب تفعيل كل مؤسسات الدولة لتتمكن من ايجاد الحلول المناسبة من دون مزيد من التأخير".

 

لبنان على طاولة لجان الكونغرس

المركزية/31 آب/18/تستأنف لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي في الرابع من ايلول المقبل، نشاطاتها، بعد العطلة الصيفية، وتستهلّها باجتماع تعقده في الكونغرس، ستخصصه لبحث الوضع في الشرق الاوسط في ضوء التقارير الدبلوماسية والامنية والاستخباراتية الواردة الى دوائرها.

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية"، سيتوقف المجتمعون امام التطورات في سوريا في شكل خاص، وقضايا المنطقة، من الملف النووي الايراني الى أزمات اليمن والعراق، في شكل عام، وذلك غداة قمة هلسنكي التي جمعت الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في تموز الماضي، وقبيل لقاء يتردد انه قد يجمعهما مجددا في الاسابيع القليلة المقبلة على هامش وجود بوتين في نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة.

المصادر تشير الى ان الملف اللبناني سيكون حاضرا على طاولة اللجنة الاميركية، وذلك من زوايا متعدّدة، أهمّها الدعم الذي تقدّمه واشنطن للجيش اللبناني. ففي وقت لم تتعرّض هذه المساعدات لاي تخفيضات من قِبل إدارة ترامب، خلافا لموازنات مخصصة لدول أخرى أُخضعت للترشيق في الاشهر الماضية، وذلك بفضل أداء الجيش وإنجازاته الواضحة في مكافحة الارهاب وضبط الامن في لبنان، تقول المصادر ان التعويل الاميركي كبير على دور المؤسسة العسكرية اللبنانية، التي تتطلّع واشنطن الى ان تصبح الجهة الوحيدة الممسكة بالسلاح في الداخل، وهي تعتبر ان الاستثمار فيها ضروري لتعزيز قدراتها وسحب الذرائع من امام من يعتبرون انها لا تستطيع الدفاع وحيدة عن لبنان، وان إبقاءهم على سلاحهم، بالتالي، ضروري.

والواقع، بحسب ما تقول المصادر، ان واشنطن تصوّب بذلك، في اتجاه حزب الله. فتطويق "الحزب" بشتى الوسائل، المالية منها والسياسية والدبلوماسية والعسكرية، يحتل أولوية الاولويات الاميركية لبنانيا، من ضمن سياستها لإضعاف ايران في الشرق الاوسط. ومن غير المستبعد في السياق، وفق المصادر، ان تستمع لجنة "الشؤون اللبنانية" في الكونغرس- وهي لجنة مصغرة منبثقة من لجنة الشؤون الخارجية- الى المسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية، عن الوضع في لبنان عموما ومعضلة سلاح حزب الله وكيفية معالجتها خصوصا، في الايام المقبلة.

على أي حال، ستشهد الدبلوماسية الاميركية في المرحلة المقبلة تعيينات جديدة. فقد علمت "المركزية" ان السفير ديفيد هيل الذي عمل في السفارة الاميركية في لبنان كقائم بالاعمال مع السفير فنسنت باتل، ومن ثم تولى رئاسة البعثة الاميركية في لبنان كسفير، قبل أن يُنقل الى عمان، ويدير بعدها مكتب هيلاري كلينتون يوم كانت وزيرة للخارجية، تم تعيينه مساعدا لوزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى. واذ ينتظر هيل انتهاء العطلة وعودة اعضاء الكونغرس الى واشنطن ليمثل امام لجنة الشؤون الخارجية للاستماع الى شهادته قبل تثبيت تعيينه في هذا المنصب، من المتوقع ان يكون لبنان من ضمن مهامه الجديدة، كما انه قد يزور بيروت في إطار زيارة للمنطقة لمتابعة التطورات فيها. الى ذلك، قال مسؤولان أميركيان أمس إن الدبلوماسي المخضرم ديفيد ساترفيلد الذي يملك خبرة واسعة في شؤون الشرق الأوسط، يتصدر المرشحين لمنصب سفير الولايات المتحدة إلى مصر التي لا وجود لسفير فيها منذ اكثر من عام. وأعلن المسؤولان اللذان طلبا عدم نشر اسميهما أن منصب ساترفيلد كأكبر دبلوماسي أميركي معني بشؤون الشرق الأوسط سينتهي إذا أكد مجلس الشيوخ الأميركي ترشيح ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، للمنصب.

 

أهالي المفقودين اللبنانيين يطالبون بهيئة وطنية مستقلة لكشف مصيرهم

مخيبر لـ {الشرق الأوسط} : أفراد في المؤسسات الأمنية سلموا أشخاصاً إلى السلطات السورية

بيروت: سناء الجاك/الشرق الأوسط/31 آب/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67148/sanaa-al-jack-lebanese-families-of-the-missing-demand-independent-national-body-to-reveal-fate-of-their-sons-%d8%b3%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%83-%d8%a3%d9%87%d8%a7%d9%84%d9%8a/

«لم يكن ابني ماهر يبلغ من العمر 15 عاماً عندما أخذوه ليقاتل إسرائيل مسلحاً ببندقية بمواجهة الطائرات والبارجات والمدرعات». تقول مريم سعيدي لـ«الشرق الأوسط». وتضيف: «كان ذلك عام 1982، اختفى ماهر، ورؤساء الأحزاب دخلوا إلى المجلس النيابي ليمثلوا الشعب».

مريم واحدة من أمهات وآباء وشقيقات وأبناء وبنات شاركوا، أمس، في تجمع لأهالي المفقودين خلال الحرب اللبنانية (1975 - 1989) لمناسبة اليوم العالمي للمفقودين. وهي تشير إلى «لو أن ما تقوم به لجنة أهالي المفقودين كافياً، لما كنا هنا اليوم». وتعلق «زميلتها في القهر» نجاة جروج المعوشي: «المسؤولية على هذا الشعب الذي يعيد انتخاب من تسبب بوجود 17 ألف مخطوف. هو غير واعٍ. لو كان كذلك لقاطع الانتخابات».

لكن حل قضية المفقودين يحتاج إلى أكثر من التجمعات والبيانات والأهم يحتاج محترفين مستقلين. وهذا ما بدأت تسفر عنه آلية العمل التي اتبعتها لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان. وتقول رئيسة اللجنة وداد حلواني، إن «العمل المتواصل أدى إلى إيصال الصوت إلى أوساط جديدة من ضمنها قوى سياسية وحزبية من داخل وخارج مجلس النواب. وبمساعدة المفكرة القانونية وعدد من النواب وفي مقدمتهم غسان مخيبر نجحنا في إنجاز اقتراح القانون المتعلق بإنشاء الهيئة الوطنية المستقلة للمفقودين».

عن هذا النشاط يقول النائب السابق غسان مخيبر لـ«الشرق الأوسط»، إن «خطة العمل المقترحة تتضمن إنشاء هيئة وطنية مستقلة، مهمتها الكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسريا، تتمتع بالصلاحيات اللازمة لتنفيذ هذه المهمة. وهي ليست خاضعة لأي وصاية وتتمتع بأقصى المقدرات المؤسساتية باستقلاليتها، وتتشكل من قضاة متقاعدين وممثلين لنقابة المحامين وأهالي المفقودين والمخفيين قسرياً. تنفيذ هذا القرار ينتظر إقرار القانون في مجلس النواب».

ويوضح أن «ما نفتقد إليه هو جهة متخصصة مهمتها أن تعمل وأن تجري اتصالات مع السلطات السورية والفلسطينية والميليشيات القديمة، لاستقصاء مصير المفقودين وجلاء الحقيقة وتعمل على وضع خطة لمتابع العمل». وكشف مخيبر أن «هناك أفرادا في الجيش اللبناني والمخابرات وقوى الأمن مسؤولين عن تسليم لبنانيين إلى السلطات السورية». وأضاف: «الوصول إلى هدف الهيئة يرتبط بضرورة موافقة القوى التي ساهمت في الحرب على تسهيل العمل لجلاء الحقيقة. وحينما يوافق مجلس النواب على إنشاء الهيئة وبنك المعلومات، فعلى هذه القوى أن تتعاون. والتحدي الأكبر في إقرار الأدوات التشريعية مع موافقة على الحل من جانب كل الجهات. كما أن آلية الحل المقترحة لن تسعى لتحميل مسؤوليات أو ملاحقة جزائية ما دامت المنظومة اللبنانية قائمة على قانون العفو. ومصلحة الأهالي هي معرفة مصير أولادهم وليس الاقتصاص من الذين تسببوا بفقدانهم. وهنا المفاضلة بين الحق بالعدالة والحق بالمعرفة، ليبقى التحدي الأهم في تطبيق السياسيين للقوانين المتعلقة بهذه القضية. نقوم بما يجب وسنرى كيف سيقبلون بالقيام بالخطوة الأولى المتعلقة بتشريع إنشاء الهيئة لدى انطلاق عمل مجلس النواب الجديد».

توثيق تفاصيل المفقودين

وتوضح المتحدثة الرسمية للجنة الدولية للصليب الأحمر يارا خواجة، أن «المنظمة بدأت العام 2012 جمع بيانات ما قبل الإخفاء للمفقودين. ووثقت كل التفاصيل التي تتعلق بهم من شكل الجمجمة إلى الملابس التي كانوا يرتدونها وقت اختفائهم. وشكلنا ما يشبه السجل الطبي لهم. عام 2015 أخذنا عينات بيولوجية من 1500 شخص من أقارب المفقودين. ونحن اليوم نقوم بتدريب علماء آثار وأطباء شرعيين وعلماء إنتروبوجيا ليكونوا حاضرين عندما يتم إقرار القانون، لأن هذا الموضوع هو الأهم. وسنسلم كل المعلومات إلى السلطات عندما تتشكل آلية إنسانية مستقلة غير متحيزة، لأننا كسبنا ثقة الأهالي الذين ائتمنونا على معلوماتهم ولا نريد أن نفرط بها. وعند تشكيل هذه الآلية، على من فيها أن يقوم بواجبه لمعرفة مصير المفقودين لجهة التحري والاستقصاء. ونحن جاهزون للمساندة».

ورداً على سؤال عن مدى تجاوب السلطات اللبنانية مع عمل المنظمة تقول خواجة: «لا أريد أن اجزم، لكن يمكن القول إن الجو إيجابي نسبياً. مشروع القانون مر بلجنتي حقوق الإنسان والعدل النيابيتين. ونأمل من خلال حواراتنا مع المعنيين أن نصل إلى نتائج إيجابية. فنحن نجري حوارات خاصة وسرية مع مسؤولين في السلطة، وهم يعتبرون أن تقديم الإجابات للأهالي سيكون الحلقة الأخيرة التي لا تزال تحول دون طي صفحة الحرب».

تقول الصحافية ساندرا نجيم التي عملت على جمع خيوط عن المفقودين خلال الحرب اللبنانية لحساب منظمة «Act of desapare» لـ«الشرق الأوسط»: «لم أتوجه إلى المسؤولين في الأحزاب التي شاركت في الحرب. هم لا يفيدون. والمؤسف أنه فور انتهاء الحرب أعلنت القيادات السياسية أن صفحتها طويت، بالتالي أصبح السؤال عما حصل خلالها أشبه بخيانة السلم الأهلي».

وتضيف: «الناس يعرفون وقائع كثيرة يمكن أن تقود إلى مفاتيح لقضية المفقودين، لكن عليهم أن يشعروا أن الإدلاء بالمعلومات مهمة وطنية، وفيه شفاء لهم من تلك المرحلة وفظائعها. لكن كل طرف لا يريد أن يروي ما جرى إلا إذا كان الطرف الآخر حاضراً ليقوم بالمثل. أو هو يشعر كأنه يخون جماعته وطائفته إن تحدث عما ارتكبته كل جماعة». وتضيف: «المقاتلون كانوا يخبرونني بتفاصيل كثيرة عما قاموا به خلال الحرب، لكنهم كانوا يتجنبون أي كلام عن دفن الضحايا، فعل الدفن بقي مغيباً كأنه دليل على ما ارتكبوه. وإذا ألححت بالسؤال كانوا يبدون مقاومة كبيرة».

يرفض المقاتل السابق وعضو منظمة «محاربون من أجل السلام» نسيم أسعد هذا الاتهام. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «سألتنا جهة وضعت على عاتقها جمع المعلومات عن مكان دفن جثث الضحايا. ونحن نقدم معلوماتنا بشفافية. نقول كل ما نعرفه، أين قاتلنا وماذا شهدنا. لكننا لا نملك أجوبة لأننا لم نخطف أو نعتقل أحداً، مع أن الحصول على الأجوبة ليس صعباً، فبعد سقوط تل الزعتر حيث كنت أقاتل، تم تجميع من ألقي القبض عليهم في مدرسة الأنطونية في الدكوانة ثم اختفت أخبارهم».

رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو طعام يقول لـ«الشرق الأوسط»: «هناك توثيق لدى السلطات اللبنانية لوجود627 معتقلاً لبنانياً في السجون السورية، ولا أحد يسأل عنهم وهذا انتقاص للسيادة اللبنانية. ويفترض برئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن يطالب بهم».

أبو طعام يشير إلى «انه قضى في سجن صيدنايا 13 عاماً وقد أطلق الرئيس السوري بشار الأسد سراحه مع 46 معتقلاً آخر لدى تسلمه الحكم بعد وفاة والده، بموجب قانون عفو، وكان النظام السوري يردد أن لا معتقلين لديه».

 

الحريري لم يُنضج صيغة حكومية يقدمها لرئيس الجمهورية والأطراف متمترسة وراء مطالبها والعرقلة تستنزف البلد

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/31 آب/18

جولة المشاورات الجديدة التي أطلقها الرئيس المكلف سعد الحريري، والهادفة إلى تذليل العقبات التي تعترض تشكيل حكومته الثالثة، لم تحمل مؤشرات إيجابية في ساعاتها الأولى؛ إذ إن الساعات الفاصلة بين لقائه رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع في «بيت الوسط»، ليل أول من أمس، واجتماعه المرتقب مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط في الساعات القليلة المقبلة، لا توحي بتقدم يمكّنه من تقديم صيغة حكومية لرئيس الجمهورية ميشال عون، في ظل تمسك هذين الطرفين بمطالبهما الوزارية، وامتناع التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل عن تقديم تنازلات تسهل ولادة الحكومة. هذا إضافة إلى ممارسة باسيل ضغطاً سياسياً على الحريري، عبر تقديم دراسات وأفكار قانونية تلزم الرئيس المكلف بمهلة محددة لتأليف الحكومة، أو الاعتذار. واللافت أن المناخ الإيجابي الذي أحاط لقاء «الحريري - جعجع» في «بيت الوسط»، تبدد مع ساعات نهار أمس؛ إذ أوحت أجواء المجتمعين بأن الرجلين لم يبحثا نقاطاً جديدة، بل ناقشا المخاطر السياسية والاقتصادية لتأخر ولادة الحكومة. وأوضحت مصادر مقربة من الحريري أن «كل الأطراف ما زالت متمترسة وراء مجموعة شروط أو حقوق تطالب بها». وأكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن الحريري «يعمل على تدوير الزوايا وفق الخيارات المتاحة، وهو يرى أن عامل هدر الوقت يفترض أن يشكل حافزاً للتأليف، فكلما تقدم الوقت من دون حكومة يُستنزف البلد، ويُستنزف العهد والاقتصاد والأمن». ولفتت إلى أن «الشارع يتشنج أكثر والمخاطر الأمنية وقضية اللاجئين تضغط بقوة، عدا ترقب المجتمع الدولي للتطورات في لبنان».

وتتقاطع قراءة المصادر المقربة من الحريري، مع المعلومات التي استشفتها «القوات» من لقاء «بيت الوسط»؛ إذ أوضح رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب «القوات اللبنانية» شارل جبور، أن لقاء الحريري - جعجع «بحث في الحلول التي يمكن اللجوء إليها للخروج من أزمة تأليف الحكومة، سيما أن المرحلة تستدعي تكثيف التشاور، مما جعل لقاءات الرجلين دورية وأسبوعية تقريباً». ورأى جبور في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «لا تقدم ملموساً على صعيد تأليف الحكومة، ما دام المعرقل يصر على تحجيم (القوات اللبنانية) والحزب التقدمي الاشتراكي، في وقت تتمسك فيه (القوات) بحقها كمّاً ونوعاً»، مشيراً إلى أن «العقدة الأساسية ما زالت متوقفة عند جبران باسيل، الذي يراهن على تبدل المعطيات المحلية والإقليمية، وهو رهان على سراب».

ولا تزال الدراسة القانونية التي قدمها وزير العدل سليم جريصاتي وتضع رئيس الحكومة المكلف أمام مهلة محددة للتأليف، موضع جدل في لبنان، خصوصاً أن فريق الحريري يرى فيها استهدافاً لموقع رئاسة الحكومة ودورها، وقالت المصادر المقربة من الرئيس المكلف: «إذا كان الحريري الذي سمي بـ112 نائباً، وبحجمه السياسي وعلاقاته الدولية لم يشكل حكومة، فلا أحد غيره قادر على تشكيلها»، مشيرة إلى أن «علاقات الحريري المميزة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ومع رئيس حزب (القوات اللبنانية) سمير جعجع، تجعله في موقع الوسط، والأقدر على التعاطي مع الجميع». وكان الحريري قال في تعليق على دراسة جريصاتي: «لا أحد يحدد لي مهلة للتأليف إلا الدستور اللبناني، ولا تعنيني مطالعات دستورية يقدمها هذا الوزير أو ذاك، أنا الرئيس المكلف وسأبقى مكلفاً وأشكل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية؛ ونقطة على السطر».

ودعت المصادر المقربة من الحريري إلى «الكف عن محاولة تعبئة الفراغ بهرطقات سياسية وعرض عضلات قانونية ودستورية، لن تقدم ولن تؤخر ولن تثني الرئيس المكلف عن تحمل مسؤوليته». وقالت: «لو يعرف الحريري أن هناك بديلاً عنه يستطيع تشكيل الحكومة لتنحى، لكن البديل عن الحريري هو الفراغ والدخول في أزمة سياسية ودستورية قد تستغرق سنتين وأكثر». ورأت أن «ما قاله رئيس الجمهورية ميشال عون من أن المهلة المعقولة للتأليف ضمن 6 أشهر، يعني إسقاطاً للمهل التي يلوح بها البعض»، مؤكدة أن الحريري «ليس بوارد تشكيل حكومة شبيهة بحكومة غزة، ولن يلغي نصف مكونات البلد».

ويبدو أن الرهان على اعتذار الحريري بات بلا أفق، وفق كل القوى السياسية المؤيدة لجهود الأخير، ولاحظ رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبور، أن «المعطيات المحلية باتت واضحة، وهي أن الرئيس الحريري ليس في وارد الاعتذار ولو بقي مكلفاً لسنوات، وهو يرفض السير بحكومة أكثرية أو حكومة أمر واقع، كما أن (القوات) و(الاشتراكي) لن يبدلا موقفهما، والرئيس نبيه بري بات أقرب اليوم إلى خيارات ثلاثي (المستقبل) و(القوات) و(الاشتراكي)، وبالتالي من مصلحة الفريق الآخر (التيار الحر) ومصلحة العهد (رئيس الجمهورية ميشال عون) أن يبادر إلى خطوة تعيد تزخيم الوضع السياسي، ما دامت الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية لا تحتمل المماطلة». من جهته، زار وزير الإعلام ملحم الرياشي رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبحث معه ملف الحكومة، وقال بعد اللقاء: «بحثنا مسار تشكيل الحكومة وما نتج عن الانتخابات النيابية من أحجام». وأكد أن «(القوات اللبنانية) لم تقدم تنازلا بمعنى التنازل؛ بل قدمت تسهيلات لأقصى الحدود، لمساعدة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لتشكيل حكومة لنهضة البلد»، مشيراً إلى أن «العقدة ليست عندنا، وقدمنا أكثر ما يُمكن أن نقدمه، ولسنا من يشكل الحكومة لنتحدث عن قرب ولادتها من عدمه».

 

اللجان المشتركة في البرلمان اللبناني أقرت قانون المعاملات الإلكترونية أمس

بيروت/الشرق الأوسط/31 آب/18/أقرت اللجان النيابية أمس مشروع قانون المعاملات الإلكترونية، تمهيداً لمناقشته في الهيئة العامة للبرلمان والتصديق عليه، بعد 13 عاماً من مناقشته، وذلك في جلسة مشتركة للجان النيابية ترأسها نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، في المجلس النيابي. إثر الجلسة، قال الفرزلي: «بعد مناقشات غنية ومستفيضة أدلى بها السادة النواب، وعلى مدى سنوات من النقاش يتعلق بالقانون موضوع البحث، أي مشروع قانون المعاملات الإلكترونية، والذي بعد إقراره من السادة النواب في اللجان المشتركة على أمل مناقشته في الهيئة العامة وتصديقه، يدخل لبنان في عصر جديد»، موضحا أن «النقاش في هذا القانون دام أكثر من 10 سنوات من أجل تصديقه وإقراره، على أمل أن يصدق في الهيئة العامة». وأشار إلى اتفاق على تأليف لجنة جديدة تتعلق بقانون اللامركزية الإدارية لوضع هذا الموضوع على بساط البحث بشكل جدي، ولتنطلق مسيرة وفكرة تطبيق اللامركزية الإدارية من قبل المجلس النيابي.

وأعلن رئيس لجنة التكنولوجيا والمعلومات النيابية النائب نديم الجميل بعد جلسة اللجان النيابية المشتركة، «إقرار مشروع قانون المعاملات الإلكترونية في اللجان المشتركة وفق الصيغة التي طرحتها اللجنة النيابية المصغرة»، موضحا أنه «بحسب مشروع القانون، أصبح هناك إثبات إلكتروني ووسائل إلكترونية معترف بها بوصفها إثباتا أمام المحاكم». وأشار الجميل إلى أن «القانون يتضمن تنظيم قطاع التجارة الإلكترونية في البلد وتنظيم النقل إلى الجمهور بالوسيلة الرقمية، من خلال الرسائل البريدية أو الهاتفية مثلا»، لافتا إلى أنه «كان هناك نقاش كبير حول الهيئة الناظمة لأسماء المواقع على شبكة الإنترنت، التي تعطي التراخيص أو الأسماء، وجزء من النواب كانوا مع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في هذا الإطار»، مبينا أنه «بعد التصويت، تشكلت هيئة وطنية لإدارة النقاط الخاصة بلبنان، وهي ستعين الجمعيات التي ستنضم إلى هذه الهيئة».وقال النائب نقولا صحناوي: «بعد ثلاث جلسات ومناقشات مطولة أقر قانون المعاملات الإلكترونية في اللجان المشتركة، وتبقى أهمية إقراره في الجلسة العامة». وأشار في تغريدة له على «تويتر» إلى أن مشروع القانون «نوقش في اللجان منذ عام 2005، وبعد 13 عاما تم تبني هذا القانون، في الوقت الذي يتقدم فيه قطاع التكنولوجيا بسرعة وتتغير معالمه كل سنتين في الحد الأقصى»، آملاً أن تكون هذه الخطوة «إشارة لبداية زيادة إنتاجية المجلس النيابي الجديد».

 

اليونيفيل رحبت بقرار مجلس الامن تمديد ولايتها ديل كول: دليل على استمرار التزام المجتمع الدولي بالحفاظ على الاستقرار في الجنوب

الجمعة 31 آب 2018 /وطنية - رحبت اليونيفيل في بيان، ب"تبني مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 2433 (2018) الذي مدد ولاية قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لسنة أخرى بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701 (2006)". وقال رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول: "إن تمديد ولاية اليونيفيل، بناء على طلب حكومة لبنان، يؤكد من جديد أهمية الحفاظ على وقف الأعمال العدائية على طول الخط الأزرق والهدوء السائد في منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان". أضاف: "هذا يدل على استمرار التزام المجتمع الدولي في الحفاظ على السلام والاستقرار في جنوب لبنان، في نفس الوقت الذي يشجع فيه الأطراف على العمل من أجل وقف دائم لإطلاق النار".وتابع: "من المشجع أن نرى أن مجلس الأمن رحب بالدور الحاسم الذي لعبته القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن، باعتبارها القوات المسلحة الشرعية الوحيدة في لبنان، في توسيع وتعزيز سلطة الحكومة. وأثنى على دور اليونيفيل التي "ساعد نشرها مع القوات المسلحة اللبنانية في إنشاء بيئة استراتيجية جديدة في جنوب لبنان. كما نوه مجلس الأمن بالدور البناء الذي تقوم به الآليات الثلاثية والارتباط التي تضطلع بها اليونيفيل لناحية تخفيف حدة التوتر، لا سيما على طول الخط الأزرق، وبناء الثقة بين الأطراف".

وقال: "هذا هو جوهر جهودنا لزيادة استقرار الوضع على طول الخط الأزرق".

 

غراندي أكد أهمية استمرار دعم لبنان: قرار العودة الى سوريا يعود للاجىء فقط وهدفنا إزالة هواجسه

الجمعة 31 آب 2018 /وطنية - عقد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي مؤتمرا صحافيا، بدعوة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، في مقر المفوضية، بحضور ممثلة مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار.وأوضح غراندي ان زيارته الى لبنان هي "المحطة الاخيرة ضمن جولة شملت الاردن وسوريا"، مشيرا الى انه التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وسيلتقي وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل لمتابعة المحادثات معه. ولفت الى ان "المنظمات الانسانية تركز على هدف واحد هو دعم اللاجئين في الاماكن التي يذهبون اليها حتى ايجاد الحلول النهائية"، مؤكدا ان "الحل الافضل يكون بالعودة الطوعية أي ان قرار العودة الى سوريا يعود للاجىء فقط". وشدد على ان "اللاجئين يريدون العودة الى سوريا على ان يعيشوا بأمان وكرامة"، مشيرا الى أن "هذا ما اوصله للمعنيين". وأكد ان "المفوضية لا تتعاطى مع المسألة بطريقة سياسية بل تصغي الى هواجس اللاجىء وهمومه وتطلع منه على اسباب عدم رغبته بالعودة الى بلده لنقل ذلك الى المسؤولين المعنيين لا سيما السلطات السورية بهدف مناقشة سبل ازالة هذه الهواجس"، مرحبا ب"البيان الصادر عن الحكومة السورية قبل اسابيع والذي رحبت فيه بعودة السوريين الى سوريا"، معتبرا أن ذلك "جيد وايجابي". وقال: "الامن والتطورات في الداخل السوري من ابرز هواجس اللاجئين اذ أن بؤر الحرب تنتقل من منطقة الى اخرى، وقد رأينا ما يحصل في الغوطة والجنوب ما يخيف اللاجىء السوري. كما يركزون على غياب الخدمات وانهيار البنى التحتية والدمار الحاصل وامكانية تعليم اولادهم وامور اخرى مماثلة، الى جانب مسألة التجنيد الاجباري. وهناك هواجس اخرى ذات طبيعة قانونية، فهم غادروا سوريا لسنوات وخسروا الوثائق الرسمية التي بات من الصعب اليوم معاودة استحصالها".

وأشار الى أن "النقاش يتمحور اليوم حول هذه المسائل ومن المهم معالجتها وبناء خطط لتعزيز ثقة السوريين بالعودة"، متوقفا عند "اهمية وجود المفوضية السامية في مناطق العودة ودورها"، وقال: "نعلم ان مسألة النزاع لم تحل سياسيا بعد، ولكن كي يعود اللاجىء عليه ان يثق بهذه العودة، لذا يجب تعزيز بناء الثقة وهذا امر مهم". وتابع : "ان روسيا لاعب اساسي في الملف السوري وقد قدمت افكارا ومبادرات متعلقة بالعودة، لذا اوصلت لهم ايضا هذه الرسالة. وقد نقلت هواجس النازحين السوريين الى سفيري روسيا في دمشق ولبنان. الروس ايضا لديهم خشية من العودة القسرية ومسألة استدامة العودة، لذلك يجب ايجاد حلول مشتركة". وأشار الى أن "هناك من كون انطباعا خاطئا بأن هناك عرقلة للعودة"، متطرقا الى مسألة النزوح الداخلي في سوريا واهمية التواصل مع هؤلاء. وقال: "الوضع في الداخل السوري غير آمن، لقد زرت الغوطة الشرقية ودرعا ورأيت دمارا كبيرا وهائلا. نريد ان نصل الى حلول لانقاذ الحياة فيها، فاللاجىء يراقب ما سيحصل في ادلب، في الاشهر المقبلة، لذا نناشد ان يدار الوضع فيها بطريقة منطقية على اساس احترام حياة المدنيين". وردا على اسئلة الصحافيين، جدد غراندي التأكيد على ان الهدف هو "إزالة هواجس اللاجئين"، موضحا أنه "يجب انتظار تطور الوضع في ادلب لانه خطير جدا، فإذا كان هناك من فرص يجب انتهازها"، مشيرا الى أن هناك "فرصا اكثر للعودة ومن المهم دعم من يريد العودة الى بلده". وقال: "نحن لا نقول ليس هناك من عودة بل ستكون هناك عودة، ولكن نريد معالجة المسائل مع المعنيين". وعن المبادرة الروسية، لفت الى أن "روسيا اتخذت مبادرة بإعطاء اقتراحات ستؤثر على مسألة العودة، وهناك تقدم على مستوى تلك النقاشات"، مجددا التأكيد ان "الرسالة الاساسية للمفوضية تكمن بالاستماع جيدا الى هواجس اللاجئين وعلى السلطات السورية ازالة هواجسهم والا فلن يعودوا الى بلدهم". وقال: "الخطة ليست اتباع المبادرة الروسية بل اجراء المحادثات معها لانها محاور اساسي كغيرها من المحاورين، ونسعى الى توطيد العلاقة معها للوصول الى الاهداف نفسها". وعن العلاقة مع لبنان، قال ردا على سؤال: "نعلم ان لبنان بلد صغير ويتأثر بعدد هائل من اللاجئين منذ سنوات، ومنذ الازمة الفلسطينية وهو يتحمل عبئا كبيرا". أما عن العلاقة مع الحكومة اللبنانية، فقال غراندي: "تكون العلاقة شائكة دائما بين حكومة تدافع عن مصلحة مواطنيها ومنظمة تريد ان تدافع عن اللاجئين، ولكن لطالما كانت العلاقة مع لبنان بناءة وكان هناك فسحة لتوضيح بعض المسائل". وأكد ان العلاقة مع باسيل ستستمر وسيلتقيه قريبا، مشددا على انه "صديق للبنان وسيبقى كذلك". وفي ما خص الدور اللبناني في القضية، قال: "ننسى ان النازحين لا يزالون في لبنان، وهذه رسالة يجب ان نذكر المانحين بها. فمن المهم استمرار الدعم للبنان من خلال جميع البرامج والمشاريع التي تنفذ". وشدد على ضرورة "دعم القطاعات المتضررة كافة من الازمة السورية حتى لو بدأت عملية العودة وعاد آخر لاجىء الى بلده"، مؤكدا انه يعمل على "إيصال هذه الرسالة بشكل دائم للدول الكبرى". وبالنسبة لرفض تجديد الاقامة لموظفي المفوضية، أوضح ان "النقاش مفتوح وهذه مسألة سيادية"، مشددا على أن "من مصلحة لبنان واللاجئين ان تبقى المفوضية في لبنان".

 

 الحريري: لنا اختلافاتنا مع حزب الله وأحترم بوتين كثيرا

نهارنت/31 آب/18/لفت رئيس الحكومة المكلف الى أن اختلافاته مع حزب الله لن تسمح بشل عمل البلاد. وقال في مقابلة مع قناة "يورو نيوز" "لدينا اختلافاتنا السياسية مع حزب الله وهم يعلمون ذلك فهم لن يقبلوا أبداً بسياساتي تجاه دول الخليج وأنا لن أتقبل أبداً سياساتهم تجاه إيران وشؤون أخرى".

وأضاف: "ولكن هذا لا يعني أنه يجب أن تتوقف البلاد عن العمل". وعن احتمالية قرب انتهاء الحرب في سوريا بانتصار الرئيس بشار الأسد وحليفته روسيا، قال الحريري إنّ "روسيا هي من يسيطر على سوريا" بشكل فعلي. وأوضح "سنتعامل مع الروس فيما يتعلق بسوريا... علاقتي بروسيا وبالرئيس فلاديمير بوتين جيدة جداً. بوتين هو رجل أحترمه كثيراً وأعتقد أنّه شخص يمكننا العمل معه... أفضل التعامل مع الرئيس بوتين عن بشار الأسد". ولفت الحريري إلى أنّه يرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب كرجل واضح السياسات "يفعل ما يقول". وتابع "المشكلة التي واجهتنا مع الإدارة الاميركية في السابق كانت أنّنا لم نعرف ما هي السياسات. على الأقل الآن أنا أعرف ما هي السياسات وأعرف كيف يمكنني العمل حول أو مع هذه السياسات. على الأقل الآن هناك شخص ما يمكننا الحديث معه وإقناعه بموقفنا".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تستعدّ لسيناريو حرب بنشر صواريخ في العراق

طهران، بغداد، باريس - «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب/01 أيلول/18

أفادت وكالة «رويترز» أمس بأن طهران زوّدت تنظيمات شيعية في العراق، صواريخ باليستية، لمواجهة هجمات محتملة على مصالحها الإقليمية وامتلاك وسيلة تمكّنها من ضرب خصومها في المنطقة. واعتبر مصدر غربي أن «إيران تحوّل العراق قاعدة صواريخ أمامية». لكن مسؤولاً عراقياً نفى الأمر، وأبلغ «الحياة» أن «التقرير ليس دقيقاً ويتضمّن خلطاً كبيراً للمعلومات». وأكد أن الصواريخ الواردة في التقرير هي «من صناعة الحشد الشعبي، وعُرِضت رسمياً في احتفالات النصر على (تنظيم) داعش». وأشار إلى أن مداها «لا يتجاوز 50 كيلومتراً»، مستدركاً أن معلومات عن أنها «تهدد دولاً» مجاورة، ليست سوى «فبركة إعلامية». ولم يستبعد أن يكون الأمر «تمهيداً لاستخدامها مبرراً لإدراج فصيل عراقي على لائحة الإرهاب، أو استهداف شخصيات مناوئة للوجود الأميركي في العراق». وكانت «رويترز» نقلت عن مصادر إيرانية وعراقية وغربية إن قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال قاسم سليماني تولى الإشراف على نقل صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى حلفاء في العراق، خلال الشهور القليلة الماضية. وأضافت المصادر أن طهران تساعد تلك الجماعات على بدء صنع صواريخ، وقال أحدها: «المنطق هو أن تكون لإيران خطة بديلة إذا هوجمت». والصواريخ المعنية، وهي من طرز «زلزال» و»فاتح 110» و»ذو الفقار»، يتراوح مداها بين 200 و700 كيلومتر، وتطاول دولاً في المنطقة، إذا نُشرت في جنوب العراق أو غربه. وقال قائد بارز في «الحرس الثوري»: «لدينا قواعد مشابهة في أماكن كثيرة، بينها العراق. إذا هاجمتنا أميركا، هاجم أصدقاؤنا مصالحها في المنطقة». ولفت مصدر في الاستخبارات العراقية إلى الاستعانة بمهندسين شيعة عمِلوا في مصنع الزعفرانية الذي أنتج رؤوساً حربية ومادة السيراميك المُستخدمة في صنع قوالب الصواريخ، خلال عهد صدّام حسين، لتشغيل المصنع. وأعلن اختبار الصواريخ قرب جرف الصخر. ويأتي ذلك في وقت يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إنقاذ الاتفاق النووي المُبرم مع إيران عام 2015، بعدما أعادت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض عقوبات على طهران، اثر انسحاب الإدارة من الاتفاق. وفي هذا الإطار، وصل إلى طهران امس أليستر بيرت، وزير الدولة في الخارجية البريطانية، لمناقشة مصير الاتفاق ودور إيران في حربَي سورية واليمن. وقال بيرت: «ما دامت إيران تلتزم تعهداتها بموجب الاتفاق، سنظل ملتزمين به، إذ نعتقد بأنه أفضل سبيل لضمان مستقبل يسوده السلم والأمن في المنطقة». زيارة بيرت أتت بعد ساعات على رفض طهران قول وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إنها «لا تستطيع أن تتفادى مفاوضات حول ثلاثة ملفات كبرى أخرى تقلقنا، هي مستقبل الالتزامات النووية بعد عام 2025، ومسألة البرنامج الصاروخي وحقيقة أن هناك نوعاً من الانتشار الباليستي من إيران، والدور الذي تؤديه في المنطقة». وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي: «في ظروف تُبطَل فيها كل الجهود الإيرانية مع القوى العالمية الأخرى، من خلال العنجهية والمطالب المبالغ فيها لبعض شركاء وزير الخارجية الفرنسي، ليس أمام الأوروبيين سوى التزام تعهداتهم في ما يتعلّق بالاتفاق النووي. لا نرى ضرورة أو حاجة بل حتى ثقة للتفاوض معهم، حول ملفات غير قابلة للتفاوض». واعتبر أن «القادة الفرنسيين يعلمون جيداً أن السياسة الإقليمية لإيران تسعى إلى السلم والأمن الإقليمي والدولي ومكافحة الإرهاب والتطرف»، مندداً بـ «عجز» الأوروبيين و»عدم قدرتهم على تقديم ضمانات كافية لصون اتفاق دولي يُعتبر أهم إنجاز ديبلوماسي في العصر الحديث».في إسلام آباد، التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ونظيره شاه محمود قريشي الذي أعلن دعم بلاده طهران في الاتفاق النووي.

 

كندا والولايات المتحدة في الشوط الأخير من المفاوضات حول نافتا

وكالة الصحافة الفرنسية/نهارنت/31 آب/18

تستأنف الولايات المتحدة وكندا قبل ظهر الجمعة محادثاتهما سعيا لوضع صياغة جديدة لاتفاقية التجارة الحرّة لأميركا الشمالية (نافتا) بعدما فشلتا في التوصل إلى اتفاق الخميس، مع انتهاء المهلة المحددة لانضمام أوتاوا إلى الاتفاق الذي توصلت إليه واشنطن ومكسيكو الاثنين. وأعلنت وزيرة الخارجية الكنديّة كريستيا فريلاند ردا على صحافي في واشنطن "كلا، ليس لدينا اتفاق"، وذلك لدى خروجها من لقاء قصير كان الرابع في اليوم نفسه مع ممثل التجارة الأميركي روبرت لايتهايزر قرابة الساعة 22,30 (2,30 ت غ). والوقت يدهم إذ حدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة مهلة قصوى للتوصل إلى اتفاق، خصوصا وأنه يغادر واشنطن في الساعة 12,45 (18,45 ت غ) بحسب برنامجه الرسمي متوجها إلى كارولاينا الشمالية، ولن يعود إلا قرابة الساعة 19,30. وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه وكالة "بلومبرغ" الخميس "قد يحصل ذلك الجمعة أو في أي وقت آخر. لكنه ليس لديهم (الكنديين) خيار آخر في نهاية المطاف".وقال ترامب في المساء خلال تجمع انتخابي في إنديانا "سنبدل نافتا باتفاق تجاري رائع وجديد مع المكسيك، وفي الوقت الذي أتحدث فيه إليكم مع كندا". لكنه أضاف "يجب أن يتخلصوا من هذه الحواجز وهذه الرسوم الجمركية" في إشارة ربما إلى نظام حماية صناعة الألبان الكندية الذي ندد به مرات كثيرة. وبعدما قدمت على عجل الثلاثاء إلى العاصمة الأميركية لقيادة المفاوضات من جانب أوتاوا، أعربت فريلاند طوال يوم الخميس عن تفاؤلها، منوهة بـ"حسن إرادة" المفاوضين الذين يخوضون محادثات مكثفة على مدار الساعة تقريبا. وتجري المفاوضات الأخيرة في مكاتب لايتهايزر على مقربة من البيت الأبيض.

وفرض ترامب بشكل أحادي معاودة التفاوض حول "نافتا" على كندا والمكسيك قبل أكثر من عام، معتبرا أن الاتفاقية "كارثية" للاقتصاد الأميركي وأنها تسببت بعجز تجاري كبير حيال المكسيك وصل إلى 63,6 مليار دولار عام 2017. ويتحتم التوصل إلى اتفاق الجمعة التزاما بمهلة تسعين يوما لطرح النصّ الجديد على الكونغرس الأميركي حتى تقره الغالبية الجمهورية الحالية قبل الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني/نوفمبر، وكذلك للسماح للحكومة المنتهية ولايتها في المكسيك بالمصادقة عليه قبل انتقال السلطة إلى الرئيس المنتخب أندريس مانويل لوبيرز أوبرادور الذي يتولى مهامه في الأول من كانون الأول.

واتفقت واشنطن ومكسيكو الاثنين على مجموعة من التعديلات للاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ عام 1994.

صناعة السيارات وحماية العمال

وتتضمن الخطوط العريضة لاتفاقية "نافتا" جديدة ترتيبات جديدة في قطاع تجارة السيارات، ومنها نسبة أعلى من القطع المنتجة محليا وإجراءات أكثر صرامة لحماية العمال وبند يسمح بمراجعة الاتفاقية كل ست سنوات. وكشفت فريلاند أن كندا والولايات المتحدة توصلتا "إلى اتفاق عالي المستوى" بشأن السيارات في الربيع. وكان هذا من النقاط الرئيسية في الاتفاق التجاري بين المكسيك والولايات المتحدة الذي أعلن عنه ترامب رسميا الاثنين، إضافة إلى تنازلات من مكسيكو على صعيد الأجور وقانون العمل. وتعمد الكنديون أخذ مسافة عن المحادثات الجارية لإصلاح نافتا بانتظار أن تتوصل المكسيك والولايات المتحدة إلى تسوية المسائل الخلافية الكثيرة بينهما. وتبقى أوتاوا وواشنطن على خلاف حول بعض النقاط الأساسية، منها مسألة السوق الكندية للألبان التي تعتزم كندا حمايتها، وآلية لتسوية الخلافات بين الشركاء في الاتفاقية تعرف بـ"الفصل 19" وتعارض كندا سعي الولايات المتحدة لإلغائها. كما يبقى هناك خلاف حول الملكية الفكرية، إذ تود كندا الحفاظ على قطاع صناعة الأدوية الجنيسة في حين اتفقت الولايات المتحدة والمكسيك على حماية براءات الأدوية لمدة عشر سنوات على أقل تقدير، ما يدعم المختبرات الأميركية.

أفضل اتفاقية ممكنة

وإن كان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو تحدث عن "إمكانية الحصول على اتفاق جيد لكندا بحلول الجمعة"، إلا انه شدد في الوقت نفسه ولمرة جديدة على أن حكومته ستواصل "السهر على أن تكون أي اتفاقيّة محتملة أفضل اتفاقية ممكنة للكنديين".ويواجه ترودو ضغوطا سياسية مع اقتراب موعد الانتخابات بعد عام، ما يحتم عليه عدم الظهور في موقع الإذعان للرئيس الأميركي. ومع بدء الحملة الانتخابية في محافظتين يسيطر عليهما حزبه وهما كيبيك ونيو برونزويك، فإن اتفاقا سيعزز موقعه.

 

بوتين: مقتل زعيم الانفصاليين في أوكرانيا جريمة خسيسة

المركزية/31 آب/18/وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقتل زعيم الانفصاليين في أوكرانيا ألكسندر زخارتشنكو بأنه جريمة "خسيسة" تهدف إلى زعزعة استقرار السلام الهش في المنطقة. لكن بوتين لم يتهم، في بيان صدر عن الكرملين، أوكرانيا بأنها المسؤولة عن قتل زخارتشنكو وعبر عن تعازيه لأسرته. من ناحية أخرى قالت لجنة تحقيق تابعة للدولة في روسيا إنها تتعامل مع قتل زخارتشنكو في إقليم دونتسك بشرق أوكرانيا على أنه من أعمال "الإرهاب الدولي". وقالت في بيان إنه جرى فتح تحقيق جنائي في الواقعة.

 

هجوم بسكين في محطة القطارات في أمستردام والشرطة تطلق النار على المهاجم

المركزية/31 آب/18/أصيب شخصان بجروح في هجوم بسكين في محطة القطارات المركزية المزدحمة في أمستردام صباح الجمعة. واطلقت عناصر الشرطة الهولندية النار على المهاجم المفترض ما أدى إلى إصابته بجروح. وقال الشرطة في تغريدة على تويتر: "تم إطلاق النار على مشتبه به بعد حادثة طعن في أمستردام سنترال ستيشن"، محطة القطارات المركزية في أمستردام مؤكدة إخلاء المحطة وإغلاقها أمام كافة رحلات القطارات.

 

لودريان لطهران: لا يمكن تفادي «طريق» المفاوضات الموسعة

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/31 آب/18

قد تكون الصدفة وحدها هي التي جعلت مسؤولاً مهماً في الخارجية الفرنسية يسرب لإحدى الوكالات الدولية تعميماً يدعو الدبلوماسيين والرسميين الفرنسيين من أي إدارة انتموا إليها، إلى تحاشي التوجّه إلى إيران، ويتزامن ذلك مع انتهاء مهمة السفير فرنسوا سينيمو في طهران، وتعيينه «مبعوثاً شخصياً» للرئيس ماكرون مسؤولاً عن الملف السوري. والسفير سينيمو، قبل أن يعين في طهران كان يدير جهاز المخابرات الخارجية الفرنسي الأمر الذي يدلل على طول باعه في المسائل الأمنية. واللافت في تعميم الخارجية الذي يعكس، من غير شك، بداية توتر في العلاقات بين باريس وطهران أنه لا يفصل أنواع التهديدات التي يمكن أن يتعرض لها الدبلوماسيون والرسميون الفرنسيون في إيران. ولكن مجرد رصد أو توقع هذه التهديدات، وفق مصدر أمني فرنسي، يعني أن الأمور «تسلك مساراً سيئاً» بين الطرفين. الواضح حتى الآن أن المبرر الرئيسي للتخوف الفرنسي يعود لمحاولة الاعتداء على تجمع للمعارضة الإيرانية في إحدى ضواحي باريس في 30 يونيو (حزيران) والقبض على ستة أشخاص بينهم ثلاثة في فرنسا أخلي سبيل اثنين منهم. أما الثالث واسمه مرهاد أ. فقد سلمته فرنسا إلى القضاء البلجيكي في العشرين من يوليو (تموز) وهو يواجه، وفق مذكرة التوقيف الأوروبية الصادرة عن بروكسيل، تهماً بـ«التورط في محاولة اغتيال إرهابية» و«التخطيط لتنفيذ اعتداء». وقبل ذلك، خضع مرهاد أ. إلى استجواب أمني وقضائي في باريس. حقيقة الأمر أن خطورة هذه المسألة التي سعت باريس للتغطية عليها عند حدوثها وفق المصدر الأمني المشار إليه، أنه إذا ثبت حقيقة وجود محاولة للقيام بعمل إرهابي وأن ذلك على صلة بالجهات الرسمية الإيرانية، فإن تداعياته ستكون بالغة الخطورة على العلاقات بين البلدين. ذلك أنها ستكون المرة الأولى منذ سنوات حيث يرتبط اسم إيران بمحاولة إرهابية على التراب الفرنسي ما يعيد التذكير باغتيال آخر رئيس وزراء في عهد الشاه شهبور بختيار الذي ذبح في السادس من أغسطس (آب) في عام 1991 على أيدي عملاء إيرانيين. ومنذ سنوات طويلة، تندد السلطات الإيرانية بسماح فرنسا لتنظيم «مجاهدين خلق» الذي تعتبره إرهابياً بالعمل على الأراضي الفرنسية. وخلال اتصال هاتفي بين الرئيس ماكرون ونظيره حسن روحاني في الثاني من يناير (كانون الثاني) الماضي، انتقد الأخير «تمتع مجموعة إرهابية (مجاهدين خلق) بقاعدة في فرنسا تعمل منها ضد الشعب الإيراني وللترويج للعنف». وبحسب ما أذاعته الرئاسة الإيرانية وقتها، فإن روحاني طلب من ماكرون أن «يتحرك» ضد هذه المجموعة، الأمر الذي ترفضه فرنسا منذ أن أزيل اسم «مجاهدين خلق» من لوائح الإرهاب في عام 2012. وتسمي طهران تنظيم «مجاهدين خلق» بـ«المنافقين».

ثمة من يرجح في باريس أن تكون السلطات الفرنسية على قناعة بحقيقة المحاولة الإرهابية ما يدفعها لاستباق أي «عمل انتقامي» إيراني. لكن هذا الافتراض يتناقض، وفق مصادر دبلوماسية في باريس، مع الواقع السياسي حيث التواصل دائم بين أعلى السلطات في البلدين، وآخر فصل منه الاتصال الهاتفي بين ماكرون وروحاني يوم الاثنين الماضي.

ونقطة الالتقاء بين البلدين هي التمسك بالاتفاق النووي المبرم بين مجموعة «5+1» وإيران في صيف عام 2015، وهو ما تخلت عنه إدارة الرئيس ترمب في مايو (أيار) الماضي وعمدت بعدها إلى إعادة فرض عقوبات اقتصادية وتجارية على مرحلتين على طهران ستصبح السلة الثانية منها فعلية على النفط والغاز والمعاملات المالية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. في الخطاب الذي ألقاه ماكرون أمام السفراء، بداية الأسبوع الحالي، أشار ماكرون إلى «العمل المشترك» الذي تقوم به بلاده مع ألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي لتمكين طهران من الاستمرار في الاستفادة مما يتيحه الاتفاق مقابل تحجيم برنامجها النووي. إلا أنه إلى «صيانته» من خلال «إطلاق مفاوضات جديدة أكثر تشددا» تتناول، وفق ما هو معروف، ثلاثة ملفات إضافية، وهي مصير النشاطات النووية الإيرانية لما بعد عام 2025، وبرامجها الصاروخية الباليستية، وسياسة إيران الإقليمية التي وصفها وزير الخارجية جان إيف لودريان في كلمته أمام السفراء عصر أول من أمس بأنها تعكس «إرادة النظام الإيراني بضرب استقرار المنطقة». وأمس، عاد الأخير ليؤكد من فيينا أن طهران «لا يمكنها أن تتفادى مفاوضات موسعة حول الملفات الثلاثة التي تشغلنا» وهي المشار إليها سابقاً، مشدداً من بينها على «دور طهران في قضايا الأمن الإقليمي».

وفي كلمته المذكورة، نبه لودريان النظام الإيراني إلى أن «عليه أن يستمع لما نطلبه منه» ما يعني ضمنياً أن استمرار فرنسا والأوروبيين بالتمسك بالاتفاق وبالعمل على مساعدة طهران على الالتفاف على العقوبات والضغوط الأميركية ليس «مجانياً» بل يرتبط بمدى استجابة السلطات في طهران للمطالب الأوروبية، التي هي في الوقت عينه مطالب الرئيس ترمب. وكانت مصادر فرنسية رسمية قد قالت لـ«الشرق الأوسط» إن على إيران إذا أرادت أن تبقى باريس والعواصم الأوروبية إلى جانبها، أن «تتحاشى أي تصعيد أو استفزاز» سياسي أو أمني مثل التهديد بإغلاق المضايق أو العودة إلى التخصيب أو حتى خارج دوارها المباشر أمان ذلك في اليمن أو سوريا... وقال لودريان إن «ممارسات إيران في المنطقة يمكن أن تقضي إلى مواجهة وهذه المواجهة كادت أن تحصل».

حقيقة الأمر أن العلاقات الفرنسية الإيرانية أصبحت بالغة التعقيد والتحفظات الفرنسية الأوروبية تقابلها تحفظات إيرانية تعكسها بقوة تصريحات المرشد الأعلى على خامئني أول من أمس الذي دعا أول من أمس إلى «عدم تعليق الآمال على أوروبا» و«التشكيك بوعودهم» لجهة قدرتها على إنقاذ الاتفاق النووي. ووصف الاتفاق بأنه «ليس الغاية بل الوسيلة»، مضيفاً أنه «بالطبع، إذا وصلنا إلى خلاصة مفادها أنه لم يعد يحفظ مصالحنا القومية، سنتخلى عنه». وفي الواقع كانت تصريحات خامنئي ردّاً ضمنياً على تمسك روحاني بالاتفاق، وما قاله في البرلمان خلال جلسة استجوابه الثلاثاء حول إبلاغه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي جرى الاثنين بوجود طريق ثالث لبلاده في الاتفاق النووي إلى جانب طريق الخروج أو البقاء في الاتفاق. وتأخذ إيران على الأوروبيين «البطء»، في وضع إجراءاتهم موضع التنفيذ، و«الضبابية» فيما يقترحونه، وهو ما يحتاج في أي حال إلى ترجمة فعلية. وترجِّح مصادر فرنسية أن تشدد طهران مرده لما تراه من «اتساع حركة انسحاب الشركات الأوروبية الكبرى» بفعل الخوف من العقوبات الأميركية، وذلك حتى قبل بدء العمل بالسلة الثانية من العقوبات، وهي الأكثر إيلاماً للاقتصاد الإيراني لأنها ستصيب صناعة النفط والغاز وهي المورد الرئيسي فضلاً عن المعاملات المالية التي من شأنها أن تشل التجارة مع إيران.

من هذه الزاوية، يمكن اعتبار تصريحات لو دريان في فيينا بمثابة رد على تهديدات خامنئي، وقد وصفها الوزير الفرنسي نفسه بأنها «رسالة» للمسؤولين الإيرانيين حول ما يتعين عليهم قبوله للاستمرار في التعويل على أوروبا وعلى الدول الثلاث منها الموقعة على الاتفاق النووي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، التي اجتمع وزراء خارجيتها أمس في العاصمة النمساوية. وإذا كان لو دريان يشدد على أنه «يجب بالتأكيد إجراء محادثات، ويجب أن يدرك الإيرانيون ذلك» فلأن أصواتاً كثيرة في طهران ترفض الخوض في البرامج الباليستية والصاروخية باعتبارها تمسّ أمنها الوطني كما في سياستها الإقليمية. ويذكر أن إيران رفضت الدعوات الأميركية لفتح باب المفاوضات مجدداً وفق ما طلبه ترمب واضعة شروطها وأولاً تراجع واشنطن عن العقوبات. هكذا يضيق هاش المناورة أمام الأوروبيين الراغبين بعدم الانقطاع عن الولايات المتحدة، والاستمرار في الاستفادة من العقود الكبرى في إيران ومن الفرص الاستثمارية. وفي أي حال، ترى مصادر فرنسية رسمية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أن إيران «ليست في وضع يمكنها من فرض شروط أو تحديد مهل» للأطراف الأوروبية الساعية للمحافظة على الاتفاق. ولذا، من مصلحتها «الاستماع» لما تطلبه منها وهو ما أعاد لو دريان تأكيده أمس.

 

موسكو تحشد قبالة سوريا وتحذر الغرب من «اللعب بالنار»

لافروف والمعلم ناقشا {إدلب} وعودة اللاجئين... وبوغدانوف التقى رئيس «الهيئة» المعارضة

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/31 آب/18/أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جولة محادثات أمس في موسكو، مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ركزت على ضبط مواقف الطرفين حيال التطورات المحتملة في سوريا، لجهة احتمال شن عملية عسكرية غربية، فضلا عن تنسيق المواقف حيال الوضع في إدلب، ووضع ترتيبات لضمان أمن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وفقا لتصريحات الوزيرين في ختام المحادثات. وشدد لافروف على أن موسكو وجهت عبر قنوات الاتصال لدى وزارتي الخارجية والدفاع مع بلدان غربية «تحذيرا من أن استخدام استفزازات كيماوية لشن عملية عسكرية ضد مواقع سورية، سيؤدي إلى تداعيات واسعة» وقال إن موسكو «نبهت دولا غربية بوضوح وصرامة من خطورة اللعب بالنار». ورأى لافروف أن التهديدات الأميركية الأخيرة تعكس محاولة من جانب واشنطن لعرقلة «مواصلة عملية مكافحة الإرهاب في إدلب»؛ مؤكدا على أن موسكو تتخذ مع دمشق الخطوات اللازمة لتسوية الوضع حول إدلب، عن طريق توسيع قاعدة المصالحات من الأطراف السورية المستعدة لإعلان انفصال كامل عن «جبهة النصرة». وشدد لافروف على أنه «من غير المقبول أن يواصل إرهابيو (جبهة النصرة) وغيرهم استخدام منطقة خفض التصعيد في إدلب، لإعداد هجماتهم على مواقع حكومية وقاعدة حميميم الجوية الروسية، بواسطة طائرات مسيرة». وأشار لافروف إلى أن التقدم الذي تحقق في مكافحة الإرهاب، ومعالجة المشكلات الإنسانية، وإعداد الظروف الملائمة لعودة اللاجئين «لا يروق للأطراف الغربية»؛ مشيرا إلى محاولات أطراف «عرقلة تلك التطورات من خلال استخدام المتطرفين، مثل (الخوذ البيضاء) الذين انفضح أمرهم في مسرحيات كيماوية سابقة، وذلك بغية منح دول الغرب ذريعة لضرب سوريا». وتجنب وزير الخارجية الروسي تحديد مهلة لإنجاز عملية فصل المعارضة المعتدلة عن المتشددين في إدلب، وهي المهمة التي تتولاها أنقرة، وقال إن «موسكو وأنقرة لا تضعان مُهلا مصطنعة لإنجاز هذه المهام؛ لكن بالتأكيد يجب القيام بذلك في أسرع وقت». وزاد بأن الاتصالات الروسية - التركية، متواصلة لتسوية مسائل محددة مرتبطة بتخفيف الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب، ولمنع مواصلة استخدام إرهابيي «جبهة النصرة» لهذه المنطقة.

وأعلن وزير الخارجية الروسي أن روسيا تعول على أن تنفذ الولايات المتحدة التفاهم الذي تم التوصل إليه حول فتح مخيم الركبان وسحب اللاجئين من هناك. كما أعرب لافروف عن قلق روسيا من قيام الولايات المتحدة بتشكيل أجهزة وإنشاء مؤسسات بديلة للسلطة في منطقة شرق الفرات، ما يمكن أن يؤدي لتقسيم سوريا.

وقال إن الوجود الأميركي في سوريا «ليس له بعد عسكري وحسب، إذ يقوم زملاؤنا الأميركيون بتطوير الشاطئ الشرقي لنهر الفرات بشكل نشيط، وإعادة البنية التحتية، والشبكات الاجتماعية والاقتصادية، وإنشاء حتى هيئات محلية شبه حكومية». وحذر وزير الخارجية السوري الدول الغربية، من «شن هجوم جديد على الشعب السوري». وقال إن «قرار الحكومة السورية هو القضاء على الإرهاب في إدلب وفي كل مكان». وفيما يتعلق بالجهود المشتركة الروسية السورية في إعادة النازحين، قال المعلم: «إذا أراد الغرب فعلا المساعدة في عودة النازحين، فعليه توفير الظروف لإعادة الإعمار». وزاد بأن «الوجود الأميركي في سوريا، وجود عدواني وغير شرعي». وقال المعلم إنه أصبح من الطبيعي الآن التفكير في برامج إعادة إعمار في سوريا، مؤكدا أن لروسيا «أولوية في هذا المجال». وتطرق إلى العلاقة مع إيران، وقال إنها «ثابتة، وبنيت منذ انطلاق الثورة الإسلامية، وإيران شريك أساسي في الحرب على الإرهاب، وسنواصل تعميق العلاقات معها».

على صعيد آخر، أعلنت الخارجية الروسية أمس، أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، بحث في مكالمة هاتفية مع نصر الحريري، رئيس هيئة التفاوض السورية، مسار التسوية السورية، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية، أنه «تم خلال الحديث، التأكيد على ضرورة الاجتثاث التام للجماعات الإرهابية بما فيها (داعش) و(جبهة النصرة)، من كامل الأرض السورية». وجرى خلال الحديث التشديد على «ضرورة ضمان وحدة وسلامة أراضي سوريا وسيادتها، وانطلاق مفاوضات ثابتة ومستقرة بين الحكومة السورية والمعارضة البناءة، لإحلال الوفاق الوطني، وتشكيل وبدء عمل اللجنة الدستورية، وفقا لقرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، وخلق الظروف المناسبة للعودة العاجلة للاجئين السوريين إلى بلادهم». ورغم أن بيان الوزارة لم يشر إلى أن الحديث تطرق عن ضرورة تشجيع المصالحات في إدلب، ومساعي عزل «جبهة النصرة»؛ لكن الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا قالت في وقت لاحق، إن الاتصال مع المعارضة يدخل في سياق الاتصالات المكثفة التي تجريها موسكو، لتسريع عملية الفصل بين الإرهابيين والمعتدلين في إدلب.

وحذرت زاخاروفا في إيجاز صحافي أسبوعي، من أن «الولايات المتحدة وحلفاءها قادرون على تشكيل مجموعة هجومية مشتركة خلال 24 ساعة لضرب سوريا». وأشارت زاخاروفا إلى أن المجموعة الهجومية المحتملة لضرب سوريا، مؤلفة من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، وتتألف من نحو 70 طائرة استراتيجية مدمرة، قادرة على حمل نحو 380 صاروخا مجنحا، توجد في مدارج الأردن والكويت وجزيرة كريت. وأشارت إلى عدم إمكانية التنبؤ بعواقب الاستفزازات الغربية باستخدام الأسلحة الكيماوية؛ لكنها لفتت إلى أنه «ليس من الممكن الإفلات من العقاب كل مرة». وفي سياق الاتصالات الروسية مع الأطراف المختلفة، بحث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع نظيره التركي خلوصي أكار «القضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي، وآخر تطورات الوضع في سوريا» وفقا لبيان وزارة الدفاع. وأفادت بأن التركيز انصب على مواصلة الجهود لإنجاز التفاهمات المتعلقة بالوضع في إدلب. ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إطلاق مناورات عسكرية واسعة في البحر المتوسط غدا، في تطور ربطه محللون روس مع الحشود الغربية في المنطقة، والاستعدادات لتوجيه ضربة غربية محتملة ضد سوريا. وأفاد بيان أصدرته الوزارة بأن المناورات ستجري بمشاركة 25 سفينة وسفينة إسناد تابعة للأسطول الشمالي وأساطيل بحر البلطيق والبحر الأسود وبحر قزوين، بقيادة الطراد الصاروخي «مارشال أوستينوف». كما ستشارك في الجزء الجوي من المناورات نحو 30 طائرة تابعة للطيران بعيد المدى وطائرات النقل العسكري وطائرات البحرية، منها طائرات «تو - 160» الاستراتيجية الحاملة للصواريخ، وطائرات «تو – 142 إن كا» و«إل - 38» لمكافحة الغواصات، والمقاتلات «سو - 33»، وطائرات «سو - 30 إس إم» التابعة للبحرية. وبموجب خطة المناورات، ستتدرب القوات المشاركة فيها على تنفيذ مهام تتعلق بالدفاع الجوي، ومكافحة الغواصات والعمليات التخريبية، إضافة إلى مكافحة الألغام. ورغم أن نائب الوزير الروسي ميخائيل بوغدانوف دعا إلى عدم الربط بين المناورات واحتمالات تطور الوضع العسكري في إدلب، في إشارة إلى أن الطائرات والسفن الروسية لن تشارك في عمليات حربية مباشرة، فإن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تحدث عن رابط غير مباشر مع تطورات الوضع حول محافظة إدلب، التي وصفها بأنها باتت تشكل «معقلا أساسيا للإرهابيين». وزاد ردا على سؤال صحافيين حول توقيت المناورات مع تصاعد السجال حول إدلب، بأن «الوجود الإرهابي هناك مصدر قلق دائم، ولا بديل عن مواصلة العمل. واتخاذ الإجراءات الاحتياطية له ما يبرره».

 

قمة ثلاثية حول سوريا في طهران الأسبوع المقبل

موسكو/الشرق الأوسط/31 آب/18/يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة ثلاثية مع نظيريه التركي والإيراني في طهران يوم السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل، حسبما أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين اليوم (الجمعة). واجتمع الرؤساء الثلاثة في أنقرة في أبريل (نيسان) حيث بحثوا التطورات في سوريا، وقبل ذلك في سوتشي في روسيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف بيسكوف أن بوتين سيلتقي نظيره التركي رجب طيب إردوغان على هامش القمة الثلاثية حول سوريا. وقال: «أبلغنا من الطرف الإيراني بأنهم عادوا إلى خيار طهران. لذلك يتم تحضير القمة الثلاثية في طهران». وكانت قناة «إن تي في» التركية الخاصة أعلنت الاثنين أن القمة ستُعقد في تبريز (شمال). وأضاف المتحدث: «بالتالي، من الطبيعي توقع أن يغتنم بوتين وإردوغان هذا اللقاء الثلاثي لمتابعة محادثاتهما الثنائية». وتأتي التحضيرات للقمة الجديدة في حين يبدو وشيكاً الهجوم على إدلب في شمال غربي سوريا، آخر أبرز معاقل الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا). ويسيطر تنظيم «هيئة تحرير الشام» على نحو 60 في المائة من إدلب، بينما تسيطر فصائل معارضة متناحرة أخرى على باقي المحافظة. لكن بحسب خبراء، يتوقف شنّ النظام هجوماً على هذه المنطقة الواقعة على الحدود مع تركيا، على الاتفاق بين موسكو حليفة دمشق الرئيسية، وأنقرة التي تدعم المعارضة.

 

إسرائيل ترى تباطؤاً في الانتشار الإيراني بعيد المدى بسوريا

تل أبيب/الشرق الأوسط/31 آب/18/قال وزير الدفاع الإسرائيلي اليوم (الجمعة) إن إيران تبطئ من انتشارها البعيد المدى في سوريا، وهو ما عزاه إلى تدخل الجيش الإسرائيلي وأزمة اقتصادية تحيق بطهران بعد تجديد فرض العقوبات الأميركية عليها. وتؤكد إسرائيل مرارا أن إيران هبت لمساعدة النظام السوري في الحرب الأهلية لأسباب من ضمنها إقامة حامية عسكرية دائمة بسوريا، بما يشمل إقامة مصانع للصواريخ المتطورة وقواعد جوية وبحرية. ونفذت إسرائيل عشرات الضربات الجوية في سوريا مستهدفة عمليات لنقل سلاح وقوات إيرانية وميليشيا «حزب الله» اللبناني. وغضت روسيا الداعمة للنظام السوري الطرف عن معظم التحركات الإسرائيلية. وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في مقابلة نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن «الإيرانيين قلصوا نطاق نشاطهم في سوريا». وأضاف أنه ليس «هناك نشاط في هذه المرحلة» في جهود إيران لبناء مصانع لإنتاج الصواريخ على أراضي سوريا. وقال ليبرمان: «لم يشيدوا ميناء في سوريا وليس لهم مطار هناك، لكنهم لم يتخلوا عن الفكرة. يواصلون التفاوض مع النظام على إقامة مواقع عسكرية في سوريا». وتابع وزير الدفاع الإسرائيلي: «السبب الرئيسي وراء هذا التوقف هو عملنا الشاق اليومي في سوريا». وإيران داعم أساسي لرئيس النظام السوري بشار الأسد خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات، وأرسلت إلى سوريا مستشارين عسكريين وكذلك أسلحة ومقاتلين. وهذا الأسبوع، زار وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي دمشق وقال إن بلاده ستبقي على وجودها في سوريا. ووقع البلدان اتفاقا للتعاون الدفاعي تتضمن بنوده إحياء الصناعات العسكرية بسوريا. وسألت الصحيفة ليبرمان عما إذا كان سلوك إيران في سوريا مرتبطا بأزمتها الاقتصادية التي تفاقمت مع تجديد العقوبات الأميركية بعد أن انسحب الرئيس دونالد ترمب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، فقال: «من الواضح أن هناك ضغطا اقتصاديا هائلا عليهم. ميزانية القوات الإيرانية في الشرق الأوسط كانت ملياري دولار، واليوم تذهب أموال أقل لسوريا وحزب الله». وأضاف: «أعتقد أنه عندما تبدأ المرحلة الثانية من العقوبات الاقتصادية الأميركية في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) سيزداد الوضع سوءا». وتكهن بأن يحول نقص التمويل المقدم لميليشيا «حزب الله» دون قدرته «على الوجود بهيئته الحالية».

 

مقاتلو المعارضة في إدلب يفجرون جسرين تحسباً لهجوم النظام

بيروت/الشرق الأوسط/31 آب/18/أقدمت فصائل معارضة من محافظة إدلب بشمال غربي سوريا على تفجير جسرين في منطقة قريبة من آخر معاقلها، لإعاقة تقدم قوات النظام السوري في حال بدأت هجوماً لاستعادة المحافظة، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد السوري اليوم (الجمعة) بأن الجسرين يقعان في محافظة حماة القريبة من إدلب، ويربطان بين الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة ومناطق النظام. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «هذا يأتي في إطار تحصين الفصائل تحضيراً للعملية العسكرية وإعاقة النظام من التقدم». وتابع عبد الرحمن: «السبب هو أنهم رصدوا دبابات وآليات النظام بالقرب من هذه المنطقة وحركة نشيطة للآليات». مضيفاً: «الجسران هما الرئيسيان في المنطقة، ولكنَّ هناك جسرين آخرين أيضاً». وأشار المرصد إلى أن الجسرين يقعان في منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. ويقول خبراء إن الأراضي الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في سهل الغاب الواقعة بين محافظتي إدلب وحماة، قد تكون أحد أهداف هجوم يمكن أن يشنَّه النظام السوري وحليفته روسيا. ومنذ أسابيع، تحشد قوات النظام تعزيزات في محيط إدلب الواقعة على الحدود التركية لا سيما قرب سهل الغاب. وتستعد قوات النظام السوري لما قد يكون معركة كبرى في النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ 2011، لاستعادة محافظة إدلب. وتسيطر هيئة تحرير الشام («جبهة النصرة» سابقاً) على الجزء الأكبر من المحافظة حالياً.

 

صحيفة: الولايات المتحدة تعتزم وقف تمويلها لـ«أونروا»

واشنطن/الشرق الأوسط/31 آب/18/تعتزم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلغاء كل التمويل الأميركي لبرنامج الأمم المتحدة لمساعدة للاجئين الفلسطينيين، كجزء من تصميمها على وضع أموالها في المجالات التي تخدم سياستها، بينما تسعى لإعادة حساب إنفاق المساعدات الخارجية الأميركية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست»، اليوم (الجمعة)، عن مسؤولين مطلعين على القرار، أنه في إعلان سوف يتم إصداره في غضون الأسابيع القليلة القادمة، تعتزم الإدارة للإعراب عن رفضها للطريقة التي تنفق بها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأموال.

وقال المسؤولون، الذين لم يتم تحديد هويتهم، إن الولايات المتحدة سوف تدعو إلى تخفيض حاد في عدد الفلسطينيين المعترف بهم كلاجئين، حيث خفضت عددهم من أكثر من 5 ملايين شخص، بما في ذلك أحفادهم، إلى أقل من عُشر هذا العدد، أو أولئك الذين ما زالوا أحياء منذ إنشاء الوكالة قبل سبعة عقود. كانت الولايات المتحدة قد قلصت إسهاماتها المالية لوكالة أونروا مؤخرا بمعدل النصف، بزعم أن الوكالة تحتاج إلى إصلاحات. وعلى الفور، قال العديد من خبراء السياسة الخارجية والأمن الإقليميين، بما في ذلك في إسرائيل، إن خفض ميزانية الأونروا، وسط دعوة إلى «إلغاء تسجيل» اللاجئين، سيؤدي إلى تفاقم الحالة الإنسانية الكارثية بالفعل، وبخاصة في غزة، ويزيد بشكل حاد من مستوى العنف. بالإضافة إلى المساهمات المالية المقدمة للأونروا، قدمت الولايات المتحدة مساعدات مباشرة إلى الضفة الغربية وغزة. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنه سيتم «إعادة توجيه» أكثر من 200 مليون دولار من المساعدات المخصصة لهذا العام بالفعل إلى مكان آخر. وأضافت أن التخفيضات في التمويل، إلى جانب التحولات في السياسة، بما في ذلك الاعتراف بالقدس كعاصمة إسرائيل، هي جزء من إعادة تشكيل رئيسية للسياسة الأميركية بشأن الشرق الأوسط في ظل إدارة الرئيس ترمب. كانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي قد ذكرت في كلمة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، أن الإدارة تريد من دول أخرى في المنطقة تحمل راية حقوق الفلسطينيين وأن تقدم إسهامات مالية، كما شككت في أعداد اللاجئين الفلسطينيين. ورغم قيام دول عربية وأوروبية بتقديم إسهامات مالية ضخمة لوكالة أونروا، فإن الولايات المتحدة تعد أكبر مساهمة بأموال للوكالة، حيث قدمت ثلث ميزانية الوكالة البالغة 1.1 مليار دولار في عام 2017.

 

بن دغر: التقرير الأممي غير حيادي... والحوثيون غير جادين في السلام وناقش مع السفير الأميركي الترتيبات المتعلقة بمحادثات «جنيف»

القاهرة/الشرق الأوسط/31 آب/18/انتقد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، أمس، التقرير الأممي الأخير الصادر عن مجلس حقوق الإنسان ووصفه بـ«غير الحيادي والمضلل»، في الوقت الذي اتهم الميليشيات الحوثية بعدم جديتها في السعي نحو السلام، وارتهانها للتعليمات المقبلة من طهران. جاء ذلك خلال استقباله، أمس، في العاصمة المصرية القاهرة سفير الولايات المتحدة لدى اليمن، ماثيو تولر، لجهة مناقشة الترتيبات الحالية من أجل انعقاد مشاورات جنيف المقررة بعد أسبوع بين الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية. وبحسب المصادر اليمنية الرسمية، أكد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر خلال لقائه السفير الأميركي على دعم حكومته للجهود الأممية الساعية إلى التوصل لحل سياسي، التي ترتكز على مرجعيات الحل السياسي الثلاث المتوافق عليها محلياً ودولياً، والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، بالإضافة إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

وقال إن «ميليشيات الحوثي لم تكن يوماً جادة في الجنوح للسلم، لأن قرارها أصبح رهينة بيد داعميها في إيران التي تقامر بحياة ودماء اليمنيين لابتزاز دول الجوار والمجتمع الدولي، ومحاولتها اليائسة - في إطار مشروعها التوسعي - السيطرة على مضيق باب المندب لتهديد أمن وسلامة الملاحة العالمية». وأشار رئيس الوزراء اليمني إلى خطورة الدور الإيراني التخريبي في المنطقة وأهمية وضع حد لتدخلاتها، السافرة والإرهابية في شؤون الدول الأخرى وخرقها الواضح لقرار مجلس الأمن الدولي «2216» واستمرارها بتزويد الميليشيات الحوثية بالصواريخ البالستية لاستهداف الأراضي السعودية وتهديد خطوط الملاحة الدولية. وأثنى بن دغر على موقف التحالف الداعم للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الذي أنقذ اليمن ممن وصفه بـ«المشروع الفارسي»، مشيراً إلى جهود التحالف في تطبيع الأوضاع ودعم الحكومة الشرعية لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وهو الأمر الذي قال إنه سيبقى خالداً وحاضرا في ذاكرة الشعب اليمني.

وانتقد رئيس الحكومة اليمنية التقرير الأخير الصادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن، وقال إنه «اعتمد على تقارير مضللة وكاذبة ومزيفة، وإن فقراته تفتقد إلى الحيادية والمهنية».

وكان التقرير الصادر الثلاثاء ضم بين جنباته جملةً من الادعاءات والمغالطات التي يرجح أنه استقاها من مصادر الإعلام الحوثي حول الانتهاكات المزعومة من قبل الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها، فضلاً عن تجاهله للانتهاكات المتعاظمة للجماعة الحوثية بحق المدنيين في اليمن.

ولقي التقرير الأممي انتقادات واسعة من جانب الحكومة اليمنية والتحالف الداعم لها ووصفه الناشطون اليمنيون والمنظمات الحقوقية بغير الواقعي والمنحاز، خصوصاً أنه حاول أن يصور ما تقوم به الجماعة الحوثية على أنه «ثورة» يقودها زعيم الجماعة الحوثي. وأكد بن دغر خلال لقائه السفير الأميركي أن التقرير الأممي أغفل الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها ميليشيات الحوثيين بحق المدنيين في شتى أنحاء اليمن بداية بصعدة وعمران مروراً بالعاصمة صنعاء وانتهاءً بعدن وتعز، التي بدأت منذ منتصف 2014، والمتمثلة في قتل وتشريد المدنيين وتدمير المنازل والانقلاب على مؤسسات الدولة. وقال رئيس الوزراء اليمني إنه «من غير المعقول أن يغفل التقرير انقلاب الميليشيات الحوثية على الشرعية الدستورية المنتخبة والدولة وسيطرتها على المدن والعاصمة صنعاء، بقوة السلاح وبدعم واضح من إيران، وأن يصوّر الأزمة في اليمن على أنها صراع على السلطة بين طرفين».

وأشار إلى أن التقرير استند إلى بيانات مضللة، وادعاءات بشأن استهدافات خاطئة، كما تجاهل أسباب الحرب في اليمن وأغفل نهب الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً مليارات الدولارات وتدمير المدن وارتكابها المجازر ضد الأبرياء، مطالباً بإعادة النظر فيه. وكشف بن دغر عن أن الميليشيات الحوثية تمارس ضغوطاً على المنظمات الأممية العاملة في صنعاء، وقال إن ذلك يتضح من خلال البيانات المغلوطة والتي تحمل معلومات غير حقيقية، داعياً المنظمات لنقل مكاتبها إلى العاصمة المؤقتة عدن، والعمل بحيادية ومهنية. وشدد رئيس الحكومة اليمنية على ضرورة أن يكون هناك حيادية والتزام بمبادئ الأمم المتحدة في العمل الإنساني والإغاثي وعدم أخذ الروايات من الجانب الحوثي، وعدم السكوت عما تقوم به الميليشيات الحوثية من اختراقات للقانون الدولي والإنساني. وعبر بن دغر خلال لقائه بالسفير الأميركي، عن تقدير حكومته والشعب اليمني للموقف الأميركي الثابت في مساندة الشرعية اليمنية، والالتزام بتقديم كل أوجه الدعم الممكنة لإنهاء الانقلاب، وإدراكها للدور الإيراني التخريبي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية عن السفير الأميركي أنه «جدد التأكيد على دعم بلاده للشرعية اليمنية وحرصها على امن واستقرار ووحدة اليمن، كما أشار إلى إدراك الإدارة الأميركية للدور الإيراني في دعم جماعة الحوثيين إضافة إلى إدراكها أنشطة طهران التخريبية في المنطقة، ورفضها الكامل لما تقوم به»، وقال: «إن ذلك لن يستمر طويلاً». وفي حين أثنى تولر على جهود الشرعية اليمنية في مكافحة الإرهاب، وتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، أكد أن بلاده ستقدم كل الدعم اللازم لهذه الجهود في إطار الشراكة القائمة والمتميزة مع اليمن.

 

قطر استهدفت 250 شخصية مقربة من ترمب لتغيير السياسة الأميركية وصرفت لهم مبالغ ضخمة للتأثير على أعضاء الكونغرس وطرح بعض الأسئلة

واشنطن/الشرق الأوسط/31 آب/18/أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» ان رجل الأعمال الأميركي الشهير جوي ألاهام، قام بزيارة إلى معبد «بارك إيست سينغوغ» بولاية سينغوغ، العام الماضي، ومعه عرض إلى المحامي ألان ديروشتز لزيارة العاصمة القطرية الدوحة بدعوة من أمير قطر. وذكر ديروشتز أنه لم يتقابل مع ألاهام من قبل، وأنه تردد قبل قبول الدعوة والسفر إلى قطر. ولم يكن ديروشتز يعلم أن اسمه قد ورد ضمن قائمة ضمت 250 اسماً كان يدرك ألاهام هو وشريكه في جماعة الضغط الأميركية، نيك موزين، أنهم مؤثرون في الدائرة المحيطة بالرئيس ترمب.

واشارت «وول ستريت جورنال» الى ان تلك القائمة كانت جزءاً من حملة اللوبي الجديدة التي تبنتها قطر بعد موقفه المتفق مع «الرباعي العربي» (السعودية، والإمارات، ومصر، البحرين) تجاه الدوحة، وتحذيرها من دعمها للجماعات المتطرفة، وبحسب ألاهام، فإن قطر تسعى إلى تحسين علاقتها مع أميركا، وأن البداية يجب أن تأتي عبر الجهات والشخصيات المؤثرة في ترمب، وسوف يتبعهم الرئيس لاحقاً. وفي هذا الإطار، قال ألاهام: «نريد القيام بحملة». وقد أبلغ المسؤولين في مجال متابعته لملف قطر ومقاطعة «الرباعي العربي» للدوحة، وأكد لهم قائلاً: «إننا نريد الدخول إلى عقل ترمب بأقصى سرعة».

وتُعدّ خطة حشد جماعات الضغط واللوبي على مدار العام الماضي عملية غير تقليدية تستهدف رئيساً غير تقليدي، وتظهر كيف أن الرئيس ترمب كان سبباً في تغيير قواعد لعبة الضغط السياسي. ولأن ترمب غالباً ما ينأى بنفسه عن عمليات صناعة القرار التقليدية، ويتجنب الاعتماد على نصائح الأصدقاء والمقربين، فقد قضت جماعات الضغط الشهور الـ19 الماضية في إعادة صياغة طريقة عملها للضغط على الرئيس ترمب، وتتضمن الأساليب الجديدة بث إعلانات موجهة خلال أوقات عرض البرامج التي يشاهدها ترمب، وتعزيز العلاقات بالأشخاص الذين غالباً ما يتحدث معهم. واوردت الصحيفة ان قطر أنفقت نحو 16.3 مليون دولار على جماعات الضغط في أميركا عام 2017، العام الذي شهد مقاطعة الرباعي العربي لقطر، مقارنة بمبلغ 4.2 مليون العام الذي قبله، بحسب سجلّ المصروفات القطري المخصص للإنفاق على العملاء الأجانب. وبدءاً من يونيو 2018، فقد بلغ عدد جماعات الضغط التي وظفتها قطر في الولايات المتحدة 23 جهة، مقارنة بسبع جهات عام 2016، بحسب السجل القطري.

وجرى إنفاق جزء من هذا المبلغ على جماعات الضغط المتصلة بترمب، فيما خصصت مبالغ أخرى لتوجيه أسئلة بعينها في الكونغرس، وهو الأسلوب الذي انتهجته قطر للتأثير على أعضاء الكونغرس وغيرهم من كبار مسؤولي الإدارة الأميركية. واتجهت قطر كذلك إلى الأصدقاء والمقربين والمعجبين بالرئيس ترمب، الذين يعملون بالقرب منه. وعلى هذا المنوال، فقد تشكلت القائمة التي اشتملت على 250 اسماً من «المؤثرين في الرئيس ترمب»، مثل ديرشويتز، المعروفين بإنصات الرئيس لهم سواء بصورة رسمية أو غير رسمية. وكشف ألاهام أنه هو وموزين قد أعدا القائمة وتواصلا مع المدرجين عليها، وأنهم قد أرسلوا بالفعل نحو 20 منهم إلى الدوحة، وتكفَّلوا بنفقات الرحلة بالنسبة للبعض، ودفعوا نقداً للبعض الآخر. ومن ضمن الشخصيات التي أرسلوها إلى قطر كان الحاكم السابق لولاية أركنساس، مايك هوكبي، والإعلامي الإذاعي المحافظ جون باتشلر. وقد رتب ألاهام وموزين لعقد لقاءات جرت في أميركا بين مسؤولين قطريين وبعض المقربين من ترمب، بحسب الاثنين. وأفاد ستيف بانون، كبير مستشاري ترمب السابق، بأن قطر أرادت أن تفعل شيئاً مختلفاً لخلق جماعة ضغط على الرئيس الأميركي ترمب. وبحسب بانون المعروف بانتقاده الدائم لقطر، فإن الوصول إلى كل هؤلاء المؤثرين، سواء من القادة اليهود أو الأشخاص المقربين من الرئيس، يظهر ارتفاع المستوى الذي وصلوا إليه، ورفض جاسم آل ثاني، المتحدث باسم السفارة القطرية في واشنطن، الإفصاح عن تفاصيل الحملة، لكنه لم ينفِ ما صرح به ألاهام وموزين. وقد بلغ إجمالي ما تحصلت عليه جماعات الضغط التابعة لألاهام وموزين من قطر نحو 3 ملايين دولار أميركي، بحسب بيانات التحويلات البنكية الفيدرالية. وفي المقابل، ناشد القطريون ضيوفهم الأميركيين نشر كل ما شاهدوه من أعمال قطر «الجليلة»، ومنها المعونات التي قدمتها لإعادة إعمار غزة. وأشارا إلى أنهما لم يطالبا الزوار بإيصال وجهة نظر معينة، بيد أنهما رفضا الإفصاح عن تفاصيل مناقشتهما مع أي من المسؤولين المدرجين على القائمة. وقال كريستيان كوتس أولريتشسن، أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة رايس الأميركية، إنه «من الممكن أن تلاحظ خلال الاجتماعات التي جرت مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومن خلال لغة الجسد والكلمات أن الوصول إلى ترمب كان ناجحاً».

ورداً على سؤال عما إذا كانت الجهود القطرية للتأثير على ترمب قد نجحت، قال المتحدث باسم «مجلس الأمن القومي» غاريت مارقيس: «لقد حدث التحسُّن في علاقة الحكومة الأميركية بالقطريين بفضل التواصل الثنائي على المستوى الرسمي الذي حدث العام الماضي».

غير أن بعض من زاروا الدوحة، ومنهم دراوشيتز، أفادوا بأنهم شعروا بأنهم قد خدعوا لأنهم لم يشعروا بأن تلك الرحلات كانت جزءاً من جهود الدولة القطرية لحشد جماعات الضغط. وعلى الجانب الآخر، أصر ألاهام وموزين بأنهما لم يضلِّلا أحداً. ومن الجدير بالذكر أن ألاهام قد أنجز عمله من دون تسجيل اسمه كعميل أجنبي حتى يونيو الماضي، وقد برر ذلك بأنه كان يعتزم إيصال مستثمرين قطريين بعدد من المشروعات الأميركية، وهو ما لا يتطلب تسجيلاً. وفي يونيو الماضي، قامت عدة دول، منها الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، بإعلان مقاطعة الدوحة، وأعقب ذلك تصريح ترمب خلال مؤتمر صحافي بأنه «من المؤسف أن قطر دولة تدعم الإرهاب». لكن قطر لطالما شعرت باطمئنان تجاه الموقف الأميركي نظراً لوجود قاعدة للقوات الأميركية التي يبلغ قوامها عدة آلاف في قطر. وقد رفض ألاهام وموزين الإفصاح عما إذا كان لهما عملاء يساعدونهما في إنجاز مهامهما. غير أنهما قالا في بيان صحافي: «سنبني على ما حققناه من نجاح في تمثيل دولة قطر، وهو النجاح الذي نقل الدولة الخليجية في غضون ثمانية شهور من دولة معزولة وتواجه قطيعة وتتعرض لانتقادات من الرئيس إلى مستوى من التعاون الأمني والاقتصادي بين الولايات المتحدة وقطر».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لعب بالنار على الساحة اللبنانية

سليم نصار/الحياة/01 أيلول/18

استوقفتني ذات مرة عبارة أدلى بها إلى الصحف العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله أعرب فيها عن توقه إلى إقامة جمهورية إسلامية في لبنان، شرط توافر الظروف الداخلية الملائمة.

ومع أنه لم يكن منخرطاً في أي حزب سياسي أو ديني، إلا أن فقهاء المذهب الجعفري الشيعي فسروا كلامه في حينه بأنه يصب في مصلحة نهج ولاية الفقيه، مع الحرص على اتباع مبدأ التقية.

وعليه رأى كثير من الإعلاميين أن خطابات السيد حسن نصر الله، التي ألقيت من الضاحية الجنوبية والهرمل، لم تكن أكثر من رسائل سياسية موجهة إلى الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومختلف القوى الناشطة في حرب اليمن.

وكذلك رأى اللبنانيون في تلك الخطب النارية خروجاً على سياسة «النأي بالنفس» التي التزمتها الدولة، خصوصاً أن الخطاب الأول كان معززاً بصورة الأمين العام لـ «حزب الله» وهو محاط بوفد حوثي من «أنصار الله» برئاسة الناطق الرسمي محمد عبدالسلام.

وفي ضوء الاجتهادات السياسية التي أعلنها المراقبون طوال آب (اغسطس) الماضي، فإن لبنان عاد ليمثل ساحة الصراع بين القوى الدولية والإقليمية على نحو وضع المنطقة كلها على حد السكين!

ومن المؤكد أن تأخير تشكيل الحكومة قد ساهم في تأجيج أجواء المشاورات، وإرباك خطوات رئيس الحكومة المكلف للمرة الثالثة. ولقد اعترف سعد الحريري بأنه يواجه تعقيدات متواصلة تتعلق بمطالب رؤساء الأحزاب والشروط التعجيزية التي يضعها زعماء الكتل. وقد اتهمه خصومه بالتقاعس والتردد عن قصد لأنه يرفض التطبيع مع سورية، والتنسيق مع نظامها الذي يرى في شروطه ابتزازاً فاضحاً من أجل كسب بعض الشرعية الإقليمية.

ونُقل عن رئيس الحكومة المكلف رفضه ربط إجراءات عودة النازحين السوريين بشروط التطبيع. وقال إن حكومته هي التي اختارت سفير لبنان الجديد في دمشق سعد زخيا. والمؤكد أن السفير مخوّل البحث في هذا الموضوع الشائك بمعاونة المدير العالم للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.

والثابت أن الرئيس بشار الأسد يهمه قيام الحريري بمبادرة حسن نيّة تساعده على الخروج من مأزق مقاطعة الدول الأوروبية وبعض الدول العربية. ويستدل من التحذير الذي وجهه جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي، إلى الدول الأوروبية من أن واشنطن لن تسامح الدول الأوروبية الطامحة إلى الانفتاح الاقتصادي على طهران ودمشق. إضافة إلى التشدد الأميركي مع النظام السوري، قامت سلطة المعارضة السورية بإصدار بطاقات هوية جديدة في شمال سورية، كمحاولة لتعزيز هيمنتها على منطقة خارج سيطرة الأسد. وقد جرت هذه المحاولة بمساعدة تركيا.

يقول المطلعون على تطور الأحداث اللبنانية إن «حزب الله» لم يعد محتاجاً إلى الدور الذي لعبه الحريري عندما أوصل حليفه ميشال عون إلى قصر الرئاسة في بعبدا. وبما أن الوضع الأمني في سورية قد استقر نسبياً، لذلك قررت قيادة الحزب نقل جهودها إلى اليمن بغرض تحقيق أهداف عدة: أولاً - إحباط مهمة الحريري صديق السعودية واستبدال دوره بسياسي سنّي يكون مدعوماً من الأسد، ومقبولاً من إيران.

ثانياً - تعزيز موقف الحوثيين ودعمهم بمزيد من الصواريخ الموجهة نحو المملكة العربية السعودية، وبمزيد من خبراء القتال. علماً أن «حزب الله» أسس في الضاحية الجنوبية قناة تلفزيونية سماها «النبأ»، تستضيف دائماً خصوم السعودية، وتمتدح إيران وسخاءها المتواصل.

ثالثاً - التعاون مع رئيس وزراء سنّي لبناني يكون مهتماً بمساعدة إيران على تخفيف أثر العقوبات الاقتصادية والنفطية التي فرضها عليها الرئيس دونالد ترامب. وهو يهدد بفرض عقوبات إضافية على مبيعات النفط الإيراني في تشرين الثاني (نوفمبر). وتُعتبر إيران ثالث أكبر مصدر للنفط في «أوبك» بعد السعودية والعراق. ويهم طهران من وراء التصعيد على مختلف الجبهات حرف الأنظار عن نتائج العقوبات الأميركية وإبلاغ واشنطن أنها قادرة على تحريك ساحات القتال في المنطقة.

وسط هذه التحولات، أعلن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أن المراهنين على التطورات الإقليمية سيفشلون في رهانهم، لذلك: «أنصح بعض القيادات التي نحن على خلافات معها في شأن العلاقة مع سورية، بأن لا يلزموا أنفسهم بمواقف قد يتراجعون عنها».

أمام إصرار الحريري على عدم التطبيع مع سورية، اضطر الرئيس ميشال عون إلى الاتصال بالأسد والتحدث إليه في شأن النازحين، وعرض موقفاً يؤكد للحليف أن سياسته الخارجية لا تتفق مع سياسة الحريري في قضية العلاقة مع سورية. وكذلك فعل قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون الذي اتصل بزميله في دمشق رئيس الأركان علي عبدالله أيوب، وهنأه بعيد الجيش. وكانت تلك المبادرة بمثابة تأكيد الشعار الثلاثي الأبعاد الذي أطلقه «حزب الله» سابقاً: الشعب والجيش والمقاومة.

في مطلق الأحوال، فإن أصدقاء سعد الحريري يعزون إصراره على الانقطاع عن زيارة دمشق إلى خلفيات سياسية ليست لها علاقة بملف النازحين، أو بموقف «حزب الله» من أزمة اليمن. ويعود هؤلاء الأصدقاء إلى التذكير بواقعة جرت للحريري أثناء اجتماعه للمرة الأولى ببشار الأسد. وفي حينه استقبله الرئيس السوري بصفته رئيس وزراء لبنان، ورحب به بحفاوة بالغة. علماً أن تلك الزيارة لم تكن مشمولة بغطاء دعوة رسمية.

وقبل الخوض في الشؤون العامة، وجه الأسد إلى الحريري سؤالاً محرجاً، قال فيه: «هل أنت مقتنع بأن لسورية دوراً في اغتيال والدك؟» وأجابه سعد على الفور: «أنا لا أعرف مَن قتل والدي، لكنني حريص على اكتشافه».

عندها، أكمل الأسد تعليقه على السؤال الذي اختاره كمدخل للقاء، فقال: إن سورية تعرضت لحملة ابتزاز واستفزاز استمرت أكثر من ثلاث سنوات. لذلك أرى أن الطائفة السنيّة أصدرت حكمها تحت وطأة الانفعال والغضب، خصوصاً أن الوضع الأمني كان يخضع لرقابة حليف سورية الرئيس آميل لحود.

ثم أنهى الأسد الحديث عن هذا الموضوع بانتقاله المفاجئ إلى مستقبل العلاقات اللبنانية - السورية.

بعد مرور فترة قصيرة من حدوث جريمة اغتيال رفيق الحريري، نشر أنصار الحريري سلسلة تساؤلات تتعلق بتصرف الدولة حيال الانفجار وتبعاته. وكانت سبباً لاتساع حلقة الشكوك بعد ظهور مؤشرات يصعب تفسيرها، ومنها: لماذا تأخر الرئيس آميل لحود في إعلان وفاة الرئيس رفيق الحريري؟... ولماذا استعجلت الدولة في تنفيذ عملية تنظيف مكان وقوع الجريمة، كأنها تسعى إلى طمس معالم الجريمة وتبديد الأدلة؟

في ضوء تلك التطورات، اكتشف الحريري أنه محاصر من قبل جميع الأحزاب والتكتلات البرلمانية، وأن الأزمة الاقتصادية الخانقة بدأت تهدد الاستقرار، خصوصاً بعدما تجاوز الدين العام مئة بليون دولار... وبعدما تعب حاكم البنك المركزي رياض سلامة من إخراج «أرانب» الحل من قبعته الواسعة.

وسط هذه التجاذبات السياسية والاقتصادية، ازدادت الضغوط على الحريري إلى حد المطالبة بكسر المقاطعة التي فرضتها الجامعة العربية على سورية يوم طردتها من عضويتها.

ورأى الرئيس المكلف أن مسؤوليته أصبحت أكبر من قدرته، لذلك طالب بفترة انتقالية ريثما تنتهي الأزمة الخانقة داخل سورية، وتنجح روسيا في تشكيل نظام جديد متفق عليه داخلياً وخارجياً.

أثناء إطلالته الأخيرة تحت عنوان «شموخ وانتصار»، أشار السيد حسن نصرالله في خطابه إلى «جماعة 14 آذار»، وإلى حملة التخويف التي تبثها بين الناس، مدعية أن المحكمة الدولية ستخلق وضعاً مستجداً في البلد سيبنى عليه شيء دراماتيكي!

وكما تصرف الأمين العام يوم اتهمت المحكمة الدولية أربعة أعضاء من جهاز «حزب الله» باغتيال رفيق الحريري... هكذا يتصرف قبل صدور الحكم المتوقع بعد العاشر من هذا الشهر. أي أنه يعتبر قرارات المحكمة مسيّسة، وأن أحكامها لا تعنيه على الإطلاق، وما يصدر عنها لا قيمة له.

وهكذا توقف فجأة عن الكلام أثناء إلقاء خطابه، ورفع سبابته في الهواء محذراً: «لا تلعبوا بالنار... لا تلعبوا بالنار!» التفسير المحتمل لعبارة «لا تلعبوا بالنار»، يستند في نظر المحللين إلى إشاعات تقول إن المحكمة قد تصدر قائمة جديدة تابعة للكوادر الرفيعة في «حزب الله» كالنواب مثلاً! وقد ازدادت قناعة الحزب بهذا المنحى بعد الزيارة التي قام بها إلى بيروت موفد وزارة الدفاع الأميركية روبرت كاريم، وهو مكلف من قبل إدارة ترامب بمتابعة تنفيذ القرارات الأميركية في شأن دور إيران في لبنان وسائر دول المنطقة.

أثناء استقبال العماد عون للموفد كاريم، طالبه الرئيس اللبناني بتجديد ولاية يونيفيل من دون أي تعديل في مهمتها. وكان بهذا التأكيد يريد ألا تتطور مهمة القوات الأممية بحيث تتمدد شرقاً إلى الحدود مع سورية، وتسدّ المعبر الذي يشرف على إدارته «حزب الله» وإيران.

بقي السؤال الأول والأخير: ماذا يفعل الرئيس عون في حال وصلت عملية تشكيل الحكومة إلى حاجز يصعب تجاوزه؟ كان النواب يتوقعون تشكيل الحكومة مطلع هذا الشهر وبما أن هذا لم يحصل، فقد أعلن وزير الدولة لشؤون الرئاسة بيار رفول، أن مرحلة الانتظار لن تطول أكثر من شهر واحد. ولكن المشرّع اللبناني لم يحدد المدة التي تنتهي فيها فترة التشكيل، الأمر الذي سيضطر الرئيس عون إلى مواجهة مجلس النواب والرأي العام بحقيقة المأزق الذي تعاني الدولة من جموده. ومن المتوقع أن يشترك في إيجاد المخرج الرؤساء الثلاثة، هذا إذا استطاع اللبنانيون احتمال نضوب الأوكسجين وهم تحت سطح البحر!

* كاتب وصحافي لبناني

 

ما هو «نصيب» اللبنانيين من معبر «نصيب»؟!

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 01 أيلول2018

لا ينتظر اللواء عباس ابراهيم شهادةً من أحد عندما يقول كلمته بـ «المختصر المفيد»، فقد كان واضحاً بإعلانه أنه فاتح المسؤولين السوريين بشان «معبر نصيب» مكلَّفاً من رئيس الجمهورية و»لم يشترط عليه أو يطلب منه أحدٌ شيئاً». فهل تفي هذه العبارات الموجزة من مرجع أمني بالغرض أم أنّ المطلوب انتظار الخطوات الإجبارية المقبلة لمعرفة «نصيب» اللبنانيين من «معبر نصيب»؟ على هامش النقاش الحامي حول أسباب التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة، رُفعت لوائح الشروط والشروط المضادة من يمين ويسار الرئيس المكلف ومعها توسّعت رقعة التقديرات حول ما إذا كانت العوائق داخلية أو إقليمية ودولية فبات الجميع غارقاً في «حوار بيزنطي». ومن بين التعقيدات التي رافقت عملية التاليف، الحديث عن الخلاف المسبق حول شكل العلاقات التي ستكون بين لبنان وسوريا قبل بلوغ مرحلة صوغ البيان الوزاري. إلّا أنّ ما لفت النظر أكثر من أيّ أمر آخر كان الحديث عن معبر نصيب الواقع على الحدود الأردنية – السورية وإصرار البعض من أنصار النظام على ضرورة اعتراف الفريق اللبناني الآخر من اليوم بانتصار النظام السوري ليسمح له باستخدام معبر «نصيب» للعبور بعدما بلغت كلفة التصدير أرقاماً خيالية.

هذا البعض بنى استراتيجياتٍ اقتصادية بعيدة المدى أوحت أنّ الأمر رهنٌ باعتراف اللبنانييبن بالنظام السوري في وقت لم يظهر بعد إن كانت الدولة السورية والمملكة الأردنية قد قرّرتا فتح المعبر، فصحّ قول دبلوماسي بأنهم يتقنون الخلاف على جلد الدب وهو ما زال يسرح ويمرح في تلك الصحارى المحيطة بالمعبر ولم يتوجّه اليه أيُّ صياد بعد. ولفت الدبلوماسي الى أنّ هذا الحوار ليس أوانه بعد إلّا في أذهان اللبنانيين ولغايات آنيّة ومصلحية ضيقة الأفق. فقرار فتح المعبر ليس بيد الدولتين الواقعتين على جانبي الحدود سوريا والأردن فحسب، بل هو قرار سيُتّخذ على أعلى المستويات. بدليل أنّ أيّاً منهما لم يُقدم على فتحه بعد الى اليوم رغم وضع النظام السوري يدَه عليه منذ أوائل آب الماضي. وقال إنّ فتح المعبر رهن تفاهم دولي ستشارك فيه الى جانب واشنطن وموسكو عواصم دول مجلس التعاون الخليجي تتقدّمها الرياض التي عبّرت عن موقف متردّد لجهة الحاجة اليه، فهو وإن فُتح لتنظيم حركة العبور بين الأردن وسوريا فقط لن يكون لها رأي في ذلك إنما إذا كان سيُفتح لتوفير العبور من دمشق وبيروت الى عواصم الخليج فمسالة أخرى ما زالت قيد البحث.

ويضيف الدبلوماسي، أنه وفي مقابل الموقف الخليجي الذي بقي في الكواليس، فقد ظهر أنّ لدمشق وموسكو موقفاً تصعيديّاً مماثلاً. ومن هنا ظهرت شروطهما بربط فتحه بشروط إضافية كانسحاب القوات الأميركية من التنف والوحدات البريطانية والفرنسية المنتشرة الى الجانب الأردني من الحدود السورية في مناطق تديرها غرفة عمليات «الموك» من العاصمة عمان امتداداً الى مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، مع اشارة الى أنّ من شان مثل هذه الإجراءات جعله معبراً آمناً بين هذه الدول.

والى هذه العوامل التي تزيد من التعقيدات المؤدّية الى فتح المعبر، يستعجل بعض اللبنانيين الاتّصالات التي يقترحون إجراءَها مع دمشق من اجل استخدامه لعبور البضائع اللبنانية واستعادة حركة الترانزيت المشلولة منذ سنوات عدة، قبل أن يقول السوريون كلمتهم في الظروف التي ستتحكّم بحركة المعبر وسط معلومات تسرّبت الى دوائر محدودة عن نيّة السوريين برفع الرسوم الجمركية أكثر من 40 ضعفاً على الأقل واعادة النظر برسوم سمات الدخول عبر الأراضي السورية للإنتقال في الاتّجاهين، وهو ما سيشكّل عقبةً حقيقيةً تعطي الموقف طابعه الإقتصادي والمالي أكثر من السياسي أو الدبلوماسي وخصوصاً أنّ مثل هذه القرارات تشكّل خروجاً على كل الاتّفاقيات العربية البينية التي تسهّل تبادل البضائع وحركة الترانزيت في ما بينها. وبناءً على ما تقدّم ينصح الدبلوماسي المحنّك اللبنانيين الذين يستعجلون خطوات التطبيع من أجل معبر نصيب الى التريّث في مطالبهم قبل أن يسجّل أيُّ حراك بين بيروت ودمشق في غير خانته المنطقية والعملية، طالما أنه يستبعد ما قدّمه لبنان على ارضه ومعابره البحرية والجوية والبرية للسوريين من خدمات لرجال النظام قبل المعارضين. وهنا تكمن اهمية الأخذ بالتوصيف الذي اعطاه المدير العام للأمن العام لهذه القضية ودعوته الى إعطاء الوقت الكافي لبلوغ مرحلة الحوار بهذا الشأن مخافة أن ينطبق المثل القائل «بأنّ طالب الشيء قبل اوانه عوقب بحرمانه» بما يوحي به في التوقيت والشكل والمضمون ضرورة الإنتظار لمعرفة وتحديد «نصيب» اللبنانيين من «معبر نصيب».

 

خيارات للّحاق بالمعطّل الى باب الدار

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 01 أيلول2018

وفق معادلة «إلحق المعطّل الى باب بيتو» أودعت «القوات اللبنانية» الرئيس سعد الحريري تسهيلات جديدة لتوسيع الخيارات أمامه في مفاوضاته مع الوزير جبران باسيل في لقائهما المرتقب قبل توجّه الحريري الى بعبدا. فإذا حصل الاتّفاق سيكون بيد الحريري تشكيلة حكومية مرشحة لأن تتحوّل الى حكومة، وإذا لم يوافق باسيل تكون الأمور قد سلكت وجهة الانسداد الكامل. في المعلومات أنّ الدكتور سمير جعجع وضع بين يدي الحريري 5 تشكيلات حكومية تقبل بها «القوات»، منها تشكيلة لـ»القوات» فيها أربع حقائب من دون سيادية ولا موقع نيابة رئاسة الحكومة، ومنها أربع حقائب مع سيادية وثلاث وزارات عادية، ومنها أيضاً، خمس حقائب متنوّعة، ومنها أربع حقائب تتضمّن موقع نائب رئاسة الحكومة من دون حقيبة سيادية. لم يترك جعجع أيّاً من الاحتمالات تفوته، ورمى خمس طابات في مرمى باسيل، على أمل أن يختار واحداً منها دون تعديل أو تغيير فتتشكّل الحكومة، أما اذا رفض باسيل فستعود الامور الى نقطة الصفر وستسحب «القوات» عرضها، خصوصاً الذي يقبل بالحصول على أربع حقائب من دون السيادية، كأنه لم يكن. أما على صعيد العقدة الدرزية فتقول المعلومات أيضاً إنّ النائب وليد جنبلاط قدّم خيارات للحريري لكي يختار منها باسيل واحداً، وكل الطروحات التي قدّمها تستثني توزير النائب طلال ارسلان أو مَن يمثله، بل تطرح توزير اسماء درزية غير اشتراكية ولكن مقرّبة من جنبلاط، ومن الاسماء المطروحة على سبيل المثال لا الحصر عباس الحلبي الذي طرحه جنبلاط من ضمن تفاهم مع الرئيس نبيه بري، الذي بات يتصرف وكأنّ حلّ العقدة الدرزية «في الجيبة»، بانتظار حلّ عقدة التمثيل القواتي التي لا يريد بري أو جنبلاط تقديم حلّ التوزير الدرزي عليها لكي لا يحاصر «القوات» أو يتركها وحدها في ميدان الأزمة. ماذا بعد هذه التطورات السريعة على خطّ التشكيل؟ قدّم كل من النائب جنبلاط و«القوات اللبنانية» هذه الاقتراحات، لكشف الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ولتقديم ما يمكن لمساعدة الرئيس الحريري على تجاوز ألغام التشكيل، وهما يأملان في أن تؤدّي اقتراحاتهما الجديدة الى «زرك» الوزير باسيل في زاوية لمعرفة ما يطلب من حصص خصوصاً في موضوع الثلث المعطل، ولتبيان مدى ترابط موقفه مع موقف «حزب الله»، الذي لم يطلق حتى الآن ايّ موقف من العقدتين المسيحية والدرزية، فيما بدأ برسم سياسة الحكومة المقبلة في موضوع التنسيق مع النظام السوري، والسلاح، تحت عنوان تغيير التموضع الاستراتيجي للبنان.

وترى اوساط سياسية انّ «حزب الله» يقول عبر هذا الكلام إنّ الامر يتعلق برسم سياسات لبنان الكبرى، واشارت الى أنّ كلام السيد حسن نصرالله عن تأجيل الحديث عن التطبيع مع النظام السوري الى ما بعد تشكيل الحكومة، يؤشر الى أنّ المعركة المقبلة ستكون بعد تشكيل الحكومة، حيث سيحصل ضغط كبير لطرح موضوع التطبيع على طاولة مجلس الوزراء وسيتمّ التصويت الذي يعني أنّ الغالبية الحكومية المؤيّدة لـ»حزب الله» ستفرض وجهة نظرها، كما انّ رئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل سيزوران سوريا، ما سيؤدّي الى تعميق أزمة لبنان في علاقاته العربية والدولية، مع ما يعني ذلك من ترجمات وصعوبات مالية واقتصادية إضافية. فهل يستطيع الرئيس الحريري والفريق المتحالف معه داخل الحكومة تحمّل مسؤولية أن يُقاد لبنان الى سياسات ومحاور تضعه في عزلة سياسية واقتصادية؟

 

يتمسّكون بـ«الطائف» ويُشنِّعون به؟

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/السبت 01 أيلول 2018

يؤكّد بعض السياسيين «الطائفيين» (نسبة الى «اتفاق الطائف») أنّ هذا الاتفاق الذي ساهموا في بلورته وإقراره في المؤتمر النيابي اللبناني الذي انعقد في مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية خريف العام 1989 لم يُنفّذ بعد بروحيّته الفعلية والعملية، على رغم مرور 27 عاماً على إقراره وصيرورته دستوراً للجمهورية اللبنانية، يُقسِم رؤساء الجمهورية يمين الحفاظ عليه، كلّ عند انتخابه في مجلس النواب. يقول هؤلاء السياسيون انّ جميع الافرقاء الذين يعلنون التزامهم «وثيقة الوفاق الوطني» المعروفة بـ»اتفاق الطائف» وينادون بـ»استكمال» تطبيقه، ويؤكدون التمسك به والحرص الذي يصل الى حدّ المبالغة، ويهاجمون كلّ مَن يحاول التطاول عليه او القول بأنّه «انتهى»، هم أنفسهم مَن يرتكب «الفعل الشنيع» في حقّ هذا الاتفاق، لأنّهم في كل ما فعلوا ولا زالوا يفعلون لم يكونوا أُمناء في تنفيذ الاتفاق، وكلّ ما نفذوا منه جاء مشوّهاً، او مراعياً لمصالحهم الخاصة بدل أن يكون مراعياً للمصالح الوطنية العليا والدنيا وما بينهما، لأنّ هذا «الطائف» عندما وُضع انّما أُريد منه إنهاء حال الحرب التي كانت تعيشها البلاد، وإصلاح النظام السياسي والدولة برمتها، والانطلاق بنظام ودولة تليقان بروح العصر، وذلك على اساس تنازلات متبادلة قدّمها الجميع لهذه الغاية.

ويرى هؤلاء انّ مَن يراجع ما نُفّذ من « اتفاق الطائف» حتى الآن يكتشف انّه جاء مشوهاً، وانّ المنفّذين أرادوا من هذا التشويه الذي أحدثوه تعطيل تنفيذ ما تبقّى من بنود الاتفاق، أو على الأقل، ضمان ان ينفّذ ما تبقى من بنوده مشوهاً على الطريقة نفسها التي يتبعونها ليظلّ «الطائف» ببنوده المدسترة، وحتى غير المدسترة، مجيّراً لخدمة مصالحهم وتأبيد وجودهم في السلطة.

فقبل اعتماد النظام النسبي في الانتخابات النيابية التي جرت في أيّار الماضي والذي يقضي به «الطائف» كان هناك اعتماد للنظام الاكثري منذ انتخابات 1992 خلافاً لهذا «الطائف»، واكتمل عقد الخرق الفاضح لوثيقة الوفاق الوطني بـ»اتفاق الدوحة» عام 2008، الذي استحضر قانون الانتخاب الذي أجريت انتخابات العام 1960 على أساسه، والذي يعتمد القضاء دائرة انتخابية، خلافاً لاتفاق الطائف الذي قضى باعتماد المحافظة دائرة انتخابية واحدة «بعد إعادة النظر في التقسيم الاداري» ويمكن أن يُزاد عدد المحافظات التي يتكون منها لبنان والبالغة الآن 8 بعد استحداث محافظات النبطية وبعلبك ـ الهرمل وعكار.

وعندما اعتُمد «النظام الانتخابي النسبي» في انتخابات ايّار الماضي نُفّذ بطريقة مشوهة، بحيث جاءت النتائج وكأنّها وفق النظام الاكثري. ومن يراجع القانون الذي أُجريت الانتخابات على اساسه يكتشف انّ القوى السياسية، او بعضها، احتال على هذا القانون وجعله «بدلاً من ضائع»، أي بدلاً من القانون الاكثري الإقصائي، فيما كان المُراد من «النظام النسبي» تحقيق شمولية التمثيل لشتى فئات الشعب اللبناني وأجياله في الندوة النيابية. ولكن نتائج الانتخابات أظهرت انّ النقلة النوعية التي كان يُراد تحقيقها للبدء بتطوير النظام السياسي عبر قانون الانتخاب الجديد لم تتحقق، بل عادت البلاد خطوات الى الوراء لانّ القانون الانتخابي النسبي أقصى مجموعة من القوى والمكونات السياسية، وحتى الطائفية، عن التمثيل النيابي، وبالتالي عن المشاركة في صناعة القرار الوطني لحساب اشخاص لا حيثية فعلية لهم وقد فازوا بالنيابة بأرقام زهيدة جداً، وبالمصادفة، لأن طبيعة القانون فرضت ذلك، في حين انّ القاصي والداني يعرف انّ النظام الانتخابي النسبي يفرض اعتماده في دولة تسود فيها أحزاب ولا يفرض شروطاً وقيوداً على المرشحين ولا على الناخبين، من مثل «الصوت التفضيلي» و»الحاصل الانتخابي» اللذيَن اخترعهما البعض لتشويه « الانتخاب النسبي» وتحويله «اكثرياً» بالمواربة.

وأكثر من ذلك يكشف هؤلاء السياسيون «الطائفيون» جانباً من التشويه اللاحق بتنفيذ «اتفاق الطائف، فيستشهدون بما تنصّ عليه المادة 95 من الدستور لجهة موضوع الغاء الطائفية السياسية، فهي تقول في فقرتها الاولى الآتي: «على مجلس النواب المنتخب على أساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين اتخاذ الإجراءات الملائمة لتحقيق إلغاء الطائفية السياسية وفق خطة مرحلية وتشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية، تضمّ بالإضافة إلى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء شخصيات سياسية وفكرية واجتماعية. مهمة الهيئة دراسة واقتراح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية وتقديمها إلى مجلسي النواب والوزراء ومتابعة تنفيذ الخطة المرحلية(...)». ويؤكد «الطائفيون» انّ هذه الاجراءات، كان ينبغي اتخاذها قبل 27 عاماً، أي عام 1992 عندما انتخب اول مجلس نيابي بموجب «الطائف» على اساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، و قد انتخب 6 مجالس نيابية منذ العام 1992 وحتى 2018 ولم يبادر ايٌّ منها الى اتخاذ هذه الاجراءات الكفيلة بإلغاء الطائفية لنقل البلاد من «دولة الطائفية» الى «دولة الانسانية» وجعل الكفاية والاختصاص الأساس في إصلاح الدولة ومؤسساتها وأنظمتها على كلّ المستويات.

كذلك فإنّ عدم الغاء الطائفية عطّل تنفيذ بنود أخرى من دستور «الطائف» ومنها المادة 22 التي تنصّ على الآتي: «مع انتخاب أوّل مجلس نواب على أساس وطني لا طائفي، يُستحدث مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية».

كذلك يسخر «الطائفيون» من مقولة «حصّة الرئيس» الوزارية في الحكومات، والتي ابتدعت في حكومات سابقة ويُعمل على ابتداعها الآن لمناسبة تأليف الحكومة الجديدة. كذلك يسخرهؤلاء من حديث البعض عن انّ هذه الحصة تُعوّض رئيس الجمهورية بعض الصلاحيات التي انتزعت منه بموجب «اتفاق الطائف». فالمادة 49 من الدستور تقول في فقرتها الأولى: «رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، يسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه وفقاً لأحكام الدستور، يرأس المجلس الأعلى للدفاع، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تخضع لسلطة مجلس الوزراء».

ويقول «الطائفيون» انّ رئيس الجمهورية بصفته رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن والقائد الأعلى للقوات المسلحة الخاضعة لسلطة مجلس الوزراء لديه كل الصلاحيات وليس صحيحاً أنّه بات بلا صلاحيات، فموقعه الحَكَم يعطيه صفة المرجعية الكبرى التي تحتاج اليها كلّ السلطات في عملها. ويخلص هؤلاء الى القول: «قصة «اتفاق الطائف» وتنفيذه المشوّه شرحٌ يطول»...

 

تقرير «محاسبة المقصّرين» بعهدة الحريري

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/السبت 01 أيلول 2018

يحمل الرئيس المكلف سعد الحريري أكثر من بطيخة في يده. لا شيء يَضمن عدم سقوطها دفعة واحدة سوى القرار المركزي الساري المفعول، من جانب المحور المضاد، بأنه رجل المرحلة في السنوات المتبقية من عمر العهد. داخلياً، هذا هو قرار الرئيس نبيه بري و«حزب الله» قبل أيّ أحد آخر.

منذ أيار الماضي، تاريخ «حملة التشحيل» التي قام بها الحريري ضمن فريقه ردّاً على نتائج الانتخابات النيابية المخيّبة للآمال، باعترافه، لم يصَر الى الاعلان عن دفعة جديدة من «المقصّرين»، مع انه خرجت أصوات من داخل «تيار المستقبل» نفسه تقول إنهم «باعوا الحريري»!.

لكن مشروع المحاسبة و»التنظيف» استمر ضمن أروقة التيّار الداخلية. ثمّة تقرير سريّ وصل الى يد الرئيس الحريري من النائب السابق عمار حوري، رئيس اللجان التنظيمية التي كلّفت بمهمة إجراء مسح لأداء محازبي «المستقبل» ومسؤوليه قبل الانتخابات وفي يوم السادس من أيار، كشف مكامن الفساد داخل «التيار الازرق». إعداد التقرير استغرق نحو شهرين، وأهم ما فيه تحديد للمسؤوليات في كل ما يتعلق بتراجع شعبية «التيار» في المناطق كافة والأداء الحزبي في يوم الانتخاب وقبله، وتحديد مكامن التقصير والخلل و»التواطؤ»!

يُذكر أنّ الحريري تقصّد اختيار أعضاء اللجان من خارج المكتب السياسي والمنسّقيات المعنية مباشرة بالانتخابات، مفضّلاً اختيار شخصيات «محايدة» كي لا تتداخل عوامل «المعرفة الشخصية والزمالة، إضافة الى تمكّن أعضاء اللجنة من الخروج بصورة شاملة ودقيقة عن الوضع الانتخابي والتنظيمي».

ليس همّ البيت الحزبي سوى جزء من الصورة التي تشغل بال الحريري. القوى السياسية كافة، ما عدا حركة «أمل» و»حزب الله» خسرت من رصيدها العددي في «الإنتخابات النسبية»، لكنّ خسارة الرئيس المكلّف كانت الأكبر. ثمّة تكتم شديد حول مصير التقرير، مع العلم أنّ الحريري هو صاحب الصلاحية في الأخذ به أو تجاهله وتجاوز «مشروع المحاسبة».

لكنّ قريبين من الرجل يؤكّدون مواصلته قرار المحاسبة وإعادة التنظيم و»تنظيف» بيته الحزبي، «على اعتبار أنّ نتائج الانتخابات نفسها أدّت في جزء منها دوراً سلبياً في إدارة عملية تأليف الحكومة من خلال محاولة بعض القوى السياسية فرض شروطها على الرئيس المكلّف وتكبيله بقيود جرّاء تراجع نفوذه داخل بيئته»! والملفت أنّ وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي يقاطع كلياً اجتماعات كتلة «المستقبل» النيابية وبات على مسافة أمتار قليلة من الخروج من الكادر التنظيمي لـ»المستقبل»، ينتظر بدوره نتائج هذا التقرير ليبني على الشيء مقتضاه بعد تسليمه بأنّ هناك من تواطأ ضده من داخل «المستقبل» وإعلانه سابقاً تعرّضه للطعن، ما دفعه الى تكليف شركة خاصة لتقييم أسباب حلوله سادساً ضمن الفائزين السنّة في بيروت الثانية ونَيله العدد الأقل من الأصوات التفضيلية، وبالتالي هو ينتظر محاسبة «المتواطئين» ضده!

لكنّ بطيخة ترتيب البيت الداخلي وشدّ عصبه لا تقاس بشيء مع بطيخة أزمة الحريري في تأليف حكومته الثالثة. الأمر الثابت الوحيد في خضمّ فوضى التأليف هو قناعة المشاركين المباشرين وغير المباشرين بالتسوية الرئاسية بأنّ الحريري لا يزال رجل المرحلة، وأيّ حديث عن البديل حتى لو رفضت المسودات الوزارية تباعاً من جانب رئيس الجمهورية هو من باب تمنيات البعض ممّن ينتظر الحريري أن يستسلم ويعتذر لكي يجلس مكانه! صحيح أن لا كلام مباشراً بين الحريري و»حزب الله»، لكنّ حديث السيد حسن نصرالله أخيراً أزال لغماً حقيقياً من جانب الضاحية أمام التأليف. التركيبة الوزارية، بحصصها وحقائبها وتوازناتها شيء، والبيان الوزاري ببند «العلاقة مع سوريا» شيء آخر. وهذا الواقع، برأي كثيرين، يُبقي اتهام محور الثامن من آذار للحريري بإدارة «أذنه» للرياض، من ضمن شدّ الحبال السياسي، أكثر منه تحويله الى حاجز حقيقي يفجّر مساعي الرئيس المكلف لتشكيل «حكومة العهد» المنتظرة.

على خط العلاقة مع الرئيس بري يكفي ما شهدته الترتيبات الأمنية في بعض أحياء بيروت قبل أيام حين اندفع بعض المتحمّسين للرئيس بري، في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، الى تعليق يافطات وصور وشعارات في قلب شوارع تعرف بخط تماس بين جمهورَي حركة «أمل» و»حزب الله» من جهة وتيار «المستقبل» من جهة أخرى. فقد دخل الرئيسان بري والحريري مباشرة على الخط لمنع أيّ اهتزاز في الشارع، مع حماسة ظاهرة من جانب عين التينة لتفادي أي احتكاك «ليس وقته» في استمرار لسياسة التنسيق بينهما.

هذا في الأمن، أمّا في السياسة فثمّة ورقة رابحة، مدعومة بالأرقام، يضعها الثنائي الشيعي في جيبه من دون أن يحوّلها حتى الآن الى معركة مفتوحة بوجه الحريري. ثلث النواب السنّة هم خارج سيطرة «المستقبل». هؤلاء يحاولون فرض حصتهم على الرئيس المكلف، من دون أن يتبنّى الفريق الشيعي معركتهم الى حدّ «تطيير» التكليف في حال عدم تمثّلهم في الحكومة. كل واحد من هؤلاء بات يتحصّن بشعبية وحيثية كرّستها صناديق الاقتراع، أمّا «كتلة العشرة» فبحد ذاتها أصبحت تُزارِك الحريري على صحن الزعامة، أقلّه مناطقياً. مع ذلك، لا خطة «ب» على أجندة قوى 8 آذار، ولا حديث عن بديل جاهز عن «الشيخ». أكثر من ذلك، عتب عين التينة في أزمة التأليف يتركّز في الجزء الأكبر منه على السقوف العالية لدى الفريقين المسيحيين أكثر منه على العقدة السنية أو الدرزية، وهو يرى أنّ حلّهما مُتاح لحظة تجاوز لغم الحصص المسيحية في الحكومة.

 

مـن هـو الامـام السيـد موسـى الصـدر؟؟

وكالات/لبنان الجديد/31 آب/18

 هو ابن السيد صدر الدين ابن السيد إسماعيل ابن السيد صدر الدين ابن السيد صالح شرف الدين من جبل . عامل أ. السيد صالح شرف الدين (جدّه الأول): وُلد السيد صالح شرف الدين سنة 1122 هـ في بلدة "شحور" في جنوب لبنان، وأقام فيها، وكان عالِماً دينياً جليلاً، وكان يملك مزرعة اسمها "شدغيت" بالقرب من بلدة "معركة" (في قضاء صور)، وفي تلك المزرعة وُلد ابنه السيد صدر الدين. تعرّض السيد صالح شرف الدين لاضطهاد أحمد الجزّار في إطار حملة الأخير الشاملة لاضطهاد العلماء المسلمين الشيعة في جبل عامل، فأقدم جنود الجزّار على قتل السيد هبة الدين (الإبن الأكبر للسيد صالح) أمام منـزل والده في "بلدة شحور" وبحضوره، ثم اعتقلوا السيد صالح، فبقي تسعة أشهر في معتقل عكّا، الى أن تمكّن من الفرار الى العراق حيث أقام في النجف الأشرف، ثم تبعه أخوه السيد محمد الذي ألحق به زوجته وولدَيه السيد صدر الدين .والسيد محمد علي ب. السيد صدر الدين الصدر (جدّه الثاني): وُلد السيد صدر الدين في بلدة "معركة"، وكان من جهابذة علماء الدين في العراق.. تزوّج ابنة المجتهد الأكبر الشيخ كاشف الغطاء، ثم هاجر الى أصفهان التي كانت تُعتبر في ذلك الزمان مدينة العلم وعلماء الدين، واشتغل هناك بالتدريس والقضاء والفتوى بصفته مرجعاً من الدرجة الأولى، وقد استفاد من محضره العلمي عدد من مشاهير العلماء أمثال الشيخ مرتضى الأنصاري، وأخوه (صاحب "الروضات")، والسيد محمد شفيع (صاحب "الروضة البهية").

ومن الجدير ذكره أنّ هناك صلة قربى تربط بين عائلتَي شرف الدين والصدر، فهم أبناء عمّ، وقد برزت عائلة الصدر عندما انعقدت المرجعية العامة للشيعة للسيد صدر الدين بن صالح. وأنجب السيد صدر الدين خمسة علماء دين، وأصغرهم سنّاً هو السيد إسماعيل. ج. السيد إسماعيل الصدر (جدّه الأخير): وُلد السيد إسماعيل سنة 1258 هـ في أصفهان، ثم قصد النجف الأشرف، فانعقدت له المرجعية العامة للشيعة، وكان من تلامذته الميرزا محمد حسين النائيني والسيد عبد الحسين شرف الدين. أنجب السيد إسماعيل أربعة علماء دين الدين: أوّلهم السيد محمد مهدي، والذي كان من مراجع الدين الكبار في الكاظمية، وثانيهم السيد صدر الدين (والد الإمام السيد موسى الصدر). د. السيد صدر الدين الصدر (والده): وُلد السيد صدر الدين سنة 1299 هـ في الكاظمية، نال درجة الاجتهاد، وقاد إبّان شبابه حركة دينية تجديدية، وارتبط اسمه بالنهضة الأدبية في العراق، ثم هاجر الى مشهد المقدسة، وتزوج من السيدة "صفية" كريمة المرجع الكبير السيد حسين القمي، ثم توجّه الى قم المقدسة بناءً على دعوة من مرجعها الأعلى ومؤسس الحوزة العلمية فيها الشيخ عبد الكريم الحائري اليبزدي ليكون معاونه وخليفته. وأنشأ مؤسسات علمية ودينية واجتماعية وصحية يُعتبر السيد صدر الدين من مراجع الدين العظام في عصره، وقد تولّى زعامة الشيعة بعد وفاة آية الله العظمى الحائري الى جانب علمَين آخرين هما: آية الله العظمى الخونساري، وآية الله العظمى حجت، واستمر ذلك الى ما قبل زعامة آية الله البروجردي، وقد قدّم السيد صدر الدين خدمات علميّة واجتماعيّة وصحيّة بالإضافة الى تربية عدد كبير من العلماء. أنجب السيد صدر الدين سبع بنات وثلاثة صبيان، هم: المرحوم آية الله السيد رضا، والسيد علي أصغر، والإمام السيد موسى الصدر.

إنتقل السيد صدر الدين الى الملأ الأعلى سنة 1954 م، ودُفن داخل حرم السيد فاطمة المعصومة في قم المقدّسة. هـ. السيد الشهيد محمد باقر الصدر (إبن عمّه): هو العالِم والمرجع الإسلامي الكبير الذي قاد الثورة الإسلامية في العراق واستشهد تحت التعذيب والإجرام الصدّامي ومعه أخته المجاهدة الكاتبة اللامعة بنت الهدى، وذلك بسبب مواقفهما الصلبة في مواجهة الحكومة البعثية في العراق ونصرته للثورة الإسلامية في إيران وقائدها الإمام الخميني (رض).. و. السيد حسين الطباطبائي القمّي (جدّه لأمّه): وُلد آية الله السيد حسين الطباطبائي سنة 1282 هـ في عائلة دينية من الدرجة الأولى، وتولّى المرجعية العامة للشيعة بعد وفاة السيد أبو الحسن الأصفهاني. وكان اسم السيد حسين الطباطبائي يترادف مع مفاهيم التضحية ومواجهة الظالمين، وكان عالِماً مقداماً رفَع راية الجهاد في زمن حُبست فيه الأنفاس وبلغ ظلم رضا خان أوجه، فتصدّى السيد لمؤامرة نزع الحجاب وغيرها من مفاسد الحكّام، وجسّد العنفوان الحسيني بين صفوف الشعب في إيران، وقاد تحركاً تاريخياً نادراً ضد الغزو الثقافي الغربي الذي تعهّده رضا خان، وانطلق السيد في ذلك نتيجة إحساسه بتكليفه الشرعي، فتحرّك سريعاً، وقال للمترددين الذين اشتبه عليهم الأمر: "أعتقد بجواز التصدّي لمؤامرة نزع الحجاب ولو أدّت الى قتل عشرة آلاف إنسان وأنا واحد منهم". ز. السيدة صفية (والدته): تزوّج السيد صدر الدين الكريمة المؤمنة الطاهرة للسيد حسين الطباطبائي القمّي، وهي السيّدة "صفيّة"، وكانت بمثابة شمعة تحمّلت مع زوجها كافة معاناة المرحلة الدراسيّة، وكانت زوجة مضحّية وأمّاً رؤوفة ومربّية صالحة، واشتهرت بين معارفها بـ"صفيّة الصالحة"، وقد نالت احترام وتقدير كافة علماء الحوزة الكبار الذين .عرفوا فيها الوقار والعظمة ولد الامام السيد موسى بن صدر الدين بن إسماعيل بن صدر الدين بن صالح شرف الدين مع إختلاف المصادر بتحديد تاريخ الولادة ما بين 15 نيسان 1928م ) 4 حزيران 1928 م ( في مدينة قم المقدسة في ايران.ثانياً: نشأته وعلومهللامام الصدرتسعة اخوة و أخوات، :السيدة فاطمة، حرم آية الله السيد محمد باقر الصدر (قُدِّسَ سرَّه) والسيدة صديقة، حرم آية الله السيد سلطاني الطباطبائي، أحد أبرز أساتذة الحوزة العلمية في قُمْ. السيدة رباب الصدر رئيسة مؤسسات الإمام موسى الصدر. السيد رضا والسيد علي.و هو الاصغر بين اخوته.نشأ الامام الصدر في قم ، وبدأ دراسته في مدرسة(باقريه) الإبتدائية والمتوسطة، وأنهى المرحلة الثانوية وهو في سن مبكرة جداً في مدرسة (سنائي).

سنة1934 إلتحق بمدارس قم وتلقى علومه الدينية فی البداية على يد شقيقه السيد رضا، وتركز منهجه في الفقه والأصول على يد والده الذي كان درس عنده ايضا و وجهه نحو متابعة دراسته الدينية فإنتسب 1941 الإمام الصدر إلى الحوزة العلمية قم ليأخذ العلم على يد أشهر المراجع، منهم: الإمام الخميني الذي ظل على تواصل دائم معه و الذي كان يقول عنه : الامام الصدر ابن من ابنائي. والسيد سلطاني الطباطبائي و: السيد الداماد.وأنهى دراسته الثانوية في العام 1947 1950 إلتحق بجامعة طهران، كلية الحقوق، قسم الإقتصاد، وتخرج منها سنة 1953، وكان أول معمّم يتلقى العلومالحديثة في الجامعة، كما استمر في الدراسة والتدريس في الحوزة.

عمل مع آخرين من الشباب الجامعي على التصدي للدعاوى الرائجة آنذاك المعادية للإسلام كالماركسية وغيرها. كان من المتابعين لحركة تأميم النفط 1952، متواصلًا مع آية الله كاشاني ورئيس حركة "فدائيان إسلام" السيد نواب صفوي والذي كان يعقد اجتماعاته السرية آنذاك في منزل آية الله العظمى السيد صدر الدين الصدر (والد الإمام الصدر)و من ابرز زملائه في الدرس اية الله الدكتور بهشتي، و اية الله الشهيد مرتضى مطهري، والسيد موسوي الأردبيلي.وقد اشتهر الإمام الصدربين اقرانه بأنه كان مُحَقِّقَاً، باحثاً، متحدثاً ومناقشاً مميزاً، يعرض الإشكالات العلمية بطلاقة، ويوجد لها المخارج بقناعة ومنطق. وانهى دراسته بالحصول على درجة الاجتهاد.و الى جانب دراسته الحوزوية تابع دراسته الأكاديمية في الجامعة لينال شهادة الليسانس في الحقوق الاقتصادية سنة 1953م، ويذكر معاصروه أن عمّته "كانت أول عمامة تدخل حرم كلية الحقوق".الامام الصدر في العراقلم يكتف الامام الصدر بما حصله من علوم في حوزة قم و جامعة طهران بل هاج شوقه نحو النجف الاشرف حيث مرقد جده امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام و حيث كانت الحوزة العلمية هناك في اوج تألقها زمن مرجعية السيد الحكيم انتقل في سنة 1954 إلى العراق ، وبقي في النجف الأشرف أربع سنوات يحضر فيها دروس المراجع الكبار: السيد محسن الحكيم، الشيخ محمد رضا آل ياسين والسيد ابو القاسم الخوئي.شارك في "جمعية منتدى النشر" في النجف الأشرف والتي كان من اهتماماتها عقد الندوات الثقافية ونشرها. كما كان عضوًا في هيئتها الإداريةو قد مارس التدريس في حوزة قم المقدسةشارك في أنشاء مجلة باسم "مكتب إسلام" في "قم" التي اصبحت فيما بعد أكبر مجلة دينية في ايران.

تزوج الإمام السيد موسى الصدر من كريمة الشيخ عزيز الله خليلي سنة 1955، وهي ابنة أخت آية الله الكاشاني، ورزق منها أربعة أولاد هم صدر الدين(1956) وحميد (1959) وحوراء (1962) ومليحة (1971).* في إحدى زياراته إلى إيران التقى الإمام عبد الحسين شرف الدين بالإمام السيد موسى الصدر، وقد لفت انتباهه شخصيةُ الإمام وعلمُه وأدبُه؛ ونظراً لصلة القربى بين العائلتين، فقد بقيت الصلة مستمرة بين الاثنين.* في عام (1955) قدم الإمام موسى الصدر إلى لبنان للمرة الأولى، فتعرف إلى أنسبائه في صور ومعركة، وشحور، وحلّ ضيفاً في دارة الإمام عبد الحسين شرف الدين(ق.س.)، فزادت معرفة هذا الأخير بمزايا الإمام الصدر وبمواهبه، وأصبحت مدارَ حديثه في مجالسه بما يؤكد جدارته لأن يخلفه في مركزه بعد وفاته.

* سنة 1958 توفي الإمام عبد الحسين شرف الدين(ق.س.)، فكتب أبناؤه رسائلَ عدة إلى الإمام موسى الصدر في قم، يدعونه فيها للمجيء إلى لبنان، وتسلّم مسؤولية المرجعية فيه. وقد حثّه وشجعه على ذلك الإمام السيد البروجردي، وكان من كبار مراجع الشيعة في إيران.

* وفي أواخر سنة 1959 قَدِمَ الإمام موسى الصدر إلى لبنان، وأقام في مدينة صور في منزل السيد عبد الحسين شرف الدين، وبدأ مهامه إماماً في المسجد الذي بناه السيد عبد الحسين شرف الدين، وهو المسجد المعروف بمسجد الإمام الصادق. ولكن الإمام لم يبق أسير جدرانه بل تخطى الحدود...........ومن هنا بدأت المسيرةالمراجع مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراساتموقع آفاق منتديات أفواج أمل.

 

هكذا ينقلب العجز إلى ملاءة في الخزينة.. إن أردتم

الهام فريحة/الأنوار/31 آب/18

مجدداً، ليس صحيحاً أنَّ الإقتصاد اللبناني على شفير الإنهيار، لأنَّه اقتصادٌ متين قائم على دعائم ثابتة وراسخة ليس منذ اليوم بل منذ قرن على الأقل، حين حطت الحرب العالمية الأولى أوزارها، وبدأ اللبنانيون الذين تسنى لهم الإغتراب، أن يرسلوا مساعدات إلى عائلاتهم وأهلهم.

اليوم، مع المساعدات التي لم تنقطع، هل "تساعد الدولة نفسها" لتسترد أنفاسها الإقتصادية؟ الأمر ليس بحاجة إلى جهابذة ومتفوقين وحاملي جوائز نوبل في الإقتصاد، لإعادة وضع الإقتصاد اللبناني على المسار الصحيح، الأمر بحاجة إلى قرار لإتخاذ إجراءات بسيطة لكنها صارمة وتطال الجميع من دون استثناء. وهذا ما ينصح به المسؤول اللبناني الكبير في مؤسسة "ميريلينيش". ومن الإجراءات التي لا تكلِّف شيئاً سوى قرار جريء: جباية فواتير الكهرباء، فتتحوَّل مؤسسة كهرباء لبنان من مؤسسة خاسرة، ومن عبء على خزينة الدولة، إلى مؤسسة تحصِّل نفقاتها وتفيض أرباحاً.

لماذا أصحاب المولِّدات لا يخسرون؟ وفوق ذلك، لماذا يجنون الأرباح الطائلة ومنهم مَن أصبح من أصحاب الملايين؟ أليسوا لأنهم نظَّموا العلاقة بينهم وبين المكلَّف اللبناني؟ والأكثر غرابة، كيف تنظم وزارة الطاقة العلاقة بين أصحاب المولدات والمكلَّف اللبناني، ولا تنظمها بين مؤسسة كهرباء لبنان والمكلَّف اللبناني؟ فكما تضع وزارة الطاقة التسعيرة الشهرية لأصحاب المولدات ليلتزموا بها، وكما يلتزم المكلَّف اللبناني بهذه التسعيرة، لماذا لا يتم ذلك بين المؤسسة والمكلَّف؟ لماذا إذا تخلَّف المواطن عن الدفع لصاحب المولِّد يعمد هذا الأخير إلى قطع التيار عنه، ولا ينطبق هذا الأمر بين المؤسسة والمواطن؟ لماذا يجرؤ المواطن على "التعليق" على التيار واستهلاك الكهرباء مجاناً، ولا يجرؤ على القيام بذلك مع صاحب المولِّد؟ فهل صاحب المولِّد أقوى من الدولة؟ هل لدى صاحب المولِّد مخفر درك وضابطة عدلية وقضاء، كما هي الحال بالنسبة إلى الدولة؟

فكيف إذاً ينفذ إجراءاته؟ بكل بساطة: يقدِّم الخدمة فيتقاضى الفاتورة، فإذا تخلَّف المواطن عن الدفع، يوقِف تقديم الخدمة: لا درك، لا قضاء، لا استقواء، لا "تعليق" ولا سرقة للتيار.

أين الصعوبة في أن تحذو مؤسسة كهرباء لبنان حذو صاحب المولِّد في معادلة "جباية في مقابل كهرباء". باب آخر من أبواب تغذية الخزينة بالمال، هو باب جباية الضرائب من المؤسسات والشركات والأفراد بطريقة عادلة لا استثناء فيها، وهذا هو "بيت القصيد"، هذا الإجراء لا يكلِّف شيئاً سوى نظام حديث لا يتيح التلاعب ولا الإستثناءات، "فالظلم في السويَّة، عدلٌ في الرعية"، لكن هنا ليس في الأمر ظلم، بل مجرد ضرائب في مقابل خدمات، وهنا على الدولة أن تحسِّن خدماتها لتأتي ضرائبها مقنِعَة، فلا يشعر المواطن أنَّ الضرائب تذهب إلى الجيوب بل إلى خزينة الدولة.

وأخيراً وليس آخراً، ماذا عن تأمين الأموال من المعاينة الميكانيكية؟

هل كل السيارات على الطرقات خضعت للمعاينة؟ لو كان هذا الأمر صحيحاً لكانت الجباية من المعاينة تساهم بشكلٍ كبير في التخفيف من العجز، لكن العقبات في وجهها كثيرة ومن بينها أنَّ الكثير من السيارات القديمة يجب أن تخرج من الخدمة وعن الطرقات، هكذا تفعل الدول المتقدمة لأن السيارات القديمة لا يعود لها قطع غيار ولا يعود بالإمكان تصليحها، فتتحوَّل إلى قنابل موقوتة ومصدر خطر على الطرقات. لكن ما يجب أخذه بعين الإعتبار هو الأوضاع المادية والإجتماعية لأصحاب هذه السيارات، لأنه لو كانت لديهم القدرة على تبديل سياراتهم القديمة بأخرى جديدة لما تأخروا لحظة عن القيام بذلك، لذا لا بدَّ من إبتكار طريقة لسحب هذه السيارات من التداول وتحفيز أصحابها على استبدالها بأخرى جديدة مع طريقة مريحة في التسديد لا ترهِق أصحاب الدخل المحدود. هذه مقترحات ثلاثة بالإمكان المباشرة بتطبيقها من دون حاجة إلى قرار، ومن دون انتظار شيء، فحتى لو تأخر تشكيل الحكومة، فإنَّ الوزراء في حكومة تصريف الأعمال قادرون على وضع هذه المقترحات موضع التنفيذ. وشكراً.

 

لاقتصاد اللبناني منيع وثابت ومستقر والخزينة مليئة بودائع الدولار

الهام فريحة/الأنوار/31 آب/18

كم مرّة من المرّات جرى الحديث فيها عن أنَّ الوضع المالي في لبنان هو على شفير الانهيار؟ وكم مرّة جرى الحديث فيها عن أنَّ البلد سينهار وأنَّ المصارف اللبنانية ستكون في وضع غير القادر على الإيفاء بالتزاماتها حيال المودعين؟

اللبناني يسمع هذا الكلام منذ أكثر من خمسة عشر عاماً:

سمعه بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وسمعه بعد عدوان تموز 2006.

وسمعه أثناء الفراغ الرئاسي بين خريف 2007 وربيع 2008.

وسمعه مع بدء الحرب السورية واستمرارها وتدفق النازحين السوريين الى لبنان وبلوغهم ما يقارب المليون ونصف المليون نازح.

وسمعه أثناء الفراغ الرئاسي من ربيع 2014 الى خريف 2016.

وسمعه مع وصول الدين العام الى ما يتجاوز الثمانين مليار دولار أميركي.

وسمعه مع إقرار سلسلة الرتب والرواتب التي أضافت أعباء جديدة على خزينة الدولة وعلى إدارات المدارس.

سمع اللبناني كل ذلك لكن الوضع المالي والاقتصادي لم يصل الى الانهيار.

هل في الأمر لغز؟

كم مرة كُتِب أنَّ لبنان على طريق اليونان أو فنزويلا أو تركيا حيث عملات تلك الدول وغيرها في انهيار مريع؟

أحد الكبار المخضرمين اللبنانيين كان من اوائل الادمغة المالية في مؤسسة "ميريلينش"، وواكب هذه المؤسسة العريقة منذ عقود من السنين وتابع اقتصادات العالم، وتسلَّم بنجاح مَحافِظ مالية لأشخاص ومؤسسات أدارها باقتدار وتفوّق، يقول بكل ثقة بالنفس وبكل ثقة بالاقتصاد اللبناني:

واوضح ان الوضع المالي اللبناني مستقر ومتين لأنَّ الدولار هو العملة الرديفة القوية لليرة اللبنانية، وسيستمر على ما هو عليه من استقرار ومتانة، بسبب عوامل ومعطيات هذه بعضها:

التحويلات الشهرية والسنوية للبنانيين المغتربين الى لبنان تُقاس بالمليارات بالدولار، فما من لبناني في الخارج إلا ولديه في لبنان أهل أو عائلة أو حتى استثمار. هذه التحويلات ليست ظرفية أو موسمية بل روتينية وثابتة وتتضاعف في محطات عدة في السنة:

من محطات الأعياد الى محطات موسم الصيف والعطلات، وهي ليست محصورة في منطقة واحدة ولا في طائفة واحدة بل في أكثر من منطقة ولدى أكثر من طائفة.

هناك تحويلات بالدولار من مغتربين لبنانيين في دول الخليج خاصة وأكثرها من الدول الافريقية ومن أوستراليا وأميركا وأوروبا، ولا نبالغ إذا قلنا أنَّ حجم هذه التحويلات يبلغ نسبة كبيرة من حجم الموازنة العامة السنوية في لبنان، هذا يعني أنَّ في لبنان موازنتين، إذا صحّ التعبير، الموازنة التي تضعها الحكومة، و"الموازنة" التي يرسلها المغتربون الى عائلاتهم وأهلهم وجمعيات وأندية في قراهم والبلدات.

هذا "الاقتصاد الرديف" بالدولار لا يُتوقَّع له أن يتوقَّف طالما هناك مغتربون يرسلون أموالاً الى عائلاتهم وأهلهم، وحسناً فعل المعنيون في لبنان حين نشَّطوا وفعَّلوا مؤتمرات الطاقة الإغترابية التي تربط المقيمين بالمغتربين وتُشعِر المغتربين بأنَّهم من أساس الوطن وليسوا مجرَّد "مكتب تحويل أموال".

ومن معطيات ثبات الاقتصاد اللبناني "التجارات الرديفة" وهنا الأهم، واللبيب من الاشارة يفهم، وهي تدرّ عملات صعبة على لبنان بكميات كبيرة، على سبيل المثال التجارة في عالم المجوهرات غير الشرعي منه، وحسناً فعل وفد "ماكينزي" حين وضع في تقريره، من ضمن التوصيات التي وضعها، "اقتصاد زراعة وتجارة الحشيشة على سبيل المثال واستخدامها لأغراض طبية وعلاجية" وهذا من شأنه أن يُنعش منطقة البقاع خصوصاً والاقتصاد اللبناني عموماً، ويجعل اللبناني يتمسَّك بأرضه فينتعش الإنماء ولا يعود محصوراً بالعاصمة وبعض المناطق.

هذا غيضٌ من فيض ما أدلى به الدماغ المالي اللبناني المخضرم مالياً، داعياً الى عدم الخوف على الاقتصاد اللبناني والى عدم "التخويف" من انهياره، لأنَّ هذا الامر لن يحدث إنطلاقاً من الاعتبارات الآنفة، لكن هذا لا يعفي الدولة من القيام بدورها في أكثر من مجال، وبخطوات بسيطة ليست معقّدة لكن من شأنها تحسين الاقتصاد... وللبحث صلة.

 

إيران وإضاءات ولاية سارلاند الألمانية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/31 آب/18

حظيت ألمانيا، من بين جميع القوى الأوروبية، ومنذ بدايتها في عام 1871 بصفتها دولة قومية، بمكانة خاصة في وجدان الشعب الإيراني. ويعود ذلك جزئياً إلى حقيقة مفادها أن إيران وألمانيا، المنشأة حديثاً، تشتركان في الأعداء، لا سيما روسيا وإنجلترا.

ومع ذلك، فإن حقيقة أن الدولة الألمانية، ومنذ بداية العلاقة، قد أولت تركيزاً كبيراً على العلاقات الاقتصادية والعلمية، قد أقنعت كثيرا من المواطنين الإيرانيين بأن أصدقاءهم الجدد في أوروبا يرغبون في أن تنضم إيران إلى العالم الحديث المعاصر.

ورفضت إيران في عهد الشاه رضا بهلوي، إبان الحرب العالمية الثانية، الانضمام إلى التحالف الأنجلو - روسي في مواجهة ألمانيا النازية، ودفعت إيران جراء ذلك ثمناً باهظاً تمثل في غزو الحلفاء لترابها وأجبروا الحاشية الملكية فيها على البقاء في المنفى.

وبعد انقضاء الحرب، ظهرت ألمانيا الاتحادية صديقا من أخلص أصدقاء إيران داخل الكتلة الأوروبية. وصارت إيران من الوجهات «اللازمة» بالنسبة لمستشاري ألمانيا الاتحادية واحداً تلو الآخر. وبحلول عام 1979 عندما بلغت الثورة الإسلامية في إيران أوجها، كانت ألمانيا الاتحادية أيضاً هي الشريك التجاري الأول للدولة الإيرانية الجديدة.

وحتى اليوم، وفي عهد حكم الملالي، إن لم تكن ألمانيا تحظى بوضعية الحليف الأول، فهي على الأقل الشريك الأجنبي الذي لا يملك أجندات سياسية خفية بالنسبة للجمهورية الإسلامية.

ولذلك، لم يكن من المستغرب أن يلفت تعليق أخير صادر عن السيد هايكو ماس، وزير الخارجية الجديد في حكومة أنجيلا ميركل الائتلافية، نظر الرئيس حسن روحاني وحاشيته، واعتباره إشارة إلى أن أملهم في الانقسام ما بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد بات قاب قوسين أو أدنى من التحقق.

ودعا السيد هايكو ماس، عبر تعليقه في صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية، إلى إنشاء قنوات سداد مستقلة، واعتبارها إلى حد كبير وسيلة من الوسائل التي تتفادى بها الشركات الأوروبية العقوبات الاقتصادية الأميركية الخاصة بالشركات - داخل أو خارج الولايات المتحدة - التي تتعامل تجارياً مع إيران.

وكتب السيد هايكو ماس قائلا: «لقد عادت العقوبات الأميركية إلى حيز التنفيذ مرة أخرى. وفي موقف كهذا، فمن الأهمية الاستراتيجية أن نخبر واشنطن وبكل وضوح، أننا نريد أن نعمل سوياً. ولكننا لن نسمح لكم بالتصرف على حساب مصالحنا».

ولقد رفضت السيدة ميركل تصريحات وزير خارجيتها في وقت لاحق، وأكدت ضرورة أن يواصل الاتحاد الأوروبي العمل والتنسيق مع الولايات المتحدة بشأن الحظر الاقتصادي المفروض على إيران. وعاد السيد هايكو ماس متراجعاً بطريقة ما عن تصريحه السابق بعد بضعة أيام. وصرح لصحيفة «بيلد آم سونتاغ» الألمانية قائلا: «لا أرى من حل بسيط لحماية الشركات من كل مخاطر العقوبات الاقتصادية الأميركية».

ورغم ذلك، حظيت وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرة الحكومة في طهران بمساحة كافية من الوقت لتصوير عالم خيالي تتفق فيه آراء الاتحاد الأوروبي، إلى جانب روسيا والصين، وربما حتى تركيا وماليزيا كذلك، على دعم وإسناد الجمهورية الإسلامية في مواجهة «الشيطان الأميركي الأكبر».

وعاون السيد هايكو ماس أكثر فصائل الصقور تشدداً في طهران، وهو الفصيل الذي يزعم أن الجمهورية الإسلامية ليست في حاجة إلى تقديم المزيد من التنازلات لأي جهة كانت، نظراً لأن القوى الدولية الكبرى غير قادرة على اعتماد موقف موحد بشأن أي قضية رئيسية.

والسيد هايكو ماس، وهو من السياسيين المحليين الألمان، من ذوي الخبرات المتواضعة في الشؤون الدولية. وليس من المفاجئ، في ضوء ذلك، أنه يتعامل مع «المعضلة الإيرانية» بقدر واضح من السذاجة السياسية. أيضاً، هناك ترحيب مستمر بجرعة «ما» من العداء الأميركي ضمن دوائر اليسار الأوروبي في الوقت الذي تحولت فيه هجمات السيد ترمب السياسية إلى ما يشبه الهواية الدولية المفضلة. والسيد هايكو ماس ليس أول سياسي أوروبي يخفق في تقدير المشكلة الحقيقية مع الجمهورية الإسلامية، وأنها مشكلة «نظام حاكم»، أو «منظومة حكم» إن أردنا القول، ذلك الذي لا يملك إلا أن يفرض المشكلات المستمرة مع الجميع فقط، لأنه يعاني من معضلة أكيدة مع الذات. وهذه المشكلة بإيجاز هي: ادعاء النظام الإيراني الحاكم أنه يحاول بناء ما وصفه المرشد الإيراني علي خامنئي بأنها «الحضارة الإسلامية الجديدة»، التي تفيد بأن الجمهورية الإسلامية في إيران، وعلى اعتبار أنها «الحكومة الشرعية الإسلامية الوحيدة في العالم»، ليست مُلزمة على الإطلاق باحترام أي جانب كان من جوانب القانون الدولي الذي هو نتاج قريحة أفكار «الصهاينة والصليبيين».

وضمن محددات عقيدة كهذه، فإنه يحق للجمهورية الإسلامية أن تفعل ما تشاء وقتما تشاء حتى تصطدم بعائق صعب، وفي هذه الحالة ينبغي عليها التوقف المؤقت انتظاراً لزوال المشقة، أو ما يُطلق عليه في الاصطلاح الديني «الغوث بعد البلاء» أو «الفرج بعد الشدة».

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أعرب علي خامنئي عن هذه العقيدة بأوضح صورها عندما تحدث حول العقوبات الاقتصادية المتوقعة من جانب الإدارة الأميركية إلى حشد من أنصاره ومريديه من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في طهران، مدعياً أنه لا حاجة بهم إلى فعل أي شيء مختلف هذه المرة أيضا.

وجاء في خطاب خامنئي ما نصه: «لن تكون هناك حرب ولا جهود دبلوماسية»، مضيفاً أنه من الآن فصاعدا لا ينبغي إجراء أي محادثات على أي مستوى مع الولايات المتحدة. ولكي يضفي قدراً من البأس على تصريحه الأول قال خامنئي إنه يجدد فرض الحظر الذي فرضه قبله آية الله الخميني، في هذا الشأن.

وكان رسالة خامنئي الضمنية تفيد بأن الجمهورية الإسلامية ليست في حاجة إلى إظهار أي قدر من المرونة، وذلك لأن خصومها سوف يتراجعون عن مواقفهم عاجلاً أو آجلاً. وتضفي بعض التصريحات الرنانة، مثل تلك التي أطلقها السيد هايكو ماس آنفاً، نوعاً من المصداقية على ذلك الافتراض الإيراني الخطير.

وفي المعتاد، تكون هناك طريقتان لمحاولة تسوية المشكلات الدولية: إما الدبلوماسية أو الحرب.

وبإعلان الزعيم الإيراني رفضه التام لكلا المسارين، فإنه يأمل في انتهاج مقاربة ثالثة: ألا وهي اعتماد الدبلوماسية المصطنعة في حين شن الحرب الحقيقية الخفية بعيداً عن الأنظار.

ولدى الملالي غير واحد من الأمثلة الواقعية، على اعتماد هذا النوع من الدبلوماسية المصطنعة في مواقف مماثلة.

ففي عام 1981، وقع الملالي على اتفاق الجزائر مع الرئيس الأميركي جيمي كارتر، متعهدين بموجب الاتفاق على عدم احتجاز المزيد من الرعايا والرهائن الأميركيين. ولم يلتزم النظام الإيراني الحاكم بتعهداته تلك، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم يكد يمر يوم من دون أن تحتجز إيران بعض الرهائن الأميركيين.

وفي عام 2015، دندن ملالي طهران ورقصوا كثيراً حول الاتفاق النووي الذي تم بإشراف الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، بيد أنهم رفضوا تماماً التوقيع على أي وثيقة وحالوا دون الاتفاق ودون تأمين أي ارتباط قانوني مُلزم.

وفي الآونة الأخيرة، وقع الرئيس حسن روحاني على ما يسمى اتفاقية بحر قزوين مع روسيا، وهي الوثيقة التي تزعم بعض الشخصيات في حاشية الرئيس الإيراني أنه لم يُكلف نفسه عناء قراءتها قبل التوقيع عليها. غير أن هذه الاتفاقية، التي هي من بنات أفكار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كانت قد باتت طي النسيان منذ ذلك الحين. وتأجل اجتماع لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني لمناقشة بنود اتفاقية بحر قزوين إلى أجل غير مسمى. كذلك، بعثت الحكومة الإيرانية إلى حكومة كازاخستان، الموصوفة بـ«أمين المعاهدة»، برسالة تطالب فيها بإجراء المزيد من المحادثات بشأن بعض الجوانب «غير المحددة» التي لم يتم تناولها ضمن وثيقة أكتاو. قد لا يدرك السيد هايكو ماس الأمر على حقيقته، بيد أن مشكلات إيران الحقيقية تتمثل في اعتقادها أن العالم بأسره لا بد أن يُدار وفق القواعد التي تصوغها الجمهورية الإسلامية في طهران وليس العكس.

وما لم تحاول القيادة الإيرانية تغيير طريقة تفكيرها، أو ما لم تتغير القيادة الإيرانية ذاتها، فليس بإمكان أحد قط أن يحمي إيران وشعبها من حماقات الزمرة الحاكمة هناك؛ لا أحد أبدا، ولا حتى السيد هايكو ماس، البرلماني اليساري من ولاية سارلاند الجنوبية الألمانية.

من راخين إلى الغوطة: مجرمون وضحايا... وعدالة متأخرة

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/31 آب/18

من إقليم راخين في ميانمار إلى مختلف الأقاليم في سوريا، وقبلهما في أقاليم يوغوسلافيا السابقة ورواندا، وما فات الذاكرة أيضاً، تتناسل المجازر. تختلف هويات الضحايا وتختلف دياناتهم ومذاهبهم وانتماءاتهم العرقية؛ لكن هوية المجرم تبقى هي ذاتها. وجه كالح لا يملك لإثبات وجوده و«شرعيته» سوى سلاح القتل وتعذيب ضحاياه أو معارضيه، أو من يحملون هوية تختلف عن هويته. أمام هول المجازر، يفيق ضمير العالم متأخراً، أو لا يتحرك أبداً. هل هناك من يتوقع مثلاً أن يحال أي مسؤول سياسي أو عسكري إلى أي نوع من المحاكمة، أو إلى تحقيق العدالة بعد الجرائم التي ارتكبها النظام السوري؟ هل هناك احتمال كهذا؛ خصوصاً مع ما بات يتأكد من بقاء هذا النظام ورأسه في الحكم، رغم مسؤوليته المباشرة عن القتل والدمار الذي لحق بسوريا خلال السنوات السبع الماضية؟ هناك تقارير صدرت، وأسماء مسؤولين وضباط كبار تم تداولها. وهؤلاء أعطوا الأوامر بارتكاب المجازر في مختلف المناطق السورية، ومنهم من يلتقون بشكل دوري مع مسؤولين روس ودوليين، في وضح النهار. في سوريا، لا يتحمل العالم مسؤولية عدم تحقيق العدالة فقط؛ بل يتحمل ما هو أفظع، أي تمكين النظام من البقاء والإمعان في ارتكاباته، رغم توافر فرص كثيرة كان يمكن أن تضع حداً لذلك، أهمها استخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق في أغسطس (آب) 2013، رغم «الخط الأحمر» الشهير الذي هدد به باراك أوباما. لهذا تثير الاستغراب التصريحات الأخيرة التي أطلقها عدد من المسؤولين الدوليين بشأن مستقبل سوريا، ودور بشار الأسد في هذا المستقبل، وخصوصاً ما سمعناه أخيراً على لسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، اللذين دعيا إلى ضرورة عدم بقاء سوريا في قبضة بشار الأسد في ظل أي حل سياسي. ماتيس قال إن الولايات المتحدة «ملتزمة بالعمل كي يختار الشعب السوري حكومة لا يقودها الأسد». فيما قال الرئيس الفرنسي إن عودة الوضع إلى طبيعته في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة سيكون خطأ فادحاً. ويتساءل ماكرون: من الذي تسبب في الآلاف من اللاجئين؟ من الذي ارتكب مجازر بحق شعبه؟

كلام ممتاز لولا أنه ما عاد يقنع أحداً من السوريين أو غيرهم بصدقه أو بجديته. فالرئيس الفرنسي الذي أطلق هذه التصريحات هو أول مسؤول غربي أمر بإرسال قافلة من المساعدات إلى الغوطة الشرقية بالتنسيق مع روسيا (حامية النظام السوري)، بعدما قام هذا النظام وأعوانه بطرد المعارضة منها في يوليو (تموز) الماضي. أما الإدارة الأميركية الحالية، فهي تنسق مع الروس على مخرج لها في سوريا يساعد على التعاون في الحرب ضد «داعش»، وعلى إخراج القوات الأميركية من سوريا بأقل الخسائر، وهو ما جعله الرئيس دونالد ترمب هدفاً لسياسته السورية.

هذا في سوريا. أما ما تعرض له أبناء ميانمار من الروهينغا من مجازر ذهب ضحيتها عشرات الآلاف، وفرّ بسببها ما يقارب المليون شخص إلى بنغلاديش المجاورة، فلم يدفع كذلك أحداً في العالم للتحرك لوقف تلك الجرائم. طبعاً ارتفعت أصوات من هنا وهناك تندد بالانتهاكات الفظيعة بحق هؤلاء المساكين. ومعظم الأصوات كانت ردود فعل على مشاهد المأساة التي كانت تتكرر كل ليلة على الشاشات؛ لكن ما إن ينتهي المشهد – الفيلم، حتى تخفت الأصوات وينتقل الاهتمام إلى مشهد آخر وجريمة أخرى، قد تكون أقل أو أكثر مأسوية؛ لكن الأصوات تبقى أصواتاً في كل حال. وعندما يخجل العالم من نفسه ويقرر التحرك، يكون قد فات ما فات، وتكون عناصر الجريمة قد اكتملت، ويكون المجرمون أو أكثرهم قد أفلتوا من العقاب. حتى المسؤولون عن جائزة نوبل، التي كانت تُعتبر مرجعاً للقائمين بالأعمال الإنسانية والإبداعات في مختلف المجالات، حتى هؤلاء لم يجدوا ما يبرر سحب هذه الجائزة من رئيسة ميانمار أونغ سان سو تشي، التي كانت تعتبر ذات يوم رمزاً للنضال ضد السلوك القمعي لجيش بلادها؛ رغم أن التقرير الدولي الأخير عن مأساة الروهينغا اتهمها بعدم استخدام سلطتها المعنوية لمنع تلك الانتهاكات، كما قامت بنشر روايات كاذبة عن أسباب المجازر، وأنكرت التهم الموجهة لجيش بلادها، ومنعت إجراء تحقيق مستقل لتحديد المسؤوليات. إضافة إلى رئيسة ميانمار، أصدر التقرير الدولي إدانات بحق 6 من كبار ضباط جيش ميانمار، قال إنهم مسؤولون مباشرة عن أعمال الإبادة الجماعية التي حصلت بحق الروهينغا، واعتبرهم من أسوأ مرتكبي الجرائم ضد حقوق الإنسان في العالم، وقرر التقرير إحالتهم إلى المحكمة الجنائية الدولية. لكن أخطر ما في التقرير هو الإشارة إلى أن أعمال العنف الفظيعة التي ارتكبها جيش ميانمار كانت متوقعة منذ عقود، وهو ما يعني بالتالي أنه كان يمكن تجنبها منذ عقود. إذن يدين المجتمع الدولي نفسه عندما يقرر أنه وقف متفرجاً على جرائم من هذا النوع وبهذا الحجم، ترقى إلى مستوى قرار إبادة شعب بكامله بسبب دينه وهويته، وهو ما يتكرر مأساة بعد مأساة، ويذكّر بسياسة التنظيف العرقي التي ترتكب أمام عيوننا في أكثر من مكان، كما فعل الصرب في البوسنة، وكما يفعل النظام السوري في المدن والمناطق السورية، من تنظيف عرقي مبرمج لإعادة تركيب الخريطة الديموغرافية لتلك المناطق، بما يعزز وضع الأقلية التي ينتمي إليها هذا النظام ويحكم باسمها.

التحقيق المتأخر في أي جريمة لا يفيد الضحايا. أقرب مثال في التاريخ القريب الأحكام التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة التي اختتمت أعمالها في نهاية العام الماضي بالحكم على راتكو ملاديتش، المعروف بـ«جزار البلقان» بالسجن مدى الحياة، بعد إدانته بقتل 7 آلاف من مسلمي البوسنة في مجزرة سريبرينيتشا سنة 1995، وبالمسؤولية عن حصار مدينة سراييفو الذي أدى إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص. قبل ملاديتش أصدرت المحكمة حكماً آخر بسجن رادوفان كاراديتش رئيس ما كان يعرف بجمهورية صرب البوسنة، بالسجن 40 عاماً... ماذا كانت نتيجة هذه الأحكام؟ هل أعادت الحياة للضحايا؟ بل هل منعت ارتكاب جرائم أخرى مثل التي نتحدث عنها ولا تزال ترتكب أمامنا؟ سلوك كهذا يبدو من قبيل رفع العتب أو إراحة الضمير؛ بل إن قيام المحاكم يبقى خاضعاً أيضاً لموافقة الدولة أو النظام المعني، كما يبقى محكوماً بقرار من مجلس الأمن الدولي، وهو ما يصعب حصوله ضد حكومة ميانمار وجيشها، بسبب وقوف الصين إلى جانبها. في حالة صربيا كانت ضغوط الاتحاد الأوروبي عاملاً مساعداً لتسليم المطلوبين إلى العدالة، أما في حالة ميانمار فقد رفضت الحكومة الاتهامات، ما يعني أنه لن يكون هناك سبيل للوصول إلى الضباط المتهمين.

مثل هذا الوضع يتكرر في المشهد السوري. هنا لا يمنع حاجز «الفيتو» فقط الوصول إلى المتهمين؛ بل إن هذا الفيتو المتكرر (الروسي تحديداً) منع حتى صدور قرارات دولية تدين النظام السوري. هكذا يصبح تحقيق العدالة محكوماً باعتبارات السياسة والمصالح، ويذهب الضحايا أيضاً من دون أي حساب، بسبب اعتبارات السياسة والمصالح.

 

متى يمكن الحديث عن نظامٍ عربيٍّ جديد؟

رضوان السيد/الشرق الأوسط/31 آب/18

سؤال العنوان ليس من وضعي، بل هو سؤال الكاتب السياسي الأميركي المعروف Marc Lynch في العدد الأخير من مجلة «الشؤون الخارجية الأميركية» (سبتمبر «أيلول» – أكتوبر «تشرين الأول» 2018). ولا يحسبنّ القارئ أن الكاتب حاول الإجابة عن السؤال الذي وضعه، بل انصرف إلى المقارنة بين الوضع العربي في زمن عبد الناصر والملك فيصل (زمن الحرب الباردة العربية بحسب تعبير أو عنوان كتاب مالكولم كير!)، وزمن صعود سوريا والعراق ومصر بعد وفاة الرجلين. وبالطبع فإنّ الفقرة الأولى من المقال انشغلت بفشل الربيع العربي، أما بين الفترتين أو العهدين (أي بين 1975 و2011)، فقد انشغل الكاتب بتتبع مصائر الدول العربية الثلاث التي أرادت وراثة تركة جمال عبد الناصر. خرجت مصر من المعادلة أولا بالمصالحة مع إسرائيل ثم بالانكفاء إلى الداخل. ثم خرج العراق بعد حربين شنهما على إيران والكويت وجاءه الحصار الأميركي فالاحتلال الأميركي، فالتقاسم الإيراني الأميركي للبلاد. أما سوريا فتحطمت بالصراع بين النظام وشعبه من جهة، والاستعانة بإيران وروسيا على شعبه بالذات، والذي سقط منه نصف مليون قتيل مدني، وتهجير 10 ملايين بين الداخل والخارج. وفي ليبيا تغلب المسلحون على الدستوريين بعد عامين من مسار معقول.

وينتهي الكاتب الأميركي إلى أنه لا يمكن الحديث عن نظام عربي الآن وفي المستقبل القريب، لأنّ الطرفين الدوليين الكبيرين الأميركي والروسي يستوليان على القرار الاستراتيجي في عددٍ من الأنحاء، ولأنّ إيران تتحكم في مصائر عدة بلدانٍ توشك أن تصبح دولا فاشلة مثل لبنان والعراق وسوريا.

ولننظر إلى المفارقة بشأن الدول العربية الفاشلة، فلبنان لا يستطيع تأمين الكهرباء لشعبه، وإلى وقتٍ قريبٍ كان يشتري الكهرباء من سوريا، وهو الآن يعتمد على المولدات والبواخر التركية الراسية أمام شواطئه! وقبل أيام تواردت أنباء عن انتشار الكوليرا بالجزائر، وافتقار البصرة إلى مياه الشرب والري وهي المدينة العراقية العريقة الواقعة على بحر شط العرب، وفيها القسم الأكبر من آبار النفط، شأنها في ذلك شأن الجزائر!

هل نتابع تعداد مصائب وترديات هذا الاضطراب الشامل؟ لو كان ذلك مفيدا في فهم «تحولات» وإخفاقات النظام العربي، لكانت المتابعة مسوَّغة. لكننا نعلم جميعا أنّ وقائع الاضطراب والفشَل في بُنى الدول الوطنية العربية معروفة وواضحة منذ قرابة العقد من الزمان، وما توقعه سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الراحل من حالة الاضطراب، بل تحدث في مؤتمر القمة العربية (2010) بسِرت الليبية الخرِبة الآن عن حالة «الخواء الاستراتيجي» التي ستجلب التدخلات الإقليمية ومن ورائها التدخلات الدولية. الفيصل لاحظ وقتها الانقسام الفلسطيني بين رام الله وغزة، والنفوذ الإيراني في غزة، كما لاحظ التغلغل الإيراني في لبنان والعراق. وكان الحديث شائعا وقتها عن الانسحاب الأميركي من العراق المحطَّم، لكنّ الفيصل اعتبر أنّ الطبيعة تأبى الفراغ، فإذا انسحبت أميركا حقا فستحلُّ محلَّها روسيا أو غيرها من الدول الكبرى. ونحن نرى أنّ الولايات المتحدة عادت ثانية إلى العراق بحجة «داعش» من جهة، ولكي لا تبقى إيران وحدها بالعراق. ومع أنّ الجنرال الإيراني قاسم سليماني يزعم أنه هو الذي أقنع بوتين بالتدخل في سوريا؛ فإنّ منطق الفراغ هو الذي قاد للتدخل الروسي الذي ضايق إيران وساعد إسرائيل.

لدينا 3 مشكلاتٍ كبرى حاضرة إذن تقع في أساس تصدع نظام الأمن العربي، الضعف البنيوي في الدول والمجتمعات بسبب الطغيان الداخلي وغياب سياسات التنمية، والتدخلات الإقليمية والدولية، والافتقار إلى محور عربي يمكن أن يصون الدواخل من الاضطراب، وأن يفاوض النظام الدولي وقواه الكبرى على تمكين الاستقرار، ومنْع القوى الإقليمية من تحويل عدة بلدان عربية إلى مواقع نفوذ، بل مواقع احتلال من جانب جيوش وميليشيات مأجورة. إنّ الطغيان وغياب سياسات التنمية هما أكبر أسباب التطرف العنيف. فلا ينبغي أن ننسى أنّ سوريا صارت طاردة لريفييها منذ السبعينات من القرن الماضي. ففي بعض السنوات في التسعينات كانت العمالة السورية وبشكل اختياري تزيد على المليون في لبنان الصغير، ومليون آخر في الأردن. ولذلك فإنّ هؤلاء سَهُل عليهم التمرد عندما بدأت حركة الاحتجاج عام 2011. وقد صار معروفاً كيف جرى استخدام هؤلاء في الأحداث. ما كنا نُصدِّقُ أنّ لـ«حزب الله» والاستخبارات السورية علائق بـ«داعش»، حتى وجدناهم يدخلون إلى لبنان عام 2013. ثم يخرجون منه عام 2017. وقد جاءوا على الأقدام، لكنهم خرجوا بباصاتٍ مكيَّفة عندما انتهت مهماتهم «الجهادية»!

وقد ذكرت الكاتبة ديبورا أموس في كتابها عن مصائر أهل السنة بالعراق (2010) أن الملايين الثلاثة من هؤلاء (ومعظمهم من الريفيين) هاجروا إلى سوريا الطاردة لشعبها، بعد أن استحال عليهم العيش تحت وطأة الاضطراب بعد الغزو الأميركي، والذي سبقه حصارٌ دام نحو العقد ونصف العقد.

وهكذا فإنّ الدول تصبح فاشلة بسبب الطغيان العنيف من جهة، وغياب التنمية، ودمار القطاع الزراعي من جهة ثانية. لماذا هذا الاستطراد في مسألة الطغيان والتنمية والهجرة؟ لأنّ أي سياساتٍ من جانب المحور العربي الممكن لاستعادة الاستقرار الاجتماعي والسياسي يكون عمادها استعادة العافية للبنى الاجتماعية والسياسية للدولة الوطنية. فالفشل في الإدارة السياسية والاقتصادية هو الذي يصنع العنف، ويصنع الاضطراب. وعندما نتحدث عن محور عربي للقرار والاستقرار وتصور مستقبل آخر للدولة الوطنية في منطقة المشرق؛ فإنما نعني العربية السعودية، ودولة الإمارات، والكويت، ومصر، والأردنّ. ومع أنّ هذه الدول تتفاوت كثيرا في القدرات، لكنها تساندت وتضامنت في سنوات الاضطراب التي حلّت بجوارها. وتدخلت بالفعل بأساليب شتّى من أجل منع الاضطراب أو التخفيف من حدته، وإن لم تنجح دائما في إيقاف النزف بسبب التدخل الإيراني، وعدم استجابة القوى الدولية.

ويعتقد ساسة وخبراء كثيرون أنّ التدخل العربي باليمن ما كان يمكن أن يتأخر أكثر، وإلا لتهدَّد أمنُ الخليج كله، ولفقدنا البقية الباقية من التماسُك وإمكانات الخروج. والنموذج الذي كان ضروريا باليمن، ينبغي أن يحدث شبيهٌ له في ليبيا وإن اختيرت أساليب أُخرى. لقد أنقذ الخليجيون البحرين والأردن، وينبغي أن يحاولوا إنقاذ ليبيا. والنجاحُ في نموذجٍ أو نموذجين، يمكن أن يكونَ واعدا لسوريا وللبنان في الأمن كما في التنمية. وإذا كان الكاتب الأميركي ما استطاع تبيُّن معالم لنظامٍ عربي جديد؛ بسبب هول الاضطراب، وأهوال التدخلات الخارجية؛ فإنّ رؤية العربي لنفسه وجواره ومن مواقع الأمل والالتزام، تقتضيه التدخل بالأسلوب الملائم في كل حالة، لتكونَ لنا حياة، وتكونَ حياة أفضل.

 

الزعيم والإنسان: في خدمة الرئيس و... الناس

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/31 آب/18

قبل ظهور فيدل كاسترو وتشي غيفارا، كان الجنرال خوان بيرون أشهر شخصية سياسية في أميركا اللاتينية. ولا يزال الذين يخلفونه في رئاسة الأرجنتين إلى اليوم، من الحزب البيروني. غير أن زوجته الأولى، إيفيتا دوارتي بيرون، تحولت إلى أسطورة في التاريخ الأرجنتيني، وربما في التاريخ السياسي للمرأة. أما زوجته الثانية، إيزابيل، فأصبحت رئيسة منتخبة للبلاد بعد وفاته عام 1974، وبالتالي، أول «رئيسة» في العالم. (وليس أول حاكمة). كلتاهما، جاءت من مجتمع «فني». إيفيتا كانت لقيطة عثرت على عمل في التمثيل الإذاعي، وإيزابيل كانت راقصة في ملهى، عندما تعرف إليها في بنما حيث كان منفياً. كلتاهما كانتا على جمال فائق. خاض بيرون معاركه الرئاسية كبطل لحقوق العمال ورفع مستواهم. لكن إيفيتا تبنت الفقراء في كل الحقول. وأقامت «دولة» خاصة بها للعناية بالمرضى والمحتاجين والأيتام. وعندما توفيت بالمرض عام 1952 عن 36 عاماً، خرجت البلاد في جنازتها. وخشيت السلطات من «تقديسها»، فلجأت إلى تهريب جثمانها خارج البلاد، غير أن المظاهرات ظلت تشعل العاصمة حتى أعيد، وأقيم لها نصب وسط المدينة، التي كانت يومها ثالث أكبر مدينة في الأميركيتين بعد نيويورك وشيكاغو. ولدت إيزابيل بيرون هي أيضاً لأسرة فقيرة (1931) وفي أوائل الخمسينات، بدأت العمل راقصة. وعندما التقاها بيرون في بنما، رأى فيها تعويضه عن إيفيتا. وعندما أكمل رحلة المنفى إلى مدريد عام 1960 رافقته إلى هناك، دون زواج، لكن الكنيسة الكاثوليكية أرغمته على عقد شرعي. إلى جانب الشراكة الزوجية، أخذت تلعب دوراً سياسياً خلال منع بيرون من العودة، لكنه عاد عام 1973، ثم خاض معركة الرئاسة وإيزابيل على لائحته نائبة للرئيس، ففاز الاثنان بأكثرية 62 في المائة من الأصوات، لكن الرئيس كان يعاني من مرض في القلب أدى إلى وفاته بعد عام، فأعلنت رئيسة. رغم أنها لم تكن تمتلك ذلك السحر الشعبي الذي عرفته إيفيتا، فقد التمت البلاد حولها. ونسي الناس أنها عملت راقصة ليتذكروا العمل الحزبي والسياسي الذي قامت به إلى جانب بيرون. لكن فترة الهدوء لم تطل، وسرعان ما عادت الأرجنتين إلى الغرق في الاضطراب السياسي والاجتماعي، وبعد عامين اعتقلت، ثم نُفيت إلى مدريد. طالبت السلطات الجديدة باستعادتها للمحاكمة عام 2007، لكن السلطات الإسبانية رفضت ذلك. وظلت تعيش ما بين العاصمة، حيث ربطتها صداقة بعائلة فرانكو، وماربيا، حيث لها بعض الصداقات العربية.إلى اللقاء..

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية في ذكرى تغييب الصدر: قامة وطنية ناضلت لرسالة التعايش ما أحوجنا اليها اليوم عنوانا للتلاقي والانفتاح

الجمعة 31 آب 2018/وطنية - حيا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذكرى السنوية الأربعين لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، واصفا الإمام الصدر "بالقامة الوطنية التي ناضلت في سبيل وحدة لبنان ورسالة التعايش فيه". وأكد أن "الإمام المغيب جمع في شخصه رحابة رجل الدين، وعمق الفيلسوف، واندفاع السياسي في خدمة شعبه ووطنه، وعنفوان المدافع عن أرضه، لينحاز إلى خدمة الفقراء وحقهم في التعليم والحياة الكريمة. وما أحوجنا اليوم إلى وجوده على الساحة الوطنية، ليشكل مصدر إلهام في الحياة السياسية، وعنوانا للتلاقي والانفتاح والغيرة على مصالح الشعب". وكانت لقاءات عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا تناولت مواضيع سياسية واقتصادية وثقافية.

ادغار طرابلسي

سياسيا، استقبل النائب ادغار طرابلسي الذي اجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية ومسار تشكيل الحكومة، وبعد اللقاء اشار طرابلسي الى انه تداول مع رئيس الجمهورية "حاجة البلاد الى ايجاد وظائف جديدة"، لافتا الى آلية التوظيف في القطاع الخاص الذي كان اطلقها قبل مدة ولا تزال تلقى تعاونا وتجاوبا. وطالب "بتفعيل دور المؤسسة الوطنية للاستخدام للمساهمة في الحد من ازمة البطالة"، كما عرض لمسائل تربوية ولضرورة انهاء ملف المهجرين.

نقابة مستوردي الخضر

في الشأن الاقتصادي، استقبل عون وفدا من نقابة مستوردي ومصدري الخضر والفاكهة في لبنان برئاسة نعيم صالح خليل الذي أطلعه على "المعاناة التي يواجهها اعضاء النقابة لتصريف المنتجات الزراعية اللبنانية، لاسيما بعد اقفال المعابر البرية نتيجة الحرب السورية". وأشار خليل الى أن "مستوردي ومصدري الخضر والفاكهة في لبنان يدعمون موقف رئيس الجمهورية وسعيه لإعادة فتح معبر نصيب امام المنتجات اللبنانية، وكذلك أمام معبري التنف والبوكمال بين سوريا والعراق". كما أثار مسألة الخلل في تطبيق الروزنامة الزراعية مع الاردن. وتحدث نقيب مزارعي البقاع ابراهيم ترشيشي، شاكرا الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية لفتح معبر نصيب ولافتا الى انه "من غير الجائز ان يبقى هذا المعبر مقفلا في وجه الانتاج اللبناني المصدر الى الدول العربية".

وأعرب عن اسفه لعدم تقديم اي مساعدة الى المزارعين الذين يلقى انتاجهم البوار.

وعرض عدد من اعضاء الوفد الظروف الصعبة التي يمر بها المزارعون والمصدرون والمستوردون، مطالبين بإجراءات عملية تنصفهم وتخفف معاناتهم".

ورد عون مؤكدا متابعته الدقيقة للاوضاع التي تعانيها القطاعات الزراعية والصناعية والانتاجية نتيجة إقفال المعابر البرية، ولافتا الى انه اجرى اتصالات لاعادة فتح المعابر ولاسيما منها معبر نصيب لتأمين انسياب الانتاج اللبناني، وهو سيواصل هذه الاتصالات للوصول الى الغاية المنشودة التي تؤمن انتظام عودة الصادرات اللبنانية الى الدول العربية. ودعا أعضاء النقابة الى التواصل مع المراجع الرسمية والسياسية وحضهم على الاهتمام بأوضاعهم، واعدا بالعمل على تفعيل الاتفاقات المعقودة بين لبنان والدول العربية لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين، "والتي تبقى بالنسبة الي فوق كل المصالح وكل الاعتبارات، إذ يكفي اللبنانيين ما عانوه نتيجة الحرب السورية اقتصاديا واجتماعيا وتربويا وصحيا".

فادي بصبوص

وفي قصر بعبدا، ابن الفنان والنحات اللبناني الفرد بصبوص، السيد فادي الفرد بصبوص، الذي اطلع رئيس الجمهورية على مشروع راشانا المستقبلي في مجالي النحت والاضاءة، والذي يتمثل بإطلاق مشروع ثقافي لانشاء متحف كبير يضم القطع الفنية المنحوتة من الحجر والخشب والبرونز من تنفيذ الاخوة ميشال والفرد ويوسف بصبوص، ومن بعدهم ابناؤهم اناشار وسمير ونبيل. والهدف من هذا العمل تحويل راشانا متحفا يبدأ من مدخلها ويتجه الى طرقها والمنحوتات الضخمة الموجودة على اطرافها، مرورا بالمناطق القائمة حاليا التي تضم كل واحدة منها أعمال كل فنان بمفرده وصولا الى حديقة النحت (park symposium).

ونوه عون بالاعمال الابداعية للاخوة بصبوص "والتي باتت معلما فنيا وسياحيا بارزا في الحياة الثقافية اللبنانية".

 

غراندي من بيت الوسط: أفضل حل للاجئين السوريين تأمين عودة كريمة لهم الى بلدهم

الجمعة 31 آب 2018/وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ظهر اليوم في "بيت الوسط"، المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي والوفد المرافق، في حضور وزير الدولة لشؤون النازحين في الحكومة المستقيلة معين المرعبي ومستشار الرئيس الحريري الدكتور نديم المنلا.

بعد اللقاء قال غراندي: "التقيت الرئيس الحريري وفريق عمله وناقشنا موضوع اللاجئين السوريين. وصلت للتو من زيارة لسوريا حيث اجريت مناقشات مماثلة كما فعلت في الماضي مع الحكومة السورية. ومع تطور الوضع في سوريا من المهم التفكير في ما يحصل لمستقبل الوضع هناك، وكررت للرئيس الحريري ان افضل حل للاجئين السوريين في المنطقة، والبالغ عددهم خمسة ملايين، هو في تأمين عودة آمنة وكريمة لهم الى بلدهم". أضاف: "الوضع كان سيئا جدا خلال السنوات الماضية في سوريا، لكننا نحاول معرفة مخاوف الناس في ما يتعلق بموضوع العودة او عدمها. لقد ناقشنا بصراحة كبيرة مع الحكومة السورية كيفية التعامل مع بعض العقبات، وبعضها مادي وبعضها الآخر مرتبط بأمور قانونية، وابلغنا الرئيس عون والرئيس الحريري نتائج مناقشاتنا، وسألتقي في وقت لاحق اليوم وزير الخارجية جبران باسيل". وقال: "سوف يستمر تعاوننا مع لبنان، وندرك ان هناك عناصر جديدة دخلت على المناقشات، على سبيل المثال خطط روسيا التي من المهم جدا مناقشتها لانها تلعب دورا مهما في سوريا في الوقت الراهن. لذلك يجب أن نناقش معها الامر ايضا. لقد التقيت مع الجهات الروسية في دمشق وجنيف ولدينا حوار وثيق معها وهي تلعب دورا هاما. ونأمل ان يستمر المانحون بتقديم دعمهم للبنان وللاردن التي زرتها منذ بضعة ايام، وتركيا ايضا، لذلك نحتاج الى دعم الدول المانحة للاستمرار بدعم الدول المضيفة التي تستقبل عددا كبيرا من اللاجئين منذ سنوات عديدة وبكلفة باهظة". وختم: "آمل أن نجد حلولا، ونحن حذرون للغاية من اي حلول متسرعة لكي لا يكون لها نتائج عكسية، ولدينا مخاوف كبيرة كما سمعتم من الامين العام للامم المتحدة وغيره، الذين يعربون عن قلقهم من الوضع في ادلب. هذه هي المرحلة الكبيرة المقبلة للحرب في سوريا، وقد تكون دموية للغاية، ونأمل الا تكون كذلك. ونتمنى انقاذ ارواح المدنيين قدر المستطاع، والحكومة السورية قالت انها ستحاول ان تتبنى نهجا لانقاذ اكبر عدد ممكن من المدنيين، لكنكم تعلمون ان الوضع صعب ومعقد جدا وهو موضع قلق للجميع بمن فيهم لبنان". واستقبل الحريري سفيرة لبنان في اليونان دونا بركات وزودها التوجيهات اللازمة.

 

الحريري أعرب عن اعتقاده بقرب تشكيل الحكومة رغم الصعوبات: من مصلحة لبنان انتهاج سياسة النأي بالنفس وعدم الانخراط في الصراعات

الجمعة 31 آب 2018/وطنية - أعرب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عن اعتقاده ب"قرب تشكيل الحكومة الجديدة، رغم الصعوبات التي تعترض عملية التشكيل"، وقال: "إذا كنا نريد حكومة توافقية، فعلى الجميع أن يتنازل قليلا، وأحيانا أميل شخصيا إلى التنازل أكثر قليلا لأنني أعتقد أن البلد أهم من حزبي السياسي أو غيره". وأكد "متانة علاقته مع المملكة العربية السعودية"، وقال: "علاقتي مع المملكة ممتازة، وكذلك مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكما تعلمون، فإن المملكة ساهمت في إنجاح مؤتمر سيدر، وقدمت مليار دولار في صناديق التنمية لدعم لبنان".

أضاف: "لدينا خلافات سياسية مع حزب الله، وهو يعرف ذلك، هم لن يقبلوا أبدا سياستي تجاه الخليج، وأنا لم أقبل سياساتهم تجاه إيران وأشياء أخرى". وتابع: "من مصلحة لبنان انتهاج سياسة النأي بالنفس وعدم الانخراط في الصراعات الدائرة في اليمن أو سوريا لأنها لا تجلب، إلا المشاكل للبنان. لا يمكننا الاستمرار هكذا لفترة طويلة، فعلينا تأليف الحكومة لإطلاق الدورة الاقتصادية والقيام بالإصلاحات اللازمة وتأمين تنفيذ المشاريع الحيوية والضرورية التي يحتاج إليها المواطنون في حياتهم اليومية". وأردف: "لدينا مشكلة النازحين السوريين، وهذه قضية يجب حلها بصوت موحد في لبنان. هناك مبادرة روسية، ويجب علينا العمل مع الروس وجعلها مبادرة عملية، وكلنا نريد أن يعود اللاجئون بشكل طوعي وبمشاركة المفوضية العليا للاجئين إلى سوريا". ووصف الرئيس الحريري علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها "جيدة جدا"، وقال: "أنا أحترمه كثيرا، وأعتقد أنه شخص يمكن العمل معه".

كلام الرئيس الحريري جاء في حوار أجرته معه قناة "يورونيوز" وبثته مساء اليوم. وفي ما يلي نصل الحوار:

سئل: هذه سنة مهمة للبنان. لقد أجريتم انتخابات برلمانية للمرة الأولى منذ ما يقارب العشر سنوات، لكن ذلك كان في أيار الماضي، وما زلت غير قادر على تشكيل حكومة، فلماذا هذا الأمر صعب، ألا يعني ذلك أنه سيكون من المستحيل فعليا بالنسبة إليك أن تحكم هذا البلد؟

أجاب: "لا، أعتقد أننا سنصل إلى التشكيل. يعتقد الناس أن هذه الحكومة ستستمر أربع سنوات، وقد جاءت بعد عقد كامل من غياب الانتخابات. في البرلمان الجديد، هناك أعضاء جدد، وقد تغيرت أحجام كل مجموعة سياسية. وبالتالي، فإن التحدي المتمثل في تشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة توافقية سيكون صعبا بعض الشيء. لديك العديد من الأحزاب المختلفة التي يجب إرضاؤها، ومعرفة أي حزب سياسي يريد المزيد من هنا أو هناك، وهذا هو السبب الوحيد لهذه الصعوبة".

سئل: حالة عدم الوضوح السياسي هذه لم تساعد الاقتصاد، الذي يعاني منذ سنوات. ومن دون حكومة، لا يستطيع لبنان تنفيذ الإصلاحات اللازمة للسيطرة على الدين والإفراج عن مليارات الدولارات الموعودة، الى متى يمكنك الاستمرار هكذا؟

أجاب: "لا يمكننا الاستمرار لفترة طويلة، هذا صعب جدا على الاقتصاد، فما نفعله الآن هو أن الحكومة السابقة وافقت على بعض القوانين التي باتت موجودة في البرلمان. ومجلس النواب يقوم بعمله، حيث يجتمع بعض اللجان لدراسة هذه القوانين وتحضيرها، ونأمل أن يتم إقرارها في غضون أسابيع، لكنني أوافقك الرأي أن على الأحزاب السياسية في لبنان أن تدرك أن الاقتصاد يأتي أولا، وأن الإصلاحات تأتي أولا، فما يحصل أمر مؤسف. لكن إذا عدنا في التاريخ، فإن تشكيل بعض الحكومات استغرق سبعة أشهر وثمانية أشهر. بقينا نطالب بانتخاب رئيس للجمهورية لعامين ونصف عام، لكنني متفائل جدا بأن الأمور ستتطور في الأسابيع القليلة المقبلة".

سئل: حكم بلد كلبنان ليس مهمة سهلة، فلديكم تاريخ صعب جدا، واتفاق معقد لتقاسم السلطة بين كل الأديان المختلفة، وأنتم الآن محاطون بالحروب. تحدثت مع أشخاص عديدين هنا، وقالوا لي إنك أنت من يبقي كل الأطراف مجموعة، فلماذا أنت الرجل المناسب لقيادة لبنان؟

أجاب: "أفكر بلبنان قبل أن أفكر بنفسي، وأعتقد أن ما نحتاج إليه هو شخص يستطيع التحدث مع الجميع داخل الأحزاب السياسية في الحكومة. إذا كنا نريد حكومة توافقية، فعلى الجميع أن يتنازل قليلا، وأحيانا أميل إلى التنازل أكثر قليلا لأنني أعتقد أن البلد أهم من حزبي السياسي أو غيره. السبب هو أنني أركز على البلد. إن التحدث مع كل طرف بشكل مختلف ومحاولة جمع الناس معا هو ما أجيده، وآمل أن أتمكن من مواصلة الأمر نفسه في الحكومة المقبلة. أعتقد أننا سنصل إلى التشكيل قريبا جدا، لكنني أعتقد أيضا أن الأهم هو طريقة عمل الحكومة. هناك العديد من الأحزاب السياسية، ويجب ألا ينحاز رئيس الوزراء عندما يرأس حكومة معقدة كهذه. ربما هذا هو مفتاح النجاح، وكيف نفعل الأشياء هنا في لبنان".

سئل: يبدو أنك عازم جدا. لقد أعطيت هذا البلد الكثير بالفعل حتى الآن، لكن في العام الماضي تخليت نوعا ما، وأعلنت استقالتك في خطاب متلفز من السعودية. وشكلت استقالتك، ولكن أيضا الطريقة التي استقلت فيها، صدمة ومفاجأة كبيرة لمؤيديك، بل للعالم بأسره. ماذا حدث، لماذا فعلت هذا؟

أجاب: "أردت أن أحدث صدمة للنظام، لأنني شعرت بأن البعض في الحكومة كان ينحاز ولم نتمكن من الحكم. أنت تعرفين التحديات التي نواجهها في المنطقة، ونحتاج إلى أن يبقى لبنان في موقع غير منحاز. ومن هنا، جئنا بسياسة النأي بالنفس. كان هناك من يبتعد عن النأي بالنفس، فيشارك بعضهم في معارك سياسية ضد الخليج وبعضهم مع إيران أو سوريا. وأنا أركز على اننا إذا أردنا الاستقرار في لبنان، فعلينا أن نبتعد عن المشاكل. هذا لا يعني أنها لن تؤثر علينا، فسبق ان أثرت علينا بالفعل، لكننا نحتاج إلى سياسة في لبنان نعتمدها إذا اختلفت بلدان مع بعضها البعض، فنحن بحاجة إلى الابتعاد عن هذا الخلاف. نحتاج إلى اعتماد سياسة النأي بالنفس، حيث نقول "هذا نزاعكم، وليس نزاعنا"، ونحتاج إلى التأكد أن الرسالة واضحة تجاه هذه الدول. ما كان يحدث قبل استقالتي هو أن البعض كان يهاجم كل بلد من حولنا. هذا ليس سليما بالنسبة للبنان، إنه بمثابة استجلاب للمتاعب الى بلدك. كانت استقالتي في الأساس بمثابة صدمة إيجابية للانذار، للقول إن هذه ليست الطريقة للمضي قدما. إن الطريق للمضي قدما ليست جعل لبنان محايدا، بل النأي بلبنان عن كل النزاعات العربية".

سئل: أعتقد أن الامر كان أكثر من أنك بعثت برسالة قوية، فالأمر يتعلق ايضا بالطريقة التي صغت بها الأمور ومكان تواجدك، فهل يمكنك إخبارنا المزيد عن علاقتك بالمملكة العربية السعودية؟

أجاب: "علاقتي مع المملكة العربية السعودية ممتازة. ولدي علاقة ممتازة بولي العهد الأمير محمد بن سلمان. لقد أجرينا محادثات طويلة معا، وتعلمون أننا أقمنا مؤتمر سيدر، ووضعت المملكة العربية السعودية مليار دولار في صناديق التنمية للبنان. أعتقد أن العلاقة ممتازة. إنها لصالح لبنان والمملكة العربية السعودية. ونحن بحاجة إلى أن نفهم أن الخليج اليوم في وضع صعب جدا، نظرا لما يحدث في اليمن وغيره. ولذلك، نحن في لبنان بحاجة إلى أن ننظر لمصالحنا الوطنية. إن التدخل في اليمن أو في سوريا لن يؤدي إلا إلى جلب المشاكل إلى لبنان. لدى الأحزاب السياسية في لبنان وجهات نظر مختلفة، وهذا ما كان يشل البلاد، عندما نضع خلافاتنا السياسية قبل مصلحة البلد. منذ انتخاب الرئيس ميشال عون، قلنا إننا سنضع الخلافات السياسية جانبا، ونعمل على إنعاش الاقتصاد والإصلاحات في البلاد. هكذا نجحنا في وضع قانون انتخابي جديد وإقرار موازنة للمرة الأولى منذ 12 سنة. أقررنا ميزانيتين وتمكنا من عقد مؤتمري روما وسيدر. في مرحلة ما، شعرت بأننا لن نكون قادرين على القيام بأي من ذلك، لأننا عدنا إلى طرق العمل القديمة، ثم جاءت الاستقالة، والعلاقة مع المملكة العربية السعودية ممتازة منذ ذلك الحين".

سئل: تتحدث عن إعادة التركيز على لبنان، فما الذي يحتاج إليه الآن؟ وما هو محور تركيزك؟

أجاب: "نحن في حاجة إلى الإصلاح، نحن في حاجة إلى التركيز على اقتصادنا. لدينا مشكلة، لدينا 1.5 مليون لاجئ. هذه قضية يجب حلها بصوت موحد في لبنان. هناك بعض المبادرات التي تأتي من هنا وهناك. هناك مبادرة روسية، يجب علينا العمل مع الروس وجعلها مبادرة عملية. نريد أن يعود اللاجئون بشكل طوعي، بمشاركة المفوضية العليا للاجئين، ويجب أن نضمن أن النظام لن يفعل أي شيء لإيذاء هؤلاء اللاجئين، وهذا أمر على المجتمع الدولي أن يهتم به. هذا أمر نعاني منه كل يوم، وإذا لم نبدأ بالعمل على استراتيجية خروج للوصول إلى هناك، فسنخيب أمل لبنان ومصلحة اللبنانيين".

سئل: من المثير للاهتمام أنه حتى عندما نتحدث عن إعادة التركيز على لبنان، فإن أول ما نتحدث عنه هو المنطقة، لأنهما متشابكان إلى حد كبير، فما يحدث من حولك يؤثر على لبنان بعمق. في رسالة الاستقالة العام الماضي، لمت إيران على "الفوضى والدمار هنا في لبنان"، وقلت إن حزب الله هو ذراع إيران في هذا البلد وفرض "الأمر الواقع" على لبنان من خلال قوة سلاحه. الآن، حزب الله وحلفاؤه يسيطرون على غالبية البرلمان، فماذا يعني ذلك؟

أجاب: "لا يسيطرون على الأغلبية، هذا تصور وضعه بعض الناس وبعض وسائل الإعلام في رأس المجتمع الدولي، ولكن لحزب الله وحلفائه 30 أو 40 عضوا في البرلمان. ينقسم البرلمان اليوم إلى 3 أو 4 مجموعات. لديك أشخاص في الوسط، أشخاص على اليمين وأشخاص على اليسار، وأشخاص قريبون من اليمين واليسار. عندما استقلت، تحدثت عن كل هذا. لدينا خلافات سياسية، حزب الله يعرف ذلك وأنا أعرف ذلك. لن يقبلوا أبدا سياساتي تجاه الخليج، ولن أقبل أبدا سياستهم تجاه إيران وأشياء أخرى. لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نمنع البلاد من العمل. ستبقى الاختلافات وسنبقى نتشاجر حولها. ولكن ماذا نفعل؟ هل نركز على ذلك أم نضعه على طاولة الحوار ونتحدث عنه بهدوء ونرى ما هي الحلول وكيف نحل هذه القضايا؟ ما يجمعنا هو أكثر بكثير مما يفرقنا. يمكننا أن نفعل الكثير من أجل لبنان. كلنا لدينا مصلحة في محاربة الفساد، وفي الإصلاحات، وفي جعل النمو يزداد من 1.5% إلى 5% و7%. إذا توحدنا واستطعنا الاتفاق على خطة للاقتصاد وتحسين وضع لبنان الحالي، فذلك سيصعب علينا في المستقبل أن نتشاجر حول هذه القضايا".

سئل: من منظار خارجي، يحتاج لبنان إلى بعض الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء ومعالجة النفايات، فهل هناك خطة عمل لهذا؟

أجاب: "بالتأكيد، في الحكومة السابقة، اتفقنا على سياسات لإدارة النفايات والاتصالات والكهرباء. الأمر الجيد في الحكومة المقبلة هو أنه سيكون عليها الضغط على الأزرار فحسب. في اليوم الأخير من الحكومة، وقعت على ثلاثة مشاريع للمطار والطريق السريع ومركز البيانات. عندما نقوم بتشكيل الحكومة، ستكون الدراسات جاهزة وسنطلق هذه المشاريع. أنا أعمل على أمور كثيرة أثناء تشكيل الحكومة المقبلة".

سئل: زرنا عددا من مطامر النفايات في لبنان، ويبدو أن كل هذه الحلول هي حلول مةقتة، ويقول بعض الخبراء أنكم تجلسون على قنبلة موقوتة، فهل سيتم القيام بشيء في لبنان لتحسين إدارة النفايات؟

أجاب: "أود أن أعطيكم مثالا مؤسفا. في عام 2010، أقرت حكومتي خطة السياسة المستقبلية لإدارة النفايات، لكن لم ينفذها أحد. والآن، في الحكومة الثانية، كان علينا تجديد هذه السياسة. الحلول التي لدينا اليوم كانت موقتة، ولكن سيتم إطلاق حلول دائمة. ستقوم الحكومة الجديدة بإطلاق ما بين 3 إلى 4 مصانع تحول النفايات إلى طاقة، وستكون جاهزة خلال عامين ونصف عام. وبحلول ذلك، ستغلق المصانع الموقتة، وسنبدأ العمل بالمصانع الثابتة. إن المشكلة هي الانقسام الذي كان بيننا، وأوقف التقدم في البلاد. اليوم لدينا توافق، اليوم نتشاجر حول مقعد هنا وهناك في الحكومة، لكن هذا جزء من اللعبة الديموقراطية. ولكن في الوقت نفسه، سنتوصل الى تشكيل الحكومة".

سئل: من المثير للاهتمام سماعك تقول إن لديكم توافقا، في حين أنه ليست لديكم حكومة؟

أجاب: "يتفق الجميع على استقرار لبنان وأمنه، الكل يريد أن يعمل، وان يحارب الفساد وأن يفعل شيئا من أجل الاقتصاد. المشكلة اليوم في تشكيل الحكومة هي في اطار اللعبة السياسية. وإذا نظرنا إلى ما حدث في العالم، في بلجيكا أو ألمانيا وغيرهما، فقد استغرق الأمر وقتا أيضا. أعتقد أن وضعنا أكثر تعقيدا، لكني متأكد أننا سنصل إلى هناك في الأسابيع القليلة المقبلة إن شاء الله".

سئل: أريد أن أتحدث عن سوريا، فهناك تقارير عن هجوم كبير يحضر على إدلب، يمكن أن يؤدي إلى نهاية الحرب في سوريا، فماذا يعني ذلك بالنسبة إلى لبنان؟

أجاب: "أعتقد أن روسيا تكون قد أثبتت وجهة نظرها، وروسيا تسيطر على سوريا. ولذلك، سنتعامل مع الروس".

سئل: كيف هي علاقتك مع روسيا؟

أجاب: "جيدة جدا، بل ممتازة. لدي علاقة جيدة جدا مع روسيا، ولدي علاقة جيدة مع الرئيس بوتين وأنا أحترمه كثيرا، وأعتقد أنه شخص يمكننا العمل معه".

سئل: إذن لا تعتقد أنه سيتعين عليك التعامل مع الرئيس بشار الأسد؟

أجاب: "أفضل التعامل مع الرئيس بوتين".

سئل: هناك زعيم عالمي آخر يبدو أنك تتفق معه بشكل جيد هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قلت إنك تقدر قيادته في المنطقة، فهل يقوم دونالد ترامب بعمل جيد في الشرق الأوسط؟

أجاب: "كل واحد يرى الامر من جانبه، وكيف يرى التحركات التي تقوم بها الولايات المتحدة. أعتقد أن الرئيس ترامب هو شخص واضح جدا. عندما يقول شيئا يفعله. في الماضي لم نكن نعرف ما هي السياسة، على الأقل اليوم، أعرف ما هي السياسة. على الأقل، أعرف اليوم كيف أتعامل مع هذه السياسة أو أتجاوز هذه السياسة، وعلى الأقل هناك شخص يمكن أن نتحدث معه حول وضعنا. ما يحدث في سوريا يعود إلى فشل المجتمع الدولي في القيام بشيء ما من اجل الشعب السوري. لدى المجتمع الدولي قيادة، وهي الولايات المتحدة وأوروبا. حتى عام 2015، لم يكن هناك تنظيم داعش ولا النصرة في سوريا، بل كان ثمة شعب يثور ضد حكومته. ثم جاء داعش وكل مجموعة المجانين الذين يستحقون ما يحصل لهم. دمروا الثورة السورية كلها. لدى الرئيس ترامب بعض النقاط الجيدة في ما يتعلق بالأمن في المنطقة. ربما لدينا بعض الاختلافات ولكني أعتقد أنه عندما يتعلق الأمر بلبنان، فقد ساعد في أزمة اللاجئين، وساعد الجيش اللبناني وقوى الأمن، فهم يساعدوننا في إعادة بناء مؤسساتنا وهو أمر نقدره كثيرا".

 

الراعي في اللقاء الثقافي لرابطة قنوبين : ثقافتنا العيش معا في بيئة مشرقية معذبة وبلدنا الصغير يتحدى كل السياسات الدولية بعيش ابنائه

الجمعة 31 آب 2018/وطنية - نظمت رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث اللقاء الثقافي السنوي في الكرسي البطريركي في الديمان، برعاية وحضور البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي وبمشاركة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، المطارنة مطانيوس الخوري، جوزيف نفاع، يوحنا رفيق الورشا، والنائب جورج عطالله وحشد من المهتمين.

عرب

افتتح اللقاء أمين النشر والاعلام في رابطة قنوبين الزميل جورج عرب، مشيرا الى "وجهي اللقاء الروحي والثقافي، أما الروحي فالمتمثل بكون السنة سنة مريم ام الله المكرمة لدى المسيحيين والمسلمين. والثقافي المتمثل بتأسيس بيت الذاكرة والاعلام لاحتضان العمل الثقافي التاريخي المتسع والمتصل بتراث الوادي المقدس، وباصدارات صيف 2018 الكتابية".

مارينا ضلي حكينا

بعد ذلك قدمت أوبيرات سنة مريم بعنوان: "مارينا ضلي حكينا"، كلمات جورج عرب، ألحان فؤاد فاضل، انشاد جيسي جليلاتي وأنطونيو شعيا تقدمة انطوان بخعازي وعائلته. وقد القى نجله انطوني كلمة باسم العائلة أكد فيها "استمراره في مسيرة خدمة الكنيسة وقنوبين عن والديه اللذين غابا لاسباب صحية".

ضو

ثم تحدث الاباتي أنطوان ضو في "بيت الذاكرة والاعلام" وقال: "ان عملنا في رابطة قنوبين يتخذ بعدا جديدا واسعا من خلال المركز الجديد بيت الذاكرة والاعلام". أضاف: "هذا البيت الذي لحظه مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس وتحققه رابطة قنوبين للرسالة والتراث، هو مركز علمي جديد متخصص بتراث الوادي المقدس.هدفه جمع هذا التراث من خلال تصوير المخطوطات والوثائق الموجودة في الشرق والغرب. وجمع كل المراجع عن هذا الوادي، وأعلامه تعزيزا لمسيرة التجدد والنهوض". وتابع: "ان من اولويات بيت الذاكرة والاعلام الاضاءة على التراث المسيحي المشترك والتراث المسيحي الاسلامي المشترك لتعزيز حوار الحضارات والثقافات والاديان ولا سيما الحوار المسيحي الاسلامي لان لبنان هو جبل التآخي المسيحي الاسلامي". وأشارالى أن "هذا اللقاء السنوي هنا المسيحي - الاسلامي التاريخي في الديمان، هو صفحة مجيدة من تاريخ العلاقات المسيحية الاسلامية والعيش المشترك والوحدة الوطنية. انه لقاء من صنع الله، وبمبادرة طيبة من غبطة ابينا البطريرك الراعي للقاء بأخيه سماحة الدكتور الشيخ مالك الشعار مفتي طرابلس والشمال للتأكيد على أهمية العمل المسيحي الاسلامي المشترك والانتقال من التاريخ الى صنع التاريخ". تبع ذلك عرض وثائقي عن البيت بين خرائطه وموقعه في نطاق حديقة البطاركة وآليات فريق العمل فيه.

الأيوبي

وألقى كلمة المفتي الشعار ألقاها ممثله الدكتور هاشم الأيوبي وقال: "شرف وسرور كبير أن اكون بينكم على ضفاف هذا الوادي المقدس، وادي قنوبين ممثلا لصاحب السماحة الشيخ الدكتور مالك الشعار الواصل متعبا من رحلة الحج والذي يهديكم أحر سلاماته".

أضاف: "هذا الوادي الذي يصل قمم جبال لبنان بسهوله وسواحله رمز ليس فقط لتواصل الطبيعة في لبنان وإنما لتواصل أهل لبنان وشعب لبنان ومواطني لبنان. كنت هنا قبل نصف قرن في الوادي أستاذا في ثانوية بشري وكنت أنزل كل أسبوع الى هذا الوادي مع أصدقائي حيث سكنت سنة كاملة نزور هذا الوادي وننهي رحلتنا بزيارة الحبيس. وبذلك فإن لهذا الوادي في قلبي نبضا معينا وأثرا مهيبا". وتابع الأيوبي: "عندما سافرت الى ألمانيا وقضيت خمس عشرة سنة هناك، كنت في لجنة الحوار الإسلامي المسيحي وكنت أدعى الى محاضرات حول العيش في لبنان الواحد بين المسلمين والمسيحيين. وكان كبار السن هناك يقولون لي إنه حتى الحرب العالمية الثانية لم يكن يسكن في قرى ألمانيا الكاثوليكي والإنجيلي في قرية واحدة فقلت لهم أنا من قرية صغيرة في الكورة يسكن فيها الماروني والمسلم السني كعائلة واحدة منذ مئات السنين ونسمي بعضنا عمي فلان وعمتي فلانة". وقال: "نحن لا نعرف قيمة هذا الكنز إلا عندما نكون في الخارج هذا الكنز الذي يحرص صاحب الغبطة وصاحب السماحة على إعطائه وعدا ثقافيا أساسيا عن طريق هذه اللقاءات وهذه الجمعيات. هذا الكنز الكبير الذي علينا أن نحافظ عليه بفهمنا الحقيقي لروح الدين هكذا فهم صاحب السماحة الدين الإسلامي "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" فهم الدين الإسلامي دين تواصل، دين حوار، دين تلاق "إن أكرمكم عند الله أتقاكم ليس أغناكم وليس أقواكم إنما أتقاكم وجعلناكم شعوبا وقبائل لتتعارفوا لا لتتقاتلوا وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".

أضاف: "هذه الرسالة التي تقومون بها يا صاحب الغبطة مع صاحب السماحة نجلها ونعتبرها أمانة عندنا لأنها تقوم على تأسيس حقيقي للبنان الذي لا يعرف التعصب الذي يعرف الإيمان الحقيقي الذي هو نقيض للتعصب ونقيض للتطرف إنهم يحاولون ان يشوهوا روح الدين أحيانا وخصوصا نحن المسلمين نشعر أان هناك من يحاول أن يلصق بنا صفة التطرف وصفة الإرهاب، هذه الصفة المناقضة تماما لروح الإسلام ولروح الإيمان الحقيقي وهذا ما يريده صاحب السماحة وصاحب الغبطة بالتعاون معا أن يكرسا هذه الحقيقة في لبنان الذي نريده وطنا واحدا لشعب واحد لرسالة واحدة كما قال قداسة البابا قبل هذا اليوم".

وتابع الأيوبي: "صاحب الغبطة بإسم صاحب السماحة أنقل لكم كل التقدير لهذا اللقاء لهذه الخطوات في الرجوع الى تاريخنا المشترك الى قيمنا المشترك ومعنا المطران بو جودة الذي نحييه والذي يعرف أن في قريتنا النخلة قبل خمسة أعوام كان هناك إحتفال بمرور مئة سنة على تشييد كنيسة مار نهرا وكانت الدعوة الى الإحتفال من لجنة مسجد النخلة مسجد صلاح الدين بحضور صاحب الغبطة وصاحب السماحة. فعندما تدعو لجنة المسجد في قرية لبنانية للإحتفال بتشييد كنيسة في قرية لبنانية فهذا بحد ذاته دليل طبيعي على ان اللبنانيين يريدون هذا التكامل وهذه الوحدة التي تسعى لها يا صاحب الغبطة ويسعى لها صاحب السماحة ونحن معكم وقبل نصف قرن أقمنا في بشري إحتفالا تكريميا للبطريرك عريضة وألقيت أنا فيها قصيدة كان لها صدى كبير عند أصدقائي أهل الجبة وأهل بشري هذا ما يجعلنا متكاملين".

وختم: "هذا الوادي الذي يشمل ببركته الكورة أيضا كما ذكر المطران صاحب السعادة نحن مشمولون أيضا ببركة هذا الوادي وكل لبنان مشمول ببركته وببركة عملكم بالتكامل والتضامن مع صاحب السماحة".

الراعي

بدوره، قال البطريرك الراعي: "بإسم إخواني السادة المطارنة ورئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث يسرني أن أرحب بكم جميعا فردا فردا وأخص بالذكر الدكتور هاشم الأيوبي ممثل صاحب السماحة الدكتور القاضي مالك الشعار مفتي طرابلس والشمال وأشكرك على الكلمة اللطيفة بإسمه ومن قلبك وخصوصا أنك هنا في أرضك كما قلت لنا. أود أن أشكر كل الحاضرين معنا واحدا واحدا وأشكر كل الذين يحيون هذا اللقاء بعنوان "بيت الذاكرة والإعلام". كتب أحدهم إذا شئت أن تبيد شعبك أنسه تاريخه وثقافته وضيع حاضره فلا يهتدي الى مستقبله".

أضاف: "اليوم بيت الذاكرة والإعلام هو للمحافظة على تراثنا وثقافتنا فإن ما يحمي الدول ثقافتها. عندما ختم السينودس من أجل لبنان ودعنا القديس البابا يوحنا بولس الثاني بهذه الكلمة "مررتم بحرب أهلية مدمرة لكن الذي خلص لبنان لم تكن إرادة دولية ولم يكن السلاح بل ما خلص لبنان هو ثقافته"، ثقافة العيش المشترك، وفي الواقع عندما قيل إنتهت الحرب سنة 90 نسي اللبنانيون كل جراحاتهم وعادوا جميعهم الى أمكنة عيشهم .الثقافة هي التي تحيي الشعب. ثقافتنا في لبنان هو هذا العيش معا في هذه البيئة المشرقية المعذبة، فهذا البلد الصغير يتحدى كل السياسات الدولية بعيش ابنائه".

وتابع الراعي: "هكذا نقرأ كل ما يجري في هذا الشرق هكذا نقرأ الأحداث التي جرت في لبنان، هكذا نقرأ ما يجري في العراق وفي سوريا وما يجري في اليمن، والجرح الدائم في فلسطين هناك إرادة دولية تريد ان تطمس إمكانية العيش معا. هذه قيمة بيت الذاكرة والإعلام أحيي وأهنئ من كل قلبي رابطة قنوبين للرسالة والتراث بشخص رئيسها نوفل الشدراوي وبشخص مديرها الأستاذ جورج عرب وكل المساندين لنشاطاتها. لأننا بحاجة اليوم أكثر من اي يوم مضى أن نحافظ على هذه الثقافة وهذا التراث ونقف سدا منيعا بوجه ما يجري. لكن يؤسفنا أن نقول ان الذين يتعاطون الشأن السياسي إنما يعملون عكس ذلك وأسميتهم حطابين يعملون على قطع الحطب "يقسموا الشعب اللبناني" هذا لي وهذا لك هذا ضدنا وهذا معنا، مؤسف أن يكون العمل السياسي في لبنان مبنيا على الجهل، الجهل لهذه الثقافة اللبنانية ولهذا التراث اللبناني ومع هذا كله نحن نصر على تربية أولادنا في عائلاتنا في مدارسنا في جامعاتنا في كنائسنا في مساجدنا نصر على أن ثقافتنا اللبنانية هي الأساس وهي ضرورة عالمية اليوم".

وقال: "لم يقل القديس البابا يوحنا بولس الثاني كلمة لا عن بلده ولا عن أي بلد آخر بكل شجاعة قال لبنان نموذج للشرق وللغرب وهو نموذج الوطن الصغير، هذه هي أبعاد بيت الذاكرة والإعلام الذي ينطلق من هذا الوادي المقدس من هذا التاريخ لا يمكن ان ننسى تاريخنا من ينسى تاريخه يجهل حاضره ويغيب ولا يدري أين يذهب نحن نتمنى على مسؤولينا السياسيين مرة ثانية أن يتعرفوا الى تراثنا اللبناني، أن يتعرفوا الى ثقافتنا اللبنانية، أن يتعرفوا الى مسؤوليتهم الجسيمة فلا يمكن أن يستمر لبنان في هذا الواقع من الإنحدار المتواصل ثقافيا وسياسيا واقتصاديا ومعيشيا وهذا ما يؤدي الى فقد قوانا الحية الجديدة أجيالنا الطالعة وأنتم تعرفون أكثر مني كيف ان الأجيال الجديدة التي تتخرج من جامعاتنا لا تفكر الا بمغادرة لبنان".

وأشار الراعي الى "أننا أمام مسؤولية جسيمة بالرغم من كل شيء علينا الحفاظ على هذا الدور وعلى هذه الرسالة، العالم واسع يمكن أن يعيش الإنسان في أي مكان ولكن العيش في لبنان له معنى مختلف".

وختم: "شكرا لكم على مجيئكم، ونأمل بمشاركتكم أنتم، أنتم الذين تشجعون رابطة قنوبين للرسالة والتراث على المضي قدما في بيت الذاكرة والإعلام هذا شعبنا هذا تاريخنا نحن به نفتخر وعلينا ان نواصل البناء مدماك فوق مدماك لأن الوطن يبنى على سواعد أبنائه وبناته".

الاصدارات الكتابية

بعد ذلك تم تقديم الاصدارات الكتابية:

- مساعدات البطريركية المارونية في الحرب العالمية الاولى للاباتي انطوان ضو تقدمة رشيد رزق، الجزءان الاول والثاني من سلسلة بشري في أوراق البطاركة تحقيق جورج عرب، تقدمة روي عيسى الخوري، الجزء الاول، وبشارة صبحي كيروز الجزء الثاني.

- أملاك دير سيدة قنوبين في العصر المملوكي لكاتيا بو فرنسيس، تقدمة نوفل الشدراوي، يوميات المطران أنطون عريضة في الحرب العالمية الاولى للد. جهاد عيسى تقدمة أنطوان أزعور.

- مخطوطات كنائس الجبة للخوريين شربل انطونيوس وأنطوان الدويهي عن بيت الذاكرة والاعلام.

- قنوبين تأملات وأشعار Kannoubine Méditations et Poèmes بالفرنسية لانطوان بخعازي.

وفي الختام، حيا المحامي روي عيسى الخوري البطريرك الراعي لـ"عنايته بتراث الوادي المقدس"، مقدرا "جهود رابطة قنوبين التي انتقلت بتراث الوادي تيارا ثقافيا واسعا تجاوز نطاق الوادي الجغرافي الى لبنان والعالم".

وختاما، قدمت الاصدارات والاوبيرات هدايا للحاضرين.

 

الراعي تابع مع نواب كسروان وجبيل قضايا عامة وإنمائية

الجمعة 31 آب 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان نواب كسروان - جبيل سيمون أبي رميا وفريد هيكل الخازن وشامل روكز وروجيه عازار ومصطفى الحسيني وشوقي الدكاش وزياد حواط، وتغيب النائب نعمت افرام بداعي السفر. وكانت مناسبة قدم خلالها الدكاش وحواط الدعوة الشخصية للراعي للمشاركة في قداس شهداء "القوات اللبنانية" في معراب في التاسع من أيلول. وبعد الغداء استمر اللقاء حتى الثانية والنصف، تلا بعده المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض بيانا عن المواضيع التي تم بحثها، وقال: "أعرب أصحاب السعادة عن شكرهم ودعمهم للمواقف الوطنية التي يطلقها غبطته ولمطالباته المتكررة بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة وتسليط الضوء على القضايا الإجماعية والإنمائية والإقتصادية الملحة، مع تأكيد الثوابت الوطنية وإحترام الدستور والمؤسسات.

كما تناول المجتمعون عددا من القضايا الإنمائية والإجتماعية المتعلقة بقضاءي كسروان وجبيل، وكان أبرزها:

- موضوع الأراضي المتنازع عليها في لاسا، مع الإشارة الى أن هذه القضية أصبحت في عهدة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي يعمل مشكورا على حلحلتها. - قضية النفايات في قضاء كسروان وكان تنويه بإنشاء معمل فرز وتدوير النفايات في بلدة غوسطا، وقد توافق المجتمعون على المطالبة بدفع المستحقات المتوبة للبلديات على الدولة بما يسمح بتشغيل المعمل على أن تقسط الديون المتوجبة للدولة على البلديات.

إضافة الى ذلك كان بحث في مشاريع أخرى أبرزها: -موضوع توسيع الأوتوستراد الساحلي، ومسألة المياه، والإستشفاء، والبنى التحتية، والصرف الصحي، وشبكة الطرقات التي تربط الساحل بالجرد.

وأخيرا كان تأكيد للتعاون بين السادة النواب لتحقيق المشاريع وتسهيل حصول المواطن على حقوقه المشروعة في العيش الكريم. وكانت توصية بضرورة تحقيق اللامركزية الإدارية التي تنمي المناطق وتجد الحلول لكثير من المشكلات التي يعانيها المواطن اللبناني في حياته اليومية.

الى ذلك، استقبل البطريرك قبل اللقاء النائبين فريد هيكل الخازن ومصطفى الحسيني يرافقهما رئيس بلدية غوسطا زياد شلفون الذي عرض لغبطته موضوع معمل فرز النفايات في البلدة وتداعيات إقفاله وإنعكاس ذلك على البيئة في مختلف قرى وبلدات المنطقة".

وكان الراعي التقى صباحا وفدا من المجلس البلدي في طبرجا برئاسة المهندس نبيل ناكوزي الذي طلب مساعدته للحصول على دعم إنشاء حديقة عامة في البلدة.

ومن زوار الديمان البروفسور خالد الخير رئيس التجمع التنموي اللبناني يرافقه وفد من المكتب الإعلامي في المنية، قدموا للراعي صورة للمنية تظهر عناق قبة الكنيسة مع المسجد، إضافة الى مؤلفين للشاعر محمد عوض. كما تم عرض موضوع التأخير في تشكيل الحكومة وانعكاس ذلك على المواطنين.

 

كنعان زار الرهبانية المارونية: أحد المداميك الاساسية للوطن وواجب الدولة التعاون والدعم

الجمعة 31 آب 2018/وطنية - زار امين سر "تكتل لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان مقر الرئاسة العامة للرهبانية اللبنانية المارونية في دير مار انطونيوس خشبو، بدعوة من الرئيس العام للرهبنة الاباتي نعمة الله الهاشم، حيث التقاه في حضور المدبر العام الاب طوني فخري، وامين سر الرهبنة الاب ميشال بو طقة وعدد من الرهبان. وتناول كنعان الغداء الى مائدة الدير، وجرى عرض للاوضاع العامة وملفات تهم الرهبنة والمجتمع الذي تعنى به على مختلف الصعد. قال كنعان عقب الزيارة: "ان الرهبانية المارونية ومؤسساتها الروحية والاجتماعية والتربوية في لبنان وخارجه تشكل أحد المداميك الاساسية في هذا الوطن والمجتمع، ومن واجب الدولة الوقوف الى جانبها وتأمين كل مستلزمات استمراريتها في رسالتها عموما، والتربوية منها خصوصا". أضاف: "لقد بحثت مع قدس الاباتي مواضيع ذات صلة، واتفقنا على المتابعة لتأمين الحلول المطلوبة في عدد من المسائل، بالتعاون مع المعنيين بها".

 

باسيل بعد لقائه الراعي: نحن وسيدنا ننتظر تأليف حكومة وحدة على معايير العدالة والتوازن والشراكة

الجمعة 31 آب 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، عصر اليوم، في الديمان، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، وعرض معه الأوضاع العامة في لبنان، لا سيما موضوع تشكيل الحكومة. بعد اللقاء، قال الوزير باسيل: "إن العقد التي تحول دون تشكيل الحكومة هي بين يدي الرئيس المكلف سعد الحريري، وهو يعمل لحلها، وآمل أن تتم عملية التشكيل قريبا". أضاف: "لقد زرت سيدنا البطريرك الراعي، بعد زيارتي للوادي المقدس، وتكلمت أولا عن طبيعة وجودنا في هذه المنطقة وهذا البلد وكيفية الحفاظ عليه. وإن إحدى وسائل الحفاظ على الوجود الحر هي النضال السياسي الذي نقوم به للحفاظ على لبنان برسالته وتوازنه والشراكة الموجودة فيه. أما أحد أوجه هذه الشراكة فهو الحكومة اللبنانية التي نحن بصدد البحث في تأليفها، وشرحت لغبطته كل المعطيات لتأليف الحكومة، وأوضحت له موقف التيار الوطني الحر بأننا لا نطالب، إلا بالعدالة لكل الكتل السياسية، لأن لبنان لا يقوم إلا على العدالة، وخصوصا بعد الإنتخابات التي تمثل فيها الجميع، وفي حكومة وحدة وطنية يجب أن يتمثل فيها الجميع وفق معيار عادل واحد، وبالتالي ليس لدينا إلا مطلب واحد هو العدالة، ولم نضع شروطا أو فيتو على أحد ولم نرفض لأحد شيئا إلا بمنطق العدالة".

أضاف: "نأمل أن نعود إلى مبدأ العدالة هذا، بعد إضاعتنا 3 أشهر. وإن المشاكل المطروحة اليوم على رئيس الحكومة لسنا معنيون بها لأننا لم نطرح أي مشكلة أو أي عقدة خاصة، رغم اننا نستطيع وضع عقد، ولا نزال مصرون على أن الوزارات لا تكرس لطوائف لا وزارة المالية ولا وزارة الداخلية ولا وزارة الطاقة، ولا أي وزارة أخرى، كل الوزارات يجب أن تكون محسوبة للجميع. ورغم هذا، نحن متساهلون، ولم نرفض لأحد حصة أكثر مما هي حصته، شرط ألا تأتي على حساب حصة الآخر. وإذا أراد أحد التنازل من نفسه للآخر فلا بأس. وبالتالي، إن رئيس الحكومة العقد الموجودة لديه مع الأفرقاء نتيجة المطالبات، وهو يقوم بمعالجتها، ونحن نساعده قدر المستطاع، ونتمنى له التوفيق، وجميعنا ننتظر إنتهاء المشاكل الثلاث الأساسية المطروحة عليه لينتهي منها من أجل أن نستمع إلى النتائج التي توصل إليها". وختم: "نأمل في هذين اليومين تأليف الحكومة، وإن شاء الله ننتهي. فنحن وسيدنا البطريرك وجميع اللبنانيين ينتظرون تأليف حكومة وحدة وطنية على معايير العدالة والتوازن والشراكة، وبغير ذلك لا تقوم الحكومة بشكل صحيح ونكون بذلك الفنا للبنانيين حكومة غير فاعلة ولا تعطيهم النتيجة المرجوة للقيام بالبلد".

 

حسن يعقوب : كما انتصرنا في إسقاط مؤامرة التغييب سننتصر في كشف الحقيقة

الجمعة 31 آب 2018 /وطنية - عقد رئيس "حركة النهج" النائب السابق حسن يعقوب مؤتمرا صحافيا، تحت شعار "نهج وتضحية"، في دارة الشيخ محمد يعقوب في بدنايل، لمناسبة الذكرى الأربعين لتغييب الامام السيد موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، في حضور فاعليات من منطقة البقاع. وأكد يعقوب "ان السنن التاريخية والإلهية تثبت ان سنة الاربعين نهاية حقبة وبداية مرحلة ومسار جديد، واليوم اربعون سنة انقضت على جريمة العصر والتاريخ. لقد مارسوا الاعتقال السياسي فكانت الفضيحة وسقوط ورقة التوت ...".وقال: "يستطيعون اعتقالنا واغتيالنا سياسيا وربما جسديا، لكنهم لا يستطيعون اخضاعنا ومساومتنا؛ لقد ربحنا معركة الرأي العام، وباعتدائكم علينا ارتقينا أعلى المنابر. واعتقالنا وحصارنا كان ابلغ كلمة وصلت الى قلوب وعقول كل العالم. لذلك نقول كما قال الامام موسى الكاظم لسجانه هارون الرشيد "كلما مضى من سجني يوم انقضى من ملكك يوم، فلا سجني يدوم ولا ملكك يدوم". اضاف: "نعلن اسقاط مرحلة ادارة التغييب، فلا مجال بعد اليوم للخداع والنفاق فالقضية واضحة. لقد انتهت شرعية الحجج واصبح العالم كله يعرف الحقيقة وكيف مرت الاربعون سنة. لقد كنتم تكذبون وتعلمون انكم تكذبون وتظنون أن الناس يصدقون، اليوم تكذبون وتعلمون انكم تكذبون وان الناس لا يصدقون". واكد يعقوب "أن موقفنا ثابت، فنحن خارج دائرة ادارة التغييب وخارج لجان التنسيق والمماطلة، وسنبقى شهودا على الإفك مهما احتشد المصفقون وكثر الصخب والضجيج. وكما انتصرنا في اسقاط مؤامرة ادارة التغييب سوف ننتصر في كشف كل الحقيقة للرأي العام، ورغم نفاق اربعين عاما سيظهر الحق ويزهق الباطل".

وختم: "ان عدم استخراج المعلومات من هنيبعل القذافي، وهو في يد القضاء منذ حوالي 3 سنوات وتحويلها الى اجراءات قضائية هو طمس للحقيقة والتزام في تجميد القضية. وفي هذا الاطار، فان كل من شارك وحرض وتواطأ وسكت على أذيتنا واعتقالنا والاعتداء علينا وتشريد عائلتنا سيتلبسه العار وسيكون في نفس منزلة القذافي".

 

بري في ذكرى تغييب الصدر: سعينا ونسعى للوصول الى تشكيل حكومة تنأى عن الوقائع الجارية ومتشائل بشأن تشكيلها والبقاع الاكثر تحملا لاعباء النازحين السوريين

الجمعة 31 آب 2018 /وطنية - أحيت حركة "أمل" الذكرى الأربعين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر خلال مهرجان حاشد أقيم في ساحة القسم على مرجة رأس العين في بعلبك، التي استقبلت رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري بحشد رسمي لافت، ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية والأطياف السياسية، تحت شعار: "عقيدة وثبات". وحضر ممثل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جمال الجراح، ممثل الرئيس أمين الجميل النائب إيلي ماروني، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي المطران حنا رحمة، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، ممثل بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف الأول عبسي المطران الياس رحال، ممثل وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون اللواء مالك شمص، نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: علي حسن خليل، غازي زعيتر، حسين الحاج حسن، عناية عز الدين، وممثل سيزار أبي خليل مدير منشآت النفط في الزهراني زياد الزين، سفير إيران محمد جواد فيروزنيا، وسفراء وأعضاء من السلك الديبلوماسي لسفارات: روسيا، كوبا، السودان، سوريا، فلسطين، العراق، اليمن، وفنزويلا.

وحضر ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع النائب أنطوان حبشي، ممثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط النائب أكرم شهيب، ممثل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله رئيس المجلس السياسي للحزب السيد إبراهيم أمين السيد، فيرا يمين ممثلة رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، النواب: علي بزي، محمد نصرالله، سليم عون، أنور الخليل، قيصر معلوف، محمد رعد، أسعد حردان، عبد الرحيم مراد، البير منصور، ميشال موسى، ياسين جابر، عاصم عراجي، فادي علامة، أمين شري، إبراهيم عازار، قاسم هاشم، إيهاب حمادة، فايز غصن، سليم سعادة، علي عسيران، مصطفى الحسيني، عدنان طرابلسي، علي عمار، الوليد سكرية، علي فياض، إبراهيم الموسوي، علي المقداد، بكر الحجيري، محمد القرعاوي، أنور جمعة، ومصطفى حسين، وأمين عام الاتحاد البرلماني العربي فايز الشوابكة.

كما حضر رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، أمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ممثل المدير العام لأمن الدولة العميد صليبا العميد سمير سنان، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد الركن سعيد فواز، الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، رئيس المحكمة العسكرية العميد حسين عبدالله، رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، المطران جورج صليبا، السيد صدر الدين الصدر، السيدة رباب الصدر، السيدة مليحة الصدر، إضافة إلى أعضاء هيئة الرئاسة والمكتب السياسي والهيئة التنفيذية وقيادة إقليم البقاع في "أمل" ورؤساء بلديات واتحادات بلدية وهيئات اختيارية وفاعليات سياسية ودينية واجتماعية، وممثلين عن طائفة الموحدين الدروز وسائر الطوائف المسيحية.

بدأ الاحتفال عند الخامسة والنصف، عصر اليوم، فور وصول الرئيس بري إلى ساحة الاحتفال، الذي استهل بآيات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني اللبناني ونشيد حركة "أمل"، ثم كانت كلمة وجدانية للشيخ حسن المصري.

الرئيس بري

بعد ذلك، ألقى الرئيس بري الكلمة التالية: "لأنه غزير كنهر الليطاني، متدفق وشجاع إذ يأتي من البقاع الواعد الى الجنوب الراعد مباشرا وصريحا لا يختبئ في لغة التورية يقول كلمته ولا يلتفت الى الوراء.

لأنه القسم الذي رددناه هنا في رأس العين في مدينة الشمس ثم في مدينة صور ثم في بيان واعتصام بيروت.

لأنه أخذ بيدنا نحو المقاومة وعلمنا أن كل من يستشهد على أرض الجنوب والبقاع بمواجهة المطامع أو الطغيان فهو مع الحسين ومن صفاته.

لأنه فصول عمرنا، نخيل صحرائنا، قمة جبالنا، أمل غدنا، كتاب مدرستنا ونهج حياتنا.

لأنه علمنا الوطن، المواطنة والوطنية، العاصمة والحدود.

لأنه إمام الوطن الذي علمنا أن مسألة الحرية هي شرط أساسي لبقاء صيغة التعايش.

لأنه علمنا الجهة السادسة وعلمنا أن نزرع قاماتنا في الأرض الى ان حان موعد قطاف التحرير.

لأنه علمنا أن الوفاق هو بديل الإنهيار وأنه وحده يسد الثغرات ويصد العواصف التي تهدد باقتلاع الوطن.

لأنه علمنا أن الشرعية تحفظ السيادة وأن لا حل الا في إقامة الشرعية.

لأنه علمنا أن السلام على حدود الوطن والمجتمع يحفظه الجيش وتصنعه وتبنيه المقاومة كطليعة للشعب.

لأنه علمنا الحب وأن من لا يحب الإنسان ولا يخدمه لا يؤمن بالله عز وجل.

لأنه علمنا أن التعايش في ظل الديموقراطية هم ميزة لبنان وأن الرسالة اللبنانية في التعايش هي الحرية وان قوة لبنان هي قيد الوحدة الوطنية.

ولأنه علمنا دائما أن احترام حقوق المواطنين يكون في تحقيق العدالة السياسية والعدالة الإجتماعية والعدالة الإقتصادية ودائما العدالة في التنمية، ولأنه كلمة سر مسيرة لبنان نحو السلام وكل ما قاله في إمامته للمصلين على منبر كل مسجد من كفرشوبا الى بعلبك الى عيتا الشعب الى صور وصيدا وبيروت وعلى منابر الحسين (ع) وفي كل كنيسة ومنتدى وفي اعتصامه في الكلية العاملية وضمنه لأدبياتها كانت ولا تزال تؤسس للبنان اليوم وغدا.

لأن ما تقدم بعض من صفاته نجتمع إليه كل يوم منذ أربعين عاما ونقف على منبره من الجنوب الى بيروت والضاحية الى البقاع لتأكيد وفائنا لما اسسنا عليه واصرارنا على تحريره ورفيقيه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي الاعلامي الاستاذ عباس بدر الدين.

أيها الإخوة من عام الى عام اعلن باسمي وباسم أخواتي واخوتي في حركة أمل: "إننا سنواصل العمل على تحرير الإمام وأخويه من مكان إحتجاز غير المعروف في ليبيا".

كيف لا؟ والجانب الليبي نفسه لا يجزم بنتيجة محددة لا بل مع مقرر لجنة المتابعة الرسمية اللبنانية سأل النائب العام الليبي وفريقه عدة مرات (وهذا موثق بمحاضر رسمية موقعة) عن المنطلق الذي يعتمدونه، فكان الجواب دائما على أساس أن العيش قائم.

للأسف، ونتيجة تدهور الأوضاع في ليبيا من جميع النواحي، لم تستطع لجنة المتابعة زيارة هذا البلد في هذه الفترة، لكننا نحاول ولا نيأس.

إننا نعتبر أن ساحة العمل الرئيسية للجنة هي في ليبيا أولا وأخيرا، واللقاءات والخطوات التي تحصل خارجها ليست إلا بهدف فتح كوة في جدار الواقع وأصار حكم القول أن" البعض" في ليبيا وصلبها لأمر نتيجة إلتباس أو تحريض، إلى توسل "التصعيد" بوجهنا بطريقة أو بأخرى.

لكننا، ولأننا نراهن على حكمة " بعض" آخر، ما زلنا نكظم كل غيظ لسببين: لأن قضية الإمام وأخويه الأعزاء تستحق ذلك وأكثر، ولأن ابناء الثورة في ليبيا لا بد أن يعودوا إلى ما إلتزموا به أمامنا ومعنا بالنسبة لهذه القضية.

إن مطالبنا تجاه الحكومة اللبنانية كانت ولا تزال إيلاء هذه القضية كل الإهتمام ودعم عمل لجنة المتابعة الرسمية تبعا لما ورد في البيان الوزاري بهذا الخصوص.

على المستوى العربي والاسلامي والدولي، وعدا عن حرصنا على إدراج قضية الصدر كقضية حرية دائمة وفق ثوابتنا في البيان السنوي لقمة جامعة الدول العربية، فإننا ندرس بالتنسيق مع عائلة الإمام ولجنة المتابعة، اتخاذ عدة خطوات أمام هيئات دولية ذات صلة، كما أننا نطرق أبواب دول يقيم فيها ليبيون من أركان النظام البائد، أو لديها وسائل ضغط على متولي الحكم في ليبيا الآن، ليقوم هؤلاء بتنفيذ مذكرة التفاهم بخصوص القضية.

وفي البداية أنقل تحيات فخامة رئيس الجمهورية إليكم، كما أني أشكر تمثيل دولة الرئيس وأشكر كل فرد منكم ، كل فرد من البقاع، من الجنوب، من كل ناحية من أنحاء لبنان تابع هذه المشقة وتحمل هذا الحر وأتى الى هنا أكثرهم منذ البارحة ومنذ فجر اليوم.

اود ان أشير إلى ان هذا المهرجان وفاء لقائد مسيرتنا ما كان ليكون الا في البقاع في هذه اللحظة السياسية والاجتماعية اولا لنستعيد سويا القسم ونستظهر وعدنا للامام الصدر فلا نكون كما اهل الكوفة في ذات زمن قلوبنا معه وسيوفنا عليه.

وثانيا آخر مهرجان عقدناه هنا كان عام 2011 تأخر لأسباب أمنية ولقائي معكم اليوم مع أهلي مع أخوتي لا يستهدف أمرا أو شخصا سوى الشوق والحنان والتحنان والعزة والإفتخار والسؤدد.

اتذكر الامام الصدر في وقفته على منبر النبي شيت في نيسان 1977 في حال عاصف كما اليوْم ، وهذا ما أشار اليه انه عندما غضب النافذون والوجهاء والسياسيون والشخصيات والأغنياء واستجمعوا الى قوتهم طبعا المافيات ورجال العصابات وزعلوا وأشاعوا ان حركتنا خيبة أمل وليس أمل يومها هزمناهم بقوة قضيتنا والارادة الوطنية، واليوم عود على بدء هم أنفسهم وقد استجمعوا ذاتهم يحاولون ان يحدثوا انقلابا علينا، نحن بكل فخر الثنائي الشيعي الوطني المقاوم يحاولون يائسين الدخول بين أمل وحزب الله بين فكي الكماشة المتمثلين بالجنوب والبقاع بين العشائر والعائلات بين الطوائف والمذاهب وأحيانا بين أمل وأمل يحاولون ان يرشقوا بلور ارواحنا بحجارتهم، وتناسوا ونسوا المؤامرات التي حيكت ضد هذه الحركة وما زادتنا الا ايمانا، نسوا أن مقاومتنا لبنانية عربية جهادية، نسوا أننا أنهينا العصر الإسرائيلي عندما أنهينا اتفاقية 17 أيار.

ان امل وحزب الله هما عينان، رئتان في نفس قفص لبنان الصدري كلاهما ينبعان مثل الليطاني من البقاع ويصبان في الجنوب وقديما قلت من البقاع الواعد الى الجنوب الراعد ووفيتم بوعدكم ووفيتم بوعودكم الجهادية. كان أول استشهادي لحركة أمل من هذه المدينة والإستشهاديون على قمم الجنوب أكثر من قمم الجنوب.

يا أهلي جاء دورنا الآن بزخم أكبر نحوكم واليكم والى البقاع در.

نحن كنا ولا نزال نتحدث عن ازالة الحرمان ليس حرمان الشيعة فحسب بل كل المناطق والارياف والضواحي والجرود (جرود عرسال كما جرود بريتال والنبي شيت والفاكهة ورأس بعلبك وكل السلسلة الغربية كما الشرقية) واعالي جبال لبنان وعكار والضنية واحياء طرابلس والضاحية فالحرمان في اسبابه ونتائجه ووسائل ازالته تكمن في التنمية والانتهاء من سياسة فرق تسد وفي الاختيار بين ان يكون السلاح زينة الرجال وبين سلاح التقتيل والتشبيح وهكذا فإنه لا تكاد تمر سانحة او فرصة حتى يطل هؤلاء برؤوسهم والسنتهم ويفجرون الموت والكلام داخل ساحتنا.

إنني من اجل حفظ الساحة الوطنية واهلنا حاضن المقاومة اعلن باسم حركة أمل وباسم اخوتنا في حزب الله رفع الغطاء عن كل مرتكب أو مهرب أو مروج أو مسيء، واطلب باسم كتلتينا النيابيتين التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة وباسم القوى الحية التي نمثل وامتداداتها الشعبية على مساحة الوطن اصدار عفو عام مدروس يستثني جرائم القتل واستهداف الأجهزة الدفاعية والأمنية.

نعم اننا نطلب إسقاط المذكرات المسطرة على مساحة الناس في البقاع، نريد عفوا عاما عن المواطنين الذين يريدون الدولة الغائبة وينشدون سلاما مفقودا، نريد ذلك بقوة القانون وبقوة صوت الناس الصارخ في البرية، نريد ان نرفع عنهم تهديد الذين يفرضون الخوات ويطلقون النار ارهابا في الساحات في وضح النهار وفي ساعات الليل.

إننا إذ نؤكد ثقتنا بالجيش الوطني وبالقدرة على حفظ البقاع وأهله كما تمكن في عملية فجر الجرود بالتعاون مع المقاومة والجيش السوري من سحق الإرهاب ورفع التهديد الى أن جل الوقائع الضاغطة على البقاع يحتاج الى جانب الأمن خطة إنمائية تتضمن:

تحرير الملكية الخاصة بتنفيذ قانون الفرز والضم وإجراء المساحة وإعطاء المالكين سندات تسهل عمليات البيع والشراء والإستدانة.

أخواني هناك مطعم على ضفاف نهر العاصي تناولت طعام الغداء ذات يوم صاحبه بحاجة الى مئة ألف دولار والمطعم لا تقل قيمته الشرائية لا تقل عن مليون أو مليوني دولار إذا أراد أن يأخذ قرضا من أي مصرف لتحسين مطعمه بخمسين ألف دولار لا يستطيع، لا يوجد عمليات ملك ولا عمليات مساحة.

ثانيا إصدار قانون يشرع القنب الهندي أي الحشيشة لأغراض طبية وصناعية، فكما شتلة التبغ في الجنوب شاركت في المقاومة بإبقاء الناس في قراهم كذلك هنا وفي عكار والمناطق الصالحة لمثل هذه الزراعة.

نقل لي الباحث العالمي بشؤون تطوير وتصنيع منتجات القنب البروفسور الالماني (روبرت غوتر) وهو المشرف على سبع مستشفيات في العالم ويعالج أمراضا شتى وعديدة بالقنب أهمها السرطان وله مؤلفات في لغات عدة بينها العربية في هذا الخصوص.

ومن جهة ثانية العالم أيها الأخوة أيها اللبنانيون على أبواب ثورة لا أبالغ ليس فقط طبية بل صناعية من القنب.

فالفايبر المنتج من هذه النبتة أقوى من الألمنيوم بأربع مرات وأخف وزنا وقد بدأت السيارات الألمانية (BM. AUDI. والمرسيدس) بإنتاج جيل من السيارات معتمدا على هذا المنتج وقريبا ستلجأ شركات الطيران لهذا المعدن الجديد بدلا من الألمنيوم ولتصريف الإنتاج، تبدي من الآن الحكومة الهولندية وشركات هولندية للتعاون مع لبنان لإنشاء شركة تعنى بالأدوية والأمصال للمنطقة كلها.

نعم تبرز الحاجة لسلوك تشريع القنب أي الحشيشة إذا علمنا أن 123 دولة في العالم شرعته للإستعمالات الطبية. أغلب دول أوروبا وأغلب دول أميركا اللاتينية وعلى رأسها البرازيل وأكبر دول العالم الهند والصين.

وأخيرا 29 ولاية أميركية في الولايات المتحدة وعندما يصدر التشريع سيكون المستفيد الأول المزارع والعامل والفلاح وصاحب الأرض وليس التاجر أو المهرب كما هو الحال الآن.

وقال الرئيس بري :"ان اقتراح القانون تمت صياغته وقدم من قبلنا الى المجلس النيابي أول أمس وأبرز ما نص عليه القانون:

إنشاء هيئة منظمة تماما كما الريجي بالنسبة للتبغ، واجباتها الإشراف والمراقبة وإعطاء التراخيص وتحديد الكميات ومتابعة المزروعات منذ زراعتها حتى تسلمها من قبلها.

ونقترح أن يكون مركز هذه الهيئة هنا في مدينة بعلبك.

ومن جهة أخرى، فالبقاع الأكثر تحملا لقضية النازحين السوريين وينتظر حلا سياسيا للقضية حتى لا يقولوا أننا نعرقل الحكومة، نقول بعد تأليف الحكومة نحتاج الى كلام رسمي مباشر بين حكومة البلدين كذلك قضية تصريف الإنتاج الزراعي عبر المعابر الرسمية مع سوريا ومعبر نصيب.

بكل الحالات لا أحد يستطيع فصل العلاقات مع سورية وإبقائها في الثلاجة ولبنان وسوريا هما توأما التاريخ والجغرافيا والسياسة وأيضا المصالح المشتركة.

أيها الاعزاء

سنعمل سويا مع الدولة والقطاع الخاص على فتح باب الاستثمار في البقاع وعلى توليد فرص العمل مشيرا في هذا المجال الى "ان شرط النجاح الى مواقع المؤسسة الدفاعية كما المؤسسات الأمنية وكذلك الوظيفة العامة يجب ان لا يتوسل الواسطة بعد الذي جرى بل ان يكون المتقدم للمهمة او الوظيفة ضمن الناجحين حسب ترتيب جدول الاولويات وتصبح مهمتنا كسياسيين منع اسقاطه من درجته والحفاظ على موقعه وعدم تبديله باسم آخر".

انني شخصيا سأكون حريصاعلى هذا الامر وسأكون في البقاع على وجه الخصوص حريصا على متابعة المشاريع قيد التنفيذ وكذلك على تلزيم المشاريع الجديدة والعمل لتأمين الاعتمادات للانتهاء من تنفيذ العديد من المشاريع وفي الطليعة مبنى المحافظة، وتربويا انجاز افتتاح فرع جديد للجامعة اللبنانية في الهرمل وتأهيل وتجهيز العديد من المدارس متوسطة الهرمل وثانوية ومدرسة عرسال ومتوسطة نبحا ومتوسطة يونين.

وصحيا سأتابع الاعمال الهادفة لتأهيل وتجهيز أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية لبعلبك والهرمل وزحلة وراشيا وحاصبيا وتأهيل المركز الصحي لبوداي واستكمال تجهيز مركز اللبوة الصحي، كما رصد المبالغ اللازمة لإنشاء مستشفى الإمام موسى الصدر في حربتا بعد أن خصصت البلدية أرضا لهذه الغاية وذلك في موازنة عام 2019.

كما أننا سنبدأ بأنفسنا سنشيد في بعلبك مؤسسة صحية لتأهيل ذوي الحاجات الخاصة على غرار مركز الإحتياجات الخاصة في الصرفند الجنوبية.

وعلى صعيد الماء وقد جعل الله سبحانه منه كل شيء حي فإننا نسأل كما الهرمل عن أسباب توقف العمل لاستكمال مشروع سد العاصي فعندما كنت وزيرا للموارد المائية والكهربائية ذهبت عند المرحوم الرئيس حافظ الأسد وقلت له هناك مشروع سد العاصي وهناك اختلاف بين لبنان وسوريا بين 60 و 80 فقال لي أنا لا أعرف بهذا الأمر فقلت له أنا مثلك أيضا، فقال لي "أقسم الفرق بالنص ومشي القصة" منذ ذلك الوقت حتى الآن لم ينفذ شسء تقريبا.أين مصير نبع وجدول رأسمالها اننا نسأل كما بعلبك عن أسباب الشح الذي يصيب مياه رأس العين التي نقف في ساحتها الآن، من حق البقاع ان يسأل عن مصير البرك والسدود ومن حقنا جميعا ان نبحث في تنظيف حوض الليطاني وان نسأل عما يتعرض له هذا النهر الذي يمثل شريان الحياة لبلدنا وفي هذا المجال اقول ان من حقكم ان تعرفوا ان اسرائيل تكاد بدلا من عجزها عن سلب انهارنا وينابيعنا تركتنا ندمر ثروتنا المائية التي هي اقتصادنا السري وتلوثها بأيدينا.

فالقرن العشرون كان قرن البترول والقرن الحادي والعشرون هو قرن المياه فنحن نسبح على بركة من ماء فماذا نفعل بأنفسنا.

في كل الحالات فإننا نتابع الاعمال مع مجلس الانماء والاعمار من اجل استكمال شبكة مياه الشفة في محافظة بعلبك الهرمل مع مرفقاتها من : آبار - مصادر المياه - خزانات - شبكات توزيع ونتابع مشروع زيادة مصادر المياه في المحافظة عبر حفر وتجهيز ثلاث آبار في بعلبك و طاريا والخرائب والعمل بالسرعة الممكنة لإنجاز المرحلة الاولى من تموين قرى قضاء الهرمل بالمياه وسيتم بالسرعة الممكنة ( خلال الأسابيع القادمة ) انجاز مشروع شراء التجهيزات اللازمة لتشغيل احدى عشرة مضخة للمياه ضمن اتحاد بلديات بعلبك ، ونتابع المشاريع لتموين قضاء الهرمل بالمياه واعمال حفر وتجهيز ثلاث آبار ارتوازية في القاع وتغذيتها بالكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية من عرسال "أحسن ما يجيبولنا باخرة لهون".

وأخيرا كما قال سماحة الأخ السيد حسن نصرالله عن آخر لقاء بيننا واتفاقنا على أولوية البقاع في الخدمات سواء وزاريا او نيابيا أم حزبيا أم حركيا.

واولا وآخرا انشاء مجلس تنمية للبقاع وعكار على غرار مجلس الجنوب. وقد جرى تقديم اقتراحين قانون الى المجلس في هذا الصدد وأحيلا الى لجنتي الإدارة والعدل والمال والموازنة.

ان ذلك كله لن يعوض البقاع حرمانه المزمن ووضعه على لائحة المطلوبين بدلا من لائحة المحرومين، ونأمل ان يسقط. شعار البقاع فوبيا محليا وعربيا ودوليا لمصلحة الى البقاع در تنمويا فاليد الواحدة لا تصفق على الإطلاق وحدها.

ومن البقاع الى كل لبنان فإني اشدد على التزام البرنامج الذي اعلناه لتخوض لائحتنا في الانتخابات التشريعية.

حكوميا فإن ما سعينا ونسعى اليه دائما هو الوصول الى تشكيل حكومة للبنان تنأى ببلدنا عن الوقائع الجارية ولا نبقى نحرق الوقت وننتظر المؤتمرات والاجتماعات والقمم السابقة واللاحقة ومختلف صور الحراك الدولي والإقليمي والوطني.

ان حكومة لبنان برأينا يجب ان تمثل كل قوى لبنان البرلمانية الشعبية الحية وما يعبر عن قوة المقاومة كأحد اطراف المثلث الذهبي الشعب والجيش والمقاومة، وان تكون قراراتها كما السيادة مستقلة مرتكزة الى الوحدة الوطنية ومحروسة وطنيا ومسورة بجيشنا وحرص اجهزتنا على اسقرار نظامنا الأمني، كما حرص الحكومة ووزاراتها وإداراتها والمصرف المركزي والنظام المصرفي على استقرار نقدنا، وتقليص ديننا العام الذي صار يشكل أعلى ثالث مديونية في العالم بالنسبة الى الناتج المحلي.

وزيادة ادوار وتصليب المؤسسات الرقابية خصوصا التفتيش المركزي وديوان المحاسبة وإدارة المناقصات وما يتعلق بإنشاء الهيئة العامة لمكافحة الفساد وحماية كاشفي الفساد والصفقات العمومية والحماية الاجتماعية ويمكن القول، وقد تكلمنا عن أوجه عديدة أنني متشائل أي لا متشائم ولا متفائل. من الآن حتى 3 أو 4 أيام لا بد من حصول إجتماع بين فخامة الرئيس ودولة الرئيس. ونأمل أن تحصل فكفكة العقد نتيجة هذا الإجتماع.

أيها الإخوة

اننا لا نعيش في كوكب آخر ونتابع ما ينتج من انعكاسات على منطقتنا بشكل عام وبلدنا على خلفية قمة هلسنكي الرئاسية الامريكية - الروسية.

واقليميا نتابع وقائع الحصارات الاقتصادية الجارية على غير بلد إسلامي يمثل دولة إقليمية كبرى تقع على تماس مع عالمنا العربي. اننا نجدد رفضنا لسياسات العقوبات الجماعية على الشعوب وما ينتج من قرارات عن مجموعات العمل الخاصة ومحاولاتها لرسم السياسات المقبلة لطهران ومحاولة إملائها لإتفاقية ابعد من الاتفاق النووي والمحاولات الفاشلة لإرضاخ الجمهورية الاسلامية الإيرانية، ونجدد ثقتنا بدور ايران في دعم صمود ومقاومة شعوبنا للعدوانية الإسرائيلية والوجه الآلاخر لها والمتمثل بالارهاب، وننوه بأن ما حققته دولنا وشعوبنا من خلال مقاومتها وجيوشها من انتصارات إنما كان بدعم مستمر نعم من الجمهورية الاسلامية.

اننا نتابع المعلومات حول الحشود البحرية الاميركية والاستعدادات لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا تحت مبررات كيماوية واهية (اي تغطية السماوات بالابوات )، على طريقة "عكرت المي"

ان هذه الضربة قد تستهدف القوات السورية وحلفاءها ونرى ان هذا العدوان الرباعي الاسرائيلي والثلاثي الغربي سوف لن ينجح بإعادة الامور الى الوراء.

اننا لا زلنا نرى ان الحل للمسألة السورية هو برفع الضغوط عن هذا البلد الشقيق ووقف ضخ السلام والمسلحين عبر بعض الحدود وتحقيق هزيمة ساحقة للارهاب.

وعراقيا كما سوريا نقدم التهاني لقيادة البلدين والشعبين الشقيقين بعمليات التحرير الكبرى من الارهاب والانتصارات التي تحققت والتي ستتحقق، ونحن متأكدون ان العراق كما سوريا ستستعيدان استقرارهما قريبا وقد تجاوزتا مشاريع الكونفدرالية.

فلسطينيا اتخوف وبينما تخوض الفصائل الفلسطينية جدلا بيزنطيا حول المصالحة وتستنزف الجهد المصري تستثمر واشنطن وتل ابيب على الوقائع والوقت لشطب حق العودة وتقليص موارد الانروا ووقف تحويل 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية لاخضاعها.

إننا ننحاز الى الفلسطينيين في موقفهم رفض مقايضة صفقة العصر بحفنة من الدولارات والتي واقعها صفعة للعصر وليس صفقة للعصر.

وإني الآن أزف نبأ الى إخواني الفلسطينيين في لبنان البارحة توصلت جميع الفصائل لتوقيع وثيقة تفاهم تتعلق بكل المخيمات في لبنان وكل الفلسطينيين هنا وتعاونهم مع الدولة اللبنانية، وقد تم التوقيع من قبل قيادة الحركة ومكتبها السياسي ونأمل أن ينعكس هذا على فلسطينيي خارج لبنان، خصوصا بين حماس وفتح في غزة والضفة والوثيقة تحمل عنوان "هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان". وقعت من أكثر من عشرين قياديا من الدرجة الأولى.

ويمنيا نحن من البداية سجلنا انحيازنا الى حل سياسي والى المساعي التي كانت تبذلها سلطنة عمان والكويت، ونحن نعتقد ان اي انتصار في حرب اليمن مستحيل وان كلفة الحل السياسي اقل بكثير من كلفة الحرب واستمرارها.

يبقى ان سلام الشرق الأوسط سيبقى معلقا على تحقيق السلام العادل والشامل وعلى لجم العنصرية الإسرائيلية وانهاء الأنموذج الأخير للاستعمار والاحتلال الذي تمثله اسرائيل في القرن الواحد والعشرين

نحن نقول ونعرف نشعر ومتأكدون ان السلام الإقليمي والدولي يتوقف على الاعتراف بالحقوق والاماني الوطنية للشعب الفلسطيني.

اخيرا يا سيدي الامام الصدر ومعك رفيقاك نعاهدك ان نكون وشعبنا معا حتى تحريرك وجعل لبنان قرية كونية وانموذجا للعدالة والمشاركة والتعايش والحرية وازدهار الانسان. عشتم، عاش الامام الصدر ورفيقيه، عاشت أمل، عاش البقاع، عاش لبنان.