المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 تشرين الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.october30.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني: شركة قوات حزب جعجع ومقولة البسين بيحب خناقه/علي الأمين: القوات في الحكومة: أولوية الصراع المسيحي، وتكريس مرجعية حزب الله

الياس بجاني/أحزاب شركات يملكها تجار ومجالسها وهيئاتها التنفيذية مجرد ديكورات بالية

الياس بجاني/خيارات شركة قوات جعجع اللامبدأية

الياس بجاني/حكومياً إنه زمن الخضوع وطأطأة الرؤوس للذين فرطوا 14 آذار وداكشوا الكراسي بالسيادة

الياس بجاني/سوف تتشكل الحكومة وكل من دخل الصفقة الخطيئة وفرط 14 آذار وداكش الكراسي بالسيادة لا خيار له إلا السمع والطاعة والرضوخ صاغراً وبذل.

الياس بجاني/نيتنياهو في عمان ووزيرته في الإمارات في سياق عملية السلام

الياس بجاني/الحملة الهستيرية والمسعورة على حكام السعودية لا علاقة لها بالخاشقجي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

حزب الله يفرض الأمر الواقع على الحريري

السنة_القادمة_لم_لا؟

صعود أبوشبل/فايسبوك

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 29/10/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 29 تشرين الأول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل

مؤسس “أنصار الله” في المية ومية عضو سابق في “فتح” و”حزب الله”

ذا سيدٌ إمام مسجد حمار !!!!  خدعة ولاية الفقيه/الشيخ حسن سعيد مشيمش

القوات في الحكومة: أولوية الصراع المسيحي، وتكريس مرجعية حزب الله/علي الأمين/جنوبية

عناصر غير مسلحة لمراقبة وقف النار في مخيم «المية ومية»

فوشيه زار المدرسة المركزية: ماكرون سيزور لبنان قريبا للتوقيع على خريطة طريق طموحة للفرنكوفونية

السفارة الفرنسية: وفد مشترك من الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ زار لبنان وجال على المسؤولين

القوات وإن تراجعت.. فالمعركة مستمرة وضرورة/منير الربيع/المدن

الأسد يسجن ضباطه مع المعتقلين اللبنانيين في “صيدنايا” وتقارير ربطت توقيفهم بإبعاد قريبين من طهران

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

امرأة تفجر نفسها وسط العاصمة التونسية

الداخلية التونسية: 9 جرحى في تفجير انتحاري في وسط العاصمة

إسرائيل "شنّت هجمات في سوريا" بعد إسقاط الطائرة الروسيّة في أيلول

تعرف على جايير بولسونارو رئيس البرازيل الجديد المثير للجدل

انتشال أشلاء بشرية من موقع تحطم الطائرة الإندونيسية

الامارات تطلق القمر الصناعي خليفة سات وتقول انه صناعة اماراتية مئة بالمئة ... لكن الاطلاق تم من اليابان

تركيا تقصف قوات كردية مدعومة من واشنطن شمال سوريا وأدخلت تعزيزات عسكرية جديدة إلى نقاط المراقبة في إدلب

فتح معبر نصيب ينشط الحركة التجارية جنوب سوريا وتخفيف وجود حواجز الأمن... وأنباء عن اعتقال سوريين لدى عبورهم من الأردن

عبد المهدي يدعو إلى تأمين الحدود مع سوريا لتلافي خطر «داعش» ومؤشرات على تنامي نشاط التنظيم المتطرف

تفاهمات مخيم الركبان: «الحر» للشمال و«العشائر» إلى الأردن

العادلي: الإخوان سهلوا تسلل الأجانب لمصر... و30 سيارة هاجمت السجون/وزير داخلية مبارك اتهم الجماعة بالتآمر لتولي السلطة

واعظات وراهبات في ملتقى بالقاهرة حول المواطنة والعيش المشترك الذي يستهدف تقبل الآخر وتصويب المفاهيم

الرئيس الفلسطيني يستقبل مبعوثاً عمانياً يحمل رسالة من قابوس في إطار دور السلطنة لدفع عملية السلام

رئيس الحكومة الإسرائيلية: زيارتي لعُمان لن تكون يتمية ومعلقون شككوا في توسع خطواته عربياً

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

العقوبات الأميركية على حزب الله: التطويع و"التهذيب"/علي الأمين/العرب

بعد ورقة التين الأخيرة/عقل العويط /النهار

حكومةُ المنتصِرين على الناس/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

الرواية الكاملة لمعركة «الميِّة وميِّة»: ما الرسائل.. وكيف تصرّف بري ونصرالله/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

التيار»: ساعات وتلتحق «القوات» بالقطار/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

عون داخل «قصره»: «جنرال» لم يتغيّر/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

لهذه الأسباب وزير المال قَلِق/أنطوان فرح/جريدة الجمهورية

سياسة التقشُّف تفرض نفسها ولا خيار آخر للحكومة/بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية

البيت الأزرق» سجن للمرضى النفسيين من المجرمين في لبنان/سناء الجاك: «الشرق الأوسط

ملفات ما بعد ولادة الحكومة/الهام فريحة/الأنوار

ملحمة "الإخوة كارامازوف"/الهام فريحة/الأنوار

أمبراطور الصين/سناء الجاك/النهار

الانتقائية في تغطية قضية خاشقجي/سام منسى/الشرق الأوسط

حكومة عبد المهدي... سنواتها الأربع كيف ستكون/عدنان حسين/الشرق الأوسط

سجادة الحل السوري/غسان شربل/الشرق الأوسط

الوصية الأولى/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية طالب دوقة اللوكسمبورغ دعم بلادها لعودة النازحين واستقبل وفدا نيابيا بولونيا اكد تعزيز العلاقات الاقتصادية

بري إستقبل دوقة لوكسمبورغ ووفدا برلمانيا بولونيا والسفير الكويتي: ما فيي قول عن الفول بالمكيول إلا تيصير

الحريري استقبل دوقة لوكسمبورغ ووفدا من البنك الدولي

قائد الجيش استقبل درغام وأكد للمطران حداد أن الجيش ينفذ كل الاجراءات الاحترازية في محيط المية ومية

الحسيني بعد لقائه الحص: أي حكومة يجب أن تبنى على التضامن الوزاري ولكن ثمة تمزيقا للوفاق وتنكرا للميثاق

فرنجية غادر الى موسكو مع وفد من المرده للقاء بوغدانوف ومسؤولين

رعد: أصبحنا في المربع الأخير والحكومة ستبصر النور هذا الأسبوع

التيار الوطني الحر رحب بقرار القوات المشاركة: نأمل أن يكون في سياق النية الجدية للمساهمة في إنتاجية الحكومة

جعجع ترأس اجتماعا طارئا لتكتل الجمهورية القوية: قررنا الدخول في الحكومة تبعا للعرض الاخير لنكمل من الداخل تحقيق أهدافنا

الرياشي زار الحريري: أسماء وزرائنا باتت عند الرئيس وكل من عمل لتحجيم القوات يعرفون أنفسهم ونحن نعرف ماذا نفعل

هؤلاء هم وزراء "القوات" في الحكومة المنتظرة

حزب الله: متمسكون بتوزير سنّة المعارضة

كرامي: لا حكومة من دوننا

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم

إنجيل القدّيس لوقا16/من01حتى08/قالَ الربُّ يَسوع لِتَلامِيذِهِ: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيل. فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ أَنَّهُ يُبَدِّدُ مُقْتَنَيَاتِهِ. فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذي أَسْمَعُهُ عَنْكَ؟ أَدِّ حِسَابَ وِكَالَتِكَ، فَلا يُمْكِنُكَ بَعْدَ اليَوْمِ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً. فَقَالَ الوَكِيلُ في نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَل؟ لأَنَّ سَيِّدي يَنْزِعُ عَنِّي الوِكَالة، وأَنَا لا أَقْوَى عَلَى الفِلاَحَة، وَأَخْجَلُ أَنْ أَسْتَعْطي! قَدْ عَرَفْتُ مَاذَا أَفْعَل، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ مِنَ الوِكَالَةِ يَقْبَلُنِي النَّاسُ في بُيُوتِهِم. فَدَعَا مَدْيُونِي سَيِّدِهِ واحِدًا فَوَاحِدًا وَقَالَ لِلأَوَّل: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدي؟ فَقَال: مِئَةُ بَرْمِيلٍ مِنَ الزَّيْت. قَالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! إِجْلِسْ حَالاً وٱكْتُبْ: خَمْسِين. ثُمَّ قَالَ لآخَر: وَأَنْتَ، كَمْ عَلَيْك؟ فَقَال: مِئَةُ كِيسٍ مِنَ القَمْح. فَقالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! وٱكْتُبْ: ثَمَانِين. فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني: شركة قوات حزب جعجع ومقولة البسين بيحب خناقه/علي الأمين: القوات في الحكومة: أولوية الصراع المسيحي، وتكريس مرجعية حزب الله

29 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68486/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D9%88%D9%85%D9%82%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7/

 

شركة حزب قوات جعجع ومقولة البسين بيحب خناقه

الياس بجاني/29 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68486/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D9%88%D9%85%D9%82%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7/

مبروك لشركة حزب قوات جعجع دخول جنة الحكم.

ومبروك لصاحبها المتشاطر والمتذاكي الرضوخ لمبدأ التحاصص والمغانم على حساب السيادة والاستقلال ودماء الشهداء.

يبقى أنه زمن عقم سياسي وقيادي.. وزمن بؤس ومحل واستسلام وخنوع وأبواب واسعة وموت ضمائر وتصلب قلوب.

وتبقى المشكلة الأهم ليس في القيادات الواقعة في تجارب لاسيفورس رئيس الشياطين، بل في الغنم من أهلنا الذين يسيرون وراء أصحاب شركات الأحزاب التجارية والمافياوية والعائلية والوكالات ع عماها وبغباء ..على قاعدة أن البسين بيحب خناقه.

في الخلاصة الوجدانية والوطنية، فإن كنوز وبريق ووهج المال والكراسي والنفوذ والسلطة تغري السياسيين الفاقدين للإيمان والخائبين رجاء.

تغريهم ليبيعوا المبادئ والقيم ودماء الشهداء وكل شيء دون أن يرمش لهم جفن.

..ولكنها كنوز ترابية فانية ...

كنوز تبقى على الأرض..

والساقطون من السياسيين والقيادات في تجارب إبليس وحباله وفخاخه وفي أوحال إنسان الغريزة..يذهبون..

يذهبون إلى جنهم وإلى دودها ونارها بعد يوم الحساب الأخير.. حيث البكاء وصريف الأسنان..

وهذا مصير حتمي ومؤكد وعلى الأكيد ..الأكيد ..وع المليون أكيد!!

 

مرحبا مبادئ

الياس بجاني/29 تشرين الأول/18

 شركة قوات جعجع إلى الحكومة ركض حتى ولو بلا وزراء لأن القائد لا يمكنه أن يعبد ربين إما السلطة أو المبادئ..

 

أحزاب شركات يملكها تجار ومجالسها وهيئاتها التنفيذية مجرد ديكورات بالية

الياس بجاني/29 تشرين الأول/18

أمر مضحك عندما يُعلن أن مجلس الحزب الفلاني سيجتمع ليتخذ قراراً ما كالدخول في الحكومة من عدمه ..في حين أن القاصي والداني يعلم أن صاحب شركة كل حزب في لبنان المحتل هو الآمر والناهي والمجالس مجرد ديكورات بالية لا أكثر ولا أقل.

 

خيارات شركة قوات جعجع اللامبدأية

الياس بجاني/28 تشرين الأول/18

خيارات شركة قوات جعجع ومنها فرط 14 آذار والهجمة على النواب المستقلين ورفع شعار الواقعية الإحتيالي واتفاق معراب التاشطري واللامبدأي والغرق في قوالب جبن الحكم وتطول القائمة..هي خيارات أقل ما يقال فيها إنها استسلامية وهدفها اجندة رئاسية على حساب السيادة والإستقلال ودماء الشهداء.

 

نيتنياهو في عمان ووزيرته في الإمارات في سياق عملية السلام

الياس بجاني/26 تشرين الأول/18

الرئيس الفلسطيني كان في عمان مع وفد كبير قبل عدة ايام وبقي فيها 3 أيام. قابوس يتوسط بين إسرائيل والفلسطينيين وبين إيران وإسرائيل وبين إيران وأميركا والكل يحترمه.المسألة هي فوق المزايدات المقاومتية الإيرانية الكاذبة. وفوق خزعبلات المتاجرين بقضية فلسطين وهم اعدائها.. زيارة نيتنياهو اليوم لعمان وزيارة وزيرته للإمارات في نفس الوقت هي انشطة توضع في مسار عملية السلام في المنطقة.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

حزب الله يفرض الأمر الواقع على الحريري

العرب/30 تشرين الأول/18/بيروت - أكدت مصادر سياسية مطلعة أن الطبقة السياسية اللبنانية أفرجت عن الحكومة الجديدة، وأن أي مستجدات حول الموضوع لن تكون عائقا أمام عملية التشكيل بعد تقاطع الرسائل الإيجابية في يد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وفيما تضاربت الأنباء حول موعد توجه الحريري لمقابلة رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، إلا أن التوقعات أجمعت على أن مراسم تشكيل الحكومة ستصدر الثلاثاء إلا إذا استجد طارئ يتعلق بتمثيل النواب السنة الداعمين لحزب الله. وكانت معلومات قصر بعبدا قد قالت إن هذه المسألة ليست عقدة تحول دون تأليف الحكومة لكنها نقطة عالقة يجري تذليلها. إلا أن مصادر إعلامية محلية قالت إن الحريري أبلغ أكثر من جهة سياسية نيّته الاعتذار عن تشكيل الحكومة في حال استمرّ إصرار حزب الله على توزير سنّي من حصّة تيار المستقبل.

وتضاربت المعلومات بشأن رفض حزب الله أن يعطي الحريري أسماء وزراء الحزب إذا لم تحل هذه العقدة، وحول إمكانية حلها بمنح حقيبة لأحد هؤلاء “يرجح أنه فيصل كرامي” من حصة حزب الله في الحكومة على أن يستعيض الحزب بوزير شيعي من حصة الرئيس عون. وقالت مراجع برلمانية لبنانية إن الحكومة الجديدة تعترف بالنفوذ الكبير الذي يمتلكه حزب الله على الحياة السياسية اللبنانية. وأضاف هؤلاء أن حزب الله رفع من مشاركته في الحكومة من حقيبتين إلى ثلاث حقائب كما أنه سيتولى حقيبة الصحة على الرغم من تحفظات الحريري ومن تحذيرات واشنطن في هذا الصدد. ولفت مصدر مراقب إلى أن ميشال عون وصهره جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر المتحالفين مع حزب الله تمكنا من فرض خيارتهما لجهة حرمان القوات من تمثيل أكثر ثقلا على المستويين الكمي والنوعي، خصوصا لجهة بقاء وزارة العدل من ضمن حصة رئيس الجمهورية ومنع منحها للقوات. ورأى مراقبون أن الحكومة تشبه الأمر الواقع الذي يفرضه حزب الله على لبنان وستكون حكومة تعبر عن غلبة للحزب وحلفائه. ومع ذلك لفتوا إلى أن الحريري بإمكانه من خلال توافق رؤاه مع القوات وتيار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أن يقود توازنا تفرضه قرارات مؤتمر سيدر من جهة والعقوبات الأميركية المتصاعدة ضد إيران وحزب الله من جهة أخرى. للمزيد: "سنة المعارضة" العقبة الأخيرة في ماراثون تشكيل حكومة لبنان الجديدة

 

السنة_القادمة_لم_لا؟

صعود أبوشبل/فايسبوك/29 تشرين الأول/18

مؤثّرة جداً كانت كلمة الرفيق والصديق رئيس جهاز الشهداء والأسرى والمصابين في حزب القوات اللبنانية جورج العلم، وخاصة عندما قال: "بهونيك ليلة بنصّ التسيعينات تحديداً سنة ١٩٩٥ كنت طالع من الحبس جديد، طلعلي شوف إمّ، إمّ بطل من أبطالنا حاملة جمجمة إبنها يللي رميوها عالأرض مع العضام إيدين مملوكي جديد عايش بهيدا الزمن، كانت عم بتشمّ ريحة إبنها، كانت عم بتشمّ ريحة الجمجمة، كانت عم تغمرا عصدرا متل العدرا غامرة يسوع. من حول هيدي الإم كانت في قبور مكسّرة ومخلّعة، كسّرها المملوكي الجديد...."

موفّق جداً (برأيي الخاص) إختيار حزب القوات اللبنانية للرفيق جورج العلم لحمل هذه المسؤولية، فهو مقاتل عاش اهوال الحرب وأِصيب أكثر من مرة وإعتُقل وإستشهد معه رفاق كما إستشهد أخاه إسكندر، وهو يعرف القيمة الحقيقية للشهادة، وأظنّ أنه هو صاحب فكرة "ذخائر الشهداء" ومُلْفِتْ المجهود الذي يقوم به ورفاقنا في الجهاز بهذا الإتجاه، ولكنني إنتظرت منه أن يُكمِل:

"وحتى ما ترجع إمّ شهيد تاني تمرق بذات الموقف وكرمال ما تنهان رفات أبطالنا الذخائر وما تضلّ القبور مكسّرة ومخلٌعة، وكرمال رمزيّة هالمدافن يللي بتضّم اليوم رفاة ١٠٥ شهيد، هبّ رفاقن، رفاق شهدا المقاومة اللبنانية وبلّشوا من سنة ١٩٩٥ بالذات يهتمّوا بالمدافن وينظٌموا ويشاركوا بقدّاس عن أرواحهن الطاهرة، وبسبب ضغط المخابرات بهيديك الوقت وفقر هالشباب، أخد الشغل بترميم المدافن خمس سنين، وكانت جبلة كل كيس ترابة أو تركيب باب حديد لكلّ مدفن تسبّب للشباب بزيارة عالمخابرات وأوقات كتير توقيفن، وتجميع أسامي رفاقنا الشهدا بهيداك الوقت، وقت يللي كانوا رجال المخابرات عم بيضيّقوا عالشباب يللي عم بيهتمّوا بالمدافن ما خلّاهن يوقّفوا الشغل وبسنة ٢٠٠٠ إنتهى ترميم المدافن وكانوا أسامي كل شهدا المقاومي اللبنانية محفورين علواح خشب ومعلٌقين بالمدافن، ووجّهوا دعوة لكل أهالي الشهدا ورفاقن تيشاركوا بقداس عن ارواحن ويرفعوا البخّور بالمدافن يللي كانت مكسّرة ومخلّعة، وكرمال كلّ إم وبيّ شهيد وخي شهيد وزوجة شهيد وولادو وكرمال كل رفيق وكلّ إبناء مجتمعنا يعرفوا إنو نحنا مجتمع ما منسمح ينتركوا قبور شهداءنا مهمولين ومنسيّين ونحنا ناس منكرّم شهداءنا لو مهما غليت التضحيات أو مهما كان الثمن كبير".

لماذا أقول هذا الكلام وأمام الملأ؟؟ لأن جورج العلم يحمل الصفات التي ذكرتها عنه أعلاه، ولأنني أنتظر منه الكثير، ولأن جورج ولو أنه لم يُشارك بشكل مباشر في عملية ترميم المدافن فإنه يعرف ما جرى بالتفاصيل، فهو الذي سار في الأحراش عام ٢٠٠١ للوصول إلى باحة كنيسة سيدة إيليج للمشاركة في القدّاس عن أرواح الشهداء وكان لم يمرّ على خروجه من السجن سوى بضعة أيام، وكان من بين قلّة من الرفاق لا يتجاوز عددهم الخمسون رفيقاً الذين تجرّأوا وبالرغم من موجة الإعتقالات الكبيرة التي طالت القوٌاتيين حينها على إثر زيارة البطريرك صفير إلى الجبل على التوجّه إلى كنيسة سيدة إيليج متخطّياً جميع العوائق والحواجز العسكرية لإحياء القدّاس، ويومها خاطب الشباب الحاضرين مُحفّزاً إياهم على الإستمرار بالسير على درب الوفاء للشهداء وللقضيّة، ولأن جورج يعرف أن إثنين من رفاقه قد تمّ توقيفهم في وزارة الدفاع من قبل رجال المخابرات في محاولة لمنع حصول القداس عام ٢٠٠١ وإتّهموا من قبل المدّعي العام بثلاثة تهم إحداها "تهمة التحضير لقدّاس إيليج" وحوّلوا للمحاكمة، ولأن جورج كان عضواً في الهيئة الإدارية الأولى لرابطة سيدة إيليج التي تأسّست في العام ٢٠٠٢ فهو يعرف كل هذه التفاصيل.

وأيضا وأيضاً لماذا أكتب عن هذا الموضوع؟ إنني بالطبع لا أتوخّى من هذه الكتابة إستجلاب شهرة أو ذكر اي إسم من أسماء هؤلاء، فالشباب المعروفين بإسم "رابطة سيدة إيليج" الذين بادروا ولا زالوا مستمرّين منذ العام ١٩٩٥ بالعمل في المقرٌ البطريركي في سيدة إيليج لتكريم شهداء المقاومة اللبنانية وزرعوا الأرز تخليداً لذكراهم وطوّروا كل زاوية من المقرّ بإنشاآت جديدة وترميم ما كان مهملاً طيلة إثنان وعشرون عاماً يعتبرون أنفسهم "خُدّاماً للعذراء وأوفياء لإرث الشهداء" ولا يزعجهم أن يُطلٍق عليهم البعض تحقيراً لهم "جنيناتيية إيليج"!!

كلّ ما أتوخّاه ممّا أكتب أن يتمّ الإضاءة على عملهم لكي لا أقول إنجازهم، ليس لأجلهم، بل لأجل الجيل الجديد، ولأجل من لا يعلم بما قام به هؤلاء تحت إسم "رابطة سيدة إيليج"، فمن الممكن أن يترسّخ في ذهن من سمع بما رويته رفيقي جورج عن "أمّ الشهيد وجمجمة إبنها"، أن رفاق الشهداء خضعوا وخافوا أو لم يبالوا ولم يهتمّوا بمدافن رفاقهم، وهنا الكارثة!!

يجب الإضاءة على العمل كنموذج لوفاء الرفاق لبعضهم البعض وخاصة لمن إستُشهٍد منهم، ولم يقف في الماضي، لا القمع والسجن والتنكيل والإغتيالات حائلاً أمام الوفاء للشهداء، وهكذا يجب أن يكون اليوم وفي المستقبل ...

على أمل أن تتمّ الإضاءة على هذا الفعل العابق بالوفاء أيضاً في المستقبل. السنة القادمة... لم لا؟؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 29/10/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الحكومة على عتبة الدار وهي الآن في مرحلة إسقاط أسماء الوزراء على الحقائب كما أنها موضوع تشاور أخير بين المراجع المسؤولة وغدا قد تكون المراسيم بعد اجتماع رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف وايضا مع رئيس المجلس النيابي.

آخر خطوات تأليف الحكومة ارتطم بحجر مطلب نواب السنة المناهضين لتيار المستقبل وإصرار حزب الله على ذلك وعدم تسليمه أسماء وزرائه الى الرئيس الحريري إلا إذا تم توزير أحد النواب المشار إليهم مع العلم ان كلا منهم يتبع لكتلة وكل الكتل تمثلت في الحكومة.

وينتظر ان يعالج رئيس الجمهورية هذه المسألة من حصته.

وكانت العقبة الكبيرة قد عولجت من قبل الدكتور سمير جعجع الذي أعلن مشاركة القوات في الحكومة وان كانت تعاني من ظلم الحقائب. وأوفد جعجع الوزير ملحم الرياشي الى بيت الوسط وسلم الرئيس الحريري أسماء وزراء القوات. وقالت محافل سياسية إن يوم غد سيكون مفصليا في ولادة الحكومة إذا ما تمت المعالجة للتوزير السني من خارج المستقبل.

رئيس الجمهورية تابع مشاوراته واشار الى انه يعمل من اجل توطيد الامن والاستقرار في البلاد الى جانب الالتزام بإنجاز الاصلاح الاقتصادي والاداري ومكافحة الفساد لتحقيق اماني الشعب اللبناني وتطلعاته من اجل بناء مستقبل زاهر يليق برسالة لبنان ودوره، مؤكدا انه مع تشكيل الحكومة العتيدة ستكون هناك ورش عمل متعددة في هذا الاطار وكذلك من اجل وضع مقررات مؤتمر "سيدر" موضع التنفيذ.

على اي حال القصر الجمهوري يترقب زيارة الرئيس المكلف وان كان حتى الساعة لم يطلب بعد أي موعد.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

هل يشهد لبنان هذا الاسبوع ولادة الحكومة الثالثة للرئيس سعد الحريري؟ كل المؤشرات تدل على أننا أصبحنا في الربع الأخير من الشوط الحكومي، وأن المساعي تجاوزت العقد كلها. لكن يبدو أن هناك عقدة جديدة تجري محاولات تركيبها لتأخير ولادة الحكومة.

أجواء الرئيس المكلف تراهن على تجاوز العقدة ومعالجتها والوصول إلى نهاية سليمة لولادة الحكومة، وتأكيد على أن تمثيل ما يسمى بـ”سنة الثامن من اذار بات محسوما عند الرئيس الحريري أنه يجب أن يكون من حصة من يريد توزيرهم، وأن الرئيس المكلف ليس معنيا بهم ولن يقدم أي تنازل بهذا الشأن.

فالرئيس المكلف، وبجميع الاتصالات واللقاءات والمشاورات التي اجراها، اكد رفض هذا الامر، وعبر بطريقة واضحة وصريحة لا لبس فيها ان حكومة تحت مطالب من هذا النوع لا يشكلها سعد الحريري.

فكتلة “جمع نواب واربح وزارة”، التي لا تقنع أحدا، يبدو أنها محاولة ابتزاز في اللحظات الأخيرة، وهي محاولات مصيرها الفشل المحسوم، كونها مفضوحة اذ ان هؤلاء النواب ينضوون في كتل بالاساس ممثلة في الحكومة.

رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أعلن مشاركة تكتل الجمهورية القوية في الحكومة بناء على العرض الذي تلقاه قبل أيام قليلة. وهو تلقى اتصال شكر من الرئيس الحريري الذي تسلم اسماء وزراء القوات من الوزير ملحم الرياشي، والأخير أعلن أنه لن يكون من ضمن التشكيلة الحكومية الجديدة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

إنتظروها من معراب فجاءت من حارة حريك... أمس كانت كل الأنظار على ما يمكن ان تقرره القوات اللبنانية، فإذا قررت المشاركة، بالحقائب المعروضة عليها، تسلك الحكومة مسار مرسوم التشكيل، وإذا لم توافق على الدخول بالحقائب المعروضة عليها تبقى خارجا ويصار الى التفتيش عمن يحل محل القوات في الحكومة، سواء من أحزاب أو من مستقلين...

اتخذت القوات قرار الدخول في الحكومة فسحب صاعق كان يعتقد أنه الأخير، ليتبين أن الصاعق الأخير هو في مطلب تمثيل سنة الثامن من آذار...

هذا الموقف عبر عنه بشكل حازم وحاسم وصارم مصدر سياسي على اطلاع على مطالب حزب الله، لرويترز، بالقول: "ما في معارضة سنية، ما في حكومة"، ويوضح مصدر قريب من الثنائي الشيعي ان المطلوب من الرئيس الحريري أن يكون هناك وزير سني من ضمن الوزراء السنة الستة، إما من حصة الحريري وإما من حصة رئيس الجمهورية الذي من ضمن حصته وزير سني...

هذا الموقف ردت عليه أوساط الرئيس المكلف بالقول: إذا كان هناك إصرار على تسمية أحد نواب 8 آذار من حصتي فليسموا غير الحريري"، وهذا باب لن ندخل فيه...

عقدة ثالثة غير منظورة لكنها قائمة، تيار المردة لم يتبلغ رسميا بعد أن حقيبة الأشغال حسمت له، ما يعني ان هذا الموضوع لم يحسم بعد... في المحصلة فإن الأمور استقرت على ما يأتي:

حزب الله يتمسك بتمثيل سنة الثامن من آذار، ولم يسلم اسماء وزرائه... القوات اللبنانية أدت قسطها فسلمت أسماء وزارئها الأربعة... المردة لم يتبلغ رسميا ان الأشغال حسمت له... الرئيس الحريري متمسك بعدم أخذ أي نائب من سنة 8 آذار... هل هذا إسمه: الشيطان يكمن في التفاصيل؟ يبدو أن الأمور متعثرة، فكيف سيكون المخرج في هذه الحال؟ الأنظار قد تكون موجهة إلى قصر بعبدا، فهل يجد رئيس الجمهورية المخرج؟ وأبعد من ذلك، هل هناك قطبة مخفية والتشكيلة لم تنضج بعد؟ الملف بين بعبدا وبيت الوسط وحارة حريك وعين التينة، فكيف سيكون المخرج؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

حلت عقدة القوات فازيحت صخرة كبيرة كانت تعوق عملية التاليف لكن سرعان ما انبعثت غيمة من المرارة تقاسمها القواتيون ومنافسوهم. القواتيون للاجحاف الذي لحق بهم في توزيعة الحقائب الوزارية ومنافسوهم لقبول القوات دخول الحكومة رغم حملات الاحراج لاخراجها اذا صحت ظنون القوات.

هذا في الاجواء المعلنة والمكتومة داخل بعض المقار، اما في الوطني العام فقد شكلت خطوة القوات موجة ارتياح لانها جعلت ولادة الحكومة اقرب الى الحقيقة اكثر من أي وقت مضى.

لكن هل زالت كل العقبات؟ كلا، فالعقدة السنية بانت من خلف الستار القواتي واضحة ثلاثية البعد وان انقسمت الاراء حولها بين من يعتبرها صغيرة وشكلية ولن تكون عائقا امام التاليف وهي في حساب الرئيس المكلف اصلا، ومن يعتبرها عقدة حقيقية ان لم يتراجع الرئيس الحريري عن موقفه من منافسيه السنة، وقد صار وجها لوجه مع حزب الله.

فحزب الله الذي لم يتخذ من توزير سني معارض موقفا متصلبا ويوميا تاركا عقدة القوات تحظى بقسطها من انتقاد اللبنانيين التواقين الى تشكيل سريع للحكومة اصبح اليوم في الواجهة وحيدا، فسارع الى التشدد رافضا تسليم اسماء وزرائه في الحكومة العتيدة قبل ان يتحقق مطلبه كما رفض تبادل اسم شيعي مع الرئيس عون في مقابل الوزير السني المأمول، اذا هذه هي العقدة الحقيقة، والمتوقع من الان وصاعدا اربعة احتمالات.

الاول، ان يصعد الرئيس الحريري الى بعبدا حاملا تشكيلة لا تتضمن اسم السني المعارض معتبرا ان التصلب الشيعي شكلي.

الثاني، ان لا يصعد مفسحا المجال امام مساع لحلحلة هذه العقدة ما يعني انه سينتظر طويلا.

الثالث، ان يتراجع عن موقفه تسهيلا للتشكيل.

والرابع، ان يقلب الطاولة في وجه الجميع ويقول "فتشوا عن غيري".

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

هل هو ربع الساعة الأخير من مسلسل تشكيل الحكومة؟.

العقدة القواتية تم حلها بفعل قرار إتخذه رئيس القوات سمير جعجع بالمشاركة في الحكومة بعدما تلمس أن هناك مساعيٍ لإحراجه وإخراجه فقبل بأربعة تم إبلاغ الحريري بأسمائهم: نيابة رئاسة الحكومة وزارة العمل الشؤون الاجتماعية والثقافة.

جعجع رأى ألا حقائب وزارية حقيرة بل هناك أناس حقيرون.

موقف القوات رحب به التيار الوطني الحر معربا عن سروره لمقارنة القوات أعداد الكتل وحقائبها بعضها ببعض ما يؤكد صوابية موقف التيار بإعتماد الأحجام.

وعملا بوحدة المعايير ينتظر النواب السنة المستقلون حل عقدة تمثيلهم من قبل الرئيس المكلف سعد الحريري عبر توزير أحد أعضاء اللقاء/ فيما يرى الأخير عبر أوساطه أنه غير معني بالحديث عن هذا الأمر.

في الخلاصة لا موعد محددا بعد للحريري في بعبدا ويبدو أن الانتظار سيكون هو سيد الموقف مرة جديدة.

في تطور لافت على المستوى الأمني العربي شهدت العاصمة التونسية تفجيرا انتحاريا نفذته امرأة وتزامن مع تجمع احتجاجي أمام وزارة الداخلية في شارع بورقيبة وسط العاصمة تونس.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

لا حكومة من دون سنة المعارضة.. وهذه ال"لا" لم تعد للسخرية ولا للتهكم بالنواب المنتخبين الذين يخضعون بدورهم لوحدة المعايير.. فبعدما حلت القوات عقدة تمثيلها بنفسها.. وأقدم تشرشل معراب على التنازل تجنبا للإلغاء أيقين المعنيون بالتأليف أن هناك أزمة غير طارئة اسمها السنة من خارج المستقبل.. واعترف أولياء الأمور بأن هذه العقدة لم تعد قابلة للسخرية والتهكم أو أن يجري التعامل معها على قاعدة "فتشوا عن غيري". وبدا أن تمثيل السنة أمر من شأنه أن يضرب كل مواعيد إعلان التشكيلةإذ رفع حزب الله البطاقة الحمراء وامتنع عن تسليم أسماء وزارئه الثلاثة للرئيس المكلف ورهن التسلم بالتسليم.. في انتظار أن يقر الرئيس المكلف بحق هؤلاء النواب طبقا للمعايير الانتخابية لن تقوم قيامة للحكومة وفي كلام لمصادر مطلعة فإن من صبر على عقدة القوات أربعة أشهر.. لن "يغص" بأربعة أيام لحل قضية لم يعترف المكلفون بأهميتها من قبل ولم يأخذوها على محمل الجد الى أن تبين اليوم مدى خطر تجاهلها والاستهزاء بمكوناتها. وعلى موقفه ظل الرئيس سعد الحريري من هذا التمثيل لا بل كان أقرب الى التهديد بالاعتذار.. أما على ضفة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فهناك مشاروات داخلية في محيطه تبحث إمكانية توزير النائب فيصل كرامي

وتنطلق فكرة إقناع رئيس الجمهورية بسحب الوزير كرامي الى الأحضان الرئاسية على زمن سيشهد تقاربا بين جعجع وفرنجية الذي يشكل ابن طرابلس جزءا من نسيجه السياسي على أن يلتقي لقاء النواب السنة التشاوري الرئيس نبيه بري بعد ظهر غد في عين التينة لإبداء النصح أو التوصل الى تسمية شخصية يزكيها اللقاء للتوزير من داخل المكون المعارض لكن التوقعات لم تستبعد أن يفتي بري غدا بحلول تعود في نهايتها إلى "مصب" كتلة التنمية والتحرير .. فهو بوصفه وهاب الوزراء" قد يقترح مخرجا للاستيراد بعدما كان عاملا على خطوط التصدير. والى أن يفتي فيها رئيس المجلس فإن الاسماء السنية من اللقاء التشاوري تخضع للفحص العيني ويجري سحب "خزعات" سياسية من كل شنائب داخلها.. إذ إن هناك نوابا بكيماء مفقودة مع الحريري.. وآخرين من العاصمة المستبعد توزيرهم.. أما الاسماء الطرابلسية فهي تواجه نكدا طرابلسيا ونيرانا يفترض أنها صديقة. والنكد السياسي تجاوزه اليوم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي قرر المشاركة في الحكومة وأوفد وزيره المترجل عن الوزارة ملحم رياشي الى بيت الوسط في مهمة الوداع.. فسلم الحريري أسماء الوزراء الأربعة وبينهم نائب رئيس الحكومة وزير الدولة لاحقا غسان حاصباني . ووفقا لمعلومات الجديد فإن القوات حصلت على جائزة رقابية مهمة حيث سيرأس حاصباني أعمال اللجان الوزارية المختصة بمشاريع سيدر واحد وهذه في حد ذاتها حقيبة خدْماتية وأساسية ووازنة قدم جعجع المبررات لدخول الحكومة فاعلا شريكا ومراقبا لكونه اختبر في الازمان الماضية مر الخروج من السلطة

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

حلت عقدة القوات، وتبقى عقدة النواب السنة المعارضين لتيار المستقبل، التي كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وصفها السبت الفائت من عين التينة، بالعقبة الصغيرة المتبقية.

وفيما انتهت العقدة القواتية إلى القبول بوزارات العمل والشؤون الاجتماعية والثقافة، إضافة إلى وزارة دولة مع نيابة رئاسة الحكومة - ولو تحت وابل من المقارنات والاتهامات، وحتى الأقوال والأمثلة - لفت الترحيب السريع للتيار الوطني الحر بالقرار القواتي، على وقع التذكير بالمساهمة التي قدمها التيار برفع الحصة القواتية من ثلاثة وزراء إلى أربعة، والإعلان بأن التيار ينظر بسرور الى مقارنة رئيس القوات أعداد الكتل النيابية وحقائبها، ما يؤكد صوابية اعتماد معيار أحجام الكتل لتمثيل الأطراف، على عكس ما كانت تنادي به القوات...

لكن، إذا كان حل عقدة القوات أكيدا، فليس واضحا بعد كيف ستحل عقدة تمثيل سنة الثامن من آذار، ولاسيما بعد تسريب أجواءْ إعلامية مفادها أن حزب الله يرفض المشاركة في حكومة من دون حلفائه السنة، علما أن طرح استبدال الوزير السني في الحصة الرئاسية بوزير شيعي - ليتمكن ثنائي حزب الله وحركة أمل من توزير حليف سني - سرعان ما تبين أنه غير دقيق.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

ألا وقد عبرت الحكومة العقدة القواتية، فلم يعد هناك من عقد ولا مطبات امام التأليف، اذا ما اتبع المعنيون وحدة المعايير.. فستة نواب متكتلون، ويمثلون ما يمثلون، يستحقون وزيرا وفق المنطق المتبع بالتوزير، وان كان “المعيار اتبع طابشا” لارضاء القواتيين..

فما بات يعرف بالسنة المستقلين ينتظرون اتصالا من المعنيين للاتفاق معهم على اسم وزير من بين النواب الستة، والا فان المشكلون يعقدون على انفسهم المهمة كما تقول مصادر مطلعة للمنار..

لكن الامر في غاية السهولة تقول المصادر، ولا اشتراط باعداد متضخمة ولا اصناف الحقائب المطلوبة، فالمشاركة بمجلس الوزراء بكل بساطة حق لن يتخلوا عنه، ولهم حلفاء يقفون الى جانبهم، يقولون بكل ايجابية اننا نريد التشكيل باسرع وقت ممكن، على ان تحترم الحكومة معاييرها الوطنية..

اما المعيار الذي اعلن عبره رئيس حزب القوات للدخول الى الحكومة، فكان مرتفعا جدا، وصل الى علو الشجرة التي حبس نفسه عليها لاشهر، فلعل عيار الكلام هذا يكون اشبه بالسلم الذي اراده سمير جعجع للنزول به عن شجرته..

في الاقليم سلالم خليجية لانزال الاسرائيلي من اعلى شجرته، يتبرع بها بعض الحكام لبنيامين نتنياهو المحاصر الخيارات في غزة، والمرتعب من غضب الضفة.. وجديد الخدْمات العربية للصهاينة جولة لوزيرة ما يسمى بالثقافة الصهيونية في مسجد الشيخ زايد في الامارات العربية. الوزيرة التي لم تخف دموعها فرحا بانجاز عزف نشيد كيانها في ابو ظبي، معتبرة انه اختراق كبير، فيما وعد الاعلام العبري بمزيد من الزيارات العلنية لقادة صهاينة الى دول عربية تنسج علاقات سرية مع تل ابيب. فالعلاقات مع تلك الدول تدخل عهدا جديدا من المصالح المشتركة بحسب الاعلام العبري..

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 29 تشرين الأول 2018

النهار

لم يُعرف شيء بعد عن جباية الرسوم من المؤسّسات المُعتدية على الأملاك البحريّة تعزيزاً لواردات الخزينة العامة.

عادت المعارك على أشّدها بين طلّاب "التيّار" و"القوّات" حول الانتخابات الطالبيّة بما يؤكّد سقوط آخر نقاط تفاهم معراب.

أوقفت قيادة الجيش المعاون الذي أجبر سيّدة فقيرة على تقبيل حذاء زوجته بعدما صوّرت الأخيرة المشهد عبر هاتفها ووزّعته ‏لصديقاتها عبر "واتساب".

لا يزال عدد كبير من أصحاب المولّدات يمتنع عن تركيب العدادات ويوزّع عقوداً على المشتركين تتضمّن شروطاً مختلفة وتعهّداً بقبول ‏الواقع إلى حين.

لوحظ أن طلّاب "المردة" الفائزين في اليسوعيّة قصدوا عين التينة وأهدوا انتصارهم للرئيس برّي.

البناء

كواليس

قال مرجع سياسي بارز في المنطقة إنّ لعنة سورية تلاحق كلّ من تورّط في الحرب عليها منذ رحيل أمير قطر وخسارة الاخوان ‏المسلمين للحكم في مصر وتونس، وأضاف: لكن أقسى أحكام القدر قد تصيب السعودية التي سعت لتكون سورية غنيمة يتمّ تقاسمها بين ‏دول العالم والمنطقة، وها هي سورية تنجو والسعودية تواجه هذا الخطر، وقد رسمت السعودية كمين القضاء الدولي لملاحقة سورية ‏بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وها هي تلاقي ذات القضاء والقدر في قضية جمال الخاشقجي...

الجمهورية

أبدت إحدى المؤسسات المعنية بالملف الفلسطيني إستغرابها لتوقيت إشتباكات مخيم الميّة وميّة، مبدية تخوّفها من انتقال القتال الى ‏مخيمات أخرى.

يُصر حزب عقائدي على ضرورة تمثيل حزب بارز يُناصبه الخصومة تحت ذريعة وجوب تأليف حكومة وحدة وطنية.

من المقرر أن تتوجّه إحدى الشخصيات السياسية الى دمشق منتصف الشهر المقبل للمشاركة في إحدى المناسبات الوطنية والبحث مع ‏مسؤولين في ملفات حزبية.

اللواء

حذّر ديبلوماسي غربي من صعوبات مرحلة العقوبات الجديدة ضد حزب الله، ولكنه طمأن إلى الوضعين الأمني والنقدي، الباقيين تحت ‏المظلة الدولية !

ربح الوزير ملحم الرياشي جولة النقاش مع الوزير السابق الياس أبو صعب في برنامج "كلام الناس"، حيث سجل عدة أهداف في ‏مرمى زميله السابق، حسب رصد التعليقات والفيديوهات على أكثر من موقع ألكتروني!

لوحظ أن أمين عام أحد التيارات السياسية يحرص على تمضية معظم وقته في جولات على مناطق شمالية وبقاعية، بعيداً عن المراكز ‏الحزبية الرئيسية في عواصم المحافظات!

المستقبل

يقال

إن مطّلعين عن كثب عن الوضع في المنطقة أوضحوا أن جهات دولية فاعلة في سوريت تطالب بأن يكون خَلَف دي ميستورا ‏شخصية تستطيع التفاهم معها.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل

29 تشرين الأول 2018

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة اسعد بشارة، ايلي الحاج، ايلي كيرللس، بهجت سلامه، توفيق كسبار، جوزف كرم، حُسن عبود، ربى كبارة، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بوغاريوس، طوني الخواجه، طوني حبيب، فارس سعيد، نوفل ضو وأصدر البيان التالي:

في الذكرى الثانية لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية يستحق اللبنانيون الشرفاء والمبدئيون والذين حذّروا من أخذ لبنان في المنحى الذي ذهب إليه اعتذاراً علنياً مِمّن خونوهم وشوهوا صورتهم لمجرد ابداء اعتراضهم على هذا التخلّي الفاضح عن مبادىء "انتفاضة الاستقلال 2005".

ومع اقتراب موعد حلول العقوبات الاميركية على الجمهورية الاسلامية في ايران، و"حزب الله" تالياً، يدعو "اللقاء" جميع المسؤولين في الدولة اللبنانية والمؤسسات المصرفية الرسمية والخاصة إلى الوعي والتزام أقصى درجات الحيطة والحذر.

على صعيد آخر، يذكر "لقاء سيدة الجبل" بأن لبنان دولة عربية بحسب الدستور وأي ضعف في الوضع العربي ينعكس عليه.

إن البديل من انتماء لبنان إلى محيطه العربي هو المجهول. وهناك دفعٌ قوي في هذه المرحلة من أجل فرض تحويل دولة لبنان حصةً لايران، في حين نتمسك بـ"لبنان أولاً"، على أن يكون متعاوناً ومتحالفاً مع عالمٍ عربي قوي ومستقر، ومتشبثين بعروبة حضارية حديثة انسانية ومتصالحة مع نفسها والعالم.

أما بالنسبة إلى عملية تشكيل الحكومة، فيرى "اللقاء" أنها ستكون حكومة "حزب الله" على ما تؤكد المؤشرات، وشبيهة بسابقاتها على مستوى الأداء في أفضل الأحوال.

لذلك كله، قرر "لقاء سيدة الجبل" مواصلة درس الخطوات اللازمة لتوفير أجواء انطلاقة معارضة ديموقراطية سلمية لوصاية ايران على القرار الوطني اللبناني، والتي حلّت محل وصاية النظام السوري.

 

مؤسس “أنصار الله” في المية ومية عضو سابق في “فتح” و”حزب الله”

بيروت/السياسة” 29 تشرين الأول 2018/ بعد أسبوع على اندلاع المواجهات العسكرية في مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين، بين عناصر من حركة “فتح”، وآخرين من تنظيم “أنصار الله”، يتساءل كثيرون عن طبيعة التنظيم ورئيسه جمال سليمان وعلاقته بـ”حزب الله”.تفيد معلومات “السياسة” أن سليمان كان ضابطاً تابعاً لحركة “فتح” بمخيم عين الحلوة، انشقّ عنها في منتصف الثمانينات، وانضم إلى “حزب الله” أثناء المواجهات العسكرية مع “حركة أمل” في إقليم التفاح. وبعد فترة انتقل إلى المية ومية، وأسس “أنصار الله” بدعم من الحزب وإيران.

 

تنظيف العقل من الموروثات الخرافية الدينية اصعب فعل في الحياة

ذا سيدٌ إمام مسجد حمار !!!!  خدعة ولاية الفقيه .

الشيخ حسن سعيد مشيمش/29 تشرين الأول/18

في سنة 1998 عام الإنقلاب الفكري والتحول السياسي الذي وفقني الله إليه وهو المُسَدَّد للصواب بتسديده إذا اتخذ الإنسان قراراً بالبحث عنه وبتجرد من عشق المال والمنصب. كان في صالوني ضيف من أهل الفكر والمعرفة وكنا معاً في ”حزب الخمينيين” وقد عزمنا معا سنة 1998 على القراءة من جديد كل كتاب إسلامي كنا قد قرأناه أيام المراهقة الفكرية والثورية، ومن الكُتُب التي كنت أقرأها من جديد  في ذلك اليوم الذي كان صديقي بضيافتي كتاب – ( بل كُتَيِّب )    للخميني عنوانه ” الحكومة الإسلامية ” وبمقدور أي عربي أن يقرأه بساعة مع  كتاب القذافي  وعنوانه  ”الكتاب الأخضر” ويفهم مقصودهما فهما واضحاً لشدة وضوح عبارات الكتابين الصغيرين.  وأنا أقرأ من كتاب خميني على مسمع ضيفي بخلفية التفكير بمدى صحة ما يقول خميني في كتابه وإذ بحاج من حُجاج ما ( يُسَمَّى حزب الله ) يدخل علينا ضيفاً وهو يتبوء منصباً مهماً من مناصب تنظيم الحزب في جنوب لبنان وحينها تعمدت وقصدت أن أكشف له عن بعض سطور خميني في كتابه وأن أنسبها لسيد إمام مسجد وهو من الساذجين السطحيين في حزب الخمينيين! ! .

فقلت له ما رأيك بالسيد الفلاني يقول حرفياً في المسجد للشباب: ولاية الفقيه هي عين ولاية رسول الله وذاتها ونفسها؟

النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم والفقيه كذلك لأنه وارثه وخليفته؟ قال رسول الله الفقهاء أمناء الرسل؟ وقال (ص) الفقهاء ورثة الأنبياء؟

وكما أن الله منح الوالد ولاية على أولاده فإنه سبحانه منح الولاية نفسها للفقيه على الناس والإختلاف بين ولاية الأب وولاية الفقيه اختلاف بالكمية فقط

فالأب ولي من الله على أولاده فقط والفقيه ولي من الله على الناس أجمعين فما رأيك يا حاج بكلام السيد الذي يقول ذلك  على منبر المسجد؟

فأجابني الحاج الضيف وهو كما قلت من مؤسسي حزب الله في جنوب لبنان أجابني بقوله:

هذا سيد  حمار!!!

ففتحت كتاب الخميني ووضعت تحت نظره الصفحة التي يقول فيها الخميني ما نسبته إلى السيد  الذي وصفه بالحمار! ! ! . وحينها بكل تأكيد وكأن صاعقة أصابت رأسه واحمر وجهه من الخجل وأحاط به الإرتباك من رأسه إلى أخمص قدميه وقال لي بامتعاض بالغ أنا أؤمن بقيادة الخميني لكنني لا أوافقه بهذه الفكرة . فاحتسى كأسا من الشاي وانصرف وبقي صديقي وما زال صديقي رغم الإختلاف الجذري بيننا عقائديا وسياسيا .

 

القوات في الحكومة: أولوية الصراع المسيحي، وتكريس مرجعية حزب الله

علي الأمين/جنوبية/29 أكتوبر، 2018

وافق حزب القوات اللبنانية على الانخراط في الحكومة، نجح خصومه وأصدقاؤه في وضعه بين خيارين، إما القبول بما قسِم له في جبنة الحكومة، أو الخروج نحو معارضة عارية لا تستقيم مع طموحات حزب القوات الذي أدرك على مايبدو، أن المعارضة في لبنان هي مقدمة للعزل وربما للشيطنة من الخصوم ومن الأصدقاء أيضاً. اختار حزب القوات الانضمام إلى الحكومة بشروط خصمه المسيحي التيار الوطني الحر، فمهما بلغ عدد نواب القوات وتقدمها في الشارع المسيحي، فهي القوة الوحيدة المسموح للتيار الوطني الحر أن يحقق ضدها انتصاراً على الطريقة التي عبر عنها رئيس التيار جبران باسيل خلال استقباله طلاب التيار الفائزين في انتخابات الجامعة اليسوعية قبل يومين، فباسيل لم يستطع تسجيل أي انتصار ولو بالنقاط في مسألة وزارة الأشغال التي قسمت لتيار المردة، بل عجز حتى مع دعم رئيس الجمهورية على فرض تعديل على اسم المرشح.

المرحلة المقبلة هي مرحلة الإنضواء في معارك داخل الطائفة، فالحيّز المتاح للقوات اللبنانية، هو خوض المواجهة الشرسة مع التيار الوطني الحر، وسيتلازم ذلك مع تقارب مع “المردة”، ولعل الأهم هو استمرار رسائل الودّ المباشرة وغير المباشرة مع حزب الله وحركة أمل، فالأوليات التي تناسب حزب الله، هي استغراق حزب القوات في مواجهة شبه حصرية مع التيار الوطني الحر، والأرضية جاهزة، فمن منع “القوات” من نيل ما تستحق حكومياً، هو التيار الوطني الحر، ولسان حال القواتيين حاشى لحزب الله أن يكون قد تدخل في منعهم من نيل وزارة سيادية.

إخراج الحكومة إلى الضوء كان ثمنه خلق خطوط تماس تحمي حزب الله واستراتيجيته، وهذا ما يبدو متحققاً في لعبة الصراعات التي نجح في فرضها على حلفائه وخصومه.

الخصومة بين التيار والقوات أشد وأدهى من خلاف الأخير وحزب الله، والصراع بين رئيس الجمهورية وجنبلاط كفيل بأن يجعل الأخير هادئاً ومتفهما لسلوكيات حزب الله، أما تيار المردة فلن يضيره بل سيسعى مع حزب القوات إلى تهشيم الرئاسة الأولى وتيارها، وهذا ما سيجعل الرئيس القوي ودوداً ومسالما مع متطلبات الأخ الأكبر الذي لن يسمح بإضعاف الرئيس إلى حدّ يفقد فيه الأخ الأكبر إدارة لعبة التوازنات المسيحية بما تقتضي مصالحه.

إدارة التوازنات المسيحية باتت في قبضة حزب الله، وما أوحى به اتفاق معراب ذات نهار، بأنه يمكن أن يشكل قاعدة سياسية صلبة، كشف حجم عجز الأطراف المسيحية عن توفير الحدّ الدنى من شروط استعادة الدولة وسيادتها التي طالما تغنى بها الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع. وقع الطرفان في فخّ الوصاية، واحد باسم حماية المسيحيين والثاني باسم حفظ الوجود السياسي، وكلا الطرفين شاء أم أبى فرض على نفسه أو فرض عليه سلم أولويات يجعل من الصراع المسيحي المهمة المقدسة له.

 

عناصر غير مسلحة لمراقبة وقف النار في مخيم «المية ومية»

بيروت:/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18/أعلن أمس عن إدخال عناصر من دون أسلحة لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في مخيم «المية ومية» للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوب لبنان، بعد أكثر من أسبوع على الاشتباكات المستمرة بين «حركة فتح» و«تنظيم أنصار الله». وساد أمس هدوء حذر أجواء المخيم بعد تجدد الاشتباكات المتقطعة ليلاً، رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، ليعود الوضع ويهدأ عند الصباح. وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الفصائل الفلسطينية على إدخال عناصر من «حماس» و«الجبهة الشعبية» و«الجبهة الديمقراطية» و«الجهاد» من دون أسلحة، لمراقبة وقف إطلاق النار في المخيم الواقع في صيدا، جنوب لبنان، وإخراج النساء والأطفال إلى مكان آمن لمن يرغب، على أن تقوم قوى الجيش بتسهيل تنفيذ البنود أعلاه ضمن الضوابط الأمنية والعسكرية، التي يراها الجيش مناسبة، حفاظا على الأرواح وممتلكات المواطنين. وخلال النهار، كان قد أفيد بسماع دوي انفجار في المخيم تبين أنه ناجم عن انفجار قنبلة من مخلفات المعركة بين «حركة فتح» و«أنصار الله» في منزل أحد الأشخاص التابعين لـ«أنصار الله» أدى إلى اندلاع حريق في داخله. وتضامنا مع بلدة «المية ومية» التي يقع المخيم على تخومها، أقيم قداس ترأسه راعي أبرشية صيدا ودير القمر المطران إيلي حداد شارك فيه وزير الدولة لشؤون التخطيط في حكومة تصريف الأعمال ميشال فرعون، على رأس وفد من المجلس الأعلى للروم الكاثوليك، والنائب ميشال موسى، وشخصيات سياسية واجتماعية وعسكرية. وتوجّه حداد بنداء إلى رئيس الجمهورية ميشال عون وقائد الجيش جوزيف قهوجي داعيا إلى أن «تكون الخطة الأمنية التي بدأتم بها خطوة حاسمة، ولا تترددوا في تخطي السياسة التي عودتنا إبان الحرب أن تسكت السلام وتشعل الحرب. نحن وأنتم دعاة سلام فأسكتوا لنا الحرب والعنف».

 

فوشيه زار المدرسة المركزية: ماكرون سيزور لبنان قريبا للتوقيع على خريطة طريق طموحة للفرنكوفونية

المركزية/29 تشرين الأول/18 زار سفير فرنسا برونو فوشيه المدرسة المركزية في جونيه، حيث كان في استقباله رئيس المدرسة الأب أنطوان سلامه ومديرها العام الأب وديع السقيم، في حضور نائب رئيس بلدية جونيه روجيه عضيمي.

أكد فوشيه على "أهمية الفرنكوفونية وواقع اللغة الفرنسية في لبنان والعالم"، مثنياً على "جهود المدرسة المركزية جونيه في تعزيز ثقافة الانفتاح والحوار والتواصل". وأضاف "الفرنكوفونية في لبنان وخاصة في المجال التربوي مسؤولية يتحملها لبنان وفرنسا بشكل طبيعي وتتجسد الفرنكوفونية في المؤسسات من خلال ثنائية اللغة التي تطبق البرنامج اللبناني، والتي تبني سياسة طموحة قائمة على تعزيز القيم والمرجعيات الثقافية الفرنكوفونية التي تشكل اليوم صلة وصل بين 247 مليون شخص في العالم، وليس هناك من هدية أجمل للغتنا المشتركة من تعزيز العلاقات واللقاءات الثقافية التي توفرها". وأعلن أن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور لبنان قريبا وسيوقع على خريطة طريق طموحة للفرنكوفونية كمنتج تاريخي والذي يعتمد بشكل أساسي على التربية".

 

السفارة الفرنسية: وفد مشترك من الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ زار لبنان وجال على المسؤولين

الإثنين 29 تشرين الأول 2018 /وطنية - أفادت السفارة الفرنسية في بيان، أن "وفدا مشتركا من لجنة الشؤون الخارجية التابعة للجمعية الوطنية ولجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ، زار لبنان، بقيادة رئيسيها السيدة مارييل دي سارنيز والسيد كريستيان كامبون. والتقى الوفد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري. كما عقد لقاء عمل مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب ياسين جابر وأعضاء اللجنة. وزار الوفد أيضا الخط الأزرق والكتيبة الفرنسية في "اليونيفيل".

كذلك، التقى ممثلة مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في لبنان ميراي جيرار، وذهب إلى مخيم غير رسمي للاجئين السوريين في جنوب لبنان. والزيارة، وفق البيان، "جزء من العلاقات الودية التي تربط البرلمان الفرنسي والبرلمان اللبناني". وتم التطرق خلال اللقاءات إلى الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان ومسألة تشكيل الحكومة العتيدة، "وهو شرط أساسي لاستمرار تنفيذ التزامات مؤتمر سيدر". وأكد الوفد "دعم فرنسا لاستقرار لبنان الذي تجلى بشكل خاص عبر فتح خط ائتمان بقيمة 400 مليون أورو لأجهزة الأمن اللبنانية في مؤتمر روما الثاني. وينعكس هذا الدعم أيضا في الالتزام الهام لفرنسا في اليونيفيل منذ إنشائها". وأشار الوفد إلى "دعم فرنسا التي تعهدت بتقديم 380 مليون أورو في المؤتمر الأخير في بروكسل لمساعدة لبنان على مواجهة تداعيات الأزمة السورية".

 

القوات وإن تراجعت.. فالمعركة مستمرة وضرورة

منير الربيع/المدن/30 تشرين الأول/18

محاولة حصار، أو "حرب إلغاء" جديدة يتعرّض لها حزب القوات اللبنانية. يشارك فيها الأقربون والأبعدون، على حدّ تعبير أحد المسؤولين القواتيين، في معرض تعليقه على مفاوضات تشكيل الحكومة. اعتادت القوات على الحصار، وتصدّرت جبهات التصدّي لمحاولات الإلغاء ولا تزال.

منذ البداية، كان المسار التفاوضي في عملية تشكيل الحكومة، يهدف إلى تهميش دور القوات كطرف رئيسي في التسوية الرئاسية والتركيبة الحكومية. والغاية أبعد من ذلك، وقد قرأته القوات تباعاً، هناك من لا يريد وجودها في الحكومة أصلاً. الأسباب متعددة: الإلغاء، إجهاض الدور، التعتيم، الاستفراد، والقضاء على ما جاء في نتائج الانتخابات من تقدّم قواتي مباغت في الساحة المسيحية. يستند المحاصِرون إلى جملة معطيات، تساعدهم في إطباق الحصار، منها الرهان على مواقف قوى متخاصمة مع القوات، لمنعها من الحصول على حقيبة سيادية. استغلال مشاعر الرئيس المكلّف سعد الحريري، الذي كان يريد قبل أشهر إخراج القواتيين من حكومته، قبل أن تصير حكومة تصريف أعمال. الخصوم تعمّدوا أيضاً توريط القوات في صراع على الحقائب مع كل القوى التي بينها وبينهم نوع من التقارب السياسي، كالمردة والحزب التقدمي الإشتراكي. على هذا النحو، وجدت القوات نفسها قسراً في منزلة من اثنين، إما استمرار المناكفة على الحقائب الوزارية وعددها، أي حشرها في زواريب الاشتباك مع تلك القوى على حقيبة من هنا كوزارة الأشغال، أو أخرى من هناك كوزارة التربية.. وإما إشهار المواجهة المفتوحة، تصدياً لمحاولة إحراجها فإخراجها تماماً من السلطة. الهدف هو إخراج القوات من الحكومة، وفق ما يقول مسؤول قواتي. ولكن القوات ستفوّت هذه الفرصة على الراغبين بتحقيقها. ولن تحقق الأهداف بخروجها من الحكومة وترك الساحة لمن يريد الاستفراد والاستئثار، وتمرير مشاريع واقتراحات لم تكن القوات توافق عليها. ولا يمكن الانسحاب من المواجهة، "ولو كان ذلك بالسلاح الأبيض"، خصوصاً أن الحكومة طويلة الأجل، ولها رمزيات متعددة، منها التحضير للانتخابات النيابية المقبلة، والانتخابات الرئاسية التي افتتحت باكراً جدّاً.

يمكن أن تكون القوات قد خسرت في حلبة التفاوض والتكتيك. ويظهر ذلك جليّاً في التراجع الذي اضطلعت به منذ بداية المفاوضات، والتنازلات التي قدّمتها، من التنازل عن المناصفة في المقاعد المسيحية مع التيار الوطني الحر، إلى خمسة وزراء بينهم نائب رئيس حكومة ووزارة سيادية، وفيما بعد إلى 4 حقائب، وصولاً إلى 3 حقائب ووزير دولة بينهم نائب رئيس للحكومة.

الأكيد أنه لم يكن بإمكان فريق واحد، أي التيار الوطني الحر أن يحقق ذلك بقوته الذاتية. كان ثمّة تحالف خفي ضد القوات، طليعته التيار الوطني الحر، أجمع على وجوب إما تحجيم القوات، وإفقادها أي فعالية أو تأثير داخل مجلس الوزراء، أو حتى استبعادها عن الحكومة، ودفعها للذهاب إلى المعارضة. والمعارضة في هذه المرحلة ستصيب القوات بمقتل. ليس لأنها حزب سلطوي، بل لأن نتائج الانتخابات أملت عليها تكليفاً من قطاعات سكانية مهمة، مسيحية تحديداً، واجب المشاركة في السلطة وتحقيق ما تصبو إليه. القوات معنية لا بالحقائب بل بصيغة الحكم وبتركيبة النظام نفسه. على هذا الأساس، قد تكون المشاركة في الحكومة، ولو من دون القدرة على تحقيق ما تراه القوات مناسباً، أفضل من الخروج كلّياً. عدم المشاركة يعني أن القوات انسحبت من معركة وخذلت ناخبيها، وأعطت صورة مغايرة لما هي معروفة به وهو المواجهة، مقابل تقديم التيار الوطني الحر نفسه منتصراً.. الانتصار الذي بقي ملازماً للوزير جبران باسيل في كلامه عن المعايير وكيفية التشكيل، وهو في الأيام القليلة الماضية تحدّث أكثر من مرّة أمام مناصريه بأن الانتصار الحكومي آت.

حتّى وإن أخطأت القوات في بعض التكتيكات التفاوضية، إلا أنها ليست المسؤولة (وفق ما يقره المطّلعون). فهي كانت تستند إلى وعود ومواقف، تبّين أن معظمها لم يكن مصيباً، إما أن من تقدّم بهذه الوعود قد تراجع عنها، أو أن ثمة سوء تنسيق وإدارة، حشر القوات في الزاوية. وهنا يعود القواتيون إلى قراءة مضامين مواقف الأقربين والأبعدين والتي تلتقي مع بعضها البعض. ليس هذا الالتقاء وليد اللحظة. يعود إلى حقبة 14 آذار. يوم كان التيار الوطني الحر قادراً على تحصيل ما يريده من مناصب ومكاسب وترشيحات بفعل دعم حليفه حزب الله، فيما القوات لم تكن قادرة على تحصيل تنازل من تيار المستقبل على ترشيح نائب أو مقعد وزاري.

في انتخابات العام 2009، كان حزب الله يريد إبراز التيار الوطني الحر بوصفه القوة المسيحية الوحيدة. بينما حلفاء القوات أرادوا تحجيمها، أو عدم حصولها على عدد النواب القادرة على تأمينه. لم يتنازل تيار المستقبل يومها عن نائب مسيحي واحد لصالح القوات لتعزيز كتلتها النيابية. هذا أحد أوجه التنافس بين الطرفين، القوات على الساحة المسيحية، والمستقبل بتقديم نفسه كتيار عابر للطوائف. حتى في الوزارات المتعاقبة والتي شاركت فيها القوات، غالباً ما كانت تُمنح وزيراً واحداً، فيما التيار استطاع نيل وزارات عديدة بلغ أقصاها عشرة وزراء في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. وفي حكومة الرئيس تمام سلام، لم تشارك القوات وفضّلت المعارضة، الأمر الذي يفكّر بعض قيادييها اليوم بتكراره، لعدم الدخول إلى الحكومة بهذا الفتات. ولكن المنازعة الآن مختلفة، على الرغم من أهمية الأحجام والحصص. ولكن، ما على القوات مواجهته، أبعد من المقاعد. الحضور في الحكومة أكثر من ضرورة، لمواجهة قرارات عديدة، ليس خطّة الكهرباء فقط، بل عناوين سياسية، كمواجهة تطبيع العلاقة مع النظام السوري، ملف اللاجئين، ومواجهة الاستسلام أو التسليم السياسي. وهذه كلّها تبقى أهم من أي حسابات سلطوية أخرى.

 

الأسد يسجن ضباطه مع المعتقلين اللبنانيين في “صيدنايا” وتقارير ربطت توقيفهم بإبعاد قريبين من طهران

السياسة/29 تشرين الأول/18/كشف عضو في مجلس الشعب السوري، مؤيدٌ للرئيس بشار الأسد، عن اعتقال الجهات الأمنية السورية عدداً كبيراً من الضباط العاملين في الجيش، وإيداعهم السجن منذ ثمانية أشهر. وقال النائب نبيل صالح، في منشور على “فيسبوك” أثار موجة تعليقات واسعة ومطالبات للأسد بإصدار عفو عنهم: إن الجهات الأمنية قامت بإيداع الضباط المعتقلين في سجن صيدنايا في ريف دمشق. وهو السجن الذي وصفته “منظمة العفو الدولية” بـ”المسلخ البشري”، نظراً لما شهده من عمليات إعدام جماعي لمعارضي الأسد بين 2011 و2015، علماً أن سجني صيدنايا وعدرا ضمّا العدد الأكبر من المعتقلين اللبنانيين الذين سجنهم نظام حافظ الأسد. وفيما لم يتحدث النائب عن منطقة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية، عن التهم الموجهة لهؤلاء الضباط، تساءل عن سبب توقيفهم، مطالباً بمحاكمتهم طلقاء من قبل القضاء العسكري، كما قال في منشوره الذي ذكر فيه أنهم من فئة القادة “ناهيك عن الفراغ الذي يشكله غياب هؤلاء القادة عن المؤسسة العسكرية”، مشيرا إلى أنهم “يحملون جميعاً إجازات جامعية في الهندسة، وبعضهم يحمل شهادة الدكتوراه”، لافتا إلى أن “هؤلاء الضباط معتقلون على تهم لم تثبت إدانتهم بها بعد”.

ولم تعرف أسماء الضباط المعتقلين ولا التهم الموجهة إليهم، إلا أن بياناً تم نشره تحت عنوان “صوت لعائلات وزوجات وأبناء وأمهات وآباء الضباط الموقوفين في سجن صيدنايا” باسم الناشطة الموالية للنظام سناء ناصر، يفهم منه أن الاعتقال جاء على خلفية فساد وسرقات.

وأوضحت ناصر أن عدد الضباط وصفّ الضباط المعتقلين بلغ 240 عسكرياً، في واحدة من أكبر عمليات الاعتقال التي تطال الجيش، ولم تتضح جميع تفاصيلها بعد. إلى ذلك، لم يعرف إذا ما كان اعتقال هذا العدد الكبير من الضباط وصف الضباط، مرتبطاً بما أشيع عن عمليات تطهير وإبعاد لضباط قريبين من طهران، خصوصا في ظل التجاذب الحاصل في سورية، ما بين ولاء للجيش الروسي وآخر للجيش الإيراني، داخل جيش النظام السوري، بحسب مراقبين.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

امرأة تفجر نفسها وسط العاصمة التونسية

تونس/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18/قالت الإذاعة الرسمية في تونس، إن امرأة فجرت نفسها وسط العاصمة بحزام ناسف اليوم وذكر شهود أن الشرطة طوقت شارع الحبيب بورقيبة وسط المدينة. وتحدثت تقارير اعلامية عن إصابة ثمان جرحي من قوات الأمن وشخص مدني كمعلومات اولية حتى الآن في شارع بورقيبه. وهرعت سيارات إسعاف ووصلت تعزيزات للشرطة الى المكان وطوقت قوات الأمن مكان الحادث بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة.

 

الداخلية التونسية: 9 جرحى في تفجير انتحاري في وسط العاصمة

الإثنين 29 تشرين الأول 2018/وطنية - فجرت امرأة نفسها الاثنين في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في تونس قرب سيارات للشرطة، متسببة بإصابة تسعة أشخاص بجروح، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية التونسية. وجاء في بيان الداخلية: "عند الساعة 55،13، أقدمت امرأة تبلغ من العمر 30 سنة على تفجير نفسها بالقرب من دورية أمنية بالعاصمة. ومنفذة العملية غير معروفة لدى المصالح الأمنية بالتطرف". وأسفر الاعتداء عن إصابة تسعة أشخاص بجروح، بينهم ثمانية عناصر أمن ومدني. و"تم نقلهم جميعا إلى المستشفى لتلقي العلاج". وكان دوي الانفجار تردد في كل أنحاء المدينة. وشوهدت جثة المرأة على الأرض بعد وقت قصير على وقوع الانفجار، بينما وصلت الى المكان سيارات إسعاف وتعزيزات كبيرة من الشرطة التي طوقت المنطقة ومنعت الناس والصحافيين من الاقتراب. وخلا الشارع فجأة من المارة والناس، وأقفلت محال عديدة أبوابها، وسادت حال من الهلع. والاعتداء هو الأول الذي يهز تونس منذ 24 تشرين الثاني 2015 عندما فجر انتحاري نفسه في وسط المدينة قرب حافلة للحرس الرئاسي. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الاعتداء الذي تسبب بمقتل 12 عنصر أمن.

 

إسرائيل "شنّت هجمات في سوريا" بعد إسقاط الطائرة الروسيّة في أيلول

رويترز/29 تشرين الأول 2018 /شنّت إسرائيل هجمات في سوريا بعد إسقاط طائرة استطلاع روسية عن طريق الخطأ الشهر الماضي، على ما قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى اليوم. وأسقطت نيران سورية مضادة للطائرات الطائرة الروسية في 17 أيلول الماضي، بعدما هاجمت طائرات إسرائيلية ما يشتبه في انه شحنة أسلحة إيرانية إلى سوريا. وتسبب الحادث بخلاف ديبلوماسي بين إسرائيل وموسكو التي حمّلت إسرائيل مسؤولية الواقعة. وقال المسؤول الإسرائيلي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: "قوات الدفاع الإسرائيلية نفذت هجمات في سوريا، بما في ذلك بعد إسقاط الطائرة الروسية. التنسيق العسكري مع الروس مستمر، كما كان عليه في السابق".

 

تعرف على جايير بولسونارو رئيس البرازيل الجديد المثير للجدل

برازيليا/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18/فاز ضابط الجيش السابق جايير بولسونارو في انتخابات الرئاسة بالبرازيل بعد حصوله على 56 في المائة من الأصوات في جولة الإعادة بعد فرز 94 في المائة من صناديق الاقتراع، بينما حصل منافسه فرناندو حداد مرشح حزب العمال على 44 في المائة من الأصوات. ويأتي الصعود المفاجئ لبولسونارو، المرشح اليميني المتطرّف، بسبب الرفض الشعبي لحزب العمال اليساري الذي حكم البرازيل 13 عاما من الخمسة عشر عاما الأخيرة وأطيح به قبل عامين وسط أسوأ ركود وأكبر فضيحة فساد ورشوة تشهدها البلاد. وقال الرئيس البرازيلي المنتخب في أول خطاب له بعد الإعلان عن فوزه: «لا يمكننا الاستمرار في مغازلة الاشتراكية والشيوعية والشعبوية وتطرف اليسار»، متعهداً في الوقت ذاته بأن يحكم البلاد «متبعا الكتاب المقدس والدستور». وولد بولسونارو في 21 مارس (آذار) عام 1955 في مدينة كامبيناس بولاية ساو باولو من عائلة تعود جذورها إلى مهاجرين إيطاليين وصلوا إلى البرازيل بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وتخرج الرئيس المنتخب في أكاديمية «أجولهاس نيغراس» العسكرية، وقد خدم بعدها في لواء لسلاح المظلات، وترقى إلى رتبة رائد. وتعرض بولسونارو للاعتقال في عام 1986 لأكثر من أسبوعين بسبب احتجاجه على خفض مرتبات العسكريين، إلا أن المحكمة العسكرية العليا برأته عام 1988، وفي العام نفسه تقاعد عن الخدمة العسكرية وبدأ مشواره السياسي ودخل إلى مجلس مدينة ريو دي جانيرو. ويخشى كثير من البرازيليين من أن بولسونارو، المعروف بتصريحاته العدائية تجاه السود والنساء، والذي لا يخفي امتعاضه حيال قضايا حقوقية، ويبدي إعجابه بالديكتاتورية العسكرية التي حكمت البرازيل بين 1964 و1985 ويدافع عن تعذيبها للمعارضين اليساريين، سيسحق حقوق الإنسان والحريات المدنية ويقمع حرية التعبير. وسبق أن تعهد بولسونارو، الذي انتخب في البرلمان سبع مرات، بشن حملة على الجريمة في المدن البرازيلية والمناطق الزراعية بمنح الشرطة المزيد من الحرية لإطلاق النار على المجرمين المسلحين وتخفيف قوانين اقتناء الأسلحة، وهو ما سيسمح للبرازيليين بشراء أسلحة لمكافحة الجريمة. بالإضافة إلى ذلك، لجأ الرئيس المنتخب في الأيام الأخيرة إلى استخدام لغة سيئة، حيث إنه تمنى لمنافسه حداد أن «يتعفن في السجن» مثل لولا دا سيلفا. جدير بالذكر أن مرشح اليمين المتطرف، كان قد تعرض لعملية طعن في بطنه خلال تجمع في مدينة جويز دي فورا بولاية ميناس جيرايس في 6 سبتمبر (أيلول) الماضي، في هجوم نقل على أثره إلى المستشفى لثلاثة أسابيع، مما جعله يلجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمواصلة حملته.

 

انتشال أشلاء بشرية من موقع تحطم الطائرة الإندونيسية

جاكرتا/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18/قال مسؤولو إغاثة في إندونيسيا إن عمال الإنقاذ انتشلوا أشلاء بشرية اليوم (الاثنين) بعد تحطم طائرة تابعة لشركة طيران ليون إير في البحر بعد إقلاعها من العاصمة جاكرتا بفترة وجيزة.

ولا مؤشر على وجود أي ناجين من تحطم الطائرة، التي كانت تقل 189 شخصا، وهي حديثة نسبيا ومن طراز بوينغ 737 ماكس 8. وقال مسؤولو الإنقاذ إنهم انتشلوا بعض الأشلاء البشرية من موقع الحادث على بعد نحو 15 كيلومترا من الساحل. وانقطع الاتصال بين الطائرة ومسؤولي الملاحة الجوية على الأرض بعد قليل من طلب الطيار العودة عقب نحو 13 دقيقة من إقلاع رحلتها رقم (جيه تي 610). وتعد إندونيسيا من أسرع أسواق الطيران نموا في العالم لكن سجلها في مجال السلامة ليس متماسكا. ويقول خبراء قطاع الطيران إن الحادث سيعد ثاني أسوأ كارثة جوية في إندونيسيا منذ عام 1997 إذا ثبت مقتل كل من كانوا على متن الطائرة. وقال محمد سياوغي رئيس وكالة البحث والإنقاذ في مؤتمر صحافي: «لا نعلم ما إذا كان هناك أي ناجين» مضيفا أنه لم ترد أي إشارة استغاثة من جهاز تحديد المواقع في حالات الطوارئ بالطائرة. وقال: «نأمل... وندعو... لكن لا يمكننا التأكيد». وتابع: «نحن هناك بالفعل... سفننا وطائراتنا الهليكوبتر تحلق فوق المياه للمساعدة... نحاول الغوص للعثور على الحطام». وكان هناك 23 مسؤولا حكوميا على الأقل على متن الطائرة. وقال مسؤول في ليون إير إن أحد ركاب الطائرة من إيطاليا وأحد الطيارين من الهند. وغرقت الطائرة في مياه يتراوح عمقها بين 30 و35 مترا وتم العثور على أغراض مثل هواتف جوالة وسترات نجاة في المياه إلى جانب أشلاء. وقال مراسل من وكالة «رويترز» للأنباء إن سيارات الإسعاف تصطف في كاراوانغ على الساحل شرقي لجاكرتا، كما جهزت الشرطة قوارب مطاطية. وتستخدم قوارب الصيد أيضا للمساعدة في عمليات البحث. وقال إدوارد سيرايت، الرئيس التنفيذي لمجموعة ليون إير للصحافيين إن الطائرة واجهت مشكلة فنية في رحلة سابقة من جزيرة بالي إلى جاكرتا لكن «جرى إصلاحه وفقا للقواعد المتبعة». لكنه أحجم عن تحديد طبيعة المشكلة الفنية. وتابع أن الشركة تسير 11 طائرة من نفس الطراز ولم تواجه أي منها هذه المشكلة. وقال إن الشركة لا تعتزم منع باقي الطائرات من التحليق. وقالت شركة الطيران الخاصة في بيان إن الطائرة دخلت الخدمة في أغسطس (آب) وحالتها كانت مستوفية لشروط التحليق فيما قضى الطيار ومساعده 11 ألف ساعة في الطيران.

 

الامارات تطلق القمر الصناعي خليفة سات وتقول انه صناعة اماراتية مئة بالمئة ... لكن الاطلاق تم من اليابان

وكالات/29 تشرين الأول/18/ أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة من اليابان، الاثنين، القمر الصناعي "خليفة سات"، الذي يحمله الصاروخ الياباني (H-IIA) ويعتبر الأول الذي صنع بأيدٍ إماراتية. واستغرق تصنيع القمر الصناعي 4 أعوام من التجهيز والاستعداد والتدريب لفريق عمل من مركز محمد بن راشد للفضاء. ويعتبر "خليفة سات" أول قمر صناعي يتم تطويره داخل الغرف النظيفة في مختبرات تقنيات الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، ويمتلك 5 براءات اختراع.وسيقدم القمر صورا فضائية عالية الجودة والوضوح، كما أنه يتيح للإمارات تقديم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم.

 

تركيا تقصف قوات كردية مدعومة من واشنطن شمال سوريا وأدخلت تعزيزات عسكرية جديدة إلى نقاط المراقبة في إدلب

أنقرة: سعيد عبد الرازق لندن/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18/قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن بلاده لن تسمح بأي خطوات أو أي أمر واقع يفرض في المنطقة رغماً عنها، بينما قصف الجيش التركي، أمس، بالمدفعية مواقع تابعة للقوات الكردية في شمال سوريا.

وكان أكار، قد قال في رسالة نشرها أمس (الأحد) على صفحة وزارة الدفاع بمناسبة الذكرى الخامسة والتسعين لتأسيس الجمهورية التي تحتفل بها تركيا اليوم الاثنين، إن القوات المسلحة التركية سوف تواصل مكافحتها للتنظيمات الإرهابية التي تستهدف وحدة البلاد أرضاً وشعباً وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي و(وحدات حماية الشعب الكردية) في سوريا، وغيرهما من التنظيمات. وقصف الجيش التركي الأحد بالمدفعية مواقع تابعة للقوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة وتعتبرها أنقرة «إرهابية»، في شمال سوريا، وفق ما أفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية. واستهدف القصف «ملاجئ» تابعة لقوات حماية الشعب الكردية شرق الفرات في كوباني بشمال سوريا، بحسب الوكالة. ويأتي القصف كذلك بعدما هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عدة مرات خلال الأيام الأخيرة بشن هجوم في سوريا شرق الفرات بعد عمليتين سابقتين نفذتهما تركيا غرب النهر. ووجه الجمعة «تحذيراً أخيراً» لوحدات حماية الشعب الكردية. وأفادت الأناضول بأن القصف التركي استهدف مواقع وخنادق تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية على تلة قرب الضفة الشرقية للفرات، مقابل مدينة جرابلس.

ودعمت واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية في قتالها ضد تنظيم داعش، حيث تسيطر القوات الكردية على مناطق في شمال وشمال شرقي سوريا. لكن أنقرة تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي خاض تمرداً دامياً في تركيا منذ عام 1984. وتصنف تركيا وحلفاؤها في الغرب حزب العمال الكردستاني على أنه مجموعة إرهابية. ولا يزال دعم واشنطن للقوات الكردية يشكل نقطة خلاف رئيسية بين الولايات المتحدة وتركيا، الشريكتين في حلف شمال الأطلسي، حيث شهدت علاقتهما تراجعا كبيرا خلال العامين الماضيين.

وشنت تركيا عمليتين غرب الفرات منذ عام 2016 لإبعاد المقاتلين المتطرفين عن حدودها ومنع ارتباط المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية ببعضها البعض. إلى ذلك، دخل رتل عسكري تركي أمس إلى نقاط المراقبة التي أنشأها الجيش التركي في إدلب وريف حماة، يضم آليات ومعدات لوجيستية لدعم القوات المتواجدة في هذه النقاط التي أقيمت بموجب اتفاق مناطق خفض التصعيد، الذي تم التوصل إليه في محادثات آستانة التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران. وكانت تركيا أرسلت قبل أسبوعين رتلا عسكريا مماثلا إلى نقاط المراقبة الواقعة في شير مغار ومورك، كما دخل منتصف شهر سبتمبر (أيلول) الماضي رتل عسكري كبير للقوات التركية يضم دبابات ثقيلة وعربات هجومية إلى نقاط المراقبة في شير مغار شرق مدينة مورك واشتبرق بريف إدلب الغربي.

وبدأت تركيا تسريع خطواتها لتطبيق اتفاق سوتشي الخاص بإدلب، الموقع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان في 17 سبتمبر الماضي. وأعلنت وزارة الدفاع التركية في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري الانتهاء من إخلاء المنطقة منزوعة السلاح في إدلب التي تفصل بين قوات النظام والمعارضة من الأسلحة الثقيلة، مؤكدة استمرار أنشطتها الرامية لإرساء السلام الدائم والمستدام في إدلب السورية وفق اتفاق «سوتشي». وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة إسطنبول الرباعية حول سوريا، التي عقدت أول من أمس، بين قادة تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، أن المنطقة العازلة منزوعة السلاح في إدلب باتت خالية تماما من الأسلحة الثقيلة والمتشددين. وأكد المشاركون في البيان الختامي للقمة أهمية تثبيت وقف دائم لإطلاق النار في إدلب والتزامهم بتعهداتهم حيال سيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا، ودعوا إلى تأسيس لجنة في جنيف لصياغة دستور سوريا بهدف تحقيق الإصلاح الدستوري وتهيئة الأرضية لانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة على أن يكون اجتماع اللجنة خلال وقت قريب قبل نهاية العام الجاري.

 

فتح معبر نصيب ينشط الحركة التجارية جنوب سوريا وتخفيف وجود حواجز الأمن... وأنباء عن اعتقال سوريين لدى عبورهم من الأردن

درعا (جنوب سوريا): رياض الزين/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18/«من منا لم يشتق للأيام الحلوة بسوريا؟».. هكذا استقبلت إحدى شركات السياحة الأردنية خبر افتتاح معبر نصيب، وسارعت إلى نشر إعلان حول إعادة تسيير رحلات برية إلى دمشق بدءاً من 22 الشهر الحالي، بمعدل رحلتين يومياً، ذهاباً وإياباً. شركات الصرافة في الأردن أعلنت عن توفر العملة السورية لديها، وأردنيون أعربوا على وسائل التواصل الاجتماعي عن فرحتهم ومدى شوقهم لزيارة سوريا، وما كان مؤثراً من مقاطع الفيديو التي تناقلها الأردنيون خلال زيارتهم للمنطقة الجنوبية في سوريا، بعد فتح معبر نصيب، بث مواطن أردني شريطاً مصوراً داخل مدينة درعا البلد (جنوب سوريا)، وأبدى فيه تعجبه من كم الدمار الهائل الذي حل بالمدينة وأسواقها وأحيائها، وأعرب عن حسرته على حال المدينة التي تحوي ذكرياته القديمة التي قضاها فيها، معبراً عن أمله في عودة الحياة إلى هذه المناطق التي قضى فيها أحلى أيامه، على حد تعبيره. ومنذ إعلان دمشق وعمان افتتاح معبر جابر - نصيب في منتصف الشهر الحالي، تدخل يومياً عشرات المركبات الأردنية التي تتجه غالبيتها يومياً إلى دمشق ومحافظة درعا (جنوب سوريا)، وسط حركة سيارات عمومية، وخصوصاً أردنية، تبدأ بالدخول بشكل يومي من معبر نصيب - جابر عند الساعة الـ8 صباحاً، فضلاً عن دخول سيارات شحن ونقل بضاعة وخضراوات سورية إلى الأردن.

وشهدت المنطقة الجنوبية في سوريا إقبالاً كبيراً من الأردنيين، ممن يقودهم الفضول لزيارة الجارة الشمالية لبلدهم بعدما وضعت الأعمال العسكرية أوزارها في المنطقة؛ منهم من زار سوريا للتسوق، ومنهم من زار أصدقاء لهم، أو بقصد السياحة أو التعرف على ما يحدث عن قرب. وبحسب أحد التجار في مدينة درعا، شهدت أسواق المدينة حركة تجارية جيدة نتيجة إقبال السياح الأردنيين على أسواق المنطقة، وشراء حاجاتهم من المواد التموينية والغذائية، وخصوصاً زيت الزيتون والفواكه والخضراوات واللحوم والطحين، والألبسة والمحروقات (البنزين)، التي تعتبر أسعارها في الأردن ضعف سعرها في سوريا. وعلى سبيل المثال، يقول: «تنكة زيت الزيتون في سوريا تباع بـ28 ألف ليرة سورية، ما يعادل 46 ديناراً أردنياً، بينما تباع في الأردن بسعر 100 دينار». وتابع: «يعود الإقبال الأردني على السوق السورية نتيجة انخفاض قيمة الليرة السورية أمام سعر تصريف الدولار، حيث يصل سعر تصريف الدينار الأردني الواحد إلى 625 ليرة سورية، وتعتبر الأسعار في سوريا بالنسبة للسياح الأردنيين مقبولة مقارنة بالأردن، فيستطيع المواطن الأردني شراء حاجاته الغذائية والتموينية من سوريا التي تكفيه لمدة شهر بقيمة 150 ديناراً أردنياً، بينما في الأردن لا يكفيه هذا المبلغ لمدة أسبوع»، وأضاف أن الحركة الشرائية من الأردنيين في أسواق المنطقة الجنوبية أدت إلى ارتفاع إيرادات المحلات التجارية في المدينة، ما يقابلها زيادة الطلب على البضاعة في المحلات، ما يعود بالتأثير الإيجابي، بشكل مباشر أو غير مباشر، على الحركة التجارية والاقتصادية في المنطقة.

وفي محافظة درعا (جنوب سوريا)، شهدت محافظة درعا عدة تغيرات طالت حواجز أمنية تابعة لقوات النظام السوري، حيث أزالت الأخيرة عدداً من حواجزها المنتشرة على أوتوستراد دمشق - درعا، باستثناء حاجز قرية «منكت الحطب»، وحاجز آخر على مدخل دمشق من جهة درعا، يعرف باسم حاجز «السنتر»، لتسهيل مرور الشاحنات والسيارات بين سوريا والأردن، إضافة إلى تفكيك عدد من الحواجز داخل مدينة «درعا المحطة»، وتغيير إدارة بعض الحواجز، وإزالة كثير من المتاريس الترابية والإسمنتية داخل المدينة، وفتح طرقات وأسواق كانت مغلقة منذ سنوات، كسوق «الحامد مول» وسوق «الرحمة» وشارع «الشهداء»، لتظهر المدينة بمنظر لائق إيجابي أمام حركة السياح الأردنيين، وتعزيزاً للفكرة التي يروجها النظام السوري أمام الرأي العالمي، وحتى المحلي، من أن «الحرب وضعت أوزارها في سوريا».

ورغم السماح لأصحاب المحال التجارية في الأسواق سابقة الذكر بإعادة تفعيل محالهم التجارية فيها، التي أغلقت خلال السنوات السابقة بفعل الأعمال العسكرية التي كانت تشهدها المنطقة سابقاً بين النظام والمعارضة، وقربها من خطوط التماس بين الطرفين، فإنها لا تزال مغلقة، ولم تشهد إقبالاً من أصحابها لإعادة تفعيلها. ويبرر أحد أصحاب المحال التجارية في سوق «الحامد مول» استمراره في إغلاق محاله بأن المنطقة لا تزال غير مأهولة بحركة تجارية، خوفاً من عودة القبضة الأمنية على المدينة التي شهدتها السنوات الأولى للأحداث في سوريا، ما يؤثر على الحركة التجارية بشكل كبير في المستقبل، فضلاً عن الخوف من مخلفات الحرب المنتشرة في المنطقة، ولا تزال أعمال التخلص منها مستمرة، إضافة إلى استمرار أعمال التنظيف وإزالة السواتر الترابية والدمار من المنطقة، والخوف من تعرض المحلات للسرقة أو التعفيش، مؤكداً أن عدداً كبيراً من التجار وأصحاب المحال التجارية أبدوا استعدادهم خلال لقائه بهم، على حد تعبيره، في حال أصبحت الظروف مناسبة، لأن تعود الأسواق المغلقة في مدينة درعا إلى فعاليتها، كما كانت عليه سابقاً.

أما القنيطرة، فأوضحت مصادر ميدانية من ريف القنيطرة أن قراراً يقضي بفتح عدة سدود، منها ما تصل مياهها إلى الأردن، قد تزامن مع فتح معبر نصيب، وهي سدود تقع في منطقة حوض اليرموك في القنيطرة، وقد اشتملت على سد «المنطرة، ورويحينة، والهجة، وكودنة، وغدير البستان، والمقرز)، وتقع هذه السدود على نهر اليرموك المغذي لسد «الوحدة» بين سوريا والأردن، والقريب من الحدود الأردنية. ومنعت قوات النظام السوري المدنيين من الاقتراب من محيط السد. ورجحت مصادر وجود نية لإعادة تفعيل اتفاقية 1987 حول العلاقة المائية بينهما في حوض «نهر اليرموك»، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بتقليص حصة الأردن من المياه، وفق الاتفاقيات المشتركة بين الأردن وإسرائيل، إذ جاءت التهديدات الإسرائيلية رداً على قرار الأردن إلغاء الملاحق الخاصة بمنطقتي «الباقورة والغمر».

وتضمن الاتفاقية المائية بين سوريا والأردن أن يستفيد الأردن من كامل مياه سد الوحدة لتأمين مياه الشرب، وري الأراضي الأردنية، والحصول على 25 في المائة من الطاقة الكهربائية المذكورة، ويتحمل الأردن تمويل جميع مراحل المشروع، من دراسة وتصميم وإنشاء وتشغيل وصيانة، والتعويض عن الأراضي السورية المغمورة بمياه السد، وكلفة نقل الخط الحديدي الحجازي. وقد تمكن الأردن من بناء سد «الوحدة» عام 2006، عن طريق قرض من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، بهدف تزويد عمان بـ50 مليون متر مكعب من المياه، وضخ 30 مليون متر مكعب من مياه الري في وادي الأردن.

وبحسب مذكرة التفاهم التي توصل إليها الجانب السوري والأردني لفتح معبر نصيب - جابر في الـ14 من الشهر الحالي، والتي اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، فإن الاتفاق يفضي إلى استئناف حركة النقل البري للركاب والبضائع، بموجب أحكام اتفاقية النقل البري القديمة بين البلدين، في حين يخضع سائقو الشحن والمركبات العمومية للإجراءات الحدودية فقط، كما نص المحضر على أنه يمكن لمواطني البلدين التنقل عبر معبري جابر ونصيب، على أن يتمتع القادمون من سوريا إلى الأردن بموافقة أمنية مسبقة من السفارة الأردنية في دمشق، كما يمنع دخول السيارات الخاصة السورية إلى الأردن، في حين لا يخضع المواطنون الأردنيون لهذه الشروط لدخول سوريا. وبحسب وسائل إعلام مواليه للنظام السوري، طالب عدد من أعضاء مجلس الشعب (البرلمان) في سوريا، في جلسته الحادية عشرة من الدورة العادية الثامنة، يوم الأحد الماضي، بالمعاملة بالمثل مع الجانب الأردني بعد فتح معبر نصيب الحدودي، حيث اعتبر الأعضاء أن فرض موافقة أمنية على السوري الذي سيدخل الأردن، ومن دون سيارة خاصة، على عكس ما هو مسموح للأردني القادم إلى سوريا، أمر مجحف، كما أن التبضع الأفرادي لا يقدم قيمة للاقتصاد الوطني، إنما سيشكل ضغطاً على السلع التموينية، ما قد يسبب زيادة في الأسعار تثقل كاهل المواطن السوري. ووعد وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب بأن مجلس الوزراء ناقش وطلب من الوزارات المعنية دراسته، وثمة توجه لاتخاذ إجراءات المعاملة بالمثل.

وسجل أمس اعتقال قوات النظام لعدد من المواطنين السوريين لدى عبورهم من معبر نصيب.

 

عبد المهدي يدعو إلى تأمين الحدود مع سوريا لتلافي خطر «داعش» ومؤشرات على تنامي نشاط التنظيم المتطرف

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18/حذر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي من الخلايا الإرهابية التي لا تزال تنشط في كثير من المناطق الغربية والشمالية الغربية من البلاد، في وقت سقطت فيه بعض نقاط «قوات سوريا الديمقراطية» بيد تنظيم داعش في الجانب السوري من الحدود. وقال بيان لمكتب عبد المهدي على أثر زيارته إلى قيادة العمليات المشتركة، أمس، إن «رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي عقد اجتماعا بالقيادات الأمنية والعسكرية، استمع من خلاله إلى عرض مفصّل عن الخطط الأمنية»، مؤكدا أن «الأعمال البطولية التي قامت بها القوات المسلحة في حربها ضد عصابات (داعش) الإرهابية تمثل دروسا كبيرة ومنهجا سيُدرس في الأكاديميات العسكرية، ونحن نفتخر بما حققتموه». وشدد على أهمية «استمرار الجهود والحيطة والحذر والاستمرار بتتبع الخلايا الإرهابية وتأمين الحدود باعتبار أن ساحة الإرهاب مع سوريا مشتركة بالنسبة للعدو»، لافتا إلى أهمية «تأمين حدودنا بشكل كامل». وكان عبد المهدي استهل عهده بالتركيز على الجهد الأمني عبر سلسلة زيارات قام بها إلى كل من وزارتي الدفاع والداخلية بالإضافة إلى قيادة العمليات المشتركة.

إلى ذلك، أعلنت «قيادة الحشد الشعبي لمحور غرب الأنبار» عن تعزيز وجودها على الحدود العراقية - السورية نتيجة سقوط بعض نقاط «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» بيد تنظيم «داعش» الإرهابي. وقال بيان عن إعلام «الحشد» إنه «خلال اليومين الماضيين ونتيجة لسوء الأحوال الجوية، تعرضت نقاط (الديمقراطي السوري) لهجوم من قبل عصابات (داعش) الإرهابية، وعلى أثره انسحبت تلك القوات إلى الخلف، مما سبب فراغا على الحدود السورية». وأشار إلى «وجود تنسيق كبير بين قوات الحدود والجيش تحسبا لأي أمر طارئ، ومن جانبنا اتخذنا الإجراءات اللازمة لتأمين الحدود العراقية 0 السورية من خلال إسناد قوات حرس الحدود العراقية من خلال توجيه القوة الصاروخية وكتيبة الإسناد بإسناد قوات حرس الحدود المرابطة على الحدود العراقية - السورية».

في السياق نفسه، حذر خبراء أمنيون واستراتيجيون من تنامي نشاط «داعش» في كثير من المناطق داخل العراق وصولا إلى الحدود السورية. ويقول الخبير الأمني فاضل أبو رغيف لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك نشاطا واضحا لتنظيم داعش، خصوصا في سلسلة جبال حمرين ومرتفعات بادوش وحوض العظيم والمناطق الفاصلة بين ديالى وصلاح الدين، فضلا عن مناطق تابعة إلى الجانب الأيسر من الشرقاط». وأضاف أن «هناك نشاطا أيضا لتنظيم داعش في المناطق الغربية من صحارى نينوى مثل الحضر والقيروان وتلعفر»، مبينا أن «الحدود ليس مسيطرا عليها بشكل كامل، مما يسهل على التنظيم أن يتجول في بعض المناطق».

من جهته، أكد الخبير المختص بشؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي أن «الخوف ينتشر على جانبي الطريق الدولي الذي يربط العراق بالأردن وسوريا وصولا إلى الحدود؛ حيث باتت تتوسع عمليات الأشباح الداعشية وعمليات الكواتم والعبوات اللاصقة والاغتيالات المتكررة». وقال الهاشمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «أبناء عشائر قرى الحدود هجروا من بيوتهم منذ شهور طويلة ويقضون معظم أوقاتهم في واجبات المرابطة على أطراف القرى التي تحيط بها الصحراء من كل الجهات؛ حيث أصبحت الحدود منطقة عسكرية لقوات متعددة الجنسيات بالإضافة إلى القوات العراقية بصنوفها كافة». وأضاف أن «العوائل التي رجعت من مخيمات ومناطق النزوح تعتقد أن نهاية التطرّف لا تزال بعيدة»، مبينا أن «للعراق حدودا مع سوريا على طول 605 كيلومترات في غرب نينوى والأنبار، وتجاورها مناطق صراع متعدد الجنسيات والثقافات في الشرق السوري، وهي الحدود الأكثر هشاشة. ومن جهة أخرى، قرى الحدود بين العراق وسوريا كانت ولا تزال مأوى لعدد من المقاتلين الأجانب، الغالبية العظمى منهم متطرفون تكفيريون قد جاءوا من 101 جنسية للعراق، ومن 64 جنسية في سوريا، وصنعوا من مناطق الحدود معسكرات ومقرات للتعليم ومراكز للقيادة والإدارة». وتابع الهاشمي أن «الحدود تاريخياً ارتبطت بنشأة (القاعدة) في العراق أيام أبو مصعب الزرقاوي، الذي كانت بداياته في جزيرة راوة، ومن ثم أبو حمزة المهاجر الذي اتخذ من الرمانة مقرا له، وأبو بكر البغدادي الذي جعل من البادية الغربية عاصمته السرية، وأيضاً كانت ملاذاً لكثير من التنظيمات المسلحة المتنوعة، كما تظهر اتساع المناطق الحدودية وتعقيد مناخها وتنوع تضاريسها وتعدد ثرواتها بوصفها هدفاً جاذب للتنظيمات المتطرفة». وأوضح الهاشمي أن «التحدي لا يزال قائما شمال نهر الفرات وفي صحراء الأنبار جنوب نهر الفرات؛ بل أخذ يتوسع ويرتفع إلى درجات عالية من الخطر، خصوصا بعد انسحاب (قوات سوريا الديمقراطية) من الحدود السورية وأصبح (داعش) من جديد على الحدود العراقية في تهديد جديد لمسافة 268 كلم».

 

تفاهمات مخيم الركبان: «الحر» للشمال و«العشائر» إلى الأردن

عمان: محمد الدعمة/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18/قالت مصادر مطلعة إن هناك تفاهمات بين الأردن والولايات المتحدة الأميركية وروسيا لترتيب وضع مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية العراقية، الذي يقطنه لاجئون سوريون من شمال شرقي سوريا.

وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن التفاهمات تقضي بترحيل «الجيش السوري الحر» إلى الشمال السوري وإدخال جيش العشائر إلى الأردن، وأن تقوم القوات الأميركية بحماية المخيم من اعتداءات قوات النظام السوري وتنظيم داعش الإرهابي. وأشارت المصادر إلى أن هذه التفاهمات جرت بعد أن بسطت قوات النظام السوري سيطرتها على الجنوب السوري في منطقة درعا والقنيطرة، موضحة أن الأردن أصر على الروس والولايات المتحدة بإدخال المساعدات الغذائية والطبية من الداخل السوري، وعليه قام بإغلاق النقطة الطبية التي كانت تخدم اللاجئين على الحدود الأردنية من قبل منظمة اليونيسيف، الأمر الذي شكل ضغطا على اللاجئين بعد أن قامت قوات النظام بإغلاق الطريق المؤدي إليه. وأكدت المصادر أن هناك مباحثات حاليا بين الأطراف الثلاثة، الأردن وروسيا والولايات المتحدة، من أجل فتح النقطة الطبية وإدخال بعض المرضى الذين تستدعي حالتهم ذلك، إلى الأردن للمعالجة وإعادته إلى المخيم بعد تلقي العلاج. وأشارت المصادر إلى أن الأردن طلب من روسيا والولايات المتحدة، إيصال المساعدات الطبية والغذائية من الداخل السوري، وليس من الحدود الأردنية كما كان متبعا في السابق. وكان وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، قد قال خلال كلمته في افتتاح منتدى المنامة، أول من أمس، إن هناك محادثات «أردنية أميركية روسية» لإيجاد حل جذري لمشكلة مخيم الركبان للاجئين السوريين على الحدود الأردنية السورية.

 

العادلي: الإخوان سهلوا تسلل الأجانب لمصر... و30 سيارة هاجمت السجون/وزير داخلية مبارك اتهم الجماعة بالتآمر لتولي السلطة

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18/قال حبيب العادلي، وزير الداخلية المصري الأسبق، خلال شهادته في إعادة محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسى، و28 آخرين من قادة جماعة «الإخوان» التي تحظرها مصر، في القضية المعروفة إعلامياً بـ«اقتحام الحدود الشرقية»، أو «اقتحام السجون» سابقاً، إن «30 سيارة دفع رباعي تقل مسلحين شاركت في الهجوم على السجون المصرية، وكانت هناك مفاجأة بدخول (الإخوان) وآخرين بسيارات عليها أسلحة لإسقاط النظام في أحداث يناير (كانون الثاني) عام 2011، وقيامهم بالهجوم على مكتب أمن الدولة بسيناء، ثم هجموا على الأقسام والمرافق العامة بالعريش، وكانت هناك مجازر ارتكبت في العريش لإلهاء قوات حرس الحدود، وتسهيل عمليات التسلل»، مضيفاً أن ما تعرضت له مصر خلال أحداث يناير كان مؤامرة، الغرض الأساسي منها إسقاط النظام وتولي «الإخوان» السلطة.

وواصلت محكمة جنايات القاهرة، أمس، سماع أقوال العادلي، وهو وزير الداخلية في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الذي تحدث خلال شهادته عن عمليات التسلل التي تمت عبر الحدود المصرية، وسمى الأشخاص المتسللين «الخلايا النائمة»، مضيفاً أن «هدفها كان تنفيذ المؤامرة، وإنهم لم يتخيلوا أن هذه المؤامرة تصل إلى مرحلة التخريب والقتل الذي حدث في يوم 28 يناير (أي يوم جمعة الغضب)، من اقتحام السجون وقتل العساكر واقتحام أقسام الشرطة». وتتعلق قضية «اقتحام الحدود الشرقية» بأحداث ثورة 25 يناير، وتضم لائحة الاتهامات «اقتحام الحدود الشرقية للبلاد، والاعتداء على المنشآت الأمنية والشرطية، وقتل ضباط شرطة، بالاتفاق مع التنظيم الدولي لجماعة (الإخوان)، و(حزب الله) اللبناني، وبمعاونة من عناصر مسلحة من الحرس الثوري الإيراني». والمتهمون في هذه القضية، إلى جانب المعزول مرسى، 27 من قيادات «الإخوان»، من بينهم محمد بديع مرشد «الإخوان»، ورشاد البيومي ومحمود عزت نائبا المرشد، وقيادات الجماعة سعد الكتاتني، وسعد الحسيني، ومحمد البلتاجي، وصفوت حجازي، وعصام العريان، ويوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين (المقيم في قطر).

وأضاف العادلي: «علمنا في يوم 28 يناير بخروج مسيرات بأعداد غفيرة، فأصدرت قرار بتأمين المسيرات دون حمل سلاح، إلا أننا اكتشفنا أن المسيرات مسلحة، فضلاً عن اندساس أشخاص أجانب يحملون الأسلحة»، متابعاً: «عرضنا على الرئيس الأسبق مبارك المعلومات، من أن هناك تحركات وصلت لمرحلة متقدمة بين (الإخوان) وعناصر أجنبية، وأن لهم دوراً في محاولة إسقاط الأمن الداخلي والخارجي. وبناء على هذه المعلومات، تم عقد اجتماع طارئ في القرية الذكية، ضم أجهزة أمنية رفيعة كانت تنسق المعلومات فيما بينها لحماية المواطنين والوطن من العمل المضاد. وبعد تفاقم الموقف، تم الاتفاق على قطع الاتصال (أي الإنترنت)، خلال اجتماع حضرته ومعي أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأسبق، وأنس الفقي وزير الإعلام الأسبق، ووزير الاتصالات حينها، وكان الهدف من قطع الاتصال هو منع (الإخوان) من الاتصال بعناصرهم التي تحضر بالأسلحة، وللتمكن من إفشال المؤامرة التي تتعرض لها البلاد». وتعود وقائع القضية إلى عام 2011، إبان ثورة يناير التي أطاحت بنظام حكم مبارك، على خلفية اقتحام سجن «وادي النطرون» والاعتداء على المنشآت الأمنية. وأسندت النيابة للمتهمين في القضية «إحداث حالة من الفوضى لإسقاط الدولة المصرية ومؤسساتها، وتدريب عناصر مسلحة من قبل الحرس الثوري الإيراني لارتكاب أعمال عدائية وعسكرية داخل البلاد، وضرب واقتحام السجون المصرية». كانت التحقيقات قد اتهمت المتهمين بالتورط في «ارتكاب جرائم قتل 32 من قوات تأمين سجن (أبو زعبل) والمسجونين فيه، و14 من سجناء (وادي النطرون)، وأحد سجناء المرج، وتهريب نحو 20 ألف نزيل من السجون الثلاثة المذكورة، فضلاً عن اختطاف 3 من الضباط وأمين شرطة، من المكلفين بحماية الحدود، واقتيادهم عنوة إلى قطاع غزة». وأشارت التحقيقات ذاتها إلى أن «المتهمين، بمعاونة من عناصر من حركة حماس وميليشيا (حزب الله) اللبنانية، ومعهم بعض (التكفيريين) من سيناء، ارتكبوا عمداً أفعالاً تؤدي إلى المساس باستقلال البلاد وسلامة أراضيها، تزامناً مع اندلاع مظاهرات 25 يناير 2011 (...) وأن المتهمين من قيادات (الإخوان) اشتركوا بطريقي الاتفاق والمساعدة مع قيادات التنظيم الدولي للجماعة، و«حزب الله»، على إحداث فوضى لإسقاط الدولة».

 

واعظات وراهبات في ملتقى بالقاهرة حول المواطنة والعيش المشترك الذي يستهدف تقبل الآخر وتصويب المفاهيم

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18/شاركت واعظات وراهبات مصريات أمس في ملتقى واحد حول المواطنة والعيش المشترك في العاصمة المصرية القاهرة، وعرضت الواعظات وخادمات الكنيسة الأدوار المجتمعية الكثيرة اللاتي يقمن بها لخدمة المجتمع وتصويب المفاهيم. كما أكدن أن «العمل الدعوي نسيج واحد يهدف إلى خدمة الوطن». وشددن على أن «الدين معاملة، والمسلم والمسيحي يد واحدة». الملتقى نظمته وزارة الأوقاف المصرية، والكنائس المصرية الثلاث بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، تحت شعار «معاً في خدمة الوطن». وتناول مفاهيم احترام وتقدير وحماية الأديان، خاصة للمرأة، حيث استهدف رفع المهارات في مجال نشر المواطنة وفقه العيش المشترك بين جمهور المستهدفين والمستهدفات من المواطنين، وإزالة الفجوة المعرفية الخاصة بتعاليم الأديان لدى المتلقين والمتلقيات، والتأكيد على المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية في هذا الخصوص في سبيل نهضة الوطن ورقيه والحفاظ على تماسك وقوة بنائه وأمنه وسلامه الاجتماعي. وأعربت الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، عن سعادتها بالتواصل المثمر والمستمر مع الواعظات والراهبات وخادمات الكنائس لخدمة الوطن في وقت حرج وصعب نحتاج فيه لمجهودهن للتوعية ببعض السلوكيات التي افتقدناها. وطالبت خلال كلمتها في الملتقى أمس، بضرورة توثيق قصص نجاح لنماذج تم التواصل معهن من خلال مبادرة «معاً في خدمة الوطن» لاستنباط منها رسائل إنسانية لتسليط الضوء عليها وتوثيقها في كتيب يصدر مارس (آذار) المقبل، تزامناً مع احتفالات المرأة المصرية ليكون منارة للأجيال القادمة، مؤكدة أن «العلاقة بين المسلمين والأقباط هي علاقة أخوة وترابط، وأن المصريين جميعاً يعيشون في نسيج واحد في وطن واحد».

وأكدت الواعظات والراهبات في ختام لقائهن أمس، أن «تجمعهن لخدمة الوطن مسلمات ومسيحيات سوياً لمواجهة تحديات وقضايا الوطن المشتركة، وتأكيد على دور المسلم والمسيحي بمصر في مساندة الدولة، ومواجهة خطط أعداء الوطن للنيل من وحدته ووحدة أراضيه من خلال اختراق الوحدة الوطنية وضرب علاقة المواطنة بين المسلمين والمسيحيين، فضلاً عن العمل على كسر الحواجز التي بين المسلمين والمسيحيين والوقوف جميعاً أمام محاولات شق الصف المصري ليعم بيننا الأمن والاستقرار والمحبة، والعمل معاً يداً بيد لتربية جيل جديد يؤمن بالتعددية والتنوع ويقبل الآخر ليعيشوا معاً في تسامح وإخاء». من جهتها، أشارت إيزيس حافظ، مدير التدريب والتوعية بالمجلس القومي للمرأة، إلى أن اللقاء يأتي أيضاً بهدف مكافحة العنف ضد المرأة، عن طريق تشكيل مجموعة مدربات محترفات من الواعظات والراهبات وخادمات الكنائس، والبناء على ما تمتلكنه من مهارات وخبرات تراكمت لديهن نتيجة تواصلهن المباشر مع المستهدفات، سواء أثناء الدروس الدينية في المساجد أو الواعظات، ومدارس الأحد في الكنيسة وغيرها، بتعزيز خبراتهن وإمدادهن بآليات كيفية تثقيف وتوعية أقرانهن، ليصبحن قادرات على مساعدة النساء في المجتمعات المحلية، لنبذ ومكافحة العنف داخل وخارج الأسرة. في حين، أكد الشيخ عبد الباسط عمارة، مسؤول الواعظات بوزارة الأوقاف، أن الأديان السماوية جاءت لسعادة الإنسان ولم تأتِ للفرقة أو التصنيف أو شقاء البشر، وأننا نعيش في أمن وأمان المسلم والمسيحي جنباً إلى جنب، مستشهداً ببعض آيات القرآن التي تحث على ذلك، مضيفاً أن مخرجات البرنامج التدريبي سيتم تطبيقها على أرض الواقع، حول كيفية مكافحة العنف ضد المرأة.

 

الرئيس الفلسطيني يستقبل مبعوثاً عمانياً يحمل رسالة من قابوس في إطار دور السلطنة لدفع عملية السلام

رام الله/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18/استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقره برام الله، أمس، المستشار سالم بن حبيب العميري، مبعوث سلطان عُمان قابوس، الذي حمل رسالة منه لعباس. وسلم العميري الرئيس عباس الرسالة التي تضمنت شكراً له على زيارته المهمة للسلطنة، والتي «أكدت عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وحرص الجانبين على تعزيزها وتوطيدها»، كما نقلت الوكالة الرسمية. ورحب عباس بمبعوث السلطان قابوس في فلسطين، مثمناً حفاوة الاستقبال التي لقيها خلال زيارته لسلطنة عُمان الأسبوع الماضي. وأشاد عباس بالدعم الكبير الذي قدمته وتقدمه السلطنة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة على الصعد كافة، مشدداً على حرص فلسطين وقيادتها على تعزيز التنسيق، والتعاون المشترك في سبيل خدمة القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية. وجاءت الزيارة بعد يومين من زيارة مثيرة للجدل قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى عمان، والتقى خلالها قابوس، وتمت بعد أيام من لقاء قابوس بعباس نفسه. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة المبعوث العماني جاءت في سياق الدور الذي تريد عمان أن تلعبه في تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتتضمن الرسالة، كما يبدو، توضيحاً لهذه المحاولات، خصوصاً بعد لقاء نتنياهو. كان يوسف بن علوي بن عبد الله، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، قد أكد أن بلاده تطرح أفكاراً لمساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على التقارب، لكنها لا تلعب دور الوسيط. ولم يرفض عباس تدخلاً عمانياً، لكن وفق رؤيته المعروفة القائمة على آلية دولية. ومنع عباس أي إساءة لسلطنة عمان، وأمر متحدثين ومسؤولين بتجنب التعليق على لقاء قابوس بنتنياهو، وبسحب أي تصريحات بهذا الصدد، على الرغم من أنه لم يكن يفضل استقبال نتنياهو حتى لا يعتبر ذلك تشجيعاً لسياسة حكومته. وزيارة نتنياهو ليست الاولى من نوعها اذ سبقتها زيارات في التسعينات قبل وقف تبادل مكاتب التمثيل. ويتطلع نتنياهو إلى فتح علاقات علنية مع الدول العربية. .وأرسل نتنياهو، أمس، مهنئاً لاعب الجودو الإسرائيلي ساغي موكي، الذي فاز بالميدالية الذهبية في بطولة الجودو المنعقدة في أبوظبي.

 

رئيس الحكومة الإسرائيلية: زيارتي لعُمان لن تكون يتمية ومعلقون شككوا في توسع خطواته عربياً

تل أبيب/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18/أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن زيارته إلى سلطنة عمان في نهاية الأسبوع، لن تبقى يتيمة، وأنه سيزور دولاً عربية أخرى في القريب. وكشف أن وزير المواصلات والمخابرات، يسرائيل كاتس، سيزور سلطنة عمان للمشاركة في مؤتمر دولي، وأنه سيطرح هناك مشروعه لبناء ميناء بحري لقطاع غزة من جهة ومشروعه لإقامة شبكة سكك حديدية تمر عبر الاردن. ٍوقال نتنياهو، في مستهل جلسة حكومته، أمس (الأحد): «عدنا أنا وزوجتي يوم الجمعة من زيارة دبلوماسية تاريخية إلى سلطنة عمان، حيث التقيت الزعيم العماني السلطان قابوس بن سعيد.  إنه زعيم صاحب خبرة طويلة ومبهر جداً. هذه هي الزيارة الأولى لإسرائيل في عُمان منذ 22 عاماً، وهي تأتي على خلفية جهود دبلوماسية بذلتها خلال السنوات الأخيرة إزاء الدول العربية. وفي لقائنا المطول بحثنا بشكل موسع التحديات التي يواجهها الشرق الأوسط. كانت هذه محادثات مهمة لدولة إسرائيل ولأمنها. سيكون هناك مزيد من هذه المحادثات». وقال نتنياهو إن العلاقات مع مسقط تأخذ منحى عميقاً جداً، ولذلك فليس صدفة أن الوزير كاتس تلقى دعوة من نظيره العماني للمشاركة في مؤتمر دولي حول موضوع المواصلات. وتقرر أن يتاح له أن يطرح المشروع الخاص بإنهاء الحصار عن قطاع غزة وبناء جزيرة في عرض البحر الأبيض المتوسط تستخدم ميناءً بحرياً وربما جوياً، يفتح أبواب القطاع إلى العالم، بشرط أن تكون هناك مراقبة أمنية إسرائيلية على كل ما يدخل أو يخرج من الميناء».  وكشف النقاب في تل أبيب، أمس (الأحد)، أن زيارة نتنياهو إلى مسقط تمت بعد تحضيرات طويلة قام بها رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية يوسي كوهين، الذي يعتبر مقرباً من رئيس وزرائه. وقد عمل عليها لأشهر عدة، منذ يونيو (حزيران) الماضي. ولأجلها سافر كثيراً إلى الشرق وكذلك إلى واشنطن، ما يشير إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترمب أسهمت في إخراجها إلى النور. وأكدت المصادر أن نتنياهو والسلطان قابوس بن سعيد اجتمعا طيلة 8 ساعات، أمضيا قسماً منها في لقاء ثنائي فقط، وقسماً آخر بحضور المساعدين، والقسم الثالث استمعا إلى الموسيقى. وقد تناول البحث عدة مواضيع مهمة، وبدا أن السلطان مهتم بدفع عملية السلام مع إسرائيل والعرب، فيما كان نتنياهو يشدد على موضعين آخرين هما «المخطط الإيراني للهيمنة على المنطقة وتطوير العلاقات الثنائية».  وذكر المعلق في موقع «واي نت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، أن سلطنة عمان هي التي احتضنت جهود الوساطة بين الولايات المتحدة (في عهد الرئيس باراك أوباما) وإيران، اللتين تربطها بهما علاقات صداقة، للتوصل إلى الاتفاق النووي. ولذلك فلم يستبعد بن يشاي أن يكون اللقاء في مسقط عبارة عن تجربة مماثلة لإبرام اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين يوقع في السلطنة أو أن تتحول مسقط إلى قناة اتصال بين تل أبيب وطهران. وخرجت الصحافة الإسرائيلية، التي تنتقد نتنياهو عادة على سياسته السطحية، بعناوين ترحب بزيارته إلى عمان وتعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح. لكنها حذرت من «الشعور الزائد بسكرة النصر». وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن نتنياهو يتوهم إن كان يحسب أن العالم العربي سيتدفق على إسرائيل اليوم بطلبات صداقة، «ستكتشف قريباً أن هذا ضرب من المستحيل، فالعالم العربي لن يتقدم بخطوات جدية إلى الأمام قبل أن يحصل تقدم واضح وملموس في العملية السلمية مع الفلسطينيين». وتراوحت ردود فعل وسائل الإعلام الإسرائيلية على العلاقات بين تل أبيب ومسقط ما بين رؤيتها تطوراً مهماً سيفضي إلى دفع صفقة القرن الأميركية ومشكك يرى أن نتنياهو سيحاول الإفادة من هذه العلاقات من دون أن يتحرك قيد أنملة في الموضوع الفلسطيني.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

العقوبات الأميركية على حزب الله: التطويع و"التهذيب"

علي الأمين/العرب/30 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68497/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AD%D8%B2%D8%A8/

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قانون العقوبات المعدل والجديد على حزب الله في الذكرى السنوية لانفجار مقر المارينز في بيروت، والذي ذهب ضحيته أكثر من 200 جندي أميركي عام 1983، وتتهم واشنطن حزب الله بالوقوف وراء هذا التفجير الذي ينفي الوقوف وراءه أو لا يتبنى مسؤولية تنفيذه. القانون الذي أقره الكونغرس قبل أسابيع يضع حزب الله في مصاف المنظمات الإجرامية، ويجرم من يتعامل معه على صعيد الأفراد أو المؤسسات الخاصة على اختلافها، بل يتيح للرئيس الأميركي تنفيذ عقوبات على مؤسسات رسمية وحكومات ودول تتعامل مع الحزب دون العودة إلى الكونغرس.

أُقرَّ القانون بعد سلسلة قرارات وقوانين صدرت خلال السنة الحالية والسنوات الماضية ضد حزب الله، وفي سياق محاصرة مصادر تمويله وقبل بدء تنفيذ الحزمة الثانية من العقوبات على إيران مطلع الشهر المقبل، كما أن هذا القانون أقر في ظل محاولات حثيثة من حزب الله للإطباق على الحكومة المزمع تشكيلها بعد انتخابات نيابية أعلن إثرها قائد فيلق القدس قاسم سليماني أن حزب الله وحلفاءه حصدوا أكثرية المقاعد في البرلمان اللبناني الجديد، ورغم الصعوبات التي اعترضت تشكيل الحكومة، غير أن عملية التشكيل تبدو أنها وصلت إلى نهاياتها ويرجح أن تعلن هذا الأسبوع، بعدما استقرت التشكيلة الوزارية على معادلة تتيح لحزب الله ضمان الإمساك بالحكومة لجهة الحصة الوازنة التي يسيطر عليها من عديد الوزراء، والتي يستطيع من خلالها منع صدور أي قرار من هذه الحكومة خارج إرادته أو رغما عنه.

وفي هذا السياق يمكن القول من الناحية السياسية والدستورية إن حزب الله بات مسيطرا على السلطتين؛ التشريعية عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري المنضبط لقواعد التحالف مع حزب الله، والسلطة التنفيذية من خلال حليفه رئيس الجمهورية والأكثرية التي يسيطر عليها في الحكومة.

تمثل هذه الخطوات التي أنجزها حزب الله باستثمار سطوته العسكرية والأمنية، لتحقيق أرجحية داخل المؤسسات الدستورية تستكمل سيطرته على الجغرافيا اللبنانية، التحدي الذي يجعل لبنان برمته أمام سلة عقوبات أميركية كبيرة إلى حدّ يصعب تصور تنفيذها، إلا إذا كان القرار الأميركي قد وصل إلى مرحلة بات غير آسف على تدمير الهيكل على الجميع في لبنان.

يمكن الإشارة إلى طبيعة العقوبات التي يتضمنها القانون الأميركي الجديد، بكونها عقوبات تجعل الحكومة اللبنانية في موقع المستهدف، لا بل معظم المؤسسات اللبنانية التي بات حزب الله إما في داخلها من خلال وزراء وموظفين، وإما متعاملا معها من خلال المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والإعلامية، فضلا عن المجالس البلدية التي يديرها الحزب وهي بالعشرات، وتلك بالضرورة لها أوجه تعامل مع المؤسسات الرسمية اللبنانية، وهو ما يجعلها عرضة للعقوبات، مما يجعل السؤال ماذا لو نفذت واشنطن عقوباتها فعليا، فهل يدرك اللبنانيون نتائج هذه العقوبات وتداعياتها على أحوالهم البائسة أصلا؟

العقوبات الأميركية المتدرجة على حزب الله فرضت عليه ضغوطا مالية وألزمته بإعادة حساباته على قاعدة التحصن بالدولة

النائب في حركة أمل محمد خواجة قال إن لبنان يستطيع تجاوز مخاطر هذا القانون كما تجاوزه في المرات السابقة، في المقابل ربما تدرك الأجهزة الأميركية أن القانون هو وسيلة ضغط على حزب الله بالدرجة الأولى وعلى لبنان بالدرجة الثانية، لا سيما بعدما وسع القانون الجديد من دائرة المستهدفين، أي حلفاء حزب الله والمتعاونين معه بمختلف الدرجات، بما يوحي أن ثمة سلطة تنسيبية يمكن استخدامها بما تقتضي الحاجة الأميركية بالدرجة الأولى، وبما يلبي عودة لبنان إلى كنف الدولة إذا كان ثمة وجود لأطراف لبنانية جادة في استعادة هيبة الدولة وسيادتها على كامل مؤسساتها، أي الخروج من ثنائية الدولة – الدويلة، التي سمحت لحزب الله حكم لبنان والتحكم به.

العقوبات الأميركية المتدرجة على حزب الله فرضت عليه ضغوطا مالية وألزمته بإعادة حساباته على قاعدة التحصن بالدولة، فلا شك أن الحزب يتعرض لضغوط مالية سواء من القرارات الأميركية التي طالته، أو بسبب العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران، لذا لجأ إلى التمترس بالمؤسسات اللبنانية، ليس إلى الحد الذي يعكس خيار العودة إلى مشروع الدولة، بل من أجل الاستفادة من حال الانفلات المالي والإداري في المؤسسات اللبنانية لتغطية الكلفة المالية والحزبية، فهو مثلا جند البلديات التي تمول من الضرائب على المواطنين، لاستيعاب الآلاف من محازبيه في ما يسمى “شرطة البلديات”، وعمد عبر وزارة الصحة ومؤسسات الضمان الاجتماعي إلى توفير ملايين الدولارات لتشغيل مراكزه الصحية التي تُعنى بتطبيب محازبيه ومقاتليه بالدرجة الأولى، بعدما كانت هذه المراكز تستفيد من تمويل إيراني ومن دول أخرى معروفة.

وإلى هذه الوسائل من التمترس بمؤسسات الدولة، عمد حزب الله عبر عدد من النافذين إلى استثمار المرافئ اللبنانية لإدخال بضائع بطرق غير شرعية يستفيد منها عدد من التجار الذين يرصدون جزءا من أرباحهم لتمويل الحزب، فيما شكلت خطوط التهريب من سوريا مجالا واسعا لتهريب البضائع على اختلاف أنواعها المشروعة وغير المشروعة، فالحدود مع سوريا هي مناطق يسيطر عليها حزب الله وهو من يقرر في شأنها لا سيما على مستوى دخول البضائع وخروجها.

تتعدد المجالات التي يمكن التفصيل بها والتي تشير إلى وسائل استثمار حزب الله في ضعف الدولة في سبيل تأمين موارد مالية إضافية تسد العجز الذي نتج عن العقوبات الأميركية، لكن ما يجب التنويه به هو أن الحزب في سلوكه لمواجهة العقوبات الأميركية يعمد إلى مزيد ربط مصير الدولة اللبنانية الاقتصادي والمالي والأمني ببقائه، ويقول بطريقة غير مباشرة إنه يمسك بمفاصل الدولة وإن المبالغة في استهدافه ستسقط الدولة اللبنانية.

إزاء هذه المعادلة أصر حزب الله على رفض النصائح التي قدمت له من بعض المسؤولين اللبنانيين، بعدم توزير حزبي في الحكومة الجديدة، رفض النصيحة وأصر على توزير حزبيين ضاربا عرض الحائط بكل المخاطر التي يمكن أن يسببها توزير مسؤولين في الحزب لا سيما بعد قانون العقوبات الأميركي الجديد.

خطر العقوبات جاثم فوق لبنان، وحزب الله يدرك أنه نجح في جعل العقوبات على الجميع وليس عليه وحده، وواشنطن التي لا تتصرف في سياساتها انطلاقا من مواقف أيديولوجية أو انتقامية بل على أساس براغماتي صرف، وحزب الله، كما إيران نفسها، يعتبر أن النفوذ هو الأهم، أما الأيديولوجيا فهي وسيلة استقطاب للمحازبين والجمهور، وأي تفاهم يوفر هذا النفوذ لا يضير سواء كان ضمنيا مع إسرائيل، أو علنيا بين واشنطن وطهران. وفي لبنان يمكن لحزب الله أن يبقى مسيطرا ومتحكما، طالما أن اللبنانيين لا يعبرون عن رفضهم له، وطالما أن الحزب لا يخل بقواعد السياسة الأميركية والدولية والإسرائيلية، وهذا ما أثبته خلال حربه ضد الإرهابيين.

في زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان وردود الفعل الإيرانية الباردة أو المرحبة ضمنا، ما يكشف أن إيران مستعدة لمحاكاة المصالح الإسرائيلية بما يخفف عنها آثار العقوبات الأميركية وما يضمن حماية نفوذها في الدول العربية ولبنان. زيارة نتنياهو إلى مسقط عشية العقوبات الأميركية على طهران هي رسالة إيرانية للعرب وهذه هي مخاطرها.

علي الأمين/كاتب لبناني

 

بعد ورقة التين الأخيرة

عقل العويط /النهار/29 تشرين الأول 2018

جاء الخريف بالعاصفة الهوجاء التي استمرت خمس دقائق فقط لا غير. خمس دقائق كانت كافية لتعرية الشجر من آخر أوراقه، ولتسقط ورقة التين الأخيرة التي كانت تستر كواليس عملية التأليف الحكومية. انتهى وقت المزاح، وجاء وقت الجدّ. الحكومة ستتألف على الأرجح بين دقيقةٍ وأخرى. رئيس الحكومة المكلّف سيصعد إلى القصر الجمهوري وقد عقد العزم أخيراً على أن يكون رئيساً للحكومة كيفما كان، وإنْ مرغماً، وقد عقد العزم تالياً على التضحية (ربّما) بآخر حلفائه. وهذا لا مفرّ منه على الأرجح. هذا طبيعيٌّ ومنطقيّ في السياسة الماكيافيلية عموماً، فكيف بالسياسة اللبنانية! ألم يقل لنا رئيس "فيلق القدس" اللواء قاسم سليماني غداة انتهاء الانتخابات النيابية، إن الجمهورية الإيرانية تحظى مع حلفائها بأكثرية 74 نائباً في مجلس النواب اللبناني الجديد؟! الرجل ليس عشوائياً. هو كان يعرف جيداً أنه قد يكون يملك أكثر من ذلك. لكنه لم يشأ تكبير القول. الآن، طلع معه حقّ، بعدما أصبح كلّ شيء واضحاً. بل كان كلّ شيء واضحاً مذ تَقَرَّر السير بانتخابات رئاسة الجمهورية، بما أفضت إليه، بعد طولِ لأيٍ وتمنّعٍ، وبعد توقيفٍ للدولة ومؤسساتها عامَين وأكثر.

أوّل ذلك الطريق يفضي إلى آخر هذا الطريق. والآن يشاهد الجميع العري بكامله، على الظلط، وكما خلقتَني يا ربّ، بعد سقوط آخر ورقة تين. فأين العجب في هذا المنطق السائد، وفي ما انتهى إليه، وفي ما سينتهي إليه، عاجلاً؟ ولماذا نجد أنفسنا مصعوقين بالنتائج المحتملة التي ستترتب على نوعية الدخان الأبيض الذي سيتصاعد من مدخنة بعبدا؟! ويلٌ للذين سيكونون في داخل الحكومة على مضض، وويلٌ آخر للذين سيكونون خارجها، لأنهم لا يستطيعون أن يبلعوا سكّين الالتحاق، ولأن لا أحد يعلم المصير المخبّأ لهم في هذه الحال.

هذه هي المعادلة الحكومية الراهنة. بل هي فحسب معادلة السلطة، الآن وهنا. وسيُشرَب نخب الانتصار هذا، ونخب الهزيمة ذاك، حتى الثمالة، وعلى عينكَ يا تاجر، وأمام الملأ أجمعين، وبمشاركة الذين لا يحتسون الخمر علناً ومطلقاً.

الابتزاز ليس جديداً. اللبنانيون يعرفونه جيداً، وخصوصاً منهم مَن سبق له أن اكتوى بناره. فمَن يأكل العصي ليس كمثل مَن يعدّها. ومَن يضع أصابعه في النار ليس كمثل مَن يضعها في الماء.

لقد انتصر قاسم سليماني ورجال قاسم سليماني. هكذا، في ضوء المعادلة الداخلية البحتة، هل يبقى من ضرورةٍ للسؤال كيف يمكن أن يكون لبنان - في توازناته - قد انتصر، أو قد ينتصر، من خلال "حكومة الوحدة الوطنية" المحتملة هذه؟ فالواضح مطلقاً أنه سينتصر كثيراً "حزب الله" (وحليفته حركة أمل" بالطبع) ورئيسنا للجمهورية العماد ميشال عون ووزيرنا للخارجية جبران باسيل، ولن يخسر سليمان فرنجية، وسيخرج وليد جنبلاط لا غالباً ولا مغلوباً. أما رئيس الحكومة فلن يكون رئيساً للحكومة إلاّ وفق هذه المعادلة.

هل من لزومٍ للتحدث عن حال حزب "القوات اللبنانية" في حال قبولها بهذه المعادلة؟ ... وعن حالها في حال عدم القبول؟! تذكرتُ، وأنا في صدد هذا المقال، قصة آدم وحواء اللذين وسوستْ لهما الحية أن يأكلا من شجرة التفاح، فوقعا في الخطيئة وانكشف عريهما، فطلبا الاستتار، فخاطا ورق التين، لكنهما ما إن سمعا صوت الربّ ماشياً في الجنة حتى اختبآ خلف أشجارها، ولمّا نادى الربُّ آدم أين أنتَ، كانت إجابته: سمعتُ صوتكَ في الجنّة فخشيتُ، لأني عريان فاختبأتُ.

لن أتوقف كثيراً عند الرواية، رواية الخطيئة الأصلية، فهي لا تهمّني، بل هي في رأيي محض رواية. لكني أستعين بالأدب الأسطوري هذا، لفهم السياسة، السياسة اللبنانية تحديداً. حيث الآن، وقد صار كلّ شيء بالظلط، لم تعد تنفع ولا أيّ ورقة تين.

لقد صار كل شي عارياً، كما خلقتَنا يا ربّ!

 

حكومةُ المنتصِرين على الناس 

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 29 تشرين الأول2018

إذا كان رئيسُ الجمهوريّةِ يَستحقُّ أنْ تُقدَّمَ الحكومةُ الجديدةُ إليه هديّةً في ذكرى انتخابِه الثانية، أما كان الشعبُ المسكينُ يَستحقُّ أنْ تُقدَّمَ إليه الحكومةُ قبلَ ستّةِ أشهرٍ، وهو الذي يُحيْي كلَّ يومٍ ذِكرى عذاباتِه الدائمة؟ ومُذْ متى انعكَست القواعدُ فصارت الحكوماتُ هديّةً للحاكمين عوضَ أن تكونَ واجبَ هؤلاءِ نحو الشعب؟ لكن أتُحرَزُ هذه الحكومةُ أنْ تُهدى؟ فالحكومةُ اللبنانيّةُ العتيدةُ تُشبِه «جمال خاشقجي»: دَخلت «قنصلياّتِ» التأليفِ لتُنجِرَ معاملاتِ تشكيلِها وتَعقِدَ زواجَها على الشعبِ اللبنانيِّ، ولم تَخرج منها بعد. سِيِّانِ أَخَرجَت أمْ ظلّت مفقودةً فمصيرُها معروفٌ... فهي قبل إعلانِها على الناس بَدَّدت تأثيرَها وفوَّتت «الصدمةَ الإيجابيّةَ» التي كان يَتوقّعُها الشعبُ منها، وفَقدَت ثقةَ الرأيِ العامّ سلفًا، ولن تُجديها ثقةُ المجلسِ النيابيّ لاحقًا. ستّةُ أسبابٍ على الأقلّ تُبرِّرُ سوءَ الظَنّ

بالحكومةِ المقبِلة:

1) لامبالاةُ «المؤلّفين» بقضايا الناسِ وبالاستحقاقاتِ الداهِمة وطنيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، فهم يَتصرّفون كأنَّ لا أزماتَ ضاغطةً في البلاد.

2) الذِهنيّةُ التجاريّةُ الرخيصةُ التي رافقَت شروطَ الأطرافِ وتوزيعَ حِصَصِهم الجشِعة، ما يَجعلُنا نَشُكُّ بأهليّتِهم لأن يَحكُموا الناسَ ويَحوزوا ثقةَ المجتمعِ الدوليّ.

3) الحِرصُ على توزيرِ أشخاصٍ ذوي «روابطَ تاريخيّةٍ» وثيقةٍ بالفسادِ والصفقاتِ والعمولات.

4) فَرضُ النظامِ السوريِّ، مجدَّدًا، عَبرَ وكلائِه المعتمَدين، أسماءٍ مُحددَّةٍ لحقائبَ معيّنةٍ تحضيرًا عودتَه إلى لبنانَ من خلالِ المؤسَّساتِ الشرعيّةِ أيضًا.

5) تغييرُ الحكوماتِ في ظلِّ النظامِ ذاتِه والقوى المشارِكةِ ذاتِها والحكّامِ ذاتِهم لا يغيّر في الأوضاعِ ولا يُحسِّنُها؛ فمن يملأُ الإناءَ من البحرِ سيبقى مذاقُه مالِـحًا ولو غَيّر الماءَ من البحرِ مئةَ مرّة.

6) العقباتُ التي تنتظرُ عملَ الحكومةِ بعد تأليفِها، تفوقُ تلك التي واجَهتها أثناء مشاوراتِ التشكيل. فالمشارِكون سينقُلون صراعاتِهم إلى طاولةِ مجلسِ الوزراءِ مطعَّمةً بروحِ الثأرِ والانتقامِ المتبادَل.

الحقيقةُ أنَّ الجوَّ الذي يـُخيّمُ على تأليفِ هذه الحكومةِ خصوصًا موبوءٌ ويُثير الاشمئزازَ والتقزُّزَ. وفترةُ التأليفِ، بما رافَقها من قِلّةِ مسؤوليّةٍ، قَضَت على الأملِ بالحكومةِ الآتيةِ فكأنّها انتهَت قبلَ أنْ تبدأ. المواطنُ اللبنانيُّ يشعُر أنَّ العملَ جارٍ على كلِّ شيءٍ إلا على إنقاذِ البلد. والمواطنُ يلاحظُ أنَّ هناكَ انقلابًا على النظامِ اللبنانيِّ الديمقراطيِّ لتحويلِه شبيهًا بالأنظمةِ العربيّةِ المحيطةِ. والمواطنُ اللبنانيُّ يُعاينُ تأسيسَ سلطةٍ حاكمةٍ تتخطّى الحزبَ الحاكِمَ والأكثريّةَ الحاكمة.

والمواطنُ اللبنانيُّ يَلمُس أنَّ هناكَ محاولةً لاستمالةِ لبنان إلى المحورِ السوريِّ/ الإيرانيّ المتقدِّمِ حاليًّا. والمواطنُ اللبنانيُّ يَكتشِف أنَّ هناك تصميمًا مُضمَرًا لتأليفِ حكومةٍ تواكبُ إيجابًا التسويةَ الروسيّةَ في سوريا لمصلحةِ النظامِ والمنظومةِ الموجودةِ حولَه. والمواطنُ مُتيقنٌ، بالتالي، أنّهم يريدون حكومةً لتغييرِ تقاليدِ البلدِ وتحالفاتِه وصداقاتِه.

وما شَجَّع مجموعةَ السلطةِ على المضيِّ في تنفيذِ هذه المشاريعِ هو أنَّ المعارضةَ الداخليّةَ مُشتَّتةٌ و«المعارضةَ الخارجيّةَ» تَكثرِتُ بالحدِّ الأدنى بلبنان. لذا، يفَضّلُ المعارضون ـــ إذا أُتيحَ لهم ـــ المشاركةَ في الحكومةِ مُتفرِّقين لعَجزِهم عن البقاءِ خارجَها متَّحِدين. فالمحورُ الخليجيُّ/ الأميركيُّ/ الأوروبيُّ نَصحَ المعارضةَ اللبنانيّةَ الانخراطَ في السلطةِ لتخفيفِ الخسائرِ من جِهة، ولأنّه اختار ـــ في المرحلةِ الحاليّةِ ـــ عدمَ التورّطِ في لبنان أمنيًّا وعسكريًّا عكسَ المحورِ الآخَر.

وما لم يَحدُثْ في المِنطقةِ تطورٌ يعيدُ تقييمَ الحساباتِ الدوليّة ـــ وهو أمرٌ واردٌ ـــ ستبقى سياسةُ أميركا وأوروبا في لبنان ضِمنَ حدّين، أحدُهما إيجابيّ: دعمُ الجيشِ اللبنانيِّ وتقديمُ قروضٍ ميسَّرةٍ في إطارِ «مؤتمرِ سيدر»، والآخرُ سلبيٌّ: تشديدُ العقوباتِ على حزبِ الله ورعايةُ دمجِ النازحين السوريّين بالمجتمعِ اللبناني. وبين الحدّين يَبقى لبنانُ على الصليبِ بين هلالين، ويبقى العهدُ مُعلّقًا بين لبنانَين.

في هذا السياقِ، إنَّ الحكومةَ الآتيةَ موجَّهةٌ إلى الخارجِ أكثرَ مـمَّا إلى الداخلِ والشعب، إذ ستحاولُ من خلالِ إعلانِ نياتِّها ـــ أو بيانِها الوزاريّ ـــ أنْ تكونَ غِطاءً لاستدرارِ المساعداتِ الماليّةِ الواردةِ في توصياتِ «مؤتمرِ سيدر». غيرَ أنَّ هذه المساعداتِ، بعد صدورِ العقوباتِ الأميركيّةِ على حزبِ الله، ستكون مشروطةً بخِياراتِ الدولةِ السياسيّةِ تجاه القضايا الرئيسةِ في لبنان وسوريا والمِنطقة وكيفيةِ تنفيذِ القراراتِ الدوليّة. فمؤتمرُ «سيدر» قبلَ العقوباتِ غيرُه بعدَها.

حبّذا لو تُجري مؤسّسةُ إحصاءٍ دراسةً حول عددِ الشبابِ اللبنانيّين الذين هاجروا منذ الانتخاباتِ النيابيّةِ الأخيرة والبدءِ بتأليفِ الحكومةِ (أيار 2018). ففي المؤشّراتِ أنَّ عددَهم فاقَ الفترةَ التي سَبقت، فيما كان يُنتظرُ بعدَ العهدِ الجديدِ والمجلسِ النيابيِّ المستَحدَث والحكومةِ القيدَ الابتكارِ أن يعودَ الشبابُ إلى لبنان لا أن يهاجروا. إنها هِجرةُ «الثقة المُستعادة»!!!

أخذ السياسيّون حِصَصَهم في الحكومةِ ولَم يُفكّروا بحِصّةِ الناس. تركوا لهم «الحقائب»، حقائبَ السَفر. ورغمَ ذلك، نَجدُ من يَدَّعون انتصاراتٍ وهميّةً وعبثيّةً من خلالِ تأليفِ الحكومة. أهُوَ انتصارٌ أنْ نَتركَ البلادَ ستّةَ أشهرٍ من دونِ حكومةٍ من أجلِ هذه الحقيبةِ أو تلك؟ أهُوَ انتصارٌ أنْ نعاكسَ الدستورَ والأعرافَ ونُسجِّلَ نقاطًا على الناس؟ أهُوَ انتصارٌ أنْ نُجمِّدَ الحياةَ الوطنيّةَ من أجل هذه الدولةِ الأجنبيّةِ أو تلك؟ أهُوَ انتصارٌ أنْ نُقصيَ النُخبَ ورموزَ السيادةِ والاستقلال؟ هذه ليست انتصاراتٍ ولا حتى هزائمَ، إنها وصَماتُ خِزْيٍ. لذا، يَصعُبُ على المواطنِ أنْ يُحبَّ دولةً تَحوَّلَت سلاحَ الأقوياءِ ضِدَّ الضُعفاءِ، فيما الدولةُ أساسًا مَلاذُ الضُعفاءِ ضِدَّ الأقوياء. في مثلِ هذه الحالةِ لا نَلومَنَّ الشعبَ إذا راحَ يَبحثُ عن ملاذٍ آخَر.

 

الرواية الكاملة لمعركة «الميِّة وميِّة»: ما الرسائل.. وكيف تصرّف بري ونصرالله؟ 

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الاثنين 29 تشرين الأول 2018

ما هي حقيقة أحداث مخيم المية ومية الفلسطيني؟ هل «نواتها» فردية وأبعادها محلية، أم يجب العدّ حتى المئة قبل الأخذ بهذا التفسير، الذي قد لا يبدو متناسباً مع حجم الصدام بين «فتح» و»أنصارالله»؟ ماذا حصل في الكواليس وأي حسابات تتحكّم بالزناد؟

تنشر «الجمهورية» الرواية الكاملة لمعركة «المية ومية» وخفايا المداولات في الظل بين القوى المؤثّرة في مصير المخيم ومساره:

خلال آب الماضي، إعتقلت حركة «أنصار الله» شخصاً ينتمي الى حركة «فتح»، كان مكلفاً إغتيال أمينها العام جمال سليمان، على ما تؤكّد، وتبع ذلك استنفارات متبادلة استدعت تدخّل حركة «حماس» وحركة «امل» و«حزب الله» والشيخ ماهر حمود لمعالجة التوتر وإصلاح الامور.

هدأت الارض لبعض الوقت، ثم ما لبثت الإستفزازات ان تكرّرت بين الجانبين، الى ان وقع يوم الاثنين في 15 تشرين الاول الحالي احتكاك مباشر بين عناصر من «فتح» وعنصر من «أنصار الله»، سرعان ما تطور الى اشتباك في المخيم.  مرة أخرى، نشطت الإتصالات لتطويق المشكلة، وعُقد في اليوم التالي (16 تشرين الاول) إجتماع في ثكنة الجيش في صيدا، ضمّ الى القيادة العسكرية اللبنانية، ممثلين عن التنظيمين المعنيين و«حماس»، واتُفق خلاله على تشكيل قوة فصل من «حماس»، لكن عند المباشرة في التطبيق عدلت «فتح» عن موافقتها على هذا الطرح، فتجدّدت المشاورات واقترح الجيش إستبدال قوة الفصل بفريق مراقبين من «حماس»، يتولى الإشراف على تطبيق وقف اطلاق النار. إلّا انّ الاشتباكات استؤنفت مجدداً بعد أيام، ما تطلّب جولة جديدة من اتصالات التهدئة شارك فيها الجيش والسفير الفلسطيني في بيروت وفصائل مخيم المية ومية. لم تنفع «المسكّنات» المحلية في لجم التوتر، فتواصل مسؤولو «حماس» في لبنان مع رئيس المكتب السياسي في غزة اسماعيل هنية وشرحوا له حساسية الوضع، متمنين عليه الإتصال بالرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري لحضّهم على بذل أقصى الجهد والضغط من أجل وقف التدهور في المخيم. مساء الخميس الماضي، رنّ جرس الهاتف في القصر الجمهوري في بعبدا، وكان هنية على الخط، فقيل له إّن عون ليس على السمع حالياً وانّه سيهاتفه لاحقاً. في اليوم التالي، تمّ الإتصال بين الرجلين، وتمنّى هنية على رئيس الجمهورية التدخّل لإعادة الهدوء الى المخيم.

وكان هنية قد اتصل أيضاً بكل من بري والحريري للغاية نفسها، وقد سارع رئيس المجلس النيابي على الأثر الى الإتصال بقائد الجيش العماد جوزف عون وبحث معه في الواقع الأمني لمخيم «المية ومية» وطريقة المساهمة في معالجته. كذلك كلّف عضو المكتب السياسي في حركة «أمل» محمد الجباوي بتفعيل الوساطة، حيث بادر الأخير على الفور الى ترتيب اجتماع ضمّ ممثلين عن «فتح» و»أنصار الله» و»حماس»، وتقرّر وقف إطلاق النار ابتداءً من الساعة العاشرة والنصف ليل الخميس.

صباح اليوم التالي، بدا الوضع هادئاً على الأرض، فيما دعا «حزب الله» الى لقاء مصالحة قبل صلاة الجمعة في مقرّ المجلس السياسي للحزب في حارة حريك، بغية تثبيت وقف إطلاق النار، وحضرته قيادات أساسية في «فتح» و»أنصار الله». انتهى اللقاء الى تبادل القبلات بين المتخاصمين، وتقرّر فتح صفحة جديدة والقيام بجولة ميدانية مشتركة للتأكّد من احترام التهدئة، على قاعدة إزالة المظاهر المسلّحة وتسليم أي مطلوب أو مخلّ بالأمن الى الأجهزة الأمنية اللبنانية. لكن، المفارقة هي انّه وقبل أن يصل أصحاب الشأن الى المخيم، كانت المواجهات قد اندلعت مجدداً، أما العذر الذي تداوله البعض فهو أنّ هناك أفراداً غاضبين تصعب المونة عليهم بعدما فقدوا أقرباء لهم، وأنّه لا بدّ من وقت إضافي لإلزامهم بوقف إطلاق النار، الأمر الذي لم يُقنع أوساطاً فلسطينية بارزة، تميل الى الإعتقاد أنّ سبب الخروق المتكرّرة هو وجود أجندة خاصة لمجموعات ترتبط بجهة فلسطينية خارج لبنان وتتلقى الأوامر منها.

وإزاء هذا الواقع المتردّي، تداعت «هيئة العمل الفلسطيني المشترك» الى الاجتماع، حيث تقرّر إدخال التموين الى الحيز الجغرافي الذي يُحاصَر فيه جمال سليمان وأنصاره كمبادرة حسن نية، ومن ثم المباشرة في سحب المسلحين من خطوط القتال. على خط آخر، تواصلت قيادة «حماس» الموجودة في الخارج مع الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، الأربعاء الماضي، وناقشت معه التحدّيات التي تواجه القضية الفلسطينية عموماً الى جانب آخر المستجدات في مخيم المية ومية. وعُلم انّ «حزب الله» أبلغ الى من يهمّه الأمر أنّ الامين العام لحركة «أنصار الله» جمال سليمان هو خط أحمر والقضاء عليه ممنوع.

وتجدر الاشارة، الى انّ سليمان كان في الماضي مسؤولاً في حركة «فتح» برتبة رائد، إلاّ انّه تمرّد عليها عام 1989 حين رفض قرار قيادتها بالوقوف ضد «حزب الله» خلال معركة اقليم التفاح آنذاك، وسمح بمرور التموين للحزب عبر مكان خاضع لسيطرته، ما دفع «فتح» الى فصله من صفوفها، فقدّر «حزب الله» موقفه ورفض التخلي عنه منذ ذلك الحين. وهناك من يضع ما يجري في «المية ومية» ضمن سياق سعي بعض الأطراف الى التخلّص من نفوذ «حزب الله» في المخيم، عبر تقليم أظافر القريب منه جمال سليمان، وهذا ما لا يمكن للحزب ان يتساهل معه ويتهاون فيه، خصوصاً انّ موقع المخيم حيوي، ويتحكّم بطريق بيروت - الجنوب.  وبينما تستمر المحاولات لنزع فتيل التفجير، ترجح مصادر فلسطينية أنّ هناك قراراً متخذاً على مستوى رفيع في رام الله (مقرّ السلطة) بإنهاء ظاهرة جمال سليمان او تحجيمها من خلال سياسة القضم الميداني المتدرج لمساحات نفوذه، خصوصاً انّ «فتح» استدعت من مخيم عين الحلوة مسؤولاً عسكرياً متمرساً ليتولى إدارة العمليات العسكرية في «المية ومية» وهو جمال قُدسيّة.

وتربط المصادر بين أحداث «المية ومية»، وقبله «عين الحلوة»، وبين جولات قامت بها وفود عسكرية أجنبية قبل فترة على محيط المخيمين، مبدية خشيتها من وجود مخطط لاقتلاع اللاجئين في إطار التمهيد لتنفيذ صفقة القرن.

وتلفت المصادر الفلسطينية الى احتمال وجود نيّة لدفع لاجئي المخيمين نحو خيارين: إما الهجرة الى الخارج، وإما التهجير الى الداخل والذوبان في المجتمع اللبناني، بحيث تتفكك التجمعات الفلسطينية، بعد القرار الاميركي بوقف المساهمات لـ«الاونروا»، توطئة لتصفية حقوق اللاجئين وتسهيل تنفيذ «صفقة القرن». وتكشف المصادر، انّ عائلات فلسطينية تترك المخيمات بوتيرة تصاعدية وتهاجر الى اوروبا، بعد ان تبيع ممتلكاتها. موضحة أنّ المحطة الاولى لتلك العائلات تكون في اسبانيا ثم تتوزع على الدول الاوروبية، وهناك علامات استفهام حول أبعاد تزخيم الهجرة في هذه المرحلة، لأن التوقيت ليس بريئاً.

 

التيار»: ساعات وتلتحق «القوات» بالقطار!  

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 29 تشرين الأول 2018«

هناك انطباع لدى «التيار الوطني الحر» بأنه على وشك حسم معركة الحكومة لمصلحته، فالرئيس سعد الحريري والثنائي الشيعي ووليد جنبلاط وسليمان فرنجية «دبَّروا رؤوسهم» جميعاً، وما على «القوات اللبنانية» إلّا أن تختار: «تمشي» أم «تطير»؟

يسود اقتناع في أوساط «التيار» بأنّ الحريري سيعلن الحكومة في مدى زمني لن يتجاوز غداً الثلاثاء، أيّاً كان الوضع، وأيّاً كان خيار «القوات». وهذا القرار أبلغه الحريري إلى قيادة «القوات» رسمياً، وهو ينتظر منها الجواب في الساعات المقبلة.

وثمة مَن يعتقد أنّ زيارة الحريري الخاصة للأردن تهدف، في جانب منها، إلى منح «القوات» هامشاً من الوقت، لكي تجد - خلال «الويك إند» أو الساعات القليلة المقبلة - صيغة مناسبة للإبلاغ عن موقفها، بعد مشاورات مكثّفة تجريها على المستوى القيادي.

ووفق الأوساط، ستحرص «القوات» على المشاركة في الحكومة، وهي ستختار إحدى صيغتين: إمّا التخلّي عن موقع نائب رئيس الحكومة مقابل الحصول على 4 حقائب، قد تكون إحداها وزارة العمل. وإمّا الاحتفاظ بموقع نائب رئيس الحكومة والحصول على 3 حقائب ليس بينها وزارة خدماتية أساسية. فالوقت لم يعد يسمح بمفاوضات جديدة على الحصص. وقطار الحكومة سينطلق، ولو شاء الأمر أن تكون انطلاقته بمَن حضر.

وتؤكد الأوساط أنّ ثمة حرصاً من الجميع على أن تتمثّل «القوات» في الحكومة لتوفير أوسع تغطية وطنية، في حكومة ستُلقى على كاهلها مسؤوليات حسّاسة. كما أنّ «التيار» لم يقف مرة حَجر عثرة في وجه حصولها على حقّها الكامل في التمثيل. ولكن، تضيف، ليس منطقياً أن تطالب «القوات» بتمثيل يفوق حجمها في المجلس النيابي، أو أن تكون حصتها على حساب حصة رئيس الجمهورية.

وتقول أوساط «التيار» ان لا شيء محسوماً في هذا الشأن. ولكن، إذا تمّ التفاهم على تمثيل سنّة 8 آذار بوزير من ضمن حصة رئيس الجمهورية، فالرئيس هو الذي يختاره. وهنا طرحت الأوساط إسم فادي عسلي. وفي المقابل، يقوم الحريري بتسمية وزير مسيحي.

في ظل هذه المعطيات، تُجري أوساط «التيار» جردة حساب للأرباح والخسائر في معسكر 14 آذار («المستقبل» و»القوات» تحديداً)، بين الحجم المنتظر أن يكون له في الحكومة بعد تأخير 5 أشهر على ولادتها، والحجم الذي كان يمكن أن يحظى به لو تشكّلت الحكومة في المراحل الأولى من التكليف؟ في تقدير الأوساط أنّ المماطلة التي اعتمدها فريق الحريري - «القوات»- جنبلاط لأشهر عدّة لم تقدّم له أي إيجابية، بل على العكس، إنّ المكاسب التي كان يمكن أن يحققها هذا الفريق قبل أشهر، بنوعية الحقائب وحتى بعددها، خسر اليوم كثيراً منها.

فهذا الفريق راهنَ على تحوّلات واستحقاقات محلية وإقليمية ودولية يمكن أن تُحسِّن من شروطه في التفاوض وتُضعِف الأطراف الأخرى، ولكن تبيَّن أن هذه المراهنة خاسرة. فالضغوط الاقتصادية والسياسية على طهران، والضغوط العسكرية والسياسية على دمشق، لم تسمحا بتقوية محور على آخر في لبنان.

وعلى العكس، تضيف الأوساط، طرأت تطورات إقليمية أضعفت المحور المقابل، ومعها تراجَع حلفاؤه في لبنان واضطروا إلى الرضوخ للواقع في الملف الحكومي. وهذا النموذج من المراهنة يعتمده فريق 14 آذار منذ 2006. ومن حكومة إلى أخرى، تراجعت قدرات هذا الفريق بسبب المراهنة على تطورات خارجية كان ينتظر أن تنعكس خلطاً لموازين القوى في الداخل. وفي رأي الأوساط أنّ «القوات» حظيت بتمثيل نوعي غير مسبوق في الحكومة الحالية بسبب تحالفها مع «التيار الوطني الحر»، كما أنها استطاعت المشاركة في إعداد قانون الانتخاب الجديد الذي أوصلَ إلى المجلس النيابي كتلة نيابية «قواتية» تضم 15 عضواً. وصحيح أن هذا التحالف يتضمن أيضاً دعم «القوات» لانتخاب الرئيس ميشال عون وتأييد العهد، إلّا أن الكسب الذي حققته «القوات» خلال هذا العهد هو نموذج تقتضي مصلحتها أن تتبعه دائماً.

وتعتقد أوساط «التيار» أنّ «القوات» ساهمت في دفع الحريري إلى التصَلّب في عملية التأليف منذ اليوم الأول، إنتظاراً لتطورات إقليمية ودولية مؤاتية، بدعمٍ من بعض القوى العربية والدولية، وأنه لم يكن قادراً على مواجهة الضغوط «القواتية» التي تحظى بتغطية بعض القوى الخارجية.

ووفق الأوساط، حصل الحريري على الضوء الأخضر الخارجي لتأليف الحكومة وفق التوازنات القائمة، وهو لطالما انتظر هذه اللحظة ليتحرّر من الضغوط، ويستعيد النهج الذي قامت عليه التسوية منذ 2016.

 

عون داخل «قصره»: «جنرال» لم يتغيّر 

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الاثنين 29 تشرين الأول 2018

يجزم كل من يلتقي الرئيس ميشال عون، أنّ الخروج من القصر الجمهوري ليس كدخوله. زوار بالجملة يجلسون قبالة رئيس الجمهورية محبطين ومتشائمين من سوداوية المشهد في ظل حكومة «تنازِع» لتولَد وأزمات لا تنتهي. لكن «الطاقة الإيجابية» للرئيس «الدائم التفاؤل» سرعان ما تنتقل اليهم. أما «بشرى» القصر: فُرِجت حكومياً! كما اليوم الأول، اليوم الأخير من سنة العهد الثانية، حماسة لقلب السائد وقرار بالتأقلم مع ما يستحيل التأقلم معه. غيّر القصر الجمهوري كثيراً من عاداته بحكم متطلبات الموقع، لكن «الجنرال» يبقى هو نفسه حتى لو أصبح رئيساً يدشّن عامه الثالث في بعبدا وسط أزمات تبدو مستعصية على الحلّ. حتى «السِباق» بين ولادة الحكومة ومحطة 31 تشرين الاول، تاريخ إنتخاب عون رئيساً، لا يُحبِط ساكن القصر. «لا أحد استطاع أن يحشرني بالمهل والتواريخ». يتصرّف على أساس أنّ ولادة الحكومة مسؤولية خالصة للرئيس المكلّف، أما «مفتاح» صدور مراسيمها فهو بيد رئيس الجمهورية من خلال التوقيع «الأخير».

لا يعنيه أنّ العهد في سنته الثالثة لا يشبه أبداً إنطلاقته خريف 2016 لناحية شبه الإجماع على دعمه، ولا الحديث الدائم عن تسوية تترنّح، ووضع إقتصادي وإجتماعي يليق به «اللطم»، في رأي كثيرين، وفساد يتمدّد بدلاً من أن ينحسر... الإنتظارات كثيرة و«الهريان» ضارب في عروق النظام. حتى العصا السحرية، لو استُعين بها، ستقدّم أداء ضعيفاً! مع ذلك، في اقتناع عون، كلما اقترب من منتصف الولاية وما بعدها، وُضِعت العصي أكثر في دواليب مسيرة العهد. لكن بمقدار ما تتمّ مواجهته بسيل الإشاعات خصوصاً لجهة وضع الليرة، كما ينقل عنه زواره، وجنوح قوى سياسية لـ «شيطنة» عهده على رغم من كل الإنجازات المحققة، بمقدار ما يتمسّك بجدول أعمال السنوات الستّ، مراهناً على الدور الذي ستلعبه الحكومة المقبلة على صعيد الوضع الإقتصادي والمالي و«خطة» إنقاذه وتنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر» ووضع الأسس لعملية الاصلاح الحقيقية.

هذا بالضبط ما دفعه دوماً الى انتظار ولادة حكومة العهد الأولى، وليس فقط لأنها تعكس موازين القوى لنتائج الإنتخابات على أساس النسبية، أحد أهم إنجازات عهده، كما يردّد دوماً.

على رغم صخب الأزمات الداخلية و«دراما» الحكومة، لم يبدّل رئيس الجمهورية داخل «قصره» تبديلاً في عاداته و«مزاجه». على مدى عامين، إحتفل ساكن القصر بعيد ميلاده في 18 شباط. الإحتفالات لا تشبه إحتفالات سابقة خبرها «المتمرّد» سابقاً في الثُكَن، أو قصر بعبدا يوم كان رئيساً لحكومة إنتقالية، أو المنفى، ولا المقرّ «الموقت» في الرابية.  الحلقة العائلية واللصيقة تشارك «فخامته» في الإحتفال الإستثنائي، الذي يتخلّله عادة إقامة قداس في كابيلا القصر التي شيّدها الرئيس السابق ميشال سليمان خلال ولايته الرئاسية.

كابيلا صغيرة شُيّدت بين شجيرات القصر، وهي من تصميم المهندس المعماري المتخصّص بترميم الأماكن القديمة والتراثية أنطوان لحود لحود. كان استعان سليمان به لترميم جزء من جوانب القصر وإدخال تعديلات عليه كالمدخل الرقم 6 الرئيسي وصالة السفراء.

يوميات الرئيس تكاد تكون ثابتة. يستفيق باكراً جداً. رياضة صباحية ثم يدخل مكتبه عند السابعة والنصف. يقرأ ملخّصاً عن التقرير الإعلامي، محلياً ودولياً، ويستمع الى بعض الإذاعات، ثم يبدأ جدول استقبالاته. وبعد الغداء، إستقبالات من الساعة الثالثة وحتى السابعة مساءً أحياناً في حال ضغط المواعيد. داخل «منزله» في الطابق العلوي يستقبل أصدقاءً وزواراً قريبين منه جداً، مع تمنٍ دائم من جانبهِ بعدم نشر صور له من داخل «منزله» الرئاسي!

«التمشاية» الصباحية صيفاً وشتاءً مع مساعديه من «طقوس» الجنرال الثابتة. لكن هنا المسافات أطول وأشرح و»الحاشية» المرافقة أكثر عدداً.»سمارت» كلب الرئيس تأقلم تدريجاً مع المكان الجديد، وفي بعض الأحيان يرافق الرئيس في الهرولة الصباحية.

للسكينة وجه لآخر. «زرّيعة الرابية» استُنسخت في بعبدا، لكن على مساحة أوسع. هناك وقت دائماً للاهتمام بـ«منتوجات» القصر وريّها.

قبل أشهر قليلة إنتهت ورشة «جنينة» القصر المطلّة على غرف المستشارين وقاعة الإعلاميين وصالون الزوار. هناك يمضي عون الوقت الأحبّ الى قلبه. بركة مياه ومقاعد للإستراحة وسط شجر الليمون والحامض وبوصفير والزيتون... مساحة جديدة تنضمّ الى «نشاطات» سابقة لم يشهدها القصر الجمهوري في تاريخه. إحتضانه لسبعة قفران للنحل في حديقته الفسيحة، تبنّي قضية الطيور المهاجرة، وفتح القصر أبوابه لزوار فوق العادة من مشاهير العالم، ودخول رئيس الجمهورية وجهاً ترويجياً ضمن حملة مكافحة سرطان الثدي، وإستقباله الاستثنائي لأطفال مرضى... قيل كثيراً عن حضور العائلة الطاغي في قصر بعبدا. ميراي وكلودين عون الأكثر وجوداً في حكم مهامهما الرسمية الى جانب «فخامته» والسيدة الأولى صاحبة الـ low profile.

الوزير جبران باسيل وبسبب ضغط زياراته الى الخارج والملفات الحزبية والسياسية والوزارية التي يتولاها، هو الأقل حضوراً في الشكل لكن الأكثر تأثيراً في المضمون، مع العلم أنّه كثيراً ما يكون الطرف الثالث غير المرئي ضمن لقاءات يُجريها رئيس الجمهورية مع زواره خصوصاً، خلال مفاوضات تأليف الحكومة. النائب العميد شامل روكز «يطلطل» على القصر دوماً. أما العائلة مجتمعة فلها الـ«ويك اند» وبمَن حَضر. القصر مفتوح للجميع. هذا ما يردّده أولياء القصر، لكن «لائحة الانتظار» لا تزال «مفوّلة» من طالبي المواعيد مع الرئيس، ووفق الأولويات تُنظّم أجندة اللقاءات. في ذكرى انقضاء العام الأول من العهد، وجّه ميشال عون رسالة الى اللبنانيين سبقه إليها فقط أمين الجميل، الذي اعتمد هذه العادة كل 23 أيلول من سنوات عهده. كذلك تميّز الإحتفال بإجراء حوار مباشر غير مسبوق لرئيس الجمهورية مع وسائل الاعلام! هذا العام، أربَكت ولادة الحكومة الجميع. أكثر من مرّة إنشغلت دوائر القصر الجمهوري بتحضيرات لزيارة مفاجئة قد يقوم بها الرئيس المكلّف سعد الحريري يمكن أن تفضي الى ولادة الحكومة، لكن، إمّا يتمّ تأجيل الزيارة أو تحصل الزيارة لكن بتقديم «تشكيلة وزارية» لا ترضي الرئيس. في الساعات الماضية لم يكن الوضع أفضل حالاً. في أي لحظة يمكن أن يحطّ الحريري ليقدّم آخر مسودة يُفترض أن تنال توقيع عون، وللمشهد دائماً تحضيراته المسبقة.

حتى الآن، لا قرار بإجراء حوار إعلامي أو توجيه رسالة كالعام الماضي. الأمر سيكون مرهوناً بمصير الحكومة التي يجزم أهل القصر بأن ولادتها باتت مسألة ساعات، وفي أقصى الحالات منتصف الاسبوع! «الرئيس القوي»، وفق قريبين منه، على «عناده الإصلاحي» وسيبقى كذلك حتى الرمق الأخير. وهو ينتظر مباشرة الحكومة مهامها بعد نيلها الثقة، ليبدأ العمل الجدّي. لكن، يصعب على الفريق غير المشكّك بـ«نوايا» رئيس الجمهورية والمُحبَط في الوقت عينه من أداء العهد، أن يَفصل «حكمه» على ميشال عون عن «حالة» جبران باسيل، الأكثر إلتصاقاً بالعهد والأكثر عرضة لـ«البرش» اليومي مقارنة ببقية السياسيين!. باسيل «ظاهرة» فعلاً. القريبون منه ومن أسلوبه في العمل يجزمون بأنّه إصلاحي من الدرجة الأولى، مهجوس بفكرة إعادة إثبات الحضور المسيحي وبناء الدولة و»تطهيرها» من الفساد ووقف «أعمال السَلبَطة» بحقها، وقد نجح في تكوين أكبر كتلة نيابية ومسيحية. خصومه، في المقابل، يصوّرونه على أنه أسوأ نموذج لسياسي منذ ما بعد «إتفاق الطائف» أسلوباً ومضموناً، ومكروه لدى الرأي العام، والأنكى من ذلك يحضّر لمعركته الرئاسية محاولاً الإيحاء بأنّه «القائد التنفيذي» للعهد!

 

لهذه الأسباب وزير المال قَلِق 

أنطوان فرح/جريدة الجمهورية/الاثنين 29 تشرين الأول2018

بقدر ما تأرجحت مسألة تشكيل الحكومة، وبقدر ما علت أصوات تطالب بتسريع التأليف لانقاذ الوضع المالي والاقتصادي من الانهيار، التبست الامور على البعض، وصار يعتقد ان ولادة الحكومة هي الهدف المرتجى للخلاص.

يجري التعاطي حاليا مع ملف تشكيل الحكومة على اساس ان ما بعد التأليف ليس كما قبله. وكأن الأزمة المالية اليوم طارئة، ولم تكن موجودة قبل «الفراغ» الحكومي. في حين ان الواقع غير ذلك تماما، وما قبل الحكومة يشبه ما بعدها، وهذا المشهد يتكرّر منذ عشرات السنين. الأزمة المالية والاقتصادية تراكمية، بل انها كانت تتفاقم اكثر أحياناً بسبب وجود حكومة. ولعلّ النموذج النافر في هذا التوصيف، يتبيّن في قرار سلسلة الرتب والرواتب. هذا القرار كان بمثابة دفشة موفقة الى القعر. صحيح ان عربة الوضع المالي كانت تتدهور، لكن قرار الحكومة بمنح السلسلة ساهم في تسريع اندفاعة العربة نحو الهاوية. كان الاعتقاد السائد ان إقرار موازنة للعام 2018 بعجز يقارب العجز في العام 2017، انجاز يُسجّل للحكومة. لكن، ومع مرور الوقت تبين ان نمو العجز عندما كان يتم تسيير البلد بلا موازنات «أرحم» على المالية العامة. وهنا ايضا تبرز معادلة موازية لمسألة الحكومة، مفادها ان الانقاذ لا يتم من خلال وجود موازنة، بل عبر ما تتضمنّه اولاً، وما سيتم تنفيذه من الكلام على الورق الوارد في الموازنة.

في هذا السياق، تبيّن ان العجز في العام 2018، يرتفع بوتيرة تفوق النسب المقدّرة على الورق. ورغم ان التقارير الرسمية التي تصدر عن وزارة المالية لا تشير الى حجم الدين العام سوى حتى آب 2018، إلا ان ذلك يعتبر كافيا لتكوين فكرة عن وتيرة نمو الدين، والى اين يمكن ان يصل في الاشهر القليلة المقبلة. في تموز وصل الدين الى 82,90 مليار دولار. وفي نهاية آب ارتفع الى83,69 مليار دولار، أي بزيادة حوالي 800 مليون دولار في شهر واحد.

هذا الرقم يمكن أن يفسّر لماذا يشعر وزير المالية بقلق شديد حيال المرحلة المقبلة. وفي حسبة بسيطة يتبيّن ان الدين العام قد ينمو 9,6 مليار دولار سنويا (800x12). طبعا، هذا لا يعني ان نموه الشهري ثابت، بدليل ان نمو الدين في 2018 لن يتجاوز الـ7 مليار دولار، لكن وتيرة تضخّم الدين تُظهر انه يزيد باضطراد شهرا بعد شهر. ومن هنا، قد نفهم لماذ يقول وزير المالية في اللقاءات المغلقة ان العجز في العام 2019 قد يصل الى 9 مليار دولار.

هنا لا بد من التذكير بأن لبنان التزم بخفض تدريجي للعجز بمعدل 5 نقاط مئوية سنوياً. لكن ما يجري ان العجز ينمو بوتيرة متصاعدة، وبذلك تصبح الوعود التي سمعها ويسمعها زوار أجانب من مسؤولين لبنانيين بأن لبنان مُلتزم تطبيق تعهداته في مؤتمر «سيدر» موضع تشكيك.

في عودة الى نقطة البداية المتعلقة بالحكومة، لا بد من التذكير بأن الوضع المالي في ظل وجود الحكومة الحالية، قبل ان تتحول حكومة تصريف اعمال، لم يكن افضل. وعندما طرح البعض تأجيل انعقاد مؤتمر «سيدر» الى ما بعد الانتخابات النيابية في ايار الماضي، حرص الفرنسيون على عدم التأجيل كما اقترح البعض. ورغم التفسيرات الكثيرة والمتنوعة التي أعطيت في حينه لاستعجال انعقاد المؤتمر، إلا ان الاكيد ان الفرنسيين المطّلعين على الوضع اللبناني، تصرفوا على اساس ان البلد لا يحتمل أي تأجيل، وكل دقيقة تمر من دون البدء في مسيرة وقف التدهور، لها كلفتها على البلد والناس. ما يجري اليوم هدرٌ غير محسوب للوقت، من خلال تأخير ولادة الحكومة. ورغم أهمية الوقت، وهو أساسي في تحديد المنحى الذي ستتخذه التطورات، الا ان ما يوازيه في الأهمية يبقى في ما ستنجزه الحكومة عندما ترى النور. اذا كانت الحكومة التي ينتظرها الناس ستواصل السياسة المتّبعة منذ سنوات، واذا كانت ستتخذ قرارات شبيهة بقرار سلسلة الرتب والرواتب، فمن المؤكد ان ما قبل الحكومة سيكون افضل ممّا بعدها، لأن البلد لا يحتاج دفشات اضافية، وهو سيقع من دون «جميلة» أحد.

 

سياسة التقشُّف تفرض نفسها ولا خيار آخر للحكومة  

بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية/الاثنين 29 تشرين الأول 2018

لا يُخفى على أحد، أنّ المالية العامّة في لبنان أصبحت في حال يُرثى لها، وستفرض حكماً أسئلة جوهرية عن قدرة الدوّلة على الإستمرار في الإنفاق على الوتيرة الحالية. وإذا كنا نعتقد أنّ التقشف سيفرض نفسه في العام المُقبل، نرى أنّ التداعيات الإجتماعية وحتى الإقتصادية، ستكون مؤلمة في حال لم تُطبّق سياسة تقشّفية. هذا الأمر هو الحلّ الوحيد لإنقاذ المالية العامّة. سياسة التقشّف هي عبارة عن سياسة إقتصادية تعتمد على رفع الضرائب ولجم الإنفاق العام بهدف تخفيف العجز، حيث يتمّ إعتمادها في حال كان هناك مخاطر ملاءة على المالية العامّة. هذا الوضع قد تصل اليه الحكومة في حال كان الدين العام مُرتفعاً والعجز في الموازنة مُزمناً، بطريقة أنّ خدمة الدين العام تُصبح عبئاً جدّياً على الإنفاق العام. هذا الوصف يُجسّد الحالة اللبنانية التي تتميّز، إضافة الى ذلك، بغياب الإنتظام المالي، بحكم أنّ الميزان الأوّلي لا يُغطّي خدمة الدين العام، ما يعني أنّ قسماً كبيراً من هذا العجز يتحوّل تلقائيًا إلى دين عام. وبالتالي تدخل المالية العامّة في حلقة مّفرغة، عادة ما تكون نهايتها فرض الوصاية الصندوقية على مالية الدّولة وفرض برنامج تقشّفي.

أهداف السياسة التقشّفية تتمحور حول ثلاث نقاط أساسية هي:

أولاً- تفادي تراكم العجز في الموازنة، والذي يتحوّل تلقائياً إلى دين عام وبالتالي يزيد من خدمة الدين العام.

• ثانياً - لجم التضخّم المُرتفع والذي يرافق معظم حالات العجز المالي ويؤثّر سلباً على النمو الإقتصادي.

• ثالثاً - لجم الإستثمارات المُفرطة في بعض القطاعات وبالتالي الفقاعات.

هذه السياسة تجد جذورها في النظرية الريكاردية، التي تنصّ على أنّ زيادة الإنفاق الحكومي تؤدّي حكماً إلى رفع الضرائب وبالتالي تؤدّي إلى خفض إنفاق القطاع الخاص. هذا الأمر بالطبع يتضارب والنظرية الكينزية، والتي تنصّ على انّ التحفيز يتمّ من خلال زيادة الإنفاق الحكومي.

السيطرة على التضخّم تمرّ بحسب النظرية الإقتصادية من خلال السيطرة على كتلة الأجور في القطاعين العام والخاص، لأنّ ذلك يمثل ضغطاً على مالية الدولة، ولكن أيضاً على الشركات التي تقلّ ربحيتها وبالتالي تعمد إلى صرف الموظفين، مما يرفع نسبة البطالة. أضف إلى ذلك، انّ رفع الأجور يؤدّي إلى رفع الأسعار - أي التضخم، مما يعني الدخول في حلقة مُفرغة.

عملياً، ومن خلال السياسة التقشّفية، تعمد الحكومة إلى السيطرة على المالية العامّة وعلى ميزان المدفوعات على الأمد البعيد، ما يزيد من ثقة اللاعبين الإقتصاديين بالإقتصاد، ويلجم البطالة، ويزيد من الإستثمارات. هذا الأمر يؤدّي في النهاية إلى رفع التنافسية الإقتصادية ويزيد من فرص العمل. لكن، ولأن لكل شيء ثمنه، تؤدّي السياسة التقشّفية إلى تباطؤ النمو على الأمد القصير.

هناك أدوات تقليدية عدة لتطبيق السياسة التقشّفية، تختلف كل واحدة عن الأخرى بحسب أولويات السياسة (خفض العجز أو لجم التضخم)، وبحسب أسباب الوضع الإقتصادي (إفراط في الإنفاق، تضخّم في الكلفة، تضخّم ناتج من الخلل بين العرض والطلب...):

أولاً - السياسة المالية والضريبية: تعمد الحكومة من خلال هذه الأدوات إلى خفض الإنفاق العام وحتى، خلق فائض عبر تقليص حجم الإنفاق الجاري في الموازنة.

• ثانياً - السياسة الضريبية: تعمد الحكومة إلى رفع الضرائب بالدرجة الأولى على الموارد غير المُستخدمة في الإقتصاد، ولكن أيضاً على النشاط الإقتصادي.

• ثالثاً - السياسة النقدية: تتعاون السلطات النقدية مع الحكومة بهدف رفع الفوائد، مما يلجم الإستثمارات ويُخفف إحتمال حصول فقاعات في بعض القطاعات.

إستخدام هذه الأدوات يؤدّي حكماً إلى لجم التضخّم وزيادة العرض خصوصًا، في حال أنّ الشركات المحلّية لا تستطيع تلبية الطلب الداخلي، مما يؤدّي إلى تضخّم مُستورد وضرب ميزان المدفوعات. وبالتالي، فإنّ سياسة التقشّف تدفع إلى زيادة القدرة الإنتاجية للشركات بالتوازي مع لجم الأجور. بالطبع لجم الأجور سيؤثّر حكماً على الإستهلاك، لكن هذا التأثير سيكون قصير الأمد، بحكم أنّ عودة التوازن بين العرض والطلب ستدفع إلى رفع الإستهلاك تلقائياً على الأمد البعيد.

في العام 1998، طرحت حكومة الرئيس الحص في بيانها الوزاري سياسة إصلاحية للمالية العامّة. هذه السياسة أدّت كما هو متوقّع في النظرية الإقتصادية، إلى حال انكماش في الإقتصاد اللبناني في العام 1999 (التداعيات الكنيزية). إلّا أنّ الإنتقادات الواسعة التي طالت سياسة الرئيس سليم الحص، أدّت إلى إعتماد سياسة توسّعية، زاد معها الإنفاق العام بنسبة كبيرة في السنين التي تلتّ تطبيق هذه السياسة.

من البديهي القول، إنّ الوضع في العام 1998 والوضع حاليًا لا يتشابهان، أقلّه لا على الصعيد الإقتصادي ولا المالي. فالإقتصاد اللبناني اليوم يستوردّ كماً هائلاً من السلع التي تُستهلك داخليًا (32% من الناتج المحلّي الإجمالي) مما يخّلق خللاً كبيراً بين العرض والطلب. أضف إلى ذلك، إنّ نسبة التضخّم حالياً وصلت إلى عتبة الـ 7% وهو مستوى خطير نسبة إلى النمو المُسجّل (1 إلى 1.5%).

على صعيد آخر، أخذ العجز المُزمن بالتزايد إلى حد وصوله إلى 57 مليار دولار أميركي تراكمياً منذ العام 2007 وحتى العام 2017، ليصبح الدين العام 83 مليار د.أ (مقارنة بـ 19 مليار د.أ في العام 1998). هذا الأمر يُظهر أنّ شروط السياسة التقشفية موجودة وبالتالي فإن تطبيقها أصبح إلزامياً.

هناك شروط لضمان نجاح أي سياسة تقشّفية ستقوم بها الحكومة العتيدة :

• أولاً - لا يجب على أي سياسة تقشّفية تعتمدها الحكومة أن تطال الشركات، وبالتالي لا يُمكن لها زيادة الضرائب عليها.

• ثانياً - يتوجّب على الأُسر أن تُحافظ على مستوى الإستهلاك كما هو قبل البدء بسياسة التقشّف. وهذا الأمر يفرض أيضاً عدم رفع الضرائب عليها.

• ثالثاً - يتوجّب على الحكومة وضع سياسة إقتصادية واضحة لمواكبة دينامية الإستثمارات، والتي توصل إلى خفض تلقائي لأسعار الفوائد.

من هنا، نرى أنّه لا يُمكن للحكومة أن تعمد في مقاربتها للمُشكلة إلى إعتماد الضرائب على النشاط الإقتصادي، لأنّ مفاعيلها خطيرة وتُشكّل خطراً رئيسياً على الوضع الإقتصادي. وبالتالي فإنّها مدعوة في حال إعتمدت الضرائب، إلى فرضها على الموارد غير المُستخدمة، كالحسابات المصرفية الكبيرة، الأملاك البحرية والنهرية، الشقق الشاغرة وغيرها. أيضاً يتوجّب عليها خفض إنفاقها وتحسين جباية الضرائب والرسوم والفواتير، إضافة إلى التخلّص من إدارة المرافق العامّة التي ترزح تحت عجز، مثل مؤسسة كهرباء لبنان. إنّ عدم القيام بسياسة تقشفية في ظلّ التردّي المالي، سيؤدّي إلى فرض وصاية من قِبل صندوق النقدّ الدولي، والذي سيفرض برنامجه التقشّفي المعروف، الذي ينص على ثلاث نقاط أساسية: رفع الضرائب، سحب الدعم عن كل ما هو إجتماعي وخصخصة المرافق العامّة (بيعها).

 

البيت الأزرق» سجن للمرضى النفسيين من المجرمين في لبنان

سناء الجاك: «الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18

أحدهم طلب صداقة نتنياهو عبر «فيسبوك»... وآخر يصر على أنه مخطوف منذ الحرب الأهلية

يستوقف بناء مطلية جدرانه باللون الأزرق زائر سجن رومية المركزي، الذي يربض على تلة في قضاء المتن، شرق بيروت. لوهلة، يشعر الزائر بأنه في مكان لا يمتُّ إلى فكرة الاعتقال بصِلة. هو المبنى الاحترازي كما تشير اليافطة. ولدى الاقتراب من باب المبنى نقرأ التالي: «تمت إعادة ترميم البيت الأزرق ضمن مشروع تطوير الظروف الحياتية في السجون. وهو مشروع تقوم به وزارة العدل ومديرية السجون بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNOD)، والممول من مكتب التعاون التنموي الإيطالي في عام 2017».

المكان نظيف يغمره الضوء والهدوء. لكنه يبقى سجناً يضم أربعين نزيلاً يحتاجون رعاية خاصة. غالبيتهم قتلوا أحد أفراد عائلتهم. يقول الرائد شادي البستاني المسؤول عن المبنى لـ«الشرق الأوسط» إن «السجناء في البيت الأزرق يشكلون خطراً على الآخرين، غالبيتهم مصابون بانفصام في الشخصية، وهناك ثلاثة يحملون مرض نقص المناعة (الإيدز)، نعزلهم مساءً ونراقبهم نهاراً. يتوزعون على جناحين. في كل جناح 17 غرفة، وكل سجين لديه فراشه، ومنظمةUNOD) ) بصدد تأمين سرير لكل سجين».

هنا الجرائم مختلفة عما في أبنية السجن الأخرى. عندما نسمعها، نفهم خصوصية البيت الأزرق. يبدأ علي ليقول إنه قتل والده، بناء على إشارات أشخاص يراهم ويسمعهم وحده دون سواه. يوضح: «لم أكن أُعالج آنذاك، فتدهورت حالتي. لكن حالتي (الآن) أصبحت مستقرة، أتناول الدواء بانتظام، كما يؤكد طبيب الاعصاب والطبيبة النفسية». علي يريد مغادرة السجن، بالكاد يتجاوز الثلاثين من عمره. لا يعرف كم مر عليه من الزمن في السجن. إطلاق سراحه مرهون بكفالة أحد أفراد عائلته. وأهله لا يكفلونه. «أحتاج لكفالة. أريد أن أخرج وأعمل». علي وصل إلى المرحلة الجامعية وبدأ اختصاصاً في العلوم السياسية، لكن الأصوات اعترضت طريقه وعطّلت مستقبله.

تزوره شقيقته من حين إلى آخر. يخبرها أن محاميه انقلب ضده. يقول إنها لا تصدقه.

الزيارات العائلية تتم في إحدى غرف البيت الأزرق، يجلس السجين على راحته من دون أصفاد، في حين تتم المقابلات في المباني الأخرى عبر القضبان. خالد المحكوم بثلاث سنوات لسرقته دراجة نارية، لا يزوره أحد؛ فهو لا يعرف أهله. تربى في دار للأيتام، بعد ذلك خرج إلى الطريق، يعيش هناك وينام هناك. يجمع الخردوات ويبيعها ليأكل. يجادل بحدة وعنف. يقول: «نمتُ 10 سنوات في سجون لبنان، وفيها تعلمت القراءة والكتابة. لم أعد أحتمل. لا أريد أن آكل أو أشرب. أريد حريتي». ومع هذا يتناول طعامه متلذذاً خلف القضبان، ويقول إنه شهي.

نظرية المؤامرة حاضرة في احتجاجات المصابين بالانفصام. طلال قتل أخاه منذ 8 سنوات. أرسلوه إلى البيت الأزرق. يتهم الطبيب المشرف بأنه يعطيه أدوية متضاربة تزيد من سوء حالته. كذلك طوبيا حامل الجنسية الأسترالية، يقول إنه عاد إلى لبنان بعد مشكلات مع البوليس الأسترالي، وأن أقارب له حرضوا مجموعة من المجانين ليستفزوه، فكان يسجن نفسه في منزله حاملاً سكيناً ليحمي نفسه. عندما ازداد الضغط عليه خرج وطعن جاره حتى الموت. أما وئام فهو يشكل الحالة الأكثر خصوصية. يدفعه زملاؤه نحو الباب ليحكي حكايته. يقول: «أرسلت Friend request، أي طلب صداقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك عدة رسائل أخرى عبر (فيسبوك). نتنياهو لم يجب عن رسائلي. لكن الأمن العام ألقى القبض علي بتهمة التعامل». هو في السابعة والعشرين من عمره، نحيل، يتلفت حوله بخوف ومقلّ في الكلام. حاصل على شهادة مهنية في الإلكترونيات، وكان يعمل في معمل للشوكولاته، يتناول أدوية أعصاب ولا يعرف لماذا. يزوره أهله دائماً. ميال إلى الصمت والانعزال عن رفاقه الذين يماحكونه ويزعجوه كأن جريمته لا تليق بمقامهم.

سجناء للأبد

يقول الرائد البستاني: «ينص القانون على أن المصابين بأمراض نفسية يبقون في الاحتجاز لحين الشفاء؛ هذا القانون يجب أن يُعدل. هناك سبعة سجناء لا أمل لهم بالشفاء، ما يعني أنهم سيبقون في السجن ولن يغادروه أبداً».

تلك هي حال طلال، يقارب السبعين من العمر. هو في السجن منذ أكثر من 25 عاماً بتهمة محاولة قتل. لكنه يصر على أنه كان مخطوفاً خلال الحرب الأهلية. يقول: «ربما لا أزال مخطوفاً. ألصقوا بي تهمة القتل، ووضعوني في السجن. لدي جوازا سفر ألمانيان. إذا عرف الألمان بوضعي سيساعدونني». يصر طلال على أنه متزوج ولديه ولد، وزوجته تدّعي زوراً أنها طبيبة. «على أيامي لم تكن دكتورة. تزورني بشخصيات وأسماء مختلفة. ولا أحد يستطيع كشف الأمر. زارتني مع ابني، ثم تركت الولد ورحلت». ويضيف: «أنا ضحية مؤامرة لأنني كنت في الحزب الشيوعي. الطبيب تآمر علي. هو يريد إبقائي في السجن». حكاية زياد تختلف، يقارب الأربعين ولا تعكس ملامحه اضطراباً، لكنه مصاب بـ«الإيدز». سُجِن عدة أشهر للمرة الأولى عام 2009 بتهمة تعاطي المخدرات، وعندما خرج أقفلت في وجهه أبواب العمل والحياة الصالحة، فعاد إلى التعاطي والسهر والكحول. ووجد أن بيع المخدرات مربح فغرق أكثر فأكثر، ليعود مع حكم بالسجن خمس سنوات أمضى منها ثلاثاً. يقسم زياد أنه لن يعود إلى ما كان عليه. يقول: «عندما دخلت السجن كنتُ نحيلاً ومريضاً. أما اليوم فقد اكتسبتُ وزناً وصحتي جيدة. أواظب على الرياضة. ولدي منزلي، عندما أخرج سأعمل في التجارة وأرتب حياتي بطريقة سليمة وصحية ولن أعود إلى ما يؤذيني أو يؤذي أهلي الذين احتضنوني». في البيت الأزرق وسائل الرعاية والترفيه متوفرة. مشاهدة التلفزيون متاحة، والنزهة أيضاً في باحة رحبة، والنزلاء يؤكدون أن الحراس يعاملونهم بلطف وحرص. يقول الرائد البستاني: «لا يمكن لأي منهم البقاء من دون دواء للأعصاب. مَن يرفض تناول الدواء يصبح عنيفاً ويتم نقله إلى المستشفى». ويضيف: «التعامل مع هؤلاء المرضى يتطلب خبرة. لذا التحقتُ بدورات مع منظمة الصليب الأحمر بشأن الانتباه إلى الأوضاع الصحية والنفسية لنزلاء البيت الأزرق». ويوضح: «يتولى طبيب من وزارة الصحة معاينتهم مرة في الأسبوع. ولدينا طبيبة نفسية موجودة في السجن تأتي إلى البيت الأزرق عندما تدعو الحاجة. نزودهم بالأدوية المتوفرة في صيدلية قوى الأمن الداخلي، وإذا احتاجوا دواء غير موجود نطلب من الأهل أو من الجمعيات التي تعنى بالسجناء توفيره». لا ينكر البستاني أن الحالة النفسية لبعض السجناء ليست متردية، لكنهم يدَّعون الجنون، لأن الإقامة في البيت الأزرق أفضل. ويشير إلى أن «وجود جناحين يساعد في الفصل بين النزلاء منعاً للحزازات. تحدث أحياناً بعض الإشكالات التي يمكن ضبطها. لدينا مشاريع مدروسة للترفيه عنهم وتدريب مسرحي إيحائي وعلاج بالرسم».

 

ملفات ما بعد ولادة الحكومة

الهام فريحة/الأنوار/30 تشرين الأول/18

غدا الأربعاء يوم مميز في حياة العهد، ففي مثل هذا اليوم من العام 2016، انتخب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية بعد فراغ في موقع الرئاسة دام سنتين وستة أشهر. غدا الأربعاء سيُطل رئيس الجمورية العماد ميشال عون على السنة الثالثة من عهده بحكومة جديدة سمَّاها هو حكومة العهد الأولى، وهذه الحكومة، إذا لم يحدث ما هو استثنائي، ستواكب رئيس الجمهورية حتى حزيران من العام 2022 أي عند استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة وقبل خمسة اشهر من انتهاء العهد. صحيح انها ستكون حكومة العهد الأولى، لكن هل ستستطيع العمل بزخم كما في أول كل عهد؟ من الصعوبة الإجابة عن سؤال كبير كهذا السؤال في ظل التحديات التالية:

لم تطابق حسابات الحقل حسابات البيدر في أكثر من حقيبة وفي أكثر من وزارة لدى أكثر من طرف، سواء أكان قوياً أو ضعيفاً:

كتلة لبنان القوي، على سبيل المثال لا الحصر، كانت تريد انتزاع وزارة الأشغال من تيار المردة، لكن رئيس التيار النائب السابق والوزير السابق سليمان فرنجيه قال بالفم الملآن: اما حقيبة الأشغال أو لا أشارك في الحكومة، فكان له ما اراد. ويُقال ان دعماً قوياً لطلب فرنجيه جاءه من أكثر من جهة فاستطاع الابقاء على حقيبة الأشغال من حصته. حزب الله تمسك بحقيبة الصحة، فسُحبت من القوات اللبنانية وأعطيت له، ومن الآن فصاعداً ستتم مراقبة ديبلوماسية صارمة لاداء وزارة الصحة خصوصا ان الغرب له مواقف غير جيدة من حزب الله.

الحزب التقدمي الاشتراكي تمسك بوزارة التربية فبقيت من حصته. رئيس الجمهورية بقيت من حصته وزارات الدفاع والاقتصاد والعدل. رئيس الحكومة حافظ على وزارة الداخلية ووزارة الاتصالات.

التيار الوطني الحر حافظ على حقيبتي الخارجية والطاقة. وحدها القوات اللبنانية أخذ منها ولم تُعطَ مقدار ما أخذ منها: كانت لديها وزارة الصحة فإعطيت بديلا منها وزارة العمل.ويبقى السؤال الذي يطرحه الناس لا السياسيون: هل ستُقلع الحكومة العتيدة؟

لنتذكر جميعا ان الحكومة الجديدة يتزامن تشكيلها مع بدء السنة الثالثة للعهد، هذا يعني ان نصف الزخم السياسي قد ولَّى، ويعني ايضا ان القدرة على متابعة الملفات قد تراجعت أو ضعفت، فيكون البلد أمام المعادلة التالية: حكومة عادية لملفات استثنائية في ظروف استثنائية. تدخل الحكومة "جنة الحكم" وهي محمَّلة بأثقال ما يقارب المئة مليار دولار دينا، وبأزمة نفايات لم تجد حلاً لها وبمشلكة كهرباء تائهة وضائعة بين البواخر والمولدات والعدادات، لكن الأهم من كل ذلك هو كيفية مواجهة التحديات الكبرى المتمثلة في الافلاسات وفي التراجع الاقتصادي غير المسبوق.

ثمة من يقول ان الوضع قبل سنتين، عند انطلاق الحكومة الحالية، أي حكومة تصريف الأعمال، كان افضل مما هو عليه اليوم. ما يتمناه اللبنانيون هو الا يقولوا عند رحيل الحكومة الآتية: كان الوضع في تشرين الاول 2018 افضل مما نحن عليه.

سيحاول اللبنانيون ان يتفاءلوا، حتى ولو كانت معطيات عدم التفاؤل أكثر من معطيات التفاؤل. تبقى قضية السنّي من 8 آذار، كيف سيتم تفكيك هذا اللغم؟

 

ملحمة "الإخوة كارامازوف"...

الهام فريحة/الأنوار/30 تشرين الأول/18

"الإخوة كارامازوف" هي رواية للكاتب الروسي دوستويفسكي، كتبها منذ 150 عاماً، وهي تعالج كثيرا من القضايا التي تتعلق بالبشر، كالروابط العائلية وسوء التربية والقسوة التي تحول البشر الى اشباه القرود. تحولت الرواية بعد نحو مئة عام على صدورها الى فيلم مصري بعنوان "الأخوة الأعداء". تدور الرواية حول ثلاث شخصيات: "فيودور كارامازوف"، وهو أب أسرة كارامازوف. في الـ 55 من عمره، تتمحور الرواية حول علاقته بابنائه الثلاثة وابنه غير الشرعي من امرأة تعمل بحانة، ونتيجة عدم اهتمامه بهم يؤدي ذلك الى مشاعر كراهية شديدة متبادلة بينه وبينهم.

"ديمتري": وهو الأخ الأكبر في العائلة مريض نفسي. "ايفان": الأخ الأوسط في العائلة. وكان يعيش حياة نفسية مضطربة. "ايليوشا": الأخ الاصغر كان ايضا يعيش حياة كوالده تماماً لا يصرف ماله الا بالحانات وعلى لعب الميسر والنساء الغانيات.

وهناك شخصيات ثانوية في الرواية التي تدور حول صراع مرير بين الاب (فيودور كارامازوف) وابنه البكر (ديمتري) ويحتدم الصراع بينهما الى درجة يقدم الاب على تهديد ابنه بانه سوف يقتله. للأب فيودور طفل لقيط، وهذا الطفل يقتل والده، اي فيودور، فتتوجه الاتهامات الى "ديمتري" الولد الشرعي، بسبب سوء علاقته بوالده. من جراء معاملة والدته التي يحبها وهي من عائلة أغنى من والده واخذ كل مالها عنوة لصرفها على ملذاته، وهربت من المنزل الى جهة مجهولة. لاحقاً يعترف الولد غير الشرعي بانه هو الذي قتل والده الذي كان يقفل عليه الابواب مع الاخوة الثلاثة مما جعل الاربعة متجهين نحو الشذوذ. يعاد فتح المحاكمة لتبرئة ديمتري ويطلب الولد الشرعي للشهادة لكنه يصاب بمرض عضال ويتوفى قبل ان يدلي بشهادته. وتنتهي مأساة ملحمة "الاخوة كارامازوف" اي "الاخوة الأعداء" نهاية تراجيدية وهي ضياع العائلة بكاملها. وهذا مقطع من الرواية الذي يُظهر ان الاخوة الاربعة لم يكن لديهم من اهتمام سوى شره المال والرذيلة: قل لي: انت أريتني هذا المال الذي كنت تخبئه عندك، لتقنعني بصدق ما رويته لي، أليس كذلك؟ فجاءه الرد: خذ المال واحمله معك. سأحمله طبعاً.. ولكن لماذا ترده إليّ الآن وانت انما قتلت لتحصل عليه؟ فجاءه الجواب أصبحت لا أريد هذا المال! لقد قررت خلال مدة ما ان ابدأ بهذا المال حياة جديدة في موسكو، أو قل أيضا ان أسافر الى الخارج.. كان لي هذا الأمل، ولا سيما أنك كنت تقول: "ان كل شيء مباح" من قسوة والدنا.. انت علمتني ان أفكر هذا التفكير، ومرضي العضال اجبرني على ترك المال لك. خلاصة الرواية: فتش الأخوة الثلاثة عن كل ما هو غير مباح وبرروه لأنهم لا يعترفون بغير ما تعلموه من والدهم فيودور، القاسي والاناني الذي خسر زوجته واولاده بسبب عجرفته وشهواته التي لا تنتهي.

انها رواية من عدة اجزاء تستحق ان تقرأ.

 

أمبراطور الصين

سناء الجاك/النهار/29 تشرين الأول 2018  

يحكى ان أفراد بطانة أحد أباطرة الصين الذي استولى على العرش في زمن بعيد، كانوا مساكين. يتحطم القلب لدى الاستماع الى مظلومياتهم. معاناتهم كانت صعبة بحق. هناك من كان يترصدهم، وحقوقهم كانت منهوبة من الشركاء في السلطة الذين يريدون سلبهم حقائب هي من صلب حقوقهم الشرعية، وهي الوسيلة لتحقيق انجازاتهم الموعودة التي تبرر استئثارهم بالسلطة. مشكلة هؤلاء الشركاء انهم لم يفهموا حجم المؤامرة التي ساهموا فيها للقضاء على "عهد الأمبراطور"، فهم لم يشاهدوا فيلم "for love or country"، وفيه يؤدي الممثل اندي غارثيا دور عازف البوق الكوبي ارتيرو ساندوفال الذي تمرد وارتدّ وهرب من نظام فيديل كاسترو. يقول ارتيرو لدى تلفيق تهمة الاتجار بالمخدرات لأحد اركان النظام ومحاكمته واعدامه: "جريمة الرجل انه أصبح اكثر شعبية من كاسترو بعد انتصارات حققها لمصلحة النظام. الامر ممنوع. وحده الديكتاتور يجب ان يكون زعيماً شعبياً، او الموتى. اما الاحياء فممنوع عليهم تحقيق إنجازات هي حكر على الديكتاتور دون سواه، حتى لو كانوا من أركان النظام".

من يفهم العبرة، يعرف ان أفراد البطانة كانوا مساكين، ولا سيما عندما يتحدثون عن مؤامرات النيل من المعجزة المتمثلة بقائد تاريخي اسطوري. وعلى الشعب ان يركع ويقبّل التراب كل صباح وكل مساء لأن الفرصة التي منّت بها عليهم الآلهة قد لا تتكرر، واغفالها جريمة موصوفة. قمة المعاناة تظهر جلية عندما أرغمهم ظلم الأقربين والأبعدين على استخدام لغة طائفية، هم بعيدون كل البعد عنها، لكنه الغبن الذي لا بد من مقاومته ليتمكنوا من المطالبة بهذه الحقوق المكتسبة والممكن اكتساب المزيد منها، التي لا ينص عليها دستور بلاد الماو ماو. لعل المشكلة في سوء الفهم، والمواجهة وضعت الأمبراطور وبطانته من أهل البيت تحت رحمة الاضطهاد وخطر الاستضعاف في حين ان المرحلة كانت تتطلب تغليب شعار القوة لمصلحة الشعب العظيم، المدعوّ الى مزيد من الانتصارات والاحتفالات. فالصراع على السلطة الذي قاده أعوان الأمبراطور، ليس لأغراض خاصة. ومن يروّج لذلك، فرق الإعدام المعنوي تقف بالمرصاد للإجهاز عليه. فالاعدامات الجسدية، مع الأسف، لم تكن على الاجندة. وحبذا لو كانت متاحة لكان في الإمكان تنظيف الساحة والاستفراد بها.

قمة التضحية هي في اجتذاب الكراهية التي لا بد منها للإطباق على السلطة. وطبيعي ان يرضى بهذه التضحية أقرب الأقربين لتحقيق مشروع الأمبراطور خدمة لمصلحة الشعب العظيم، الذي يعلل نفسه بخطط خلّبية لم ير التاريخ القديم او الحديث مثلها.

لذا، زيحوا من الدرب وسلِّموه محتوى الخزينة واحتياطي الذهب والغالي والنفيس، ودعوه يتحفكم بإنجازاته.

على الشعب العظيم ان يؤمن وينتظر الخطط والمؤتمرات ليبتهج. آخر صرعة كانت رفع عنوان "مقاومة الفساد"، على أساس ان المقاومة مثّلت الغطاء الشرعي لكل المشاريع الإصلاحية الذي تتيح احتكار الوزارات.

بالطبع لم يكن مطلوباً من الشعب التوقف عند مفهوم "مكافحة الفساد" الذي لا يتطلب الا قرارات واضحة تقضي بتطبيق القوانين وليس الالتفاف عليها خدمةً للمحاصصة بقدر ما يسمح به مَن نصّب الأمبراطور أمبراطوراً.

أقرب الأقربين كان يقول للجميع: اصمتوا وسلِّمونا رقابكم ولا تدعوا الآخرين يسلبوا أمبراطوركم ذرة تراب قد يحتاجها ليتحفكم؟ ماذا تريدون أكثر؟ اشكروا ربّكم وأولياء نعمتكم لأنكم مواطنون في بلد تحفة يلعب أهل السياسة فيه تحت السقف، ويحترمون هرمية تقودهم نحو تقديس الـ"One man show" من خلال "One party show"، مع سيطرة طبقة من المستزلمين الاوفياء.

ففي ذلك الزمن، حتى القرف كان تحفة. والتحفة الكبرى شهدها الشعب العظيم عند إعلان الانتصار على المؤامرة في التشكيلة الموعودة. وبعد ذلك اقتنع مواطنو الأمبراطورية ان نهب مقتدرات البلاد هو لمصلحتهم والنفايات والمحارق التلوث وأعلى نسب السرطان كلها لمصلحتهم، وانقطاع الكهرباء والعدّادات لشرعنة سيطرة مافيات مولّدات الكهرباء، وشحّ المياه وعصابات الصهاريج التي تنهب المياه الجوفية، وعدم توظيف مَن نجح في امتحانات مجلس الخدمة، كلها لمصلحتهم.

فالأمبراطور وبطانته اعتمدوا خطة خلاّقة، تمكِّن كل فرد من أفراد هذا الشعب العظيم من اكتشاف مواهبه في مواجهة اصعب التحديات والانتصار عليها ليثابر ويتفوّق على نفسه حتى يستطيع البقاء على قيد الحياة وتأمين خبزه كفاف يومه. واذا كان من الشطّار فقد يلتحق بالبطانة ويشارك في تظهير التحفة التي لا مثيل لها على هذا الكوكب. لا لزوم للتوقف عند تسليم البلاد الى وصاية أجنبية وشرعنة السلاح غير الشرعي وتحويل الدولة الى غرفة عمليات، تلعب اداراتها دور الوسيط بما يسمح بتبييض الأعمال والأموال حتى يتملّص الوصيّ من العقوبات المنتظرة. أخيراً وليس آخراً، هذه الحكاية هي من نسج الخيال ورواية السيرة الوهمية لـ"عهد" أمبراطورٍ من الصين، مطلوبة في المرحلة الراهنة، ليتعظ اللبنانيون ويشكروا المولى عز وجل، صبحاً مساءً، لأنهم لم يعيشوا تحت رحمة هذا الأمبراطور وبطانته ومَن نصّبه ليُمِرّ مشاريعه.

 

الانتقائية في تغطية قضية خاشقجي

سام منسى/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18

في قضية جمال خاشقجي، هناك دخان كثيف يكاد يحجب خطراً كبيراً هو أن إيران وحلفها في المنطقة هما أول المستفيدين من هذه القضية. هذا الكلام لا يعني التقليل من الجريمة ولا هو استخفاف بالمواقف المستنكرة، بل لتصويب البوصلة باتجاه أهم مشكلة تواجه المنطقة برمتها وهي الدور الإيراني على الصعد كافة. إن آخر ما تحتاجه هذه المنطقة المنكوبة هو أن تحصد إيران وحلفاؤها مكاسب كبيرة أو صغيرة، استراتيجية أو تكتيكية في الإقليم وخارجه على حساب السعودية من جهة، أو على حساب العلاقات الأميركية الخليجية عامة والأميركية السعودية خاصة. أكثر ما يشكو منه الإقليم منذ أكثر من عقد من الزمن هو الانكفاء الغربي وخصوصاً الأميركي، والذي جرى ملؤه بتمدد إيراني أولاً وروسي ثانياً، ومن شأن المزيد من الانكفاء الغربي أن يدخل المنطقة في حلقة مفرغة من التراجع السريع على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. صحيح أن المطالبة بالعدالة عبر كشف ما حصل ومحاسبة من يثبت التحقيق ضلوعه فيها هما مطلبان لا خلاف عليهما. إلا أن التنديد يكون فجاً والمطالبة بالعدالة تكون وقحة عندما يأتيان على لسان أكثر من جهة تحاصر، بل تقضي على المناهضين السياسيين وتزج آلاف المعارضين في السجون وتضيق على الحريات كما على الإعلام المعارض.

ويكون التنديد فجاً والمطالبة بالعدالة وقحة عندما يأتيان من دول أغمضت عينيها عن جريمة قتل نحو 350 ألف شخص وإصابة نحو ثلاثة ملايين آخرين، ونزوح أكثر من 6.5 مليون نسمة، وسجن وتعذيب مئات الآلاف في حرب خاضها رجل واحد ضد شعب برمته.

ويكون التنديد فجاً والمطالبة بالعدالة وقحة عندما يأتيان من مجتمع دولي وقف عاجزاً أمام استخدام الأسلحة الكيميائية ضد مدنيين، وهو على وشك مصافحة يد رأس النظام المسؤول عن كل هذه الجرائم وإعادة الشرعية إليه. ويكون التنديد فجاً والمطالبة بالعدالة وقحة عندما يأتيان على لسان سفير هذا النظام لدى الأمم المتحدة أو على لسان نائب رئيس البرلمان في دولة لا تحصى لائحة الصحافيين والناشطين الذين فارقوا الحياة تحت التعذيب في سجونها.

والمضحك المبكي أن هذا الرجل استغل مقتل خاشقجي ليشيد «بقوة الإعلام الحر» في العالم! أما إيران فهي تعمل منذ عقود على خلق كيانات ضمن الدول في منطقة الشرق الأوسط، وعلى تغيير نسيجها الاجتماعي، وزعزعة أمنها، واستغلال قضاياها لحقد تاريخي لم يعد دفيناً ولطموح إحياء إمبراطورية غاربة.

مشكلة الإعلام في عصرنا هذا أنه بات كفقاقيع الصابون تكبر فجأة وتتلاشى فجأة، أو كالكاميرا الموجهة تسلط الضوء بانتقائية على ما تريد وتغض النظر عمّا لا تريد. كلبنانيين يحق لنا أن نسأل الإعلام الغربي مثلاً: لماذا لم يثر هذا الضجيج الإعلامي إثر جرائم قتل سمير قصير وجبران تويني لكي لا نعود إلى سليم اللوزي ومن لحقه؟ ويحق للإيرانيين أن يسألوا أين قضية مقتل الناشطة الإيرانية ندا آغا سلطان عام 2009؟ ويحق للسوريين أن يسألوا الإعلام الغربي أين هو من قضيتهم، كما يحق للإزيديين في العراق أن يسألوا السؤال نفسه.

المؤسف أن تسليط الإعلام الغربي الضوء بهذا الحجم على مقتل خاشقجي لم يأت احتراماً للحياة الإنسانية وبحثاً عن العدالة وصوناً للحرية فقط، بل جاء أيضاً تصفية لحسابات في وقت تتقاطع وتتشابك فيه مجموعة من الأحداث والمصالح الإقليمية والدولية. ما يقلقنا ليس تسليط الإعلام الغربي الضوء على مقتل خاشقجي، ولكن العور الذي أصاب هذا الإعلام وبات معه يعمل وفق معايير مزدوجة. مرة أخرى، نقول إن الجريمة بشعة ككل جرائم القتل، والكشف عن تفاصيلها مهم أكثر للمملكة منه للعالم أجمع. ومع ذلك، على العالم ألا يفقد بوصلته لأن أهمية السعودية إقليمياً ودولياً تبقى غير قابلة للنقاش، لا سيما في ظل الحرب شبه الدولية ضد التطرف والإرهاب وضد طموحات إيران التوسعية في المنطقة، وفي ظل انفتاح داخلي وسعي نحو التنمية البشرية الذي تشهده المملكة منذ العقد الأخير. إن الهجوم على المملكة بالشكل الذي يجري يشي وكأن البعض يريد للأمور أن تعود إلى الوراء ويقول إنه ممنوع أن تشهد المملكة نهضة ثقافية واجتماعية وتنموية تضاهي نهضتها الاقتصادية. ممنوع أن تنشأ دبي أخرى في المنطقة في بلد بحجم السعودية وبثقلها السياسي والاقتصادي. مهما كانت النتائج التي ستسفر عنها التحقيقات في جريمة خاشقجي، ستلقي بظلالها على السعودية وستدفعها حتماً إلى مراجعة العديد من الأمور بدءاً بتصويب دور اللوبي العربي وأدائه في واشنطن، مروراً بمحاولة فهم وإحاطة أكثر بطريقة عمل الإعلام الغربي، وصولاً إلى التمسك أكثر فأكثر على الجبهة الداخلية بمسيرة الإصلاح التي بدأت. وقد نتهم بالسذاجة إذا أملنا أن يعي العالم الغربي عامة وأميركا خاصة، خطورة الاستمرار في سياسة الانكفاء والتراجع في المنطقة لصالح إيران وحلفائها، إذ لا نستطيع أن نواجه ونحقق مكاسب آنية على جبهة في الحرب وننسحب ونخسر استراتيجياً على جبهة أخرى. نتهم بالسذاجة، لأن آمالنا هذه تصطدم بجدار الانتكاسة التي يعاني منها اليوم العالم الغربي بعامة، وهي أزمة الديمقراطية فيه وتراجع جاذبية مبادئها وتسخيف قيمها، مقابل تنامي الوزن السياسي لقوى أقصى اليمين وأقصى اليسار، وتصاعد النزعة الشعبوية والقوميات المغلقة، وانهيار أخلاقي وإنساني، وعنف فكري، وخطاب كراهية لا يضاهيه سوى عنف الجماعات المتطرفة.

 

حكومة عبد المهدي... سنواتها الأربع كيف ستكون؟

عدنان حسين/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18

احتاج العراقيون للانتظار أكثر من خمسة أشهر بعد الانتخابات البرلمانية لتتشكّل لديهم حكومة جديدة. وفي يوم الإعلان عن التشكيل الوزاري احتاجوا لأن يسهروا إلى ما بعد منتصف الليل ليتعرّفوا على ثلثي أسماء الوزراء الجدد، فيما تعيّن عليهم أن ينتظروا أسبوعين، زيادة على كل ما مرّ، لاستكمال الثلث الثالث من الحكومة التي خيّبت تشكيلتها الناقصة الآمال فيها وفيما يُمكن أن تفعله في سنواتها الأربع المقبلة لعراق نفذت أوجاعه الممضّة على مدى خمس عشرة سنة من الجلد واللحم إلى لبّ العظم.

الظروف التي كان يعيشها العراق يوم إجراء الانتخابات البرلمانية وبعدها كانت تستدعي التعجيل وليس التأخير في إحلال حكومة جديدة محل الحكومة السابقة التي، كما سابقاتها، لم تنجح في الاضطلاع بمهامها الأساسية، خصوصاً على صعيد تحسين نظام الخدمات العامة ومعالجة مشكلتي البطالة والفقر ومكافحة الفساد الإداري والمالي الذي كان على الدوام وراء انهيار نظام الخدمات وتفاقم مشكلتي الفقر والبطالة.

هذه الظروف كانت تملي أيضاً على القوى المتنفّذة تشكيل حكومة قوية اتّفق الجميع، بمن فيهم الجماعات الفائزة في الانتخابات، بالكلام المُعلن على أن تكون حكومة خبراء أكفاء نزيهين بعيداً عن نظام المحاصصة الذي اعتُمِد في توزيع مناصب الدولة ووظائفها، وأثبت أنه فاشل جملة وتفصيلاً باعتراف الجميع أيضاً. التأخير في تشكيل الحكومة كان من الأسباب التي دفعت لانفجار أقوى وأكبر حركة احتجاجية في تاريخ العراق، في يوليو (تموز) الماضي، انطلاقاً من محافظة البصرة العائمة على بحر من النفط، لكنّها مع ذلك لم تحصل على الماء الصالح للشرب والزراعة، بل كان ماؤها مالحاً ومتسمّماً. والتأخير في تشكيل الحكومة كانت وراءه الصراعات الضارية بين القوى المتنفّذة من أجل ليس فقط بقاؤها على قيد الحياة إنّما أيضاً الاحتفاظ بنفوذها الطاغي في إدارات الدولة، وهو نفوذ أعطت نتائج الانتخابات إشارات قوية إلى أنه مهدّد على نحو جدّي هذه المرة، فنحو 60 في المائة من الناخبين أظهروا استنكافهم حيال العملية الانتخابية التي تعيد في كل مرة إنتاج هذه القوى الفاشلة في إدارة الدولة ولم تفلح في شيء غير نهب المال العام عبر منظومة الفساد الإداري والمالي. حتى الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراح صوّتت غالبيتهم ضد المرشحين التقليديين للقوى المتنفّذة فأعاقت عودة بعضهم إلى البرلمان.

ذلك كلّه كان نذير شؤم للقوى المتنفّذة، وهي في غالبيتها من جماعات الإسلام السياسي الشيعية والسنية، فسعت إلى محاولة لخلط الأوراق، إذ عمدت أولاً إلى الطعن في نتائج الانتخابات وفي نزاهة عمل مفوضية الانتخابات التي استبدلت بها مفوضية جديدة أعادت فرز الأصوات في مناطق أثيرت حولها شبهات التزوير، بيد أن النتيجة التي استغرق ظهورها أسابيع لم تختلف عن سابقتها، ليبدأ بعد ذلك مسلسل آخر من المماحكات والمناكفات والمكايدات بشأن الكتلة الأكبر التي سيُعهد إليها أمر تشكيل الحكومة الجديدة. لم يكن الأمر يسيراً، فوجدت هذه القوى الطريق إلى توافق على اختيار شخصية ما عادت لها علاقة بأي من هذه القوى، لكنّها من الطبقة السياسية الشيعية التي تحتكر مهمة تشكيل الحكومة، بموجب نظام المحاصصة الطائفية والقومية المتوافق عليه منذ 2003. وعادل عبد المهدي الذي اختير للمهمة كان قد شغل في السابق مناصب وزارية ومنصب نائب رئيس الجمهورية، وهو مقبول من كلا اللاعبين الرئيسين في الساحة العراقية: إيران والولايات المتحدة.

في مناورة لامتصاص الغضب الشعبي المتفجّر على خلفية أزمات الكهرباء والماء والوظائف في جنوب العراق، أعلنت القوى المتنفّذة جميعاً أنها ستترك لعبد المهدي حرية اختيار أعضاء حكومته ممّن تتوفر فيهم شروط النزاهة والكفاءة والخبرة، وهذا من مطالب الحركة الاحتجاجية التي رافقتها أعمال عنف غير مسبوقة.  بدا أن هذا سيجعل طريق عبد المهدي إلى الحكم معبّدة بالقاشان والسجاد الأحمر ومحفوفة بالزهور، لكن عندما حان أوان الجد، وجد عبد المهدي نفسه مطوّقاً بالإرادات المتضاربة للقوى المتنفّذة، تارة بذريعة «الاستحقاق الانتخابي» وأخرى تحت عنوان «الاستحقاق المكوناتي» (الطائفي - القومي).

الثلثان اللذان مرّرهما البرلمان العراقي من وزراء حكومة عبد المهدي (14 وزيراً) لم تتحقّق مواصفات الخبرة والكفاءة إلا في أربعة أو خمسة منهم، فيما الآخرون لم يكونوا كذلك أو هم وُضعوا في الأماكن غير المناسبة لاختصاصاتهم. وكذا الحال بالنسبة للثلث الآخر الذين لم يصوّت عليهم البرلمان. أما فيما يتعلّق بالنزاهة، وهي من الشروط الرئيسية المعلنة للتوزير في حكومة عبد المهدي، فليست ممّا يمكن إثباته، لأنه تبيّن خلال النقاش في البرلمان أن عبد المهدي لم يعرض أسماء وزرائه على هيئة النزاهة، ولا على هيئة المساءلة والعدالة المختصة بالنظر في التاريخ السياسي للمرشحين، لجهة علاقتهم بالنظام السابق أو بالجماعات الإرهابية. وقد تداولت وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي معلومات صادمة تطعن في نزاهة عدد غير قليل من المرشّحين وفي نظافة تاريخهم السياسي.

قائمة الوزراء المُمرّرين أو المؤجلين أظهرت أنهم اختيروا في الواقع وفق نظام المحاصصة، بل إن بعضهم من أقارب زعماء القوى المتنفّذة!

بقي لعبد المهدي ثمانية وزراء ليضمّهم إلى حكومته حتى السادس من الشهر المقبل... إذا ما اختارهم وفق ما اختار به الوزراء الأربعة عشر، أو فُرِضوا عليه، فالأرجح أنه سيحكم على نفسه وحكومته بالفشل، ذلك أن هذه الحكومة لن تكون في وضع يميّزها عن الحكومات السابقة الفاشلة أو يعطيها الأفضلية عليها، ما دامت غير متحررة من نظام المحاصصة، ما يعني أننا على الأرجح أمام أربع سنوات عراقية عجاف أخرى.

 

سجادة الحل السوري

غسان شربل/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18

تحتاج حياكة سجادة الحل السياسي في سوريا إلى جهود مضنية وخلاقة تكاد تستلزم معجزة ليكتب لها النجاح. تحتاج مفاوضات شاقة وضغوطاً هائلة ومساومات شائكة. ويظهر تداخل الأدوار المتنازعة والعقبات القديمة والمستجدة، إننا أمام واحدة من أعقد الأزمات التي واجهها العالم في الحقبة الأخيرة. كانت الصورة مختلفة بالتأكيد لو كان في استطاعة طرف واحد إعلان انتصاره بالضربة القاضية وتفرده بفرض الحل. وإذا كان يمكن تسمية الطرف الروسي باللاعب الأول على هذا المسرح المعقد، فإنه من المتعذر اعتباره اللاعب الوحيد. له على الأرض شركاء لا بد من أخذ مصالحهم في الاعتبار، ثم إن الملف السوري واحد من ملفات كثيرة مطروحة على طاولة علاقاته بالغرب، وخصوصاً بالولايات المتحدة. سوريا محطة مهمة في الانقلاب الذي قاده فلاديمير بوتين على عالم القوة العظمى الوحيدة. لكن من التسرع الاعتقاد أن الكرملين مهتم بالانتصار الكامل في سوريا حتى ولو أدى ذلك إلى خسارة علاقته بإسرائيل وتركيا والغرب. حسابات بوتين أكثر تعقيداً من حدود المسرح السوري.

لا شك أن الخيط الروسي سيكون الخيط الأبرز في سجادة الحل. موسكو معبر إلزامي إلى أي حل دائم في سوريا، وهذا ما يعرفه بالتأكيد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الذي يتأهب لمغادرة المسرح. الخيط الروسي لا يكفي، إذ إن موسكو ليست في وارد تحمل عبء إعادة إعمار سوريا وليست قادرة على ذلك. ويصعب الاعتقاد أن الدول الغربية راغبة في المشاركة في إعادة إعمار سوريا، إذا كان دورها هذا يقتصر على تلميع الانتصار الروسي هناك ومجرد تطبيع الوضع في سوريا تعيش تحت المظلة الروسية ومن دون أن تكبح نفوذ إيران التي شاركت بميليشياتها في منع إسقاط النظام السوري.

لا بد من الخيط الروسي ولكن لا بد معه من الخيط الأميركي. وأميركا موجودة عسكرياً في شرق سوريا، وهي اختارت في الآونة الأخيرة تصعيد الضغوط لدفع الميليشيات الإيرانية إلى الانسحاب من سوريا. ستدخل الضغوط الأميركية مرحلة جديدة من التصعيد في الأسبوع الأول من الشهر المقبل حين ستعاود واشنطن فرض «أقسى العقوبات على الإطلاق» ضد طهران التي لم تعد تخفي أصلاً حجم الصعوبات التي يعانيها اقتصادها.

تحتاج سجادة الحل السياسي في سوريا أيضاً إلى خيط أوروبي وخيط تركي وخيط إيراني وخيط عربي وخيط إسرائيلي على الأقل من زاوية ترتيبات الأمن.

في رحلة البحث عن خيوط السجادة يمكن وضع القمة الرباعية التي شهدتها إسطنبول بحضور قادة روسيا وفرنسا وألمانيا، فضلاً عن رئيس البلد المضيف. دعت القمة إلى تشكيل لجنة صياغة الدستور السوري على أن تجتمع بحلول نهاية العام. وأكد المشاركون الحاجة إلى تهيئة الظروف في أنحاء سوريا لعودة آمنة وطوعية للاجئين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى هذا البلد، ووقف دائم للنار، والاستمرار في قتال المتشددين. لا شك أن انعقاد القمة نفسه كشف عن الحاجة إلى وجود شركاء ولو بنسب متفاوتة. بوتين يحتاج إلى مشاركة أوروبية في توفير المظلة للحل لأنها يمكن أن تكون مدخلاً لانخراط أميركا في هذه المظلة. وتركيا تحتاج أيضاً إلى الشركاء الأوروبيين لتعزيز دورها وإقامة قدر من التوازن مع الدور الإيراني من جهة، ومع الدور الروسي من جهة أخرى. فرنسا وألمانيا تريدان المشاركة أيضاً للإيحاء بأن أوروبا لم تفقد دورها بفعل قرار بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وتلويح إيطاليا ودول أخرى بالتمرد على روح الاتحاد وضوابطه.

لا يكفي موعد سريع في إسطنبول لتبديد الفوارق في الحسابات. المؤتمر الصحافي الذي أعقب القمة كشف التباينات. أكدت أنجيلا ميركل أنه لا حل عسكرياً للأزمة السورية. وشددت على أنه «في نهاية هذه العملية السياسية يجب أن تكون هناك انتخابات حرة يشارك فيها جميع السوريين بمن في ذلك من يقيمون في الخارج». وسارع الرئيس إيمانويل ماكرون إلى تأييد ما طرحته المستشارة الألمانية وحض روسيا على «ممارسة ضغط واضح جداً على النظام السوري». من جانبه، شدد بوتين على محاربة الإرهاب وأمل أن تنتهي تركيا من إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب في وقت قريب. أما الرئيس رجب طيب إردوغان فقال: «إن الشعب السوري في الداخل والخارج» هو الذي سيحدد مصير الرئيس بشار الأسد، مشدداً على قتال «الإرهابيين» في شمال سوريا، في إشارة إلى التنظيمات الكردية.

يفترض أن تكون حصيلة قمة إسطنبول حاضرة اليوم على طاولة اجتماع «المجموعة الصغيرة» في لندن. وتضم المجموعة أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والسعودية والأردن ومصر، وطبيعي أن يكون دي ميستورا حاضراً. ستكون محاولة ترتيب التعايش بين الخيوط الضرورية حاضرة أيضاً في مواعيد أخرى بينها القمة المتوقعة بين بوتين ودونالد ترمب على هامش احتفالات فرنسا بذكرى الحرب العالمية الأولى. ويرجح أن يحتل الملف السوري مكاناً بارزاً في ضوء نتائج زيارة بولتون إلى موسكو. فالحوار الروسي - الأميركي مستمر، وأكدته الدعوة التي وجهها ترمب إلى بوتين لزيارة واشنطن، حتى ولو بدا أن البعد الصيني حاضر في هذه الدعوة. سيكون الملف نفسه حاضراً حين يقدم دي ميستورا في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) إيجازه الأخير أمام مجلس الأمن عن نتائج جهوده للحل السياسي وعدم نجاحه في إقناع دمشق بتسهيل تشكيل لجنة الدستور.

لن تكون حياكة سجادة الحل السوري سهلة. لا يكفي ترتيب تعايش بين مسار سوتشي ومسار جنيف. النظام السوري لم يقدم تنازلات حين كان ضعيفاً، فكيف يقدمها بعدما تغيرت المعادلات على الأرض لصالحه؟ وماذا عن موقف إيران التي تستعد لجولة غير عادية من الضغوط الأميركية؟ وهل يستطيع بوتين الحصول من إيران على ما يكفي لتبرير إشراك الخيوط الأميركية والأوروبية في سجادة الحل؟ إننا أمام أزمة بالغة التعقيد بأبعادها الداخلية والإقليمية والدولية. يحتاج الحل إلى الضغط والصبر وإعداد الأوراق وإبرام التفاهمات الكبرى ويكاد يحتاج إلى معجزة.

 

الوصية الأولى

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/18

أعتقد أن أكثر المواقف إحراجاً هي أمام الأصدقاء. إذا ما احتاج المرء شيئا يفكر أولاً في أصدقائه، لكنه في الوقت نفسه يتردد طويلاً لأسبابٍ كثيرة، منها أولاً خشيته من أن يأخذ الظنُّ بصديقه إلى فكرة الاستغلال. والظنُّ أكبر عدوٍ للصداقات، غالباً ما يُنهيها، عن حقٍّ أو باطل. أحياناً ثمة حالاتٍ لا بد فيها من امتحان الصمود في الصداقة وما هي الصداقة في أي حال؟ إنها مثل الشعائر شيءٌ نسبي يستحيل تعريفه، لأن الاختلاف بين البشر طبيعة إنسانية أولى.

ذهبت في باريس قبل فترة إلى عيادة صديقي الدكتور هاني كنعان، الذي لم أره منذ أربعين عاماً. كنت أعتقد أنه سوف أرى رجلاً تغيّرت ملامحه كما يفعل الزمن بالجميع، لكن يبدو أن العمر يمرُّ بالأطباء لفقط عند لون شعرهم. اختلطت الزيارة بالحديث الطبي والحديث الاجتماعي. وعرض كلٌّ منا بعض أخباره في العقود الأربعة، وأهمها طبعاً أخبار الأبناء. ولم يعد في العيادة طبيبٌ وزائر إذ طغى مناخ الصداقة على وظيفة المكان.

ثم حانت اللحظة الحرجة عندما وقفت شاكراً ومودعاً. حاولت أن أعرف بإصرار تكلفة الاستشارة. أصرَّ هو على الصداقة وأصررت أنا على المهنية. ولكي يحسم الجدل دعاني إلى قراءة لوحة معلقة خلف رأسه. هذه اللوحة تمثّل وصايا أبقراط، أب الفلسفة الطبيعية وفقه الحياة، وهي خمس أولها الصداقة، ثانيها الحرية، ثالثها التفكير، والباقي سمكٌ وأرزٌّ وما طاب من وظائف الحواس. لا جدال، إذاً، مع أبقراط ولا مع تلميذه. لكن لا شك أن الإغريقي اختار الصداقة في المقام الأول لأنها، كما قال مؤسس الحزب السوري القومي أنطون سعادة «تعزية الحياة». وكتب «نيوتن» في «المصري اليوم» أن تعزية الحياة خصوصاً بعد سنٍّ معينة هي «الصحبة»، وأن الوحدة أو العزلة صعبة على الذين يعانون منها. وأنا أميل إلى تعبير «الصحبة» لأنه أكثر سهولة من الصداقة. فشروط الصداقة التي وضعها أبقراط في أول الوصايا صعبة وامتحانٌ دائم في الحياة. والفشلُ أو الإخفاقُ فيها صعبٌ ومرير. ويرافق نهاية الصداقات عادة مشاعر لا تقلُ إيلاماً عن تلك التي ترافق الطلاق. شروط الصحبة أكثر ليونة وأقلُ متطلبات. وإذا ما طرأ عليها زوالٌ، فالمرارة أخف والندم المتبادل أقل قسوة على النفس. والدليل أن واحدنا يعرف على مدى السنين أعداداً كثيرة من الأصحاب، فلكل عمرٍ أصحابه، ولكل بلدٍ أصحابه أو رفاقه، بينما تبقى الصداقات عزيزة ونادرة في جميع المراحل، تنتقل معنا من مكانٍ إلى مكان ومن عمرٍ إلى عمر.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية طالب دوقة اللوكسمبورغ دعم بلادها لعودة النازحين واستقبل وفدا نيابيا بولونيا اكد تعزيز العلاقات الاقتصادية

الإثنين 29 تشرين الأول 2018 /وطنية - طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من دوقة اللوكسمبورغ الكبرى ماريا تيريزا، دعم بلادها "لتحقيق العودة الآمنة للنازحين السوريين في لبنان، وعدم انتظار الحل السياسي للأزمة السورية التي قد يطول، لا سيما وأن القسم الأكبر من سوريا بات يتمتع بالأمن والاستقرار". وكانت الدوقة ماريا تيريزا قد وصلت إلى قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، حيث أدت لها سرية من لواء الحرس الجمهوري التحية، واستقبلها الرئيس عون وأجرى معها جولة أفق تناولت الأوضاع العامة والعلاقات بين لبنان واللوكسمبورغ.

دوقة اللوكسمبورغ

وعبرت الدوقة تيريزا عن سعادتها لوجودها في لبنان، مقدرة "ما قدمه لبنان من مساعدات إنسانية للنازحين في مجالات متنوعة، لا سيما تربويا وصحيا"، وركزت على "أهمية التعاون الاقتصادي بين لبنان واللوكسمبورغ والاهتمام بمشاريع المرأة وخطط التنمية".

رئيس الجمهورية

من جهته، رحب الرئيس عون بدوقة اللوكسمبورغ ماريا تيريزا، محملا اياها تحياته الى دوق اللوكسمبورغ الغران دوق هنري، منوها ب"التزاماتها الانسانية والاجتماعية التي تقوم بها في مختلف دول العالم"، متمنيا النجاح للمؤتمر الدولي الذي تستضيفه في بلادها "لبحث اشكال العنف الجنسي في البيئات الهشة". وشكر رئيس الجمهورية الدوقة على موقف بلادها "الداعم لانشاء دولة فلسطينية، ولمنظمة "الاونروا"، والرافض لتغيير واقع مدينة القدس". وتطرق الى مسألة النازحين السوريين والاعباء الهائلة التي يتحملها لبنان جراء هذا النزوح، طالبا "دعم اللوكسمبورغ لعودتهم الآمنة الى الاماكن التي نزحوا منها، من دون انتظار التوصل الى حل سياسي قد يطول، لا سيما وان القسم الاكبر من سوريا بات يتمتع بالامن والاستقرار". وعرض الرئيس عون للدوقة، الطرح الذي تقدم به امام الجمعية العمومية للامم المتحدة في دورتها الاخيرة، والقاضي بانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في لبنان، طالبا دعم بلادها "لتحقيق هذا الطرح". واشار الى انه يعمل على "توطيد الامن والاستقرار في البلاد، الى جانب الالتزام بانجاز الاصلاح الاقتصادي والاداري ومكافحة الفساد، لتحقيق اماني الشعب اللبناني وتطلعاته، من اجل بناء مستقبل زاهر يليق برسالة لبنان ودوره"، واكد انه "مع تشكيل الحكومة العتيدة ستكون هناك ورش عمل متعددة في هذا الاطار، وكذلك من اجل وضع مقررات مؤتمر "سيدر" موضع التنفيذ". وأعربت الدوقة عن اهتمامها ب"الاقتراح اللبناني لإنشاء أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار".

وشرحت المساعدة الخاصة لرئيس الجمهورية السيدة كلودين عون روكز البرامج التي تعنى بالمرأة والطفل.

وفد نيابي بولوني

إلى ذلك، استقبل الرئيس عون وفدا نيابيا بولونيا برئاسة رئيس "جمعية الصداقة البرلمانية البولونية اللبنانية" النائب بافيل سكويتيسكي، يرافقه كل من الاتحاد اللبناني الدولي لرجال الأعمال ممثلا برئيسه الدولي المحامي رويبر جريصاتي، والنادي البولوني العربي للثقافة والاقتصاد، وذلك بدعوة من الاتحاد اللبناني الدولي لرجال الأعمال. وقد رحب الجانب البولوني "بتأسيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية البولونية"، وأكد رغبته ب"التعاون الدائم بين اللجنتين، بما يؤدي إلى تحفيز الاستثمارات وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين بولونيا ولبنان".

وأطلع الوفد الرئيس عون على "اللقاء الذي سيعقد غدا لتوقيع اتفاقية استراتيجية للتعاون بين الاتحاد والنادي البولوني العربي لتحفيز الاستثمارات بين البلدين"، متمنيا "رعاية الرئيس عون الدائمة لهذا التعاون".

وأكد جريصاتي خلال اللقاء "اهمية هذه الزيارة التي نظمها الاتحاد للوفد النيابي البولوني والتي تشمل كبار المسؤولين في كل من لبنان وسوريا بهدف إقامة تعاون استراتيجي بين كل من بولونيا ولبنان وسوريا، وبحيث يلعب لبنان دور الجسر الحيوي للشركات البولونية الراغبة في المشاركة في إعادة إعمار سوريا".

وقد رحب الرئيس عون ب"الوفد البولوني وبالتعاون القائم بين البلدين".

سفيرة فنزويلا

ديبلوماسيا أيضا، استقبل الرئيس عون، سفيرة فنزويلا سعاد كرم، في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهمتها الديبلوماسية في لبنان. وتقديرا لجهودها في تعزيز العلاقات اللبنانية الفنزويلية، منح الرئيس عون السفيرة كرم وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر، متمنيا لها "التوفيق في مهامها الجديدة".

السفير عيسى

واستقبل الرئيس عون، سفير لبنان في هولندا عبد الستار عيسى وعرض معه العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها في المجالات كافة.

معلوف

وفي قصر بعبدا، الدكتور أنطوان معلوف الذي اطلع الرئيس عون على منحه وسام جوقة الشرف الفرنسي من رتبة فارس، تقديرا لعطاءاته في المجالات الصحية والانسانية. وقد هنأه الرئيس عون على التكريم الذي استحقه، منوها ب"المبادرات الانسانية التي يرعاها لتطوير القطاع الصحي الفرانكوفوني".

 

بري إستقبل دوقة لوكسمبورغ ووفدا برلمانيا بولونيا والسفير الكويتي: ما فيي قول عن الفول بالمكيول إلا تيصير

الإثنين 29 تشرين الأول 2018 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة، الدوقة الكبرى للوكسمبورغ ماريا تريزا، وعرض معها للأوضاع في لبنان والمنطقة وقضية النازحين السوريين والأعباء الكبيرة التي يواجهها لبنان جراء هذه القضية.

وبعد توديعه الدوقة عند مدخل قصر عين التينة، سئل بري عن الموضوع الحكومي وهل أصبح الفول بالمكيول؟ فأجاب: "ما فيي قول، إلا تيصير".

وردا على سؤال آخر، قال:"من المفترض ان يحصل شيء اليوم".

وفد نيابي بولوني

ثم استقبل وفدا نيابيا بولونيا برئاسة رئيس جمعية الصداقة البرلمانية البولونية- اللبنانية النائب بافيل سكويتيسكي، يرافقه كل من الاتحاد اللبناني الدولي لرجال الأعمال ممثلا برئيسه الدولي روبير جريصاتي، والنادي البولوني العربي للثقافة والاقتصاد، وذلك بدعوة من الاتحاد اللبناني الدولي لرجال الأعمال، وفي حضور نائب رئيس حركة "أمل" هيثم جمعة. ورحب الجانب البولوني بتأسيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية-البولونية وأكد رغبته في التعاون الدائم بين اللجنتين "بما من شأنه تحفيز الإستثمارات وتعزيز العلاقات التجارية والإقتصادية بين بلونيا ولبنان".

وأبلغ الوفد الى بري عن اللقاء الذي سيعقد غدا الثلاثاء والذي سيتم خلاله توقيع عقد إتفاقية استراتيجية للتعاون بين الإتحاد والنادي البولوني العربي لتحفيز الإستثمارات بين البلدين، متمنيا رعايته الدائمة لهذا التعاون.

وأكد رئيس الإتحاد اللبناني الدولي لرجال الأعمال جريصاتي خلال اللقاء أهمية هذه الزيارة التي قام بتنظيمها الإتحاد للوفد النيابي البولوني والتي تشمل كبار المسؤولين في كل من لبنان وسوريا "بهدف إقامة تعاون استراتيجي بين كل من بولونيا ولبنان وسوريا، وبحيث يلعب لبنان دور الجسر الحيوي للشركات البولونية الراغبة في المشاركة في إعادة إعمار سوريا".

سفير الكويت

واستقبل بري بعد الظهر سفير الكويت عبد العال القناعي وعرض معه التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

 

الحريري استقبل دوقة لوكسمبورغ ووفدا من البنك الدولي

الإثنين 29 تشرين الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عند الأولى والنصف بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، دوقة لوكسمبورغ ماريا تيريزا والوفد المرافق، في حضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال غطاس الخوري، ومستشار الحريري الدكتور نديم المنلا، وتناول البحث خلال اللقاء اوضاع النازحين السوريين في لبنان وما تقوم به المؤسسات الدولية وخصوصا "اليونسيف" لتقديم المساعدات الإنسانية والاجتماعية لهؤلاء النازحين في مختلف المناطق اللبنانية. ثم أقام الرئيس الحريري مأدبة غداء على شرف دوقة لوكسمبورغ والوفد المرافق، استكملت خلالها الاحاديث عن مجمل هذه المواضيع.

وفد البنك الدولي

واستقبل الحريري أيضا وفدا من البنك الدولي برئاسة المدير الاقليمي للبنك الدولي ساروج كومار ومدير البنك للطاقة ومشتقاتها ريكاردو بوليتي وعرض معه المشاريع المتعلقة بمؤتمر "سيدر".

 

قائد الجيش استقبل درغام وأكد للمطران حداد أن الجيش ينفذ كل الاجراءات الاحترازية في محيط المية ومية

الإثنين 29 تشرين الأول 2018 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، النائب أسعد درغام يرافقه العميد المتقاعد غسان قشوع، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد. كما استقبل راعي أبرشية صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي حداد يرافقه رئيس بلدية المية ومية رفعت أبو سابا على رأس وفد مرافق. وقد عرض للعماد عون الوضع في البلدة وهواجس أبنائها نتيجة الاشتباكات الجارية داخل المخيم. وطمأن العماد عون الوفد بأن "الجيش ينفذ كل الاجراءات الاحترازية لمنع تمدد الاشتباكات إلى الخارج والتعرض للمواطنين وأرزاقهم، ويسعى أيضا عبر التواصل مع الأطراف المتقاتلة داخل المخيّم إلى تهدئة الوضع والحؤول دون تدهوره مجددا". كما استقبل العماد عون رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان كريستوف مارتان ترافقه بسمة طباجة.

 

الحسيني بعد لقائه الحص: أي حكومة يجب أن تبنى على التضامن الوزاري ولكن ثمة تمزيقا للوفاق وتنكرا للميثاق

الإثنين 29 تشرين الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص، رئيس المجلس النيابي السابق حسين الحسيني الذي قال بعد اللقاء: "واجبي أن أزور دوريا الرئيس الحص كشريك أساسي في مسيرة الوفاق الوطني، وبخاصة في مثل هذا الظرف الذي نمر فيه، وهذه العقبات المتوالية التي انتجها الحلف الرباعي والذي اصبح خماسيا على حساب الدستور، ما ادى الى شل عمل الحكومة". أضاف: "ان أي حكومة يجب أن تبنى على التضامن الوزاري ولكن ثمة تمزيقا للوفاق الوطني وتنكرا للميثاق الوطني المكتوب الذي تضمن مقدمة اتفاق الطائف".

وتابع: "علينا مواجهة هذه الحال المنذرة باكبر الكوارث على الصعد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية".

وختم: "نحن على تواصل مع الرئيس الحص".

 

فرنجية غادر الى موسكو مع وفد من المرده للقاء بوغدانوف ومسؤولين

الإثنين 29 تشرين الأول 2018/وطنية - غادر رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجيه الى موسكو يرافقه وفد قيادي من المرده ضم الى نجله النائب طوني فرنجيه، عضو المكتب السياسي في المرده الوزير السابق روني عريجي والمستشار في الشؤون الخارجية انطوان مرعب، حيث من المقرر ان يلتقي فرنجيه والوفد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وزارة الخارجية، بالاضافة الى لقاء آخر مع الممثل الشخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون الشرق الأوسط ودول افريقيا نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف.

 

رعد: أصبحنا في المربع الأخير والحكومة ستبصر النور هذا الأسبوع

الإثنين 29 تشرين الأول 2018 /وطنية - رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد خلال احتفال تأبيني في بلدة القصيبة الجنوبية بحضور شخصيات وفاعليات وعلماء دين وأهالي أن "الحكومة لا بد منها لتنظيم الخلافات بالحد الأدنى ولحفظ المسارات التي ينتظم فيها الناس وتنتظم فيها مصالحهم، وتؤدي من خلالها بعض حقوقهم، والآن بعد انتظار خمسة أشهر بدأت تباشير أننا أصبحنا في المربع الأخير والحكومة ستبصر النور هذا الأسبوع". وأمل رعد أن "تولد الحكومة كمولود طبيعي كامل العافية ليس فيه تشوه وليس فيه أي نقص لأن التشوه والنقص سيؤديان إلى مشاكل".

 

التيار الوطني الحر رحب بقرار القوات المشاركة: نأمل أن يكون في سياق النية الجدية للمساهمة في إنتاجية الحكومة

الإثنين 29 تشرين الأول 2018 /وطنية - رحب "التيار الوطني الحر" في بيان للجنة المركزية للاعلام، بقرار "القوات اللبنانية" المشاركة "في حكومة الوحدة الوطنية المزمع تشكيلها قريبا"، متمنيا "ان يكون هذا القرار في سياق تمتين الوحدة على مستوياتها كافة وفي سياق النية الجدية للمساهمة في انتاجية الحكومة والعمل الايجابي". وقال: "ينظر التيار بسرور الى مقارنة رئيس القوات إعداد الكتل النيابية وحقائبها بعضها ببعض، وهو ما يؤكد صوابية موقف التيار باعتماد معيار احجام الكتل النيابية لتمثيل الاطراف السياسية في الحكومة".

وذكر بأنه "ساهم منذ البدء في تلبية احد طلبات القوات المتخطية لهذا المعيار بحجم كتلتها الوزارية التي وصلت الى أربعة، وهو يعتبر مساهمته هذه تأتي في سياق دور التيار التقليدي المتكرر في مجال مساعدة "اخوته" دون المس بحقه، مهما بلغ الخلاف السياسي. اما اي جردة حساب اخرى في عملية تأليف الحكومة فيأتي دورها بعد انتهاء التشكيل اذا لزم الأمر".

 

جعجع ترأس اجتماعا طارئا لتكتل الجمهورية القوية: قررنا الدخول في الحكومة تبعا للعرض الاخير لنكمل من الداخل تحقيق أهدافنا

الإثنين 29 تشرين الأول 2018 /وطنية - أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن تكتل "الجمهورية القوية قرر الدخول في الحكومة العتيدة تبعا للعرض الأخير الذي تلقاه من أجل أن نكمل من الداخل تحقيق أهدافنا التي من أجلها ترشحنا إلى الإنتخابات النيابية، كما من أجلها وجدنا واستشهدنا واعتقلنا وعانينا كل ما عانيناه". وقال: "أسهل الحلول كان بالنسبة لنا هو البقاء خارج الحكومة إذا ما أردنا التصرف انطلاقا من التظلم الكبير الحاصل بحق القوات مقارنة مع باقي الكتل، ولكن الحقائب والحصص لم تكن هدفنا في أي يوم من الأيام".

أضاف: "هناك من يحاول تصوير مسألة إعطاء القوات هذه الحقائب فقط على أنه انتصار كبير إلا أنها هزيمة كبيرة له باعتبار أن الإنتصارات تتحقق في الإنتخابات إما النيابية أو الطالبية، فالمحكمة هي الشعب وليس أن يتحكم البعض بقلم الإمضاء على تأليف الحكومة أو بتعطيل تشكيلها من أجل أن يخرج علينا في النهاية ليقول إنه بطل وتمكن من تحصيل كل الحقائب التي حصلها فيما القوات ضعفاء ولم يتمكنوا من تحصيل أي شيء".

هذه المواقف أطلقها جعجع عقب ترؤسه الاجتماع الطارىء لتكتل "الجمهورية القوية" في معراب، لمناقشة آخر تطورات تأليف الحكومة واتخاذ الموقف المناسب منها، في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني، وزيري الإعلام والشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي وبيار بو عاصي، نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، أنيس نصار، ماجد إدي ابي اللمع، وهبة قاطيشا، فادي سعد، زياد حواط، شوقي الدكاش، جورج عقيص، جوزيف اسحق، سيزار معلوف وجان تالوزيان، الوزيرين السابقين جو سركيس وطوني كرم، النواب السابقين: أنطوان زهرا، فادي كرم، أنطوان أبو خاطر، إيلي كيروز، جوزيف المعلوف وشانت جنجنيان، الأمينة العامة للحزب شانتال سركيس ورئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور، فيما تغيب وزير الدولة لشؤون التخطيط في حكومة تصريف الاعمال ميشال فرعون والنائبان أنطوان حبشي وعماد واكيم. وكان جعجع قد استهل كلمته بالقول: "سأدخل مباشرة في صلب الموضوع باعتبار ان البلاد تعيش من دون حكومة خلال الخمسة أشهر الأخيرة وبالتالي لم تعد تحتمل المقدمات، فمذ ثلاثة أيام تسلمنا العرض الأخير في ما يتعلق بمشاركتنا في الحكومة وهو كناية عن 4 وزراء بينهم نائب رئيس حكومة، وزير عمل، وزير شؤون إجتماعية ووزير ثقافة، فانكبينا على دراسة هذا العرض".

وقارن بين عرض "القوات" والعروضات الأخرى التي أعطيت لبقية الكتل النيابية، وقال: "سأتناول في مقارنتي كتلا لأصدقاء لنا نتمنى لهم كل الخير باعتبار ان نجاحهم هو نجاح لنا سينعكس إيجابا علينا جميعا، ولكن بالرغم من كل ذلك يجب أن تكون الحسبة صحيحة حتى بين الإخوة. من هذا المنطلق سأستعرض العروض الأخرى لمعرفة الفرق بينها وبين عرض القوات، فكتلة الرئيس بري، مع تقديرنا الكبير له، مؤلفة من 17 نائبا ويمكننا اعتبارها تقريبا بنفس حجم تكتل الجمهورية القوية المؤلف من 15 نائبا، إلا أن هذه الكتلة قد حظيت بوزارة المال ووزارة الزراعة ومن الممكن أن تحصل على حقائب أخرى، والجميع يدرك مدى حجم وزارة المال لوحدها". أضاف: "أنتقل إلى كتلة حزب الله المؤلفة من 13 نائبا فيما تكتل الجمهورية القوية يضم 15 نائبا، إلا أن هذه الكتلة قد حظيت بوزير صحة ووزير آخر ومن الممكن أن تحظى أيضا بوزير آخر، بينما كتلة المستقبل الذي يعرف الجميع مدى قربنا منها إلا أنها مؤلفة من 20 نائبا وحظيت برئيس حكومة، وزير داخلية، وزير اتصالات بالإضافة إلى وزارة أو وزارتين أخريين".

وتابع: "أما تكتل لبنان القوي الذي هو تكتل العهد وهو كناية عن نواب التيار الوطني الحر بالإضافة إلى عدد من النواب المستقلين المحسوبين على العهد، فمؤلف من 29 نائبا، ونحن نعترف طبعا بخلاف ما يحاول البعض تسويقه عن أننا لا نجيد الحساب إلا أن المشكلة في أن الآخرين لا يجيدون الحساب وهم لديهم مغيطة يستعملونها في حسابهم وإسمها حصة الرئيس ويقومون بمغطها متى يشاؤون وبالقدر الذي يشاؤونه، إلا أن في الحساب يجب ألا يكون هناك وجود لمغيط، فهذه الكتلة مؤلفة من 29 نائبا وأعتبر أنها ضعف حجم تكتل الجمهورية القوية ولكن الضغف فقط وليست أكبر بعشر مرات وبالتالي فهي حظيت بوزارة الدفاع، وزارة الحارجية، وزارة الطاقة والمياه، وزارة العدل وحقيبتين أو ثلاثة إضافية".

وأردف: "تكتل اللقاء الديمقراطي المؤلف من 9 نواب فقد حظي بوزارة التربية، وزارة الصناعة. وأخيرا أصل إلى تيار المردة الذي يدرك الجميع أن العلاقات أصبحت طبيعية معه وستترجم هذه العلاقة بشكل كبير جدا في الأسابيع المقبلة فـ 3 نواب حظوا بوزارة الأشغال".

وقال جعجع: "هناك تظلم كبير حصل بحق تكتل الجمهورية القوية والقوات اللبنانية، فالتأخير الذي حصل في تأليف الحكومة لمدة خمسة أشهر والجزء الأكبر منه كان من أجل الوصول إلى تحجيم القوات اللبنانية قدر الإمكان في حال لم يتمكنوا من إخراجها من الحكومة وقد وضع ضغط كبير على الرئيس المكلف خصوصا من ناحية تمرير الوقت والتعطيل إلى حين اضطروا لطرح ما قد طرح علينا. صحيح أنه كان هناك عقد أخرى تعتري مسار التأليف إلا أننا بتقديرنا أن العقبات الأخرى كانت ثانوية ولها حل وأكبر دليل على ذلك أنه تم إيجاد الحل لها".

أضاف: "يريدون إخراج القوات من الحكومة أو تمثيلها بحجم صغير إلا أن الحجم يعطيه الإنسان، فنحن نعلم كم مر من رؤساء جمهورية على لبنان ولم تكن دائما رئاسة الجمهورية بنفس التأثير والحجم، وكم مر أيضا من رؤساء حكومة ولم تكن هذه الرئاسة متشابهة من حيث الحجم والوزن، وهذا ما يؤكد أن الإنسان هو الذي يملأ المركز الذي يشغره وليس العكس، لذلك كيفما كانت القوات في الحكومة فستكون قوية. ويعملون بشكل دؤوب من أجل تحجيم القوات وسبب ذلك هو اداؤها وتصرفاتها وممارساتها في الحكومة السابقة التي تمكنت من إيقاف بعض الصفقات على الأقل وأهمها كان صفقة الكهرباء، ونحن لا ندعي أننا أوقفنا كل الصفقات في الدولة، ولقد حان الوقت اليوم من أجل أن يردوا لنا الضربة ضربتين من خلال تمثيلنا في الحكومة الحالية".

وتابع: "هناك من يحاول تصوير مسألة إعطاء القوات هذه الحقائب على أنها إنتصار كبير إلا أنها هزيمة كبيرة له باعتبار أن الإنتصارات تتحقق في الإنتخابات إما النيابية أو الطالبية، فالمحكمة هي الشعب وليس أن يتحكم البعض بقلم التوقيع على تأليف الحكومة أو بتعطيل تشكيلها من أجل أن يخرج علينا في النهاية ليقول إنه بطل وتمكن من تحصيل كل الحقائب التي حصلها، فيما القوات ضعفاء ولم يتمكنوا من تحصيل أي شيء على خلفية أن قلم التوقيع ليس بحوزتنا، ولو كان كذلك لكان الجميع أدرك ما هي حصة كل فريق ولكننا قبل كل شيء لم نأخذ عددا كبيرا من الحقائب بل كنا عملنا على صحة التمثيل وليس استفراد الأفرقاء لأننا نملك التوقيع والعمل على التعطيل من أجل الضغط على الجميع ومن بينهم رئيس الحكومة، ومن أجل أن يقول الجميع في النهاية لا حول ولا قوة إلا بالله. أما بالنسبة لنا فنحن لا نعمل سوى تبعا لقناعاتنا وبالشكل الذي يجب أن يتم العمل من خلاله".

وقال: "ناقشنا العرض في الحلقات الحزبية العديدة التي التأمت للتداول وصولا إلى انعقاد تكتل الجمهورية القوية اليوم على مدى ساعتين وتم التباحث في العرض من كل جوانبه. ان أسهل الحلول بالنسبة لنا هو البقاء خارج الحكومة إذا ما أردنا التصرف انطلاقا من التظلم الحاصل بحق القوات مقارنة مع باقي الكتل، ولكن بكل صراحة الحقائب والحصص لم تكن هدفنا في أي يوم من الأيام وقد مرت مراحل عديدة حيث كنا خارج الحكومة وهذا ليس بالأمر الغريب علينا، ولم نكن فقط خارج الحكومات وإنما وصولا إلى المعتقلات أيضا، ولكن السؤال الأساسي الذي طرح علينا وقامت عليه كل مناقشاتنا هو: أين نكون أفيد وأمينين للصوت الشعبي الذي كان مدويا لصالحنا إن كان في الإنتخابات النيابية منذ أشهر أو الآن في الإنتخابات الطالبية النقابية التي تجري؟ لذا وجدنا أن وجودنا داخل الحكومة أجدى بكثير وتجربة وزرائنا الناجحة جدا في الحكومة السابقة ماثلة أمامنا".

أضاف: "بعد المناقشة التي جرت اليوم في تكتل الجمهورية القوية اتخذنا القرار بالدخول إلى الحكومة من أجل أن نكمل من الداخل تحقيق أهدافنا التي من أجلها ترشحنا إلى الإنتخابات النيابية، كما من أجلها وجدنا واستشهدنا واعتقلنا وعانينا كل ما عانيناه".

وختم: "أريد الإستعانة بمثلين: الأول فرنسي والثاني إنجليزي لضرورات البحث لا غير، الأول يقول "ليس هناك من أعمال حقيرة وإنما هناك أناس حقيرون". لذا أريد أن أستعمل هذا المثل بتصرف لأقول ليس هناك من حقائب وزارية حقيرة وإنما هناك أناس حقيرون. أما الثاني ففي يوم من الأيام سألوا وينستون تشرشل: لماذا تجلس إلى آخر الطاولة وليس إلى رأسها، فرد: "في المكان الذي أجلس إليه أنا يكون رأس الطاولة".

 

الرياشي زار الحريري: أسماء وزرائنا باتت عند الرئيس وكل من عمل لتحجيم القوات يعرفون أنفسهم ونحن نعرف ماذا نفعل

الإثنين 29 تشرين الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط" وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم رياشي في حضور الوزير غطاس خوري. بعد اللقاء، قال رياشي: "تشرفت بلقاء الرئيس الحريري، من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وسلمته لائحة بأسماء وزراء القوات، مع المذاهب والحقائب، كما تم توزيعهم من قبل قيادة الحزب، وقد اتصل دولة الرئيس بالحكيم وشكره على جهوده والتسهيلات الجمة التي قدمها، والتي وصفها دولته بالتضحيات، من أجل تسهيل ولادة الحكومة لمصلحة لبنان، في هذا الظرف الصعب الذي نعيش فيه".

سئل: بأي نفسية تدخل القوات اللبنانية إلى الحكومة؟ هل ستواجه أو تمنع تسهيل عمل الحكومة؟

أجاب: "القوات لا تدخل بهذه النفسية ولا تقوم بهذه الأمور، حيث تكون القوات تكون لكي تسهل وتضحي من أجل مصلحة لبنان، فكما قال الحكيم اليوم، أي شيء يخدم مصلحة لبنان يكون "قوات" سواء كان قوات أو غير ذلك".

سئل: من برأيكم يريد أن يعزل القوات أو يلغيها؟

أجاب: "دعونا لا نسمي، ولكن كل الأفرقاء الذين عملوا في محاولة لتحجيم القوات يعرفون أنفسهم ويعرفون ماذا يفعلون، ونحن نعرف ماذا نفعل".

سئل: كيف ستتعاملون مع هؤلاء الذين ضيقوا على القوات؟

أجاب: "نحن ليس لدينا تعامل سلبي مع أحد بالمطلق، بل هناك ما يخدم مصلحة لبنان دون أي استثناء".

سئل: أنت لن تكون وزيرا في هذه الحكومة؟

أجاب: "بداية، أسماء الوزراء باتت عند دولة الرئيس، وقيل لي أنها سربت ولكني أتحفظ، إلا أني أستطيع أن أقول أننا لم نأخذ مقعدا للملكيين الكاثوليك، ولذلك حكما أنا لست في الحكومة".

سئل: هل ما زالت هناك أي عقد أو التشكيلة باتت بحكم المنتهية؟

أجاب: "نحن انتهت مهمتنا في ما يتعلق بالقوات اللبنانية، والرئيس الحريري يعمل على ما هو متبق من أجل أن تبصر الحكومة النور بأسرع وقت ممكن، لأن الوضع في البلد بالفعل ليس هينا على الإطلاق".

سئل: قيل أنكم كقوات تضعون بعض اللوم على الرئيس الحريري في ما وصلتم إليه حكوميا؟

أجاب: "حين يتحدث الحكيم يكون حكيم الكلام، ولا كلام بعده ولا قبله، فدعكم من المصادر، وقد سمعتم ما قاله الحكيم اليوم".

 

هؤلاء هم وزراء "القوات" في الحكومة المنتظرة

وزعت الدائرة الاعلامية في حزب القوات اللبنانية اسماء وصور وزرائها في الحكومة الجديدة مرفقة بنبذة عن كل منهم وفق ما يلي:

غسان حاصباني

ولد في بيروت، منطقة الرميل، بيروت عام 1972.

متأھل وله ثلاثة اولاد.

نائب رئيس حكومة ووزير صحة منذ كانون الأول 2016.

اداري وخبير على المستوى الدولي في التخطيط والاقتصاد والتكنولوجيا.

شغل بعدما أنھى دراساته في لندن عددا من المناصب القيادية في أوروبا والشرق الأوسط من أھمھا نائب الرئيس والشريك في مؤسسة الاستشارات الاستراتيجية والادارية ”بوز أند كومباني“ والرئيس التنفيذي للعمليات الدولية في مجموعة الاتصالات السعودية Group STC .

عضو سابق وحالي في مجالس ادارات شركات عالمية متعددة الأحجام في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، كما ھو عضو في مجلس الأجندة العالمية في منتدى الاقتصاد العالمي وزميل في شبكة القيادة العالمية في معھد أسبن.

ھو عضو في معھد الھندسة والتكنولوجيا وفي مجلس المھندسين في المملكة المتحدة، ورئيس Cedar Institute للشؤون الاقتصادية والاجتماعية في لبنان. له مؤلفات عديدة منھا ”جمھورية خارج الكھف، وجھة لبنان في عالم متغير“ و”الشرق الأوسط في 2030 الصادر باللغة الانكليزية وكتابات اخرى صادرة في لندن في عامي 1996 و 1999 و له كتابات ومقالات ومحاضرات عالمية عدة.

حاصباني حائز على شھادة بدرجة امتياز في الھندسة وماجيستير في ادارة األعمال MBA من بريطانيا.

كميل شاكر أبوسليمان

مواليد المتين في 1 كانون الاول 1959. متأهل من ماري – كريستين رياشي. أولاده بيار- شاكر 28 سنة ومارك 24 سنة.

المؤهلات التعليمية: تخرج من مدرسة سيدة الجمهور في 1976.

حصل على الشهادات المذكورة أدناه، مع تقدير مشرف من الجامعات التالية:

1979: إجازة في الحقوق من جامعة القديس يوسف، 1980: ماجيستر في القانون من جامعة القديس يوسف،1981: ماجيستر في القانون من جامعة هارفرد. العام 1982: ماجيستر في الفنون من كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية. هو عضو في كل من نقابة المحامين في نيويورك ونقابة المحامين في بيروت.

الخبرات العملية

بدأ الاستاذ أبوسليمان مهنته كمحاٍم في نيويورك في 1982. وفي العام 1986، وهو في السابعة والعشرين من عمره، انتخب في مكتب المحاماة الذي كان يعمل لديه، ليكون بذلك الشريك الأصغر سناً في تاريخ المكتب. وهو حالياً شريك أساسي في senior partner في مكتب المحاماة العالمي ديكارت، وهو يضم أكثر من ألف محاٍم، وتتخطى ايرادته السنوية المليار دولار. ويتولى المناصب التالية ضمن مكتب ديكارت Dechert: رئيس مكتب لندن، عضو في لجنة إدارة المكتب، رئيس قسم الأسواق الناشئة، رئيس قسم الأسواق المالية العالمية.

يُعتبر أحد أبرز المحامين عالمياً في مجالي الأسواق الناشئة والأسواق المالية العالمية، إذ لعب دوراً أساسياً وقيادياً في هندسة وإتمام مجموعة من العمليات المالية الإبتكارية والفريدة من نوعها في أسواق رأس المال العالمية. وهو محام لمجموعة من الدول في اصدارها للسندات على الاسواق المالية العالمية، ومنها مصر، الأردن، المغرب، تونس وغيرها من الدول.

منذ العام 1995، هو المحامي الاساسي لكافة إصدارات اليوروبوند التي تقوم بها الدولة اللبنانية.

الجوائز الرئيسية:  في 2016، اختير كأحد أفضل 10 محامين ابتكاريين في أوروبا Financial Ten Top .Financial Times الـ قبل من Lawyers in Europe. في 2017، نال أول جائزة “انجاز لمدى الحياة” Award Achievement Lifetime من قبل Review Law Financial International The، لتي نوهت أن للأستاذ أبوسليمان الدور الابرز في تطوير األسواق المالية في الشرق األوسط وشمال أفريقيا خالل السنوات الخمس والعشرين السابقة.

في 2018ُ، سمي كمتمم الاتفاقات للعام year the of Dealmaker من قبل  The American lawyer، علماً أن هذه الجائزة تعتبر إحدى أهم الجوائز وأكثرها تقديراً في عالم القانون.

الاستاذ أبوسليمان ناشط في عدة جمعيات خيرية ومدنية، هو من مؤسسي جمعية Lebanese (LIFE (Executives Finance International . كما يقدم الأستاذ أبوسليمان، من خلال مؤسسة شاكر أبوسليمان، مجموعة من المنح التعليمية للطالب اللبنانيين المتفوقين، بما فيها في جامعة القديس يوسف وجامعة هارفرد وسواها من الجامعات.

الدكتورة مي شدياق

مواليد بيروت، 20 حزيران 1963.

حائزة شهادة الدكتوراه في علوم الاعلام والتواصل من جامعة باريس الثانية- Université Paris II Panthéon Assas.

استاذة في مواد الصحافة والتلفزيون والراديو في جامعة سيّدة اللويزة منذ العام 1997.

مؤسِّسة ورئيسة مؤسسة مي شدياق (MCF) والمعهد الإعلامي التابع لها (MCFMI).

مؤسِّسة ورئيسة أكادميَة ALAC-Academy of Leadership & Applied Communications المرخصّة بالمرسوم رقم 2844 / 2016.

بدأت مسيرتها المهنية كمذيعة في اذاعة صوت لبنان عام 1982. عملت كمراسلة ومذيعة اخبار في تلفزيون إل بي سي منذ العام 1985.

تولّت رئاسة قسم الاعلام في سفارة لبنان في سويسرا بين عامي 1989 و1990. عملت في قطاع العقارات بين عامي 1994 و1998.

أعدّت وقدّمت برنامج الحوار السياسي الصباحي “نهاركم سعيد” عبر إل بي سي بين عامي 1998 و2005.

ناضلت الدكتورة مي شدياق من أجل حريّة اللبنانيين في وقت كان القليلون يجرأؤن على الاعتراض على حالة الطغيان السائدة، مما عرضّها للعديد من التهديدات بالقتل.

بعد ستة أشهر على اغتيال رئيس الوزراء السابق الشهيد رفيق الحريري في عام 2005، تعرّضت د. شدياق لمحاولة تفجير سيارتها مما تسبب في فقدانها ساقها اليسرى وذراعها. بعد عشرة أشهر من العمليات الجراحية والعلاج وبرامج إعادة التأهيل، عادت إلى شاشة التلفزيون في برنامج حواري سياسي وهو “بكل جرأة”.

وضعت الدكتورة مي شدياق كتابين الأول عام 2006 بعنوان: “Le ciel m’attendra” الذي حصل على جائزة “Prix vérité” في Le Cannet، فرنسا. تلاه كتاب La télévision mise à nu ، عام 2014 وقد مُنِح الكتاب الثاني “جائزة فينيكس”.

حصلت الدكتورة مي شدياق خلال مسيرتها على العديد من الجوائز والميداليات المحلية والدولية كجائزة حريّة التعبير من الاتحاد الدولي للصحافة الفرنسية (UPF)، عام 2005، وجائزة اليونسكو غييرمو كانو لحرية الصحافة”، عام 2006.

بالاضافة الى أن الشدياق حصلت في حزيران 2016 على درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا. وفي عام 2017، حصلت على جوائز الإنجاز مدى الحياة من الجامعة اللبنانية الكندية والجامعة الأمريكية في لبنان. وفي العام 2017، منحها البابا فرنسيس ميدايةالقديس غريغوار الكبير “Dame de l’ordre de Saint Gregoire-le Grand” 2017. قلّدها الميدالية البطريرك الماروني الكاردينا بشارة الراعي عام 2018 في بكركي.

أما في العام 2017، نالت “جائزة منيرفا آنا ماريا مامولانتي لحقوق الإنسان والحقوق المدنية لفئة النساء بالاضافة الى ميدالية رئاسة الجمهورية الايطالية.

وفي نيسان 2010، عيّن المعهد الدولي للصحافة في فيينا الدكتورة مي شدياق كبطلة وقلّدها جائزة أبطال العالم في حريّة الصحافة.

في آيار2007، قلّدها رئيس الجمهورية الفرنسية جاك شيراك ميدالية Chevalier de l’Ordre de la Légion d’Honneur في قصر الإليزيه.

في تشرين الأول عام 2006 نالت جائزة الشجاعة في الصحافة من الInternational Women’s Media Foundation (IWMF).

صنّفتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس العام 2006 من بين ابرز الشخصيات الاعلامية في العالم.

ريشار قيومجيان

ريشار شاھان قيومجيان هو مواليد بطحا، كسروان 1962 وهو متأھل من راوية أبي يونس ولهما إبنتين: ساندرا وسابين.

التحصيل العلمي: دبلوم دراسات عليا في السياسة الدولية، معهد السياسة العالمية – واشنطن 2008, ،Politics World of Institute

.WashingtonDC, USA وحصل على دبلوم دراسات عليا في طب عام الأسنان ِّ المتقدم وبيولوجيا الفم، جامعة ميريالند في بالتيمور 1997  of University Maryland at BaltimoreUSA. وهو حائز على شهادة دكتور في جراحة الفم وطب األسنان، جامعة القديس يوسف -بيروت 1984.

وهو خريج المدرسة المركزية في جونية، وثانوية القلب الأقدس Lycée du Sacré Cœur, AixenProvence, France

وقيومجيان تسلم مسؤوليات الحزبية أهمها: رئيس مصلحة الطلاب 1986-1987

وكان أمين الإعلام في المجلس السياسي للقوات (في الانتشار) 1999-2001

مدير عام بيت المستقبل 1989-1990

رئيس فرع التقديمات التربوية في مؤسسة التضامن الاجتماعي 1987-1989.

مرشح الحزب للانتخابات النيابية عن مقعد الأرمن الكاثوليك في دائرة بيروت الأولى لأعوام 2009 ،2013 و2014.

وله كم من المقالات السياسية والفكرية والتاريخية، والعديد من المقابلات الصحفية وإلاذاعية والتلفزيونية

هو المتحدث الرسمي باسم الحملة الانتخابية للحزب العام 2009.

 

حزب الله: متمسكون بتوزير سنّة المعارضة

المركزية/29 تشرين الأول/18/أكد مصدر في حزب الله للـLBCI أن الحزب متمسك بتوزير سنة المعارضة إلى أبعد الحدود. وأشار المصدر الى أن ما ذكرته صحيفة "الأخبار" من أن الحزب لن يسلم أسماء وزرائه إذا لم يمثل حلفاؤه السنّة صحيح ، معتبراً أنه من انتظر القوات أشهرا يستطيع الانتظار اياما. وم جهتها افادت الmtv ان العقدة الوحيدة المتبقيّة هي "العقدة السنية" مع رفض "حزب الله" أن يعطي الحريري أسماء وزراء الحزب الـ3.

 

كرامي: لا حكومة من دوننا

المركزية/29 تشرين الأول/18/هي العقدة السنيّة العامل الوحيد الذي يؤخّر صعود الرئيس المكلف سعد الحريري إلى قصر بعبدا لإطلاع رئيس الجمهورية ميشال عون على التشكيلة الحكومة النهائية، فإصدار المراسيم. موقع mtv نقل عن النائب فيصل كرامي تشديده على أنّ "مطلبنا يُختصَر بشيء واحد هو توحيد المعيار في تشكيل الحكومة والذي يؤدي الى تحقيق حقنا في تمثيل ثابت وغير خاضع للمساومات"، مُضيفاً: "أما عن القول إنّ عقدة سنية تؤخّر حسم التأليف، فنحن لا نراها عقدة". وتابع: "منذ صدور نتائج الانتخابات لم نسع يوماً لكسر رئيس الحكومة المكلف والدليل أننا سمّيناه فإن أراد البعض أن يكون هناك عقد فالأمر لا يعنينا ونحن سنكون في الحكومة من حصة التيار السُنّي الوطني العريض الذي أوصل 10 نواباً الى البرلمان من خارج "تيار المستقبل" والذي يمثّل ما بين 40 و45% من الناخبين السنة في لبنان". ولفت إلى أنّه "لدينا اعتراض على توزير شخصية من خارج السنة المستقلين، فإذا كان التمثيل يتعلق بالنواب السنة العشرة فمن حقّهم أن يتمثّلوا بوزيرين إثنين، أما تجمع النواب المستقلين الذي يضم 6 نواب فيتمّ تمثيله من أحد أعضائه فقط لا غير". وإذ جزم كرامي بأنّه "لا حكومة من دون تمثيل اللقاء التشاوري السني مع التمنّي ألاّ يتأخر التأليف"، حرص على القول إنّ "الحكومة حين تتشكل تصبح هيئة متجانسة والتضامن الوزاري مبدأ أساسي لفعالية الحكومية، فبعد الإتفاق على الحكومة لن يعود هناك من عقدة في موازين القوى على طاولة الحكومة".

وأردف: "حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية أبرز الداعمين لنا، كما أنّ رئيس الجمهورية يشدّد على حقّنا بمجرد اصراره على وحدة المعيار في التأليف".